امام صادق
امام صادق (عليه السلام) كه ششمين امام معصوم است و مذهب شيعه با نام او به عنوان مذهب جعفري شناخته مي شود، در سال 80 يا 83 قمري در مدينه به دنيا آمد و پس از رحلت پدر، رهبري فكري و سياسي شيعيان اصيل پيرو مذهب اماميه را برعهده گرفت. آن حضرت تا سال 148 قمري در قيد حيات بود. در اين مدت نزديك به چهارهزار نفر شاگرد در محفل درسش حاضر شدند و از دانش آن حضرت بهره بردند. امام صادق (عليه السلام) مورد ستايش تمامي عالمان عصر خويش بود.
در متون ديني شيعه، چندين هزار روايت از آن حضرت در تفسير، اخلاق و به ويژه فقه، رسيده كه باعث عظمت حديث شيعه و موجب تقويت بنيه علمي آن است. امام صادق (عليه السلام) كوشيد تا شيعيان را در برابر ديگران مسلح به دانش حديث و فقه كند و با انحرافاتي كه ممكن بود در ميان شيعه به وجود آيد، به مبارزه برخيزد. در دوره اين امام نيز جز در چند سال نخست دولت عباسي، فشاري سخت بر شيعيان وجود داشت. منصور، دومين خليفه عباسي، نسبت به امام صادق (عليه السلام) سخت كينه داشت و عاقبت نيز به نوشته مورخان در 25 شوال سال 148 هجري، آن حضرت، به تحريك وي مسموم شد و به شهادت رسيد. امام صادق (عليه السلام) در كنار جد و پدرش در بقيع به خاك سپرده شد.
در گذشته، قبور اين چهار امام، با قبه اي كه برفراز آن ساخته شده بود، به عنوان يكي از زيارتگاه هاي مسلمانان، به ويژه شيعيان، شناخته مي شد; يكي از مشهورترين اين بناها، از آن مجدالملك قمي براوستاني وزير بركيارق سلجوقي است كه در قرن پنجم بر فراز قبور امامان ساخته شده بود. اما اين آثار در سال هاي
[ صفحه 339]
اخير از ميان رفت و در حال حاضر، قبور ائمه در شكل بسيار ساده در بقيع برجاي مانده است. [1] .
پاورقي
[1] در باره تاريخ حرم ائمه بقيع نكـ: مقالات مفصل آقاي محمدصادق نجمي در فصلنامه ميقات حج ش 4، صص 191 ـ 175، ش 5، صص 70 ـ 59، ش 6، صص 129 ـ 111، ش 7، صص 113 ـ 92.
روش بنيادين امام صادق
اين روش با كوشش علمي و فكري خستگي ناپذير در زمينه هاي
[ صفحه 24]
معارف اسلامي و تعميق مبادي و احكام آن شكل گرفت. اقدام مستقيم حضرت امام صادق عليه السلام از اين جنبه به شكل زير خلاصه مي گردد: آن حضرت عليه السلام مفاهيم عقيدتي و احكام شريعت را منتشر ساخت و آگاهي علمي را پراكنده و توده هاي عظيم دانشمندان را به منظور برپا داشتن آموزش و تعليم مسلمانان مجهز نمود. امام صادق عليه السلام در عصر خود بزرگ ترين آموزشگاه اسلامي را گشود و يثرب و «شهر مدينه» را كه سراي هجرت و مهبط وحي بود، مركز آموزشگاه خود قرار داد و مسجد پيامبر صلي الله عليه و اله را محل تدريس خويش نمود؛ به طوري كه همه ي فنون در آن تدريس مي شد. [1] از جمله شاگردان حضرت امام صادق عليه السلام پيشوايان مذاهب معروف اسلام مانند «مالك بن انس» و «سفيان ثوري» و «ابن عيينه» و «ابوحنيفه» و از قبيل «محمد بن حسن شيباني» و «يحيي بن سعيد» و غير از آنان از دانشمندان محدثان و فقيهان، مانند «ايوب سجستاني» و «شعبه بن حجاج» و «عبدالملك بن جريح» و ديگران بودند. [2] مجموع شاگردان امام صادق عليه السلام بالغ بر چهار هزار تن بودند. آن حضرت عليه السلام باب علم را در فلسفه، علم كلام، رياضيات و شيمي گشود. «مفضل بن عمر» و «مؤمن الطاق» . «هشام بن حكم» و «هشام بن سالم» در فلسفه و علم كلام، تخصص داشتند و «جابر بن حيان» در رياضيات و شيمي و «زراه بن اعين» «محمد بن مسلم» «جميل بن دراج» «حمرا بن اعين» «ابابصير» و «عبدالله بن سنان» در فقه و اصول و تفسير متخصص بودند. حضرت جعفر بن محمد عليه السلام براي علم اصول و فقه، قواعدي وضع فرمود تا شاگردان خويش را با قوه ي اجتهاد و استنباط احكام
[ صفحه 25]
شرعي، آشنا و تربيت كند. از جمله قواعد اصولي كه حضرتش عليه السلام بنا نهاد، قاعده ي برائت و استصحاب است كه اين دو قاعده، نقش بنيادين و زيرين در استخراج احكام شرعي دارند و هم چنين از قواعد فقهي بنا شده ي توسط ايشان قاعده ي «فراغ» ، «تجاوز» ، «يد» و «ضمان» است. [3] هدف حضرت امام صادق عليه السلام از اين كار (نهوض انقلابي علمي - فرهنگي و تربيت شاگرداني مبرز و ممتاز) سه امر مهم بود:
الف) يكي اين كه براي شيوه ي تشريع و قانون گذاري اسلامي قواعدي استوار و سقيم بنا نهد و نيز براي عقايد و اعتقادات اسلامي تمركزي نيرومند و توانمند ايجاد نمايد، تا استمرار و بقاي اسلام را در ميان امواج گوناگون و مهاجم بيگانه تضمين نمايد.
ب) مفاهيم خطا در حوزه ي معارف اسلامي را اصلاح نموده و احاديث جعلي و ساختگي را مشخص كند.
ج) براي قطبيت و محوري بودن مفهوم «امامت» به عنوان خلافت و جانشيني الاهي در روي زمين و در ميان مردم از جنبه هاي علمي، فرهنگي و فقهي تمركز و توضيح داده و از همين طريق نيز «امامت» خويش را بر همگان فريضه و واجب گرداند. [4] .
پاورقي
[1] به نقل از: زندگاني امام موسي كاظم عليه السلام / باقر شريف قريشي.
[2] به نقل از: امام صادق عليه السلام و مذاهب چهارگانه / ج 3 / اسدالله حيدر.
[3] به نقل از: امام صادق / مرحوم مظفر.
[4] تحليلي بر زندگاني پيشوايان ما.
علمه
سنوات قليلة من حياة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ملأ فيها الدنيا بعلمه، و ازدهرت ألوف الكتب بأحاديثه و آرائه، ألقي فيها علي طلابه مختلف العلوم، و علمهم صنوف المعارف، فحلقة للحديث، و أخري للفقه، و ثالثة للتفسير، و رابعة للفلسفة و الالهيات، و خامسة لبحث الأفلاك و مدارات الشمس و القمر و النجوم لقد شبهوا دار الامام عليه السلام بالجامعة.
قال الأستاذ محمد صادق نشأت - الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة -: و خلاصة القول ان دار الصادق كانت كجامعة كبيرة تموج بالحكماء و أهل العلم يجيب أسئلتهم، و يحل مشاكلهم، دون التفات الي نحلهم و مذاهبهم أو فروقهم و مقاصدهم و قد جمع أصحابه المتقربون اليه دروسهم في أربعمأئة كتاب، و سموها (الأصول الأربعمائة) و ان الرسالة التي أملاها علي المفضل بن عمر للرد علي العالم الدهري المعروف بابن أبي العوجاء، تشير الي منزلة الصادق و احاطته العجيبة بأنواع المعارف و الفنون [1] .
لقد يمم المسلمون الي جامعة الامام الصادق عليه السلام من كافة الأقطار الاسلامية، ينتهلون من نميرها الفياض، و يغترفون من معينها العذب.
قال الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل: و كذلك أرسلت الكوفة و البصرة، و واسط، و الحجاز، الي جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها، ومن كل قبيلة: من بني أسد، و مخارق، وطي، و سليم، و غطفان، و غفار، و الأزد، و خزاعة، و خثعم، و مخزوم، و بني ضبة، و من قريش، و لا سيما بني الحارث بن عبدالمطلب، و بني الحسن بن
[ صفحه 415]
علي، و رحل اليه جمهور من الأحرار، و أبناء الموالي، من أعيان هذه الأمة: من العرب و فارس، و لا سيما مدينة قم [2] .
و لا غرو ان كانت مدرسته عليه السلام بمثل هذه المثابة، و أن يقصدوها المسلمون من كل صقع و قطر، ليرتووا من نميرها العذب، و يتزودوا من رحيقها العطر، فمؤسسها الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه - كما يقول الجاحظ -.
لقد استأثر علم الامام الصادق عليه السلام باهتمام المؤرخين و نقلة الآثار منذ العصر الأول و حتي اليوم، فكل من كتب عنه تحدث عن علمه الغزير، و ذكر من تتلمذ عليه من علماء المسلمين و كبرائهم، و مؤسسي المذاهب الاسلامية.
قال أحمد بن حجر الهيثمي: جعفر الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان، وروي عنه الأئمة الأكابر: كيحيي بن سعيد، و ابن جريح، و مالك، و السفيانيين، و أبي حنيفة، و شعبة، و أيوب السختياني [3] .
و قال أبونعيم الأصبهاني: روي عن جعفر بن محمد عدة من التابعين، منهم: يحيي بن سعيد الأنصاري، و أيوب السختياني، و أبان بن تغلب، و أبوعمرو بن العلاء، و يزيد بن عبدالله بن الهاد، و حدث عنه الأئمة الأعلام: مالك بن أنس و شعبة بن الحجاج، و سفيان الثوري، و ابن جريح، و عبدالله بن عمر، و روح ابن القاسم، و سفيان بن عيينة، و سليمان بن بلال، و اسماعيل بن جعفر، و حاتم بن اسماعيل، و عبدالعزيز بن المختار، و وهب بن خالد، و ابراهيم بن طهمان في آخرين، و أخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجا بحديثه [4] .
و قال أبوالعباس أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني: كان من بين أخوته خليفة أبيه و وصيه، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، كان رأسا في الحديث، روي عنه: يحيي بن سعيد، و ابن جريح، و مالك بن أنس، و الثوري و ابن عيينة، و أبوحنيفة، و شعبة، و أبوأيوب السجستاني، و غيرهم [5] .
[ صفحه 416]
و قال أحمد شهاب الدين الخفاجي: جعفر الصادق، أبوعبدالله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روي عنه كثيرون: كمالك بن أنس، و السفيانيين، و ابن جريح، و ابن اسحاق، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته. ولد سنة 80 ه و توفي سنة 148 ه قيل مسموما، و ثقه في روايته الشافعي، و ابن معين، و أبوحاتم، و الذهبي. و هو من فضلاء أهل البيت و علمائهم عليهم السلام [6] .
و قال جمال الدين أبوالمحاسن يوسف بن تغري الأتابكي بعد كلام له في فضله: و حدث عنه أبوحنيفة، و ابن جريح، و شعبة، و السفيانيان، و مالك، و غيرهم، و عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد [7] و قال محمود بن وهيب البغدادي الحنفي: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان، و روي عنه الأئمة الأكابر: كيحيي بن سعيد، و ابن جريح، و مالك، و السفيانيين، و أبي حنيفة. و شعبة، و أيوب السختياني، و ابن عيينة، و غيرهم [8] .
و قال الشبلنجي: و مناقبه كثيرة تفوت علي الحاسب، و يحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب، روي عنه جماعة من أعيان الأمة و أعلامهم كيحيي بن سعيد، و ابن جريح و مالك بن أنس، و ابن عيينة و أبي حنيفة و أبي أيوب السجستاني، و غيرهم [9] .
و قال أبوزكريا محي الدين بن شرف النووي: روي عنه محمد بن اسحاق، و يحيي الأنصاري، و مالك، و السفيانيان، و ابن جريح، و شعبة، و يحيي القطان، و آخرون، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته [10] .
و قال الأستاذ محمد أبوزهرة: ما أجمع علماء الاسلام علي اختلاف طوائفهم كما أجمعوا في فضل الامام الصادق و علمه، فأئمة السنة الذين عاصروه تلقوا عنه و أخذوا، أخذ عنه مالك رضي الله عنه، و أخذ عنه طبقة مالك: كسفيان بن عيينة، و سفيان الثوري، و غيرهم كثير. و أخذ عنه أبوحنيفة مع تقاربهما في السن، و اعتبره
[ صفحه 417]
أعلم الناس لأنه أعلم الناس باختلاف الناس، و قد تلقي عليه رواة الحديث طائفة كبيرة من التابعين، منهم: يحيي بن سعيد الخ [11] .
و قال السيد أمير علي: و لا مشاحة أن انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد علي فك الفكر من عقاله، فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة، في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي، و لا يفوتنا أن نشير الي أن الذي تزعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب، المسمي بالامام (جعفر) و الملقب ب (الصادق) و هو رجل رحب أفق التفكير بعيدا، غوار العقل، ملم كل الالمام بعلوم عصره، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسوا المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الأنحاء القاصية [12] .
و قال الدكتور أحمد أمين: الشيعة تروي عنه الشي ء الكثير، حتي صنفوا من اجاباته عن المسائل أربعمائة كتاب، سموها (الأصول) و لم يرو عن أحد من أهل بيته ما روي عنه، حتي قال الحسن بن علي الوشا - من أصحاب الرضا - أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد. و ذكروا أن الرواة عنه بلغوا نحو أربعة آلاف رجل [13] .
و أرجع ابن أبي الحديد فقه أئمة أهل السنة كله اليه، و علمهم مقتبس منه، فهو أستاذهم الأكبر، الذي عنه أخذوا، و منه اقتبسوا.
قال: أما أصحاب أبي حنيفة: كأبي يوسف، و محمد و غيرهما، فأخذوا عن أبي حنيفة، و أما الشافعي فقرأ علي محمد بن الحسن، فيرجع فقهه أيضا الي أبي حنيفة، و أما أحمد بن حنبل فقرأ علي الشافعي، فيرجع فقهه أيضا الي أبي حنيفة، و أبوحنيفة قرأ علي جعفر بن محمد عليهم السلام [14] .
[ صفحه 418]
و قد تحدث أبوحنيفة عن تلمذته علي الامام الصادق عليه السلام و أخذه عنه فقال: لولا السنتان لهلك النعمان. يشير الي السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم عن الامام الصادق رضي الله عنه [15] .
و لو أنصف المسلمون الامام الصادق عليه السلام لوجدوه السادن للشريعة المحمدية، و الناشر للعلوم الاسلامية، و المؤسس لكثير من العلوم الحديثة، و واضع أسسها، و سيمر عليك في الفصل اللاحق - الامام الصادق ملهم الكيمياء - في نسبة هذا العلم اليه، و أخذه عنه، كما أن هناك علوما كثيرة أخذت عنه، و اقتبست منه.
قال الحوماني رحمه الله: و استخراج المعلوم من المجهول له علم خاص، سماه علماء الغرب (علم الجبر) اشتقوه من اسم جابر بن حيان، لأنه أول من وضع هذا العلم، نقلا عن معلمه جعفر الصادق عليه السلام.
و قال: و الذرة التي تم الكشف عنها في عصرنا الراهن، لم تكن وليدة هذا العهد و عقوله، انما هي وليدة عقول جبارة مر بها قرون عديدة و هي تبحث عنها، و كان قديما يطلقون عليها اسم (الجوهر الفرد) و (الجزء الذي لا يتجزأ) علي أن علماء اليوم كانت عمدتهم أو أكثر اعتمادهم في الوصول الي الذرة علي الآراء التي حشدها جابر بن حيان في رموزه التي حيرت علماء الغرب لدي استخراجها و التمكن منها.
و قال: قال لي الدكتور يحيي الهاشمي: ان عدة كتب مخطوطة لجابر بن حيان لا يزال علماء الألمان يعكفون علي حل رموزها [16] .
هذه المامة سريعة بما يتعلق بعلمه عليه السلام، و لعل الزمن يكشف لنا جوانب جديدة من حياة الامام الصادق عليه السلام العلمية، و يجلي الغموض عن بعض روائع عظمته المجهولة.
[ صفحه 419]
پاورقي
[1] أشعة من حياة الصادق: 3 / 58.
[2] انظر كتابه جعفر بن محمد 59.
[3] الصواعق المحرقة 199.
[4] حلية الأولياء: 3 / 199.
[5] أخبار الدول 112.
[6] شرح الشفاء: 1 / 124.
[7] النجوم الزاهرة: 2 / 9.
[8] جوهرة الكلام: 118.
[9] نور الأبصار: 210.
[10] تهذيب الأسماء و اللغات: 1 / 149.
[11] الامام الصادق لأبي زهرة 66.
[12] مختصر تاريخ العرب و التمدن الاسلامي 179.
[13] ضحي الاسلام: 3 / 264.
[14] شرح نهج البلاغه:1 / 6.
[15] مختصر التحفة الاثني عشرية للألوسي ص 8. راجع فصل الامام الصادق في نظر العلماء و العظماء، تجد كلمات أئمة المذاهب في الامام عليه السلام.
[16] أشعة من حياة الصادق 41.
مشي
(برگ 50 ب ـ 51 الف)
استعاره ي «مشي» ميان اهل عرفان متداول است و مسلمانان آن را فراوان به كار برده اند. قرآن از «مشي» در نور سخن مي گويد (و جَعَلنا لَهُ نوراً يمشي بِه، 122؛ وَ يَجعَل لَكُم نوراً تمشونَ بِه، حديد، 28)؛ و از همين استعاره ي قرآني است كه ترمذي چهار وجهي را كه مقاتل از اين كلمه نشان مي دهد مي گيرد و آنها را به دو وجه مؤوّل مي گرداند: مشي جسماني و مشي دل.
ترمذي مي نويسد: «مشي» دل يعني حركت كردن («نهوض») دل به سوي خدا از روي «نيت»، به واسطه ي اعمالي كه با انجام دادن آنها خدا را از خود خشنود كند. «نيت» مشتق از فعل «ناءَ» است كه به معني «نَهَضَ» يعني برخاستن و به سوي چيزي خيز برداشتن است. از اين رو، «نيا» به معني خيزش دل به سوي خدا به واسطه ي عقل است. اين «نيا» و اين حركت «از روي نيت» به سوي خدا وقتي آغاز مي شود كه پرتو نور عقل با پرتو نور ايمان تلاقي كند و با آن آميخته شود؛ و اين خيزش به سوي خدا را به دل نسبت مي دهند، زيرا اين دو پرتو نور از دل، چنانكه گويي از چشمه ي («مصدر») خود، فوران مي كنند.
و من خطبة له: في بعثة الأنبياء و سمو منزلة نبينا محمد
... فلم يمنع ربنا لحلمه و أناته و عطفه ما كان من عظيم جرمهم و قبيح أفعالهم أن انتخب لهم احب أنبيائه اليه و أكرمهم عليه محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله، في حومة العز مولده و في دومة الكرم محتده، غير مشوب حسبه و لا ممزوج نسبه و لا مجهول عند أهل العلم صفته.
بشرت به الأنبياء في كتبها، و نطقت به العلماء بنعتها، و تأملته الحكماء بوصفها، مهذب لا يداني، هاشمي لا يوازي، ابطحي لا يسامي شيمته الحياء، و طبيعته السخاء، مجبول علي أوقار النبوة و أخلاقها، مطبوع علي أوصاف الرسالة و أحلامها. الي أن انتهت به أسباب مقادير الله الي أوقاتها و جري بأمر الله القضاء فيه الي نهاياتها، أدي محتوم قضاء الله الي غاياتها، يبشر به كل أمة من بعدها و يدفعه كل أب الي أب من ظهر الي ظهر.
لم يخلط في عنصره سفاح، و لم ينجسه في ولادته نكاح، من لدن آدم الي أبيه عبدالله في خير فرقة، و أكرم سبط، و امنع رهط، و اكلأ حمل، و أودع حجر،
اصطفاه الله و ارتضاه و اجتباه، و آتاه من العلم مفاتيحه و من الحكم ينابيعه، ابتعثه رحمة للعباد، و ربيعا للبلاد.
و انزل الله اليه الكتاب فيه البيان و التبيان، قرآنا عربيا غير
[ صفحه 22]
ذي عوج لعلهم يتقون، قد بينه للناس و نهجه بعلم قد فصله، و دين قد أوضحه، و فرائض قد أوجبها، و حدود حدها للناس و بينها، و أمور قد كشفها لخلقه و أعلنها، فيها دلالة الي النجاه و معالم تدعو الي هداه.
فبلغ رسول الله صلي الله عليه و آله ما أرسل به، و صدع بما أمر به، وادي مما حمل من أثقال النبوة، و صبر لربه، و جاهد في سبيله، و نصح لأمته، و دعا الي النجاة، و حثهم علي الذكر، و دلهم علي سبيل الهدي، بمناهج و دواع اسس للعباد أساسها، و منازل رفع لهم أعلامها كيلا يضلوا من بعده و كان بهم رؤفا رحيما.
ابوحمزه ثمالي
ثمالي، به ضم ث، منسوب به ثماله است. اين لقب عوف بن اسلم بود و ثماله شعبه اي است از «ازد» و ثماله باقيمانده ظرف را گويند، و اين عشيره را بدان جهت ثماله گفتند كه چون در جنگي شركت كردند، دشمن بيشتر آنان را از بين برد و عده كمي از آن ها باقي ماند.
نامش ثابت، و اسم پدرش دينار و كنيه اش ابوصفيه است. بعضي گفته اند كه او از موالي آل مهلب بوده ولي نجاي آن را منكر است. گروهي ديگر او را عربي اصيل و از فاميل «ازد» شمرده اند. بالجمله وي از ثقات سلسله اماميه و از مشايخ اهل كوفه و زهاد آن شهر بوده است. رواياتش نزد علماء و اساطين معتمد و موثق و اخبارش نزد فقها و محدثين مورد قبول است. حتي علماي عامه نيز او را توثيق نموده و از وي روايت مي كنند. [1] .
ابوحمزه داراي كتابي در تفسير قرآن مي باشد [2] ، و رساله حقوق حضرت سجاد (ع) [3] و دعاي سحر [4] ، از او نقل شده است.
علامه حلي فرموده: بالاتفاق، آن محدث عاليقدر و عالم سعادتمند از محضر حضرات علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم السلام فرائد اخبار و جواهر آثار را به دست آورده و عده اي گويند كه از محضر حضرت موسي بن جعفر عليه السلام نيز كسب فيض كرده و مؤيد اين قول، گفته ي فضل بن شاذان و شيخ ابوعمرو كشي است كه از حضرت ثامن الحجج سلام الله عليه روايت كرده اند كه يكي از ثقات گفته: شنيدم از حضرت رضا (ع) كه
[ صفحه 44]
مي فرمود: ابوحمزه در زمان خودش مانند سلمان (يا لقمان) بوده، و در خدمت چهار نفر از ما (ائمه) بوده است. [5] .
سيد بن طاووس رحمه الله، در كتاب «فرحة الغري»، نقل كرده كه حضرت سجاد (ع) وارد كوفه شد و داخل مسجد كوفه گرديد. ابوحمزه كه از زهاد كوفه و مشايخ آن جا بود در مسجد حاضر بود. امام دو ركعت نماز به جا آورد. ابوحمزه گفت: لهجه اي نيكوتر از آن نشنيده بودم، نزديكش رفتم تا بشنوم چه مي گويد، شنيدم مي فرمود: «الهي ان كان قد عصيتك فاني قد اطعتك في احب الاشياء اليك الا قرار بوحدانيتك منا منك علي لا منامني عليك...». [6] .
نويسنده گويد: سيد رحمه الله، در «فرحة الغري»، همين مقدار از دعا را نقل فرموده و باقي دعا را ذكر نكرده، من احتمال مي دهم تتمه دعا همان باشد كه در مفاتيح، در ذيل اعمال ستون هفتم مسجد كوفه آمده است.
... و اطعتك في احب الاشياء لك لم اتخذلك ولدا و لم ادع لك شريكا و قد عصيتك في اشياء كثيرة علي غير وجه المكابرة لك و لا الخروج عن عبوديتك و لا الجحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي و ازلني الشيطان بعد الحجة علي و البيان فان تعذنبي فبذنوبي غير ظالم لي و ان تعف عني و ترحمني فبجودك و كرمك يا كريم اللهم ان ذنوبي لم يبق لها الارجاء عفوك و قد قدمت الة الحرمان فانا اسئلك اللهم ما الا استوجبه و اطلب منك ما لا استحقه اللهم ان تعذبني فبذنوبي و لم تظلمني شيئا و ان تغفرلي فخير راحم انت يا سيدي اللهم انت انت و انا انا انت العواد بالمغفره و انا العواد بالذنوب و انت المتفضل بالحلم و انا العواد بالجهل اللهم فاني اسئلك يا كنز الضعفاء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقي يا منجي الهلكي يا مميت الاحياء يا محيي الموتي انت الله لا اله الا انت انت الذي سجد لك شعاع الشمس و دوي الماء و حفيف الشجر و نور القمر و ظلمة الليل و ضوء النهار و خفقان الطير فاسئلك اللهم يا عظيم بحقك علي محمد و اله الصادقين و بحق محمد و اله الصادقين عليك و بحقك علي علي و بحق علي عليك و بحقك علي فاطمة و بحق فاطمه عليك و بحقك علي الحسن و بحق الحسن عليك و بحقك علي الحسين و بحق الحسين عليك فان حقوقهم عليك من افضل انعامك عليهم و بالشان
[ صفحه 45]
الذي لك عندهم و بالشان الذي لهم عندك صل عليهم يا رب صلواة دائمة منتهي رضاك و اغفرلي بهم الذنوب التي بيني و بينك و ارض عني خلقك و اتمم علي نعمتك كما اتممتها علي آبائي من قبل و لا تجعل لاحد من المخلوقين علي فيها امتنانا و امنن علي كما مننت علي آبائي من قبل يا كهيعص اللهم كما صليت علي محمد و اله فاستجب لي دعائي فيما سئلت يا كريم يا كريم يا كريم. [7] .
مرحوم پدرم، قدس سره، در سفينة البحار مي گويد: در روايت ديگر، ابوحمزه گفته:
[ صفحه 46]
روزي در مسجد كوفه در كنار ستون هفتم نشسته بودم، ناگاه مردي از در «كنده» وارد شد. ديدم او را از همه نيكو روي تر و خوشبوتر و لباسش پاكيزه تر، عمامه اي بر سر داشت و قبايي به تن كرده و روپوشي (مثل جبه) روي قبا پوشيده بود و نعلين عربي در پا داشت. نعلينش را از پا بيرون كرد و در كنار ستون هفتم ايستاد و دستهايش را تا برابر گوشش بالا برد و پس از گفتن تكبير دست ها را پايين آورد. پس از تكبير او، گويي كه موهاي بدنم راست شد. سپس چهار ركعت نماز نيكويي به جا آورد. و پس از آن شروع به خواندن اين دعا نمود: الهي ان كان قد عصيتك....
آن گاه برخاست و رفت. من از عقبش رفتم تا به مناخ كوفه كه توقفگاه شتران بود رسيدم، ديدم، غلام سياهي دو شتر همراه دارد، پرسيدم، اين مرد كيست؟ گفت: «او يخفي عليك شمائله»، او را نشناختي؟ گفتم: نه. گفت: او علي بن الحسين (ع) است.
ابوحمزه گويد: خود را بر قدمهايش افكندم و پايش را بوسيدم. آن جناب با دست خود سرم را بلند كرد و فرمود: سجود نشايد مگر براي خداي عزوجل. گفتم: يا ابن رسول الله! براي چه به اينجا آمده اي؟ فرمود: براي نماز در مسجد كوفه؛ و اگر مردم بدانند نماز در اين مسجد چه فضيلتي دارد، به سوي آن بيايند، اگر چه به روش كودكان خود را به زمين كشند (هر چند راه رفتن برايشان در نهايت سختي باشد). پس فرمود: آيا ميل داري كه، با من قبر جدم علي بن ابيطالب عليه السلام را زيارت كني؟ گفتم: بلي، حركت كرد و من در سايه ي ناقه او بودم و حديث مي كرد مرا تا به غريين رسيديم، و آن بقعه اي سفيد بود كه نور از آن مي درخشيد. [8] حضرت از شتر خويش پياده شد و دو طرف گونه خود را بر آن زمين گذاشت و فرمود: اي اباحمزه! اينجا قبر جدم علي بن ابيطالب عليه السلام است. پس زيارت كرد آن حضرت را به زيارتي كه اول آن اين گونه شروع مي شود:
«السلام علي اسم الله الرضي و نور وجهه المضيي ء». سپس با قبر مطهر وداع نمود و به سوي مدينه مراجعت كرد و من به كوفه برگشتم. [9] .
[ صفحه 47]
از اين روايت استفاده مي گردد كه ابوحمزه تا آن روز كه در ملازمت امام چهارم (ع) به زيارت قبر مطهر حضرت اميرالمؤمنين (ع) مشرف شد، بر آن تربت پاك مطلع نبوده و شايد اكثر شيعيان كوفه هم آگاه نبوده اند. و الا به زيارت حضرت مشرف مي شدند. شايد علت اختفاي قبر، همان وصيتي باشد كه خود حضرت به امام حسن (ع) فرمودند كه قبر مرا مخفي كن؛ چون حضرت آگاه بود كه ملاعين خواجر و بني اميه اگر بر جسد مطهرش دست مي يافتند، ممكن بود به بدن آسيبي وارد سازند.
پاورقي
[1] رجال نجاشي، ص 83 - الامام الصادق، محمد حسين مظفر، ج 2، ص 148.
[2] فهرست ابن النديم، كتب تصنيف يافته در تفسير قرآن، ص 50 - رجال نجاشي، ص 83.
ابوحمزه، كتب ديگري همچون: «كتاب النوادر» و «كتاب الزهد» دارد. (مؤلفوا الشيعه، ص 35).
[3] وسائل الشيعه، ج 11، ص 131.
[4] مصباح المتهجد، ص 524 - مؤلفوالشيعه، ص 35 - مفاتيح الجنان، باب دوم، فصل سوم، قسم سوم.
[5] خلاصة الاقوال، علامه حلي، ص 16.
[6] بارالها، اگر نافرماني ات كرده ام، در عوض در محوبترين چيزها در نظرت، اطاعتت نموده ام، و آن اقرار به وحدانيت تو است، از باب منت گذاري تو بر من، نه منتي از من بر تو... (فرحة الغري، باب 4، ص 36).
[7] در محبوبترين چيزها در نزد تو كه همانا در نظر نگرفتن فرزندي براي تو و نخواندن شريكي برايت بوده است فرمانبرداري ات كرده ام و در موارد بسيار نافرماني ات كرده ام اما نه از روي سركشي و عنادورزي و بيرون رفتن از بندگي ات و انكار مقام پروردگاري ات بكله پيروي هواي نفسم را نمودم و شيطان هم پس از دليل و بيانت بر من، مرا لغزاند، اگر كيفرم نمايي، به واسطه گناهانم مي باشد و تو ستمي بر من نكرده اي و اگر بگذري و به من ترحم كني به واسطه بخشش و بزرگواري تو است. خدايا به راستي براي گناهانم چيزي جز همان اميد گذشت تو چيزي نمانده و من ابراز محروميت را تقديم كردم. خدايا پس من از تو مي خواهم آن چه را كه مستحقش نيستم، و طلب مي كنم چيزي را كه سزاوارش نمي باشم. خدايا اگر عذابم نمايي به خاطر گناهانم مي باشد و اگر بيامرزي ام پس تو بهترين رحم كننده اي. اي آقاي من. خدايا تو، تويي و من همان. تويي كه هميشه به آمرزش باز گردي و منم كه همواره به گناه بازگردم. تويي فزون بخش از سر بردباري و منم بازگردنده به ناداني. خدايا از تو مي خواهم؛ اي گنج ناتوانان، اي بزرگ مايه اميد، اي نجات بخش غريقان، اي منجي هلاك شدگان، اي ميراننده ي زندگان، اي زنده كننده ي مردگان، تويي خدايي كه جز تو معبودي نيست، تويي كه تابش آفتاب و بانگ آب و صداي به هم خوردن درختان و نور مهتاب و تاريكي شب و روشنايي روز و صداي بال پرندگان برايت سجده كرد. پس از تو مي خواهم اي خداي بزرگ به حقي كه بر محمد و آل راستگويش داري و به حقي كه محمد و آل راستگويش بر تو دارند و به حق تو بر علي و به حق علي بر تو به حق تو بر فاطمه و به حق فاطمه بر تو و به حق تو بر حسن و به حق حسن بر تو و به حق تو بر حسين و به حق حسين بر تو، زيرا كه حقوق آنان بر تو از برترين نعمت بخشي تو بر ايشان است؛ و به حق آن شأني كه تو در پيش ايشان داري و بدان منزلتي كه آنان نزد تو دارند، پروردگارا درود فرست بر ايشان درودي هميشگي تا نهايت خشنوديت و به خاطر ايشان بيامرز برايم گناهاني كه ميان من و تو است؛ و خلقت را از من راضي گردان و نعمتت را بر من تمام كن، همچنان كه بر پدرانم پيش از اين تمام گرداندي، و قرار مده براي هيچ يك از آفريدگانت در اين باره بر من منتي؛ و منت بنه بر من همچنان كه منت نهادي بر پدرانم پيش از اين. اي كهيعص، بارالها، همانطور كه بر محمد و آلش درود فرستي پس دعاي مرا درباره آن چه از تو درخواست نموده ام مستجاب گردان، اي بزرگوار، اي كريم، اي كريم!.
[8] سيد بن طاووس در كتاب «فرحة الغري» فرموده كه ابوعبدالله محمد بن علي بن الحسن بن عبدالرحمن علوي حسيني در كتاب فضل كوفه، از عقبة بن علقمه ابي الحبوب روايت كرده كه اميرالمؤمنين (ع) ما بين كوفه و خورنق را تا حيره از دهقانان به چهل هزار درهم خريداري كرد. به آن حضرت عرض شد كه اين زمين را به اين مبلغ خريدي در حالي كه در اينجا چيزي نمي رويد و درختي سبز نمي شود. فرمود: از رسول خدا صلي الله عليه و آله شنيدم كه از پشت كوفه هفتاد هزار نفر محشور مي شوند كه (از شدت خوبي) بدون حساب به بهشت وارد خواهند شد، خواستم آن جمعيت از ملك من محشور گردند و آن حضرت بنابراين در ملك خودش كه غريين (نجف حاليه) باشد مدفون شده، سلام الله عليه.
[9] سفينة البحار، ج 1، ص 340.
تواضعه
ومن مظاهر شخصيته العظيمة نكرانه للذات وحبه للتواضع وهو سيد المسلمين، وإمام الملايين، وكان من تواضعه أنه كان يجلس علي الحصير [1] ، ويرفض الجلوس علي الفرش الفاخرة، وكان ينكر ويشجب المتكبرين وحتّي قال ذات مرة لرجل من إحدي القبائل: «من سيد هذه القبيلة؟ فبادر الرجل قائلا: أنا، فأنكر الإمام (عليه السلام) ذلك، وقال له: لو كنت سيدهم ما قلت: أنا..» [2] .
ومن مصاديق تواضعه ونكراته للذات: أن رجلا من السواد كان يلازمه، فافتقده فسأل عنه، فبادر رجل فقال مستهيناً بمن سأل عنه: إنه نبطي... فردّ عليه الإمام قائلا: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون...
فاستحيي الرجل [3] .
پاورقي
[1] النجوم الزاهرة: 5 / 176.
[2] الطبقات الكبري: 1 / 32.
[3] حياة الإمام الصادق (عليه السلام): 1 / 66 عن مطالب السؤول.
الفضائل الفرعية
" من ملك نفسه إذا رغب وإذا اشتهي "
" وإذا غضب. حرم الله جسده علي النار"
الإمام الصادق(ع)
علمنا ان الخلق الكريم من كل قوة هو التوسط فيها، وان الإفراط في تلك القوة والتفريط فيها رذيلتان خلقيتان تعملان علي هدم تلك الفضيلة، وعاملان نفسيان يحاولان سد تلك الباب الموصل إلي الخير والمشير إلي طريق السعادة، ولا يستطيع الإنسان ان يستمر في خلقه الكريم إلا بمحاربة هذين العدوين اللدودين وأشد هما تأثيراً عليه هو أقر بهما إلي نزعاته وأكثرهما موافقة لميوله، والإنسان في الكثير من أفراده ميّال في نزعاته إلي أحد الجانبين، وهو في الأكثر من هذا الكثير يميل إلي جانب الإفراط والزيادة.
أما المعتدلون بغرائزهم، المتوازن في نزعاتهم، فهم قليل وأقل من القليل.
ولعل هذا وأمثاله يكشف لنا حكمة مستورة في بعض الأحاديث الواردة عن الأئمة من أهل البيت(ع) في الحث علي الفضائل التي تقرب بظاهرها التفريط، فهي تحث علي الزهد والقناعة لتقابل الإفراط في بهيمية الشهوة، وتدعو إلي الحلم والرفق لتحد من وحشية الغضب، وكم لأمناء الشرع في هذا وأمثاله من كلمة جامعة.
وقد عرفنا ان الاعتدال الخلقي يقوم بملكات أربع يعدها علماء الأخلاق أصولاً للأخلاق الفاضلة ورؤوساً للملكات الصحيحة الفرعية، فمن الجدير ان نشير إلي بعض خواص هذه الأصول، ونستعرض جانباً من فروعها لنلم بعض الإلمام بآراء الإمام الصادق(ع) في ذلك.
الانقلاب علي الأعقاب
و لا تسأل عما جري بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله) من انقلاب الامور، فان الامام عليا كان مشغولا بتغسيل رسول الله، و اذا بجماعة يجتمعون في مكان في المدينة يقال له: سقيفة بني ساعدة، و بعد محاورات
[ صفحه 19]
و محاولات مريبة نصبوا أبابكر خليفة و بايعوه، و كانت بيعته فلتة - كما قال عمر بن الخطاب - [1] ، و دامت حكومته سنتين و شهورا، و عقد ابوبكر الخلافة من بعده لعمر بن الخطاب، و كانت أيام حكمه عشر سنوات و شهورا ثم جعلها عمر شوري - حسب التفاصيل المذكورة في كتب التاريخ - فصار عثمان خليفة.
و قام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع، و صدرت منه أعمال منافية لصميم الاسلام، من التلاعب بأموال المسلمين، و تسفير أجلاء الصحابة، و ضربهم و شتمهم و تسليط الفساق علي رقاب المسلمين، و الاستهانة بالمقدسات الاسلامية، و غير ذلك - مما هو مذكور في محله -.
و ثار المسلمون ضد عثمان، و سخطوا عليه، و كانت عائشة و طلحة و غيرهما في طليعة المحرضين علي قتل عثمان، و كانت عائشة تشبه عثمان برجل يهودي اسمه: نعثل، فتقول: اقتلوا نعثلا قتله الله.
الي أن قتل عثمان، و كانت ايام حكومته اثني عشرة سنة و شهورا.
و في خلال خمسة و عشرين سنة - و هي أيام حكومة هؤلاء الثلاثة - كان خليفة رسول الله الشرعي: الامام علي أميرالمؤمنين (عليه السلام) مسلوب الامكانيات، ممنوعا من التصرف في شؤون الاسلام و المسلمين.
پاورقي
[1] بحارالأنوار: ج 30 ص 443.
امام در كجا و چگونه پرورش يافت
مورخين قديم عرب عادت نداشته اند كه در ضمن نوشتن تاريخ اعلام و رجال و احوال آنها را از حال طفوليت بررسي كرده و بنويسند يعني مراحل مختلف زندگي از كوچكي تا بزرگي و رجال احوال را مورد مطالعه قرار دهند
[ صفحه 64]
و يا كيفيت تربيت رجال بزرگ را در سنين مختلف و يا تصادف و پيش آمدهاي وارده بر آنها و حوادثي كه در حيات آنها به آنها برخورده بنويسند مثلا رفتار آنها را در حال كوچكي با همسالان و هم شاگردان و معاشرين از افراد خانواده و طرز رفتار و طرز خيال آنها را ياد بياورند يا رفتار خويشان و همدوشان و هم پايگان آنها را بنويسند.
ولي خوشبختانه مورخين و نويسندگان اين دوره به دوره ي بسيار شيرين زندگاني رجال خود يا رجال دنيا توجه نموده و ترجمه ي حال آنها را از ايام طفوليت و صباوت و جواني همه را يادداشت مي كنند و علماء نفس هم در اين يادداشتها و از حوادث زندگاني رجال از طفوليت به بعد استفاده هاي فراواني مي نمايند و اين حوادث و اتفاقات را در تكوين شخصيت آنها مؤثر دانسته و از اين راه بر حقايقي آگاه مي گردند كه احيانا بسيار بسيار مفيد است و به نتايج گرانبهائي از اين طريق رسيده و فوائد علمي بسياري برده اند
و من اتفاقا از اين جهت در مورد اين مرد نامي اسلام فوق العاده كوشش كردم و به كتب تاريخ مراجعه نمودم شايد به مطالبي مربوط به دوره ي طفوليت ابا عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام برخورد كنم و طرز زندگي خصوصي او را در بين خانواده و همسالان و برادران و خويشان او بيابم تا از دوره ي شيرين حيات او بحث نمايم - ولي متاسفانه موفق نشدم و چيزي نيافتم كه مطابق ميل من باشد و خود و خواننده را از آن سرچشمه زلال سيراب كنم
لذا ناچار از آن دوره چيزي نمي گويم و به اين جملات كه بايد گفت اكتفا مي نمايم
امام عليه السلام در مدينه ي منوره ي رسول صلي الله عليه و آله و سلم به دنيا آمده و در آنجا نشو و نما كرد و تحت نظر و چشمان مهربان جدش زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام و پدرش محمد بن علي عليه السلام بود تا پانزده ساله يا قدري كمتر شد، و مطمئنم كه در
[ صفحه 65]
سالهاي اوليه ي حيات او يعني در طفوليت مانند اطفال ديگر خانواده هائي كه مصيبتي بر آنها نرسيده و با ناز و دلال در دامان پدر و مادر و اقرباء خود پرورش مي يابند نبود و آيا در دنيا از بدو خلقت بشر خانواده اي شبيه به خانواده ي امام زين العابدين عليه السلام ديده شده است كه آنگونه مصائب و گرفتاري و زجر و شكنجه ي روحي ديده باشند؟
ابا عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام در طفوليت خود به منزله ي نسيم ملايم سحري نبود كه به اطرافيان خود بوزد؟ و آنها را سرمست شيرين زبانيهاي خود نمايد - طفلي بود كه با مصائب روزگار بزرگ مي شد و حوادث دردناك وارده بر او و خانواده اش در همان نزديكي ها همه را دچار اندوه و حزن عميقي ساخته و حادثه ي بزرگ و جانسوز كربلا در زماني اتفاق افتاد كه نزديك به زمان طفوليت او بود و اگر بخواهيم تصوراتي براي آن طفل در آن خانواده ي ماتم زده فكر كنيم شايد تصور انتقام باشد كه در مغز اين طفل خردسال از كشندگان جدش خطور مي كرد
آري طفوليت او بسيار جانگداز و افسردگي دوره ي صباوت او زياد و در نهايت تلخي گذشت يادبود خون حسين بن علي عليه السلام و فرزندان و آل او و اشكهاي اطفال معصوم و اسيران اهل بيت رسول صلي الله عليه و آله و سلم همه ي آن خانواده را در غم و اندوه و غصه ي فراوان و اشك حسرت دائم گذارده بود
و اما دوره ي مراهقت او، آيا انساني را ديده ايد كه افق جواني او با ياد مصائب گذشته خانواده و مشقات مستقبل به آن اندازه تاريك بوده است؟
15 سال يا قدري كمتر چشمان جد بزرگوارش و چشمان مبارك پدرش او را حراست مي كردند چشماني (كه اشك حسرت و خون در اثر دردهاي گذشته آن را هميشه تر نگاه داشته بود) چشماني كه به طور روشن آينده را
[ صفحه 66]
ديده و از آنچه روزگار در خود مخفي داشت آگاه بودند
اين چشمان روشن مي ديدند كه اين نوجوان در چه روزگاري مرجعيت پيدا كرده و چگونه پيرمردان معمر زودتر از جوانان و كهول به او ايمان مي آورند
جد و پدري كه امام عليه السلام را دوازده سال يا بيشتر حراست نموده و امام عليه السلام بين آن دو خورشيد جهان تاب وارد اجتماع مي گرديد در قلب اين نوجوان مراهق عظمت خدا را جاي داده و از اخلاق بشر او را آگاه و مزاج دنيا را به او تعليم دادند و او را از چشم غره روزگار و تفاوت فاحش بين ايام برحذر مي داشتند اين نوجوان عزيز از هر دو آن وجود مبارك استفاده هاي شاياني علما و عملا نمود به درجه اي كه سينه ي پيرمردان و مردان كامل استعداد ضبط آن همه علوم و اطلاعات را نداشت و فهم و هوش مردان فهيم و باهوش استعداد درك آن مراتب را پيدا نمي كرد
اين جوان بزرگوار نوزده سال ديگر از سنين عمر شريف خود را بعد از وفات جدش علي بن الحسين عليه السلام با پدر عظيم الشان خود امام باقر عليه السلام گذرانيد و آن پدر بزرگوار علوم دين و شئون دنيا و زندگي را به او مي آموخت چنانكه در طفوليت او را در دامان محبت و مهرباني خود پرورش داد تا او را به حد اعلاي دانش رسانيد كه در هيچ انساني چنين طاقتي نبوده و امكان وصول به اين مقام براي هيچ مخلوقي به وجود نمي آيد
و دوره ي امامت او بعد از پدرش 34 سال بود و اين دوره از ادوار زندگي او است كه بحث ما بيشتر مربوط به اين دوره است
ابوالشهداء
«هذان ابناي و ابنا بنتي»
«اللهم إني أحبهما. فأحبهما.
و أحب من أحبهما».
(حديث شريف)
هما ريحانتاي من الدنيا
(حديث شريف)
[ صفحه 43]
مضت سنوات ست علي عثمان في الخلافة و هو يحدر إلي الثمانين أو منها، أعقبتها ست أخري. منها اربعة تتناهي إلي سمعه فيها و شوشة الشكوي من كل صوب، و منها اثنتان فيهما مراجعة الذين يتحملون المسؤولية معه: غاضبه عبدالرحمن بن عوف الذي اختاره للمسلمين. و غضب هو علي عبدالله بن مسعود و علي أبي ذر - أصدق الناس لهجة - و علي عمار بن ياسر، الذي واعده الرسول و أباه و أمه علي الجنة. و هذان الأخيران، منذ انفجر فجر الإسلام، شيعة لعلي.
و نفي عثمان أباذر من المدينة إلي الربذة، [1] لاحتجاجه علي ما صار إليه أمر معاوية و عثمان.
في هذه الفترة الأخيرة اجتمع الناس فتذاكروا الأحداث، و كلفوا عليا أن يكلم عثمان كما روي الطبري في أحداث سنة 34. و نصح علي عثمان أغلي النصيحة، و أجابه عثمان بمبرارته في تعيين الولاة من أهله، و مما قال: «إن معاوية عينه عمر». قال علي: «لكنه كان أخوف له من خادمه يرفأ».
و استمر الناس في ضيقهم بالأمور، حتي إذا كان الموسم حج الولاة فجمعهم عثمان للمشورة فكانوا - معاوية بن أبي سفيان (الشام) و سعيد بن العاص (الكوفة) و كلاهما ابن عم لعثمان. [2] و عبدالله بن سعد ابن أبي سرح (مصر) و هو أخو عثمان من الرضاع.
[ صفحه 44]
و عبدالله بن عامر (البصرة) و هو ابن خال عثمان. [3] فلما انصرفوا إلي أقاليمهم رد أهل الكوفة سعيد بن العاص، و طلبوا أن يتولي عليهم أبوموسي الأشعري، فولاه عثمان. و أرسل المصريون في سنة 35 وفدا للعمرة يناظرون عثمان في سياسة ولاته. و كان علي رسول السلام بين الخليفة و بين الناس.
و انضم بعض أهل المدينة إلي الناقدين، و عنفوا علي عثمان بالمسجد. فقنع بالبقاء في داره، و أحاط القوم بالدار.
و أقبل بعض بني أمية يحرسونها، لكن الحراسة الحق كانت حراسة أبناء الصحابة: الحسن بن علي، و الحسين بن علي. و عبدالله بن عمر و محمد ابن طلحة و علي إمرتهم عبدالله بن الزبير إذ عينه الخليفة. و أمر الرجال ألا يحاربوا أحدا. و لم يخرج الخليفة للحج و أمر عليه عبدالله بن العباس.
و لم يقدم للحج أحد من ولاة عثمان هذا العام، فلم يكن ذلك مفهوما لأحد، الا أن يكون تقصيرا من الولاة... و ليس في المدينة جند. فهي كما يقول الرسول (حرم آمن). و إنما الجند في الأقاليم و بخاصة في الشام حيث معاوية.
و لما تلا ابن عباس خطاب الخليفة علي الحجيج لم يخفوا لنصرته... و أصبح عثمان صائما غداة ليلة. بقي يحدث الحرس ألا يقاتلوا، حتي أقبل الثوار وقتلوه.
اجتمع أصحاب الرسول بعد مقتل عثمان يشتورون، و فيهم طلحة بن عبدالله و الزبير بن العوام، فأتوا عليا و قالوا: لابد للناس من إمام. فقال لهم و الضيق يغلب علي
[ صفحه 45]
نفسه «لا حاجة لي في إمرتكم. فمن اخترتم رضيت به» قالوا ما نختار غيرك. و ألحوا، و هو يرفض و يقول: «لأن أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا». قالوا: والله ما نحن منصرفين عنك حتي نبايعك.
و لما رأي إلحاح القوم خرج إلي المسجد و بايعه الناس. فصعد المنبر و قال «أيها الناس. عن ملأ و أذن. إن هذا أمركم ليس لاحد فيه حق الا من امرتم. و قد افترقنا امس علي امر و كنت كارها لامركم، فأبيتم إلا أن أكون عليكم. ألا و إنه ليس لي دونكم إلا مفاتيح أموالكم معي. و ليس لي ان آخذ درهما دونكم.»
و عين أميرالمؤمنين عماله في الأمصار، و توقف بعض الناس في بعض الأمصار، فجمع رجلي شوراه (طلحة و الزبير)، فقال: «إن الأمر الذي كنت أحذركم قد وقع، و افترق المسلمون و سأمسك الأمر ما استمسك. فإذا لم أجد بدا فآخر الدواء الكي».
و كتب إلي الأمصار فأجمعت الطاعة إلا معاوية بن أبي سفيان بالشام، حبس رسول أميرالمؤمنين إليه ثلاثة أشهر، ثم بعث برده يصدره بقوله: من معاوية إلي علي. كأنه ند له! بل طالبه فيه بدم عثمان، كأنما علي هو الذي قتله! و كأنما معاوية صاحب دمه! و هو واحد من تاركيه بالمدينة، للثوار، بلا نجدة! و عبأ معاوية جيشه لقتال الامام.
و فيما كان علي (عليه السلام) يتجهز لقتال معاوية أتاه الخبر أن طلحة و الزبير قد نقضا البيعة و انهما، و معهما عائشة و أهل مكة، خالفوه و خرجوا عليه، قاصدين البصرة. فنهد للحرب. و كانت وقعة الجمل حيث انتصر، و ذكر يومذاك الزبير بقول النبي للزبير «لتقاتلنه و أنت ظالم له» فترك الزبير حربه. و ندم طلحة قبل أن يلقي مصرعه.
ثم رجع أميرالمؤمنين يسوي حسابه مع جيش الشام بقيادة معاوية، و تلاقي الجيشان في صفين [4] و فيها استشهد عمار بن ياسر، و هو في التسعين من العمر. و فيه قول الرسول «تقتلك الفئة الباغية». و هو ادانة واضحة لمعاوية و جيشه.
[ صفحه 46]
أما أميرالمؤمنين يومئذ ففيه يقول ابن عباس جوابا لرجل سأله: أكان علي يباشر القتال في صفين؟ «و الله ما رأيت رجلا أطرح لنفسه في متلفة مثل علي، رضي الله تعالي عنه. و لقد كنت أراه يخرج حاسرا عن رأسه بيده السيف إلي الرجل الدارع فيقتله».
تراءت بشائر النصر للبطل الذي تعود النصر. فرفع جيش الشام المصاحف علي أسنة الرماح طالبين تحكيم كتاب الله بينهم، و عرف الامام انها خدعة واراد استمرار القتال فيما اصر قطاع كبير من جيشه علي وقف العمليات الحربية. و تمت خدعة التحكيم باختيار معاوية عمرو بن العاص حكما يمثله، و اختار الذين اوقفوا القتال أباموسي الاشعري، وراود عمرو اباموسي؛ علي أن يخلع كل منهما صاحبه و يتركا الأمر للمسلمين يختارون من يشاءون. فقبل - ثم قدم عمرو أباموسي فخلع صاحبه. فلما جاء دور عمرو ثبت صاحبه...!
و انشق من جيش علي الذين فرضوا التحكيم. فحاربهم و انتصر عليهم في «النهروان» و أطلق عليهم المسلمون اسم «الخوارج».
و أخذ يعبئ جنده لمنازلة جيش الشام، و بدا علي جنده آثار التعب من القتال، و علي جيش معاوية آثار شرائه للرجال.
و انقسم المسلمون فهذا حزب علي، و هذا حزب معاوية! و الذين عاصروا الإسلام منذ ظهوره، كالذين درسوه و الذين صدقوا فيه، يفهمون المرارة في قول أميرالمؤمنين (انزلني الدهر حتي قيل علي و معاوية!).
رضي الله عن أميرالمؤمنين و أرضاه. فما كان ذلك ليقع إلا في آخر الزمان الذي قدره الله للخلفاء الراشدين، [5] و في آخر الأيام التي قدرها الله لحياته.
[ صفحه 47]
لقد طعنه عبدالرحمن بن ملجم في التاسع عشر من رمضان سنة 40، باتفاق بينه و بين زميلين من «الخوارج» أن يقتلوا عليا و معاوية و عمرا. فأصيب معاوية في عجزه. و لم يصب عمرو إذ لم يخرج للصلاة و أناب نائبا عنه فقتل.
أمر معاوية بالرجل فقتل. و أمر عمرو برجله فقتل. لكن أميرالمؤمنين أمر باستبقاء قاتله قائلا - و هو الطعين المشرف - إنه إذا عاش فهو ولي دمه. و إذا مات فإنه ينهي عن المثلة؛ ليعلم الناس الدين، كمثل ما علم العالم جميعه «قوانين الحرب و السلام» في حروبه في «الجمل» سنة 36، و «صفين» سنة 37، و «النهروان» سنة 38. فتداولتها المذاهب الأربعة لتقدمها هدية من فقه الإسلام للقوانين المعاصرة.
[ صفحه 48]
و انتقل أميرالمؤمنين الي جوار ربه بعد يومين عن 63 عاما، و أربعة أعوام و تسعة أشهر و يوم واحد في خلافة كلها معارك.
و لم يوجد بخزائنه إلا ستمائة درهم استبقاها ليشتري بها خادما. بل - و كما لخص حياته سفيان الثوري - «ما بني لبنة علي لبنة و لا قصبة علي قصبة و إن كان ليؤتي بحبوته في جراب». الحبوة الخراج.
و كما يقول محمد بن كعب القرظي «سمعت علي بن أبي طالب يقول: لقد رأيتني و أنا أربط الحجر علي بطني من الجوع و إن صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار». و لما قال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لي عليا، قال فيما قال:
كان - و الله - بعيد المدي. شديد القوي. يقول فصلا. و يحكم عدلا. يتفجر العلم من جوانبه. و تنطق الحكمة من لسانه. يستوحش من الدنيا و زهرتها. و يستأنس بالليل و وحدته. كان - و الله - غزير الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، و من الطعام ما خشن. و كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و يبتدئنا إذا أتيناه... و نحن - و الله - مع تقريبه لنا و دنوه منا لا نكلمه هيبة له. لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله... يبكي بكاء الحزين و يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشوفت. فهيهات، هيهات. غري غيري.
بايع المسلمون الحسن بن علي أميرا للمؤمنين، فخرج بجيش قوامه أربعون ألفا للقاء جيش معاوية. و تخاذل جنده كهيئة تخاذل الجند بين يدي أبيه. و تبودلت بينهما الرسائل و كانت النتيجة صلحا بعد خلافة دامت ستة أشهر و خمسة أيام (لعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين). فذلك قول جده عليه الصلاة و السلام.
و دخل المتصالحان الكوفة. فسمي البعض عامهما هذا عام الجماعة. و أسماه الجاحظ (عام فرقة و قهر و جبرية و غلبة).
حدث الشعبي قال: شهدت خطبة الحسن (رضي الله عنه) حين صالح معاوية فحمد الله و أثني عليه ثم قال «أما بعد فإن أكيس الكيس التقي. و إن هذا الأمر الذي اختلفت أنا
[ صفحه 49]
و معاوية فيه، إن كان له فهو أحق به مني، و إن كان لي فقد تركته إرادة لإصلاح الأمة و حقن دماء المسلمين. و إن أدري لعله فتنة لكم و متاع إلي حين».
و عاد الحسن إلي المدينة. و عوتب علي صلحه فقال «اخترت ثلاثا علي ثلاث. الجماعة علي الفرقة. و حقن الدماء علي سفكها. و العار علي النار».
و ليس بغير هذا يتكلم الحسن. فلقد كان رجل عبادة و سلام للناس. خرج من ماله مرتين. و قاسم الله ماله ثلاث مرات. و حج عشرين حجة ماشيا من المدينة إلي مكة.
و في ربيع الأول سنة 49 ه. شعر بالسم يسري في جسده لتبدأ به سلسلة أئمة أهل البيت الذين يموتون مسمومين علي أيدي بني أمية و بني العباس. فأوصي للحسين. و قال: «إذا مت فادفني مع جدي ما وجدت لذلك سبيلا».
لكن مروان بن الحكم والي معاوية علي المدينة منع من تنفيذ الوصية، فدفن الحسن بالبقيع. و سيدفن معه في قبره أئمة أهل البيت الرابع و الخامس و السادس. فأكرم بها بقعة فيها أميرالمؤمنين الحسن، و علي زين العابدين - ابن الحسين - و ابنه محمد الباقر، و ابن الباقر: «جعفر الصادق».
لما توفي الحسن كبر أهل الشام، فقالت فاختة بنت قريظة لمعاوية: أعلي موت ابن فاطمة تكبر؟ قال: ما كبرت شماتة بموته و لكن استراح قلبي.
و قاله له ابن عباس: و الله يا معاوية لا تسد حفرته حفرتك و لا يزيد عمره في عمرك.
و طلب معاوية البيعة لنفسه من محمد بن مسلمة فقال له «لعمري يا معاوية ما طلبت إلا الدنيا و لا اتبعت الا الهوي. و لئن كنت نصرت عثمان ميتا لقد خذلته حيا. و نحن و من قبلنا من المهاجرين و الأنصار أولي بالصواب».
و لما دخل سعد بن أبي وقاص علي معاوية قال: السلام عليك ايها الملك. قال معاوية: ما كان عليك يا أباإسحق ان قلت أميرالمؤمنين؟
كتب معاوية إلي عماله بنسخة واحدة «انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوء من الديوان و أسقطوا عطاءه» و أمر من يأتمرون بأمره ألا يرووا
[ صفحه 50]
أحاديث فضائل علي وشيعته، ثم تمادي، فكلف ولاته أن يلعنوا عليا و من أحبه علي المنابر. فكتبت إليه أم المؤمنين أم سلمة تقول «إنكم تلعنون الله و رسوله علي منابركم لأنكم تلعنون عليا و من أحبه و أشهد أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أحبه».
و لما دانت الدنيا لمعاوية قيل له: قد بلغت ما بلغت. فلو كففت عن الرجل؟ فقال «لا و الله حتي يربو عليها الصغير و يهرم الكبير».
و لو عاش بضع سنين بعد عام موته لشهد انهيار دولته و انتهاء أسرته - أما الذين جاءوا بعده فسيشهدون صعود الشمس في السماء معلنة حق علي، مؤذنة بظهور أهل بيت النبي - صلوات الله عليهم اجمعين.
جعل معاوية الخلافة ميراثا لابنه يزيد، بالسيف علي رؤوس أبناء الصحابة جهرة، و بالرعب في قلوب المستضعفين، و بالمال في جيوب الطامعين!
أما الحسين بن علي فلم يستدرج و لم يستضعف و أبي أن يبايع ليزيد.
و أما عبدالرحمن بن ابي بكر فقال لمعاوية كلمته الخالدة في خلافته و خلافة ابنه و من جاءوا بعده: إنهم جعلوها (هر قلية كلمات مات هرقل قام هرقل).
و عبدالرحمن بن أبي بكر هو جد «جعفر الصادق» من ناحية أمه و أمها.
كان رأي محمد بن مسلمة و سعد بن أبي وقاص أن معاوية، صاحب ملك... ولكن ملك معاوية كان بصلح مشروط. فلما خرج علي الشروط، أمسي حقا لكل مجتهد أن يقول فيه باجتهاده، في المرة الأولي و المرة الآخرة.
و لقد قال أميرالمؤمنين علي قوله فيه. و كشف الله لحكمة الإمام وجه الحق فيما صار إليه أمر معاوية و أمور المسلمين. فحسبنا و حسبه قول علي فيه - و قد اسلفناه - بل قول النبي لعمار عن جيش معاوية «تقتلك الفئة الباغية».
أما عمرو فلأئمة السنة فيه ما يكفيه، و حسبه قول الشافعي فيه، حول أساطين جامعه، حيث راح الشافعي يروي بعد قرن و نصف قرن في (جامع عمرو) بفسطاط مصر، دخول ابن عباس علي عمرو، و هو ابن بضع و ثمانين، و قول عمرو: أصبحت و قد ضيعت من ديني كثيرا و أصلحت من دنياي قليلا، فلو كان الذي أصلحت هو الذي
[ صفحه 51]
أفسدت و الذي أفسدت هو الذي أصلحت لقد فزت... فعظني بعظة انتفع بها يا ابن عباس. قال ابن عباس: هيهات. قال عمرو: ابن بضع و ثمانين و تقنطني من رحمة الله! ثم رفع يديه و قال: اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك. فخذ مني حتي ترضي.
قال ابن عباس: هيهات يا أبا عبدالله. تأخذ جديدا و تعطي خلقا.
قال: من لي منك يا ابن عباس. ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها!
و المسلمون يتناقلون قول الشافعي في جامع عمرو عن عمرو: قدم ابن عمامة علي عمرو فألفاه صائما و قد أحضر اخوانه طعاما. و صلي صلاة فأتقنها. ثم اتي بمال فأمر بتفريقه. قال ابن عمامة: يا أبا عبدالله و أتاك مال أنت به أحق من غيرك ففرقته. بم ذاك يا أبا عبدالله؟ قال: ويحك يا ابن عمامة فلو كانت الدنيا مع الدين أخذناها و إياه. ولو كانت تنحاز عن الباطل أخذناها و تركناه. فلما رأينا ذلك كذلك خلطنا عملا صالحا و آخر سيئا عسي أن يرحمنا الله.
و سمع العالم الشافعي في جامع عمرو يهتز تحتانا إلي أبناء علي في الحجاز فينشد:
يا راكبا قف بالمحصب من مني
واهتف بقاعد خيفها و الناهض
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي
پاورقي
[1] قرية علي مبعدة ثلاثة ايام من المدينة.
[2] كان أبوسفيان إحدي تبعات معاوية، أرسل معه من دمشق أموالا و أغلالا إلي عمر ليظهره علي الأغلال التي كان أساري المسلمين مقيدين بها في حصون الروم. فلما رجع أبوسفيان إلي المدينة ذهب إلي عمر بالأغلال و لم يذهب بالمال. فسأله عمر: أين المال؟ قال: كان علينا دين و مؤنة، و لنا في بيت المال حق. فإذا أخرجت لنا شيئا؟ قال عمر: اطرحوه في القيود حتي يأتي بالمال... فأرسل أبوسفيان من جاء بالمال.
[3] عبد شمس أخوهاشم جد النبي و هما ابنا عبد مناف. و لعبد شمس بنون منهم: حبيب جد عبدالله بن عامر.
و منهم أمية أبوحرب والد أبي سفيان، والد معاوية.
و منهم أبوالعاص و له أبناء منهم عفان أبوعثمان. و الحكم أبومروان. و مروان كاتب عثمان.
و منهم أبوعمر و له أبناء منهم أبومعيط جد الوليد بن عقبة الذي حده عثمان للخمر، و هو وال له. و منهم العاص أبوسعيد أحد ولاة عثمان.
و منهم أبوالعيص جد عتاب بن أسيد عامل النبي علي مكة. حيث ولي النبي أعداءه السابقين و لم يول أهله.
[4] شهد صفين مع علي ألفان و ثمانمائة من الصحابة... منهم سبعة و ثمانون من أهل بدر و تسعمائة من الأنصار و من بايعوا بيعة الرضوان.
[5] أما أهل السنة فيمثل رأيهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل إذ سئل: من الخلفاء؟ و أجاب، أبوبكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم. قال: السائل فمعاوية؟ قال أحمد: «لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمن علي من علي. و رحم الله معاوية». [!] و لما ذكر عنده سير عائشة مع طلحة و الزبير قال: فكرت في طلحة و الزبير، أهماكانا يريدان أعدل من علي بن أبي طالب؟ رضوان الله عليهم أجمعين. [!]
و جاءه يوما جماعة فأكثروا القول و أطالوا في خلافة علي فرفع إليهم رأسه و قال: إن الخلافة لم تزين عليا ولكن عليا زينها.
و مثل الشافعي رأي المسلمين عندما قال رجل «ما نفر الناس علي إلا لأنه كان لا يبالي بأحد» فبهته الشافعي بقوله «كان له أربع خصال لا تكون واحدة منها لإنسان إلا و يحق له ألا يبالي بأحد: انه كان زاهدا، و الزاهد لا يبالي بالدنيا و أهلها. و كان عالما، و العالم لا يبالي بأحد. و كان شجاعا، و الشجاع لا يبالي بأحد. و كان شريفا، و الشريف لا يبالي بأحد».
و أما الخوارج علي جيشه فكانوا ثمانية آلاف دعاهم ليزيل شبهتهم. فأبوا أن يجيئوه إلا أن يقر بالكفر علي نفسه ثم يتوب. فحاربهم و نصره الله عليهم. ثم حاربوا الأمويين و العباسيين. و مع تكفيرهم الكثيرين من جمهور المسلمين بدعوي التهاون في الدين فالمسلمون لا يكفرونهم لانهم متأولون. و أميرالمؤمنين علي يعلم المسلمين ذلك بقوله عنهم: «إخواننا بغوا علينا».
وفقه علي في معاملة العدو و في الحرب عنوان علي علم الإمام و حلمه. فهما من علم النبي و حلمه.
إذا كانت هند بنت عتبة (أم معاوية) مثلت بجثة أسد الإسلام حمزة يوم أحد، و قال النبي يومذاك «ما وقفت موقفا قط أغيظ لي من هذا» فلما جاءه يوم فتح مكة «وحشي» قاتل حمزة اكتفي بقوله «ويحك غيب عني وجهك». و عفا عن هند و قال للأعداء «أنتم الطلقاء»، فلقد صنع علي صنيعه (يوم الجمل) عندما ظفر بابن الزبير فاكتفي بأن قال له «لا أرينك بعد اليوم» و ظفر بسعيد بن العاص فأعرض عنه. و ظفر بأهل البصرة فصفح الصفح الجميل.
ابن ابي حاتم
و در جاي ديگر ابن حجر عسقلاني در كتاب تهذيب التهذيب از ابن ابي حاتم نقل مي كند كه گفت از قول پدرش: [جعفر الصادق] ثقة لايسأل عنه. [1] .
يعني: «امام جعفر صادق(عليه السلام) شخصيت مورد اطميناني است كه نياز نيست درباره او از كسي پرسش شود»
پاورقي
[1] تهذيب التهذيب، ج 2، ص 103.
جايگاه اهل بيت در ميان اهل سنت
ادله و نصوصي را كه از رسول خدا صلي الله عليه و آله در مصادر اهل سنت بر امامت اهل بيت عليهم السلام آمده است، به دو دسته كلي مي توان تقسيم كرد: دسته اول نصوص عامه كه درباره همه اهل بيت عليهم السلام وارد است و در اثبات امامت همه ائمه معصومين به آنها مي توان استناد جست؛ دسته دوم نصوصي است كه به امامت برخي از ايشان اختصاص دارد. يكي از نصوص و ادله بخش اول، «حديث ثقلين» است كه در بيشتر مصادر حديثي و تاريخي و تفسيري اهل سنت از رسول الله صلي الله عليه و آله آمده است كه ما به برخي از آنها اشاره مي كنيم.
ترمذي از بزرگان اهل سنت از جابر بن عبدالله انصاري نقل كرده است كه گفت: رسول خدا را در روز عرفه در حجةالوداع ديدم كه بر ناقه قصوا سوار بود و خطاب به مردم مي فرمود:
يا أيها الناس، فاني قد تركت فيكم ما اخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي [1] .
[ صفحه 10]
اي مردم! من چيزي را در ميان شما به جاي مي گذارم كه تا هنگامي كه به آن چنگ زنيد هرگز به گمراهي نخواهيد افتاد؛ كتاب خدا و عترتم، يعني اهل بيتم.
همچنين مسلم در صحيحش و احمد در مسندش و ديگران در كتاب هاي خود آورده اند كه زيد بن ارقم گفت: رسول خدا صلي الله عليه و آله در كنار آب گيري بر سر راه مكه و مدينه كه «خم» ناميده مي شد، به سخنراني برخاست و فرمود:
اي مردم! من هم بشرم و نزديك است فرستاده پروردگارم بيايد و من هم لبيك بگويم. من دو چيز گران بها در ميان شما بر جاي مي گذارم؛ نخستين آنها كتاب خداست كه در آن نور و هدايت است. پس كتاب خداي را در دست گرفته و به آن تمسك جوييد... و ديگري اهل بيت من است... [2] .
همچنين ترمذي از زيد بن ارقم نقل كرده است كه پيامبر فرموده:
من ميان شما چيزي بر جاي مي گذارم كه اگر به آن تمسك جوييد، هرگز پس از من گمراه نخواهيد شد. يكي از ديگري بزرگ تر است؛ كتاب خدا كه ريسماني كشيده شده از آسمان به زمين است و عترت من، يعني اهل بيتم. اين دو هرگز از هم جدا نمي شوند تا آن گاه كه كنار حوض كوثر به من بازگردانده شوند. پس مراقب باشيد كه با اين دو يادگار من چگونه رفتار خواهيد كرد. [3] .
اين چند حديث، نمونه هايي از صدها حديثي است كه بزرگان اهل سنت در كتاب هاي حديثي، تفسيري و تاريخي خويش از زبان رسول خدا صلي الله عليه و آله
[ صفحه 11]
آورده اند كه پيامبر در پايان عمر شريفش در حجةالوداع، عرفه و غدير خم در جمع هزاران نفر از اصحاب اين سخنان را بيان فرمود. اين نقل ها، نص صريحي است از پيامبر در تعيين و معرفي مرجعي براي امت پس از خود كه همه امامان از عترتش را شامل مي شود. ائمه از عترت پيامبر، عدل و هماهنگ با قرآن هستند و از هر گونه خطا و اشتباهي پاكند. مسير اهل بيت، همان مسير قرآن است و به فرموده پيامبر، هرگز از هم جدا نخواهند شد. پس بر هر مسلمان واجب است آن گونه كه قرآن را منشور سعادت خود مي داند، تابع خاندان پيامبر نيز باشد.
امام زرقاني مالكي در شرح مواهب از علامه سمهودي آورده است:
اين حديث مي فهماند كه در هر زماني تا قيام قيامت، فردي از عترت پيامبر هست كه اهليت تمسك به او را داشته باشد تا اينكه فرمايش پيامبر بر مردم و دستور آنان به تمسك به عترت، متوجه او باشد؛ همان طور كه قرآن (كه در حديث، عدل اهل بيت است) چنين است (و در هر برهه اي، در دسترس مردم است). بر اين اساس، اهل بيت پيامبر، امان بر اهل زمين هستند و وقتي آنان نباشند، زمين نيز اهلش را از ميان مي برد. [4] .
پاورقي
[1] ابي عيسي محمد بن سوره، سنن ترمذي، تصحيح: محمد جميل عطار، بيروت، دارالفكر، 1421 ه. ق، كتاب المناقب، باب مناقب اهل بيت النبي عليهم السلام، ج 5، ص 433. ترمذي همين حديث را از قول ابي ذر، ابي سعيد خدري، زيد بن ارقم و حذيفه بن اسيد در همين باب آورده است.
[2] ابوالحسين مسلم بن حجاج قشيري، صحيح مسلم، بيروت، دارالاحياء التراث العربي، 1972 م، چ 2؛ كتاب فضايل الصحابة، باب فضايل علي بن ابي طالب، ج 4، ح 2408.
[3] سنن ترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب اهل بيت النبي، ج 5، ص 434، ح 3813.
[4] عبدالحسين اميني، الغدير، قم، مركز الغدير للدراسات الاسلامية، 1416 ه. ق، چ 1، ج 3، ص 80، به نقل از: شرح المواهب، ج 7، ص 8.
امام مشايخ روايت ندارد
امام صادق (عليه السلام) روايات خويش را براي شاگردان خود نقل مي كرد و شاگردان او اعم از شيعه و سني، روايات آن حضرت را مي نوشتند با اين تفاوت كه اهل سنت حديث را از امام صادق و از پدرش و او از پدرانش و آنها از رسول خدا (صلي الله عليه وآله) نقل مي كردند، به عبارت ديگر با ذكر سند مي آوردند.
اما شاگردان شيعه آن حضرت با عنوان «عن ابي عبدالله» بدون ذكر سند نقل مي كردند. زيرا، اعتقاد شيعه به عصمت ائمه و امامت آنها و حجيت قول ايشان، آنها را از ذكر سند بي نياز مي ساخت. با اين حال امام تأكيد داشت كه احاديث او همان احاديث رسول خدا (صلي الله عليه وآله) است.
«حديثي، حديث ابي، و حديث ابي حديث جدي، و حديث جدي، حديث علي بن ابيطالب و حديث علي، حديث رسول الله و حديث رسول الله، قول الله»
حديث من حديث پدرم، و حديث پدرم حديث جدم، و حديث جدم حديث علي بن ابي طالب و حديث اميرمؤمنان حديث رسول خدا و حديث رسول خدا فرمايش خداوند است.
منبع علم امام صادق (عليه السلام) نه «تابعان» و نه «محدثان» و نه «فقهاي» آن عصر بودند، بلكه او تنها از يك طريق كه اعلا و اوثق و اتقن طرق است نقل مي كرد و آن همان از طريق پدرش امام محمد باقر (عليه السلام) و او از پدرش علي بن الحسين (عليه السلام) و او از پدرش حسين بن علي (عليه السلام) و او از پدرش علي بن ابيطالب (عليه السلام) و او هم از حضرت رسول خدا (صلي الله عليه وآله)، كه سلسله اي از ذهب است. و از همين رهگذر است كه شيعه اعتقاد دارد كه قول و فعل و تقرير ائمه معصومين (عليهم السلام) همانند قول و فعل و تقرير رسول خدا (صلي الله عليه وآله) بوده و سنت و حجت است.
اين طريق عالي در صورتي است كه ما با برادران اهل سنت مماشات كنيم و به زبان و اصطلاح ايشان سخن بگوييم و گرنه بر طبق مباني اعتقادي شيعه اماميه علوم ائمه اثني عشر (عليهم السلام) علم لدني و از جانب خداست و اين ائمه هدي (عليهم السلام) در مواردي كه روايتي از آباء طاهرين خود نداشته باشند، خود منبع فياض مستقيم احكام الهي هستند، و حاجتي به «حدثنا» و نظاير آن ندارند. همين نكته است كه برادران اهل سنت ما از آن غفلت دارند و چون مي بينند بعضي امامان شيعه اماميه حديثي كه از طريقي كه معروف ايشان است، روايت نكرده اند او را در عداد «علما» قرار نداده اند. و حال آنكه براي به دست آوردن احاديثي كه سلسله روات آن همه ثقه و عادل و حافظ باشند، اين حكم به تصديق همه بزرگان اهل سنت، درباره ائمه شيعه صادق است. بنابراين، روايتي كه سند آن منحصراً امامان شيعه باشند، اعلا و اوثق روايات است تا چه رسد به اينكه خود ايشان به جاي «سند» مستند واصل باشند.
بنابراين حديث امام صادق از طريقي بود كه هيچ يك از محدثان ديگر آن طريق را نداشتند چون «فقه جعفري» بر مبناي علم مستقيم و مستند به وحي است.
زماني كه از احمد بن حنبل درباره اين سند پرسيدند «حدثني موسي بن جعفر عن جعفر بن محمد عن علي بن الحسين و هكذا الي النبي (صلي الله عليه وآله)» گفت: «هذا اسناد لوقري علي المجنون افاق.»
اين سندي است كه اگر بر ديوانه خوانده شود، عاقل گردد.
عمربن مقدام و امام صادق
«عمر بن مقدام » از علماي معاصر امام صادق(ع) درباره ي آن حضرت مي گويد:
«كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت انه من سلالة النبيين و قدراءيته واقفاً عندالجمره يقول سلوني، سلوني.» [1] .
هنگامي كه جعفربن محمد را مي ديدم، مي فهميدم كه او از نسل پيامبران است. خودم ديدم كه در جمره ي مني ايستاده بود و ازمردم مي خواست كه از او بپرسند و از علم سرشار او بهره مند شوند...
پاورقي
[1] سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 257.
لقب زيباي صادق
صادق - راستگو - لقب تمام امامان مي باشد. ليكن چون برخي القاب در برخي امامان بيشتر جلوه گر است، به القاب خاصي مانند «صادق» يا «كاظم» و يا «رضا» ملقب مي شوند. درمورد علت اين لقب زيبا به امام صادق عليه السلام نكاتي مطرح است.
الف: امام همام به خاطر اين كه در ادعاي امامت صادق بودند و در گفتار خويش هماره راستگو بودند، به اين عنوان لقب گرفته اند؛ در برابر فرد
[ صفحه 21]
ديگري به نام جعفر بن علي كه از فرزندان امام هادي عليه السلام مي باشد و به دروغ ادعاي امامت مي نمايد، سمّي الصادق صادقا ليتميز من المدعي الامامة بغير حقها و هو جعفر بن علي امام الفطحيه الثانية. از رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم روايت اين گونه است كه جعفر بن محمد را صادق بناميد تا از مدعي دروغين مشخص باشد. فسموه الصادق. [1] .
منظور ايشان فرزند امام هادي عليه السلام است كه به دروغ ادعاي امامت نمود. وي بعد از شهادت برادرش امام عسكري عليه السلام، خود را جانشين امام حسن عسكري عليه السلام مطرح ساخت و عده اي فريب خورده نيز دور وي جمع شدند. اين گروه «فطحيه دوم» نام دارند. با گروه معروف به «فطحيه» كه به امامت عبدالله بن جعفر افطح، فرزند امام صادق عليه السلام معتقد شده، آنگاه به امامت موسي كاظم عليه السلام برگشتند نبايد اشتباه شود. در واقع اين گروه سيزده امامي شدند. امام صادق عليه السلام در ادعاي امامت صادق و در گفتار خويش نيز صادق بودند كه به اين لقب مبارك عنوان گرفتند، لصدقه في مقالته. [2] .
ب: نكته مهمتر از اين، در راستاي لقب صادق آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم عنوان شده است و آن نكته ژرفاي دانش حضرت را شفاف مي سازد، كه امام صادق عليه السلام متصل به وحي و علم و دانش لدني است. اما صادق مستقيم از خدا سخن مي گويد. در سخن گفتن از خداي سبحان نيازي به واسطه مانند فرشته نيز ندارد. بلكه حضرت بدون واسطه از خدا سخن مي گويد. در زيارت نامه حضرت به ايشان اين گونه خطاب مي كنيم: صل علي الصادق عن الله. [3] .
[ صفحه 22]
«درود خدا بر كسي كه راستگو و سخن راست از جانب خدا مي گويد.» حضرت به اين صفت معروف بوده است. [4] .
سالم بن ابي حفصه مي گويد: پس از شهادت باقر العلوم عليه السلام با جمعي از ياران براي عرض تسليت به حضور جعفر بن محمد عليه السلام رسيديم. هنگامي كه در منزل حضرت آمديم، من به همراهان گفتم منتظر باشيد تا من ابتدا وارد شده عرض تسليت كنم. وارد بر حضرت شدم در مورد شهادت پدرش اين گونه اظهار داشتم: انا لله و انا اليه راجعون، كسي از دنيا رفته است، هنگامي كه مستقيم سخن از رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مي گفت؛ كسي از وي نمي پرسيد كه واسطه نقل سخن شما با رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كيست؛ ديگر همانند وي يافت نخواهد شد. والله لا يري مثله ابدا. بعد از سخنان من ابوعبدالله لحظاتي سكوت نمود. آنگاه روي كرد به اصحاب خويش و فرمود: قال الله تعالي ان من عبادي من يتصدق بشق تمرة فاربيها له كما يربي احدكم فلوه حتي اجعلها له مثل احد. «خداي سبحان مي فرمايد، از بندگان من كساني هستند كه به نصف خرما صدقه مي دهند؛ من آن را پرورش مي دهم، همان گونه كه شما بچه اسب خود را پرورش مي دهيد، تا مانند كوه احد شود».
آنگاه سالم بن ابي حفصه از نزد امام با شگفتي تمام بيرون شد. به ياران خويش خطاب كرد: ما در شگفتي بوديم كه چگونه باقر العلوم بدون واسطه از رسول خدا سخن مي گويد. اينك كسي را يافتيم كه بدون واسطه از خدا سخن مي گويد: فقال لي ابو عبدالله و قال الله بلا واسطة. [5] .
[ صفحه 23]
پاورقي
[1] علل الشرايع، ج 1، ص 274، دلائل الامامة، ص 111، بحار، ج 47، ص 9.
[2] و فيات الاعيان، ج 1، ص 327.
[3] الفقيه، ج 2، ص 342.
[4] بحار، ج 47، ص 18.
[5] امالي طوسي، مجلس 5، ص 125، القطرة، ج 2، ص 378 و ص 379، اعلام الهداية، ج 7، ص 212.
تجارت
امام صادق(عليه السلام) نه تنها پيروان و يارانش را به كارهاي درست و تجارت صحيح تشويق مي كرد بلكه خود نيز گاهي به تجارت مي پرداخت.اما نه به دست خويش. بلكه سرمايه اش را در اختيار كارگزاران وافراد مطمئن قرار مي داد تا با آن تجارت كنند. چون مي شنيد كه سودي برده و روزي به او رسيده شادمان مي شد. با اين حال بر تجارت سالم بسيار تاكيد داشت و هنگامي كه كارپرداز وي مصادف كه با سرمايه وي به تجارت مصر رفته بود، با سودي كلان باز گشت فرمود: «اين سود خيلي زياد است با كالاها چه كرديد كه چنين سود هنگفتي به دست آورديد؟» مصادف پاسخ داد: «چون به مصر نزديك شديم از كاروانهاي كه از مصر مي آمدند از وضع كالاي خويش پرسيديم. دانستيم كه اين كالا مورد نياز مردم مصر است و در بازار آنجا بسيار ناياب است. از اين رو با هم پيمان بستيم كه كالايمان را جز در برابر هر يك دينار سرمايه يك دينار سود، كمتر نفروشيم، اين بود كه سود زيادي برديم.»
امام(عليه السلام) فرمود:«سبحان الله، عليه مسلمانان هم پيمان مي شويد كه كالايتان راجز در برابر هر دينار سرمايه يك دينار سود كمتر نفروشيد!»سپس اصل سرمايه اش را برداشت و فرمود: «من را به اين سودنيازي نيست. اي مصادف، چكاچك شمشيرها از كسب روزي حلال آسان تر است.» چون امام(عليه السلام) اين گونه سود بردن را اجحاف در حق مسلمانان مي دانست به كارگزار خود اعتراض كرد و از آن سود چيزي بر نگرفت.
احترام شاگرد جوان و پرتلاش
در ميان ياران امام صادق عليه السلام شاگردان جواني هم حضور داشتند. يكي از اين جوانان هشام بن الحكم بود كه به گفته شيخ مفيد آنچنان در نزد ابي عبدالله عليه السلام مقام و منزلت داشت [1] كه گاهي برخي را به شگفتي وا مي داشت. وي مي نويسد: روزي هشام بن الحكم در مني بر آن حضرت وارد شد در حالي كه تازه جواني بيش نبود و در آن مجلس، بزرگان شيعه همانند حمران بن اعين و قيس ماصر و يونس بن يعقوب و ابوجعفر احول و غير آنها حضور داشتند. در حالي كه از تمامي حاضران كوچكتر بود، امام صادق عليه السلام او را بر همگان مقدم داشت. همين كه امام دريافت كه احترام به هشام بر حضار گران آمده است، فرمود: هذا ناصرنا بقلبه و لسانه و يده; [2] «اين با قلب و زبان و دستش ياري كننده ماست.»
پاورقي
[1] سفينة البحار، ج 2، ص 719.
[2] همان.
سفاك بودن ابومسلم و ابوسلمه
ابراهيم امام، رهبر نهضت عباسيان در وصاياي خويش به ابومسلم مي گويد: نسبت به هركس كه شك كردي و در كار هركس كه شبهه نمودي او را به قتل برسان. اگر توانستي در خراسان يك نفر عرب زبان هم باقي نگذاري، چنين كن. [1] .
«يافعي » درباره ابومسلم مي گويد: او حجاج زمان خود گرديد و در راه استقرار حكومت عباسيان مردم بي شماري را كشت. [2] .
شهيد مطهري نيز مي نويسد: البته ابومسلم سردار خيلي لايقي است،به مفهوم سياسي، ولي فوق العاده آدم بدي بوده; يعني يك آدمي بوده كه اساساً بويي از انسانيت نبرده بوده است. ابومسلم نظيرحجاج بن يوسف است... ابومسلم را مي گويند: ششصد هزار نفر آدم كشته. به اندك بهانه اي همان دوست بسيار صميمي خودش را مي كشت وهيچ اين حرفها سرش نمي شد كه اين ايراني است يا عرب كه بگوييم تعصب ملي در او بوده است. [3] .
بنابراين امام صادق(ع) نمي توانست به ابومسلم جواب مثبت بدهد و او را يار و همراه خويش بداند. هدف امام صادق(ع) اجراي حق وعدالت و رعايت حقوق الهي و انساني بود. آن حضرت خواستار حكومتي همچون جد بزرگوارش، امام علي(ع) بود كه در آن، جايگاهي براي اين گونه جنايتكاران نبود.
آن چه در تحليل و بررسي عدم پاسخ گويي امام صادق(ع) به پيشنهاد خلافت گفته شد، بر اساس شرايط و موقعيت هاي اجتماعي آن روز بود.
اما افزون بر آن ها سخنان امام صادق(ع) است كه از راه علم امامت خويش، از وقوع اين تحولات خبر داده بود. آن حضرت مي دانسته كه خلافت به «سفاح » عباسي مي رسد. در اين زمينه روايات متعددي وجود دارد. در يكي از آن ها آمده است: عبدالله محض مي گويد: پسرم همان مهدي است. او از مردم مي خواهد كه براي سقوط خلافت اموي با او بيعت كنند. امام صادق(ع) فرمود: فرزندت مهدي نيست. سپس امام با دست خود به پشت ابوالعباس سفاح زد و فرمود: اين و برادرانش به خلافت خواهند رسيد. [4] .
در روايت ديگري آمده است: ابوجعفر منصور از امام صادق(ع) سؤال كرد: آيا خلافت به من مي رسد؟ حضرت فرمود: «نعم اقوله حقا» بلي. آنچه مي گويم به حقيقت خواهد پيوست. [5] .
پاورقي
[1] سيره پيشوايان، ص 388.
[2] همان.
[3] سيري در سيره ائمه اطهار(ع)، ص 122.
[4] بحارالانوار، ج 47، ص 278.
[5] همان، ص 120.
حد نهايي تقيه
بايد دانست كاربرد تقيه كه در جهت مصلحت مؤمنان و مسلمانان جعل شده است، داراي حدي است كه فراتر از آن جايز نخواهد بود؛ به اين معنا كه تقيه براي حفظ جان، آرمان و عقيده تجويز شده است. حال اگر تقيه كارايي خود را از دست بدهد و دشمن به گونه اي شرير و ستمكار باشد كه در هر حال قصد نابودي مؤمن را داشته باشد، در آنجا تقيه جايز نيست، بلكه بايد مقاومت كرد. امام باقر عليه السلام در اين باره مي فرمايد:
«انما جعل التقية ليحقن بها الدم فاذا بلغ الدم فليس تقية؛ همانا تقيه قرار داده شده است براي اينكه خون ها مصون بماند، پس هرگاه كار به قتل و خونريزي كشيد، ديگر تقيه روا نيست.» [1] .
يعني اگر وضعيت به گونه اي باشد كه مؤمن و مسلمان با دشمن مماشات كنند يا نكنند، در هر حال كشته مي شوند، در اين صورت تقيه جايز نيست و اگر در تاريخ مي خوانيم كه افرادي به رغم حكم تقيه، با دشمن مدارا نكرده و كشته شده اند، بر اين اساس است؛ يعني براي آنها ثابت گرديده بود كه دشمن در هر حال آنها را خواهد كشت، از اين رو تقيه نكرده و در جهاد با دشمن كشته شده اند. به عنوان نمونه، در ماجراي شهادت امام حسين عليه السلام، براي آن حضرت ثابت شده بود كه يزيد به هر صورت او را به شهادت خواهد رساند، لذا آن حضرت تقيه نكرد.
پاورقي
[1] وسائل الشيعه، ج 11، ص 483.
تقسيم بندي مشاغل
فردي كه در جامعه اسلامي دنبال شغلي مي رود و يكي از كارهاي درآمد زاي اقتصادي را انتخاب مي كند، لازم است قبل از ورود به ميدانهاي كار، چگونگي آن را بررسي نمايد و نظر اسلام و رهبران معصوم عليهم السلام را در مورد آن شغل مد نظر داشته باشد تا اينكه در آينده دچار تشويش خاطر و ناراحتي دروني نگردد; چرا كه از منظر اسلام قبل از آنكه درآمد و جايگاه اقتصادي هر شغلي مد نظر باشد، مسائل معنوي، فرهنگي و سياسي آن مورد توجه است و فرهنگ مبين اسلام قبل از آنكه به بهره هاي فردي هر شغلي بنگرد، به مصلحت جامعه مسلمين و كشورهاي اسلامي مي انديشد. بدين جهت، مشاغل رايج در هر اجتماعي را در قالب شغلهاي حلال و حرام دسته بندي كرده، به مسلمانان ارائه مي كند. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «در يك تقسيم بندي كلي تمام شغلهاي موجود در جامعه به چهار نوع تقسيم مي شود: 1. تجارت و معاملات; 2. صناعات و حرفه ها; 3. كارگزاران حكومتي و كارمندان; 4. اجارات (درآمد املاك و كارگران روز مزد).»
سپس امام عليه السلام اين چهار نوع شغل را به دو دسته حلال و حرام تقسيم كرده و مي فرمايد:
«خداوند متعال واجب كرده است كه بندگانش در موارد حلال اقدام كنند و از مشاغل حرام دوري گزينند.» در اينجا به چكيده سخنان امام صادق عليه السلام در مورد ملاك تعيين مشاغل حلال و حرام بسنده مي كنيم:
معيار حليت و حرمت در تجارت اين است كه هر كالايي كه براي عموم مردم نياز است و مصلحت و نفع جامعه در خريد و فروش آن مي باشد، تجارت آن حلال است و هر معامله اي كه موجب فساد در جامعه و به ضرر جامعه اسلامي است، حرام مي باشد، همانند: معاملات ربوي، خريد و فروش و انبار كردن كالاهايي كه از منظر اسلام مشروع نيستند (گوشت غير مذكي، گوشت خوك، گوشت و پوست حيوانات درنده، شراب، آلات قمار، آلات لهو و لعب و..).، فروختن سلاح به دشمنان اسلام، و هر معامله اي كه موجب تقويت جبهه باطل باشد (مانند: جاسوسي و فروش اطلاعات به دشمن)، و معاملاتي كه همراه با فريب كاري و دروغ پردازي انجام شود.
در صناعات و حرفه ها نيز معيار مصلحت جامعه اسلامي است; يعني هر صنعت و حرفه اي كه موجب تقويت جامعه اسلامي مي باشد و صلاح، رشد و تعالي مسلمانان را به ارمغان مي آورد، از منظر امام صادق عليه السلام مجاز است و هر حرفه اي كه موجب مفسده و تضعيف جامعه باشد، ممنوع است. شراب سازي، جادوگري، صنايعي كه موجب ترويج فساد و فحشاء باشند، وسايلي كه موجب تضعيف و يا تخريب اعتقادات مسلمانان شوند، همكاري با ستمگران، سرقت و... از قبيل صنايع و حرفه هاي حرام مي باشند.
اگر كارگزاران و كارمندان حكومتي تحت نظر حاكم عادل و امامان معصوم عليهم السلام و وكلاي آنان انجام وظيفه كنند، درآمد و حقوقشان حلال است وگرنه حرام مي باشد; مگر اينكه كارمندان زمامدار غير عادل، با اجازه از حاكم شرع و يا اينكه به خاطر مصالح مسلمانان وارد دستگاه حكومتي شده باشند.
در مورد اجاره ها و درآمد املاك و كارگران نيز قضيه همين است; يعني اولا، صلاح و فساد جامعه مدنظر مي باشد و ثانياً، كالاها و انگيزه هاي حلال و حرام سرنوشت ساز است. [1] .
پاورقي
[1] تفصيل فرمايشات آن حضرت را مي توان در كتاب وسائل الشيعه، ج 17، ص 83 و تحف العقول ص 331، 338 مطالعه كرد.
اقسام كفر در قرآن
امام صادق (ع) مي فرمايد: در قرآن «كفر» به پنج معنا وارد شده است:
احوال ازواجه واولاده وفيه نفي امامة اسماعيل وعبد الله
1 - كشف: قال محمد بن طلحة: [1] وأما أولاده فكانوا سبعة: ستة ذكور وبنت واحدة، وقيل أكثر من ذلك، وأسماء أولاده موسي وهو الكاظم عليه السلام وإسماعيل، ومحمد، وعلي، وعبد الله، وإسحاق، وام فروة [2] .
وقال عبد العزيز بن الاخضر: ولد جعفر بن محمد عليهما السلام: إسماعيل الاعرج وعبد الله، وام فروة، وامهم فاطمة بنت الحسين الاثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وموسي بن جعفر الامام، وامه حميدة ام ولد، وإسحاق، ومحمد وفاطمة تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، فماتت عنده، وأمهم ام ولد، ويحيي، والعباس، وأسماء، وفاطمة الصغري، وهم لامهات أولاد شتي [3] .
وقال ابن الخشاب: كان له ستة بنين وابنة واحدة: إسماعيل، وموسي الامام عليه السلام، ومحمد وعلي، وعبد الله، وإسحاق، وأم فروة، وهي التي زوجها من ابن عمه الخارج مع زيد بن علي [4] .
2 - شا: كان لابي عبد الله عليه السلام عشرة أولاد: إسماعيل وعبد الله، وام فروة امهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وموسي عليه السلام وإسحاق، ومحمد، لام ولد، والعباس، وعلي وأسماء وفاطمة لامهات أولاد شتي
[ صفحه 242]
وكان إسماعيل أكبر إخوته، وكان أبو عبد الله عليه السلام شديد المحبة له، والبر به والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه، والخليفة له من بعده، إذ كان أكبر أخوته سنا، ولميل أبيه إليه، وإكرامه له، فمات في حياة أبيه عليه السلام بالعريض [5] وحمل علي رقاب الرجال إلي أبيه بالمدينة، حتي دفن بالبقيع [6] .
وروي أن أبا عبد الله عليه السلام جزع عليه جزعا شديدا، وحزن عليه حزنا عظيما، وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء، وأمر بوضع سريره علي الارض مرارا كثيرة، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده، وإزالة الشبهة عنه في حياته، ولما مات إسماعيل رحمة الله عليه انصرف عن القول بامامته بعد أبيه من كان يظن ذلك ويعتقده من أصحاب أبيه عليه السلام وأقام علي حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا من الاباعد والاطراف، فلما مات الصادق عليه السلام انتقل فريق منهم إلي القول بامامة موسي بن جعفر عليه السلام بعد أبيه، وافترق الباقون فرقتين: فريق منهم رجعوا علي حياة إسماعيل وقالوا: بامامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن الامامة كانت في أبيه وأن الابن أحق بمقام الامامة من الاخ، وفريق ثبتوا علي حياة إسماعيل وهم اليوم شذاذ لا يعرف منهم أحد يؤمي إليه، وهذان الفريقان يسميان بالاسماعيلية، والمعروف منهم الان من يزعم أن الامامة بعد إسماعيل في ولده و ولد ولده إلي آخر الزمان [7] .
وكان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل ولم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الاكرام، وكان متهما بالخلاف علي أبيه في الاعتقاد فيقال إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلي مذاهب المرجئة، وادعي بعد أبيه الامامة
[ صفحه 243]
واحتج بأنه أكبر إخوته الباقين، فتابعه علي قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلي القول بامامة أخيه موسي عليه السلام لما تبينوا ضعف دعواه، وقوة أمر أبي الحسن، ودلالة حقيقته، وبراهين إمامته وأقام نفر يسير منهم علي أمرهم ودانوا بامامة عبد الله، وهم الطائفة الملقبة بالفطحية، وإنما لزمهم هذا اللقب لقولهم بامامة عبد الله، وكان أفطح الرجلين ويقال إنهم لقبوا بذلك لان داعيهم إلي إمامة عبد الله كان يقال له عبد الله بن أفطح [8] .
وكان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، وروي عنه الناس الحديث والاثار، وكان ابن كاسب [9] إذا حدث عنه يقول حدثني [الثقة] [10] الرضي إسحاق بن جعفر عليهما السلام وكان إسحاق يقول بامامة أخيه موسي ابن جعفر عليهما السلام، وروي عن أبيه النص بالامامة علي أخيه موسي عليه السلام. وكان محمد بن جعفر سخيا شجاعا، وكان يصوم يوما، ويفطر يوما، ويري رأي الزيدية بالخروج بالسيف، وروي عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسن أنها قالت: ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتي يكسوه، وكان يذبح في كل يوم كبشا لاضيافه، وخرج علي المأمون في سنة تسع وتسعين ومائة بمكة، واتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسي الجلودي ففرق جمعه وأخذه وأنفذه إلي المأمون، فلما وصل إليه أكرمه المأمون، وأدني مجلسه منه، ووصله وأحسن جائزته فكان مقيما معه بخراسان يركب إليه في مركب من بني عمه، وكان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته، وروي أن المأمون أنكرر كوبه إليه في جماعة من الطالبيين الذين خرجوا علي المأمون في سنة المأتين، فأمنهم و خرج التوقيع إليهم: لا تركبوا مع محمد بن جعفر! واركبوا مع عبيد الله بن الحسين فأبوا أن يركبوا ولزموا منازلها، فخرج التوقيع: اركبوا مع من أحببتم
[ صفحه 244]
وكانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب إلي المأمون، وينصرفون بانصرافه [11] .
وذكر عن موسي بن سلمة أنه قال: أتي إلي محمد بن جعفر فقيل له: إن غلمان ذي الرياستين قد ضربوا غلمانك علي حطب اشتروه، فخرج متزرا ببردتين ومعه هراوة وهو يرتجز ويقول:
" الموت خير لك من عيش بذل ".
وتبعه الناس حتي ضرب غلمان ذي الرياستين، وأخذ الحطب منهم، فرفع الخبر إلي المأمون فبعث إلي ذي الرياستين فقال له: ائت محمد بن جعفر فاعتذر إليه وحكمه في غلمانك، قال: فخرج ذو الرياستين إلي محمد بن جعفر فقال له موسي بن سلمة: كنت عند محمد بن جعفر جالسا حتي أتي فقيل له: هذا ذو الرياستين فقال: لا يجلس إلا علي الارض، فتناول بساطا كان في البيت فرمي به هو ومن معه ناحية، ولم يبق في البيت إلا وسادة جلس عليها محمد بن جعفر، فلما دخل عليه ذو الرياستين وسع له محمد علي الوسادة، فأبي أن يجلس عليها، وجلس علي الارض واعتذر إليه، وحكمه في غلمانه، وتوفي محمد بن جعفر في خراسان مع المأمون، فركب المأمون ليشهده، فلقيهم وقد خرجوا به، فلما نظر إلي السرير نزل فترجل، ومشي حتي دخل بين العمودين، فلم يزل بينهما حتي وضع به فتقدم فصلي عليه، ثم حمله حتي بلغ به القبر، ثم دخل قبره ولم يزل فيه حتي بني عليه، ثم خرج فقام علي قبره حتي دفن، فقال له عبيد الله بن الحسين ودعا له: يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت فلو ركبت، فقال له المأمون: إن هذه رحم قطعت من مأتي سنة.
وروي عن إسماعيل بن محمد بن جعفر أنه قال: قلت لاخي وهو إلي جنبي والمأمون قائم علي القبر: لو كلمناه في دين الشيخ، ولا نجده أقرب منه في وقته هذا، فابتدأنا المأمون فقال: كم ترك أبو جعفر من الدين؟ فقلت له: خمسة وعشرون ألف دينار فقال: قد قضي الله عنه دينه، إلي من وصي؟ قلت: إلي ابن
[ صفحه 245]
له يقال له يحيي بالمدينة فقال: ليس هو بالمدينة وهو بمصر، وقد علمنا كونه فيها ولكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوءه ذلك، لعلمه بكراهتنا لخروجهم عنها [12] .
وكان علي بن جعفر رضي الله عنه راوية للحديث، سديد الطريق، شديد الورع كثير الفضل، ولزم موسي أخاه عليه السلام، وروي عنه شيئا كثيرا. وكان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلا. وكان موسي بن جعفر عليهما السلام أجل ولد أبي عبد الله قدرا، وأعظمهم محلا و أبعدهم في الناس صيتا، ولم ير في زمانه أسخي منه، ولا أكرم نفسا وعشرة، وكان أعبد أهل زمانه، وأورعهم وأجلهم وأفقههم، واجتمع جمهور شيعة أبيه عليه السلام علي القول بامامته، والتعظيم لحقه، والتسليم لامره، ورووا عن أبيه عليه السلام نصوصا عليه بالامامة، وإشارات إليه بالخلافة، وأخذوا عنه معالم دينهم، وروي عنه من الايات والمعجزات ما يقطع بها علي حجته، وصواب القول بامامته [13] .
3 - ك [14] لي: الدقاق، عن الاسدي، عن البرمكي، عن الحسين بن الهيثم عن عباد بن يعقوب الاسدي، عن عنبسة بن بجاد العابد قال: لما مات إسماعيل ابن جعفر بن محمد عليهما السلام وفرغنا من جنازته، جلس الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وجلسنا حوله وهو مطرق، ثم رفع رأسه فقال: أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق، ودار التواء، لا دار استواء، علي أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع، ولوعة لا ترد، وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء، وصحة الفكرة، فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد، ثم تمثل عليه السلام بقول أبي خراش الهذلي [15] يرثي أخاه:
[ صفحه 246]
ولا تحسبي أني تناسيت عهده
ولكن صبري يا اميم جميل [16] .
4 - ن: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن عمير بن يزيد قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكر محمد بن جعفر فقال: إني جعلت علي نفسي أن لا يظلني وإياه سقف بيت، فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبر والصلة ويقول هذا لعمه! فنظر إلي فقال: هذا من البر والصلة إنه متي يأتيني ويدخل علي فيقول في فيصدقه الناس، وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال [17] .
5 - ن: الوراق عن ابن أبي الخطاب، عن إسحاق بن موسي قال: لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة ودعا إلي نفسه، ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة دخل عليه الرضا عليه السلام وأنا معه فقال له: يا عم لا تكذب أباك ولا أخاك، فان هذا الامر لا يتم، ثم خرج وخرجت معه إلي المدينة فلم يلبث إلا قليلا حتي قدم الجلودي فلقيه فهزمه، ثم استأمن إليه فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه وقال:
[ صفحه 247]
إن هذا الامر للمأمون، وليس لي فيه، حق، ثم اخرج إلي خراسان فمات بجرجان [18] .
6 - ك: ابن الوليد عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي بكران عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن صبيح قال: جاءني رجل فقال لي: تعال حتي اريك أين الرجل؟ قال: فذهبت معه قال: فجاءني إلي قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر فخرجت مغموما، فجئت إلي الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي، قد بل أستار الكعبة بدموعه، فرجعت أشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه قال: فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام فقال: لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته [19] .
7 - يج: عن الوليد مثله، وفيه حتي اريك ابن إلهك.
8 - ك: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن راشد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إسماعيل فقال: عاص عاص لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي [20] .
9 - ك: ابن إدريس، عن أبيه، عن الاشعري، عن ابن يزيد، عن البزنطي عن حماد، عن عبيد بن زرارة قال: ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لا والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي [21] .
10 - ك: أبي، عن سعد، عن ابن عيسي، عن الاهوازي، عن فضالة وابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن عبيد الله بن الاعرج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجي بأن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرت به فغطي، ثم قلت: اكشفوا عنه، فقبلت أيضا
[ صفحه 248]
جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل، ثم دخلت عليه وقد كفن فقلت: اكشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته وذقنه ونحره، وعوذته ثم قلت: أدرجوه، فقلت: بأي شئ عوذته؟ قال: بالقرآن. أقول: قال الصدوق بعد ذلك: قوله عليه السلام: أمرت به فغسل، يبطل إمامة إسماعيل لان الامام لا يغسله إلا إمام إذا حضره [22] .
11 - ك: ابن الوليد، عن الصفار، عن أيوب بن نوح وابن يزيد معا، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن شعيب، عن أبي كهمس قال: حضرت موت إسماعيل، و أبو عبد الله عليه السلام عنده، فلما حضره الموت شد لحييه وغمضه، وغطاه بالملحفة، ثم أمر بتهيئته، فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن: إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله [23] .
12 - ك: العطار، عن سعد، عن ابن هاشم، وابن أبي الخطاب معا، عن عمرو ابن عثمان الثقفي، عن أبي كهمش قال: حضرت موت إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام فرأيت أبا عبد الله وقد سجد سجدة، فأطال السجود، ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا ونظر إلي وجهه، ثم سجد سجدة اخري أطول من الاولي، ثم رفع رأسه وقد حضره الموت فغمضه، وربط لحييه، وغطي عليه ملحفة، ثم قام وقد رأيت وجهه وقد دخله منه شئ الله أعلم به، قال: ثم قام فدخل منزله فمكث ساعة ثم خرج علينا مدهنا مكتحلا عليه ثياب غير الثياب التي كانت عليه، ووجهه غير الذي دخل به، فأمر ونهي في أمره حتي إذا فرغ دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن: إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله [24] .
13 - ك: أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن بزيع، عن ظريف بن
[ صفحه 249]
ناصح، عن الحسن بن زيد قال: ماتت ابنة لابي عبد الله عليه السلام، فناح عليها سنة، ثم مات ولد آخر فناح عليه سنة، ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا، فقطع النوح قال: فقيل لابي عبد الله عليه السلام: أصلحك الله يناح في دارك؟ فقال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لكن حمزة لابواكي له [25] .
14 - ك: ابن الوليد، عن ابن متيل، عن ابن يزيد، عن ابن فضال، عن محمد بن عبد الله الكوفي قال: لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله عليه السلام جزعا شديدا، قال: فلما أن أغمضه دعا بقميص قصير أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمر وينهي قال: فقال له بعض أصحابه: جعلت فداك: لقد ظننا أنا لا ننتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك، قال: إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة فإذا نزلت صبرنا [26] .
15 - ك: أبي، عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن مرة مولي محمد بن خالد قال: لما مات إسماعيل فانتهي أبو عبد الله عليه السلام إلي القبر، أرسل نفسه فقعد علي حاشية القبر، لم ينزل في القبر، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صلي الله عليه وآله بابراهيم [27] .
16 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن رجل مثله [28] .
17 - ك: ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الاهوازي، عن القاسم بن محمد، عن الحسين بن عمر، عن رجل من بني هاشم قال: لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله عليه السلام يقدم السرير بلا حذاء ولا رداء [29] .
[ صفحه 250]
18 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن محمد، عن الحسين ابن عثمان، مثله [30] .
19 - ك: أبي، عن سعد، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن حماد عن حريز، عن إسماعيل بن جابر، والارقط بن عمر، عن أبي عبد الله قال: كان أبو عبد الله عليه السلام عند إسماعيل حتي قضي، فلما رأي الارقط جزعه قال: يا أبا عبد الله قد مات رسول الله صلي الله عليه وآله قال: فارتدع، ثم قال: صدقت، أن لك اليوم أشكر [31] .
20 - ير: الهيثم النهدي، عن إسماعيل بن سهل، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن سالم قال: دخلت علي عبد الله بن جعفر، وأبو الحسن في المجلس، قدامه مرآة وآلتها مردي بالرداء موزرا، فأقبلت علي عبد الله فلم أسأله حتي جري ذكر الزكاة فسألته فقال: تسألني الزكاة، من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم قال: فاستشعرته وتعجبت منه فقلت له: أصلحك الله قد عرفت مودتي لابيك وانقطاعي إليه وقد سمعت منه كتبا فتحب أن آتيك بها؟ قال: نعم بنو أخ، ائتنا، فقمت مستغيثا برسول الله صلي الله عليه وآله فأتيت القبر فقلت: يا رسول الله إلي من؟ إلي القدرية إلي الحرورية إلي المرجئة إلي الزيدية؟ قال: فاني كذلك إذا أتاني غلام صغير دون الخمس فجذب ثوبي فقال لي: أجب! قلت: من؟ قال: سيدي موسي بن جعفر، فدخلت إلي صحن الدار، فإذا هو في بيت وعليه كلة، فقال: يا هشام قلت: لبيك فقال لي: لا إلي المرجئة، ولا إلي القدرية، ولكن إلينا، ثم دخلت عليه [32] .
بيان: لعل المراد بالاستشعار النظر إليه علي وجه التعجب، والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقي فيه من البق.
21 - يج: روي عن مفضل بن مرثد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إسماعيل
[ صفحه 251]
ابنك جعل الله له علينا من الطاعة ما جعل لابائه؟ - وإسماعيل يومئذ حي - فقال: يكفي ذلك، فظننت أنه اتقاني، فما لبث أن مات إسماعيل.
بيان: لعل المعني أن الله يكفي عن إسماعيل مؤنة ذلك بموته.
22 - يج: روي عن المفضل بن عمر قال: لما قضي الصادق عليه السلام كانت وصيته في الامامة إلي موسي الكاظم، فادعي أخوه عبد الله الامامة، وكان أكبر ولد جعفر عليه السلام في وقته ذلك، وهو المعروف بالافطح، فأمر موسي بجمع حطب كثير في وسط داره فأرسل إلي أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه، فلما صار عنده ومع موسي جماعة من وجوه الامامية، فلما جلس إليه أخوه عبد الله أمر موسي أن يجعل النار في ذلك الحطب كله، فاحترق كله، ولا يعلم الناس السبب فيه، حتي صار الحطب كله جمرا ثم قام موسي وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثوبه ورجع إلي المجلس، فقال لاخيه عبد الله: إن كنت تزعم أنك الامام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس فقالوا: فرأينا عبد الله قد تغير لونه، فقام يجر رداءه حتي خرج من دار موسي عليه السلام [33] .
23 - يج: روي عن داود بن كثير الرقي قال: وفد خراسان وافد يكني أبا جعفر، واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعا ومسائلهم في الفتاوي والمشاورة، فورد الكوفة ونزل وزار أمير المؤمنين عليه السلام، ورأي في ناحية رجلا حوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي قال: فبينما نحن جلوس إذ أقبل أعرابي فقال: جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمد عليهما السلام فشهق أبو حمزة ثم ضرب بيده الارض، ثم سأل الاعرابي هل سمعت له بوصية؟ قال: أوصي إلي ابنه عبد الله وإلي ابنه موسي، وإلي المنصور فقال: الحمد لله الذي لم يضلنا، دل علي الصغير وبين علي الكبير، وسر الامر العظيم، ووثب إلي قبر أمير المؤمنين عليه السلام فصلي وصلينا، ثم أقبلت عليه وقلت له: فسر لي ما قلته؟ قال: بين أن الكبير ذو عاهة
[ صفحه 252]
ودل علي الصغير، أن أدخل يده مع الكبير، وسر الامر العظيم بالمنصور، حتي إذا سأل المنصور من وصيه؟ قيل أنت، قال الخراساني: فلم أفهم جواب ما قاله، ووردت المدينة، ومعي المال والثياب والمسائل، وكان فيما معي درهم دفعته إلي امرأة تسمي شطيطة ومنديل فقلت لها: أنا أحمل عنك مائة درهم فقالت: إن الله لا يستحي من الحق فعوجت الدرهم، وطرحته في بعض الاكياس، فلما حصلت بالمدينة، سألت عن الوصي فقيل: عبد الله ابنه، فقصدته، فوجدت بابا مرشوشا مكنوسا عليه بواب فأنكرت ذلك في نفسي واستأذنت ودخلت بعد الاذن، فإذا هو جالس في منصبه فأنكرت ذلك أيضا.
فقلت: أنت وصي الصادق، الامام المفترض الطاعة؟ قال: نعم قلت: كم في المأتين من الدراهم الزكاة؟ قال: خمسة دراهم فقلت: وكم في المأة؟ قال: درهمان ونصف، قلت: ورجل قال لامرأته: أنت طالق بعدد نجوم السماء تطلق بغير شهود؟ قال: نعم، ويكفي من النجوم رأس الجوزاء ثلاثا، فتعجبت من جواباته ومجلسه فقال: احمل إلي ما معك؟ قلت: ما معي شئ، وجئت إلي قبر النبي صلي الله عليه وآله فلما رجعت إلي بيتي إذا أنا بغلام أسود واقف فقال: سلام عليك، فرددت عليه السلام قال: أجب من تريد، فنهضت معه فجاء بي إلي باب دار مهجورة، ودخل فأدخلني فرأيت موسي بن جعفر عليه السلام علي حصير الصلاة فقال: إلي يا أبا جعفر، وأجلسني قريبا، فرأيت دلائله أدبا وعلما ومنطقا وقال لي: احمل ما معك، فحملته إلي حضرته، فأومأ بيده إلي الكيس فقال لي: افتحه، ففتحته وقال لي: اقلبه، فقلبته فظهر درهم شطيطة المعوج فأخذه وقال: افتح تلك الرزمة [34] ففتحتها وأخذ المنديل منها بيده وقال وهو مقبل علي: إن الله لا يستحيي من الحق يا أبا جعفر اقرأ علي شطيطة السلام مني وادفع إليها هذه الصرة.
وقال لي: اردد ما معك إلي من حمله وادفعه إلي أهله، وقل قد قبله ووصلكم به، وأقمت عنده وحادثني وعلمني وقال: ألم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر
[ صفحه 253]
الكوفة وأنتم زوار أمير المؤمنين عليه السلام كذا وكذا؟ قلت: نعم، قال: كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه كان علمه بالوجه، ثم قال: قم إلي ثقاة أصحاب الماضي فسلهم عن نصه.
قال أبو جعفر الخراساني: فلقيت جماعة كثيرة منهم شهدوا بالنص علي موسي عليه السلام ثم مضي أبو جعفر إلي خراسان، قال داود الرقي فكاتبني من خراسان إنه وجد جماعة ممن حملوا المال قد صاروا فطحية، وأنه وجد شطيطة علي أمرها تتوقعه يعود، قال: فلما رأيتها عرفتها سلام مولانا عليها، وقبوله منها دون غيرها وسلمت إليها الصرة ففرحت وقالت لي أمسك الدراهم معك فانها لكفني، فأقامت ثلاثة أيام وتوفيت.
بيان: قوله: بين أن الكبير ذو عاهة أي: لو لم يكن الكبير ذا عاهة لافرده في الوصية فلما أشرك معه الصغير أعلم أنه غير صالح للامامة، قوله: أحمل عنك مائة درهم كأن الرجل استحيي عن أن يحمل درهما واحدا لقلته فقال: لا أحمل عنك إلا مائة درهم فأجابته بقوله: إن الله لا يستحيي من الحق فلا تستح من ذلك، وإنما عوج الدرهم لئلا يلتبس بغيره.
قوله عليه السلام: كان علمه بالوجه أي: بالوجه الذي ينبغي أن يعلم به، أو بوجه الكلام وإيمائه من غير تصريح، كما ورد أن القرآن ذو وجوه، أو إذا نظر إلي وجه الرجل [علم] ما في ضميره فيكون ذكره علي التنظير.
24 - قب: اختلفت الامة بعد النبي صلي الله عليه وآله في الامامة بين النص والاختيار فصح لاهل النص من طرق المخالف والمؤالف بأن الائمة اثنا عشر، ونبغت السبعية بعد جعفر الصادق عليه السلام وادعوا دعوي فارقوا بها الامة بأسرها.
وكان الصادق عليه السلام قد نص علي ابنه موسي عليه السلام وأشهد علي ذلك ابنيه إسحاق وعليا، والمفضل بن عمر، ومعاذ بن كثير، وعبد الرحمان بن الحجاج، والفيض ابن المختار، ويعقوب السراج، وحمران بن أعين، وأبا بصير، وداود الرقي ويونس بن ظبيان، ويزيد بن سليط، وسليمان بن خالد، وصفوان الجمال، والكتب
[ صفحه 254]
بذلك شاهدة، وكان الصادق عليه السلام أخبر بهذه الفتنة بعده وأظهر موت إسماعيل وغسله وتجهيزه ودفنه، وتشيع في جنازته بلا حذاء وأمر بالحج عنه بعد وفاته [35] .
ابن بابويه بالاسناد عن منصور بن حازم قال: كنت جالسا مع أبي عبد الله عليه السلام علي الباب ومعه إسماعيل، إذ مر علينا موسي وهو غلام، فقال إسماعيل: سبق بالخير ابن الامة.
زرارة بن أعين قال: دعا الصادق عليه السلام داود بن كثير الرقي وحمران بن أعين وأبا بصير ودخل عليه المفضل بن عمر وأتي بجماعة حتي صاروا ثلاثين رجلا فقال: يا داود اكشف عن وجه إسماعيل، فكشف عن وجهه، فقال: تأمله يا داود فانظره أحي هو أم ميت؟ فقال: بل هو ميت، فجعل يعرضه علي رجل رجل حتي أتي علي آخرهم، فقال عليه السلام: اللهم اشهد، ثم أمر بغسله وتجهيزه، ثم قال: يا مفضل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه، فقال: حي هو أم ميت؟ انظروه أجمعكم! فقال: بل هو يا سيدنا ميت، فقال: شهدتم بذلك وتحققتموه؟ قالوا: نعم وقد تعجبوا من فعله، فقال: اللهم اشهد عليهم، ثم حمل إلي قبره، فلما وضع في لحده قال: يا مفضل اكشف عن وجهه، فكشف فقال للجماعة: انظروا أحي هو أم ميت؟ فقالوا: بلي ميت يا ولي الله: فقال: اللهم اشهد فانه سيرتاب المبطلون يريدون إطفاء نور الله، ثم أومأ إلي موسي عليه السلام وقال: والله متم نوره ولو كره الكافرون، ثم حثوا عليه التراب، ثم أعاد علينا القول، فقال: الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو؟ قلنا: إسماعيل ولدك، فقال: اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسي فقال: هو حق والحق معه ومنه إلي أن يرث الله الارض ومن عليها.
عنبسة العابد قال: لما توفي إسماعيل بن جعفر قال الصادق عليه السلام: أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق، ودار التواء لا دار استواء في كلام له. ثم تمثل بقول أبي خراش:
[ صفحه 255]
فلا تحسبن أني تناسيت عهده
ولكن صبري يا اميم جميل
أبو كهمس في حديثه: حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه السلام جالس عنده ثم قال بعد كلام: كتب علي حاشية الكفن: إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله [36] .
وروي عن الصادق عليه السلام أنه استدعي بعض شيعته وأعطاه دراهم وأمره أن يحج بها عن ابنه إسماعيل وقال له: إنك إذا حججت عنه لك تسعة أسهم من الثواب ولاسماعيل سهم واحد [37] .
25 - قب: أبو بصير قال الصادق عليه السلام قال: أبي: اعلم أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلي نفسه فدعه فان عمره قصير، فكان كما قال أبي، وما لبث عبد الله إلا يسيرا حتي مات [38] .
26 - قب: أولاده عشرة: إسماعيل الامين [39] .
[ صفحه 256]
وعبد الله [40] من فاطمة بنت الحسين الاصغر، وموسي الامام......
[ صفحه 257]
ومحمد الديباح [41] .
[ صفحه 258]
وإسحاق [42] لام ولد ثلاثتهم، وعلي العريضي [43] لام ولد...
[ صفحه 259]
والعباس [44] لام ولد، ابنته: أسماء، ام فروة، التي زوجها من ابن عمه الخارج، ويقال: له ثلاث بنات ام فروة من فاطمة بنت الحسين الاصغر، وأسماء من ام ولد، وفاطمة من ام ولد [45] .
27 - ني: محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن سماعة، عن أحمد بن الحسن، عن أبي نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في الارض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها من الغير علي أن ما أخرج الله فيها من شئ كان لي من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر هل يصلح ذلك؟ قال: لا بأس به، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبتاه لم يحفظ قال: أو ليس كذلك اعامل أكرتي يا بني؟ أليس من أجل ذلك كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل؟ فقام إسماعيل فخرج، فقلت جعلت فداك فما علي إسماعيل ألا يلزمك إذا كنت متي مضيت افضيت الاشيآء إليه من بعدك كما افضيت الاشياء إليك من بعد أبيك؟
فقال: يا فيض إن إسماعيل ليس مني كما أنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كان لا شك في أن الرحال تحط إليه من بعدك، فإن كان ما نخاف ونسأل الله من ذلك العافية فإلي من؟ وأمسك عني، فقبلت ركبتيه وقلت: ارحم شيبتي فانما
[ صفحه 260]
هي النار، إني والله لو طمعت أن أموت قبلك ما باليت، ولكني أخاف أن أبقي بعدك فقال لي: مكانك، ثم قام إلي ستر في البيت فرفعه ودخل، فمكث قليلا ثم صاح بي: يا فيض ادخل، فدخلت فإذا هو بمسجد قد صلي وانحرف عن القبلة، فجلست بين يديه، فدخل عليه أبو الحسن موسي عليه السلام وهو يومئذ غلام في يده درة فأقعده علي فخذه، وقال له: بأبي أنت وامي ما هذه المخفقة التي بيدك؟ فقال: مررت بعلي أخي وهو في يده وهو يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا فيض إن رسول الله افضيت إليه صحف إبراهيم وموسي فائتمن عليها عليا ثم ائتمن عليها علي الحسن، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين، وائتمن الحسين عليها علي ابن الحسين، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، وائتمنني عليها أبي، فكانت عندي، ولهذا ائتمنت ابني هذا عليها علي حداثته وهي عنده، فعرفت ما أراد.
فقلت: جعلت فداك زدني فقال: يا فيض إن أبي كان إذا أراد أن لا ترد له دعوة أجلسني عن يمينه ودعا فأمنت فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا وقد ذكرت أمس بالموقف فذكرتك بخير، قال فيض: فبكيت سرورا. ثم قلت له: يا سيدي زدني فقال: إن أبي كان إذا أراد سفا وأنا معه فنعس وكان علي راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتي يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي ولدي هذا، فقلت: زدني جعلت فداك فقال: يا فيض إني لاجد بابني هذا ما كان يعقوب يجده من يوسف، فقلت: سيدي زدني فقال: هو صاحبك الذي سألت عنه قم فأقر له بحقه، فقمت حتي قبلت يده ورأسه ودعوت الله له، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه لم يؤذن لي في المرة الاولي منك.
فقلت: جعلت فداك اخبر به عنك؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي وكان معي يونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله علي ذلك، وقال يونس: لا والله حتي أسمع ذلك منه وكانت فيه عجلة، فخرج فاتبعته، فلما انتهيت إلي الباب سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول له - وقد سبقني
[ صفحه 261]
يونس -: الامر كما قال لك فيض اسكت واقبل فقال: سمعت وأطعت، ثم دخلت فقال لي أبو عبد الله عليه السلام حين دخلت: يا فيض زرقه قلت له قد فعلت [46] .
28 - ني: ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن ابن فضال، عن صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمار قال: وصف إسماعيل أخي لابي عبد الله عليه السلام دينه واعتقاده فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنكم - ووصفهم يعني الائمة واحدا واحدا حتي انتهي إلي أبي عبد الله عليه السلام. قال: وإسماعيل من بعدك؟ قال: أما إسماعيل فلا [47] .
29 - كش: الفطحية هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد عليه السلام و سموا بذلك لانه قيل: إنه كان أفطح الرأس، وقال بعضهم: كان أفطح الرجلين وقال بعضهم: إنهم نسبوا إلي رئيس من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح، و الذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا إلي هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم عليهم السلام أنهم قالوا: الامامة في الاكبر من ولد الامام إذا مضي إمام. ثم منهم من رجع عن القول بامامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام لم يكن عنده فيها جواب، ولما ظهر منه من الاشيآء التي لا ينبغي أن تظهر من الامام.
ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما فرجع الباقون إلا شذاذا منهم عن القول بامامته إلي القول بامامة أبي الحسن موسي عليه السلام ورجعوا إلي الخبر الذي روي أن الامامة لا تكون في الاخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وبقي شذاذ منهم علي القول بامامته، وبعد أن مات قال بامامة أبي الحسن موسي عليه السلام. وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لموسي: يا بني إن أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الامامة بعدي فلا تنازعه بكلمة فانه أول أهلي لحوقا بي [48] .
[ صفحه 262]
بيان: قال الجوهري: رجل أفطح بين الفطح أي عريض الرأس.
30 - كش: جعفر بن محمد، عن الحسن بن علي بن التعمان، عن أبي يحيي عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا ومؤمن الطاق و أبو جعفر والناس مجتمعون علي أن عبد الله صاحب الامر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الامر في الكبير ما لم يكن به عاهة، فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مأتين خمسة، قلنا: ففي مائة؟ قال: درهمان ونصف، قلنا له: والله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يده إلي السماء فقال: لا والله ما أدري ما تقول المرجئة، قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلي أين نتوجه أنا وأبو جعفر الاحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حياري لا ندري إلي من نقصد وإلي من نتوجه؟ نقول: إلي المرجئة، إلي القدرية، إلي الزيدية، إلي المعتزلة، إلي الخوارج! قال: فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون علي من اتفق شيعة جعفر عليه الصلاة والسلام فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم.
فقلت لابي جعفر: تنح فإني خائف علي نفسي وعليك، وإنما يريدني ليس يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين علي نفسك، فتنحي غير بعيد وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه، فما زلت أتبعه حتي ورد بي علي باب أبي الحسن موسي عليه السلام ثم خلاني ومضي، فإذا خادم بالباب، فقال لي: ادخل رحمك الله، قال: فدخلت فإذا أبو الحسن عليه السلام فقال لي ابتداءا: لا إلي المرجئة، ولا إلي القدرية، ولا إلي الزيدية، ولا إلي المعتزلة، ولا إلي الخوارج، إلي إلي إلي قال: فقلت له: جعلت فداك مضي أبوك؟ قال: نعم قلت: جعلت فداك من لنا بعده؟ فقال: إن شاء الله أن يهديك هداك، قلت جعلت: فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه قال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قال: قلت له: جعلت فداك لمن لنا بعده؟
[ صفحه 263]
فقال: إن شاء الله أن يهديك هداك أيضا، قلت: جعلت فداك أنت هو؟ قال لي: ما أقول ذلك.
قلت في نفسي: لم اصب طريق المسألة قال قلت: جعلت فداك عليك إمام؟ قال: لا فدخلني شئ لا يعلمه إلا الله إعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه، قلت: جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك؟.
فقال: سل تخبر ولا تذع فان أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر، قال: قلت: جعلت فداك شيعتك وشعية أبيك ضلال فالقي إليهم وأدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان؟ قال: من آنست منهم رشدا فألق عليهم وخذ عليهم بالكتمان، فان أذاعوا فهو الذبح وأشار بيده إلي حلقه، قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر فقال لي: ما وراك؟ قال: قلت: الهدي قال: فحدثته بالقصة، ثم لقيت المفضل بن عمرو أبا بصير قال: فدخلوا عليه وسلموا وسمعوا كلامه وسألوه ثم قطعوا عليه، ثم قال: ثم لقيت الناس أفواجا قال: فكان كل من دخل عليه قطع عليه إلا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد إلا قليلا من الناس، قال: فلما رأي ذلك وسأل عن حال الناس قال: فاخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس، فقال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني [49] .
31 - كش: حمدويه، عن الخشاب، عن ابن أسباط وغيره، عن علي بن جعفر ابن محمد قال: قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت: قد مات، قال: وما يدريك بذلك؟ قال: قلت: اقتسمت أمواله وانكحت نساؤه و نطق الناطق من بعده.
قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: ابنه علي قال: فما فعل؟ قلت له: مات قال: وما يدريك أنه مات؟ قلت: قسمت أمواله ونكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: أبو جعفر ابنه، قال فقال له: أنت في سنك وقدرك وأبوك جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام؟ قال: قلت ما أراك إلا شيطانا
[ صفحه 264]
قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها إلي السماء، ثم قال: فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا، ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا [50] .
32 - كش: نصر بن الصباح، عن إسحاق بن محمد البصري، عن الحسين بن موسي بن جعفر، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الاعرابي: من هذا الفتي؟ وأشار إلي أبي جعفر عليه السلام قلت هذا وصي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يا سبحان الله، رسول الله قد مات منذ مأتي سنة وكذا وكذا سنة، وهذا حدث كيف يكون هذا وصي رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قلت: هذا وصي علي بن موسي، وعلي وصي موسي بن جعفر، وموسي وصي جعفر بن محمد وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد وصي علي بن الحسين، وعلي وصي الحسين والحسين وصي الحسن، والحسن وصي علي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب وصي رسول الله صلوات الله عليهم.
قال: ودنا الطبيب ليطقع له العرق، فقام علي بن جعفر فقال: يا سيدي تبدأ بي لتكون حدة الحديد في قبلك، قال قلت: يهنئك هذا عم أبيه قال: وقطع له العرق، ثم أراد أبو جعفر عليه السلام النهوض فقام علي بن جعفر عليهما السلام فسوي له نعليه حتي يلبسهما [51] .
33 - كا: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان، عن عبد الله بن راشد قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام حين مات إسماعيل ابنه فانزل في قبره ثم رمي بنفسه علي الارض مما يلي القبلة، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صلي الله عليه وآله بإبراهيم [52] .
34 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة قال: رأيت ابنا لابي عبد الله عليه السلام في حياة أبي جعفر عليه السلام يقال له عبد الله فطيم [53] قد
[ صفحه 265]
درج: فقلت له: يا غلام من ذا الذي إلي جنبك؟ - لمولي لهم - فقال: هذا مولاي فقال له المولي - يمازحه -: لست لك بمولي فقال: ذاك شر لك، فطعن في جنازة الغلام فمات فاخرج في سفط إلي البقيع، فخرج أبو جعفر عليه السلام وعليه جبة خز صفراء وعمامة صفراء ومطرف خز أصفر فانطلق يمشي إلي البقيع وهو معتمد علي والناس يعزونه علي ابن ابنه. فلما انتهي إلي البقيع تقدم أبو جعفر عليه السلام فصلي عليه وكبر عليه أربعا ثم أمر به فدفن، ثم أخذ بيدي فتنحي بي ثم قال: إنه لم يكن يصلي علي الاطفال إنما كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بهم فيدفنون من وراء ولا يصلي عليهم، و إنما صليت عليه من أجل أهل المدينة كراهية أن يقولوا لا يصلون علي أطفالهم [54] .
بيان: قد درج أي كان ابتداء مشيه، قوله ذاك شر لك: أي نفي كونك مولي لي شر لك، إذ كونك مولي لي شرف لك.
قوله: في جنازة الغلام كأنه من باب مجاز المشارفة، وفي التهذيب [55] جنان وهو أظهر، وقيل هو حتار بالكسر، قال في القاموس [56] الحتار حلقة الدبر أو ما بينه وبين القبل، أو الخط بين الخصيتين ورتق الجفن، وشئ في أقصي فم البعير. قوله: من وراء، في التهذيب والاستبصار من وراء وراء مكررا، وقال في النهاية [57] ومنه حديث الشفاعة يقول إبراهيم: إني كنت خليلا من وراء وراء هكذا يروي مبنيا علي الفتح أي من خلف حجاب.
ومنه حديث معقل أنه حدث ابن زياد بحديث فقال: أشئ سمعته من رسول الله صلي الله عليه وآله أو من وراء وراء؟ أي ممن جاء خلفه وبعده، ويقال لولد الولد
[ صفحه 266]
الوراء. انتهي.
أقول: الظاهر أنه كناية إما عن عدم الاحضار في محضر الجماعة للصلاة عليه، أو عدم إحضار الناس وإعلامهم لذلك.
ويحتمل أن يكون بيانا للضمير في يدفنون أي كان يأمر في أولاد أولاده بذلك ويحتمل وجها آخر وهو أن يكون المعني إنه عليه السلام كان يفعل ذلك بعد النبي صلي الله عليه وآله وبعد الازمنة المتصلة بعصره، فيكون الغرض بيان كون هذا الحكم مستمرا من زمن النبي صلي الله عليه وآله إلي الاعصار بعده، ليظهر كون فعلهم علي خلافه بدعة واضحة.
35 - كا: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن خلاد الصيقل عن محمد بن الحسن بن عماد قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد عليهما السلام جالسا وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه - يعني أبا الحسن - إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام المسجد مسجد رسول الله فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظمه.
فقال له أبو جعفر عليه السلام: يا عم اجلس رحمك الله فقال: يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟! فلما رجع علي بن جعفر إلي مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عم أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا إذا كان الله عزوجل - وقبض علي لحيته - لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتي ووضعه حيث وضعه، انكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد [58] .
36 - يب: الحسين بن سعيد، عن النضر، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فسطاطه وهو يكلم امرأة فأبطأت عليه فقال ادنه! هذه ام إسماعيل جاءت وأنا أزعم أن هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجها عام أول، كنت أردت الاحرام فقلت: ضعوا لي الماء في الخباء، فذهبت الجارية بالمآء فوضعته فاستخففتها فأصبت منها، فقلت: اغسلي رأسك وامسحيه مسحا شديدا لا تعلم به مولاتك، فإذا أردت الاحرام فاغسلي جسدك ولا تغسلي رأسك فتستريب مولاتك
[ صفحه 267]
فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئا فمست مولاتها رأسها فإذا لزوجة الماء، فحلقت رأسها وضربتها، فقلت لها: هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجك [59] .
بيان: قوله عليه السلام فاستخففتها أي فوجدت إتيانها خفيفة سهلة، ويحتمل أن يكون كناية عن المراودة من قولهم استخف فلانا عن رأيه أي حمله علي الخفة و الجهل وأزاله عن رأيه.
37 - يب: الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن إسماعيل ابن جابر قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام حين مات ابنه إسماعيل الاكبر فجعل يقبله وهو ميت، فقلت: جعلت فداك أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت؟ ومن مسه فعليه الغسل، فقال: أما بحراراته فلا بأس، إنما ذلك إذا برد [60] .
38 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز قال: كانت لاسماعيل بن أبي عبد الله دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلي اليمن فقال إسماعيل: يا أبه إن فلانا يريد الخروج إلي اليمن وعندي كذا وكذا دينارا أفتري أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا بني أما بلغك أنه يشرب الخمر؟ فقال إسماعيل: هكذا يقول الناس، فقال عليه السلام: يا بني لا تفعل.
فعصي إسماعيل أباه ودفع إليه دنانيره فاستهلكها ولم يأته بشئ منها، فخرج إسماعيل وقضي أن أبا عبد الله عليه السلام حج وحج إسماعيل تلك السنة فجعل يطوف بالبيت ويقول: اللهم آجرني واخلف علي، فلحقه أبو عبد الله عليه السلام فهمزه بيده من خلفه، وقال له: مه يا بني فلا والله ما لك علي الله هذا، ولا لك أن يؤجرك ولا يخلف عليك، وقد بلغك أنه يشرب الخمر فائتمنته.
فقال إسماعيل: يا أبه إني لم أره يشرب الخمر إنما سمعت الناس يقولون فقال: يا بني إن الله عزوجل يقول في كتابه: " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " [61] .
[ صفحه 268]
يقول: يصدق لله ويصدق للمؤمنين، فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم ولا تأتمن شارب الخمر فان الله عزوجل يقول في كتابه " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " [62] فأي سفيه أسفه من شارب الخمر، إن شارب الخمر لا يزوج إذا خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يؤتمن علي أمانة، فمن ائتمنه علي أمانة فاستهلكها لم يكن للذي ائتمنه علي الله أن يؤجره ولا يخلف عليه [63] .
اقول: أوردنا بعض أحوال محمد بن جعفر في باب احتجاج الرضا عليه السلام علي أرباب الملل، وبعض أحوال إسماعيل في باب مكارم أخلاق أبيه عليه السلام.
39 - محص: باسناده، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت معتبا يحدث أن إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام حم حمي شديدة فأعلموا أبا عبد الله عليه السلام بحماه فقال: ائته فسله أي شئ علمت اليوم من سوء فعجل الله عليك العقوبة؟ قال: فأتيته فإذا هو موعوك، فسألته عما عمل فسكت، وقيل لي: إنه ضرب بنت زلفي اليوم بيده فوقعت علي دراعة الباب فعقر وجهها، فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بما قالوا فقال: الحمد لله إنا أهل بيت يعجل الله لاولادنا العقوبة في الدنيا، ثم دعا بالجارية فقال: اجعلي إسماعيل في حل مما ضربك فقالت: هو في حل فوهب لها أبو عبد الله عليه السلام شيئا، ثم قال لي: اذهب فانظر ما حاله قال: فأتيته وقد تركته الحمي.
40 - ير: فضالة، عن ابن عميرة، عن ابن مسكان، عن عمار بن حيان قال: أخبرني أبو عبد الله عليه السلام ببر ابنه إسماعيل له وقال: لقد كنت احبه وقد ازداد إلي حبا، الخبر [64] .
[ صفحه 269]
أقول: سيأتي تمام في باب بر الوالدين.
41 - كتاب زيد النرسي: عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بدا لله بداء أعظم من بداء بدا له في إسماعيل ابني [65] .
42 - ومنه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إني ناجيت الله ونازلته في إسماعيل ابني أن يكون من بعدي فأبي ربي إلا أن يكون موسي ابني [66] .
43 - ومنه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن شيطانا قد ولع بابني إسماعيل يتصور في صورته ليفتن به الناس وإنه لا يتصور في صورة نبي ولا وصي نبي، فمن قال لك من الناس: إن إسماعيل ابني حي لم يمت، فانما ذلك الشيطان تمثل له في صورة إسماعيل، ما زلت أبتهل إلي الله عزوجل في إسماعيل ابني أن يحييه لي ويكون القيم من بعدي فأبي ربي ذلك، وإن هذا شئ ليس إلي الرجل منا يضعه حيث يشآء، وإنما ذلك عهد من الله عز وجل يعهده إلي من يشآء، فشآء الله أن يكون ابني موسي، وأبي أن يكون إسماعيل ولو جهد الشيطان أن يتمثل بابني موسي ما قدر علي ذلك أبدا والحمد لله [67] .
[ صفحه 270]
پاورقي
[1] مطالب السؤول ص 82 لابن طلحة الشافعي.
[2] كشف الغمة ج 2 ص 378.
[3] نفس المصدر ج 2 ص 378.
[4] نفس المصدر ج 2 ص 415.
[5] العريض كزبير تصغير عرض، واد بالمدينة.
[6] الارشاد ص 303.
[7] نفس المصدر ص 304.
[8] الارشاد ص 304.
[9] لم نقف علي ترجمته رغم الفحص والمراجعة عاجلا.
[10] ما بين القوسين زيادة من المصدر.
[11] الارشاد ص 305.
[12] المصدر السابق ص 306.
[13] نفس المصدر ص 307.
[14] كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 163.
[15] هذا البيت من أبيات قالها أبو خراش الهذلي بعد مقتل أخيه عروة، وقد دخلت عليه اميمة امرأة عروة وهو يلاعب ابنه، فقالت له: يا أبا خراش تناسيت عروة وتركت الطلب بثاره ولهوت مع ابنك، أما والله لو كنت المقتول ما غفل عنك ولطلب قاتلك حتي يقتله فبكي أبو خراش وأنشأ يقول:
لعمري لقد راعت اميمة طلعتي
وان ثوائي عندها لقليل
وقالت أراه بعد عروة لاهيا
وذلك رزء لو علمت جليل
فلا تحسبي أني تناسيت فقده
ولكن صبري يا اميم جميل
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا
نديما صفاء مالك وعقيل
أبي الصبراني لا يزال يهيجني
مبيت لنا فيما خلا ومقيل
واني إذا ما الصبح آنست ضوءه
يعاودني قطع علي ثقيل
(الاغاني ج 21 ص 45 طبعة الساسي).
[16] أمالي الصدوق ص 237.
[17] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 204.
[18] نفس المصدر ج 2 ص 207.
[19] كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 159.
[20] نفس المصدر ج 1 ص 159.
[21] المصدر السابق ج 1 ص 159.
[22] المصدر السابق ج 1 ص 160.
[23] المصدر السابق ج 1 ص 161 وأخرجه الشيخ الطوسي في التهذيب ج 1 ص 289 بتفاوت وص 309.
[24] المصدر السابق ج 1 ص 162.
[25] المصدر السابق ج 1 ص 162.
[26] المصدر السابق ج 1 ص 162.
[27] المصدر السابق ج 1 ص 161.
[28] الكافي ج 3 ص 193.
[29] كمال الدين ج 1 ص 161.
[30] الكافي ج 3 ص 204 وأخرجه الشيخ الطوسي في التهذيب ج 1 ص 463 ورواه الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 112 مرسلا.
[31] كمال الدين ج 1 ص 161.
[32] بصائر الدرجات ج 5 باب 12 ص 68.
[33] الخرائج والجرائح ص 200.
[34] الرزمة: من الثياب وغيرها: ما جمع وشد معا جمع رزم.
[35] مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 228.
[36] نفس المصدر ج 1 ص 229.
[37] نفس المصدر ج 1 ص 230.
[38] نفس المصدر ج 3 ص 351.
[39] هو المقلب بالامين والاعرج وكان أكبر ولد أبيه، وكان أبوه شديد المحبة له والبر به والاشفاق عليه، وكان قوم من الشيعة يظنون انه القائم بعد أبيه، لانه كان أكبر أخوته سنا، ولميل أبيه إليه واكرامه له فمات في حياة أبيه عليه السلام بالعريض، وحمل علي رقاب الرجال إلي أبيه بالمدينة حتي دفن بالبقيع وذلك في سنة (133) قبل وفاة الصادق عليه السلام بعشرين سنة تقريبا، وللامام الصادق " ع " عند موته حال يجل وصفها فقد جزع عليه جزعا شديدا وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء، وكان يأمر بوضع سريره علي الارض قبل دفنه، صنع ذلك مرارا، في كلها يكشف عن وجهه وينظر إليه، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته من بعده وازالة الشبهة عنهم في حياته، ورغم تلك الحيطة فقد أصر فريق علي القول بامامته وهم الذين يدعون (بالاسماعيلة) ومما يحز في النفس أن يكتب مستشرق كبير يعتبر من محققي علماء الاستشراق ذلك هو الاستاذ فيليب استاذ التاريخ في الجامعة الاميركية ببيروت وأستاذ جامعة كولومبيا في نيويورك و و.. أقول مما يحز في النفس ان يكتب استاذ كبير كهذا ويتجني في كتابته فيبهت أعلام الدين وأئمة المسلمين بما هم منه براء، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، والمضحك - وشر البلية ما يضحك - أن يطبع كتابه في بلد اسلامي كمصر ولم يتناوله أحد - فيما أعلم - بنقد أو برد فيبطل مزاعمه، ويوضح بهتانه لقرائه، وخاصة طلاب الجامعات المذكورة التي ود المستشرق المذكور أن يكون كتاب " مختصر كتاب الفرق بين الفرق " الذين اختصره الرسعني وحرره المستشرق المذكور -: ككتاب مدرسي في صفوف التاريخ في الجامعة الاميركية ولهذه الغاية أضاف عليه شروحا بصورة حواشي مما يسهل علي الطالب فهم المقصود، فيما يزعم قال: في هامش 3 ص 85: " كان الامام السادس جعفر قد عين - كذا؟! - ابنه اسماعيل خلفا له، ولكنه عاد فعين - كذا؟! - ابنه موسي الكاظم (المتوفي 183 ر 799) لانه وجد اسماعيل مرة في حالة السكر - كذا؟! - ولكن بعض أتباعه لم يسلموا له بحق نزع الامامة عن اسماعيل فحافظوا علي ولائه، وساقوها بعده في ابنه محمد...) ليت الاستاذ المستشرق - المحرر - لاحظ أصل كتاب الفرق بين الفرق ص 39 وان بعد عنه فكان عليه ان يلاحظ نفس المختصر ص 58 ملاحظة جيدة ليقرأ ما يقوله البغدادي مولف الاصل وتبعه الرسعني في مختصر الاصل حيث قالا: " وافترق هؤلاء [الاسماعيلية] فرقتين فرقة منتظرة لاسماعيل بن جعفر - مع اجماع أصحاب التواريخ علي موت اسماعيل في حياة أبيه - وفرقة منهم قالت كان الامام بعد جعفر سبطه محمد بن اسماعيل وقالوا: ان جعفرا نصب ابنه اسماعيل للامامة بعده فلما مات اسماعيل في حياة أبيه علمنا انه انما نصب اسماعيل للدلالة علي امامة ابنه محمد بن اسماعيل والي هذا القول قالت الاسماعيلية من الباطنية. " فمن أين له اثبات دعواه من نصب اسماعيل والعدول عنه لسكره ونصب موسي، وليته دلنا علي مصدر هذا الادعاء الكاذب، وكيف له باثبات زعمه من تعيين اسماعيل للامامة؟ ومتي كان ذلك؟ وأين ذكر؟ لما ذا يذكر لنا مصدرا تاريخيا - وهو استاذ التاريخ - وكان عليه ان يقرأ تاريخ الفرق الاسلامية قراءة تفهم وبعدها يصدر أحكامه. وذي كتب الفرق من الملل والنحل، والتبصير، والفصل، واعتقادات فرق المسلمين للفخر الرازي، وفرق الشيعة، والفرق الاسلامية، والفرق بين الفرق، ومختصره كلها خالية عن مثل هذه الدعوي، ولو صحت لاشار إليها بعض أصحاب هذه الكتب ممن لم ينزه كتابه وقلمه من الطعن في أئمة المسلمين، ولكنها فرية وبهتان، والبلية كل البلية ان يحررها مستشرق يحمل من الالقاب العلمية اللامعة في دنيا الثقافة اليوم، وتعتز به المجامع العلمية في البلاد الاسلامية. وإذا كان هذا تحقيقه وهذا تحريره فأي قيمة لالقابه - الفارغة - في ميران التقييم الفكري؟!.
[40] هو المعروف بالافطح (لانه كان افطح الرأس كما في الكشي ص 164 أو أفطح الرجلين كما في الارشاد ص 305) كان اكبر اخوته سنا بعد اسماعيل، قال الشيخ المفيد في الارشاد ولم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الاكرام، وكان متهما بالخلاف علي أبيه في الاعتقاد، ويقال: انه كان يخالط الحشوية ويميل إلي مذهب المرجئة، وادعي بعد أبيه الامامة واحتج بأنه أكبر اخوته الباقين فاتبعه علي قوله جماعة الخ. توفي بعد أبيه بسبعين يوما، وكان أول من لحق به من أهله فصح فيه ما روي عن أبيه - الصادق عليه السلام انه قال لموسي " ع ": يا بني ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الامامة بعدي فلا تنازعة بكلمة فانه أول أهلي لحوقا بي. وكانت وفاته سنة 149 في العشر الاول من المحرم تقريبا ولم يعقب سوي بنتا اسمها فاطمة وأمها علية بنت الحسين بن زيد بن علي. تزوجها العباس بن موسي العباسي، ثم ابن عمها علي بن اسماعيل. لاحظ أخباره في كتب الفرق عند ذكر الفطحية، وفي جمهرة انساب العرب لابن حزم ص 59 ونسب قريش لمصعب ص 64 والكشي ص 164 - 165 وجامع الرواة ج 1 ص 479 وغيرها.
[41] هو المعروف بالديباج - أو الديباجة - لحسن وجهه ويلقب بالمأمون ويكني أبا جعفر، امه ام أخويه موسي واسحاق ام ولد تدعي حميدة، وكان شيخا وادعا محببا في الناس، وكان يروي العلم عن أبيه جعفر بن محمد وكان الناس يكتبون عنه هكذا قال الطبري في تاريخه ج 10 ص 233 وقال الخطيب في تاريخه ج 2 ص 113 وأبو الفرج في مقاتله ص 538 انه كان شجاعا عاقلا فاضلا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول: ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتي يكسوه: قال ابن عنبة في عمدة الطالب ص 245 خرج داعيا إلي محمد بن ابراهيم بن طباطبا الحسني، فلما مات محمد بن ابراهيم دعا محمد الديباج إلي نفسه وبويع له بمكة، وذكر الخطيب في تاريخه عن وكيع انه قال في بيعة الديباج كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة بالخلافة ولم يبايعوا بعد علي بن أبي طالب لعلوي غيره. وكان السبب في دعوته الناس إليه انه كتب رجل - أيام أبي السرايا - كتابا يسب فيه فاطمة بنت رسول الله " ص " وجميع أهل البيت وكان محمد ابن جعفر معتزلا تلك الامور لم يدخل في شئ منها، فجاءه الطالبيون فقرؤه عليه فلم يرد عليهم جوابا حتي دخل بيته فخرج عليهم وقد لبس الدرع وتقلد السيف ودعا إلي نفسه وتسمي بالخلافة وهو يتمثل:
لم أكن من جناتها علم الله
واني بحرها اليوم صالي
وفي سنة 200 حج المعتصم بالناس فوقع القتال بين الديباج ومن معه وبين هارون ابن المسيب من قواد المعتصم. واستحر القتال حتي حوصر الديباج في ثبير - جبل بمكة - فبقي محصورا ثلاثة أيام حتي نفد زادهم وماؤهم وجعل أصحابه يتفرقون، فلما رأي ذلك طلب الامان لنفسه ولمن معه فأعطي ذلك ثم غدر به وبهم فحملوا الجميع مقيدين في محامل بلا وطاء يريدون بهم خراسان، فخرج عليهم في الطريق بنو نبهان وقيل الغاضريون وذلك في زبالة فاستنقذوا الديباج ومن معه من ايدي العباسيين بعد حرب شعواء، ثم مضي الديباج ومن معه بأنفسهم إلي الحسن بن سهل في بغداد فأنفذهم إلي خراسان حيث المأمون فأمر المأمون آل أبي طالب بخراسان أن يركبوا مع غير الديباج من آل أبي طالب، فأبوا ان يركبوا الا معه وقد مر في الاصل شئ من أخباره فلاحظ.
[42] هو المعروف بالعريضي - لانه ولد بالعريض - يكني أبا محمد وكان من أشبه الناس برسول الله، وامه ام أخويه موسي وعبد الله، وقد عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أبيه الصادق عليه السلام وروي عنه الحديث، وقد أثني عليه الشيخ المفيد في الارشاد بقوله: كان من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد وروي عنه الناس الحديث والاثار وكان يقول بامامة أخيه موسي عليه السلام، وكان محدثا جليلا، وادعت فيه طائفة من الشيعة الامامة، وكان سفيان بن عيينة إذا روي عنه أثني عليه كما مر في الاصل وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه السلام عددا، لاحظ أخباره في العمدة ص 249 والمشجر الكشاف ص 68 وسر السلسلة العلوية ص 44 وهو من أعلام منتقلة الطالبيين.
[43] هو أبو الحسن العريضي - نسبة إلي العريض كزبير واد بالمدينة به أموال لاهلها - ذكره الزبيدي في تاج العروس " عرض " وقال: واليه نسب الامام أبو الحسن علي بن جعفر العريضي لانه نزل به وسكنه، فأولاده العريضيون وبه يعرفون وفيهم كثرة وعدد اه وكان اصغر ولد أبيه، مات أبوه وهو طفل، خرج مع أخيه محمد - الديباج - حين نهض بمكة مع جماعة الطالبين. كما انه اشترك مع اخيه زيد بن موسي والعباس بن محمد الجعفري في ثروة البصرة ايام ابي السرايا سنة 199 ثم رجع عن ذلك وكان يري راي الامامية، عده الشيخ في رجاله من اصحاب الائمة الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وذكره الذهبي في العبر ج 1 ص 358 وقال: كان من جلة السادة الاشراف، وترجمه سماحة سيدي الوالد روحي فداه في شرح مشيخة الفقيه وذكر ان في الكافي ما يدل علي بقائه حيا إلي سنة 252 ونبه علي خطأ ابن حجر في تقريب التهذيب حيث ذكر موته سنة 210 تابعا للذهبي في العبر وغيره، وكان سيدي دام ظله قد اعتمد قول ابن حجر في شرح مشيخة الاستبصار ج 4 ص 332 عمر أكثر من مائة سنة، له كتاب المناسك، وكتاب الحلال والحرام ولعله هو المسائل التي سأل عنها أخاه موسي بن جعفر " ع " والاخبار دالة علي جلالة قدره وعظم شأنه. لاحظ أخباره في مقاتل الطالبيين ص 534 وص 540 وعمدة الطالب ص 241 وشرح مشيخة الفقيه ص 4 ورجال الشيخ الطوسي وغيرها.
[44] ذكره مصعب الزبيري في كتابه نسب قريش ص 63 والعميدي في مشجره ص 76 والشيخ المفيد في ارشاده وقال: كان فاضلا نبيلا اه وقال مصعب في كتابه: لا بقية له.
[45] المناقب ج 3 ص 400.
[46] غيبة النعماني ص 176.
[47] نفس المصدر ص 176.
[48] رجال الكشي ص 164.
[49] رجال الكشي ص 182.
[50] نفس المصدر ص 269.
[51] المصدر السابق ص 269.
[52] الكافي ج 3 ص 194 بزيادة في آخره.
[53] الفطيم: الطفل الذي انتهت مدة رضاعه ففطم، ودرج بمعني مشي.
[54] الكافي ج 3 ص 206.
[55] التهذيب ج 3 ص 198 وفي المطبوع حديثا " في جنازة الغلام " وأخرجه الشيخ أيضا في الاستبصار ج 1 ص 479.
[56] القاموس ج 2 ص 4.
[57] النهاية ج 4 ص 207.
[58] الكافي ج 1 ص 322.
[59] التهذيب ج 1 ص 134 وأخرجه الشيخ في الاستبصار ج 1 ص 124.
[60] نفس المصدر ج 1 ص 429.
[61] سورة التوبة، الاية 61.
[62] سورة النساء، الاية: 5.
[63] الكافي ج 6 ص 299.
[64] وقع وهم من النساخ في وضع رمز (ير) الذي هو رمز لبصائر الدرجات، والصواب (ين) الذي هو رمز لكتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي، كما في ج 16 ص 25 باب بر الوالدين من البحار، والحديث موجود في كتاب الزهد المذكور باب بر الوالدين والقرابة والعشيرة والقطيعة وهو الحديث الثالث من الباب، وتمام الخبر نقلا عنه: ان رسول الله " ص " أتته أخته من الرضاعة، فلما أن نظر إليها سر بها وبسط رداءه لها فأجلسها عليه، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ثم قامت فذهبت، ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟ فقال: لانها كانت أبر بأبيها منه.
[65] أصل زيد النرسي ص 49 من الاصول الستة عشر طبع ايران.
[66] أصل زيد النرسي ص 49 من الاصول الستة عشر طبع ايران.
[67] أصل زيد النرسي ص 49 من الاصول الستة عشر طبع ايران.
فقه امام صادق
در باب فقهي هم مكتب امام صادق عليه السلام از قوي ترين و نيرومندترين مكتبهاي فقهي آن زمان بوده است. تمام امامهاي اهل تسنن يا بلاواسطه و يا با واسطه شاگرد امام صادق عليه السلام بوده اند و نزد امام شاگردي كرده اند.
ابوحنيفه دو سال شاگرد امام صادق عليه السلام بوده است. و اسم او نعمان بن ثابت بن زوطي بن مرزبان است. وي اصلا اهل كابل بود، كه در كوفه به دنيا آمده و در آنجا پرورش يافته بود.
مالك بن انس هم شاگرد امام صادق عليه السلام بود. شافعي در دوره ي بعد بوده است او شاگرد ابوحنيفه و مالك هم بوده است. احمد حنبل هم از جهتي شاگرد امام صادق عليه السلام بوده است.
شهرت گريزي
مؤمن و شيعه واقعي بر اين باور است كه كار و عمل انسان بايد براي جلب رضايت حضرت حق باشد و به غير از اين عمل وي ارزش حقيقي نخواهد داشت. كساني كه براي خوشايند ديگران و جلب رضايت آنان - كه در مسير حق نيستند - تلاش مي كنند، كاري بيهوده و عبث انجام مي دهند. اساسا خودپرستي با خداپرستي در تضاد است. از منظر امام صادق عليه السلام عمل ريايي كه براي خشنودي خداوند متعال نبوده و تنها براي ارضاي نفس و يا خوشايند ديگران انجام مي گيرد، نزد خداوند عالم پشيزي ارزش ندارد. آن وجود گرامي در يك سخن بليغ فرمود: «كل البر مقبول الا ما كان رئاء [1] ; تمام نيكي ها پذيرفته مي شود مگر اعمالي كه به خاطر ريا [و نشان دادن به ديگران] انجام گرفته باشد.»
پيشواي ششم در توضيح سخن خويش به عبدالله بن جندب [2] مي فرمايد: «لا تتصدق علي اعين الناس ليزكوك، فانك ان فعلت ذلك فقد استوفيت اجرك، ولكن اذا اعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك [3] ; هيچگاه صدقه [و كارهاي نيك] را جلو چشم مردم انجام مده به قصد اينكه تو را [مردي] پاكيزه انگارند، كه اگر به اين [سخن] عمل كني اجر و پاداش خود را به نحو كامل دريافت خواهي كرد، ولي [به خاطر داشته باش] كه اگر با دست راست خود بخشش مي كني دست چپ خود را مطلع نساز.» [4] .
پاورقي
[1] تحف العقول، ص 303.
[2] عبدالله بن جندب بجلي كوفي مردي جليل القدر، مورد اعتماد ائمه اطهار عليهم السلام و همنشين امام باقر، امام صادق، امام كاظم و حضرت رضا عليهم السلام بود. عبدالله كه شخصيتي فقيه، محدث و اهل عبادت بود، از طرف امام كاظم و امام رضا عليهما السلام سمت وكالت را به عهده داشت. بعد از فوت وي علي بن مهزيار جانشين وي گرديد.
[3] تحف العقول، ص 305.
[4] اين سخن كنايه از نهايت پنهان كاري در انجام كارهاي نيك مي باشد.
دليل وجود صانع
ابو شاكر ديصاني، به حضور امام صادق (عليه السلام) شرفياب مي شود و مي گويد اجازه مي فرماييد از مطلبي سئوال كنم؟ امام (عليه السلام) مي فرمايد: هر چه مي خواهي سئوال كن.
ديصاني مي گويد: چه دليلي مي توانيد براي آفريننده و صانع اقامه كنيد؟ امام (عليه السلام): وجود خودم دليل وجود صانع است، زيرا بر حسب تصور از دو حال خارج نيست.
الف) خود، صانع خود باشم، بنابراين دو صورت محتمل است:
1 ـ در حالي كه بوده ام خود را آفريده باشم.
2 ـ در حالي كه نبوده ام خود را آفريده باشم.
صورت اول باطل است; چرا كه بديهي است كه آفريدن چيزي كه هست (موجود) تحصيل حاصل و محال است. صورت دوم نيز باطل است; زيرا بديهي است كه چيزي كه نيست (معدوم)، نمي تواند چيزي را بيافريند.
ب) غير، مرا آفريده باشد; بنابراين فرض، آن غير مانند خودم باشد، همين اشكال بر او نيز وارد است. پس به ناچار بايد صانع من موجودي باشد كه مانند من نباشد، يعني واجب الوجود و قديم باشد و او رب العالمين است.
همسران پيامبر مدفون در بقيع
1 - ام سلمه:
وي از زمره نخستين گروندگان به اسلام بود و در سال 6 هـ. ق بدرود حيات گفت و در بقيع به خاك سپرده شد.
[ صفحه 15]
2 - زينب بنت جحش (دختر عمه پيامبر)
وي ابتدا به عقد زيد بن حارثه درآمد و پس از آن كه زيد در سال پنجم هجرت طلاقش داد، با رسول خدا صلي الله عليه وآله ازدواج كرد و سرانجام در سال 20 هـ. ق در سن پنجاه سالگي درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.
3 - ماريه قبطيه:
مادر ابراهيم پسر رسول خدا صلي الله عليه وآله است. وي در سال 16 هـ. ق در مدينه درگذشت و در بقيع دفن گرديد.
4 - زينب بنت خُزَيمه:
وي همسر يكي از صحابه رسول خدا (عبدالله بن جحش) بود كه پس از شهادت او، به عقد پيامبر صلي الله عليه وآله درآمد و پس از دو يا سه ماه در حالي كه بيش از سي سال نداشت، در سال چهارم هجرت بدرود حيات گفت و در بقيع آرميد
5 - عايشه دختر ابوبكر:
وي در سال چهارم بعثت به دنيا آمد و سه سال پس از مرگ خديجه با رسول خدا صلي الله عليه وآله ازدواج كرد و در سال 57 يا 58 هـ. ق درگذشت و در بقيع دفن شد.
[ صفحه 16]
6 - حفصه دختر عمر بن خطاب:
وي 5 سال قبل از بعثت زاده شد. ابتدا با خُنيس بن حُذافه ازدواج كرد و پس از درگذشت او به عقد پيامبر در آمد و بنا به گفته واقدي، در سال 45 هـ. ق در مدينه از دنيا رفت و در بقيع دفن شد.
7 - ام حبيبه دختر ابوسفيان:
وقتي عبدالله بن جحش، شوهر ام حبيبه در حبشه نصراني شد، و از دنيا رفت، وي به عقد رسول خدا صلي الله عليه وآله درآمد و در سال 42 يا 44 هـ. ق در مدينه درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.
8 - جُويريه بنت حارث:
وي در سال پنجم يا ششم هجرت پس از غزوه بني المصطلق به ازدواج رسول خدا صلي الله عليه وآله درآمد و در سال 50 يا 56 هـ. ق در مدينه وفات يافت و در بقيع به خاك سپرده شد.
9 - صفيه:
او ابتدا همسر سَلام بن مِشْكم و سپس همسر كنانة بن ابي الحُقيق بود كه كنانه در جنگ خيبر كشته شد و صفيه
[ صفحه 17]
اسير گرديد و رسول خدا صلي الله عليه وآله وي را آزاد كرد و به همسري گرفت. وي در سال 50 هـ. ق در مدينه وفات يافت و در بقيع به خاك سپرده شد.
10- سوده دختر زمعة بن قيس:
وي همسر پسر عمويش سكران بن عمرو بود كه پس از وفات او، به عقد رسول خدا صلي الله عليه وآله درآمد. در سال 50 يا 54 هـ. ق در مدينه وفات يافت و در بقيع دفن شد.
11- ريحانه بنت زيد:
وي در سال ششم هجرت به عقد رسول خدا صلي الله عليه وآله درآمد و پس از حجةالوداع درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.
[ صفحه 20]
جايگاه بقيع در انديشه نبوي
مدفونين در بقيع، بيشتر از شخصيت هاي ممتازي هستند كه در انديشه ي نبوي و سپس در تاريخ پس از رحلت پيامبر، داراي حرمتي عظيم بوده اند؛ شخصيت هايي كه پيامبر بارها عظمت هاي آنان را ياد كرده و در سيره ي معصومان بعد از پيامبر مورد توجه فراوان قرار داشته اند.
«قال المطري: انّ أكثر الصحابة رضي الله تعالي عنهم ممـّن توفّي في حياة النبي و بعد وفاته مدفونون بالبقيع و كذلك سادات أهل بيت النبي و سادات التابعين و في مدارك عياض عن مالك: إنّ هناك بالمدينة من الصّحابة نحو عشرة آلاف و قال المجدي، لاشكّ أنّ مقبرة البقيع محشوة با لجماء القفير من سادات الأمّة». [1] .
«مطري گفته است كه بيشتر صحابه - رضي الله عنهم - از كساني هستند كه در دوره ي حيات پيامبر و بعد از وفات ايشان، در بقيع دفن شده اند و همچنين بزرگان اهل بيت پيامبر و سادات تابعين هستند و در مدارك عياض از مالك منقول است كه مقبره اي در مدينه است كه حدود ده هزار نفر از صحابه در آن مدفون اند و مجدي گفته است: شكي نيست كه مقبره ي بقيع در بردارنده ي جمع بزرگي از بزرگان امّت اسلامي است.»
پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) براي مدفونين در بقيع، عظمت فراواني قائل بودند و آنان را شخصيت هاي بزرگي مي دانستند، كه پيامبر را در دوران سختي و عسرت ياري نموده اند.
واقدي در مغازي نقل كرده است كه پيامبر خدا (صلي الله عليه وآله وسلم) هنگام دفن سعد بن معاذ در بقيع الغرقد تكبير گفتند و همه ي مسلمانان و صحابه تكبير گفتند. سپس سعد بن معاذ را وارد لحد نمودند و پس از آن هم تكبير گفتند. از ايشان پرسيدند چرا تكبير گفتيد؟ فرمودند: «رأيت الملائكة تحمله»؛ [2] ديدم ملائكه را كه جسد سعد را حمل مي كردند.
در متون تاريخي، نسبت به بيانات حضرت رسول، راجع به اصحاب خودشان، نقل هاي فراواني وجود دارد كه آن ها را در مواضع خودش در نوشتارهاي بعدي مورد اشاره قرار خواهيم داد.
اين نقل ها، اين نكته را نشان مي دهد كه پيامبر خدا (صلي الله عليه وآله وسلم) مدفونين در بقيع را محترم مي شمردند و از همين رهگذر فراوان سفارش فرموده اند و اين خاك مطهر را گرامي مي داشته اند.
در خصوص اين نكته، كه پيامبر براي مدفونين در بقيع حرمت فراواني قائل بوده اند، نمونه هايي را اشاره مي كنيم:
ابن شبّه در تاريخ المدينة المنوره اش آورده است:
«حدّثنا هودة بن خليفة، قال: حدّثنا عوف، عن الحسن، إنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) قام علي أهل البقيع، فقال: السّلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين و المسلمين، لو تعلمون ما نجاكم الله منه ممّا هو كائن بعدكم! ثمّ نظر إلي أصحابه، فقال: هؤلاء خير منكم، قالوا: يا رسول الله ما يجعلهم الله خيراً منا؟
قد أسلمناكم أسلموا و هاجرناكما هاجروا، و أنفقناكما أنفقوا، فما يجعلهم الله خيراً منا؟ قال: إنّ هؤلاء مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئاً و شهدت عليهم و إنّكم قد أكلتم من أجوركم بعدهم، و لا أدري كيف تفعلون بعدي». [3] .
«هودة بن خليفه براي ما نقل كرد كه عوف از حسن نقل نموده كه پيامبر خدا، كه درود خدا بر او و آلش باد، به بقيع آمد و فرمود: درود بر شما اي اهل قبور! درود بر مؤمنان و مسلمانان شما، اگر بدانيد كه خداوند شما را از چه شروري نجات داده است! سپس نگاهي به اصحابشان نموده، فرمودند: آن ها از شما بهترند. گفتند: اي پيامبر خدا، چه چيزي آن ها را بهتر از ما قرار داده است؟ ما اسلام آورديم، همانگونه كه آن ها اسلام آوردند و هجرت نموديم، چنانكه هجرت نمودند، انفاق كرديم، چنانكه انفاق كردند. پس، چه چيزي آن ها را بهتر از ما قرار داد؟ فرمود: آن ها از دنيا رفتند در حالي كه از نتيجه ي زحمات خود بهره اي نبردند و من شاهد اعمال آنان بودم و لكن شما نتيجه اعمالتان را ديده ايد و از آن بهره مي بريد و من نمي دانم كه شما بعد از من چه كار خواهيد كرد.
همچنين سمهودي به نقل از طبراني گويد كه وي اين حديث را نقل كرده است:
«روي الطبراني في الكبير، محمد بن سنجر في مسنده، و ابن شبّه في أخبار المدينة من طريق نافع مولي حمنه، عن امّ قيس بنت محصل، و هي أخت عكاشة إنّها خرجت مع النبي إلي البقيع، فقال: يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب و كان وجوههم القمر ليلة القدر». [4] .
طبراني در تاريخ كبيرش روايت نموده كه محمد بن سنجر در مسندش آورده و ابن شبّه در اخبار المدينه از طريق نافع، برده ي حمنه و از امّ قيس دختر محصل نقل نموده كه امّ قيس با پيامبر خدا به بقيع رفت. پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) فرمود: محشور مي شوند از اين مقبره، هفتاد هزار تن كه بدون حساب وارد بهشت مي شوند، گويا صورت هايشان همانند ماه شب چهارده است.
در مصادر شيعه نيز فراوان به مضمون خبر ياد شده، پرداخته شده كه نمونه اي از آن را مي آوريم:
«عن صفوان الجمّال قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يخرج في ملاء من الناس من أصحابه كلّ عشيّة خمسين إلي المدنيين، فيقول: السّلام عليكم أهل الديار ـ ثلاثاً ـ رحمكم الله ثلاثاً ـ ثمّ يلتفت إلي أصحابه فيقول: هؤلاء خير منكم، فيقولون يا رسول الله و لم؟ آمنوا و آمنّا و جاهدوا و جاهدنا؟ فيقول: إنّ هؤلاء آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم و منعوا علي ذلك و إنّا لهم علي ذلك شهيد، و أنتم تبقون بعدي و لا أدري ما تحدثون بعدي». [5] .
«صفوان جمال از امام موسي بن جعفر نقل كرده كه فرمود: پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) غروب هر پنج شنبه با اصحاب خود به بقيع مي رفتند و مي فرمود: سلام بر شما اهل خانه هاي قبور (سه مرتبه)، و مي فرمود: خداي رحمتتان كند (سه مرتبه)، سپس به اصحاب خويش رو مي كردند و مي فرمودند: اينان از شما برترند. اصحاب مي پرسيدند: چرا اي پيامبر؟ آنها ايمان آوردند، ما هم ايمان آورديم. جهاد كردند و جهاد كرديم. فرمود: اينان ايمان آوردند ولي ايمانشان را با ستم نياميختند و بر همين روش طي مسير كردند و من گواه بر آنان بودم، اما شما بعد از من باقي مي مانيد در حالي كه من نمي دانم كه چه خواهيد كرد.»
پاورقي
[1] سمهودي، نورالدين علي ابن احمد، وفاء الوفا، ج2، دار احياء التراث العربي، ص 78.
[2] محمد بن عمر بن واقد، مغازي، ج1، نشر دانش اسلامي، رمضان 1405، ص 528.
[3] ابن شبه، ابوزيد عمر، تاريخ المدينة المنوره، ج1 و 2، دارالفكر قم، 1368 شمسي، ص 94.
[4] سمهودي، پيشين، ص 886.
[5] مجلسي، محمد باقر، بحارالانوار، ج 99.
كلامه في وصف المحبة لأهل البيت و التوحيد و الايمان و الاسلام و الكفر و الفسق
دخل عليه رجل فقال عليه السلام له: ممن الرجل؟ فقال من محبيكم و مواليكم، فقال له جعفر عليه السلام: لا يحب الله عبد حتي يتولاه. و لا يتولاه حتي يوجب له الجنة. ثم قال له: من أي محبينا أنت؟ فسكت الرجل فقال له سدير [1] : و كم محبوكم يا ابن رسول الله؟ فقال: علي ثلاث طبقات: طبقة أحبونا في العلانية و لم يحبونا في السر. و طبقة يحبونا في السر و لم يحبونا في العلانية. و طبقة يحبونا في السر و العلانية، هم النمط الأعلي [2] ، شربوا من العذب الفرات و علموا تأويل الكتاب [3] و فصل
[ صفحه 24]
الخطاب و سبب الأسباب، فهم النمط، الفقر و الفاقة و أنواع البلاء أسرع اليهم من ركض الخيل [4] ، مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا و فتنوا، فمن بين مجروح و مذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم و يغني العديم [5] و بهم تنصرون و بهم تمطرون و بهم ترزقون و هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا و خطرا. و الطبقة الثانية النمط الأسفل أحبونا في العلانية و ساروا بسيرة الملوك، فألسنتهم معنا و سيوفهم علينا، و الطبقة الثالثة النمط الأوسط أحبونا في السر و لم يحبونا في العلانية و لعمري لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل تري أثر الرهبانية في وجوههم، أهل سلم و انقياد.
قال الرجل: فأنا من محبيكم في السر و العلانية. قال جعفر عليه السلام: ان لمحبينا في السر و العلانية علامات يعرفون بها. قال الرجل: و ما تلك العلامات؟ قال عليه السلام: تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته و أحكموا علم توحيده. و الايمان بعد ذلك بما هو و ما صفته، ثم علموا حدود الايمان و حقائقه و شروطه و تأويله. قال سدير: يا ابن رسول الله ما سمعتك تصف الايمان بهذه الصفة؟ قال: نعم يا سدير ليس للسائل أن يسأل عن الايمان ما هو حتي يعلم الايمان بمن. قال سدير: يا ابن رسول الله ان رأيت أن تفسر ما قلت؟ قال الصادق عليه السلام: من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك. و من زعم أنه يعرف الله بالاسم دون المعني فقد أقر بالطعن، لأن الاسم محدث. و من زعم أنه يعبد الاسم و المعني فقد جعل مع الله شريكا. و من زعم أنه يعبد [المعني] بالصفة لا بالادراك فقد
[ صفحه 25]
أحال علي غائب. و من زعم أنه يعبد الصفة و الموصوف فقد أبطل التوحيد لأن الصفة غير الموصوف.
و من زعم أنه يضيف الموصوف الي الصفة فقد صغر بالكبير (و ما قدروا الله حق قدره). قيل له: فكيف سبيل التوحيد؟ قال عليه السلام: باب البحث ممكن و طلب المخرج موجود ان معرفة عين الشاهد قبل صفته و معرفة صفة الغائب قبل عينه. قيل: و كيف نعرف عين الشاهد قبل صفته؟ قال عليه السلام: تعرفه و تعلم علمه و تعرف نفسك به و لا تعرف نفسك بنفسك من نفسك. و تعلم أن ما فيه له و به كما قالوا ليوسف: (انك لأنت يوسف قال أنا يوسف و هذا أخي) [6] فعرفوه به و لم يعرفوه بغيره و لا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب أما تري الله يقول: (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) [7] يقول: ليس لكم أن تنصبوا اماما من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوي أنفسكم و ارادتكم. ثم قال الصادق عليه السلام: ثلاثة (و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم) من أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب اماما لم ينصبه الله، أو جحد من نصبه الله. و من زعم أن لهذين سهما في الاسلام. و قد قال الله، (و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة) [8] [9] .
پاورقي
[1] سدير: هو ابن حكيم بن صهيب الصيرفي من أصحاب السجاد و الباقر و الصادق عليهم السلام امامي ممدوح محب لأهل البيت عليهم السلام - و روي ان سدير و شريد بن عبدالرحمن - كانا في السجن فدعا لهما الامام الصادق عليه السلام فخرجا من السجن - و قال عليه السلام: ان سدير عصيدة بكل لون. يعني انه لا يخاف من المخالفين لالتزامه بالتقية الواجبة.
[2] النمط: جماعة من الناس أمرهم واحد.
[3] تأويل الكتاب: أي تفاسيره و تأويلاته و اشاراته و ما المراد به و مصاديق ما جاء فيه من الأوصاف.
[4] ركض الفرس: أستحثه للعدو.
[5] العديم: الفقير.
[6] سورة يوسف آية 90.
[7] سورة النمل آية 60.
[8] سورة القصص آية 68.
[9] تحف العقول ص 325.
حسادت
درباره ي ارزيابي اصلي و ريشه ي عداوت و دشمني بني اميه نسبت به بني هاشم مي توان گفت يكي از علل مهم اين كينه توزي مسئله ي حسادت بني اميه به بني هاشم بود كه براي ريشه يابي اين نكته (حسادت) بايد به بررسي وضع اميه پسر عبدشمس (جد اعلاي بني اميه) بپردازيم.
آلوسي در اين باره مي نويسد: «اميه بر موقعيت و مقام ممتاز عموي خود هاشم پسر عبدمناف (جد اعلاي بني هاشم) رشك مي برد و از اين جهت بسيار ناراحت بود كه چرا هاشم داراي مقام و موقعيتي است كه من از آن برخوردار نيستم. از اين رو با او به دشمني پرداخت و از راه هاي مختلف او را آزار مي داد و سرانجام وي را دعوت به منافره [1] كرد. هاشم به خاطر اينكه ميان دو قبيله كينه و عداوتي پيش نيايد حاضر نشد در مجلس منافره شركت كند، اما به خاطر اينكه اميه زياد اصرار كرد هاشم مجبور شد و سرانجام تسليم
[ صفحه 31]
گرديد. قرارداد منافره پنجاه شتر و ده سال تبعيد از مكه بود. هر دو نفر به همراه جمعي ديگر از طرفين نزد كاهني خزاعي رفتند. كاهن هاشم را برتري داد و اميه را از شركت در اين منافره نكوهش كرد و گفت چرا در اين جلسه شركت كردي؟! پس از اينكه اميه مغلوب شد، پنجاه شتر پرداخت. هاشم از گوشت آن شتران همراهان را غذا داد و اميه طبق قرارداد به مدت ده سال از مكه به شام رفت و تا پايان مدت مقرر برنگشت. همين منافره از جمله عوامل مهم عداوت ميان دو تيره ي بني هاشم و بني اميه شد و اولين برخورد خصمانه ي ريشه داري بود كه ميان آنان واقع گرديد به گونه اي كه حتي پس از اسلام همواره با يكديگر در جنگ و ستيز بودند [2] .
پاورقي
[1] منافره كه از رسوم زمان جاهليت عرب است به اين معنا است كه دو نفر نزد حاكم يا كاهني مي رفتند و هر كدام از آن دو كه مدعي بود از نظر حسب و نسب بر ديگري برتري دارد، در صورت مغلوب شدن، مي بايست آنچه را به عهده گرفته است (طبق قرار قبلي) به طرف بپردازد و يا شهر و ديار خود را ترك كند.
[2] بلوغ الارب، ج 1، ص 307.
به طوري كه يادآور شديم منافره از آداب جاهليت است و اسلام با اين گونه رسوم و عادات و طرز فكرهاي غلط به طور كامل مبارزه مي كند و اميرمؤمنان عليه السلام در ضمن يكي از خطبه هاي نهج البلاغه اين روش را مردود مي شمارد. توضيح اينكه پس از رحلت پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم و پايان بيعت سقيفه كه عباس عموي آن حضرت با ابوسفيان پيشنهاد بيعت با امام را كردند، امام كه از سوء نيت ابوسفيان آگاه بود فرمود: «ايها الناس شقوا امواج الفتن بسفن النجاة و عرجوا عن طريق المنافرة و ضعوا تيجان المفاخرة» (نهج البلاغه ي صبحي صالح، خطبه ي 5) يعني اي مردم، امواج كوه پيكر فتنه ها را به كشتي هاي نجات (علم و اتحاد و ايمان) درهم بكشنيد و از راه اختلاف و پراكندگي كنار آييد و تاج تفاخر و برتري جويي را از سر بنهيد.
مخالفان تفسير
در ميان اهل سنت، كساني كه نسبت اين تفسير را به امام صادق درست نمي دانند، افراد زيرند:
1. جلال الدين سيوطي
2. ابن تيميه
3. ابن جوزي
4. محمدحسين ذهبي
در معرفي حقايق التفسير، ياد شد كه اين دسته از محققان اهل سنت نسبت اين تفسير را به امام صادق (عليه السلام) درست نمي دانند و حتي به خاطر اين تفسير، حقايق التفسير سلمي را بي پايه و داراي تأويلات دروغين دانسته و سلمي را متهم به جعل حديث كرده اند، ليكن از سوي ايشان، هيچ گونه دليل موجه و تحقيق روشن براي اثبات مدعايشان عنوان نشده است.
اما محققان اماميه، گويا تا دير زماني از وجود اين تفسير آگاهي نداشته و از اين روي، كسي در مورد آن، اظهار نظر خاصي نكرده است.
اجتناب از دنياگرايي
و انما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الارقم؛ دنيا نزد آنان (دوستان اهل بيت عليهم السلام) هم چون ماري بسيار خطرناك است كه منتظر فريفتن آنها است. برخي از مارها - كه بسيار خطرناك هم هستند - گاهي در صحراها روي دم خود مي ايستند تا ساير جانداران را فريب دهند. هر كه از دور آنها را ببيند تصور مي كند شاخه ي خشك درختي است، اما وقتي به آنها نزديك مي شود، او را مي بلعند. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: دوستان ما دنيا را به صورت ماري فريبنده مي بينند كه در راهشان ايستاده و منتظر است تا آنها را فريب دهد. هميشه اين گونه به دنيا نگاه مي كنند و مواظبند تا فريب آن را نخورند. و العدو الأعجم؛ دنيا در نظر آنان همانند دشمني بي منطق است كه حرف حساب نمي فهمد؛ هرگاه بر انسان تسلط پيدا كند، به او رحم نمي كند.
جوانان و نماز
يكي از عوامل بازدارنده جوانان از هوس ها و آلودگي ها نماز است. نماز در كلمات و سيره امام صادق عليه السلام جايگاه خاصّي دارد. روايات نقل شده از آن حضرت درباره نماز به اندازه يك كتاب قطور مي باشد. در اين جا فقط به يك روايت بسنده مي كنيم. امام صادق عليه السلام فرمود: «اول ما يحاسب به العبد الصلاة فأن قبلت قبل سائر علمه و ان ردّت ردّ سائر علمه» [1] ؛ اولين عملي كه در قيامت مورد محاسبه قرار مي گيرد نماز است. اگر نماز قبول شود ساير اعمال قبول مي شود و اگر نماز رد شود ساير اعمال نيز رد خواهد شد.
پاورقي
[1] معجم رجال الحديث، ج 19، ص 325.
قضاوت غيرعلمي
دومين قضاوت نيز به همين اندازه سست و غيرعلمي است؛ سخني است شبيه داوريهاي مستشرقان كه غالبا آلوده به غرض يا برخاسته از جهل و بي خبري است؛ با همان ويژگي ها: همان نگاههاي خشك و بي روح و ماديگرانه و تنگ نظرانه، و اي بسا در واقع آنان نخستين كساني باشند كه درباره ي امامان شيعه به چنين زباني سخن گفته اند؛ كما اين كه در موارد متعددي از نظرات آنان درباره ي مسائل اسلام و تشيع و زندگينامه ي بزرگان اسلام، همين ياوه گوييهاي ناشي از جهل يا غرض مشاهده مي شود. مستشرقي [1] را مي شناسم كه از حماسه ي امام حسن مجتبي عليه السلام جز اين نمي فهمد: پول گرفت و خلافت داد و در ميان عطر و زن و تجمل، عمر خود را به سر آورد (!) و مستشرق ديگري [2] كه به رعايت يك بينش تاريخي، اسلام را نقطه ي تحولي معرفي مي كند كه گذر دهنده ي جوامع همزمان خود از برده داري به فئوداليسم است (!)... و مستشرقان ديگري با تحقيقاتي پوچ و نامربوط از اين قبيل.... پس چندان شگفت نيست اگر درباره ي امام صادق عليه السلام نيز چنين داوري غيرعلمي و عجولانه اي از آنان مشاهده شود. طرفه آنكه مدرك اين مغرضان، چيزي جز بافته هاي آن گروه نخستين نيست؛ وگرنه با كدام ديد تحقيقي مي توان زندگي ائمه عليهماالسلام را در چنين نامعقولي محدود كرد؟
پاورقي
[1] فيليپ حتي، مستشرق يهودي نويسنده ي كتاب «تاريخ عرب».
[2] پطروشفسكي، مورخ و محقق روسي نويسنده ي كتاب «اسلام در ايران».
از احمد بن تيميه تا محمد بن عبدالوهاب
عقيده و عملكرد خوارج چون مخالف قوانين اسلام و برنامه هاي قرآن بود و عقيده و باوري بود خودساخته پس از مدتي تنها در كتاب ها از آن به عنوان يك حادثه تاريخي
[ صفحه 31]
ياد شد تا پس از چندين قرن، يعني در آستانه قرن هشتم، احمد بن تيميه در شام مطالبي را در مسائل مختلف اسلامي؛ در اصول عقايد و فروع احكام، كه بر خلاف مسلمات اسلام و مخالف با فتاواي علما و پيشوايان و در بعضي از مسائل موافق با نظريات خوارج بود، عنوان كرد و از طريق سخنراني ها و نوشته هايش به تبليغ و ترويج آراء خود پرداخت و در اين راه تلاش فراوان نمود.
علما و دانشمندان از شام و مصر و بغداد در مخالفت با نظريات او به ميدان آمدند و از راه تأليف و مناظره، به نقد عقايد او پرداختند و بر انحراف و ارتداد او فتوا صادر كردند. ابن تيميه پس از چند بار زنداني شدن در مصر و شام، سرانجام در سال 728 هـ. ق. در زندان دمشق از دنيا رفت.
نوآوري ها و ابراز مطالب عوام پسندانه او موجب گرديد كه علي رغم مخالفت علما و متكلمان، گروهي هم از نظريات وي استقبال نمايند و به افكار او گرايش پيدا كنند و در اين گرايش ها، افزون بر تلاش و تبليغ او، زنداني شدن و مظلوم نمايي اش نيز نقش مؤثر و تأثير بسزايي داشت و همچنين حمايت جدي شاگرد صميمي و هم عقيده اش «ابن قيم»، كه در كتابها و تأليفات خود آراء و نظريات استادش را تبيين و نشر نمود، در پيشرفت افكار «ابن تيميه» نقش اساسي ايفا كرد.
با اين حال، همان گونه كه پيشتر اشاره كرديم، مخالفت علما و فقهاي مذاهب سه گانه «شافعي، حنفي و مالكي» با عقايد ابن تيميه، موجب گرديد كه در مدت كوتاهي، فتاواي او متروك و تأليفاتش همانند تأليفات ابي قيم از صحنه خارج شود و در انزوا قرار بگيرد.
وضع به همين منوال بود تا اينكه در قرن يازدهم، در نجد حجاز فردي به نام محمد بن عبدالوهاب پا به عرصه حيات گذاشت و پس از چهار قرن بارديگر به تبليغ و ترويج عقايد ابن تيميه پرداخت و به عللي كه اشاره خواهيم كرد، او توانست اين فتاوا را به مرحله اجرا در آورد و آنچه در لابلاي تأليفات ابن تيميه و ابن قيم بود، در صحنه عمل پياده كند.
چون درباره شرح حال و نقد عقايد و آراء ابن تيميه و دو شاگرد و همفكرش؛ ابن
[ صفحه 32]
قيم و ابن عبدالوهاب از سوي طرفداران و مخالفانشان كتاب هاي متعددي تأليف و مقالات زيادي ارائه شده است، ما در اينجا به عنوان مقدمه، خلاصه اي از تاريخ زندگي و بعضي از عقايد و فتاوايشان را با استناد به تأليفات و كتابهاي خودِ آنها، در اختيار خوانندگان عزيز قرار مي دهيم:
تقي الدين احمد ابن تيميه در سال 661 در «حران» از توابع شام ديده به جهان گشود و تحصيلات اوليه را تا 17 سالگي در آن سرزمين به پايان برد سپس به همراه پدرش عبدالحليم، از ترس مغولان به دمشق رفت. تا سال 698 چيزي از احمد شنيده نشد ولي از آغاز قرن هشتم به تدريج افكار شاذ و انحرافي وي بروز يافت و در هر مقطعي با اظهار نظر مخالف با مسلمات اسلام و آراي مشهور و رايج مسلمانان، افكار عمومي را متشنج مي كرد و پس از بارها زنداني شدن و تبعيد شدن در شام و ديار مصر، در سال 728 در زندان قلعه دمشق از دنيا رفت. ابن تيميه به عنوان يك عالم حنبلي و صاحب تأليفات، در كنار نقاط ضعف در مسائل عقلاني، طبعاً نقاط مثبتي نيز داشته است، منتها هواداران وي تنها به نقاط مثبت او چشم دوخته و با چشم پوشي از خطاهايش به ستايش مطلق وي پرداخته اند ولي آزاد انديشان بر هر دو جنبه نظر افكنده و نقادانه با وي برخورد كرده اند و ديدگاه هاي او را با آموزه هاي انبيا و اولياي الهي مغاير شمرده و در نقد وي كتابها نوشته اند.
ده ها نفر از علماي معاصر او و همچنين دانشمنداني پس از وي، عقايد او را نقد و رد نموده اند.
قبر سعد بن ابي وقاص
350 ـ محمد بن يحيي براي ما نقل كرد و گفت: عبدالعزيز بن عمران، از عبدالرحمان ابن خارجه برايم نقل خبر كرد و گفت: ابن دهقان مرا گفت: سعد بن ابيوقاص مرا خواست و با او به بقيع رفتم. او ميخ هايي با خود برداشت و چون به جايي در گوشه بيروني و شرقي شامي خانه عقيل رسيديم از من خواست زمين را كندم و چون قدري به درون رفتم ميخ ها را در زمين فرو برد و گفت: اگر مُردم بازماندگان مرا بدين جا راه نماي تا مرا در آن به خاك بسپارند.
چون سعد مُرد اين مسأله را با فرزندانش در ميان گذاشتم و با آنان روانه شدم و ايشان را بدان جاي راه نمودم. ميخ ها را همان جا يافتند و آنجا قبري برايش كندند و او را در اين قبر به خاك سپردند. [1] .
[ صفحه 122]
پاورقي
[1] اين حديث در وفاء الوفا (ج 2، ص 899)، از ابن شبه، از ابن دهقان نقل شده است.
رقيه
رقيّه، دختر پيامبر (صلّي الله عليه و آله) ابتدا همسر عتبة بن ابي لهب بود، كه بعد از اسلام، از همسرش جدا شد و به عقد عثمان بن عفّان درآمد. [1] .
روايت شده كه فاطمه (عليها السلام) كنار قبر رقيّه مي گريست و پيامبر (صلّي الله عليه و آله) با جامه خود اشك چشمان او را پاك مي كردند. [2] گفتني است رقيّه هنگام جنگ بدر از دنيا رفت و عثمان بن
[ صفحه 285]
عفّان، همسر وي، كه به سبب مريضي رقيّه از جنگ بازمانده بود، او را به خاك سپرد. [3] پيامبر (صلّي الله عليه و آله) فرمود: او را كنار عثمان بن مظعون به خاك بسپاريد.
پاورقي
[1] مصعب زبيري، كتاب نسب قريش، ص 22.
[2] سمهودي، همان، ج 3، ص 897.
[3] ابن هشام، همان 2 / 334.
پاك شدن گناهان
همچنين آن حضرت فرمود: «اَلْخُلْقُ الحَسَنُ يميثُ الْخَطيئةَ كَما تُميثُ الشَّمْسُ الجَليدُ؛ خوي نيكو گناهان را ذوب مي كند؛ چنانكه خورشيد يخ را آب مي كند.»
بشار الشعيري
46- عن اسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لبشار الشعيري: اخرج عني - لعنك الله.
لا - والله - لا يظلني و اياك سقف بيت - ابدا -.
فلما خرج قال عليه السلام: - يا ويله - الا قال بما قالت اليهود؟ الا قال بما قالت النصاري؟! الا قال بما قالت المجوسي؟! او بما قالت الصابية؟!
- والله - ما صغر الله تصغير هذا الفاجر احد.
انه شيطان ابن شيطان. خرج من البحر ليغوي اصحابي و شيعتي.
فأحذروه.
و ليبلغ الشاهد الغائب.
اني عبد ابن عبد قن ابن امة. ضمتني الاصلاب و الارحام.
و اني لميت و اني لمبعوث ثم موقوف ثم مسؤول.
- والله - لأسألن عما قال في هذا الكذاب و ادعاه علي.
يا ويله - ماله. ارعبه الله.
[ صفحه 51]
فلقد أمن علي فراشه و افزعني و اقلقني عن رقادي.
و تدرون اني لم اقول ذلك؟!
اقول ذلك لكي استقر في قبري [1] .
47- عن مرازم قال: قال لي ابوعبدالله عليه السلام: تعرف مبشر بشر [2] ...: الشعيري؟!
فقلت: بشار.
قال: بشار.
قلت: نعم جار لي [3] .
قال: ان اليهود قالوا و وحدوا الله و ان النصاري قالوا و وحدوا الله.
و ان بشارا قال عظيما [4] .
اذا قدمت الكوفة. فأته و قل له: يقول لك جعفر: يا كافر يا فاسق يا مشرك. ان بري ء منك.. [5] .
48- عن ابن سنان قال: ذكر ابوعبدالله عليه السلام: و بشارا الأشعري [6] و...
[ صفحه 52]
فقال عليه السلام: لعنهم الله.
انا لا نخلو من كذاب [7] أو عاجز الرأي. كفانا الله مؤنة كل كذاب.
اذاقهم الله حر الحديد [8] .
49- قال الامام الصادق عليه السلام:... لعن الله بشارا [9] .
50- قال ابوعبدالله عليه السلام: ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان. خرج من البحر. فأغوي اصحابي [10] .
51- (جاء - ضمن كلام - في احوال بشار).
... مسخ في صورة الطير [11] .
يقال له: علياء. يكون في البحر.
فلذلك سموهم [12] العليائية [13] .
[ صفحه 53]
پاورقي
[1] اختيار معرفة الرجال الكشي - ص400.
[2] اشارة الي انه ليس بشارا بخير بل يبشر و يخبر في حقه الشر و العذاب.
[3] في نسخة: خالي.
[4] في نسخة: قولا عظيما (نقلا عن هامش لمصدر).
[5] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص398 و399.
[6] هكذا في هذا الموضع من المصدر و الظاهر وقوع سهو في البين و الصحيح بشار الشعيري.
[7] في نسخة: من كذاب يكذب علينا.
[8] اختيار معرفة الرجال: ص305.
[9] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص398.
[10] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص400.
[11] في نسخة: في صدره طير.
[12] أي: سمو اتباع بشار الشعيري: العليائية.
[13] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص400.
جعفر ايها الصديق 06
ما بالها الكوفة تذبح أبناءها، ترمي أفلاذ أكبادها للذئاب، همس الثائر الذي لم يبلغ العشرين بعد:
- ليتني ذهبت مع أبي...
كان يشعر بالاختناق رغم انفتاح الصحراء؛ الحصان يسير الهويني، ينقل خطاه علي هون؛ لم تفلح النسمات الخفيفة ان تبدد الضيق الذي يحسه الفتي العلوي. لكأن بنو مروان يسممون حتي الهواء.
نظر إلي ورائه حيث المدينة المشهورة بالغدر، فألفاها قد غابت، لقد ابتلعتها الصحراء أدار بصره في الجهات، لم يكن هناك سوي تموجات الرمال تمتد لتلامس زرقة السماء في الافق البعيد؛ و لاحت للفتي تحت أشعة الغروب الواهنة طرق القوافل، فهذا طريق يشير إلي الحجاز، طريق عريض مهدته قوافل الحجيج، و ذاك طريق يقود إلي
[ صفحه 32]
خراسان، إلي بلاد بعيدة حيث تشرق الشمس.
وقف في مفترق الطرق، كان يتأمل المكان و قد غمرته حالة من الاستغراق؛ لعله كان يفكر أي الطريقين يسلك.
لامست الشمس رمال الصحراء، بدت بلونها القرمزي جرحا يفور.
فجأة ظهرت سفينة الصحراء وسط القرص، و قد نشرت ظلالها في بطن الوادي.
شعر «يحيي» بنسمة فرح، لعل هذا القادم يحمل أخبار الوطن.. أخبار الأحبة و الأهل و الديار، و ظل الفتي في مكانه، و تطلع الحصان إلي الجمل.. صهل عاليا، أراد أن يقول: إنني أعشق الحرية، و ظل الجمل معتصما بالصمت كعادته، ربما قال في تمتماته: الصحراء تحتاج إلي الصبر.
اقترب راكب الجمل من راكب الحصان و عرف كل صاحبه، و تناثرت كلمات السلام كرياحين ربيعية، و قال الفتي:
- من أين أقبلت؟
- من الحج.
- و أخبار الأحبة و الديار؟
- المدينة حزينة.. حزينة من أجل زيد، لقد بكاه الجميع، و كان
[ صفحه 33]
ألوعهم ابن عمك جعفر.
سكت يحيي، اشتعلت مشاهد قديمة في ذاكرته يوم دخل مع أبيه الشهيد علي عمه محمد الرجل الذي فجر ينابيع العلم؛ تمتم بأسي:
- كان عمي محمد أشار علي أبي بترك الخروج.. قال لا تترك المدينة، كان يخشي عليه عاديات الزمان، و أردف و هو يحدق في الشمس التي أوشكت علي المغيب:
- فهل سمعت ابن عمي جعفر يذكرني؟
أجاب القادم من الحجاز و كان رجلا من ثقيف:
- أجل سمعته يذكرك.
- بم ذكرني؟
- لا أحب أن استقبلك بما سمعته.
- أنا لا أخشي الموت.. هات ما قاله جعفر.
- سمعته يقول: انك تقتل و تصلب، كما قتل أبوك و صلب.
اعترته قشعريرة و قد تذكر أباه علي الصليب.
قال بصوت متهدج:
- «يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب».
و مرت لحظات صمت، كان يحيي يحدق في الأفق المصبوغ بلون الدم، قال بصوت يشوبه حزن عميق:
[ صفحه 34]
- يا متوكل ان الله أيد هذا الأمر بنا و جعل لنا العلم و السيف، و خص بنو عمنا بالعلم وحده.
تساءل راكب الجمل:
- جعلت فداك اني رأيت الناس إلي ابن عمك جعفر أميل منهم إليكم.
- انه دعا الناس إلي الحياة، أما نحن فدعوناهم إلي الموت.
- يابن رسول الله هم أعلم أم أنتم؟
و أطرق الفتي لكأنه يبحث في الأرض عن شي ء، و قال بعد صمت:
- كلنا له علم، غير انهم يعلمون كلما نعلم، و لا نعلم كلما يعلمون.
غابت الشمس، و تناثر رماد خفيف في فضاء الكون..
قفر الفارس، و قد غمرته فرحة اللقاء، و بركت سفينة الصحراء؛ و انسابت كلمات الصلاة كنهر هادي ء يتدفق علي هون، و تناثرت تمتمات الدعاء، و قد تألقت النجوم في صفحة السماء.
تطلع القادم من موسم الحج إلي فتي لم يبلغ العشرين بعد، يحمل معه ميراث أبيه الشهيد، السيف و العلم، همس في نفسه؛ تري في أي بقعة سوف يصلب هذا الفتي؟ جعفر أيها الصديق ليتك أخبرتني.
رفع يحيي رأسه و كان مستغرقا في الصلاة:
[ صفحه 35]
- اعلم ان قوله حق.. أخذه من آبائه.
و نهض إلي حيث وقف الحصان، فاستخرج من الرحل صحيفة مطوية، شمها، وضعها علي جبينه و انسابت دمعتان، شعر انه يقبل وجه أبيه الشهيد، تمتم بصوت مخنوق:
- والله يا متوكل لولا ما ذكرت من قول ابن عمي انني أقتل و أصلب ما دفعتها إليك... و هي أمانة لديك حتي توصلها إلي ابني عمي..
- محمد و إبراهيم؟!
- أجل.. فهما القائمان بالأمر بعدي..
حانت لحظة الوداع.. و أدرك القادم من موسم الحج أن يحيي قد يمم وجهه شطر خراسان.. حيث تطلع الشمس.
نهض راكب الجمل يشيع الفارس الذي سلك الطريق إلي خراسان حتي انطوي في الظلام.
[ صفحه 37]
نور خلقت
اي مهر تو بهترين علايق
جانها به زيارت تو شايق
ما را نبود به جز خيالت
ياري خوش و همدمي موافق
بيماري روح را دوا نيست
جز مهر تو اي طبيب حاذق
اي نور جمال كبريائي
اي نور تو زينت مشارق
روزي كه دميد نور خلقت
رخسار تو بود صبح صادق
[ صفحه 460]
از جلوه ي تو تبارك الله
فرمود به خلقت تو خالق
حسن تو خود از جمال زهراست
اي زاده ي بهترين خلايق
بر تخت كمال و تاج عصمت
آخر كه بود بجز تو لايق
تفسير كلام ايزدي بود
گفتار تو اي امام صادق
باشد سخن تو جاوداني
بوده است چو با عمل مطابق
افسوس شدي شهيد آخر
از حيله ي ناكسي منافق
از داغ تو شد جهان عزادار
زيرا به تو عالمي است عاشق
از غصه تو بنفشه غمگين
از داغ تو خونجگر شقايق
بلبيل كه به آشيان خزيده
كرده است ز غصه گوئيا دق
ماتم زده ايم و غم چو درياست
دلها همه چون شكسته قايق
آن دم كه حسان به فكر ياريم
ما راست ز بهترين دقايق
حبيب چايچيان (حسان)
به جاي قتل، تعظيم و إنعام
حضرت علي بن موسي الرّضا از پدر بزرگوارش امام موسي كاظم عليهما السلام حكايت كند:
روزي ابوجعفر، منصور دوانيقي تصميم قتل پدرم امام جعفر صادق عليه السلام را گرفت و دستور احضار آن حضرت را صادر كرد، استاندار مدينه هم طبق دستور منصور پدرم را دست گير كرده و به سوي منصور دوانيقي روانه ساخت.
همين كه پدرم، امام صادق عليه السلام در مقابل خليفه قرار گرفت، خليفه با ديدن او تبسّمي كرد و پس از خوش آمدگوئي، وي را محترمانه كنار خود نشاند و بسيار اظهار علاقه و محبّت كرد و سپس گفت: ياابن رسول اللّه! من تصميم قتل تو را داشتم؛ امّا وقتي به نزد من وارد شدي، آنچنان محبّت و علاقه ات در دل من جاي گرفت كه از تمام عزيزان من عزيزتر و محبوب تر گشته اي.
پس از آن افزود: يا ابا عبداللّه! اطّلاعاتي به من مي رسد كه ناراحت كننده است، از آن جمله شنيده ام كه ما را در جلسات خود به زشتي و عدم صلاحيّت در خلافت ذكر مي كني؟
پدرم امام صادق عليه السلام اظهار داشت: خير، من هرگز نام تو را به بدي و زشتي ياد نكرده ام.
منصور دوانيقي خنده اي كرد و گفت: به خدا قسم! تو نزد من از تمام افراد راستگوتر هستي، اكنون مشكلات زندگي خود را مطرح نما كه هر چه باشد برآورده خواهد شد.
امام عليه السلام فرمود: من در وضعيّت خوبي هستم؛ و از هر جهت بي نياز مي باشم، چنانچه خواستي نسبت به من نيكي و احسان نمائي، آن افرادي كه از اهل بيت و شيعيان من كه از طرف مأمورين، متخلّف محسوب شده و محكوم به اعدام گشته اند، آن ها را مورد عفو و بخشش خود قرار بده.
منصور پيشنهاد آن حضرت را پذيرفت و در همان حال، دستور داد تا مبلغ يكصد هزار درهم در اختيار حضرت قرار گيرد تا بين افراد و آشنايان خود تقسيم نمايد.
همين كه حضرت از دربار خليفه بيرون آمد، پيرمردان و جواناني از تهي دستان قريش به همراه او حركت كردند.
يكي از جاسوسان منصور كه همراه پدرم بود، به حضرت عرض كرد: ياابن رسول اللّه! موقعي كه بر خليفه وارد شدي، چه سخني را بر زبان مبارك خود جاري نمودي، كه آنچنان خشم و غضب او خاموش گشت؛ و از تصميم خويش منصرف گرديد؟!
پدرم در پاسخ به وي، اظهار فرمود: دعائي را خواندم و حضرت آن دعا را مطرح نمود.
همين كه آن مأمور در جريان دعا قرار گرفت، سريع به طرف منزل منصور دوانيقي بازگشت؛ و آن دعا را براي منصور بازگو كرد.
پس از آن منصور گفت: به خدا سوگند! هنوز زمزمه و دعاي حضرت تمام نشده بود كه دشمني و كينه ام نسبت به او تبديل به محبّت و علاقه گرديد. [1] .
پاورقي
[1] بحارالانوار: ج 47، ص 173، ح 20.
در رثاي امام صادق
خوشا كه بود مذهبش ز حضرت صادق
كه خود مكمل اسلام شد طريقت صادق
امام ناطق بالحق رئيس مذهب جعفر
ششم وصي رسول خداست حضرت صادق
مراد او شده افضل خود از دماء شهيدان
كزين حديث توان درك كرد رتبت صادق
اصول فقه ز وي يافت نشر در همه عالم
كه بهره برد جهاني خود از فقاهت صادق
چو بوحنيفه بود شافعي و حنبل و مالك
تمام ريزه خور خوان پرفضيلت صادق
[ صفحه 228]
ابوبصير و هشام اند همچو جابر حيان
گداي درگه پرفيض و جود و رحمت صادق
بويژه جابر حيان كه علم شيمي و ليمي
بيافت از دم جانبخش و كلك قدرت صادق
كتاب جابر حيان كه از بيان امام است
به آمريك و اروپا فزود شهرت صادق
همين نه حضرت صادق ثمر به دانش و دين شد
كه بي نظير بدي در جهان عبادت صادق
هماره قائم بالليل بود و صائم باليوم
كه بود خالص و پاكيزه قدس و طاعت صادق
دريغ و درد كه با اين مقام و جاه و فضيلت
فزون تر از همه كس بود رنج و زحمت صادق
ربيع حاجب و شب ريختن به خانه ي آن شه
گواه صادق باشد از مصيبت صادق
به جبر در بر منصور شد شبانه و ديدي
چه ها از آنكه بدي خصم زشت طينت صادق
كشيد بر سر وي تيغ كين خليفه و گفتي
از آنچه لايق خود بود در شماتت صادق
كه ناگهان به برش جلوه كرد احمد مرسل
كشيده صارم برنده در حمايت صادق
صباح بيست و پنجم بدي از مه شوال
كه شد به خلد برين روح باشرافت صادق
مدينه كرببلا شد به روز رحلت آن شه
كه بود ثاني عاشور روز غربت صادق
جوار جد و عمو و پدر بقيع مكانش
شدي و سوخت جهاني خود از شهادت صادق
[ صفحه 229]
همان مزار كه ويران بود ز كينه ي خصمان
كه آفتاب بتابد همي به تربت صادق
همين نه موسي جعفر يتيم آمده «خوشدل»
كه شيعه گشته يتيم از غم و ذريت صادق
خوشدل
نماز زهرا
هر كس چهار ركعت نماز بخواند (هر دو ركعت به يك سلام) و در هر ركعت پس ازسوره حمد پنجاه مرتبه «قل هوالله احد» را بخواند، اين نماز، نماز فاطمه عليها السلام است. [1] .
پاورقي
[1] من لايحضره الفقيه، ج 1، ص 564.
استجابة دعائه
وهب الله سبحانه للأئمة عليهم السلام استجابة الدعاء، فجل من ترجم لهم ذكر ذلك، و نقل بعض ما ورد لكل منهم عليهم السلام.
و قال أهل التاريخ و السير في الامام الصادق عليه السلام: و كان مجاب الدعوة، فاذا سأل الله شيئا لا يتم قوله الا و هو بين يديه. [1] .
نسجل في هذه الصفحات بعض ما ذكره المؤرخون من استجابة دعائه عليه السلام:
1 - لما قال الحكم بن عباس الكلبي - شاعر بني أمية - بعد استشهاد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام:
صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة
و لم نر مهديا علي الجذع يصلب
[ صفحه 27]
و قستم بعثمان عليا سفاهة
و عثمان خير من علي و اطيب
فبلغ قوله أباعبدالله عليه السلام، فرفع يديه الي السماء و هما يرتعشان و هو يقول: (اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك).
فبعثه بنوأمية الي الكوفة فافترسه الأسد، و اتصل خبره بالصادق فخر ساجدا و قال: (الحمدلله الذي انجزنا ما وعدنا) [2] .
2- قال عبدالله بن أبي ليلي: كنت بالربذة مع المنصور و كان قد وجه الي أبي عبدالله، فأتي به، فلما جي ء به صاح المنصور: عجلوا به قتلني الله ان لم أقتله، فأدخل عليه مع عدة جلاوزة، فلما انتهي الي الباب رأيته قد تحركت شفتاه و دخل، فلما نظر اليه المنصور قال: مرحبا يا ابن رسول الله، فما زال يرفعه حتي اجلسه علي وسادته، ثم خرج فسألته عما قاله عند دخوله علي المنصور؟
[ صفحه 28]
فقال: اني قلت (ما شاءالله ما شاءالله، لا يأتي بالخير الا الله، ما شاءالله ما شاءالله، كل نعمة فمن الله، ما شاءالله و لا حول و لا قوة الا بالله) [3] .
3 - لما قتل داود بن علي - والي المدينة - المعلي بن خنيس [4] ، و أخذ ماله دخل عليه الامام عليه السلام و هو يجر رداءه فقال له: قتلت مولاي و أخذت ماله، أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الحرب؟ أما و الله لأدعون عليك.
فقال له داود: اتهددنا بدعائك؟! كالمستهزي ء بقوله.
فخرج أبوعبدالله عليه السلام الي داره، فلم يزل ليله كله قائما و قاعدا، حتي اذا كان السحر سمع و هو يقول في مناجاته: (يا ذا القوة القوية، و يا ذا المحال الشديد، و يا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل، اكفني هذا الطاغية و انتقم لي منه).
[ صفحه 29]
فما كانت الا ساعة حتي ارتفعت الأصوات بالصياح، و قيل: مات داود بن علي. [5] .
پاورقي
[1] أئمتنا: 1 / 471، عن الكواكب الدرية 1 / 94، لواقح الأنوار: 33.
[2] أئمتنا 1 / 472، عن جوهرة الكلام: 137، رسائل الجاحظ: 9، الفصول المهمة: 209.
[3] الامام الصادق و المذاهب الأربعة 2 / 170.
[4] من أصحاب الامام الصادق عليه السلام.
[5] أئمتنا: 1 / 473.
تدبره للقرآن
و لم يقرأ الامام عليه السلام القرآن الحكيم قراءة عابرة، و انما كان يتلو آياته بتدبر و امعان، و يتأمل بما انطوت عليه من كنوز الحكمة و المعرفة، و قد قال: آيات القرآن خزائن كلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها [1] و يقول الرواة أنه اذا قرأ «مالك يوم الدين» جعل يكررها حتي كاد أن يموت [2] و السبب في ذلك تدبره و تمعنه في محتوي هذه الآية الكريمة.
[ صفحه 27]
پاورقي
[1] الوافي.
[2] اصول الكافي 2 / 602.
تحيات النبي الي الباقر
و يجمع المؤرخون و الرواة علي أن النبي (ص) حمل الصحابي العظيم جابر بن عبدالله الانصاري تحياته، الي سبطه الامام الباقر، و كان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي اليه رسالة جده، فلما ولد الامام و صار صبيا يافعا التقي به جابر فأدي اليه تحيات النبي (ص) و قد روي المؤرخون ذلك بصور متعددة و هذه بعضها:
1- ما رواه آبان بن تغلب عن أبي عبدالله (ع) قال: ان جابر ابن عبدالله الانصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) و كان رجلا منقطعا الينا أهل البيت، و كان يقعد في مجلس رسول (ص) و هو معتجر [1] بعمامة سوداء، و كان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: والله ما أهجر، ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول: انك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي، و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني الي ما أقول: قال: فبينما جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة اذمر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر اليه قال: يا غلام اقبل فأقبل،
[ صفحه 24]
ثم قال له: ادبر فادبر، ثم قال: شمائل رسول الله (ص) و الذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟ قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين فجعل يقبل رأسه، و يقول: بأبي أنت و أمي أبوك رسول الله (ص) يقرؤك السلام.... قال: فرجع محمد بن علي الي أبيه و هو. ذعر فأخبره الخبر، فقال له: يا بني قد فعلها جابر قال: نعم قال: الزم بيتك يا بني...» [2] .
أما محتويات هذه الرواية فهي.
أ- ان شمائل الامام الباقر (ع) و ملامحه كانت تضارع شمائل النبي (ص).
ب - أن النبي (ص) هو الذي سمي سبطه بمحمد، و اضفي عليه لقب الباقر، و أنه يبقر العلم بقرا.
ج- ان الامام زين العابدين (ع) قد خاف علي ولده مما أخبر به جابر عن النبي (ص) في شأنه، و يعود السبب في ذلك الي أن الحكومة الاموية قد فرضت الرقابة الشديدة علي الامام زين العابدين فكانت تحصي عليه انفاسه، و تتعرف علي من يخلفه و يقوم مقامه من بعده لتنكل به فخشي (ع) علي ولده من أن يناله الامويون بسوء أو مكروه.
2- ما رواه ابن عساكر ان الامام زين العابدين (ع) و معه ولده الباقر دخل علي جابر بن عبدالله الانصاري، فقال له جابر: من معك يابن رسول الله؟ قال: معي ابني محمد فاخذه جابر و ضمه اليه و بكي ثم قال: اقترب اجلي، يا محمد، رسول الله (ص) يقرؤك السلام فسئل و ما ذاك؟ فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول: للحسين بن علي يولد لا بني هذا ابن يقال له علي بن الحسين، و هو سيدالعابدين اذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيدالعابدين فيقوم علي بن الحسين، و يولد
[ صفحه 25]
لعلي بن الحسين ابن يقال له محمد اذا رأيته يا جابر فاقرأه مني السلام، يا جابر اعلم أن المهدي من ولده، و اعلم يا جابر ان بقاءك بعده قليل...» [3] .
3- ما رواه تاج الدين بن محمد نقيب حلب بسنده عن الامام الباقر عليه السلام قال: دخلت علي جابر بن عبدالله فسلمت عليه. فقال لي من أنت؟ و ذلك بعد ما كف بصره، فقلت له: محمد بن علي بن الحسين، فقال: بأبي أنت و أمي ادن مني فدنوت منه فقبل يدي ثم اهوي الي رجلي فاجتذبتها منه، ثم قال: ان رسول الله (ص) يقرؤك السلام، فقلت و علي رسول الله (ص) السلام و رحمة الله و بركاته، و كيف ذلك يا جابر؟ قال: كنت معه ذات يوم فقال: لي يا جابر لعلك تبقي حتي تلقي رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين يهب له الله النور و الحكمة فاقرأة مني السلام...» [4] .
4- ما ذكره صلاح الدين الصفدي قال: «كان جابر يمشي بالمدينة و يقول يا باقر متي القاك؟ فمر يوما في بعض سكك المدينة فناولته جارية صبيا في حجرها فقال لها: من هذا؟ فقالت: محمد بن علي بن الحسين فضمه الي صدره، و قبل رأسه و يديه، و قال: يا بني جدك رسول الله (ص) يقرؤك اسلام ثم قال: يا باقر نعيت الي نفسي فمات في تلك الليلة.» [5] .
5- ما ذكره بعض الاسماعيلية أن النبي (ص) قال: لجابر انك ستلحق ولد ولدي هذا و أشار الي الحسين فاذا ادركته فاقرأه عني السلام، و قل: له يا باقر العلم ابقره. ففعل ذلك...» [6] .
[ صفحه 26]
6- ما رواه الحافظ نورالدين الهيثمي عن أبي جعفر (ع) قال أتاني جابر بن عبدالله و أنا في الكتاب فقال: اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبله ثم قال: ان رسول الله (ص) امرني أن اقرأ عليك السلام.» [7] .
هذه بعض الروايات و هي قد اتفقت علي أن النبي (ص) حمل جابر ابن عبدالله الانصاري تحياته الي الامام الباقر (ع) و قد استشف (ص) من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم و اذاعته بين الناس و انه من جملة اوصيائه الذين يفجرون الحكمة و النور في الارض.
پاورقي
[1] معتجر: و هو وضع العمامة علي الرأس.
[2] أصول الكافي «1 / 469 - 470» رجال الكشي (ص 28 -27).
[3] تاريخ ابن عساكر 51 / 41 من مصورات مكتبة الامام أميرالمؤمنين.
[4] غاية الاختصار (ص 64).
[5] الوافي بالوفيات 4 / 102.
[6] مسائل مجموعة من الحقائق العالية و الدقائق و الاسرار السامية (ص 99) لمؤلف مجهول.
[7] مجمع الزوائد 1 / 22.
خط مشي و موقعيت امام صادق
امام ششم شيعيان، عليه السلام، پس از آنكه واقعيت امت را از لحاظ فكري و عملي فهميد و شرايط سياسي و اجتماعي محيط را دانست و واقعيت سياسي را كه امت در آن مي زيست و قدرت و امكانات او را كه مي توانست با آن روبرو شود و مبارزه سياسي را آغاز كند شناخت; قيام به شمشير و پيروزي مسلحانه و فوري را براي بر پاداشتن حكومت اسلامي كافي نديد، چه برپاي داشتن حكومت و نفوذ آن در امت به مجرد آماده كردن قوا براي حمله نظامي وابسته نبود، بلكه پيش از آن بايستي سپاهي عقيدتي تهيه مي شد كه به امام و عصمت او ايمان مطلق داشته باشد وهدفهاي بزرگ او را ادراك كند و در زمينه حكومت از برنامه او پشتيباني كرده و دست آوردهايي را كه براي امت حاصل مي گرديد پاسباني نمايد.
گفتگوي امام صادق،عليه السلام، با يكي از اصحاب خود مضمون گفته ما را آشكار مي سازد [1] .
و اين معني را بخوبي روشن مي سازد كه امام در پي ساختن شيعياني بود كه با درك هدف والاي امام، بتوانند در همه حال ايشان را همراهي نمايند.
از «سدير صيرفي» روايت شده است كه گفت: «بر امام صادق عليه السلام وارد شدم و گفتم: خداي را چه نشسته اي؟!
فرمود: اي سدير چه اتفاق افتاده است؟
گفتم: از فراواني دوستان و شيعيان و يارانت سخن مي گويم.
فرمود: فكر مي كني چند تن باشند؟
گفتم: يكصدهزار. فرمود: يكصد هزار؟
گفتم: آري و شايد دويست هزار.
فرمود: دويست هزار؟
گفتم: آري و شايد نيمي از جهان.
صيرفي سخن خود را چنين ادامه مي دهد كه: آنگاه امام خاموش گرديد و سخني نفرمود تا به اتفاق هم به منطقه «ينبع» رفتيم، آن حضرت در آنجا به گله اي از بزها [كه مشغول چرا بودند] اشاره كرده و فرمود: اي سدير اگر شيعيان ما به تعداد اين بزها رسيده بودند، بر جاي نمي نشستم!». [2] .
از گفتگوي امام صادق،عليه السلام، با سدير در مي يابيم كه اگر امام مي توانست به ياري دهندگان و به قدرتي تكيه كند كه پس از عمل مسلحانه هدفهاي اسلام را تحقق بخشند، پيوسته آمادگي داشت كه دست به قيام مسلحانه بزند اما اوضاع و احوال و شرايط زمان مجال نمي داد كه امام،عليه السلام، حتي انديشه اين موضوع را در سر بپروراند كه با سياست حاكم روز وارد كشمكش گردد، زيرا اين كار امري بود كه اگر قطعاً با شكست روبرو نمي شد باز هم نتايج آن تضمين شده نبود. به عبارت ديگر با آن شرايط موجود اگر هم شكست نمي خورد نتيجه مثبت قيام مسلم نبود. [3] .
لذا امام،عليه السلام، با مد نظر قرار دادن دو هدف عمده كه وجهه نظر همه ائمه راستين شيعه بوده است، يعني ارائه تفكر درست اسلامي و تبيين و تطبيق و تفسير كتب كه خود متضمن مبارزه با تحريفها و دستكاريهاي جاهلانه و مغرضانه است و آنگاه پي ريزي و زمينه سازي نظام قسط و حق توحيدي به فعاليتي عميق و ريشه دار دست مي زنند.
امام صادق،عليه السلام، با درايت و تيزبيني كه حاصل از ارتباط به سرچشمه وحي بود، با مهارت بسيار از حالت فترتي كه در فاصله دوران انتقال از بني اميه به بني عباس حاصل شده بود بهره برداري نموده و در طول دوران 34 ساله امامت خويش كه طولاني ترين دوره امامت ائمه شيعه است در راه اهداف ياد شده به مبارزه اي مستمر و بي امان پرداختند كه حاصل اين مجاهدتها تقويت بنيانهاي شيعه و آسيب ناپذير شدن اين بنياد مقدس بود به حدي كه امروز ما هر چه داريم از ثمرات آن مجاهدتهاست و چه زيبا فرمود امام راحلمان، رضوان الله تعالي عليه، كه:
«ما مفتخريم كه مذهب ما جعفري است كه فقه ما كه درياي بي پايان است يكي از آثار اوست و ما مفتخريم به همه ائمه معصومين، عليهم صلوات الله، و متعهد به پيروي آنانيم». [4] .
با اين اميد كه توانسته باشيم گوشه اي از مظلوميتهاي ائمه راستين شيعه را به تصوير بكشيم و گامي بس ناچيز در راه شناخت، و ارج گذاري مجاهدتها و فداكاريهاي بي دريغي كه آنان براي حفظ يادگار گرانقدر پيامبر اكرم،صلي الله عليه و آله، و زدودن زنگارهاي جهل و خرافه وتحريف ازچهره نوراني اسلام نمودند، برداريم.
باشد تا معرفتمان نسبت به اين ذخاير ارزشمند الهي، ما را در پيروي روزافزون از راه و آيين آنان رهنمون شود و به مصداق حديث صادق آل محمد،صلي الله عليه وآله وسلم، زينت ائمه خويش گرديم.
پاورقي
[1] اديب، عادل، زندگاني تحليلي پيشوايان ما، ترجمه اسدالله مبشري، ص 183.
[2] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج 2، ص 242 به نقل از ماخذ فوق، ص 184.
[3] همان، ص 185.
[4] وصيت نامه سياسي الهي حضرت امام (رحمت الله عليه)، صحيفه نور، ج 21.
لباس كهنه
نگاهم را از او بر نمي داشتم. دوست داشتم همين طور سخن بگويد. سخنانش شيرين و جذاب و سراسر حكمت بود. موقع صحبت به همه نگاه مي كرد و نگاهش را يك جا متمركز نمي كرد.
غرق در شنيدن صحبت هاي گهربارش بودم كه ناگهان چشمم به يقه ي پيراهنش افتاد. تمام هوش و حواسم متوجه آن شد.
هر بار كه رويش را به طرف من بر مي گرداند نگاهم را از آن نقطه بر مي داشتم تا مسير نگاه مرا تشخيص ندهد. اما او نيز از نگاه هاي من متوجه شده بود كه چه چيزي توجه مرا جلب كرده است. اين را از چشمانش خواندم. حاضران پس از اتمام سخنانش يك يك برخاستند و رفتند، من نيز برخاستم. گفت: تو بمان.
نشستم و گفتم: در خدمتم.
- چرا اين طور با تعجب نگاهم مي كردي، چيزي شده؟
- اي آقا، جسارت نباشد، ولي به يقه پيراهن تان نگاه مي كردم، خيلي
[ صفحه 62]
تعجب كردم كه شما پيراهن وصله دار پوشيده ايد، آن هم وصله در يقه اش كه كاملا نمايان است.
- به نظرت اشكال دارد؟
- چه عرض كنم، شما هر چه باشد استاد ما هستيد و شاگردان زيادي به حضورتان مي رسند. با اين پيراهن در جلو مردم ظاهر شدن شايد خوب نباشد، از آن گذشته شما كه مي توانيد پيراهن تازه اي بخريد.
امام صادق عليه السلام لبخند زد و كتابي كه كنار دستش بود به من داد و گفت «بخوان و ببين چه نوشته است» .
كتاب را برداشتم و ورق زدم. چشمم به نوشته اي افتاد. امام گفت «همان جا را بخوان» نوشته بود:
«ايمان ندارد كسي كه حيا ندارد، مال ندارد كسي كه در معاش خود تقدير و اندازه نگه ندارد و نو ندارد كسي كه كهنه ندارد...» .
بعد از خواندن، به امام نگاه كردم و گفتم «اگر خسته نيستيد برايم توضيح دهيد كه منظور از اينها چيست، بيشتر بدانم بهتر است» . آن گاه امام با حوصله به توضيح آن مطالب پرداخت و مرا كاملا متوجه كرد.
وقتي از حضورش خداحافظي كردم از خجالت عرق شرم بر پيشاني ام نشسته بود. من كجا و نصيحت امام كجا؟
او همه ي سخنان و حركاتش براي ما درس بود، حتي وقتي لباس كهنه اي پوشيده بود. [1] .
[ صفحه 63]
پاورقي
[1] منتهي الآمال، ج 2، ص 241.
امام از گناه مخفي جارودي خبر مي دهد
هارون بن رئاب گويد: برادري داشتم كه جارودي [1] مذهب بود. يك روز بر حضرت وارد شدم. فرمود برادرت كه جارودي است چگونه است. گفتم: او نزد قاضي و نزد همسايگان پسنديده و مرضي است و در همه حالات خود عيبي ندارد مگر اينكه به ولايت شما اقرار ندارد. فرمد: چه چيز در اين كار مانع است. گفتم: گمانش اين است كه اين از ورع و پرهيزكاري و خداترسي اوست. فرمود: كجا بود ورع او در شب نهر بلخ؟
راوي گويد: بر برادرم وارد شدم و به او گفتم: مادرت به عزايت بنشيند! قصه ي شب نهر بلخ چه بوده است؟ ماجراي گفت و گو با حضرت صادق را براي او نقل كردم. برادرم گفت: آيا حضرت صادق (ع) تو را از اين اسرار با خبر كرد!؟ گفتم: بلي گفت: شهادت مي دهم كه او حجت خداوند است. پرسيدم: قصه ي شب نهر بلخ چيست؟ گفت: از پشت نهر بلخ مي آمدم. با مردي رفيق راه شدم كه همراه او كنيزي بود آوازه خوان. آن مرد گفت: هوا سرد است. يا تو آتشي براي ما مهيا كن و من از وسائل نگهباني كنم يا من به طلب وسيله ي آتش مي روم و تو
[ صفحه 215]
وسائل ما را حفظ كن. من گفتم: من نگهباني مي كنم و تو براي تهيه ي وسيله ي آتش برو. او رفت و من برخاستم و با آن كنيزك زنا كردم. به خدا سوگند نه كنيز اين سر را براي كسي فاش كرده و نه من به احدي گفته ام و جز خدا كسي از آن آگاه نبود. سپس وحشتي بر برادرم عارض شد.
سال بعد همراه او پيش امام صادق رفتيم و بيرون نيامديم مگر آنكه او به امامت امام صادق و اجداد او اعتقاد كامل يافت. عندليب گويد:
دل چو آيينه اگر پاك و مصفا باشد
رخ دلدار در آن آيينه پيدا باشد
نيست از كوي وفا ميل بهشتم كه به من
پايه ديوار دلم سايه ي طوبا باشد
گفته بودي كه به شمشير غمت خواهم كشت
بكش اي جان كه مرا عين تمنا باشد
درد بيمار محبت به دوا به نشود
گر طبيب سر بالينش مسيحا باشد
هركه بيند رخ تو محو تماشا گردد
رخ خوب تو مگر دفتر مانا [2] باشد
عندليبا همه مرغان به نوا آمده اند
مگر آن گل به چمن گرم تماشا باشد
پاورقي
[1] جاروديه گروهي از زيديه و منسوب به ابوالنجم زياد بن مندب معروف به جارود هستند كه از غلات شيعه است. وي در سال 150 فوت كرده. جاروديه از فرق و شعبات زيديه اند و به چند دسته تقسيم شده اند. يكي از آنها تابعين ابي الجارود است. (الفرق بين الفرق، ص 25 - 24 و لغتنامه ي دهخدا، ج 16، ص 43 و بحار، ج 7، ص 29).
[2] ماني، نقاشي بود مشهور، متولد 216 ميلادي، متوفاي 276 يا 277 ميلادي. وي ديني بين دين مجوس و مسيحيت اختراع نمده بود. عيسي را قبول داشت و موسي را قبول نداشت. از امام صادق سؤال شد: عقايد ماني چه بوده؟ فرمود: وي در اثر جست و جو در اديان، بخشي از دين مسيح را در هم آميخت؛ در راه مستقيم نبود. دفتر نقاشي او زيباترين اشكال و خطوط را داشت (دايرةالمعارف دشتي، ج 9، ص 38 و بعد)؛ از آن جهت شاعر، رخ معشوقه را به دفتر او تشبيه كرده است.
توضيح الموقف السليم من الحاكمين و ذوي الأهواء التسلطية
لقد أدرك الامام الصادق أبعاد الموقف السياسي الذي أحاط به تماما، و علم بأن جل الصراع حول الحكم انما هو صراع أهواء و نزاع نزعات، قبل أن يكون صراعا علي المبادي ء. و قد أثبت التاريخ بعد ذلك هذه الحقيقة بوضوح، فلم يكن العهد العباسي للمسلمين بأفضل من العهد الأموي، من حيث الاستبداد و الترف و الانحراف.
و ان المرء ليشعر تماما بعظم الخسائر التي ترتبت - دونما أية اضافة حضارية أو انسانية - علي المسيرة الاسلامية.
نعم، شعر الامام بذلك، و لم يفرط بطاقاته في نزاع من هذا القبيل، و انما استغل الموقف - كما قلنا -
[ صفحه 287]
لينشر الحقائق العلمية الواسعة، الا أن ذلك لا يعني عدم توضيح الموقف السياسي، فقد كان موقفه واضحا تماما سواء تجاه الأمويين أو العباسيين أو قادة الثورة فيما بين العهدين، اذ لم يستطع هؤلاء أن يجروه لتحقيق مآربهم، أو تأييد مواقفهم مطلقا، فكان مغضوبا عليه من قبل هؤلاء الطغاة الي نهاية حياته. فكم هددوه بالقتل، و أحرقوا عليه داره، و جلبوه أسيرا، و أشاعوا الاشاعات حوله، الا أنه بقي رغم كل ذلك صامدا لا تهزه عواصفهم، و بقيت له مواقفه الخالدة و تعليقاته اللاذعة ضدهم.
روي أحمد بن عمر بن مقداد الرازي أنه وقع الذباب علي وجه المنصور فذبه فعاد حتي أضجره، و كان عنده جعفر بن محمد (عليه السلام) في ذلك الوقت، فقال المنصور يا أبا عبدالله، لم خلق الله الذباب؟ فقال له الامام (ع) (ليذل به الجبابرة) فسكت و لم يحر جوابا [1] .
و قد أعلن الامام الصادق كلمته الصريحة عندما قال: (ان في ولاية الجائر دروس الحق كله، واحياء الباطل كله، و اظهار الظلم و الجور).
و كان يقول: (العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء).
و دخل عليه عذافر فقال (ع): (بلغني أنك تعامل أباأيوب و الربيع - و هما من رجال الحكم آنذاك - فما حالك اذا نودي بك في أعوان الظلمة؟)
و سأله رجل من أصحابه عن البناء للحكام الظلمة و كراية النهر فأجابه (عليه السلام): (ما أحب أن أعقد لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء و لا مدة بقلم، أن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتي يحكم الله بين العباد) [2] .
و هكذا نجده (عليه السلام) يعمل علي الصعيد العام علي صيانة الأمة عقائديا و تشريعيا و خليقيا و سياسيا و بشكل واسع الأبعاد.
پاورقي
[1] الفصول المهمة / لابن الصباغ المالكي / ج 224 / طبعة الأعلمي.
[2] الامام الصادق و المذاهب الأربعة / ج 1 / ص 375 - 374.
زيديه
زيد بن علي با كنيه ابوالحسن، در سال 57 در مدينه به دنيا آمد و در مكتب پدر و برادرش امام سجاد عليه السلام و امام باقر عليه السلام تحصيل كرد. [1] او مردي دانشمند، پارسا، ظلم ستيز و انقلابي بود. امام رضا عليه السلام وي را از عالمان آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) شمرده است. [2] وي، قيام خويش را در دوران حكومت هشام شروع كرد و در ذي الحجه ي سال 122 ق و در 42 سالگي به شهادت رسيد. بدن او چهار سال بر دار بود تا در سال 126 ق، يوسف بن عمر ثقفي بقاياي جسدش را سوزاند و نيمي از خاكسترش را در فرات و نيمي را در كشتزارها ريخت و گفت چنان كردم كه بدن زيد را در طعام بخوريد و در آب بياشاميد. او از اين كار خواست از مردم زهر چشم بگيرد،
[ صفحه 28]
اما نهضت زيد به وسيله ي فرزند و پيروانش ادامه يافت و در كوفه و عراق و سپس در ايران و يمن گسترش يافت. اصحاب، ياران و معتقدان به امامت زيد بن علي را «زيديه» مي خوانند. او از حيث علم، زهد، ورع، شجاعت و موقعيت اجتماعي، از بزرگان اهل بيت عليهم السلام به شمار مي آمده است. [3] شيخ مفيد او را شريف ترين مردم پس از امام باقر عليه السلام دانسته است. [4] منابع شيعه، هدف قيام او را امر به معروف و نهي از منكر و خون خواهي امام حسين عليه السلام دانسته اند. همچنين او مورد ستايش امام باقر عليه السلام و امام صادق عليه السلام قرار گرفت. [5] .
زيد از داعيان به حق، عدل و ظلم ستيزي بود و نهضت او، ادامه حركت پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) و نهضت عاشورا به شمار مي آمد. او هنگام جهاد مقدس خويش گفت:
من شما را به كتاب خدا احياي سنت و از بين بردن بدعت ها فرامي خوانم. اگر گوش فراگيريد. هم براي من هم براي شما خوب است و اگر روگردان شويد، من مسئول شما نيستم. [6] .
حاصل قيام او، پيدايش فرقه ي جديد به نام زيديه بود و فرزندش يحيي در خراسان در تدارك قيام بر ضد وليد بن يزيد شد. تأثير قيام و شهادت اين پدر و پسر به حدي در خراسان زياد بود كه در آن سال، هر پسري را كه متولد شد، زيد و يحيي ناميدند. [7] زيديه، از فرقه هاي شيعي به شمار مي آيد. اعتقاد به اصل مسأله امامت، آنان را به شيعه نزديك مي كند و گرايش فقهي آنان، تا حدودي به مذهب
[ صفحه 29]
حنفي نزديك بوده، اما بيشتر مسائل فقهي شان مطابق مذهب اماميه است. [8] عدم اعتقاد آنان به عصمت در امام و عدم اعتقاد به نص جلي، موجب پذيرفتن امامت مفضول گرديد.
اصول ديدگاه هاي زيديه در موضوع امامت عبارت است از:
1. افضليت امام علي عليه السلام و اولويت او بر ساير صحابه در خلافت، و در عين حال تجويز تقدم مفضول بر فاضل (پذيرش امامت مفضول)؛
2. تأكيد بر فاطمي نسب بودن امام و حصر امامت در فرزندان فاطمه (سلام الله عليها)؛
3. وجود دو امام در يك زمان و در دو منطقه؛
4. قيام مسلحانه در برابر ظلم؛
5. دعوت علني به خويشتن و خروج بر ضد ظالمان، شرط مشروعيت امامت بود. [9] .
به نظر مي رسد ديدگاه زيد در باب قبول امامت مفضول، كوششي براي جلب حمايت و همراهي مسلمانان بيشتري از جامعه ي اسلامي باشد. اين همان مسأله اي است كه امامان شيعه هيچ گاه با تقيه با آن برخورد نكردند. البته انتساب همه اعتقادات زيديه به سر سلسله آن زيد ثابت نيست؛ زيرا قيام به شمشير، فاطمي نسب بودن، پايبندي به اصل امامت از اين نسل و عدم پذيرش مبارزه منفي و مصلحت سنجي، با توجيه امامت مفضول با مصلحت سازگار نيست. زيديه به مهدويت اعتقاد ندارد و در انتظار امام غايب نيستند و از اين رو، خروج با
[ صفحه 30]
شمشير را لازمه امامت مي دانند. آنها تقيه را به دليل وجوب امر به معروف رد مي كنند. [10] .
دليل ديگر ما بر برائت زيد از آن عقايد، تأييد و تصريحي است كه در مقدمه ي صحيفه ي سجاديه در بيان اسناد صحيفه آمده است. در گفتگوي متوكل بن هارون ثقفي از اصحاب امام با يحيي، آمده است كه او به اعلم بودن امام اعتراف كرده و پيش گويي آن حضرت را در مورد به شهادت رسيدن زيد و خودش تصديق كرد و گفت: «ان الله عزوجل ايد هذا الأمر بنا و جعل لنا العلم و السيف فجمعا لنا» خداوند دين خودش را با ما تأييد كرد و علم و شمشير را برايمان يكجا گرد آورد. [11] از اين گزارش به خوبي فهميده مي شود كه زيديه، موقعيت ممتازي در جامعه شيعي آن روز نداشتند و اقبال مردم بيشتر به امام صادق عليه السلام بود و متوكل علت اين را پرسيده است. يحيي در پاسخ وي گفت:
ما مردم را به مرگ مي خوانيم و عمويم باقر عليه السلام و پسرش امام صادق عليه السلام آنان را به زندگي دعوت مي كنند. [12] مذهب زيديه با قيام يحيي در نواحي شرقي در ايران ادامه پيدا كرد و چندي نپاييد كه يحيي در سال 125 ق، در هجده سالگي به دار آويخته شد، [13] اما نهضت آنان ادامه يافت، فرقه هاي متعددي از آن پديد آمد
[ صفحه 31]
و هر يك، در پاره اي از عقايد به افراط و تفريط گراييدند و امام صادق عليه السلام با بسياري از ايشان به سختي مقابله و ابوالجارود را لعنت كرد. [14] امامت زيديه پس از يحيي، به محمد و ابراهيم از نوادگان امام حسن عليه السلام رسيد.
پاورقي
[1] عمرجي، احمد شوقي ابراهيم، الحياة السياسية، الفكرية للزيديه المشرق الاسلامي، ص 39.
[2] حسني، هاشم معروف، انتفاضات الشيعة، ص 346.
[3] الارشاد...، ج 2، ص 168؛ ابن طقطقا، تاريخ فخري، ص 277.
[4] همان، ص 168.
[5] همان.
[6] انتفاضات الشيعة، ص 362.
[7] مروج الذهب...، ج 3، ص 225.
[8] موسوي نژاد، سيد علي، «آشنايي با زيديه»، مجله هفت آسمان: سال 3، شماره 11، ص 82.
[9] فرهنگ فرق اسلامي، ص 214 - 219.
[10] همان، ص 218.
[11] صحيفه كامله سجاديه، ص 16.
[12] همان، ص 17.
[13] عمدة الطالب، ص 259.
[14] فرهنگ فرق اسلامي، ص 134 و 216.
حكايت عياشي
يكي ديگر از كساني كه به جرگه دوستداران اهل بيت پيوست عياشي [1] است. عياشي عالمي سني و اهل قلم و بسيار خوش استعداد بود كه سه كتاب در باب فضايل خلفا (ابوبكر، عمر، عثمان) و حقانيت آنان نوشت، اما پس از مدتي شيعه شد و در بغداد مدرسه اي بنا نهاد و شاگردان مبرز بسياري پرورش داد. از شاگردان عياشي، كشي [2] .
[ صفحه 20]
نجاشي [3] ، دو رجالي معروف را مي توان نام برد كه كتاب هاي آنان در رجال باعث توثيق و تحكيم روايات شيعيان شده است و اگر رجال كشي و رجال نجاشي نبود، هزاران روايت از روايات شيعه بي اعتبار مي شد؛ زيرا از راويان اين روايات در جاي ديگر ياد نشده و تنها منبع توثيق آنان رجال كشي و نجاشي است.
[ صفحه 21]
پاورقي
[1] ابوالنضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش، معروف به عياشي؛ فاضل، اديب، مفسر، محدث، و از اعيان شيعه در عهد محمد بن يعقوب كليني است. در فهرست ابن نديم 157 كتاب به وي نسبت داده شده است كه مهم ترين آنها تفسير عياشي است. (ريحانة الادب، ج 4، ص 220 و 221).
[2] ابوعمرو محمد بن عمر بن عبدالعزيز (م: حدود 340 ق) از ثقات علما و محدثين اماميه است. از شاگردان محمد بن مسعود عياشي بوده و از وي روايت نموده است. وي در علم رجال تبحر داشت و كتاب رجال او معروف است، نام اصلي اين كتاب معرفة اخبار الرجال يا معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين است. رجال كشي به دست شيخ طوسي تلخيص شده و اختيار الرجال يا اختيار الكشي ناميده شده است آنچه امروز در دسترش است همين خلاصه است و اصل كتاب وي بنابر قولي موجود نيست. (ريحانة الادب ج 5، ص 63 - 62.).
[3] ابوالخير ابوالحسن (ابوالعباس) احمد بن علي بن احمد نجاشي اسدي كوفي، صاحب رجال مشهور، از علماي اماميه در قرن پنجم، از شاگردان سيد مرتضي است و از شيخ مفيد، هارون بن موسي تلعكبري، احمد بن نوح سيرافي و احمد بن حسين ابن الغضائري روايت كرده است از آثار وي مي توان رجال وي را نام برد. (ريحانة الادب، ج 6، ص 134 و 135.).
ترجمه يعني چه؟
منظور از ترجمه اين است كه كلمه يا جمله اي را به زبان ديگري بيان كنند، تا به كسي نيز كه به زبان اول آشنا نيست آن را بفهمانند.
البته در اين بيان و تفهيم، تسلط بر زبان اول و دوم و اطلاع از طرز جمله بندي آنها لازم است، تا بتوان مطلب مورد نظر را واضح و رسا ادا كرد. هيچ قيدي جز امانت و خروج از محدوده ي زبان اول، نبايد
[ صفحه 22]
دست مترجم را ببندد و او را از سلاست و رواني عبارت، مانع شود.
مشكل امانت و بيرون نرفتن از مضمون زبان اول را نيز مي شود با پيدا كردن يا پديد آوردن تعبيراتي كه با لغت ترجمه شده تطبيق كند چاره كرد. مسلم است كه اين كار دشوار است و اگر كسي نخواسته باشد اين زحمت را تحمل كند، ناچار است عباراتي تحويل دهد كه اول و آخر آنها معلوم نباشد. در اين صورت، براي كسي كه آشنايي كمتري با زبان ترجمه شده دارد، فهم اين گونه ترجمه ها، مشكل خواهد بود.
البته هيچ الزامي نيست كه ترجمه، سطر به سطر و كلمه به كلمه انجام گيرد. بلكه بايد مضمون جمله را در نظر گرفت و با رعايت دستور زبان آن را در قالب الفاظ ريخت.
به هر حال، در اين كتاب، هنگام ترجمه ي كلمات امام صادق (ع) سعي كرده ام:
1. از مطالب و نكات منظور حضرت چيزي فرو گذار ننمايم؛
2. عبارات فارسي روان بياورم تا فهم آن براي عموم آسان باشد؛
3. از آوردن اصطلاحات و الفاظ غير مأنوس كه در ترجمه هاي تحت اللفظي به كار رفته و موجب اشكال و پيچيدگي عبارت شده است، خودداري كنم.
اميد است كه اين كتاب مورد پسند خوانندگان عزيز قرار گرفته و توفيق عمل به آن را بيابند.
[ صفحه 23]
عدد رواة الامام الصادق
أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف (ابن عقدة) من علماء الزيدية و مشايخ الرواية عن رجال الشيعة الامامية المتوفي سنة ثلاثمائة وتسعة و أربعين ه وضع كتابا برواة الامام الصادق (ع) فعد منهم أربعة آلاف راوي، و ان كان هذا الكتاب غير موجود حاليا، فمن المؤكد أن الشيخ الطوسي، و سائر العلماء في العصور الأولي، قد استفادوا منه.
فالشيخ الطوسي في كتابه الرجال فهرس أسماء أصحاب الامام الصادق (ع) حسب حروف (الألف باء)، فبلغ عددهم ثلاثة آلاف و مائتين و ثلاث و عشرين و هو أقل بمقدار سبعمائة و سبع و سبعين شخصا عن العدد الذي ذكره ابن عقدة، و اذا كان الشيخ الطوسي قد رأي كتاب ابن عقدة و فيه رقم أربعة آلاف شخص، فغير واضح السبب في عدم ذكرهم في كتابه تماما.
علي أية حال ان مراجع الشيخ الطوسي و مصادره في ذكر عدد الرواة و أصحاب الامام الصادق (ع) و سائر الأئمة غير واضحة لنا، فهل نقل ذلك من أقوال الآخرين، أو أنه استخرج هذا الرقم بعد التحقيق
[ صفحه 260]
في الأسانيد و الأحاديث و الفهارس و بعض كتب الرجال.
و الطريق الأسلم و الأصوب لتسجيل أسماء رواة هذا الامام وباقي الأئمة عليهم السلام هو التحقيق و البحث في جميع كتب الشيعة و السنة، لتثبيت أسماء رواة كل امام.
و لقد كان المرحوم الأستاذ الكبير آيةالله البروجردي وضع مجموعتين من الكتب حول عدد من أمهات كتب الحديث مثل الكافي للكليني، و التهذيب للشيخ الطوسي، و من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق و باقي كتبه، و عدد من كتب الرجال، و هي معدة للطبع تحت اشرافي في مؤسسة البحوث الاسلامية بالروضة الرضوية في مشهد المقدس. و التعرف علي هذه الكتب يحتاج الي بحث طويل جاء في مقدمة الكتاب المسمي (ترتيب أسانيد الكافي). و هو أول كتاب من هذه المجموعة يطبع، و هو بالفعل تحت الطبع.
صحيح أن كتاب الرجال للشيخ الطوسي لم ترد فيه أسماء جميع رواة الامام الصادق و سائر الأئمة و أن الشيخ اكتفي بكل ما سنحت له من الأسماء ولكن مع ملاحظة و مقارنة الأرقام يتضح تماما أن أصحاب سيدنا الامام الصادق هم أضعاف أصحاب كل واحد من هؤلاء الأئمة، و يعادلون تقريبا جميع رواتهم.
هنگام شهادت
آنگاه كه زمان شهادت آن حضرت نزديك شد به فرزندش امام محمد باقر عليه السلام فرمود: اي محمد، امشب چه شبي است؟ امام باقر عليه السلام آن شب را نام برد. امام سجاد عليه السلام پرسيد: چند روز از اين ماه گذشته و چند روز باقي مانده است؟ امام باقر عليه السلام پاسخ داد. آنگاه امام سجاد عليه السلام فرمود: اين همان شبي است كه به من وعده داده اند.
او مانند جد مظلومش علي بن ابي طالب عليه السلام در مسجد متولد گشت و در كنار مسجد پيغمبر شهيد شد و براي هميشه آزادانديشان و آزادگويان را كه به غايت اندكند در غم و اندوه فروبرد.
فقه در عصر رسول و...
در روزگار رسول خدا، هرگاه ياران آن حضرت را به حكمي فقهي نياز مي افتاد به قرآن يا حديث رجوع مي كردند و يا از شخص پيغمبر (ص) مي پرسيدند و پاسخ مي گرفتند و اگر بدو دسترسي نداشتند به آنان كه از فقه بهره اي داشتند روي مي آوردند، از ياران رسول (ص) آنكه مي توانست حكم خدا را چنان كه هست بگويد و هر مشكل فقهي را به سر انگشت علم بگشايد، علي (ع) بود. علي پيوسته با پيغمبر (ص) به سر مي برد و معني قرآن و حديث را از او فرا مي گرفت و خود در اين باره چنين مي گويد:
گاه رسول خدا را سخني است و آن را دو گونه معني است، گفتاري است خاص و گفتاري است عام، آن سخن را كسي شنود كه نداند رسول خدا از آن چه خواهد، پس شنونده آن را توجيه كند بي آنكه معني آن را بداند، يا مقصود او را بشناسد، يا اينكه بداند آن حديث چرا گفته شده است و همه ي ياران رسول خدا چنان نبودند كه از او چيزي پرسند و دانستن
[ صفحه 60]
معني آن را از او خواهند... و از اين گونه چيزي بر من نگذشت جز آنكه آن را از او پرسيدم و به خاطر سپردم. [1] .
پس از رحلت رسول (ص) و دوران خلافت خلفا هرگاه در مسئله اي فقهي كار بر خليفه يا صحابه ي رسول (ص) دشوار مي شد، به علي (ع) رجوع مي كردند و او مشكل آنان را مي گشود. چون علي به شهادت رسيد، دشمنان كار را بر فرزندان و شيعيان او تنگ كردند. و ميان مردم و آنان جدايي افكندند. از سوي ديگر، دين به دنيا فروختگان نيز براي خشنودي حاكمان وقت و يا سود خود، به ساختن روايتها پرداختند، تا آنجا كه شناخت حديث درست از نادرست بر فقيهان دشوار گرديد. مي توان گفت از سال چهلم هجري تا نزديك به پايان سده ي نخستين هجرت جز معدودي از صحابه و تابعان از فقه درست - فقه آل محمد (ص) - بي بهره بودند.
در روزگار امام باقر اندكي گشايش پديد آمد و ساليان 114 - 148)دوران امامت امام صادق (ع)) عصر انتشار فقه آل محمد يا به تعبير ديگر، روزگار تعليم و تدريس فقه جعفري بود. در اين سالها مدينه نيز چهره ي ديگري يافته بود.
در كتاب زندگاني علي بن الحسين (ع) نوشته ام [2] قتل عام اين شهر مقدس به دست سربازان مسلم پسر عقبه در بازماندگان از كشتار حالتي شبيه به نوميدي پديد آورد، تا آنجا كه سست اعتقادان براي زدودن اين حالت از خويش، به خنياگري روي آوردند و مدينه در سالهاي 65 - 80 مركزي براي صدور آوازخوانان شد. اما با گذشت زمان آن حالت از ميان
[ صفحه 61]
رفت و ديگر بار مردم به مسائل مذهبي روي آوردند و محدثان و فقيهان روي كار آمدند.
آنكه در اخبار فقه شيعه تتبع كند خواهد ديد روايتهاي رسيده از امام صادق (ع) در مسائل مختلف فقهي و كلامي مجموعه اي گسترده و متنوع است و براي همين است كه مذهب شيعه را مذهب جعفري خوانده اند. گشايشي كه در آغاز دهه ي سوم سده ي دوم هجري پديد آمد موجب شد مردم آزادانه تر به امام صادق (ع) روي آورند و گشودن مشكلات فقهي و غير فقهي را از او بخواهند.
ابن حجر درباره ي حضرتش نوشته است: مردم از علم او چندان نقل كردند كه آوازه ي آن به همه ي شهرها رسيد. امامان بزرگ چون يحيي بن سعيد، ابن جريح، مالك، سفيان بن عيينه، سفيان ثوري، ابوحنيفه، شعبه و ايوب سختياني از او روايت كرده اند. [3] .
دانشمندان از هيچ يك از اهل بيت رسول خدا به مقدار آنچه از ابوعبدالله روايت دارند نقل نكرده اند، و هيچ يك از آنان متعلمان و شاگرداني به اندازه ي شاگردان او نداشته اند، و روايات هيچ يك از آنان برابر با روايتهاي رسيده از او نيست. اصحاب حديث نام راويان از او را چهار هزار تن نوشته اند. نشانه ي آشكار امامت او خردها را حيران مي كند و زبان مخالفان را از طعن و شبهت لال مي سازد. [4] .
ذهبي از ابوحنيفه آورده است: فقيه تر از جعفر بن محمد نديدم. [5] .
و چنان كه نوشته شد، مالك گفته است از فضل و علم و پارسايي از او
[ صفحه 62]
برتر نديده است. سخن مالك بن انس كه يكي از چهار پيشواي مذهبهاي اهل سنت و جماعت است درباره ي امام صادق (ع) نوشته شد، ابوحنيفه را نيز با آن حضرت ديدار يا ديدارها بوده است.
زبير بكار نويسد: ابوحنيفه را با امام صادق ملاقاتها دست داده است. او در دادن فتوا بيشتر به رأي و قياس عمل مي كرد و كمتر به روايت. و از عبدالله بن شبرمه كه در سال 120 هجري قضاوت كوفه داشت روايت كند: من و ابوحنيفه بر جعفر بن محمد (ع) درآمديم. بر او سلام كردم و گفتم اين مردي از عراق است و او را فقه و علمي است. جعفر گفت: گويا اوست كه دين را به رأي خود قياس مي كند. سپس رو به من كرد و گفت: او نعمان پسر ثابت است و من تا آن روز نام او را نمي دانستم. ابوحنيفه گفت: آري. جعفر بدو گفت: از خدا بترس و در دين قياس مكن كه نخست كس كه قياس كرد شيطان بود. خدا او را فرمود آدم را سجده كن گفت من از او بهترم. مرا از آتش و او را از خاك آفريده اي. [6] سپس پرسيد: قتل نفس مهمتر است يا زنا؟
- قتل نفس!
- چرا قتل نفس با دو گواه ثابت مي شود، زنا با چهار گواه؟ با قياس چه مي كني؟ روزه نزد خدا بزرگتر است يا نماز؟
- نماز!
- چرا زن چون عادت مي بيند روزه را بايد قضا كند و نماز را نه؟... بنده ي خدا از خدا بترس و قياس مكن. [7] .
[ صفحه 63]
آنچه متتبع از خواندن كتابهايي كه درباره ي ابوحنيفه نوشته شده و در آن از امام صادق (ع) سخن به ميان آمده در مي يابد، اين است كه ابوحنيفه هر چند خود را فقيهي بزرگ مي دانست، امام صادق را حرمت مي داشته است و ظاهرا بلكه مطمئنا عبارتي را كه مؤلف روضات الجنات از او آورده كه «من داناتر از جعفر بن محمد هستم چرا كه مرداني را ديدم و از آنان حديث شنيدم و جعفر بن محمد صحفي است» [8] سخن ابوحنيفه نيست و گفته ي عبدالله بن حسن پدر محمد نفس زكيه است. چنان كه در روضه ي كافي آمده است:
عبدالله بن حسن كسي را نزد ابوعبدالله (ع) فرستاد و گفت: بدو بگو ابومحمد مي گويد من از تو شجاع تر، بخشنده تر، و داناترم. امام به پيام آورنده گفت: اما شجاعت نه، چرا كه هنوز حادثه اي پيش نيامده تا شجاعت يا ترس تو در آن معلوم شود. اما سخاوت او، از يك سو مال را مي گيرد و در جايي كه نبايد مصرف مي كند. اما علم، پدرت علي بن ابي طالب هزار بنده آزاد كرد نام پنج تن از آنان را بگو، پيام آورنده رفت و بازگشت و گفت: مي گويد تو صحفي هستي (علم را از صحيفه هاي پدرانت در مي آوري). امام گفت: بدو بگو آري به خدا صحف ابراهيم و موسي و عيسي كه از پدرانم به ارث برده ام. [9] .
امام صادق در آغاز حكومت عباسيان سفري به عراق كرده و روزي چند را در حيره به سر برده است محدث قمي در منتهي الآمال نوشته است اين سفر در حكومت سفاح بوده است ولي از برخي سندها معلوم مي شود او در خلافت منصور به عراق رفته است. و منصور خود او را به عراق
[ صفحه 64]
خواسته است. در اين سفر بوده است كه امام صادق را با ابوحنيفه ملاقاتي دست داده؟ و يا هنگامي كه ابوحنيفه به مدينه رفته است. مي توان گفت ملاقات او با آن حضرت يك بار نبوده و در عراق و حجاز با او ديدار كرده است.
ابن شهرآشوب از حسن بن زياد روايت كند از ابوحنيفه پرسيدند: فقيه ترين كس كه ديده اي كسيت؟
جعفر بن محمد چون منصور او را خواست، پي من فرستاد و گفت: مردم فريفته ي جعفر بن محمد شده اند چند مسئله ي دشوار براي پرسش از او آماده كن. من چهل مسئله فراهم كردم. منصور جعفر بن محمد را كه در حيره به سر مي برد به مجلس خود خواست. من نزد منصور رفتم و جعفر را ديدم بر دست راست او نشسته است. هيبت او بيش از منصور بر دلم راه يافت منصور به من رخصت نشستن داد. پس گفت: اين ابوحنيفه است!
- او را مي شناسم.
منصور گفت: مسائلي را كه در خاطر داري به ابوعبدالله بگو.
من يك يك را مي گفتم و او پاسخ مي داد كه شما چنين مي گوييد، مردم مدينه چنين مي گويند و ما چنين مي گوييم در مسائلي گفته ي شما را مي پذيريم و در مسائلي گفته ي آنان را، و گاه رأي ما مخالف شما و آنان است تا آنكه هر چهل مسئله را گفتم و او هيچ يك را بي پاسخ نگذاشت. سپس ابوحنيفه گفت: آيا داناترين مردم داناتر آنان به اختلاف (آراء) نيست؟ [10] .
هنگامي كه امام صادق در حيره به سر مي برده است، مردم چنان در
[ صفحه 65]
خانه ي او گرد مي آمده اند كه ملاقات كننده را ديدار او دشوار بوده است. [11] .
و چون خواست به مدينه بازگردد، عده اي اهل فضل از مردم كوفه، او را مشايعت كردند و در جمله ي مشايعت كنندگان سفيان ثوري بود. [12] .
چنان كه نوشته شد، شاگردان امام صادق را تا چهار هزار تن نوشته اند و مقصود كساني است كه در مدت افاضه ي امام به تناوب و تفريق از او علم فراگرفته اند نه آنكه اين چهار هزار تن همه روز در محضر او حاضر بوده اند. مؤلف كشف الغمه نويسد شماري از تابعين از او روايت كرده اند كه از جمله ي آنان: يحيي بن سعيد انصاري، ايوب سختياني، ابان بن تغلب، ابوعمرو بن العلاء و يزيد بن عبدالله است و از ائمه، مالك بن انس، شعبة بن الحجاج، سفيان ثوري، ابن جريح، عبدالله بن عمرو، روح بن قاسم، سفيان بن عيينه، سليمان بن بلال، اسماعيل بن جعفر، حاتم بن اسماعيل، عبدالعزيز بن مختار، وهب بن خالد و ابراهيم بن طهمان اند كه از او روايت دارند. [13] .
يكي از كساني كه او را شاگرد امام صادق (ع) شمرده اند، جابر بن حيان كوفي است. درباره ي جابر سخنان گوناگون گفته اند و مطالب مختلف نوشته اند. ابن نديم گويد: جماعتي از اهل علم و بزرگان وراقان گويند جابر حقيقت ندارد. و بعضي گفته اند او را تصنيفي نيست. گروهي گفته اند او از مردم كوفه بود و از اصحاب امام صادق بود و گفته اند از فيلسوفان بود و بعضي گفته اند وي به جعفر بن يحيي برمكي اختصاص داشت و آنجا كه سيدي جعفر گويد مقصود جعفر برمكي است.
اما شيعه گويد او شاگرد جعفر صادق (ع) بود. [14] .
[ صفحه 66]
ابن خلكان در شرح حال امام صادق نويسد: شاگرد او ابوموسي جابر بن حيان صوفي طرسوسي است. كتابي در هزار ورق تأليف كرده و رساله هاي جعفر صادق (ع) را كه پانصد رساله است در آن فراهم آورده. [15] .
شاگردي جابر در محضر امام صادق در كتابهايي چون تاريخ الحكماء قفطي، قاموس الاعلام، روضات الجنات رياض العلما و ديگر كتابها آمده است. دائرة المعارف اسلامي نيز بدان اشارت دارد.
از مجموع آنچه درباره ي جابر نوشته اند مي توان دريافت كه او برخلاف گفته ي آنان كه وي را شخصي افسانه اي شمرده اند، وجود داشته و در سده ي دوم هجري مي زيسته. هرچند مجموع كتابهايي را كه به وي نسبت داده اند نمي توان از آن او دانست، اما كتابهايي در كيميا (شيمي) نوشته كه به زبان لاتين ترجمه شده است.
[ صفحه 67]
پاورقي
[1] نهج البلاغه، خطبه ي 210.
[2] ص 103.
[3] الصواعق المحرقه، ص 201.
[4] كشف الغمه، ج 2، ص 166.
[5] تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 166.
[6] اعراف: 12.
[7] الاخبار الموفقيات، ص 76 - 77؛ حلية الاولياء، ج 3، ص 197.
[8] ج 8، ص 169.
[9] روضه ي كافي، ص 363 - 364.
[10] مناقب، ج 4، ص 255.
[11] همان، ص 238.
[12] همان، ج 4، ص 241.
[13] كشف الغمه، ج 2، ص 186؛ حلية الاولياء، ج 3، ص 198 - 199.
[14] الفهرست، ص 420.
[15] وفيات الاعيان، ج 1، ص 291.
اهل بيت
ادب و احترامي كه در ميان افراد اهل بيت رعايت مي شد از هيچ يك از خانواده هاي ديگر ديده نمي شد و اين يكي از امتيازات اين خانواده به شمار مي رفت.
آنكه در فضل و دانش بر ديگران برتري داشت چه كوچك و چه بزرگ مورد احترام و تكريم ديگران بود. رحم و شفقت و مهرباني كه بزرگترها نسبت به كوچكترها روا مي داشتند در خانواده هاي ديگر بي سابقه بود. هر وقت از ادب و تربيت ايشان سخن به ميان مي آمد كساني كه مي شنيدند خيال مي كردند ادب در ميان اهل بيت يكي از واجبات و فرائض ضروري است كه هر يك به اجراي آن پاي بند بوده و هرگز آن را ترك نخواهند كرد و نمونه بارز اين تربيت يكي آن بود كه وقتي امام حسن (ع) به سخن مي پرداخت امام حسين (ع)
[ صفحه 38]
برادر كوچكتر وي هرگز لب به سخن نمي گشود و همچنين محمد بن حنفيه در حضور امام حسين (ع) تا موقعي كه امام تكلم مي كرد ساكت مي ماند و زينب دختر علي، در مجلس يزيد بن معاويه تا آن وقت كه برادرزاده عزيزش زين العابدين سخن مي گفت از تكلم خودداري نمود.
و در ميان اخبار مربوط به اهل بيت داستان هائي از تكريم و احترام گذاردن افراد كوچكتر به بزرگتر نقل مي كنند كه آدمي را دچار شگفتي و حيرت مي سازد. [1] .
گويند: شخصي براي سؤال و درخواست حاجتي به خدمت حسن بن علي (ع) رفت. امام حسن (ع) او را مخاطب ساخته فرمود: سئوال جائز نيست مگر در موردي كه قرض بزرگي بر دوش داشته، يا در فقر و احتياج سخت گرفتار باشي و يا ديه زيادي بر عهده ات باشد كه در انجام آنها وامانده باشي. آن مرد پاسخ داد: كه من نيز جز براي انجام يكي از اين سه منظور شرفياب نشده ام، سپس امام حسن (ع) صد دينار به او عطا فرمود: پس به خدمت امام حسين (ع) شرفياب شد و سئوال
[ صفحه 39]
خود را تكرار كرد. حسين (ع) مانند برادرش همان سخنان را تكرار كرد و چون آن شخص همان جواب را داد همان مبلغ پول به او بخشيد، آنگاه از او پرسيد برادرم امام حسن چقدر به تو انعام كرد.
مرد پاسخ داد: صد دينار. حسين (ع) يك دينار از او پس گرفت، زيرا راضي نبود و برخلاف ادب مي دانست كه در انعام و بخشش با برادرش مساوي باشد و خواست بدين وسيله رعايت بزرگي و فضيلت او را نموده باشد. سپس آن شخص نزد عبدالله بن عمر رفت و از او حاجت خواست، عبدالله هفتاد دينار به او بخشيد و چيزي از وي نپرسيد، اما آن مرد لب به سخن گشوده ما وقع را براي عبدالله شرح داد كه به خدمت امام حسن (ع) و امام حسين (ع) رسيده و هر دو به چه ترتيب به او جواب داده اند. آنگاه عبدالله گفت واي بر تو كه مرا در رديف آنها قرار مي دهي هرگز هيچكس نمي تواند در علم و در جود و كرم با آنها برابري كند.
اما امام جعفرصادق (ع) به همان ترتيب كه پدرش محمد (ع) نزد جدش زين العابدين (ع) زندگي كرده و از
[ صفحه 40]
طرفي برادرانش نيز در تحت سرپرستي پدرش با همان آداب و رسوم كه شرح آن گذشت بزرگ شده بودند او هم مانند آنها به آداب و رسوم اهل بيت خو گرفت و مراعات آنها را بر خود لازم و ضروري شمرد و همانطور كه ديگران به اجراي آن عادت كرده و در ذهن جاي داده بودند او نيز آنها را به كار بست و آن خصائص نيكو روز به روز در سينه ي او قوت مي گرفت تا آنجا كه در نيكي و احسان نسبت به والدين خود مقامي بزرگ احراز كرد و از حد معمول نيز پا فراتر گذاشت و معتقد بود كه كمترين تندي و خشم در برابر پدر و مادر ممكن است موجب عاق والدين گردد و مي فرمود: «آن كس كه نسبت به والدين خود نيكي و احسان كند خداوند تعالي او را از سكرات و گرفتاري هاي مرگ محفوظ و مصون مي دارد». و بهترين كارها را نيكي به والدين مي دانست و آن را در رديف اعمال سه گانه قرار مي داد كه اول نماز در وقت، دوم احسان به والدين و سوم جهاد در راه [2] خدا است يكي از صفات حسنه و نيكوي جعفر بن محمد (ع) آن بود كه در مجالس
[ صفحه 41]
به احترام پدر قيام مي نمود و آن را براي خود لازم و ضروري مي دانست و نسبت به بزرگان اهل بيت نيز مانند پدرش رفتار مي كرد و آنچه را كه لازم بود نسبت به پدر رعايت كند درباره ي آنها نيز روا مي داشت.
مثل اينكه امام جعفر (ع) دوست داشت كه هر وقت از فضيلت اهل بيت سخني به ميان مي آورد در ميان مردم منتشر شود محمد بن سالم روايت كرده كه جعفر بن محمد (ع) روزي مرا مخاطب ساخته فرمود:
محمد. آيا عمويم زيد را ديده اي؟ گفتم، بلي. فرمود: آيا ما را هم چون او مي بيني؟ گفتم: خير فرمود: نه، چنين نيست، و من خيال نمي كنم اختلافي بين ما موجود باشد. و با اينكه امام جعفر (ع) مي دانست كه عموي او زيد در رديف اماميه نيست، با اين وصف وقتي از قتل او آگاه شد فرمود: خداوند عمويم زيد را رحمت كند، اگر حيات او ادامه مي يافت شايد به عهد خود وفا مي كرد و به ما مي پيوست و اين از امام صادق (ع) بعيد نيست كه هر كس درباره زيد جويا مي شد و او را سرزنش و ملامت مي كرد همين سخن را
[ صفحه 42]
مي شنيد.
امام جعفر (ع) سي سال [3] از زندگاني را در زمان پدر خويش امام محمدباقر گذراند و بالنتيجه همان صفات و مزاياي پدر بزرگوارش يعني زهد و تقوي و فضيلت و علاقه به علم و دانش خاصه زهد و عبادت در وجود مباركش آشكار گرديد او به پيروي از پدر و جد ارجمندش امام زين العابدين (ع) به اندازه اي طعام و غذا به مستمندان مي بخشيد كه براي خانواده اش چيزي باقي نمي ماند.
چنانكه هياج بن بسطام در اين باره حديث كرده كه: امام جعفر (ع) آن قدر كه برايش ميسر و ممكن بود غذا و لباس به فقرا اعطا مي فرمود و گاهي تا آنجا كه غذا و لباس [4] براي اهل و عيالش باقي نمي ماند.
جعفر بن محمد (ع) همواره ناظر اعمال پدرش بود و مي ديد چگونه در دل شب به تضرع و زاري در پيشگاه خداوند پرداخته مي گويد:
[ صفحه 43]
«خداوندا. ما را به خوبي امر فرمودي، اما اطاعت نكرديم، نهي كردي ليكن گوش نداديم، پروردگارا، من بنده اي بيش نيستم و در اختيار تو مي باشم و معترفم كه در نافرماني تو عذري ندارم».
پس از جدش زين العابدين «ع» پدر او محمد «ع » همواره دستوراتي درباره صبر بر بلاء و گرفتاري و خشنودي از آنچه كه خداوند براي آدمي معين و مقدر نموده به او گوشزد نموده و مثال هائي مي زد.
امام باقر (ع) وقتي مي ديد كه بعضي از افراد اهل بيت از مرض و بيماري شكوه و ناله مي كنند، به حال آنها رقت كرده دلسوزي مي نمود و چون از مرگ آن مريض اطلاع مي يافت تأثر و دلتنگي او كاسته مي شد و چون در اين باره از او پرسيدند فرمود:
«ما آنچه را كه دوست داريم از خدا مي خواهيم و چون آنچه كه به نظر ما ناپسند مي آيد واقع شود با خداوند مخالفت نمي كنيم زيرا او خير ما را مي خواهد» [5] .
[ صفحه 44]
باري امام جعفر «ع» نيز آن محيط اخلاقي و زندگاني را كه جد و پدرش تشكيل داده بودند دنبال مي نمود. و صبر و شكيبائي را پيشه خود ساخت.
كاملا متواضع و فروتن بود؛ با اينكه داراي ثروت و مال فراوان بود هيچگاه بر خود نمي باليد هميشه بر حصير مي نشست [6] از شنيدن كلمه «من» سخت ناراحت مي شد و آن را زشت ترين كلمه مي دانست. و اصولا ميل نداشت كه كلمه ي «من» را كسي بر زبان بياورد. چنانچه يك روز يكي از افراد قبيله اي را مخاطب ساخته فرمود: بزرگ اين قبيله كيست؛ او جواب داد، من، پس امام جعفر «ع» گفت: اگر تو رئيس و بزرگ اين طايفه بودي هرگز كلمه ي «من» [7] را بر زبان جاري نمي كردي.
[ صفحه 45]
پاورقي
[1] زينب عقيله ي بني هاشم ص 89.
[2] محمد بن الحنيفه ص 8 و 9.
[3] المعارف ص 94.
[4] صفة الصفوة ج 2 ص 98.
[5] عيون الاخبار ج 3 ص 57.
[6] النجوم الزاهره ج 2 ص 176.
[7] الطبقات الكبري ج 1، ص 32.
اوضاع مدني و علمي در زمان امام
روزگار امام جعفر صادق عليه السلام از يك طرف به منزله ي عصر رشد و شكوفايي علمي و شكل گيري تمدن اسلامي در زمينه هاي فرهنگي و فكري و از طرف ديگر به مثابه ي تبادل اطلاعات، عقايد و دانش ها با ديگر ملل و امت ها بود.
در زمان وي «ترجمه» رشد قابل توجهي يافت و بسياري از علوم، دانش و فلسفه هاي فكري از زبان هاي خارجي به عربي ترجمه شد. مسلمانان به استقبال از اين علوم و دانش ها روي آوردند، آن ها را مورد بررسي و موشكافي قرار دادند و چيزهايي به آن اضافه كردند. در نتيجه مباني و اصول اين علوم را قوي ساختند و دايره ي شمول آن ها را توسعه دادند. بنابراين يك جنبش علمي و فكري در جامعه ي اسلامي به وجود آمد كه بسيار فعال بود.
فكر و انديشه و مباحث علمي رشد وافري يافت و مسلمانان در زمينه هاي پزشكي، ستاره شناسي، شيمي، فيزيك، رياضيات و بسياري ديگر از علوم و دانش ها وارد شدند.
[ صفحه 42]
همين طور فلسفه، منطق، اصول انديشه و اعتقادات از يوناني، فارسي و ديگر زبان ها به عربي ترجمه شد و مسلمانان با شيوه ي جديدي از تفكر، عقيده و فلسفه آشنا شدند.
اين تهاجم و تبادل مواهب تمدن، اثري بر جامعه ي اسلامي نگذاشت مگر در انديشه و اعتقادات اسلامي؛ كه جرياني از شرك و الحاد در جامعه ي اسلامي ايجاد كرد و گروه هاي مختلف نظرياتي و كلامي نامناسب به وجود آورد كه رويارويي علمي و عقيدتي در خور توجه اسلام را برانگيخت. اسلام توانست بعد از يك مبارزه ي طولاني، هجوم آن را متوقف و بي اساس بودن آن را ثابت كند. در كنار اين تبادل افكار و عقايد و مواهب تمدن، جامعه ي اسلامي در زمان امام صادق عليه السلام شاهد رشد و پيش رفت بزرگي شد و مسائل جديد سياسي، اقتصادي و اجتماعي مطرح شد كه براي تعيين موضع گيري اسلامي درباره ي آن ها به تفسير شريعت نياز بود. در نتيجه نظريات و مذاهب فقهي به وجود آمد و دانشمندان فقه و اجتهاد ظهور كردند.
با اين توضيح وضع عمومي و فضاي جامعه ي اسلامي در برابر جريانات فكري، علمي، و مواهب تمدن هاي ديگري كه در زمان امام صادق عليه السلام روي داد، مشخص مي شود. پس از اين مقدمه ي مختصر درباره ي روزگار امام صادق عليه السلام و مسائل علمي آن عصر، اكنون با شخصيت علمي وي و جايگاه او در مسائل علمي آشنا مي شويم.
توصيه حضرت رسول
«موسي بن جعفر عليه السلام عن ابيه جعفر بن محمد عليه السلام وجده علي بن ابيطالب عليه السلام قال اخذ النبي صلي الله عليه و آله و سلم بيد حسن و حسين عليهم السلام فقال من احبني واجب هذين و اباهما و امهما كان معي في درجتي يوم القيمه؛ حضرت از علي بن ابيطالب عليه السلام نقل كرده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دست حسن و حسين را گرفت و فرمود: هر كس من و اين دو فرزندم را و پدر و مادر اين دو را دوست داشته باشد در روز قيامت همرديف من خواهد بود.»
[ صفحه 53]
پدر و مادر
امام جعفرصادق فرزند امام محمدباقر عليه السلام و نامش علي مي باشد آن حضرت ميانه بالا و افروخته رو و سفيد بدن و كشيده بيني و داراي موي مجعد سياه و بر گونه اش خال سياهي بود - با آنكه سمت امامت و پيشوائي شيعيان جهان را داشت باز اغلب اوقات بيل در دست مي گرفت و در بستان خويش به آبياري و كشت و زرع و غرس اشجار
[ صفحه 20]
مشغول مي شد و مي گفت من دوست دارم كه مرد براي طلب معيشت در حرارت آفتاب رنج برد - مادرش ام فروه نام داشت.
پس از شهادت حسين بن علي عليه السلام انقلاب اخلاقي و سياسي در عالم اسلام ايجاد و اسرار حكومت بني اميه را متزلزل و ظلم و جور و اخذ مالياتهاي بي جهت و بدعتهاي گوناگون كه از طرف بني اميه اعمال مي شد مردم را نسبت به ايشان دشمن ساخت و از رواج بازار آن فرومايه مردم بكاست و خوشبختانه از دوره فترت بين بني اميه و بني عباس ائمه شيعه فرصتي براي نشر احاديث و اخبار نبوي پيدا كردند.
مخصوصا از دوره امام محمدباقر عليه السلام كه به كثرت علم و دانش شهره آفاق گشته بود مجددا چراغ تشيع روشن گشت و امام جعفرصادق عليه السلام از طرف مادر نسبش به ابوبكر مي رسد و از نواده قاسم پسر محمد بن ابوبكر (تربيت يافته حضرت امير عليه السلام) بود و محمد بن ابوبكر كسي است كه در قتل عثمان شركت داشت.
اميرالمؤمنين فرمود محمد پسر من است گرچه پسر ابوبكر بود - مادر محمد بن ابوبكر اسماء بنت عميس نام داشت و زني متقي و پرهيزكار بود و به خدمت حضرت فاطمه زهرا (س) افتخار مي نمود.
امام جعفرصادق عليه السلام دانا به علوم نهان و آشكار بود و علماي بزرگ سنت مانند ابوحنيفه رئيس مذهب حنفي و امام مالك رئيس مذهب مالكي شاگرد مكتب آن حضرت بودند.
حضرت صادق در چشم جهانيان
با ورق زدن اوراق تاريخ زندگاني امام ششم عليه السلام و با توجه كامل به علوم و فنوني كه در اوايل قرن دوم در ميان مسلمين معمول گرديد تمام آن معارف و فرهنگ بدون ترديد از امام محمدباقر و امام جعفر صادق عليهماالسلام به مسلمين تعليم شده و مخصوصا شهرت جهاني امام ششم در ميان ملل غربي براي علوم و معارف عمومي بشري است مانند فيزيك - شيمي - طب - گياه شناسي - جانورشناسي - روانشناسي - علم الاجتماع - فلسفه و غيره كه اكثر كتب مسلمين بدون ترديد در اين رشته ها به امام صادق مي پيوندد و تا قبل از حمله مغول و در جنگهاي صليبي به اروپا راه يافت و كم كم ديدند و خواندند و شناختند و در «رنسانس» و انقلاب علمي اخير ملل غربي در قرن 18-17 ميلادي متوجه مباني تمدن مسلمين شدند و به انواع حيل و خدعه و اقسام وسائل مختلف اين سلسله كتب را جمع آوري كرده به اروپا بردند و از آن مكتب استفاده نموده مثلا طب از ابوبكر زكرياي رازي كه شاگرد مكتب جابر بن حيان بود و جابر هم بدون ترديد شاگرد مكتب امام صادق عليه السلام بود و همچنين فلسفه و علوم طبيعي از آن امام سرچشمه مي گيرد و ملل غربي امام صادق پيشواي مذهب جعفري اسلام را يك مقام بزرگ علمي مي شناسند و به نظر احترام به آن حضرت مي نگرند و امام ششم را بزرگترين شخصيت اسلامي مي شناسند.
[ صفحه 8]
اسلام مخزن همه علوم است
اسلام مخزن همه علوم بوده و مدرسه جعفري كليه علوم بشري را آموخته است
و علم الآدم الاسماء كلها
بايد اذعان و اعتراف كرد كه ادراكات كلي بشر و علوم و دانش آدمي حاصل كمال رشد جسم و جان سالم است و اين علم به هر اندازه و مقدار باشد اشراق انوار افاضات الهي است چنانچه تصريح فرمود (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء) وقتي انسان با برخي از افراد آدمي مواجه مي شود كه پليد و كند و نافهم و بي خرد هستند و قدرت تفهيم و تفهم در آنها بسيار ضعيف است و به زحمت مي توان پس از سال ها يك امر عادي را در مغز آنها جا داد.
مطالع در رشته تعليم و تربيت در ميان برخي از قبايل مانند بربري ها يا بعضي از مازندراني ها و برخي از تركها اين حقيقت را ثابت مي نمايد كه علم و دانش يك موهبت الهي بر سلول هاي مغز است تا درك كنند و علم را به عمل بندند و به كمال مطلوب آفرينش برسند.
چون هدف مقدس خلقت ايجاد علم و معرفت بود چنانچه در آيه (ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون اي ليعرفون تصريح شده و اين علم و عرفان ميوه نهال وجود آدمي است كه بايد در زمين اين جهان تخم پاك و بي آلايش افكند و نقطه پاك براي تكون در زمين ارحام امهات ريخت و به آب ادب ديني پرورش داد كه جسم و جان و روح و روان رشد كمالي يابد.
بدون ترديد هسته فاسد و كرم خورده و پوسيده و خلل ديده به مرض و ميكروب رذايل و ذمايم آلوده نهال سرسبز و بارآور مفيدي نخواهد داد و لذا اسلام جدي داشته كه از آغاز بذر پاك بيفكند و نطفه با شرايط ادب ديني متكون گردد تا نهال برومندي بار آورد.
گوهر پاك ببايد كه شود قابل فيض
ورنه هر سنگ و گلي لؤلؤ و مرجان نشود
بايد نطفه را با ادب ديني پرورش داد تا قابل پذيرفتن هر گونه علم و دانش گردد:
[ صفحه 7]
بايد خانه دل را از لوث كدورات طبيعت پاك نمود تا انوار علم و دانش را جلب و جذب كند و انعكاس دهد و از آن براي آينده خود شمع روشن - هدايت افكار قرار دهد تا رستگار گردد.
ما چنين دريافته ايم كه تمام علوم دنيا از اسلام سرچشمه گرفته چون اسلام دين كامل آسماني است و پيش از اسلام هم پيغمبران سلف كه از سرچشمه مكتب ربوبي يعني همان سرچشمه اي كه اسلام آئين كامل مقدس خود را گرفت كليه علوم و فنون نياز بشر را تدريس و تعليم كرده دانش آموخته اند.
بنابراين اين مبالغه و گزاف نيست كه بگوئيم تمام ابدائات و اختراعات بشري از طرف پيغمبران و شاگردان مكتب آنها كه حكماء و مخترعين صافي ضمير بوده اند به وجود آمده و دين مقدس اسلام كه دين عقل و فكر و رشد و رقاء است تمام علوم اولين و آخرين را مورد بحث و تجزيه و تحليل قرار داده و قرآن كه ملهم اين افكار است مي فرمايد:
(او لم تتفكروا في انفسهم ما خلق الله السموات و الارض و ما بينهما لاعبين) آيا در ضمير خود فكر نمي كنيد در آنچه بين آسمان ها و زمين خلق شده كه در حركت شوقي هستند همان نيرو در بدن شما بين آسمان عقل و فكر كه در سر جا دارد و بين نشيمنگاه بدن كه جنبه زمين و ارض دارد خلق شده زيرا كارخانه هاي بدن در ميان بدن انسان است ريه - كبد - قلب - دل و آلات تنفس و جهاز هاضمه كه از يك سوء ارتباط به مغز آسماني و از طرفي دافع كثافات به زمين معاء دقاق دارد كه خارج نمايد.
در تمام اين دستگاه ها فكر و عقل كار مي كند علم، اختراع، هنر، صنعت و غيره زائيده علم و فكر است كه قرآن توجه به آن را جلب نموده و در احاديث هم عقل را به كار انداخته -
اتزعم انك جرم صغير
و فيك انسطوي العالم الاكبر
رساله توحيد مفضل
چنانكه اشاره شد امام صادق (ع) در علوم طبيعي بحث هايي نمود و رازهاي نهفته اي را باز كرد كه براي دانشمندان امروز نيز مايه اعجاب است. گواه روشن اين امر (گذشته از آموزش جابر) توحيد مفضل است كه امام آن را ظرف چهار روز املا كرد و «مفضل بن عمر كوفي» نوشت و بنام كتاب «توحيد مفضل» شهرت يافت.
مفضل خود در مقدمه رساله مي گويد: روزي هنگام غروب در مسجد پيامبر نشسته بودم و در عظمت پيامبر و آن چه خداوند از شرف و فضيلت به آن حضرت عطا كرده مي انديشيدم. در اين فكر بودم كه ناگاه «ابن ابي العوجأ»، كه يكي از زنديقان آن زمان بود، وارد شد و در جايي كه من سخن او را مي شنيدم نشست. پس از آن يكي از دوستانش نيز رسيد و نزديك او نشست. اين دو، مطالبي درباره پيامبر اسلام بيان داشتند... آنگاه ابن ابي العوجأ گفت: نام محمد را، كه عقل من در آن حيران است و فكر من در كار او درمانده است، واگذار و در اصلي كه محمد آورده است سخن بگو. در اين هنگام سخن از آفريدگار جهان به ميان آوردند و حرف را به جايي رساندند كه جهان را خالق و مدبري نيست، بلكه همه چيز خود بخود از طبيعت پديد آمده است و پيوسته چنين بوده و چنين خواهد بود.
مفضل مي گويد: چون اين سخنان واهي را از آن دور مانده از رحمت خدا شنيدم، از شدت خشم نتوانستم خودداري كنم و گفتم: اي دشمن خدا، ملحد شدي و پروردگار را كه تو را به نيكوترين تركيب آفريده، و از حالات گوناگون گذارنده و به اين حد رسانده است، انكار كردي! اگر در خود انديشه كني و به درك خود رجوع نمايي، دلائل پروردگار را در وجود خود خواهي يافت و خواهي ديد كه شواهد وجود خدا و قدرت او، نشان علم و حكمتش در تو آشكار و روشن است.
ابن ابي العوجأ گفت: «اي مرد، اگر تو از متكلماني (كساني كه از مباحث اعتقادي آگاهي داشتند و در بحث و جدل ورزيده بودند) با تو، به روش آنان سخن بگويم، اگر ما را محكوم ساختي ما از تو پيروي مي كنيم؛ و اگر از آنان نيستي سخن گفتن با تو سودي ندارد؛ و اگر از ياران جعفر بن محمد صادق هستي، او خود با ما چنين سخن نمي گويد و اين گونه با ما مناظره نمي كند. او از سخنان ما بيش از آنچه تو شنيدي بارها شنيده ولي دشنام نداده است و در بحث بين ما و او از حد و ادب بيرون نرفته است، او آرام و بردبار و متين و خردمند است و هرگز خشم و سفاهت بر او چيره نمي شود، سخنان و دلائل ما را مي شنود تا آنكه هر چه در دل داريم بر زبان مي آوريم، گمان مي كنيم بر او پيروز شده ايم، آنگاه با كمترين سخن دلائل ما را باطل مي سازد و با كوتاهترين كلام، حجت را بر ما تمام مي كند چنانكه نمي توانيم پاسخ دهيم، اينك اگر تو از پيروان او هستي، چنانكه شايسته اوست، با ما سخن بگو».
من اندوهناك از مسجد بيرون آمدم و در حالي كه در باب ابتلاي اسلام و مسلمانان به كفر اين ملحدان و شبهات آنان در انكار آفريدگار فكر مي كردم، به حضور سرورم امام صادق (ع) رسيدم. امام چون مرا افسرده و اندوهگين يافت، پرسيد: تو را چه شده است؟
من سخنان آن دهريان را به عرض امام رساندم، امام فرمود: «براي تو از حكمت آفريدگار در آفرينش جهان و حيوانات و درندگان و حشرات و مرغان و هر جانداري از انسان و چهار پايان و گياهان و درختان ميوه دار و بي ميوه و گياهان خوردني و غير خوردني بيان خواهم كرد، چنانكه عبرت گيرندگان از آن عبرت گيرند و بر معرفت مومنان افزوده شود و ملحدان و كافران در آن حيران بمانند. بامداد فردا نزد ما بيا...».
به دنبال اين بيان امام، مفضل چهار روز پياپي به محضر امام رسيد. امام بياناتي پيرامون آفرينش انسان از آغاز خلقت و نيروهاي ظاهري و باطني و صفات فطري وي و در خلقت اعضا و جوارح انسان، و آفرينش انواع حيوانات و نيز آفرينش آسمان و زمين و... و فلسفه آفات و مباحث ديگر ايراد فرمود و مفضل نوشت. [1] .
رساله توحيد مفضل بارها به صورت مستقل چاپ و توسط مرحوم علامه مجلسي و برخي ديگر از دانشمندان معاصر به فارسي ترجمه شده است.
پاورقي
[1] توحيد مفضل، ترجمه علامه مجلسي، تهران، كتابخانه صدر، ص 7-11 و ر.ك به: پيشواي ششم حضرت امام جعفر صادق (ع)، موسسه در راه حق، ص 47-58.
شكل و شمائل
در كتاب جنات الخلود راجع به شكل و شمائل صادق آل محمد صلي الله عليه و آله مي نگارد: اكثر شكل و شمائل امام صادق نظير پدرش حضرت امام محمد باقر بود جز اينكه قامت مقدسش اندكي باريك تر و بلندتر بود.
امام صادق سفيد پوست، سرخ رو، پيوسته ابرو بود، خالهاي سياه بر گونه ي راست صورت مباركش بود. محاسن مبارك آن بزرگوار نه زياد پر و نه زياد تنگ بلكه متوسط بود دندانهاي آن برگزيده ي خدا درشت و سفيد، ميان دو دندان پيشين آن حضرت فاصله داشت، پنج سال قبل از اينكه شهيد شود مسواك كردن را به جهت ريختن داندانهاي مباركش ترك كرده بود، وسط بيني حضرت صادق اندكي برآمدگي داشت كه علامت علم و زكاوت و نجابت آن بزرگوار بود.
محدث قمي رحمه الله در كتاب منتهي الامال مي نگارد: درباره ي شكل و شمائل حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله گفته اند: آن بزرگوار ميانه بالا، افروخته صورت، سفيد بدن و كشيده بيني بود، موهاي امام صادق مشكي و مجعد (بضم ميم و فتح جيم و عين مفتوح مشدد يعني پيچيده) بود و بر گونه ي صورت مباركش خال سياهي وجود داشت.
[ صفحه 24]
عكس العمل منصور از خبر شهادت امام صادق
ابو ايوب نحوي مي گويد: نيمه هاي شب منصور دوانيقي مرا طلبيد، به حضورش رفتم ديدم روي صندلي نشسته و در كنارش شمعي روشن است و نامه اي در دستش مي باشد، وقتي به او سلام كردم، آن نامه را به طرف من انداخت و گريه كرد و گفت اين نامه ي محمد بن سليمان (والي مدينه) است كه نوشته: جعفر بن محمد (امام صادق عليه السلام) وفات كرده است، و سه بار گفت: انا لله و انا اليه راجعون،
[ صفحه 88]
كجا مانند جعفر (ع) يافت مي شود؟ سپس به من گفت براي محمد بن سليمان بنويس: «اگر او (امام صادق) به شخص معيني وصيت كرده، او را احضار كن و گردنش را بزن».
جواب آمد: او به پنج نفر وصيت كرده كه عبارتند از: ابوجعفر منصور، محمد بن سليمان، عبدالله و موسي (دو پسرش) و حميده (مادر امام كاظم عليه السلام).
و در روايت ديگر آمده: جواب آمده: به پنج نفر وصيت كرده است: 1- ابوجعفر منصور 2- عبدالله 3- موسي 4- محمد بن جعفر 5- به غلامي از خود.
منصور دوانيقي گفت:
ليس الي قتل هؤلاء سبيل.
:«راهي به كشتن اينها نيست». [1] .
امام الهدي صالح بعد صالح
دليل الوري صادق بعد صادق
ز منصور مخذول چندان بلا ديد
لقد كاد تنهد منه الشواهق
سر اهل ايمان سر و پاي عريان
بسي رفت در محفل آن منافق
چنان تلخ شد كامش از جور اعداء
كه شد سم قاتل بر او شهد فائق [2] .
پاورقي
[1] اصول كافي ج 1 ص 310- ناگفته نماند كه وصيت آن حضرت به اين افراد از روي تقيه بوده است، و گرنه وصي اصلي و حقيقي او، امام كاظم (ع) بود.
[2] از ديوان آيت الله اصفهاني ص 270.
الامام الصادق و علم النجوم
جلس الأبناء كعادتهم مع أبيهم و هم في شوق لحديثه كما كانوا في الأيام الماضية. و كان الأب يأنس لشوقهم هذا و يزداد سرورا يوما بعد يوم. و كان الابن الأكبر أكثر اخوانه شوقا للحديث و أكثر استفسارا للمبهم من الأمور. و سبب ذلك كان رغبته في محاكاة خصال أبيه.
و ما أن تمت جلستهم هذا اليوم و استقر بهم المكان حتي بادر الأب بالحديث قائلا: لقد اهتم الكثيرون من الناس بعلم النجوم منذ قديم الزمان حتي كان هذا العلم من أقدم العلوم معرفة و طرقا. و قد نبغ فيه الكثيرون. فصاروا موضع اكبار من الآخرين. و قد حدثتكم من قبل عن سطيح و وشق و الزرقاء و غيرهم من الكهان الذين كانوا مهتمين بهذا العلم [1] و ما أن جاء الاسلام حتي نهي الناس عن ذلك. و هذا لا يعني أن آل البيت لا يعلمونه. و انما لا يشجعون علي تعليمه و اعتماده في الحياة. و لذلك أيضا تراهم ينهون الناس
[ صفحه 329]
عنه بشدة. فقد روي عن عبدالملك بن أعين قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: اني قد أبتليت بهذا العلم فأريد الحاجة. فاذا نظرت الي الطالع و رأيت الطالع الشر جلست و لم أذهب فيها. و اذا رأيت الخير ذهبت في الحاجة.
فقال لي عليه السلام: تقضي؟ قال: قلت: نعم. قال عليه السلام: أحرق كتبك [2] .
و روي عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام. اذ دخل عليه رجل من أهل اليمن. فسلم عليه. فرد عليه أبو عبدالله عليه السلام فقال له: مرحبا يا سعد. فقال الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي. و ما أقل من يعرفني به.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: صدقت يا سعد المولي.
فقال الرجل: جعلت فداك. بهذا كنت ألقب.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: لا خير في اللقب. ان الله تعالي يقول في كتابه: (و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) [3] ثم قال عليه السلام: ما صناعتك يا سعد؟
فقال: جعلت فداك. أنا أهل بيت ننظر في النجوم. لا يقال باليمن أحد أعلم بالنجوم منا.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: كم ضوء المشتري علي ضوء القمر درجة؟ فقال اليماني: لا أدري.
[ صفحه 330]
فقال أبو عبدالله عليه السلام: صدقت. فكم ضوء المشتري علي ضوء عطارد درجة؟ فقال اليماني: لا أدري.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: صدقت. فما اسم النجم الذي اذا اطلع هاجت الابل؟ فقال اليماني: لا أدري.
فقال له عليه السلام: صدقت. فما اسم النجم الذي اذا طلع هاجت الكلاب؟ فقال اليماني: لا أدري.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: صدقت في قولك لا أدري. فما زحل عندكم في النجوم؟ فقال اليماني: نجم نحس.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: لا تقل هذا. فانه نجم أميرالمؤمنين عليه السلام. و هو نجم الأوصياء عليه السلام. و هو النجم الثاقب الذي قال الله تعالي في كتابه: (النجم الثاقب (3)).
فقال اليماني: فما معني الثاقب؟
قال عليه السلام: ان مطلعه في السماء السابعة. فانه ثقب بضوئه حتي أضاء في السماء الدنيا. فمن ثم سماه الله: (النجم الثاقب (3)).
ثم قال عليه السلام: يا أخا العرب. عندكم عالم؟ فقال اليماني: جعلت فداك. ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: و ما يبلغ من علم عالمهم؟ قال اليماني: ان عالمهم ليزجر الطير. و يقفو الأثر في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن. قال اليماني: و ما يبلغ عالم المدينة؟
قال عليه السلام: ان علم عالم المدينة ينتهي الي أن لا يقفوا الأثر.
[ صفحه 331]
و لا يزجر الطير. و يعلم ما في اللحظة الواحدة. مسيرة الشمس تقطع اثني عشر برجا. و اثني عشر برا. و اثني عشر بحرا. و اثني عشر عالما.
فقال اليماني: ما ظننت أن أحدا يعلم هذا. و ما يدري ما كنهه. ثم قام اليماني.
فقال الأب: و الذي أظنه يا أبنائي أن الامام عليه السلام حينما ذكر عالم اليمن كان يعني به أئمة آل البيت النبوي الأطهار الذين خصهم الله تعالي بعلم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
ثم تابع الأب حديثه قائلا: و حينما سأله أحد الزنادقة: ما تقول فيمن زعم أن هذا التدبير الذي يظهر في العالم من تدبير النجوم السبعة؟
قال عليه السلام: يحتاجون الي دليل ان هذا العالم الأكبر. و العالم الأصغر من تدبير النجوم التي تسبح في الفلك؟
ثم قال عليه السلام عن هذه النجوم التي زعم أنها هي التي دبرت كل هذا النظام و التدبير. تدور حيث دارت متعبة لا تفتر. و سائرة لا تقف. و ان لكل نجم منها موكل مدبر. فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين. فلو كانت قديمة أزلية لم تتغير من حال الي حال.
فقال الزنديق: فما تقول في علم النجوم؟
قال عليه السلام: هو علم قلت منافعه. و كثرت مضراته. لأنه لا يدفع به المقدور. و لا يتقي به المحذور. ان أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء. و ان أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله. و ان حدث به سوء لم يمكنه صرفه. و المنجم يضاد الله في علمه. بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه.
[ صفحه 332]
ثم قال الأب: و من رواية عن نصر بن قابوس قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: المنجم ملعون. و الكاهن ملعون. و الساحر ملعون. و المغنية ملعونة. ون آواها و أكل كسبها ملعون [4] .
و روي عن نصر أيضا عن الامام الصادق عليه السلام قال: المنجم كالكاهن. والكاهن كالساحر. و الساحر كالكافر. و الكافر في النار [5] .
و عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال: من تكهن. أو تكهن له. فقد برأ من دين محمد صلي الله عليه و آله و سلم [6] .
و من الأحاديث النبوية التي تنهي عن التنجيم و الايمان به ما روي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: من صدق كاهنا أو منجما فهو كافر بما أنزل علي محمد.
و قوله صلي الله عليه و آله و سلم المروي عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: أربعة لا تزال في أمتي الي يوم القيامة. الفخر بالأنساب. و الطعن بالأنساب. والاستسقاء بالنجوم. و النياحة.
و روي في دعاء الاستخارة عن الامام الصادق عليه السلام قال: تقول بعد فراغك من صلاة الاستخارة.
اللهم انك خلقت أقواما يلجؤون الي مطالع النجوم لأوقات حركاتهم و سكونهم و تصرفهم. و عقد و حل. أبرأ اليك من الالجاء اليها. و من طلب الاختيارات بها. و أتيقن انك لم تطلع أحدا علي
[ صفحه 333]
غيبك في مواقعها. و لم تسهل لهم السبيل الي تحصيل أفاعيلها. و انك قادر علي نقلها من مداراتها في سيرها. عن السعود العامة و الخاصة الي النحوس. و من النحوس الشاملة و المفردة الي السعود. لأنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب. و لأنها خلق من خلقك. و صنع من صنعك. و ما أسعدت من اعتمد علي مخلوق مثله. و أشهد الاختيار لنفسه. و هم أولئك. و لا أشقيت من اعتمد علي الخالق الذي هو أنت. لا اله الا أنت.
و روي عن الامام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان بيني و بين رجل قسمة أرض. و كان يتوخي ساعة السعود فيخرج. و أخرج أنا في ساعة النحوس.
فاقتسمنا. فخرج لي خير القسمين. فضرب الرجل يده اليمني علي اليسري. ثم قال: ما رأيت كاليوم قط! قلت: ويل الآخر. ما ذاك؟ قال: اني صاحب نجوم. أخرجتك في ساعة النحوس. و خرجت أنا في ساعة السعود. ثم قسمنا. فخرج لك خير القسمين.
قال عليه السلام فقلت: ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي. قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من سره أن يدفع الله عنه نحس ليلته فليتصدق. و قد فعلت. اني افتتحت خروجي بصدقة. فهذا خير لك من النجوم [7] .
الابن الأكبر: و لكن يا أبي. هل هذا العلم موجود أم لا؟
الأب: من الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام نستدل أن هذا العلم موجود الا أن متقنيه هم آل البيت وحدهم لا غير.
[ صفحه 334]
الابن الأكبر: حدثنا عن هذه الروايات يا أبي؟
يروي عن معلي بن خنيس قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن النجوم أحق هي؟ فقال عليه السلام: نعم. ان الله تعالي بعث المشتري الي أهل الأرض في صورة رجل. فأخذ رجل من العجم. فعلمه النجوم حتي ظن أنه قد بلغ. ثم قال له: انظر. أين المشتري؟ فقال: ما أراه في الفلك. و ما أدري أين هو.
قال عليه السلام: فنحاه. و أخذ بيد رجل من أهل الهند. فعلمه حتي ظن أنه قد بلغ. و قال له: انظر الي المشتري أين هو؟ فقال: ان حسابي ليدل علي انك أنت المشتري.
قال عليه السلام: فشهق فمات. و ورث علمه أهله. فالعلم هناك [8] .
و روي عن جميل بن صالح عمن أخبره عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل عن علم النجوم. فقال عليه السلام: ما يعلمها الا أهل البيت من العرب. و أهل بيت في الهند.
و روي عن بعض علماء المنجمين قال: ان الذين يعلمون النجوم بالهند من أولاد وصي ادريس عليه السلام.
و روي عن كتاب معاوية بن حكيم عن محمد بن زياد عن محمد بن يحيي الخثعمي قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن النجوم أحق هي؟
قال عليه السلام: نعم. فقلت: أو في الأرض من يعلمها؟ قال عليه السلام: نعم. في الأرض من يعلمها.
[ صفحه 335]
و في الكتاب المذكور نفسه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: في السماء أربعة نجوم ما يعلمها الا أهل البيت من العرب. و أهل بيت من الهند يعرفون منها نجما واحدا. فبذلك قام حسابهم [9] .
و روي عن أبي بصير قال: رأيت رجلا يسأل أبا عبدالله عليه السلام عن النجوم. فلما خرج من عنده قلت له: هذا علم له أصل؟
قال عليه السلام: نعم. قلت: حدثني عنه. قال عليه السلام: أحدثك عنه بالسعد. و لا أحدثك عنه بالنحس: ان الله عزوجل اسمه فرض صلاة الفجر لأول ساعة فهو فرض. و هي سعد.
و فرض الظهر لسبع ساعات. و هو فرض. و هي سعد.
و جعل العصر لتسع ساعات. و هو فرض. و هي سعد.
و المغرب لأول ساعة من الليل. و هي فرض. و هو سعد.
و جعل العتمة لثلاث ساعات. و هو فرض. و هي سعد [10] .
و عن محمد و هارون ابني أبي سهل أنهما كتبا الي أبي عبدالله عليه السلام: ان أبانا وجدنا كانا ينظران في علم النجوم. فهل يحل النظر فيه؟
فكتب عليه السلام: نعم.
و في رواية أنهما كتبا اليه عليه السلام: نحن ولد نوبخت المنجم. و قد كنا كتبا اليك هل يحل النظر في علم النجوم؟ فكتبت: نعم. و المنجمون يختلفون في صفة الفلك. فبعضهم يقول: ان الفلك فيه
[ صفحه 336]
النجوم. و الشمس و القمر معلق بالسماء. و هو دون السماء. و هو الذي يدور بالنجوم. و الشمس و القمر فانها لا تتحرك و لا تدور.
و بعضهم يقول: ان دوران الفلك تحت الأرض. و ان الشمس تدور مع الفلك تحت الأرض. فتغيب في المغرب تحت الأرض. و تطلع من الغداة من المشرق.
فكتب عليه السلام: نعم يحل ما لم يخرج من التوحيد [11] .
و سئل الصادق عليه السلام: جعلت فداك. أخبرني عن علم النجوم ما هو؟
قال عليه السلام: هو علم من علم الأنبياء. قال السائل: فقلت: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعله؟ فقال عليه السلام: كان أعلم الناس به [12] .
و روي عن محمد بن غانم قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام. عندنا قوم يقولون: ان النجوم أصح من الرؤيا.
فقال عليه السلام: كان ذلك صحيحا قبل أن ترد الشمس الي يوشع بن نون. و علي أميرالمؤمنين عليه السلام فلما رد الله عزوجل الشمس عليهما ضل علماء النجوم. فمنهم مصيب و منهم مخطي ء [13] .
و روي عن هشام الخفاف قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: كيف بصرك بالنجوم؟
قال: قلت: ما خلقت بالعراق أبصر بالنجوم مني.
[ صفحه 337]
فقال عليه السلام: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي من رأسي. فادرتها و قلت: هكذا. فقال عليه السلام: لا. ان كان الأمر علي ما تقول. فما بال بنات نعش و الجدي و الفرقدين. لا تدور يوما من الدهر في القبلة؟
قال: قلت: هذا و الله شي ء لا أعرفه. و لا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره.
فقال: كم للسكينة من الزهرة جزءا في ضوئها؟ فقلت: و هذا و الله نجم ما عرفته. و لا سمعت أحدا يذكره. فقال عليه السلام: سبحان الله. أفأسقطتم نجما بأسره؟ فعلي ما تحسبون؟
ثم قال عليه السلام: كم للزهرة من القمر جزءا في الضوء؟ قال: قلت: هذا شي ء لا يعلمه الا الله تعالي. قال عليه السلام: فكم للقمر جزءا من الشمس في ضوئها؟ قال: قلت: ما أعرف هذا. قال عليه السلام: صدقت. ثم قال عليه السلام: ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب. و في هذا حاسب. فيحسب هذا لصاحبه بالظفر. و يحسب هذا لصاحبه في الخسارة. ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر. فأين كان النحوس؟ قال: فقلت: لا والله. لا أعلم هذا. قال عليه السلام: صدقت. أن أصل الحساب حق. و لكن لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم [14] .
و روي عن بياع السابري قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: اني لي في نظر النجوم لذة. و هي معيبة عند الناس. فان كان فيها اثم تركت ذلك. و ان لم يكن فيها اثم فان لي فيها لذة.
[ صفحه 338]
فقال عليه السلام: تعد الطوالع؟ قلت: نعم. و عددتها. فقال عليه السلام: كم تسقي الشمس القمر من نورها؟ قلت: هذا شي ء لم أسمعه قط. فقال عليه السلام: و كم تسقي الزهرة من الشمس كذا من نورها؟ قلت: و لا هذا. فقال عليه السلام: و كم تسقي الشمس من اللوح المحفوظ نورا؟ قلت: و هذا شي ء لم أسمعه قط. فقال عليه السلام: هذا شي ء اذا علمه الرجل عرف أوسط قصبة في الأجمة. ثم قال عليه السلام: ليس يعلم النجوم الا أهل بيت من قريش. و أهل بيت من الهند [15] .
فقال الابن الأكبر: لقد اختلط الأمر علي يا أبي. فأول حديثك فهمت منه أنه حرام أو مكروه. و في نهايته فهمت أن لا بأس من ذلك. فهل توضح لي الأمر يا أبي؟
الأب: هناك حديث روي عن الشيخ البهائي رحمه الله تعالي. فيه توضيح للأمر الذي اختلط عليك يا ولدي. قال فيه:
ما يدعيه المنجمون من ارتباط بعض الحوادث السفلية بالأجرام العلوية أن زعموا أن تلك الأجرام هي العلة المؤثرة في تلك الحوادث. بالاستقلال أو انها شريكة في التأثير. فهذا لا يحل للمسلم اعتقاده. و علم النجوم المبتني علي هذا. كفر و العياذ بالله.
و علي هذا حمل ما ورد في الحديث من التحذير عن علم النجوم. و النهي عن اعتقاد صحته.
و ان قالوا: أن اتصال تلك الأجرام. و ما يعرض لها من الأوضاع. علامات علي بعض حوادث هذا العلم مما يوجده الله سبحانه بقدرته و ارادته. كما أن النبض و اختلافات أوضاعه علامات
[ صفحه 339]
يستدل بها الطبيب علي ما يعرض للبدن من قرب الصحة أو اشتداد المرض... فهذا لا مانع منه و لا حرج في اعتقاده [16] .
الابن الأكبر: الآن أصبح الأمر واضحا بالنسبة لي يا أبي.
الأب: خيرا ان شاء الله. و سيكون لنا يوم غد حديث آخر ان شاء الله تعالي.
[ صفحه 340]
پاورقي
[1] راجع حياة المرتضي و سيرة المصطفي و أميرالمؤمنين عليه السلام في مكة و المدينة للمؤلف.
[2] رواه الصدوق في الفقيه عن عبدالملك بن أعين.
[3] سورة الحجرات: الآية 11.
[4] راجع الصدوق في الخصال عن نصر بن قابوس.
[5] نفس المصدر السابق.
[6] نفس المصدر السابق.
[7] مصابيح الأنوار ج 2 ص 285 عن الكليني.
[8] عن الكافي.
[9] عن الكافي.
[10] عن المناقب لابن شهرآشوب.
[11] عن كتاب الدلايل لعبد الله بن جعفر الحميري.
[12] عن يونس بن عبدالله في جامعه الصغير.
[13] عن الكليني في تعبير الرؤيا.
[14] عن الكافي.
[15] عن كتاب الدلايل لعبدالله بن جعفر الحميري.
[16] اعتمدنا في كتابة موضوع الليلة علي مصابيح الأنوار للسيد عبدالله شبر ج 2 ص 294 - 278 فراجع ان شئت الانتفاع.
مدرسته و طلابه
لم يشهد التاريخ الاسلامي مدرسة أعظم من مدرسة الامام الصادق عليه السلام، في كثرة طلابها، و اختلاف العلوم التي كان يدرسها فيها، و كان هو عليه السلام وحده المدرس لألوف الطلاب، و لعشرات العلوم و المعارف و الفنون، و قد مر عليك في الفصل السابق بعض ما قيل في علمه عليه السلام، و الحديث في هذا الفصل عن مدرسته عليه السلام.
لقد تواتر النقل علي أن الرواة عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام بلغوا أربعة آلاف [1] .
و قال الطبرسي: ان أصحاب الحديث قد جمعوا أسامي الرواة عنه من الثقات علي اختلافهم في المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل [2] .
[ صفحه 40]
و قال المحقق: روي عنه ما يقارب أربعة آلاف رجل، و برز بتعليمه من الفقهاء جمع غفير: كزرارة بن أعين، و أخويه: بكير و حمران، و جميل بن صالح، و جميل بن دراج، و محمد بن مسلم، و بريد بن معاوية، و الهشاميين، و أبي بصير، و عبدالله و محمد و عمران الحلبيين، و غيرهم من أعيان الفضلاء [3] .
و قال السيد الأمين: فقد جمع الحافظ ابن عقدة الزيدي أسماء الرواة عن أبي عبدالله عليه السلام فكانوا أربعة آلاف، و جاء ابن الغضائري فاستدرك علي ابن عقدة، فزاد عليهم [4] .
و ربما فتح عليه السلام فروعا لمدرسته في بعض العواصم الاسلامية.
قال الحسن بن علي الوشا: أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ، كل يقول: حدثني جعفر بن محمد [5] علما بأنه كان يسير اليها قسرا
[ صفحه 41]
و يقيم فيها تحت مراقبة شديدة من قبل الدولة.
و الخلاصة: لقد تلمذ علي الامام الصادق عليه السلام جل علماء المسلمين المعاصرين له، و عدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها، و فضيلة اكتسبوها [6] .
و اليوم و بعد مضي ما يقرب من ثلاثة عشر قرنا علي تأسيس مدرسة الامام الصادق عليه السلام، لا تزال العلوم الاسلامية: من فقه، و حديث، و تفسير، و فلسفة، و أخلاق، و غيرها من العلوم، عيالا علي مدرسته، تستمد من آراء مؤسسها الحكيمة، و توجيهاته القيمة، و ليست العلوم الاسلامية وحدها عيالا علي مدرسة الامام الصادق عليه السلام، بل أن الكثير من العلوم الحديثة، كان له عليه السلام
اليد الطولي في تأسيسها و انمائها.
[ صفحه 42]
پاورقي
[1] أشعة من حياة الصادق 41.
[2] المناقب: 2 / 324. كشف الغمة 226 أعيان الشيعة 4 ق:2 / 171.
[3] أعلام الوري 277.
[4] المعتبر.
[5] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 171.
[6] الرجال للنجاشي 31، ضحي الاسلام: 3 / 263.
پاسخ به تمام سؤالات ابوحنيفه
روايت شده است: از ابوحنيفه سؤال كردند: چه كسي را مي شناسي در علم و كمالات بر همه برتري داشته باشد؟
گفت: جعفر بن محمد (عليه السلام)، زماني كه منصور، او را از مدينه احضار نموده بود، پيكي را نزد من فرستاد و گفت: اي ابوحنيفه، مردم شيفته ي جعفر بن محمد (عليه السلام) شده اند؛ مي خواهم مسايلي را آماده كني و از او بپرسي كه توانايي پاسخگويي آن را نداشته باشد تا بدين ترتيب او را پيش مردم رسوا كنم.
ابوحنيفه چهل سؤال سخت از امام (عليه السلام) پرسيد و آن حضرت همه را جواب داد.
[ صفحه 22]
پس از پايان سؤالات، ابوحنيفه اقرار به اعلم بودن امام (عليه السلام) كرد و منصور نيز در اجراي نقشه اش شكست خورد و خوار گشت. [1] .
[ صفحه 23]
پاورقي
[1] منتهي الآمال.
فرزندان امام صادق
آن حضرت ده فرزند داشت. هفت پسر و سه دختر. برخي فرزندان آن حضرت را يازده تن ذكر كرده اند كه هفت نفر از آنان پسر و باقي دختر بوده اند. نام فرزندان آن حضرت چنين بوده است: اسماعيل اعرج كه او را اسماعيل امين نيز خوانده اند، عبدالله، ام فروه، وي همان كسي است كه با پسرعموي خود كه همراه با زيد بن علي قيام كرده بود ازدواج كرد. شيخ مفيد گويد: مادر آنان فاطمه، دختر حسين بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب بوده است. عبدالعزيز بن اخضر جنابذي گويد: مادر آنان فاطمه، دختر حسين اثرم بن حسن بن علي بن ابي طالب نام داشته است.
فرزندان ديگر آن امام (ع) عبارت بودند از: امام موسي كاظم، محمد ديباج و اسحاق و فاطمه كبري، كه از كنيزي به نام حميده بربريه، زاده شده بودند. عبدالعزيز بن اخضر جنابذي گويد: وي به همسري محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس درآمد و در خانه ي او نيز وفات يافت.
ديگر از فرزندان آن حضرت عبارت بودند از: علي عريضي، اسماء و فاطمه صغري، كه هر يك از كنيزي متولد شده بودند. كساني كه فرزندان امام (ع) را ده تن دانسته اند از ذكر نام فاطمه كبري خودداري كرده اند و آنان كه اولاد وي را يازده نفر كرده اند فاطمه كبري را جزو فرزندان امام صادق (ع) قلمداد كرده اند.
از عبارت ابن شهرآشوب در كتاب مناقب چنين برمي آيد كه ام فروه همان اسماء بوده است. چنان كه مي گويد: «اسماء ام فروه، كسي است كه پسرعمويش كه در ركاب زيد بن علي قيام كرده، او را به زني گرفت». صحت اين نظر بعيد نيست. چرا كه ام فروه، كنيه به حساب مي آيد نه اسم. با اين ترتيب اگر فاطمه كبري را جزو فرزندان امام ذكر كنيم و ام فروه و اسماء را يك تن بدانيم، اولاد آن امام همان ده تن خواهد بود.
[ صفحه 50]
دوري از طمع
«ولايطمعون طمع الغراب »; شيعيان ما همانند كلاغ طماع و حريص نيستند.
برقراري رابطه توسط وكيلان
يكي از مهمترين راههاي ارتباط مردم با امام صادق(ع)، از طريق وكيلان آن جناب بود كه اين روش از زمان امام صادق(ع) به جهت گسترش مناطق شيعه نشين توسط ائمه اطهار عليهم السلام مورد استفاده قرار مي گرفت. شيعيان نيز توسط اين وكيلان وجوهات شرعي خويش را حضور ائمه اطهار عليهم السلام مي فرستادند و هم دستورات و مسائل شرعي را از طريق آنان دريافت مي نمودند.
تكذيب عقايد غلات
امام صادق (ع) در جهت مبارزه با غلات، عقايد آنان را انكار مي كرد و با محكوم نمودن آن، يك حركت فكري مناسب را در راستاي تصحيح احاديث و عقايد شيعه به راه انداخت. بنا به نقل شهرستاني؛ «سُدَير صَيرفي» نزد امام صادق (ع) آمد و گفت: مولاي من، شيعيانتان درباره شما دچار اختلاف نظر شده اند؛ گروهي مي گويند: هر چيزي كه امام براي هدايت مردم به آن احتياج دارد به گوشش گفته مي شود، برخي مي گويند: به او وحي مي شود، عده اي مي گويند: به قلبش الهام مي شود، گروه ديگري مي گويند: در خواب مي بيند و بالاخره بعضي گفته اند: از روي نوشته هاي پدرانش فتوا مي دهد؛ كدام يك از اين نظريات صحيح است؟
امام (ع) فرمود: اي سدير! هيچ كدام از اين سخنان درست نيست. ما حجّت خدا و امناي او بر برگزيدگانش هستيم و حلال و حرام را از كتاب خدا مي گيريم. [1] .
عيسي جرجاني مي گويد: به جعفر بن محمد (ع) عرض كردم: آيا آنچه را كه از اين جماعت شنيده ام به عرض برسانم؟ فرمودند: بگو. گفتم: «فانّ طائفة منهم عَبَدوك و اتّخذوك الها من دون الله و طائفةً أُخري قالوا لك بالنّبوّة... قال: فبكي حتّي ابتُليت لحيتُهُ ثم قال: ان امكنَنَي اللّه مِن هؤلاء فلم اسفك دمائهم سفّك اللّه دم ولدي علي يديّ؛ [2] گروهي از آنان تو را به جاي خدا عبادت مي كنند و گروهي ديگر نسبت پيامبري به تو مي دهند... مي گويد: همين كه امام اين مطلب را شنيد، چندان گريست كه صورت مباركش از اشك چشمش خيس شد. سپس فرمود: اگر خدا آنها را در دسترس من قرار دهد و من خون آنان را نريزم، خدا خون فرزندانم را به دست من بريزد.»
مهدويت امام باقر (ع) از جمله دست آويزهاي غلات در عصر امام صادق (ع) بود كه حضرت آن را انكار كرد. [3] .
امامان بزرگوار، اعتقاد به نبوت ائمه معصومين (ع) را كه از طرف غلات عنوان شده بود، انكار كرده اند. از امام صادق (ع) در اين زمينه نقل شده است كه فرمود: «من قال: انّا انبياء فَعَليه لعنة الله و من شكّ في ذلك فعليه لعنة اللّه؛ [4] خدا لعنت كند كساني را كه ما را پيامبران خدا مي دانند و خدا لعنت كند كساني را كه در آن شك دارند.»
يكي ديگر از عقايد افراطي غلات اين بود كه لفظ «اله» را به امام اطلاق كرده و مي گفتند: «هو الّذي في السّماء الهٌ و في الارض الهٌ، قال: هو الامام». امام صادق (ع) قائلين به اين عقيده را بدتر از مجوس و يهود و نصاري و مشركان، خواند. [5] .
پاورقي
[1] رسول جعفريان، حيات فكري و سياسي امامان شيعه، ص 258.
[2] تاريخ جرجان،ص 322 - 323.
[3] شيخ طوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 300.
[4] همان.
[5] همان، ص 301.
معناي لغوي
ماده «ج د ل» علي رغم اشتقاقات مختلف، به معناي واحدي بر مي گردد كه عبارت است از: استواري، استحكام و شدت. [1] .
راغب هم اصل آن را از «جدلت الحبل»، يعني «أحكمت فتله» دانسته است. او در ادامه مي نويسد:
الجدال المفاوضة علي سبيل المنازعة والمغالبة [2] .
گفت و گو به شيوه كشمكش و برتري جويي را جدل نامند.
مرحوم مظفر درباره معني اين واژه مي نويسد:
سختي و ستيزه جويي در خصومت و دشمني به وسيله گفتار كه غالبا با به كار بستن نيرنگ كه گاهي دور از عدل و انصاف است، همراه مي شود؛ لذا شريعت مقدس اسلام آن را نهي نموده است؛ به
[ صفحه 32]
ويژه در ايام حج (فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج) [3] و اعتكاف [4] .
پاورقي
[1] التحقيق في كلمات القرآن الكريم، المصطفوي، الشيخ حسن، ص 63، المجلد الاول، مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة و الارشاد الاسلامي.
[2] المفردات في غريب الفاظ القرآن، ص 89 (باب جدل).
[3] بقره / 197.
[4] المنطق المظفر، ص 331.
در حلقه ي ارشاد
«آن كس است اهل اشارت كه بشارت داند»
«نكته ها هست بسي محرم اسرار كجاست؟»
«حافظ»
«عمر بن يزيد» كه خود از اصحاب «جعفر بن محمد (ع)» بود، روزي به خدمت امام رسيد و با او گفت:
- برادرزاده ي من «هشام»، كه بر مذهب «جهم بن صفوان ترمذي» مي رود به منظور مناظره، طالب ديدار شما است، آيا رخصت مي دهيد تا به خدمت در آيد؟
امام گفت: - آري.
«عمر بن يزيد» از نزد امام بيرون رفت ولي اندكي نرفته بازگشت و ديگر باره گفت:
- به فدايت شوم، «هشام» جواني بي باك و گستاخ است، قريحه اي تند
[ صفحه 204]
دارد و در محارم اندازه نمي داند، ناگزير بازگشتم تا شما را به احوال وي آگهي دهم.
امام گفت:
- آيا بر من مي ترسي و از اين مناظره بيم داري؟
«عمر بن يزيد» از سخن خويش منفعل شد، دوباره محضر امام را ترك گفت و به نزد «هشام بن حكم» رفت و او را به رخصت امام آگاه گردانيد.
«هشام» در همراهي «عمر بن يزيد»، به خدمت «امام صادق (ع)» رسيد و به طرح مسائلي چند پرداخت و بر هر مسئله، پاسخي شايسته شنيد، آنگاه امام، او را به سؤالي آزمود «هشام بن حكم» در پاسخ فروماند و مهلتي چند روزه خواست تا به تقديم جواب مبادرت كند، «امام صادق» آن مهلت بر او مقرر داشت، ليكن «هشام» تا پايان وقت پاسخي نيافت، لاجرم، به نزد امام بازگشت و حل آن مشكل طلب كرد و «جعفر بن محمد (ع)» با عطوفت مسئله را بر وي روشن گردانيد.
سپس «امام صادق (ع)» او را پرسشي كرد كه بر بطلان مذهب وي دلالت داشت، «هشام»، همچنان به جواب درمانده گشت و از محضر امام، آشفته و حيرت زده بيرون رفت.
پس از يك چند، بار ديگر «هشام بن حكم» به ديدار «عمر بن يزيد» آمد و از وي خواستار شد تا او را به خدمت «جعفر بن محمد» برد، «عمر بن يزيد» خواهش او با امام گفت و امام به وي گفت:
- او را بگوي تا فردا در فلان هنگام و فلان موضع حاضر باشد كه به ديدار او روم.
روز ديگر، «هشام بن حكم» پيش از آن هنگام كه مقرر بود، به ميعاد حاضر گشت و در انتظار ديدار امام، ديده به راه دوخت.
اندكي بعد، «امام جعفر بن محمد (ع)» در حالي كه بر استري سوار بود،
[ صفحه 205]
نمايان شد، «هشام»، به مشاهده ي سيماي ملكوتي امام كه در هاله اي از عظمت و وقار، جاذبه و شكوهي بي مانند داشت، در خويش التهاب و آشفتگي و اضطرابي مبهم و ناشناخته ديد، بدانسان كه ياراي سخن گفتن نيافت.
«امام صادق (ع)» به وي نزديك شد و چون سكوت او را ديد، لختي سر به زير افكند مگر به سخن در آيد، ليكن «هشام» نيروي تكلم نداشت و همچنان سكوت ورزيده بود سكوتي كه از هر گفتار، انقلاب دروني و تحول انديشه ي او را فصيح تر آشكار مي كرد!
از آن تاريخ به بعد، «هشام بن حكم» در جرگه ي «تابعان» امام جعفر بن محمد (ع)» درآمد و با قريحه ي سرشار و شور و شوق و شايستگي و استعداد خود، به زودي جاي خويش را در ميان بزرگان اصحاب و شاگردان او باز كرد.
راوياني كه از «امام صادق (ع)» در رشته هاي گوناگون علوم و معارف به نقل روايت پرداخته اند، آن دسته كه قول ايشان مقبول و موثق به شمار آمده است، چهار هزار تن ياد شده اند و از همين مطلب، اهميت و عظمت مكتب «جعفر بن محمد (ع)» را مي توان قياس كرد.
امام، در پرورش و تعليم اصحاب و شاگردان خود اهتمام بسيار داشت و برحسب شايستگي و استعدادي كه در آنان مي ديد، به هر يك بهره اي از دانش و فضيلت مي بخشيد.
در حلقه ي ارشاد «جعفر بن محمد (ع)» و در جمع تعليم يافتگان مكتب او، چهره هايي درخشان مي بينيم كه هر يك به پرتو فضايل امام، فروغي تمام يافته و مراحل كمال را تا آن جا پيموده اند كه از جانب پيشواي عالي مقام خويش، به نشر حقايق و معارف مذهب شيعه و مبارزه با ناراستي ها و ناروايي ها و دفع شبهات مأمور گشته اند و اينك سخن ما اشارتي است به ذكر احوال جمعي از ايشان.
[ صفحه 206]
چنان كه دانستيم، «هشام بن حكم» از آن پيشتر كه به حلقه ي اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» به پيوندد، آيين «جبريه» داشت و خود نيز هر چند در سرآغاز جواني بود، ظاهرا پايه گذار مكتبي به شمار مي رفت كه از معتقدات «جبريه» مايه مي گرفت.
روزي كه اين جوان جبري مذهب به ديدار «جعفر بن محمد (ع)» مصمم گشت، هرگز نمي پنداشت كه اين ديدار، اساس عقايد او را در هم بريزد، ولي پس از ملاقات هاي خويش با امام، دريافت كه آنچه را تا بدان زمان، حقيقت مي انگاشته، بيش از نقشي باطل نبوده است.
اولين ديدار، تزلزلي در انديشه ي او پديد آورد، به ملاقات ديگر، بناي پندارهاي وي فرو ريخت و سومين بار، بي مدد گفتار، خواهش تسليم خويش آشكار كرد و از آن پس به صف اصحاب و شاگردان امام پيوست.
«هشام بن حكم» به زودي در اثر تعاليم «جعفر بن محمد (ع)» و استعداد شگرف خويش از برجستگان اصحاب امام شد و در علم كلام، آوازه اي بلند يافت.
وقتي به بصره رفت، و بي آنكه نام خويش آشكار كند، با «عمرو بن عبيد» يك تن از بانيان مذهب اعتزال، به مناظره برخاست و او را ملزم كرد، سپس «عمرو» از وي پرسيد:
- آيا تو، «هشام بن حكم» مي باشي؟
«هشام» گفت: - نه!
«عمرو» سؤال كرد:
- آيا با «هشام» همنشين بوده اي!
«هشام» گفت: نه!
[ صفحه 207]
«عمرو» پرسيد:
- از مردم كدام دياري؟
هشام گفت:
- از اهل كوفه هستم.
«عمرو» گفت:
- پس خود، «هشام بن حكم» مي باشي. سپس برخاست و او را در جاي خويش نشانيد و تا «هشام» در محفل وي بود، با شاگردان خود سخني نكرد [1] .
«هشام بن حكم» كه «ابوالحكم» كنيت داشت، در كوفه به جهان آمد و در شهر واسط بزرگ شد سپس به بغداد آمد و در آن جا اقامت جست.
«هشام» به حاضر جوابي اختصاص داشت، روزي او را پرسيدند:
- آيا «معاويه» نيز در غزوه ي بدر حضور داشت؟
«هشام» گفت:
- بلي، اما از جانب كافران [2] .
«هشام بن حكم» با شايستگي هاي خويش در نزد «جعفر بن محمد (ع)» به رتبتي عالي رسيد، هنگامي در مكه و در موضع «مني» به محفل امام درآمد و با آن كه هنوز جواني كم سال بود، «جعفر بن محمد (ع)» او را از ديگر اصحاب كه در محضر وي بودند، مكاني برتر بخشيد و از آن رو كه اين عمل بر ايشان گران نيايد، روي به آنان كرد و گفت:
- «هشام»، ياري دهنده ي ما به قلب و زبان و دست خويش است [3] .
«هشام بن حكم» بارها با دشمنان و معاندان دين و بدخواهان مذهب
[ صفحه 208]
شيعه احتجاج ورزيده و در هر نوبت حريفان خود را ملزم و مجاب گردانيده است.
«هشام»، روزگار امامت «امام كاظم، موسي بن جعفر (ع)» را نيز دريافت و همچنان از اصحاب مقرب وي به شمار بود.
مرگ «هشام» را به سال يكصد و هفتاد و نه هجري به عهد خلافت «هارون الرشيد» نوشته اند [4] .
«هشام بن حكم» را تصانيف بسيار بود و نام پاره اي از كتب وي به ما رسيده است [5] .
«زرارة بن اعين بن سنسن شيباني كوفي» كه نام اصليش «عبد ربه» و كنيتش «ابوالحسن» و «ابوعلي» است، از بزرگان اصحاب «امام باقر، محمد بن علي (ع)» و «امام صادق، جعفر بن محمد (ع)» به شمار مي رود [6] .
«زراره»، مردي اديب و شاعر و فقيه و متكلم وقاري بود و او را در زهد و پارسايي منزلتي كم نظير است.
«زراره» چهره اي سپيدگون و پيكري درشت و فربه داشت و بر پيشانيش نشان سجود نقش بسته بود، هر جمعه كه به قصد اداي نماز از خانه ي خويش بيرون مي شد، مردم به راه وي مي ايستادند و او را در حالي كلاهي پشمين و سياه بر سر و عصايي به دست داشت، نظاره مي كردند و از ديدار سيماي روحاني و شكوهمند وي منبسط مي گشتند [7] .
«زراره» از امام پنجم «محمد بن علي (ع)» حديث بسيار به خاطر داشت،
[ صفحه 209]
بدان مايه كه «امام صادق (ع)» در اين باره مي گويد:
- اگر «زراره» نبود، احاديث پدرم از يادها مي رفت [8] .
«زراره» در فقه و حديث، از نام آوران رجال شيعه ي اماميه است و در علم كلام نيز دستي قوي و پايه اي رفيع داشت، ليكن مداومت وي به امر عبادت، او را از اشتغال به كلام بازداشته بود.
پس از درگذشت «زراره»، روزي «جميل بن دراج» را كه يك تن از معاريف اصحاب «جعفر بن محمد (ع)» بود و تا عهد «امام علي بن موسي الرضا» روزگار يافت، به حسن افاده و نيكويي روش تعليم ستودند، «جميل» گفت:
- با اين حال ما در نزد «زرارة بن اعين»، چون كودكان دبستان بوديم در برابر آموزگار [9] .
اين سخن كه از «امام صادق (ع)» روايت شده است، جلال مقام و رتبت «زراره» را مي رساند:
- چهار تن را ميان مردم دوست تر دارم، هر چند زنده يا مرده باشند و آنان «يزيد بن معاويه»، «زرارة بن اعين»، «محمد بن مسلم» و «محمد بن علي بن نعمان» هستند.
«زراره» در يكصد و پنجاهمين سال هجري وفات يافت و به وي كتابي در تحقيق استطاعت و جبر نسبت داده اند.
«ابوجعفر محمد بن علي بن نعمان كوفي»، در زمره ي برجستگان اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» است كه لقب «مؤمن الطاق» دارد، ليكن دشمنان وي و بدخواهان مذهب جعفري او را «شيطان الطاق» خوانده اند.
[ صفحه 210]
«مؤمن الطاق» نيز چون «هشام بن حكم» در دانش كلام، قدرتي تمام داشت و از متكلمان بزرگ عصر خويش محسوب مي گشت.
درباره وي و «ابوحنيفه» حكايت هاي شيرين آورده اند از جمله آن كه روزي «ابوحنيفه» با اصحاب خويش مجلسي داشت، در آن حال، «مؤمن الطاق» بر او وارد شد، «ابوحنيفه» ياران را گفت:
- شيطان به سوي شما آمد!
«مؤمن الطاق» به پاسخ وي بي درنگ اين آيه از قرآن كريم قرائت كرد: الم ترانا ارسلنا الشياطين علي الكافرين تؤزهم ازا [10] .
و نيز گفته اند كه پس از رحلت «امام صادق (ع)» «ابوحنيفه»، با «مؤمن الطاق» گفت:
- همانا امام تو درگذشت.
«مؤمن الطاق» گفت:
آري، ليكن امام تو تا روز رستاخيز نخواهد مرد كه «شيطان» تا به قيامت زنده مي ماند [11] .
همچنين هنگامي «ابوحنيفه»، «مؤمن الطاق» را پرسيد:
- آيا به رجعت قائل هستي؟
«مؤمن الطاق»، پاسخ داد: - آري!
«ابوحنيفه» گفت:
- پس اكنون مرا كه حاجت بسيار است، هزار دينار وام ده تا به وقت رجعت، وام خود ادا كنم.
«مؤمن الطاق» گفت:
[ صفحه 211]
- مرا اين يقين نيست كه در هنگام بازگشت، به صورت انسان خواهي بود، اينك ضامني بسيار، تا به گاه رجعت، در شكل خوك بازنگردي [12] .
نوبتي ديگر، «مؤمن الطاق» و «ابوحنيفه» در يكي از كوچه هاي شهر كوفه مي گذشتند، مردي به ايشان رسيد و آن دو را از طفل گمشده ي خويش پرسيد.
«مؤمن الطاق» گفت:
- من آن طفل گم كرده راه را نديده ام، ليكن اگر شيخ گمراه مي خواهي اينك «ابوحنيفه» است [13] .
وقتي نيز «ابوحنيفه» با «مؤمن الطاق» گفت:
- اگر «علي بن ابيطالب»، خويش را خليفه ي بلافصل پيغمبر مي دانست، از چه روي پس از رحلت رسول، در طلب حق خويش نكوشيد؟
«مؤمن الطاق» گفت:
- «علي (ع)» بيم آن كرد كه جنيان او را نيز چون «سعد بن عباده»، به هواخواهي «ابوبكر» و «عمر» به تير «مغيرة بن شعبه» از ميان بردارند [14] - و ا ين خود داستاني شنيدني است كه پس از رحلت پيغمبر اسلام، چون «سعد بن عباده» به بيعت «ابوبكر» سر فرونداشت، او را ناگهان بكشتند و آوازه در انداختند كه وي به تير جنيان مقتول شد!
روزي «ابوخالد كابلي»، «مؤمن الطاق» را در مسجد مدينه و در حال مناظره با معاندان طريقه ي شيعه مشاهده كرد، به او نزديك شد و آهسته با وي گفت:
- امام، ما را از مناظره با اين مردم نهي كرده است.
«مؤمن الطاق» پرسيد:
- آيا امام به تو فرمان داد كه مرا نيز از اين كار نهي كني؟
[ صفحه 212]
«ابوخالد» گفت:
- امام، اين نفرمود، ليكن مرا گفت كه از تكلم با ايشان بپرهيزم.
«مؤمن الطاق» گفت:
- پس آنچه را امام فرمان داده است، اطاعت مي كن.
«ابوخالد»، پس از اين گفتگو، به محضر امام آمد و آن ماجرا باز گفت.
امام، در حالي كه تبسمي بر لب داشت، وي را گفت:
- اي «ابوخالد»! «ابوجعفر» چون مرغي است كه هر چند بال و پر وي بچينند، باز تواند پريد، ليكن تو را اگر پر چيده شد، ديگر پرواز نتواني كرد [15] .
«مؤمن الطاق» را نيز تصانيفي بوده است كه از آن ميان كتاب امامت و كتاب رد بر معتزله در امامت مفضول و كتابي در امر «طلحه» و «زبير» و «عايشه» نام برده شده است [16] .
«ابوجعفر، محمد بن مسلم بن رياح ثقفي» از معروفان اصحاب «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» است كه به كثرت حديث امتياز دارد و علماي شيعه به صحت احاديثي كه به سند صحيح از وي روايت شود، اجماع كرده اند.
وي از «امام محمد بن علي (ع)» سي هزار حديث و از «جعفر بن محمد (ع)» شانزده هزار حديث شنيده و در شهر كوفه مرجع خاص و عام بود، ائمه ي اهل سنت و جماعت نيز بسا كه از وي اخذ احكام مي كردند و فتاوي او را به كار مي بستند.
«عبدالله بن ابي يعفور» كه خويشتن در جمع معاريف اصحاب «جعفر بن محمد (ع)» است، به خدمت امام رسيد و با او گفت:
[ صفحه 213]
- مرا همواره ديدار شما ميسر نگردد و گاه باشد كه يكي از ياران بر من در آيد و مسئله اي بپرسد، ليكن جواب هر مسئله به نزد من نيست.
امام، به وي گفت:
- چرا از «محمد بن مسلم» پاسخ نمي جويي؟، او مسائل بسيار از پدرم شنيده است و پيش وي وجيه و پسنديده بود.
زماني «محمد بن مسلم» را به نزد «ابن ابي ليلي» قاضي كوفه، اداي شهادتي لازم افتاد، ليكن قاضي، گواهي او نپذيرفت.
«امام صادق (ع)» به شنيدن اين خبر: «ابن ابي كهمش» را مسائلي آموخت و فرمان داد كه چون به كوفه رود، پاسخ آن مسائل از «ابن ابي ليلي» بخواهد و آنگاه كه قاضي كوفه به پاسخ فروماند، وي را از جانب او پيغام رساند كه چرا شهادت مردي دانشمندتر از خويش را نپذيرفته است.
«ابن ابي كهمش»، به كوفه در آمد و آن چنان كه امام فرمان كرده بود نزد «ابن ابي ليلي» رفت و آن مسائل از وي بپرسيد.
قاضي كوفه به پاسخ درماند و «ابن ابي كهمش» با او گفت:
- «جعفر بن محمد (ع)» تو را پيغام فرستاده و گفته است كه شهادت آن كس را كه بسي از تو به احكام الهي داناتر و به سنت رسول آگاه تر است از چه روي مردود شناخته اي؟
«ابن ابي ليلي» گفت:
- آن كيست كه شهادت او نپذيرفته ام؟
«ابن ابي كهمش» پاسخ داد:
- «محمد بن مسلم ثقفي».
«ابن ابي ليلي» گفت:
- تو را به خدا سوگند «جعفر بن محمد» اين پيغام به من فرستاده است؟
[ صفحه 214]
«ابن ابي كهمش» گفت:
- آري! به خدا سوگند كه اين پيغام «جعفر بن محمد (ع)» است.
آن گاه «ابي ابن ليلي»، كس به سوي «محمد بن مسلم» فرستاد و او را به محضر خويش خواند و گواهي وي قبول كرد [17] .
«محمد بن مسلم» به سال يكصد و پنجاه هجري درگذشت [18] ، او را در ابواب حلال و حرام كتابي بوده كه «چهارصد مسئله» نام داشته است.
«ابان بن تغلب بن رياح بن سعيد بكري» از مردم كوفه و از مشايخ اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» است كه محضر افادات «امام زين العابدين، علي بن حسين (ع)» و «امام محمد بن علي (ع)» را نيز دريافته بود.
وي در شمار وجوه قاريان قرآن زياد مي شود، فن قرائت را از «عاصم» و «طلحه» و «اعمش» فرا گرفت و آن سه تن كه از ائمه ي قراء محسوبند، قرائت خويش بر او خواندند و ختم كردند.
«ابان بن تغلب» خود نيز قرائتي مخصوص به خويش داشت و گذشته از آن در فن تفسير، از سر آمدان عصر بود، چنان كه در اين زمينه كتابي بپرداخت و آن را «غريب القرآن» نام نهاد.
همچنين «ابان» را در دانش لغت و علم نحو و حديث و فقه، رتبتي بلند بوده است. «امام باقر، محمد بن علي (ع)» او را مي گفت:
- در مسجد مدينه بنشين و مردمان را فتوي ده، زيرا دوست مي دارم كه در ميان شيعيان من كسي چون تو را ببينند.
«ابان» از «امام جعفر بن محمد (ع)» سي هزار حديث فرا گرفت و وثاقت
[ صفحه 215]
وي بدان پايه است كه امام درباره ي او با «ابان بن عثمان» مي گويد:
- آن چه حديث از وي استماع كني، چنان است كه از من شنيده باشي و تو را اين اجازت مي دهم كه به هنگام نقل آن احاديث، به جاي نام «ابان»، نام مرا بگويي.
«ابان»، هرگاه به مدينه مي آمد، نظم حوزه هاي تدريس آن ديار گسيخته مي شد و طالبان محضر وي به حدي بر او اجتماع مي كردند كه در سراسر مسجد مدينه، جز ستوني كه تكيه گاه وي بود، جاي خالي نمي ماند!
روزي مردي به محضر «ابان» آمد و از وي پرسيد:
- پس از رحلت پيغمبر اسلام، چندتن از اصحاب به هواخواهي «اميرالمؤمنين علي (ع)» برخاستند؟
«ابان» گفت:
- مي خواهي كه اين مطلب را دليلي بر فضيلت «علي (ع)» قرار دهي؟
مرد پاسخ داد: - آري. «ابان» گفت:
- وليكن ما فضيلت اصحاب را به متابعت ايشان از «علي بن ابيطالب (ع)» بشناسيم، نه آن كه متابعت آنان را دليلي بر فضيلت «علي (ع)» قرار دهيم.
«ابان بن تغلب» به سال يكصد و چهل و يك هجري درگذشت، وقتي كه «امام صادق (ع)» به مرگ وي آگاه شد، با اصحاب خويش گفت:
- به خدا سوگند كه مرگ «ابان»، قلب مرا به درد آورد [19] .
«جابر بن يزيد جعفي»، تني ديگر از بزرگان اصحاب «امام ابوعبدالله، جعفر صادق (ع)» است كه از اجلاء اصحاب امام پنجم «محمد بن علي (ع)»
[ صفحه 216]
نيز به شمار مي رود.
«جابر» در عهد جواني، به شوق خدمت «امام باقر (ع)» زادگاه خويش كوفه را ترك گفت و به مدينه آمد و نخستين بار كه به محضر آن پيشواي راستين راه يافت، امام از وي پرسيد:
- از چه طايفه و از مردم كدام ديار هستي؟
«جابر» گفت:
- از طايفه ي «جعفي ها» و از مردم كوفه مي باشم.
امام گفت:
- به چه منظور قصد اين شهر كرده اي؟
«جابر» پاسخ داد:
- به قصد تحصيل دانش آمده ام.
امام گفت:
- از چه كسي طلب دانش مي كني؟
«جابر» گفت: - از شما.
امام گفت:
- از اين پس چون تو را پرسند كه اهل كجا هستي، بگو از مردم مدينه ام.
«جابر» پرسيد:
- آيا جايز است كه دروغ بگويم؟
امام گفت:
- تو را دروغ نمي آموزم، بلكه هر كس مقيم هر ديار باشد، از اهل آن ديار به شمار آيد.
از آن پس «جابر بن يزيد جعفي» در خدمت «امام محمد بن علي (ع)» به كسب معرفت و دانش پرداخت و كار وي تا بدان جا كشيد كه گفته اند از آن
[ صفحه 217]
امام عاليقدر، افتخار استماع هفتاد هزار حديث يافت كه سراسر از اسرار بود و به نقل آن مأذون نبود. زماني كثرت آن سرائر بر وجود «جابر» گراني كرد، نزد امام آمد و با وي گفت:
- گاهي چنان شود كه بر خويش نيروي تحمل اين اسرار نمي بينم و در خود حالتي چون ديوانگان مي يابم.
امام گفت:
- چون چنين شود، به صحرا روي آور و آن جا گودالي حفر كن و سر خويش در آن گودال فرو بر و بگوي: «محمد بن علي» چنين گفت، «محمد بن علي» چنين گفت و به اين صورت از آن احاديث باز گوي تا آرامش بيابي [20] .
«جابر» ظاهرا از نقل مظالم «بني اميه» و حقانيت «آل علي (ع)» پروا نمي كرده است، زماني به كوفه بازگشت و در آن جا سخناني آورد كه هرگز با مصالح حكومت اموي سازگار نبود!، لاجرم جاسوسان دربار دمشق، احوال وي را گزارش كردند و «هشام بن عبدالملك» والي كوفه را به قتل او فرمان داد.
از آن پيشتر كه اين فرمان به والي كوفه رسد، «جابر بن يزيد» بر خويشتن احساس خطر كرده بود، يك روز مردم كوفه با شگفتي ديدند كه او در هيأت ديوانگان بر ني سوار است و همراه كودكان در كوي و برزن مي تازد!
«جابر بن يزيد» به اين تدبير از مرگ رهايي يافت، زيرا وقتي كه والي كوفه، احوال او بپرسيد، با وي گفتند:
- او مردي مؤمن و پارسا و سليم بود، ليكن در اين اوقات كارش به جنون كشيده است.
حكمران كوفه، شرح احوال «جابر بن يزيد» را به دمشق فرستاد و «هشام بن عبدالملك» چون بر جنون او يقين آورد، از قتل وي در گذشت!
«جابر» چون از «امام محمد بن علي (ع)» نقل حديث مي كرد چنين
[ صفحه 218]
مي گفت:
- حديث كرد مرا وصي اوصياء و وارث علم انبياء، «محمد بن علي».
روزي «مفضل بن عمر» از «امام صادق» پرسيد:
- «جابر بن يزيد جعفي» در نزد شما چه منزلتي دارد؟
امام گفت:
- منزلت وي به نزد ما همپايه ي منزلتي است كه «سلمان» در نزد رسول خداي داشت [21] .
وفات «جابر بن يزيد» را به سال يكصد و بيست و هشت هجري نوشته اند.
ديگر از اصحاب «جعفر بن محمد (ع)»، «ابوحمزه ي ثمالي» يا «ثابت بن دينار» است. عظمت مقام وي را از اين سخن توان دريافت كه امام هشتم «علي بن موسي الرضا (ع)» درباره ي او گفته است:
- «ابوحمزه»، «لقمان» عصر خويش بود.
«ثابت بن دينار»، از خدمت «امام سجاد (ع)» و «امام باقر (ع)» نيز بهره مند بوده است.
از وي تصانيفي به نام هاي: تفسير القرآن، نوادر در حديث و كتاب زهد نقل كرده اند، «ابوحمزه ثمالي» در يكصد و پنجاهمين سال هجري ديده از جهان فروبست.
«ابوالمنذر، هشام بن محمد سائب كلبي» در زمره ي اصحاب «ابوعبدالله جعفر بن محمد (ع)» و دانشمند بنام دومين قرن هجري است.
وي از نام آورترين علماي نسابه به شمار مي رود و «الجمهره» كتاب معروف
[ صفحه 219]
او را مهمترين كتاب، در رشته ي علم انساب خوانده اند.
از شگفتي ها كه در قدرت ضبط و كثرت هوش وي آمده است، آن كه سراسر قرآن كريم را به سه روز محفوظ خاطر كرد، او را در شهر بغداد حلقه ي تدريس بود و طالبان دانش از محضر وي بهره مي گرفتند.
«ابن كلبي» در معرفت عرب و اخبار خلفاء تبحري تمام داشت و شماره ي مصنفات او به يكصد و پنجاه مي رسد.
اين دانشمند عالي مقام، از نزديكان و مقربان «امام جعفر بن محمد (ع)» به حساب مي رفت، مرگ او به سال دويست و چهار هجري اتفاق افتاد [22] .
روزي «مفضل بن عمر» به محضر «امام جعفر بن محمد (ع)» در آمد، امام به ديدار وي خرسند شد و با تبسم او را گفت:
- اي «مفضل»، به خدا سوگند كه تو را دوست مي دارم و نيز دوستدار آنم كه تو را دوست مي دارد [23] .
«ابوعبدالله، مفضل بن عمر جعفي» از خواص اصحاب «جعفر بن محمد» است و پاره اي از محققان او را در شمار اجله ي راويان امام آورده اند. [24] .
از گفتگوي وي با «ابن ابي العوجاء» و رفيق زنديق او در اين كتاب ياد كرده ايم [25] ، «مفضل» پس از آن گفتگو با حالتي اندوهبار، به نزد «امام صادق» آمد و آنچه را در ميان او و آن دو زنديق گذشته بود، ابراز داشت، امام او را گفت:
- اينك تو را شمه اي از حكمت خدا باز گويم... سپس به بيان شرحي
[ صفحه 220]
از دقايق اسرار و لطايف حكم پرداخت و آن سخنان امام كه در مبحث توحيد، برهاني استوار است، در نزد عالمان دين، «توحيد مفضل» نام دارد [26] .
«ابومحمد، عبدالله بن ابي يعفور كوفي» از اصحاب و حواريون «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» است كه در فقاهت، وي را با «زرارة بن اعين» برابر داشته اند.
«ابن ابي يعفور» در جمع قاريان معدود بود و اوقات او در مسجد كوفه به درس قرآن و تلاوت آن مي گذشت.
ميزان اخلاص و پايه ي اعتقاد او را اين سخن آشكار مي كند كه وقتي با «امام صادق (ع)» گفت:
- هرگاه اناري را به دو نيم كني و فرمان راني كه يك نيم آن حلال و نيم ديگر حرام است، گواهي مي دهم كه آن چه را حلال خوانده اي حلال است و آن چه را حرام گفته اي حرام [27] .
«حمران بن اعين»، برادر «زرارة بن اعين» است و از اين پيشتر به احوال «زراره» اشارت رفت، «حمران» نيز از حواريون «امام محمد بن علي» و «امام جعفر بن محمد (ع)» است و در ميان اصحاب آن دو پيشواي عالي مقام، رتبتي شايسته دارد.
اين روايت آورده اند كه وقتي تني چند از موالي «جعفر بن محمد (ع)» در محضر امام به مناظره مشغول بودند و «حمران» در ميان ايشان خاموش نشسته بود.
[ صفحه 221]
«امام صادق (ع)» به او روي آورد و گفت:
- اي «حمران»! از چه خاموش مانده اي و تكلم نمي كني؟
«حمران» گفت:
- اي سرور من، در نزد شما تكلم روا ندارم.
امام گفت:
- من تو را به كلام رخصت مي بخشم.
سپس «حمران» آغاز مناظره كرد [28] .
«حمران بن اعين» در صنعت كلام، به نهايت حاذق و قوي دست بود، «امام جعفر بن محمد (ع)» روزي وي را به مناظره با زنديقي از مردم شام مأمور گردانيد و آن زنديق را گفت:
- اگر بر «حمران» فائق آمدي، چنان است كه بر من پيروز شده اي.
«حمران» در حضور امام، به زودي مرد شامي را ملزم كرد، آنگاه امام، زنديق مغلوب را پرسيد:
- «حمران» را چگونه يافتي؟
زنديق گفت:
- به مهارت وي اعتراف مي كنم!
«حمران» و «زراره» را دو برادر ديگر به نام هاي «عبدالملك» و «بكير» است كه آن دو نيز، از بزرگان اصحاب «امام جعفر بن محمد» به شمار هستند.
«ابوالقاسم، بريد بن معاويه ي عجلي» از وجوه اصحاب «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» و از كبار مشايخ شيعه است.
[ صفحه 222]
«بريد بن معاويه» و «زرارة بن اعين» و «محمد بن مسلم» و «معروف بن خربوز» و «ليث بن بختري» و «فضيل بن يسار» را علماي اماميه به اجماع تصديق كرده اند و احاديثي را كه از ايشان به سند صحيح نقل شود در شمار احاديث صحاح مي آورند.
«امام صادق (ع)»، «بريد بن معاويه» را از اوتاد ارض و اعلام دين ناميده است [29] .
مرگ «بريد» را به سال يكصد و پنجاه هجري و نيز در ايام حيات «امام جعفر بن محمد (ع)» نوشته اند.
«هشام بن سالم جواليقي»، شاگرد مكتب «جعفر بن محمد (ع)» و يك تن از متكلمان بزرگ عصر خويش است.
ظاهرا او نيز چون «هشام بن حكم» از آن پيشتر كه به خدمت «امام صادق» تشرف يابد، اعتقادي نادرست داشته است و بر گرد پندار وي، معتقداني فراهم بوده اند.
پس از رحلت امام ششم و در آن هنگام كه؛ «عبدالله افطح» دعوي پيشوايي شيعه داشت، «هشام بن حكم» و «مؤمن الطاق» كه از نص امامت «امام موسي بن جعفر (ع)» بي خبر مانده بودند، به جستجوي مقصود خود، نزد «عبدالله» رفتند.
نخست او را پرسيدند:
- در هر دويست درهم، چه مقدار زكوة واجب است؟
«عبدالله» گفت:
[ صفحه 223]
- پنج درهم.
بار ديگر سؤال كردند:
- اندازه ي زكوة در يكصد درهم چه باشد؟
«عبدالله» گفت:
- دو و نيم درهم!
به اين پاسخ، «هشام» و «مؤمن الطاق»، دعوي بي جاي «عبدالله» را دريافتند، زير يك صد درهم را زكوة نباشد.
او را گفتند:
- «مرجئه» نيز بدين گونه فتوي نمي دهند!
«عبدالله» گفت:
- به خدا نمي دانم كه «مرجئه» چه مي گويند!
«هشام» و «مؤمن الطاق» با نوميدي از نزد «عبدالله» بيرون شدند و همچنان كه در انديشه ي مطلوب خويش، به كوي و برزن آشفته و سرگردان مانده بودند، ناگاه دريافتند كه مردي پير و خوش سيما به ايشان اشارت مي كند.
از اشارت آن مرد به سختي در بيم شدند، زيرا «منصور» جاسوساني برانگيخته بود، تا معلوم دارند كه پيروان «جعفر بن محمد (ع)» به نزد كدام يك از فرزندان او مي روند، مگر جانشين امام بر وي شناخته گردد.
در آن حال «هشام»، «مؤمن الطاق» را گفت:
- اين مرد مرا اشاره مي كند، از من دور شو تا اگر خطري در پيش باشد، تو ايمن ماني.
«هشام» به سوي آن مرد رفت و مرد با وي اشاره كرد كه او را همراهي كند.
چون لختي راه پيمودند، به در خانه ي «موسي بن جعفر (ع)» رسيدند و آن مرد «هشام» را به جاي نهاد و خود به داخل خانه رفت.
[ صفحه 224]
اندكي بعد، خادمي بر در آشكار شد و «هشام» را گفت:
- رحمك الله، به درون آي
«هشام» به نزد «موسي بن جعفر (ع)» تشرف جست و امام وي را بنواخت.
«هشام» گفت:
- جان به فدايت، پدر بزرگوار شما از اين جهان درگذشت، پس از وي هدايت ما در عهده ي كيست؟
امام گفت:
- اگر خداوند بخواهد، تو را به اين امر هدايت خواهد كرد.
«هشام» گفت:
- «عبدالله» را دعوي بر آن است كه او قائم مقام پدر مي باشد.
امام گفت:
- «عبدالله» اراده كرده است كه از عبادت خداي سربپيچد [30] .
«هشام» پرسيد:
- پس اكنون امام راستين ما كيست؟
امام بار ديگر گفت:
چون خداي خواهد، تو را هدايت خواهد كرد.
«هشام» سئوال كرد:
- آيا آن هادي بر حق شما هستيد؟
امام گفت:
- من خود اين نگويم.
«هشام» گفت:
[ صفحه 225]
- آيا كسي را بر خويش امام مي شناسيد؟
امام گفت: نه.
«هشام» گفت:
- فدايت، آيا اجازت مي دهيد تا آن مسائلي را كه از پدرت پرسش مي كردم، از شما نيز بپرسم؟
امام گفت: بپرس.
«هشام بن سالم» مشكلي چند بپرسيد و چون امام را به پاسخ مسائل خويش دريايي بيكرانه ديد، دانست كه مطلوب خويش را يافته است!
«ابوالصباح، ابراهيم بن نعيم كناني عبدي كوفي»، از شيوخ طايفه ي اماميه و اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» است.
امام، وي را به لحاظ استقامت و اعتدال، ترازو خواند، «ابوالصباح» گفت:
- بسا كه ترازويي نيز بي عيب نباشد.
امام گفت:
- تو آن ترازويي كه دو كفه اش را عيبي و انحرافي نيست.
«ابوالصباح» در زمره ي اصحاب، «امام محمد بن علي (ع)» نيز به شمار مي آيد و هم عهد امامت «موسي بن جعفر (ع)» را دريافته و از محضر نوراني آن امام راستين كسب فيض كرده است.
[ صفحه 226]
«ابومحمد، صفوان بن مهران بن مغيره ي اسدي»، از ثقات صحابه ي «امام جعفر بن محمد (ع)» است، او پيشه ي شترداري داشت و از اين رو «صفوان جمال» ناميده مي شد.
«صفوان» چند نوبت در التزام موكب «امام صادق (ع)» از مدينه به عراق آمد و در طول هر سفر فرصتي يافت تا از خرمن لايزال امام، خوشه ها برگيرد.
«ابوعبدالله صفواني»، دانشمند بزرگ اماميه، از فرزندزادگان اوست.
«ابوالقاسم، فضيل بن يسار كوفي بصري [31] ، از اعلام اصحاب «امام محمد بن علي (ع)» و «امام جعفر بن محمد (ع)» و از اكابر فقيهان مذهب اماميه است و در زمره ي راويان معتمدي است كه علماي شيعه بر صحت احاديث ايشان اجماع و اتفاق دارند.
«امام صادق (ع)» درباره ي او گفته است:
- آنكه دوست مي دارد تني از اهل بهشت را نظاره كند، در «فضيل» بنگرد.
و نيز مي گويد:
- «فضيل» از ما اهل بيت است.
«فضيل بن يسار» در ايام «امام جعفر بن محمد (ع)» ديده از جهان فروبست.
«فيض بن مختار جعفي كوفي» در زمره ي ثقات راويان و خواص تابعان و
[ صفحه 227]
مشايخ اصحاب «امام صادق (ع)» است و نيز در جمع صحابه ي «امام باقر (ع)» و «امام كاظم (ع)» به شمار مي آيد.
«فيض بن مختار» نص «امام جعفر بن محمد (ع)» را بر امامت فرزند عاليقدرش «موسي بن جعفر (ع)» روايت كرده است.
«معروف بن خربوز» شيخي جليل القدر، عابدي بلند پايه و يكي از اصحاب سته ي اولي ا ست كه حديث منقول ايشان را به سند صحيح، در شمار صحاح مي آورند.
«معروف» از اعاظم صحابه ي ائمه ي بزرگوار «علي بن حسين (ع)»، «محمد بن علي (ع)» و«جعفر بن محمد (ع)» است و امتياز مخصوص وي به كثرت عبادت اوست.
از «فضل به شاذان» روايت شده است كه گفت:
- روزي از سجده ي طولاني «ابن ابي عمير» شگفتي گرفتم، «ابن ابي عمير» مرا گفت: چه مي شد اگر سجده هاي «جميل بن دراج» را ديده بودي و «جميل بن دراج» نيز با «ابن ابي عمير» گفته است كه سجده ي من در برابر سجده هاي طولاني «معروف بن خربوز» بس ناچيز مي نمايد!
«عبدالله بن مسكان كوفي» نيز از ثقات اصحاب «امام صادق (ع)» و از كساني است كه علماء مذهب اماميه بر صحت احاديث وي اجماع دارند.
«ابن مسكان» غالبا از ديگر اصحاب «جعفر بن محمد (ع)» نقل حديث مي كرد، زيرا خود به ملاحظه ي مقام شامخ امام، به محضر وي تشرف نمي جست و بيم آن داشت كه نتواند چنان كه بايد حق تعظيم به جاي آورد.
[ صفحه 228]
«جميل بن دراج نخعي»، از راويان معتمد و وجوه اصحاب پيشواي ششم شيعيان «جعفر بن محمد (ع)» است كه از «امام كاظم» نيز نقل حديث مي كند.
هم او را علماي اماميه به اجماع تصديق كرده اند، «جميل» در اواخر زندگاني از بينش ديدگان محروم شد و در عهد «امام علي بن موسي الرضا» درگذشت.
«ليث بن بختري» در جمله ي مشايخ صحابه ي «امام صادق (ع)» معدود است.
او، «ابوبصير» و «ابومحمد» كنيت داشت و از شمار نيكان و پاكاني بود كه «جعفر بن محمد (ع)» ايشان را بشارت بهشت داد.
علماي مذهب شيعه، بر مراتب فقاهت وي اعتراف آورده و او را تصديق كرده اند.
«ابومحمد، حريز بن عبدالله ازدي كوفي» از مشاهير اصحاب «امام صادق» است كه چون به تجارت سيستان اشتغال مي ورزيد و غالبا به آن ديار سفر مي كرد به «حريز بن عبدالله سجستاني» شهرت يافت.
وي را به شمار فقيهان بزرگ شيعه آورده اند و نوشته اند «ابوحنيفه» از او تحقيق مسائلي كرد و پاسخ شنيد.
«حريز بن عبدالله» را در عبادات، تصانيفي بوده است كه از آن جمله كتاب صلوة وي را نام مي برند.
[ صفحه 229]
«حريز» در سيستان به شهادت رسيد، داستان قتل وي چنين آمده است كه ياران او تني چند از خوارج آن ديار را كه زبان به سب «اميرالمؤمنين علي (ع)» مي گشودند، پنهاني از پاي درآوردند و سرانجام، خوارج، پس از وقوف بر اين ماجرا، به قتل او و يارانش همداستان شدند.
«حريز بن عبدالله» با اصحاب خويش به مسجدي درآمدند، گروه خوارج مسجد را در حصار گرفت و به ويران كردن آن پرداخت تا سقف و ديوار بر «حريز» و يارانش فرود آمد و يكباره به قتل رسيدند.
«ابومحمد، حماد بن عيسي جهني» از بزرگان صحابه ي «صادق (ع)» است كه عمري دراز يافت و تا روزگار «امام جواد (ع)» زندگاني كرد.
وي در جمع مشايخ راويان به حساب مي آيد و از آن جماعت است كه اهل درايت به صحت احاديثي كه با سند صحيح از ايشان منقول است، اجماع كرده اند.
«حماد بن عيسي» به لحاظ احتياط، در نقل حديث اقتصار كرده است، تا بدانجا كه از «امام جعفر بن محمد (ع)» بيش از بيست حديث روايت نمي كند.
«ابوالربيع، سليمان بن خالد هلالي بجلي» در شمار شيوخ رجال شيعه ي اماميه است كه از «امام محمد بن علي (ع)» و «امام صادق (ع)» روايت مي كند.
«سليمان بن خالد» قاري و فقيه بود، به هنگام خروج «زيد بن علي (ع)» با او همكاري كرد و در هنگامه ي نبرد، انگشت خويش را از دست داد.
[ صفحه 230]
مرگ او در ايام «امام جعفر بن محمد (ع)» به وقوع پيوست.
«ابواسامه، زيد بن يونس شحام كوفي»، از اصحاب نامدار «ابوعبدالله، جعفر بن محمد (ع)» و «ابوالحسن، موسي بن جعفر (ع)» است.
وي به نزد «امام صادق (ع)» منزلتي والا داشت و از تابعان خاصه ي وي به شمار مي آمد.
«عبدالله بن سنان بن طريف كوفي»، خازن «منصور» و «مهدي» و «هارون الرشيد» خلفاي عباسي بود و در سلك اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» و «امام موسي بن جعفر (ع)» جاي داشت.
او كتابي در صلوة به نام «يوم و ليله» و كتابي موسوم به «صلوة الكبير» پرداخت و نيز تصنيف ديگري در ابواب حلال و حرام به وي نسبت داده اند.
«يونس بن يعقوب بجلي دهني» از صحابه ي «جعفر بن محمد (ع)» و «موسي بن جعفر (ع)» به شمار مي آيد و نيز وكيل «امام كاظم (ع)» بوده است.
مرگ او به عهد «امام علي بن موسي الرضا (ع)» در شهر مدينه واقع شد، امام به تكفين و تدفين وي فرمان داد و «يونس» در گورستان بقيع به خاك رفت.
از «يونس بن يعقوب» تصنيفي موسوم به «كتاب حج» نام مي برند.
«معاوية بن عمار بن خباب دهني» از مردم كوفه و در زمره ي ثقات اصحاب امامان «صادق (ع)» و «كاظم (ع)» بوده است.
ارباب رجال شيعه وي را به جلالت قدر ستوده اند و «يونس بن يعقوب» كه به احوال او اشارت رفت، خواهرزاده ي او است.
[ صفحه 231]
«ابن عمار» عمري دراز يافت و مرگ وي را به سال يكصد و هفتاد و پنج هجري نوشته اند.
«ابومحمد، سماعة بن مهران بن عبدالرحمن حضرمي»، از ثقات راويان «ابوعبدالله، جعفر بن محمد (ع)» است و نيز او را در شمار اصحاب «امام موسي بن جعفر (ع)» آورده اند، ليكن چون مرگ وي را به سال يكصد و چهل و پنج هجري نوشته اند، اين سخن درست نمي نمايد.
«سماعه» شصت سال زندگاني يافت، او را كتابي بوده است و جمعي كثير از وي روايت كرده اند.
«عبدالرحمن بن سيابه ي بجلي كوفي» در اصحاب «امام صادق (ع)» معدود است. روزي به خدمت امام رسيد و با وي عرضه داشت:
- جان به فدايت!، مرا به دانش نجوم، شوق بسيار است، ليكن مردم اين دانش را نهي مي كنند.
امام گفت:
- نه چنان است كه مردم مي گويند!
«ابوجعفر، محمد بن زيد بن علي بن حسين (ع)» نيز در عدد اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» ياد شده است.
اين حكايت را درباره ي جوانمردي و كرم و گذشت او نقل كرده اند:
در يكي از روزها كه «منصور عباسي» به شهر مكه اقامت داشت، خليفه را گوهري آوردند تا خريداري كند.
«منصور»، لختي در آن گوهر خيره بماند و آنگاه گفت:
- اين گوهر، از آن «هشام بن عبدالملك» است.
سپس خليفه ي عباسي، ربيع حاجب را طلب داشت و با وي گفت:
[ صفحه 232]
- «هشام» را فرزندي «محمد» نام به جاي مانده است و از اين گوهر نيك توان دانست كه «محمد» در اين شهر به سر مي برد، بامداد فردا چون مردم نماز خويش در مسجد الحرام به پاي بردند، فرمان كن تا درهاي مسجد را ببندند، آنگاه دري را گشاده مي دار و خود بر كنار آن بايست و مردمان را يك به يك، پس از تفحص و تفتيش بسيار بيرون فرست، مگر «محمد بن هشام» را بيابي.
روز ديگر «ربيع حاجب» چنان كرد كه خليفه فرمان داده بود، در اثناي آن حال، «محمد بن زيد» كه نيز در ميان جماعت بود به مردي بازخورد و از سيماي آشفته و مشوش او وحشت وي را بدين پيش آمد دريافت.
«محمدبن زيد» به آن مرد نزديك شد و آهسته با او گفت:
- تو را سخت آشفته و هراسناك مي بينم، با من به گوي تا كيستي و از كجايي؟
مرد گفت:
- آيا مرا زينهار مي دهي؟
«محمد بن زيد» پاسخ داد:
- آري، انديشه مكن، تو را زينهار مي دهم و در رهاييت مي كوشم.
مرد گفت: - من «محمد بن هشام بن عبدالملك» هستم و مي دانم كه اين تدبير را در جهت دستگيري من به كار بسته اند، اينك تو كيستي و نامت چيست؟
«محمد بن زيد» گفت:
- من «محمد بن زيد بن علي» هستم، ليكن اي پسر عم، از من بيمناك مشو زيرا تو را به جاي پدرت «هشام» نمي گيرم و قاتل پدر خويش «زيد» نمي دانم، اكنون رهايي تو را چاره اي بايد كرد.
«محمد بن هاشم»، او را سپاس گفت، «محمد بن زيد» لختي انديشه كرد
[ صفحه 233]
و سپس سر برآورد و فرزند «هشام» را گفت:
- راه خلاص تو را يافتم، ليكن اگر بر تو مكروه آيد، مرا معذور دار.
«محمد بن هشام» گفت:
- آن چه تو گويي فرمان پذيرم.
«محمد بن زيد» رداي خويش بر سر و روي فرزند «هشام» افكند و در حالي كه وي را لطمه ها مي زد، به سوي «ربيع حاجب» كشيد.
«ربيع» به مشاهده ي آن حال پرسيد:
- چه روي داده است؟
«محمد بن زيد» گفت:
-اي امير!، اين نابكار زشت كردار را مدت ها به جستجو بودم و اكنون يافتم، او سارباني است از مردم كوفه كه مرا شتري به كرايه داد وليكن چون پول بگرفت، از من بگريخت و شتر خود با مردي از اهل خراسان كرايه بست، اينك بر سخن خويش دو گواه عادل دارم، چه شود اگر يك دو تن از ملازمان خود با ما كني تا او را به نزد قاضي بريم!
«ربيع حاجب» دو تن پاسبان با ايشان همراه كرد و رخصت داد، تا از مسجد بيرون شوند و به محضر قاضي روند.
چون اندكي راه پيمودند، «محمد بن زيد»، «محمد بن هشام» را گفت:
-اي خبيث!، اگر حق من بازدهي، به خانه ي قاضي نياز نيفتد و اين دو پاسبان را نيز زحمت نيافزاييم!
«محمد بن هشام» گفت:
- يابن رسول الله!، آن حق كه از تو بر ذمت من است باز دهم.
«محمد بن زيد» پاسبانان را گفت:
- اينك اداي حق مرا برعهده نهاد، شما بازگرديد.
چون آن هر دو دور شدند، «محمد بن هشام»، «محمد بن زيد» را غرق
[ صفحه 234]
بوسه ساخت و با وي گفت:
- خداوند دانا است كه رسالت خويش را در چنين خانداني نهاد [32] .
«سالم بن ابي حفصه ي عجلي كوفي»، از امامان سجاد (ع)» و «باقر (ع)» و «صادق (ع)» روايت كرده است.
كتابي در حديث به وي نسبت داده اند، «سالم» به سال يكصد و سي و هفت هجري بدرود حيات گفت.
«محمد بن قيس اسدي» در شمار اصحاب «امام محمد بن علي (ع)» و «امام جعفر بن محمد (ع)» ياد شده است.
روزگاري از عاملان «عمر بن عبدالعزيز» و «يزيد بن عبدالملك» بود، كتابي در نوادر حديث و كتابي در اخبار «اميرالمؤمنين علي (ع)» به وي نسبت مي دهند.
«مسمع بن عبدالملك بن يسار»، از بزرگان قبيله ي «بكر بن وايل» و نيز از مشايخ رجال شيعه در بصره بود و در آن ديار حشمت و حرمتي تمام داشت.
در روايت، اختصاص به «امام ابوعبدالله، جعفر بن محمد (ع)» دارد ولي از «امام محمد بن علي (ع)» نيز اندكي نقل حديث مي كند.
مرگ «مسمع بن عبدالملك» به روزگار «امام صادق (ع)» واقع شده است.
«اسحق بن عمار صيرفي كوفي» از راويان مشهور «امام جعفر بن محمد (ع)»
[ صفحه 235]
است كه برادران وي «اسمعيل» و «يوسف» و «يونس» و «قيس» نيز در جمع رجال شيعه و برادرزادگانش «علي بن اسمعيل» و «بشير بن اسمعيل»، از روات حديث بوده اند.
«اسحق بن عمار»، مردي دولتمند و صاحب جاه بود، وقتي بر در خانه ي خويش نگهباني بگماشت تا فقراي شيعه را به نزد وي راه ندهد، ليكن چون دانست كه امام، اين كار او را پسنديده نمي دارد، دربان را از خانه ي خويش برداشت. «اسحق بن عمار» را نيز كتابي در نوادر حديث بوده است.
«عبدالله بن ميمون قداح مكي» در شمار ثقات اصحاب «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» است كه گروهي از بزرگان اصحاب و فقهاي شيعه از وي روايت مي كنند.
«عبدالله» را مصنفاتي بوده است كه از آن جمله كتابي در اخبار بعثت رسول اكرم نام برده اند.
«ابوعماره، حمزه ي طيار» در سلك معاريف صحابه ي «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» است.
روايت كرده اند كه «امام صادق (ع)» گفت:
- پدرم «امام محمد بن علي (ع)» به وجود «حمزه ي طيار» مباهات مي كرد. هنگامي «حمزه» به «جعفر بن محمد (ع)» عرضه داشت:
- جان به فدايت! شنيده ام مناظره ي اصحاب خويش را با اهل خلاف پسنديده نمي داري؟
امام گفت:
[ صفحه 236]
- مناظره ي آنان را كه چون تو باشند، دوست دارم، زيرا اگر تو در دامي فرود آمدي، پرواز تواني كرد!
درگذشت «حمزه ي طيار» در ايام «امام صادق (ع)» اتفاق افتاد و پس از مرگ وي، امام او را رحمت فرستاد.
«ابوعبدالله، عبدالمؤمن بن قيس بن فهد انصاري كوفي» خود از راويان «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» است و پدرش «قيس بن فهد» صحابي رسول خداي بود.
«عبدالمؤمن» نيز كتابي در حديث پرداخت، هشتاد و يك سال زندگاني كرد و به سال يكصد و چهل و هفت هجري جهان را بدرود گفت.
«عبدالله بن ابي شعبه حلبي» نخستين كس در ميان اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» است كه به تصنيف كتاب پرداخت.
«عبدالله» كتاب خويش را كه در زمينه ي فقه و حديث اماميه بود به «امام صادق (ع)» عرضه داشت و امام به تصحيح اثر وي پرداخت و درباره ي آن گفت:
- مخالفان ما را چنين كتابي نباشد.
«عبدالله بن ابي شعبه» از مردم كوفه بود، ليكن چون به تجارت حلب مي رفت، شهرت حلبي يافت.
جد وي «ابوشعبه» نيز از ثقات راويان «امام حسن بن علي (ع)» و «امام حسين بن علي (ع)» بوده است.
«اسمعيل بن مهاجر بن عبيد ازدي» از مردم كوفه و راوي «امام جعفر بن
[ صفحه 237]
محمد (ع)» است.
«ابوخالد، محمد بن مهاجر» پدر وي نيز، از «امام، محمد بن علي (ع)» روايت مي كرد.
«اسمعيل» در قضايا كتابي مبوب پرداخته است.
«محمد بن حسن بن ابي سياره ي روائي» در زمره اصحاب «امام باقر (ع)» و امام صادق (ع)» است و پدرش «حسن بن ابي سياره» نيز از آن دو امام عاليقدر روايت مي كند.
«محمد» مردي اديب و دانشمند بود و خاندان او به دانش و فضل شهرت داشت.
«كسائي» دانشمند نحوي معروف، ادب عربي را از «محمد بن حسن» و پسر عمش «معاذ بن مسلم» فراگرفته است.
به «محمد بن حسن» مصنفاتي چند، نسبت مي دهند.
«ابراهيم بن محمد بن ابي يحيي مدني» در شمار اصحاب «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» ياد شده است.
او مردي دانشمند بود و كتابي در حلال و حرام به وي نسبت مي دهند. جمعي تأليفات «واقدي» مورخ مشهور را نيز از آن «ابراهيم بن محمد» مي دانند و معتقدند كه «واقدي» آن كتب را به نام خويش كرده است.
«عبدالرحمن بن حجاج بجلي» از مردم كوفه و از شاگردان مكتب «امام جعفر بن محمد (ع)» بود كه از «امام كاظم (ع)» نيز نقل حديث كرده است.
[ صفحه 238]
«عبدالرحمن بن حجاج» در صنعت كلام دست داشت و با مخالفان شيعه مناظرات بسيار مي كرد، «امام موسي بن جعفر (ع)» مناظره ي وي را با اهل خلاف، پسنديده مي داشت و به او مي گفت:
- دوست مي دارم كه در ميان رجال شيعه مانند تو را ببينند.
«عبدالرحمن» را كتابي چند بوده است، مرگ او به روزگار «امام علي بن موسي الرضا (ع)» روي داد.
«نصر بن قابوس لخمي» از سه امام روايت مي كند: «جعفر بن محمد (ع)»، «موسي بن جعفر (ع)» و «علي بن موسي الرضا (ع)».
او نزد اين پيشوايان بزرگوار منزلت و تقرب بسيار داشت و در طول مدت بيست سال وكيل «امام صادق (ع)» بوده است.
«داود بن كثير رقي» از معاريف اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)» و «امام موسي بن جعفر (ع)» است.
پاره اي از محققان «داود» را در شمار بزرگان ثقات و خواص اصحاب آورده اند.
او مردي دانشمند و فقيه ي بود و ورعي تمام داشت، روايت كرده اند كه «امام صادق (ع)» درباره ي او گفت:
- منزلت «داود» به نزد ما چون منزلت «مقداد بن اسود» به نزد رسول اكرم است.
«معاذ بن كثير كسايي كوفي» در شمار ثقات و اجلاء اصحاب «امام صادق»
[ صفحه 239]
است.
او سال ها تصدي نفقات خانواده ي امام را به عهده داشت و وي را در نزد «جعفر بن محمد (ع)» منزلتي شايسته بود.
«معاذ» به تجارت مشغول بود، وقتي پيشه ي خود را ترك گفت و چون اين خبر به سمع امام رسيد، گفت:
- ترك پيشه كردن، كار شيطان است، آن كس كه پيشه ي خود را ترك گويد، دو ثلث خرد خويش را از دست مي دهد.
سخن ما درباره ي جمعي از اصحاب «امام جعفر بن محمد (ع)»، اگر چند به صورت يادي كوتاه بود، اندكي به تفصيل انجاميد، با اين همه بحث كافي در احوال ايشان؛ مجالي ديگر مي خواهد.
اينك مبحث اصحاب را با اشارتي مختصر درباره ي تني ديگر از شاگردان مكتب امام، خاتمه مي دهيم و او، «جابر بن حيان» است.
«جابر بن حيان» از مردم كوفه بود و گفته اند كه در اصل خراساني است، شهرت وي بيشتر به تبحر او در دانش شيمي تكيه دارد و اين شهرت، با ترجمه ي پاره اي از آثار او به زبان هاي اروپايي از محدوده ي جهان عرب و دنياي اسلام فراتر رفت و به مغرب زمين نيز كشيده شد.
«جابر» بيشتر در كوفه اقامت داشت، ليكن ظاهرا زماني در معرض تهديد عاملان حكومت بوده و از دياري به دياري سفر مي كرده است. [33] .
گذشته از صنعت كيميا، «جابر» در علوم و فنون ديگر نيز مهارت داشت و از مصنفاتي كه به وي نسبت داده اند، مي توان دريافت كه او را بر بسياري از دانش هاي زمان آگاهي بوده است.
[ صفحه 240]
«جابر بن حيان» در عداد شاگردان مكتب «امام جعفر بن محمد (ع)» ياد مي شود و او خود نيز در پاره اي از آثار خود اين نكته را به تذكار آورده كه اطلاعات مبسوط علمي خويش را از محضر آن معلم كبير فرا گرفته است.
«جابر» آزمايشگاهي به وجود آورد و در آنجا به يك رشته از تجارب علمي دست زد و پاره اي از عناصر و تركيبات شيميايي را كشف كرد.
در اينكه آن مرد بزرگ، از نوابغ علمي عصر خويش بوده است، سخني نيست.
ليكن همان بهتر كه وجود «جابر» و امثال او را در حلقه ي ارشاد و حوزه ي تعليم امام، برهان فضيلت ايشان انگاريم كه در اثبات مقام اعلاي «جعفر بن محمد (ع)»، به وجود «جابر» و همانندان او هرگز نيازي نيست!
[ صفحه 240]
پاورقي
[1] مجالس المؤمنين، ص 361، چاپ اسلاميه.
[2] الفهرست ابن النديم، ص 263، چاپ مصر.
[3] سفينة البحار، ج 2، ص 719.
[4] سفينة البحار، ج 2، ص 719.
[5] نامه ي دانشوران ناصري، ج 9، ص 84، چاپ قم. سفينة البحار، ج 1، ص 548.
[6] مجالس المؤمنين، ص 343، چاپ اسلاميه.
[7] به الفهرست ابن النديم، ص 264، چاپ مصر و مجالس المؤمنين ص 367، چاپ اسلاميه رجوع كنيد.
[8] مجالس المؤمنين، ص 344، چاپ اسلاميه.
[9] مجالس المؤمنين: ص 354، چاپ اسلاميه.
[10] قرآن كريم، سوره ي مريم آيه ي 83: «آيا نديدي ما فرستاديم شياطين را بر كافران تا ايشان را برانگيزانند و برآغالند.
[11] الفهرست ابن النديم، ص 258، چاپ مصر.
[12] الاحتجاج طبرسي، ج 2، ص 148، چاپ نجف.
[13] همان كتاب و همان مجلد، ص 149.
[14] همان كتاب و همان مجلد و همان صفحه.
[15] مجالس المؤمنين، ص 255، چاپ اسلاميه.
[16] الفهرست ابن النديم، ص 264، چاپ مصر.
[17] مجالس المؤمنون ص 340، چاپ اسلاميه.
[18] سفينة البحار، ج 1، ص 331.
[19] نامه دانشوران ناصري، ج 3، ص 133، چاپ قم.
[20] مجالس المؤمنين، ص 306، چاپ اسلاميه.
[21] بحارالانوار، ج 11، ص 166، چاپ 1298 هجري قمري.
[22] سفينة البحار، ج 2، ص 371.
[23] نامه ي دانشوران ناصري، ج 5، ص 141، چاپ قم.
[24] بحارالانوار، ج 11، ص 166، چاپ 1298 هجري قمري.
[25] بخش رهزنان عقايد.
[26] نامه ي دانشوران ناصري، ج 3، ص 336، چاپ قم.
[27] مجالس المؤمنين، ص 237، چاپ اسلاميه.
[28] سفينة البحار، ج 1، ص 334.
[29] مجالس المؤمنين، ص 239، چاپ اسلاميه.
[30] «يريد عبدالله، ان لا يعبدالله».
[31] «فضيل بن يسار» به بصري شهرت دارد ولي اصل او از شهر كوفه است.
[32] ناسخ التواريخ، كتاب حسن عليه السلام، ص 281 چاپ اول.
[33] الفهرست ابن النديم، ص 512، چاپ مصر.
سرور و شگفتي مادر و فرزند
من عرف من امة محمد واجب حق امامه، وجد طعم حلاوة ايمانه و علم فضل طلاوة اسلامه. [1] .
هر كه از امت محمد صلي الله عليه و اله و سلم حق واجب امامش را بشناسد، طعم شيريني ايمانش را بچشد و به ارزش بهجت و شادي اسلامش آگاه شود.
امام صادق عليه السلام
روزي امام صادق عليه السلام مادري را گريه كنان با فرزندش، بر كنار گاو مرده اي ديد؛ از اينرو از علت شيون و زاري شان پرسيد و زن گفت:
«گذران زندگي ما از شير اين گاو بود كه مرد و اكنون نمي دانم چه كنم.»
امام صادق عليه السلام فرمود:
[ صفحه 32]
«آيا دوست داري كه خداوند متعال آنرا براي تو زنده كند؟»
او اظهار داشت:
«با اينكه مصيبت زده ام، مرا مسخره مي كني؟!»
امام صادق عليه السلام فرمود:
«نه چنان است كه مي پنداري.»
سپس حضرت پاي مباركش را به گاو زد و به آواي بلند فرمود:
«به اذن خدا برخيز.»
در اين حال گاو به سرعت بپا خاست و زن كه از ديدن اين صحنه به شدت شگفت زده شده بود، گفت:
«به خداي كعبه قسم كه او عيسي بن مريم است.»
در اينحال، بدون اينكه آن دو، امام صادق عليه السلام را بشناسند، بي درنگ حضرت بين مردمي كه آنجا گرد آمده بودند، رفت و از انظار مردم دور شد. [2] .
[ صفحه 33]
پاورقي
[1] الكافي 1 / 203.
[2] كشف الغمة 2 / 434.
انفاق امام
- سرورم! جناب عالي كه داراي سيرت عالي و قلبي روشن به نور الهي هستيد، در احسان و انفاق و اجابت تقاضاي نيازمندان، همانند اجداد خود رفتار مي نموديد، صدقات سري را در تاريكي شب به خانه نيازمندان
[ صفحه 22]
مي برديد و به صورت شخص ناشناس در دل شب به آنان غذا و پوشاك مي داديد، بدون اين كه خود را معرفي نماييد. در اين مورد معلي بن خنيس گويد شبي حضرت عالي از خانه بيرون آمديد و به طرف سقيفه ي بني ساعده تشريف فرما شديد. او از پشت سر شما آمد و ديد ناگاه از دست مبارك جناب عالي چيزي به زمين افتاد. حضرت عالي چه فرموديد؟
گفتم: «معلي دست به زمين بمال و هر چه را كه به دستت آيد جمع كن و به من بده. وي نانها را جمع كرد و داد. وقتي به سايبان بني ساعده رسيديم، ديدم كه گروهي از فقراء در آن جا خوابيده بودند. زير جامه ي هر يك از آنان يك يا دو قرص نان گذاشته و مراجعت نموديم.» [1] .
پاورقي
[1] تاريخ عصر جعفري، ج 1، تأليف ابوالقاسم سحاب.
امام، كانون علم الهي
اگر دانشمندي از جاده سلامت خارج شود و از دانش خود در مسير نادرست بهره برداري كند، مي تواند زيان هاي جبران ناپذيري براي بشريت داشته باشد. عالم چون از ظرايف امور آگاه است، اگر گمراه شود، مي تواند تعداد زيادي را به ورطه نابودي بكشد. عالم، راه گمراه كردن مردم را بهتر مي شناسد و مي داند چگونه حقيقت را وارونه و باطل را حق جلوه دهد. امروزه بسياري از آسيب ها و زيان هاي جامعه انساني بر اثر سوء استفاده دانشمندان از دانششان رخ مي دهد. دانشمند، نه تنها مي تواند فكر مردم را بيمار كند، بلكه از راه دستاوردهاي علمي او، گاهي زيان هاي فراواني متوجه مردم مي شود. بنابراين، همانگونه كه يك عالم با فضيلت مي تواند افراد زيادي را به سوي رستگاري راهنمايي كند تا جامعه انساني از دانش او بهره بگيرد، عالم گمراه هم منشأ آسيب هاي بسياري خواهد شد. از پيامبر گرامي اسلام پرسيدند: كدام يك از مردم بدترند؟ ايشان فرمود: دانشمندان هرگاه فاسد شوند.
ابن مقفّع و ابن ابي العوجاء هر دو از زنديقان و منكران وجود خدا بودند و هر جا بساط بحث علمي مي گستردند، از انكار خدا دم مي زدند. از سوي ديگر، آن دو در مباحث علمي زبردست بودند. سالي به مكه رفتند و در كنار خانه خدا جمعيت زيادي را مشغول طواف ديدند. در ميان زائران خانه خدا، امام صادق «عليه السلام» نيز ديده مي شد كه در حجر اسماعيل مشغول عبادت بود. اين مقفّع، نگاهي به حاجيان انداخت و به دوست خود ابن ابي العوجاء گفت: اين مردم را مي بيني كه دور اين خانه مشغول طواف هستند. هيچ يك از آن ها را شايسته انسانيت نمي دانم، جز آن مردي كه آنجا نشسته است - و به امام صادق «عليه السلام» اشاره كرد - و ادامه داد: غير از او بقيه اين مردم مانند چهارپايان گمراهند.
ابن ابي العوجاء از سخن دوستش تعجب كرد و پرسيد: تو چگونه از ميان اين همه انسان فقط همين يك نفر را داراي كمال مي داني؟ پاسخ داد: زيرا با او ديدار كرده ام. وجود او سرشار از دانش است و من هيچ كس را مانند او نديده ام. ابن ابي العوجاء گفت: لازم است نزد او بروم و با او بحث كنم و سخن تو را درباره او بيازمايم تا ببينم چقدر درست مي گويي؟ ابن مقفّع كه تجربه اي در اين مورد داشت، دست او را گرفت و به او گفت: اين كار را نكن؛ زيرا مي ترسم در برابر او درمانده شوي و باورهاي او عقيده تو را از بين ببرد. ابن ابي العوجاء كه به گونه اي ديگر مي انديشيد، نگاهي به او كرد و گفت: «نه، مقصود واقعي تو اين نيست، تو ترس اين را داري كه من با او به بحث بنشينم و او را در بحث با خود شكست دهم و سخن تو راست از آب در نيايد». ابن مقفّع كه نصيحت را بي فايده مي ديد، به او گفت: «اگر واقعاً اينگونه فكر مي كني، برخيز و نزد او برو و با او بحث كن، ولي من به تو سفارش مي كنم كه حواس خود را خوب جمع كني، تا مبادا سخنان او در تو تأثير بگذارد. مراقب باش تا نلغزي و سرافكنده نشوي. مهار سخن خود را محكم نگه دار و مواظب باش زمام آن را از دست ندهي».
ابن ابي العوجاء برخاست و با گام هايي مطمئن، به سوي امام حركت كرد. امام با خوش رويي او را پذيرفت و با او به مناظره نشست. ساعتي گذشت و ابن ابي العوجاء شرمنده و شكست خورده از نشست علمي برخاست و سرافكنده به سوي دوستش برگشت، ولي او بيشتر از خجلت زدگي، شگفت زده بود. به ابن مقفّع گفت: اين شخص بالاتر از بشر است و اگر در دنيا روحي باشد و بخواهد در جسدي آشكار شود يا بخواهد پنهان گردد، همين مرد خواهد بود. ابن مقفّع پرسيد: او را چگونه يافتي؟ پاسخ داد: نزد او نشستم و هنگامي كه همگان رفتند و من و او تنها مانديم، سخن آغاز كرد و گفت: اگر حقيقت آن چيزي باشد كه اين حاجيان گفتند و رفتند، آنگونه كه حق هم همين است، پس در اين صورت، آنان رستگارند و شما در هلاكت هستيد. اگر حق با شما باشد كه چنين نيست، آن گاه شما با اين مسلمانان برابريد. پس در هر دو صورت، مسلمانان زياني نكرده اند. من به او گفتم: خدايت تو را رحمت كند مگر ما چه مي گوييم و اين مسلمانان چه مي گويند؟ سخن ما با آن ها يكي است. او پاسخ داد: چگونه سخن شما كه به خدا ايمان نداريد، با مسلمانان يكي است در حالي كه شما به خدا، روز جزا و وجود فرشتگان معتقد نيستيد و همه آن ها را انكار مي كنيد.
گويا نوبت من شده بود تا اعتقاداتم را بيان كنم. پس گفتم: اگر مطلب همان است كه مسلمانان مي گويند و به خدا ايمان و اعتقاد دارند، چه مانعي وجود دارد كه خداي آن ها خود را بر آنان پديدار سازد و سپس آنان را به پرستش خود فرا خواند؟ چرا خود را از آنان مخفي مي دارد؟ از آنان مي خواهد كه خداي نديده را پرستش كنند و به جاي خود، فرستادگانش را به سوي مردم روانه داشته است. اگر او خود را به بندگانش نشان مي داد كه مردم بيشتر ايمان مي آوردند و به او نزديك تر مي شدند.
او نگاهي به من كرد و فرمود: واي بر تو! چگونه خدا بر تو پنهان شده با وجود اينكه قدرت خود را در وجود و خلقت تو نشان داده است. تو كه پيش تر هيچ نبودي و سپس پيدا شدي، كودك شدي، بزرگ گشتي و پس از ناتواني، توانمند گرديدي. بيمار شدي و او تو را سلامتي داد و تندرست شدي. خشمگين شدي و دوباره آرامش يافتي و... او پشت سر هم نشانه هاي خدايش را برايم بر شمرد، به گونه اي كه ديگر توان پاسخ دادن نداشتم. من سكوت اختيار كرده بودم و او مرتب دلايل محكم و پيچيده مي آورد. پس از مدتي من يقين كردم كه ديگر قدرتي بر پيروزي بر او ندارم و او به زودي بر من چيره مي شود. از اين رو، سخنش را قطع و خداحافظي كردم. بازگشتم تا مبادا چيرگي او بر من ثابت شود».
سؤال النصراني منه عن تعداد عظام الانسان
بحار الأنوار ج 14 ص 480.
في المناقب لابن شهراشوب: عن سالم بن الضرير أن نصرانياً سأل الصادق «ع» عن أسرار الطب، ثم سأله عن تفصيل الجسم فقال «ع»: ان الله خلق الانسان علي إثني عشر وصلاً، وعلي مائتين وثمانية وأربعين عظماً وعلي ثلاثمائة وستين عرقاً فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، والعظام تمسكه واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم، وجعل في يديه إثنين وثمانين عظماً في كل يد واحد وأربعين عظما منها في كفه خمسة وثلاثون عظما وفي ساعده إثنان وفي عضده واحد وفي كتفه ثلاثة فذلك واحد وأربعون وكذلك في الأخري، وفي رجله ثلاثة وأربعون عظماً منها في قدمه خمسة وثلاثون عظماً وفي ساقه إثنان وفي ركبته ثلاثة وفي فخذه واحد وفي وركه إثنان وكذلك في الأخري. وفي صلبه ثماني عشر فقارة وفي كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع وفي وقصته [1] ثمانية، وفي رأسه ستة وثلاثون عظماً، وفي فمه
[ صفحه 28]
ثماني وعشرون أو إثنان وثلاثون عظماً [سنا].
أقول، المراد بالوصل هو الأعضاء العظمية المتصلة ببعضها وهي إثنا عشر. الرأس والعنق والعضدان والساعدان والفخذان والساقان وأضلاع اليمين وأضلاع اليسار.
ولعمري أن هذا الحصر والتعداد لم يتعد عين ماذكره المشرحون والجراحون في هذا العصر لم يزيدوا ولم ينقصوا، اللهم إلا في التسمية أو جعل الاثنين لشدة اتصالهما واحداً وبالعكس، وهذا مما يدلنا علي إطلاعه الكامل بالتشريح ونظره الثاقب في بيان تفصيل الهيكل العظمي في بدن الانسان.
وهاك أيضاً بعض أسراره الطبية العجيبة التي لم يكتشفها علم الطب إلا بعد أن كملت العقلية البشرية، ولم يعرفها الأطباء ذووا الأفكار الجبارة إلا بعد التجارب والتحقيق والتنقيب العلمي الكثير. فمنها:
پاورقي
[1] الوقصة العنق.
سير و سياحت در بهشت
عبدالله بن سنان مي گويد: امام صادق عليه السلام به من فرمود: «براي ما حوضي (حوض كوثر) است از ما بين بصري تا صنعاي يمن، مي خواهي آن را ببيني؟»
گفتم: «بلي، فداي تو شوم.»
پس دستم را گرفت و مرا بيرون مدينه آورد و پا بر زمين زد. ناگهان ديدم (در بعد ملكوتي) دريائي ظاهر شد كه ساحلش پيدا نيست مگر آنجا كه ما بر آن ايستاده بوديم كه مانند جزيره اي است در ميان اين دريا.
در اين جزيره، نهري ديدم كه در يك طرفش،آبي جاري بود از برف سفيدتر، و در ميانش، شرابي جاري بود از ياقوت رنگين تر، و هيچ يك يا ديگري مخلوط نمي شد و آن سرخي در ميان آن سفيدي، بسيار زيبا و خوش نما بود و من هرگز چنين چيزي نديده بود.
عرض كردم: «فداي تو شوم، اين نهر از كجا بيرون مي آيد؟»
حضرت فرمود: «اين چشمه هائي است كه خدا در قرآن در مورد بهشت وصف نموده است.»
و درختاني را ديدم كه حوريان بسيار زيبائي بر آن درختان نشسته اند كه من هرگز مانند آنها را نديده بودم. و در آنجا ظرفهايي را ديدم كه شباهت به ظرفهاي دنيا نداشت.
پس حضرت نزديك ايشان رفت و اشاره فرمود كه: «آب بده.»
ديدم كه خم شد و درخت نيز خم شد تا ظرف را پر كرد و به حضرت داد، و باز درخت، راست گرديد. پس حضرت آن را به من عطا فرمود و من از آن
[ صفحه 21]
خوردم كه هرگز به آن لذت و لطافت چيزي نخورده بودم، بويش مانند بوي مشك بود و چون در كاسه نظر كرديم ديدم سه رنگ شربت در آن مي باشد.
عرض كردم: «فداي تو شوم هرگز چنين حالي مشاهده نكرده بودم و نمي دانستم كه اين عجايب در عالم مي باشد.»
حضرت فرمود: «اين كمتر چيزي است كه خدا از براي شيعيان ما مهيا كرده است و چون مؤمن از دنيا مي رود، روحش را به اينجا مي آورند و در باغها سير مي كند و از آن شرابها مي خورند.
دشمن ما كه مي ميرد روحش را به وادي برهوت مي برند كه صحرائي است در حوالي يمن و هميشه در عذاب مي باشند و ز قوم [1] و حميم [2] مي خورند، پس از شر آنجا به خدا پناه ببريد. [3] .
[ صفحه 22]
پاورقي
[1] درخت تلخ جهنم.
[2] شرابهاي جهنمي.
[3] عين الحيات.
مفضليه
فرقه اي از خطابيه و پيروان مفضل صيرفي هستند. آنها به دليل اعلام بيزاري امام صادق (عليه السلام) از ابوالخطاب از او كناره گرفتند ولي بعد در اثر انحراف عقايد، امام صادق (عليه السلام) را خدا دانستند.
الماء و ملاقاة النجاسة
تواتر عن الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم هذا الحديث: «خلق الله الماء طهورا لا
[ صفحه 12]
ينجسه شي ء الا ما غير طعمه، أو لونه، أو رائحته».
و عن الامام الصادق عليه السلام: «ان كان الماء قد تغير ريحه أو طعمه فلا تشرب و لا تتوضأ منه، و ان لم يتغير ريحه و طعمه فاشرب و توضأ».
و عن الامام الرضا عليه السلام: «ماء البئر واسع لا يفسده شي ء الا ان يتغير ريحه أو طعمه، فينزح، حتي يذهب الريح و يطيب الطعم، لأن له مادة».
اذا وقع في الماء نجاسة فلذلك حالات:
1- ان تقع النجاسة في ماء نابع و لا يتغير بسببها لونه، و لا طعمه، و لا ريحه، فيبقي الماء علي طهارته، و ان كان قليلا، حيث دل قول الامام: «لأن له مادة» علي أن وجود النبع مانع من التنجيس بالملاقاة من غير فرق بين القليل و الكثير، ما دام لم يتغير بالنجاسة.
2- أن تقع النجاسة في الماء و يتغير طعمه أو لونه أو ريحه، فانه ينجس بالاتفاق، و للرواية المتقدمة، من غير فرق بين الكثير و القليل، و لا بين النابع و غير النابع.
و اشترط الفقهاء أن يكون التغيير بنفس الملاقاة، فلو مات حيوان الي جنب الماء، و تغير بواسطة الريح لا بالمماسة، يبقي الماء علي طهارته.
و أيضا اشترطوا أن يكون التغيير بأوصاف النجس، لا بالمتنجس، فاذا وقع في الماء دبس متنجس، و صار الماء أحمر أو أصفر يبقي علي الطهارة.
و أيضا اشترطوا أن يكون التغير ظاهرا للحس و العيان، فلو افترض ان كانت النجاسة من لون الماء، و لم يحصل التغير، و لكن لو خالفت لونه لتغير - لو فرض هذا - يبقي الماء علي الطهارة، لأن العبرة بالتغيير الحسي، لا التقديري.
3- ان تقع النجاسة في ماء قليل غير نابع، فينجس و ان لم يتغير، للاجماع
[ صفحه 13]
و الروايات عن أهل البيت عليهم السلام التي بلغت 300 علي ما قيل.
أما اذا كان الماء غير النابع بقدر كر فحكمه حكم النابع لا ينجس الا اذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه، لما ثبت عن الامام بالتواتر: «اذا بلغ الماء قدر كر لا ينجسه شي ء».
البقاء علي الجنابة
10- العاشر و الأخير مما يفسد الصوم أن يتعمد الصائم البقاء علي الجنابة حتي مطلع الفجر، في غير ضرورة تدعوه الي ذلك، و المفروض ان الصوم واجب عليه، لا مندوب، هذا ما قاله المشهور شهرة عظيمة بشهادة صاحب الحدائق و الجواهر. و استدلوا بأن الامام الصادق عليه السلام سئل عن رجل اجنب في شهر رمضان بالليل، ثم ترك الغسل متعمدا، حتي اصبح؟ قال: «يعتق رقبة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينا». و كل ما جاء عن أهل البيت عليهم السلام غير هذه الرواية فان كان في معناه فهو مؤيد و معزز، و ان كان مطلقا و شاملا للعامد و غيره وجب حمله و تقييده بهذه الرواية، و ان ابي الحمل عليها و التقييد بها فهو شاذ بشهادة ما نقله صاحب الحدائق عن المحقق في كتاب المعتبر.
[ صفحه 15]
و يتفرع علي ذلك مسائل
1- لمن تعمد البقاء علي الجنابة ان يصوم تطوعا و استحبابا، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن التطوع و صوم الايام الثلاثة 13 و 14 و 15 من الشهر الهلالي اذا اجنب الرجل في أول الليل و هو يعلم أنه اجنب فينام متعمدا حتي يطلع الفجر، أيصوم أو لا يصوم؟ قال الامام عليه السلام: يصوم.
2- من أصبح في شهر رمضان جنبا من غير عمد صح صومه و لا شي ء عليه. سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل أجنب في شهر رمضان في أول الليل، فنام حتي أصبح؟ قال: «لا بأس يغتسل و يصلي و يصوم».
و ان صادف معه ذلك في قضاء شهر رمضان فلا يصح منه الصوم، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل أصابته جنابة، فلم يغتسل، حتي طلع الفجر؟ قال: «لا يصوم هذا اليوم، و يصوم غدا». هذا اذا كان وقت القضاء موسعا، أما اذا كان مضيقا فحكمه حكم رمضان تماما.
و اتفق الجميع علي أن الاحتلام في النهار لا يفسد الصوم اطلاقا، واجبا كان أو مندوبا، لقول الامام الصادق عليه السلام: ثلاثة لا يفطرون الصائم: القي ء - أي القهري - و الاحتلام، و الحجامة.
3- اذا نام دون أن ينوي الاغتسال فسد صومه، و عليه القضاء، و بالأولي اذا نوي العدم.
4- من أجنب في ليل رمضان، ثم نام و من نيته أن يغتسل قبل الفجر، و لكن استمر به النوم حتي اصبح، صح صومه، و لا قضاء عليه، و اذا انتبه، ثم نام ثانية علي نيته حتي اصبح، فعليه أن يصوم ذلك اليوم و يعيد، و اذا انتبه و نام للمرة الثالثة حتي الصباح، فعليه القضاء و الكفارة، و الدليل علي هذا التفصيل قول
[ صفحه 16]
الامام عليه السلام: اذا اصابتك جنابة في أول الليل فلا بأس أن تنام متعمدا و في نيتك أن تقوم و تغتسل قبل الفجر، فان غلبك النوم حتي تصبح، فليس عليك شي ء الا أن تكون انتبهت في بعض الليل، ثم نمت و توانيت و لم تغتسل و كسلت، فعليك صوم ذلك و اعادة يوم آخر مكانه. و ان تعمدت النوم الي أن تصبح فعليك قضاء ذلك اليوم و الكفارة، و هي صوم شهرين متتابعين، أو عتق رقبة، أو اطعام ستين مسكينا.
5- اذا لم يتمكن المجنب من الاغتسال لفقد الماء، أو لمرض تعين عليه التيمم قبل الفجر، و اذا تركه عامدا بطل صومه، تماما كما هو الشأن بالقياس الي الغسل، لعموم التراب بمنزلة الماء، و جعل الله التراب طهورا، كما جعل الماء طهورا، و ما الي ذاك.
6- اذا طهرت كل من الحائض من دم حيضها، و النفساء من دم نفاسها ليلا، في شهر رمضان، و تركت الغسل، حتي أصبحت من غير عذر فسد صومها، و وجب عليها القضاء، تماما كالجنب، و يدل عليه قول الامام عليه السلام: «ان طهرت بليل من حيضها، ثم توانت و لم تغتسل في رمضان حتي أصبحت، فعليها قضاء ذلك اليوم». و يسري حكم الحائض الذي دلت عليه هذه الرواية الي النفساء، اذا لا قائل بالفرق بينهما، و اذا تعذر عليهما الغسل تيممت، لأن التيمم بدل عنه.
و هل تلحق الحائض و النفساء بالجنب في حكم النوم من انهما اذا نامتا علي نية الغسل و لم تنتبها حتي الصباح، فلا شي ء عليهما، و ان انتبهتا ثم نامتا فعليهما القضاء فقط، و ان انتبهتا ثم نامتا للمرة الثالثة، فعليهما القضاء و الكفارة؟
[ صفحه 17]
الجواب:
كلا، لأن النص في ذلك مختص بالجنب، و القياس باطل عندنا، أما قول صاحب الجواهر بأن حدث الحيض أشد من حدث الجنابة فانما يتم لو نص الشارع علي ذلك صراحة، بحيث يكون من العلل المنصوصة، و ليس لأحد كائنا من كان ان يستنبط علل الاحكام من عندياته.
أما المستحاضة فيتوقف صحة صومها علي الاتيان بما يلزمها من الاغسال في الليل و النهار علي النحو الذي ذكرناه في باب الطهارة عند الكلام عن المستحاضة و أقسامها و أحكامها، و علي هذا، فان اخلت بوظيفتها فعليها القضاء. قال صاحب الحدائق: «و حيث كان هذا الحكم متفقا عليه بين الاصحاب، و هو الأوفق بالاحتياط فلا بأس بالمصير اليه».
[ صفحه 19]
القول و الفعل
يتم العقد بالقول بالاتفاق، و هل يتم بالفعل أو لا؟.
لعلماء الفقه الجعفري قولان: الأول ان العقد لا يكون بدون اللفظ، و هو المشهور، قال صاحب الجواهر عند تعريف العقد في أول الفصل الثاني من كتاب المتاجر:«لا يكفي في حصول العقد التقابض، و غيره من الافعال بدون لفظ». و قال الشيخ الأنصاري في المكاسب عند كلامه عن الفاظ عقد البيع:«يعتبر اللفظ في جميع العقود علي المشهور شهرة عظيمة».
القول الثاني ان كل ما يدل علي التراضي فهو عقد عرفا و شرعا، سواء أكان قولا، أم فعلا، لقوله تعالي: (الا أن تكون تجارة عن تراض).
و نسب هذا القول كما في بلغة الفقيه الي المفيد، و الاردبيلي، و الكاشاني و السبزواري. بل قد استدل عليه الأردبيلي في شرح الارشاد باربعة عشر دليلا.
و قال صاحب العروة الوثقي في حاشيته علي المكاسب ص 82 طبعة 1324 ه: ان عناوين العقود تصدق علي المنشأ بالفعل، كما تصدق علي المنشأ
[ صفحه 12]
بالقول».
و نحن مع هؤلاء، و دليلنا اولا: أنه ليس للشارع حقيقة و اصطلاح خاص في العقد، لأنه موجود قبل التشريع و المشرع، و لم يزد شيئا، و انما أقره و أمضاه بعد أن قلم و طعم بما يتفق مع مبدأ العدالة - مثلا - نهي عن بيع المجهول للغرر، و نهي عما فيه شائبة الربا، لأنه من الكبائر، و ما الي ذلك مما ثبت النهي عنه، أما المسكوت عنه فهو جائز عرفا و شرعا، اذ لا يليق بالشارع أن يهمل و لا يبين ما لا يريده، و لا يرضي عنه.
و بكلمة أن ما للشارع فيه حقيقة شرعية كالعبادات لا بد فيه من النص الشرعي، و يعبر عنه بالأمور التوقيفية، أي تتوقف علي نص الشارع، و ما لا حقيقة فيه للشارع كالعقود يكفي عدم النهي عنه شرعا، سواء أكان موجودا في زمن الشارع، أو لم يكن.
أما قول الفقهاء: هذا العقد شرعي، و ذاك غير شرعي فانهم لا يريدون أن الشارع قد اخترع الأول و اوجده دون الثاني، بل مرادهم أنه جامع للشروط، و أن الاحكام الشرعية تترتب عليه بكاملها دون الثاني.
ثانيا: ان السبب المسوغ لجعل نوع من اللفظ عقدا انما هو الدلالة الواضحة علي الانشاء و الربط المؤكد بين اثنين، و العلم بالرضا الذي يصدق عليه «الا أن تكون تجارة عن تراض». فاذا وجدت هذه الدلالة في فعل من الافعال، نرتب آثار العقد حتي يرد النهي من الشرع.
و علي هذا نكتفي بالكتابة و بالاشارة من الأخرس، و غير الأخرس، علي شريطة أن نكون علي يقين من صدق اسم العقد عرفا علي ذلك، و مع عدم العلم بهذا الصدق يكون الفعل لغوا. و كذلك اذا علمنا بصدق الاسم، مع النهي عنه
[ صفحه 13]
شرعا.
أما قول الامام الصادق عليه السلام: انما يحرم الكلام، و يحلل الكلام فالمراد به أن النية وحدها لا تكفي ما لم يدل عليها دليل ظاهر من قول، [1] أو فعل، و اذا وجد الدليل الفعلي كفي، و ربما كان أقوي في الدلالة من القول، كوطء الرجل مطلقته الرجعية في اثناء العدة، فانه يدل علي الرجوع عن الطلاق، و كبيع الوصي الشي ء الموصي به الدال علي عدوله عن الوصية، و بكلمة: ان اللفظ وسيلة لا غاية، و غير مقصود لذاته الا في الزواج و الطلاق، و يأتي التفصيل عند الكلام عن المعاطاة.
پاورقي
[1] و الي هذا يومي ء قول الامام علي عليه السلام: الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فاذا تكلمت به صرت في وثاقه.
الشروط
يشترط في الدين بالاضافة الي العقد و القبض أمور: [1] .
1 - أن يكون كل من الدائن و المدين أهلا للتصرف بالبلوغ و العقل.
2 - أن يكون الدائن مالكا، أو مأذونا، كما هو الشأن في جميع التصرفات.
3 - أن تكون العين قابلة للتمليك و التملك، و معلومة بالجنس و الوصف، تماما كالمبيع، لأن الجهل بالعين يتعذر معه الوفاء، و يسبب النزاع.
پاورقي
[1] الشروط بالمعني الخاص لا تشمل الأركان، كالايجاب و القبول، لأن الركن داخل في نفس الماهية، و الشرط خارج عنها، و الشرط بالمعني العام يشمل الأركان، و نحن نطلق الشروط في أبحاث الكتاب و نريد بها المعني العام.
نقصان القيمة السوقية
اذا منعه الظالم من بيع سلعته، فنقصت قيمتها السوقية دون أن يتغير شي ء من صفاتها يأثم و لا يغرم، لأنه لم يفوت عليه العين، و لا شي ء من صفاتها، و انما فوت عليه الربح و الاكتساب، و عدم الربح من الصفات السلبية التي يشملها الضمان.. أجل، ان العرف يري الظالم - هنا - سببا للتفويت، ولكن ليس كل ما هو سبب عرفا فهو وجب للضمان شرعا، لأن لفظ السبب لم يرد في النص، كي يكون المرجع في معرفته العرف، علي أن العرف غير منضبط في معرفة السبب.
الصيغة
الركن الثالث الصيغة، و كما أن عقد الزواج لا يقع الا بلفظ «زوجتك و انكحتك» تعبدا من الشارع كذلك الطلاق لا يقع الا بلفظ «طالق» تعبدا من الشارع، فاذا قال: انت الطالق مع الالف و اللام، أو المطلقة، أو طلقتك، أو الطلاق، و ما الي ذلك كان لغوا، فقد جاء في صحيح الحلبي عن الامام الصادق عليه السلام أنه سئل عن رجل، قال لامرأته: أنت خلية أو بريئة أو بائن أو حرام؟
[ صفحه 9]
فقال: ليس بشي ء.. و في رواية بكير بن أعين عن الامام عليه السلام أن يقول لها، و هي في طهر من غير جماع: أنت طالق، و يشهد شاهدين عدلين، و كل ما سوي ذلك فهو ملغي.
فقول الامام: (و كل ما سوي ذلك فهو ملغي) واضح لا يتحمل التفسير و التأويل، و الجتهاد معه اجتهاد في مورد النص. و بالا ولي أن لا يقع الطلاق، اذا قال له قائل: هل طلقت زوجتك؟ فقال: نعم، حتي و لو قصد بنعم انشاء الطلاق.
و لا يقع الطلاق بغير العربية مع القدرة علي التلفظ بلفظ «طالق»، قال صاحب الجواهر: «و فاقا للمشهور لظاهر النصوص». و لا بالكتابة أو الاشارة الا من الأخرس العاجز عن النطق، قال صاحب الجواهر: «قولا واحدا، للاصل و ظاهر النصوص». و كذلك لا يقع الطلاق بالحلف، و لا بالنذر، و لا بالعهد، و لا باتعليق علي شي ء كائنا ما كان، و لا بشي ء الا بلفظ «طالق» مجردا عن القيود.. لا لشي ء الا تعبدا من الشارع الذي حصر الطلاق بهذه اللفظة دون غيرها، و ربما كانت الحكمة التضييق.
و اذا قال: أنت طالق ثلاثا، أو أنت طالق أنت طالق أنت طالق، و قصد الثلاث لا تقع الا واحدة، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك، بل كأنه من ضروري مذهب الشيعة». و في صحيح زرارة أنه سأل الامام الصادق عليه السلام عن رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس واحد، و هي طاهر؟ قال: واحدة.
حفظ، آموزش و عمل
گرچه تلاوت قرآن و حفظ كردن آيات آن ثواب دارد و ارزشمند است،ولي تكليف مسلمانان در اين حد خلاصه نمي شود. حفظ كردن بايد همراه با عمل باشد و ياد دادن و يادگرفتن به قصد اجراي فرموده هاي خداي متعال. حضرت صادق (عليه السلام) فرموده است: «الحافظ للقرآن، العامل به، مع السفره الكرام البرره » [1] .
كسي كه حافظ قرآن و عمل كننده به آن باشد، همراه با سفيران والا مقام و نيكوكار الهي (فرشتگان مقرب) خواهد بود.
ضرورت آموختن قرآن نيز در كلام آن حضرت مطرح است. مي فرمايند:
«ينبغي للمؤمن ان لايموت حتي يتعلم القرآن او يكون في تعلمه » [2] .
سزاوار است كه مؤمن نميرد، تا آن كه قرآن را آموخته باشد، يا در حال و مسير فرا گرفتن قرآن باشد.
با اين حال، پاي بندي به احكام قرآن و عمل به آن در تعبير امام صادق (عليه السلام) چنين بيان شده است:«واحذر ان تقع من اقامتك حروفه في اضاعه حدوده » [3] .
بپرهيز از اين كه در مسير اقامه حروف، به اضاعه حدود بيفتي.
بسيارند آنان كه در شكل و ظاهر به قرآن مي پردازند و در وراي جلوه هاي ظاهري قرآني، عمل به قرآن مطرح نيست. اين گونه برخورد تشريفاتي و مراسمي و شكلي با قرآن، در شان كلام الهي و منشورآسماني نيست.
پاورقي
[1] الحياه، ج 2، ص 152.
[2] همان، ص 155.
[3] بحارالانوار، ج 82، ص 43.
موجز علم الامام الصادق في الطب
نزل الله تعالي الكتاب تبيانا لكل شي ء، و قد جمع الكتاب الطب كما يقولون في كلمتين، و هما: قوله تعالي:
(كلوا و اشربوا و لا تسرفوا) [1] .
[ صفحه 26]
فلا غرابة اذن لو كان العلماء بما في القرآن علماء في الطب أيضا، و كان ما يظهر منهم عليهم السلام من البيان عن طبائع الأشياء و الأمزجة و المنافع و المضار يرشدنا الي وجود هذا العلم لديهم.
و لقد جمع بعض علماء السلف شيئا كثيرا من كلامهم عليهم السلام في ذلك و سماه (طب الأئمة)، روي عنه المجلسي كثيرا في بحارالأنوار، كما يروي عنه الحر العاملي في الوسائل.
و كفي دلالة علي علم الامام الصادق عليه السلام بالطب ما جاء في توحيد المفضل من الأخبار عن الطبائع و فوائد الأدوية، و ما جاء فيه من معرفة الجوارح التي تكفل بها علم التشريح.
و يسع الكاتب أن يجمع كتابا فيما ورد عنه في خواص الأشياء و فوائدها، و في علاج الأمراض و الأوجاع، و في الحمية و الوقاية، و هي متفرقة في غضون كتب الأحاديث و نحوها، و ربما لم يكشف عنها الا العلم الحديث، مثل مداواة الحمي بالماء البارد، فانه ذكروا له الحمي فقال عليه السلام:
(انا أهل بيت لا نتداوي الا بافاضة الماء البارد يصب علينا).
و مثل وجوب غسل الفاكهة قبل الأكل، قال عليه السلام:
(ان لكل ثمرة سما فاذا أتيتم بها فأمسوها الماء و أغمسوها في الماء).
[ صفحه 29]
پاورقي
[1] الأعراف: 31.
گوش به دعاي مادر
امام حسن مجتبي عليه السلام، در آن شب، همه اش كلمات مادرش - كه در گوشه اي از اطاق، رو به قبله كرده است - گوش مي داد. ركوع و سجود و قيام و قعود مادر را، در آن شب كه شب جمعه بود، تحت نظر داشت.
امام حسن عليه السلام، با اين كه هنوز كودك بود، مراقب بود ببيند مادرش كه اين همه درباره ي مردان و زنان مسلمان دعاي خير مي كند و يك يك آنها را نام مي برد و از خداي بزرگ، براي هر يك از آنها سعادت و رحمت و خير و بركت مي خواهد، براي شخص خودش، از خداوند متعال چه چيزي را مسألت مي كند.
امام حسن عليه السلام، آن شب را تا صبح نخوابيد و مراقب كار مادرش، صديقه ي مرضيه، حضرت فاطمه ي زهرا عليهاالسلام بود. او، همه اش منتظر بود كه ببيند مادرش درباره ي خودش چگونه دعا مي كند و از خداوند متعال براي خودش، چه خير و سعادتي را مي خواهد.
آن شب صبح شد و به عبادت و دعا درباره ي ديگران گذشت و امام حسن عليه السلام، حتي يك كلمه نشنيد كه مادرش، براي خودش دعا كند.
امام حسن عليه السلام، صبح به مادر بزرگوارش گفت: مادرجان! چرا من هر چه
[ صفحه 38]
گوش كردم، تو درباره ي ديگران دعاي خير كردي، ولي درباره ي خودت، يك كلمه هم دعا نكردي؟!
مادر مهربانش پاسخ داد:
«يا بني! الجار، ثم الدار».
يعني: «پسرك عزيزم! اول همسايه، بعد خانه ي خود.» [1] .
[ صفحه 39]
پاورقي
[1] بحارالأنوار، ج 10، ص 25؛ طبق نقل داستان راستان، صص 87،88؛ داستان 24.
قيادة الامام الصادق
وتحمّل الامام الصادق عليه السلام مسؤولية مواصلة المسيرة فيظروف معقّدة وصعبة للغاية.
فالانتفاضات تنشب في طول البلاد وعرضها، والولاة منهمكون بجمع الأموال والثروات الطائلة [1] ، والطاعون والقحط يضرب مناطق واسعة منها خراسان والعراق، والجهاز الحاكم يبطش دون رحمة، ويخلق حالة من الذلّ والخنوع بين الناس. والمنشغلون بالعلوم الاسلامية من فقه وحديث وتفسير لم يكن خطرهم غالباً يقلّ عن خطر الساسة والحكّام، وهم الذين يُفترض بهم أن يكونوا ملاذَالناس وملجاءَهم، كثير من هؤلاء كانوا يدبّجون الفتاوي ليرضواالسلطان والولاة [2] وكثيرٌ منهم كانوا يشغلون أنفسَهم ويشغلون الناسَ بتوافهِ الأمور، ويُثيرون النزاعات الكلامية الفارغة التي لاتمتّ بصلة الي الاسلام والي معاناة الجماهير.
مهمة الامام الصادق عليه السلام في هذه الظروف المظلمة هي ماذكرناه بشاءن مهمة الامامة، وتتلخص في طرح الفكر الاسلاميالصحيح، أي تبيين الاسلام كما جاء في القرآن وسنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله مع مكافحة كل الانحرافات والتشويهات الجاهلة والمغرضة، وكذلك التخطيط لإقامة نظام العدالة الاسلامية، وصيانة هذا النظام في حالة إقامته.
كلا المهمتين: المهمة الفكرية والمهمة السياسية، تشكّلان خطراًكبيراً علي النظام الحاكم. ليست المهمة السياسية وحدها تثير سخط السلطة، فالمهمة الفكرية أيضاً تلغي تلك الافكار والمفاهيم المنحرفة التي قدمها السلطان ووعّاظه باسم الدين الي المجتمع. [3] من هنا فإن العملية الفكرية لها الاولوية، لأنها تقضي علي الزيف الديني الذييستند اليه الجهاز الحاكم في مواصلة ظلمه. من جهة اخري فإن الاوضاع السائدة مستعدة للفكر الشيعي الثوري، والحرب والفقروالاستبداد عوامل تغذّي روح الثورة، أضف الي ذلك عامل الاجواءالتي وفّرها نشاط الامام الباقر عليه السلام في المناطق القريبة والنائية.
ان الاستراتيجية العامة للامامة هي النهوض بثورة توحيدية علوية. ومتطلّباتها هي:
أولاً: إيجاد مجموعة تحمل فكر الامامة وتهضمه، وتتطلع بشوق الي تطبيقه.
وثانياً: إيجاد مجموعة منظّمة مجاهدة مضحّية.
وهذه المتطلّبات تستلزم بدورها نشر الدعوة في جميع أرجاءالعالم، وإعداد الارضية النفسية لتقبّل الفكر الاسلامي الثائر في جميع الاقطار، وتستلزم أيضاً دعوة أخري لإعداد افراد مضحّين متفانين يشكلون التنظيم السرّي للدعوة.
وهذا هو سرّ صعوبة الدعوة علي طريق الامامة الحقّة. فالدعوة الرسالية التي تستهدف القضاء علي الطاغوت، وعلي التفرعن والتجبّروالعدوان والظلم في المجتمع، وتلتزم بالمعايير الاسلامية، لا بدّ أن تستند الي ارادة الجماهير وقوّتها وإيمانها ونضجها. خلافاً لتلكالدعوات التي ترفع شعار محاربة الطغاة، وهي تمارس في الوقت نفسه أعمال الطغاة والظَلَمة في حركتها، دون أن تتقيّد بمبادئ أخلاقية واجتماعية. فمثل هذه الدعوات لا تواجه صعوبات الدعوات الرسالية الهادفة، وهذا هو سرّ عدم تحقق أهداف حركة الامامة علي المدي العاجل، وهو أيضاً سرّ الانتصار السريع للحركات الموازية لحركة الامامة (مثل حركة العباسيين).
الظروف المساعدة والارضية المناسبة التي وفّرها نشاط الامام السابق ـ الباقر عليه السلام ـ أدّت الي أن يظهر الامام الصادق عليه السلام ـ في جوّ العذاب الطويل الذي عاني منه الشيعة ـ بمظهر الفجرالصادق الذي ينتظره اتباع أهل البيت في سالف أيامهم. والامام الباقر عليه السلام ذكر بالاشارة والتصريح ما يركز هذا المفهوم.
عن جابر بن يزيد الجعفي: «سئل الامام الباقر عليه السلام عن القائم فضرب يده علي ابي عبداللّه عليه السلام وقال: هذا واللّه ولدي قائم آل بيت محمد صلّي اللّه عليه وآله [4] .
والقائم هنا طبعاً غير قائم آل محمد في آخر الزمان، وهو المهديعليه السلام الذي تواترت الروايات لدي كل المسلمين أنه يظهر فيآخر الزمان، وأنه الخليفة الثاني عشر من خلفاء رسول اللّه. القائم هنابمعناه اللغوي ينطبق علي كل من ينهض بوجه الظلم والاستبداد، وهواصطلاح معروف في مدرسة أهل البيت، ولا يعني ذلك أن يكون القائم بالسيف بالضرورة. بل إنه يقوم بهجوم ثقيل خطير، سواء فياسلوب النشاط الفكري او التنظيمي او باءية صورة اُخري تستهدف مقارعة الظالمين ومهاجمتهم. فالامام الباقر عليه السلام يركّز هنا علي مفهوم نهوض الامام الصادق عليه السلام بمسؤولية كبيرة تجاه السلطة القائمة، ولا يركّز علي النتيجة.. بل في رواية اخري يتحدّث بلغة تكاد تكون يائسة من امكان انتصار حركة الامامة علي الوضع السياسي القائم.
ومن الروايات التي يركّز فيها الامام الباقر عليه السلام علي الدورالذي سينهض به الامام الصادق عليه السلام ما رواه ابو الصباح الكناني قال: «نظر أبو جعفر الي ابنه أبي عبداللّه فقال: تري هذا؟ هذا ونريد أن نمنّ علي الذين استضعفوا في من الذين قال اللّه تعالي: (الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) [5] .
ولعل تصريحات الامام هذه هي التي أشاعت فكرة قيام الامام الصادق وخلافته بين الشيعة، وجعلت اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام يترقبون ساعة الصفر بين آونة واُخري.
في رجال الشيخ الكشي رواية يمكن أن نفهم منها هذه الحالة السائدة بين اتباع أهل البيت آنذاك:
روي ابن مسكان عن زرارة، انهُ ساءل ابا عبداللّه عليه السلام عن رجل من اصحابنا مختفٍ من غرامة. فقال: اصلحك اللّه، ان رجلاً من اصحابنا كان مختفياً من غرامة، فان كان هذا الامر قريباً صبر حتي يخرج مع القائم، وان كان فيه تاءخير صالح غرامةً؟ فقال لهُ ابو عبداللّه عليه السلام: يكون، فقال زرارة: يكون الي سنة؟ فقال ابو عبداللّه عليه السلام: يكون إن شاء اللّه، فقال زرارة: يكون الي سنتين؟ فقال ابو عبداللّه عليه السلام: يكون إن شاء اللّه، فخرج زرارة فوطّن نفسه علي ان يكون الي سنتين فلم يكن، فقال: ما كنت اري جعفراً الااعلم مما هو. [6] .
وعبارة «هذا الامر» في عرف اتباع اهل البيت كناية عن المستقبل الموعود لهم، أي استلام زمام الحكم أو القيام بما يقرّبهم من ذلك كالثورة المسلّحة مثلاً. والقائم هو الذي يقود تلك العملية.
وفي رواية اخري يذكر هشام بن سالم، وهو أيضاً من وجوه الشيعة المعروفة، أن زرارة قال له: لا تري علي اعوادها غير جعفر،قال: فلما توفي ابو عبداللّه عليه السلام اتيته فقلت له: تذكر الحديث الذي حدثتني به؟ وذكرته له، وكنت اخاف ان يجحدنيه، فقال: اني واللّه ما كنت قلت ذلك الا برأيي. [7] .
من مجموع ما تقدم نفهم أن الامام الصادق عليه السلام كان في نظرأبيه وفي نظر الشيعة مظهر آمال الامامة والتشيّع. وكاءن سلسلة الامامة قد ادّخرته ليجسّد مساعي الامام السجاد والامام الباقرعليهما السلام. كاءنه هو الذي يجب أن يعيد بناء الحكومة العلوية والنظام التوحيدي، يجب أن ينهض نهضة اسلامية أخري. الامامان السابقان طويا المراحل الصعبة الشاقة لهذا الطريق اللاحب، وعليه أن يقطع المرحلة الاخيرة، والظروف ـ كما ذكرنا ـ قد تهيّاءت، والامام استثمر هذه الظروف لينهض برسالته الجسيمة.
منذ بداية استلام المسؤولية حتي الوفاة، قضي 33 عاماً في جهادمتواصل، وخلال هذه الاعوام كانت الظروف في مدّ وجزر، مرّة تتجه لصالح مدرسة اهل البيت، ومرة اخري تعاكسها، مرّة تبعث علي التفاؤل وعلي أن النصر قريب، ومرة اخري تشتدّ الضغوط وتختنق الانفاس، فيخيّل الي أصحاب الامام أن كل الآمال قد تبدّدت.والامام الصادق عليه السلام في كل هذه الاحوال ماسك بدفّة القيادة بعزم وتصميم، يجتاز بالسفينة عبر هذه الامواج المتلاطمة الممزوجة بالامل والياءس، لا يفكر الا بما يجب قطعه في المستقبل من أشواط،باعثاً الجد والنشاط والايمان في اتباعه للوصول الي ساحل النجاة.
ويلزمنا هنا أن نشير الي ظاهرة مؤسفة تواجه كل الباحثين فيحياة الامام الصادق عليه السلام، وهي الغموض الذي يكتنف السنين الاولي لبدايات إمامة الصادق عليه السلام التي اقترنت باءواخر أيام بني اُمية. كانت حياة صاخبة متلاطمة مليئة بالحوادث الجسام، يمكن أن نفهم بعض ملامحها من خلال مئات الروايات. غيرأن المؤرخين والمحدّثين لم يعرضوا لنا هذه الفترة بشكل مرتّب منسجم مترابط، ولابدّ للباحث أن يعتمد علي القرائن، وأن يلاحظ التيارات العامة في ذلك الزمان، ويقرن كل رواية بما حصل عليه من معلومات مسبقة، ليفهم محتوي الرواية وتفاصيلها.
ولعلّ أحد أسباب هذا الابهام يكمن في سريّة حركة الامام وأتباعه.. فالتنظيم السرّي القائم علي اُسس صحيحة يجب أن تبقي المعلومات عنه سرية مخفية، وأن لا يطّلع عليها من هو خارج التنظيم.ولا تنتشر هذه المعلومات الا بعد أن تحقق الحركة انتصارها. ومن هناتتوفّر لدينا معلومات وافية عن تفاصيل الاتصالات السرية فيحركة العباسيين، لأن حركتهم انتصرت. ولا شكّ أن حركة أهل البيت لو قُدّر لها أن تنتصر وتستلم زمام الامور لاطّلعنا اليوم علي أسرار تنظيمها الواسع.
وثمّة سبب آخر يمكن أن يكون عاملاً في هذا الغموض، هو أن المؤرّخين كانوا يدوّنون عادة ما يرضي السلطان، ولذلك نري فيكتبهم تفاصيل حياة الخلفاء ولهوهم ولعبهم وسهراتهم ومجالس طربهم، بينما لا نري شيئاً يؤبه له بشاءن الثائرين والمظلومين والمسحوقين، لأن مثل هذه المعلومات تحتاج من الباحث أن يتحرّي ويبحث ويخاطر، بينما حياة الخلفاء مادة جاهزة، وغنيمة باردة تكسب الرضا وتستدر العطاء.
والمؤرّخون الخاضعون للخلافة العباسية استمروا يكتبون علي هذاالمنوال مدة خمسمائة سنة بعد حياة الامام الصادق عليه السلام، ومن هنا لا يمكن أن نتوقع العثور علي شيء معتدّ به من المعلومات عن حياة الامام الصادق عليه السلام أو أي إمام من أئمة الشيعة في مثل هذه المصادر.
الطريق الوحيد الذي يستطيع أن يهدينا الي الخط العام لحياة الامام الصادق عليه السلام هو اكتشاف المعالم الهامة لحياة الامام من خلال الاصول العامة لفكر الامام وأخلاقه. ثم نبحث في القرائن والأدلّة المتناثرة التاريخية والقرائن الاخري غير التاريخية لنتوصل الي التفاصيل.
پاورقي
[1] خالد بن عبداللّه القسري والي العراق كان عائده السنوي ثلاثة عشر مليوناً. وكتب اليه الخليفة أن لا يبيع غلّته قبل بيع غلّة الخليفة. فصعد خالد المنبر، وذكر أن قوماً يتهمونه بالتلاعب بالاسعار،ولعن من يتلاعب بالاسعار (ويقصد بذلك الخليفة وكان عليه واجداً). وامرأة هشام كان لها ثوب خيوطه من الذهب، ومرصع بالمجوهرات القيّمة، وقد ثقل وزنه حتي ما كانت تقدر علي أن تمشي به.ولم يستطع أحد أن يضع له قيمة. وهشام نفسه كان له بساط من الحرير والذهب طوله 100 ذراع وعرضه 50 ذراعا. (ابن ايرج 5 / 220، وبين الخفاء والخلفاء ص 28 و56).
[2] من ذلك فتوي الحسن البصري في عدم جواز الخروج علي الحجاج بن يوسف، ذلك الطاغية الذيسفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، وترك الصلاة قائلاً: أري أن لا تقاتلوه، فانها إن تكن عقوبة من اللّه فما أنتم برادّي عقوبة اللّه باءسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتي يحكم اللّه وهو خير الحاكمين (نظرية الامامة لدي الشيعة الاثني عشرية، د. احمد محمود صبحي، ص 23).
[3] مع كل الانحرافات التي عصفت بالمجتمع كان الايمان بالدين يسيطر علي الافكار والقلوب، والظلمة الطغاة استغلوا هذا الايمان، فقدموا للمجتمع مفاهيم منحرفة باسم الدين تضمن بقاءهم واستمرارظلمهم وتحكمهم. من ذلك اضفاء صفة القدسية علي «البيعة» . فكلما تمادي الخليفة في غيّه وظلمه لاتجوز معصيته ولا الثورة عليه لان له في الاعناق بيعة! وكان لهذا المفهوم دوره الكبير في خلق حالة من الخضوع والخنوع أمام الجهاز الحاكم.
[4] بحار الانوار 47: 13، باب 3 الرواية 6، ط بيروت.
[5] بحار الانوار 47: 13، باب 3 الرواية 4 عن الارشاد: 289.
[6] رجال الكشي: 158 ط: مصطفوي.
[7] رجال الكشي:156 ـ 157 ط: مصطفوي.
الامام الصادق
استاد شهيد مرتضي مطهري (1399-1333 ق)، ترجمه ي جعفر صادق خليلي، تهران، مؤسسه ي بعثت، 1405 ق، رقعي، 23 ص (از سري «محاضرات في الدين و الاجتماع، 10»).
تلاش براي رزق حلال
«فضل بن ابي قره» مي گويد:
«روزي به باغي كه جعفر بن محمد در آنجا مشغول كار بود وارد شدم و حضرت را مشغول فعاليت ديدم. به حضرت عرض كردم: «جانم به قربان شما اجازه بدهيد كه من براي شما كار كنم و يا غلامان اين كار را انجام دهند.»
حضرت فرمودند: «خير، مرا رها كنيد زيرا دوست مي دارم خداوند مرا در حالي ببيند كه با دستان خويش مشغول زحمت و كار هستم و با زحمت دادن به خود، طلب حلال مي نمايم.» [1] .
«نيز ابي بصير» مي گويد:
از جعفر بن محمد شنيدم كه فرمودند: «من در بعضي از زمين هاي كشاورزي خود به قدري كار مي كنم تا عرق بكنم و همانا مي دانم كه كسي هست مرا كفايت كند و كار مي كنم تا خداوند متعال ببيند كه من در طلب رزق حلال مي كوشم.»
[ صفحه 19]
پاورقي
[1] وسائل الشيعه، ج 12، ص 24، ح 11.
الإمام و الأمة
الإمام قاتد و رائد علي مستوي الرسالة، و الرسالة بحجم الكون، و الأمة مسؤولة و مقادة إلي أمر الإمام إذا ما أرادت لنفسها و لأبنائها الحياة
[ صفحه 32]
السعيدة و العيش الرغيد لكل من كانوا تحت مظلتها.
و الكلام لا يدور حول الإمام... لأن الإمام الحق المعين من الله عن طريق الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و هو قادر و يستطيع بإذن الله علي إنقاذ الأمة من مهاوي الفتن و زلات المحن في كل عصر و أوان، فهو كالطبيب الحاذق الذي درس حالة مرضية معينة و علم بعلاجها، فهو عالم بما يجول و يجري في الجسم أكثر من صاحب المرض نفسه و قادر علي تشخيص الداء و وصف الدواء الناجع في آن معا.
و المريض يشفي إذا ما أخذ الدواء الملائم في الوقت المناسب و بالكمية الكافية و إلا فسيموت المريض أو يسوء حاله إذا لم يتقيد بأوامر الطبيب المعالج.
و كذلك المجتمعات البشرية، و الإسلامية منها بالخصوص، فالإمام هو صمام أمان، و عامل نشاط و حيوية، و علامة صحة و عافية في جسم و روح الأمة جمعاء... و تمسكها به و ابتعادها عنه بحسب الحالة المرضية فيها، فإذا أحست بالمرض يسري في أوصالها سعت إليه تدب دبيبا و تزحف إلي نعليه لاثمة ترجو الدواء و العافية.
أما إذا خدرت الأمة تارة، و سكرت تارة أخري، و غيبت آنا، و سجنت و عذبت و قهرت و ربما قتلت و شردت، راحت تستجير و تدعو بحق «المخلص» أن يخلصها من عذاباتها تلك، و من حكامها و طغاتها أولئك الجبارين و المفسدين في الأرض.
و الأمة في عهد الإمام الصادق عليه السلام ابتليت بعدة أمراض فتاكة بجسدها و روحها فراحت تزحف إلي الإمام عليه السلام لا هثة خلف الدواء.
[ صفحه 33]
مقومات التكليف
التوحيد 352، ب 56، ح 19: حدثنا: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سيعد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال:...
ما كلف الله العباد كلفة فعل، و لا نهاهم عن شي ء حتي جعل لهم الاستطاعة، ثم أمرهم و نهاهم، فلا يكون العبد آخذا و لا تاركا الا
[ صفحه 10]
باستطاعة متقدمة قبل الأمر و النهي، و قبل الأخذ و الترك، و قبل القبض و البسط.
تفقهوا في الدين
[المحاسن 228، ب 15، ح 162: في وصية المفضل بن عمر، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:....]
تفقهوا في دين الله، و لاتكونوا أعرابا، فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيامة، و لم يزك له عملا.
دعاء الأم لولدها
أ: بصائر الدرجات 272، الجزء 6، ب 4، ح1. ب: مناقب ابن شهر آشوب 4 / 239. ج: فروع الكافي 1 / 479، ح 11: حدثنا أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز،...
عن جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة علي وجهه ميتا. قال لها:
لعله لم يمت فقومي فاذهبي الي بيتك، و اغتسلي وصلي ركعتين، و ادعي و قولي: يا من وهبه لي و لم يك شيئا، جدد لي هبته» ثم حركيه و لا تخبري بذلك أحدا.
قال: ففعلت فجاءت فحركته، فاذا هو قد بكي.
سيرة الأئمة
قبس من سيرة آبائه المعصومين و خصوصا الامام علي (ع) جمع آراءهم الفقهية في فتاواه التي أغنت الفقه الاسلامي.
اولاده
خلف أربعة أولاد ذكور... و قد حدثني - رحمه الله - قبل وفاته بأنه رأي رسول الله (ص) في المنام و قال له بأنه
[ صفحه 16]
سيرزق بأربعة أولاد ذكور، و أذكر أنه حدثني بأن رسول الله - ذكر له أسماءهم - و قال له بارك الله في هادي و مهدي و علاء و يوسف - و لم يكن عنده آنذاك الا هادي. و لهذا فقد كان يقول بأنه لن يأتيه أناث... و توفي - و كانت زوجته حاملا - فانتظرنا صدق المنام، هل يكون المولود ذكرا يتم عدد الأربعة أو يكون المولود أنثي... و كانت المفاجأة أن المولود ذكر، و صدق المنام، للذي كان قد رآه في أول عهده بالزواج - كما أذكر -
شعره:
يتميز شعره بالجزالة و السلاسة و الأسلوب الذي يقترب من أسلوب شعراء العراق الكبار، و قد كان متأثرا كثيرا بشعر الشاعر الجواهري و ربما يبدو ذلك من شعره، و قد خاض الشعر في أغراض متنوعة، دينية و اجتماعية و وجدانية و سياسية، و سنحاول أن نقدم في هذه المقدمة نماذج من كل لون من أجل اعطاء الصورة الصادقة عن شعره.
[ صفحه أ / 17]
العدل و ولاية الفقيه
العدل أحد أصول الدين الاسلامي..
و الله سبحاه أرسل الأنبياء فيما أرسل.. لينصفوا الضعفاء المظلومين.. من بطش الأقوياء الظالمين.. و ذلك لا يثبت الا بسلطان العدل..
و الله يأمر (أصحاب الولاية مساوي الحكام) أن يعدلوا حتي مع الذين يصلونهم نار البغضاء..
يقول تعالي: «و لا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوي».. [1] .
و الحاكم الذي يتولي سياسة الناس يجب أن يكون متميزا بعقله.. فقيها في دينه.. جهبذا في معرفة ما شرع الله من أحكام.. ليعرف كيف يطفي ء بمراحم العدل.. جمر الظلم... و بذلك تكون ولايته مصدر: فرح.. و سلام.. و أمن للجميع..
و الامام يعلمنا أن الامامة نوعان..
نعم، هي نوعان.. فتمهل.. و لا تعجل..
هو ذا الامام الصادق فيقول: «الولاية جهتان: 1- ولاية العدل.. 2- و ولاية الجور..
ثم يرينا النعيم الشهي الذي يتفتح عنه حكم الوالي العادل فيقول: «ان في ولاية والي العدل و ولاته احياء كل حق، و كل عدل، و اماتة كل ظلم، و جور، و فساد، فلذلك كان الساعي في تقوية سلطانه، و المعين له علي ولايته، ساعية الي طاعة الله، مقويا لدينه» [2] .
بعد هذه العبارات القلائل التي تصلح أن تكون نواة لتأليف كتاب عن حكومة الوالي العادل.. ينقلنا الي ولاية الحاكم الجائر.. فيضع أمامنا صورة عنه.. فهو يدوس بمنكراته.. قداسة الحق.. فيظلم و يشعل في الأرض نار الفساد.. و يعطل العمل بأحكام كتاب الله.. و يغرق الناس في بحر من ظلمات وثنية الشقاء..
و هو - ع - من أجل أن يطلع علي المجتمع صباحا موردا بمغانم الرخاء... و الخير.. و الجمال.. يحرم العمل معه و مع أعوانه السالكين نهجه الأسود.. بل هو ينذره و ينذرهم بالعذاب الشديد.. و من خلال هذا الانذار أري أنه يدعو الشعب الي الثورة علي الظلم.. و الظالمين.. و هو بذلك يستمد معاني دعوته
[ صفحه 406]
الحارة الي الثورة من جده الرسول الأعظم الذي قال: «من رأي سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان، فلم يغير عليه بفعل و لا بقول، كان حقا علي الله أن يدخله مدخله...» اه.
و بعد، فلنصغ الي الامام يقرع مسامع و عينا بقوله: «و أما ولاية الوالي الجائر، و ولاية ولاته، و العمل لهم، و الكسب معهم بجهة الولاية لهم، فحرام، و محرم، معذب في النار من فعل ذلك، علي قليل من فعله أو كثير، و ذلك لأن في ولاية الوالي الجائر دوس الحق كله، و اظهار: الجور، و الظلم، و الفساد، و ابطال الكتب.
فلذلك، حرم الله العمل معهم، و معونتهم، و الكسب معهم، الا بجهة الضرورة، نظير الضرورة الي الدم و الميتة» اه [3] .
پاورقي
[1] سورة المائدة - آية - 7.
[2] الحراني: تحف العقول - ص - 106 -.
[3] المصدر السابق - ص - 107 -.
وأما الاستصحاب
وهو استمرار بقاء حكم أو وصف يقيني ثبت في الماضي، في الحاضر، وإذا عرض شك في بقائه لا يلتفت إليه، فيأخذ به الإِمامية، متفقين في تحديد معناه مع غيرهم من الجمهور، مثل الحكم ببقاء الطهارة إذا ثبتت، وحصل شك في وقوع ما ينقضها، فإنه يبقي حكمها، ولو حصل شك في نقضها. ويحكم ببقاء حياة الغائب أو المفقود الذي لا تعرف حياته أو موته، فإن حال الحياة وصف يستمر قائماً حتي يوجد دليل علي ذلك.
قال أستاذنا الشيخ محمد أبو زهرة رحمة الله: إنه يلاحظ أن الفقه الذي لا يعتمد علي القياس أو ينفيه، يكثر من الاستصحاب، وإنه كلما قل الاعتماد علي الأدلة المستنبطة من غير النصوص، كثر الأخذ بالاستصحاب، فالظاهرية الذين ضيقوا الاستدلال، وقصوره علي النصوص، ونفوا تعليل الأحكام، أكثروا من الاستصحاب، والشافعي مع إقراره القياس قد نفي الاستحسان والمصالح المرسلة، ولذلك كثر عنده الأخذ بالاستصحاب. والإِمامية الإثنا عشرية قد أغلقوا باب القياس، وأخذوا بالمصلحة علي أساس أن التحسين العقلي والتقبيح العقلي مبنيان علي دفع الضرر وجلب المصلحة، ولذلك كثر عندهم الاستصحاب، وقد وردت الأخبار عن الأئمة عندهم تفيد وجب الأخذ بالاستصحاب كأصل شرعي(الإمام الصادق للشيخ أبي زهرة:ص501-502).
ولا يأخذ الإِمامية بالقياس المستنبط العلة، ويعد القياس المنصوص فيه علي العلة حجة عندهم وهو القياس الجلي. واستدلوا علي نفي القياس بأدلة نفاة القياس، وهي في الحقيقة محمولة علي القياس الفاسد الاعتبار، أو المصادم للنص. مثل حديث: "تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب، وبرهة بالسنة، وبرهة بالقياس، وإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا"(رواه ابن المسيب عن أبي هريرة). قال الإِمام الصادق أبو عبدالله (عليه السلام): "إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس، فلم تزدهم المقائيس من الحق إلا بعداً، وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس"(الأصول من الكافي 1 / 56.).
و أما الاستصحاب
و هو استمرار بقاء حكم أو وصف يقيني ثبت في الماضي، في الحاضر، و اذا عرض شك في بقائه لا يلتفت اليه، فيأخذ به الامامية، متفقين في تحديد معناه مع غيرهم من الجمهور، مثل الحكم ببقاء الطهارة اذا ثبتت، و حصل شك في وقوع ما ينقضها، فانه يبقي حكمها ولو حصل شك في نقضها. و يحكم ببقاء حياة الغائب أو المفقود الذي لا تعرف حياته أو موته، فان حال الحياة وصف يستمر قائما حتي يوجد دليل علي ذلك.
[ صفحه 155]
قال أستاذنا الشيخ محمد أبوزهرة رحمه الله: انه يلاحظ أن الفقه الذي لا يعتمد علي القياس أو ينفيه، يكثر من الاستصحاب. و انه كلما قل الاعتماد علي الأدلة المستنبطة من غير النصوص، كثر الأخذ بالاستصحاب، فالظاهرية الذين ضيقوا الاستدلال، و قصروه علي النصوص، و نفوا تعليل الأحكام، أكثروا من الاستصحاب، و الشافعي مع اقراره القياس قد نفي الاستحسان و المصالح المرسلة، و لذلك كثر عنده الأخذ بالاستصحاب. و الامامية الاثنا عشرية قد أغلقوا باب القياس، و أخذوا بالمصلحة علي أساس أن التحسين العقلي و التقبيح العقلي مبنيان علي دفع الضرر و جلب المصلحة، و لذلك كثر عندهم الاستصحاب، و قد وردت الأخبار عن الأئمة عندهم تفيد وجوب الأخذ بالأستصحاب كأصل شرعي [1] .
و لا يأخذ الامامية بالقياس المستنبط العلة، و يعد القياس المنصوص فيه علي العلة حجة عندهم و هو القياس الجلي. و استدلوا علي نفي القياس بأدلة نفاة القياس، و هي في الحقيقة محمولة علي القياس الفاسد الاعتبار، أو المصادم للنص. مثل حديث: «تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب، و برهة بالسنة، و برهة بالقياس، و اذا فعلوا ذلك فقد ضلوا» [2] قال الامام الصادق أبوعبدالله (ع): «ان أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس، فلم تزدهم المقائيس من الحق الا بعدا، و ان دين الله لا يصاب بالمقائيس» [3] .
و أما الاستحسان بالمعني الذي أخذ به أبوحنيفة و مالك و أحمد و الزيدية، فيرفضونه، و هو كما قال الكرخي: «أن يعدل المجتهد عن أن يحكم في مسألة بمثل ما حكم به في نظائرها، لوجه أقوي اقتضي ذلك» أي فهو العدول عن مقتضي القياس الظاهر الي قياس أشد تأثيرا منه، و ان كان أخفي، أو الي نص أو اجماع أو ضرورة:
و بما أن الامامية رفضوا القياس كما تقدم، فما قام عليه مرفوض أيضا. ولكنهم يأخذون بالنص و الاجماع و الضرورة.
و كذلك المصالح المرسلة التي لا يشهد لها دليل بالالغاء و لا بالاثبات، كما ذكر المالكية، يرفض الامامية الأخذ بها، جاء في القوانين المحكمة في القسم الثالث من أقسام المصالح: «و اما مرسلة يعني لم يعتبرها الشارع و ما ألغاها، و كانت راجحة و خالية من المفسدة، و هذا هو الذي ذهب الي حجيته بعض العامة، و نفاها أصحابنا و أكثر العامة، و هو الحق، لعدم الدليل علي حجيته، و لأنا نري أن الشارع ألغي بعضها، و اعتبر بعضها، فالحاق المرسلة بأحدهما دون الآخر ترجيح بلا مرجح». هذا ما يصرحون به، ولكن عند تمحيص المذهب الامامي الاثني عشري نجدهم كما بينا يعتبرون المصلحة؛ لأنهم يدخلونها في الدليل العقلي؛ لأن شروط الأخذ بالمصالح عند المالكية (و هي ألا تصادم نصا في موضوعها، و أن تكون ملائمة لمقاصد الشارع، و أن يكون في الأخذ بها دفع حرج وجلب يسر) لا يمكن أن يجافيها العقل، فهي داخلة في حكم العقل، و تحسينه و تقبيحه، و انها بمقتضي المذهب الاثني عشري لا تعتبر مرسلة [4] .
[ صفحه 156]
أما العرف بذاته فليس مصدرا من مصادر التشريع عند الامامية، أي ليس طريقا صحيحا لمعرفة الأحكام الشرعية، و انما يرجع للعرف في تشخيص موضوع الحكم لا في الحكم نفسه، مثل تشخيص الخراج و الضمان و الضرر و النية و نحوها. كذلك لا يكون العرف أصلا من أصول الاثبات في القضاء، و يكون أحيانا وسيلة لمعرفة الشي ء الذي اختلف فيه المتخاصمان. [5] .
پاورقي
[1] الامام الصادق للشيخ أبي زهرة: ص 502 - 501.
[2] رواه ابن المسيب عن أبي هريرة.
[3] الأصول من الكافي 1 / 56.
[4] المرجع السابق: ص 529.
[5] فقه الامام جعفر الصادق للشيخ محمد جواد مغنية 6 / 123، 124.
مناقب راقية و فضائل سامية
ماذا يمكننا القول في مناقب و فضائل الأئمة المعصومين عليهم السلام و من أراد التحدث عن سمو فضائلهم فكأنه يدخل الي حانوت عطار يحوي جميع أنواع العطور الزكية، فكلها جيدة و لا يستطيع أن يميز بين عطر و عطر و لا يمكنه تفضيل أحدهما علي الآخر. و الأئمة المعصومون كلهم صفوة الصفوة و كلهم مشتركون في جميع المناقب و الفضائل. فهم من نور واحد وطينة واحدة، و هم أكمل أهل زمانهم في كل صفة فاضلة. ولكن لما كانت مقتضيات الزمان و مظاهر تلك الصفات فيهم متفاوتة بحسب الزمان و المكان، كان ظهور آثارهم منهم متفاوتا بحسب مقتضيات الأحوال.
فأميرالمؤمنين عليه السلام ظهرت آثار شجاعته بجهاده بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بمحاربته الناكثين و المارقين أيام خلافته.
و الامام الحسين عليه السلام سيد الشهداء ظهرت آثار شجاعته بما أمر به من محاربة الظالمين و منابذة المنحرفين عن الخط الاسلامي الصحيح. و البقية لم تظهر فيهم آثار الشجاعة لما أقروا به من التقية و المداراة بما يتناسب مع ظروف حياتهم و شجون زمانهم.
و الامام الباقر و الامام الصادق عليه السلام ظهرت فيهما آثار العلم أكثر من الباقين لكونهما في نهاية دولة ضعفت و بداية دولة ظهرت، و الجهل و الانحراف و الفوضي تفشت في ذلك الحين. و الكل مشتركون في أنهم أعلم أهل زمانهم.
و قد تكون آثار الكرم و السخاء و كثرة الصدقات و العتق في بعضهم أظهر منها
[ صفحه 31]
في الباقي و ذلك لكثرة الفقراء و المحتاجين في بلده أو لسعة ذات يده دون الباقي. و كلهم مشتركون في أنهم أكرم أهل زمانهم و أسخاهم.
و قد تكون العبادة في بعضهم أظهر منها في غيره و ذلك لجهل الناس و قلة اطلاعهم أو قصر اقامته في دار الدنيا أو غير ذلك و كلهم مشتركون في أنهم أعبد أهل زمانهم.
و قد تكون آثار الحلم في بعضهم أظهر منها في غيره لكثرة ما ابتلي به من أنواع الظلم و الأذي و الابتلاء يظهر معها حلم الحليم دون غيره و كلهم أحلم أهل زمانهم الي غير ذلك من مقتضيات الأحوال التي تعرض لهم. و مناقب الامام الاصادق عليه السلام و فضائله كثيرة نورد منها علي سبيل الذكر.
مناقب جعفر الصادق و فضائله
تجدر بنا الاشارة هنا الي أن كل ما نذكره لجعفر الصادق من المناقب و الفضائل انما يشارك بها غيره من الأئمة، لأنهم من طينة واحدة و نور واحد، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم و هم أكمل اهل زمانهم في كل صفة فاضلة، ولكنه بقي لكل امام منهم فضائل خاصة عرف بهافظهرت في علي بن ابي طالب و ولده الحسين عليهماالسلام آثار الشجاعة...
أما الصادق و الباقر فقد ظهرت فيهما آثار العلم، و كلهم متشركون في انهم اكرم هل زمانهم و أسخاهم. و قد تكون العبادة في بعضهم أظهر منها في غيره لبعض الموجبات: كقلة اطلاع الناس علي حاله، او قصر مدته في دار الدنيا، أو غير ذلك، و كلهم اعبد اهل زمانهم.
وقد تكون آثار الحلم في بعضهم أظهر منها في غيره، لكثرة ما ابتلي به من أنواع الأذي التي يظهر معها حلم الحليم دون غيره، و كلهم أحلم اهل زمانهم، الي غير ذلك من مقتضيات الاحوال التي تعرض لهم، فليتنبه
[ صفحه 48]
لذلك. و مناقب الصادق (ع) و فضائله كثيرة نقتصر منهاعلي ذكر ما يلي:
عرض موجز للأحداث
بنو أمية عشيرة تنتسب إلي قريش عن طريق أمية بن حرب، وكانت تناوئ بني هاشم في الجاهلية، حتي جاء الرسول محمد (ص) وجاءت معه الدعوة الإسلامية فعارضتها هذه العشيرة أشد معارضة حتي فشلت أمام قوتها واستسلمت إلي حين.
ومات النبي (ص) وجرت أحداث التاريخ هائجة طائشة، ولم يكن عند بني أمية أمل العودة إلي المسرح السياسي حتي حلت الخلافة في بيت عثمان، فوجدت بصيصاً من الأمل فراحت تتبعه.
وشاء القدر أن يقتل عثمان، كما شاء التاريخ أن يقوم بنو عمه بطلب ثأره. من هنا بدأ تاريخ بني أمية ظاهراً في الحكومة الإسلامية.
حارب معاوية علياً (ع) الخليفة الشرعي للأمة بحجة طلب الثأر لعثمان، فلما وجد أنصاراً كثيرين نصب نفسه علي الناس، ثم تطور وقال: إني وبنيِّ الملوك، والناس عبيد صاغرون لنا.
وانحدرت سلسلة بني أمية تحكم الناس علي أنها المالكة لأمرهم وهم المطيعون، وإلاّ فالسيف وكل أنواع الفتك والتعذيب مآلهم.
وانفجرت من الناس ثورات تعارض الوضع بكل صراحة ومع أنها فشلت آخر الأمر، لكنها أبقت ضمائرها لتحيا ذات مرة وتقود المسير.
وكانت الثورات قد اتخذت طابعاً واحداً - تقريباً - هو الأخذ بثأر الإمام الحسين (ع) ابن بنت رسول الأمة الذي جاهد الباطل للحق فقتل أفظع ما تكون قتلة في التاريخ.
أما بنو العباس فهي فرقة تنتمي إلي عم الرسول، كانت لها سوابق لا بأس بها في تاريخ المعارضة السياسية لدولة بني أمية، أكسبتها مزيداً من الكرامة والاعتبار بين الشعب الساخط علي سياسة الأمويين.
وجاءت سنة الثورة وأرسلت الثورات مبعوثها إلي خراسان - آخر نقطة تقريباً من البلاد الإسلامية - حيث يتواجد أنصار الدعوة، لتعلن الثورة في الوقت المعلوم.
وكان أبو مسلم الخراساني فردا مؤمنا بضرورة قلب الأوضاع مهما يكن من أمر، ولم يكن يؤمن بغير ذلك أبداً. وهذا الإيمان في الواقع أصمّه وأعماه، وعدم إيمانه بغيرها هو الذي سبب نجاح بني العباس في ثورتهم دون غيرهم ممن خرجوا علي الدولة، حيث أن الثائرين علي الأغلب كانوا يتورعون من ارتكاب المحرمات ولو ضمنت نجاحهم الدائم، في نفس الوقت الذي لم يكن أنصار بني أمية محجمون عن أي عمل يدعم سلطانهم أو يفني عدوهم، فإذا حاربهم من كان مثلهم في هذه التبعية تساوي احتمال نجاح الطرفين.
لم يكن أبو مسلم فريداً بين المنتمين إلي الدعوة العباسية الجديدة، بل إن الأكثرية الغالبة من قادتها كانوا من هذا الطراز، فلم يروا عائقا يمنعهم عن السيادة والاستئثار بالحكم إلاّ اعتبروا العمل لإزالته، عملاً حسناً بأي صورة كانت.
لقد استلم أبو مسلم من مركز القيادة - الكوفة - واصدر أوامر كانت هذه بعض فقراتها:
«إنك رجل منا - أهل البيت - إحفظ وصيتي، أنظر هذا الحي من اليمن فالزمهم واسكن من أظهرهم، واتّهم ربيعة في أمرهم، وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار واقتل من شككت فيه، وإن استطعت ألا تدع بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل، وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله ولا تخالف هذا الشيخ سليمان بن كيد ولا تعصه، وإذا أشكل عليك الأمر فاكتف به مني والسلام».
وهو بالذات لا يحتاج إلي مثل هذه الأوامر لأنه - كما سبق - كان رجلاً سفاكاً إلي أبعد الحدود، فكم غدر بالقادة المعارضين له بعدما استضافهم في بيته، وكم أعطي الأمان لرجال صالحين ثم نكّل بهم وقتّلهم تقتيلاً، وكم قتل الأبرياء بغير جريمة، وكم هتك الحرمات بغير مبرر، وكم وكم..
أما القادة في الكوفة فلم يكونوا بأقل إجراماً منه، فقد بايعوا رجلاً من بني هاشم هو محمد بن عبد الله [1] ، وحينما وجدوا فرصة سرقوا الثورة واستأثروا بخيراتها وأنزلوا العذاب بمن ناصرهم في الأمس بل بالمؤسس للفكرة وبالذي بايعوه عن قريب فقد أخذوه وقتلوه غدراً.
وهذا أبو مسلم الذي كان المؤسس للدولة قد غدر به المنصور فقتله شر قتله، وغدر بعيسي بن موسي وعزله عن ولاية العهد بعدما جعلها له إكراماً لما قدمه إليه من خدمات جليلة.
كما غدر بنو العباس بكل من أبي سلمة الخلال، ويعقوب بن داود، وفضل بن سهل، وجعفر البرمكي، ويحيي الحسني، وغيرهم... ممن أسدوا إليهم خدمات كانت جديرة بأن تشكر وتجزي خير جزاء.
پاورقي
[1] لقد بايع الهاشميون علي الأغلب وفيهم السفاح والمنصور هذا الرجل الذي رشحته كفاءاته الكثيرة للقيادة فنصب نفسه لها وأعانه عليه أقرباؤه جميعاً. كل ذلك في محل بين المدينة ومكة يسمي بـ (الأبواء).
مشكلة الامام الصادق و محاولة حلها
مدخل، آراء هولميارد، نقد يوليوس روسكا، مصادر كيمياء جعفر الصادق حسب تحقيق روسكا، ورد اسماعيل مظهر.
كراوس و مشكلة جابر:
1-: مصادر جابر.
2-: ميزة مخطوطات جابر.
3-: براهينه في اثبات أن رسائل جابر متأخرة التاريخ.
4-: تاريخ الاسماعيلية و تعاليمها.
5-: تحليل رسائل جابر في ضوء التاريخ الديني.
6-: خلاصة البحث عند كراوس.
7-: نقد آراء كراوس.
استقصاء اشارات الامام الصادق في رسائل جابر.
1-: القسم بالامام.
2-: طلب الامام الصادق من جابر تسهيل الموضوع.
3-: الاقرار بالتعلم من الامام جعفر الصادق.
4-: التقاء جابر بالامام الصادق.
[ صفحه 40]
5-: سيطرة الروح الجعفرية في رسائل جابر.
أ -: الأخلاق الفاضلة.
ب -: التوجيه نحو الباطن.
ج -: مبدأ الميزان المستمد من فكرة العدل الآلهي.
د -: نقد القياس:
ه -: القياس الحنفي و الاعتبار الجعفري.
لدي مطالعتنا للتراث الضخم الذي خلفه لنا جابر عن الكيمياء نري اعترافا صريحا بأن العلم لهذه الصنعة هو الامام جعفر الصادق، و قد اطلع علي هذه الحقيقة كثير من المستشرقين الغربيين، فأعتقدوا في ذلك مبالغة عظيمة.
و في النقد الذي وجهوه ضد هذه المشكلة قالوا (انه) لمن المستحيل علي جعفر أن يلم هذا الالمام العظيم بالعلوم و الفنون التي ذكرها جابر في المخطوطات التي وصلت الينا، و التي يوجد منها عدد غزير في القاهرة و التي لم تدرس الدراسة الكافية بعد، و يعتقد «روسكا» أنه لمن المستحيل علي جعفر أن يكون كيميائيا، فليس من الممكن أن يتعاطي تلك الصنعة سواء كان ذلك نظريا أو عمليا و هو في المدينة. و لقد أعجب بحق كل من «برتلو» الافرنسي و «هولميارد» الانكليزي؛ بالمعلومات الغزيرة التي تسند الي جابر.
بين «باول كراوس» العلاقة الشديدة بين رسائل جابر و الاسماعيلية متخذا ذلك حجة علي انتحالها. و اتماما للفائدة سوف نلخص آراء كل من هؤلاء الذين اشتغلوا في تاريخ جابر مبينين حجتهم و نواحي ضعفها و قوتها. بعد ذلك سوف نسعي في احصاء جميع الأماكن التي ورد فيها ذكر الامام جعفر الصادق في رسائل جابر المنشورة و التي سبق ذكرها في مقدمة دراستنا هذه، ساعين لتبيان سيطرة الروح الجعفرية في الرسائل ذاتها، محاولين تبيان المذهب
[ صفحه 41]
الجعفري و خاصة لدي المقارنة بينه و بين مذهب أبي حنيفة، منوهين بأوجه التشابه بين هذا المذهب و بين آراء جابر التي دونت في رسائله، داحضين أقوال المستشرقين التي ذكروها دون تمحيص نصوص جابر نفسها المتعلقة بأستاذه الامام جعفر الصادق، محاولين تحليل تلك الأقوال في ضوء العلم الصحيح، خاتمين بحثنا بنتيجة هامة: و هي تبيان المواضع التي كان فيها الامام جعفر الصادق مصدرا لجابر و المواضع التي لم يكن كذلك، لأن الخطأ الكبير الذي ارتكبه المنقبون في هذه المشكلة هو عثورهم علي النواحي السلبية و تعميمهم ذلك، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في النواحي الايجابية التي لا يهتدي اليها الانسان الا بشق النفس و بجهود متواصلة و دراسة مطولة لنصوص مبعثرة و مقارنات بعيدة المدي و تتبعات متباينة من جهات متعددة. و من أغرب ما وجدناه، أننا لم نجد تمحيصا لمذهب الامام جعفر الصادق و تعاليمه عند المتتبعين الذين عالجوا القضية، هم ينتقدون الحكم المستعجل و يقعون فيه أيضا. و سنبدأ في دراستنا بتلخيص آراء «هولميارد» الانكليزي.
[ صفحه 43]
موقف معاوية من عثمان
ما هذا العطف من معاوية علي عثمان و هذه الرحمة المرتجلة. أين كانت عاطفة معاوية علي ابن عمه يوم كان محصورا و ترده أخباره، و يستنجده فلا يجيبه بشي ء، و يستغيث به و كأن في أذنيه صمم؟!!.
يحدثنا الطبري [1] : ان عثمان كتب الي معاوية بن أبي سفيان و هو بالشام: بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فأن أهل المدينة كفروا و خلعوا الطاعة، و نكثوا البيعة، فابعث الي من قبلك من مقاتلة أهل الشام علي كل صعب و ذلول...
[ صفحه 28]
فلما جاء معاوية الكتاب تربص به و كره اظهار مخالفة أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و قد علم اجتماعهم.
لا يستطيع معاوية نصرة عثمان و هو يحاول أن ينتصر المسلمون عليه فيقتل فتكون له وسيلة لنجاح الخطط التي رسمها ضد لي و بني هاشم، لأن الأمويين يحاولون أن يكيلوا لهم صاع الإنتقام بكل وسيلة، و كانوا في حذر من تنازل عثمان عن العرش فتفشل ريحهم، و يخيب كل أمل لهم في الأمر، لذلك كان مروان و باقي الحزب الأموي يقفون حاجزا دون تحقيق الاهداف التي اراد المصلحون الوصول اليها في ابعاد المفسدين من الامويين عن الحكم و تجرد الخليفة عن معاونتهم، و كان الامر المهم الذي يتطلبه اصلاح وضع الامة هو ابعاد عثمان عن الحكم، و قد قام الامام علي بمعالجة الوضع و كلما أراد إصلاح أمر عثمان بالإتفاق بينه و بين الثائرين، من طريق التفاهم و ايفاف تيار الخلاف عند حده، كان الأمويون يسلكون طرق الشغب، و يوقدون نار الفتنة، فكانت مواعيد عثمان كلها فاشلة، و أعمال بني امية و في طليعتهم مروان تزيد حراجة الموقف. و تضاعف الموقف تعقيدا.
و كان الخليفة المقتول يأمل من معاوية نصره في تلك المشكلة ولكنه خذله بصورة لا مجال للتشكيك فيها.
و لما ازداد نشاط الثوار عاود عثمان أمله فانتصر بمعاوية مرة اخري، فأرسل معاوية جيشا تحت قيادة يزيد القسري، و أمره أن يقيم بذي خشب و لا يتجاوز، و قال له: لا تقل الشاهد يري ما لا يراه الغائب، فاني أنا الشاهد و أنت الغائب. فأقام الجيش حتي قتل عثمان، فاستقدمه معاوية الي الشام، و إلي هذا يشير أبوأيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم بقوله لمعاوية: إن الذي تربص بعثمان وثبط يزيد بن أسد عن نصرته لأنت.
فمعاوية بطلبه لثأر عثمان بعد موته و خذلانه له في حياته دليل علي سوء نواياه و ما يقصده من وراء ذلك. و هو مخطط أموي للاستيلاء علي السلطة و مقابلة علي بكل وجه. و ان معاوية لا يقيم لقتل عثمان وزنا و لا يري له قيمة ولكنها حجة استهوي بها أمة أخضعها لإرادته و سيرها كما شاء، و إلا فان من قتلة عثمان قد أصبحوا أنصار معاوية و حزبه و هو يعرف ذلك.
ولجأ لهذه الوسائل لتمنحه الظروف يوما ما أهلية المقابلة لعلي عليه السلام و البيت الهاشمي، فهو بحاجة الي ابراز شخصيته بصورة القبول لهذا الغرض.
و قد نجح معاوية في مخاتلته و مكره، فقد أصبح خصما لعلي عليه السلام و طرفا
[ صفحه 29]
مقابلا، والتف حوله ضعفاء العقول الذين يحاولون الوصول لغاياتهم بكل وسيلة، فهاهم يقومون في الأندية و المجتمعات، و يبثون بين الأفراد و الجماعات يذيعون بين الناس أن خليفة المسلمين قتله علي بن ابي طالب عليه السلام، و هم يبكون و يتألمون و استدرجوا لهذه الغاية من عرف بالنسك و وسم بالصلاح لتكون كلمته أوقع في النفوس، و سرت هذه الدعوي المفتعلة بخطي واسعة، و تلقتها النفوس الضعيفة بكل قبول فأصبح شتم قاتل عثمان علي السنتهم، و هم يتوقدون بنار الغيظ لطلب الثأر، و معاوية و حزبه يحركون شعور الناس بنشر قميص عثمان فيطول يكاؤهم ويعلو نحيبهم، و أقسموا أن لا يمسهم الماء إلا للغسل من الجنابة و أن لا يناموا علي الفرش حتي يقتلوا قتلة عثمان و من قام دونهم قتلوه.
و جاء عمرو بن العاص الي دمشق راجلا و معه ابناه و هو يبكي كما تبكي المرأة و يقول: و اعثماناه أنعي الحياء و الدين حتي دخل دمشق، و انضم لجانب معاوية علي حرب علي، و ذلك لما بلغه بيعة علي لأنه يكره ولاية علي عليه السلام و بيعته [2] ولكنه اشترط علي معاوية أن يعطيه ولاية مصر ما دام علي قيد الحياة ثمنا لافتعاله و اصطناعه التظلم لمقتل عثمان، فرضي معاوية بذلك و لا يهمه اشتراك عمرو بن العاس بقتل عثمان في التحريض عليه لهياج الرأي العام، كل ذلك لا يهم معاوية ما دام ابن العاس اصبح عدوا لعلي و كان اكثر اعتماد معاوية علي المتمردين علي الإمام بن أبي طالب عليه السلام.
و ازداد نشاط خصوم علي بهذه الفكرة و قويت شوكة معاوية، و عظم جانبه، و برأ الكل من دمه إلا علي وحده، و انقلب بعض المعارضين لعثمان و الثائرين عليه من قبل الي جهة الشفقة و الحنان عليه.
پاورقي
[1] تاريخ الطبري ج 3 ص 402.
[2] الكامل ج 3 ص 129.
دليل بر حدوث اجسام چيست؟
در حديثي آمده است هنگامي كه امام صادق - عليه السلام - با ابن ابي العوجاء در زمينه ي مسائل اعتقادي گفتگو كردند، ابن ابي العوجاء روز ديگر به نزد امام - عليه السلام - آمد و گفت: دليل بر حدوث اجسام چيست؟
حضرت فرمودند: ما چيزي سراغ نداريم- چه كوچك باشد چه بزرگ - مگر اينكه وقتي چيزي مانند آن را به آن ضميمه مي كنيم بزرگتر مي شود، و اين نشانه ي زوال و انتقال از حالت اول (به حالت ديگري) است. در حالي كه اگر قديم بود هرگز زوال و تحول در آن راه نداشت، زيرا چيزي كه زايل و متحول و متغير مي شود ممكن است هم پديد آيد، و هم از بين برود، وجود آن بعد از عدم، آن را جزء امور حادثه قرار مي دهد، درحالي كه بودن هميشگي آن، به آن صفت قدمت مي بخشد، و هرگز اين دو صفت - يعني صفت ازل و صفت عدم - در شي ء واحدي جمع نمي شود.
عبدالكريم گفت: گيرم اشكالي كه گفتيد در مورد اجتماع دو حالت صحيح باشد، و شما از اين طريق حدوث اجسام را ثابت نموديد. ولي اگر چيزي پس از ضميمه نمودن بر همان كوچكي خود بماند، در اين صورت چگونه مي توانيد حدوث اشياء را ثابت كنيد؟
امام - عليه السلام - فرمودند: سخن پيرامون همين جهان مصنوع و فعلي است، و چنانچه آن را برداريم و جهان ديگري بجاي آن بگذاريم همين مطلب (ازاله اين جهان و جايگزين كردن جهان ديگر) قويترين دليل بر حدوث آن است، ولي من از
[ صفحه 22]
آن جهت كه اشكال كردي به تو پاسخ خواهم داد و مي گويم:
اگر چيزها (پس از ضميمه كردن) بر همان كوچكي خود بمانند، و در ذهن و وهم هرگاه چيزي مانندش به آن ضميمه شود بزرگتر خواهد بود، و همين مطلب يعني امكان تغيير و تحول در وهم و ذهن او را از صنف قديم خارج و در امور حادث وارد مي سازد. آيا راه گريز ديگر داري اي عبدالكريم؟
اينجا بود كه عبدالكريم نتوانست چيزي بگويد و مستأصل و رسوا گشت. [1] .
پاورقي
[1] التوحيد: ص 216، بحارالأنوار: ج 54 ص 62 ح 32.
حلم و بردباري امام ششم
امام ششم داراي حلم و شكيبائي بود و دور و نزديك در برابر او يكسان بودند در زندگي سياسي او با آنكه دوستان و بيگانگان بسياري به او رنج رساندند همه را با حلم و بردباري برگزار كرد و مي فرمود.
اني لاحب ان يعلم الله اني اذللت رقبتي في رحمي و اني الاابادر اهل بيتي اصلهم فلو يستغنو اعني [1] .
حوادث و انقلابات زندگي سنگ امتحان است تا مقدار توانائي مرد معلوم شود با
[ صفحه 241]
سوانح و بلايا سراير انسان روشن مي شود و با اين حوادث كه بر امام صادق وارد شده شخصيت او با اقربايش معلوم و مشخص مي گردد - هر چه به او شماتت و دشنام مي دادند يا در مقام آزار و اذيتش قدم برمي داشتند صبر و شكيبائي او بيشتر مي شد - يك روز فرزندش از دست كنيزش افتاد و همانجا جان بداد حضرت در اين مصيبت سخت بردباري كرد و هيچ سخن تندي بر لب نراند.
پاورقي
[1] بحار الانوار ص 967 ج 18 حيات الصادق ص 66 ج 1.
مدائح في حياة الامام
عن كتاب سوق العروس عن الدامغاني أنه استقبله عبدالله بن المبارك و هو عالم زاهد و عارف محدث كان من تابعي التابعين توفي بهيت (مدينة علي الفرات) سنة 181 ه.
نقلا عن مناقب آل أبي طالب 4 / 227 و أعيان الشيعة 1 / 676
أنت يا جعفر فوق ال
مدح والمدح عناء
انما الأشراف أرض
و لهم أنت سماء
جاز حد المدح من قد
ولدته الأنبياء
و قال:
الله أظهر دينه
و أعزه بمحمد
والله أكرم بالخلا
فة جعفر بن محمد
[ صفحه 120]
و هذه مدائح السيد الحميري المتوفي سنة 173 ه.
أمدح أبا عبد الال
ه فتي البرية في احتماله
سبط النبي محمد
حبل تفرع من حباله
تغشي العيون الناظرات
اذا سمون الي جلاله
عذب الموارد بحره
يروي الخلائق من سجاله
بحر أطل علي البحو
ر يمدهن ندي نواله
سقت العباد يمينه
و سقي البلاد ندي شماله
الأرث ميراث له
و الناس طرا في عياله
يا حجة الله الجليل
و عينه و زعيم آله
و ابن الوصي المصطفي
و شبيه أحمد في كماله
أنت ابن بنت محمد
حذوا خلقت علي مثاله
فضياء نورك نوره
و ظلال روحك من ظلاله
فيك الخلاص عن الردي
و بك الهداية من ضلاله
أثني و لست ببالغ
عشر الفريدة من خصاله
و قال أيضا:
تجعفرت باسم الله والله أكبر
و أيقنت أن الله يعفو و يغفر
و دنت بدين غير ما كنت دائنا
به و نهاني سيد الناس جعفر
فقلت: هب اني تهودت برهة
والا فديني دين من ينتصر
فاني الي الرحمان من ذاك تائب
و اني قد أسلمت و الله أكبر
فلست بغال ما حييت و راجع
الي ما عليه كنت أخفي و أضمر
و لا قائل حي برضوي محمد
و ان عاب جهال مقالي و أكثروا
ولكنه ممن مضي لسبيله
علي أفضل الحالات يقفي و يخبر
مع الطيبين الطاهرين الأولي لهم
من المصطفي فرع زكي و عنصر
و قال أيضا: عن أعلام الوري للطبرسي 280
أيا راكبا نحو المدينة جسرة
عذافرة يطوي بها كل سبسب
[ صفحه 121]
اذا ما هداك الله عاينت جعفرا
فقل لولي الله وابن المهذب
ألا يا أمين الله و ابن أمينه
أتوب الي الرحمن ثم تأوبي
اليك من الأمر الذي كنت مطنبا
أحارب فيه جاهدا كل معرب
و ما كان قولي في ابن خولة مبطنا
معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي نبينا
و ما كان فيما قاله بالمكذب
بأن ولي الله يفقد لا يري
ستيرا كفعل الخائف المترقب
فتقسم الأموال الفقيد كأنما
تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم يشرق شخصه
مضيئا بنور العدل اشراق كوكب
يسير بنصرالله من بيت ربه
علي سؤدد منه وأمر مسبب
يسير الي أعدائه بلوائه
فيقتلهم قتلا كحران مغضب
فلما روي أن ابن خولة غائب
صرفنا اليه قوله لم نكذب
و قلنا هو المهدي و القائم الذي
يعيش به من عدله كل مجدب
فان قلت: لا، فالقول قولك والذي
أمرت فحتم غير ما متعصب
و أشهد ربي أن قولك حجة
علي الناس طرا من مطيع و مذنب
بأن ولي الأمر و القائم الذي
تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لابد من أن يغيبها
فصلي عليه الله من منغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه
فيملأ عدلا كل شرق و مغرب
بذاك أدين الله سرا و جهرة
و لست و ان عوتبت فيه بمعتب
و عن كتاب تحت راية الحق للشيخ دخيل ص 591 دخل أشجع السلمي (و هو من أصحابه واحد الرواة عنه و احد كبار الشعراء) علي الامام الصادق (ع) فوجده عليلا فقال:
ألبسك الله منه عافية
في نومك المعتري و في أرقك
تخرج من جسمك السقام كما
أخرج ذل الفعال من عنقك
[ صفحه 122]
و قال أبوهريرة الأبار في قضية كتاب أبومسلم الخراساني الذي بعث به الي الامام الصادق (ع) نقلا عن كتاب الامام الصادق و الواقع المعاش ص 156.
و لما دعا الداعون مولاي لم يكن
ليثني اليهم عزمه بصواب
و لما دعوه بالكتاب أجابهم
بحرق كتاب دون رد جواب
و ما كان مولائي كمشري ضلالة
و لا ملبسا منها الردي بصواب
ولكنه لله في الأرض حجة
دليل الي خير و حسن مآب
حديث 007
جمعه
من اتقي الله وقاه.
هر كه از خدا پروا كند، خداوند او را نگهدارد.
بحار، ج 75، ص 199
[ صفحه 9]
مقبره امام حسن بن علي
امام حسن مجتبي فرزند فاطمه دختر پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله) در سال سوم هجرت در مدينه متولد شد و از همان اوان كودكي مورد لطف و عنايت پدربزرگ خود محمد (صلي الله عليه و آله) قرار گرفت. پس از شهادت پدرش عليّ بن ابي طالب به امامت منصوب شد و به مدت 6 ماه در منصب خلافت بر مسلمانان حكومت راند. عاقبت جنگي را كه معاويه عليه او آغاز كرده بود، با انعقاد پيمان صلحي به پايان رساند؛ ولي امويان به مفاد آن نيز عمل نكردند.
امام حسن (عليه السلام) از اهل بيت پيامبر محسوب مي شد و عامّه و خاصّه در مناقب و فضائلش مستنداتي ذكر كرده اند.
او دومين امام معصوم شيعيان است كه در سال 50 هـ. ق. به تحريك معاويه توسط
[ صفحه 446]
همسرش "جعدة بنت الأشعث" مسموم شد و به شهادت رسيد.
پس از وفات، اهل بيت مصمّم بودند بنا به وصيّتش (ادفنوني عند ابي) وي را در جوار مقبره پيامبر به خاك بسپارند؛ ولي با مخالفت و ممانعت شديد امويان روبرو شدند.
ابن سعد و واقدي در «الطّبقات الكبري» در اين خصوص نوشته اند:
«فأراد الحسين أن يدفنه في حجرة رسول الله فقامت بنو أميّة و مروان بن حكم و سعيد بن عاص و كان والياً علي المدينة فمنعوه و قامت بنوهاشم لتقاتلهم.»
امويان با گفتن اين شعار كه: «و الله لا يدفن ابن علي مع رسول الله و يدفن عثمان حش كوكب» پرده از كينه هاي ديرينه برداشتند. عاقبة الأمر بني هاشم، امام حسن (عليه السلام) را در گورستان بقيع به خاك سپردند.
سؤال 02
امام صادق (عليه السلام): حال كه به قياس مي پردازي، بگو آيا ميان قتل و زنا كداميك عظيم تر است؟
ابوحنيفه (رضي الله عنه): قتل.
امام صادق (عليه السلام): پس چگونه است كه در قتل دو شاهد لازم است، اما در زنا فقط با چهار شاهد حكم صادر مي شود؟
جره السماء
أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا عبدالله قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن سعد قال: قلت للصادق عليه السلام: أتقدر أن تمسك السماء بيدك؟ فقال: لو شئت لحجبتها عنك! فقلت: افعل، قال: فرأيته قد جرها كما يجر الدابة بعنانها؛ و اسودت و انكسفت و ذلك بعين أهل المدينة كلهم حتي ردها [1] .
پاورقي
[1] دلائل الامامة: ص 113.
چيزي از عمر من باقي نيست
حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هر كس از دوست خود، جز ايثار و فداكاري نخواهد، هميشه ناراضي و خشمگين مي شود.
ابن طاووس مي نويسد: بار سوم، منصور، حضرت را در سرزمين ربذه (جايي كه ميان مكه و مدينه واقع است و مسكن ابوذر قبل از اسلام و تبعيدگاه او پس از اسلام بوده و در همان جا هم در گذشته و به خاك سپرده شده است.) احضار كرده است. مخرمه ي كندي مي گويد: وقتي ابوجعفر منصور در سرزمين ربذه فرود آمد، اتفاقا امام جعفرصادق عليه السلام نيز در آن جا بود. منصور گفت: چه كسي مرا در مورد جعفرصادق معذور مي دارد؟ به خدا سوگند او را خواهم كشت. آن گاه منصور به ابراهيم بن جبله گفت: برخيز و او را دستگير كن و دستار بر گردنش بپيچ و كشان كشان نزد من بياور. ابراهيم مي گويد: از نزد منصور بيرون آمدم و به سراغ حضرت امام صادق عليه السلام رفتم. حضرت را در منزل نيافتم. پس به قصد پيدا كردن حضرت به مسجد ابوذر رفتم و حضرت را ديدم كه كنار در مسجد ايستاده است. من شرم داشتم كه با حضرت آن گونه كه منصور دستور داده بود؛ رفتار كنم. لذا فقط آستين حضرت را گرفتم و
[ صفحه 25]
گفتم: امير شما را احضار مي كند. حضرت فرمود: «انا لله و انا اليه راجعون» بگذار دو ركعت نماز بخوانم. آن گاه به شدت گريست.
ابراهيم مي گويد: من كه پشت سر حضرت بودم، شنيدم كه مي خواند: «اللهم انت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة... (مهج الدعوات، ص 187) «و سپس به من فرمود: به هر چه او دستور داده عمل كن! من گفتم: به خدا سوگند! به دستور او عمل نمي كنم، هر چند كه خودم كشته شوم. به هر حال امام را به نزد منصور بردم، ولي ترديدي نداشتم كه منصور؛ حضرت را به قتل خواهد رسانيد. هنگامي كه به در اندروني رسيديم، ديدم كه امام دعايي به اين مضمون مي خواند: «يا اله جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و اله ابراهيم و اسحاق و يعقوب و محمد صلي الله عليه و آله تول فيه هذه الغداة عافيتي و لا تسلط علي احدا من خلقك بشي لا طاقة لي به... (مهج الدعوات، ص 187) «ابراهيم بن جبله مي گويد: وقتي كه حضرت را به اندرون بردم، منصور نشست و سخني را كه قبلا گفته بود، تكرار كرد و گفت: به خدا؛ تو را مي كشم! حضرت امام صادق عليه السلام در پاسخ فرمود: اي امير! من كاري نكرده ام؛ با من اين گونه با خشونت برخورد نكن! اندكي بيش، از عمر باقي نمانده است. منصور گفت: بفرمائيد برويد، و امام از مجلس خارج شد و بعد منصور به عيسي بن علي - عموي خويش - گفت: خود را به جعفر برسان و بپرس از عمر چه كسي چيزي نمانده است، از عمر من يا عمر شما؟! عيسي مي گويد: خودم را به امام صادق عليه السلام رساندم و گفتم: اي اباعبدالله! منصور مي پرسد كه از عمر چه كسي چيزي نمانده است، از عمر من يا عمر شما؟!
[ صفحه 26]
حضرت فرمود: به او بگو از عمر من. منصور گفت: راست فرمود جعفر بن محمد عليه السلام. ابراهيم مي گويد: از خانه بيرون آمدم، ديدم كه امام نشسته و منتظر من است كه از حسن رفتار من سپاسگزاري كند. ديدم كه حضرت حمد و ثناي خدا مي نمود و چنين مي خواند: «الحمدلله الذي ادعوه فيجيبني و ان كنت بطيئا حين يدعوني... (مهج الدعوات، ص 188) «
[ صفحه 27]
تجديد سياست
در همان سال. سال صد و سي و ششم هجرت كه مقدر بود ابوالعباس سفاح دنيا را ترك گويد برادرش ابوجعفر عبدالله بن محمد بن علي معروف به منصور به عنوان اميرالحاج به مكه عزيمت كرده بود.
وي بنا به يك تشكيلات تثبيت شده وليعهد برادرش ابوالعباس بود و بر اساس همين تشكيلات خبر مرگ برادرش را با مواريث خلافت برادرش برايش فرستادند.
عمويش عيسي بن موسي در مكه به خاطر وي از مردم بيعت جديد گرفت.
و ابومسلم خراساني هم طي نامه اي وي را در اين فاجعه تسليت گفت و از وفاداري خود نيز به خانواده ي بني عباس ياد كرد.
اما لحن ابومسلم لحني تكبرآميز بود.
با همه پيش بيني ها و عاقبت انديشي ها كه در راه تحكيم مقام ابوجعفر شده بود معهذا خلافتش در ابتداي امر با موانع خطرناكي روبرو شد و ما براي تكميل ياد داشت خودمان اين موانع را به ترتيب در اين كتاب مي نگاريم.
و غرض ما از ذكر اين وقايع تاريخ نگاري نيست بلكه مي خواهم از نكته اي كه امام ششم ما ابوعبدالله جعفر بن محمد الصادق درباره ي
[ صفحه 139]
خلافت منصور فرموده بود ضمن تذكار اين حوادث پرده بردارم.
در آن روزگار كه آل اميه همچنان قدرت و سيطرت داشت و بني هاشم «آن دسته كه داعيه ي خلافت در ضمير مي پرورانيد» آواره ي شهرها و ديارها بود.
روزي جمعي از اين آوارگان.
1- ابراهيم بن محمد معروف به امام
2- ابوالعباس عبدالله بن محمد معروف به سفاح
3- ابوجعفر عبدالله بن محمد معروف به منصور
4- عبدالله بن حسن مثني.
5- فرزندانش محمد بن عبدالله معروف به نفس زكيه
6- دومين فرزندش ابراهيم بن عبدالله.
دور هم نشسته بودند و از آينده سخن مي گفتند.
عبدالله بن حسن عقيده داشت كه پسرش محمد نفس زكيه از همه ي بني هاشم براي خلافت شايسته تر و برازنده تر است و روي اين عقيده بي آنكه تصريح به كار ببرد سخن مي گفت و پافشاري مي كرد.
ابوعبدالله صادق سلام الله عليه ضمن بيان مبهم و مرموزي از آينده خبر داد و فرمود اين «امر» به قومي خواهد رسيد كه صاحب قباي زرد است «اشاره كرد به منصور كه در آن روز قباي زرد پوشيده بود» و از اين مقام بهره ي سرشاري خواهد برد.
و ابوجعفر منصور از همان روز خود را آماده ساخته بود كه در برابر موانع آينده هر چه و هر كه باشد پافشاري كند و بالاخره به مطلوب برسد زيرا اين مرد به امام صادق و فكر او ايمان بليغي داشت.
كتابه إلي المفضل بن عمر في التوحيد المشتهر بالإهليلجة
################
پاورقي
[1] قال المجلسي في بحار الأنوار: أقول: ذكر السّيد ابن طاووس قدّس الله روحه في كتاب النّجوم من هذه الرّسالة جملة ليست فيما عندنا من النّسخ فلنذكرها:
قلت: أخبرني هل يعرف أهل بلادك علم النّجوم؟
قال: إنّك لغافل عن علم أهل بلادي بالنّجوم!
قلت: وما بلغ من علمهم بها؟
فقال: إنّا نخبرك عن علمهم بخصلتين تكتفي بهما عمّا سواهما.
قلت: فأخبرني ولا تخبرني إلّا بحقّ.
قال: بديني لا أخبرك إلّا بحقّ وبما عاينت. قلت: هات.
قال: أمّا إحدي الخصلتين فإنّ ملوك الهند لا يتّخذون إلّا الخصيان.
قلت: ولم ذاك؟ قال: لأنّ لكلّ رجل منهم منجماً حاسباً فإذا أصبح أتي باب الملك فقاس الشّمس وحسب فأخبره بما يحدث في يومه ذلك، وما حدث في ليلته الّتي كان فيها، فإن كانت امرأة من نسائه قارفت شيئاً يكرهه أخبره، فقال: فلان قارف كذا وكذا مع فلانة، ويحدث في هذا اليوم كذا وكذا.
قلت: فأخبرني عن الخصلة الأُخري.
قال: قوم بالهند بمنزلة الخنّاقين عندكم، يقتلون النّاس بلا سلاح ولا خنق ويأخذون أموالهم.
قلت: وكيف يكون هذا؟ قال: يخرجون مع الرّفقة والتّجار بقدر ما فيها من الرّجالة فيمشون معهم أيّاماً ليس معهم سلاح، ويحدثون الرّجال ويحسبون حساب كل رجل من التّجار، فإذا عرف أجمعهم موضع النّفس من صاحبه وكز كلّ واحد منهم صاحبه الّذي حسب به في ذلك الموضع فيقع جميع التّجار موتي!
قلت: إنّ هذا أرفع من الباب الأوّل إن كان ما تقول حقاً!
قال: أحلف لك بديني إنّه حقّ ولربّما رأيت ببلاد الهند قد أخذ بعضهم وأمر بقتله.
قلت: فأخبرني كيف كان هذا حتّي اطّلعوا عليه؟ قال: بحساب النّجوم.
قلت: فما سمعت كهذا علماً قطّ، وما أشكّ أنّ واضعه الحكيم العليم، فأخبرني من وضع هذا العلم الدّقيق الّذي لا يدرك بالحواسّ ولا بالعقول ولا بالفكر؟ قال: حساب النّجوم وضعته الحكماء وتوارثه النّاس.
[2] قال المجلسي في بحار الأنوار: في نسخة السّيد ابن طاووس هاهنا زيادة: قال: أرأيت إن قلت لك: إنّ البروج لم تزل، وهي الّتي خلقت أنفسها علي هذا الحساب، ما الّذي تردّ عليّ؟
قلت: أسألك كيف يكون بعضها سعداً وبعضها نحساً، وبعضها مضيئاً وبعضها مظلماً، وبعضها صغيراً وبعضها كبيراً؟
قال: كذلك أرادت أن تكون بمنزلة النّاس، فإنّ بعضهم جميل، وبعضهم قبيح، وبعضهم قصير، وبعضهم طويل، وبعضهم أبيض، وبعضهم أسود، وبعضهم صالح، وبعضهم طالح.
قلت: فالعجب منك! إنّي أُراودك منذ اليوم علي أن تقرّ بصانع فلم تجبني إلي ذلك، حتّي كان الآن أقررت بأنّ القردة والخنازير خلقن أنفسهنّ!
قال: لقد بهّتني بما لم يسمع النّاس منّي! قلت: أفمنكر أنت لذلك؟ قال: أشدّ إنكار. قلت: فمن خلق القردة والخنازير إن كان النّاس والنّجوم خلقن أنفسهنّ؟ فلابدّ من أن تقول: إنّهنّ من خلق النّاس، أو خلقن أنفسهن، أفتقول: إنّها من خلق النّاس؟ قال: لا. قلت: فلابدّ من أن يكون لها خالق أو هي خلقت أنفسها، فإن قلتَ: إنّها من خلق النّاس أقررت أنّ لها خالقاً، فإن قلتَ: لابدّ أن يكون لها خالق فقد صدقت، وما أعرفنا به، ولئِن قُلتَ: إنّهنّ خلقن أنفسهن فقد أعطيتني فوق ما طلبت منك من الإقرار بصانع.
ثمّ قلتُ: فأخبرني بَعضُهنّ قبل بعض خلقن أنفسهنّ أم كان ذلك في يوم واحد؟ فإن قُلتَ: بعضُهُنّ قبل بعض فأخبرني، السّماواتُ وما فيهنّ والنّجومُ قبلَ الأرض والإنسِ والذّرِ خُلِقنَ أم بَعدَ ذلِكَ؟ فَإن قلتَ: إنّ الأرضَ قَبلُ، أفلا تَري قولَكَ: إنّ الأشياءَ لم تَزَل، قد بطل حيث كانت السّماء بعد الأرض؟
قال: بلي، ولكن أقول: مَعاً جميعاً خُلقنَ.
قُلتُ: أفَلا تَري أنَّكَ قَد أقرَرتَ أنّها لَم تَكُن شَيئاً قَبل أن خُلِقنَ، وَقَد أذهَبتَ حُجّتكَ في الأزليّةِ؟ قال: إنّي لعلي حَدّ وُقوفٍ، ما أدري ما اُجيبُكَ فيهِ؛ لأنّي أعلم أنّ الصّانع إنّما سمي صانعاً لصناعته، والصّناعة غير الصّانع، والصّانع غير الصّناعة؛ لأنّه يقال للرّجل: الباني لصناعته البنّاء، والبنّاء غير الباني والباني غير البنّاء، وكذلك الحارثُ غيرُ الحرثِ والحَرثُ غيرُ الحارثِ.
قلتُ: فأخبرني عن قولِكَ: إنّ النّاس خَلقوا أنفسهم، فبكمالهم خلقوها أرواحهم وأجسادهم وصورهم وأنفاسهم؟ أم خلق بعض ذلك غيرهم؟ قال: بكمالهم لم يخلق ذلك ولا شيئاً منهم غيرهم.
قلتُ: فأخبرني، الحياة أحبّ إليهم أم الموت؟ قال: أو تشكّ أنّه لا شي ء أحبّ إليهم من الحياة، ولا أبغض إليهم من الموت.
قلتُ: فأخبرني من خلق الموت الّذي يخرج أنفسهم الّتي زعمت أنّهم خلقوها، فإنّك لا تنكر أنّ الموت غير الحياة، وأنّه هو الّذي يذهب بالحياة. فإن قلتَ: إنّ الّذي خلق الموت غيرهم، فإنّ الّذي خلق الموت هو الّذي خلق الحياة، ولئن قلت: هم الّذين خلقوا الموت لأنفسهم، إنّ هذا لمحال من القول! وكيف خلقوا لأنفسهم ما يكرهون، إن كانوا كما زعمت خلقوا أنفسهم؟ هذا ما يستنكر من ضلالك أن تزعم أنّ النّاس قدروا علي خلق أنفسهم بكمالهم، وأنّ الحياة أحبّ إليهم من الموت، وخلقوا ما يكرهون لأنفسهم!.
قال: ما أجد واحداً من القولين ينقاد لي، ولقد قطعته عليّ قبل الغاية الّتي كنت أريدها.
قلت: دعني فإنّ من الدّخول في أبواب الجهالات ما لا ينقاد من الكلام، وإنّما أسألك عن معلّم هذا الحساب الّذي علّم أهل الأرض علم هذه النّجوم المعلّقة في السّماء.
[3] بحار الأنوار: ج3 ص 196 - 152.
[4] بحار الأنوار: ج3 ص55 وراجع: الأمان من أخطار الأسفار: ص 91.
[5] بحار الأنوار: ج1 ص14 وراجع: كشف المحجّة ثمرة المهجّة: ص 9.
[6] الأمان: ص 91.
[7] رجال النّجاشي: ج 1 ص 252 الرّقم 250.
[8] ابن أبي العوجاء
هو عبد الكريم بن أبي العوجاء، ربيب حمّاد بن سلمة علي ما يقول ابن الجوزي، ومن تلامذة الحسن البصري، وذكر البغدادي إنّه كان مانوياً يؤمن بالتّناسخ ويميل إلي مذهب الرّافضة (!) ويقول بالقدر، ويتّخذ من شرح سيرة ماني وسيلة للدعوة، وتشكيك النّاس في عقائدهم، ويتّحدث في التّعديل والتّجوير علي ما يذكر البيروني. ومن هنا يتبيّن انّ ابن أبي العوجاء هذا كان زنديقاً مشهوراً بذلك. وله مواقف مع الإمام الصّادق عليه السلام، أفحمه الإمام في كُلّ مرّة منها، سجنه والي الكوفة محمّد بن سليمان، ثمّ قتله في أيّام المنصور عام 155 ه، وقيل عام 160 ه في أيّام المهدي، تجد ذكره في تاريخ الطبري: ج3 ص375 ط ليدن، وفهرست ابن النديم: ص338، والفَرق بين الفِرَق: ص255، والاحتجاج للطبرسي: ص182 و183.
[9] الخرق: ضعف الرأي والحمق.
[10] النّزق: هو الطّيش والخِفّة عند الغضب.
[11] لعلّه من الإفراغ بمعني الصّب. يقال: استفرغ مجهوده، أي بذل طاقته.
فضل الصدقة
3- في الكافي مسندا، عن علي بن أسباط، عمن رواه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان بيني و بين رجل قسمة أرض، و كان الرجل صاحب نجوم وكان يتوخي ساعة السعود فيخرج فيها و أخرج أنا في ساعة النحوس، فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين، فضرب الرجل بيده اليمني علي اليسري، ثم قال: ما رأيت كاليوم قط! قلت: ويك ألا أخبرك ذاك؟ قال: اني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس، فخرجت أنا في ساعة السعود، ثم قسمنا، فخرج لك خير القسمين فقلت: ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: [من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه، فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله عنه نحس يومه، و من أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة، يدفع الله عنه نحس ليلته]. فقلت: اني افتتحت خروجي بصدقة، فهذا خير لك من علم النجوم.
مناظرة ابن جريج في حديث: أن الله يغضب لغضب فاطمة
و عن الحسين بن زيد، عن جعفر الصادق عليه السلام: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لفاطمة عليهاالسلام: «يا فاطمة، ان الله عزوجل يغضب لغضبك و يرضي لرضاك».
قال: فقال المحدثون بها. قال: فأتاه ابن جريج [1] فقال: يا أباعبدالله، حدثنا اليوم حديثا استهزأه الناس. قال عليه السلام: و ما هو؟
[ صفحه 60]
قال: حديث أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لفاطمة عليهاالسلام: «ان الله ليغضب لغضبك، و يرضي لرضاك».
قال: فقال عليه السلام: ان الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن و يرضي لرضاه؟ فقال: نعم.
قال عليه السلام: فما تنكر أن تكون ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مؤمنة، يرضي الله لرضاها، و يغضب لغضبها. قال: صدقت، الله أعلم حيث يجعل رسالته [2] .
پاورقي
[1] في المصدر: «ابن جريح»، تصحيف صوابه ما أثبتناه، و هو عبدالملك بن عبدالعزيز ابن جريج القرشي الاموي، مات نحو سنة 150 ه، تهذيب الكمال 338:18.
[2] الاحتجاج: 354.
مناظره امام با دوگانه پرست
(دو گانه پرستي به حضور امام صادق (ع ) آمد؛ و از عقيده خود دفاع مي كرد؛ عقيده اش اين بود كه جهان هستي داراي دو خدا است ؛ يكي خدايي نيكيها و ديگري خداي بدي ها و...).
امام صادق (ع ) در رد عقيده او و هرگونه دوگانه پرستي چنين فرمود: اينكه تو مي گوئي خدا دوتا است ؛ بيرون از اين تصورات نيستند:
1- يا هر دو نيرومند و قديم هستند.
2- يا هر دو ناتوان هستند.
3- يا يكي قوي ؛ و ديگري ناتوان است .
پس چرا يكي از آنها ديگري را از صحنه خارج نمي كند؛ تا خود به تنهايي بر جهان حكومت كند؟ (نظام واحد جهان حاكي است كه يك حاكم در جهان وجود دارد؛ بنابراين خدا؛ يك قوي مطلق است ).
نيز بيانگر يكتائي خدا است ؛ و گفتار ما را ثابت مي كند؛ زيرا همان قوي خدا است ؛ ولي ديگري خدا نيست به دليل ضعفي كه دارد.
در مورد (ضعف هر دو خدا) يا آنها از جهتي با هم متفق هستند و از جهتي مختلف ؛ در اين صورت لازم است كه بين آن دو؛ يك ما به الامتياز (چيزي كه يكي از آن خدايان دارد و ديگري ندارد) باشد؛ و نيز لازم است كه آن ما به الامتياز امري وجودي قديم باشد؛ و از اول همراه آن دو خدا بوده ؛ تا دوئيت آنها؛ صحيح باشد؛ در اين صورت سه خدا به وجود مي آيد؛ و به همين ترتيب چهار خدا و پنج خدا و بيشتر مي شود؛ و بايد معتقد به بي نهايت خدا شد.
هشام مي گويد: يكي از سؤالات آن دو گانه پرست اين بود كه (بحث در مورد دوگانه پرستي را به اصل وجود خدا كشانيد) به اما صادق (ع ) گفت : دليل شما بر وجود خدا چيست ؟ وجود آنهمه ساخته ها بيانگر وجود سازنده است ؛ چنانكه وقتي كه تو ساختمان استوار و محكم و سربر افراشته اي را ديدي ؛ يقين پيدا مي كني كه آن ساختمان ؛ بنائي داشته است ؛ گرچه تو آن بنا را نديده باشي .
خدا چيست ؟ خدا چيزي است بر خلاف همه چيز؛ به عبارت ديگر ثابت كردن معنائي است ؛ چيزي است به حقيقت چيز بودن ؛ ولي جسم و شكل ندارد؛ و به هيچيك از حواس ؛ درك نمي شود؛ و خيالها او را در نمي يابند؛ و گذشت زمان ؛ او را كاهش و دگرگون نسازد .
پاسخ به سؤالات منكر خدا
يكي از منكران خدا كه سؤالات پيچيده اي درباره خداشناسي در ذهن خود انباشته بود؛ به حضور امام صادق (ع ) آمد و سؤالات خود را مطرح كرد؛ و امام به يكايك آن پاسخ داد؛ به ترتيب زير: خدا چيست ؟
او چيزي بر خلاف همه چيز است ؛ كه گفتارم به يك معنائي بر مي گردد؛ او چيزي است به حقيقت معني چيز؛ نه جسم است و نه شكل ؛ نه ديده مي شود و نه لمس مي گردد؛ و با هيچيك از حسهاي پنچگانه (بينائي - شنوائي - چشائي - بويائي - و بساوائي ) درك نمي گردد؛ خاطرها به او نمي رسند؛ گذشت روزگار؛ موجب كاهش و دگرگوني او نخواهد شد.
تو مي گوئي خدا شنوا و بينا است ؟ آري شنوا است ولي بدون عضو گوش ؛ و بينا است بدون وسيله چشم ؛ بلكه به ذات خود شنوا و بيناست ؛ البته منظورم اين نيست كه او چيزي است ؛ و ذات خود شنوا و بيناست ؛ البته منظورم اين نيست كه او چيزي است ؛ و ذات او چيز ديگر؛ بلكه براي فهماندن تو اين گونه سخن گفتم ؛ حقيقت اين است كه او با تمام ذاتش مي شنود؛ اما معني كلمه تمام اين نيست كه او جز دارد؛ بلكه مي خواهم مقصودم را به تو بفهمانم ؛ برگشت سخنم اين است كه : او شنوا؛ بينا و دانا است بي آنكه صفاتش جداي از ذاتش باشد.
- پس خدا چيست ؟
او رب ّ (پروردگار)؛ معبود و الله است ؛ اينكه مي گويم الله و رب است منظورم اثبات لفظ الف ؛ لام ؛ ها؛ را و با نيست ؛ بلكه منظور آن حقيقت و معنايي است كه آفريننده همه چيز است ؛ و نامهائي مانند: الله ؛ رحمان ؛ رحيم ؛ عزيز؛ و... اشاره به همان حقيقت است ؛ و او است پرستيده شده بزرگ و عظيم .
هر چيزي كه در خاطر انسان بگذرد؛ او مخلوق (ذهن )است ؛ نه خالق .
اگر سخن تو درست باشد؛ لازمه اش اين است كه وظيفه خداشناسي از ما ساقط شود؛ زيرا ما فقط به شناختن آنچه كه در ذهن مي گذرد مكلف مي باشيم ؛ آنچه كه ما درباره خدا مي گوئيم اين است كه : هر چيزي كه به وسيله حواس ؛ قابل حس باشد و در محدوده احساس ما در آيد مخلوق است (ولي حقيقت خدا قابل درك با حواس نيست ؛ پس او خالق است ).
ذات پاك خدا داراي دو جهت نيست :
1- نيستي، 2- شباهت به اشيا؛
كه شباهت از ويژگيهاي مخلوق است كه اجزايش بهم پيوسته بوده ؛ و هماهنگي آشكار دارد؛ داراي پديد آورنده و آفريدگار است ؛ كه آن آفريدگار غير از آفريده ها است و شباهت به آنها ندارد؛ وگرنه مانند آنها داراي صفات آنها مي گردد مانند: پيوستگي، هماهنگي، تغيير، نبود و بود؛ و انتقال از كودكي به بزرگي ؛ و از سياهي به سفيدي ؛ و از نيرومندي به ناتواني و حالات ديگر كه نيازي به شرح آنها نيست .
- آيا خدا داراي ذات و خودي است ؟
آري ؛ جز با ذات و خودي چيزي ثابت نگردد.
- آيا خدا چگونگي دارد؟
نه ؛ زيرا كيفيت و چگونگي جهت چيزي است (مثل سفيدي براي كاغذ) و او جهت ندارد؛ ولي بايد در خداشناسي از دو چيز دوري كنيم :
1 تعطيل و نيستي خدا.
2 تشبيه خدا به چيزي ؛ زيرا كسي كه ذات خدا را نفي كند؛ او را انكار نموده ؛ ربوبيت او را رد كرده ؛ و او را ابطال نموده است ؛ و اگر كسي او را به چيزي تشبيه كند؛ او را موصوف به صفات ساخته شده كه سزاوار مقام ربوبيت نيست كرده است ؛ بنابراين ؛ كيفيت به اين معني براي او درست نيست ؛ اما توصيف او به كيفيت به اين معني كه او را از دو جهت تعطيل (نيستي ) و تشبيه بيرون آورد؛ براي خدا ثابت است .
- آيا خدا؛ خودش متحمل رنج و زحمت كارها مي گردد؟
او برتر از چنين نسبتي است ؛ تحمل رنج ؛ از صفات مخلوق است كه انجام كارها براي او بدون رنج ميسر نيست ؛ ولي ذات پاك خدا بالاتر از اين تصورات است ؛ اراده و خواستش ؛ نافذ است ؛ و آنچه بخواهد انجام خواهد شد.
حكمته وسعة فهمه
أكثر مترجمو الامام جعفر الصادق من نقل حكمه، و أجوبته المسكتة للأسئلة المشكلة، تلك الأجوبة التي تبين عن سعة علمه و بعد فهمه، و ما حباه الله به من سرعة البديهة، و اللسان المفصح عن جوامع المعاني، و فقهه لمقاصد التشريع و أسراره، و هو فضل الله يؤتيه من يشاء.
فقد سأله تلميذه سفيان بن عيينة بمكة في موسم الحج، فقال: قدمت مكة فاذا أنا بأبي عبدالله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح، فقلت: يابن رسول الله، لم جعل الموقف من وراء الحرم؟ -يعني عرفات - و لم يصير في المشعر الحرام؟
فقال: الكعبة بيت الله، و الحرم حجابه، و الموقف بابه.
فلما قصده الوافدون، أوقفهم بالباب يتضرعون، فلما أذن لهم في الدخول أدناهم من الباب الثاني و هو المزدلفة.
فلما نظر الي كثرة تضرعهم و طول اجتهادهم رحمهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم، و قضوا تفثهم، و تطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه و بينهم أمرهم بزيارة بيته علي طهارة.
[ صفحه 21]
قال: فلم كره [1] الصوم أيام التشريق؟
قال: لأنهم في ضيافة الله، و لا يجب علي الضيف أن يصوم عند من أضافه.
و روي أبونعيم في الحلية بسنده الي أحمد بن عمرو بن المقدم الرازي قال: وقع الذباب علي المنصور - أبي جعفر الخليفة العباسي - فذبه عنه، فعاد فذبه حتي أضجره فدخل جعفر بن محمد عليه، فقال له المنصور: يا أباعبدالله لم خلق الله الذباب؟
قال: ليذل به الجبابرة.
و قال جعفر الصادق لتلميذه سفيان الثوري: لا يتم المعروف الا بثلاثة، بتعجيله، و تصغيره، و ستره.
و روي تلميذه عائذ بن حبيب -و هو صدوق رمي بالتشيع - أن جعفر الصادق قال: لازاد أفضل من التقوي، و لا شي ء أحسن من الصمت، و لا عدو أضر من الجهل، و لا داء أدوأ من الكذب.
و قال مرة يوصي ابنه موسي «الكاظم»: يا بني من قنع بما قسم له
[ صفحه 22]
استغني.
و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا.
و من لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه.
و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.
و من كشف حجاب غيره انكشفت عورته.
و من سل سيف البغي، قتل به.
و من احتفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيه.
و من داخل السفهاء حقر.
و من خالط العلماء وقر.
و من دخل مداخل السوء اتهم.
يا بني: اياك أن تزري بالرجال فيزري بك.
و اياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك.
يا بني: قل الحق لك و عليك تستشار من بين أقربائك.
كن للقرآن تاليا، و للاسلام فاشيا، و للمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في القلوب.
و اياك و عيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف.
[ صفحه 23]
اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا فرع الا بأصل، و لاأصل الا بمعدن طيب. زر الأخيار و لا تزر الفجار فانهم صخرة لايتفجر ماؤها، و شجرة لايخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها.
و من سرعة بديهته و موفور حكمته أن أصحابه سألوه مرة: لم حرم الله الربا؟ فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف.
و هذا في الحقيقة من فواتح الله له في معرفة مقاصد الشرائع. و ذا لا يحصل بالتكسب و التعلم - لكنه فضل يهبه الله لمن شاء من عباده، و ربنا ذو فضل عظيم.
و من النوادر في أجوبته المسكتة الحاضرة ما نقله صاحب ربيع الأبرار: أن رجلا قال لجعفر الصادق بن محمد: ما الدليل علي الله؟ و لا تذكر لي العالم و العرض و الجوهر، فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: هل عصفت بكم الريح حتي خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب و الملاحين؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك أن ثم من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فان ذاك هو الله، قال الله تعالي: (و اذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه)، (و ما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون).
و لذا نص أبوحنيفة علي أنه لم ير أفقه من جعفر بن محمد.
[ صفحه 24]
پاورقي
[1] اذا سمعت هذه الكلمة عند متقدمي السلف فمعناها حرم، حيث كانوا يتورعون عن اطلاق التحريم علي المسائل، و منه قول مالك أنه كره لأهل المدينة كلما دخل أحدهم المسجد و خرج الوقوف علي قبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم.
نقله عنه النووي في منسكه 2 / 69 من مخطوطات الظاهرية بدمشق.
تعديل حس دوست خواهي
انسان با انس به دوستانش احساس مسرت و لذت مي كند. او در همنشيني با رفيق شفيق، نشاط و نيرو مي گيرد و اين يك نياز طبيعي اوست و بايد ارضاء شود. يك جوان در اثر اين حس به سمت دوستان و همفكران خود كشيده مي شود، او عاشق رفاقت است و دنبال ارتباط با هم سن و سالان خود مي باشد. از طرف ديگر بر اثر غلبه احساسات و شور و شوق جواني و نپختگي نگرش عقلاني، ممكن است در دام دوستان ناباب و يا صيادان و شيادان بيفتد. از اين رو در انتخاب يك دوست ممكن است دچار مشكلات گردد. امام جعفر صادق عليه السلام دقيقا روي همين نكته انگشت اشارت نهاده و به جوانان چنين رهنمود مي دهد: «الاخوان ثلاثة: فواحد كالغذاء الذي يحتاج اليه كل وقت فهو العاقل. و الثاني في معني الداء و هو الحق. و الثالث في معني الدواء فهو اللبيب؛ [1] دوستان سه دسته هستند. اول: كسي كه مانند غذا در هر زمان به او نياز هست و او دوست عاقل است. دوم:كسي كه [براي انسان] مانند بيماري و درد [رنج آور] است، و او دوست احمق [و نادان] است و سوم: كسي كه وجودش براي فرد همانند داروي حيات بخش است، و آن رفيق روشن بين [و اهل تفكر] است.»
پاورقي
[1] بحارالانوار، ج 75، ص 237.
ارتباط ائمه اربعه با امام صادق
اما امام ابوحنيفه (80 ـ 150)، زمانا مقدم بر ساير ائمه اربعه است و پيوند او با امام صادق و پدر بزرگوارش حضرت باقر بيشتر بوده، تاريخ تولد و وفاتش با حضرت صادق نزديك است. زيرا، امام صادق در سال 85 متولد و در 148 رحلت فرموده است.
نظر به همين جهت، برخي از علما از جمله آقاي شيخ ابوزهره در كتاب امام صادق، رابطه ي آن دو را رابطه ي هم دوره ئي و معاصرت مي داند نه رابطه ي استاد وشاگردي. از پاره ئي روايات استفاده مي شود كه حضرت صادق او را فقيه عراق خطاب مي كرده و با او معامله يك عالم و نه يك شاگرد مي كرده است.
در عين حال، رواياتي چند در جامع المسانيد آمده كه ابو حنيفه از امام صادق نقل مي كند و ما پيش از نقل آن روايات، ترجيح مي دهيم رابطه ي ابوحنيفه را با حضرت باقر عليه السلام با ذكر چند خبر كه حاكي از نهايت احترام وي نسبت به آن حضرت است نقل كنيم. بديهي است نظر به رحلت حضرت باقر در 114 ه حتما ابوحنيفه در جواني آن حضرت را درك كرده است و سمت شاگردي او را داشته است و اينك خلاصه ي دو حديث:
1ـ ابو حنيفه مي گويد نزد محمد بن علي بن الحسين آمده سلام كردم و نشستم. گفت اي برادر عراقي اينجا ننشين همانا شما اهل عراق از نشستن نزد ما منع شده ايد آنگاه از او درباره ي خليفه دوم و رابطه ي علما با او سؤال كردم و اما حسن رابطه ي علي عليه السلام را با او بيان داشت. آنگاه ابوحنيفه گفت تو از آن دو برائت نمي جوئي در حاليكه نزد ما كساني از آنان تبري مي جويند. اگر نامه اي به آنان بنويسي (و آنان را از اين كار منع كني). فرمود تو به من از آنان نزديك تري در حاليكه به تو امر كردم كه نزد ما ننشين اطاعت نكردي پس چطور آنان اطاعتم مي كنند؟
2ـ از حضرت باقر نقل مي كند كه فرمود: ان صلاة النبي (ص) كانت ثلاث عشرة ركعة منهن ركعات الوتر و ركعات الفجر.
و اما روايات او از حضرت صادق دو دسته است:
اول آنچه به وسيله ي آن حضرت از پدرانش از علي عليه السلام نقل مي كند مانند:
1ـ عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي رضي الله عنه قال ينكح العبد زوجتين و يطلق تطليقتين.
2ـ عن جعفر بن محمد عن علي انه قال حد الملوك اذا قذف نصف الحد.
3ـ عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي رضي الله عنه ضرب عبداً في فرية اربعين سوطاً.
دوم آنچه از خود آن حضرت نقل مي نمايد:
1ـ ابوحنيفة قال جعفر بن محمد افقه من رأيت، و لقد بعث الي ابو جعفر المنصور ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيي له مسائل شداداً فلخصت اربعين مسئلة و بعثت بها الي المنصور بالحيرة ثم ابرد الي فوافيته علي سريره و جعفر بن محمد عن يمينه، فتداخلني من جعفر هيبة لم اجدها من المنصور فاجلسني ثم التفت الي جعفر قائلاً: يا ابا عبد الله هذا ابوحنيفه فقال: نعم اعرفه ثم قال المنصور سله مابذالك يا ابا حنيفة فجعلت اسأله و يجيب الاجابة الحسنة و يفحم حتي اجاب عن اربعين مسئلة فرأيته اعلم الناس باختلاف الفقهاء فلذلك احكم انه افقه من رأيت.
2ـ عن عبد الجبار بن عبد العزيز بن ابي رواد قال كنافي الحج عند جعفر بن محمد فجاءِ ابوحنيفه فسلّم عليه و عانقه و ساله فأكثر مسايلته حتي سأله عن حرمه، فقال رجل يا ابن رسول الله (ص) تعرف هذا الرجل قال: ما رأيت احمق منك تراني أسأله عن حرمه و تقول هل تعرفه؟ هذا ابوحنيفة هذا من افقه اهل بلده.
اما الامام مالك بن انس امام اهل المدينة (0 ـ 179) پيشواي مذهب مالكي، در ايام جواني تا اواسط عمر، حضرت صادق را درك و از محضر او استفاده كرده است. مالك، در كتاب موطاءِ حدود 40 حديث از ائمه اهل بيت روايت نموده به چند طريق:
1ـ مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين....
2ـ مالك عن ربيعة بن ابي عبد الرحمن عن محمد بن علي بن الحسين.....
3ـ مالك عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن ابيطالب (ع).
4ـ مالك عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر عبد الله عن رسول الله، كيفيت حج رسول الله را مالك و ساير اهل سنت به همين طريق نقل كرده اند. و به همين جهت ابوحنيفه چنانچه قبلا نقل كرديم گفته است: «لو لا جعفر بن محمد ما علم الناس مناسك حجهم».
علاوه بر مالك، محمد بن اسحاق، در كتاب (مغازي) خود از حضرت صادق و باقر رواياتي بلاواسطه يا مع الواسطه نقل كرده است.
اما امام شافعي (50 ـ 204) و امام احمد حنبل (م241) هر چند مدركي در دست نيست كه با يك تن از ائمه معاصر خود تماس گرفته و حديثي از وي بلاواسطه نقل كرده باشند، ولي در كتاب (ترتيب مسند شافعي) و (مسند احمد) با واسطه از حضرت صادق و ائمه پيش از وي تا برسد به رسول خدا احاديثي ديده مي شود.
جستجوي حقيقت عبوديت در وجود خود
انسان با شناخت خداوند، شناخت خود و شناخت رابطه بين خود و خدا، مي تواند حقيقت بندگي (عبوديت) خدا را درك كند؛ زيرا نفس انسان آفريده خدا و خدا آفريننده اوست، او مملوك خدا و خدا مالك اوست، و خداوند نگهبان و مراقب اوست، و يقين به همه اين نكات همان عبوديت است. خداوند متعال مي فرمايد:
خداوند مثلي مي زند به بنده مملوكي كه توان انجام هيچ كاري ندارد. [1] هنگامي كه انسان حقيقت عبوديت را با درك رابطه خود و خدا دريابد، حقايقي را كه بر اين بندگي مترتب مي شود نيز به همان وضوح و شفافيت درك خواهد كرد.
اين حقايق دو جنبه دارند: يكي اينكه آدمي تمام آنها را براي خدا به انجام برساند، و ديگر اينكه بدون اجازه خدا هيچ كدام از اين حقايق را براي غير خدا به كار نبندد:
كساني كه... از او پروا دارند و از هيچ كس جز خداوند پروا ندارند. [2] انسان براي درك اين حقايق و معارف، تمام اين حقايق را در كتاب نفس مي خواند.
پاورقي
[1] سوره نحل، آيه 75: ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر علي شيء.
[2] سوره احزاب، آيه 39: و يخشونه و لا يخشون أحداً إلا الله.
اولويت ها در نهضت علمي
حال بايد توضيح داد كه دراين مسير حضرت چه چيزي محتواي اين نهضت علمي را تعيين مي كرد؟
حقيقت اين است كه جريان نفاق، خطرناك ترين انحرافي است كه اززمان پيامبراكرم(ص) شروع شده و در آيات مختلفي بدان اشاره شده است، مانند آيات 7 و 8 سوره منافقين. اين حركت هرچند در زمان پ يامبر نتوانست در صحنه اجتماعي بروز يابد، اما از اولين لحظات رحلت، تمام هجمه هاي منافقان به يكباره بر سر اهل بيت عليهم السلام فرو ريخت. لذا مرحوم علامه طباطبايي مي نويسد:
هنگامي كه خلافت از اهل بيت عليهم السلام گرفته شد، مردم روي اين جريان از آن ها روي گردان شدند و اهل بيت عليهم السلام در رديف اشخاص عادي بلكه به خاطر سياست دولت وقت، مطرود از جامعه شناخته شدند و در نتيجه مسلمان ها از اهل بيت عليهم السلام دورافتادند و از تربيت علمي و عملي آنان محروم شدند. البته امويان به اين هم بسنده نكردند و با نصب علماي سفارشي خود، كوشيدند ازمطرح شدن ائمه اطهار عليهم السلام از اين طريق نيز جلوگيري كنند.چنانچه معاويه رسماً اعلام كرد: كسي كه علم و دانش قرآن نزد اوست، عبدالله بن سلام است و در زمان عبدالملك اعلام شد: كسي جزعطا حق فتوا ندارد و اگر او نبود، عبدالله بن نجيع فتوا دهد،از سوي ديگر مردم از تفسير قرآن نيز چون علم اهل بيت عليهم السلام محروم ماندند با داستانهاي يهود و نصاري آميخته شد ونوعي فرهنگ التقاطي در گذر ايام شكل گرفت. رفته رفته كه قيامهاي شيعي اوج گرفت و گاه فضاهاي سياسي به دلايلي باز شد، دو نظريه قيام مسلحانه و نهضت فرهنگي در اذهان مطرح شد. چون قيام هاي مسلحانه به دليل اقتدار حكام اموي و عباسي عموماً با شكست رو به رو مي شد، نهضت امام صادق(ع) به سوي حركتي علمي مي توانست سوق پيدا كند تا از اين گذر علاوه بر پايان دادن به ركود و سكوت مرگبار فرهنگي، اختلاط و التقاط مذهبي و ديني وفرهنگي نيز زدوده شود. لذا اولويت در نهضت امام بر ترويج وشكوفايي فرهنگ ديني و مذهبي و پاسخگويي به شبهات و رفع التقاط شكل گرفت.
فيما ورد عليه من المنصور و شهادة الامام الصادق
و معجزاته أكثر من ان تحصي و اوفر من ان تستقصي و نحن ذكرنا بقدر يليق بهذا المختصر ثم اخذنا و شرعنا في ذكر ما يتعلق بوفاته و ما ورد عليه من المخالفين من الصدمات و الأهانات و هو ايضا لا يخلو عن الاعجاز في (البحار) عن المهج قال الربيع صاحب المنصور حججت مع ابي جعفر المنصور فلما كان في بعض الطريق قال لي المنصور يا ربيع اذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (ع) فو الله العظيم لا يقتله احد غيري احذر تدع ان تذكرني به قال فلما صرنا الي المدينة انساني الله عزوجل ذكره قال فلما صرنا الي مكة قال لي يا ربيع ألم آمرك ان تذكرني بجعفر بن محمد اذا دخلنا المدينة قال فقلت نسيت ذلك يا مولاي يا اميرالمؤمنين قال فقال لي اذا رجعت الي المدينة فذكرني به فلا بد من قتله فان لم تفعل لأضربن عنقك فقلت نعم يا اميرالمؤمنين ثم قلت لغلماني و اصحابي ذكروني بجعفر بن محمد اذا دخلت المدينة ان شاءالله تعالي فلم يزل غلماني و اصحابي يذكروني به في كل وقت و منزل ندخله و ننزل فيه حتي قدمنا المدينة فلما نزلنا بها دخلت الي المنصور فوقفت بين يديه و قلت له يا اميرالمؤمنين جعفر بن محمد قال فضحك و قال لي نعم يا ربيع اذهب فائتني به و لا تأتني به الا مسحوبا قال فقلت له يا مولاي يا اميرالمؤمنين حبا و كرامة و انا افعل ذلك طاعة لأمرك قال ثم نهضت و انا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال فاتيت الامام الصادق جعفر بن محمد (ع) و هو جالس في وسط داره فقلت له جعلت فداك ان اميرالمؤمنين يدعوك اليه فقال لي السمع و الطاعة ثم نهض و هو يمشي معي قال قلت له يا ابن رسول الله انه امرني ان لا آتيه بك الا مسحوبا قال فقال الصادق (ع) امتثل يا ربيع ما امرك به قال فاخذت بطرف كمه اسوقه اليه فلما ادخلته اليه رأيته و هو
[ صفحه 116]
جالس علي سريره و في يده حديد يريد ان يقتله به و نظرت الي جعفر (ع) و هو يحرك شفتيه فلم اشك انه قاتله و لم افهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به فوقفت انظر اليهما قال الربيع فلما قرب منه جعفر ابن محمد قال له المنصور ادن مني يا ابن عمي و تهلل وجهه و قربه منه حتي اجلسه معه علي السرير ثم قال يا غلام ائتني بالحقة فاتاه بالحقة فاذا فيه قدح الغالية فغلفه منها بيده ثم حمله علي بغلة و امر له ببدرة و خلعة ثم امره بالانصراف قال فلما نهض من عنده خرجت بين يديه حتي وصل الي منزله فقلت له بابي انت و امي يا ابن رسول الله اني لم اشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك و رأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك فما قلت قال لي نعم يا ربيع اعلم اني قلت حسبي الرب من المربوبين الي آخر الدعاء في (مهج الدعوات) قال في (البحار) و روي ان المنصور لما أراد قتل ابي عبدالله (ع) استدعي قوما من الاعاجم لا يفهمون و لا يعقلون فخلع عليهم الديباج و الوشي و حمل اليهم الاموال ثم استدعاهم و كانوا مأة رجل و قال للترجمان قل لهم ان لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه اذا دخل قال فاخذوا اسلحتهم و وقفوا ممتثلين لأمره فاستدعي جعفرا و امره ان يدخل وحده للترجمان قل لهم هذا عدوي فقطعوه فلما دخل (ع) و نظروا اليه هؤلاء تعاووا عوي الكلب و رموا اسلحتهم و كتفوا ايديهم الي ظهورهم و خروا له سجدا و مرغوا وجوههم علي التراب فلما رأي المنصور ذلك خاف علي نفسه و قال ما جاء بك قال انت و ما جئتك الا مغتسلا محنطا فقال المنصور معاذ الله ان يكون ما تزعم ارجع راشدا فرجع جعفر (ع) و القوم علي وجوههم سجدا فقال للترجمان قل لهم لم لا قتلتم عدو الملك
[ صفحه 117]
فقالوا نقتل و لينا الذي يلقانا كل يوم و يدبر امرنا كما يدبر الرجل ولده و لا نعرف وليا سواه فخاف المنصور من قولهم و سرحهم تحت الليل ثم قتله عليه السلام بالسم بعد ما رده الي المدينة في (البحار) عن قيس بن الربيع ان ابيه قال دعاني المنصور و قال اما تري ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي قلت و من هو يا سيدي قال جعفر بن محمد و الله لاستأصلن شافته ثم دعا بقائد من قواده فقال انطلق الي المدينة في الف رجل فاهجم علي جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسي بن جعفر في مسيرك فخرج القائد من ساعته حتي قدم المدينة و اخبر جعفر بن محمد (ع) فامر (ع) بناقتين فاوثقهما علي باب البيت و دعا باولاده موسي و اسماعيل و عبدالله و محمد فجمعهم و قعد في المحراب و جعل يهمهم قال ابوبصير فحدثني سيدي موسي بن جعفر (ع) ان القائد هجم عليه فرأيت ابي و قد همهم بالدعاء فاقبل القائد و كل من كان معه قال خذوا رأس هذين القائمين فاجتزوا رأسيهما ففعلوا و انطلقوا الي المنصور فلما دخلوا عليه اطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فاذا هما رأسا ناقتين فقال المنصور و أي شي ء هذا قال يا سيدي ما كان بأسرع من اني دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي و لم انظر ما بين يدي فرأيت شخصين قائمين خيل الي انهما جعفر و موسي ابنه فاخذت رأسيهما فقال المنصور اكتم علي فما حدثت به احدا حتي مات قال الربيع فسألت موسي بن جعفر (ع) عن الدعاء فقال سألت ابي عن الدعاء فقال هو دعاء الحجاب و ذكر الدعاء و وقع نظير هذه في بغداد في (البحار) روي عن رجل من كنده و كان سياف بني العباس قال جاء ابوالدوانيق بابي عبدالله (ع) و اسماعيل امر بقتلهما و هما محبوسان في بيت
[ صفحه 118]
فاتي عليه اللعنة اباعبدالله (ع) ليلا فاخرجه و ضربه بسيفه حتي قتله ثم اخذ اسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله ثم جاء اليه فقال ما صنعت قال لقد قتلتهما و ارحتك منهما فلما اصبح اذا ابوعبدالله و اسماعيل جالسان فاستأذنا فقال ابوالدوانيق للرجل ألست زعمت انك قتلتهما قال بلي لقد اعرفهما كما اعرفك قال فاذهب الي الموضع الذي قتلتهما فيه فجاء فاذا بجزورين منحورين قال فبهت و رجع فنكس رأسه و قال لا يسمعن منك هذا احد فكان كقوله تعالي في عيسي (و ما قتلوه و ما صلبوه ولكن شبه لهم)
في (البحار) عن يونس بن ابي يعفور قال حدثنا جعفر بن محمد الصادق (ع) قال لما قتل ابراهيم بن عبدالله بن الحسن بباخمري وحشرنا من المدينة فلم يترك فيها منا محتلم حتي قدمنا الكوفة فمكثثا فيها شهرا نتوقع فيها القتل ثم خرج الينا الربيع الحاجب فقال اين هؤلاء العلوية ادخلوا علي اميرالمؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجي قال فدخلنا اليه انا و الحسن ابن زيد فلما صرت بين يديه قال لي انت الذي تعلم الغيب قلت لا يعلم الغيب الا الله قال انت الذي يجبي اليك هذا الخراج قلت اليك يجبي يا اميرالمؤمنين الخراج قال اتدرون و لم دعوتكم قلت لا قال اردت ان اهدم رباعكم و اعور قليبكم و اعقر نخيلكم و انزلكم بالشراة لا يقربكم احد من اهل الحجاز و اهل العراق فانهم لكم مفسدة فقلت يا اميرالمؤمنين ان سليمان اعطي فشكر و ان ايوب ابتلي فصبر و ان يوسف ظلم فغفر و انت من ذلك النسل قال فتبسم و قال اعد علي فاعدت فقال مثلك فليكن زعيم القوم و قد عفوت عنكم و وهبت لكم جرم أهل البصرة و كان أهل البصرة قد عاونوا ابراهيم بن عبدالله بن الحسن الخ فقال حدثتني الحديث الذي حدثتني عن ابيك عن
[ صفحه 119]
آبائه عن رسول الله (ص) في الارحام قلت حدثني ابي عن ابائه عن علي عليه السلام عن رسول الله (ص) قال صلة الرحم تعمر الديار و تطيل الاعمار و تكثر العمار و ان كانوا كفارا فقال ليس هذا فقلت حدثني ابي عن ابائه عن علي عن رسول الله (ص) قال الارحام معلقة بالعرش تنادي اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني قال ليس هذا قلت حدثني ابي عن ابائه عن علي عن رسول الله (ص) قال ان الله عزوجل يقول انا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته قال ليس هذا قلت حدثني ابي عن آبائه عن علي عن رسول الله (ص) ان ملكا من ملوك الارض كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة فقال هذا الحديث اردت أي البلاد أحب اليك فو الله لأصلن رحمي اليكم قلنا المدينة فسرحنا الي المدينة و كفي الله مؤنته و دعاه يوما آخر و قال لأزهقن نفسك قال لا تعجل قد بلغت ثلاثا و ستين و فيها مات ابي و جدي علي بن ابي طالب (ع) فعلي كذا و كذا ان اذيتك بنفسي ابدا و ان بقيت بعدك ان اذيت الذي يقوم مقامك فرق له و اعفاه
روي محمد بن عبدالله الاسكندري انه قال كنت من جملة ندماء اميرالمؤمنين المنصور ابي جعفر و خواصه و كنت صاحب سره من بين الجميع فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما و هو يتنفس نفسا باردا فقلت ما هذه الفكرة يا اميرالمؤمنين فقال لي يا محمد لقد هلك من اولاد فاطمة (ع) مقدار مأة و قد بقي سيدهم و امامهم فقلت له من ذلك قال جعفر بن الصادق (ع) فقلت له يا اميرالمؤمنين انه رجل انحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة فقال يا محمد و قد علمت انك تقول به و بامامته ولكن الملك عقيم
[ صفحه 120]
و قد أليت علي نفسي ان لا امسي عشيتي هذه او افرغ منه قال محمد و الله لقد ضاقت علي الأرض برحبها ثم دعا سيافا و قال له اذا انا حضرت اباعبدالله الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهي العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه ثم احضر اباعبدالله في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم ادر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت اباجعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت اسنانه و ارتعدت فرايصه يحمر ساعة و يصفر اخري و اخذ بعضد ابي عبدالله الصادق (ع) و اجلسه علي سرير ملكه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال له يا ابن رسول الله ما الذي جاء بك في هذه الساعة قال جئتك يا اميرالمؤمنين طاعة لله عزوجل و لرسول الله و لأميرالمؤمنين ادام الله عزه قال ما دعوتك و الغلط من الرسول ثم قال سل حاجتك فقال اسألك ان لا تدعوني لغير شغل قال لك ذلك و غير ذلك ثم انصرف ابوعبدالله سريعا و حمدت الله عزوجل و دعا ابوجعفر المنصور بالدواويج و نام و لم ينتبه الا في نصف الليل فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسره ذلك و قال لي لا تخرج حتي اقضي ما فاتني من صلواتي فاحدثك بحديث فلما قضي صلواته اقبل علي و قال لي لما احضرت اباعبدالله الصادق (ع) و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوي بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في اعلاها و السفلي في اسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور ان الله تعالي جده قد بعثني اليك و امرني ان احدثت في ابي عبدالله الصادق شيئا فانا ابتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت اسناني قال
[ صفحه 121]
محمد بن عبدالله الاسكندري قلت له ليس هذا بعجب يا اميرالمؤمنين و عنده من الأسماء و ساير الدعوات التي لو قرأها علي الليل لأنار و لو قرأها علي النهار لأظلم و لو قرأها علي الامواج في البحور لسكنت قال محمد فقلت له بعد ايام اتأذن لي يا اميرالمؤمنين ان اخرج الي زيارة ابي عبدالله الصادق (ع) فاجاب و لم يأب فدخلت علي ابي عبدالله الصادق (ع) و سلمت و قلت له اسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله (ص) ان تعلمني الدعاء الذي تقرؤه عند دخولك الي ابي جعفر المنصور قال لك ذلك ثم علمه الدعاء قد ذكر في محله و الحاصل ليس يوم منه بواحد و لم يزل روحي له الفدا في الشدة و المحنة يجرع كاسات الهموم غصة بعد غصة و يتحمل منه الشدائد شدة بعد شدة حتي بلغ الكتاب اجله و قضي نحبه و لقي ربه شهيدا مظلوما مسموما لأن المنصور لما لم يتمكن من قتله في بغداد ارسله الي المدينة و بعث من خلفه سما قتالا الي و الي المدينة و امره بان يعطيه السم و يسقيه ذلك السم فاخذا لوالي عنبا رازقيا و غمس السلك في السم ثم جذبه في العنب حتي صار مسموما و سم الامام بذلك العنب المسموم و مرض مرضا شديدا و وقع في فراشه عن (مشكاة الانوار) انه دخل بعض اصحاب ابي عبدالله (ع) في مرضه الذي توفي فيه اليه و قد ذبل فلم يبق الا رأسه فبكي فقال (ع) لأي شي ء تبكي فقال لا ابكي و انا اراك علي هذه الحالة فقال (ع) لا تفعل فان المؤمن تعرض عليه كل خير ان قطعت اعضاؤه كان خيرا له و ان ملك ما بين المشرق و المغرب كان خيرا له في (البحار) عن سالمة مولاة ابي عبدالله جعفر بن محمد (ع) حين حضرته الوفاة و اغمي عليه فلما افاق قال اعطوا الحسن بن علي بن الحسين (ع) و هو الافطس سبعين
[ صفحه 122]
دينارا و اعطوا فلانا كذا و كذا فقلت اتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد ان يقتلك قال تريدين ان لا اكون من الذين قال الله عزوجل (و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب) نعم يا سالمة ان الله تعالي خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها و ان ريحها يوجد من مسيرة الفي عام و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم و في (جنات الخلود) سقي السم مرارا عديدة و في آخر مرة سقي السم فمرض مرضا شديدا و عارضه و جع شديد في بطنه و احشائه و امعائه قال عمرو بن زيد دخلت عليه اعوده فرأيته متكأ و قد دار وجهه الي الحايط و الباب وراء ظهره فلما دخلت عليه قال و جهني الي القبلة فوجهته واردت ان اسأله عن الامام بعده و عن الحجة فقال لا اجيب الآن و ستعلمن نيأه بعد حين ثم قضي نحبه فغسله الامام موسي بن جعفر (ع) و حنطه و كفنه في خمسة اثواب فلما أراد ان يصلي عليه الكاظم (ع) نازعة في ذلك عبدالله الافطح كان اخا الامام موسي بن جعفر و هو أكبر منه و اصغر من اسماعيل بن جعفر الصادق فتحير في ذلك الشيعة و كادوا ان يعملوا علي مذهب ابي حنيفة اذا تعارضا تساقطا فاظهر الامام موسي بن جعفر (ع) معجزات عديدة حتي رضي الناس و اختاروه و قدموه علي الافطح و صلي علي ابيه و دفنه عند والده عن ابي بصير قال دخلت علي ام حميدة بعد وفاة الصادق (ع) اعزيها بابي عبدالله (ع) فبكت و بكيت لبكائها ثم قالت يا ابامحمد لو رأيت اباعبدالله (ع) عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة فلم نترك احدا الا جمعناه قالت فنظر اليهم ثم قال ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلوة روي عن ابي ايوب الجوزي قال بعث
[ صفحه 123]
الي ابوجعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه و هو جالس علي كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب فلما سلمت عليه رمي الكتاب الي و هو يبكي و قال هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا ان جعفر بن محمد قد مات فانا لله و انا اليه راجعون ثلاثا و اين مثل جعفر ثم قال لي اكتب فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب ان كان اوصي الي رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه قال فرجع الجواب اليه انه اوصي الي خمسة احدهم ابوجعفر المنصور و محمد ابن سليمان و عبدالله الافطح و موسي بن جعفر و حميدة فقال المنصور ليس في قتل هؤلاء سبيل في (المناقب) اتي اعرابي الي ابي حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال توفي جعفر الصادق (ع) فشهق شهقة و اغمي عليه فلما افاق قال هل اوصي الي احد قال نعم اوصي الي ابنه عبدالله و موسي و ابي جعفر المنصور فضحك ابوحمزة و قال الحمدلله الذي هدانا الي الهدي و بين لنا عن الكبير و دلنا علي الصغير و اخفي عن امر عظيم فسأل عن قوله فقال بين عيوب الكبير و دل علي الصغير لاضافته اياه و كتم الوصية للمنصور لانه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل انت في (البحار) لما قبض ابوجعفر الباقر عليه السلام امر ابوعبدالله بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتي قبض ابوعبدالله ثم امر ابوالحسن بمثل ذلك في بيت ابي عبدالله (ع) حتي خرج به الي العراق ثم لا ادري ما كان و لما حمل ابوعبدالله جعفر بن محمد عليه السلام علي سريره و اخرج الي البقيع ليدفن قالي (ابوهريرة العجلي) الذي عد من شعراء اهل البيت ليس هو ابوهريرة الصحابي المعروف بالكذب رثاه بهذه الأبيات:
اقول و قد راحوا به يحملونه
علي كاهل من حامليه و عاتق
[ صفحه 124]
أتدرون ماذا تحملون الي الثري
ثبيرا ثوي من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه
ترابا و اولي كان فوق المفارق
يقول الراثي ايها المشيعون اتحثون التراب علي امامكم و ملاذكم و معاذكم و مفزعكم و سيدكم و مولاكم و لعمري يحق ان تحثوا التراب علي رؤسكم و قد دفنتم امامكم بايدكم و وارتيموه تحت اطباق الثري نعم يحق ان نحثوا التراب علي المفارق حيث فقد هذا الامام من بين ايدينا و واروه تحت التراب ولكن قضي نحبه في فراشه و عظموه و حملوا جنازته و غسلوه و كفنوه في غاية التعظيم و التبجيل و شيعوا جنازته ببكاء و عويل و صلوا عليه و دفنوه فعلي مثل الحسين فليبك الباكون و اياه فليندب النادبون قتلوه و نحروه و ذبحوه عطشانا ثم بعد ذلك سلبوه عريانا و بعد سلبه داسوه بحوافر خيولهم عدوانا و حملوا رأسه الشريف علي رمح طويل و سيروه من كربلاء الي الكوفة و من الكوفة الي الشام
الجسم منه بكربلاء مضرج
و الرأس منه علي القناة يدار
قبض ابوعبدالله في شوال من سنة ثمان و اربعين للهجرة و قيل في اليوم الخامس و العشرين من شوال و قيل يوم الاثنين لنصف من رجب و دفن في البقيع مع جده و ابيه و له من العمر خمس و ستون سنة و قال (ع) من زارني غفرت ذنوبه و لم يمت فقيرا و روي عن العسكري (ع) من زار جعفرا و اباه لم يشتك عينه و لم يصبه سقم و لم يمت مبتلي الخ.
گذري كوتاه به رويدادها
بني اميه خانداني بودند كه نسبتشان از طريق بني امية بن حرب، به قريش مي رسيد. اينان در زمان جاهليت با بني هاشم سر ستيز و دشمني داشتند، تا آنكه پيامبر صلي الله عليه و آله به تبليغ رسالت اسلامي در ميان مردم برانگيخته شد.
اين قبيله، سر سختانه با رسالت پيامبر به مبارزه برخاست، اما سرانجام در برابر امواج نيرومند آن به زانو در آمد و تا مدتي تسليم آن شد.
پس از رحلت پيامبر صلي الله عليه و آله و رويدادهاي تكان دهنده و سختي به وقوع پيوست. بني اميه اميدي به بازگشت به صحنه ي سياسي نداشتند تا آنكه خلافت به عثمان رسيد. آنگاه بود كه آنان بارقه اي اميدوار كننده يافتند و به تعقيب آن پرداختند.
تقدير خواست كه عثمان كشته شود همچنان كه تاريخ مقدر كرد كه پسران عموي او به خونخواهي او برخيزند. از اين لحظه تاريخ بني اميه در حكومت اسلامي آشكار مي شود.
معاويه با امام علي عليه السلام، خليفه شرعي، به بهانه گرفتن انتقام خون
[ صفحه 35]
عثمان، به ستيزه برخاست و چون ياران فراواني به گرد خود جمع كرده، خويشتن را خليفه ي مردم اعلام كرد و سپس پيشتر رفت و گفت: من و فرزندانم پادشاهيم و مردم بندگان ما هستند و پست تر از ما.
سلسله ي بني اميه بر مردم حكم مي راندند. بنابراين كه صاحب اختيار آنانند و مردم بايد فرمانبردار آنها باشند و گرنه شمشير و انواع و اقسام قتل و شكنجه در انتظار آنان است.
انقلابهايي از سوي مردم در مخالفت آشكار با اوضاع تيره ي زمان صورت پذيرفت و اگر چه تمام آنها به شكست انجاميد، ريشه هاي آنها باقي ماندند تا بار ديگر قوت بگيرند و مردم را در راه انقلاب هدايت كنند.
تقريباً تمامي اين انقلابها به انگيزه ي خونخواهي امام حسين عليه السلام فرزند دخت گرامي رسول الله صلي الله عليه و آله، كه براي احياي حق، با باطل به ستيز برخاست و به فجيع ترين شكل به شهادت رسيد، صورت مي گرفت.
اما بني عباس فرقه اي بود كه خود را به عموي پيامبر منتسب مي كرد.
اين گروه سوابق غير قابل توجهي در تاريخ مبارزه با سياست حكومت بني اميه داشتند، اما همين سوابق غير قابل اعتنا، ويژگي و اعتباري در ميان مردم مخالف با سياست امويان براي آنها به ارمغان آورده بود.
سال انقلاب فرا رسيد و انقلاب نماينده ي خود را به خراسان يعني تقريباً آخرين نقطه از ديار اسلام، جايي كه ياران انقلاب حضور داشتند، گسيل كرد تا انقلاب را در وقت معين خود، آشكار سازند.
[ صفحه 36]
ابومسلم خراساني فردي بود كه به ضرورت دگرگون ساختن اوضاع، به هر طريق كه باشد، ايمان داشت و جز اين امر به چيزي ديگر معتقد نبود.
در واقع اين باور او را كور و كر ساخته بود و همين اعتقاد راسخ، موفقيت و كاميابي بني عباس را در انقلابشان نسبت به ساير مخالفان بني اميه، فراهم مي ساخت. زيرا انقلابيون غالباً از دست يازيدن به محرمات و لو اينكه پيروزي آنها هم منوط به همين محرمات باشد، خود داري مي ورزيدند در حالي كه ياران و هوا خواهان بني اميه از هيچ اقدامي كه به سلطه ي آنها كمك مي كرد و يا دشمنانشان را طعمه مرگ و نابودي مي ساخت فرو گذار نمي كردند بنابر اين اگر گروهي با همين شيوه به مبارزه با آنها بر مي خواست، احتمال پيروزي دو طرف در اين نبرد برابر بود.
ابومسلم در ميان منتسبان به نهضت نوين عباسي شخص منحصر به فردي نبود بلكه بيشتر رهبران اين نهضت نظير و هم طراز وي بودند آنان در راه رسيدن به سروري و حكومت هيچ مانعي نمي شناختند و تمسك به هر كاري را براي رفع موانع، روا و مجاز قلمداد مي كردند.
ابومسلم از كوفه، مركز رهبري نهضت، دستوراتي را دريافت كرد كه در يكي از قسمتهاي آن چنين آمده بود:
همانا تو مردي از ما، اهل بيت، هستي. وصيت مرا حفظ كن. به اين قبيله از يمن توجه داشته باش و با آنان همراه شو و از پس آنان مسكن بگير و ربيعه را در كارشان متهم ساز، اما درباره ي مضر بدان كه آنان
[ صفحه 37]
نخستين دشمنان هستند، پس به هر كس مشكوك شدي او را بكش و اگر مي تواني كاري كني كه در خراسان كسي به عربي سخن نگويد، اين كار را انجام ده و هر جواني كه (قامتش) به پنج وجب مي رسد و به او ظنين شدي به قتلش رسان و با اين پيرمرد، سليمان بن كيد، مخالفت مكن و از فرمانش سر متاب و چون كار بر تو دشوار شد از طرف من تنها به او بسنده كن. و السلام.
ابومسلم بخصوص احتياج به دريافت چنين اوامر و وصايي نداشت، زيرا چنان كه گفته شد وي مردي بي نهايت خونريز بود. وي چه بسيار از رهبران مخالفان را به خانه ي خويش ميهمان كرد و آنگاه آنان را به خيانت كشت و يا چه بسياري مردان صالح و نيكوكار را امان داد، اما پس از آن امان نامه خود را نقض كرد. و به سختي به قتلشان رساند. بي گناهان بسياري به دست ابومسلم كشته و حرمتهاي بسياري بدون دليل به دست او دريده شدند و... و...
رهبران كوفي نيز در ارتكاب جنايت دست كمي از ابومسلم نداشتند.
آنان با مردي از بني هاشم به نام محمد بن عبدالله [1] بيعت كردند. چون فرصت را مناسب ديدند، انقلاب را به سرقت بردند و آن را به انحصار
[ صفحه 38]
خويش در آوردند و به ياران و ياوران خويش و حتي به مؤسس انديشه ي انقلاب (ابومسلم) سخت گرفتند و با كسي كه اندكي قبل با وي دست بيعت داده بودند، از در خلاف در آمدند و او را گرفتند و به خيانت كشتند.
اين همان ابومسلم، پايه گذار حكومت عباسيان است كه منصور به او خيانت مي كند و او را به بدترين شكل به قتل مي رساند.
همچنين وي در حق عيسي بن موسي خيانت مي كند و او را از منصب ولايت عهدي كه روزي به عنوان تقدير از خدمات گرانقدر وي به او اعطا كرده بود، بركنار مي كند.
بني عباس همچنين در حق كساني همچون ابو سلمه ي خلال، يعقوب بن داوود، فضل به سهل، جعفر برمكي، يحيي حسني و... كه خدمات شاياني براي حكومت آنان انجام داده بودند و مي بايست از آنان تقدير و سپاسگزاري مي شد، خيانت روا داشتند.
پاورقي
[1] غالب هاشميها كه سفاح و منصور هم جزو آنان بودند با اين مرد كه شايستگيهاي فراوانش او را نامزد رهبري كرده بود و نزديكانش تماماً او را بر اين مقصود ياري مي كردند، دست بيعت دادند. تمام اين حوادث در محلي ميان مكه و مدينه موسم به «ابواء» انجام پذيرفت. (مؤلف).
ختامه مسك
قال رسول الله صلي الله عليه و آله:
ثلاثة معصومون من ابليس و جنوده، الذاكرون الله، و الباكون من خشية الله، و المستغفرون بالأسحار [1] .
سه گروه از شيطان و يارانش در امان هستند:
1. كساني كه هميشه ذاكر و به ياد خدا هستند؛
2. گريه كنندگان از خوف خداوند متعال؛
3. كساني كه نيمه هاي شب استغفار مي كنند.
[ صفحه 32]
پاورقي
[1] ارشاد القلوب، ص 196؛ مستدرك الوسائل، ج 12، صص 146-147، ح 13745.
خلق الانسان و تدبير الجنين في الرحم
نبدأ يا مفضل بذكر خلق الانسان فاعتبر به... فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم، و هو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، و ظلمة الرحم، و ظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء، و لا دفع أذي. و لا استجلاب منفعة، و لا دفع مضرة، فانه يجري اليه من دم الحيض ما يغذوه، الماء و النبات، فلا يزال ذلك غذاؤه.
مادر
كنيه ي مادر امام عليه السلام را «أم فروه» گفته اند. برخي نيز ام القاسم نوشته اند، اسم او قريبه يا فاطمه، پدرش قاسم بن محمد بن ابي بكر [1] و مادرش اسماء، دختر عبدالرحمن بن ابي بكر مي باشد. اين همان مفهوم فرمايش امام صادق عليه السلام است كه فرمود: براستي ابوبكر دوبار به دنيا آمد». [2] شريف رضي در اين باره سروده است:
و حزنا عتيقا و هو غاية فخركم
بمولد بنت القاسم بن محمد [3] .
كليني در كتاب كافي به سند خود از عبدالأعلي نقل كرده كه گفته است: روزي ام فروه را ديدم كه به گرد كعبه طواف مي كرد. لباسي بر تن كرده بود كه با آن شناخته نمي شد، پس حجرالأسود را با دست چپ استلام كرد. ناگهان يكي از مرداني كه به طواف مشغول بود رو به ام فروه كرد و گفت: اي بنده ي خدا، سنت را خطا كرده اي. پس ام فروه گفت: ما از علم شما بي نيازيم. [4] .
امام صادق عليه السلام درباره ي مادر خود فرمود:
«مادر من از كساني است كه ايمان آورد و تقواي الهي پيشه ساخت و كار نيك انجام داد و خدا نيكوكاران را دوست مي دارد.» [5] .
امام ششم عليه السلام با اين جمله ي كوتاه ولي پر مغز و محتوا كه از قرآن خداوند (سوره ي نمل، آيه ي 128) الهام گرفته است، تمام اوصاف نيكو و پسنديده را
[ صفحه 22]
براي مادر خويش بيان فرمود؛ همان اوصافي كه اميرمؤمنان عليه السلام براي متقين در جواب سؤال همام بيان فرمود:
«اي همام، از خدا بترس و نيكي كن، زيرا خداوند با كساني است كه تقوا پيشه كنند و كار نيك انجام دهند.» [6] .
به هر حال، تقوا و پاكدامني ام فروه تا حدي بود كه مسعودي مي نويسد: ام فروه از تمام زنان زمان خود با تقواتر بود. [7] .
پاورقي
[1] قاسم بن محمد از اصحاب مورد اعتماد امام سجاد عليه السلام و هميشه در خدمت آن حضرت بوده است (اثبات الوصية، ص 154).
او مردي فقيه بود. روايات را به دقت بررسي مي كرد و آنچه روايت مي نمود، با قرآن و سنت منطبق بود. (ابوزهره، الامام الصادق عليه السلام، ص 26).
[2] «ان ابابكر ولدني مرتين»، أعيان الشيعه، ج 1، ص 659؛ معجم رجال الحديث، ج 23، ص 179؛ تنقيح المقال، ج 2، ص 73.
[3] في رحاب ائمة اهل البيت عليهم السلام، ج 4، ص 29. «و اندوهي كهن است و آن بلنداي افتخار شماست به ميلاد دختر قاسم بن محمد».
[4] الكافي، ج 4، ص 428؛ اعيان الشيعه، ج 1، ص 659؛ أعلام النساء المؤمنات، ص 177.
[5] الكافي، ج 1، ص 473؛ الامام الصادق والمذاهب الأربعة، ج 4، ص 283.
[6] نهج البلاغه، خطبه ي 193.
[7] اثبات الوصية، ص 178.
اسباب انهيار الدولة
و مهما تكن محاولة جعل انهيار الدولة لحقد الموالي فحسب، فهذا أمر بعيد كل البعد عن الصحة و ان الباعث له براءة الامويين من كل ما ارتكبوه، و ان المسلمين قد أقروا ذلك الحكم و لم يعارضوا، و ان انهيار الدولة كان لأسباب عنصرية.
و ليست هذه المحاولة بعيدة من أناس حملهم حب الأمويين لهذا كما حمل غيرهم علي وضع الاحاديث التي يستطيعون بواسطتها التمويه علي السذج من الناس في تبرير تلك الأعمال المنكرة منها.
يحدثنا ابن الأثير أن معاوية بن أبي سفيان قال لولده يزيد: اطلب مني فلست بسائل شيئا إلا أجبتك اليه، فقال: حاجتي أن تعتقني من النار لأن من ولي أمر أمة محمد ثلاثة أيام أعتقه الله من النار، فتعقد لي البيعة بعدك. [1] .
و ساروا علي هذا يفهمون الناس و يركزون العقيدة و يتحلون بالقداسة مع عظيم تلك المنكرات حتي سرت هذه الفكرة الي عمالهم و قواد الجيوش.
هذا مسلم بن عقبة لما فعل بالمدينة ما فعل و انصرف ثم نزل به الموت في الطريق فقال: إني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله أحب إلي من قتل أهل المدينة، و لا أرجي عندي منه في الآخرة. [2] .
[ صفحه 347]
أشهد عند الوليد أربعون شيخا منهم أن الخليفة لا يعاقب، و ان من ولي أمر الأمة ثلاثة أيام أعتق ن النار.
و هم يحاولون بذلك رد تلك الأحاديث الواردة عن الرسول الأعظم في التشديد علي الولاة، و الزامهم بالعدل و هم لا يستطيعون ذلك و يخشون الانكار. فقد صح عنه صلي الله عليه و آله و سلم انه قال لجابر بن عبدالله: أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: و ما امارة السفهاء؟ قال: امراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي، و لا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم و أعانهم علي ظلمهم فأولئك ليسوا مني و لست منهم، و لا يردوا حوضي، و من لم يصدقهم بكذبهم و لم يعنهم علي ظلمهم فأولئك مني و أنا منهم، و سيردوا علي حوضي [3] .
و قال صلي الله عليه و آله و سلم: إن هلاك امتي أو فساد أمتي رؤوس أمراء أغيلمة سفهاء من قريش. [4] .
و عن كعب بن عجرد مرفوعا: سيكون امراء يكذبون و يظلمون، فمن صدقهم بكذبهم و من أعانهم علي ظلمهم فليس مني و لا أنا منه، و لا يرد علي الحوض يوم القيامة، و من لم يصدقهم بكذبهم، و لم يعنهم علي ظلمهم فهو مني و أنا منه، و يرد علي الحوض يوم القيامة. [5] .
و قال صلي الله عليه و آله و سلم: «سيكون عليكم امراء تشغلهم أشياء عن الصلاة حتي يؤخروها فصلوها لوقتها». [6] .
و عن عوف بن مالك عنه صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: إن شئتم أنبأتكم عن الامارة و ما هي: أولها ملامة و ثانيها ندامة، و ثالثها عذاب يوم القيامة، إلا من عدل و كيف يعدل مع قريبه. [7] .
و عن بشر بن عاصم عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتي يوقف علي جسر جهنم، فان كان محسنا نجا، و إن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوي به سبعين خريفا»، رواه الطبراني.
و عن أبي ذر مثله، و عن عمر بن الخطاب عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: أفضل الناس عندالله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، و شر عبادالله عندالله منزلة يوم القيامة إمام جائر خرق. [8] أخرجه الترمذي و الطبراني في الاوسط.
[ صفحه 348]
و عن أنس عنه صلي الله عليه و آله و سلم «يجاء بالامام الجائر يوم القيامة فتخاصمه الرعية فيفلحوا عليه فيقال له: سد ركنا من أركان جهنم»، رواه البزار.
و عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «ما من أمير عشرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل». رواه أحمد باسناد جيد رجاله رجال الصحيح، و مثله عن سعد بن عبادة. و عن أبي هريرة بزيادة (و إن كان مسيئا زيد غلا إلي غله) رواه البزار و الطبراني.
و عن أنس بن مالك: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من ولي من أمور المسلمين شيئا فغشهم فهو في النار.
و قد وضعوا في فضائل معاوية من الاحاديث المكذوبة و الاقوال الشاذة التي يتبرأ منها السلام فانكر المسلمون ذلك، ولكن أني يجدي الانكار في وقت ألجمت فيه الأفواه، و كبتت الشعور، و حكم علي أهل الصدق منهم بالتنكيل الشديد، و الطرد و التبعيد، و قد حقق الحفاظ تلك الأكاذيب و أظهروا حقائقها، و نصوا علي وضعها، و اليك بعضا منها:
أخرج أبونعيم في الحلية بسند عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة؛ فطلع معاوية، ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية، ثم قال من الغد مثل فطلع معاوية. [9] .
و عن هشام بن عروة عن عائشة في حديث طويل فيه ان النبي دعا لمعاوية فقال: اللهم اهده بالهدي و جنبه الردي، و اغفر له في الآخرة و الأولي. الي غير ذلك من الأكاذيب و الموضوعات التي يتحرج القلم عن ذكرها، و قد وضع جزء من تلك الأكاذيب في فضل معاوية بعض المشهورين بالكذب، و هو محمد بن عبدالواحد و أمره مشهور في ذلك. [10] .
و الف الهيتمي كتابا في فضل معاوية و ما أبعده عن الفضائل، و لا يسع الوقت لمناقشته [11] بعد ان كفانا ذلك حفاظ الحديث و رجال العلم [12] و لم يكتفوا بالأكاذيب علي رسول الله بوضع الاحاديث حتي جرتهم أطماعهم و ساقتهم جرأتهم علي الله و علي رسوله بوضع الأحاديث في مدح عاصمة
[ صفحه 349]
ملكهم و مقر دولتهم. و لا نود اطالة الحديث في المحاولات الفاشلة في تبرير أعمال الأمويين و اسناد الثورة عليهم لا من جهة حكمهم بل من جهة العنصرية فحسب.
پاورقي
[1] الكامل ج 4 ص 62.
[2] الكامل ج 4 ص 61.
[3] مسند احمد ج 3 ص 321.
[4] مسند احمد ج 2 ص 255.
[5] تأريخ الخطيب ص 362.
[6] مسند احمد ج 5 ص 315.
[7] الترغيب و الترهيب ج 3 ص 132.
[8] الخرق بالضم: الجهل و الحمق، و منه الحديث: الرفق يمن و الخرق شؤم.
[9] الحلية ج 10 ص 293.
[10] انظر الخطيب ج 2 ص 357.
[11] انظر الغدير ج 10 و 11 فهناك تعرف معاوية، فقد أبرز صورته البحاثة الأميني في اطار الواقع، و هناك تعرف تلك الأحاديث و قيمتها، فقد ناقشها من الطرق العلمية بما لا مجال الي انكاره.
[12] في كتاب لسان الميزان، و الفوائد المجموعة.
الصراع بين المدرسة و الدولة
و كانت مدرسة الامام الصادق (ع) بعيدة عن التأثر بآراء الحكام، الذين يفرضون ارادتهم علي العلم و العلماء، و يحاولون أن تكون لهم السلطة الدينية الي جانب السلطة التنفيذية، مما يؤدي الي الفوضي الكاملة في الحكم عندما يستغلون الدين، و يتخذون من رجاله وسيلة لاشتغال الناس عن مؤاخذتهم، و يدينون لهم بالطاعة الكاملة و يحل الايمان بتقديسهم محل الايمان بالله!! أما مدرسة الامام الصادق عليه السلام فان الصراع بينها و بين الدولة كان علي أشده، و العداء بالغا نهايته، الأمر الذي جعل المدرسة عرضة للخطر، و لكنها رغم ذلك صمدت لتلك الهجمات التي توجهها الدولة لتمحوها من صفحة الوجود. و قد تحملت بطش الجبارين، و عسف الظالمين، فأدت سالتها علي أكمل وجه. و كان منها النتاج الصالح، الذي يفيض علي الامة خيرا و بركة، و يطفح بالعلم و الحكمة و العرفان، و خرجت عددا وافرا من رجال العلم، و حملة الحديث. و لم تكن كل تلك المعارضات من قبل ولاة الجور لتعوقها عن مواصلة كفاحها في الدعوة الي الحق، و الخير و العدل و المساواة و الأخوة الاسلامية العامة، و المدنية الصحيحة و الحضارة الراقية، و محاربة أهل الأهواء، و البدع و الضلالات، و يتضح ذلك من تعاليم العترة الطاهرة - زعماء هذه المدرسة - و سيرتهم العادلة و شدة اهتمامهم بتوجيه الامة نحو دينهم الذي يتكفل لهم بالسعادة، و يدعوهم الي الاهداف الكريمة، و الغايات السامية، و الاغراض الشريفة، و المثل العليا، بتطبيق نظامه علي جميع الطبقات.
نشأته
نشأ أبو عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم بالمدينة المنورة و قد تولي جده الامام زين العابدين
[ صفحه 284]
تربيته في عهد طفولته، و درج تحت كنفه و رعايته و كان هو معلمه الأول.
قضي مع جده زين العابدين ما يقارب 18 سنة من عمره، و بعد وفاة جده سنة 94 ه تولي أبوه الباقر تربيته، و استقل بتعليمه، و كان الامام الصادق مقدما عند أبيه و ملازما له في حله و ترحاله، و دخل معه الشام و مكة المكرمة، و قد شاهد هناك ازدحام الفقهاء من مختلف الأقطار علي أبيه الباقر لاستماع حديثه و السؤال منه، و كانت حلقة درسه تعقد بالمسجد فتكون هي الحلقة الوحيدة لطلاب العلم، و رجال الفكر، و رواة الحديث، فلا تعقد حلقة هناك الا بعد انتهاء الامام الباقر من القاء دروسه.
و كان الامام الصادق في طليعة تلامذة أبيه في مدرسته بالمدينة، و هي تضم عددا وافرا من أعلام عصره: كعمر بن دينار الجمحي، و عبدالرحمن الأوزاعي، و ابن جريح، و محمد بن المنكدر، و يحيي بن كثير و غيرهم من رجال الحديث، و هم يسألونه عن أهم المسائل و أعظم المشاكل، و لم يحضر الامام الصادق حلقة أحد من فقهاء عصره، فهو غني عن ذلك و ما يدعي أنه روي عن عروة بن الزبير و الزهري و غيرهما فانه ادعاء فارغ لا يدعمه دليل لأنه عليه السلام استقي العلم من جده زين العابدين و من أبيه الامام محمد الباقر عليه السلام. حتي نشأ تلك النشأة الصالحة، و نال تلك الدرجة السامية، و عظم في أعين كبار الفقهاء، لما تحلي به من الخصال الحميدة، و الأخلاق الفاضلة، و الاحاطة التامة بشتي العلوم، و ظهرت عليه علائم الفضل، و شرف المحتد، و عزة النفس، و صدق اللهجة. قال عمر بن المقدام: اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.
و هكذا بقي مع أبيه عليه السلام بعد جده زين العابدين تسع عشرة سنة.
و لما توفي أبوه الباقر سنة 114 ه تفرد بالزعامة، و قام بأعباء الامامة، بوصية من أبيه الباقر عليه السلام و كانت مدة امامته 34 سنة.
مناقشة أخطاء المؤلفين
و من المفيد في هذا المجال توضيح ما ذهب اليه بعض المؤلفين في حقيقة هي أجلي من رائعة النهار، و ذلك أنه مزج بين المذهب الشيعي و المذهب الشافعي اشتباها، أو جهلا بالموضوع و هو الحاج خليفة [1] .
قال: و الكتب المؤلفة علي مذهب الامامية الذين ينسبون الي مذهب ابن ادريس، اعني الشافعي رحمه الله، كثيرة منها: شرائع الاسلام، و الذكري، و القواعد، و النهاية... الخ.
و يقول تحت عنوان الكتب المؤلفة علي مذهب الامامية: البيان، و الذكري و شرائع الاحكام، و حاشيته، و القواعد، و النهاية و من اقوالهم الباطلة: عدم وجوب الوضوء للصلاة المندوبة، و وجوب الغسل بعد غسل الميت، و وجوبه لصوم المستحاضة، و كراهية الطهارة بماء اسخن في غسل الميت، و وجوب المسح علي القدمين، و عدم لزوم الاستيعاب في التيمم و كفاية مسح الجبهة. و قال معلقا: و يطلقون ابن ادريس علي الشافعي.
و قال عند ذكر تفسير الشيخ الطوسي فقيه الشيعة: هو أبوجعفر محمد ابن الحسن الطوسي فقيه الشيعة الشافعي، كان ينتمي الي مذهب الشافعي المتوفي سنة 460 ه سماه مجمع البيان لعلوم القرآن [2] .
[ صفحه 31]
و نحن هنا امام حقيقة يلزم ان نجلو عنها غشاوة الأوهام، و لا اراني بحاجة الي التعليق علي وقوع مثل هذا الخلط بأكثر من أن اقول: ان الذي اوقع هذا المؤلف بشبكة المؤاخذة: هو اغماض عينيه عن الطريق الموصل الي الحقيقة ليسلم من ذلك.
و الذي يؤاخذ عليه الأمور التالية:
1 - قوله: كتب الامامية المنتسبين الي محمد بن ادريس الشافعي.
2 - قوله: يطلقون ابن ادريس علي الشافعي.
3 - قوله: عند ذكر تفسير الشيخ الطوسي، هو ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسي، فقيه الشيعة الشافعي، كان ينتمي الي مذهب الشافعي المتوفي سنة 460 ه.
سماه مجمع البيان لعلوم القرآن.
و لنتعرض لايضاح هذه الأمور التي وقع فيها المؤلف بشبكة المؤاخذة هنا عن دراية أو غير دراية.
1 - ان الفرق بين المذهب الشيعي و المذهب الشافعي لا يحتاج الي زيادة بيان، فلكل مذهب مقوماته و منابعه، و هذه النسبة غير صحيحة فالامامية لا يأخذون بمذهب الشافعي، و لئن التقت اقوالهما في بعض الموارد فلا يدل ذلك علي وجود هذه الملازمة، فمذهب الشيعة هو اقدم نشأة من مذهب الشافعي، بل اقدم المذاهب كلها. و هو يستقي تعاليمه من ينبوع اهل البيت الذين هم عدل القرآن، و ورثة صاحب الرسالة، و باب الاجتهاد عندهم مفتوح علي مصراعيه، و عند غيرهم موصد لا ينفذ منه قول، و لا يسمح لأحد أن يلجه.
و ان مذهب الشيعة هو كسائر المذاهب الاسلامية بعضها مع بعض في نقطة الاتفاق و الافتراق، فربما تتفق جميعها علي قول و ربما تختلف، فالقول بانتساب الشيعة الي الشافعي خطأ بين و جهل صريح.
و لنقف علي مبعث هذا الخلط و اسبابه و هو ما صرح به في القول الثاني: من أن الشيعة يطلقون اسم ابن ادريس علي الشافعي.
هذا هو مبعث الخلط و مثار التشكيك، و ذلك أن الحاج خليفة صاحب كشف الظنون وقف علي نقل الشيعة لاقوال محمد بن احمد بن ادريس العجلي الحلي، عالم الشيعة و فقيههم، و المبرز في علمه و فضله؛ و هو مؤلف كتاب
[ صفحه 32]
السرائر في فقه الامامية، و مختصر تبيان الشيخ الطوسي، فظن صاحب كشف الظنون ان المقصود بمحمد بن ادريس هو الشافعي.
و الامامية اذ يستشهدون باقوال محمد بن احمد بن ادريس الحلي المتوفي سنة 598 ه فانهم يطلقون عليه ابن ادريس و يقصدون به شيخ فقهاء الحلة في عصره محمد بن أحمد بن ادريس صاحب كتاب السرائر.
و بهذا الاطلاق اشتبه الأمر علي صاحب كشف الظنون و ليس ذلك بغريب، اذ الأمور لم تكن مبنية علي دراسة و استنطاق للحوادث و تتبع يوصل الي النتيجة، فحكم الحاج خليفة بهذا الحكم بدون تحقيق علمي و ضبط تاريخي ظلما للعدالة و تمردا علي الموازين.
مع انا لم نجد أحدا استشهد بقول الشافعي فاطلق عليه ابن ادريس و انما يقولون: قال الشافعي.
و لكن المؤلف اعتمد علي اوهن الظنون، و خيل له ان اطلاق لفظ ابن ادريس انما المقصود به الشافعي، و هذا اصطلاح لا يعرفه احد بل هو من وحي الخيال.
2 - قوله ان الشيخ الطوسي كان ينتمي الي مذهب الشافعي و ان له تفسيرا سماه مجمع البيان لعلوم القرآن.
و هذا خطأ من جهتين:
1 - ان الشيخ اباجعفر محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة و صاحب كتابي التهذيب و الاستبصار، اللذين هما من أهم المصادر عند الامامية للحديث، و كونه شافعيا خطأ يتفرع اما عن اشتباهه الأول أو لأنه وجد ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي [3] .
و هذا لا حجة فيه لأن الشافعية قد ترجموا لكثير من العلماء و ليسوا من اتباع مذهب الشافعي، بل منهم من هو رئيس مذهب برأسه كأحمد بن حنبل امام الحنابلة و اسحق بن راهويه المروزي و علي بن اسماعيل ابي الحسن الاشعري و غيرهم [4] .
اذا فليس من الصحيح أن يعد منهم كل من ترجم له في طبقات المذهب. فانا نجد جميع كتاب الطبقات يعدون رجالا ليسوا من اتباع ذلك كما ان الحنابلة ترجموا للشافعي و غيره و هكذا.
[ صفحه 33]
و من جهة ثانية ان الشيخ الطوسي كان غزير العلم واسع الاطلاع و له احاطة بفقه جميع المذاهب. و يدل علي ذلك كتابه القيم في الفقه الاسلامي اسماه الخلاف، ذكر فيه فقه الشيعة مقارنة مع فقه جميع المذاهب و كان الشيخ الطوسي له كرسي ايام المقتدر يلقي عليه الدروس و يحضره جمع من علماء الشافعية و غيرهم و له ببغداد مكتبة عامرة و لكنها احترقت عندما اشتد المتعصبون عليه و هاجر الي النجف.
2 - قوله ان له تفسيرا سماه مجمع البيان لعلوم القرآن، و هذا خطأ فان مؤلف مجمع البيان: هو الشيخ ابوعلي الفضل بن الحسن بن الفضل المعروف بالطبرسي المتوفي سنة 548 ه أحد علماء الاسلام و فقهاء الامامية له عدة مؤلفات.
و قبل ان نتحول من هذا الموضوع الذي اوجزنا فيه القول لابد لنا من أن ننبه القراء الكرام بان نسبة كثير من الأمور الي الشيعة تقع علي هذا النمط و بهذه الصورة، لأن الدراسة حول ما يتعلق بهم هي دراسة سطحية لا تكشف عن الواقع شيئا، فينبغي لكل باحث أن يعطي الموضوع حقه، و التساهل في الأمور يوقع في الخطأ.
و لهذا فان خطأ صاحب كشف الظنون كان منشأه عدم احاطته بالموضوع، و تساهله في النقل، و قد اخطأ هو و اوقع غيره في الخطأ من كتاب عصرنا الحاضر، و منهم: المحامي صبحي محمصاني فاستقي معلوماته من هذا الينبوع.
اذ يقول: اما في فروع الفقه فمذهب الشيعة لا يختلف كثيرا عن مذهب الشافعي، حتي أن بعضهم يعتبرونه مذهبا خامسا الي جانب المذاهب السنية الأربعة. و من مسائل الخلاف في الفروع: جواز المتعة، أو الزواج الموقت، و بعض مسائل الارث و غيرها. [5] .
و يقول تحت عنوان الشيعة الامامية: و أدلة التشريع في هذا المذهب هي القرآن الكريم ثم السنة التي تعود باسنادها الي أهل البيت (بيت النبي) و تسمي بالأخبار، ثم الاجماع المشتمل علي قول الامام المعصوم. اما القياس فهو مقبول عند البعض فقط.
و هذا المذاهب لا يختلف كثيرا عن المهذب الشافعي في فروع الفقه. و هو يسمي احيانا بالمذهب الجعفري نسبة الي الامام جعفر الصادق، و قد تقرر تدريسه مؤخرا في جامعة الازهر الي جانب المذاهب [6] .
[ صفحه 34]
و لا يفوتنا هنا أن نشير الي ما جناه كتاب الفرق و المؤلفون في موضوعها من آثار، و اجترحوه من سيئات، فجنوا علي الامة فيما اقترفوه و ما افتعلوه، من احداث عقائد لا يوجد من يعتنقها، و اقوال لا يعرف قائلها، فالحقوها بطوائف من الامة، و سجلوها ضمن سجل الواقع ظلما للحق، و تمردا علي الحقيقة، فنمت مع الأجيال و تطورت مع الزمن، و اصبحت كأنها حقيقة ملموسة و هي خيال لا واقع لها.
فلنلق نظرة سريعة علي ما كتبوه و نسر معهم قليلا لنقف علي حقيقة الأمر.
پاورقي
[1] هو الشيخ مصطفي بن عبدالله الحنفي المتوفي سنة 1067 ه ولد باصطنبول سنة 1017 ه و هو معروف بين العلماء بلقب (كاتب جلبي) و بين زملائه الكتاب بلقب حاج خليفة، لقبوه بذلك بعد ان حج و ترقي بين الكتاب - في القسم الذي كان موظفا فيه - الي رتبة النيابة عن رئيس القسم علي مصطلح العثمانيين، و ذلك ان صغار الكتاب يسمون الملازمين و فوقهم الخلفاء، فلذا سموه حاج خليفة و يسميه المستشرقون (حاجي قالفة) علي طبق ما يلهج به العوام هناك و قد ألف كتبا كان اشهرها كشف الظنون علي اسامي الكتب و الفنون.
[2] كشف الظنون ج 2 ص 1286 - 1281 و ج 1 ص 452.
[3] طبقات الشافعية للسبكي ج 3 ص 52 - 51.
[4] طبقات الشافعية ج 1 ص 199 و ج 1 ص 232. و ج 2 ص 245.
[5] فلسفة التشريع في الاسلام ص 55.
[6] المبادي ء الشرعية و القانونية ص 31
(الامام الصادق - مج 3 - م 3).
الركوع
و هو التواضع و التذلل و في الصلاة الانحناء بصورة مخصوصة و قد اتفق المسلمون علي وجوبه في الصلاة و اختلفوا في مقدار الواجب منه و الطمأنينة و هي السكون و استقرار جميع الأعضاء حين الركوع.
و هو ركن عند الشيعة تبطل الصلاة بزيادته و نقيصته عمدا أو سهوا عدا صلاة الجماعة فلا تبطل بزيادته للمتابعة بمعني او رفع رأسه قبل الامام ظانا أنه رفع رأسه ثم عاد للركوع.
و كذلك النافلة فلا تبطل بزيادته سهوا، و يجب فيه أمور:
1- الانحناء بقصد الخضوع قدر ما تصل أطراف الأصابع الي الركبتين.
2- الذكر و يجب منه سبحان ربي العظيم و بحمده، أو سبحان الله ثلاثا و يشترط فيه العربية.
3- الطمأنينة كما تقدم.
4- رفع الرأس منه حتي ينتصب قائما.
5- الطمأنينة حالة القيام.
و يستحب فيه التكبير، و رفع اليدين حال التكبير، و وضع الكفين علي الركبتين، اليمني علي اليمني، و اليسري علي اليسري، ممكنا كفيه من عينيهما ورد الركبتين الي الخلف، و تسوية الظهر؛ و مد العنق موازيا للظهر، و أن يكون نظره بين قدميه، و أن يجنح بمر فقيه و تكرار التسبيح ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا، و أن يدعو بالمأثور: اللهم لك ركعت... الخ، و أن يقول بعد الانتصاب: سمع الله لمن حمده.
و يكره فيه أن يطأطي ء رأسه أو يرفعه الي فوق و يضم يديه الي جنبيه و أن يقرأ القرآن فيه و أن يجعل يديه تحت ثيابه فيه.
و لا خلاف بين المذاهب في ركنية الركوع، و ركنية عند أبي حنيفة
[ صفحه 313]
و محمد متعلقة بأدني ما يطلق عليه اسم الركوع، و علي هذا فلا يشترط الطمأنينة [1] .
و بهذا يظهر خلاف أبي حنيفة لبقية المذاهب في اشتراط الطمأنينة لأنها عنده سنة، و عند الشيعة و المالكية و الشافعية و الحنابلة الطمأنينة فرض [2] و عند أبي يوسف الطمأنينة مقدار تسبيحة واحدة فرض [3] .
اما رفع الرأس من الركوع و الاعتدال فهو واجب عند الشيعة و به قال الشافعي، و أحمد، و هو المشهور و المعول عليه من مذهب مالك.
و قال أبوحنيفة: لا يجب بل يجزي أن ينحط من الركوع الي السجود [4] .
و اما الذكر فهو واجب عند الشيعة و وافقهم الحنابلة في وجوبه.
و صورته عندهم: سبحان ربي العظيم و بحمده ثلاثا و هي أدني الكمال و ان قال مرة أجزأه.
و عند الشافعية ان ذلك علي الاستحباب [5] و ليس بواجب و قال مالك:
ليس عندنا في الركوع و السجود شي ء محدود، و قد سمعت أن التسبيح في الركوع و السجود [6] .
و قد ذهب الي وجوب التسبيح اسحاق بن راهويه و عنده ان تركه عمدا موجب للاعادة.
و قال الظاهري: انه واجب مطلقا.
و احتج الحنابلة للوجوب برواية عقبة بن عامر قال: لما نزلت (فسبح باسم ربك العظيم) قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: اجعلوها في ركوعكم.
و عن ابن مسعود أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «اذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات (سبحان ربي العظيم) و ذلك أدناه؛ أخرجهما أبوداود و ابن ماجة.
و روي حذيفة أنه سمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول اذا ركع: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات رواه الأثرم و رواه أبوداود و لم يقل ثلاث مرات و يجزي ء تسبيحة واحدة لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أمر بالتسبيح في حديث عقبة، و لم
[ صفحه 314]
يذكر عددا، فدل علي أنه يجزي أدناه... الخ [7] .
و قال الشوكاني: و الحديث (أي حديث حذيفة) يدل علي أن التسبيح في الركوع و السجود بهذا اللفظ فيكون مفسرا لقوله صلي الله عليه و آله و سلم في حديث عقبة: اجعلوها في ركوعكم، اجعلوها في سجودكم، و الي ذلك الجمهور من أهل البيت و به قال جميع من عداهم.
و قال الهادي و القاسم و الصادق: انه سبحان الله العظيم و بحمده في الركوع و سبحان الله الأعلي و بحمده في السجود، و استدلوا بظاهر قوله تعالي: (فسبح باسم ربك العظيم و سبح باسم ربك الأعلي)... الخ [8] .
أقول: و الصحيح هو قول سبحان ربي العظيم و بحمده و سبحان ربي الأعلي و بحمده كما هو المشهور عند الشيعة و المروي عن أهل البيت و عليه العمل.
و قد وافقهم أحمد بن حنبل بذلك و أنه لا بأس به، و قد سأله أحمد ابن نصر عن تسبيح الركوع و السجود أيهما أحب أو أعجب اليك؟ سبحان ربي العظيم أو سبحان ربي العظيم و بحمده؟
فقال أحمد بن جنبل: قد جاء هذا و جاء هذا و ما أدفع منه شيئا. و قال أيضا: ان قال (المصلي): و بحمده في الركوع و السجود أرجو أن لا يكون به بأس، و ذلك لأن حذيفة روي في بعض طرق حديثه أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم و بحمده و في سجوده سبحان ربي الأعلي و بحمده و هذه زيادة يتعين الأخذ بها... الخ [9] .
پاورقي
[1] الغنية - 139.
[2] الرحمة في اختلاف الأئمة لعبد الرحمن الدمشقي 45 - 1.
[3] بدائع الصنائع 162 - 1.
[4] المصدر السابق 75 - 1.
[5] المهذب 75 - 1.
[6] المغني لابن قدامة.
[7] المغني لابن قدامة 501 - 1.
[8] نيل الأوطار 245 - 2.
[9] المغني 502 - 1.
خلاصة البحث
ان روح العداء التي سقط بها المجتمع في مخالفة صريحة لأحكام الشريعة و تعاليم السنة النبوية، تظافر علي ظهورها عوامل عديدة و أسباب شتي، كانت يد المصالح الخاصة و أغراض السلطان هي الأقوي و الأغلب.
و من عوامل نجاح الدعوة الي القضاء علي محاولات استمرار العداء و الانقسام، قيامها علي التحقيق و التثبت و الابتعاد عن حمي الفرقة وداء التعصب الذي ما زال ينخر في نفوس بعض الناس في عصرنا الحاضر.
و قد بحثنا الجمود الفكري، و اطلعنا علي آثار الجهل و نتائج مقاومة روح العقل و حرية الأفكار، و كيف التقت مصالح الحكام و أصحاب السلطان مع ذوي النفوذ و المكانات، و اجتمعت الجهود و الطاقات للوقوف بوجه انفتاح آفاق الفكر، و أسهم كل من موقعه و مسؤولياته في محاربة أصحاب الأفكار و العقائد، و احتل التعصب المنزلة العالية لدي الذين يخشون آراء الناس و اطلاق حريتهم، و تكونت لدي السلطان و الحكام فكرة تحدد الخطر في جهة النظر و الاعتماد علي الفكر، و تماسكت في العهد العباسي الأجزاء التي أوجدها الحكام المتسلطون منذ أن انحرفوا بالنظام الاسلامي و استبدوا بالحكم بعد الامام علي عليه السلام و أصبحت مساهمتها في ارساء الظلم أعظم من السابق، فاننا نلاحظ أن معاوية كان يملي ارادته دوما علي فقهائه و خطبائه و المنضمين الي سلطانه، أما فيحكم بني العباس فقد بات الاتجاه الي تأسيس المذاهب أولا، و كانت العلاقات متبادلة و متوازنة في كثير من الأحيان بين تدخل الخليفة و رأي رجال الفقه، ثم برز علي السطح من استهان بروابط العقيدة و روح الأخوة في الدين و أغرته السلطة بمنافعها و ملاذها.
[ صفحه 88]
كذلك بحثنا مسألة خلق القرآن، و هي من أعظم المشاكل و أشدها تعقيدا، و من وجوه تعقيدها أن تحسب من عوامل الانحطاط في المجتمع، و من أسباب دفعه الي التفرقة، فهي قد تكون مشكلة تتجه اليها الأفكار و تعقد حولها المناظرات لتكون مادة تسلك بها مسالك الاستدلال و طرق الاستنتاج، و تقابل الحجة بالحجة، و يلاقي الرأي بالرأي علي منهج التيارات الفكرية التي ظهرت في تلك المرحلة، و تمثلت في أفكار و اعتقادات كان حافزها الدفاع عن الأسلام و دحض افتراءات أهل الكتاب. لكن أغراض أهل الحكم و السلطان جعلتها كبقية الأفكار و التيارات، و سلبتها ميزتها و أهم خصائصها، فباتت واحدة من أسلحة الخلفاء التي تنتهك بسببها الحرمات و الأموال و الدماء، و أحدثت نتائج بالغة الضرر ترتبت علي أساليب السلطة الملتوية و السيئة في تبنيها لأفكار المعتزلة، و قد أشرنا الي مسؤولية رجال العقل من المعتزلة في ذلك و كأنهم التذوا بالسلطة كما التذ بها من سبقهم.
و كانت مرحلة المأمون و خلفيه، قد أدت الي زيادة و ترسيخ علاقة العامة بالسلطة، و استسلامها للنظرة التقليدية التي عمل علي رسمها بصفتها الدينية و صلاحياتها الواسعة رجال متعددون، ارتبطوا بالخلفاء، و أذعنوا لرغبات الحكام فكانوا من أسباب الفرقة و حماية الظلم.
ثم اخترنا قضية البدع و الضلالات، و التي أصبحت تطلق بلا روية، و تخضع للأهواء حتي شملت الطوائف جميعها.
كما اخترنا من عوامل تخلف المجتمع و انقسامه مسألة القصاص و دورهم في استماله العامة و خدمة الحكام و جبروت الملوك، ثم ألحقنا بهذا العامل - من حيث التأثير - قضية التصوف و ما أدت اليه من مستوي عقلي يتقبل الخرافات و يقبل علي الأوهام.
و من يبحث ير أمورا أخري عملت في جسم المجتمع تمزيقا، و دفعت به الي مهاوي التخلف. غير أنا اخترنا هذه العوامل من غير أن ننكر دور العوامل الأخري، و هي في عمومها ما زالت آثارها باقية حتي الآن نسعي - و الله من وراء القصد - الي اظهار ظروف قيامها و تحكيم العقل و النظرة الواعية التي تسمو عن التعصب و الجهل لنعود الي أصول العقيدة، و البحث المنصف يسهم بتحقيق هذا الهدف، لأن الكشف
[ صفحه 89]
عن ملابسات وجود هذه العوامل، و التأكيد علي حقائق قيامها، من أهم أسباب النجاح في ادانة الطائفية و التخلي عن التعصب و العناد.
و قد بحثنا مشكلة خلق القرآن، و طرفا من أثر القصاصين و الوضاع في عقول العامة في الجزء الأول من كتابنا، و زدنا هنا ما اقتضته ضرورة البحث و متطلبات اكتمال كل جزء من الأجزاء الأخيرة السابع و الثامن بمواد البحث المطلوبة التي تتيح الفائدة. و في هذا الجزء مهدنا من خلال التطرق للبدع التي طرأت علي الصوفية الي التفسير الصوفي لسيرة الأئمة الأطهار.
[ صفحه 91]
دعوة الغلاة
و لعل أكثر الدعوات شرا و أسوأها أثرا و أهمها عند الامام الصادق هي دعوة الغلاة - كما قدمنا - الذين طمحوا في تلك العاصفة الهوجاء الي بث روح التفرقة بين المسلمين، و شاعت أفكارهم تحت ستار حب آل محمد ليصلوا الي ما يرمون اليه من اساءة: فبثوا الأحاديث الكاذبة، و أسندوها الي حملة العلم من آل محمد، و تخلقوا بأخلاقهم ليعموا بها علي أتباع أهل البيت. و جاءوا بمفتريات حملوها علي مبدأ الشيعة، و أراد أكثرهم أن يلبس نفسه لباس قدسية، فموه علي الناس بأن له صلة بالامام الصادق و علاقة.
و قد أعلن عليه السلام براءته منهم، و نشر في العالم الاسلامي كذبهم و زيف أقوالهم و قال:
«لا تقاعدوهم، و لا تواكلوهم، و لا تصافحوهم و لا توارثوهم».
و من هذه الفقرات التي أعلنها عليه السلام يتبين لنا شدة اهتمامه بكشف هؤلاء. و قد جعلهم في عداد الكفار الذين تحرم مواكلتهم و مصافحتهم، كما أنه عليه السلام باين بينهم و بين المسلمين بعدم التوارث، فكان في هذا الموقف من الشدة ما يلزم بالتعرف علي جذور هذه الدعوة و الاطلاع علي أسرار معتقداتها و حقيقة أقوالها. و قد قمنا بما نعتقده وافيا بذلك في بحثنا عن هذه الحركة سابقا. و اهتمام الامام الصادق و حكمه عليهم و عمله علي اشاعة هذا الحكم في الأقطار يدلل علي عظيم خطر هذه الحركة، و العمل علي فضح ادعائها الحب لأهل البيت. كما أن استقراء عداء الامام الصادق لهذه الحركة و موقفه منها يقودنا الي نتائج و دلالات كثيرة منها:
1- ان هذه الحركة تعمد - عن طريق الحب العنيف المصطنع - الي تشويه العقائد الاسلامية، و اشاعة الكفر و الزندقة تحت ستار الاسلام.
[ صفحه 244]
2- ان هؤلاء الغلاة تنطوي نفوسهم عن بغض دفين للاسلام و المسلمين، و انهم قوم يتحينون الفرص للانتقام منه و منهم، و قد لمسوا - حسب تجاربهم و اختلاطهم بالعالم الاسلامي - موقع حب أهل البيت من نفوس المسلمين، و عرفوا منزلتهم عند الناس و خضوعهم لهم، فسلكوا طريق حبهم الادعائي الكاذب تمهيدا لتنفيذ أغراض خبيثة في نفوسهم، و كان من أهم ما يقومون به: حركة الاساءة لرجال الاسلام، و نسبة أشياء اليهم تحط بسمعتهم، كما أنهم يبذلون قصاري جهدهم في خلق الفوضي في المجتمع الاسلامي، و بلبلة أفكار الناس بواسطة دعاواهم التي تعارض التوحيد، و تناقض الايمان. و اختيارهم أشخاص أهل البيت مدخلا لتحقيق مآربهم و أغراضهم. و تلبسهم بالولاء و ادعائهم التدين، ولكن حقيقة ما يدعون و جوهر ما يدعون اليه مناقض للاسلام، و مجاف لعقائد أهل البيت.
3- ان العناصر التي تبنت هذه الدعوات الضالة، و التي نشرت الغلو، كانت ممن ضرب الاسلام مصالحهم، و ضيع عليهم فرص النفوذ الي أهدافهم، و هدم معالم مجدهم، و سفه أحلامهم، و ظهر علي أديانهم. و بالطبع فان هؤلاء لا يدينون للاسلام مخلصين، بل يحقدون عليه و ان طال الزمن و بعد العهد، فانهم لا ينظرون اليه الا بعين الحقد و الغضب، و يضحون بكل ما يملكونه في سبيل نجاح مؤامراتهم ضده.
فما أبعدهم عنه، و ما أشد بغضهم لآل محمد، ولكنهم امتزجوا بالمجتمع الاسلامي لأن انفصالهم عنه يجعلهم بمعزل عن تحقيق مآربهم، فتوزعوا كتائب، و تفرقوا جماعات يظهرون حب هذا و يقدسون ذاك، و يحامون عن هذه الشخصية، و ينظمون الي ما يعادي الأخري، و هكذا، ولكن أشد محاولاتهم هي ادعاء الصلة بأهل البيت، لأن لأهل البيت أثرهم في الحياة العامة. فهم يميلون اليهم، و يحاربون أعداءهم ادعاء و تسترا ليصلوا الي أهدافهم من خلال أوسع قاعدة. ثم تأتي الجماعات التي تتجه الي أقرب الشخصيات اليها في مجال السياسة أو صعيد الاقليم، فتتعلق بها و تخلع عليها صفات القدسية، و تؤدي لها شعائر العبادة، و ما هي الا فرق قديمة أتي الاسلام علي وجودها و محا ذكرها. ولكن من حملهم سوء حظ الأمة الي أن يؤرخوا، و يكون لهم دور في التأثير علي الناس لأنهم أتباع الملوك و جنود الظلمة، أهملوا الحركات التي اتخذت من شخصيات عصرها شعارا و هم ليسوا من أهل البيت، و انصب جل اهتمامهم فيما ابتلي به أهل البيت و شيعتهم من دعاوي الغلاة.
[ صفحه 245]
لقد كان في طليعة حركة الالحاد و الزندقة رجال لا ينكر أنهم اتصلوا بمدرسة أهل البيت، فانكشف حالهم فيما بعد. و هناك آخرون قد ادعوا الاتصال بتلك المدرسة ليضعوا الأحاديث الكاذبة. و قد أعلن الامام الصادق كذب هؤلاء و براءته منهم، و كان علي رأس هذه الفرقة: المغيرة بن سعيد. فقد كان يدعي الاتصال بأبي جعفر الباقر، و يروي عنه الأحاديث المكذوبة، فأعلن الامام الصادق كذبه و البراءة منه، قال الامام الصادق عليه السلام لأصحابه في قوله تعالي: (هل أنبئكم علي من تنزل الشياطين - تنزل علي كل أفاك أثيم) قال «هم سبعة: المغيرة بن سعيد، و بنان، و صائد، و الحارث الشامي، و عبدالله بن الحارث، و حمزة بن عمارة الزيدي».
كان المغيرة حاذقا في وضع الأحاديث، و ماهرا في الدس و الكذب علي أهل البيت، و اليه تنسب عقيدة تأليه الامام علي عليه السلام و هو امر لا غرابة فيه ان صح. لأن ليس هناك ما يمنع من قول المغيرة بذلك و الدعوة اليه ما دام أحد أركان حركة الغلاة و الألحاد المعادين لأهل البيت، ولكن الأشهر أنه قال أنه مخلوق و لابد أن معتقداته حملت علي ما اعتقدته الخطابية أو تأثروا بهم فعلا، فهم من جنس واحد. يقول الأشعري: ان المغيرة زعم أنه يحيي الموتي بالاسم الأعظم، و أراهم أشياء من النرنجات و المخاريق [1] .
لقد حمل أئمة أهل البيت سلاح العقيدة كعادتهم في مواجهة هؤلاء الأعداء الجدد، و اهتموا أشد الاهتمام بمقابلة دعاواهم، و اشعار أصحابهم و محبيهم بخروج هؤلاء و كفرهم و شذوذهم. فالباقر عليه السلام كان يقول: «بري ء الله و رسوله من المغيرة بن سعيد و بنان بن سمعان، فانهما كذبا علينا أهل البيت» [2] .
و عن عبدالرحمن بن كثير قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام يوما لأصحابه: «لعن الله المغيرة بن سعيد، و لعن الله يهودية كان يختلف اليها يتعلم منها السحر و الشعبذة و المخاريق. ان المغيرة كذب علي أبي، فسلبه الله الايمان. و ان قوما كذبوا علي ما لهم؟ أذاقهم الله حر الحديد. فوالله ما نحن الا عبيد خلقنا و اصطفانا، ما نقدر علي ضر و لا نفع، ان رحمنا فبرحمته، و ان عذبنا فبذنوبنا، والله ما بنا علي الله
[ صفحه 246]
من حجة و لا معنا من الله براءة، و أنا لميتون و مقبورون و منشورون و مبعوثون و موقفون و مسؤولون، ما لهم لعنهم الله، فلقد آذوا الله، و آذوا رسول الله في قبره، و أميرالمؤمنين، و فاطمة، و الحسن و الحسين، و ها أنذا بين أظهركم أبيت علي فراشي خائفا، يأمنون و أفزع، و ينامون علي فراشهم، و أنا خائف ساهر وجل».
ثم أراد عليه السلام أن يلفت نظر العالم الاسلامي الي قاعدة لها أهميتها في قبول الرواية عن أهل البيت و العمل بها، لكي يحول دون حملة الكذب و الدس عليه و علي آبائه الكرام، و يدفع الناس الي التمحيص و النظر فيما يروي عن الأئمة عليهم السلام فكان قوله القاعدة أشبه ما تكون بالصرخة التي قصد أن يكون دويها في كل نفس، و تبلغ عن طريق أصحابه كل قطر، فقال عليه السلام: «لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن و السنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها، فاتقوا الله و لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا و سنة نبينا صلي الله عليه و آله و سلم».
و جملة أقوال الامام الصادق في المغيرة، تظهر لنا بوضوح عظيم ألمه و شدة غمه لما قام به الغلاة، و ما اقترفوه من أكاذيب، و ما اعتقدوه من عقائد الغرض منها الاساءة الي أهل البيت النبوي الكريم، و خلق الريب و الشكوك في نفوس الناس. و لقد رأينا وصف الامام الصادق للحال الذي هو عليه بسبب ما قام به الغلاة فهو عليه السلام ساهر وجل يهمه ما يفعله أولئك الكفرة و ما يشيعوه بين الناس من مفتريات و عقائد فاسدة.
لقد قلنا مشكلة الغلاة هي من أدهي ما حل بتاريخ العقيدة الاسلامية، و من أفظع ما أصاب تاريخ الشيعة، ولو حسنت النوايا و تجردت من سخائم الحقد، لنظر الي المشكلة بعموم نشأتها، لا بخصوص مدعاها، و بحثت علي أساس أغراض أصحابها و بواعث رجالها، فهي اذا دققنا تاريخ نشوئها و مصادر أفكارها، و اعتبر الانصاف في القول و روعي الحق، لم تكن حول أهل البيت فحسب - كما أشرنا - بل ان من أصحاب العقائد الفاسدة الذين هاجت في حناياهم الجذور التي قطع الاسلام عنها ماء الحياة، فرق (الخرمدينية) أصحاب أبي مسلم الخراساني، و منهم كان بدء الغلو في القول، و معلوم بعد أبي مسلم عن الامام الصادق و عدم التقائه به، و انما كان أبومسلم من دعاة العباسيين الخلص الذين بنوا ايمانهم في الدعوة علي أساس ما تعنيه
[ صفحه 247]
الدعوة الي آل البيت بحسب ما يضمره العباسيون و ما وضعوه في نظامهم السري، و قد قالت هذه الفرقة: أن الأئمة آلهة. و الأئمة في مفهومهم ليسوا أئمة الهدي من أهل البيت النبوي الذين انعقدت اليهم الامامة بالنص و الوصية، و الذين هم قادة الشيعة و رموز هداها. و قالت هذه الفرقة أيضا: أن الأئمة أنبياء، و انهم رسل، و انهم ملائكة. و هم الذين تكلموا بالأظلة و التناسخ في الأرواح، و هم أهل القول بالدور في هذه الدار، و ابطال القيامة و البعث و الحساب، و زعموا أن لا دار الا الدنيا، و أن القيامة هي خروج الروح من البدن و دخوله في بدن آخر غيره، ان خيرا فخيرا و ان شرا فشرا، و أنهم مسرورون في هذه الدنيا بالأبدان أو معذبون فيها، و الأبدان هي الجنان أو هي النار، و أنهم منقولون في الأجسام الحسنة الأنسية المنعمة في حياتهم، و يعذبون في الأجسام الردية المشوهة من كلاب و قردة و خنازير و حيات و عقارب و خنافس و جعلان محولون من بدن الي بدن معذبون فيها هكذا، فهي نعيمهم و نارهم لا قيامة و لا بعث و لا جنة و لا نار غير هذا علي قدر أعمالهم و ذنوبهم و انكارهم لأئمتهم و معصيتهم لهم. الي آخر أقوالهم الباطلة و معتقداتهم الفاسدة.
و من فرق الغلاة (الروندية) الذين قالوا: ان أبامسلم نبي مرسل يعلم الغيب، أرسله أبوجعفر المنصور. و قالوا: ان المنصور هو الله، و أنه يعلم سرهم و نجواهم. و أعلنوا القول بذلك، و دعوا اليه. و لما أمرهم المنصور بالرجوع عن قولهم، قالوا: المنصور ربنا، و هو يقتلنا شهداء كما قتل أنبياءه و رسله علي يد من شاء من خلقه، و أمات بعضهم فجأة و بالعلل و كيف شاء، و ذلك له يفعل ما يشاء بخلقه لا يسئل عما يفعل [3] و كانوا يعينون من انتقلت اليه روح آدم، فيقولون: انتقلت الي فلان رجل من كبارهم، و أن ربهم الذي يطعمهم و يسقيهم هو المنصور، و أن جبرائيل هو فلان - رجل آخر منهم - و لما ظهروا أتوا قصر المنصور، فطافوا حوله، و قالوا: هذا قصر ربنا [4] .
اذا، فان حقيقة أفكار الغلاة تقوم علي بواعث مختلفة و أغراض عديدة، لا تمت الي الاسلام و التوحيد بصلة، و من الصحة بمكان القول بأن أخطر جماعاتهم و أكثرها
[ صفحه 248]
ضررا هم أولئك الذين استغلوا الصلة بأهل البيت أو انتحلوها، لأن الدخول عللي المجتمع الاسلامي من خلال الأئمة و سادة أهل البيت يحدث أثرا سيئا و بليغا في كيان المجتمع الاسلامي، و يقرب هولاء الكفرة من تحقيق أغراضهم و تنفيذ مآربهم، فلا عجب أن نري من الأئمة مثل هذا الاهتمام، لأن أمر الغلاة أخافهم و أسهرهم و أفزعهم، فلابد من مقابلة نشاطهم و ملاحقة أفكارهم دفعا للفتنة و حماية للعقيدة، فكان تشديده علي رواية الحديث، و التأكد من صحة ما يروي عن أهل البيت، و ما صحب ذلك من أقوال له عليه السلام في فضحهم و كشف حقيقة دعاواهم في محبة أهل البيت، اذ يقول عليه السلام: «... والله لو ابتلوا بنا، و أمرناهم بذلك، لكان الواجب أن لا يتقبلوه، فكيف و هم يروني خائفا وجلا استعدي الله عليهم، و أبرأ الي الله منهم. اني امرؤ ولدني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ما معي براءة من الله، ان أطعته رحمني، و ان عصيته عذبني عذابا شديدا».
و قال الامام الصادق لمرازم - و هو جار بشار الشعيري أحد دعاة الألحاد و من الغلاة - «يا مرازم، ان اليهود قالوا و وحدوا الله، و ان النصاري قالوا و وحدوا الله، و ان بشارا قال قولا عظيما، فاذا قدمت الكوفة فأته و قل له: يقول لك جعفر: يا فاسق، يا كافر، يا مشرك، أنا بري ء منك».
قال مرازم: فلما قدمت الكوفة، فوضعت متاعي و جئت اليه و دعوت الجارية، و قلت قولي لأبي اسماعيل، هذا مرازم، فخرج الي. فقلت له: يقول لك جعفر بن محمد «يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا بري ء منك».
فقال بشار: و قد ذكرني سيدي؟ قال: قلت: نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك.
فقال: جزاك الله خيرا، و جعل يدعو لي [5] .
لقد أراد الامام الصادق أن يحفظ تراث أهل البيت أيضا الي جانب حماية العقيدة، فعمل علي ترسيخ قاعدة الرواية عن أهل البيت بشروطها فقال: «فاتقوا الله و لا تقبلوا ما خالف قول ربنا و سنة نبينا صلي الله عليه و آله و سلم». و هي القاعدة التي قام عليها منهاج
[ صفحه 249]
مدرسته في العلم و الحديث، و التزمت بها التزاما شديدا. و قد قال عليه السلام مرارا و تكرارا: «حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين، و حديث علي أميرالمؤمنين حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و حديث رسول الله قول الله عزوجل».
پاورقي
[1] المقالات الاسلامية ج 1 ص 7.
[2] لسان الميزان ج 1 ص 76.
[3] فرق النوبختي ص 36 و 52 و 53.
[4] الفخري ص 143.
[5] انظر الجزء الرابع من الكتاب، فصل مشكلة الغلاة. و فيه ذكر رؤسائهم، و عوامل نشأة حركاتهم، و بحث جوانب النقص في دراسة حركة الغلاة من قبل المؤرخين، و موقف الشيعة و أئمتهم من المغالين، و غيرها من النقاط.
الشيعة
لعلي - علي ما رأينا - من فضل الله ما سلمه الجميع له، و تؤثره من جرائه الشيعة منذ القرن الأول، أي جيل الصحابة، ثم تلاحق عليه الجيلان التاليان، و هي الأجيال الثلاثة
[ صفحه 47]
المفضلة بقوله صلي الله عليه و سلم: «خير القرون قرني - جيلي - ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» [1] ، و توالت علي تكريمه به جماعة المسلمين الا من ظلم، و هو موقعه الخاص من النبي و من علوم الاسلام.
اذ تتفرع عنه فروع النسب من أهل البيت، و تنبع منه بحار شتي للمعرفة، تسقي منها المذاهب كافة، و فيها المتصوفة و المعتزلة، و تفيد منها العلوم كافة، و منها العبادات و المعاملات، و الحرب و السلم، و السياسة و الاقتصاد و الادارة، فتطبع بطابعه العلوم السلامية عند الشيعة، و تظهر آثاره في علوم أهل السنة.
و «الشيعة» كلمة قرآنية (و ان من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم) [2] .
و التشيع لعلي مكانة للفوز تقررت بالسنة، روي السيوطي عم جابر بن عبدالله قال: كنا عند النبي فأقبل علي، فقال النبي: «و الذي نفسي بيده، ان هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة» [3] .
و عن ابن عباس قال: لما نزلت (ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات...) [4] قال رسول الله لعلي: «هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين» [5] .
و عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي قال لعلي: «أنت و أصحابك في الجنة» [6] .
[ صفحه 48]
و في نهاية ابن الأثير ما نصه، في مادة «لواقح»: و في حديث علي قال له النبي: «ستقدم علي الله أنت «و شيعتك» راضين مرضيين، و يقدم عليك عدوك غضابا مقمحين» [7] [8] .
و الزمخشري يروي في ربيع الأبرار [9] حديث النبي عن «شيعة ولدك» و هو يتحدث الي علي. و في مسند أحمد بن حنبل، و خصائص النسائي كثير في الدلالة علي شيعة علي [10] .
و يخصص المسلمون «الشيعة» بأنهم هم التابعون و المقتدون و المتميزون باتباعهم و اقتدائهم الكامل بالامام علي و الأئمة من بنيه.
و ربما كان تعريف ابن حزم للشيعة جامعا مانعا، فهو يقول: «من وافق الشيعة في أن عليا «أفضل» الخلق بعد رسول الله، و «أحقهم» بالامامة، و ولده من بعده، فهو شيعي، و ان خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون، فان خالفهم فيما ذكر فليس شيعيا» [11] .
ظهر تفضيل الشيعة لعلي علي جميع الصحابة بمجرد وفاة النبي عليه الصلاة و السلام، اذ دعت الي ذلك دواع سياسة. فقد اجتمع المهاجرون و الأنصار - و علي مشغول بتجهيز رسول الله لقبره - فبايعوا أبابكر باقتراح عمر، و ثقل علي بطل الاسلام علي أن يمضي الصحابة الأمور دونه، و ثقل علي الزهراء [12] و علي «شيعة علي» من صحابة الرسول، كما رأي البعض
[ صفحه 49]
أحقية علي بالخلافة [13] .
و لكن عليا لم يلبث أن كمل اجماع المسلمين بالبيعة للصديق، و جعل خلافة الصديق بالمشاركة و المشورة، و تحمل في خلافة الفاروق أعباء في أخطر شؤون الدولة و الدين و الناس و الخليفة.
لقد كان كله شجاعة نفس و سداد رأي يوم الردة، قالت عائشة رضي الله عنها: خرج أبي يوم الردة شاهرا سيفه راكبا راحلته، فجاء علي رضي الله عنه فأخذ بزمام راحلته و قال: أقول لك ما قال لك رسول الله صلي الله عليه و سلم يوم أحد: «شم [14] سيفك، لا تفجعنا بموتك» فو الله ان أصبنا بك لا يكون للاسلام بعدك نظام أبدا [15] .
و لقد كان كله شجاعة فكر، و براعة فقه، يوم استشاره عمر في غزو الفرس بنفسه، و كرر «أخو النبي» نصحه في بلاغة معلمة و أسانيد تتري، لكنه لم يذكر (السابقة) لعمر كما صنع مع أبي بكر. فالصديق هو امام (الاتباع) الذي بلغ به مراتبه، أما عمر فهو «يجتهد» و يتبع، و عند علي من (الاتباع) و (الاجتهاد) ما يروي الشيخين معا:
قال لعمر بين ما قال: «ان هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا قلة، و هو دين الله الذي أظهره...، و مكان القيم بالأمر مكان النظام من الخزر يجمعه و يضمه، فاذا انقطع
[ صفحه 50]
النظام تفرق الخرز و ذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا، و العرب اليوم وان كانوا قليلا فهم كثيرون بالاسلام، عزيزون بالاجتماع، فكن قطبا و استدر الرحي بالعرب، و أصلهم دونك نار الحرب. انك ان شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها، حتي يكون ما تدع من الفورات أهم اليك مما بين يديك. ان الأعاجم ان ينظروا اليك غدا يقولون: هذا أصل العرب، فان قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك و مطمعهم فيك...» [16] .
فلنلاحظ هذه الخطة المتعددة الغايات بالحركة الواحدة: أن يبقي قطبا للرحي، و أن يستديرها بالعرب، و أن يجعلهم يحاربون العدو بدلا من الخليفة، و أن يحميهم من تنازعهم و لم يكن قد مضي علي توبة بعضهم من الردة الا شهور. و لنلاحظ ذلك الاحتياط في الحرب حتي لا يجد العدو الخليفة غرضا قريبا في متناوله، يستميت في اصابته. و لنلاحظ تشبيه الخليفة بنظام العقد الذي يمسكه أن ينتثر. و لنلاحظ الوجازة، و النصاعة، و البلاغة «العلوية» و مستواها في لسان العرب.
و لما قبل الصديق و الفاروق نصيحته في الحالين، وضعته النصيحتان في موضعه معهما و من المسلمين - وهو في صدر شبابه - في الصدارة.
و لا ينال من هذه العبقرية في وضع الخطط، ما سيصيبه و المسلمين معه يوم يستحبون الدعة، بعد ربع قرن، عندما آلت اليه المقاليد، و جاء الي الوجود جيل جديد، فعلت الفتن فيه أفاعيلها، فأتاحت لعلي بدلا من انفاذ خططه، أن يلقي خطبه الخالدة التي تعتبر مصادر للبلاغة العربية، و الحكمة السياسية و الفلسفية علي مر الزمان، فتخص الامام بمقام بين خطباء التاريخ لا يرقي اليه أحد.
[ صفحه 51]
عهد الصديق لعمر، فكان عهده له فتحا من الفتوح علي أبي بكر و الأمة، منذ كان عمر كأبي بكر مطلوبين للأحداث، و لم يكن لدي المسلمين ساعة ليشتوروا، فأرواح الشهداء تساقط في الميادين، في الشرق و الشمال، بالعراق و الشام، لتضي ء العالم بأنوار الاسلام.
و لا يمكن أن يرد علي الذهن أن أبابكر في عهده لعمر، فكر لحظة واحدة تفكير بعض قريش في أن تصرف الخلافة عن بني هاشم، مخافة أن تبقي وارثة فيهم، فلا تنال قريش حظوظها من السلطة، فانما كانت هذه الفئة في فكرها ظالمة لنفسها و لبني هاشم، بمثل ما قد طالما ظلمت الصديق و الفاروق معا.
فلقد عهد الفاروق لعلي بين الستة الذين عهد اليهم أن يختاروا للمسلمين من يبايعونه، و هو القائل عن علي: «لو ولوه لحملهم علي الجادة» [17] و كان الجميع يعلمون أن الخلافة دائرة بينه و بين عثمان، و لم يشأ عمر أن يحمل مسؤولية الاختيار - و هو طعين - و كانت المشورة ممكنة، لا خطرة كما كانت عند وفاة أبي بكر.
و لما جاء دور علي - و هو طعين - لم يفكر في أن يعهد لواحد من بني هاشم، بل قيل له: «ان فقدناك - و لا نفقدك - هل نبايع الحسن؟» فأجاب: «لا آمركم و لا أنهاكم، أنتم أبصر» [18] و ترك الأمر شوري للمسلمين [19] .
و كذلك ليس من الدقة أن يستنتج من تقدير عمر لعلي، أو لأهل البيت، أو لأم كلثوم بنت علي - و هي تحت جناح عمر - أن عمر كان يتمني شيئا خاصا لعلي في صدد الخلافة، فلقد
[ صفحه 52]
كان عمر ينظر لمصلحة المسلمين أجمعين يوم عهد الي الستة أن يختاروا واحدا منهم يبايعه المسلمون.
كان عمر ينظر لمصلحة المسلمين يوم دون الديوان، فدعا الأخ الأكبر لعلي، عقيل بن أبي طالب [20] ، و مخرمة بن نوفل [21] و جبير بن مطعم [22] ، و قال لهم: «اكتبوا الناس علي قدر منازلهم» فكتبوهم مبتدئين ببني هاشم، ثم ببني تيم - قبيلة أبي بكر - ثم بني عدي - قبيلة عمر - فقال: وددت أنه هكذا، و لكن ابدأوا بقرابة النبي صلي الله عليه و سلم، الأقرب فالأقرب حتي تضعوا عمر حيث وضعه الله [23] .
و يوم فضل بعض الناس في العطاء جزاء ما قدموا للاسلام، فلما ذكر له صنيع أبي بكر يوم رفض التفضيل و قال: انما أسلموا لله، و وجب أجرهم عليه، يوفيهم ذلك في الأخرة، و انما هذه الدنيا بلاغ، أجاب عمر: «لا أجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه...» [24] .
و يوم فضل أهل بدر علي من عداهم، ثم جعل الباقين درجات، و مع ذلك قدم الأدنين من
[ صفحه 53]
رسول الله دون نظر الي جهاد أو سابقة اسلام، ففرض للعباس [25] عم النبي اثني عشر ألف درهم، و لأخته صفية [26] عمة النبي و علي ستة آلاف...، و لكل واحدة من زوجات النبي عشرة آلاف، و ميز عائشة لمحبة رسول الله اياها فجعل لها اثني عشر ألفا.
و يوم فضل الحسن و الحسين، اذ فرض لكل واحد شهد بدرا خمسة آلاف، و لأبنائهم ألفين ألفين، الا الحسن و الحسين ابني علي من فاطمة الزهراء، ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله، ففرض لكل منهما خمسة آلاف، حتي أسامة [27] بن زيد بن حارثة - مولي الرسول - فرض له أربعة آلاف. و أجاب ابنه عبدالله [28] - فقيه المسلمين و محدثهم - اذ
[ صفحه 54]
راجعه قائلا: فرضت لي ثلاثة و لأسامة أربعة، و قد شهدت ما لم يشهد أسامة؟! فقال لابنه: زدته لأنه كان أحب الي رسول الله منك، و لأن أباه كان أحب الي رسول الله من أبيك [29] .
و عبدالله أخ شقيق لحفصة أم المؤمنين.
و لما فرض لعمر بن أم سلمة [30] - أم المؤمنين - أربعة آلاف، و كان من شيعة علي، استعتب البعض الخليفة لحداثته، فأجاب: فليأتني الذي استعتب بأم مثل أم سلمة أعتبه [31] .
و أم المؤمنين أم سلمة أعلي الأصوات في الدفاع عن علي.
و لقد كان عمر صادقا يوم عدل الي رأي أبي بكر و قال: لئن بقيت الي العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم، و لأجعلنهم رجلا واحدا [32] .
[ صفحه 55]
و جري قضاء الله بأن يطعن أبولؤلؤة المجوسي [33] عمر في المسجد، فبعث عمر الي قوم كانوا يجلسون بين منبر الرسول و قبره من يقول لهم: يقول لكم عمر: أنشدكم الله، أكان ذلك عن رضي؟ فتلكأ قوم، فقال علي: «وددنا أنا زدنا في عمره من أعمارنا» [34] ، هكذا أصاب البعض الحصر، و واتت عليا الاجابة المواسية، و هي يقين عند عمر.
أوصي عمر أن تكون الخلافة لواحد من الستة الذين مات النبي و هو عنهم راض، ثم اختاره الله الي جواره. و اجتمع أصحاب الشوري و أدار المداولات عبدالرحمان بن عوف [35] مذ أعلن أنه لن يكون له في الخلافة أرب، و استجوب الناس حتي استيقن من تحقيقاته أن لكل من علي و عثمان مؤيدين في جماعة المسلمين، فرقي المنبر و جلس مجلس النبي،
[ صفحه 56]
و أخذ بيد علي و قال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة رسوله و فعل أبي بكر و عمر؟ قال علي: اللهم لا، و لكني أحاول من ذلك جهدي و طاقتي [36] فأرسل عبدالرحمان يده و قال: هلم الي يا عثمان، فأخذ بيده و قال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة رسوله و فعل أبي بكر و عمر؟ قال عثمان: اللهم نعم، قال عبدالرحمان: اللهم اشهد، اللهم اشهد. و بايع عبدالرحمان عثمان، و قام الناس فبايعوا، و فيهم علي بن أبي طالب.
و ظاهر أن فيصل التفرقة بين الجوابين هو قول علي: أحاول جهدي و طاقتي، و هو جواب رجل طالما حاول جهده و طاقته للنبي، و لأبي بكر و عمر، كما صنع أبوبكر و عمر، و كما سيصنع علي في خلافته، و سيصنع عثمان في خلافته، فلا عليه ان أجاب ذلك الجواب الفقهي الصادق من كل وجه، لكن السماء لم ترد أن يرضي ذلك الجواب عبدالرحمان، لتكون الخلافة يومئذ لعثمان بن عفان، باختيار من المسلمين، في حدود ما قدرته السماء، و كان في المسلمين يومئذ شبه اجماع علي أن الخلافة آيلة الي علي بحكم سنه.
[ صفحه 57]
پاورقي
[1] فتح الباري: ج 7 ص 3 ح 3651، البداية و النهاية: ج 6 ص 283 و ج 1 ص 114، معجم البلدان: ج 4 ص 332، الاصابة: ج 1 ص 21، فيض القدير: ج 6 ص 571، نيل الأوطار للشوكاني: ج 9 ص 230.
[2] سورة الصافات: 84.
[3] الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج 6 ص 379. و ممن خرجه من أهل السنة: تاريخ دمشق: ج 2 ص 442 ح 951 و ص 348 ح 849 و 851، فتح القدير للشوكاني: ج 5 ص 464، المناقب للخوارزمي: ص 62، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص 362 ح 1139، كفاية الطالب للكنجي: ص 313،245 ،314، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ص 54، فرائط السمطين: ج 1 ص 156، ينابيع المودة: ص 62.
[4] سورة البينة: 7، و تتمتها التي هي محل الشاهد قوله تعالي: (أولئك هم خير البرية).
[5] الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 96، نورالأبصار للشبلنجي: ص 70 و 101، الدر المنثور للسيوطي: ج 6 ص 379، روح المعاني: ج 30 ص 207، الفصول المهمة: ص 105، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 92، ينابيع المودة للقندوزي: ص 301، كنز العمال: ج 15 ص 137 ح 398، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 131، تفسير الطبري: ج 30 ص 146.
[6] الصواعق المحرقة: ص 159 مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 748 ح 16431، تاريخ بغداد: ج 12 ص 358، مناقب آل الرسول: ص 1264.
[7] الاقماح؟: هو رفع الرأس مع غض البصر، يقال: أقمحه الغل، أي: ترك رأسه مرفوعا لضيقه، و منه قوله تعالي: (مقمحون).
[8] النهاية في غريب الحديث: ج 4 ص 106، و لا حظ أيضا مجمع الزوائد: ج 9 ص 131، و المعجم الأوسط: ج 4 ص 187، و كنز العمال: ج 13 ص 156، و تفسير فرات: ص 583، و شواهد التنزيل: ج 2 ص 461 و 464.
[9] ربيع الأبرار: ج 1 ص 808.
[10] لم أجد في خصائص أميرالمؤمنين للنسائي الا موردا واحدا في ص 75، عند الحديث عن ابن عباس؛ قال: كان من شيعة علي عليه السلام...، و لم يرد مثل هذا المعني في مسند أحمد.
[11] الفصل في الملل و النحل: ج 2 ص 113.
[12] لم يورث الخليفة الزهراء من أبيها، و قصد اليها مع عمر يذكران لها حديث الرسول في حرمانها من ميراثها، قال الصديق: اني سمعته صلي الله عليه و سلم يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ثم قال الصديق: و الله ان قرابة رسول الله أحب الي من قرابتي، و انك أحب الي من عائشة (بنته)، قالت، أرأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه و تعملان به؟ قالا: نعم، قالت: ألم تسمعا قول الرسول: «رضا فاطمة من رضاي، و سخط فاطمة من سخطي»، قالا: سمعنا قالت: اني أشهد الله أنكما أسخطتماني، و ما أرضيتماني، و لئن لقيت رسول الله لأشكونكما اليه...، و خرجا يبكيان.
فلقد كانت تبكي، و لقد كانت لله لا للدنيا دموع الزهراء، و الصديق و الفاروق! و أهل السنة ينحون نحوهما في تفسير الحديث النبوي، و الشيعة لا يتسامحون في حرمان الزهراء ميراثها.
و من الغلاة في الخصومة للشيخين من يقولون: ان عمر كان سبب البيعة لأبي بكر يوم السقيفة، اذ قال له: امدد يدك أبايعك، و ان أبابكر كان مصدر البيعة لعمر يوم استخلفه؛ ليصرفا الأمر عن علي، مع أن البيعة كانت عامة من الأمة.
و أهل السنة علي أن الصحابة اجتهدوا للمسلمين، و أن عليا أيدهم في اجتهادهم اذ بايع، بل تبع رأي عمر فيما بعد لما جعل عمر الأمر شوري في الستة، ثم كان أصدق المسلمين في طاعة عثمان. (منه).
[13] و منذئذ كانت لعلي شيعته، قال أبان بن تغلب: قلت لجعفر بن محمد (الصادق) جعلت فداك، هل كان أحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنكر علي أبي بكر فعله؟ قال: «نعم، اثنا عشر رجلا، من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص، و سلمان الفارسي، و أبوذر الغفاري، و المقداد بن الأسود، و عمار بن ياسر، و بريدة الأسلمي. و من الأنصار: أبوالهيثم بن التيهان، و سهل و عثمان ابنا حنيف، و خزيمة بن ثابت، و أبي بن كعب، و أبوأيوب الأنصاري». (منه).
[14] شم: من الأضداد، بمعني السل و الاغماد. (النهاية في غريب الحديث: ج 2 ص 521).
[15] الفائق في غريب الحديث لجار الله الزمخشري: ج 2 ص 224، كنز العمال: ج 5 ص 658 ح 14158 و 664 ح 14166.
[16] بحارالانوار: ج 40 ص 194، شرح نهج البلاغة: ج 9 ص 95، الاخبار الطوال: ص 134، تاريخ الطبري: ج 4 ص 114 - 126، فتوح البلدان، ج 2 ص 286 - 297.
[17] ذكر اليعقوبي في تأريخه: ج 2 ص 158 -159: «و لو وليهم يحملهم علي منهج الطريق فأخذ المحجة الواضحة». و ذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج: ج 1 ص 62 و ص 185 و ص 186؛ و عبد الفتاح عبد المقصود في كتابه الامام علي: ج 1 ص 310: «أما والله لئن وليتهم لتحملنهم علي الحق الواضح و المحجة البيضاء».
[18] مجمع الزوائد: ج 9 ص 142، المعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 100، نظم درر السمطين للزرندي: ص 140، ارواء الغليل للألباني: ج 6 ص 75، البداية و النهاية: ج 7 ص 362، تاريخ الطبري: ج 4 ص 112 - 113.
[19] و لكن الشيعة تذهب الي أنه عهد الي الحسن بأمر من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
[20] هو عقيل بن عبد مناف (أبي طالب) بن عبد المطلب، الهاشمي القرشي، و كنيته أبويزيد، أعلم قريش بأيامها و مآثرها و مثالبها و أنسابها، صحابي، فصيح اللسان، شديد الجواب، و هو أخو (علي) و (جعفر) لأبيهما، و كان أسن منهما. و برز اسمه في الجاهلية، و كان أحد أربعة الذين يتحاكم اليهم في المنافرات، هاجر الي المدينة سنة 8 هجرية، و شهد غزوة مؤتة، و ثبت يوم حنين. و كان الناس يأخذون عنه الأنساب و الأخبار في مسجد المدينة، توفي أواخر خلافة معاوية سنة 60 ه، و كان في حلب و أطرافها جماعة ينتسبون اليه و يعرفون ببني عقيل. (الأعلام: ج 4 ص 242).
[21] مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبدمناف الزهري القرشي؛ أبوصفوان، صحابي، عالم بالأنساب، أسلم يوم الفتح، و كان النبي صلي الله عليه و آله يتقي لسانه و يداريه بعد أن أسلم، و قد عمر طويلا، قيل: مائة و خمس عشرة سنة، و كف بصره في زمن عثمان، و مات بالمدينة و سنة 54 هجرية. (الأعلام: ج 7 ص 193).
[22] جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف القرشي؛ أبوعدي صحابي، كان من علماء قريش و سادتهم، توفي بالمدينة سنة 59 ه. عده الجاحظ من كبار النسابين. و في الاصابة: كان أنسب قريش لقريش و العرب قاطبة. له ستون حديثا في الكتب الحديثية السنية. (الأعلام: ج 2 ص 112).
[23] كنز العمال: ج 4 ص 565 ح 11657، فتوح البلدان للبلاذري: ج 3 ص 549،: تاريخ الطبري: ج 3 ص 278، شرح النهج: ج 12 ص 94، طبقات ابن سعد: ج 3 ص 295.
[24] الأحكام السلطانية للماوردي: ص 177، و قد ذكر الماوردي أن عليا عليه السلام خالف عمر في ذلك.
[25] العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف؛ أبوالفضل، من أكابر قريش في الجاهلية و الاسلام، و جد الخلفاء العباسيين. كان محسنا لقومه، سديد الرأي، واسع العقل، مولعا باعتاق العبيد، كارها للرق، اشتري سبعين عبدا و أعتقهم، و كانت له سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام، أسلم قبل الهجرة و كتم اسلامه، و أقام بمكة يكتب الي الرسول أخبار المشركين، ثم هاجر الي المدينة، و شهد وقعة حنين، فكان ممن ثبت حين انهزم الناس، و شهد فتح مكة، و عمي في آخر عمره. و كانت وفاته في المدينة سنة 32 ه عن عمر 83 سنة، و له في كتب الحديث السنية (35) حديثا. (الأعلام: ج 3 ص 262).
[26] صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، سيدة قريشية، شاعرة باسلة، و هي عمة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، أسلمت قبل الهجرة، و هاجرت الي المدينة. و كان رسول الله اذا خرج لقتال عدوه من المدينة، يرفع أزواجه و نساءه في حصن حسان بن ثابت، فلما كان يوم (أحد) صعدت صفية معهن، و تخلف عندهن حسان، فجاء يهودي فلصق بالحصن يتجسس، فقالت صفية لحسان: انزل اليه فاقتله، فتواني حسان، فأخذت عمودا و نزلت، و فتحت الباب بهدوء، و حملت علي الجاسوس فقتلته، و رأت المسلمين يتراجعون يوم (أحد) فتقدمت و بيدها رمح تضرب في وجوه الناس و تقول: أأنهزمتم عن رسول الله؟! فأشار الرسول صلي الله عليه و آله و سلم الي الزبير بن العوام أن يبعدها عن أخيها (حمزة). لها مراث رقيقة، و في شعرها جودة، ماتت سنة 20 ه. (الأعلام: ج 3 ص 206).
[27] أسامة بن زيد بن حارثة، من كنانة عوف؛ أبومحمد، صحابي جليل، و لد بمكة و نشأ علي الاسلام، لأن أباه كان من أوائل الناس اسلاما، و كان رسول الله يحبه. هاجر مع النبي الي المدينة، و أمره النبي و لم يبلغ العشرين من عمره، فكان مظفرا موفقا. و لما توفي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم رحل أسامة الي وادي القري فسكنه، ثم انتقل الي دمشق في أيام معاوية، ثم عاد الي المدينة فأقام الي أن مات بالجرف في أواخر أيام معاوية سنة 54 ه. و في تاريخ ابن عساكر: أن رسول الله استعمل أسامة علي جيش فيه أبوبكر و عمر. (الأعلام: ج 1 ص 291).
[28] هو عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي؛ أبوعبدالرحمان، صحابي، كان جريئا جهيرا. نشأ في الاسلام و هاجر الي المدينة مع أبيه، و شهد فتح مكة، و مولده و وفاته فيها. أفتي الناس في الاسلام ستين سنة، و لما قتل عثمان عرض عليه نفر أن يبايعوه بالخلافة فأبي، و غزا أفريقية مرتين، و كف بصره في آخر حياته، و هو آخر من توفي بمكة من الصحابة سنة 73 ه، عن عمر يناهز 83 سنة، له في كتب الحديث (2630) حديثا. (الأعلام: ج 4 ص 108).
[29] تاريخ اصبهان: ج 2 ص 290.
[30] هي هند بنت سهيل بن المغيرة، القرشية المخزومية، زوجية النبي صلي الله عليه و آله و سلم، تزوجها في السنة الرابعة للهجرة، و كانت من أكمل النساء عقلا و خلقا، و هي قديمة الاسلام، هاجرت مع زوجها الأول الي الحبشة، و ولدت له ابنه (سلمة)، و رجعا الي مكة، ثم هاجرا الي المدينة، فولدت له ابنتين و ابنا. و مات أبوسلمة في المدينة أثر جرح، فخطبها أبوبكر فلم تتزوجه، و خطبها النبي فقالت لرسوله: مثلي لا يصلح للزواج، فانني تجاوزت السن فلا يولد لي، و انني امرأة غيور و عندي أطفال، فأرسل اليها النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أما السن فأنا اكبر منك، و أما الغيرة فيذهبها الله، و أما العيال فالي الله و رسوله، و تزوجها. و كان لها يوم الحديبية رأي أشارت به علي رسول الله دل علي وفور عقلها. توفيت سنة 62 ه عن عمر كبير، و لها في كتب الحديث (378) حديثا. (الأعلام: ج 8 ص 98).
[31] الأحكام السلطانية للماوردي: ص 201.
[32] ربما أوضح أن المال - بالنسبة للصحابة رضوان الله عليهم - لم يكن وسيلة للثراء، و انما كان حقا لهم يجي ء من بيت المال، لينفقوه في وجوهه، و مساعدة المحتاجين. ان أم المؤمنين زينب بنت جحش تصدقت بالمال كله، و تمنت أن تموت قبل أن يحول الحول، فاستجاب لها ربها، فكانت أسرع زوجات الرسول لحوقا به، و ان أم المؤمنين عائشة لم ترض أن تنماز عن أمهات المؤمنين، و ان أموالهن كانت تجري الي المسلمين.
و روي الطبراني و أبونعيم عن خزيمة بن أوس قال: قدمت علي النبي يوم تبوك، فسمعته يقول: «هذه الحيرة قد رفعت الي، و انكم ستفتحونها، و هذه الشيماء بنت فضيل الأزدي علي بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود» فقلت: يا رسول الله، ان نحن دخلنا الحيرة فوجدناها علي هذه الصفة فهي لي؟ فقال عليه الصلاة و السلام: «هي لك». فأقبلنا مع خالد نريد الحيرة، فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء علي بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود، فتعلقت بها و قلت: هذه وهبها رسول الله لي، فطلب مني خالد البينة، فأتيته بها، فسلمها لي، و نزل اليها أخوها عبد المسيح فقال لي: أتبيعينها؟ قلت: نعم، قال: احتكم، لا أبيعها بأقل من ألف درهم، فدفعها، فقيل لي: لو قلت: مائة ألف لدفعها! قلت: لا أحسبت مالا أكثر من ألف درهم. قال الطبراني: و بلغني أن البينة كانت محمد بن مسلمة و عبدالله بن عمر. (منه).
[33] كان أبولؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة، و كان يصنع الأرحاء، و كان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبولؤلؤة عمر، فقال: يا أميرالمؤمنين، ان المغيرة قد أثقل علي غلتي، فكلمه يخفف عني، فقال له عمر: اتق الله و أحسن الي مولاك، و من نية عمر أن يلقي المغيرة فيكلمه ليخفف عنه، فغضب العبد و قال: وسع الناس كلهم عدله غيري، فأضمر علي قتله، فاصطنع له خنجرا له رأسان و شحذه و سمه، ثم أتي به الهرمزان فقال: كيف تري هذا؟ قال: أري أنك لا تضرب به أحدا الا قتلته، فتحين أبولؤلؤة عمر، فجاءه في صلاة الغداة، حتي قام وراء عمر و وجأه في خاصرته، و قيل: ضربه ست ضربات، و قيل غير هذه القصة. (أسد الغابة: ج 4 ص 76).
[34] هكذا نقلها الصنعاني في المصنف: ج 10 ص 357: «لما طعن عمر أرسل الي ناس من المهاجرين فيهم علي، فقال: أعن ملأ منكم كان هذا؟ فقال علي: معاذ الله أن يكون عن ملأ منا، و لو استطعنا أن نزيد من أعمارنا في عمرك لفعلنا...». أما عبارة المؤلف فلم ينقلها بلفظها، و نقلها الشيخ مغنية في كتابه «الشيعة في الميزان»: ص 293 مخرجة عن سلام بن أبي مطيع عن أيوب السختياني عن جعفر بن محمد عن أبيه، و لم يذكر المصدر.
[35] عبدالرحمان بن عوف بن عبد عوف بن عبدالحارث؛ أبومحمد، الزهري القرشي، صحابي و من أكابرهم، و هو أحد الستة من أصحاب الشوري الذين جعل عمر الخلافة فيهم، و هو أحد السابقين الي الاسلام، قيل: هو الثامن، كان من الأجود الشجعان العقلاء، أسمه في الجاهلية: عبد الكعبة و سماه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم عبد الرحمان، ولد بعد عام الفيل بعشر سنين 24 ق ه و شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلها. جرح يوم أحد 21 جراحة، و اعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا، و كان يحترف التجارة و البيع و الشراء، فاجتمعت له ثروة كبيرة. له (65) حديثا في كتب السنة، توفي بالمدينة سنة 32 ه. (الأعلام: ج 3 ص 321).
[36] أنظر الصواعق المحرقة: ص 106.
النص علي الامام الصادق
يوجد نوعان من النصوص نوع عام و نوع خاص.
النوع العام: حديث اللوح و المروي عن جابر بن عبدالله الأنصاري كما رواه الصدوق (ع) عن أبيه الباقر (ع) أنه قال الامام لجابر بن عبدالله الأنصاري أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ما أخبرتك به قال جابر: أشهد بالله اني دخلت علي أمك فاطمة في حياة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اهنئها بولادة الحسن (ع) فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه زمرد و رأيت فيه كتابا أبيض يشبه نور الشمس فقلت لها بأبي أنت و أمي يا بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ما هذا اللوح فقالت أهداه الله تعالي الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرني بذلك.
و قال جابر أن فاطمة أعطته اياه فقرأه و انتسخه و فيه أسماء النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الأئمة الاثني عشر (ع) باعيانهم و صفاتهم [1] .
روي البخاري عن جابر بن سمره، قال سمعت النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: [يكون اثنا عشر أميرا] فقال كلمة لم اسمعها فقال أبي أنه قال: [كلهم من قريش] [2] .
و في صحيح مسلم بسنده عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم [لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش] [3] .
و في رواية أحمد عن مسرون قال كنا جلوسا عند عبدالله بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل يا أباعبدالرحمن. هل سألتم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبدالله ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم و لقد سألنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اثني عشر كعدة نقباء بني اسرائيل [4] .
و لهذه الروايات نظائر كثيرة و مضامين عديدة ذكرها أبوداوود و البزار و الطبراني و غيرهم و طرقها كثيرة وبخاصة في صحيح مسلم و مسند أحمد.
و الذي يستفاد من هذه الروايات أن عدد الأمراء لا يتجاوز الاثني عشر و كلهم من قريش و هي نص عام ينطبق علي الامام الصادق (ع) كما ينطبق علي غيره من الأئمة.
[ صفحه 342]
پاورقي
[1] المجالس السنة السيد الأمين ج 5 ص 252 نقلا عن كتاب الصدوق.
[2] البخاري ج 9 ص 11.
[3] صحيح مسلم ج 6 ص 4.
[4] أضواء علي السنة المحمدية ص 210 و ما بعدها للعالم الأزهري محمد أبوزهرة.
الامام و قيادة الانقلاب العباسي
هناك حقيقة تاريخية ثابتة - قل من تنبه اليها - و هي:
ان العباسيين كانوا بمعزل عن قيادة أهل البيت السياسية منذ عهد مبكر، كانوا يعملون و يخططون لأنفسهم و هم يستقبلون الحديث السياسي بتخطيط دقيق، و يوجهون تطلعاتهم بسرية تامة، و وفق معايير قيادية مدربة خاصة بهم. و لم يكن أمرا اعتباطيا أن يخلو ميدان الطف من العباسيين شيوخا و شبابا و حفدة، و هم يشكلون عددا ضخما لدي ثورة الامام الحسين عليه السلام في كربلاء. بل كان الاستغراق السلبي تجاه أحداث الثورة و مآسيها، لا يفسر الا بالتكتل الذاتي لدي بني العباس، دون أي تفكير بالاندماج في خط أهل البيت عليهم السلام، و قد يصورون أنفسهم للسلطات الحاكمة من بني أمية أنهم في منأي عن المعارضة، فتعجل لهم الصلات، و ينفردون بالعطاء الجزل، و يتمتعون بالحرية التامة تنقلا و استقرارا و تنظيما.
و استغل العباسيون المناخ الدامي شعبيا، فأشاعوا ضلامة أهل البيت بين صفوف السواد الأعظم، و أثاروا بذلك مشاعر الناس لحسابهم الخاص، و اتصلوا بالعشائر و القبائل و الزعامات، و هم يتفجعون لما أصاب الحسين عليه السلام، و زيد بن علي، و يحيي بن زيد، ليصب هذا التفجع و التوجع في روافد رصيدهم لدي الشعب المسلم.
فهم في فرجة سياسية من الأحداث، لم يشاركوا فيها، و لم يؤيدوا رجالها، و لم يكتووا بلهبها، و لم يتحملوا حتي الجزء اليسير من تبعاتها، فهم مع السلطان
[ صفحه 79]
في أمانيه و أحلامه، و هم في صومعة تبتعد أواصر بالثوار من أهل البيت، و لكنهم يهيؤون أنفسهم للانقلاب علي الأمويين، دون اثارة أو حساسية، في الوقت الذي يجاملون به العلويين، و يظهرون الانخراط في صفوفهم خديعة و مكرا.
و لم يكن لبني العباس في العصر الأموي كيان اجتماعي، و لا أثر من عزم أو حزم أو سياسة، و انما كانوا في الظل تجاه المركز المنظور لأهل البيت عليهم السلام و لم يدر بخلد أحد من بني العباس أن الحكم سيصل اليهم لو لا ما أوحي به أبوهاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب قبيل موته، فقد أفضي بأسرار الدعوة في سنة ثماني و تسعين من الهجرة الي محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، و عهد اليه أن ينهض بأعبائها، و عرف بينه و بين دعاتها [1] .
و من هذا الطريق كان للجيل الأول من العباسيين علم بما سيؤول اليه أمر الخلافة، حتي تسرب ذلك الي الأمويين، فقد ضرب الوليد بن عبدالملك علي بن عبدالله بن عباس بالسياط، و شهره بين الناس، و صائح يقول: هذا علي بن عبدالله الكذاب، فقال له قائل: ما الذي نسبوك اليه من الكذب؟ قال: بلغهم قولي: ان هذا الأمر سيكون في ولدي، و الله ليكونن فيهم حتي يملكه عبيدهم الصغار العيون.. و كذلك قال هشام بن عبدالملك مشيرا اليه: ان هذا الشيخ قد خرف و اهتر، يقول ان هذا الأمر سينتقل الي ولده، فسمع علي كلامه، فقال: أي و الله ليكونن ذلك، و ليملكن هذان، مشيرا الي المنصور و السفاح [2] .
و قد أجاب النقيب أبوجعفر يحيي بن زيد، أجاب ابن أبي الحديد عن سؤال يقول: من أي طريق عرف بنوأمية أن الأمر سينتقل عنهم، و أنه سيليه بنوهاشم..؟ فقال: أصل ذلك كله، محمد بن الحنفية، ثم ابنه عبدالله المكني أبا
[ صفحه 80]
هاشم، فقد طالب بالميراث العلمي - من الحسن و الحسين عليهم السلام - فدفعا اليه صحيفة لو أطلعاه علي أكثر منها لهلك، فيها ذكر دولة بني العباس، و صارت عند أبي هاشم، فدفعها الي محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، و هي التي كان آباؤنا يسمونها صحيفة الدولة، في صندوق من نحاس صغير.. [3] .
و اشرأبت أعناق العباسيين للخلافة علي حذر و خوف و وجل، و لكن مؤتمر الأبواء الذي عقده الهاشميون قد قارب بين أحلامهم، و تصريح الامام الصادق عليه السلام بحقيقة الأمر قد لوح لهم بانتصارهم، بل جزموا بذلك و عقدوا عليه الخناصر.
لقد تداول العلويون من أبناء الامام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام و العباسيون من أبناء علي بن عبدالله بن عباس شؤون الدعوة و الدعاة، و حديث الانفضاض علي الحكم الأموي، و اختيار المؤهل للخلافة من بينهم، فعقدوا في الأبواء مؤتمرا سريا حضره من العباسيين ابراهيم الامام، و معه: السفاح و المنصور و صالح بن علي و سواهم، و من العلويين عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن أميرالمؤمنين. و معه ابناه: محمد و ابراهيم، و محمد بن عبدالله بن عمرو و غيرهم.
ولدي تكامل هذا الجمع بعيدا عن الرؤية الاعلامية و الرصد الأمني لأجهزة الحكم الأموي، قام فيهم خطيبا صالح بن علي قائلا:
«انكم القوم الذي تمتد أعين الناس اليهم، فقد جمعكم الله في هذا الموضع، فاجتمعوا علي بيعة أحدكم، و تفرقوا في الآفاق، و ادعو الله أن يفتح عليكم و ينصركم» فقام أبوجعفر المنصور و قال:
«لأي شي ء تخدعون أنفسكم، و الله لقد علمتم ما الناس أميل أعناقا، و لا أسرع اجابة منهم الي هذا الفتي، و أشار بيده الي محمد بن عبدالله بن الحسن، فآمنوا علي
[ صفحه 81]
قوله بالقول: صدقت انا لنعلم هذا. و قاموا فبايعوا محمدا ذا النفس الزكية جميعا بما فيهم ابراهيم الامام و أبوالعباس السفاح و أبوجعفر المنصور» [4] .
و كان هذا الانفراج من العباسيين في أغلب الظن خدعة سياسية، فقد يراد بها استشرافهم علي عمل العلويين الشوري، و بخاصة أبناء الامام الحسن عليه السلام، لأنهم يتسمون بالعنف و الحمية و الغضب للدين و للأمة، و لقد كان يجول في خواطر بني العباس ما تداولوه من أمر صحيفة الدولة، و الا فبماذا نفسر قول عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس عم السفاح و المنصور، لعبد الله بن الحسن، و قد تجاذبا أطراف الحديث في آخر أيام بني أمية، و معهما داود بن علي، فقال داود لعبد الله بن الحسن:
«لم لا تأمر ابنيك بالظهور؟ فقال عبدالله بن الحسن: لم يأن لهما بعد، فالتفت اليه عبدالله بن علي قائلا: أظننت أن ابنيك قاتلا مروان؟ فقال عبدالله بن الحسن: انه ذلك، قال: هيهات، ثم تمثل:
سيكفيك الجعالة مستميت
خفيف الحاذ من فتيان جرم
أنا و الله أقتل مروان و أسلبه ملكه، لا أنت و لا ولدك» [5] .
و كان الامام جعفر الصادق عليه السلام في غياب عن اجتماع الأبواء.
و لم يفكر أن يتجه للعمل السياسي بالشكل الذي يذهب اليه هؤلاء و هؤلاء، و له تكليفه الشرعي باعتباره اماما، الا أن الهاشميين أرسلوا عليه لدي مبايعة النفس الزكية، و عرضوا عليه ما توصلوا اليه، فنهي بني عمه الحسن عن التورط في هذه المتاهة الكبري، و قال: «لا تفعلوا فان الأمر لم يأت بعد».
فغضب عبدالله بن الحسن، و حسب هذا الموقف من الحسد، فبدره الامام:
[ صفحه 82]
«لا و الله ما ذاك يحملني، و لكن هذا - و أشار الي أبي العباس السفاح - و أخوته، و أبناؤهم، دونكم».
و خرج الامام عن الاجتماع، فتبعه عبد الصمد، و أبوجعفر المنصور، فقالا له: «يا أباعبدالله أتقول هذا؟
قال: نعم، و الله أقوله و أعلمه» [6] .
و طلب الامام من عبدالله المحض أن يتخلي عن هذا الأمر، حقنا لدمائهم جميعا، فأبوا ذلك، فقال الامام: «انها - أي الخلافة - و الله ما هي اليك، و لا الي ابنيك، ولكنها لهؤلاء - و أشار الي بني العباس - و ان ابنيك لمقتولان» [7] .
و كان اللمح الغيبي للامام الصادق عليه السلام قد تحقق بالفعل، لأن مورده آباؤه الطاهرون، فقد روي العباسيون و العلويون عن أميرالمؤمنين عليه السلام: انه افتقد عبدالله بن عباس، فقال لأصحابه:
«ما بال أبي العباس لم يحضر؟ قالوا: ولد له مولود، فلما صلي علي عليه السلام الظهر، قال: انقلبوا بنا اليه، فاتاه فهنأه، فقال له: شكرت الواهب، و بورك لك في الموهوب، فما سميته؟ قال: لا يجوز لي أن أسميه حتي تسميه أنت. فأمر به فاخرج اليه، فأخذه، فحنكه، و دعا له ورده، و قال: خذه اليك أبا الاملاك، و قد سميته عليا، و كنيته: أباالحسن» [8] .
و قد صك العباسيون أسنانهم علي هذه الرواية، فقد جاءتهم من عين صافية لا شائبة معها، و تحفزوا للدعوة بكل ما أوتوا من حول و طول، و جندوا لها الامكانات و الأعلام و الدعاية بكل وسائلها، فلم يدعوا فرصة الا اهتبلوها، و لا
[ صفحه 83]
ثغرة الا سلكوها، و التمسوا لدعوتهم خراسان دون بقية الحواضر، بالكوفة علوية، و البصرة عثمانية، و الجزيرة خارجية، و الشام أموية، و مكة و المدينة بمعزل عن الاتجاهات.
و ما و في العباسيون لبيعة محمد ذي النفس الزكية، و انما استأثروا بالمكاسب لأنفسهم فحسب، و استغلوا ظلامة أهل البيت لصالح الدعوة، و استشرقوا للمجتمع الاسلامي، و هم يصورون مقتل أميرالمؤمنين، و سم الامام الحسن و استشهاد الامام الحسين، و تضحية مسلم بن عقيل، و مصرع زيد بن علي، و مقتل يحيي بن زيد عليهم الصلاة و السلام. بان جميع ذلك كان اعتداء أثيما علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالذات، و هو كذلك، و لكنهم ما أرادوا ذلك، و انما شهروا تلك الأسماء اللامعة بمآسيها الدامية شواخص للانكار علي الحكم الأموي، بغية الافادة منها في الانقضاض عليه.
ولدي دراسة مسيرة الدعوة العباسية يظهر بوضوح أن العباسيين انطلقوا بدعوتهم من الكوفة، و خراسان لا من خراسان وحدها، الا أنها كانت محاطة بالسرية التامة في الكوفة، و أسفرت عن وجهها في خراسان، فقد وجه زعيمها محمد بن علي - والد السفاح و المنصور - بمولي أبيه (ميسرة) يتولي نشر الدعوة سرا في الكوفة، و يموت ميسرة فيعهد بها الي بكير بن ماهان، و يظهر ابن ماهان من التفاني في الدعوة و العمل لها ما يفوق حد التصور، كان ذلك في خلال عشرين عاما حتي وفاته سنة 127 ه، و يستخلف أباسلمة الخلال الملقب بوزير آل محمد، فيجد في الأمر ما استطاع لذلك سبيلا.
و قد مهد هؤلاء منذ عام مائة للهجرة حتي عام 132 ه للدعوة في الكوفة سرا، و احتضنوا مخطط بني العباس في الاستقلال بالحكم دون العلويين، و استطاعوا أن يخفوا بين ظهرانيهم أباالعباس السفاح و أباجعفر المنصور، حتي بويع للأول منهما في الكوفة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول عام 132 ه.
[ صفحه 84]
و أما في خراسان فقد أرسل العباسيون الدعاة في أعداد هائلة، و هي تذكر الخراسانيين بفوادح الخطوب التي سببها الأمويون للهاشميين، و كان هذا من توجيه شيخ الدعوة العباسية محمد بن علي بن عبدالله بن عباس في قوله: «و لكن عليكم بأهل خراسان، فان هناك العدد الكثير، و الجلد الظاهر، و هناك صدور سليمة، و قلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء، و لم يتوزعها الدغل، و هم جند لهم أبدان و أجسام، و مناكب و كواهل و هامات، و لحي و شوارب، و أصوات هائلة، و لغات فخمة تخرج من أجواف منكرة، و بعد فاني أتفاءل الي المشرق، و الي مطلع سراج الدنيا و مصباح الخلق» [9] .
و كان هذا التوجه استراتيجيا فيما ذكره و فصل فيه القول خلقيا و نفسيا و اعلاميا كما رأيت، فقد أكد علي العدة و العدد و الأجسام و الأصوات، و اللغات و فخامة الألفاظ و تفاؤل بمشرق الدنيا.
و يموت محمد بن علي فيتولي زعامة الدعوة ابراهيم الامام. فيعين قبل مقتله أبامسلم الخراساني، و كان عمره تسعة عشر عاما، قائما علي الدعوة بخراسان، و قد جاء بكتاب التأمير: «أني قد أمرت أبامسلم بأمري، فاسمعوا له و أطيعوا، و قد أمرته علي خراسان، و ما غلب عليه» [10] .
و كان هذا الترشيح مدعاة معارضة من قبل زعماء العباسيين و دعاتهم علي حد سواء، و لكن ابراهيم كان مصيبا سياسيا في دراسة هذا الرجل، عارفا بقابلياته و قيادته الباهرة، و كان من أهم أسباب نجاح العباسيين اعتمادهم علي عنصر الشباب في الدعوة، و اعطاؤهم صلاحيات بلا حدود، فاستماتوا من أجلهم، و قامت الدعوة علي قدم و ساق، و انطلقت علنيا بقيادة أبي مسلم لتستولي علي
[ صفحه 85]
تلك القصبات و الأقاليم بعشرات الآلاف من المقاتلين المعاندين، و اندفعت الرايات السود من خراسان سنة احدي و ثلاثين بقيادة (قحطبة الطوسي) لتحتل الكوفة الغراء.
و يسير الأمويون يريدون الكوفة أيضا، و يلتقي الجيشان علي ضفاف الفرات بالقرب من الكوفة، و تدور رحي القتال علي أشدها، و يتم النصر لقحطبة بعد أن يقتل و يستولي محمد بن خالد القسري علي الكوفة، و هو عباسي النزعة، و يخرج و الي الأمويين و أهل الشام منها [11] .
و يتولي الحسن بن قحطبة الطوسي قيادة الجيش العباسي بعد أبيه، و يدخل الكوفة فاتحا، فيسلم الأمر الي أبي سلمة الخلال [12] .
و يخرج أبوالعباس السفاح من مخبأه، و يدخل قصر الامارة، و يتسلل منه الي جامع الكوفة، فيبايع بالخلافة [13] .
و بهذا يتحول الحكم في الدولة الاسلامية من الشام الي العراق، و تنتقل عاصمة الخلافة من دمشق الي الكوفة، مما راق لأهل الكوفة أول الأمر، ففي مراسم اعلان السفاح خليفة، وقف عمه داود بن علي، يلقي خطبة الاستخلاف، يهاجم فيها بني أمية، و يعلن:
«ألا و أنه ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، و أميرالمؤمنين عبدالله بن محمد» [14] .
و كانت المناداة باسم أميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام خطة أيديولوجية مؤقتة،
[ صفحه 86]
ريثما يتم توطيد دعائم الحكم الجديد، و هو بعد يدرج، الا أن العراقيين عامة، و الكوفيين خاصة، قد اغتبطوا بهذا الاعلان، لاعتقادهم بأن دولة فتية، ذات شوكة و قوة سوف تنتهج سياسة الامام علي عليه السلام، في الحق و العدل و المساواة، و تذيقهم لباس الأمن و الدعة و الاستقرار، و ما ألهفهم لهذا، فقد قست عليهم الظروف و جار السلطان، و لكن الذي حدث كان علي الضد مما تصوروا، فلم تكن حركة العباسيين ثورة علي مظاهر الظلم و الاستبداد و الارهاب الدموي، بل كانت انقلابا استبدل طغاة بطغاة، و حكاما بحكام لا أكثر و لا أقل، اذ لم تغير فكرا بفكر، و لا منهجا بمنهج، نعم؛ استعاضت عن الأرستقراطية العربية الطاغية بأرستقراطية فارسية طاغية، و استبدلت الطغام الصغار من ولاة الأمويين بطغام كبار من قواد الفرس، و عمر الميدان من جديد بالجبابرة و الطواغيت، و أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يدهم بعضها بعضا، و أدرك العراقيون أن الظلم العباسي لا يقل ضراوة و غطرسة عن الظلم الأموي ان لم يزد عليه، و أصيب شيعة أهل البيت بخيبة أمل، و نفضوا أيديهم من أبناء عمومة العلويين، و عاد الحديث كأمس الدابر، فبدلا من أن يرفع بنو العباس الضيم عنهم، أو يخففوا عب ء السنين العجاف عن كواهلهم، و اذا بهم يترصدونهم تحت كل حجر و مدر، و اذا بأبناء علي أميرالمؤمنين يستبعدون من جديد عن الحكم و الولايات كما استبعدوا في عصور الأمويين، و اذا بدمائهم تسيل كل مسيل، و اذا بشيعتهم يكتالون بالميزان الأوفي أطنان الحيف و التعسف و الاضطهاد، و يخضعون لأبشع مآسي القتل الجماعي.
يقول الأستاذ فان فلوتن: «ان ما لقيه العلويون من الاضطهاد في عهد الأوليين - يعني السفاح و المنصور - من خلفاء بني العباس، لم يلقوا مثله من قبل» [15] .
و مهما يكن من أمر، فقد كان للاستئثار السياسي في كل مرافق الدولة
[ صفحه 87]
الكبيرة، و سد منافذ التعددية؛ الأثر السلبي في تأليب الفكر الشيعي ضد الحكم، فما نعمت الدولة العباسية بالدعة و الاستقرار، بل «اندلعت الثورات في أرجاء الدولة الاسلامية في وجه العباسيين، و انتشرت الاضطرابات، و تعرض الخلفاء و ولاتهم لأزمات شديدة، فاضطروا أن يسرفوا في سفك الدماء، و لم يتورعوا أن يرتكبوا افظع الجرائم و أشدها هولا في سبيل تأمين سلامة عرشهم» [16] .
و لو أن العباسيين انصفوا الناس، و احتاطوا لأنفسهم، و سلكوا المحجة البيضاء، و تركوا اتباع أهل البيت علي فطرتهم، و عدلوا فيما بينهم، و استضاؤوا بتوجيه أئمة الحق، لما حدثت تلك المآسي الدامية، و لا تفجر الموقف بالصراع الذي لم يبق و لم يذر، و لكنهم دعاة ملك و طغيان، لا طلاب دين و ايمان، و السلطان شي ء، و الدين شي ء آخر، فان الدين قيد الفتك و السفك، و الملك يبيح المحظورات، و هم أبناء دنيا و لهو و خلاعة، و قادة جور و جبروت في الأرض.
و كان الامام الصادق عليه السلام، قد اكتوي بهذه السياسة الحمقاء، و أدرك من الطغاة، أباالعباس السفاح و أباجعفر المنصور.
و ليس من الأصالة في شي ء المقايسة بين دعاة الظلم و دعاة الحق، و لا من الأنصاف أن نضع هذين الجبارين في قبال الامام الصادق عليه السلام و لا من سبيل كما يري ذلك الأستاذ محمد حسن آل ياسين:
«لأي وجه من وجوه المقارنة بين جعفر بن محمد الصادق، و بين أولئك المتربعين علي آرائك الحكم من الفسقة الفجرة؛ شاربي الخمور، و مرتكبي الشرور، و قاتلي النفوس المحترمة، و لا مجال لأي شك أو تردد في كون جعفر بالذات هو الامام الأوحد في ذلك العصر، الذي يجب علي كل مسلم الاقرار بامامته الدينية، و الايمان بولايته الشرعية، و الاعتراف بعدم وجود أي منازع له في
[ صفحه 88]
ذلك بالقطع و اليقين القائمين علي النص و التعيين من جانب، و علي اجتماع الشروط و الصفات من جانب آخر.. و هل الانقلاب العسكري وسيلة شرعية من وسائل الامامة كما فعل العباسيون عندما انتصروا علي الأمويين في الحرب، و انتزعوا منهم السلطة، و ادعوا بأنهم أصبحوا الأئمة و الخلفاء بعد رسول الله؟؟» [17] .
[ صفحه 89]
پاورقي
[1] ظ: المسعودي: التنبيه و الأشراف 328.
[2] ظ: ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغه 7 / 147.
[3] المصدر نفسه: 7 / 149.
[4] أبوالفرج الأصبهاني: مقاتل الطالبيين 256.
[5] المسعودي: مروج الذهب 3 / 274.
[6] أبو الفرج الأصبهاني: مقاتل الطالبيين 555.
[7] أبوالفرج الأصبهاني: مقاتل الطالبيين 555.
[8] ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 103.
[9] البشاري المقدسي: أحسن التقاسيم الي معرفة الأقاليم 3 / 393.
[10] الطبري: تاريخ الأمم و الملوك أحداث 128 ه.
[11] ظ: المؤلف: الامام الحسين عملا ق الفكر الثوري 334.
[12] ظ: مروج الذهب 2 / 175.
[13] المصدر نفسه: 2 / 176.
[14] المصدر نفسه، 2 / 167.
[15] فان فلوتن: السيادة العربية 108.
[16] يوسف خليف: حياة الشعر في الكوفة 108.
[17] محمدحسن آل ياسين: الامام جعفر الصادق 52.
الجوهرة
منذ لحظات - في المقطوعة السابقة و عنوانها «الحرز» - جاء التعريف عن الجوهرة بأنها الأمة التي هي المجتمع، الذي هو الانسان... ولكن التعريف لا يقصد الا الأمة المحرزة الفهم الكبير المحقق مجتمعا صحيحا لا تندرج به الا سوية الانسان. ان الفهم الذي هو نتاج العلم، هو في جلال الدائرة العظيمة المتكفكف بها المجتمع النامي بأريحية الانسان.
سيكون العلم.. و الحالة هذه الاهاب الجليل الذي ترتديه الأمة و تصبح به في حقيقة الجوهرة.
أم العلم، فلا قيمة له بحد ذاته، فهو كالبهار المعروف بعين البقر، لا قيمة له الا باندماجه بصحون الموائد، و عند ذاك تعيش فيها - هذي الصحون - اللذية الأخري المتطيب بها طعم الدسم... تماما كاندماج العلم بطيات السرائر، فاذا بالانسان تفتق فكري - اجتماعي آخر، تستنير به عين، و نفس، و ابداع ملون.
من هذا النوع النفيس قدم النبي الجليل الحجي، للأمة التي ضاعت عن حقيقة الصراط، رسالة تعيدها الي حقيقة الصراط، قوامها علم مجرد، تكشف به عتماتها، و تلملم به انتاجها الحياتي - الفكري - الروحي المتناسق بالابداع. ان الرسالة - والحالة هذه - هي الاهاب الجديد المجلبب الأمة بكيميائية فاعلة تنقلها من الخمول الي البعث المتحرك بجمال الجوهرة!
[ صفحه 30]
و الحقيقة أن الرسالة هي دماج تام بين العلم و اليقين، أي أنها انبثاق من نور محتك بقطبه، و النور هو الحق، و القطب هو المصدر، فادا كانت الرسالة تعبيرا عن مجال، فانها الجوهرة الثمينة التي لا قيمة لها الا في حقيقة التفاعل الناقل المجتمع من لا مجال الي مجال.
و لم يغب عن بال النبي واقع الأمة، فهي بين يديه في ظاهر الكشف، سيكون لها أن تصغي اليه باذن لها بوق صغير الحجم، أما عمق القرار،فهو بحاجة الي حفارين مجهزين بأزاميل العلم، يعمقون الحفر الي قعر آخر، هو في النفس مجال القرار.
و انكفأ النبي الي ذاته، و تحت عينيه ازميل مسنون الشفرة، و هو أعمق من ألف دهر... لقد رأيناه يجتذبه من ابطه، ويربط به الأمة بسلك الامامة التي هي - وحدها - المتمكنة من التحلي بالتمرس و صدق المران، ليكون لها - من جيل الي جيل - جمع العلم، و مسح الأمة به، فتتجوهر مآتيها، و تتقيم معانيها، و يتمتن وجودها في ساحات الرهان.
و بعد انفكاك النبي من رباطات الأرض، و انتقاله الي الفسحات الأخري التي هي اشراف مطلق علي الجوهر المتمنطقة به طوية النفس النامية به وجودية الانسان في مجتمعية الانسان، راحت الامامة الي تسلم مهماتها الجليلة و تنفيذها بقدر ما تتيح لها الظروف الصعبة و القاسية. و هكذا بقيت الأمة بين يدي الامامة، تأخذ منها جهدا معصورا من القهر، و الكبت، و الحرمان، في ظل سياسات مكانية محلية، تتحلل من نزعات الروح التي تتعزز بها قيمة الانسان. و لقد تحسسناه - هذا الجهد النفيس - يقوم به الامام الزكيزة، و نال عليه قبلة علي رأس نصلة غاله بها ابن ملجم!!!
ليست لنا الآن عودة الي جهل كان يجلبب أمة النبي بتعاسة جاء النبي يغطيها بآيات قرآنه... بل لنا كل الأنس بخط الامامة تشرب العكر كله، من دون أن ينسي أنه موكول اليه التفتيش عن كل علم ينير ذهن الأمة
[ صفحه 31]
ليخلصها من عقم الجهل الذي يمزق بدنها و يطرحها شلوا في الساحات!
و ابتدأ التفتيش عن العلم و نشره: مع الامام علي، في انشاء الأندية العلمية و الفقهية - بمعاونة ابن العباس - و لقد جاء كتابه - نهج البالغة - أفصح لسان في ذلك العصر الجايع الي ربط حرف بحرف و فكر بفكر، و لسان بلسان!
و امتد الجهد الي الامام الحسن، بذات الوتيرة، مستحيلا الي نفس زكية أحاط الأمة و خلصها من اهراق الدم بحروب أهلية لا طائل منها الا الخراب و الدمار، و هكذا عقد صلحا مع معاوية، متوخيا تحسيس الخط السياسي بوقار مسعاه المنتهي الي حفظ الأمة سالمة من الويلات التي يطمرها فيها خبل الطغاة!!!
أما الحسين، فانه لم يقبل الا أن يزرع نفسه في كنه الأمة، كما يزرع الحمير في عب الطحين، فينقلب هنا خبزا شهيا، و يصير هناك نبلا أبيا تعيش به النفوس الرافضة قيدا، و ذلا، وعارا، و بهتانا!!!
أما رابع الأئمة - زين العابدين - فكان حنينا الي جده الأول، أخذ الأمة كأنها الجرح، وصب عليه زيتا مشهي، يحول الجرح كله الي دعاء بلسم، ثم وعدها بيوم من أشعة تكشف به نفسها فتستنير و تعرف أنها بدات تقرأ!!!
و جاء الوعد مع ولادة الامام الخامس المعروف بالباقر، فراح الي العلم يفجره، و بدأت الأمة تتراسل به علي أمل أن الغد الآتي اليها مع كل فج تخرجه من الليل تباشير الأشعة.
أيكون الوعد ذاته قد وصلنا بالامام السادس الذي هو الآن في ذمة العهد للقيام بهذا الكتاب الذي يحاول الدخول الي محرابه؟!!
[ صفحه 32]
ازواجه
1- حميدة بنت صاعد [1] و تكني لؤلؤة.
و هي أم ولده الكاظم عليه السلام.
وصلت الي الامام الصادق عليه السلام بطريق الاعجاز الغيبي، و قد اختارها الله تعالي لتكون أما لخليفته في أرضه و ناشر حكمته و دينه.
و هي أول زوجة تزوجها الامام الصادق عليه السلام، و قد تأخر الامام حسب العادات الجارية، عن التزويج المبكر، حتي تعجب الأصحاب، فسألوا الامام الباقر عليه السلام عن سر تأخره في الزواج.
فأجاب الامام عليه السلام «أما أنه سيجي ء نخاس من أهل بربر، فينزل دار ميمون فنشتري له بهذه الصرة جارية».
و هكذا بعث الامام عليه السلام بعض أصحابه ليشترونها قائلا انها قد وصلت، و لما ارادوا شراءها أبي بائعها الا ببيعها بسبعين دينارا، ففتحوا الصرة و اذ فيها المبلغ كما ذكر.
فأتوا بها الي الامام الباقر عليه السلام فسألها ما اسمك؟ قالت: حميدة فقال عليه السلام: «حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة».
و قد أثني عليها الصادق عليه السلام بقوله «حميدة مصفاة من الأدناس
[ صفحه 28]
كسبيكة الذهب، ما زالت الملائكة تحرسها حتي أديت الي كرامة من الله و للحجة من بعدي [2] و في عيون أخبارالرضا عليه السلام أن الامام الصادق عليه السلام كان كلما أراد تقسيم حقوق أهل المدينة أعطاها لأمه أم فروه و زوجته حميدة المصفاة [3] .
و قال في الأنوار البهية [4] انه يظهر من بعض الروايات أن الامام الصادق عليه السلام كان يأمر النساء بأخذ الاحكام عنها، صلوات الله عليها.
2- فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب. (علي قول الحافظ بن عبدالعزيز الجنابذي) أو - فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (علي قول الشيخ المفيد) [5] .
3- عنده أمهات أولاد شتي.
4- و منهم سعيدة مولاته.
فقد روي عن الامام الرضا عليه السلام قوله «سعيدة مولاة جعفر، كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلمات سمعتها من أبي عبدالله عليه السلام فانه كان عندها وصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أن جعفرا قال لها: اسأل الله الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة، و انها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام و لم تكن تري في المسجد الا مسلمة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم أو خارجة الي مكة أو قادمة منها» [6] .
[ صفحه 29]
پاورقي
[1] اختلف في نسبها فقيل أندلسية، و قيل بربرية، و روميه، و قيل انها من أجل بيوت العجم. حياة الامام الكاظم للقرشي ج 1 / 42 - بحارالأنوار ج 48 ص - 1 - و ما بعد... الأنوار البهية 152.
[2] بحارالأنوار ج 48 / 3... أصول الكافي ج 1 / 477 أعيان الشيعة ج 2 / 5 اعلام النساء المؤمنات 211.
[3] نفس المصدر.
[4] 153.
[5] أعيان الشيعة ج 1 / 660 لم يذكر لها في التاريخ ترجمة. و يحتمل أن الاسمين انما هما لزوجتين له عليه السلام بهذا الاسم «و الله العالم».
[6] رجال الكشي 366.
نفاذ بصيرته و قوة ادراكه
ان الايمان و الاخلاص اذا غمر النفس البشرية أشرقت نفسه بنور الحكمة و استقام فكره و قوله و فعله و لذلك نري الامام جعفر الصادق قد نفذت بصيرته فكان يدرك الحق من غير عائق يمنعه و كان يدرك معاني الشريعة و مراميها و غاياتها السامية بقلبه و فكره المنير و دراسته الواسعة و هذا
[ صفحه 17]
يتبين لنا من خلال جوابه المعروف عندما سئل مرة، لم حرم الله الربا؟ قال (لئلا يتمانع الناس المعروف) [1] .
و قد عقب الامام محمد أبوزهرة علي هذا القول فقال: و هذا كلام حق، لأن الناس اذا كانوا لا يقرضون الا بزيادة علي الدين عند الأداء لا يوجد تعاون و ان امتنع التعاون فقد وجد التمانع و اذا كان التمانع أحضرت الأنفس الشح [2] .
پاورقي
[1] حلية الأولياء: 3 / 194، صفة الصفوة: 2 / 169، تهذيب الكمال: 5 / 88، السير: 6 / 262.
[2] الامام الصادق لأبي زهرة: 78.
في العهد العباسي: السفاح
بعد ان ذاق الناس اصناف العذاب و الظلم من حكام بني امية، فاصبحوا يتطلعون الي رفع هذا الظلم و الي التغيير الجذري في امور هذه الامة.
و كان نهضة الحسين عليه السلام بركان بلاء و نقمة علي دعاة الجور، ولدعاة الحق شعلة هداية و رحمة يستنيرون بها في طريق الوصول الي الدعوة الصالحة، و اعقبتها ثورات دموية مهدت الطريق لحدوث انقلاب الحكم و ابعاد اولئك الذين ثقلوا علي الناس وطال عهدهم الجائر، فتألفت الجمعيات السرية التي كان هدفها تحقيق ثورة اصلاحية تطيح بالحكم الاموي، الذي اعتبر عدوا للاسلام، و نقله الي آل محمد الذين هم دعاة الحق و ائمة العدل.
و كان العباسيون قد تظاهروا بادي ء الامر بأنهم في طليعة انصار العلويين و كانوا اشد الناس حماسا لتحقيق ذلك الغرض. و كان لمحمد بن عبدالله بن الحسن نشاط سياسي في ذلك العهد و بويع في مؤتمر عقده الهاشميون من العباسيين و العلويين، و اول من بايعه السفاح و اخوه المنصور.
و بعد ان دارت بأمية الدوائر، و زال ملكهم تطلع المسلمون الي العهد الجديد الذي يأملون به انتشار العدل و تطهير الارض من الظلم، لا سيما اذا قام علي رأس الدولة الجديدة زعيم علوي لا شك في حقه بالخلافة. فانتحل العباسيون احقيتهم بالامر و انهم آل محمد و اهله الادنون. ودارت عجلة الزمن و انتقل الامر الي بني
[ صفحه 42]
العباس حيث تشيد صرحهم في سنة 132 ه تحت شعار «الرضا من آل محمد»، و استولي ابوالعباس عبدالله بن محمد علي بن عبدالله بن العباس و الملقب بالسفاح، و قد استولي علي الملك بسيف يقطر دما من الامويين و وطد حكمه بسيف يقطر دما من العلويين، الذي تظاهر بمناصرتهم في بادي ء الامر، و ما ان تمت له البيعة حتي تتبع بني امية أحياء و امواتا.
فانه بث جنوده في المدن و البيوت و تفتيشا علي الامويين، و عندما كان يجمع عنده عصبة كان يأمر بضرب رؤوسهم بالاعمدة، فمنهم من يقضي نحبه، و منهم من يبقي به اثر الحياة، فيجعل عليهم البسط، و يجلس مع اصحابه عليهم يتسامرون و يضحكون، و يتركهم يتاوهون و يصرخون حتي يموتوا خنقا [1] .
فقد نبش قبر معاوية بن ابي سفيان فلم يجد فيه الا خيطا مثل الهباء، و نبش قبر يزيد بن معاوية فوجد فيه حطاما كانه الرماد، و نبش قبر عبدالملك بن مروان فوجد جمجمته، و لما صار الي رصافة اخرج هشام بن الحكم، فوجده في مغارة علي سريره قد طلي بماء يبقيه، فضرب وجهه بالعمود، و اقامه بين العقابين فضربه ماية و عشرين سوطا، و هو يتناثر ثم جمعه و حرقه.
بل امن بعض بني امية في بادي ء الامر ثم نقض عهده معهم [2] و استطاع السفاح بمهارته ان يظهر للناس عطفه علي ابناء
[ صفحه 43]
عمه باكرامهم، و عدم التعرض لهم و هو يحاول ذلك جلب قلوبهم اليه، واقناع الامة التي تري ان الحق لهم دونه، و انه احد الافراد المطوقين بالبيعة لآل علي عليه السلام فاقتضت سياسة الدولة الناشئة ان يسير علي خطة المجاراة لابناءعمه، و التظاهر باخذ الثأر من قتلة الحسين عليه السلام لمصانعة الناس الذين بدأوا يدركون بان العباسيين كانون يسعون في تحصيل الخلافة لانفسهم باسم (آل البيت) و ما كانوا يقصدون بآل البيت الا انفسهم دون العلويين تمويها علي الرأي العام.
و كانت البلاد التي لا تخضع لحكمه، يقتل منها البذي ء و البري ء حتي ان اهل الموصل و ثبوا علي عاملهم فنهبوه و اخرجوه، فولي السفاح اخاه يحيي الموصل و بعث معه اربعة الاف من الفرس فقتل من اهلها مقتلة عظيمة و قيل قتل 18 ألف انسان من صلب العرب مع عبيدهم و مواليهم فغيرت دماؤهم ماء دجلة فالتجأ الكثير منهم الي المسجد فقتلهم و هم فيه دون مبالاة باللجوء الي بيت الله للأمان [3] .
و خرج عليه شريك بن شيخ المهري، في اكثر من ثلاثين الفا، فقال: ما علي هذا بايعنا آل محمد تسفك الدماء، و يعمل بغير الحق «فوجه اليه السفاح ابامسلم فقتله و من معه» [4] .
و غدر السفاح بأبي سلمي الخلال، الذي كان اليد الطولي
[ صفحه 44]
للعباسيين واليد الصولي علي الامويين، و قد جد و شمر في وصول الخلافة اليهم، لعلمه ان اولي الناس هم آل محمد، و العباسيون رفعوا شعار آل محمد، ولكنه انخدع باضاليلهم، عندما كشف ستار الزيغ، و بانت حقيقة الريع.
فدبر حينئذ ان يصير الامر الي الامام الصادق عليه السلام سرا، فأبي الامام عليه السلام لعلمه بانه سوف يؤدي الي صراع علي السلطة، و ستقع الشيعة في ورطة.
فلما تسلم السفاح الخلافة، كتب الي ابي مسلم الخراساني يعلمه رأيه في ابي سلمة، و ما كان هم به من الغش، فكتب اليه ابومسلم: ان كان اميرالمؤمنين اطلع علي ذلك فليقتله.
فكتب السفاح بذلك الي ابي مسلم، فعلم ابوسلمة فقدم الي السفاح و استعذره. فأمر السفاح بذلك مناديا: ان اميرالمؤمنين رضي عن ابي سلمة، و دعاه فكساه.
ثم سار عنده عامة الليل، و لما كان آخر الليل خرج وحده، فبعث اليه السفاح من قتله [5] و روي انه صلبه بعد قتله. و لما استقر امر الدولة بقتل الامويين و المعارضين اظهر فسقه و فجوره، و بدأ اللهو و الطرب في قصره، و كان مولعا بهما فكان يصيح بالمطرب له من المغنيين احسنت و الله، اعد هذا الصوت، و هو
[ صفحه 45]
يبذخ الاموال لندمائه و المعنيين [6] .
... أما سيرته مع الامام الصادق عليه السلام فكانت مبطنة بخبث السريرة، و ضرب الوتيرة، لكن لا بد ان يطمئن السفاح اولا الي زوال المعارضة الاموية و غيرها، حتي يخلو له الجو، لكسر عماد الامام عليه السلام و مع ذلك فانه دعاه مرة من المدينة الي الحيرة ليفتك به، ولكن كفي بالاجل حارسا، [7] .
و كان نهج الامام طيلة حكم السفاح متمثلا بالتوجيه الديني، و نشر المعارف الانسانية، و الحفاظ علي وحدة الصف الاسلامي، و كان ابوالعباس السفاح اعقل من ان يجابه الامام بشي ء، و الدولة جديدة المولد و النشأة، لا سيما و ان محبة الامام تحتل قلوب المسلمين المخلصين، و كان رأي البعض انه لا يمكن وصف سياسة السفاح بالبراءة التامة فقد كان ولاته يعمدون الي الاساءة الي الامام بطريقة و اخري، فقد كان الوالي علي مكة و المدينة و اليمامة و اليمن عم السفاح، داود بن علي، و كان شرسا لا يرحم، وطائشا لا يقدر عواقب الامور، و آثما لا يخش الله، فقد قتل احد اعلام اصحاب الامام، و هو المعلي بن خنيس، لانه لم يدل علي شيعة الامام، وكتم امرهم، فغضب عليه داود فامر بقتله، فحزن عليه الامام، و غضب علي الوالي، و دعا الله عليه، فاستجاب الله دعاءه، و اخذه عاجلا اخذ عزيز مقتدر [8] .
[ صفحه 46]
وروي المبرد ان سليمان بن علي، و الي السفاح علي البصرة، قد قتل غلاما للامام الصادق عليه السلام فهدده الامام بعرض اسمه علي الله خمس مرات في اليوم [9] .
و علي اي حال لم يفعل الولاة ما يسي ء للامام الا باشارة خفية من السفاح الذي كان يتجنب مواجهة الامام وجها لوجه، لمعرفته بقوة العلويين، و قد كان حذرا من تجمعهم ضد النظام، و ربما اوصلهم بالمال و العطاء لترقيدهم وزرع الطمأنينة عندهم.
غير ان الامام الصادق كان حذرا من دسائس السفاح و اجهزته الاستخباراتية، و جاء في الحديث: احذروا من فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله، و ينظر بتوفيق الله. فالامام عرف بنور الله خبث سريرة العباس من خلال تصرفاته و تصرفات ولاته.
و علي اي حال فان سلم الامام الصادق بحسن ادارته و عبقريته في عهد العباس السفاح، فانه لم يسلم هو و ابناء عمومته في عهد ابي جعفر المنصور كما سنري.
[ صفحه 47]
پاورقي
[1] اليعقوبي ج 2 / 355. شرح ابن ابي الحديد ج 7 / 164 الكامل في التاريخ ج 3 / 502.
[2] اليعقوبي ج 2 / 357 الامام جعفر الصادق في محنة التاريخ عايدة طالب ص 378.
[3] اليعقوبي ج 2 / 357 الامام جعفر الصادق في محنة التاريخ عايدة طالب ص 378.
[4] اليعقوبي ج 2 / 352 و ما بعد - الحياة السياسية للامام الرضا ص: 111.
[5] الكامل في التاريخ ج 3 / 506 مروج الذهب ج 3 / 284 الطبري ج7 / 449 الامامة و السياسة ج 2 / 166.
[6] مروج الذهب ج 2 / 275.
[7] الامام الصادق للمظفر ج 1 / 95.
[8] الكشي: الرجال، ترجمة: المعلي بن خنيس.
[9] المبرد الكامل 81.
الصادق و السياسة
يقولون: ان جعفر شغل نفسه بالعبادة، و لم يقحمها في ميدان السياسة. و الواقع ليس كذلك، فان جعفرا كان يفهم السياسة بما يقوم به الدين، و تتحقق العدالة، و تتصل المروءات بين الناس.
و تبعا لهذا المفهوم، فان جعفرا، عندما شبت ثورة المدينة فانه و ان لم يشترك شخصيا في القتال، الا أنه أشرك فيه ولديه: موسي و عبدالله، ليعاونا ابن عمهما في الثورة علي المنصور.
ففعلا، و مني جعفر بفقد أعز ما لديه، مني بفقد ولديه، عليهم جميعا السلام.
قال زيد بن علي بن الحسين
1. قال زيد بن علي بن الحسين عليه السلام (استشهد سنة 120): «في كل زمان رجل
[ صفحه 15]
منا أهل البيت، يحتج الله به علي خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد، لا يضل من تبعه، و لا يهتدي من خالفه» [1] .
پاورقي
[1] أمالي الصدوق: 637 / 6؛ المناقب 277:4؛ روضة الواعظين 208:1؛ وسائل الشيعة 396:19؛ بحارالأنوار 173:46 / 6، و 19:47؛ معجم رجال الحديث 103:14.
المذاهب و النحل
كانت ايام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أيام نحل و مذاهب، و آراء و أهواء، و كلام و بحث، و بدع و أضاليل، و شبه و شكوك، و نحن الآن نذكر أصول تلك الفرق و المذاهب موجزا، جريا علي السنن الذي درجنا فيه، لأن التبسط في البحث يخرجنا عن خطة الكتاب، و في كتب الملل و النحل المعدة لهذا الشأن بعض الاغناء.
الدنيا
ليست دنيا الانسان الا نفسه و ما فيها من غرائز و شهوات و أفكار و اعتقادات، و كل شي ما عدا نفسه فهو خارج عن ذاته أجنبي عنه، بل ليس من دنياه في شئ، و لا يرتبط به الا بمقدار ما يرتبط في أفكاره و آرائه و اشباع شهواته و تحقيق ما تدفع اليه الغرائز.
فاذا اشبعت شهواته كلها فقد حاز علي كل ما في دنياه بحذافيرها و الا فهو
[ صفحه 20]
محروم منها بمقدار بقاء بعض شهواته جائعة أو مكبوتة.
غير أن اشباع جميع الشهوات من المستحيل علي الانسان في هذه الحياة الدنيا، و لنضرب مثلا بشهوة حب الاستعلاء و السيطرة التي هي أشد الشهوات عرامة و قوة، فان الانسان مهما بلغ من السلطان و الاستطالة لابد أن تكون هنا جهات اخري لم يشملها سلطانه أو تزاحمه عليه و تضايقه أو متمردة عليه، فشهوة السلطان و الحال هذه لا تشبع أبدا مهما حاول صاحبها اشباعها، علي أنها كلما غذيت تقوي و تشتد و لا تصل الي حد الاشباع، و مثلها أيضا من هذه الناحية شهوة التملك و الحيازة، فان كل ما تحقق لصاحبها التملك من الأموال فان الأموال - بطبيعة الحال - لا يحوزها كلها بل الأكثر يبقي ممتنعا عليه، و هو يزيد كلما زادت أمواله شهوة و حرصا علي جمعها.
مضافا الي أن اشباع مثل شهوة السيطرة و التملك لا يتم حتي بعضه لا بالتنازل عن كثير من الشهوات مثل شهوة الراحة و الاستقرار و الأمن لأن الاحتفاظ بالسيطرة و التملك أو توسعتهما يستدعي كثيرا من مدافعة المزاحمين و مناهضة المتمردين، و كلما زادت سيطرته و تملكه زادت المزاحمة فتزيد محروميته من اشباع كثير من الشهوات، و هكذا كلما زاد الانسان انغمارا في الشهوات و حرصا علي دنياه زادت شهواته عرامة و قوة و بقيت اكثر شهواته بلا اشباع تلح عليه و تؤلمه و تنغص عليه عيشه و راحته حتي يموت في سبيل ذلك.
و ما أعظم تصوير هذه الناحية في الانسان في كلمات امامنا عليه السلام اذ يقول: «ان مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتي يقتله». [1] .
[ صفحه 21]
و يقول عليه السلام: «مثل الحريص علي الدنيا مثل دودة القز كلما ازدادت من القز علي نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتي تموت غما». [2] .
و يقول عليه السلام في التحذير من الدنيا: «ان مثل الدنيا مثل الحية مسها لين و في جوفها السم القاتل، يحذرها الرجل العاقل، و يهوي اليها الفتيان بأيديهم». [3] .
أقول: ان الرجل العاقل هو المجرب الذي خبر الدنيا فعرف أنها لا تصفو من الكدر و أنها تخبي ء كثيرا من الآلام و الآفات و النكبات، أما الغر غير المجرب فهو كالطفل يري حلاوتها و لم يشعر بمرارتها، فيغتر بها كما يغتر بلين مس الحية و ان كان فيها السم القاتل، و الامام عليه السلام و جميع المصلحين يحذرون من الاغترار بنعيم الدنيا، لأنه يسبب طغيان الانسان و عتوه و نسيان الآخرة و ما يجب من العمل لها في فرصة الحياة الدنيا. و ان شئت أن تبعد غورا في عرفانها فتبصر بقوله في صفتها:
ان هذه الدنيا و ان أمتعت ببهجتها، و غرت بزبرجها، فان آخرها لا يعدو أن يكون كآخر الربيع، الذي يروق بخضرته ثم يهيج [4] عند انتهاء مدته، و علي من نصح لنفسه و عرف ما عليه و له أن ينظر اليها نظر من عقل عن ربه جل و علا و حذر سوء منقلبه، فان هذه الدنيا خدعت قوما فارقوها أسرع ما كانوا اليها، و أكثر ما كانوا اغتباطا بها، طرقتهم آجالهم بياتا و هم نائمون، أوضحي و هم يلعبون، فكيف أخرجوا عنها، و الي ما صاروا بعدها، أعقبتهم الألم، و أورثتهم
[ صفحه 22]
الندم، و جرعتهم مر المذاق و غصصتهم بكأس الفراق، فياويح من رضي عنها أو أقر عينا، أما رأي مصرع آبائه، و من سلف من أعدائه و أوليائه أطول بها حيرة، و أقبح بها كرة، و أخسر بها صفقة، و اكبر بها ترحة، اذا عاين المغرور بها أجله و قطع بالأماني أمله، وليعمل علي أنه اعطي أطول الأعمار و أمدها، و بلغ فيها جميع الآمال، هل قصاراه الا الهرم، و غايته الا الوخم [5] نسأل الله لنا و لك عملا صالحا بطاعته، و مآبا الي رحمته، و نزوعا عن معصيته، و بصيرة في حقه، فانما ذلك له و به». [6] .
و تأمل قوله في نعتها و نعت ذويها: «كم من طاب للدنيا لم يدركها، و مدرك لها قد فارقها، فلا يشغلنك طلبها عن عملك، و التمسها من معطيها و مالكها، فكم من حريص علي الدنيا قد صرعته، واشتغل بما أدرك منها عن طلب آخرته حتي فني عمره و أدركه أجله». [7] .
و ما أصدق قوله في تحليلها و أطوار الناس فيها: «ما الدنيا و ما عسي أن تكون، هل الدنيا الا اكل اكلته، أو ثوب لبسته، أو مركب ركبته، ان المؤمنين لم يطمئنوا في الدنيا و لم يأمنوا قدوم الآخرة، دار الدنيا دار زوال، و دار الآخرة دار قرار، أهل الدنيا أهل غفلة، ان أهل التقوي أخف أهل الدنيا مؤونة و اكثرهم معونة، ان نسيت ذكروك، و ان ذكروك أعلموك ، فانزل الدنيا كمنزل نزلته فارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت و ليس في يدك شي منه، فكم من حريص علي أمر قد شقي به حين أتاه، و كم
[ صفحه 23]
من تارك لأمر قد سعد به حين أتاه». [8] .
و انبه الي قوله عليه السلام: «ما انزلت الدنيا من نفسي الا بمنزلة الميتة، اذا اضطررت اليها اكلت منها، ان الله تبارك و تعالي علم ما العباد عاملون و الي ما هم اليه صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت» ثم تلا قوله تعالي: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا» [9] و جعل يبكي و يقول: «ذهبت و الله الأماني عند هذه الآية» ثم قال عليه السلام: «فاز والله الأبرار، الذين لا يؤذون الذر، كفي بخشية الله علما، و كفي بالاغترار جهلا» [10] .
أقول: أراد بقوله «ذهبت والله الأماني» أماني أهل الأعمال السيئة اذ يحلم الله عنهم فيظنون أنهم في نجاة من عذاب الله في الآخرة، ولكن الآية دالة علي أن الدار الآخرة مقصورة علي هؤلاء الذين لا يريدون العلو و لا الفساد، اذن فلا نصيب لغيرهم فيها، و أين تكون أماني أهل الآمان الذين ليسوا من اولئك، و قد قطعت الآية تلك الأماني من نفوسهم.
و شكا اليه رجل الحاجة، فقال عليه السلام: «اصبر فان الله سيجعل لك فرجا» ثم سكت ساعة، ثم أقبل علي الرجل فقال: «اخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ فقال: أصلحك الله، ضيق منتن، و أهله بأسوء حال، فقال عليه السلام: انما أنت في السجن فتريد أن يكون فيه سعة أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن».
و تأمل قوله عليه السلام: «من أصبح و أمسي و الدنيا اكبر همه جعل الله
[ صفحه 24]
الفقر بين عينيه، و شتت أمره و لم ينل من الدنيا الا ما قسم له، و من أصبح و أمسي و الآخرة اكبر همه جعل الغني في قلبه و جمع أمره». [11] .
أقول: لأن من كان همه الدنيا فان شهواته تلح عليه و هو لا يستطيع اشباعها أبدا فهو دائما في حاجة، و ما يزال الفقر نصب عينيه، و يكون همه متشعبا، لتشعب شؤون هذه الحياة، فيتشتت عندئذ أمره، و مع ذلك لا ينال من الدنيا الواسعة الا ما قسم له، و أما من كان همه الآخرة فيجعل الله القناعة في قلبه، و من قنع استغني، فلا يكون همه عندئذ متشعبا بتشعب جهات الحياة، و بهذا يكون اجتماع أمره و هدوء فكره.
و يمثل لك حسرة طلاب هذه الفانية أيضا فيقول عليه السلام: «من كثر اشتباكه في الدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها» [12] .
و أحسن ما مثل فيه المنهمكين بالدنيا في قوله: «من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم لا يفني، و أمل لا يدرك، و رجاء لا ينال». [13] .
أقول: هذا نموذج من كلامه عن الدنيا و المغرورين بها، أرسله عليه السلام ايقاظا للغالفين، و تحذيرا من زخارفها الخداعة.
پاورقي
[1] الكافي، باب ذم الدنيا و الزهد فيها: 2 / 136 / 24.
[2] الكافي، باب حب الدنيا و الحرص عليها: 2 / 316 / 7.
[3] كتاب الزهد للثقة الجليل الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الأهوازي، باب ما جاء في الدنيا و من طلبها: 45 / 121.
[4] ينبس.
[5] الثقل و الرداءة.
[6] مهج الدعوات، في باب أدعية الصادق، و قد أشرنا اليها في فصل استدعاء المنصور له في أول مرة.
[7] ارشاد للشيخ المفيد طاب ثراه في أحوال الصادق عليه السلام.
[8] تحف العقول للحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي الفقيه الجليل: ص 208.
[9] القصص: 83.
[10] بحارالأنوار: 78 / 193 / 7.
[11] الكافي، باب حب الدنيا و الحرص عليها: 2 / 319 / 15.
[12] نفس المصدر السابق: 2 / 320 / 16.
[13] نفس المصدر: 2 / 320 / 17.
في زيارة أبي عبدالله الصادق
قال شيخنا المفيد رحمه الله في المقنعة: باب فضل زيارة علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد عليهم السلام، روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: من زارني غفرت له ذنوبه، و لم يمت فقيرا [1] .
و روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام أنه قال: من زار جعفرا و أباه، لم يشتك عينه، و لم يصبه سقم، و لم يمت مبتلي [2] .
قال الصادق عليه السلام: من زار اماما من الأئمة، و صلي عنده أربع ركعات، كتبت له حجة و عمرة [3] .
و قيل للصادق عليه السلام: ما حكم من زار أحدكم؟ قال: يكون كمن زار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [4] .
و قال الرضا عليه السلام: ان لكل امام عهدا في أعناق شيعته و أوليائه، و ان من تمام الوفاء بالعهد و حسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، و تصديقا بما رغبوا فيه، كانوا شفعاءه يوم القيامة [5] .
و لله در السيد صالح القزويني [6] في قوله من قصيدة بائية:
و لله أفلاك البقيع فكم بها
كواكب من آل النبي غوارب
[ صفحه 176]
حوت منهم ما ليس تحويه بقعة
و نالت بهم ما لم تنله الكواكب
فبوركت أرضا كل يوم و ليلة
تطوف من الأملاك فيك كتائب
و فيك الجبال الشم حلما هو آمد
و فيك البحور الفعم جودا نواضب
مناقبهم مثل النجوم كأنها
مصائبهم لم يحصها الدهر حاسب
و هم للوري اما نعيم مؤبد
و اما عذاب في القيامة واصب
پاورقي
[1] المقنعة للمفيد: ص 474.
[2] المقنعة للمفيد: ص 474.
[3] المقنعة للمفيد: ص 474.
[4] المصدر السابق.
[5] المصدر السابق.
[6] السيد صالح بن مهدي بن رضا بن محمد علي الحسيني القزويني، شاعر امامي، ولد في النجف سنة 1208 ه-، و انتقل الي بغداد سنة 1259 ه-، فسكنها الي أن توفي سنة 1301 ه-، و نقلت جثمانه الي النجف، له: «الدرر الغروية في رثاء العترة المصطفوية، ديوان رثاء في نحو 3000 بيت» (الأعلام للزرگلي: ج 3 ص 198).
السياسة عند الامام خط قائم بذاته كعمود المنارة
و السياسة - بمفهومها الحرفي - هي الاهتمام بشؤون الناس، و هي عب ء جليل القدر، يأخذه علي عائقه القائد الأول، ذلك الذي يصبح مسؤولا عن كل عملية من عمليات البناء، و هو يسوس أبناء المجتمع، ليمشي بهم - ما أمكن - نحو أي تحقيق يجعلهم أحياء يرزقون، من أجل تخليد مجتمعهم الانساني في حضن الحياة التي هي بهجة الحق، و نعمة الله في ظله السني الغامر الأكوان في دواليب الوجود.
أيكون مثل هذا التحديد لمعني السياسة بعيدا عن مفاهيم الامامة، عن تصاميمها في حفر هذه المفاهيم المداليل علي لوحة الكاهل لدي كل امام يقوم بأعباء القيادة؟ لعمري ان كل هذه الرموز حول معني السياسة، كانت انعكاسا وسيعا في ذهنية الصادق الذي هو اندماج بهيكلية جده الامام الأول.
ان السياسة - و مضمونها الصحيح هو امامي القيام بالأعمال - هي التي لا يجوز أن يمتلي ء بها السائس الممتاز، الا بمعناها و مبناها الأصيلين، فهو - و التحديد هذا هو ركنها - راشد حكيم، و عادل مستقيم، و عالم مستعصم به، و كريم معطاء، و فاهم لبيب يحقق للأمة - بزخم الأبطال - دستورها الحياتي ليجعلها سجية من السجايا الكريمة، و هادية مثالية لمجموعات الأمم.
تلك هي سياسة الامام الصادق، و هي متصلة به بأهداف متسلسلة عن جده العظيم علي، قوائم كرسيها غير قوائم كرسي معاوية: يعجن الأمة و يخبزها ليأكلها مرقوقة علي صوانيه لا ليأكل منها و هي فيض علي صوانيها - و ليعصرها شهدا في خوابيه، ليشربها لا ليشرب منها، و يبنيها لتكون طعمة له و لأبنائه في الميراث، لا ليكون هو و أبناؤه طعمة لها في التحقيق الكبير المرشح للخلود.
و ليست - أبدا - قوائم كرسي السياسة التي هي في كنه الامامة: بناء، و ترسيخ، و حق، و عدل، و مساواة - من نوع قوائم الكرسي الذي حاول امتطاؤه الحاكم السفاح أو الآخر المنصور، فهي تحت كل من الاثنين مصاصة دم تنهب مهجة الأمة، و تسفكها سفكا بالظلم و الرعب و الاستبداد و ترميها شلوا بلا عقل، و لا رأي، و لا حقيقة وجدان.
[ صفحه 56]
ولكن السياسة هذه، ما استكملت و لا مرة أدوارها الامامية، و لا تمكن أي امام من استلام كرسيه الشرعي المنفذ المقررات و الأحكام - لقد ضيع السياسة هذه علي الامامة، العدوان المتلطي خلف الجدران، و أقعدها عنها المكر المسلح بالظلم و البهتان، منذ العهد الأول. تلك كانت اللعبة الماكرة المخبأة خلف ستار من ديباج.
اننا الآن في عصر المنصور، و العدوان هوذاته العدوان، بعد مرور قرن من الزمان، و ها هو كرسي الخلافة لا يزال بيد غير مشدودة له.
و يتصرف الامام الصادق تصرفا هو - بنوعه و لونه - من أروع ما قدر أن يتصرف به واحد من الأئمة الذين سبقوه - لقد رأي الامام أن جماهير الأمة بحاجة ماسة الي ثقافات منوعة و شاملة، نتناول كل طاقاتها و مواردها المادية و الروحية علي السواء، فتخف بها الي وعي و ادراك ينجيانها من الكوابيس التي تعرقلها عن حقيقة البلوغ. ان العلم - وحده - سيكون القادر علي ذلك، أكان في تطوير الاقتصاد المبتدي ء بالزراعة المنتجة و الموصلة الي تفرع الصناعات، أم كان في جلوات الروح توفرها رفاهيات العيش فتزهر و تثمر: رأيا، و فكرا، و شعرا، و أدبا، و فنا، و غوصا في تيارات الفلسفة التي تضع - دائما - ثقل خطواتها في الطريق تفتحه لاقتحام المجهول الذي تتمكن من فك رموزه قوة العلم الذي يطلبه الي الساحة شوق الفلسفة.
لقد اقتنع الامام بأن الوصول الي كرسي الحكم كقاعده متمكنة من وضع الأمور كلها في النصاب الصحيح، هو الآن غير ممكن و لا بحال من الأحوال - لقد كان المرور من العصر الأول، عصر المحاولات الأولي للتركيز و التثبيت، الي العصر الثاني، عصر المحاولات الباغية و المهددة الخط الأمامي بالانهيار التام - أجل، لقد كان المرور ذلك مرورا شديد الوطأة و رهيب المصير، ولكن الامامة - بلباقة فائقة النظير - تمكنت من العبور الي المفرق الآخر الملون بالسفاح و المنصور، و ها هي الامامة المتمثلة الآن بجعفر الصادق، تدرك أيضا أن عمر العهد الجديد سيكون طويلا و طويلا، و أن مقاليد الحكم لن تفلت من يدهم التي هي كلابة من حديد... من هنا تكون مقاومة العهد الطالع بقوة السيف والظلم و التهديد، هي مقاومة مجنونة و مخبولة، تعرض الامامة للابادة، و تحرم الأمة الصابرة من تلقي كل اغاثة يمدها بها اهتمام الامام.
و قرر الامام القيام بسياسة سليمة تنجي الخط الأمامي كله من الانهيار، و توسع للأمة مدرسة متكاملة النشاطات الملمة بكل ما تحتاجه لبنائها البناء الطويل و الركين، و سيان بعد هذا، أكانت الامامة في خطها الشرعي، أم كانت منحاة عنه، فالعلم الوسيع المقدم لها هو من صلب حاجتها، أو بالأحري، أنه وحده كل حاجتها، شرط أن تستمر به مع استمرار الأجيال. ان الدهور الطويلة كفيلة بتحقيق كل الأماني المزهوة بالأحلام.
و اقتنع المنصور بنبل العزم، و تركزت المدرسة الجعفرية بقوة العقل المتين، و العزم الصادق، و كانت سياسة الامام هي السياسة الراشدة في كل ما فيها من ايجاب، و في كل ما قدمته من علم موفور الاتساع،
[ صفحه 57]
و من فكر، و رأي، و تشعب أبحاث - ليست الأمة الآن الا المحققة ذاتها، انها علي الطريق، و رويدا رويدا... ينتهي يوم... و يبزغ غد... و العلم الصحيح الواسع البردة، يبري الجهل و هو يبني، و هو يضفر الوشاح تفصله الأجيال الطالعة، لترتديه الأمة و هي تقطف نجوم مجدها مع الفجر الذي هو أمل البزوغ.
اوراق عمل في طريق التغيير
و هذه بعض خططه و مشاريعه عليه السلام التي قدمها للمسيرة الاسلامية عبر الأجيال من خلال وصايا أو توجيهات أو مواعظ صدع بها أمام تلاميذه أو شيعته، و هي تصلح لكل المجموعات الاسلامية عبر مراحل التاريخ المختلفة تستلهم منها، و تنهل منها الخير و الخصب و النماء:
1- ورقة عمل يدعو شيعته للتمسك بمضامينها: - قال زيد الشحام قال لي أبوعبدالله عليه السلام: (اقرأ من تري أنه يطيعني منكم و يأخذ بقولي السلام، و أوصيكم بتقوي الله عزوجل والورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و طول السجود و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم.
أدوا الأمانة الي من أئتمنكم عليها برا أو فاجرا، فان رسول الله كان يأمر بأداء الخيط و المخيط، صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق
[ صفحه 216]
الحديث و أدي الأمانة و حسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري و يسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفر و اذا كان غير ذلك دخل علي بلاؤه و عاره، قيل هذا أدب جعفر فوالله لحدثني أبي أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها، أداهم للأمانة، و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم للحديث، اليه وصاياهم و ودائعهم، تسل العشيرة عنه، و يقولون: من مثل فلان انه أدانا للأمانة، و أصدقنا للحديث) [1] .
2- و هذه خطة عمل دعا أصحابه للتمسك بها: (اكثروا من الدعاء فان الله يحب من عباده الذين يدعونه، و قد وعد عباده المؤمنين الاستجابة، و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة، و اكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار، فان الله أمر بكثرة الذكر له، و الله ذاكره من ذكره من المؤمنين، ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم، و عليكم بحب المساكين المسلمين، فان حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله والله له حاقر ماقت، و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: [أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم]، و اعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقي الله عليه المقت منه و المحقرة حتي يمقته الناس أشد مقتا فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين، فان لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فان الله أمر نبيه صلي الله عليه و آله و سلم بحبهم، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله، و من عصي الله و رسوله ومات علي ذلك مات من الغاوين.
اياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله، فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة.
اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض، فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه، و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله.
اياكم أن يحسد بعضكم بعضا فان الكفر أصله الحسد.
اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوما يدعو الله عليكم و يستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: ان دعوة المسلم المظلوم مستجابة.
اياكم أن تشره نفوسكم، الي شي ء مما حرم الله عليكم، فانه من انتهك ما حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين) [2] .
3- و هذا برنامج لتابعيه: (أما بعد فاسألوا الله ربكم العافية، و عليكم بالدعة والوقار و السكينة، و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم، و اتقوا الله و كفوا السنتكم الا من خير، و اياكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الزور و البهتان و الاثم والعدوان، فانكم ان كففتم السنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تذلقوا ألسنتكم به، فان ذلق اللسان فيما يكرهه الله و فيما ينهي عنه مرادة للعبد عند الله، و مقت من الله، و صمم و بكم و عمي يورثه الله اياه يوم القيامة، فتصيروا كما قال الله:
[ صفحه 217]
(صم بكم عمي فهم لا يعقلون) يعني لا ينطقون و لا يؤذن لهم فيعتذرون و عليكم بالصمت الا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم و يؤجركم عليه، اكثروا من أن تدعوا الله فان الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه، و قد وعد عباده المؤمنين الاستجابة، و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة عملا يزيدهم في الجنة، فاكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار، فان الله أمر بكثرة الذكر له، و الله ذاكر من ذكره من المؤمنين، و اعلموا أن الله لم يذكره احد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن و باطنه قال في كتابه و قوله الحق: (و ذروا ظاهر الأثم و باطنه) و اعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه.
و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله، و احسنوا الي أنفسكم ما استطعتم، فان احسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها، و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما يصنع الله اليه و صنع به علي ما أحب و كره و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله الا ما هو أهله، و هو خير له مما أحب وكره.
و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمن في كتابه من قبلكم.
و اياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله عزوجل فمن نازع الله رداءه قصمه الله و اذله يوم القيامة، و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فأنها ليست من خصال الصالحين، فأن من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه، و من نصره الله غلب، و أصاب الظفر من الله، و اياكم أن يحسد بعضكم بعضا، فان الكفر أصله الحسد و اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم، فيدعو الله عليكم فيستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: [ان دعوة المسلم المظلوم مستجابة، و ليعن بعضكم بعضا] فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: [ان معاونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام].
و اعلموا أن الاسلام هو التسليم، و التسليم هو الاسلام، فمن سلم فقد أسلم و من لم يسلم فلا اسلام له، و من سره أن يبلغ الي نفسه في الاحسان فليطع الله، فان من أطاع الله فقد أبلغ الي نفسه في الاحسان واياكم و معاصي الله أن ترتكبوها، فانه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه، و ليس بين الاحسان و الأساءة منزلة، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة و لأهل الأساءة عند ربهم النار، فاعملوا لطاعة الله و اجتنبوا معاصيه) [3] .
پاورقي
[1] الامام الصادق (ع) ج 2 للشيخ محمد حسين المظفري ط 2، 1950 ص 53.
[2] تحف العقول للشيخ الحراني، ط لبنان ص 232 - 231.
[3] الامام الصادق (ع) ج 2، محمد حسين المظفري، ط 2، 1950 ص 43 - 40.
معرفته بجميع اللغات
و كان من السمات البارزة التي تميز بها في ذكائه و نبوغه ، تعلمه في سنيه المبكرة لجميع لغت العالم ، و كان يتكلم مع أهل كل لغة كأنه واحد منهم ، و هذه بعضها:
[ صفحه 26]
1- النبطية .
2- العبرية .
3- الفارسية.
4- معرفته بكل لغة .
فقد روي أبان بن تغلب قال:غدوت من منزلي بالمدينة المنورة ، و أنا اريد أباعبدالله الصادق ، فلما صرت بالباب وجدت قوما عنده لم أعرفهم ، و لم أر قوما أحسن زيا منهم ، و لا أحسن سيماء منهم ] جالسين [ كأن الطير علي رؤوسهم ، ]فكان [ فجعل أبوعبدالله عليه السلام يحدثنا بحديث فخرجنا من عنده، و قد فهم خمسة عشر نفرا ، متفرقوا الألسن ، منهم العربي ، و الفارسي ، و النبطي ، و الحبشي ، و الصقلي ، فقال العربي:حدثنا بالعربية ، و قال الفارسي:حدثنا بالفارسية ، و قال الحبشي:حدثنا بالحبشية ، و قال الصقلي:حدثنا بالصقلية .
و أخبر عليه السلام بعض أصحابه بأن الحديث واحد ، و قد فسره لكل قوم بلغتهم. [1] .
و دار حديث بين الامام و بين عمار الساباطي باللغة النبطية ، فبهر عمار وراح يقول:« ما رأيت نبطيا أفصح منك بالنبطية » .
فقال عليه السلام له:« يا عمار ، و بكل لسان » . [2] .
و لقد ملك الامام الصادق عليه السلام في طفولته و شبابه و شيخوخته من النبوغ و قوة الذكاء ما لا يوصف ، فقد فاق بهذه الظاهرة جميع عباقرة الأرض .
[ صفحه 27]
پاورقي
[1] الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب:47 - 46.
[2] الاختصاص:283.
مناظرة اليماني في النجوم
و عن أبان بن تغلب أنه قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه فرد عليه أبوعبدالله، فقال له: مرحبا يا سعد! فقال الرجل: بهذا الاسم سمتني امي، و ما أقل من يعرفني به. فقال له أبوعبدالله: صدقت يا سعد المولي: فقال الرجل: جعلت فداك، بهذا اللقب كنت القب. فقال أبوعبدالله عليه السلام: لا خير في اللقب، ان الله تبارك و تعالي يقول في كتابه: (و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) [1] ما صناعتك يا سعد؟
قال: جعلت فداك! انا أهل البيت ننظر في النجوم، لا يقال ان باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا.
فقال أبوعبدالله عليه السلام: كم يزيد ضوء الشمس علي ضوء القمر درجة؟ قال اليماني: لا أدري.
فقال أبوعبدالله عليه السلام: صدقت. فقال: فكم ضوء القمر يزيد علي ضوء المشتري درجة؟ قال اليماني: لا أدري.
فقال أبوعبدالله عليه السلام: صدقت. قال: فكم ضوء عطارد يزيد درجة علي ضوء الزهرة؟ قال اليماني: لا أدري.
قال أبوعبدالله عليه السلام: صدقت. قال: فما اسم النجم الذي اذا اطلع هاجت الابل؟ فقال اليماني: لا أدري.
فقال له أبوعبدالله عليه السلام: صدقت. قال: فما اسم النجم الذي اذ طلع هاجت البقر؟ فقال اليماني: لا أدري.
[ صفحه 60]
فقال له أبوعبدالله عليه السلام: صدقت. قال: فما اسم النجم الذي اذ طلع هاجت الكلاب؟ فقال اليماني: لا أدري.
فقال له أبوعبدالله عليه السلام: صدقت في قولت لا أدري، فما زحل عندكم في النجوم؟ فقال اليماني: نجم نحس.
فقال أبوعبدالله عليه السلام: لا تقل هذا، فأنه نجم أميرالمؤمنين صلوات الله عليه، و هو نجم الأوصياء عليهم السلام، و هو النجم الثاقب الذي قال الله تعالي في كتابه [2] .
فقال اليماني: فما معني الثاقب؟
فقال عليه السلام: ان مطلعه في السماء السابعة، فانه ثقب بضوئه حتي أضاء في السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله النجم الثاقب. ثم قال: يا أخا العرب، أعندكم عالم؟
فقال اليماني: جعلت فداك، ان باليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم.
فقال أبوعبدالله عليه السلام: و ما يبلغ من علم عالمهم؟
فقال اليماني: ان عالمهم ليزجر الطير، و يقفوا الأثر في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث.
فقال أبوعبدالله عليه السلام، فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن.
قال اليماني: و ما يبلغ علم المدينة؟
قال: ان علم عالم المدينة ينتهي الي أن لا يقفو الأثر، و لا يزجر الطير، و يعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس، تقطع اثني عشر برجا، و اثني عشر برا، و اثني عشر بحرا، و اثني عشر عالما.
[ صفحه 61]
فقال له اليماني: ما ظننت أن أحدا يعلم هذا، و ما يدري ما كنهه!
قال: ثم قام اليماني و خرج [3] .
پاورقي
[1] الحجرات: 11.
[2] و ذلك قوله تعالي في سورة الطارق / الآية 3 - 1: (و السماء والطارق - و ما أدراك ما الطارق - النجم الثاقب).
[3] الاحتجاج: 352.
آداب الدعاء
وضع الامام الصادق عليه السلام، منهجا خاصا لآداب الدعاء، فعلي المسلم السير علي ضوئه، يقول عليه السلام:
«إحفظ أدب الدعاء، وانظر من تدعو، وكيف تدعو، وحقق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه، بما في ضميرك، وإطلاعه علي سرك، وما تكون فيه من الحق والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك، كي تدعو الله بشئ فيه هلاكك، وأنت تظن أن فيه نجاتك، قال الله تعالي: (ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير، وكان الانسان عجولا) وتفكر: ماذا تسأل؟ وكم تسأل؟ ولماذا تسأل؟!.
والدعاء: إستجابة الكل منك للحق، وتذويب المهجة في مشاهدة الرب، وترك الاختيار جميعا، وتسليم الامور كلها، ظاهرا وباطنا، إلي الله تعالي فإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الاجابة، فانه يعلم السر وأخفي، فلعلك تدعوه بشئ، قد علم من سرك خلاف ذلك.» [1] .
ووضع الامام عليه السلام في هذا الحديث، المناهج لآداب الدعاء، التي منها أن يتأمل الداعي، ويفكر بوعي في عظمة من يدعوه، ويرجو منه أن يفيض عليه بقضاء حوائجه، وعليه أن يعرف، أنه يدعو خالق الكون، العالم بخفايا النفوس، وأسرار القلوب، كما أن علي السائل، أن يمعن في مسألته، وينظر في أبعادها، لكي لا يدعو بما فيه هلاكه، وكذلك عليه، أن يسلم جميع أموره، ظاهرها وباطنها لله تعالي، من بيده العطاء والحرمان، وعلي الداعي أن يراعي بدقة هذه الآداب، فان أهملها فلا ينتظر الاجابة من الله.
[ صفحه 23]
پاورقي
[1] البحار 19 / 44 طبع حجر.
حضور بديهته
ان مناظراته الفقهية و مناقشاته الجدلية الكثيرة تكشف عن بديهة حاضرة، و كانت تجيئه ارسال المعاني في وقت الحاجة اليها من غير حبسة في الفكر، و لا عقدة في اللسان و ان مناظراته التي كان يناقش بها الزنادقة و غيرهم الحجة ما كانت ليستقيم فيها الحق لولا بديهة تسعفه بالحق في الوقت المناسب. و ان حضور البديهة من ألزم اللوازم لقادة الفكر و كان الصادق أحدهم.
آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري
آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري، القمي.
إمامي من بيت جليل.
المراجع:
رجال الطوسي 143. تنقيح المقال 1: 2. خاتمة المستدرك 777. أعيان الشيعة 2: 86. مجمع الرجال 1: 14. نقد الرجال 3. جامع الرواة 1: 8. معجم رجال الحديث 1: 121. منتهي المقال 17. منهج المقال 14. لسان الميزان 1: 336.
سالم بن عبد الله الأزدي
سالم بن عبد الله الأزدي، الجصاص، وقيل الخواص، الكوفي.
إمامي.
[ صفحه 8]
المراجع:
رجال الطوسي 210. تنقيح المقال 2: 5. خاتمة المستدرك 805. معجم رجال الحديث 8: 21. نقد الرجال 145. جامع الرواة 1: 349. مجمع الرجال 3: 93. أعيان الشيعة 7: 177. منتهي المقال 142. منهج المقال 157.
مالك بن عبادة الهمداني
مالك بن عبادة الهمداني.
إمامي.
المراجع:
رجال الطوسي 308. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 50. وفيه اسم أبيه عمارة بدل عبادة. خاتمة المستدرك 838. معجم رجال الحديث 14: 168. نقد الرجال 279. جامع الرواة 2: 37. مجمع الرجال 5: 91. منهج المقال 272 وفيه اسم أبيه عمارة بدل عبادة.
في ما روي من وصيته
و انه أوصي الي خمسة منهم أبوجعفر المنصور، عن «الكافي» ج 1 ص 247 في باب النص علي امامة موسي بن جعفر (عليه السلام) به اسناده عن أبي أيوب النحوي قال بعث الي أبوجعفر المنصور في جوف الليل، فأتيته، فدخلت اليه و هو جالس علي كرسي و بين يديه شمعة في يده كتاب قال: فلما سلمت عليه رمي بالكتاب الي و هو يبكي، فقال لي:
هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قدمات، فانا لله و انا اليه راجعون ثلثا و أين مثل جعفر «ع» ثم قال لي: اكتب قال: فكتبت صدر الكتاب ثم قال: أكتب أن أوصي الي رجل واحد بعينه، فقدمه فاضرب عنقه، قال: فرجع اليه الجواب: انه قد أوصي الي خمسة واحدهم أبوجعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبدالله و موسي و حميدة.
ثم روي به اسناده عن النضر بن سويد بنحو من هذا الا انه ذكر: أنه أوصي الي أبي جعفر المنصور و عبدالله و موسي و محمد بن جعفر و مولي لابي عبدالله قال أبوجعفر المنصور: ليس الي قتل هؤلاء سبيل انتهي.
و روي محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة في كتاب «الغيبة» [1] .
[ صفحه 42]
نحو ما روي عن «الكافي» عن أبي أيوب النحوي و عن «اثبات الوصية» [2] في باب ذكر أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) قال المسعودي علي بن الحسين: فلما حضر وفات أبي عبدالله عليه السلام دعاه، فأوصي اليه و سلم اليه مواريث الانبياء و كان قد اتصل به أبي عبدالله عليه السلام أن المنصور قال:
ان حدث علي جعفر بن محمد حادثة و أناحي نظرت الي من يوصي فاقتله، فأوصي «ع» وصية الظاهرة خوفا علي ابنه موسي «ع» و تقية الي أربعة أولهم المنصور، و الثاني عبدالله الافطح، و الثالثة ابنته فاطمة و الرابع أبوالحسن موسي «ع» انتهي.
و روي القطب الراوندي عن داود بن كثير الرقي قال: وفد وافد من خراسان يكني أباجعفر و اجتمع اليه جماعة من أهل خراسان، فسئلوه ان يحمل لهم أموالا و متاعا و مسائلهم في الفتاوي و المشاورة، فورد الكوفة و نزل و زار أميرالمؤمنين عليه السلام و رأي في ناحية رجلا حوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم، فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ، فسئلهم عنه، فقالوا:
هو أبوحمزة الثمالي قال: فبينا نحن جلوس اذ أقبل أعرابي، فقال: جئت من المدينة و قد مات جعفر بن محمد «ع»، فشهق أبوحمزة و ضرب بيده الارض ثم سئل الاعرابي: هل سمعت له بوصية، قال: الي ابنه عبدالله و الي ابنه موسي (ع) و الي المنصور، فقال:
الحمد لله الذي لم يضلنا، دل علي الصغير و بين علي الكبير و ستر
[ صفحه 43]
الامر العظيم و وثب الي قبر اميرالمؤمنين عليه السلام، فصلي و صلينا ثم أقبلت عليه و قلت: فسرلي ما قلته قال: بين أن الكبير ذو عاهة و دل علي الصغير بأن أدخل يده مع الكبير و ستر الامر العظيم بالمنصور الخ رواه المحدث القمي عنه، في كتاب الانوار البهية ص 85 ط تبريز المطبعة العلمية.
پاورقي
[1] ص 129 ط تبريز.
[2] ص 148 ط متوفي.
گناه بني هاشم و اهل بيت چه بود؟
قرآن با صداي بلند در آيات فراواني به دوستي و محبت به خاندان پيامبر صلي الله عليه و آله فرمان داده و از طهارت و پاكي آنان خبر داده و بر تمسك و اطاعت از آنان سفارش نموده و با بيان روشني شخصيت والا و منزلت بلند آنان را اعلان نموده است.
رسول گرامي اسلام صلي الله عليه و آله نيز در طول نبوت و پيامبري خود پرده از فضايل و مفاخر آنان برداشته، به گونه اي كه پيروي و اطاعت از آنان و مودت و دوستي شان را بر مردم واجب نموده و قلب هاي مردم را به سوي آنان سوق داده است. اين عمل تنها به اين علت بوده كه مردم به سعادت برسند و دانش و دين خود را از معدن اصلي و اهل آن بگيرند و حرمت اهل بيت را حفظ نموده و در همه چيز به آنان مراجعه كنند به طرف ديگران نروند.
اهل بيت - يعني علي و فاطمه و حسن و حسين و فرزندان حسين عليهم السلام - در شمايل و فضايل و خصال نيك و كردار پسنديده، در حقيقت، مثال هايي از رسول خدا صلي الله عليه و آله هستند. بنابراين هر كسي بخواهد از شهر علم و دانش رسول خدا صلي الله عليه و آله استفاده كند بايد از راه ورود به آن شهر، يعني اهل بيت عليهم السلام، بگذرد. و هر كس بخواهد از منطق و سخن آن حضرت استفاده كند، تنها آنان مظهر فصاحت و بلاغت اويند، و هر كس بخواهد اخلاق زيباي محمدي صلي الله عليه و آله را اقتباس نمايد و از تاريكي جهل و گمراهي نجات بيابد، آنان چراغ هاي روشن شريعت محمدي صلي الله عليه و آله هستند.
و هر كس بخواهد از زهد و پارسايي آن حضرت استفاده كند بايد راه زهد و پارسايي را از آنان بياموزد. و هر كس بخواهد به عترت پيامبر خود احسان و اكرام نمايد بايد به پاكان
[ صفحه 41]
و زبده هاي از عترت و ذريه ي او احسان و اكرام نمايد. و هر كس بخواهد جمال زيباي پيامبر خود صلي الله عليه و آله را ببيند آنان چهره هاي محمدي هستند. اين گونه مي توان اهل بيت عليهم السلام را رسول گرامي اسلامي صلي الله عليه و آله مقايسه نمود؛ گر چه آنچه گفته شد بخشي از فضايل كريمه ي آن حضرت بود كه در اهل بيت عليهم السلام متجلي گشته است.
آري، هر كس نزد صاحب رسالت امانتي دارد بايد از اهل بيت آن حضرت باز بگيرد، و اگر كسي با رسول خدا صلي الله عليه و آله وعده اي داشته باشد آنان به آن قيام خواهند نمود، و اگر كسي با دين خدا دشمني داشته آنان مقابل او از دين خدا دفاع خواهند نمود، و اگر كسي با ارزش ها و حدود اسلام سر جنگ داشته باشد آنان آمرين به معروف و ناهين از منكر و مدافعين از اسلام هستند، و اگر كسي اهل منكر و اعمال خلاف بوده باشد آنان در مقابل او قيام خواهند نمود، و اگر سخن از خير و خوبي شود آنان رهبران خير خواهند بود، و اگر سخن از فضيلت و ارزش به ميان آيد آنان پرچمداران آنان مي باشند، و اگر از عدالت سخن گفته شود آنان عاشقان عدالت هستند، و اگر مردم سخن از مفاخر خود بگويند كسي به آنان نخواهد رسيد و اگر در ارزش ها و مكارم اخلاق به مسابقه برخيزند احدي از آنان پيشي نمي گيرد، و اگر در شرافت و شخصيت سخن به ميان آيد ديگران بايد مقابل آنان سكوت كنند. و در يك جمله، هيچ فضيلت و ارزشي نيست جز آن كه به آنان منتهي مي شود و اگر ديگران بهره اي از آن دارند از آنان گرفته اند.
با اوصافي كه ياد شد چگونه امكان دارد بني اميه با آنان در مقام دشمني و لجاجت و عناد نباشند؟ از سويي، رسول خدا صلي الله عليه و آله در جنگ ها به امر الهي عده اي از آنان را كشته بود. پس چگونه مي توان انتظار داشت كه آنان طلب خود را از اهل بيت او باز نگيرند. بني اميه حتي بيمناك بودند كه اگر از اهل بيت عليهم السلام چشم بپوشند و آنان را آزاد گذارند، دعوت پيامبر خدا صلي الله عليه و آله ادامه پيدا كند و همانند زمان آن حضرت اسلام و احكام آن با تشكيل حكومت اسلامي طبق خواسته ي خدا و رسول او صلي الله عليه و آله برقرار گردد.
در حقيقت، اگر بني اميه مي خواستند با آرامش با اهل بيت برخورد كنند و دست از آزار و كشتار و محدوديت هاي خود نسبت به آنان بردارند، مردم اهل بيت عليهم السلام را كه داراي
[ صفحه 42]
ارزش هاي والا و فضايل بي شمار بودند بر آنان مقدم مي داشتند و حق آنان در امامت و رهبري بر مردم آشكار مي گرديد.
بنابراين بني اميه براي به دست آوردن حكومت و اشغال منبر پيامبر صلي الله عليه و آله و استيلاي بر بلاد اسلامي و سلطه ي بر مردم، راهي جز استبداد و تبعيد و كشتار بني هاشم نداشته اند. از اين رو، همواره - هم چنان كه در تاريخ ثبت شده است - در مقام دشمني و ظلم به آل پيامبر صلي الله عليه و آله بوده و جز اين از آنها انتظار نمي رفته است.
بني عباس نيز هنگامي كه به قدرت رسيدند و از روي پلي كه بر شانه هاي بني هاشم قرار داده بودند عبور كردند فهميدند كه اگر تدبيري نينديشند به زودي مردم آنان را مورد سؤال قرار خواهند داد كه اگر شما بني اميه را به دليل اين كه غاصب و ظالم بودند و حق حاكميت مربوط به بني هاشم بود كه داراي فضيلت و قرابت با رسول خدا صلي الله عليه و آله بودند و تصريح به حق حاكميت آنان شده بود كنار زديد، اكنون بايد به همان دليل حكومت را به بني هاشم واگذاريد؛ چرا كه بني هاشم تنها براي فروپاشي دولت بني اميه و انتقام از خون هاي ريخته شده توسط بني اميه و آماده نمودن زمينه براي حكومت و خلافت حضرت رضا عليه السلام با بني عباس همدست شدند، نه براي اين كه بني عباس را به تاج و تخت برسانند.
از اين رو، عباسيان اولا به فكر از بين بردن شخصيت هايي مانند ابي سلمه ي خلال و امثال او افتادند با اين كه پايه هاي حكومتشان به وسيله ي همين افراد محكم گرديده بود، و ثانيا كار را بر بني هاشم نيز سخت گرفتند و همواره جاسوسان خود را در كنار آنها قرار مي دادند، مبادا آنها به فكر قيام بيفتند و يا مردم به آنان كمك كنند، و ثالثا بين شيعيان نيز ايجاد رعب و ترس مي نمودند تا دهان آنان را از طرح سؤالي كه پيشتر گفتيم بسته نگه دارند.
جرم بني هاشم نزد بني عباس چيزي جز اين نبود كه آنان به سبب خويشي با پيامبر صلي الله عليه و آله، و تصريح آن حضرت به خلافت آنان، و دارا بودن فضايل و ارزش هاي اسلامي شايسته ي مقام امامت و خلافت بودند. و به عبارت روشن تر، دليل آن همه آزار و ظلم بني عباس به بني هاشم چيزي جز اين نبوده كه بني هاشم سزاوارتر به حكومت و خلافتي بودند كه بني عباس با استبداد آن را به دست گرفتند.
[ صفحه 43]
از اينرو، عباسي ها همواره ايمن از حركت بني هاشم نبوده اند و بني هاشم نيز منتظر فرصت مناسب بوده اند كه با حمايت مردم حكومت را از بني عباس پس بگيرند، به همين علت، عباسي ها حرمت و كرامت بني هاشم را كه آل پيامبر صلي الله عليه و آله بودند ناديده گرفتند و براي جلوگيري از چنين خطري دست به كشتن بني هاشم زدند تا كسي به فكر قيام و حركت نباشد ولو از ترس تازيانه و شمشير؛ چنان كه عادت آنان اين بود كه شيعيان را در تنگنا و فشار و محروميت قرار دهند تا اين كه اهل بيت عليهم السلام نتوانند براي قيام خود از آنان كمك بگيرند.
خلاصه ي سخن اين كه فرق بين بني اميه و بني عباس اين است كه بني اميه به دو علت كه جنگ با بني هاشم و آل پيامبر صلي الله عليه و آله برخاستند: يكي انتقام گرفتن از رسول خدا صلي الله عليه و آله - چنان كه گذشت - و ديگر تسلط بر حكومت و خلافت. اما بني عباس تنها براي رسيدن به حكومت و نگه داري آن، بناي ظلم و ازار و كشتن بني هاشم را گذاردند، بدون اين كه رسما با پيامبر صلي الله عليه و آله و شريعت او به جنگ برخيزند؛ گر چه جنگ آنان با [اهل بيت عليهم السلام و] علماي شيعه نيز جنگ با پيامبر صلي الله عليه و آله و شريعت او محسوب مي گرديد.
خواننده ي گرامي! اگر بخواهي جنگ اهل دنيا را با اهل دين ببيني بايد بنگري كه چگونه اهل بيت عليهم السلام به خاطر فضايل و مكارم خود گرفتار آن گونه ظلم ها و كشتارها شدند؟ و چگونه مردم براي دوستي دنيا و اهل دنيا با دين و اهل دين دشمني و ستيز نمودند؟ در آن صورت، خواهي يافت كه بني عباسي نيز در جنگ با اهل بيت عليهم السلام در مسير بني اميه حركت كردند، گر چه بني اميه بر آنان سبقت جسته بودند.
به راستي اگر بني اميه در كربلا امام حسين عليه السلام و فرزندان و عزيزان و اصحاب و ياران مخلص او را كشتند تنها براي اين بود كه امام حسين عليه السلام آنان را از بازي با دين و هوسراني نهي مي فرمود. بني عباسي نيز عده ي ديگري از فرزندان رسول خدا صلي الله عليه و آله را به نام حسين بن علي در سرزمين فخ همراه عده ي زيادي از نيكان از علويين - كه مانند آنان در روي زمين كمياب بود - به شهادت رساندند، تنها به جرم اين كه آنان از اعمال خلاف نهي مي نمودند، [و دولت عباسي را زير سؤال مي بردند].
[ صفحه 44]
سخنان امام صادق درباره ي زهد
زهد به اين معناست كه انسان مؤمن چه از لحاظ قلبي و چه از لحاظ ظاهري از دنيا اعراض داشته باشد [و زهد در دنيا اين است كه دنيا را براي دنيا نخواهد] و اساسا رغبت و تمايل او مربوط به آخرت و وعده هاي خداوند باشد. و اين در حقيقت يكي از مراتب ديانت و بالاترين مقامات عارفين است. و كسي كه ايمان و معرفت به خدا داشته باشد سزاوار نيست خود را به دنيا وابسته كند، خواه دنيا به او روي آورد و خواه به او پشت كند؛
[ صفحه 308]
زيرا توجه به دنيا انسان مؤمن را از دست يابي به مقامات عالي آخرت باز مي دارد هيچ كسي شيريني و حلاوت مقامات اخروي را نمي چشد، مگر اين كه خود را از مشاغل و مظاهر دنيايي جدا كند.
از اين رو صادق اهل بيت عليهم السلام مي فرمايد: «جعل الخير كله في بيت و جعل مفتاحه الزهد في الدنيا» [1] يعني: همه ي خوبي ها در خانه اي قرار دارد و كليد آن خانه، زهد در دنيا مي باشد. امام صادق عليه السلام از پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله، نقل نموده كه فرمود: «لا يجد الرجل حلاوة الايمان حتي لا يبالي من أكل الدنيا» [2] يعني: انسان شيريني ايمان را نمي چشد جز اين كه باكي نداشته باشد كه دنيا به دست چه كساني مي افتد. سپس امام صادق عليه السلام فرمود: «بر قلوب شما حرام است كه شيريني ايمان را بچشد، مگر وقتي كه زهد در دنيا پيدا كنيد.»
گاهي امام صادق عليه السلام براي تشويق مردم به زهد مي فرمود: «هيچ چيزي از دنيا براي رسول خدا صلي الله عليه و آله شيرين از اين نبود كه در دنيا گرسنه و خائف باشد.»
و گاهي مي فرمود: «اذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا، و فقهه في الدين و بصره عيوبها [3] ، و من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة». يعني: هنگامي كه خداوند بخواهد به بنده ي خود خير و احسان نمايد، او را در دنيا زاهد و در دين خود فقيه و دانا و نسبت به عيوبش بينا و آگاه مي سازد و اين [ارزش]ها به هر كه داده شود خير دنيا و آخرت به او داده شده است.
با توجه به اين سخن گران بها، همه ي خوبي ها در اين سه چيز نهفته است؛ زيرا به سبب اين فضايل، راحتي و اطمينان نفس و بصيرت حاصل مي شود و به وسيله ي آن خير دنيا و آخرت و كسب مقامات و كمالات عالي اخروي - همان گونه كه خداوند وعده داده است - به دست مي آيد.
امام صادق عليه السلام در سخن ديگري فرمود: «هيچ كس حق را از راهي بهتر از زهد به دست نياورده است و زهد برخلاف خواسته ي دشمنان حق است كه رغبت به دنيا دارند.» سپس
[ صفحه 309]
فرمود: «آيا انسان صبور و كريمي نيست كه [از زينت ها و وسوسه هاي اين دنيا دست بكشد و] بداند دنيا چند روزي بيش نيست؟ [يعني انسان عاقل براي چند روز كوتاه خود را گرفتار نمي كند]».
به راستي تنها حب دنياست كه انسان را از حق دور مي كند و علاقه به مال و ثروت او را از اداي حق واجب باز مي دارد و جاه طلبي او را از بيان حق منع مي كند و راحت طلبي او را از انجام واجبات باز مي دارد؛ آري،حب دنيا انسان را از اعتراف به حق و تبليغ حق و عمل به آن باز مي دارد. در حقيقت صرف نظر كردن از علايق دنيوي نياز به صبر و سخاوت و گذشت دارد، از اين رو امام صادق عليه السلام به اهل صبر و گذشت سفارش فرمود كه خود را از مظاهر و علايق دنيوي جدا كنند و فرمود: «گذشت از دنيا و صبر در مقابل علايق دنيوي عمل سختي نيست، اگر انسان بداند كه ماندنش در دنيا بسيار كوتاه و مشكلات آن زودگذر خواهد بود.»
امام صادق عليه السلام با ذكر آثار زهد در دنيا دوستان و پيروان خود را به زهد ترغيب مي كرد؛ زيرا بيان آثار زهد در دنيا بهترين راه براي گرايش به زهد است، و چون مردم به آثار زهد بيشتر توجه مي كنند امام عليه السلام فرمود: «و من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، و أنطق بها لسانه، و بصره عيوب الدنيا داءها و دواءها، و أخرجه الله سالما الي دار السلام» [4] يعني: كسي كه زهد در دنيا پيدا كند، خداوند نور حكمت را در قلب او ثابت و زبان او را به آن گويا مي نمايد و عيوب و نارسايي ها و دردها و داروهاي او را به او نشان مي دهد و با سلامت او را از دنيا خارج مي نمايد و وارد بهشت مي كند.
آري واجب است ما حقيقت زهد را بشناسيم تا در انجام آن گرفتار اشتباه نشويم، خوشبختانه بعضي از اصحاب امام عليه السلام نسبت به معناي زهد از آن حضرت سؤال كردند و امام صادق عليه السلام در پاسخ آنان فرموده است: «خداوند زهد را در قرآن تعريف نموده و مي فرمايد: (لكي لا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم) [5] يعني: زهد اين است كه بر آنچه ازدنيا از دست مي دهيد تأسف نخوريد و نسبت به آنچه از دنيا به شما داده مي شود
[ صفحه 310]
شاد نشويد.» سپس امام صادق عليه السلام فرمود: «داناترين مردم كسي است كه بيشتر از خدا مي ترسد و ترسان ترين مردم از خدا كسي است كه معرفت او به خدا بيشتر باشد و با معرفت ترين آنان كسي است كه زهد بيشتري نسبت به دنيا داشته باشد.» [6] .
از آيه ي مذكور چنين برداشت مي شود كه مفهوم زهد در دنيا برخلاف تصور عموم، قناعت در خوراك و پوشاك و... نيست، گر چه اينها نيز در برخي از موارد از آثار زهد مي باشد، و لكن زهد يك معناي بالاتر و عالي تري دارد، زيرا اگر انسان اعراض از دنيا داشته باشد از دست دادن مال دنيا براي او حزن آور نيست، و اگر دنيا هم به او روي آورد شاد نخواهد شد، در حالي كه اگر فريفته ي دنيا باشد جدا شدن از آن برايش سخت و دشوار است؛ بنابراين بهترين نشانه ي زهد همين بي تفاوتي نسبت به كم و زياد دنيا مي باشد.
و اگر زهد به اين معنا بود كه انسان به طور كلي از لذت ها و نعمت هاي خداوند استفاده نكند، همانگونه كه متصوفه مدعي آن هستند، نبايد خداوند اين نعمت ها را خلق مي نمود و بر بندگان خود منت مي نهاد. آيا خدايي كه كريم و بخشنده است و نعمت هاي زيادي را خلق كرده، دوست ندارد كه مردم از آنها استفاده كنند؟! در حالي كه خود در قرآن مي فرمايد: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق) [7] يعني: بگو [اي پيامبر] چه كسي زينت هاي خدا را كه براي بندگان خود آفريده حرام كرده و از مصرف رزق حلال و پاكيزه منع نموده است؟
از اين رو امام صادق عليه السلام با بيان روشني مي فرمايد: «فأما اذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها و مؤمنوها لا منافقوها و مسلموها لا كفارها» [8] يعني: هنگامي كه نعمت هاي دنيا فراوان باشد سزاوارتر به آنها نيكان هستند نه فجار و گنهكاران؛ و مؤمنان هستند نه منافقان؛ و مسلمانان هستند نه كفار.
اين سخن را امام صادق عليه السلام هنگامي فرمود كه بعضي از متصوفان به آن حضرت گفتند: شما نبايد لباس سفيد و فاخر بپوشيد، زيرا آن رغبت به دنياست و پدران شما چنين نبودند.
[ صفحه 311]
آري بنده ي صالح خدا نبايد اهل تجمل و تشريفات باشد و نبايد تمام توجه و تلاش او معطوف به همين زندگي دنيوي باشد؛ بلكه بايد همت و نظر او به وعده هاي الهي و درجات عالي جهان آخرت باشد. به عبارت روشن تر خداوند براي بندگان خود واجبات و حدود و محرماتي را وضع نموده است و در قيامت جز اين واجبات و محرمات چيز ديگري از آنان مطالبه نخواهد كرد؛ از اين رو امام صادق عليه السلام نيز به اين حقيقت اشاره نموده و مي فرمايد: «أورع الناس من وقف عند الشبهة، و أعبد الناس من أقام الفرائض، و أزهد الناس من ترك الحرام، و أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب» [9] يعني: باتقواترين مردم كسي است كه از شبهات پرهيز نمايد، و عابدترين مردم كسي است كه واجبات خدا را ترك نكند، و زاهدترين مردم كسي است كه از مال حرام پرهيز نمايد، و كوشاترين آنان كسي است كه گناه نكند.
پاورقي
[1] كافي ج 2 / 128.
[2] كافي ج 2 / 128.
[3] عيوب نفسه «خ». (كافي ج 2 / 130).
[4] كافي ج 2 / 128.
[5] حديد / 23.
[6] بحارالأنوار ج 78 / 193.
[7] اعراف / 30.
[8] بحارالأنوار ج 78 / 192.
[9] بحارالأنوار ج 78 / 192.