بازگشت

امام باقر


امام محمد باقر (عليه السلام) پنجمين امام شيعه، در سال 58 قمري به دنيا آمد و تا سال 94 قمري در كنار پدرش در مدينه زندگي مي كرد. پس از رحلت پدر، رهبري شيعه را در دست گرفت. آن امام مشغول حفظ عقايد ديني از تحريف شد و كوشيد تا با تربيت شاگردان فراوان، معارف اصيل اسلام را از تحريف امويان حفظ كند. امام باقر را به دليل علم و دانش فراوانش، باقرالعلوم; يعني شكافنده علوم لقب دادند. جابر انصاري، از آخرين صحابه برجاي مانده، سلام رسول خدا (صلي الله عليه وآله) را به او رساند و امام را بوسيد. امام در اوج نزاع هايي كه ميان عالمان مدينه بر سر مسائل اعتقادي و احكام فقهي درگرفته بود، خطوط روشني را در فقه و تفسير و سيره نبوي تبيين كرد كه تكيه گاه شيعيان در مذهب



[ صفحه 338]



اصيل شيعه است.

امام باقر (عليه السلام) در سال 114 يا 117 قمري به تحريك هشام بن عبدالملك به شهادت رسيد و در كنار پدرش حضرت سجاد (عليه السلام) در بقيع مدفون شد.


علت امتناع امام صادق


ابا و امتناع امام صادق عليه السلام تنها به اين علت نبود كه مي دانست بني العباس، مانع خلافت و به حكومت رسيدن علويون خواهند شد



[ صفحه 23]



و آن حضرت عليه السلام را شهيد خواهند كرد؛ چه اگر مي دانست شهادت آن حضرت عليه السلام براي اسلام و مسلمين، اثر به تري دارد، شهادت را انتخاب مي فرمود؛ همان گونه كه جدش امام حسين عليه السلام به همين دليل، شهادت را برگزيد. در آن عصر، آن چيزي كه به تر و مفيدتر بود رهبري يك نهضت علمي فكري و تربيتي بود، كه اثر آن تا امروز باقي است. همان طور كه در عصر امام حسين عليه السلام آن نهضت ضرورت داشت و آن گونه نيز بجا و مناسب بود كه اثرش هنوز باقي است. جان مطلب، همين جا است كه در همه ي اين كارها از قيام و جهاد و امر به معروف و نهي از منكر و از سكوت و تقيه ها بايد به اثر و نتيجه ي آن ها در آن موقع توجه كرد. اين ها اموري نيست كه به شكل يك امر تعبدي از قبيل وضو، غسل، نماز و روزه صورت بگيرد؛ اثر اين كارها در مواقع مختلف و زمان هاي متفاوت و اوضاع و شرايط مختلف، تفاوت دارند. گاهي اثر قيام و جهاد براي اسلام نافع تر است؛ گاهي اثر سكوت و تقيه. شكل و صورت قيام فرق مي كند. همه ي اين ها بستگي دارد به خصوصيت عصر و زمان و اوضاع و احوال روز، به گونه يي كه يك تشخيص عميق در اين موارد ضرورت داشته، اشتباه در تشخيص و تبيين اين عوامل، زيان هاي قابل توجهي به اسلام و مسلمانان مي رساند. [1] .


پاورقي

[1] بيست گفتار، استاد مطهري - رحمة الله عليه - گفتار هفتم؛ با اندكي تصرف و تلخيص.


احسانه و كرمه


اذا ذكر أئمة أهل البيت عليهم السلام تبادر الذهن الي علم غزير، و خلق عال، و شجاعة لا مثيل لها، و احسان و كرم فكأنهم و الفضيلة توأم.

و الحديث في هذا الفصل عن كرم الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام، و أياديه البيضاء علي الأمة، و قد استأثر حديث كرمه و احسانه بصفحات كثيرة من كتب التاريخ و السيرة، سجلنا منها:

1 - قال هشام بن سالم: كان أبوعبدالله عليه السلام، اذا أعتم، و ذهب من الليل شطره، أخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم، فحمله علي عنقه ثم ذهب الي أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم و هم لا يعرفونه؛ فلما مضي أبوعبدالله عليه السلام فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان أباعبدالله عليه السلام [1] .

2 - قال سعيد بن بيان: مر بنا المفضل بن عمر و أنا و ختن لي نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا، تعالو الي المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها الينا من عنده، حتي اذا استوثق كل واحد منا صاحبه، قال المفضل أما انها ليست من مالي، و لكن أبا عبدالله الصادق أمرني اذا تنازع من أصحابنا أن أصلح بينهما و أفتديهما من ماله، فهذا مال أبي عبدالله [2] .



[ صفحه 413]



3 - قال له رجل من أصحابه: جعلت فداك بلغني أنك تفعل في عين زياد - اسم ضيعة له - شيئا أحب أن أسمعه منك.

فقال عليه السلام: نعم، كنت آمر اذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر أن يوضع عشر بنيات يقعد علي كل بنية عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة أخري يلقي لكل منهم مد من رطب، و كنت آمر لجيران الضيعة كلهم: الشيخ و العجوز و المريض و الصبي و المرأة، و من لا يقدر أن يجي ء، فيكال لكل انسان مد فاذا وفيت القوام و الوكلاء أجرتهم، و أحمل الباقي الي المدينة ففرقت في أهل البيوتات و المستحقين علي قدر استحقاقهم، و حصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار، و كان غلتها أربعة آلاف دينار [3] .

4 - أغمي عليه عند موته فلما أفاق، قال: أعطوا الحسن - الأفطس - سبعين دينارا، و اعطوا فلانا كذا. فقيل له: أتعطي من حمل عليك بالشفرة يريد قتلك؟!

فقال عليه السلام: أتريد أن لا أكون من الذين قال الله عزوجل: «و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» ان الله تعالي خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها، و ان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم [4] .



[ صفحه 414]




پاورقي

[1] الامام الصادق لأبي زهرة 81 الصادق للمظفري: 1 / 259؛ الامام الصادق و المذاهب الأربعة:4 / 38، أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 140.

[2] المناقب: 2 / 345، الصادق للمظفري: 1 / 267، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 2 / 35 و أشار اليها الأستاذ أبوزهرة في كتابه الامام الصادق، ص 81.

[3] الامام الصادق و المذاهب الأربعة:4 / 39.

[4] المناقب: 2 / 345 مثير الأحزان 250 أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 225.


مرض


(برگ 50 الف)

معني استعاري «مرض» در قرآن واضح و صريح است، و از زمان مقاتل آن را همچنان به همان معنايي گرفته اند كه او از آن دريافته است.

به توضيح ترمذي، «مرض» وقتي روي مي نمايد كه در تركيب نفس چيزي بيگانه با عناصر تركيب كننده ي آن داخل مي شود. به همين سبب است كه «مرض» در بعضي آيات به معني «شك» و «نفاق» است، زيرا نفاق با رسوخ در دل با معرفت به هم مي آميزد و «شك» پديد مي آورد، و اين «شك» در «مكر» كه مخصوص به نفس است ريشه مي كند. نفس چون در برابر معرفت به پروردگار خود متحير ماند، به «مكر» روي مي آورد، به اين معني كه القائات شيطان يا هوي را در درون خود به هم مي بافد. «نفاق» يادآور «نَفَق» يعني نوعي لانه است كه دو بيرون شو دارد و بعضي جانوران براي خنثي كردن قصد دشمن در زمين حفر مي كنند؛

همچنين است كلمه ي «نفقه» (خرج) و نيز اصطلاح «سلعة نافقه»، كه به كالايي اطلاق مي شود كه بازارش رونق دارد و زود به فروش مي رسد، و در اين هر دو، استعاره ي ناپايداري مي بينيم كه از آن به تصور «نفاق» مي رسيم، زيرا دل منافق گردان است و چيزي در آن ثابت نمي ماند؛ در لحظه اي معرفت خدا را در دل دارد و در لحظه ي ديگر مي بيني كه غرق در شك و عدم يقين و سرگشتگي و در جستجوي معبود خويش است.

در آيات ديگر، «مرض» مخصوصاً به معني «زنا»ست، زيرا ريشه ي زنا «فَرَح» (شادماني) است. آيا نديده اي كه انسان، وقتي كه در يك مصيبت بزرگ شادماني خود را از دست مي دهد از مباشرت با زنان براي ارضاي اين هوي پرهيز مي كند؟ ميل به زنا از شادماني دل برافروخته مي شود، و چون اين شادماني با دل بياميزد، دل «مريض» مي شود و قوت خود را از دست مي دهد: و اما «مرض» دل، ضعف ايمان است.

و بالاخره «مرض» به معني ناتواني جسم است، يعني آفتي كه به سلامت تن راه مي يابد و عناصر در حال سكون و آرامش را آشفته مي كند.


و من وصية له: لعنوان البصري


يا عبدالله! ليس العلم بكثرة التعلم. انما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالي أن يهديه، فان اردت العلم فاطلب اولا في نفسك حقيقة العبودية، و اطلب العلم باستعماله، و استفهم الله يفهمك. قال: قلت له يا شريف. فقال: قل يا أباعبدالله فقلت: يا أباعبدالله ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة اشياء: لا يري العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله، يضعونه حيث امرهم الله به، و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، و جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالي به و نهاه عنه. فاذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا هان عليه الانفاق فيما أمره الله تعالي أن ينفق فيه، و اذا فوض العبد تدبير نفسه علي مدبره هانت عليه مصائب الدنيا، و اذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالي و نهاه لا يتفرغ منهما الي المراء و المباهاة مع الناس.

فاذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هانت عليه الدنيا و أبليس و الخلق، و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا، و لا يطلب ما عند الناس



[ صفحه 20]



عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلا. فهذا أول درجة التقوي، قال الله تعالي: ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين).

قلت: يا أباعبدالله أوصني. قال: أوصيك بتسعة أشياء فانها وصيتي لمريدي الطريق الي الله تعالي، و الله أسأل أن يوفقك لاستعمالها: ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحلم، و ثلاثة منها في العلم. فاحفظها و اياك و التهاون بها.

قال عنوان: ففرغت قلبي له. فقال: أما اللواتي في الرياضة: فاياك أن تأكل ما لا تشتهيه فانه يورث الحماقة و البله، و لا تأكل الا عند الجوع و اذا أكلت فكل حلالا، وسم الله و اذكر حديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: (ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطنه، فان كان و لابد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه).

و أما اللواتي في الحلم: فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت عشرا فقل له ان قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل له ان كنت صادقا فيما تقول فاسأل الله أن يغفر لي و ان كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، و من وعدك بالخنا فعده بالنصيحة و الدعاء.

و أما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، و اياك أن تسألهم تعنتا و تجربة، و اياك أن تعمل برأيك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد اليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للناس جسرا.

قم عني يا أباعبدالله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي،



[ صفحه 21]



فاني امري ء ضنين بنفسي. والسلام علي من اتبع الهدي


ابوبصير


ليث بن بختري مرادي كوفي، مكني به ابوبصير و ابومحمد، از شمار نيكان و پاكاني



[ صفحه 38]



است كه حضرت جعفر بن محمد صلوات الله عليه، ايشان را به بهشت بشارت داده، و او را از اصحاب اجماع [1] شمرده اند. [2] .

جميل بن دراج كه خود از اصحاب اجماع است از حضرت صادق (ع) نقل كرده كه فرمود: «بشر المخبتين بالجنه: بريد بن معاويه العجلي و ابوبصير ليث بن البختري المرادي و محمد بن مسلم وزراره، اربعة نجباء امناء الله علي حلاله و حرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة و اندرست». بشارت بده مخبتين [3] را به بهشت: بريد بن معاويه و ابوبصير و محمد بن مسلم و زراره كه اين چهار تن از نجباء و امناء خدايند بر حلال و حرامش اگر اين چهار نفر نبودند، آثار نبوت قطع مي شد و كهنه مي گشت. [4] .

و روي عن الصادق (ع): «ما احد احيي ذكرنا و احاديث ابي الا زراره و ابوبصير ليث



[ صفحه 39]



المرادي و محمد بن مسلم و بريد بن معاويه العجلي و لولا هؤلاء ما كان احد يستنبط هذا هؤلاء حفاظ الدين و امناء ابي علي حلال الله و حرامه و هم السابقون الينا في الدنيا و السابقون الينا في الاخرة. [5] و عنه (ع) قال: اوتاد الارض و اعلام الدين اربعة محمد بن مسلم و بريد بن معاويه و ليث بن البختري المرداي (ابوبصير) و زرارة بن اعين». [6] .

ترجمه: از حضرت صادق (ع) روايت شده كه فرمود: كسي مانند زراره و ابوبصير و محمد بن مسلم و بريد بن معاويه عجلي، نام ما و احاديث پدرم را زنده نكرده و اگر اين جماعت نبودند، احدي استنباط اين امر را نمي كرد. اين گروه نگهداران دين و امناء پدرم بر حلال و حرام خدا مي باشند و ايشان سبقت جويندگان به سوي ما در دنيا و آخرت مي باشند. نيز از آن حضرت روايت شده كه فرمود: ميخ هاي زمين و اعلام دين چهار تن هستند: محمد بن مسلم و ابوبصير و بريد بن معاويه و زرارة بن اعين.

شيخ كشي (ره) از امام هفتم (ع) در حديث حواريين نقل كرده كه فرمود: در روز قيامت منادي ندا مي كند كجايند حواريون امام باقر (ع) و امام صادق (ع) پس عبدالله بن شريك عامري و ابوبصير ليث بن بختري بر مي خيزند. [7] .

و عن داود بن سرحان عن الصادق (ع) قال: «ان اصحاب ابي كانوا زينا احياء و امواتا اعني زراره و محمد بن مسلم و منهم ليث المرادي و بريد العجلي هؤلاء القوامون بالقسط هؤلاء القوامون بالصدق هؤلاء السابقون اولئك المقربون».

داود بن سرحان از امام صادق (ع) نقل كرده كه حضرت فرمود: مرده و زنده ياران پدرم نيكو بودند و ايشان: زراره و محمد بن مسلم و ابوبصير و بريد عجلي مي باشند و اينان قيام كنندگان به عدل و راستي و سبقت جويندگان به خوبي و مقربينند. [8] .

از امام صادق (ع) روايت شده كه فرمود: زراره و ابوبصير و محمد بن مسلم و بريد از كساني هستند كه خدا درباره آنان فرمود: «السابقون السابقون اولئك المقربون». [9] .

از ابوبصير روايت شده كه گفت: روزي به خدمت امام صادق (ع) رفتم، از يمن پرسيدند: وقت مرگ علباء بن دراع اسدي، حاضر شده بودي؟ گفتم: بلي و او در آن حال مرا خبر داد كه شما براي او ضامن بهشت شده بودي، و از من استدعا كرد كه اين مطلب را



[ صفحه 40]



به شما يادآور شوم. حضرت فرمود: راست گفته است. پس من به گريه افتادم و گفتم كه جان من فداي تو باد، تقصير من چيست كه قابل اين عنايت نشده ام، مگر من پيري سالخورده نابينا و منقطع به درگاه دين پناه شما نيستم؟ حضرت به من عنايتي نمود و فرمود: براي تو نيز ضامن بهشت شدم. عرض كردم: مي خواهم پدران بزرگوار خود را ضامن آن سازي و يكي را بعد از ديگري نام برم. آن حضرت فرمود كه ضامن گردانيدم آنان را. باز گفتم: مي خواهم جد عالي مقدار خود را نيز ضامن سازي. حضرت لحظه اي سر مبارك را به زير افكند، آن گاه فرمود: خدا را هم ضامن نمودم. [10] .

در كتاب بصاير الدرجات از ابوبصير روايت شده كه گفت: مردي از شام بر ما وارد شد، من مراسم تشيع بر او عرضه داشتم قبول كرد. هنگام مرگش بر او وارد شدم، گفت: اي ابوبصير! آن چه تو گفتي قبول كردم، آيا من اهل بهشتم؟ گفتم: من از طرف حضرت صادق (ع) براي تو بهشت را ضمانت مي كنم. آن مرد، مرد. همين كه بر حضرت صادق (ع) وارد شدم، به من فرمود: وعده اي كه به دوستت دادي، وفا شد. [11] .

راوندي در خرائج، از صفار، از ابوبصير نقل كرده كه به حضرت صادق (ع) عرض كردم: ما، شيعيان، بر مخالفين چه برتري داريم؛ به خدا، بعضي از آنان را مي بينم كه زندگاني بهتر و آسايش بيشتر و حالي نيكوتر و به بهشت اميدوارتر مي باشند. حضرت سكوت فرموده و جوابي نداد تا در مكه. به ابطح كه رسيديم متوجه ناله هاي مردم به سوي خدا شديم. حضرت فرمود: ضجه و ناله بسيار است و حج گزارنده اندك؛ قسم به خدايي كه محمد (ص) را به نبوت فرستاده و روح مطهرش را به بهشت برده، خدا اين اعمال را قبول نمي كند مگر از تو، و ياران تو، فقط. سپس دستش را به چشم من كشيد، ديدم بيشتر مردم را به صورت حيواناتي همانند: خوك، الاغ و بوزينه مي بينم و گاهي لابلاي آنان انساني ديده مي شد. [12] .

در كتاب كافي، از ابوبصير، نقل شده كه امام صادق (ع) راجع به آيه «و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا» [13] - به هر كس كه حكمت داده شد، خير بسيار داده شد



[ صفحه 41]



- فرمود: مراد از حكمت، اطاعت خدا و معرفت امام است. [14] .

همچنين در كافي آمده است كه ابوبصير گويد: به امام صادق (ع) آيه «انما انت منذر و لكن قوم هاد» [15] - همانا تويي بيم دهنده و براي هر گروه رهبري است - را عرض كرم، فرمود: بيم دهنده رسول خدا (ص) و رهبر علي (ع) است. اي ابامحمد! آيا امروز رهبري هست؟ عرض كردم: آري فدايت گردم، هميشه از شما خانواده، رهبري پس از رهبر ديگر بوده، تا به شما رسيده است. فرمود: خدايت رحمت كناد، اي ابامحمد! اگر چنين مي بود كه چون آيه اي درباره ي مردي نازل مي شد كه و آن مرد مي مرد، آيه هم از بين مي رفت (بدون مصداق مي ماند) كه قرآن مرده بود؛ ولي قرآن هميشه زنده است، بر بازماندگان منطبق مي شود، همچنان كه بر گذشتگان منطق مي شد. [16] .

و نيز در همان كتاب نقل شده كه اسماعيل بن محمد خزاعي گويد: من مي شنيدم كه ابوبصير از امام صادق (ع) مي پرسيد: آيا شما فكر مي كنيد كه من حضرت قائم (ع) را درك مي كنم؟ فرمود: اي ابابصير! مگر نه اين است كه تو امامت را مي شناسي؟ عرض كرد: چرا به خدا، شماييد امام من - و دست حضرت را گرفت - حضرت فرمود: اي ابابصير! به خدا، از اينكه در سايه خيمه قائم صلوات الله عليه به شمشيرت تكيه نكرده اي، باك نداشته باش (يعني تو به آن پايه رسيده اي و پاداش برابر داري). [17] .

و نيز مرحوم كليني نقل كرده كه ابوبصير گويد: شنيدم امام صادق (ع) مي فرمود: آزاد مرد در همه احوال آزاد مرد است. اگر گرفتاري برايش پيش آيد، صبر و استقامت كند، و اگر مصيبت ها بر سرش ريزد، او را شكسته نكند، اگر چه اسير شود و مغلوب گردد و سختي جايگزين آسايشش شود. چنانكه يوسف صديق امين، صلوات الله عليه، را بردگي و مغلوبيت و اسارت زيان نبخشيد، و تاريكي و ترس چاه و آن چه بر سرش آمد زيانش نزد، تا خدا او را به رسالت فرستاد و به سبب او ره امتي رحم كرد. صبر اين چنين است و خير در پي دارد، پس شكيبا باشيد و دل به شكيبايي دهيد تا پاداش بينيد. [18] .

نويسنده گويد: از روايت صحيحه كليني رحمه الله، ظاهر مي شود كه ثقة جليل القدر،



[ صفحه 42]



محمد بن مسلم، با آن جلالت شأن، در طريق مكه، با بعض اصحاب ديگر پشت سر ابوبصير نماز گذاشتند، و حديث چنين است: ثقة الاسلام كليني و همچنين شيخ طوسي، از محمد بن مسلم روايت كرده اند كه در راه مكه با ابوبصير نماز گذاشتيم - شتري از ساربان گم شده بود - ابوبصير در سجده گفت: بارالها شتر فلان بن فلان را به او بازگردان. محمد بن مسلم گويد: هنگامي كه بر حضرت صادق (ع) وارد شدم و جريان را عرض كردم، فرمود: ابوبصير چنين گفت؟! عرض كردم: بلي، دوباره پرسيد، ابوبصير چنين گفت؟ عرض كردم: بلي، آن گاه سكوت كرد. عرض كردم: نماز را اعاده كنم؟ فرمود: نه. [19] .

بر كنار از معصومين صلوات الله عليهم اجمعين، ديگران حتي اصحاب بزرگ و عالي مقام پيامبر و ائمه مصون از لغزش و خطا نبوده و گاهي اشتباهي از روي غفلت از آنان سر زده است كه با تذكر، مجددا راه اصلاح را پيموده اند.

ابوبصير گويد: در كوفه به زني قرآن تعليم مي دادم، روزي به او كلامي از سر شوخي گفتم. همين كه به محضر حضرت باقر (ع) شرفياب شدم، حضرت سرزنشم داد و فرمود: هر كس در خلوت مرتكب گناهي شود، خداوند به او نظر لطف نمي كند، به آن زن چه گفتي؟ من از كثرت خجلت صورتم را پوشانيدم و توبه كردم. امام فرمود: ديگر چنين كاري مكن. [20] .

نويسنده گويد: يكي از گناهاني كه در عصر ما اهميت خود را از دست داده و واقعا آن را گناه نمي شمارند شوخي با نامحرمان است كه امر را رايجي بين بيشتر طبقات شده و حتي آن را نمونه تربيت و اخلاق خوش مي دانند؛ و اگر كسي از آن اجتناب كند، او را عقب افتاده و بد اخلاق مي شمارند در حاليكه اين گناه از نظر پروردگار بسيار بزرگ است و در روايت نبوي است كه: «من فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا الف عام»، هر كس با زن نامحرمي كه از آن او نيست شوخي كند، به ازاء هر كلمه هزار سال (در آتش) زنداني خواهد بود. [21] نستجير بالله و نعوذ به.

در پايان اشاره به اين نكته لازم است كه ابوبصير ما بين ليث مذكور و يحيي بن قاسم نابينا [22] مشترك است، و گاهي اين دو با هم اشتباه مي شوند.



[ صفحه 43]




پاورقي

[1] اصحاب اجماع هجده تن به شمار رفته اند و تمامي علماي شيعه متفقند بر تصحيح حديثي كه به سند صحيح از اين جماعت نقل شود؛ يعني اگر حديثي به سند صحيح از اين گروه نقل شود ديگر ملاحظه ما بعد سند را تا به معصوم نمي نمايند و تلقي به قبول مي گردد. علامه بحرالعلوم (ره) در اشعارش به اين جماعت اشاره كرده است:



قد اجمع الكل علي تصحيح ما

يصح عن جماعة فليعلما



و هم اولو نجابة و رفعة

اربعة و خمسة و تسعة



فالستة الاولي من الامجاد

اربعة منهم من الاوتاد



زرارة كذا بريد قد اتي

ثم محمد و ليث يا فتي



كذا الفضيل بعده معروف

و هو الذي ما ببينا معروف



و الستة الوسطي اولوالفضائل

رتبتهم ادني من الاوائل



جميل الجميع مع ابان

والعبدلان ثم حمادان



و الستة الاخري هم صفوان

و يونس عليهم الرضوان



ثم ابن محبوب كذا محمد

كذاك عبدالله ثم احمد



و ما ذكرناه الاصح عندنا

و شذ قول من به خالفنا



اين جماعت كه صاحب نجابت و رفعتند هجده تن به شمار رفته اند:

1 - زرارة بن اعين 2 - بريد بن معاويه 3 - محمد بن مسلم ثقفي 4 - ابوبصير 5 - فضيل بن يسار 6 - معروف بن خربوذ 7 - جميل بن دراج 8 - ابان بن عثمان 9 - عبدالله بن مسكان 10 - عبدالله بن مغيره 11 - حماد بن عثمان ناب 12 - حماد بن عيسي 13 - صفوان بن يحيي 14 - يونس بن عبدالرحمن 15 - حسن بن محبوب 16 - ابن ابي عمير 17 - عبدالله بكير 18 - احمد بن محمد بن ابي نصر بزنطي.

[2] اختيار معرفة الرجال، ص 238 و خلاصة الاقوال، علامه حلي، ص 67 - 66.

[3] فروتنان، كه تفسير آن در سوره حج، آيه 35، آمده است.

[4] رجال كشي، ص 152.

[5] اختيار معرفة الرجال، ص 136 - بحارالانوار، ج 47، ص 390 (به نقل از اختصاص).

[6] اختيار معرفة الرجال، ص 238.

[7] اختيار معرفة الرجال ص 170.

[8] اختيار معرفة الرجال ص 170.

[9] پيشي گيرندگان به ايمان و خوبي، مقربان درگاهند (سوره واقعه، آيات 10 و 11). (تنقيح المقال، ج 2، رديف 9998).

[10] اختيار معرفة الرجال، ص 171 - و نيز رجوع شود به رجال علامه حلي، ص 130.

[11] بصائر الدرجات، ج 5، باب 12، ص 68.

[12] خرائج، ج 2، باب 16، ح 34، ص 821 - بحارالانوار، ج 27 ص 29.

[13] سوره بقره، آيه 270.

[14] اصول كافي، ج 1، ص 142.

[15] سوره الرعد، آيه 7.

[16] اصول كافي، ج 1، ص 148.

[17] اصول كافي، ج 1، ص 303.

[18] اصول كافي، ج 1، ص 73.

[19] فروع كافي، ج 1، ص 89 - وسائل الشيعه، ج 4، ص 973.

[20] رجال كشي، ص 154 - خرائج، ج 2، فصل اعلام امام باقر (ع)، ح 5، ص 594.

[21] عقاب الاعمال، ص 334.

[22] ابومحمد، يحيي بن قاسم حذاء، معروف به ابوبصير اسدي (متوفي به سال 150 هجري) از اصحاب حضرت باقر (ع) و حضرت صادق (ع) و نيز موسي بن جعفر (ع) مي باشد. كلام علماي رجال در مورد او يكسان نيست. با اينكه در زمان حيات حضرت موسي بن جعفر (ع) از دنيا رفته، شيخ طوسي، او را واقفي خوانده، و كشي، او را مخلط دانسته، ولي نجاشي او را ثقه و وجيه و از روايان امام باقر (ع) و امام صادق (ع) مي داند، و علامه حلي، عمل كردن به روايات او را جايز، اگر چه مذهبش فاسد باشد. [جامع الروات ج 2 ص 334 - تحفة الاحباب، ص 418].

- مرحوم سيد صدر گويد: ثقه بودن يحي بن قاسم مسلم است، و همگان بر تقدم او در فقه و علم باور دارند، و نجاشي كتاب تفسير القرآن او را ذكر كرده است. او در زمان حيات امام صادق (ع) در سال 148 هجري وفات يافت [تأسيس الشيعه، ص 327].


تكريمه للضيوف


ومن بوادر كرمه وسخائه حبه للضيوف وتكريمه لهم، وقد كان يشرف علي خدمة ضيوفه بنفسه، كما كان يأتيهم بأشهي الطعام وألذّه، وأوفره، ويكرر عليهم القول وقت الأكل: «أشدكم حبّاً لنا أكثركم أكلا عندنا...».

وكان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات من الطعام يتغدي علي كل ثبنة عشرة [1] .



[ صفحه 29]




پاورقي

[1] الإمام جعفر الصادق: 46.


الضمير


" ان للقلب أذنين، فإذا هم العبد بذنب قال له"

" روح الإيمان لا تفعل، وقال له الشيطان أفعل "

الإمام صادق(ع)

يتألف الإنسان من جزئين متباينين، بهما يتم تركيبه ومنهما تتكون قواه وعناصره، وعنهما تصدر أفعاله وأفكاره وبمجموعها يدرك قسطه من الحياة وينال حظه من الرقي والكمال وهذان الجزء ان هما النفس والجسد.

جزء ان متباعدان ائتلفا فكانا مزيجاً عجيباً يحمل خواص الطبيعة وآثار ما وراء الطبيعة، وأصبحا بعد إئتلافهما شيئاً واحداً يدرك بادراك واحد.

والذي يهمنا ان نجد الاتصال قد أفاد هذين الجزئين قدرة كاملة لا يتمتعان بنظيرها لو كانا منفردين.

للنفس أهداف لا تصل إليها إذا لم تتصل بالجسد، وللجسد غايات لا يبلغها إِلا بمعونة النفس، ويقول علماء أخلاق: ان الأهداف التي يتوجه إليها في سلوكه ومعاملاته قد تكون من مختصات الجسد، ويمثلون لذلك باللذات الزائفة التي تحصل من الشهوات ألبهيمية، وقد تكون من مختصات النفس ويمثلون لها بالكمالات النفسية التي تحصل للإنسان من اكتساب العلوم واللذات العقلية التي تنشأ من اكتشاف الخفيات من الأشياء وقد تكون مما يشترك فيه كل واحد من النفس والجسد علي السواء أو علي التفاضل ولكل واحد من هذه الأقسام أمثلة يذكرونها في كتبهم، وقياس الألم في ذلك قياس اللذة.

والإنسان إنسان بنفسه لا بجسده لأن جميع أفراد الحيوان تشاركه في هذه الناحية، ومحافظته علي إنسانيته بمقدار محافظته علي معنويات نفسه، وسموه في إنسانيته بمقدار حرصه علي إنما مداركه واستثمار مواهبه.

خلق الجسد ليكون آلة مسلوبة الإرادة بيد النفس، توجهه حيث تشاء وتصرفه كيف تريد، واستقامة الإنسان في شيمه وأخلاقه، ورقيه في درجات الإنسانية لا يحصل إلا بذلك فإن عدالة العقل الحاكم علي النفس والمدبر لسلوكها تمتع النفس عن الاستئثار بحقوق الجسد أو إعطائه أكثر مما يستحق.

أما إذا انعكس الأمر وأصبحت النفس آلة مسخرة للجسد يستعبدها لتحقيق ميوله ونيل أوطاره، فهنالك الشقاء الدائم والخسران العظيم لأن العقل أصبح معزول الحكومة مردود الرأي.

والفلاسفة المتقدمون يقولون في صفة النفس حين يريدون تعريفها: " هي جوهر ملكوتي يستخدم البدن في حاجاته " ويقولون: ان هذا الجوهر الملكوتي الواحد يظهر بمجالي متعدد متفاوتة، وبالنظر إلي كل واحد من هذه المجالي يطلقون عليه اسماً خاصاً فيسمونه عقلاً من حيث أنه يدرك الأمور الكلية المعقولة، ويسمونه روحاً لأن به حياة الجسد ونموه، ويسمونه قلباً لأنه يتقلب بما يخطر فيه من الخواطر. والإمام الصادق عليه السلام قد يجري مع هذا الإصلاح إلي حد قريب فيقول: "اجعل قلبك قرينا برا أو ولدا واصلا" [1] فيسمي النفس قلباً لما فيه من الخواطر ثم يجعله قرينا برا يجب اتباع نصحه في الخواطر الحسنة وولدا باراً يجب إرشاده. عند الخواطر السيئة. وقد يجري مع الإصطلاح إلي حد أبعد من ذلك فيقول: "من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه" [2] .

أما هذه الخاطرات التي تحدث في النفس والتي باعتبارها سماها الخلقيون قلباً فهي أفكار تعترض النفس إذا توجهت إلي عمل من الأعمال تحثها علي إيجاده أو تحذرها من فعله فإذا كانت هذه الخاطرة تدعو إلي الخير أو تحذر عن الشر سميت "إلهاماً" وان كانت علي العكس من ذلك سميت "وسوسة".

ومصدر هذه الإلهام قوة خفية في النفس يشعر بها الإنسان جليا عند مباشرة عمل يرضي به عاطفته أو عقله أو عمل يغضبهما، والمتأخرون من علماء الأخلاق يسمون هذه القوة " بالوجدان " و" الضمير" ويصفها بعض أرباب الفلسفة الحديثة " بصوت الله في الإنسان " ويسميها الإمام الصادق عليه السلام روح الإيمان بقوله: " ان القلب أذنين روح الإيمان يساره بالخير، والشيطان يساره بالشر، فأيهما ظهر علي صاحبه غلبه " [3] وسأله بعض أصحابه عن روح الأيمان هذا فقال: " أما رأيت الإنسان يهم بالشيء فيعرض بنفسه الشيء يزجره عن ذلك وينهاه قال نعم، قال: هو ذاك " [4] .

الضمير واعظ القلب كما سماه في حديثه السابق، وروح الإيمان كما يسميه في قوله هذا وهو إحدي الغرائز التي نشأت مع الإنسان منذ يومه الأول وتدرجت معه في عصوره، وتطورت معه في تطور أحواله وغرائزه.

ويدلنا علي هذا أنا نجد الضمير لا يختص بأمة دون أمة أخري، فالضمير يوجد عند الأمم المتوحشة التي لم تخضع لقانون ولم تعترف بنظام كما يوجد بين الأمم الراقية التي تشرع القوانين وتعترف بالأنظمة، وبذرة الضمير توجد عند الصبي الناشئ وعند الطفل الدارج ولعل جرثومة الضمير توجد في قسم من الحيوانات العجماء علي ما يقوله بعض علماء الحيوان.

وللضمير قوتان متقابلتان يشعر الإنسان بوجود هما قبل العمل وبعده.

قد يتوجه الإنسان إلي عمل يرضي به عاطفته مثلاً ولكنه يغضب عقله فيري نفسه حينذاك بين قوتين متقابلتين تحثه إحداهما علي العمل وتحذره الأخري منه، وتنفاضل هاتان القوتان

بمقدار ما في الإنسان من ميل إلي الخير أو إلي الشر، وبمقدار ماله من التمسك بالصفات الحسنة أو القبيحة، وقد تكون القوتان متكافئتين إذا تساوت ميوله.

فإذا ابتدأ في إنجاز العمل استمرت القوة الموافقة علي الحث والتشجيع، وخفت صوت القوة المعارضة ولكن سكوتها يكون إلي حين، وإذا أتم العمل شعر بتأنيب شديد من الناحية المكبوتة وخفت صوت الناحية المنتصرة.

وأما إذا ترك ذلك العمل إرضاء لعقله وإجابة لوجدانه فأنه يشعر بتأنيب قليل من ناحية العاطفة المكبوتة وبارتياح عظيم من الناحية الثانية ولذلك فلا يمكننا ان نصدق ان الضمير هو العقل العملي كما يراه الفيلسوف الالماني كانت لان العقل العملي خاضع لحكومة العقل النظري، وظيفته ترتيب الأعمال علي درجاتها، وإعطاء كل عمل منها مكانه الذي يليق به وإذن فالعقل العملي يدعوا إلي الخير فقط، فلا يسعنا ان نجعله تفسيراً للضمير.

والنظرات المتقدمة توضح لنا ان (للضمير) شؤوننا وآثارا. فأثره قبل العمل حث أو تحذير، وبعد حصول العمل ارتياح أو تأنيب ومعني هذا ان صوت هذه القوة لا يختص في حال حصول الرغبة أو في حالة انقماعها، ويقول بعضهم: الوجدان والوسواس صوت رغبات مقموعة [5] ، ولم يظهر لنا سر هذه الصفة التي يذكرها، علي أنا تعترف بأن صوت الوجدان يكون أشد ظهوراً عند انقماع الرغبة التي يدعو إليها.

وأنكر جماعة من الخلقيين كون الضمير غريزة من الغرائز، وقالوا هو قوة يكتسبها الإنسان اكتسابا، وللتجربة والاختبار والتقاليد والعادات أثر كبير في تكونه، ويدلون علي مذهبهم هذا بوجوه أهمها ما يأتي:

1ـ إن القوانين والأنظمة الوضعية هي الحافظة للضمير من التداعي والإنهيار، ودليل هذا أنا لو رفعنا سلطان القوانين الخلقية والإجتماعية والدينية عن آية أمة من الأمم لوجدنا اُن الحال فيها ينقلب رأساً علي عقب وأن أُسس الضمائر الخلقية فيها تتداعي وتنهار، وهذا يدلنا علي أن الضمير تابع لهذه الأنظمة يوجد بوجودها ويفني بفنائها.

وجوابه أن الضمير قوة بسيطة تتقوي بالتمرين، والمحافظة علي الواجبات وأتباع الأنظمة، حتي تسيطر علي جميع القوي: وتحكم علي الغرائز، وتضعف بالمخالفة والإهمال حتي يخفت الصوت ويموت الضمير، ونعني بموت الضمير إنعدام أثر هذه القوة لا إنعدام وجودها فإن الضمير إذا تتابعت عليه الصدمات والمخالفات يخفت صوته، فلا يبعث إلي فعل خير, ولا يحذر من عمل شر، وهذا ما نسميه بموت الضمير أما جرثومة هذه القوة فلا تزال باقية في الإنسان مادام باقياً في الحياة، ويمكن أن تعود إلي حين العمل يوماً ما إذا ما تعاهدها صاحبها بالتمرين والتقوية مرة أخري.

2ـ نجد الناس مختلفين في ضمائرهم، فالشيء الواحد يكون حسناً عند أمة من الأمم وهو بنفسه يعد قبيحاً عند أمة أخري. وهذا يدلنا علي ان السبب هو الاختلاف في العادات والتقاليد والأزمنة وما أشبهها.

وجوابه ان الضمير قوة تحث علي الخير وتحذر عن الشر، أما تمييز الخير من الشر، والمقياس الذي يقاس به العمل ليعلم أنه خير أو شر فهو شيء آخر وراء الضمير، وليس الضمير معصوماً في حكمه فهو يحث الإنسان علي ما يعتقد أنه خير ويحذره عما يعتقد أنه شر، ثم لا يحاسبه عن مصدر هذا الاعتقاد فقد يكون مصدره مادة سخيفة أو تقليداً باطلاً.

وحكم الوجدان يتعدي أعمال الشخص نفسه إلي أعمال الغير فهو يكبر كل عمل يعتقد أنه خير، ويحتقر كل عمل يعتقد أنه شر، وان كان من أعمال الغير. وترحيب الضمير بذلك العمل أو تحذيره عنه يتفاوت بحسب ما يعتقد فيه من جهات الخير أو الشر، وبحسب شدة ذلك الاعتقاد وضعفه وبمقدار تمسك الشخص بالمثل الأعلي في أخلاقه، ولذلك نري التفاوت العظيم بين الناس في ضمائرهم.

وإذا كان الإنسان الكامل هو الذي يستمد رشده من العقل، وإذا كانت قوة الوجدان بمقدار محافظة الإنسان علي عمل الخير في سلوكه ومعاملاته كانت نتيجة هذا ان الوجدان الكامل والضمير عند هذه الطبقة من الناس قوة واحدة وليس لها إلا صوت واحد فهو لا يعرف إلا الحق وهو لا يأمر إلا بالخير فإن الصوت الآخر من هذه الغريزة قد أماته كبت الميول وتحديد الشهوات.

والوجدان هو المبدأ الأول للتوبة والتكفير عن الخطايا لأن الضمير إذا شعر بالخطيئة، وتبين عظم الذنب وجّه إلي النفس لوازع من التأنيب وقوارص من العتاب والتوبيخ، وقد يتأثر الإنسان من ذلك فيندم وهذا الندم هو التوبة في مرحلتها الأولي. وكم للضمير الفاضل من يد بيضاء علي الإنسان في تهذيب نفسه، والأخذ بيده إلي سبيل النجاح وتسديده في ما يعمل وما يقول، ويعلق الخلقيون المتأخرون علي الضمير أشياء كثيرة يترامي بها العد، ويطول فيها الكلام.

والضمير محترم عند الإنسان فقد يرتكب الرجل أخطاء وجدانية ومصدرها قصور في التفكير، أو تسرع في الحكم إلا أنه لا يقبل من الناصح ان يتهم ضميره بالخيانة وقد لا يصغي إلي إرشاده بعد هذه التهمة، لأن الضمير محترم عند الإنسان ومن الحزم للمرشد في أمثال ذلك أن يدله علي وجه الخير فقط من غير ان يعترض لكرامة الضمير.


پاورقي

[1] الكافي الحديث الأول باب نوادر الاستدراج.

[2] أمالي الصدوق: ص65.

[3] الجزء الخامس عشر من البحار باب روح الإيمان.

[4] االمصدر المقدم.

[5] قول ينقله الأستاذ أحمد أمين في هامش أخلاقه.


النصوص علي خلفاء الرسول


و بعد الهجرة الي المدينة كان الرسول الأقدس (صلي الله عليه و آله) ينتهز كل فرصة لينص علي خلفائه من بعده، و خاصة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فالنصوص الواردة عن الرسول حول الخلافة قد تجاوزت حدود التواتر، هذا عدا ما ضيعته السياسات الحاكمة، أو حرفته الأيدي الأثيمة، أو فسرته القلوب المريضة.

و تلك النصوص بعضها مجلمة، و بعضها مفصلة، و بعضها خاصة، و بعضها عامة، و نذكر - هنا - بعض تلك النصوص:

1- «الأئمة بعدي اثناعشر كلهم من قريش» [1] .

2- «بعدي اثناعشر خليفة كلهم من بني هاشم» [2] .

3- «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتي» [3] .



[ صفحه 18]



4- «من كنت مولاه فعلي مولاه» [4] .

5- «أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدي» [5] .

6- «... ان وصيي و الخليفة من بعدي: علي بن أبي طالب، و بعده سبطاي: الحسن و الحسين، تتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار... اذا مضي الحسين فابنه: علي، فاذا مضي علي فابنه: محمد، فاذا مضي محمد فابنه: جعفر، فاذا مضي جعفر فابنه: موسي، فاذا مضي موسي فابنه: علي، فاذا مضي علي فابنه: محمد، فاذا مضي محمد فابنه: علي، فاذا مضي علي فابنه: الحسن فاذا مضي الحسن فبعده ابنه الحجة بن الحسن بن علي...» [6] .

و ملخص القول: أن النبي (صلي الله عليه و آله) عين عليا اماما و خليفة و وصيا و وليا للمؤمنين من بعده، و نص علي امامة الأئمة الأحد عشر من ولده، و خلافتهم و وصايتهم و ولايتهم، كما و قد نص كل واحد منهم علي الذي بعده، أو علي كل من يأتي بعده.


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 1.

[2] ينابيع المودة: ص 358 و ص 445.

[3] بحارالأنوار: ج 36 ص 331.

[4] بحارالأنوار: ج 37 ص 108 باب أخبار الغدير.

[5] بحارالأنوار: ج 37 ص 255 باب أخبار المنزلة.

[6] بحارالأنوار: ج 36 ص 284.


امام صادق از نظر تاريخ


قبلا گفتيم كه مورخين با اختلاف مشرب و هواهاي مختلف خود همگي اتفاق دارند كه پيشوايان و ائمه ي هدي از اهل بيت رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم نخبه ي مردم و قدم هيچ يك از آنها در هيچ مورد نلغزيده و هميشه رهبر فضيلت بوده و هيچگاه كاري را بر خلاف رضاي خدا نكرده و هميشه به بندگان خدا خدمت كرده اند و آراء و نظريات و كلمات بعضي از آنها را با آنكه يك سليقه نداشته و مشرب و اميال مختلفي داشته اند براي تأييد نظر خود نقل كرده و عقيده و آراء آنها را همانطور كه نوشته اند بيان مي كنيم تا خواننده ي عزيز هم با ما در اين عقيده شريك شود ولو آنچه را كه حالا نقل مي نمائيم جزئي از بيانات آنها است زيرا نمي توانيم همه ي آنها را در اين مختصر بگنجانيم و هم چنين بايد دانست آن قيافه و صورتي را كه مورخين از ابا عبدالله صادق عليه السلام بما نشان مي دهند عينا در مورد هر امامي از ائمه ي اهل البيت نشان داده اند نهايت آنكه انتشار فضايل و علوم آنها و اظهار اين مراتب براي مردم از حيث بلندي و كوتاهي عمر شريف آنها و اوضاع و احوال و حكام روز تفاوت مي كند

به هر حال بعضي از نصوص مورخين كه علامه ي مظفري در كتاب خود به نام امام صادق عليه السلام نقل مي كنند به اين شرح است

(1) ذهبي در ميزان الذهب مي نويسد: جعفر بن محمد عليه السلام بن علي بن الحسين هاشمي ابو عبدالله يكي از ائمه ي اعلام و از نيكان و صادق و عظيم الشان بود

(2) نووي در كتاب (تهذيب الاسماء و اللغات) مي نويسد: محمد بن اسحق



[ صفحه 57]



و يحيي انصاري و مالك و سفيان و ابي جريح و شعبه و يحياي قطان و جمع ديگر از امام صادق عليه السلام روايت كرده و تمام آنها در جلالت قدر و سيادت و آقائي و امامت او اتفاق دارند

عمر بن ابي المقداد مي نويسد هر وقت به جعفر بن محمد عليه السلام نگاه مي كردم مي فهميدم كه او از سلاله ي انبياست

(3) ابن خلكان مي نويسد: امام صادق عليه السلام يكي از ائمه ي اثناعشر در مذهب اماميه و از سادات اهل بيت رسالت بود و از آن جهت به او صادق مي گفتند كه هر چه مي گفت درست بود و فضيلت او مشهورتر از آن است كه گفته شود و جابر بن حيان كه از شاگردان او بود كتابي تأليف كرده است مشتمل بر هزار ورق و پانصد رساله و اين رساله ها نامه هائي است كه جعفر بن محمد عليه السلام انشاء نموده است امام صادق عليه السلام در بقيع در جوار قبر پدرش محمد باقر عليه السلام و جدش زين العابدين عليه السلام و عموي جدش حسن بن علي عليه السلام مدفون گرديده و چه قبر شريف و ضريح و آرامگاه مقدسي است

(4) شبلنجي در نورالابصار مي نويسد: مناقب او (امام صادق عليه السلام) زياد است و نمي شود آنها را شماوه كرد و در انواع مناقب او مردم باهوش و نويسندگان زبردست متحير مي مانند

(5) ابن قتيبه در كتاب (ادب الكاتب) مي نويسد (كتاب الجفر) كتابي است كه جعفر بن محمد عليه السلام گفته و آنچه مورد احتياج بشر تا روز قيامت است در آن نوشته شده و ابوالعلاء معري به همين معني اشاره كرده و گفته است (لقد عجبوا لآل البيت لما - اتاهم علمهم في جلد جفر - فمرآت المنجم و هي صغري - تريه كل عامرة وقفر) يعني از اهل بيت رسالت تعجب مي كنند كه علوم آنها را در پوست بزغاله اي آورده است در حالي كه آئينه منجم با آن كوچكي



[ صفحه 58]



هر آباد و خرابي را نشان مي دهد

(6) محمد صبان در (اسعاف الراغبين) مي نويسد: اما جعفر بن محمد عليه السلام امامي بسيار عالي قدر و مستجاب الدعوه بود و اگر از خدا چيزي مي خواست حرفش تمام نشده حاجتش برآورده شده بود

(7) شعراني در (لواقح الانوار) مي نويسد اما (امام) سلام الله عليه اگر محتاج چيزي مي شد مي گفت (يا رباه) بفلان چيز احتياج دارم و دعايش تمام نشده آنچه خواسته بود به او مي رسيد

(8) محمد بن طلحه در (مطالب السؤال) مي نويسد امام صادق از بزرگان و سادات اهل بيت و داراي علوم بسيار بود عبادت و او را دو اذكار او دائم و زهد فوق العاده داشت و تلاوت زياد او از قرآن مجيد مشهور است و معاني آن را به خوبي مي دانست و از درياي عميق كتاب الهي گوهرهاي گرانبهائي استخراج مي فرمود و عجايب آن را واضح مي ساخت و اوقات خود را تقسيم مي كرد و به انواع عبادت مشغول و از خود حساب مي كشيد قيافه ي او انسان را به ياد آخرت مي انداخت و استماع گفتار او انسان را در دنيا زاهد مي ساخت و پيروي او موجب رفتن به بهشت مي گرديد و طلعت نوراني او نشان مي داد كه او ذريه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم است و مناقب و صفات او قابل شماره نبود و وهوش مردان هوشمند و بينا در مورد او حيران مي گرديد و علوم منقوله از او بسيار است كه بر قلب مباركش مي رسيد و احكام مسائلي را درك مي كرد كه براي عموم قابل درك نبود و علومي از او نقل شده است كه فهم مردم از درك آنها كوتاه بود و همه را روشن مي ساخت،

(9) ابن حجر در صواعق مي نويسد: مردم از علوم او به قدري نقل كرده اند كه ازين شهر به شهر ديگر و از دهاني به دهاني ديگر مي گردد و نام شريفش در



[ صفحه 59]



تمام شهرها و رد زبان مردم است

(10) شيخ عبدالرحمن سلمي در (طبقات المشايخ الصوفيه) مي نويسد: جعفر صادق عليه السلام از تمام اقران خود از اهل بيت رسالت برتري داشت و داراي علم زياد و زهد فراوان و ورع كامل از شهوات و ادب كامل در حكمت است

(11) حافظ ابونعيم در (حلية الاولياء) مي نويسد، يكي از آنها امام ناطق ابو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام است كه به عبادت و خشوع اقبال كرده و كناره گيري را ترجيح داده و از رياست و اجتماع دوري مي جست

(12) هياج بن بسطام مي گويد: جعفر بن محمد عليه السلام به مردم مي خورانيد به قسمي كه براي زن و بچه اش چيزي نمي ماند

(13) ابن الصباغ مالكي در (فصول المهمه) مي نويسد: امام صادق عليه السلام در بين برادران خود وصي و جانشين پدر شد و بعد از پدرش امام بود و در بين جماعت خود به فضل و عظمت بروز و ظهور داشت (يعني در بين اهل بيت) و قدر او اجل از همه ي مردم بود و از علوم او بسيار نقل كرده اند به قسمي كه در تمام شهرها مشهور و نام او همه جا انتشار يافت - مناقب ابو عبدالله بسيار و صفات او در مشرق در حد كمال و شرف او در روزگار بر همه واضح و مجامع علمي و آقائي و عزت به نام او افتخار مي كنند

(14) سويدي در (سبائك الذهب) مي نويسد: امام صادق عليه السلام در بين برادران خود جانشين پدر و وصي او بود و علوم بسياري از او نقل شده كه براي هيچ كس به آن درجه نقل نشده و در حديث پيشواي همه و مناقبش بسيار است.

15- جلال الدين داودي حسيني در (عمدة الطالب) مي نويسد: او را (امام صادق عليه السلام) عمود الشرف مي گفتند و مناقب او بسيار و به طور تواتر در



[ صفحه 60]



بين مردم انتشار داشت و خاص و عام از آن آگاه بودند و منصور دوانيقي چند مرتبه تصميم به قتل او گرفت و خداوند او را حفظ كرد

(16) شهرستاني در ملل و نحل مي نويسد او (امام صادق عليه السلام) علم بسياري در دين و ادب داشت و در حكمت كامل و زهد او در نهايت درجه و به هيچ وجه دنبال تمايلات نفساني نمي رفت و مدتي در مدينه ماند و شيعيان منسوب به خود را هدايت و ارشاد مي كرد و بر مواليان خود اسرار علوم را مي آموخت و امام عليه السلام مدتي به عراق رفت و به هيچ وجه خود را براي امامت عرضه نكرد و با هيچ كس در امر خلافت نزاعي نداشت و البته كسي كه در درياي معرفت غوطه ور است طمع به امري نمي كند و كسي كه به قله ي شرف و حقيقت رسيده باشد از افتادن نمي ترسد و گفته اند كسي كه به خدا انس گرفت از مردم دوري مي كند و كسي كه با غير خدا مأنوس باشد البته در وسواس و ناراحتي خواهد بود

(17) يافعي در (مرآت الجنان مي نويسد) و در آنجا يعني در مدينه امام و آقا و سيد جليل سلاله ي رسول صلي الله عليه و آله و سلم و معدن جوانمردي ابو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وفات نموده است و در بقيع در جوار قبر پدرش دفن شد چه قبر با كرامت و شرف و چه محل پاك و مقدس كه مدفن اشراف بزرگوار و صاحبان مناقب زيادي مي باشند و از آن جهت به او صادق گفتند كه در بيان خود هميشه صادق بوده و فرمايشات گهرباري در علوم توحيد و غيره دارد و شاگرد او جابر بن حيان صوفي كتابي تأليف كرده است كه مشتمل بر هزار ورق است و متضمن پانصد نامه از امام صادق عليه السلام مي باشد

(18) مالك بن انس كسي كه مذهب مالكي منسوب به اوست و يكي از ائمه ي اربعه مي باشد مي گويد: من خدمت جعفر بن محمد صادق عليه السلام مي رسيدم و براي



[ صفحه 61]



من مخده مي آورد و به من احترام مي كرد و او از سه خصلت خالي نبود يا روزه يا در حال عبادت و نماز يا مشغول ذكر بود و او از بزرگان عباد و زهادي بود كه از خداي عزوجل مي ترسيد - امام صادق حديث بسياري داشت و نقل مي كرد و بسيار خوش صحبت و دهان گرم و محضرش بسيار مفيد و قابل استفاده بود و هر وقت مي گفت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم چنين فرمود رنگش زرد و گاهي سبز مي شد و قيافه اش تغيير مي نمود و به قسمي كه شايد در آن حال شناخته نمي شد -مالك مي گويد با صادق عليه السلام سفري به حج رفتم و چون شترش به محل احرام رسيد امام عليه السلام حالش تغيير كرد و هر چه مي خواست بگويد «لبيك اللهم لبيك» صدا در گلويش گير مي كرد و نزديك بود از راحله اش بيفتد - به او گفتم يا ابن رسول الله ناچار بايد بگوئي «لبيك» در جوابم فرمود «چگونه جسارت كنم و بگويم لبيك و مي ترسم خداوند در جوابم بگويد: لا لبيك و لا سعديك

(19) ابن شهر آشوب در كتاب (مناقب) خود از مالك بن انس روايت مي كند كه گفت هيچ چشم و هيچ گوش مانند جعفر بن محمد عليه السلام را نديده و نشنيده و بر قلب هيچ بشري نيامده است كه كسي افضل از جعفر بن محمد عليه السلام باشد و يا در علم و يا در عبادت و تقوي نظيري بتوان براي او پيدا كرد

(20) حسن بن ريان از (مسند ابوحنيفه) نقل مي كند از ابوحنيفه شنيدم در جواب كسي كه از او پرسيد فقيه ترين مردم از كساني كه شما ديده اي كيست ابوحنيفه گفت. جعفر بن محمد عليه السلام

ابوحنيفه مي گويد و چون منصور خليفه عباسي به اين حدود آمد دنبال من فرستاد و به من گفت مردم به جعفر بن محمد عليه السلام علاقمند شده اند ميل دارم براي او مسائلي كه بسيار مشكل باشد در نظر بگيري و با او در آن مسائل بحث نمائي - منهم چهل مسئله از مسائل مشكله را جمع آوري كرده در نظر گرفتم و



[ صفحه 62]



بعدا منصور كه در حيره بود دنبال من فرستاد و نزد او رفتم به او سلام كردم و محلي را به من نشان داد نشستم سپس رو به جعفر بن محمد عليه السلام كه در مجلس او بود كرد و گفت: يا ابا عبدالله اين مرد ابوحنيفه است جعفر بن محمد عليه السلام فرمود بلي او را مي شناسم سپس به من گفت: اي ابوحنيفه از مسائلي كه داري بر ابو عبدالله عرضه كن من يك يك آن مسائل را طرح مي كردم و او جواب مي داد و مي گفت شما در اين مسئله اين طور مي گوئيد و اهل مدينه اين طور و ما اينطور مي گوئيم و در بعضي از مسائل ممكن است تابع شما و در بعضي از مسائل نظر اهل مدينه را بپذيريم و احيانا مخالف نظر يكي از شما و اهل مدينه يا هر دو مي شويم و من تمام آن چهل مسئله را طرح كردم و حتي يكي از آنها را هم بلا جواب نگذارد و به شرح فوق جواب مي داد - و در اين وقت ابوحنيفه گفت مگر نه آن كس كه اعلم مردم است به اختلاف مردم آگاه تر است؟

(21) منصور خليفه عباسي گفت: اين (يعني امام صادق عليه السلام) استخواني است كه در گلوي من گير كرده و او اعلم مردم زمان خود مي باشد - و باز گفته است: در هر دوره ي از خانواده ي نبوت حتما يك محدث خواهد بود و جعفر بن محمد عليه السلام محدث امروز ما است - و مرتبه ي ديگر در وقتي كه با امام عليه السلام صحبت مي كرد گفت: يا ابا عبدالله ما هميشه از درياي تو برمي داريم و به سوي تو مي آئيم و چون نزديكتر مي شويم از كوري و بي بصيرتي خارج شده و تاريكيهاي ما به نور تو روشن مي گردد و در ابرهاي قدس تو فرو رفته و تشنه ي آبهاي زلال معرفت تو هستيم - و در جاي ديگر گفت: حق اينها (اولاد فاطمه عليهاالسلام) را فقط مردمان جاهل و كساني كه به شريعت آگاه نيستند نمي دانند

(22) ابن المقفع مي گويد: اين خلق (و اشاره به مردمي كرد كه در طواف بودند) هيچ يك شايسته ي لقب انسانيت نيستند مگر آن پيرمردي كه نشسته است



[ صفحه 63]



يعني امام صادق عليه السلام

(23) ابن ابي العوجاء مي گويد: اين مرد (يعني امام صادق عليه السلام) بشر نيست ولو آنكه در دنيا ديده مي شود او روحاني است و هر وقت بخواهد داراي جسد خواهد شد و اگر خواست مبدل به روح مي گردد و اشاره به امام صادق عليه السلام نمود

اي خواننده گرامي آيا اين ثروت گرانبهائي كه تاريخ به ابو عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام تقديم مي كند چنانكه پيش از او به پدران او اولياء حق تقديم كرده و بعد از او به فرزندان او داده است به كسي غير از آنها داده است؟ و آيا شنيده يا در جائي خوانده ايد كه در مردان دنيا كسي به اين پايه از علم و خلق نيكو و به اين درجه از علو همت و مقام و به اين درجه از عظمت و طهارت رسيده باشد؟

آيا اينهائي كه او را شناخته و اين طور از او ياد كرده اند چه كساني بودند

اين دسته از بزرگان در عقيده و مذهب و سليقه اختلاف داشته و حتي بعضي از آنها را زنديق و كافر مي دانند كه به ديانت اسلام و اديان ديگر اساسا عقيده نداشته اند و در بين آنها كسي كه به عقيده ي امام صادق معتقد باشد كم است و اگر استشهاد به قول شاعر درست باشد بايد بگوئيم (الفضل ما شهدت به الاعداء) فضيلت آنست كه مورد تصديق دشمن باشد


الشيعة


لعلي - علي ما رأينا - من فضل الله ما سلمه الجميع له و تؤثره من جرائه الشيعة، منذ القرن الأول، أي جيل الصحابة، ثم تلاحق عليه الجيلان التاليان. و هي الأجيال الثلاثة المفضلة بقوله (صلي الله عليه و آله و سلم) «خير القرون قرني - جيلي - ثم الذين يلونهم ثم الذين



[ صفحه 36]



يلونهم»، و توالت علي تكريمه به جماعة المسلمين إلا من ظلم. و هو موقعه الخاص من النبي و من علوم الإسلام: إذ تتفرع عنه فروع النسب من أهل البيت. و تنبع منه بحار شتي للمعرفة تسقي منها المذاهب كافة، و فيها المتصوفة و المعتزلة، و تفيد منها العلوم كافة، و منها العبادات و المعاملات و الحرب و السلم و السياسة و الاقتصاد و الإدارة. فتطبع بطابعه العلوم الإسلامية عند الشيعة، و تظهر آثاره في علوم أهل السنة.

«و الشيعة» كلمة قرآنية: «و إن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم».

و التشيع لعلي مكانة للفوز تقررت بالسنة روي السيوطي عن جابر بن عبدالله قال: كنا عند النبي فأقبل علي فقال النبي «و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة».

و عن ابن عباس قال: لما نزلت «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات» قال رسول الله لعلي: «هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين».

و عن أم سلمة (رض) أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي عليه السلام: «أنت و اصحابك في الجنة».

و في نهاية ابن الأثير ما نصه في مادة (لواقح): و في حديث علي قال له النبي «ستقدم علي الله أنت و شيعتك راضين مرضيين و يقدم عليك عدوك غضابا مقمحين».

و الزمخشري يروي في ربيع الأبرار حديث النبي عن (شيعة ولدك) و هو يتحدث إلي علي. و في مسند ابن حنبل و خصائص النسائي كثير في الدلالة علي شيعة علي.

و يخصص المسلمون «الشيعة» بأنهم هم التابعون و المقتدون و المتميزون باتباعهم و اقتدائهم الكامل بالامام علي و الأئمة من بنيه.

و ربما كان تعريف ابن حزم للشيعة جامعا مانعا، فهو يقول «من وافق الشيعة في أن عليا (أفضل) الخلق بعد رسول الله و (أحقهم) بالإمامة و ولده من بعده، فهو شيعي، و إن خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون. فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا».

ظهر تفضيل الشيعة لعلي علي جميع الصحابة بمجرد وفاة النبي عليه الصلاة و السلام، إذ دعت إلي ذلك دواع سياسية. فقد اجتمع المهاجرون و الأنصار - و علي



[ صفحه 37]



مشغول بتجهيز رسول الله لقبره - فبايعوا أبابكر باشارة من عمر. و ثقل علي بطل الإسلام علي أن يمضي الصحابة الأمور دونه، و ثقل علي الزهراء [1] و علي «شيعة علي» من صحابة الرسول. كما رأي البعض أحقية علي بالخلافة [2] .

و لكن عليا لم يلبث أن كمل اجماع المسلمين بالبيعة، و جمل خلافة الأول بالمشاركة و المشورة، و تحمل في خلافة الثاني أعباء في أخطر شؤون الدولة و الدين و الناس و الخلافة.

و لقد كان كله شجاعة فكر، و براعة فقه، يوم استشاره عمر في غزو الفرس بنفسه و كرر «أخو النبي» نصحه في بلاغة معلمة و أسانيد تتري.

قال لعمر بين ما قال: «إن هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا قلة. و هو دين الله الذي أظهره... و مكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه و يضمه. فإذا انقطع النظام تفرق الخرز و ذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا. و العرب اليوم و إن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالاجتماع. فكن قطبا و استدر الرحي بالعرب. و أصلهم دونك نار الحرب. إنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب



[ صفحه 38]



من أطرافها و أقطارها حتي يكون ما تدع من الفورات أهم إليك مما بين يديك. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولون هذا أصل العرب فإن قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك و مطمعهم فيك...».

فلنلاحظ هذه الخطة المتعددة الغايات بالحركة الواحدة: أن يبقي قطبا للرحي، و ان يستديرها بالعرب، و أن يجعلهم يحاربون العدو بدلا من الخليفة. و لنلاحظ ذلك الاحتياط في الحرب حتي لا يجد العدو الخليفة غرضا قريبا في متناوله يستميت في إصابته.

و لنلاحظ تشبيه الخليفة بنظام العقد الذي يمسكه أن ينتثر.

و لنلاحظ الوجازة، و النصاعة، و البلاغة «العلوية»، و مستواها في لسان العرب.

و لا ينال من هذه العبقرية في وضع الخطط، ما سيصيبه و المسلمين معه، يوم يستحبون الدعة، بعد ربع قرن عندما آلت إليه المقاليد، و جاء إلي الوجود جيل جديد، فعلت الفتن فيه أفاعيلها. فأتاحت لعلي بدلا من إنفاذ خططه، أن يلقي خطبه الخالدة التي تعتبر مصادر للبلاغة العربية و الحكمة السياسية و الفلسفية علي مر الزمان. فتخص الامام بمقام الصدارة بين خطباء التاريخ لا يرقي إليه أحد.

عهد ابوبكر بالخلافة لعمر.

و دعا عمر يوم دون الديوان الأخ الأكبر لعلي، عقيل بن أبي طالب، و مخرمة بن نوفل و جبيرين مطعم، و قال لهم: «أكتبوا الناس علي قدر منازلهم» فكتبوهم مبتدئين ببني هاشم ثم ببني تيم - قبيلة أبي بكر - ثم بني عدي - قبيلة عمر - فقال «وددت أنه هكذا. و لكن ابدأوا بقرابة النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) الأقرب فالأقرب حتي تضعوا عمر حيث وضعه الله.»

و يوم فضل بعض الناس في العطاء جزاء ما قدموا للإسلام. فلما ذكر له صنيع أبي بكر يوم رفض التفضيل و قال «إنما أسلموا الله. و وجب أجرهم عليه. يوفيهم ذلك في



[ صفحه 39]



الآخرة. و إنما هذه الدنيا بلاغ» أجاب عمر «لا أجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه..».

و يوم فضل أهل بدر علي من عداهم. ثم جعل الباقين درجات. و مع ذلك قدم الأدنين من رسول الله دون نظر إلي جهاد أو سابقة إسلام. ففرض للعباس - عم النبي - اثني عشر ألف درهم. و لأخته صفية عمة النبي و علي - ستة آلاف... و لكل واحدة من زوجات النبي عشرة آلاف. و ميز عائشة فجعل لها اثني عشر ألفا.

و يوم فضل الحسن و الحسين إذ فرض لكل واحد شهد بدرا خمسة آلاف، و لأبنائهم ألفين ألفين، الا الحسن و الحسين ابني علي من فاطمة الزهراء ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله. ففرض لكل منهما خمسة آلاف... حتي أسامة بن زيد بن حارثة - مولي الرسول - فرض له اربعة آلاف. و أجاب ابنه عبدالله إذ راجعه قائلا «فرضت لي ثلاثة و لأسامة اربعة. و قد شهدت ما لم يشهد أسامة» فقال لابنه «زدته لأنه كان احب إلي رسول الله منك. و لأن اباه كان أحب إلي رسول الله من أبيك».

و عبدالله أخ شقيق لحفصة أم المؤمنين.

و لما فرض لعمر بن أم سلمة - أم المؤمنين - أربعة آلاف، و كان من شيعة علي، استعتب البعض الخليفة لحداثته فأجاب «فليأتني الذي استعتب بأم مثل أم سلمة أعتبه».

و أم المؤمنين أم سلمة أعلي الأصوات في الدفاع عن علي.

و لقد كان عمر نادما يوم عدل إلي رأي أبي بكر و قال «لئن بقيت إلي العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم و لأجعلنهم رجلا واجدا».

و أوصي عمر أن تكون الخلافة لواحد من الستة الذين رشحهم للخلافة. و اجتمع أصحاب الشوري و أدار المداولات عبدالرحمن بن عوف، مذ أعلن أنه لن يكون له في الخلافة أرب. و استجوب الناس حتي استيقن من تحقيقاته ان لكل من علي و عثمان مؤيدين في جماعة المسلمين - فرقي المنبر و جلس مجلس النبي و أخذ بيد علي و قال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة رسوله و فعل أبي بكر و عمر؟



[ صفحه 40]



قال علي: اللهم لا. و لكن علي كتاب الله و سنة نبيه و علي جهدي و طاقتي.

فأرسل عبدالرحمن يده و قال: هلم إلي يا عثمان. فأخذ بيده و قال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة رسوله و فعل أبي بكر و عمر. قال عثمان: اللهم نعم...

قال عبدالرحمن: اللهم اشهد... اللهم اشهد...

و بايع عبدالرحمن عثمان. و قام الناس فبايعوا... و بايع علي.

و كان في المسلمين يومئذ شبه إجماع علي أن الخلافة آيلة إلي علي (عليه السلام).



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] لم يورث الخليفة الزهراء من أبيها. و قصد إليها مع عمر يذكران لها حديث الرسول في حرمانها من ميراثها. قال أبوبكر: إني سمعته (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) ثم قال: و الله إن قرابة رسول الله أحب الي من قرابتي. و إنك أحب الي من عائشة (بنته).

قالت: ارايتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه و تعملان به؟. قالا: نعم.

قالت: ألم تسمعا قول الرسول «رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من سخطي». قالا: سمعنا.

قالت: إني أشهد الله أنكما استخطتماني. و ما أرضيتماني. و لئن لقيت رسول الله لاشكونكما إليه... و خرجا يبكيان. فلقد كانت تبكي.

[2] و منذئذ كانت لعلي شيعته. قال أبان بن تغلب «قلت لجعفر بن محمد (الصادق) جعلت فداك. هل كان أحد من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أنكر علي أبي بكر فعله؟ قال: نعم اثناعشر رجلا من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص و سلمان الفارسي و أبوذر الغفاري، و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و بريدة الأسلمي. و من الأنصار: أبوالهيثم بن التيهان. و سهل و عثمان ابنا حنيف. و خزيمة بن ثابت و أبي بن كعب. و أبوأيوب الأنصاري.


ابوحاتم


و ذهبي در كتاب خود موسوم به تذكرة الحفاظ مي نويسد قال ابوحاتم «ثقة لايسأل عن مثله» [1] .

يعني «امام صادق آنگونه مورد اطمينان است كه از كسي همانند او سئوال نمي شود».


پاورقي

[1] تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 166.


پيش فرض هاي پژوهش


امام صادق عليه السلام به عنوان يكي از اهل بيت پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله و سلم، به استناد سخنان پيامبر مورد احترام اهل سنت است. هر چند اهل سنت، حضرت را به عصمت و امامت الهي قبول ندارند، ولي آن حضرت را در مرحله والايي از علم و معنويت مي دانند كه مورد تأييد خداست.



[ صفحه 9]




شيعه و ارزش احاديث امام صادق


آنكه در اخبار فقه شيعه تتبع كند خواهد ديد كه روايت هاي رسيده از امام صادق (عليه السلام) در مسائل فقهي، كلامي و اخلاقي مجموعه ي گسترده و متنوعي است و علماي حديث از هيچ يك از اهل بيت رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به مقدار آنچه كه از ابوعبدالله (عليه السلام) روايت دارند نقل نكرده اند و روايات هيچ يك از ائمه (عليهم السلام) برابر با روايت هاي رسيده از امام صادق(عليه السلام) نيست.

وقتي كه شمار راويان از آن حضرت چهار هزار نفر باشند، پس رقم روايات مأثوره از آن امام چقدر خواهد شد؟ و آنگاه كه يك راوي مانند ابان بن تغلب حافظ سي هزار حديث، و محمد بن مسلم شانزده هزار حديث را حافظ باشد. مقدار و كميت احاديث آن حضرت و علوم و معارف منسوب به او را مي توان به دست آورد و به همين دليل است كه مذهب شيعه را «مذهب جعفري» گويند.

در بين چهار هزار شاگرد امام صادق (عليه السلام) كه از وي حديث نقل كرده اند چهارصد نفر نويسنده، آنها را به رشته تحرير درآورده اند و اصول اربع مئه را نوشتند، بدين معني كه احاديث امام را (چه كتبي- چه شفاهي- چه به صورت استفتاء) جمع آوري كرده و به شكل كتاب درآورده اند و اين تصنيفات را «اصل» گويند، و مراد از اصل، آن كتاب مورد وثوق و اعتمادي است كه حديث آن حجت بوده، و راوي آن هم موثق بوده است. و بعضي از آن اصول و تأليفات تا به امروز به همان وضع خود باقي مانده است.

اما محتواي بسياري از اين مصنفات و تأليفات چهارصد گانه توسط علماي شيعه به صورت كتاب هاي عمده حديثي تأليف و جمع آوري شده است و مجموعه هاي اوليه حديثي چون محاسن برقي، نوادر الحكمه اشعري، و كتاب جامع بزنطي و كتاب ثلاثين اخوان اهوازي، و مجموعه هاي ثانوي چون كتب اربعه (كافي، تهذيب، استبصار و من لايحضره الفقيه) و مجموعه هاي متأخرين چون «الوافي» فيض كاشاني، «وسائل الشيعه» حر عاملي، و «بحار الانوار» علامه مجلسي و غير آنها گرد آمده و اين مجموعه ها علوم اهل بيت و امام صادق (عليه السلام) را در زمينه هاي مختلف در بر گرفته است.


جاحظ و امام صادق


«ابوبحر جاحظ بصري » (160 - 255 ه.ق) كه از دانشوران مشهور قرن سوم بود، درباره ي امام صادق(ع) بيان داشت:

«جعفر بن محمدالذي ملا الدنيا علمه و فقهه و يقال ان اباحنيفه من تلامذته و كذلك سفيان الثوري و حسبك بهما في هذاالباب.» [1] .

جعفر بن محمد كسي بود كه علم و فقه آن حضرت جهان را پركرده است و گفته مي شود كه ابوحنيفه و سفيان ثوري از شاگردان او بودند. همين در عظمت علمي آن حضرت كافي است.


پاورقي

[1] رسائل جاحظ، ص 106; حيات فكري و سياسي امامان شيعه، ص 328.


نام و نشان


حق هر مادر است كه نام فرزندان خويش را انتخاب نمايد. يا اگر ديگري درباره نام فرزندان اقدام مي نمايد، با مشاوره مادر باشد. فاطمه (سلام الله عليها) مادر يازده امام همام مي باشد. نام آنان از جانب خداي سبحان برگزيده مي شود و تقديم فاطمه (سلام الله عليها) مي گردد؛ زيرا شؤون آنان با ديگران متفاوت مي باشد. همان گونه كه بسياري از شؤون آنان از جانب خداي سبحان است، انتخاب نام آنان نيز از جانب خدا مي باشد.

خداي سبحان هنگامي كه نام فرزندان فاطمه (سلام الله عليها) را انتخاب مي كند، نام آنان را در لوحي نهاده توسط جبرئيل در اختيار فاطمه (سلام الله عليها) مادرشان قرار مي دهد. و روت الشيعة في خبر اللوح الذي هبط به جبرئيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من الجنة و عطاه فاطمه (سلام الله عليها) و فيه اسماء الائمة من بعده. [1] .

جابر بن عبدالله انصاري: فقلت يا سيدة نسوان ما هذه الصحيفة التي اراها معك قالت فيها اسماء ائمة من ولدي. [2] «جابر مي گويد از فاطمه پرسيدم اين لوح كه همراه توست چيست، گفت در اين لوح اسامي امامان كه از فرزندانم مي باشند نهاده شده است.» نيز در مورد نام گذاري حضرت اين



[ صفحه 20]



گونه روايت شده است كه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فرمودند، اذا ولد جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابني فسموه بالصادق. [3] از اين جهت نام «جعفر» [4] از سوي خداوند سبحان در اختيار ام الائمه، فاطمه (سلام الله عليها) قرار مي گيرد. نام گذاري حضرت توسط جدش زين العابدين عليه السلام صورت مي گيرد. [5] .

كنيه معروف امام صادق عليه السلام «ابوعبدالله» است كه كنيه امام حسين عليه السلام نيز مي باشد. ليكن كنيه هاي ديگري مانند ابواسماعيل و ابوموسي درمورد حضرت گفته شده است. [6] .

معروف ترين لقب آن حضرت «صادق» مي باشد؛ اما عنوان هاي زيباي ديگري نيز مانند: صابر، فاضل، قاهر، كامل، منجي، فاطر، قائم، كافل، طاهر، عاطر و... از القاب حضرت مي باشند. [7] .


پاورقي

[1] الارشاد، ج 2، ص 159.

[2] الاحتجاج، ص 373.

[3] دلائل الامامة، ص 111.

[4] «جعفر» نام نهري در بهشت، بحار، ج 47، ص 26.

[5] اعلام الهداية، ج 8، ص 40.

[6] مناقب، ج 4، ص 281؛ روضة الواعظين، ص 207، بحار، ج 47، ص 9.

[7] دلائل الامامة، ص 111، مناقب، ج 4، ص 281، فصول المهمة، ج 2، ص 111 ، مطالب السؤول، ج 2، ص 111، كشف الغمة، ج 2، ص 341، روضة الواعظين، ص 207، بحار، ج 47، ص 9.


برنامه زندگي (كار)


امام صادق(عليه السلام) در زندگي برنامه اي منظم داشت و هركاري را به موقع انجام مي داد; چنانكه خود فرمود: «بي حيا بي ايمان است و بي برنامه بي چيز» مجلس درس و بحث و مناظره ها و مذاكرات علمي با شاگردان، ياران و سران مذاهب ديگر وقت معيني داشت و پرداختن به امور زندگي و كار در مزرعه و باغ نيز وقت خاص خودش را.

آن حضرت ياران و پيروان خود را به كسب مال حلال تشويق مي كرد و از آنان مي خواست كه در كار خود كوشا باشند و از هرگونه تنبلي و كسالت دوري كنند. كار كردن و تجارت را موجب عزت و سربلندي انسان مي دانست و مي فرمود: «صبح زود براي به دست آوردن عزت خود برويد.» ولي تاكيد مي كرد كه تجارت بايد سالم باشد و كسب در آمد از راههاي درست و مشروع باشد.

آن گرامي هرگونه كوشش و تلاش را براي توسعه زندگي خود و خانواده، حج و زيارت رفتن، صدقه دادن و صله رحم كردن را تلاش براي آخرت مي دانست نه دنيا. تنها به كار و كوشش سفارش نمي كرد،بلكه خود نيز كار مي كرد و در روزهاي بسيار گرم تابستان، عرق ريزان در مزرعه و باغ خود كار مي كرد. باغش را بيل مي زد وآبياري مي كرد. يكي از يارانش مي گويد: «آن حضرت را در باغش ديدم، پيراهني تنگ، زبر و خشن در برو بيل در دست باغ را آبياري مي كرد و عرق از سرو صورتش سرازير بود. گفتم: «اجازه بفرماييد من كار را انجام دهم.» فرمود: «من كسي را دارم كه اين كارها را انجام دهد، ولي دوست دارم كه مرد در راه به دست آوردن روزي حلال از گرمي آفتاب آزار ببيند و خداوند ببيند كه من در پي روزي حلال هستم.» يكي از يارانش كه آن حضرت را در يك روز بسيار گرم تابستان ديد كه كار مي كند، معترضانه گفت:

«فدايت شوم، شما با مقام والايي كه نزد خداوند داري وخويشاوندي نزديكي كه با پيغمبر داري، در چنين روزي، اين گونه سخت كار مي كني؟» امام(عليه السلام) پاسخ داد: «در طلب روزي حلال بيرون آمدم تا از چون تويي بي نياز شوم.» امام صادق(عليه السلام) هم خود كار مي كرد و هم غلامان و خدمتكاران خود را به كار وا مي داشت و هم كارگران روز مزد را به كار مي گرفت. هر وقت كارگري را به كار مي گرفت پيش از خشك شدن عرقش مزدش را مي پرداخت. هنگام برداشت خرما هم در جمع آوري آن كمك مي كرد و هم در وزن كردن آن. و هم به هنگام فروش و تقسيم بر فقرا و نيازمندان.


امام صادق و بازتوليد علم


در انديشه و بينش امام صادق (عليه السلام) ترس و خطر اين كه علم به بيراهه رود و از اهداف اصلي خود منحرف شود، ترس روشن و پرواضحي است. نمي توان اميد داشت كه علم در مسير خود حركت كند و به بيراهه در اهداف و مقصد نرود. سوء استفاده از علم همواره وجود داشته و دارد، چنان كه علم بدون نقد، تحليل و بازتوليد، هرگز به كمال نمي رسد. در بينش امام صادق (عليه السلام) براي رسيدن به علم كامل، مفيد و كاربردي و سازنده، لازم است همواره از همه جهات مورد نقد و بررسي و باز توليد قرار گيرد تا به بيراهه نرود و در راستاي اهداف ضد بشري به كار گرفته نشود. علم بررسي و تحليل مي شود تا نقاط ضعف و عدم كاربردي بودن آن شناخته و دانسته شود. باز توليد مي شود تا با توجه به نيازها و مقتضيات روز و مكان، خود را هماهنگ و سزاوار گرداند، در غير اين صورت علم از هدف تاثيرگذاري و سازندگي خود دور شده و هرگز به كمال خود نمي رسد.

امام صادق (عليه السلام) در روايات بسياري به اين مهم و شاخصه ها توجه داشته و اهتمام مي ورزد. از اين رو همواره آثار علمي گذشتگان را نقد مي كند و اشكالات و نارسايي هاي آن را باز مي نماياند. علوم موجود زمانه خود از فلسفه و كلام و نجوم و ادبيات و فقه و قانون و نظام هاي حكومتي را نقد و بررسي و تحليل مي كند و نقاط ضعف و قوت ها آن ها را مي نماياند و با باز توليد علوم موجود زمانه، مي كوشد تا كارآيي آن ها را حفظ يا افزايش دهد.

نگاهي گذرا به گزارش ها و روايات و اخبار مي تواند اين مطلب را به خوبي نشان بدهد و معلوم كند كه آن حضرت (عليه السلام) تمدن اسلامي را چنان قدرتمند و سازنده و پويا نمايد كه آثار آن تا سده هاي چهارم و پنجم هجري بر جاي ماند. افسوس كه از سده پنجم و ششم اين اصول و شاخصه ها ناديده گرفته شد و معيارهايي كه آن حضرت (عليه السلام) درباره ي نهضت نرم افزاري و توليد علم و تمدن سازي تبيين و تحليل نموده مورد توجه و اهتمام قرار نگرفته است. اين گونه است كه از اين سده، غرب و تمدن غربي با بهره گيري از روش هاي تجربي و آزمايشگاهي آموخته شده از تمدن اسلامي، به پيشرفت هاي شگرفي دست يافت و امت و تمدن اسلامي راه قهقرا را در پيش گرفت. بنابراين براي رسيدن به نهضت توليد علم و تمدن سازي مدرن لازم است شاخصه هاي مطرح شده از سوي امام صادق (عليه السلام) دوباره مورد توجه و بازخواني قرار گيرد و دستگاه معرفتي جامعه اسلامي برپايه تعبد و عقلانيت بازسازي شود.


چهار نفر از نيكان


امام صادق عليه السلام درباره چهار نفر از ياران وشاگردان خود فرمود: استوانه هاي زمين و پرچمهاي دين چهار نفرند: محمد بن مسلم، بريد بن معاويه، ليث بن البختري مرادي و زرارة بن اعين. [1] .

همچنين درباره اين چهار نفر فرمود: همانا ياران پدرم افتخار ما هستند چه در حيات و چه پس از مرگشان كه آنها زراره، محمد بن مسلم، ليث مرادي و بريد عجلي مي باشند. قيام كنندگان به عدل و داد و صدق و راستي با آنانند، آنها پيشتازان پيشتازانند و آنان مقربان درگاه حق تعالي مي باشند. [2] .


پاورقي

[1] همان، ص 239.

[2] منتهي الآمال، ج 2، ص 167.


ثمربخش نبودن پيشنهاد


انسان هاي دنيا طلب زماني از رهبران و همكاران خويش روي برمي گردانند كه احساس كنند دنيايشان در خطر است. دوستداران بني عباس و فرماندهان آن ها مانند ابومسلم به ابوسلمه بدگمان شده بودند و ديگر نمي خواستند او را در جمع خويش ببينند. ابومسلم چند بار به سفاح سفارش مي كند كه ابوسلمه را از بين ببرد.

ابوسلمه كه بي مهري ها را احساس كرده بود، فكر مي كند كه با گرايش به امام صادق(ع) و يا عبدالله محض، و تغيير خلافت بهتر مي تواند به اهداف دنيايي خويش دست يابد. او غافل بود از اين كه كاملاً تحت نظر و نقشه قتل او آماده شده بود. قبل از آن كه نامه عبدالله محض به ابوسلمه برسد، ياران سفاح با طرحي كه آماده كرده بود، ابومسلم در بين راه به او شبيخون مي زنند و او رامي كشند. [1] .

ابومسلم نيز به سرنوشت ابوسلمه گرفتار مي شود و به دست سفاح،خليفه عباسي كشته مي شود. تمام فعاليت هاي ابومسلم را ابوسلمه به وسيله جاسوسان كنترل مي كرد. به همين جهت پيشنهاد و همراهي با آنان نمي توانست تضمين كننده پيروزي بوده باشد. بدين خاطر بود كه امام صادق(ع) حتي از پاسخ كتبي به ابوسلمه خود داري كرد و نامه او را سوزانيد.


پاورقي

[1] همان، ص 285.


تقيه، عزيمت است نه ترخيص


با توجه به اين كه عمل به تقيه و يا ترك آن بستگي به تشخيص فرد گرفتار دارد ديگر جايي براي توهم باقي نمي ماند كه گفته شود «تقيه، ترخيص است نه عزيمت» و حال آن كه اهل سنت تقيه را ترخيص مي دانند. [1] منشأ اين توهم آن است كه آنها تقيه را يك وظيفه و حكم تكليفي نمي دانند، بلكه آن را يك عمل مباح تلقي مي كنند. در صورتي كه حفظ نفس، از اهم تكاليف است و مؤمن همان گونه كه وظيفه دارد نماز بخواند، موظف است خود را از خطر مصون بدارد. امام صادق عليه السلام در تفسير آيه شريفه «ولا تلقوا بايديكم الي التهلكة»، با دست خود، خويش را به هلاكت نيندازيد [2] ؛ مي فرمايد: اين آيه مربوط به تقيه است. [3] .

با توجه به اين كه حكم در آيه، نهي است و نهي از نظر اصولي، ظهور در حرمت دارد. پس تقيه يك حكم تكليفي است نه اين كه ترخيص و اباحه باشد و اگر افرادي مانند ميثم تمار و عبد بن حذافه و شخص گرفتار مسيلمه كذاب به تقيه عمل نكردند، دليل بر نقض تكليفي تقيه نيست؛ زيرا تشخيص عمل به تقيه، مانند هر تكليف ديگري، به علم خود مكلف مربوط مي شود و آنها وظيفه خود را آن گونه تشخيص دادند كه عمل كردند. [4] .


پاورقي

[1] الكشاف، ص 637.

[2] بقره / 195.

[3] وسائل الشيعه، ج 11، ص 467.

[4] ر.ك: مقاله تقيه و جايگاه آن در احكام عبادي و حقوقي.


اعتدال




خواهي اگر كه حفظ كني آبروي خويش

بردار لقمه ليك به قدر گلوي خويش



رعايت اعتدال و ميانه روي در مخارج و درآمدهاي زندگي موجب آسايش و رفاه خواهد بود. اسراف و تبذير، سخت گيري و تنگ نظري و بخل و طمع ورزي موجب اختلال در نظم زندگي مي شود و چه بسا جايگاه اجتماعي فرد را متزلزل نموده و گاهي آبرو و شخصيت او را از بين مي برد. معمولاً افرادي كه ولخرجي مي كنند، دچار تنگدستي و فقر مي شوند و سپس از گردش ناملايم روزگار شكايت كرده، از شانس بد خود گلايه مي كنند. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «ان السرف يورث الفقر و ان القصد يورث الغني; [1] اسراف موجب فقر و ميانه روي سبب توانايي مي شود.» و سعدي گفته است:



چو دخلت نيست خرج آهسته تر كن

كه مي گويند ملاحان سرودي



اگر باران به كوهستان نبارد

به سالي دجله گردد خشكرودي



عبدالله بن سنان مي گويد: امام صادق عليه السلام هنگامي كه آيه «ولا تجعل يدك مغلولة الي عنقك » [2] را تفسير مي كرد، انگشتان دست خود را كاملاً بسته و دست خود را مشت نمود و به ما فرمود: «يعني اين چنين نكنيد كه اين نهايت خست و بخل است » و در معني آيه «ولا تبسطها كل البسط » [3] دست خود را كاملاً باز كرد و فرمود: «اين چنين هم درست نيست; يعني انسان هر چه دارد خرجش كند و چيزي در كف دستش نماند.» [4] .

در نتيجه، اين آيه ي شريفه افراط و تفريط در مصرف مال دنيا را نفي كرده، به اعتدال سفارش مي كند.


پاورقي

[1] من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 174.

[2] اسراء/29.

[3] اسراء/29.

[4] وسائل الشيعه، ج 17، ص 66.


تاييد و حمايت


خداوند مي فرمايد: «لا تجدقوما يومنون بالله و...» هيچ قوم و گروهي را كه ايمان به خدا و روز قيامت دارد نمي يابي كه با دشمنان خدا و رسولش دوستي كنند، هر چند پدران يا فرزندان يا برادران يا خويشاوندان آنها باشند، ايشان كساني هستند كه خدا ايمان (يعني تاييد و حمايت خود) را بر لوح و صفحه قلوبشان نوشته و با روحي از جانب خودش آنها را تقويت فرموده...» [1] .


پاورقي

[1] مجادله، آيه 22. تفسير قمي، ج 1، ص 30، چاپ نجف.


مناظراته مع أبي حنيفة وغيره من اهل زمانه، وما ذكره المخالفون من نوادر علومه


أقول: قد مضي أخبار كثيرة في باب البدع والمقاييس وأبواب الاحتجاجات.

1 - ج: عن الحسن بن محبوب، عن سماعة قال: قال أبو حنيفة لابي عبد الله عليه السلام: كم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم، بل أقل من ذلك فاستعظمه فقال: يا عاجز لم تنكر هذا؟ إن الشمس تطلع من المشرق وتغرب إلي المغرب في أقل من يوم، تمام الخبر [1] .

2 - ج: عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بمكة إذ دخل عليه اناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد، وواصل بن عطا، وحفص ابن سالم، واناس من رؤوسائهم، وذلك حين قتل الوليد، واختلف أهل الشام بينهم فتكلموا وأكثروا، وخطبوا فأطالوا، فقال لهم أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: إنكم قد أكثرتم علي وأطلتم، فأسندوا أمركم إلي رجل منكم فليتكلم بحجتكم وليوجز فأسندوا أمرهم إلي عمرو بن عبيد فأبلغ وأطال، فكان فيما قال أن قال: قتل أهل الشام خليفتهم، وضرب الله بعضهم ببعض، وتشتت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة، ومعدن للخلافة، وهو محمد بن عبد الله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه، وندعوا الناس إليه فمن بايعه كنا معه، وكان معنا، ومن اعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه، ونصبنا له علي بغيه ورده إلي الحق وأهله، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فانه لا غني بنا عن



[ صفحه 214]



مثلك، لفضلك وكثرة شيعتك، فلما فرغ قال أبو عبد الله عليه السلام: أكلكم علي مثل ما قال عمرو؟ قالوا: نعم، فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه وآله ثم قال: إنما نسخط إذا عصي الله، فإذا اطيع رضينا، أخبرني يا عمرو ولو أن الامة قلدتك أمرها فملكته بغير قتال ولا مؤنة، فقيل لك: ولها من شئت من كنت تولي؟ قال: كنت أجعلها شوري بين المسلمين، قال: بين كلهم؟ قال: نعم، قال: بين فقهائهم وخيارهم؟ قال: نعم، قال: قريش وغيرهم؟ قال العرب والعجم، قال: أخبرني يا عمرو أتتولي أبا بكر وعمر؟ أو تتبرأ منهما؟ قال: أتولاهما قال: يا عمرو إن كنت رجلا تتبرأ منهما فانه يجوز لك الخلاف عليهما، وإن كنت تتولاهما فقد خالفتهما، قد عهد عمر إلي أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحدا ثم ردها أبو بكر عليه ولم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شوري بين ستة، فأخرج منها الانصار غير اولئك الستة من قريش، ثم أوصي فيهم الناس بشئ ما أراك ترضي به أنت ولا أصحابك قال: وما صنع؟ قال: أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأن يتشاوروا اولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم، إلا ابن عمرو يشاورونه وليس له من الامر شئ، و أوصي من بحضرته من المهاجرين والانصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا ويبايعوا أن يضرب أعناق الستة جميعا، وإن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين، أفترضون بذا فيما تجعلون من الشوري في المسلمين؟ قالوا: لا، قال: يا عمرو دع ذا، أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو إليه، ثم اجتمعت لكم الامة ولم يختلف عليكم فيها رجلان، فأفضيتم إلي المشركين الذين لم يسلموا ولم يؤدوا الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيهم بسيرة رسول الله صلي الله عليه وآله في المشركين في حربه؟ قالوا: نعم، قال: فتصنعون ماذا؟ قالوا: ندعوهم إلي الاسلام فان أبوا دعوناهم إلي الجزية قال: وإن كانوا مجوسا وأهل كتاب؟ قالوا: وإن كانوا مجوسا وأهل كتاب قال: وإن كانوا أهل الاوثان وعبدة النيران والبهائم، وليسوا بأهل كتاب؟ قالوا: سواء، قال: فأخبرني عن القرآن أتقرأه؟ قال: نعم، قال: اقرأ " قاتلوا



[ صفحه 215]



الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " [2] .

قال: فاستثني الله عزوجل واشترط من الذين اوتوا الكتاب، فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء؟ قال: نعم قال عليه السلام: عمن أخذت هذا؟ قال: سمعت الناس يقولونه، قال: فدع ذا فانهم إن أبوا الجزية فقاتلتهم وظهرت عليهم، كيف تصنع بالغنيمة؟ قال: اخرج الخمس واخرج أربعة أخماس بين من قاتل عليها قال: تقسمه بين جميع من قاتل عليها؟ قال: نعم قال: قد خالفت رسول الله صلي الله عليه وآله في فعله وفي سيرته وبيني وبينك فقهاء أهل المدينة ومشيختهم، فسلهم فانهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول الله صلي الله عليه وآله إنما صالح الاعراب علي أن يدعهم في ديارهم، وأن لا يهاجروا علي أنه إن دهمه من عدوه دهم فيستفزهم فيقاتل بهم وليس لهم من الغنيمة نصيب و أنت تقول بين جميعهم، فقد خالفت رسول الله صلي الله عليه وآله في سيرته في المشركين، دع ذا ما تقول في الصدقة؟ قال: فقرأ عليه هذه الاية " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها " [3] إلي آخرها.

قال: نعم فكيف تقسم بينهم؟ قال: أقسمها علي ثمانية أجزاء فاعطي كل جزء من الثمانية جزءا قال عليه السلام: إن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف رجلا واحدا، ورجلين وثلاثة، جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف؟ قال: نعم قال: وكذا تصنع بين صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء؟ قال: نعم قال: فخالفت رسول صلي الله عليه وآله في كل ما به أتي في سيرته، كان رسول الله يقسم صدقة البوادي في أهل البوادي، وصدقة الحضر في أهل الحضر، لا يقسمه بينهم بالسوية، إنما يقسم علي قدر ما يحضره منهم وعلي ما يري، فان كان في نفسك شئ ما قلت فإن فقهاء أهل المدينة ومشيختهم كلهم لا يختلفون في أن رسول الله صلي الله عليه وآله كذا كان يصنع، ثم أقبل علي عمرو وقال: اتق الله يا عمرو، وأنتم أيها الرهط



[ صفحه 216]



فاتقوا الله فان أبي حدثني وكان خير أهل الارض وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله أن رسول الله قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلي نفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف [4] .

3 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن عبد الكريم مثله [5] .

4 - قب: دخل عمرو بن عبيد علي الصادق عليه السلام وقرأ " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " [6] وقال: احب أن أعرف الكبائر من كتاب الله فقال: نعم يا عمرو ثم فصله بأن الكبائر الشرك بالله " إن الله لا يغفر أن يشرك به " [7] واليأس " ولا تيأسوا من روح الله " [8] وعقوق الوالدين لان العاق جبار شقي " وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا " [9] وقتل النفس " ومن يقتل مؤمنا متعمدا " [10] وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم " إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما " [11] والفرار من الزحف " ومن يولهم يومئذ دبره " [12] .

وأكل الربوا " الذين يأكلون الربوا " [13] والسحر " ولقد علموا لمن اشتريه " [14] والزناء " ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما " [15] واليمين الغموس " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا " [16] والغلول " ومن يغلل يأت بما غل " [17] ومنع الزكاة " يوم يحمي عليها في نار جهنم " [18] وشهادة الزور وكتمان الشهادة



[ صفحه 217]



" ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " [19] وشرب الخمر لقوله عليه السلام: شارب الخمر كعابد وثن، وترك الصلاة لقوله: من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ونقض العهد وقطيعة الرحم " الذين ينقضون عهد الله " [20] وقول الزور " واجتنبوا قول الزور " [21] والجرأة علي الله " أفأمنوا مكر الله " [22] وكفران النعمة " ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " [23] وبخس الكيل والوزن " ويل للمطففين " [24] واللواط " الذين يجتنبون كبائر الاثم " [25] والبدعة قوله عليه السلام من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان علي هدم دينه.

قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من سلب تراثكم و نازعكم في الفضل والعلم [26] .

وذكر أبو القاسم البغار في مسند أبي حنيفة: قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سئل من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من مسائلك الشداد فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته.

فدخلت عليه، وجعفر جالس عن يمنه، فلما بصرت به، دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لابي جعفر، فسلمت عليه، فأومأ إلي فجلست، ثم التفت إليه، فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة قال: نعم أعرفه، ثم التفت إلي فقال: يا أبا حنيفة ألق علي أبي عبد الله من مسائلك فجعلت القي عليه فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا و ربما تابعهم، وربما خالفنا جميعا حتي أتيت علي الاربعين مسألة فما أخل منها بشئ



[ صفحه 218]



ثم قال أبو حنيفة: أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس [27] .

أبان بن تغلب في خبر أنه دخل يماني علي الصادق عليه السلام فقال له: مرحبا بك يا سعد فقال الرجل: بهذا الاسم سمتني امي، وقل من يعرفني به فقال: صدقت يا سعد المولي فقال: جعلت فداك بهذا كنت القب فقال: لا خير في اللقب إن الله يقول: " ولا تنابزوا بالالقاب " [28] ما صناعتك يا سعد؟ قال: أنا من أهل بيت ننظر في النجوم، فقال: كم ضوء الشمس علي ضوء القمر درجة؟ قال: لا أدري قال: فكم ضوء القمر علي ضوء الزهرة درجة؟ قال: لا أدري قال: فكم للمشتري من ضوء عطارد؟ قال: لا أدري قال: فما اسم النجوم التي إذا طلعت هاجت البقر؟ قال: لا أدري فقال: يا أخا أهل اليمن عندكم علماء؟ قال: نعم إن عالمهم ليزجر الطير ويقفوا الاثر في الساعة الواحدة مسيرة سير الراكب المجد فقال عليه السلام: إن عالم المدينة أعلم من عالم اليمن، لان عالم المدينة ينتهي إلي حيث لا يقفو الاثر، ويزجر الطير، ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس، يقطع اثني عشر برجا، واثني عشر بحرا، واثني عشر عالما قال: ما ظننت أن أحدا يعلم هذا ويدري.

سالم الضرير: إن نصرانيا سأل الصادق عليه السلام عن تفصيل الجسم فقال عليه السلام إن الله تعالي خلق الانسان علي اثني عشر وصلا وعلي مائتين وستة وأربعن عظما، وعلي ثلاث مائة وستين عرقا، فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، والعظام تمسكها، واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم.

وجعل في يديه اثنين وثمانين عظما، في كل يد أحد وأربعون عظما: منها: في كفه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساعده إثنان، وفي عضده واحد، وفي كتفه ثلاثة فذلك أحد وأربعون عظما، وكذلك في الاخري وفي رجله ثلاثة وأربعون عظما منها في قدمه خمسة وثلاثون عظما وفي ساقه إثنان وفي ركبته ثلاثة وفي فخذه واحد، وفي وركه إثنان، وكذلك في الاخري، في صلبه ثماني عشرة فقارة، وفي



[ صفحه 219]



كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع، وفي وقصته ثمانية، وفي رأسه ستة وثلاثون عظما وفي فيه ثمانية وعشرون، واثنان وثلاثون [29] .

بيان: لعل المراد بالوقصة العنق قال الفيروز آبادي: [30] وقص عنقه كوعد كسرها والوقص بالتحريك قصر العنق، ويحتمل أن يكون وفي قصه وهي عظام وسط الظهر قوله عليه السلام: وفي فيه ثمانية وعشرون أي في بدو الانبات، ثم تنبت في قريب من العشرين أربعة اخري، فلذا قال عليه السلام بعده واثنان وثلاثون. ويحتمل أن يكون باعتبار اختلافها في الاشخاص، ويدل الخبر علي أن السن ليس بعظم.

5 - قب: قال بعض الخوارج لهشام بن الحكم: العجم تتزوج في العرب؟ قال: نعم قال: فالعرب تتزوج في قريش؟ قال: نعم قال: فقريش تتزوج في بني هاشم؟ قال: نعم، فجاء الخارجي: إلي الصادق عليه السلام فقص عليه، ثم قال: أسمعه منك فقال عليه السلام: نعم قد قلت ذاك. قال الخارجي: فها أنا ذا قد جئتك خاطبا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: إنك لكفو في دينك وحسبك في قومك، ولكن الله عزوجل صاننا عن الصدقات، وهي أوساخ أيدي الناس، فنكره أن نشرك فيما فضلنا الله به من لم يجعل الله له مثل ما جعل لنا.

فقام الخارجي وهو يقول: بالله ما رأيت رجلا مثله، ردني والله أقبح رد وما خرج من قول صاحبه [31] .

وحدث أبو هفان وابن ماسويه حاضر أن جعفر بن محمد عليه السلام قال: الطبائع أربع: الدم وهو عبد، وربما قتل العبد سيده، والريح: وهو عدو إذا سددت له بابا أتاك من آخر، والبلغم: وهو ملك يداري، والمرة: وهي الارض، إذا رجفت رجفت بمن عليها فقال: أعد علي فوالله ما يحسن جالينوس أن يصف هذا الوصف [32] .



[ صفحه 220]



وفي امتحان الفقهاء: رجل صانع، قطع عضو صبي بأمر أبيه، فإن مات فعليه نصف الدية، وإن عاش فعليه الدية كاملة هذا حجام قطع حشفة صبي، وهو يختنه فإن مات فعليه نصف الدية، ونصف الدية علي أبيه لانه شاركه في موته، وإن عاش فعليه الدية كاملة لانه قطع النسل، وبه ورد الاثر عن الصادق عليه السلام [33] .

وفيه أن رجلا حضرته الوفاة فأوصي أن غلامي يسار هو ابني فورثوه، وغلامي يسار فأعتقوه فهو حر الجواب يسأل أي الغلامين كان يدخل عليهن فيقول أبوهم لا يستترن منه، فانما هو ولده، فان قال أولاده: إنما أبونا قال لا يستترن منه، فانه نشأ في حجورنا وهو صغير، فيقال لهم: أفيكم أهل البيت علامة؟ فان قالوا: نعم نظر فان وجدت تلك العلامة بالصغير فهو أخوهم، وإن لم توجد فيه يقرع بين الغلامين فأيهما خرج سهمه فهو حر بالمروي عنه عليه السلام [34] .

بيان: إنما ذكر الروايتين مع أنهما ليسا بمعتمدين، لبيان أن المخالفين يروون عنه عليه السلام ويثقون بقوله، والاخيرة فيها موافقة في الجملة للاصول ولتحقيقها مقام آخر.

6 - قب: سأل زنديق الصادق عليه السلام فقال: ما علة الغسل من الجنابة وإنما أتي حلالا، وليس في الحلال تدنيس؟ فقال عليه السلام: لان الجنابة بمنزلة الحيض وذلك أن النطفة دم لم يستحكم، ولا يكون الجماع إلا بحركة غالبة فإذا فرغ تنفس البدن، ووجد الرجل من نفسه رائحة كريهة، فوجب الغسل لذلك: غسل الجنابة أمانة ائتمن الله عليها عبيده ليتخبرهم بها [35] وسأله عليه السلام أبو حنيفة عن قوله: " والله ربنا ما كنا مشركين " [36] فقال: ما تقول فيها يا أبا حنيفة فقال: أقول إنهم لم يكونوا مشركين، فقال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله تعالي " انظر كيف كذبوا



[ صفحه 221]



علي أنفسهم " فقال: ما تقول فيها يا ابن رسول الله؟ فقال: هؤلاء قوم من أهل القبلة أشركوا من حيث لا يعلمون.

وسأله عليه السلام عباد المكي عن رجل زني وهو مريض، فإن اقيم عليه الحد خافوا أن يموت، ما تقول فيه؟ فقال: هذه المسألة من تلقاء نفسك؟ أو أمرك بها إنسان؟ فقال: إن سفيان الثوري أمرني بها فقال عليه السلام: إن رسول الله أتي برجل أحبن قد استسقي بطنه وبدت عروق فخذيه، وقد زنا بامرأة مريضة فأمر رسول الله فأتي بعرجون فيه مائة شمراخ فضربه به ضربة، وضربها ضربة وخلي سبيلهما، وذلك قوله " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به " [37] .

بيان: الحبن محركة داء في البطن يعظم منه ويرم فهو أحبن.

7 - كشف: روي محمد بن طلحة [38] عن سفيان الثوري قال: دخلت علي جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لي: يا ثوري مالك تنظر إلينا؟ لعلك تعجب مما تري؟ فقلت: يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك!!.

قال: يا ثوري كان ذلك زمان إقتار وافتقار، وكانوا يعملون علي قدر إقتاره وافتقاره، وهذا زمان قد أسبل كل شئ عزاليه [39] ، ثم حسر ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء، يقصر الذيل عن الذيل، والردن عن الردن، وقال: يا ثوري لبسنا هذا لله تعالي وهذا لكم، وما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه.

8 - كا: علي، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد، عن السلمي، عن داود الرقي قال: سألني بعض الخوارج عن هذه الاية: " من الضان اثنين ومن المعز اثنين



[ صفحه 222]



قل آالذكرين حرم أم الانثيين - ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين " [40] ما الذي أحل الله من ذلك؟ وما الذي حرم؟ فلم يكن عندي فيه شئ، فدخلت علي أبي عبد الله وأنا حاج فأخبرته بما كان فقال: إن الله عزوجل أحل في الاضحية بمني الضان والمعز الاهلية، وحرم أن يضحي بالجبلية، وأما قوله " ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين " فان الله تبارك وتعالي أحل في الاضحية الابل العراب [41] وحرم فيها البخاتي [42] وأحل البقر الاهلية أن يضحي بها، وحرم الجبلية، فانصرفت إلي الرجل فأخبرته بهذا الجواب، فقال: هذا شئ حملته الابل من الحجاز [43] .

9 - كا: العدة، عن سهل، عن ابن أسباط، عن علي بن عبد الله، عن الحسين ابن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وقد قال أبو حنيفة: عجب الناس منك أمس، وأنت بعرفة تماكس [44] ببدنك [45] أشد مكاسا يكون، قال: فقال له أبو عبد الله عليه السلام: وما لله من الرضا أن اغبن في مالي قال: فقال أبو حنيفة: لا والله ما لله في هذا من الرضا قليل ولا كثير وما نجيئك بشئ إلا جئتنا بما لا مخرج لنا منه [46] .

10 - كا: العدة، عن البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عبد الله بن سنان قال: لما قدم أبو عبد الله عليه السلام علي أبي العباس وهو بالحيرة [47] خرج يوما يريد



[ صفحه 223]



عيسي بن موسي فاستقبله بين الحيرة والكوفة ومعه ابن شبرمة القاضي فقال له: إلي أين يا أبا عبد الله؟ فقال: أردتك فقال: قد قصر الله خطوك قال: فمضي معه فقال له ابن شبرمة: ما تقول يا أبا عبد الله في شئ سأني عنه الامير فلم يكن عندي فيه شئ؟ فقال: وما هو؟ قال: سألني عن أول كتاب كتب في الارض قال: نعم إن الله عزوجل عرض علي آدم ذريته عرض العين في صور الذر نبيا فنبيا، وملكا فملكا، ومؤمنا فمؤمنا، وكافرا فكافرا، فلما انتهي إلي داود عليه السلام قال: من هذا الذي نبأته وكرمته وقصرت عمره؟ قال: فأوحي الله عزوجل إليه هذا ابنك داود، عمره أربعون سنة، وإني قد كتبت الاجال، وقسمت الارزاق، وأنا أمحوا ما أشاء واثبت وعندي ام الكتاب، فان جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له قال: يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة قال: فقال الله عزوجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتابا، فانه سينسي قال: فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم، من طينة عليين قال: فلما حضرت آدم الوفاة، أتاه ملك الموت فقال آدم: يا ملك الموت ما جاء بك؟ قال: جئت لاقبض روحك قال: قد بقي من عمري ستون سنة فقال: إنك جعلتها لابنك داود، قال: ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فمن أجل ذلك إذا خرج الصك علي المديون ذل المديون، فقبض روحه [48] .

11 - كا: علي، عن أبيه عن الحسن بن علي، عن أبي جعفر الصائغ، عن محمد بن مسلم قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال: يا ابن مسلم هاتها فان العالم بها جالس وأومأ بيده إلي أبي حنيفة قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا، ونثرته علي فتعجبت من هذه الرؤيا، فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك فبعد نصب [49] شديد تنال حاجتك



[ صفحه 224]



منها إن شاء الله فقال أبو عبد الله عليه السلام: أصبت والله يا أبا حنيفة.

قال: ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يا ابن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ!؟ قال: نعم، حلفت عليه أنه أصاب الخطاء قال: فقلت له: فما تأولها قال: يا ابن مسلم إنك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتخرق عليك ثيابا جددا، فان القشر كسوة اللب قال ابن مسلم: فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا، إلا صبيحة الجمعة، فلما كان غداة الجمعة، أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب فبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الاعياد [50] .

12 - كا: أحمد بن محمد، وعلي بن محمد جميعا، عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن الخطاب الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمان، عن أحمد بن عمر الحلبي عن حماد الازدي، عن هشام الخفاف قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: كيف بصرك بالنجوم؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني، فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها قال: فقال: فان كان الامر علي ما تقول فما بال بنات نعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال: قلت: والله هذا شئ لا أعرفه، ولا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره، فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها؟ قال: قلت: هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره فقال: سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلي ما تحسبون!؟ ثم قال: فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوئه؟ قال: فقلت: هذا شئ لا يعلمه إلا الله عزوجل قال: فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها؟ قال: فقلت: ما أعرف هذا قال: صدقت.



[ صفحه 225]



ثم قال: ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر، ويحسب هذا لصاحبه بالظفر، ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الاخر، فأين كانت النجوم؟ قال: فقلت: لا والله ما أعلم ذلك، قال: فقال عليه السلام: صدقت إن أصل الحساب حق، ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم [51] .

13 - كا: علي، عن أبيه، عن نوح بن شعيب، ومحمد بن الحسن قال: سأل ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم فقال له: أليس الله حكيما؟ قال: بلي هو أحكم الحاكمين قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة " [52] أليس هذا فرض!؟ قال: بلي، قال: فأخبرني عن قوله عزوجل " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل " [53] أي حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب فرحل إلي المدينة إلي أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا هشام في غير وقت حج ولا عمرة!! قال: نعم جعلت فداك لامر أهمني إن ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شئ، قال: وماهي؟ قال: فأخبره بالقصة فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أما قوله عزوجل: " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة " يعني في النفقة. وأما قوله: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة " يعني في المودة قال: فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره قال: والله ما هذا من عندك [54] .

14 - كا: العدة، عن سهل، عن البزنطي، عن أبي المغرا، عن عبيد بن



[ صفحه 226]



زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إني لذات يوم عند زياد بن عبيد الله الحارثي إدجآء رجل يستعدي علي أبيه فقال: أصلح الله الامير إن أبي زوج ابنتي بغير إذني فقال زياد لجلسائه الذين عنده: ما تقولن فيما يقول هذا الرجل؟ قالوا: نكاحه باطل، قال: ثم أقبل علي فقال: ما تقول يا أبا عبد الله؟ فلما سألني أقبلت علي الذين أجابوه فقلت لهم: أليس فيما تروون أنتم عن رسول الله صلي الله عليه وآله أن رجلا جاء يستعديه علي أبيه في مثل هذا فقال رسول الله صلي الله عليه واله: أنت ومالك لابيك؟ فقالوا: بلي فقلت لهم: فكيف يكون هذا وهو وماله لابيه ولا يجوز نكاحه؟ قال: فأخذ بقولهم وترك قولي [55] .

15 - كا: محمد بن يحيي، عن ابن عيسي، عن محمد بن يحيي، عن معاوية بن عمار قال: ماتت اخت مفضل بن غياث، فأوصت بشئ من مالها، الثلث في سبيل الله، والثلث في المساكين، والثلث في الحج فإذا هو لا يبقي ما يبلغ ما قالت، فذهبت أنا وهو إلي ابن أبي ليلي فقص عليه القصة فقال: اجعلوا ثلثا في ذا وثلثا في ذا وثلثا في ذا فأتينا ابن شبرمة فقال أيضا كما قال ابن أبي ليلي، فأتينا أبا حنيفة فقال كما قالا، فخرجنا إلي مكة فقال لي: سل أبا عبد الله عليه السلام ولم تكن حجت المرأة، فسألت أبا عبد الله عليه السلام فقال لي: ابدأ بالحج فانه فريضة من الله عليها، وما بقي اجعله بعضا في ذا وبعضا في ذا قال: فقدمت فدخلت المسجد واستقبلت أبا حنيفة وقلت له: سألت جعفر بن محمد عن الذي سألتك عنه فقال لي: ابدأ بحق الله أولا فانه فريضة عليها، وما بقي فاجعله بعضا في ذا وبعضا في ذا، قال: فوالله ما قال لي خيرا ولا شرا وجئت إلي حلقته وقد طرحوها وقالوا: قال أبو حنيفة: ابدأ بالحج فانه فريضة الله عليها قال: فقلت: هو بالله قال: كذا وكذا؟ فقالوا: هو خبرنا هذا [56] .

16 - كا: علي، عن أبيه، عن أحمد بن عبد الله العقيلي، عن عيسي بن عبد الله القرشي قال: دخل أبو حنيفة علي أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يا أبا حنيفه بلغني



[ صفحه 227]



أنك تقيس؟ قال: نعم، قال: لا تقس، فان أول من قاس إبليس حين قال: " خلقتني من نار وخلقته من طين " [57] فقاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار، عرف فضل ما بين النورين، وصفاء أحدهما علي الاخر [58] .

17 - كا: علي بن إبراهيم، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن راشد عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن حبيب الخثعمي قال: كتب أبو جعفر المنصور إلي محمد بن خالد، وكان عامله علي المدينة، أن يسأل أهل المدينة عن الخمس في الزكاة من المأتين كيف صارت وزن سبعة؟ ولم يكن هذا علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وأمره أن يسأل فيمن يسأل عبد الله بن الحسن، وجعفر بن محمد عليهما السلام قال: فسأل أهل المدينة فقالوا: أدركنا من كان قبلنا علي هذا فبعث إلي عبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد عليهما السلام: فسأل عبد الله بن الحسن فقال كما قال المستفتون من أهل المدينة فقال: ما تقول يا أبا عبد الله؟ فقال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله جعل في كل أربعين أوقية أوقية فإذا حسبت ذلك كان وزن سبعة، وقد كانت علي وزن ستة، كانت الدراهم خمسة دوانق، قال حبيب: فحسبناه فوجدناه كما قال، فأقبل عليه عبد الله بن الحسن فقال: من أين أخذت هذا؟ قال: قرأت في كتاب امك فاطمة، قال: ثم انصرف، فبعث إليه محمد بن خالد: ابعث إلي بكتاب فاطمة عليها السلام، فأرسل إليه أبو عبد الله عليه السلام إني إنما أخبرتك أني قرأته، ولم اخبرك أنه عندي، قال حبيب: فجعل يقول محمد بن خالد: يقول لي: ما رأيت مثل هذا قط [59] .

بيان: اعلم أن الدرهم كان في زمن الرسول الله صلي الله عليه وآله ستة دوانيق، ثم نقص فصار خمسة دوانيق، فصار ستة منها علي وزن خمسة مما كان في زمن الرسول صلي الله عليه وآله، ثم تغير إلي أن صار سبعة دراهم، علي وزن خمسة من دراهم زمانه صلي الله عليه وآله، فإذا عرفت هذا فيمكن توجيه الخبر بوجهين:



[ صفحه 228]



الاول: أن يقال: إنهم لما سمعوا أن النصاب الاول مائتا درهم، وفيه خمسة دراهم، ورأوا في زمانهم أن الفقهاء يحكمون بأن النصاب الاول مائتان وأربعون، وفيها سبعة دراهم، ولم يدروا ما السبب في ذلك، فأجابهم عليه السلام بأن علة ذلك نقص وزن الدراهم وإنما ذكر الاوقية لانهم كانوا يعلمون أن الاوقية كان في زمن الرسول الله صلي الله عليه وآله وزن أربعين درهما، وكانت الاوقية لم تتغير عما كانت عليه فلما حسبوا ذلك علموا النسبة بين الدرهمين، كذا أفاده الوالد العلامة قدس الله روحه الثاني: أن يقال: إنهم كانوا يعلمون تغير الدراهم ونقصها، وإنما اشتبه عليهم أنه لم لا يجزي في مائتي درهم من دراهم زمن الرسول الله صلي الله عليه وآله خمسة من دراهم زمانهم؟ فأجاب عليه السلام بأن النبي صلي الله عليه وآله قرر لذلك نصف العشر، حيث جعل في كل أربعين أوقية أوقية، فلا يجزي في تينك المائتين إلا سبعة، من دراهم زمانهم، حتي يكون ربع العشر، فحسبوه فوجدوه كما قال عليه السلام، قوله " مثل هذا " [أي مثل هذا] الرجل أو هذا الجواب.

8 - كا: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس، عن أبي جعفر الاحول قال: سألني رجل من الزنادقة فقال: كيف صارت الزكاة من كل ألف خمسة وعشرين درهما؟ فقلت له: إنما ذلك مثل الصلاة ثلاث وثنتان، وأربع قال: فقبل مني، ثم لقيت بعد ذلك أبا عبد الله عليه السلام فسألته عن ذلك فقال: إن الله عزوجل حسب الاموال والمساكين فوجد ما يكفيهم من كل ألف خمسة وعشرين ولو لم يكفهم لزادهم، قال: فرجعت إليه فأخبرته، فقال: جاءت هذه المسألة علي الابل من الحجاز، ثم قال: لو أني أعطيت أحدا طاعة لاعطيت صاحب هذا الكلام [60] .

9 - كا: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن محمد بن علي بن سماعة، عن الكلبي النسابة قال: دخلت المدينة، ولست أعرف شيئا من هذا الامر، فأتيت المسجد، فإذا جماعة من قريش فقلت: أخبروني عن عالم أهل هذا البيت، فقالوا: عبد الله بن الحسن



[ صفحه 229]



فأتيت منزله فاستأذنت فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له، فقلت له: استأذن لي علي مولاك، فدخل ثم خرج، فقال لي: ادخل فدخلت فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد، فسلمت عليه فقال لي: من أنت؟ فقلت: أنا الكلبي النسابة فقال: ما حاجتك؟ فقلت: جئت أسألك فقال: أمررت بابني محمد؟ قلت: بدأت بك فقال: سل! قلت: أخبرني عن رجل قال لامرأته: " أنت طالق عدد نجوم السماء " فقال: تبين برأس الجوزاء، والباقي وزر عليه وعقوبة فقلت في نفسي: واحدة فقلت: ما يقول الشيخ في المسح علي الخفين فقال: قد مسح قوم صالحون، ونحن أهل بيت لا نمسح فقلت في نفسي: ثنتان فقلت: ما تقول في أكل الجري أحلال هو أم حرام، فقال: حلال إلا أنا أهل البيت نعافه، فقلت في نفسي: ثلاث، فقلت: وما تقول في شرب النبيذ؟ فقال: حلال إلا أنا أهل البيت لا نشربه، فقمت فخرجت من عنده وأنا أقول: هذه العصابة تكذب علي أهل هذا البيت، فدخلت المسجد فنظرت إلي جماعة من قريش وغيرهم من الناس، فسلمت عليهم ثم قلت لهم: من أعلم أهل هذا البيت فقالوا: عبد الله بن الحسن، فقلت: قد أتيته فلم أجد عنده شيئا، فرفع رجل من القوم رأسه لقال: ائت جعفر بن محمد عليهما السلام فهو عالم أهل هذا البيت، فلامه بعض من كان بالحضرة.

فقلت: إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد، فقلت له: ويحك إياه أردت فمضيت حتي صرت إلي منزله فقرعت الباب، فخرج غلام له فقال: ادخل يا أخا كلب، فوالله لقد أدهشني، فدخلت وأنا مضطرب ونظرت فإذا بشيخ علي مصلي، بلا مرفقة ولا بردعة، فابتدأني بعد أن سلمت عليه فقال لي: من أنت؟ فقلت في نفسي: يا سبحان الله غلامه يقول لي بالباب: ادخل يا أخا كلب ويسألني المولي: من أنت!! فقلت له: أنا الكلبي النسابة، فضرب بيده علي جبهته وقال: كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، قد خسروا خسرانا مبينا، يا أخا كلب إن الله عزوجل يقول: " وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا " [61] .



[ صفحه 230]



أفتنسبها أنت؟ فقلت: لا جعلت فداك، فقال لي: أفتنسب نفسك؟ قلت: نعم أنا فلان بن فلان بن فلان، حتي ارتفعت فقال لي: قف ليس حيث تذهب، ويحك أتدري من فلان بن فلان؟ قلت: نعم فلان بن فلان قال: إن فلان بن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الكردي الراعي علي جبل آل فلان، فنزل إلي فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعي غنمه عليه، فأطعمها شيئا وغشيها، فولدت فلانا فلان بن فلان من فلانة وفلان بن فلان. ثم قال: أتعرف هذه الاسامي؟ قلت: لا والله جعلت فداك، فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت فقال: إنما قلت فقلت، فقلت: إني لا أعود قال: لا نعود إذا، واسأل عما جئت له فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد النجوم فقال: ويحك أما تقرأ سورة الطلاق؟! قلت: بلي قال: فاقرأ فقرأت " فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " [62] .

قال: أتري ههنا نجوم السماء؟ قلت لا، قلت: فرجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثا قال: ترد إلي كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وآله ثم قال: لا طلاق إلا علي طهر من غير جماع، بشاهدين مقبولين، فقلت في نفسي: واحدة ثم قال: سل فقلت: ما تقول في المسح علي الخفين؟ فتبسم ثم قال: إذا كان يوم القيامة، ورد الله كل شئ إلي شيئه، ورد الجلد إلي الغنم، فتري أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم؟! فقلت في نفسي: ثنتان. ثم التفت إلي. فقال: سل فقلت: أخبرني عن أكل الجري؟ فقال: إن الله عزوجل مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري والزمار والمار - ما هي وما سوي ذلك، وما أخذ منهم برأ فالقردة، والخنازير، والوبر، والورل وما سوي ذلك، فقلت في نفسي: ثلاث ثم التفت إلي وقال: سل وقم فقلت: ما تقول في النبيذ؟ فقال عليه السلام: حلال فقلت: إنا ننبذ فنطرح فيه العكروما سوي ذلك، ونشر به فقال: شه شه، تلك الخمرة المنتنة فقلت: جعلت فداك فأي نبيذ تعني؟ فقال:



[ صفحه 231]



إن أهل المدينة شكوا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله تغير الماء، وفساد طبائعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له، فيعمد إلي كف من التمر فيقذف به في الشن فمنه شربه ومنه طهوره.

فقلت: وكم كان عدد التمر الذي في الكف؟ فقال: ما حمل الكف، فقلت: واحدة وثنتان؟ فقال: ربما كانت واحدة، وربما كانت ثنتين، فقلت: وكم كان يسع الشن؟ فقال: ما بين الاربعين إلي الثمانين إلي ما فوق ذلك فقلت بالارطال؟ فقال: نعم أرطال بمكيال العراق قال سماعة: قال الكلبي: ثم نهض عليه السلام فقمت فخرجت وأنا أضرب بيدي علي الاخري، وأنا أقول: إن كان شئ فهذا، فلم يزل الكلبي يدين الله بحب أهل هذا البيت حتي مات [63] .

توضيح: المرفقة بالكسر المخدة، والبرذعة الحلس الذي يلقي تحت الرحل والوبر بسكون الباء، دويبة علي قدر السنور غبراء أو بيضاء، والورل محركة دابة كالضب، والعكر: دردي الزيت وغيره، وشاه وجهه شوها قبح وشاهه يشيهه عابه.

20 - يب: محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن محمد بن مسلم، والحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أحمد بن سليمان جميعا، عن قرة مولي خالد قال: صاح أهل المدينة إلي محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي: انطلق إلي أبي عبد الله عليه السلام فسله ما رأيك؟ فان هؤلاء قد صاحوا إلي، فأتيته فقلت له ما قال لي فقال لي: قل له: فليخرج! قلت له: متي يخرج جعلت فداك؟ قال: يوم الاثنين قلت له: كيف يصنع؟ قال: يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يخرج يوم العيدين، وبين يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم [64] حتي إذا انتهي إلي المصلي صلي بالناس ركعتين



[ صفحه 232]



بغير أذان ولا إقامه ثم يصعد المنبر فيقلب رداءه، فيجعل الذي علي يمينه علي يساره والذي علي يساره علي يمينه، ثم يستقبل القبلة، فيكبر الله مائة تكبيرة، رافعا بها صوته، ثم يلتفت إلي الناس عن يمينه، فيسبح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته ثم يلتفت إلي الناس عن يساره فيهلل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته، ثم يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة، ثم يرفع يديه فيدعو، ثم يدعون، فاني لارجو أن لا يخيبوا، قال: ففعل، فلما رجعنا قالوا: هذا من تعليم جعفر، وفي رواية يونس: فما رجعنا حتي أهمتنا أنفسنا [65] .

21 - كا: الحسين بن محمد، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي أو غيره عن حماد بن عثمان قال: كان بمكة رجل مولي لبني امية يقال له: ابن أبي عوانة له عباءة وكان إذا دخل إلي مكة أبو عبد الله عليه السلام أو أحد من أشياخ آل محمد يعبث به، وإنه أتي أبا عبد الله عليه السلام وهو في الطواف فقال: يا أبا عبد الله! ما تقول في استلام الحجر؟ فقال: استلمه رسول الله صلي الله عليه وآله.

فقال: ما أراك استلمته قال: أكره أن أوذي ضعيفا أو أتأذي قال: فقال: قد زعمت أن رسول الله صلي الله عليه وآله استلمه قال: نعم، ولكن كان رسول الله صلي الله عليه وآله إذا رأوه عرفوا له حقه، وأنا فلا يعرفون لي حقي [66] .

22 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة ابن صدقة قال: دخل سفيان الثوري علي أبي عبد الله عليه السلام فرأي عليه ثياب بياض، كأنها غرقئ البيض فقال له: إن هذا اللباس ليس من لباسك فقال له: اسمع مني وع ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت علي السنة والحق، ولم تمت علي بدعة، اخبرك أن رسول الله صلي الله عليه وآله كان في زمان مقفر جدب، فأما إذا أقبلت الدنيا، فأحق أهلها بها أبرارها، لا فجارها، ومؤمنوها، لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري؟! فوالله إنني لمع ما تري، ما أتي علي مذ عقلت



[ صفحه 233]



صباح ولا مساء، ولله في مالي حق أمرني أضعه موضعا إلا وضعته، قال: وأتاه قوم ممن يظهرون التزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم علي مثل الذي هم عليه من التقشف فقالوا له: إن صاحبنا حصر عن كلامك، ولم يحضره حججه فقال لهم: فهاتوا حججكم! فقالوا له: إن حججنا من كتاب الله فقال لهم فأدلوا بها فإنها أحق ما اتبع وعمل به. فقالوا: يقول الله تبارك وتعالي، مخبرا عن قوم من أصحاب النبي صلي الله عليه وآله: " ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " [67] فمدح فعلهم. وقال في موضع آخر " ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " [68] فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: إنا رأيناكم تزهدون في الاطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتي تمتعوا أنتم منها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: دعوا عنكم ما لا نتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل، وهلك من هلك من هذه الامة؟ فقالوا له: أو بعضه. فأما كله فلا، فقال لهم: فمن ههنا اتيتم وكذلك أحاديث رسول الله صلي الله عليه وآله، فأما ما ذكرتم من إخبار الله عزوجل إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم، فقد كان مباحا جائزا، ولم يكونوا نهوا عنه، وثوابهم منه علي الله عزوجل، وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به، فصار أمره ناسخا لفعلهم، وكان نهي الله تبارك وتعالي رحمة منه للمؤمنين ونظرا، لكي لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار، والولدان، والشيخ الفاني، والعجوزة الكبيرة، الذين لا يصبرون علي الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، فمن ثم قال رسول الله صلي الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص، أو دنانير أو درهم يملكها الانسان



[ صفحه 234]



وهو يريد أن يمضيها، فأفضلها ما أنفقه الانسان علي والديه، ثم الثانية علي نفسه وعياله، ثم الثالثة علي قرابته الفقراء، ثم الرابعة علي جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله، وهو أحسنها أجرا.

وقال صلي الله عليه وآله للانصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق، ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين يترك صبيته صغارا يتكففون الناس!. ثم قال: حدثني أبي أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: ابدأ بمن تعول الادني فالادني ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم قال: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " [69] أفلا ترون أن الله تبارك وتعالي قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الاثرة علي أنفسهم و سمي من فعل ما تدعون إليه مسرفا، وفي غير آية من كتاب الله يقول: " إنه لا يحب المسرفين " [70] فنهاهم عن الاسراف، ونهاهم عن التقتير، لكن أمر بين الامرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي صلي الله عليه وآله إن أصنافا من امتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو علي والديه، ورجل يدعو علي غريم ذهب له بمال، فلم يكتب عليه، ولم يشهد عليه، ورجل يدعو علي امرأته، وقد جعل الله عزوجل تخلية سبيلها بيده، و رجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني ولا يخرج، ولا يطلب الرزق، فيقول الله عزوجل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل إلي الطلب والضرب في الارض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري ولكيلا تكون كلا علي أهلك فان شئت رزقتك وإن شئت قترت عليك، وأنت معذور عندي. ورجل رزقه الله عزوجل مالا كثيرا فأنفقه، ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله عزوجل: ألم أرزقك رزقا واسعا؟ فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك، ولم



[ صفحه 235]



تسرف، وقد نهيتك عن الاسراف، ورجل يدعو في قطيعة رحم، ثم علم الله عزوجل اسمه نبيه صلي الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك إنه كانت عنده أوقية من الذهب فكره أن تبيت عنده، فتصدق بها، فأصبح وليس عنده شئ، وجاءه من يسأله، فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه وكان رحيما رقيقا فأدب الله عزوجل نبيه صلي الله عليه وآله بأمره فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " [71] يقول: إن الناس قد يسألونك، ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال فهذه أحاديث رسول الله صلي الله عليه وآله يصدقها الكتاب والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، و قال أبو بكر عند موته، حيث قيل له: أوص، فقال: اوصي بالخمس، والخمس كثير، فإن الله عزوجل قد رضي بالخمس، فأوصي بالخمس، وقد جعل الله عز وجل له الثلث عند موته، ولو علم أن الثلث خير له أوصي بها، ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سلمان - رض - وأبو ذر - ره -.

فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته، حتي يحضر عطاؤه من قابل فقيل له: يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا؟ وأنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا؟ فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء، كما خفتم علي الفناء؟! أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث علي صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت. وأما أبو ذر - رض - فكانت له نويقات وشويهات يحلبها، ويذبح منها إذا اشتهي أهله اللحم، أو نزل به ضيف، أو رأي بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور أو من الشاة علي قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم، فيقسمه بينهم، ويأخذ هو كنصيب واحد منهم، لا يتفضل عليهم، ومن أزهد من هؤلاء؟ وقد قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وآله ما قال، ولم يبلغ من أمرهما أن صارا لا يملكان شيئا البتة، كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وشيئهم، ويؤثرون به علي أنفسهم وعيالاتهم.



[ صفحه 236]



واعلموا أيها النفر إني سمعت أبي يروي عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال يوما: ما عجبت من شئ كعجبي من المؤمن، إنه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرا له، وإن ملك ما بين مشارق الارض ومغاربها كان خيرا له، و كل ما يصنع الله عزوجل به فهو خير له، فليت شعري هل يحق فيكم ما قد شرحت لكم منذ اليوم أم أزيدكم.

أما علمتم أن الله عزوجل قد فرض علي المؤمنين في أول الامر يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ليس له أن يولي وجهة عنهم، ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوأ مقعده من النار، ثم حولهم من حالهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين، تخفيفا من الله عزوجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة.

وأخبروني أيضا عن القضاة أجورة هم حيث يقضون علي الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال: إني زاهد، وإني لا شئ لي؟ فان قلتم جورة ظلمكم أهل الاسلام وإن قلتم بل عدول خصمتم أنفسكم، وحيث يردون صدقة من تصدق علي المساكين عند الموت بأكثر من الثلث، أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم، فعلي من كان يصدق بكفارات الايمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة من الذهب والفضة والتمر والزبيب وسائر ما وجب فيه الزكاة من الابل والبقر والغنم وغير ذلك، إذا كان الامر كما تقولون لا ينبغي لاحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه، وإن كان به خصاصة، فبئس ما ذهبتم فيه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عزوجل، وسنة نبيه صلي الله عليه وآله وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، وردكم إياها بجهالتكم، وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ، والمحكم والمتشابه، والامر والنهي. وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليه السلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لاحد من بعده، فأعطاه الله عزوجل اسمه ذلك وكان يقول الحق ويعمل به.

ثم لم نجد الله عزوجل عاب عليه ذلك، ولا أحدا من المؤمنين، وداود النبي



[ صفحه 237]



قبله في ملكه وشدة سلطانه.

ثم يوسف النبي صلي الله عليه وآله حيث قال لملك مصر: " اجعلني خزائن الارض إني حفيظ عليم " [72] فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلي اليمن، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، وكان يقول الحق و يعمل به، فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه، ثم ذو القرنين عليه السلام عبد أحب الله فأحبه الله طوي له الاسباب، وملكه مشارق الارض ومغاربها، وكان يقول الحق ويعمل به، ثم نجد أحدا عاب ذلك عليه، فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عزوجل للمؤمنين، اقتصروا علي أمر الله ونهيه، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به، وردوا العلم إلي أهله تؤجروا وتعذروا عند الله تبارك وتعالي، وكونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابهه، ومال أحل الله فيه مما حرم فانه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل، ودعوا الجهالة لاهلها، فان أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله عزوجل [73] " وفوق كل ذي علم عليم " [74] .

بيان: الغرقئ كزبرج القشرة الملتزقة ببياض البيض، والمتقشف المتبلغ بقوت ومرقع، ومن لا يبالي بما يلطخ بجسده، وأدلي بحجته: أي أظهرها، قوله عليه السلام: حسرت علي بناء المجهول من الحسر بمعني الكشف، أي مكشوفا عاريا من المال، أو من الحسور وهو الانقطاع، يقال: حسره السفر إذا قطع به، وعلي التقديرين تفسير لقوله تعالي محسورا.

والالتياث: الاختلاط والالتفاف والابطاء، والقرم محركة: شهوة اللحم قوله عليه السلام: ظلمكم علي بناء التفعيل أي نسبوكم إلي الظلم، وقوله حيث يردون معطوف علي قوله حيث يقضون.



[ صفحه 238]



23 - ج: بالاسناد إلي أبي محمد العسكري عن آبائه، عن الصادق عليهم السلام أنه قال: قوله عزوجل " اهدنا الصراط المستقيم " [75] يقول: أرشدنا الصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلي محبتك، والمبلغ إلي جنتك من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك، فان من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء الناس تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لانظر مقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامة فوقفت منتبذا عنهم مغشيا بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتي خالف طريقهم وفارقهم، ولم يقر، فتفرقت العوام عنه لحوائجهم وتبعته أقتفي أثره فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم مر من بعده بصاحب رمان فما زال به حتي تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معاملة. ثم أقول: وما حاجته إذا إلي المسارقة؟! ثم لم أزل أتبعه حتي مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضي، وتبعته حتي استقر في بقعة من صحراء فقلت له: يا عبد الله لقد سمعت بك وأحببت لقاءك، فلقيتك لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه ليزول به شغل قلبي. قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان فسرقت منه رمانتين، فقال لي: قبل كل شئ: حدثني من أنت؟ قلت: رجل من ولد آدم من امة محمد صلي الله عليه وآله، قال: حدثني ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله قال: أين بلدك؟ قلت: المدينة قال: لعلك جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟ قلت: بلي قال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به، وتركك علم جدك وأبيك، لان لا تنكر ما يجب أن يحمد ويمدح فاعله. قلت: وما هو؟ قال: القرآن كتاب الله قلت: وما الذي جهلت؟ قال: قول



[ صفحه 239]



الله عزوجل " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها " [76] إني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحد منها كانت أربعين حسنة فانتقص من أربعين حسنة أربع سيئات بقي لي ست وثلاثون، قلت: ثكلتك امك أنت الجاهل بكتاب الله، أما سمعت الله عزوجل يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " [77] إنك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين ولما دفعتهما إلي غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات إلي أربع سيئات، ولم تضف أربعين حسنة إلي أربع سيئات، فجعل يلاحيني فانصرفت وتركته [78] .

بيان: قال الفيروز آبادي: راغ الرجل: مال وحاد عن الشئ [79] وروغان الثعلب مشهور بين العجم والعرب، ولاحاه نازعه.

24 - ختص: عن سماعة قال: سأل رجل أبا حنيفة عن اللاشئ وعن الذي لا يقبل الله غيره، فعجز عن لا شئ، فقال: اذهب بهذه البغلة إلي إمام الرافضة فبعها منه بلا شئ واقبض الثمن، فأخذ بعذارها وأتي بها أبا عبد الله عليه السلام فقال له أبو عبد الله عليه الصلاة والسلام: استأمر أبا حنيفة في بيع هذه البغلة، قال: فأمرني ببيعها قال: بكم؟ قال: بلا شئ قال: لا ما تقول؟! قال: الحق أقول فقال: قد اشتريتها منك بلا شئ، قال: وأمر غلامه أن يدخله المربط. قال: فبقي محمد بن الحسن ساعة ينتظر الثمن، فلما أبطأ الثمن قال: جعلت فداك الثمن؟ قال: الميعاد إذا كان الغداة، فرجع إلي أبي حنيفة فأخبره فسر بذلك فريضة منه، فلما كان من الغد وافي أبو حنيفة فقال أبو عبد الله عليه السلام جئت لتقبض ثمن البغلة لا شئ؟ قال: نعم ولا شئ ثمنها؟ قال: نعم



[ صفحه 240]



فركب أبو عبد الله عليه السلام البغلة وركب أبو حنيفة بعض الدواب فتصحرا جميعا فلما ارتفع النهار نظر أبو عبد الله عليه السلام إلي السراب يجري قد ارتفع كأنه الماء. الجاري، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا حنيفة ما ذا عند الميل كأنه يجري؟ قال: ذاك الماء يا ابن رسول الله، فلما وافيا الميل وجداه أمامهما فتباعد، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اقبض ثمن البغل قال الله تعالي: " كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده " [80] .

قال: خرج أبو حنيفة إلي أصحابه كئيبا حزينا فقالوا له: ما لك يا أبا حنيفة؟ قال: ذهبت البغلة هدرا، وكان قد أعطي بالبغلة عشرة آلاف درهم [81] .

25 - كنز الفوائد للكراجكي: ذكر أن أبا حنيفة أكل طعاما الامام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فلما رفع عليه السلام يده من أكله قال: " الحمد لله رب العالمين اللهم إن هذا منك ومن رسولك ". فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا؟ فقال له: ويلك إن الله تعالي يقول في كتابه: " وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " [82] .

ويقول في موضع آخر: " ولو أنهم رضوا ما آتيهم الله ورسوله وقالوا: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله " [83] فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: بلي قد قرأتهما وسمعتهما، ولكن الله تعالي أنزل فيك وفي أشباهك " أم علي قلوب أقفالها " [84] وقال: [85] " كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون [86] .



[ صفحه 241]




پاورقي

[1] الاحتجاج للطبرسي ص 197.

[2] سورة التوبة الاية: 29.

[3] سورة التوبة الاية: 60.

[4] الاحتجاج للطبرسي ص 197.

[5] الكافي ج 5 ص 23.

[6] سورة النساء الاية 31.

[7] سورة النساء الاية 48.

[8] سورة يوسف الاية 87.

[9] سورة مريم الاية 32.

[10] سورة النساء الاية 93.

[11] سورة النساء الاية 10.

[12] سورة الانفال الاية 16.

[13] سورة البقرة الاية 275.

[14] سورة البقرة الاية 102.

[15] سورة الفرقان الاية 68.

[16] سورة آل عمران الاية 77.

[17] سورة آل عمران الاية 161.

[18] سورة التوبة الاية 35.

[19] سورة البقرة الاية 283.

[20] سورة البقرة الاية 27.

[21] سورة الحج الاية 30.

[22] سورة الاعراف الاية 99.

[23] سورة ابراهيم الاية 7.

[24] سورة المطففين الاية 1.

[25] سورة النجم الاية 32.

[26] المناقب ج 3 ص 375.

[27] نفس المصدر ج 3 ص 378.

[28] سورة الحجرات الاية 11.

[29] المناقب ج 3 ص 379.

[30] القاموس ج 2 ص 321 - 322.

[31] المناقب ج 3 ص 381.

[32] نفس المصدر ج 3 ص 382.

[33] نفس المصدر ج 3 ص 386.

[34] نفس المصدر ج 3 ص 387.

[35] نفس المصدر ج 3 ص 387.

[36] سورة الانعام الاية 23.

[37] المناقب ج 3 ص 390 والاية الثانية في سورة الانعام برقم 24.

[38] مطالب السؤول ص 82.

[39] العزالي: جمع عزلاء وهي مصب الرواية فقوله: قد أسبل كل شئ عزاليه، يريد به وفور الخير وانتشار البركة وكثرة النعم وتفشي الرخاء.

[40] سورة الانعام الاية: 142 - 143.

[41] الابل العراب: بكسر العين وهي الابل العربية خلاف البخاتي.

[42] الابل البخاتي: جمع بختية وبخت بالضم وهي الخراسانية.

[43] الكافي ج 4 ص 492.

[44] المماكسة: في البيع انتقاص الثمن واستحطاطه.

[45] البدن: بالضم جمع بدنة كقصبة وتجمع علي بدنات كقصبات وهي من الابل ما كان له خمس سنين ودخل في السادسة، وانما سميت بذلك لعظم بدنها وسمنها.

[46] الكافي ج 4 ص 546.

[47] الحيرة: بالكسر: ثم السكون، وراء: مدينة كانت علي ثلاثة أميال من الكوفة علي النجف، وقيل سميت بذلك لان تبعا لما قصد خراسان خلف ضعفة جنده بذلك الموضع وقال لهم: حيروا به، أي أقيموا.

[48] الكافي ج 7 ص 387.

[49] النصب: محركة التعب والاعياء.

[50] ج 8 ص 292 وفيه " تمزق " بدل " تخرق ".

[51] الكافي ج 8 ص 351.

[52] سورة النساء، الاية: 3.

[53] سورة النساء، الاية: 129.

[54] الكافي ج 5 ص 362.

[55] نفس المصدر ج 5 ص 395.

[56] المصدر السابق ج 7 ص 63.

[57] سورة الاعراف، الاية: 12.

[58] الكافي ج 1 ص 58.

[59] المصدر السابق ج 3 ص 507.

[60] الكافي ج 3 ص 305.

[61] سورة الفرقان الاية: 38.

[62] سورة الطلاق الايه: 1.

[63] الكافي ج 1 ص 348.

[64] العنزة: بالتحريك جمع عنز وعنزات كقصبة وقصبات وقصب، وهي أطول من العصا وأقصر من الرمح، فيها زج كزج الرمح.

[65] التهذيب ج 3 ص 148.

[66] الكافي ج 4 ص 409.

[67] سورة الحشر الاية: 9.

[68] سورة الدهر الاية: 8.

[69] سورة الفرقان الاية: 67.

[70] سورة الانعام الاية: 141.

[71] سورة الاسراء الاية: 29.

[72] سورة يوسف، الاية 55.

[73] نفس السورة، الاية: 76.

[74] الكافي ج 5 ص 65.

[75] سورة الفاتحة، الاية: 6.

[76] سورة الانعام، الاية: 160.

[77] سورة المائدة، الاية: 27.

[78] احتجاج الطبرسي ص 200 طبع النجف.

[79] القاموس ج 3 ص 107.

[80] سورة النور الاية: 39.

[81] الاختصاص ص 190 وأخرجه السيد البحراني في تفسيره البرهان ج 3 ص 140.

[82] سورة التوبة، الاية: 74.

[83] سورة التوبة، الاية: 59.

[84] سورة محمد " ص " الاية: 24.

[85] سورة المطففين، الاية: 14.

[86] كنز الفوائد للكراجكي ص 196 طبع ايران سنة 1322.


منكرين خدا


عده ي ديگر زنادقه بودند كه از اساس منكر خدا و اديان بودند، و اين طبقه آزادي كامل داشتند. به طوري كه حتي در حرمين مكه و مدينه و حتي در خود مسجدالحرام و در خود مسجدالنبي مي نشستند و حرفهايشان را مي زدند. زنادقه، طبقه ي متجدد و تحصيل كرده ي آن عصر بودند. طبقه اي بودند كه با زبانهاي زنده ي آن روز دنيا آشنا بودند. زبان سرياني و بسياري زبان يونان مي دانستند و بعضي زبان ايراني و زبان هندي مي دانستند و زندقه را از هند آورده بودند.

جريان ديگري كه مربوط به اين زمان است جريان خشك مقدسي متصوفه است. اينها در مقابل اسلام سخن نمي گفتند، بلكه مي گفتند حقيقت اسلام اين است كه ما مي گوئيم.

ما مي بينيم كه امام صادق عليه السلام با همه ي اينها مواجه است و با همه ي اينها برخورد كرده است. از نظر قرائت و تفسير، يك عده اي شاگردان امام صادق عليه السلام هستند و در باب احاديث مي فرمود: سخنان اينها اساس ندارد، احاديث صحيح آن است كه ما از پدرانمان و از پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم روايت مي كنيم.



[ صفحه 14]




ولايت پذيري


يكي ديگر از ويژگي هاي شيعيان از منظر حضرت صادق عليه السلام پذيرش ولايت و رهبري امامان معصوم عليهم السلام به عنوان تداوم رسالت نبوي صلي الله عليه و آله مي باشد. شيعه حقيقي آنچنان به ولايت اهل بيت عليهم السلام دلبسته است كه شادي و حزن، خوشي و ناخوشي و تمام لذائذ و شدائد زندگي را با ولايت و محبت ائمه اطهار عليهم السلام پيوند مي زند. محبت اهل بيت عليهم السلام آنچنان در جان و دل وي رسوخ كرده كه تمام گفتار، رفتار و كردار او با ملاك ها و معيارهاي اهل بيت عليهم السلام سنجيده مي شود و آنان به عنوان حجت شرعي براي او هستند.

امام صادق عليه السلام فرمود: «رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا [1] ; خداوند شيعيان ما را رحمت كند كه از زيادي سرشت ما آفريده شده اند و با آب ولايت ما عجين گشته اند. آنان به خاطر اندوه [و غصه هاي] ما غمناك مي شوند و با شادي ما شاد مي گردند.»

امام صادق عليه السلام علاوه بر سفارش هاي مكرر به ولايت پذيري پيروان خويش، در مكتب تربيتي خويش شيعياني ولايي تربيت نموده و آنان را به اين كار تشويق مي كرد.

داستان ذيل بيانگر اين حقيقت است:

عبدالله بن ابي يعفور يكي از شيعيان مخلص و فداكار است كه در پذيرش ولايت ائمه اطهار عليهم السلام اسوه اي كامل و نمونه اي بارز براي تمام شيعيان مي باشد. او با همه عظمت علمي و موقعيت اجتماعي كه در ميان قوم خود داشت، در برابر فرمان امام عليه السلام تسليم محض بود. در اين مورد داستان مشهوري از وي نقل شده كه نهايت اخلاص و اطاعت وي را از ائمه اطهار عليهم السلام نشان مي دهد. وي روزي در حضور پيشواي ششم عليه السلام نشسته بود و از وجود حضرتش بهره مند مي شد. عبدالله، ضمن ارائه سخناني به امام عليه السلام كلامي را اظهار نمود كه مورد عنايت حضرت قرار گرفت. اين سخن وي كه از عمق جان و منتهاي ايمان وي ريشه مي گرفت مي تواند درسي زيبا و الگويي مناسب براي تمام پيروان و دوستداران اهل بيت عليهم السلام باشد.

او به امام صادق عليه السلام عرضه داشت: «والله لو فلقت رمانة بنصفين فقلت هذا حرام و هذا حلال لشهدت ان الذي قلت حلال، حلال; وان الذي قلت حرام، حرام; فقال: رحمك الله، رحمك الله [2] ; سوگند به خدا! اگر اناري را از وسط دو نصف كني و بفرمايي كه نصف آن حلال و نصف ديگرش حرام است، مطمئنا گواهي خواهم داد كه: آنچه را گفتي حلال، حلال است و آن نصفي را كه فرمودي حرام، حرام است [و هيچگونه چون و چرا نخواهم كرد.] امام صادق عليه السلام فرمود: خدا تو را رحمت كند، خدا تو را رحمت كند.»


پاورقي

[1] شجره طوبي، ج 1، ص 3.

[2] رجال كشي، ص 249.


چرا تعدد صانع جهان جايز نمي باشد


حضرت مي فرمايد: اين سخن كه مي گويي چرا خالق و صانع جهان دوتا نباشد در آن صورت بايستي يا هر دو قديم و قوي باشند يا هر دو ضعيف، يا يكي ضعيف و ديگري قوي باشد.

اگر هر دو قوي باشند هر كدام با ديگري مبارزه مي كند تا در الوهيت و ربوبيت يگانه شوند و در نتيجه يكي قوي و ديگري ضعيف است.

پس از اين سخن ثابت مي كند كه خداي منان همان صانع قوي و قادر است كه يكي است.

و اگر دو تا خدا باشد يا هر دو با هم متفق اند و يا متفرقند، كه در هر صورت موجبات فساد نظام عالم و مخلوقات و موجودات آن را فراهم مي كند، ولي چون همه خلايق نظم دارند و اختلاف شب و روز و چرخش خورشيد و ماه همه موافق مقدرات مي باشد لذا همه اينها دلالت بر بصير بودن مدير واحد دارد.

در ادامه مناظره زنديق با استدلالي باطل بيان مي كند كه اگر خدا در آسمان باشد چگونه مي تواند در زمين باشد؟ و اگر در زمين باشد چگونه مي تواند در آسمان باشد؟

امام (عليه السلام) با منطق و برهان قاطع مي گويد آنچه كه توصيف كردي، صفت مخلوق است نه صفت خالق; زيرا اين مخلوق است كه وقتي از مكاني به مكان ديگر منتقل مي شود، محل اول خالي از اوست و از جرياني كه در مكان اول اتفاق مي افتد مطلع نيست ولي خداوند متعال هيچ مكاني از او خالي نيست.


قبور فرزندان رسول خدا


در قبرستان بقيع سه تن از دختران رسول خدا صلي الله عليه وآله به نام هاي زينب، ام كلثوم و رقيه و نيز ابراهيم پسر آن حضرت دفن شده اند.

زينب: بزرگترين دختر پيامبر صلي الله عليه وآله زينب بود كه از خديجه متولد شد. او با ابوالعاص بن ربيع ازدواج كرد و در سال هشتم هجري قمري بدرود حيات گفت.

ام كلثوم: همسر عُتيبه بن ابي لهب بود. او در سال سوم هجرت به عقد عثمان درآمد و در سال 9 هـ. ق وفات يافت و در حالي كه پيامبر صلي الله عليه وآله بر او مي گريست در بقيع به خاك سپرده شد.



[ صفحه 13]



رقيه: در مكه به عقد عتبة بن ابي لهب و پس از وي به عقد عثمان درآمد. او به حبشه هجرت كرد و از حبشه به مدينه آمد و سرانجام در سال دوم هجرت بر اثر بيماري وفات يافت. برخي وفات او را سال چهارم هجرت ذكر كرده اند. پيامبر صلي الله عليه وآله دستور داد او را در بقيع به خاك سپردند.

ابراهيم عليه السلام : ابراهيم فرزند رسول خدا صلي الله عليه وآله در سال 8 هـ. ق در مدينه



[ صفحه 14]



از مادرش ماريه قبطيه متولد شد. پيامبر صلي الله عليه وآله به وي علاقه شديد داشت و عاطفه نشان مي داد، اما او سرانجام در سال دهم هجرت، پس از يك سال و ده ماه از دنيا رفت و به دستور رسول خدا، در كنار قبر عثمان بن مظعون در بقيع به خاك سپرده شد. محل ولادت او مَشربه امّ ابراهيم لقب گرفت كه هم اكنون از آثار اسلامي مدينه به شمار مي آيد.


رسميت دفن در بقيع، به وسيله ي پيامبر


بقيع، نخستين مدفن و مزاري است كه به دستور و اقدام پيامبر گرامي اسلام شكل گرفت. اين قبرستان در دوران پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم)، در خارج شهر مدينه و پس از ديوار شهر مدينه قرار داشته و در پشت خانه هاي مدينه به شمار مي آمده، كه هم اكنون با توسعه ي مدينه، در وسط شهر قرار گرفته است. نخستين اقدام پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم)، دفن اسعد بن زراره بود، كه شخصي از مهاجرين بوده و فرد والا مقامي در نظر پيامبر بوده است. دومين شخص، عثمان بن مظعون مهاجر، برادر رضاعي پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) بود و فرد بعدي ابراهيم، فرزند حضرت رسول، كه همه ي آنان به وسيله و امر پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) در اين جنت و قبرستان دفن گرديدند.

بعد از آن كه شخصيت هايي مانند اسعد بن زراره، عثمان بن مظعون و ابراهيم فرزند گرامي حضرت رسول در اين قبرستان دفن شدند، اين كار رسميت و شهرت يافت و مسلمانان به اقتدا و تأسي به پيامبر، مردگان خويش را، كه باز هم جزو صحابي آن رسول گرامي بودند، در اين قبرستان مطهّر، دفن نمودند.

«سپس پيغمبر خدا (صلي الله عليه وآله وسلم) دستور دادند آنجا را از بوته هاي خار ستردند و به مسلمانان ساكن مدينه اختصاص داده شد.» [1] .


پاورقي

[1] خرمشاهي، بهاء الدين، پيشين، ص 86.


في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة و صفاتهم


ان الله عزوجل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبينا عن دينه، و أبلج بهم عن سبيل منهاجه، و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أوجب حق امامه وجد طعم حلاوة ايمانه، و علم فضل طلاوة اسلامه [1] ، لأن الله تبارك و تعالي نصب الامام علما لخلقه، و جعل حجة علي أهل مواده و عالمه [2] ، و ألبسه الله تاج الوقار، و غشاه من نور الجبار، يمد بسبب الي السماء، لا ينقطع عنه مواده، و لا ينال ما عند الله الا بجهة أسبابه، و لا يقبل الله أعمال العباد الا بمعرفته. فهو عالم بما يرد عليه من ملبسات الدجي و معميات السنن و مشبهات الفتن، فلم يزل الله تبارك و تعالي يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كل امام يصطفيهم لذلك و يجتبيهم و يرضي بهم لخلقه و يرتضيهم، كل ما مضي منهم امام نصب لخلقه من عقبه اماما علما بينا، و هاديا نيرا، و اماما قيما و حجة



[ صفحه 20]



عالما، أئمة من الله يهدون و به يعدلون، حجج الله و دعاته و رعاته علي خلقه، يدين بهديهم العباد، و تستهل بنورهم البلاد، و ينمو ببركتهم التلاد [3] ، جعلهم الله حياة للأنام، و مصابيح الظلام و مفاتيح الكلام و دعائم الاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير الله علي محتومها.

فالامام هو المنتجب المرتضي، و الهادي المنتجي [4] و القائم المرتجي، اصطفاه الله بذلك و اصطنعه علي عينه في الذر حين ذرأه، و في البرية حين برأه، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده، اختاره بعلمه، و انتجبه لطهره، بقية من آدم عليه السلام و خيرة من ذرية نوح، و مصطفي من آل ابراهيم و سلالة من اسماعيل، و صفوة من عترة محمد صلي الله عليه و آله و سلم لم يزل مرعيا بعين الله، يحفظه و يكلؤه بستره، مطرودا عنه حبائل ابليس و جنوده، مدفوعا عنه وقوب الغواسق و نفوث كل فاسق [5] ، مصروفا عنه قوارف السوء [6] ، مبرءا من العاهات، محجوبا عن الآفات معصوما عن الزلات، مصونا عن الفواحش كلها، معروفا بالحلم و البر في يفاعه [7] ، منسوبا الي العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه، مسندا اليه أمر والده، صامتا عن المنطق في حياته، فاذا انقضت مدة والده الي أن انتهت به مقادير الله الي مشيئته، و جاءت الارادة من الله فيه الي محبته، و بلغ منتهي مدة والده عليه السلام فمضي و صار أمر الله اليه من بعده، و قلده دينه، و جعله الحجة علي عباده، وقيمه في بلاده و أيده بروحه، و آتاه



[ صفحه 21]



علمه، و أنبأه فصل بيانه، و استودعه سره، و انتدبه لعظيم أمره، و أنبأه فضل بيان علمه، و نصبه علما لخلقه، و جعله حجة علي أهل عالمه، و ضياء لأهل دينه، و القيم علي عباده، رضي الله به اماما لهم، استودعه سره، و استحفظه علمه و استخبأه حكمته [8] ، و استرعاه لدينه [9] و انتدبه لعظيم خلقه و أحيا به مناهج سبيله و فرائضه و حدوده، فقام بالعدل عند تحير أهل الجبر، و تحيير أهل الجدل، بالنور الساطع و الشفاء النافع، بالحق الأبلج، و البيان اللائح من كل مخرج علي طريق المنهج الذي مضي عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام، فليس يجهل حق هذا العالم الا شقي و لا يجهده الا غوي و لا يصد عنه الا جري ء علي الله جل و علا [10] .



[ صفحه 23]




پاورقي

[1] الطلاوة: الحسن و البهجة و القبول.

[2] أهل موادة: أي أهل زياداته المتصلة و تكميلاته المتواترة غير المنقطعة.

[3] التلاد: المال القديم.

[4] المنتجي: صاحب السر.

[5] الوقوب: دخول الظلام، و الغاسق الليل المظلم: و النفوث كالنفخ.

[6] القرفة: التهمة.

[7] في يفاعه: في أوائل سنه، أيفع الغلام اذا شارف الاحتلام و لم يحتلم.

[8] استخبأه: أودع عنده و أمره بالكتمان.

[9] استرعاه: اعتني بشأنه.

[10] أصول الكافي ج 1 ص 203.


نكته ي مهم


قبل از شروع بحث پيرامون خلفاي اموي، تذكر اين نكته ضرورت دارد كه



[ صفحه 30]



چون نسبت خلفاي اموي كه معاصر امام صادق عليه السلام بودند به دودمان پليد و ناپاك بني اميه منتهي مي گردد، هر يك از آنان (خلفا) تا جايي كه توانستند با بني هاشم و فرزندان رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم (به خصوص با هر يك از ائمه ي معصومين عليهم السلام كه در زمان آن ها بودند) مخالفت و اظهار عداوت و دشمني كردند در حدي كه بسياري از آن ها را به شهادت رساندند. علت اين كينه و بغض آنان نسبت به اهل بيت پيامبر عليهم السلام چه بود و چه عاملي آن ها را وامي داشت كه در مقابل خاندان رسالت پرچم مخالفت برافرازند و با آنان نبرد كنند؟


تأثير تفسير در آثار انديشه ورزان عرفان


گذشته از درستي و نادرستي انتساب تفسير ياد شده و چگونگي سندهاي آن، اين پرسش به عنوان درنگي تاريخي مطرح است كه تأثير تفسير ياد شده در انديشه تصوف و آثار صوفيان تا چه اندازه بوده است و در حقيقت، خاستگاه عرفان اسلامي تا چه حد ريشه در چشمه وحي دارد. ما در اين مجال نه چندان فراخ، بي آن كه در صدد پي جويي ريشه پيدايش تصوف و انديشه عرفاني باشيم، تنها به يادكرد اين نكته بسنده مي كنيم كه سلمي خود در جاي جاي آثارش، متون ديني و در رأس همه قرآن را تجلي گاه تصوف مي داند. وي در كتاب درجات المعاملات، در مقام شرح اصطلاحات و درجات صوفيان مي نويسد:

(7. ثم التوكل والتوكل نتيجة تصحيح حقيقة الايمان لان الله تعالي يقول: (وعلي الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين) (مائده/ 23) ولايصح التوكل الا بعد تصحيح الايمان.) [1] .

درجه هفتم توكل است و توكل نتيجه و ثمره ي حقيقت ايمان است; چرا كه خداي تعالي در قرآن مي فرمايد: بر خداي تكيه كنيد اگر اهل ايمان هستيد. از اين روي، توكل در مرتبه بايسته اش تحقق نمي يابد مگر پس از تصحيح ايمان.

وي همچنين در بيان درجه هفدهم صوفيان مي نويسد:

(17. ثم الخلق و هو ما امرالله به نبيه (صلي الله عليه و آله وسلم) في قوله عزوجل: (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) (اعراف/ 198) فلما تأدب بهذه الآداب قال الله عزوجل: (انك لعلي خلق عظيم) [2] .

درجه هفدهم، اخلاق نيك است و اين حقيقت، همان است كه خداوند به پيامبرش امر فرموده است: عفو و گذشت را پيشه كن و به نيكي دستور بده و از نادانان روي بگردان.

و چون پيامبرش بدين آداب مؤدب شد، فرمود:

تو اخلاق بزرگي داري.

اشارت ياد شده تنها از اين روي بود كه بدانيم رويكرد عرفان و تصوف به قرآن و ديگر متون ديني حقيقتي نيست كه چندان در محاق ترديد و ابهام باقي ماند. و نواي ناآشنايي تصوف با آبشخور وحي چندان سنجيده و بهنجار نخواهد بود. هم از اين روي ناصواب نخواهد بود كه در حوزه ي مورد بحثمان تأثير تفسير منسوب به امام صادق (عليه السلام) در آثار عارفاني چون: حلاج، نوري، ابن عطا، ابن عربي را زيربنايي بدانيم و اگر ساختاري قويم براي اين آثار فرض كنيم آن را مرهون الهام از نور كلام امام (عليه السلام) و اشارات فرهيخته اش بدانيم.

لويي ماسينيون مي نويسد:

(حلاج از اشارات مهمي در اين مجموعه - روايات تفسيري منسوب به امام صادق عليه السلام - بهره گرفته و آنها را پرورده است. از نظر قاموسي كاربرد مشيت (به جاي اراده) محبت (به جاي عشق)، ازلية و حلول حق (در يادي از خدا) و از نظر ساختي، تفسير قرآني اسماء الله يعني نور، صمد و عبارت اهدنا (ارشدنا الي محبتك) را از اين مجموعه اخذ كرده است.) [3] .

پل نويا در اين زمينه مي نگارد:

(ماسينيون در اين زمينه تا آن جا كه به تأثر حلاج از اين تفسير مربوط است كاوش هايي كرده است، ليكن اين تأثير از حلاج فراتر مي رود; زيرا تفسير منسوب به امام (عليه السلام) ساختهايي را دربر دارد كه بعداً مسير عرفان همه صوفيان مي شود و مهم ترين الفاظ و اصطلاحات آنان را به دست مي دهد.) [4] .

در مجالي ديگر چنين ابراز مي دارد:

(در آنچه به تاريخ تصوف مربوط است و ما توجه را برهمان امر جلب مي كنيم، خاستگاه تاريخي تفسير منسوب به امام هرچه باشد ورود آن به محافل صوفي در سالهاي شكل بندي آيين عقيدتي عرفاني صورت گرفته است. در زماني كه صوفيان سده سوم با در دست داشتن واژگان فني و پرتنوع و دقيق در صدد برمي آيند تا بسط و پرورش تجربه روحاني خود را به كتابت درآورند. اين در حكم آن است كه گفته شود: تفسير مذكور سندي در زمينه ي شكل بندي زبان فني عرفاني در اسلام شمرده مي شود.) [5] .

نتيجه سخن آن كه با بررسي آثار ابوعبدالرحمن سلمي اعم از حقايق التفسير، كه شامل تفسير ابن عطا، حلاج و ابوالحسين نوري است و ديگر نگاشته هاي وي، كه بيانگر اصطلاحات مراتب، احوال و انديشه عرفا و نيز نشان دهنده ي تاريخ تصوف است، به خوبي در مي يابيم انديشه ي عرفاني در سده هاي نخستين، به گونه اي بسيار روشن از تفسير منسوب به امام صادق (عليه السلام) اثر پذيرفته است.


پاورقي

[1] همان/ 480.

[2] همان.

[3] همان، مقدمه لويي ماسينيون بر تفسير امام صادق، 1 / 10 ـ 11.

[4] همان، مقدمه پل نويا بر تفسير امام صادق / 7.

[5] همان.


پرنور بودن دل آنها


آه، آه علي قلوب حشيت نورا؛ چقدر دل هاي آنان پرنور است! اين كه ما چقدر با اين تعبيرات آشنا هستيم، بستگي دارد به اين كه چقدر با معارف اهل بيت عليهم السلام انس داشته باشيم. باطن انسان، قلب و روح او، مانند ظرفي است، صندوقچه يا مخزني است كه چيزهاي مختلفي در آن انباشته مي شود. اين مخزن پر از نيروهاي متراكم است. همان طور كه در محسوسات، مي توان نيروهاي متراكمي را در جايي ذخيره كرد، در معنويات هم مي توان چنين كاري كرد. در قلب انسان، نيروهاي معنوي ذخيره مي شود. همان گونه كه در عالم محسوسات، نور بزرگ ترين و شناخته شده ترين مظهر نيرو است، در عالم معنويات هم نورانيتي معنوي وجود دارد كه در دل انسان جا مي گيرد و انباشته مي گردد. اين نور، موهبتي خدايي است. هر انساني مي تواند با كسب لياقت هايي، قلب خود را آماده كند تا دلش پر از نور گردد. نشانه ي دل پر نور هم اين است كه توجهي به دنيا و زرق و برق آن ندارد، به لذت هاي مادي دل نمي بندد، فقط توجهش به مسايل معنوي و اخروي است. اما به عكس، كساني كه به زرق و برق دنيا چشم مي دوزند و دنبال هوس هاي مادي اند، باطنشان ظلماني است، چشمشان حقايق را نمي بيند و ارزش



[ صفحه 20]



مسايل معنوي را درك نمي كنند. در نتيجه، گول ظاهر فريبنده ي آن را مي خورند.


جوانان و قرآن


يكي از عواملي كه مي تواند جوانان را از انحرافات گوناگون حفظ نمايد ارتباط و انس با قرآن است. امام صادق عليه السلام در اين باره فرمود: «مَن قَرَءَ القُرآن و هُو شابٌ مؤمن اِخْتَلَطَ القرآن بِلَحْمِهِ و دَمِه» [1] ؛ جوان مؤمني كه به قرائت قرآن بپردازد قرآن با گوشت و خونش در مي آميزد.


پاورقي

[1] وسايل الشيعه، ج 3، ص 22.


سندهاي غيرقابل استناد


از نظر سند نيز دقت و تأمل در اين روايات، بسي آموزنده و عبرت انگيز است. در چند روايت از اين روايات، نام «ربيع حاجب» ديده مي شود و سلسله ي سند حديث به او منتهي مي گردد.

مي دانيم كه «ربيع» آجودان مخصوص منصور و به تعبير آن روز، حاجب وي بوده است. راوي از اين عادل تر؟! آن طور كه از منابع برمي آيد، اين شخص در دستگاه منصور از همه كس به وي نزديك تر و مورد اعتماد و اطمينان شخص وي بوده است و در سال 153 - تقريبا پنج سال بعد از شهادت امام صادق عليه السلام - به مقام وزارت نيز رسيده است؛ يعني ارتقاء مقام... (و شايد به پاداش دروغهاي باارزشي كه نسبت به امام صادق عليه السلام ساخته بوده). چنين كسي كه در اخلاص و وفاداري اش نسبت به دستگاه خلافت هيچ شكي نيست، [1] اگر سخني تملق آميز از زبان امام جعل كند يا مطلبي را كه با لحني تند ادا شده، با تعبيري تضرع آميز نقل نمايد، كاري چندان برخلاف انتظار انجام نداده است. كار خلاف انتظار آن است كه شخص عاقل، سخن يك وفادار به خليفه را درباره ي يك دشمن خليفه باور كند و ساده لوحانه ادعاي تشيع او را هم - كه جزئي از همان توطئه ي رذيلانه است - به چشم قبول بنگرد.



[ صفحه 9]




پاورقي

[1] وي دومين و آخرين وزير منصور بود؛ مردي عاقل و كارآمد و حسابدان و با هيبت و فصيح و با تدبير كه تا آخر زندگي منصور (سال 158) در پست وزارت باقي ماند. در وفاداري او نسبت به منصور و بني عباس همين بس كه در موقعيتي بحراني و در حالي كه به احتمال فراوان اختلافات داخلي ميان عموهاي منصور با ديگر وارثانش، سلسله ي بني عباس را به زوال و انقراض تهديد مي كرد، ربيع تنها كسي بود كه اين رشته ي نزديك به گسستگي را پيوند داد: وصيتنامه اي از زبان منصور تهيه كرد و در آخرين لحظات زندگي او، از همه ي سران و سردمداران و حكام ولايات براي مهدي - پسر منصور - بيعت گرفت و ديگر مدعيان را در برابر عمل انجام شده قرار داد. (ر. ك: عصرالازدهار، ص 59 و 70).


تكفير مسلمانان


يكي ديگر از خطرناكترين ويژگي هاي خوارج، تكفير مسلمانان بود و هر مسلمان متعهد را كه با عقيده و تفكر انحرافي آنان موافق نبود مرتد و خارج از اسلام مي دانستند كه در صورت عدم توبه بايستي به قتل برسند و اين در حالي است كه كوچكترين تعرض را نسبت به مشركان و بت پرستان روا نمي دانستند كه رسول خدا (صلي الله عليه وآله) فرمود: «يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان». [1] در تاريخ نمونه هاي جالبي از اين عملكرد آنان نقل شده است و اين انديشه باطل بود كه موجب پيدايش جنگ نهروان و كشته شدن مسلمانان در مقاطع مختلف گرديد.


پاورقي

[1] همان، ح1064.


قبر عبدالرحمان بن عوف


348 ـ محمد بن يحيي براي ما نقل كرد و گفت: عبدالعزيز بن عمران، از محمد بن عبدالعزيز و راشد بن حفص، از حفص بن عمر بن عبدالرحمان نقل كرد كه گفته است:



[ صفحه 121]



چون مرگ عبدالرحمان بن عوف نزديك شد عايشه برايش پيغام فرستاد كه فرزندم! اين جاي قبري است كه در جوار رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) برايت نگه داشته ام؛ آن را در اختيار گير. اما عبدالرحمان گفت: من از تو شنيده ام كه گفته اي: از آن روز كه عمر (در اينجا) به خاك سپرده شده است روبند برنگرفته ام. اينك من خوش ندارم خانه ات را بر تو تنگ كنم و بيت رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) را قبرستان كنيم. من به عثمان بن مظعون اقتدا كنم. ما با همديگر پيمان بسته بوديم كه اگر هر دو در يك سرزمين بميريم همان جا با هم دفن شويم.

349 ـ گفت: عبدالعزيز، از سعيد بن زياد وابسته سهله دختر عاصم بن عدي، از عبدالواحد بن محمد بن عبدالرحمان بن عوف نقل كرد كه گفته است: عبدالرحمان بن عوف وصيت كرده بود كه اگر در مدينه بميرد در جوار عثمان بن مظعون به خاك سپرده شود. پس چون درگذشت در گوشه شرقي خانه عقيل برايش قبري كندند و او را در حالي كه بردي راه راه به وي پيچيده شده بود، در آنجا به خاك سپردند. شك دارم كه در اين برد قطعه اي از طلا هم بود يا نه.


ابراهيم فرزند پيامبر


ابراهيم، كه مادرش «ماريه قبطيه» بود، در ذي حجه سال هفتم هجري به دنيا آمد. اما بسيار زود؛ يعني در هيجده ماهگي از دنيا رفت. پيامبر (صلّي الله عليه و آله) فرمود: او را در بقيع، كنار عثمان بن مظعون دفن كنند. در بهشت براي او مرضعه اي (شير دهي) است كه شيرخوردن او را تمام خواهد كرد. در روايت آمده است: پيامبر (صلّي الله عليه و آله) چهار تكبير بر او گفت و بر قبر وي آب پاشيد. ابراهيم نخستين كسي بود كه بر قبرش آب پاشيدند. [1] .


پاورقي

[1] ابن شبه، همان، ج 1، ص 98، مرگ ابراهيم فرزند پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بر آن حضرت بسيار سنگين و گران بود. اين مرگ مقارن با خسوفي رخ داد و باعث شد تا مردم تصور كنند خورشيد در مرگ او گرفته شده است! لذا پيامبر (صلّي الله عليه و آله) به شدت اين اعتقادات را نكوهش كرد و فرمود: خورشيد و ماه در مرگ كسي كسوف يا خسوف نمي كنند.


آباداني و طولاني شدن عمر


امام صادق عليه السلام فرمود: ««اِنَّ الْبِرَّ وَحُسْنَ الْخُلْقِ يعْمُرانِ الدّيارَ وَيزيدانِ فِي الاعْمارِ؛ براستي نيكي و خوش خلقي باعث آبادي زمين، و افزايش [و طولاني شدن] عمرها مي شود.»

در روايتي ديگر امام صادق عليه السلام شيعيان را به خوشرفتاري با خانواده سفارش نموده و آن را موجب طولاني شدن عمر مي داند و مي فرمايد: «مَنْ حَسُنَ بِرُّه في اَهْلِ بَيتِهِ زيدَ في عُمْرِهِ؛ هر كس با خانواده خود خوشرفتاري كند، عمرش طولاني مي شود.»


بزيع


43-(عن ابن سنان قال: ذكر ابوعبدالله عليه السلام)... بزيعا. و....

فقال عليه السلام: لعنهم الله.

انا لا نخلو من كذاب [1] او عاجر الرأي. كفانا الله مؤنة كل كذاب. اذاقهم الله حر الحديد [2] .

44- عن ابن أبي يعفور قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: ما فعل بزيع؟

فقلت له: قتل.

فقال عليه السلام: الحمد لله. اما انه ليس لهؤلاء المغيرية شي ء خيرا [3] من القتل. لأنهم لا يتوبون ابدا [4] .



[ صفحه 49]



45- عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان بيانا و السري و بزيعا - لعنهم الله - تراءي لهم الشيطان في احسن ما يكون صورة آدمي - من قرنه الي سرته - [5] .



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] في نسخة: من كذاب يكذب علينا.

[2] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص305.

[3] في نسخة: خير.

[4] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص305.

[5] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص304.


جعفر ايها الصديق 05


صرخ هشام بغضب و هو يذرع البلاط بعصبية! و كانت عيناه لا تستقران علي شي ء:

- ماذا يفعل هذا الأحمق؟

ودّ لو يسحق رأس يوسف بن عمر واليه الجديد علي الكوفة، توقف عند كاتبه و قد برقت عيناه بالغدر:

- اكتب إليه: انك لغافل عن زيد بن علي الغارز ذنبه في الكوفة يبايعه أهلها غير عابي ء بك و لا بجندك، فإذا أتاك كتابي فألح في طلبه واعطه الأمان واقتله.

وانطلقت فرس مجنونة تحمل معها هواجس و شكوك و رعب قديم متوارث منذ أن كان «الطريد» يجوب سكك «الطائف».

سماء الكوفة مكفهرة و جبال السحب السوداء تتراكم بعضها فوق بعض تنذر بالصواعق والرعود، كان كل شي ء غارقا في السكوت ما



[ صفحه 26]



خلا سنابك خيول الدوريات، تجوب الأزقة بحثا عن رجل يدعي «زيد».

و في بيت غارق في السكينة جلس زيد و قد أحدق به رجال من الكوفة و رجال من بني هاشم دخلوا المدينة في هيئة تجار.

همس أحدهم قلقا:

- لقد انكشف أمرنا كما يبدو.

- أجل؛ خيول الدوريات تجوب الأزقة.

- الخير فيما وقع.. لابد من التعجيل بالثورة.

- ولكنا لم نستكمل قوتنا بعد.

قال يحيي و قد أمسك بخيط الحديث:

- ماذا تنتظرون؟ لقد بايع أربعون ألف... و جاءت وفود التأييد من المدائن و البصرة و واسط، و الموصل و خراسان والري و جرجان والجزيرة.. و قد أفتي أبوحنيفة بوجوب النصرة والخروج علي اللص المتغلب المتسمي بالخليفة! و بايع الفقهاء.

أضاء البرق لحظة، و انفجر صوت الرعد مدويا كأنه يعلن بدء الثورة. كانت ليلة شديدة البرودة و الرياح عاتية.

ارتفعت بيارق الثورة تبشر بعهد جديد، و انطلقت صرخات الثائرين و توهجت شعل النار، واستيقظت الكوفة علي شعار النبي



[ صفحه 27]



«يا منصور أمت» شعار حكاه الأجداد للأحفاد يوم كان «مسلم» يدور في أزقة الكوفة وحيدا، و يوم ثار «المختار» بعده بأعوام، وها هو حفيد الحسين يرفع صوته مناديا يا منصور أمت، و لكن الذين غدروا بمسلم، و طعنوا الحسين لم يغادروا منازلهم كأنهم لم يبايعوا بالأمس، لم يأت من الأربعين ألف سوي مئتان. والتفت زيد يمينا و شمالا فلم يجد سوي الوعود الفارغة و طنين الكلمات الجوفاء، الكلمات التي تفتقد العزم و الإرادة، فتمتم بحزن:

- فعلوها حسينية.

و وجد الرجل الذي يدعو إلي الرضا من آل محمد أن الطرق قد أقفلت بوجهه، و لم يبق سوي طريق واحد، طريق مرشوش بالدماء، طريق ينتهي إلي كربلاء.

كان عليه أن يقاتل بمئتين ألوفا، بل نظاما مدججا بالسلاح، لم يتردد لحظة، فانطلق كعاصفة غاضبة و سقطت «جبانة الصيادين» ثم انعطف باتجاه «الكناسة» فسقطت هي الأخري.

كان يوسف بن عمر ما يزال يرقب من فوق التلال سير المعارك و معه الألوف.

فكر زيد في لحظات مصيرية ان قواته التي أنهكها القتال لن تصمد بوجه آلاف الجنود المتمركزين فوق التلال. فانعطف بقواته إلي



[ صفحه 28]



أعماق الكوفة علها تستيقظ أو تنفض عن نفسها خوفا قديما، علها تتطهر من غدر موروث.

و في «جبانة كندة» حدث أول صدام مع جيش الشام، و حدثت المعجزة لقد انتصرت الفئة القليلة المؤمنة علي الكثرة الخاوية من الأيمان، و تقدمت قوات زيد باتجاه المسجد الأعظم، و قريبا من باب «عمر بن سعد» حدث صدام آخر رهيب انتهي بهزيمة جيش الشام.

و في «باب الفيل» دوت نداءات الثورة:

- يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلي العز و إلي الدين و الدنيا.

و أثبت الثائرون تفوقهم في القتال، و أخيرا اجتمع أهل الكوفة و خرجوا من منازلهم لا لينصروا زيدا، و لكن لمشاهدة ما يجري من ملاحم.

غير «يوسف بن عمر» خططه القتالية كلها و أدرك ان فرسانه لن يصمدوا في وجه فرسان زيد.

و جاء دور الرماة الذين أخذوا مواقعهم فوق سطوح المباني، و انهمرت السهام كمطر عنيف.

جنحت الشمس للمغيب؛ ربما حياء من رجل يعشق النهار، أو لتدع الظلام يلقي بكلاكله بين المتقاتلين. و في تلك اللحظة أصاب سهم أعمي جبهة زيد مؤذنا بغروب شمس الثورة.



[ صفحه 29]



دوت الآلام في رأسه؛ آلام لا يطيقها كائن بشري. فانسحب الثائر الكبير إلي بيت «حران» في سكة «البريد».

قال الطبيب بعد أن تفحص السهم النابت:

- إذا انتزعته مت.

قال الرجل الذي جاء الكوفة علي قدر:

- الموت أيسر علي مما أنا فيه.

أمسك الطبيب كلاباً لينتزع السهم، و كان يدرك تماما أنه سينتزع الروح العظيمة التي دوّخت بعنفوانها عالما راكدا كنبع فوار في بركة آسنة.

أغمض زيد عينيه، انطلقت روحه في الأعالي. و ظل جسده ممددا تبحلق فيه عيون حياري، فهذا الرجل مطلوب من كلاب الحكم حيا أو ميتا؛ وارتسم سؤال كبير: أين ندفنه؟ و أين نواريه؟ قال أحدهم:

- نلبسه در عين و نلقيه في اليم.

قال آخر:

بل نحتز رأسه و نلقيه بين القتلي.

اعترض يحيي و قد تمثلت أنفاسه روح أبيه:

- لا والله لا تأكل لحم أبي الذئاب.

سادت فترة صمت، كان المطر خلالها ينهمر هادئا كسماء تنتحب.



[ صفحه 30]



همس أحدهم؛ و قد أضاءت في ذهنه فكرة:

- نحمله إلي «العباسية» فندفنه فيها.

انفلق الصبح؛ فانطلق رجال في غبش الفجر يحملون نعش الثورة فرآهم عبد نبطي.

كانت الأرض التي قصدوها وفيرة المياه، لم يضيعوا وقتهم؛ حفروا للجسد المطلوب حفرتين. و أودعوه التراب، فاحت رائحة طين معطور. ولكي يحكموا الأمر و يطمئن بالهم أجروا الماء فوق القبر ليتحول زيد إلي نهر.. نهر يروي للبحر قصة الثورة و الدم و الشهادة.



[ صفحه 31]




موكب يار




غم نپايد كه دگر موكب يار آمده است

گلعذاري كه بود رشك بهار آمده است



موج درياي كرم گوهري آورده برون

كز فروغش همه دلها به قرار آمده است



از گلستان بقا يك گل بي خار دگر

از ره لطف به منزلگه خار آمده است



نور او پيش تر از خلقت اين عالم بود

عالم از يمن قدومش چو بهار آمده است



ليك در هفدهم ماه ربيع الاول

پرده از چهره ي اين مه به كنار آمده است



[ صفحه 459]



نور زهراست كه پرتو فكند بار دگر

شاخ طوبي است دگر بار به بار آمده است



آمد آن شاه كه از قدرت دانائي او

لشكر كفر و جهالت به فرار آمده است



نور زهرا و علي را مرج البحرين است

يا بود روح محمد كه دو بار آمده است



بهر آزادي و خوشبختي ابناء بشر

ششمين اختر مسعود تبار آمده است



صابر و فاضل و طاهر لقب مشهورش

ليك بيش از همه صادق به شمار آمده است



جعفري نام شده مذهب اثني عشري

چون كه او مظهري از هفت و چهار آمده است



غرق امواج گنه كي شود اين كشتي دل

كه چنين موج شكن كوه وقار آمده است



وقت آن شد كه حسان عرض كني حاجت خويش

چون كه سلطان كرم بهر نثار آمده است



حبيب چايچيان (حسان)




معجزه حيات چهار پرنده


يكي از اصحاب حضرت ابا عبداللّه، امام جعفر صادق عليه السلام حكايت كند:

روزي به همراه بعضي از دوستان به مجلس شريف و مبارك آن حضرت شرفياب شدم؛ و من از محضر مقدّسش پيرامون اين آيه شريفه قرآن:

خُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ [1] سؤال كردم بر اين كه آيا آن پرندگان از يك جنس و يك نوع؛ و يا آن كه از انواع پرندگان متفاوت بودند؟

امام صادق عليه السلام فرمود: آيا دوست داريد تا همانند آن را به شما ارائه و نشان دهم؟

همگي در پاسخ گفتيم: بلي.

حضرت در همان حالتي كه نشسته بود صدا زد: طاووس!

ناگهان طاووسي پرواز كنان جلوي حضرت آمد، بعد از آن صدا زد: كلاغ! و كلاغي هم نزد حضرت آمد؛ و سپس يك كبوتر و يك باز شكاري را صدا نمود و آن دو نيز نزد حضرت حاضر شدند.

بعد از آن امام عليه السلام دستور داد تا سر آن چهار پرنده را بريدند؛ و پر و بال آن ها را كَنْدند و بدن هاي آن ها را قطعه قطعه كردند و سپس تمام گوشت و پوست آن ها را درهم آميختند.

پس از آن امام عليه السلام سر طاووس را به دست خود گرفت و آن را صدا زد.

ناگهان ديدم مقداري از استخوان ها، گوشت ها و پرها حركتي كردند و از مابقي جدا گشته و به هم پيوستند.

بعد از آن، حضرت سر طاووس را رها نمود و آن سر به بدن متّصل شد؛ و طاووس حركت كرد و صحيح و سالم جلوي امام صادق عليه السلام ايستاد.

سپس حضرت كلاغ و باز شكاري و كبوتر را يكي پس از ديگري صدا زد و جريان را به همان شكل انجام داد؛ و آن ها هم زنده شدند و در مقابل حضرت سر پا ايستادند. [2] .


پاورقي

[1] سوره توبة: آيه 103.

[2] اثبات الهداة: ج 3، ص 114، ح 135.


به آتش كشيدن خانه ي امام صادق


مفضل بن عمر مي گويد كه منصور دوانيقي براي فرماندار مكه و مدينه، حسن بن زيد، پيام داد كه خانه ي جعفر بن محمد (امام صادق عليه السلام) را بسوزان. او اين دستور را اجرا كرد و خانه ي امام صادق عليه السلام را سوزانيد كه آتش آن تا روي خانه سرايت كرد. امام صادق عليه السلام بيرون آمد و ميان آتش گام برمي داشت و مي فرمود: «انا ابن اعراق الثري انا ابن ابراهيم خليل الله» (منم فرزند اسماعيل كه فرزندانش مانند رگ و ريشه در اطراف زمين پراكنده اند. منم فرزند ابراهيم خليل الله). [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 2، ص 379.


فدك


حضرت صادق عليه السلام فرمود:

وقتي كه آيه «و ات ذاالقربي حقه والمسكين » نازل شد، پيغمبر اكرم صلي الله عليه وآله به جبرئيل فرمود: مسكين را مي شناسم ولي ذوالقربي چه كساني هستند؟ عرض كرد:نزديكان تو مي باشند. پس رسول خدا صلي الله عليه وآله حسن و حسين و فاطمه عليهم السلام را نزد خويش فراخواند و فرمود: خدا به من دستور داده كه حق شما را بدهم. بدين جهت فدك را به شما واگذار كردم. [1] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 8، ص 93.


الامام الصادق ملهم الكيمياء


الكيمياء: هو علم يبحث فيه عن طبائع و خواص الأجسام الأرضية، و كيفية تحليلها و تركيبها.

و لما كان بيت الامام الصادق عليه السلام كالجامعة يموج بالحكماء و أهل العلم، كان عليه السلام يلقي علي طلابه مختلف العلوم، و ينميهم بفنون المعارف، و مضافا لما يلقيه علي طلابه في الفقه، و الحديث، و التفسير، يخص من يجد فيه القابلية ببعض العلوم. لقد وجد عليه السلام في تلميذه جابر بن حيان استعدادا و لياقة، فاخذ يخصه بوقت يدرسه فيه الكيمياء و غيرها من العلوم، حتي كتب جابر من محاضرات الامام عليه السلام مئات الرسائل، و قد طبعت خمسمائة رسالة منها في المانيا قبل ثلثمائة سنة، أو أكثر، و هي موجودة في مكتبة الدولة ب (برلين) و مكتبة (باريس) [1] و بلغت مؤلفات



[ صفحه 22]



جابر 3900 رسالة [2] .

نذكر في هذه الصفحات كلمات بعض اعلام الشرق و الغرب في نسبة هذا العلم الي الامام الصادق عليه السلام، و أن جابر بن حيان أخذه عنه، و منه تعلم الأوروبيون.

نذكر من ذلك:

1 - قال بطرس البستاني: و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و فضله عظيم، و له مقالات في صناعة الكيمياء. [3] .

2 - قال خيرالدين الزركلي بعد أن تحدث عن الامام عليه السلام: و صنف تلميذه جابر بن حيان كتابا في ألف ورقة، يتضمن رسائل الامام جعفر الصادق و هي خمسمائة رسالة [4] .

3 - قال (دونالدسن): ان جابر بن حيان جمع ألفي



[ صفحه 23]



ورقة من عمل أستاذه الصادق [5] .

4 - قال عبدالله بن أسعد اليافعي بعد أن تحدث عن الامام عليه السلام: قد ألف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتابا يشتمل علي ألف ورقة، يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة. [6] .

5 - قال (فانديك) الهولندي: ان جابرا اشتهر ب (كيمياوي العرب) و انه تتلمذ علي يد الامام جعفر الصادق. [7] .

6 - قال السيد محسن الأمين في ترجمته لجابر: من أصحاب الامام جعفر الصادق عليه السلام، واحد أبوابه، و من كبار الشيعة، و ما يأتي عند تعدد مؤلفاته يدل علي أنه كان من عجائب الدنيا، و نوادر الدهر، و ان عالما يؤلف ما يزيد علي 3900 كتاب في علوم جلها عقلية و فلسفية، لهو حقا من



[ صفحه 24]



عجائب الكون... و مع ذلك يشتغل بصناعة الكيمياء، حتي صار أشهر من ينسب اليه هذا العلم، و ذلك يحتاج الي زمن طويل، و جهد عظيم، و يكفي في تفرد الرجل أن كتبه بقي كثير منها محفوظا في مكاتب الغرب و الشرق، و طبع جملة منها، و ترجم جملة منها. [8] .

7 - قال السيد هبةالدين الشهرستاني: أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الكوفي، من أشهر مشاهير تلاميذ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، مولده في طوس بخراسان، في سنة 80 من هجرة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و تفنن في العلوم الرياضية و النجوم و غيرها، و ألف فيها الكثير، و قد عد أبوالفرج ابن النديم في الفهرست المطبوع في ليدن بأوروبا نحو ألف و ثلثمائة رسالة له باسمائهن، و تتلمذه علي يد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ثابت، و كانت له ساعة معينة لأخذه العلوم من الامام يختص بها لديه، لا يشاركه فيها أحد، و رسائله جلها لولا كلها مصدرة باسم أستاذه جعفر، رأيت



[ صفحه 25]



خمسين رسالة منها قديمة الخط، يقول فيهن: (قال لي جعفر عليه السلام) أو (القي علي جعفر) أو (حدثني مولاي جعفر عليه السلام) و قال في رسالته الموسومة بالمنفعة: (أخذت هذا العلم من سيدي جعفر بن محمد سيد أهل زمانه...الخ).

و قد طبعت خمسمائة رسالة منها في المانيا قبل ثلثمائة سنة أو أكثر، و هي موجودة في مكتبة الدولة ببرلين، و مكتبة باريس، و قد ترجمه ابن خلكان في وفيات الأعيان و ذكر له تلك الرسائل، كذلك أصحاب المقتطف في السنة الأولي من المجلة، و اشاروا الي هذه الرسائل.

و قال: و قد سماه الافرنج أستاذ الحكمة، و لذكره تجليل و تبجيل لديهم، و اعترفوا له بأنه المكتشف لتسعة عشر عنصرا من عناصر المواد التي بلغت اليوم فوق المائة. و له مؤلفات كثيرة في الهيئة و النجوم، طبعت في المانيا قبل مئات السنين. [9] .



[ صفحه 26]




پاورقي

[1] الدلائل و المسائل: 52.

[2] انظر فهرست ابن النديم: 514، و أعيان الشيعة: 15 / 116.

[3] دائرة المعارف: 6 / 478.

[4] الأعلام: 1 / 186.

[5] حياة الصادق للسبتي: 16.

[6] مرآة الجنان: 1 / 304.

[7] أشعة من حياة الصادق: 39.

[8] أعيان الشيعة: 6 / 42 طبعة 2001 م.

[9] الدلائل و المسائل: 53.


تلاوته للقرآن


كان الامام من أحسن الناس صوتا في تلاوته القرآن الكريم فلا يكاد يسمعه أحد الا و يتأثر به، و يقول الرواة: ان السقائين الذين يمرون ببابه كانوا يقفون لاستماع صوته [1] .


پاورقي

[1] شرح شافية ابي فراس 2 / ورقة 198 (مصور في مكتبة الحكيم). اصول الكافي 2 / 616.


القابه


أما القابه الشريفة فقد دلت علي ملامح شخصيته العظيمة و نزعاته الرفيعة و هي:



[ صفحه 22]



1- الأمين:

2- الشبيه: لأنه كان يشبه جده رسول الله (ص) [1] .

3- الشاكر:

4- الهادي:

5- الصابر:

6- الشاهد: [2] .

7- الباقر: [3] و هذا من اكثر ألقابه ذيوعا و انتشارا، و قد لقب هو و ولده الامام الصادق با (لباقرين) كما لقبا با (لصادقين) من باب التغليب [4] .

و يكاد مجمع المؤرخون و المترجمون للأمام علي أنه انما لقب بالباقر لانه بقر العلم أي شقه، و توسع فيه فعرف أصله و علم خفيه [5] ، و فيه يقول الامام الرضي:



يا باقر العلم لاهل التقي

و خير من لي علي الاجبل [6] .

و كأنهم نظروا في ذلك الي ما أثر عنه من سعة العلوم و المعارف فجعلوا هذا اللقب مشعرا بها، و قيل انما لقب به لكثرة سجوده فقد بقر جبهته



[ صفحه 23]



أي فتحها و وسعها [7] و قيل انما لقب بذلك لقوله: «استصرخي الحق و قد حواه الباطل في جوفه، فبقرت عن خاصرته، و اطلعت الحق من حجبه حق ظهر و انتشر بعدما خفي» [8] ولكن المشهور و الذائع بين المؤرخين هو المعني الاول دون غيره.


پاورقي

[1] الدر النظيم في مناقب الائمة من مصورات مكتبة الامام أميرالمؤمنين ضياء العالمين الجزء الثاني مخطوط، اعيان الشيعة ق 1 / 4 / 464.

[2] جنات الخلود، و نسخ التواريخ.

[3] تذكرة الحافظ 1 / 124، نزهة الجليس 2 / 36، مرآة الجنان 1 / 247، دائرة معارف و جدي 3 / 563.

[4] جامع المقال للشيخ الطريحي من مصورات مكتبة الامام الحكيم.

[5] عيون الاخبار و فنون الآثار (ص 213) عمدة الطالب (ص 183).

[6] جوهرة الكلام في مدح السادة الاعلام (ص 133).

[7] مرآة الزمان في تواريخ الأعيان 5 / 78 من مصورات مكتبة الامام الحكيم.

[8] مرآة الزمان في تواريخ الاعيان الجزء الخامس مخطوط.


قيام نوادگان امام حسن مجتبي


«عبدالله محض» كه پسرزاده امام حسن مجتبي،عليه السلام، بود، همواره براي به قدرت رساندن پسرانش تلاش مي كرد و پسر خود «محمد» معروف به «نفس زكيه» را قائم آل محمد مي خواند، از اين رو در پي فرصتي بود كه به اهداف خود جامه عمل بپوشاند و حتي به دنبال اين بود كه از امام صادق، عليه السلام، نيز براي پسرش بيعت بگيرد، اما امام در پاسخ او با لحني خيرخواهانه فرمود:

«من ترا اي پسرعمو به پناه خدا مي سپارم و هرگز به مصلحت شما نمي دانم كه در اين امر (به دست گرفتن حكومت) دخالت كنيد، من مي ترسم كه با اين اقدام خود و خانواده ات به نابودي كشيده شويد».

عبدالله كه از اين سخنان امام جا خورده بود و انتظار چنين جوابي را نداشت شروع به سخناني در انكار و رد امامت فرزندان حسين بن علي، عليهماالسلام، نمود. اما سرانجام پس از دقايقي بحث و مجادله با امام با اين پاسخ مواجه شد كه: «مرا اطاعت كن اي ابومحمد! به خداوند متعال خدايي كه جز او خداي ديگري نيست قسم مي خورم كه من از تو پندها و خيرانديشي هاي خود را دريغ نمي دارم. ولي افسوس مي خورم كه تو پند مرا نمي پذيري و از آنچه تقدير شده است، راه گريزي نيست. تو نمي داني كه پسرت محمد همين محمد در «سده اشجع» در آغوش سيل آن دامنه كشته خواهد شد».

سرانجام در سال 144 ق و در زمان خلافت منصور عباسي فرزندان عبدالله دست به قيام زدند و حتي در جريان قيام خود براي اينكه امام صادق،عليه السلام، را به همكاري با خود وادار كنند، به اعمال خشونت پرداخته وحضرتش را به بند كشيدند. اما همه اين فعاليتها براي آنها ثمري نداشت و آنچنان كه امام پيش بيني نموده بود، «محمد» و «ابراهيم» فرزندان عبدالله محض در سال 145 ق در جنگ با سپاه عباسي به قتل رسيدند. [1] .

اين گوشه اي بود از حركتهاي اعتراض آميزي كه گاه به صورت مسلحانه و گاه به صورت قيام مردمي هر چند صباح در جامعه آن روز اتفاق مي افتاد. اما اينك مي پردازيم به بررسي سياست و خط مشي اي كه امام صادق، عليه السلام، در آن اوضاع و احوال آشفته در پيش گرفتند:


پاورقي

[1] فاضل، جواد، همان، صص 101-76.


عصاي متبرك


او سال هاي زيادي در پاي درسش نشسته بود، از دريايي بي كران معلومات استاد بهره برده بود هر چه داشت از او بود، اما دچار غرور علمي شده بود و فكر مي كرد او هم به درجه ي استادي رسيده است و هيچ چيز از استاد كم ندارد.

چند نفر كم عقل و بي خرد نيز دور او را گرفته بودند و مثلا از او كسب علم مي كردند. غروري كه در او به وجود آمده بود اجازه نمي داد آموخته هايي را كه از استاد دارد بيان كند، به حدي رسيده بود كه از خود فتوا صادر مي كرد... آن هم فتواهاي عجيب و غريب.

يك روز كه براي چاپلوسي خدمت امام رسيده بود امام را ديد كه با عصا از خانه اش بيرون مي آيد. گفت: مگر پير شده اي كه عصا دست گرفته اي، عصا برداشتن كار پيرمردهاست نه شما.

- آري نيازي به عصا ندارم، اما اين عصا يادگار جدم - رسول خدا - است و من دستم را جاي دست رسول خدا گذاشته ام.



[ صفحه 60]



ابوحنيفه هول شد و دست و پاي خود را گم كرد، گفت: عجب، اگر مي دانستم عصاي پيغمبر است جايگاه دست او را بوسه باران مي كردم.

امام صادق عليه السلام نگاهي به او كرد و گفت: بيا دست مرا ببوس... (و آستينش را بالا زد) و وقتي تعجب ابوحنيفه را ديد فرمود «به خدا سوگند، تو مي داني اين پوست و گوشت من از پوست و گوشت رسول خداست، ولي با اين حال همه جا بناي مخالفت با من را مي گذاري، حال عصا را مي خواهي ببوسي؟!»

ابوحنيفه كه انتظار اين حرف را نداشت دستپاچه شد و برخاست تا براي جبران غرور شكسته شده اش دست حضرت را ببوسد.

امام مي دانست كه او دارد چاپلوسي مي كند و نيت او خالص نيست، آستين لباسش را پايين انداخت و رفت.

و ابوحنيفه مانده بود با يك غرور شكسته و آبروي ريخته. [1] .


پاورقي

[1] داستان دوستان، ج 5، ص 233.


داوود رقي، طلاهاي شمش و اعجاز امام


داوود رقي گويد: امام صادق مرا ديد و فرمود: چه شده كه رنگت را متغير مي بينم؟ گفتم: قرض كمرشكني كه دارم آن را تغيير داده و حال تصميم گرفته ام به هند سفر كنم و پيش پدرم بروم. امام فرمود: هر وقت خواستي بروي برو. گفتم: از خطرهاي دريا مي توانم خلاص شوم و به وطن برگردم؟ امام فرمود: داوود! آن خدايي كه در خشكي حافظ توست در دريا هم حافظ توست. داوود! اگر ما نبوديم، نهرها جاري نمي شد و ميوه ها نمي رسيد و درخت ها سبز نمي گشت. [1] .

داوود گويد: من سوار كشتي شدم و سير كردم تا به ساحل رسيدم؛ همان جايي كه خدا خواسته بود كشتي آنجا رود. پس از صد و بيست روز از كشتي خارج شدم. روز جمعه بود و قبل از وقت نماز كه آسمان را ابر گرفته بود. ناگاه نوري از كرانه ي آسمان تا روي زمين ظاهر شد و صدايي آهسته



[ صفحه 214]



به گوشم رسيد كه: اي داوود رقي! زمان اداي دين تو است. سر بلند كن و متوجه خدا باش كه سالم ماندي. گويد: سر بلند كردم و ندايي به من رسيد كه برو پشت آن تپه ي سرخ. چون به آنجا رفتم صفحه هايي از طلاي سرخ يافتم كه يك طرفش صاف و يك طرف ديگرش با اين آيه مخلوط بود: «هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب» [2] ؛ اين عطاي ماست. پس تو هم به هر كه خواهي عطا كن يا براي خود نگاه دار و حسابي بر تو نيست.

داوود گويد: طلاها را برداشتم و در حالي كه ارزش و قيمت آنها به شمار نمي آمد آنها را محفوظ به مدينه بردم. در مدينه خدمت امام صادق شرفياب شدم. امام به من فرمود: داوود! عطاي من به تو همان نوري بود كه بر تو درخشيد نه آن طلاها، ولكن آنها براي تو گوارا باد! عطايي است از پروردگار كريم. پس خدا را حمد و ثنا كن.

داوود گويد: از معتب خادم پرسيدم كه حضرت در آن وقت كه من از كشتي بيرون آمدم چه مي كرد؟ گفت: آن وقت كه تو مي گويي به تدريس و حديث خواندن بر يارانش از جمله خثيمه، حمران عبدالأعلي مشغول بود و آنچه تو مي گويي و ديده بودي همان ها را براي آنان بيان مي كرد و چون وقت نماز شد حضرت برخاست و با ايشان نماز گزارد.

داوود گفت: اين را از آن جماعت نيز سؤال كردم و آنان نيز همين مطالب را برايم نقل كردند. [3] .


پاورقي

[1] در جملات زيارت جامعه ي كبيره نيز اين مضمون آمده است.

[2] جن / 39.

[3] منتهي الآمال، زندگاني امام صادق (ع).


التركيز علي الحفاظ علي الخلق العام


و هنا أيضا تواجهنا مجموعة ضخمة من الأحاديث الأخلاقية التي يحمل كل منها ثروة من الارشادات و التوجيهات، و قدانتشرت هذه الأحاديث بين أبناء الأمة و تناقلتها الركبان و تهذبت بها الجموع الغفيرة و عادت منهلا من مناهل الخلق القويم، فلنطالع مثلا الأحاديث القصار التالية لنكتشف بعض جوانب العظمة:

- ثلاثة لا يعذر المرء فيها: مشاورة ناصح، و مداراة حاسد و التحية الي الناس.

- العجب يكلم المحاسن، و الحسد للصديق من سقم المودة، و لن تمنع الناس من عرضك الا بما تنشر عليهم من فضلك.

- العز أن تذل للحق اذا ألزمك.

- خمس خصال من لم تكن فيه لم يكن فيه كثر مستمتع؛ الدين و العقل و الأدب، و الحرية و حسن الخلق.

- و من حكمه (عليه السلام): العلم جنة، و الصدق عز، و الجهل ذل، و حسن الخلق مجلبة للمودة، و العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، و الحزم مشكاة الظن، و الله من عرفه، و العاقل غفور و الجاهل ختور و ان شئت أن تكرم فلن، و ان شئت أن تهان فأخشن، و من كرم أصله لان قلبه، و من خشن عنصره غلظ كبده، و من فرط تورط، و من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم، و من هجم من غير علم جدع أنف نفسه [1] .

و لن نستطيع هنا الاشارة الي أكثر من هذا، و بحر العلم أمامنا زخار بالمعارف الأخلاقية التي تركت - كما قلنا - أثرها الكبير في ايجاد نهضة أخلاقية في المجتمع آنذاك.


پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعة / ج 1 / ص 137 - 136.


فعاليت هاي سياسي - اجتماعي


امام در دوران ضعف حكومت امويان و دوران انتقال حكومت اموي به عباسي و درگيري هاي سياسي نظامي به سر مي برد. دعوت عباسيان، در دوران امامت باقر عليه السلام به صورت كاملا پنهاني آغاز شد. آنان با استفاده از شعار دعوت به اهل بيت عليهم السلام موفق شده بودند بسياري از شيعيان و علويان را به خود جذب كنند. آنها جبهه متحدي از نيروهاي عباسي، علوي، شيعي، زيدي، كيساني، خوارج، ايراني و همه نيروهاي مخالف امويان تشكيل داده و با مقدس نشان دادن هدف و تحريك احساسات ديني - قومي، به كمك گروه هاي درگير و خراسانيان، به بهانه خون خواهي از قاتلان امام حسين عليه السلام و احقاق حق اهل بيت پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم)، نهضت و انقلاب خويش را پيش بردند و با آن كه پيشتر با محمد بن عبدالله نفس زكيه به عنوان امام بيعت كرده بودند، چندي نگذشت كه وي را كشتند.

امام صادق عليه السلام كه از توطئه عباسيان آگاه بود، از ابتدا خود را از صحنه مبارزه كنار كشيد و عموزادگان و پيروان خويش را از همراهي با عباسيان بر حذر داشت و آنان را از مقاصد عباسيان آگاه كرد و خود شيوه ي تقيه را به ديگران سفارش كرد. با آن كه تقيه راهكار مناسبي براي دور بودن از آسيب هاي اجتماعي و سياسي بود، اما هيچ يك از امامان عليهم السلام در اثبات حقانيت خويش، در مسأله امامت تقيه نكردند و در اظهار آن كوتاهي نورزيدند.

شجاعت امامان شيعه، حتي در سخت ترين شرايط و در اختناق كامل، بر نترس بودن آنان دلالت دارد و البته كه تقيه، به معناي ترسيدن نيست. در مورد اظهار شجاعت و اعلان مواضع اصولي در دوران هاي مختلف در زندگي امامان و تاريخ تشيع، نمونه هاي فراواني وجود دارد. يك نمونه از جرأت و قدرت امام در برابر



[ صفحه 25]



منصور، گفتگوي مفصلي است كه ميان امام و او گزارش شده است. امام پاسخ منصور را در حضور جمع درباريان در مورد منزلت امام علي عليه السلام فرمودند و بسيار صريح از مقام رفيع امامت و جايگاه امام نزد پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) و خداوند و حقانيت ايشان پرده برداشتند. [1] .

نمونه ي ديگر، شهامت امام در برابر زمامدار عباسي است. شيبة بن غفال كه پس از كشته شدن محمد نفس زكيه به زمامداري مدينه رسيد، در يكي از خطبه هاي نماز جمعه خويش از امام علي عليه السلام به زشتي سخن گفت و امام را به تفرقه افكني متهم كرده، نوادگانش، محمد و ابراهيم را ادامه دهنده راه او خواند و آنان را آشوبگر، فتنه ساز و مفسد معرفي كرد كه مستحق كشته شدن و در خون غلطيدن بودند. راوي گويد: اين سخنان بر مردم گران آمد، ولي كسي قدرت ابراز وجود نداشت و تنها امام صادق عليه السلام ايستاد و حاكم را به باد انتقاد گرفت و گفت: هر سخن خوبي كه گفتي، ما به آن سزاواريم و هر سخن زشتي كه بر دهان راندي، خودت و اربابت (منصور) به آن سزاوارتريد. آنگاه امام عليه السلام رو به مردم كرد و گفت: آيا مي خواهيد، زيانكارترين مردم در روز قيامت، كه دين خويش را به دنيا فروخته، به شما نشان دهم؟ او، اين فاسق است. [2] .

نمونه اي ديگر در دفاع از شيعيان آن است كه امام صادق عليه السلام با كمال شهامت، در مورد به شهادت رسيدن معلي بن خنيس كه كارگزار مالي و وكيل امام بود، به



[ صفحه 26]



داوود بن علي، كارگزار خليفه و قاتل او اعتراض كرد. وي امام را تهديد كرد و امام نيز در مقابل او نفرين كرد. [3] .

زيد، يحيي، عبدالله محض، نفس زكيه و چند تن از مبارزان، به هشدارهايي كه از سوي امامان شده بودند توجهي نكردند، اما به آن نيز معترف بودند كه امام در خشت خام چيزي را مي ديد كه آنان در آيينه نمي ديدند. امام عليه السلام، هم ايشان را از ورود به فعاليت هاي تند پرهيز مي داد و هم خويشتن را. حتي آن حضرت دعوت ابوسلمه و ابومسلم را رد كرد و آگاهانه از ورود به جريانها و جنبش هاي سياسي خودداري ورزيد؛ چنان كه شيعيان را از نزديك شدن به دستگاه حاكمه و همكاري با آنان نهي فرمود. [4] .

در اوايل قرن دوم، سازمان كلامي شيعه، همپاي سازمان فقهي آن به وسيله امام باقر عليه السلام پايه گذاري شد و به همت امام صادق عليه السلام راه كمال گرفت. پيش از آن، از نظر كلامي و از نظر فقهي، مرزبندي مشخص ميان مذاهب اسلامي انجام نشده بود. ظهور شيعه به عنوان يك مذهب كلامي مستقل، در عصر امام صادق



[ صفحه 27]



عليه السلام، و با ظهور متكلماني چون هشام بن حكم، مؤمن طاق، هشام بن سالم و... امكان پذير گرديد.

تاريخ تشيع، در واكنش به تحولات سياسي و عقايد رايج در جامعه يا به تناسب ضرورت هاي خاص در مذهب، موضع گيري هاي متفاوتي داشت و شعبه ها و گرايش هاي مختلف شيعه، اختلاف نظرهاي خاصي را مطرح كردند. نيمه اول قرن دوم هجري، براي همه مذهب ها و فرقه هاي اسلامي، عصر كسب استقلال عقيدتي و كلامي است. [5] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 47، ص 167 - 169.

[2] امالي الطوسي، ص 51.

[3] بحارالانوار، ج 47، ص 177 و 181.

[4] اسحاق بن عمار گويد: شخصي از امام صادق عليه السلام درباره ي كارمند شدن در حكومت سلطان ستمگر سؤال كرد. حضرت فرمودند: آيا آنها سراغ شما مي آيند يا شما نزد آنها مي رويد؟ آن مرد گفت: بلكه آنها سراغ ما مي آيند. حضرت فرمودند: اشكالي ندارد. گويا جمله ي سؤال گونه امام، پرسش از حالت اكراه و اجبار است كه در اين صورت ورود به دستگاه بدون اشكال است. از فضاي حاكم بر اين پرسش فهميده مي شود كه پرسشگر به خوبي از نظر امام در ممنوعيت همكاري با سلطان ستمگر آگاه بوده است و اين سؤال به منزله اذن و اجازه خواستن است و امام نيز فقط به صورت مجبور بودن تجويز فرموده اند. قاضي زاهدي، احمد، گنجينه ي نور، ج 1، ص 485، نقل از محمد بن محمد بن نعمان، شيخ مفيد، الاختصاص، ص 261.

[5] ولوي: علي محمد، ديانت و سياست در قرون نخستين اسلامي، ص 223.


سرانجام نيك


زهير بن قين [1] كسي است كه بنا به گفته مرحوم نمازي [2] در مستدرك سفينه البحار



[ صفحه 19]



«تشرف بالسلام من الناحية المقدسة» يعني در زيارت ناحيه كه منسوب به حضرت ولي عصر است آمده: «السلام علي زهير بن القين». آري فخر عالم، منجي بشريت بر زهير بن قين درود مي فرستد. مگر زهير كه بود؟ در تاريخ آمده است كه او عثماني بود و با اهل بيت عليهم السلام جنگ و دشمني داشت. عثمانيه جرياني بود كه پس از كشته شدن عثمان به سركردگي معاويه تشكيل شد و اساس آن بر اين عقيده بود كه سبب كشته شدن عثمان، علي بن ابي طالب بوده است. عثماني ها ادعا داشتند اطرافيان علي بودند كه عثمان را كشتند. آنان نه تنها علي بن ابي طالب را امام نمي دانستند كه با آن حضرت و پيروانش جنگ و دشمني هم داشتند. زهير در كوفه يعني مركز اصحاب اميرمؤمنان و فرزندان بزرگوار آن حضرت زندگي مي كرد، اما با اين حال با آنان دشمني داشت. ولي همين زهير بن قيس عثماني به مقام و مرتبه اي مي رسد كه امام غايب شيعيان بر او سلام مي فرستد.


پاورقي

[1] زهير بن قين از جمله اصحاب امام حسين عليه السلام است، امام بعد از شنيدن خبر شهادت مسلم در صحراي كربلا سفيري به اردوي زهير فرستاد و از او طلب ياري كرد. زهير ابتدا امتناع كرد ولي با تشويق زنش هر دو به ياري امام شتافتند و سرانجام شهد شهادت نوشيدند.

[2] علي نمازي شاهرودي (1363 - 1293 ش)، عالم ديني، فقيه، محدث و متكلم. در شاهرود به دنيا آمد پس از فراگيري مقدمات نزد پدرش، به مشهد مهاجرت نمود و مدارج عالي سطح را نزد استادان مشهد فرا گرفت. در معارف و اخلاق از محضر ميرزا مهدي غروي اصفهاني بهره مند گشت. وي علاوه بر امامت جماعت يكي از مساجد مشهد به كار تأليف و تصنيف نيز اشتغال داشت. از آثار وي مي توان مستدرك سفينة البحار، ابواب رحمت، تاريخ فلسفه و تصوف، اركان دين، مقام قرآن و عترت در اسلام، فهرست منتهي الجمان، اثبات ولايت و آثار ديگري را نام برد.

(اثر آفرينان: زندگينامه نام آوران فرهنگي ايران از آغاز تا سال 1300 شمسي، ج 6، ص 64.).


درباره ي اين كتاب


اوراق اين كتاب چون برگهاي گل به روي شما باز مي شود و مطالب آن بسان شكوفه هاي رنگارنگ در دامان شما فرو مي ريزد. اين شما هستيد كه بايد از تماشاي آنها لذت ببريد و آنها را ببوييد.

من نيز مورد لطف و عنايت الهي واقع شدم، هماي سعادت بر سرم بال و پر گشود، خوشبخت و خوشوقت گشتم، مدتي را با اين گلهاي رنگارنگ مأنوس بودم. از اين كلمات و از اين مجموعه ي ادبي و مضامين پر از حكمت بهره ها بردم و توشه ها برگرفتم. نتيجه چه شد؟ نتيجه آن شد كه مغزم در تشريح اين كلمات و ارائه هدف عالي امام صادق عليه السلام، به كار افتاد. و تا آنجا كه مناسبت اقتضا مي كرد، آن درهاي پر بها را تفسير كردم. و ذهن خواننده را براي درك آن حقايق، به وسيله ي شرحي كه قبل از هر كلمه نگاشته ام، آماده ساختم.

كوشيدم و از پاي ننشستم، تا اين كتاب را به سبك حاضر در آورده، به برادران ديني خويش عرضه داشتم. چه كنم و چه مي خواهم بكنم؟ در پي حشمت و جاه نبوده و در صدد جلب ماديات بر نيامده ام. از بد حوادث و مفاسد به اين گفته ها و نوشته ها پناه آورده ام. و دور از هياهوي زندگي خود را به آنها تسلي مي بخشم.



[ صفحه 21]



جوش و خروش سينه را، با چكيده ي نيش قلم فرو مي نشانم و التهاب درون را با اين گونه اكسيرها تسكين مي دهم من زحمت خود را كشيده ام و به يقين اجر خود را خواهم گرفت. وعده اي است كه خدا داده و مطلبي است كه قرآن فرموده:

انا لا نضيع اجر من احسن عملا. [1] .

مسلم است كه ما اجر هر كسي را كه كار نيكي كرده است ضايع نمي كنيم.

متاع كفر و دين بي مشتري نيست، برخي مي پسندند، مي خواهند، مي خرند، مي خوانند و انشاءالله عمل مي كنند. آنان به وجود درد پي برده و طالب درمان هستند. اگر از ميان خوانندگان، يك تن پيدا شود و تحت تأثير اين كلمات قرار گيرد و منقلب شود، براي من كافي است، پس چرا در برابر اين نعمت خدا را ستايش نكنم و از اينكه مرا بر تأليف اين كتاب توفيق داد سپاسش نگويم.


پاورقي

[1] سوره كهف. آيه 30.


حلقة أو حوزة تدريس الامام الصادق في الكوفة


الامام الصادق (ع) الي جانب نشره العلوم في المدينة، كان قد انتقل غير مرة الي الكوفة و حل فيها، كقلعة حصينة لظهور و انتشار التشيع، و كان يلقي دروسه في مسجد الكوفة في زاوية تسمي حتي اليوم بمقام الامام الصادق (ع). و يظهر من التحقيق في أحوال رواته، أن غالبيتهم كانوا من أهل الكوفة.

و قد تقيد الشيخ الطوسي في كتابه الفهرست، و أبوالعباس نجاشي في كتابه المعروف (رجال النجاشي) بذكر مثال هؤلاء الرواة باسم (الكوفي) لأن التقيد بذلك قد يعني التلميح بقوة أو ضعف الراوي أو هو رمز الي تشيعه لكثرة من بها من الشيعة، و مهما يكن من حال فالواضح تماما أن الكوفة كانت المحطة الأولي و الأهم لنشر التشيع و علوم أهل البيت (ع) و هي كالأم لباقي المراكز العلمية الشيعية، و نذكر للمثال: ما نقله النجاشي: أن أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري القمي الذي كان أحد المحدثين و الرؤساء الكبار في قم يقول: ذهبت الي الكوفة لتحصيل الحديث، و حضرت مجلس حسن بن علي الوشاء أحد أصحاب الامام الرضا عليه السلام، لأخذ الحديث عنه، فأعطاني كتابا و قال: استنسخ هذا لأقراؤه عليك بعدئذ، قلت له آمن حوادث الدهر، اقرأه الساعة علي (يقصد أخشسي أن تموت أو يحدث ما يحرمني من فيض سماع الحديث عنك) قال رحمه الله لوالدي اذهب اكتب و تعال، ولو كنت أعلم أن طلاب هذا الحديث بهذه الكثرة، لجمعته قبل ذلك، لأني رأيت في هذا المسجد (مسجد الكوفة) تسعمائة شيخ يقولون: حدثنا جعفر بن محمد!!


اسرار امام سجاد


امام سجاد عليه السلام مانند جد مظلومش علي بن ابي طالب در محيطي زندگي مي كرد كه فكر و انديشه ي مردم آن روزگار حكومت زده بود و خود آزادانديش و آزادگو نبودند و هر چه را كه ابرقدرتها و حكام مافوق مي خواستند بر زبان مي آوردند نه آنچه را كه خدا و پيغمبر گفته بودند! از اين رو كه جو سالم و انديشه ي چندان سالمي يافت نمي شد،



[ صفحه 15]



بسياري از علوم و حقايق همچنان ناگفته ماند و كسي از آن درهاي ناسفته بهره اي نگرفت و در نتيجه جهان اسلام در محروميت و فقر فرهنگي نگاه داشته شد. در اين زمينه خود امام اشاره فرموده است:

اني لاكتم من علمي جواهره

كي لا يري العلم ذو جهل فيفتتنا

و قد تقدم في هذا ابوالحسن

الي الحسين وصي قبله الحسنا

يا رب جوهر علم لو ابوح به

لقيل لي انت ممن يعبد صنما

و لاستحل رجال مسلمون دمي

يرون اقبح ما يأتونه حسنا

من گوهرهاي دانش خودم را پنهان مي كنم [چون مردم آن را درك نمي كنند]

تا اينكه هر ناداني به وسيله ي آن گمراه نشود.

جدم أميرالمؤمنين در كتمان علم بر من سبقت داشته

و فرزندان خود حسن و حسين را به آن وصيت كرده است.

خدايا، علوم بسيار و رازهاي بي شماري هست كه اگر آنها را آشكار كنم.

به من خواهند گفت تو بت پرست شده اي.

[چون رشد عقلي و شعور علمي ندارند] رجال مسلمان خون مرا حلال مي دانند.

و زشت ترين كار خود را نيك مي پندارند [يعني حلال كردن خون مرا نيك خواهند شمرد!] .

اين بود نمونه ي بسيار كوچك و فشرده اي از تنهايي و



[ صفحه 16]



غربت امام سجاد عليه السلام كه ديديم در شهر و ديار خويش و در ميان امت هم كيش خود غريب و تنها بود و كسي را نمي يافت تا اسرار دروني خود را به او بسپارد، لذا فرصت طلبان و صاحبان قدرت نامشروع از اين ناآگاهيهاي همگاني بهره مي بردند و از همين اغنام مرگ مي ساختند و خون مظلوم را به ياري او به كام خود فرومي ريختند!


رونق گرفتن بحثهاي كلامي در منطقه ي شرق اسلامي و علت آن و...


ضعيف شدن و سپس درهم ريختن حكومت مروانيان، چنان كه آزاديهاي سياسي را فراهم آورد و در گوشه و كنار مقدمات قيامهاي ديني و دسته بندي عليه حاكمان آماده گرديد، آزادي بحثهاي علمي را در شاخه هاي گوناگون نيز موجب شد. از اين جمله رونق گرفتن بحثهاي كلامي در حلقه هاي درسي بود - خواه براي افزودن دانش و خواه براي مغلوب كردن خصم. اين بحث از دهها سال پيش آغاز شده بود، اما بازار آن در پايان سده ي نخست و آغاز سده ي دوم هجري گرمي خاصي يافت. چرا؟

مردمي كه در مكه و مدينه دعوت رسول خدا (ص) را پذيرفتند، ذهني ساده داشتند. اين سادگي از محيطي كه در آن زاده شده و به سر مي بردند نشأت يافته بود. چون به اسلام درآمدند، سخنان رسول (ص) را بي چون و چرا مي پذيرفتند. اگر در دانستن چيزي در مي ماندند مشكل خود را با پيغمبر در ميان مي نهادند يا به قرآن و حديث باز مي گشتند و از ياران رسول خدا كه بصيرت بيشتر داشتند ياري مي خواستند. آنچه از ظاهر قرآن مي فهميدند برايشان حجت بود، و ضمير دلشان در دانستن آن



[ صفحه 48]



روشن مي شد. مي دانستند خدا عالم است و هرگز بدان نمي انديشيدند كه علم او عين ذات اوست يا جزء ذات او، در اين باره چيزي به خاطرشان نمي گذشت و اگر هم مي گذشت از آن مي گذشتند. نه منطق يوناني مي دانستند و نه با علم كلام آشنا بودند. هنگامي كه به كشورگشايي برخاستند و به سرزمينهاي همسايه هاي شرقي و شمالي درآمدند با مردمي روبرو شدند كه انديشه هاشان درباره ي دين چون آنان ساده و بي آلايش نبود با هر انديشه اي دهها شبهت و با هر شبهتي خطاهايي در انديشه. بيشتر خواهان گفتگو و كمتر مرد اعتقاد و عمل.

بسياري از دانشمندان آن سرزمينها سالها به بحثهاي عقلاني كه بعدها در حوزه هاي عالمان مسلمان علم كلام ناميده شد سرگرم بودند، كلام يهودي، مسيحي و زرتشتي در مجلسهاي آنان جايي داشت. آن مردم ساده ذهن كه تبليغ اسلام را عهده دار بودند، با چنين مردمي روبه رو شدند. طبيعي است ميان آنان بحثهايي درگيرد و در بحث درمانند و پاسخ گفتن نتوانند.

بيشتر خوانندگان اين كتاب با داستاني كه سعدي در گلستان آورده آشنايند. اين داستان در سده ي هفتم نوشته شده، اما حكايتي از روزگار پيشين است:

يكي از علماي معتبر را مناظره افتاد با يكي از ملاحده لعنهم الله علي حده، و به حجت با او برنيامد، سپر بينداخت و برگشت. كسي گفتش تو را با چندين علم و فضل با بي ديني حجت نماند؟ گفت: علم من قرآن است و حديث و گفتار مشايخ، و او بدينها معتقد نيست و نمي شنود مرا به شنيدن كفر او چه حاجت. [1] .



[ صفحه 49]



ليكن اندك اندك دانستند با روگرداني از بحث و مناظره نمي توان كاري پيش برد و بايد با سلاح آنان به جنگشان رفت. منطق و كلام را فراگرفتند و بازار جدال رونق گرفت. گويا نخستين بحثي كه در اين باره به ميان آمد، بحث جبر و اختيار است. آيا آدمي در كار خود اختيار دارد؟ يا اراده ي خدا او را به كار واميدارد. در برخي كتابها تاريخ پيدايش اين بحث ها را پايان سده ي نخستين از هجرت نوشته اند. ليكن از پاره اي گفتگوها كه با اميرمؤمنان (ع) در ميان آمده، معلوم مي شود هنوز سده ي نخستين به نيمه نرسيده، مسلمانان با بحث قدر آشنا بوده اند.

در يكي از سخنان كوتاه علي (ع) كه به شماره ي 78 در نهج البلاغه ثبت است، كسي از او مي پرسد: رفتن ما به شام به قضا و قدر خدا بود؟ و امام بدو پاسخ مثبت مي دهد و او مي گويد: پس رنج ما باطل است. امام مي گويد: گويا تو قضاء لازم و قدر حتم را قصد داري؟ همين پرسش و پاسخ را در كتابهاي تاريخي نيز مي بينيم. ابن اعثم كوفي نوشته است: در اثناي راه بازگشت از شام مردي از اهل كوفه پرسيد: اي اميرمؤمنان اين جنگ ها كه با شاميان كرديم به حكم خدا بود؟ و چون امام پاسخ مثبت مي دهد مي گويد: پس ما را نزد خدا ثوابي نيست چرا كه قضا و قدر خدا ما را بدان جا برده است. [2] .

روايتهاي ديگر نيز هست كه مضمون آنها معلوم مي دارد از رسول خدا و علي (ع) درباره ي قدر پرسش شده است. [3] به هر حال در پايان سده ي نخستين از هجرت و آغاز سده ي دوم اين بحث در مجلسهاي علمي رونق



[ صفحه 50]



يافته بود و از امام صادق (ع) در اين باره پرسشها شده است. از جمله آنكه جميل بن دراج گويد: ابوعبدالله را از قضا و قدر پرسيدم، فرمود آفريده هاي خدايند و خدا در آفريده اش چيزي را كه خواهد مي افزايد. [4] و در پاسخ ديگر كه از قضا و قدر مي پرسد گويد: چون روز رستاخيز آيد و خدا آفريدگان را فراهم نمايد، از آنچه بر آنان عهد بسته است پرسد. [5] و از آنچه قضاي او بر آن رفته نپرسد. [6] .

كسي ديگر مي پرسد: آيا خدا چيزي را به بندگانش واگذارده؟

- خدا اجل و اعظم از اين است!

- آيا آنان را مجبور ساخته؟

- خدا عادل تر از آن است كه بندگان را مجبور سازد، سپس عذابشان كند.

- آيا ميان اين دو منزله اي است؟

- آري به وسعت ميان آسمان و زمين. [7] .

آنكه مي پندارد خدا به بدي و فحشاء امر مي كند بر خدا دروغ بسته است و آنكه مي گويد خير و شر به مشيت خدا نيست، خدا را قادر ندانسته و آنكه مي پندارد نافرماني با قوتي جز قوت خداداد سرزده، بر خدا دروغ بسته. [8] .

ديگر از بحثهايي كه در پايان سده ي نخست و آغاز سده ي دوم [عصر امام صادق (ع)] رونق داشته، بحث حدوث و قدم عالم است. آيا جهان نو پديد آمده يا ديرينه است؟ و نتيجه ي بحث در حادث يا قديم بودن عالم به صفات حق تعالي باز مي گردد كه قديم است يا حادث.



[ صفحه 51]



از جمله كساني كه درباره ي حدوث يا قدم عالم از امام صادق پرسش كرده، ابوشاكر ديصاني است.

ابن نديم، ابوشاكر را در شمار رؤساي متكلماني نوشته است كه در ظاهر خود را مسلمان مي نماياندند و در نهان زنديق بودند. [9] نوشته اند روزي ابوشاكر به مجلس امام درآمد. نخست خاندان او را ستود، سپس گفت: اگر نام علما به ميان آيد به تو اشارت مي كنند. اي درياي خروشان (دانش) به ما بگو دليل حدوث عالم چيست؟

امام صادق (ع) پاسخ داد: نزديك ترين دليل اين است كه به تو نشان مي دهم. آنگاه تخم مرغي را خواست و گفت: اين قلعه اي به هم پيوسته است. درون آن پوستي است نازك كه سپيده اي چون سيم مذاب و زر روان را در برگرفته است. آنگاه مي شكافد و صورتي چون طاوس از آن بيرون مي آيد. آيا چيزي جز آنچه مي داني بر آن افزوده شده؟

- نه

- اين نشانه ي حدوث عالم است.

- نيكو گفتي و خلاصه فرمودي. اما ما چيزي را جز از راه حواس پنجگانه نمي پذيريم.

- سخن از حاسه هاي پنجگانه به ميان آوردي. اما دريافت اين حاسه ها اگر با دليل همراه نباشد، در استنباط سود نمي دهد. چنان كه در تاريكي جز با چراغ نمي توان راه رفت، با حواس محسوس را مي توان مي يافت، اما براي آنچه به حس در نمي آيد، دليل عقلي بايد. [10] .



[ صفحه 52]



ديگر از كساني كه در اين باره از آن حضرت پرسش كرده، ابن ابي العوجاء است. عبدالكريم بن ابي العوجاء نيز خود را مسلمان مي نماياند، اما در باطن مانوي بود. محمد بن سليمان كه از جانب ابوجعفر منصور حكومت كوفه را داشت به سال 155 وي را گردن زد. چون كشته شدن خود را مسلم دانست گفت به خدا سوگند چهار هزار حديث ساختم در آنها حلال را حرام و حرام را حلال كردم و بر زبانها افكندم. [11] .

ابن ابي العوجاء نيز درباره ي حدوث يا قدم عالم با امام صادق (ع) گفتگويي چنين دارد: به چه دليل جهان حادث است؟

- هر چيزي خرد يا بزرگ چون مانند آن را بدان بيفزايي بزرگتر مي شود و معني آن اين است كه آن چيز حالت نخستين خود را از دست داده است. اگر قديم بود همچنان مي بود و در آن تغييري پديد نمي آمد. و آنچه زوال مي يابد و دگرگوني مي پذيرد رواست كه باشد و يا نباشد. پس وجود آن پس از نبودن آن، آن را حادث نشان مي دهد.

- گيريم چنين است، اگر آنچه هست بر همان حالت باقي مي ماند (در آن تغييري پديد نمي آمد) چگونه حدوث آن را ثابت مي كردي؟

- ما از اين جهان كه در آن هستيم سخن مي گوييم. اگر اين جهان را برداريم و جهاني ديگر جاي آن بگذاريم، اين برداشتن و گذاشتن خود دليل حدوث است. ولي پاسخ تو را به گونه اي ديگر مي دهم. اگر آنچه هست همچنان مي بود كه بوده و تغييري در آن پديد نمي آمد، باز مي توانستيم بينديشيم، اگر چيزي بر آنها افزوده مي شد بزرگتر مي بودند.



[ صفحه 53]



در اين صورت در آنها دگرگوني پديد مي آمد و با پديد آمدن دگرگوني در آنان، نمي شد قديمشان خواند. [12] .

نوشته اند ابن ابي العوجاء مقتول به سال 155 ه. ق و ابن طالوت از مانويه كه به اسلام تظاهر مي كرد و ابن اعمي و ابن مقفع با تني چند از زنديقان هنگام حج در مسجدالحرام بودند. ابوعبدالله جعفر بن محمد نيز در آن جا بود و فتوي مي داد و قرآن تفسير مي كرد و پرسشها را با دليل پاسخ مي فرمود. آنان كه با ابن ابي العوجاء بودند، وي را گفتند: نمي خواهي او را نزد كساني كه گرد او را گرفته اند رسوا كني و از او چيزي پرسي كه پاسخ آن را نداند؟ مي بيني مردم فريفته ي او شده اند و او علامه ي زمان خويش شده است؟

ابن ابي العوجاء گفت: چنين مي كنم. پس نزد او رفت و گفت: رخصت پرسش مي دهي؟

- اگر مي خواهي بپرس.

- تا كي اين بيدر [13] را به پاي مي كوبيد؟ و به اين سنگ پناه مي بريد؟ و اين خانه ي بالا برده با آجر و كلوخ را مي پرستيد؟ و چون شتر گريزان گرداگرد او هروله مي كنيد؟ تو اين (دين) را رئيس و بزرگي. پدرت مؤسس آن بود.

امام پاسخ داد: آنكه خدا گمراهش كند و دل او را كور سازد، حق را گوارا نشمارد، و بدان پناه نيارد. شيطان دوست او گردد و او را به آبشخور هلاكت درآرد و برون شدن از آن نتواند. اين خانه اي است كه خدا



[ صفحه 54]



بندگانش را به پرستش خود در آن واداشته تا با آمدن به سوي آن، طاعتشان را بيازمايد. آنان را به تعظيم اين خانه واداشته و آن را قبله ي نمازگزارانش كرده. وسيلتي است براي رضوان او و راهي است به سوي غفران او. برپا و استوار است به كمال فراهم آمدنگاه عظمت و جلال. پيش از گستردن زمين آن را آفريد به دو هزار سال. [14] سزاوارتر كس به اطاعت در آنچه فرموده و از آنچه نهي نموده، اوست كه روح و جسم را آفريد.

- سخن گفتي و كار را بدان كه غايب است واگذاردي.

- واي بر تو! چگونه نهان است آنكه با بندگان خويش است؟ و آنان را نگران است، و از رگ گردن نزديكتر به آنان است. سخنشان را مي شنود و نهانشان را مي داند. جايي از او خالي نيست و جايي را فراگير نه، و به جايي از جايي نزديكتر نه! آثار او بدين گواه است و كردار او بدان دليل. و آنكه خدا او را با آيات محكم و برهانهاي روشن فرستاده، ما را بدين عبادت گمارده. اگر در كار او اندك شك داري بپرس تا آن را برايت روشن كنم.

ابن ابي العوجاء در سخن درماند و شرمنده نزد ياران خود بازگشت. [15] .

كليني به اسناد خود از يونس پسر يعقوب روايت كند: نزد ابوعبدالله بودم، مردي شامي بر او درآمد و گفت: من از كلام، فقه و فرائض برخوردارم و آمده ام با اصحاب تو مناظره كنم.

امام فرمود: كلام تو از كلام رسول الله است يا از خودت؟



[ صفحه 55]



- از كلام رسول الله و كلام خودم.

- پس تو شريك رسول الله هستي؟

- نه.

- از خداي عزوجل وحي شنيده اي و او تو را خبر داده است؟

- نه.

- طاعت تو همچون طاعت رسول خدا واجب است؟

- نه.

ابوعبدالله متوجه من شد و گفت: يونس اين مرد پيش از آنكه در كلام درآيد خصم خود گرديد. اگر كلام را نيكو مي داني با او گفتگو كن.

من دريغ خوردم كه كلام نمي دانم. پس گفتم: فدايت شوم شنيدم از درآمدن در بحث كلام نهي مي كردي و مي گفتي واي بر متكلمان كه مي گويند اين پذيرفته است و آن نه. اين درست است اين نه. اين را به حكم عقل قبول داريم و آن را نه. امام گفت: گفتم واي بر آنان اگر سخن مرا واگذارند (آنچه در ما اهل بيت است) و به رأي خود رانند (جدال پيش گيرند). پس گفت برون رو ببين از متكلمان كسي را مي بيني او را بياور. رفتم و حمران پسر اعين و احول (محمد بن نعمان مشهور به مؤمن طاق) و هشام بن سالم را آوردم و اينان كلام را نيكو مي دانستند. و قيس بن ناصر را كه به نظر من از آنان كلام را نيكوتر مي دانست و كلام را از علي بن الحسين (ع) آموخته بود بياوردم. هشام پسر حكم نيز كه تازه جوان بود رسيد. امام صادق (ع) او را جاي داد و گفت: ياور ما به دل و زبان و دستش. آنگاه حمران و مؤمن طاق را فرمود با او مناظره كنند و آنان بر وي پيروز شدند. سپس هشام بن سالم را گفت: با او مناظره كن! او نيز مناظره كرد. آنگاه هشام بن حكم را فرمود: با او به سخن درآ. مرد شامي



[ صفحه 56]



نخست درباره ي امامت امام صادق پرسشي كرد كه هشام را غضبناك ساخت.

سپس هشام از او پرسيد: پروردگار تو در كار آفريده اش نيكو مي نگرد يا آفريده اش در كار خود؟

- پروردگارم نيكوتر مي نگرد.

- براي آنان چه كرده؟

- حجت و دليل برپا داشته تا پراكند نشوند و آنان را بدان چه از جانب او واجب است خبر داده.

- آن حجت كيست؟

- رسول خدا!

- و پس از او؟

- كتاب و سنت.

- آيا كتاب و سنت در رفع اختلاف براي ما سودي داشته؟

- آري!

- پس چرا ما و تو با يكديگر اختلاف داريم و تو از شام آمده اي تا با ما مناظره كني؟

شامي خاموش ماند. امام صادق از شامي پرسيد: چرا سخن نمي گويي؟

شامي گفت: اگر بگويم اختلاف نداريم دروغ گفته ام، و اگر بگويم كتاب و سنت اختلاف را از ميان ما بر مي دارد سخني باطل گفته ام، چه هر يك از اين دو محتمل معني هاست و اگر بگويم اختلاف داريم و هر يك از ما مدعي حق است، فايدت كتاب و سنت از ميان مي رود. اما از سخن او عليه وي دليلي دارم.

امام گفت: بپرس. او را توانا و آگاه خواهي يافت.

- خدا در كار بنده اش نيكوتر مي نگرد يا بندگان او؟



[ صفحه 57]



- خدا!

- آيا حجتي را برايشان برپا كرده كه آنان را يك سخن كند و از حق و باطل آگاهشان سازد.

- در زمان رسول الله يا اكنون؟

- در زمان رسول خدا، رسول خدا، و اما امروز؟

هشام گفت: اين مرد كه از هر سوي بدو روي مي آورند و او تو را از هر چه خواهي خبر مي دهد.

در پايان آن مرد امامت امام را پذيرفت. [16] .

نظير اين گفتگوها بين امام و معاندان او فراوان ديده مي شود و آنچنان كه اين بحث ها مقام شامخ امامت را در علم نشان مي دهد آشنا بودن مناظره كنندگان را به بحث هاي كلامي و برخورداري شان را از مقدمات اين بحث ها آشكار مي سازد.



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] گلستان، باب 4، حكايت 4.

[2] ترجمه ي تاريخ ابن عثم؛ الفتوح، ص 704.

[3] بحار، ج 5، ص 87 به بعد.

[4] بحار، ج 5، ص 120، از بصائر الدرجات.

[5] عهد الست.

[6] ارشاد، ج 2، ص 197.

[7] بحار، ج 5، ص 116 از تفسير علي بن ابراهيم.

[8] بحار، ج 5، ص 127.

[9] الفهرست، ص 401.

[10] ارشاد، ج 2، ص 194 - 195؛ كشف الغمه، ج 2، ص 177؛ اعلام الوري، ص 290. اين روايت با اندك اختلاف در اصول كافي ديده مي شود و در پايان آن آمده است پرسنده اسلام آورد (اصول كافي، ج 1، ص 79 - 80).

[11] تاريخ الرسل و الملوك (طبري)، ج 10، ص 376.

[12] اصول كافي، ج 1، ص 77.

[13] بيدر خرمنگاه است. و او به طعنه گرداگرد خانه را خرمنگاه و طواف كنندگان را گاو خوانده است.

[14] براي اطلاع بيشتر درباره ي خانه كعبه رجوع به نهج البلاغه خطبه ي 192، ص 216، ترجمه ي نگارنده شود.

[15] ارشاد، ج 2، ص 192 - 194؛ فروع كافي، ج 4، ص 197 - 198؛ اعلام الوري، ص 289 - 290.

[16] اصول كافي، ج 1، ص 171 - 173؛ مناقب، ج 2، ص 243 - 244؛ كشف الغمه، ج 2، صص 173 - 175؛ اعلام الوري، ص 280 - 283.


جعفر بن محمد


جعفر بن محمد به سال 80 [1] هجري و سال جريان سيل معروف (جحاف) [2] در شهر مدينه پا به عرصه ي وجود گذاشت و برخي تولد او را سال 83 نوشته اند.

بدون ترديد و به ظن قوي در خانه ي جد بزرگوارش زين العابدين (ع) متولد گرديد، در خانه ي آن كس كه افقش از انوار جود و بخشش و سخاوت روشن بود و مسلما جعفر بن محمد به ديدار جد خود نائل گرديده بود، چون قبل از وفات جدش به درجه اي رسيده بود كه مي توانست زندگاني آن حضرت را كه سراسر از عبادت و زهد و تقوي و علم و فضل و بذل و



[ صفحه 36]



بخشش تشكيل مي يافت مورد مطالعه و دقت قرار دهد و درباره آن بينديشد.

آنچه مسلم است جد بزرگوارش در سال 97 بدرود گفته است، پس امام جعفر (ع) بين ده تا چهارده سال تحت سرپرستي جدش زندگاني كرده و در همين سنين است كه علائم و آثار زندگي در وجود آدمي آشكار مي شود و كودك امور حياتي را براي خود مؤثر و مفيد مي يابد و آنها را در ذهن خود ذخيره مي كند و در موقع مقتضي آنها را از گنجينه ي مغز بيرون كشيده به كار بندد، تا تمام مواهب و علائم بزرگي و بخشش در او كامل شود و خصائص نيك در وجودش رشد يابد.

امام جعفر (ع) كم كم به سن رشد و جواني رسيد. قيافه اي سبزه و گندمگون و مانند پدرش محمد (ع ) اندامي [3] متوسط داشت و اينكه در حيات پدرش كمتر از او سخن به ميان مي آمد و اخبار مربوط به او كم شنيده مي شد در اثر تقليد و پيروي سختي بود كه در ميان اهل بيت شيوع داشت و همه از



[ صفحه 37]



پدرانشان پيروي مي نمودند، اما روايت شده كه برخي از اوقات با پدرش در رأي و حكم شركت مي كرد.


پاورقي

[1] صفة الصفوة ج 2 ص 95- وفيات الاعيان ج 1 ص 291.

[2] جحاف مانند غراب سيلي بود كه همه چيز را با خود مي برد طبري مورخ معروف گويد وقتي اين سيل جاري شد در داخل مكه حجاج را مي برد پس به ركن رسيد و از آن تجاوز كرد و حتي شتر را مي غلطاند. تاريخ طبري ج 5 ص 138.

[3] الفصول المهمه ص 205.


بررسي رفتار حكام اموي


كساني كه در صفحات پيشين ذكر آن ها رفت، از يك طرف، و خصوصيات انقلاب ها و قيام ها و ويژگي هاي رهبران آن ها از طرف ديگر ما را به كشف اين حقيقت قادر خواهد ساخت.

زيد رهبر انقلابي، توسط ابوالجارود اين چنين توصيف شده است:

«وارد شهر شدم و از هر كس كه پرسيدم زيد بن علي كجاست؟ به من گفتند: سوگند خورده ي قرآن آن جا است» [1] .

طبري وي را چنين توصيف كرده است:

«عابد، سخاوتمند، متقي و شجاع» [2] او مورد تأييد و حمايت ابوحنيفه نعمان بن ثابت، بنيان گذار مذهب حنفي قرار گرفت و ابوحنيفه براي ياري وي زكات در نظر گرفت مسئله اي كه بعدها به علت آن مورد محاكمه قرار گرفت و آزار و اذيت ديد. بسياري از نويسندگان و مورخان از جمله استاد محمد اسماعيل ابراهيم، كه تحقيق مفصلي درباره ي مذهب حنفي و حكومت امويان و هم چنين قيام زيد و ملاحظه ي حق اهل بيت در خلافت انجام داده است، اين حقيقت را بيان مي سازد.

ابوحنيفه معتقد بود كه بني اميه و تكيه ي آن ها بر خلافت، به حق نبوده است و اين مسند را از طريق زور شمشير و توسل به نيرنگ به دست آورده اند. به اين علت قلبا به امام علي بن ابي طالب عليه السلام و فرزندان او يعني؛ كساني كه قرباني ظلم و ستمگري امويان شده بودند، كشيده شده بود به طوري كه از كشته شدن زيد بن



[ صفحه 28]



علي زين العابدين شديدا اندوهگين شد. زيرا معتقد بود وي امامي عادل و مستحق خلافت و داراي مزاياي عالي بود.

ابوحنيفه در گرايش به اهل بيت و دشمني با امويان ثابت قدم ماند و هيچ گونه منصبي در حكومت امويان را نپذيرفت و هر از چندگاهي محبت و ميل عاطفي و دروني خود را به علويان علني مي كرد.

مسئله اي كه موجب شد ابن هبيره، والي كوفه، آن را دست آويز قرار دهد، از او انتقام بگيرد و به مراقبت و جاسوسي از او بپردازد، كوچك ترين تخطي او را گزارش كند و بدين وسيله او را مجازات نمايد، زماني بود كه از او خواست منصب قضاوت را بپذيرد و او اين درخواست را رد كرد. ابن هبيره اين را تمكين كردن از حكومت تلقي نمود و او را به زندان انداخت.

اما ابوحنيفه توانست به وسيله ي يكي از نگهبانان از زندان فرار نمايد و خود را به مكه برساند و در آن جا اقامت كند. وي در مكه باقي ماند تا اين كه عباسيان بر امر مستولي گشتند، سپس به كوفه بازگشت. [3] .

در اين فضاي اختناق آور و خطرناك، زيد قيام خود را علني كرد و آن را از كوفه آغاز نمود. همه ي مردم به اين قيام دل بستند و آرمان هاي خود را در آن ديدند. بنابراين به سرعت به آن پيوستند.

زيد براي اين قيام نكرده است كه خود منصب خلافت و امامت را به دست گيرد، بلكه آن را براي رضايت و خيرخواهي آل محمد در نظر گرفته بود و مي دانست كه برادرش امام باقر عليه السلام، پيشوا و زعيم آل محمد صلي الله عليه و آله در زمان خودش است. بنابراين با برادرش مشورت كرد تا بعد از پيروزي قيام، ولايت امر را به وي بسپارد. اما امام باقر عليه السلام به او خبر داد كه از پدرانش و از رسول خدا صلي الله عليه و آله نقل شده، كه مدت حكومت بني اميه هنوز به پايان نرسيده است و او در اين راه (كه ضد



[ صفحه 29]



هشام قيام كرده است) كشته خواهد شد.

مسعودي مي گويد:

«زيدبن علي با برادرش محمد بن علي بن الحسين (امام باقر عليه السلام) درباره ي قيام خود مشورت كرد. وي به زيد پاسخ داد كه به مردم كوفه اعتماد نكند، زيرا كه مردم كوفه اهل نيرنگ و فريب بودند، به او گفت:

در اين شهر جد تو علي كشته شد، عموي تو حسن مورد آزار و استهزا قرار گرفت، پدر تو حسين در آن جا كشته شد و در اين شهر و توابع آن به اهل بيت توهين شد. از مدت زمان حكومت بني مروان و سپس به دنبال آن ها حكومت عباسيان او را با خبر كرد. اما او بر مطالبه ي حق تصميم گرفته بود و بر آن ثابت قدم ماند. [4] .

(امام باقر) به او گفت:

اي برادر! من براي تو مي ترسم كه فردا بر سر دارالحكومه ي كوفه به دار آويخته شوي، سپس با او خداحافظي كرد و مي دانست كه ديگر او را نخواهد ديد.»

پيش بيني امام باقر عليه السلام درست بود. زيد قيام كرد و در كوفه به قتل رسيد. ياران او مخفيانه او را دفن كردند اما هشام بن عبدالملك اموي دستور داد كه جسد او را بيابند و آن را از قبر درآورند و برهنه به دار بياويزند و همين طور هم شد!!

قتل زيد و يارانش واقعه اي دل خراش و سوزناك بود و وجدان امت اسلامي را به جوش آورد و احساسات آن ها را برانگيخت و آن ها را به قيام، هوشيارتر ساخت و پايان حكومت امويان را به جلو انداخت به طوري كه بيش از يازده سال بعد از كشتن زيد، دوام نياورد. اين دوره، از قيام ها و خيزش ها كه به رهبري مرداني از اهل بيت پيامبر صورت مي گرفت، پر بود.

گذر اين حوادث و مشابه آن، مشكلات و رنج هايي را نصيب اهل بيت پيامبر



[ صفحه 30]



گرامي صلي الله عليه و آله و امت اسلامي كرد و تأثير خود را در شخصيت امام جعفر صادق عليه السلام گذاشت و عزم او را در ادامه ي جنبش سياسي و اجتماعي از طريق گرايش هاي علمي و حفظ شريعت و تربيت نسل جديد از عالمان و فقيهان كه بتوانند مسئوليت خود را در دوره هاي آتي ايفا نمايند، راسخ تر نمود زيرا كه در آن زمان به علت جو اختناق و سلطه ي همه جانبه، هرگونه تحرك و فعاليت از وي سلب شده بود. با اين تعبير هشام بن عبدالملك از امام صادق عليه السلام و پدرش امام باقر عليه السلام ترس داشت و از اين كه آن ها با انقلابيون علوي همراه شوند وحشت داشت به اين دليل آن ها را به شام فراخواند و به تحقيق و بازجويي در اعمال آن ها پرداخت، اما نتوانست مدركي دال بر ارتباط آن ها با اين قيام ها پيدا كند. بنابراين هر دو، با توجه خاص الهي به مدينه بازگشتند.

2- سقوط حكومت امويان (132 هـ.ق): رويداد خطرناك ديگري كه در زمان امامت جعفر صادق عليه السلام به وقوع پيوست، سقوط حكومت اموي و تأسيس حكومت عباسيان بود. دعوت به قيام عليه امويان به نام ولايت اهل بيت صورت گرفت هر چند كه بني عباس باطنا تمايل داشتند كه خود خلافت را به عهده بگيرند. در ابتداي قيام دعوت براي ابراهيم بن محمد عباسي انجام مي گرفت اما با كشته شدن وي، بيعت براي برادرش ابوالعباس عبدالله بن محمد عباسي صورت گرفت.

زماني كه ابوسلمه خلال، از مرگ ابراهيم و انتقال بيعت به برادرش آگاه شد از چنين تحولي ترسيد و به امام جعفر صادق عليه السلام گرايش پيدا كرد تا براي او بيعت بگيرد و نامه اي در دو نسخه نوشت.

يكي از آن ها را براي امام جعفر صادق عليه السلام و ديگري را براي عبدالله بن الحسن ارسال كرد. عبدالله بن الحسن از بزرگان علويان و از رئيسان آن ها بعد از امام صادق عليه السلام محسوب مي شد.

سپس به فرستاده ي خود دستور داد كه نامه ي او را به نزد امام صادق عليه السلام ببرد. در اين نامه از امام صادق عليه السلام خواسته بود به كوفه بيايد تا بيعت با وي در آن جا به



[ صفحه 31]



اتمام برسد و خلافت را به عهده بگيرد و به فرستاده ي خود دستور داد كه حتما جوابي از امام صادق عليه السلام بگير. اگر امام صادق عليه السلام جواب موافق داد پس ديگر نيازي نيست كه نزد فرد دوم بروي زيرا در اين صورت او امام و شخص داراي شرايط براي رهبري است. اما اگر جواب وي منفي بود نزد عبدالله بن حسن برو. فرستاده، نامه را گرفت و به سوي امام صادق عليه السلام روانه شد و از آن چه نزد خود داشت به امام، خبر داد، اما امام صادق عليه السلام جوابي به وي نداد و نامه ي او را در آتش انداخت و به او گفت: آن چه را ديدي براي ارباب خود بازگو كن. سپس با شعري از «كميت بن زيد» براي او چنين نوشت:

«اي محل آتش! نور تو را شخص ديگري استفاده مي برد و اي هيزم كش! در طناب كس ديگري هيزم جمع مي كني.» [5] .

فرستاده خارج شد و به سوي عبدالله بن حسن روانه شد و نامه ي دوم را به او داد. سپس او نامه را خواند و بسيار مسرور گشت، بدون اين كه توانايي موضع گيري درباره ي چنين مسئله ي مهم و خطرناكي را داشته باشد، به سوي امام صادق عليه السلام آمد با اين تصور كه امام با شنيدن اين خبر خوش حال خواهد شد و از آن استقبال خواهد كرد. اما اين طور نشد و امام از آن چه بين خود و فرستاده، روي داده بود او را خبر داد و از پاسخ دادن منع كرد و از عواقب آن آگاه ساخت. امام صادق عليه السلام سير حوادث و نتايج آن را خوب مي شناخت، و از آن چه در آينده براي آن ها اتفاق مي افتاد مطلعشان مي ساخت. وي علوم را از پدر خويش (امام باقر عليه السلام) و او از پدرانش و آن ها نيز از پيامبر گرامي صلي الله عليه و آله به ارث برده بودند (همان طور كه قبلا درباره ي امام باقر عليه السلام نقل شد).

در روايات آمده كه رسول خدا صلي الله عليه و آله به اهل بيت خود گفته است:

«خدا براي ما اهل بيت، آخرت را در برابر دنيا برگزيده است و به راستي



[ صفحه 32]



اهل بيت من با مصايب و گرفتاري ها و دربه دري هاي زيادي در آينده مواجه خواهند شد، تا اين كه براي آن ها قومي از مشرق كه پرچم هاي سياه حمل مي كنند خواهند آمد و خواهان خيرخواهي مي شوند. اما آن را به دست نمي آورند، پس مي جنگند و پيروز مي شوند. و آن چه به دست آورده اند ارائه مي كنند، اما كسي آن را نمي پذيرد تا اين كه آن را تقديم مردي از اهل بيت من مي كنند؛ همان گونه كه پيش از آن همه جا پر از ظلم و ستم بود، پر از قسط و عدل مي شود.

اگر كسي از شما در آن زمان باشد از آن ها نپذيرد، حتي اگر همانند دانه اي بر روي يخ قرار گرفته باشد.» [6] .

اما عبدالله بن الحسن به نصيحت امام صادق عليه السلام گوش نداد و گفت: به راستي قوم ما، از فرزندم محمد مي خواهند هدايتگر امت باشد. اما ابوعبدالله امام صادق عليه السلام جواب داد: به خدا سوگند، او هدايتگر امت نخواهد بود و به محض اين كه شمشيرش را بيرون بياورد، كشته خواهد شد. اما عبدالله با امام به مشاجره پرداخت و به وي گفت: به خدا سوگند، چيزي كه تو را از آن باز مي دارد، حسادت است.

ابوعبدالله جواب داد: به خدا سوگند، اين چيزي جز نصيحت من به تو نيست...» [7] .

آن چه امام پيش بيني كرده بود، به وقوع پيوست. و قبل از اين كه فرستاده ي ابوسلمه خلال نزد او برگردد، خلافت به دست ابوعباس سفاح مي افتد. عباسيان بر حكومت چيره مي شوند و حق آل بيت عليهم السلام را ناديده مي گيرند و نسبت به آن ها ستم روا مي دارند اين در حالي است كه دعوت آل عباس به نام اهل بيت صورت مي گيرد. از اين رو مظلوميت آن ها بيشتر آشكار مي شود و به همين دليل مردم به



[ صفحه 33]



دوستداري آن ها برمي خيزند. علويان در حكومت بني عباس شديدترين بلايا را ديدند، همان طور كه ديگران هم از ظلم و جور بني عباس در امان نبودند؛ به طوري كه استبداد آن ها چنان خونين و خشونت آميز بود كه خليفه ي اول آن ها لقب سفاح گرفت، يعني كسي كه خون ريزي مي كند. به اين ترتيب، درد و رنج امام زياد گشت و تنگناها فزوني يافت.

در اين جا متذكر مي شويم كه ابوالعباس سفاح از ترس قدرت شخصيتي امام و رهبري او و احتمال رقابت با وي، او را به حيره فرا مي خواند و شرايط را بر وي سخت مي گيرد. اما خدا، ديواري بين وي و امام قرار مي دهد و امام به مدينه باز مي گردد تا از اين طريق مأموريت علمي و روشن گرانه ي خود را تداوم بخشد.

زماني كه ابوجعفر منصور خلافت را عهده دار شد، ترسش از امام صادق عليه السلام فزوني يافت. وقتي ديد منزلت و شخصيت امام در ميان آحاد مردم جامعه داراي درجه ي والايي است و اسم وي در همه ي آفاق بر سر زبان ها است، حسادتش بيش تر شد.

شخصيت علمي امام آن چنان قوي بود كه تمام شخصيت هاي علمي و سياسي معاصر خودش را در سايه ي خود پنهان كرده بود، به اين علت ابوجعفر منصور چندين بار از امام صادق عليه السلام دعوت كرد از مدينه به عراق بيايد تا از اين طريق درباره ي وي به تحقيق بپردازد و از عدم ارتباط وي با قيام هاي مخفيانه عليه حكومت عباسي مطمئن شود، زيرا ابوجعفر منصور از گرايش آن ها به امام صادق عليه السلام آگاه و بر قدرت و قوت شخصيت وي واقف بود و از طرف ديگر مي ديد كه علويان براي پايان بخشيدن به حكومت عباسي در تلاش هستند تا بار ديگر اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله را بر مسند قدرت بنشانند.

ابوجعفر منصور بسيار تلاش كرد، امام صادق عليه السلام را هوادار خود نشان دهد، اما موفق نشد زيرا امام عليه السلام حكومت عباسي را به طور كامل تحريم كرده بود و مي دانست كه تحريم وي براي مسلمانان از نظر شرع علامت منحرف بودن



[ صفحه 34]



حكومت عباسي است، به اين دليل تمايل به آن، در قلوب مردم، ضعيف مي گشت و قانوني بودن آن زير سؤال مي رفت و فضا را آماده مي ساخت تا آن حكومت را نابود ساخته و از آن رهايي يابد.

امام چنين موضع گيري روشني را مطرح مي كند، بدين معني كه همه ي عالمان و روشن فكران بايد در برابر حكومت هاي ظالم اين شيوه را در پيش بگيرند.

ابوجعفر منصور نامه اي براي امام صادق عليه السلام مي نويسد و از او مي خواهد كه به يك ديگر صادقانه نزديك شوند و با هم، هم صحبت گردند؛ آن چه كه در اين نامه آمده است، چنين است:

«چرا مانند مردم، با ما همراه نمي شوي؟»

امام صادق به او جواب مي دهد:

«ترسي از براي تو نزد ما نيست و هيچ كاري با آخرت نداري تا ما تو را به آن دعوت كنيم و در نعمت به سر نمي بري تا به سبب آن به تو تبريك بگوييم و تو را دچار مصيبت نمي بينيم تا به تو تسليت بگوييم.»

سپس منصور براي وي نوشت: «با ما هم صحبت باش تا ما را نصيحت كني.»

امام صادق عليه السلام به او جواب داد:

«هر كس دنيا را بخواهد تو را نصيحت نخواهد كرد و هر كس آخرت را بخواهد با تو هم صحبت نخواهد شد.» [8] .

خشم ابوجعفر منصور روز به روز افزايش يافت و وحشت وي، از محور بودن و جايگاه امام صادق عليه السلام رو به ازدياد گذاشت. تا اين كه ابوجعفر منصور در وضعيتي قرار گرفت كه از داشتن يك موضع گيري مشخص در برابر امام ناتوان شد. به طوري كه خود مي گويد:



[ صفحه 35]



«اين اندوه در حلقوم خلفا گير كرده است به طوري كه نمي توان آن را نفي كرد و يا قتل او را جايز دانست و اگر من و او از يك شجره ي ريشه دار، (كه شاخ و برگ گرفته و ثمره نشسته است و بركات آن واصل شده، قداست آن در كتاب زبور آمده است) هرگز عواقب درگيري با وي را در نظر نمي گرفتم، زيرا كه آگاهي يافتم به شدت غيبت ما را مي كند و از ما بدگويي مي كند.» [9] .

3- قيام محمد بن عبدالله بن الحسن معروف به «نفس زكيه» در سال 145 هـ.ق، روي داد خطرناك سوم در عصر امام صادق عليه السلام (و در زمان خلافت ابوجعفر منصور) بود.

منصور خلافت خود را در سال 136 هـ.ق بعد از خلافت برادر خود، ابوالعباس سفاح، به عهده گرفت. او بي رحم ترين خلفاي قبل از خود نسبت به اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله بود.

روزگار وي، روزگار سختي و مشقت، براي عموم مسلمانان بود. اين باعث شد كه محمد بن عبدالله بن حسن (پسر عموي امام صادق عليه السلام) عليه وي قيام كند.

با توجه به آن چه در سطور قبل گذشت، از موضع گيري امام صادق عليه السلام درباره ي عهده دار شدن خلافت به وسيله ي عبدالله بن الحسن و فرزند وي، محمد آگاه شديم. او يقين داشت كه اين قيام از ناموفق ترين قيام هاي علويان خواهد بود. و همان طور كه در گفت وگوي او با عبدالله بن حسن در ابتداي دعوت عباسيان (در سيزده سال پيش) مشاهده كرديم، به وي خبر داد كه خلافت از آن بني عباس خواهد بود و فرزند او را منصور (خليفه ي عباسي) به قتل خواهد رساند.

در گفت وگوي امام صادق عليه السلام و عبدالله بن الحسن چنين آمده است:

«... به راستي اين (منظور ابوجعفر منصور) او را بر روي سنگ روغني خواهد كشت و سپس برادر خود را در حال خواب مي كشد و انصار و ياران او را در آب غرق



[ صفحه 36]



خواهد كرد.»

آن گاه با عصبانيت برخاست (در حالي كه رداي او بر زمين كشيده مي شد) ابوجعفر (منصور (خليفه)) كه در اين گفت وگو حاضر بود به دنبال وي رفت و به او گفت: «آيا مي داني چه مي گويي اي ابا عبدالله؟» جواب داد:

«بله به خدا سوگند! مي دانم و اوست كه بر كائنات احاطه دارد.» [10] .

«... وقتي ابوجعفر منصور به خلافت رسيد، امام جعفر صادق عليه السلام را مسموم كرد و هر گاه او را به ياد مي آورد، مي گفت: امام صادق بن محمد به من اين چنين و آن چنان گفت و من به گفته هاي وي وفادار ماندم.» [11] .

همانا محمد، صاحب نفس زكيه، عليه ظلم منصور خليفه ي عباسي و حكومت وي قيام كرد. امام صادق عليه السلام نيز همان احساس و موضع گيري را نسبت به حكومت منصور داشت اما تفاوت آن دو در شيوه ي نگريستن به امور بود.

به طوري كه حقيقت در نزد امام صادق به وضوح روشن بود در حالي كه در پيش پسر عم وي مخفي بود. به اين دليل امام صادق عليه السلام با آن مخالفت كرد، زيرا مي دانست اين قيام شكست مي خورد و عواقب رنج آور و محنت آساي آن متوجه اهل بيت عليهم السلام خواهد شد.

امام صادق عليه السلام درست پيش بيني كرده بود. در تاريخ مي خوانيم كه محمد، صاحب نفس زكيه، دعوت خويش را آغاز كرد. مدتي مخفيانه زندگي نمود تا اين كه پدر و عموزاده ها و خاندانش دست گير شدند در اين حال قيام خود را در شهر مدينه علني كرد و بلافاصله شكست خورد و به قتل رسيد. همان طور فرزندش علي در مصر كشته شد، پسر ديگرش عبدالله در سند به قتل رسيد. و فرزندش حسن در يمن زنداني شد و در همان جا مرد و برادرش ادريس در بلاد مغرب مسموم شد.

سپس برادرش يحيي در بصره قيام كرد و همراه با يارانش به سوي كوفه روانه



[ صفحه 37]



شد، اما در نزديكي آن به قتل رسيد. و اين چنين قيام علويان به پايان رسيد و بعد از آن حوادث تلخ و ناگواري هاي سخت بر اهل بيت عليهم السلام متوجه شد كه امام صادق عليه السلام نيز از آن ها مصون نماند.

منصور، خليفه ي عباسي نسبت به امام مظنون شده و از او ترسيد و دچار اين توهم شد كه شايد همه ي اين قيام ها را، امام صادق عليه السلام به حركت در آورده است، به همين دليل از او خواست كه به عراق بيايد. اين در زماني بود كه دعوت به قيام محمد صاحب نفس زكيه، قوت گرفته بود.

امام در عراق متهم شد كه به اين قيام ها كمك مي كرده و طرف دار آن ها بوده است. به همين علت بر امام سخت گرفتند و او را تحت فشار قرار دادند و از او خواستند تا طبق نظر آن ها رفتار كند. ابوجعفر منصور از پاسخ هايي كه امام در جواب اين اتهامات ارائه داد قانع شد و به نادرستي گزارش ها و اتهامات وارده رأي داد و او را آزاد كرد. همان طور يك بار ديگر و آن هم بعد از كشتن محمد صاحب نفس زكيه امام را به عراق فراخواند و او را مورد تهمت قرار داد كه خانه ي خود را محل جمع آوري سلاح و امدادرساني به قيام كنندگان عليه حكومت عباسي قرار داده است.

سپس جاسوساني كه چنين گزارش هايي را ارائه داده بودند حاضر كرد تا در روياروي امام آن چه را به او نسبت داده بودند بازگو كنند. يكي از اين مردان حاضر شد امام از او خواست كه سوگند بخورد كه آن چه وي به امام صادق عليه السلام نسبت داده است راست مي باشد و اين چنين سوگند خورد:

«قسم به خدايي كه جز او خدايي نيست؛ خداي پيروز و زنده و قائم.»

امام صادق عليه السلام به او پاسخ داد:

«در قسم خوردن عجله به خرج نده، زيرا كه من تو را سوگند خواهم داد.»

منصور (خليفه) از امام صادق عليه السلام مي پرسد:

«چه چيزي در اين سوگند تو را برآشفت؟»



[ صفحه 38]



امام در شناختي از جهان نسبت به مسئله ي توحيد و پروردگاري خداوند پاسخ داد:

«به راستي خداوند زنده ي بخشنده است، اگر بنده اي شريكي براي او قرار دهد او را با مجازات پاسخ نخواهد داد ولكن اي مرد بگو:

به خدا پناه مي برم از قدرت او و آن چه كه در توانش هست، و به قدرت و توانايي او پناه مي برم. در آن چه كه مي گويم صادق هستم.»

منصور گفت: «سوگند بخور به شيوه اي كه ابوعبدالله به آن سوگندت داد.»

پس مرد به اين شكل سوگند خورد، اما هنوز سخن وي تمام نشده بود كه بر زمين افتاد و مرد. ناگهان خليفه دچار وحشت شد و اطرافش به لرزه افتاد و به امام صادق عليه السلام گفت:

از نزد من به سوي حرم جدت برو (اگر آن جا را انتخاب مي كني، و يا نزد ما ماندن را انتخاب مي كني) هرگز از خدمت و اكرام به تو خسته نخواهم شد و به خدا سوگند از اين به بعد سخن هيچ كس را باور نخواهم كرد. (به حرف كسي گوش نخواهم داد). [12] .

و اين چنين امام صادق عليه السلام فضاي آشفته ي سياسي عصر خود را سپري كرد. فضاي آكنده از دشمني، جاسوسي، تهديد و اطاعت كوركورانه با وجود اين وي توانست كه رسالت علمي خود را با استطاعت از دانايي، قدرت و اراده به پايان برد و توانست انوار علوم را در دورترين نقاط منتشر كند و نسلي از دانشمندان، فقيهان و اهل كلام را تربيت كند.



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] ابوالفرج اصفهاني / مقاتل الطالبين / ص 135.

[2] طبري / اعلام الوري باعلام الهدي / ص 262.

[3] ائمه المذاهب الاربعه / ص 48 / محمد اسماعيل ابراهيم.

[4] مروج الذهب / مسعودي / ج 3/ ص 206.

[5] مروج الذهب / مسعودي / ج 3/ ص 254.

[6] سنن ابن ماجه / ج 2 / ص 1366.

[7] مروج الذهب / مسعودي / ج 3 / ص 254.

[8] محمد ابوزهره / الامام الصادق / ص 138 و 139.

[9] محمد ابوزهره / الامام الصادق / ص 138 و 139.

[10] مقاتل الطالبين / ص 256.

[11] مقاتل الطالبين / ص 256.

[12] مقاتل الطالبين / ص 46.


خداوند پشتيبان مقروضين


حضرت امام جعفرصادق عليه السلام از پدرش او از جابر بن عبدالله بازگو كرده و مي گويد در روز جمعه خطبه حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم را شنيدم بعد از حمد و ثناي الهي با صداي بلند با حالت غضبناكي مي فرمود من تا روز قيامت به پيامبري مبعوث شدم مانند اين دو انگشت وسطي و انگشت سبابه كه پشت انگشت ابهام است؛ يعني منصب رسالت من تا روز قيامت پايدار مي باشد. سپس فرمود: «بهترين سخن قرآن مجيد و بهترين راهنما محمد صلي الله عليه و آله و سلم است.» بدترين كارها چيزهاي تازه اي است كه خارج از دين



[ صفحه 52]



است هر بدعت (فرمانهايي كه در احكام دين اسلام نيست داخل دين كرده و حكمهايي كه از احكام دين است از دين خارج كردن يا به طور خلاصه نوآوري در دين) موجب كفر و گمراهي است. هر كس بعد از خود مالي بگذارد از آن ورثه ها است و اما اگر كسي قرض و يا اولاد بي سرپرست بگذارد و از دنيا برود كفالت آن بر عهده من است.

رسول الله فرموده است كه خداي عزوجل پشتيبان شخص بدهكار است مگر اين كه در راه گناهان يا در مكروهات الهي صرف كند.

رسول الله فرموده است اي مهاجر و انصار بر شما واجب است كه قرآن را نگهداري كنيد و آن را پيشواي خود قرار دهيد زيرا كه قرآن حجت خدا و بازگشت آن به سوي خدا است.


در ولادت آن حضرت اختلاف است


احمد مغنيه مي نويسد ولد بالمدينة سنة 83 هجريه و توفي سنة 148 هجرية. [1] .

شيخ موسي سبيتي مي نويسد ولادت آن حضرت روز جمعه 17 ربيع الاول سال 83 در مدينه از مادرش ام فروه دختر قاسم بن محمد بن ابوبكر رخ داده. [2] .

عبدالعزيز سيدالاهل مي نويسد ولد جعفر بن محمد المدينة سنة ثمانين سنة سيل الجحاف او سنة ثلاث و ثمانين. [3] جحاف مانند غراب مسيل مكه بود. [4] .

علامه شيخ محمدحسين مظفر مي نويسد: مشهور بين مورخين اين است كه امام صادق عليه السلام بين سال 80 تا 83 متولد گرديده در حالي كه اخبار وفات او در سن 71 سالگي مورد اتفاق جمعي است و در اينكه سال 148 هم مسموما درگذشته سخني نيست.

بنابراين بايد تولد آن حضرت سال 77 باشد و در اين صورت خبر سال 80 و سال 83 هيچ يك صحيح نيست.

اسد حيدر در كتاب الامام الصادق و المذاهب الاربعه به نقل كتاب الاستيعاب و الاصابه مي نويسد تولد امام جعفر بن محمد شب جمعه اول ماه رجب در سال 80 و سال 83 بوده است.

و اين روايت هم با روايت علامه مجلسي كه شب 17 ربيع الاول مي داند مخالف است.

شيخ مفيد و شهيد تولد را سال 83 نوشته اند صبح جمعه يا دوشنبه 17 ربيع الاول يا اول ماه رجب سال 80.


پاورقي

[1] الامام جعفرالصادق عرض و دراسه ص 23.

[2] حيات الصادق ص 6.

[3] جعفر بن محمد الامام الصادق ص 21 - صفة الصفوة ص 94 ج 2 وفيات الاعيان ص 291 ج 1.

[4] طبري ص 138 ج 5.


حضرت صادق پيشواي علم و دانش بود


وقتي اخبار صادره مكتب جعفري را مطالعه مي كنيم مي بينيم امام ششم عليه السلام در برنامه مدرسه اي كه گشود و شخصيت علمي خود را به ثبوت رسانيد و به سبكي تدريس نمود كه تمام علماي بزرگ آن عصر در هر كجاي دنيا بودند به محضر او مي شتافتند و از مدرس او بهره مند مي شد و در پيشگاه دانشگاه او سر تعظيم و توقير فرود مي آوردند مردي بدين عظمت كمتر ديده شده مثلا يك دسته از علماء روش پرورش خود را براي خردسالان قرار داده و برخي براي سالخوردگان گروهي براي زنان - جمعي براي مردان و يك جمعي در تربيت نوكر و كلفت يا بازاري و عامي و دسته مخصوص مبتديان و طبقه ي مدرس منتهيان و كاملان هستند ولي امام صادق سبكي در درس داشت كه تمام طبقات مختلف از عالم و عامي - خورد و كلان - زن و مرد - وضيع و شريف - سياه و سفيد - خواجه و بنده در نظر او يكسان بودند و در خور فهم آنها همه را به علوم واجب آشنا مي ساخت و در خور فهم آنها تعليم مي كرد - زهاد و عباد و پرهيزكاران و درويشان و بينوايان را هم علاوه بر اكرام و اطعام و انعام دانش و بينش مي آموخت به طوري كه يكي از بزرگان مؤلفين مي نويسد بايد لقب بزرگترين انسان به امام ششم داد زيرا در سايه انسانيت تمام طبقات را به فضيلت علمي خود مستفيض و مستفيد مي داشت آن حضرت در تفوق علمي خود و برتري اخلاقي و مكارم نفساني عاليه خويش و معاشرت و مباشرت با مردم مثل اعلاي ادب و فضيلت را نشان داد و همه جا علم را با عمل و اخلاق را با ادب و سخاوت را با كرامت به هم آميخته به مردم ياد مي داد و اين شيوه مخصوص شخص خود او بود كه در هيچ يك از علماء بزرگ هم نظير نداشته - او در مورد ادراكات علمي بالاترين سطح ممكن تفوق و تقدم را احراز كرده و عميق ترين مسائل علمي و فلسفي عصر را به مردم آموخت و غامضترين مسائل علمي را كه در معارف اسلام وجود داشت و به آسانترين صورتي كه امكان درك حسي و تجربي دارد تعليم شاگردان داد و در هيچ آني و لحظه اي در طول 35 سال امامت خود خسته و



[ صفحه 7]



فرسوده از طرق مختلف تعليم و تعلم نگرديد.

امام ششم يك متخصص فني نبود كه مثلا در فيزيك يا شيمي يا فلسفه تخصص فني داشته باشد به نام بزرگترين فيلسوف يا فيزيك دادن تدريس نمايد بلكه او منبع همه ي علوم بود كه به طريقيت توحيد تدريس مي كرد - او در ادب - علم به اخبار گذشته و آينده و احاطه به سنت پيغمبر - و اطلاع بر تفسير قرآن و قدرت بر مسائل فلسفي - وقوف بر مكاتب تربيتي و اطلاع كامل بر علوم فلكي و نجوم و هيئت حركات منظومات شمسي و همچنين علم كيميا (فيزيك و شيمي - مكانيك) و لغات و صرف و نحو معاني و بيان و روايت و درايت اشعار قبايل دور و نزديك عرب و لهجه هاي مختلف عرب در درك معاني كلمات چنانچه در قدرت شعراي عصر اخير اموي ظهور و بروز داشت انسانيت خود را به صورت علمي به عرصه ظهور و بروز رسانيد. و يك سبك و نهجي مخصوص باقي گذاشت.


قرآن و علم


در قرآن مجيد 12 رشته علم مورد بحث قرار گرفته كه همه علوم در آن مشحون است و قريب چهل آيه در قرآن درباره اصول علوم مختلفه نازل و بيان شده است [1] .

1 - العلم - دانش مطلق

2 - علم فلك - در فضا و سير كرات

3 - علم تقويم - در ساعات و تقويم كه روز و شب و ماه و سال است و تاريخ و جغرافيا در آن قيد شده

4 - علم سماوات - علم به كرات آسماني و نجوم و ستارگان

5 - علم جو - ثوابت و سيارات و كهكشان ها

6 - علم الصحه - علم بهداشت و سلامتي و صحت بدن

7 - علم الملاحه - علم ملاحي و كشتي باني درياها و سير و سفر

8 - علم الفنون - فنون زندگي در همه شئون



[ صفحه 6]



9 - علم البلاغه - ادب و آداب و ادبيات

10 - علم الشعراء - روش درك شعراء و ماهيت ادراكات

11 - علم الانساب - انساب عرب كه مشحون تاريخ است

12 - علم - الجهاله - جهالت نقطه مقابل علم [2] .


پاورقي

[1] كشف الظنون محمد بن محمود آملي مدرس مدرسه سلطانيه زمان سلطان محمد خدابنده و دوست با قاضي عضد ايجي.

[2] تفصيل القرآن الكريم.


دانشگاه بزرگ جعفري


امام صادق (ع) با توجه به فرصت مناسب سياسي كه به وجود آمده بود، و با ملاحظه نياز شديد جامعه و آمادگي زمينه اجتماعي، دنباله نهضت علمي و فرهنگي پدرش امام باقر (ع) را گرفت و حوزه وسيع علمي و دانشگاه بزرگي به وجود آورد و در رشته هاي مختلف علوم عقلي و نقلي آن روز، شاگردان بزرگ و برجسته اي همچون: هشام بن حكم، محمد بن مسلم، ابان بن تغلب، هشام بن سالم، مومن طاق، مفضل بن عمر، جابر بن حيان و... تربيت كرد كه تعداد آنها را بالغ بر چهار هزار نفر نوشته اند. [1] .

هر يك از اين شاگردان شخصيتهاي بزرگ علمي و چهره هاي درخشاني بودند كه خدمات بزرگي انجام دادند. گروهي از آنان داراي آثار علمي و شاگردان متعددي بودند. به عنوان نمونه «هشام بن حكم» سي و يك جلد كتاب [2] نوشته و «جابر بن حيان» نيز بيش از دويست جلد [3] در زمينه علوم گوناگون بخصوص رشته هاي عقلي و طبيعي و شيمي (كه آن روز كيميا ناميده مي شد) تصنيف كرده بود كه به همين خاطر، به عنوان پدر علم شيمي مشهور شده است. كتابهاي جابر بن حيان به زبانهاي گوناگون اروپايي در قرون وسطي ترجمه گرديد و نويسندگان تاريخ علوم همگي از او به عظمت ياد مي كنند.


پاورقي

[1] شيخ مفيد، الارشاد، قم، مكتبه بصيرتي، ص 271 - حيدر، اسد، همان كتاب، ج 1، ص 69.

[2] صفائي، سيد احمد، هشام بن حكم مدافع حريم ولايت، تهران، نشر آفاق، ط 2، 1359 ه .ش، ص 19 - فتال نيشابوري، روضه الواعظين، ط 1، بيروت، موسسة الاعلمي للمطبوعات، 1406 ه .ق، ص 229 - طبرسي، اعلام الوري باعلام الهدي، ط 3، منشورات المكتبه الاسلاميه، ص 284.

[3] ابن نديم در كتاب «الفهرست» بيش از دويست و بيست جلد كتاب به جابر نسبت داده است. (الفهرست، قاهره، المكبتة التجاريه الكبري، ص 512-517).


منصب امامت


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام در سنه ي يكصد و چهارده و بقولي يكصد و پانزده ي هجري كه پدر بزرگوارش حضرت باقر از دنيا رفت به دستور حضرت باقرالعلوم به منصب پر افتخار امامت نائل شد و تا پايان عمر مشغول هدايت افرادي كه لائق هدايت شدن بودند گرديد.

مسعودي در كتاب اثبات الوصيه مي نگارد: حضرت امام محمد باقر عليه السلام در زمان حيات خود به وجود حضرت صادق عليه السلام (درباره ي امر امامت) اشاره مي كرد. بعد از آن به طور صريح آن بزرگوار را براي منصب امامت تعيين نمود.

چنانكه زراره و ابوالجارود روايت مي كنند: امام محمد



[ صفحه 21]



باقر در موقع صحيح و سالم بودن خويش حضرت صادق را خواست و به او فرمود: من در نظر دارم كه تو را دستوري دهم.

امام صادق گفت: مرا به هر امري كه مي خواهي مأمور فرما!

حضرت باقر فرمود: كاغذ و دواتي از براي من حاضر كن! وقتي امام صادق كاغذ و دوات آورد وصيت نامه ي ظاهري را نيز براي آن بزرگوار نوشت و فرمود: تا گروهي از قريش را دعوت كنند، وقتي كه عده اي از قريش را دعوت نمودند امام محمد باقر آنان را درباره ي آن وصيتي كه كرده بود شاهد گرفت.

موقعي كه وفات حضرت امام محمد باقر عليه السلام نزديك شد حضرت صادق را خواست و به وي فرمود: امشب همان شبي است كه به من وعده ي (شهيد شدن) داده شده. امام باقر اسم اعظم خدا و ميراثهاي پيامبران و شمشيري (را كه از امانت هاي امامت بود) به حضرت امام جعفر صادق تسليم كرد و به آن حضرت فرمود: چقدر درباره ي شيعيان به تو سفارش كنم!!

امام صادق عليه السلام گفت: به خدا قسم نمي گذارم كه ايشان (براي هدايت شدن و ياد گرفتن دستورات مذهبي و...) به احدي محتاج شوند.

عنبسه روايت مي كند: موقعي كه مقام امامت و امر پروردگار به حضرت صادق عليه السلام نصيب شد آن بزرگوار شيعيان را جمع كرد. آن گاه پس از اينكه حمد خداي را به جاي آورد سخنراني كرد. ايشان را يادآور نعمتهاي خدا نمود و فرمود: خدا راه دين خود را به وسيله ي پيشوايان هدايت كننده اي كه از اهل بيت پيامبر او هستند واضح و روشن كرده، به وسيله ي امامها طريقه ي



[ صفحه 22]



دين را آشكار نموده، باب علم پوشيده ي خود را به واسطه ي آنان افتتاح كرد، كسي كه حق واجب امام خود را بشناسد طعم و شيريني ايمان را خواهد چشيد، فضيلت و شادماني اسلام خود را خواهد فهميد و...

انسان به آن نعمتهائي كه نزد خدا است نائل نمي شود مگر با شناختن امام، امام از تاريكي ها و مطالب مجهولي كه پيش بيايد آگاه است، امام غيب هاي آسماني را مي داند، امام از فتنه ها خبردار است.

خداي توانا امامان عليهم السلام را از فرزندان امام حسين عليه السلام هر كدام را پس از ديگري براي خلق خود انتخاب نمود و آنان را براي مقام امامت برگزيد و براي بندگان خود پسنديده قرار داد، آنان را مهتر و بزرگوار گردانيد، ايشان را حجتي عالم و هدايت كننده و پيشوا قرار داد.

امامان هستند كه بشر را به راه حق هدايت مي كنند و به سوي خدا بر مي گردانند، امامان حجت و برهان خدا و دعوت كنندگان خلقند به سوي خدا، امامان كليدهاي سختي و دعا هستند، امامان ستون اسلامند، بندگان خدا به وسيله ي راهنمائي امامان ديندار مي شوند، شهرها به نور امامان نوراني مي گردند، خداي توانا امامان را وسيله ي حيات و زندگي مردم و چراغهاي تاريكي ها قرار داده و...

اي گروه مسلمين! مثل كسي نظر كنيد كه طالب راه حق و هدايت باشد، درباره ي اين امور نظير كسي كه نخواهد دشمني كند انديشه نمائيد، پس از اينكه حق را شناختيد در گمراهي



[ صفحه 23]



اصرار منمائيد، تابع مظنه و گمان و هواي نفس نشويد!! زيرا از طرف خدا براي شما راهنما آمده است.


سفارش صله ي رحم و نماز


از گفتني هاي جالب اين كه: هنگام شهادت آن حضرت، دو موضوع (صله ي رحم و نماز) ديده شده كه آن بزرگوار تأكيد و توجه بسيار به آن نمود:

1- هر وقت به هوش مي آمد از بستگان نزديك مي پرسيد و نام آنها را مي برد و مي فرمود: به فلاني و فلاني آن قدر پول بدهيد و حتي نام يكي از بستگانش را كه شمشير به رويش كشيده بود، ذكر كرد و فرمود: فلان مقدار پول به او بدهيد.

يكي از كنيزان آن حضرت به نام «سالمه» عرض كرد: آيا به كسي كه با شما



[ صفحه 87]



دشمني كرد، پول مي دهي؟

فرمود: مي خواهم مشمول اين آيه باشم كه خداوند مي فرمايد:

و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب... اولئك لهم عقبي الدار.

:«و آنان كه پيوندهائي را كه خداوند به آن امر كرده برقرار مي نمايند (يعني صله رحم مي كنند)... عاقبت نيك در سراي ديگر از براي آنها خواهد بود».(رعد - 21 و 22)

2- ابوبصير مي گويد پس از شهادت امام صادق (ع) براي عرض تسليت نزد ام حبيبه (كنيز و همسر آن حضرت) رفتم او گريه كرد، من هم گريستم، گفت: اي ابوبصير! اگر امام صادق (ع) را هنگام شهادت مي ديدي چيز عجيبي، مشاهده مي كردي، او در آن وقت ديدگان خود را گشود و فرمود:

ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلوة.

:«شفاعت ما به او نرسد كه نماز را سبك بشمرد». [1] .

به اين ترتيب امام صادق (ع) آخرين پيام هاي خود را داد و وصيت هاي خود را به امام كاظم (ع) كرد و جان سپرد.


پاورقي

[1] انوار البهيه ص 179 - 180.


ما روي عن الامام الصادق من أحاديث شريفة


لم يكن الأب قد خرج بعد ظهر هذا اليوم الي عمله. و ذلك لشعوره بشي ء من التوعك. و لم يكن ليشعر بذلك لمرض انتابه. و انما قد يكون للعمر و تقدم السن علاقة فيما كان يحسه و يشعر به.

كان الأبناء قلقين علي أبيهم دون أن يشعروه بقلقهم. و لكي لا يثقلوا عليه ما كانوا يتواجدون قريبا منه. و غرضهم من ذلك هو أن يهيئوا لأبيهم جوا من الهدوء و السكينة عله ينعس و ينام و بذلك يكون قد كسب شيئا من الراحة. فيستعيد عافيته و حيويته.

لم يكن الأب معتادا علي بعد أبنائه عنه ما دام متواجدا في البيت. و لذلك تراه يناديهم بين الحين و الآخر و يدعوهم للجلوس قريبا منه. و الأبناء يلبون رغبة أبيهم. و ما أن تمضي دقائق حتي ينسلوا من الغرفة دون أن يشعروه بخروجهم منها. و حينما وجد الأب من أبنائه ذلك رأي أن خير وسيلة يبقيهم الي جانبه هي أن يبدأ الحديث هذا اليوم مبكرا عن كل يوم.



[ صفحه 317]



قام الأب من سريره متوجها الي غرفة الجلوس. و هو في طريقة اليها نادي علي أبنائه فلبوا نداءه مسرعين.

و هنا قال الابن الأكبر لأبيه: هل من شي ء تحتاجه يا أبي؟ فقال الأب: لا يا ولدي. و انما أحب أن نجلس معا في غرفة الجلوس كما تعودنا كل يوم. فقال الابن الأكبر: لو ارتحت في فراشك يا أبي لكان أفضل. فقال الأب و هو يبتسم سرورا باهتمام ابنه براحته: لقد ارتحت كثيرا و الحمد لله يا ولدي.

و دخل الجميع الغرفة. و جلس الأب في مكانه المعتاد. و أخذ الأبناء أماكنهم. فبادر الأب قائلا: ما رأيكم لو بدأنا الحديث هذا اليوم مبكرين؟

فقال الابن الأوسط: أري أن تؤجل الحديث الي يوم غد يا أبي.

فقال الأب: و لم يا ولدي. قال: لكي لا تتعب نفسك يا أبي. و تستعيد نشاطك.

فقال الأب: أو تراني عليلا يا ولدي؟ فقال الابن الأوسط: لا سمح الله يا أبي. و انما فقط أردت لك الراحة هذا اليوم.

فقال الأب: اني بنعمة الله تعالي في أكمل راحة. و أتم عافية يا ولدي.

ثم تابع الأب حديثه قائلا: حدثتكم يوم أمس عن تفسير الامام الصادق عليه السلام لبعض الآيات من القرآن الكريم. و استشهاده بالبعض الآخر في أحاديثه. و اليوم سنتحدث عن ما روي عنه عليه السلام من أحاديث سواء التي رواها عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. أو ما تحدث بها هو.



[ صفحه 318]



ثم قال الأب: لقد روي عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: لما دفعت الي أبي جعفر المنصور. انتهرني و كلمني بكلام غليظ. ثم قال لي: يا جعفر. قد علمت بفعل محمد بن عبدالله الذي تسمونه النفس الزكية. و ما نزل به. و انما انتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فالحق الكبير بالصغير.

قال عليه السلام: فقلت: يا أميرالمؤمنين. حدثني محمد بن علي بن الحسين عليه السلام. عن أبيه عن جده أميرالمؤمنين عليه السلام. ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدها الله الي ثلاث و ثلاثين سنة. و ان الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فيبترها الله تعالي الي ثلاث سنين.

قال عليه السلام: فقال لي: و الله. لقد سمعت هذا من أبيك. قلت: نعم. حتي رددها علي ثلاثا. ثم قال: انصرف.

ثم تابع الأب حديثه قائلا: أترون يا أبنائي كيف دفع الامام الصادق عليه السلام. شر المنصور بترهيبه من قصر العمر من خلال روايته لحديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

الابن الأكبر: نعم يا أبي. لقد خاف المنصور من أن يبتر الله تعالي له ما بقي من عمره أن هو أقدم علي قطع ما أمر الله به أن يوصل. و لذلك لم يقدم علي فعل الشر الذي هو عازم عليه.

ثم قال الأب: و روي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نية المؤمن خير من عمله. و نية الكافر شر من عمله. و كل يعمل علي نيته.

و قد قال الغزالي: ان كل طاعة تنتظم بنية و عمل. و كل منهما



[ صفحه 319]



من جملة الخيرات. الا أن النية من الطاعتين خير من العمل. لأن أثر النية في المقصود أكثر من أثر العمل. لأن صلاح القلب هو المقصود من التكليف. و الأعضاء آلات موصلة الي المقصود. و الغرض من حركات الجوارح أن يعتاد القلب ارادة الخير. و يؤكد فيه الميل اليه. ليتفرغ عن شهوات الدنيا. و يقبل علي الذكر و الفكر. فبالضرورة تكون خيرا.

بالاضافة الي الغرض قال الله تعالي: (لن ينال الله لحومها و لا دمآؤها و لكن يناله التقوي منكم) [1] و التقوي صفة القلب. و في الحديث: ان في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد. أراد بها القلب.

فقال الابن الأكبر: تسمح لي بسؤال يا أبي؟ قال الأب: سل يا بني. فقال: لو نوي الانسان علي فعل خير ثم لم يستطع فعله لسبب ما. فهل يثاب علي نيته يا أبي؟

الأب: بالتأكيد يا ولدي. انا الأعمال بالنيات. و ان لكل امري ء ما نوي.

و من حديث لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. رواه أحمد بن عبدالله البرقي في المحاسن. و الصدوق في كتاب التوحيد. عن محمد بن الحسن عن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي القاساني عمن ذكره عن عبدالله بن القاسم الجعفري عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من وعده الله علي عمل ثوابا فهو منجزه له. و من أوعده علي عمل عقابا فهو فيه الخيار.



[ صفحه 320]



ثم قال الأب: ان الله جلت عظمته قد وعد الانسان الجزاء علي كل عمل خير يقوم به. فقال جل جلاله (من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها) [2] و قال تعالي: (و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) [3] و غيرها من الآيات.

كما و أوعد بالعقاب علي الأعمال التي نهانا عنها و حذرنا منها. و هو جل جلاله في ذلك بالخيار أن عذبنا عليها فبعدله و استحقاقنا. و ان عفا عنا فبفضله و منته و رحمته. و ما الله بظلام للعبيد. و قد قال جل جلاله: (ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [4] و قال تعالي: (و من جآء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و هم لا يظلمون) [5] .

ثم تابع الأب حديثه قائلا: و روي عن أبي عبدالله قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان أئمتكم وفدكم الي الله. فانظروا من توفدون في دينكم و صلاتكم.

و روي عن الصدوق أن الامام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يا أيها الناس. أقيموا صفوفكم. و امسحوا بمناكبكم لئلا يكون فيكم خلل. و لا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم. الا و أني أريكم من خلفي.

الابن الأكبر: أوضح لنا هذا الحديث يا أبي.

الأب: امسحوا مناكبكم: أي اجعلوها متلاصقة يمسح بعضها بعضا. و لا يكون بينها خلل و فروج.



[ صفحه 321]



و لا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم: أي اذا تقدم بعضهم علي بعض في الصفوف تأثرت قلوبهم. و نشأ بينهم الخلف (كذا في النهاية). و منه الحديث الآخر: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم: يريد أن كلا منهم يصرف وجهه عن الآخر. يوقع بينهم التباغض. فان اقبال الوجه علي الوجه من أثر المودة و الألفة [6] .

و روي عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام قال: نهي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن نقر الغراب و فرشة الأسد.

قال الابن الأكبر: و ما نقر الغراب و فرشة الأسد يا أبي؟

قال الأب: نقر الغراب: تخفيف السجود. و أنه لا يمكث فيه ألا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد اتقاطه.

و افتراش الأسد: و هو بسط الذراعين علي الأرض عند السجود و لا يرفعهما. كما يبسط الأسد ذراعيه.

و في التطهر قال الامام الصادق عليه السلام كما روي عن ابن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام في رجل اصابته جنابة في السفر و ليس معه ماء الا قليل. و خاف أن هو اغتسل أن يعطش. قال عليه السلام: ان خاف عطشا فلا يهريق منه قطرة. ليتيمم بالصعيد. فان الصعيد أحب الي [7] .

و عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبدالله عليه السلام حينما سئل عن الرجل يجنب و معه من الماء بقدر ما يكفيه لوضوء الصلاة: أيتوضأ بالماء أو يتيمم؟ قال عليه السلام: يتيمم.



[ صفحه 322]



و قال الصادق عليه السلام: لا ينقض الوضوء الا حدث. و النوم حدث.

و قال الامام الصادق عليه السلام: اذا قال المؤمن قد قامت الصلاة حرم عليه الكلام. و علي سائر أهل المسجد. الا أن يكونوا اجتمعوا من شتي و ليس لهم امام.

فقال الابن الأكبر: و ما يعني من شتي يا أبي؟

الأب: أنه عليه السلام يعني من مواضيع مختلفة. أي متفرقين.

و في رواية أنه سئل عليه السلام عن الرجل يتكلم في الاقامة؟ قال عليه السلام: نعم. فاذا قال المؤذن قد قامت الصلاة فقد حرم الكلام علي أهل المسجد الا أن يكونوا اجتمعوا من شتي و ليس لهم امام فلا بأس أن يقول بعضهم لبعض: تقدم يا فلان.

ثم قال الأب: أي أنهم يقدموا أحدا ليؤمهم.

كما و روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال حينما سأله محمد بن عمران: لأي علة يجهر في صلاة الجمعة و صلاة المغرب و صلاة العشاء الآخرة و صلاة الغداة و سائر الصلاة. والظهر و العصر لا يجهر فيهما؟ و لأي علة صار التسبيح فيهما أفضل من القراءة؟

قال الصادق عليه السلام: لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لما أسري به الي السماء كان أول صلاة فرضها الله عليه الظهر يوم الجمعة. فأضاف الله اليه الملائكة تصلي خلفه. و أمر نبيه أن يجهر بالقراءة ليبين لهم فضله. ثم فرض الله عليه العصر. و لم يضف اليه أحدا من الملائكة. و أمره أن يخفي القراءة. لأنه لم يكن وراءه أحد. ثم فرض عليه المغرب. و أضاف اليه الملائكة. فأمره بالاجهار. و كذلك العشاء الآخرة. فلما



[ صفحه 323]



كان قرب الفجر نزل ففرض الله عليه الفجر بالاجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة. فلهذه العلة يجهر فيها.

فقال الابن: و لكن يا أبي أن الاسراء بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم انما كان في الليل كما نطق به القرآن: (سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله). و كما أكدت الروايات أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم نزل من معراجه قبل الفجر. فكيف تفسر لي ذلك؟

الأب: لقد فسر العلامة السيد عبدالله شبر ذلك في كتابه مصابيح الأنوار. فقال رحمه الله تعالي و أثابه: يمكن الجواب بأن معراجه صلي الله عليه و آله و سلم لم يكن منحصرا في مرة واحدة. بل كان مرارا متعددة. فجاز أن يكون هذا الخبر كناية عن معراجه صلي الله عليه و آله و سلم كان في النهار: و في رواية سأل أبوبصير الامام الصادق عليه السلام: كم مرة عرج برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال عليه السلام: مرتين.

و في بعض الأخبار: أنه عرج به صلي الله عليه و آله و سلم مائة و عشرون مرة.

و ذكر بعض الفضلاء أنه تقرر أن الليل هو مدة كون ظل الأرض فوقها بالنسبة الي الربع المسكون. بل كان مكان باعتباره كذلك. و معلوم أن الشمس أكبر جرما من الأرض بكثير...

ثم قال: فليس للأرض ظل عند السماء السابعة قطعا. فضلا عما فوقها...

ثم قال: فلعل صلاته صلي الله عليه و آله و سلم كانت في مكان تكون الشمس واقعة علي تلك الدائرة... [8] .



[ صفحه 324]



الابن الأكبر: و ما روي عن الامام الصادق عليه السلام أيضا يا أبي؟

الأب: كان له عليه السلام حديثا في عودة المريض قال عليه السلام فيه: لا عيادة في وجع العين. و لا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام. فاذا شئت فيوم و يوم لا. أو يوم و يومان لا. و اذا طالت العلة ترك المريض و عياله.

و له عليه السلام في الحث علي ادخال السرور في قلب أخيه المسلم ما روي عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن سدير الصيرفي قال: قال أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في حديث طويل: اذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه. كلما رأي المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع و لا تحزن. و ابشر بالسرور و الكرامة من الله عزوجل. حتي يقف بين يدي الله تعالي. فيحاسبه حسابا يسيرا. و يأمر به الي الجنة و المثال أمامه. فيقول له المؤمن: يرحمك الله. نعم الخارج خرجت معي من قبري. و ما زلت تبشرني بالسرور و الكرامة من الله عزوجل. حتي رأيت ذلك. فمن أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلته علي أخيك المؤمن في الدنيا. خلقني الله منه [9] .

ثم تابع: الأب حديثه قائلا: أما عن ادخال الأسي و الحزن في قلب أخيه المؤمن. فقد روي عنه عليه السلام قال لرجل شكاه بعض اخوانه: ما لأخيك فلان يشكوك؟

فقال الرجل: أيشكوني اذا استقضيت حقي؟ قال الراوي: فجلس عليه السلام مغضبا. ثم قال: كأنك اذا استقضيت لم تسي ء؟ أرأيت



[ صفحه 325]



ما حكي الله تبارك و تعالي: (و يخافون سوء الحساب). أخافوا الله أن يجوز عليهم. لا والله. ما خافوا الا الاستقضاء. فسماه الله سوء الحساب. فمن استقضي فقد أساء.

ثم قال الأب: و روي عن عبدالله بن المفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: لأي شي ء جعل الله تعالي الأرواح في الأبدان. بعد كونها في الملكوت الأعلي في أرفع محل؟

فقال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي علم أن الأرواح في شرفها و علوها متي تركت علي حالها نزع أكثرها الي دعوي الربوبية دونه عزوجل. فجعلها بقدرته في الأبدان التي قدرها لها في ابتداء التقدير. نظرا لها و رحمة بها. و احوج بعضها الي بعض. و أعلي بعضها علي بعض. و رفع بعضها فوق بعض درجات. و كفي بعضها ببعض. و بعث اليهم رسله. و اتخذ عليهم حججه مبشرين و منذرين. يأمرونهم بتعاطي العبودية و التواضع لمعبودهم. بالأنواع التي تعبدهم لها. و نصب لهم عقوبات في العاجل. و عقوبات في الآجل. و مثوبات في العاجل. و مثوبات في الآجل. ليرغبهم بذلك في الخير. و يزهدهم في الشر. و ليذلهم بطلب المعاش و المكاسب. فيعلموا بذلك أنهم مربوبون. و عباد مخلوقون. و يقبلوا علي عبادته. فيستحقوا بذلك نعيم الأبد. و جنة الخلد. و يأمنوا من النزوع الي ما ليس لهم بحق.

ثم قال عليه السلام: يابن الفضل. ان الله تعالي أحسن نظرا لعباده منهم لأنفسهم. ألا تري انك لا تري فيهم الا محبا للعلو علي غيره؟ حتي أن منهم من نزع الي دعوي الامامة بغير حقها. مع ما يرون في أنفسهم من النقص و العجز و الضعف و المهانة و الحاجة و الفقر و الآلام المتناوبة عليهم. و الموت الغالب لهم. و القاهر لجميعهم.



[ صفحه 326]



يابن فضل. ان الله تعالي لا يفعل بعباده الا الأصلح لهم. و لا يظلم الناس شيئا. و لكن الناس أنفسهم يظلمون [10] .

الابن الأكبر: قبل فترة سمعت منك قول أن الامام الصادق عليه السلام روي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال يوما: انا الفتي ابن الفتي أخو الفتي. ألا تحدثنا عن هذا الحديث يا أبي؟

الأب: نعم يا ولدي. فقد روي عن الامام الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام. عن آبائه عن أجداده: أن اعرابيا أتي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فخرج اليه صلي الله عليه و آله و سلم في رداء ممشق. فقال الأعرابي: يا محمد. لقد خرجت الي كأنك فتي. فقال عليه السلام للأعرابي: نعم يا أعرابي. أنا الفتي ابن الفتي أخو الفتي. فقال الأعرابي: أما الفتي فنعم. فكيف ابن الفتي و أخو الفتي؟

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أما سمعت الله عزوجل يقول: (قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له ابراهيم (60)) [11] و أما أخو الفتي: فان مناديا نادي في السماء يوم أحد: لا سيف الا ذوالفقار و لا فتي الا علي.

فقال الأب الأكبر: صحيح يا أبي فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من ذرية ابراهيم. و هذا يعني أنه ابن ابراهيم عليه السلام. كما و أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد آخا بينه صلي الله عليه و آله و سلم و بين علي عليه السلام. و له في ذلك أحاديث شريفة تؤكد أخوتهما منها قوله صلي الله عليه و آله و سلم: خير اخوتي علي. و خير أعمامي حمزة [12] .

و قوله صلي الله عليه و آله و سلم الذي روي عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا أم سلمة. أتعرفينه؟ قالت أم سلمة: قلت: نعم. هذا علي بن أبي طالب.



[ صفحه 327]



قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: صدقت. سجيته علي سجيتي. و دمه دمي. و هو عببة علمي. و في رواية أخري أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: هذا علي بن أبي طالب. لحمه لحمي. و دمه دمي. و هو مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدي. يا أم سلمة. هذا أميرالمؤمنين. و سيد المسلمين. و وعاء علمي. و وصيي و بأبي الذي أؤتي منه. أخي من الدنيا و الآخرة. و معي في المقام الأعلي. علي يقتل القاسطين و الناكثين و المارقين [13] .

فقال الأب: أحسنت يا ولدي. فقد سبق و ان ذكرت لكم مجموعة من أحاديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و كان هذا الحديث و غيره منها [14] .

الابن الأكبر: حدثتنا مرة عن علم أميرالمؤمنين عليه السلام بعلم النجوم. فهل كان الامام الصادق عليه السلام يعلم هذا العلم كذاك يا أبي؟

الأب: حينما قال الله تعالي: فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فهذا يعني أنهم عليه السلام أعلم الناس في كل علم. و يؤكد قولي هذا ما جاء في حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حينما قال: لا تعلموهم فانهم أعلم منكم.

الابن الأوسط: حدثنا يا أبي عن علم الامام الصادق بعلم النجوم.

الأب: نعم يا ولدي سنتحدث عن ذلك يوم غد ان شاء الله.



[ صفحه 328]




پاورقي

[1] سورة الحج: الآية 37.

[2] سورة الأنعام: الآية 160.

[3] سورة الشوري: الآية 23.

[4] سورة النساء: الآية 26.

[5] سورة الأنعام: الآية 160.

[6] راجع مصابيح الأنوار للسيد عبدالله شبر ج 2 ص 206.

[7] راجع الكافي و التهذيب.

[8] لغرض الاستفادة أكثر من التعليل راجع مصابيح الأنوار للسيد عبدالله شبر ج 2 ص 80.

[9] راجع مصابيح الأنوار ج 2 ص 149 عن الكافي.

[10] راجع الصدوق في كتاب التوحيد باسناده عن عبدالله بن الفضل الهاشمي.

[11] سورة الأنبياء: الآية 60.

[12] أخرجه الديلمي و رواه ابن حجر في الصواعق ص 124.

[13] أخرجه البيهقي في المحاسن و المساوي ء ج 1 ص 31 و الخوارزمي في المناقب ص 52 و 58 عن ابن عباس. و الكنجي في الكفاية ص 69 و المتقي الهندي في الكنز ج 6 ص 154 من طريق الحافظ العقيلي.

[14] راجع حياة المرتضي للمؤلف طبع دار المحجة و كتابنا أميرالمؤمنين عليه السلام في مكة و المدينة.


علمه


سنوات قليلة من حياة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ملأ فيها الدنيا بعلمه، و ازدهرت ألوف الكتب بأحاديثه و آرائه، ألقي فيها علي طلابه مختلف العلوم، و علمهم صنوف المعارف، فحلقة للحديث، و أخري للفقه، و ثالثة للتفسير، و رابعة للفلسفة و الالهيات، و خامسة لبحث الأفلاك و مدارات الشمس و القمر و النجوم لقد شبهوا دار الامام عليه السلام بالجامعة.

قال الأستاذ محمد صادق نشأت - الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة - و خلاصة القول: ان دار الصادق كانت كجامعة كبيرة تموج بالحكماء و أهل العلم يجيب أسئلتهم، و يحل مشاكلهم، دون التفات الي نحلهم و مذاهبهم أو فروقهم و مقاصدهم و قد جمع أصحابه المتقربون اليه دروسهم في أربعمائة كتاب، و سموها (الأصول الأربعمائة) و ان



[ صفحه 30]



الرسالة التي أملاها علي المفضل بن عمر للرد علي العالم الدهري المعروف بابن أبي العوجاء، تشير الي منزلة الصادق و احاطته العجيبة بأنواع المعارف والفنون [1] .

لقد يمم المسلمون الي جامعة الامام الصادق عليه السلام من كافة الأقطار الاسلامية، ينتهلون من نميرها الفياض، و يغترفون من معينها العذب.

قال الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل: و كذلك أرسلت الكوفة و البصرة، و واسط، و الحجاز، الي جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها، و من كل قبيلة: من بني أسد، و مخارق، و طي، و سليم، و غطفان، و غفار، و الأزد، و خزاعة، و خثعم، و مخزوم و بني ضبة، و من قريش، و لا سيما بني الحارث بن عبدالمطلب، و بني الحسن بن علي، و رحل اليه جمهور من الأحرار، و أبناء الموالي، من أعيان هذه الأمة: من العرب و فارس، و لا سيما مدينة قم [2] و لا غرو ان كانت مدرسته عليه السلام بمثل هذه المثابة، و أن يقصدوها المسلمون من كل صقع و قطر، ليرتووا من



[ صفحه 31]



نميرها العذب، و يتزودوا من رحيقها العطر، فمؤسسها الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه، كما يقول الجاحظ -.

لقد أستأثر علم الامام الصادق عليه السلام باهتمام المؤرخين و نقلة الآثار منذ العصر الأول و حتي اليوم، فكل من كتب عنه تحدث عن علمه الغزير، و ذكر من تلمذ عليه من علماء المسلمين و كبرائهم، و مؤسسي المذاهب الاسلامية.

قال أحمد بن حجر الهيثمي: جعفر الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان، و روي عنه الأئمة الأكابر: كيحيي بن سعيد، و ابن جريح، و مالك، و السفيانيين، و أبي حنيفة، و شعبة، و أيوب السختياني [3] .

و قال أبونعيم الأصبهاني: روي عن جعفر بن محمد عدة من التابعين، منهم: يحيي بن سعيد الأنصاري، و أيوب السختياني، و أبان بن تغلب، و أبوعمرو بن العلاء، و يزيد بن عبدالله بن الهاد، و حدث عنه الأئمة الأعلام: مالك بن أنس و شعبة بن الحجاج، و سفيان الثوري، و ابن جريح،



[ صفحه 32]



و عبدالله بن عمر، و روح بن القاسم، و سفيان بن عيينة، و سليمان بن بلال، و اسماعيل بن جعفر، و حاتم بن اسماعيل، و عبد العزيز بن المختار، و وهب بن خالد، و ابراهيم بن طهمان في آخرين، و أخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجا بحديثه [4] .

و قال أبوالعباس أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني: كان من بين أخوته خليفة أبيه و وصيه، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، كان رأسا في الحديث، روي عنه:

يحيي بن سعيد، و ابن جريح و مالك بن أنس، و الثوري، و ابن عيينة، و أبوحنيفة، و شعبة، و أبوأيوب السجستاني، و غيرهم [5] .

و قال أحمد شهاب الدين الخفاجي: جعفر الصادق، أبوعبدالله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روي عنه كثيرون: كمالك بن أنس، و السفيانيين، و ابن جريح، و ابن اسحاق، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته. ولد سنة 80 و توفي سنة 148 قيل مسموما، و ثقه



[ صفحه 33]



في روايته الشافعي، و ابن معين، و أبوحاتم، و الذهبي. و هو من فضلاء أهل البيت عليهم السلام و علمائهم [6] .

و قال جمال الدين أبوالمحاسن يوسف بن تغري الأتابكي بعد كلام له في فضله: و حدث عنه أبوحنيفة، و ابن جريح، و شعبة، و السفيانيان، و مالك، و غيرهم، و عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد [7] و قال محمود بن وهيب البغدادي الحنفي: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان، و روي عنه الأئمة الأكابر: كيحيي بن سعيد، و ابن جريح، و مالك، و السفيانيين، و أبي حنيفة. و شعبة، و أيوب السختياني، و ابن عيينة، و غيرهم [8] .

و قال الشبلنجي: و مناقبه كثيرة تفوت علي الحاسب، و يحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب، روي عنه جماعة من أعيان الأمة و أعلامهم كيحيي بن سعيد، و ابن جريح و مالك بن أنس، و ابن عيينة و أبي حنيفة و أبي أيوب



[ صفحه 34]



السجستاني، و غيرهم [9] .

و قال أبوزكريا محي الدين بن شرف النووي: روي عنه محمد بن اسحاق، و يحيي الأنصاري، و مالك، و السفيانيان، و ابن جريح، و شعبة، و يحيي القطان، و آخرون، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته [10] .

و قال الأستاذ محمد أبوزهرة: ما أجمع علماء الاسلام علي اختلاف طوائفهم كما أجمعوا علي فضل الامام الصادق و علمه، فأئمة السنة الذين عاصروه تلقوا عنه و أخذوا، أخذ عنه مالك رضي الله عنه، و أخذ عنه طبقة مالك: كسفيان بن عيينة، و سفيان الثوري، و غيرهم كثير. و أخذ عنه أبوحنيفة مع تقاربهما في السن، و اعتبره أعلم الناس لأنه أعلم الناس باختلاف الناس، و قد تلقي عليه رواة الحديث طائفة كبيرة من التابعين، منهم: يحيي بن سعيد الخ [11] .

و قال السيد أمير علي: و لا مشاحة أن انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد علي فك الفكر من عقاله، فأصبحت



[ صفحه 35]



المناقشات الفلسفية عامة، في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي، و لا يفوتنا أن نشير الي أن الذي تزعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب، المسمي بالامام (جعفر) و الملقب ب(الصادق) و هو رجل رحب أفق التفكير بعيدا، غوار العقل، ملم كل الالمام بعلوم عصره، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسوا المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الأنحاء القاصية [12] .

و قال الدكتور أحمد أمين: الشيعة تروي عنه الشي ء الكثير، حتي صنفوا من اجاباته عن المسائل أربعمائة كتاب، سموها (الأصول) و لم يرو عن أحد من أهل بيته ما روي عنه، حتي قال الحسن بن علي الوشا - من أصحاب الرضا - أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد. و ذكروا أن الرواة عنه بلغوا نحو أربعة آلاف رجل . [13] .



[ صفحه 36]



و ارجع ابن أبي الحديد فقه أئمة أهل السنة كله اليه، و علمهم مقتبس منه، فهو أستاذهم الأكبر، الذي عنه أخذوا، و منه اقتبسوا.

قال: أما أصحاب أبي حنيفة: كأبي يوسف، و محمد و غيرهما، فأخذوا عن أبي حنيفة، و أما الشافعي فقرأ علي محمد بن الحسن، فيرجع فقهه أيضا الي أبي حنيفة، و أما أحمد بن حنبل فقرأ علي الشافعي، فيرجع فقهه أيضا الي أبي حنيفة، و أبوحنيفة قرأ علي جعفر بن محمد عليهاالسلام [14] .

و قد تحدث أبوحنيفة عن تلمذته علي الامام الصادق عليه السلام و أخذه عنه فقال: لو لا السنتان لهلك النعمان. يشير الي السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الامام الصادق رضي الله عنه [15] .

و لو أنصف المسلمون الامام الصادق عليه السلام لوجدوه السادن للشريعة المحمدية، و الناشر للعلوم الاسلامية، و المؤسس لكثير من العلوم الحديثة، و واضع أسسها، و سيمر



[ صفحه 37]



عليك في الفصل اللاحق - الامام الصادق ملهم الكيمياء - في نسبة هذا العلم اليه، و أخذه عنه، كما أن هناك علوما كثيرة أخذت عنه، و اقتبست منه.

قال الحوماني رحمه الله: و استخراج المعلوم من المجهول له علم خاص، سماه علماء الغرب (علم الجبر) اشتقوه من اسم جابر بن حيان، لأنه اول من وضع هذا العلم، نقلا عن معلمه جعفرالصادق عليه السلام.

و قال: و الذرة التي تم الكشف عنها في عصرنا الراهن، لم تكن وليدة هذا العهد و عقوله، انما هي وليدة عقول جبارة مر بها قرون عديدة و هي تبحث عنها، و كان قديما يطلقون عليها اسم (الجوهر الفرد) و (الجزء الذي لا يتجزأ) علي أن علماء اليوم كانت عمدتهم أو أكثر اعتمادهم في الوصول الي الذرة علي الآراء التي حشدها جابر بن حيان في رموزه التي حيرت علماء الغرب لدي استخراجها و التمكن منها.

و قال: قال لي الدكتور يحيي الهاشمي: ان عدة كتب مخطوطة لجابر بن حيان لا يزال علماء الألمان يعكفون علي



[ صفحه 38]



حل رموزها [16] .

هذه المامة سريعة بما يتعلق بعلمه عليه السلام، و لعل الزمن يكشف لنا جوانب جديدة من حياة الامام الصادق عليه السلام العلمية، و يجلي الغموض عن بعض روائع عظمته المجهولة.



[ صفحه 39]




پاورقي

[1] أشعة من حياة الصادق: 3 / 58.

[2] انظر كتابه جعفر بن محمد 59.

[3] الصواعق المحرقة 199.

[4] حلية الأولياء: 3 / 199.

[5] أخبار الدول 112.

[6] شرح الشفاء: 1 / 124.

[7] النجوم الزاهرة: 2 / 9.

[8] جوهرة الكلام: 118.

[9] نور الأبصار: 210.

[10] تهذيب الأسماء و اللغات: 1 / 149.

[11] الملل و النحل (بهامش الفصل في الملل لابن حزم: 1 / 224.

[12] الامام الصادق لأبي زهرة 66.

[13] مختصر تاريخ العرب و التمدن الاسلامي 179.

[14] ضحي الاسلام: 3 / 264.

[15] شرح نهج البلاغة: 1 / 6.

[16] مختصر التحفة الاثني عشرية للآلوسي ص 8. راجع فصل الامام الصادق في نظر العلماء و العظماء، تجد كلمات أئمة المذاهب في الامام عليه السلام.


خريدن خانه اي در بهشت


در زمان امام جعفر صادق عليه السلام فردي زندگي مي كرد كه نسبت به ايشان، ارادت خاصي داشت و هر سال كه امام به مكه مشرف مي شدند، آن مرد به ملاقات امام مي آمد. و هر موقعي كه آن مرد به مدينه سفر مي كرد، امام او را در منزل خود، جاي مي دادند.

مرتبه اي كه آن مرد به مدينه آمده بود، هنگام رفتن مبلغ ده هزار درهم به امام جعفر صادق (عليه السلام) داد تا ايشان براي او، خانه اي تهيه نمايد تا دفعه ي ديگري كه به مدينه آمد، مزاحم امام جعفر صادق (عليه السلام) نشود.

موعد حج فرا رسيد و امام جعفر صادق (عليه السلام) نيز به حج مشرف شدند.



[ صفحه 19]



در مكه، آن مرد دوباره به ملاقات امام (عليه السلام) آمد و گفت: اي مولاي من! آيا براي من، خانه اي كه قرار بود بخريد، خريديد؟

امام فرمود: «آري» و كاغذي به او داد و فرمود: «اين هم قباله و سند آن خانه مي باشد».

آن مرد وقتي قباله را خواند، ديد نوشته شده: به نام خداوند بخشنده ي مهربان، اين سند خانه اي است كه جعفر بن محمد خريده، براي فلان بن فلان و آن خانه در فردوس برين قرار دارد از يك طرف به خانه ي رسول خدا (صلي الله عليه و اله) از طرف ديگر به خانه ي اميرالمومنين (عليه السلام) از طرفي به خانه ي حسن بن علي (عليه السلام) و از طرف ديگر به خانه ي حسين بن علي (عليه السلام) محدود است.

وقتي آن مرد، نوشته را خواند، گفت: فدايت شوم، راضي هستم به اين خانه.

امام فرمود: «من پول خانه را بين فرزندان امام حسن و امام حسين (عليهماالسلام) پخش كردم و اميد دارم كه حق تعالي از تو، قبول كرده باشد و عوض آن را در بهشت به تو عطا فرمايد».

آن مرد، قباله را گرفت و تا آخر عمر، آن را با خود به همراه



[ صفحه 20]



داشت و هنگام مرگ، وصيت نمود كه آن قباله را با پيكرش دفن نمايند.

بعد از مردن آن مرد، خويشان او آن سند را نيز همراه او دفن كردند و وقتي فرداي آن روز، دوباره بر مزارش رفتند، ديدند كه همان نوشته، روي قبر آن مرد است و بر روي آن، نوشته ي ديگري به اين مضمون وجود دارد:

«به خدا سوگند! جعفر بن محمد (عليه السلام) وفا كرد بدان چه براي من گفته و نوشته بود». [1] .



[ صفحه 21]




پاورقي

[1] منتهي الآمال.


شاعران امام صادق


شاعران آن حضرت را سيد حميري، اشجع سلمي، كميت، ابوهريره ابار، عبدي و جعفر بن عفان گفته اند.


دوري از پرخاش و داد و فرياد


«لايهرون هريرالكلب »; شيعيان ما همانند سگ زوزه نمي كشند.


سفر جهت تعليم مسايل شرعي


اگرچه در روزگار قديم، مسافرت براي تعليم و يادگيري مسايل عادي كاري دشوار بود، با اين حال مواردي در دست است كه نشان مي دهد بعضي از مومنان براي اخذ يك مسئله فقهي، رنج و مشقت مسافرت طولاني را برخود هموار مي كردند; چنان كه مرحوم قطب الدين راوندي نقل كرد: «شخصي زنش را سه بار طلاق داده بود و در مورد جواز رجوع، از مطلقات شيعه پرسيده بود، جوابش را داده بودند ولي همسرش راضي نشده، مگر اين كه از امام صادق(ع) استفتا كند كه دراين هنگام امام صادق(ع) به دستور خليفه عباسي در حيره، تحت نظر به سر مي برد و مانع ملاقات مردم، با او بودند. لذا آن شخص خود را به قيافه «خيار فروشي » در آورد و به در خانه امام صادق(ع) آمد و مسئله اش را پرسيد و جواب گرفت.» [1] .


پاورقي

[1] قطب الدين راوندي، الخرائج و الجرائح، ترجمه غلامحسن محرمي، انتشارات جامعه مدرسين، ص 459 و 460.


هشدار


اولين اقدام امام، هشدار دادن به شيعيان بود كه با غاليان قطع رابطه كنند، زيرا هرگونه ارتباطي با آنان پي آمد سويي داشت. آن حضرت خطاب به شيعيان فرمودند: «با غلات، نشست و برخاست نداشته باشيد و با آنان هم غذا نشويد و دست دوستي به سوي آنها دراز نكنيد و به مبادله فرهنگي و علمي با آنان نپردازيد.» [1] .

ايشان به شيعيان سفارش مي نمودند كه مواظب جوانان خويش باشند تا تحت تأثير افكار و عقايد غلات قرار نگيرند: «احذروا علي شبابكم الغلاة لا يفسدهم. الغلاّة شرّ خلق الله يصغرون عظمة الله و يدّعون الربوبيّة لعباد الله...؛ [2] جوانتان را از غلات دور نگاه داريد تا آنان را فاسد نكنند. غلات، بدترين خلق خدا هستند كه از عظمت خدا مي كاهند و بر بندگان او اثبات الوهيّت مي كنند.»

ائمه اطهار (عليهم السلام) نيز در اين باره به مردم هشدار مي دادند و از «غلات» بيزاري مي جستند. امام علي (ع) فرمود: خداوندا! من از غلات بيزاري مي جويم؛ همانگونه كه عيسي بن مريم از نصاري بيزاري جست. خدايا آنان را خوار گردان و احدي از آنها را ياري مكن. [3] .


پاورقي

[1] شيخ طوسي، اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 586.

[2] شيخ صدوق، امالي، ج 2، ص 264.

[3] تصحيح الاعتقاد، ص 109؛ ر.ك: علي رباني گلپايگاني، فرق و مذاهب كلامي، ص 307.


تاريخچه تحول مناظره


هر نظريه ي تازه اي معمولا مخالفت طرفداران نظريه يا نظريه هاي قبلي را در پي دارد. اين مخالفت ها اگر به صورت بحثي رو در رو ابراز شود، حالت مناظره پيدا مي كند. با اين ديد شايد بتوان سابقه ي مناظره را به زماني برد كه بشر موفق به تكلم هم بوده است. يكي از رسمي ترين شيوه هاي بحث و استدلال، «روش مناظره» است. اين روش از دير زمان مرسوم بوده و امروز هم با نظم و اسلوب خاصي معمول است.

سابقه ي مناظره در ادبيات عربي بيشتر به دوره اسلامي و بعد از آن بر مي گردد. در قرآن كريم، به طور غير مستقيم به اين مسئله اشاره شده و به مسلمانان تكليف شده كه در جدال ها به صورت «احسن» رفتار نمايند.

سقراط حكيم براي ابطال نظريات سوفسطاييان از اين شيوه بهره جست. مرحوم فروغي نيز بر اين باور است كه علم منطق، زاده ي انديشه هاي سوفيست هاست. با اين كه سقراط در موضوع مجادله و مناظره زحمات زيادي كشيده، با آمدن ارسطو، اين امر سر و ساماني پيدا كرد. وي كتابهاي زيادي نوشت، از جمله كتاب «طوبيقا»، كه در جدل و روش مجادله و رد سوفسطايي ها است، ولي به دليل محو و نابود شدن آثار قدما نمي توان گفت چه نوع سخنوري و فن مناظره در ايران رايج بوده است. در اخبار و آثار آمده است كه دينداران ايران زمين از جمله آرمان هايي كه از خدا تمنا داشتند، اسب هاي تندرو، فرزندان دلير و زبان آور بوده است. حتي در آثار پهلوي پيش از اسلام كتابي نوشته شده موسوم به «درخت آسوريك»، در مناظره بين «نخل» و «بز» كه مرحوم بهار آن را ترجمه كرده است. در مقدمه ديوان مرحوم پروين اعتصامي به صورت پرسش و پاسخ، مناظره گونه اي نوشته شده است و تذكر داده كه



[ صفحه 29]



اين شيوه از قديم مخصوص ادبيات شمال و غرب ايران بوده است و پس از ظهور اسلام، فيلسوفان بزرگ ايران گام هاي بلندي در اين راه برداشته اند. [1] .

در آغاز قرن دوم هجري در اثر رابطه ي مسلمانان با ملت هاي ديگر و ترجمه كتاب هاي يوناني و ايراني به عربي و نفوذ فرهنگ بيگانه، تمايلات ملحدانه و جريانات انحرافي ظهور يافت. ملحدان مي كوشيدند در مكه و مدينه، سفر و حضر، مسجد پيامبر و كليه اماكن مقدس ديگر به ترويج انديشه هاي باطل خود بپردازند، ولي هرگز تأثير تشنج آميزي به وجود نمي آمد. امام صادق عليه السلام با سعه ي صدر و حوصله عجيبي به رد اشكالات ماده گرايان مي پرداخت.

مفضل بن عمر، از اصحاب امام صادق، مي گويد: شبي در باغي ميان قبر و منبر نشسته بودم و در فكر شرف و كرامت هايي بودم كه خداوند به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اعطا كرده، ناگهان ابن ابي العوجاء از راه رسيد و در نقطه اي نشست كه سخنان او را مي شنيدم، به يكي از اطرافيانش مي گفت صاحب اين قبر (رسول خدا) به كمال عزت و قدرت دست يافته است. دوستش گفت: فيلسوفي بود كه ادعاي مرتبه و منزلت بزرگي داشت.

ابن ابي العوجاء گفت: سخن درباره ي اين پيغمبر را رها كن كه عقلم درباره ي او حيران و انديشه ام درباره ي او به تحير و گمراهي كشيده شده است. درباره ي موضوعي حرف بزن كه قابل گفت و گو باشد. وي از آغاز پيدايش پديده ها سخن به ميان كشيد و گمان مي كرد كه پديده ها خود به خود به وجود آمده اند و هيچ دست تدبير و سازنده و مدبري در آن سهيم نبوده است. موجودات بدون مدبر وجود يافته اند و جهان بر همين اساس و



[ صفحه 30]



منوال بوده و خواهد بود.

مفضل مي گويد: از خشم و عصبانيت نتوانستم خود را نگه دارم. گفتم: اي دشمن خدا، در آيين حق به الحاد گرفتار آمدي و خداوند سبحان را منكر شدي، خدايي كه تو را به بهترين شكل آفريده و به كامل ترين وجه پرداخته و متحولت ساخته تا بدين مرتبه رسيده اي، اگر در خويشتن خويش بينديشي و احساسات لطيف و فطرت پاكت را تصديق كني، دلايل ربوبيت، آثار صنع و شواهد جلال و قدس را در خلقت خود روشن خواهي يافت و براهينش را آشكار خواهي ديد.

ابن ابي العوجاء گفت: اي مفضل، اگر اهل كلام باشي با تو سخن مي گويم و اگر دليلت روشن شد مدعايت را مي پذيرم و از تو پيروي خواهم كرد و اگر از اهل كلام نيستي، ما را با تو سخني نيست و اگر از ياران جعفر بن محمد هستي، او هرگز با ما چنين سخن نمي گويد و با شيوه تو با ما مجادله نمي كند. او سخنان ما را بيش از آنچه شنيده اي، شنيده است ولي در مقام گفت و گو هرگز دشنامي به ما نداده و نقدي نكرده است. او همواره بردبار، با وقار و عاقل و استوار است. به سخن ما گوش فرا مي دهد، كلام ما را مي شنود و به حرف ما توجه مي كند. وقتي فكر مي كنيم كه حجت و دلايل و مدعاي خود را خوب و كامل گفته ايم، حجت ما را با دلايلي ساده و خطابه اي كوتاه، ابطال مي سازد، ما را به پذيرش دليل خود وادار مي كند، عذر ما را منتفي مي سازد و ديگر ما نمي توانيم به او پاسخي بدهيم. پس اگر از اصحاب او هستي همچون او با ما سخن بگو. [2] .



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] همان، صص 383-380.

[2] بحارالانوار، ج 3، ص 57.


رهزنان عقايد




«دور است سرآب از اين باديه، هشدار»

«تا غول بيابان نفريبد به سرابت»



«حافظ»

آن روز، «عبدالكريم بن ابي العوجاء» در ازدحام طائفان كعبه، به سوي «امام صادق (ع)» آمد تا به زعم خويش او را بيازمايد. «جعفر بن محمد (ع)» به كناري نشسته بود و آن مرد دهري مذهب نيز نزديك وي جلوس رد.

اندكي بعد، امام به سخن لب گشود و در حالي كه به اهل طواف اشارت داشت، «عبدالكريم» را گفت:

- اگر سرانجام كار چنان باشد كه اين قوم گويند، و به يقين جز آن نيست، ايشان به سلامت جسته اند و شما هلاكت يافته ايد و نيز اگر عاقبت امر آن بود كه شما مي گوييد و به حقيقت چنين نيست، شما و ايشان يكسان و برابر خواهيد بود.

«عبدالكريم» گفت:



[ صفحه 186]



- خدايت رحمت كناد! مگر ما چه مي گوييم و ايشان چه مي گويند؟ سخن ما و ايشان يكي است!

امام گفت:

- چگونه قول شما و ايشان يكسان است؟. در حالي كه آنان گويند ما را رستاخيز و ثواب و عقابي است و آسمان را به ذات خداي، آبادان شناسند و شما چنين پنداريد كه آسمان ويرانه اي است و در آنجا خبري نيست.

«ابن ابي العوجاء» پاسخ داد:

- اگر حقيقت آن باشد كه اين جماعت گويند و خدايي هست، چرا آن خداي، خويش را بر مخلوق خود نمي نمايد و آنان را به عبادت خود نمي خواند تا در ميانه، دو تن را اختلافي روي ندهد؟، از چه روي، خويش را پوشيده داشت تا به فرستادن رسولان نياز افتد؟، اگر خود مباشر اين دعوت مي شد، آيا به صواب نزديكتر نبود؟

امام گفت:

- واي بر تو! چگونه بر تو پوشيده باشد كسي كه قدرت خويش را بدين سان در وجودت نمايانده است!

هستي تو پس از نيستي و بزرگيت بعد از كودكي، توانايي تو پس از ناتواني و ناتوانيت بعد از نيرومندي، بيماري تو پس از سلامت و تندرستيت بعد از بيماري، خشنودي تو پس از خشم و خشم تو بعد از خشنودي، شادماني تو پس از اندوه و اندوهت بعد از شادماني، دوستي تو پس از دشمني و دشمنيت بعد از دوستي، عزم تو پس از درنگ و درنگت بعد از عزم، شهوت تو پس از بي ميلي و بي ميليت بعد از شهوت، خواستن تو پس از نخواستن و نخواستنت بعد از خواستن، اميدواري تو پس از نوميدي و نوميديت بعد از اميدواري، به ياد آوردن تو آنچه را به خاطر نداشتي و فراموش كردنت، آن را كه در خاطر بود؟



[ صفحه 187]



انديشه هاي ناصواب، به سرعت در سرزمين هاي اسلامي ريشه مي گرفت و صاحبان اغراض و مطامع، با كشمش هاي سياسي و آشفتگي هاي سياسي و آشفتگي هاي اجتماعي موجود، زمينه ي مناسبي يافته بودند تا به تأسيس مذهب هاي مختلف و مكتب هاي گوناگون عقايد و آراء، پيرواني به گرد خود فراهم كنند و بر مقاصد خويش دست يابند.

اجتماع عظيم مسلمين، عرصه ي نهب و غارت اين كمين داران عقايد شده بود و بي بندوباري هاي ناشي از انقلابات سياسي و اجتماعي، آن چنان ايشان را جرأت و جسارت مي بخشيد كه حتي مي بينيم پيشروان كفر و الحاد و زندقه، به منظور صيد آراء و جلب افكار مردم مسلمان، دام خود را در مسجدالحرام نيز مي گستردند.

صاحبان انديشه ي كفر و الحاد و پيشروان مذهب هاي باطل و دروغين، چون پيشبرد مقاصد خود را به انقراض شريعت اسلام و زوال آيين مقدس توحيد، مسلم مي ديدند، هر يك به تلاشي سخت برخاسته بودند و در راه متلاشي كردن جامعه ي مسلمان از هر كوششي باز نمي ماندند.

در اين ميان، وسوسه ها و خدعه ها و آتش افروزي هاي مدعيان كذاب مذاهبي كه خود را به اسلام بسته بودند، ولي به حقيقت راه هر يك در جهت خلاف واقعيت اسلام بود، شايد از نشر آراء و ملاقات زنديقان و ملحدان نيز بيشتر به زيان اسلام و پراكندگي اجتماع مسلمين و ايجاد تفرقه و نفاق و اختلاف در بين ايشان مي انجاميد.

خطر بزرگ در آن بود كه اين دسته از دشمنان اسلام، به لباس اسلام ملبس بودند و با نعل وارونه ي خويش، مردمي را به راه دلخواه خود مي كشيدند و از مقصد اصلي باز مي داشتند.

در چنان روزگار و در آن وضع آشفته و در هم، سير تاريخ، وظيفه اي الهي



[ صفحه 188]



برعهده ي «جعفر بن محمد (ع)» نهاده و پاسداري شريعت آسماني اسلام را از گزند اغراض و مطامع و انديشه هاي باطل، به وي محول كرده بود.

«جعفر بن محمد (ع)» در مبارزه ي مقدس خويش با عوامل مخرب آيين توحيد و با رهزناني كه در كمين عقايد مردم مسلمان نشسته بودند، سپاهي مسلح و نيرومند به زير فرمان نداشت، مسند ظاهري خلافت اسلامي تكيه گاه او نبود، بلكه اسلحه ي وي همان راستي و درستي او، همان دانش و فضيلت او و همان اخلاق و پارسايي او بود و همه ي نيروي وي در اصالتي بود كه از جانب پروردگار، به طرح اين پيكار داشت.

او، يك تنه به اين جهاد عظيم برخاست و با قدرتي شگرف به كوبيدن مذاهب باطل و عقايد ناصواب قيام كرد، «جعفر بن محمد (ع)» تنها مبارزه با انديشه هاي آلوده به اغراض و مطامع را وجهه ي همت خود نساخته بود، بلكه در بحراني ترين ادوار تاريخ اسلام، مشعل فروزان هدايت و ارشاد را نيز از دست نگذاشت و در گيرودار اختلاف و تشتت هاي اجتماعي و سياسي و مذهبي و نژادي، از اعلاي كلمه ي توحيد و رهنموني جامعه ي مسلمان به سوي حقيقت دين يك دم نياسود.

در آن دوره ي سياه و در آن عصر تزلزل افكار، و جود نوراني «جعفر بن محمد» روشني بخش دل هاي مؤمنان بود و شخصيت و معنويت او، پيروان وي را آرامش و سكون و طمأنينه و ثبات مي بخشيد.

معتقدان آن پيشواي راستين، به هدايت و ارشاد مقتداي بزرگ خويش، بي هيچ تشويش خاطر و اعوجاج انديشه، راه متمايز و مشخصي را كه همان صراط مستقيم دين مبين بود مي پيمودند و بحث و جدل ها و مناقشات مذهبي ديگران اندك خلل و انحرافي در افكار و عقايد ايشان پديد نمي آورد.

وقتي كه جبري ها و قدري ها به جدال فكري برخاستند، يعني در آن



[ صفحه 189]



هنگام كه گروهي، بندگان خداي را در برابر اراده ي او مقهور و مجبور مي خواندند و حقيقت هر فعل نيك و بد را كه از بنده اي سر زند به خداوند نسبت مي دادند و دسته ي ديگر، افعال آدمي را به اراده و قدرت شخص او منوط مي دانستند و قدرت اراده ي الهي را در آن بي مدخل مي شناختند، پيروان «جعفر بن محمد (ع)» در اوج مناقشات ايشان، يك دم به حيرت و آشفتگي انديشه دچار نگشتند، زيرا «امام صادق(ع)» ايشان را آموخته بود كه نه جبر و نه تفويض است، بلكه امري است در ميان دو امر [1] .

يك تن از اصحاب امام، او را پرسيد:

- آيا خداوند، بندگان خويش را به ارتكاب گناهان مجبور گردانيده است؟

امام پاسخ داد:

- خداوند عادل تر از آن است كه بندگان را به گنه كاري مجبور كند و سپس آنان را به همان علت عذاب بخشد.

آن مرد پرسيد:

- پس خداوند كارها را به بندگان خود واگذار كرده است؟

امام گفت:

- اگر امور را بر بندگان خويش واگذاشته بود ايشان را چهارچوب امر و نهي نمي نهاد.

نوبت ديگر آن مرد سئوال كرد:

- پس آيا حقيقت، منزلتي در ميان اين دو باشد؟

امام گفت: آري [2] .



[ صفحه 190]



به اين صورت «امام جعفر بن محمد (ع)» شيعيان خويش را از تطاول غارتگران عقايد مصون مي داشت و خويشتن، مبارزه ي با اباطيل و انديشه هاي ناصواب را دنبال مي كرد...

«عبدالكريم بن ابي العوجاء»، «عبدالملك بصري»، «ابوشاكر ديصاني» و «عبدالله بن مقفع»، چهار تن از اصحاب زندقه و الحاد، در مكه گرد آمده بودند و وقت خويش را به طعن قرآن كريم و استهزاء حج گزاران مي گذرانيدند.

روزي «عبدالكريم بن ابي العوجاء» ياران خود را گفت:

- بياييد قرآن را به چهار بخش منقسم گردانيم و هر يك از ما چهار تن، در نقض بخشي از آن برخيزيم و به معارضه ي با اين كتاب، سخناني بياوريم، آنگاه سال ديگر در همين مكان گرد آييم تا با جمع معارضات خويش، قرآن را يكسره نقض كرده باشيم كه همانا نقض قرآن، نقض نبوت «محمد»، است و به ابطال نبوت «محمد» ابطال اسلام، مسلم گردد.

ياران «عبدالكريم»، پيشنهاد وي را پسنديدند و هر يك به دنبال اين هدف راه خويش سپردند، سال ديگر چون به ميعاد خود حاضر شدند، نخست «ابن ابي العوجاء» گفت:

- در طول اين مدت، بر اين آيت انديشه مي كردم: «فلما استيأسوا خلصوا منه نجيا» [3] و مرا آن قدرت به دست نيامد تا سخني گويم كه بر فصاحت و لطف اين سخن برابر باشد.

«عبدالملك بصري» گفت:

- من نيز فكر خود به آيت مصروف داشتم: «يا ايها الناس ضرب



[ صفحه 191]



مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يسنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب [4] و همانند آن، كلامي بر خاطرم خطور نكرد.

«ابوشاكر ديصاني» گفت:

- انديشه ي من نيز بر اين آيت مصروف گرديد: «لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا» [5] و همانند آن، سخني بر خاطرم خطور نكرد.

«عبدالله بن مقفع» گفت:

- اي دوستان!، كلام قرآن از نوع سخنان بشر نيست، زيرا در طي اين زمان، من نيز به حيرت اين آيت اندر بودم، در آن فروماندم و معارضه ي با اين كلام را در توان خود نيافتم: «و قيل يا ارض ابلعي مائك و يا سماء اقلعي و غيض الماء و قضي الامر و استوت علي الجودي و قيل بعدا للقوم الظالمين [6] .

ياران كافر پيشه به اين گفتگو بودند و گفته اند در آن هنگام «جعفر بن محمد (ع)» به جمع آنان گذشت و در حالي كه روي با ايشان است، اين آيت قرائت مي كرد: «قل لئن اجتمعت الانس و الجن علي ان يأتوا به مثل هذا القرآن لا يأتون به مثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا [7] .



[ صفحه 192]



«امام جعفر بن محمد (ع)» بارها اصحاب كفر و زندقه را به حجت خويش ملزم كرده و به اقامه ي دليل و برهان، راه بر ايشان بسته بود، ولي اين قوم سياهدل كه به ضلالت انديشه دچار بودند همچنان در عناد خود با آيين توحيد پاي مي فشردند و در كمين عقايد مردم مسلمان مي نشستند.

نوبتي ديگر از اين قوم گمراه در مسجدالحرام نشان مي يابيم كه به گرد يكديگر فراهم شده و «عبدالكريم بن ابي العوجاء» را جسارت افزوده اند تا به محضر «جعفر بن محمد (ع)» كه هم در آن موسم حج به مكه آمده بود، رو كند و سخن هاي باطل در اندازد.

«عبدالكريم»، امام را گفت:

- آيا اجازت مي دهي تا سخني بگويم؟

امام گفت: - آري.

«ابن ابي العوجاء» گفت:

- تا كي به گرد اين خرمن مي گرديد و به اين سنگ سياه، پناه مي جوييد و اين بناي افراشته با سنگ و كلوخ را عبادت مي بريد و بر پيرامون آن چون اشتر رميده هروله مي كنيد؟، چون نيك انديشه شود، دانسته گردد كه آن كس كه اساس اين كار بريخت مردي حكيم و صاحب نظر نبوده است، پس اي «ابو عبدالله»، تو كه خود به منزلت سر و كوهان اين امر هستي و پدرت بنيانگذار اين قانون بوده است، مرا جواب گوي.

«امام جعفر بن محمد (ع)» به پاسخ وي گفت:

- همانا آن را كه خداي به گمراهي افكند و ديده ي دلش كور گردانيد، حق بر وي گران افتد و موافق طبع نيايد، آن كس پيروي شيطان گزيند و شيطان او را به ورطه ي هلاكت اندازد و از مهلكه بازگشت ندهد، اين خانه، جايگاهي است كه خداوند بندگان خود را در آن به پرستش خويش خوانده



[ صفحه 193]



و آنان را به زيارت و تعظيم اين معبد برانگيخته است، تا طاعت خويش بر ايشان بيازمايد. پس فرمان خداي بردن و امر و نهي او را گردن نهادن، از اطاعت هر كس شايسته تر است.

«عبدالكريم بن ابي العوجاء» گفت:

- سخن از خداي گفتي و كاربر موجودي غايب حواله داشتي.

«امام صادق (ع)» گفت:

- واي بر تو!، چگونه غايب است، كسي كه همواره با خلق خويش باشد و بر ايشان از رگ گردن نزديكتر است، گفتار آنان مي شنود و وجود ايشان مي بيند و به اسرار همگان آگاه است؟

«ابن ابي العوجاء» بار ديگر به سخن آمد و گفت:

- چگونه تواند بود كه او همه جا و نزد همه كس باشد؟ اگر زماني در آسمان بماند، بي شك زمين از وجود او تهي خواهد بود و اگر در زمين باشد، چگونه در آسمان نيز تواند بود؟

امام گفت:

- با اين سخن، مخلوقي را توصيف كردي كه چون از جايگاهي به جايگاه ديگر نقل كند، مكان نخستين از وي تهي ماند و همين كه به جايگاه ديگر رود، از آن چه در مكان نخستين روي دهد بي خبر باشد، ليكن نه مكاني از خداوند بزرگ تهي ماند و نه مكاني او را فراگيرد، همچنان هيچ مكاني بر او از مكان ديگر نزديكتر نباشد؛ آثار صنع الهي بر حضور او گواه و افعال او بر وجود وي دليلي آشكار است و او «محمد مصطفي (ع)» را به آيت هاي استوار و براهين روشن به رسالت برانگيخت و آن پيغمبر خداي، رسوم اين عبادت براي ما آورده است؛ اكنون اگر تو را در امر نبوت نيز شكي است، بازگوي تا آن را روشن گردانم.

«عبدالكريم بن ابي العوجاء» به سخنان امام درماند و توان گفتن نيافت



[ صفحه 194]



لاجرم به سوي ياران خويش رفت و ايشان را گفت:

- از شما مسئلت كردم تا مرا باده اي آماده كنيد، ليكن شما بر پاره اي از آتشم در انداختيد [8] .

دوستان وي گفتند:

- خاموش باش كه ما را به حيرت و درماندگي خويش رسوا كردي و ما هرگز تو را بدين پايه حقير و ناچيز نديده بوديم، كه امروز در محضر «جعفر بن محمد».

«ابن ابي العوجاء» گفت:

- با من اين سخن گوييد؟، مگر ندانيد كه «جعفر بن محمد (ع)»، فرزند آن كس باشد كه موي از سر همه ي اين حاجيان سترده است [9] .

سالي نيز در موسم حج و در حرم كعبه، «ابن ابي العوجاء» به «امام صادق» بازخورد، به مشاهده ي او يك تن از پيروان امام، امام را گفت:

- «ابن ابي العوجاء»، از انديشه هاي باطل دست شسته و مسلماني پذيرفته است.

امام گفت:

- او چنان كور دل و نابينا است كه هرگز مسلماني نگيرد.

در آن حال «ابن ابي العوجاء» كه به نزديك امام رسيده بود، او را گفت:

- اي سرور و آقاي من!

امام گفت:

- دگرباره چه چيز تو را بدين جا كشانيده است؟



[ صفحه 195]



«ابن ابي العوجاء» جواب داد:

- عادت ديرين و لذت تماشاي ديوانگي هاي اين مردم كه سر مي تراشند و سنگ مي پرانند!

امام گفت:

- هنوز هم بر گمراهي و گردنكشي خويش به جاي هستي؟

«ابن ابي العوجاء» خواست سخني گويد، ليكن امام او را گفت:

- به هنگام اجراي مراسم حج، جدال حرام است. و سپس از برابر وي دور شد.

سرانجام روزي به گناه الحاد، فرصت قتل اين مرد ملحد به دست والي مدينه افتاد و «ابن ابي العوجاء» چون به مرگ خويش يقين كرد فرياد برداشت و گفت:

- اكنون كه مرا مي كشيد، آگاه باشيد كه در ميان شما به جعل چهار هزار حديث توفيق يافتم واي بس در آن احاديث، حرامي را حلال و حلالي را حرام جلوه گر ساختم!

جعل احاديث، خود موضوعي ديگر بود كه دشمنان اسلام از ديرباز، به منظور ايجاد رخنه در اركان دين بدان دست مي زدند.

سابقه ي اين كار، ظاهرا به روزگار پيغمبر اكرم مي پيوندد ولي عامل رواج آن، به حقيقت كسي جز «معاوية بن ابي سفيان» نيست.

«معاويه» كه به ناحق و با نيرنگ و تزوير، مقام خلافت اسلامي را به دست آورده بود، نگهداري منصب غصب شده را نيز، جز با ادامه ي نيرنگ و تزوير ميسر نمي ديد، و وقتي كه دانست وضع حديث، او را در اين راه به نحوي مؤثر مدد مي بخشد، اهتمام خويش بر آن مصروف گردانيد.

«معاويه» به مقابله با شخصيت ممتاز «اميرالمؤمنين علي (ع)» برخاسته بود



[ صفحه 196]



و اين كاري آسان نبود؛ از قرآن كريم كه آشكارا بر فضيلت «علي بن ابيطالب» نشان ها داشت، تا احاديث بسيار كه در شأن وي از زبان رسول اكرم نقل مي شد، سابقه ي اسلام «علي» و مجاهدت هاي او در بسط آيين توحيد، مراتب بلند علمي و مقام زهد و تقوي و داستان جود و كرم و شجاعت و مردي ها و جوانمردي هاي وي، همه و همه معلوم و مشهود اجتماعات مسلمان بود و اكثريت مسلمين بر اين مراتب آگهي داشتند و همين ياد فضايل «علي (ع)» بود كه امكان ادامه ي سلطنت را به «معاويه» دشوار مي كرد، زيرا دنياي اسلام، پس از «علي (ع)» و فرزند بزرگوارش «حسن (ع)» كه سبط اكبر پيغمبر و يادگار ارجمند پدر بود، به سهولت حكومت «معاويه» را گردن نمي نهاد.

برابري با شخصيت منيع «اميرالمؤمنين (ع)»، آن هم از سوي كسي چون «معاويه» چيزي به غير از شوخي و گستاخي نمي نمود. با اين حال او، آن وقاحت را عيان ساخت و به منظور تحكيم مقام خويش، در مقابله با آوازه ي فضيلت «علي (ع)»، مبارزه اي بيشرمانه آغاز كرد.

يكي از جهات گوناگون اين مبارزه، جعل احاديثي بود كه نكوهش «اميرالمؤمنين علي (ع)» را شامل مي گشت و اين احاديث، به زودي با مدد مزدوران «معاويه» ساخته شد و به وسيله ي عاملان و دستيارانش در بلاد اسلامي رواج پذيرفت.

در برابر اين احاديث موضوعه، «معاويه» قيمت هاي گزاف مي پرداخت. «سمرة بن جندب» با جعل دو حديث، از وي چهارصد هزار درهم به دست آورد و «ابوهريره» به ساختن يك حديث، حكومت مدينه را پاداش گرفت!

«عمرو بن عاص»، «حريز بن عثمان» و «مغيرة بن شعبه» نيز از آن دو باز پس نماندند و با نقل روايات مجعوله در ذم «اميرالمؤمنين علي (ع)»، «معاويه» را از قول خويش خشنود و خويش را از مواهب «معاويه» سرشار ساختند!

جعل حديث، با اين سابقه، كم كم راه خود را در تاريخ اسلام باز كرد



[ صفحه 197]



و يكي از مشكلات بزرگ شد. بدان جا كه دشمنان و معاندان و بدخواهان اين آيين بزرگ، در هر فرصتي آن سلاح پنهاني را در مقابله با حقيقت اسلام به كار بستند.

«ميمون بن عبدالله»، روزي به خدمت امام بود كه در آن حال، جمعي فرا رسيدند و در طلب استماع حديث نشستند، «جعفر بن محمد (ع)» به مشاهده ي ايشان با «ميمون» گفت:

- هيچ يك از اين گروه را مي شناسي؟

«ميمون» گفت: - نه.

امام گفت:

- از چه روي، بي اجازت من در آمده اند؟

«ميمون» گفت:

- اين قوم، در طلب حديث اين سوي و آن سوي مي روند و نيز پروايي ندارند كه از چه كس استماع حديث مي كنند.

امام، يك تن از ايشان را پرسيد:

- آيا از اين پيشتر با تو حديث كرده اند؟

مرد پاسخ داد: - آري!

امام گفت:

- برخي از شنيده هاي خود باز گوي.

مرد گفت:

- من خود، به آهنگ شنيدن حديث آمده ام، نه گفتن آن!

امام، روي به آن جمع كرد و گفت:

- مگر آن احاديث را به امانت با وي گفته اند كه اكنون از نقل آن



[ صفحه 198]



پرهيز دارد؟

مرد گفت: - نه!

امام گفت:

- پس شمه اي از مسموعات خود بگوي.

مرد گفت: - حديث كرد مرا «سفيان ثوري» كه «جعفر بن محمد» گفت:

- هر نبيذي مگر خمر، حلال است!

امام افزود: باز بگوي.

مرد گفت: - روايت كرد مرا «سفيان ثوري» از «محمد بن علي بن حسين» كه گفت:

- آن كس كه مسح بر كفش روا ندارد، صاحب بدعت است و آن كس كه نبيذ ننوشد، هم در شمار بدعت گذاران باشد و آن كه مار ماهي و طعام اهل ذمه و ذبايح ايشان نخورد گمراه بود، زيرا «عمر بن خطاب» قطرات آب بر نبيذ افشاند و آن را بنوشد و بر موزه ي خود كه به پاي داشت، مسح كرد و «اميرالمؤمنين علي (ع)» به خوردن ذبايح اهل ذمه فرمان كرد و خود نيز بخورد!

امام گفت:

- پاره اي ديگر بگوي.

مرد گفت:

- از آن چه شنيدم بازگفتم.

امام پرسيد:

- آيا مسموع تو از حديث، به همين مقدار بود؟

مرد گفت: - نه!

امام گفت:

- پس باز هم از آن چه تو را گفته اند، بگوي.



[ صفحه 199]



مرد، از قماش سخنان پيشين خويش، حديثي ديگر آورد، «ميمون بن عبدالله» كه تا آن دم خاموش نشسته بود، با استماع گفتار بيهوده ي او به خنده درآمد، ليكن به اشارت امام سكوت ورزيد و مرد با وي گفت:

- آيا تو را خنده بر حق افتاد يا بر باطل!

«ميمون» جواب داد:

- از شگفتي آن كه اين اخبار، بدين خوبي فراگرفته اي مرا خنده گرفت!

امام، بار ديگر آن مرد را گفت:

- از آنچه داري بگوي.

مرد گفت: «نعيم بن عبيداله»، مرا از «جعفر بن محمد» روايت كرد كه «اميرالمؤمنين علي (ع)» گفت:

- اگر در سايه ي نخل هاي «ينبع» مي نشستم و خرماي ناپسند آن را مي خوردم، بر من از جنگ جمل و نهروان بهتر بود!

امام گفت: - ديگر بگوي.

مرد گفت: - «عباد» مرا از «جعفر بن محمد» اين حديث آورد كه «اميرالمؤمنين علي (ع)» را چون در حربگاه جمل ديده بر كشتگان افتاد به فرزند خود «حسن» گفت:

- هلاكت يافتم!

«حسن» نيز با او گفت: - از آغاز، تو را از اين كار نهي كردم!

امام گفت: - ديگر بگو.

گفت:

- حديث كرد مرا «سفيان ثوري» از «جعفر بن محمد» كه «اميرالمؤمنين علي» همين كه كشتگان شام را در صفين بديد، گريست و گفت: خداوند بزرگ ما را و شما را در بهشت جمع كناد!

امام: مرد را گفت:



[ صفحه 200]



- از مردم كدام دياري؟

گفت: - بصره.

امام گفت:

- تو خود، «جعفر بن محمد» را ديده و از او حديث شنيده اي؟

مرد بصري گفت: - نه!

امام گفت:

- اين گفته ها سراسر حق مي داني!

مرد بصري پاسخ داد: آري!

امام گفت:

- اين خبرها را چه هنگام آموخته اي؟

مرد گفت:

- روزگاري دراز است كه از حديث گويان بصره شنيده ام و كسي را بر اين احاديث جاي انكار نباشد.

امام گفت:

- اگر «جعفر بن محمد» با تو گويد كه اين سخن هاي ناروا من نگفته ام، و يكسره دروغ است از او مي پذيري؟

مرد گفت:

- نه! زيرا اين احاديث را از آن كسان شنيده ام كه هرگاه به قتل مسلماني گواهي دهند، سخن ايشان پذيرفته آيد و اگر گفتار «جعفر بن محمد» تصديق كنم، چنان است كه قول ايشان تكذيب كرده باشم!

امام گفت:

- اينك حديثي نيز از من بنويس.

مرد بصري گفت:

- نام خود بگوي.



[ صفحه 201]



امام گفت: - نام مرا چه خواهي؟، بنويس كه رسول خداي گفت:

- ... آن كس كه بر اهل بيت پيغمبر دروغ بندد، خداوند وي را به روز رستاخيز، يهودي نابينا برانگيزاند و چنين كس، اگر تا خروج دجال، زنده ماند به او گرايد و اگر بميرد، هم در گور به دجال ايمان آورد.»

اين بگفت و برخاست و به درون سراي رفت و آن جماعت نيز پس از كتابت حديث، به دنبال كار خود شدند.

اندكي بعد، امام بازگشت و در حالي كه نشاني از آشفتگي بر سيماي گرفته ي او نمودار بود، با «ميمون بن عبدالله» گفت:

- گفتار ايشان شنيدي؟

«ميمون» گفت:

- اصلحك الله!، اين چنين مردمان را ارزش و مقداري نيست و سخن ايشان معتبر نگيرند.

امام گفت:

- شگفتا كه اين مقالات مكذوبه بر من بندند و از من روايت كنند و شگفت تر كه گويد اگر «جعفر بن محمد (ع)» خود نيز بر اقوال انكار كند، سخن او راست نگيريم و باور نكنيم!...

حكايتي كه به نقل آن پرداختيم، گوشه اي از دشواري هاي كار امام را در برابر كژي ها و ناراستي ها مي نمايد، ولي اسناد احاديث مكذوبه و دروغ بستن بر وي، به روزگار حيات او منحصر نبوده و پس از آن نيز دنبال شده است.

زماني «هارون الرشيد» خليفه ي عباسي با قبا و كمربند به مسجد مدينه درآمد، اما در آن كسوت صعود بر منبر پيغمبر اكرم را مناسب نديد، در آن حال مردي كه دعويدار كسب حديث از محضر «امام صادق (ع)» بود و «ابوالبختري»



[ صفحه 202]



خوانده مي شد، خليفه را گفت:

- «جعفر بن محمد» مرا از پدران خود حديث كرد كه «جبرئيل»، در حالي كه موزه برپا بود و قبا بر تن و دشنه اي در كمر داشت، به رسول خداي نازل گشت!

و هم درباره ي اين مرد دروغزن آورده اند كه چون تمايل «مهدي عباسي» را به بازي كبوتران ديد، حديثي ديگر پرداخت و او را به مدلول آن حديث، به كبوتر بازي تشويق كرد [10] .



[ صفحه 203]




پاورقي

[1] اصول كافي، ج 1، ص 224، چاپ اسلاميه، لاجبر و لا تفويض و لكن امر بين امرين.

[2] همان كتاب و همان مجلد، ص 222.

[3] قرآن كريم، سوره ي يوسف، قسمتي از آيه ي 80: «پس هنگامي كه نوميد شدند از او جدا شدند رازگويان».

[4] قرآن كريم، سوره ي حج، آيه ي 73: «اي مردمان، زده شده مثلي پس بشنويد آن را، همانان آنان را كه مي خوانيد جز خداي، نتوانند آفريد مگسي را و هر چند گرد آيند براي آن، و اگر مگس چيزي از ايشان بربايد، استخلاص آن نتوانند، از آن ناتوانند خواستار و خواسته شده».

[5] قرآن كريم، سوره ي انبياء، قسمتي از آيه ي 22: «اگر مي بود در آنها خداياني جز خداوند، هر آينه فاسد مي شدند».

[6] قرآن كريم، سوره ي هود، آيه ي 44: «گفته شد اي زمين فرو خور آب خويش را، و اي آسمان بس كن و فرونشست آب و گذشت كار و استقرار يافت بر جودي و گفته شد دوري از رحمت باد گروه ستمگران را».

[7] قرآن كريم، سوره ي اسراء، آيه ي 88: «بگو اگر گرد آيند آدميان و پريان بر آن كه بيارند مانند اين قرآن را نيارند مانندش را گر چه باشد برخي آنان، برخي ديگر را پشتيبان». الاحتجاج طبرسي، ج 2، ص 142 - 143، چاپ نجف».

[8] «سألتكم ان تلتمسوالي خمرة فالقيتموني جمرة!».

[9] كشف الغمه، ج 2، ص 389، چاپ تبريز، نامه ي دانشوران ناصري، ج 3، ص 330، چاپ قم.

[10] نامه ي دانشوران ناصري، ج 1، ص 349.


ملاك و معيار پاداش الهي


العقل دعامة الانسان. [1] .

عقل اساس انسان است.

امام صادق عليه السلام

روزي پدر سليمان ديلمي نزد امام صادق عليه السلام آمد و از عبادت و دينداري و فضل شخصي سخن به ميان آورد و حضرت پرسيد:

«عقل وي چگونه است»

وقتي او اظهار بي اطلاعي نمود، به امام عليه السلام فرمود:

«بي ترديد ثواب و پاداش الهي به اندازه ي عقل شخص است؛ مردي از بني اسرائيل پيوسته خداوند متعال را در جزيره ايي سر سبز عبادت مي نمود؛ روزي فرشته اي او را ديد و از خداوند متعال خواست كه پاداش اين بنده اش را به او نشان دهد؛ خداوند خواسته ي او را برآورد و ليكن وقتي آنرا ملاحظه نمود، در قبال عبادات و كردارش ثواب و پاداش اندكي را در آن ديد؛ از اينرو از پروردگار متعال علت اينرا پرسيد



[ صفحه 30]



و حضرت حق متعال پاسخ داد:«مدتي با او باش تا بفهمي.» از اينرو آن فرشته به شكل انسان نزد او آمد و عابد پرسيد: «تو كيستي؟» او گفت:«من مردي عابد هستم و آوازه ي عبادت و مقام و منزلت ترا شنيدم و آمدم تا در كنار تو مشغول عبادت شوم.»

صبحگاه فرشته به وي گفت:

«جاي پاكيزه اي داري؛ قفط براي عبادت مناسب است.»

آن عابد گفت:

«درست است و ليكن اينجا يك عيب دارد و آن اينكه اگر الاغي براي پروردگارمان بود كه اينجا مي چريد، خوب بود؛ اين علفهاي اينجا از بين مي روند.»

فرشته گفت:

«آيا پروردگارت الاغ ندارد؟»

او گفت:

«اگر الاغ داشت، علفهاي اينجا ضايع و تباه نمي شد.»

خداوند متعال به فرشته وحي فرمود:

«جز اين نيست كه به اندازه ي عقل و درايتش پاداش مي دهم.» [2] .



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] الكافي 1 / 25.

[2] الكافي1 / 12.


شهامت و صراحت لهجه امام


- سرورم! حضرت عالي در شهامت و صراحت لهجه و قوت قلب، مشهور هستيد. بارها منصور عباسي شما را براي كشتن احضار نمود و مأمورين منصور هم به شما گفته بودند كه شما را براي قتل احضار نموده است. جناب عالي چه احساس و عكس العملي داشتيد؟

با توكل به خدا از هيچ حادثه اي بيمناك نبودم و بدون هيچ گونه تزلزل خاطر، پيش منصور مي رفتم و از روبروشدن با وي اضطرابي به خود راه نمي دادم بلكه منصور بود كه از هيبت و شكوه و نحوه ي برخورد من مضطرب مي گشت.



[ صفحه 21]




ضرورت وجود كارشناس دين


رجوع به متخصصان در هر مسئله اي شرط عقل است و در مسائل ديني واجب مي باشد. اين مؤلفه يكي از مثبتات تقليد در فروع مي باشد. ابوشاكر از فرقه ديصانيه بود و خدا را قبول نداشت. او روزي قرآن را گشود و با ديدن آيه اي، فكر كرد كه مي تواند با تأويلي ديگر گونه، از آن براي عقايد باطل خود سود جويد. آيه را به خاطر سپرد و سراغ شاگرد چيره دست امام صادق «عليه السلام» هشام بن حكم رفت. وقتي او را ديد، با پوزخندي شيطنت آميز گفت: در قرآن شما آيه اي وجود دارد كه مرا درباره وحدانيت خدا به شك انداخته است. هشام كه مي دانست توطئه اي در كار است و هيچ آيه اي از قرآن چنين دلالتي ندارد، گفت: كدام آيه را مي گويي؟ ابوشاكر گفت: آنجا كه نوشته است: «وَ هُوَ الَّذي في السَّماء اِلَهٌ و فِي الارْضِ اِلهٌ» بنابراين، در آسمان يك خدا وجود دارد و در زمين هم خداي ديگري هست».

هشام مدتي انديشيد و به او گفت كه به پرسش او پاسخ خواهد داد. به فكر فرو رفت. مطمئن بود كه هرگز چنين نيست و ابو شاكر تأويلي واژگونه از آيه به كار برده است. نمي دانست كه مراد آيه چيست و چگونه بايستي به او پاسخ گويد: او چند روزي به اين موضوع فكر كرد، ولي نتوانست پاسخي مناسب بيابد. از اين رو، براي انجام حج و شرف يابي به محضر استاد بي همتاي خويش امام صادق «عليه السلام» بار سفر بست و به مكه آمد و از آنجا رهسپار ديدار با امام صادق «عليه السلام» شد. وقتي خدمت امام رسيد، ماجرا را بيان كرد.

امام پس از پذيرايي از هشام، به او فرمود: اين سخن تنها از يك انسان پست و بي دين بر مي آيد. هنگامي كه به كوفه بازگشتي، از او بپرس تو را در كوفه به چه نام مي خوانند. پاسخ خواهد داد فلان نام. دوباره از او بپرس تو را در بصره به چه نام مي خوانند، پاسخ خواهد داد فلان نام. سپس به او بگو پروردگار ما نيز چنين است، نام او در آسمان «اله» است و در زمين «اله» است. همچنين در هر مكان او اله است. هشام خرسند از اين كه پاسخ مناسبي به دست آورده است، پس از اندكي درنگ در مدينه، راه شهر خود را در پيش گرفت. هنگامي كه به كوفه رسيد، نزد ابوشاكر رفت و پاسخ را با او در ميان گذاشت و او را قانع كرد. ابوشاكر به او گفت: «من مطمئن هستم كه اين پاسخ از خودت نبود و آن را از حجاز براي من آورده اي».


مناظرة الإمام مع الطبيب الهندي


بحار الأنوار ج 14 ص 478 وفي كشف الأخطار (مخطوط)

عن محمد بن إبراهيم الطالقاني عن الحسن بن علي العدوي عن عباد بن صهيب عن أبيه عن جده عن الربيع صاحب المنصور قال: حضر أبوعبد الله «ع» مجلس المنصور يوماً وعنده رجل من الهند يقرأ عليه كتب الطب، فجعل أبوعبد الله «ع» ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبدالله، أتريد مما معي شيئاً؟ قال: لا فان معي خير مما معك، قال وما هو؟ قال «ع» أدواي الحار بالبارد والبارد بالحار والرطب باليابس واليابس بالرطب وأرد الأمر كله إلي الله عز وجل وأستعمل ما قاله رسول الله (ص): وأعلم أن المعدة بيت الداء وأن الحمية رأس كل دواء واعط البدن ما اعتاده، فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا؟ فقال الصادق «ع» أتراني من كتب الطب أخذت؟ قال نعم، قال «ع»: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه فاخبرني: أنا أعلم بالطب أم أنت؟ قال الهندي بل أنا، قال الصادق «ع» فأسألك شيئاً، قال سل، قال الصادق عليه السلام أخبرني يا هندي:

لم كان في الرأس شؤون؟ قال لا أعلم.

فلم جعل الشعر عليه من فوق؟ قال لا أعلم.

فلم خلت الجبهة من الشعر؟ قال لا أعلم.

قال عليه السلام:

فلم كان لها تخطيط وأسارير؟ قال لا أعلم.

فلم كان الحاجبان فوق العينين؟ قال لا أعلم.

فلم جعلت العينان كاللوزتين؟ قال لا أعلم.

فلم جعل الأنف فيما بينهما؟ قال لا أعلم.

فلم ثقب الأنف من اسفله؟ قال لا أعلم.



[ صفحه 25]



فلم جعلت الشفة والشارب فوق الفم؟ قال لا أعلم.

فلم أحد السن وعرض الضرس وطال الناب؟ قال لا أعلم.

فلم جعلت اللحية للرجال؟ قال لا أعلم.

فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال لا أعلم.

فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟ قال لا أعلم.

فلم كان القلب كحب الصنوبر؟ قال لا أعلم.

فلم كانت الرئه قطعتان وجعلت حركتهما في موضعهما؟ قال لا أعلم.

فلم كانت الكبد حدباء؟ قال لا أعلم.

فلم كانت الكلية كحب اللوبياء؟ قال لا أعلم.

فلم جعل طي الركبة إلي الخلف؟ قال لا أعلم.

فلم تخصرت القدم؟ قال لا أعلم.

قال الصادق «ع»: لكني أعلم. قال الهندي: فأجب.

قال الصادق «ع»: كان في الرأس شؤون لأن المجوف إذا كان بلا فصل اسرع إليه الصداع فاذا جعل ذا فصول

شؤون - كان الصداع منه أبعد.

وجعل الشعر من فوقه ليوصل الأدهان إلي الدماغ ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد عنه.

وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلي العينين.

وجعل فيهما التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس إلي العين قدر ما يحيطه الانسان عن نفسه كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.

وجعل الحاجبان من فوق العينين ليردا عليهما من النور قدر الكفاية، ألا تري يا هندي أن من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر الكفاية منه.

وجعل الأنف بينهما ليقسم النور قسمين إلي كل عين سواء.

وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت



[ صفحه 26]



مربعة أو مدورة ما جري فيها الميل ولا وصل اليها دواء ولا خرج منها داء.

وجعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ وتصعد فيه الروائح إلي المشام، ولو كان في أعلاه لما نزل منه داء ولا وجد رائحة.

وجعل الشارب والشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لأن لا يتعفن علي الانسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه.

وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الأنثي.

وجعل السن حاداً لأن به يقع العض.

وجعل السن عريضاً لأن به يقع الطحن والمضغ.

وكان الناب طويلاً ليسند الأضراس والأسنان كالاسطوانة في البناء.

وخلا الكفان من الشعر لان بهما يقع اللمس فلو كان فيهما شعر مادري الانسان مايقابله ويلمسه.

وخلا الشعر والظفر من الحياة لأن طولهما سمج يقبح وقصهما حسن فلو كان فيهما حياة لألم الانسان قصهما.

وكان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس فجعل رأسه دقيقاً ليدخل في الرئة فيتروح عنه ببردها ولئلا يشيط الدماغ بحره.

وجعلت الرئة قطعتين ليدخل القلب بين مضاغطها فيتروح بحركتها.

وكانت الكبد حدباء لتثقل المعدة وتقع جميعها عليها فتعصرها ليخرج ما فيها من بخار.

وجعلت الكلية كحب اللوبياء لأن عليها مصب المني نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة لأحتسبت النقطة الأولي إلي الثانية فلا يلتذ بخروجها إذا المني ينزل من فقار الظهر إلي الكلية وهي تنقبض وتنبسط وترميه أولاً فأولاً إلي المثانية كالبندقة من القوس.



[ صفحه 27]



وجعل طي الركبة إلي خلف لأن الانسان يمشي إلي مابين يديه فتعتدل الحركات ولولا ذلك لسقط في المشي.

وجعلت القدم متخصرة لأن المشي إذا وقع علي الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحي.

فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟ قال عليه السلام: أخذته عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه وآله عن جبرائيل «ع» عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأجساد والأرواح.

فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله ألا الله وأن محمداً رسول الله وعبده وأنك اعلم اهل زمانك(إنتهي).


نشان دادن باطن برزخي افراد


ابو بصير مي گويد: در راهي با امام صادق عليه السلام مي رفتم. من به خدمت ايشان عرض كرد: «ما چه فضيلتي بر مخالفان خود داريم، در حالي كه من افرادي از آنان را مي بينم كه همتشان بالاست و زندگي خود را بهتر نموده و حالشان را نيكو كرده و به بهشت طمع مي ورزند.»

امام صادق عليه السلام ساكت شد تا اينكه به ابطح مكه رسيديم و مردمي را ديديم كه بسوي خدا مي ناليدند. حضرت فرمود: «اي ابو محمد! آنچه را كه من مي شنوم تو نيز مي شنوي؟»

گفتم: «من صداي ناله ي مردم را مي شنوم.»

حضرت فرمود: «سر و صدا چه زياد است ولي حاجي چقدر كم مي باشد! سوگند به كسي كه محمد صلي الله عليه و اله را به پيامبري برگزيده، خداوند فقط از تو و ياران تو قبول مي كند.»

آنگاه دست مباركش را به صورتم كشيد، نگاه كردم و ناگهان ديدم اكثر مردم به صورت خوك و الاغ و ميمون هستند. [1] .

در نقل ديگري ابوبصير مي گويد: با امام صادق عليه السلام حج بجاي مي آوردم. وقتي كه در طواف بودم، عرض كردم: «اي فرزند رسول خدا! آيا خداوند اين مردم را مي بخشد؟»



[ صفحه 19]



حضرت فرمود: «بيشتر كساني كه مي بيني ميمون و خوك هستند.»

گفتم: «آنان را به من نشان بده.»

پس امام صادق عليه السلام دعايي كرد و دستش را بر چشم من كشيد و ناگهان همانطور كه آن حضرت فرموده بود آنها را به شكل ميمون و خوك ديدم.

سپس گفتم: «اي مولاي من! چشمم را به حالت اول باز گردان.»

پس حضرت دعا كرد و من آنها را مانند اول ديدم.

سپس فرمود: «به شما در بهشت، نعمت داده مي شود. و در ميان طبقه هاي آتش جستجو مي شويد، ولي پيدا نمي گرديد. به خدا سوگند! دو نفر از شما در آتش جمع نمي شوند! نه، به خدا سوگند يك نفر هم جمع نمي شود. [2] .



[ صفحه 20]




پاورقي

[1] بحارالانوار ج 27.

[2] بحارالانوار ج 47.


معمريه


عده اي از پيروان ابوالخطاب بودند كه پس از او از معمر تبعيت كردند او قائل به اباحه، تأويل و تناسخ بود. ايشان حضرت امام صادق (عليه السلام) و ابوالخطاب را دو فرشته بزرگ مي دانست و ادعاي خدائي روي زمين را كرد.


الماء النابع و غير النابع


عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «لا بأس بأن يبول الرجل في الماء الجاري، و كره أن يبول في الماء الراكد».

الماء الجاري في اللغة ما يجري في الأرض، نابعا كان أو غير نابع، و الراكد هو الواقف المحصور في بئر أو بركة، أو غدير.

و قال صاحب المدارك: «المراد بالجاري النابع، لأن الجاري، لا عن مادة من أقسام الراكد اتفاقا». و معني هذا أن للفقهاء اصطلاحا خاصا في معني الماء الجاري و الراكد يخالف اللغة. فالجاري عندهم هو النابع، و ان لم يجر بالفعل، لأن فيه استعدادا لدوام الجريان. و الراكد هو غير النابع، و ان جري بالفعل، اذ لا استعداد فيه لدوام الجريان.


المفطرات


يجب أن يمسك الصائم عن الأشياء التالية:

1 و 2- الأكل و الشرب، حتي و لو كانا غير معتادين، كابتلاع الحصي، و شرب الكاز.

3- الجماع قبلا أو دبرا، فانه يفسد صوم الفاعل و المفعول، و لا نطيل الكلام في الاستدلال علي هذه الثلاثة، لأنها ثابتة و معلومة بضرورة الدين.

4- الاستمناء، سواء أكان بيده أو بآلة، فانه محرم بذاته، و مفسد للصوم، و من داعب امرأته فسبقه المني، فهل يفسد صومه؟

الجواب:

ان تعمد، أو كان من عادته أن يمني اذا داعب فسد الصوم، و عليه كفارة أيضا، و ان لم يقصد، و لا كان ذلك من عادته فلا شي ء عليه، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يلصق بأهله في شهر رمضان؟ فقال: ما لم يخف علي نفسه فلا بأس. و سئل أبوه الامام الباقر عليه السلام عن ذلك؟ فقال: اني أخاف عليه فليتنزه من ذلك الا أن يثق أن لا يسبقه منيه. و علي هاتين الروايتين تحمل الروايات الأخر التي أوجبت الكفارة مطلقا و بدون تفصيل.

و اذا نام، و حين استيقظ نهارا رأي نفسه محتلما صح صومه، و لا شي ء عليه.



[ صفحه 12]



5- قال جمع من الفقهاء: ان تعمد الكذب علي الله و رسوله يفسد الصوم، و يوجب الكفارة أيضا، و استدلوا بقول الامام الصادق عليه السلام: «من كذب علي الله و رسوله و هو صائم، نقض صومه و وضوءه اذا تعمد».

و الحق ان هذا التعمد حرام يجب الامساك عنه، بل هو من أعظم الكبائر، و لكن وجوب الامساك عن الكذب شي ء، و انه من المفطرات شي ء، و انه من الفمطرات شي ء آخر، أما قول الامام عليه السلام ان الكذب علي الله و رسوله ينقض الصوم و الوضوء فهو تماما كقوله: «من اغتاب اخاه المسلم بطل صومه، و انتقض وضوءه» و قوله: «الغيبة تفطر الصائم و عليه القضاء» مع العلم أنه لا قائل بأن الغيبة من المفطرات، و لا من نواقض الوضوء، و المراد من هذه الرواية و ما اليها، هو المبالغة و التشدد و الحث علي ترك الكذب و الغيبة، و ان الذي يأتي بهما أو بأحدهما كمن صلي بدون وضوء، و افطر في شهر رمضان، و ان المطلوب من الامساك في شهر الطاعة و الغفران ليس مجرد الاكل و الشرب، بل الصوم عن جميع المحرمات، بخاصة الكذب علي الله و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و ما أكثر استعمال ذلك في كتاب الله، و كلمات الرسول و آله، و العرب قديما و حديثا.

و قد ذهب الي عدم فساد الصوم بالكذب علي الله و رسوله كثير من المحققين منهم صاحب الجواهر و صاحب مصباح الفقيه، و اكثر الفقهاء المتأخرين بشهادة صاحب الجواهر و صاحب الحدائق.

6- المشهور بين الفقهاء شهرة عظيمة، كما قال صاحب الجواهر ان غمس الرأس في الماء [1] مفسد للصوم، سواء أغمس و حده، أم مع البدن، و استدلوا بقول الامام الصادق عليه السلام، لا يرمس الصائم و لا المحرم رأسه في الماء. و قالوا: ان



[ صفحه 13]



المتبادر من هذا النهي هو الحكم الوضعي، أي فساد الصوم، لا مجرد الحكم التكليفي، و هو التحريم فقط، و لذا اتفق الجميع علي ان النهي هو الحكم في العبادة يدل علي الفساد.

و قال آخرون: ان هذا الارتماس و الغمس غير محرم، و لا مفسد للصوم، و انما هو مكروه، و حملوا الروايات الناهية عنه علي ذلك، و رد عليهم صاحب الجواهر بأنه «لا محيص للفقيه عن القول بأن الارتماس مفسد للصوم بعد أن ثبت في الصحيح قول الامام عليه السلام: لا يضر الصائم ما صنع اذا اجتنب الطعام و الشراب و النساء و الارتماس في الماء». و هو حق.

7- ايصال الغبار الغليظ الي الفم، مهما كان نوع الغبار، و لم أجد دليلا تركن اليه النفس يدل علي أنه مفسد للصوم، و لكن صاحب الجواهر قال: «المشهور علي ذلك، بل لم أجد فيه خلافا». و الحقوا شرب التبغ بالغبار الغليظ، و ليس من شك بأن الترك أفضل و أكمل، بخاصة بعد ان ارتكز في الافهام ان من يشرب الدخان لا يعد صائما، نقول هذا، مع العلم بأن الأحكام الشرعية لا تؤخذ من العرف، و لا من طريقة الناس الا اذا أقرها المعصوم، و نحن نعلم علم اليقين أن التبغ لم يكن معروفا و لا مألوفا في عهده.

و لمن يعتمد علي الاستحسان و الأدلة الخطابية أن يقول: ان شرب الدخان يتنافي مع الآداب. و لذا نتركه عند تلاوة القرآن الكريم، و في المساجد و المشاهد المشرفة، و في الصلاة، و في حضور الكبار، فبالأولي التأدب في شهر الله المعظم.

8- من المفطرات الحقنة، و قد ورد في ذلك عن أهل البيت عليهم السلام روايات: احداهما تنفي الباس عن الاحتقان مطلقا، دون أن تفرق بين أن يكون بالجامد، أو بالمائع، و الثانية تقول: لا يجوز للصائم ان يحتقن، دون أن تفرق بينهما أيضا،



[ صفحه 14]



و الثالثة تقول: لا بأس بالجامد أي أن الاحتقان بالمائع يفسد الصوم، و بالجامد لا يفسده، و حيت فصلت هذه الرواية و فرقت بين النوعين تكون - لا محالة - جامعة بين الروايتين المتعارضتين بظاهرهما، و قرينة شرعية علي أن المراد من الرواية الأولي التي نفت الباس خصوص الاحتقان بالجامد، و من الثانية التي أثبتت الباس خصوص الاحتقان بالمائع، و بذلك ينتفي التعارض و التضاد.

9- تعمد القي ء، قال الامام الصادق عليه السلام: من تقيأ متعمدا، و هو صائم فقد أفطر، و عليه الاعادة. و قال ولده الامام الكاظم عليه السلام: ان كان تقيأ متعمدا فعليه قضاؤه، و ان لم يكن تعمد ذلك فليس عليه شي ء.


پاورقي

[1] أما غسل الرأس بصب الماء عليه من الابريق و نحوه، فلا يفسد الصوم بالاتفاق.


العهد و الوعد و العقد


للعهد في اللغة معان، منها الأمر و الوصية، قال تعالي: (ألم أعهد اليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان) أي امرناكم و اوصيناكم، و منها التحالف و الميثاق الذي يعطيه الانسان علي نفسه، قال تعالي: (و أوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا) و منها المعرفة، كقولك: عهدتك صادقا، أي عرفتك، الي غير ذلك.

و العهد في اصطلاح الفقهاء ان يلتزم بفعل غير محرم، و لا مكروه، أو بترك فعل غير واجب و لا مستحب، و لا ينعقد الا بالصيغة اللفظية مقترنة باسم الجلالة، كقولك: عاهدت الله، أو علي عهد الله، و يجب الوفاء بهذا العهد، و من عاهد، ثم خالف يأثم، و عليه ان يكفر، و يأتي التفصيل في بابه ان شاء الله.

أما الوعد فمعناه ظاهر، و هو واحد شرعا و لغة، و يستحب الوفاء به شرعا، و يجب أخلاقيا، قال الامام الرضا عليه السلام:«انا أهل البيت نري ما وعدنا دينا علينا، كما صنع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم». أجل، اذا كان الفعل الموعود به واجبا وجب الوفاء من أجله، لا من أجل الوعد، و عليه يحمل قول الامام الصادق عليه السلام:«ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة الي البر و الفاجر، و الوفاء بالوعد، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين». و قوله: «المؤمن اذا وعد وفي، و اذا حدث صدق، و اذا ائتمن لم يخن».

قال صاحب الجواهر: «و الفقهاء لم يقولوا بوجوب الوفاء بالوعد علي ما يظهر».



[ صفحه 11]



و العقد في اللغة الربط الذي هو ضد الحال، و عند أكثر الفقهاء مجموع الايجاب و القبول، و ارتباطهما علي وجه يتحقق بانشائهما معني له آثاره الخارجية، كتمليك العين بعوض في البيع، و بلا عوض في الهبة، و كتمليك المنفعة بعوض في الاجارة، و بلا عوض في العارية: و علي هذا يكون العقد اسما لانشاء ما قصده الموجب و القابل، لا نفس المعني المقصود لهما، و المسبب عن انشائهما، و بكلمة ان العقد اسم للسبب الذي انشأ التمليك و التملك، لا المسبب الذي هو التمليك و التملك.


تعجيل الدين باسقاط بعضه


سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يكون له دين علي آخر، فيقول له قبل أن يحل الأجل: عجل النصف من حقي علي أن أضع عنك النصف، أيحل ذلك؟ قال: نعم.

و سئل أيضا عن الرجل يكون له دين الي أجل مسمي، فيأتيه غريمه، و يقول له: انقدني كذا و كذا، و أضع عنك بقيته؟ قال: لا أري بأسا، انه لم يزد علي رأس المال.

و في هذا اشعار بأنه اذا اشترط الانتظار لزم الوفاء بالشرط، و الا كان الدائن في غني عن الحط من دينه.

و لا يجوز تأجيل المعجل بشرط الزيادة، لأنه ربا محرم.

و اذا رضي المدين أن يعجل ما عليه من الدين المؤجل قبل الأوان فله أن



[ صفحه 11]



يعدل - مثلا - اذا اشتري بنسيئة، أو تزوج بمؤجل، ثم رضي المشتري أو الزوج أن يعجل المؤجل، و يسقط الأجل فله بعد الرضا باسقاط الأجل أن يعدل، و يرجع الي الأجل، و ليس لصاحب الدين أن يطالبه قبل الأمد المضروب، محتجا برضاه.. لأن مجرد الرضا ليس عقدا لازما، و لا تابعا لعقد لازم، و انما هو وعد و كفي.


من يمنع المالك عن ملكه


اذا لم يستول الظالم علي العين، ولكن منع المالك من التصرف فيها، و المحافظة عليها كأن يمنعه عن امساك دابته المرسلة فتهلك، أو عن أخذ محفظته فتسرق، أو عن سكني داره فتهدم، اذا كان كذلك فهل يكون الظالم آثم و ضامنا، أو يكون آثما فقط غير ضامن؟

ذهب المشهور بشهادة صاحب المسالك اي أن الظالم يأثم، لا يغرم، لان يده لم تثبت علي العين، فلا يكون غاضبا.

و يلاحظ بأن الضمان لا ينحصر سببه بالغضب، بل يكفي في ثبوته أن يكون لعمل الغاصب نوع من التأثير في الهلاك، بحيث لولاه لسلمت العين.



[ صفحه 9]




صحة الطلاق في الحيض


اتفقوا علي أن خمسا من الزوجات يصح طلاقهن في الحيض و غيره

1- الصغيرة اتي لم تبلغ التاسعة.

2- التي لم يدخل بها الزوج ثيبا كانت أو بكرا، مع الخلوة، و عدمها.

3- الآيسة، و هي التي بلغت سن الخمسين أن كانت غير قرشية، و الستين أن تكنها.

4- التي غاب عنها زوجها مدة يمكن أن تحيض فيها، و تنتقل الي طهر، و قدرها كثير من الفقهاء بشهر، و فيه أكثر من رواية عن أهل البيت عليهم السلام منها ما رواه اسحاق عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: الغائب اذا أراد أن يطلقها تركها شهرا.

5- الحامل.. و الدليل روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام منها قول الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليهماالسلام: خمس يطلقهن الرجل علي كل حال: الحامل المتيقن حملها، و التي لم يدخل بها زوجها، و الغائب عنها زوجها، و التي لم تحض - أي لم تبلغ التاسعة - و التي يئست من المحيض.


هميشه زنده و شاداب


غير از احكام قرآن و حلال و حرام آن كه ابدي است، خود اين كتاب ژرف و فصيح و متين نيز با گذشت زمان كهنه نمي شود و پيوسته معارف آن براي همه اقشار در همه زمانها درخشندگي و آموزندگي دارد.

امام صادق (عليه السلام) در حديثي به رمز و راز اين جاودانگي و طراوت هميشگي در كلام خدا اشاره دارد. مردي از آن حضرت مي پرسد: چرا قرآن با نشر و درس و بررسي، تازه تر و شاداب تر مي شود و هرگزكهنه نمي شود.؟

امام صادق (عليه السلام) در پاسخ مي فرمايند:

«لان الله تبارك و تعالي لم يجعله لزمان دون زمان و لا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد و عند كل قوم غض الي يوم القيامه.» [1] .

براي اين كه خداي متعال آن را براي زماني خاص يا مردمي خاص قرار نداده است. از اين رو قرآن در هر زمان تازه است و نزد هر قومي شاداب است تا روز قيامت.

طراوت و تازگي قرآن براي همه و هميشه، به خاطر آن است كه معجزه جاويد پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) و كلام الهي است و در هر عصري پاسخگوي نيازهاي فكري، هدايتي و اجتماعي مردم است.


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 89، ص 15.


لمحة عن علم الامام الصادق في التفسير


ان لأهل البيت عليهم السلام موارد جمة تظهر علمهم بتفسير القرآن الكريم، حتي أن بعض المفسرين جعلوا تفسيرهم كله مبنيا علي الحديث عنهم عليهم السلام.

و اذا شئت أن تعرف شيئا من كلام الامام الصادق عليه السلام في التفسير فدونك كتاب (مجمع البيان)، فانه قد أورد شيئا من أحاديثه في تفسيره، و قد يشير الي رأي أهل البيت عليهم السلام مستظهرا ذلك من حديثهم. و ان هناك مؤلفات عديدة في آيات الأحكام، و قد علق عليها المؤلفون و أشاروا الي أن مفادها من طريق أهل البيت عليهم السلام و أحاديثهم.

و الحديث الوارد عن سيد الرسل صلي الله عليه و آله في عدة مقامات و من عدة طرق، حيث قال:

(اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض).

هذا الحديث يعرفنا مبلغ علمهم عليهم السلام بالقرآن، و أن في كل زمن عالما منهم بالقرآن.

و تشفع لهذا الحديث الأخبار الكثيرة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في شأن علمهم بالقرآن، و الامام الصادق عليه السلام نفسه يقول:

(و الله اني لأعلم كتاب الله من أوله الي آخره كأنه في كفي، فيه خبر السماء و خبر الأرض، و خبر ما كان و خبر ما هو كائن، قال الله عزوجل: (فيه تبيان كل شي ء).



[ صفحه 25]



و يفرج عليه السلام أصابعه مرة أخري فيضعها علي صدره و يقول:

(و عندنا و الله علم الكتاب كله) [1] .

الي كثير أمثال ذلك.

و لابد في كل زمن من عالم بالقرآن الكريم علي ما نزل، كما يشهد لذلك حديث الثقلين، و لأن القرآن امام صامت و فيه المحكم و المتشابه، و المجمل و المبين، و الناسخ و المنسوخ، و العام و الخاص، و المطلق و المقيد، الي غير ذلك مما خفي علي الناس علمه.

و قد دل حديث الثقلين علي أن علماء القرآن هم أهل البيت عليهم السلام خاصة، و منهم يكون العالم به في كل عصر.

و في عصره عليه السلام اذا لم يكن هو العالم بالقرآن فمن غيره؟، ليس في الناس من يدعي أنه أعلم من الامام الصادق عليه السلام في عهد الامام في التفسير أو في سواه من العلوم.


پاورقي

[1] الكافي: 1 / 229 / 5.


آموزش وضو، به پيرمرد


پيرمردي مشغول وضو بود، اما طرز صحيح وضو گرفتن را نمي دانست. امام حسن عليه السلام و امام حسين عليه السلام، كه در آن هنگام طفل بودند، وضو گرفتن پيرمرد را ديدند.

جاي ترديد نبود، تعليم مسائل و ارشاد جاهل، واجب است. بايد وضوي صحيح را به پيرمرد ياد داد. اما اگر مستقيما به او گفته شود كه: «وضوي تو، صحيح نيست»، گذشته از اينكه موجب رنجش خاطر او مي شود، براي هميشه خاطره ي تلخي از وضو خواهد داشت.

به علاوه، از كجا كه او اين تذكر را براي خود، تحقير تلقي نكند و يكباره روي دنده ي لجبازي نيفتد و هيچ وقت زير بار نرود.

اين دو طفل، انديشيدند، تا به طور غيرمستقيم او را متذكر كنند. در ابتدا، آن دو با يكديگر به مباحثه پرداختند و پيرمرد نيز سخنان آن دو را مي شنيد.

يكي از آن دو، به ديگري گفت: وضوي من، از وضوي تو كامل تر است.

ديگري هم به آن يكي گفت: وضوي من، از وضوي تو كامل تر است.

پس از آن، آن دو با هم توافق كردند كه در حضور پيرمرد، هر دو نفر وضو بگيرند و پيرمرد حكميت كند.



[ صفحه 36]



آن دو، طبق قرار عمل كردند و هر دو نفر، وضوي صحيح و كاملي را جلوي چشم پيرمرد گرفتند.

پيرمرد، تازه متوجه شد كه وضوي صحيح چگونه است و به فراست، مقصود اصلي دو طفل را دريافت و سخت تحت تأثير محبت بي شائبه و هوش و فطانت آنها قرار گرفت.

سپس، پيرمرد به آن دو بزرگوار گفت: وضوي شما، صحيح و كامل است. من پيرمرد نادان، هنوز وضو ساختن را نمي دانم. شما، به حكم محبتي كه بر امت جد خود داريد، مرا متنبه ساختيد. من از شما متشكرم. [1] .



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 10 ص 89؛ طبق نقل داستان راستان، صص 295 - 296، داستان 103.


حياة الامام الباقر


استمرار منطقي لحياة الامام السجاد عليه السلام

اصبح اتباع أهل البيت مجموعة متميزة ذات وجود مستقل،ودعوة أهل البيت التي اعترتها وقفة واحتجبت وراء ستار سميكبسبب حادثة كربلاء وما أعقبها من حوادث دموية كوقعة الحرّة وثورة التوابين وبسبب بطش الاُمويين، قد اصبح لها وجود منتشروواضح في كثير من الاقطار الاسلامية خاصة في العراق والحجازوخراسان، وأصبح لها «تنظيم» فكري وعملي. وولّت تلك الايام التيقال الامام السجاد عليه السلام عنها: إن أتباعه ما كانوا يزيدون فيهاعلي عشرين شخصا. واضحي الامام الباقر عليه السلام يدخل مسجد النبي صلّي اللّه عليه وآله في المدينة فيلتف حوله جمع غفير من أهل خراسان وغيرها من اصقاع العالم الاسلامي، يساءلونه عن رأيالاسلام في مختلف شؤون الحياة. ويفد عليه امثال طاووس اليمانيوقتادة بن دعامة وأبو حنيفة وآخرون من أئمة المذاهب الفقهية لينتهلوا من علم الامام أو ليحاجّوه في أمور مختلفة. وبرز شعراءيدافعون عن مدرسة اهل البيت، ويُعبّرون عن أهدافها، منهم الكميت الذي رسم في هاشمياته أروع لوحة فنية في تصوير الولاء الفكريوالعاطفي لآل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله. وتناقلت الألسن هذه الروائع الادبية وحفظتها الصدور.

ومن جهة أخري فإن خلفاء بني مروان أحسّوا خلال هذه الفترة بنوعٍ من الطماءنينة، وشعروا بالاستقرار بعد أن استطاع عبدالملك بن مروان (ت 86هـ) خلال فترة حكمه التي استمرت عشرين عاماً أن يقمع كل المعارضين. وقد يعود شعور الخلفاء المروانيين في هذا العصربالأمن والاطمئنان الي أن الخلافة وصلتهم غنيمة باردة، لا كاءسلافهم الذين كدحوا من أجلها مما أدّي الي انشغالهم باللهو والملذات التيتصاحب الشعور بالاقتدار والجاه والجلال.

مهما يكن الأمر فإن حساسية خلفاء بني مروان تجاه مدرسة اهل البيت قد قلّت في هذا العصر، وأصبح الامام وأتباعه في ماءمن تقريباًمن مطاردة الجهاز الحاكم.

وكان من الطبيعي أن يقطع الامام خطوة رحبة في ظل هذه الظروف علي طريق تحقيق أهداف مدرسة أهل البيت، ويدفع بالتشيع نحو مرحلة جديدة. وهذا ما يميّز حياة الامام الباقر عليه السلام.

ويمكن تلخيص حياة الامام الباقر عليه السلام خلال الاعوام التسعة عشر من امامته (95 ـ 114هـ) بما يلي:

إن أباه الامام السجاد عليه السلام عندما حضرته الوفاة أوصي أن يكون ابنه محمداً إماماً من بعده في حضور سائر ابنائه وعشيرته وسلّمه صندوقاً.. تذكر الروايات أنه مملوء بالعلم.. وتذكر أن فيه سلاح رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وقال له: «يا محمد هذاالصندوق فاذهب به الي بيتك. ثم قال: أما إنه لم يكن فيه دينار ولادرهم، ولكنه كان مملوءاً علما. [1] «لعل هذا الصندوق يرمز الي أن الامام السجاد سلّم ابنه محمداً مسؤولية القيادة الفكرية والعلمية (فالصندوق مملوء بالعلم) وسلّمه مسؤولية القيادة الثورية (سلاح النبي).

ومع بدء الامام وأتباعه بنشاطهم الواسع في بث تعاليم أهل البيت عليهم السلام، يتسع نطاق انتشار الدعوة، ويتخذ أبعاداً جديدة تتعدي مناطقها السابقة في المدينة والكوفة، وتجد لها شيوعاً في اصقاع بعيدة عن مركز السلطة الاُموية، وخراسان في مقدمة تلك البقاع كماتحدثنا الروايات التاريخية. [2] .

ان الواقع الفكري والاجتماعي المزري للناس كان يدفع الامام وأتباعه نحو حركة دائبة لا تعرف الكلل والملل من أجل تغيير هذاالواقع والنهوض بالواجب الإلهي إزاء هذا الانحراف.

إنهم يرون غالبية الناس قد خضعوا للجو الفاسد الذي أشاعه بنوأمية، فغرقوا الي الأذقان في مستنقع حياة آسنة موبوءة، حتي أضحواكحكّامهم لا يفقهون قولاً، ولا يصيخون لنصيحة سمعاً «إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا. [3] .

ومن جهة اخري يرون دراسات الفقه والكلام والحديث والتفسيرتنحو منحي استرضاء الطاغوت الاُموي وتلبية رغباته. ومن هنا فان كل ابواب عودة الناس الي جادة الصواب كانت موصدة لولا نهوض مدرسة اهل البيت بواجبها «وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا [4] .

اتجهت مدرسة أهل البيت فيما اتجهت الي تقريع اولئك الذين باعواذممهم من العلماء والشعراء، في محاولة الي ايقاظ ضمائرهم أو ضمائراتباعهم من عامة الناس.

نري الامام يقول للكميت الشاعر مؤنباً:

«امتدحت عبدالملك؟» قال: ما قلت له يا إمام الهدي، وإنما قلت ياأسد، والأسد كلب، ويا شمس، والشمس جماد، ويا بحر، والبحرموات، ويا حيّة، والحيّة دُويبة منتنة، ويا جبل، وإنما هو حجر أصمّ.فتبسم الامام وأنشد الكميت بين يديه:

من لقلب متيم مستهام غير ما صبوة ولا أحلام [5] وبهذه الميمية يضع الحدّ الفاصل بين الاتجاه العلوي والاتجاه الاُموي في المكانة والسيرة في صورة فنية رائعة خالدة.

وعكرمة تلميذ ابن عباس المعروف وصاحب المكانة العلمية المرموقة في المجتمع آنذاك، يذهب لمقابلة الامام، فيؤخذ بهيبة الامام وشخصيته ووقاره ومعنويته وفكره، فيقول له: «يابن رسول اللّه لقدجلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس وغيره، فما أدركني ماأدركني آنفاً» .

فقال له الامام: «إنك بين يدي بيوت أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه. [6] .

ومن الابعاد الاخري لنشاط مدرسة أهل البيت في هذه المرحلة سرد ما أحاط باءهل بيت رسول اللّه وأتباعهم من ظلم واضطهادوقتل وتشريد وتعذيب في محاولة لاستثارة عواطف الناس الميتة،وتحريك ضمائرهم الرخوة، واستنهاض عزائمهم الراكدة، وتوجيههم وجهة ثورية حركية.

عن المنهال بن عمر قال: كنت جالساً مع محمد بن علي الباقر عليه السلام اذ جاءه رجل فقال له: كيف انتم؟ فقال الامام الباقر:

أوما آن لكم أن تعلموا كيف نحن؟ إنما مثلنا في هذه الاُمة مثل بني اسرائيل، كان يذبّح أبناؤهم وتستحيا نساؤهم، ألا وإن هؤلاءيذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا. زعمت العرب أن لهم فضلاً علي العجم، فقالت العجم: وبما ذلك؟ قالوا: كان محمد منا عربياً. قالوا لهم:صدقتم. وزعمت قريش أن لها فضلاً علي غيرها من العرب، فقالت لهم العرب من غيرهم: وبما ذاك؟ قالوا: كان محمد قرشياً. قالوا لهم:صدقتم. فان كان القوم صدقوا فلنا فضل علي الناس لأنا ذرية محمد،وأهل بيته خاصة وعترته، لا يشركنا في ذلك غيرنا. فقال له الرجل:واللّه إني لاُحبكم أهل البيت. قال: فاتخذ للبلاء جلبابا، فواللّه إنه لأَسرع الينا وإلي شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدو البلاء ثم بكم، وبنا يبدو الرخاء ثم بكم. [7] .

فما إن بدت علي الرجل علامات الهياج جرّاء استثارات الامام حتي سارع الامام الي رسم الطريق أمامه. إنه طريق مفروش بالدماءوالدموع، والامام رائد المسيرة علي هذا الطريق يصيبه البلاء أولاًقبل أن يصيب شيعته.

وفي دائرة أضيق نري أن علاقة الامام بشيعته تتخذ خصوصيات متميزة، نراه بين هؤلاء الاتباع كالدماغ المفكر بين اعضاء الجسدالواحد، يغذيهم ويمدهم بالحيوية والحركة والنشاط باستمرار.

وتتوفر باءيدينا وثائق تبين هذا الارتباط متمثلا باعطاء المفاهيم والتعاليم الصريحة لهؤلاء الاتباع، وبتنظيم مترابط محسوب بينهم.

منها وصية الامام الباقر عليه السلام لجابر الجعفي في اول لقاء له بالامام أن لا يقول لأحد أنه من الكوفة، وليظهر بمظهر رجل من أهل المدينة. وبذلك يعلّم هذا التلميذ الجديد، الذي لمس الامام فيه قدرة علي حفظ الاسرار، درس الكتمان.. وهذا التلميذ الكفوء أصبح بعدذلك صاحب سرّ الامام. ويبلغ به الامر مع الجهاز الحاكم أن يقول عنه النعمان بن بشير:

كنت ملازما لجابر بن يزيد الجعفي، فلما أن كنّا بالمدينة، دخل علي أبي جعفر عليه السلام فودّعه وخرج من عنده وهو مسرور، حتي وردنا الأخيرجة (من نواحي المدينة) يوم جمعة فصلّينا الزوال فلمانهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم (أسمر) معه كتاب فناوله، فقبّله ووضعه علي عينيه، واذا هو من محمد بن علي (الباقر) الي جابر بن يزيد وعليه طين أسود رطب. فقال له: متي عهدك بسيّدي؟ فقال:الساعة فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال: بعد الصلاة. قال:ففكّ الخاتم وأقبل يقرأه ويقبض وجهه حتي أتي علي آخره، ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً، حتي وافي الكوفة.

يقول النعمان بن بشير: فلما وافينا الكوفة ليلاً بتّ ليلتي، فلماأصبحت أتيت جابر الجعفي إعظاما له فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب قد علّقها وقد ركب قصبة (كما يفعل المجانين) وهو يقول: أجدمنصور بن جمهور.. أميراً غير ماءمور، وأبياتاً من نحو هذا فنظر فيوجهي ونظرت في وجهه فلم يقل لي شيئاً، ولم أقل له، وأقبلت أبكيلما رأيته، واجتمع عليّ وعليه الصبيان والناس، وجاء حتي دخل الرّحبة، وأقبل يدور مع الصبيان، والناس يقولون: جُنّ جابر بن يزيد. فو اللّه ما مضت الأيام حتي ورد كتاب هشام بن عبدالملك الي وإليه أن انظر رجلاً يقال له: جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه. فالتفت الي جلسائه فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا: أصلحك اللّه كان رجلاً له علم وفضل وحديث، وحجّ فجنّ وهو ذا في الرحبة مع الصبيان علي القصب يلعب معهم. قال:فاءشرف عليه فاذا هو مع الصبيان يلعب علي القصب. فقال: الحمد للّه الذي عافاني من قتله. [8] .

هذا نموذجٌ من نماذج الارتباط بين الامام وخاصةِ أتباعه، يوضّح دقّة التنظيم والارتباط، ويبين كذلك نموذجاً لموقف السلطة الحاكمة من هؤلاء الاتباع، ويؤكّد أن الجهاز الحاكم لم يكن غافلاً تماماً عن علاقة الامام باءتباعه المقربين، بل كان يراقب هذه العلاقات ويحاول اكتشافها ومجابهتها [9] .

وبالتدريج يبرز جانب المجابهة في حياة الامام الباقر عليه السلام وفي حياة الشيعة ليسجل فصلاً آخر في حياة أئمة أهل البيت عليهم السلام.

النصوص التاريخية الموجودة بين أيدينا وهكذا الروايات الحديثية لا تتحدث بصراحة عن حركة مقاومة سياسية حادة ينهض بهاالامام. وهذا يعود الي عوامل كثيرة منها جوّ البطش والتنكيل المهيمن علي المجتمع مما يفرض عنصر التقية بين اتباع الامام الذين هم المطلعون الوحيدون علي حياة الامام السياسية.. ولكن ردود الفعل المتشدّدة التي يبديها العدو تبين عمق العمل الجهادي. فحين يتخذجهاز حاكم مقتدر كجهاز عبدالملك بن مروان، الذي يعتبر اقوي حاكم أموي، ضد الامام الباقر عليه السلام كل أسباب الشدّة والحدّة،فإن ذلك يدل دون شك علي إحساس الخليفة بالمخاطر التي تواجهه جرّاء حركة الامام وأتباعه. لو كان الامام منهمكاً فقط بنشاط علمي،لا ببناء فكري وتنظيمي، فان الجهاز الحاكم لم يكن من مصلحته أن يتشدّد مع الامام، لأن ذلك يدفع بالامام وباءتباعه الي موقف ساخط متشدّد كالذي اتخذه الثائر العلوي شهيد فخ الحسين بن علي من السلطة.

باختصار، موقف السلطة المتشدّد من الامام الباقر عليه السلام يمكن فهمه علي أنه رد فعل لما كان يمارسه الامام من عمل معارض للسلطة.

من الأحداث الهامة في اواخر حياة الامام الباقر عليه السلام استدعاء الامام الي الشام عاصمة الخلافة الاموية. فالخليفة الامويأراد أن يستوثق من موقف الامام تجاه الجهاز الحاكم فاءمر باعتقاله وارساله مخفوراً الي الشام. (وفي بعض الروايات أن الحكم هذا شمل ابنه الشاب أيضا جعفراً الصادق.)

يؤتي بالامام الي قصر الخليفة. وهشام أملي علي حاشيته طريقة مواجهة الامام لدي وروده. تقرر أن يبتدئ الخليفة ثم تليه الحاشية بإلقاء سيول التهم علي الامام، وكان يستهدف في ذلك امرين: اولهماإضعاف معنويات الامام وخلق حالة من الانهيار النفسي فيه.والثاني: محاولة إدانة الامام في مجلس يضمّ زعيمي الجبهتين (جبهة الخلافة وجبهة الامامة)، ثم نقل هذه الادانة عن طريق ابواق البلاط كالخطباء ووعاظ السلاطين والجواسيس وبذلك يسجل لنفسه انتصارا علي خصمه.

يدخل الامام مجلس الخليفة، وخلاف ما اعتاده الداخلون من السلام علي الخليفة بإمرة المؤمنين، يتوجه إلي كل الحاضرين، ويشيراليهم جميعا ويقول: السلام عليكم.. ودون أن ينتظر الاذن بالجلوس ياءخذ مكانه في المجلس. وهذا الموقف من الامام أضرم نار الحسدوالحقد في قلب هشام.. وبدأ هشام علي الفور يقول: يا محمد بن علي لايزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين، ودعا الي نفسه، وزعم أنه الامام سفها وقلة علم، وجعل يوبّخه [10] .

وبعد هشام أخذ أفراد بطانته يرددون مثل هذه التهم والتوبيخ..والامام ساكت في كل هذه المدّة ومطرق بوقار ينتظر فرصة الاجابة..وحين افرغت البطانة ما في كنانتها وخيّم السكوت علي المجلس،نهض الامام وتوجه الي الحاضرين، وبعد أن حمد اللّه واثني عليه وصلي علي نبيه، خاطب المجلس بعبارات قصيرة قارعة بيّن تفاهة هذه البطانة وانقيادها البهيمي كما بيّن فيها مكانته ومكانة أهل البيت وفق معايير اسلامية، واستخف بكل ما يحيط بالخليفة وحاشيته من هيل وهيلمان ومكانة وسلطان، فقال:

«ايها الناس! اين تذهبون؟ واين يراد بكم؟ بنا هدي اللّه أولكم،وبنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجّل، فإن لنا ملكاً مؤجلاً،وليس بعد ملكنا ملك، لأنّا أهل العاقبة. يقول اللّه عزّ وجل: والعاقبة للمتقين [11] .

عبارات تظلّم وتهكّم وتبشير وتهديد وإثبات وردّ في جمل موجزة ذات وقع مثير تفرض علي سامعها الايمان بحقّانية قائلها.. ولم يكن أمام هشام سبيل سوي الامر بسجن الامام.

الامام في سجنه واصل عمله التغييري فاءثّر علي من معه فيالسجن. بلغ الامر هشاما فكَبُر عليه أن يري حدوث مثل ذلك فيعاصمته المحصّنة من التاءثير العلوي. فاءمر أن يؤخذ السجين ومن معه علي مركب سريع (البريد) ويُرسل الي المدينة حيث مسكنه ومحل إقامته، وأمر أن لا يتعامل أحد في الطريق مع هذه القافلة المغضوب عليها ولا يزودها بماء أو طعام. [12] .

مرّت ثلاثة أيام من السير المتواصل انتهي خلالها ما في القافلة من ماء وطعام. ووصلوا «مدين» . وأغلق اهل المدينة حسب ما لديهم من أوامر ابواب مدينتهم، وأبوا أن يبيعوا متاعا. اشتد علي أتباع الامام الجوع والعطش. صعد الامام علي مرتفع يطل علي المدينة ونادي باءعلي صوته:

بَقية اللّه خير(يا أهل المدينة الظالم أهلها، أنا بقية اللّه. يقول اللّه:.)لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ

يقول الراوي: وكان بين اهل المدينة شيخ كبير فاءتاهم فقال: ياقوم هذه واللّه دعوة شعيب عليه السلام. واللّه لئن لم تخرجوا الي هذاالرجل بالاسواق لتؤخذنّ من فوقكم ومن تحت أرجلكم فصدّقونيوأطيعوني.. فاني لكم ناصح.

استجاب اهل المدينة لدعوة الشيخ فبادروا وأخرجوا الي أبيجعفر واصحابه الاسواق. [13] .

وآخر فصل في هذه الرواية يبين أيضاً بطش الخليفة العباسيوتجبّره. فبعد أن فتح اهل المدينة أبوابها للامام وصحبه، كُتب بجميع ذلك الي هشام. فكتب هشام إلي عامله علي مدين ياءمره باءن ياءخذالشيخ فيقتله رحمة اللّه عليه وصلواته. [14] .

ومع كل ذلك، يتجنب الامام أيّ مواجهة حادّة ومجابهة مباشرة مع الجهاز الحاكم. فلا يعمد الي سيف، ولا يسمح للأيدي المتسرّعة الي السلاح أن تشهره، ويوجهها توجيهاً حكيماً، وسيف اللسان أيضاً لايشهره إذا لم يتطلب عمله التغييري الاساسي الجذري ذلك. ولايسمح لأخيه زيد، الذي بلغ به الغضب مبلغه وثارت عواطفه أيمّاثورة، أن يخرج (يثور) بل يركز نشاطه العام علي التوجيه الثقافيوالفكري.. وهو بناء اساس ايديولوجي في اطار مراعاة التقية السياسية.

ولكن هذا الاسلوب لم يكن يمنع الامام ـ كما اشرنا ـ من توضيح «حركة الامامة» لأتباعه الخلّص. وإذكاء أمل الشيعة الكبير، وهوإقامة النظام السياسي بمعناه الصحيح العلوي في قلوب هؤلاء، بل يعمد أحيانا الي إثارة عواطفهم بالقدر المطلوب علي هذا الطريق.والتلويح بمستقبل مشرق هو أحد من السبل التي مارسها الامام الباقرعليه السلام مع أتباعه. وهو يشير ايضاً الي تقويم الامام عليه السلام للمرحلة التي يعيشها من الحركة.

يقول الحكم بن عيينة: بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام والبيت غاص باءهله إذ أقبل شيخ يتوكّاء علي عنزة (عكازة) له حتي وقف علي باب البيت فقال: السلام عليك يابن رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته.ثم سكت فقال ابو جعفر: وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته. ثم اقبل الشيخ بوجهه علي أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثم سكت حتي أجابه القوم جميعاً، وردّوا عليه السلام. ثم أقبل بوجهه علي الامام وقال: يابن رسول اللّه أدنني منك جعلني اللّه فداك. فواللّه إنيلأحبكم وأحب من يحبكم، وواللّه ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا، وإني لاُبغض عدوكم وأبرأ منه، وواللّه ما أبغضه وأبرأ منه لوترٍكان بيني وبينه. واللّه إني لأحل حلالكم واُحرّم حرامكم، وانتظرأمركم، فهل ترجو لي جعلني اللّه فداك؟ فقال الامام: إليَّإليَّ، حتي أقعده إلي جنبه ثم قال:

«ايها الشيخ، إن أبي عليّ بن الحسين عليه السلام أتاه رجل فساءله عن مثل الذي ساءلتني عنه فقال له أبي عليه السلام: إن تمت ترد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وعلي عليّ والحسن والحسين وعلي عليّ بن الحسين، ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك، وتقرّ عينك، وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين... وإن تعش تري ما يقرّ اللّه به عينك، وتكون معنا في السنام الاعلي» . قال الشيخ وهو مندهش من عظمة البشري: كيف يا أبا جعفر؟ فاءعاد عليه الكلام، فقال الشيخ:اللّه اكبر يا أبا جعفر، إن انا متُ أرد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وعلي علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين وتقرُ عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي واُستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لوقد بلغت نفسي ههنا، وإن أعش اري ما يقرُ اللّه به عيني، فاكون معكم في السنام الاعلي؟ ثم اقبل الشيخ ينتحب حتي لصق بالأرض. وأقبل أهل البيت ينتحبون لما يرون من حال الشيخ. ثم رفع الشيخ رأسه وطلب من الامام ان يناوله يده فقبّلها ووضعها علي عينه وخدّه، ثم ضمّها الي صدره، وقام فودّع وخرج والامام ينظر اليه ويقول: «من أحبّ أن ينظر الي رجل من أهل الجنة فلينظر الي هذا [15] .

مثل هذه التصريحات، تذكي روح الامل في قلوبٍ تعيش جوّالاضطهاد والكبت، فتكسبها زخماً ودفعاً نحو الهدف المنشود المتمثل في إقامة النظام الاسلامي العادل.

تسعة عشر عاماً من إمامة الباقر عليه السلام تواصلت علي هذاالخط المستقيم المتماسك الواضح.. تسعة عشر عاماً من التعليم الايديولوجي، والبناء، والتكتيك النضالي، والتنظيم، وصيانة وجهة الحركة، والتقية، وإذكاء روح الأمل.. تسعة عشر عاماً من مسيرشائك وعر يتطلب كثيراً من الجدّ والجهد. وحين أشرفت هذه الاعوام علي الانتهاء وأوشكت شمس عمره المبارك علي المغيب، تنفّس اعداؤه الصعداء، لأنهم بذهاب هذا القائد الموجّه سوف يتخلّصون من مصدر إثارةٍ طالما قضّ مضاجعهم وسرق النوم من عيونهم. لكنّالامام خيّب آمالهم وفوّت عليهم هذه الفرصة، حين جعل من وفاته مصدر عطاء، ومنطلق إثارة، ووسيلة توعية مستمرة! لقد وجّه ولده الصادق عليه السلام في اللحظات الاخيرة من حياته توجيهاً يمثل نموذجاً رائعاً من نماذج التقية التي مارسها الامام الباقر عليه السلام والاسلوب الذي استعمله في مرحلته الزمنية الخاصة. في الرواية عن ابي عبداللّه الصادق عليه السلام قال: «قال لي أبي: يا جعفر أوقف ليمن مالي كذا وكذا النوادب تندبني [16] عشر سنين بمني أيام مني. [17] .

وهذه الرواية لم يقف عندها من بحث في حياة الامام الباقر وغفلواعما فيها من دلالات كبيرة. لقد خلّف الامام (800) درهم، وأوصي أن يخصص جزء منها لمن يندبه في مني.. وندب الامام في مني له معني كبير. إنه عملية إحياء ذلك المصدر الذي كان يشعّ دائماً بالتوعية والإثارة وخلق روح الحماس والمقاومة.

واختيار مني بالذات يعني مواصلة العمل في وسط تمركز الوافدين من كل أرجاء العالم الاسلامي، خلال فترة الاستقرار الوحيدة فيموسم الحج. فكل مناسك الحج يمرّ بها الحاج وهو في حركة دائبة مستمرة، الاّ في مني، حيث يبيت الليلتين او الثلاث، فيتوفر لديه الوقت الكافي لكي يسمع ويطّلع. وندب الامام في هذا المكان سيثيرالتساؤل عن شخصية هذا المتوفّي، من هو؟ فيحصلون علي الجواب من أهل المدينة الذين عاصروه. انه من أبناء رسول اللّه، واستاذالفقهاء والمحدّثين. ولماذا يندب في هذا المكان؟ الم يكن موته طبيعياً؟من الذي قتله أو سمّه؟ هل كان يشكل خطراً علي الجهاز الاُموي؟ و..و.. عشرات الاسئلة كانت تثار حين يندب الامام في هذا المكان. ثم يحصل السائلون علي الاجابة.. وتنتشر الاخبار في اطراف البلادوأكنافها بعد عودة الحجيج الي أوطانهم. وكان هناك في مواسم الحج من ياءتي من الكوفة والمدينة ليجيب عن هذه التساؤلات مغتنماً فرصة تجمّع المسلمين، وليبثّ روح التشيّع من خلال أعظم قناة إعلامية آنذاك.

هكذا عاش الامام، وهكذا خطط لما بعد وفاته، فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد ويوم استشهد في سبيل اللّه ويوم يبعث حيا.

توفّي الامام الباقر عليه السلام وهو في السابعة والخمسين من عمره، علي عهد هشام بن عبدالملك، وهو من اكثر ملوك بني اُمية اقتداراً. ورغم ما كانت تحيط بالحكومة الاُموية آنذاك من مشاكل ومتاعب، فإن ذلك لم يصرفها عن التآمر علي القلب النابض للشيعة،أي الامام الباقر، فاءوعز هشام الي عملائه أن يدُسّوا السم للإمام،وحقق بذلك انتصاره في القضاء علي أخطر أعدائه.


پاورقي

[1] بحار الانوار 46: 229 باب 4. عن البصائر 4: 44.

[2] من ذلك رواية ابي حمزة الثمالي يقول: «حتي أقبل ابو جعفر عليه السلام وحوله اهل خراسان وغيرهم يساءلونه عن مناسك الحج» (بحار الانوار 46: 357 ط: بيروت)، وانظر حديث أحد علماءخراسان مع عمر بن عبدالعزيز، وفيه اكثر من عبرة ودلالة. (بحار الانوار 46: 366).

[3] من حديث للامام الباقر عليه السلام في ارشاد الشيخ المفيد: 284، وبحار الانوار 46: 288.

[4] بحار الأنوار 46: 288.

[5] المناقب 4: 207 وهذه الميمية من هاشمياته وفيها يخاطب أئمة اهل البيت عليهم السلام فيقول: ساسة لا كمن يري رِعية الناسِ سواء ورِعية الانعام وهو بيت له دلالته الكبيرة.

[6] بحار الانوار 46: 258.

[7] بحار الانوار 46: 360 رواية 1 ـ باب 100 نقلاً عن امالي الطوسي: 95.

[8] بحار الانوار 46: 282 ـ 283 نقلاً عن الكافي 1: 396.

[9] يؤيد هذه الحقيقة، اضافة الي قضية جابر ونظائرها، رواية عبداللّه بن معاوية الذي يسلّم الامام الباقر عليه السلام رسالة تهديد من حاكم المدينة (بحار الانوار 46: 246. الباب 16 الرواية 34).

[10] بحار الانوار 46: 263 رواية 63 باب 5.

[11] بحار الانوار 46: 264 الباب 16 الرواية 63.

[12] ويروي أنه أشاع بين اهالي المدن الواقعة علي الطريق أن محمد بن علي وجعفر بن محمد تنصّراوخرجا من الاسلام (بحار الانوار 46: 306). وشبيه ذلك ما وقع لمولانا وهو من زعماء الحركة الاسلامية المناهضة للاستعمار البريطاني في منتصف القرن التاسع عشر. فقد أشاعوا عنه أنه وهابي.وكانت هذه التهمة كافية لاسقاط هذا الرجل المناضل من أعين الناس البسطاء السذّج. الوهابية كانت مقرونة في اذهان الناس بتلك العصابة التي روّعت حجاج بيت اللّه واستباحت دماء المسلمين في الحجاز.. فكانت كريهة لديهم ومقيتة. وتهمة الوهابية الصقت بهذا الرجل فتقبلتها الاذهان الساذجة دون أن تساءل عن مبرر هذه التهمة وعن امكان أن يكون رجل مناضل مثل مولانا معتنقالفكرة جاء بها الانجليز الي العالم الاسلامي (راجع كتاب: المسلمون في حركة تحرير الهند (بالفارسية)ط آسيا) حين اري موقف الناس من الامام الباقر عليه السلام بعد اتهامه بالنصرانية في ذلكالزمان وموقفهم من مولانا بعد اتهامه بالوهابية في القرن الماضي اتعجّب من وحدة المواقف،واردّد ما ==يقوله الشاعر العربي: الناس كالناس والايام واحدة.

[13] بحار الأنوار 46: 264.

[14] بحار الانوار 46: 313.

[15] بحار الانوار 46: 362 ـ 363.

[16] هكذا في الأصل، ولعل الصحيح: لنوادب يندبنني.

[17] بحار الانوار 46: 220.


الامام السادس الامام جعفر بن محمد الصادق


گروه نويسندگان، ترجمه ي محمد عبدالمنعم خاقاني، قم، مؤسسه ي در راه حق، 1370، رقعي، 67 ص.


براي آنكه بي نياز باشم


«عبدالاعلي مولي آل سام» مي گويد:

«در يكي از كوچه هاي مدينه و در روزي بسيار گرم، با جعفر بن محمد ملاقات كردم، گفتم: «جانم به قربان شما با آن منزلتي كه نزد خدا و خويشاوندي كه با پيامبر داريد در مثل چنين روزي دست به كوشش و فعاليت مي زنيد؟»

حضرت فرمودند: «من براي طلب روزي خارج شدم تا از امثال تو بي نياز باشم.» [1] .

نيز روايت شده كه مردي خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و عرض كرد:

«من حرفه و صنعتي را بلد نيستم و با روش تجارت آشنايي ندارم، در حالي كه محروم و محتاج مي باشم.»

حضرت فرمودند: «كار كن اگر چه بار به سر خود برداري و حمل نمايي و از مردم بي نيازي بجوي». [2] .



[ صفحه 18]




پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 12، ص 10، ح 2 - بحارالانوار، ج 47، ص 55، ح 96.

[2] وسائل الشيعه، ج 12، ص 22، ح 5.


الإمام و العصر و الحكام


كلمات ثلاث بسيطة المبني عظيمة المعني، لأن كل واحدة منها تختزن رسالة و تحتوي زمانا و تمثل منهجا و قانونا.

فالإمام: هو ضمير الكون و علته الغائية، و بيده تسير مقاليد الزمان و المكان و ذلك بولايته التكوينية... و هي جلباب مقدس خاص من الله عزوجل لمن شاء أن يكونوا أوعية مشيئته، و هي إطار بحد ذاتها تعطي من يرتديها و تلفه بكل شعاع ينبعث منها، إنما ضلع من ضلوع الرسالة، أو هي عمودها الفقري و التي طرحتها عبقرية الإسلام الخالد، و الإمامة هي المظلة المريحة تتظلل بها الأمة و تتطلع إليها بدهشة و إعجاب، لأنها تنشر فيأها من ضلوع ستائرها الجميلة، فهي المظلة، و هي الشمس المشعة في آن معا...

و لقد حبكت خيوطها حبكا متينا، لتكون فيها كل الوقاية و الحماية للرسالة العظيمة المنطلقة من مطاوي الغيب الأقدس، و جعلت خيوطها الناعمة من الضمير و الحب المقدسة.

فالإمامة العامة هي تحضير خطير لا حتواء الرسالة و تعهد كامل بإبرازها علي أرض الحقيقة و الواقع، و هي لم تأت من غفلة الأيام، حاشاها بل جاءت من مصدر الإلهام و الوحي، و ما ولدت لتنظيم ساعة واحدة من عمر الزمان، بل تنظير و تنظيم رائع يدغم عمر الزمان بعمر المكان...



[ صفحه 26]



هذه هي الإمامة كما نفهمها، أما حقيقتها فلا يعلمها إلا خالقها جلت عظمته.

و أما العصر: فهو - هنا - مقترن بالزمان الخاص الذي عاشه الإمام جعفر الصادق عليه السلام و يحتل مساحة (68 - 65) سنة من عمر الزمن الكلي، امتدت من 80 أو 83 حتي 148 ه، و كان في تلك الحقبة ما كان من التغيرات السطحية و العميقة و الجذرية، و ذلك بالنسبة للأمة الإسلامية عامة...

فقد عاش الإمام الصادق عليه السلام في فترة هامة جدا من فترات الحياة الإسلامية التي كانت تشهد تطورات أساسية في تاريخها ذاك... حيث عاصر عليه السلام الحقبة الأخيرة من أيام حكومة بني أمية البغيضة، بكل ما تميزت به تلك المرحلة من تنقل سريع للسلطة بين الأشخاص المروانيين الذين أعطوا أبشع صورة للتهالك علي الكرسي و المنصب و لو كان لدولة متداعية تميل إلي السقوط لحظة بعد لحظة... و تهافت الجميع كلاخنافس الصغيرة و الحشرات الطائرة حول ضوء شمعة تصدر بصيص نور إلي أن داس عليها آخرهم بظلفه الغليظة لأنهم كانوا يسمونه «مروان الحمار» فذهبت حكومة بني أمية و أخوتهم المروانيين إلي غير رجعة و غير مأسوف عليهم البتة.

و أعقبهم مباشرة دولة بني العباس التي تتصل بالنسب إلي عم الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم العباس بن عبدالمطلب عليه السلام...

فعاصر الإمام الصادق عليه السلام إرهاصات الولادة و بدايات التأسيس لتلك الدولة الفتية، علما بأنها انطلقت من أرضية بدت للناس بالظاهر



[ صفحه 27]



أنها متينة و محكمة، لأنها كانت منطلقة من شعار يدعو إلي «الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم» و لم تكن في يوم من الأيام منطلقة باسم العباس أو حتي العباسيين أبدا، و الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم كان في ذاك العصر هو الإمام جعفر الصادق دون غيره، حتي أن في بداية الثورة أرسل قادتها «أبومسلم الخراساني» و «أبوسلمة الخلال» رسائل يدعوان الإمام جعفر الصادق عليه السلام للبيعة له... فأجاب أحدهم بحرق رسالته و الآخر بقوله: إن الزمان ليس بزماني و الأوان ليس أواني..

و لسنا هنا في تحديد دوافع كليهما هل كانت مكيدة أو حقيقة، و الذي يثبته التاريخ من إرسال الرسالتين للإمام الصادق عليه السلام حيث رفضهما..

و نبتت الدولة العباسية علي دماء الأمة الإسلامية و تغذت من لحومها، و فتكت بالأمويين و المؤيدين لهم، و من ثم أكلت أصحابها و كان معظم قادتها - من غير العباسيين - ضحيتها أو ضيحة ثباتها و وقوفها علي قدميها، لأن منطق الطغاة و الجبارين أن يكرهوا بطبعهم الأقوياء و لو كانوا من أقرب المقربين كالأخوة و الأبناء.

و بعد أن أبيد الأمويون تمام و اعتقل رجال الثورة من أمثال «أبومسلم و أبوسلمة» و اشتد ساعدها و قوي عودها في عهد المنصور العباسي حتي تفرغ ليس للبناء و الحضارة و العدل و رفاهية الشعب و الأمة، لا بل من أجل ملاحقة أصحاب الحق الحقيقيين من هذه الأمة، و هم أعلم الناس بهم و بحقهم و بمكانتهم في الأمة و عند الله عزوجل، ألا و هم آل علي بن أبي طالب عليهم السلام سواء الحسنيين أو الحسينيين.

فراح يصب كل غضبه و سخطه عليهم و راح يتفنن بقتلهم حتي أنه



[ صفحه 28]



وضعهم في أسطوانات و بني عليهم أحياء غير أموات، و حبسهم في أماكن منتنة حتي الموت التفسخ... و بهدم المكان فوق من بقوا من الأحياء.

و منهم من سمره بالجدران، و منهم من قتلهم صبرا شبابا و شيابا و حتي الأطفال حتي أنه ورث لخلفه خزانة من الحديد ملأها بالرؤوس العلوية و علي كل رأس اسم صاحبه.

فكانت تلك الفترة من أعصب و أصعب الفترات التي مرت علي الأمة الإسلامية كلها و علي الإمام الصادق عليه السلام و أهل البيت خاصة..

فالمنصور العباسي الطاغية كم هدد و توعد و أربد و أزبد علي الإمام الصادق عليه السلام.

و كم عض عليه النواجذ و كم قضم عليه الأصابع..

إلا أن يد الغيب الراعية و يد الله الحامية للإمام و الأمة هي التي كانت إلي جانب الإمام الصادق عليه السلام... فكان كل ذلك يرتد إلي الطاغية ذاته.

و هذا هو المنصور يعترف بما اقترفت يداه الظالمة، فيقول مأثوما بمقولته و فعلته: «قتلت من ذرية فاطمة ألفا أو يزيدون، و تركت سيدهم و مولاهم و إمامهم جعفر بن محمد» [1] لا بوركت أيها الخبيث.

و يقول مهددا الإمام الصادق عليه السلام: «لأقتلنك و لأقتلن أهلك حتي لا أبقي علي الأرض منك قامة سيف، و لأضربن المدينة حتي لا أترك فيها جدارا قائما» خسئت و أثمت أيها المكسور.

و سمع و هو يقول: «و الله لا تركت لهم - آل علي عليهم السلام - نخلا إلا



[ صفحه 29]



عقرته، و لا مالا إلا نهبته، و لا ذرية إلا سببتها..». [2] .

و تلاحظ الحقد يطير كالشرر من هذه الكلمات الخبيثة و الملعون قائلها حتي أنه حاول قتل الإمام الصادق عليه السلام أكثر من سبع مرات و في كل مرة يخزيه المولي سبحانه و تعالي.. و ما من مرة يدعوه بها إلا و ينوي إيقاع الشر به - و العياذ بالله - ولكن يد العناية الإلهية هي الحافظة (فالله خير حافظا و هو أرحم الراحمين). [3] .

و يروي المؤرخون في التواريخ أن المنصور العباسي هذا عندما أعيته الحيلة للإيقاع بالإمام أرسل إليه قائلا:

لم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟

فأجابه الإمام الصادق عليه السلام يعزم يفل الحديد قائلا: ليست لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنيك، و لا تراها نقمة فنعزيك... فما نصنع عندك؟

فكتب إليه - و قد كان خبيثا -: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه الإمام عليه السلام جواب الواثق من الله ربه و من نفسه بقوله: (من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك). [4] .

الله.. الله.. هذا هو الحق المبين، و القول الفصل، و الحكم العدل، هذا قول سادس قوم زقوا العلم زقا، و أوتوا العلم و فصل الخطاب.. هذا ابن سيف الله وداحي الباب، و اسمه يعلو فوق القباب..



[ صفحه 30]



كما أن كتب التاريخ تسجل صفعة قوية يوجهها الإمام الصادق عليه السلام لهذا الطاغية و هو في مجلسه و بين شرطته و جلاوزته.. حيث إن ذبابة أعيته و هو يحار في أمره بها و كلما أفزعها عن وجهه أعادت إليه فقال متغطرسا مغرورا متأففا للإمام عليه السلام: يا أباعبدالله لم خلق الله الذباب؟

و لم ينتظر الإمام الصادق عليه السلام عليه، بل صفعه مباشرة صفعة جعلت أنفه في التراب حيث قال له عليه السلام: «ليذل به الجبارين». [5] .

فكأنما أتته كالصاعقة، أو كأنه صب عليه ماء بارد، فانحط غروره و بانت خيبته بين الجميع.

و لم يزل يكايده و يطارده عليه السلام حتي قضي و طره، حيث دس إليه السم فقتله بعد عشر سنوات من حكومته البغيضة.

فعصر الإمام الصادق عليه السلام هو عصر التحول الحكومي من بني أمية إلي بني العباس، إلا أن العباسيين كانوا أشد و أقسي ممن سبقهم، و قد أجاد الشاعر حيث قال:



ألا ليت ظلم بني مروان دام لنا

و عدل بني العباس في النار



و آخر قال:



و الله ما فعلت علوج أمية

معشار ما فعلت بنو العباس



فثورة الإمام الصادق عليه السلام كانت لا تقل عن ثورة جده السبط الشهيد الإمام الحسين عليه السلام علي تراب كربلاء المقدسة مطلقا..

فالإمام الحسين عليه السلام فدي الإسلام و سقي نبتته بدمه الطاهر الزكي،



[ صفحه 31]



فاخضر عوده و نمت فروعه و ارتفعت رايته فوق الروابي إلي اليوم، و إلي آخر يوم من عمر الزمان بإذن الله.

و الإمام الصادق عليه السلام قاد ثورة فكرية ثقافية وقفت في وجه الغزو الفكري و الثقافي و الهجمة الإلحادية التي تعاون فيها الحكام مع الزنادقة و الملحدين من أجل اقتلاع الرسالة الإسلامية من الضمائر و القلوب لمعتنقيها.

فلو عمل الإمام الصادق عليه السلام لنيل القيادة السياسية السقيفية فسوف يهمل الجامعة الإسلامية التي ورثها عن والده وجده عليهماالسلام و بذلك يكون أضاع الرسالة و الأمة معا.

ولكن عندما تفرغ للجامعة تمام التفرغ فإنه بذلك أرسي قواعد العقيدة ورسخها في القلوب و نشر بين صفوف الأمة الرجال الذين يقومون بتوعيتها إلي أصول دينها و يردون عنها كيد الأعداء الحقيقيين، لأن الحرب في تلك الفترة بين الثقافات هي الأشرس و الأخطر علي الأمة من الحرب بين الساسة علي كرسي الحكم.

هذا مضافا إلي أن الإمام عليه السلام بين أسس السياسة الإسلامية الصحيحة التي طبقها جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.

ولكن كيف عمل الإمام الصادق عليه السلام حيال ذلك؟


پاورقي

[1] مناقب ابن شهرآشوب: ج 3 ص 357، بحارالأنوار: ج 47 ص 178.

[2] بحارالأنوار: ج 87 ص 208.

[3] سورة يوسف، الآية: 64.

[4] علل الشرائع: ص 496.

[5] الإمام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 2 ص 302.


ملاك الأمر و النهي


التوحيد 349، ب 56، ح 8: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن اسماعيل بن جابر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

ان الله عزوجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون اليه، و أمرهم و نهاهم، فما أمرهم به من شي ء فقد جعل لهم السبيل الي الأخذ به، و ما نهاهم عنه فقد جعل لهم السبيل الي تركه، و لا يكونوا آخذين و لا تاركين الا باذن الله عزوجل، يعني: بعلمه.


تبعثون بها


[فروع الكافي 1 / 149، ح 6: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

تنوقوا في الأكفان، فانكم تبعثون بها.



[ صفحه 12]




طريقة الدعاء


أصول الكافي 2 / 487، ح 3: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحجال، عن ثعلبة، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال...

كان أبي عليه السلام اذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا و أمنوا.



[ صفحه 11]




السنة النبوية


نهل الامام الصادق من السنة النبوية باستمرارية حتي أصبح وارثا لعلم الأنبياء، و باح بهذا المخزون الثقافي قائلا «علمنا من علم الأنبياء» [1] .


پاورقي

[1] نفسه: 4 / 227.


اعماله الاجتماعية


قام بتأسيس مشروع مؤسسة النادي الحسيني في منطقة «حي السلم» في بيروت التي كان يقيم الصلاة و يلقي المواعظ و يؤدي رسالته الدينية الاسلامية فيها.. و يشتمل المشروع علي ناد حسيني و مسجد للصلاة و مدرسة لطلاب العلم الديني و مكتبة عامة و مستوصف خيري و مشغل للتدبير المنزلي للفتيات و بيت للعالم الديني المقيم في المؤسسة (و قد توفي قبل اكماله) ولكنه أصبح الآن شبه جاهز للعمل في أغلب مرافقه و لا يزال العمل جاريا فيه حتي الآن و قد كان طيلة تردده علي هذه المنطقة التي تعتبر احدي المناطق التي تعرف بحزام البؤس في بيروت، يعمل علي اعانة الفقراء و الأيتام بحسب ما يملكه من جهد في هذا السبيل و كان يمارس دوره الاسلامي في التثقيف الاجتماعي الذي يرفع مستوي الوعي و الالتزام الديني و السياسي لدي الفئات البائسة المحرومة.


الأخلاق


الأخلاق الفاضلة نسغ الحياة... فاذا انحطت الأخلاق يأخذ النسغ بالجفاف... و بمقدار الطاقة التي تنحرف فيها الأخلاق عن صراط الله الحميد يكون جفاف نسغ الحياة.

و حقا ان الأمم الأخلاق..

و اذا أصيب القوم في أخلاقهم.

فأقم عليهم مأتما.. و عويلا..

و الصادق في أخلاقه بحر تفجر من محيط جده رسول الله الذي وصفه الله بقوله: (و انك لعلي خلق عظيم...) وجده الرسول الأقدس قال: أقربكم مني مجالس يوم القيامة أحسنكم أخلاقا» اه.

و الامام يريد لكل مسلم مؤمن أن يكون مجلسه يوم القيامة في الجنة غير بعيد عن مجلس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من أجل ذلك كان دأبه في جامعته العلمية... و في أفعاله... و أقواله... العمل ليجعل الأخلاق القرآنية تجري دما نقيا في الصدور... و ابتسامة ضياء في الأرواح..

جاءه يوما رجل يتلألأ في عينيه بريق سؤال... يطمح أن يعطيه الامام عليه جوابا...



[ صفحه 404]



يتردد الرجل... ولكنه يري في وجه الامام المتهلل بالبشر ما يشجعه علي السؤال... فاذا هو يقول له: «أريد أن تعلمني ما أنال به خير الدنيا و الآخرة، و لا تطول علي...»

ربما كان يدور في هواجس الرجل أن الامام سيغرقه في بحر من عبارات التوجيه المألوفة... و لذا قال له: لا تطول علي..

فبماذا أجابه الامام؟؟

قال له كلمتين اثنتين... كلمتان مؤلفتان من حرف و فعل فالحرف نهي... و الفعل هو المنهي عنه... قال له: «لا تكذب».

ما أجلها عبارة... و ما أرحب و أشمل ما تنطوي عليه من معان.

لا تكذب.

ان الرجل الذي يعتقد أنه مؤمن بالله... و لا يعمل بما أمره به...، و لا يترك ما نهاه عنه... يكون كاذبا في ايمانه...

و ان المصدق بنبوة محمد، و ما أنزله الله عليه... و لا يعمل بتعاليمه يكون كاذبا...

و اذا لم يصدق المؤمن بالله و رسوله مع الأئمة من أهل البيت فيري لهم حق الولاية... فقد كذب.

و ان الرجل الذي يستيقن في نفسه الايمان، و لا يحب في الله و يبغض في الله فقد كذب.

و اذا غش الناس في تعامله معهم... فقد خان... و كذب...

و اذا عمل المعروف... رياء... و سمعه... فقد كذب..

و اذا جاهد... و لم يكن جهاده لجعل كلمة الله هي: العليا.. فقد كذب..

و اذا اقترف منكر.. أو فاحشة.. قولا.. أو فعلا.. و سئل عنه، فأنكر فقد كذب.

و اذا داهن أهل المعاصي فقد كذب..

و اذا لم يأمر بالمعروف، وينه عن المنكر... فقد كذب..

و اذا قال بلسانه غير ما يهب في خاطره.. فقد نافق... و كذب..

و اذا لم يكن صادقا مع ربه و نبيه.. و مع زوجته و أولاده.. و مع جيرانه و مجتمعه... فقد كذب.. و هكذا..

اذا، فالكذب هو المدخل الي كل رذيلة خلقية.. أو دينية.. أو اجتماعية..

الكذب يعري الحياة من جلدها الآدامي الأصيل..

و في تركه بتحقق أمران:

الأول: التربع علي قمم الفضائل و المحامد الانسانية..

و الثاني: بناء الشخصية... بناء شامخا راسخا من جوانبها: المادية.. و الروحية..و الفكرية.. و الأخلاقية.. أن المجتمع حين يتطهر من رذيلة الكذب و خبائثه، تتبدل الأرض غير الأرض. و تشرق



[ صفحه 405]



بأنوار الصدق.. و أنوار الصدق تنمي في أفئدة الناس و أحاسيسهم نعيما سمحا.. لا يمتص منه دم الصفاء جراثيم المفاسد.. و الشرور.. «لا تكذب».

لا تكذب تنل خير الدنيا.. و الآخرة..

ألا ما أمجد الصادق في عطائه.. الكثير.. الكثير..


اما العقل باعتباره مصدرا


فهو دليل في مذهب الإمام الصادق (رضي الله عنه)، حيث لا دليل من الكتاب والسنة ولا إجماع يعتمد عليه، ويقف المجتهد عنده، لأن الإجماع يكون كاشفاً عن رأي الإمام في نظر الإمامية ومنهاجهم، والمبادئ العقلية، مثل قبح العقاب بلا بيان، وتقديم الأهم علي المهم، وإيجاب مقدمة الواجب، واختيار أهون الشرَّين، والضرورات تبيح المحظورات، ودرء المفسدة أولي من جلب المصلحة، والأصل براءة كل إنسان حتي تثبت إدانته والعلم بالتكليف.

ولا بد عندهم للحكم التكليفي أن يكون مسبوقاً بشرع من الله تعالي، خلافاً لما يراه المعتزلة، والعقل في ذاته غير آمر ولا ناه، ولكنه كاشف لأمر الله ونهيه، وكاشف عن رأي الإِمام في الأمر، وهم كالزيدية يرون –كما صرح صاحب القوانين المحكمة- أن العقل يدرك الأمر بالحسن، والنهي عن القبيح، كوجوب قضاء الدين، ورد الوديعة، وحرمة الظلم، واستحباب الإِحسان ونحو ذلك.

ودور العقل في المذهب الجعفري يأتي بالنظر لما في الأشياء من مصلحة، وما يخالطها من مضرة، فإن رجحت المصلحة حكم بأنه مطلوب، وإن رجحت المضرة منع، وليس من المعقول أن يطلب العقل الشيء الضار، ويدفع النافع. وهذا قريب مما كان يسود أهل المدينة وهو أن الرأي يعتمد علي المصلحة المجالسة لما دعا إليه الشارع. أما الرأي في العراق فكان جل اعتماده علي القياس(الإمام الصادق للشيخ أبي زهرة: ص489).

ويمكننا القول بأن الإمام الصادق رضي الله عنه قد التزم في شأن العقل مصدراً للتشريع منهاج المدينة الذي يبني الرأي علي المصلحة التي هي من جنس المصالح التي أمر بها الشارع الإِسلامي، وبذلك يلتقي المذهب الجعفري مع مذهب مالك رضي الله عنه.

قال صاحب القوانين المحكمة:"إن العقل والشرع متطابقان، فكل ما حكم به الشرع فقد حكم به العقل، وبالعكس إن كل ما حكم به الشرع لو اطلع العقل علي الوجه الذي دعا الشارع إلي تعيين الحكم الخاص في ذلك الشيء، لوافق عليه، وذلك لأن الحكيم العدل الذي لا يفعل القبيح لا يصدر عنه القبيح.. مثلاً الصلاة والزكاة وتعيين التحريم للخمر والخنزير إنما كان ذلك لجهة ما فيها من حسن أو قبح ذاتي، أو بحسب زمان ومكان أو شخص.. وتلك الجهة علة تامة لاختيار الله سبحانه وتعالي ذلك الحكم، فلو فرض اطلاع عقولنا علي تلك العلة، لحكمنا فيه مثل ما حكم لسان الشرع.. وبالجملة العقل تابع لما أفاده الشارع".


اما العقل باعتباره مصدرا


فهو دليل في مذهب الامام الصادق رضي الله عنه، حيث لا دليل من الكتاب و السنة و لا اجماع يعتمد عليه، و يقف المجتهد عنده، لأن الاجماع يكون كاشفا عن رأي الامام في نظر الامامية و منهاجهم،



[ صفحه 154]



و المبادي ء العقلية، مثل قبح العقاب بلا بيان، وتقديم الأهم علي المهم، و ايجاب مقدمة الواجب، و اختيار أهون الشرين، و الضرورات تبيح المحظورات، و درء المفسدة أولي من جلب المصلحة، و الأصل براءة كل انسان حتي تثبت ادانته و العلم بالتكليف.

و لابد عندهم للحكم التكليفي أن يكون مسبوقا بشرع من الله تعالي، خلافا لما يراه المعتزلة، و العقل في ذاته غير آمر و لا ناه، ولكنه كاشف لأمر الله و نهيه، وكاشف عن رأي الامام في الأمر، و هم كالزيدية يرون - كما صرح صاحب القوانين المحكمة - أن العقل يدرك الأمر بالحسن، و النهي عن القبيح، كوجوب قضاء الدين، ورد الوديعة، و حرمة الظلم، و استحباب الاحسان و نحو ذلك.

و دور العقل في المذهب الجعفري يأتي بالنظر لما في الأشياء من مصلحة، و ما يخالطها من مضرة، فان رجحت المصلحة حكم بأنه مطلوب، و ان رجحت المضرة منع، و ليس من المعقول أن يطلب العقل الشي ء الضار، و يدفع النافع. و هذا قريب مما كان يسود أهل المدينة و هو أن الرأي يعتمد علي المصلحة المجانسة لما دعا اليه الشارع. أما الرأي في العراق فكان جل اعتماده علي القياس [1] .

و يمكننا القول بأن الامام الصادق رضي الله عنه قد التزم في شأن العقل مصدرا للتشريع منهاج المدينة الذي يبني الرأي علي المصلحة التي هي من جنس المصالح التي أمر بها الشارع الاسلامي، وبذلك يلتقي المذهب الجعفري مع مذهب مالك رضي الله عنه.

قال صاحب القوانين المحكمة: «ان العقل و الشرع متطابقان، فكل ما حكم به الشرع فقد حكم به العقل، وبالعكس ان كل ما حكم به الشرع لو اطلع العقل علي الوجه الذي دعا الشارع الي تعيين الحكم الخاص في ذلك الشي ء، لوافق عليه، و ذلك لأن الحكيم العدل الذي لا يفعل القبيح لا يصدر عنه القبيح... مثلا الصلاة و الزكاة و تعيين التحريم للخمر و الخنزير انما كان ذلك لجهة ما فيها من حسن أو قبح ذاتي، أوبحسب زمان و مكان أو شخص... و تلك الجهة علة تامة لاختيار الله سبحانه و تعالي ذلك الحكم، فلو فرض اطلاع عقولنا علي تلك العلة، لحكمنا فيه مثل ما حكم لسان الشرع... وبالجملة العقل تابع لما أفاده الشارع».


پاورقي

[1] المرجع السابق: ص 489.


ما قاله الأعلام في فضائل الامام الصادق


1- قال محمد بن زياد الأسدي: «سمعت مالك بن أنس يقول: كنت أدخل علي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام و كان لا يخلو من احدي ثلاث خصال: اما صائما و اما قائما، و اما ذاكرا. و كان من عظماء العباد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل، و كان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد فاذا قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، اخضر مرة، و اصفر أخري، حتي ينكره من لا يعرفه [1] . و قال: «ما رأت عين، و لا سمعت أذن، و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا» [2] .

2- و قال أبوحنيفة «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد» [3] .

و قال رشيدالدين محمد بن علي بن شهرآشوب: «ذكر أبوالقاسم البغار في مسند أبي حنيفة، قال الحسن بن زياد: سمعت أباحنيفة و قد سئل: من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث الي فقال: يا أباحنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهي ء له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث الي أبوجعفر و هو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه و جعفر جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر الخليفة فسلمت عليه، فأومأ لي بالجلوس و قال: الق علي أبي عبدالله من مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا،



[ صفحه 26]



و نحن «نقول كذا، فربما تابعناكم و ربما تابعناهم و ربما خالفناكم جميعا، حتي أتيت علي الأربعين مسألة فما أخل منها بشي ء، ثم قال أبوحنيفة: أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس» [4] و قال «لو لا السنتان لهلك النعمان» [5] و السنتان هما اللتان قضاهما النعمان في مصاحبة الامام الصادق و أخذه من نمير علمه.

3- و ما قاله أعلام المؤلفين: قال الشهرستاني: «أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق، ذو علم غزير في الدين، و أدب كامل في الحكمة، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات. و قد أقام مدة بالمدينة يفيد الشيعة المنتمين اليه و يفيض علي الموالين له أسرار العلوم، ثم دخل العراق و أقام بها مدة ما تعرض للامامة قط، و لا نازع أحدا في الخلافة قط، و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، و من تعالي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط. و قيل: من أنس بالله توحش عن الناس، و من استأنس بغيرالله نهبه الوسواس» [6] .

4- و قال ابن الصباغ المالكي:«كان جعفر الصادق عليه السلام من بين اخوانه خليفة أبيه و وصيه، و القائم بالامامة من بعده، برز علي جماعهم بالفضل و كان أنبههم ذكرا و أجلهم قدرا، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته و ذكره في سائر البلدان و لم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث» [7] .

5- و قال الذهبي: «جعفر بن محمد بن علي ابن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، الامام أبو عبدالله العلوي المدني الصادق أحد السادة الأعلام... مناقب هذا السيد جمة...» [8] .

6- و قال البستاني: «جعفر الصادق هو ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب أحد الأئمة الاثني عشر علي مذهب



[ صفحه 27]



الامامية و كان من سادات أهل البيت و لقب بالصادق لصدقه في مقالاته و فضله عظيم و له مقالات في صناعة الكيمياء و كان تلميذه جابر بن حيان قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق و هي 500 رسالة و اليه ينسب كتاب الجفر [9] و تابع البستاني قوله: و كان جعفر أديبا تقيا دينا حكيما في سيرته.

7- و قال محمد فريد و جدي: «أبو عبدالله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو أحد الأئمة الاثني عشر علي مذهب الامامية كان من سادات أهل البيت النبوي، لقب الصادق لصدقه في كلامه، كان من أفاضل الناس» [10] .

8- و قال خير الدين الزركلي: «كان عليه السلام من أجلاء التابعين و له منزلة رفيعة في العلم. أخذ عنه جماعة، منهم الامامان أبوحنيفة و مالك. لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس و كان جريئا عليهم صداعا بالحق» [11] .

9- و قال محمد أبوزهرة: «و ان الامام الصادق قد قضي حياته دائما في طلب الحق، لم يرن علي قلبه غشاوة من ريب، و لم تتدرن أفعاله بمقتضيات السياسة و عوجائها، و لذا لما مات أحس العالم الاسلامي كله بفقده و كان له ذكر عطر علي كل لسان... و قد أجمع كل العلماء علي فضله» [12] و قال أيضا: «ما أجمع علماء الاسلام علي اختلاف طوائفهم في أمر كما أجمعوا علي فضل الامام الصادق و علمه، فأئمة السنة الذين عاصروه تلقوا عنه و أخذوا عنه... و لذلك نطقت ألسنة العلماء جميعا بفضله، و بذلك استحق الامامة العلمية في عصره، كما استحقها أبوه وحده من قبله، فقد كانوا جميعا أئمة الهدي يقتدي بهم و يقتبس من أقوالهم، و قد عكفوا علي علم الاسلام عكوف العابد



[ صفحه 28]



علي عبادته فخلفوا علما، و خلفوا رجالا و تناقل الناس علمهم و تحدثوا به» [13] .

10- و قال أبونعيم: «جعفر بن محمد الامام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق أقبل علي العبادة و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع و نهي عن الرئاسة و الجموع» [14] .

11- و قال الجاحظ: «جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه، و يقال: ان أباحنيفة من تلامذته و كذلك سفيان الثوري، و حسبك بهما في هذا الباب» [15] .

12- و قال جمال الدين أبوالمحاسن: «جعفر الصادق بن محمد الباقر الامام السيد أبو عبدالله الهاشمي العلوي الحسيني المدني، و كان يلقب بالصابر و الفاضل و الطاهر، و أشهر ألقابه الصادق. حدث عنه أبوحنيفة و ابن جريج و شعبة و السفيانان و مالك و غيرهم» [16] .

13- و قال السيد مير علي الهندي: «و لا مشاحة ان انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد علي فك الفكر من عقاله، فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي، و لا يفوتنا أن نشير الي أن الذي تزعم تلك الحركة: هو حفيد علي بن أبي طالب المسمي بالامام الصادق، و هو رجل رحب أفق التفكير، بعيد أغوار العقل، ملم كل الالمام بعلوم عصره، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية المشهورة في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الأنحاء القاصية» [17] .

14- و قال عبدالعزيز سيد الأهل: «جعفر بن محمد كان اماما مفخرة من مفاخر المسلمين لم تذهب قط، و انما بقي منها في كل غد قادم حتي القيامة صوت



[ صفحه 29]



صارخ، يعلم الزهاد زهدا، و يكسب العلماء علما، يهدي المضطرب، و يشجع المقتحم، يهدم الظلم و يبني للعدالة، و هو ينادي بالمسلمين جميعا أن هلموا و اجتمعوا، و أن قوما لم يختلفوا في ربهم و في نبيهم لمجموعون مهما اختلفوا في يوم قريب» [18] .

15- و عن معهد البحوث الشرقية: «عندما يتفرغ الباحث لدارسة شخصية الامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب دراسة صحيحة علي ضوء الضمير النقي، و الواقع العقلي، و التجرد العلمي، متبعا الأصول الحديثة، مبتعدا عن العاطفة، و مرض التعصب، و أثر الجنسية، فلا يستطيع الا الاقرار بأنها مجموعة فلسفية قائمة بذاتها، تزخر بالحيوية النابضة، و الروحية المتجسدة، و العقلية المبدعة التي استنبطت العلوم، و أبدعت الأفكار و ابتكرت السنن، و أوجدت النظم و الأحكام» [19] .

و هذا غيض من فيض و أمثلة علي سبيل الذكر لا الحصر من آراء علماء العصر و العلماء الآخرين. و لا غرابة في ذلك فهو دفق حضاري و دائرة علمية و موسوعة معرفية و صاحب مدرسة يفوح منها عطر النبوة و عبقرية رحمانية و أخلاق علوية.

و كان عليه السلام يستشف ما وراء الحجب باستقراء الحوادث السياسية و ينظر المستقبل بصفاء حكمته.



[ صفحه 30]




پاورقي

[1] الخصال ج 1 ص 77.

[2] المناقب ج 4 ص 248.

[3] تذكرة الحفاظ ص 1 ص 166.

[4] المناقب ج 4 ص 255.

[5] من أمالي الامام الصادق لمحمد الخليلي ج 4 ص 157.

[6] الملل و النحل ج 1 ص 166.

[7] الفصول المهمة ص 222.

[8] تذكرة الحفاظ ج 1 ص 166.

[9] كتاب الجفر جلد جفر كتب فيه الامام الصادق عليه السلام لآل البيت كل ما يحتاجون الي علمه و كل ما يكون الي يوم القيامة.

[10] الأعلام ج 2 ص 121.

[11] المصدر نفسه.

[12] الامام الصادق ص 65 و 68.

[13] حلية الأولياء ج 3 ص 192.

[14] المصدر نفسه.

[15] رسائل الجاحظ للسندوبي ص 106.

[16] النجوم الزاهرة ج 2 ص 8.

[17] تاريخ العرب ص 179.

[18] كتابه جعفر بن محمد ص 6.

[19] مقدمة كتاب الهفت و الأضلة ص 15 - 16 عارف تامر، و الأب أ.عبدة خليفة اليسوعي.


اخباره بالمغيبات


روي ابوبصير قال: «دخلت المدينة و معي جويرية لي، فأصبت منها ثم خرجت الي الحمام، فلقيت أصحابنا الشيعة و هم متوجهون الي أبي عبدالله، جعفر الصادق، فمشيت معهم حتي دخلت الدار، فلما مثلت بين يديه نظر الي ثم قال: يا أبابصير، اما علمت ان بيوت الانبياء و أولاد الانبياء لا يدخلها الجنب؟ فاستحييت و قلت: يا ابن رسول الله، اني لقيت أصحابنا فخشيت ان يفوتني الدخول معهم و لن أعود الي مثلها و خرجت.»

و من اخباره بالمغيبات، اخباره بخلافة السفاح و المنصور و بقتل المنصور لمحمد و ابراهيم ابني عبدالله بن الحسن.

روي ابوالفرج الاصفهاني في كتابه «مقتل الطالبيين»: «ان جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالابواء (و هو موضع بين مكة والمدينة) و فيهم ابراهيم بن علي، و عبدالله بن حسن بن حسن، و ابناه محمد و ابراهيم، و محمد بن عبدالله، فقال صالح بن علي: قد علمتم انكم الذين تمد الناس اليهم عيونهم،



[ صفحه 41]



و قد جمعكم الله في هذا الموضع، فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه اياها من انفسكم و تواثقوا علي ذلك حتي يفتح الله، و هو خير الفاتحين؛ فقال عبدالله بن الحسن:

قد علمتم ان ابني هذا هو المهدي فهلم فلنبايعه. و قال أبوجعفر: لأي شي ء تخدعون أنفسكم؟ و الله لقد علمتم ما الناس الي أحد أسرع اجابة منهم الي هذا الفتي، يعني محمد بن عبدالله، قالوا: قد صدقت و الله ان هذا لهو الذي نعلم. فبايعوا محمدا جميعا و مسحوا علي يده قال عيسي: و جاء رسول عبدالله بن حسن الي ابي أن ائتنا فانا مجتمعون لأمر. و أرسل بذلك الي جعفر بن محمد، هكذا قال عيسي، و قال غيره: قال لهم عبدالله بن الحسن لا تريدوا جعفرا لئلا يفسد عليكم امركم. قال عيسي: فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا عليه. و ارسل جعفر بن محمد، محمد بن عبدالله الارقط ابن علي بن الحسين، فجئناهم فاذا بمحمد بن عبدالله يصلي علي طنفسة رجل مثنية فقلت: أرسلني أبي اليكم لأسألكم لأي شي ء أجتمعتم؟ فقال عبدالله: اجتمعنا لنبايع المهدي محمدبن عبدالله: قال: و جاء جعفر ابن محمد فأوسع له عبدالله بن حسن الي جنبه فتكلم بمثل كلامه. فقال جعفر: لا تفعلوا فان هذا الامر لم يأت بعد. فان كنت تري، يعني عبدالله، ان ابنك هو المهدي فليس به و لا هذا أوانه. و ان كنت انما تريد ان نخرجه غضبا لله و ليأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر، فأنا و الله لا ندعك و انت شيخنا و نبايع ابنك، فغضب عبدالله و قال: لقد علمت خلاف ما تقول، والله ما اطلعك الله علي غيبه، و لكن يحملك علي هذا الحسد لابني! فقال: و الله ما ذاك يحملني ولكن هذا واخوته و ابناؤهم دونكم. و ضرب بيده علي ظهر ابي العباس



[ صفحه 42]



ثم ضرب بيده علي كتف عبدالله بن الحسن و قال: انها و الله ما هي اليك و لا الي ابنيك و لكنها لهم، وان ابنيك لمقتولان. ثم نهض وتوكأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري فقال: أرأيت صاحب الرداء الاصفر، يعني أباجعفر. فقال: نعم! قال: فانا و الله نجده يقتله. قال: قلت له أيقتل محمدا؟ قال: نعم. فقلت في نفسي: «حسده و رب الكعبة» قال: ثم و الله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما. فلما قال جعفر ذلك نهض القوم و افترقوا و لم يجتمعوا بعدها، و تبعه عبدالصمد و أبوجعفر فقالا: يا أباعبدالله، أتقول هذا؟ قال: نعم أقوله و الله، و أعلمه.

قال ابوالفرج: «كان جعفر بن محمد اذا رأي محمد بن عبدالله تغرغرت عيناه، ثم يقول بنفسي هو! ان الناس ليقولون فيه انه المهدي و انه لمقتول! ليس هذا في كتاب علي من خلفاء هذه الامة» قال المفيد في الارشاد: «و هذا حديث مشهور كالذي قبله لا يختلف العلماء بالاخبار في صحتهما، و هما يدلان علي امامة ابي عبدالله الصادق، و ان المعجزات كانت تظهر علي يده لأخباره بالغائبات و الكائنات قبل كونها كما كان يخبر الانبياء عليهم السلام، فيكون ذلك من آياتهم و علامات نبوتهم و صدقهم علي ربهم عزوجل ا ه.»

قال محسن الامين «رواية ابي الفرج الاصبهاني هذين الخبرين المسندين في كتابه، و الاول منهما متعدد الاسانيد، مع كونه مع الزيدية، يعتقد امامة محمد و أخيه ابراهيم دون امامة جعفر بن محمد، أقوي دليل علي صحة الحديثين»



[ صفحه 43]



و من اخباره بالمغيبات، اخباره الشامي عن يوم خروجه و عن طريقه و ما مر عليه و ما مر به و يأتي في فضائله و مناقبه عند ذكر علمه و ما اثر عنه من علم الكلام.

(الخامس) أن عنده سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، كما يأتي في مناقبه و فضائله و قد قال، عليه السلام، فيما رواه المفيد عن معاوية بن وهب عن سعيد السمان عنه: و مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني اسرائيل، كان اي بيت وجد فيه التابوت علي بابهم أوتوا النبوة، و من صار السلاح اليه منا أوتي الامامة. قال الشيخ الجليل المفيد يعني التابوت الذي جاءت به الملائكة الي طالوت.



[ صفحه 47]




المدرسة الكبري


لعلنا لن نجد في التاريخ الإنساني مدرسة فكرية استطاعت أن توجه الأجيال المتطاولة، وتفرض عليها مبادئها وأفكارها، ثم تبني أمة حضارية متوحدة لها كيانها وذاتيتها، مثلما صنعته مدرسة الإمام الصادق (ع).

إن من الخطأ أن نحدد إنجازات هذه المدرسة في من درس فيها وأخذ منها من معاصريها وإن كانوا كثيرين جدا، وإنما بما خلّفته من أفكار، وبما صنعته من رجال غيرّوا وجه التاريخ ووجهوا أمته، بل وكوَّنوا حضارته التي ظلت قروناً مستطيلة.

لقد أثبت التاريخ أن الذين استقوا من أفكار هذه المدرسة مباشرة كانوا أربعة آلاف طالب [1] ولكن ذلك لا يهمنا بمقدار ما يهمنا معرفة ما كان لهذه المدرسة من تأثير في تثقيف الأمة الإسلامية التي عاصرتها والتي تلتها إلي اليوم، وإن الثقافة الإسلامية الأصيلة كانت جارية عنها فقط، حيث أثبتت البحوث أن غيرها من الثقافات المنتشرة بين المسلمين إنما انحدرت عن الأفكار المسيحية واليهودية بسبب الدَّاخلين منهم، أو ملونة بصبغة الفلاسفة اليونان والهنود الذين ترجمت كتبهم إلي العربية، فبني المسلمون عليها أفكارهم وكوَّنوا بها مبادئهم.

ولم تبق مدرسة فكرية إسلامية حافظت علي ذاتيتها ووحدتها وأصالتها في جميع شؤون الحياة كما بقيت مدرسة الإمام الصادق (ع)، ذلك لثقة التابعين بها وبأفكارها، مما دفعهم إلي التحفظ بها وبملامحها الخاصة عبر قرون طويلة، حتي أنهم كانوا ينقلون عنها الروايات فماً بفم، وإذا كتبوا شيئا لا ينشروه إلاّ بعد الإجازة الخاصة ممن رووا الأفكار عنه.

وإذا عرفنا بأن الثقافة الإسلامية - الشيعية منها أو السنّية - كانت ولا زالت تعتمد علي الأئمة من معاصري الإمام الصادق (ع) كالأئمة الأربعة ممن توقف المسلمون علي مذاهبهم فقط، وبالتالي عرفنا بان معظم هؤلاء الأئمة أخذوا من هذه المدرسة أفكارهم الدينية، حتي أن ابن أبي الحديد أثبت أن علم المذاهب الأربعة راجع إلي الإمام الصادق في الفقه. وقد قال المؤرخ الشهير أبو نعيم الأصفهاني: (روي عن جعفر عدة من التابعين منهم: يحيي بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، وأبان بن تغلب، وأبو عمرو بن العلاء، ويزيد بن عبد الله بن هاد، وحدث عنه الأئمة الأعلام: مالك بن أنس، وشعبة الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريح، وعبد الله بن عمر، وروح بن القاسم، وسفيان بن عيينه، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان، في آخرين، وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه [2] .

إذا عرفنا ذلك صح لنا القول بأن الثقافة الإسلامية الأصيلة ترجع إلي الإمام الصادق (ع) وإلي مدرسته فقط.

ومن جانب آخر إذا عرفنا بأن تلميذاً واحداً من الملتحقين بهذه المدرسة ألّف زهاء خمسمائة رسالة في الرياضيات كلها من إملاء الإمام الصادق (ع)، وهو جابر بن حيان المعلم الرياضي الشهير الذي لا يزال العالم يعرف له فضلاً كبيراً علي هذه العلوم وأيادي طويلة علي أهلها.

وروي عنه محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث في مختلف العلوم، وآخرون من هؤلاء الأفذاذ، حتي قال قائلهم رأيت في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: (قال: جعفر بن محمد). حتي أن أبا حنيفة كان يقول:

(لولا السَّنتان لهلك النُّعمان).

وأخيراً عرفنا بانه لم يرو عن أحد من الأئمة الإثني عشر - بل عن المعصومين الأربعة عشر وفيهم رسول الله (ص) - بقدر ما روي عن الإمام الصادق (ع). ولقد جمع المتأخرون من الشيعة ما روي عنهم في مجلدات ضخمة: فكان البحار للمجلسي يحوي مائة وعشرة مجلدات، وكان جامع الأخبار للنراقي مثيلاً له، وكان مستدرك البحار نظيراً له، وقد احتوت غالبية هذه الكتب ونظائرها علي أحاديث الإمام الصادق (ع) وأكثرها في الفقه والحكمة والتفسير وما إلي ذلك.

أما في سائر العلوم فلم يصل إلي أيدينا إلاّ الشيء القليل، حيث ذهب معظمها ضحية الخلاف السياسي الذي أعقب عصر الإمام، فكم من كتب مخطوطة للشيعة أحرقتها نيران المنحرفين، وكان نصيب مكاتب الفاطميين بمصر أكثر من ثلاثة ملايين كتاباً مخطوطا، وكم من كتب لفتها أمواج دجلة والفرات وأحرقتها مطامع العباسيين ببغداد والكوفة، وكم من محدّث واسع المعرفة جمّ الثقافة ظلت العلوم هائجة في فؤاده لا يستطيع لها نشراً خوفاً من إرهاب العباسيين وإجرامهم، فهذا ابن أبي عمير ظلَّ في سجون بني العباس مدة طويلة - ومن المؤسف - أن ما كتبها هجرت في هذه المدة حتي عفنت واكلها التراب، وراحت أحاديث كثيرة منها صحيحة الأعمال. وهذا محمد بن مسلم حفظ ثلاثين ألف حديثاً عن الإمام الصادق ولم يرو منها شيئاً.

إذا عرفنا كل ذلك أمكننا معرفة مدي شمول ثقافة هذه المدرسة العالم الإسلامي ومدي سعة أفقها الرحيب.

والمشهور أن منهاج الإمام الصادق كان يوافق أحدث مناهج التربية والتعليم في العالم، حيث ضمت حوزته اختصاصيين كهشام بن الحكم الذي تخصص في المباحث النظرية، وتخصص زرارة ومحمد بن مسلم وأشباههم في المسائل الدينية، كما تخصص جابر بن حيان في الرياضيات، وعلي هذا الترتيب.

حتي أنه كان يأتيه الرجل فيسأله عما يريد من نوع الثقافة، فيقول الفقه فيدله علي إخصائيه، أو التفسير فيوميء إلي صاحبه، أو الحديث والسيرة، أو الرياضيات، أو الطب، أو الكيمياء، فيشير إلي تلامذته الاخصائيين، فيذهب الرجل بملازمة من أراد حتي يخرج رجلاً قديراً بارعاً في ذلك الفن.

ولم يكن الوافدون إليه من أهل قطر خاص، فلقد كانت طبيعة العالم الإسلامي في عصره تقضي علي الأمة بتوسيع الثقافة والعلم والمعرفة في كل بيت.. حيث أن الفتوحات المتلاحقة التي فتحت علي المسلمين أبواباً جديدة من طرق العيش وعادات الخلق، وأفكار الأمم، كانت تسبب احتكاكاً جديداً للأفكار الإسلامية بالنظريات الأخري، ولسبيل الحياة عند المسلمين بعادات الفرس والروم وغيرهما من جارات الدولة الإسلامية، كما خلقت مجتمعاً حديثاً امتزج فيه المتأثر العميق بالوضع، والمنحرف الكامل عن الإسلام، مما سبب حدوث تناقضات في الحياة، قد ترديه وتحدث لديه انعكاسات سيئة جداً لذلك الامتزاج الطبيعي المفاجيء.

لذلك هرعت الأمة يومئذ إلي العلم والثقافة والتصقت بأبي عبد الله الصادق (ع) مؤملة الخضب الموفور، ووفدت عليه من أطراف العالم الإسلامي طوائف مختلفة، وساعدهم علي المثول عنده مركزه الحساس، حيث اختار - في الأعم الأغلب - مدينة الرسول (ص) التي كانت تمثل العصب الحساس في العالم الإسلامي، ففي كل سنة كانت وفود المسلمين تتقاطر علي الحرمين لتأدية مناسك الحج المفروضة ولحل مسائلهم الفقهية والفكرية. فيلتقون بصادق أهل البيت (ع) وبمدرسته الكبري حيث يجدون عنده كل ما يريدون.

ويجدر بنا المقام هنا أن نشير إجمالا إلي موجة الإلحاد التي زحفت علي العالم الإسلامي في عهد الإمام الصادق (ع)، وقد اصطدمت بمدرسته، فإذا بها الصَّد المتين، والسَّد الرصين، الذي حطم قواها وجعلها رذاذاً، وباعتبار أننا نحاول أن نلخّص حياة إمامنا العظيم ونحدد ملامح مدرسته الكبري، يلزم أن نلم موجزاً بهذه الموجة الشاملة.

لقد أشرنا قريباً إلي أن الفتوحات الإسلامية سببت احتكاكاً عنيفاً بين المسلمين وبين الداخلين، ولأن أغلب المسلمين لم يكونوا قد تفهموا الإسلام تفهماً قويماً، ولا وعوه وعياً مستوعباً، فإن نتيجة هذا الاصطدام كانت سيئة، إذ أدّي إلي تشعب المسلمين إلي فرقتين:

الأولي: المحافظون المتزمتون الذين اتخذوا ظاهر الدين ولم يتفهموا جوهره وحقيقته، فإذا بهم يفقدون عقولهم ويفقدون معها مقاييس الأشياء، وكانت الخوارج من فرسان هذا الإتجاه، كما كانت الأشاعرة مع ملاحظة ما بين طوائفهم من اختلاف في الكمية والكيفية.

والثانية: المتطورون المفرّطون الذين بالغوا في التأثر بالوضع وألغوا المقاييس، واكتفوا بما أوحت إليهم عقولهم الناقصة، حسب اختلاف النزعات وتطور الظروف، وكان في مقدمتهم الملحدون ثم - مع اختلاف كثير - كانت المعتزلة ومن إليهم من الفرق الأخري.

وبطبيعة الحال كان الملحدون متسترين بسبب الوضع الاجتماعي القاسي الذي يعتبر فيه المرتد أسوأ حالاً من الكافر الأصيل، وكانوا أقلاء في نفس الوقت، بيد أنهم كانوا يستقون أفكارهم من فلسفة اليونان التي كان العرب لا يعرفها حتي ذلك اليوم، وحيث تمت صلتهم بها عن طريق حركة الترجمة المنتشرة من عهد الإمام فصاعداً.

ولذلك كان القليل من المسلمين الذين تفهموا فلسفة الإسلام النظرية من جميع أبعادها، وعرفوا الاختلاف بينها وبين سائر النظريات، واستطاعوا أن يقيموا الحجة البالغة علي صحة مبادئ الإسلام الفكرية ودحض ما سواها.

وقد اصطدم هؤلاء بمن اقتصرت معلوماتهم علي مجموعة من الأحاديث التي يروونها عن أبي هريرة أو غيره، غير مبالين بما فيها من تناقضات جمة، وكانوا يحسبون أنهم علي حق، وأن لهم مقدرة كافية لإثبات مزاعمهم الباطلة، فتري أحدهم يشكل حزباً ويدعو إليه الناس سراً.

لذلك تحتم علي الإمام الوقوف في وجههم وتبديد مزاعمهم. فرسم ثلاثة خطط حكيمة لذلك:

الأولي: لقد خصّ فرعاً من مدرسته بالذين يعرفون فلسفة اليونان بصورة خاصة وغيرها بصورة عامة، ويعرفون وجهة نظر الإسلام إليها والحجج التي تنقضها، وكان من هؤلاء هشام بن الحكم المفّوه الشهير، وعمران بن أعين، ومحمد بن النعمان الأحول، وهشام بن سالم، وغيرهم من مشاهير علم الحكمة والكلام، العارفين بمقاييس الإسلام النظرية أيضا.

الثانية: وكتب رسائل في ذلك، مثل رسالته المدعاة بـ (توحيد المفضل)، ورسالته المسماة بـ (الإهليلجة) وما إليها.

الثالثة: المواجهة الشخصية لزعماء فكرة الإلحاد. وباعتبار أن هذه العملية الأخيرة كانت أبلغ في مقابلة الموجة من اللتين سبقتا، لذلك يجدر بنا الوقوف عندها قليلاً لقراءة بعض القصص والأحداث المهمة:

1 - كان ابن أبي العوجاء وابن طالوت وابن الأعمي وابن المقفع مجتمعين بنفر من الزنادقة في الموسم بالمسجد الحرام، وكان الإمام الصادق (ع) متواجداً آنذاك يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات. فطلب القوم من ابن أبي العوجاء تغليظ الإمام وسؤاله عما يفضحه بين المحيطين به.

فأجابهم بالإيجاب واتجه - بعد ان فرَّق الناس - صوب الإمام، وقال: يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات [3] ولا بدّ لكل من به سؤال أن يسأل، أفتأذن لي في السؤال؟ فقال له أبو عبد الله: سل إن شئت.

فقال ابن أبي العوجاء: إلي كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر، وتهرولون حوله هرولة البعير، فهناك من فكّر في هذا وقدّر بأنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر. فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه؟

فقال الصادق (ع):

«إن من أضله الله وأعمي قلبه استوهم الحق فلم يستحث به، وصار الشيطان وليّه وربّه يورده مناهل الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم علي تعظيمه وزيارته، وجعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة لرضوانه، وطريق يؤدي إلي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمر وانتهي عما زجر، هو الله المنشئ للأرواح والصور».

فقال له ابن أبي العوجاء: فأحلت علي غائب.

فقال الصادق (ع): «كيف يكون يا ويلك غائباً من هو مع خلقه شاهد، وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان، ولا يكون إلي مكان أقرب من مكان، تشهد له بذلك آثاره، وتدل عليه أفعاله، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد رسول الله (ص) الذي جاءنا بهذه العبادة، فإن شككت في شيء في أمره فاسأل عنه».

فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدر ما يقول ثم انصرف من بين يديه، وقال لأصحابه: سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة [4] فألقيتموني علي جمرة.

فقالوا له: أسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه. فقال: إليّ تقولون هذا، إنه ابن من حلق رؤوس من ترون - وأومأ بيده إلي أهل الموسم -.

ومرة أخري جاء إليه يسأله عن حدوث العالم؟

فقال (ع): «ما وجدت صغيراً ولا كبيراً إلاّ إذا ضم إليه صار أكبر، وفي ذلك انتقال عن الحالة الأولي،

ولو كان قديماً ما زال ولا حال، لأن الذي يزول ويحول يجوز أن يوجد ويبطل، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث، وفي كونه في الأزل دخول في القدم، ولن يجتمع صفة الحدوث والقدم في شيء واحد».

فقال ابن أبي العوجاء: هب علمك في جري الحالتين والزمانين علي ما ذكرت استدللت علي حدوثها، فلو بقيت الأشياء علي صغرها من أين كان لك أن تستدل علي حدوثها؟

فقال (ع): «إنا نتكلم عن هذا العالم الموضوع، فلو رفعناه ووضعنا عالماً آخر كان لا شيء أدلّ علي الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره، ولكن أجيبك من حيث قدرت أن تلزمنا فتقول: إن الأشياء لو دامت علي صغرها لكان في الوهم أنه متي ضم شيء منه شيء إلي منه كان أكبر، وفي جواز التغّير عليه خروجه من القدم، إن في تغّيره دخوله في الحدث، وليس لك وراءه بشيء يا عبد الكريم» [5] .

ومرة جاء وقد جمع كيده وحشد أدلته وحدّ اظفاره، فما أن تباحث مع الإمام حتي أفحم إفحاما، فقام ولم يرجع حتي هلك [6] ، وطوي بموته علي هذه الشاكلة صفحة إلحاد كان لها أنصار وأعوان، ومضي زعيم إلحاد كان له صولة وجولة وحزب كبير.

2 - يروي عن هشام بن الحكم أنه قال: كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبد الله علم، فخرج إلي المدينة ليناظره فلم يصادفه بها، وقيل هو بمكة فخرج إلي مكة - ونحن مع أبي عبد الله (ع) آنذاك - فانتهي إليه وهو في الطواف، فدنا منه وسلم.

فقال له أبو عبد الله (ع): ما اسمك؟

قال: عبد الملك.

قال: فما كنيتك؟

قال: أبو عبد الله.

قال: فمن ذا الملك الذي أنت عبده، أمن ملوك الأرض أم من ملوك السماء. وأخبرني عن ابنك أعبد إله السماء أم عبد إله الأرض؟ فسكت. فقال: ابو عبد الله قل. فسكت.

فقال له (ع): إذا فرغت من الطواف فأتنا. فلما فرغ ابو عبد الله (عليه السلا) من الطواف أتاه الزنديق، فقعد بين يديه - ونحن مجتمعون عنده - فقال أبو عبد الله (ع): أتعلم أن للأرض تحتاً وفوقاً؟

فقال: نعم.

قال: دخلت تحتها؟

فقال: لا.

قال: فهل تدري ما تحتها؟

قال: لا أدري إلاّ أني أظن أن ليس تحتها شيء.

فقال: فالظن عجز ما لم تستيقن.

ثم قال له: صعدت إلي السماء؟

قال: لا.

قال: أفتدري ما فيها؟

قال: لا.

قال: فأتيت المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما؟

قال: لا.

قال: فالعجب لك لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب ولم تنزل تحت الأرض ولم تصعد إلي السماء ولم تجد ما هناك فتعرف ما خلفن وأنت جاحد ما فيهن، وهل يجحد العاقل مالا يعرف.

فقال الزنديق: ما كلمني بهذا غيرك.

فقال أبو عبد الله (ع): فأنت من ذلك في شك، فلعل هو ولعل ليس هو.

قال: ولعل ذلك.

فقال ابو عبد الله (ع): «أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، ولا حجة للجاهل علي العالم، يا أخا أهل مصر تفهم عني، أما تري الشمس والقمر والليل والنهار يلجان ولا يستبقان يذهبان ويرجعان، - قد اضطرّا، ليس لهما مكان إلاّ مكانهما، فإن كانا يقدران علي أن يذهبا فلم يرجعان، وإن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهاراً والنهار ليلاً. والله يا أخا أهل مصر ان الذي تذهبون إليه وتظنون من الدهر، فإن كان هو يذهبهم فلم يردهم، وإن كان يردهم فلم يذهب بهم، أما تري السماء مرفوعة والأرض موضوعة لا تسقطها علي الأرض ولا تنحدر الأرض فوق ما تحتها، أمسكها والله خالقها ومديرها».

قال: فآمن الزنديق علي يدي أبي عبد الله (ع)، فقال لهشام: خذه الليلة وعلمه.

3 - وجاء إليه زنديق آخر وسأله عن أمور نظرية، فكان بينهما الحوار التالي:

قال كيف يعبد الله الخلق ولم يروه؟

قال ابو عبد الله (ع): «رأته القلوب بنور الإيمان، وأثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان، وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب وإحكام التأليف، ثم الرسل وآياتها والكتب ومحكماتها، واقتصرت العلماء علي اماراته من عظمته دون رؤيته».

قال: أليس هو قادر علي أن يظهر لهم حتي يروه فيعرفونه فيعبد علي يقين؟

قال (ع): «ليس لمحال جواب» [7] .

قال: فمن أين أثبت أنبياءً ورسلاً؟

قال (ع): «إنما لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيماً لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا أن يلامسوه، ولا أن يباشرهم ويباشروه، ويحتاجهم ويحتاجوه، ثبت أن له سفراء عباداً يدلونهم علي مصالحهم ومنافعهم، وما به بقاؤهم، وفي تركه فنائهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه، وثبت عند ذلك أن لهم معبّرين - هم الأنبياء وصفوته من خلقه - حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين عنه، مشاركين للناس في أحوالهم علي مشاركتهم له في الخلق والتدبير، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة والدلائل والبراهين والشواهد من إحياء الموتي وإبراء الأكمه والأبرص».

قال: من أي شيء خلق الأشياء؟

قال (ع): من لا شيء!

فقال: كيف يجيء بشيء من لا شيء؟

قال (ع): «إن الأشياء لا تخلو، إما أن تكون خلقت من شيء أو من غير شيء، فإن كانت خلقت من شيء فإنَّ ذلك الشيء قديم، والقديم لا يكون حديثا ولا يتغير، ولا يخلو ذلك الشيء جوهراً واحداً ولوناً واحداً، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتي، ومن أين جاء الموت إن كان الشيء الذي أنشئت منه الأشياء حيّاً، أو من أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشيء ميتاً، ولا يجوز أن يكون من حي وميت، لأن الحي لا يجيء منه ميت وهو لم يزل حيّاً، ولا يجوز أيضاً ان يكون الميت قديماً، لم يزل لما هو به من الموت لأن الميت لا قدرة به ولا بقاء».

ثم قال: من أين قالوا أن الأشياء أزلية؟

قال (ع): «هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء، فكذبوا الرسل ومقالتهم والأنبياء وما أنبأوا عنه، وسموا كتبهم أساطير ووضعوا لأنفسهم ديناً بآرائهم، وإن الأشياء تدل علي حدوثها من دوران الفلك بما فيه.. إلي آخر حديثه الطويل».

وعندما ننهي الحديث عن هذه المحادثات الغزيرة بالنظريات الفلسفية من جانب، والنظريات الدينية من جانب آخر، ثم بالتوفيق بينهما ورد الأفكار الباطلة - عند ذلك - يجب أن نعرف أن الفلسفة الإسلامية لم تستطع أن تقوم لها قائمة إلاّ بعد قرن كامل من انقضاء مدرسة الإمام الصادق (ع)، فهناك استطاع المسلمون أن ينشئوا مدرسة ذات أصالة وملامح خاصة من بين مدارس العالم الفلسفية، ومع ذلك فإنا نري أن هذه النظريات التي استفاضت بها أحاديث الإمام الصادق تتمتع بأصالة وذاتية كاملة، في حين أن غيرها بدي مثل غثاء البحر الذي يجتمع إليه من كل جانب شيء دون أن يكون فيها أي تجاوب أو تناسب - هذا في صورتها - أما في واقعها فإنها فشلت في التوفيق بين المبادئ الدينية والدراسات الفلسفية فشلاً ذريعاً، حتي التجأت إلي التأويل في النصوص الإسلامية الصريحة، أو الطرح لها رأساً، لدرجة لم تعد هي فلسفة الإسلام أبداً.

بينما نري نظريات الإمام الصادق (ع) في دراساته لا زالت من صميم الفكرة الإسلامية وآيات الذكر وآثار النبي، ومن قوانين الإسلام ونظمه حتي لكأنه جزء لا يتجزأ من كيان موحد أصيل، في نفس الوقت الذي نري توفيقه الشامل لفطرة الإنسان ووحي ضميره سواء في المعني أو في الدليل.


پاورقي

[1] لقد جمع الحافظ ابن عقدة الزيدي أسماء الرواة عن أبي عبد الله (ع) فكانوا أربعة آلاف، وجاء ابن القضائري فاستدل علي ابن عقدة فزاد عليهم.

[2] حلية الأولياء: (3 / 199).

[3] إن هذه الكلمة اعتادت العرب استعمالها عندما يريدون أن يقولوا شيئا مكتوباً يسترونه عن الناس.

[4] أي فراش يستريح عليه.

[5] الاحتجاج: (ص 76).

[6] ذكر العلامة المظفر في كتابه (الإمام الصادق) أن سليمان عامل الكوفة من قبل المنصور قتل ابن أبي العوجاء لالحاده وزندقته.

[7] إشارة إلي أن رؤية الله محالة، حيث ان الله ليس بحجم حتي يدركه البصر، ولا بمحاط حتي يحيط به الفكر، ولا بحدود حتي يحدده الوصف، وإنما هو فوق ذلك كله، وقدرة الله وإن كانت شاملة إلاّ أن الشيء حيث لا يقبل إلاّ مكان فكيف يوجد.


نتيجة البحث


بلغ الرسول صلي الله عليه و آله و سلم القرآن كله لجميع من حضره، و بلغ تفسير ما احتاجه الناس من القرآن ضمن تبليغ سنته - أيضا - لجميع من حضره؛ و أملاهما علي ابن عمه علي فدونهما جميعا، و حفظ الله القرآن في المجتمع الانساني أبد الدهر من كل تغيير و تبديل، و حفظ سنة نبيه عند أهل بيته كذلك، و بعد عصر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم اكتفت مدرسة الخلفاء بتدوين القرآن و منعت من تدوين سنة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و أصر عمر بن عبدالعزيز بتدوينها غير أنه توفي قبل تنفيذ أمره، و استمر رواة الحديث ينقلون السنة من فم الي أذن حتي سنة ثلاث و أربعين بعد المائة من الهجرة، حيث دون العلماء جميع علوم الاسلام بتشجيع من الخليفة أبي جعفر المنصور.

و في مدرسة أهل البيت تداول أئمة أهل البيت (ع) كتب العلم التي دونها الامام علي (ع) من املاء الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و نقلوا عنها سنة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم للناس، و خف الخطر عن المسلمين في آخر عصر الامام الباقر (ع) فنشر شيئا من سنة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم علي المسلمين، و ارتفع الخطر في آخر عهد الأمويين و عصر السفاح من العباسيين فتهافت حملة العلم و رواة الحديث علي الامام الصادق (ع) درس منه خلق لا يحصون سنة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و من كل ذلك تمكن الامام الصادق (ع) من احياء سنة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بعد أن تغير بعض ألفاظها و تبدلت علي ألسنة الرواة الذين كانوا يتلقونها شفويا و يروونها كذلك و تبدل بعض أحكامها تبعا لذلك و بسبب الاعتماد علي الرأي و الاجتهاد.

اذا فان الامام الصادق (ع) أحيي السنة النبوية و لم يؤسس مذهبا فقهيا في مقابل المذاهب الفقهية الأخري، و كذلك كان شأن سائر أئمة - أهل البيت (ع) قبل الامام الصادق (ع) و بعده في نقلهم السنة النبوية من كتب الامام علي التي نسخها مما سمعه من فم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ما أجود ما قاله الشاعر:



فوال أناسا قولهم و حديثهم

روي جدنا عن جبرئيل عن الباري



و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ظهور الكيمياء في المدنية الاسلامية


يعتقد «اشبنجلر» في كتابه (سقوط الغرب) أن للاسلام روحية خاصة قد ولدت هذه العلوم، و علي رأيه أننا اذا تتبعنا تاريخ الحضارات، نجد سر العدد متعلق بسر ايداع الفن، ففي المدنية الاسلامية ولد الجبر و ولدت معه روح خفية باحثة عن سر الخلود في الكون. و ان آثار هذه الروح لتتجلي لنا في جميع منجزات الشعوب الاسلامية في الرياضيات و البحث الطبيعي و الفن أيضا.

هذه الروح علي زعمه هي التي أوجدت الكيمياء السحرية التي انجبت الكيمياء العصرية، فالذي كان يحاول أن يسعي اليه العربي قديما مستنيرا بنور هذه الفكرة، ليس ادراك ظواهر المادة، بل معرفة سرها الخفي و كيفية انقلابها من عنصر الي عنصر. و لا نريد التوغل في هذا المفهوم و ما نتج عنه من علوم عديدة، بل نود الاقتصار علي كيفية و لوج هذا العلم - أعني الكيمياء - في المدنية الاسلامية.

ان المناسبات التجارية بين جزيرة العرب و بين باقي الأقطار و خاصة سورية جعلت نفوذ كثير من المذاهب حتي في العهد الجاهلي (كما يدعي ذلك مؤرخ الكيمياء هولميارد) ممكنا، و قد تسربت أيضا مفاهيم الكيمياء، و يؤكد



[ صفحه 34]



العرب أنهم ورثوا هذا العلم عن خالد بن يزيد، حتي أن بعض الروايات تعزيه الي النبي و الي ختن الرسول و ابن عمه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) و من المحقق أن المسلمين تعرفوا الي هذا العلم بصورة سريعة جدا، و قد استقوه من منابع عديدة، و أن أهم مصدر لهم علي ما بيناه كان مدرسة الاسكندرية. و ها نحن نلخص الرواية المتواترة في مصدر هذا العلم:

عاش في الاسكندرية راهب يدعي «مارياثوس» كان يشتغل في الكيمياء، و قد سمع به الأمير العربي خالد بن يزيد و استدعاه الي دمشق ليتعلم منه الصنعة. و بعد أخذ ورد قبل هذا الراهب المجي ء الي سورية ليعلم خالدا الكيمياء، و قام بترجمة عدة كتب الي اللغة العربية.

لا ندري الي أية درجة تصل صحة انتساب خالد الي الكيمياء، و لقد عثر الأستاذ «روسكا» علي مؤلف ينسب لخالد، و لكن لدي البحث و التمحيص تبين له أن هذا الكتاب منتحل للأسباب الآتية:

1- لأنه يشبه الكتب التي ألفت في القرن الثالث عشر.

2- لم يجد ذكرا لمثل هذا المؤلف في الرسائل التي كانت تستقي من منابع سابقة. و لم نجد له ذكرا في كتاب جابر الا مرة واحدة اثناء الحديث عن راهب يمت بصلة الي خالد بن يزيد، كما سوف نتكلم عن ذلك فيما بعد. و علي هذا النمط، فهناك كتاب ينسب الي الامام جعفر الصادق (ع)، و ذلك لأسلوبه المتأخر، و لعدم وجود ذكر له في المصادر العربية كفهرست ابن النديم و طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة و غيرهما من الكتب. و قد نشر هذا الكتاب «روسكا» المتقدم الذكر. و اذا أردنا في الحقيقة ان نبحث عن تأثير الامام جعفر الصادق في الكيمياء، فلا نتوصل الي ذلك بهذا الكتاب المنسوب الي الامام بل بما أورده جابر نفسه في كتبه التي وصلت الينا.



[ صفحه 35]



ان أول شخصية تاريخية ظاهرة اشتغلت في الكيمياء في العرب و الاسلام هي جابر بن حيان الصوفي، الممثل الأول للكيمياء العربية، و قد أثر أيضا في الكيمياء الأوروبية. لظهور عدد لا يستهان به من المخطوطات اللاتينية في الكيمياء المنسوبة الي جابر. و قد اعتقد «برثلو» صاحب كتاب «الكيمياء في القرون الوسطي»، المحرر باللغة الافرنسية أن الكتب اللاتينية لا تمت بصلة الي جابر، و قد جاراه في فكرته بقية مؤرخي الكيمياء. ان سبب الانتحال علي ما يدعيه «برتلو» و يقره عليه غيره من الباحثين، أن الكتب اللاتينية الجابرية لا وجود لها في الأصل العربي. و هذا علي ما نعتقد لا يمنع أن تكون من مصدر عربي أيضا، فقد تكون النسخ الأصلية قد فقدت، أو أن المؤلفين باللغة اللاتينية قد أضافوا اليها أشياء من عندهم شوهوا بها معالم المصدر الأصلي، و علي كل فان وجود هذه المخطوطات اللاتينية المنسوبة الي جابر، سواء كانت منتحلة أم أصلية، فهي دليل قاطع علي المكانة السامية التي كان يتبوأها جابر في الكيمياء الأوروبية.

و نظرا لهذه المكانة لجابر نري لزاما علينا أن نقول كلمة عن تأريخ حياته اعتمادا علي تحقيق «هولميارد» في كتابه «صانعو الكيمياء».

ينتسب جابر الي قبيلة الأزد التي نزحت من جنوبي الجزيرة العربية الي الكوفة، و استوطنت هناك، و قد انحدر من هذه القبيلة رحل عرف باسم حيان كان يشتغل بالعطارة، و لكم يكن لهذا العطار شأن بذكر الي أن اتصل بالبلاط العباسي، و في أواخر العهد الاموي انضم الي الحركة العباسية و تحمس للدعاية لها، و من أجل هذا الغرض أرسل الي الفرس، فنزح مع زوجته و ولد جابر في طوس من أعمال خراسان قرب مدينة مشهد الحديثة. و يقدر الزمن الذي ولد. فيه جابر بين 721 و 722 ميلادي، ثم أرسل هذا الي الجزيرة العربية للاتصال بقبيلته الأزد و بقي هناك الي أن بلغ أشده، فأتقن العربية و تعلم القرآن



[ صفحه 36]



و الحساب و علوما أخري علي يد رجل عرف باسم «حربي الحميري» (و لعله ذلك الذي يذكره في مصنفاته أثناء الحديث عن الراهب الذي تلقن عنه بعض التجارب) و رحل جابر الي الكوفة بعد أن انتصر العباسيون علي الأمويين و استولوا علي الخلافة. و قد اتصل بالامام جعفر الصادق و تتلمذ عليه و لعل ذلك كان أثناء وجوده في الجزيرة العربية، أو أثناء دخول الامام نفسه العراق و اقامته به مدة علي الأرجح.

ان صلة جابر بجعفر كانت السبب في تقديمه في البلاط العباسي نظرا لمكانة الامام. و هكذا استقبل جابر في بلاط هارون الرشيد بحفاوة زائدة. و كانت صلته بالبرامكة قوية أيضا و خاصة بيحيي بن خالد الذي نجد ذكره في رسائله أيضا، و يحدثنا «الجلدكي» ذلك الكيميائي الذي عاش في القرن السابع الهجري و الرابع عشر ميلادي بأن جابرا اتصل بالخليفة هارون الرشيد نفسه بواسطة جعفر البرمكي، و قد ألف له كتابا يدعي البلسم، و يقول: «هولمبارد» أنه بواسطة جابر نقلت كتب عديدة من الآستانة الي بغداد بقصد الترجمة، كما حدث ذلك من قبل في عهد خالد بن يزيد قبل ثلاثة أرباع القرن.

ان اهتمام جابر كان في الكيمياء، و قد سرد ابن النديم جدول الكتب التي ألفها، فبجانب العلم الذي اشتهر فيه اهتم أيضا بعلوم عديدة. يكتنف الغموض اتصاله الأول في بغداد، بيد أننا نعلم أنه قضي حقبة من الزمن في الكوفة، ثم انتقل الي بغداد، و عند نكبة البرامكة فر من العاصمة العباسية و عاش في الكوفة أيضا، و بقي فيها - علي ما يظهر - الي أن مات. و أن تاريخ وفاته لا يزال غامضا أيضا و يذكر الجلدكي الذي اهتم أيضا بتاريخ الكيمياء، أنه كان لا يزال حيا حتي عهد المأمون، و أن العمل الذي قام به في أخريات حياته هو تقريب الامام علي الرضا من الخليفة العباسي، و يقدر «هولميارد»



[ صفحه 37]



العمر الذي عاشه خمسا و تسعين سنة، و دليله علي ذلك أن المؤلفات التي ألفها لا يمكن انجازها بأقل من هذا الزمن.

أخذ جابر مادته الكيمياء من مدرسة الاسكندرية التي كانت تؤمن بامكانية انقلاب العناصر، و قد كان تطورها من النظريات الي العمليات. كان هو أول من ساهم في السير في هذا الطريق. و لم يهمل الجانب النظري الذي يمت الي الفلسفة اليونانية و التصوف الشرقي بصلة قوية. و في الحقيقة ان جابر هو بطل الميدانين في هذا العلم: النظري و العملي.

ان أول شبح من أشباح التاريخ الذي يظهر أمامنا في حقل الكيمياء اذن هو جابر بن حيان الصوفي، و يمكننا أن نعد رسائله أول مظهر من مظاهر الكيمياء في المدنية الاسلامية، و يغلب علي الظن أن عددا عظيما من رسائله كان نصيبها الفناء، و لا تزال غامضة حتي يومنا هذا مصادر معرفته للعمل علي تمييز المنتحل و الأصلي من آثاره، و ان كانت حياة هذا العبقري تجري علي ضوء التاريخ، و لكن للعظمة في العالم آفة، و هي اسناد كل بضاعة علمية اليها و ذلك بقصد ترويجها. و في هذا جناية علي العلم و وضع حجر عثرة في سبيل التحقيق التاريخي.

مهما كانت النتيجة فان اعجابنا ليزداد بأولئك العلماء الأفاضل الذين سبقوا زمنهم بعصور عديدة و تنبأوا بأمور قام علي تحقيقها العلماء الأفذاذ في العالم، و ذلك في وحدة العناصر و امكان انقلابها من شي ء الي شي ء، فما كان حلما أصبح حقيقة راهنة. و لم يقف الانقلاب من عنصر الي عنصر، بل من عنصر الي طاقة، و بهذا أمكن تحطيم الذرة و الحصول علي طاقة هائلة.

بعد هذه النتائج العصرية الهامة نري من الواجب علينا القيام باخراج المخطوطات القديمة و تبيان أهميتها و دراستها دراسة متقنة لا من علماء لغويين



[ صفحه 38]



و مؤرخين فحسب، بل من علماء طبيعيين عصريين أوتوا حظا عظيما في العلوم الايجابية الحديثة. و اذا تمكنا أن نعقل تماما ما هو السر في سوابق المعرفة دون الارتكاز علي خبرات طويلة، قدرنا علي كشف شي ء جديد من تاريخ الفكر البشري لا يزال طي الخفاء. و كم من الحقائق العلمية الحديثة تجدها في بطون المخطوطات القديمة لو أمعنا في ذلك النظر و دققنا بتجرد و اخلاص. هنا نحن علي حافة حقل جديد أو بالأحري علي شاطي ء خضم واسع عميق الغور، يحتاج الي رواد، للكشف عن حقائقه و ما يحويه في أعماقه من درر.

من الأمور التي يكتنفها الغموض الشديد، العلاقة بين جابر و الامام جعفر الصادق (ع) للتفاوت الذي بينهما، و اني سأحاول في هذه الدراسة المتواضعة التي يجب أن تكون مقدمة لدراسات مطولة، كشف الغطاء عن هذه العلاقة جهد المستطاع، لاعتقادي أن الاشتغال في هذا الموضوع يثير اهتمامنا في قضايا هي من الأهمية في مكان.



[ صفحه 39]




موقف عائشة و عمرو بن العاص


و هذه أم المؤمنين عائشة تعلن معارضة عثمان، و تخرج شعرا من شعر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ثوبا من ثيابه و نعلا من نعاله ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم و هذا شعره و ثوبه و نعله لم يبل بعد [1] فغضب عثمان غضبا شديدا حتي ما دري ما يقول، و كانت تقول: إن عثمان عطل الحدود، و توعد الشهود، و أغلظت لعثمان و اغلظ لها، و قال: ما أنت و هذا إنما أنت امرأة، أمرتي أن تقري في بيتك، فقال قوم مثل قوله، و قال آخرون: و من أولي بذلك منها فاضطربوا بالنعال، و كان أول قتال بين المسلمين بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم [2] و هذا عمرو بن العاص وزير معاوية و شريكه في الأمر كان من الثائرين و المحرضين علي عثمان يقوم اليه في ملأ من الناس و يقول: إنك ركبت نهابير و ركبناها معك فتب نتب [3] و قال له: اتق الله يا عثمان، فقال له عثمان: و انك هناك يا ابن النابغة قملت جبتك منذ عزلتك عن العمل. و نودي من ناحية اخري تب الي الله [4] فخرج الي فلسطين و أقام هناك و جعل يحرض الناس علي عثمان حتي رعاة الغنم و لما بلغه قتله قال: أنا أبوعبدالله إذا حككت قرحة نكأتها. [5] .

وجل الصحابة أظهروا الإنكار علي عثمان لسوء ما ارتكبه بنو أبيه الذين حملهم علي رقاب الأمة، و كان جيش مصر - الذي حاصر عثمان و اشترك في قتله - تحت قيادة عبدالرحمن بن عديس البلوي من كبار الصحابة و هو ممن شهد الحديبية و بايع بيعة الشجرة، كما اشترك في حصار عثمان جمع من أهل بدر كرفاعة بن رافع الأنصاري و غيره. و قتل نيار بن عياض و هو من الصحابة المحاصرين له.



[ صفحه 27]



كما أن النصوص التاريخية مجمعة بالاتفاق علي مكاتبة الصحابة من أهل المدينة إلي من بالآفاق منهم: إن أردتم الجهاد فهلموا اليه فان دين محمد قد أفسده خليفتكم. [6] .

و مهما يكن من أمر فقد أعلن معاوية الطلب بدم عثمان و لا يريد بذلك إلا اعلان الحرب علي عليه السلام لأنه يبغض عليا بغضا لا يحمله قلب انسان علي وجه البسيطة؛ ان معاوية يبغض علينا لإيمانه و عدله، و علي يبغض معاوية لنفاقه و ظلمه.

لذلك سلك معاوية طرق المكر و الخداع و اتخذ أعوانا هم علي شاكلته يثيرون الناس لحرب علي عليه السلام بتهمة قتل خليفة المسلمين، و دب و هم هذه الفكرة في افئدة ضعفاء العقول و الايمان، و أحاطوا بقميص عثمان يبكون عليه، و يتوقدون لطلب القود من قاتله.

قدم قبيصة العبسي إلي المدينة رسولا من معاوية، فقال علي: ما وراءك؟ قال: تركت قوما لا يرضون إلا بالقود. قال: ممن؟ قال: من خيط رقبتك، و تركت ستين الف شيخ يبكون تحت قميص عثمان، و هو منصوب لهم قد ألبسوه منبر دمشق فقال علي: أمني يطلبون دم عثمان؟!! [7] .


پاورقي

[1] البلاذري ج 5 ص 48.

[2] البلاذري ج 5 ص 84.

[3] الطبري ج 3 ص 369.

[4] الكامل ج 3 ص 80.

[5] البلاذري ج 5 ص 74.

[6] الكامل ج 3 ص 83 و البلاذري ج 5 ص 60 و الطبري ج 3 ص 400.

[7] الكامل ج 3 ص 100.


عقل چيست؟


شخصي از امام صادق - عليه السلام - سؤال كرد: عقل چيست؟

حضرت فرمود: آن (يعني عقل) نيروئي است كه به وسيله ي آن خدا عبادت شود، و بهشت كسب گرديده شود. [1] .

شخصي از حضرت صادق - عليه السلام - پرسيد: عقل چيست؟

حضرت فرمود: چيزي است كه به وسيله ي آن خداوند رحمان عبادت مي شود، و بهشت به دست مي آيد.

آن شخص مي گويد: پرسيدم: پس آنچه معاويه داشت چه بود؟

فرمود: آن نيرنگ است. آن شيطنت است، و آن شبيه عقل است ولي عقل نيست. [2] .



[ صفحه 21]




پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 1 ص 116 ح 8.

[2] اصول كافي: ج 1 ص 1 ح 3.


آداب معاشرت


امام ششم داراي قواي نفساني و ملكات و سجاياي آسماني مانند سماحة شجاعت - بشاشت - بلاغت - مراغبت - عبادت - تقوي علوم و دانش بود و بر سيره ي جدش و آباء گرامش سير و سلوك مي كرد و قدم جاي مقدم آنها مي گذاشت.

در ميان تمام قبايل بشري نمي توان يك پدر و پسري يافت كه از نظر فكر و انديشه و علم و دانش و طريقه نيل به كمال مطلوب و از جهت فضيلت اخلاقي مانند هم بوده وحدت فكري و سليقه داشته باشند.

اما خاندان آن محمد و اولياي خدا و اوصياي پيغمبر صلي الله عليه و آله وسلم دوازده نفري بودند كه تمام در يك خط سير به سوي يك هدف و با يك نظر و سليقه و يك سبك و روش ثابت هريك قدم جاي قدم ديگري نهاده و وظيفه آسماني را انجام نموده اند.

اين منصب الهي بود كه بدين طبقه عاليه مفوض شده و الحق آن ها با كمال خوش روئي و خوش خوئي اداء وظيفه كردند.

در فضيلت اخلاقي امام صادق همين بس كه از ميان چهار هزار حداقل شاگردان او حتي يك نفر انتقاد اخلاقي از او نكرد و نقطه ضعفي براي او نگرفته است و اين بزرگترين موهبت آسماني است.

او با اصحابش همانطور معاشرت مي كرد كه با اولادش مي نمود - با يارانش چنان عمل مي كرد كه با خواص خويشانش مي كرد - داراي صبر - بردباري - متانت - وقار - علم و هوش و حافظه - احاطه - قدرت بر تسلط غرائز از خصال امام صادق است.

در غذا خوردن چنان ادب را رعايت و با كمال خوشروئي آغاز و انجام تناول غذا



[ صفحه 240]



با دوستانش مراعات مي كرد و مي فرمود يعتبر حب الرجل لاخيه بانبساطه في طعامه [1] .

در خوردن و خفتن و راه رفتن و گفتن و ضيافت كردن اطعام و اكرام و انفاق و سخاوت و مهماني رفتن و آداب و سنن زندگاني اجتماعي سرمشق مسلمين بود كه مجلسي در بحار و شيخ صدوق در مجلس 18 و باب اطعام مؤمن در كافي مفصل نقل كرده اند. [2] .

امام ششم در شكرگذاري و حق شناسي و انفاق و صدقات و اجابت مسئول حاجتمندان مانند جدش اميرالمؤمنين عليه السلام بود - اشجع سلمي بر او وارد شد در حال كسالت حضرت سبب مرضش را پرسيد گفت:



البسك الله منه عافيه

في نومك المعتري و في ارقك



يخرج من جسمك السقام كما

اخرج ذل السئوال من عنقك



حضرت به غلامش فرمود چه قدر موجودي داراي جواب داد 400)درهم يا دينار) فرمود آنرا تسليم اشجع كن [3] .

مفضل بن قيس وارد شد شكايت داشت چهارصد دينار به او بخشيد [4] .

امام ششم صدقات سري داشت كه در ظلمات شب به خانه مستحقين مي برد و اصراري داشت كه اسرارش فاش نشود با كمال رأفت و رحمت و با مسرت و شادماني بينوايان را به نوا مي رسانيد ايتام را لباس و غذا مي داد.


پاورقي

[1] بحار ص ج 11 حيات الصادق ص 148 ج 1.

[2] وسائل الشيعه ص 268 ج 3 - امالي شيخ طوسي مجلس 31.

[3] مناقب ص 345 ج 2 اغاني ص 30 ج 17 - اعيان الشيعه ج 13 ص 346 نفس المصدور مجلس 11.

[4] الكشي ص 121.


تعريف الشاعر لوظيفته


كما وضحنا سابقا بأن الامام الموجه لكل أفراد الأمة و المبين لوظائفهم وبهذا نجده يعرف الشاعر الكميت أهمية هذه الوظيفة و وقت أدائها:

فقد استأذن عليه الكميت في أيام التشريق ينشده قصيدته فكبر علي الامام أن يتذاكروا الشعر في الأيام العظام.



[ صفحه 119]



و لما قال له الكميت أنها فيكم أنس أبو عبدالله (ع) «لأن نصرتهم نصره الله و ذكرهم ذكره» ثم دعا أهله فقرب ثم أنشده الكميت فكثر البكاء و لما أتي علي قوله:



يصيب به الرامون عن قوس غيرهم

فيا آخرا أسدي له الفي أول



رفع الصادق يديه و قال اللهم اغفر له ما قدم و أخر و ما أسر و أعلن و أعطه حتي يرضي.

فانك تراه عندما يقول له الكميت انها فيكم يأنس لذلك و كأنما يقول له ان ذكرنا عباده في كل الأحوال و هذه هي الوظيفة الطبيعية للانسان و الشاعر خاصة.

و هنا نختم هذا الفصل بعد أن عرفنا أن الامام استعمل كل الوسائل و الأساليب و سلك كل الطرق في توجيه الأمة و منهم الشعراء خاصة في هذا الفصل و أنه عرفنا وظيفة الشاعر و ميز الشعر و الشعراء و عرف بمصيرهم يوم الآخرة و ربط بين الشعر و أهم قضية في حياة الأمة ألا و هي ثورة الامام الحسين عليه السلام.


حديث 006


5 شنبه

نجاة المؤمن في حفظ لسانه.

نجات مؤمن در نگهداري زبانش است.

بحار، ج 68، ص 283


مقبره عباس بن عبدالمطلب


وي از شخصيت هاي بزرگ قريش و 2 يا 3 سال از پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله) بزرگتر بود. مادرش نُتَيْله بنت خباب بود.

او به عنوان يكي از مسؤولان حفظ كعبه (سقايت و عمارت) پيوند خاصّي با



[ صفحه 442]



قريشيان داشت. از اين رو با آن كه با پيامبر در مذاكره عقبه دوم شركت كرده بود، از آشكار كردن ايمانش به اسلام ابا ميورزيد.

پس از هجرت مسلمانان از مكه به مدينه، عبّاس در ميان قريشيان مكّي ماند و در سال دوم با اكراه و به تدبير و سياست، در صف مشركين به نبرد بدر تن داد.

در اسناد زيادي در منابع اسلامي از اين اكراه و ايمان دروني و باطني عبّاس بن عبدالمطلب به اسلام، ياد شده است؛ كه از جمله دلائل پژوهندگاني است كه معتقدند عبّاس قبل از هجرت مسلمانان، اسلام را پذيرا شده بود.

پس از شكست بدريان بت پرست، عبّاس بن عبدالمطلب به اسارت مسلمانان در آمد؛ ولي پيامبر او را به اعتبار توجهي كه به درون عبّاس داشت، در مقابل فديه آزاد كرد.

عبّاس با اعتقادي كه به اسلام آورده بود، بار ديگر به ميان قريشيان مكه بازگشت تا بتواند از نفوذ و اقتدار خود استفاده نمايد و فعّاليّت هاي قريشيان را عليه مسلمانان به پيامبر گزارش دهد.



[ صفحه 443]



در اين كه عبّاس چه هنگام، ايمانش را آشكار ساخت، مبدأهاي تاريخي متفاوتي ذكر شده است؛ ولي آنچه مسلّم است، او از مهاجرين اسلام نيز به شمار مي آيد. نتيجتا بايد آشكارسازي اسلامش قبل از فتح مكه باشد.

به هر حال نخستين بار، ايمان عبّاس در نبرد حنين و هوازن به وضوح آشكار گشت و در آيه هاي 25 تا 27 سوره توبه، اين ثابت قدمي صحابه مورد تقدير قرار گرفت:

[لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة وَيَوْمَ حُنَيْن إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الاَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ]

پس از اين، عبّاس ابن عبدالمطلب در صدر ياران پيامبر مورد توجه مسلمانان و عنايت خاصّ پيامبر قرار گرفت؛ تا آنجا كه ابوسفيان بن حارث گفت:

«كان العباس أعظم النّاس عهد رسول الله ـ صلّي الله عليه [و آله] و سلّم ـ و الصحابة يعترفون للعباس بفضله و يشاور منه و يأخذون رأيه»



[ صفحه 444]



و همگان گفته اند كه پيامبر درباره اش مي گفت:

«من آذي عَمِّي فقد آذاني»

او هنگام تدفين پيامبر، از زمره خاصّان بيت رسول بود.

پس از رحلت پيامبر (صلي الله عليه و آله)، در سقيفه بني ساعده شركت نجست و از زمره صحابه اي بود كه از بيعت سرباز زد.

در ايّام خلافت راشدين، از احترام خاصّ خلفا برخوردار بود و به تصريح «زركلي»:

«و كان إذا مرّ بعمر في أيام خلافته ترجل عمر إجلاله و كذلك عثمان».

و بدين اعتبار و فضل و مقام بود كه همه صحابه در نماز استسقا به او اقتدا كردند.



[ صفحه 445]



عبّاس، بر سر توسعه مسجد در زمان عمر بن خطّاب با اين خليفه اختلاف پيدا كرد و قضاوت نهايي «ابي بن كعب» كه منجر به تأييد رأي عبّاس گرديد، موقعيّت او را در ميان صحابه استحكام بيشتري بخشيد.

او در سال 33 هجرت در مدينه درگذشت و خليفه سوم "عثمان" بر او نماز گزارد و عبدالله بن عبّاس وي را در قبرستان بقيع به خاك سپرد.

سمهودي به نقل از ابوغسان روايت مي كند كه:

«دفن العباس بن عبدالمطّلب عند قبر فاطمة بنت أسد بني هاشم في أوّل مقابر بني هاشم التي في دار عقيل».


سؤال 01


امام صادق (عليه السلام): اي ابوحنيفه! مردم عراق را به چه فتوا مي دهي؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): به كتاب خدا.

امام صادق (عليه السلام): تو از ناسخ و منسوخ و محكم و متشابه كتاب خدا خبر داري؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): آري.

امام صادق (عليه السلام): در آيه «و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياماً آمنين»، منظور كجاست؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): مكاني ميان مكه و مدينه.

امام صادق (عليه السلام): (رو به حاضران) شما را به خدا، ميان مكه و مدينه كه حركت كنيد، بر جان و مال خود ايمن هستيد؟

حاضران در مجلس: خير.

امام صادق (عليه السلام): اي ابوحنيفه! خداوند به جز حق سخني نگويد. حال در مورد اين آيه بگو كه «من دخله كان آمنا»، منظور وارد شدن به كجاست؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): خانه خدا.

امام صادق (عليه السلام): (رو به حاضران) شما را به خدا، مگر نمي دانيد كه عبدالله بن زبير و سعيد بن جبير به اين مكان وارد شدند و جان سالم به در نبردند؟

حاضران در مجلس: آري به خدا كه چنين است.

ابوحنيفه (رضي الله عنه):... من تنها به قياس مي پردازم.


انه هاجت لغضبه ريح سوداء


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد، عن وكيع، عن عبدالله بن قيس، عن أبي قناقب الصدوجي قال: رأيت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام و قد سئل عن مسألة، فغضب حتي امتلأ منه مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و بلغ أفق السماء، و هاجت لغضبه ريح سوداء حتي كادت تقلع المدينة؛ فلما هدأ هدأت لهدوئه. فقال عليه السلام لو شئت لقلبتها علي من عليها، و لكن رحمة الله وسعت كل شي ء [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 113.


منصور و گرزي آهنين


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هر كس در جستجوي نقص و كسري در وجود خود نباشد، هميشه ناقص مي ماند و كسي كه دائما ناقص است و رو به كمال نمي رود، مرگ براي او بهتر است.

هم چنين ابن طاووس از ربيع روايت كرده كه وي گفت: با ابوجعفر منصور عازم حج شدم. در نيمه ي راه گفت: اي ربيع! وقتي به مدينه رسيديم، جعفر بن محمد بن علي بن حسين عليه السلام را به ياد من آور، كه به خدا سوگند! او را كسي جز من نكشد. متوجه باش كه فراموش نكني! ربيع مي گويد: از قضا من در مدينه فراموش كردم كه او را به ياد جعفرصادق عليه السلام بيندازم، تا به مكه رسيديم. منصور گفت: مگر نگفته بودم، در مدينه جعفر را به ياد من بياور؟ ربيع پاسخ داد: اي سرور من و اي امير! فراموش كردم. منصور با خشم گفت: در راه بازگشت حتما او را به ياد من بياور كه ناگريز بايد او را بكشم و اگر اين بار هم فراموش كني، گردن خودت را خواهم زد. ربيع گويد: گفتم: چشم اي امير! و آن گاه به غلامان و خدمتكاران خودم سفارش كردم كه منزل به منزل امام صادق عليه السلام را به ياد من آورند تا به مدينه وارد شديم.



[ صفحه 22]



نزد منصور رفتم و گفتم: اي امير! جعفر بن محمد عليه السلام. منصور خنده اي كرد و گفت: آري، هم اكنون برو و كشان كشان او را نزد من بياور. ربيع مي گويد: گفتم: اطاعت مي كنم اي سرور من و براي خاطر شما اين كار را انجام خواهم داد. سپس بلند شدم و حالي عجيب داشتم كه چگونه اين جنايت بزرگ را مرتكب شوم و سرانجام به راه افتادم و به منزل امام جعفرصادق عليه السلام رسيدم. حضرت در ميان اطاق نشسته بود. به حضرت عرض كردم: قربانت گردم، امير شما را احضار كرده است. حضرت فرمود: بسيار خوب، همين الان. آن گاه بلند شد و با من به راه افتاد. عرض كردم: اي فرزند رسول! او به من دستور داده كه شما را كشان كشان نزد او ببرم. حضرت فرمود: هر چه گفته عمل كن. آن گاه آستين امام را گرفته و حضرت را كشان كشان مي بردم تا به حضور منصور وارد شديم. او روي تختي نشسته و گرزي آهنين به دست داشت كه مي خواست حضرت را با آن به قتل برساند. من به جعفر بن محمد عليه السلام نگاه مي كردم و مي ديدم كه لبهاي حضرت تكان مي خورد. شكي نداشتم كه منصور امام را خواهد كشت و كلماتي را هم كه امام زير لب زمزمه مي كرد، نمي فهميدم. پس، ايستاده و به هر دو نگاه مي كردم تا اين كه امام جعفرصادق عليه السلام كاملا نزديك منصور رسيد. منصور گفت: جلوتر تشريف بياوريد اي عموزاده! و روي او هم چون هلال شده بود. آن گاه حضرت را در كنار خود روي تخت نشانيد و دستور داد مشك و غاليه آوردند و با دست خود، سر و صورت حضرت را معطر ساخت و سپس گفت: استري آوردند و امام را



[ صفحه 23]



سوار كرد و يك كيسه زر و خلعتي گرانبها به حضرت داد و ايشان را به منزل روانه ساخت. ربيع مي گويد: پس از آن كه امام از مجلس منصور بيرون آمد، من پيشاپيش او را مشايعت مي كردم تا حضرت به منزل رسيد. به ايشان عرض كردم: پدر و مادرم فداي تو اي فرزند رسول! من ترديدي نداشتم كه منصور قصد كشتن شما را دارد و شما در هنگام ورود به مجلس، لبهايتان تكان مي خورد و زير لب دعايي مي خوانديد؛ آن دعا چه بود؟ حضرت فرمود: اين دعا بود: «حسبي الرب من المربوبين و حسبي الخالق من المخلوقين... (مهج الدعوات، ص 185) «و دعا را كامل براي من قرائت فرمود.



[ صفحه 24]




انتقام


ابوالعباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس در چهاردهم ماه ربيع الاول سال صد و سي و دوي هجرت در كوفه بر مسند خلافت استقرار يافت و سلسله ي عباسي را آغاز كرد.

سياست آل عباس همانطور كه تعريف كرده ايم به علاوه عقيده ي ابراهيم امام و برادرش عبدالله سفاح و عبدالله منصور عقيده ي طايفه ي شيعه بود.

گفتيم كه عبدالله بن محمد بن حنفيه هنگام مرگ مقام امامت كيسائيه را به محمد بن علي بن عبدالله تفويض كرد و خلافت رسول اكرم را به او واگذاشت.

بنابراين عقيده ي سفاح عقيده ي تشيع بود و سياست وقت او هم اقتضا داشت كه مذهب تشيع رواج گيرد.

عمويش صالح بن علي علنا در مسجد كوفه بر منبر گفت:

ميان خلفاي رسول الله خليفه اي جز اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب و اميرالمومنين عبدالله بن محمد بر حق و با حق نمي يابيد.

و در آن روز كه سر مروان بن محمد را در حضورش گذاشتند بي درنگ از ابوعبدالله الحسين ارواحنا فداه ياد كرد و بعد گفت.

- من به خاطر حسين بن علي و بني اعمامش از آل اميه انتقام ها خواهم گرفت.

سياست سفاح ضديت و مخالفت صريح با فرزندان اميه بود.

وي در سايه ي اين عداوت آشكار توانست دل ايرانيان را به سوي خود بكشاند و از طرفي سركوبي اعراب هم ملت ايران را شيفته ي او ساخته بود.

و بايد اضافه كنيم كه او قلبا هم نسبت به اموي ها و كارهايشان



[ صفحه 133]



سخت خشمناك بود.

اما در ابتداي امر. يعني در آن تاريخ كه آل اميه منبر خلافت را جبرا به آل عباس واگذاشتند، از مصلحت به دور بود كه دست انتقام ابوالعباس از آستين به درآيد.

بني اميه هم شاخه ي عظيمي از ريشه ي قريش بود.

ابوالعباس به اين شاخه احترام و محبت مي كرد اما در عين حال انتظار مي كشيد فرصتي به دستش بيايد تا عقده ي دل خود را از بار و بر اين شاخه وا كند.

هنوز يك سال از دور خلافت سفاح نچرخيده بود.

يك روز در دارالاماره ي كوفه مثل هر روز رجال بني اميه را بار داده بود.

آمدند و گوش تا گوش بر كرسي هاي مذهب نشستند.

ابوالعباس سفاح به گزارش ها و مشورت هاي رجال گوش مي داد حاجب مخصوصش جلو آمد و گفت يا اميرالمؤمنين بر در كاخ يك عرب لاغر و ضعيف شتري از خود لاغرتر و ضعيف تر را خوابانيده و اجازه ي شرف يابي مي خواهد.

سفاح اندكي فكر كرد و گفت:

- چكار دارد.

- نمي دانم يا اميرالمؤمنين. گمان دارم ديوانه باشد زيرا با شتر خودش حرف مي زند.

سفاح خنديد:

- چي چي مي گويد.

با شتر خود به شعر مي گويد:

اي شتر من. ديگر من. ديگر من و تو توي بيابان ها سرگردان



[ صفحه 134]



نخواهيم بود.

ديگر از كسي نخواهيم ترسيد.

چون كوكب بخت ما طلوع كرده و آنچه ما مي خواستيم صورت گرفته.

نترس اي شتر من. ديگر از خستگي راه بياساي كه دوران اين خستگي به سر آمده است.

ابوالعباس فرياد كشيد:

عبدنا و خادمنا سديف و رب الكعبه

و بعد به حاجب گفت:

- بگو بيايد.

سليمان بن هشام بن عبدالملك ابن «سديف» را شناخت.

به عقيده ي من اين سديف هم يكي از ايرانيان برده شده بود كه خانواده اش در عربستان به سر مي بردند.

اين سديف هم دشمن بني اميه بود زيرا بني اميه دشمن ايرانيان بودند.

سديف از بني عباس هواخواهي و طرفداري مي كرد ولي چون قدرت دست دشمن بود، در هر بار كه فرصتي به چنگ اموي ها افتاد سديف را جانانه كوبيدند، تا يك بار آن قدر كتكش زدند كه گمان كردند مرده است.

و روي همين حساب وقتي اسم سديف به ميان آمد سليمان بن هشام به يكي از پهلونشينان خود گفت:

اليس الله قد قتل سديفا

مكر خدا سديف را نكشته.

سفاح دوباره خنده كرد و گفت:

اين پسرك اندكي هم ديوانه است. اما چون برده اي باوفا و



[ صفحه 135]



شيرين گفتار است دوست مي دارم به حرفهايش گوش بدهم اما مسلم است كه گفتار او اساس و اصولي ندارد تا برايش حسابي تهيه شود.

سديف با همان قيافه ي بياباني و پيراهن پاره و چركين و سر و صورت ژوليده از در درآمد و گفت السلام عليك يا اميرالمؤمنين.

سفاح با تمام مهرباني و لطف به سلام سديف جواب داد و آن قدر بيا جلو، بيا جلو گفت كه سديف تا پاي تخت خليفه پيش رفت.

در آنجا چشمش به سليمان بن هشام افتاد:

اين سديف شاعري فصيح و نامور بود.

تا آنجا كه «ابن اثير» در «مثل السائر» گفتار سديف را در رديف شاه كارهاي ادبيات عرب مي گذارد.

تا چشم سديف به سليمان افتاد به سمت سفاح برگشت و اين شعرها را انشاد كرد. لا يغرنك ما تري من رجال ان بيت الضلوع داء دويا فضيع السيف و ارفع السوط حي لا تري فوق ظهرها امويا

سديف گفت يا اميرالمؤمنين. اين قيافه ها مگذار فريبت بدهند هر چند به نگاه مهربانند ولي در دل كينه ي تو دارند.

شمشير را فرود آر و تازيانه را برانگيز.

آن قدر بزن و بكش تا بر روي زمين نشاني از بني اميه نماند.

سليمان گفت يا اميرالمؤمنين ابن سديف كمر به قتل ما بسته است.

سفاح دوباره از آل اميه دلجوئي كرد و مسئله هاي گذشته را يكباره حل شده و تمام شده شمرد:

و رجال اميه با اين وعده ها و نوازش ها دل خوش مي داشتند.

روز ديگر سفاح در يك محفل خصوصي سديف را بار داد سديف اين اشعار را كه به عقيده ي «ابن اثير» در «مثل السائر» شاهكار



[ صفحه 136]



ادبيات عرب است در حضور او انشاد كرد.



اصبح الملك ثابت الاساس

با البهاليل من بني العباس



طلبو و ترهاشم فشفوها

بعد ميل من الزمان و باس



لا يقلبن عبد شمس عثارا

و اقطعن كل رقله و غراس



ذلها اطهر الودد منها

و بها منكم كحر المواسي



و لقد عاظني وعاظ سوائي

فربهم من نمارق و كراسي



انزلوها بحيث انزلها اليله

بداز الهوان و الاتعاس



واذكروا مصرع الحسين و زيد

و قتيلا به جانب المهراس



والقيل الذي بحران اضحي

ثاويا بين غربة و تناسي



سديف مي گويد:

اساس سلطنت تحكيم شده است.

با دست خردمندان آل عباس

به خاطر خون بني هاشم برخاسته اند.

پس از آن همه سختي ها و رنج ها

اكنون از بني اميه عذري مپذير

و ريشه شان از جاي برآور

آل اميه چون ذليلند مهرباني مي كنند.

و از كينه همچون تيغ سر تراشي حدت دارند.

بني اميه را ذليل كن

آن چنان كه خداوند ذليل و بدبختش كرده است

من و همه را به خشم آورده.

اينكه مي بينم آل اميه بر كرسي ها قرار گرفته اند.

بياد بياوريد كربلاي حسين و كوفه زيد را

كه در كنار «مهراس» به خون طپيده است.

به ياد بياوريد ابراهيم امام را كه در خراسان به خاك غربت سپرده شده است.



[ صفحه 137]



سفاح وقتي شعرهاي سديف را شنيد گريه كرد و گفت:

- من از خون هائي كه اين قوم ريخته اند بازخواست خواهم كرد.

من انتقام اين خونهاي ناحق را كه از بني اعمام من ريخته شده خواهم كشيد.

و روز ديگر كه بني اميه در حضور ابوالعباس سفاح شرفياب شدند و بر كرسي هاي خود قرار گرفتند بنا به تباني قبلي حين تقسيم عطايا غلامان مسلح دربار به تالار سلطنتي حمله آوردند و همه را يكباره گردن زدند.

اين عده هفتاد نفر از مشايخ بني اميه بودند.

سليمان بن هشام بن عبدالملك هم در ميان اين قوم به قتل رسيد.

ابوالعباس سفاح به خاطر ابوعبدالله الحسين ارواحنا فدا بسيار خسته دل و خشمناك بود.

هميشه از مظالم بني اميه و ماجراي يوم الطف ياد مي كرد.

و هنگامي كه سر مروان بن محمد را از مصر برايش آوردند پيشاني شكرانه بر زمين گذاشت.

به درگاه خدا سجده كرد كه توفيقش داد تا توانست خون سيدالشهداء را از كشندگانش باز جويد.

ابوالعباس سفاح اگر چه در كوفه بر مسند خلافت نشست و در همان شهر از مردم بيعت گرفت ولي مقر خلافت را در شهر كوچك «انبار» كه از شهرهاي زيباي عراق است و در ساحل فرات بنيان شده است قرار داد.

ابوالعباس سفاح به روز سيزدهم ذي الحجه سال صد و سي و ششم هجرت در همان شهر انبار كه مركز حكومت او بود جهان را بدرود گفت.



[ صفحه 138]



وي به هنگام مرگ جواني سي و سه ساله بود و علت مرگش هم مرض آبله بود.

ابوالعباس عبدالله بن محمد بن علي مردي بلند بالا و سفيد پوست و زيبا چهره و خوش تركيب بود.

او را سفاح ناميدند زيرا در دوران خلافت خود خون بسيار ريخته بود.

مدت خلافت سفاح چهار سال و هشت ماه بود.


كتابه إلي عبد الرحيم القصير في جوابه عن بعض المسائل


محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي الله عنه في جامعه، وحدّثنا به عن محمّد بن الحسن الصفّار عن العبّاس بن معروف، قال: حدّثني عبد الرّحمن بن أبي نجران، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الرّحيم القصير، قال:

كتبت علي يَدَي عبد الملك بن أعين إلي أبي عبد الله عليه السلام: - جُعِلتُ فِداكَ - اختَلَفَ النَّاسُ في أشياءَ قَد كَتَبتُ بِها إلَيكَ، فإن رَأَيتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِداكَ أن تَشرَحَ لي جَميعَ ما كَتَبتُ بِهِ إلَيكَ:

اختَلَفَ النَّاسُ جُعِلتُ فِداكَ بِالعِراقِ في المَعرِفَةِ وَالجُحودِ، فَأَخبِرني جُعِلتُ فِداكَ أهُما مَخلوقانِ؟

وَاختَلَفوا فِي القُرآنِ، فَزَعَمَ قَومٌ: أنَّ القُرآنَ - كَلامَ الله - غَيرُ مَخلوقٍ وقال آخرون: كَلامُ الله مَخلوقٌ.

وَعَنِ الاستِطاعَةِ، أقَبلَ الفِعلِ أو مَعَ الفِعلِ؟ فإنَّ أصحابَنا قَد اِختَلَفوا فيهِ وَرَوَوا فيهِ.

وَعَنِ الله تَبارَكَ وَتَعالي، هَل يُوصَفُ بِالصّورَةِ أو بِالتَّخطيطِ.

فَإن رَأيتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِداكَ أن تَكتُبَ إلَيَّ بِالمَذهَبِ الصَّحيحِ مِنَ التَّوحيدِ، وَعَن الحَرَكاتِ أهِيَ مَخلوقَةٌ أو غَيرُ مَخلوقَةٌ؟

وَعَنِ الإيمانِ ما هُوَ؟

فَكتَبَ عليه السلام علي يَدَي عَبدِ المَلِكِ بنِ أعيَن:

سَألتَ عَنِ المَعرِفَةِ ما هِيَ: فَاعلَم - رَحِمَكَ اللهُ - أنَّ المَعرِفَةَ مِن صُنعِ الله عزوجل في القَلبِ مَخلوقَةُ، وَالجُحودُ صُنعُ الله في القَلبِ مَخلوقٌ، وَلَيسَ لِلعبادِ فيهِما مِن صُنعِ، وَلَهُم فِيهِما الاختِيارُ مِنَ الاكتِسابِ، فَبِشَهوَتِهِم الإيمانَ اختاروا المَعرِفَةَ فَكانوا بِذلِكَ مُؤمِنينَ عارِفينَ، وَبِشَهوَتِهِم الكُفرَ اختاروا الجُحودَ فَكانوا بِذلِكَ كافِرينَ جاحِدينَ ضُلّالاً، وَذلِكَ بِتَوفِيقِ الله لَهُم وَخِذلانِ مَن خَذَلَهُ اللهُ، فَبِالاختيارِ وَالاكتِسابِ عاقَبَهُم اللهُ وَأثابَهُم.

وَسَألتَ - رَحِمَكَ اللهُ - عَنِ القُرآنِ وَاختِلافِ النَّاسِ قِبَلَكُم، فَإنَّ القُرآنَ كَلامُ الله مُحدَثٌ غَيرُ مَخلوقٍ، وَغَيرُ أَزلِيٍّ مَعَ الله تَعالي ذِكرُهُ، وَتَعالي عَن ذلِكَ عُلُوّاً كَبيراً، كانَ اللهُ عزوجل وَلا شَي ءَ غَيرُ الله مَعروفٌ وَلا مَجهولٌ، كانَ عزوجل وَلا مُتَكَلِّمَ وَلا مُريدَ وَلا مُتَحَرِّكَ وَلا فاعِلَ جَلَّ وَعَزَّ رَبُّنا، فَجَميعُ هذهِ الصِّفاتِ مُحدَثَةٌ عِندَ حُدوثِ الفِعلِ مِنهُ، جَلَّ وَعَزَّ رَبُّنا، وَالقُرآنُ كلامُ الله غَيرُ مَخلوقٍ، فيهِ خَبرُ مَن كانَ قَبلَكُم، وَخَبَرُ ما يَكونُ بَعدَكُم، أُنزِلَ مِن عِندِ الله عَلي مُحَمَّدٍ رَسولِ الله صلي الله عليه وآله.

وَسأَلتَ - رَحِمَكَ اللهُ - عَنِ الاستِطاعَةِ لِلفعلِ، فَإنَّ اللهَ عزوجل خَلَقَ العَبدَ وَجَعَلَ لَهُ الآلَةَ وَالصِّحَةَ وَهِيَ القُوَّةُ الّتي يَكونُ العَبدُ بِها مُتَحَرِّكاً مُستَطيعاً لِلفِعلِ، وَلا مُتَحَرِّكَ إلّا وَهُوَ يُريدُ الفِعلَ، وَهِيَ صِفَةٌ مُضافَةٌ إلي الشَّهوَةِ الّتي هِيَ خَلقُ الله عزوجل، مُرَكَّبَةٌ في الإنسانِ، فَإذا تَحَرَّكَتِ الشَّهوَةُ في الإنسانِ اشتَهي الشَّي ءَ فَأرادَهُ، فَمِن ثَمَّ قِيلَ لِلإنسانِ: مُريدٌ، فَإذا أرادَ الفِعلَ وفَعَلَ كانَ مَعَ الاستِطاعَةِ وَالحَرَكَةِ، فَمِن ثَمَّ قِيلَ لِلعَبدِ: مُستَطيعٌ مُتَحَرِّكٌ، فَإذا كانَ الإنسانُ ساكِناً غَيرَ مُريدٍ لِلفِعلِ وَكانَ مَعَهُ الآلَةُ وَهِيَ القُوَّةُ وَالصِّحَةُ اللّتانِ بِهِما تَكونُ حَرَكاتُ الإنسانِ وَفِعلِهِ كانَ سُكونُهُ لعلَّة سُكونِ الشَّهوَةِ. فَقيلَ: ساكِنٌ، فَوُصِفَ بِالسُّكونِ، فإذا اشتَهي الإنسانُ وَتَحَرَّكَت شَهوَتُهُ الّتي رُكِّبَت فيهِ اشتَهي الفِعلَ وَتَحَرَّكَت بِالقُوَّةِ المُرَكَّبَةِ فيهِ وَاستَعمَلَ الآلَةَ الّتي بِها يَفعَلُ الفِعلَ فَيَكونُ الفِعلُ مِنهُ عِندَ ما تَحَرَّكَ وَاكتَسَبَهُ. فَقيلَ: فاعِلٌ وَمُتَحرِّكٌ وَمُكتَسِبٌ وَمُستَطيعٌ، أوَ لا تَري أنَّ جَميعَ ذلِكَ صِفاتٌ يُوصَفُ بِها الإنسانُ.

وَسَألتَ - رَحِمَكَ اللهُ - عَنِ التَّوحيدِ وَما ذَهَبَ إلَيهِ مَن قِبَلَكَ، فَتَعالي اللهُ الّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَي ءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ، تَعالي اللهُ عَمَّا يَصِفُهُ الواصِفونَ المُشَبِّهونَ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالي بِخَلقِهِ المُفتَرونَ عَلي الله عزوجل.

فَاعلَم - رَحِمَكَ اللهُ - أنّ المَذهَبَ الصَّحيحَ فِي التَّوحيدِ ما نَزَلَ بهِ القُرآنُ مِن صفاتِ الله عزوجل، فَانفِ عَنِ الله البُطلانَ وَالتَّشبيهَ، فَلا نَفيَ وَلا تَشبيهَ وَهُوَ اللهُ الثّابِتَ المَوجودُ، تَعالي اللهُ عَمّا يَصِفُهُ الواصِفونَ، ولا تَعدُ القُرآنَ فَتَضِلَّ بَعدَ البَيانِ.

وَسَألتَ رَحِمَكَ اللهُ عَنِ الإيمانِ، فَالإيمانُ هُوَ: إقرارٌ بِاللّسانِ وَعَقدٌ بِالقَلبِ وَ عَمَلٌ بِالأركانِ، فَالإيمانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وَقَد يَكونُ العَبدُ مُسلِماً قَبلَ أن يَكونَ مُؤمِناً، وَلا يَكونُ مُؤمِناً حَتَّي يَكونَ مُسلِماً فالإسلامُ قَبلَ الإيمانِ وَهُوَ يُشارِكُ الإيمانَ، فَإذا أتي العَبدُ بِكَبيرَةٍ مِن كَبائِرِ المَعاصي أو صَغيرَةٍ مِن صَغائِرِ المَعاصي الّتي نَهي اللهُ عزوجل عَنها كانَ خارِجاً مِنَ الإيمانِ وَساقِطاً عَنهُ اسمُ الإيمانِ وَثابِتاً عَلَيهِ اسمُ الإسلامِ، فَإن تابَ وَاستَغفَرَ عادَ إلي الإيمانِ وَلَم يُخرِجهُ إلي الكُفرِ والجُحودِ وَالاستِحلالِ وَإذا قالَ لِلحَلالِ هذا حَرامٌ وَلِلحَرامِ هذا حَلالٌ وَدانَ بِذلِكَ فَعِندَها يَكونُ خَارِجاً مِنَ الإيمانِ والإسلامِ إلي الكُفرِ وَكانَ بِمَنزِلَةِ رَجُلٍ دَخَلَ الحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الكَعبَةَ فَأحدَثَ فِي الكَعبَةِ حَدَثاً، فَأُخرِجَ عَنِ الكَعبَةِ وَعَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنقُهُ وَصارَ إلي النَّارِ. [1] .



[ صفحه 5]




پاورقي

[1] التوحيد: ص 226 ح7، بحار الأنوار: ج5 ص30 ح39 نقلاً عنه.


عند نزول المصيبة


1- روي الصدوق (ره) في العيون باسناده، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد، عن آبائه عن موسي بن جعفر عليهم السلام قال: نعي الي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ابنه اسماعيل ابن جعفر، و هو أكبر أولاده، و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه، فتبسم ثم دعا بطعامه، و قعد مع ندمائه، و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام، و يحث ندماءه، و يضع بين أيديهم، و يعجبون منه أن لا يروا للحزن أثرا، فلما فرغ قالوا: يا ابن رسول الله لقد رأينا عجبا أصبت بمثل هذا الأبن، و أنت كما نري؟! قال: و ما لي لا أكون كما ترون، و قد جاءني خبر أصدق الصادقين أني ميت و اياكم ان قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم، و لم ينكروا من تخطفه الموت منهم وسلموا لأمر خالقهم عزوجل.

2- دعوات الراوندي: كان للصادق عليه السلام ابن فبينا هو يمشي بين يديه اذ غص فمات، فبكي و قال: لئن أخذت لقد أبقيت، و لئن ابتليت لقد عافيت ثم حمل الي النساء، فلما رأينه صرخن، فأقسم عليهم أن لا يصرخن، فلما أخرجه للدفن قال: سبحان من يقتل أولادنا و لا نزداد له الا حبا، فلما دفنه قال: يا بني وسع الله في ضريحك، و جمع بينك و بين نبيك و قال عليه السلام: انا قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب فيعطينا، فاذا أحب ما نكره فيمن نحب رضينا.



[ صفحه 322]



في الكافي مسندا، عن العلاء بن كامل قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام فصرخت الصارخة من الدار، فقام أبوعبدالله عليه السلام ثم جلس، فاسترجع، و عاد في حديثه، حتي فرغ منه ثم قال: انا لنحب أن نعافي في أنفسنا و أولادنا وأموالنا، فاذا وقع القضاء فليس لنا أن نحب ما لم يحب الله لنا.

و عن قتيبة الأعشي قال: أتيت أباعبدالله عليه السلام أعود ابنا له، فوجدته علي الباب، فاذا هومهتم حزين فقلت: جعلت فداك كيف الصبي؟ فقال: والله انه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج الينا و قد أسفر وجهه، و ذهب التغير و الحزن قال: فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت: كيف الصبي جعلت فداك؟ فقال لقد مضي لسبيله، فقلت: جعلت فداك لقد كنت و هو حي مهتما حزينا، و قد رأيت حالك الساعة، و قد مات، غير تلك الحال فكيف هذا؟ فقال: انا أهل بيت انما نجزع قبل المصيبة، فاذا وقع أمر الله رضينا بقضائه، و سلمنا لأمره.


مناظرة ابن أبي ليلي في القضاء


و عن سعيد بن أبي الخضيب [1] قال: دخلت أنا و ابن أبي ليلي المدينة، فبينما نحن في مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم اذ دخل جعفر بن محمد عليه السلام، فقمنا اليه، فسألني عن نفسي و أهلي ثم قال: من هذا معك؟ فقلت: ابن أبي ليلي قاضي المسلمين!

فقال: نعم. ثم قال عليه السلام له: أتأخذ مال هذا فتعطيه هذا، و تفرق بين المرء و زوجه، و لا تخاف في هذا أحدا؟ قال: نعم.

قال عليه السلام: فبأي شي ء تقضي؟ قال: بما بلغني عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عن أبي بكر و عمر.

قال عليه السلام: فبلغك أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «أقضاكم علي بعدي»؟ قال: نعم.



[ صفحه 59]



قال عليه السلام: فكيف تقضي بغير قضاء علي عليه السلام و قد بلغك هذا؟!

قال: فاصفر وجه ابن أبي ليلي. ثم قال: التمس مثلا لنفسك، فوالله لا اكلمك من رأسي كلمة أبدا. [2] .


پاورقي

[1] سعيد بن أبي الخضيب البجلي: عده الشيخ في رجاله: 205 من أصحاب الصادق عليه السلام.

[2] الاحتجاج: 353.


مناظره ابوحنيفه و امام صادق (عليه السلام)


روزي ابو حنيفه - يكي از پيشوايان و رهبران اهل سنّت - به همراه عدّه اي از دوستانش به مجلس امام جعفر صادق عليه السلام وارد شد و اظهار داشت :



يابن رسول اللّه ! فرزندت ، موسي كاظم عليه السلام را ديدم كه مشغول نماز بود و مردم از جلوي او رفت و آمد مي كردند؛ و او آن ها را نهي نمي كرد، با اين كه رفت و

آمدها مانع معنويّت مي باشد؟!



امام صادق عليه السلام فرزند خود موسي كاظم عليه السلام را احضار نمود و فرمود: ابو حنيفه چنين مي گويد كه در حال نماز بودي و مردم از جلوي تو رفت و آمد مي كرده اند و مانع آن ها نمي شدي ؟



پاسخ داد: بلي ، صحيح است ، چون آن كسي كه در مقابلش ايستاده بودم و نماز مي خواندم ، او را از هر كسي نزديك تر به خود مي دانستم ، بنابر اين افراد را مانع و مزاحم عبادت و ستايش خود در مقابل پروردگار متعال نمي دانستم .



سپس امام جعفر صادق عليه السلام فرزند خود را در آغوش گرفت و فرمود: پدر و مادرم فداي تو باد، كه نگه دارنده علوم و اسرار الهي و امامت هستي .



بعد از آن خطاب به ابو حنيفه كرد و فرمود: حكم قتل ، شديدتر و مهمّتر است ، يا حكم زنا؟



ابو حنيفه گفت : قتل شديدتر است .



امام عليه السلام فرمود: اگر چنين است ، پس چرا خداوند شهادت بر اثبات قتل را دو نفر لازم دانسته ؛ ولي شهادت بر اثبات زنا را چهار نفر قرار داده است ؟!



سپس حضرت به دنباله اين پرسش فرمود: بنابر اين بايد توجّه داشت كه نمي توان احكام دين را با قياس استنباط كرد.



و سپس افزود: اي ابوحنيفه ! ترك نماز مهمّتر است ، يا ترك روزه ؟



ابو حنيفه گفت : ترك نماز مهمّتر است .



حضرت فرمود: اگر چنين است ، پس چرا زنان نمازهاي دوران حيض و نفاس را نبايد قضا كنند؛ ولي روزه ها را بايد قضا نمايند، پس احكام دين قابل قياس نيست .



بعد از آن ، فرمود: آيا نسبت به حقوق و معاملات ، زن ضعيف تر است ، يا مرد؟



ابوحنيفه در پاسخ گفت : زنان ضعيف و ناتوان هستند.



حضرت فرمود: اگر چنين است ، پس چرا خداوند متعال سهم مردان را دو برابر سهم زنان قرار داده است ، با اين كه قياس برخلاف آن مي باشد؟!



سپس حضرت افزود: اگر به احكام دين آشنا هستي ، آيا غائط و مدفوع انسان كثيف تر است ، يا مني ؟



ابو حنيفه گفت : غائط كثيف تر از مني مي باشد.



حضرت فرمود: اگر چنين است ، پس چرا غائط با قدري آب يا سنگ و كلوخ پاك مي گردد؛ ولي مني بدون آب و غسل ، تطهير نمي شود، آيا اين حكم با قياس سازش دارد؟!



پس از آن ابوحنيفه تقاضا كرد: ياابن رسول اللّه ! فدايت گردم ، حديثي براي ما بيان فرما، كه مورد استفاده قرار دهيم ؟



امام صادق عليه السلام فرمود: پدرم از پدرانش ، و ايشان از حضرت اميرالمؤ منين عليّ عليه السلام روايت كرده اند، كه رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: خداوند متعال ميثاق و طينت اهل بيت رسول اللّه صلوات اللّه عليهم را از اعلي علّيين آفريده است .



و طينت و سرشت شيعيان و دوستان ما را از خمير مايه و طينت ما خلق نمود و چنانچه تمام خلايق جمع شوند، كه تغييري در آن به وجود آورند هرگز نخواهند توانست .



بعد از آن كه امام صادق عليه السلام چنين سخني را بيان فرمود ابو حنيفه گريان شد؛ و با دوستانش كه همراه وي بودند برخاستند و از مجلس خارج گشتند.

پاورقي

اختصاص شيخ مفيد: ص 189

كرمه و سخاؤه


بلغ في الكرم شأنا عظيما، و مبلغا كريما و ليس بغريب عليه و علي بيته النبوي الكريم، و جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان أجود من الريح المرسلة شهدت له المواقف العديدة في المدلهمات و الغزوات و غيرها بالكرم البالغ الذي لا يخشي معه الفقر عليه الصلاة و السلام.

و أما جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه فمما جاء في كرمه و بذله ما رواه تلميذه هياج بن بسطام التميمي قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتي لايبقي لعياله شي ء.

و هذا عطاء من لا يخشي الفقر.

و روي أنه لما سئل عن علة تحريم الربا فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف، و هذا يدل علي أريحية نفس و سخائها.

و ذكروا عنه أنه كان يمنع الخصومة بين الناس، بتحمله الخسائر علي نفسه و ايثار الصلح بينهم.

و ذكروا عنه أنه كان يمنع الخصومة بين الناس، بتحمله الخسائر علي نفسه و ايثار الصلح بينهم.

كما ذكروا عنه أنه شابه جده علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه في الانفاق سرا، و ذلك أنه اذا كان الغلس في الليل حمل جرابا فيه خبز و لحم و دراهم علي عاتقه، ثم وزعه علي ذوي الحاجات من فقراء المدينة، دون أن يعلموا به، حتي مات، و ظهرت الحاجة فيمن كان



[ صفحه 20]



يعطيهم بعد موته.

فرحمة الله عليه و اني لأرجو أن يكون فيمن يقول الله فيهم:(و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).


عادت دادن به حسابرسي


يك تاجر زماني در كار خود پيشرفت مي كند كه در هر شبانه روز به حساب خود رسيدگي كرده و سود و زيان معاملات خويش را بداند و گرنه بعد از مدت كوتاهي سرمايه و هستي خود را از دست خواهد داد. جواني، يك سرمايه و فرصت بسيار عالي براي هر شخص مي باشد. اگر يك جوان به حساب عمر خود رسيدگي نكند و نداند كه آيا در مقابل عمر خويش چه چيزي به دست آورده است، در آينده اي نه چندان دور سرمايه معنوي خويش را به باد فنا خواهد داد. اما اگر به حساب روزانه اش برسد و ببيند كه در مقابل هر روز از دست رفته، يك قدم به سوي كمال برداشته، خوشحال شده و آن را تكرار كند و در مقابل انحطاط فكري و اخلاقي غمگين گشته و سعي در جبران آن داشته باشد، بديهي است كه رو به سوي رشد و ترقي خواهد نهاد. امام صادق عليه السلام به ابن جندب كه يك جوان فعال و پرشور و با ايمان بود مي فرمايد: «يا بن جندب! حق علي كل مسلم يعرفنا ان يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه فان راي حسنة استزاد منها و ان راي سيئة استغفر منها و لئلا يخزي يوم القيامة؛ [1] اي پسر جندب! هر مسلماني كه ما را مي شناسد شايسته است كه رفتار و كردار خود را در هر شبانه روز برخود عرضه دارد و حسابگر نفس خويش باشد تا اگر كار نيكي در آن ها ديد، بر آن بيفزايد و اگر كار بدي در اعمال خود مشاهده نمود، از آن ها توبه كند، تا در روز قيامت دچار ذلت و حقارت نشود.»


پاورقي

[1] تحف العقول، ص 301.


تشخيص مذهب راويان حضرت صادق


شايد نظر به شخصيت بارز و مقام والاي آن امام، تصور شود كليه ي شاگردان وي شيعه بوده اند، نظير اين تصور را مردم، نسبت به صحابه و ياران علي عليه السلام و ديگر ائمه اهل بيت دارند، در حاليكه شواهد تاريخي خلاف آن را نشان مي دهد.

اما نسبت به ياران علي بغير از عده اي از صحابه خاص آن حضرت، بقيه از فقها و محدثان معروف اهل سنت بوده اند، رابطه ي آنها با علي، حمايت از خلافت اوست به عنوان خليفه ي رسمي و شرعي پس از عثمان، در قبال اصحاب جمل و صفين و نيز اهل نهروان پس از ماجراي (تحكيم) كه خلافت او را حتي در همين حد هم قبول ندانستند و به هر حال، اكثر آنان به علي و اهل بيت عشق مي ورزيدند و به معني عام شيعه بودند نه به معني خاص.

اما نسبت به اصحاب و شاگردان امام صادق، با مراجعه به كتب رجال و شرح حال آنان، اين ادعا كاملا ثابت مي شود و برخي از آنها از علماي معروف اهل سنت اند كه عهده دار مقام فتوي يا منصب قضاوت بوده اند. و در بين آنان بسياري از خاندان صحابه و خلفا و نيز چند تن از متكلمين معروف و نيز سيره نويسان و مورخين و مفسرين و كساني كه از آل علي و دوستان او كه عليه حكومت وقت، قيام كردند ديده مي شوند.


منابع معرفت


امام صادق (ع) در اين حديث براي عنوان بصري سه منبع معرفت را بر مي شمارد:

1. در وجود خود به دنبال حقيقت عبوديت باش.

2. با به كاربستن علم، آن را بجوي.

3. از خدا طلب فهم كن تا تو را بفهماند.

اكنون به همين ترتيب به شرح اين سه منبع مي پردازيم:


ويژگي هاي عصر آن حضرت


عصر امام صادق(ع) همزمان با دو حكومت مرواني و عباسي بود كه انواع تضييق ها و فشارها بر آن حضرت وارد مي شد، بارها او را بدون آن كه جرمي مرتكب شود، به تبعيد مي بردند. از جمله يكبار به همراه پدرش به شام و بار ديگر در عصر عباسي به عراق رفت. يكبار در زمان سفاح به حيره و چند بار در زمان منصور به حيره، كوفه و بغداد رفت.

با اين بيان، اين تحليل كه حكومت گران به دليل نزاع هاي خود،فرصت آزار امام را نداشتند و حضرت در يك فضاي آرام به تاسيس نهضت علمي پرداخت، به صورت مطلق پذيرفتني نيست، بلكه امام با وجود آزارهاي موسمي اموي و عباسي از هرنوع فرصتي استفاده مي كرد تا نهضت علمي خود را به راه اندازد و دليل عمده رويكرد حضرت،بسته بودن راه هاي ديگر بود. چنان چه امام از ناچاري عمداً رو به تقيه مي آورد. زيرا خلفا در صدد بودند با كوچكترين بهانه اي حضرت را از سر راه خود بردارند. لذا منصور مي گفت: «هذا الشجي معترض في الحلق »; جعفر بن محمد مثل استخواني در گلو است كه نه مي توان فرو برد و نه مي توان بيرون افكند. برهمين اساس خلفا در صدد بودند ولو به صورت توطئه، حضرت را گرفتار و در نهايت شهيد كنند. حكايت زير دليل اين مدعي است:

جعفربن محمد بن اشعث از اهل تسنن و دشمنان اهل بيت عليهم السلام به صفوان بن يحيي گفت: آيا مي داني با اين كه در ميان خاندان ما هيچ نام و اثري از شيعه نبود من چگونه شيعه شدم؟... منصوردوانيقي روزي به پدرم محمد بن اشعث گفت: اي محمد! يك نفر مرد دانشمند و با هوش براي من پيدا كن كه ماموريت خطيري به او بتوانم واگذار كنم. پدرم ابن مهاجر (دايي مرا) معرفي كرد.

منصور به او گفت: اين پول را بگير و به مدينه نزد عبدالله بن حسن و جماعتي از خاندان او از جمله جعفر بن محمد امام صادق(ع ) برو و به هريك مقداري پول بده و بگو: من مردي غريب از اهل خراسان هستم كه گروهي از شيعيان شما درخراسان اين پول را داده اند كه به شما بدهم مشروط بر اين كه چنين و چنان (قيام عليه حكومت) كنيد و ما از شما پشتيباني مي كنيم. وقتي پول را گرفتند، بگو: چون من واسطه پول رساندن هستم، با دستخط خود، قبض رسيد بنويسيد و به من بدهيد. ابن مهاجر به مدينه آمد و بعد ازمدتي نزد منصور برگشت. آن موقع پدرم هم نزد منصور بود. منصور به ابن مهاجر گفت: تعريف كن چه خبر؟ ابن مهاجر گفت: پول ها را به مدينه بردم و به هريك از خاندان مبلغي دادم و قبض رسيد از دستخط خودشان گرفتم غير از جعفر بن محمد امام صادق(ع ) كه من سراغش را گرفتم. او در مسجد مشغول نماز بود. پشت سرش نشستم اوتند نمازش را به پايان برد و بي آن كه من سخني بگويم به من گفت: اي مرد! از خدا بترس و خاندان رسالت را فريب نده كه آن ها سابقه نزديكي با دولت بني مروان دارند و همه (براثر ظلم) نيازمندند.

من پرسيدم: منظورتان چيست؟ آن حضرت سرش را نزديك گوشم آورد و آن چه بين من و تو بود، بازگفت. مثل اين كه او سومين نفر ما بود.

منصور گفت:

«يابن مهاجر اعلم انه ليس من اهل بيت نبوه الا وفيه محدث و ان جعفر بن محمد محدثنا»

اي پسر مهاجر، بدان كه هيچ خاندان نبوتي نيست مگر اين كه درميان آنها محدثي (فرشته اي از طرف خدا كه با او تماس دارد و اخبار را به او خبر مي دهد.) هست و محدث خاندان ما جعفربن محمد(ع) است.

فرزند محمد بن اشعث مي گويد: پدرم گفت: همين (اقرار دشمن) باعث شد كه ما به تشيع روي آوريم. [1] .

آري اين همه نشان از اختناق و فشاري دارد كه مانع از هر نوع اقدام عليه حكومت وقت مي شد، لذا امام به سوي تنها راه ممكن كه همان ادامه مسير پدر بزرگوارش امام باقر(ع) بود، روي آورد و از در دانش و علم وارد شد.


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 1، ص 475.


في وفاته و بعض معاجزه




و لله افلاك البقيع فكم بها

كواكب من آل النبي غوارب



حوت منهم ما ليس تحويه بقعة

و نالت بهم ما لم تنله الكواكب



فبوركت ارضا كل يوم و ليلة

تطوف من الاملاك فيك كنائب



و فيك الجبال الشم حلما هو امد

و فيك البحور الفعم جودا نواصب



مناقبهم مثل النجوم كأنها

مصائبهم لم يحصها الدهر حاسب



[ صفحه 112]



و هم للوري اما نعيم مؤبد

و اما عذاب في القيمة واصب



روي علي بن ابي حمزة قال حججت مع الصادق (ع) فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة فحرك شفتيه بدعاء لم افهمه ثم قال يا نخلة اطعمينا مما جعل الله فيك من رزق عباده قال فنظرت الي النخلة و قد تمايلت نحو الصادق و عليها اوراقها و عليها الرطب قال - ع - ادن و سم و كل فاكلنا منها رطبا اعذب رطب و اطيبه فاذا نحن باعرابي يقول ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا فقال الصادق (ع) نحن ورثة الأنبياء ليس فينا ساحر و لا كاهن بل ندعو الله فيجيب فان احببت ان ادعو الله فيمسخك كلبا تهتدي الي منزلك و تدخل عليهم و تبصبص لأهلك قال الاعرابي بجلهه بلي فادع الله فصار كلبا في وقته و مضي علي وجهه فقال الصادق (ع) اتبعه فاتبعته حتي صار الي منزله فجعل يبصبص لأهله و ولده فاخذوا له عصا فاخرجوه فلنصرفت الي الصادق (ع) فاخبرته بما كان فبينما نحن في حديثه اذ اقبل حتي وقف بين يدي الصادق (ع) و جعلت دموعه تسيل فاقبل يتماغ في التراب فيعوي فرحمه فدعا الله فعاد اعرابيا فقال الصادق (ع) هل امنت يا اعرابي قال نعم الفا و الفا في (البحار) قال يونس بن ظبيان كنت عند الصادق (ع) مع جماعة فقلت قول الله لابراهيم فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك أكانت أربعة من اجناس مختلفة أو من جنس واحد قال اتحبون ان اريكم مثله قلنا بلي قال يا طاوس فاذا طاوس طار الي حضرته ثم قال يا غراب فاذا غراب بين يديه ثم قال يا بازي فاذا بازي بين يديه ثم قال يا حمامة فاذا حمامة بين يديه ثم امر بذبحها كلها و تقطيعها و نتف ريشها و ان يخلط ذلك كله بعضه ببعض ثم أخذ برأس الطاوس



[ صفحه 113]



فرأينا لحمه و عظامه و ريشه يتميز من غيرها حتي الصق ذلك برأسه و قام الطاوس بين يديه حيا ثم صاح بالغراب كذلك و بالبازي كذلك و الحمامة كذلك فقامت كلها احياء بين يديه عن المفضل بن عمر قال كنت امشي مع ابي عبدالله الصادق (ع) بمكة او بمني اذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة و هي و صبية لها تبكيان فقال (ع) ما شأنك قالت كنت و صباياي نعيش من هذه البقرة و قد ماتت لقد تحيرت في امري قال (ع) افتحبين ان يحييها الله لك قالت او تسخر مني مع مصيبتي قال (ع) كلا ما اردت ذلك ثم دعا بدعاء ثم ركضها برجله و صاح بها فقامت البقرة مسرعة سوية فقالت عيسي بن مريم و رب الكعبة فدخل الصادق (ع) بين الناس فلم تعرفه المرأة.

في (البحار) روي صفوان بن يحيي قال قال لي العبدي قالت اهلي قد طال عهدنا بالصادق (ع) فلو حججنا و جددنا به العهد فقلت لها و الله ما عندي شي ء احج به فقالت عندنا كسوة و حلي فبع ذلك و تجهز به ففعلت فلما صرنا قرب المدينة مرضت مرضا شديدا و اشرفت علي الموت فلما دخلنا المدينة خرجت من عندها و انا آيس منها فاتيت الصادق (ع) و عليه ثوبان ممصران فسلمت عليه فاجابني و سألني عنها فعرفته خبرها و قلت اني خرجت و قد آيست منها فاطرق مليا ثم قال يا عبدي انت حزين بسببها قلت نعم قال لا بأس عليها فقد دعوت الله لها بالعافية فارجع اليها فانك تجدها قاعدة و الخادمة تلقمها الطبرزد قال فرجعت اليها مبادرا فوجدتها قد افاقت و هي قاعدة و الخادمة تلقمها الطبرزد فقلت ما حالك قالت قد صب الله علي العافية صبا و قد اشتهيت هذا السكر فقلت خرجت من عندك آيسا فسألني الصادق



[ صفحه 114]



عنك فاخبرته بحالك فقال لا بأس عليها ارجع اليها فهي تأكل السكر قالت يا هذا خرجت من عندي و انا اجود بنفسي فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال مالك قلت انا ميتة و هذا ملك الموت قد جاء يقبض روحي فقال يا ملك الموت قال لبيك ايها الأمام قال ألست امرت بالسمع و الطاعة لنا قال بلي قال فاني امرك ان تؤخر امرها عشرين سنة قال السمع و الطاعة قال فخرج هو و ملك الموت فافقت من ساعتي.

(بيان) قال الفيروز آبادي المصر بالكسر الطين الأحمر و المصر كمعظم المصبوغ به في (البحار) عن بن ابي فاختة قال كنا جماعة عند ابي عبدالله عليه السلام (ع) فقال لنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت ان اقول باحدي رجلي اخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت فقال باحدي رجليه فخطها في الأرض خطا فانفجرت الأرض ثم مال بيده فاخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها فقال انظروا فيها حسا حسنا حتي لا تشكو ثم قال انظروا في الأرض فاذا سبائك في الارض كثيرة بعضها علي بعض يتلألأ فقال له بعضنا جعلت فداك اعطيتم كل هذا و شيعتكم محتاجون فقال ان الله سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة و يدخلهم جنات النعيم و يدخل عدونا الجحيم و فيه قال الراوي حملت مالا لابي عبدالله (ع) فاستكثرته في نفسي فلما دخلت عليه دعا بغلام و اذا طشت في آخر الدار فامره ان يأتي به ثم تكلم بكلام لما اتي بالطشت فانحدرت الدنانير من الطشت حتي حالت بيني و بين الغلام ثم التفت الي و قال اتري نحتاج الي ما في ايديكم انما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهركم.



[ صفحه 115]




دانشگاه بزرگ


شايد نتوان در تاريخ همانند مدرسه امام صادق، مدرسه اي فكري يافت كه توانسته باشد نسلهاي متوالي را تحت تأثير خود قرار دهد و اصول و افكار خود را بر آنها حاكم سازد و مردمي متمدن و فرهيخته با كيان و موجوديتي يگانه بنيان نهاده باشد.



[ صفحه 14]



اشتباه است اگر بخواهيم دستاوردهاي اين مدرسه را فقط محدود به كساني كنيم كه در آن به تحصيل علم پرداخته و معاصرانش از آن چيزها آموخته باشند، بلكه دستاوردهاي اين مدرسه در انديشه هايي است كه در جامعه ايجاد كرده و در مردان پرورش يافته اي است كه سيماي تاريخ و سيماي مسلمانان را دگرگون ساختند و تمدني را پديد آوردند كه تا قرنهايي دراز پايدار و پا بر جا بود.

در تاريخ ثبت است كه شمار كساني كه كه مستقيماً از افكار و انديشه هاي اين دانشگاه سيراب شده اند، به چهار هزار تن مي رسيده است. [1] و زماني اهميت اين مسئله براي ما روشن مي شود كه بدانيم اين مدرسه در آگاهي بخشي به مردم مسلمان دوران خود و نيز مسلماناني كه تا امروز از پي آنها آمده اند و نقش اول داشته و اينكه فرهنگ اصيل اسلامي تنها از اين چشمه ي فياض، جريان گرفته است، چرا كه پژوهشهاي انجام شده ثابت كرده است كه فرهنگهاي رواج يافته در ميان مسلمانان از انديشه هاي مسيحي و يهودي، افراد نفوذي آنان سرچشمه گرفته و يا از انديشه هاي فلاسفه ي يوناني و هندي كه كتابهايشان به عربي ترجمه شد و مسلمانان اصول و انديشه هاي خود را بر اساس آنها بنيان نهادند، تأثير پذيرفته است.



[ صفحه 15]



بنابراين جز مكتب امام صادق هيچ مدرسه و مكتب فكري اسلامي، باقي نماند كه از كيان و وحدت و اصالت خود در تمام ابعاد زندگي محافظت كند. علت اين امر آن بود كه پيروان اين مكتب، به اين مدرسه و افكار آن كاملاً اعتماد داشتند و همين اعتقاد بود كه آنان را به نگاهباني از اين مكتب و چهره ي ويژه آن در طول قرنها وا مي داشت تا آنجا كه آنان رواياتي را كه در اين مدرسه مي شنيدند دهان به دهان بازگو مي كردند و اگر چيزي مي نوشتند تا هنگامي كه از كساني كه اين روايات را از امام نقل مي كردند، اجازه ي مخصوص نمي گرفتند، به نشر آنها همت نمي گماردند.

اگر ما بدانيم كه فرهنگ اسلامي، اعم از شيعي و سني، بر پيشوايان معاصر با امام صادق عليه السلام، همچون پيشوايان مذاهب چهارگانه ي اهل سنت كه مسلمانان تنها بر مذاهب آنان تمسك كرده اند، تكيه داشته است و دريابيم كه اكثر اين پيشوايان انديشه هاي ديني خود را از اين مكتب بهره گرفته اند تا آنجا كه ابن ابي الحديد ثابت كرده است كه علم مذاهب چهارگانه اهل سنت در فقه ، به امام صادق بازگشت مي كند و مورخ مشهور، ابونعيم اصفهاني در اين باره گفته است:

شماري از تابعان از امام صادق روايت نقل كرده اند از جمله: يحيي بن سعيد انصاري، ايوب سختياني، ابان بن تغلب، ابو عمرو بن علاء و يزيد بن عبدالله بن هاد و همچنين پيشوايان برجسته از او نقل حديث كرده اند. كساني همچون: مالك بن انس، شعبه حجاج، سفيان ثوري، ابن جريح، عبدالله بن عمر، روح بن قاسم، سفيان بن عيينه، سليمان بن بلال، اسماعيل بن جعفر، حاتم بن اسماعيل، عبدالعزيز بن مختار، وهب بن خالد، ابراهيم بن



[ صفحه 16]



طهمان و مسلم بن حجاج نيز در صحيح خود به احاديث نقل شده از آن حضرت عليه السلام احتجاج كرده است، [2] اگر ما از تمام اين امور آگاهي يابيم آنگاه به درستي خواهيم دانست كه فرهنگ اصيل اسلامي تنها و تنها به امام صادق و مدرسه اي كه او بنيان گذارد، باز مي گردد.

از سوي ديگر اگر بدانيم كه تنها يكي از دانش آموختگان اين مدرسه، يعني جابر بن حيان، دانشمند و رياضيدان پر آوازه كه جهان همواره او را صاحب دانشي عظيم در زمينه ي رياضيات مي داند، 500 رساله در رياضيات داشته كه تمام آنها را امام صادق عليه السلام بر وي املاء كرده بود، آنگاه به افاضات بي شمار اين مدرسه بر دانش اندوزانش به خوبي پي خواهيم برد.

محمد بن مسلم از آن حضرت 16000 حديث در علوم گوناگون روايت كرده است. اين نكته درباره ي بسياري ديگر از دانشمندان گرانقدر نيز صدق مي كند به طوري كه يكي از آنان مي گويد: در اين مسجد (مسجد كوفه) 900 استاد را ديدم كه هر كدام مي گفتند: قال جعفر بن محمد! حتي ابوحنيفه مي گويد:

«اگر آن دو سال نبود هر آينه نعمان - نام كوچك ابوحنيفه - نابود مي شد».

بالاخره آنكه بايد بدانيم كه از هيچ يك از دوازده امام و بلكه چهارده معصوم كه رسول خدا صلي الله عليه و آله هم در ميان آن محسوب است، به اندازه اي



[ صفحه 17]



كه از امام صادق روايت نقل كرده اند، روايت نقل نشده است. دانشمندان متأخر شيعه، به گردآوري رواياتي كه از معصومين عليهم السلام نقل شده پرداخته اند. بحار الانوار مجلسي شامل 110 جلد است. جامع الاخبار نراقي كتابي است در رديف بحار الانوار و مستدرك بحار الانوار هم چيزي همانند بحار است، اما بيشترين صفحات اين كتابها و نظاير آنها شامل احاديث امام صادق عليه السلام، كه بيشتر اين احاديث در فقه و حكمت و تفسير و مانند آنها مي باشد.

اما از رواياتي كه در ديگر علوم از آن حضرت نقل شده، جز اندكي به دست ما نرسيده است، زيرا بيشتر اين روايات قرباني اختلافات سياسي شده كه متعاقب دوران امام صادق به وقوع پيوست. چه بسيار كتابهاي خطي شيعه كه به آتش منحرفان سوخته شد و از بين رفت!!

تنها بهره ي كتابخانه هاي فاطميون و مصر از اين ميان به بيش از سه ميليون نسخه ي خطي مي رسد. چه بسيار كتابهايي كه امواج خروشان دجله و فرات آنها را به كام خود كشيد و يا به آتش طمع عباسيان در بغداد و كوفه سوخت!! چه بسيار محدثان دانشمند و فرهيخته اي كه دانشهاي گوناگون در دلهايشان موج مي زد و مي تپيد، اما از ترس كشتارها و جنايات عباسيان، جرأت اظهار و نشر آنها را نداشتند!!

اين ابن ابي عمير است كه روزگاري دراز در زندانهاي بني عباس به سر برد و متأسفانه، تأليفاتش در اين مدت پنهان ماند و حتي زير خاك دفن شد و خاك آنها را خورد و بدين سان احاديث بسياري و از جمله صحيحة الاعمال از بين رفت.



[ صفحه 18]



اين محمد بن مسلم است كه سي هزار حديث از امام صادق عليه السلام حفظ است، اما حتي يكي از آنها را هم نقل نمي كند!

هنگامي كه ما از اين مسائل آگاه مي شويم، مي توانيم به عمق فرهنگ اين مدرسه ي جهان اسلامي و نيز وسعت افق پهناور آن پي ببريم.

مشهور است كه روش امام جعفر صادق مطابق با جديدترين روشهاي آموزش و پروش در جهان بوده است. حوزه ي درسي آن حضرت، به تربيت متخصصان اهتمام نشان مي داد. مثلا هشام بن حكم متخصص در مباحث تئوريك بود و يا زراره و محمد بن مسلم و عده اي ديگر در مسائل ديني تخصص داشتند و جابر بن حيان متخصص رياضيات بود و... و... به طوري كه وقتي كسي نزد آن حضرت براي علم اندوزي مي آمد، او مي پرسيد كه خواهان آموختن كدام علم است؟ اگر مرد پاسخ مي داد: فقه.

امام او را به متخصصان فقه راهنمايي مي كرد و اگر مي گفت: تفسير. او را به متخصصان تفسير دلالت مي كرد و به همين ترتيب اگر مي گفت: حديث يا سيره يا رياضيات يا پزشكي يا شيمي، آن حضرت وي را به برجستگان و خبرگان در اين علوم راهنمايي مي كرد و آن دانشجو به ملازمت هر كس كه خود مي خواست، در مي آمد تا پس از مدتي به دانشمندي توانا و برجسته در دانش دلخواه خود تبديل شود.

كساني كه به مدرسه ي امام صادق عليه السلام مي آمدند، اهل منطقه و ناحيه اي خاص نبودند. سرشت جهان اسلام در عصر امام صادق چنان بود كه گسترش علم و فرهنگ و معرفت را در هر خانه اي اقتضا مي كرد. زيرا فتوحات پي درپي مسلمانان، دروازه هاي تازه اي از راههاي گوناگون



[ صفحه 19]



زندگي و آداب و رسوم و انديشه هاي مردم را به روي آنان مي گشود و موجب پديد آمدن برخوردي تازه ميان انديشه هاي اسلامي و تئوريهاي ديگر مي شد. اين برخورد تازه در طريقه زندگي در نزد مسلمانان و امتزاج آن با آداب و رسوم ايرانيان و روميان و ديگر همسايگان حكومت اسلامي موجب مي شد تا جامعه نويني پديد آيد كه عميقاً و كاملاً تحت تأثير وضع جديد قرار گيرد و از راه اسلام منحرف گردد و همين امر باعث ايجاد تناقضاتي در حيات جامعه ي مسلمانان شد و باز نمودهاي منفي بسياري از اين امتزاج طبيعي و ناگهاني از خود بر جاي گذارد.

از اين رو، مردم در آن روزگار به فراگيري علم و دانش شتاب ورزيدند و براي دستيابي به دانش بيشتر، خود را به محضر امام صادق عليه السلام رساندند. طوايف گوناگوني از گوشه و كنار جهان اسلام به نزد آن حضرت رفتند، مركز حساسي كه آن حضرت انتخاب كرده بود، دستيابي آنان را به وي آسان مي ساخت چرا كه آن حضرت در بيشتر عمر خود، مدينه را كه به مثابه ي عصب حساس جهان اسلام به شمار مي آمد به عنوان مقر و پايگاه خود اختيار كرد. هر ساله گروههاي بسياري از مسلمانان براي اداي مناسك حج و رفع مشكلات و مسائل عملي و نظري خود به حرمين (مكه و مدينه) رهسپار مي شدند و در آنجا بود كه آنان با امام صادق و مدرسه ي بزرگ آن حضرت برخورد مي كردند و هر آنچه را كه مي خواستند در نزد حضرتش مي يافتند.

در اينجا، مناسبت دارد كه اجمالاً به موج الحادي كه در دوران زندگي



[ صفحه 20]



امام صادق عليه السلام بر جامعه ي اسلامي يورش آورده بود، اشاره اي كنيم. اين موج با مدرسه ي امام صادق نيز برخورد كرد، اما آن را سدي استوار و خلل ناپذير يافت كه از عهده ي پاسخ گويي به آن موج بر آمد و آن را از حركت باز انداخت و به غبار تبديل كرد. از آنجا كه ما مي كوشيم زندگي آن امام بزرگ را خلاصه وار بررسي كنيم و خطوط ويژه ي مدرسه ي بزرگ آن حضرت را مشخص سازيم، بايد مروري گذرا نيز به اين موج فراگير داشته باشيم.

پيش از اين گفتيم كه فتوحات اسلامي، موجب شد تا برخوردهاي نيرومندي ميان مسلمانان و تازه مسلمانان پديد آيد. از آنجا كه بيشتر مسلمانان درك و بينشي شايسته و استوار از اسلام نداشتند، اين برخوردها به نتيجه اي نامطلوب و منفي انجاميد، و مسلمانان را به دو گروه تقسيم كرد.

گروه اول محافظه كاران و قشري گراياني بودند كه تنها جنبه ي ظاهري دين را گرفته و از فهم جوهر و حقيقت و كنه آن بازمانده بودند. اينان عقل و خرد خود را همراه با آن معيارها گم كرده بودند. گروه خوارج از پيشتازان اين گرايش بودند چنان كه اشاعره نيز اين گونه بودند، البته با ملاحظاتي در طوايف آنها از نظر اختلاف در كميت و كيفيت.

گروه دوم تندروهايي بودند كه شديداً از وضع موجود در جامعه ي تأثير پذيرفته بودند. اينان معيارها را به كناري افكنده و تنها بدانچه عقلهاي كوته آنها بر حسب اختلاف گرايشها و دگرگوني شرايط، به آنان ديكته مي كرد، اكتفا كرده بودند. در پيشاپيش اين گروه، ملحدان و پس از آنها با



[ صفحه 21]



فاصله ي بسيار. معتزله و ديگر فرقه هايي كه بديشان نزديك بودند، جاي داشتند.

بنا به طبيعت وضع اجتماعي موجود در آن روزگار كه مرتد بد حال تر از كافر اصيل قلمداد مي شد، آنان مجبور به استتار بودند. اگر چه مرتدان در همان هنگام جزو اقليت به شمار مي آمدند، اما انديشه هايشان را از آبشخور فلسفه يونان، سيراب مي كردند.

اعراب تا آن روزگار با انديشه هاي يوناني هيچ آشنايي نداشتند، آشنايي آنان هنگامي آغاز شد كه نهضت ترجمه در عصر امام صادق عليه السلام و پس از آن صورت پذيرفت.

از اين رو تنها شمار اندكي از مسلمانان كه تمام ابعاد فلسفه نظري اسلام را درك كرده و به وجوه تفاوت ميان آنها و ديگر تئوريها پي برده بودند، مي توانستند با اقامه ي دليل و برهان اصول فكري اسلام را اثبات كنند و اصول و تئوريهاي ديگر مكاتب را در هم بكوبند.

اين عده ي اندك با كساني برخورد مي كردند كه معلومات آنها بر مجموعه اي از احاديثي كه از ابوهريره و امثال او روايت شده بود محدود بود و اصلاً به تناقضات فراواني كه در آنها به چشم مي خورد، توجه نشان نمي دادند. اينان خود را بر حق گمان مي كردند و مي پنداشتند كه از توانايي كافي براي اثبات ادعاهاي تو خالي و بي اساس خود بهره مندند. از اين رو مي بينيم كه هر كدام از آنها حزبي راه مي اندازد و مردم را پنهاني به خود فرا مي خواند.



[ صفحه 22]



بنابر اين، امام بر خود لازم ديد كه در برابر اين گروهها به ستيزه برخيزد و اوهام باطل آنها را از هم بشكافد. آن حضرت براي رسيدن به اين هدف سه طرح خردمندانه ترسيم كرد:

1- او قسمتي از مدرسه اش را به كساني اختصاص داد كه از فلسفه يونان بالأخص و ساير فلسفه ها بالأعم آگاهي داشتند و بخوبي از نظر اسلام درباره ي آنها و دلايلي كه آن فلسفه ها را نقض مي كرد، آگاه بودند.

كساني همچون هشام بن حكم متكلم پر آوازه و عمران به ايمن و محمد بن نعمان احول و هشام بن سالم و ديگر مشاهير علم و حكمت و كلام كه به معيارهاي نظري اسلام نيز آگاه بودند.

2- آن حضرت به نوشتن رساله هاي همچون «توحيد مفضل» و «اهليجه» و... اقدام كرد.

3- رويارويي شخص با سران انديشه هاي الحادي.

از آنجا كه طرح سوم در رويارويي با اين موج الحاد از دو طرح ديگر مؤثرتر و كار آمدتر بوده، سزاوار است كه اندكي بر روي آن توقف كنيم و برخي از ماجراها و رويدادهاي مهمي را كه در اين خصوص رخ داده است با هم بخوانيم:

1- ابن ابي العوجاء و ابن طالوت و ابن اعمي و ابن مقفع به همراه گروهي از كافران در موسم حج در مسجد الحرام گرد آمده بودند. امام صادق عليه السلام نيز در آن هنگام در مسجد الحرام حضور داشت و براي مردم فتوا مي داد و قرآن را تفسير مي كرد و سؤالاتشان را با آوردن دليل و برهان



[ صفحه 23]



پاسخ مي گفت. كافراني كه آنجا حضور داشتند از ابن ابي العوجاء در خواست كردند كه در محضر امام گستاخي كرده سؤالي بپرسد كه وي را در ميان اطرافيانش رسوا سازد.

ابن ابي العوجاء درخواست آنان را پذيرفت. پس از آنكه مردم از گرد امام صادق عليه السلام پراكنده شدند، ابن ابي العوجاء نيز آن حضرت رفت و گفت: اي ابوعبدالله! مجلسها اماناتند [3] و هر كه را سرفه گريبانگير شود ناگزير از سرفه كردن است. آيا به من اجازه ي پرسش مي دهي؟ امام فرمود: هر چه مي خواهي بپرس.

ابن ابي العوجاء پرسيد: چقدر مي خواهي اين خرمن را لگدمال كنيد و به اين سنگ پناه آريد و اين خانه ي، برافراشته بر سنگ و كلوخ را بپرستيد و گرداگردش چونان شتر هروله كنيد؟! اينجا كساني هستند كه در اين باره مي انديشند و اين كارها را كردار فردي بي خرد و بي بصيرت مي دانند. پاسخم گوي كه تو رأس اين امر (دين) و بزرگ آن هستي.

امام صادق در پاسخ او فرمود:

«راستي هر كه را خداوند گمراه و دلش را كور كند، حق را ناديده انگارد و به جستجوي آن بر نخيزد و شيطان دوست و صاحب او مي شود و او را به وادي هلاكت مي افكند و بيرونش نمي برد. اين خانه اي است كه خداوند بدان آفريدگانش را بندگي گرفت تا با آمدن به سوي آن



[ صفحه 24]



طاعتشان را بيازمايد. پس آنان را بر تعظيم و زيارت آن برانگيخت و آن را قبله ي نماز گزارانش گرداند. اين خانه شعبه اي از رضوان خداست و راهي است كه به آمرزش او مي انجامد. اين خانه بر قرارگاه كمال، استوار شده و مجمع عظمت و شكوه است. خداوند آن را دو هزار سال پيش از گستردن زمين آفريد پس سزاوارترين كس براي اطاعت از آنچه فرموده و خودداري از آنچه باز داشته، همانا خداوند آفريننده ي ارواح و صورتهاست.

ابن ابي العوجاء گفت: براي كسي كه غايب است و در ميان نيست؟!

امام صادق عليه السلام فرمود: «اي واي بر تو! چگونه غايب است كسي كه با خلقش شاهد است و از رگ گردن بديشان نزديك تر است سخنشان را مي شنود و نهفته هايشان را مي داند. مكاني از وجود او خالي نيست، و مكاني او را در بر نگرفته است، و به مكاني نزديك تر از مكاني ديگر نيست نشانه هايش برايش، به اين گواهي مي دهد و افعالش بر آن دلالت مي كند. به خدايي كه پيامبرش را به آيات محكم و به دلايل آشكار مبعوث كرد، محمد رسول خدا صلي الله عليه و آله كسي است كه اين گونه عبادت را براي ما آورد. پس اگر درباره ي كار او اشكال داري، بپرس.

ابن ابي العوجاء از شنيدن اين سخنان، سراسيمه شد و ندانست چه بگويد. از مقابل امام عليه السلام برگشت به همراهانش گفت: از شما خواستم كه بستري براي خوابم بگستريد، اما شما جاي مرا بر سنگريزه ها (آتش) افكنديد!



[ صفحه 25]



همراهانش به او گفتند: خاموش باش! به خدا سوگند تو با سر در گمي و لب فرو بستن خويش، ما را رسوا ساختي و ما امروز هيچ كس را در محضر جعفر صادق از تو حقير تر نديديم.

ابن ابي العوجاء گفت: آيا به من چنين مي گويد؟ او [امام صادق عليه السلام] فرزند كسي است كه سرهاي همه اينان را كه مي بينيد (با دست به كساني كه در مسجد الحرام بودند اشاره كرد) تراشيد. [يعني آنان به فرمان جدش حج مي گذارند].

يك بار ديگر ابن ابي العوجاء نزد امام آمد و از وي درباره ي حدوث جهان پرسيد. امام به او فرمود:

«هيچ كوچك و بزرگي نيافتم مگر آنكه چون بدان پيوست، بزرگ شد و اين خود انتقال از حالت نخست است و اگر جهان قديم مي بود نه از بين مي رفت و نه دگرگون مي شد، زيرا چيزي كه از بين مي رود و يا دگرگون مي شود رواست كه وجود و يا بطلان هم بپذيرد. بنابراين با وجودش پس از عدم، داخل در حدث مي شود و با بودنش در ازل در قدم نيز داخل مي شود در حالي كه صفت حدوث و قدم در يك شي ء جمع نمي شود».

ابن ابي العوجاء گفت: دانش خود را در اين دو حالت و دو زمان بنابر دلايلي كه براي اثبات حدوث جهان ذكر كرديد، به كار گيريد و بگوييد اگر اشياء بر همان كوچكي خود باقي مي ماندند، چطور مي توانستيد بر حدوث جهان استدلال كنيد؟

امام صادق عليه السلام فرمود:



[ صفحه 26]



«ما از همين جهان كنوني سخن مي گوييم، پس اگر آن را بالا برديم يا پايين آورديم جهان ديگري خواهد شد كه هيچ چيز همچون همين بالا بردن و يا پايين آوردن آن توسط ما، بر حدوث آن دلالت نمي كند، اما من تو را پاسخ مي گويم، زيرا توانسته اي ما را ملزم كني. پس مي گوييم: اشياء اگر بر همان حالت صغر و كوچكي خود باقي بمانند چون توهم مي شود كه اگر چيزي بدانها بپيوندند بزرگتر مي شوند و همين جواز تغير، خود دليل قديم نبودن جهان است و تغير آن مستلزم دخول جهان در حدوث است و در پس اين براي تو سودي نيست اي عبدالكريم». [4] .

بار ديگر ابن ابي العوجاء كه تمام نيرنگ و دلايل خويش را گرد آورده و خود را مجهز ساخته بود براي بحث با امام جعفر صادق عليه السلام به محضر وي رفت، اما هنوز مباحثه ي خود را آغاز نكرده بود كه يك باره چهره ا ش به سختي سياه شد پس برخاست اما نتوانست باز گردد تا آنكه از دنيا رفت. [5] .

با مرگ ابن ابي العوجاء آن هم به اين شيوه، دفتر الحاد كه ياران و ياوراني هم داشت، در هم پيچيده شد و راهبر الحاد كه داراي قدرت و شوكت و حزبي بزرگ بود از بين رفت.

2- از هشام بن حكم روايت شده است كه گفت: زنديقي در مصر زندگي مي كرد كه درباره ي ابوعبدالله عليه السلام چيزهايي شنيده بود. از اين رو به



[ صفحه 27]



مدينه آمد تا با آن حضرت مناظره كند، اما او را نيافت. به وي گفته شد:

امام به مكه رفته است. زنديق نيز به سوي مكه بيرون آمد. ما در آن هنگام با ابوعبدالله الصادق همراه بوديم. حضرت در حال طواف بود كه زنديق نزد ايشان آمد و به او نزديك شد و سلام كرد.

ابوعبدالله از او پرسيد: نامت چيست؟

گفت: عبدالملك.

پرسيد: كنيه ات چيست؟

گفت: ابوعبدالله.

پرسيد: آن ملكي كه تو بنده ي اويي، كيست؟ آيا از ملوك زمين است يا از ملوك آسمان؟ و درباره ي پسرت بگو آيا بنده ي خدايان آسمان است يا بنده ي خدايان زمين؟ آن مرد خاموش ماند...

امام به او فرمود: بگو، اما مرد خاموش بود.

پس امام به او فرمود: چون از طواف فارغ شديم نزد ما بيا.

چون ابو عبدالله عليه السلام از كار طواف فارغ شد، زنديق به نزد او آمد رو به روي حضرت نشست. همه ي ما نيز آنجا حضور داشتيم. ابوعبدالله پرسيد: آيا مي داني كه زمين زير و زبري دارد؟

مرد گفت: آري!

پرسيد: زير آن رفته اي؟

مرد گفت: نه!

پرسيد: آيا مي داني كه زير آن چيست؟



[ صفحه 28]



مرد گفت: نمي دانم، اما گمان كنم زير آن چيزي باشد.

امام صادق فرمود: گمان، تا زماني كه يقين به دست نياوري (نشانه) عجز است.

سپس پرسيد: آيا به آسمان رفته اي؟

گفت: نه!

پرسيد: آيا مي داني در آن بالا چيست؟

گفت: نه!

پرسيد: آيا به مشرق و مغرب رفته اي و به آنچه پشت آنهاست نگريسته اي؟

گفت: نه!

فرمود: شگفت از تو! نه به مشرق و مغرب رسيده اي و نه به زيرزمين و نه به آسمان رفته اي و نه آنچه را كه آنجاست يافته اي تا از آنچه پشت آنهاست آگاهي يابي، در حالي كه تو آنچه را كه در آنهاست انكار مي كني! آيا خردمند چيزي را كه نمي شناسد منكر مي شود؟

زنديق پاسخ داد: هيچ كس جز تو اين سخن با من نگفته بود!

امام فرمود: پس تو در اين باره ترديد داري؟ شايد باشد و شايد نباشد.

زنديق گفت: و شايد اين باشد (آنچه كه من گويم).

ابوعبدالله عليه السلام فرمود:

«اي مرد براي كسي كه نمي داند حجتي بر آنكه مي داند نيست و جاهل را بر دانا حجت نيست. اي برادر اهل مصر از من درياب، آيا مگر



[ صفحه 29]



نمي بيني كه خورشيد و ماه و شب و روز داخل مي شوند و از يكديگر سبقت نمي گيرند، مي روند و باز مي گردند و مجبور و خاضعند. براي آنان جز جايي كه دارند جاي ديگري نيست. پس آنان اگر نيرو و قدرت دارند مي توانند بروند و باز نگردند اگر مجبور و مضطر نيستند. چرا شب به هنگام روز و روز به هنگام شب جلوه گر نمي شود؟ بلكه آنان براي خدا به اضطرار افتاده اند اي برادر مصري. اعتقادي كه شما به سوي آن مي گراييد و مي پنداريد از دهر است. (ماده و طبيعت) اگر دهر آنان را مي برد چرا بازشان مي گرداند و اگر بازشان مي گرداند چرا مي بردشان؟ آيا مگر آسمان را برافراشته و زمين را فرو گذاشته نمي بيني؟ نه آسمان بر زمين فرو مي افتد و نه زمين بر فراز آنچه در زير آن است، به نشيب مي آيد. به خدا سوگند كه خالق و مدبرش آنرا نگهداشته است».

هشام گويد: زنديق با شنيدن اين سخنان بر دست ابوعبدالله عليه السلام ايمان آورد و آن حضرت به هشام گفت: او را امشب درياب و آموزشش ده.

3- زنديق ديگري نزد امام صادق آمد و از او درباره ي برخي مسائل نظري پرسش كرد ميان امام صادق و زنديق اين بحث در گرفت؛ زنديق: چگونه مردم خداي را عبادت مي كنند در حالي كه او را نديده اند؟

امام صادق فرمود: دلها، خدا را با نور ايمان مي بينند و خردها با بيداريشان آن را مانند امور آشكار، ثابت مي كنند و ديدگان با ديدن زيبايي تركيب و استواري تأليف (پيوستگي) او را مي بينند.

از طرفي پيامبران و آياتش و كتابها و محكماتش وجود او را اثبات



[ صفحه 30]



مي كنند و دانشمندان از نشانه هايش بر عظمت او بي آنكه ديده شود، بسنده كرده اند.

زنديق: آيا خداوند نمي تواند خود را بر مردم بنمايد تا او را ببينند تا بعد از آن با يقين كامل عبادت شود؟

امام صادق: براي امور محال پاسخي نيست. [6] .

زنديق: از كجا پيامبران و فرستادگان را اثبات مي كني؟

امام صادق: وقتي كه، ثابت كرديم كه خالقي صانع و متعالي وجود دارد و اين صانع، حكيم است روا نيست كه آفريدگانش او را نظاره كنند و بر او دست سايند و يا او با خلايقش مباشرت كند و آنان نيز با او مباشرت كنند، او به آنان نيازمند باشد، و آنان نيز بدو نيازمند باشند.

ثابت شد كه خداوند بندگاني را سفيران خود گرفت كه مردم را به مصالح و منافع خويش و چيزهايي كه پايداري ايشان در آنها است و فنايشان در ترك آنها، دلالت مي كنند. پس وجود آمران و ناهيان از جانب خداوند حكيم و دانا در ميان مخلوقاتش ثابت شد. در اينجا ثابت مي شود كه براي مخلوقات معبراني هستند. آنان پيامبران و برگزيدگان خلق اويند حكيماني كه به حكمت تأديب شده و از جانب او مبعوث گشته اند. در



[ صفحه 31]



احوال مردم با آنان شريكند بنابر آنكه مردم با او در خلق و تدبير شريكند. از جانب حكيم دانا به حكمت و دلايل و براهين و شواهد، مثل زنده كردن مردگان و شفا دادن كوران و پيس ها، مؤيد و پشتگرمند.

زنديق: خدا، موجودات را از چه خلق كرد؟

امام صادق عليه السلام: از هيچ چيز.

زنديق: چگونه شي ء از لا شي ء پديد مي آيد؟

امام فرمود: اشياء از چند وجه برون نيستند. يا از چيزي خلق شده اند و يا از غير چيز. پس اگر از چيزي خلق شده اند، آن چيز قديم است و قديم، حادث نيست و تغيير نمي كند و يا اينكه شي ء جوهري واحد و رنگي واحد باشد. در اين صورت اين رنگهاي مختلف و اين جوهرهاي فراوان و موجود در اين جهان از انواع و اقسام گوناگون، چگونه پديد آمده اند؟ اگر چيزي كه از آن اشياء پديد مي آيد، زنده باشد مرگ از كجا آمده است؟ و اگر چيزي كه از آن اشياء پديد مي آيد، مرده باشد، پس حيات از كجا آمده است؟ و نيز جايز نيست از زنده و مرده پديد آمده باشند، زيرا زنده تا هنگامي كه زنده است از او، مرده پديد نيايد و نيز ميت نمي تواند قديم باشد چرا كه همواره مرگ ملازم با اوست و مرده نه قدرتي دارد و نه بقايي.

زنديق: اين سخن از كجا آمده است كه اشياء ازلي هستند؟

امام صادق عليه السلام: اين سخن كسي است كه گرداننده ي اشياء را انكار كرده و پيامبران و سخنان آنان و انبياء و اخباري را كه از آن خبر داده اند دروغ



[ صفحه 32]



پنداشته و كتابهايشان را خرافه خوانده و براي خود ديني مطابق با آرا و خواسته هاي خويش وضع كرده است. اشياء از گردش فلك بدانچه در آن است، بر حدوث خود دلالت مي كنند».

هنگامي كه ما گفتار خود را از اين مباحثات سرشار از نظريات فلسفي از يك سو و نظريات ديني از سوي ديگر به پايان مي بريم و آنها را با هم وفق مي دهيم و افكار و انديشه هاي باطل را رد مي كنيم، بايد دريابيم كه فلسفه ي اسلامي پس از گذشت يك قرن كامل از انقضاي مدرسه ي امام صادق عليه السلام بود كه توانست صاحب ركن و ستوني براي خود شود. اينجا بود كه مسلمانان توانستند مكتبي اصيل و با ويژگيهايي خاص خود در ميان مكاتب فلسفي جهان به وجود آورند.

با وجود اين مي بينيم اين نظرياتي كه در احاديث منقول از امام صادق عليه السلام به وفور يافت مي شود از اصالت و ويژگي كاملي برخوردار است در حالي كه نظريات ديگر همچون خس و خاشاك دريا مي ماند كه از هر سويي گرد مي آمد بدون اينكه پاسخگوي مسائل مردم بوده و يا با آنها تناسب داشته باشد.

اين نكته در مورد صورت اين نظريات بود، اما در مورد واقعيت آنها بايد دانست كه اين نظريات در ايجاد سازگاري ميان اصول ديني و پژوهشهاي فلسفي به سختي محكوم به شكست شدند بطوري كه به تأويل در متون و نصوص صريح اسلامي پناه بردند و يا آنها را تا آنجا مستقل مطرح كردند كه هرگز جزو فلسفه ي اسلام محسوب نشدند.

اما مي بينيم كه نظريات امام صادق عليه السلام همواره از ژرفاي انديشه ي



[ صفحه 33]



اسلامي و آيات قرآن و احاديث پيامبر صلي الله عليه و آله و نيز از قوانين و تعاليم اسلامي نشأت مي گيرد تا آنجا كه اين نظريات به مثابه ي جزيي جدا نشدني از كيان واحد و اصيل اسلام به شمار مي آيند. در همين حال مي توان شاهد همساز كردن فطرت انسان و خود آگاهي او چه در معني و چه در دليل نيز بود.



[ صفحه 34]




پاورقي

[1] ابن عقده نام راوياني را كه از حضرت صادق روايت نقل كرده اند، جمع آوري كرده كه شمار آنان چهار هزار تن است. اما ابن قضائري با استدلال بر نظر ابن عقده بر اين شمار افزوده است.

[2] حلية الاولياء، ج 3، ص 199.

[3] «ان المجالس أمانات»، اعراب اين عبارت را وقتي كه مي خواهند چيزي بگويند كه از مردم پنهان بماند، به كار مي برند. (مؤلف).

[4] الاحتجاج، ص 76.

[5] علامه مظفر در كتاب الامام الصادق مي نويسد كه: «سليمان، عامل منصور بر كوفه، ابن ابي العوجاء را به خاطر الحاد و زندقه اش كشت.».

[6] اشاره به اين نكته است كه رؤيت خداوند محال است، زيرا خدا جسم نيست كه چشم آن را بيند و محاط نيست كه فكر بدان احاطه يابد در تعريف نمي گنجد بلكه برتر از تمام اينهاست و قدرت خدا هر چند كه شامل و فراگير است اما اگر چيزي قبول مكان نكند چگونه مي تواند يافت شود؟!.


درس هاي اين وصيت


1. از همنشيني و مصاحبت و دوستي با افراد بدنام خودداري نماييم كه آتش و عذاب آنان دامن ما را خواهد گرفت. به اين حديث



[ صفحه 25]



شريف توجه كنيد:

قال مولانا الصادق عليه السلام: احذر من الناس ثلاثة: الخائن، و الظلوم، و النمام، لأن من خان لك خانك، و من ظلم لك سيظلمك، و من نم اليك سينم عليك [1] .

امام صادق عليه السلام فرمود: از رفاقت و همنشيني با سه گروه برحذر باش؛ خائن، ستمكار و سخن چين؛ زيرا كسي كه روزي به نفع تو خيانت مي كند، روز ديگر به ضرر تو خيانت خواهد كرد؛ و كسي كه براي تو به ديگري ظلم و ستم مي كند، طولي نخواهد كشيد كه به شخص تو ستم خواهد كرد؛ و كسي كه از ديگران نزد تو سخن چيني مي كند، به زودي از تو نزد ديگران نمامي خواهد كرد.

2. از رفتن به مكان و مجلس بدنام جدا بايد خودداري كنيم. در حديث شريف آمده است:

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه [2] .

پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله فرمود: خدا رحمت كند كسي را كه كاري نكند (و جايي نرود) كه مردم از او غيبت كنند.

و همچنين فرمود:

أولي الناس بالتهمة من جالس اهل التهمة [3] .

شايسته ترين مردم براي بدنامي و ننگ اجتماعي، كساني



[ صفحه 26]



هستند كه با بدنامان دوست و همنشين مي شوند و با آنان مجالست مي نمايند.

3. اهميت مسأله ي زبان و كنترل آن و در مسير صحيح قرار دادن آن كه در اين وصيت تاريخي به آن تأكيد شده است، اهميت فراواني دارد.

به اين حديث شريف توجه نماييد:

قال اميرالمؤمنين عليه السلام: لسانك حصانك ان صنته صانك و ان خنته خانك [4] .

حضرت امير عليه السلام فرمود: زبان تو همانند اسبت مي باشد؛ اگر او را كنترل كني، رهايت نمي كند، و اگر او را آزاد گذاشتي و رهايش نمودي، تو را به زمين خواهد زد.

به اين فراز تاريخي كه يكي از بزرگ ترين افتخارات زندگي حضرت علي عليه السلام است، توجه فرماييد:

سال دهم هجرت بود و روز به روز بر گسترش اسلام افزوده مي شد، ولي هنوز مردم يمن اسلام را نپذيرفته بودند. سپاهي از اسلام به فرماندهي خالد بن وليد به سرزمين يمن حركت كرد؛ مدتي در آنجا ماندند، ولي نتوانستند مشكلات نفوذ و صدور انقلاب اسلامي به يمن را برطرف سازند.

سرانجام پيامبر صلي الله عليه و اله حضرت علي عليه السلام را براي اين كار انتخاب نمود. علي عليه السلام آماده ي حركت به سوي يمن شد؛ پيامبر صلي الله عليه و آله در بدرقه ي علي عليه السلام فرمود:اي علي! با كسي از در جنگ وارد مشو، و سعي كن تا با دليل



[ صفحه 27]



و منطق و روش نيك، مردم يمن را به سوي اسلام هدايت كني، و اين را بدان كه اگر يك نفر را به سوي اسلام هدايت كني، سوگند به خدا براي تو بهتر است از آنچه كه خورشيد بر آن مي تابد.

در پايان - اين بدرقه - فرمود: (يا علي) چهار سفارش به تو مي كنم كه حتما آن ها را رعايت كن:

1. بر تو باد به دعا و نيايش، زيرا دعا غالبا با استجابت همراه است.

2. در همه ي حالات شاكر و سپاسگزار خداوند باش، زيرا شكر و سپاس موجب افزايش نعمت خواهد شد.

3. اگر با گروهي يا با كسي، عهد و پيماني بستي، به آن وفا كن و آن را محترم شمار.

4. از مكر و نيرنگ بپرهيز، زيرا مكر و نيرنگ بدكاران به خودشان بازمي گردد.

آنگاه پيامبر صلي الله عليه و آله نامه اي را كه براي مردم يمن نوشته بود، به علي عليه السلام داد تا براي آن ها بخواند.

حضرت علي عليه السلام با توجه به سفارش هاي پيامبر صلي الله عليه و آله عازم يمن شد. صفوف سربازان اسلام را كه تحت فرماندهي خالد بن وليد اعزام شده بودند، منظم كرد، و زمام امور را به دست گرفت و با مردم يمن تماس حاصل نمود، و با روش منطق جلب و جذب، با آن ها برخورد نمود، و نامه ي پرمهر پيامبر صلي الله عليه و آله را براي آن ها خواند. قبيله ي همدان كه بزرگ ترين قبيله ي يمن بود، آن چنان تحت تأثير روش حضرت علي عليه السلام و نامه ي پيامبر صلي الله عليه و آله قرار گرفتند كه همگي به اسلام گرويدند، و كم كم ساير قبايل نيز از قبيله ي همدان پيروي كرده، و



[ صفحه 28]



همه ي مردم يمن يكپارچه به دست حضرت علي عليه السلام زير پرچم اسلام آمدند؛ بي آن كه از بيني يك نفر خوني ريخته شود.

وقتي حضرت علي عليه السلام اين خبر را توسط شخصي به پيامبر صلي الله عليه و آله رساند، آن حضرت شاد شد و سجده ي شكر به جا آورد و سپس فرمود: سلام و درود بر مردم همدان كه اسلامشان موجب اسلام همه ي مردم يمن گرديد.

عمرو بن شاس مي گويد: من در اين سفر همراه علي عليه السلام بودم، تصور كردم كه علي عليه السلام نسبت به من بي مهري كرد و اين موضوع در دلم مانده بود. هنگامي كه به مدينه برگشتيم، با هر كس كه ملاقات كردم، بي مهري علي عليه السلام را بازگو نمودم، تا اين كه در مسجد به حضور پيامبر صلي الله عليه و آله رسيدم و در كنارش نشستم. پيامبر صلي الله عليه و آله به من رو كرد و فرمود:اي عمرو! مرا آزار رساندي.

گفتم: «انا لله و انا اليه راجعون» پناه مي برم به خدا و به اسلام، از اين كه به رسول خدا صلي الله عليه و آله آزار رسانده باشم.

پيامبر صلي الله عليه و آله به من فرمود:

من آذي عليا فقد آذاني.

هر كس كه علي عليه السلام را بيازارد، حتما مرا آزرده است.

فهميدم كه نمي بايست نسبت نارواي بي مهري علي عليه السلام به خود را تصور كنم يا از آن شكايت نمايم (و به مردم اين مطلب را بازگو كنم) كه موجب آزار علي عليه السلام و پيامبر عليه السلام خواهد شد [5] .



[ صفحه 29]



كجا بود پيامبر صلي الله عليه و آله تا ببيند بعد از وفاتش چه مصيبت هايي بر عترت او وارد كردند؛ از آتش زدن در خانه ي دخترش و كشتن حضرت محسن عليه السلام و سيلي زدن به حضرت زهرا عليهاالسلام، و حضرت علي عليه السلام را با سر برهنه به مسجد آوردن، و تازيانه زدن به حضرت زهرا عليهاالسلام؛ كه امام صادق عليه السلام مي فرمايد: در اثر همين تازيانه ها و ظلم ها و اذيت ها، مادرم حضرت زهرا عليهاالسلام از دنيا رفت.

حضرت موسي بن جعفر عليه السلام مي فرمايد: ان فاطمة صديقة شهيدة [6] .

همچنين داستان ميخ در و سينه ي حضرت زهرا عليهاالسلام و اذيت و آزارها تا ايام معاويه كه دستور داد روي هشتاد هزار منبر به حضرت اميرالمؤمنين علي عليه السلام سب و شتم كنند. همه ي اين ها قلب نازنين پيامبر صلي الله عليه و آله را به درد آورده است. به اين نكته ي تاريخي توجه نماييد:

روزي معاويه به سعد بن ابي وقاص (پدر عمر بن سعد) گفت: چرا علي عليه السلام را سب نمي كني؟ (و به دستوري كه دادم، عمل نمي نمايي) ؟ سعد در پاسخ گفت: من سه موضوع را كه رسول خدا صلي الله عليه و آله درباره ي علي عليه السلام فرموده، به ياد مي آورم، از اين رو به آن حضرت ناسزا نمي گويم، كه اگر داراي يكي از آن ها بودم، براي من بهتر از شتران سرخ پوست حجاز بود.

1. شنيدم رسول خدا صلي الله عليه و آله در بعضي از جنگ ها، علي عليه السلام را در مدينه به عنوان جانشين خود گذارد و براي جنگ مسافرت كرد [7] علي عليه السلام به رسول خدا صلي الله عليه و آله عرض كرد: آيا مرا با زنان و كودكان مي گذاري و خود



[ صفحه 30]



به ميدان جنگ مي روي؟

رسول خدا صلي الله عليه و آله به علي عليه السلام فرمود:

أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبوة بعدي.

آيا خشنود نيستي كه تو نسبت به من، همچون نسبت هارون به موسي باشي، جز اين كه بعد از من، پيامبري نخواهد بود؟

2. شنيدم در جنگ خيبر، رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: فردا پرچم را به دست شخصي مي سپارم كه هم او خدا و رسولش را دوست دارد، و هم خدا و رسولش او را دوست دارند. همه ي ما در انتظار بوديم ببينيم اين افتخار به چه كسي مي رسد. فرداي آن روز، رسول اكرم صلي الله عليه و آله پرچم را به دست علي عليه السلام سپرد.

3. هنگامي كه اين آيه نازل شد:

(انما يريد اله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا) [8] .

خداوند، فقط مي خواهد پليدي و گناه را از شما اهل بيت دور كند و كاملا شما را پاك سازد.

رسول خدا صلي الله عليه و آله، علي عليه السلام و فاطمه و حسن و حسين را طلبيد و گفت: خداوندا! اين ها اهل بيت من هستند [9] .

اين نكته ي تاريخي را به اين كلام شريف ختم كنيم.



[ صفحه 31]



قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا علي من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله [10] .

يا علي! هر كس به تو ناسزا بگويد، به من ناسزا گفته و هر كس به من ناسزا بگويد، به خدا ناسزا گفته است.

در حقيقت، معاويه و يارانش شصت سال به خدا و پيغمبر صلي الله عليه و آله ناسزا گفتند و در زمان خلافت عمر بن عبدالعزيز به دستور وي اين سب و شتم ها ممنوع شد و فدك را به فرزندان علي عليه السلام و زهرا عليهاالسلام برگرداندند.


پاورقي

[1] تحف العقول، ص 316.

[2] مكارم الاخلاق، ج 1، ص 21.

[3] من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 395، ح 5840؛ امالي شيخ صدوق، مجلس 6، ح 4؛ معاني الاخبار، ص 196، ح 1، باب الغايات.

[4] الحديث، ج 2، ص 93.

[5] اعلام الوري، ج 1، صص 257-258؛ بحارالانوار، ج 21، ص 360، باب 34، ح 1؛ اين حديث را حاكم نيشابوري نيز در مستدرك، ج 3، ص 122 آورده است.

[6] كافي، ج 1، ص 458؛ مولد الزهرا، ح 2.

[7] اين داستان مربوط به غزوه ي تبوك است.

[8] احزاب، 33.

[9] خصائص اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (للحافظ أبي عبدالرحمن نسائي) صص 33-35، ح 11؛ سنن كبري - نسائي - ج 5، ص 108، ح 8398.

[10] فرائد السمطين، ج 1، صص 301-302، ح 240.


تهيئة العالم و تأليف أجزائه


يا مفضل أول العبر و الدلالة علي الباري جل قدسه، تهيئة هذا العالم، و تأليف أجزائه و نظمها، علي ما هي عليه، فانك اذا تأملت العالم بفكرك و خبرته بعقلك، وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج اليه عباده، فالسماء مرفوع كالسقف، و الأرض ممدودة كالبساط، و النجوم مضيئة كالمصابيح، و الجواهر مخزونة كالذخائر، و كل شي ء فيه لشأنه معد، و الانسان كالمالك ذلك البيت، و المخول جميع ما فيه. و ضروب النبات مهيأة لمآربه، و صنوف الحيوان مصروفة في مصالحه و منافعه. ففي هذا دلالة واضحة علي أن العالم مخلوق بتقدير و حكمة و نظام و ملاءمة، و أن الخالق له واحد، و هو الذي ألفه و نظمه بعضا الي بعض، جل قدسه و تعالي جده و كرم وجهه و لا اله غيره



[ صفحه 15]



تعالي عما يقول الجاحدون، و جل و عظم عما ينتحله الملحدون.


پدر


پدر آن بزرگوار، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام است. هيچ پژوهشگر و نويسنده اي نمي تواند به حقيقت امام باقر عليه السلام از لحاظ عبادت، علم، خلق و خلقت پي ببرد. كسي است كه باقر ناميده شده است، يعني علم را مي شكافد.



[ صفحه 21]




الموالي و وظائف الدولة


و أما القول بأن الأمويين قد أبعدوا الموالي عن وظائف الدولة مما بعث الحقد في قلوبهم و الكيد للامويين فهو غير صحيح؛ لأنا نري أن الموالي قد



[ صفحه 345]



استغلوا أهم وظائف الدولة في العصر الاموي كرئاسة الديوان و جباية الخراج و أمانة السر، و قيادة الجيوش و امارة بعض البلدان، و اليك انموذجا من ذلك:

سرجون بن منصور مولي معاوية كان يتولي رئاسة ديوان الرسائل و الخراج لمعاوية و ابنه يزيد و لمعاوية بن يزيد و لمروان بن الحكم.

عبدالرحمن بن دراج تولي الرسائل لمعاوية، و كان اخوه علي خراج العراق في أيامه.

مرداس مولي زياد بن أبيه كان علي رئاسة ديوان الرسائل لزياد، و كان علي الخراج في العراق مولاه زاذا نفروخ.

أبوالزعيزعة مولي عبدالملك كان يتولي ديوان الرسائل في عهده و كان أمين سره عمر بن الحارث مولي بني عامر.

جناح مولي عبدالملك: يترأس ديوان الخاتم.

ابوالعلاء يزيد بن ابي مسلم مولي ثقيف: يتقلد للحجاج رسائله و يقتل الناس بأمره، و ولي خراج العراق بعد موت الحجاج.

سعيد الصابي: علي ديوان الخاتم للوليد بن عبدالملك، و كاتبه شعيب العماني مولاه.

الليث بن أبي فروة: مولي أم الحكم كان يكتب لعمر بن عبدالعزيز، و جعل خراج العراق بيد عبدالله بن ذكوان مولي رملة بنت شيبة.

محمد بن يزيد مولي الأنصاري: كان واليا علي مصر من قبل عمر بن عبدالعزيز، و بعد وفاة عمر عزله يزيد بن عبدالملك و ولي مكانه يزيد بن مسلم مولي ثقيف.

سالم مولي سعيد بن عبدالملك كان علي ديوان الرسائل للوليد بن يزيد. عبدالحميد بن يحيي مولي العلاء: كان يتولي رئاسة ديوان الرسائل لمروان الحمار و كذلك عثمان بن قيس مولي خالد القسري.

طارق بن زياد مولي موسي بن نضير: كان من القواد العسكريين.

نيزك بن صالح مولي عمر بن عبدالعزيز: كان علي امارة الشاش.

أسامة مولي معاوية علي إمارة مصر.

طارق بن عمر مولي عثمان بن عفان ولي المدينة و كان من ولاة الجور.

و كان الكثير منهم يتولي السلطة التشريعية كعطاء بن يسار مولي ميمونة ام المؤمنين المتوفي سنة 102 ه.

و علي قضاء مصر سمنان مولي عبدالله بن عمرو بن العاص المتوفي سنة 127 ه.



[ صفحه 346]



و كان مفتي مصر و شيخها ابورجاء بن حبيب المتوفي سنة 128 ه و غير هؤلاء.

و كان الامويون يكرمون علماء الموالي و يشيدون بذكرهم. فقد نادي منادي الدولة أن لا يفتي إلا عطاء بن رباح، و أرسلوا نافع الديلمي مولي ابن عمر المتوفي سنة 117 ه الي مصر يعلم الناس السنن.

و كانت الفتيا بدمشق لسليمان بن أبي موسي المتوفي سنة 117 ه مولي الأمويين.

و لزيد بن أسلم العدوي المتوفي سنة 136 ه حلقة في المسجد النبوي.

و يطول بنا الحديث و يتسع البحث إن أردنا الاستقصاء لذكر من أشغل وظائف الدولة الهامة من الموالي، من ولاة و قواد و قضاة و أمناء سر و امراء خراج و جباة أموال.


مواقفه من ساسة عصره


و من الواضح أن مبدأ العدالة - و هو من أعظم مبادي ء الشريعة الاسلامية - أصبح في عهد أولئك الولاة لا يعمل به. فهم جبابرة ظلمة، لا يصلحون لمركز الولاية علي المسلمين، و ليس لهم كفاءة علي التحلي بصفات الخلافة، و لا قدرة لهم علي تنفيذ أحكام الاسلام، فهم لا يصلحون للولاية و لا تجب طاعتهم بحال. و ان في مؤازرتهم و المعاونة معهم خروجا عن أمر الله، و مخالفة لكتابه. و بذلك لا تكون ملازمة بين العترة و بين الكتاب ان داهنوا الظلمة أو ركنوا اليهم.

فسياسة أهل البيت تقضي بحرمة معاونة الظالمين، و عدم الركون اليهم. و منهجهم في توجيه الأمة لا يتعدي حدود ما أمر الله به، فهم و القرآن يسيرون جنبا الي جنب في أداء الرسالة و مهمة التبليغ، و هم أئمة للعدل و حماة للدين، و دعاة للصلاح. و قد برهنوا علي أعمالهم بما كانوا يتحلون به من مكارم الأخلاق، و جميل الصفات، و شدة محافظتهم علي نواميس الشرع. و قد اتضح لنا من سيرتهم ما لا حاجة الي اطالة البحث فيه.

و قد صح عن الامام الصادق أنه قال لأصحابه: «ما أحب أن أعقد لهم - أي الظلمة - عقدة أو و كيت لهم و كاء، و لا مدة بقلم. ان الظلمة و أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتي يحكم الله بين العباد».

و كان ينهي عن المرافعة الي حكامهم، و لا يري لزوم ما يقضون به، لأن



[ صفحه 21]



حكمهم غير نافذ، كما كان يشتد علي العلماء الذين يسيرون في ركاب الدولة و يأمر بالابتعاد عنهم حيث يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم [1] .

و قد حاول المنصور أن يستميل الامام الصادق في عدة مرات، و لكنها محاولة فاشلة فلم يزل يبتعد عنه، و يعلن غضبه عليه، و لا تأخذه في الحق لومة لائم. كما أعلن مقاطعته له فكتب المنصور اليه: لولا تغشانا كما تغشانا سائر الناس. فأجابه الامام عليه السلام: ما عندنا من الدنيا ما نخافك عليه، و لا عندك من الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنيك عليها، و لا تعدها نقمة فنعزيك بها فلم نغشاك؟!!

فكتب اليه المنصور ثانية: تصحبنا لتنصحنا. فأجابه الامام: من أراد الدنيا فلا ينصحك و من أراد الآخرة فلا يصحبك.

و بهذا يتجلي موقف الامام الصادق من حكام عصره، و ابتعاده عنهم، و هو النهج الذي أمر أتباعه أن ينهجوه، و قد أبدي ذلك في كثير من مواقفه و أعلن للأمة وجوب مقاطعة الظالمين و حرمة المعاونة معهم ليحد من نشاطهم في هضم حقوق الناس، و استيلائهم علي مقدراتهم، و استبدادهم في الأمور و جورهم في الحكم.

و كانت محاولة المنصور لجلب شخصية الامام اليه و طلب الاتصال به هي تضييق دائرة المقاطعة التي أعلنها الامام الصادق، و التي سار عليها كثير من الناس.

و سيأتي مزيد بيان لمواقفه مع المنصور و اعلان غضبه عليه و قد عرف المنصور بالشدة و القسوة و عدم مبالاته في اراقة الدماء و كان يقتل علي الظنة و التهمة و يحاسب من يتهمه بالانكار عليه أشد المحاسبة، و لا يلين في شي ء من ذلك، كما لا يتورع في ارتكاب ما حرمه الله تعالي.

و المنصور علي ما فيه من الظلم و سوء المعاملة للرعية، كان يتمني أن يكون في دولته مثل الحجاج بن يوسف، ذلك السفاح المستهتر، فكان يقول: و الله لوددت أني وجدت مثل الحجاج بن يوسف، حتي استكفيه أمري و أنزله أحد الحرمين. [2] .

و معني ذلك أنه كان يتمني أن يقضي علي أهم مصدر للتشريع الاسلامي، فيضع السيف في حملة الحديث و رجال العلم، و يملأ السجون من الصلحاء،



[ صفحه 22]



و يصبغ وجه الأرض من دماء الأبرياء. و قد أشرنا الي طرف من أعمال المنصور و سوء سيرته، و ما كان يلقي الامام الصادق منه في سبيل الدعوة الي الله تعالي [3] .


پاورقي

[1] حلية الاولياء للحافظ ابي نعيم ج 3 ص 194.

[2] الطبري ج 9 ص 298.

[3] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 2.


ولادته


الامام أبو عبدالله جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين، ابن الحسين سبط رسول الله بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

ولد بالمدينة المنورة يوم الجمعة، أو الاثنين عند طلوع الفجر 17 ربيع الأول سنة 83 ه و قيل سنة 80 ه. و قيل غرة رجب أو منتصفه، و قيل يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر، غرة شهر رمضان، و المعتمد الأول و هو يوم 17 ربيع الأول يوم ولادة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كما عليه عمل كثير من المسلمين.

و امه أم فروة، و قيل أم القاسم و اسمها قريبة، أو فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. أمها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر، و كانت أم فروة قد ولدت للامام الباقر ولدين هما: الامام الصادق عليه السلام و عبدالله أو عبيدالله، و قد قال الامام الصادق فيها: انها ممن آمنت و اتقت و أحسنت، و الله يحب المحسنين.

و قد روت عن الامام الباقر أحاديث كثيرة، و كانت لها مكانة علمية، و قد استقت العلم من ينبوع الوحي، و معدن الرسالة، و مما يدلنا علي مكانتها العلمية، ما رواه عبدالأعلي قال: رأيت أم فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسري، فقال لها رجل ممن يطوفون: يا أمة الله أخطأت السنة. فقالت: انا لأغنياء عن علمك.

و كان أبوها القاسم بن محمد بن أبي بكر من أعلام الأمة و كبار المحدثين عن أهل البيت، و روي عن عمته عائشة و كثير من الصحابة، و كان من الفقهاء السبعة و من رواة الحديث، و قد روي حديثه أصحاب الصحاح الستة.

و قد استوفينا ترجمة أم فروة و أبيها القاسم و أبيه محمد، في كتابنا الذي أفردناه في ترجمة الامام جعفر بن محمد الصادق، و لذلك اكتفينا بهذه الاشارة الموجزة.


الدكتور شلبي و الشيعة


قال الدكتور أحمد شلبي أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعات اندنوسيا: المصادر الرئيسية للشريعة الاسلامية هي القرآن الكريم و الاحاديث الصحيحة، الي أن يقول: و لكن الشيعة يعتقدون في أئمتهم ان الله يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم، و تنزل عليهم الملائكة، و تأتيهم بالأخبار، و اذا أراد الامام ان يعلم شيئا أعلمه الله اياه، و هم من أجل هذا لا يحتاجون الي الرأي و القياس، فكلما جد أمر ليس في القرآن و لا في أحاديث الرسول اجابة صريحة عنه، تلقي الامام من الله الرد علي هذا السؤال، كما كانت الحالة مع الرسول تماما، و من اجل هذا يبطل استعمال القياس و الرأي.

و بناء علي اختلاف الأسس التي تؤخذ منها الشريعة و سبب المصدر الجديد الذي اعتمده الشيعة اصبح لهم فقه خاص بهم يختلف و يتفق مع فقه السنة؛ و فيما يلي امثلة لفقه الشيعة مقتبسة من الترجمة العبقرية للعلامة غلام حليم بن قطب الدين الهندي:

الطهارة: طهارة الخمر.

لا يحتمون طهارة مكان الصلاة مادامت النجاسة لا تعلق بالثوب.

الصلاة: يجيزون الجمع بين الظهر و العصر و بين المغرب و العشاء من غير عذر.

لا يجيزون القصر لصلاة المسافر الا اذا كان مسافرا الي مكة و المدينة أو الكوفة أو كربلا.

تختلف عدد التكبيرات علي الميت تبعا لمكانته.

الصوم: صوم اليوم الثامن عشر من ذي القعدة سنة مؤكدة.

لا يبحثون عن هلال رمضان، و لا عن هلال شوال و دائما يبدأون رمضان قبل اهل السنة بيوم او يومين، و رمضان عندهم كامل دائما.

لا تجب الزكاة في اموال التجارة.

النكاح: يجوزون نكاح المتعة.



[ صفحه 29]



لا يقع الطلاق الا بشاهدين كالزواج.

الميراث: يقدمون القرابة علي العصبة.

يقدمون البنت علي الولد في الميراث لا يورثون الجد عند وجود ابن الابن.

الأذان: يزيدون فيه عبارة: حي علي خير العمل [1] .

هذا ما يقوله الدكتور الشلبي، و لنمر اولا مر الكرام علي ما قاله حول اعتقاد الشيعة بالأئمة عليهم السلام: من انهم تنزل عليهم الملائكة و تأتيهم بالأخبار و ان حالهم حال النبي صلي الله عليه و اله و سلم فالحديث حول هذا يطول و هذه التهمة من محدثات عصور التطاحن و التناحر. و ليست هذه الفرية علي الشيعة مما يصح السكوت عنها، و لكن ضيق المجال يدعونا الي الاعراض عن المناقشة هنا كما يدعونا ذلك الي ترك التعرض لما ذكره في مسألة القياس و رأي الشيعة فيه. و قد مر في الجزء الثاني من هذا الكتاب بحث حول رأي الشيعة في القياس.

و اما ما نسبه الي الشيعة من الفروع الفقهية التي جعلها انموذجا و مثالا فهي خلط و خبط و تزوير و جهل و تعصب، و سيقف القراء علي حقيقة ذلك في بحث الفقه المقارن.

و من اعجب الأشياء قوله: ان الشيعة لا يجيزون قصر الصلاة للمسافر الا اذا كان مسافرا الي مكة، و المدينة، أو الكوفة و كربلاء، و هذا قول معكوس تماما، فانهم يوجبون القصر في الصلاة اجماعا، و يقولون بالتخيير بين القصر و الاتمام في هذه الأماكن الأربعة و القصر عندهم افضل.

و اما قوله باستحباب صوم اليوم الثامن عشر من ذي القعدة فهذا بهتان و اتحداه أن يثبت ذلك و دونه خرق القتاد اذ لا يوجد قائل بهذا أبدا الا الأستاذ الشلبي.

و اما طهارة الخمر فهو كذب و لا أثر لذلك، و اما ما ذكر من نكاح المتعة و الجمع بين الظهرين و حضور شاهدين في الطلاق فهذه ابحاث علمية و للمسلمين في ذلك خلاف يأتي فيما بعد ان شاء الله.

و الذي نود أن نشير اليه هو أن الدكتور لم يكلف نفسه عناء البحث و لم يعط من وقته للتنقيب و ان قال ان الوقت ثمين، فيجب ان تكون الكرامة اثمن من الوقت، و ان ظهور النقص لعدم اطلاعه او كذبه هو حط في كرامته، اذ لا يوثق بنقله و هو موجه جيل و معلم فئة و رئيس جامعة، و ربما



[ صفحه 30]



له عذر النقل من مصدر و هو غير معذور بصفته عالما موجها فيلزمه البحث و التدقيق.

هذه صورة من صور التجني علي الحقائق و الخروج عن القواعد العلمية، و سيجد القراء زيادة بيان في الدراسات الفقهية الآتية، و فيها ما يفند هذه المزاعم و المفتريات، و الخلط و الخبط في الأمور الواضحة. مما يدلنا بوضوح علي عظيم التأثير بدعايات التضليل، المسيطرة علي اذهان الكثيرين من المتنورين في البلاد الاسلامية.


پاورقي

[1] تاريخ التربية الاسلامية ص 345.


وجوب القراءة بالعربية


تجب القراءة باللغة العربية، و لا يجزي غيرها من اللغات، و يجب التعلم علي من لا يحسنها، هذا ما عليه مذهب الشيعة، و وافقهم الشافعية و الحنابلة [1] و هو قول مالك.

أما الحنفية فقد أجاز أبوحنيفة القراءة بالفارسية مطلقا، كما أجاز بها الأذان، و التلبية، و التسمية في الذبح [2] .

و أجاز أبوحنيفة قراءة التوراة في الصلاة، اذا كان ما يقرؤه موافقا لما في القرآن، لأنه يجوز عنده قراءة القرآن بالفارسية و غيرها من الألسنة، فيجعل كأنه قرأ القرآن بالسريانية فتجوز الصلاة عنده لهذا [3] .

و خالفه أبويوسف و محمد، لأن القرآن اسم لمنظوم عربي كما نطق به النص. الا أنه عند العجز يكتفي بالمعني كالايماء [4] .

و لا يسع المقام استيفاء جميع و موارد الخلاف في المسألة، لأن فيها مسائل كثيرة وقع الاختلاف بها.



[ صفحه 309]



و قد أجمع الشيعة علي وجوب الفاتحة في صلاة الصبح والركعتين الأوليين من سائر الفرائض، و قراءة سورة كاملة غيرها بعدها، الا في المرض، و الاستعجال، و ضيق الوقت، فيجوز الاقتصار علي الحمد.

و لايجوز تقديم السورة علي الحمد. و لا يجوز قراءة السور الطوال التي يفوت الوقت بقراءتها.

و البسملة جزء من كل سورة. فيجب قراءتها الا سورة براءة، و تجب القراءة بالعربية و لا يجوز غيرها، كما تجب عليه القراءة الصحيحة بأداء الحروف و اخراجها من مخارجها علي النحو اللازم من لغة العرب، و أن تكون هيئة الكلمة موافقة للأسلوب العربي من حركة البنية و سكونها، و حركات الاعراب و البناء و سكناتها، و الحذف و القلب، و الادغام، و المد الواجب فاذا أخل بشي ء بطلت.

و يجب علي الرجال الجهر في الصبح و الأوليين من المغرب و العشاء، و الاخفات في الظهر و العصر.

و يتخير المصلي في ثالثة المغرب و أخيرتي الرباعيات بين الفاتحة و التسبيح و صورته:

سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله و الله أكبر. و يجزي مرة واحدة و قيل ثلاثة و تجب المحافظة علي العربية فيها.

و أما الخلاف في(بسم الله الرحمن الرحيم) هل هي آية من الفاتحة فقط؟ أو هي آية من كل سورة؟ أو أنها ليست بقرآن؟ و هل قراءتها سرا أم جهرا؟

و قد كثر الخلاف بين الطوائف، حتي أفرد بعض العلماء هذه المسألة في التصنيف، فصنف فيها أبوأسامة المقدسي مجلدا ضخما، و قبله سليم الرازي، و ابن عبدالبر و غيرهم، و صنف الدارقطني بمصر كتابا في الجهر بالبسملة. و أورد في سننه للاستدلال علي الجهر بها عدة أحاديث [5] .

و قد ذهب العلماء فيها الي مذاهب: فأبو حنيفة و مالك و أحمد- في رواية عنه - ان بسم الله الرحمن الرحيم ليست بآية في الفاتحة و لا أوائل السور.

و قال الشافعي: هي آية في أول الفاتحة قولا واحدا، و أن من تركها في الصلاة أو حرفا واحدا منها لم تجزه الركعة التي تركها فيها [6] و اختلف



[ صفحه 310]



قوله في غيرها من السور [7] .

و كان مالك يستفتح القراءة بالحمد دون البسملة، و يقرؤها بعد ذلك بين كل سورتين الا سورة براءة، و أصاحبه يقرؤونها في النوافل [8] .

و أما كيفية قراءتها علي جهة الوجوب أو الاستحباب؟ فقد اختلفوا في ذلك أيضا فمذهب أبي حنيفة و أحمد: أن قراءتها سرا لا جهرا، و مذهب الشافعي الجهر بها في الجهرية، و مذهب مالك عدم قراءتها سرا و جهرا.

و ذهب ابن أبي ليلي و اسحاق و الحكم، الي التخيير فمن شاء جهر، و من شاء خافت.

و عند الشيعة هي جزء من كل سورة، فيجب قراءتها عدا سورة براءة.

و لا حجة للنافين بحديث أنس أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أبابكر و عمر كانوا يفتتحون الصلاة بالحمدلله رب العالمين.

و في رواية عنه: صليب مع أبي بكر، و عمر و عثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.

و في رواية عنه أيضا: لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة و لا في آخرها.

فهذه الروايات لا تدل علي شي ء يصح الاستدلال به هذا بالاعراض عن مناقشتها سندا.

قال ابن عبدالبر في الاستذكار بعد سرده روايات حديث أنس ما لفظه:

هذا اضطراب لا يقوم معه حجة لأحد الفقهاء الذين يقرؤون «بسم الله الرحمن الرحيم» و الذين لا يقرؤون بها و قد سئل أنس عن ذلك فقال: كبرت و نسيت [9] .

و عن أبي سلمة سعيد بن زيد قال: سألت أنس بن مالك أكان رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يستفتح بالحمدلله رب العالمين أو بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: انك تسألني عن شي ء لا أحفظه، و لا سألني عنه أحد قبلك [10] .

و قد روي البخاري عن قتادة قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلي الله عليه و اله و سلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم.. الخ) و في



[ صفحه 311]



هذا دلالة علي مشروعية البسملة، و أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يمد قراءته بها، و قد استدل به القائلون باستحباب الجهر بقراءة البسملة في الصلاة.

و أما ما ذكروه عن ابن مغفل و نهي أبيه له عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فلا حجة فيه لجهالة الراوي و ضعف الحديث و طعن الحفاظ بصحته.

و ان الأحاديث التي وردت عن قراءة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم لها و انها من القرآن كثيرة منها: -

حديث أم سلمة عندما سئلت عن قراءة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقالت: كان يقطع قراءته آية آية (بسم الله الرحمن الرحيم) الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين).

رواه أحمد و أبوداود و منها حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يفتتح ببسم الله الرحمن الرحيم أخرجه الترمذي.

و غير ذلك من الأحاديث الواردة عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم و قد جاء من طريق أهل البيت ما يؤيدها و يدل دلالة صريحة علي أنها جزء من كل سورة.

قال الشوكاني و ذكر البيهقي في الخلافيات أنه اجمع آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. و مثله في الجامع الكافي و غيره من كتب العترة، و قد ذهب جماعة من أهل البيت الي الجهر بالبسملة [11] .

و قد أنكر الصحابة علي معاوية عندما ترك قراءة البسملة قبل السورة و قالوا: سرقت الصلاة أم نسيت؟! و بهذا استدل الشافعي و بغيره من الأحاديث [12] .

قال الشيخ محمد رشيد: فالحق الصريح مع القائلين بأن البسملة آية من الفاتحة، و أن قراءتها واجبة، لا يوجد في ديننا و لافي شي ء مما تناقله البشر خلفا عن سلف أصح من نقل هذا القرآن بالكتابة، ثم بحفظ الألوف له، و لا سيما فاتحته في عصر التنزيل ثم حفظ كل ما دخل في الاسلام لها جيلا بعد جيل.

و أظهر ما قيل في الأحاديث النافية لقراءة بسملتها في الصلاة أن المراد عدم الجهر بها، و عدم سماع الراوي، و أكثر الناس لا يسمعون أول قراءة الامام لاشتغالهم بالتكبير و دعاء الافتتاح، و لأن العادة الغالبة علي الناس أن القاري ء يرفع صوته بالتدريج. ثم ان هذا النفي معارض باثبات قراءتها و سماع المأمومين لها و منهم أنس [13] الذي اعتمد النافون علي روايته. و هذه المسألة



[ صفحه 312]



من المسائل التي كثر فيها الخلاف حتي قالوا: هل يكفر من يقول بجزئيتها أو نفيها لأنه اثبات ما ليس من القرآن أو نفي ما هو منه؟ ولكنهم نقلوا الاجماع علي عدم التفكير لكثرة الخلاف.


پاورقي

[1] انظر المذهب 73 - 1 و المغني لابن قدامة 487 -1.

[2] المبسوط 37 - 1.

[3] انظر المبسوط 234 - 1.

[4] الهداية 30 - 1.

[5] الأم 107 - 1 و مختصر المزني 14.

[6] العدة 410 - 2.

[7] أحكام القرآن لابن العربي.

[8] المنتقي 151 -1.

[9] انظر سبل السلام في شرح بلوغ المرام للكحلاني 172 - 1.

[10] العدة للسيد محمد بن اسماعيل الصنعاني 410 - 1.

[11] انظر نيل الأوطار 200 - 2.

[12] انظر الأم 108 - 1.

[13] انظر المغني لابن قدامة 478 - 1 تعليقة.


القصص و القصاصون


أدي تحول النظام الاسلامي الي الملك، و تحكم الأفراد، الي ظهور وسيلة جديدة من وسائل أصحاب السلطان في توطيد دعائم حكمهم و تثبيت نفوذ عوائلهم، فاستحدث القصص مرادفا لدور الخطباء أو الشعراء الذين أنزلقوا مع الحكام في سياساتهم التي استخدموا بها الدين لأغراضهم و مصالحهم. و لا نعرف أثرا متفقا عليه يشير الي وجود القصص أو ظهور القصاصين كظهور الشعراء قبل الاسلام أو بعده، أو أن العرب عرفوا هذا النوع بما يقرب من الألوان التي عرفتها الشعوب الأخري، فليس في الجزيرة من أمثال تلك الأساطير أو الحكايات، و ما كان فيها محدود التفاصيل و الأثر، أما في الاسلام فقد تميز عن الأديان السابقة بوحدة العلاقة و الواسطة، و عدم وجود وساطات أخري تفسح المجال للاستعانة بالخيال. و ما طرأ في العقائد كان من مخلفات بني اسرائيل التي منع الرسول محمد صلي الله عليه و آله و سلم من سلوك طريقها حيث يذكر أنه قال صلي الله عليه و آله و سلم: «ان بني اسرائيل هلكوا لما قصوا».

و نود هنا أن نشير بعجالة الي مبدأ هذا الأسلوب الذي وضع لخدمة أغراض الحكام، و الذي لعب دورا كبيرا في اثارة الفوضي و اشاعة الفرقة و تأجيج نار العداء، و تطور الي صنعة يتكسب منها من لم يفلح في المجالات الأخري، أو من لم ينجح في أمور الحياة، أو تدفعه نيات خبيثة و أحقاد علي الاسلام. اضافة الي كونها وظيفة من وظائف الدولة يتصل من خلالها القاص بأصحاب السلطة و الخلفاء من خلال ما يقوم باشاعتها، و بقدر ما يحرك فيهم الاعجاب، و هو يعبر عن أغراضهم و ما يعملون علي اشاعته و نشره.

و كان هذا النوع من النشاط من أشد الأساليب فتكا في جسد الأمة و تأثيرا سلبيا



[ صفحه 64]



في واقع الناس، و قد كانت لحمته مختلطة و متنوعة تجافي المنطق و العقل، و لعبت في عقول الناس و ميولهم، ثم جرأت السلطة القصاصين علي أن يتناولوا كل ما من شأنه خدمة دولهم و حكم أسرهم.

و القصاصون استعملوا قصصا تحمل الناس علي ارتكاب المعاصي، أو تدفعهم الي القتال و النزاع. ففي سنة 284 ه أثار القصاصون الفتن بين أتباع المذاهب الدينية، مما حمل الخليفة المعتضد علي منعهم [1] .

و قد وصفوهم بالكذابين، و أنهم يروون الأعاجيب [2] و منع عضد الدولة ظهورهم في المساجد سنة 267 ه و غيرها، و اعتبرهم آفة المجتمع لأن أحاديثهم كانت سببا في اثارة الناس [3] .

و لم يعهد في صدر الاسلام وجود قصاصين، ولكن الأمر محدث في العهد الأموي، أحدثه معاوية حين كانت الفتنة، فكان للقصاصين نشاط سياسي يقومون به لتقويم دعائم الملك، اذ هم يحرضون الناس علي تأييد الدولة، و يوغرون قلوب الناس بما يخترعونه من القصص، و يلهبون شعورهم بما يضعونه من الأحاديث، فيزداد نشاط الناي بالغيظ و حب الانتقام.

و كان الحكم الأموي منذ لحظاته الأولي يخطط لكسب الأكثرية من الناس، و ايهام الرعية بشرعية سلطانهم، فلجأوا الي أساليب كثيرة أهمها الدعايات الملفقة، و من صور الدعاية التي ابتكروها كان تجنيد القصاص لترسيخ دعائم حكمهم علي حساب مكانة الرسول و أصحابه الأخيار، ولكي يضمن الأمويون الافادة من جهود القصاص ألزموا الناس بلزوم الاستماع اليهم.

و لقد قام أولئك القصاصون بكل جهدهم بصياغة القصص و تلفيق الأحاديث.

قال حبيب بن الحرث الثمالي: بعث الي عبدالملك بن مروان فقال: يا أبا



[ صفحه 65]



أسماء، انا قد جمعنا الناس علي أمرين. فقلت: و ما هما؟ قال: رفع الأيدي علي المنابر يوم الجمعة، و القصص بعد الصبح و العصر [4] .

كما اتخذت السلطات في العهد الأموي استخدام القصاص وسيلة لتشويه مبادي ء الاسلام و تعضيد حكمهم و اختلاق النصوص و القصص بما ينسجم مع سياستهم في العنف و التحكم و اخماد حرية الرأي؛ فكان القصاصون ركيزة الدولة الأساسية في مواجهة القوي التي أخذت تكتشف حقيقة تركيب النظام الأموي و سياسته الظالمة، فبذل القصاص غاية جهدهم في تشويه الحقائق، و السماح لهم باختلاق الروايات و وضع الأحاديث، و الأغضاء عن الافتعالات المفضوحة التي انضم بها القصاص الي ركب المداحين و أهل الخطب الذين شوهوا دور المنابر، و أساءوا الي مهمة رجال العلم بصمتهم المطبق، و هم يرون سفك الدماء و انتهاك الحرمات، و التعدي علي تعاليم صاحب الرسالة و مبلغ الشريعة و أهل بيته الأطياب، و بجلجلة ألسنتهم و هم يركبون الكذب، و يجمعون الموضوعات، و يسوقون الخرافات و المنامات و الأساطير تزلفا و تكسبا، فباعوا دينهم بأبخس الأثمان، و عندالله الجزاء.

ثم انتشرت خرافات القصص الاسرائيلية المعروفة بالاسرائيليات، و قد قام بذلك جماعة من اليهود، و في طليعتهم كعب الأحبار، تلك الشخصية اليهودية التي دخلت الاسلام و هو يحمل علي كتفيه مهمة نشر الاسرائيليات و بثها في ثنايا علوم الاسلام و فنون القرآن، فكان أكبر و أخطر مصدر لهذا الفن. و قد سقنا الحديث المروي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم الذي يشير فيه الي أن اليهود في قصصهم قد هلكوا، و قصدنا اظهار ما فيه من تحذير، و قد جاء كعب ليكون من دعائم بنيان فن القصص الذي عملوا علي توسيعه، فالتقت الأغراض.

فاليهود هم أكبر عامل لاثارة الحزازات و النعرات و النزعات العصبية بين القوميات التي تعيش في المجتمع الاسلامي، و طريقتهم في تآمرهم علي الاسلام هي: التظاهر باعتناقهم اياه، ثم يبدأون ببث سمومهم بما يلقونه من قصص و أخبار و هي ليست بذات قيمة؛ لكنهم يجيدون استغلال الظروف و التحرك المناسب.

و قد حذر النبي صلي الله عليه و آله و سلم من خطرهم، و أمر بأجلائهم، و كانت آخر وصية له صلي الله عليه و آله و سلم أن



[ صفحه 66]



قال: «الله في أهل بيتي، أوصيكم في أهل بيتي خيرا، و أخرجوا اليهود من جزيرة العرب» ولكن المسلمين لم يأخذوا هذه الوصايا بعين الاعتبار، فكان ما كان من عواقب وخيمة.

و قد أجلي عمر بن الخطاب جماعة من اليهود، فسكنوا الكوفة، فكانوا قطب رحي الخلافات، و قد شوهوا سمعة هذا البلد العربي المسلم. حتي عرف بالمكر و الخيانة، و الغدر، و الخديعة. و لعب هؤلاء اليهود دورا مهما في نشر الخلافات في جيش الامام الحسن عليه السلام و تمزيق وحدة الصف، و اثارة النعرات.

و لا يتسع المجال لشرح مواقفهم من قضية الحسين عليه السلام بدفع عجلة الحوادث، و تطوير الوقائع، للاسراع في القضاء علي الحسين عليه السلام لأنهم يعدون ذلك نصرا لهم، و فتحا جديدا في موقفهم العدائي للاسلام، و استمرت أعمالهم في العهد الأموي يوسعون دائرة الخلافات، و يقيمون العراقيل في طريق التفاهم بين الفئات المتناحرة.

و علي كل حال، فقد استمر القصاص بمساندة السلطة و تأييدهم الحاكم الذي يصبح وضعه ينذر بالخطر لسوء السيرة و قبح المعاملة، فيلجأ الي استعمال سلاح الحماية باسم الدين بشتي الوسائل، فيوعز الي القصاص بالنزول الي غمار العامة يقصون عليهم ما يحرك شعورهم ضد الفئة المعارضة للدولة، أو يشغلونهم بحدوث فتنة. و قد استطاعوا أن يجلبوا أذهان السذج، و يؤثروا علي تلك العقول في وضع الأحاديث و اختراع القصص، فكانوا أداة فرقة، و أكبر عامل لاثارة الفتن.

قال ابن الجوزي: و كان القصاص في أواخر القرن الرابع أكبر مثيري الفتن بين السنة و الشيعة.

و يقول أيضا في موضوعاته: ان معظم البلاء في وضع الحديث انما يجري من القصاص، لأنهم يروون أحاديث ترفق و الصحاح تقل في هذا. و اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك فسألوه: أكان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقص؟ قال: لا.

و أخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن نافع و غيره - من أهل العلم - أنهم قالوا: لم يقص في زمان النبي صلي الله عليه و آله و سلم و لا زمان أبي بكر و لا زمان عمر؛ و انما القصص محدثة، أحدثها معاوية حين كانت الفتنة.



[ صفحه 67]



و لا شك أن معاوية استعمل تلك الفئة المرتزقة كما قدمنا ليستعين بها في وضع الأحاديث لدعم ملكه، و حمايته بوجه موجة الاستنكار، و قد استطاع أن ينشر بين الناس مناقب عثمان الموضوعة، و مناقب البلدان، و مناقب بعض الرجال و العشائر كما يشاء.

كما أنه استطاع أن يختلق لخصومه مثالب أبرزها في قالب الابتكار و الخيال الواسع، و تمكن بهذه القوة، أن يزوي ما لعلي عليه السلام من مناقب و ما ورد فيه من أحاديث صحاح، فكان بحكم تلك الدعايات التي هي كأوامر رسمية أن أصبح الخطباء يعلنون سب علي عليه السلام و شيعته، و كان الوعاظ يختمون مجالسهم بشتمه عليه السلام و كان يلزم الناس باعلان سبه و البراءة منه، و فرض عليهم تعليمه لأبنائهم، و أصبح معاوية بمقتضي تلك الأساليب و بتلك الأكاذيب هو: أمين الأمة، و كاتب الوحي و خال المؤمنين، الي آخر ما هنالك من أساطير.

و مهما حاول معاوية اخفاء فضل علي عليه السلام فقد انهار ما بني، و بقي ذكر علي و أهل بيته عليه السلام تردده الأجيال بفخر و اعتزاز علي مر العصور و الأيام.



اذا ما بناء شاده الدين و التقي

تهدمت الدنيا و لم يتهدم



ولسنا هنا بمعرض البحث عن تلك الأزمنة، فقد أشرنا الي بعضها في الأجزاء السابقة، و جل اهتمامنا في جميع ما ذكرناه هنا و هناك، هو اعطاء صورة عن الأمور المحزنة التي تحز بالنفس، و التي حدثت في أزمنة متأخرة من الزمن. الذي كان ظرف تلك الحوادث و هي امتداد لما حدث فيها من خلافات.

و علي أي حال، ان الأثر الذي أحدثه القصاصون في ذلك المجتمع من اثارة فتن، و ايقاد نار البغضاء بين طوائف المسلمين، و اشعال حروب طاحنة؛ هو من أعظم الأمور التي ابتلي بها المسلمون في تلك الفترة المظلمة.

لقد كان أولئك النفر يحرضون الناس علي القتال و النهب، و يحركون القلوب، و يثيرون الشعور بما يفتعلونه من أقوال و يضعون من أحاديث، يغذون بها أدمغة العامة، كما قاموا في المساجد و الجوامع و الطرقات و الأندية يبثون سمومهم. فاتخذتهم السياسة سلاحا فاتكا - كما قدمنا - و هم ينتشرون في ساحات الحرب



[ صفحه 68]



يشجعون الجند علي القتال. و لقد خضعت العامة لتصديقهم و قبول مفترياتهم، حتي أصبح من العسير الانكار علي واحد منهم. و من تجرأ فأنكر، يكون عرضة لسخط العامة. و حيث عظم خطرهم و فشا كذبهم و ظهر تلاعبهم بتفسير الكتاب العزيز، فأراد بعض العلماء أن يقوم بتوجيه الناس بحملة انكار علي هؤلاء الذين فتكوا بجسم الأمة بأكاذيبهم، ولكن أقعد أولئك العلماء خوف العامة، فتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تقية و خشية من السلطان، لأنهم تحت رعاية الدولة. و ربما خرج القاص محاطا بالجند و مزودا بالسلاح.

ففي سنة 475 ه عبر قاص من الأشعرية - يقال له البكري - الي جامع المنصور و معه الشحنة و الأتراك بالسلاح، و كان البكري في حدة وطيش، و كان النظام أنفذ ابن القشيري، فتلقاه الحنابلة بالسب، فأرسل اليهم النظام هذا القاص، فأخذ يسب الحنابلة، و يستخف بهم، و قد أحيط بالسلاح من الأتراك، و صعد المنبر و قال: (و ما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) ما كفر أحمد بن حنبل، ولكن أصحابه كفروا. و حكي علي الحنابلة في صفات الله عزوجل ما لا يليق، فأغري بهم الناس، و أعلن شتمهم [5] .

و أراد جماعة من العلماء الانكار علي محمد السمرقندي لأنه كان يقص و يحدث بأحاديث منكرة، فلما حضروا عنده، اجتمع العامة، فخاف العلماء من شره.

و نزل قاص في دار الحذائين و روي أحاديث منكرة، فأراد يحيي بن معين أن ينكر عليه، ولكنه ترك ذلك تقية خشية أن يقتله الحذائون بشفارهم.

و حكي السيوطي قصته مع القصاص الذي حدث الناس بحديث لا أصل له، و كذبه السيوطي، و أفتي بأن هذا الحديث لا أصل له و هو باطل لا تحل روايته و لا ذكره و خصوصا بين العوام، و السوقه، و النساء، و أنه يجب علي هذا الرجل أن يصحح الأحاديث التي يرويها في مجلسه علي مشايخ الحديث.

فنقل كلام السيوطي الي ذلك القاص، فاستشاط غيظا و قام وقعد، و قال: مثلي من يصحح الحديث عن المشايخ؟! مثلي يقال له في حديث رواه أنه باطل؟! أنا أصحح علي الناس، أنا أعلم أهل الأرض بالحديث. ثم أغري الناس بالسيوطي



[ صفحه 69]



فهاجت العامة، و قامت الغوغاء، و تناولوه بألسنتهم، و توعدوه بالقتل و الرجم [6] .

و أنكر علي بن نبال علي قاص بما حدث، فعظم ذلك علي العامة و همت بايقاع المكروه فيه، فاختفي عنهم و تواري في بيته. و سمع الأعمش أحد القصاص يقول: حدثنا الأعمش. فقام و توسط الحلقة، و جعل ينتف شعر ابطه. فقال القاص:

يا شيخ، ألا تستحي نحن في حلقة علم، و أنت تفعل مثل هذا؟!!

فقال الأعمش: الذي نحن فيه خير من الذي أنت فيه.

قال: كيف؟

قال: اني في سنة، و أنت في كذب. أنا الأعمش، ما حدثتك مما تقول شيئا [7] .

و تجنب العلماء معارضة القصاصين، و الرد عليهم تقية و خوفا علي أنفسهم، لأن العامة ارتبطوا بالقصاص، و أقبلوا عليهم و تقبلوا كل ما يلقونه من الموضوعات، و القصص الخرافية. و قد قام أحد القصاصين فحدث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار. فلم يبق أحد منهم الا و قد أخرج لسانه يومي ء بها الي أرنبة أنفه. و من هذا الباب تسربت أكثر الأحاديث المرغبة في كثير من الأعمال.

و دخلت أذهان العامة تلك الخرافات و الأباطيل، و أصبحت و كأنها حقائق لا تقبل الشك و لا تخضع للجدل، كما أدخلوا كثيرا من العقائد المفتعلة ضمن أحاديث مكذوبة أحدثوها، و ربما خلقوا لها أسانيد من أنفسهم. و من أغرب ما ورد عنهم أن أحدهم قام فحدث عن أبي خلفة أنه قال: حدثنا الوليد بن سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي. فقام اليه أبوحاتم البستي و قال له: رأيت أباخلفة؟ قال: لا. فقال له كيف تروي عنه و لم تره؟

فقال القاص: ان المناقشة معنا من قلة المروة، أنا أحفظ هذا الاسناد الواحد، و كلما أسمع حديثا ضممته الي هذا الاسناد.

و من ذلك أن قاصا حدث بحديث و أسنده عن أحمد بن حنبل و يحيي بن معين



[ صفحه 70]



و كانا حاضرين بالمجلس. و بعد أن فرغ أوحي اليه ابن معين بيده، فأقبل متوهما لنواله، لأن القصاص كانوا ينالون الأموال من المستمعين، فلما جلس قال ابن معين: من حدثك بهذا الحديث؟ قال: حدثني يحيي بن معين و أحمد بن حنبل.

فقال ابن معين: هذا أحمد بن حنبل و أنا ابن معين، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فان كان و لا بد من الكذب فعلي غيرنا. فقال له: أنت يحيي؟

قال: نعم.

قال القاص: لم أزل أسمع أن يحيي بن معين أحمق، ما حققت الا الساعة.

فقال له يحيي: كيف علمت أني أحمق؟

فقال: كأن ليس في الدنيا أحمد بن حنبل و ابن معين غيركما؟ قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل و يحيي بن معين، فوضع أحمد بن حنبل كمه علي وجهه.

و قال: دعه يقول.

و لم يستطع أحدهما و الحالة هذه أن يشتد في الانكار عليه مع عظيم منزلتهما و اشتهارهما بين الناس خوفا من الغوغاء [8] .

و حدث بعضهم عن الأعمش بلا سند قال: خرجت في ليلة مقمرة أريد المسجد فاذا أنا بشي ء عارضني، فاقشعر منه جسدي، فقلت: أمؤمن أنت أم كافر؟ فقال: بل مؤمن. فقلت: أمن الأنس أنت أم من الجن؟

قال: بل من الجن.

فقلت: فيكم من هذه الأهواء و البدع شي ء؟

قال: نعم.

ثم قال: وقع بيني و بين عفريت من الجن اختلاف في أبي بكر و عمر فاحتكمنا لابليس.

قال العفريت: انهما ظلما عليا و اعتديا عليه. فحكينا ذلك لابليس فضحك و قال: هؤلاء - أي الذين يقولون بهذه المقالة - من شيعتي و أنصاري و أهل مودتي. ثم قال: ألا أحدثكم بحديث؟ قلنا: بلي. قال ابليس: اني عبدت الله في سماء الدنيا ألف عام، ثم رفعت الي الرابعة، و رأيت فيها سبعين ألف صف من الملائكة يستغفرون



[ صفحه 71]



لمحبي أبي بكر و عمر، ثم رفعت الي الخامسة فرأيت سبعين ألف ملك يلعنون مبغضي أبي بكر و عمر.

بهذا يتقدم قاص يعهد اليه توجيه المجتمع حسب رغبات الدولة، و أي خدمة أعظم من هذه، و هي ابراز خصوم الدولة و هم الشيعة - أو المبتدعة في منطق السياسة - بمظهر يشمئز منه كل واحد، و قد و سموهم بأنهم يلعنون الشيخين و يبغضونهما، و شاع ذلك في المجتمع بدون وقوف علي واقع الحال.

كما اتخذوا من القصص وسائل تدخل في أذهان العوام عندما يسندون ذلك الي عالم الغيب أو الخضر عليه السلام و هو يتردد علي ألسنة القصاص في أكثر المناسبات لتوجيه الشعور الي ما يمكن قبوله.

لقد حدثوا عن بلال الخواص أنه قال: كنت في تيه بني اسرائيل، فاذا رجل يماشي، فتعجبت منه، ثم اني ألهمت أنه الخضر عليه السلام فقلت له: بحق الحق من أنت؟

فقال: أخوك الخضر.

فقلت له: أريد أن أسألك.

فقال: سل.

فقلت: ما تقول في مالك بن أنس؟

قال: هو امام الأمة.

فقلت: ما تقول في أحمد بن حنبل؟

فقال: رجل صدق.

قلت: فما تقول في بشر الحافي؟

فقال: لم يخلق بعده مثله [9] .

و هكذا تدور هذه المحاورة الخيالية، و تبرز للوجود بهذا الشكل، لتلعب دورا في مجال الدعاية المذهبية، و تأخذ طريقها الي عقول تتقبل الخرافات و الأباطيل.



[ صفحه 72]



و لقد ابتلي الخضر عليه السلام بأولئك القصاصين، فهم يزجون بشخصه، و يدخلون اسمه في كثير من قصص الدعاية المذهبية، كما جعله بعض الأحناف تلميذا لأبي حنيفة في حياته و بعد مماته كما تقدم.

كما استعمل الصوفية من شخصيته وسيلة اعلام لبعض شخصياتهم أو شاهدا علي صحة طريقتهم [10] .

لقد دخل نشاط القصاصين في أغلب زوايا المجتمع، و استخدمه الناس في أغراضهم المختلفة، ولجأ اليه أصحاب المذاهب. و كانت القصص تتبدل شخصياتها بحسب تغير المتنفذين و الصنعة التي يحملونها: مذهبية أو عرقية أو اقليمية. ولكن الأمر الذي لا يتغير هو العداء للشيعة و الهجوم عليهم تحت ستار سب الصحابة أو بغض الشيخين، لأن الحكام منذ عهد معاوية اعتمدوا هذه التهم، و راحوا يستميلون الأمة، و يجعلون اتجاه وجودها و استمرارها عدائيا تجاه الشيعة، و تأكيد سلطة الحكام و صفتهم الدينية من خلال أصحاب الصنعة في الخطابة و الحديث و القصص.

كان مجلس القصاصين يضم الرجل و المرأة و الطفل، و كلهم علي مستوي واحد من حيث قبول تلك القصص، و لا تتعدي أنظارهم و مدركاتهم حدود المنابر التي يرقاها مرة الوعاظ المرتزقة، و مرة العلماء المأجورون، و مرة القصاص الكذبة و هو يسبحون بحمد الظلمة و يأتمرون بأمر البغات منذ أن قامت الفتنة علي يد الطلقاء من الأمويين، و منذ أن اشرأبت الجاهلية من علي دست حكمهم في الشام، فراحت هذه الزمر و مؤسساتها تؤثر في أذهان الناس، و تبني عقائدهم كما تشاء. بحيث يصح الحاكم الظالم و الفاسق الفاجر اماما بنص مكذوب و أثر موضوع، فيتقبل الناس ما يلقونه اليهم من سموم.

و فتح من جراء ذلك شدة البغض لهؤلاء الذين يوصفون أو يتهمون ببغض الشيخين أو لعنهما، و بالأخص تضاعف التهم علي الشيعة حتي أصبحت من الأمور الارتكازية. لهذا ثبت في أذهان السذج أن بغض الشيعة من السنة، و أنه خير عمل يقدمه الانسان لربه.



[ صفحه 73]



و جاء في النجوم الزاهرة في ترجمة الخفاف أنه كان شديدا من السنة، و لما مات ابن المعلم فقيه الشيعة - و هو الشيخ المفيد رحمه الله - جلس للتهنئة و قال: ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موته.

قال مؤلف النجوم الزاهرة: و مما يدل علي دينه و حسن اعتقاده بغضه للشيعة، و لو لم يكن من حسناته الا ذلك لكفاه عندالله [11] فلا غرابة أن يصبح بغض الشيعة سنة معمولا بها، و هي عندهم خير ما يلقي الانسان بها به. و قد أصبح الكثير من هذه البدع من المسلمات عن العوام لا تقبل الجدل و النقاش، و أن الكثير من الخرافات قد ارتكزت في الأذهان كحقيقة واقعية لا لبس فيها و لا غموض.

و قد خفيت تلك الخرافات علي أكثر الناس، و أصبح لها مكانة. و هي عنصر فعال في توجيه الشعور ضد الخصوم، لا سيما أنهم أشركوا الشياطين و الجن في المعاونة معهم بالعمل ضد كل من يخالف المتسلطين و دعاة التحجر و الجمود.

حدث أحمد بن نصر قال: رأيت مصابا بالصرع، فقرأت في أذنه، فكلمتني الجنية من جوفه فقالت: يا أباعبدالله، دعني أخنقه، فانه يقول بخلق القرآن [12] .

و أحمد بن نصر هو من كبار العلماء، و ممن يقول بقدم القرآن، و قد امتنع عن القول بخلقه، فأحضره الواثق فقال له: ما تقول في القرآن؟

فقال: كلام الله.

قال الواثق: افتري ربك يوم القيامة؟

قال: كذا جاءت الرواية.

فقام الواثق اليه بنفسه، فقتله صبرا [13] .

و يروي الخطيب البغدادي في التاريخ أن الواثق قال له: ويحك يري كما يري المحدود المتجسم؟ يحويه مكان و يحصره الناظر. أنا أكفر برب هذه صفته [14] و قد كان أحمد بن نصر من ضحايا السلطان، نصب رأسه ببغداد علي رأس الجسر، و استخدم القصاص من الحنابلة طريقة موته، و ادخلوا المنامات، و كم للمنامات و الرؤي من أهمية عندما يعز الأثر و تنعدم المادة، و هي من أسهل الأساليب. و قد عجت بها



[ صفحه 74]



المصنفات المختلفة، فأحاط القصاص موت أحمد بن نصر با يخدم عقيدة التجسيم، اذ يروي الخطيب البغدادي عن الحنابلة: رأي بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم بعدما قتل، فقال: ما فعل بك ربك؟ فقال: ما كانت الا غفوة حتي لقيت الله، فضحك الي. أخبرنا أبوعبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أبوبكر النجاد، حدثنا عبدالله بن أحمد، حدثنا أبوالحسن بن العطار محمد بن محمد قال: سمعت محمد بن عبيد - و كان من خيار الناس - يقول: رأيت أحمد بن نصر في منامي فقلت: يا أباعبدالله، ما صنع بك ربك؟ فقال: غضبت له، فأباحني النظر الي وجهه (انتهي). ثم ينشرها المختصون و يذيعونها. و قد ذكرنا فيما سبق أن الواثق كان يمثل المرحلة الوسطي التي تجمع بين المأمون في شدته و بين المتوكل في ادنائه الحنابلة و العامة، أو أن هناك ما يشير الي ميل لتبرئة آل العباس من دماء الأبرياء و ابقاء صلة القرابة بالرسول صلي الله عليه و آله و سلم معتمدا لمكانتهم المقدسة، فوضعوا علي لسانه أن أحدهم سأله و هو عليه السندس و الاستبرق و علي رأسه تاج: ما فعل الله بك يا أخي؟ قال: غفرلي و أدخلني الجنة، الا أني كنت مغموما ثلاثة أيام. قلت: و لم؟ قال رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مر بي، فلما بلغ خشبتي حول وجهه عني، فقلت له بعد ذلك: يا رسول الله، قتلت علي الحق أو علي الباطل؟ فقال: أنت علي الحق، ولكن قتلك رجلا من أهل بيتي، فاذا بلغت أستحيي منك.

ويعقد ابن الجوزي بابين مستقلين في المناقب يذكر فيهما المنامات التي رؤي فيها أحمد بن حنبل، وبابا آخر يذكر فيه تأثير موت أحمد عند الجن، نذكر منها علي لسان رجل بطرسوس: أنا من اليمن و كانت لي بنت مصابة، فجئت بالعزامين، فعزموا عليها. ففارقها الجني علي أن لا يعاود، فعاود بعد سنة. فقلت: أليس قد فارقت علي أن لا تعاود؟ قال: بلي. ولكن مات اليوم رجل بالعراق يقال له أحمد بن حنبل، فذهبت الجن كلها تصلي عليه الا المردة و أنا منهم، و لست أعود بعد يومي. فما عاد.

و من المضحك، بل المخزي في آن واحد ما وقع في سند 456 ه أن قوما من الأكراد خرجوا متصيدين، فرأوا بالبرية خيما سودا سمعوا فيها لطما شديدا و عويلا كثيرا و قائلا يقول: مات سيدوك ملك الجن، و أي بلد لم يلطم عليه و لم يقم له فيه مأتم قلع أصله و هلك أهله. فخرجت النساء من حريم بغداد الي المقابر يلطمن ثلاثة



[ صفحه 75]



أيام و يخرقن ثيابهن و ينشرن شعورهن، و خرج الرجال يفعلون مثل ذلك، و فعل هذا في واسط و غيرها من البلدان [15] .

بمثل هذه العقلية الضحلة، أصبح الناس يعيشون تحت ظلال علماء و قادة يدفعون بهم الي مهاوي الجهل و التعصب، و يقبعون في ظلمات الفرقة، و قد نشرت تحت ستار الوعظ خرافات و أوهام و أباطيل، وطغت موجة الغلو و التحدي لتعاليم الاسلام، و انتشرت عقائد بعيدة عن روح الاسلام و نظمه، و مصدر ذلك تلك الحلقات التي اتخذت لأغراض خاصة و أبواق المأجورين.

و لقد أخذت تلك الخرافات مكانتها في أدمغة السذج، و هي السم القاتل، و السلاح الفاتك، ثم تحولت الي مادة يشطح فيها الخيال، و يحاط بها الأشخاص. و تظهر علي الساحة جماعات بمسوح دينية و شعائر مبالغ فيها، تجعل لها قادة من الرجال الأحياء أو الأموات، فتنسب اليها الأعمال أو تصور سيرهم بأوضاع لا تجد لها مستندا من عقل أو حقيقة، و ما هي الا أوهام تنجم عن حالات خاصة يمارسها الأشخاص، فتخلق أجواء يبرز بها مختصون في الأداء و التوجيه، تجتذب أفعالهم السذج و البسطاء، فتصبح عندهم عقيدة و طريقة. و قد جاءوا بمناقب لمن و سموهم بالأولياء أو الشيوخ ذوي الكرامات.

فهذا يدعي له بأن الشمس وقفت له اكراما حتي يصل الي وطنه عندما ضايقه الليل كالشيخ محمد الحضرمي حتي قالوا في ذلك:



و من جاهه أومأ الي الشمس أن قفي

فلم تمش حتي أنزلوه بمقعد [16] .



و قالوا: أن الكعبة توهدت و هي تطوف بسريره.

و أوردوا النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أن من قبل يد الشيخ الحضرمي دخل الجنة. الي غير ذلك من خرافات و أوهام [17] .

و كذلك أدعي للسيد أحمد الرفاعي أن الشمس وقفت في قرصها الي أن دخل قرية أم عبيد [18] و أكثروا عن المشايخ نقل كرامات تدل علي مبلغ ما وصل اليه



[ صفحه 76]



الانحطاط الفكري، و قد جعلوا الاعتراف بها و الخضوع لها من عقائد الاسلام، فمن ماري فيها شكوا في دينه [19] .

فكانوا يلزمون الناس بالاعتقاد بأن شيبان العجمي سخرت السماء لخدمته، عندما يريد أن يغتسل، فهناك تأتي سحابة تمطره فيغتسل، و نسبوا لآخر منهم أنه يخرج في القافلة من البصرة يوم التروية، فيدرك الحج أول النهار.

و قالوا: أن ابراهيم الخراساني كان يمشي علي البحر بين الأمواج، و أحمد بن خضير البلخي كان يفرش بساطه علي البحر [20] .

و غير ذلك من ادعاءات كاذبة و مناقب مفتعلة، و ليت الأمر اقتصر علي تخيل الكرامات و ادعاء المعجزات التي يسهل أمرها عند تحكيم العقل و تدقيق النظر، فان قائمة الموضوعات امتدت الي الأحكام الشرعية و ابتغائها علي نتاج هذه الأمراض التي تكبل طاقات البشر و تشل قدراتهم، فيعلم العيد من امتناع الوليد عن الرضا و هو في حضن أمه. أو ما أوردوا للسيد البدوي من أنه بعد أن مات قام فغسل نفسه، و بعد انتهائه من الغسل مات ثانية.

و قد ابتني علي هذا نزاع فقهي كما أورده الشيخ الباجوري و غيره في تغسيل الجنائز فقالوا: ان الميت لو غسل نفسه لا يحتاج من يغسله ثانية كما وقع للسبد أحمد البدوي.

و يروون أن جماعة من الفقهاء و الفقراء اجتمعوا عنده في المدرسة النظامية، فتكلم في القضاء و القدر، بينما هو يتكلم اذ سقطت عليه حية من السقف، ففر منها كل من كان حاضرا عنده و لم يبق الا هو، فدخلت الحية تحت ثيابه، و مرت علي جسده، و خرجت من طوقه، و التوت عي عنقه، و هو لا يقطع كلامه و لا غير جلسته، ثم نزلت علي الأرض و قامت علي ذنبها بين يديه، فصوتت، ثم كلمها بكلام ما فهمه أحد من الحاضرين، ثم ذهبت. فرجع الناس و سألوه عما قالت؟ فقال: قالت لي لقد اختبرت كثيرا من الأولياء فلم أر مثل ثيابك. فقلت لها: و هل أنت الا دويدة يحركك القضاء و القدر الذي أتكلم فيه [21] .



[ صفحه 77]



و من الغريب أنهم يربطون بين خرافاتهم و بين واقع الاسلام، كما أنهم اخترعوا أسطورة لرقصتهم في مجالس الذكر، و أنهم يفعلون ذلك اقتداء بأبي بكر، و قالوا: حدث الأشناني عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: هبط علي الأمين جبريل و عليه طنفسة و هو متخلل بها. فقلت: يا جبريل، ما نزلت الي بزي مثل هذا الزي؟

قال: ان الله أمر الملائكة بأن تتخلل بالعباءة اكراما لأبي بكر. و رواها العلاء بسند عن ابن عمر. بينما الناس عند النبي و عنده أبوبكر و عليه عباءة، قد خللها علي صدره بخلال، اذ نزل جبرئيل و قال: مالي أري أبابكر عليه عباءة قد خللها؟ فقال النبي: يا جبرئيل قد أنفق ماله علي. قال جبرئيل. فأقرأه من الله السلام و قل له: يقول ربك: أراض أنت أم ساخط؟ قال ابن حجر في بقية الحديث: فبكي أبوبكر و قال: أعلي ربي أغضب؟

و قد أورد هذه المنقبة صاحب الذهب الأبريز في شرح الوجيز ص 392، و هي أن أبابكر أنفق ماله في سبيل الله، و أعتق عبيده حتي تخلل بالعباءة، و نزل جبرئيل و قال يا محمد: ان ملائكة السموات تخللت بالعباءة اكراما لأبي بكر من الله، و قل له: ان ربك عليك راض فهل أنت عنه راض؟

فقال أبوبكر: اني عن ربي راض. و صار يفتل (يفتر) كالدولاب. و عنه أخذت الصوفية الدوران و الرقص.

و نسبوا الي أبي بكر أنه ألبس أحدهم الخرقة في المنام و هو ابن هواد البطائحي و كان شاطرا يقطع الطريق، فكان أول من ألبسه أبوبكر - كما يروي الشعراني - ثوبا وطقية في النوم، فاستيقظ فوجدهما عليه؛ و يرقي بهم الحال، فيدعون للشيخ عبدالقادر منزلة النبوة و درجة المناجاة مباشرة من دون واسطة، فيقول: يا رب. فيقول الله: لبيك. و قد جمعت هذه المناجاة و الوحي الالهي في رسالة أسموها: الرسالة الغوثية. نقتطف منها ما يلي:

قال الشيخ عبدالقادر الكيلاني:

الحمدلله كاشف الغمة، باسط النعمة، و الصلاة و السلام علي نبيه خير البرية.

قال الغوث الأعظم المستوحش بغير الله و المستأنس بالله.

قال الله تعالي: يا غوث الأعظم.



[ صفحه 78]



قلت: نبيك يا رب، الغوث.

قال: كل طور بين الناسوت و الملكوت فهو شريعة، و كل طور بين الجبروت و الملكوت فهو طريقة، و كل طور بين الجبروت و اللاهوت فهو حقيقة.

و قال لي: يا غوث الأعظم، ما ظهرت في شي ء كظهوري في الانسان.

ثم سألت فقلت: يا رب هل لك مكان؟

فقال لي: يا غوث الأعظم، انا مكان المكان، و ليس لي مكان. و أنا سر الانسان.

ثم سألت فقلت: يا رب هل لك شرب و أكل؟

قال: أكلي أكل الفقير، و شربه شربي.

ثم سألت و قلت: يا رب من أي شي ء خلقت الملائكة؟

الي آخر ما جاء في هذا الباب من المناجاة التي تضمنتها «الرسالة الغوثية» و قد طبعت باللغة التركية، و ترجمت الي العربية، و يأتي ذكرها في تعداد مؤلفات الشيخ عبدالقادر [22] و فيها تلك المناجاة، أو المقابلة بين الشيخ و ربه.

و قالوا عنه: أنه كان في حفرة أيام رضاعه دليلا علي هلال شهر رمضان، لأنه



[ صفحه 79]



كان يمسك عن الرضاع في شهر رمضان نهارا، و لأنه صائم و رضاعه في آخر الشهر دلالة علي هلال شوال!!

و صادف أن غم الهلال علي الناس في آخر الشهر، فسألوا أمه: هل رضع اليوم؟

قالت: نعم. فعلموا أنه العيد!!!

و بعض المصادر الصوفية تروي ذلك علي لسان والدته التي يصفونها بأنها: لها قدم في الطريق. و أنها قالت: لما وضعت ولدي عبدالقادر كان لا يرضع ثديي في نهار رمضان، فأتوني وسألوني عنه؟ فقلت لهم: انه لم يلتقم له ثديا، ثم اتضح ذلك اليوم كان من رمضان [23] .

لقد أدي اقبال العامة علي القصاص، و وضوح أهداف مجالس القص في تمجيد الحكام و الدفاع عن أصحاب القوة و النفوذ الي ظاهرة أخري، هي التي نحن بصددها حيث نجمعها في التأثير السلبي مع القصاص.

و مع تباين الأغراض و النزعات فاننا اذا أخذنا بمقاييس البدعة و معايير الأحداث، فان ما يجمع بين هذه الأعمال هو تجاوز الحد و المبالغة في السلوك، سواء في الدفاع عن الظلمة و الكذب علي الرسول محمد صلي الله عليه و آله و سلم أو في تعظيم الأشخاص و نسبة الأمور العظيمة اليهم و التقيد بشعائر تخرج الانسان المسلم من حال الاتزان و القبول.

و لا تحول صفة الزهد و التقشف أو أغراض الوعظ دون نظرنا الي النتيجة.

يقول الامام الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق في كتابه (فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي): و قد نص السلف علي أن القصص بدعة، و أن التزهد و التقشف الخارج عن السنة بدعة أيضا، فكان مقتضي هذا أن ترد رواية كل زاهد و مذكر، و يعلق ذلك بزهده و تذكيره، لأنه وجد الكذب شائعا، و وصفوا بالبدعة كما هو حال الأخرين.

(فان قيل): لم يصدر الكذب الا من جهلة الزهاد و من لا تقوي عنده من القصاص و الوعاظ.



[ صفحه 80]



(قلنا): و كذلك المبتدعة، فانا لم نجد الكذب شائعا الا في فسقتهم، و من لا يخشي الله منهم. أما أهل الدين و التقوي فوجدناهم في نهاية الصدق و غاية التحرز من الكذب. انتهي. و بما أن المصنف من أصحاب التصوف، فهو لم يتطرق الي الكرامات، و تناول الجانب الذي يهم بحثه فقط، و قد كان متصفا في محاولته تطبيق الأحكام التي تصدر بفعل العوامل التي ذكرناها و الظروف التي بيناها من تسلط الحكام و تأثيرهم علي أصحاب الفتوي و الحديث، و استخدام البدعة في الاتجاه الذي ترغب به السلطة. فهو يذكر ما ورد في ترجمة أحمد بن عطاء الهجيمي الزاهد. قال ابن المديني: أتيته يوما فجلست اليه، فرأيت معه درجا يحدث به، فلما تفرقوا عنه، قلت له: هذا سمعته؟ قال: لا ولكن اشتريته و فيه أحاديث حسان أحدث بها هؤلاء ليعملوا بها و أرغبهم و أقربهم الي الله، ليس فيه حكم و لا تبديل سنة. قلت له: أما تخاف الله، تقرب العباد الي الله بالكذب علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

كما يذكر ما ورد في ترجمة زكريا بن يحيي الوقار: كان يتهم بوضع الأحاديث لأنه يروي عن قوم ثقات أحاديث موضوعة قال: و الصالحون قد و سموا بهذا أن يرووا أحاديث في فضائل الأعمال موضوعة، و يتهم جماعة منهم بوضعها [24] .

و لقد ظلت الصوفية تحتفظ بعناصرها العلمية و فلسفتها، و هي كطريقة في الحياة أو في العبادة لا نتناولها، فلا يعنينا ذلك، فهي قد تكون من أصول قديمة أبعد من الاسلام، ثم تجددت بعد فجر الاسلام، فوجدت في المنهج الحياتي للامام علي عليه السلام خير تعبير عن اتجاهها، فجعلته القدوة. أو قد تكون اسلامية بحتة لها صفة العلم، و حمل ما جاء به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ان الله أعد لقبول ما جاء به الرسول أصفي القلوب و أزكي النفوس، فظهر تفاوت الصفاء، و اختلاف التزكية في تفاوت الفائدة و النفع. وسوقهم حديث أبي حمزة الثمالي: حدثني عبدالله بن الحسن قال: حين نزلت هذه الآية: (وتعيها أذن واعية) قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعلي: سألت الله سبحانه و تعالي أن يجعلها أذنك يا علي. قال علي: فما نسيت شيئا بعد، و ما كان لي أن أنسي. قال أبوبكر الواسطي: آذان وعت عن الله تعالي أسراره [25] .



[ صفحه 81]



و حرصهم علي الاتصال بالامام علي عليه السلام شديد، حتي شملهم نصب ابن تيمية فتناولهم بلسانه ودبجت يراعه في النيل، فهم جزءا من تراثه الحنبلي السلفي.

و أيا كان، فان الكرامات و الأحوال و تناقل خوارق الأعمال، يؤدي الي بقاء المتعلقين بهم في حالة من ضعف الادراك و وهن العزيمة، و طريقة أداء الأذكار قد شجعت علي الحلول، و أدت الي اعتقادات بعيدة عن الاسلام. و في موضوع التصوف نتلمس آثار القصاص بمحاولات ابعاد طرق المتصوفة أو حالات الزهد الكامل و التقشف المقبول عن أي صبغة شيعية. و الشيعة ليس لهم رغبة أو يد في ذلك، لكن الكثير من طوائف المتصوفة مقيمون علي ولائهم للامام علي و لآل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، و عبر المراحل الزمنية و اختلاط المحدثين و القصاص بأهل الذكر، و تطور أحوال المتصوفة نبع بينهم من أصناف الي «الهوس» أصلا «سيئا» حرصا منه، ثم انتهت المجالس الي غاية بذاتها تفوق أو تعلو علي أية غاية. لتكون مسرحا لرواية الخوارق، و اقامة الحركات، و الدق التي يعجز أي عاقل عن اختلاق أصل اسلامي لها.

و علي أي حال، فلقد اشتد نشاط القصاص، و أخذوا مكانتهم من السلطتين الزمنية و التشريعية، فهم ينشرون بين الناس أحكاما ما أنزل الله بها من سلطان، كما أنهم يتمتعون باحترام العامة و تقديرهم، لأنهم يمثلون الجانب الروحي. و الي جانب ذلك، لهم نفوذ ارادة، اذ الدولة تمنحهم رعايتها، و تعتني بشؤونهم، و قد استعملوا نفوذهم هذا ضد كثير من الطوائف و جماعات من الناس. و بدأت روح الاستياء تسري في جسم الأمة، و نمت خلال ذلك فكرة ايجاد مجالس لذكر الله و للوعظ، ليشغل الناس عن مجالس القصاص، فاتجه الأفراد الي هذا اللون الجديد. وصفها أبوطالب المكي بقوله: ان مجالس أهل العلم بالله و أهل التوحيد و المعرفة، هي مجالس الذكر [26] .

و تطورت هذه المجالس، و تسربت اليها يد القصاصين، فتدخلوا فيها، و قد وضعت فيها أحاديث، و أحيطت بهالة من التعظيم و التقديس تشجيعا للناس و الالتفاف حولها، حتي أصبح لها بين العامة شأن من الشأن، و تعلقوا بها و جعلوا الحضور فيها



[ صفحه 82]



من أعظم الطاعات و أفضل القربات، و تزاحم الناس علي تلك المجالس، و لا ندري هل استغل المتصوفة هذه الفرصة، و من هنا انتشر ذكرهم؟ و هل كان ظهور التصوف قبل انتشار هذه المجالس، أم أنه انطلق منها فكانت نقطة بداية؟ و من المستحسن هنا الاشارة الي نشأة التصوف و تطوره، و كيف أصبح وسيلة لنشر الخرافات و بعث الحزازات.

والذي يظهر أن بداية التصوف كان سنة 200 ه في الاسكندرية عندما ظهرت طائفة يسمون الصوفية، يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر فيما زعموا، و يعارضون السلطان في أمره، و ترأس عليهم رجل منهم يسمي أبوعبدالرحمن الصوفي [27] .

و يقول القشيري: انفرد خواص أهل السنة المراعون أنفاسهم مع الله تعالي، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، و اشتهر هذا الاسم بهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة [28] .

و أول من سلك طريق الملامة: أبوصالح حمدون بن عمارة القصار المتوفي سنة 271 ه و كان يفضل أن يكون مظهره مظهر المذنبين علي أنه يخشي أن يصرفه تعظيم الناس له عن الله.

و قيل: ان فكرة الملاقية قديمة، فقد وصفها أفلاطون في أول الكتاب الثاني من الجمهورية، العادل: الحق الذي يظن الناس أنه ليس عادلا.

و كان التصوف قد شغل ناحية هامة من نواحي الحركة العقلية الاسلامية، بل العالمية من جهة، و كان لأعلام مفكري الاسلام كالفارابي و اخوان الصفا و ابن سينا و الغزالي و الحلاج و ابن العربي في التصوف أراء نظرية و خطط عملية.

ولسنا بهذا العرض نريد - كما قلنا - أن نتعمق في البحث عن التصوف، و نشأته و تطويره في مجال الفكر، و قد تناولت ذلك أقلام الكتاب و المؤرخين. و الذي يغنينا هنا، هو أن نعرف كيف تطور التصوف، و متي حصلت فيه تلك الآراء الخاطئة، و تحول الي ادعاءات فارغة و وقوع أعمال منكرة، و قد أصبح ضرره علي المجتمع لا يقل عن أضرار القصاصين؛ بل ربما اختلط المنهجان، و انطلقا سوية في طريق البعد عن كثير من المدعين الصلة به، اذ أصبح فيه من الدخلاء و دعاة السوء ما تشوه



[ صفحه 83]



حقيقته، و فتح علي المجتمع حكايات خرافية و أساطير ادعوا أنها دينية، و وضعوا أحاديث الرقائق، و يرون في ذلك طاعة الله و نصرة الدين، و أصبحت فكرة الاتحاد أو الحلول خارجة عما كان يسلكه القدماء من طريق النور و البصيرة الذي لا يتيسر الا بطريقة العبادة، فكثرت ادعاءاتهم في قربهم لله، و وضع الكرامات الخارقة للعادة في حق أصحابهم الذين لهم مراتب و أسماء و منازل و ألقاب تجعل منهم نظاما متكاملا في الأفضلية و التأثير و المقامات و الدرجات، طالما تدخلت الأهواء الخاصة و الرغبات الشخصية في ابرازها في زمننا لتحقيق المصالح و التظاهر بالعظمة الروحية و الخصائص الذاتية التي تجعل له مقدرة علي الأعمال في أمور الدعاء أو الشفاء، والله أعلم بسر تلك الحالات التي اشتهرت بين الناس و أصبحت عندهم بمستوي اليقين.

و اضافة الي ما أدي اليه التصوف و ما قام علي حالاته من اعتقادات و أفكار، فان من دواعي الاشارة اليه في كتابنا و في هذا الموضع، تلك الأفكار التي وجدت مع البدايات، و لقد لمحنا الي الاختلاف في أصل أو مصدر التصوف، و كان هذا الاختلاف موضع نقاش واسع و كبير اختص به كتاب كثيرون، و قد كان المتحاملون منهم يتبعون الأسس التي وضعها المستشرقون للطعن في الاسلام و الدخول الي أفكار الطبقة المثقفة منهم بطابع جديد، و علي الأخص أولئك الذين تلقوا دراساتهم في أروقة الغرب، و تلمذوا علي أساتذة الجامعات الانكليزية و الألمانية و الفرنسية و الأمريكية، و كان مذهب أهل البيت غرضهم الأول الذي وجهوا اليه سهام الاتهام، فاختلقوا الأفكار الساذجة التي لا تستقيم و لا تثبت أمام الحقائق المعروفة، فادعوا أن موقع القيادة التي أحل بها الشيعة أئمتهم، و نظرة الاحترام و الاجلال التي أحاطوا بها زعماءهم من أهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم لها مصادرها الأجنبية. و في ذلك خروج علي المنطق، و تجاوز و تعد علي أبسط قوانين البحث و النظر، احتاج دحضه و الرد عليه الي جهود كبيرة، و ذلك لاتساع الجهات التي تولت القول، و نصبت نفسها بالنيابة عن أعداء الأمة لترويج هذه الأقوال، و قد جئنا علي بعضها في الأجزاء السابقة من الكتاب، لكن الملاحظة الهامة أن أتباع الغرب من أبناء اليوم أو غيرهم من حشوية السلف و عاشقي الجمود لا يصرحون بالتجريح، و يترددون في الشتم و الاتهام في عرضهم لحالات الهوس، و الأفكار التي جعلتنا نضم نتائج التصوف الي العوامل التي أدت الي تخلف و فرقة شديدين. و لابد أن نذكر أن «الشيخ» ابن تيمية يكشف في رده



[ صفحه 84]



علي ابن عربي و محتويات كتابه «فصوص الحكم» عن غرضه الحقيقي، و هو تناول الشيعة و الاساءة اليهم، اذ ينسب كبارهم كالتلمساني و ابن سبعين الي الفرق الغالية التي اقتضت الأغراض السياسية أن تحسب علي الشيعة و تقرن بالامامية، و كان يكفي «لشيخهم» ابن تيمية ذرة من انصاف أو اطلاع و تحقيق ليعلم الفرق، و لو تخلي لحظة عن مرض الحقد الأعمي، و أنصت الي ما يقوله الشيعة عن مذهبهم، لبعد عن الزلل و الخطأ الذي هو فيه ولو بقيد شعرة.

و عندنا أن حالات الحلول و المعتقدات الأخري التي اتسم بها التصوف، تعود الي الوضع النفسي الذي يتخلل أوقات القيام بطقوس الصوفية، و هي لا شك متفرعة عن تصرفات أشياخهم الأوائل الذين في نظرهم أمسكوا بأصول المعرفة و مفاهيم المحبة الالهية، و راحوا يبيحون لأنفسهم تصرفات و أفعالا غزت عقول مريديهم، و حجبت الأصول الحقيقية و المفاهيم الجلية التي سنطلع عليها في مظانها الصافية و مصادرها النقية عند رجالات أهل البيت النبوي، و موقع الامام الصادق عليه السلام في هذه السلسلة.

ونقف قليلا لنوضح بموجز من البيان منشأ كلمة الصوفي في الاسلام، و مبدأ اشتقاقها، فانا نجد هناك زخما من الأقوال فلا حاجة للبسط في ذلك، و لعل أهمها أنها نسبة الي الصفة الأولي التي كان المتنسكون يجتمعون عليها في عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أكثرهم من الفقراء، حتي نسب اليها جماعة فيقال فلان من أهل الصفة، و الصفة مكان في مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم عند يمين الداخل من باب جبرئيل، و هناك قوم يقولون أنها نسبة الي الصفاء - كما قلنا سابقا - أو انها نسبة من صافا ربه فصوفي، و قيل أنها الصف الأول في الصلاة، و قيل نسبة الي بني صفة. و فريق يقولون انها مشتقة من لفظة يونانية الأصل هي صوفينا و معناها الحكمة، فيكون الصوفية قد لقبوا به نسبة الي الحكمة لأنهم كانوا يبحثون فيما يقولونه بحثا فلسفيا، و آخرون يقولون نسبة الي الصوف الذي اشتهر المتنسكون به، و قد اختار هذا الاسم جماعة منهم.

و نجد التنسك في الاسلام حيث تنسك جماعة من الصحابة في عهد النبي و عرفوا به كأبي ذر و حذيفة و أويس القرني و غيرهم. و كان المتصوفون في أول نشأتهم يتنسكون و يتعبدون من دون اطلاق لتسمية المتصوفة عليهم، لأن تنسكهم و زهدهم من وجوه ايمانهم بأحكام القرآن و عقائد الاسلام، و هو ما كان سبب مأساة أبي ذر



[ صفحه 85]



الذي قصد الي تطبيق نظام الاسلام و ضمان حق الفقراء. و تمسك بمبدأ الآخرة و زوال الدنيا، فكان شعاره قول الله سبحانه و تعالي: (والذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) فامتدت اليه يد الأغنياء. و رمته في أحضان حكم معاوية، فكان لا يخفي انكاره لما فيه معاوية من بذخ و ترف يتعارض مع الاسلام، و زاد علي ترديده قول الله، قوله لمعاوية جهارا: ان كان ما أنفقت من مال الله فهو خيانة، و ان كان من مالك فاسراف.

و لقد أدت أوضاع الدعوة في زمن الرسالة و ضرورات نشر الدين الي معاناة كبيرة و تضحية بالغة شملت الأهل و المال و المسكن، فقد كان أهل الصفة (غرباء فقراء مهاجرين أخرجوا من ديارهم و أموالهم) و وصفهم أبوهريرة و فضالة بن عبيد فقالا: يخرون من الجوع حتي تحسبهم الأعراب مجانين، و كان لباسهم الصوف حتي أن كان بعضهم يعرق فيه فيوجد منه ريح الضأن اذا أصابه المطر. هذا وصف بعضهم لهم حتي قال عينية بن حصن للنبي صلي الله عليه و آله و سلم: أنه ليؤذيني ريح هؤلاء، أما يؤذيك ريحهم؟

و المتصوفة يتمسكون بنسبتهم الي حال أهل الصفة، و أن التسمية منها، غير أن ذلك لا يتفق مع اللغة، و تأباه قواعد الصرف. أما النسبة الي الصوف فقد تكون من حيث اتفاقها مع قواعد اللغة و التاريخ هي الأصح. و لا نعني بالقطع و اختيار أحدها علي وجه اليقين، فليس لذلك أهمية في نظرنا، و قد يخرج عن صلب البحث. كما أن الصوفية يريدون أن يجمعوا بين كل التسميات، و ربطها بالصفة و الصوف اللذين يتوحدان في نظرهم، و من نسبهم اليهما فانه عبر عن ظاهر أحوالهم، و ذلك أنهم قد تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان، و هجروا الأخدان، و ساحوا في البلاد، و أجاعوا الأكباد، و أعروا الأجساد، لم يأخذوا من الدنيا الا ما لا يجوز تركه من ستر عورة و سد جوعة [29] .

و نختصر القول في نصين كليهما لأحمد أمين، لأني في دار الغربة و الابتعاد عن الوطن حيث داري و مكتبتي، أعاني معاناة لا يعرفها الا الله من توفير ما احتاج اليه من ضرورات البحث و أمهات المصادر التي كانت متيسرة في داري في النجف الأشرف، و أنفقت بين رياض الأفكار الشطر الأوفي من عمري، كان حصيلته الأجزاء الستة



[ صفحه 86]



الماضية من كتاب الامام الصادق و المذاهب الأربعة و مخطوطاتي الأخري. ناهيك عن وهن البدن و ضعف البصر حتي الكلل. لك الحمد اللهم أولا و آخرا.

يقول أحمد أمين: و من ناحية أخري تغالي الصوفية في الأعمال النفسية الروحية، و لم يضغطوا ضغطا كافيا علي الأعمال الظاهرة، فكان هناك فقهاء و صوفية، و عداء بين الفقه و التصوف. الصوفية يرمون الفقهاء بأنهم لا يعبأون الا بالقشور من مظاهر الأمور، و الفقهاء يرمون الصوفية بأنهم غلوا في أحوال الروح أكثر مما كان يعرفه الاسلام و سموهم أهل الباطن [30] .

و يقول الدكتور أحمد أمين: و كان التصوف يغلو في الباطن، و كان مرتعا خصبا للخرافات و الأوهام و التحرر من الشعائر، و ارتكاب الموبقات، و اخترعوا بجانب التصوف الموسيقي و الذكر و الشطح و الرقص و غير ذلك، و كان لهم أثر كبير في النظام الاجتماعي المتهافت، و كان من نتائج الصراع الشديد بين الفقهاء و المتصوفة أن آل الأمر الي سجن بعضهم [31] .

و هذا ما يكشف لنا جانبا من جوانب الصراع الحاد، مما يحدث رد فعل في نفوس أكثر الناس، فالمتصوفة سلكوا الجانب الروحي ادعاء، و دعوا الناس الي الاعتقاد بما لا يقبله العقل و لا ينطبق مع نظم الاسلام، و أصبح جانب التصوف يدعم تلك الخرافات التي انثالت علي المجتمع بسم قاتل، و كانت تلك الرباطات مصدرا لأمور لا رابطة لها بالاسلام. و وجهوا الناس الي تعظيم قبور من يسمونهم بأولياء علي طرقهم المعروفة و أساليبهم الخاصة، يكمل هذا و ذاك ادعاءات الأحداث و الأفعال للأموات و الأحياء الذين يتصلون بهم، فتسود حالة من الايمان بقدرات المخلوقين و الاعتقاد بكرامات أوليائهمظ، و تتحجر الأذهان و الأفهام علي ألوان من الايحاء التي يستفيد منها الذين يحتلون الصدارة.

و في وسط فوضي القيام بأعمالهم و أشكال طرقهم، كان الناس يساقون الي مستويات عقلية واهية، و يرفعون الي مهاوي الجهل كما علمنا سابقا و مر بنا في ثنايا البحث.



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] الطبري ص 182. و المنتظم ج 7 ص 88.

[2] مروج الذهب ج 5 ص 86 ط أوروبا. و المقدسي في البدء و التاريخ ج 1 ص 199.

[3] العبر ص 66 - 65.

[4] الباعث علي أنكار البدع و الحوادث لشهاب الدين أبوشامة 66.

[5] تحذير الخواص للسيوطي ص 50.

[6] المصدر السابق في المقدمة.

[7] الأسرار المرفوعة لعلي القاري 55. و الأحياء للغزالي 1 / 58.

[8] الأسرار المرفوعة 55 - 53.

[9] أحمد بن زين، شرح العينية 511.

[10] انظر المصدر السابق 534.

[11] النجوم الزاهرة ج 4 ص 161.

[12] طبقات الحنابلة ج 1 ص 81.

[13] طبقات الحنابلة ج 1 ص 81.

[14] انظر: الامام الصادق و المذاهب الأربعة، محنة خلق القرآن / الجزء الأول.

[15] طبقات الحنابلة ج 1 ص 81.

[16] اليافعي، مرآة الجنان 4 / 188.

[17] ابن العماد، شذرات الذهب 5 / 262.

[18] الشيخ أحمد الوتري، روضة الناظرين 99.

[19] محمد الغزالي، الاسلام و الطاقات المعطلة 124.

[20] المناوي، الكواكب الدرية 1 / 192 - 198.

[21] انظر: طبقات الشعراني، ترجمة الجيلي، الجزء الأول.

[22] هو الشيخ عبدالقادر بن موسي بن عبدالله. أمه أم الخير فاطمة بنت السيد عبدالله الصومعي الزاهد. ولد في بنيق قصبة من بلاد جيلان وراء طبرستان سنة 470 ه 1077 ميلادية، و دخل بغداد في سنة 488 ه 1095 ميلادية، فقرأ الفقه و الأصول، و سمع الحديث، و اشتغل بالوعظ، و لازم الانقطاع و الخلوة، و أسند له الولاية. و عرف بالشيخ عبدالقادر الكيلاني، و له مؤلفات كثيرة، كما ذكروا له كرامات و معاجز خصص لها كتب تنوف علي أكثر من 30 كتابا. توفي في بغداد سنة 561 ه و قبره ظاهر يزار، و محلة تعرف بمحلة باب الشيخ نسبة له.

جاء في النظرات ج 2 ص 91 الطبعة 6 - مطبعة الرحمانية في مصر سنة 1930 م. تحت عنوان: دمعة الي الاسلام، يقول فيه:

انه ورده كتاب من الهند يصف كاتبه مؤلفا موضوعه تاريخ حياة عبدالقادر الجيلاني و ذكر مناقبه و كراماته و ما وصفه بصفات و ألقاب هي بمقام الألوهية أليق منها بمقام النبوة فضلا عن مقام الولاية. كقوله: سيد السماوات و الأرض، النفاخ الضرار المتصرف في الأكوان و المطلع علي أسرار الخليفة محيي الموتي و مبري ء الأعمي و الأبرص و الأكمه، و أمره من أمر الله... الي آخر تلك الألفاظ.

و هلم معي فاقرأ بقية الكتاب ص 93 يصف الكاتب أمة من الناس يسجدون لقبر ينسب لأولاد عبدالله سجود رق من دون الله، و ان في كل بلاد صورة مزار لقبر عبدالقادر، فيكون القبلة التي يتوجه اليها المسلمون في تلك البلاد الخ. أصحيح هذا؟ نحن قرأنا كما قرأت و السلام.

[23] طبقات الشعراني ج 1 ص 91.

[24] فتح الملك العلمي ص 60.

[25] السهروردي، عوارف المعارف ص 12 و 13.

[26] أبوطالب المكي، قوت القلوب ج 1 ص 152.

[27] الكندي، الولاة و القضاة ص 162.

[28] الرسالة ص 17.

[29] انظر: ابوبكر محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف ص 31،30،29.

[30] ظهر الاسلام 2 / 57.

[31] أحمد أمين، يوم الاسلام 101.


نظرة الي حوادث عصره


و لابد للباحث عن حياة الامام الصادق من مواجهة عدة مشاكل تعترض سير البحث و تقف في طريق المؤرخ لحياة هذا الامام العظيم.

و هي مشاكل كثيرة متشابكة، تكتنف البحث و تحيط بالموضوع، كما أن هناك



[ صفحه 236]



عدة أسئلة تفرض نفسها علي الباحث، و تحتاج منه الي اجابة تكشف عما استتر وراءها من أمور.

المشاكل - كما قلنا - كثيرة، منها مشكلة الثوار الذين يرمقونه بأبصارهم من بعيد و يأملون اسناد الحكم اليه، و مشكلة النزعات الفكرية و الصراع العقائدي، و مشكلة الغلاة، و لعلها أهم مشكلة تقف في طريق الباحث، بل أهم مشكلة تعترض سير الحقائق التاريخية، حيث استطاع التلاعب السياسي أن يوجد منها عوامل يتمكن من خلالها تحقيق أغراضه و أهدافه. و سنأتي لعرض موجز في البيان هنا لأنا قد أوضحنا في بحثنا الموسع ما يتعلق بهذه المشكلة [1] .

و عصر الامام الصادق يتصف - دون غيره من عصور الأئمة - بعوامل كثيرة، أهمها: التحول السياسي الذي حصل في أيامه، بل خلال أهم أدوار حياته، و ذلك بانتقال السلطة من الأمويين الي العباسيين بعد أن انتصرت ثورتهم باسم أهل البيت عليهم السلام ذلك التحول الذي أحدث تغييرا جذريا في المجتمع الاسلامي، و فتح أمام المسلمين آفاقا بعيدة المدي.

و لم تكن نتائج الثورة مجرد انتقال الحكم من أسرة الي أسرة، بل هي في الواقع ثورة لها أثرها في تاريخ الاسلام، تعني نقطة فاصلة فيه لفعاليتها و آثارها، حيث أحدثت في المجتمع تغيرا عميقا و تحولا سياسيا و اجتماعيا اتسعت آثاره.

و لم يكن الامام الصادق عليه السلام بالرجل الذي تهمل الأحداث موقفه، أو بمعزل عن ذلك المجتمع أو في منأي عن التأثر بتلك الحوادث المحيطة به، فهو كفرد يشمله ما يشمل سائر الناس، يعيش مع الأمة و يشاطرها آلامها و يتعرف علي أحوالها. و قد كانت الأحداث تنتهي اليه لمكانته الاجتماعية و السياسية، فالثورة قامت علي أساس دعوة دينية نظمت تنظيما دقيقا يضمن لها النجاح، و يمكن جذورها من النمو في أرض زرعت بجثث الأبرياء و سقيت بدماء الشهداء. و الدعوة قامت تحت شعار أخذ الثأر من مرتكبي المجازر و المظالم بحق العلويين، و كان يقوم ذلك علي تنظيم سري يعمل بتكتم شديد، و هو يدور حول الدعوة لأهل البيت، و اسناد الحكم اليهم لأنهم أصحابه الشرعيون، و لابد من الأخذ بثأرهم و الانتصار لمظلوميتهم، لأن الدولة الأموية



[ صفحه 237]



عمدت الي تصفية الحركات العلوية و القضاء علي زعمائها بكل وسيلة. و قد جعل السواد لباس الدعاة، و شعارا يرفع العرب اعلانا للحداد علي الحسين عليه السلام، فاندفع الناس لخوض تلك المعارك، لأنها معارك تهدف الي القضاء علي معاقل الظلم و رموز الضلالة و البدع، فانتشرت الدعوة، و كان أبناؤها علي اتصال بالامام الصادق عليه السلام، و دعاتها أكثرهم يأملون باسناد الحكم للعلويين. فالعباسيون أنصار دعوة و جنود حركة و ليسوا رؤساء!

فالدعوة اسلامية المبدأ، شيعية النزعة، لم يتمكن العباسيون من الاعلان عن نواياهم العدائية تجاه أهل البيت، بل عرفوا كيف يستغلون مشاعر الناس و تعاطفهم مع العلويين، و تستروا بدعوة الرضا من آل محمد. فسارت الجموع بحماس شديد سعيا وراء هدف سام هو جعل الامامة في أهلها الذين يستحقونها بجدارة من أهل بيت النبوة، حتي يصلح الله بهم ما فسد من الأمور و ما اختلف فيه الناس.

و في البيت العلوي رجال يصلحون لتولي الامامة بظاهرها من حيث الدين و التقوي، ولكن ليس فيهم النص، و لم تكن اليهم الوصية، و انما كانت لمن شملته العصمة وفاقهم في الخصال. و كلهم لا ينازع الامام الصادق موقعه أو مكانته، و عندما بلغت الأمور - من الجانب السياسي - حدا يساعد علي التغيير و التحول في السلطان، كان الامام الصادق يمد ببصره الي ما وراء الأحداث و المصالح القريبة، فما كان من أبناء عمه ممن نظروا الي التحول و التغيير في حدوده المحسوسة، الا أن طلبوا منه الدخول في ما عزموا عليه من اعلان الثورة و اسناد الثوار منهم، ولكنه عليه السلام رفض رفضا باتا.

و قد ذكرنا آنفا أنه طلب من الثوار العلويين التريث في الأمر - و لأهمية هذا الموضوع سنخصص له بابا آخر نبحث فيه الدقائق و التفاصيل - لأن قضية التفريق بين دواعي الموقفين و اختلاف النظرتين قضية هي من الأهمية بمكان لا تنتهي بانتهاء ظرفها، و لأن الامام الصادق دفع بجوهرها الي آفاق واسعة ما زلنا حتي اليوم نعيش حقيقة ذلك الجوهر و واقع تلك النظرة، و سيأتي بحث ذلك قريبا.

و من ملامح النظرة التي اتسم بها الامام الصادق. أن الأمة تحتاج الي الرجال في مجال الاصلاح و الدعوة، و أن المسلمين يواجهون حكاما عتاة و سلاطين متجبرين، فما كان في عهد الأمويين سيتكرر لأنه عليه السلام لمس من العباسيين مذهبهم في توسل كل الطرق الي سدة الحكم و عملهم علي الصعود الي السلطان بوسائل تضمن لهم



[ صفحه 238]



ذلك ما دام النظام الأموي قد انحدر الي نهايته. و في عهد العباسيين، فقد رأي الامام الصادق أن قوة النظام الجديد، و وحشية الحكام الجدد ستدفع بالأمة الي أوضاع سيئة. و ستعود علي أهل البيت بفظائع أخري و مجازر تزهق فيها أرواحهم و تهرق دماؤهم.

أما في بدء الأمر، و قبل قيام حكم العباسيين، فان الأوضاع التي ستؤول اليها الأحداث واضحة، فلابد من انتهاء حكم الأمويين و زوال ظلمهم، و التحول آت بكل الأحوال، و قد رأي الامام الاصادق مبلغ الاستجابة للدعوة، و تعاطف الناس مع الثورة، و الكل في عينيه مرأي مظالم آل محمد، و مناظر المصائب و المآسي التي حلت بهم علي يد الأمويين، فراح الناس يؤيدون الثوار. بيد أن علم الامامة قد عين هذه الفترات، و قسم هذه الأدوار. فليس الأمر كما يظن ذوو الأنظار القصيرة من الناس مهما اتسعت تجاربهم و نمت مداركهم، كما أن الثورة ضمت في تنظيماتها عناصر بعيدة كل البعد عن الأهداف التي من أجلها نظمت الدعوة، و أعلنت الثورة، و قد تستر وراءها كثير من النزعات المختلفة و الآراء المنحرفة، و هتافاتهم للرضا من آل محمد لم تدفع به الي تعريض المجتمع الديني لخطر السياسة الغاشمة، فقد كان أبعد نظرا مما يري في النتائج، فهو ينظر بالفكر الثاقب و النظر الدقيق المسدد من الله تعالي لعواقب الأمور، و العلم الشامل، و مراعاة المصلحة العامة، و السير وفق الخطط المحكمة و الآراء السديدة في تقدير الظروف و مناسباتها.

و هو رأس الأمة و امام الناس و زعيم العلويين، يري آيات رعاية الله، و يلمس وجوه كلاءته له، ليسلمه من بطش الطغاة و محاولات الظالمين. عليه دور القيادة، و توجيه دفة السفينة، و ليس العكس.

و هو عليه السلام لم يندفع وراء تيار الأقوال البراقة، و لم يجر في ميدان السياسة و مخاتلتها، و قد حاول الكثير من أتباعه و غيرهم و خلص أصحابه و المنتمين اليه أن يثيروا عواطفه عندما استعرت نار الثورة في البلاد الاسلامية، و انتشرت تلك الشعارات التي تدعو للرضا من آل محمد.

و سعي بعضهم بكل جهده الي أن يحمل الامام و أنصاره علي الثورة، ولكنهم كانوا ينظرون الي الأمور نظرة سطحية، فتغلب عليهم سلامة النية و سرعة التصديق بالأمور الظاهرة كبشر يحكمهم الواقع و التأثر بمجريات الأحداث، و ليس كما يري الامام



[ صفحه 239]



و هو صاحب الولاية الشرعية و قد خصته العناية الالهية بالأمر، و جعلت في شخصه الامامة، و الوقائع عنده كما قضت بها الحكمة الالهية و قدرتها المصلحة الدينية.

دخل عليه سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه و قال له: يا ابن رسول الله، لكم الرأفة و الرحمة، و أنتم أهل بيت الامامة، ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه؟ و أنت تجد من شيعتك مئة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟

و دخل عليه سدير الصيرفي فقال: يا أباعبدالله ما يسعك القعود؟

فقال عليه السلام: «و لم يا سدير؟»

فقال: لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك.

فقال: «يا سدير، و كم عسي أن يكونوا؟»

قال: مئة ألف.

فقال الامام الصادق: «مئة ألف؟!!»

قال: نعم [2] .

فكان جوابه عليه السلام من باب الامتناع عن ذلك، و أشار الي أن تلك الكثرة التي يتخيل أنها تحقق الأهداف التي يتطلبها واقع الثورة و النهضة بالمسلمين ليست كذلك، لأن أولئك لم يكونوا من الرجال المخلصين الذين تمكنت العقيدة من نفوسهم، اللهم الا نفر قليل، فلا يمكنه أن يخوض معركة حاسمة كما يريد أولئك الذين حاولوا اثارة حفيظته مع عدم وجود العدة الكافية من المخلصين الذين يمكن الركون اليهم و التعويل عليهم. كما أن أهل البيت الكرام لهم في كل عصر دور و رسالة، فلقد كانت ثورة الامام الحسين من أكبر العوامل التي فضحت الردة و عرت الأمويين، كما أنها أصبحت ينبوع وعي و معين هدي يحمل الناس علي الاقتداء بتعاليم الرسالة و الاهتداء بمبادي ء العقيدة، و كان من بعد مأساة الطف و ما أثارته في النفوس أن تجد الأمة من يعزز في كيانها ذلك التحول و يرسخ نتائج الثورة، فكانت دعوة الاصلاح و منهج الارشاد.

و قد بلغ منهج الاصلاح الديني و الفكري و الاجتماعي علي يد الامام الصادق درجة من النمو و التكامل، فامتلك قدرة التأثير في النفوس، و اتصف بالروحانية و الحس الديني الذي يجتذبها.



[ صفحه 240]



و كان عليه السلام في الوقت الذي يحاور فيه دعاة الثورة، يمارس مسؤولياته في وجه السلطة و انحراف الحكام، و يقاوم نزعات الهدم و موجات القمع و تيارات التشويه و الانحراف.

و كان نهج الحوار طريقة العمل الفكري لدي الامام الصادق، تتسم بالشمول وسعة الرأي، و قوة الاقناع التي تقوم علي علم ثابت، و رأي سديد. لذا فقد تولي رد تلك الهجمات، فكان دفاعه عن الاسلام في درء شبه الزنادقة و الدهرية من أهل الأديان الأخري قد خلف ثورة فكرية مهمة ضمنها عشرات من الكتب.

و كان قد بدأ التنازع في ذلك العصر بين الفلسفة و بين الاسلام و العقائد التي جاء الاسلام لمحاربتها، و ظهرت بوادر الجدل العقلي، و اتخذ علم الكلام كوسيلة للحجاج.

و كان موقف الامام الصادق من تلك التيارات و وسط ذلك الجدال و النزاع موقف العالم المنافح عن الدين و المدافع القوي عن العقيدة الذي لا يغلب في مناظرة و لا ينقطع في محاورة، و كان لحجته و وضوح برهانه و رجاحة عقله و قوة استدلاله الأثر الحاسم في أن يخضع له العقل السليم و يرتاح له الضمير، و تفنيد آراء الأعداء و دحض أفكارهم، و توفير أسس يركن اليها المسلم و يعتمد عليها في الدفاع عن دينه و عقيدته. و كان يدلي بآرائه أمام خصومه بمنطق يدخل الي آذان سامعيه فينفذ الي قلوبهم، فلا يجدون بدا من التسليم لقوله الحق و منطقه الصائب. و قد حفظ لنا التاريخ خصائص منهج الامام و ميزات منطقه الذي لا يجاري في استدلالاته، و لا يغلب في براهينه؛ بل كان هو المتفوق و السابق في كل مضمار.

و بهذه المواقف، و بتلك الشهرة التي نالتها مدرسته، و المهمة التي قام بها أصحابه في محاربة الالحاد و الملحدين كان لزاما علي دعاة تلك المبادي ء الذين دخلوا الاسلام أن يتستروا باعتناقه لبث سمومهم، و شعروا بخطر موقف الامام الصادق و محاربته لكل فكرة من طريق العلم و المنطق، فنظروا اليه نظرة ملؤها الحقد علي الاسلام و انتصاره علي عقائدهم الفاسدة و أديانهم الباطلة، و لما وجدوا أنفسهم عاجزين عن المجاهرة بما في نفوسهم من أضغان و عداوة، و أن انتصارات الاسلام دائمة لأن عقيدته هي مصدر هذه الانتصارات، لجأوا الي التلبس، و استخدموا أساليب



[ صفحه 241]



التستر و الادعاء، و اختطوا لأنفسهم طريقا يقوم علي وسائل و شعارات لا حظ لها من الصحة و لا نصيب، يمنون أنفسهم باستعادة أمجادهم و الوقوف بوجه الاسلام.

و كيف يجديهم ذلك و ينطلي علي المؤمنين خداعهم بعد أن ظهرت آثاره في حربهم و انتشرت أخباره في صدودهم، فحاولوا عن طريق الدس أن ينتصروا لمبادئهم الالحادية، و توصلوا الي ما توهموه حلا ناجحا و انتقاما سريعا و ذلك عن طريقين:

الأول: انضمام بعض دعاة الالحاد الي مدرسة الصادق ظاهرا، و ادعاء حب أهل البيت نفاقا، لكي يعملوا من الداخل علي الفساد و الافساد.

الثاني: استعمال الكذب و الدس علي أهل البيت. و من هذا و ذاك كونوا طريقا، و صلوا من خلاله الي غاية في نفوسهم، و هي اظهار الغلو في أهل البيت، و الغلو كما قدمنا هو أعظم مشكلة اصطدمت بها قافلة التشيع، و أدهي مصيبة نكبت بها هذه الطائفة، و حركة الغلو هي حركة الحادية منشأها معارضة الاسلام من جهة، و تشويه مذهب أهل البيت من جهة أخري، لذلك ربط كثير من المؤرخين و الكتاب بين التشيع و بين الغلو؛ بل ذهب بعضهم الي وصف التشيع بالغلو. و السبب في ذلك قصور نظرتهم و عجزهم عن التحلي بالموضوعية التي تقتضي جهدا لسير تفاصيل و أحداث تلك المرحلة. فليس بين الشيعة و بين الغلاة ما يجمعهم، كيف ذلك و قد كان ظهور دعوات الغلاة و تسللهم قد سبب لأئمة أهل البيت وقادة الشيعة قلقا و ازعاجا لم يهدأ، حتي أحبطت حركاتهم و فشلت مخططاتهم، و قد تناولنا في الجزء الرابع من الكتاب جوانب قيام هذه الحركة و اعتبارها مشكلة. و لا غرابة في وصفها بالمصيبة التي عولجت بجهود الأئمة أهل البيت، و بمزيد الأسف أن يتغاضي البعض عن هذه الحقائق و ينكروا الوقائع و يتلذذوا بالطعن علي الشيعة، و هم بذلك ضحايا دعاوي الحكام و المناهضين لأهل البيت سواء من جهة تلقي الدين أو من جهة الأغراض السياسية العمياء التي تريد تشويه الحقائق و قلب الأوضاع و اتهام الأبرياء لاضعاف أثر أهل البيت في المجتمع و النيل من مكانتهم السامية في النفوس.

كان دخول الغلاة في صفوف الشيعة خطوة سياسية أوجدتها عوامل متعددة كما أشرنا الي ذلك، و في مقدمتها: النيل من الاسلام. و قد عالج أهل البيت هذه المشكلة الخطرة، فعرفوا الدوافع التي دعت هؤلاء الي الالتحاق بصفوف الشيعة، كما اتضحت لهم غايات خصومهم. فكانوا يعلنون للملأ البراءة من الغلو و الغلاة، و جاهروا



[ صفحه 242]



بلعنهم، و أمروا شيعتهم بالتبرؤ منهم. و تلقي الشيعة تلك الأوامر بالقبول و الامتثال، فأعلنوا البراءة منهم، و ملأوا كتبهم بلعن الغلاة و التبرؤ منهم. و أفتوا بحرمة مخالطتهم، و أجمعوا علي نجاستهم، و عدم جواز تغسيل و دفن موتاهم، و تحريم اعطائهم الزكاة، و لم يجوزوا لمن يقول بالغلو أن يتزوج بالمسلمة، و لا المسلم أن يتزوج بالمغالية، و لم يورثهم من المسلمين، و هم لا يرثون منهم.

ولكن يأبي بعض الكتاب المعاصرين الا الاصرار علي الخطأ، و الاستسلام للروح الطائفية، و السير في ركاب العصبية، فيتبعوا أهوائهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في حقائق التاريخ، و الاطلاع علي وقائعه من مصادرها الصافية.

و هناك قضية أخري أهملت براهين وضعها، و غضوا الطرف عن أدلة اختلافها، فتمسكوا بها، و هي: قضية عبدالله بن سبأ التي شهدت الوقائع التاريخية بأنها لا تعرف حادثا من تلك الحوادث التي أسندها المؤرخون لعبدالله بن سبأ. و قد بسطنا القول فيه في عدة مناسبات، في بحثنا الموسع عن الامام الصادق في موارد عديدة من الأجزاء السابقة، و مواضع كثيرة سقنا خلالها الحجج و الأدلة علي اختلاق شخصية عبدالله بن سبأ.

لقد نسبوا مبدأ التشيع الي شخصية و همية رسمتها السياسة في عصور التطاحن بريشة مصور مغرض، بهدف الطعن علي أهل البيت، الذين هب علماؤهم لبيان زيفها مبينين أن من العار التماشي مع تلك الأسطورة لما فيها من احتقار للأمة و تصغير لقدرها، عندما تصور قطيعا جري خاضعا لتقبل تعاليم ذلك اليهودي و هو عبدالله بن سبأ المخلوق من أهواء السياسة و أغراض التطاحن، بهدف تمزيق صفوفها و اذهاب ريحها، و ذلك للتفريق بين الأخ و أخيه.

و علي كل حال لابد من أن نشير الي بعض ما جري للامام الصادق من محاورات مع أولئك المنحرفين عن الاسلام و دعاة الالحاد و الزنادقة، و هي محاورات غنية زخرت بها كتب الكلام و الفلسفة، و سنأتي علي ذكرها في الباب الخاص بالبحث عن الجوانب الفكرية في تراث الامام الصادق و منهج مدرسته. و هنا نذكر ما كان مع الجعد بن درهم الذي نشأ و كله دعوة ضلالة و الحاد، كان يغوي الناس و يضلهم، و هو من الزنادقة الذين استفحل أمرهم، و قد أراد أن يوهم الناس بما يبديه من احتيال، فأخذ قارورة و جعل فيها ترابا و ماءا، فاستحال ذلك بعد مدة دودا و هواما، فقال



[ صفحه 243]



لأصحابه: أنا خلقت هذا لأنني كنت سبب كونه. فأرجف بذلك المرجفون، و لما بلغ الامام الصادق ذلك قال عليه السلام: «ليقل كم هي، و كم الذكران منه و الاناث؟ و ليأمر الذي يسعي الي هذا أن يرجع الي غيره» [3] .

قال ابن حجر: فبلغه ذلك - أي قول الامام الصادق - فرجع.


پاورقي

[1] انظر الجزء الرابع من الامام الصادق و المذاهب الأربعة.

[2] الكافي ج 2 ص 243.

[3] لسان الميزان لابن حجر ج 2 ص 105.


بين الخلفاء الراشدين


صعدت روح رسول الله الي الرفيق الأعلي و علي بطل جيوشه غير منازع، و كان قد دربه علي القضاء و الافتاء، فهاتان الوظيفتان هما أسمي عمل في الدول، و بخاصة في الدولة المسلمة، حيث الحفاظ علي الشريعة و ادارة الدول و سياسة الأمم، و استقرار النظم، و اطمئنان الجماعة واجبات دينية، و الافتاء يعدل التشريع في أيامنا هذه، و القضاء هو توزيع العدالة، و العدل صفة الله سبحانه.

لقد بعثه الي اليمن، فقضي، و له قضاء مشهور عرض علي النبي فاستحسنه، و له السؤال المشهور يومذاك اذ سأل: أكون كالسكة [1] المحماة أو الشاهد يري ما لا يراه الغائب؟ فأجابه عليه الصلاة و السلام: «بل الشاهد يري ما لا يراه الغائب» [2] فدل بذلك علي تفويضه في أن يجتهد، و أن يعمل بمقاصد الشريعة...، و كان أيامئذ في عنفوان شبابه، فلم يفارقه الاجتهاد العظيم للأمة في كل مناسبة تقتضي الاجتهاد.

و بالتربية النبوية في القضاء و الافتاء نفذ علي الي صميم الفكر التشريعي في الأمة، أي صميم شريعة الاسلام، فاحتاج أبوبكر و عمر اليه في جوارهما، ليشير عليهما و يقضي و يفتي.

أما فتاواه التشريعية فستبقي مثلا أعلي للفكر الاسلامي في سياسة الدولة و سياسة الناس.

اذا اشتهر عمر بأنه المجتهد الأكبر من كثرة ما واجه من ظروف طارئة علي الدولة المنتصرة في الشرق و الغرب، و من طول ما حكم و هو خليفة، و اتساع ما فتح من الفتوح، و اختلاف من أسلم من أهل البلاد المفتوحة، فعلي كان يصحح الكثير للمجتهد الأكبر، و في ذلك الحجة القاطعة علي أنه في أسمي وظائف الفكر، و هما التشريع و القضاء، كان بدوره مجتهدا أكبر.

اليك قليلا من الأمثال، تخيرناها من أمور معلمة في الدين و الفقه و السياسة:



[ صفحه 38]



- منع عمر تدوين الحديث [3] مخافة أن يخلط القرآن بشي ء، و بهذا أبطأ التدوين عند أهل السنة قرنا بتمامه، و انفتحت أبواب للجرح و التعديل، و للوضع، و للضياع. أما علي فدون من أول يوم مات فيه الرسول، و لعله اذ دون صار مرجع الصحابة، بما فيهم عمر.

و هذا الا تجاه العلمي للتدوين، يؤازره اتجاه ديني و فقهي و سياسي و اقتصادي؛ لتوزيع الحقوق.

- قال عمر للناس يوما: ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال (مال الصدقة)؟ قالوا: يا أميرالمؤمنين، قد شغلناك عن أهلك و ضيعتك، فهو لك، فالتفت الي علي و قال: ما تقول؟ قال: قد أشاروا عليك، قال عمر: قل، قال علي: لم تجعل يقينك ظنا؟ أتذكر حين بعثك رسول الله صلي الله عليه و سلم ساعيا، فأتيت العباس بن المطلب فمنعك صدقته، فقلت لي: انطللق الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فوجدناه خاثرا [4] ، فرجعنا، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس، فأخبرناه بالذي صنع، فقال لك: أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ و ذكرنا الذي كان من طيب نفسه في اليوم التالي، فقال: أما أنكما أتيتماني اليوم و كان عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتماه من خثوري له، و أتيتماني اليوم و قد وجهتهما غدا (صباح اليوم) فذاك الذي رأيتما من طيب نفسي [5] .

- و دعا عمر امرأة فأجهضت ما في بطنها بفزعها، فاستشار في الدية، فقال له عثمان و عبدالرحمان: لا عليك، انما أنت مؤدب، و قال علي: ان كانا قد اجتهدا فقد أخطآ، و ان لم يجتهدا فقد غشاك. أري عليك الدية، فقال عمر: عزمت عليك ألا تبرح حتي تفرضها علي بني عدي [6] و هذه الفتوي تعتبر تقدما تحاول أن تبلغه الحضارة المعاصرة، و لا تكاد.

- و رأي عمر ذات يوم رجلا مع امرأة علي معصية، فاستشار في أن يقضي بعلمه أم لابد من شهادة غيره؟ قال علي: يأتي بأربعة شهداء، أو يجلد حد القذف، شأنه في ذلك شأن



[ صفحه 39]



سائر المسلمين [7] .

- و لما فتح المسلمون الأمصار، طلب الفاتحون لأنفسهم أربعة أخماس الأراضي المفتوحة؛ أخذا بظاهر الآية، فاستشار عمر الصحابة، فاختلفوا، لكن عليا كان من الرأي الذي أخذ به عمر، و هو ابقاء الأرض في أيدي أصحابها، و تكليفهم الخراج تسد من حصيلته حاجات الدفاع عن الأمة، و الانفاق علي المحتاجين [8] و في بقاء الأرض في أيدي أصحابها بقاء لهم أو لمن يجيئون بعدهم، و أثر هذه الفتوي في نشر الاسلام يذكر و يشكر.

- وعلي صاحب الرأي الشهير بتضمين الصناع ما يتلفونه، الا أن يثبتوا أنه من عمل غيرهم بعد اذ كانوا لا يضمنون؛ لأن يدهم يد الأمين [9] ، لكن الزمان تغير فاقتضي تغير الناس التضمين، و في ذلك قول علي: لا يصلح الناس الا ذاك [10] و هذا مضرب المثل علي العمل بقصد الشارع من حفظ مصالح المسلمين و توخي المصلحة الاسلامية حيث تكون.

- و رفعت الي عمر قضية رجل قتلته امرأة و خليلها، فتردد هل يقتل الكثيرين بالواحد؟ قال علي: أرأيت لو أن نفرا اشتركوا في سرقة جزور، هذا عضوا و هذا عضوا، أكنت قاطعهم؟ قال: نعم، قال علي: فكذلك. فكتب عمر الي عامله: أن اقتلهما، فوالله لو اشترك أهل صنعاء كلهم لقتلتهم [11] .

- و جي ء عمر يوما بأمراة زنت و أقرت، فأمر برجمها، لكن عليا قال: لعل بها عذرا، ثم سألها: ما حملك علي ما فعلت؟ قالت: كان لي خليط و في ابله ماء و لبن، و لم يك في ابلي ماء و لا لبن، و ظمئت و استسقيته، فأبي أن يسقيني حتي أعطيه نفسي، فأبيت عليه ثلاثا، فلما ظمئت و ظننت نفسي ستخرج أعطيته الذي أراد، فسقاني، قال علي: الله أكبر (فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم) [12] .



[ صفحه 40]



- لقد كان عمر علي الحق، اذ أمر ألا يفتي أحد بالمسجد و علي حاضر، فجعل القضاء وقفا عليه في ساحة القضاء.

- و كان يقول: اللهم لا تنزل بي شديدة الا و أبوالحسن الي جنبي [13] و [14] بل يحيل سائليه علي علي، و يجيب أذينة العبدي [15] اذ يسأله: من أين أعتمر؟ ايت علي بن أبي طالب فاسأله [16] بل يقول: لولا علي لهلك عمر [17] .

و لعلي عهده المشهور الي الأشتر [18] النخعي [19] اذ ولاه مصر، فهو دستور سياسي و ديني



[ صفحه 41]



و عالمي، يضؤل دونه كل العهود، بما فيه من شمول و تفصيل لقواعد الحكم الصالح، و اليه يرجع كل من أراد نجاحا للحكم بصلاح الدنيا و الدين. و المصريون - مسلمين و مسيحيين - يحفظون قوله فيه لواليه: «و اشعر قلبك الرحمة بهم، و المحبة لهم، و اللطف بهم، و لا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فانهم: اما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل و تعرض لهم العلل» [20] .

- و علي هو الذي يضبط فحوي الشرع و يرفعه الي مقامه الحق في تعريفه للفقيه، فيقول للمسلمين: «ألا أنبئكم بالفقيه، حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، و لم يرخص لهم في معاصي الله، و لم يؤمنهم من مكر الله» [21] .

كان منذ شبابه الذي أنضجته أحداث النزال و الطعان في الميدان، أعبد الناس، و أكثرهم في عبادته جمعا مع الله، لا يقطع صلاته و السهام تقع بين يديه يمينا و شمالا، يربط علي بطنه من الجوع في حين يتصدق بأربعة آلاف درهم، و عليه ازار غليظ اشتراه بخمسة دراهم. أما قوته فمن دقيق الشعير، يأخذ قبضة فيضعها في الماء فيصب عليها قدحا فيشربه... و في يده كل مال المسلمين!

و لما أصهر عمر اليه في «أم كلثوم» [22] كان يتوسل الي الآخرة بلحمة النسب، فلقد كان



[ صفحه 42]



يقول: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، كل خصلة منها أحب الي من حمر النعم: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و سكناه المسجد مع رسول الله يحل فيه ما يحل له... [23] .

و لم يبرح عمر المدينة في خلافته الا استخلف عليا عليها، فلقد كان ذلك سنة عنده. أليس صاحبهما صلي الله عليه و آله و سلم كان يستخلفه اذا برح المدينة؟

و علي باب مدينة العلم، يقول الرسول عليه الصلاة و السلام «أنا مدينة العلم و علي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه» [24] .

و هو امام البلاغة، يجي ء معاوية رجل من الكذبة [25] فيقول له: جئتك من عند أعيا الناس - يقصد عليا - فيجيب معاوية، و هو أعدي الناس لعلي: و يحك، فو الله ما سن الفصاحة للناس غيره [26] كيف لا و بلاغته من بلاغة النبي؟ مذ كان فكره من فكره، و كان قد رباه فأحسن



[ صفحه 43]



تأديبه، حتي ليعيا بلغاء العرب عن فهم المعني النبوي ويراه علي بادي الرأي.

شكا العباس بن مرداس [27] للنبي قسمه من الفي ء بقوله:



أتجعل نهبي و نهب العبيد

كنهب عيينة و الأقرع



و العبيد فرس الشاعر، و عيينة بن حصن [28] و الأقرع بن حابس [29] من المؤلفة قلوبهم، قال عليه الصلاة و السلام: «يا علي اقطع لسانه» فأخذه علي و مضي، قال العباس: أقاطع أنت لساني يا أباالحسن؟ قال علي: اني لممض فيك ما أمر. ثم مضي به الي ابل الصدقة و قال له: خذ ما أحببت [30] .

و من نهج بلاغته يسقي بلغاء العربية و حكماء الاسلام، و من تعليمه وضع النحو العربي [31] .



[ صفحه 44]



و وضع النحو بتعليم علي يذكر بالمكانة الخاصة لعلي في علوم الاسلام، فالنحو العربي هو الذي حفظ العربية، لغة القرآن، و هو أمر أصولي للغة، كأصول الفقه، و سنري موقفه المبدع فيها.

و كذلك كانت مواقف علي بعد ظهور الاسلام، و في خلافة سابقيه، تتصدي للأساسيات في الاسلام. لقد كان أطول الراشدين حياة في الاسلام، مما يظهر أثره عميقا، عمق الحوادث و العلوم و أثرها في الاسلام، و طويلا لطول المدة التي حييها في المراكز الأولي منذ ظهور الاسلام.

و ربما أجمل القول في مكان علي بين المسلمين قول ابن عباس: «لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره: هو أول عربي أو أعجمي صلي مع رسول الله صلي الله عليه و سلم، و هو الذي كان لواؤه معه يوم الزحف، و هو الذي صبر معه يوم فر غيره، و هو الذي غسله فأدخله قبره» [32] .



[ صفحه 45]



أما عن العلم فيقول ابن عباس: «اذا ثبت لنا الشي ء عن علي لم نعدل الي غيره» [33] و أما عن العدل فيقول ابن مسعود معلم الكوفة و سادس المسلمين: «كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة علي» [34] .

من أجل هذا و كثير غيره، صح عند الشيعة: أن النبي أفضي اليه بظاهر الشريعة و خافيها، و أنه أفضي بها الي من خلفه.

و ليس يملك أحد أن يفاضل بين الخلفاء الراشدين الأربعة الا باجتهادات تحتمل الخطأ و الصواب، لقد بايعهم المسلمون بيعة صحيحة، و بايع علي الثلاثة السابقين عليه، فكانت بيعته شهادة لهم و له، فلهم جميعا مكانة الراشدين التي بوأهم الله اياها في الزمن الذي أراده.

و من الحكمة أن ندرأ أسباب المراء و الشحناء، فننتهي عن المفاضلة بين السابقين الأولين الا لحاجة، و أولي الناس بذلك الصحابة الذين أمرنا بالاستغفار لهم، و ألا نجعل في قلوبنا غلا لهم.

و لئن فاضل الأشعري و الغزالي و بعض المتكلمين بين الخلفاء الراشدين، فرتبوهم علي حسب ترتيب استخلافهم [35] ، فربما كان الأرجح أن مجي ء علي في آخر الخلفاء الأربعة تنحصر دلالته في أن الله تعالي أجاءه الي حيث كان دوره - لا مرتبته - هو الرابع، ولله الحكمة البالغة.

و علي في كثير من الأمور هو الأوحد، فالنبي هو الذي رباه، و آخاه، و أعده للعظائم فصنعها، و عهد اليه في تبليغ آي القرآن...، و هي جميعا خصوصيات لا يرقي رقيه فيها أحد. أما ما لم يشركه فيه بشر فهو ما أجمعت عليه كتب الشيعة، و شاركها فيه كثيرون من علماء أهل السنة منذ القرون الأولي؛ كالسعودي [36] و الحاكم [37] و الكنجي [38] ، حتي القرون الحديثة؛



[ صفحه 46]



كالآلوسي [39] ، و هو أن علينا ولد بالكعبة [40] .

و اذا كان للصديق مكان الصديقية، فلعلي قوله عليه الصلاة و السلام: «علي مني و أنا منه» [41] .

و اذا كانت لعمر مكانة الفاروق، فعمر نفسه كان يتمني لو كان له واحدة من ثلاثة من خصال علي [42] .

و اذا كان عثمان ذا النورين باصهاره الي النبي في زوجتين لعثمان، فعلي وحده صاحب النسب و العقب الباقي من رسول الله.

لقد كان الحسن و الحسين يسميان الرسول أباهما، كما كان الرسول يسميهما ابنيه طول حياته. و لم يناديا عليا بأنه أبوهما الا بعد أن انتقل الي الرفيق الأعلي رسول الله صلي الله عليه و سلم.


پاورقي

[1] السكة: حديدة تحرث بها الارض. (صحاح الجوهري: مادة سكك).

[2] نوادر المعجزات لمحمد بن جرير الطبري: ص 177، دلائل الامامة له أيضا: ص 387، رسالة حول خبر مارية للمفيد: ص 17، الأمالي للشيخ الطوسي: 338، بحارالأنوار: ج 22 ص 53، مسند أحمد: ص 83، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 4 ص 329، كنز العمال: ج 5 ص 773 ح 14345، فيض القدير للمناوي: ج 4 ص 226، الفصول في الأصول للجصاص: ج 4 ص 27، الاحكام لابن حزم: ج 3 ص 268، التاريخ الكبير للبخاري: ج 1 ص 177، تاريخ دمشق: ج 54 ص 416، أسد الغابة: ج 5 ص 554، البداية و النهاية: ج 5 ص 325.

[3] راجع تاريخ المدينة المنورة لابن شبة: ج 3 ص 800، و كنز العمال: ج 2 ص 285، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 7، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 120، و سنن ابن ماجة: ج 1 ص 12، و طبقات ابن سعد: ج 6 ص 2، و المستدرك: ج 1 ص 102.

[4] أي ثقيل النفس، غير طيب و لا نشيط. راجع النهاية: ج 2 ص 11.

[5] مسند أحمد: ج 1 ص 94 و ج 2 ص 724، تاريخ دمشق: ج 38 ص 74، مجمع الزوائد: ج 10 ص 238، مسند أبي يعلي: ج 1 ص 415، أمالي المحاملي: ص 175، كنز العمال: ج 7 ص 192.

[6] الاحكام للآمدي: ج 3 ص 37، الأصول للسرخسي: ج 1 ص 304، المغني لا بن قدامة: ج 12 ص 149.

[7] الفتوحات الاسلامية لزيني دحلان: ج 2 ص 482، كنز العمال: ج 5 ص 457 ح 13597.

[8] المغني لا بن قدامة: ج 5 ص 554، الشرح الكبير: ج 5 ص 546 و ج 10 ص 538، كشف القناع: ج 3 ص 184، شرح مسلم للنووي: ج 10 ص 211.

[9] المقنعة للشيخ المفيد: ص 463، و المدونة الكبري: ج 4 ص 387.

[10] كنز العمال: ج 3 ص 9179، و قد نقل سيد سابق في فقه السنة: ج 3 ص 198 عن البيهقي ذلك.

[11] فقه السنة لسيد سابق: ج 2 ص 531، المصنف للصنعاني: ج 9 ص 477، الفائق في غريب الحديث: ج 3 ص 397، الاحكام لابن حزم: ج 7 ص 1025.

[12] الطرق الحكمية لابن القيم الجوزية: ص 53، كنز العمال: ج 3 ص 96 نقلا عن البغوي. و الآية: 115 من سورة النحل.

[13] و في رواية (لا تراني شدة) الرياض النضرة: ج 2 ص 50 و ص 194، ذخائر العقبي: ص 82، كفاية الشنقيطي: ص 57، و خرجها ابن حزم في المحلي: ج 7 ص 76 مسندا عن ابن أذينة العبدي.

[14] لا يتسع المقام في هذا الباب الا لبعض أمثال:

- قاضاه خصم الي عمر، و ناداه عمر: قم يا أباالحسن، و لاحظ عمر أنه تألم فسأله، فقال: «تألمت اذ كنيتني و لم تكن خصمي، فلم تسو بيننا».

- و قاضاه يهودي - و هو خليفة - في درع، و لم تكن للخليفة بينة، فقضي القاضي ضده، فأسلم اليهودي لما رأي من العدل.

- و أودع قرشيان مائة دينار لدي قرشية، علي ألا تدفعها لأحدهما دون الآخر، و لبثا حولا، ثم جاء أحدهما و ادعي أن الآخر مات، فدفعت اليه المال، ثم جاءها الآخر فأخبرته، فترافعا الي علي، و عرف علي أن الرجلين مكرابها، فقال للرجل، أليس قلتما لها: لا تدفعي لواحد دون صاحبه؟ قال: بلي، قال: اذهب فجي ء بصاحبك، فذهب و لم يرجع.

و هذه اللفتات المرتجلة تصدر عن وحدة فكرية في أمور الاثبات و الاجراءات و ادارة الجلسات، و هي دلائل متضافرة علي اقتدار مقطوع القرين، لعقل قضائي أجمع الصحابة العظماء علي أنه أقضاهم. (منه).

[15] أذينة العبدي، هو ابن سلمة بن الحارث، ولي قضاء البصرة، و كان رأس عبدالقيس في زمن عثمان، ثم أدرك الجمل فكان له فيها ذكر. قال بعضهم: لا تثبت له صحبة، و ادعاه بعضهم مرسل، و قال بعض: هو تابعي من أهل الكوفة، و هو أعلم بأهل بلده من غيره. روي عن عمر، و روي عنه ابنه عبد الرحمان، و كذا روي عن النبي. (أسد الغابة: ج 1 ص 58).

[16] المحلي: ج 7 ص 75، الاستيعاب: ج 3 ص 1103 و ص 1106، الرياض النضرة: ج 3 ص 162، ذخائر العقبي: 79، أرجح المطالب: ص 121.

[17] الاستيعاب: ج 3 ص 39 و 1103، الرياض النضرة: ج 3 ص 194، مناقب الخوارزمي: ص 48، شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحنفي: ص 417، تذكرة الخواص: 87، مطالب السؤول: ص 13، فيض القدير: ج 4 ص 357، ينابيع المودة: ج 39 ص 147، البداية و النهاية: ج 7 ص 359، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 171.

[18] هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي، المعروف بالأشتر، أمير من كبار الشجعان، كان رئيس قومه، أدرك الجاهلية، و أول ما عرف عنه أنه حضر خطبة عمر في الجابية، و سكن الكوفة و له نسل فيها، شهد اليرموك و ذهبت عينه فيها، شهد يوم الجمل و أيام صفين مع علي، و ولاه علي مصر، فقصدها، فمات في الطريق (38 ه)، فقال علي: «رحم الله مالكا، فلقد كان لي كما كنت لرسول الله». و له شعر جيد، و يعد من الشجعان الأجواد العلماء الفصحاء. (الأعلام: ج 5 ص 259).

[19] الأشتر أول من عبر التعبير الشهير في شأن معاوية حين سئل: أشهد معاوية بدرا؟ فأجاب: نعم، من الجانب الآخر، أي جانب المشركين (منه).

[20] نهج البلاغة ضبط صبحي الصالح: ص 427 الكتاب (53)، تحف العقول للحراني: ص 127، شرح النهج لا بن ابي الحديد المعتزلي: ج 17 ص 32.

[21] ينابيع المودة: ج 2 ص 416، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 13، الدر المنثور للسيوطي: ج 5 ص 332، نظم در السمطين للزرندي الحنفي: ص 151، سنن الدارمي: ج 1 ص 89، حلية الأولياء: ج 1 ص 77، كنز العمال: ج 10 ص 262 ح 29387، الصواعق المحرقة: 130.

[22] ان قضية تزويج أم كلثوم من عمر لم تثبت تاريخيا، لا رواية و لا دراية، حيث انها لم ترد في صحاح السنة، بل و لم ترد في الكتب الحديثية المعتبرة و الأسانيد المعول عليها، و انما وردت في بعض الكتب التاريخية، و كلها مناقش في سندها، اذ هي ضعيفة سندا. و أما ما ورد في كتب الشيعة من الروايات فهي علي ثلاثة أصناف:

1- ما كان منها ضعيف سندا، و لا يعتد به.

2- ما كانت غير مقبولة من حيث المضمون بأن الله زوجه جنية تشبهت بأم كلثوم.

3- ما كانت صحيحة السند، و هي علي نوعين: ما كانت مؤولة، و ما كانت معارضة بروايات تكذب خبر التزويج. هذا ما يمكن أن يقال في أسانيد الروايات. أما من حيث دلالتها فهي بصورها المختلفة مخالفة للآداب الاجتماعية و العرفية و الضوابط الشرعية التي لا تليق بأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و عمر بن الخطاب، و قد صنف علماء الشيعة عدة كتب في رد هذه القضية. راجع في ذلك: تزيوج أم كلثوم من عمر للسيد علي الميلاني، كشف البصر للسيد محمد علي الحلو. و قد ذكر السيدان جملة من الأدلة علي ذلك، و أشاروا الي بعض المصادر التي كتبت عن هذه الواقعة التاريخية منها:

نفي زواج أم كلثوم من عمر للسيد المقرم، عدم تزويج أم كلثوم من عمر لمحمد جواد البلاغي، افحام الأعداء و الخصوم للسيد ناصر الهندي، الكنز المكتوم للسيد علي أظهر النقوي، العقد المنظوم لمحمد حسنين سابق، السر المختوم في رد زواج أم كلثوم للعلامة محمد ان شاء الله الحنفي، و هو من علماء أهل السنة.

[23] والثالثة هي الراية يوم خيبر. راجع مسند أحمد: ج 2 ص 144، الصواعق المحرقة: 127، البداية و النهاية: ج 7 ص 354، مجمع الزوائد: ج 9 ص 121، و قال: رواه أبويعلي في الكبير.

[24] لقد نقل الحديث جمع كثير من ائمة السنة و حفاظهم في الصحاح و المسانيد بطرق متعددة، و قد أرسلوه ارسال المسلمات، و قد عد المحقق الأميني منهم مائة و ثلاثة و أربعين مصدرا، فاذا أردت الاستزادة فارجع الي الغدير: ج 6 ص 61 - 77.

[25] و هو ابن أبي محفن.

[26] الأربعين لمحمد طاهر: ص 419، بحارالأنوار: ج 41 ص 146، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج 1 ص 25، ارشاد الطالبين: ص 364، الطرائف لابن طاوس: ص 515.

[27] العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، من مضر؛ أبوالهيثم، شاعر، فارس، من سادات قومه. أمه الخنساء الشاعرة، أدرك الجاهلية و الاسلام، و أسلم قبيل فتح مكة، و كان من المؤلفة قلوبهم. و يدعي فارس العبيد - بالتصغير - و هو فرسه، و كان بدويا قحا، لم يسكن مكة و لا المدينة، و اذا حضر الغزو مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يلبث بعده أن يعود الي منازل قومه، و كان ينزل في بادية البصرة، و بيته في عقيقها، و كان ممن ذم الخمر و حرمها في الجاهلية، و مات في خلافة عمر سنة 18 ه. (الأعلام: ج 3 ص 267).

[28] عيينة بن حصن بن حذيقة بن بدر، يقال: كان اسمه حذيفة فلقب «عيينة» لشجة أصابته فجحطت عيناه. صحابي من المؤلفة قلوبهم، و لم تصح عنه رواية. أسلم قبل الفتح، و كان ممن ارتد في عهد أبي بكر، و مال الي طلحة فبايعه، ثم عاد الي الاسلام، و كان فيه جفاء البادية، يقال له: الأحمق المطاع في قومه. (الاصابة: ج 4 ص 638).

[29] الاقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدارمي، و فد علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و شهد فتح مكة و حنينا و الطائف، و هو من المؤلفة قلوبهم، و قد حسن اسلامه. كان حكما في الجاهلية. (الاصابة: ج 1 ص 252).

[30] تردد الرواة بنقل هذه الرواية بين الامام علي عليه السلام و بين بلال الحبشي، فقد ذكرها المجلسي في البحار: ج 21 ص 160 - 171 بحق الامام علي عليه السلام و ذكرها آخرون بحق بلال من مثل: حاشية رد المحتار: ج 6 ص 745، كنز العمال: ج 3 ص 848، تاريخ دمشق: ج 37 ص 319، تاريخ جرجان للسهمي: ص 281، النهاية في غريب الحديث: ج 4 ص 83.

و منهم من ذكرها بحق رجل من أصحاب النبي لم يعرف باسمه، فذهب الصحابي ليقطع لسانه بالسكين الا أن عليا عليه السلام أدركه، و قال له: المراد: أحسن اليه. راجع شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 10 ص 280.

[31] روي الأنباري في تاريخ الأدباء أن سبب وضع علي كرم الله وجهه لهذا العلم ما روي أبوالأسود الدؤلي (67 ه) حيث قال: دخلت علي أميرالمؤمنين علي فوجدت في يده رقعة، فقلت: ما هذه يا أميرالمؤمنين؟ فقال: اني تأملت كلام العرب فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء (يعني الأعاجم) فأردت أن أضع شيئا يرجعون اليه، ثم ألقي الي الرقعة و مكتوب فيها: (الكلام كله اسم و فعل و حرف. فالاسم ما أنبأ عن المسمي، و الفعل ما أنبئ به، و الحرف ما أفاد معني) و قال لي: انح هذا النحو، و أضف اليه ما وقع عليك، و أعلم يا أباالأسود أن الأسماء ثلاثة.. ظاهر و مضمر و اسم لا ظاهر و لا مضمر: و انما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بطاهر و لا مضمر (أراد بذلك الاسم المبهم) قال: ثم وضعت بابي العطف و النعت، ثم بابي التعجب و الاستفهام، الي أن وصلت الي باب «ان» و أخواتها، فكتبتها ما خلا «لكن» فلما عرضتها علي أميرالمؤمنين عليه السلام أمرني بضم «لكن» اليها. و كلما وضعت بابا من أبواب النحو عرضته عليه الي أن حصلت ما فيه الكفاية. فقال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت! فلذا سمي النحو.

و ان المرء ليلاحظ أن هذا الفتح العظيم في العلم كان من اهتماماته و هو أمير للمؤمنين، ليس لديه يوم واحد خلا من معركة أو استعداد لمعركة، و أن أباالأسود هو واضع علامات الاعراب في المصحف في أواخر الكلمات بصبغ يخالف لون المداد الذي كتب به المصحف، فجعل علامة الفتح نقطة فوق الحرف، و الضم نقطة الي جانبه، و الكسر نقطة في أسفله، و التنوين مع الحركة نقطتين. ثم وضع نصر بن عاصم (89 ه) تلميذ أبي الأسود النقط و الشكل لأوائل الكلمات و أواسطها، ثم جاء الخليل بن أحمد (175 ه) فشارك في اتمام بقية الاعجام. و الخليل شيعي كأبي الأسود، و هو واضع علم العروض، و صاحب المعجم الأول، و واضع النحو علي أساس القياس. فاللغة العربية مدينة لعلي و تلاميذ علي، و كمثلها البلاغة العربية. و علي معدود من خطباء التاريخ العالمي بخطبه و المناسبات التي دعت اليها. (منه).

[32] المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 111، الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 3 ص 27، شواهد التنزيل: ج 1 ص 117، تاريخ دمشق: ج 1 ص 161، تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع بهامش المستدرك: ج 3 ص 111، مجمع الزوائد: ج 9 ص 146، مسند أبي يعلي: ج 6 ص 169، الطبقات لابن سعد: ج 2 ص 263، ذخائر العقبي: ص 86،59، كفاية الطالب الحافظ الكنجي: ص 193، الرياض النضرة: ج 2 ص 202 ص 118، المناقب للخوارزمي: ص 58.

[33] الاستيعاب: ج 3 ص 1104، ينابيع المودة: ص 372، فتح الباري: ص 137، أسد الغابة: ج 4 ص 23، الصواعق المحرقة: ص 76، تاريخ دمشق: ج 3 ص 45، تهذيب الأسماء و اللغات للنووي: ج 1 ص 344.

[34] الاستيعاب: ج 3 ص 1103، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 135، أسد الغابة: ج 4 ص 32، الرياض النضرة: ج 2 ص 198، تاريخ الاسلام للذهبي: ج 1 ص 199، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 66، ينابيع المودة: ص 286، نور الابصار للشبلنجي: ص 74، تاريخ دمشق: ج 3 ص 34، مجمع الزوائد: ج 9 ص 116، فتح الباري: ج 8 ص 59، شواهد التنزيل: ج 1 ص 24.

[35] راجع فتح الملك العلي لأحمد بن صديق المغربي: ص 157 و 158 - 159.

[36] مروج الذهب: ج 2 ص 4.

[37] المستدرك: ج 3 ص 483.

[38] الكفاية: ص 26 و 261.

[39] في كتابه شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية: ص 15 و 75 و قال: و كون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا. و ذكر في كتب الفريقين: السنة والشيعة...، و لم يشتهر وضع غيره كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه، و ما أحري بامام الأئمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين.

[40] و قد ذكره علماء آخرين: تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي: ص 7، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ص 14، السيرة النبوية لنور الدين الحلبي: ج 1 ص 150، شرح الشفا للشيخ علي القاري الحنفي: ج 1 ص 151، مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي: ص 11، نزهة المجالس للصفوري الشافعي: ج 2 ص 204، نور الأبصار للشبلنجي: ص 76، كفاية الطالب للشنقيطي: ص 37، المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 483، تاريخ ابن الخشاب: ص 88، أسد الغابة: ج 4 ص 31.

[41] جامع الرواة: ج 1 ص 152، الخصائص للنسائي: ص 16، سنن الترمذي: ج 2 ص 297، صحيح البخاري: ج 4 ص 207، مسند أحمد: ج 5 ص 170 ح 17051 و ج 4 ص 136 و ص 437، خصائص الوحي المبين للثعلبي: ص 141، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج 1 ص 3، الكامل لابن الأثير: ج 2 ص 205، المناقب لابن المغازلي: ص 224، تفسير الكشاف للزمخشري: ج 2 ص 172.

[42] مسند أحمد: ج 2 ص 144، مجمع الزوائد: ج 9 ص 121.


النص المبارك


هل الامامة بالنص أو بالشوري أو الذي غلب و انتصر و قهر الناس بسيفه يعين نفسه؟

هذه مسألة أخذت حيزا كبيرا في الذهنية الكلامية و تشبث كل فريق بمواقفه، و قدم أدلة علي صحة عقيدته و علي أساسها تفرق الناس كل بحسب قناعته و تجزأت الأمة أجزاء متباينة و أفكارا متباعدة.

و مهما كان فالاماميه الذين اتخذوا أهل البيت قدوة لهم يقدمون الأدلة الكافية لصحة مدعاهم و يثبتون بما لا مزيد عليه أن الامامة لا تكون الا بالنص الشرعي المبارك من الله علي نبيه و من النبي علي الأئمة واحد بعد الآخر و يعتقد الشيعة الامامية أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم نص علي الامام علي (ع) يوم الغدير و نصبه وليا و حاكما علي المسلمين و قال صلي الله عليه و آله و سلم: [من كنت مولاه فهذا علي مولاه]. و بايعه المسلمون جميعا. كما نص عليه في مواقع أخري كحديث المنزله - [أنت مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدي] و بعد المبايعة لعلي نزل قوله تعالي: (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا) [1] .

كما نص النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي الحسنين في مرات متعددة و أمام جموع الصحابة ليذكرهم و ليؤمن لهم الطريق فقال في حقهما [ولداي هذان امامان قاما أو قعدا] و كثير غيرهما و انحدرت الامامة من أميرالمؤمنين (ع) الي ولديه الحسن و الحسين، و هكذا امام يعد امام حتي نهاية العدد المبارك و الذي يصل



[ صفحه 341]



الي اثني عشر اماما بالامام المهدي صاحب الزمان (ع).


پاورقي

[1] المائدة آية 3.


الامام الصادق و طواغيت العصر الأموي


مني الامام الصادق عليه السلام بمحنة كبري من طواغيت العصر الأموي في حقب عصيبة شهدت أفظع المآسي المروعة، و عمرت مسارحها بالفسق و الفجور و الخروج عن حضيرة الاسلام، و بلي الامام عليه السلام بالعديد من خلفاء الأمويين الذين تجاوزوا القيم النبيلة الي الأعراف الجاهلية، و هي تلوث تاريخ الانسان بسفك الدماء، و تثبت حكمها بالجور و الظلم و الاعتساف، و تسود صحائف الزمن بمحافل اللهو و العبث و الخمر و المجون، و تعلن عداء أهل البيت و الاعتداء علي أتباعهم.

و قد أدرك الامام قرابة خمسين عاما من عهود الأمويين، و قد حفل هذا التوقيت بجملة من طواغيت بني امية و حكامها، و هم:

1- عبدالملك بن مروان.

2- الوليد بن عبدالملك بن مروان.

3- سليمان بن عبدالملك بن مروان.

4- عمر بن عبدالعزيز بن مروان.

5- هشام بن عبدالملك بن مروان.

6- الوليد بن يزيد.

7- يزيد بن الوليد.

8- مروان بن محمد الحمار.



[ صفحه 64]



و كان المناخ العام لهؤلاء.. عدا عمر بن عبدالعزيز هو عزل الدين عن الدولة في الأعمال و التطبيق، و طرح الدين شعارا في المظالم و المكتسبات، و مسخ الاسلام وسيلة لترسيخ قواعد السلطان، و الحاكم من هؤلاء يحكم عباد الله بمخالفة شريعة الله، فهو ظل الله في الأرض، و ان ظلم عباد الله، و جاهر بمعصية الله، و جانب كتاب الله.

و قد يتعذر علي البحث بيان المفردات الضخمة لما اقترفوه من السيئات و الكبائر، و ما اجترحوه من الحرمات و الفضائح، و لما خالفوا به الكتاب و السنة، و لما جانبوا به الشرف العربي، و الانحرافات تمثل شرخا فاضحا لأبسط مقومات السلوك الانساني، و تشكل دلالة علي سقوط النفس و تردي الموازين.

فعلي مستوي الولاة؛ كان من أبشع تحديات عبدالملك، توليته الحجاج علي أهل الحرمين، يسيي ء الي محسنهم، و يتهاون بدمائهم، و يذيب شحمتهم، حتي أن ابراهيم بن محمد بن طلحة صديق الحجاج و حبيبه، قد أنكر ذلك علي عبدالملك و قال له: لقد عمدت الي الحجاج في تغطرسه و تعجرفه، و بعده عن الحق، و قربه من الباطل، فوليته الحرمين، و هما ما هما، و بهما ما بهما من المهاجرين و الأنصار و الموالي و الأخيار، يطؤوهم، بطغام أهل الشام، و رعاع لا روية لهم في اقامة حق و لا ازاحة باطل، و يسومهم الخسف، و يحكم فيهم بغير السنة، بعد الذي كان من سفك دمائهم، و ما انتهك من حرمهم، ثم ظننت أن ذلك فيما بينك و بين الله زاهق، و فيما بينك و بين نبيك غدا اذا جاثاك للخصومة بين يدي الله في أمته، أما و الله لا تنجو هنالك الا بحجة، فأربع علي نفسك أو دع» [1] .

و لكن عبدالملك كافا الحجاج علي هذا المنهج الدموي فولاه العراق استقلالا



[ صفحه 65]



منه للحرمين، فأكثر فيه الفساد بما سبق عنه الكلام في عمل مستقل [2] .

و كان الحجاج لعبد الملك كما وصفه زياد بن عمر العتكي: «ان الحجاج سيفك الذي لا ينبو، و سهمك الذي لا يطيش، و خادمك الذي لا تأخذه فيك لومة لائم» [3] .

و وصف الحجاج نفسه بقوله: «اني و الله لا أعلم علي وجه الأرض خلقا هو أجرأ علي دم مني» [4] .

و كانت لذته في سفك الدماء، و لا ينجو من ذلك الا من نافقه أو شهد علي نفسه بالكفر، فقد أوقف القراء بعد معركة دير الجماجم، و أمره عبدالملك الي أن يعرضهم علي السيف، فمن أقر بالكفر في خروجه عليه خلي سبيله، و من زعم انه مؤمن ضرب عنقه.

- قال الحجاج لمطرف بن عبدالله الشخير: أتقر علي نفسك بالكفر، قال: أصلح الله الأمير، ان من شق العصا و سفك الدماء، و نكث البيعة، و فارق الجماعة، و أخاف المسلمين، لجدير بالكفر، فخلي سبيله، ثم قال لسعيد بن جبير أتقر علي نفسك بالكفر؟ قال: ما كفرت منذ آمنت، فضرب عنقه، ثم استعرض الأسري، فمن أقر بالكفر خلي سبيله، و من أبي قتله. حتي أتي بشيخ و شاب، فقال للشاب: أكافر أنت؟ قال: نعم، قال لكن الشيخ لا يرضي بالكفر، فقال له الشيخ: أعن نفسي تخادعني يا حجاج، و الله لو علمت أعظم من الكفر لقلته، فضحك الحجاج، و خلي سبيله» [5] .

و قد وصف الحجاج نفسه لعبد الملك بن مروان قائلا:



[ صفحه 66]



«أنا لجوج لدود، حقود حسود، قال عبدالملك: ما في ابليس شر من هذا» [6] .

و كتب الي عبد الملك مفضلا اياه علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و العياذ بالله.

قال الحجاج: ان خليفة الرجل في أهله أكرم عليه من رسوله اليهم، و كذلك الخلفاء يا أميرالمؤمنين أعلي منزلة من المرسلين [7] ، و لم يعاتبه عبدالملك علي هذا، بل أغراه بالجهل، و هذا غير مستبعد من الحجاج في سلوكه الانحرافي، فقد رمي الكعبة بالمنجنيق، و أخاف أهل الحرم، و قد آمنهم الله و رسوله، و ارتجز و أهل الشام لدي رمي الكعبة بالقول:



خطارة مثل الفنيق المزبد

يرمي بها عواد هذا المسجد [8] .



و كان يلتفت الحجاج الي و فاد المسجد النبوي يزورون رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيقول: «تبالهم انما يطوفون بأعواد و رمة بالية، هلا طافوا بقصر أميرالمؤمنين عبدالملك. ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله» [9] .

و كان عبدالملك يعجب بكتب الحجاج التي يعظم فيها الأمويين، و يود أن يحاجج الخوارج بها [10] .

و لقد بلغ به أصحابه منازل الأنبياء تزلفا و ملقا، و كان قد تولي كبر ذلك (مضافا للحجاج): يوسف بن عمر و ابن شفي و خالد القسري [11] .

و مع كل سيئات عبدالملك الا أنه كتب للحجاج فيما قيل:

جنبني دماء بني عبدالملك، فليس فيها شفاء من الحرب، و أني رأيت بني



[ صفحه 67]



حرب سلبوا ملكهم لا قتلوا الحسين بن علي [12] .

و لكنه أشاع القتل في أتباع أهل البيت، و أخذهم علي الظنة و التهمة، فسمل العيون، و هدم البيوت، و سجن النساء، و صادر الأموال، و كان جادا في تغيير هويتهم العقائدية «حتي أن الرجل ليقال له: زنديق أو كافر أحب اليه من أن يقال له: محب لعلي» [13] .

و كان لأتباع أهل البيت و مواليهم في الكوفة النصيب الأوفر من ظلم الحجاج، و وصفهم بأنهم أهل الشقاق و النفاق و المراق، و مساوي ء الأخلاق أما بيت مال المسلمين، فقد بذر في المؤامرات، و علي رجال البلاط الأموي، و أغدق فيه علي المتملقين و الانتهازيين، و كانت للشعراء الرسميين حصة الأسد منه، فقد أمر عبدالملك لجرير بن عطية بمائة ناقة سوداء الحدق، و ثمانية رعاء، و صحاف من فضة [14] .

و دخل عليه أعشي ربيعة فانشده:

و اني و ان فضلت مروان و ابنه علي الناس قد فضلت خير أب و ابن، فأمر له بعشرة آلاف [15] .

و حينما دهمه الموت شعر بفداحة ما ارتكب من المآثم و عظائم المحارم، فقال «وددت اني كسبت قوتي يوما بيوم، و اشتغلت بعبادة ربي و طاعته» [16] .

و حكي أن عبدالملك لما ثقل، و كان في قصره يشرف علي بردي، رأي غسالا يلوي بيده ثوبا، فقال: وددت أني كنت غسالا مثل هذا أعيش بما اكتسب يوما



[ صفحه 68]



فيوما، و لم أل الخلافة.

فذكر ذلك لأبي حازم فقال: الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يتمنون ما نحن فيه، و لا نتمني عند الموت ما هم فيه [17] .

و هكذا شأن الطغاة، يهلكون الحرث و النسل، و يسودون صحائف التاريخ بجرائمهم (حتي اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون - لعلي أعمل صالحا» [18] .

و أحسب أن هذا ان صح فهو من الرياء من جهة، و من النفاق السياسي من جهة أخري، فعبد الملك و أضرابه لا يستشعرون خوف الله تعالي، فانه عهد بالخلافة الي ولده الوليد و أوصاه:

«انظر الي الحجاج فانه هو الذي وطأ لكم المنابر، و هو سيفك يا وليد، و يدك علي من ناواك، فلا تسمعن به قول أحد، و أنت اليه أحوج منه اليك، و أدع الناس الي البيعة، فمن قال برأسه هكذا.. فقل بسيفك هكذا..» [19] .

و قد نفذ الوليد وصية أبيه، فأرخي العنان للحجاج و اللطغاة الصغار، و حصد الرؤوس بسيفه الدموي، و هو شاب طائش نزق، لم تهذبه الظروف، و لا عجمت قناته الأحداث، فعاش بين باطية وزق، و مخنث و جارية، و مغنية و قنية، و كان كما قال عمر بن عبدالعزيز: انه ممن امتلأت الأرض به جورا [20] .

و كان جبارا متطاولا، تدخل في ذهنه الأباطيل، حتي لقد سأل الزهري: «ما حديث يحدثنا به أهل الشام؟ قال: يحدثوننا أن الله اذا استرعي عبدا رعيته، كتب



[ صفحه 69]



له الحسنات، و لم يكتب له السيئات.. قال الزهري: باطل» [21] .

و كان متهورا، فقد جلس علي المنبر يوم جمعة حتي اصفرت الشمس، فقال له أحدهم: ان الوقت لا ينتظرك، و ان الرب لا يعذرك، قال: صدقت: و من قال مثل مقالتك: فلا ينبغي له أن يقوم مثل مقامك. من ههنا من أقرب الحرس؟ يقوم اليه فيضرب عنقه [22] .

و قد أمضي الامام الصادق عليه السلام في عهده عشر سنوات، و هو يري منكرات الأعمال، و الاستهتار بالقيم، و لا حول له و لا طول.

و للوليد هذا مداخلة مع الامام الصادق، أجملها بما يلي:

فقد دخل الوليد المسجد النبوي في المدينة المنورة متفقدا أعمال التوسعة و التعمير فيه، و ازدلف الي رواق الامام الباقر عليه السلام التدريسي، فسلم علي الامام، و أنصت الي تدريسه، و كان موضوع الدرس الجغرافيا، و هو غريب علي الوليد، فسأل الامام: ما هذا العلم؟ فأجاب الامام: علم يتحدث عن الأرض و السماء و الشمس و النجوم.

و كان الامام الصادق عليه السلام ضمن حلقة أبيه التدريسية و كان يافعا فوقع نظر الوليد عليه، و معه عمر بن عبد العزيز، فسأله من يكون هذا الصبي بين الرجال؟ فقال عمر: هو جعفر بن محمد الباقر، فسأل الوليد: و هل هو قادر علي فهم الدرس؟ فقال عمر بن عبد العزيز: انه أذكي من يحضر درس الامام، و أكثرهم سؤالا و نقاشا فاستدعاه الوليد و سأله: ما اسمك؟ فقال عليه السلام: اسمي جعفر فسأله الوليد: أتعلم من كان صاحب المنطق؟

قال الامام: كان أرسطو ملقبا بصاحب المنطق، لقبه اياه تلامذته و اتباعه.



[ صفحه 70]



قال الوليد: و من صاحب المعز؟

قال الامام: ليس هذا اسما لأحد، و لكنه اسم لمجموعة من النجوم، و تسمي أيضا ذو الأعنة [23] فاستولت الحيرة علي الوليد، و عاد يسأله: هل تعلم من صاحب السواك؟ أجاب الامام: هو لقب عبدالله بن مسعود صاحب جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال الوليد: مرحبا و مرحبا بك، و خاطب الامام الباقر عليه السلام بالقول: «ان ولدك هذا سيكون علامة عصره».

و صدقت نبوءة الوليد، و تحقق ما توسم في الامام الصادق، لأنه أصبح اعلم العلماء، بل أعلمهم علي الاطلاق [24] .

و تولي سليمان بن عبدالملك خلافة بعد الوليد عام ست و تسعين و مات سنة تسع و تسعين، فرد جملة من المظالم، و انتقم من آل الحجاج، و عهد الي عبدالملك بن المهلب بتعذيبهم، و عزل جميع ولاة الحجاج [25] .

و أطلق في يوم واحد من سجنه واحدا و ثمانين ألفا، و أمرهم أن يلحقوا بأهاليهم. و وجد في سجن الحجاج ثلاثون ألفا ممن لا ذنب لهم، و ثلاثون ألف امرأة [26] .

و كان سليمان فاتكا غادرا فبعد أن عزل موسي بن نصير بعد بلائه في الفتوح، أوحي له: أغرم ديتك خمسين مرة. فقال موسي: ما عندي ما أغرمه، فقال و الله لتغر منها مسألة مرة، فحملها عنه يزيد بن المهلب [27] .

و كان مسرفا في احتجان الخراج و جباية الأموال، و أجحف في حقوق الأمة،



[ صفحه 71]



فشكي عامله علي مصر أسامة بن زيد، أنه أنهك الرعية و أجهدهم، فصرخ سليمان في وجهه: «احلب الدر، فاذا انقطع فأحلب الدم» [28] .

و كان هذا هو الخط العام للأمويين: سلب الأموال، و تبديد الخراج و تسليط ولاة الجور، و ابتزاز حقوق الشعب المسلم، و تبذيرها في الترف و البذخ، و توفيرها لدعاة السلطان من المتزلفين. حتي قال الأستاذ فان فلوتن: «و بدل أن يتخذ الخلفاء - خلفاء بني أمية - التدابير لمحاسبة الولاة، و منعهم من الظلم، نجدهم يقاسمونهم في فوائدهم من الأموال، التي جمعوها بتلك الطرق المفضوحة، و هذا معناه رضي الخلفاء بسوء تصرف العمال من أهل البلاد، بالاضافة الي أنه دليل علي أن بعضهم كان يهمه الخزينة المركزية بالدرجة الأولي» [29] .

و كان سليمان مبطانا مسرفا في الأكل حتي كبت به بطنته، و لقي حتفه جراء استهتاره بتخير الأطعمة، و الاكثار منها دون حساب [30] .

و حكم بعده عمر بن عبد العزيز (101 - 99 ه) فنعي علي السابقين له سياستهم الارهابية، و سلوكهم المشين، و تطاولهم علي أعلام المسلمين، و سبهم لسيد الوصيين، الامام علي عليه السلام، فرفع عنه السب و الشتم، و رد فدكا للعلويين، و وصل آل أبي طالب.

و أفاد عمر من نصائح الامام الباقر عليه السلام بحدود معينة، و لكنه ما استطاع تغيير الواقع الأموي الراسخ في عنت الولاة و غطرسة العمال، و لا استطاع الاجهاز علي الأرستقراطية الأموية في انتقاء الذهب و الفضة و مصادرة الأموال، و هم يرون أنفسهم أسياد الأمة.



[ صفحه 72]



و كان دور الشعراء ذكيا في انكار سياسة الأمويين المالية، فما عرضوا للخلفاء بشي ء، و أنحوا باللائمة علي الولاة و العمال، حذرا من ردة الفعل المعاكسة من قبل ملوك بني أمية.

و كان النمري من أجرأ الشعراء حينما خاطب الخليفة الأموي بقوله: [31] .



أخليفة الرحمن أنا معشر

حنفاء نسجد بكرة و أصيلا



ان السعاة عصوك حين أمرتهم

و أتوا دواهي لو علمت و غولا



أخذوا العرين فقطعوا حيزومه

بالأصبحية قائما مغلولا



حتي اذا لم يتركوا لعظامه

لحما... و لا لفؤاده معقولا



جاؤوا بصكهم و أحدر أشأرت

منه السياط يراعه احفيلا



اخذوا حمولته.. فأصبح قاعدا

لا يستطيع عن الديار طويلا



و لم تنفع هذا الاستعانة، فكانت صرخة في واد، حتي اذا جاء عمر بن عبد العزيز كان الافراز بين سيرته و سيرة ولاته لدي الشعراء، فقد قطع عليه أحد الشعراء خطبته قائلا [32] .



ان الذين بعثت في أقطارها

نبذوا كتابك.. و استحل المحرم



طلس الثياب علي منابر أرضنا

كل يجور. و كلهم يتظلم



و أردت أن يلي الأمانة منهم

عدل.. و هيهات الأمين المسلم



و قال كعب الأشقري مخاطبا له [33] .



ان كنت تحفظ ما يليك فانما

عمال أرضك في البلاد ذئاب



لن يستجيبوا للذي تدعو له

حتي تجلد بالسيوف رقاب





[ صفحه 73]





بألف منصلتين أهل بصائر

في وقعهن مزاجر و عقاب



و هذا نموذج مما قدم الشعر احتجاجا في عصر عمر بن عبد العزيز، و قد سبق لنا أن عرضنا المنهج الاحتجاجي في شعر الكميت بن زيد، و هو يتناول الموضوع [34] .

و حكم بعد عمر: يزيد بن عبدالملك، فألغي سيرة عمر [35] .

و اعتبره مغرورا، و أسرف في البغي و العبث، و أخباره مع حبابه جاريته مما يندي له الجبين، و حينما ماتت تركها ثلاثة أيام بلا دفن حتي أنتنت، و هو يشمها و يقبلها، و كلمه بعض جلاوزته بدفنها فأذن في مواراتها، و عاد الي بلاطه كئيبا حزينا [36] .

و لم يهنأ يزيد بعد حبابة بالحياة، فقد طعن في جنازتها، و دفن بعدها في سبعة عشر يوما [37] .

و كانت أخباره في المجون و الغناء و الخمر و الجواري و القينات و المغنيات قد فتحت بابا من المأساة الاجتماعية لم يغلق، و تطلب في مظانها من كتب الغناء.

و قام بعده هشام بن عبدالملك، شاهرا السيف، مغمدا الرحمة، في خلافة قيصرية استمرت عشرين عاما، سيطر فيها الارهاب الدموي، و اتسمت بقطع الرقاب و انتزاع الملكيات، و عرفت بالانتزاء علي الأمة بالسفهاء، و التبذير في كل شي ء، حتي أنه خرج - فيما يزعم - حاجا، فحمل ثياب طهره علي ستمائة جمل [38] .

و كان طاغية جبارا، موصوفا بالشح و البخل، و معروفا بالحقد و الأنانية، بعيدا عن المروءة قريبا من الفظاظة، خبيث اللسان، لم يحدث نفسه برأفة أولين.



[ صفحه 74]



و قد سبق لنا بيان جزء من سيرته مع الامام الباقر و ترحيله الي الشام، و اعتقال الامام، و تمرد السجانين علي الأمر، و ارجاع الامام الي الحجاز، بعد توهين استطاع الامام أن يجعله عليه نقمة و سخطا [39] .

و سلوكه يغلب عليه التهور و الانحراف، لا يتزين من الحلم بطائل، و لم يتسع للمعروف في شي ء، و ليس له من مؤهلات الحكم الا البطش و الطغيان، و كان تمرده علي القانون الالهي طبيعيا، فقد بلغه أن ابنه سعيدا، و هو و اليه علي حمص، يفجر بالنساء، و يستبيح الزنا، فما نهاه عن ذلك، بل زوده بتعليمات أدهي و أمر، قال له: «يابن الخبيثة تزني و أنت ابن أميرالمؤمنين، أفجر فجور قريش، أقتل هذا و خذ مال هذا» [40] .

و حسبه من الشؤم المقيت أن كانت ثورة الشهيد زيد بن الامام زين العابدين عليه السلام في عهده نظرا لما لمسه من فداحة الظلم و الجور، و ما شاهده من تعطيل الكتاب و السنة، و ما ارتكبه من اذلال الناس و كبت الحريات، و ما تلاعب به من مقدرات الشعب المسلم، مما ذكرناه في كتابنا عن زين العابدين عليه السلام و بما سنعرض له في موقعه من هذا الكتاب و بويع بعده للوليد بن يزيد سنة خمسة و عشرين و مائة، و قتل سنة ست و عشرين و مائة، و كانت ولايته سنة و شهرين و اثنين و عشرين يوما [41] .

و لم يكن الوليد صاحب دولة و سلطان، فهو جليس جارية وزير نساء، و ذهب في الخمرة مذهبا جديدا، فقد اصطنع لنفسه بركة من الخمر، و كان اذا استخفه الطرب رمي نفسه فيها، و شرب منها حتي يتبين النقص في أطرافها [42] .



[ صفحه 75]



و وصفه ابن عساكر: «أنه كان منهمكا في شراب الخمر، و اللذات، و رفض الآخرة وراء ظهره، و أقبل علي القصف و التلذذ مع الندماء و المغنين، و كان يضرب بالعود، و يوقع بالطبل، و يمشي بالدف.. و لم يكن في بني أمية أكثر منه ادمانا للشراب و السماع، و لا أشد مجونا و تهتكا، و استخفافا بأمر الأمة منه، و قد واقع جارية له و هو سكران، فحلف أن لا يصلي بالناس الا هي، فلبست ثيابه، وصلت بالمسلمين و هي جنب سكرانة» [43] .

و لهج الوليد بالنساء و الغناء و الشراب و الصيد، فأرسل الي المدينة فحملوا له المغنين، فلما قربوا منه أمر أن يدخلوا العسكر ليلا، و كره أن يراهم الناس [44] .

و ذكر ابن الأثير: أن الوليد اصطنع قبة علي قدر الكعبة، و أراد أن ينصبها فوق سطح الكعبة، و يجلس هو و أصحابه هناك، و استصحب معه الخمور و آلات الملاهي، و غير ذلك من المنكرات، فلما وصل الي مكة هاب أن يفعل ذلك خوفا من الناس [45] .

و تولي بعده يزيد بن الوليد في رجب سنة ست و عشرين و مائة، و ما لبث أن مات في العشرين من ذي الحجة من العام نفسه، فما بدا من سيرته لقصرها ما يعكر مسيرة الامام الصادق عليه السلام. ثم تولي بعده أخوه ابراهيم، و كان أمره مضطربا، يدخل عليه قوم فيسلمون بالخلافة، و قوم يسلمون بالأمرة، و قوم لا يسلمون بخلافة و لا امرة، و جماعة تبايع، و جماعة لا تبايع، فمكث أربعة أشهر هكذا حتي قدم مروان بن محمد، فخلع ابراهيم، و تولي حكم الأمويين [46] .

و كان مروان هذا أحزم بني أمية، و أنجدهم، و أبلغهم، و لكنه ولي الخلافة،



[ صفحه 76]



و الأمر مدبر عنهم [47] .

و كثرت الاضطرابات في عهده، و نشطت دعوة بني العباس، و تبعته عساكر العباسيين، فهرب الي (بوصير) من مصر، و قتل هناك يوم الخميس لخمس بقين من ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و كان حكمه خمس سنين، و ستة أشهر، و عشرة أيام.

و لم أجد فيما بين يدي من المصادر أنه قد ضايق الامام الصادق عليه السلام في شي ء، أو أن الامام شكا منه، و ما ذاك الا لانهيار الدولة الأموية، و انشغال مروان بما هو أهم، و لله أمر هو بالغه.

و كانت نهاية الحكم الأموي أن شيع الي الأبد، بعد أن ركبوا ما نهي الله عنه، و استحلوا ما حرم، و سلبوا الحق عن أصحابه، و اغتصبوا السلطان من أربابه الشرعيين، و ناصبوا العداء للائمة الطاهرين، و تعقبوا اتباعهم تحت كل حجر و مدر، و بالغوا باخفاء معالم أهل البيت، حتي كان مجرد ذكرهم جريمة لا تغتفر، و شددوا النكير علي من ذكر أميرالمؤمنين عليا بالذات، حتي اذا روي عنه حديث أو أذيع خبر، كان يقال: قال أبوزينب، أو قال الشيخ.

جاء عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت (ت 150 ه) أنه سأله أحد الأمويين مسألة، قال: فاسترجعت بنفسي، لأني أقول فيها بقول علي عليه السلام، و أدين الله به، فكيف أصنع. ثم عزمت أن أصدقه و أفتيه بالدين الذي أدين به الله، قائلا ان بني أمية كانوا لا يفتون بقول علي عليه السلام و لا يأخذون به، و كان علي لا يذكر باسمه بين الفقهاء، و العلامة بين المشايخ أن يقولوا: قال الشيخ» [48] .

و مهما يكن من أمر، فقد انتهي حكم الأمويين بهزيمة مروان بن محمد،



[ صفحه 77]



و انتقم الله منهم انتقاما كبيرا، و أخذهم بذنوبهم أخذ عزيز مقتدر، فذهبت الصولة، و تلاشي ذلك الطغيان، و تهدمت دولة القيان و الجواري و الصبيان؛ و لكن البديل لم يكن بأفضل منهم، فقد تسلط شباب بني العباس علي الرقاب، فكانوا أشد فتكا، و أسوأ أثرا، و أعق ملكا، و ولغوا في الدماء حتي الطيبين، و قتلوا علي الظنة و الشبهة، و استأصلوا شأفة الأمويين أيما استئصال، فأبيدوا زرافات و وحدانا، حتي اذا بلغ الاسراف حد العسر و الحرج، كان هناك من يريد أن يخفف من غلوائهم فما استطاع، و كان لعبد الله المحض، و هو المكتوي بجمرة الأمويين، موقف عد من المروءة بمكان، فقد روي الأصمعي قال:

«عزم عبدالله بن علي علي قتل بني أمية بالحجاز، فقال له عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم:

«اذا أسرعت بالقتل في أكفائك، فمن تباهي بسلطانك، فاعف يعفو الله عنك» [49] .

و ما علم عبدالله المحض أن مصيرة و مصير ولديه: محمد و ابراهيم علي يد بني العباس مع كوكبة من أبناء الحسن عليه السلام.

و الحق أن مصير العلويين في القتل و الاعدام و التشريد و التغريب لم يكن بأقل من مصير الأمويين، حتي قال القائل:



فليت جور بني مروان عاد لنا

وليت عدل بني العباس في النار





[ صفحه 78]




پاورقي

[1] ابن عبد ربه: العقد الفريد 2 / 80.

[2] ظ: المؤلف: الامام محمد الباقر مجدد الحضارة الاسلامية.

[3] ابن عبد ربه: العقد الفريد 2 / 137.

[4] المصدر نفسه: 2 / 176.

[5] ابن عبد ربه: العقد الفريد 2 / 177.

[6] المصدر نفسه: 2 / 324.

[7] المصدر نفسه: 2 / 354.

[8] ابن عساكر: التهذيب 4 / 5.

[9] ظ: ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 15 / 222.

[10] ظ: الجاحظ: الحيوان 3 / 5.

[11] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الصادق 7 / 36 و انظر مصدره.

[12] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 401.

[13] القندوزي: ينابيع المودة 527.

[14] ابن عبد ربه: العقد الفريد 2 / 84.

[15] المصدر نفسه: 1 / 312.

[16] ابن كثير: البداية و النهاية 9 / 68.

[17] ظ: عباس القمي: الكني و الألقاب 1 / 73 و انظر مصدره.

[18] سورة المؤمنون: 99.

[19] السيوطي: تاريخ الخلفاء 220.

[20] المصدر نفسه: 223.

[21] ابن عبد ربه: العقد الفريد 1 / 60.

[22] المصدر نفسه: 1 / 53.

[23] هذه المجموعة من النجوم تسمي في المصطلح: (أوريكا)، أو (اوريجا).

[24] ظ: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 112 - 111.

[25] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 4 / 138.

[26] ابن عساكر: التاريخ 5 / 80.

[27] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 428.

[28] الجهشياري: الوزراء و الكتاب 32.

[29] فان فلوتن: السيادة العربية 73.

[30] ظ: ابن عبد ربه، العقد الفريد 4 / 432 - 430.

[31] ابن سلام: طبقات الشعراء: 439.

[32] الجاحظ: البيان و التبيين 3 / 359.

[33] المصدر نفسه: 3 / 358.

[34] ظ: المؤلف الامام الباقر: مجدد الحضارة الاسلامية.

[35] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 241.

[36] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 4 / 191.

[37] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 445.

[38] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 446.

[39] ظ: المؤلف الامام محمد الباقر: مجدد الحضارة الاسلامية، الفصل الأول.

[40] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 448.

[41] الطبري: التاريخ أحداث سنة 125 ه، ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 452.

[42] ظ: الجاحظ: الحيوان 1 / 72.

[43] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام الصادق 7 / 64 و انظر مصادره.

[44] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 454.

[45] ظ: ابن الأثير: الكامل في التاريخ 4 / 256.

[46] ظ: الجاحظ: الحيوان 1 / 73.

[47] ابن عبد ربه: العقد الفريد 4 / 468.

[48] هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 254.

[49] ابن عبد ربه: العقد الفريد 2 / 188.


الحرز


أيكون الحرز الذي هو بمعني الكسب النفيس، أقل من جوهرة لا مثيل لها، تخبأ في حصن منيع، حتي لاتنالها أصابع النهب!

ولكن الجوهرة هي التي يشير اليها الحرز.... فاذ ما نلملمها باشارة التوضيح ندرك، الحاجة لاي مناعة الحصن، و نري شناعة النهب في أصابع الضب! أما الجوهرة فهي الأمة التاريخية التي وجدها النبي الكريم - في اختلاءاته الوسيعة - قد طاشت عن تحقيقاتها النبيلة، فخسرت مناعتها، و بالتالي كرامتها، و لم يبق لها - من ممرات الزمان - الا فراغ تذوب فيه قيمة الانسان!

و هال النبي فراغ يرمي الأمة فيه اهمال مزمن يجردها من الانسان الذي هو طاقتها المثلي في الحياة، و قيمتها الكلية في الوجود... و هل للحياة معني صحيح بغير انسان صحيح لا وجود له الا في مجتمع صحيح اسمه الأمة؟! و هل تكون أمم الأرض كلها غير عناقيد تعيش بها كل عريشة بمفردها من عرائش الكرمة، فتغذي كل واحدة منها عناقيدها، بخصب متوفر في مساق بدنها، فتنمو العناقيد، و تحلو، و تعذوذب، ليكون لعريشة قيمة حياتية لا توفرها لها الا العناقيد المعذوذبة؟!

و صمم النبي الغني بعزم الروح و متانة المنطق، علي توفير النجدة للأمة الغافية في مهدها الكسلان، فاستنزل لها - من قبة الغار - حجارة مقصوصة من أعلي السور، وراح يبني بها قلعة منقوشة بقرآن، و قال لها: ادخلي الحصن، و انضوي الي ذاتك،



[ صفحه 27]



و أصغي الي بأذنك التي سدها عليك هوان الدهر...

أريد أن أبنيك من جديد،

و سأظل أبنيك الي أن تعود اليك أنوار الصباح.

لقد كان لك منه كثير من اللألاء...

فشدي حقويك الآن والسجدي معي،

حتي تذوب من أذنك أغبرة الوهن!!!

و بينما كانت الأمة المستدرجة من غفلات الوسن، تسجد، و تصلي، و تهتف مع بلال: الله أكبر... كان النبي الكريم يختلي بفتاه العلي، من دون أن يشوش الحسان عليهما هذا الاختلاء.

لقد كان الحسين يلعب بعثنون جده، بينما كان الحسن رابضا علي الأرض و كف أبيه بين يديه يستجليها عن طالع الغد... أما النبي الصامت، فانه لف الحسين الي صدره، و تمتم:

انه بين يديك يا علي طالع الغد،

أما الأمة التي هي لنا منذ قديم العهد،

فلنبن لها انسان اليوم و انسان الغد،

فكن أنت - يا نجيي - قاعدة الحرز المصمد،

في امامة معصومة الطهر و معصومة اليد،

ولتكن - كشهور السنة: اثني عشرية العد،

حتي يطيب لها الكسب، و يصح لها الجهد،

و لتكن: دائرية الطول و دائرية العرض و دائرية الوعد،

و هكذا - يا امام - و بعد لأي الدهر - يبقي الجهد

يا نجيي، المنتظر!!!

هكذا أفترح للأمة خط احترازي مرتبط بأهل البيت، كدائرة خاصة، يتواصل فيها الجهد النبوي المتمادي بكشوفاته التاريخية، و العلمية، و الروحية، يتملي منها كل امام. بمفرده - بتمرس جاهز وحي -.



[ صفحه 28]



و هكذا أيضا يكون للأمة تحضير ممنع بسياسة واعية، وراشدة، و مهتمة، و معصومة، تنشر العلم الذي تحرزه، و تقدسه، و هي تنميه لتجعله ملبيا حاجات الأمة الي كل تحضير ثقافي - حضاري - روحي. كان لها بعض منه قبل أن تتعثر!

بعد عدة أشهر، كان عيد الغدير، أو يوم حجة الوداع... كانت الأمة محتشدة في حضورها المستكين... تناول النبي الكريم عليا من ابطه اليمين... عرضه علي جمهور المودعين و هو يقول:

من أنا مولاه فعلي مولاه،

من يحبني فليحبه...

و من يبغضني فليبغضه...

ان لكم به

حقيقة الحرز.



[ صفحه 29]




نشأته في ظل جده و أبيه


أقام الامام الصادق عليه السلام مع جده اثني عشر عاما، أو خمسة عشر عاما (حسب الاختلاف في سنة ولادته عليه السلام) فأينع جسديا و نضج فكريا، بما ارتواه من دموع عيني جده التي كان يزرفها في الليالي الدامسة، فجلي بها بصيرته، و تلألأت بها حكمته.

و أقام مع أبيه بعد جده تسعة عشر عاما، و كانت هذه المدة من أشد الأزمنة تحولا في تاريخ أهل البيت عليهم السلام.

و من خلال جده و أبيه، وعي التجربة و المنهجية التي ينبغي أن ينتهجها في زمنه الحاسم.



[ صفحه 23]



لقد خطط الأبوان المشروع، و المرحلة لم تزل في بداية الطريق، فالخط التكاملي الذي رسمه آباؤه و داهمهم الموت قبل أن ينفذ بعد، بقي أمانة في عنقه علي قيد التنفيذ.

و نقول باختصار ان الامام زين العابدين عليه السلام هو الذي نقي التربة في الوعر من الصخور، فمهد للامام الباقر عليه السلام اخراج كنوز العلم المدفونة منذ دهور، و مهد الباقر لولده الصادق عليه السلام بنشر تلك الكنوز علي من يعي قيمتها و يعرف حقيقتها.



[ صفحه 27]




طبقته


ان الامام جعفر تابعي رأي بعض الصحابة و هم أنس بن مالك و سهل بن سعد رضي الله عنهما [1] و هو من الطبقة الخامسة [2] .

صفته الخلقية و هيأته و عنايته بمظهره:

كان الامام جعفر الصادق رضي الله عنه معتدلا أدم اللون و نقش خاتمه (ما شاء الله و لا قوة الا بالله أستغفر الله) [3] .

و لقد قيل فيه أيضا: (أنه ربعة ليس بالطويل و لا القصير، أبيض الوجه أزهر، له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر جعده، شم الأنف، قد انحسر عن جنبه فبدا مزهرا، و علي خده خال أسود). و هذا الوصف كان في شبابه قبل أن يعلوه الشيب فيزيده بهاء و وقارا و اجلالا و هيبة [4] .

و قال سفيان الثوري: دخلت علي جعفر بن محمد و عليه جبة خز دكناء و كساء خز أندجاني [5] و هذا يدل علي عنايته بمظهره و علي حرصه البالغ علي أن تكون له هيئة حسنة تليق بمكانته و منزلته.


پاورقي

[1] سير أعلام النبلاء: 6 / 255.

[2] المصدر نفسه، صفة الصفوة: 2 / 168.

[3] نور الأبصار: 145.

[4] الامام الصادق لأبي زهرة: 75.

[5] أندجاني: نسبة الي أندجن القلعة المشهورة من ناحية جبال قزوين، ينظر: معجم البلدان لياقوت الحموي: 1 / 372.


في العهد الأموي


ولد الامام جعفر الصادق في عهد عبدالملك بن مروان الأموي و كانت الأمة الاسلامية تحكمها الممارسات الغاشمة من الحكام، و قد انتشر فيها الفساد، و كثر فيهم أئمة الجور، و استولي علي أقطار الأمة أولئك الجزارون الذين يفتشون عن ضحايا لارضاء الحكام، و تثبيت سلطانهم الجائر، و أخيار الأمة لا حول لهم و لا قوة الا استنكار الأعمال الوحشية بأقوالهم او بالقليل من أفعالهم و مع هذا كانوا عرضة للأخطار و محلا للنقم.

و لا شك ان الامام الصادق نشأ في وسط مجتمع لا يتصل بآل البيت الا من طريق الحذر و التكتم الشديد، و ممارسة التقية، لشدة المراقبة و انتشار عيون الأمويين بين افراد الرعية، و قد عرف الامام بأن الطلاب الذين كانوا يتصلون بمدرسة أبيه وجده، يأخذون العلوم عنهما بحذر شديد، و لا يستطيع أحد منهم ان يتظاهر



[ صفحه 37]



بالاتصال بآل البيت، و من عرف في ذلك كان مصيره القبر او ظلمة السجن الي الأبد.

و كانت نشأة الصادق في عصر تتنازع فيه الأهواء، و تضطرب فيه الأفكار و طغت فيه موجة الاحن و الأحقاد، و تلاطمت فيه أمواج الظلم و الارهاب، بين اتباع الدين الواحد الذي أصبح مذاهب يقطع أتباعها رقاب البعض الآخر دون خوف و لا وجل من الله و رسوله.

و تقرب الناس الي ولاة الأمر بالوشايات و الاتهامات فلا حرمة للنفوس، و لا احترام للدين، و لا قيمة لأتباعه المتقين، و لا نظام يشمل الرعية، غير فوضي الأمراء الذين يحكمون البلاد و العباد بصنوف العذاب و ألوان التعسف بما يدمي القلوب، و الرعية بين أيديهم لعبة تسلية لأغراضهم الدنيئة.

و كان أشد الناس بلاء هم انصار آل محمد و شيعتهم و قد فرض خصومهم شتم الامام علي عليه السلام علي المنابر و كأنها سنة يتمون بها فرضهم، و لا يدخل احد مسجدا او معبدا او مجلسا، و لا حلقة علم، الا و كانت الشتائم للامام علي علي ألسنتهم.

فكان آل محمد يلاقون تلك المشاق و يواجهون تلك المصاعب بقلوب مطمئنة بما وعد الله الصابرين، و كل هذه الامور شاهدها الامام الصادق في نشأته، او اخذ عنها من ابيه صورة واقعية بعد حدوثها حتي شمله العسف الاموي عندما جيي ء به مع ابيه الباقر الي الشام مقر اعدائهم و موطن الظلمة، و الله اعلم بكل ما لقيه آل محمد و معهم الامة الاسلامية من ولاة الجور.

ادرك الامام الصادق عليه السلام ثلاث سنين من خلافة عبدالملك،



[ صفحه 38]



و تسع سنين و ثمانية اشهر من خلافة الوليد بن عبدالملك، و ثلاث سنين و ثلاثة اشهر و خمسة ايام من خلافة سليمان، و سنتين و خمسة اشهر من خلافة عمر بن عبدالعزيز، و اربع سنوات و شهرا من خلافة يزيد بن عبدالملك، و عشرين سنة من خلافة هشام بن عبدالملك، و سنة واحدة من خلافة الوليد بن يزيد، و ستة اشهر من خلافة يزيد بن الوليد، و بعده لم يبق خليفة للأمويين بعينه لكثرة الاضطرابات حتي زال ملكهم في سنة 132 ه [1] .

و هكذا فان الامام الصادق عليه السلام نشأ في اجواء المحن و المصائب و البلايا التي كان يقذف بها علي آل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من قبل ولاة الظلم و التعسف ارضاء لشهواتهم الدنيوية، و الدوام في السلطة علي جماجم الأبرياء. هدا كله لم يمنع الامام عليه السلام من الجهر بالحق و ارشاد الناس و تحذيرهم من السعي الي الظلمة و مخالطتهم، و التولي لهم و قبول أي عمل منهم او اعانتهم في شي ء.

في أيام الامام قتل زيد بن علي في الكوفة، و أبنه بكلماته البليغة و لعن قاتله، و كان ذلك في أيام هشام بن عبدالملك اذي اظهر العداء لآل ابي طالب بصورة ارهابية بعد مقتل زيد، و امر عماله بالتضييق عليهم، و محو اسمائهم من ديوان العطاء و ملأ منهم السجون، و كتب لعامله يوسف بن عمر الثقفي بقطع لسان الكميت ويده لانه رثي زيدا.



[ صفحه 39]



و كل هذه الفواجع و المآسي قد أحاطت بالامام، و نكدت عيشه، غير ان الكبت الذي فرض علي الناس آنذاك جعلهم يميلون الي آل البيت فأخذوا يعقدون الاجتماعات السرية سيعا الي انقلاب عام يزيل مملكة الامويين و تحويلها الي آل محمد.

و بانتشار الدعاة لهذه الفكرة و حصول خلاف بين الامويين انفسهم اضطربت الدولة، ودب فيها الوهن، و سرت في جسمها عوامل الانهيار، فكانت فترة استراحة نسبية للامام عليه السلام فانبري لفتح ابواب مدرسته ليقوم بالواجب الديني و الشرعي لتوجيه الناس و افهامهم احكام دينهم علي ضوء ما ورثه من ابائه و اجداده. و كانت هذه الفترة ما بين شيخوخة الدولة الاموية و طفولة الدولة العباسية، و قد بلغ عدد تلامذته اربعة الاف رجل.

و كان بيته عليه السلام علي الدوام موئلا للعلماء الكبار في الحديث و التفسير و الحكمة و علم الكلام، و كان يؤم مدرسته طلاب العلم و رواة الحديث من الاقطار النائية، لرفع الرقابة و عدم الحذر فارسلت الكوفة و البصرة و واسط و الحجاز الي جعفر بن محمد افلاذ اكبادها، و من كل قبيلة من بني اسد و مخارق، و طي، و سليم، و غطفان، و غفار، والازد، و خزاعة و خشعم، و مخزوم، و بني الحسن بن الحسن بن علي [2] .

و ممن نقل عنه الحديث جماعة من الاعلام و الأئمة مثل يحيي بن سعيد الانصاري، و ابن جريح، و مالك بن انس،



[ صفحه 40]



و الثوري، و ابن عيينة، و ابي حنيفة، و شعبة، و ايوب السجستاني و غيرهم وعدوا اخذهم منه منقبة شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها [3] .

و نالت مدرسة الصادق شهرة عظيمة ففي تلك الفترة السعيدة، كان هو زعيم الحركة الفكرية في ذلك العصر، و يعتبر في الواقع انه اول من اسس المدارس الفلسفية في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية اولئك الذين اصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الانحاء القاصية [4] .

و ان من جوانب عظمة الامام الصادق عليه السلام ان ينهض في هذا الدور من التاريخ الاسلامي الذي شهد تلك الاحداث السياسية و التحولات الفكرية، و يقيم صرحا فكريا علي قواعد دينية و مناهج علمية و هو يواجه سياسة الضغط و حملات العنف و يعالج روح الامة و يتجه الي افكار ابنائها. و بقيت مدرسة الامام الصادق - برغم سياسة الامويين في محو آثار اهل البيت - جامعة تمد الرجال بعلوم الدين وزاد الايمان، يتخرج منها الطلاب للدعوة الي الحق. كما بقيت علي استقلال نهجها و وضوح مناهجها في عهد العباسيين [5] .



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الاربعة ج 1 ص 40.

[2] كتاب جعفر بن محمد لسيد الاهل.

[3] كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ج 2 ص 55.

[4] تاريخ العرب للسيد مير علي الهندي ص 179.

[5] الامام الصادق و المذاهب الاربعة - أسد حيدر ص 42.


الصادق و الفتوي


كان جعفر، يرجع الي الأقوم فيما اشتبه الناس فيه، و لا يبالي بأي رأي يقف في طريق الاصلاح مهما أجمع عليه الناس.

و من ذلك فتواه - رضي الله عنه - في توسعة البيت الحرام حين شكي الناس ضيقه، و أراد المنصور أن يزيد فيه، و كتب الي زياد بن عبيدالله الحارثي، أن يشتري المنازل التي تلي المسجد، حتي يزيد فيه ضعفه، فامتنع الناس عن البيع، فذكر ذلك لجعفر بن محمد، فقال: سلهم: أهم نزلوا علي البيت، أم البيت نزل عليهم؟

فكتب بذلك أبوجعفر المنصور الي زياد ليسأل الناس عما قاله جعفر بن محمد، فقالوا: نحن نزلنا علي البيت. فقال جعفر: ان للبيت فناءه.

عندئذ كتب أبوجعفر المنصور الي زياد بن عبيدالله الحارثي بهدم المنازل التي تلي المسجد الحرام عملا بفتوي الامام الصادق.

فهدمت المنازل، و أدخلت عامة دار الندوة فيه، حتي زاد فيه ضعفه.



[ صفحه 389]




اقوال علماء المسلمين في شأنه


ان الامام عليه السلام هو حجة الله في أرضه، و مهما قيل في شأنه عليه السلام يبقي اللسان قاصرا عن الاحاطة بكل أبعاد شخصيته عليه السلام، و لنعم ما قال ابن داود الحلي: «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عليه السلام... الامام أبوعبدالله الصادق عليه السلام، لا تتسع الصحف ذكر مناقبه، و علو مناقبه، فالأدب يقتضي الوقوف دونها» [1] .

الا أنه لا بأس بذكر أقوال بعضهم، خاصة مع اختلاف نهج بعضهم، و اقرارهم بالواقع:


پاورقي

[1] رجال ابن داود: 65 / 330.


ما جناية أهل البيت؟


هتف القرآن المجيد بآيات كثيرة في شأن أهل البيت، آمرا بمودتهم مخبرا عن طهارتهم، حاثا علي الاعتصام بهم، حاضا علي طاعتهم معلنا عما لهم من جزيل الفضل و عظيم المنزلة.

و أتبعه الرسول صلي الله عليه و آله طيلة حياته كاشفا عما جمعه آله من الفضائل، و حبوابه من المفاخر، يوجب تارة طاعتهم و اتباعهم، و يلزم أخري بمودتهم و يعطف طورا للقلوب عليهم و يستميل مرة النفوس اليهم الي ما سوي ذلك. [1] .

و ما كان ذلك الا لسعادة الناس أنفسهم ليأخذوا الدين من أهله و العلم من معدنه، فكان الحق علي الناس احترامهم، و الانقطاع اليهم و الانصراف عن غيرهم.

كان أهل البيت - أعني عليا و الزهراء و ابنيهما و أبناء الحسين عليهم السلام - مثالا للنبي صلي الله عليه و آله في شمائله و فضائله و خصاله و فعاله، فمن أراد علم الرسول كانوا باب مدينته، و من أراد منطقه كانوا مظهر فصاحته و بلاغته، و من أراد خلقه وجدهم أمثلة سيرته، و من أراد دينه وجدهم مصابيح شريعته،



[ صفحه 30]



و من أراد زهده وجد فيهم منهاج طريقته، و من أراد البر بعترته كانوا صفوة ذريته، و من أراد النظر اليه كانوا جمال صورته، هكذا كان أهل البيت ان قستهم الي صاحب البيت، و هذا بعض ما كانوا فيه مثالا لشخصيته الكريمة صلي الله عليه و آله.

و من كانت له عند الرسول صلي الله عليه و آله ترة فمنهم الأخذ بترته، أو كان له مع الاسلام عداء فهم للاسلام أقوم عدته، أو كان له مع الدين غضاضته فانهم للدين أوقي جنته، أو كان له مع المعروف حرب فهم للمعروف أبناء دعوته أو كان له مع المنكر ولاء فهم أعداء خطته.

و ان ذكر الخير كانوا أدلاءه، أو سار الفضل كانوا لواءه، أو نشر العدل كانوا أخلاءه، أو خاض الناس في المفاخر كانوا أبعدهم قعرا و أثمنهم درا، أو تسابق أهل الفخر الي المكارم كانوا أسبقهم جولة، و أبعدهم شوطا، و ان تنافسوا في الشرف كان عندهم الوقوف و الاحجام ، فما من فضيلة الا و اليهم مآلها، و منهم انتقالها.

فاذا كان أهل البيت كما وصفنا فكيف لا يقف معهم بنوأمية موقف العدو اللدود، و الخصم العنود، ألم يكن النبي صلي الله عليه و آله قد قتل منهم في الله من قتل، فمتي يأخذون منه تراتهم، و لو أغضوا عن حماة الاسلام، و دعاة الدين لعاد النبي بدعوته، كأنه لم يمت و لم يمت ذكره، و لسار الاسلام و أحكامه و نظامه كما أراده الجليل تعالي و الرسول صلي الله عليه و آله، و لو وقفوا معهم موقف المحايد لعرف الناس فضل أهل البيت و بأن للعالم حقهم، و لما بقيت عندئذ لأمية وسيلة لارتقاء منابر الاسلام، و ذريعة للاستيلاء علي البلاد و استرقاق العباد.

ما برحت أمية تظهر و تضمر العدل للرسول الأطهر صلي الله عليه و آله فلا



[ صفحه 31]



بدع لو كانت مواقفهم مع آل الرسالة تلك المواقف المشهودة و لو كانوا علي غير ما عرفته الأيام منهم لكان ذلك بدعا من خلائقهم و أخلاقهم.

و أما بنوالعباس، فانهم حين ملكوا الأمر، و عبروا الجسر الي مآربهم، الجسر الذي أقاموه علي أكتاف الشيعة، و رفعوا أعمدته من جماجم اولئك السذج، عرفوا أن الحال ان هدأت سوف يحاسبهم الناس علي الحق و موضعه و الخلافة و أهلها، لأنهم لم ينهضوا معهم الا لهدم عروش أمية، و للأخذ بتراب الدماء الزكية التي أريقت من غير جرم، و لبناء خلافة الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله و ما قاموا و قاوموا لأن يقيموا عرشا لبني العباس دون بني علي فارتأي العباسيون أن يفتكوا بالرجال الذين عبدوا لهم السبل، و وطدوا لهم الطريق لاعتلاء أسرة الحكم، كأبي سلمة الخلال و غيره، حذرا من ذلك الحساب و رأوا أن يضيقوا علي أبناء علي، و يضعوا عليهم العيون و الرصد، خوفا من تلك النزعات التي تخالج نفوسهم أو يحملهم عليها الناس، و رأوا أن يكموا أفواه الشيعة بالارهاب خشية من ذلك السؤال و الحساب.

فما كانت جناية أبناء علي لديهم الا أنهم أهل الحق و المقام، و أهل البيعة و الخلافة، بالقرابة أو بالنص أو بالفضيلة.

و لم يكن شي ء يدعوهم لانزال الضربات بالعلويين سوي أن العلويين أجدر بالخلافة التي غلب عليها العباسيون، و أن العباسيين لا يأمنون من و ثباتهم ما برح لأبناء علي مكانة سامية بين الناس، و ما برح فيهم قروم تطمح اليهم الأنظار و تهوي اليهم القلوب، فاتخذ العباسيون الغض من كرامة آل الرسول صلي الله عليه و آله و الفتك باولئك القروم ذريعة لميل النفوس و انكفاء الأهواء عنهم، و لو حذرا من الفتك و البطش، كما كان دأبهم الارغام لمعاطس شيعة أهل البيت و التنكيل بهم، لئلا تكون لهم قوة و شوكة يستعين بها أهل البيت علي النهضة.



[ صفحه 32]



و الفرق بين الأمويين و العباسيين هو أن الذي دعا الأمويين لحرب الهاشميين شيئان: الانتقام من الرسول، و التسلق للزعامة، و الذي دعا العباسيين: نيل العروش و الذب عنها فقط، دون أن يكون منهم حرب مع النبي و شريعته بقصد، و ان كان حربهم لعلماء الشريعة حربا للشريعة و للصادع بها.

و لو ألقيت نظرة مستعجلة علي ما لقيه أهل البيت من أجل تقمصهم بالفضائل لعرفت كيف تحارب الدنيا الدين، و كيف انطبع الناس علي حب الدنيا و حلفائها، و علي عداء الدين و حلفائه، و لأبصرت أن بني العباس جروا في مضمار بني أمية، و ان سبقوهم شوطا بعيدا في حرب أهل البيت.

قتل بنوأمية الحسين بن علي عليهماالسلام في الطف و معه صفوة زاكية من أهل بيته، و نخبة صالحة من أصحابه، حين وثب منكرا عليهم تلاعبهم بالدين حسب الأهواء، و قتل بنوالعباس الحسين بن علي بفخ و معه غرانيق من العلويين عز علي وجه الأرض نظيرهم، حين نهض منكرا عليهم ما ارتكبوه من الأعمال التي أغضبوا بها الدين و أهله.

سم بنوأمية من الأئمة ثلاثة: الحسن و السجاد و الباقر عليهم السلام، و سم بنوالعباس منهم ستة: الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و العسكري عليهم السلام.

أرسل هشام بن عبدالملك علي الباقر و الصادق عليهماالسلام الي الشام لينال منهما سوء فحين حلا بالشام لم يجد بدا من اكرامهما و تسريحهما الي المدينة حذرا من أن يفتتن بهما الناس، و أما بنوالعباس فلم يتركوا اماما يقر في بيته، أرسل السفاح خلف الصادق، و أرسل المنصور أيضا خلفه مرات عديدة، و أرسل الرشيد خلف الكاظم و حبسه ثم أطلقه، و لم يطل العهد حتي أرسل عليه مرة أخري، فما خرج من الحبس الا و هو قتيل السم، و لا تسل عما ارتكبه معه حين



[ صفحه 33]



اخراجه من السجن و النداء عليه علي الجسر، و أرسل المأمون خلف الرضا الي طوس، فما عاد الي أهله بل عاجله بالسم و هو في خراسان، و أرسل خلف الجواد ثم سرحه من دون أن ياتي اليه بسوء، و ما قبض المعتصم زمام الأمر الا و أرسل خلف أبي جعفر الجواد عليه السلام و حبسه، و ما أطلقه من السجن حتي دبر الحيلة في قتله بالسم، و أرسل المتوكل خلف أبي الحسن الهادي عليه السلام وجد في النيل من كرامته الي أن هلك، و ما زال يلاقي من ملوك العباسيين ضروب الأذي و التضييق، يسجن مرة و يطلق أخري الي أن سقاه المعتز السم، و بقي ولده أبومحمد الحسن عليه السلام في سامراء، لا يأذنون له بالأياب الي المدينة، و لا يتركونه قارا في بيته، بل يحبسونه مرة و يطلقونه أخري، الي أن قضي بسم المعتمد، و صار يفحص عن ابنه أبي القاسم حين علم أن له ولدا ابن خمس يريد أن يقبضه ليقضي عليه، فتغيب هاربا من جورهم و فتكهم حتي اليوم.

أباد الامويون جماعة من العلويين بالسم و الحبس و القتل و الصلب أمثال زيد و يحيي و فئة أخري يوم الحرة، و عبدالله ابي هاشم بن محمد بن الحنفية علي قول و غيرهم، و أين هؤلاء من تلك العدة التي أبادها العباسيون و كفي منهم قتلي فخ و العصابة التي قضوا في قعر السجون، و ما ارتقي العرش عباسي الا و قتل جماعة من العلويين.

هرب من جور الامويين امثال يحيي و عبدالله الجعفري و عدة اخري ولكن أني تقاس كثرة بالذين هربوا و اختفوا خوفا من العباسيين، و أين أنت عن القاسم و أحمد ابني الامام الكاظم عليه السلام و عيسي بن زيد و غيرهم، بل لم ينتشر العلويون في الأقطار النائية كالهند و ايران الا هربا من بني العباس و حذرا من بطشهم، و كان الكثير منهم يخفي نسبه حذرا من ولاتهم.



[ صفحه 34]



و لئن غدر الامويون ببعض العلويين و العباسيين فقتلوهم سما فلا تسل عمن غدر به العباسيون من العلويين، ولو تصفحت «مقاتل الطالبيين» لعرفت ما ارتكبه منهم بنوالعباس.

و لئن أحرق الامويون بيوت أبناء الرسالة يوم الطف، فلقد أحرق العباسيون دارالصادق عليه و علي عياله، حتي خرج الصادق اليها فأطفأها و قد سرت في الدهليز.

و لئن سلب الامويون بنات الرسالة يوم الطف، فلقد أرسل الرشيد قائده الجلودي الي المدينة ليسلب ما علي الطالبيات من حلي و حلل، فكان الجلودي أقسي من الجلمد في امضاء ما أراده فلم يترك لعلوية و لا طالبية حلة و لا حلية.

و سير هشام بعد حادثه زيد كل علوي من العراق الي المدينة و أقام لهم الكفلاء ألا يخرجوا منها، و سير موسي الهادي بعد حادثة فخ كل علوي من المدينة الي بغداد حتي الأطفال فأدخلوا عليه و قد علتهم الصفرة مما شاهدوه من الرعب و التعب و الأحداث.

و هكذا لو أردنا أن نقايس بين أعمال الدولتين، فلا نجد للامويين حدثا في الاساءة لأهل البيت الا و للعباسيين مثله مضاعفا، فكأنما اتخذوا تلك الخطة مثالا لهم يسيرون عليها، و زاد العباسيون أن اختصوا بأشياء من فوادحهم مع العلويين لم يكن للامويين مثلها، كجعلهم العلويين بالأبنية و الاسطوانات حتي جعل المنصور أساس بغداد عليهم، و لا تنسل عمن وضعه الرشيد في تلك المباني من الفتية العلوية البهاليل.

و قطع الرشيد شجرة عند قبر الحسين عليه السلام كان يستظل بها زائروه، و هدم المتوكل قبره و ما حوله من الأبنية و البيوت، و حرث أرض كربلاء و زرعها ليخفي القبر و تنطمس آثاره، حتي قيل في ذلك:



[ صفحه 35]





تالله ان كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتته بنو أبيه بمثله

فغدا لعمرك قبره مهدوما



أسفوا علي ألا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما



و لقد كانت أيام بني أمية ألف شهر و قد قتلوا فيها الأماثل من العلويين ولو حسبت من بدء أيام بني العباس الي ألف شهر لوجدت ان العباسيين قد قتلوا من العلويين أضعاف ما قتله الامويون، و ما قتلوهم الا و هم عالمون بما لهم من فضل و قربي، و هذا موسي بن عيسي الذي حارب أهل فخ يقول عن الحسين صاحب فخ و أصحابه: هم والله أكرم خلق الله و أحق بما في أيدينا منا ولكن الملك عقيم، لو أن صاحب هذا القبر - يعني النبي صلي الله عليه و آله - نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف. [2] .

علي أن هذا الآثم الجري ء اعترف بذنبه، ولكنه لم يذكر الحقيقة كلها لأن رسول الله صلي الله عليه و آله و الصفوة من آله لم يطلبوا الملك للملك، و انما يطلبونه للدين و للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لازالة البدع و الضلالات ولو طلبوا الملك للملك لما رشقنا الامويين و العباسيين بنبال اللوم علي ما جنوه مع الطالبيين، و هل يلام الظافر بقرينه اذا تجالدا علي السلطان.

أتري أن الحسين في نهضته، و زيدا في وثبته، و يحيي في جهاده، و الحسين بفخ في دفاعه، و أمثالهم من الطالبيين أهل الدين و البصائر، كانوا يضحون بالنفس و النفائس لأجل السلطان، و كيف يتطلبون الدنيا محضا و هم دعاة الدين، و أدلاء الهدي، و مصابيح الرشاد، و كيف يتطلبون الملك و هم يعلمون أن ما لديهم من قوة لا يفوز بها الناهض بالظفر و النصر، نعم ضحوا بتلك النفوس



[ صفحه 36]



الثمينة و النفائس لما عرفوه من أن الدين أنفس من نفوسهم، و من استغلي الثمن هان عليه البيع، و هل عرف الناس الحق صراحا، و الدين يقينا، الا بعد تلك القرابين، و هل ظهر الحق علي الباطل في الحجة و البرهان الا بعد ذلك الفداء.

كانت واقعة الطف و تضحيات العلويين مثالا لأرباب الدين و تعليما لرجال الحق عند المنافسة بين الهدي و الضلال، و الحق و الباطل، و لم تدع عذرا لدعاة الدين عن الفداء في سبيل النصرة، فانهم بأعمالهم علموهم كيف يكون الانتصار في هذه التضحية، و كيف تكون الحياة في هذا الممات، و ان تلك التجارب للجام الأفواه عن العذر بالعجز، اذ ليس النصر لفوز العاجل و الا فان يوم الحسين و أيام العلويين كانت أيام الظفر لأعدائهم، و لكن ما عرف الناس الا بعد حين أن الظفر و الفوز كانا لأولئك العلويين الناهضين الذين بذلوا ما لديهم في سبيل الدين، و أن الخسران في الدنيا و الدين لأعدائهم الظافرين في يومهم.

و بتلك الحوادث بان للعالم ما كان عليه أهل البيت من الدين و الجهاد في احياء الشريعة، و ما كان عليه أعداؤهم من الدنيا و الحرب للدين، و أتضحت نوايا الفريقين، و بانت أقصي غاياتهم من أعمالهم هاتيك، و الا فأي ذنب للطفل الرضيع و قد جف لبنه و ذبلت شفتاه عطشا أن يقتل علي صدر أبيه، حتي يتركه السهم يرفرف كالطير المذبوح.

و أي ذنب للأطفال الذين لم يحملوا السلاح، و لم يلجوا حومة الحرب أن يذبحوا صبرا، أو يداسوا بالخيل قسرا.

و أي ذنب للنساء عقائل الرسول صلي الله عليه و آله أن تسبي علي الهزل بعد السلب و السب الضرب، و لماذا تحمل من بلد لآخر كما تساق الاماء.

و لو أن الحسين و رهطه قد حاربوا طلبا للسلطان لما استحق بعد القتل أن



[ صفحه 37]



يداس جسمه و يرفع علي القناة رأسه، و تسبي علي المهازيل أهله، أتري أن قطع الرؤوس، و رض الصدور و الظهور بسنابك الخيل، و سلب الجثث و تركها عارية، و ابقاءها بالعراء بلا دفن، و أخذ النساء أساري مما يجازي به القتيل الناهض للملك و السلطان.

ان الذي يذر الملح علي الجرح، و ينكأ القرحة، و يزيد في النكبة أن القوم لم يفعلوا بالحسين و أهله تلك الفعلة النكراء الفظيعة عن جهل بمقامه، و اعتقاد بخروجه عن الدين، بل انهم ليعلمون أنه صاحب الدين، و رب الخلافة و الامامة، و سيد شباب أهل الجنة، و ريحانة الرسول، بل يعلمون بكل ما له من سابقة و فضل.

و هكذا لو فتشت عن الأمر في غير الحسين عليه السلام فانك لتجد الحال في زيد و يحيي و أهل فخ، و ما سواهم من أمثال أهل البيت الذين كانوا طعمة للسيوف، و منتجعا للسم، و وقفا علي الحبوس، كالحال في الحسين في المعرفة بهم و العمد علي ظلمهم.

فلا بدع اذن لو وضح للعالم من تلك المواقف المشهودة، و المشاهد المعلومة، أن الحرب بين أهل البيت و بين أعدائهم من نوع حرب الفضيلة و الرذيلة، و أن الذين يريدون العروش لا يستطيعون نيلها الا بمحاربة أهل البيت و محوهم من صفحة الوجود، لأنهم يعتقدون أنهم لا يصلون الي الغاية و لأهل البيت شبح قائم، و ظل يتفيأه الناس، فما كانت جناية أهل البيت اذن لدي الناس الا أنهم أهل الدين، و أرباب الفضائل، فلا ترتقي الناس أرائك الخلافة و أهل البيت أكفاؤها الذين خلقت لهم و خلقوا لها تعرفهم الأمة قياما بين أبناء الاسلام.



[ صفحه 38]




پاورقي

[1] ذكرنا في كتابنا «الشيعة و سلسلة عصورها» بعض ما جاء في الكتاب و السنة في شأن أهل البيت و فضلهم و الدعوة الي ولائهم.

[2] مقاتل الطالبيين في مقتل الحسين بن علي صاحب فخ.


الزهد


الزهد: هو الاعراض عن الدنيا بقلبه و جوارحه، رغبته في الآخرة و في ما عندالله تعالي، و هو أحد منازل الدين و أعلي مقامات العارفين.

و حقا أن العارف بالله لا ينبغي أن يعبأ بالدنيا ان أقبلت عليه أو أدبرت عنه، لأن الاقبال عليها يشغله عن التماس تلك الرتب، التي لا يحس بحلاوتها الا



[ صفحه 17]



من تجرد عن هذه الشواغل.

و لذلك يقول صادق أهل البيت عليهم السلام: جعل الخير كله في بيت و جعل مفتاحه الزهد في الدنيا.

و يروي هو لنا عن المرشد الاكبر جده النبي صلي الله عليه و آله قوله: لا يجد الرجل حلاوة الايمان حتي لا يبالي من أكل الدنيا.

ثم يقول الصادق عليه السلام: حرام علي قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتي تزهد في الدنيا.

و يقول مرة ترغيبا في الزهد: ما أعجب رسول الله صلي الله عليه و آله شي من الدنيا الا أن يكون فيها جائعا خائفا.

و يقول تارة: اذا أرادالله بعبده خيرا زهده في الدنيا، و فقهه في الدين و بصره عيوبها، و من اوتيهن فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة.

أقول: حقا أن الخير كله في هذه الثلاث، لأن فيها الراحة و الطمأنينة و البصيرة، و هذا هو الخير في هذه العاجلة، و الحظوة بالرتب العلية في تلك الآجلة كما وعدالله.

و يقول أيضا: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا، و هو ضد لما طلب أعداء الحق من الرغبة فيها، ألا من صبار كريم، فانما هي أيام قلائل.

أقول: ان الذي يحول بين المرء و بين الحق هو الحب للدنيا و الرغبة فيها، فان الرغبة في وفرة المال تمنعه عن أداء حقه، و الحب للجاه يحجزه عن القول بالحق، و الميل الي الراحة يصده عن القيام بالفرض، فلا يطيق المرء اذن أن يقول الحق أو يعمله أو يبلغه ان لم يعرض عن هاتيك الأماني النفسية، نعم ان الاعراض عن هذه الرغائب يحتاج الي صبر و سخاء نفس، و من ثم ندب الصادق الي هذا الصفح أرباب الصبر و الكرم ثم أشار الي أن الصبر و الكرم لا ينبغي أن



[ صفحه 18]



يكونا عزيزين في الناس اذا انتهبوا الي أن البقاء في الدنيا لا يكون الا أياما قلائل، لأن الانسان اذا عرف أن الشدة لا تدوم وطن نفسه علي السخاء و الصبر علي تلك المكاره.

ثم أنه عليه السلام رغب في الزهد من طريق نفعه العاجل، و هو أحسن ذريعة للرغبة في الشي ء، لأن المرء يريد أبدا أن يكون لعمله نتيجة عاجلة، فقال: و من زهد الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، و انطلق بها لسانه، و بصره عيوب الدنيا داءها و دواءها و أخرجه الله سالما الي دارالسلام. [1] .

نعم يجب أن نعرف الزهد و حقيقته، لئلا نخبط في التلبس به خبط عشواء، فقد سأله بعض العارفين من أصحابه عن حد الزهد في الدنيا، فقال عليه السلام: فقد حده الله في كتابه، فقال عز من قائل: «لكي لا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم» [2] ثم قال: ان أعلم الناس أخوفهم لله، و أخوفهم له أعلمهم به، و أعلمهم به أزهدهم فيها. [3] .

أقول: ان تحديده للزهد بما في الآية الكريمة يفهمنا أن الزهد في الدنيا ليس كما يتبادر الي بعض الأفهام من الجشوبة في العيش و الخشونة في الملبس، و ان كانتا من آثاره أحيانا، و انما هو أعلي و أرفع من ذلك.

ان المرء اذا كان معرضا عن الدنيا هانت عليه فلا يحزن بما فات، و لا يفرح بما هو آت، ولو كان مقبلا عليها لأحزنه الفائت و أسره الآتي، فأحسن كاشف عن حقيقة الزهد في الدنيا هذا الحزن و الفرح.

و لو كان الزهد الصفح عن نعيم هذا الوجود و ما فيه من ملذات كما



[ صفحه 19]



تصنع المتصوفة لما خلق الله هذه الطيبات منة علي العباد، أفهل يا تري يمن عليهم بشي ء و هو الجواد و يكره أن ينالوا منه البلغة، فلمن اذن خلق تلك الطيبات من الرزق «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق» [4] و يكشف لنا عن جلية الحال بقوله عليه السلام: «فأما اذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفارها» و قد قال ذلك عندما رأوه و عليه ثياب بيض و عابوا عليه تلك البزة و حسبوها من الرغبة في الدنيا، و كان شعار آبائه الزهد.

نعم انما يراد من العبد ألا يكون شغله الطيبات و همه هذه الحياة، بل أن يكون شعله ما هو أرفع، و همه فيما هو أبقي و أنفع.

ان الله سبحانه قد فرض فرائض، و حدد حدودا لم يسأل العباد عما وراءها، و لذلك تجد الصادق عليه السلام يرشدنا الي تلك الحقيقة فيقول: أورع الناس من وقف عند الشبهة، و أعبد الناس من أقام الفرائض، و أزهد الناس من ترك الحرام، و أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب. [5] .


پاورقي

[1] الكافي، باب ذم الدنيا و الزهد فيها: 2 / 128 / 1.

[2] الحديد: 23.

[3] بحارالأنوار:78 / 193 / 7.

[4] الأعراف: 30.

[5] بحارالأنوار: 78 / 192 / 5.


في وفاة مولانا أبي عبدالله الصادق


قبض أبوعبدالله عليه السلام في شوال من سنة ثمان و أربعين و مائة مسموما، في عنب سمه المنصور، و له خمس و ستون سنة، و قد عين بعض المتتبعين يوم وفاته عليه السلام في الخامس و العشرين منه، و قيل: يوم الاثنين لنصف من رجب كما أشرنا الي ذلك سابقا [1] .

نقل عن مشكاة الأنوار: انه دخل بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام في مرضه الذي توفي فيه اليه، و قد ذبل فلم يبق الا رأسه، فبكي، فقال: لأي شي ء تبكي؟ فقال: كيف [2] لا أبكي و أنا أراك علي هذه الحال! قال: لا تفعل فأن المؤمن تعرض [عليه] [3] كل خير ان قطع أعضاؤه كان خيرا له، و ان ملك ما بين المشرق و المغرب [4] كان خيرا له [5] .

و روي الشيخ، عن سالمة مولاة أبي عبدالله عليه السلام، قالت: كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام حين حضرته الوفاة و اغمي عليه، فلما أفاق، قال: اعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين عليهم السلام - و هو الأفطس - سبعين دينارا، و اعطوا فلانا كذا، و فلانا كذا، فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال: تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عزوجل: (و الذين يصلون ما أمرالله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب) [6] نعم يا سالمة: ان الله تعالي



[ صفحه 173]



خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها، و ان ريحها يوجد [7] في مسيرة ألفي عام، و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم [8] .

و روي الشيخ الصدوق عن أبي بصير، قال: دخلت علي ام حميدة اعزيها بأبي عبدالله عليه السلام، فبكت و بكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبامحمد لو رأيت أباعبدالله عليه السلام عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه، ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة، قالت: فلم نترك أحدا الا جمعناه، قالت: فنظر اليهم، ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة [9] .

روي القطب الراوندي عن داود بن كثير الرقي، قال: وفد من خراسان وافد يكني أباجعفر، واجتمع اليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالا و متاعا و مسائلهم في الفتاوي و المشاورة، فورد الكوفة و نزل وزار أميرالمؤمنين عليه السلام، و رأي في ناحية رجلا و حوله [10] جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ، فسألهم عنه، فقالوا: هو أبوحمزة الثمالي.

قال: فبينا نحن جلوس اذ أقبل أعرابي، فقال: جئت من المدينة و قد مات جعفر بن محمد عليهما السلام، فشهق أبوحمزة، ثم [11] ضرب بيديه [12] الأرض ثم سأل الاعرابي: هل سمعت له بوصية؟ قال: أوصي الي ابنه عبدالله، و الي ابنه موسي عليه السلام، و الي المنصور، فقال [أبوحمزة:] [13] الحمدلله الذي لم يضلنا، دل علي الصغير، و بين [14] علي الكبير، و ستر الأمر العظيم، و وثب الي قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فصلي وصلينا، ثم أقبلت عليه و قلت له: فسر لي ما قلته؟ قال [15] : بين أن الكبير ذو



[ صفحه 174]



عاهة، و دل علي الصغير، بأن أدخل يده مع الكبير، وستر الأمر العظيم [16] بالمنصور، حتي اذا سأل المنصور من وصيه؟ قيل: أنت [17] .

قال المسعودي: و دفن عليه السلام بالبقيع مع أبيه وجده، و له خمس و ستون سنة، و قيل: أنه سم، و علي قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة، مكتوب عليها:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله مبيد الامم، و محيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سيدة نساء العالمين، و قبر الحسن بن علي بن أبي طالب، و علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد رضي الله عنهم، انتهي [18] .

و أنا أقول: صلوات الله عليهم، فقد رفعهم الله من أن يقال: فيهم رحمهم الله، و أما فاطمة التي دفنت الأئمة عليهم السلام معها، فهي فاطمة بنت أسد ام أميرالمؤمنين عليه السلام و أما فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عليها، فالظاهر انها دفنت في بيتها كما حقق ذلك في محله.

و روي عن عيسي بن داب، قال: لما حمل أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام علي سريره و اخرج الي البقيع ليدفن، قال أبوهريرة [19] .



أقول و قد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه و عاتق



أتدرون ماذا تحملون الي الثري

ثبيرا ثوي من رأس علياء شاهق



غداة حثا الحاثون فوق ضريحه

ترابا و أولي كان فوق المفارق [20] .



[ صفحه 175]




پاورقي

[1] أشرنا الي ذلك في ص 168.

[2] «كيف» غير موجودة في المصدر.

[3] ما بين المعقوفتين أثبتناه ليستقيم المعني.

[4] في المصدر: «الشرق و الغرب».

[5] مشكاة الأنوار: ص 35.

[6] الرعد: 21.

[7] في المصدر: «ليوجد».

[8] كتاب الغيبة للطوسي: ص 119.

[9] الأمالي للصدوق: ص 391 ح 10.

[10] في خ ل: «و معه».

[11] «ثم» غير موجودة في المصدر.

[12] في المصدر: «بيده».

[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية و المطبوعة، و أثبتناه من المصدر.

[14] في المصدر: «و من».

[15] في المصدر: «فقال».

[16] «العظيم» غير موجودة في المصدر.

[17] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 328 ح 22.

[18] مروج الذهب: ج 3 ص 285.

[19] هو: أبوهريرة الأبار العجلي، من شعراء أهل البيت عليهم السلام (انظر الكني و الالقاب: ج 1 ص 181).

[20] بحارالأنوار: ج 47 ص 332 ح 24، نقلا عن كتاب مقتضب الأثر، و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 278.


طاقات الامام و توحيدها من أجل الاجتماع


تلك هي اشارات شديدة الاقتضاب، الي مجمل العلوم التي تركزت عليها مدرسة الامام، ما كان لي أن أجهد النفس في جمعها و تسويقها، لولا اعتباري أنها جانب جليل من بين الجوانب الوسيعة التي تتألف منها شخصية الامام. و يعني هذا القول أن العلوم الاختبارية التي عالجها الامام، كانت رديفا للعلوم النظرية الأخري التي انبني بها وزنه، مع العلم أن كل مادة من هذه العلوم الاختبارية هي فرع وسيع قائم بذاته، و لا تتم احاطة ما، بمحتواه الا بالاختصاص المتنسك، بينما نري الامام الكريم قد جمعها كلها الي عبه، و زينها جميعها بالعلوم النظرية التي راحت تفسرها و تأتلف معها في الأداء و الاخراج.

ما كانت فلسفة الامام الا بحاجة الي العلوم، و ما كان علم الامام الا بحاجة الي فلسفة توسع له الطريق، أي أن العلم يحتاج الي فلسفة تفتش عنه حتي يتم الوصول اليه، أي - بشكل أوضح - أن الفلسفة، في رأي الامام - تسبق العلم الموصل الي اكتشاف الحقائق، فهي المحرضة و المفتشة عن نور العلم قبل أن تحقق - هي - أي شعاع من أشعته الكاشفة.

هكذا ربط الامام فلسفته النظرية بتحقيقاته الاختبارية، و وجه كل طاقاته الذاتية نحو هدف كبير مخبأ خلف مدي عينه الامامية المنبثقة النور من مهجة الرسالة التي هي تحقيق مجتمع الانسان الهابطة من أجله آيات الرسالة.

لقد تم لنا في ما سبق من مقدمات هذا البحث، ان لمحنا الي أهمية الامامة، كيف أنها لزوم احاطة روحية و فكرية متينة التركيز، يتجلبب بها كل من تنتهي اليه، و لقد لمنحاها - بكل انعكاساتها علي كل واحد من فتيانها العظام - كيف كانت ابتكارا في توجيه الأمة توجيها ملونا بأحداث العصر. لقد قدم كل امام للامة ما تستعيض به في مسيرتها المقهورة، و كان تثقيف الجماهير من أبلغ اهتمامات كل امام - بمفرده - كذخيرة تصلح و تمتن البناء و التوجيه.

ها هي الأمة الآن بين يدي أعز خبير من خبرائها الطيبين، و هو المدرك تمام الادراك أن العلم الكبير هو الباني الأفخم، و الرازم الأولي لمداميك المجتمع، و أن الكلام المنمق - وحده - لا يبني، و لا يكفي، و أن



[ صفحه 53]



الفلسفة التي هي كلام و تنظير - مهما يكن لونها - و عمق مداها - لا تفيد، ما لم تقترن بشوقها الحار المفتش عن العلم الذي هو عطر الزهرة الهاجع فيها و المشع منها.

من أجل المجتمع الذي هو أمة في الرسالة، و رسالة في الامامة، شحن الامام كل قواه الفكرية و الروحية، و أعني بها كل طاقاته النظرية و الاختبارية، و راح يوحدها في رزمة واحدة لتسديد الجهد الكبير الهادف الي رفع مستوي الأمة التي من أجلها صيغت كل الروابط المشدودة لبناء الانسان الذي هو عصب الرسالة الأمجد و الأروع فوق ساحات الأرض فلنستمع مليا الي كل هدف من أهداف الامام:

- اطلبوا العلم ولو بخوض المهج وشق اللجج.

- اكتبوا - فانكم لا تحفظون حتي تكتبوا.

- اكتب، و بث علمك في اخوانك، و ان مت فورث كتبك بنيك.

- ان لم تكونوا حملة العلم و ناشريه بين الناس فكونوا حفظة له.

لقد كان - بهذا القول - أشد من عول علي العلم، و أول من ارتأي ضبطه بواسطة التدوين، و أول من أدرك أهميته و اعتباره ارثا، و أوصي به موروثا مع أعقاب السنين.

و من أجل المجتمع رزم كتبه في الأخلاق، و الأدب، و الأحكام: الكافي، و من لا يحضره الفقيه، و التهذيب، و الاستبصار... و هكذا تم تدوين كثير منها، و من بينها ما يتعلق بالعلوم التجريبية و النظرية.

و من أجل المجتمع أطلقت مدرسة الصادق حرية الرأي، فانتشر المذهب الجعفري جنبا الي جنب، مع البحوث العلمية، و لا غرو في ذلك، فالمعارف الجعفرية كلها كانت مبنية علي أربعة أصول: المذهب، الأدب، العلم، العرفان.

- أما الأدب فهو اللباس الأنيق للعلم و الفكر.

و هو قيمة جمالية، و الأدب، قد لا يكون علما.

و لكن - لا علم يخلو من أدب - و أن المجتمع السليم.

يقوم بتحلي أفراده بالعلم و الأدب.

و احتراما للأدب كان يخصص جائزة لأي صاحب نص أدبي مميز، بواسطة لجنة خماسية، يحكم ثلاثة منها علي الأقل، لاستحقاق الصنيع.

و من أجل المجتمع أعطي دروسا في علم البيئة و اختصرها بهذا القول:

علي الانسان ألا يلوث ما حوله لكي لا يجعل الحياة شاقة له و لغيره.

وها أن علماء البيئة اليوم، يرون صحيحا ما سبق و نوه عنه الامام الصادق في ذلك العصر، و راحوا يتعهدون العمران بالنظافة، و توسيع نوافذ البيوت لوصول الشمس، و انشاء المغاسل و المجارير لتأمين مثل هذه الصيانة.



[ صفحه 54]



و من أجل المجتمع و رفاهيته نهي عن التصوف و الانعزال، و راح يتنعم بخيرات الدنيا، و يلبس جبه من خز و تحتها قميص من خشن الصوف و هو يقول للمستفهمين عن معني السلوك:

- خير لباس كل زمان لباس أهله.

- ألبس الخز لاستقبال الناس.

- و ألبس الصوف احياء لتقوي جدي الامام علي ابن ذلك العصر الخشن..

- انه الصوف، لله و العبادة.

- و أن الله - حين خلق الطيبات - منح الحياة نعمة الخير و الجمال.

- أو ترون الله أحل لكم الطيبات و هو يكره أن تأخذوها؟

- ان الله يحب الجمال و التجمل، و يبغض البؤس و التباؤس.

- ان الله اذا أنعم علي عبده بنعمة، أحب أن يري أثرها عليه.

- البس و تجمل، فان الله جميل و يحب الجمال - وليكن من حلال.

و هكذا كان الامام يكره أن يكون متصوفا أو مرائيا و هو:

ينظف ثوبه، و يطيب ريحه.

و يجصص داره، و يكنس أفنيته.

لأن الواقعية في الحياة هي صاحبة الشأن في اجتماعيته الصادقة، و انسانيته المطمئنة الي رسالة يشوقها - أبدا - بناء و تعزيز الانسان.

و أخيرا، من أجل هذا المجتمع الذي آلي الامام صادقا أن يلبيه، أجمع له هذه القبضة من اجتماعياته المثلي، و حكمه المنثورة في تحف العقول:

- أصل الرجل عقله، و حسبه دينه، و كرمه تقواه.

- التدبير نصف العيش - التودد نصف العقل، و لا زاد أفضل من التقوي.

- لا عدو أضر من الجهل، و لا دواء أدوي من الكذب.

- ثلاثة ترزي بالمرء: الحسد، و النميمة، و الطيش.

- احذر من الناس ثلاثة: الخائن، و الظلوم، و النمام.

- الأمين من يؤتمن علي ثلاث: علي الأموال، و الأسرار، و الفروج.

- ثلاثة من كن فيه كن عليه: المكر، و النكث، و البغي.

- ثلاثة يحجزن المرء عن طلب المعالي: قصر الهمة، و قلة الحياء، و ضعف الرائي.

- لا تطيب السكني الا بثلاثة: الهواء الطيب، و الماء الغزير، و الأرض الخوارة.

و من حكمه المذكورة في تحف العقول:



[ صفحه 55]



- العلم جنة - الصدق عز - الجهل ذل - الفهم مجد - العاقل غفور - و الجاهل ختور - من كرم اصله لان قلبه - و من خشن عنصره غلظ كبده - و من تفرط تورط - و من هجم علي أمر بغير علم - جدع أنف نفسه.

- من وقف نفسه مواقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن.

- اذا دخلت علي أخيك - منزلة - فاقبل الكرامة كلها ما خلا الجلوس في الصدر.

- من أيقظ فتنة فهو آكلها.


من مخططات الحركة التغييرية و برامجها العملية عند الامام الصادق


ليس بمقدور هذا البحث المتواضع أن يحيط بكافة خصوصيات الحركة التغييرية عند الامام أبي عبدالله جعفر ابن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام، لأن هذه المهمة تتطلب دراسة واسعة و جهدا طويلا.

و لذا فان هذا البحث المتواضع سيحاول أن يقدم بين أيدي المؤمنين نماذج من خطط الامام الصادق (ع) في التغيير و نماذج أخري من نشاطاته العملية في هذا الطريق:


نبوغه و ذكائه


كان الامام الصادق عليه السلام نابغة زمانه ، و آية من آيات الذكاء في سنيه المبكرة من صباه ، فلم يجاريه أحد بمثل سنه علي امتداد الزمن ، و قد كان يحضر دروس أبيه و هو يافع لم يتجاوز عمره الشريف ثلاث سنين ، و قد فاق بتلقيه لدروس أبيه جميع تلاميذه من كبار العلماء و الرواة ، مما أدهش الوليد بن عبدالملك عندما زار المدينة المنورة و وقف علي حوزة أبيه الامام الباقر عليه السلام و استيعاب الامام الصادق ما يلقيه أبوه من دروس ، و مناقشته .

و من الجدير ، بالذكر أن دروس الامام الباقر عليه السلام و بحوثه لم تقتصر علي علم الحديث ، و الفقه ، و التفسير فحسب ، و انما شملت جميع أنواع العلوم ، من فلسفة ، و طب ، و علم الكيمياء ، و علم النجوم و الجغرافيا ، و الفلك و غيرها . و قد ألم بها الامام الصادق عليه السلام الماما كاملا ، و مما يدل علي ذلك ما نقله الرواة أن الوليد بن عبدالملك عندما زار المسجد النبوي بصحبة عامله علي المدينة عمر بن عبدالعزيز ،



[ صفحه 24]



و قد رأي الامام الباقر عليه السلام علي المنبر يلقي دروسه و محاضراته علي تلاميذه ، فسلم عليه ، فرد الامام السلام عليه ، و توقف عن الدرس تكريما له ، فأصر الوليد عليه أن يستمر في تدريسه ، و كان موضوع الدرس « الجغرافيا » فاستمع الوليد ، و بهر من ذلك فسأل الامام « ما هذا العلم ؟ ! » .

فأجابه الامام عليه السلام:انه علم يتحدث عن الأرض و السماء و الشمس و النجوم .

و وقع نظر الوليد علي الامام جعفر الصادق ، فسأل عامله عمر بن عبدالعزيز:« من يكون هذا الصبي بين الرجال ؟ ! » .

فأجابه قائلا:« انه جعفر بن محمد » ، و أسرع الوليد قائلا:« هل هو قادر علي فهم الدرس و استيعابه ؟ » ، فعرفه عمر بما يملك الصبي من قدرات علمية ، قائلا:« انه أذكي من يحضر درس الامام و أكثرهم سؤالا و نقاشا » .

بهر الوليد و تعجب ، فاستدعاه بالوقت ، فلما مثل بادر قائلا:« ما اسمك ؟ » ، أجابه الصبي بطلاقة قائلا:« اسمي جعفر » .

و أراد الوليد امتحانه ، فقال له:« أتعلم من كان صاحب المنطق و مؤسسه ؟ » فأجابه الصبي:« كان أرسطو ملقبا بصاحب المنطق ، لقبه اياه تلاميذه و أتباعه » .

و وجه الوليد اليه سؤالا ثانيا قائلا:« من صاحب المعز ؟ » ، فأنكر عليه الامام ذلك و قال:« ليس هذا اسما لأحد ، و لكنه اسم لمجموعة من النجوم ، تسمي ذو الأعنة » . [1] .

و استولت الحيرة و الذهول علي الوليد ، فلم يدر ما يقول ، و تأمل كثيرا.



[ صفحه 25]



ليستحضر مسألة اخري يسأل بها سليل النبوة ، و حضر في ذهنه السؤال الآتي ، فقال له:« هل تعلم من صاحب السواك ؟ » ، فأجابه علي الفور:« هو لقب عبدالله ابن مسعود صاحب جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم » .

و لم يستحضر الوليد مسألة يسأل بها الامام ، و وجد نفسه عاجزا أمام هذا العملاق العظيم ، فراح يبدي اكباره و اعجابه بالامام الصغير ، و يرحب به و هو مرغم ، و أمسك بيده ، ودنا من الامام الباقر عليه السلام يهنئه بولده قائلا:« ان ولدك هذا سيكون علامة عصره » . [2] .

و صدق توسم الوليد ، فقد أصبح الامام جعفر الصادق نابغة عصره و أعلمهم علي الاطلاق .

و ليس هناك تعليل مقنع لهذه الظاهرة ، التي اتصف بها سليل النبوة في حال طفولته ، الا قول شيعة أهل البيت من أن الله تبارك و تعالي منح أئمة أهل البيت عليهم السلام العلم و الحكمة في جميع أدوار حياتهم ، كما منح أنبيائه و رسله ، فان الطفل بحسب تكوينه السايكولوجي من غير الممكن أن تكون له مثل هذه القدرات العلمية ، و مهما اتصف بالذكاء الحاد.


پاورقي

[1] و هي تسمي اليوم « أوريكا » أو « أوريجا ».

[2] الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب:112 - 108.


مناظرة في مسائل شتي


و من سؤال الزنديق الذي سأل أباعبدالله عليه السلام عن مسائل كثيرة، أنه قال:



[ صفحه 32]



كيف يعبد الله الخلق و لم يروه؟

قال: رأته القلوب بنور الايمان، و أثبتته العقول بيقظتها اثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب و احكام التأليف، ثم الرسل و آياتها و الكتب و محكماتها، اقتصرت العلماء علي ما رأت من عظمته دون رؤيته.

قال الزنديق: أليس هو قادر أن يظهر لهم حتي يروه فيعرفونه فيعبد علي يقين؟ قال: ليس للمحال جواب.

قال الزنديق: فمن أين أثبت أنبياء و رسلا؟

قال عليه السلام: انا لما أثبتنا أن لناخالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما، لم يجز أن يشاهده خلقه، و لا أن يلامسوه و لا أن يباشرهم و يباشروه و يحاجهم و يحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه و عباده يدلونهم علي مصالحه و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، و ثبت عند ذلك أن له معبرون هم أنبياء الله و صفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين عنه، مشاركين للناس في أحوالهم الدلائل و البراهين و الشواهد: من احياء الموتي و ابراء الأكمه و الأبرص، فلا تخلو الأرض من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقال الرسول و وجوب عدالته.

ثم قال عليه السلام بعد ذلك: نحن نزعم أن الأرض لا تخلو من حجة، و لا تكون الحجة الا من عقب الأنبياء، ما بعث الله نبيا قط من غير نسل الأنبياء، و ذلك أن الله شرع لبني آدم طريقا منيرا، وأخرج من آدم نسلا طاهرا طيبا، أخرج منه الأنبياء و الرسل، هم صفوة الله و خلص الجوهر، طهروا في الأصلاب، و حفظوا



[ صفحه 33]



في الأرحام، لم يصبهم سفاح الجاهلية، و لا شاب أنسابهم، لأن الله عزوجل جعلهم في موضع لا يكون أعلي درجة و شرفا منه، فمن كان خازن علم الله و أمين غيبه و مستودع سره و حجته علي خلقه و ترجمانه و لسانه، لا يكون الا بهذه الصفة، فالحجة لا يكون الا من نسلهم، يقوم النبي صلي الله عليه و آله و سلم في الخلق بالعلم الذي عنده و ورثه عن الرسول، ان جحده الناس سكت، و كان بقاء ما عليه الناس قليلا مما في أيديهم من علم الرسول علي اختلاف منهم فيه، قد أقاموا بينهم الرأي و القياس و انهم ان أقروا به و أطاعوه و أخذوه عنه، ظهر العدل، و ذهب الاختلاف و التشاجر، و استوي الأمر، و أبان الدين، و غلب علي الشك اليقين، و لا يكاد أن يقر الناس به و لا يطيعوا له أو يحفظوا له بعد فقد الرسول، و ما مضي رسول و لا نبي قط لم تختلف امته من بعده، و انما كان علة اختلافهم علي الحجة و تركهم اياه.

قال الزنديق: فما يصنع بالحجة اذا كان بهذه الصفة؟

قال عليه السلام: قد يقتدي به و يخرج عنه الشي ء بعد الشي ء مكانه منفعة الخلق و صلاحهم، فان أحدثوا في دين الله شيئا أعلمهم، و ان زادوا فيه أخبرهم، و ان نفذوا منه شيئا أفادهم.

ثم قال الزنديق: من أي شي ء خلق الله الأشياء؟

قال عليه السلام: لا من شي ء.

فقال الزنديق: كيف يجي ء لا شي ء شي ء؟

قال عليه السلام: ان الأشياء لا تخلو اما أن تكون خلقت من شي ء أو من غير شي ء، فان كان خلقت من شي ء كان معه، فان ذلك الشي ء قديم، و القديم لا يكون حديثا و لا يفني و لا يتغير، و لا يخلوا ذلك الشي ء من أن يكون جوهرا واحدا و لونا واحدا، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة و الجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم



[ صفحه 34]



من ضروب شتي؟ و من أين جاء الموت ان كان الشي ء الذي انشئت منه الأشياء حيا؟ و من أين جاءت الحياة ان كان ذلك الشي ء ميتا؟ و لا يجوز أن يكون من حي و ميت قديمين لم يزالا، لأن الحي لا يجي ء منه ميت و هو لم يزل حيا، و لا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل لما هو به من الموت، لأن الميت لا قدرة له و لا بقاء.

قال الزنديق فمن أين قالوا ان الأشياء أزلية؟

قال عليه السلام: هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء فكذبوا الرسل و مقالتهم، و الأنبياء و ما أنبأوا عنه، و سموا كتبهم أساطير، و وضعوا لأنفسهم دينا بآرائهم و استحسانهم، ان الأشياء تدل علي حدوثها، من دوران الفلك بما فيه، و هي سبعة أفلاك و تحرك الأرض و من عليها و انقلاب الأزمنة، و اختلاف الوقت، و الحوادث التي تحدث في العالم، من زيادة و نقصان و موت و بلي، و اضطرار النفس الي الاقرار بأن لها صانعا و مدبرا، ألا تري الحلو يصير حامضا، و العذب مرا، والجديد باليا، و كل الي تغير و فناء؟

قال الزنديق: فلم يزل صانع العالم عالما بالأحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها؟

قال عليه السلام: فلم يزل يعلم فخلق ما علم.

قال الزنديق: أمختلف هو أم مؤتلف؟

قال عليه السلام: لا يليق به الاختلاف و لا الائتلاف، و انما يختلف المتجزي، و يأتلف المتبعض، فلا يقال له: مؤتلف و لا مختلف.

قال الزنديق: فكيف هو الله الواحد؟

قال عليه السلام: واحد في ذاته، فلا واحد كواحد، لأن ما سواه من الواحد متجزي، و هو تبارك و تعالي واحد لا يتجزي، و لا يقع عليه العد.



[ صفحه 35]



قال الزنديق: فلأي علة خلق الخلق و هو غير محتاج اليهم، و لا مضطر الي خلقهم، و لا يليق به التعبث بنا؟

قال عليه السلام: خلقهم لاظهار حكمته و انفاذ علمه و امضاء تدبيره.

قال الزنديق: و كيف لا يقتصر علي هذه الدار فيجعلها دار ثوابه و محتبس عقابه؟

قال عليه السلام، ان هذه الدار دار ابتلاء، و متجر الثواب و مكتسب الرحمة، ملئت آفات، و طبقت شهوات، ليختبر فيها عبيده بالطاعة، فلا يكون دار عمل دار جزاء

قال الزنديق: أفمن حكمته أن جعل لنفسه عدوا، و قد كان و لا عدو له، فخلق كما زعمت (ابليس) فسلطه علي عبيده يدعوهم الي خلاف طاعته، و يأمرهم بمعصيته، و جعل له من القوة كما زعمت ما يصل بلطف الحيلة الي قلوبهم، فيوسوس اليهم فيشككهم في ربهم، و يلبس عليم دينهم قيزيلهم عن معرفته، حتي أنكر قوم لا وسوس اليهم ربوبيته، و عبدوا سواه، فلم سلط عدوه علي عبيده، و جعل له السبيل الي اغوائهم؟

قال عليه السلام: ان هذا العدو الذي ذكرت لا تضره عداوته، و لا تنفعه ولايته، و عداوته لا تنقص من ملكه شيئا، و ولايته لا تزيد في شيئا، و انما يتقي العدو اذا كان في قوة يضر و ينفع، ان هم بملك أخذه، أو بسلطان قهره، فأما ابليس فعبد، خلقه ليعبده و يوحده، و قد علم حين خلقه ما هو و الي ما يصير اليه. فلم يزل يعبده مع ملائكته حتي امتحنه بسجود آدم، فامتنع من ذلك حسدا و شقاوة غلبت عليه فلعنه عند ذلك، و أخرجه عن صفوف ملائكة، و أنزله الي الأرض ملعونا مدحورا فصار عدو آدم و ولده بذلك السبب، ما له من السلطة علي ولده الا الوسوسة،



[ صفحه 36]



و الدعاء الي غير السبيل، و قد أقر مع معصيته لربه بربوبيته.

قال الزنديق: أفيصلح السجود لغير الله؟

قال عليه السلام: لا.

قال الزنديق: فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟

قال عليه السلام: ان من سجد بأمر الله سجد لله اذا كان عن أمر الله.

قال الزنديق: فمن أين أصل الكهانة، و من أين يخبر الناس بما يحدث؟

قال عليه السلام: ان الكهانة كانت في الجاهلية، في كل حين فترة من الرسل، كان الكاهن بمنزلة الحاكم يحتكمون اليه فيما يشتبه عليهم من الامور بينهم، فيخبرهم عن أشياء تحدث، و ذلك من وجوه شتي: فراسة العين، و ذكاء القلب، و وسوسة النفس، و فتنة الروح، مع قذف في قلبه، لأن ما يحدث في الأرض من الحوادث الظاهرة، فذلك يعلمه الشيطان و يؤديه الي الكاهن، و يخبره بما يحدث في المنازل و الأطراف.

و أما أخبار السماء: فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع اذ ذاك، و هي لا تحجب، و لا ترجم بالنجوم، و انما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب تشاكل الوحي من خبر السماء، فيلبس علي أهل الأرض ما جاءهم عن الله، لاثبات الحجة و نفي الشبهة، و كان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها الي الأرض، فيقذفها الي الكاهن، فاذا قد زاد كلمات من عنده، فيخلط الحق بالباطل، فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به، فهو ما أداه اليه الشيطان لما سمعه، و ما أخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه، فمنذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة، و اليوم انما تؤدي الشياطين الي كهانها أخبارا للناس



[ صفحه 37]



بما يتحدثون به، و ما يحدثونه، و الشياطين تؤدي الي الشياطين، ما يحدث في البعد من الحوادث من سارق سرق، و من قاتل قتل، و من غائب غاب، و هم بمنزلة الناس أيضا، صدوق و كذوب.

قال الزنديق: و كيف صعدت الشياطين الي السماء، و هم أمثال الناس في الخلقة و الكثافة، و قد كانوا يبنون لسليمان بن داود عليه السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟

قال عليه السلام: غلظوا لسليمان كا سخروا و هم خلق رقيق، غذاؤهم النسيم، و الدليل علي كل ذلك صعودهم الي السماء لاستراق السمع، و لا يقدر الجسم الكثيف علي الارتقاء اليها بسلم أو بسبب.

قال الزنديق: فأخبرني عن السحر ما أصله؟ و كيف يقدر الساحر علي ما يوصف من عجائبه، و ما يفعل؟

قال عليه السلام: ان السحر علي وجوه شتي، وجه منها: بمنزلة الطب، كما أن الأطباء وضعوا لكل داء دواء، فكذلك علم السحر، احتالوا لكل صحة آفة، و لكل عافية عاهة، و لكل معني حيلة. و نوع آخر منه: خطفة و سرعة و مخاريق و خفة. و نوع آخر: ما يأخذ أولياء الشياطين عنهم.

قال الزنديق: فمن أين علم الشياطين السحر؟

قال عليه السلام: من حيث عرف الأطفاء الطب، بعضه تجربة و بعضه علاج.

قال الزنديق: فما تقول في الملكين هاروت و ماروت؟ و ما يقول الناس بأنهما يعلمان الناس السحر؟

قال عليه السلام: انهما موضع ابتلاء و موقع فتنة، تسبيحهما: اليوم لو فعل الانسان كذا و كذا لكان كذا و كذا، و لو يعالج بكذا و كذا لكان كذا، أصناف السحر، فيتعلمون



[ صفحه 38]



منهما ما يخرج عنهما، فيقولان لهم: انما نحن فتنة فلا تأخذوا عنا ما يضركم و لا ينفعكم.

قال الزنديق: أفيقدر الساحر أن يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب أو الحمار أو غير ذلك؟

قال عليه السلام: هو أعجز من ذلك، و أضعف من أن يغير خلق الله، ان من أبطل ما ركبه الله و صوره و غيره فهو شريك الله في خلقه، تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا، لو قدر الساحر علي ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم و الآفة الأمراض، و لنفي البياض عن رأسه و الفقر عن ساحته، و ان من أكبر السحر النميمة، يفرق بها بين المتحابين، و يجلب العداوة علي المتصافيين، و يسفك بها الدماء، و يهدم بها الدور، و يكشف بها الستور، و النمام أشر من وطي ء الأرض بقدم، فأقرب أقاويل السحر من الصواب أنه بمنزلة الطب، ان الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء، فجاء الطبيب فعالجه بغير ذلك العلاج، فابري ء.

قال الزنديق: فما بال ولد آدم فيهم شريف و وضيع؟

قال عليه السلام: الشريف المطيع، و الوضيع العاصي.

قال الزنديق: أليس فيهم فاضل و مفضول؟

قال عليه السلام: انما يتفاضلون بالتقوي.

قال الزنديق: فتقول ان ولد آدم كلهم سواء في الأصل لا يتفاضلون الا بالتقوي؟

قال عليه السلام: نعم، اني وحدت أصل الخلق التراب، و الأب آدم و الام حواء، خلقهم اله واحد، و هم عبيده، ان الله عزوجل اختار من ولد آدم اناسا طهر ميلادهم، و طيب أبدانهم، و حفظهم في أصلاب الرجال و أرحام النساء، أخرج



[ صفحه 39]



منهم الأنبياء و الرسل، فهم أزكي فروع آدم، فعل ذلك لأمر استحقوه من الله عزوجل، و لكن علم الله منهم - حين ذرأهم - أنهم يطيعونه و يعبودنه و لا يشركون به شيئا، فهؤلاء بالطاعة نالوا من الله الكرامة و المنزلة الرفيعة عنده، و هؤلاء الذين لهم الشرف و الفضل والحسب، و سائر الناس سواء، ألا من اتقي الله أكرمه، و من أطاعه أحبه، و من أحبه لم يعذبه بالنار!!

قال الزنديق: فأخبرني عن الله عزوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدين و كان علي ذلك قادرا؟

قال عليه السلام: لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب، لأن الطاعة اذا ما كانت فعلهم لم يكن جنة و لا نار، و لكن خلق فأمرهم بطاعته و نهاهم عن معصيته و احتج عليهم برسله و قطع عذرهم بكتبه، ليكونوا هم الذي يطيعون و يعصون و يستوجبون بطاعتهم له الثواب و بمعصيتهم اياه العذاب.

قال الزنديق: فالعمل الصالح من العبد هو فعله، و العمل الشر من العبد هو فعله؟

قال عليه السلام: العلم الصالح من العبد بفعله و الله به أمره، و العمل الشر من العبد بفعله و الله عنه نهاه.

قال الزنديق: أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه؟

قال عليه السلام: نعم. و لكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر علي الشر الذي نهاه عنه.

قال الزنديق: فالي العبد من الأمر شي ء؟

قال عليه السلام: ما نهاه الله عن شي ء الا و قد علم أنه يطيق تركه، و لا أمره بشي ء الا و قد علم أنه يستطيع فعله؛ لأنه ليس من صفته الجور و البعث و الظلم و تكليف



[ صفحه 40]



العباد ما لا يطيقون.

قال الزنديق: فمن خلقه الله كافرا، أيستطيع الايمان، و له عليه بتركه الايمان حجة؟

قال عليه السلام: ان الله خلق خلقه جميعا مسلمين، أمرهم و نهاهم، و الكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد، و لم يخلق الله العبد حين خلقه كافرا، انه انما كفر من بعد أن بلغ وقتا لزمته الحجة من الله، فعرض عليه الحق فجحده، فبانكاره الحق صار كافرا [1] .

قال الزنديق: أفيجوز أن يقدر علي العبد الشر، و يأمره بالخير و هو لا يستطيع الخير أن يعلمه، و يعذبه عليه؟

قال عليه السلام: انه لا يليق بعدل الله و رأفته أن يقدر علي العبد الشر و يريده منه، ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه، و الانزاع عما لا يقدر علي تركه، ثم يعذبه علي أمره الذي علم أنه لا يستطيع أخذه.

قال الزنديق: بماذا استحق الذين أغناهم و أوسع عليهم من رزقه الغناء و السعة، و بماذا استحق الفقير التقتير و التضييق؟

قال عليه السلام: اختبر الأغنياء بما أعطاهم لينظر كيف شكرهم، و الفقراء بما منعهم لينظر كيف صبرهم.

و وجه آخر: أنه عجل لقوم في حياتهم، و لقوم أخر ليوم حاجتهم اليه.

و وجه آخر: فانه علم احتمال كل قوم فأعطاهم علي قدر احتمالهم،



[ صفحه 41]



و لو كان الخلق كلهم أغنياء لخربت الدنيا و فسد التدبير، و صار أهلها الي الفناء و لكن جعل بعضهم لبعض عونا، و جعل أسباب أرزاقهم في ضروب الأعمال و أنواع الصناعات، و ذلك أدوم في البقاء و أصح في التدبير، ثم اختبر الأغنياء بالاستعطاف علي الفقراء، كل ذلك لطف و رحمة من الحكيم الذي لا يعاب تدبيره.

قال الزنديق: فما استحق الطفل الصغير ما يصيبه من الأوجاع و الأمراض بلا ذنب عمله، و لا جرم سلف منه؟

قال عليه السلام: ان المرض علي وجوه شتي: مرض بلوي، و مرض عقوبة، و مرض جعل علة للفناء، و أنت تزعم أن ذلك عن أغذية و ديه، و أشربه و بية [2] ، أو من علة كانت بامه، و تزعم أن من أحسن السياسة لبدنه، و أجمل النظر في أحوال نفسه، و عرف الضار مما يأكل من النافع لم يمرض، و تميل في قولك الي من يزعم أنه لا يكون المرض و الموت الا من المطعم و المشرب! قد مات أرسطا طاليس معلم الأطباء و افلاطون رئيس الحكماء، و جالينوس شاخ و دق بصره و ما دفع الموت حين نزل بساحته، و لم يألوا حفظ أنفسهم و النظر لما يوافقها، كم مريضا قد زاده المعالج سقما، و كم من طبيب عالم و بصير بالأدواء [3] و الأدوية ماهر مات، و عاش الجاهل بالطب بعده زمانا، فلا ذاك نفعه علمه بطبه عند انقطاع مدته و حضور أجله، و لا هذا ضره الجهل بالطب مع بقاء المدة و تأخر الأجل.

ثم قال عليه السلام: ان أكثر الأطباء قالوا: ان علم الطب لم تعرفه الأنبياء، فما نصنع علي قياس قولهم بعلم زعموا ليس تعرفه الأنبياء الذين كانوا حجج الله



[ صفحه 42]



علي خلقه، و أمناءه في أرضه، و خزان علمه، و ورثة حكمته، و الادلاء عليه، الدعاة الي طاعته؟

ثم اني وجدت أن أكثرهم يتنكب في مذهبه سبل الأنبياء، و يكذب الكتب المنزلة عليم من الله تبارك و تعالي، فهذا الذي أزهدني في طلبه و حامليه.

قال الزنديق: فكيف تزهد في قوم و أنت مؤدبهم و كبيرهم؟

قال عليه السلام: اني رأيت الرجل الماهر في طبه اذا سألته لم يقف علي حدود نفسه، و تأليف بدنه، و تركيب أعضائه، و مجري الأغذية في جوارحه، و مخرج نفسه، و حركة لسانه، و مستقر كلامه، و نور بصره، و انتشار ذكره، و اختلاف شهواته، و انسكاب عبراته، و مجمع سمعه، و موضع عقله، و مسكن روحه، و مخرج عطسته، و هيج غمومه، و أسباب سروره، و علة ما حدث فيه من بكم و صمم و غير ذلك، لم يكن عندهم في ذلك أكثر من أقاويل استحسنوها، و علل فيما بينهم جوزوها.

قال الزنديق: فأخبرني هل يعاب شي ء من خلق الله و تدبيره؟

قال عليه السلام: لا.

قال الزنديق: فان الله خلق خلقه غرلا [4] ، أذلك منه حكمة أم عبث؟

قال عليه السلام: بل منه حكمة.

قال الزنديق: غيرتم خلق الله، و جعلتم فعلكم في قطع الغلفة [5] أصوب مما خلق الله لها، وعبتم الأغلف و الله خلقه، و مدحتم الختان و هو فعلكم،



[ صفحه 43]



أم تقولون ان ذلك من الله كان خطأ غير حكمة؟!

قال عليه السلام: ذلك من الله حكمة و صواب، غير أنه سن ذلك و أوجبه علي خلقه، كما أن المولود اذا خرج من بطن امه وجدنا سرته متصلة بسرة امه، كذلك خلقها الحكيم فأمر العباد بقطعها، و في تركها فساد بين للمولود و الام، و كذلك أظفار الانسان: أمر اذا طالت أن تقلم، و كان قادرا يوم دبر خلق الانسان أن يخلقها خلقة لا تطول، و كذلك الشعر في الشارب و الرأس يطول فيجز، و كذلك الثيران خلقها الله فحولة و اخصاؤها أوفق، و ليس في ذلك عيب في تقدير الله عزوجل.

قال الزنديق: ألست تقول: يقول الله تعالي: (ادعوني أستجب لكم) [6] و قد نري المضطر يدعوه فلا يجاب له، و المظلوم يستنصره علي عدوه فلا ينصره؟

قال عليه السلام: و يحك! ما يدعوه أحد الا استجاب له، أما الظالم: فدعاؤه مردود الي أن يتوب اليه، و أما المحق: فانه اذا دعاه استجاب له، أما الظالم، فدعاؤه مردود الي أن يتوب اليه، و أما المحق: فانه اذا دعاه استجاب له، و صرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته اليه، و ان لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرا له ان أعطاه، أمسك عنه، و المؤتمن العارف بالله ربما عز عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك أم خطأ، و قد يسأل العبد ربه هلاك من لم تنقطع مدته أو يسأل المطر وقتا و لعله أوان لا يصلح فيه المطر، لأنه أعرف بتدبير ما خلق من خلقه، و أشباه ذلك كثيرة، فافهم هذا.

قال الزنديق: أخبرني أيها الحكيم، ما بال السماء لا ينزل منها الي الأرض أحد، و لا يصعد من الأرض اليها بشر، و لا طريق اليها و لا مسلك، فلو نظر العباد



[ صفحه 44]



في كل دهر مرة من يصعد اليها و ينزل، لكان ذلك في أثبت في الربوبية، و أنفي للشك و أقوي لليقين، و أجدر أن يعلم العباد أن هناك مدبرا اليه يصعد الصاعد، و من عنده يهبط الهابط؟!

قال عليه السلام: ان كل ما تري في الأرض من التدبير انما هو ينزل من السماء، و منها يظهر، أما تري الشمس منها تطلع و هي نو النهار و فيها قوام الدنيا، و لو حبست حار من عليها و هلك، و القمر منها يطلع و هو نور الليل، و به يعلم عدد السنين و الحساب و الشهور و الأيام، و لو حبس لحار من عليها و فسد التدبير؟ و في المساء النجوم التي يهتدي بها في ظلمات البر و البحر، و من السماء ينزل الغيث الذي فيه حياة كل شي ء من الزرع و النبات و الأنعام، و كل الخلق لو حبس عنهم لما عاشوا، و الريح لو حبست لفسدت الأشياء جميعا و تغيرت، ثم الغيم و الرعد و البرق و الصواعق، كل ذلك انما هو دليل علي أن هناك مدبرا يدبر كل شي ء و من عنده ينزل، و قد كلم الله موسي و ناجاه، و رفع الله عيسي بن مريم، و الملائكة تنزل من عنده، غير أنك لا تأمن بما لم تره بعينك، و فيما تراه بعينك كفاية ان تفهم و تعقل.

قال الزنديق: فلو أن الله رد الينا من الأموات في كل مائة عام واحدا لنسأله عمن مضي منا، الي ما صاروا و كيف حالهم، و ماذا لقوا بعد الموت، و أي شي ء صنع بهم، لعمل الناس علي اليقين، و اضمحل الشك و ذهب الغل عن القلوب.

قال عليه السلام: ان هذه مقالة من أنكر الرسل و كذبهم، و لم يصدق بما جاءوا به من عندالله، اذ أخبروا و قالوا: ان الله أخبر في كتابه عزوجل علي لسان أنبيائه حال من مات منا، أفيكون أحد أصدق من الله قولا و من رسله.

و قد رجع الي الدنيا مما مات خلق كثير، منهم: أصحاب الكهف، أماتهم الله



[ صفحه 45]



ثلاثمائه عام و تسعة، ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم و ليريهم قدرته و ليعلموا أن البعث حق.

و أما الله (أرميا) النبي عليه السلام الذي نظر الي خراب بيت المقدس و ما حوله حين غزاهم بخت نصر و قال: (أني يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام) ثم أحياه و نظر الي أعضائه كيف تلتئم، و كيف تلبس اللحم، و الي مفاصله و عروقه كيف توصل، فلما استوي قاعدا قال: (أعلم أن الله علي كل شي ء قدير).

و أحيا الله قوما خرجوا عن أوطانهم هاربين من الطاعون لا يحصي عددهم، و أماتهم الله دهرا طويلا حتي بليت عظامهم و تقطعت أوصالهم و صارو ترابا، بعث الله - في وقت أحب أن يري خلقه قدرته - نبيا يقال له: «حزقيل» فدعاهم فاجتمعت أبدانهم، و رجعت فيهم أرواحهم، و قاموا كهيئة يوم ماتوا، لا يفقدون من أعدادهم رجلا، فعاشوا بعد ذلك دهرا طويلا.

و ان الله أمات قوما خرجوا مع موسي عليه السلام حين توجه الي الله فقالوا: (أرنا الله جهرة)، فأماتهم الله ثم أحياهم.

قال الزنديق: فأخبرني عمن قال بتناسخ الأرواح، من أي شي ء قالوا ذلك، و بأي حجة قاموا علي مذاهبهم؟

قال عليه السلام: ان أصحاب التناسخ قد خلفوا وراءهم منهاج الدين، و زينوا لأنفسهم الضلالات، و أمرجوا أنفسهم [7] في الشهوات و زعموا أن السماء خاوية ما فيها شي ء مما يوصف، و أن مدبر هذا العالم في صورة المخلوقين، بحجة من روي أن الله عزوجل خلق آدم علي صورته، و أنه لا جنة و لا نار، و لا بعث و لا نشور،



[ صفحه 46]



و القيامة عندهم خروج الروح من قالبه و ولوجه في قالب آخر، فان كان محسنا في القالب الأول اعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلي درجة من الدنيا، و ان كان مسيئا أو غير عارف صار في الدواب المتعبة في الدنيا، أو هوام مشوهة الخلقة و ليس عليهم صوم و لا صلاة، و لا شي ء من العبادة أكثر من معرفة من تجب عليهم معرفته، و كل شي ء من شهوات الدنيا مباح لهم: من فروج النساء و غير ذلك من الأخوات و البنات و الخالات و ذوات البعولة.

و كذلك الميتة و الخمر و الدم، فاستقبح مقالتهم كل الفرق، و لعنهم كل الامم، فلما سئلوا الحجة زاغوا و حادوا، فكذب مقالتهم التوراة، و لعنهم الفرقان، و زعموا مع ذلك أن الههم ينتقل من قالب الي قالب، و أن الأرواح الأزلية هي التي كانت في آدم، ثم هلم جرا تجري الي يومنا هذا في واحد بعد آخر، فاذا كان الخالق في صورة المخلوق فبما يستدل علي أن أحدهما خالق صاحبه؟!

و قالوا: ان الملائكة من ولد آدم كل من صار في أعلي درجة من دينهم خرج من منزلة الامتحان و التصفية فهو ملك، فطورا تخالهم نصاري في أشياء، و طورا دهرية يقولون: ان الأشياء علي غير الحقيقة، فقد كان يجب عليهم أن لا يأكلوا شيئا من اللحمان، لأن الذرات عندهم كلها من ولد آدم حولوا من صورهم، فلا يجوز أكل لحوم القربات.

قال الزنديق، و من زعم أن الله لم يزل و معه طينة موذية، فلم يستطع التفصي منها [8] الا بامتزاجه بها و دخوله فيها، فمن تلك الطينة خلق الأشياء!!

قال عليه السلام: سبحان الله تعالي!! ما أعجز الها يوصف بالقدرة، لا يستطيع



[ صفحه 47]



التفصي من الطينة! ان كانت الطينة حية أزلية، فكانا الهين قدمين فامتزجا و دبرا العالم من أنفسهم، فان كان ذلك كذلك، فمن أين جاء الموت والفناء؟ و ان كانت الطينة ميتة فلا بقاء للميت مع الأزلي القديم، و الميت لا يجي ء منه حي.

و هذه مقالة الديصانية، أشد الزنادقة قولا و أمهنهم مثلا، نظروا في كتب قد صنفها أوائلهم، و حبروها بألفاظ مزخرفة من غير أصل ثابت، و لا حجة توجب اثبات ما ادعوا، كل ذلك خلافا علي الله و علي رسله بما جاءوا عن الله.

فأما من زعم أن الأبدان ظلمة، و الأرواح نور، و أن النور لا يعمل الشر، و الظلمة لا تعمل الخير، فلا يجب عليهم أن يلوموا أحدا علي معصية و لا ركوب حرمة و لا اتيان فاحشة، و ان ذلك عن الظلمة غير مستنكر، لأن ذلك فعلها و لا له أن يدعو ربا، و لا يتضرع اليه، لأن النور الرب، الرب لا يتضرع الي نفسه و لا يستعبد بغيره، و لا لأحد من أهل هذه المقالة أن يقول: أحسنت يا محسن، أو: أسأت، لأن الاساءة من فعل الظلمة و ذلك فعلها، و الاحسان من النور، و لا يقول النور لنفسه أحسنت يا محسن، و ليس هناك ثالث، و كانت الظلمة علي قياس قولهم، أحكم فعلا، و أتقن تدبيرا، و أعزا أركانا من النور، لأن الأبدان محكمة، فمن صور هذا الخلق صورة واحدة علي نعوت مختلفة؟

و كل شي ء يري ظاهرا من الزهر و الأشجار و الثمار و الطير و الدواب يجب أن يكون الها، ثم حبست النور في حبسها و الدولة لها، و أما ما ادعوا بأن العاقبة سوف تكون للنور، فدعوي، و ينبغي علي قياس قولهم أن لا يكون للنور فعل، لأنه أسير، و ليس له سلطان، فلا فعل له و لا تدبير، و ان كان له مع الظلمة تدبير، فما هو بأسير بل هو مطلق عزيز، فان لم يكن كذلك و كان أسير الظلمة، فانه يظهر في هذا العالم احسان و جامع فساد و شر، فهذا يدل أن الظلمة تحسن الخير



[ صفحه 48]



و تفعله، و كما تحسن الشر و تفعله، فان قالوا محال ذلك، فلا نور يثبت و لا ظلمة، و بطلت دعواهم، و رجع الأمر الي أن الله واحد و ما سواه باطل، فهذه مقالة ما في الزنديق و أصحابه.

و أما من قال: النور و الظلمة بينهما حكم، فلابد من أن يكون أكبر الثلاثة الحكم، لأنه لا يحتاج الي الحاكم الا مغلوب أو جاهل أو مظلوم، و هذه مقالة المانوية، و الحكاية عنهم تطول.

قال الزنديق: فما قصة ماني؟

قال عليه السلام: متفحص أخذ بعض المجوسية فشابها ببعض النصرانية، فاخطأ الملتين و لم يصب مذهبا واحدا منهما، و زعم أن العالم دبر من الهين، نور و ظلمة، و أن النور في حصار من الظلمة علي ما حكينا منه، فكذبته النصاري، و قبلته المجوس.

قال الزنديق: فأخبرني عن المجوس أفبعث الله اليهم نبيا؟ فاني أجد لهم كتبا محكمة و مواعظه بليغة، و أمثالا شافية، يقرون بالثواب و العقاب، و لهم شرائع يعملون بها.

قال عليه السلام: ما من امة الا خلا فيها نذير، و قد بعث اليهم نبي بكتاب من عندالله، فأنكروه و جحدوا كتابه.

قال الزنديق: و من هو؟ فان الناس يزعمون أنه خالد بن سنان.

قال عليه السلام: ان خالدا كان عربيا بدويا، ما كان نبيا، و انما ذلك شي ء يقوله الناس.

قال الزنديق: أفزردشت؟

قال عليه السلام: ان زردشت أتاهم بزمزمة، و الدعي النبوة، فآمن منهم قوم



[ صفحه 49]



و جحده قوم، فأخرجوه فأكلته السباع في برية من الأرض.

قال الزنديق: فأخبرني عن المجوس كانوا أقرب الي الصواب في دهرهم، أم العرب؟

قال عليه السلام: العرب في الجاهلية كانت أقرب الي الدين الحنفي من المجوس، و ذلك أن المجوس كفرت بكل الأنبياء و جحدت كتبهم، و أنكرت براهينهم و لم تأخذ بشي ء من سنتهم و آثارهم، و ان كيخسرو ملك المجوس في الدهر الأول قتل ثلاثمائة نبي، و كانت المجوس لا تغتسل من الجنابة، و العرب كانت تغتسل، و الاغتسال من خالص شرايع الحنيفية، و كانت المجوس لا تختن و هو من سنن الأنبياء، و أول من فعل ذلك ابراهيم خليل الله، و كانت المجوس لا تغسل موتاها و لا تكفنها، و كانت العرب تفعل ذلك، و كانت المجوس ترمي الموتي في الصحاري والنواويس و العرب تواريها في قبورها و تلحدها، و كذلك السنة علي الرسل، ان أول من حفر له قبر آدم أبوالبشر، و الحد له لحد، و كانت المجوس تأتي الامهات و تنكح البنات و الأخوات، و حرمت ذلك العرب، و أنكرت المجوس بيت الله الحرام و سمته بيت الشيطان، و العرب كانت تحجه و تعظمه، و تقول: بيت ربنا، و تقر بالتوراة و الانجيل، و تسأل أهل الكتب و تأخذ، و كانت العرب في كل الأسباب أقرب الي دين الحنفية من المجوس.

قال الزنديق: فانهم احتجوا باتيان الأخوات أنها سنة من آدم.

قال عليه السلام: فما حجتهم في اتيان البنات و الامهات و قد حرم ذلك آدم، و كذلك نوح و ابراهيم و موسي و عيسي، و سائر الأنبياء، و كل ما جاء عن الله عزوجل.

قال الزنديق: و لم حرم الله الخمر و لا لذة أفضل منها؟



[ صفحه 50]



قال عليه السلام: حرمها لأنها أم الخبائث، و رأس كل شر، يأتي علي شاربها ساعة يسلب لبه، و لا يعرف ربه، و لا يترك معصية الا ركبها، و لا حرمة الا انتهكها، و لا رحم ماسة الا قطعها، و لا فاحشة الا أتاها، و السكران زمامه بيد الشيطان، ان أمره أن يسجد للشيطان سجد، و ينقاد حيث ما قاده.

قال الزنديق: فلم حرم الدم المسفوح؟

قال عليه السلام: لأنه يورث القساوة، و يسلب الفؤاد رحمته، و يعفن البدن، و يغير اللون، و أكثر ما يصيب الانسان الجذام يكون من أكل الدم.

قال الزنديق: فأكل الغدد؟

قال عليه السلام: يورث الجذام.

قال الزنديق: فالميتة لم حرمها؟

قال عليه السلام: فرقا بينها و بين ما يذكي و يذكر اسم الله عليه، و الميتة قد جمد فيها الدم و تراجع الي بدنها، فلحمها ثقيل غير مري ء لأنها يؤكل لحمها بدمها.

قال الزنديق: فالسمك ميتة؟

قال عليه السلام: ان السمك ذكاته اخراجه حيا من الماء، ثم يترك حتي يموت من ذات نفسه، و ذلك أنه ليس له دم، و كذلك الجراد.

قال الزنديق: فلم حرم الزنا؟

قال عليه السلام: لما فيه من الفساد و ذهاب المواريث و انقطاع الأنساب، لا تعلم المرأة في الزنا من أحبلها، و لا المولود يعلم من أبوه، و لا أرحام موصولة، و لا قرابة معروفة.

قال الزنديق: فلم حرم اللواط؟

قال عليه السلام: من أجل أنه لو كان اتيان الغلام حلالا لاستغني الرجال



[ صفحه 51]



من النساء، و كان فيه قطع النسل، و تعطيل الفروج، و كان في اجازة ذلك فساد كثير.

قال الزنديق: فلم حرم اتيان البهيمة؟

قال عليه السلام: كره أن يضيع الرجل ماءه و يأتي غير شكله، و لو أباح ذلك لربط كل رجل أتانا [9] يركب ظهرها و يغشي فرجها، و كان يكون في ذلك فساد كثير فأباح ظهورها و حرم عليهم فروجها، و خلق للرجال النساء ليأنسوا بهن و يسكنوا اليهن، و يكن مواضع لشهواتهم و أمهات أولادهم.

قال الزنديق: فما علة الغسل من الجنابة، و ان ما أتي حلالا و ليس في الحلال، تدنيس؟

قال عليه السلام: ان الجنابة بمنزلة الحيض، و ذلك أن النطفة دم لم يستحكم، و لا يكون الجماع الا بحركة شديدة و شهوة عالية، فاذا فرغ تنفس البدن و وجد الرجل من نفسه رائحة كريهة، فوجب الغسل لذلك، و غسل الجنابة مع ذلك أمانة ائتمن الله عليها عبيده ليختبرهم بها.

قال الزنديق: أيها الحكيم، فما تقول في من زغم أن هذا التدبير الذي يظهر في العالم تدبير النجوم السبعة؟

قال عليه السلام: يحتاجون الي دليل، أن هذا العالم الأكبر و العالم الأصغر من تدبير النجوم التي تسبح في الفلك، و تدور حيث دارت متعبة لا تفتر، و سائرة لا تقف.

ثم قال: و ان لكل نجم منها موكل مدبر، فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين، فلو كانت قديمة أزلية لم تتغير من حال الي حال.



[ صفحه 52]



قال الزنديق: فمن قال بالطبائع؟

قال عليه السلام: القدرية، فذلك قول من لم يملك البقاء و لا صرف الحوادث، و غيرته الأيام و الليالي، لا يرد الهرم، و لا يدفع الأجل، ما يدري ما يصنع به.

قال الزنديق: فأخبرني عمن يزعم أن الخلق لم يزل يتناسلون و يتوالدون و يذهب قرن و يجي ء قرن و تفنيهم الأمراض و الأعراض و صنوف الآفات، و يخبرك الآخر عن الأول، و ينبئك الخلف عن السلف، و القرون عن القرون، انهم وجدوا الخلق علي هذا الوصف بمنزلة اشجر و النبات، في كل دهر يخرج منه حكيم عليم بمصلحة الناس، بصير بتأليف الكلام، و يصنف كتابا قد حبره بفطنته، و حسنه بحكمته، قد جعله حاجزا بين الناس، يأمرهم بالخير و يحثهم عليه، و ينهاهم عن السوء و الفساد و يزجرهم عنه، لئلا يتهارشوا، و لا يقتل بعضهم بعضا؟

قال عليه السلام: ويحك! ان من خرج من بطن امه أمس، و يرحل عن الدنيا غدا، لا علم له بما كان قبله و لا ما يكون بعده، ثم انه لا يخلوا الانسان من أن يكون خلق نفسه أو خلقه غيره، أو لم يزل موجودا، فما ليس بشي ء ليس يقدر أن يخلق شيئا و هو ليس بشي ء، و كذلك ما لم يكن فيكون شيئا، يسأل فلا يعلم كيف كان ابتداؤه، و لو كان الانسان أزليا لم تحدث فيه الحوادث، لأن الأزلي لا تغيره الأيام، و لا يأتي عليه الفناء، مع أنا لم نجد بناء من غير بان، و لا أثرا من غير مؤثر، و لا تأليفا من غير مؤلف، فمن زعم أن أباه خلقه، قيل: فمن خلق أباه؟ و لو أن الأب هو الذي خلق ابنه لخلقه علي شهوته، و صوره علي محبته لملك حياته، ولجاز فيه حكمه، و لكنه ان مرض فلم ينفعه، و ان مات فعجز عن رده، ان من استطاع أن يخلق خلقا و ينفخ فيه روحا حتي يمشي علي رجليه سويا، يقدر أن يدفع عنه الفساد.



[ صفحه 53]



قال الزنديق: فما تقول في علم النجوم؟

قال عليه السلام: هو علم قلت منافعه، و كثرت مضراته، لأنه لا يدفع به المقدور، و لا يتقي به المحذور، ان المنجم بالبلاء لم ينحه التحرز من القضاء، ان أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله، و ان حدث به سوء لم يمكنه صرفه، و المنجم يضاد الله في علمه، بزعمه أن يرد قضاء الله عن خلقه.

قال الزنديق: فالرسول أفضل أم الملك المرسل اليه؟

قال عليه السلام: بل الرسول أفضل.

قال الزنديق: فما علة الملائكة الموكلين بعباده، يكتبون عليهم و لهم، و الله عالم السر و ما هو أخفي؟

قال عليه السلام: استعبدهم بذلك و جعلهم شهودا علي خلقه، ليكون العباد لملازمتهم اياهم أشد علي طاعة الله مواظبة، و عن معصيته أشد انقباضا، و كم من عبديهم بمعصيته فذكر مكانهما فارعوي و كف، فيقول ربي يراني، و حفظتي علي بذلك تشهد، و ان الله برأفته و لطفه أيضا و كلهم بعباده، يذبون عنهم مردة الشيطان و هوام الأرض، و آفات كثيرة من حيث لا يرون باذن الله الي أن يجي ء أمر الله.

قال الزنديق: فخلق الخلق للرحمة أم للعذاب؟

قال عليه السلام: خلقهم للرحمة، و كان في علمه قبل خلقه اياهم أن قوما منهم يصيرون الي عذابه بأعمالهم الردية و جحدهم به.

قال الزنديق: يعذب من أنكر فاستوجب عذابه بانكاره، فبم يعذب من وجده و عرفه؟

قال عليه السلام: يعذب المنكر لالهيته عذاب الأبد، و يعذب المقر به عذاب عقوبة لمعصيته اياه فيما فرض عليه، ثم يخرج، و لا يظلم ربك أحدا.



[ صفحه 54]



قال الزنديق: فبين الكفر و الايمان منزلة؟

قال عليه السلام: لا.

قال الزنديق: فما الايمان؟ و ما الكفر؟

قال عليه السلام: الايمان: أن يصدق الله فيما غاب عنه من عظمة الله، كتصديقه بما شاهد من ذلك و عاين. و الكفر: الجحود.

قال الزنديق: فما الشرك؟ و ما الشك؟

قال عليه السلام: الشرك هو أن يضم الي الواحد الذي ليس كمثله شي ء آخر. و الشك: ما لم يعتقد قلبه شيئا.

قال الزنديق: أفيكون العالم جاهلا؟

قال عليه السلام: عالم بما يعلم، و جاهل بما يجهل.

قال الزنديق: فما السعادة؟ و ما الشقاوة؟

قال عليه السلام: السعادة: سبب الخير، تمسك به السعيد فيجره الي النجاة، الشقاوة: سبب خذلان، تمسك به الشقي فيجره الي الهلكة، و كل بعلم الله.

قال الزنديق: أخبرني عن السراج اذا انطفأ، أين يذهب نوره؟

قال عليه السلام: يذهب فلا يعود.

قال الزنديق: فما أنكرت يكون الانسان مثل ذلك، اذا مات و فارق الروح البدن لم يرجع اليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج اليه أبدا اذا انطفأ؟

قال عليه السلام: لم تصب القياس، ان النار في الأجسام كامنة، و الأجسام قائمة بأعيانها كالحجر و الحديد، فاذا ضرب أحدهما بالآخر سقطت من بينهما نار، تقتبس منها سراج له ضوء، فالنار ثابت في أجسامها و الضوء ذاهب. و الروح: جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا، و ليس بمنزلة السراج الذي ذكرت، ان الذي خلق



[ صفحه 55]



في الرحم جنينا من ماء صاف، و ركب فيه ضروبا مختلفة، من عروق و عصب و أسنان و شعر و عظام و غير ذلك، فهو يحييه بعد موته، و يعيده بعد فنائه.

قال الزنديق: فأين الروح؟

قال عليه السلام: في بطن الأرض حيث مصرع البدن الي وقت البعث.

قال الزنديق: فمن صلب فأين روحه؟

قال عليه السلام: في كف الملك الذي قبضها حتي يودعها الأرض.

قال الزنديق: فأخبرني عن الروح أغير الدم؟

قال عليه السلام: نعم، الروح علي ما وصفت لك: مادتها من الدم، و من الدم رطوبة الجسم و صفاء اللون و حسن الصوت و كثرة الضحك، فاذا جمد الدم فارق الروح البدن.

قال الزنديق: فهل يوصف بخفة و ثقل و وزن؟

قال عليه السلام: الروح بمنزلة الريح في الزق، اذا نفخت فيه امتلأ الزق منها، فلا يزيد في وزن الزق و لوجها فيه، و لا ينقصها خروجها منه، كذلك الروح ليس لها ثقل و لا وزن.

قال الزنديق: فأخبرني ما جوهر الريح؟

قال عليه السلام: الريح هواء اذا تحرك يسمي ريحا، فاذا سكن يسمي هواء، و به قوام الدنيا، و لو كفت الريح ثلاثة أيام لفسد كل شي ء علي وجه الأرض و نتن، و ذلك أن الريح بمنزلة المروحة، و تذب و تدفع الفساد عن كل شي ء و تطيبه، فهي بمنزلة الروح اذا خرج عن البدن نتن البدن و تغير، و تبارك الله أحسن الخالقين.

قال الزنديق: أفتتلاشي الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟

قال عليه السلام: بل هو باق الي وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الأشياء



[ صفحه 56]



و تفني، فلا حس و لا محسوس، ثم اعيدت الأشياء كما بدأها مدبرها، و ذلك أربعمائة سنة يسبت فيها الخلق و ذلك بين النفختين.

قال الزنديق: و أني له بالبعث و البدن قد بلي، و الأعضاء قد تفرقت، فعضو ببلدة يأكلها سباعها، و عضو باخري تمزقه هوامها، و عضو صار ترابا بني مع الطين حائط؟!!

قال عليه السلام: ان الذي أنشأه من غير شي ء، و صوره علي غير مثال كان سبق اليه، قادر أن يعيده كما بدأه.

قال الزنديق: أوضح لي ذلك!

قال عليه السلام: ان الروح مقيمة في مكانها، روح المحسن في ضياء و فسحة، و روح المسي ء في ضيق و ظلمة، و البدن يصير ترابا كما منه الخلق، و ما تقذف به السباع و الهوام من أجوافها مما أكلته و مزقته كل ذلك في التراب، محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الأرض، و يعلم عدد الأشياء و وزنها، و ان تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب، فاذا كان حين البعث مطرت الأرض مطر النشور، فتربو الأرض ثم تمخضوا مخض السقاء، فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب اذا غسل بالماء، و الزبد من اللبن اذا مخض، فيجتمع تراب كل قالب الي قالبه، فينتقل باذن الله القادر الي حيث الروح، فتعود الصور باذن المصور كهيئتها، و تلج الروح فيها، فاذا قد استوي لا ينكر من نفسه شيئا.

قال الزنديق: فأخبرني عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة؟

قال عليه السلام: بل يحشرون في أكفانهم.

قال الزنديق: أني لهم بالأكفان و قد بليت؟

قال عليه السلام: ان الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم.



[ صفحه 57]



قال الزنديق فمن مات بلا كفن؟

قال عليه السلام: يستر الله عورته بما يشاء من عنده.

قال الزنديق: أفيعرضون صفوفا؟

قال عليه السلام: نعم، هم يومئذ عشرون و مائة ألف صف في عرض الأرض.

قال الزنديق: أولس توزن الأعمال؟

قال عليه السلام: لا، ان الأعمال ليست بأجسام، و انما هي صفة ما عملوا، و انما يحتاج الي وزن شي ء من جهل عدد الأشياء، و لا يعرف ثقلها أو خفتها، و ان الله لا يخفي عليه شي ء.

قال الزنديق: فما معني الميزان؟

قال عليه السلام: العدل.

قال الزنديق: فما معناه في كتابه: (فمن ثقلت موازينه)؟ [10] .

قال عليه السلام: فمن رجح عمله.

قال الزنديق: فأخبرني أوليس في النار مقتنع أن يعذب خلقه بها دون الحيات و العقارب؟

قال عليه السلام:انما يعذب قوما زعموا أنها ليست من خلقه، انما شريكه الذي يخلقه، فيسلط الله عليهم العقارب و الحيات في النار ليذيقهم بها و بال ما كذبوا عليه فجحدوا أن يكون صنعه.

قال الزنديق: فمن أين قالوا: «ان أهل الجنة يأتي الرجل منهم الي ثمرة يتناولها، فاذا أكلها عادت كهيئتها»؟



[ صفحه 58]



قال عليه السلام: نعم، ذلك علي قياس السراج، يأتي القابس فيقتبس عنه، فلا ينقص من ضوئه شيئا، و قد امتلأت الدنيا منه سراجا.

قال الزنديق: أليسوا يأكلون و يشربون، و تزعم أنه لا يكون لهم الحاجة؟

قال عليه السلام: بلي، لأن غذاءهم رقيق لا ثقل له، بل يخرج من أجسادهم بالعرق.

قال الزنديق: فكيف تكون الحوراء في جميع ما أتاها زوجها عذراء؟

قال عليه السلام: لأنها خلقت من الطيب لا يعتريها عاهة، و لا يخالط جسمها آفة، و لا يجري في ثقبها شي ء، و لا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة ملدم [11] ، اذ ليس فيها لسوي الاحليل مجري.

قال الزنديق: فهي تلبس سبعين حلة، و يري زوجها مخ ساقها من وراء حللها و بدنها؟

قال عليه السلام: نعم، كما يري أحدكم الدراهم اذا القيت في ماء صاف قدره قدر رمح.

قال الزنديق: فكيف تنعم أهل الجنة بما فيه من النعيم، و ما منهم أحد الا و قد ابنه و أباه أو حميمه أو أمه، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم الي النار، فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار و يعذب؟

قال عليه السلام: ان أهل العالم قالوا: انهم ينسون ذكرهم. و قال: بعضهم انتظروا قدومهم، و رجوا أن يكونوا بين الجنة و النار في أصحاب الأعراف. [12] .



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «كل مولود يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه و ينصرانه و يشركانه»، كنز العمال، الجزء الأول، الحديث 1307.

[2] الودية: المهلكة، الوبية: الكثيرة الوباء.

[3] الأدواء: الأمراض.

[4] في المصدر: «عزلا»، تصحيف صوابه ما أثبتناه. و الغرل: جمع أغرل، و هو ما كان فيه غرلة، و هي جلدة الصبي التي تقطع في الختان.

[5] الغلفة أو القلفة: الجلدة التي يقطعها الخاتن من ذكر الصبي.

[6] غافر: 60.

[7] أي خلوها و تركوها.

[8] التفصي: التخلص، وتفصي عن الشي ء: بان عنه.

[9] الأتان: الحمارة.

[10] الأعراف: 8.

[11] أي كثيرة اللحم.

[12] الاحتجاج: 336.


الدعاء شفاء من الداء


إن الدعاء وصفة روحية، وهو من أوكد الاسباب في ازالة الامراض، فإن له تأثيرا بالغا في الشفاء من كل داء، وقد قررت البحوث الطبية الحديثة ذلك، واكدت ان الطب الروحي، من أهم الاسباب في إزالة الامراض المستعصية، خصوصا الامراض النفسية، وقد اكتشف الامام الصادق عليه السلام، هذه الظاهرة، فقال للعلاء بن كامل:

«عليك بالدعاء فانه شفاء من كل داء.» [1] .



[ صفحه 22]




پاورقي

[1] اصول الكافي 2.


قوة ادراكه


فاذا استقام الاخلاص بالنفس نفذت بصيرته فصار يدرك الحق من غير عائق



[ صفحه 14]



يعوقه و كان مع ذلك فيه ذكاء شديد، و قوة ادراك، و علم غزير و قد صقل نفسه بالتجربة و هذبها بالمعرفة، فصار يطلب الحقيقة من كل مصادرها، و كان يدرك معاني الشريعة و مراميها و غاياتها بقلبه النير، و عقله المتفكر، و دراسته الواسعة.


آدم بن صبيح الكوفي


آدم بن صبيح الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 143. تنقيح المقال: 1: 2. خاتمة المستدرك 777. أعيان الشيعة 2: 86. مجمع الرجال 1: 14. نقد الرجال 3. جامع الرواة 1: 8. معجم رجال الحديث 1: 121. توضيح الاشتباه 2. منتهي المقال 17. منهج المقال 14.



[ صفحه 22]



لسان الميزان 1: 336.


سالم بن عبد الرحمن بن سالم الأشل


سالم بن عبد الرحمن بن سالم الأشل.

محدث إمامي ثقة. كان بياعا للمصاحف. وروي عن الأمام الباقر عليه السلام أيضا. روي عنه عبد الله بن بكير، ومنصور بن حازم، وإبراهيم بن ميمون.

المراجع:

رجال الطوسي 209 وفيها أسند عنه و 124. تنقيح المقال 2: 5. خاتمة المستدرك 805. رجال النجاشي 165 في ترجمة ابنه عبد الرحمن بن سالم. معجم الثقات 57. معجم رجال الحديث 8: 11 و 20. جامع الرواة 1: 347 و 348. نقد الرجال 185 في ترجمة ابنه عبد الرحمن. مجمع الرجال 3: 93 و 4: 79 في ترجمة ابنه عبد الرحمن. أعيان الشيعة 7: 172 و 177. بهجة الآمال 4: 309. رجال البرقي 13. منتهي المقال 142. منهج المقال 157. إتقان المقال 65. الوجيزة 35.


مالك بن سويد الأسدي


مالك بن سويد الأسدي بالولاء، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

الرجال الطوسي 308. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 49. خاتمة المستدرك 838. معجم رجال الحديث 14: 167. نقد الرجال 279. جامع الرواة 2: 37. مجمع الرجال 5: 91. منتهي المقال 250. منهج المقال 272.



[ صفحه 9]




باب في استجابة دعائه


عن الشبلنجي، [1] قال: الثانية: روي أن داود بن علي بن عبدالله بن العباس قتل المعلي بن خنيس مولي كان لجعفر الصادق و أخذ ماله، فبلغ ذلك جعفرا عليه السلام، فدخل داره و لم يزل كله قائما الي الصباح، فلما كان وقت السحر سمع منه مناجته: يا ذا القوة القوية؛ يا ذالمحال الشديد، يا ذا العزة التي خلقك لها ذليل اكفنا هذه الطاغية، و انتقم لنا منه، فما كان الا أن ارتفعت الاصوات و قيل: مات داود بن علي فجأة. الثالثة: لما بلغ جعفر الصادق قول الحكم بن عباس الكلبي:



«صلبنا لكم زيدا علي جذع تكلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب»



رفع يديه الي السماء و قال: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك؛ فبعثه بنو أمية الي الكوفة؛ فافترسه الاسد في الطريق، فبلغ ذلك جعفرا فخرسا ساجدا لله تعالي و قال: الحمد لله الذي أنجز ما وعدنا. الخ، و أوردهما ابن صباغ المالكي في «الفصول المهمة» [2] كما تقدم.



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] ص 146 ط مصر.

[2] ص 208 ط الغري.


حكومت بني عباس


ترديدي نيست كه ظلم و ستم بني اميه همه ي مردم را فراگرفت. آنان نه تنها به نيكان و عترت پيامبر صلي الله عليه و آله ظلم كردند، بلكه كسي نبود كه از ناحيه ي بني اميه آزاري نديده باشد. از اين رو، آنان هم چنان كه نزد صلحا و نيكان مورد خشم بودند، نزد غير اهل صلاح نيز مبغوض گرديده بودند. در زمان بني اميه كار به جايي رسيد كه يكي براي دين خود گريه مي كرد و ديگري براي دنياي خود و مردم در جستجوي راه فراري از ظلم جنايت آنان بودند و مي خواستند خود را از دست آنان خلاص نمايند.

بني اميه ي همه ي شهرهاي اسلامي را با لشكر خود در شام تهديد مي نمودند. اهل شام لشكري، مطيع بني اميه بودند و از دستور آنان تخلف نمي كردند و به همين وسيله معاويه توانست مصر و عراق و حجاز را مالك شود. علاوه بر اين در حجاز و عراق شخصيت هاي علمي و شجاع و صاحب نظري بودند كه اختلاف آنان با همديگر براي معاويه - كه مردماني متحد و يكپارچه در اختيار داشت - سودمند بود و از آن بهره مند مي شد.

از اين رو، ابن زياد مردم كوفه را عليه فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله نشوراند مگر با تهديد به لشكر شام و وعده ي جايزه و اموال بسيار به آنان. چنان كه عبدالملك بن مروان نيز بصره و كوفه و مكه و مدينه را به همين وسيله از آل زبير باز پس گرفت.

اساسا مردم شام [به حكومت امويين عادت كرده بودند و] كسي را جز بني اميه براي حكومت و سلطنت بلكه براي خلافت پيامبر صلي الله عليه و آله و هر دعوت و قيامي نمي شناختند از اين روز كشورها و بلاد وسيعي همواره در سيطره ي بني اميه بود.



[ صفحه 34]



مردم شام به قدري سلطه پذير بني اميه بودند كه اگر بين بني اميه اختلافي ايجاد مي شد و بعضي از آنان ديگري را مي كشت مردم نيز اختلاف پيدا مي كردند چرا كه رهبران اختلاف پيدا نموده بودند!

از اين رو هنگامي كه بني اميه در بين خود بر سر حكومت اختلاف پيدا نمودند عده اي در بلاد مختلف طمع گرفتن سلطنت بني اميه را پيدا كردند، لكن با سوابق خشونت بني اميه، احدي جرأت اظهار چنين چيزي را نداشت، چرا كه هنوز زماني از حادثه ي كربلا و آن بي رحمي ها و قساوت ها و خونريزي ها نگذشته بود، و از واقعه ي حره نيز كه سخت ترين خباثت و پستي ها و خونريزي ها در آن شده بود [و عده ي زيادي از فرزندان رسول خدا صلي الله عليه و آله قتل عام شده بودند.] سپري نشده بود، و هنوز مردم محاصره ي كعبه و حرم را يك بار توسط يزيد و بار ديگر توسط عبدالملك [كه منجنيق بر بالاي كعبه نصب نمود و كعبه را آتش زد و خراب نمود] از ياد نبرده بودند، و هنوز كشته شدن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام و به دار آويختن و سوزاندن او و كشتن يحيي فرزند او و به دار آويختن او و حوادث خونبار ديگري را كه بر مردم وارد نموده بودند - بدون اين كه حرمت كسي را نگهدارند و يا از حرامي خودداري كنند - فراموش نكرده بودند.

در دوران بني اميه جان و مال و عرض و ناموس مردم و هر چه بود طعمه ي آنان و شهوات آنان بود. با اين وضعيت چه كسي مي توانست آشكارا با دولت و حكومت آنان مخالفت كند؟ آري، تنها بني هاشم بودند كه مي توانستند تاج و تخت بني اميه را در هم بكوبند؛ چرا كه بني هاشم مالك واقعي آن بودند و خلافت اگر به دليل تنصيص و تصريح رسول خدا صلي الله عليه و آله و يا خويشي با آن حضرت و يا بر اساس فضيلت و شخصيت مي بود آنان سزاوارتر به آن بودند. از اين رو، مردم در پنهان از آنان مي خواستند كه عليه بني اميه قيام نمايند.

در بين بني هاشم شخصيت هاي زيادي بودند كه شايستگي و توان سياسي و تدبير اين امر را داشتند، ولي آيا حركت و قيام امام صادق عليه السلام كه مالك و صاحب اصلي اين منصب بود - به مصلحت بود؟ يا قيام عبدالله بن حسن كه مردي فاضل و شيخي از فرزندان امام



[ صفحه 35]



حسن عليه السلام بود، و يا فرزند او محمد كه صاحب مكارم و اخلاق نيك بود؟ و يا برادر او ابراهيم ابي الضيم؟ و يا ابراهيم بن محمد عباسي؟ و يا دو برادر او سفاح و منصور كه داراي همتي بلند و ذكاوتي سرشار بودند؟ و يا عبدالله بن معاويه جعفري كه داراي مفاخر و مكارم و شايستگي براي اين مقام بود؟ يا غير اينها كه هر كدام آنان با خصال نيكي كه داشتند اگر اين حاكميت را مي پذيرفتند زينت بخش كشور اسلامي مي بودند؟

آري، اگر امام صادق عليه السلام قدم در اين ميدان مي گذارد احدي بر او سبقت نمي گرفت؛ چرا كه مقام و شخصيت او فوق ديگران بود و شيعيان آن حضرت نيز فراوان بودند، ولي هر كه در اين باره به آن حضرت اصرار مي نمود و از او درخواست قيام مي كرد، او به شدت امتناع مي نمود.

آنان چون نتوانستند امام صادق عليه السلام را براي پذيرفتند رهبري حكومت راضي نمايند، گاهي با محمد بن عبدالله بن الحسين بيعت نمودند و گاهي قبل از او با پدر او عبدالله و گاهي با برادر او ابراهيم و ديگران از فرزندان امام حسن و فرزندان عباس بيعت كردند چنان كه بعدها نيز ابومسلم خراساني در خراسان مردم را به حاكميت بني عباس، و يا ابوسلمه ي خلال در كوفه مردم را براي حاكميت حضرت رضا عليه السلام دعوت مي كردند و يك بار ابن جعفر در كوفه مردم را به سوي خود دعوت نمود و پذيرفته نشد و بار ديگر در شيراز اين عمل را انجام داد و چون پذيرفته نشد خود را در خراسان به ابومسلم رساند. غافل از اين كه از گرما فرار كرد و به آتش پناهنده شد و به دست ابومسلم هلاك گرديد. با اين حال، طولي نكشيد كه پس از گذشت دوران اضطراب حكومت به دست بني عباس افتاد.

در حقيقت افراد مختلفي كه در اين ميدان قدم گذاردند سبب شدند تا حكومت به دست سفاح و منصور عباسي بيفتند. گر چه كسي باور نمي كردند اين دو برادر كه قبلا براي نزديك شدن به بني هاشم براي مردم فضايل اميرالمؤمنين عليه السلام را بيان مي كردند و با فرزند امام حسن عليه السلام بدون انتظار به دست آوردن حكومت بيعت نموده بودند و يا در زير پرچم ابن جعفر در فارس قرار گرفته بودند تا از او بهره اي ببرند، صاحب حكومت شوند و تاج و



[ صفحه 36]



تخت بني اميه را واژگون كنند. و كسي گمان نمي كرد كه ابن جعفر كه در فارس ادعاي حكومت مي نمود و سفاح و منصور جزو لشكريان او بودند به دست ابومسلم كه كارپرداز سفاح و منصور بود كشته شود؟ و كسي نيز گمان نمي كرد كه عبدالله بن الحسن كه مردم با او تا حد مرگ بيعت نموده بودند و او به خود وعده ي حكومت و خلافت مي داد همراه برادر خود ابراهيم گرفتار شمشير منصور شوند؟

بالاخره تقديم چنين ترسيم شد كه كرسي حكومت به دست بني العباس قرار گيرد و اثري از دولت بني اميه باقي نماند. و البته نه رفتن دولت بني اميه تأسفي ايجاد نمود و نه آمدن دولت بني عباس سبب مسرتي شد، دولت فاجر و فاسد و ستمگري رفت و دولت ستمگر ديگري جايگزين آن شد.

در نهايت سفاح بر منصب حكومت و خلافت تكيه زد و دنيا كه از وي روي درهم كشيده بود، به روي او خندان گرديد و به او رو نمود. گر چه كسي با داشتن همه ي دنيا از اندوه سالم نمي ماند، سفاح با رسيدن به حكومت به دو اندوه گرفتار گرديد: يكي تطهير بلاد از امويين تا حكومت براي او خالص گردد، و ديگري اندوه درگير شدن با بني هاشم و علويين كه مقام والاي فضيلت و حق حاكميت را دارا بودند. او هنوز از نگراني اول مطمئن نشده بود كه نگراني دوم او را لرزان نمود. چگونه وي مي توانست نگران بني هاشم و علويين نباشد؟ در حالي كه نزد عده ي زيادي از مردم امام صادق امام واجب الاطاعة شناخته شده بود حتي نزد بسياري از لشكريان خود او كه به وسيله ي آنان حكومت بني مروان را دگرگون نموده بود؟ از سويي بني عباس ابوسلمه خلال را نكشتند مگر براي اين كه احساس نمودند او حكومت را براي فرزندان علي عليه السلام مي خواهد از سويي، بيعت مردم با سفاح جز با زور و شتاب انجام نگرفته بود.

از اين رو، سفاح نمي توانست از علويين ايمن باشد در حالي كه محمد بن الحسن در ابواء از او بيعت گرفته بود و سفاح و منصور دست در دست او گذارده بودند و او آماده ي حكومت و خلافت بود كه بني عباس حكومت را ربودند؟ به همين جهت، محمد بن الحسن چون سفاح را بر سر كار ديد پنهان گرديد، ولي معلوم بود كه منتظر فرصت است.



[ صفحه 37]



سفاح براي اين كه از اين اندوه و دلواپسي نجات يابد قبل از همه چيز در حيره امام صادق عليه السلام را احضار نمود تا او را از سر راه خود بردارد؛ گر چه مخالفتي از آن حضرت به گوش او نرسيده بود.

از اين رو، هنگامي كه امام عليه السلام به حيره رسيد او كار را بر آن حضرت سخت گرفت و چون مطمئن گرديد كه او با حكومت عباسي ها مخالفت ندارد او را به مدينه باز گرداند. سپس به سراغ فرزندان عبدالله بن الحسن، محمد و ابراهيم، رفت. آنان نيز از ترس او پنهان شده بودند و هر چه جستجو نمود آنان را به دست نياورد. كار بر همين منوال بود تا حكومت سفاح تمام گرديد. و امام صادق عليه السلام در اين هنگام در مدينه بود و فرزندان عبدالله بن الحسن در مخفيگاه ها به سر مي بردند.

و چون پس از سفاح، حكومت به دست منصور افتاد، او بر بني هاشم و علويين سخت گرفت و امام صادق عليه السلام را در مدينه رها نكرد و پياپي آن حضرت را احضار مي نمود و مقابل ديگران به او اسائه ي ادب مي كرد و همواره در مقام كشتن او بود تا اين كه به وسيله ي سم آن حضرت را به شهادت رساند.

منصور، همواره در پي محمد و ابراهيم فرزندان عبدالله بن الحسن عليه السلام نيز بود و براي دستگيري آنان گاهي اعلان مي نمود كه آنان در امان هستند و گاهي بر پدر او و ديگران از بني الحسن سخت مي گرفت تا آنان او را تحويل دهند، لكن راهي به آنان پيدا نمي كرد. او فرزندان ديگري از امام حسن عليه السلام را نيز به عراق فرستاد و زنداني نمود. و بيشتر آنان در زندان با سخت ترين شكنجه ها از دنيا رفتند. هيچ جواني در مدينه و بصره نبود جز آن كه به واسطه ي قيام محمد گرفتار منصور گرديد. البته محمد اين حوادث را پيش بيني كرده بود، و از آن در هراس بود، ولي فكر مي كرد بتواند از آنها جلوگيري كند كه قضاي الهي بر اراده ي او غالب شد.

در يك جمله، بني العباس چون حاكميت پيدا نمودند خيانت و مكر و حيله ي آنان ظاهر گرديد. آنها اول با عبدالله بن الحسن بيعت نمودند و لكن پس از به قدرت رسيدن به شدت در جستجوي او بودند تا او را بكشند. البته معلوم بود كه غرور عبدالله بن الحسن



[ صفحه 38]



اجازه نمي داد كه خود را تسليم آنان كند. از سويي، مردم نيز به وعده ي ياري مي دادند، گر چه پس از حاكميت بني عباس روح قيام در اين دو برادر ضعيف گشته بود و بني عباس در نهايت به آن دو دست يافتند و هر دو را كشتند.

خيانت بني عباس به فرزندان امام حسن عليه السلام عجيب تر از خيانت منصور به ابومسلم كه پايه گذار حكومت آنان بود نبود. بني عباس اباسلمه خلال را نيز كشتند و يعقوب بن داود را به زندان انداختند و فضل بن سهل را نيز همراه عده ي ديگري از ميان برداشتند و براي كشتن علي بن يقطين و جعفر بن محمد بن اشعث تلاش بسياري نمودند.

منصور نيز به عيسي بن موسي عباسي خيانت نمود و او را از سمت ولايت عهدي عزل نمود و به جاي او فرزند خود مهدي را ولايت عهدي دارد، در حالي كه ولايت عهدي كه به عيسي داده بود براي خدمت او بود كه با محمد و ابراهيم جنگيده بود و آنان را كشته و قيامشان را در هم كوبيده بود؛ قيامي كه منصور را به لرزه در آورده بود و فكر مي كرد با اين قيام حكومت از دست او گرفته مي شود. همچنين خيانت هارون الرشيد به وزراي برامكي خود و به يحيي حسني بعد از امان دادن به او و خيانت امين به برادر خود مأمون هنگامي كه او را از ولايت عهدي عزل نمود و خيانت مأمون الرشيد به حضرت رضا عليه السلام بعد از بيعت نمودن با آن حضرت به ولايت عهدي و خيانت هاي بي شمار ديگر آنان فراموش شدني نيست.

بزرگ ترين خيانت بني عباس خيانتي بود كه با بني العباس عليه السلام نمودند. و ماجراي آن اين بود كه عده ي زيادي از فرزندان اميرالمؤمنين عليه السلام براي از بين بردن بني مروان در لشكر بني عباس حضور داشتند و شعار آنان انتقام خون بني هاشم بود. اين در حالي بود كه پس از قدرت يافتن عباسيان جز بني هاشم با شمشير آنان كشته نشدند و به زندان نيفتادند و شكنجه نگرديدند و اگر ديگران نيز آزاري از عباسي ها ديدند به اندازه بني هاشم نبود.

حاصل سخن اين كه عباسيان مردم را دعوت نمودند تا انتقام خون بني هاشم را از بني اميه بگيرند و مردم نيز همديگر را براي چنين انتقامي دعوت مي كردند و اين بهترين وسيله براي به حاكميت رسيدن بني عباس بود، ولي آنان با نشستن بر كرسي حكومت



[ صفحه 39]



همي جز از بين بردن و كشتن بني هاشم نداشتند. از اين رو، اولين حركت آنان اين بود كه سراغ اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله بروند؛ گو اين خون هايي كه در كربلا ريخته شده بود به دست اهل بيت عليهم السلام بود و آنان فرزندان رسول خدا صلي الله عليه و آله را كشته و آواره و اسير نموده و زيد بن علي بن الحسين عليه السلام و غير آنان را كشته بودند! و يا كشته هاي كربلا و اسراي آن از بني عباس بودند و بني هاشم آنان را كشته و اسير و آواره نموده بودند! گو اين كه مردم براي انتقام خون بني هاشم قيام نكرده بودند [بلكه براي انتقام خون بني عباس قيام نموده بودند]!

هنوز غبار جنگ با بني اميه فرو ننشسته بود كه اهل بيت عليهم السلام [به جاي اين كه از بني عباس محبت و انعطاف ببينند] به دست بني عباس گرفتار شدند و بار ديگر خون هاي آنان ريخته شد. آري، عباسيان اين گونه به قدرت رسيدند و اين چنين عمل كردند!

مردم هنوز ظلم بني اميه را نسبت به بني هاشم فراموش نكرده بودند كه شمشير بني عباس بر سر آنان فرود آمد. و بني عباس پياپي با بي رحمي يكي پس از ديگري شمشير خود را بالاي سر بني هاشم قرار دادند. به راستي، چرا بني اميه و بني مروان و بني عباس تنها با بني هاشم درگير شدند و آن همه فجايع خونين را نسبت به آنان انجام دادند؟ اين سؤال در فصل آينده پاسخ داده مي شود.



[ صفحه 40]




سخنان امام صادق درباره ي ورع و تقوا


بي شك يكي از نشانه هاي معرفت، ترس از خداوند و تقوا و ورع از محرمات الهي است. از اين رو امام صادق عليه السلام مخالفت با اوامر خداوند را بسيار خطرناك اعلام كرده و انسان را به تقوا و ورع در دين ترغيب نموده است.

امام عليه السلام مي فرمايد: «اتقوا الله و صونوا دينكم بالورع» [1] يعني: از خدا بترسيد و دين خود را به وسيله تقوا نگهداري نماييد. و گاهي ضمن ترغيب به زهد مي فرمايد: «عليكم بالورع» [2] يعني: «بر شما باد به تقوي و ورع.» و گاهي مي فرمايد: «من أشد ما فرض علي خلقه ذكر الله كثيرا، و لا أعني سبحان الله و الحمدالله و لا اله الا الله و الله أكبر و ان كان منه و لكن ذكر الله عند ما أحل و حرم فان كان طاعة عمل بها و ان كان معصية تركها.» [3] يعني: سخت ترين چيزي كه خداوند بر مردم واجب نموده اين است كه فراوان به ياد او باشند و ذكر او را از ياد نبرند. سپس مي فرمايد: مقصود من اين نيست كه بگوييد: «سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله» گر چه اين نيز ذكر زبان شما است؛ بلكه مقصود من اين است كه خدا را در وقت حلال و حرام از ياد نبريد؛ و اگر طاعتي بر شما واجب بود، انجام دهيد و اگر معصيتي براي شما آماده گرديد از آن دوري كنيد.

به راستي با توجه به اين سخنان مي توان دريافت كه وظيفه ي انسان در مقابل واجبات و محرمات خداوند بسيار سخت است؛ زيرا در آن شرايط بايد خدا را نصب العين خود قرار داد و به آنچه واجب است عمل كرد و از آنچه حرام است پرهيز نمود. در حقيقت هنگامي كه تقوا و ديانت واقعي مشخص مي شود كه بين دستورات دين و نفس اماره درگيري به وجود آيد.

از امام صادق عليه السلام سؤال شد مؤمن با ورع و تقوا به چه كسي گفته مي شود تا حقيقت ورع براي ما روشن گردد؟ امام عليه السلام فرمود: «مؤمن با تقوا و ورع كسي است كه از محرمات خدا پرهيز كند.» [4] .



[ صفحه 307]



از امام صادق عليه السلام درباره ي معناي آيه ي (و قدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) [5] سؤال شد. امام عليه السلام فرمود: «به خدا سوگند! حتي اگر اعمال آنان [يعني افراد بي تقوا] سفيدتر و نوراني تر از لباس هاي سفيد مصري باشد [در روز قيامت] مانند ذرات پراكنده در هوا از بين خواهد رفت و مقبول درگاه خدا نخواهد شد، زيرا آنها بي تقوا بودند و چون در مقابل عمل حرام قرار مي گرفتند آن را رها نمي كردند.» [6] .

روزي مفضل شاگرد امام عليه السلام به آن حضرت گفت: چقدر عمل من ضعيف و ناچيز است! پس امام عليه السلام به او فرمود: «از اين سخن استغفار كن، زيرا عمل كم اگر همراه با تقوا باشد بهتر ازعمل زيادي است كه بدون رعايت تقوا انجام شود.» مفضل گفت: چگونه مي تواند عمل كسي با بي تقوايي زياد باشد؟ امام عليه السلام فرمود: «آري ممكن است كسي به مردم اطعام كند و با همسايگان خود مهربان باشد و مهمان نوازي كند؛ اما اگر دري از حرام به روي او گشوده شود وارد آن گردد.» [7] .

و اين مانند سخن رسول خدا صلي الله عليه و آله است كه فرمود: «هر كسي بگويد: «لا اله الا الله» خداوند درختي در بهشت به او عطا مي كند.» پس يكي از اصحاب آن حضرت [ابوبكر] گفت: در آن صورت درختان ما در بهشت فراوان خواهد بود. رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: «بترسيد از اين كه پيش از رسيدن به آنها آتشي بفرستيد و آنها را بسوزانيد.»


پاورقي

[1] ثواب الاعمال، ص 246.

[2] كافي ج 2 / 76.

[3] كافي ج 2 / 80.

[4] كافي ج 2 / 77.

[5] فرقان / 23.

[6] كافي ج 2 / 81.

[7] كافي ج 2 / 76.