بازگشت

ناگهان بهار


«كاش مي شد تا دعا را، سبز كرد

زير باران، دست ها را سبز كرد» [1] .

داشتيم مي رفتيم. به فكرمان هم نمي رسيد كه چيزي از «او» بخواهيم، اگر آن درخت خرماي خشكيده نبود! بازهم چيزي نگفتيم. خودش نگاهي به نخل و بي برگ و باري اش انداخت؛

- اي درخت فرمانبردار پروردگار! از آنچه خدايت بخشيده، به ما ارزاني دار. و... ناگهان بهار، باران، باز باران، نه! انگار خرماهاي تازه بودند؛ به رنگ هايي عجيب كه بر زمين مي ريخت.

همراهمان فقط گفت:

- مثل داستان مريم! [2] .



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] غريب آشنا؛ برگرفته از: مقدمه؛ م. طلوع.

[2] همان، ج 11، ص 126؛ از زبان «سليمان بن خالد» و «ابي عبدالله بلخي».


و من كلام له: في الذين يشترون رضي الناس بسخط الله لاجل حطام الدنيا


من صحة يقين المرء المسلم ان لا يرضي الناس بسخط الله و لا يلومهم علي ما لم يؤته الله، فان الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كراهية كاره، و لو ان احدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.

ثم قال: ان الله بعد له و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين



[ صفحه 57]



و الرضاء، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط.


حماد سمندري


همان است كه به امام صادق (ع) عرض كرد: من به بلاد شرك سفر مي كنم، بعضي به من گفتند كه اگر در آن جا بميرم با كفار محشور خواهم شد. حضرت فرمود: اي حماد! هر گاه آن جا باشي امر ما را ذكر مي كني و مردم را به آن مي خواني؟ گفت: آري. فرمود: هرگاه در اين شهرهاي اسلامي باشي، امر ما را ذكر مي كني و دعوت به آن مي نمايي؟ گفت: نه. فرمود: اگر در آن جا بميري يگانه محشور خواهي شد، در حالي كه نور تو در مقابلت مي درخشد. [1] .



[ صفحه 153]




پاورقي

[1] رجال كشي، ص 292، و در اختيار معرفة الرجال، ص 343.


الزندقة


ومن الافكار التي ظهرت في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) فكرة الالحاد والزندقة، ولا يستغرب أحد من نشوء هذه الفكرة المنحرفة في العالم الاسلامي وهو عالم التوحيد الخالص وإبّان قوته وفي وقت تتطلع سائر الاُمم للرسالة الاسلامية الخاتمة.

إنّ الظلم والفساد الذي أشاعه الاُمويون في كل ميادين الحياة كان هو السبب في ظهور هذه الافكار المناقضة للفكر الاسلامي.

عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: تظهر الزنادقة سنة ثمانية وعشرين ومائة لأني نظرت في مصحف فاطمة(عليها السلام) [1] .

كان السؤال والمناقشة للفكر الذي يتبناهُ الحكام ذنباً لا يغتفر وعلي الانسان أن يسمع ولا يفكر. أما الخلافة الاسلامية فتبلورت في طواغيت بني أمية وفراعنة بني العباس هذا الفساد الذي عم ميادين الفكر والسلوك شجع ظهور الفكر الالحادي كرفض للواقع الفاسد.

ومن هنا نشاهد ابن أبي العوجاء يعقد حلقاته الفكرية لغرض التشكيك في التوحيد وفي مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) حيث كان ينكر أصل الوجود ويقول: إن الوجود بدأ بإهمال. وكان الجعد بن درهم ممعناً في الكفر ومبتدعاً ومتفانياً



[ صفحه 95]



في الزندقة وكان يعلن الالحاد [2] ومن بدعه أنه جعل في قارورة تُراباً وماءاً فاستحال دوداً وهواماً فقال لاصحابه: إني خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه.. وبلغ ذلك الإمام الصادق (عليه السلام) فردّه بأبلغ البرهان قائلاً: «إن كان خلقه فليقل كم هو؟ وكم الذكران منه والاناث؟ وكم وزن كل واحدة منهن؟ وليأمر الذي يسعي الي هذا الوجه أن يرجع الي غيره» [3] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات: 172، وبحار الأنوار: 26 / 123 واثبات الهداة: 5 / 175.

[2] ميزان الاعتدال: 1 / 399، لسان الميزان: 2 / 105.

[3] أمالي المرتضي: 1 / 284.


لا... للبطالة


3 - و عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: كان رجل أصحابنا بالمدينة، فضاق ضيقا شديدا و اشتدت حالته، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): اذهب، فخذ حانوتا في السوق، و ابسط بساطا، و ليكن عندك جرة من ماء، و ألزم باب حانوتك.

قال: ففعل الرجل، فمكث ما شاء الله.

قال [الراوي]: ثم قدمت رفقة [1] من مصر، فألقوا متاعهم، كل رجل منهم عند معرفته [2] و عند صديقه، حتي ملأوا الحوانيت، و بقي رجل منهم لم يصب حانوتا يلقي فيه متاعا.

فقال له أهل السوق: هاهنا رجل ليس به بأس، و ليس في حانوته متاع، فلو ألقيت متاعك في حانوته.

فذهب اليه فقال له: القي متاعي في حانوتك؟

فقال له: نعم. فألقي متاعه في حانوته، و جعل يبيع متاعه، الأول، فالأول، حتي اذا حضر خروج الرفقة بقي عند الرجل شي ء يسير من متاعه، فكره المقام عليه.

فقال - لصاحبنا -: اخلف هذا المتاع عندك، تبيعه و تبعث الي بثمنه؟

قال [الراوي]: فقال: نعم.



[ صفحه 103]



فخرجت الرفقة، و خرج الرجل معهم، و خلف المتاع عنده، فباعه صاحبنا و بعث بثمنه اليه.

قال: فلما أن تهيأ خروج رفقة مصر من مصر، بعث اليه ببضاعة فباعها، و رد اليه بثمنها.

فلما رأي ذلك الرجل أقام بمصر، و جعل يبعث اليه بالمتاع، و يجهز عليه.

قال: فأصاب، و كثر ماله و أثري [3] .

أقول: لعل الحديث يحتاج الي شي ء من التوضيح:

كان التجار القادمون من المصر الي المدينة، يعرفون بعض أصحاب الحوانيت، فكان كل تاجر يجعل بضاعته - التي جاء بها من مصر - عند من يعرفه من أهل السوق ليبيعها، و لكن احد اولئك التجار لم يعرف أحدا حتي يجعل بضاعته عنده ليبيعها، فارشده بعض الناس الي ذلك الرجل الذي أمره الصادق (عليه السلام) أن يأخذ حانوتا في السوق و يفرشه بالبساط.

فذهب التاجر الي ذلك الرجل و اتفق معه أن يجعل بضاعه في حانوته حتي يبيعها.

فباع الرجل بضاعة التاجر، و بقي منها شي ء، و ما أحب ذلك التاجر أن يمكث في المدينة أكثر من ذلك، فاتفق من الرجل علي أن يبقي المتاع عنده و يبيعه، و يبعث بثمنه الي مصر.

و خرج التاجر الي مصر، و باع الرجل البضاعة، و ارسل الثمن الي مصر، فجعل التاجر يرسل البضائع الي الرجل، و الرجل يبيعها، و يرسل



[ صفحه 104]



الثمن الي التاجر، و يأخذ اجرته المتفق عليها.

فمكث التاجر في مصر يبعث المتاع الي هذا الرجل، فأصاب الرجل أموالا و ثروة كبيرة من هذا الطريق و ببركة ارشاد الامام الصادق (عليه السلام) اياه.


پاورقي

[1] الرفقة: الجماعة ترافقهم في سفرك. (أقرب الموارد).

[2] اي عند من يعرفه.

[3] الكافي: ج 5 ص 309 ح 25.


زاهد باش


امام عليه السلام مي فرمايد: رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم از دنيا فقط اين حالت را دوست داشت كه شكمش خالي بوده و در حال ترس از خدا باشد.

اگر خداوند بخواهد به بنده اي از بندگان خود توجه كند دل او را از دنيا مي كند و او را وادار مي كند كه در دين خود فقيه شود و عيوب او را به او مي نماياند و هر كس اين حالات را داشت خير دنيا و آخرت به او مي رسد حق را فقط در خانه ي زهد بايد پيدا كرد و اين معني درست نقطه ي مقابل عقيده كساني است كه از راه رغبت به دنيا مي خواهند بي نياز شوند

و هر كس از دنيا دوري كند خداوند علم و حكمت را در دل او تثبيت مي كند و زبانش گويا مي گردد و او را سالم به دارالسلام خواهد برد



[ صفحه 216]




الرجعة


القول بالرجعة ليس مجمعا عليه في الفكر الشيعي. فمنهم من لا يعتبرها عقيدة، و منهم من يأخذ بها، كما أخذ بعض أهل السنة ببعض أنباء الغيب و حوادث المستقبل و أشراط الساعة... مثل نزول عيسي من السماء، و ظهور الدجال الذي يظهر قبل الإمام بقليل فيقتله الامام، و خروج السفياني.

يقول بعض الشيعة: ان عقيدة البعث أصل مجمع عليه، و انه عندما يؤخذ القول بالرجعة علي انها بعث فلا وجه لنفي العدالة عمن يفهمها كذلك.

و يقول الامام محمد حسين آل كاشف الغطاء من أئمة الشيعة (الامامية) المعاصرين: «و ليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم، و لا انكارها بضار، و ان كانت ضرورية عندهم و لكن لا يناط التشيع بها وجودا أو عدما».

و يقول: «و حديث الطعن بالرجعة كان هجيري علماء السنة... فكان علماء الجرح



[ صفحه 263]



و التعديل اذا ذكر بعض العظماء من رواة الشيعة و محدثيهم و لم يجدوا مجالا للطعن فيه لو ثاقته و ورعه و أمانته نبذوه بأنه يقول بالرجعة فكأنهم يقولون يعبد صمنا أو يجعل لله شريكا. و نادرة مؤمن الطاق مع أبي حنيفة معروفة. و أنا لا أريد أن أثبت في مقامي هذا و لا غيره صحة القول بالرجعة و ليس لها عندي من الاهتمام قدر قلامة ظفر...».

يقول الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه (عقائد الامامية): «من يستغرب الرجعة يكون بمثابة من يستغرب البعث فيقول «من يحيي العظام و هي رميم» فيقال: «قل يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم»، و ينهي بحثه في هذا الصدد بقوله: علي كل حال، فالرجعة ليست من الأصول التي يجب الاعتقاد بها. و انما اعتقادنا بها كان تبعا للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت الذين ندين بعصمتهم من الكذب. و هي من الأمور الغيبية التي أخبروا بها و لا يمتنع وقوعها».

و ابن الجوزي الحنبلي يسمي القائلين بالرجعة في كتابه «تلبيس إبليس» (الرجعية). و لقد أسلفنا تضعيف بعض محدثي أهل السنة للقائين بالرجعة.



[ صفحه 265]




دعوت سران نهضت ها از امام صادق


شهرستاني در ملل و نحل مي نويسد:

ابومسلم خراساني پس از مرگ ابراهيم امام در نامه اي به حضرت صادق عليه السلام نوشت:

«من مردم را به دوستي اهل بيت دعوت مي كنم. اگر مايل هستيد كسي بر خلافت بهتر از شما نيست». امام در پاسخ نوشت: «ما انت من رجالي و لا الزمان زماني؛ نه تو از ياران من هستي و نه زمانه، زمانه من است. [1] .

مسعودي هم در مروج الذهب آورده است: «ابوسلمه خلال كه بعدها به وزير آل محمد شهرت يافت، چون پس از مرگ ابراهيم امام، اوضاع را به زيان خود مي ديد، بر آن شد كه از آنان روي گرداند و به علويان بپيوندد. از اين رو، به سه تن از بزرگان علويان، جعفر بن محمد الصادق و عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب (عبدالله محض) و عمر الاشراف بن زين العابدين عليه السلام نامه نوشت و آن را به يكي از دوستان ايشان داد و گفت: نخست به نزد جعفر بن محمد الصادق برو و اگر وي پذيرفت، دو نامه ديگر را نابود كن وگرنه به نزد عبدالله برو و اگر او هم قبول نكرد، به نزد عمر برو. پيك ابوسلمه نخست به حضور امام جعفر صادق عليه السلام شرفياب شد و نامه را به حضرت داد. حضرت فرمود: مرا با ابوسلمه كه پيرو ديگران است چه كار. پيك گفت: نامه را



[ صفحه 60]



بخوانيد. حضرت صادق به خادم خود فرمود: چراغ را نزديك بياور. سپس نامه را در آتش انداخت. فرستاده ابوسلمه پرسيد: پاسخ آن را نمي دهي؟ امام فرمود: جوابش همين بود كه ديدي.

سپس پيك مأيوسانه به نزد عبدالله محض رفت و نامه را به وي داد. عبدالله چون نامه را خواند، آن را بوسيد و بي درنگ نزد حضرت صادق عليه السلام آمد و گفت: اين نامه را يكي از شيعيان ما از خراسان فرستاده و مرا به خلافت فراخوانده است. حضرت فرمود: از كي مردم خراسان شيعه تو هستند؟ آيا ابومسلم را تو پيش آنان فرستاده اي يا تو آنجا كسي را مي شناسي؟ حال كه نه تو آنها را مي شناسي و نه آنها تو را، پس چگونه شيعه تو هستند؟

در پايان امام فرمود: اي عبدالله! اين آرزوهاي باطل را از خود دور كن و بدان كه اين دولت از آن بني عباس خواهد شد. مانند اين نامه براي من نيز آمده است. عبدالله نيز با ناراحتي از نزد امام خارج شد». [2] .

موضع گيري امام صادق عليه السلام در برابر نهضت ها


پاورقي

[1] ملل و نحل، ج 1، ص 153؛ ينابيع الموده، ج 3، ص 161.

[2] مسعودي، مروج الذهب، ج 3، صص 253 و 254؛ ينابيع الموده، ج 3، صص 160 و 161.


زهد فروشي


زهد از آموزه هاي ديني است كه اين زمينه در آن وجود دارد. چنان چه برخي رفتارهاي انحرافي را با عنوان «زهد» توجيه مي نمايند.

برخي زهد را دوري از بهره وري از نعمت هاي الهي دانسته و بر اين پندارند زاهد كسي است كه خود را از نعمت هاي الهي در دنيا محروم سازد. اين روش نوعي رهبانيت نكوهيده است. برخي نيز از زهد برداشت دو گانه دارند؛ رياكاري خويش را زهد مي پندارند. اينان براي اين كه خود را زاهد و پارسا نمايانند، در لباس و مسكن، مركب و... خويش رفتاري در ظاهر زاهدانه و در واقع بيگانه از زهد در پيش مي گيرند.

اينان به خاطر آن كه مردم آنان را زاهد بستايند، خويش را از نعمت ها محروم مي سازند. رفتار اينان دو پي آمد دارد، يكي محروميت از نعمت الهي در دنيا؛ ديگر اين كه چنين رفتاري، رياكارانه و گناه بوده و بد عاقبتي در آخرت را به دنبال دارد. اينان از زمره افراد زيان ديده در دنيا و آخرت مي باشند.

بر اين اساس بهره وري از نعمت هاي الهي به صورت صحيح، هيچ گونه چالش با زهد ندارد. زهد اين نيست كه فرد از متاع دنيا محروم باشد؛ يا با اين كه خدا دنيا را به وي داده است، خود را محروم سازد. زهد اين است كه كسي وابسته به دنيا نباشد، يعني دنيا خواهي در برابر اهداف خدايي وي چالش گري ننمايد. از اين رو در رفتار انبيا و امامان نيز مشاهده مي شود كه با



[ صفحه 90]



اين كه زاهدترين نسبت به دنيا مي باشند، از نعمت هاي الهي در دنيا بهره ورند.


جنايات ابومسلم


ابومسلم خراساني آنقدر خونريزي و جنايت انجام داد كه در زمان خود معروف به «حجاج» گرديد. هنگامي كه «منصور» مي خواست ابومسلم را به قتل برساند. نخست او را سرزنش كرد و گفت: چرا شصت هزار نفر را در زندان خود به قتل رساندي؟ سپس ابومسلم بي آنكه منكر اين قضيه شود چنين گفت: اينها همه به منظور تحكيم حكومت شما بود.


خلفاي بني اميه و امر به معروف


با وجود اهميت زيادي كه امر به معروف و نهي از منكر از ديدگاه آيات و روايات دارد اما عبدالملك مروان، يكي از خلفاي بني اميه، تمام آيات و روايات را ناديده انگاشته گذشته از اينكه خود بدان عمل نمي كرد مردم را نيز از انجام اين فريضه باز مي داشت تا آنجا كه اگر كسي او را موعظه و نصيحت مي كرد و مي خواست از كار خلافي كه مرتكب مي شود بازش دارد، او را تهديد به قتل مي كرد. از اين رو گفت: اگر فردي به من بگويد تقواي الهي را پيشه كن گردن او را خواهم زد [1] .

اين سخن عبدالملك كه در اسلام بي سابقه بوده است سخن كسي است كه قبل از رسيدن به خلافت هميشه با علما و دانشمندان بسر مي برد و به حفظ حديث مي پرداخت و در مسجد مشغول عبادت و راز و نياز بود، به طوري كه او را «كبوتر» مي ناميدند [2] .

گوينده ي اين سخن غيرمنطقي كسي است كه وقتي يزيد بن معاويه به او پيشنهاد كرد با عبدالله زبير نبرد كند، نپذيرفت و گفت: به خدا پناه مي برم! آيا به طرف حرم خدا لشكر مي فرستي؟

و به يكي از كساني كه در ميان سپاه يزيد براي جنگ با عبدالله حركت كرده بود گفت: مادرت بر تو بگريد! مي داني براي جنگ با چه كسي آماده شده اي؟ آيا عبدالله زبير را مي شناسي؟ او كسي است كه روزها و شب ها براي نماز و نيايش با پروردگار تا صبح بيدار و مشغول شب زنده داري است. اگر تمام مردم روي زمين براي كشتن وي همدست شوند، خداي متعال تمام آن ها را به رو در آتش جهنم خواهد افكند.

آن شخص (يحيي غساني، كسي كه مي خواست به جنگ ابن زبير برود و



[ صفحه 82]



عبدالملك او را نصيحت مي كرد) مي گويد: هنگامي كه عبدالملك به خلافت رسيد، عده اي را كه من نيز جزء آنان بودم، به همراه حجاج فرستاد تا ابن زبير را به قتل رسانديم [3] .

اين سيره ي غلط و روش ناپسند ضد قرآن و اسلام روش كسي است كه به گفته ي سيوطي قبل از اينكه به خلافت برسد عابد، زاهد، گوشه نشين و تارك دنيا بود، تا آنجا كه برخي عقيده داشتند در ميان جوانان مدينه كسي به اندازه ي او قرآن تلاوت نمي كند. حتي هنگامي كه خلافت به او واگذار شد مشغول قرآن خواندن بود، اما به محض شنيدن اين خبر (خلافت) آنچنان هواي رياست بر او غلبه كرد كه قرآن را روي هم گذاشت و گفت: اين آخرين ديدار من با تو است [4] .

آري، عبدالملك نه تنها با ظاهر قرآن خداحافظي كرد و ديگر به سراغ كتاب خدا نرفت، از باطن و احكام قرآن نيز فاصله گرفته و از عمل به آن فرسنگ ها دور شد.

عبدالملك پس از كشتن زبير خطبه خواند و گفت: من مانند عثمان ضعيف و مانند معاويه سازشكار و همچون يزيد در رأي ضعيف و ناتوان نيستم. خلفاي قبل از من از اموال مسلمين مي خوردند و به ديگران نيز مي دادند، اما من درد اين مردم را جز با شمشير مداوا نمي كنم.

سپس گفت: عمرو بن سعيد با اينكه با من نسبت خويشاوندي داشت اما هنگامي كه در برابر من ايستاد و زبان به سخن گشود، با شمشير جواب او را دادم و همان غل و زنجيري كه به گردن او آويختم، براي هر كس كه مثل او با من رفتار كند آماده است و با او نيز همان گونه رفتار خواهم كرد... به خدا قسم اگر پس از اين كسي مرا امر كند كه تقواي الهي پيشه سازم، گردن او را خواهم زد [5] .



[ صفحه 83]




پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الاربعة، ج 1، ص 111؛ تاريخ الخلفاء، ص 175.

[2] حيوة الحيوان، ج 1، ص 93.

[3] الامام الصادق و المذاهب الاربعة، ج 1، ص 110 - 109؛ تاريخ الخلفاء، ص 173 با اندك تفاوت.

[4] تاريخ الخلفاء، ص 174 - 173. براي اطلاع بيشتر در اين مورد به تاريخ الخلفاء (ص 173 به بعد) مراجعه شود.

[5] تاريخ الخلفاء، ص 174؛ عقد الفريد، ج 5، ص 140.


تفاوت بهره ي افراد از سعادت


اما مسلمانان فرقه هاي گوناگوني دارند. هميشه هم كساني بوده اند كه مي خواسته اند راه صحيح را بشناسند، تحقيق هم كرده اند، ولي موفق نشده اند. به خصوص در دوران ائمه ي اطهار عليهم السلام كساني بودند كه در گوشه و كنار زندگي مي كردند؛ مي خواستند اسلام را دقيقا بشناسند، ولي شرايط اجتماعي آن دوران و حكومت هاي جابرانه مانع اين كار بود. اين دسته افراد به اندازه اي كه شناخت پيدا كرده اند، مسؤوليت دارند و بايد به همان مقدار عمل كنند. طبعا استحقاق دريافت همه گونه عنايتي را هم ندارند؛ چون تمام راه را



[ صفحه 80]



نپيموده اند. در چيزهايي كه نشناخته اند كمالاتي وجود داشته كه آنها به دليل عمل نكردن، به آنها دست نيافته اند، هر چند تقصيري در زمينه ي شناخت نداشته اند. خداوند هم در همين حد پاداش آنها را خواهد داد: انا لا نضيع أجر من أحسن عملا. [1] آنها در شناخت «تقصير» نداشته اند بلكه قصور داشته اند، ولي به آنچه فهميده اند عمل كرده اند. خداوند هم به همان اندازه پاداششان مي دهد.

اما كساني كه مقصد را شناخته اند و با تلاش و كوشش خود نيز در مسير صحيح گام نهاده اند و براي طي طريق، مشمول توفيق الهي شده اند - (يعني شيعه ي اهل بيت عليهم السلام هستند) ديگر هيچ مشكلي ندارند، مگر در زمينه ي عمل، و بايد در عمل بكوشند؛ چون هدف و راه را درست شناخته اند. البته اينها هم از لحاظ معرفت، مراتبي دارند. چنين نيست كه هركس شيعه شد، تمام دستورات اهل بيت عليهم السلام را در همه ي ابعادش بشناسد، مراتب علم و معرفت افراد با يكديگر فرق مي كند. ممكن است برخي به شناخت كامل تمام جزئيات نرسيده باشند و بالتبع از درك آثار آن نيز محروم خواهند شد. هر كس به شناخت كامل تر رسيده باشد، از آثار بيش تري هم برخوردار خواهد شد.

در هر حال فرض ما بر اين است كه ما شيعيان از لحاظ شناخت كمبودي نداريم و اسلام را از طريق اهل بيت عليهم السلام با همه ي ابعادش شناخته ايم. پس اگر به درستي عمل كنيم، خداوند در دنيا و آخرت ما را غرق در نعمت خواهد كرد، و چرا چنين نكند؟ مگر خدا مي خواهد نعمت هايش را براي چه كسي ذخيره كند؟! مگر بخل دارد؟! آيا اگر به بعضي ها بدهد، نعمت هايش تمام مي شود؟ در آخرت تزاحم و تعارضي نيست، هر چه را به يكي داده به ديگري هم مي تواند بدهد؛ انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. [2] .

محدوديت از ويژگي هاي دنيا است و در آخرت وجود ندارد. در اين جا هم هر كس راه شناخت را درست پيمود، هر چه را بخواهد خدا به او عطا مي كند، مگر آن كه مصلحت نباشد؛ به گونه اي كه حتي اگر به خودش هم گفته شود كه اگر فلان چيز به تو داده شود از چيز ديگري محروم مي شوي، قبول نمي كند و مي گويد همان كه خدا خواسته بهتر است.

پس كساني كه مقصد را درست تشخيص داده اند، راه را هم درست رفته اند و تمام توانشان را نيز براي رسيدن به آن به كار گرفته اند (همان كساني كه در دنيا و آخرت، غرق



[ صفحه 81]



در نعمت هاي خدا خواهند شد) مسلماناني هستند كه شيوه ي اهل بيت عليهم السلام را درست شناخته اند و آن را در تمام ابعاد زندگيشان محور قرار داده اند. بر اين اساس، امام صادق عليه السلام مي فرمايد: اي پسر جندب، اگر شيعيان ما (كساني كه مقصد زندگيشان، يعني خدا و قيامت، را درست شناخته اند و سعادت حقيقي را وجهه ي همت خود گردانده اند) استقامت به خرج دهند و از مسيري كه انتخاب كرده اند منحرف نشوند خداوند آنان را غرق در نعمت هاي خود مي كند.


پاورقي

[1] كهف (18)،30.

[2] يس (36)،82.


نوزده سال مبارزه در راهي ناهموار


نوزده سال دوران رهبري امام همانند خطي مستقيم و متصل و روشن، با اين وضع سپري مي شود؛ نوزده سالي كه در آن، هم آموزندگي ايدئولوژي هست، هم سازندگي فرد؛ هم تاكتيك مبارزه هست، هم سازماندهي به جمع و ايجاد تشكل؛ هم حفظ و تداوم جهت گيري سياسي هست، هم تقيه و برافروزندگي اميد هر چه بيشتر و راسخ تر... و خلاصه، نوزده سال مبارزه و گذر از روي جد و جهد در سنگلاخي صعب العبور.... و سرانجام، هنگامي كه اين عمر كوتاه و پر بركت پايان مي گيرد، هنگامي كه دشمنان سوگند خورده ي نهضت علوي با رفتن سلسله جنبان اين نهضت مي پندارند كه نفسي به راحتي خواهند كشيد و فارغ البال از مبارزات تبليغاتي شيعه، به دردسرها و گرفتاريهاي بي شمار خود در داخل كشور و در مرزها خواهند پرداخت، خاكستر گرم و سوزنده اين كانون مشتعل، آخرين برق



[ صفحه 46]



جان شكاف خود را بر بنيان رژيم اموي فرود مي آورد. عمري را به افشاگري و تبيين گذرانده بود، پس از مرگ خود نيز كار خود را دنبال مي كند. با زندگي خود، آگاهي داده بود؛ با مرگ خود نيز به اين تلاش ادامه مي دهد. براي ياران خود و انبوه مردم بي خبري كه تشنه ي فهميدن و انديشيدن هستند، درسي تازه و پيامي تازه مي فرستد. اين پيام نيز مانند نقشه ي كلي زندگي او، آرام و عميق است. دوستان و نيازمندان را بهره مي دهد، ولي خواب دشمن را برنمي آشوبد. اين، نمونه اي است از تقيه ي امام باقر عليه السلام، و نموداري است از وضع عمومي منش و رفتار وي در آن مرحله ي زماني خاص.


اخبار غيبي و پيشگويي هاي رسول خدا


رسول خدا (صلي الله عليه وآله) در طول دوران نبوتش از مسائل حساس و حوادث مهم آينده و خصوصاً از حوادث و پيش آمدهايي كه مربوط به خاندان و اهل بيتش بوده و ارتباط با اسلام و مسلمين داشته خبر داده و پيروانش را از وقوع چنين حوادث مهم مطلع ساخته است و آن بخش از اين حوادث كه داراي اهميت فوق العاده و مربوط به سرنوشت اسلام و عجين و آميخته با اهداف اصلي بعثت بوده هم از طريق گفتار و هم با عمل و رفتارش مسلمين را به اهميت موضوع متوجه نموده است.

مثلا آنجا كه اصل ولايت و وصايت مطرح است رسول خدا (صلي الله عليه وآله) از دو جنبه ي قولي و عملي و از طريق سمعي و بصري استفاده نموده و امت خود را در جريان امر قرارداده است، آن حضرت در غدير خم دستور اجتماع حجاج را در سرزميني داغ و سوزان صادر مي كند و آنقدر صبر و حوصله بخرج مي دهد تا همه عقب ماندگان و پيش روان قافله گرد هم آيند و مسلمانان با اين عمل رسول خدا و قبل از بيان موضوع به اهميت آن پي مي برند، سپس با گفتارش و با معرفي عملي امير مؤمنان (عليه السلام) هدف اصلي را به اطلاع حاضران مي رساند كه: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌ مَوْلاهُ».

و با اينكه به امير مومنان (عليه السلام) مي فرمود: «أَنْتَ مِني بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسي» [1] و «اَنْتَ وَلِيُ كُلِ مُوْمِن بَعْدي» [2] عملا نيز دستور داد كه همه درها را كه به مسجد باز مي شد ببندند بجز در خانه علي، و آنگاه كه اعتراض نمودند فرمود: «ما أَنَا سَدَدْتُ اَبْوابَكمْ وَفَتَحْتُ بابَهُ وَلكن اللهَ أَمَرني بِسَدِ أَبْوابِكُمْ وَفَتْح بابِهِ». [3] .

و با اينكه اعلان طهارت و قداست اهل بيت از طريق وحي انجام گرفته بود و مسلمانان آيه تطهير را قرائت مي نمودند ولي رسول خدا (صلي الله عليه وآله) عملا و به مدت نه ماه، روزي پنج بار و در اوقات پنج گانه نماز در مرئي و منظر نماز گزاران و در مقابل ديد انصار و مهاجران كه در صفوف نماز در انتظار مقدمش بودند در آستانه خانه امير مؤمنان و در كنار



[ صفحه 74]



در خانه ي او كه به مسجد باز مي شد مي ايستاد و مي فرمود: «اَلسلامُ عَلَيْكُم يا اَهْلَ الْبَيتِ (إِنَما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيراً)، اَلصلاة الصلاة». [4] .

و اما موضوعات و حوادث مهم ديگر كه جزو اصول اسلام نبوده، آنها نيز از ديد وسيع و چشم حقيقت بين آن حضرت به دور نمانده و وقوع چنين حوادث را پيشاپيش به اطلاع مسلمانان رسانيده و از تحقق اين پيش آمدها در آينده دور و نزديك خبر داده است كه اين نوع حوادث در اصطلاح محدثين (ملاحم) و خبر دادن از اين حوادث، اخبار غيبي و پيشگوئي ناميده مي شود و گاهي بخود اين نوع اخبار ملاحم اطلاق مي گردد.

اينك از ميان ملاحم زيادي كه رسول خدا (صلي الله عليه وآله) از آنها خبر داده است به نقل دو نمونه اكتفا مي كنيم:


پاورقي

[1] صحيح مسلم، ج 4، ح 2404 ـ سنن ترمذي، ص 5 ـ كتاب المناقب، ح 3808. سنن ابن ماجه مقدمه، ح 115.

[2] سنن ترمذي، ج 5 ـ كتاب المناقب، ح 3796 ـ مسند احمد، ج 1، ص 331.

[3] سنن ترمذي، ج 5 ـ المناقب، ح 3815 ـ مسند احمد، ج 1، ص 331 و ج 2، ص 26.

[4] اين مطلب در طي چندين حديث در كتب تفسير در ذيل تفسير آيه تطهير آمده است و متن يكي از اين احاديث كه در تفسيرالدُر المنثور، ج 5، ص 199 و در الميزان، ج 16، ص 337 نقل گرديده اين است: «واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال شهدنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) تسعة اشهر يأتي كل يوم باب علي بن ابي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلوة فيقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اهل البيت، انما يريدالله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيراً، الصلوة رحمكم الله».


حكم الامام الصادق في الصفات الذميمة


1- قال عليه السلام: حرم الحريص خصلتين، و لزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، و حرم الرضا فافتقد اليقين.

2- قال عليه السلام: ليس شي ء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل.

3- قال عليه السلام: أدني ما يخرج به الرجل من الايمان أن يواخي الرجل علي دينه فيحصي عليه عثراته و زلاته ليعنفه بها يوما.

4- قال عليه السلام: ستة لا تكون في مؤمن: العسر و الكند و الحسد و اللجاجة و الكذب و البغي.



[ صفحه 182]



5- قال عليه السلام: أدوا الأمانة و لو الي قاتل الحسين بن علي.

6- قال عليه السلام: ان الله عزوجل لم يبعث نبيا الا بصدق الحديث و أداء الأمانة الي البر و الفاجر.

7- قال عليه السلام: من بري ء من البخل نال الشرف.

8- قال عليه السلام: عجبت لمن يبخل بالدنيا و هي مقبلة عليه، أو يبخل بها و هي مدبرة عنه، فلا الانفاق مع الاقبال يضره، و لا الامساك مع الادبار ينفعه.

9- قال عليه السلام: حسب البخيل من بخله سوء الظن بربه، من أيقن بالخلف جاد بالعطية.

10- قال عليه السلام: ان البخيل من كسب مالا من غير حله و أنفقه في غير حقه.

11- قال عليه السلام: ليس لبخيل راحة

12- قال عليه السلام: البخيل من بخل بالسلام.



[ صفحه 183]



13- قال عليه السلام: ان أبغض الخلق الي الله عبد اتقي الناس لسانه.

14- قال عليه السلام: ان الله يبغض كثرة النوم و كثرة الفراغ.

15- قال عليه السلام: ثلاثة مكسبة للبغضاء: النفاق و البغض و الصحب.

16- قال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي ليبغض المنفق سلعته بالأيمان.

17- قال عليه السلام: اذا اتهم المؤمن؟ أخاه انماث الايمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء.

18- قال عليه السلام: الجبارون أبعد الناس من الله عزوجل يوم القيامة.

19- قال عليه السلام: لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحد منهم.



[ صفحه 184]



20- قال عليه السلام: ان من أجاب في كل ما يسأل عنه لمجنون.

21- قال عليه السلام: من سوف الحج حتي يموت بعثه الله يهوديا أو نصرانيا.

22- قال عليه السلام: ثلاثة يدخلهم الله النار بغير حساب: امام جائر، و تاجر كذوب، و شيخ زان.

23- قال عليه السلام: آفة الدين: الحسد، و العجب، و الفخر.

24- قال عليه السلام: ان أعظم الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا ثم خالفه الي غيره.

25- قال عليه السلام: من حقر مؤمنا مسكينا لم يزل الله له حاقرا ماقتا حتي يرجع عن محقرته اياه.

26- قال عليه السلام: من حلف علي يمين و هو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله عزوجل.



[ صفحه 185]



27- قال عليه السلام: ما من مؤمن يخذل أخاه، و هو يقدر علي نصرته الا خذله الله في الدنيا و الآخرة.

28- قال عليه السلام: لا ايمان لمن لا حياء له.

29- قال عليه السلام: اياكم و الخصومة، فانها تشغل القلب و تورث النفاق، و تكسب الضغائن.

30- قال عليه السلام: ان سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

31- قال عليه السلام: اياك و خصلتين الضجر و الكسل، فانك ان ضجرت لم تصبر علي حق، و ان كسلت لم تؤد حقا.

32- قال عليه السلام: ان الله جعل للشر أقفالا، و جعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، و أشر من الشراب الكذب.

33- قال عليه السلام: شرب الخمر مفتاح كل شر، و شارب الخمر مكذب بكتاب الله عزوجل و لو صدق كتاب الله حرم حرامه.



[ صفحه 186]



34- قال عليه السلام: يجبل المؤمن علي كل طبيعة الا الخيانة و الكذب.

35- قال عليه السلام: شر الرجال التجار الخونة.

36- قال عليه السلام: الغضب ممحقة لقلب الحكيم، و من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

37- قال عليه السلام: من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له، و لم يأجره الله علي ظلامته.

38- قال عليه السلام: لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله.

39- قال عليه السلام: لا دين لمن لا عهد له.

40- قال عليه السلام: اياكم و التهاون بأمر الله عزوجل، فانه من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة.



[ صفحه 187]



41- قال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي فوض الي المؤمن كل شي ء الا اذلال نفسه.

42- قال عليه السلام: اني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم الا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، و صاحب هوي، و الفاسق المعلن.

43- قال عليه السلام: من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال.

44- قال عليه السلام: من طلب الرئاسة بغير حق، حرم الطاعة له بحق.

45- قال عليه السلام: اياك و الرياء، فانه من عمل لغير الله، و كله الله الي من عمل له.

46- قال عليه السلام: كل رياء شرك، انه من عمل للناس كان ثوابه علي الناس.

47- قال عليه السلام: المستبد برأيه موقوف علي مداحض الزلل.



[ صفحه 188]



48- قال عليه السلام: اتقوا الحالقة، فانها تميت الرجال، قلت: و ما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم.

49- قال عليه السلام: كفي بالمرء اثما أن يضيع من يعول.

50- قال عليه السلام: من اعتدل يوماه فهو مغبون، و من كان في غده شرا من يومه فهو مفتون، و من لم يتفقد النقصان في نفسه دام نقصه، و من دام نقصه فالموت خير له.

51- قال عليه السلام: ما ضاع مال في بر و لا بحر الا بتضييع الزكاة، فحصنوا أموالكم بالزكاة.

52- قال عليه السلام: السراق ثلاثة: مانع الزكاة، و مستحل مهور النساء، و كذلك من استدان و لم ينو قضاءه.

53- قال عليه السلام: ان أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أقر نطفته في رحم ترحم عليه.

54- قال عليه السلام: الذنوب التي تحبس الرزق: الزنا.



[ صفحه 189]



55- قال عليه السلام: علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر، و الحنين الي الزنا، و بغضنا أهل البيت.

56- قال عليه السلام: مدمن الزنا و السرق و الشرب كعابد وثن.

57- قال عليه السلام: من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزوجل، ان الله عزوجل يقول: (ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) [النور: 32].

58- قال عليه السلام: أغلب الأعداء للمؤمن زوجة السوء.

59- قال عليه السلام: اذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار، فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها.

60- قال عليه السلام: ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتي يحوجه الله اليها و يثبت له بها النار.



[ صفحه 190]



61- قال عليه السلام: ثلاثة تورث الحرمان: الالحاح في المسألة، و الغيبة، و الهزء.

62- قال عليه السلام: ثلاثة يشكون الي الله عزوجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، و عالم بين جهال، و مصحف معلق قد وقع عليه غبار، لا يقرأ فيه.

63- قال عليه السلام: المسجون من سجنته دنياه عن آخرته.

64- قال عليه السلام: لا يطمعن المستهزي ء بالناس في صدق المودة.

65- قال عليه السلام: عقوق الوالدين من الكبائر، لأن الله جعل العاق عصيا شقيا.

66- قال عليه السلام: ليس فيما أصلح البدن اسراف...، انما الاسراف فيما أتلف المال و أضر بالبدن.

67- قال عليه السلام: أيما مؤمن خضع لصاحب سلطان، أو من يخالطه علي دينه طلبا لما في يديه من دنياه، أخمله الله



[ صفحه 191]



و مقته عليه، و وكله اليه، فان هو غلب علي شي ء من دنياه و صار في يده منه شي ء، نزع الله البركة منه.

68- قال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة.

69- قال عليه السلام: انما الشحيح من منع حق الله، و أنفق في غير حق الله عزوجل.

70- قال عليه السلام: ثلاثة تعقب مكروها: حملة البطل في الحرب من غير فرصة، و ان رزق الظفر، و شرب الدواء من غير علة و ان سلم منه، و التعرض للسلطان و ان ظفر الطالب بحاجته منه.

71- قال عليه السلام: كفي بالمرء خزيا أن يلبس ثوبا يشهره، أو يركب دابة مشهورة.

72- قال عليه السلام: ان الله يبغض شهرة اللباس.

73- قال عليه السلام: ليس من شيعتنا من قال بلسانه، و خالفنا في أعمالنا و آثارنا.



[ صفحه 192]



74- قال عليه السلام: المن يهدم الصنيعة.

75- قال عليه السلام: خصلتين مهلكتين: تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم.

76- قال عليه السلام: لا تقبل صلاة شارب المسكر أربعين يوما، الا أن يتوب.

77- قال عليه السلام: من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتي يفتتن.

78- قال عليه السلام: لو أن رجلا ضرب رجلا سوطا لضربه الله سوطا من النار.

79- قال عليه السلام: اذا أردت أن تقر عينك و تنال خير الدنيا و الآخرة، فاقطع الطمع عما في أيدي الناس.

80- قال عليه السلام: من أعان ظالما علي مظلوم، لم يزل الله عزوجل عليه ساخطا، حتي ينزع عن معونته.

81- قال عليه السلام: من أطاع رجلا في معصية فقد عبده.



[ صفحه 193]



82- قال عليه السلام: ما أقر قوم بالمنكر بين أظهرهم، و لا يعيرونه الا أوشك أن يعمهم الله عزوجل بعقاب من عنده.

83- قال عليه السلام: ان الله فوض الي المؤمن أموره كلها، و لم يفوض اليه أن يكون ذليلا.

84- قال عليه السلام: انه ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه، و مرافقة من رافقه، و ممالحة من مالحه، و مخالقة من خالقه.

85- قال عليه السلام: لا يطمعن المستهزي ء بالناس في صدق المودة.

86- قال عليه السلام: أنقص الناس عقلا من ظلم دونه، و لم يصفح عمن اعتذر اليه.

87- قال عليه السلام: أشد الناس عذابا عالم لا ينتفع من علمه بشي ء.



[ صفحه 194]



88- قال عليه السلام: لا والله، لا يقبل الله شيئا من طاعته علي الاصرار علي شي ء من معاصيه.

89- قال عليه السلام: ان المتكبرين يجعلون في صورة الذر يتوطاهم الناس حتي يفرغ الله من الحساب.

90- قال عليه السلام: اذا لقيتم العبد متفقدا لذنوب الناس، ناسيا لذنوبه، فاعلموا أنه قد مكر به.

91- قال عليه السلام: من أنب مؤمنا أنبه الله في الدنيا و الآخرة.

92- قال عليه السلام: من وثق بثلاثة كان مغرورا: من صدق بما لا يكون، و ركن الي من لا يثق به، و طمع فيما لا يملك.

93- قال عليه السلام: لا يغرنكم بكاؤهم، فان التقوي في القلب.

94- قال عليه السلام: المغرور في الدنيا مسكين، و في الآخرة مغبون؛ لأنه باع الأفضل بالأدني.



[ صفحه 195]



95- قال عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.

96- قال عليه السلام: المقيم علي الذنب، و هو منه مستغفر كالمستهزي ء.

97- قال عليه السلام: لا تغتب فتغتب، و لا تحفر لأخيك حفرة فتقع فيها فانك كما تدين تدان.

98- قال عليه السلام: اياك و الغيبة فانها ادام كلاب النار.

99- قال عليه السلام: من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عزوجل: (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) [النور: 19].

100- قال عليه السلام: لا تدع اليقين بالشك، و المكشوف بالخفي، و لا تحكم علي ما لم تره بما يروي لك عنه، و قد عظم الله عزوجل أمر الغيبة و سوء الظن باخوانك المؤمنين.

101- قال عليه السلام: من روي علي مؤمن رواية يريد بها



[ صفحه 196]



شينه و هدم مروته ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله عزوجل من ولايته الي ولاية الشيطان.

102- قال عليه السلام: الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليه، فأما اذا قلت ما ليس فيه، فذلك قول الله: (فقد احتمل بهتانا و اثما مبينا (112)) [النساء: 112].

103- قال عليه السلام: اذا جاهر الفاسق بفسقه، فلا حرمة له و لا غيبة.

104- قال عليه السلام: ان من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه.

105- قال عليه السلام: من أفتي الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم، و من دان بما لا يعلم فقد ضار الله حيث أحل و حرم فيما لا يعلم.

106- قال عليه السلام: اياك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم.

107- قال عليه السلام: من لم يسأل الله من فضله افتقر.



[ صفحه 197]



108- قال عليه السلام: لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة.

109- قال عليه السلام: أبعد ما يكون العبد من الله عزوجل اذا لم يهمه الا بطنه و فرجه.

110- قال عليه السلام: ثلاثة أشياء من احتقرها من الملوك تفاقمت عليه: خامل قليل الفضل شذ عن الجماعة، وداعية الي بدعة جعل جنته الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أهل بلد جعلوا لأنفسهم رئيسا يمنع السلطان من اقامة الحكم فيهم.

111- قال عليه السلام: لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن.

112- قال عليه السلام: لا تكذب فيذهب بهاؤك.

113- قال عليه السلام: من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتي اليه، حيث احتذي مثاله.



[ صفحه 198]



114- قال عليه السلام: العالم لا يتكلم بالفضول.

115- قال عليه السلام: لا تغتر بقول الجاهل و لا بمدحه، فتكبر و تجبر و تعجب بعملك؛ فان أفضل العمل العبادة و التواضع.

116- قال عليه السلام: قلة الصبر فضيحة.

117- قال عليه السلام: من ماري حليما أقصاه، و من ماري سفيها أرداه.

118- قال عليه السلام: لا تمازح فيجترأ عليك.

119- قال عليه السلام: المشي المستعجل يذهب ببهاء المؤمن و يطفي ء نوره.

120- قال عليه السلام: من طلب مالا بغير حق حرم بقاءه له بحق.

121- قال عليه السلام: اذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجي منهم اثنان دون صاحبهما، فان ذلك مما يحزنه و يؤذيه.



[ صفحه 199]



122- قال عليه السلام: ثلاثة تعقب الندامة: المباهاة و المفاخرة و المعازة.

123- قال عليه السلام: النظرة سهم من سهام ابليس مسموم، من تركها لله عزوجل لا لغيره أعقبه الله ايمانا يجد طعمه.

124- قال عليه السلام: النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، و كفي بها لصاحبها فتنة.

125- قال عليه السلام: كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه، و كم من مستدرج بستر الله عليه.

126- قال عليه السلام: اني لأكره للرجل أن يكون عليه نعمة من الله فلا يظهرها.

127- قال عليه السلام: لا تدع النفس و هواها، فان هواها رداها، و ترك النفس و ما تهوي أذاها، و كف النفس عما تهوي داوها.



[ صفحه 200]



128- قال عليه السلام: أربع من علامات النفاق: قساوة القلب، و جمود العين، و الاصرار علي الذنب، و الحرص علي الدنيا.

129- قال عليه السلام: للمنافق ثلاث علامات: يخالف لسانه قلبه، و قلبه فعله، و علانيته سريرته.

130- قال عليه السلام: من لقي الناس بوجه وعابهم بوجه جاء يوم القيامة و له لسانان من نار.

131- قال عليه السلام: اعلم أنه من لم ينفق في طاعة الله ابتلي بأن ينفق في معصية الله عزوجل، و من لم يمش في حاجة ولي الله ابتلي بأن يمشي في حاجة عدو الله عزوجل.

132- قال عليه السلام: الساعي قاتل ثلاثة: قاتل نفسه و قاتل من يسعي به، و قاتل من يسعي اليه.

133- قال عليه السلام: اياك و النميمة؛ فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال.



[ صفحه 201]



134- قال عليه السلام: طلبت نور القلب فوجدته في التفكر و البكاء، و طلبت الجواز علي الصراط فوجدته في الصدقة، و طلبت نور الوجه في صلاة الليل.

135- قال عليه السلام: ان المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه.

136- قال عليه السلام: انما الغريب الذي يكون في دار الشرك.

137- قال عليه السلام: ان العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا.

138- قال عليه السلام: الغناء يورث النفاق، يعقب الفقر.

139- قال عليه السلام: أصول الكفر ثلاثة: الحرص، و الاستكبار و الحسد، فأما الحرص فآدم حين نهي عن الشجرة حمله الحرص علي أن يأكل منها، و أما الاستكبار



[ صفحه 202]



فابليس حين أمر بالسجود فأبي، و أما الحسد فابنا آدم حين قتل أحدهما صاحبه حسدا.

140- قال عليه السلام: اذا فشت أربعة ظهرت أربعة: اذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، و اذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، و اذا جار الحاكم في القضاء أمسكت القطر من السماء، و اذا خفرت الذمة نصر المشركون علي المسلمين.

141- قال عليه السلام: خمس خصال من فقد واحدة منهن لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، مشغول القلب: فأولها صحة البدن، و الثانية الأمن، و الثالثة السعة في الرزق، و الرابعة الأنيس الموافق - قلت: و ما الأنيس الموافق؟ قال الزوجة الصالحة، و الولد الصالح - و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال: الدعة.

142- قال عليه السلام: خمسة لا ينامون: الهام بدم يسفكه، و ذو المال الكثير لا أمين له، و القائل من الناس الزور



[ صفحه 203]



و البهتان عن عرض من الدنيا يناله، و المأخوذ بالمال الكثير و لا ماله له، و المحب حبيبا يتوقع فراقه.

143- قال عليه السلام: للزاني: ست خصال، ثلاث في الدنيا، و ثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فانه يذهب بنور الوجه، و يورث الفقر، و يعجل الفناء، و أما التي في الآخرة فسخط الرب جل جلاله، و سوء الحساب، و الخلود في النار.

144- قال عليه السلام: ان العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة، فاذا بلغ أربعين سنة أوحي الله عزوجل الي ملائكته أني قد عمرت عبدي عمرا و قد طال فغلظا و شددا، و تحفظا، واكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره.



[ صفحه 205]




سعادة الانسان


و تحدث الامام عليه السلام عما يوجب سعادة الانسان في هذه الدنيا، فقال: و من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، و يكون خلطاؤه صالحين، و يكون له ولد يستعين بهم» [1] .

حقا أن من ظفر بهذه الأمور فقد ظفر بخير الدنيا، و كان من السعداء فيها.


پاورقي

[1] الخصال (ص 245).


مع هشام بن عبدالملك


و عرف هشام بن عبدالملك بالحقد علي الأسرة النبوية، و البغض لها، و قد عهد للمباحث و رجال الأمن بمراقبة العلويين و التعرف علي تحركاتهم و الوقوف علي نشاطاتهم السياسية، و قد احاطته استخباراته علما بسمو مكانة زيد، و أهمية مركزه الاجتماعي، و ما يتمتع به من القابليات الفذة التي اوجبت احتفاف الجماهير حوله، و تطلعهم الي حكمه، و أخذ هشام يبغي له الغوائل و يكيد له في غلس الليل و في وضح النهار، و عهد الي عامله علي يثرب بأشخاصه اليه، و لما شخص الي دمشق حجبه عنه



[ صفحه 69]



مبالغة في توهينه و الاستهانة به، و قد احتف به أهل الشام لما رؤوا ما اتصف به من سموا الخلق. و بليغ النطق و قوة الحجة، و التحرج في الدين، و بلغ ذلك هشاما فتميز من الغيظ فاستشار بعض مواليه، و طلب منه الرأي للحط من شأنه و توهينه أمام أهل الشام فأشار عليه أن يأذن للناس اذنا عاما، و يحجب زيدا ثم يأذن له في آخر الناس فاذا دخل عليه و سلم فلا يرد عليه سلامه و لا يأمره بالجلوس، و حسب أن ذلك موجب للحط من شأنه و التوهين بشخصيته و فعل هشام ذلك، فلما دخل زيد و سلم لم يرد عليه سلامه فثار زيد في وجهه - فيما يقول بعض المؤرخين - و خاطبه بعنف قائلا:

«السلام عليك يا أحول فانك تري نفسك أهلا لهذا الاسم...» [1] و نسفت هذه الكلمات جبروت الطاغية، و اطاحت بغلوائه، فصاح بزيد: «بلغني أنك تذكر الخلافة، و تتمناها، و لست أهلا لها، و أنت ابن أمة...»

و انبري زيد يسخر منه، و يدلي بحجته في تفنيد قول هشام قائلا: «ان الامهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات، و قد كانت أم اسماعيل أمة لأم اسحاق فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبيا، و جعله أبا للعرب، و أخرج من صلبه خير الانبياء محمد (ص)...» [2] .

و فقد هشام توازنه امام هذا المنطق الفياض، و سرت الرعدة في أوصاله فراح يتهجم علي الامام محمد الباقر (ع) فقال له:

«ما يصنع أخوك البقرة؟...»



[ صفحه 70]



و لا يلجأ الي هذا المنطق الرخيص الا كل جاهل يعوزه الدليل، و البرهان و شعر زيد بألم حينما سب أخاه فالتفت الي الطاغية قاتلا:

«سماه رسول الله الباقر، و تسميه البقرة، اشد ما اختلفتما لتخالفنه في الآخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة و ترد النار...» [3] .

و زعزعت هذه الكلمات عرش الطاغية و ابرزته امام أهل الشام كأقذر مخلوق لا يستحق أن يكون شرطيا فكيف يكون خليفة علي المسلمين؟ مع مخالفته لرسول الله (ص)؟ و فقد هشام صوابه فصاح بجلاوزته ان يخرجوا زيدا من مجلسه (30) و خرج زيد و قد ملي ء قلب هشام غيظا و الما، و راح الطاغية يقول لأسرته:

«الستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا، لا لعمري ما انقرض قوم هذا خلفهم...» [4] .

و خرج زيد و قد امتلئت نفسه حماسا و عزما علي اعلان الثورة علي الحكم الأموي الذي كفر بجميع القيم الانسانية و استهان بكرامة الناس، و قد أعلن زيد شرارة الثورة بكلمته الخالدة التي اصبحت شعارا للثوار و نشيدا لهم علي الخوض في ميادين الكفاح و النضال قائلا:

«ما كره قوم حر السيوف الا ذلوا..»

و قد جرت هذه المقابلة بين زيد و بين هشام في حياة الامام الباقر (ع) و لم تشر المصادر التي بايدينا الي السنة التي وقعت فيها و علي أي حال فمنذ تلك اللحظة عزم زيد علي الثورة، و القيام بمناهضة الحكم الأموي،



[ صفحه 71]



يقول بعض شيعته دخلت عليه فسمعته يتمثل بقول الشاعر:



و من يطلب المجد الممنع بالقنا

يعش ماجدا أو تخترمه المخارم



متي تجمع القلب الذكي و صارما

وانفا حميا تجتنبك المظالم



و كنت اذا قوم غزوني غزوتهم

فهل أنا في ذا يالل همدان ظالم [5] .



و دل هذا الشعر علي تصميمه علي الثورة، و الخوض في ميدان الكفاح المسلح ليعش ماجدا كريما تجتنبه المظالم، و يصد عنه كيد المعتدين... لست أيها الثائر العظيم ظالما و لا باغيا و انما انت منقذ و محرر للأمة العربية و الاسلامية من الظلم و الجور و الاستبداد.


پاورقي

[1] تهذيب ابن عساكر 6 / 22.

[2] الكامل لابن الأثير 5 / 84.

[3] شرح النهج 1 / 315، عمدة الطالب (ص 83).

[4] عمدة الطالب.

[5] مقاتل الطالبيين (ص 129).


دنيا عالم خواب است


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام به جابر كه از ايشان اندرزي خواسته بود فرمودند:

اي جابر دنيا را (چونان) مالي بدان كه در عالم خواب به دست مي آوري و چون بيدار مي شوي چيزي از آن با خود نمي يابي. آيا نصيب تو از دنيا چيزي جز همان جامه اي است كه مي پوشي و كهنه اش مي كني. يا همان خوراكي است كه (مي خوري و سپس) به آن تبديل مي شود كه خود مي داني؟ پس، شگفت از مردمي است كه اولين هاي آنان از آخرين هايشان گرفته شده (و رفته اند) و آنگاه در ميان ايشان بانگ رحيل سر داده شده است، ليكن همچنان بي خبر سرگرم بازي اند. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 78 / 190 باب 23 و ص 279 باب 24 ميزان الحكمه: ج 14، ح 22126 تنبيه الخواطر: 2 / 30.


آثار دعا


أكثروا من أن تدعوا الله فان الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه و قد وعد عباده المؤمنين بالاستجابة و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة [1] ؛ به درگاه خداي متعال فراوان دعا كنيد؛ زيرا خدا دوست دارد كه بندگان با ايمانش به درگاه او دعا كنند و به آنها وعده اجابت داده است. خدا دعاي مؤمنان را در روز قيامت به صورت عملي در مي آورد كه با آن در بهشت بر پاداش و جايگاهشان مي افزايد.

دعا و كوشش دو راه رسيدن به اهداف و آرزوها است. هيچ كدام از اين دو كار بر ديگري برتري ندارد و هر دو با هم انسان را به نتيجه دلخواه مي رساند، درست مانند دو رشته سيم كه با يكديگر لامپ را روشن مي كنند. همان خدايي كه فرموده است: «و أن ليس للانسان الا ما سعي [2] ؛ براي انسان جز حاصل تلاش او نيست» و «و أن سعيه سوف يري [3] ؛ [نتيجه] كوشش او به زودي ديده خواهد شد»، در جاي ديگر مي فرمايد: «قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعآؤكم [4] ؛ بگو اگر دعاي شما نباشد، پروردگارم هيچ اعتنايي به شما نمي كند».

هيچ كدام از اين دو به تنهايي و بدون وجود ديگري ثمربخش نيست. همان طور كه



[ صفحه 106]



كوشش بدون دعا نتيجه ندارد، دعا بدون سعي و كوشش نيز فايده اي به همراه نخواهد داشت؛ چرا كه اراده ي خالق يكتا بر اين تعلق گرفته است كه اين دو با يكديگر اثر داشته باشند.

در سيره معصومين عليهم السلام نيز جايي نيست كه وجود مقدس آن بزرگواران يكي از اين دو كار را بدون ديگري سفارش كرده باشند.

پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم كه خداوند در وصف ايشان فرموده است: «لولاك لما خلقت الافلاك [5] ؛ اگر تو نبودي افلاك را نمي آفريدم»، با وجود اين كه هميشه دست به دعا بودند و از خداوند استمداد مي طلبيدند، دست از تلاش نيز بر نمي داشتند و همواره مشغول تبليغ اسلام و آماده سازي مسلمانان براي ايستادگي در برابر مشركان بودند.

حضرت امام صادق عليه السلام در اين بخش از رساله خويش، شيعيان را به زياد دعا كردن و استمرار در اين كار فرا مي خواند. انسان بايد براي هر خواسته مشروعي دعا نمايد و دعا كردنش استمرار داشته باشد، به نحوي كه بگويند: زياد دعا مي كند. دعا كردن بايد به گونه اي باشد كه انسان خود باور كند كه دست كم پايين ترين درجه ي دعا را انجام داده و در اين امر كوتاهي نكرده است. در جمله «اكثروا من ان تدعوا الله» متعلق دعا حذف شده است و حذف متعلق افاده عموم مي كند؛ يعني بايد در همه چيز دعا كرد. تنها جايي كه نبايد دعا كرد، دعا كردن براي محرمات است. در غير اين مورد، دعا كار پسنديده اي است.

«فان الله يحب من عباده المؤمنين...»، مرحوم علامه مجلسي در مورد اين عبارت فرموده است: مراد آن است كه خداوند از بين اعمالي كه بندگان مؤمن او انجام مي دهند دعا كردن آنها را دوست دارد، نه اين كه فقط خداوند بنده اي را كه دعا مي كند دوست دارد. ظاهر عبارت نيز نظير ايشان را مي رساند. البته، اين منافات با آن ندارد كه خداوند اعمال ديگري را نيز دوست داشته باشد، ولي اين يك شاخص است و در همين حد مي توان گفت كه خداوند دعا كردن مؤمنان را دوست دارد.



[ صفحه 107]




پاورقي

[1] متن نامه.

[2] نجم، آيه 39.

[3] نجم، آيه 40.

[4] فرقان، آيه 77.

[5] بحارالانوار، ج 16، ص 405؛ تأويل الآيات، ص 430؛ مناقب ابن شهر آشوب، ج 1، ص 216.


سود بي زيان


اگر انسان درست فكر كند، مي بيند يكي از اين سه حالت را داراست: يا گرفتار است، يا مرتكب خطا شده است، يا در نعمت پروردگار به سر مي برد.

البته بايد كاري كند كه در حالت اول گرفتاري او رفع شود و در حالت دوم گناهش را جبران كند و در حالت سوم نعمتش زوال نپذيرد. آيا براي حصول اين منظور، راهي هست؟ آري، اگر دعا كند، گرفتاري او بر طرف مي شود. اگر توبه كند، گناه او بخشوده مي شود. و اگر شكر كند، نعمت او پايدار مي ماند.

ثلاث لا يضر معهن شي ء، الدعآء عندالكرب و الاستغفار عند الذنب، و الشكر عند النعمة. [1] .

سه چيز است كه با بودن آنها چيزي زيان نمي رساند: دعا در وقت گرفتاري و سختي، طلب آمرزش به هنگام ارتكاب گناه و سپاسگزاري در موقع داشتن نعمت.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 95.


رساله ي حقوق


################

مدينه و بلاد اطراف آن


از همان موقع كه چراغ اموي ها به خاموشي مي گرائيد و سير نزولي پيش گرفته بودند و هيجانات و انقلابات بي سابقه اي از طرف دسته هاي مختلف مردم اطراف آنها را فراگرفته بود كه تا آن روز بني اميه نظير آنها را به چشم نديده بود و در اين مورد سابقه اي نداشتند شعله درخشان اين آتش و انقلاب به دو منظور يكي دعوت مردم به طرف بني عباس و ديگري اولاد علي (ع) بود و با اينكه هدف و منظور هر دو گروه يكي، يعني بني هاشم بود و چون دو شمشير كه در يك غلاف قرار دهند به يك هدف قيام كرده بودند.

اما دامنه فعاليت عباسي وسيعتر و هيجان بيشتري از



[ صفحه 224]



آنها ديده مي شد. انقلاب عباسي به غنچه گلي مي ماند كه از دور به نظر باز مي آيد اما داخل آن پيچيده و درهم بود و از درون آن كسي اطلاع نمي يافت.

به اين ترتيب دامنه دعوت مردم به ياري و كمك بني عباس توسعه يافت و در همه بلاد و اطراف مدينه كشيده شد. اما در خود مدينه بيشتر اين انقلاب به خاطر بني هاشم بود كه شاخه ي درخشان آنها اولاد علي بودند.

ولي در مدينه كه چشم شورشيان در تمام بلاد متوجه آنجا بود براي ارضاء و عملي ساختن تمايلات خود چندان نيروئي از لحاظ حكومت و دولت نداشتند و همواره مترصد بودند كه از خارج و از بلاد اطراف به كمك آنها بشتابند و مشكلات ايشان را حل نمايند، از اين رو كم كم از هيجان و آشفتگي آنها كاسته شد به همان اندازه كه قادر بودند به امور و مشكلات بپردازند و تقريبا از اختيار آنها كم كم خارج مي شد چنانچه اعلان كردند هر كس ميل دارد امر خلافت به او واگذار خواهد شد.

گاهي اجتماعي مي كردند و زماني متفرق مي شدند و



[ صفحه 225]



همچنان انقلاب و دگرگوني در ميان آنها برقرار بود اما مثل اينكه از خارج چندان آشكار نبود و بيشتر بين خودشان و در داخل بود.

حال ببينيم جعفر بن محمد (ع) در اين ميان به چه امري پرداخته بود. در وصف او بايد گفت:

شخصي بصير و بسيار كاردان و باهوش و خردمند و بر همه اوضاع آگاه بود و چنانكه در بالا اشاره شد كه از درون انقلاب مدينه كسي آگاه نمي شد اما برعكس امام جعفر گوئي در قلب اين اجتماع بود و همه را خوب مشاهده مي كرد و دعوت مردم را كه در آفاق براي بني عباس پيچيده شده بود خوب مي شنيد.

او مي ديد با اين عمل حق بني عم او را پايمال مي كنند و ظلم و ستم به آنها روا مي دارند. امام جعفر (ع) آنهائي كه در رأس شورش و دعوت قرار داشتند مي شناخت و از اوضاع و احوال آنها به خوبي واقف بود، او با چشم تيزبين خود مي ديد كه اين امر بدون ترديد انجام مي شد و آنها را كه در ميان دسته هاي مختلف نسبت به ديگران جلوتر و زمان و اوضاع و



[ صفحه 226]



احوال با آنها روي موافق نشان مي دهد به خوبي مشاهده كرده، امام جعفر (ع) مي دانست اختلافي كه در داخل مدينه بين طرفداران اولاد امام حسن (ع) و اولاد امام حسين (ع) موجود است مثمرثمري نيست. و اوضاع و امور بيشتر بر وفق مراد عموزاده هاي او يعني بني عباس گرديده، او از باطن و غيب بر اين امر كه بي شك انجام مي شد به خوبي واقف بود و از دريچه غيب ناظر جريانات بود.

از همان موقع كه ماجراي جانگداز طف (كربلا) با از دست دادن يكي از بهترين افراد روي زمين از لحاظ حسب و نسب يعني امام حسين (ع) سبط پيامبر شروع شد و از موقعي كه معاويه به مخالفت با علي (ع) برخاست اهل بيت به دو دسته تقسيم شدند.

عده اي معتقد بودند كه بايد شمشير به دست گرفت و در دفاع از دين به كار برد و پرچم عدل و داد را به اهتزاز درآورد تا دين از گزند حوادث محفوظ بماند. دسته ديگر بر آن شدند كه طريق عزلت و سلامت و انزوا پيش گيرند و در برابر



[ صفحه 227]



حوادث و مبارزات دين سكوت اختيار كنند و دنيا را ترك گويند و هر چند كه عقايد دو گروه مخالف يكديگر بود اما هيچكدام از راه صواب و حق و حقيقت خارج نبودند و هر دو در رديف دشمنان حكومت محسوب مي شدند و بر هيچ يك سرزنش و ملامت روا نبود، زيرا منظور آنها جنگ و نزاع نبود بلكه بيشتر به منظور عداوت و دشمني با دنيا و عدم علاقه به آن بود و قيام آنها همواره متوجه كساني بود كه از راه حق و حقيقت منحرف شده اند و براي اصلاح و هدايت ايشان انجام مي شد، عده اي از شورشيان بني هاشم كه ما آنها را به فرقه شمشير خوانديم و در قلب مدينه سكونت داشتند تصميم گرفتند كه با يكي از اولاد علي بيعت كنند و در اين امر سخت پافشاري نمودند چنان كه مي گفتند بايد كسي كه به اين سمت انتخاب مي شود از بهترين اشخاص و در زهد و تقوي بي مانند باشد و از هر جهت كامل و نقصاني در وجود او ديده نشود و در كمال خلوص نيت و صفاي باطن مزين و آراسته باشد. اين فكر را همچنان دنبال كردند تا اينكه بالاخره تصميم گرفتند هر كس كه براي اين كار انتخاب



[ صفحه 228]



شود آن را به فال نيك بگيرند و نام او را محمد بن عبدالله كه نام رسول اكرم (ص) مي باشد انتخاب نمايند. در ميان فرزندان حسن مثني فرزند حسن بن علي يكي نامش عبدالله بود و او پس از محمد بن علي باقر (ع) در رأس قوم و افضل بر آنها بود. او در اندك مدتي در علم و فضل و دانش و بزرگي پيشرفت كرد و گوي سبقت را از ديگران ربود و آوازه شهرت او در همه جا پيچيد، چنانچه وقتي نزد عمر بن عبدالعزيز به دمشق رفت از وي سخت بيمناك شد و به اين عذر كه بني هاشم به وجودش احتياج فراوان دارند به او گفت به مدينه بازگردد. و البته اين از آن جهت بود كه عمر بن عبدالعزيز از مقام خود بيم داشت و به اين فكر كه مبادا مردم به طرف او بشتابند عذرش را خواست و او را از دمشق بيرون كرد. [1] .

در وصف عبدالله بن مثني همين بس كه يك نفر عرب خالص و هاشمي محض بود. و اجداد او چه از طرف مادر و چه از طرف پدر به موالي غلامان نمي رسيد و همين امر خود موجب فخر و مباهات او بود و مردم نيز به همين واسطه



[ صفحه 229]



بود كه در تأييد و ياري فرزند او محمد كوشيدند و پس از او برادرش ابراهيم نيز مانند محمد از نصرت و ياري و تقويت مردم برخوردار بود. آراء و عقايد رجال و بزرگان متوجه محمد گرديد و همه حاكي از دعوت مردم به طرف او و تأييد او بود و همه در اين امر كه او هادي و راهنماي مردم است متحد و متفق بودند و پيشوائي و امر خلافت را به او منحصر مي دانستند گوئي جز جعفر بن محمد (ع) كه رأي او با ديگران اختلاف زيادي داشت و آنچه را كه او از نظر تيزبين خود مي ديد ديگران از آن اطلاع نداشتند. بيشتر مردم با او موافق بودند.

همين كه ستاره اقبال بني اميه رو به افول گذاشت و در طريق زوال و نيستي سير مي كرد عده اي از اصحاب حق و حقيقت از اهالي مدينه كه بيشتر از بني هاشم و انصار بودند در (ابواء) [2] اجتماع كردند. محل اجتماع ابتداء خانه عباس و حسن بود و سيل جمعيت در خانه ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس نيز مانند خانه عباس ديده مي شد كه



[ صفحه 230]



ابوجعفر منصور و صالح بن علي نيز از ياران و موافقين او بودند. و پس از آنها خانه اي كه مي توان گفت از لحاظ جمعيت در درجه دوم شباهت به خانه حسن بن علي داشت خانه عبدالله بن حسن مثني بود كه فرزندانش محمد و ابراهيم نيز با او بودند در ميان اين اجتماع بعضي از اولاد عثمان نيز ديده مي شدند و اولين دسته اي كه در اين ميان آغاز سخن كرد اولاد عباس بود به اين ترتيب كه صالح بن علي بر منبر رفت و از مردم خواست كه با يكي از رجال قوم آنها بيعت كنند و عبدالله بن مثني نيز كه در سخن گفتن در آن وقت كسي به پايه او نمي رسيد بيانات او را تأييد كرد. به تعريف و بيان صفات فرزند خويش محمد پرداخت و در حالي كه او را كانديد رياست و خلافت كرده بود حسب و نسب او را تشريح مي كرد و به گوش مردم مي رساند. مردم نيز قول عبدالله را پذيرفتند و آن را مورد تأييد قرار دادند. پس مردم از جاي خود برخاسته و دست محمد را گرفتند و با او بيعت كردند و دست او را از روي محبت فشردند. در ميان آنها كسي كه بيش از همه به محمد بن عبدالله علوي ابراز علاقه مي كرد و از وي استقبال بي نظيري نمود



[ صفحه 231]



ابوجعفر منصور عباسي بود. منصور با محمد بيعت كرد و در حالي كه سخت مورد اعجاب او بود به تقويت و اجلال و بزرگي او بكوشيد. و در آن وقت بيش از هر كس به دعوت مردم به سوي او بپرداخت، او در حالي كه قباي زردي بر تن داشت در بيعت او درآمد و محمد را از لحاظ دلاوري و لباس بر همه ترجيح داد و او را يگانه عصر قرار داد.

منصور همچنان در اين فكر باقي بود و در هر محل و هر موقع به تقويت و تحسين او مي پرداخت و افكار مردم را متوجه او مي ساخت تا آنجا كه گويند با او به حج رفت و براي انتشار و عمومي ساختن اين امر يك بار ديگر در مسجدالحرام دست بيعت به سوي او دراز كرد.

وقتي محمد خواست مسجد را ترك كند منصور جلو آمد و به احترام او ركابش را گرفت. و چون در اين مورد از او پرسيدند گفت: اين شخص محمد بن عبدالله و همان كسي است كه در ميان قوم راهنما و هادي ما خواهد بود. [3] .



[ صفحه 232]




پاورقي

[1] الخليفة الزاهد ص 206.

[2] محلي است در قسمت بالاي مدينه.

[3] غاية الاختصار ص 27.


دلايل اصلي ظلمت علمي اروپا


اگر كوپرنيك در يكي از كشورهاي فرانسه يا آلمان يا اسپانيا يا ناپل سكونت داشت به طور حتم گرفتار سازمان تفتيش عقايد «انگيزيسيون» مي گرديد.

امام جعفرصادق عليه السلام در آن زمان توانست در كمال قدرت و توانايي علمي خود نظريه بطلميوس و گردش خورشيد به دور زمين را رد كند اما دانشجويان دانشگاههاي اروپا در قرن اول و دوم تجدد قادر به درك اين مطلب و همچنين پي بردن به صحيح يا نادرست بودن آن نبودند.


درس يقين به مبدأ


شخصي آمد نزد امام صادق عليه السلام گفت يا اباعبدالله خداي را به من نشان ده آن حضرت فرمود كه مگر نشنيدي كه به موسي گفتند لن تراني آن شخص گفت آري ولي اين ملت محمد است كه يكي فرياد مي كند كه رأي قلبي ربي ديگري نعره مي زند كه لم اعبد ربا لم اره امام فرمود او را ببنديد و در دجله اندازيد او را بستند در دجله انداختند آب او را فروبرد و باز بالا آورد گفت يابن رسول الله الغياث الغياث باز امام فرمود اي آب او را فروبگير آب او را فروبرد باز گفت الغياث الغياث بار ديگر امام فرمود اي آب او را فروببر تا چند نوبت پس اميدش از خلق منقطع شد و گفت الهي الغياث الغياث امام فرمود او را بگيريد چون ساعتي بيرون آوردند ساعتي بگذشت تا قرار گرفت فرمود چگونه اي گفت تا دست در غير مي زدم در حجاب بودم و چون به كلي از خلق مأيوس شدم و بريدم و پناه به خدا بردم روزنه اي در دلم پديدار شد و چون از آنجا مي نگريستم



[ صفحه 53]



آنچه مي جستم مي ديدم و اضطرار نداشتم كه امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء.

امام صادق عليه السلام فرمود اكنون روزنه را نگاهدار و هر كه خداي را بر چيزي و يا چيزي را بر او تصور كند او كافر است.

اين درس عملي را داد تا بفرمايد اي بندگان خدا در غرق دريا كه از همه چيز و همه كس اميد را مي بريد به آن كس كه توجه پيدا مي كنيد آن خداوند است كه شما را آفريده است و آن خداي را با چشم سر نمي توان ديد و به چيزي نمي توان تشبيه نمود، بلكه با ديده دل بايد او را دريافت.

سپس فرمود:

هر گناهي كه اولش ترس بوده آخرش عذر باشد و هر گناه كه بنده را به خداي خود نزديك كند و هر طاعتي كه اول آن امن بود آخر آن عجب باشد آن طاعت بنده را از خداي خود دور سازد چه مطيع با عجب عاصي است و عاصي با عذر مطيع است.


مذهب جعفري و عوامل نشر آن


مذهب جعفري مذهب اهل بيتي است كه در حق آنها آيه تطهير نازل شد.

الذين اذهب الله عنه الرجس و طهرهم تطهيرا - و مقدم ترين و اصل و ريشه و حقيقت مذهب اسلام است زيرا تعليماتش مستقيم از پيغمبر خدا بوسيله ذوي القربي و اهل بيت او به مردم تعليم گرديده و چون در تحولات سياسي تاريخ قرن اول مخالفين و جاه طلبان نمي گذاشتند اين حقيقت چهره خود را برافروزد فرصتي براي بسط و توسعه معارف اسلام رخ نداد تا زمان امام جعفر صادق عليه السلام موفق گرديد اين اصول و فروع را به نحو اكمل به مردم بياموزد و بزرگترين عامل نشر مذهب جعفري حقيقت دين و مباني علمي آن بوده كه با استدلال و برهان قابل قبول علوم و فنون اسلامي به مردم آموخته شده و تحولات تاريخي از قرن دوم به بعد همه مؤيد تقويت و تحكيم مباني نشر و توسعه مذهب جعفري قرار گرفت و دين اسلام از راه مذهب جعفري شهرت روزافزوني در همه كشورهاي اسلامي و غير اسلامي گرفت.



[ صفحه 54]




علم حساب تخت عددي


علم حسابي است كه بدان شناخته مي شود كيفيت مزاوله اعمال حسابيه به ارقام كه دلالت بر آحاد مي كند و حكماي هند بسيار از آن استفاده مي كنند - اين علم را تخت و تراب - تخت و ميل هم گويند.


اندرز آن حضرت به عنوان بصري


شهيد ثاني در كتاب منية المريد نقلا حديث بلند عنوان بصري را ذكر كرده است. همچنين سيد محمد بن محمد بن حسن حسيني عاملي عيناثي معروف به ابن قاسم در كتاب الاثني عشرية في المواعظ العددية گفته است كه اين حديث از روايات اهل سنت از عنوان بصري است. عنوان پيرمردي بود كه شصت و چهار سال از سن او مي گذشت. عنوان گفت: من براي كسب علم نزد مالك بن انس رفت و آمد مي كردم. چون جعفر بن محمد الصادق (ع) به مدينه [1] آمد، تمايل پيدا كردم كه از او نيز مانند مالك، كسب علم كنم. پس روزي به من فرمود: تو شخصي مطلوبي هستي [2] . و من در هر ساعتي دعاي مخصوصي مي خوانم. از نزد من برخيز و مرا از دعايم بازمدار و به جانب مالك روانه شو. من از اين بابت غمگين شدم و گفتم اگر در من خير و نكويي جسته بود هرگز چنين نمي كرد. پس به مسجد پيامبر (ص) رفتم و بر او درود فرستادم و دو ركعت نماز در روضه گزاردم. و از خدا خواستم كه قلب جعفر بن محمد را بر من مهربان كند و از عملش به من چيزي روزي دارد تا بدان به راه راست هدايت يام و ديگر براي طلب علم به محضر مالك نروم. چون دلم از دوستي جعفر (ع) مالامال گشت آهنگ خانه ي او را كردم و اذن ورود خواستم. خادمي آمد و پرسيد چكار داري؟ گفتم: مي خواهم سلام بر شريف دهم گفت: او در حال نماز است. پس نشستم. اندكي نگذشته بود كه خادم ديگري بيرون آمد و گفت: به بركت خدا داخل شود. پس درون رفتم و بر آن حضرت درود گفتم. او نيز سلامم را پاسخ گفت و فرمود: بنشين خدايت بيامرزاد! كمي نزديك تر نشستم. آن حضرت سرش را بلند كرد و فرمود: كنيه ات چيست؟ گفتم: ابوعبدالله. فرمود: خداوند كنيه ات را استوار دارد و تو را در انجام هر خيري توفيق دهد. من با خودم مي گفتم: اگر علت زيارت جز همين دعا نبوده باشد، امري بزرگ است. آنگاه فرمود: خواسته ات چيست؟ گفتم: از خدا خواستم قلب شما را بر من مهربان كند و از علم و دانش شما بر من روزي گرداند و از خدا اميد دارم كه شريف (امام) (ع) در آنچه كه از او مي پرسم به من پاسخ گويد. پس آن حضرت فرمود: اي ابوعبدالله! علم به بسياري يادگيري نيست، بلكه آن نوري است كه خداوند در قلب هر كسي كه مي خواهد هدايتش كند بر جاي مي گذارد.



[ صفحه 104]



هنگامي كه اراده ي دانش اندوزي كردي، پس نخست حقيقت عبوديت را در خودت بجوي و علم را با استفاده از آن طلب كن، از خداوند بپرس او تو را ياد مي دهد. پرسيدم: حقيقت عبوديت چيست؟ فرمود: سه چيز است: اينكه بنده براي خودش در آنچه كه خداوند به او داده تملكي نبيند. زيرا براي بنده مالكيتي نيست و آنان مال را مال خدا مي دانند و آن را همان جايي كه خدا فرموده قرار مي دهند. بنده براي خودش تدبيري نينديشد و همه ي اشتغالش در چيزهايي باشد كه خدا بدان دستور داده و از آن نهي كرده است. هنگامي كه بنده در آنچه خداوند به او داده تملكي قائل نشود، انفاق كردن بر او در مواردي كه خداوند فرموده، سهل مي گردد و هنگامي كه تدبير كارش را به مدبر خود واگذشت سختيهاي دنيا بر او آسان مي شود و هنگامي كه بدانچه خداوند فرموده و از آن نهي كرده است، مشغول شد به سوي ستيزه و مباهات با مردم نمي گرايد. چون خداوند بنده اي را با اين سه چيز گرامي داشت، دنيا و نيازمندي او به مردم برايش آسان مي شود و از براي تفاخر و زياده جويي در پي دنيا نمي رود و در پيش مردمان عزت و سربلندي نمي جويد و روزگار عمر خود را باطل و بي حاصل رها نمي كند. اين نخستين درجه ي متقين است. خداوند تعالي فرمايد: «تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا و العاقبة للمتقين [3] » عرض كردم اي ابوعبدالله مرا سفارشي فرما! گفت: تو را به نه چيز سفارش مي كنم اين توصيه ي من به هر كسي است كه مي خواهد راه خدا بپويد و از خدا مي خواهم تو را در به كار بستن آنها موفق كند. سه تا از آنها در رياضت نفس و سه تا در حلم و سه تاي آخر در علم است. پس آنها را به ياد بسپار و تو را از سهل انگاري و سستي نسبت به آنها برحذر مي دارم. عنوان گفت: توي دلم از ترس خالي شد. پس فرمود: آن سه چيز كه در رياضت است: از خوردن چيزي كه ميل نداري بپرهيز، زيرا بي خردي بار مي آورد و جز در هنگام گرسنگي غذا مخور و چون خوردي، از طعام حلال بخور و نام خداي تعالي را ببر. و اين حديث پيامبر (ص) را به ياد آورد كه فرمود: انسان هيچ ظرفي را كه از شكمش بدتر باشد، پر نكرد.

اما آن سه كه در حلم است: اگر كسي به تو گويد، تو اگر يكي بگويي ده تا مي شنوي تو بگو اگر ده تا بگويي يكي هم نشنوي. و اگر دشنامت گفت، بگويي اگر در آنچه گفتي راستگويي، از خدا براي خود آمرزش مي طلبم و اگر دروغگويي، براي تو طلب آمرزش مي كنم. و اگر كسي تو را با خيانت وعده داد تو او را با نصيحت و دعا وعده دهي. اما آن سه كه در علم است: از علما آنچه را كه نمي داني بپرس. و مبادا از روي لجاجت يا براي امتحان



[ صفحه 105]



ايشان، پرسش كني و مبادا از اين طريق چيزي فروگذاري. و تا آنجا كه مي تواني در همه ي كارهايت احتياط پيشه كن و از دادن فتوا بگريز همان گونه كه از شير و گرگ مي گريزي. و گردن خودت را پلي براي مردمان قرار مده. سپس به او گفت: اي شريف! فرمود: بگو اي ابوعبدالله آنگاه فرمود: «برخيز اي ابوعبدالله! من تو را اندرز گفتم پس دعايم را بر من تباه مكن من مردي بخيل به خود هستم».


پاورقي

[1] منظور وقتي است كه امام (ع) از سفر به مدينه بازگشته بود. (مؤلف).

[2] يعني تو به واسطه ي اعمال و عبادات مطلوب خدا هستي يا از جانب خليفه مطلوبي. وي از اشتهار كراهت داشت. (مؤلف).

[3] سوره ي قصص / آيه ي 86: اين خانه آخرت است آن را قرار داديم براي كساني كه خواهان برتري و فساد در زمين نيستند و فرجام كار از آن پرهيزگاران است.


قرار گرفتن در جايگاه پرسشگر (استدلال همراه با پرسش)


انبيا گاهي در برابر شبهاتي كه مخالفان ايجاد مي كردند، به جاي بحث و استدلال هاي پيچيده، با طرح سؤالاتي ساده و بيدار كننده، مخاطب را به عجز مي كشاندند. هر كس ادعاهايي داشت، با سؤالاتي كه از او مي پرسيدند آنها را متقاعد كرده و نسبت به جهل خودشان آگاه نموده و آماده شنيدن حقيقت مي كردند. يعني از مرحله ي انكار به مرحله ي شك رسيده و در اين زمان آنها آماده شنيدن حقايق و در نتيجه پذيرفتن آن مي شدند.



[ صفحه 94]



حضرت ابراهيم عليه السلام در بيشتر موارد، دعوت خود را با پرسش هايي دقيق و عميق آغاز كرده است. اين شيوه موجب تحريك انديشه و وجدان مخاطبان و بيداري وجدان هاي آنان مي گردد و ذهن و دل آنان را آماده ي پذيرش حقايق مي كند، ضمن آنكه اين پرسش ها در بطن خود استدلال هايي نيز به همراه داشت.

پرسش هاي حضرت ابراهيم به اشكال مختلف مطرح مي گشت؛ گاه به شكل استفهام عادي (آيا) از آنچه كه مي پرسيدند سؤال مي كرد:

اذ قال لأبيه و قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون [1] .

هنگامي كه به پدر و قومش گفت: اين مجسمه ها و بت هايي كه شما مي پرستيد، چيست؟

اذ قال لأبيه و قومه ماذا تعبدون [2] .

هنگامي كه به پدر و قومش گفت: شما چه چيزي را عبادت مي كنيد؟

و اذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة... [3] .

و به يادآور هنگامي را كه ابراهيم به پدرش آزر گفت: آيا بت ها را به خدايي برگزيده اي؟

قال هل يسمعونكم اذ تدعون - أو ينفعونكم أو يضرون [4] .

ابراهيم گفت: آيا هرگاه كه شما اين بت ها را مي خوانيد سخن شما را مي شنوند؟ يا به حال شما هيچ سود و زياني مي توانند داشته باشند؟

با توجه به اين كه همه پرسش ها حاوي استدلال هايي محكم و استوار مي باشد، پايه هاي سست باورهاي شرك آميز مخاطبان را به لرزه



[ صفحه 95]



مي انداخت و فرصت مناسبي را براي طرح پيام هاي توحيدي فراهم مي نمود.

حضرت موسي و هارون عليهماالسلام در گفت و گويي كه با فرعون دارند پاسخ او را با برهان و بينه مي دهند. فرعون از آنها مي پرسد:

قال فمن ربكما يا موسي [5] .

فرعون گفت: اي موسي پروردگار شما كيست؟

حضرت در پاسخ با برهاني قاطع مي گويد:

قال ربنا الذي أعطي كل شي ء خلقه ثم هدي [6] .

پروردگار ما آن كسي است كه خلقت هر چيزي را به آن عطا فرموده و سپس هدايتش كرده است.

اين سخن مشتمل بر برهان است كه ربوبيت را منحصر به خداي متعال مي داند. فرعون از حضرت مي پرسد:

قال فما بال القرون الأولي [7] .

فرعون گفت: پس حال نسلهاي گذشته (كه خدا را نمي پرستيدند) چيست؟

چون فرعون استبعاد دارد و آن هم به خاطر بي خبري از وضع قرون اوليه و اعمال آن هاست. لذا حضرت در پاسخش مي فرمايد:

قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي و لا ينسي

موسي پاسخ داد: علم آن نزد پروردگارم در كتاب لوح محفوظ ثبت است و خداي مرا هرگز از حال كسي فراموشي نيست؟

كه در آن علم مطلق، به تمام تفاصيل و جزئيات قرون گذشته را براي



[ صفحه 96]



خدا اثبات مي كند.

حضرت موسي عليه السلام در ادامه ي معرفي رب خود مي فرمايد:

الذي جعل لكم الأرض مهدا و سلك لكم فيها سبلا و أنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتي [8] .

همان كسي كه زمين را براي شما گهواره اي قرار داد و در آن برايتان راههايي پديد آورد و از آسمان آب نازل كرد و با آن انواع مختلف گياه را پديد آورديم.

از ديدگاه قرآن كريم تعقل و خردورزي، ضامن رسيدن به سعادت و نجات از دوزخ ابدي است. مراد از بيان آيات نيز به كار انداختن عقل مردمان است:

... قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون [9] .

ما آيات و ادله ي خود را براي شما بيان كرديم تا مگر تعقل كنيد. [10] .

نظر به همين حساسيت و اهميت خردورزي و تعقل و انديشه است كه پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم از آغاز دعوت، استدلال مي كند و از مخالفان دليل مي طلبد:

قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين [11] .

بگو برهان و دليل خود را بياوريد اگر راستگو هستيد.

پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم براي پي ريزي اصول بنيادين اعتقادات اسلامي و درهم كوبيدن بنيان عقايد و مذاهب باطل و ناروا، دستمايه هايي قوي از دلايل و براهين در اختيار داشته است و اينگونه بود كه لرزه بر اندام عقايد و فرهنگ جاهلي و اديان منحرف افكند و آنها را به شكست كشانيد.



[ صفحه 97]



از آيات قرآن كريم چنين بر مي آيد كه آن حضرت با دو گروه از مردم مواجه بود كه براي دعوت آنها تنها شيوه ي بحث و جدل را به كار مي برد. گروهي از مشركان قريش و گروه ديگر، عده اي از صاحبان كتب آسماني بودند كه با اديان آسماني و رسولان الهي آشنايي داشتند. در قرآن كريم مواردي از مناظره پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم با هر يك از اين دو گروه نقل شده است كه ما نيز در اينجا به نمونه هايي از آن اشاره مي كنيم.

از جمله اين موارد مي توان به مناظره اي كه بين رسول خدا و عده اي از مشركان معاند صورت گرفت، اشاره كرد. [12] .

پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم در پاسخ به تقاضاي واهي مشركان مكه براي انجام امور خارق العاده يا اعجاز توسط حضرت، با استفاده از قواعد كلامي از جمله محال بودن وقوع امر محال استدلال مي كند.

از جمله درخواست هاي آنها اين بود كه:

و قالوا لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الأرض ينبوعا - أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا - أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله و الملائكة قبيلا - أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقي في السماء و لن نؤمن لرقيك حتي تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا [13] .

و گفتند: ما هرگز به تو ايمان نخواهيم آورد تا آن كه از زمين براي ما چشمه ي آبي بيرون آوري - يا آن كه تو را باغي از خرما و انگور باشد كه در ميان آن باغ نهرهاي آب جاري گردد - يا آن كه بنابر وعده ي تو آسمان بر سر ما فرو افتد و يا آن كه خدا را به همراه فرشتگانش در مقابل ما حاضر كني - يا آن كه خانه اي از زر و كاخي زرنگار داشته



[ صفحه 98]



باشي يا آن كه بر آسمان بالا روي و ما هرگز به خاطر بالا رفتن تو از آسمان ايمان نمي آوريم تا اين كه براي ما كتابي نازل كني تا آن را بخوانيم (و از آن بر رسالت تو براي ما يقين حاصل شود). بگو پروردگار من منزه است آيا من جز بشري كه به رسالت فرستاده شده، هستم؟

در اين مناظره مشركان از راه عناد و لجبازي به رسول خدا مي گويند كه ما به تو ايمان نمي آوريم مگر اين كه از زمين براي ما چشمه هايي بجوشاني، يا اين كه باغهايي از نخل و انگور داشته باشي كه در آن نهرهايي جاري باشد، و يا اين كه قطعه اي از آسمان را بر سر ما فرود آوري، و يا اين كه خدا و ملائكه را نزد ما حاضر كني، و خانه اي از طلا داشته باشي، و...، حضرت در پاسخ به اين گونه درخواست ها چنين فرمودند:

1. براهين و حجت هاي الهي براي بندگانش نمي تواند بر اساس پيشنهادات بندگان تحقق يابد؛ زيرا آنها از صلاح و فساد امور خود غافلند و جاهل.

2. اگر بنا باشد آوردن معجزه بر اساس پيشنهاد افراد باشد، پيشنهادات متضاد و متناقضي مطرح مي گردد (مثلا يكي مي خواهد در اين لحظه روز باشد، يكي مي خواهد در همين لحظه شب باشد، كه وقوع آن محال است و خداوند متعال تدابير امورش را بر اموري كه لازمه اش محال باشد واقع نمي سازد).

همچنين حضرت در پاسخ به آنها مي فرمايد:

... هل كنت الا بشرا رسولا.

مگر من جز بشري مثل شما هستم كه بتوانم اين كارها را انجام دهم؟



[ صفحه 99]



به عنوان نمونه ي ديگر، مي توان به مناظره ي پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم با مشركي اشاره كرد كه استخوان پوسيده اي را در دست گرفته و در حضور پيامبر خرد كرده و بر زمين ريخت و گفت: چه كسي اين استخوان هاي پوسيده را زنده مي كند؟ پيامبر با استفاده از وحي الهي به او پاسخ داد: كسي اين استخوانهاي پوسيده را زنده مي كند كه از ابتدا آن را خلق كرد و به همه ي خلق ها آگاه است.

أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين - و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحي العظام و هي رميم - قل يحيها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم [14] .

آيا انسان نديد كه ما او را از نطفه خلق كرديم؟ پس به ناگاه او دشمني آشكار گرديد - و (آن فرد مشرك) براي ما مثلي (جاهلانه) زد و آفرينش خود را فراموش كرد و گفت اين استخوان هاي پوسيده را باز چه كسي زنده مي كند؟ بگو آن خدايي آنها را زنده مي كند كه اول بار حيات شان بخشيد، و او به هر خلقتي داناست.

در منابع سيره و تاريخ پيامبر اسلام نيز به مواردي از بحث و جدل آن حضرت با مشركان قوم و اهل كتاب اشاره شده است.

بحث و گفت و گوي پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم با «عتبة بن ربيعة» و سپس تعدادي از سران مشركان، نمونه هايي از اين مناظرات است. «عتبه» به نزد پيامبر آمده و به او گفت تو جمعيت ما را متفرق كردي و به خدايان ما بد گفتي و... اكنون به پيشنهادهاي من گوش كن و اگر خواستي بعضي از آنها را قبول كن.

پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم فرمود: گوش مي كنم. آنگاه «عتبة» دوباره شروع به صحبت



[ صفحه 100]



كرد و گفت: اگر تو از اين امر در طلب مال هستي، ما اموال خود را براي تو جمع مي كنيم، و اگر در طلب شرف هستي ما تو را از همه كس شريف تر مي پنداريم، اگر پادشاهي مي خواهي ما تو را بر خود پادشاه مي كنيم و...

هنگامي كه عتبه ساكت شد، پيامبر فرمود: آيا حرفهايت تمام شد؟ و عتبه گفت: آري. سپس پيامبر فرمود: پس به حرف هاي من گوش كن، آن گاه شروع كرد به تلاوت قرآن و آيات اول تا پنجم سوره ي فصلت را براي او خواند.

طرح سؤال مشركان در مورد روح، ذوالقرنين و اصحاب كهف نيز از جمله هاي مناظره هاي ديگر مشركان با پيامبر است، كه هم در قرآن كريم و هم در كتب سيره پيامبر به آنها اشاره شده است. [15] .

در اين مناظره پيامبر اكرم توسط وحي الهي به سؤالات آنها جواب دادند به طوري كه در جواب هر يك، چند آيه از قرآن نازل شده است. [16] .

ابن هشام آيات ديگري از قرآن را در سيره ي خود آورده كه هر يك از اين آيات در جواب سؤالي كه مشركان در مناظره اي با پيامبر از او پرسيدند، نازل شده است. [17] .

چنان كه گفته شد گروهي از اهل كتاب نيز كساني بودند كه از راه عناد و لجبازي با رسول خدا به بحث و مناظره مي پرداختند و دائما درصدد بودند كه در قلوب مؤمنين شك و ترديد وارد كنند. در سيره ي ابن هشام به متن يكي از مناظره هاي اهل كتاب با پيامبر اشاره شده است كه در طي آن اهل كتاب، چهار سؤال از پيامبر پرسيده و رسول خدا نيز به هر چهار



[ صفحه 101]



سؤال پاسخ داده است.

ابوزهره مشروح مناظره اهل كتاب با پيامبر را در كتاب خود آورده است، ولي به سؤال و جوابهايي متفاوت از آنچه در سيره ي ابن هشام نقل شده است، اشاره مي كند. [18] .


پاورقي

[1] انبياء / 52.

[2] صافات / 85.

[3] انعام / 74.

[4] همان / 73-72.

[5] طه / 49.

[6] همان / 50.

[7] همان / 51.

[8] همان / 53.

[9] حديد / 17.

[10] مجمع البحرين، طريحي، فخرالدين، تحقيق: احمد الحسيني، ج 6، ص 213، الطبعة الثانية، مؤسسة الوفاء، 1403 ه ق.

[11] بقره / 111.

[12] در اين باره رك: اسراء / 54 تا 89.

[13] اسراء / 93-90.

[14] يس / 79-77.

[15] السيرة النبوية، ج 1، ص 254.

[16] سوره هاي كهف، آيات 98 - 83 - 26 - 9؛ اسراء، آيه 85.

[17] السيرة النبوية، ج 1، ص 265-261.

[18] خاتم النبيين، ابوزهره، محمد، مترجم: حسين صابري، ج 2، ص 447 - 440، بنياد پژوهشهاي اسلامي، مشهد، 1351 ه.


ياران امام زمان گزينشي است


اعرف امامك فانك اذا عرفت لم يضرك تقدم هذا الامر او تأخر. [1] .

امام خود را بشناس؛ زيرا در اينحال، در صورت پس و پيش شدن اين امر (قيام حضرت قائم عجل الله فرجه الشريف) ترا ضرري نيست.

امام صادق عليه السلام

ابن ابي يعفور مي گويد كه از امام صادق عليه السلام شنيدم كه فرمود:

«واي بر طاغوت و سركشان عرب از امري كه به تحقيق نزديك شده است.»

پرسيدم:

«جانم فدايتان؛ چند نفر عرب با حضرت قائم عليه السلام خواهد بود؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:



[ صفحه 129]



«عده اي اندك.»

گفتم:

«افراد زيادي از ايشان، اين مسئله را بيان مي كنند.»

حضرت صادق عليه السلام فرمود:

«براي مردم چاره اي از اين نيست كه با آزمايش و غربال، عده ي زيادي از غربال خارج شوند.» [2] .



[ صفحه 130]




پاورقي

[1] الكافي 1 / 371.

[2] الكافي 1 / 370.


تأخير انداختن اعمال از منظر امام


- سرورم! حضرت عالي در خصوص تأخير انداختن اعمال چه فرموديد؟

گفتم: «اگر پرده برداشته شود و شما آن سوي عالم را ببينيد، خواهيد ديد كه اكثر مردم به علت تسويف و تأخير (امروز و فردا كردن، بهار و تابستان كردن)، مبتلا به كيفر بد اعمال خودشان شده اند.»



[ صفحه 98]




التمر


قال الإمام«ع» وقد وضع بين يديه طبق فيه تمر: ماهذا؟ قيل له: البرني فقال: ان فيه شفاء [1] .

وقال «ع»: ان فيه شفاء من السم، وانه لاداء فيه ولاغائلة، وان من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلت الديدان في بطنه [2] .



[ صفحه 67]



أراد الامام «ع» أن يحث الناس علي أكله بقوله: فيه شفاء ولا داء فيه، ولا غائلة. دون أن يفصل منافعه وخواصه لكثرة ما فيه من المنافع التي لا يستغني عنها، ولكن العلم أظهر خواصه وصرح بها بعد البحث.

قال الاطباء: إن في التمر فوائد طبية كثيرة، فهو يسخن البدن ويخصبه ويولد دماً غليظاً صالحاً، وأن نقع في الحليب نفع من ضعف الباه. ومغليه يفيد في الآفات الالتهابية، والسعال اليابس، والالتهابات الرئوية وتهيجات الطرق البولية. أما البسر فهو نافع في نفث الدم والإسهال وإصلاح اللثة إلي غيرها من المنافع. وقيل أنه نافع من السرطان أيضاً ذلك لما يحتوي عليه من مادة (المنغنيزيوم) التي لها العلاقة الوثيقة مع السرطان، كما وقد ثبت لدي المتتبعين أن أهالي الأراضي التي تزرع التمر بكثرة تقل اصابتهم بهذا المرض. وسوف يظهر مستقبل الطب أكثر من هذه الخواص لهذا الثمر النافع الطيب حتي يظهر مغزي كلمة الامام «ع» أن فيه شفاء ولا داء فيه.

أقول: وفيه من الفيتامينات (بي ـ سي) كما يحتوي علي السكر والسلولوز ومواد آلبو مينوئيد وأملاح معدنية ومنغنيزيوم أيضاً.


پاورقي

[1] الكافي.

[2] نفس المصدر السابق.


النجس و المتنجس


سئل الامام الصادق عليه السلام عن الجرح: كيف يصنع به صاحبه؟ قال: يغسل ما حوله.

و سئل عن رجل بال في موضع ليس فيه ماء، فمسح ذكره بحجر، و قد



[ صفحه 41]



عرق ذكره و فخذه؟ قال: يغسل ذكره و فخذه.

و سئل الامام الكاظم عليه السلام عن الرجل يمشي في العذرة، و هي يابسة، فتصيب ثوبه و رجليه: هل يصلح أن يدخل المسجد، فيصلي و لا يغسل ما أصابه؟ قال: ان كان يابسا فلا بأس.

و هناك روايات اخري.

و النجس ما كانت نجاسته بالذات، بحيث لا يمكن زوالها بحال، مثل الكلب و الخنزير، و البول و الدم، لذا قيل: ما بالذات لا يتغير، أما المتنجس فطاهر بالذات، متنجس بالعرض، كاليد يصيبها الدم أو البول.

و اتفق الفقهاء ان الطاهر اذا سرت اليه النجاسة بمماسة للنجس يصير متنجسا.

و أيضا اتفقوا علي تحريم أكل النجس و المتنجس و شربه تحريما نفسيا، و علي وجوب تطهير الثوب و البدن من النجاسة لأجل الصلاة أو الطواف الواجب وجوبا غيريا.


من تجب عليه الزكاة


يشترط فيمن تجب عليه الزكاة هذه الشروط:

1- البلوغ، فلا تجب علي غير البالغ، قال يونس بن يعقوب: أرسلت للامام الصادق عليه السلام أن لي أخوة صغارا، فمتي تجب علي أموالهم الزكاة؟ قال: اذا وجبت عليهم الصلاة، وجبت عليهم الزكاة. و قال: ليس في مال اليتيم زكاة، و ليس عليه صلاة، و ليس علي جميع غلاته من نخل أو زرع أو غلة زكاة، و ان بلغ اليتيم فليس عليه لما مضي زكاة: و لا عليه لما يستقبل، حتي يدرك، فاذا أدرك كانت عليه زكاة واحدة، و كان عليه مثل ما علي غيره من الناس.



[ صفحه 55]



و قد عمل مشهور الفقهاء بهذه الرواية و ما اليها، و هي حجة علي من قال بوجوب الزكاة في غير النقدين من أموال غير البالغين. أجل يستحب للولي أبا كان أو جدا أو حاكما شرعيا أن يزكي أموال الطفل.

2- العقل، قال صاحب الجواهر: ذهب المشهور الي أن حكم المجنون حكم الطفل في جميع ما تقدم - يريد عدم وجوب الزكاة علي الطفل - ثم قال: و هذا مشكل، حيث لا دليل يعتد به علي هذه التسوية الا مصادرات لا ينبغي للفقيه الركون اليها. [1] .

3- ان يكون المال ملكا تاما لصاحبه، متمكنا من التصرف فيه، فلا زكاة في المال الموهوب قبل ان يقبضه الموهوب له، و لا في الموصي له، و لا في الدين، و لا المغصوب، و المرهون، و لا المحجور، و لا الغائب الا بعد التسلط عليه، و امكان التصرف فيه، لقول الامام الصادق عليه السلام: لا صدقة علي الدين و لا علي المال الغائب عنك، حتي يقع في يدك. و سأله زرارة عن رجل، ماله غائب عنه، و لا يقدر علي أخذه؟ فقال: لا زكاة عليه، حتي يخرج، فاذا خرج زكاه لعام واحد.

و لا فرق في عدم تعلق الزكاة في الدين بين أن يكون صاحبه قادرا علي أخذه و تحصيله متي شاء، و بين أن لا يقدر علي ذلك ما هو المشهور بين الفقهاء المتأخرين بشهادة صاحب الحدائق.



[ صفحه 56]



و اذا استقرض انسان من آخر مالا بمقدار النصاب، كعشرين دينارا مثلا، فهل تجب زكاتها علي المقرض، و هو صاحب المال، أو علي المستقرض الذي استدانه؟ الجواب:

ينظر: فان تصرف المستقرض بالمال قبل أن يحول عليه الحول فلا شي ء عليه، و ان أبقاه عنده، و لم يتصرف فيه كلا أو بعضا، حتي مضي عليه الحول وجبت الزكاة علي المستقرض، لأنه تحت تصرفه، و يستطيع الانتفاع به متي شاء، و قد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل دفع الي رجل مالا قرضا، فعلي من زكاته؟ أعلي المقرض، أو المقترض؟ قال: لا، بل زكاتها علي المقترض، ان كانت موضوعة عنده حولا.


پاورقي

[1] و لا يصح الاستدلال علي نفي الزكاة في مال الطفل و المجنون بحديث: «رفع القلم عن الصبي حتي يحتلم، و عن المجنون حتي يفيق» لأن هذا الحديث انما ينفي المؤاخذة، و الحكم التكليفي دون الحكم الوضعي، و هو هنا ثبوت الزكاة في مال المجنون و الطفل، و تكون فائدة هذا الثبوت أن نعتبر ابتداء الحول الذي يأتي الكلام عنه من حين أن يبلغ المال النصاب، لا من حين البلوغ بالنسبة الي الصبي، و لا من حين الافاقة بالنسبة الي المجنون.


تغريمه


اتفقوا علي أن الصبي و المجنون يغرمان في أموالهما ما يحدثانه في مال الغير من تلف أو عيب، لأن الضمان يستند الي نفس الحادثة بصرف النظر عن القصد و الارادة و العقل، و لذا اشتهر علي السنة الطلاب و التلاميذ ان الاحكام الوضعية لا تختص بالبالغين و لا العاقلين، و منه تتضح عدم الملازمة بين الاحكام الوضعية و الاحكام التكليفية [1] .


پاورقي

[1] الاحكام التكليفية فيها نحو من البعث و الحث علي الفعل كالوجوب و الزجر و الردع عنه كالتحريم، و ليس من شك أن هذا يحتاج الي العقل و القصد و الاختيار، و الي نية للقربة أحيانا، كما هي الحال في العبادة، أما الاحكام الوضعية فلا تتضمن شيئا من ذلك، و انما تتجه الي صحة العمل و فساده، أو الضمان و ما الي ذلك.


الضامن


يشترط في الضامن:

1 - أن يكون أهلا للتصرفات المالية، فلا يصح ضمان المجنون، و الصبي، و المكره، و السكران، أما السفيه فيجوز ضمانه باجازة الولي، أما ضمان المفلس فجائز اطلاقا، لأنه كاقتراضه يصح، و ان لم يأذن الغرماء.

2 - قالوا: ان الضمان بالمعني الأخص، و هو المبحوث عنه في هذا الفصل يشترط فيه أن لا تكون ذمة الضامن مشغولة بدين للمضمون عنه، و الا يكون التعهد حوالة لا ضمانا بمعناه الخاص.

3 - ذهب المشهور الي أن الضامن يشترط فيه الملاءة، أي القدرة علي الوفاء، أو علم المضمون باعسار الضامن حين الضمان، و هذا شرط في اللزوم، لا في الصحة، فلو قبل المضمون له ثم تبين اعسار الضامن ثبت للمضمون له الحق في فسخ الضمان، و الرجوع علي المضمون عنه، لأن لزوم العقد، مع اعسار الضامن يستدعي تضرر المضمون له، فيتدارك الضرر بثبوت الخيار بين الصبر علي الضامن، و فسخ العقد، و اذا علم بالاعسار، و رضي به حين العقد فليس له أن يعدل، لأنه أقدم علي علم و اختيار، تماما كمن اشتري معيبا مع علمه بالعيب. و اذا عرض العسر بعد الضمان فلا خيار.



[ صفحه 47]



و اذا ضمن الدين أكثر من واحد، فان ضمنه كل بعقد مستقل صح السابق و بطل اللاحق، و ان ضمنه الجميع بعقد واحد يقسط الدين حسب عددهم علي السواء.


الصيام


يجب التتابع بين أيام الصوم في صوم الكفارة، سواء أكان الواجب صيام ثلاثة أيام، أو شهرين، و اذا أخل بالتتابع، و افطر قبل الاكمال وجب أن يستأنف من جديد.. أجل، لا يضر الافطار لعذر مشروع، كالاكراه و المرض، و الحيض و النفاس و السفر لضرورة، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل، عليه صيام شهرين متتابعين فصام شهرا و مرض؟ قال: يبني عليه.. الله حبسه. قال السائل: امرأة، عليها صيام شهرين متتابعين، و أفطرت أيام حيضها؟ قال تقضيها. أي تأتي بما بقي، و لا يجب عليها الاستئناف.

و يتحقق التتابع في صيام الشهرين أن يصوم شهرا متتابعا، و من الثاني، فاذا صام أول يوم من الشهر الثاني جاز له أن يفطر، و يفرق أيام الصوم بعد ذلك اجماعا و نصا، و منه قول الامام الصادق عليه السلام التتابع أن يصوم شهرا، و من الآخر اياما، أو شيئا منه.


صورة الرجعة


تتحقق الرجعة بكل ما دل عليها من اللفظ، و لا تحتاج الي صيغة خاصة.. و أيضا تتحقق بالفعل المقصود بالذات الذي لا يحل الا للأزواج، و ان لم يقصد به الرجعة، كالوطء و التقبيل و اللمس و ما الي ذلك.. أجل، لا عبرة بفعل النائم و الساهي و المشتبه، لعدم القصد الي الفعل من حيث هو. ورد صاحب الجواهر علي من اشترط قصد الرجعة بالذات من الفعل، رد عليه بقوله: (هذا كالاجتهاد في مقابل النص و فتوي المصرحين ببقائها في العدة علي حكم الزوجة الذي منه جواز وطئها من غير حاجة الي قصد الرجوع، و بذلك يظهر أن الافعال رجوع، و ان لم يقصد بها ذلك.. بل لعل مقتضي اطلاق النص و الفتوي ذلك، حتي مع قصد عدم الرجوع».

و يشير باطلاق الي قول الامام الصادق عليه السلام: «من غشي امرأته بعد انقضاء العدة كان غشيانه اياها رجعة». فقد حكم الامام عليه السلام بأن الغشيان رجعة، دون أن يقيده بقصد الرجوع، و بديهة أن عدم القيد دليل الشمول.

و أيضا تتحقق الرجعة بانكار الطلاق علي شريطة أن يكون الانكار أثناء العدة، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك، لأنه يتضمن التمسك بالرجعة، بل في المسالك هو أبلغ من الرجعة بألفاظها.. و قد جاء في النص: ان أنكر الطلاق قبل انقضاء العدة فان انكاره للطلاق رجعة.. و في رواية أخري: أدني



[ صفحه 47]



المراجعة أن يقبلها، أو ينكر الطلاق».


يا داود لقد عرضت علي أعمالكم


عن محمد بن خالد البرقي، عن سعيد بن مسلم، عن داود ابن كثير الرقي قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام اذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه:

يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان، فسرني ذلك اني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره و قطع أجله.

قال داود: و كان لي ابن عم معاندا خبيثا بلغني عنه و عن عياله سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي الي مكة فلما صرت بالمدينة خبرني أبوعبدالله عليه السلام بذلك. [1] .


پاورقي

[1] نفس المصدر ص 263. بحارالأنوار: ج 47. باب معاجزه عليه السلام.


دور الصادق في امامة الاسلام و المسلمين


عبد الحسين محمد علي بقال، تهران، وزارت ارشاد اسلامي، 1401 ق، وزيري، 101 ص.


مدايح و مراثي صادق آل محمد از زبان شعر




گويم ز امام صادق اين طرفه حديث

تا شيعه ي او به لوح دل بنگارد



فرمود كه بر شفاعت ما نرسد

هر كس كه نماز را سبك بشمارد





[ صفحه 111]




من أسرار الخلقة


فكر يا مفضل في الأعضاء التي خلقت أفرادا و أزواجا، و ما في ذلك من الحكمة و التقدير، و الصواب في التدبير.

فالرأس مما خلق فردا، و لم يكن للإنسان صلاح في أن يكون له أكثر من واحد، ألا تري أنه لو أضيف إلي رأس الإنسان رأس آخر لكان ثقلا عليه، من غير حاجة إليه، لأن الحواس التي يحتاج إليها مجتمعة في رأس واحد، ثم كان الإنسان ينقسم قسمين لو كان له رأسان، فإن تكلم من أحدهما كان الآخر معطلا لا أرب فيه و لا حاجة إليه، و إن تكلم منهما جميعا بكلام واحد كان أحدهما فضلا لا يحتاج إليه، و إن تكلم بأحدهما بغير الذي تكلم به من الآخر، لم يدر السامع بأي ذلك يأخذه، و أشباه هذا من الأخلاط.

و اليدان مما خلق أزواجا، و لم يكن للإنسان خير في أن يكون له يد واحدة لأن ذلك كان يخل به فيما يحتاج إلي معالجته من الأشياء، ألا



[ صفحه 78]



تري أن النجار و البناء لو شلت إحدي يديه لا يستطيع أن يعالج صناعته، و إن تكلف ذلك لم يحكمه، و لم يبلغ منه ما يبلغه إذا كانت يداه تتعاونا علي العمل.


الجنة و أهلها


تفسيرالقمي 2 / 82 و 83: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير،...

عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك يابن رسول الله شوقني، فقال:

يا أبامحمد ان من أدني نعيم الجنة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام، من مسافة الدنيا، و ان أدني أهل الجنة منزلا لو نزل به أهل الثقلين الجن و الانس لو سعهم طعاما و شرابا و لا ينقص مما عنده شي ء، و ان أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل أدناهن رأي فيها من الأزواج و الخدم و الأنهار و الأثمار ما شاء الله مما



[ صفحه 31]



يملأ عينه قرة و قلبه مسرة، فاذا شكر الله و حمده قيل له، ارفع رأسك الي الحديقة الثانية، ففيها ما ليس في الأخري، فيقول: يا رب أعطني هذه، فيقول الله تعالي: ان أعطيتك اياها سألتني غيرها، فيقل: رب هذه هذه، فاذا هو دخلها شكر الله و حمده قال: فيقال: افتحوا له باب الجنة، و يقال له: ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد و يري أضعاف ما كان فيها قبل، فيقول عند تضاعف مسراته: رب لك الحمد الذي لا يحصي اذا مننت علي بالجنان و نجيتني من النيران.

قال أبوبصير: فبكيت و قلت له: جعلت فداك زدني.

قال: يا أبامحمد ان في الجنة نهرا في حافته جوار نابتات، اذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها و أنبت الله مكانها أخري.

قلت: جعلت فداك زدني.

قال: المؤمن يزوج ثمانمائة عذراء و أربعة آلاف ثيب و زوجتين من الحور العين.

قلت: جعلت فداك ثمانمائة عذراء؟

قال: نعم ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك.

قلت: جعلت فداك من أي شي ء خلقن الحور العين؟

قال: من تربة الجنة النورانية و يري مخ ساقيها من وراء سبعين حلة، كبدها مرآته، و كبده مرآتها.

قلت: جعلت فداك ألهن كلام يكلمن به أهل الجنة؟

قال: نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلائق بمثله.

قلت: ما هو؟

قال: يقلن: نحن الخالدات فلا نموت، و نحن الناعمات فلا نبؤس



[ صفحه 32]



[نبأس - خ]، و نحن المقيمات فلا نظعن، و نحن الراضيات فلا نسخط، طوبي لمن خلق لنا، و طوبي لمن خلقنا له، نحن اللواتي لو أن قرن احدانا علق في جو السماء لأغشي نوره الأبصار.


الحكم بغير ما أنزل الله


[فروع الكافي 3 / 291 - 290، ح 6: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،...]

عن أبي ولاد الحناط قال: اكتريت بغلا الي قصر ابن هبيرة ذاهبا و جائيا بكذا و كذا، و خرجت في طلب غريم لي. فلما صرت قرب قنطرة الكوفة خبرت أن صاحبي توجه الي النيل فتوجهت نحو النيل، فلما أتيت النيل، خبرت أن صاحبي توجه الي بغداد فاتبعته و ظفرت به، و فرغت مما بيني و بينه، و رجعنا الي الكوفة، و كان ذهابي و مجيئي خمسة عشر يوما، فأخبرت صاحب البغل بعذري و أردت أن أتحلل منه مما صنعت و أرضيه، فبذلت له خمسة عشر درهما، فأبي أن يقبل، فتراضينا بأبي حنيفة، فأخبرته بالقصة و أخبره الرجل. فقال لي: و ما صنعت بالبغل؟ فقلت: قد دفعته اليه سليما. قال: نعم بعد خمسة عشر يوما. فقال: ما تريد من الرجل؟ قال: أريد كري بغلي فقد حبسه علي خمسة عشر يوما. فقال: ما أري لك حقا لأنه اكتراه الي قصر ابن هبيرة، فخالف و ركبه الي النيل و الي بغداد، فضمن قيمة البغل، و سقط الكري فلما رد البغل سليما و قبضته لم يلزمه الكري. قال: فخرجنا من عنده، و جعل صاحب البغل



[ صفحه 34]



يسترجع، فرحمته مما أفتي به أبوحنيفة فأعطيته شيئا و تحللت منه فحججت تلك السنة فأخبرت أباعبدالله عليه السلام بما أفتي به أبوحنيفة فقال:

في مثل هذا القضاء و شبهه تحبس السماء ماءها، و تمنع الأرض بركتها.

قال: فقلت لأبي عبدالله عليه السلام: فما تري أنت؟

قال: أري له عليك مثل كري بغل ذاهبا من الكوفة الي النيل و مثل كري بغل راكبا من النيل الي بغداد، و مثل كري بغل من بغداد الي الكوفة توفيه اياه.

قال: فقلت: جعلت فداك اني قد علفته بدراهم فلي عليه.

فقال: لا لأنك غاصب.

فقلت: أرأيت لو عطب البغل و نفق أليس كان يلزمني؟

قال: نعم، قيمة بغل يوم خالفته.

قلت: فان أصاب البغل كسرا أو دبر أو غمز؟

فقال: عليك قيمة ما بين الصحة و العيب، يوم ترده عليه.

قلت: فمن يعرف ذلك؟

قال: أنت و هو، اما أن يحلف هو علي القيمة، فيلزمك، فان رد اليمين عليك فحلفت علي القيمة لزمه ذلك، أو يأتي صاحب البغل بشهود يشهدون أن قيمة البغل حين أكري كذا و كذا فيلزمك.

قلت: اني كنت أعطيته دراهم و رضي بها و حللني؟



[ صفحه 35]



فقال: انما رضي بها و حللك حين قضي عليه أبوحنيفة بالجور و الظلم، ولكن ارجع اليه فأخبره بما أفتيتك به، فان جعلك في حل بعد معرفته فلا شي ء عليك بعد ذلك.

قال أبو ولاد: فلما انصرفت من وجهي ذلك لقيت المكاري فأخبرته بما أفتاني به أبوعبدالله عليه السلام و قلت له: قل ما شئت حتي أعطيكه.

فقال: قد حببت الي جعفر بن محمد عليه السلام و وقع في قلبي له التفضيل، و أنت في حل، و ان أحببت أن أرد عليك الذي أخذته منك فعلت.


مقربات الاجابة


مكارم الأخلاق 113، ب 6، الفصل 5: عن ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

كان لأبي ثوبان خشنان يصلي فيهما صلاته، فاذا أراد أن يسأل الله الحاجة لبسهما و سأل الله حاجته.


موقف الامام من الثورات العلوية


أما حديث الثورات العلوية و موقف الامام الصادق منها، فقد سبق منا تحديده من خلال الاتجاه السياسي العام، الذي



[ صفحه 219]



التزمه الامام و هو: السلبية المطلقة ازاء مواقف الحكم، و المواقف الأخري المشتبكة معه..

ولكن هل كان الواقع النفسي و المبدئي للامام ايجابيا ازاء تلك الثورات، أم أنه منسجم في سلبيته مع اتجاهه السياسي الذي أملته ضرورات رسالية ملحة؟..

و الذي نفهمه.. أن قناعة الامام نفسيا و مبدئيا بالنسبة لأي عمل سياسيا كان أو غيره، تنطلق عن كون ذلك العمل يتفق في منطلقاته و معطياته، مع المنطلقات و المعطيات التي تمثل وجهة نظر الامام فيما يؤمن به من مبادي ء و نظريات رسالية ثابتة.. أو لا يتفق، و علي هذا الأساس يمكننا أن نحدد بوضوح حقيقة الموقف الايجابي أو السلبي للامام ازاء تلك الثورات..

و بما أن الامام يري أن أي تحرك يبتعد في مضمونه عن ارجاع الحق لأهله - و هم الأئمة من أهل البيت، أصحاب الولاية الشرعية الحقة، باختيار من الله تعالي و نص من النبي (ص) - لا يكون تحركا مشروعا، و لا يسوغ الانتصار له، سواء كان منطلقا عن منطلق علوي أو غيره و عندما تكون الدعوة من الثائر العلوي أو غيره، تسير في الاتجاه المعاكس، يكون موقف الامام ازاء تلك الدعوة الثائرة موقفا سلبيا، انسجاما مع واقعية المبدأ الذي يلتزم به..

و من هنا كان موقف الامام مختلفا ازاء الثورات العلوية



[ صفحه 220]



التي عاصرها.. فبينما نري موقفه من ثورة عمه الشهيد زيد ابن علي موقفا متعاطفا يتسم بالايجابية و القبول، نراه في موقفه من ثورة محمد و ابراهيم ابني عبدالله بن الحسن علي العكس.. و ما ذاك الا لأن دوافع الثورة لدي كل من الثائرين يختلف عنه لدي الثائر الآخر..

1- فزيد.. لم تكن ثورته من أجل الخلافة و السلطة و الاستمتاع بالحكم، بل من أجل رفع الظلم، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و اقامة دولة العدل الاجتماعي، بعد ارجاع الحق المغتصب الي أهله الشرعيين.. يحدثنا العيص بن القاسم فيقول:

«سمعت أبا عبدالله يقول: عليكم بتقوي الله... ان أتاكم آت منا فانظروا علي أي شي ء تخرجون، و لا تقولوا: خرج زيد، فان زيدا كان عالما و كان صدوقا، و لم يدعكم الي نفسه، و انما دعاكم الي الرضا من آل محمد (ص)، و لو ظهر لوفي بما دعاكم اليه، انما خرج الي سلطان مجتمع لينقضه..» [1] .

و عن فضيل الرسان قال: «دخلت علي أبي عبدالله (ع) بعد ما قتل زيد بن علي، فأدخلت بيتا جوف بيت، فقال لي: يا فضيل قتل عمي زيد؟

قلت: نعم جعلت فداك..



[ صفحه 221]



قال: رحمه الله، انه كان مؤمنا، و كان عارفا، و كان عالما، و كان صدوقا، أما انه لو ظفر لوفي، أما انه لو ملك لعرف كيف يضعها..» [2] .

اذن لم يكن موقف زيد ليختلف في مضمونه مع موقف الامام الصادق (ع) مبدئيا، و ان اختلف شكليا، ولو أن زيدا ملك الشرط، و ظفر بالحكم، لوفي لمبدئه و عقيدته، بارجاع الحق الي صاحبه، و ليس هو في نظره الا الامام الصادق (ع)، فعن عمار الساباطي قال:

«كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج، فقال له رجل و نحن وقوف في ناحية: ما تقول في زيد هو خير أم جعفر؟

قال سليمان: قلت: والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا.

قال: فحرك دابته و أتي زيدا، فقص عليه القصة، فمضيت نحوه فانتهيت الي زيدا و هو يقول: جعفر امامنا في الحلال و الحرام..» [3] .

و هذه الصراحة من زيد في الاعتراف بامامة الامام الصادق (ع) تدلنا علي سلامة موقفه و انسجامه مع موقف الامام.



[ صفحه 222]



2- علي أن الروايات التي تحدثت عن زيد و ثورته، لم يرد فيها أي تصريح منه بطلب الخلافة أو استحقاقه لها، بل دعوته كانت تتحدد في اطار الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و محاربة البدع، و اعلام الأمة بفساد الخلافة و أجهزتها، و انحرافها عن مبادي ء الرسالة و معطياتها بعد أن شاهد من تجاوزاتها ما لا يمكنه الوقوف معه بصمت، فعن جابر أنه سمع زيدا يقول:

«اني شهدت هشاما و رسول الله (ص) يسب عنده فلم ينكر ذلك و لم يغيره، فوالله لو لم يكن الا أنا و ابني لخرجت عليه» [4] .

و هل يقوي زيد بعد هذا أن يقاوم في نفسه حس الكرامة، و الانفعال النفسي المتأزم ازاء هذا الموقف الجارح من هشام و بطانته السيئة، الذين لم يشرفهم في عمق تاريخهم أي اخلاقية أو ايمان..

و يكفي مبررا لثورة زيد و دافعا لانتقاضه علي الحكم، أن يواجه مثل هذه المواقف اللا أخلاقية التي كانت تمارسها عناصر الخلافة المائعة، و لا ضرورة لأن يفترض بأن المبرر و الدافع له، هو طلب الخلافة و السيطرة علي الحكم..

3- و قد لخص زيد مبررات ثورته في مضمون نص



[ صفحه 223]



عقد البيعة التي أخذها علي الناس، و التي ليس فيها أي تصريح أو تلميح لحقه شخصيا بالخلافة، يقول الطبري:

«و كانت بيعته التي يبايع عليها الناس.. انا ندعوكم الي كتاب الله و سنة نبيه (ص)، و جهاد الظالمين، و الدفع عن المستضعفين، و اعطاء المحرومين، و قسم هذا الفي ء بين أهله بالسواء ورد الظالمين، و اقفال المجمر، و نصرنا أهل البيت علي من نصب لنا و جهل حقنا..» [5] .

4- و قد عبر الامام الصادق (ع)، عن دعمه لثورة زيد.. بالرعاية التي أولاها لذوي الشهداء ممن قتل معه، مما لم يصنعه مع أي ثائر علوي آخر في عصره، فقد روي عبدالرحمن بن سيابة قال: دفع لي أبو عبدالله (ع) ألف أدينار، و أمرني أن أقسمها في عيال من أصيب مع زيد..

5- و الواقع الذي نفهمه من خلال الظروف العامة التي تسببت بالثورة، هو أن الثورة لم تكن الا بدافع اصلاحي و تصحيحي، بعد أن تمكن الفساد في الأجهزة الحاكمة، و أصبح الانحراف يمثل الشرعية الفعلية للحكم.. فكانت الثورة هي المتنفس الذي يمكن أن تنفتح من خلاله الأمة علي منافذ الأمل في التخلص من حمي المآسي التي تسببت بها تجاوزات الحاكمين و انحرافاتهم..



[ صفحه 224]



و زيد و أمثال زيد من عظماء أهل البيت و أبطالهم هم الحملة الأصيلون لعب ء المسؤوليات الرسالية، و الذي يفترض بهم أن تكون دماؤهم نبراس هدي و قبس ايمان، و شعار حق أضاعته الأمة عندما نكبتها الأحداث، فتاهت بين مفارق الانحراف..

6- أما لماذا يتحمل زيد مسؤولية االدم.. و يعفي منها الامام الصادق (ع)، فذاك حديث سبق أن أبدينا فيه رأينا، و قلنا فيه ما وسعه الفهم، و لكل من العظيمين مسؤولياته الرسالية التي تحدد له المنطلق الذي يجب أن يتحرك منه، ولكل منهما دوره..

ثم أن هناك روايات متفرقة تحدثت عن تحفظات للامام الصادق (ع)، ازاء ثورة زيد، مما يدل علي عدم اقتناعه بها، بل و معارضته لها، ولكنها يمكن أن تخضع في مضمونها لتفسير سياسي مقبول، و هو ضرورة اعطاء موقف الامام طابعا مسالما في صورته، و ابعاده عن مجالات العنف الثوري، لتسني له مواصلة مسيرته الاصلاحية المسالمة، في مأمن عن تجاوزات الحكم و تعدياته، كما أن زيدا لم يحاول اقحام شخصية الامام في معركته، أو ابداء أي ملاحظة قد تثير حسياسية الحكم نحوه، و قد تعرض سيدنا الأستاذ الامام الخوئي دام ظله في كتابه معجم رجال الحديث لتلك الروايات و أبطلها



[ صفحه 225]



سندا و دلالة.. [6] .

و من هنا لا يسعنا الا أن نقف موقف الشك مما ذكره ابن الأثير في تاريخه، قال في معرض حديثه عن زيد و ثورته:

«.. و كانت طائفة أتت جعفر بن محمد الصادق قبل خروج زيد، فأخبروه ببيعة زيد.. فقال: بايعوه فهو و الله أفضلنا و سيدنا، فعادوا و كتموا ذلك..» [7] .

اذ ليس من سياسة الامام أن يفصح عن تأييده بهذه الصراحة الا أن يكون هؤلاء من أصحابه و أخصائه، الذين يضمن صمتهم و كتمانهم لحديثه، و يبقي ما نقله عن الامام قوله: فهو والله أفضلنا و سيدنا.. فانه تزيد علي الامام في حديثه هذا لو صح.. لأنه يري نفسه هو السيد و الأفضل، بحكم امامته و خلافته لله، فكيف ينعت عمه زيدا بذلك؟..

اذن موقف الامام الصادق (ع) من ثورة عمه زيد الشهيد، موقف يتسم بالتضامن و التعاطف و الدعم، ولكنه في اطار السرية و الكتمان، حفاظا علي المصلحة الرسالية العليا، و انسجاما مع مقتضيات الظروف العامة و الخاصة، التي كانت تحيط بواقع الامام..

أما محمد بن عبدالله بن الحسن.. فقد أبدي الامام ازاء



[ صفحه 226]



ثورته تحفظا ملحوظا، لأنها في مضمونها لا تنسجم مع الأسس المبدئية التي يقوم عليها بناء فكرة الامامة الصحيحة في عقيدة أهل البيت..

فقد كانت ثورة محمد تقوم علي أساس أنه صاحب الحق الشرعي في الخلافة، و هو انكار صريح لأحقية الامام الصادق (ع) بها.. و قد طلب من الامام الصادق (ع) أن يتضامن مع المؤتمرين في الابواء في البيعة لمحمد.. ليكون ذلك بمثابة اعتراف من الامام بامامة غيره، و ليقطع عليه سبيل المعارضة بعد ذلك، ولكن الامام رفض أن يمد يد البيعة، لأن ذلك يصطدم مع مبدئه في أن الخلافة حق له دون غيره بالنص، و بما تفرد به من امتيازات فاضلة، أجمعت الأمة علي تفضيله بها.. و قد تسبب موقف الامام هذا بقيام جفوة حادة بينه و بين بني عمه الثائرين، الذين اعتبروا هذا الموقف من الامام خذلانا لقضيتهم، و انفصاما خطيرا في تماسك دعوتهم من الداخل..

و قد كانت لهم معه مواقف غير لائقة، دعاهم لها حماسهم المثير لقضيتهم، و تعجلهم في احتواء الموقف لصالحهم، بتحطيم جميع الحواجز التي يمكن أن تقف في طريق تقدمهم نحو الخلافة و الحكم بأسرع وقت متصور..

و كان الامام الصادق (ع)، يمثل في موقعه من الأمة، أقوي شخصية علوية، يمكن أن تعطي للحركة الثائرة زخما



[ صفحه 227]



معنويا و بشريا، بحكم أن استجابته تضمن استجابة اتباعه و شيعته، الذين يمثلون قطاعا كبيرا من الأمة.. و لذا نري أن اهتمامهم كان يتركز علي كسب ولائه، و احراز تضامنه معهم.. مهما استلزم ذلك من تجاوزات، و كانت أقسي مواجهة تعرض لها الامام من بني عمه ما ذكره في الكافي قال:

«.. و شاور محمد، عيسي بن زيد و كان من ثقاته، و كان علي شرطتة.. فشاوره في البعثة الي وجوه قومه. فقال له عيسي: ان دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك أو تغلظ عليهم، فخلني و اياهم..

فقال له محمد: امض الي من أردت منهم..

فقال عيسي: ابعث الي رئيسهم و كبيرهم - يعني أبا عبدالله جعفر بن محمد (ع) - فانك اذا أغلظت عليه علموا جميعا انك ستمرهم علي الطريق التي أمررت عليه أبا عبدالله (ع)..»

وجي ء بالامام حتي أوقف بين يديه، فقال له عيسي بن زيد: «أسلم تسلم..

فقال له أبو عبدالله: أحدثت نبوة بعد محمد (ص)؟..

فقال له محمد: لا ولكن بايع تأمن علي نفسك و مالك و ولدك و لا تكلفن حربا..».

و يشتد الحوار بينهما حتي ضاق محمد بامتناع الامام.. فقال له: «والله لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك..».



[ صفحه 228]



فأبي عليه اباء شديدا، و أمر به الي الحبس.. [8] .

و في حوار آخر لعبدالله بن الحسن مع الامام قال له: «قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك، و أن في قومك من هو أسن منك، ولكن الله قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك، و اعلم فديتك أنك ان أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك، و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم..

فقال له الامام: انك تجد غيري أطوع لك مني، و لا حاجة لك في، فوالله انك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها، و أريد الحج فما أدركه الا بعد كد و تعب و مشقة علي نفسي فأطلب غيري، و سله ذلك و لا تعلمهم أنك جئتني..

فقال عبدالله: ان الناس ما دون أعناقهم اليك و ان أجبتني لم يتخلف عني أحد، و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها». و ينقطع الحوار بدخول من لا يحتشم، و في مجلس آخر يحاول عبدالله أن يجدد الحوار مع الامام في محاولة لاقناعه بفكرة البيعة لمحمد، ولكن الامام يقف منه موقف الناصح الأمين ملوحا بفداحة المصير الذي ينتظره و ينتظر أبناءه و أهل بيته.. اذا بقي علي اصراره في طلب ما ليس له.. قال له:

«.. يا ابن عم اني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر



[ صفحه 229]



الذي أمسيت فيه، و اني لخائف عليك أن يكسبك شرا..».

ثم جري الكلام بينهما، حتي أفضي الي ما لم يكن يريد الامام.. ثم قام عبدالله ليذهب بعد أن لم يجد من الامام الا امتناعا عن البيعة، و تذكيرا بسوء النهاية، و أنهي الحوار بقوله مخاطبا الامام:

«.. بل يغني الله عنك و لتعودن، أو ليقي الله بك و بغيرك، و ما أردت بهذا الا امتناع غيرك، و أن تكون ذريعتهم الي ذلك..

فقال الامام: الله يعلم ما أريد الا نصحك و رشدك، و ما علي الا الجهد..» [9] .

و هذان الحديثان - علي فرض صحتهما - يكشفان لنا بوضوح، عن الجو الغائم الذي كان يسيطر علي واقع العلاقات بين الامام و بني عمه الثائرين، و يكشف أيضا عن القسوة التي تعرض لها الامام بنحو يخرج عن حدود اللياقة و السياسة..

و ربما يناقش في صحة هذين الحديثين و ما ورد فيهما من تفصيلات.. رغم أن الامام الكاظم (ع) قد أشار الي مضمونها في حديثه مع الحسين بن علي قتيل فخ، عندما سيطر علي المدينة و دعاه للبيعة فقال له:



[ صفحه 230]



«... يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك أبا عبدالله (ع)، فيخرج مني ما لا أريد، كما خرج من أبي عبدالله (ع) ما لم يكن يريد..» [10] .

كما ربما يشير اليه ما رواه في المقاتل قال: «خرج مع محمد ابن عبدالله، عيسي بن زيد و كان يقول: من خالف بيعتك من آل أبي طالب فأمكني من ضرب عنقه..» [11] .

ولكننا لو ألغينا هاتين الروايتين.. فلن نعدم الرؤيا الواضحة من مجموع الروايات الأخري التي حددت بمضمونها طبيعة.. العلاقات بين الجانبين، و عدم لياقة السلوك الذي مارسوه ازاءه..

و نحن في هذه الرؤيا المتصورة، لا نحاول أن نحدد الواقع الخفي الذي كان عليه الحال بين الطرفين، و لا نريد أن نؤكد بوجود خصومة حقيقية بينها.. فذلك يرجع الي ما انطوت عليه السرائر..

ولكننا نحاول بأمانة أن نستوحي من عطاء التاريخ ما يحدد لنا الواقع المنظور، و ما يتفق و طبيعة المبادي ء التي كان يلتزم بها كل من الجانيبن..

و الذي نستخلصه: أن موقف الامام الصادق ازاء الثورات



[ صفحه 231]



العلوية، كان يختلف بحسب اختلاف المضمون الذي تتحرك علي أساسه، و حين لا يصطدم ذلك المضمون مع مبدأ انحصار الامامة و الخلافة بالأئمة من أهل البيت، و الذي يمثل وجهة نظر الامام باعتباره أحدهم، لا يكون هناك أي تناقض في المواقف، كما هو الحال بالنسبة لثورة عمه زيد الشهيد، أما حين يصطدم مضمون الثورة مع المبدأ المذكور فلا مناص من تناقض المواقف و اصطدامها.. كما هو الحال بالنسبة لثورة محمد و ابراهيم، علي ما استظهرناه من تتبع النصوص التاريخية، و معطيات الأحداث..

ثم أن ما حدث من تناقض الموقف بين الامام و بني عمه بني الحسن، لا يعني أن الامام كان راضيا بالنهاية المروعة التي انتهي اليها أمرهم، و بمصيرهم الدامي الذي تمثلت به أفظع صور المآسي التي تحدث عنها التاريخ في مختلف عصوره.. فقد روي انه لما قبض المنصور علي بني الحسن، جاء من أخبر الامام بذلك، فقام و وقف من وراء ستر ليلقي عليهم نظرة الوداع الكئيبة.. فطلع بعبد الله بن الحسن، و ابراهيم بن الحسن و جميع أهلهم كل واحد معادله مسود، فلما نظر اليهم هملت عيناه حتي جرت دموعه علي لحيته، ثم أقبل علي الحسين ابن زيد و كان الي جانبه فقال له:

«.. والله لا تحفظ لله حرمة بعد هذا، والله ما وفت



[ صفحه 232]



الأنصار و لا أبناء الأنصار لرسول الله (ص) بما أعطوه من البيعة علي العقبة..» [12] .

و في حديث آخر.. يقول معلي بن خنيس: «كنت عند أبي عبدالله (ع)، اذ أقبل محمد بن عبدالله فسلم ثم ذهب، فرق له أبو عبدالله (ع) و دمعت عيناه، فقلت له: رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع..

فقال: رققت له، لأنه ينسب الي أمر ليس له، و لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة و لا من ملوكها..» [13] .

فلم تكن انسانية الامام لتدفع به الي الرضا بما قضي عليهم من مصير.. و هم أهل بيته الأدنون، الذين ان أساءوا اليه فان لهم من قلبه الكبير، و ما حفل به من عطف و رحمة، ما يغفر لهم اساءتهم.. و لم يكن قتلهم الا تعديا و ظلما.. فهم حين و ثبوا فللمطالبة بحق عرفته لهم الأمة في عنق الخلافة القائمة و لم تكن صورة المؤتمر الذي عقدت به البيعة لمحمد بن عبدالله في الأبواء ببعيد عن رؤيا الأمة و تصورها.. و اقتراح المنصور بالتعجيل بها بعد أن أعلن بأنه - أي محمد - أفضل انسان هاشمي يمكن أن يقع عليه اختيار الأمة، فحربهم معه لم تكن الا علي النقض و الخيانة و نكث العهد و البيعة..



[ صفحه 233]



و لقد كان اصرار المنصور علي حرب محمد و أهل بيته و اهتمامه العنيد بها.. انما هو لتخلص من عقدة البيعة التي كانت في عنقه لمحمد ففي المقاتل قال:

.. فلما ظهرت الدعوة لبني العباس و ملكوا، حرص السفاح و المنصور علي الظفر بمحمد و ابراهيم لما في أعناقهم من البيعة لمحمد.. [14] .

و فيه أيضا عن عيسي بن عبدالله عن أبيه قال:

.. بايع أبوجعفر المنصور محمد بن عبدالله مرتين، احداهما بالمدينة، و الأخري أنا حاضرها بمكة في المسجد الحرام، فلما بايعه قام معه حتي خرج من المسجد الحرام فأمسك له أبوجعفر بركاب دابته ثم قال له: يا أبا عبدالله أما انه ان أفضي اليك هذا الأمر نسيت هذا الموقف و لم تعرفه لي.. [15] .

و ذكر أيضا: أن المنصور قبض علي عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، و كان ممن خرج مع محمد و سأله عن المال الذي عنده؟..

فقال: دفعته الي أميرالمؤمنين..

قال: و من أميرالمؤمنين؟..



[ صفحه 234]



قال: محمد بن عبدالله بن الحسن رحمة الله و صلواته عليه..

قال: أو بايعته؟..

قال: أي والله كما بايعته أنت و أخوك و أهلك هؤلاء الغدرة..

قال: يا ابن اللخناء..!

قال: ابن اللخناء من قامت عنه مثل أمك سلامة..

قال: اضربوا عنقه.. فضربت عنقه.. [16] .

و بعد هذا.. فلعل لمحمد و أهل بيته عذرهم المشروع الذي يمكن أن يصح به علمهم والله العالم بسرائر عباده.. و ليس للباحث أن يحكم الا بما يمليه عليه فهم التاريخ و عطاءاته..


پاورقي

[1] روضة الكافي، حديث 381 ص 264.

[2] رجال الكشي، ترجمة 133 ص 242.

[3] المصدر السابق ترجمة 205 ص 308.

[4] روضة الكافي حديث 593 ص 395.

[5] الطبري ج 7 احداث سنة 121 ص 172.

[6] معجم رجال الحديث، السيد الخوئي ج 7 ص 350 الي 358.

[7] ابن الأثير ج 4 ص 246.

[8] أصول الكافي ج 1 ص 356.

[9] المصدر السابق ج 1 ص 360.

[10] نفس المصدر ج 1 ص 366.

[11] مقاتل الطالبيين أبوالفرج الأصفهاني ص 198.

[12] المصدر السابق ص 149 - 148.

[13] مقاتل الطالبيين ص 142 - روضة الكافي - حديث 594 ص 395.

[14] نفس المصدر ص 158.

[15] نفس المصدر ص 197.

[16] المصدر السابق ص 192.


التدرج في التخطيط


فعلي مستوي التخطيط يعتمد الامام الصادق فكرة التدرج في العمل الاجتماعي و التغيير الاصلاحي علي أصعدة شتي.

قال عليه السلام: «يا عبدالعزيز: ان الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحدة لست علي شي ء حتي ينتهي الي العاشرة، فلا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك و اذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة، فارفعه اليك برفق، و لا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فان من كسر مؤمنا فعليه جبره».


علم الطب


دفع المسلمون الأوائل دفعا شديدا الي الاهتمام بعلم الطب و الاطلاع علي موسوعاته و ابحاثه المختلفة. فقد تنوعت مآكلهم و مشاربهم، و تزاحمت المسؤوليات ترهق أعصابهم، و تتابعت الاوبئة تحصد منهم المئات و الآلاف.

اذ لم يعودوا في صحراء صافيةالاديم، بسيطة المأكل، هادئة، بعيدة عن مفاجآت الحكم و السياسة، و مشاكل الرزق اليومية، لم يعد العرب في مثل هذه البيئة. و لذلك فرضت عليهم ظروف حياتهم ان يهتموا بالطب والاطباء. و كانت لكل عالم من علمائهم الخالدين، مشاركة في هذا العلم؛ و علي رأسهم الامام الصادق نفسه.

و الحق ان العقائد و التقاليد لم تقف دون انتشار هذا العلم شأنها مع العلوم النظرية. و لهذا انتشرت الطباعة و ذاعت كتب الطب و أصبح هذا العلم ضرورة لا يستغني عنها كبار المثقفين و اوساطهم.

و كان من رأي الامام الصادق أن كتاب الله تعالي قد أوجز مهمة الطبابة في هذه الكلمات الثلاثة التي أوردها في معرض النصيحة و التوجيه:

«كلوا و اشربوا و لا تسرفوا»

و حاء في رسالة المفضل ابن ابي العوجاء ما يدل علي علم الامام بفنون من الاشربة، و الاطعمة، و انواعها، و تأثيرها، وعلاقتها بطبائع الانسان؛ ثم الادوية



[ صفحه 187]



و فوائدها. و جاء مثل ذلك ايضا في رسالة «الاهيلجة» التي ناظر فيها الطبيب الهندي؛ فقد اورد خلال هذه المناظرة من الاستشهادات و الاشارات الطبية، و ذكر من اسماء الادوية ما يدل علي معرفته بالثقافة الطبية عهد ذاك.

و الحقيقة أن الطب في القرن الهجري الثاني علم نظري اكثر منه عملي.

فقد كان العلماء فيه يعتمدون علي مقدمات نظرية، ينقصها التمحيص و التحقيق و الاختبار العملي، و لهذا لم يكن علم الطب من السعة و الشمول و الاختصاص كما هواليوم.

و لهذا كله ايضا كان علم الطب فرعا من الفروع التي يفرض علي كل متفلسف أو دارس فلسفة، ان يضطلع بها، ويطلع علي اسرارها. و بقي الامر كذلك حتي عهد متأخر من العصر العباسي. كان من تخصصوا في تطبيب الناس، و سموا بالاطباء، مطالبين ايضا بالاطلاع علي الابحاث الفلسفية النظرية التي فصلت اليوم فصلا تاما عن العلوم التطبيقية كلها من طب و هندسة و غيرهما.

و قد نسبت الي الامام نصائح صحية و توجيهات طبية منها: «انا اهل بيت لا تتداوي الا بافاضة الماءالبارد يصب علينا.» «ان لكل ثمرة سما فاذا اتيتم بها فأمسوها الماء و اغمسوها في الماء»

و الرجوع الي كتاب الاطعمة و الاشربة يطلع القاري علي كثير من هذه التوصيات و التوجيهات الطبية.



[ صفحه 188]




آيا ممكن است امروز چيزي واقع گردد كه ديروز در علم خدا نبوده؟


منصور بن حازم گويد: از امام صادق - عليه السلام - پرسيدم كه: آيا ممكن است امروز چيزي واقع گردد كه ديروز در علم خدا نبوده؟ (خدا آن را نداند مگر وقت واقع شدن آن)؟

فرمود: نه. هر كس چنين گويد خدا رسوايش كند.

عرض كردم بفرمائيد: مگر اين است كه آنچه واقع شده و آنچه تا روز قيامت واقع مي شود در علم خدا هست؟

فرمود: آري، پيش از آنكه خلق را بيافريند (همه چيز را مي دانست). [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 1 ص 203 ح 11.


دفعه پنجم


اين بار منصور حضرت جعفر بن محمد الصادق عليه السلام را به بغداد دعوت كرد و قبل از كشتن محمد و ابراهيم پسران عبدالله الحسين در سال 145 بود و به وسيله ي محمد بن ربيع حاجب او را در قصر خود مي خواند و با همان لباس خواب و پاي برهنه و سر برهنه امام را نزد خليفه برد و در اين موقع امام بيش از هفتاد سال به نقل محمد بن ربيع داشته و از فرط ضعف و ناتواني نمي توانست با او برود و سوار اسبش كرد و باز مانند ساير موارد سه دفعه شمشير كشيد و غضب كرد و باز شمشير را فروبرد و منصرف شد تا به اكرام و انعام و خلعت آن حضرت را بوسيد و به منزل مراجعت فرمود.

سيد بن طاوس (ره) در كتاب مهج الدعوات نقل مي كند كه محمد بن ربيع حاجب منصور دوانقي (اژدان مخصوص يا وزير دربار) مي گويد روزي منصور در قصر خضراء زير قبه خلافت نشسته بود و آن روز غضب قبه حمراء را خواست قبه حمرا را روزهاي غضب مي خواست و آن روزها را يوم الذبح مي گفتند يعني روزهائي كه خون مي ريخت.

در آن ايام جعفر صادق عليه السلام را از مدينه به مركز خلافت بغداد احضار كرده بود و تمام آن روز را تا شب در قبه ي حمراء نشست چون نيمه شب گذشت پدرم ربيع را احضار كرد گفت تو ميداني در خاطر ما چه مقامي داري اسراري كه من بر احدي فاش نمي كنم به تو گفته و مي گويم تو حافظ اسرار من هستي و انجام مقاصد من به دست تو انجام مي گيرد ربيع گفت آري اين شرافتي است براي من كه به فضل خدا و لطف تو حاصل شده و من هم در اجراي فرامين تو قصور و



[ صفحه 287]



تقصيري نكرده ام و خود شاهدي كه خيرخواه شما و دولتخواه هستم منصور گفت الساعه برخيز برو جعفر بن محمد بن فاطمه را نزد من بياور چون به او رسيدي در هر حال هست مگذار تغيير دهد با همان حال بياور نزد من - ربيع گفت برخاستم و آهسته گفتم انا لله و انا اليه راجعون جان من در گرو اين كار است اگر او را حاضر كنم با لباسي غضبي كه خليفه صبح تا كنون پوشيده حتما او را خواهد كشت اگر نكنم جان و مال خود و خاندانم در معرض نابودي است.

در هر حال دنيا بر عاقبت غالب شد برخاست آمد به منزل و مرا كه قسي تر و شجاع تر از ساير فرزندانش بودم صدا كرد گفت برو به خانه جعفر بن محمد (ع) و از در خانه وارد نشو بلكه از بام وارد شو كه او نتواند تغيير لباس دهد و به هر حالي او را ديدي همراه بياور و به حضور منصور ببر.

محمد بن ربيع مي گويد رفتم به سوي خانه جعفر بن محمد (ع) چون از بام خانه بالا رفتم ديدم او به نماز ايستاده پيراهني سفيد و بلند پوشيده و منديلي به كمر بسته چون سلام نماز را داد گفتم به زودي اميرالمؤمنين را اجابت كن خواست لباس بپوشد نگذاشتم خواست غسل و تطهير نمايد مانع شدم به همين حال او را سر و پاي برهنه مي برد. و در اين موقع جعفر بن محمد هفتاد سال داشت و در راه ضعف بر او غلبه يافت بر او رقت كردم او را سوار بر استري كردم تا به دربار منصور رسيدم شنيدم كه خليفه به پدرم ربيع مي گفت محمد دير كرد و درباره صادق صحبت مي كرد چون چشم پدرم به امام صادق افتاد گريان شد زيرا او شبعه بود جعفر بن محمد به او گفت ربيع مي دانم مايل به ما هستي بگذار من دو ركعت نماز بگذارم و دعا بخوانم و سپس وارد مي شوم پدرم موافقت كرد امام جعفر صادق عليه السلام دو ركعت نماز كوتاه با دعاي بلندي خواند كه نفهميدم چه بود فارغ شد ربيع دست او را گرفت رو به منصور آورد نزديك قصر خضراء لبان امام در حركت بود و چيزي مي خواند چون خشم منصور بر او افتاد مقابل او ايستاد گفت اي جعفر دست از حسد و فساد و تعدي بر بني عباس برنمي داري تا قدرت داري كينه مي ورزي و زحمت مرا مي خواهي امام فرمود به خدا قسم من چنين نكردم و در اين انديشه هم نبوده ام و كار من نيست در دوران حكومت بني اميه كه نهايت دشمني را با ما و شما داشتند و انواع زجر و اذيت را به ما مي كردند و با آنكه آنها حقي به خلافت نداشتند من عليه آن ها اقدامي نكردم و از من بدي به آنها نرسيد - با شما كه پسر عم هستم و از هر كس از تو بيشتر عطايا و



[ صفحه 288]



نيكي به من رسيده چنين كنم منصور سر به زير افكند و مدتي فكر كرد و سر بلند كرد گفت بي جا كردي و از زير متكاي خود نامه هائي بيرون آورد و به سوي امام انداخت گفت اين نامه ها چيست كه به اهل خراسان نوشته اي و آنها را بيعت خود و نقض بيعت من خواندي و دعوت كردي امام فرمود والله از من نيست و من چنين نكرده ام و به عقيده ي من اين كار زشت و بي جائي است به علاوه كه من پيري رنجور و در غايت ضعف و بي حالي هستم كه در ميدان مرگ پيش ميروم و برخلاف آنچه به خليفه گفته اند و تصور كرده اي مي باشم.

منصور باز سر به زير افكند و شمشير را برداشت و به قدر يك شبر از غلاف بيرون كشيد ناگهان رنگش تغيير كرد و شمشير را غلاف كرد و گفت جعفر حيا نمي كني با ريش سفيد و پيري كه ترا فراگرفته بين مسلمين اختلاف مي اندازي و بين دولت و ملت فتنه برمي انگيزي باز امام فرمود به خدا قسم چنين نيست منصور باز شمشير را از غلاف كشيد به اندازه ي يك زراع و ناگهان به غلاف برد ربيع گفت با خود شهادتين گفتم و با خود گفتم اگر مرا امر به قتل جعفر كند خود منصور سر به زير انداخت و اين پيرمرد ايستاده بود آنگاه سر بالا كرد گفت گمان مي كنم تو راست بگوئي و رو به ربيع كرد گفت جعبه مشك و عطريات مرا بياور.

ربيع حس كرد كه منصور از غضب فرود آمده و منصرف شده جعبه مشكدان خليفه را آورد منصور گفت محاسن جعفر را خوشبو گردان و بهترين مركب سواري مرا حاضر كن او را به منزل برسان و ده هزار درهم به او عطا كن و مخير است كه نزد ما بماند يا به مدينه بازگردد من بسيار خوش وقت و مسرور شدم او را به احترام به منزل رساندم و از دعائي كه خواند استفسار كردم و آن دعا را به من آموخت و فرمود آن زميني كه در مدينه دارم و مي خواستي بخري به تو بخشيدم عرض كردم آن دعا را به من بياموزي بهتر از اين است فرمود زمين از آن تست و اين دعا هم چنين است.

چون برگشتم نزد منصور از شدت غضب او سؤال كردم كه تبديل به فرط محبت او شد خليفه گفت خلوت كن تا راز خود را با تو بگويم و بايد با كسي به ميان نگذاري چون دفعه اول خواستم جعفر را بكشم و شمشيرم را كشيدم ناگاه ديدم رسول خدا صلي الله عليه و آله وسلم با كمال تغيير حال بين من و جعفر حايل شد شمشير را غلاف كردم دفعه دوم ديدم پيغمبر صلي الله عليه و آله وسلم با كمال غضب بر من نگريست و قصد دارد اگر من جعفر را بكشم او هم مرا بكشد صرف نظر كردم دفعه سوم باز رسول خدا را با حال غضب ديدم كه نزديك بود دستش به من برسد ترسيدم و



[ صفحه 289]



منصرف شدم و ناگزير او را با احترام به منزل برگردانيدم. اما جعفر صادق به مدينه حركت كرد باز سعايت كنندگان در كار او سعايت كردند منصور دستور داد والي مدينه آن حضرت را با انگور رازقي مسموم گرداند و از دنيا رحلت فرمود و بر حسب وصيت او را به دو جامه شتويه كفن كردند و عمامه جدش حضرت زين العابدين عليه السلام را بر او پوشانيدند و دفن نمودند [1] .


پاورقي

[1] به نقل خود مقصورات از مهج الدعوات ص 160.


حديث 046


3 شنبه

تخافوا عن الظلم.

از ستم كردن بترسيد.

بحار، ج 75، ص 54


ديگر صحابه


با آن كه مسلّم است كه عدّه كثيري از مهاجران و انصار، در مدينه وفات كرده و در بقيع به خاك سپرده شده اند، نمي توان محل قبرشان را مشخّص نمود. ذيلا به ذكر نام جمعي از آنان كه در منابع و مآخذ مختلف اشاره كرده اند، بسنده مي كنيم:

1/د: مقداد بن عمر

مشهور به «ابن الأسود الكذري» از صحابه پيامبر بود و پيامبر درباره اش گفته بود:

«ان الله عزوجل امرني بحب اربعة وأخبرني انّه يحبهم: علي ومقداد و ابوذر و سلمان».

محمد بن عمر واقدي گفته است كه «مقداد» در سال 33 هـ. ق. به سنّ هفتاد سالگي



[ صفحه 513]



در جرف در سه ميلي مدينه درگذشت و جنازه اش را به مدينه حمل كرده، با حضور عثمان بن عفّان در قبرستان بقيع به خاك سپردند.

2/د: ابوهريره

ابن سعد گفته است:

«لمّا مات أبوهريرة كان ولد عثمان يحملون سريره حتي بلغوا البقيع حفظاً بما كان من رأيه في عثمان».

3/د: صُهَيْب بن سنان

«ابن مالك بن عبد عمرو» بود و ابن سعد گفته است:

«توفي صهيب في شوال سنه ثمان و ثلاثين و هو ابن سبعين سنة بالمدينة ودفن بالبقيع».

4/د: ابوعبس

ابن سعد در باره اش نوشته است:

«مات أبوعبس في سنة أربع و ثلاثين في خلافة عثمان بن عفّان و هو ابن سبعين سنة و صلّي عليه عثمان و دفن بالبقيع».



[ صفحه 514]



5/د: اُسَيْد بن الحضير

ابن سعد ذيل شرح احوال «اُسيْد» چنين نوشت:

«توفّي أُسيد بن الحضير في شعبان سنة عشرين فحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من بني عبدالأشهل حتي وضعه بالبقيع و صلّي عليه بالبقيع».

6/د: حويطب بن عبدالعُزَّي

همان «ابن ابي قيس عامريِ» صحابي و از آگاهان به تاريخ مكه است كه پس از 12 سال زندگي در سال 54 هـ. ق. درگذشت.

7/د: رُكانة بن عبد يزيد

ابن هاشم بن عبدالمطلب بود و در اوّل خلافت معاويه درگذشت.

8/د: زيد بن سهل، ابوطلحه انصاري

«ابن اسود بن حرام» از بزرگان صحابه بود كه در سال 34 هـ. ق. يا به گفته اي در چهلمين سال وفات پيامبر در مدينه درگذشت.

9/د: ارقم بن ابي ارقم

از اوّلين گروندگان به اسلام بود كه خانه اش در مجاورت كوه صفا مركز تعليمات و تبليغات پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله) بود. در آنجا كساني كه بعدها از بزرگترين شخصيّت هاي اسلام



[ صفحه 515]



شدند، مسلمان گشتند. از اينرو خانه اش به دارالإسلام شهرت يافت.

پيامبر بين او و ابوطلحه زيد بن سهل انصاري پيوند اُخوّت بست.

او در همه نبردها و حوادث مهمّ زندگي پيامبر حضور داشت و در سال 55 هـ. ق. حدوداً در 80 سالگي در مدينه درگذشت.

10/د: اُسامة بن زيد

وي همان ابن حارثه بود كه در سال 54 هـ. ق. در 75 سالگي در مدينه درگذشت.

11/د: عبدالله بن سلام

كنيه اش ابويوسف بود و در سال 43 هـ. ق. در مدينه درگذشت.

12/د: عبدالله بن عمرو

«ابن شريح بن قيس» معروف به ابن امّ مكتوم از صحابه پيامبر بود كه در غياب آن حضرت و به دستور ايشان در مدينه نماز را امامت مي كرد. در قادسيّه شركت داشت و چون به مدينه بازگشت، در زمان خلافت عُمر بن خطاب درگذشت.

13/د: ابوسلمه بن عبدالأسد

نامش عبدالله، از «بنومخزوم» و همسر امّ سلمه بود. او قبل از دعوت در خانه ارقم مسلمان گشت. به حبشه و مدينه هجرت نمود و اوّلين كسي بود كه به مدينه رسيد. پيامبر بين او وسعد بن خيثمه عقد اخوّت بست. در سي و پنجمين ماه هجرت پس از بازگشت از



[ صفحه 516]



«سريه بني اسد / قطن» در مدينه درگذشت. مشهور است كه پيامبر چشم هاي او را پس از مرگ، بر هم نهاد.

14/د: عبدالله بن عَتيك

از صحابه و انصار پيامبر بود و از طرف آن حضرت مأمور شد تا ابورافع سلام را از ميان بردارد.

15/د: قتادة بن نعمان

پسر «زيد بن عامر انصاري» و صحابي مشهور پيامبر (صلي الله عليه و آله) بود كه در سال 23 هـ. ق. در مدينه درگذشت و عمر بن خطّاب بر او نماز گزارد. او پرچم دار بنوظفر در غزوه فتح مكه بود.

16/د: جَبّار بن صَخْر

از صحابي و انصار پيامبر كه آن حضرت بين او و مقداد بن عمرو پيوند اخوّت بست.

17/د: حاطب بن ابي بَلْتَعة

او با عويم بن ساعدة عقد اخوّت بست. در همه صحنه ها حضور داشت و كسي بود كه نامه پيامبر به مقوقس را به اسكندريّه برد. وي در سال 30 هـ. ق. در مدينه درگذشت و عثمان بن عفّان بر او نماز گزارد.



[ صفحه 517]



18/د: حكيم بن حزام

ابن خويلد، پسر برادر خديجه امّ المؤمنين بود كه روز فتح مكه، اسلام را پذيرا شد و پس از سال 54 هـ. ق. در مدينه درگذشت.

19/د: عمرو بن حزم

از صحابه پيامبر بود كه مأموريّتي در نجران به او واگذار شد. ابن اثير گفته است:

«توفّي بالمدينة سنة احدي و خمسين.»

20/د: مَخْرَمَة بن نوفل

مُكنّي به ابوصفوان يا ابوالمسور كه در سال 54 هـ. ق. درگذشت. مادرش رقيه بنت ابي صيفي بود.

21/د: عبدالله بن أُنيس

از صحابه و انصار پيامبر از جهينه بود و پس از رحلت پيامبر در «اعراف» ـ منزلگاه يك بريدي مدينه ـ زندگي كرد و در دوران معاوية بن ابي سفيان در مدينه درگذشت.

22/د: بَراء بن مَعْرور

«ابن صَخر بن خنساء» يكي از 12 نفري بود كه از يثرب با پيامبر در عقبه ملاقات كرد و به ديانتش ايمان آورد. او از بزرگان صحابه محسوب مي شد و يك ماه قبل از ورود پيامبر به مدينه درگذشت و پيامبر پس از آمدنش به مدينه بر قبر او نماز گزارد و اوّل كسي از نقباء بود كه درگذشت.



[ صفحه 518]



23/د: جبير بن مُطعِم

«ابن حدي بن نوفل» صحابي مشهور و عارف به انساب، در 80 يا 95 هـ. ق. در مدينه درگذشت.

24/د: جابر بن عبدالله

«ابن عمرو بن حَرَام» صحابي مشهوري بود كه در 19 غزوه شركت داشت و بعد از 94 سال در سال 90 هـ. ق. درگذشت.

25/د: مِسْطَح بن أُثاثة

«ابن عباد بن المطلب» مُكنّي به ابوعباده از صحابه پيامبر بود كه از بدر تا صفّين حضور داشت و در سال 34 هـ. ق. در سنّ 56 سالگي در مدينه درگذشت.

26/د: معاذ بن عَفْراء

او از نخستين كساني بود كه از مدينه به مكه رفت و اسلام را پذيرا شد. پيامبر پس از هجرت، بين او و معمر بن حارث پيمان برادري بست.

28/د: ابن عمرو بن نفيل

مشهور به ابوالأعور كه در سال 50 هـ. ق. در منطقه عقيق مدينه درگذشت و او را به مدينه حمل نمودند و در بقيع به خاك سپردند. او در زمره ده مسلماني بود كه پيامبر ارجشان نهاد.



[ صفحه 519]



29/د: سهل بن سعد ساعدي

ابوالعبّاس انصاري خزرجي كه در سال 88 هـ. ق. پس از يكصد سال زندگي در مدينه درگذشت.

30/د: مالك بن التَّيهان، ابوالهيثم

وي صحابي پيامبر و از انصار مدني از بنو عبدالاشهل محسوب مي شد. از نقباي دوازده گانه بود و در همه حوادث مهمّ تاريخي با پيامبر بود.

31/د: ابوالسيد ساعدي

از صحابه پيامبر بود كه در سال 30 يا به تصريح مدائني در سال 60 هجري درگذشت. او آخرين كس از بدريان مسلمان بود كه وفات يافت.

32/د: محمد بن مَسْلمه

يكي از افاضل صحابه پيامبر و كسي بود كه كعب بن اشرف را به قتل رساند. وي در سال 43 هـ. ق. در مدينه درگذشت؛ يا به دست بعضي از اهالي شام در خانه اش كشته شد.

33/د: عويم بن ساعده

در گردهمايي مدني ها با پيامبر در عقبه شركت داشت. از صحابي پيامبر بود كه حضورش در بدر و احد و خندق مسلّم است و پيامبر بين او و حاطب بن ابي بلتعه عقد اخوّت بست. گفته اند كه در زمان خلافت عمر بن خطّاب در مدينه وفات يافت.



[ صفحه 520]



34/د: كعب بن عمر

«السلمي» مشهور به «ابواليَسَر» از انصار و صحابه پيامبر بود كه در ملاقات عقبه حضور داشت و بعدها از راويان حديث پيامبر شد. وي در سال 55 هـ. ق. در مدينه درگذشت.



[ صفحه 521]




اخباره بالغائب 07


محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم، عن محمد بن سهل، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة، و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني و اني أتيت الباب فاستفتحت الباب، ففتحت لي الجارية فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا مهزم أين كان أقصي أثرك اليوم؟ فقلت له: ما برحت المسجد، فقال: أما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال الا بالورع [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسن علي بن هبة الله قال: حدثنا أبوجعفر قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد



[ صفحه 71]



ابن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسين بن سعيد، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني، و اني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا مهزم ما كان أقصي أثرك اليوم؟ فقلت: ما برحت المسجد، فقال: أوما تعلم أن امرنا لا ينال الا بالورع [2] .

محمد بن يحيي في نوادر الحكمة: باسناده عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة، و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني، و اني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية، فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فقال لي: يا مهزم أين كان أقصي أثرك اليوم؟ فقلت له: ما برحت المسجد. فقال عليه السلام: أما تعلم أن أمرنا لا ينال الا بالورع [3] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات: ص 234 ج 5 باب 11 ح 2.

[2] دلائل الامامة ص 116.

[3] اعلام الوري: ص 268.


خورشيد سياه شد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: آن كس كه خاطرات شخصي خود را از دل نزدايد و از خطرات نفساني و شهوي خويش فارغ نشود، افكار شيطاني را از خود نراند و در پناه خداوند بزرگ نرود، شايسته نيست مردم را امر به معروف و نهي از منكر نمايد.

ابراهيم بن سعيد روايت مي كند كه روزي به خدمت امام جعفرصادق عليه السلام عرض كردم كه مي تواني آفتاب را با دست خود بگيري و از تابش آن جلوگيري كني؟ فرمود: اگر مي خواهي آن را از ديد تو مخفي كنم؟ گفتم: آري مخفي كن. پس او را ديدم كه آفتاب را كشيد آن چنان كه افسار چهارپا را مي كشند و خورشيد سياه شد چنان كه اهل مدينه ديدند، سپس آن را بازگردانيد.



[ صفحه 115]




كتابه إلي ابن مسكان في الخصي


محمّد بن مسعود، قال: حدّثني محمّد بن نصير، قال حدّثني محمّد بن عيسي،... وزعم يونس أنّ ابن مسكان [1] سرح بمسائل إلي أبي عبد الله عليه السلام يسأله عنها وأجابه عليها، من ذلك ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون. كتب إليه يسأله عن خصيّ دلّس نفسه علي امرأة.

قال: يُفرَّقُ بَينَهُما وَيُوجَعُ ظَهرُهُ. [2] .



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] عبد الله بن مسكان

عبد الله بن مسكان ثقة. له كتاب. رويناه بالإسناد الأوّل عن ابن أبي عمير وصفوان جميعاً عنه. (راجع: الفهرست: ص168 الرّقم440).

وفي رجال الطّوسي: عبد الله بن مسكان مولي عنزة.وعدّ من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.(ص264 الرّقم3774، رجال البرقي: ص22).

وفي رجال الكشّي: أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصحّ من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقرّوا لهم بالفقه من دون أُولئك السّتّة الّذين عددناهم وسمّيناهم ستّة نفر: جميل بن درّاج وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن بكير وحمّاد بن عيسي وحمّاد بن عثمان وأبان بن عثمان. قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه، يعني ثعلبة بن ميمون: أنّ أفقه هؤلاء جميل بن درّاج، وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ج2 ص673 ح 705).

وفي ص 680 ح 716 قال: محمّد بن مسعود قال: حدّثني محمّد بن نصير قال: حدّثني محمّد بن عيسي عن يونس قال: لم يسمع حريز بن عبد الله من أبي عبد الله عليه السلام إلّا حديثاً أو حديثين، وكذلك عبد الله بن مسكان لم يسمع إلّا حديثه: مَن أدرَكَ المِشعَرَ فَقَد أدرَكَ الحَجَّ. وكان من أروي أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وكان أصحابنا... زعم أبو النّضر محمّد بن مسعود: أنّ ابن مسكان كان لا يدخل علي أبي عبد الله عليه السلام شفقة ألا يوفيه حقّ إجلاله، فكان يسمع من أصحابه ويأبي أن يدخل عليه إجلالاً وإعظاماً له عليه السلام.

[2] رجال الكشّي: ج2 ص680 ح 716، بحار الأنوار: ج103 ص366 ح 27 نقلاً عنه.


ختامه مسك


قال علي عليه السلام: و حق الولد علي الوالد ان يحسن اسمه، و يحسن ادبه، و يعلمه القرآن [1] .

امام علي عليه السلام مي فرمايد: حق فرزند بر پدرش اين است كه او را به اسم خوب نام گذاري كند، و به خوبي، ادب و تربيتش نمايد، و به وي قرآن مجيد را تعليم دهد.



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] نهج البلاغه، حكمت 399.


اعطاء الانسان ما يصلح دينه و دنياه و منعه مما سوي ذلك


فكر يا مفضل فيما اعطي الانسان علمه و ما منع، فانه أعطي جميع علم ما فيه صلاح دينه و دنياه فمما فيه صلاح دينه معرفة الخالق تبارك و تعالي بالدلائل و الشواهد القائمة في الخلق، و معرفة الواجب عليه، من العدل علي الناس كافة. و بر الوالدين، و أداء الأمانة، و مواساة أهل الخلة، و اشباه ذلك، مما قد توجد معرفته، و الاقرار، و الاعتراف به



[ صفحه 52]



في الطبع و الفطرة، من كل امة موافقة او مخالفة، و كذلك أعطي علم ما فيه صلاح دنياه، كالزراعة و الغراس، و استخراج الأرضين، و اقتناء الأغنام و الأنعام، و استنباط المياه، و معرفة العقاقير التي يستشفي بها من ضروب الأسقام، و المعادن التي يستخرج منها أنواع الجواهر، و ركوب السفن، و الغوص في البحر، و ضروب الحيل في صيد الوحش و الطير و الحيتان، و التصرف في الصناعات و وجوه المتاجر و المكاسب، و غير ذلك مما يطول شرحه و يكثر تعداده، مما فيه صلاح أمره في هذه الدار. فأعطي علم ما يصلح به دينه و دنياه، و منع ما سوي ذلك، مما ليس في شأنه و لا طاقته أن يعلم. كعلم الغيب و ما هو كائن. و بعض ما قد كان أيضا، كعلم ما فوق السماء و ما تحت الأرض. و ما في لجج البحار و اقطار العالم، و ما في قلوب الناس و ما في الأرحام و اشباه هذا مما حجب عن الناس علمه.

و قد ادعت طائفة من الناس هذه الأمور، فأبطل دعواهم ما يبين من خطئهم، فيما يقصون عليه و يحكمون به فيما ادعو عليه.



[ صفحه 53]



فانظر كيف اعطي الانسان علم جميع ما يحتاج اليه لدينه و دنياه، و حجب عنه ما سوي ذلك، ليعرف قدره و نقصه و كلا الأمرين فيها صلاحه.


حكايت عبدالله بن علي و توبه ي او


از وليد بن صبيح روايت شده است: شبي نزد امام صادق عليه السلام بوديم كه درب خانه زده شد. حضرت به كنيز خود فرمود: ببين كيست؟ كنيز بيرون رفت و بعد بازگشت و گفت: عمويت، عبدالله بن علي است. حضرت فرمود: (بگو) داخل شود و به ما هم گفت كه به اطاق ديگر برويم. طبق فرمايش امام، به اطاق ديگر رفتيم. صدايي شنيديم و گمان كرديم صداي يكي از همسران حضرت مي باشد. لذا بسيار به هم نزديك شديم. وقتي كه وارد شد، تا مي توانست به امام صادق عليه السلام توهين كرد و سپس رفت. ما از اطاق بيرون آمديم و دوباره نزد حضرت رفتيم. پس ايشان، از همان جايي كه سخنش را قطع كرده بود، دوباره شروع كرد.

يكي از ما گفت: او با تو رفتاري كرد كه گمان نمي كرديم كسي بتواند با شما آن گونه رفتار كند. تا جايي كه نزديك بود بيرون بياييم و او را بزنيم.

حضرت فرمود: آرام باشيد و ميان ما داخل نشويد.

پاسي از شب كه گذشت باز درب كوبيده شد. حضرت به كنيز خود گفت: ببين كيست؟ كنيز رفت و برگشت و گفت: عمويت، عبدالله بن علي، است. امام به ما فرمود: به جايي كه بوديد، برگرديد. سپس، عبدالله، به ايشان اذن دخول داد.

عمويش با ناله و گريه وارد شد و گفت: اي پسر برادر! مرا ببخش، خداوند تو را ببخشد. از من بگذر خدا از تو بگذرد.

فرمود: اي عمو! خدا تو را ببخشد، چه چيزي تو را به اين كار واداشته است؟ گفت: وقتي كه به رختخواب خود رفتم، دو مرد سياه و بد هيبت آمدند و مرا بستند. يكي به ديگري گفت: او را به جانب آتش ببر. او نيز مرا



[ صفحه 72]



به سوي آتش مي برد كه از مقابل رسول خدا گذشتم. گفتم: اي رسول خدا! نمي بيني با من چه مي كنند؟

فرمود: مگر تو نبودي كه به فرزندم آن چيزي را شنواندي؟!

گفتم: يا رسول الله! ديگر اين كار را نمي كنم. پس دستور داد مرا رها كردند و هم اكنون، درد بندها را احساس مي كنم.

ابوعبدالله عليه السلام فرمود: وصيت كن. عبدالله: به چه وصيت كنم؟ مالي ندارم، عيالمند و مقروض هستم. حضرت فرمود: قرض تو به عهده ي من و خانواده ات نيز با خانواده ي من. پس وصيت كن. پس ما هنوز از مدينه خارج نشده بوديم كه او مرد و حضرت قرضش را ادا و خرج خانواده اش را تقبل كرد و دختر او را به ازدواج پسر خود در آورد. [1] .



[ صفحه 75]




پاورقي

[1] الخرائج والجرائح، ج 2، ص 619؛ بحارالأنوار، ج 46، ص 184.


هشام بن عبدالملك


هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحكم ولي الامر بعهد من أخيه يزيد ابن عبدالملك سنة 105 ه لخمس بقين من شعبان و بقي الي سنة 125 ه و هي سنة وفاته، و كانت مدة ملكه تسع عشرة سنة و سبعة اشهر غير أيام، و أمه بنت هشام بن اسماعيل المخزومي.

كان هشام يعد من دهاة بني أمية، و قرنوه بمعاوية، و عبدالملك، و قد عرف بالغلظة، و خشونة الطبع، و شدة البخل، و سوء المجالسة، و كان أحول، و هو الرابع من أولاد عبدالملك الذين تولوا الحكم.

و كان شديد البغض للعلويين، حاول الانتقام منهم، و الانتقاص لهم كلما أمكنته الفرصة.

حج هشام قبل أن يلي الخلافة فطاف في البيت و لم يتمكن من استلام الحجر من شدة الزحام، فنصب له منبر و جلس عليه، و أهل الشام حوله.

و بينما هو كذلك اذ أقبل علي بن الحسين زين العابدين فانفرج الناس له و صاروا سماطين، اجلالا و هيبة و احتراما، فعظم علي هشام و غاضه ذلك. و قال: من هذا؟ استنقاصا له. و كان الفرزدق حاضرا فقال: أنا أعرفه.



[ صفحه 123]



فقال هشام: من هو؟ فأنشأ الفرزدق قصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها:



هذا الذي تعرف البطحاء و طأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم



هذا ابن خير عبادالله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



الي آخر القصيدة، فغضب هشام، و أمر بسجن الفرزدق.

و حج هشام بن عبدالملك في أيام خلافته سنة 106 ه و كان الامام محمد الباقر عليه السلام في المسجد، و قد أحاط به طلاب العلم، و هو في تلك الحلقة يلقي عليهم تعاليم الدين الاسلامي، و يعلمهم الاحكام و الفرائض، فصعب ذلك علي هشام، فقال لرجل من جماعته: اذهب اليه و اسأله و قل له يقول لك أميرالمؤمنين: ما الذي يأكله الناس و يشربونه في المحشر الي أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فلما سأله الرجل قال عليه السلام: قل له يحشر الناس علي مثل قرص النقي [1] فيها أشجار و أنهار يأكلون و يشربون منها حتي يفرغوا من الحساب.

و كان هشام يقصد من وراء هذا السؤال ان يظفر بشي ء يستطيع به ان يضع من منزلة الامام في ذلك المجتمع و لو من باب المغالطة، لأنه حانق عليه، فلما رجع الرسول اليه بما أجابه الامام ظن هشام أنه ظفر بما أراد و نجح بما دبر، فقال: الله اكبر، اذهب اليه فقل له يقول لك: ما أشغلهم عن الاكل و الشرب يومئذ؟

فقال ابوجعفر الباقر عليه السلام: هم في النار أشغل، و لم يشغلوا عن ان قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، فسكت هشام و عرف فضله.

و هو الذي سير الامام الباقر عليه السلام و ولده الصادق عليه السلام من المدينة الي الشام، يقصد بذلك اهانتهما و التشفي منهما لما رآه و سمعه عندما حج في تلك السنة، و حج فيها الامام محمد الباقر و ولده الصادق عليهماالسلام فقال الامام الصادق في ذلك الملأ: الحمدلله الذي بعث محمدا بالحق نبيا و اكرمنا به، فنحن صفوة الله من خلقه و خيرته من عباده و خلفائه، فالسعيد بن تبعنا، و الشقي من عادانا.

فبلغ هشام ذلك، و عظم عليه فلم يتعرض لهما بشي ء، حتي انصرف



[ صفحه 124]



الي دمشق، و أمر باشخاص الامام و ولده الصادق عليهماالسلام الي دمشق. قال الامام الصادق عليه السلام فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثا، ثم اذن لنا في اليوم الرابع الي آخر ما هو معروف من هذه القصة.


پاورقي

[1] النقي كغني، قال في النهاية: الحديث: يحشر الناس يوم القيامة علي أرض بيضاء كقرصة النقي يعني الخبر الحواري.


وصيته لجابر الجعفي


من وصيته لجابر بن يزيد الجعفي.

فكر فيما قيل فيك، فان عرفت من نفسك ما قيل فيك، فسقوطك من عين الله جل و عز عند غضبك من الحق، أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من اعين الناس، و إن كنت علي خلاف ما قيل فيك، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.

و اعلم أنك لا تكون لنا وليا حتي لو اجتمع عليك أهل مصرك و قالوا: إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، و لو قالوا: إنك رجل صالح لم يسرك ذلك، و لكن اعرض نفسك علي كتاب الله، فان كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه، خائفا من تخويفه، فاثبت و ابشر، فان لا يضرك ما قيل فيك.

و ان كنت مباينا للقرآن فماذا الذي يغرك من نفسك، ان المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها علي هواها، فمرة يقيم أودها و يخالف هواها في محبة الله. الي أن يقول:

و توق مجازفة الهوي بدلالة العقل، وقف عند الهوي باسترشاد العلم، و استبق خالص الاعمال ليوم الجزاء، و اقطع أسباب الطمع ببرد اليأس،



[ صفحه 457]



و سد سبيل العجب بمعرفة النفس، و تحرز من ابليس بالخوف الصادق، و إياك و الرجاء الكاذب، فانه يوقعك في الخوف الصادق...

و اطلب بقاء العز باماتة الطمع، و ادفع ذل الطمع بعز اليأس، و استجلب عز اليأس ببعد الهمة، و تزود من الدنيا بقصر الامل، و بادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة.

و اعلم أنه لا علم كطلب السلامة، و لا سلامة كسلامة القلب، و لا عقل كمخالفة الهوي، و لا خوف كخوف حاجز، و لا رجاء كرجاء معين، و لا فقر كفقر القلب، و لا غني كغني النفس، و لا قوة كغلبة الهوي، و لا معرفة كمعرفتك بنفسك، و لا نعمة كالعافية، و لا عافية كمساعدة التوفيق، و لا شرف كبعد الهمة... الي آخر وصيته و هي طويلة اخذنا منها اليسير. [1] .


پاورقي

[1] تحف العقول 69.


مع هشام في اتهامه


نضج علم الكلام في العصر العباسي الأول، و انتشر الخلاف و كثر الجدل، و كان النزاع يملأ حلقات العلم، و المناظرات تقع في مجالس الخلفاء، و في المساجد، و في الشوارع.

و كان للمعتزلة نشاط في الحركة الكلامية، فقد كانوا يبحثون عن أهم المسائل و يصطدمون مع خصومهم.

الي جانب ذلك نراهم قد تعرضوا لمسائل تكاد تكون سوفسطائية مثل: الاله قادر علي الظلم أو لا؟ هل الجنة مخلوقة اليوم أو لا؟ هل قدرة الله تتعلق



[ صفحه 89]



بالمحال أو لا؟ هل الكافر قادر علي الايمان و المؤمن قادر علي الكفر؟ الي كثير من أمثال ذلك. مع اختلافهم في الامامة و السياسة، و كل هذه الآراء تكون جوا مضطربا و نزاعا علميا، و قد حصل ذلك في عصرهم و بعد عصرهم.

و كان هشام بن الحكم شديد الخصومة لهم، قوي الحجة عليهم، واسع الفكر. و له شهرة في علم الكلام، لذلك ترأس مجلس المناظرة في بغداد، و كان يقصد حلقات العلم فيمتحن رؤساءها بما يفحمهم فيه، فكان انتصاره عليهم سببا لاتهامه لما لا يليق بشأنه، و لا صلة له بالواقع. و كان الجاحظ من أشد الناس عداء لهشام، فنسب اليه تلك المفتريات هو و النظام ابراهيم بن يسار، و جاء ابن قتيبة في (مختلف الحديث) فأرسلها ارسال المسلمات، و كذلك الخياط المعتزلي كما جاء في كتاب «الانتصار».

و ليس من العسير علينا أن نستشف بواعث تلك الاتهامات الموجهة لهشام من قبل خصومه مع براءته من ذلك. و لا يصح لنا أن ننساق مع المندفعين بتيار الهوي و الخاضعين للعاطفة، الذين اتهموه بتلك التهم الشنيعة بدون التفات الي الواقع، أو استناد الي مصدر وثيق.

لقد كان الحكم علي هشام لتك التهم صادرا عن طائفية بغيضة رغبة في تشويه الحقيقة، أو اقتناع بما دبرته عوامل عصر هشام، من الاعتداء علي المفكرين من رجال الأمة، و تطبيقه بوسائل عنيفة وحشية. و لم يخف علي المتتبعين ما أحدثه ذلك التطور الفكري، من وجود خلافات مذهبية و فوارق طائفية أدت الي خصومة عنيفة، خرجت عن حدود العلم و المنطق الصحيح، بل عن حدود العقل و الاتزان. و كان الموقف السياسي يدير كفة الخلاف، و يؤيد حركة النزاع الطائفي من وراء الستار لغاية التفريق، و الوصول لأمور لا تحصل الا بذلك، طبقا لقاعدة (فرق تسد) و هي خطة سلكها الأمويون و اتبعهم العباسيون، فاصتر مركبا لحكام الاستبداد و أمراء الجور. و اتضح لنا مما سبق أن الموقف العدائي للشيعة قد تعدي حدود المنطق، و بلغ الي الهوس و التهريج، و التقول بالباطل، كل ذلك يرمي الي تشويه الصورة الحقيقية، و تنفير الناس عن عقائدهم التي لا تستطيع سياسة تلك العصور أن تتركها بدون معارضة و مقاومة، و بالأخص فيما يتعلق بالامام.

و لنقف عند هذا الحد من التعرض لتلك التقولات علي الشيعة و نعود لبعض ما قيل عن هشام في اتهامه.

كما أننا لا نريد أن نستقصي ذلك و لا لنجهد أنفسنا في الرد علي تلك



[ صفحه 90]



التقولات، فالأمر أوضح من أن يدعونا الي ذلك. فشخصية هشام لها مقومات واقعية، نستمد اتجاهاتها من واقع تعاليم الدين الحنيف و لا يضره تقولات أعدائه و اليك بعضا منها:

1- يقول عبدالقاهر البغدادي المتوفي سنة 249 ه في بيان مذاهب المشبهة: و من هذا الصنف هشامية منتسبة الي هشام بن الحكم الرافضي، الذي شبه معبوده بالانسان، و زعم لأجل ذلك أنه سبعة أشبار بشبر نفسه و أنه جسم ذو حد و نهاية، و أنه طويل، عريض، عميق، و ذولون و طعم و رائحة و قد روي عنه أن معبوده كسبيكة الفضة المستديرة [1] .

هذا ما يقوله صاحب الفرق بين الفرق و هو عار عن الصحة، بعيد عن الواقع، لأن آثار هشام من كتب و مناظرات تدل بوضوح علي ايمانه بالله، فكتابه التوحيد و غيره من كتب الرد علي الملحدين تتكفل صدق ما نقوله عنه. و كذب ما يقوله البغدادي و من سار علي نهجه الذي لا يعتمد علي الحق، و لا يركن الي الصواب بل هو محض افتراء و تقول بالباطل، و مجرد أوهام فاضت بها أحقاد المناوئين، فراحوا يذكرون عن هشام و طائفته بما لا يمت الي الواقع بصلة، و نحن اذا أنعمنا النظر في أسباب هذه الحملات علي هشام، فانا نجد مصدرها المعتزلة، فانهم خصومه لأنه كان شديدا عليهم؛ مفندا لآرائهم. و سنوضح موقف الجاحظ - و هو من كبار المعتزلة - من هذه المعركة، و كيف صب جام غضبه علي هشام بأسلوبه الساخر، فكانت اتهامات هشام من صوغ الجاحظ و انتاجه الأدبي.

2- و يقول محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي الشافعي المتوفي سنة 377 ه في كتابه التنبيه:

الفرقة الثانية عشر من الامامية هم أصحاب هشام بن الحكم، يعرفون بالهشامية، و هم الرافضة الذين روي فيهم الخبر أنهم يرفضون الدين بحب علي (رضي الله عنه) فيما يزعمون، و كذب أعداء الله و أعداء رسوله و أصحابه، و انما يحب عليا من يحب غيره، و هم أيضا ملحدون لأن هشاما كان ملحدا دهريا، ثم انتقل الي الدهرية و المانوية، ثم غلبه الاسلام فدخل في الاسلام كارها، فكان قوله في الاسلام بالتشبيه و الرفض. و أما قوله بالامامة فلم نعلم أن أحدا نسب الي علي عيبا مثل هشام...



[ صفحه 91]



و الله نحمده قد نزع عن علي و ولده العيوب و الأرجاس و طهرهم تطهيرا، و ما قصد هشام التشيع و لا محبة أهل البيت، و لكن طلب بذلك هدم أركان الاسلام، و التوحيد و النبوة. انتهي.

هكذا يقول الملطي. و اذا أردنا أن نسائل هذا الشيخ عن المصدر الذي استمد منه معلوماته عن هشام، و علي أي شي ء اعتمد في كيل هذه الاتهامات، و ما الذي عرفه عن هشام فاستوجب أن ينسب اليه الالحاد؟ و هل نقل عن مصدر موثوق به. كل ذلك لم يكن، و انما يحتج بما نقل عن هشام في قوله بامامة علي عليه السلام و أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم نص علي امامته، و أن عليا أفضل الأمة. و اليك نص ما نقله الملطي عن هشام اذ يقول: فزعم هشام أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم نص علي امامة علي في حياته بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. و بقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدي، و بقوله: أنا مدينة العلم و علي بابها، و بقوله: تقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله، و أنه - أي عليا - وصي رسول الله و خليفته في ذريته، و هو خليفته في أمته، و أنه أفضل الأمة و أعلمهم، و لا يجوز عليه السهو و لا الغفلة و لا العجز، و أنه معصوم، و أن الله عزوجل نصبه للخلق اماما ولكن لا يهملهم، و أن المنصوص علي امامته كالمنصوص علي القبلة و سائر الفرائض... الخ.

هذه هي المزاعم التي استنتج منهاالشيخ الملطي مقاصد هشام من التشيع، فهشام بن الحكم في نظر هذا الشيخ انما كان عدوا للاسلام و أصبح ملحدا غير مؤمن، لأنه يذهب الي امامة علي بالنص، و أنه خليفة رسول الله في أمته.

و نحن لا نلوم هذا الشيخ علي هذه انه و تمرده علي الواقع، و لكنا نلوم الرجل المثقف الذي يريد أن يخدم الامه بنشر هذه الفضائح [2] و اخراج هذه الجيف فلا نطيل الوقوف هنا فالزمن أثمن و الوقت من ذهب. و عندالله تجتمع الخصوم.

3- و قال ابن حجر: [3] هشام بن الحكم أبومحمد الشيباني من أهل الكوفة، و كان من كبار الرافضة و مشاهيرهم، و كان مجسما يزعم أن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه، و يزعم أن علم الله محدث. ذكر ذلك ابن حزم. بدون مستند و لا سند، و انما هذا مجرد تهجم علي الأبرياء كما هو شأن ابن حزم.



[ صفحه 92]



و علي هذه اللغة و هذه اللهجة سار كل من تعصب علي هشام. قد ثبت بالتتبع أن هذه الجمل التي يسوقونها للانتقاص من هشام و الخط من كرامته، انما هي من مفتعلات الجاحظ و مفترياته. لأنه كان شديد القسوة علي من يخالفه. و قد عرف بالانتصار للمعتزلة، و كان هشام حربا عليهم ناظر علماءهم و انتصر عليهم.

و الجاحظ معروف بأسلوبه التهكمي اللاذع، الذي كان يتذرع به في كثير من مهماته، فتراه عندما يأخذ بعض الأشخاص بالتصوير التهكمي فهو يقدم لك الصورة الدقيقة الرائعة، التي تثير في نفسك كل ما يمكن من النفورة و البغض.

و هو اذ يتهجم علي هشام يسلك السخرية و التهكم، فيقول: ان هشاما مجسم يدعي أن الهه سبعة أشبار بشبر نفسه، له طول و عرض و طوله مثل عرضه الي آخر قوله في اتهام هشام. و هذا أمر لا يحتاج الي تحمل مشقة في الرد، لأن خصومة الجاحظ لهشام و لأمثاله أوضح من أن تخفي.

و حيث كان الجاحظ هو بطل الخصومة لهشام، و هو مصدر تلك الاتهامات الباطلة فلا بد لكفة الميزان أن تحويه لتكشف نثصه مهما كان لاسمه صدي في ميدان الأدب و مكانة في رحابه.


پاورقي

[1] الفرق بين الفرق ص 139.

[2] نشر هذا الكتاب عرة العطار مدير مكتبة نشر الثقافة الاسلامية في مصر و علق عليه و حققه محمد زاهد الكوثري.

[3] لسان الميزان ج 6 ص 194.


موقف مع شيخ أزهري


و هذا عالم آخر من علماء الأزهر الشريف و أستاذ بكلية أصول الدين و هو الشيخ محمد أبوزهو نلتقي معه في كتابه (الحديث و المحدثون، المطبوع سنة 1378 ه. 1959 م).



[ صفحه 394]



تعرض الأستاذ في كتابه الي ذكر الشيعة، و ننقل بعض ما قاله و دونه يقول: كانت الفكرة الأولي في التشيع: أن جماعة من الصحابة يرون بعد موت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن الخلافة ميراث أدبي لعلي بن أبي طالب، و أنه أولي بعدة أمور منها: انه أقرب عاصب لرسول الله عليه السلام بعد عمه العباس:

ثم يعدد مزايا أميرالمؤمنين الي أن يقول:

رأينا أن فكرة التشيع لعلي تلبس ثوبا جديدا و ينضم اليها كثير من الزنادقة، و أباب الأهواء و المنافقين بقصد الافساد في الدين.

ثم يقول: و علي الجملة فقد افترقت الشيعة ثلاث فرق: (الكيسانية) و تولوا محمد بن الحنفية و الامامية (الجعفرية) و تولوا جعفر الصادق (و الامامية) الزيدية و تولوا زيد بن علي بن الحسين.

ويذكر بعد ذلك عقائد الشيعة و يعددها:

1- الرجعة.

2- النبوة: ادعي بعض الشيعة النبوة لعلي.

3- الألوهية: ذهبت فرقة من الشيعة الي تأليه علي.

الي أن يقول فضيلته تحت عنوان: التشيع ستار لأعداء الاسلام: و يقيني أن التشيع كان ستارا احتجب وراءه كثير من أعداء الاسلام من الفرس، و اليهود، و الروم، و غيرهم، ليكيدوا لهذا الدين، و يقلبوا نظام هذه الدولة الاسلامية، فقد كان الفرس يزعمون أنهم الأحرار و السادة، و كانت لهم الدولة من قديم الزمان، فلما بدل الله عزهم ذلا، و صير ملكهم نهبا، علي يد العرب الذين كانوا في نظرهم أقل الأمم خطرا،... الخ.

ثم يقول: أخذوا - أي الفرس - يتحسسون أبواب الضعف عند المسلمين فلم يجدوا بابا أنجع لهم من الحيلة و الخداع، فأظهر جماعة منهم الاسلام، و انضموا الي أهل التشيع، مظهرين محبة أهل البيت، و سخطهم علي من ظلم عليا رضي الله عنه.

ثم يستمر أبوزهو فيذكر صفات الشيعة بما يروق له و ما يوحيه اليه و همه، الي أن يقول - و ما أعظم ما يقول -: كان من وراء الشيعة و الخوارج و من علي شاكلتهم الجمهور الأعظم من المسلمين الذين لم يتدنسوا بالتشيع و لا بالخروج و تمسكوا بالسنن.

نضع هذه الفقرات التي اقتطفناها من حديث الشيخ بين يدي كل منصف متجرد عن التعصب و التحيز.



[ صفحه 395]



اننا نذكر هذه الأقوال و الألم يحز بنفوسنا، و الاستغراب يستولي علي مشاعرنا، عجيب - و كم أرانا الدهر من عجب - أن يصدر مثل هذا التعبير النابي!؟ و القول الشائن، من رجل ينتمي لأكبر مؤسسة اسلامية، لها مكانتها في المجتمع الاسلامي، و قد خدمت الأمة علي ممر العصور، و لا شك أنها تحرص علي جمع الكلمة، و محاربة الفرقة، انها مؤسسة الأزهر الشريف، التي قطعت شوطا بعيدا في خدمة الاسلام. و نشر مآثره.

عجيب أن تصدر مثل هذه الهفوات، من رجل يعد من كبار علمائها،اذ أنيط به تدريس أصول الدين، و تلك أكبر مهمة ينحو الأهز بتحقيقها.

عذرنا تجاهل الشيخ بنص حديث الغدير الذي هو من أهم الأحداث الاسلامية، و الوقائع التاريخية التي لا يمكن جحودها، و من الصعب انكارها.

فلا نريد أن نذكر الشيخ بالمصادر التي ذكرت هذا النص الجلي، و لا نريد أن نقدم له قائمة بأسماء الصحابة الذين شهدوا بسماعهم من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم قام بذلك الحفل الرهيب، و الجمع الحاشد، و في ذلك الهجير المضطرم، في غدير خم حيث مفترق المدنيين و المصريين، و العراقيين، و عدد الجمع لا يقل عن مائة ألف، و أعلن للملأ الحاشد بخطبته العظيمة، التي قال فيها: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

نعم لا نريد أن ننبه الشيخ لمراجعة الصحاح التي روت ذلك، كصحيح مسلم، و الترمذي، و الحاكم و غيرها، أونرشده الي مراجعة الكتب التي ذكر فيها هذا الحديث، و عددها يربو علي ستمائة مؤلف و كتاب.

ان حديث الغدير هو نص صريح و لم يستطع أحد انكاره و ان كان الكثيرون قد وقعوا في كثير من التمحلات و التأويلات، في المعني اللغوي للفظ المولي، و لكن ذلك لم يصل بهم الي نتيجة مرضية.

نحن نترك هذا للباحث الحر المتجرد عن العاطفة و التحيز، و لا نطيل الحديث مع الشيخ في هذا الموضوع، كما أننا لا نطيل الحديث في قوله: و يقيني أن التشيع كان ستارا احتجب وراءه أعداء الاسلام من الفرس و اليهود و الروم و غيرهم الي آخره [1] .

لأن هذه العبارة قد مرت علي أسماعنا من كثير ممن يريد أن يثير الفتنة، و ينشر الشغب، و قد رددها المستشرقون الذين يريدون في أبحاثهم الوقيعة بين



[ صفحه 396]



المسلمين، و ان فضيلة الشيخ لكثرة اتباعه لأولئك الكتاب، و اقتباسه في تعبيره من عباراتهم، وضع هذه الآراء الشاذة في اطار اليقين، كما أن يقيني فيه أنه قاصر عن اثبات ما يدعم دعواه من الطرق العلمية. و يحق لنا أن نسأل فضيلة الشيخ فنقول: لأي شي ء لا يكون التدخل من قبل أعداء الدين في صفوف سائر الطوائف هدما للدين، و تآمرا علي أهله؟

أليست فرق الكرامية التي يبلغ عددها اثني عشر فرقة و أصولها ستة و هم: العابدية، و النونية، و الزربنية، و الاسحاقية، و الواحدية، و أقربهم الهيصمية و هم منتسبون لأهل السنة [2] .

و هؤلاء قد ابتدعوا في الدين، و أضلوا خلقا كثيرا، و قد اندسوا في الحنابلة، و انتسبوا لأحمد بن حنبل.

و كان مؤسس هذه الفرقة (الكرامية) هو محمد بن كرام السجستاني المتوفي سنة 255 ه، كان أصله من زرنج، و نشأ بسجستان، ثم دخل بلاد خراسان، و جاور بمكة خمس سنين، ثم أظهر بدعته، و تبعه خلق كثير، و شاع ذكره، حتي قال الشاعر في مدحه:



الفقه فقه أبي حنيفة وحده

والدين دين محمد بن كرام



ان الذين لجهلهم لم يقتدوا

في الدين بابن كرام غير كرام [3] .



ذهب محمد بن كرام الي أن الايمان قول باللسان، و ان اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن.

و زعم ابن كرام و أتباعه: أن معبودهم محل الحوادث و وصفوه - تعالي الله عما يصفون - بالثقل، و ذلك أن ابن كرام قال في كتاب عذاب القبر في تفسير قوله «اذا السماء انفطرت» انها انفطرت من ثقل الرحمن عليها، و لهم مزاعم كثيرة و آراء باطلة [4] و لهم في الفقه أقوال.

منها: صلاة المسافر يكفيه تكبيرتان من غير ركوع و لا سجود، و لا قيام و لا قعود، و لا تشهد و لا سلام.

و منها: صحة الصلاة في ثوب كله نجس، و علي أرض نجسة، و نجاسة ظاهر البدن، و انما أوجب الطهارة عن الأحداث دون الأنجاس.

و منها: أن غسل الميت و الصلاة عليه سنة غير مفروضة و انما الواجب كفنه، و دفنه.



[ صفحه 397]



و منها: القول بصحة الصلاة المفروضة، و الحج المفروض بلا نية.

قال الشيخ زاهد الكوثري: و كثير من الكرامية قالوا بحلول الحوادث في الله تعالي و حلوله في الحوادث، اندسوا بين الحنابلة، فأضلوا خلائق و لله في خلقه شؤون، و كذلك فعل البر بهارية و السالمية [5] .

و نحن لا نريد أن نتناول بالبحث جميع الفرق التي نسبت لأهل السنة و تزعمها رجال من الدخلاء، كالمشبهة و المجسمة و المريسية و غيرهم. لأنا لا نود أن نتبع طريقة من يسطو علي القديم من الشبه و الآراء، و يطلوه بطلاء حديث، تغريرا للبسطاء، و استمالة للدهماء، فجمعوا بين جريمتين جريمة الخيانة و جريمة الخداع، فوق ما اقترفوا من جريمة الطعن في سيرة أهل البيت المنزهين من كل عيب و المطهرين من كل دنس، و هم حماة الدين و أعلام المسلمين.

عذرنا من ذهب لذلك من السلف، و عفي الله عما سلف، ولكن ما عذر أبناء العصر الحاضر الذين وقفوا علي بواعث تلك الاتهامات الموجهة الي الشيعة، و عرفوا أهداف السياسة في ذلك؟ و هم يتجاهلون حقيقة لا يمكنهم جهلها.

و علي أي حال فانا لا نريد اطالة الوقوف مع الشيخ (أبوزهو) في هذا الموضوع، اذ الأمر يدعونا الي اطالة البحث، و تقديم قوائم بأسماء رجال من أبناء فارس، دخلوا في صفوف فرق المسلمين من غير الشيعة، و نشروا كثيرا من المذاهب، و لو أنه أطل ببحثه علي تراجم رجال المذهب الحنفي و أعيانه، لوجدهم من أبناء فارس، فقد قاموا بنشر المذهب الحنفي، و ساندوا حركته بكل عصر، و لعل ذلك يكفي لاقناع الشيخ في بطلان قوله.

نعم لا نريد اطالة النقاش فيما تقوله علي الشيعة، و لم يكن هو أول من يسهم في تجاهل الحقائق، فكم رأينا كثيرا من أمثاله و أعرضنا عن نقاشه.

و الشي ء الذي يلزمنا أن نقف عليه وقفة أسف و تألم و هو قوله بالمبحث الرابع اذ يقول: كان من وراء الشيعة، و الخوارج و من علي شاكلتهم، الجمهور الأعظم ممن لم يتدنسوا بالتشيع [6] .

هكذا يقول و ما أعظم ما يقول. انه يري أنه الانتساب الي التشيع دنس، و نحن لا نقول في رده أي شي ء، الا أننا نطلب ممن قرظوا الكتاب و مدحوه،



[ صفحه 398]



أن يراجعوا ضمائرهم في صحة هذا القول و هل ارتضوا ذلك؟ و من العجيب أن يكون كذلك!!

أيكون التشيع دنس و قد انتمي اليه كبار الصحابة و خيار التابعين؟!

أيكون التشيع دنس و هو اتباع علي و حبه و بغض أعدائه، و قد دعي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لذلك في بدء دعوته؟!

غريب و أيم الحق أن تصدر كلمة كهذه من انسان يدعي العلم و المعرفة، و يتصدر للتدريس في أصول الدين.

انها كلمة خرجت من قلب يحترق غيظا عندما يبلغه تقارب المسلمين، في عصر يلزمهم ذلك، انه يفقد معنوية لا ينالها الا بالتفرقة، و اثارة الفتنة.

أي قلم استطاع أن يسطر هذه الحروف لكلمة عظيم وقعها علي المنصفين من المسلمين، الذين يسوؤهم ما حل بمجتمعهم، من شحناء و بغضاء، جرتهما عليهم طائفية رعناء و عصبية عمياء.

فلنترك حساب هذا الشيخ علي ما تجناه في كتابه، و ما افتعله في أبحاثه، و لنا معه عودة ان شاء الله.

كما أننا نترك الوقوف مع غيره من أمثاله، و من علي شاكلته، ممن تجردوا للكذب و الافتراء، و نظروا الي الشيعة من زواية التعصب الطائفي أو غير ذلك، فسلوا عليهم سيوف النقمة. (و ما نقموا الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).


پاورقي

[1] الحديث و المحدثون ص 91.

[2] الملل و النحل ج 1 ص 159.

[3] لسان الميزان ج 5 ص 354.

[4] الفرق للبغدادي ص 137 - 130.

[5] الفرق بين الفرق ص 121.

[6] الحديث و المحدثون ص 98.


الفقهاء السبعة


و بعد ذلك يتحول المؤلف الي ذكر الفقهاء السبعة فيقول ص 165: و لابد أن نشير اليهم بكلمة لانهم يصورون فقه المدينة، و هم كانوا أبرز أساتذته، و من جهة أخري فاحدهم كان جد الامام جعفر الصادق لأمه.

ان انحصار الفقه الاسلامي في مهد تشريعه و محل تنزيله بهؤلاء السبعة فقط يبعث علي الاستغراب، فالمدينة المنورة كانت تزخر برجال الأمة من أهل العلم، و فيها حلقات الفقه، و اليها يفد طلابه من مختلف الأقطار الاسلامية، و يتخرج منها حفاظ الحديث و حملة الفقه، لأنها دار هجرة الرسول الأعظم، و موطن الشرع و مبعث النور، و عاصمة الحكم الاسلامي الأول، و فيها أهل بيت النبي و عترته «الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» فهم حملة العلم «و أعلام الانام و حكام الاسلام» قوم بنور الخلافة يشرقون و بلسان النبوة ينطقون.

و ان الحصر بهؤلاء السبعة أمر يبعث علي التساؤل عن أسباب ذلك مع وجود تلك الفئة الصالحة، و لعل الجواب لا يعسر علي من يدرس تلك الأوضاع، و يقف علي حوادث الزمن الذي من أجله كان ذلك الحصر.

و لا نعدو الواقع ان قلنا انه حصر سياسي يعود لمصلحة الأمويين لصرف الناس عن الاتصال بأهل البيت، و قد مرت الاشارة من المؤلف لذلك.

و أري من اللازم الاشارة لكل واحد من الفقهاء السبعة بترجمة موجزة و هم:



[ صفحه 119]




يقول المؤلف


و قبل أن أخلص من هذه العجالة أسوق كلمة أنقلها بنصها عن أبي المظفر الاسفرائيني في كتابه التبصير في الدين:



[ صفحه 391]



(و اعلم أن الزيدية و الامامية منهم يكفر بعضهم بعضا و العداوة بينهم قائمة دائمة، و الكيسانية يعدون في الامامية، و اعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الامامية متفقون علي تكفير الصحابة و يدعون أن القرآن قد غير عما كان و وقع فيه الزيادة و النقصان من قبل الصحابة. و يزعمون أنه قد كان فيه النص علي امامة علي فأسقطه الصحابة منه. و يزعمون أنه لا اعتماد علي القرآن الآن، و لا علي شي ء من الأخبار المروية عن المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم و يزعمون أنه لا اعتماد علي الشريعة التي في أيدي المسلمين، و ينتظرون اماما يسمونه المهدي يخرج و يعلمهم الشريعة، و ليسوا علي شي ء من الدين، و ليس مقصودهم من هذا الكلام في الامة و لكن مقصودهم اسقاط كلفة تكليف الشريعة عن أنفسهم حتي يتوسعوا في استحلال المحرمات الشرعية، و يعتذرون عند العوام من تحريف الشريعة و تغيير القرآن من عند الصحابة، و لا مزيد علي هذا النوع من الكفر، اذ لا بقاء فيه علي شي ء من الدين.

هذا ما نقله المصنف عن الاسفرائيني معتقدا صحة هذا القول و صدقة و ما أبعده عن ذلك و الباحث المنصف بقليل من التأمل - لا يسعه الا أن يري الشطط الفكري و الخطأ التاريخي الذي وقع فيه الاستاذ مدرس علوم القرآن و الحديث فيما كتبه حول هذا الموضوع.

و ان هذه الكلمة التي ساقها تمهيدا لبحثه نقلها عن أحد كتاب الفرق الذين تشربت بهم روح العداء لمن خالفهم في الرأي، فارتكبوا من الافتعالات اندفاعا وراء عواطفهم و نصرة لمذاهبهم ما جعلهم في ميزان النقد، و عدم الثقة فيما يكتبون.

و قد وصفهم العلامة شيخ الجامع الأزهر في العصر الحاضر الشيخ محمود شلتوت بقوله:

لقد كان أكثر الكاتبين عن الفرق الاسلامية متأثرين بروح التعصب الممقوت، فكانت كتاباتهم مما تورث نيران العداوة و البغضاء بين أبناء الملة الواحدة، و كان كل كاتب لا ينظر الي من خالفه الا من زاوية واحدة، هي تسخيف رأيه، و تسفيه عقيدته، بأسلوب شره أكثر من نفعه، و لهذا كان من أراد الانصاف لا يكون رأيه عن فرقة من الفرق الا من مصادرها الخاصة



[ صفحه 392]



ليكون هذا أقرب الي الصواب و أبعد عن الخطأ [1] .

فهل كانت هذه النزعة الي الخير في مدرس الأزهر اقتداء بشيخ الأزهر؟! و هل أنصف المؤلف في اعتماده علي نقل ما قاله رجل في عصور مظلمة يسود فيها الصراع العقائدي مما يبعث علي التألم مما حل بالمسلمين من ذلك و ما جره عليهم النزاع من ويلات الدمار، و عوامل الانهيار؟

و لا بد أن نلقي علي هذه الكلمة نظرة خاطفة و نتبين ما هو محلها من الصدق؟! - و ما أبعدها عن ذلك - لنعرف اتجاه الأستاذ المؤلف و منحاه في تفسيره و مقدار تعمقه في البحث و تأكده في النقل و الي القراء النقاط التالية:

1 - يقول: ان الزيدية و الامامية منهم يكفر بعضهم بعضا و العداوة بينهم قائمة دائمة.

و نقول: هل استطاع صاحب هذا القول أن يدعمه و لو بحادث واحد أو شاهد من قول لاحدي الطائفتين؟!

و هل اشتهر عنهم ذلك الخلاف حتي أدي الي تكفير بعضهم بعضا؟! كما اشتهر بين غيرهم من طوائف المسلمين حتي اشتهرت كلمات التكفير لبعضهم البعض كقول المظفر الطوسي الشافعي:

(لو كان لي من الأمر شي ء لأخذت علي الحنابلة الجزية) [2] و قول محمد بن موسي الحنفي: (لو كان لي من الأمر شي ء لأخذت علي الشافعية الجزية) [3] و قول الشيخ أبي حاتم الحنبلي: (من لم يكن حنبليا فليس بمسلم) [4] .

و اشتهر عن الشيخ أبي بكر المقري الواعظ في جوامع بغداد بأنه كفر جميع الحنابلة [5] .

و نودي بدمشق و غيرها: من كان علي دين ابن تيمية حل ماله و دمه. و أفتي بعضهم بتكفير من يطلق علي ابن تيمية أنه شيخ الاسلام [6] و ابن تيمية هو شيخ الحنابلة و مقدمهم و معني هذا أن كل حنبلي كافر. الي غير ذلك مما لا أود استقصاءه.



[ صفحه 393]



ثم نقول للمؤلف: أين هذه العداوة التي دامت بين الزيدية و الامامية؟ فهل سمع أن فتنة قامت بينهم فأغلقت الاسواق و هدمت الدور كما حدث بين الشافعية و الحنابلة في فتنة القشيري [7] ، و ذلك في سنة 469، و كما اضطرمت الفتنة بين الحنفيه و بين الشافعية بسبب تحويل أبي سعد المتوفي سنة 562 من مذهب الحنفي الي مذهب الشافعي و قامت الحرب علي ساق و اضطرمت نيران الفتنة بين الفريقين فكانت تملأ ما بين خراسان و العراق [8] ، الي غير ذلك مما يجز في النفس و يعظم استقصاؤه.

2 - يقول: و اعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الامامية متفقون علي تكفير الصحابة.

هكذا نقل الاستاذ عن الاسفرائيني و لم يقصد بذلك الا الطعن علي الشيعة و اثارة البغضاء نحوهم بما افتراه الاسفرائيني و قرره الذهبي و هما في الوزر سواء.

و من الخير أن نلفت نظر الاستاذ المدرس بالأزهر الشريف الي ما يجب عليه من تحري الصدق فهو مسؤول عن هذا الجيل الذي يغذيه بأفكاره، نسأل الله لهم العصمة و الوقاية من تلك السموم القاتلة التي يبثها بهذه الأكاذيب و الافتراءات.

ألا كانت من الأستاذ الذهبي صبابة انصاف و مسكة من عقل و قليل من تتبع فيعرف رأي الامامية في الصحابة؛ و متي كفروهم جميعا؟ و مع التنازل كيف يصح أن تكفر الشيعة صحابة محمد الذين مدحهم الله بكتابه، و لا أقل ان أغلبهم عرف بالولاء لعلي عليه السلام و شهد معه حروبه و منه أبطال التشيع.

و علي سبيل المثال أود أن أذكر للقاري ء الكريم بعضا من أولئك البررة تشيعوا لعلي و وازروه و الذين شهدوا معه حروبه، و ناصروه علي الباغين عليه، و في طليعتهم:

1 - عمار بن ياسر المعذب في الله، و الممتحن لاسلامه، و من قال فيه رسول الله: يا عمار تقتلك الفئة الباغية، و عن أبي هريرة أن النبي قال له: (ابشر عمار تقتلك الفئة الباغية) [9] .

و أخرج الترمذي بسند عن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما خير عمار بين أمرين الا اختار أرشدهما [10] .



[ صفحه 394]



2 - و أبوذر الغفاري المتوفي سنة 32 و هو من كبار الصحابة و فضلائهم و كان من شيعة علي عليه السلام و وسمه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالصدق فقال صلي الله عليه و آله و سلم: ما أظلت الخضراء و أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. و قال صلي الله عليه و آله و سلم: أبوذر في أمتي علي زهد عيسي بن مريم.

و قال الامام علي عليه السلام: وعي أبوذر علما عجز الناس عنه ثم اوكي ء عليه فلم يخرج منه شيئا [11] .

3 - خزيمة بن ثابت بن الفاكه ذوالشهادتين شهد بدرا و ما بعدها من المشاهد كلها، و قد جعل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم شهادته بشهادة رجلين، و حضر مع علي عليه السلام حرب الجمل، و صفين و بها قتل سنة 37 [12] .

4 - أبوقتادة الحارث بن ربعي حارس النبي ليلة بدر و قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: اللهم احفظ أباقتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة، و شهد مع علي عليه السلام مشاهده كلها، و مات بالكوفة سنة أربعين و هو الذي قال له معاوية حين قدم المدينة: تلقاني الناس غيركم يا معاشر الأنصار.

قال أبوقتادة: لم يكن معنا دواب. قال معاوية: و أين النواضح؟!!

قال: عقرناها في طلبك و طلب أبيك يوم بدر. ثم قال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لنا: انا سنري بعده أثرة. قال معاوية: فما أمركم به عند ذلك؟ قال: أمرنا بالصبر. قال معاوية: فاصبروا حتي تلقوه. فبلغ ذلك عبدالرحمن بن حسان بن ثابت فأنشأ أبياته المشهورة (ألا أبلغ معاوية ابن صخر... الخ) [13] .

5 - كعب بن عمرو بن عباد شهد بدرا و العقبة - و هو آسر العباس بن عبدالمطلب يوم بدر، و هو الذي انتزع راية المشركين يوم بدر و كانت بيد عزيز بن عمير، و شهد صفين مع علي عليه السلام و مات في المدينة سنة 55.

6 - سلمان الفارسي الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سلمان منا أهل البيت.

7 - عمير بن قرة الليثي شهد مع علي عليه السلام صفين، و كان شديدا علي معاوية و أهل الشام حتي حلف معاوية ان ظفر به ليذبين الرصاص في أذنيه.

8 - أبوعمرة الأنصاري شهد العقبة و بدرا، و شهد مع علي عليه السلام صفين و كان يقاتل و هو صائم [14] .



[ صفحه 395]



9 - أبوالهيثم مالك بن التيهان شهد العقبة و بدرا، و شهد مع علي عليه السلام صفين و بها قتل.

10 - قيس بن سعد بن عبادة شهد مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مشاهده كلها و كان حامل الراية يوم الفتح و شهد مع علي عليه السلام صفين و الجمل.

11 - عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب المتوفي سنة 68 حبر الأمة شهد مع علي عليه السلام صفين و الجمل و النهروان.

12 - عبدالله بن بديل قتل هو و أخوه بصفين.

13 - قيس بن المكشوح و هو أحد الذين قتلوا الاسود العنسي في حياة النبي صلي الله عليه و آله و سلم. شهد صفين مع علي عليه السلام و معه راية بجيلة و قتل بها.

14 - يزيد بن حويرث الانصاري شهد أحدا و ما بعدها و شهد صفين مع علي عليه السلام.

15 - جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي شهد بدرا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد صفين مع علي عليه السلام.

16 - الحارث بن عمر الخزرجي شهد أحدا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد صفين مع علي عليه السلام.

17 - ربعي بن عمر الأنصاري شهد بدرا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد صفين مع علي عليه السلام.

18 - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس غزا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم سبع عشرة غزوة و شهد صفين مع علي عليه السلام.

19 - أسيد بن ثعلبة الأنصاري شهد بدرا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و شهد صفين مع علي عليه السلام.

20 - أبوبردة الحارث بن عمر الأنصاري شهد بدرا و ما بعدها مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد صفين و الجمل مع علي عليه السلام.

21 - أبوحبة البدري شهد بدرا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد صفين مع علي عليه السلام. [15] .

22 - أبوفضالة الأنصاري شهد بدرا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قتل بصفين و هو يحارب مع علي عليه السلام.

23 - أبوأيوب الأنصاري شهد العقبة و بدرا و أحدا و الخندق مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد مع علي عليه السلام صفين و الجمل و كان علي مقدمة الجيش



[ صفحه 396]



يوم النهروان.

24 - أبومحمد الأنصاري شهد بدرا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و شهد صفين مع علي عليه السلام.

25 - أبوليلي الأنصاري شهد مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم أحدا و ما بعدها و شهد مع علي عليه السلام مشاهده كلها.

26 - زبيد بن عبد الخولاني شهد صفين مع معاوية و كانت معه الراية فلما قتل عمار تحول الي معسكر علي عليه السلام لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعمار: يا عمار. تقتلك الفئة الباغية.

27 - جبلة بن عمر الأنصاري - الساعدي - كان من فضلاء الصحابة و فقهائهم شهد صفين مع علي عليه السلام.

و غير هؤلاء كالمقداد بن الاسود هو من الصحابة الذين أمر الله رسوله صلي الله عليه و آله و سلم بحبهم و هم: علي عليه السلام و أبوذر و المقداد و سلمان.

و منهم وهب بن عبدالله أبوجحيفة، و أبوعطية الوداعي، و أبوالورد المازني، و أبوقدامة بن الحارث، و عبدالله بن ذياب بن الحارث، و يعلي ابن عمير بن حارثة النهدي، و يزيد بن قيس الهمداني، و عدي بن حاتم بن عبدالله الطائي، و الفاكه بن سعد بن جبير الأنصاري، و قرضة بن كعب الأنصاري الخزرجي، و المغيرة بن نوفل بن الحارث، و مخنف بن سلم الغامدي، و محمد ابن بديل، و المهاجر بن الوليد المخزومي، و يزيد بن طعمة بن جارية الأنصاري، و يعلي بن أمية، و قد شهد الجمل مع عائشة، و شهد صفين مع علي عليه السلام و بها قتل، و نهشل بن جري بن حمزة رئيس بني حنظلة، و أبوالطفيل عامر بن واثلة، و البراء بن عازب، و ثعلبة بن عمرو الأنصاري، و هند بن أبي هالة و عبدالله بن أبي طلحة و غيرهم [16] .

قال عبدالرحمن بن أبزي الخزاعي: شهدنا مع علي عليه السلام صفين في ثلاثمائة ممن بايع الرضوان قتل منهم ثلاثة و ستون منهم عمار بن ياسر [17] .

و عبدالرحمن هذا هو ممن حضر صفين مع علي عليه السلام و هو الذي قال فيه عمر بن الخطاب: انه ممن رفعه الله بالقرآن.

و علي كل حال فانه لم يتأخر عن مناصرة علي عليه السلام الا نفر قليل منهم:



[ صفحه 397]



عبدالله بن عمر بن الخطاب و قد ندم بعد ذلك علي ترك القتال معه، و لما حضرته الوفاة قال: ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئا الا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب [18] .

أما معاوية فلم يحضر معه صفين الا نفر ممن لفظهم الاسلام و لم يتمكن من قلوبهم الايمان أمثال عمرو بن العاص. و أبي الغادية قاتل عمار، و أبي الأعور السلمي الذي كان علي عليه السلام يدعو عليه.

و علي أي حال فان الطعن علي الشيعة بدعوي تكفيرهم الصحابة انما كان لغرض في نفوس حكام ذلك العصر الذي كانوا يصبغون فيه التاريخ بالصبغة التي يميلون اليها من الطعن في أعدائهم بما ليس فيهم، و كان الطعن علي الشيعة - و هم من أشد المعارضين لحكام الجور - هو الثمن الذي يقدمه المتزلفون للحكام لينالوا قربهم، و جزيل صلاتهم و قد (استحال التاريخ تاريخا رسميا يكتبه الوزير، و ينقحه النديم، و يقره الملك، و بلغ من الضعف أن يصانع القابض علي القلم لكتب الحوادث بغمزة تصدر له من صاحب الشأن، و أما اذا كان هناك مغنم فالمؤرخ ينسي نفسه و يستهويه تهافته).

و ان هذا الموضوع و هو موضوع - الشيعة و الصحابة - لا زال محتاجا الي مزيد من البيان و كثير من الايضاح فهو النافذة التي يدخل منها أولئك المتدخلون في صفوف المسلمين، و قد تعرضت لهذا الموضوع أكثر من مرة فلا حاجة الي الاطالة فيه [19] .

و حسبنا كتاب الله حكما فهو الحكم العدل و القول الفصل - فانا نبرأ الي الله من المنافقين (الذين مردوا علي النفاق) [20] و ممن كان يؤذي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «و الذين يؤذون رسول الله انهم ساء ماكانوا يعملون) (و الذين يخادعون و لا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا الي هؤلاء و لا الي هؤلاء).

و ممن خالفوا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أحدثوا من بعده ما استوجبوا فيه عذاب الله و قد أشار اليهم صلي الله عليه و آله و سلم بقوله: (أنا فرطكم علي الحوض و لأناز عن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول: يا ربي أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك) [21] .



[ صفحه 398]



و عنه صلي الله عليه و آله و سلم بلفظ: و اني ممسك بحجوركم ان تهافتوا في النار كتهافت الفراش [22] أخرجه أحمد من طريق عبدالله بن مسعود.

و أخرج الترمذي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم (و يؤخذ بأصحابي ذات اليمين و ذات الشمال فأقول: يا ربي أصحابي فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فانهم لن يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح: ان تعذبهم فانهم عبادك [23] .

و أخرج مسلم مثله من طريق عائشة ج 4 ص 65 و من طريق أم سلمة ص 67 مثله فنحن في تمييز الصحابة لا نتعدي حدود القرآن و لا نقول بد التهم أجمع و لنا مع القراء في هذا الموضوع لقاء آخر ان شاء الله.

3 - يقول: و ينتظرون اماما يسمونه المهدي يخرج و يعلمهم الشريعة... الخ

اقول

الاستاذ الذهبي ينكر علي الشيعة قولهم في خروج المهدي عليه السلام و قد تقدم منه في هذا الجزء من تفسيره ص 8 أن أول من قلا بخروج المهدي كيسان مولي علي بن أبي طالب بأن المهدي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض أمنا و عدلا بعد أن ملئت خوفا و جورا.

و لا أريد أن أناقش أستاذ الحديث و حامل الشهادة العالمية فيه حول هذا الموضوع و لكن أود أن أوضح للقاري ء الكريم زيف ما يدعيه و أن ذلك لم يكن من قول كيسان، و قد وردت عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أحاديث تشير الي خروج المهدي عليه السلام و منها قوله صلي الله عليه و آله و سلم: (لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا) أخرجه الترمذي و أبوداود و ابن ماجة.

و الاستاذ الذهبي ينفم علي الشعية القول بخروج المهدي عليه السلام لأنه ينكر ذلك و نحن نكل الجواب لعالم من كبار علماء السنة و هو: ابن حجر فقد أجاب في فتاواه الحديثية عندما سئل: عمن يدعون أن المهدي الموعود قد مات و هم بذلك ينكرون خروج المهدي المنتظر.

قال ابن حجر: فهؤلاء منكرون للمهدي الموعود به آخر الزمان و قد ورد



[ صفحه 399]



في حديث عند أبي بكر الاسكافي أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: من كذب بالدجال فقد كفر، و من كذب بالمهدي فقد كفر، و هؤلاء مكذبون به صريحا، فيخشي عليهم الكفر، فعلي الامام أيد الله به الدين، و قصم بسيف عدله رقاب الطغاة... الي أن يقول...

فنملي عليك من الأحاديث المصرحة بتكذيب هؤلاء و تضليلهم و تفسيقهم ما فيه مقنع و كفاية لمن تدبره:

أخرج أبونعيم أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: يخرج المهدي و علي رأسه عمامة و معه منا ينادي: هذا المهدي خليفة فاتبعوه.

و أخرج هو و الخطيب رواية أخري: يخرج المهدي و علي رأسه ملك ينادي: ان هذا المهدي فاتبعوه. و الطبراني في الاوسط أنه صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بيد علي عليه السلام فقال: يخرج من صلب هذا فتي يملأ الأرض قسطا و عدلا فاذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتي التميمي، فانه يقبل من قبل المشرق و هو صاحب راية المهدي.

و أخرج أحمد، و نسيم بن داود، و الحاكم و أبونعيم أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: اذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها و لو حبوا علي الثلج، فان فيها خليفة الله المهدي. و هكذا يستمر ابن حجر في ذكر الأحاديث الواردة في ذكر المهدي كحديث حذيفة و ما فيه من وقعة الزوراء، و كحديث نزول عيسي، و خروج المهدي الي مكة و مبايعة الناس له، و ان المهدي من ولد فاطمة الي كثير من الأحاديث التي تتضمن خروج المهدي و نسبه، و صفته و علامات خروجه.

الي أن يقول: و بقيت علامات أخر تعرف من كتابي: (المختصر في علامات المهدي المنتظر)... الخ

هذا جواب ابن حجر و به نكتفي بالاجابة عن ذلك؛ فان الشيعة لم تختص وحدها بانتظار المهدي و لكن الانكار عليهم جاء لأنهم يقولون بأنه عليه السلام من ولد علي و فاطمة كما نطقت به أحاديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم من الفريقين.

و أما قوله: يعلمهم الشريعة فذلك صحيح انما يعلمهم شريعة الاسلام و يطبق أحكام الله و يسير بسيرة جده صلي الله عليه و آله و سلم. فلا فرق و لا مذاهب خلافا لبعض الحنفية فانهم يدعون بأن المذهب الحنفي هو المذهب الوحيد الذي يكون حكم الشريعة الاسلامية عليه.



[ صفحه 400]



و قد تقدم من اسطورة تعلم الخضر عليه السلام العلم من أبي حنيفة في حياته و بعد مماته و انه كان يجلس الخضر علي قبر أبي حنيفة و يتعلم منه العلم و يكون الحكم به في آخر الزمان [24] .

و قال القاضي زاده شريف: و قيل ان الخضر عليه السلام تعلم الأحكام الشرعية منه و ان الامام المهدي بعد خروجه يعمل بطريقته، و ان عيسي يحكم بمذهبه [25] .

و قال أيضا: و اعلم أن المذهب لا يقلده الصحابة و التابعون الا أبوحنيفة، فان عيسي حين ينزل من السماء يحكم بمذهبه [26] .

و بعد ذلك

يستمر الاستاذ في بحثه حول موقف الشيعة من التفسير ص 12 الي ص 22 و هو يحاول أن يذكر الفرق المنسوبة الي التشيع، كفرقة السبئية.

تلك الفرقة كونتها عوامل سياسية للحظ من اتباع أهل البيت، كالسبائية و البيانية و المغيرية و غيرها، و يذكر تأويلهم للقرآن الي أن يأتي الي آخر الفصل فيقول: اذا فالاجدر أن نمسك عن موقف هذه الفرق البائدة من تفسير القرآن ما دامت قد بادت، و لم يبق لها أثر، و ما دمنا لم نقف علي شي ء في التفسير أكثر من هذه النبذ المتفرقة، التي وجدناها للبعض منهم و جمعناها من بطون الكتب المختلفة.

و الذي يستحق عنايتنا و بحثنا بعد ذلك هو تلك الفرق الثلاث التي لا تزال موجودة الي اليوم محتفظة بتعاليمها و آرائها، و سنبدأ أولا بالامامية الاثني عشرية، ثم بالامامية الاسماعيلية ثم بالزيدية.

و نحن نقول

ان الاستاذ قد استمر ببحثه الطويل و غرب و شرق و جاء بأشياء مخالفة للحقيقة، و هو يحاول ان يعطي عن الغلاة صورة و يجعلها في اطار التشيع.



[ صفحه 401]



و ان قوله في الاخير: ان الذي يستحق عنايتنا هو تلك الفرق الثلاث التي لا تزال موجودة. و منها الامامية الاثنا عشرية.

فهل يا تري ان المؤلف اعطي الامامية الاثني عشرية ما يستحقه البحث الحر؟ و هل تجرد الاستاذ من العاطفة و جعل بحثه للحق و التاريخ؟

و هل بحث عن كل فرقة من هذ الفرق الثلاث الاثني عشرية، و الاسماعيلية و الزيدية، كل علي حدة؟

و هل ترك آراء الغلاة جانبا و انها قد بادت مع فرقهم؟

هذه اسئلة يستطيع القاري ء النبيه أن يحصل علي الجواب عنها فيما جاء من بحثه بعد هذا الفصل بعنوان: موقف الامامية الاثني عشرية من تفسير القرآن الكريم. و تحت هذا العنوان يتحدث من ص 23 الي 41 و هو بهذا البحث الطويل قد خرج عما رسمه لنفسه من البحث عن الامامية الاثني عشرية فقد عاد الي آراء تلك الفرق البائدة من الغلاة، فنسب آراءهم للاثني عشرية كما في ص 34 اذ يقول:

و اعجب من هذا انهم جعلوا لفظ الجلالة و الاله و الرب مرادا به الامام، و كذا الضمائر الراجعة اليه سبحانه... الخ.

و المؤلف - عافاه الله - يكتب و لا يدري ما يكتب، انما هو كحاطب ليل انه يريد أن يحمل الشيعة كل تبعة، و يريد أن يبرزهم بأقبح صورة، خضوعا لنزعته أو طمعا في الشهرة.

أنا لا أريد أن أقف معه فالوقت أثمن، و لا أود أن أناقشه هنا، بل أترك تقدير هذا الخبط للقاري ء النبيه، و كذلك أترك بيان خلطه بين الاسماعيلية و الاثني عشرية في هذا الموضوع بالأخص.

و لنقف مليا عند قوله في ص 26: (و أما السنة فهم - أي الشيعة - غير أمناء، و لا ملتزمين ما صح منها، و سنتعرض لها فيما بعد أيضا).

هذا ما يقوله. و لا أدري و لا المؤلف يدري، لماذا أطلق هذا القول: أكان عن خبرة و دراية، و تتبع و تعمق في البحث؟ أم أنه قلد غيره؟

أو هي فكرة يحاول أن يصل بها الي هدف معين؟!!

ان المرء لتأخذه الحيرة في أمر من يطلق القول بدون حجة، و هو يدعي أنه ممن له المام و معرفة!!



[ صفحه 402]



لنسأل الاستاذ: لماذا لم يكن الشيعة أمناء علي السنة؟ و لماذا لم يلتزموا بما صح منها؟!!

و لعله أراد أن يكون جوابا عن ذلك ما ذكره في ص 27 تحت عنوان: (موقفهم من الأحاديث النبوية) و هو قوله:

و لقد رأي الامامية الاثنا عشرية أنفسهم أمام كثرة الاحاديث المروية عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أمام كثرة من الروايات المأثورة عن الصحابة رضوان الله عليهم (أجمعين) و في تلك الآثار ما يخالف تعاليمهم مخالفة صريحة لذا كان بديهيا أن يتخلص القوم من كل هذه الروايات، اما بطريق ردها و اما أن يكون قولا لصحابي، و اما أن يكون قولا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن طريق صحابي، و هم يجرحون معظم الصحابة؛ بل و يكفرونهم لمبايعتهم أبابكر...

ثم يمضي استاذ الحديث في بيانه و يتعرض لمسألة المتعة و المسح علي الخفين ورد الشيعة له، لأن روايه المغيرة بن شعبة رأس المنافين - علي حد تعبيره - الي أن يقول:

و ليت الأمر وقف بهم عند هذا الحد - حد الثقة بأشياعهم و الاتهام لمن عداهم، بل وجدنا رؤساء من الشيعة كجابر بن يزيد الجعفي و غيره، و قد استغلوا افكار الجمهور الساذجة، و قلوبهم الطيبة الطاهرة، و حبهم لآل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فراحوا يضعون الأحاديث علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي آل بيته و يضمنونها ما يرضي ميولهم المذهبية، و أغراضهم السيئة الدنية. و لم يفتهم أن يحكموا أسانيد هذه الأحاديث الموضوعة حتي اغتر بها العامة لسلامة نواياهم، و سكت عنها الشيعة لأنها وجدوها مؤيدة لدعواهم...

اقول

لقد طغي الحقد علي قلب المؤلف حتي ملكه، فأصبح قلبه وراء لسانه لا لسانه وراء قلبه. و لهذا وجد الشذوذ مرتعا خصبا في لسانه و قلمه و لعله ما كان يؤمن بما يقول، و لكنه يقصد أن يقال انه جاء بشي ء جديد عن خصمه.

ان ما أورده في هذا الفصل و الذي قبله و ما بعده - بعيد كل البعد عن روح الحق و أمانة التاريخ و منهج العلم.

و لعله كما قلت انه لا يؤمن بصحة ذلك و لا يعتقده، و لكن هناك دواعي أدت الي ذكره، و أمور استوجبت أن ينهج هذا النهج في دراسته التي كشف



[ صفحه 403]



عن نفسه بأنه لم يكن مؤرخا يتحري الصدق، أو كاتبا يمسك قلمه عن الخطأ، بل هو متحامل حاقد، و كاتب لا يتأمل فيما يكتب.

انه ملأ هذه الصحائف و سودها بمداد الافتراء، و نسب الشيعة الي أمورهم أبعد ما يكونون عنها، كالقول بتحريف القرآن و نقصانه، مع أن اجماعهم خلاف ذلك. و المؤلف يتبع نهج المستشرقين في الاعتماد علي الشاذ النادر أو المحرف فيكون اعتمادهم علي ذلك من دون التفات الي واقع الأمر.

و لا أريد أن أرجع الي ما ذكره في أول هذا الفصل من مخالفات و بعد عن الواقع، و أكتفي هنا في التنبيه علي النقاط التالية:

1 - يقول: لقد رأي الامامية الاثنا عشرية أنفسهم أمام كثرة من الاحاديث المروية عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أمام كثرة من الروايات المأثورة عن الصحابة، و في تلك الأحاديث ما يخالف تعاليمهم مخالفة صريحة...

هذا ما يقوله الاستاذ حول موقف الامامية من الأحاديث النبوية و آثار الصحابة.

و لعل القاري ء يظن أن استاذ علم الحديث الذهبي قد قال هذا عن خبرة و دراية، و تتبع في الدراسة حتي أصدر حكمه علي الشيعة بأنهم يرون تلك الأحاديث و الآثار المخالفة لتعاليمهم مخالفة صريحة.

و لا أدري ماذا يقصد في ذلك؟ أكان يريد بأن الشيعة يردون احاديث جميع الصحابة، أم يردون البعض دون البعض الآخر؟ فان كان يريد الأول فهو أمر يكذبه الوجدان.

و ان كان يريد الثاني و هو أنهم يأخذون عن بعض و يتركون آخرين فهذا شي ء لا تنكره الشيعة، لأنهم لا يقولون بعدالة جميع الصحابة كما هو مقرر عندهم، و قد تعرضنا لذلك و قلنا: ان أصالة العدالة في حق الصحابة لا أصل لها و اثبات ذلك يحتاج الي مشقة، و النتيجة لا تثبت أي ثمرة هناك.

أما السنة فقد أثبتوا العدالة لكل صحابي - و ان ارتكب ما يخالفها - بحجة أنه مجتهد و الاجتهاد في مقابلة النص لا يصح - و استدلوا بأدلة ذكرت في محلها و مع ذلك فقد اختلفوا فذهبت طائفة الي عدالة الصحابة أجمع بدون استثناء و آخرون ذهبوا الي عدالة من لم يلابس الفتنة (أي من حين مقتل عثمان).

و ذهبت المعتزلة الي فسق من قاتل عليا منهم، و حكي ابن الصلاح الاجماع



[ صفحه 404]



علي تعديل من لم يلابس الفتنة.

و حكي الآمدي و ابن الحاجب قولا: انهم كغيرهم في لزوم البحث عن عدالتهم. الي غير ذلك من الأقوال [27] .

أما الشيعة - كما تقدم - فانهم لا يذهبون لعدالة الجميع فلا يروون الا عن ثقة، و لهم شروط في قبول الرواية مقررة في محلها، اذ الحديث هو دستور المسلمين - بعد القرآن - و فيه منهاج حياتهم الدينية و الاجتماعية لذلك اجتهد المسلمون في دراسته من حيث السند و الدلالة.

و الشيعة يتشددون أكثر من غيرهم في قبول الرواية، و تمحيصها بكل دقة و اعتدال، فلا يأخذون الا عن الصادق الثقة، و لم يقفوا أمام كتب الحديث وقفة تهيب عن مناقشتها كما يقف اخوانهم السنة أمام صحيح البخاري و من بعده صحيح مسلم وقفة تهيب، و ينظرون اليها نظرة اكبار و تقديس، و أن جميع ما فيها صحيح... الي آخر ما هنالك من اعتقاد راسخ في كتب الصحاح و بالأخص البخاري.

و لكن الشيعة يتوقفون عن قبول الرواية ما لم تكن صحيحة من حيث السند و الدلالة، و لا يشترط أن تكون عن شيعي - كما يقال عنهم - أو لا أن تكون في الكتب الأربعة من كتب الحديث، بل المدار عندهم هو الصدق و الوثاقة و العدالة؛ و قد جعلوا الكذب علي الله و علي رسوله من مفطرات الصيام.

و ان اختصاصهم بالأخذ عن أهل بيت الرسول صلي الله عليه و آله و سلم هو الذي جعلهم عرضة لهجمات المغرضين، و مؤاخذة من لا يعرف من الحق موضع قدمه.

2 - يقول المؤلف: فمثلا نجدهم يردون الأحاديث و الآثار التي تثبت في تحريم نكاح المتعة و نسخ حله، كما نجدهم يردون أحاديث المسح علي الخفين و يقولون انها من رواية المغيرة بن شعبة رأس المنافقين... الخ.

أورد الاستاذ هذه الأمثلة كدليل لما يقوله في رد الشيعة للأحاديث و أنهم غير أمناء عليها، و لعل المؤلف لم يجد غير ذلك، فان كانت هذه مؤاخذته فما أقل تتبع أستاذ الحديث؟؟ لان الشيعة لم ينفردوا برد ما ورد في تحريم المتعة، بل قد ردها جماعة من الصحابة و التابعين و ثبتوا علي تحليلها، منهم:



[ صفحه 405]



جابر بن عبدالله، و أسماء بنت أبي بكر، و ابن مسعود، و ابن عباس و معاوية، و عمرو بن حريث، و أبوسعيد و سلمة ابنا أمية بن خلف، و رواه جابر بن عبدالله عن جميع الصحابة مدة حياة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و مدة أبي بكر الي قرب آخر خلافة عمر بن الخطاب [28] .

و أما من التابعين فمنهم ابن جريح فقيه مكة و لهذا قال الأوزاعي: يترك من قول أهل الحجاز خمس: متعة النساء [29] و منهم ابن جريح [30] و طاووس و عطاء و غيرهم.

و روي عن عمر بن الخطاب أنه انما أنكرها اذا لم يشهد عليها عدلان [31] .

و قال ابن بطال: روي أهل مكة و اليمن عن ابن عباس اباحة المتعة و روي عنه الرجوع بأسانيد ضعيفة، و اجازة المتعة عنه أصح و هو مذهب الشيعة [32] .

و أخرج مسلم في صحيحه عن نظرة قال: كنت عند جابر بن عبدالله فأتاه آت فقال ان ابن عباس و ابن الزبير اختلفا في المتعتين.

فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم نهانا عنهما عمر فلم نعد لهما.

و نهي عمر بن الخطاب عن المتعتين مشهور و هو قوله: (متعتان كانتا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنهي عنهما و أعاقب عليهما).

و أخرج عبدالرزاق و ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال: يرحم الله عمر ما كانت المتعة الا رحمة من الله رحم بها أمة محمد، و لولا نهيه عنهما ما احتاج الي الزنا الا شقي [33] .

و قال علي عليه السلام: لولا أن عمر نهي عن المتعة ما زني الاشقي [34] .

و أسباب نهي عمر عن المتعة مشهورة كما رواها البيهقي في السنن و غيره من المحدثين و المفسرين فلا حاجة لنقل ذلك. كما لا حاجة الي المضي في بسط القول حول هذا الموضوع اذ المسألة قد حررها العلماء، و بسطوا القول فيها و كثر حولها النقاش و الجدل و لا خلاف في مشروعيتها علي عهد الرسول، و انما



[ صفحه 406]



الخلاف في نسخها فالشيعة يردون أخبار النسخ تمسكا بالكتاب وسنة الرسول و وافقهم جماعة من الصحابة و التابعين و علماء الأمة.

و أما المسح علي الخفين فقد تعرضنا له في الجزء الخامس ط 1، ص 275 - 270 و ملخص القول فيه:

ان هذه المسألة قد وقع فيها الخلاف بين المسلمين علي أقوال:

1 - الجواز مطلقا.

2 - الجواز في السفر دون الحضر.

3 - عدم الجواز بقول مطلق و هو ما تذهب اليه الشيعة لا لأن الرواية عن المغيرة بن شعبة رأس المنافقين كما يقول الاستاذ و ان كان هذا هو وحده كاف في الرد، و لكن منع ذلك لعدم ثبوته في الدين، و أن القرآن علي خلافه هو معارض لآية الوضوء و لم تكن منسوخة و لا آية واحدة منها.

و قد أنكر جماعة من الصحابة المسح علي الخفين و في طليعتهم الامام علي بن أبي طالب عليه السلام و كان يقول: سبق الكتاب المسح علي الخفين.

و لما سئلت عائشة عن المسح علي الخفين، قالت: سلوا عليا فانه كان أكثر سفرا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و ورد عن ابن عباس أنه كان ينهي عن المسح علي الخفين و كان يقول: لأن أمسح علي جلد حمار أحب الي من أن أمسح علي الخفين.

و ورد النهي أيضا عن أبي هريرة و عائشة و كانت تقول: لأن تقطع قدماي أحب الي أن أمسح علي الخفين.

و في لفظ لأن أقطع رجلي أحب الي من أن أمسح عليهما [35] .

و سئل ابن عباس هل مسح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي الخفين؟ فقال و الله ما مسح رسول الله علي الخفين بعد نزول المائدة و لأن أمسح علي ظهر عير في الفلاة أحب الي من أن أمسح علي الخفين [36] .

و جاء في العتيبية عن مالك بن أنس ما يدل علي المنع. و قال الشيخ أبوبكر في شرح المختصر الكبير: انه روي عن مالك: لا يمسح المسافر و لا المقيم.



[ صفحه 407]



و قد سبق من الاستاذ في ص 27 ج 2 أنه نسب الشيعة الي الشذوذ و التعصب في المسائل الفقهية اذ يقول:

و في الفقه لهم مخالفات يشذون بها، فمثلا بها، فمثلا نراهم يقولون: ان فرض الرجلين هو المسح دون الغسل؛ و لا يجوزون المسح علي الخفين، و جوزوا نكاح المتعة، و جوزوا أن تورث الأنبياء... الي أن يقول:

لهذا كان طبيعيا أن يقف الامامية الاثنا عشرية من الآيات التي تتعلق بالفقه و أصوله موقفا فيه تعصب و تعسف، حتي يستطيعوا أن يخضعوا هذه النصوص و يجعلوها أدلة لآرائهم و مذهبهم... الي آخره.

و هكذا عبر الاستاذ و نسب القول بمسح الرجلين، و عدم المسح علي الخفين و جواز نكاح المتعة الي الشذوذ، و كأن ذلك لم يكن له دليل من الكتاب و لا قائل به من الأصحاب، و قد أوضحنا في الجزء الخامس ط، ص 270 - 260 بعض ما يتعلق بمسألة فرض الأرجل في الوضوء و اختلاف العلماء فيه.

و الذي يهمنا ذكره هنا هو قوله: لهذا كان طبيعيا أن يقف الامامية الاثنا عشرية... الخ. و لا أدري ما هذا التعسف و التعصب؟ و ما معني اخضاع النصوص لجعلها أدلة للمذهب؟

هل أن ذلك خلاف الواقع، أو أنه تحكم بالنصوص و طرحا للادلة و تحكيما للرأي؟ أو تفسيرا بغير الواقع كما فسر غيرهم المأقين بالخفين، عند الاستدلال علي جواز المسح عليهما، فيما أخرجه أبوداود: من أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يمسح المأقين - و هما مؤخر العينين [37] - قالوا انهما الخفين، و أين المأقين من الخفين؟؟

و قد حكم بعضهم بأفضلية المسح علي الخفين لا للدليل، و انما كان ذلك الحكم لأجل طعن الشيعة في أدلة المسح، و قال: و احياء ما طعن فيه المخالفون من السنن أفضل من تركه [38] .

و قد طغت موجة التعصب علي كثير من الفقهاء فتركوا أشياء قد ورد الدليل من الشارع في استحبابها أو وجوبها، و لكنهم رجحوا الترك لأن العمل بها يدعو الي التشبه بالشيعة، و التشبه بالشيعة ينبغي تجنبه، كما أفتي بذلك الحافظ العراقي [39] .



[ صفحه 408]



و قد أشار ابن تيمية لذلك اذ يقول في منهاجه: - عند بيان التشبه بالشيعة -:

و من هنا ذهب من ذهب من الفقهاء الي ترك بعض المستحبات، اذ صارت شعارا لهم (أي للشيعة) فانه و ان لم يكن الترك واجبا لذلك؛ لكن في اظهار ذلك مشابهة لهم.

فلا يتميز السني من الرافضي، و مصلحة التمييز عنهم لأجل هجرانهم و مخالفتهم، أعظم من مصلحة المستحب.

و هنا يجب الالتفات الي هذا الأمر، و ما حدث من ورائه من ترك للأعمال المستحبة و لعله أدي الي ترك بعض الواجبات استنادا الي هذه الحجة و هي مراعاة المصلحة، و بالطبع انها مهمة، لأن من مصلحة الانسان المحافظة علي نفسه، و ما يتصل بذلك من مقومات حياته، من استقرار و مال و تقرب للولاة الذين نظروا الي الشيعة نظرة خصم يجب القضاء عليه.

نعم ان مصلحة التمييز عن الشيعة أهم من مصلحة المستحبات الشرعية عندهم و لعله من هذا الباب ينفتح ترك الأخبار الصحيحة الواردة عن صاحب الرسالة لأن في نقلها و اثباتها يثبت التشيع و المصلحة تدعو الي التمييز عنهم فيلزم تركها، كحديث الغدير و حديث أنا مدينة العلم و علي بابها و غير ذلك من الأحاديث الصحاح، و من المصلحة تأويل بعض الآيات و وضع الأحاديث بما يدعو الي اظهار التجنب عن تهمة التشيع.

و من المصلحة قالوا: بمنع المصلي عن اختصاص جبهته بما يسجد عليه من أرض و غيرها، لأن ذلك الاختصاص من شعار الشيعة [40] .

و طبعا ان اتخاذ شعار الشيعة فيه خطر، فمن المصلحة تركه، لأن الشيعة قد التزموا بالسجود علي الأرض أو ما أنبتته الأرض لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: (جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا).

و كان أصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم يسجدون علي الأرض فأثر ذلك في جباههم، و قد مدحهم الله تعالي بذلك اذ يقول: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) و كان يقال لهم ذوو الثفنات، و كان علي بن الحسين عليه السلام يعرف بذي الثفنات لكثرة سجوده.

و قد أدت الحالة نظرا لرعاية مصلحة التمييز بين السنة و الشيعة - كما



[ صفحه 409]



يقولون - بأن يترك السجود علي الأرض و أصبح ذلك - علي ممر الزمن - من المنكرات لأن الشيعة يلتزمون بذلك، و يحملون معهم حجرا طاهرا - كما كان بعض العلماء من التابعين يحمل معه في السفر لبنة يسجد عليها - اذ ربما لا يتسني لهم الحصول علي أرض طاهرة في السفر و غيره فالتزموا بذلك.

و حيث كان الشيعة يفضلون السجود علي تربة أرض كربلا المقدسة و هي التربة الحسينية حملهم بعض من يحمل اسوأ البغض للشيعة علي أنهم يسجدون للصنم - معبرين عن تلك التربة الطاهرة التي يسجدون عليها لله جل و علا بأنها صنم.

و قد عبر بعض من أكل الحقد قلبه عنها بلفظ: انها وثن اذ يقول: لا تجد شيعيا يصلي في بقعة من بقاع الأرض حتي المسجد الحرام بمكة، و مسجد الرسول الا و يضع و ثنا من شفقة طين كربلا تحت جبهته تقديسا لها، و اعتقادا أنها أفضل بقاع الارض لأن دم الحسين اختلط بها... الخ [41] .

و غير ذلك من الألفاظ التي لا ترتبط مع الواقع بصلة، و لم يكن مبعثها الا الجهل و سوء الظن بهذه الطائفة، و كيف يحسنون بها الظن و يقول بعضهم: انه لا يحل و الله حسن الظن بمن يترفض. [42] و الرفض و التشيع عندهم شي ء واحد.

و علي كل حال فان الشيعة قالوا باستحباب السجود علي تربة أرض كربلا اقتداء بأئمتهم عليهم السلام و لا يضرهم ما يرميهم به الجاهلون.

3 - يقول الاستاذ:

و ليت الأمر وقف بهم عند هذا الحد - حد الثقة بأشياعهم و الاتهام لمن عداهم - بل وجدنا رؤساء من الشيعة كجابر بن يزيد الجعفي و غيره قد استغلوا أفكار الجمهور الساذجة، و قلوبهم الطيبة الطاهرة، و حبهم لآل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فراحوا يضعون الأحاديث علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي آل بيته... الخ.



[ صفحه 410]



اقول:

بعد أن تكلم الأستاذ حول الحديث و الفقه بما يخص الشيعة في قضية ردهم لروايات بعض الصحابة، و ضربه المثل في مسألة المتعة و المسح علي الخفين و قد رأينا مدي اطلاعه و اتساع معلوماته.

و الآن يتكلم عما وجده عند الشيعة من وضع الحديث و يقول: وجدنا رؤساء من الشيعة كجابر بن يزيد الجعفي و غيره... الخ.

و لم يذكر هنا الا جابر بن يزيد الجعفي المتوفي سنة 127 و هو أحد حفاظ الحديث، و قد روي عنه شعبة، و سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و زهير ابن معاوية، و اسرائيل، و شريك، و الحسن بن حي، و معمر، و أبوعوانة و غيرهم.

و قد خرج حديثه الترمذي، و أبوداود، و ابن ماجة.

و قال عبدالرحمن بن المهدي: سمعت سفيان الثوري يقول: كان جابر ورعا في الحديث ما رأيت أورع في الحديث من جابر.

و قال اسماعيل بن علية: سمعت شعبة يقول: جابر الجعفي صدوق في الحديث [43] .

و قال وكيع: مهما شككتم في شي ء فلا تشكوا في أن جابرا ثقة [44] .

و قال ابن أبي الحكم سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر لأتكلمن فيك، و كان جابر يحفظ مائة ألف حديث [45] .

و قال يحيي بن أبي كثير: كنا عند زهير بن معاوية فذكروا جابر الجعفي فقال زهير: كان جابر اذا قال سمعت أو سألت فهو من أصدق الناس [46] .

و بهذا وصف العلماء جابر الجعفي و هكذا قال عنه معاصروه و تلامذته و لم يقل أحد انه كان يضع الحديث.

و سئل أحمد بن حنبل عن جابر الجعفي، فقال: تركه عبدالرحمن. و قصاري ما ورد في حقه من خصومه بأنه ضعيف أو لين الحديث، و قال أبوحاتم: يكتب حديثه علي الاعتبار.



[ صفحه 411]



و ليس لمن رماه بالكذب حجة يدعم بها ما يدعيه الا أنه يقول بالرجعة أو أنه شيعي، لأنه يعلن بالرواية عن أهل البيت و يقول - عندما يحدث عن الامام الباقر عليه السلام - حدثني وصي الأوصياء.

و هذا أمر يعظم تحمله في عصر هبت فيه زوبعة الخلافات، و اشتد غضب السلطة علي أتباع أهل البيت و أنصارهم، و كان جابر في طليعتهم، و بطبيعة الحال أن يبتعد الناس عمن يتهم في معارضة الدول، و يرمي بكل كريهة تقع موقع الرضا من ولاة الأمر، و لهذا كانت كلمات من اتهم جابر بالكذب مشوشة، و أدلتهم واهية.

أما الأستاذ الذهبي - علي ما يظهر - فانه استند في هذا القول الي حجة هو معجب بها و جعلها دليلا قاطعا علي ما يقوله في نسبة وضع الحديث الي الشيعة، و ذلك ما عقب كلامه و ختم هذا الفصل بذكره و هو ما نقلناه آنفا و نحب أن نكرره هنا. يقول الاستاذ:

و يعجبني هنا ما ذكره أبوالمظفر الاسفرائيني في كتابه التبصير في الدين هو: أن الروافض (لما رأوا الجاحظ يتوسع في التصانيف، و يصنف لكل فريق قالت له الروافض: صنف لنا كتابا. فقال لهم الجاحظ: لست أدري لكم شبهة حتي أرتبها و أتصرف فيها. فقالوا له: اذا دلنا علي شي ء نتمسك به، فقال: لا أري لكم وجها الا أنكم اذا أردتم أن تقولوا شيئا تزعمونه تقولون انه قول جعفر بن محمد الصادق لا أعرف لكم سببا تستندون اليه غير هذا الكلام... فتمسكوا بحمقهم و غباوتهم بهذه السوءة التي دلهم عليها، فكلما أرادوا أن يختلقوا بدعة، أو يخترعوا كذبة. نسبوها الي ذلك السيد الصادق، و هو عنها منزه، و من مقالتهم في الدارين بري ء).

هذا ما ذكره الأستاذ و أعجب به و نحن لا نعجب من مؤثرات العاطفة و بواعث الحقد.

لقد أعجب الاستاذ بهذه الدعابة و هي من سخرية الجاحظ - ان صح ذلك - التي يضل بها البسطاء، و تشكيك الضعفاء، يضعها في كتبه للمضاحيك و العبث، يريد بذلك استمالة الأحداث و شراب النبيذ [47] .

و من العجيب أن تكون هذه الدعابات دليلا في الأبحاث العلمية، و حجة



[ صفحه 412]



يستدل بها علي المقصود، و أعجب من ذلك أن مثل هذا يصدر من أستاذ متحرر و مثقف متنور، و هو الاستاذ الذهبي المدرس بالأزهر، و الأزهر هو الجامعة الاسلامية الكبري؛ التي أسست علي التقوي، و خدمت العلماء و نشرت الثقافة، و قامت بالاصلاح.

اننا لنفخر بها و و نعتز و هي مسؤولة عن تصفية الخلافات بين المسلمين، و ايضاح الحق دون تعصب و تحيز، ليتقارب المسلمون، و تتوحد كلمتهم ليكونوا قوة متماسكة، تتسلح بالايمان بالله، و تهتدي بهدي الرسول، لرد هجمات المعتدين، و صد تيارات الملحدين، في هذا العصر الذي انتشرت فيه الدعوة لغير الله تعالي و تتضاعف فيه الحملات المعادية للاسلام.

من المؤسف حقا أن الاستاذ المدرس في الأزهر الشريف يحاول بهذه الدعابة المضحكة أن يبرز لقرائه أو يغذي عقول تلامذته بأن جميع ما عند الشيعة من أخبار و تراث علمي انما هو موضوع حسب ما أقره الاسفرائيني بأسطورته، و ذكره في خرافته، و أعجب به الأستاذ في دراسته!!

غريب و أيم الحق فهل كانت الشيعة أمة يسودها الجهل أو يضفي عليها النسيان ذيله، و ليس لهم في الحركة الفكرية الاسلامية أي أثر؟!!

أتجاهل الاستاذ أم جهل مدرسة الشيعة التي غذت الفكر الاسلامي بعلومها، و خدمت الأمة بآثارها؟

أليس من رجال الشيعة من كانوا حملة حديث، و أئمة فقه، و اليهم تشد الرحال من البلدان الاسلامية لأخذ العلوم منهم، و الرواية عنهم، في عصر الجاحظ و قبله و بعده.

و كان منهم عدد غير قليل من كبار شيوخ البخاري صاحب الصحيح و المعبر عنه (بأميرالمؤمنين في الحديث) فقد أخذ عن الشيعة، و حضر عند جماعة منهم، و روي في صحيحه عنهم أمثال:

خالد بن مخلد القطواني التوفي سنة 213.

اسماعيل بن أبان الوراق المتوفي سنة 216.

جرير بن عبدالحميد بن قرط المتوفي سنة 188.

عبدالله بن موسي المتوفي سنة 213.

مالك بن اسماعيل النهدي المتوفي سنة 217.

سعيد بن كثير بن عفير المتوفي سنة 226.



[ صفحه 413]



سعيد بن محمد بن سعد الجرمي المتوفي سنة 233.

الفضل بن دكين المتوفي سنة 218.

و غير هؤلاء كما ستقف علي تراجمهم في هذا الجزء ان شاء الله.

و كذلك الامام أحمد بن حنبل حضر عند جماعة منهم و أخذ العلم عنهم، منهم:

سعيد بن خيثم بن رشد بن هلال أبومعمر الكوفي المتوفي سنة 180.

عبدالله بن داود أبو عبدالرحمن الهمداني المتوفي سنة 212.

عبدالرزاق بن همام الصنعاني المتوفي سنة 211.

محمد بن فضيل بن غزوان المتوفي سنة 195.

عائذ بن حبيب الملاح الكوفي المتوفي سنة 190.

علي بن غراب أبوالحسن الفزاري الكوفي المتوفي سنة 184.

تليد بن سليمان المحاربي أبوسليمان الكوفي المتوفي سنة 205.

علي بن هشام بن البريد العابدي أبوالحسن الكوفي المتوفي سنة 180.

علي بن الجعد أبوالحسن الهاشمي المتوفي سنة 230.

الفضل بن دكين المعروف بأبي نعيم المتوفي سنة 219.

هشيم بن بشير الواسطي المتوفي سنة 183.

و غير هؤلاء من رجال الشيعة الذين كانوا قبل أن يولد الجاحظ، و بعضهم كان معاصرا له فهل يصح يا أستاذ الحديث أن يكون مثل هؤلاء الذين هم أئمة الفقه و علم الحديث، أن يقال ليس لديهم شي ء فالتجأوا الي الجاحظ ليضع لهم شيئا فلم يجد الا أنه دلهم علي الكذب؟!!

ثم نعود و نقول ان الامام الشافعي قد أخذ العلم عن الشيعة و كان في طليعة شيوخه ابراهيم بن محمد بن أبي يحيي الاسلمي المدني المتوفي سنة 184 و هو من تلامذة الامام الباقر عليه السلام و ولده الامام الصادق عليه السلام، و له كتاب مبوب في الحلال و الحرام في فقه الشيعة، و قد أكثر الشافعي من النقل عنه و روي عنه أيضا ابن جريح، و الحسن بن عرفة و هو من شيوخهما و ستقف قريبا ان شاء الله علي ترجمته و تراجم غيره من رجال الشيعة الذين روي عنهم أصحاب الصحاح والسنن.



[ صفحه 414]



و بعد هذا نقول:

ان الاستاذ حكم وجدانه فوجد رؤساء من الشيعة يضعون الحديث نصرة للمذهب، و لم يذكر منهم الا جابر الجعفي المحدث الكبير، و لم يأت بدليل علي ما يقول، و لم يسند ذلك لمصدر، و لكنه حكم وجدانه.

و لو سلمنا جدلا أن هناك من يضع الحديث من الشيعة لنصرة المذهب فنحن نسأله بوجدانه هل سلمت بقية الفرق و المذاهب من ذلك؟؟ عندما هبت عواصف الآراء في المجتمع و تحكمت الأهواء، و اشتدت الخلافات و لعبت الضغائن لعبتها، و تدخلت الفتنة المحمومة تدخلها.

لا أظن أن أحدا له أي معرفة و المام ينكر ما بلغت اليه الحالة من الافتراء و التزوير و الكذب علي الله و علي رسوله، تقوية للمبدأ و انتصارا للمذهب، يوم تحكمت الخلافات و اشتد الصراع العقائدي.

يقول الاستاذ عبداللطيف دراز - مدير الأزهر و المعالم الدينية -: و قد غذيت هذه الخلافات و هذه السياسات بكثير من الروايات المملفقة و الأحاديث الموضوعة، و الأخبار المفتراة، و امتلأت كتب التفسير و المغازي و المناقب لا يحصي من الأكاذيب، و أصبح بجوار كل آية في كتاب الله تعالي رواية من الروايات تحمل عليها، و فسر القرآن بما يوافق أصحاب الآراء و قبل من الأحاديث ما يؤيدهم، و طعن فيما يخالفهم، و اشتبه الأمر فيما يقبل و فيما يرضي، و فيما يصح ليس علي الوسط من الناس فحسب و لكن علي بعض ذوي العقول الراجحة و الذكاء الألمعي أيضا، و لم يسلم من ذلك الا من عصم الله و قليل ما هم.

و قد شهدت الأمة الاسلامية مع هذا نوعا آخر من أنواع الخلاف و التفرق هو خلاف الاتباع و المتعصبين للأئمة الذين ظنوا التزام مذهب من المذاهب بعينه دينا لا يجوز للمسلم أن يخالفه، و أدرجوا ذلك في حكم العقائد، و رتبوا عليه مسائل فقهية حكم من قلد غير الأربعة، و من قلد غير امامه من الأربعة، و من لفق في العبادة أو المعاملة بين مذاهب عدة، و من أفتي بغير الراجح أو المعول عليه أو المفتي به، أو بتعبير أدق بغير ما وصف في الكتب بأنه كذلك الي غير هذا من المسائل التي ما أثارها الا العصبية المذهبية و التي قامت بنصيبها في تفريق الأمة الاسلامية.... الخ [48] .



[ صفحه 415]



فكم حدثنا التاريخ عن أناس تعمدوا الكذب علي الله و علي رسوله انتصارا لمذاهبهم و طعنا علي مخالفيهم.

فهذا محمد الثلجي شيخ الحنفية المتوفي سنة 266 قالوا عنه بأنه كان يضع أخبار التشبيه و ينسبها الي أصحاب الحديث ذكر ذلك ابن العماد نقلا عن ابن عدي [49] .

و نعيم بن حماد المتوفي سنة 218 كان يضع الحديث في تقوية السنة و يذكر حكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة [50] .

و أبوالعشائر البلوي المتوفي سنة 610. كان غاليا في التسنن شديد التعصب، متحاملا علي آل البيت و شيعتهم، و كان يقول أشياء منكرة لا نحب ذكرها [51] .

و أحمد بن عبدالله الأنصاري: كان من الوضاعين لنصرة السنة و كان يفسر قوله تعالي: يوم تبيض وجوه (يعني أهل السنة) و تسود وجوه يعني أهل البدعة [52] .

أبوبشر أحمد بن محمد الكندي المتوفي سنة 324 كان اماما في السنة و الرد علي المبتدعة، و كان وضاعا للحديث كذابا [53] .

عبدالعزيز بن الحارث التميمي المتوفي سنة 371 من رؤساء الحنابلة وضع في مسند أحمد بن حنبل حديثين منكرين [54] .

و أبو عبدالرحمن السلمي محمد بن الحسين النيسابوري المتوفي سنة 412.

كان مصنفا و محدثا، صنف في التفسير و التاريخ و التاريخ و غيره، و كان يضع الحديث للصوفية [55] .

و أحمد بن محمد بن حرب كان وضاعا للحديث و قد وضع لنصرة الحنابلة حديثا عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر [56] .

و اسماعيل بن عبدالله بن أويس الاصبحي المتوفي سنة 227 ابن أخت مالك بن أنس و نسيبه، كان يضع الحديث لأهل المدينة اذا اختلفوا فيما بينهم [57] .



[ صفحه 416]



و أحمد بن محمد بن عمر بن مصعب بن بشر بن فضالة المروزي المتوفي سنة 323 هو أحد الوضاعين و الكذابين، مع كونه كان محدثا اماما في السنة و الرد علي المبتدعة [58] .

و قال الدار قطني: كان حافظا عذب اللسان و الرد علي المبتدعة، لكنه يضع الحديث [59] .

و قال ابن حبان: كان ممن يضع المتون و يقلب الأسانيد. لعله قد قلب علي الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث و في الآخر ادعي شيوخا لم يرهم، فصرت أنكر عليه، فكتب يعتذر الي، علي أنه من أصلب أهل زمانه في السنة، و أبصرهم بها، و أذبهم لحريمها، و أقمعهم لمن خالفها [60] .

أحمد بن الصلت بن المغلس أبوالعباس الحماني المتوفي سنة 280.

كان يضع الأحاديث في مناقب أبي حنيفة، و منها ما يضعه عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و منها ما يضعه عن العلماء في فضل أبي حنيفة كما حدث عن سفيان بن عيينة أنه قال: العلماء ابن عباس في زمانه، و الشعبي في زمانه، و أبوحنيفة في زمانه، و الثوري في زمانه.

و انما وضع ابن المغلس هذا القول عن لسان ابن عيينة لأن ابن عيينة كان سيي ء الرأي في أبي حنيفة و يعلن بذمه و سوء القول فيه [61] .

و قد توسعت دائرة الوضع في المناقب لأصحاب المذاهب الي حد بعيد خرجوا فيه عن حدود المعقول، و قد سبقت الاشارة لذلك.

و كان من أعظم الجرأة علي الله و رسوله هو وضع الأحاديث في نصرة المذهب أو تأييد القول الذي يخالف الآخرين حبا للغلبة حتي لو كان الخلف بين أهل المذهب الواحد.

فهذا أصبغ بن خليل القرطبي المتوفي سنة 272 كان حافظا للرأي علي مذهب مالك، و دارت عليه الفتيا.

قال الذهبي: و لم يكن له علم بالحديث و لا معرفة بطرقه و كان يعاديه و يعادي أصحابه و بلغ من عصبيته لرواية ابن القاسم في عدم ترك رفع اليدين في الصلاة؛ أن افتعل حديثا في ترك رفع اليدين.

و الغريب أن بعضهم اعتذر عن هذا الافتعال و الكذب علي الله و علي رسوله بأنه لم يقصد الكذب، و انما قصد تأييد مذهبه.



[ صفحه 417]



قال القاضي عياض: و هذا كلام لا معني له، و كل من كذب علي النبي فانما كذب لتأييد غرضه [62] .

و من الخير أن نشير الي الرواية التي وضعها أصبغ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم في ترك رفع اليدين.

و هي عن عبدالله بن مسعود أنه قال: صليت خلف النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و خلف أبي بكر و عمر ثنتي عشرة سنة و خمسة أشهر، و خلف عثمان ثنتي عشرة سنة، و خلف علي بالكوفة خمس سنين، فلم يرفع أحد منهم يديه الا في تكبيرة الافتتاح.

هذه هي الرواية التي وضعها أصبغ لتأييد مذهبه، و نود أن نوضح بعض ما فيها من مخالفات للواقع بالاعراض عن مناقشة السند فان فيه رجالا لم يسمع بعضهم من بعض، و لكننا نشير لمخالفات المتن و هي:

ان عبدالله بن مسعود توفي سنة 32 و كانت وفاة عثمان سنة 35 أي أنه مات قبل وفاة عثمان بثلاث سنين.

و أيضا هو لم يدرك زمن علي عليه السلام بالكوفة، لأن وفاته كانت سابقة عليه.

قال الذهبي: و ابن مسعود ما صلي خلف عمر و عثمان الا قليلا لأنه كان في غالب دولتهما في الكوفة فهذا (الحديث) من وضع أصبغ [63] .

و لعلنا فيما أوردناه علي سبيل المثال قد اوضحنا جانبا مهما نستطيع أن نعرف مدي التعصب الذي ابتليت الأمة بسببه، و ما خلفته آثاره السيئة من خلاف و تشويه للحقائق.

ان افتعال عشرة آلاف حديث أو تغيير متونها و تقليب أسانيدها نصرة للمبدأ، و تعصبا علي من خالفه لهو أمر عظيم و حدث جسيم في اثارة الضغائن و ايقاد نار الفتنة بين الطوائف كما فعله المروزي الآنف الذكر.

و أعظم من هذا أنه يري ذلك نصرة للسنة، و محاربة للبدعة، و كم مثله من أناس وضعوا الأحاديث لغرض في نفوسهم.

نقل الحاكم عن الحافظ سهل بن السري أن أحمد الجويباري و محمد بن تميم و محمد بن عكاشة، وضعوا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عشرة آلاف حديث.



[ صفحه 418]



و كثير أمثال هؤلاء الذين اجترأوا علي وضع الأحاديث، نصرة لمبادئهم و كانوا يرون هذا حسنا يتقربون به الي الله، كما يقول ابن كادش - عندما وضع حديثا في فضل أبي بكر، مقابلة لحديث ورد في فضل علي عليه السلام -: أليس فعلت جيدا؟

و لا نريد أن نمضي في البيان عما وجدنا م الوضاعين للحديث تعصبا و عسي أن يقتنع الاستاذ بهذا النزر فيعترف بخطئه عما نسبه للشيعة وحدهم من الوضع - أو وجدهم كذلك علي حد تعبيره -. و هذه النسبة مجرد ادعاء فارغ من دون تثبت و روية بل هو مقلد لغيره في الافتراء و الكذب علي الشيعة و عساه يرجع الي ما يفرضه عليه العلم من التتبع خدمة للعلم و هناك يتضح له خطأ ما ذهب اليه و كذب و ادعاه.

و اذا أردنا أن نولي وجه البحث شطر المتعصبين للمذاهب الأربعة بصورة خاصة فانا نجد هناك ما يبعث علي الاستغراب - بل الالم الذي يحز في النفوس - مما أدت اليه سوء الحال خضوعا للعصبية و انقيادا للعاطفة العمياء حتي (تمسكوا بأقوال أثمتهم تمسكا جعلهم يقدمونها علي كتاب الله و سنة رسوله) [64] .

حتي أصبحوا (اذا قيل لهم: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقولون قال (فلان) [65] أي رئيس المذهب و كانوا يأنفون أن تنسب الي أحد من العلماء فضيلة دو امامهم [66] .

و يقول السيد محمد صديق حسن - حول التمسك بآراء المتأخرين من الفقهاء -:

و قد ابتلي بهذه البلية من متأخري المقلدة للمذاهب الأربعة المشهورة فابرزوا من التفريعات و التخريجات ما لا تظله السماء، و لا تقله الأرض، و منذ حدثت هذه البدع رفعت من السنة غالبها، حتي أن الجاهل من هؤلاء يزعم أن كل مسألة في كل كتاب فقهي من المذهب الحنفي مثلا و الشافعي مثلا هي في أم الكتاب.

و يتحرج عن العمل بما ثبت من القرآن و الحديث صراحة و نصا، و ظاهرا، و لا يتحرج عن العمل بما قاله امامه.



[ صفحه 419]



و منهم من يؤول الحديث الي مؤدي المذهب، و لا يصرف المذهب الي مدلول الحديث [67] .

و يقول أيضا: و اتخذوا مقالات الأئمة الكرام ديانة لهم، و منهاجا ينهجون اليه، و شرعة يسلكونها.

اذا وقفوا علي آية محكمة أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة تخالف مذهبهم صاروا يؤولونها علي غير تأويلها، و يصرفونها عن ظاهرها الي ما تقرر عندهم من المذاهب و المشارب، و طفقوا يطعنون علي من عمل بفحواها الظاهر، و مبناها الباهر.

مع أن كتاب الله سابق علي وجود امامهم و مقالاته، و سنة رسوله سابقة علي هذه المجتهدات [68] .


پاورقي

[1] انظر اسلام بلا مذاهب ص 7.

[2] مرآة الزمان ج 8 ص 44 القسم الاول.

[3] مختصر تاريخ دول الاسلام للذهبي 24:1.

[4] تذكرة الحفاظ ج 357:3.

[5] شذرات الذهب 252:3.

[6] ذيل تذكرة الحفاظ 320.

[7] ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 22:1.

[8] طبقات الشافعية 22:3.

[9] اسد الغابة 46:4.

[10] انظر اسد الغابة 45: 4.

[11] المصدر السابق 187:5.

[12] الاصابة لابن حجر 426:1.

[13] الاستيعاب ج 402:3.

[14] الاصابة 140:4.

[15] انكر الواقدي أن اباحبة شهد بدرا؛ و انكاره لا يضر، فقد صح ذلك ممن و أوثق منه.

[16] انظر اسد الغابة لابن الأثير، و الجرح و التعديل لابن ابي حاتم، و الاصابة لابن حجر و طبقا ابن سعد، و الاستيعاب بهامش الاصابة لابن عبدالبر القرطبي و غيرها من كتب الرجال و التاريخ.

[17] الاستيعاب 478:2.

[18] اسد الغابة 228:3 و الاستيعاب 345:2.

[19] انظر الجزء الثاني ط 1 من هذا الكتاب ص 382 - 333.

[20] التوبة - 101.

[21] مسند احمد 231:5.

[22] مسند احمد 51:6.

[23] صحيح الترمذي 68:2.

[24] انظر الجزء الاول من هذا الكتاب ط 1 ص 312.

[25] انظر مقدمة جامع الرموز للقاضي زاده شريف مخدوم 3:1.

[26] جامع الرموز 11:1.

[27] انظر شرح ألفية العراقي 35:4 و كفاية الخطيب البغدادي 83 - 81.

[28] انظر المحلي لابن حزم 519:9.

[29] نيل الاوطار 135:6.

[30] نيل الاوطار 136:6.

[31] المحلي 520:9.

[32] العدة لمحمد بن اسماعيل الصنعائي 195:4.

[33] الدر المنثور 41:2.

[34] الدر المنشور للسيوطي 43:2.

[35] نيل الاوطار 177:1 و تفسير الرازي 371:3.

[36] بدائع الصنائع 7: 1.

[37] انظر تيسير الوصول 76:3 و انظر الحديث في سنن ابي داود 34:1 ط 1.

[38] نيل الاوطار 176:1.

[39] شرح المواهب اللدنية للزرقاني.

[40] انظر غاية المنتهي في الجمع بين الاقناع و المنتهي 135:1 في الفقه الحنبلي.

[41] انظر خاتمة كتاب السنة و الشيعة تأليف السيد رشيد رضا بقلم احمد حامد الفقي و هذا الرجل قد تحامل تحاملا اخرجه عن اتزانه و لم يحسب للمواخذة اي حساب و نحن نعرض عما كتبه في الخاتمة تهاونا بشأنه و ترفعا عن نقده.

[42] طبقات الحنابلة 273:1.

[43] انظر الجرح و التعديل لابن ابي حاتم القسم الاول من المجلد الاول ص 497 و تذهيب الكمال للخزجي ص 51.

[44] تهذيب التهذيب 48:2.

[45] نفس المصدر.

[46] الجرح و التعديل لابن ابي حاتم.

[47] انظر مختلف الحديث لابن قتيبة 71 تجد وصف الجاحظ بذلك.

[48] رسالة الاسلام العدد الثالث السنة الاولي 1368.

[49] شذرات الشذهب 151:2.

[50] المصدر السابق 67:2.

[51] شذرات الذهب 43:5.

[52] لسان الميزان 193:4.

[53] مرآة الجنان لليافعي 287:2.

[54] الخطيب 462:10.

[55] شذرات الذهب 196:3.

[56] لسان الميزان 218:1.

[57] تهذيب التهذيب 311:1.

[58] الشذرات 298:2.

[59] تذكرة الحفاظ 24:3.

[60] تذكرة الحفاظ 14:3 و ميزان الاعتدال 70:1.

[61] تأريخ بغداد 208:4.

[62] انظر لسان الميزان 458:1.

[63] ميزان الاعتدال 125:1.

[64] انظر همم ذوي الابصار 51.

[65] توالي التأسيس لابن حجر 76.

[66] الاعتصام للشاطبي 259:3.

[67] انظر الدين الخالص 245:3.

[68] المصدر السابق 263:3.


زواج المتعة (الي أجل معين)


والشيعة يسمونه الزواج المؤقت، و يرجعونه الي قوله تعالي: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن» [1] والمفسرون متفقون علي أن جماعة من الصحابة العظماء أفتوا باباحتها، منهم: ابن مسعود [2] ، و أبي بن كعب [3] ، و ابن عباس [4] ، و جابر بن عبدالله [5] ، و عمران بن حصين [6] ، بل



[ صفحه 339]



كانوا و هم يتلون الآية ينطقون بتفسيرها فيقرأون: «فما استمعتم به منهن الي أجل مسمي». فالمشروعية ثابتة، و العمل بها ثابت.

و انما يجزم أهل السنة بأنها أبيحت لدواعيها، ثم نسخت بأحاديث جازمة [7] و الشيعة لا يرونها أحاديث ثابتة، و يقولون: ان الحلال القطعي الثبوت لا ينفيه تحريم غير قطعي [8] .

و هم يقولون: ان المتعة سائغة في السفر لطلب العلم و التجارة و الجهاد، فلقد كانت مشروعيتها للسفر و للجهاد، و انها زواج عادي، لولا أنه الي أجل، فالزوجة في زواج المتعة تعتد اذا انتهي الأجل؛ ككل طلاق، و لابد من المهر..، و الابن من الزواج هو ابن عادي، له الميراث والنفقة، أما الزوجة فلا نفقة و لا ميراث لها، الا اذا اشترطت، و ليست النفقة من لوازم الزوجية، فالناشز زوجة و لكنها بلا نفقة، و من النساء من ترث و ليست زوجة، كمن طلقت في مرض الموت، و مات زوجها قبل مضي سنة [9] .

و الثابت أن عمر أعلن تحريم المتعة، اذ خطب الناس فقال: «متعتان كانتا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم، و علي عهد أبي بكر رضي الله عنه، و أنا أنهي عنهما» [10] و أنه حرمها و هو بصدد قضية



[ صفحه 340]



لعمرو بن حريث، ثم أطلق النهي [11] .

و أهل السنة يقررون أن نهي عمر عنها كان اعلانا لتحريم ثابت قبل ذلك، و لم تقبل الشيعة نهي عمر من بادي ء الأمر، بل قال علي: «لولا نهي عمر عن المتعة ما زني الا شفا (قليل أو مشف علي الهلكة) أو شقي» [12] .

و ثبت عن الامام الصادق قوله: «ثلاث لا أتقي فيهن أحدا: متعة الحج، و متعة النساء، و المسح علي الخفين» [13] .

و من نوادر يحيي بن أكثم [14] قاضي المأمون أنه سأل شيخا من أهل البصرة: بمن اقتديت



[ صفحه 341]



في جواز المتعة؟ قال: بعمر! قال: كيف و كان من أشد الناس فيها؟ [15] قال، انه صعد المنبر فقال: أيها الناس، متعتان أحلهما الله و رسوله لكم، و أنا أحرمهما عليكم و أعاقب عليهما! فقبلنا شهادته و لم نقبل تحريمه [16] .


پاورقي

[1] النساء: 24.

[2] عن عبدالله بن مسعود قال: كنا نغزو مع رسول الله - صلي الله عليه و اله و سلم و ليس لنا شي ء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب الي أجل معين...» صحيح البخاري: ج 8 ص 7، صحيح مسلم: ج 1 ص 354، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 184، السنن الكبري للنسائي: ج 6 ص 337، سنن البيهقي: ج 7 ص 200، تفسير القرطبي: ج 5 ص 130، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 87، الدر المنثور: ج 2 ص 307، فتح الباري: ج 9 ص 95.

[3] قرأها هكذا: (فما استمتعتم به منهن الي أجل مسمي فآتوهن أجورهن) ابن مسعود و ابن عباس و أبي بن كعب. راجع المسائل الصاغانية: ص 34، نيل الأوطار: ج 6 ص 275، شرح مسلم للنووي: ج 6 ص 118، مجمع البيان: ج 3 ص 32، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 147، السنن الكبري للبيهقي: ج 7 ص 205، المغني: ج 7 ص 571.

[4] فقد جاء عن عمارة قال: سألت ابن عباس عن المتعة: أسفاح هي أم نكاح؟ قال: لا سفاح و لا نكاح، قلت: فما هي؟ قال:هي متعة كما يقال. راجع تفسير غرائب القرآن للنيسابوري: ج 5 ص 16 - 17 و قد أقسم ابن عباس أن الآية «فما استمتعتم به منهن الي أجل مسمي» نزلت هكذا، قال: «والله، لأنزلها الله كذلك». راجع: الدر المنثور للسيوطي: ج 2 ص 140، و جامع البيان: ج 5 ص 19، والايضاح: ص 441.

[5] عن أبي نضرة قال: كنت عند جابر بن عبدالله: فأتاه آت فقال: ابن عباس و ابن الزبير أختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، ثم نهانا عمر فلم نعد لهما...». راجع صحيح مسلم: ج 4 ص 59 ح 131، فتح الباري: ج 9 ص 143، نصب الراية: ج 3 ص 338، السنن الكبري للبيهقي: ج 7 ص 206.

و قال أيضا: «استمتعنا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و أبي بكر و عمر...» راجع: صحيح مسلم: ج 4 ص 31، المصنف: ج 7 ص 497، مسند أحمد: ج 3 ص 380، نصب الراية: ج 3 ص 338، فتح الباري: ج 9 ص 141، كنز العمال: ج 16 ص 523.

[6] قال عمران: «تمتعنا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و نزل القرآن، قال رجل برأيه ما شاء» صحيح البخاري: ج 2 ص 153.

و قال: «نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و لم ينزل قرآن يحرمه، و لم ينه عنه حتي مات، قال رجل ما شاء. قال محمد (يعني البخاري) يقال: انه عمر». صحيح البخاري: ج 5 ص 158. و ذكر مثل هذا المعني: التفسير الكبير للرازي: ج 10 ص 53، الارشاد للقسطلاني: ج 4 ص 169، فتح الباري: ج 4 ص 339، صحيح مسلم: ج 1 ص 274، مسند أحمد: ج 4 ص 429.

[7] راجع: التفسير الكبير للرازي: ج 2 ص 167، المنهاج في شرح صحيح مسلم علي هامش القسطلاني: ج 6 ص 128.

[8] و هو ما ذكره - أيضا - الفخر الرازي في مفاتيح الغيب: ج 10 ص 53 - 54 قال: «الحجة الثانية علي جواز نكاح المتعة أن الأمة مجمعة علي أن نكاح المتعة كان جائزا في الاسلام، و لا خلاف بين أحد من الأمة فيه، انما الخلاف في طريان الناسخ فنقول [بتصرف]:

لو كان الناسخ موجودا فهو اما متواتر أو خبر آحاد. فلو كان متواترا فلماذا أنكره علي و عبدالله بن عباس و عمران و جابر و أبي؟! و هذا الانكار منهم للتواتر يستدعي تكفيرهم! أو كان خبر آحاد، و خبر الآحاد ظني، و اباحتها معلومة بالاجماع و هي قطعية في زمن النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و الظني لا يرفع القطعي.

و لو تنزلنا و قبلنا النسخ، فان روايات النسخ كانت يوم خيبر، و في أكثر الروايات أنه أباح المتعة في حجة الوداع و في يوم الفتح، و هذان اليومان متأخران عن خيبر، و هذا يلزم منه تقدم الناسخ علي المنسوخ، و هو باطل».

[9] راجع أحكام المتعة في المقنع للصدوق: ص 337 و ما بعدها، و الهداية للصدوق: ص 264 و ما بعدها، و رسالة المتعة للشيخ المفيد، ضمن المسائل السروية: ص 30 و ما بعدها، و الانتصار: ص 268 و ما بعدها، و رسائل المرتضي: ج 1 ص 237 و ما بعدها، و الكافي في الفقه للحلبي: ص 298 و ما بعدها، و الرسائل التسع: ص 154 و ما بعدها.

[10] سنن البيهقي: ج 7 ص 206، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 152، المغني لابن قدامة: ج 7 ص 571 و 572، الشرح الكبير: ج 7 ص 537، كنز العمال: ج 16 ص 519 و 521، مسند أحمد: ج 1 ص 25، تاريخ المدينة لابن شبة: ج 2 ص 720، المبسوط: ج 4 ص 27، المحلي: ج 7 ص 107، شرح نهج البلاغة: ج 1 ص 182، تفسير القرطبي: ج 2 ص 392، الفصول في الأصول: ج 3 ص 205، علل الدارقطني: ج 7 ص 156.

[11] صحيح مسلم: باب نكاح المتعة: ص 1023 ح 1405، شرح النووي: ج 9 ص 183، المصنف لعبد الرزاق: ج 7 ص 500، سنن البيهقي: ج 7 ص 237، مسند أحمد: ج 3 ص 304، فتح الباري: ج 11 ص 76، زاد المعاد: ج 1 ص 205، كنز العمال: ج 8 ص 293.

[12] ورد الحديث بألفاظ متغايرة: الكافي: ج 5 ص 448، الاستبصار: ج 3 ص 141، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 250، وسائل الشيعة: ج 1 ص 19 و ج 21 ص 5، مستدرك الوسائل: ج 14 ص 447 و 449، الايضاح: ص 519، عوالي اللئالي ء: ج 2 ص 125، بحارالأنوار: ج 30 ص 601 و ج 53 ص 31 و ج 100 ص 305، تفسير الطبري: ج 5 ص 9، كنز العمال: ج 16 ص 523، تفسير الفخر الرازي: ج 10 ص 51.

[13] الثلاثة التي ذكرها الامام الصادق عليه السلام: والتي لا تقية فيها انما هي: متعة الحج، و شرب المسكر، و المسح علي الخفين. راجع: الكافي: ج 6 ص 415، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 317، الخصال: ص 23، الاستبصار: ج 2 ص 151، تهذيب الأحكام: ج 5 ص 26 و ج 9 ص 114.

[14] ولي يحيي القضاء في البصرة و عمره نحو عشرين سنة، فاستصغره أهل البصرة، فقال لهم: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي قاضيا علي مكة يوم الفتح، و أنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي قاضيا علي اليمن، و أنا أكبر من كعب بن أبي الذي وجه به عمر قاضيا علي البصرة.

و كان يحيي حسن التأتي للأمور، و منها سياسة القضاء و الخلفاء: دخل علي المأمون و رجل يشكو وكيلا للمأمون أنه اشتري منه جواهر بثلاثين ألف دينار، فقال المأمون: لعل الوكيل اشتري لنفسه أو سلم الشاكي المال...، قال الشاكي: فاذن أدعوك الي القاضي الذي نصبته لرعيتك، وجي ء بيحيي بن أكثم، فقال للمأمون: انك لم تجعل ذلك مجلس قضاء، قال: قد فعلت، قال: فاني أبدأ بالعامة، أو لا يصلح المجلس للقضاء...، ففتح الباب - و قعد في ناحية من الباب و أذن للعامة، ثم دعا بالرجل، فقال له يحيي: ما تقول؟ قال: أقول أن تدعو بخصمي أميرالمؤمنين، فنادي المنادي، فاذا المأمون قد خرج و معه غلام يحمل مصلي حتي وقف علي يحيي و هو جالس، فطرح المصلي ليقعد عليها، فقال له يحيي: يا أميرالمؤمنين، لا تأخذ علي صاحبك شرف المجلس...، فطرح للرجل مصلي آخر، ثم نظر في دعوي الرجل، و طالب الرجل المأمون باليمين فحلفها المأمون.

و وثب يحيي بعد فراغ المأمون من يمينه فقام علي رجليه، قال المأمون: ما أقامك؟ قال: اني كنت في حق الله جل و عز حتي أخذته منك، و ليس الآن من حقي أن أتصدر عليك. فأمر المأمون أن يحضر ما ادعي الرجل من المال، فقال له: خذه اليك، والله يعلم ما دفعت اليك هذا المال الا خوفا من هذه الرعية، لعلها تري أني تناولتك من وجه القدرة، و انها لتعلم الآن أني ما كنت أسمح لك باليمين و بالمال. (منه).

[15] كان يحيي مع المأمون عندما رأي - و هو علي رأس جيشه لمحاربة الروم - جواز المتعة، فهي أول ما شرعت في الحرب، فأمر فنودي بتحليلها للمحاربين. قال يحيي لصاحبين كانا معه في سفر المأمون: بكرا اليه غدا، فان رأيتما للقول وجها فقولا، والا فأمسكا حتي أدخل، فدخلا عليه فسمعاه مغتاظا يقول: متعتان كانتا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم و علي عهد أبي بكر و أنا أنهي عنهما! و من أنت... حتي تنهي عما فعله رسول الله صلي الله عليه و سلم و أبوبكر رضي الله عنه؟! (يقصد عمر بكلامه) فأومأ أحد الرجلين لصاحبه و قال: رجل يقول في عمر بن الخطاب... نكلمه نحن! و أمسكا حتي جاء يحيي...، فقال المأمون ليحيي: مالي أراك متغيرا؟ قال: هم غم يا أميرالمؤمنين لما حدث في الاسلام، قال المأمون: و ما حدث في الاسلام؟ قال: النداء بتحليل الزنا، قال المأمون: الزنا! قال: نعم، المتعة زنا، قال تعالي: (والذين هم لفروجهم حافظون الا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون) زوجة المتعة ملك يمين؟ قال: لا، قال: فهي الزوجة التي عند الله ترث و تورث... و لها شرائطها؟ قال: لا، قال يحيي: فقد صار متجاوز هذين من العادين. و هذا الزهري روي عن عبدالله و الحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول الله صلي الله عليه و سلم أن أنادي بالنهي عن المتعة و تحريمهما بعد أن كان قد أمر بها. و قال المأمون: محفوظ هذا من حديث الزهري؟ قال يحيي: رواه جماعة منهم مالك. قال: استغفر الله، نادوا بتحريم المتعة. و لا غرابة في أن يعدل المأمون. فلقد طالما جلس هو و أخوه الأمين و أبوهما الرشيد في حلقة مالك. (منه).

[16] محاضرات الراغب: ج 2 ص 94، الصراط المستقيم: ج 3 ص 277، بحارالأنوار: ج 30 ص 600، شجرة طوبي: ج 1 ص 70، الغدير: ج 6 ص 212، زهر الربيع: ص 16.


علم الطب


ليس باستطاعتنا بهذا البحث استعراض فصائل علم الطب بشرائحه كلها، عند الامام الصادق عليه السلام، و لكننا نشير الي بعض الملامح العامة في الكشف و الابتكار التي سبق اليها الامام، متحديا قصور أطباء عصره عن ادراك كثير من الظواهر الطبية المعمقة، فما اكتشفه عصر النهضة و القرن العشرين بأجهزته المتطورة، و مختبراته التحليلية، و كشوفاته الاشعاعية، توصل اليه الامام بذائقته العلمية، و فطرته الخالصة.

و لا غرابة في ذلك، فللامام الصادق «آراء في تكوين الانسان و طب الأجسام، فلم يقتصر - رضي الله عنه - علي طب الأرواح بكلامه الحق، بل تصدي لطب الجسم» [1] .

و كانت مدرسة الامام الصادق عليه السلام في الطب أول مدرسة تؤسس في الاسلام في شبه الجزيرة العربية، و لم يكن للعرب يومذاك عناية بالعلاج و الوقاية، فمن اجتاز أمراض الطفولة قل أن يمرض طول حياته، نظرا لصلابة أجسامهم، و قوة احتمالهم لقساوة البيئة في البادية، فان مرض في كبره، تركوه عند الآلهة حتي يشفي أو يموت.

و القواعد العامة لعلم الطب التي كانت تتداول و تدرس في مختلف المدارس



[ صفحه 395]



هي قواعد متشابهة، غير أننا نري في مدرسة الامام جعفر الصادق عليه السلام ما لا نراه في مدرسة قبلها، مما يدل علي أنه هو المستنبط لهذة القواعد، و الواضع لهذه النظريات [2] .

و هنا ينبغي القاء الضوء علي قبس من تلك النظريات المهمة، باعتبارها نماذج تشير الي السبق الطبي الذي اضطلع به الامام عليه السلام قبل ثلاثة عشر قرنا، و من قبل أن تستحدث دلالتها في الطب الحديث، و هذا ما نحاول ايجازه، و الا فمفردات هذا الموضوع قد أفرده الكثيرون بمؤلفات قائمة في حد ذاتها، بيد أننا علي سبيل الافراز لأبرز مظاهر الموضوع في الفقرات الآتية.


پاورقي

[1] محمد أبو زهرة: الامام الصادق 184.

[2] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 117 بتصرف.


التصدي للمفوضة


و في مقابل المجبرة، ظهرت فرقة تخالف فكرتهم تماما، و هم المفوضة القائلون بالاختيار، أي «أن أفعال الانسان برمتها مسندة اليه و لا ارادة لله فيها»، و الذي يظهر في التاريخ أن القول بالجبر قد سبق القول بالاختيار، و قد حصل ردة فعل عظيمة من العلماء نتيجة هذا القول الباطل، الذي يؤيد أفعال الحكام، بنشر الظلم بلباس الدين، متسترين بذلك تحت عمائم العلماء.

فهذه الفوهة العظيمة التي صدرت من العلماء الذين قالوا بالاختيار آنذاك، لقلع جذور الالحاد الديني في زعمهم، متصدين بكل امكانياتهم لمن يقف عقبة في وجوههم، عكست فكرة خاطئة، اذ لم يعطوا برهانا يتقبله العقل و العقلاء و الشرع، فأحرقت الفوهة الفرقتان معا (المجبرة و المفوضة)، و لم يصل كلاهما الي نتيجة مرضية.



[ صفحه 181]



و قد ذكر المؤلفون في الفرق و الاعتقادات أن أول من تكلم في القدر، بمعني الاختيار رجل من أهل العراق كان نصرانيا دخل في الاسلام ثم رجع عنه، و منه أخذ معبد الجهني و غيلان الدمشقي، فتولي معبد نشر الفكرة في العراق، و تولي نشرها غيلان في دمشق [1] .

و قد تبني هذا القول كثير من العلماء أمثال عطاء بن يسار، و واصل بن عطاء، و حمدان بن الهذيل العلاف و غيرهم [2] و كثير من المعتزلة.

و قد أيدوا نظريتهم هذه ببعض الآيات المتشابهة كقوله تعالي: (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) [3] ، (اليوم تجزي كل نفس بما كسبت) [4] ، (هل تجزون الا بما كنتم تكسبون) [5] و غيرها...

و هذه الآيات لا تدل علي أكثر من أن الانسان مخير في أفعاله غير مكره عليها، ولكنها لا تسلب قدرة الله عزوجل في أفعال العباد، و الا لأخرج الله تعالي عن سلطانه، تعالي عن ذلك علوا كبيرا.

موقف الامام الصادق عليه السلام

و في خضم المنازعات التي كانت تحصل بين الأشاعرة و بعض المعتزلة، أطلق الامام الصادق عليه السلام كلماته الرنانة التي قرعت آذان الصم المنحرفين عن الصراط الي سبل متفرقة.

فقال عليه السلام كلمته المشهورة «لا جبر و لا تفويض بل أمر بين أمرين» [6] .



[ صفحه 182]



و معني ذلك أن الله تعالي لم يجبر عباده علي أفعالهم، ثم يثيبهم أو يعاقبهم، علي فعل نفسه، لا علي أفعالهم، و هذا ظلم منه تعالي عن ذلك علوا كبيرا، فلم حينئذ أدخل المطيع الجنة و العاصي جهنم؟، و كذا لم يفوض اليهم أفعالهم علي نحو الاستقلال التام، بحيث لا يقدر عزوجل عن صرفهم عنه، فهو بذلك خارج عن سلطته و ملكوته!!.

و عنه عليه السلام: «لا جبر و لا تفويض ولكن أمر بين أمرين: قيل له و ما أمر بين أمرين؟ قال: مثل ذلك، مثل رجل رأيته علي معصية فنهيته فلم ينته، فتركته ففعل تلك المعصية؛ فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية [7] .

و كذا في الصحيح عنه عليه السلام قال: «ان الناس في القدر علي ثلاثة أوجه، رجل يزعم أن الله تعالي أجبر الناس علي المعاصي، فهذا قد ظلم الله في حكمه فهو كافر، و رجل يزعم أن الأمر مفوض اليهم فهذا قد وهن الله في سلطانه فهو كافر، و رجل يقول: ان الله كلف العباد ما يطيقون و لم يكلفهم ما لا يطيقون، و اذا أحسن حمد الله و اذا أساء استغفر الله فهو مسلم بالغ» [8] .


پاورقي

[1] الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة ص 174 (لهاشم معروف الحسني).

[2] كتاب الملل و النحل ج 1 / 50 - 52... دراسات في العقيدة الاسلامية 36.

[3] الكهف / 29.

[4] غافر / 17.

[5] يونس / 52.

[6] أوائل المقالات للشيخ المفيد ص 188 - حق اليقين ج 1 / 149 - الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة 183.

[7] حق اليقين. الكافي ج 1 / 156.

[8] نفس المصدر.


حكم الصلاة عن الميت


اختلف الفقهاء في هذه المسألة:

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن الصلاة عن الميت تصح.

نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [1] .

و روي ذلك عن: بعض فقهاء المالكية و الشافعية كابن عبدالحكم و السبكي و غيرهما [2] .

و الحجة لهم:

هي القياس علي الصوم.

فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه و سلم قال «من مات و عليه صيام صام عنه وليه» [3] .

و قال أبوحنيفة: تفدي عنه اذا أوصي بها و لا تقضي عنه.

و قال المالكية و الشافعية و الحنابلة: لا تجوز النيابة عن الميت في الصلاة [4] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 3 / 257.

[2] اعانة الطالبين: 2 / 244 - 1 / 24، الحطاب: 2 / 543، 544، الفروق: 3 / 188 - 2 / 205، كشف الأسرار: 1 / 150.

[3] البخاري هامش الفتح: 4 / 327 - مسلم بهامش النووي: 8 / 23.

[4] ينظر البدائع: 2 / 212، ابن عابدين: 2 / 121 - 1 / 514، الحطاب: 2 / 544، 543، الفروق: 3 / 188 - 2 / 205، كشف الأسرار: 1 / 150، نهاية المحتاج: 3 / 187، 184، اعانة الطالبين: 1 / 24، شرح منتهي الارادات: 1 / 458، 418، 457، 417، 121، المغني: 9 / 31.


التوبة


ان مسلك التوحيد يتطلب من المريدين التزاما شموليا دقيقا لكل نواحي الحياة، سواء اكان ذلك في حسن المعاملة و صدق اللسان و العفة. و الابتعاد عن الشهوات، و تجنب فحش القول، و الابتعاد عن العقائد الفاسدة التي تناقض جوهر الاسلام.

و اهم شرط لقبول المريد هي التوبة عما كان يقوم به من مخالفات آثمة، و يبتعد عن عبادة العدم و البهتان، و ان يتخلص من وساوس الابالسة، و يتوجه الي طاعة الرحمن بقلب نادم مخلص في توجهه الي مذهبه الاسلامي، و يكون امله كبير في قبول توبته من قبل رب العالمين عملا بقوله تعالي: (و هو الذي يقبل التوبة عن عباده و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون (25)) [الشوري - 25].



[ صفحه 262]



و توبة المريد تستنزل الرحمة عليه، و لا شفيع انجح من التوبة، و قال الرسول عليه السلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. و قال الامام علي عليه السلام: حسن التوبة يمحو الحوبة (الاثم).

و التوبة لا تلزم المريد فقط فهي لازمة لكل فرد مسلم مؤمن موحد لان الجميع معرضون للاخطاء، و ارتكاب الذنوب، و بالتالي لا تستقيم الديانة الا بالتوبة عن الذنب و قد حث الله سبحانه الجميع علي التوبة بقوله جل و علا: (و توبوا الي الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور: 31)، و جاء في ارشاد الموحد عن لسان الامام الصادق عليه السلام قوله: «التوبة حبل الله و مدد عنايته، و لا بد للعبد من مداومة التوبة علي كل حال، و كل فرقة من العباد لهم توبة، فتوبة الانبياء من اضطراب السر، و توبة الاصفياء من التنفس. و توبة الاولياء من تلوين الخطرات، و توبة الخاص من الاشتغال بغير الله و توبة العام من الذنوب».

و قال الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: ليس شي ء احب الي الله من مؤمن تائب و مؤمنة تائبة، و قيل: ان الله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته و زاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله اشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها. و جاء قوله تعالي: (ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين (222)) [البقرة: 222].

و جاء عن لسان الامام علي عليه السلام في وصف التائبين: غرسوا اشجار ذنوبهم نصب عيونهم و قلوبهم، و سقوها بمياه الندم، فاثمرت لهم السلامة و اعقبتهم الرضا و الكرامة.

و قال تعالي في قبول التوبة: (ألم يعلموا أن الله هو يقبل



[ صفحه 263]



التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات و أن الله هو التواب الرحيم (104)) (التوبة: 104) و قوله: (و هو الذي يقبل التوبة عن عباده و يعفوا عن السيئات) (الشوري: 25).

و جاء عن الصادق عليه السلام في قوله تعالي: ان الله لا يغفر ان يشرك به، و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء: الكبائر فما سواها.

وورد في ارشاد الموحدين قوله تعالي: (و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي اذا حضر أحدهم الموت قال اني تبت الان و لا الذين يموتون و هم كفار) [النساء: 18]. و قوله ايضا: (ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم) [آل عمران: 90].

و عن الامام الصادق عليه السلام: اذا بلغت النفس ها هنا - و اشار بيده الي حلقه - لم يكن للعالم توبة. ثم قرأ (انما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة) - و عنه عليه السلام: كل ذنب عمله العبد و ان كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه.

و علي الموحد ان يسترجع سالف الذنوب بشدة الندم و كثرة الاستغفار لان الندم احد التوبتين، و الندم علي الذنب يمنع من معاودته. لان من ندم فقد تاب و من تاب فقد اناب. و قال احدهم، و الله ما ينجو من الذنب الا من أقر به، و ان حسن الاعتراف يزيل الاقتراف كما ورد في ارشاد الموحدين لجهة دعائم التوبة قوله تعالي: (فمن تاب من بعد ظلمه و أصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم (39)) [المائدة: 39]. و قوله عزوجل: (أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فأنه



[ صفحه 264]



غفور رحيم) [الانعام: 54]. و قد ورد عن لسان الامام علي عليه السلام: ان الاستغفار درجة العليين، و هو اسم واقع علي ستة معان: اولها الندم علي ما مضي، و الثاني العزم علي ترك العودة اليه ابدا، و الثالث ان تؤدي الي المخلوقين حقوقهم... و الرابع ان تعمد الي كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها، و الخامس ان تعمد الي اللحم الذي نبت عل السحت فتذيبه بالاحزان حتي تلصق الجلد بالعظم و ينشأ بينهما لحم جديد، و السادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله.


علي القاري


40. قال علي القاري (م 1014): «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب، الهاشمي، المدني، المعروف بالصادق، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر... متفق علي امامته و جلالته». [1] .


پاورقي

[1] شرح الشفاء 35:2؛ علي ما في الامام الصادق عليه السلام و المذاهب الأربعة 57:1؛ موسوعة الامام الصادق عليه السلام 54:2.


لا تدركه الأبصار


ذهب بعض أبناء الفرق الاسلامية الي أنه جل شأنه يري بالبصر في الآخرة فقط، أو في الدنيا و الآخرة معا و ما زال أهل البيت - لا سيما الصادق عليه السلام - يبطلون هذه النسبة و يمنعون عليه تعالي الرؤية، و سوف نورد عليك بعض الحجج من كلامه.

قال هشام: كنت عند الصادق عليه السلام اذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبدالملك بن أعين [1] فقال له معاوية بن وهب:يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله صلي لله عليه و آله رأي ربه، علي أي صورة رآه؟ و عن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة علي أي صورة يرونه؟ فتبسم عليه السلام ثم قال: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله و يأكل من نعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته، ثم قال عليه السلام: يا معاوية ان محمدا صلي الله عليه و آله لم ير الرب تبارك و تعالي بمشاهدة العيان و أن الرؤية علي وجهين: رؤية



[ صفحه 177]



القلب، و رؤية البصر، فمن عني برؤية القلب فهو مصيب و من عني برؤية البصر فقد كفر بالله و بآياته لقول رسول الله صلي الله عليه و آله: من شبه الله بخلقه فقد كفر، و لقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: سئل اميرالمؤمنين عليه السلام فقيل: يا أخا رسول الله صلي الله عليه و آله هل رأيت ربك؟ فقال: و كيف أعبد من لم أره، لم تره العيون بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، فاذا كان المؤمن يري ربه بمشاهدة البصر فان كل من جاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق، و لا بد للمخلوق من الخالق، فقد جعلته اذن محدثا مخلوقا، و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا، ويلهم أو لم يسمعوا بقول الله تعالي «لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير» [2] و قوله «لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا» [3] و انما طلع من نوره علي الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الأرض و صعقت الجبال فخر موسي صعقا - أي ميتا - فلما أفاق و رد عليه روحه قال: سبحانك تبت اليك من قول من زعم أنك تري و رجعت الي معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك، و أنا أول المؤمنين و أول المقرين بأنك تري و لا تري و أنت بالمنظر الأعلي.

ثم قال عليه السلام: ان أفضل الفرائض و أوجبها علي الانسان معرفة الرب، و الاقرار له بالعبودية، و حد المعرفة أن يعرف أنه لا اله غيره، و لا شبيه له و لا نظير، و أن يعرف أنه قديم مثبت موجود غير فقيد، موصوف من غير شبيه و لا مبطل، ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير، و بعده معرفة الرسول و الشهادة



[ صفحه 178]



بالنبوة، و أدني معرفة الرسول الاقرار بنبوته و أن ما أتي به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من الله عزوجل، و بعده معرفة الامام الذي تأتم به بنعمته و صفته و اسمه، في حال العسر و اليسر، و أدني معرفة الامام أنه عدل النبي الا درجة النبوة و وارثه و أن طاعته طاعة الله و طاعة رسول الله و التسليم له في كل أمر، والرد اليه و الأخذ بقوله.

ثم أنه أورد علي معاوية ذكر الائمة و أسمائهم، ثم قال: يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه، فلو كنت تموت علي ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال، فلا يغرنك قول من زعم أن الله تعالي يري بالبصر.

ثم ذكر لمعاوية أعاجيب ما نسبوه من المكروه و الباطل للأنبياء و لأبويه النبي و علي عليهم السلام جميعا.

و هذا بعض ما جاء عن الصادق في استحالة الرؤية البصرية عليه تعالي و بما سبق غني: كما و أن للصادق عليه السلام كلاما في كل باب من أبواب التوحيد، و في كل آية من الآيات المتشابهة و ما كان القصد أن نأتي بكل ماله من بيان في ذلك لأن بسط البحث و الاتيان بكل شاردة و واردة له يبعدنا عن الغاية، و بما وافيناك به كفاية.


پاورقي

[1] هما من أصحاب الصادق عليه السلام و أعلامهم المشهورين.

[2] الأنعام: 103.

[3] الأعراف: 143.


كناه و ألقابه


كان يكني بأبي عبدالله، و أبي اسماعيل، و أبي موسي، و أولها أشهرها، و يلقب بالصادق، و الفاضل، و القائم، و الكافل، والمنجي، و غيرها و أولها أيضا أشهرها.

لقبه بالصادق أبوه رسول الله صلي الله عليه و آله، كما في الخرائج و الجرائح، و كما في البحار ج 11 في أحواله عليه السلام عن علل الشرائع، و كما في كفاية الأثر لعلي بن محمد بن علي الخزاز عنه ترجمة الصادق عليه السلام مسندا عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله في حديث طويل، و منه أنه قال صلي الله عليه و آله وسلم : و يخرج الله من صلبه - أي صلب محمد الباقر - كلمة الحق، و لسان الصدق، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ قال يقال له جعفر، صادق في قوله و فعله، الطاعن عليه كالطاعن علي، والراد عليه كالراد علي، الحديث.

و بلغ من شهرته بهذا اللقب أنه صار كالاسم له، حتي أنه ليستغني به عن ذكر اسمه، و يعرف به اذا اطلق، و من ثم جعلناه عنوان كتابنا.

و كذلك كنيته بأبي عبدالله صارت كالاسم له يستغني بها عن اسمه و لقبه لا سيما في الأحاديث.


حلمه و سماحته


و لقد كان رضي الله عنه سمحا كريما لا يقابل الاساءة بمثلها ، بل يقابلها بالتي هي أحسن ، عملا بقوله تعالي:( ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ) .

و كان يقول:اذا بلغك عن أخيك شي ء يسوؤك فلا تغتم، فان كنت كما يقول القائل كانت عقوبة قد عجلت ، و ان كنت علي غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها .



[ صفحه 130]



و كان رقيقا مع كل من يعامله ، من عشراء و خدم ، و يروي في ذلك أنه بعث غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج يبحث عنه ، فوجده نائما فجلس عند رأسه ، و أخذ يروح له حتي انتبه ، فقال:ما ذلك لك تنام الليل و النهار ، لك الليل و لنا النهار .

علي أن التسامح و الرفق ليبلغ به أن يدعو الله بأن يغفر الاساءة لمن يسي ء اليه ، و يروي في ذلك أنه كان اذا بلغه شتم له في غيبة يقوم و يتهيأ للصلاة ، و يصلي طويلا ، ثم يدعو ربه ألا يؤاخذ الجاني ، لأن الحق حقه و قد وهبه للجاني ، غافرا له ظلمه ، و كان يعتبر من ينتقم من عدوه و هو قادر علي الانتقام ذليلا ، و اذا كان في العفو ذل فهو الذل في المظهر لا في الحقيقة ، بل انه لا ذل فيه ، و الانتقام اذا صدر عن القوي اذ أهانه الضعيف هو الذل الكبير ، فلا ذل في عفو ، و لا عظمة في انتقام .

و لقد قال صلي الله عليه و آله و سلم:ما نقص مال من صدقة ، و ما زاد عبد بالعفو الا عزا ، و من تواضع لله رفعه .

و ان الحلم و التسامح خلق قادة الفكر و الدعاة الي الحق كما قال تعالي:( ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ) و كما قال آمرا نبيه ، و كل هاد ، بل كل مؤمن:( خذ العفو وأمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين ) .


موقف الامام من الحكم الجائر


لقد حدد الامام الصادق عليه السلام موقفه من الحكمين الأموي و العباسي، فاعتبر أن الحكام الامويين و العباسيين ظلمة لا يجوز التعامل معهم، و لذلك ابتعد عن كل عمل يتصل بشؤون الدولة، و أمر أصحابه بتجنب هؤلاء الحكام و عدم الاتصال بهم. يقول: «ما احب أني عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء... ان أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار، حتي يحكم الله بين العباد». [1] قد كان نهيه ذلك لأصحابه لكي لا يتأثروا و ينحرفوا عن جادة الحق فيمقتهم الله و ينزع البركة منهم. قال: «اتقوا الله و صونوا دينكم بالورع، و قووه بالتقية و الاستغناء بالله عزوجل. انه من خضع لصاحب سلطان و لم يخالفه علي دينه طلبا لما في يده من دنياه أخمله الله عزوجل و مقته و وكله اليه، فان هو غلب علي شي ء من دنياه فصار اليه منه شي ء نزع الله عزوجل البركة منه و لم يأجره علي شي ء ينفقه في حج و لا عتق و لا بر». [2] فالرعية التي تتولي الامام الجائر تخرج بولايتها من نور الاسلام.

و كان الامام الصادق عليه السلام يري أن من سلامة الدين عدم التقرب الي الحكام الظلمة و الابتعاد عنهم. و لكنه رغم مواقفه هذه من السلطان، كان يشترط في بعض الحالات الاستثنائية علي من يريد العمل مع السلطان أن لا يدع للسلطان مجالا للتأثير عليه في حكمه أو قضائه أو عمله، لأن الغاية من العمل هي رضا الله



[ صفحه 193]



سبحانه، و العدل في الرعية، و الرفق بهم و قضاء حوائجهم [3] .

و قد ورد عنه عليه السلام في تفسير الآية (و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار)، قال: «هو الرجل الذي يأتي السلطان فيحب بقاءه الي أن يدخل يده الي كيسه فيعطيه. و من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصي الله، و قد حمد الله نفسه علي هلاك الظالمين فقال: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين) [4] .

كما حذر أصحابه من الترافع الي حكام الجور، و لو فعلوا ذلك لكانوا ممن تحاكموا الي الطاغوت (يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت و قد امروا أن يكفروا به). و ذلك لأنهم يحكمون بخلاف الحق، و اذا قدم مؤمن مؤمنا في خصومة الي قاض أو سلطان جائر فقضي عليه بغير حكم الله عزوجل فقد شركه في الاثم [5] .

و لكي لا يرجع أصحابه في خصوماتهم الي الطواغيت، نصب لهم قضاة من بينهم، و أمرهم بالرجوع اليهم، و تقبل ما يأمرون و يقضون به. قال: «انظروا الي رجل منك يعمل شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم قاضيا، فاني قد جعلته قاضيا فتحاكموا اليه». [6] و كان يؤكد لهم علي حقه في الحكم بقوله: «اتقوا الحكومة، فان الحكومة



[ صفحه 194]



انما هي للامام العالم بالقضاء، العادل في المسلمين كنبي أو وصي نبي» [7] .

ان الخط السياسي للامام الصادق عليه السلام كان يقوم علي أساس مقاطعة الحكم الجائر، المقاطعة الهادفة الي التغيير الجذري للحكومة القائمة. الا أنه لم يكن يري أن الظهور بالسيف، و الانتصار المسلح الآني يكفي لاقامة حكم الاسلام. لأن ذلك يتوقف علي اعداد جيش عقائدي يؤمن بالامام و عصمته ايمانا قاطعا، و يعي أهدافه، و يدعم نهجه في هذا المجال، و يحرس ما يحققه للامة من مكاسب. و لهذا عندما دخل سدير الصير في علي الامام الصادق عليه السلام و قال له: و الله ما يسعك القعود. قال الامام: «و لما يا سدير؟»، فقال: لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك. فسكت الامام عنه، و ذهب سدير معه الي ينبع، فقال له الامام و هو ينظر الي قطيع من الجداء: «و الله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني العقود» [8] .

ان منهج الامام الصادق عليه السلام في التغيير لم يكن منهجا تحكمه المغامرات العفوية و الارتجال، بل كان منهجا تحكمه خطط محكمة قائمة علي اسس فكرية و عقائدية موضوعية و واضحة [9] .

و من خلال الاستقصاء العام لحياة الامام الصادق عليه السلام السياسية، يستخلص: أنه مارس ضد الحكم الجائر أنماطا فريدة في المجالات السياسية



[ صفحه 195]



و الاجتماعية و الفكرية و السلوكية و التربوية. فهو ثورة صامتة في سياسته و مركزه الاجتماعي، و دوره الواسع الخطير في ترسيخ الفكر الرسالي، و الاسلوب التربوي. و في فرضه المقارنة علي المجتمع الاسلامي بين عطاء الرسالة و عطاء الحاكمين، و بين سلوكه الرسالي و سلوك الحكام.

و ان امتناعه عن القيام المسلح ضد الحكم انما كان بسبب نفاذ بصيرته و معرفته الدقيقة بالامور و نتائجها. و لو كان يعلم أن الاقدام هو المجدي لأقدم لا يهمه ما يعتوره من السيوف، و ما يحيط به من أسباب الموت.


پاورقي

[1] الكليني؛ الفروغ من الكافي5 : 107.

[2] الكليني؛ الفروع من الكافي5 : 105 و 106.

[3] الكليني؛ الفروع من الكافي 5 : 109.

[4] الكليني؛ الفروع من الكافي: 108.

[5] المصدر 7 : 411. و الصدوق؛ من لا يحضره الفقيه 3 : 3. و الطوسي؛ التهذيب6 : 219.

[6] الكليني؛ الفروع من الكافي 7 : 413. و الصدوق؛ من لا يحضره الفقيه3 : 2. و الطوسي: التهذيب6 : 219.

[7] الكليني؛ الفروع من الكافي 7 : 46. و الصدوق؛ من لا يحضره الفقيه 3 : 4. و الطوسي؛ التهذيب6 : 217.

[8] الكليني؛ اصول الكافي2 : 242. و المجلسي؛ بحارالأنوار11 : 372.

[9] عادل الأديب؛ الأئمة الاثناعشر: 181.


دعاء آخر في الليلة الاولي


ومن الادعية الجليلة، التي كان يدعو بها الامام الصادق عليه السلام، في أول ليلة من شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء العظيم:

«اللهم، رب شهر رمضان منزل القرآن.. هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وجعلت فيه بينات من الهدي والفرقان، اللهم، ارزقنا صيامه، وأعنا علي قيامه، اللهم سلمه لنا، وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية، واجعل فيما تقضي، وتقدر من الامر الحكيم، في ليلة القدر من القضاء المبرم، الذي لا يرد، ولا يبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، والمبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفورة ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقضي، وتقدر أن تطيل



[ صفحه 123]



عمري، وتوسع علي من الرزق الحلال.» [1] .

طلب الامام عليه السلام، في هذا الدعاء من الله تعالي أن يعينه في هذا الشهر المبارك، علي ما يقربه إليه زلفي، من التمكن من صيامه، والقدرة علي القيام بطاعته، وأن يكتبه من حجاج بيته الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفورة ذنوبهم، وهذه الامور من أهم متطلبات العارفين والمتقين.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 62).


اصول الفقه الجعفري


تضمنت اصلاح الناس و تهذيبهم و تنظيم الآداب العامة و رعاية الحقوق الواجبات، ليحصل المجتمع علي السعادة. من هذه الأصول.


ابراهيم بن سعيد المدني


أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد المدني، وقيل المديني.

محدث إمامي حسن الحال، ومن شيوخ أهل المدينة المنورة، يقول عنه بعض العامة بأنه كان ضعيفا منكر الحديث غير معروف. روي عنه زكريا بن يحيي، وقتيبة بن سعيد.

المراجع:

رجال الطوسي 144 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 1: 17. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 226. جامع الرواة 1: 21. نقد الرجال 8. مجمع الرجال 1: 44. أعيان الشيعة 2: 140. منتهي المقال 21. منهج المقال 21. إتقان المقال 156. الوجيزة للمجلسي 25. لسان الميزان 7: 169. ميزان الاعتدال 1: 35. تهذيب التهذيب 1: 125. تقريب التهذيب 1: 35. خلاصة تذهيب الكمال 15. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1: 34. المغني في الضعفاء 1: 15. الثقات 6: 7.


سعدان المزني


سعدان المزني، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 206. تنقيح المقال 2: 23. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 103. جامع الرواة 1: 357. مجمع الرجال 3: 110. أعيان الشيعة 7: 232. منهج المقال 160 وفيه سعدان بن المزني.


محمد بن إبراهيم بن محمد (العباسي)


محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، العباسي، المدني، الملقب بالامام، وقيل ابن الإمام. من أمراء بني العباس، وكان محدثا حسن الحال، وله نسخة عن الإمام الصادق عليه السلام. كان يقيم ببغداد، وتولي عدة مناصب، ففي سنة 149 ولاه المنصور العباسي الدوانيقي إمارة الحج والمسير بالناس إلي مكة المكرمة وبقي عليها عدة سنين، ولما تولي المهدي العباسي الخلافة عزله من إمارة الحج، ولما حكم هارون العباسي ولاه إمارة دمشق. روي عنه عبد الصمد بن موسي. توفي ببغداد في شهر شوال سنة 185، وكانت ولادته سنة 122.

المراجع:

رجال الطوسي 280 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 55. معجم رجال الحديث 14: 218. خاتمة المستدرك 9 83 وفيه: أصيب سنة 140. نقد الرجال



[ صفحه 24]



281. جامع الرواة 2: 43. هداية المحدثين 224. مجمع الرجال 5: 97 و 99. تاريخ اليعقوبي 2: 390 و 431 وغيرها. رجال النجاشي 252. منتهي المقال 252. منهج المقال 273. إتقان المقال 220. الأعلام 5: 293. الجرح والتعديل 3: 2: 185. تاريخ بغداد 1: 384. الكامل في التاريخ 5: 249 و 604 و 610 و 6: 35 و 171. البداية والنهاية 10: 186. العبر 1: 292. شذرات الذهب 1: 309 وفيه اسمه: محمد بن إبراهيم الامام بن علي بن علي ابن عباس العباسي. النجوم الزاهرة 2: 118. معجم زامباور (الترجمة الفارسية) 28 و 29 و 69.


بخش هايي از توحيد مفضل


روزي مفضل در مسجد رسول خدا صلي الله عليه و آله از ابن ابي العوجاي ملحد و شخص ديگري كه در كنار او بود شنيد كه آنان درباره ي رسول خدا صلي الله عليه و آله با يكديگر صحبت دارند و از سخنان حكمت آميز او تعجب مي كنند. تا اين كه سخنان آنان به وجود ذات مقدس الهي كشيده شد و ابن ابي العوجاء وجود خدا را انكار نمود و با خيال بافي گفت: موجودات عالم خود به خود به وجود آمده اند. مفضل [كه مردي مؤمن و موحد بود] سخت برآشفت و نتوانست خود را كنترل نمايد و از خشمي كه پيدا كرده بود شروع به سب و دشنام به ابن ابي العوجاء نمود. مفضل پس از مناظره اي كه بين او و ابن ابي العوجاء رخ داد برخاست و نزد امام صادق عليه السلام رفت، در حالي كه آثار حزن و اندوه از او ظاهر گرديده بود و از كفر و بي ديني امثال ابن ابي العوجا بين مسلمانان تعجب نموده بود. امام صادق عليه السلام چون اين



[ صفحه 171]



حالت را از مفضل ديد و سخنان او را شنيد، فرمود:

«من اسرار آفرينش را در خلقت عالم و درندگان و چهارپايان و پرندگان و حيوانات كوچك و هر صاحب روحي از حيوانات و گياهان و درختان ميوه دار و غير آن و سبزيجات مأكول و غير مأكول براي تو بيان خواهم نمود؛ به گونه اي كه هر صاحب عقلي از آن عبرت پيدا كند و دل هاي مؤمنين آرامش يابد و افراد ملحد و كافر در آن متحير بمانند. بدين منظور تو بايد فردا اول صبح نزد من بيايي.»

امام صادق عليه السلام در سخنان خود براي مفضل با بياني روشن حجت را تمام نمود و هر شبهه اي را برطرف كرد و راهي براي شك و ترديد باقي نگذارد و چنان عجايب خلقت خدا را آشكار ساخت كه هر صاحب دانشي به حيرت افتاد و عقل ها مدهوش گرديد و چنان اسرار و حكمت هاي الهي را در خلقت عالم روشن ساخت كه جز او كه داراي علوم الهيه بود كسي قدرت بيان آن را نداشت، و ما هر چه خواستيم از بين اين سخنان فصول و بخش هايي را انتخاب و برخي از اين عبارات زيبا را جدا نماييم نتوانستيم؛ چرا كه همه ي آنها در نهايت زيبايي بود و اگر مي خواستيم از هر باغستان و گلستاني گلي بچينيم امكان پذير نبود؛ زيرا همه ي آنها در زيبايي يكسان بود. پس چاره اي جز اين نديديم كه هر فصل را شروع كنيم و به برخي از اسرار آن اشاره نماييم و آن چهار فصل است:


شهادت و رحلت امام صادق


هنگامي كه امام صادق عليه السلام در مدينه از دنيا رفت، امام كاظم عليه السلام [پس از غسل] بدن مبارك پدرشان را در دو جامه ي شطويه مصري - كه لباس احرام آن حضرت بود - و يكي از پيراهن هاي آن حضرت و عمامه اي كه از حضرت زين العابدين عليه السلام به يادگار مانده بود و بردي كه آن حضرت به چهل دينار خريداري نموده بود، كفن كرد و دستور داد در اتاقي كه امام صادق عليه السلام در آن زندگي مي نمود، همواره چراغ روشن كنند تا اين كه امام كاظم عليه السلام را به عراق بردند.

امام صادق عليه السلام نيز پس از شهادت پدر خود امام باقر عليه السلام، دستور داد در اتاق آن حضرت چراغي روشن نمايند. [1] .



[ صفحه 416]



هنگامي كه بدن مبارك امام صادق عليه السلام را بر سريري گذاردند و به طرف بقيع بردند ابوهريره [2] چنين سرود:



أقول و قد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه و عاتق



أتدرون ماذا تحملون الي الثري

ثبير ثوي من رأس علياء شاهق



غداة حثا الحاثون فوق ضريحه

ترابا و أولي كان فوق المفارق



أيا صادق بن الصادقين اليه

بآبائك الأطهار حلفة صادق



لحقا بكم ذو العرش أقسم في الوري

فقال تعالي الله رب المشارق



نجوم هي اثني عشرة كن سبقا

الي الله في علم من الله سابق



امام صادق عليه السلام را در بقيع پشت سر جد مادري خود، امام حسن، و جد پدري خود، حضرت زين العابدين، و پدر خود، امام باقر عليه السلام، دفن نمودند. ايشان آخرين امام از ائمه اهل بيت عليهم السلام بود كه در بقيع دفن گرديد و بقيه ي امامان از فرزندان آن حضرت در عراق دفن شدند جز امام رضا عليه السلام كه در خراسان دفن گرديده است.


پاورقي

[1] كافي ج 1 / 475.

[2] ظاهر اين است كه او ابوهريره عجلي باشد و ابن شهر آشوب او را از شعراي مجاهد اهل بيت عليهم السلام دانسته است و روايت شده كه امام صادق عليه السلام بر او ترحم نموده و اگر چنين باشد يا او قبل از امام صادق عليه السلام از دنيا رفته و يا در حال حيات او امام عليه السلام به او ترحم نموده و يا ترحم كننده امام كاظم عليه السلام بوده است.