جابر بن حيان
پدرش حيان خراساني بود. وي در شهر توس، داروخانه يي داشت و به كار داروگري سرگرم بود؛ اما در عين حال مرد سياست هم بود؛ چون با ابومسلم خراساني همكاري محرمانه يي داشت.
كارگزاران بني اميه، حيان را مي شناختند و مي دانستند كه وي
[ صفحه 58]
عقيده ي شيعي دارد و از پيروان خاندان نبوت عليه السلام است، ولي به خاطر تخصصي كه داشت، كم تر مزاحمش مي شدند. البته زماني كه روابط محرمانه ي او را با ابومسلم خراساني دريافتند، وي را كشتند. حيان در خراسان به شهادت رسيد و پسرش «جابر» از خراسان به عربستان آمد و در مدينه به خدمت امام باقر عليه السلام شرفياب شد. اما اين شرفيابي چندان طول نكشيد كه حضرت باقر عليه السلام از اين جهان به ملكوت اعلي رحلت فرمود و مسند امامت را به پسر بزرگوارش حضرت جعفر بن محمد امام صادق عليه السلام سپرد. جابر بن حيان در رديف شاگردان امام صادق عليه السلام قرار گرفت و چون هويت اين جوان براي حضرت صادق عليه السلام به خاطر رفت و آمدش در خانه ي امام باقر عليه السلام به خوبي روشن بود، لطف و مرحمت آن حضرت عليه السلام را بيش از ديگران به خود معطوف ساخت، تا آن جا كه مانند يك خانه زاد در سراي حضرتش به سر مي برد.
دايرة المعارف بريتانيا درباره ي جابر بن حيان چنين مي نويسد: مشهورترين دانشمندان طبيعي در قرن دوم هجرت، جابر بن حيان است. وي علوم خفيه را از جعفر بن محمد عليه السلام فرا گرفت، ولي بعيد نيست كه علوم شيمي را از آن محضر نياموخته باشد. اما خود جابر بن حيان اعتراف مي كند كه هر چه ياد دارد از امام صادق عليه السلام آموخته و استادي جز ابوعبدالله جعفر بن محمد عليه السلام نداشته است. جابر بن حيان در سال نود و دو هجري به دنيا آمد و به سال صد و نود و هفت هجري زندگي را ترك گفت و با اين حساب، علامه ي شيمي در قرن دوم هجري بيش از صد سال زندگي كرده بود. [1] .
پروفسور «هولميادر» نويسنده ي انگليسي درباره ي جابر بن حيان
[ صفحه 59]
مي نويسد:
«وي شاگرد و يار (امام) جعفر صادق عليه السلام بود. جابر در شخصيت پيشواي ارجمندش تكيه گاه، ياور، رهبر، امين و فرد موجهي را مي ديد كه هيچ گاه نمي توانست از او بي نياز شود. جابر بن حيان با راهنمايي استادش (امام صادق عليه السلام) كوشيد تا علم شيمي را از خرافاتي كه از (فرهنگ شهر) اسكندريه گريبان گير آن شده بود، پيراسته و رها سازد و البته در اين راه نيز تا حد فراواني كامياب شد. بدين سبب بايد نام جابر بن حيان را در كنار نام آوران ديگر اين دانش از قبيل «بويله» و «لاوازيه» و... قرار داد.» [2] .
پاورقي
[1] برگرفته از: معصوم هفتم و ششم، به قلم استاد جواد فاضل.
[2] به نقل از: الامام الصادق، نوشته ي استاد الدخيل.
مع المنصور العباسي
عاصر الامام الصادق عليه السلام الدولتين: الأموية و العباسية، و تحمل منهما ما تحمل، و لكن أشد دور مر عليه هو حكم المنصور العباسي، فقد حبس بعض أصحابه [1] ، و قتل آخرين منهم [2] ، مضافا لفتكه بالطالبيين [3] ، و أشخص الامام عليه السلام الي الربذة، و العراق في نوب مختلفة.
و علي أي حال، فالسنوات العشر التي مرت علي الامام الصادق عليه السلام من حكم المنصور كانت أشد سنين مرت عليه، و قد قصده فيها بالقتل مرارا و يصرفه الله عنه.
قال المفضل بن عمر: ان المنصور قد كان هم بقتل أبي عبدالله غير مرة، فكان اذا بعث اليه و دعاه ليقتله، فاذا نظر اليه هابه و لم يقتله [4] .
و قد يتساءل عن سبب شدة المنصور و قسوته علي الامام الصادق عليه السلام، مع أن علماء السير اجمعوا علي انصراف الامام عليه السلام عن الملك و الرئاسة [5] .
نعم، كان سبب شدة المنصور و قسوته علي الامام عليه السلام، هو الحسد له، و لما يبلغه من علمه و فضله، ثم لعلمه بأحقيته للخلافة، و ان وجوده بين ظهراني الأمة الاسلامية - مع اعراضه عن الملك و السلطان - أكبر مزاحم له.
[ صفحه 471]
و في الوقت الذي نجد فيه المنصور شديدا علي أبي عبدالله عليه السلام، نجده صلوات الله عليه غير عابي ء به، لم ترهبه قسوته و بطشه، فقد أخذ عليه السلام علي عاتقه نشر العلم، و رفع راية الاسلام، و استغل الزمن - حتي أسفاره - للحديث، و قد مرت عليك كلمة الحسن بن علي الوشا في مشاهدته بالكوفة تسعمائة شيخ كلهم يروي عن جعفر بن محمد.
و كان له عليه السلام مع المنصور نهج خاص في تعريته للملأ المسلم، و مجابهته بما يكره، ليعلم الأمة الاسلامية علي معارضة الظالمين مهما عتوا و تجبروا، و علي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الجهاد باللسان، و قد سئل عليه السلام: أي الجهاد أفضل؟ فقال عليه السلام: كلمة حق عند امام ظالم [6] .
نذكر بعض ما وقع بين الامام عليه السلام و المنصور:
1 - قال أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي: وقع الذباب علي المنصور فذبه حتي أضجره، فدخل عليه جعفر بن محمد؛ فقال له المنصور: يا أباعبدالله لم خلق الله تعالي الذباب؟
فقال عليه السلام: ليذل به الجبابرة [7] .
2 - قال ابن حمدون في التذكرة: كتب المنصور الي جعفر بن محمد: ألا تخشانا كما يخشانا سائر الناس؟
فأجابه عليه السلام: ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنئك، و لا تراها في نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟
فكتب اليه: تصحبنا لتنصحنا.
[ صفحه 472]
فأجابه عليه السلام: من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك.
فقال المنصور: والله لقد ميز عندي منازل الناس: من يريد الدنيا، ممن يريد الآخرة [8] .
3 - قال له - علي لسان الرسول -: فان كففت و الا أجريت اسمك علي الله عزوجل في كل يوم خمس مرات [9] .
4 - قال له: انه لم ينل أحد منا أهل البيت دما الا سلبه الله ملكه [10] .
و بقي شبح الامام الصادق عليه السلام مخيفا للمنصور، حتي دس اليه سما فقتله [11] .
[ صفحه 473]
پاورقي
[1] مثل عبدالحميد، و سدير، و عبدالسلام.
[2] مثل: المعلي بن خنيس.
[3] مثل: عبدالله بن الحسن، و ولديه: محمد و ابراهيم، و جمهور كبير من آل الحسن.
[4] المناقب: 2 / 317 عمدة الطالب 184.
[5] تذكرة الخواص 192.
[6] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 75.
[7] مطالب السؤول: 2 / 58، صفة الصفوة: 2 / 95، أعيان الشيعة ق 1 / 159، نور الأبصار: 214. الامام الصادق لأبي زهرة 83، المناقب: 2 / 337، كشف الغمة 223، الفصول المهمة 306، أخبار الدول 112.
[8] كشف الغمة 240، أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 159، الامام الصادق للمظفري: 1 / 125.
[9] الامام الصادق للمظفري: 1 / 123 و 130.
[10] المصدر نفسه.
[11] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 227، المجالس السنية: 5 / 316، الصادق للمظفري: 2 / 206.
حرف (ر)
رأف رأفة، 9، 128.
رأي رؤيا، 3، 191؛ 7، 143؛ 13، 38؛ 18، 18؛ 26، 80؛ 53، 11؛ 61، 13؛ رياء، 9، 37؛ 51، 56.
ربّ رَبّ، 7، 143؛ 16، 12، 18، 110، 24، 35؛ 28، 22؛ 29، 69؛ 42، 23؛ 53، 8؛ 57، 10؛ 94، 7؛ رَبانيَّة، 18، 18؛ ربُوبيَّة، 13، 191؛ 4، 80؛ 30، 40؛ 47، 19؛ 94، 4.
رتب مَرْتَبَة، 7، 160، مَراتِب، 3، 31.
رجع رُجوع، 25، 71؛ مَرْجَع، 25، 71.
رجو رَجاء، 10، 107؛ 24، 35؛ 25، 61؛ 35، 32.
رحم رَحيم، 1، 1؛ رَحمن، 1، 1؛ 1، 3؛ 15، 87؛ رَحْمَة، 1، 1؛ 9، 128؛ 10، 58؛ 12، 94؛ 20، 3؛ 22، 34؛ 51، 55؛ 56، 30؛ 68، 42؛ 78، 36؛ 93، 9.
رزق رِزْق، ارزاق، 1، 1؛ 1، 3؛ 4، 9؛ 18، 30؛ 53، 32.
رسل رَسول، رُسُل، 24، 63؛ 25، 20؛ 26، 127؛ 37، 164؛ 40، 51؛ 43، 68؛ 48، 2؛ رِسالَة، 2، 125؛ 4، 80؛ 5، 3؛ 30، 53؛ 46، 9؛ 94، 4.
رسم رَسْم، 7، 142؛ رُسوم، 7، 142؛ مَرسومات، 46، 30.
رشد رُشْد، 4، 64؛ 5، 1؛ 33، 46.
رضي رِضا، 3، 18؛ 4، 125؛ 7، 160؛ 9، 100؛ 10، 57؛ 17، 80؛ 29، 69؛ 48، 2؛ 57، 10؛ 98، 8؛ مَرْضاة، 18، 30.
رعي رِعايَة، 6، 59؛ 7، 196؛ 18، 17؛ 18، 18؛ 26، 62.
رفع رِفْعَة، 4، 1.
ركن رُكْن، 48، 2؛ اَركان، 3، 18.
روح روح، 2، 158؛ 27، 88؛ 29، 69؛ 35، 32؛ اَرواح، 3، 200؛ 25، 63؛ 26، 50؛ 40، 16؛ راحَة، 10، 57؛ ريح، 12، 94؛ رَوائح، 6، 122؛ 83، 27.
رود اِرادَة، 2، 222؛ 5، 1؛ 12، 31؛ اِرادات، 26، 220؛ 57، 10؛ مُريد، 1، 1؛
مُراد، 1، 1؛ مرادات، 27، 34.
روض رياضَة، 24، 37؛ 55، 11.
روي رِوايّة، 6، 59.
ريب رَيْب، 18، 84؛ رَيْبَة، 18، 84؛ ارتياب، 53، 8.
و من كلام له: مع حفص بن غياث
حفص بن غياث النخعي الكوفي القاضي، ولي القضاء لهارون الرشيد ببغداد الشرقية، ثم ولاه قضاء الكوفة و بهامات سنة 194 كما ذكر ذلك النجاشي و ذكر ان كتابه الذي يرويه عن جعفر بن محمد عليهماالسلام مائة و سبعون حديثا او نحوها.
و هو علي الاشهر عامي المذهب ثقة في الرواية، و قد اجمعت الطائفة علي العمل برواية جماعة ليسوا من الشيعة و حفص احدهم، و ليس التشيع السبب الوحيد لقبول الرواية، و انما المدار علي وثاقة الراوي مهما كان مذهبه. و ربما استظهر بعضهم من رواياته انه شيعي امامي، ولكن العامية عنه اشهر، و كان اذا حدث عن الامام الصادق عليه السلام يقول: «حدثني خير الجعافرة جعفر بن محمد».
يا حفص، ان من صبر صبر قليلا، و ان من جزع جزع قليلا. ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله عزوجل بعث محمدا صلي الله عليه و آله و سلم فأمره بالصبر و الرفق، فقال: «و اصبر علي ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا. و ذرني و المكذبين اولي النعمة» و قال تبارك و تعالي: «ادفع بالتي هي احسن (السيئة) فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم. و ما يلقيها الا الذين صبروا و ما يلقيها الا ذو حظ عظيم».
[ صفحه 41]
فصبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي نالوه بالعظائم و رموه بها، فضاق صدره فأنزل الله عزوجل: «و لقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك و كن من الساجدين» ثم كذبوه و رموه فحزن لذلك فأنزل الله عزوجل: «قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و أوذوا حتي اتاهم نصرنا».
فالزم النبي صلي الله عليه و آله و سلم نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك و تعالي و كذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي و أهلي و عرضي و لا صبر لي علي ذكر الهي، فأنزل الله عزوجل: «و لقد خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام و ما مسنا من لغوب. فاصبر علي ما يقولون» فصبر النبي صلي الله عليه و آله في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالأئمة و وصفوا بالصبر، فقال جل ثناؤه: «و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون» فعند ذلك قال صلي الله عليه و آله و سلم: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد.
فشكر الله عزوجل ذلك له فأنزل الله عزوجل: «و تمت كلمة ربك الحسني علي بني اسرائيل بما صبروا و دمرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون» فقال صلي الله عليه و آله: انه بشري و انتقام فأباح الله عزوجل له قتال المشركين فأنزل الله: «اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد»، «و اقتلوهم حيث ثقفتموهم» فقتلهم الله علي يدي رسول الله و احبائه، و جعل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة، فمن صبر و احتسب
[ صفحه 42]
لم يخرج من الدنيا حتي يقر الله له عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة.
بشر نبال
شيخ طوسي (ره)، در رجالش، بشير (بشر) را گاهي از اصحاب حضرت باقر (ع) و گاهي از اصحاب حضرت صادق (ع) شمرده است. [1] .
شيخ كشي، بشير را از ممدوحين شناخته، و وي را از راويان حديث مي داند.
كشي از محمد بن زيد شحام، روايت كرده كه گفت: (در مدينه) مشغول نماز بودم كه امام صادق (ع) مرا ديد و به دنبال من فرستاد. همين كه به محضرش شرفياب شدم، پرسيد: تو كيستي؟ عرض كردم: از مواليان شما، از اهل كوفه ام. فرمود: در كوفه كه را مي شناسي؟ گفتم: بشير نبال و برادرش، شجره، را. فرمود: چگونه است احسان ايشان با تو؟ گفتم: نيكوست. فرمود: بهترين مسلمان، كسي است كه با مسلمين پيوند داشته باشد، و آنان را اعانت كند، و براي آنان وجودش نافع باشد؛ والله شبي را نخوابيده ام كه در مالم حقي براي مسلمانان باقي مانده باشد. [2] .
از بشير نبال روايت شده كه گفت: شتر لاغري خريدم، جمعي گفتند كه اين شتر تو را به مقصد نمي رساند و عده اي گفتند كه با آن شتر به مقصد خواهم رسيد. به هر حال شتر را سوار شدم و به سوي مدينه طيبه به راه افتادم. در راه صورت و دست و پايم مجروح شد. هنگامي كه وارد مدينه شدم، به خانه امام باقر (ع) رفتم و به غلام آن حضرت گفتم كه براي من اجازه ورود بگيرد. امام همين كه صداي مرا شنيد، فرمود: اي بشير! وارد شو، مرحبا به تو. آن گاه فرمود:اي بشير! چرا اين طور شدي؟ عرض كردم: شتر لاغري خريدم، و به حضور شما آمدم، در راه، صورت و دست و پايم را مجروح كرده. حضرت فرمود: چه تو را به اين مسافرت وا داشت؟ گفتم: قربانت گردم، و الله، علاقه و محبت به شما مرا به اين كار وادار كرد. حضرت فرمود: روز قيامت كه مي شود، پيغمبر خدا (ص)، به خدا پناهنده مي گردد و ما، به سوي رسول خدا و شيعه ما، به سوي ما؛ به پروردگار كعبه قسم، ما شما را به سوي بهشت خواهيم برد. [3] .
بشير مورد لطف حضرت باقر (ع) بوده، و اين خود دليلي بر خوبي اوست.
در كافي از بشير نبال روايت شده كه گفت: از امام باقر (ع) درباره حكمم حمام سؤال كردم، فرمود: اراده حمام داري؟ عرض كردم: بلي. حضرت دستور داد، حمام را گرم
[ صفحه 99]
كردند. سپس داخل شد و لنگي به كمر بست كه از ناف تا سر زانو را پوشانيده بود، آن گاه فرمود: تو نيز هميشه چنين كن. [4] .
پاورقي
[1] رجال الطوسي، ص 108 و ص 154.
[2] رجال كشي، ص 315.
[3] سفينةالبحار، ج 1، ص 83.
[4] فروع كافي، ج 2، ص 219.
هيبته ووقاره
كانت الوجوه تعنو لهيبة الإمام الصادق (عليه السلام) ووقاره، فقد حاكي هيبة الأنبياء، وجلالة الأوصياء، وما رآه أحد إلاَّ هابه إذ كانت تعلوه روحانية الإمامة، وقداسة الأولياء. وكان ابن مسكان وهو من خيار الشيعة وثقاتها لا يدخل عليه شفقة أن لا يوافيه حق إجلاله وتعظيمه، فكان يسمع ما يحتاج إليه مراحل حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) من اُمور دينه من أصحابه، ويأبي أن يدخل عليه [1] .
[ صفحه 47]
پاورقي
[1] الاختصاص: 203.
الإخلاص
وهو الصدق في وجه العمل ويقابله الرياء.
لكل عمل من الأعمال غاية يقصدها الناس العقلاء حين يصدرون ذلك العمل فالذي يشرب الماء مثلاً يقصد بعمله رفع أذي العطش، والذي يكتسب يهدف إلي تحصيل المال، والذي يتعبد لربه يقصد التقرب منه، والزلفي لديه، والمخلص في عمله هو الذي يطلب بالعمل غايته الصحيحة التي يطلبها العقلاء، ويمكن ان يكون لبعض الأعمال غايات متعددة فيكون الإتيان بالعمل لإحدي هذه الجهات إخلاصاً إذا كانت كل واحدة من الجهات تعد غاية صحيحة، والمرائي هو الذي يغير وجه العبادة فيجعلها ذريعة لتحصيل الجاه ويطلب بها المنزلة عند الناس فهو يعبد الناس بعبادة الله، ويجعل الدين سلماً لا هوائه وأغراضه، وقد قال الإمام الصادق (ع) في تفسيره قوله تعالي. ليبلوكم أيكم أحسن عملاً: " ليس يعني أكثركم عملاً، ولكن أصوبكم عملاً، وإنما الإصابة خشية الله، والنية الصادقة والخشية، ثم قال الإبقاء علي العمل حتي يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد ان يحمدك عليه أحد إلا الله، والنية أفضل من العمل " [1] النية الصادقة هي الغاية الصحيحة التي يقصدها الإنسان عند العمل، وهي التي حكم الإمام بتفضيلها علي العمل في آخر الحديث، والعمل الخالص في رأي الإمام (ع) هو ما كان الله غايته الأولي والأخيرة، وعلامة هذا الإخلاص ان لا يريد ان يحمد علي عمله من أحد سوي الله.
والإخلاص لا يقبل المزاحمة في الغاية حتي بعد إتمام العمل، فإذا أحال الإنسان وجه النية فقد أحال وجه العبادة وغير صفة الإخلاص، ولذلك كان الإبقاء علي العمل حتي يخلص أشد من العمل، ويقول (ع): " كل رياء شرك، أنه من عمل للناس كان ثوابه علي الناس، ومن عمل لله كان ثوابه علي الله " [2] ويقول: " الرجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي ان يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه " ثم قال: " ما من عبد أسر خيراً فذهبت الأيام أبداً حتي يظهر الله له خيراً، وما من عبد يسر شراً فذهبت الأيام أبداً حتي يظهر الله له شراً " [3] .
المرائي مشرك لأنه يعبد أكثر من معبود واحد، والمرائي منافق لأنه يظهر مالاً يبطن ويلبس السيئة ثوب الحسنة، والمرائي ممقوت عند الله لأنه يجعل الله ذريعة لجرم ووسيلة لأثم، وهو ممقوت عند الناس لأنه يخادعهم بما لا يعلمون. ولابد وأن يكشف الحجاب يوماً ويبرز المستور.
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا التحفت به فإنك عاري والمرائي كاذب حتي عند نفسه وان غالطها بالعلل، ومنّاها بالأمل: " ما يصنع أحد كم ان يظهر حسناً ويسر سيئاً أليس يرجع إلي نفسه فيعلم أنه ليس كذلك " [4] .
پاورقي
[1] الكافي الحديث4 باب الإخلاص.
[2] الكافي الحديث3 باب الرياء.
[3] الحديث4 من الصدر المتقدم.
[4] الحديث11 من المصدر المتقدم.
لماذا لا يعترف علماء العامة بامامة الائمة الاثني عشر؟
و قد يسأل سائل فيقول: اذا كان هذا العدد من علماء العامة قد ذكروا حديث (الأئمة بعدي اثنا عشر) في مؤلفاتهم من الصحاح و السنن و غيرهما، فلماذا لا يعترفون بامامة هؤلاء، و لا يقتدون بهم؟
و نحن نقول في الجواب:
يجب توجيه هذا السؤال اليهم أنفسهم: و من الواضح انه لا جواب لهم علي ذلك.
بالاضافة الي ان بعض علماء السوء - الذين رووا هذا الحديث - رأوا أنه يفرض عليهم اعتناق مذهب أهل البيت لا المذاهب الأربعة، و هذا لا يعجبهم طبعا و لهذا قاموا بمحاولات فاشلة في توجيه الحديث و تأويله، و تطبيقه علي حكام بني امية أو بني العباس، فرأوا أن هذا العدد لا ينطبق
[ صفحه 55]
علي حكام بني امية أقل من ذلك، و لا علي بني العباس لأنهم أكثر من هذا العدد.
فقاموا بألعاب شيطانية، فحذفوا سيد العترة، و أبا الأئمة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من قائمة الأئمة، و هكذا ابنه الامام الحسن المجتبي (عليه السلام) و نصبوا مكانهما معاوية و يزيد، ثم آل مروان، و مع ذلك لم ينطبق العدد عليهم!!
و الي هذا المعني اشار أحد علماء العامة الحنفية - و هو القندوزي - حيث قال في كتابه (ينابيع المودة):
(قال بعض المحققين: ان الاحاديث الدالة علي كون الخلفاء بعده (صلي الله عليه و آله و سلم) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان و تصريف الكون و المكان علم ان مراد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) من حديثه هذا: الائمة الاثنا عشر من أهل بيته و عترته، اذ لا يمكن ان يحمل هذا الحديث علي الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر، و لا يمكن ان تحمله علي الملوك الأموية لزيادتهم علي اثني عشر، و لظلمهم الفاحش الا عمر بن عبدالعزيز، و لكونهم غير بني هاشم، لأن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «كلهم من بني هاشم» في رواية عبدالملك عن جابر، و اخفاء صوته (صلي الله عليه و سلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لانهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، و لا يمكن ان يحمله علي الملوك العباسية لزيادتهم علي العدد المذكور و لقلة رعايتهم الآية «قل لا اسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي» و حديث الكساء.
فلابد من أن يحمل هذا الحديث علي الأئمة الاثني عشر من أهل بيته و عترته (صلي الله عليه و سلم) لانهم كانوا أعلم أهل زمانهم، و أجلهم
[ صفحه 56]
و أورعهم و اتقاهم و أعلاهم نسبا و أفضلهم حسبا و أكرمهم عند الله، و كان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم (صلي الله عليه و سلم) و بالوراثة و اللدنية، كذا عرفهم أهل العلم و التحقيق و أهل الكشف و التوفيق.
و يؤيد هذا المعني - أي ان مراد النبي (صلي الله عليه و سلم) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته - و يشهد و يرجحه حديث الثقلين...) الي آخره [1] .
پاورقي
[1] ينابيع المودة: ج 3 ص 106.
در چه وقت و چگونه مذاهب اربعه بوجود آمد
در اوائل قرن دوم هجري عبدالله بن المقفع نويسنده و علامه ي مشهور زمان گزارشي براي تقديم به حضور خليفه ي عباسي ابوجعفر منصور به عنوان (رساله ي صحابه) تهيه كرد و تقديم نمود در آن گزارش توضيح داده بود كه مسئله ي اجتهاد هرج و مرجي توليد كرده و احكام مختلفي در موضوعات متشابه صادر شده و مي شود و فتوي هاي متناقض و آراء متباين زياد شده است و پيشنهاد كرد كه يك قانون كلي و عمومي در احكام و فتاوي تنظيم شود كه تمام ممالك اسلامي بر طبق آن عمل نمايند و احكام مزبور را بايد از كتاب و سنت استخراج نمود و در مواردي كه در كتاب و سنت نيست به مقتضاي مصلحت عمومي رأي بدهند
ولي اين اقتراح در منصور تأثيري نكرد و مطلب را به سكوت گذارد و شايد اين عدم توجه از ترس فقها از يك طرف و آنكه اختيار به دست حكام داده نشود تا مفاسد بزرگتري به وجود نيايد از سوي ديگر بود [1] .
[ صفحه 147]
و در قرن 17 ميلادي يكي از پادشاهان هند (عالمگير) هيئتي تحت رياست شيخ نظام تشكيل داد و كتاب فتاوي را در هند نوشتند و نام آن را (عالم گيريه) نهادند اين كتاب در شش جلد بزرگ و مطابق سبك (الهداية) نوشته شده و خلاصه ي اقوال و آراء مذهب حنفي در عبادات و معاملات است و احكام كتاب مزبور شبيه به رسمي ولي مثل قوانين جديد الزامي نيست.
و به هر حال احكام اسلامي رسما در دوره ي خلافت عربي تدوين نشده و به همين حال بود تا نيمه ي قرن 19 ميلادي در دوره ي عثمانيها در اين قرن عثمانيان قوانيني وضع كردند كه از قوانين اروپائي گرفته بودند و اهم آنها قانون تجارت و قانون جزا و قانون اصلاح محاكمات حقوقي و جزائي بود،
و براي تدوين قانون مدني دولت عثماني هيئتي را مأمور كرد كه آن را مطابق مذهب حنفي تدوين نمايند و آن هيئت در سال 1876 ميلادي كار خود را تمام كرد و با يك فرمان سلطنتي كه در مجله ي احكام عدليه درج گرديد ابلاغ شد و اين عمل اولين تدوين رسمي از يك قانون در مورد احكام شرعي بوده است.
و مجله ي رسمي مزبور مشتمل بر 1851 ماده بود كه به يك مقدمه و 16 كتاب تقسيم شده بود و مقدمه ي آن مركب از يك صد ماده و شامل تعريف فقه و تقسيمات آن و بقيه متضمن بيان بعضي از قواعد كلي و عمومي است و 16 كتاب ديگر در عقود مختلف و در احكام حجر و صلاحيت و غصب و اتلاف و كيفيت اقامه ي بعضي از دعاوي و طرز اقامه ي شهود و در بيان قواعد اصول محاكمات است و به طور كلي از كتابهائي
[ صفحه 148]
گرفته شده است كه روايات مستند در مذهب حنفي در آنها نقل شده (به استثناي بعضي از مسائل)
پاورقي
[1] بنابر روايات مندرجه در كتب معتبره منصور خليفه ي عباسي در مكه ي معظمه با مالك ابن انس يكي از ائمه ي اربعه ي اسلام ملاقات كرد و به او پيشنهاد نمود كه موافقت كند كه فتاوي او را بنويسند و به تمام ممالك اسلامي ابلاغ نمايد و تمام عالم اسلام بر طبق آن عمل كنند ولي مالك بن انس كه مردي با تقوي و فقيهي با ورع بود از اين كار امتناع كرد و گفت من چنين حقي ندارم كه فقها را از استنباط احكام جلوگيري كنم - و ممكن است پيشنهاد منصور به مالك ابن انس در اثر پيشنهاد ابن مقفع بوده و با فقهاء مشورت كرده باشد و چون با نظر او موافق نبوده اند آن را مسكوت گذارده است و بد نيست متذكر شويم كه پيشنهاد ابن مقفع را بعضي تصور كرده اند اقدام خوبي است ولي اين نظر نظر صحيحي نيست و در حقيقت همان طور است كه از قديم فقها گفته اند (سد باب اجتهاد به منزله ي سد باب علم است) و چون ورود در اين بحث طولاني خواهد شد از آن صرف نظر مي نمائيم (مترجم).
مع أهل الكوفة و أبي حنيفة
و لقد يقول له قائل: إن لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر و عمر! فيجيب: برئ الله من جارك.
يقول سالم: قال لي جعفر: «أيسب الرجل جده؟ أبوبكر جدي».
و لقد كان لجده زين العابدين (عليه السلام) ابن أسماه عمر.
و يقول أبوحنيفة: «استأذنت عليه فحجبني. و جاء قوم من أهل الكوفة استأذنوا لهم فدخلت معهم. فلما صرت عنده قلت:
يابن رسول الله لو أرسلت الي أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟ فإني تركت فيها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم!.
[ صفحه 171]
فقال: لا يقبلون مني.
فقلت: و من لا يقبل منك و أنت ابن رسول الله؟
فقال الصادق (عليه السلام): أنت أول من لا يقبل مني، دخلت بغير إذني، و جلست بغير أمري، و تكلمت بغير رأيي، و قد بلغني أنك تقول بالقياس.
فقلت: نعم أقول به.
فقال: ويحك يا نعمان أول من قاس إبليس حين أمر بالسجود لآدم فأبي و قال: «خلقتني من نار و خلقته من طين». أيهما أكبر يا نعمان؛ القتل أم الزنا؟ قلت: القتل.
قال: فلم جعل الله في القتل شاهدين و في الزنا أربعة؟ أيقاس لك هذا؟ قلت لا. قال: فأيهما أكبر؛ البول أو المني. قلت: البول.
قال: فلماذا أمر في البول بالوضوء و أمر في المني بالغسل. أيقاس لك هذا؟
قلت: لا. قال أيهما أكبر؛ الصلاة أم الصوم؟
قلت: الصلاة. قال: فلم وجب علي الحائض أن تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟ أيقاس ذلك؟ قلت: لا.
قال: فأيهما أضعف؛ المرأة أم الرجل؟
قلت: المرأة.
قال: فلم جعل الله للرجل سهمين في الميراث و للمرأة سهما؟ أيقاس ذلك؟
قلت: لا.
قال: و قد بلغني أنك تقرأ آية من كتاب الله «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم» انه الطعام الطيب و الماء البارد في اليوم الصائف.
قلت: نعم.
قال: لو دعاك رجل و أطعمك و سقاك ماء باردا، ثم امتن عليك. ما كنت تنسبه اليه؟ قلت: البخل. قال: أفبخل علينا؟ قلت: فما هو:
[ صفحه 172]
قال حبنا أهل البيت». [1] .
[ صفحه 173]
و المسلمون يرفعون أباحنيفة الي مكانته العليا بين كبار المجادلين من أهل الاسلام، و لا يجدونه ساكتا في يوم من الأيام، كهيئة ما كان في ذلك المقام.
فأما تفسير القرآن بما ينفي البخل عن المعطي جل شأنه فحجة الصادق (عليه السلام)فيه لا راد لها. و اما حجاجه بعد طاعة أهل الكوفة فظاهر لأبي حنيفة، إمام الكوفة في الفقه و الأدب الديني و الاجتماعي، الذي دخل و جلس و تكلم دون أن يطيع، ثلاث مرات.
أما أسئلته عن القياس فقد وضعت القياس موضع التهمة. و لم يحر أبوحنيفة جوابا.
طعم أبوحنيفة يوما مع الامام الصادق (عليه السلام) - فرفع الامام يده حمدا لله ثم قال: اللهم هذا منك و من رسولك. قال أبوحنيفة: يا أبا عبدالله أجعلت مع الله شريكا؟ قال الامام: ان الله يقول في كتابه «و ما نقموا إلا أن أغناهم الله و رسوله من فضله».
فقال أبوحنيفة «لكأني ما قرأتها قط في كتاب و لا سمعتها إلا في هذا الموقف».
و لقد يدخل عليه سفيان الثوري و فيه قول القائل «ما رأيت الغني أذل منه في مجلس الثوري و لا الفقير أعز منه في مجلس الثوري». و الذين يجلون ورع الامام أحمد بن حنبل يشبهونه فيه بسفيان الثوري. و سفيان الثوري يسمي (أميرالمؤمنين في الحديث). و حسبه أن يكون من تلاميذه في الحديث ابن جريح إمام مكة
[ صفحه 174]
و الأوزاعي إمام الشام و مالك بن أنس إمام المدينة، و ابن اسحق امام المحدثين في السيرة، و هو فوق كل ذلك إمام عامل... رمي كتاب «المهدي» له في دجلة - و فيه توليته للقضاء - و هرب من السلطان فولي شريكا بدله.
و كان سفيان كثير المغاضبة للخلفاء - و لهذا كثر ما كان الخليفة يطلب دمه، و كان يختفي عن عيونه.
يستأذن سفيان علي الامام، فلا يرفض الإذن بل يدخله ليعلن له أن ظهوره في المجلس العلمي، و هو مختف، أمر غير سائغ، صيانة للمجلس العلمي من أن يكون مجلس المطلوبين، و حماية للمطلوب ذاته، و حفظا لعلاقة الإمام بالخليفة. و مع ذلك لا يضن الامام عليه بالحكمة.
يقول ابن أبي حازم: «كنت عند جعفر الصادق يوما و إذا بسفيان الثوري بالباب فقال: إيذن لي. فدخل. فقال له جعفر: إنك رجل يطلبك السلطان في بعض الأحيان، و تحضر عنده و أنا أتقي السلطان. فاخرج عني غير مطرود.
قال سفيان: حدثني حديثا أسمعه و أقوم.
قال الامام (عليه السلام): حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال:
«من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله. و من استبطأ الرزق فليستغفر الله، و من حزنه أمر فليقل: لا حول و لا قوة إلا بالله».
طلب اليه سفيان يوما أن يعظه، فقال عليه السلام: «يا سفيان لا مروءة لكذوب و لا أخ لملول. و لا راحة لحسود. و لا سؤدد لسيئ الخلق». فقال سفيان: زدني. قال: «يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا. و أرض بما قسم الله تكن غنيا. و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما. و لا تصحب الفاجر يعلمك فجوره. و شاور في أمر دينك الذين يخشون الله عزوجل».
فاستزاده سفيان فقال: «من أراد عزا بغير عشيرة، و غني بغير مال، فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته».
[ صفحه 175]
فإذا أوصي زرارة عندما ولي القضاء، ذكره حساب السماء، قال: «انه اذا كان يوم القيامة و جمع الله الخلائق سألهم عما عهد اليهم و لم يسألهم عما قضي عليهم».
فالقضاء أمانة الله. و اذا كان القاضي يجري عليه قضاء الله فهو مسؤول عما يجري به قضاؤه علي غيره.
و يوصي الامام ابنه موسي الكاظم (عليهماالسلام) فيقول:
«يا بني! من رضي بما قسمه الله له استغني. و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا. و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه. و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره.
يا بني؛ من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته. و من سل سيف البغي قتل به. و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها. و من داخل السفهاء حقر. و من خالط العلماء وقر. و من دخل مداخل السوءاتهم.
يا بني؛ إياك أن تزري بالرجال فيزري بك. و إياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بني؛ قل الحق لك أو عليك.
يا بني: كن لكتاب الله تاليا، و للإسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و إياك و النميمة، فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و إياك و التعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف».
و تصبح هذه الوصية تراثا للأئمة بعده. فيعلن الامام الثامن (علي الرضا عليه السلام) انه: ما ترك هذه الوصية الي ان توفي.
و لقد يفد علي المجلس الكميت - شاعر أهل البيت (عليهم السلام) - كما كان يدخل علي زين العابدين (عليه السلام) [2] و الإمام يعرف انبعاث الشاعر، و يخشي عليه من الخيال
[ صفحه 176]
الصادق في تصوير ظلم يعانيه أهل البيت. و شعر الكميت من أسير الشعر في الأدب العربي - و العيون تنقل للخليفة الخب ء من أي شي ء - فيستأذن الكميت الامام قائلا: جعلت فداك! ألا أنشدك؟ فينبهه الإمام قائلا: «إنها أيام عظام».
فيقول الكميت عن القصيدة: إنها فيكم.
و يقول الامام: هات. فينشده قصيدته التي مطلعها:
ألا هل عم في رأيه متأمل
و هل مدبر بعد الإساءة مقبل
إلي أن قال:
كلام النبيين الهداة كلامنا
و أفعال أهل الجاهلية نفعل
رضينا بدنيا لا نريد فراقها
علي أننا فيها نموت و نقتل
و نحن بها مستمسكون كأنها
لنا جنة مما نخاف و نعقل
فكثر البكاء و ارتفعت الأصوات إلي أن قال:
[ صفحه 177]
كأن حسينا و البهاليل حوله
لأسيافهم ما يختلي المتبقل
فلم أر مخذولا أجل مصيبة
و أوجب منه نصرة حين يخذل
فرفع جعفر الصادق عليه السلام يديه و قال: اللهم اغفر للكميت ما قدم و ما أخر. و ما أسر و ما أعلن. و أعطه حتي يرضي، ثم أعطاه ألف دينار و كسوة.
قال الكميت: و الله ما أحببتكم للدنيا، و لو أردتها لأتيت من هي لديه، و لكني أحببتكم للآخرة؛ فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فإني أقبلها لبركتها، أما المال فلا أقبله.
پاورقي
[1] يلاحظ أن مدرسة المحدثين ضائقة الصدر بالقياس. و مدرسة المدينة، و علي رأسها مالك، تقدح في أهل العراق لكثرة ابداء الآراء باستعمال القياس.
و لئن كان لنا ان نلاحظ تأثر أبي حنيفة الكامل بمنهج الامام الصادق عليه السلام في الاعتبار بالآيات الدالة علي الحقائق (أبوحنيفة - بطل الحرية و التسامح في الاسلام للمؤلف صفحة 178 طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية) أو تأثر مالك بمنهج الامام الصادق في عدم المجازفة بالرأي (مالك بن أنس للمؤلف صفحة 76 و ما بعدها طبعة دار المعارف)، اننا نقطع كذلك بأثره في النهي عن القياس. فلقد نفع النهي القياسيين أنفسهم فضبطوا القياس و تحروا كل الدقة فيه ليتفادوا المجازفة ثم جاء الشافعي فأصله و قعده. و هو القائل «و الاجتهاد القياس».
يقول الفخر الرازي «العجيب ان أباحنيفة كان تعويله علي القياس و خصومه يذمونه بسبب كثرة القياسات، و لم ينقل عنه و لا عن أحد من أصحابه انه صنف في إثبات القياس ورقة، و لا انه ذكر في تقريره شبهة؛ فضلا عن حجة، و لا أنه أجاب عن دلائل خصومه في إنكار القياس بل أول من قال في هذه المسألة و أورد فيها الدلائل هو الشافعي». فأبوحنيفة استعمل القياس و الشافعي استعمله و أصله و قعد القواعد للعاملين به.
و لقد أفاد الشيعة كثرة ما آل اليهم من السنة و نصوص الحديث فلم يلجأوا للقياس، كما كانت قواعدهم الاخري كافية لبلوغ غرضهم. و من أسباب الإقبال علي القياس في العراق قلة ما سلموه من نصوص السنة. و انما اتسع فقه أحمد بن حنبل بكثرة السنن التي جمعها و اعتمد أصحابه عليها - مع تعويله علي أصل الصحابة فزاد مصادر الفقه أصلا بتمامه.
و القياس الذي يلجأ اليه المجتهدون من أهل السنة هو إلحاق أمر لم يرد في حكمه نص أو إجماع بأمر ورد في حكمه نص أو اجماع لاشتراكهما في المعني الذي شرع هذا الحكم من أجله؛ فثمة أركان أربعة: الأصل و هو النص ، و الفرع و هو الأمر الذي لم يرد في حكمه نص. و المعني: الذي من أجله شرع الحكم. و المطلوب و هو الحكم، و هم يضعون للقياس شروطا:
1 - أن يكون حكم الأصل ثابتا بنص في الكتاب أو السنة أو الاجماع.
2 - أن يكون لحكم الأصل علة يدركها العقل. فمن الأحكام ما هو تنفيذي لا يجوز القياس فيه، كتحديد عدد الركعات، و مقدار الأنصباء في الأموال التي تجب فيها الزكاة، و تحديد عدد الطواف حول الكعبة. فهذه مقدرات لا يقاس عليها لأن العقل لا يدرك علية مقاديرها.
و جميع الأحكام إلا قليلا منها، كالتي سبق، يمكن للعقل إدراك المعاني التي شرعت الأحكام لأجلها.
3 - أن يتساوي الفرع و الأصل في المعني الذي شرع حكم الأصل من أجله، و إلا كان القياس فيه مع الفارق. و ان يكون المعني ظاهرا؛ لأنه معرف للحكم الخفي، و الخفي لا يعرف الخفي.
4 - أن لا يكون في الفرع نص أو اجماع يدل علي حكم يخالف القياس.
5 - أن لا يكون حكم الأصل خصوصية من الخصوصيات كاختصاص الرسول بزواج من زدن علي الأربع. و اختصاص خزيمة بأن تعدل شهادته رجلين. و أن لا تكون العلة قاصرة علي الأصل لا يمكن تعدية حكمها الي الفرع.
و بالقياس أمكن أهل السنة البناء علي النصوص و استعمال العلل في تحقيق مقاصد الشارع.
[2] دخل الكميت علي زين العابدين عليه السلام فأنشده قصيدته التي مطلعها:
من لقلب متيم مستهام
غير ما صبوة و لا أحلام
و قال الامام: ثوابك نعجز عنه لكن الله لا يعجز عن مكأفأتك. اللهم اغفر للكميت. ثم قسط علي نفسه و علي أهله أربعمائة ألف درهم؛ أعطاه القسط الأول قائلا: خذ يا أبا المستهل. قال الكميت: لو وصلتني بدانق كان شرفا لي ولكن ان أحببت ان تحسن الي فادفع لي بعض ثيابك، التي تلي جسمك أتبرك بها. فنزع ثيابه و دفعها اليه كلها ثم قال: اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك و ذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس، و أظهر ما كتمه غيره من الحق فأحيه سعيدا، و أمته شهيدا، و أره الجزاء عاجلا و أجزل له المثوبة آجلا، فإنا قد عجزنا عن مكافأته - قال الكميت فيما بعد: فما زلت أعرف بركات دعائه.
و لئن كان عطاء الشعراء جوائز تشجيع لهم، ان تقسيط العطاء آية سخاء في التشجيع، و ارتباط طويل بالمودة بين من قرض الشعر و بين من أجازه.
و تعجيل العطاء بالاستدانة درس تعلمه زين العابدين علي جده (صلي الله عليه و آله و سلم) كان يمكث شهرا ما يستوقد نارا، إن هو إلا التمر و اللبن، و مع ذلك لا يرد أحدا يسأله، بل يعطيه اذا كان عنده و إلا وعده. و ذات يوم جاءه رجل. فقال عليه الصلاة و السلام «ما عندي شي ء. ابتع علي فإذا جاء شي ء قضيناه». قال عمر: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه. فكره ما قال عمر. و قال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق و لا تخش من ذي العرش إقلالا. فتبسم صلي الله عليه و آله و سلم. و قال «بهذا أمرت».
بخشندگي
هياج بسطام مي گويد: «كان جعفر بن محمد يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء»؛ [1] يعني امام جعفر بن محمد چنان اطعام مي فرمود كه حتي براي اهل و عيالش چيزي باقي نمي ماند. امام در وصيت به فرزندش مي فرمود: «اي فرزند! اگر كسي از تو چيزي خواست، به او احسان كن». [2] .
عبدالحليم جندي در اين باره مي نويسد:
عين زياد، نام مزرعه اي از آن امام صادق عليه السلام بود. او به كاركنانش دستور مي داد كه راهي به داخل باغ باز كنند تا مردم به درون آن راه يابند و از ميوه هاي آن بخورند. هر روز ده سفره مي انداخت كه بر سر هر يك، ده نفر مي نشست. هرگاه ده نفر برمي خاستند، ده تن ديگر به جاي آنها مي نشستند. هر يك از همسايگان كه به مزرعه نمي آمد، يك ظرف از آن خرماها را برايشان مي فرستاد. زمان برداشت محصول كه مي رسيد، پاداش كارگران را مي داد. آنچه بر جاي مانده بود، به دستور امام به مدينه برده مي شد و ميان مردم تقسيم مي گرديد و به هر يك در خور حال وي چيزي مي رسيد.
ابن ابي طيفور مي نويسد:
ميهماني نزد امام صادق عليه السلام بود. روزي مهمان برخاست كه كاري براي امام انجام دهد. حضرت نگذاشت و خود برخاست و كار را انجام داد و فرمود: «پيامبر از كار كردن مهمان جلوگيري مي كرد». [3] .
فضل بن روزبهان، از علماي اهل سنت در شرح فرازي از صلوات مخصوص آن حضرت مي نويسد:
[ صفحه 29]
آن حضرت، فريادرس و ياري كننده ضعيفان و عاجزان در پيش آمدها و بلاها بود و اين به رحم و عطوفت آن حضرت بر عاجزان اشاره دارد؛ چنان كه روايت كرده اند هرگاه براي كسي حادثه يا فقري پيش مي آمد، به جوار لطف و احسان آن حضرت در مدينه پناه مي برد و از خوان نعمت آن حضرت بهره مي برد؛ انگار كه شيعه اهل بيت است. [4] .
حضرت به همه احسان و محبت مي كرد و گناه افراد سبب نمي شد حاجت او را روا نكند. مي بخشيد و موعظه مي كرد. شقراني [5] كه فردي گناه كار و شراب خوار بود، مي گويد: گرفتار بودم و شفيعي نداشتم. سرگردان بودم كه ناگه جعفر بن محمد را ديدم. پس گفتم: فدايت شوم، من غلام شقراني هستم و حاجت خود را اظهار كردم. پس حضرت به من عطايي كرد و سپس فرمود: اي شقراني! نيكي از همه خوب است و از تو پسنديده تر و زشتي از همه بد است و از تو بدتر؛ به خاطر مكاني كه نزد ما داري.
زمخشري پس از نقل اين جريان مي نويسد: بنگريد امام چگونه احسان مي كند و حاجت شقراني را روا مي كند و به او احترام مي گذارد، با اينكه از حال او آگاه بود. بنگريد كه چگونه او را موعظه مي كند؛ اين خلق و خو، همان خلق و خوي پيامبران است. [6] .
پاورقي
[1] حلية الاولياء، ج 3، ص 194؛ سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 443؛ تهذيب الكمال، ج 3، ص 426؛ مطالب السؤول، ص 285.
[2] حلية الاولياء، ج 3، ص 195.
[3] عبدالحليم جندي، الامام الصادق عليه السلام، صص 361 و 362.
[4] فضل بن روزبهان، وسيلة الخادم الي المخدوم، قم، كتاب خانه آيت الله مرعشي، 1372، چ 1، صص 184 و 186.
[5] از اولاد شقران، غلام رسول الله صلي الله عليه و آله بود.
[6] سيد كاظم قزويني، موسوعة الامام الصادق عليه السلام، قم، بصيرتي، 1414، چ 1، ج 1، ص 337؛ به نقل از: زمخشري، ربيع الابرار، ج 2، ص 513؛ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغه، ج 18، ص 205؛ سبط بن جوزي، تذكره الخواص، قم، منشورات الرضي، 1418 ه. ق، ص 310.
اعترافات
فضايل و برتري هاي اهل بيت (عليهم السلام) به گونه اي است كه كسي را توان پنهان آنها نمي باشد. اهل بيت (عليهم السلام) در ارزش هاي انساني درخششي خيره كننده دارند كه حتي دشمنان آنان برتري هاي آنان را به زبان مي آورند.
انديشمندان و فرزانگان و نيز چالشگران اهل بيت (عليهم السلام) هماره به ويژگي ها و برتري شاخص هاي عترت اعتراف مي نمايند. صادق آل محمد عليه السلام نيز به خاطر برجستگي و درخشندگي ممتاز خويش همگان را وادار به اعتراف مي نمايد. اعتراف بر فضايل و برتري هاي امام همام را از مخالفين حضرتش آغاز مي كنيم.
منصور دوانيقي: جعفر بن محمد عليه السلام از برگزيدگان خداست، آنان كه خداي سبحان درباره آنان مي فرمايد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. وي در فضيلت ها بر همگان سبقت دارد و كان من السابقين بالخيرات. [1] .
ابو حنيفه: من داناتر و برتر از جعفر بن محمد عليه السلام نديدم، ما رأيت افقه من
[ صفحه 45]
جعفر بن محمد. [2] ابوحنيفه: لولا سنتان لهلك نعمان [3] ، «اگر دو سال شاگردي امام صادق عليه السلام نبود، نعمان (اسم ابو حنيفه) نابود شده بود».
ابو هريره (الآبار شاعر اهل بيت) هنگام تشييع جنازه امام صادق عليه السلام: أتدرون ماذا تحملون الي الثري [4] ، آيا مي دانيد چه چيزي زير خاك پنهان مي سازيد!
جاحظ: دانش فقه و فرهنگ وي (جعفر بن محمد) فراگير دنيا شده است. در فضيلت همين بس كه ابو حنيفه و سفيان ثوري از شاگردان وي هستند! [5] .
مالك بن انس: فما كنت اراه الا علي احدي ثلاث خصال، اما مصل، اما صائم و اما يقرأ القرآن. «وي را در سه حالت مشاهده كردم: در حال نماز، روزه و قرائت قرآن». [6] .
و ما رأيت عين و لا سمعت اذن و لا خطر علي قلب بشر افضل من جعفر بن محمد. «هيچ چشمي مانند وي نديده و هيچ گوشي مانند وي نشنيده است». [7] .
عبد الرحمن سلمي: فاق جميع اقرانه من اهل البيت، «وي برترين اهل بيت است». [8] .
ابن تيميه: وي بر يكي از سه حالت بوده است؛ يا نماز مي خوانده، يا قرآن مي خوانده و يا روزه دار بوده است. [9] .
[ صفحه 46]
ذهبي: مناقب جعفر كثيرة و كان يصلح للخلافة لسؤدته و فضله و علمه و... [10] «وي صلاحيت خلافت را دارد، به خاطر بزرگواري، دانش و فضلش».
ابن ابي العوجاء: ما هذا بشر و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء يتروح فهو هذا (و اشار الي الصادق عليه السلام). [11] «چگونه بشري است! اگر در دنيا تمثل روحي كه بر جسدي تعلق گرفته باشد وجود داشته باشد، ايشان است».
شهرستاني: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هو ذو علم عزيز و ادب كامل في الحكمة و زاهد في الدنيا... و من تلا في ذروة الحقيقة لم يخف من حط. [12] «وي از دانش بي بديل و ادب و حكمت كامل بهره مند است، از دنيا زاهد و داراي همتي بلند است».
قرماني: كان رأسا في الحديث، «وي برترين همه در علم حديث مي باشد». [13] .
ابو نعيم : جعفر بن محمد الامام الناطق ذو الزمام السابق. [14] «جعفر بن محمد پيشوايي گويا و سابقه اي درخشان دارد».
ابن حجر عسقلاني: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن ابي طالب فقيه صادق. [15] «جعفر بن محمد فقيهي راستگو است».
ابن جوزي: جعفر بن محمد كان مشغولا بالعبادة عن حب الرياسة. [16] «جعفر بن محمد رياست طلب نبود، هماره به عبادت خدا مشغول بود».
[ صفحه 47]
عمرو بن ابي المقدام: اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت انه من سلاله النبيين. [17] «هنگامي كه به جعفر بن محمد نگاه نمودم يقين كردم كه از نسل پيامبران است».
جاحظ: جعفر بن محمد الذي ملا الدنيا علمه و فقهه. [18] «دانش جعفر بن محمد دنيا را فرا گرفته است».
ميثمي (احمد بن حجر): جعفر بن الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته جميع البلدان. [19] «وي از دانشي بهره مند است كه بايد براي بهره گيري از آن بار سفر بست، آوازه وي همه جا را فرا گرفته است».
هيجاح بن بسطام: جعفر بن محمد آن مقدار اطعام مي كرد كه براي خانواده خودش چيزي باقي نمي ماند، لا يبقي لعياله شيء. [20] .
سويدي: نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره و كان اماما في الحديث. [21] «از وي آن مقدار علوم نقل شده است كه از ديگران نقل نشده است. وي در حديث امام مي باشد».
ابوحاتم: ثقة لا يسأل عن مثله، «مانند ندارد». [22] .
محمد بن عبيد الله اسكندري: عنده من الاسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها علي الليل لانار، «در نزد وي اسماء و حقايقي است كه اگر بر شب خوانده
[ صفحه 48]
شوند، روز مي شود». [23] .
محمد بن طلحه شافعي: هو من عظماء اهل البيت و ساداتهم (عليهم السلام) ذو علوم جمة و عبادة موفرة و اوراد متواصلة و زهادة بينه و تلاوة كثيرة... انه من سلالة النبوة و طهارة افعاله تضرع انه من ذرية الرساله. [24] «از بزرگان اهل بيت (عليهم السلام) است، داراي دانش فراوان، همواره مشغول عبادت، همواره به ياد خداست، زهدي آشكار دارد، بسيار قرآن مي خواند، از نسل پاك پيامبر است، رفتار وي بر اين امر گواهي مي دهد».
ابن خلكان: جعفر الصادق بن محمد الباقر عليه السلام احد الائمة الاثني عشر علي مذهب الامامة و كان من سادات اهل البيت و لقب بالصادق لصدقه في مقالته و فضله اشهر من أن يذكر. [25] «يكي از امامان دوازده امامي هاست. از بزرگان اهل بيت (عليهم السلام) است. چون در گفتار راستگوست، لقب «صادق» دارد. فضايل وي به شمارش نمي آيد».
ابن صباغ: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته و ذكره في ساير البلدان. [26] «آوازه اش همه جا منتشر است. كسي است كه به خاطر فضلش بايد به سوي وي بار سفر بست».
سيد امير علي: وي نخستين كسي بود كه مدارس فلسفي را بنيان نهاد. [27] .
قندوزي: و اتفقوا علي جلالته و سيادته و كان من سادات اهل البيت. [28] «بر
[ صفحه 49]
بزرگي و بزرگواري وي اتفاق است. از بزرگان اهل بيت (عليهم السلام) است».
زر كلي: جعفر الصادق سادس الائمة الاثني عشر عند الامامية له منزلة رفيعة في العلم. [29] «جعفر صادق ششمين امام دوازده امامي هاست، جايگاهي بس بلند در دانش دارد».
فريد وجدي: هو احد الائمة الاثني عشر علي مذهب الامامية كان من سادات اهل البيت النبوي. [30] «وي يكي از امامان دوازده امامي هاست. از بزرگان اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم است».
مفيد: و كان أنبأهم ذكرا و اعظمهم قدرا و أجلهم في العامة و الخاصة. [31] «وي آگاه ترين و برترين اهل بيت (عليهم السلام) است و برترين انسان بين شيعه و سني است».
طبرسي: و كان اعلم اولاد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في زمانه بالاتفاق. [32] «به اتفاق همگان در زمان خودش داناترين فرزند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مي باشد».
اين سخنان شرح جمله كوتاه امام باقر عليه السلام است كه در حق فرزندش صادق آل محمد فرمود: هذا خير البرية، [33] «وي برترين انسان ها است».
پاورقي
[1] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 323.
[2] تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 175، ش 162.
[3] مختصر التحفة الاثني عشرية، ص 8، الامام صادق عليه السلام، ج 1، ص 58، اعلام الهداية، ج 8، ص 23.
[4] بحار، ج 47، ص 333.
[5] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 55.
[6] صفوة الصفوة، ج 2، ص 114؛ مناقب، ج 4، ص 275.
[7] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 53.
[8] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 58.
[9] كتاب التوسل و الوسيلة، ص 52، نقل از الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 53.
[10] تاريخ الاسلام، حوادث سال 141؛ سير اعلام، ج 13، ص 120؛ نقل از مسائل الخلافية، ص 41.
[11] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 54.
[12] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 54.
[13] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 54.
[14] حلية الاولياء، ج 3، ص 225.
[15] نقريب التهذيب، ص 68؛ الامام الصادق عليه السلام،ج 1، ص 55.
[16] صفوة الصفوة، ج 2، ص 114.
[17] حلية الاولياء، ج 3، ص 225؛ صفوة الصفوة، ج 2، ص 114.
[18] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 55.
[19] همان، ص 56.
[20] صفوة الصفوة، ج 2، ص 115.
[21] سبائك الذهب، ص 329.
[22] تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 175.
[23] بحار، ج 4، ص 203.
[24] مطالب السؤول، ج 2، ص 110.
[25] وفيات الاعيان، ج 1، ح 327.
[26] فصول المهمة، ج 2، ص 908.
[27] الامام الصادق عليه السلام، ج 1، ص 58.
[28] همان.
[29] همان.
[30] همان، ص 62.
[31] الارشاد، ج 2، ص 179.
[32] اعلام الوري، ص 187.
[33] كافي، ج 1، ص 307.
تقيه مداراتيه
1.مُدرك از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام روايت كرده كه فرمود: «رحم الله عبداً اجتر مودة الناس الي نفسه فحدثهم بما يعرفون و ترك ما ينكرون؛ خدا بنده اي را رحمت كند كه دوستي مردم را (به واسطه حُسن معاشرت و صحت روش) به خود جلب نمايد و سپس در حدود فهم و درك آنها نقل احاديث نموده و از نقل اموري كه مورد انكار آنهاست، خودداري كند.» [1] .
2.معاوية بن وهب روايت كرده: از حضرت امام صادق عليه السلام سؤال كردم: وظيفه ما در معاشرت با گروه خود و با فرقه هاي ديگر اسلامي كه در محيط ما هستند و ما با آنها سر و كار و آميزش داريم، چيست و چه نحوه معاشرتي سزاوار ماست؟ فرمود: «تؤدون الامانة اليهم و تقيمون الشهادة لهم و عليهم و تعودون مرضاهم و تشهدون جنائزهم [2] ؛ امانات همه آنان را مسترد داشته، در موقع مخاصمه و ترافع نزد حاكم، بر نفع درستكار و ضرر گناهكار و نادرست، اقامه شهادت نموده، بيماران شان را عيادت كرده و در مراسم تدفين مردگان شان شركت كنيد.»
دليل بر تشريع «تقيه مداراتيه» در روايات مذكور از محضر اهل بيت عليهم السلام، به ويژه حضرت امام صادق عليه السلام، مطابق آيات عديده قرآني: دستور به اتحاد مسلمانان، كنار گذاردن اختلافات و موجبات تفرقه، اجتناب از دوستي حقيقي و همكاري مسلمانان با كفار و اجانب مي باشد. [3] .
پاورقي
[1] وسائل الشيعه، كتاب امر به معروف، باب 26.
[2] همان، كتاب حج، باب 1 از ابواب احكام العشرة.
[3] ر.ك: تقيه در اسلام، ص 84 ـ 93؛ رساله اي در تقيه، عبدالرضا ابراهيمي.
بيعت عباسيان با محمد بن عبدالله
چون معلوم گشت كه عباسيان در آغاز به سود علويان كار مي كردند نبايد تعجب كنيم كه تمام عباسيان حتي ابراهيم امام، سفاح و منصور مكرر در مكرر و به انگيزه هاي گوناگون، با علويان بيعت مي كردند.
روزي خاندان عباس و فرزندان امام حسن عليه السلام در «ابواء» كه بر سر راه مكه قرار داشت، گرد هم آمدند. در آنجا صالح بن علي گفت: «شما گروهي هستيد كه چشم مردم به شما دوخته است. اكنون كه خداوند شما را در اين موضع گرد هم آورده، بياييد و با يك نفر از ميان خود بيعت كرده و سپس در افقها پراكنده شويد. از خدا بخواهيد تا مگر گشايشي در كارتان بياورد و شما را پيروز بگرداند.»
در اينجا منصور، چنين گفت: چرا خود را فريب مي دهيد؟ به خدا سوگند كه خود مي دانيد كه مردم از همه بيشتر به اين جوان تمايل دارند و از همه سريعتر دعوتش را مي پذيرند، منظورش «محمد بن عبدالله» بود. ديگران او را تصديق كرده و همه دست بيعت به سويش گشودند، حتي ابراهيم امام، سفاح، منصور، صالح بن علي، فقط حضرت صادق عليه السلام بود كه بيعت نفرمود.
منصور با محمد بن عبدالله چند بار بيعت كرد: يك بار در «ابواء» در مسير مكه، و ديگر بار در مدينه و بار سوم در خود مكه در مسجدالحرام بيعت خود را تجديد كرد. اما پس از گذشت مدت زماني، هنگامي كه سر بريده ي محمد بن عبدالله را از مدينه نزد منصور آوردند، وي به «مطير بن عبدالله» گفت: «آيا گواهي نمي دهي كه محمد با من بيعت كرده بود؟» مطير پاسخ داد: «به خدا گواهي مي دهم كه تو روزي
[ صفحه 33]
مي گفتي كه خود با او بيعت كردي.»
منصور فرياد برآورد كه هان! اي زنازاده... و سپس دستور داد كه در چشمانش ميخ فرو كنند تا ديگر از اين مقوله سخن نگويد. [1] .
عباسيان با زيركي و سياست فراواني به اين جمله اكتفا مي كردند كه بگويند دعوتشان به سود «اهل بيت» و «عترت» تمام مي شود. و متأسفانه مردم براي واژه ي «اهل بيت» مصداقي جز علويان به طور اعم كسي ديگري را نمي شناختند. مي بينيم ابومسلم خراساني، كسي كه عباسيان را به حكومت رسانيد، در نامه اي به امام صادق عليه السلام نوشت: «من مردم را به دوستي اهل بيت دعوت مي كنم. آيا مايل به اين كار هستيد تا با شما بيعت كنم؟»
امام صادق عليه السلام او را چنين پاسخ داد: «... نه تو مرد مكتب من هستي، و نه روزگار، روزگار من است.» [2] .
البته ابومسلم از نامه نوشتن جز خدعه و نيرنگ هدف ديگري در سر نداشت و با جواب قاطع و محكم امام صادق عليه السلام نقشه هاي او باطل شد.
پاورقي
[1] المحاسن والمساوي / بيهقي / ص 482.
[2] الملل و النحل / ج 1 / ص 154. براي دريافت دليل سخن امام عليه السلام صفحات آينده را مطالعه كنيد آنگاه شخصيت دروني ابومسلم را خواهيم شناخت و گفتار امام عليه السلام روشن خواهد گشت.
مجاب كردن شخص با جوابهاي خود شخص
گاهي نيز حضرت از شخصي كه به نزد او مي آمد و سئوالاتي داشت، پرسش هايي را مي پرسيد تا اينكه با توجه به پاسخ فرد و ادعايش، وي را مجاب نمايد و عقايد حق را اثبات كند.
در همين خصوص از هشام بن حكم روايت شده كه ابن ابي العوجاء به خدمت امام صادق (عليه السلام) رسيد و امام (عليه السلام) از او پرسيد: آيا تو مصنوعي؟ او نيز در پاسخ گفت: من مصنوع نيستم. حضرت از او مي پرسد: اگر مصنوع نيستي پس چه هستي و اگر مصنوع بودي چگونه بودي؟
وصيته لعبدالله بن جندب
هو عبدالله بن جندب البجلي الكوفي ثقة جليل القدر من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام و كان وكيلا لأبي ابراهيم و أبي الحسن، كان عابدا رفيع المنزلة لديهما علي ما ورد في الأخبار و لما مات رحمه الله قام مقامه علي بن مهزيار.
روي أنه عليه السلام قال: يا عبدالله لقد نصب ابليس حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها الا أولياءنا، و لقد جلت الآخرة في أعينهم حتي ما يريدون بها بدلا. ثم قال آه آه علي قلوب حشيت نورا و انما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم [1] و العدو الأعجم ما أنسوا بالله و استوحشوا مما به استأنس المترفون، أولئك أوليائي حقا بهم تكشف كل فتنة و ترفع كل بلية.
يا ابن جندب حق علي كل مسلم يعرفنا أن يعرف عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه فان رأي حسنة استزاد منها، و ان رأي سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيامة. طوبي لعبد لم يغبط الخاطئين علي ما أتوا من نعيم الدنيا و زهرتها طوبي لعبد طلب الآخرة
[ صفحه 292]
و سعي لها طوبي لمن لم تلهه الأماني الكاذبة. ثم قال عليه السلام: رحم الله قوما كانوا سراجا و منارا، كانوا دعاة الينا بأعمالهم و مجهود طاقتهم ليس كمن يذيع أسرارنا.
يا ابن جندب، انما المؤمنون يخافون الله و يشفقوا أن يسلبوا ما أعطوا من الهدي، فاذا ذكروا الله و نعماءه و جلوا و أشفقوا، و اذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا مما أظهره من نفاد قدرته، و علي ربهم يتوكلون.
يا ابن جندب قديما عمر الجهل و قوي أساسه و ذلك لا تخاذهم دين الله لعبا حتي لقد كان المتقرب منهم الي الله بعلمه سواه أولئك هم الظالمون.
يا ابن جندب: لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتم الملائكة و لأظلهم الغمام و لأشرقوا نهارا و لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم و لما سألوا الله شيئا الا أعطاهم.
يا ابن جندب لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم الا خيرا. و استكينوا الي الله في توفيقهم و سلوا التوبة لهم. فكل من قصدنا و والانا و لم يوال عدونا و قال ما يعلم وسكت عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو من أهل الجنة.
يا ابن جندب يهلك المتوكل علي عمله. و لا ينجو المجتري ء علي الذنوب الواثق برحمة الله. قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الرجاء و الخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا الي الثواب و خوفا من العذاب.
يا ابن جندب من سره أن يزوجه الله الحور العين و يتوجه بالنور فليدخل علي أخيه السرور.
[ صفحه 293]
يا ابن جندب أقل النوم بالليل، و الكلام بالنهار. فما في الجسد شي ء أقل شكرا من العين و اللسان، فان أم سليمان قالت لسليمان يا بني اياك و النوم فانه يفقرك يوم يحتاج الناس الي أعمالهم.
يا ابن جندب ان للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه [2] و مصائده قلت: يا ابن رسول الله ما هي؟ قال: أما مصائده فصد عن بر الاخوان، و أما شباكه فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله. أما أنه ما يعبد الله بمثل نقل الأقدام الي بر الاخوان و زياراتهم. ويل للساهين عن الصلوات النائمين في الخلوات المستهزئين بالله و آياته في الفترات [3] (أولئك لا خلاق لهم في الآخرة لا يكلمهم الله.. يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم) [4] .
يا ابن جندب من أصبح مهموما لسوي فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل و رغب من ربه الربح الحقير. [5] و من غش أخاه و حقره و ناواه [6] جعل الله النار مأواه. و من حسد مؤمنا انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء. يا ابن جندب الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا و المروة و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر و أحد. و ما عذب الله أمة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم.
يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا و قل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب
[ صفحه 294]
فو الله لا تنال ولايتنا الا بالورع و الاجتهاد في الدنيا و مواساة الاخوان في الله و ليس من شيعتنا من يظلم الناس.
يا ابن جندب انما شيعتنا يعرفون بخصال شتي: بالسخاء و البذل للاخوان و بأن يصلوا الخمسين ليلا و نهارا. شيعتنا لا يهرون هرير الكلب و لا يطمعون طمع الغراب و لا يجاورون لنا عدوا و لا يسألون لنا مبغضا و لو ماتوا جوعا. شيعتنا لا يأكلون الجري [7] و لا يمسحون علي الخفين و يحافظون علي الزوال و لا يشربون مسكرا. قلت جعلت فداك فأين أطلبهم؟ قال عليه السلام: علي رؤوس الجبال و أطراف المدن. و اذا دخلت مدينة فسل عمن لا يجاورهم و لا يجاورونه فذلك مؤمن كما قال الله: (و جاء من أقصي المدينة رجل يسعي) [8] و الله لقد كان حبيب النجار وحده. كل الذنوب مغفورة سوي عقوق أهل دعوتك. و كل البر مقبول الا ما كان رئاء.
يا ابن جندب أحبب في الله و استمسك بالعروة الوثقي و اعتصم بالهدي يقبل عملك، فان الله يقول: (لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي) [9] فلا يقبل الا الايمان، و لا ايمان الا بعمل و لا عمل الا بيقين و لا يقين الا بخشوع، و ملاكها كلها الهدي، فمن اهتدي يقبل عمله و صعد الي الملكوت متقبلا (و الله يهدي من يشاء الي صراط المستقيم) [10] .
يا ابن جندب: ان أحببت أن تجاور الجليل في داره و تسكن
[ صفحه 295]
الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا و اجعل الموت نصب عينيك و لا تدخر شيئا، و اعلم أن لك ما قدمت و عليك ما أخرت.
يا ابن جندب: من حرم نفسه كسبه فانما يجمع لغيره. و من أطاع هواه فقد أطاع عدوه. و من يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه و آخرته و يحفظ له ما غاب عنه و قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا. و لكل عسر يسرا. صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية [11] ، فانما يقبض عاريته و يأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك و شكرك. و ارج رجاء لا يجرك علي معصيته و خفه خوفا لا يؤيسك من رحمته. و لا تغتر بقول الجاهل و لا بمدحه فتكبر و تجبر و تعجب بعملك، فان أفضل العمل العبادة و التواضع، فلا تضيع مال غيرك ما خلفته وراء ظهرك. و اقنع بما قسمه الله لك. و لا تنظر الا الي ما عندك. و لا تتمن ما لست تناله. فان من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع. وخذ حظك من آخرتك و لا تكن بطرا في الغني و لا جزعا في الفقر. و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك و لا تكن واهنا يحضرك من عرفك و لا تشار [12] من فوقك و لا تسخر بمن هو دونك. و لا تنازع الأمر أهله. و لا تطع السفهاء و لا تكن مهينا تحت كل أحد، و لا تتكلن علي كفاية أحد. وقف عند كل أمر حتي تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم. و اجعل قلبك قريبا تشاركه. و اجعل عملك والدا تتبعه. و اجعل نفسك عدوا تجاهده و عارية تردها فانك قد جعلت طبيب نفسك و عرفت آية الصحة و بين لك الداء و دللت علي الدواء. فانظر قيامك علي نفسك. و ان كانت لك يد عند انسان فلا تفسدها بكثرة المن و الذكر لها ولكن اتبعها بأفضل منها، فان ذلك أجمل بك في أخلاقك، و أوجب
[ صفحه 296]
للثواب في آخرتك، و عليك بالصمت تعد حليما - جاهلا كنت أو عالما - فان الصمت زين لك عند العلماء و ستر لك عند الجهال.
يا ابن جندب ان عيسي ابن مريم عليه السلام قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأي ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أكان كاشفا عنها كلها أم مرد عليها ما انكشف منها؟ بل نرد عليها. قال: كلا بل تكشفون عنها كلها - فعرفوا أنه مثل ضربه لهم - فقيل: يا روح الله و كيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطلع علي العورة من أخيه فلا يسترها. بحق أقول لكم أنكم لا تصيبون ما تريدون الا بترك ما تشتهون. و لا تنالون ما تأملون الا بالصبر علي ما تكرهون. اياكم و النظرة فانها تزرع في القلب الشهوة و كفي بصاحبها فتنة. طوبي لمن جعل بصره في قلبه و لم يجعل بصره في عينه. لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب و انظروا في عيوبكم كهيئة العبيد. انما الناس رجلان: مبتلي و معافي فارحموا المبتلي و احمدوا الله علي العافية».
يا ابن جندب صل من قطعك. و أعط من حرمك. و أحسن الي من أساء اليك. و سلم علي من سبك. و أنصف من خاصمك و اعف عمن ظلمك، كما أنك تحب أن يعفي عنك فاعتبر بعفو الله عنك، ألا تري أن شمسه أشرقت علي الأبرار و الفجار. و أن مطره ينزل علي الصالحين و الخاطئين.
يا ابن جندب لا تتصدق علي أعين الناس ليزكوك، فان فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، و لكن اذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك، فان الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية علي رؤوس الأشهاد في اليوم الذي لا يضرك أن لا يطلع الناس علي صدقتك. و اخفض الصوت، ان ربك الذي يعلم ما تسرون و ما تعلنون قد علم ما تريدون قبل أن تسألوه. و اذا
[ صفحه 297]
صمت فلا تغتب أحدا. و لا تلبسوا صيامكم بظلم. و لا تكن كالذي يصوم رئاء الناس، مغبرة وجوههم شعثة رؤوسهم يابسة أفواههم لكي يعلم الناس أنهم صيامي.
يا ابن جندب الخير كله أمامك، و أن الشر كله أمامك. و لن تري الخير و الشر الا بعد الآخرة، لأن الله جل و عز جعل الخير كله في الجنة و الشر كله في النار، لأنهما الباقيان. و الواجب علي من وهب الله له الهدي و أكرمه بالايمان و ألهمه رشده و ركب فيه عقلا يتعرف به نعمه و آتاه علما يدبر به أمر دينه و دنياه أن يوجب علي نفسه أن يشكر الله و لا يكفره و أن يذكر الله و لا ينساه و أن يطيع الله و لا يعصيه. للقديم الذي تفرد له بحسن النظر. و للحديث الذي أنعم عليه بعد اذ أنشأه مخلوقا. و للجزيل الذي وعده، و الفضل الذي لم يكلف من طاعته فوق طاقته و ما يعجز عن القيام به و ضمن له العون علي تيسير ما حمله من ذلك و ندبه الي الاستعانة علي قليل ما كلفه و هو معرض عما أمره و هو عاجز عنه قد لبس ثوب الاستهانة فيما بينه و بين ربه، متقلدا لهواه ماضيا في شهواته، مؤثرا لدنياه علي آخرته و هو في ذلك يتمني جنان الفردوس و ما ينبغي لأحد أن يطمع أن ينزل بعمل الفجار منازل الأبرار، أما أنه لو وقعت الواقعة و قامت القيامة و جاءت الطامة و نصب الجبار الموازين لفصل القضاء و برز الخلائق ليوم الحساب أيقنت عند ذلك لمن تكون الرفعة و الكرامة و بمن تحل الحسرة و الندامة.
فاعمل اليوم بما ترجو به الفوز في الآخرة.
يا ابن جندب قال الله جل و عز في بعض ما أوحي: «و انما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي و يكف الشهوات من أجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعظم علي خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم
[ صفحه 298]
المصاب و يؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمة نورا و في الجهالة حلما أكلأه [13] بعزتي و أستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه و يسألني فأعطيه، فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات الفردوس لا يسبق أثمارها و لا تتغير حالها».
يا ابن جندب الاسلام عريان فلباسه الحياء و زينته الوقار و مروءته العمل الصالح، و عماده الورع، ولكل شي ء أساس و أساس الاسلام حبنا أهل البيت.
يا ابن جندب ان الله تبارك و تعالي سورا من نور محفوفا بالزبرجد و الحرير، منجدا [14] بالسندس و الديباج، يضرب هذا السور بين أوليائنا و بين أعدائنا فاذا غلي الدماغ و بلغت القلوب الحناجر و نضجت الأكباد من طول الموقف أدخل في هذا السور أولياء الله، فكانوا في أمن الله و حرزه، لهم فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين. و أعداء الله قد ألجمهم العرق و قطعهم الفرق و هم ينظرون الي ما أعد الله لهم، فيقولون (ما لنا لا نري رجالا كنا نعدهم من الأشرار) [15] فينظر اليهم أولياء الله فيضحكون منهم فذلك قوله عزوجل: (اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار) [16] و قوله (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون - علي الأرائك ينظرون) [17] فلا يبقي أحد ممن أعان مؤمنا من أوليائنا بكلمة الا أدخله الله الجنة بغير حساب [18] .
[ صفحه 299]
پاورقي
[1] حشيت أي ملأت، و الشجاع - بالكسر و الضم: الحية العظيمة التي تواثب الفارس. و الأرقم: الحية التي فيها سواد و بياض، و هو أخبث الحيات.
[2] فتحاموا: أي اجتنبوها و توقوها. و الشباك: جمع شبكة: شركة الصياد أي حبائل الصياد.
[3] الفترة: الضعف و الانكسار و المراد بها زمان ضعف الدين.
[4] آل عمران: آية 77.
[5] الحقير: القليل التافه من الشي ء.
[6] ناواه،: عاداه.
[7] الجري: سمك طويل أملس ليس عليه فصوص.
[8] يس: آية 20.
[9] طه: آية 82.
[10] البقرة: آية 213.
[11] رزية: مصيبة. أصله من رزأ أي أصاب منه شيئا و نقص.
[12] لا تشار: أي لا تخاصم.
[13] كلأ الله فلانا: أي حفظه و حرسه.
[14] منجدا: أي مزينا.
[15] سورة ص: آية 62.
[16] سورة ص: آية 63.
[17] سورة المطففين: الآيتان: 35 - 34.
[18] تحف العقول: ص 301.
آيا قيام زيد با موافقت امام صادق بود
درباره ي زيد و اينكه آيا او مدعي امامت بوده يا امامت حضرت باقر و حضرت صادق عليهماالسلام را قبول داشته، روايات متضادي از ائمه عليهم السلام نقل شده است كه طي بعضي از آن ها وي مورد نكوهش قرار گرفته و در بعضي ديگر از او تمجيد شده است.
اكثر دانشمندان و محققان ما در علم رجال و حديث، اعم از قدما و معاصرين، روايات حاكي از نكوهش او را از نظر سند مردود دانسته و به آن ها اعتماد نكرده اند. به عنوان نمونه مرحوم آية الله العظمي خوئي قدس سره، پس از نقد و بررسي رواياتي كه در نكوهش زيد نقل شده است، آن ها را از نظر سند ضعيف و غيرقابل اعتماد معرفي كرده و مي نويسد: حاصل آنچه گفتيم اين است كه زيد فردي بزرگوار و مورد ستايش بوده است و هيچ مدركي كه بر انحراف عقيدتي يا نكوهش او دلالت كند وجود ندارد [1] .
مرحوم علامه مجلسي قدس سره نيز پس از نقل روايات مربوط به زيد مي نويسد: بدان كه اخبار در حالات زيد مختلف و متعارض است لكن اخبار حاكي از جلالت و مدح وي و اينكه او ادعاي نادرستي نداشت، بيشتر است و اكثر علماي شيعه به علو شأن زيد نظر داده اند. بنابراين مناسب است كه نسبت
[ صفحه 48]
به او حسن ظن داشته باشيم و از نكوهش او خودداري كنيم [2] .
اما در مورد قيام زيد دلايل و شواهد فراواني گواهي مي دهند كه قيام او با اجازه و موافقت حضرت امام صادق عليه السلام بوده است و اينكه برخي تصور مي كنند قيام زيد بدون اذن امام صادق عليه السلام و خودسرانه صورت گرفته است و براي تأييد ادله ي خود به رواياتي استناد مي كنند، تصوري واهي و بي اساس است، زيرا وقتي در سلسله ي سند اين روايات دقت كنيم، به خوبي در مي يابيم كه اين احاديث از نظر متن يا سند مورد اعتماد نيست و تشخيص اين گونه روايات با اهل نظر و بصيرت است. البته ما روايات معتبري داريم كه قيام زيد بن علي به اذن امام صادق عليه السلام بوده است، چون شخصيتي همانند زيد هيچگاه قدمي برنمي دارد و سخني نمي گويد مگر اينكه از امام خود اذن بگيرد، زيرا او امام را حجت خدا مي داند كه اطاعت امر او بر همگان واجب است و ممكن نيست درباره ي امري كه منجر به كشته شدن و ريختن خون افراد زيادي مي شود، بدون مشورت با امام معصوم قيام كند.
از جمله ي اين شواهد، گفتار امام رضا عليه السلام در پاسخ مأمون است كه امام طي آن فرمود: «پدرم موسي بن جعفر نقل كرد كه از پدرش جعفر بن محمد شنيده بود كه مي گفت: زيد براي قيامش با من مشورت كرد، من به او گفتم: عمو جان، اگر دوست داري كه همان شخص به دار آويخته ي كناسه ي كوفه باشي، راه تو همين است. و موقعي كه زيد از حضور امام صادق عليه السلام بيرون رفت، امام فرمود: واي به حال كسي كه نداي او را بشنود و به ياري او نشتابد» [3] .
[ صفحه 49]
اين روايت شاهد خوبي است بر اينكه قيام زيد با اجازه ي امام بوده است. اما چون مسئله ي خروج زيد مي بايست با رعايت اصول احتياط و حساب شده باشد و ممكن بود مداخله ي امام و موافقت او با قيام زيد به گوش دشمن برسد، نه امام و نه خود زيد و نه اصحاب نزديك آن حضرت به هيچ وجه مايل نبودند كسي از آن اطلاع يابد. امام صادق عليه السلام در گفتگو با يكي از ياران زيد كه در ركاب او شش تن از سپاه امويان را كشته بود، فرمود: خداوند مرا در اين خون ها شريك گرداند. به خدا سوگند عمويم زيد روش علي و يارانش را در پيش گرفت [4] .
زيد از معتقدان به امامت حضرت صادق عليه السلام بوده است، چنانكه از او نقل شده كه مي گفت: جعفر امام ما در حلال و حرام است [5] .
نيز زيد مي گفت: در هر زماني يك نفر از ما اهل بيت حجت خدا است و حجت زمان ما برادرزاده ام جعفر بن محمد است. هر كس از او پيروي كند، گمراه نمي شود و هر كس با او مخالفت ورزد، هدايت نمي يابد. [6] .
امام صادق عليه السلام فرمود: «خدا عمويم زيد را رحمت كند، هرگاه پيروز مي شد، [به قرار خود] وفا مي كرد. عمويم زيد مردم را به رهبري شخص برگزيده اي از آل محمد دعوت مي كرد و آن شخص منم» [7] .
در روايتي ديگر از امام صادق عليه السلام نقل شده است كه درباره ي زيد فرمود: خدا او را رحمت كند، مرد مؤمن و عارف و عالم و راستگويي بود، اگر پيروز مي شد، به عهد خود وفا مي كرد و اگر قدرت و حكومت را به دست مي آورد، مي دانست آن را به چه كسي بسپارد [8] .
[ صفحه 50]
اميرمؤمنان عليه السلام در ضمن خطبه اي از قيام زيد خبر داد و فرمود: «... در اين موقع مردي از خاندان ما قيام مي كند، وي را كمك كنيد، چون مردم را به سوي حق دعوت مي كند. و مردم مي گفتند اين كسي كه اميرالمؤمنين عليه السلام از قيام او خبر داد همان زيد است» [9] .
خبر شهادت زيد و يارانش در مدينه اثري عميق و ناگوار داشت و بيش از همه امام صادق عليه السلام از اين واقعه متأثر بود. پس از شهادت زيد چنان غم و غصه امام صادق عليه السلام را فرا گرفته بود كه هرگاه نام كوفه و زيد به ميان مي آمد، بي اختيار اشك از چشمان حضرت سرازير مي شد و با جمله هاي جانسوز و تكان دهنده توأم با تكريم و احترام عميق نسبت به عموي شهيد خود و ياران فداكار وي، خاطره ي شهادت او را گرامي مي داشت.
يكي از دوستان امام ششم به نام حمزة بن حمران مي گويد: روزي به محضر امام صادق عليه السلام شرفياب شدم، حضرت از من پرسيد: اي حمزه، از كجا مي آيي؟ عرض كردم: از كوفه. امام تا نام كوفه را شنيد به شدت گريه كرد، به طوري كه صورت مباركش از اشك چشمش خيس شد. وقتي كه من اين حالت را مشاهده كردم، از روي تعجب عرض كردم: پسر پيغمبر، چه مطلبي شما را چنين به گريه انداخت؟ امام با حالتي حزن انگيز و چشماني پر از اشك فرمود: به ياد عمويم زيد و آنچه بر سر او آوردند افتادم، گريه ام گرفت. پرسيدم: چه چيزي از او به ياد آمد؟ فرمود: قتل و شهادت او. آنگاه امام چگونگي شهادت او را براي حمزه شرح داد... [10] .
امام پنجم عليه السلام هم قيام زيد را مورد تأييد قرار داده و به جابر جعفي
[ صفحه 51]
فرمود: «برادرم زيد بن علي قيام مي كند و كشته مي شود. او بر حق است. واي به حال كسي كه وي را ياري نكند، واي بر كسي كه با او بجنگد و واي بر كسي كه او را بكشد!» [11] .
در هر حال ترديدي نيست كه قيام زيد بن علي با اذن امام معصوم عليه السلام بوده، همان گونه كه مرحوم شهيد اول در كتاب قواعد در باب امر به معروف و نهي از منكر تصريح كرده و مي گويد قيام زيد با اذن امام صادق عليه السلام صورت گرفته است [12] .
پاورقي
[1] معجم رجال الحديث، قم، مدينة العلم، ج 7، ص 345 و 356.
[2] البته بايد توجه داشت كه تجليل و تمجيد علماي شيعه از زيد هرگز به معناي تأييد فرقه اي كه به نام او به وجود آمده، نيست.
[3] «... لقد استشارني في خروجه فقلت له يا عم ان رضيت ان تكون المقتول (المصلوب) بالكناسه فشأنك فلما و لي قال جعفر بن محمد ويل لمن سمع داعيته فلم يجبه» (رياض السالكين، ص 9؛ عيون اخبار الرضا، ج 1، ص 195؛ اعيان الشيعه، ج 7، ص 109؛ رياض العلماء، ج 2، ص 328 و 345 با اندك تفاوت).
[4] قاموس الرجال، شيخ محمد تقي تستري، ج 4، ص 570.
[5] اختيار معرفة الرجال (معروف به رجال كشي)، تحقيق حسن مصطفوي، ص 361.
[6] امالي صدوق، مجلس 81، ج 6؛ قاموس الرجال، ص 574.
[7] «رحم الله عمي زيدا لو ظفر لو في انما دعا الي الرضا من آل محمد و انا الرضا» (عيون اخبار الرضا، ج 1، ص 19؛ سفينة البحار، ج 1، ص 578؛ رجال مامقاني، ج 1، ص 469؛ الغدير، ج 3، ص 70).
[8] اعيان الشيعه، ج 7، ص 108 و 109؛ رياض العلماء، ج 2، ص 334؛ رياض السالكين، ص 9؛ اختيار معرفة الرجال، ص 285). مرحوم كليني نيز حديث مشابهي در اين زمينه با سند ديگر در روضه ي كافي (ص 264، ح 381) نقل كرده است.
[9] «ليقوم عند ذلك رجل منا اهل البيت فانصروه فانه داع الي الحق فكان الناس يحدثون ان ذلك الرجل هو زيد» (شرح نهج البلاغه ي ابن ابي الحديد، ج 2، ص 306، خطبه ي 39).
[10] امالي صدوق، ص 236، مجلس 62، حديث 3؛ بحارالانوار، ج 46، ص 172؛ سيره ي پيشوايان، ص 410.
[11] «ان اخي زيد بن علي خارج مقتول و هو علي الحق فالويل لمن خذله و الويل لمن حاربه و الويل لمن يقتله» (اعيان الشيعه، ج 7، ص 116).
[12] تنقيح المقال، ج 1، ص 467.
شدت علاقه ي اولياي خدا به او
آيا واقعا چنين چيزي ممكن است؟ شايد تصورش كمي براي ما دشوار باشد، اما نبايد هر چه را براي ما ميسر نيست غير ممكن بشماريم. كسي كه فكر كردنش را يك وسيله و ابزار مي داند براي اين كه علم را از خدا دريافت كند، چطور ممكن است از او غافل شود؟ او تمرين كرده كه همه ي معارف را از دست خدا بگيرد. مگر ممكن است خدا را غايب ببيند؟ اگر او با كسي صحبت مي كند، توجه دارد كه خدا خواسته تا اين مطالب به زبان او جاري شود و كساني هدايت شوند و راه خدا را پيدا كنند. او مي داند كه در حضور خدا است و به امر خدا اين سخنان را مي گويد. چنين كسي هيچ گاه از خدا غافل نمي شود. خدا چنين بندگاني دارد. اگر ما آنها را نمي شناسيم دليل بر اين نيست كه وجود ندارند. به وجود همين ها است كه خدا بركاتش را بر مردم نازل مي كند؛ شيعيان خالصي كه به بركت آنها آفات و بليات از اهل زمين برداشته مي شود.
براي اين كه اين مسايل به ذهنمان نزديك تر شود، مي توانيم از مواردي كه شايد براي خود ما هم گاهي پيش آمده باشد مثال بزنيم. مثلا كسي كه - خداي نخواسته - عزيزي از دست داده باشد، وقتي در كلاس حاضر مي شود دائما حواسش پيش عزيز از دست رفته است. درس مي خواند، گوش مي دهد، مباحثه هم مي كند، اما عمق دلش پيش او است. يا مثلا كساني كه در آتش محبت و عشق به محبوبي مي سوزند، در عين حال كه به كارهاي روزمره شان مي پردازند اما ته دلشان متوجه محبوبشان است. كساني هم كه خدا را شناخته اند، جمال و جلال الهي را كم تر از مخلوقاتش نمي دانند. به همين دليل، بيش از آن كه به مخلوقات محبت پيدا كنند، به خدا محبت مي ورزند و وقتي محبت پيدا شد دل نمي تواند سراغ محبوب نرود؛ زيرا به طور طبيعي، دل متوجه محبوب است: الذين آمنوا أشد حبا لله؛ [1] مؤمنان محبتشان به خدا بيش تر از ديگران است.
پس بايد از خدا بخواهيم، از دستورات اهل بيت عليهم السلام هم استفاده كنيم، هم چنين به آنها متوسل شويم، تا به بركت اين انوار مقدس، خدا دل هاي ما را به نور معرفت و محبت خود روشن كند. اگر چنين سعادتي نصيب انسان شود و محبت خدا در دلش جا بگيرد و ريشه بدواند، آن وقت ياد خدا كردن كار مشكلي نيست كه بر عكس، اگر لحظه اي غافل شود مثل اين است كه گم شده ي بزرگي دارد.
[ صفحه 38]
پاورقي
[1] بقره (2)، 165.
قاطعيت ايدئولوژيك
يحيي بن ام طويل به مسجد مدينه داخل مي شد، در ميان جمع مسلمانان و معتقدان به امام مي ايستاد و خطاب به شيعيان مدعي، سخني را كه ابراهيم بت شكن به بت پرستان زمان خود مي گفت، تكرار مي كرد:
«ما از شما و از آن چه به جاي خدا عبادت مي كنيد، بيزاريم. ما به شما كافر شديم. ميان ما و شما خشم و كين و دشمني وجود دارد، تا آن
[ صفحه 22]
زمان كه منحصرا به عبوديت خدا درآييد». [1] .
اين سخني است كه قرآن از قول ابراهيم و گرويدگان به او در رويارويي با معارضان زمان نقل مي كند. اين همان قاطعيت ايدئولوژيك و جبهه گيري پيروان و وابستگان به يك مكتب دگرگون ساز است در برابر كساني كه به خاطر دلبستگيها و پايبندي شان به آرزوهاي پست و حقير مادي، پيام نبي را نمي پذيرند و با آن به معارضه برمي خيزند؛ و اين همان چيزي است كه با اولين گامهاي دعوت هر يك از انبيا پيش مي آمد. انبيا با اولين شعارهاي مكتب خود، آن وحدت و يكپارچگي گمراهانه اي را كه در ميان مردم زمانشان از پيش بوده، برهم مي زدند. از ميان كاروان بد عاقبتي كه در زير پرچم پيشوايان مردمي خوار، به سوي دره ي تباهي و نابودي راه مي سپرد، عده اي را بيرون مي كشيدند؛ لااقل گروهي را از اين سرنوشت تلخ نجات مي دادند... و ميان جبهه ي واحد و يكپارچه ي باطل زمان، اختلاف مي افكندند. بر سر آدمياني كه همچون گوسفنداني بي خبر و سر به راه در حركت بودند، نهيب مي زدند؛ غريو برمي آوردند؛ آنان را هشيار مي ساختند؛ جلوي سيل بنيان كن گمراهي را مي گرفتند؛ و البته گروههايي هم از زير دست نبي رد مي شدند؛ از راهي كه او بدان مي خواند، منحرف مي گشتند و در پرتگاه سقوط معنوي و مادي درمي غلتيدند.
پاورقي
[1] قرآن كريم، سوره ي ممتحنه، آيه ي 4.
عقيده به رؤيت خدا
دومين موضوع در عقيده ابن تيميه، مسأله رؤيت خداوند است كه او از طرفداران سرسخت مرئي بودن خدا در آخرت است و در اين زمينه، علاوه بر تأليفات ديگرش، در منهاج السنه بحث مفصلي كرده است. او در پاسخ علامه (رحمه الله) كه به غير مرئي بودن خدا با آيه (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصار) استدلال نموده، مي گويد: علما و محدثين بر اثبات رؤيت خدا اتفاق نظر دارند و حديث هاي متواتر و پياپي در اين زمينه نقل گرديده است؛ از آن جمله اين حديث است «انكم سترون ربكم كما ترون الشمس و القمر لاتضامون في رؤيته»؛ [1] شما همان گونه كه آفتاب و ماه را مي بينيد خدا را خواهيد ديد و هيچ ازدحام و فشار بر شما وارد نخواهد گرديد.
ابن قيم نيز اين مطلب را اين چنين به نظم در آورده است:
[ صفحه 47]
ان العباد يرونه سبحانه
رؤيا العيان كما يري القمران
و باز مي گويد
فيرون ربهم جهرة
نظر العيان كما يري القمران [2] .
پاورقي
[1] منهاج السنة 1 / 216 ـ 215.
[2] القصيدة النونيه، ص243.
مالك بن انس
مالك بن انس پيشواي مذهب مالكي (متوفّاي 174ق) در نزديكي «خانه عقيل» دفن شده است. قبر وي كمي بالاتر از قبر عقيل و سمت چپ آن قرار دارد.
محمد بن بشير
101-(من جملة ما ذكر في احوال محمد بن بشير) [1] .
قد كان ابوعبدالله و ابوالحسن عليهماالسلام يدعو ان الله عليه و يسئلانه أن يذيقه حر الحديد.
فاذاقه الله حر الحديد. بعد أن عذب بأنواع العذاب [2] .
[ صفحه 104]
پاورقي
[1] انه كان يكذب علي الامام عليه السلام.
و لمعرفة تفصيل ذلك راجع كتابنا المسمي ب:
جزاء اعداء الامام الكاظم صلوات الله تعالي عليه: ص77 و78.
[2] اختيار معرفة الرجال: ص481.
جعفر ايها الصديق 22
مسجد الكوفة يموج بالناس و الأخبار؛ الجموع تملأ فناء المسجد و قد تشكلت حلقات و دوائر، اختلطت الأصوات فلا يسمع المرء سوي همهمة بشرية، و قد زخر الفضاء بمختلف الأصوات، و بدا المسجد جامعة كبري.
في وسط الضجة كان الناس يصغون إلي أخبار المدن البعيدة، قتل محمد عند «أحجار الزيت» علي مشارف «المدينة المنورة» و تألقت في الأذهان نبوءات قديمة عن نفس زكية يراق دمها في أحجار الزيت. و قد شبت نار الثورة في البصرة، أشعلها شقيق له يدعي «إبراهيم» و لكن رياح القدر كانت تعصف بعنف و سقط الفارس في «باخمري» علي بعد ثلاثين ميلا جنوب الكوفة.
و شعر النمرود بالارتياح فانطلق إلي «بغداد» الصبية الجميلة التي تغتسل علي شواطي ء دجلة.
[ صفحه 110]
شعر النمرود أن رأسه فارغ من الهموم، فلقد ابتلعت الأرض خصمين لدودين طالما أرقاه في الليالي.
بدت بغداد من بعيد جنته الموعودة، و ضاعفت ابهة الملك وحشود الجنود و الحراس من شعوره بأهميته، و كاد أن يهتف وسط الجموع:
- أنا ربكم الأعلي.
ولكنه استدرك ذلك فقال:
- انما أنا سلطان الله في الأرض.
و خشعت أبصار الذين أشركوا.
استقل «النمرود» زورقا ملكيا و قد بدت شطآن دجلة المكتظة بباسقات النخيل كرموش صبية استيقظت توّاً من النوم. و شعر النمرود بنشوة حالمة «و دخل جنته و هو ظالم لنفسه» قال: «ما أظن أن تبيد هذه أبدا» «و ما أظن الساعة قائمة».
رسي القارب في مرفأ هادي ء؛ و كانت بعض القوارب الصغيرة تنقل آخر هبات هذه الأرض من لباب القمح، كانت الأسوار قد نهضت قليلا، و كان عمال البناء ينوءون بحمل لبنات مكعبة الشكل تزن الواحدة منها مئتي رطل، و كان أبوحنيفة منهمكا في ضرب اللبن وعده، فلأن يحمل أسوار بغداد علي ظهره أيسر من نهوضه
[ صفحه 111]
بالقضاء.
كان قصر الذهب الذي يتوسط المدينة قد أوشك علي الانتهاء، و قد بدا بقبته الخضراء كائنا خرافيا انشقت عنه الأرض.
أشار كبير المهندسين إلي تمثال فارس يحمل رمحا طويلا يتربع فوق القبة كأنه يشير إلي جهة من الجهات.
أبدي النمرود دهشته عندما عرف أن هذا التمثال يدور حول محوره فيشير برمحه إلي جهة ما..
كان الخليفة يحاول إخفاء رغبته بتفقد السجن الذي يقع إلي الجنوب من القصر، و أدرك المهندس رغبة الخليفة فتقدم في «سكة» تؤدي إلي «المطبق».
نزل الخليفة عدة درجات في سلم ضيق نحو الأعماق المظلمة.
أخفقت المشاعل في تبديد الظلمة الرهيبة، كانت الأقبية و الزنازين و الدهاليز غارقة تماما في الظلام؛ و كان الخليفة يتفقد المكان باهتمام فاق اهتمامه بالقصر و المدينة و حتي الأسوار.
بدا المطبق في تلك الساعة وحشا مخيفا يتربص بضحاياه.
مر الزمن بطيئا كسلحفاة كسول، و الخليفة يتفقد الأنفاق الغارقة في الظلام.
توقف أمام زنزانة منفردة تشبه بئرا محفورا في سرداب.
[ صفحه 112]
كانت المشاعل ما تزال تتوهج تحاول أن تبدد ظلمات تتراكم بعضها فوق بعض؛ بدت ظلال الخليفة والحراس الغلاظ مردة تتراقص علي الجدران الصخرية القاسية.
اكتمل حفر الخندق الذي يحيط بالمدينة، و أضحي مستعدا لاستقبال مياه الفرات المتدافعة عبر قناة «كرخايا».
كل شي ء يمضي علي ما يرام و قد ولدت غانية الشرق.
[ صفحه 113]
آگاهي از درون اشخاص
ابوبصير حكايت نمايد:
روزي به همراه كنيز خود وارد شهر مدينه شدم و پس از اندكي استراحت، براي انجام غسل جنابت راهي حمام شدم.
در بين راه، به تعدادي از شيعيان برخورد كردم كه جهت ديدار و ملاقات با امام صادق عليه السلام راهي منزل آن حضرت بودند.
من هم آرزوي ديدار آن حضرت را داشتم و ترسيدم كه از ملاقات محروم بمانم، به همين جهت از رفتن به حمام منصرف شدم و همراه ديگر دوستان حركت كردم تا وارد منزل امام صادق عليه السلام شديم.
چون به محضر شريف حضرت وارد شدم؛ و در مقابل ايشان قرار گرفتم، نگاهي به من نمود و فرمود:
اي ابوبصير! آيا نمي داني كه شخص جُنب نبايد داخل منازل پيغمبران و فرزندانشان شود.
پس من شرمنده شدم و گفتم: ياابن رسول اللّه! چون ديدم دوستان به ملاقات شما مي آيند، ترسيدم اين فرصت را از دست بدهم و ديگر توفيق زيارت شما را پيدا نكنم، به ناچار چنين شد؛ و سعي مي نمايم ديگر تكرار نشود. [1] .
همچنين آورده اند:
مصادف و مرازم - كه هر دو از اصحاب امام جعفر صادق عليه السلام هستند - حكايت كنند:
روزي ابوجعفر منصور دوانيقي حضرت صادق عليه السلام را نزد خود احضار كرده بود.
پس از آن كه امام صادق عليه السلام از مجلس منصور بيرون آمد و خواست از شهر حيره خارج شود، ما نيز به همراه حضرت حركت كرديم.
اوائل شب بود كه به دروازه شهر رسيديم و دژبان، مانع حركت حضرت شد و گفت كه نمي گذارم خارج شويد.
امام عليه السلام اصرار زيادي نمود؛ ولي سودي نبخشيد و مأمور حكومت، بر ممانعت خود اصرار مي ورزيد.
مصادف گويد: به امام صادق عليه السلام عرض كردم: فدايت شوم، اين شخص همچون سگ شما را مي آزارد و مي ترسم بيش از اين موجب ناراحتي شما گردد، اجازه فرما تا من و مرازم كار او را بسازيم و جسد او را در رودخانه بيندازيم.
حضرت اظهار داشت: ساكت باش، لازم نيست كاري بكني.
و بالاخره، دژبان همچنان به ممانعت و اذيّت خود ادامه داد تا آن كه مقدار زيادي از شب سپري شد و بعد از آن، حضرت را آزاد كرد و توانستيم به حركت خود ادامه دهيم.
و چون مقداري راه رفتيم، امام عليه السلام فرمود: اي مرازم! آيا الان بهتر شد يا كاري كه مي خواستيد انجام دهيد؟
گفتيم: ياابن رسول اللّه! الان بهتر شد.
سپس حضرت فرمود: چه بسا مردي به جهت بي تابي و كم صبري از يك ناراحتي ناچيز نجات يابد؛ ولي بعد از آن مبتلا به يك ناراحتي شديد و بزرگي گردد. [2] .
پاورقي
[1] بحارالانوار: ج 27، ص 255، به نقل از إرشاد و إعلام الوري.
[2] كافي: ج 8، ص 73، ح 49.
من وصية له الي زيد الشحام أمره بتبليغها
قال زيد الشحام: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: أقري ء من تري أنه يطيعني منكم و يأخذ بقولي السلام، و اوصيكم بتقوي الله عزوجل، و الورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث، و اداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم.
[ صفحه 94]
أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا و فاجرا، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يأمر بأداء الخيط و المخيط. صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاهم، وادوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة و حسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، و يسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفر، و اذا كان غير ذلك، دخل علي بلاؤه و عاره و قيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني أبي: أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها: اداهم للأمانة، و اقضاهم للحقوق، و اصدقهم للحديث، اليه وصاياهم و ودائعهم، تسأل العشيرة عنه و يقولون: من مثل فلان؟ انه أدانا للأمانة، و أصدقنا للحديث. [1] .
[ صفحه 95]
پاورقي
[1] أئمتنا: 1 / 438، الامام الصادق للمظفري 2 / 53.
من حكمه و تعاليمه
لقد أدلي الامام زين العابدين عليه السلام بكثير من الحكم القيمة، و التعاليم الرفيعة التي انبعثت عن خبرته الكاملة لواقع الحياة، و تعمقه في شؤونها الاجتماعية، و خبرته بأحوال الناس، و أمورهم، و في ما يلي بعض ما أثر عنه.
عبادته و تقواه
و كان الامام زين العابدين من رهبان هذه الامة في عبادته و تقواه. و قد لقب بذي الثننات لكثرة سجوده كما لقب بالمتهجد، و زين العابدين، و سيدالعابدين [1] و السجاد و هي تشير الي كثرة عبادته، و عظيم اقباله علي الله، و قد روي المؤرخون أنه اذا توضأ اصفر لونه، فيقول له
[ صفحه 39]
أهله: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ فيقول لهم: اتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ [2] و قد دخل عليه ولده الباقر فرآه قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فقد اصفر لونه من السهر و رمصت عيناه من البكاء و دبرت جبهته من كثرة السجود، و ورمت ساقاه من القيام في الصلاة، فلم يملك ولده نفسه من البكاء، و كان الامام زين العابدين في شغل عنه، فلما بصر بولده أمره أن يناوله بعض الصحف التي فيها عبادة جده الامام أميرالمؤمنين (ع) فناوله تلك الصحف فجعل يتأمل فيها، ثم تركها ضجرا و راح يقول:
«من يقوي علي عبادة علي ابن أبي طالب»:
و كان (ع) اذا قام للصلاة بين يدي الله توجه بقلبه و مشاعره نحو الخالق العظيم، فلا يشغله أي شأن من هذه الحياة، و يقول الامام الباقر (ع): كان أبي اذا وقف للصلاة لم يشتغل بغيرها، و لم يسمع شيئا لشغله بها و قد سقط بعض ولده فانكسرت يده، فصاح أهله و جيي ء بالمجبر فجبر يده و الصبي يصرخ من شدة الالم، و الامام لم يسمع فلما اصبح و رأي الصبي قد شدت يده فسأل عن ذلك فأخبره أهله بذلك [3] .
و قد أجهدته العبادة أي اجهاد، فقد حمل نفسه من أمرها رهقا، و قد خاف عليه أهله، فراحوا يتوسلون اليه ليخفف من عبادته، و هو يأبي ذلك، يقول الامام الباقر (ع): لما رأت فاطمة بنت الامام أمير
[ صفحه 40]
المؤمنين ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة اقبلت الي جابر بن عبدالله الانصاري فقالت له:
«يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا، و من حقنا عليكم ان اذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله و تدعوه الي البقيا علي نفسه، و هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه، و نقبت جبهته و ركبتاه و راحتاه بما دأب علي نفسه في العبادة....»
و انطلق جابر الي الامام زين العابدين فوجده في محرابه قد اضنته العبادة، و اجهدته الطاعة و نهض الامام فاستقبل جابر، و اجلسه الي جنبه، و سأله سؤالا حفيا عن حاله، و اقبل جابر عليه قائلا:
«يابن رسول الله أما علمت أن الله تعالي انما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم، و خلق النار لمن ابغضكم و عاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟...»
فاجابه الامام بلطف و حنان قائلا:
«يا صاحب رسول الله، أما علمت أن جدي رسول الله قد غفرالله له ما تقدم من ذنبه، و ما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له و تعبد - بأبي و أمي - حتي انتفخ ساقه، و ورم قدمه، و قد قيل له: اتفعل هذا و قد غفرالله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فقال: افلا أكون عبدا شكورا...»
و لما نظر جابر الي الامام لا يغني معه قول يميل به من الجهد و التعب، طفق يقول له: «يابن رسول الله، البقيا علي نفسك، فانك من أسرة بهم يستدفع البلاء، و بهم تستكشف الادواء، و بهم تستمطر السماء...»
فاجابه الامام بصوت خافت:
[ صفحه 41]
«لا أزال علي منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتي القاهما...»
و بهر جابر، و اقبل علي من حوله قائلا:
«ما رؤي من أولاد الانبياء مثل علي بن الحسين الا يوسف بن يعقوب، والله لذرية الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب!! ان منهم لمن يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا...» [4] .
لقد كان الامام زين العابدين امام المتقين و المنيبين فقد اجتهد في عبادته و أخلص في طاعته، و لم يؤثر عن القديسين مثل ما أثر عنه من الاقبال علي الله.
پاورقي
[1] الدر النظيم (ص 179).
[2] درر الابكار في وصف الصفوة الاخيار من مصورات مكتبة الامام الحكيم.
[3] الدر النظيم (ص 179).
[4] الامام زين العابدين (ص 72 - 73) لاحمد فهمي، مناقب ابن شهر آشوب 4 / 148.
قيام يحيي بن زيد
پسران زيد چهار تن بودند و نام هاي يحيي دوازده ساله، حسين ذودمعه هفت ساله، عيسي و محمد كه پس از شهادت زيد از كوفه گريختند و به ايران آمدند.
يعقوبي مي نويسد: يحيي بن زيد به خراسان آمد و رهسپار بلخ شد و در آنجا متواري گشت و يوسف بن عمر ثقفي وضع او را به هشام گزارش داد و هشام به نصر بن سيار [1] دستور داد او را تعقيب و دستگير كند. در سرخس خوارج كه با بني اميه دشمني داشتند از يحيي استقبال كرده و پيرامون وي گرد آمدند اما يحيي آنها را قبول نكرد. [2] سرانجام به بلخ رفت و مخفيانه به فعاليت پرداخت و ياران بسياري دور خود جمع كرد. يوسف بن عمر ثقفي [3] قاتل زيد از يحيي بي نهايت
[ صفحه 228]
بيم داشت. لذا به والي خراسان نصر بن سيار نوشت او را دستگير نمايد. نصر نيز يحيي را زنداني كرد و در آن زمان هشام مرد و وليد دستور داد يحيي آزاد شود و به گفته ي يعقوبي از زندان گريخت. [4] .
گويند: در آزادي يحيي زنجير او را آهنگري از پاي درآورد. مردم آن زنجير را از آهنگر خواستند. آهنگر به مزايده گذاشت. قيمت آن از بيست هزار درهم گذشت. آهنگر ترسيد اين خبر شايع شد و پول را از او بگيرند لذا به همان قيمت فروخت.
يحيي تحت نظر بود و از ترس يوسف بن عمر به عراق نرفت. در خراسان ماند و صد و بيست هزار نفر به دور او جمع شدند و با او بيعت كردند. سرانجام مسلم بن اعور عامل خليفه در جوزجان [5] با يحيي جنگيد.پس از جنگ سختي در رمضان 125 ه او و يارانش كشته شدند و سر او را به دمشق بردند و پيكر او را بر دروازه ي شهر آويختند. سن يحيي هنگام شهادت از هجده تجاوز نمي كرد و در آن سال اهالي خراسان هفت روز بر يحيي سوكواري كردند و در عزاي او جامه ي سياه پوشيدند و به نقل مسعودي در آن سال مواليد مذكر را يحيي ناميدند. [6] .
محمد حلبي گويد كه امام صادق فرمود: آل ابوسفيان حسين بن علي را كشتند و خداوند ملك و حكومت آنان را از بين برد. هشام زيد بن علي را كشت و خداوند حكومت او را زايل ساخت وليد نيز يحيي را كشت و خداوند در مقابل آن حكومت او را نابود كرد. [7] .
پاورقي
[1] نصر بن سيار بن رافع كناني متولد 46 ه. ق از شاعران خراسان و والي بلخ بود كه به سال 120 والي خراسان شد و اقامتگاهش مرو بود تا آنكه ابومسلم خراساني داعي عباسيان قوت گرفت. به ناچار نصر از مرو فرار كرد و در سال 130 در نيشابور متواري بود. ابومسلم براي دستگيري نصر، قحطبه بن شبيب را مأمور كرد. نصر به قومس (دامغان فعلي) گريخت و به انتظار رسيدن كمك از طرف بني اميه نشست و آخرالامر در سال 131 در ساوه درگذشت. (لغتنامه ي دهخدا، ج 48، ص 545).
[2] مقاتل الطالبين، ص 164.
[3] وي از مردم بلقاء است. هشام بن عبدالملك در سال 106 او را به حكومت يمن و در سال 121 به حكومت عراق نصب كرد. يوسف شهر كوفه را براي مركز حكومت خود انتخاب نمود و خراسان هم در زير نظر او بود. او خالد بن عبدالله قسري، حاكم سابق عراق را در زير شكنجه كشت و يزيد بن وليد در اواخر سال 126 او را معزول نمود و در دمشق زنداني كرد و يزيد بن خالد قسري را به نزد او فرستاد و او يوسف را در مقابل خون پدر خود در حالي كه بيش از نود سال داشت بكشت. وي مردي صغيرالجثه، عظيم القساوه و شقي بود. (لغتنامه ي دهخدا، ج 5، ص 302).
[4] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 331.
[5] جوزجان از شهرهاي بلخ است. ميان بلخ و مرورود واقع است. (معجم البلدان، و لغتنامه ي دهخدا، ج 16، ص 151) دعبل خزاعي نيز در قصيده ي خود به قبر او اشاره كرده است.
[6] سيري در تاريخ تشيع، ص 397.
[7] بحار، ج 46، ص 182.
ايمان محض
حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:
مردي خدمت پيامبر خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) آمد و عرض كرد: اي رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم)، هلاك شدم. پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) به او فرمودند: آن خبيث (شيطان) به سراغ تو آمد و گفت: چه كسي تو را آفريده است؟ و تو گفتي: خدا و او گفت: خدا را چه كسي آفريده است؟ مرد عرض كرد: آري، سوگند به آن كه تو را به حق برانگيخت، مطلب همين گونه است (كه مي فرماييد).
رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمودند: به خدا سوگند كه اين ايمان محض است.
ابن ابي عمير مي گويد: من اين حديث را براي عبدالرحمن بن حجاج گفتم. او گفت: پدرم از حضرت صادق عليه السلام برايم حديث كرد كه حضرت فرمودند: مقصود رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) از اين كه فرمودند: (به خدا سوگند كه اين ايمان محض است.) همان ترس او از اين است كه نكند با خطور آن افكار در ذهنش، به هلاكت افتاده باشد. [1] .
پاورقي
[1] كافي: 2 / 425 / 3، ميزان الحكمه: ج 14، ح 21684.
بني اميه و اسلام
حسين بن علي بن ابي طالب، سبط پيامبر، فرزند زهرا و علي و كسي است كه اگر نبود، بني اميه در همان آغاز، بساط اسلام را برچيده بودند و امروزه ديگر نامي از اسلام و مسلماني وجود نداشت، و كسي شهادتين را بر زبان جاري نمي كرد. اين مسئله خود بحث بسياري مي طلبد و روايات و مطالب گوناگوني در مورد آن وجود دارد، كه اين مقال براي پرداختن به آن مناسب نيست، اما همين قدر بدانيم كه اگر حسين عليه السلام نبود، امروزه از اسلام نشاني نبود. يكي از مراجع تقليد قبل از هر نماز سلامي خدمت ابي عبدالله عليه السلام عرض مي كرد و مي گفت: اين نمازهايي كه ما مي خوانيم همه از بركت خون سيدالشهدا عليه السلام است و اگر حسين عليه السلام نبود پيامبر آخرالزمان نيز مانند هزاران پيامبر ديگري مي شد كه حتي اسم بعضي از آنها در سينه تاريخ نمانده است. مي گويند خداي متعال براي هدايت ابناي بشر 124 هزار پيامبر فرستاده است، اما از اين همه فقط نام چند تن در تاريخ آمده است.
نه يزيد و نه پدر و نه جدش حتي يك لحظه هم به اسلام و پيامبر ايمان نياورند. ابوسفيان پيوسته مي گفت: «تلقفوها تلقف الكرة [1] ؛ حكومت را چون گوي از دست ديگران برباييد». معاويه پدر يزيد نسبت به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و بني هاشم دائما
[ صفحه 53]
مي گفت: «دفنا دفنا [2] ؛ به خدا قسم كاري مي كنم كه نام [بلند] شان در دل خاك تيره به كلي مدفون گردد و به كم تر از اين كار رضايت نخواهم داد».
و خود يزيد مي گفت:
«لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء و لا وحي نزل [3] .
بني هاشم با حكومت بازي كردند. نه خبري از آن دنيا آمده و نه وحيي در كار است [بلكه همه اين سخنان دروغي بيش نيست ]».
بني اميه با شهادت حسين بن علي عليهماالسلام گمان مي كردند خيال خام خود را تحقق بخشيده و كار اسلام را يك سره كرده اند. اما اراده ي خداي متعال بر اين تعلق گرفت كه با ريخته شدن خون آن حضرت درخت اسلام بارور شود و نام پيامبر آخرالزمان تا ابد بر صفحه روزگار نورافشاني كند و راه و آيين او و فرزندان گرامي اش كه از هر قول زور و بهتان به دور است، باقي بماند.
پاورقي
[1] بحارالانوار، ج 31، ص 197.
[2] همان، ج 33، ص 169، باب ما ورد في معاويه.
[3] احتجاج، ج 2، ص 307، احتجاج زينب بنت علي بن ابي طالب.
ياوران مؤمن
انسان از كمك و پشتيباني خويشان و دوستان بي نياز نيست. در موقع گرفتاري، احتياج به مساعدت دارد. در مورد ترديد و تحير، بايد راهنمايي بشود. به هنگام برخورد با حوادث و افراد و طرز رفتار با آنان، مشاور مي خواهد و هنگام دفع شر، بايد ياور و معين داشته باشد. در همه ي اين مواقع ناچار بايد از وجود افرادي كه با او خويشي و آشنايي دارند استفاده كند. اينك گوش فراداريد تا ياوران كارآمد انسان با ايمان را براي شما بشماريم.
ان العلم خليل المؤمن، و الحلم وزيره، و الصبر امير جنوده، و الرفق اخوه، و اللين والده. [1] .
علم دوست مؤمن، بردباري وزير او، شكيبايي امير لشكر او، سازگاري برادر او و نرمي پدر اوست.
پاورقي
[1] اصول كافي. ج 2، ص 231.
تعريفي از صحيفه ي سجاديه
دعا و نيايش بزرگترين وسيله ي كمال و معرفت انسان به حق تعالي است، زيرا انسان هر اندازه مبدئي را بجويد يا به شخصيتي بزرگ نزديك گردد، فاصله ها و موانع از ميانشان برداشته مي شود و علم و آگاهي اش به ويژگيهاي او افزايش مي يابد و به موارد خشم و خشنوديش عرفان بهتري پيدا مي كند؛ لذا همواره مي كوشد موجبات رضا و خشنوديش را به دست آورد و از هر چه كه باعث خشم و غضبش مي گردد، بپرهيزد و تلاش مي كند پيوسته در برابرش مانند بنده اي بيمناك و در عين حال اميدوار، خضوع و فروتني كند، هر اندازه بر اطمينان و يقينش افزوده شود كه اين بزرگ تمام امور را بر پايه ي مصلحتهاي واقعي انجام مي دهد، معتقد خواهد شد كه كيفرهاي ناشي از مخالفتهاي با او نيز مطابق با عدل و انصاف خواهد بود، هر چند وي از خصوصيات آن آگاهي كامل نداشته باشد. بنابراين، اگر انساني با اين وصف ساخته شود، همواره خوف و رجاء با تمام وجود او آميخته مي گردد و پيوسته در حال تضرع و تقاضاي عفو و بخشش از مولاي خود خواهد بود.
امام سجاد عليه السلام به مقتضاي ظرفيت و شناختي كه دارد در بالاترين قله ي اين مرحله قرار گرفته است و كلماتش، همراه با تضرع و
[ صفحه 129]
زاري و گريه و بي قراري، در عين حال سرشار از بلاغتهايي است كه هر كدام در جاي خود و به مناسبتهاي مربوطه بيان شده است. رعايت مناسبتهاي ياد شده بر زيبايي سخن و براعت [1] كلامش افزوده و آن را بر همه ي سخنها تفوق و برتري بخشيده است. سخنانش داراي جملات دلپذير و دلپسندي است كه تمام معارف الهي براساس آن مي چرخد و تمام امت مسلمان راه و روش بندگي و كيفيت وقوف در حضور خداي سبحان را هنگام اعتراف به گناه و توبه از آن مي آموزند كه چگونه بايد درخواست رحمت و تقاضاي رفع خشم و غضب از خدا بكنند. تمام اين مطالب و راه و روشها را اين «صحيفه ي مقدسه» كه مانند نقطه ي بسيار روشني در پيشاني روزگار مي درخشد و چون دانه ي گوهر شبچراغي در صدف فضيلت مي تابد، در بردارد. اين صحيفه است كه اخلاص در عمل را افزون كرده و حركت در مراتب يقين را پويا نموده و تا به مقام حق كه همان فناي در بقاست نرساند، ايستا نخواهد شد. تمام نسلها و انسانهاي تاريخ گوش دل به فرياد بلند آن سپرده و همه ي نسلهاي آينده چشم تعجب به بلاغت آن دوخته اند كه چگونه دانه هاي در را سفته و آنها را به رشته ي نظم درآورده و نثار همه كرده است؟!
انديشه ها در موردش آشفته گشته كه اين كتاب تراوش چه فكري است. آيا از سخنان شهرياري بزرگوار است كه گوش هر داناي انديشمندي را مي لرزاند، يا از كلمات امير و سرداري است كه به دلخواه خود به رشته ي نظم درآورده است، يا از بيانات عارفي است كه معاني بلند و باشكوه عرفان در مقابلش خضوع كرده اند، يا كلام بنده اي از بندگان خداست كه آدميان تشنه كام و فراري را گرد آورده و برايشان طلب باران
[ صفحه 130]
رحمت از خداي سبحان مي كند - طلب بخششي پيوسته و ناگسسته -، يا صحيفه ي بيضايي است كه همواره بندگان صالح خدا آن را ورد زبان خود مي كنند، يا كتاب جاودانه ي «عبوديت و دعا» است كه به دست مردم روزگار سپرده شده تا جان خود را با پيام روحبخش «هاؤم اقرؤا كتابيه» اش صفا بخشند؟
هرگاه خواننده ي دانا با دقت نظر در معاني و مفاهيم دعاهاي صحيفه ي سجاديه كه زبور آل محمد است بنگرد، تمام خط سير امام عليه السلام كه در جهت به دست آوردن دورترين نقطه ي مقصود حضرت رسالت صلي الله عليه و آله كه همانا «تحليه» به اخلاق كامل و «تخليه» از بديهاي نكوهيده است، برايش تجلي خواهد كرد.
سراسر صحيفه ي شريفه انباشته از حقايقي است كه انسان در مقام راز و نياز و تضامن اجتماعي، حفظ حقوق برادران، مراعات حال پدران و فرزندان، شكر نعمتها و پايداري بر معروف در حال غم و شادي و تندرستي و بيماري و سختي و آساني بايد به آن بپردازد و نيز در آن مباحثي از شگفتيهاي آفرينش و استواريها و مهارتهايي كه در آن به كار برده شده است، ديده مي شود.
هر چند قدرتهاي بيدادگر، امامان اهل بيت عليهم السلام را خانه نشين كردند و در خانه ي آنها را به روي شيعيانشان بستند و نگذاشتند از معارف آنها استفاده و از نور تعاليم قدسيه شان استضائه كنند تا در طريق سير الي الله از گردنه هاي سخت و غيرقابل ورود در امان بمانند، ولي چون امامان معصوم از اهل بيت عليهم السلام عارف به تمام روشهاي بيان و كلام هستند، بهترين وسايل و دستاويزها را براي بيان اهداف و مقاصد عاليه ي خود و نجات انسانها از فرورفتن در كام شعله هاي برافروخته ي آتش به كار مي گيرند و مردم را در برابر اعمال جباران ستمگر كه از راه حق عدول كرده و اصرار بر نابودي دين خدا ورزيده و آثار و
[ صفحه 131]
احكام نبوت را به بازي گرفته اند، دريابنده و باشعور مي كنند.
به همين دليل، «ابن الخيرتين» (فرزند دو برگزيده) يعني علي ابن الحسين عليه السلام مشعل پرنور هدايت را با ابزار تضرع و زاري و خضوع و سر فرود آوردن در پيشگاه خداي سبحان برافراشت تا بدين وسيله امت اسلامي نور حق را از ظلمت ناحق تشخيص دهند و اين فرياد خدايي را كه صرفا براي ساخت و پرداخت جان و تن مردم و تطهير دلها از تمام ناپاكيها بلند شده است، حفظ و نگهداري كنند.
اگر همه ي مردم اين راه راست و روشن را شيوه ي خود قرار دهند و از آن تعدي نكنند به راستي از عذاب هميشگي در امان خواهند ماند و تمام مجاري خير و بركت از زمين و آسمان به سويشان سرازير خواهد شد و پرندگان هوا و ماهيان درياها به خدمت آنها در خواهند آمد! ولي... ولي افسوس كه انسانها راهي جز حركت در ظلمات جهل و ناداني و حركتهاي واپس گرايي براي خود برنمي گزينند!
بنابراين، روشي كه امام عليه السلام برگزيد حتي از جهاد با شمشير و نبرد با سلاح گرم هم مهمتر و مؤثرتر بود، زيرا علي بن الحسين عليه السلام با اين سبك از بيان كه تمام انديشه ها و خردها را به خود جلب كرد، توانست جلوي سيل ويرانگر اعمال ستمگراني را كه به ناحق بر گردن مردم سوار شده بودند بگيرد. چه كسي مي تواند ناله هاي امام سجاد عليه السلام را از «انجيل اهل بيت» [2] بشنود و با چشم حقيقت بين، مستحق خلافت الهي را تشخيص ندهد؟ شما را به خدا - اي زنده دلان و
[ صفحه 132]
اي مؤمنان خالص - آيا جهادي بهتر از اين جهاد كه مصلح بزرگ اسلام امام زين العابدين - عليه السلام برگزيد مي توان يافت؟ زيرا تمام مطالب صحيفه ي شريفه موعظه و اندرز نيست تا امام سجاد عليه السلام را در جرگه ي زاهداني قرار دهد كه جز نجات خويش از عذاب الهي و رهايي از شرك شيطان هدفي نداشته باشند، بلكه امام عليه السلام در اين صحيفه ي شريفه، علاوه بر مواعظ و اندرزهاي لازم، متعرض مطالبي شده است كه خداي سبحان به عنوان واجب و حرام و راجح و مرجوح بر بندگان خود الزام كرده است، لكن به خاطر وضع بحراني زمان و خفقان موجود كه امكان بيان احكام سخت و دشوار نبود، امام عليه السلام براي نجات بندگان خدا از سقوط در مهالك و پستي ها اين شيوه از مبارزه را برگزيد و آنان را به سعادت جاودانه رهنمون شد.
صحيفه ي شريفه از نظر محتوا و اشاره به اصول عبادات و اطاعات و اصول نظام صالح و ابداع و آفرينش و قوانين استوار جهان هستي، همتاي قرآن است.
اگر در قرآن كريم دقت كنيم، مي بينيم كه گاهي بحث از توحيد و يكتاپرستي را پيش مي كشد، زماني در معارف الهي بحث مي كند، گاهي بحث قصص و داستانهاي گذشتگان را مطرح مي سازد، سپس پندها و اندرزها را عنوان مي كند و بعضي اوقات هم سخن از فطرت و آفرينش جهان به ميان مي آورد و در لابلاي اين بافت مخصوص الهي، سخني هم از اقسام عبادات مانند نماز، زكات، روزه، حج، جهاد، حدود، معاملات و امثال اينها به ميان مي آورد و بدين وسيله بندگان مكلف خود را بدون اينكه شرح و تفصيلي در جزئيات و شرايط و موانع مسائل ياد شده بدهد به راهها و روشهاي تقرب به خدا رهنمود مي شود و شرايط و موانع آنها را موكول به بيان رسول اكرم صلي الله عليه و آله مي كند تا هر كسي طبق وحي تفصيلي كه بر پيغمبر نازل شده است آنها را تعقيب و تعلم نمايد. اين
[ صفحه 133]
روش خاص را كه خداوند در پيش گرفته بهترين طريق براي برپا سازي جامعه و سودمندترين روش آموزشي است، زيرا مصلحتهايي كه موجب قيود و شروط احكام مي شوند مقيد به زمان و مكان ويژه ي خودشان خواهند بود، به همين جهت رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم تدريجا و گام به گام امت خود را ملزم به رعايت احكام مي نمود.
صحيفه ي شريفه نيز مانند قرآن همين اسلوب و روش را برگزيده است و با همين روش، مردم را به خدا و به قانون اسلام دعوت مي كند. مثلا در مورد دعوت به نماز چنين فرموده است:
اللهم صل علي محمد و آله وقفنا فيه علي مواقيت الصلوة الخمس بحدودها التي حددت و فروضها التي فرضت و وظائفها التي وظفت و اوقاتها التي وقت. [3] .
بارالها، بر محمد و آل محمد رحمت فرست و ما را در اين ماه (ماه رمضان) بر اوقات نمازهاي پنجگانه و حدود آن كه تعيين كرده اي و واجبات آن كه مقرر فرموده اي و وظايف و شروط آن كه مشخص ساخته اي و اوقات آن كه معين نموده اي موفق بدار.
بدين وسيله امام سجاد عليه السلام ما را به نمازي ارشاد مي كند كه موجب تقرب همه ي باتقواها، وسيله ي عروج همه ي مؤمنها و تنها بازدارنده ي از فحشاء و منكرات است، اگر...
اگر انسان نماز را اقامه كند و بر اقامه ي آن همواره ثبات بورزد.
و اگر در دعاي خود كه مي گويد: «تنها تو را مي پرستيم و تنها از تو استعانت مي جوييم»، دروغ نگويد و تعهد كند ديگران را به جاي خدا نپرستد و از آنها كمك نخواهد و تنها اوامر او را اطاعت و از نواهي او پرهيز كند.
[ صفحه 134]
و اگر بهترين تربيت و عنايت را از «رب العالمين» كه پروردگار همه ي جهانيان است بداند و تنها سپاس او را به جاي آورد.
و اگر بهترين رفتار و برخورد نيك را از جمله ي «الرحمن الرحيم» بياموزد و با بندگانش با مهر و شفقت رفتار كند.
و اگر از قدرت و مهابت او در فرداي قيامت كه از آيه ي «مالك يوم الدين» استفاده مي شود و همچنين از جلال و شكوه او در دنيا بترسد و در برابرش منتهاي خضوع و فروتني را انجام دهد تا مشمول رأفت و عنايات ويژه ي ربوبي گردد و دعايش را كه مي گويد «اهدنا الصراط المستقيم» (ما را به راه راست هدايت كن)، مستجاب گرداند.
در اينجا دو راه براي انسان نمايان مي شود:
1. صراط «منعم عليهم»، يعني راه نعمت و رحمت كه به بندگان شايسته اش داده است:
2. صراط «مغضوب عليهم»، يعني راه خشم و غضب كه به بندگان ناشايسته داده است.
بنابراين، خود را آماده مي كند تا غرق در سعادت جاودانه اي بشود كه فرموده است: «كساني كه در راه ما تلاش و كوشش كنند راه خودمان را به آنها نشان مي دهيم.» همچنين، تمام كلمات و الفاظي كه در حال نماز مي خواند بايد برايش آموزندگي داشته باشد.
با توجه به توضيحي كه داده شد، معلوم گرديد نماز تنها عاملي است كه پذيرفتار اصلاح نفوس و تهذيب ارواح و تأمين كننده ي آينده و مال التجاره ي سودبخشي براي روز زيان و افسوس خواهد بود.
پاورقي
[1] «براعت استهلال» و «براعت طلب» دو اصطلاح است. در علم بديع. به براعت طلب، حسن طلب هم مي گويند و آن عبارت است از طلب كردن چيزي از كسي با زبان بسيار شيرين و كلمات دلنشين كه در مخاطب اثر زيادي داشته باشد.
[2] در حاشيه ي مرحوم سيد داماد كه در حاشيه ي شرح سيد نعمت الله جزايري بر اين صحيفه (در ص 4) نوشته است و همچنين در حاشيه ي فيض كاشاني ملحق به شرح سيد نعمت الله (در ص 249) مرقوم فرموده اند: «صحيفه ي سجاديه، انجيل اهل بيت و زبور آل محمد است.» ابن شهرآشوب هم در كتاب معالم العلماء (ص 112، ط نجف) در ذيل ترجمه ي متوكل بن عمير نوشته است: صحيفه ي سجاديه ملقب به «زبور آل محمد» صلي الله عليه و آله است.
[3] قسمتي از دعاي صحيفه در فرارسيدن ماه مبارك رمضان.
علوم دين
با اينكه امام جعفر (ع) در علوم دنيا تبحر و مهارت كافي داشت و آن را مورد دقت و توجه قرار مي داد. اما علوم
[ صفحه 103]
ديني را در درجه اول اهميت مي دانست و سعي و كوشش بيشتري مصروف آن مي كرد و اصولا توجه به اين امر براي چنان شخصيتي طبيعي و عادي بود. امام صادق (ع) براي هر چيز كه اراده مي كرد از آن اطلاع مي يافت يا به انجام مي رسانيد.
در ميان اهل بيت بيش از همه امام جعفرصادق (ع) در نشر و اشاعه ي علوم كوشيد و از خود آثار و اخبار و روايات و علوم مختلفي به جاي گذاشت.
البته براي هر ديندار و صاحب آئين و مذهبي لازم و ضروري است كه در ترقي و بالا بردن سطح علم و زبان و مليت مربوط به آن بكوشد.
امام جعفر (ع) از خانواده اي بود كه در دو نعمت فصاحت و بلاغت هيچ طايفه اي به مقام و منزلت آن نمي رسيد و فضائل و مزاياي ايشان شهرت جهاني داشت.
براي پيشواي مذهب و دين حتمي و مسلم است كه بر احكام قرآن كاملا احاطه داشته باشد و هر كس اندكي درباره امام جعفرصادق و تفاسير او دقت نمايد، آگاه خواهد
[ صفحه 104]
شد كه او احكام و مشكلات قرآن را تفسير فرموده و آنچه در اين باره عقيده و اطلاع داشته بيان نموده است و بدون ترديد مرد متدين بايد به حديث و روايت رسول خدا (ص) و سيره و روش او عالم باشد و شكي نيست كه شهرت و معروفيت امام صادق (ع) در اين مورد به اندازه اي است كه احتياج به توصيف ندارد و اگر كسي بگويد چنين نبود پس چه كسي را بايد عالم شمرد؟
امام جعفر (ع) علاوه بر تمام اين مزايا كه به آن اشاره شد نمونه و مظهري از اخلاص و پاكدامني و منزه از هر عيب و نقص و شعله ي فروزاني از هوش و درايت بود.
هلاكت شش طايفه
حضرت فرمود: شش طايفه به سبب شش صفت هلاك مي شوند:
1- صاحب منصبان به سبب ظلم و ستم.
2- اعراب به سبب خودستايي.
3- زراع به سبب تكبر.
4- تجار به سبب خيانت.
5- ده نشينان به سبب ناداني.
6- دانشمندان به سبب حسد.
حضرت فرمود: جلوگيري از بخشش به مستمندان بدگماني به خدا است.
حضرت فرمود: صله رحم عمرها را طولاني و همسايه نوازي شهرها را آباد مي نمايد. در پنهاني صدقه دادن شخص را توانگر مي كند.
حضرت فرمود: خداي عزوجل مردم را در دنيا به اسامي پدران و در قيامت به آثار كردارشان مي خواند چنانكه مي فرمايد: (يا ايها الذين آمنوا
[ صفحه 60]
يا ايها الذين كفروا)
حضرت فرمود: كسي كه منشأ ايجاد شري باشد عاقبت ضرر آن دامنگير خودش خواهد شد.
حلم و بردباري امام ششم
امام ششم داراي حلم و شكيبائي بود و دور و نزديك در برابر او يكسان بودند در زندگي سياسي او با آنكه دوستان و بيگانگان بسيار به او رنج رساندند همه را با حلم و بردباري برگزار كرد و مي فرمود.
اني لاحب ان يعلم الله اني ذللت رقبتي في رحمي و اني لابادر اهل بيتي اصلهم قل ان يستغنوا عني [1] .
حوادث و انقلابات زندگي سنگ محك امتحان است تا مقدار توانائي مرد معلوم شود با سوانح و بلايا سراير انسان روشن مي شود و با اين حوادث كه بر امام صادق وارد شده شخصيت او با اقربايش معلوم و مشخص مي گردد - هر چه به او شماتت و دشنام مي دادند يا در مقام آزار و اذيتش قدم برمي داشتند صبر و شكيبائي او بيشتر مي شد - يك روز فرزندش از دست كنيزش افتاد و همانجا جان بداد حضرت در اين مصيبت سخت بردباري كرد و هيچ سخن تندي بر لب نراند.
پاورقي
[1] بحارالانوار ص967 ج18 حيات الصادق ص 66 ج 1.
منشأ اختلاف اشعريه و معتزله
علامه شهرستاني منشأ اختلاف اين دو طبقه را كه هر يك چند فرقه شده اند بر چهار اصل قرار داده است:
1- اختلاف اول در اثبات و نفي صفات الهي است و سببش اين است
[ صفحه 32]
كه راجع به خداوند الفاظي در قرآن آمده كه مخصوص به جسم و جسمانيات مي باشد مثل متمكن بودن بر عرش - آمدن به صحراي قيامت با گروه ملائكه كه «الرحمن علي العرش استوي» كه از متشابهات قرآن است و دسته اي گفته اند اين الفاظ را به معني حقيقي بايد گرفت و برخي به معني مجازي دانسته اند.
معتقدين به معني حقيقي را اشعريه و محدثين گويند - معتقدين شق ثاني را معتزله ناميدند و از فروع اين مسئله حدوث و قدم صفات است كه عين ذات خدا مي باشد و در صورت دوم لازم مي آيد كه خداوند محل حوادث قرار گيرد و برخي از صفات زائد بر ذات قائل شده اند.
2- اختلاف دوم در جبر و قدر است - منشأ اين اختلاف اين جاست كه همه افعال تحت اختيار نيست و اگر اجبار باشد لازم مي آيد كه ثواب و عقاب از بين برود و در قرآن مجيد هم در هر دو رشته آياتي هست كه در عنوان جبر و تفويض نقل كرده ايم.
دسته قائل به اختيار را معتزله و معتقدين به اجبار را جبريه و اشعريه در برخي مايل به جبر و در بعضي مايل به تفويض شدند.
3- اختلاف سوم در باب عقايد و اعمال است كه بعضي اعمال را جبر و ايمان دانسته و برخي اعمال را جزو ايمان نشناخته اند و مرجئه از اين جا ناشي شد.
4- اختلاف عقل و نقل است و منشأ آن اين است كه بين عقل و نقل كدام يك بر ديگر مزيت و رجحان دارد؟ و حدود عقل و نقل چيست؟ و تمام اشاعره نقل را ترجيح داده اند و تمام معتزله عقل را مرجح دانسته اند. [1] .
اشعريه مي گويند هيچ چيز في نفسه خوب يا بد نيست شارع هر چه را گفت خوبست خوب مي شود و هر چه را گفت بد بد مي شود.
معتزله گويند هر شي ء از اول خوب يا بد است شارع آن چيز را خوب مي گويد كه في نفسه خوب باشد و آن چيز را بد مي گويد كه در حقيقت بد باشد.
اشعريه مي گويد خدا مي تواند حكم به امر محال كند و مي كند.
معتزله گويند خداوند بر امر محال نمي تواند حكم بدهد و اراده او به امر محال محال است.
[ صفحه 33]
اشعريه مي گويند عدل بر خدا ضروري نيست.
معتزله مي گويند عدالت ضروريست.
اشعريه مي گويند خداوند در عوض عبادت مي تواند عذاب بدهد و به جاي گناه انعام كند و اگر اينطور كرد بي انصافي نيست. [2] .
معتزله مي گويند هيچ وقت چنين نتواند كرد و اگر كرد ظلم و بي انصافي است.
اشعريه گويند انسان در افعال آزاد محض است.
معتزله گويند انسان مجبور است.
پاورقي
[1] شرح مواقف ميزان الاعتدال ذهبي - گوهر مراد و شوارق فياض علم كلام شيخ نعمان ص 18.
[2] شرح مواقف.
علم فلك يا افلاك
فلك در اصطلاح علمي قرآن مجموعه حركت منظومه ها را مي رساند و در قرآن مجيد هر جا فلك آمده اين مجموعه بزرگ عالم را كه در سير تسبيح و تهليل وحي تكويني هستند مراد و منظور داشته چنانچه در تفاسير است و ما هم در اين باره بحثي كرده ايم - در هر حال علم فلك يا علم به حركات ثوابت و سيارات و منظومه هاي شمسي در اسلام تكامل يافت و مسلمين ابداع و ابتكاراتي نمودند چنانچه ابن طفيل فيلسوف اندلسي در داستان حي بن يقظان دلايل صريحي بر كرويت زمين و گردش آن دارد. [1] .
در علوم فلكي اثر جامع الفرغاني به نام جوامع علم النجوم و الحركات السماويه تا اواخر قرن 15 م در نسخه هاي عربي و لاتيني منحصر به فرد بوده و مورد استفاده دانشمندان اروپائي قرار گرفته است اين دانشمند شرحي عالي و عميق و منطقي در مورد تأثير ماه در جزر و مد درياها نوشته و ابوعبدالله البتاني كه در اروپا به عنوان البتاني شهرت دارد مطلع و مغرب خورشيد را اندازه گيري دقيق نموده است.
پاورقي
[1] اين كتاب يك تمثيل عرفاني و تحليل عقلاني از حركت تكامل انساني است كه در محيط خارج از اجتماع رشد كرده و نويسنده ثابت كرده كه محيط در پرورش فكر تأثيري ندارد و تحت عنوان زنده بيدار توسط آقاي بديع الزمان فروزانفر ترجمه شده است و در اين موضوع آنچه نگارنده مطلع است سه كتاب يا بيشتر به اين نام نوشته شده - اول از ابوعلي ابن سينا است كه رشد و تكامل آدمي را در طبيعت نقل كرده و چندين بار ترجمه شده و ما در كتاب حكمت بوعلي نقل كرده ايم دوم از ابن طفيل است سوم از مرحوم حاجي شيخ عبدالرحيم صاحب فصولي استاد نگارنده است كه حي بن يقظان نوشته و چاپ شده نام و نشاني ندارد و در همه اين ها فطرت بر تربيت و محيط تقدم تأثيري داشته و تكامل از فطرت است و تعطيل از محيط و تربيت غلط.
وصاياي وحشتناك ابراهيم امام به ابومسلم
با مراجعه به تاريخ، به متن دستور و وصيتي بر مي خوريم كه از طرف «ابراهيم امام» خطاب به ابومسلم خراساني در آغاز قيام صادر شده است. ابومسلم، قهرمان مشهور كه ملقب به لقب «امير آل محمد» گرديد، در سفر به مكه ابراهيم امام را ملاقات نمود. ابراهيم امام وصاياي خود را با پرچمي سياه كه بعدها شعار عباسيان شد، به وي تفويض نمود و او را مامور خراسان و قيام علني كرد. اين وصيت را، از لحاظ اينكه براي نشان دادن چهره هاي ابراهيم و ابومسلم و ديگر رهبران قيام عباسي سند مهمي است، در اينجا عيناً نقل مي كنيم:
ابراهيم در اول اين فرمان براي اينكه ابومسلم، آن جوان كم تجربه را بيشتر فريب دهد، مي گويد: «تو مردي از اهل بيت ما هستي، به آنچه سفارش مي كنم عمل كن... (در وفاداري به ما) نسبت به هر كس كه شك كردي و در كار هر كس كه شبهه نمودي، او را به قتل برسان، و اگر توانستي كه در خراسان يك نفر عربي زبان هم باقي نگذاري، چنين كن (تمام اعراب مقيم خراسان را به قتل برسان) و هر كجا يك بچه را هم ديدي كه طول قدش پنج وجب مي باشد و مورد سوء ظن تو قرار دارد، او را به قتل برسان»! [1] .
بدين ترتيب ابراهيم امام در وصيت خود صريحا به ابو مسلم دستور قتل و خونريزي مي دهد.
«مقريزي» مي گويد: اگر ابراهيم امام مي خواست ابومسلم را به ديار شرك بفرستد كه آنان را به اسلام دعوت كند هرگز جايز نبود چنين وصيتي به او بنمايد، در صورتي كه با اين حكم او را به ديار اسلامي فرستاد و اين چنين دستور كشتن مسلمانان را به او داد! [2] .
پاورقي
[1] ابن خلدون، العبر، ترجمه عبدالمحمد آيتي، چ 1، تهران، موسسه مطالعات و تحقيقات فرهنگي، 1364 ه .ش، ج 2، ص 167 - ابن اثير، الكامل في التاريخ، بيروت، دارصادر، ج 5، ص 348 - مقريزي، النزاع و التخاصم فيما بين بني اميه و بني هاشم، قاهره، مكتبه الاهرام، ص 66 - ابن كثير، البداية و النهايه، ط 2، بيروت، مكتبة المعارف، 1977 م، ج 10، ص 28.
[2] النزاع والتخاصم فيما بين بني اميه و بني هاشم، قاهره، مكتبه الاهرام، ص 67.
ابوحنيفه
ابن خلكان كه يكي از علماء و نويسندگان اهل تسنن به شمار مي رود در شرح حال ابوحنيفه مي نگارد: نام وي نعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه بود، جد ابوحنيفه كه زوطي باشد غلام تيم بن ثعلبه بود كه او را آزاد كرد، موقعي كه زوطي را آزاد كردند ثابت كه پدر ابوحنيفه باشد بار او متول گرديد و از ثابت هم ابوحنيفه به وجود آمد.
ابوحنيفه شخصي بود عجمي كه بنا بر اختلاف مسقط الراس از اهل كابل يا ترمذ يا نسا به شمار مي رفت.
ابوحنيفه در سنه (150) هجري از دنيا رفت و قبر او در بغداد در مقبره خيزران است. داستانهاي ابوحنيفه گرچه پيش از آن است كه در اين كتاب درج شود ولي در عين حال ما يكي از آنها را از نظر خوانندگان عزيز مي گذرانيم:
در كتاب مواعظ المتقين مي نويسد: يك روز ابوحنيفه در محضر ياران خود گفت: حضرت جعفر بن محمد سخناني مي فرمايد كه باعث تعجب من شده!!
[ صفحه 196]
اولا مي گويد: خداوند در دنيا و آخرت ديده نخواهد شد. ولي من مي گويم: چگونه مي شود كه چيزي موجود باشد و ديده نشود؟! [1] .
ثانيا مي گويد: شيطان روز قيامت به وسيله ي آتش معذب خواهد شد ولي من مي گويم: چگونه مي شود چيزي كه از شيئي خلق شده باشد به وسيله ي همان شيي ء معذب گردد، در صورتي كه
[ صفحه 197]
شيطان از آتش خلق شده باشد پس چگونه مي شود كه به وسيله ي آتش معذب شود؟!
ثالثا مي گويد: اعمال و افعالي كه مردم انجام مي دهند به خود ايشان مستند است. ولي من مي گويم: در آيات شريفه ي قرآن است كه افعال عباد به خدا مستند است (يعني هر عملي كه انسان انجام مي دهد خواه خير و خواه شر عامل و فاعل آن خدا است - نعوذ بالله تعالي من هذه العقيدة الباطلة و تعالي الله عما يصفون)
بهلول [2] كه در آن موقع در مجلس ابوحنيفه حضور داشت كلوخي برگرفته آن چنان به سر ابوحنيفه نواخت كه سر او را شكست و خون به صورت و محاسن وي جاري گرديد
[ صفحه 198]
و ابوحنيفه براي شكايت نزد هارون الرشيد رفت.
خليفه بهلول را احضار نمود و از سبب آن جنايت پرسش كرد؟!
بهلول در جواب گفت: ابوحنيفه راجع به سه موضوع به حضرت صادق عليه السلام ايراد كرد و من به وسيله اين كلوخي كه به سر او زدم جواب ايرادهاي وي را دادم.
اولا مي گويد: هر چه موجود است ديده مي شود. در صورتي كه درد سر او موجود است ولي ديده نخواهد شد؟!
ثانيا مي گويد: شيطان به جهت اينكه از آتش آفريده شده به وسيله آتش معذب نمي شود. در صورتي كه خود او از خاك خلق شده و به وسيله كلوخ كه از خاك است متالم و معذب شد.
ثالثا اينكه مي گويد: افعال و اعمال عباد به خدا مستند هستند (يعني همه كارها را خواه ثواب و خواه گناه خدا انجام مي دهد) اگر اين طور باشد كه ابوحنيفه مي گويد پس شكستن سر او نيزاز كارهاي خدا خواهد بود. براي چه از دست من شكايت كرده؟!!
خليفه از اين استدلال و احتجاج بهلول تعجب كرد و بهلول بدين وسيله از شكايت ابوحنيفه تبرئه گرديد.
در كتاب روضات الجنات مي نگارد: يك وقت ابوحنيفه براي
استفاده علم و شنيدن حديث به حضور حضرت صادق عليه السلام مشرف گرديد. حضرت صادق (از خانه) در حالي خارج شده بود كه عصائي در دست داشت.
ابوحنيفه گفت: يابن رسول الله! سن شما به آنجا نرسيده كه احتياج به عصا داشته باشيد؟!
امام صادق فرمود: آري همين طور است كه تو مي گوئي
[ صفحه 199]
ولي چون اين عصاي پيامبر خدا است دوست دارم كه آن را براي تيمن و تبرك به دست بگيرم، ابوحنيفه پس از شنيدن اين مطلب برجست كه عصاي پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله را ببوسد.
امام صادق عليه السلام دست مبارك خود را گشود و به وي فرمود: تو ميداني كه اين بشره و دست، بشره و دست پيغمبر خدا است اين دست را نمي بوسي ولي مي خواهي عصاي آن حضرت را ببوسي؟!
پاورقي
[1] در تفسير طنطاوي كه يكي از نويسندگان متعصب اهل تسنن به شمار مي رود جلد (20) صفحه ي (252) مي نگارد: حديث ذيل را غير از نسائي مابقي علماء اهل تسنن از قول جرير بن عبدالله نوشته اند كه:
1- پيغمبر اسلام به ماه شب چهارده نظر كرد و فرمود: به زودي شما خداي خود را عيانا خواهيد ديد همين طور كه اين ماه را مي بينيد و...
2- صهيب از رسول خدا روايت مي كند كه فرمود: موقعي كه اهل بهشت داخل بهشت شوند خداي سبحان به آنان مي فرمايد: مي خواهيد نعمتي از براي شما زياد كنم؟
ايشان مي گويند: آيا صورت هاي ما را سفيد نكردي؟ آيا ما را داخل بهشت ننمودي؟ آيا ما را از آتش نجات ندادي؟
پيغمبر خدا فرمود: پس از اين گفتگوها كه پرده و حجابها برداشته مي شود و هيچ چيزي محبوبتر از اين نيست كه اهل بهشت به خداي خودشان نظر كنند - اين حديث را مسلم و ترمذي روايت كرده اند.
نگارنده گويد: قرآن مجيد اين عقيده را تكذيب كرده و به حضرت موسي فرموده لن تراني يعني هرگز مرا نخواهي ديد.
[2] بهلول بفتح و ضم باء و سكون هاء يكي از عقلاء مجنون نما بود كلمه ي بهلول در لغت به معناي شخصي است كه داراي سيادت و خيرات باشد. نام اين بهلول: وهب بن عمرو بود وي از عمو زادگان هارون الرشيد به شمار مي رفت. بهلول از شاگردان حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله و از عرفاء (يعني افراد با معرفت نه از گروه صوفيه) و زهاد عصر خود بود.
مي گويند: يك وقت هارون الرشيد حضرت صادق عليه السلام را بداعيه ي خروج متهم نمود و براي كشتن آن بزرگوار از علماء زمان فتوا خواست. بهلول براي اينكه از تكليف هارون نجات يابد تظاهر به جنون كرد و پس از آن كارهاي مجنونانه ولي عبرت آميز مي كرد.
بهلول چنانكه در كتاب المنجد مي نگارد در سنه ي (799) وفات و قبرش در بغداد است.
در ستايش امام جعفر صادق
اي نفس صبحدم، دعاي كه داري؟
بوي خدا مي دهي، صفاي كه داري؟
عطر بهشتي، زخاك پاك كه داري؟
مژده چه آوردي و براي كه داري؟
ماه ربيع است و، نوبهار كرامت
ماه شكوفايي كمال و، شهامت
در تن هستي دميد، روح سلامت
از بركات طلوع روز امامت
صبح دلان، صبح صادق است، ببينيد
باغ بهشت از شقايق است، ببينيد
[ صفحه 53]
جلوه ي رب المشارق است، ببينيد
روز تجلاي خالق است، ببينيد
نخل امامت، شكوفه اي دگر آورد
ذات خدا وجه خود، زپرده درآورد
باقر درياي علم دين، پدر او
هم پدر او امام و هم پسر او
نهضت علمي كه آن امام، به پا كرد
كاري چون خون سيدالشهداء كرد
از سر اسلام، دست فتنه جدا كرد
آنچه رسالت به عهده داشت، ادا كرد [1] .
[ صفحه 54]
پاورقي
[1] جلوه هاي رسالت،ص 32.
ستمگر خوار و ذليل است
نويسنده ي كتاب معالم العتره الطاهره از جابر بن عون نقل كرده است: مردي به امام صادق (ع) گفت ميان من و عده اي درباره ي امري نزاع روي داد و مي خواهم از آن دست بردارم اما به من گفته مي شود اگر از اين كار دست برداري ذليل مي شوي. امام صادق (ع) به او پاسخ داد: ذليل، ستمكار است.
[ صفحه 70]
شرايط و آداب بحث و مناظره
با توجه به اين كه مناظره در احكام دين، جزئي از دين است و شرايط، محل و زمان خاصي دارد هر كس كه به مناظره مشغول مي گردد، بايد شرايط و آداب آن را رعايت نمايد. همچنين اگر در اين امر از گذشتگان خصوصا اهل بيت عليهم السلام پيروي نمايد، موفقيت هايي را به دست مي آورد؛ چرا كه اخذ كليه علوم ديني از ايشان چه به صورت شفاهي، روايات وارده و يا به واسطه استنباط از اخبار و آثار و رواياتشان لازم و ضروري است؛ زيرا اهل بيت جز براي رضاي خدا و طلب حق مناظره نمي كردند.
مناظره و تبادل فكر و نظر، به عنوان يكي از شيوه هاي تبليغي، در صورتي كه اصول، شرايط و ضوابط خاص آن رعايت شود، مي تواند در راستاي دعوت و تبليغ به عنوان كاري مقدس و هدفدار، موفقيت هايي را حاصل نمايد. هر كس براي خدا و در راه او مناظره نمايد و هدفش جز به دست آوردن حق و اعتلاي آن نباشد، داراي علايم و مشخصاتي است كه
[ صفحه 48]
از رهگذر آن، شروط و آداب مناظره روشن خواهد شد.
علماي اسلامي در جهت تحقق هدف متعالي آيه ي «ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن» [1] موارد و حدودي را تحت عنوان آداب و اصول مناره ذكر كرده اند و حفظ و رعايت آنها را در مقدمه ي ورود به بحث مناظره لازم دانسته اند كه در زير به برخي از آنها اشاره مي كنيم.
پاورقي
[1] نحل / 125.
نترسيدن از هيبت افراد
شر الناس عند الله يوم القيمة الذين يكرمون اتقاء شرهم. [1] .
بدترين مردم نزد خداوند متعال در روز قيامت كساني اند كه بخاطر پرهيز از شرشان اكرام و احترام شوند.
امام صادق عليه السلام
روزي سفيان ثوري نزد امام صادق عليه السلام آمد و حضرت را پريشان و رنگ پريده ديد و از علت اين امر پرسيد و حضرت فرمود:
«من پيوسته اهل منزل را از اينكه پشت بام بروند، باز مي داشتم؛ امروز وارد خانه شدم و پرستار كودكم را ديدم كه بچه در بغل به بالاي نردبان رفته است؛ وقتي او مرا ديد، از ترس و واهمه، خود را گم كرد و بچه به زمين افتاد و مرد و ليكن ناراحتي من از اينروست كه چرا ديدن من، باعث ترس و لرز او شد.»
به دنبال اين، امام عليه السلام آن كنيزك را در راه خدا آزاد كرد. [2] .
[ صفحه 72]
پاورقي
[1] الكافي 2 / 327.
[2] بحارالانوار 47 / 24.
مواظبت از زبان
- مولاي من! براي اين كه انسان مواظب زبان خود باشد، چه چيزي لازم است؟
«براي اين كه انسان مواظب زبان خود باشد و هر حرفي را نزند، معرفت خدا لازم است. كسي كه خدا را بشناسد و او را بزرگ شمارد، در پيش خداي عظيم هر حرفي را نمي زند، شكم را با هر غذاي حرامي، آلوده نمي كند و كنار هر سفره اي نمي نشيند. عنايت دارد كه خود را با روزه گرفتن بپروراند. خداوند مورد عنايت اوست و خودش را كم نمي كند.
[ صفحه 38]
حمي الربع
عن عبدالله بن بسطام عن كامل عن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه، قال:
[ صفحه 50]
دخلت علي أبي عبد الله الصادق «ع» فقال لي: مالي أراك شاحب الوجه؟ قلت إن بي حمي الربع يا سيدي، فقال عليه السلام: أين أنت عن المبارك الطيب إسحق السكر، ثم خذه بالماء واشربه علي الريق عند الحاجة إلي الماء، قال: ففعلت ذلك، فما عادت الحمي بعد.
أقول: حمي الربع هي حمي الملاريا وهي علي الأغلب تحدث الشحوب والضعف العام، وقد وصف له الإمام شرب السكر مع الماء علي الريق ومراده السكر الطبيعي لا الصناعي الخالي من كل فيتامين يفيد البدن مثل سكر القصب والسكر الأحمر ومثل العسل الذي جعل الله تعالي فيه الشفاء من كثير من الأدواء كما صرح في القرآن الحكيم، أما السكر الطبيعي فهو موجود في أكثر الفواكه كالعنب والتمر وأمثالهما مما هي معروفة بايجاد النشاط والقوة والدم الصافي، فاذا قوي البدن قاوم الحمي حتي ترتفع، وهكذا فعل المستوصف وشفي.
زنده كردن پرندگان كشته شده
يونس بن ظبيان مي گويد: با جمعي كثيري در خدمت امام صادق عليه السلام بودم.كسي پرسيد: «اي فرزند رسول خدا! پرندگاني كه حق تعالي در قرآن مجيد ياد نموده و به ابراهيم خطاب فرموده كه «خدا اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل علي كل جبل منهن جزء» [1] (يعني: خداوند فرمود چهار پرنده را بگير و گوشت آنها را با هم در آميز، سپس هر قسمتي را بر سر كوهي بگذار.) آيا آن پرنده ها از يك جنس بودند يا مختلف بودند؟!» امام صادق عليه السلام فرمود: «مي خواهيد به شما مثل آن را نشان بدهم؟» ما همه گفتيم: «بلي اي فرزند رسول خدا.»
پس ايشان چهار پرنده را طلبيد كه عبارت بودند از: طاووس، باز و كبوتر و كلاغ، و آنها را ذبح فرمود و سرهاي آن پرنده ها را نزد خود گذاشت.
به دستور آن حضرت استخوان و پر و گوشت آن پرندگان درهم كوفته شد و بعد آنها به چهار بخش تقسيم شده در چهار گوشه ي خانه گذاشته شد.
سپس امام صادق عليه السلام اول طاووس را صدا زد، ناگهان ديدم كه از آن چهار بخش، ذره ذره جدا مي شد و بهم مي پيوست تا طاووس كاملي ساخته شد و سرش نيز به بدنش پيوست. بعد از آن، كلاغ را صدا زد، باز از هر بخشي، ذره ذره به يكديگر پيوستند تا يك كلاغ كامل شده و سر به بدن ملحق گشت.
آن دو پرنده ي ديگر را نيز به همين طريق صدا زد و اجزاء آنها بهم پيوست تا آن چهار پرنده، زنده و متحرك گرديدند. [2] .
[ صفحه 55]
پاورقي
[1] سوره ي بقره آيه ي 260.
[2] حديقة الشيعه.
المني
3- سئل الامام الصادق عليه السلام عن المني يصيب الثوب؟ قال: «ان عرفت مكانه فاغسله، و ان خفي عليك مكانه فاغسله كله».
اتفق الفقهاء علي نجاسة المني من كل ما له دم سائل. سواء أكان مأكول اللحم أو غيره. أما ما لا دم سائل له فمنيه طاهر كدمه.
[ صفحه 24]
كفارة و ضرب
سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل أتي زوجته، و هو صائم، و هي صائمة؟ فقال: ان استكرهها فعليه كفارتان، و ان طاوعته فعليه كفارة، و عليها كفارة، و ان اكرهها فعليه ضرب خمسين سوطا، نصف الحد، و ان كانت طاوعته ضرب خمسة و عشرين سوطا، و ضربت خمسة و عشرين سوطا.
و في الحالين لابد من اضافة الضرب و التعزير بالقياس اليه. و اذا كرهت الزوجة زوجها فلا تتحمل عنه شيئا وقوفا علي محل النص.
صيغة الماضي
قال كثيرون: يجب أن يكون لفظ العقد بصيغة الماضي، كبعت و قبلت، و لا يكفي ابيع و أقبل، لأن المضارع يحتمل الحال و الاستقبال، أما الأمر فهو بطلب
[ صفحه 36]
المفاوضة و المساومة اشبه، و كل ذلك، و ما اليه يتنافي مع الجزم الذي لابد منه في العقد، أما الماضي فمتمحض للحال، و صريح في التحقق و الثبوت فيتعين.
و قال آخرون: ان الصيغة وسيلة للتعبير عن الرضا و الارادة، و ليست غاية في نفسها، فكل ما دل علي انشاء العقد بذاته، أو بمعونة قرينة لفظية يتم، و ينعقد به العقد، سواء أكان بالجملة الاسمية، أو بالفعلية بصيغة الماضي أو المضارع.
و قال الشيخ الانصاري معلقا علي هذا القول:«لا يخلو من قوة لو فرض صراحة المضارع في الانشاء علي وجه لا يحتاج الي قرينة المقام» [1] .
و قال: «ثم اعلم أن في صحة تقديم القبول بلفظ الأمر، كبعني، اختلافا كثيرا بين الفقهاء».
و الحق جواز ذلك اذا قصد به انشاء العقد، دون الطلب و الاستدعاء، فلقد روي سهل الساعدي ان امرأة اتت رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و قالت له: اني وهبتك نفسي، و قامت قياما طويلا، فقام رجلا، و قال: زوجنيها يا رسول الله ان لم يكن لك بها حاجة. فقال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: هل عندك من شي ء تصدقها اياه؟. فقال: ما عندي الا ازاري هذه. فقال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: ان اعطيتها ازارك بقيت بلا ازار، التمس و لو خاتما من حديد. قال: لا شي ء لدي. قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: هل معك شي ء من القرآن؟ قال: نعم. قال صلي الله عليه و اله و سلم: قد زوجتكها علي ما تحسن من القرآن فعلمها اياه.
و اذا تم عقد الزواج بصيغة الأمر، و هو قول الرجل زوجنيها فبالاولي غيره
[ صفحه 37]
من العقود.
پاورقي
[1] تنقسم القرينة الي لفظية، كقولك: رأيت قمرا يمشي، فلفظة يمشي تدل علي أنك أردت امرأة حسناء، و الي قرينة حالية، كقول الادني للاعلي: اعطني، فان حال الادني تدل علي أنه أراد من الامر، و هو اعطني الرجاء، لا الوجوب، و الشيخ الانصاري أراد من قوله هذا ان التعبير عن الرضا يجب أن يكون بقرينة المقال، لا بقرينة الحال.
معني الرهن
للرهن معان في اللغة، مها الحبس، قال تعالي: (كل امرء بما كسب رهين). و قال: (كل نفس بما كسبت رهينة). و هو الأصل لقول الفقهاء: ان الرهن وثيقة لدني المرتهن.
اليمين
اليمين لغة و عرفا الحلف و القسم بما يشاء الحالف، و شرعا الحلف بالله و اسمائه الحسني علي فعل شي ء أو تركه في الحال و الاستقبال، أو في أحدهما.
[ صفحه 27]
أما اليمين علي ما كان فالاولي تركها، حتي مع الصدق الا لضرورة، و تحرم مع الكذب تحريما شديدا و تسمي اليمين الكاذبة يمين الغموس، لأنها تغمس الحالف الكاذب في الآثام. و يتعرض الفقهاء لليمين علي ما كان، أو لم يكن في باب القضاء و فصل الخصومات.
و اليمين من حيث هي مشروعة اجماعا و نصا. فقد أمر الله سبحانه نبيه الكريم بالقسم في أكثر من آية، من ذلك قوله تعالي: (و يسألونك أحق هو قل اي و ربي انه حق). [1] و كذلك الآية 89 من سورة المائدة التي حثت علي حفظ الايمان، و ان علي من حنث و خالف الكفارة. و قال تعالي: (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم عليه الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم و احفظوا ايمانكم).
پاورقي
[1] يونس: 35.
العدة
وجوب العدة في الجملة من ضرورات الدين، لا يختص القول به بمذهب دون مذهب، و الأصل فيه قوله تعالي: (و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). و قوله: (و الذين يتوفون منكم و يذرون أزوجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا).
أما السنة فقد تجاوزت حد التواتر، منها هذا الحديث الشريف: «من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يغشي رجلان امرأة في طهر واحد».
و يتناول كلامنا التالي من لا عدة عليها، و التي عليها العدة اذا فارقها الزوج بطلاق أو فسخ، أو هبة المدة، كما في المتمتع بها، و في عدة المتوفي عنها زوجها، و عدة من وطئت بشبهة، و استبراء الزانية، و في عدة زوجة المفقود، و ما يترتب علي ذلك من أحكام.
كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها
ناظر ابن أبي العوجاء الامام الصادق عليه السلام يوما في تبديل الجلود في النار.
فقال: ما تقول في هذه الآية «كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها» [1] هب هذه الجلود عصت فعذبت فما بال الغير يعذب؟
قال أبوعبدالله عليه السلام: ويحك هي هي و هي غيرها، قال: اعقلني هذا القول، فقال له: أرأيت لو أن رجلا عهد الي لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء و جبلها [2] ثم ردها الي هيئتها الأولي، ألم تكن هي هي و هي غيرها؟ فقال: بلي أمتع الله بك. [3] .
[ صفحه 50]
أقول: [4] هذا ما توصل اليه عظماء الفلاسفة بعد جهد و بحوث طويلة في تحليل صحة عذاب الانسان المجرم، مع أن ذرات جسمه الذي وقع منه الجرم تتبدل و تتحول دائما «بل هم في لبس من خلق جديد» [5] و بهذا البيان الدقيق يجاب عن شبهة الآكل و المأكول المعروفة، فمن أين تعلم هذه الفلسفة الدقيقة في تلك العصور التي ما شمت رائحتها؟ انه الامام، و كفي.
پاورقي
[1] النساء: 56.
[2] طبعها و لينها.
[3] الاحتجاج للشيخ الطبرسي: 354.
[4] القول للمظفر في كتابه الامام الصادق بعد ذكره المناظرة.
[5] الدخان: 53.
پاسخ به اعتراض مرد يهودي
امام حسن عليه السلام، در عين آنكه پارسا بود، خوشپوش، آراسته و باوقار بود.
روزي، آن حضرت، باشكوه و نورانيت خاصي، سوار بر قاطري زيبا، از كوچه هاي مدينه، عبور مي كرد و مي خواست به بيرون مدينه برود.
در مسير راه آن حضرت، يك نفر يهودي، كه آن حضرت را ديد، به پيش آمده و به آن حضرت عرض كرد: من از شما سؤالي دارم.
امام حسن عليه السلام فرمود: سؤال خود را بپرس.
مرد يهودي گفت: جد شما، رسول خدا صلي الله عليه و آله، فرموده است: «الدنيا، سجن المؤمن و جنة الكافر».
يعني: دنيا، زندان مؤمن، و بهشت كافر است». ولي من، اكنون كه وضع تو را با وضع خودم مقايسه مي كنم، مي بينم كه تو در آسايش هستي و من در سختي!
امام حسن عليه السلام فرمود: اين تصور غلط است كه مؤمن بايد از همه چيز محروم باشد، (مقايسه تو بيجا است؛ بلكه، تو اينچنين، مقايسه كن كه) هر گاه، مقام ارجمند مؤمن را در بهشت با وضع مؤمن در دنيا، مقايسه كني و همچنين اگر مقام پست كافر را در دوزخ، با وضع كافر در دنيا مقايسه كني،
[ صفحه 82]
آنگاه خواهي فهميد كه دنياي مؤمن نسبت به آخرتش زندان و دنياي كافر نسبت به آخرتش، بهشت مي باشد [1] .
[ صفحه 83]
پاورقي
[1] فصول المهمه، ابن صباغ مالكي (به صورت اقتباس) ص 138، طبق نقل سيره ي چهارده معصوم، ص 291.
الامام جعفر الصادق
شيخ محمد حسن قبيسي عاملي، بيروت، 1403 ق /1983 م، 132 ص (از سري «الحلقات الذهبيه، 18»).
مناظره ي امام با طبيب هندي
روزي امام صادق عليه السلام وارد مجلس منصور دوانيقي (عليه اللعنة) شد. طبيبي از اهل هند كتاب هايي از طب هندي براي منصور مي خواند، حضرت ساكت در گوشه اي نشست تا اينكه طبيب از خواندن كتاب فراغت جست و متوجه حضرت گرديد.
پرسيد: «اين مرد كيست؟»
گفتند: «عالم آل محمد است.»
گفت: «آيا ميل دارد از آنچه پيش ماست بهره اي داشته باشند؟»
حضرت فرمودند: «نه.»
گفتند: «چرا؟»
فرمود: «چون آنچه با ما است بهتر از آنهاست كه با تو مي باشد.»
گفت: «با شما چيست؟»
امام عليه السلام فرمود: «با من اين است كه گرمي را با سردي و سردي را با گرمي، رطوبت را با خشكي و خشكي و يبوست را
[ صفحه 46]
با رطوبت معالجه مي كنم، [1] و آنچه را كه رسول الله فرموده به كار مي بندم و نتيجه ي كار را به خدا بازمي گذارم.»
طبيب هندي گفت: «آن چيست؟»
امام عليه السلام: «آن است كه فرمود: شكم، خانه ي هر بيماري و پرهيز، سر هر درمان است و بدن را از آنچه به آن معتاد شده محروم نسازيد.»
طبيب: «مگر طب غير از اينهاست؟»
امام عليه السلام: «لابد گمان مي كني من اينها را از كتاب هاي طب آموخته ام؟»
طبيب: «غير از اين گمان نمي برم.»
امام عليه السلام: «نه به خدا قسم، جز از خداوند از ديگري تعليم
[ صفحه 47]
نگرفته ام؛ اكنون بگو از من و تو كدام يك در فن طبابت داناتريم؟»
طبيب: «چه عرض كنم، ولي كار من طبابت است و شايد من عالم تر باشم.»
امام عليه السلام: «اجازه مي دهيد چيزهايي از شما سؤال كنم؟»
طبيب: «بپرسيد، اگر بدانم جواب مي گويم.»
امام عليه السلام: «چرا سر آدمي داراي مفصل است و يك پارچه نيست؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا پيشاني، مانند روي سر از مو پوشيده نيست؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا بر روي پيشاني خطوط مختلفي نقش شده است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا ابرو، بالاي چشم قرار گرفته است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا چشم را به شكل لوزي ساخته است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا بيني را ميان دو چشم قرار داد؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا سوراخ بيني را زير آن قرار داد؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا لب و آبخوره را روي دهان مقرر كرده
[ صفحه 48]
است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا دندان هاي جلو تيزتر است و دندانهاي آسيا پهن و انياب (دندانهاي نيش) دراز؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا كف دست و پا مو ندارد؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا براي مرد، ريش قرار داد ولي صورت زن را از موي ، عاري ساخت؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا ناخن و مو روح ندارد؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا قلب صنوبري شكل است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا ريه در دو قسمت ساخته شده و در جاي خود متحرك است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا كليه، مانند لوبيا ساخته شده است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا درون كاسه ي زانو به سمت جلو است؟»
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «چرا ميان كف دست و پا گود است و به زمين نمي چسبد؟»
[ صفحه 49]
طبيب: «نمي دانم.»
امام عليه السلام: «ولي به فضل خداوند، من به حكمت همه اينها آگاهم.»
طبيب: «بفرماييد استفاده كنيم.»
امام عليه السلام: «پس خوب گوش كن:
سر را يك پارچه نيافريد، بلكه از قطعات مختلف تركيب نمود و شكاف هايي برايش قرار داد تا صداع (سردرد)، آن را نيازارد.
موي را بالاي سر رويانيد تا به وسيله ي آن، روغن لازم به مغز برسد و بخارات مغز از طريق موهاي سر خارج شود و در عين حال پوششي براي سرما و گرما باشد.
پيشاني را از موي عاري فرمود تا چشم به وسيله ي آن نور بگيرد.
در پيشاني خطوط و نقوش رسم كرده تا از ريزش عرق به چشم ها مانع شود و همچون نهرهايي كه در زمين، محل جريان آب مي شود از پخش آن عرق مانع شود.
ابروها را بالاي چشم ها قرار داد تا به قدر لزوم به چشم نور برسد و از افراط جلوگيري شود، چرا كه زيادي نور چشم را اذيت مي كند، لذا در روشنايي زياد دست خود را در برابر چشم مي گيريم تا آسيب نبيند.
بيني را ميان دو چشم قرار داد كه نور را به دو قسمت مساوي تقسيم كند تا به طور اعتدال، نور به چشم برسد.
[ صفحه 50]
چشم را لوزي شكل آفريده تا داروهاي لازم كه به وسيله ميل (سرمه دان) استعمال مي شود به آساني وارد چشم شده و چرك و مرض به سهولت از آن به وسيله ي اشك خارج شود.
سوراخ بيني را در زير آن مقرر فرمود تا چرك هاي مغز از آن خارج و بوهاي خوش و لازم كه به وسيله ي هوا متصاعد مي گردد از آن بالا رود.
لب و آبخوره را روي دهان بنا فرمود تا از ورود كثافات دماغ به دهان جلوگيري كند و خوراك را از آلودگي به آن نگهدارد.
ريش را براي مرد قرار داده تا محتاج به پوشاندن صورت نباشد و از زن باز شناخته گردد.
دندان هاي جلو را تيز آفريده تا غذا را به وسيله ي آن پاره كند، دندانهاي آسيا را پهن نموده تا غذا به وسيله ي آن كوبيده شود و نرم گردد، انياب (دندان هاي نيش) را درازتر ساخته تا ميان اضراس (دندان هاي آسيا) و دندانهاي پيشين چون ستوني استوار باشد.
كف دست از موي برهنه مانده تا اشياء را با آن لمس كند و از قوه ي لامسه بهره ي وافري داشته باشد.
موي و ناخن را روح نداد تا چيدن و بريدن آن تألم و ناراحتي ايجاد نكند.
دل (قلب) را صنوبري (شكل ميوه ي كاج) آفريده تا در آويختگي خود، نوك باريكش در ريه داخل شده از نسيم آن خنك شود و مغز سر از حرارت آن آسيب نبيند.
[ صفحه 51]
ريه را دو قطعه قرار داد تا قسمتي از قلب در تنگناي آن واقع شده، از حركت آن نسيم بگيرد.
كبد را محدب آفريد تا معده به سنگيني خود بر او فشار آورده بخارات مسموم از آن خارج شود.
كليه را مانند لوبيا ساخته، زيرا كليه محل ريزش قطرات مني است كه قطره، قطره بر آن مي چكد، اگر كليه كروي يا چهارگوش بود، قطرات مني با هم اتصال مي يافت و هنگام خروج موجب التذاذ نمي گشت چه آنكه مني از فقرات پشت به سوي كليه حركت مي كند و گاهي منقبض و گاهي منبسط شده، مني را قطره، قطره به سوي مثانه پرتاب مي كند.
كاسه ي زانو را به سمت جلو قرار داده زيرا آدميزاد ميان دست هاي خود به طور محاذي راه مي رود و اگر غير از آن بود راه رفتنش مشكل و حركاتش ناموزون بود.
زير قدم هاي پا را تهي كرده تا همه ي پا به زمين نچسبد زيرا اگر تمامش به زمين مي چسبيد مانند دسته ي هاوني بود كه گراني و سنگيني اش باعث ناراحتي مي شد و سنگريزه اي هر چند ريز و كوچك و فشار و سنگيني بدن، پا را به زحمت مي انداخت.
طبيب هندي كه از علم امام عليه السلام تعجب كرده بود، گفت: «به خدا قسم تاكنون كسي را در آشنايي به طب عالم تر از تو نديده ام.» [2] .
[ صفحه 52]
پاورقي
[1] موجوداتي كه در عالم بسر مي برند به طور كلي بر دو قسم اند: مادي و روحاني. مادي آن دسته از موجوداتند كه از عناصر مادي و اجسام تركيب يافته اند و عناصر روحاني از چيزي مركب يا مخلوط نيستند و آنها را مجردات مي گويند. اركان وجود هر مركب را عناصر اصلي آن مي گويند و آميخته از عناصر را مزاج مي نامند.
حكما و قدماي از اطباء معتقد بودند كه عالم از چهار ركن (عنصر) آفريده شده. «آب و هوا و آتش و خاك» و اين چهار را عناصر اربعه مي ناميدند و مي گفتند: «انسان مركب از اين چهار عنصر است و سلامتي تا وقتي است كه اين چهار عنصر با هم سازگار باشد و بيماريش هنگامي است كه يكي بر ديگري غلبه كند.» مي گويند: «طبيعت عناصر از اين قرار است: آتش گرم و خشك است، هوا گرم و تر، خاك سرد و خشك و آب سرد و تر است.»
أمزجه ي اين چهار طبيعت با هم مركب شوند قهرا طبيعتي به دست مي آيد كه غير از طبيعت مفردات آنهاست و اين طبيعت ثانوي را مزاج مي گويند، اگر هيچ يك از اين طبايع بر هم غلبه نكنند، مزاج معتدل است و گرنه اعتدال حقيقي غيرممكن است و لازمه اش آن است كه هيچ فعل و انفعالي در مزاج صورت نگيرد و آن با مرگ مساوي است.
[2] بحارالانوار، ج 10، ص 205.
المغالطة في الخلقة
التوحيد 296 - 295، ب 42، ح 5: حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهما الله قالا: حدثنا أحمد بن إدريس و محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن علي بن يعقوب الهاشمي،...
عن مروان بن مسلم، قال: دخل ابن أبي العوجاء علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: أليس تزعم أن الله خالق كل شي ء؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: بلي.
فقال: أنا أخلق.
فقال له: كيف تخلق؟
فقال: أحدث في الموضع ثم ألبث عنه فيصير دواب، فأكون أنا الذي خلقتها.
فقال أبوعبدالله عليه السلام: أليس خالق الشي ء يعرف كم خلقه؟
قال له: بلي.
قال: فتعرف الذكر منها من الأنثي، و تعرف كم عمرها؟، فسكت.
[ صفحه 61]
يكتبان ما نلفظه
كتاب الزهد 53، ب 9، ح 141: حدثنا الحسين بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن زرارة: قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...
ما من أحد و معه ملكان يكتبان ما يلفظه، ثم يرفعان ذلك الي ملكين فوقهما فيثبتان ما كان من خير و شر و يلقيان ما سوي ذلك.
الصائن نفسه
[تفسير القمي 2 / 411، قال أبوعبدالله عليه السلام:...]
من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم.
قال: يابن رسول الله من ترك الخمر لغير الله؟
قال: نعم، و الله صيانة لنفسه.
اذا رأيت المبتلي
أصول الكافي 2 / 98، ح 22: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسي، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...
اذا رأيت الرجل وقد ابتلي و أنعم الله عليك فقل: اللهم اني لا أسخر و لا أفخر، و لكن أحمد الله علي عظيم نعمائك علي.
اخلاقه و آدابه
خلق الامام الصادق و أدبه، ينطلق من واقع أصالته و محتده، العريق بالنبوة، و الشامخ بالامامة حيث تتجمع الكمالات الانسانية في أروع مثلها و قيمها، قولا و عملا، و اطارا و محتوي، و خلقه و أدبه امتداد طبيعي لخلق رسول الله (ص) و أدبه... فهو و غيره من أئمة أهل البيت ما ورثوا
[ صفحه 32]
عن جدهم صفراء و لا بيضاء، و انما هي علومه و صفاته المثلي، التي كانت لهم شرف احتوائها و الحفاظ عليها، فهم الأمناء علي معطيات رسالته، و الحفظة لمبادئه و مثله، يروونها عنه قولا، و يجسدونها في ممارساتهم عملا...
فعن ابن أبي يعفور قال: رأيت عند أبي عبدالله (ع) ضيفا، فقام يوما في بعض الحوائج، فنهاه عن ذلك و قام بنفسه الي تلك الحاجة و قال: نهي رسول الله (ص) عن أن يستخدم الضيف...
و عن حفص بن أبي عائشة: بعث أبو عبدالله غلاما له في حاجة، فأبطأ فخرج أبو عبدالله علي أثره لما أبطأ فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروح له حتي انتبه، فقال له أبو عبدالله: يا فلان... و الله ما ذلك لك، تنام الليل و النهار، لك الليل و لنا منك النهار...
فهو (ع) لا يأخذ عبده بالقسوة و الغلظة عندما يقترف الذنب الذي يستحق عليه العقوبة، بل يروحه حينما يراه نائما حتي يستيقظ من نفسه، ثم يخاطبه مؤنبا بالكلمة الطيبة، و العتاب الهادي ء، الذي يبعث الاطمئنان في نفس العبد، و يوحي له بالثقة بسيده و يدفعه للاطاعة...
و من تواضعه ما رواه أبوبصير قال: دخل أبو عبدالله (ع) الحمام، فقال له صاحب الحمام: أخليه لك، فقال: لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخف من ذلك...
[ صفحه 33]
و هذه الحادثة علي بساطتها، لا ينبغي أن نمر بها من غير أن نفهم المغزي البعيد الذي يرمي اليه الامام في سلوكه الانساني منها...
فقد دأب الكبار من ذوي المقامات العالية من الناس، علي تجنب الاختلاط بالعامة في مثل هذه الموارد ترفعا و كبرا... و شعورا منه بالامتياز و الطبقية، ولكن الامام أراد أن يثبت للآخرين عمليا، أن رفعة الانسان و امتيازه انما هي بقيمه و مثله، و بانسانيته الفاضلة التي ترتفع به الي المستوي اللائق به..
أما فيما يرجع للحياة العادية و قضايا العشرة، فان علي الانسان أن لا يظلم الآخرين بسلوكه المتميز، ليشعرهم بالتفاوت الشكلي الذي يمزق الوحدة الاجتماعية، و يفتت القاعدة الأساسية التي يقوم عليها بناؤها المتماسك، و هي التلاحم المتمثل: بالايمان و المحبة و المساواة...
و عن يعقوب بن السراج قال: كنا نمشي مع أبي عبدالله (ع) و هو يريد أن يعزي ذا قرابة له بمولود له، فانقطع شسع نعله، فتناول نعله من رجله ثم مشي حافيا، فنظر اليه ابن أبي يعفور فخلع نعل نفسه من رجله، و خلع الشسع منها، و ناولها أبا عبدالله، فأعرض عنها كهيئة المغضب، ثم أبي أن يقبله، و قال: لا ان صاحب المصيبة أولي بالصبر حتي يجد لها حلا، فان غيره ليس بأولي منه بالصبر عليها...
[ صفحه 34]
و الامام يريد أن يشعر الآخرين بأن الانسان فيما يطرأ عليه من مشاكل، عليه أن يتحمل همها بنفسه ولو كانت مما يخدش بكبريائه، و عليه أن يصبر حتي يجد لها حلا، فان غيره ليس بأولي منه بالصبر عليها...
فالامام يرفض أن يتحمل الآخرون مسؤولية ما ربما يحدث له، بعد ان لم يفرض لنفسه امتيازا في السلوك و الذاتية يصنفه عن غيره، كما أنه يريد أن يضرب المثل الرائع في الخلق الاسلامي المتواضع، و السلوك الانساني المتمحض في البساطة و البعيد عن التعقيدات السلوكية التي يفرضها الحاكمون لأنفسهم انسجاما مع الشعور بالامتياز، الذي يصنفهم عن غيرهم من أفراد الأمة طبقيا...
و قد بدأت تلك التعقيدات تسيطر علي سلوك الحاكمين و المنتسبين اليهم، عندما تولي معاوية أبي سفيان امارة الشام، ثم استيلائه علي الخلافة بعد ذلك... فقد أحاط نفسه بأنواع التجلة و التعظيم، و فرض لنفسه امتيازات معينة جرت عليها سنة الخلفاء من بعده، و اقتدي بهم ولاتهم و المقربون اليهم، و كان من جراء ذلك: أن انقلب ميزان السلوك الاجتماعي المتكافي ء بين فئات الأمة، قيادة و أتباعا، بحسب المفهوم الاسلامي الأصيل... الي تناقضات طبقية مفتعلة، تولدت عن رواسب قبلية جاهلية، كانت لا تزال حية في نفوس
[ صفحه 35]
هؤلاء الحاكمين، الذين لم ينسجم واقعهم النفسي مع مبادي ء الرسالة و معطياتها الانسانية الخالدة...
و يمكننا أن نتعرف علي مدي ابتعاد مثل هذا السلوك عن روح الاسلام و منهجه في السلوك الاجتماعي مما ورد علي لسان الامام علي (ع) في وصف النبي (ص) من أنه: كان فينا كأحدنا... و ما قيل من أن بعض من لا يعرف النبي (ص) بشخصه، كان اذا دخل المسجد لا يمكنه تمييز النبي (ص) عن غيره من أصحابه الا بعد أن يسأل عنه...
و من روائع أخلاق الامام الصادق و مثاليته ما ذكر: من أنه نام رجل من الحاج في المدينة، فتوهم أن هميانه سرق... فخرج فرأي الامام مصليا و لم يعرفه، فتعلق به و قال له: أنت أخذت همياني...
قال الامام: ما كان فيه؟...
قال الرجل: ألف دينار...
فحمله الامام الي داره، و وزن له الف دينار و عاد الي منزله... فوجد هميانه، فرجع الي الامام معتذرا بالمال، فأبي قبوله و قال: شي ء خرج من يدي لا يعود الي... فسأل الرجل عنه، فقيل: هذا جعفر الصادق...
قال: لا جرم هذا فعال مثله...
و كذا يمثل الامام بسلوكه الاخلاقي المتواضع...
[ صفحه 36]
السلوك الرسالي الذي أراده النبي (ص) أن يكون الطابع العام الذي يتميز به المجتمع الاسلامي عن غيره من المجتمات الغريبة عن مبادي ء السماء...
و من وصية له الي أصحابه
«استنزلوا الرزق بالصدقة، و حصنوا المال بالزكاة، و ما عال من اقتصد،
[ صفحه 44]
و التدبير نصف المعيشة، و التودد نصف العقل، و قلة العيال أحد اليسارين، و من أحزن والديه فقد عقهما و من ضرب يده علي فخذه عند مصيبة فقد حبط أجره، و الصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب و دين، و الله تعالي ينزل الرزق علي قدر المؤونة، و منزل الصبر علي قدر المصيبة و من أيقن بالخلف جاد بالعطية، و من قدر معيشته رزقه الله، و من بذر معيشته حرمه الله» [1] .
پاورقي
[1] أعيان الشيعة ج 2 ص 205 و حلية الأولياء ج 3 ص 195.
دعاء لاهل الظالم
(اللهم انك تكفي من كل شي ء و لا يكفي منك شي ء فاكفنيه) فقال: ما يقرك عندي؟ فقال له ابوعبدالله: قد بلغت سنا لم يبلغها احد من آبائي في الاسلام، و ما أراني أصحبك الا قليلا، ما أري هذه السنة تتم لي، قال: فان بقيت؟ قال: ما أراني أبقي. قال أبوجعفر: احسبوا له؛ فحسبوا فمات في شوال.
قال المفيد في الارشاد بعد ما ذكر رواية الناس من آيات الله الظاهرة علي يده مما يدل علي امامته: فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من خبره عليه السلام مع المنصور لما امر الربيع باحضاره فأحضره، فلما بصر به المنصور قال: قتلني الله ان لم اقتلك! اتلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل؟ فقال له ابوعبدالله عليه السلام: و الله ما فعلت و لا أردت، فان كان بلغك فمن كاذب، و ان كنت فعلت فقد ظلم يوسف فغفر، و ابتلي أيوب فصبر، و اعطي سليمان فشكر، فهؤلاء انبياء الله و اليهم يرجع نسبك! فقال له المنصور: أجل ارتفع ها هنا؛ فارتفع فقال: ان فلان ابن فلان أخبرني عنك بما ذكرت! فقال: أحضروه؛ فأحضر الرجل فقال له المنصور: سمعت ما حكيت عن جعفر، فقال: نعم! فقال له ابوعبدالله فاستحلفه علي ذلك، فقال له المنصور: أتحلف؟ قال: نعم، و ابتدأ باليمين. فقال له ابوعبدالله: دعني يا اميرالمؤمنين أحلفه انا. فقال له: افعل. فقال ابوعبدالله للساعي: قل برئت من
[ صفحه 95]
حول الله و قوته، و التجأت الي حولي و قوتي، لقد فعل كذا و كذا جعفر، و قال كذا و كذا جعفر؛ فامتنع هنيهة ثم حلف بها، فما برح حتي ضرب برجله. فقال ابوجعفر: جروه برجله و أخرجوه، لعنه الله! قال الربيع: و كنت رأيت جعفر بن محمد حين دخل علي المنصور يحرك شفتيه، و كلما حركهما سكن غضب المنصور حتي ادناه منه و رضي عنه، فلما خرج ابوعبدالله من عند ابي جعفر اتبعته فقلت: ان هذا الرجل كان من اشد الناس غضبا عليك، فلما دخلت عليه كنت تحرك شفتيك و كلما حركتهما سكن غضبه فبأي شي ء كنت تحركهما؟ قال: بدعاء جدي الحسين بن علي، عليهماالسلام، قلت: جعلت فداك و ما هذا الدعاء؟ قال:
استقصاء اشارات جعفر في رسائل جابر
قام العلماء في مناقشة العلاقة بين جعفر و جابر، و قد أبدوا آراءهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن النصوص نفسها التي وردت في رسائل جابر عن الامام الصادق، فعند استقصاء النصوص نعرف وجه العلاقة، و يمكننا بالمحاكمة المتزنة معرفة امكان الصلة أو عدمها. و يجب أن نعرب عن أسفنا بأن الكتب الموجودة بصفة مخطوطات في القاهرة و المكتبة الأحمدية في حلب و غيرها من المكتبات لم تهيأ للنشر و المطالعة [1] و اننا لا يمكننا اعطاء حكم ينطبق علي الواقع أو يقارنه دون أن تكون جميع الوثائق في متناول أيدينا، و قد نشرت بطريقة علمية حسب قواعد علم اللغة الحديث «فيلولوجيا»، و اننا في هذه الدراسة سوف نقتصر علي الكتاب الذي نشره «هولميارد» عن مصنفات في علم الكيمياء لجابر، و علي مختار رسائل جابر بن حيان نشرها في القاهرة «كراوس».
و مما يؤسف له حقا أن رسائل جابر لم يتابع نشرها رغم ما فيها من العلوم التي
[ صفحه 118]
تزيد تراثنا، فالأمل من معاهدنا العلمية توجيه اهتمامها لمثل هذه القضايا الهامة.
اذا طالعنا هذين الأثرين بامعان نجد أن الصلة بين الاثنين أعني جابرا و جعفرا هي صلة رعاية و توجيه، ففي كتاب الرحمة من منشورات «هولميارد» نقرأ ما يلي: (... قال لي سيدي يا جابر، فقلت لبيك يا سيدي، فقال هذه الكتب التي صنفتها جميعها و ذكرت فيها الصنعة و فصلتها فصولا و ذكرت فيها من المذاهب و آراء الناس و ذكرت الأبواب و خصصت كل كتاب.... و بعيد أن يخلص منها شي ء الا الواصل، و الواصل غير محتاج الي كتبك. ثم وضعت كتبا كثيرة في المعادن و العقاقير، فتحير الطلاب و ضيعوا الأموال و كل ذلك من قبلك... و الآن يا جابر استغفر الله و أرشدهم الي عمل قريب سهل تكفر به ما تقدم لك و أوضح.. فقلت يا سيدي أشر علي أي الباب أذكر، فقال: ما رأيت لك بابا تاما مفردا الا رموزا مدغما في جميع كتبك، مكتوما فيها، فقلت له: قد ذكرت في السبعين و أشرت اليه في كتب النظم و في كتاب الملك من الخمسمئة و في كتاب صفة الكون و في كتب كثيرة من المئة ونيف، فقال صحيح ما ذكرته من ذلك في أكثر كتبك و هي في الجمل مذكور، غير أنه مدغم مخلوط بغيره، لا يفهمه الا الواصل، و الواصل مستغن عن ذلك. و لكن بحياتي يا جابر، أفرد فيه كتابا بالغا بلا رمز و اختصر كثرة الكلام بما تضيف اليه كعادتك، فاذا تم فاعرضه علي فقلت السمع و الطاعة).
اننا نستنتج من هذا الحوار المدون أن القضية هي قضية اهتمام لا أكثر. و اذا تابعنا العلاقة نجدها لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه الي أمر كشف سر الله الأعظم، ألا و هو الاكسير الذي سبق لنا و بحثناه في الأديب بعنوان (الاكسير علي ضوء العلم الحديث)، و علي ما يظهر أن جعفرا يعتقد بالاكسير و يعتقد بامكان السيطرة علي المادة (كما سنري ذلك في تحليل نصوص مختار
[ صفحه 119]
رسائل جابر لكراوس) و توجيهها حسب المشيئة، و يظهر أن المعني من الحجر هو الاكسير نفسه: «فاذا أقمت الاكسير من كون أحدهما بهذا الميزان فهو و حق سيدي (و يقصد بذلك جعفر) الميزان الطبيعي في كل الأعمال»، و هذا تفسير لمعني الحديث النبوي بأن العبد لا يزال يتقرب الي الله حتي يكون سمعه و بصره... الخ يقصد بهذا التقرب الاطلاع علي أسرار الكون.
كذلك نجد في كتاب البيان منشورات «هولميارد»: (أنه لما كان البيان أجل ما يحتاج الي تقديمه في علوم مولانا عليه السلام (أي جعفر)، و كان طريقه أحد الطرق التي يجب أن يدرج المتعلم عليها، و يتغذي بها، وجب أن نذكره في هذا الكتاب ليعرفه الراغب في هذه العلوم الشريفة بحقه و صدقه فيعظم انتفاعه به).
هذا ما أثبتناه من منشورات (هولميارد)، أما في مختار رسائل جابر فاننا نري العلاقة أعمق و أمتن و هي متشعبة المرامي و متعددة الأهداف و نقسمها الي الأقسام الآتية:
1- القسم بالامام.
2- طلب جعفر من جابر تسهيل الموضوع.
3- الاقرار بالتعلم من جعفر.
4- التقاء جابر بجعفر.
5- سيطرة الروح الجعفرية في رسائل جابر.
اننا نحاول في دراستنا هذه أن نعالج كل ناحية علي حدة، و يجب أن نعترف أن تقسيم هذه النصوص و المواضيع هو تقسيم غير قطعي، لأن كثيرا من الأفكار و التصريحات يتداخل بعضها ببعض.
[ صفحه 120]
پاورقي
[1] و قد طالعنا في فهرست كتب الأحمدية 1365، ففيها اشارة الي وجود قطعة ملتقطة من الجزء الثالث من كتاب العلم المخزون لجابر في الكيمياء بلا تاريخ و الي جانبها وجدنا هذا الشرح:
«سجل هذا الكتاب غلطا في الطابع علي الآلة لأنه مفقود وفقا لفهرست كتب الأحمدية». و قد كنا رأينا هذا الكتاب ضمن الكتب الأحمدية في ابان الحرب العالمية الثانية.
شخصية الامام الصادق
التاريخ هو مرآة تأخذ الصور فتحفظها للأجيال، و هو للجميع لا يختص بأمة دون أخري، و لا يتقيد برأي دون رأي، و هو أمين، و الأمين يقبح به أن يخون أمانته. و لئن تحتم عليه ان يحتفظ بالحقائق و الأضاليل معا فليس ذلك إلا الي أمد الآماد ثم تنكشف الحقائق لتثبت وحدها سليمة من مجاورة الأضاليل.
و التأريخ يسجل الحوادث علي ما هي عليها بصورها و أشكالها، فلا تغيير و لا تبديل، و لا نقل صورة و ترك أخري؛ هذه في وظيفة التأريخ الصحيح في كل دور من الأدوار.
ولكن التلاعب السياسي الذي لعب دورا هاما في سيطرته علي نظام التأريخ و تصرفه في سيره، و سلب حريته في أداء أمانته، جعلنا نعترف بأنه لم يتمكن من أداء واجبه علي الوجه الصحيح، و قد أودعت في طياته أشياء هي أعظم عليه من و خز المدي، و تركت أشياء هي مفخرته عندما يؤديها للأجيال، و ان من المؤسف جدا أن يفقد التأريخ حريته، و تلتوي به الطرق، و إذا به ينظر في مرآة الغير و لا ينظر الغير في مرآته. بفعل المسيطرين عليه لا بفعله هو.
و لئن مني التأريخ بتلك القيود فهو لا يخلو من حقائق يطمئن اليها كل باحث، و ها نحن علي ضوء تلك الحقائق ننتزع من أشواك العصبية و الأهواء زهرة حياة الإمام الصادق، و إن أكثر المؤرخين قد أهملوا أخباره و سيرته و لم يذكروا إلا النزر منها، و من وقف علي ما كتبه ابن كثير في تأريخه عن بعض الشخصيات الي لا قيمة لها في سوق الإعتبار يعرف مدي انحرافه و انه أهمل الواقع و ظلم الحقيقة، و تراه عندما يأتي لذكر جعفر بنت محمد الصادق في حوادث 148 ه يقتصر علي قوله: و فيها مات الإمام جعفر الصادق. و لا يروق له ذكر شي ء عن حياته. و كثيرون أمثال ابن كثير من قبل و من بعد.
و أغرب شي ء وقفنا عليه أن البحاثة محمد محيي الدين المعروف بالتتبع و ضبط الألفاظ في تصحيحه و تعليقه علي الكتب أهمل اسم جعفر بن محمد و غير اسمه، فيقول عند ذكر وفاته في العنوان: وفاة محمد بن جعفر العلوي. [1] .
[ صفحه 52]
وهب أن ذلك غلط مطبعي أو من الناسخ في أصل الكتاب فان الواجب عليه التنبيه و الإلتفات لهذا الغلط.
و مثل شخصية جعفر بن محمد تلك الشخصية الإسلامية العظيمة يجب علي التأريخ اعطاءها حقها من البحث، فهو أبرز شخصية في عصره و أعلم الأمة علي الإطلاق.
و لا نتجاوز الحقيقة إن قلنا ان الإمام الصادق عليه السلام كان أعلم أهل عصره و هو أولي الناس بحفظ أمانة الدين، و لا نبعد عن الواقع، ان قلنا ان تلك الخطوات التي سار عليها في عصر ازدهار العلم قد اعطت الأمة درسا، و علمتهم كيف يجب ان يكون المصلح الذي يقتدي به عظماء الأمة و رجال الدعوة، و ان يستقبل العلم بمؤهلاته النفسية و يفرض نفسه علي المجتمع بقيمه الروحية، بدون التزام بالقوة. بل الأولي ان يكون مقبولا من حيث هو، لا من حيث الإرهاب و السلطة او المغريات الخداعة، و ان الكثير ممن درسوا حياة الإمام الصادق عليه السلام انما سلكوا طرف الحذر و التكتم، فتلك دراسة سطحية لا تتجاوز حدود دائرة الحذر او التعصب، و قد رسمت صورته في اطار التأريخ بريشة مفن مرتعشة لذلك لم تبرز طبق الأصل و مع هذا جاءت سليمة من التشويه و فريدة في الابداع.
و غرضنا في البحث عن حياة الصادق بيان منزلته العلمية بالقياس الي غيره ممن أخذ الشهرة و ما هو منه في شي ء، و الاسباب غير مجهولة و الحقيقة غير صامتة. و هنا يلزمنا أن نتخلي عن الموضوع و يستمع إلي أقوال علماء الأمة و رؤساء المذاهب، و حفاظ الحديث، و كبار المؤرخين و الكتاب من القدماء و بعض المعاصرين في انطباعاتهم عن شخصية الإمام الصادق عليه السلام بدون إحاطة لكل، بل من يحضرنا ذكره فلنصغ لأقوالهم تمهيدا للبحث.
پاورقي
[1] مروج الذهب ج 3 ص 212.
آيا از براي او كيفيتي است؟
سائل پرسيد: خدا كيفيت (چگونگي) دارد؟
فرمود: نه؛ زيرا كيفيت جهت صفت و احاطه است (چون چيزي متصف به چيزي يا محاط به چيزي باشد كيفيتي پيدا مي كند، مثلا كاغذ چون به نازكي متصف شده، و سفيدي به آن احاطه دارد كيفيت مخصوصي پيدا كرده، ولي چون صفات خدا عين ذات او است و محاط به چيزي نيست كيفيت ندارد) ولي به ناچار او از جهت تعطيل و تشبيه خارج است (نبايد نفيش نمود، و نه به چيزي مانندش كرد) زيرا كسي كه نفيش كند منكرش گشته و ربوبيتش را رد كرده و ابطالش نموده است.
و هركه او را به چيز ديگري تشبيه كند صفت مخلوق ساخته شده اي را كه سزاوار ربوبيت نيست برايش ثابت كرده است، ولي بايد كيفيتي را كه ديگري سزاوار آن نيست و شريكش نباشد، و بر خدا احاطه نكند، و جز او كسي نداند برايش ثابت و اعتراف نمود.(يعني خداوند كيفيت به معني سابق را ندارد، ولي اگر مقصود از كيفيت توصيفش به اين صفات باشد كه از حد تعطيل و تشبيهش خارج كند به ناچار بايد برايش ثابت كرد).
[ صفحه 36]
كلام صادق
منظور اينجا بحثي است كه از واجب الوجود و اثبات آن و صفات و خصايص آن مي نمايند اين بحث با ادله عقيله كه مبني بر منطق مستدل باشد كلام گويند و چون در اين علم جدل و مغالطه كرده اند طريق صحيح آن را امام جعفر صادق عليه السلام به احتجاجات مشروح خود براي اهل فرق و مذاهب بيان فرمود.
اول كسي كه با ادله عقليه در اثبات صانع حكيم و آثار محسوسه وجدانيات سخن گفت حضرت اميرالمؤمنين علي عليه السلام باب مدينةالعلم بوده كه در خطبات مفصل پيدايش عالم وجود و آفريننده جهان بزرگ را بر مردم تشريح كرد و ديگر كسي در اين باره فرصت و مجال سخن گفتن نداشت تا زمان حضرت امام محمد باقر و حضرت امام جعفر صادق كه بحث مفصلي و مشبعي در كلام كرده و بزرگترين شاگرد مكتب جعفري در اين فن هشام بن حكم است كه در رشته معقول و كلام قدرت عجيبي نشان داده و احتجاجات او در كتب كافي و احتجاج طبرسي و توحيد صدوق و دو جلد اول و دوم بحار منعكسست و بايد ابداع علم و كلام و تشريح فلسفه عقلاني اسلام را از حضرت صادق عليه السلام دانست.
حديث 023
1 شنبه
ازهد الناس من ترك الحرام.
زاهدترين مردم كسي است كه حرام را ترك كند.
بحار، ج 67، ص 305
مقبره جويريه بنت حارث
او از «بنومُصطلق» بود كه با طايفه اش در مُرَيْسِيع نزديك قديد سكونت گزيده بودند.
پيامبر در سال 5 و 6 هجرت، براي آرام كردن تحريكات و تهديدهاي طايفه مذكور كه خود را با عصبيتي لجام گسيخته آماده نبرد با پيامبر كرده بودند، عازم آن ناحيه شد.
در اين نبرد كه بعدها به غزوه المريسيع (= غزوه بني المصطلق) شهرت يافت،
[ صفحه 474]
بنومصطلق شكست خوردند و بازماندگانشان به اسارت مسلمانان درآمدند.
«جويريه» به همراه پدرش حارث از جمله اسرايي بودند كه به مدينه آورده شدند، درآمده بودند، منسوب به خانواده پيامبر شوند. از اين رو مسلمانان اسرا را آزاد كردند. ولي يعقوبي مي گويد:
زنان اسير آزاد شدند و آنگاه مسلمانان با آنها ازدواج كردند. طبري تصريح مي كند كه به اين ترتيب «يكصد خانوار از بني مصطلق آزاد شدند.»
جويريه بيست ساله بود كه به عقد پيامبر در آمد و تا سال 50 يا 56 هجرت در قيد حيات بود و گفته اند كه در زمان مروان بن حكم در مدينه وفات يافت و در بقيع، مجاور مقابر ديگر همسران پيامبر به خاك سپرده شد.
الجزوران اللتان صورتا و نحرهما رسول المنصور حين أمر المنصور بقتله و قتل ابنه اسم
الجزوران اللتان صورتا و نحرهما رسول المنصور حين أمر المنصور بقتله و قتل ابنه اسماعيل
الراوندي: ان أباخديجة روي عن رجل من كندة، و كان سياف بني العباس قال: لما جاء أبوالدوانيق بأبي عبدالله عليه السلام و اسماعيل، أمر بقتلهما و هما محبوسان في بيت، فأتي - عليه اللعنة - الي أبي عبدالله عليه السلام
[ صفحه 29]
ليلا، فأخرجه و ضربه بسيفه حتي قتله، ثم أخذ اسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله، ثم جاء اليه فقال له: ما صنعت؟ قال: لقد قتلتهما و أرحتك منهما. فلما أصبح اذا أبو عبدالله عليه السلام و اسماعيل جالسان فاستأذنا. فقال أبوالدوانيق للرجل: ألست زعمت أنك قتلتهما؟ قال: بلي، لقد عرفتهما كما أعرفك، قال: فاذهب الي الموضع الذي قتلتهما فيه فانظر، فجاء بجزورتين منحورتين. قال: فبهت، و رجع فأخبره فنكس رأسه و عرفه ما رأي قال: لا يسمعن منك هذا أحد، فكان كقوله تعالي في عيسي (و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم) [1] [2] و رواه صاحب ثاقب المناقب [3] .
پاورقي
[1] سورة النساء: الآية 157.
[2] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 626 ح 27.
[3] الثاقب في المناقب ص 218 ح 21.
توسل به ائمه و زنده شدن برادر
حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: روح مؤمن پس از آن كه به امر الهي قبض شد در قالبي كه شبيه جسد اصلي دنياي او است استقرار مي يابد. افراد با ايمان در عالم بعد از مرگ متنعمند. مي خورند و مي نوشند و موقعي كه شخصي بر آنان وارد مي شود او را به همان صورتي كه در دنيا بود، مي شناسند.
روايت شده است كه دو برادر از اهل كوفه به زيارت مي رفتند و چون به ميان بيابان رسيدند يكي از آنها از شدت تشنگي وفات كرد. ديگري متحير بر بالين او نشست و نمي دانست كه چه كند و پناه به حق سبحانه و تعالي برد و از اهل بيت حضرت رسالت راه نجات مي خواست و يك يك ائمه را مي خواند تا آن كه به امام ناطق جعفر بن محمدالصادق عليه السلام رسيد. نگاه كرد و مردي را پيش خود ايستاده ديد. مرد پرسيد: حالت چگونه است؟ گفت: برادرم فوت كرده و من نمي دانم در اين بيابان چه كنم. آن مرد تكه عودي به او داد و گفت: اين را در ميان دو لب برادرت بگذار. جوان آن عود را در ميان دو لب وي نهاد، در همان لحظه به فرمان حضرت ذوالجلال برادرش زنده شد. از وي پرسيد كه تشنه
[ صفحه 75]
است، گفت: نه، سپس به اتفاق به كوفه رسيدند.
بعد از مدتي برادري كه دعا مي كرد اتفاقا به مدينه رفت و به خدمت حضرت صادق عليه السلام رسيد. چون چشم حضرت به او افتاد فرمود: حال برادرت چگونه است؟
پاسخ داد، سلامت است. آن حضرت فرمود: آن پاره عود را كه از ساق عرش آمده بود چه كردي؟ گفت: يابن رسول الله چون برادرم زنده شد من از شدت خوشحالي آن را فراموش كردم. حضرت فرمود: آن وقت كه تو دعا مي كردي و از ما كمك مي خواستي، برادرم خضر پيش ما حاضر بود. او را پيش تو فرستادم و آن پاره عود را كه از ساق عرش آورده بودند پيش شما آورد. هنگامي كه برادرت زنده شد، عود به ما رسيد. بعد از آن حضرت خادم را طلبيد و فرمود تا آن پاره عود را حاضر كردند و به آن شخص نشان داد.
[ صفحه 76]
عبدالله بن مسكان
اين عبدالله هم از آن شش تن فقيه نجيب و شريف و مقدس است كه اصحاب، رضوان الله عليهم به صحت رواياتش شهادت دادند و وي را به حق «فقيه» خواندند.
گفته مي شود كه عبدالله بن مسكان به دشواري به امام صادق وارد مي شد زيرا مي ترسيد كه حق اكرام و احترام را نتواند نسبت به امام خود ادا كند.
كتابه إلي المفضل بن عمر في الحث علي التقوي
################
پاورقي
[1] الحاقّة: 12.
[2] البقرة: 229.
[3] الإسراء: 105.
[4] النحل: 90.
[5] النازعات: 24.
[6] البقرة: 173.
[7] الزخرف: 86.
[8] الإسراء: 94.
[9] التغابن: 6.
[10] الأنعام:8.
[11] وفي آية اُخري: «لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ» (الفرقان:7).
[12] الأنعام: 91.
[13] الأنعام: 8 و9.
[14] النساء: 80.
[15] الأحزاب: 53.
[16] الأحزاب: 6.
[17] النساء: 22.
[18] الظاهر أنّه: «أحلّهما» بدل «أجلهما».
[19] النساء: 24.
[20] الظّاهر أنّه: «بأمر مستقبل».
[21] البقرة: 196.
[22] المائدة: 106.
[23] إشارة إلي قوله تعالي: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ شَهَدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَبَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن م بَعْدِ الصَّلَوةِ فَيُقْسِمَانِ بِالله إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ي ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَاقُرْبَي وَلَا نَكْتُمُ شَهَدَةَ الله إِنَّآ إِذًا لَّمِنَ الْأَثِمِينَ - فَإِنْ عُثِرَ عَلَي أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّآ إِثْمًا فََاخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَنِ فَيُقْسِمَانِ بِالله لَشَهَدَتُنَآ أَحَقُّ مِن شَهَدَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَآ إِنَّآ إِذًا لَّمِنَ الظَّلِمِينَ - ذَ لِكَ أَدْنَي أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَدَةِ عَلَي وَجْهِهَآ أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَنُ م بَعْدَ أَيْمَنِهِمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاسْمَعُواْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَسِقِينَ» (المائدة: 108 - 106).
[24] النور:25 - 23.
[25] بصائر الدرجات: ص526 ح1، بحار الأنوار: ج24 ص286 ح1 نقلاً عنه وراجع: دعائم الإسلام: ج1 ص51.
سند و عنوان النسخة التركية
هذه مناظرة جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه مع الرافضي
تصنيف الشيخ الامام أبي القاسم عبدالرحمن بن محمد الأنصاري البخاري قدس الله روحه.
رواها الفقيه أبوالقاسم عبدالرحمن بن محمد بن محمد ابن سعيد الأنصاري البخاري قراءة عليه بمكة حرسها الله تعالي.
براوية الشيخ الامام الأجل الأوحد العالم أقضي القضاة مجد الدين أبي الفتح مسعود بن الحسين بن سهل بن علي بن بندار اليزدي. [1] .
[ صفحه 90]
نحو روايته عن الشيخ أبي نصر عبدالرحمن بن القاسم بن أبي الفضل.
نحو روايته عن القاضي أبي الحسن سعد بن علي بن بندار رحمه الله، عن المصنف رضي الله عنه.
[ صفحه 93]
پاورقي
[1] في التراجم كنيته أبوالحسن مسعود بن الحسين بن سعد بن بندار اليزدي الحنفي الموصلي مات بها سنة 571ه، قال في المنتظم: ولد سنة 505 ه و تفقه و أفتي و ناب في القضاء و درس بمدرسة أبي حنيفة، و مدرسة السلطان، ثم خرج الي الموصل فأقام مدة يدرس و ينوب في القضاء. انظر: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (3 / 188)رقم 1191، و المنتظم في حوادث سنتي ولادته و وفاته، و الطبقات السنية رقم 2479، و تاج التراجم رقم 294.
پرهيز از همنشيني با پنج نفر
امام صادق عليه السلام فرمود: پدرم از پدرش امام سجاد عليه السلام نقل كرد كه فرمود:اي فرزندم! متوجه باش كه با پنج شخص همنشيني نكني و با آن ها گفتگو و رفاقت در راهي ننمايي. پرسيدم: پدر جان! آن ها كيانند؟
فرمود:
[ صفحه 51]
1. زنهار كه با دروغگو همنشين مشو، زيرا او مثل سرابي است كه دور را نزديك و نزديك را در نظرت دور جلوه مي دهد.
2. برحذر باش كه با فاسق و گنهكار همنشين نشوي، زيرا او تو را به يك لقمه يا كم تر مي فروشد.
3. بپرهيز از همنشيني با بخيل، زيرا او مال خود را در سخت ترين نيازهايت از تو دريغ مي دارد.
4. و حتما با احمق (كم عقل) همنشين مباش، زيرا او مي خواهد به تو سود رساند، ولي (بر اثر حماقت) به تو زيان مي رساند.
5. و مبادا با آن كس كه قطع رحم كند، رفاقت كني، كه من او را در سه مورد از قرآن ملعون يافتم:
الف. در سوره ي محمد (آيات 22 و 23 (مي خوانيم:
(فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا ارحامكم - اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و اعمي أبصارهم)
اگر روي گردان شويد، آيا جز اين انتظار مي رود كه در زمين فساد كنيد و قطع رحم نماييد؟ آن ها كساني هستند كه خداوند آنان را از رحمت خويش دور سلاخته، پس گوش هايشان را كر و چشم هايشان را كور ساخته است.
ب. در سوره ي رعد (آيه ي 25 (مي خوانيم:
(الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه و يقطعون ما امر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض اولئك لعهم اللعنة و لهم سوء الدار)
[ صفحه 52]
و آن ها كه عهد الهي را پس از محكم كردن مي شكنند، و پيواندهايي را كه خداوند به آن امر كرده است، قطع مي كنند، و در روي زمين فساد مي نمايند، براي آن ها لعنت و بدي (و مجازات) در سراي آخرت است.
ج. در سوره ي بقره (آيه ي 27 (مي خوانيم:
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض اولئك هم الخاسرون)
فاسقان كساني هستند كه پيمان خدا را پس از محكم ساختن آن مي شكنند، و پيوندهايي را كه خدا دستور داده برقرار سازند، قطع مي نمايند و در روي زمين فساد مي كنند؛ اين ها زيانكارانند [1] .
پاورقي
[1] اصول كافي، ج 2، صص 376-377، باب مجالسة اهل المعاصي، ح 7؛ و ص 641، باب من تكره مجالسته، ح 7.
الصوت و الكلام و تهيئة آلاته في الانسان و عمل كل منها
أطل الفكر يا مفضل في الصوت و الكلام و تهيئة آلاته في الانسان فالحنجرة كالانبوبة لخروج الصوت، و اللسان و الشفتان و الاسنان لصياغة الحروف و النغم. ألا تري أن من سقطت اسنانه لم يقم السين، و من سقطت شفته لم يصحح الفاء، و من ثقل لسانه لم يفصح الراء، و اشبه شي ء بذلك المزمار الأعظم، فالحنجرة تشبه قصبة المزمار، و الرئة تشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل الريح، و العضلات التي تقبض علي الرئة ليخرج الصوت كالأصابع التي تقبض علي الزق حتي تجري الريح في المزامير و الشفتان و الاسنان التي تصوغ الصوت حروفا و نغما كالأصابع التي تختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره ألحانا غير أنه و ان كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالآلة و التعريف فان المزمار - في
[ صفحه 32]
الحقيقة - هو المشبه بمخرج الصوت.
عبوديت سرچشمه كرامت ها
عامل اصلي و مهمي كه موجب مي شود، اولياي خدا - حتي غير
[ صفحه 52]
پيامبران و امامان - داراي مقام كرامت شوند و از آن ها امور غير عادي سر زند، عبوديت خالص و بندگي بي شائبه است. چنان كه اين مطلب در قرآن و روايات بي شمار آمده است. به عنوان مثال در قرآن راجع به معراج پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم كه از بزرگ ترين معجزات بوده است، مسأله ي عبوديت پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم اشاره دارد كه نقش بسزايي در شايستگي ايشان به اين مقام داشته است، همان گونه كه در دو آيه به اين مطلب اشاره شده كه، مي فرمايد:
(سبحان الذي أسري بعبده...) [1] .
پاك و منزه است خداوندي كه عبد و بنده اش را از مسجد الحرام به مسجد الاقصي (در شب معراج) سير داد.
و در جاي ديگر مي فرمايد:
(فأوحي الي عبده ما أوحي)؛ [2] .
خداوند (در شب معراج در سدرة المنتهي بر فراز عرش) به آنچه كه وحي كردني بود، به بنده اش (محمد صلي الله عليه و آله و سلم) وحي كرد.
توضيح:
عبوديت و بندگي، نهايت خضوع و تسليم خالص در برابر خداي بزرگ است و خمير مايه و سنگ زيرين ارتقاء به قرب خاص الهي در پرتو عبوديت با معرفت تحقق مي يابد. تا آن جا كه خداوند در شب معراج به پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم چنين خطاب فرمود:
(عبدي اطعني حتي اجعلك مثلي (او: مثلي) اذا قلت لشي ء كن فيكون)؛ [3] .
اي بنده ي من مرا اطاعت كن. تا تو را مظهري از خودم (يا: همانند خودم در بعضي كارها) قرار دهم، كه وقتي به چيزي بگويي بوده باش، آن چيز تحقق يابد.
[ صفحه 53]
امام صادق عليه السلام فرموده است:
«العبودية جوهرة كنهها الربوبية»؛ [4] .
عبوديت و بندگي گوهري است كه ربوبيت در درون آن نهفته شده است.
يعني عبوديت آن چنان انسان را به كمال مي رساند كه اگر كامل شود، عبد را خداگونه و مظهر جلال و جمال الهي مي نمايد، به طوري كه مي تواند در پرتو بندگي، كارهايي نظير تصرف در عالم تكوين انجام دهد و صاحب كرامت شود، مانند امامان معصوم عليهم السلام، و اولياء خدا همچون حضرت عباس عليه السلام و حضرت معصومه عليهاالسلام آن ها در پرتو بندگي خالص و با معرفت به جايي رسيدند كه به اذن پروردگار مي توانند در جهان تكوين تصرف كنند. به عنوان مثال آهن سرد را در كوره مي گذارند به حدي كه گداخته و به صورت آتش فروزان مي شود و آن آهن در عين اين كه آهن است به قدري به آتش نزديك شده است كه آتش گونه گشته است. گر چه اين حرارت و نورانيت در درون ذات آن نيست ولي پرتويي از آتش كه در درون آن افتاده او را به رنگ آتش در آورده است؛ بنده خالص خدا نيز مي تواند با جوهر عبادت و بندگي، به خدا نزديك شود و غرق در نور الهي گردد به گونه اي كه خداگونه شود.
شهيد مطهري مي نويسد: وصول به ربوبيت در پرتو عبوديت، در ظاهر تعبير زننده اي است؛ زيرا معني اين جمله «از بندگي تا خداوندگاري» است، مگر مي شود انسان از مرز بندگي خارج يا در مرز خدايي قدم بگذارد؟! «اين التراب و رب الارباب»؛ خاك كجا و پروردگار پروردگارها كجا؟؟ ولي بايد توجه داشت كه خدايي غير از خداوندگاري است، مقصود از حديث فوق «العبودية جوهرة كنهها الربوبية» اين است كه انسان در پرتو بندگي خالص به خداوندگاري مي رسد، اين مراحل در پنج مرحله ي زير خلاصه
[ صفحه 54]
مي شود:
1. در پرتو بندگي، بر نفس خود تسلط مي يابد.
2. آن چنان نيرومند مي شود كه روح او قاهر شده و مي تواند گناهان را از خود دور سازد.
3. در بعضي از امور، روح از بدن بي نياز مي شود.
4. مرحله ي روح بدن را خلع مي كند بدن از هر لحاظ تحت فرمان روح قرار مي گيرد.
5. به قدري نيرومند مي شود كه حتي طبيعت خارج از بدن را نيز تحت نفوذ قرار مي دهد، مانند اولياء خدا كه از آن ها معجزه و كرامت و تصرف در عالم تكوين كه يك نوع خداوندگاري است، سر مي زند.
بنابراين در درون عبوديت، مرحله اي پيش مي آيد كه انسان مظهر صفات حق مي شود. [5] .
در روايتي آمده است: امام صادق عليه السلام از كوفه عازم مدينه بود. گروهي از برجستگان و زاهدان از جمله ابراهيم ادهم، آن حضرت را بدرقه مي كردند. در مسير راه شيري را ديدند. جرأت نكردند، پيش بروند. ابراهيم گفت: صبر كنيد تا جعفر بن محمد (امام صادق عليه السلام) بيايد و نظر دهد. صبر كردند تا امام عليه السلام آمد. سپس به شير نزديك شد و دو گوش شير را گرفت و او را از سر راه دور نمود. به اين ترتيب شير درنده در برابر عظمت امام، تسليم شد و اطاعت كرد، در اين لحظه امام صادق عليه السلام به حاضران فرمود:
«اما لو ان الناس اطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه اثقالهم». [6] .
آگاه باشيد، اگر مردم آن گونه كه شايسته اطاعت است، از خداوند اطاعت مي كردند (به مقامي از ولايت مي رسيدند كه) بارهاي خود را بر
[ صفحه 55]
پشت شير نهاده و از آن ها به عنوان مركب استفاده مي كردند.
بر همين اساس وقتي كه پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم در آستانه ي معراج از سوي خداوند مخير شد كه بندگي و نبوت يا بندگي يا پادشاهي را برگزيند، آن حضرت بندگي را بر پادشاهي ترجيح داد و عرض كرد:
«بل اكون نبيا عبدا». [7] .
بلكه پيامبري و بندگي را بر مي گزينم.
اين حديث بيانگر آن است كه بندگي خدا، هرچه عميق تر و آگاهانه تر باشد، موجب ارتقاء بيشتر خواهد شد و هر چه معرفت انسان بيشتر شود، بيشتر احساس بندگي مي كند، بنابراين منشأ امتيازات بسيار، از جمله كرامت مي شود.
در ضمن بايد توجه داشت كه چگونگي معجزات و كرامات را مي توان محصول يكي از سه عامل زير دانست:
1. دعا؛ چرا كه دعاي بندگان خالص خدا به استجابت مي رسد.
2. ولايت تكويني؛ پيامبران و اوليا به مقامي از بندگي رسيده اند كه به اذن خداوند مي توانند در پرتو آن كارهاي خارق العاده انجام دهند.
3. كمالات؛ آنان به مرحله اي از علم و يقين رسيده اند كه در پرتو كمالات از پشت پرده ها خبر مي دهند، علم غيب مختص به خداوند است، ولي گاهي به بعضي از بندگان والا مقامش بهره اي از علم غيب را عطا مي فرمايد. چنان كه در قرآن كريم مي فرمايد:
(عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا الا من ارتضي من رسول) [8] .
خداوند بر غيب آگاهي دارد، و هيچ كس را بر اسرار غيبش آگاه نمي سازد، مگر رسولاني كه آنان را برگزيده و پسنديده است.
البته بايد توجه داشت كه معجزه ي پيامبران و امامان عليهم السلام و كرامت اولياي
[ صفحه 56]
خدا، براي صدق ادعاي آنان و كذب دروغ گويان و براي اهداف مقدس معنوي است و چنان نيست كه هر چه ديگران از آن ها بخواهند، از خود نشان دهند. بلكه معجزات و كرامات آن ها بر اساس موازين و شرايط و در راستاي آگاهي بخشي و نور افشاني افراد انجام مي گيرد. [9] .
پاورقي
[1] سوره ي اسراء، آيه ي 1.
[2] سوره ي نجم، آيه ي 10.
[3] تفسير ام الكتاب، مير جهاني، ص 258.
[4] مصباح الشريعه، ص 100.
[5] اقتباس از كتاب ولايتها و ولائها، از استاد شهيد مطهري، ص 82 - 73.
[6] تفسير الميزان، ج 5، ص 392.
[7] بحارالأنوار، ج 18، ص 382.
[8] سوره ي جن، آيه ي 26 و 27.
[9] سيري در سيرت پيشوايان، ص 353.
رسالة لعبد الله النجاشي
قال عبدالله بن سليمان النوفلي: [1] كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاذا بمولي لعبد الله النجاشي ورد عليه، فسلم و أوصل اليه كتابا ففضه و قرأه فاذا فيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم: أطال الله بقاء سيدي و جعلني من كل سوء فداه، إني بليت بولاية الأهواز، فأري سيدي أن يحدلي حدا أو يمثل لي مثلا لأستدل علي ما يقربني الي الله عزوجل و الي رسوله، الي أن قال: فعسي أن يخلصني الله بهدايتك و دلالتك، فانك حجة الله علي خلقه، و أمينه في بلاده، و لا زالت نعمته عليك». فأجابه أبوعبدالله عليه السلام:
«بسم الله الرحمن الرحيم: حاطك الله بصنعه، و لطف بك بمنه، و كلأك برعايته فإنه ولي ذلك، الي أن يقول: فاني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به و لم تجاوزه، رجوت ان تسلم إن شاء الله.
أخبرني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم انه قال: من استشاره اخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه.
و اعلم اني سأشير عليك برأي ان أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه، و اعلم أن خلاصك و نجاتك من حقن الدم و كف الأذي من أولياء الله، و الرفق بالرعية، و التأني و حسن المعاشرة، مع لين في غير ضعف و شدة في غير عنف. و مداراة صاحبك و من يرد عليك من رسله، و ارتق فتق رعيتك بأن توافقهم علي ما وافق الحق و العدل ان شاء الله.
إياك و السعاة و أهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد، و لا يراك الله
[ صفحه 381]
يوما و ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط الله عليك، و يهتك سترك.
فأما من تأنس به و تستريح اليه و تلج أمورك اليه، فذلك الرجل الممتحن المستبصر الأمين الموافق لك علي دينك.
و اياك أن تعطي درهما أو نخلع ثوبا أو تحمل علي دابة في غير ذات الله لشاعر أو ممزح إلا أعطيت مثله في ذات الله.
و لتكن جوائزك و عطاياك و خلعك للقواد و الرسل، و الأحفاد و أصحاب الرسائل، و أصحاب الشرط و الاخماس، و ما أردت أن تصرفه في وجوه البر و النجاح و الفتوة و الصدقة الحج و المشرب و الكسوة التي تصلي بها و تصل بها، و الهدية التي تهديها الي الله عزوجل و الي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم من أطيب كسبك.
يا عبدالله اجهد أن لا تكنز ذهبا و لا فضة، فتكون من أهل هذه الآية التي قال الله عزوجل: «الذين يكنزون الذهب و الفضة ثم لا ينفقونها في سبيل الله».
و لا تستصغر من حلوي و فضل طعام تصرفه في بطون خيالة ليسكن بها غضب الله تعالي، و اعلم اني سمعت من أبي يحدث عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم السلام انه سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول يوما: ما آمن بالله و اليوم الآخر من بات شبعانا و جاره جائع، فقلنا: هلكنا يا رسول الله، فقال: من فضل طعامكم و من فضل تمركم و رزقكم، و خلقكم و خرقكم تطفئون بها غضب الرب.
فخرج أميرالمؤمنين عليه السلام من الدنيا و ليس في عنقه تبعة لأحد حتي لقي الله محمودا غير ملوم و لا مذموم، ثم اقتدت به الأئمة من بعده بما قد بلغكم لم يتلطخوا بشي ء من بوائقها...
يا عبدالله إياك أن تخيف مؤمنا فان أبي محمدا حدثني عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام انه كان يقول: «من نظر الي مؤمن ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله، و حشره في صورة الذر لحمه و جسده و جميع اعضائه حتي يورد مورده».
ثم ذكر له عليه السلام الأحاديث المتضمنة لمكارم الأخلاق و طيب الصفات التي يجب أن يسير عليها الوالي، و التي تضمن له النجاة إن عمل بها و سار علي الجادة. [2] .
[ صفحه 382]
و جاء اليه رجل من الأهواز فقال: يا أباعبدالله إن في ديوان النجاشي علي خراجا فان رأيت أن تكتب له كتابا، فكتب اليه هذه الكلمة الموجزة:
بسم الله الرحمن الرحيم: سر أخاك يسرك الله.
فلما ورد الكتاب علي النجاشي امتثل ذلك و أجاز الرجل و أكرمه و أسقط الخراج و قال له: هل سررتك؟ قال: نعم.
پاورقي
[1] عبدالله بن سليمان النوفلي: روي عنه هشام بن يوسف و غيره و خرج له الترمذي في صحيحه.
[2] البحار ج 17 ص 263، و الوسائل في باب الولاية من أبواب التجارة.
مكانته و كفايته العلمية
و صفوة القول: أن أبان بن تغلب شخصية اسلامية، قدأهمل التاريخ أكثر مآثره، و بخسه اكثر علماء الرجال حقه، و لم يعطوه ما يستحقه من البيان. و الأسباب غير مجهولة، فان تدوين التاريخ جاء في عصور قد اشتدت فيها النعرة الطائفية، فأسرع أكثر الكتاب و المؤرخين الي مجاراة الدولة، و الخضوع لأوامر السلطة. و ان أبان من أعيان الشيعة، و الشيعة - كما لا يخفي - هم الحزب المعارض لسلطان الجور، و حكام الاستبداد.
و كيف نرجو من أولئك المؤرخين أن يعطوا رجال الشيعة حقهم من البيان مع نجسهم حق عترة الرسول و أئمة الهدي؟! فانهم يتحرجون عن ذكر ما لهم من المآثر، و ما خصهم الله به من الفضائل، فتراهم عند ترجمة أي واحد من الأئمة يستعملون الايجاز المخل.
لقد عاش أبان بن تغلب مدة من الزمن و هو ملازم لأهل البيت عليهم السلام يأخذ
[ صفحه 59]
عنهم، حتي أنه كان يحفظ عن الامام الصادق ثلاثين ألف حديث [1] .
و كان الامام الصادق يرشد اليه في أخذ الأحكام، و رواية الحديث.
قال سليم بن أبي حبة: «كمت عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام فلما أردت أن أفارقه و دعته و قلت: أحب أن تزودني. فقال: أنت أبان بن تغلب فانه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما روي لك فاروه عني».
و مما يدل علي احاطة أبان و تفوقه في الحديث أنه كان يجلس في مسجد النبي فيجي ء اليه الناس و يسألونه فيخبرهم علي اختلاف الأقوال، ثم يذكر قول أهل البيت و يسوق أدلته و مناقشته، لأنه يري أن الحق مع أهل البيت و أن قولهم الفصل.
يحدثنا عبدالرحمن بن الحجاج قال: كنا في مجلس أبان فجاءه شاب فقال: يا أباسعيد أخبرني كم شهد علي بن أبي طالب من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله؟ فقال له أبان: كأنك تريد أن تعرف فضل علي بن أبي طالب و من تبعه من أصحاب رسول الله؟ فقال الرجل: هو ذاك.
فقال أبان: و الله ما عرفنا فضلهم - أي الصحابة - الا باتباعهم اياه - يعني عليا - فقال أبوالبلاد: «عض ببظر أم رجل من الشيعة في أقصي الأرض و أدناها يموت أبان لا تدخل مصيبته عليه».
فقال أبان: يا أباالبلاد تدري من الشيعة؟ الشيعة الذين اذا اختلف الناس عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أخذوا بقول علي عليه السلام، و اذا اختلف الناس عن علي أخذوا بقول جعفر بن محمد عليه السلام.
و قال أبان: مررت بقوم يعيبون علي رواية جعفر بن محمد فقلت: كيف تلومونني في روايتي عن رجل ما سألته عن شي ء الا قال: قال رسول الله؟
پاورقي
[1] منهج المقال ص 86.
شخصية الداعي
و صفوة القول انه عليه السلام اتجه الي الاصلاح بالدعوة للعمل الصالح، لأن العمل الصالح من شأنه أن يحول بين الناس و بين ظلمهم بعضهم بعضا، و هو أعظم حاجز بينهم و بين الشرور، و من شأنه أن يهذب النفوس و يطهرها من الخبث، لأنه يربط الانسان بربه بصلة الايمان به، فهو يخشاه في سره و علانيته، و من كان كذلك فلا يخشي ضرره، و لا يقع منه ظلم، و لا يصبح أسير شهواته، و صريع أهوائه، و من كان يدعو الناس الي دعوة هذا أساسها، فجدير به أن يتحمل الأذي و يصبر علي ما يلاقيه من أعداء الحق و أنصار الباطل، فلا يهون لشدة، و لا يضعف لاضطهاد، بل يقابلها بالحزم و العزم، و بقلب لا يعرف الضعف اليه سبيلا، و لا يجد الخوف من الناس فيه مكانا.
فلقد كان عليه السلام قويا في دينه لا يهن لشدة، و لا يضعف عند النكبة، بل يتلقي كل ذلك بقلب لا يتسرب اليه الضعف، و فؤاد لا يتزلزل عند النوازل، و هو قوي الثقة بربه و خالقه، كثير الرجوع اليه في حاجاته و مهماته، يلجأ اليه في كل شدة، و ينتصر به علي أعدائه، و يرد بالالتجاء اليه كيدهم، و ما يريدونه به من سوء و ما يدبرون له من مكائد.
و لقد مرت عليه أيام مختلفة تبدلت فيها سياسات، و تقلبت فيها أمور، و شاهد أنواعا من الحكم و كانت الأيام تبسم له مرة و تعبس أخري، و يقسو عليه الحكم تارة، و يلين تارة أخري، و هو يتحمل الأذي و يصبر علي المحن، و كيف لا يكون كذلك و هو يحمل رسالة الاصلاح و أعظم مصلح و عرفه التأريخ في عصره و بعد عصره. كان هدفه تقويم المعوج و ارشاد الضال و توجيه الشاذ، ليسير بالقافلة في طريق الخير مرحلة اثر مرحلة، و لا تحول دونه
[ صفحه 326]
و دون عزيمته المخاطر و الأهوال، و لا يخشي انفجار مشاعر أعدائه المكبوتة، و غيظهم المتوقد، و قد مر غير مرة محاولة أعدائه للفتك به، و القضاء عليه، و ترويج التهم حوله، ولكن الله عصمه ورد كيدهم عنه، و لما حل قضاؤه و لا راد لقضائه نفذ ما أرادوه، و تم ما حاولوه من المكيدة، فمضي بعد أن ترك للأجيال دروسا و عبرا لم تكن مقصورة علي أتباعه فحسب، بل كانت عامة لجميع الأمة.
فراسته
و في صفحة 84 قال:
كان الصاقد ذا فراسة قوية، و لعل فراسته هي التي منعته أن يقتحم في السياسة، و يستجيب لما كان يدعوه اليه مريدوه، مع ما يراه من حال شيعته في العراق من انهم يكثر قولهم و يقل عملهم، و قد اعتبر بما كان منهم لأبي الشهداء الامام الحسين رضي الله عنه، ثم لزيد و أولاده، ثم لأولاد عبدالله بن الحسن، و لذا لم يطعهم في اجابة رغباتهم في الخروج، و كان ينهي كل الذين خرجوا في عهده عن الخروج.
و ان الأحداث التي نزلت بأسرته و وقعت حوله، و أحيط به في بعضها قد جعلته ذا احساس قوي يدرك به مغبة الأمور، مع ذكائه الالمعي و زكاة نفسه فكان بهذا من أشد الناس فراسة و ألمعية، و أقواهم يقظة حس و قوة ادراك الخ.
الحنفية
و يفسد الصلاة عندهم أمور هي:
التكلم بحرفين أو حرف منهم، عمده و سهوه قبل قعوده قدر التشهد، ورد السلام بلسانه لا بيده.
و التنحنح بلا عذر بحرفين، أو غرض صحيح كتحسين صوته أو للاعلام و الدعاء بما يشبه كلام الناس، و الأنين، و التأفيف، و البكاء، الا لذكر جنة أو نار.
و يفسدها تسميت العاطس لغيره،و جواب خبر سوء بالاسترجاع، و كذا كل ما قصد به الجواب أو الخطاب (يا يحيي خذ الكتاب بقوة) و فتحه علي غير امامه، بخلاف فتحه علي امامه.
و الأكل و الشرب مطلقا، الا اذا كان بين أسنانه مأكول فابتلعه، و القراءة في المصحف، و كل علم كثير، و السجود علي نجس، و عند أبي يوسف ان الصلاة لا تفسد بل تفسد السجدة، فلو أعاد السجدة علي طاهر لم تفسد، و يفسدها أداء ركن، أو تمكنه منه مع كشف عورة، أو نجاسة عند أبي يوسف.
و أن يصلي علي مصلي مضرب نجس البطانة بخلاف غير مضرب، و مبسوط علي نجس، ان لم يظهر لون أو ريح، و تحويل صدره عن القبلة بغير عذر، و المشي الكثير، و لو كان معه حجر فرمي به طائرا لم تفسد، و لو رمي انسانا تفسد، و ارتداد بقلبه، و موت، و جنون، و اغماء؛ و كل موجب لوضوء، وترك ركن بلا قضاء، و شرط بلا عذر، و مسابقة المؤتم بركن لم يشاركه فيه امامه، كأن ركع و رفع رأسه قبل امامه و لم يعد معه [1] .
[ صفحه 327]
پاورقي
[1] انظر حاشية ابن عابدين: شرح تنوير الأبصار 641 - 1.
الحنابلة في ظل المتوكل
سبق أن أشرنا الي مشاعر المتوكل تجاه أحمد، و كونها واحدة من عوامل الميل الي أحمد بن حنبل، اضافة الي الأغراض السياسية، و قد قلنا ان أحمد لم يستجب تماما لرغبة المتوكل في (تنصيبه) رئيسا مذهبيا، و لولا التهمة التي غيرت مجري السعي السلطاني الي ضم أحمد في تلك المرحلة، لا كتملت مقتضيات السياسة في تبني أحمد تماما و هو في حياته، و قد كانت التهمة خطيرة تهتز لها أبدان بني العباس غيظا، و هي التعاون مع العلويين، فداهموا منزله ابنه، و دلوا شمعة في البئر، و وجهوا النسوة ففتشن الحرم، مما أخر في اعلان المذهب رسميا.
و بعد ثبوت براءته، لم يعد أمام المتوكل من مانع يمنعه من الاهتمام بأحمد اهتماما بالغا، فكان يأمر بالمال، و يتوجع لما يصيبه، و اقتنع قناعة تامة بأحمد بن حنبل. و يبدو أن الموت عاجله، فاستأنف ما أراد منه في غيابه.
ولو بحثنا في اتجاه أحمد بن حنبل و آرائه في الحكام، لوجدنا أن ابن حنبل يري أن من صفة المؤمن من أهل السنة و الجماعة: صلاة العيدين و الخسوف و الجمعة و الجماعات مع كل أمير بر أو فاجر، و الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، و عدم الخروج
[ صفحه 201]
عليهم بالسيف [1] و عندما داهموا بيته بتهمة، ايوائه علويا كان يقول: ما أعرف من هذا شيئا و ان لأري طاعته في العسر و اليسر و المنشط و المكره و الأثرة. و اني أتأسف علي تخلفي عن الصلاة في جماعة، و عن حضور الجمعة و دعوة المسلمين [2] .
و لما جاء المتوكل، أظهر ما يتفق مع آراء أحمد و معتقداته و منهجه، فأمر بترك النظر و المباحثة في الجدال، و أمر الناس بالتسليم و التقليد، و الترك لما كان عليه الناس في أيام المعتصم و الواثق و المأمون. و أمر شيوخ المحدثين بالتحديث و اظهار السنة و الجماعة [3] و أشخص الفقهاء و المحدثين، و كان فيهم: مصعب الزبيري، و اسحاق بن أبي اسرائيل، و ابراهيم بن عبدالله الهروي، و عبدالله و عثمان - ابنا أبي شيبة - فقسمت بينهم الجوائز، و أجريت عليهم الأرزاق، و أمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس و يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد علي المعتزلة و الجهمية، و أن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية. فجلس عثمان بن أبي شيبة في مدينة المنصور، و وضع له منبر، و اجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس. و جلس أبوبكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، و اجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا.
و قد كان من نتائج تقيد أحمد بالمأثور عنده و تقليده أن يري الحاكم قد ولاه الله. و لذلك نجده يدعو الي: السمع و الطاعة للأئمة، و أميرالمؤمنين البر و الفاجر، و من ولي الخلافة، و من اجتمع الناس عليه و رضوه، و من غلبهم بالسيف حتي صار خليفة و يسمي أميرالمؤمنين اه.
و لابد أن تكون للمتوكل أولية في ذلك بالنسبة للامام أحمد، فاذا كان يعتقد بالحكام الذين ملكوا الأمر و السلطة بعد الاسلام بعمومهم، فان المتوكل أولي بكل ما كان يراه و يعتقده، غير أن التردد و السلوك الذي سلكه أحمد ينم عن أمر نستشعر منه الاحراج ان لم يكن به غناء عن الكناية أو التلميح؟ و قد كتب اليه المتوكل بعد أن استيقن من وضعه و قال: اني أحب أن آنس بقربك و بالنظر اليك، و يحصل لي بركة دعائك. ولكنا نجده لا يقرب أكل المتوكل، و لا يمس منه شيئا. و يطوي صائما حتي
[ صفحه 202]
جاع - و هو عند المتوكل - جوعا عظيما، و كاد أن يقتله الجوع. و قد قال بعض الأمراء للمتوكل: ان أحمد لا يأكل لك طعاما، و لا يشرب لك شرابا، و لا يجلس علي فراشك، و يحرم ما تشربه. فقال: والله لو نشر المعتصم، و كلمني في أحمد؛ ما قبلت منه [4] فلماذا هذا الألم؟ و كيف يتفق ذلك مع الدعوة الي الطاعة و الاستسلام اذا كان الاتصال بالحكام ابتلاء؟ و من يكن سببا في البلاء لابد أن حاله علي غير ما يدعو اليه الاسلام، و بخلاف ما يستريح اليه المؤمن. بل أن أحمد بن حنبل يري أن تكريم المتوكل له يجعله في غم، ففي رواية أن عم أحمد قال له: لو دخلت علي الخليفة، فانك تكرم عليه؟ فقال: انما غمي من كرامتي عليه.
و نري الامام الأحمد يصرف همه الي ما أحاطه به المتوكل من منح و عطايا، و يصبح شغله الشاغل أن يمنع أهله و عمه - الذي يرافقه دوما - من أخذها، و يلومهم و يعظهم في كلام طويل. فيحتجون عليه بالحديث: «ما جاءك من هذا المال و أنت غير سائل و لا مستشرف؛ فخذه». و أن ابن عمر و ابن عباس قبلا جوائز السلطان. و يقول: و ما هذا و ذاك سواء. ولو أعلم أن هذا المال أخذ من حقه و ليس بظلم و لا جور؛ لم أبال.
فكيف يقر الظلم و الجور، و تصبح الطاعة من صفات المؤمن؟ و رغم أن أحمد حصر سبب رفضه و ابتعاده عن الحاكم المتوكل بالناحية المالية، فانه لم يتمكن أن يعزلها عن أسس و حقيقة الحكم القائم. و خلاصة الأمر، أن الامام أحمد يدعو اللي السمع و الطاعة علي الطريقة التي مرت بنا متأثرا بدعاة السلاطين و سدنة الملوك الذين دسوا في الأثر ما ليس له علاقة بمبادي ء الاسلام و عدالة السنة، و يعارض دعوته بسلوكه هذا الذي تقتضيه بدائه العقول، فضلا عن تعاليم الاسلام. ثم لا يتجاوز دائرة السلبية و ضيق المجال الذي يتصرف فيه الي رحاب المسؤولية الدينية في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لدي السلطان الجائر باعترافه هو، و ليس هناك ما يمنع من خشية عليه شخصية أو عداء من جانب المتوكل يمكن أن يؤدي به
[ صفحه 203]
الي التلف و الهلاك. فجسور الود قائمة، و حبال الوصل ممدودة، و الفترة تشهد سواه ممن يقوم بهذا الواجب. و في سيرة اسحاق بن حنبل عمه - ما يشير الي مخالفة أحمد ليس في أمر المال فحسب، بل في نظرته الي ما يتاح له من عمل. فيسأله الدخول علي الخليفة ليأمره و ينهاه قائلا له: انه يقبل منك. و هذا اسحاق بن راهويه ديخل علي ابن طاهر فيأمره و ينهاه، فيجيبه أحمد بالسلبية التي لا يرجي تغييرها: الدنو منهم فتنة، و الجلوس معهم فتنة، نحن متباعدون منهم و ما أرانا نسلم، فكيف لو قربنا منهم؟ هذا و الامام أحمد في ظل دولة تكاد تعلن أراءه و نهجه مذهبا لها، و يتقرب اليه ملكها بود كبير، و ليس للحكام معه عداء أو مع أهله، و لا يشكل وجوده خطرا عليهم.
و هنا نشير الي منهج أهل البيت النبوي الكرام، و أولاد الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام و نسوق مثالين: أحدهما في عصر الأمويين، و الآخر في عهد العباسيين، اذ لم يتخل الحكام عنهم في كلا العصرين، و استمروا في معاملتهم بقسوة دموية و سياسة لا انسانية، لأنهم يشكلون خطرا يتهدد كيانهم الجائر و سلطانهم الظالم.
عن المسؤولية الدينية و وجه القيام بها في العصر الأموي نشير الي الامام علي بن الحسين زين العابدين، الذي عاش مأساة الطف، و شب و جريمة الأمويين تصبغ بالعار كل أوجه الحياة، فسلك طريق الانقطاع الي الله، و توجيه الأمة بالنصح و الارشاد، و هو في ظل حكم السلالة الأموية، فيري أن التارك للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، الا أن يتقي تقاة. قيل: و ما تقاته؟ قال: «يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أو أن يطغي» [5] .
و عن الضرورة التي تجعل التقية جنة المؤمن عملا بقوله تعالي: (لا يتخذ المؤمنون الكفرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شي ء الا أن تتقوا منهم تقاة) نحيل الي ما ضمه هذا الكتاب من صفحات من سيرة الامام الصادق عليه السلام و هو يواجه الطغيان العباسي، و يري أن التعرض للدولة قتل للنفس، و الله سبحانه و تعالي يقول: (و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة) فتحامي الحكام، و دعا الي وقاية الأنفس و حفظ
[ صفحه 204]
الدماء، لأن العباسيين شأنهم شأن من سبقهم من الظلمة لا يتورعون عن سفك دماء آل البيت بسبب أو بدون سبب. و مع شدة حذره عليه السلام تعرض الي القتل علي يد المنصور تسع مرات، غير أنه عليه السلام وضع قواعد الدعوة الصامتة، و خاطب أصحابه بأن يكونوا دعاة صامتين لآل البيت، ثم رسم للعلماء و المتكلمين من أصحابه الأدوار، و حدد المسؤوليات كما مر بنا في هذا الجزء من الكتاب و الأجزاء السابقة.
لم يؤثر تردد أحمد بن حنبل، فقد كان سلوكا لا يجاوز الأسرة، يجري كشأن عائلي بحت مناطه المال. أما أراء أحمد السابقة فهي شائعة عن مريديه و معروفة لالتماع شخصه و اشتهار اسمه في المحنة، و المتوكل يعمل علي الباس عهده صفة الحنبلية، و أحمد يتعاون مع هذا الاتجاه، و يستجيب برغم نفوره من المخالطة؛ الا أنه كان له الرأي في الأمور المذهبية، و كان المتوكل يستشيره في التعيين للقضاء، و يأخذ برأي أحمد كما حدث عندما بعث المتوكل الي أحمد يستشيره في تولية محمد بن شجاع الثلجي من فقهاء الحنفية. فقال: لا، و لا علي حارس. و رأي أحمد فيه: انه مبتدع صاحب هوي [6] و أنفذ اليه المتوكل بصاحب لم يعلمه - و نورد القصة بسياقها و هي جديرة بالبحث و التعليق -: أن له جارية بها صرع، و سأله أن يدعو الله لها بالعافية. فأخرج له أحمد نعل خشب بشراك خوص للوضوء، فدفعه الي صاحب له، و قال له: تمضي الي دار أميرالمؤمنين، و تجلس عند رأس الجارية، و تقول له: يقول لك أحمد أيما أحب اليك، تخرج من هذه الجارية أو أصفع الآخر بهذه النعل؟ فمضي اليه، و قال له مثل ما قال أحمد، فقال المارد علي لسان الجارية: السمع و الطاعة، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم في العراق ما أقمنا به، انه أطاع الله، و من أطاع الله أطاعه كل شي ء. و خرج من الجارية، و هدأت و زوجت و رزقت أولادا [7] .
و علي عهد أحمد بزغ نجم الحنابلة، و طلع فجر ليلهم الدامس بفضل انتصار المتوكل للامام أحمد. و يحلو للحنابلة أن يصوروا أحمدا وحيدا في المحنة، ليتدرجوا في غلوهم، متناسين أن الأمر صنعته أهواء الحكام و أغراض السياسة.
[ صفحه 205]
فتحول البعض عن طريقة السلطة العباسية، و بقي أحمد وحيدا في أجواء التحول و التغيير، مستمسكا بالطريقة التي تهاب البحث و تخشي النقاش، و ان كانت تحرز كنزا و تدخر ثروة من فهم الكتاب بأي طريقة كانت، و تمثل السنة بأي صورة تمت، لأن الظاهر القائم علي وضوح النص و تحري السبب معين فياض يوفر الحجة و يغني في الجدل.
باسناده قال الميموني: سمعت علي بن المديني يقول: ما قام أحد بأمر الاسلام بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كما قام أحمد بن حنبل. قال: قلت له: يا أباالحسن و لا أبوبكر الصديق؟ قال: و لا أبوبكر الصديق. ان أبابكر الصديق كان له أعوان و أصحاب، و أحمد بن حنبل لم يكن له أعوان و لا أصحاب اه.
سبق أن قدمنا أن الكرابيسي كان أول ضحايا السلطة بعد جنازة ابن حنبل، و قد بدر من المتوكل من مشاعر التقديس و الاجلال لأحمد بن حنبل ما لم يحظ به أحد من رؤساء المذاهب الذين سبقوه، فيقول لمحمد بن عبدالله بن طاهر: طوبي لك، صليت علي أحمد بن حنبل.
و بعد موت أحمد اندفع أصحابه تحت شعار - احياء السنة و محاربة البدع - الي ايذاء الناس و الاعتداء علي الآخرين. و لما تصل الأخبار الي المتوكل يقول لصاحب الخبر: لا ترفع الي من خبرهم شيئا، و شد علي أيديهم فانهم و صاحبهم من سادات أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم [8] .
يقول ابن كثير: (كان المتوكل محببا الي رعيته، قائما في نصرة أهل السنة، و قد شبهه بعضهم بأبي بكر في قتله (أهل الردة) لأنه نصر الحق ورده عليهم حتي رجعوا الي الدين، و بعمر بن عبدالعزيز حين رد مظالم بني أمية، و قد أظهر السنة بعد البدعة، و أخمد أهل البدع و بدعتهم بعد انتشارها و اشتهارها، فرحمه الله).
و تولي الحنابلة - و علي رأسهم صالح بن أحمد - نشر المنامات التي تصوره بأنوار قدسية و بين يدي ربه، لأني محيي السنة ردا لرعايته و تبنيه لأمرهم. فقد بلغ الأمر بالمتوكل أنه أرسل جماعات تحصي عدد المصلين أو المشيعين.
[ صفحه 206]
و أخذ المتوكل يروج المنامات عن نفسه علي طريقتهم، فيدعي أنه رأي النبي الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم في المنام، و قام اليه فقال له صلي الله عليه و آله و سلم: تقوم الي و أنت خليفة. و يعبر له الحاشية ذلك بقولهم: أبشر يا أميرالمؤمنين، أما قيامك اليه فقيامك بالسنة، و قد عدك من الخلفاء. فيسر بذلك [9] .
و هكذا حصرت السنة في رعاية الحنابلة، و ترك حبلهم علي الغارب يعيثون في الأرض و يرتكبون ما حمل ابن تيمية - أبابدعة الوهابية و شيخ مذهبهم - أن يقول: بأنهم أتوا من المنكرات و الامام أحمد بري ء منهم [10] و هو قول يرمي به الي نفي المسؤولية عن أسلافه، و يفتقر الي الصحة، لأن رجال أحمد كالمروذي و أصحابه كانوا علي رأس العامة يهيجونهم اذا هدأوا، و يستفزونهم اذا خمدوا. و قد كانت البداية في عهد المتوكل، ثم توالت عهود هيمنتهم و تحكمهم و الزام الناس بأفكارهم المجسمة و غيرها، حتي بلغ الأمر تهديد من يخالفهم، و استعداء الحكام عليه، و استخدام قوتهم لأغراض مذهبهم. فكان من وجوه ابتلاء الأمة أن يتعرض كل من لا يري رأيهم في التجسيم و الرؤية [11] للأذي، في حين يبقي يحيي بن أكثم - و هو من أركان الحكم في عهد المأمون - علي مكانته، و يظل في منزلته من الخليفة، لأن لأن أحمد بن حنبل راض عنه. قال المأمون ليحيي بن أكثم: من الذي يقول - و هو يعرض به -:
قاض يري الحد في الزناء و لا
يري علي من يلوط من بأس
قال: أو ما يعرف أميرالمؤمنين من قاله؟ قال: لا. قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول:
حاكمنا يرتشي، و قاضينا
يلوط، و الرأس شر ما راس
لا أحسب الجور ينقضي، و علي الأمة
وال من آل عباس [12] .
و لما كان يحيي بن أكثم قاضيا للبصرة، رفع الناس الي المأمون أنه أفسد أولادهم بكثرة لواطه، و بلغ من اذاعته و مجاهرته باللواط في بغداد أن المأمون أمره أن
[ صفحه 207]
يفرض لنفسه فرضا يركبون بركوبه، و يتصرفون في أموره. ففرض أربعمائة غلام مردا اختيارهم حسان الوجوه، فافتضح بهم.
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: ذكر يحيي بن أكثم عند أبي فقال: ما عرفت فيه بدعة. فبلغت يحيي فقال: صدق أبوعبدالله، ما عرفني ببدعة قط. قال: و ذكر ما يرميه الناس به فقال: سبحان الله! سبحان الله، و من يقول هذا؟ و أنكر ذلك أحمد انكارا شديدا [13] .
و علي شاكلة يحيي بن أكثم كانت دفة حكم المتوكل، فلم يكن في وزرائه و المتقدمين من كتابه و قواده من يوصف بجود و لا افضال، أو يتعالي عن مجون و طرب.
يظهر لنا من ذلك أن صفة احياء السنة التي تعني الالتزام بأهداب الدين و محاربة الخروج عن أصول الاسلام تخفي تحتها واقعا سيئا كأي حاكم آخر ممن تستروا بالدين و اتخذوا شعائر الاسلام غطاء لجرائمهم. و هذا الواقع بعيد عن أنظار العامة، فهم في انفعال لا يكاد يخف حتي يشتد، و انقيادهم الي الذين أطلقوا هذه الصفة انقياد أعمي، حتي كأن العامة تنظر و تنطق بأنظار و ألسنة النابهين في تلك الفترة و المتزعمين الذين راحوا يكيلون المدائح للمنقذ المتوكل، و يشيعون الأخبار و المنامات عن جزائه عندالله، و مكانته في الدين، فتأخذ سياسته علي أنها السنة، و يحسب كل ما يصدر عنه من الدين و التقوي، و كان من سمات حكمه الغالبة عداؤه الشديد لآل علي، و نقمته الشديدة علي الشيعة، و من سوء حظ الأمة أن يتاح للحكام مثل هذه الأدوار ليؤثروا في العامة بصفاتهم الدينية، و هم في غفلة عن حقيقة و دوافع من يحكمهم، لأن الوسطاء الذين يقومون بذلك يحجبون بمكاناتهم و منازلهم الدينية الحقيقية، و لا يرغبون في خروج العامة عن أغراضهم.
حدث نصر بن علي الجهضمي بحديث: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بيد حسن و حسين فقال: «من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما؛ كان معي في درجتي يوم القيامة» فأمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلموه بأن الرجل من أهل السنة، و لم يزالوا
[ صفحه 208]
به حتي تركه، و يعقب الخطيب البغدادي: انما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه!! و أصاب أهل البيت في ظل المتوكل محنة قاسية و بلاء عظيم، و كان الامام علي الهادي يقيم في المدينة، و يقوم مقام الامامة و حوله شيعته و أصحابه. فكتب عبدالله بن محمد بن داود العباسي الي المتوكل عن حاله. فكتب المتوكل الي الامام الهادي بالشخوص من المدينة، فشخصه عبدالله بن محمد بن داود و معه يحيي بن هرثمة، و قد اضطر اسحاق بن ابراهيم أن يدخله الي بغداد في الليل لما رأي تشوق الناس اليه و اجتماعهم لرؤيته، فأقام الي الليل، و دخل به في الليل، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة، ثم نفذ الي سر من رأي [14] ثم كان من المتوكل في الاساءة الي الامام الهادي ما تجاوز به كل حد الأدب و اللياقة.
و شارك المتوكل يزيد بن معاوية في جريمته النكراء التي سودت وجوه بني أمية و من والاهم الي يوم الدين، فأمر المتوكل سنة 236 ه بهدم قبر أبي الأحرار الامام الحسين عليه السلام و محو أرضه و ازالة أثره، و أن يعاقب كل من وجد به.
و لا نعقب بشي ء آخر، فلا مزيد لمستزيد أمام ما تصرخ به شواهد سيرته و أفعاله.
يقول الأستاذ حسن خليفة: و قد كان قاسي القلب، ظالما، حتي أطلق عليه المؤرخون اسم (نيرون المسلمين) [15] .
پاورقي
[1] المدخل الي فقه أحمد بن حنبل: 19.
[2] المناقب: 360.
[3] مروج الذهب.
[4] البداية و النهاية 10 / 339. و المناقب لابن الجوزي 369.
[5] حلية الأولياء 3 / 140.
[6] المنتظم 5 / 57.
[7] طبقات الحنابلة 1 / 233.
[8] المصدر نفسه 1 / 15.
[9] راجع: المناقب لابن الجوزي. و البداية و النهاية. 10 / 351.
[10] قواعد المنهج السلفي 113.
[11] انظر: المنتظم 6 / 172.
[12] تاريخ الخطيب 14 / 196. و مروج الذهب 4 / 22.
[13] الطبقات: 1 / 412.
[14] تاريخ اليعقوبي 3 / 209.
[15] الدولة العباسية ص 147 نقلا عن محمد البيومي: ابن حنبل.
طلبه العلم
و قد تكون هذه النقاط غير مهمة في سياق الأحداث أحيانا اذا ما جاءت مجردة لا يعتمد عليها جانب من السيرة المتعلقة بها، أما في حياة الامام الشافعي فهي تكتسب
[ صفحه 398]
أهمية لأن الاختلاف كبير في تحديد سن تأهله للعلم أو تبوئه مكان الفتيا، و قد قادت العواطف و أدي التعصب الي اظهار علمه و اجتهاده في سن مبكرة أو نبوغه في فترة قصيرة [1] .
و الذي نستظهره أن اتجاه الشافعي لطلب العلم كان في العقد الثالث من عمره، و علي رواية ابن كثير أن بقاءه في البادية عشرين سنة، فيكون طلبه للفقه في العقد الرابع، أي بعد تجاوزه الثلاثين من عمره، فتكون ملازمته لمسلم بن خالد الزنجي الذي أخذ الشافعي عنه الفقه [2] قصيرة جدا. حيث روي أن مسلم بن خالد قال له: أفت. و هو ابن خمس عشرة سنة، و في رواية الخطيب البغدادي عن الحميدي ما يشعر أن مسلم الزنجي مر علي الشافعي و هو يفتي [3] و أن الشافعي يقوم بالفتيا فعلا، و ليس كما في الروايات الأخري أن مسلما أذن للشافعي بالفتيا بعد درسه عليه و ملازمته له.
و كما قلنا في بدء الحديث عن الامام الشافعي، فان العواطف أو ردودها العكسية هي وراء مثل هذه المبالغات، أو الاتهامات، و ما بين أيدينا من الأدلة التاريخية، يصرح بأن الشافعي لم يعرف بالفقه الا بعد مدة طويلة، مع أن الحميدي لم يدرك مثل هذا التاريخ، و أن الخطيب بعد نقل الحكاية يقول: و ليس ذلك بمستقيم لأن الحميدي كان يصغر عن ادراك الشافعي و له تلك السن.
و مهما يكن من أمر، فان الشافعي لم يعرف الفقه و الحديث و هو في مكة. ولكن رحل الي المدينة، و واصل دراسته، فأصاب الشهرة بعد المدة التي استغرقها طلب العلم.
قال ابن حجر: انتهت رياسة الفقه في المدينة الي مالك، و رحل الشافعي اليه و لازمه، و أخذ عنه. و انتهت رياسة الفقه الي أبي حنيفة، فأخذ عن صاحبه محمد حملا ليس فيها شي ء الا و قد سمعه عليه، فاجتمع له علم أهل الرأي و علم أهل الحديث.
[ صفحه 399]
لأن الشافعي - مع أخذه العلم علي مالك - كان يتمتع بقدرة علي المناظرة و معرفة باللغة و مزايا أخري تبعده عن حدود الرواية و التقيد بها فقط. قال هارون بن سعيد الأيلي: (لو أن الشافعي ناظر علي هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب، لغلب لاقتداره علي المناظرة). و نري أن الرحلة الي العراق كانت بدوافع علمية، بعد أن أتقن علم الحديث، ليطلع علي أهل الرأي و هم في مصرهم فقال: (سميت ببغداد: ناصر الحديث) فيما كان اقباله علي الأخذ من محمد بن الحسن يفوق اقباله في المدينة علي أصحاب الحديث.
و مما لا يشك فيه أن الشافعي كان ذكيا في صباه، الي جانب الحفظ، فكان معلمه كلما علم صبيا شيئا كان الشافعي يتلقف ذلك الكلام، ثم اذا قام المعلم من مكانه، أخذ الشافعي يعلم الصبيان تلك الأشياء، فنظر المعلم فرأي الشافعي يكفيه أمر الصبيان أكثر من الأجرة التي كان أهل الشافعي لا يجدونها لفقر حالهم. و كان في كل أحواله و هو في طلب العلم فهما مدركا.
لقد أدي الاعجاب بالشافعي و التعامل بالمذهبية الي تكلف أمور لا نشك بأنها أصبحت من امارات السيادة و علامات الرئاسة، رغم علمهم بأن استسهال الوسائل كالمنامات لايجاد الصلة بالنبي محمد لا يخفي حقيقة الغرض و البواعث، بدليل تقليدهم غيرهم فيما يعملون، فهم ليسوا بدعا في ذلك، و سير رؤساء المذاهب التي أكملها الأصحاب و الأتباع، ممن سبق الشافعي قد أخذت بالظهور في المجالس و الحلقات، و عاني من بواعثها المتعصبة الامام الشافعي نفسه عندما استقر بمصر أو خلال وجوده في بغداد.
و قد كان أولي بأهل العلم أن يدعوا الشافعي يأخذ منزلته بما وهبه الله من علم، و يتبوء مكانته بما يستحقه. فالمزني يقول: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المنام، فسألته عن الشافعي. فقال لي: من أراد محبتي و سنتي فعليه بمحمد بن ادريس الشافعي المطلبي فانه مني و أنا منه.
و بعض هذه المنامات يتجاوز حدود اللياقة اللازمة لذكر المصطفي، مما يجعل منام المزني الآنف متميزا بمراعاة الحضرة النبوية. أما أحمد بن حسن الترمذي - علي ما رواه الخطيب البغدادي - ففيه من الاساءات ما يحتاج الي قول أوسع و أشمل. قال: كنت في الروضة فأغفيت، فاذا النبي صلي الله عليه و آله و سلم قد أقبل، فقمت اليه فقلت: يا رسول الله قد
[ صفحه 400]
كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ قال: أف و نفض يده. قلت: فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده و طأطأ و قال: أصاب و أخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قال: بأبي ابن عمي - هكذا العبارة فانظر - أحيي سنتي [4] .
و في تفسير الأحلام - أو تعبيرها - التي تروي عن الشافعي نفسه يذهبون بعيدا أيضا، فعن المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم علي و صافحني، و خلع خاتمه و جعله في اصعبي، و كان لي عم ففسرها لي فقال لي: أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب، و أما خلع خاتمه فجعله في أصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق و الغرب!؟
و مما تواضع عليه منتسبو المذاهب كعلامات للرئاسة الي جانب المنامات - و قد أطلعنا علي المنامات التي وضعت لكل رئيس مذهب - هو الحديث النبوي بحق رئيس المذهب، فمنها ما يصرح بالاسم و الصفة، و منها ما يتبني تخصيصه علي صرف الصفات الواردة فيه بدون دليل. و قد كانت حصة الامام الشافعي الحديث: (اللهم اهد قريشا فان عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا). و لا نريد أن نناقش الأحاديث الأخري و باختلاف الألفاظ، كما نترك الخوض في طرقها و أسانيدها. و نتنزل فالحديث عن عالم من قريش ان لم يوقت فهو يتناول عالما من قريش.
و نتفق في القول أنه: (علامة بينة للمميز، أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه، و انتشر في البلاد، و كتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، و استظهروا أقواله). و الي هنا فان من أئمة قريش و علمائها من هو أحق و أولي من الشافعي. و ما القول: بأن هذه صفة لا نعلمها قد أحاطت الا بالشافعي. الا تحكم بدون دليل، لأن الدليل مع من هم أعلم من الشافعي و أحق بهذه الصفة، ممن وضع الله فيهم رسالته و أورثهم أمين السماء علمه و ولايته.
فقد أحتج به الامام علي يوم حروراء، عندما بعث اليهم ابن عباس و قال: «قل لهم: علام تتهموني و أشهد، فسمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول ذلك».
و وجوه الاستدلال لديهم تجهر بأن القصد هو الانتصار في معركة تنازع
[ صفحه 401]
المذاهب، فمن نصوصهم: (أن هذا الخبر يتناول رجلا اجتمعت فيه خصال ثلاثة احداها: أن يكون من قريش، و بهذا الطريق يخرج عن هذا الحديث مالك و أبوحنيفة و أحمد بن حنبل و أبويوسف و محمد. و ثانيهما: أن يكون ذلك الرجل كثير العلم بحيث يكون قد وصل علمه الي أهل الشرق و الغرب، والشخص الموصوف بهذه الصفات ليس الا الشافعي. و ذلك لأن جماعة من رجال قريش كانوا قد بلغوا في العلم مبلغا، الا أن أحدا منهم لم يبلغ علمه الي جميع أهل الأرض، و أما الشافعي فانه هو الذي صنف في أصول الشريعة و فروعها، و انتشرت تلك التصانيف و العلوم في الشرق و الغرب، و لم يبق بيت في الدنيا من بيوت الموافقين و المخالفين و المنكرين الا وصلت تلك العلوم و الكتب فيه، أما الأصحاب و الأتباع و الموافق فلتقرير الاثبات، و أما المخالفون فللطعن فيه، و الجواب عنه، و الناس كتبوا تلك الكتب كما تكتب المصاحف التي تتلي و الأخبار التي تروي، و كل يوم تزداد قبولا و اقبالا. فكان اللائق بقوله صلي الله عليه و آله و سلم و ان عالمها يملأ طبقات الأرض علما ليس الا الشافعي) اه.
و لسنا بصدد الاطالة في البحث عن ثمرات العواطف، ولكنا نحاول هنا أن نأتي علي الأشياء التي نستكمل بها ما بحثناه من حياة الشافعي في القسم الأول، و قد أخذنا بتجنب التكرار الا ما كان لضرورة اقتضتها [5] .
و قد أشرنا في القسم الأول أن التأسي بأئمة المذاهب كان وراء هذه التكلفات و الأقوال، فأبو حنيفة قتل مسموما بدعوي أنه لم يقبل القضاء. و مالك بن أنس ضرب بالسياط لفتوي تخالف السلطان، أو لاشتراكه في ثورة العلويين. و من بعده أحمد بن حنبل امتحن في مسألة خلق القرآن. فاذن لم يبق من امارات الرئاسة الا المحنة. فبادر كتاب المناقب الي ذلك، و قد اطلعت علي الطعون التي وجهناها الي الرواية في الجزء الثالث من الكتاب، و مهما يكن من قول فان المناقب احتوت علي باب يحكي المحنة التي مر بها الامام الشافعي، و عقدت فصول في بيانها و كيفية وقوعها، و أشهرها في كتبهم: (انه جي ء بالشافعي رضي الله عنه الي العراق، و أدخل ليلا، و كان في رجله حديد، لأنه كان من أصحاب من أصحاب عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و كان ليلة الاثنين لعشر خلون من شعبان سنة أربع و ثمانين و مائة و في ذلك الوقت كان أبو
[ صفحه 402]
يوسف علي قضاء القضاة، و محمد علي المظالم). و لا نزيد في الاقتباس علي هذا، لأن وفاة أبي يوسف مع الاختلاف في سنة 182 أو 183 ه و الثابت أنه لم يلتق بالشافعي، و تختلف الروايات هل حمل من اليمن أو من مكة؟ و هل كان في اليمن واليا أو مقيما؟
و يضمن ابن كثير روايته اشارة الي موت أبي يوسف، و أن الاجتماع اقتصر علي محمد بن الحسن، و تبين للرشيد براءته مما نسب اليه، و أنزله محمد بن الحسن عنده و أكرمه [6] .
و لا يغير ذلك منه أن المحنة قد وضع حكايتها عبدالله بن محمد البلوي، و قد تضمنت أشياء كثيرة لا أصل لها [7] و لم تكن الا من تلاطمات المناقبية، و موجات العواطف، و لا نذكر ما للشافعي فيه تضلع و بصر كالأحكام و الشعر و صنوف الأدب الأخري التي جاءت علي لسان الشافعي و هو يجيب الرشيد، لكنا نذكر طرفا من أسئلة الرشيد و أقوال الشافعي و هو يجيبه. قال الرشيد: فكيف علمك بالنجوم؟ قال الشافعي: أعرف الفلك الدائر و النجم السائر، و الرجوع و الاستقامة و السعود و النحوس و هيئاتها و طبائعها و ما أهتدي به في بر و بحر، و ما يستدل به في أوقات الصلاة و أحوال الفصول و الأوقات. قال الرشيد: فكيف علمك بالطب؟ قال الشافعي: أعرف ما قالت الروم مثل أرسطا طاليس و بقراط و جالينوس و قرقوريوس و ابنه قليس بلغاتها، و ما نقله أطباء العرب و قننته فلاسفة الهند، و نمقته علماء الفرس مثل جاماسب و ساهمرد و بزرجمهر... الخ الرواية. الي غيرها من رغبات التابعين الذين يحملهم الهوي علي وضع صورة لشخصية محبوبهم و مقتداهم تفوق مواهب الآخرين و قدرات البشر علي التعلم مما لم يدعيه الشافعي و لم ينطق به. فقالوا في معرفته بالطب أنه كان يقول: العلم علمان: علم الأبدان و علم الأديان. ثم تارة يقول: علم الأبدان هو الطب، و علم الأديان هو الفقه. و أخري يقول: علم الأبدان هو الفقه، لأنه يحث علي التكاليف المتوجهة علي الأعضاء و الجوارح. و علم الأديان هو علم الباطن، و هو معرفة الله تعالي و كيفية الدواعي و الصوارف و النيات في الأعمال.
[ صفحه 403]
و لم يدعوا أقواله في الفرق بين الفقه و الطب و منازعهما علي ما وردت به مما يعلمه كل فقيه عالم بالأحكام عارف بالحديث، غير أنهم ادعوا معرفته بالطب واحتجوا بمزيد من الأقوال كقوله: لا تسكن بلدة لا يكون فيها عالم يخبرك عن دينك، و لا طبيب يخبرك عن أمر بدنك. و انه كان يتلهف علي اعراض المسلمين عن علم الطب.
و اذا نظرنا الي عصر الرشيد، رأينا أن ظهور النصاري بالطب، و دخولهم في خدمة الرشيد، و حذقهم في ذلك قد حمل المسلمين علي التلهف علي كون الطب في غير المسلمين، و أن ادعاءهم مبني علي استشعار المسلمين هذه الحاجة. فالشافعي يعرف الطب في هذه الظروف التي أدت الي استخدام النصاري، لأن المسلمين جهلوا ما في دينهم من وجوه الاهتمام بالبدن و وصايا الطب، فقد روي الثعلبي في تفسيره أن بختيشوع بن جبريل المتطبب النصراني كان يخدم الرشيد، و كان حاذقا، فقال يوما بحضرة الرشيد لعلي بن الواقد الواقدي: ليس في كتابكم من علم الطب شي ء، و العلم علمان علم الأبدان و علم الأديان. فقال له علي بن واقد: قد جمع الله الطب في نصف آية من كتابه و هو قوله تعالي: (كلوا و اشربوا و لا تسرفوا) فقال النصراني: أو لا يروي عن نبيكم شي ء من الطب؟ فقال الواقدي جمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم الطب في كلمات و هي قوله: «المعدة بيت الداء، و الحمية رأس كل دواء، و أعط كل بدن ما عودته». فقال النصراني: ما ترك كتابكم و لا نبيكم لجالينوس طبا [8] .
و برواية المحنة تكتمل شروط الرئاسة المذهبية، و بتفاصيل تفرده في النبوغ و المعرفة يصبح مؤهلا الي أن يبعث لهذه الأمة، و يكون بمقتضي رواية أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «يبعث الله لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» هو المقصود، و ينسب الي أحمد بن حنبل ترويج ذلك و أنه قال: نظرت في سنة مائة فاذا هو رجل من آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و نظرت في رأس المائة الثانية فاذا هو رجل من آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم محمد بن ادريس رحمه الله.
ثم يمضون، فيضعون في رأس كل مائه أحد شيوخهم من الشافعية، و قد
[ صفحه 404]
يختلفون اذا تكافأ الاثنان كأبي حامد الاسفراييني و سهل بن أبي سهل الصعلوكي أو الفخر الرازي و الرافعي [9] .
پاورقي
[1] انظر التفاصيل: الامام الصادق و المذاهب الأربعة، مجلد 2 جزء 3.
[2] مسلم بن خالد بن سعيد مولي لآل سفيان بن عبد الأسد المخزومي و هو من الشام، كان مسلم أبيض مشربا حمرة، و الزنجي لقب لقب به و هو صغير. و في الطبقات الكبري لابن سعد: كان كثير الحديث، كثير الغلط و الخطأ في حديثه، و كان في بدنه نعم الرجل، ولكنه كان يغلط اه. ضعفه أبوداود و غيره.
[3] تاريخ بغداد ج 2 ص 64.
[4] تاريخ بغداد ج 2 ص 69.
[5] انظر التنبيه في الجزء الثالث.
[6] البداية و النهاية ج 10 ص 252.
[7] انظر قصتها في الحلية ج 9 ص 85. و المناقب للرازي ص 27 - 23. و معجم الأدباء ج 17.
[8] المواعظ العددية.
[9] انظر مفتاح السعادة لطاش كبري زادة ج 2 ص 94.
كل العلوم
و المجلس مورد عذب، كثير الزحام، لكل فيه ما يغنيه، فالامام في مجلسه الرفيع يروي السنة عن آبائه، و ما يقوله يجري عند الشيعة مجري الأصول،
فاذا أبدي الرأي في واقعة معينة جعله الشيعة مجعل السنة، والتزموها باعتبارها نصا عنه. أما أهل السنة فيأخذونه مأخذ اجتهاد الائمة.
و اللسان العربي علم العلوم، و امام المسلمين امام في البلاغة العربية، عبر عن أسلوبه أبوعمرو بن العلاء [1] حين قال عن أساليب العربية: «العرب تطيل ليسمع منها، و توجز ليحفظ
[ صفحه 202]
عنها» [2] .
و عند الصادق: لكل مقام مقال، يسهب و يستطرد - كما ستقرأ بعد - أو يوجز ليحفظ عنه، و يتذوق منه بحروف لها جرس في الأذن، و نغم في الفم، كأن يقول: «لا تصل فيما خف أو شف» و كلاهما كاشف.
و يجري علي لسانه الشعر الرفيع، مثل الذي يرويه عنه سفيان الثوري:
لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا
و لا لأزمة دهر نظهر الجزعا
ان سرنا الدهر لم نبهج لصحبته
أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا
مثل النجوم علي مضمار أولنا
اذا تغيب نجم، آخر طلعا [3] .
أو مثل قوله جوابا لسفيان اذ يسأل: يا ابن رسول الله، لم اعتزلت الناس؟ قال: «يا سفيان، قد فسد الزمان و تغير الاخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد» و أنشد:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب
و الناس بين مخاتل و موارب
يفشون بينهم المودة و الصفا
و قلوبهم محشوة بعقارب [4] .
و مثل قوله:
فلا تجزع و ان أعسرت يوما
فقد أيسرت في زمن طويل
و لا تيأس فان اليأس كفر
لعل الله يغني عن قليل
و لا تظنن بربك ظن سوء
فان الله أولي بالجميل [5] .
و مثل قوله:
لا تجزعن من المداد فانه
عطر الرجال و حلية الآداب [6] .
[ صفحه 203]
فاذا جاءه المناظرون من كل فج عميق، أو التلاميذ الفقهاء، يمثلون أقطار الاسلام، و يجادلون في الأصول أو الفروع، فهو البحر لا تنزفه الدلاء، يروي العقول و يشفي الصدور.
فالديصاني [7] زعيم فرقه ملحدة، و صاحب الاهليلجة [8] طبيب هندي، و عبد الكريم [9] بن أبي العوجاء [10] عربي ملحد، و عبد الملك مصري يتزندق [11] ، و عمرو بن عبيد شيخ المعتزله،
[ صفحه 204]
و أبوحنيفة امام الكوفة، و مالك امام المدينة، و سفيان الثوري، و غيرهم. كل هؤلاء تملأ مجادلاته معهم الكتب، و لا يضيق صدرا بجدالهم، بل يضرب الأمثال بمسلكه معهم و اتساع صدره لهم، علي الحرية الفكرية التي يتيحها الامام للناس في مجلسه، ليفهموا العلم، أو ليؤمنوا عن فهم، دون اكراه أو اعنات، و علي سعة الخلاف الفقهي لكل اتجاهات المسلمين، و علي اليسر و الرحمة في الشريعة، فكل هذه أسباب لنشر الاسلام و خلود فقهه.
يقول ابن المقفع - و هو متهم بالمجوسية، أو بالزيغ علي الأقل - اذ يومي ء الي «الصادق» في موضع الطواف: «هذا الخلق ما منهم أحد أوجب له بالانسانية الا ذلك الشيخ الجالس» [12] .
و يذهب ابن أبي العوجاء ليناظره فتعتريه سكتة، فيسأله الامام: ما يمنعك من الكلام؟ فيقول: «اجلالا لك، و مهابة منك، و ما ينطق لساني بين يديك، فاني شاهدت العلماء، و ناظرت المتكلمين، فما تداخلني من هيبة أحد منهم ما تداخلني من هيبتك» [13] .
رآه الامام مرة بالحرم، فقال له: ما جاء بك؟ قال: عادة الجسد و سنة البلد، و لنبصر ما الناس فيه من الجنون و الحلق ورمي الحجارة! قال الصادق: أنت بعد علي عتوك و ضلالك يا عبدالكريم؟ فذهب يتكلم، فقال الامام: لا جدال في الحج، و نفض رداءه من يده و قال: ان يكن الأمر كما تقول و ليس كما نقول نجونا و نجوت، و ان يكن الأمر كما نقول و ليس كما تقول نجونا و هلكت [14] و أي صبر في حرية الفكر كمثل هذا الصبر من الامام الصادق؟ و حيث تؤدي المناسك!
و انما ترك الامام رجلا ملحدا سيقتل بعد في الحاده سنة 161.
و اذا لم يأخذ الملحدين بالشدة؛ فتحا لأبواب الهداية لهم، فهو صارم في صدد المغالين
[ صفحه 205]
في علي أو فيه، ليكفهم عن غلوائهم، و منهم: بيان بن سمعان التميمي [15] ، كان يعتقد ألوهية علي و الحسن و الحسين، ثم محمد بن الحنفية، ثم ابنه أبي هاشم، بل زعموا أنه قال: انه - بيانا - المراد بقوله تعالي: (هذا بيان الناس) [16] و ادعي المغيرة بن سعيد الانتماء الي الباقر! و صار يؤله عليا، ثم جعفر الصادق، و يكفر أبابكر وعمر و من لم يوال عليا [17] .
و كذلك كان بشار الشعيري [18] .
يقول جعفر الصادق لمرازم: [19] «تقربوا الي الله، فانكم فساق كفار مشركون» [20] و يقول له: «اذا قدمت الكوفة فأت بشار الشعيري و قل له: يا كافر يا فاسق، أنا بري ء منك» [21] .
[ صفحه 206]
دخل عليه بشار يوما فصاح به: «اخرج عني لعنك الله، و الله لا يظلني و اياك سقف أبدا» فلما خرج قال: «ويحه، ما صغر الله أحد تصغير هذا الفاجر، والله اني عبدالله و ابن أمته» [22] .
و يقول عن المغيرة بن سعيد: «لعن الله المغيرة بن سعيد، لعن الله يهودية كان يختلف اليها يتعلم منها الشعر و الشعبذة و المخاريق، فوالله ما نحن الا عبيد، خلقنا الله و اصطفانا، ما نقدر علي ضرر و لا نفع الا بقدرته...، و لعن الله من قال فينا ما لا نقول في أنفسنا» [23] .
و يقول: «من قال: اننا أنبياء، فعليه لعنة الله، و من شك في ذلك فعليه لعنة الله» [24] .
و ينبه الأذهان علي دسائس خصوم الشيعة بالاختلاق عليهم، فيقول: «انا أهل بيت صادقون، لا نعدم من يكذب علينا عند الناس، يريد أن يسقط صدقنا بكذبه علينا» [25] .
و يقول لخيثمة: [26] «أبلغ شيعتنا أننا لا نغني من الله شيئا، و أنه لا ينال ما عند الله الا بالعمل، و أن أعظم الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا ثم خالفه الي غيره...» [27] .
و هي مقولات لا تترك مجالا لدعاوي المغالين في جعفر الصادق و آبائه و بنيه من الأئمة، و تنفي عنه ما ادعوه من علم الغيب، فلا يعلم الغيب الا الله، كما تجعل الائمة مجعل البشر، و هي آراء أبيه و جده.
سأل سائل جده زين العابدين: متي يبعث علي؟ فأجاب: «يبعث و الله يوم القيامة، و تهمه
[ صفحه 207]
نفسه» [28] أي: أنه يحاسب يوم الحساب كما يحاسب غيره.
و أما تعبير الأحلام فالصادق يري أنها «لو كانت كلها تصدق كان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلا لا معني لها، فكانت تصدق أحيانا لينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يحذر منها، و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد) [29] .
فرؤي الأنبياء حقائق من هدي النبوة، أما رؤي الآخرين فأصداء أفكار تتحرك في باطنهم، منها ما يصدقه الواقع و منها ما يكذبه.
روي هشام بن الحكم: (كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبدالله (الامام الصادق) أشياء، فخرج الي المدينة ليناظره، فلم يصادفه و قيل له: انه خارج بمكة، فخرج الي مكة، و نحن مع أبي عبدالله، فصادفنا في الطواف، و كان اسمه عبدالملك، وكنيته: أبوعبدالله، فضرب كتفه كتف أبي عبدالله... فقال له أبوعبدالله:... فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ من ملوك الأرض أو من ملوك السماء؟ و أخبرني عن ابنك عبد اله السماء أم عبد اله الأرض؟ قل ما شئت تخصم... اذا فرغت من الطواف فائتنا. فلما فرغ أتاه الزنديق فقعد بين يديه، قال أبوعبدالله: أيها الرجل، ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل...، يا أخا مصر، ان الذين يذهبون اليه و يظنون انه الدهر، ان كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم؟ و ان كان يردهم لم لا يذهب به؟ يا أخا مصر لم السماء مرفوعة، و الأرض موضوعة؟ لم لا تنحدر السماء علي الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق طبقاتها؟ و لا يتماسكان و لا يتماسك من عليها؟
قال الزنديق: أمسكهما الله ربهما و سيدهما...، فآمن الزنديق، فقال: اجعلني من تلامذتك، فقال: يا هشام بن الحكم، خذه اليك، فعلمه هشام، فسار يعلم أهل الشام و أهل
[ صفحه 208]
مصر الايمان [30] .
و يروي هشام: «أن زعيم [31] الديصانية [32] و فد علي مجلس الامام فقال له: دلني علي معبودي و لا تسألني عن اسمي، فاذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها.. فقال: يا ديصاني، هذا حصن مكنون له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة و فضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها، لم يخرج بها مصلح فيخبر عن صلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، و لا يدري أللذكر خلقت أم الأنثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أو لا تري لها مدبرا؟ فأطرق الديصاني ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه» [33] .
قصد اليه في مجلسه ذات يوم نفر من المعتزله، يطلبون اليه بيعة محمد بن عبدالله النفس الزكية، فطلب اليهم أن يختاروا واحدا منهم ليناظره، فاختاروا زعيم المعتزلة عمرو بن عبيد. و ظاهر أن تاريخ ذلك المجلس كان معاصرا لرفض الامام الصادق أن يبايع يوم الأبواء قبل قيام الدولة العباسية سنة 133، فلقد كان عمرو بن عبيد من أنصارها، له صلة خاصة بالمنصور، واشتهر عنه أنه لم يبايع محمدا، و قال: انه لم يختبر عدله، و ربما كان ذلك المجلس في اثر مقتل الوليد بن يزيد سنة 126، أو فترة الحروب الأخيرة لبني مروان التي قامت علي أثرها الدولة العباسية.
قال عمرو: قتل أهل الشام خليفتهم، و ضرب الله بعضهم بقلوب بعض و شتت أمرهم،
[ صفحه 209]
فنظرنا فوجدنا رجلا له دين و عقل و مروءة، و هو محمد بن عبدالله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، و قد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فانه لا غناء لنا عنك لفضلك، قال الصادق: انا نسخط اذا عصي الله، فاذا أطيع الله رضينا، أخبرني يا عمرو: لو أن الأمة قلدتك أمرها، فملكته بغير قتال و لا مؤونة، فقيل لك و لها من شئت: من كنت تولي؟ قال عمرو: كنت أجعلها شوري بين المسلمين، قال الصادق: بين كلهم؟ قال: نعم، قال: قريش و غيرهم؟ قال عمرو: العرب و العجم، قال الصادق: يا عمرو، أتتولي أبابكر و عمر أم تتبرأ منهما؟ قال: أتولاهما.
قال الصادق: يا عمرو، ان كنت رجلا تتبرأ منهما فانه يجوز الخلاف عليهما، و ان كنت تتولاهما فقد خالفتهما، فقد عمد عمر الي أبي بكر فبايعه و لم يشاور أحدا، ثم ردها أبوبكر عليه و لم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شوري بين ستة فأخرج منها الأنصار، ثم أوصي الناس بشي ء، و ما أراك ترضي به أنت و لا أصحابك، قال عمرو: و ما صنع؟ قال الصادق: أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، و أن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم، الا ابن عمر يشاورونه و ليس له من الأمر شي ء، و أوصي من بحضرته من المهاجرين و الأنصار ان مضت الثلاثة و لم يفرغوا و لم يبايعوا أن يضرب أعناق الستة، و ان اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيام و خالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين، أفترضون بهذا فيما تجعلون من الشوري في المسلمين؟ قال: لا، قال الصادق: أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعو اليه، ثم اجتمعت لكم الأمة، و لم يختلف منهم رجلان، أفمضيتم الي المشركين؟ قال: نعم، قال الصادق: فتفعلون ماذا؟ قال عمرو: ندعوهم الي الاسلام، فان أبوا دعوناهم الي الجزية، قال الصادق: فان كانوا مجوسا و عبدة النار و البهائم، وليسوا أهل الكتاب؟ قال عمرو: سواء...
و بعد محاورة في شأن الجزية و الصدقات أقبل علي عمرو و الناس و قال: (اتق الله يا عمرو، و أنتم أيها الرهط فاتقوا الله، فان أبي حدثني، و كان خبير أهل الأرض و أعلم بكتاب الله و سنة رسول الله: أن رسول الله قال: «و من ضرب بسيفه و دعاهم الي نفسه، و في المسلمين من هو أعلم منه، فهو ضال متكلف» [34] .
[ صفحه 210]
پاورقي
[1] هو زيان بن عمار التميمي المازني البصري؛ أبوعمرو، و يلقب أبوه بالعلاء، من ائمة اللغة و الأدب، و أحد القراء السبعة، ولد بمكة 70 ه. و نشأ بالبصرة، و مات بالكوفة سنة 154 ه. قال أبوعبيدة: كان أعلم الناس بالأدب و العربية و القرآن و الشعر، و كانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية. (الأعلام: ج 3 ص 41).
[2] كتاب الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني: ج 1 ص 83.
[3] بحارالأنوار: ج 47 ص 25، مستدرك سفينة
البحار: ج 5 ص 484.
[4] بحارالأنوار: ج 47 ص 61، مستدرك سفينة
البحار: ج 5 ص 484، نهج السعادة للشيخ المحمودي: ج 8 ص 49، العدد القوية: ص 153، تذكرة الخواص: ص 346.
[5] الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي: ج 1 ص
66 و فيه: «الدهر الطويل» بدل «زمن طويل» و ذكرها كالمصنف في ج 2 ص 269 ،بحارالأنوار: ج 75 ص 203، نهج السعادة: ج 7 ص 297. و نسبت هذه الأبيات لغيره، فقد نسبها الطوماري لابن أبي الدنيا، راجع: الشكر لله: ص 21، و نسبها ابن أبي الدنيا الي محمود الوراق، راجع حسن الظن بالله: ص 123.
[6] لم أجده للامام الصادق عليه السلام، و
لكن ذكرت بهذا المعني أبيات لأحمد بن يحيي، و هي:
لا تجزعن من المداد و لطخه
ان المداد خلوق ثوب الكاتب
و ابهج بذلك انما هو زينة
هبة من الله الجليل الواهب
و شم المداد لكاتب في ثوبه
سمة تلوح له بحسن مناقب
راجع: أدب الاملاء و الاستملاء: ص 168.
[7] هو أبوشاكر الديصاني، كان في بادئ أمره زنديقا خبيثا، ديصاني الطريقة، علي مذهب ديصان القائل بالثنوية، ثم اجتمع بالامام عليه السلام و سأله عن معبوده، فهداه الامام عليه السلام الي رب السماوات و الأرض، فأسلم واهتدي، و كان يدعي انتمائه الي الامامية. (الملل و النحل: ج 1 ص 250، الاحتجاج: 333).
[8] الاهليلجة: كتاب منسوب الي مولانا الامام الصادق عليه السلام في التوحيد، أو من املائه، كما في البحار: ج 1 ص 22 و ج 3 ص 55.
و فيه أن الامام ابتدأ في الاستدلال علي الهندي باثبات الله بطريق (أهليجة) كانت في يده، و كشف الدلالة حتي أقر بذلك بعد مجاحدات من الهندي واطالة، كما عن ابن طاوس في فرج المهموم: ص 20.
[9] هو عبدالكريم بن أبي العوجاء الزنديق الملحد الوضاع، ربيب حماد بن سلمة، و خال معن بن زائدة، من تلامذة الحسن البصري، كان مانويا يؤمن بالتناسخ، و يقول بالقدر، و يتخذ من شرح سيرة ماني وسيلة للدعوة و تشكيك الناس في عقائدهم. (ميزان الاعتدال: ج 2 ص 644).
له مناظرة مع الامام الصادق عليه السلام بادره الامام بقوله: أنت مصنوع أم لا؟ فقال الزنديق: لا، فقال له الامام: صف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي عبدالكريم مليا لا يحير جوابا. (البحار: ج 3 ص 46).
[10] عبدالكريم بن أبي العوجاء، هو خال معن بن زائدة الشيباني أحد قواد بني مروان، و كبير من كبار الولاة لأبي جعفر، و هو الذي أنقذ أباجعفر من الموت يوم الراوندية، و أبلي و أهله بنو شيبان أعظم البلاء في الدفاع عن بني العباس. ولما قدم ابن أبي العوجاء للقتل للزندقة سنة 161 قال: «لن يقتلوني، لقد وضعت أربعة آلاف حديث، أحللت فيها الحرام و حرمت الحلال!» لكن علماء الجرح و التعديل فطنوا اليها جميعا و استبعدوها. (منه).
[11] رجل من مصر، رغب في مناظرة الامام الصادق، فلقيه في الحج فقال له الامام: ما اسمك، و ما كنيتك؟ فقال: اسمي عبدالملك، و كنيتي: أبوعبدالله.
فقال له الامام: فمن الملك الذي أنت له عبد؟ أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض؟ و أخبرني عن ابنك، أم عبد اله السماء أم عبداله الأرض؟ فسكت.
ثم ناظره بأمور عديدة خصم فيها الزنديق، و آمن عقب المناظرة علي يدي أبي عبدالله الصادق عليه السلام. ثم أعطاه لهشام بن الحكم ليعلمه، فعلمه، فكان معلم أهل مصر و أهل الشام، و حسنت طهارته حتي رضي بها الصادق عليه السلام. (بحارالأنوار: ج 3 ص 51 بتصرف).
[12] بحارالأنوار: ج 3 ص 42، نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري: ج 1 ص 326، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 558، الكليني و الكافي للشيخ عبدالرسول الغفاري: ص 321.
[13] الكافي: ج 1 ص 76، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 296، بحارالأنوار: ج 3 ص 46، نور البراهين: ج 3 ص 131، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 465.
[14] الكافي: ج 1 ص 78، التوحيد: ص 298 نورالبراهين: ج 2 ص 134.
[15] بيان بن سمعان النهدي، من بني تميم، ظهر بالعراق بعد المائة، و قال بألوهية علي، و أن فيه جزءا الهيا متحد بناسوته (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 357) و هو صاحب (البيانية) أخذها من طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم زوج ابنته الذي سحر رسول الله، و هو أخذها من يهود اليمن. (البداية و النهاية: ج 9 ص 382).
[16] آل عمران: 138.
[17] و دعواه هي: ان الله علي صورة انسان و يهلك كله الا وجهه، و روح الله حلت في علي، ثم في ابنه محمد، ثم في ابنه أبي هاشم، ثم في بيان ابنه. و قد كتب كتابا يدعو فيه الباقر الي نفسه، و أنه نبي! (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 357، نور البراهين: ج 2 ص 308) و قد تظافرت الروايات بكونه كذابا، كان يكذب علي أبي جعفر عليه السلام، و في بعضها كان يدس أحاديث في كتب أصحابه، و وردت عدة روايات من أهل البيت في لعنه، و أنه من أهل النار (جامع الرواة لمحمد علي الاردبيلي: ج 2 ص 255).
[18] هو صاحب مقالة العلبائية الذين يقولون بأن عليا هو رب! مسخ علي صورة طير يقال له: علباء، يكون في البحر! كنيته أبواسماعيل، و لقب بالشعيري لأنه يبيع الشعير.
كان يقول عنه الصادق عليه السلام: ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان، خرج من البحر فأغوي أصحابي». و الروايات في ذمه كثيرة.
[19] مرازم بين حكيم الأزدي المدائني، روي عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام، و قتل أيام الرضا عليه السلام، أختص بالامام، و كان يحبه لا متثاله لأوامره و ولائه له. قال النجاشي و غيره: انه ممن بلي باستدعاء الرشيد له و أخوه، أحضرهما الرشيد مع عبدالحميد بن غواص فقتله و سلما. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 166).
[20] القول ليس لمرازم، انما قال أبوعبدالله عليه السلام لمرازم أن يقول للغلاة هذا القول، فالخطاب ليس موجها له، بل هو مكلف بنقل الخطاب. راجع من المصادر: شرح العروة الوثقي للسيد الصدر: ج 3 ص 307، نتائج الأفكار للسيد الكلبايگاني: ج 1 ص 200، وسائل الشيعة: ج 28 ص 352 و ج 18 ص 566، اختيار معرفة الرجال للطوسي: ج 2 ص 587، وضوء النبي للشهرستاني: ج 1 ص 370.
[21] وضوء النبي: ج 1 ص 370، بحارالأنوار: ج 25 ص 304، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 701، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 4 ص 217.
[22] بحارالأنوار: ج 25 ص 307، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 702، نتائج الأفكار: ج 1 ص 200، معجم رجال الحديث: ج 4 ص 218.
[23] بحارالأنوار: ج 25 ص 289 و ج 64 ص 202، اختيار معرفة الرجال: ج 3 ص 491، تشديد الأصول للقمي: ج 2 ص 76، نتائج الأفكار: ح 1 ص 200، وضوء النبي: ج 1 ص 368.
[24] بحارالأنوار: ج 25 ص 296، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 590.
[25] نقلها الأعلام بتفاوت في بعض الألفاظ: مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 9 ص 90، بحارالأنوار: ج 2 ص 217 و ج 25 ص 263 و ج 25 ص 287، و ج 108 ص 355، اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 324 و ج 2 ص 593، جامع الرواة لمحمد علي الأردبيلي: ج 2 ص 221، طرائف المقال للسيد علي البروجردي: ج 2 ص 590، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 4 ص 205 و ج 11 ص 206 و ج 15 ص 263.
[26] خيثمة هو الجعفي، من أصحاب الامام الصادق عليه السلام، أوصاه الامام بنقل وصية عنه الي شيعته.
[27] نقلها الأعلام بتفاوت طولا وقصرا، راجع: السرائر لابن ادريس الحلي: ج 3 ص 649، و ارشاد الأذهان للعلامة الحلي: ج 1 ص 14، و رسائل الشهيد الثاني: ص 333، و قرب الاسناد للحميري القمي: ص 33، و الكافي: ج 2 ص 176، و وسائل الشيعة: ج 1 ص 93 و ج 12 ص 8 و ج 8 ص 400، و مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 1 ص 125 و ج 11 ص 322، و الحكايات للشيخ المفيد: ص 92، والأمالي للشيخ الطوسي: ص 370، و مشكاة الأنوار لعلي الطبرسي: ص 96، و بحارالأنوار: ج 2 ص 28 و ج 2 ص 29.
[28] البداية و النهاية لابن كثير: ج 9 ص 125، كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم: ص 468، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 396.
[29] التوحيد للمفضل بن عمر الجعفي: ص 44، الفصول المهمة في تأليف الائمة للحر العاملي: ج 1 ص 690، بحارالأنوار: ج 3 ص 85 و ج 58 ص 183، مجمع البحرين للطريحي: ج ص 566.
[30] التوحيد للشيخ الصدوق: ص 294، بحارالأنوار: ج 3 ص 51، نورالبراهين: ج 2 ص 125.
[31] هو أبوشاكر الديصاني الزنديق.
[32] الديصانية: هم أصحاب ديصان، أثبتوا أصلين: نورا و ظلمة، فالنور يفعل الخير قصدا و اختيارا، و الظلام يفعل الشر طبعا و اضطرارا، فما كان من خير و نفع و طيب و حسن فمن النور، و ما كان من شر و ضرر ونتن و قبح فمن الظلام (الملل و النحل للشهرستاني ج 1 ص 244 - 250 بتصرف).
[33] الكافي: ج 1 ص 79، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 123، شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني: ج 3 ص 35 و ص 40، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 71، بحارالأنوار: ج 3 ص 31 و 32 و ج 4 ص 141، نور البراهين: ج 1 ص 322، مستدرك سفينة البحار: ج 3 ص 339، درر الأخبار: ص 68.
[34] أخرجها كاملة في الاحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 119، و بحارالأنوار: ج 31 ص 352، ج 47، ص 214 و ج 97 ص 19، و الكافي للكليني: ج 5 ص 24 و تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 6 ص 149.
اثر تلامذة الامام في انتشار علم الامام
و كان من بركات مدرسة أهل البيت العلمية أن نشأ في رحاب زعيم هذه المدرسة الامام الصادق آلاف الرواة و المحدثين و العلماء و المتكلمين و الشيوخ و أئمة المذاهب و رؤساء الدين، يضاف اليهم أرباب التخصصات التجريبية في الطب و الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات و الفلك و النجوم و الكون و سوي ذلك في الفلسفة و الجغرافيا و التاريخ و علم النفس و علم الاجتماع.
هذا التعدد في التخصص، و ذلك التنوع في المعارف، يصور لنا حقيقتين مهمتين:
الأولي: هذا الزخم الهائل من التلامذة و الطلاب الذين حدبوا علي استثمار حياة الامام العلمية، فمثلوا بين يديه مستفيدين، جعل بعض المؤرخين يتجاوز بعددهم الالآف؛ بينما اقتصر بعضهم علي حصرهم بأربعة آلاف تلميذ.
و معني هذا أن هذا العدد الضخم قد تجاوز حدود الاحصاء كثرة، الا أن ما بين أيدينا من مصادر يؤكد الرقم الأخير.
فالحافظ أبوالعباس بن عقدة (ت 230 ه) ألف كتابا في ترجمة تلامذة الامام، فكانت عدتهم عنده أربعة آلاف تلميذ.
و ذكر شيخ الطائفة أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) أكثر من ثلاثة آلاف راو من تلامذته في الرجال.
[ صفحه 271]
و ذكر جلمة منهم الذهبي في سير أعلام النبلاء و تذكرة الحفاظ.
و أكد علي أبرزهم من المشهورين: أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
و ترجم سيدنا الأستاذ الامام الخوئي (ت 1413 ه) لأكثر من ثلاثة آلاف راو منهم في موسوعته الخالدة (معجم رجال الحديث) في ثلاثة و عشرين مجلدا، مع ذكر رواياتهم، و طرق اسنادها، و أعدادها، و مواضعها من كتب الحديث، مع التوثيق الدقيق، و كشف حال الراوي.
و ترجم الأستاذ باقر شريف القرشي لثلاثة آلاف و ستمائة و اثنين و خمسين تلميذا في المجلد السادس من موسوعته (حياة الامام الصادق).
و لم أجد فيما بين يدي من مصادر قديمة و حديثة، الا ظاهرة الاشارة الي الأعداد الهائلة من تلامذة الامام الصادق و أصحابه في كل الفنون.
و أما ما أغفله التاريخ من تلامذة الامام خوفا و رهبا، بغضا و كراهية، فحدث و لا حرج.
و لا أعلم كتابا من كتب الرجال عند الامامية قد تخطي هذه الظاهرة، و للاستزادة في هذا المجال يرجع الي المصادر المطولة [1] .
الحقيقة الثانية: حرية الرأي و التفكير في مدرسة الامام الصادق، فقد كان التنظيم الثقافي الذي أبدعه الامام الصادق عليه السلام يمثل أكاديمية حرة للبحث العلمي، لا سيما في قضايا الفكر المجرد، مما لم يتوفر في أية مدرسة علمية في عصره، و كأنه يعايش العصور المتحضرة التي أتاحت للطلاب حرية البحث و الاختيار و التفكير.
[ صفحه 272]
لقد أرسي الامام الصادق عليه السلام أساسا رصينا للثقافة العامة، و هيأ لها أسباب الذيوع و الانتشار، بحيث أصبحت نموذجا أرقي لحرية الرأي قبل نهاية القرن الثاني الهجري، و قد اقتدت الفرق العقلانية المتنورة بهذا المنهج لا سيما المعتزلة.
و كانت المدرسة الجعفرية جريئة كل الجرأة حينما أعلنت مدارسة المسائل الدينية الصرفة جنبا الي جنب مع المسائل الانسانية الدنيوية، و كان أثر ذلك أن أصبح علماء الجعفرية في مختلف القرون يناقشون المسائل في شؤون الدنيا و الدين، و يثبتونها بقوانين العلم و مبادئه.
و انتقلت هذه الطريقة فيما بعد من المذهب الجعفري الي المذاهب الاسلامية الأخري التي اجتهدت في اثبات قضاياها في ضوء الدلائل العلمية، أو هكذا حاول أصحابها تبعا لمنهجية الامام الصادق.
و كان مجلس الامام الصادق عليه السلام و مدرسته يمثلان منبرا حرا جريئا لتلامذة الامام و مريديه، فلهم أن يسألوا عن كل شي ء، و لهم أن يعترضوا، و لهم أن يعبروا عن آرائهم و أحاسيسهم بحرية تامة، و لهم - أيضا - حق المناقشة و طلب الايضاح بالقدر المعقول.
و لم يكن الامام ليفرض علي تلامذته رأيا معينا، و لا كان يطلب منهم الاذعان لرأيه، و مع ذلك فقد كان الأمر دائما ينتهي باذعانهم، بالنظر الي الأسلوب العلمي الذي كان الامام يتوسل به للتدليل علي رأيه بالحجة الناصعة، و المنطق السليم، و البيان الرائق.
و كان الامام الصادق عليه السلام يؤمن بما يقول، و يأخذ بالواقع لا بالمثاليات، و من هنا انتفت من دروس الامام الصادق عليه السلام أي دعوة الي قيام حكومة مثالية لا تتفق مع واقع الحياة في المجتمع البشري.
[ صفحه 273]
و قد أباح الامام الصادق عليه السلام في مدرسته حرية البحث في جميع الموضوعات، و اغتذت الثقافة الشيعية من هذه الحرية التي هيأت لها الذيوع و الانتشار، و أقبل عليها الراغبون في حرية البحث و الاستدلال [2] .
و هنا نشير الي أن تلامذة الامام ليسوا علي و تيرة واحدة في الأمانة و الاستقامة و ضبط النقل، ففيهم العدول و الثقات، و فيهم الضعفاء و المجهولون، و فيهم من طلب العلم للآخرة، و فيهم من طلبه للدنيا. و هذا أمر طبيعي تفرضه افرازات المجتمع الانساني في طبقاته المختلفة.
و مهما يكن من أمر، فقد أبقي هؤلاء التلامذة تراث الامام العلمي حيا نابضا يجري في ميادين الأصالة.
و ينبغي الاشارة الي أن من بين تلامذة الامام جمهرة كبيرة من الأعلام و الأساتيذ الذين طبقت شهرتهم الدنيا، فكانوا سراجها و ضياءها و بهاءها؛ و في طليعتهم ولده الامام الكاظم موسي بن جعفر (ت 183 ه) و أبوحنيفة النعمان بن ثابت (ت 150 ه) و مالك بن أنس امام المذهب المالكي (ت 179 ه) و السفيانان الثوري و ابن عيينة، و أضرابهم ممن ذكرنا سابقا، أو سنذكرهم ضمن البحوث الأخري.
و كان الامام الصادق منهجيا في وضع تلامذته في الموقع المناسب، و كان ينتقي و يختار لكل فن رجاله و أبطاله، يراعي في ذلك القابلية، و الأولاع الخاصة، و التخصص الدقيق، فأصحاب القرآن لعلوم القرآن، و أصحاب الحديث للحديث الشريف، و المتكلمون لعلم الكلام، و طلاب الفلسفة لميادين الفلسفة، و رجال الفقه للفقه، و هكذا بقية الفنون.
ان هذا التخطيط في توزيع الواجبات العلمية علي أربابها من ذوي
[ صفحه 274]
التخصص، اجراء علمي عظيم، يشيد جبهة فكرية متطورة لا تؤمن بالفرض و الحتمية بل تحافظ علي التوازن العلمي، و هذا من أهم أسرار نجاح مدرسة الامام في رعاية المناخ النفسي لتربية تلامذته، و اعداد جيل متقدم ينسجم تخصصه مع رغبات الذات، و في ضوء هذا التوجه المحدد ينطلق كل دارس و باحث و متعلم، و هنا يبدع التلميذ من حيث اقتصاره علي موضوع واحد يحيط بأبعاده كافة.
و كان هذا المنحي من أهم الظواهر الميدانية التي اتسعت لانتشار مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
و لم تكن هذه العناية من قبل الامام بتلامذته وليدة الصدفة أو نتيجة ظرف راهن معين، بل هي أمر مقصود الي في ذاته، و مخطط له مسبقا لمهمة أكبر، فقد أوصي الامام محمد الباقر عليه السلام ولده الامام الصادق بتلامذته، بما يرويه الامام الصادق نفسه:
«قال: لما حضرت أبي الوفاة، قال: يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا، قلت: جعلت فداك، و الله لأدعنهم و الرجل منهم في المصر لا يسأل أحدا» [3] .
و كانت اجابة الامام دقيقة في بعدين أساسيين: البعد العلمي، اذ لم يبخل علي أحد بشي ء من القلم و البعد الاقتصادي اذ لم يبخل علي أحد منهم بشي ء قط، و في هذين تحقيق لقوله: «و الرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا» فضمن الامام السؤال المعنوي و المادي فيما نفذه من وصية أبيه الباقر عليه السلام.
و قد أكد الامام - بادي ء ذي بدء - علي تلامذته بالاتجاه نحو العلم، و حثهم عليه، و أدبهم به، في جملة من أحاديثه الشريفة:
1- اطلبوا العلم فانه رأس الفضل [4] .
[ صفحه 275]
2- طلب العلم فريضة علي كل مؤمن، فاطلبوه و لو في الصين، فان قليلا من العلم، أفضل من كثير من العبادة [5] .
3- العلم حياة القلوب، و مصابيح الأبصار، توصل به الأرحام و يعرف به الحلال و الحرام، يعطيه الله السعداء و يحرمه الأشقياء [6] .
4- وددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط علي أن يتفقهوا [7] .
5- العلماء أمناء، و الأتقياء حصون، و الأوصياء سادة [8] .
6- ان العلماء ورثة الأنبياء، و ذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهمها و لا دينارا، و انما ورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشي ء منها، فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم عمن تأخذونه، فان فينا أهل البيت في كل حلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين [9] .
7- من علم خيرا فله مثل أجر من عمل به.. [10] .
8- من تعلم العلم و عمل به، و علم لله، دعي في ملكوت السموات عظيما، فقيل: تعلم الله، و عمل لله، و علم لله [11] .
9- اذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين [12] .
10- طلبة العلم ثلاثة، فأعرفهم بأعينهم و صفاتهم و هم:
[ صفحه 276]
أ) صنف يطلبه للجهل و المراء.
ب) صنف يطلبه للاستطالة و الخثل.
ج) صنف يطلبه للفقه و العقل.. [13] .
11- العلم مقرون الي العمل، فمن علم عمل، و من عمل علم، و العلم يهتف بالعمل، فان أجابه و الا ارتحل [14] .
12- الناس ثلاثة: عالم و متعلم و غثاء [15] .
13- فضل العالم علي العابد كفضل القمر علي سائر النجوم ليلة البدر [16] .
14- من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقا الي الجنة [17] .
15- وجدت علم الناس كله في أربع:
أولها: أن تعرف ربك.
و الثاني: أن تعرف ما صنع بك.
و الثالث: أن تعرف ما أراد منك.
و الرابع: أن تعرف ما يخرجك من دينك [18] .
فهذه خمسة عشر حديثا جمع فيه الامام، فضل العلم، و آداب طلبه، و عائديته في نفع العباد، و منزلته عند الله رب العالمين.
يقول الأستاذ محمدحسن آل ياسين:
[ صفحه 277]
«و لعل أدق ما أرشد اليه الامام تنبيه المسلمين علي ضرورة أن يكون طلب العلم (للفقه) سواء أكان بمعناه الخاص لأنه شريعة الله في الأرض، أو بمعناه العام و هو الفهم - و أظنه الأرجح و الألصق بالسياق - و للعقل لأنه أغلي ما منح الله الانسان و أنفس ما أعطاه، و لذلك يجب أن تكون الغاية العليا من الجد في التعليم تنمية العقل الرافض للخرافات» [19] .
و بذلك جماع الدنيا و الآخرة.
و كان المترددون علي دروس الامام الصادق عليه السلام يعرفون أن الامام لن ينفعهم ماديا، بل لعل غشيان مجلسه يعرضهم لتهديدات السلطة الأموية و العباسية، فان عرف عن أحد ولاؤه للامام الصادق عليه السلام لم يأمن علي حياته من أعوان الخليفة، ذلك بأن الخليفة كان يعتبر الامام و أنصاره من خصوم الخلافة، و كان طلاب المدرسة يعلمون علم اليقين بأن الامام لا يملك مالا و مناصب فيوزعها عليهم، فلم يجذبهم الي مدرسته - رغم هذه المخاطر و رغم انعدام المنفعة المادية - الا اخلاص مستقر في النفس، و ايمان عميق في القلوب، و انجذاب لشخصية الامام عليه السلام، و اعجاب بدروسه التي يلقيها ببيانه العذب، و يهدف بها الي الحقائق و جوهر المعرفة.
و لذا فان المترددين علي مدرسة الامام الصادق لم يداعبهم الأمل في الحصول علي الوظائف، و لا علي أي نفوذ سياسي، و انما كانوا يغشون مجلسه للاغتراف من علمه فحسب.
و مع هذا الحرمان فقد أخذ التشيع ينتشر في ربوع الشرق بثقافته العلمية المنطقية المبسطة، باصرار و ثبات في مقاومة التيار الحكومي المعادي له، و ان لم ينجح في انشاء مركز سياسي أو نظام حكومي يستند اليه، أي أنه نجح بالفكر لا بالسلطان،
[ صفحه 278]
و بالروح لا بالقدرة المادية [20] .
و هذا هو السر في اختراق مدرسة الامام آفاق العالم، دون النظر الي الجانب السياسي و لا العامل المادي في شي ء، فهي في استقلالية عن الحكم، و هي تعتمد البعد الجماهيري في انتشار الأفكار و المبادي ء.
و من هنا يبرز الدور المشرف لطلاب مدرسة الامام في ابتعادهم عن صغائر الأمور، لذلك كانوا أقرب الناس الي الأمام، و استحقوا تقديره و اعتزازه، بل و بشرهم بسعادتهم في الدارين، و خص بذلك الأقرب فالأقرب من منهج أهل البيت، و أشدهم التصاقا بمعالمه الكبري.
فعن الامام الصادق أنه قال:
«أربعة أحب الناس الي أحياء و أمواتا: بريد العجلي، و زرارة بن أعين، و محمد بن مسلم، و الأحوال (يعني مؤمن الطاق)، أحب الناس أحياء و أمواتا» [21] .
و حدث هذا المعني مع زيد الشحام، اذ قال له الامام:
«أبشر فانك من شيعتنا و معنا في الجنة، الينا الصراط و الينا الميزان و حساب شيعتنا، و الله أنا أرحم بكم منكم بأنفسكم و اني (أنظر) اليك و الي رفيقك الحارث
[ صفحه 279]
ابن المغيرة النضري في درجتك في الجنة» [22] .
و عن هشام بن سالم، قال: سألت أباعبدالله عن يونس بن ظبيان، فقال رحمه الله: «و بني له بيتا في الجنة، كان و الله مأمونا علي الحديث» [23] .
و اجتمعت العصابة علي تصديق ستة من تلامذته الفقهاء، و هم: جميل بن دراج، و عبدالله بن مسكان، و عبدالله بن بكير، و حماد بن عيسي، و حماد بن عثمان، و أبان بن عثمان [24] .
و من خواص أصحابه: معاوية بن عمار، و زيد الشحام، و عبدالله بن أبي بعفور، و محمد بن علي بن النعمان الأحول، و سدير بن حكيم، و عبد السلام بن عبد الرحمن، و جابر بن يزيد الجعفي، و أبوحمزة الثمالي، و ثابت بن دينار، و المفضل بن قيس، و المفضل بن عمر الجعفي، و نوفل بن الحارث، و ميسرة بن عبد العزيز، و عبدالله بن عجلان، و جابر المكفوف، و أبوداود المسترق، و ابراهيم ابن مهزم الأسدي، و أبوخالد القماط، و ثعلبة بن ميمون، و أبوبكر الحضرمي، و الحسن بن زياد، و عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري، و سفيان بن عيينة، و عبد العزيز بن أبي حازم، و سلمة بن دينار المدني [25] .
و الامام حينما يتحدث عن مكانة أصحابه، و منزلتهم في الدنيا و الآخرة، فانما يضع الأمر في موقعه، و لا رائد له في ذلك سوي بيان الحقيقة، لأن هؤلاء الأصحاب قد كرسوا أوقاتهم لنشر أحاديث أهل البيت، طلبا لما عند الله من الأجر و عظيم الزلفي، فقد قال الامام في رواية يمتدح بها زرارة: «رحم الله زرارة بن
[ صفحه 280]
أعين، لولا زرارة لا ندرست أحايث أبي» [26] .
و في هذا السياق يذكر جماعة من أعيان تلامذته و تلامذة أبيه بالعرفان، فعن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، قال سمعت أباعبدالله عليه السلام، يقول: «ما أحد أحيا ذكرنا و أحاديث أبي الا زرارة و أبوبصير المرادي، و محمد بن مسلم، و بريد بن معاوية. و لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدي، هؤلاء حفاظ الدين، و أمناء أبي علي حلال الله و حرامه، و هم السابقون الينا في الدنيا و الآخرة» [27] .
هذا الثناء العاطر يصدر عن الامام اعطاء لكل ذي حق حقه.
و هناك ظاهرة جديرة بالتأمل و الدراسة المستفيضة؛ أن من بين أبرز تلامذة الامام و أصحابه الثقاة طائفة من ذوي الصناعات الحرة و المهن الشعبية فتقرأ منهم: بياع السابري، بياع الهروي، بياع اللؤلؤ، بياع الزطي، بياع الأنماط، بياع الدقيق، بياع الحنطة، بياع الأكفان. كما تستمع الي: البراز، و الخزاز، و الخراز، و الطحان، و الدهان، و الزيات، و السراد، و الصفار.. الخ.
ان هذا التعدد في ذوي الحرف من تلامذة الامام يوحي بهدفين أساسيين:
الأول: أن هؤلاء المهنيين، أقرب تماسا، و أوثق صلات، و أشد قربا من فصائل الناس و شرائح المجتمع، فهم يستطيعون الغوص في أعماق الشعب المسلم، و هم يتوصلون - أكثر من غيرهم - الي معايشة الناس و معاشرة الأمة، و هم يلتقون بأكبر عدد ممكن من أولياء الامام، و قد تخطتهم أعين الحاكمين، و لم تمتد اليهم أيدي ولاة الجور، فباستطاعتهم - اذن - أن يتغلغلوا بين الطبقات كافة، و أن ينشروا علم أهل البيت بين السواد الأعظم دون رقيب أو حسيب، و أن
[ صفحه 281]
يتعرفوا عن قرب علي مشكلات الآخرين جلها أو كلها، فيعالجون ذلك بما يتلقونه من الامام، كما يستطيعون اغاثة المتطلبات الآنية و اسعافها مادية أو معنوية، و الأهم من هذا و ذاك أن هؤلاء الحرفيين قد يقومون بتعميم ثقافة الامام و افاضاته عن طريق الافادة العلمية بحجة البيع و الشراء و التجارة، كما بامكانهم قطعا فض الخصام و النزاع دون حاجة فيهما الي الرجوع للأمام، و في ذلك اختصار للطريق، و تطويع للاحراج السياسي المحتمل من لقاء الامام مباشرة.
الثاني: ان أصحاب المصالح الحرة في التجارة و الاقتصاد عادة ما يغادرون موطنهم الأصلي بقصد الاتجار و المقايضة و البيع و الاستيراد، و مهمات التسويق، و مناخهم هذا تلقائي لا يدعو الي الشك و الريبة من قبل السلطات، فهو طبيعي بالنسبة لهم، و هم في ترحالهم هذا يستطيعون القيام بمهام السفارة العلمية بين الامام و شيعته في أنحاء الأرض، و يكونون حلقة الوصل التي لا تنقطع بين الامام و أوليائه، فينشرون علمه، و يؤدون عنه.
و بهذا المنظور المزدوج لأرباب الأعمال المختلفة من تلامذة الامام يتم انتشار مبادي ء أهل البيت لدي أتباعهم في الداخل ميدانيا، كما يتم ايصال معارفهم الي من هم في الخارج بشكل لا يثير الارتياب.
و أحسب أن هذا الأمر لم يكن اعتباطيا، و انما كان مقصودا اليه حد ذاته، و هو نوع من التخطيط الأيديولوجي في تنظيم الدعاية و الأعلام لأهل البيت، و تواجد فعلي في جبهات النضال العلمي.
و هناك ظاهرة ايجابية أخري، كان لها الأثر الفاعل في تركيز مبادي ء الامام، و سيرورة معارفه الرسالية في الآفاق؛ و تتمثل هذه الظاهرة بوكلاء الامام عليه السلام، الذين يعينهم في القصبات و الأقاليم و الديار، فهم ينوبون عنه، و يمثلونه، و يرشدون اليه، و هو يشير اليهم، و يصرح بمهامهم الافتائية و القضائية و الحديثية،
[ صفحه 282]
و يدعو أولياءه الي الأخذ عنهم، و الافادة منهم، فهم الأمناء عنده.
و هؤلاء يتسلمون الفقاهة بفروعها من ينابيعها الأولي، و يعممونها في أقطار الأرض، و قد يستأمنون علي الأموال و الزكوات و الحقوق، فيصرفونها بمظانها، و يضعونها مواضعها، أو يرسلونها للامام.
و الي جنب هؤلاء يبرز دور أولئك الطلاب الذين يتمون دراستهم في حلقة الامام العلمية، فلا يلبثون بعدها في المدينة المنورة الا ريثما يأذن الامام بمغادرتهم بعد أن تزودوا باللباب الخالص من العلم؛ و اذا بهم يعودون الي ديارهم مبلغين و دعاة و مرشدين، فيشاركون الوكلاء في الدعوة و التبليغ، و يحققون تلبية التكليف الشرعي في الانذار و التحذير، و اقامة شعائر الدين.
و كان التنافس القبلي علي طلب العلم قد تبلور، و تدافعت نحوه القبائل بارسال النابهين من أفرادها، عسي أن يحظي أبناؤها برصيد من العلم، بعد أن أخفقوا من الرصيد السياسي و العدل الاجتماعي، ففروا بأنفسهم و دينهم نحو الامام الصادق عليه السلام، متخذين طلب العلم شعارا، يقول الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل: «و أرسلت الكوفة و البصرة و الحجاز الي جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها من كل قبيلة: من بني أسد، و من غني، و مخارق، و طي، و سليم، و غطفان، و غفار، و الأزد، و خزاعة، و خثعم، و مخزوم، و بني ضبة، و من قريش و لا سيما بني الحارث بن عبدالمطلب، و بني الحسن بن علي و سواهم.
و رحل جمهور من الأحرار، و أبناء الموالي من أعيان هذه من العرب و فارس» [28] .
و كما رأيت فهؤلاء الموفدون من قبائل شتي، و ديار متباعدة، جمعتهم وحدة الهدف، فكان الجميع ضمن الخط الاستراتيجي العام لمنهج الامام العلمي.
[ صفحه 283]
و هكذا تلقي الدنيا بأبنائها البررة لدي الامام الصادق، ليتزودوا للدين و الدنيا، فنهلوا من رافد الامام ما شاؤوا، و عادوا الي أوطانهم و قد مل ء الوطاب علما و ثقافة و معرفة، و أشربت النفوس تقوي و ورعا، فعاد العلم مواكبا لضبط النفس و مجانبة الهوي.
و قد رأيت فيما مضي من هذا البحث أثر تلامذة الامام الصادق عليه السلام في سيرورة علم الامام و انتشاره في الآفاق، و فيه درس لنا يجب أن نأخذ به، و نستضي ء بنور هدايته، و نحن نتعايش في رحاب باب مدينة العلم الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام في النجف الأشرف. فمن نفحاته العلم الالهي، و من قبساته ذلك الشعاع الهادي.
[ صفحه 287]
پاورقي
[1] ظ: علي سبيل المثال لا الحصر: رجال الكشي، رجال النجاشي، رجال الشيخ الطوسي، رجال القهبائي، رجال بحر العلوم، رجال المامقاني، معجم رجال الحديث، خلاصة العلامة، حلية الأولياء، فهرست ابن النديم، تذكرة الحفاظ، النجوم الزاهرة... و سواها.
[2] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب، 188 بتصرف.
[3] الكليني: الكافي، 1 / 306، المفيد: الارشاد 289.
[4] الكليني: أصول الكافي 1 / 30.
[5] عارف تامر: الحكم الجعفرية 63.
[6] الأمير ورام: مجموعة ورام 2 / 245.
[7] الكليني: أصول الكافي 1 / 31.
[8] المصدر نفسه: 1 / 33.
[9] المصدر نفسه: 1 / 32.
[10] المصدر نفسه: 1 / 35.
[11] المصدر نفسه: 1 / 35.
[12] المصدر نفسه: 1 / 32.
[13] المصدر نفسه: 1 / 49.
[14] المصدر نفسه: 1 / 44.
[15] المصدر نفسه: 1 / 30.
[16] المصدر نفسه: 1 / 34.
[17] الكليني: الكافي 1 / 34.
[18] المصدر نفسه: 1 / 50.
[19] محمدحسن آل ياسين: الامام جعفر الصادق 109.
[20] ظ: جماعة من كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 194 بتصرف.
[21] ظ: الصدوق: كمال الدين 1 / 166، المجلسي: البحار 47 / 340.
[22] الراوندي: الخرائج و الجرائح 264، البحار: 47 / 343.
[23] المجلسي: بحارالأنوار 47 / 346، و انظر مصدره.
[24] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 400.
[25] المصدر نفسه و الصفحة.
[26] الشيخ المفيد: الاختصاص 66، الكشي: الرجال 90، المجلسي: البحار 47 / 360.
[27] الشيخ المفيد: الاختصاص 66، الكشي: الرجال 90.
[28] عبد العزيز سيد الأهل: جعفر بن محمد 59.
عصر الصادق
و نقول: لقد ابتدأ عصر الصادق بيوم ولادته علي عهد الخليفة الظالم الوليد بن عبد الملك بن مروان، و من مآثره بناء الجامع الأموي في الشام، و لقد صادف أنه زار مدينة يثرب علي أيام الوالي الطيب النفس و الصافي السريرة عمر بن عبد العزيز، و هكذا - تحت ابط هذا الوالي المنزه بمكرماته - قام هذا المرواني بزيارة المسجد الذي بناه الرسول العظيم و خشعه بأولي ركعاته في يثرب!!! انه أول مسجد عرفه الاسلام في دنياه التقية و السخية، و هو الآن المرصع بأول جامعة علمية تجمع الجزيرة كلها الي خوان من علم موسع، يرفع فيها الصلوات من أغبرة التراب الي أبهاء ألوان الفضاء الذي هو: عطر، و فهم، و علم رهيب الجنبات.
و اقتحم الخليفة بوابة المسجد الجامعة بخطوات جعلتها رهبة المكان رصينة متزنة، ليشاهد في الصحن القدوس أستاذا راكعا علي ركبة، وسط حلقة من طلاب رابضين و هم ركع، و أعناقهم الي الأستاذ في تلع الاصغاء، و كان الجو كله في رهبة الاصغاء المجلي!!!
و أصغي الزائر - أيضا - الي الطلاوة النازلة من أفقها السليم: و كان الدرس فصلا من علوم الجغرافيا المحفوظة في أذهان الأقباط من شفتي بطليموس بالذات، تركها في قراطيسهم منذ ألفي سنة و رحل، فحفظوها تقريرا علميا لا يجوز أن يهمل... و هكذا اقتنصه الامام الباقر، و ها هو يحفره في آذان طلابه المتحلقين حوله كأنهم معه في صلاة!
و لقد استلفت انتباه ابن مروان، بشكل معين، اصغاء طفل راكع أيضا مع الطلاب الراكعين، و ما كاد يوشوش رفيقه الوالي ابن عبد العزيز باعجابه بالتلميذ النجيب، حتي تنبه الأستاذ الي الزائرين الواقفين في رحاب المسجد، و هكذا تم للأستاذ، و للطلاب، قطع الدرس عن مداره، و الترحيب بالضيفين الوافدين لزيارة الجامعة، و ان التاريخ لا يزال يحفظ
[ صفحه 122]
حوارا صغيرا داعب به الوليد الطفل الذي أعجب باصغائه، انه هكذا وارد:
- ما اسمك يا طفلي النجيب؟
- جعفر - و أبي أستاذي الباقر - و جدي الكبير هو الامام زين العابدين.
- أصبحت أعرف... أتقول لي؟ من هو صاحب المنطق؟
- أنه أرسطو.
- و من هو صاحب المعز؟
- ليس المعز اسما لشخص مثلك، و انه اسم لمجموعة نجوم تدعي: ذات الأعنة، أو بلغة أرسطو: أوريكا.
- عظيم... و من هو صاحب السواك؟
انه لقب أطلقه جدي رسول الله علي عبد الله بن مسعود.
قبل أن يترك الوليد الجامعة أو مدينة يثرب، صافح الامام الباقر و هو يربت بكفه علي كتف جعفر، و هو يقول:
- سيكون ابنك يا سيدي علامة عصره!
و مات الوليد قبل أن يتأكد به صدق تنبئه، لقد كان جعفر في السادسة عشرة من عمره عندما لفظ الوليد أنفاسه.
و مثلمات كرت المسبحة السفيانية من معاوية حتي انتهت بيزيد السابح في مهامة كربلاء، هكذا ابتذأت تكر الآن مروانية: من الوليد بن عبد الملك بن مروان، الي عمر بن عبد العزيز النظيف الكف و الطيب الفؤاد، الي يزيد بن عبد الملك المتنكر لانفتاحات ابن عبد العزيز، و المأخوذ بعشق جاريته الجميلة حبابة التي ازدردها، فتعلقت في حلقة، فخنقته بعد أن خنقها و هو يمصصها حبة عنب!!! و هكذا الي هشام بن عبد الملك الذي حصلت علي أيامه ثورة الشهيد العلوي زيد الشهيد، و هو عم الصادق، قتيل الكوفة، و المواري - سرا - في جوف النهر، و المنبوش من
[ صفحه 123]
قبره، و المبعوث الي دمشق حيث اقتص منه هشام و نشره مقلوبا علي عارضتي صليب فوق ضفة النهر بردي، امدة عدة أيام حتي يراه المارون و يعتبروا كم يه الشهادة مرذولة في حسبان هشام!!!
و وصل الحكم الي الخليفة الوليد بن يزيد الذي خلف النبي الكريم و تناول مسلسل قرآنه و رماه الي الجو، و قذفه بواحد من مسددات سهامه، فخرقه و هو يقهقه:
اذا ما جئت ربك يوم حشر
فقل يا رب مزقني الوليد
و لم ينته المسلسل المرواني الا بابن الوليد يزيد الموصول بأخيه ابراهيم، يحذفه مروان بن محمد من الخلافة، حتي ينجيها من اضطرابات قوية قام بها العلويون تنفيذا لمقررات جازمة تلفظ بها مؤتمر الأبواء الهاشمي، بقيادة رئيس المؤتمر - آنذاك - ابراهيم الامام العباسي، و تحت عباءته: السفاح و المنصور و المدجلان علي صالح بن علي، و عبد الله بن الحسن!!! و هكذا تم تسليم قيادة الثورة علي المروانيين، لأبي مسلم الخراساني أدهي و أقوي قائد «مدسوس» في مخابي ء بني العباس!
و مشت الدعوة الأبوائية و هي تشير باصبعها الي محمد بن عبد الله بن الحسن، ليكون امام المسلمين - بالظاهر - بينما كانت الامامة - في السر المكنون - للعباسيين الملفوفين بقميص السفاح، و من خلفه منصور الدوانيقي: تماما كما كانت السقيفة تبايع عليا و هو يبكي علي نبيه و أخيه و يناجيه أن لا يغيب، ليكون لها تثبيت أبي بكر في الولاية، و هو الذي كان أكيدا من أن من يموت الا يعود!!!
أما مروان بن محمد، و هو المحجوز في الشام، فأدرك أنه عاجز عن تجريد المؤتمر من القائد الخراساني الذي ألهب الثورة و حقق النصر، لا لمحمد بن عبد الله بن الحسن، بل السفاح الذي و قد يهنئه بالنصر حتي عبد الله أبو الحسن، و كان ذلك في تمام سنة 132!!! و في هذه السنة - بالذات - انتهي حكم المروانيين الممثل بآخر واحد منهم، و هو مروان بن
[ صفحه 124]
محمد!!! أما المدة المروانية التي عايشها الامام الصادق، و استخلص منها كل العبر، فكانت محصورة باثنتين و خمسين من السنين، أي من خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان حتي البقية من حكم مروان بن محمد.
لم يبق من عصر الصادق المبتدي ء بيوم ولادته سنة 80 ه، و المنتهي بيوم وفاته سنة 148، الا اثنتا عشرة سنة، قضاها كلها في معاشرة الأخوين: السفاح الذي سفح الأمة علي مدي أربع سنوات، و ولي تاركا عملية السفح في عهدة أخيه المنصور، ليقوم بها علي أكمل وجه!!!
و اقتاد المنصور الطالبيين الي الهاشمية، و صرع العديد منهم - بالتدريج - ابتداء بعبد الله بن الحسن، و انتهاء بأبنائه: محمد، و ابراهيم، و قد زجهم بالسجن و هدمه عليهم!
و صادر المنصور أموال الصادق، و لم يرجعها الي ابنه الامام موسي الكاظم الا المهدي بعد وفاة المنصور، كما و أن المنصور، كما و أن المنصور، علي الرغم من بنيته النفسية الشوهاء، لم يتمكن الا أن يحترم الصادق، و يتقرب اليه، و بقي الامام مبتعدا عنه، و محترسا منه!
- 3 -
ذلك هو عصرالصادق، رأينا أن نقدمه بنوع من التصنيف الذي يقتضيه واقع التعريف، ولكن الصادق لم يبز فيه معارضا لأي خليفة متربع في دست الخلافة، و بيده ادارة الحكم. و لم يتدخل مطلقا مع أي خط من الخطوط المشتغلة بنقل الامامة من مروانية الي علوية باسم عبد الله بن علي، أو عبد الله بن الحسن، و لم يشارك في مؤتمر الأبواء لمساندة محمد بن عبد الله بن الحسن، أو تخليصه من الخديعة العباسية، و لم يعترض علي وصول السفاح الي الحكم، و لم يدخل في الثورة التي قام بها ابنا عبد الله بن الحسن: الزكي محمد و ابراهيم!
[ صفحه 125]
أجل لم يفعل الامام الصادق شيئا من هذا، مع أن الخط العلوي الثوري رجاه للتدخل، و لتزعم الموقف حتي تعود الي أهل البيت مرتبة القيادة، و مهمات السياسة، لا سيما و أن انهيار العهد المرواني هو في الواقع الحاصل، و أن المخادعة العباسية تضمن الوصول!!!
أجل، ان شيئا واحدا من كل ما هو معروض أمامه في واقع العصر، و فوق الساحة المكشوفة، لم يستحثه الي نبض من التدخل الفاشل... و فقط، حاول اقناع أهله الأقربين بأن يلزموا الهدوء و السكينة، و أن لا ينزجوا في تحرك يوسع عليهم و تائر الحقد، و علي الأمة مجالات الشلل... علي رؤية - عنده - تؤكد أن احتلال الساحة هو للماكرين من بني العباس... و علي اقتناع واسع أيضا: بأن الأمة - وحدها - هي التي تتمكن - بوعيها - لو أنه حاصل، من ترويض المتزعمين: أكانوا سفيانيين، أم مروانيين، أم عباسيين، و من جعلهم انسانيين، اذ يتسلمون مقاليد الحظيرة!
ثم ان التوجيه الكبير المعين و المسدد، هو الذي تلقاه الصادق من قاعدته المسماة بزين العابدين، فانمهر به نهجا يشتري الأمن بترك السياسة للحاكمين، لقاء أن يترك الحاكمون للامام أن يملأ الجامعة بمواد العلوم، و بذلك يتم التعليم بنشر الثقافات علي الأمة، فيتعزز فيها الفهم، و الادراك، و الوعي الذي يحركها علي الترحيب بكل حاكم يرتب أمرها، و علي رفض كل حاكم آخر لا يحقق لا مطالب الصدق...
من هنا اعتبر الصادق أن كل حركة تزعمية يقوم بها اليوم في المجتمع أي فريق، هي كلها من صنف واحد، و لا دخل له فيها يصنفه: مع، أو ضد... مما سيعرقل مهمته الجامعية، و يحرم الأمة من مجتناها، و هكذا رأي - مثلا - أن العباسية و المروانية و علان بقرن واحد، و لن يروضهما في الساحة العامة، الا شمس الأمة في شروق الغد.
[ صفحه 126]
- 4 -
هكذا كان تصرف الامام الصادق - مع كل الأحداث المتوالية في عصره - تطاوعا مع كل توجيه ثمين تناوله من جده الامام زين العابدين، و فيه كل علم، و كل فن، و كل خبر... و ليس علينا - مطلقا - أن نظن بأن العصر، و كل أحداث العصر، هي التي أكسبت الصادق فهما، أو أملت عليه عبرا، أو وضحت له ابتكارا في التصرف، لا بل ان كل ما قام به، كان تلبية لاستنارات أخري أضحت مشرقة في نفسه، و هي التي أحاطه بها - مسبقا - جده الامام، لتكون مقاييسه في نقل خطوات الغد، من ظل العتمات المقهورة، الي ربي الفسحات المنشورة: و فيها علم، و فيها ذكاء، و فيها قدوات تسهل للأبطال عمليات العبور، و للمشاة مفازات المرور.
لقد احتك الامام الصادق طويلا ببني مروان، و لكنه لم يجدهم أكثر من عجينة، مروانية ممطوطة من عجينة سفيانية حللها له جده، و بين امام ذهنه كم في عناصرها من طحين طيب اللب، و من غبار سي ء الدرب، و هو الذي طاب - علي استثناء فقط - مع عمر بن عبد العزيز، و ساء مع معاوية بن أبي سفيان، ليستمر في مقياسه مع بني مروان!!!
و كذلك كان شأن الصادق باحتكاكه بالعباسيين: السفاح و المنصور، و لكنه لم يأخذ من احتكاكه بهما، حكما لهما أو عليهما، الا بنسبة ما ترجح به من تحليلات جده الامام: في أن الطحين النقي و الخالي من زؤان، طاب - علي استثناء - في رغيف عبد الله بن العباس، و قربه كثيرا - بالصفات - من جده الامام علي، بينما، بقي علي مساره بالسوء، في رغيف عبيد الله بن العباس: يخون الامامة، و يخدع الامام الحسن، و يمكن منه - و في معركة الدفاع عن مصير الأمة - خصمه اللدود معاوية بن أبي منه - في معركة الدفاع عن مصير الأمة - خصمه اللدود معاوية بن أبي سفيان! و هل سيكون أخف سوءا مع السفاح و أخيه المنصور الدوانيقي؟!!
و هكذا يبدو أن تصرف الامام، و وقوفه الحيادي في مقابلة الأحداث في عصره، لم يكن نابعا من حاجة العصر بوجه خاص - بل من حاجة الأمة
[ صفحه 127]
بوجه عام - الي هدوء ورزانة، يجعلانها قابلة بلون جديد من حكم يبدو أنه حاصل حتما، و ليكن حسبانه عباسيا و افدا، و أسوأ من مرواني مول مع طحينه الممزوج بكثير من غبار!!!
لقد تحملت الأمة حكما سفيانيا و مروانيا طيلة دهر! فلتتحمله - أيضا - عباسيا الي أن يغير الدهر من ثقافاتها، و يزيل الأغبرة من طحينها!!! و عندئذ، فهي التي تستدعي الطالبية العلوية لاحتلال الساحة المنهوكة بالضعف و العي، و الهزال، و تسبغ عليها مؤازرات تحررها من المجازفات التي لا يجوز أن تحصل قبل تجهيز الساحة بأوقات الرهان.
قال الامام ذلك و هو يعني أن [أقرباءه الطالبيين المتحمسين لرفض بني العباس، و المحاولين - دائما - القيام بثورات لارجاع الحكم الي الطالبيين، أكانت مع زيد الشهيد، أو مع عبدالله بن علي، أو عبدالله بن الحسن و ابنيه محمد و ابراهيم... و كلهم اقتص منهم المنصور و نكل بهم أيما تنكيل] انما هم المجازفون بمصير لم تحن أبدا ساعته!!! أما ساعته الكبيرة، فهي التي تجهز ثوانيها القارعة، هذه الجامعة العلمية اليثربية الزين عابدينية، و التي - فعلا - ستنهض بالأمة، الي ثقافة، و وعي، و ارادة، تقرر بها كلها: حقيقة المجازفة و حقيقة الضمانات، و حقيقة النهوض من الكبوات!!!
و الحقيقة - أيضا - أن الوقوف الحيادي الذي تصرف به الامام في مقابلة المد العباسي، لم يكن جبنا تتهمه به البطولات، و لم يكن خروجا عن الخط الامامي الذي يطالب بتعزيزه الطالبيون، و لا دخولا في جبهة عباسية تظلله ببعض الجاه... انما كان تلبية لتوجيه عظيم، أصبح نهجا و أضحي قضية!
و القضية - برمتها - لم تعد في مجالات فهمه و ادراكه: طالبية علوية، أو معاوية حربية، أو سفيانية متداخلة بمروانية، أو عباسية سفاحية، و لا فرق يذكر بين أن يكون الاسم: عبد الله، أو يكون عبيد
[ صفحه 128]
الله... فاجميع الآن - عنده - هم طحين واحد لأمة واحدة، و من الضرورة أن يطيب الطحين، و يصفو من الأغبرة مزجه.
و انما الأغبرة هي السوداء، و هي التي تكدر الطحين، و هي بمثابة الجهل الشديد القبح، و العلم الوسيع هو الذي يمحوه من أرغفة الأمة، و هذا كله هو ما اقتنع به الصادق، و ما احتوته - لديه - سبل التوجيه، و ما تزاحمت - به و عليه - ألمعية المواهب.
[ صفحه 129]
علم الكيمياء
علم الكيمياء من أهم العلوم التي اهتم بها القدماء، و العلم الحديث، و هي تحتل الصدارة في العلوم حديثا، اذ أن الأدوية، و صنع الأصباغ، و المعادن، و المشروبات الكحولية و العطورات و الأسمدة و... كلها تعتمد علي الكيمياء.
فموضوعها اذن هو البحث عن مظاهر الطبيعة، و تركيب بعضها مع بعض للحصول علي شي ء آخر و بعبارة أخري «هو علم يبحث فيه عن طبائع و خواص الأجسام الأرضية و كيفية تحليلها و تركيبها» و «يعرف اشتقاق هذه الكلمة (كيمياء) الي كلمة مصرية قديمة (سيميا) معناها السواد و لعل ذلك يعود الي الأرض السوداء، اشارة الي الخصب و البركة، و منهم من جعل السواد رمزا الي السر و الخفاء، و دليلهم علي ذلك الاشارات المعقدة فيها. و لم يعلم أول من اتخذ هذه المهنة و الصنعة، ولكن ينسب ذلك الي آشور و بابل و الهند و الصين و الاسكندرية، و قد كانت بلاد الرافدين - دجلة و الفرات - مركزا هاما لعمل الزجاج و تحضير الكلس، و استحصال المعادن من فلذاتها...
[ صفحه 83]
و كذلك عرف الآشوريون بصبغ الخزف و الزجاج» [1] .
و كان أكثر العلماء الأقدمين (و بالأخص عند الأفلاطونية الحديثة في الاسكندرية) من الفئة المؤمنة المتدينة، لأن العلم في نظر الأقدمين هو العبادة و غايته غاية روحية، و هي الاطلاع علي سر الخليقة، و لكي يصل الانسان الي العلم لا بد من أن يطهر روحه من الأدناس، و هذا لا يكون الا باتباع امام صادق [2] .
أما من هو واضع علم الكيمياء، بما هو علم منظم يدرس و يعمل علي طبقه، لا مجرد وضع بعض المفاهيم عن الكيمياء؟.
أكثر العلماء بما فيهم الغربيين أيضا نسبوا هذا العلم الي جابر بن حيان تلميذ الامام الصادق عليه السلام، اذ ألف جابر خمسمائة رسالة عن الصادق عليه السلام في ألف صفحة و هي تتضمن رسائله عليه السلام [3] .
ولكن لما رأي كثير من المستشرقين الغربيين هذه الحقيقة، اعتقدوا أن
[ صفحه 84]
ذلك مبالغة عظيمة، اذ أن من المستحيل علي جعفر الصادق أن يلم هذا الالمام العظيم، بالعلوم و الفنون التي ذكرها جابر في مخطوطاته، و ذلك لما رأوا أن الوصول الي التحاليل الطبية من تقطير و تصعيد، و الي الصناعات الكثيرة من الورق و الزجاج و الأدوية و الذهب، و المواد الملونه، و العطور، و الأسمده،
و... يعتمد علي الكيمياء شككوا في أخذ جابر هذا العلم عن الامام الصادق عليه السلام.
و لم يكن لهم دليل علي التشكيك الا استهجانهم لهذا الفكر الذي لم يعهد و لا يعهد و لن يعهد له مثيل علي الاطلاق.
فهذا المخترع و العبقري الذي دانت له البشرية بنظريات طبية و فلسفية و... أيعجز عن هذا العلم؟!.
نعم لم يكن هذا بأول افتراء و تشكيك (لم ينف أحد مطلقا نفيا باتا نسبة هذا العلم الي الامام). علي أئمة الهدي، و مصابيح الدجي، و كهف الوري، و حجة الله في الآخرة و الأولي.
ولكن هذا النقد المتأخر لا يزعزع البناء الذي شيده و قام عليه العلماء سلفا عن غابر الي عصرنا الحاضر».
و هذه الشكوك التي راودتهم منها.
1- لم يستدل من التاريخ، أن جعفرا خرج من المدينة كي يتلقي عنه جابر هذا العلم. فنقول: «ان الامام عليه السلام الي جانب نشر علومه في المدينة، كان قد انتقل غير مرة الي الكوفة و حل بها، و كان يلقي دروسه في مسجد الكوفة، في زاوية تسمي لحتي اليوم بمقام الصادق»، بل لنفترض أن الامام عليه السلام لم يذهب الي الكوفة، ألم تكن تتوافد الطلاب الي جامعته
[ صفحه 85]
الكبري، و قد ورد في الحديث المشهور عن الحسن بن علي الوشاد أحد أصحاب الامام الرضا عليه السلام يقول: رأيت في هذا المسجد (مسجد الكوفة) تسعمائة شيخ يقولون: حدثنا جعفر بن محمد [4] .
و يكفي بعض السنين التي عاصر بها جابر الامام الصادق عليه السلام ليتلقي عنه هذه العلوم، كما قال أبوحنيفة «لولا السنتان لهلك النعمان».
2- لم يعرف أن المدينة كانت مركزا لدراسة الكيمياء.
علي فرض الصحة فانه ليس من الضروري أن يلقي الامام عليه السلام تعاليمه الكيميائية في دروس عامة، و لو كان ذلك لعلم الكثير من علماء الكيمياء، و لبرعوا به، كما برع الكثير في الفقه و الحديث و غيره، ولكن يمكن أن الامام عليه السلام لما رأي عند جابر الاستعداد لذلك القي عليه دروسا خاصة، كما ألقي علي المفضل بن عمر كتاب التوحيد، و علل الخليقة، و برسالة بعثها الي الطبيب الهندي، المسماة بالاهليلجة.
3- ان علم الكيمياء لم ينتعش الا علي أيدي الفارسيين أولا، و أنهم كانوا يعكفون علي الاشتغال به.
فنقول: ان الفرس أو اليونانيين أو الهنود أو الصينيين أو أهل الاسكندرية، و ان كان لكل منهم براعة في بعض علم الكيمياء كصناعة
[ صفحه 86]
الأصباغ و الزجاج و الزخارف و الفخار و... أي هذه الأمور البسيطة، لا في الكيمياء المذكورة بما هي كعلم منظم واسع، فقد اتفق المسلمون و غيرهم - الا من شذ - في نسبتها الا جابر. و «كان من تلامذة الامام الصادق عليه السلام أيضا في الكيمياء هشام بن الحكم [5] ، الذي أثبت جسمية الأعراض كاللون و الرائحة و الطعم [6] .
و قد أثبت هذه النظرية في العلوم الحديثة «ان الضوء يتألف من جزئيات في منتهي الصغر، يجتاز الفراغ و الأجسام الشفافة، و أن الرائحة أيضا من جزئيات متبخرة من الأجسام تتأثر بها الغدد الأنفية، و أن المذاق جزئيات صغيرة تتأثر بها الحليمات اللسانية» [7] .
أما جابر فقد تمكن من تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشبه [8] ، و حضر حامض النتريك، و ماء الذهب، و الصودا الكاوية، بل حول
[ صفحه 87]
المعادن الخسيسة الي معادن ثمينة من ذهب و فضه.
و كانت نظرية تحويل المعادن الي ذهب أو فضة نظرية يونانية قديمة. شرح قواعدها و أصولها جابر بن حيان.
و قد استطاع جابر أيضا تحويل عنصر الي عنصر آخر.
و قد كانت هذه النظرية ضربا من العته و الهوس، حتي أن الكندي و ابن خلدون أكدا عدم امكان تحويل أي عنصر الي عنصر آخر.
غير أن ما حدث في عام 1919 من تحطيم ذرات النتروجين و تحويلها الي ذرات الأوكسجين و الهيدروجين قد بدلت تلك الفكرة.
و قد أمكن شطر نواة الذرة و تحويل عدد من العناصر الي عناصر أخري [9] .
أما ما قاله الامام الصادق عليه السلام بشأن نظرية أرسطو في أصل الكون، و أنه يتألف من عناصر أربعة و هي الماء و الهواء و التراب و النار، فقد أبطلها قائلا انها عناصر غير بسيطة بل هي قابلة للتجزئة.
و بعد حلول القرن الثامن عشر، قام العالم الفرنسي لافوازييه، فحلل الهواء، فاستخرج منه الأوكسجين و برهن علي أثره الفعال في التنفس و في عمليات الاحتراق.
و كان العالم «بوميه» مدة طويلة يحسب أن الهواء هو الايدروجين، و ينسب عدم امكان الاحتراق فيه الي مواد زيتية معلقة في الهواء.
أما لافوازييه فقد تساءل هل هناك أنواع من الهواء؟
[ صفحه 88]
فاكتشف أخيرا أنه مؤلف من الأوكسجين و الايدروجين، ثم بين وظيفة كل منهما.
أما العلماء بعده فقالوا: ان الأوكسجين وحده هو المادة الفعالة، أما غيره من الاجزاء الأخري فهي اما عديمة النفع، و اما ضاره.
و في القرن التاسع عشر تبين أن الهواء برمته بحاجة اليه الكائن الحي، اذ لو كان الهواء من الأوكسجين فحسب، لتآكلت و تأكسدت خلايا الأجهزة التنفسية بتفاعلها مع الأوكسجين الخالص، لأنه بحد ذاته لا يحرق ولكنه يساعد علي الاحراق، فاذا تعرض له جسم أو مادة قابلة للاحتراق لأحترقت.
و لهذا يوجد الأوكسجين في الهواء مختلطا بغازات أخري كفيلة بمنع أثره السي ء. اضافة الي أن غاز الأوزون لا يقوم بدور هام في التنفس الا أن له أثرا فعالا في تثبت الأوكسجين عند دخوله الي الدورة الدموية.
و برهنت التجارب العلمية الي أن غاز الأوكسجين هو أثقل الغازات و الجسميات الموجودة في الهواء، و لولا أن الأوكسجين مختلط بالغازات و الجسميات الأخري في الهواء، لثقل وزنه ورسب الي الطبقة السفلي، و هذا أمر لو حدث لجعل الأوكسجين يملأ سطح الأرض الي ارتفاع معين، و لأتخذت الغازات الأخري مكانها فوق الأوكسجين كل غاز حسب وزنه، و لاستحال بعدئذ الحياة في الكون.
و كان السباق في الميدان و المكتشف لهذه النظرية هو جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي أشار الي أن الهواء هو مزيج من عناصر شتي يساعد بعضها علي تنفس الكائنات الحية، كما يساعد علي الاحتراق [10] .
[ صفحه 89]
و بالمناسبة فان الامام الباقر عليه السلام قد أدلي بنظرية تولد الكهرباء من الماء فقال «ان الماء الذي يطفي ء النار يستطيع أن يوقدها بفضل العلم» [11] و الصادق عليه السلام ما هو من الأسد الا شبله، و من الشجر الا فسله.
پاورقي
[1] الامام الصادق ملهم الكيمياء للدكتور محمد يحيي الهاشمي ص 25 و ما بعد...
ابن خلكان من أحوال الصادق ج 1 / 150 و كتاب الفهرست. أعيان الشيعة ج 1 / 30.
[2] قال في دائرة المعارف القرن العشرين «ان أول من نقل علم الكيمياء من اليونانية الي العربية هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان و عنه أخذها جعفر الصادق ثم نبغ بعدهما جابر بن حيان... و لكننا نقول: المشهور عن خالد بن يزيد أنه كان يميل الي صناعة الكيمياء، دون غيرها من العلوم، فلو تفرغ لهذه الصناعة، أو كانت له اليد الطولي بحيث يتعلم منه الصادق عليه السلام مع الامكانيات العظيمة التي كانت تحت يديه، اذ أنه ابن الخليفة، و يفتخر به بنو أمية، لاشتهر كالعلم في واضحة النهار، مع أنه ندر ما ورد عنه شيئا».
[3] أعيان الشيعة ج 4 / 30 ذكر أقوالا و أدلة كثيرة تؤكد نسبة هذه الكتب الي جابر تلميذ الامام الصادق، فمن أراد التحقيق فليراجع. الامام الصادق ملهم الكيمياء ص 125 - 124 - 25 أو... الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب ص 40 - 38. أئمتنا ج 1 / 248 الامام جعفر الصادق للجندي 223.
[4] الامام جعفر الصادق دراسات و بحوث (كلمة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب حجة الاسلام الدكتور واعظ زاده خراساني). الامام الصادق للمظفر ج 1 / 128 و قد ذكر أقوال عدة من العلماء في التأكيد علي زيارة الامام الصادق للعراق، و اشارته لقبر أميرالمؤمنين اذ لم يعلم من قبل، بل زار العراق عدة مرات.
بل أقام في الكوفة مدة تزيد علي السنتين، و كان منزله في بني عبد قيس (حياة الامام الصادق للقرشي ج 1 / 136). و تلقي جابر بن حيان الكيمياء علي يد الامام الصادق عليه السلام في الكوفة في مدرسته عليه السلام المجالس السنية ج 2 / 477.
[5] الامام الصادق في نظر علماء الغرب 38.
[6] هذه الفكرة كان قد تلقاها هشام بن الحكم عن الصادق عليه السلام، اذ ان الامام عليه السلام قال للمفضل بن عمر - في توحيد المفضل - ان الصوت أثر يؤثره اصطكاك الأجسام في الهواء و الهوا يؤديه الي المسامع، و الهواء يطرد هذه الأصوات فيؤدي البعد البعيد، و هو الحامل لهذه الأرواح (جمع رائحة) ينقلها من موضع الي موضع، الا تري كيف تأتيك الرائحة من حيث تهب الريح، فكذلك الصوت.
توحيد المفضل ص 89.
فانه عليه السلام بين بكلامه جسمية الأعراض، و أن في الهواء ذرات و الأصوات هو رجات تحدث في الهواء، و أنه له أحدث صوت داخل ناقوس مفرغ الهواء لم يسمع له حس أبدا.
و قوله عليه السلام كذلك عن وجود ذرات في الهواء «.... و لو لم يكن هواء يؤدي الصوت الي السمع، لم يكن السمع يدرك الصوت». توحيد المفضل 22.
[7] الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 42 - الامام الصادق ملهم الكيمياء من أراد التفصيل فليراجع.
الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 116 - دائرة معارف القرن العشرين ج 2 / 253.
[8] الشب: حجر معروف يشبه الزاج و قد يدبغ به الجلود / النهاية ج 2 ص 429 - ملح معدني قابض لونه أبيض و منه أزرق و هو أشبه بالزاج المنجد / 371 هو كبريتات البوتاسا و كبريتات البوتاسا الألومينيوم، و من خواصه الطبية أنه اذا أحرقت قطعة منه قلعت البياض و منعت السلاق و الجرب و يزيل الكلف و سائر الآثار و الأورام طلاء بالعسل و الماء الأصفر.
دائرة معارف القرن العشرين ج 5 / 361.
[9] نفس المصدر السابق.
[10] الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 122. الامام الصادق عليه السلام يذكر ذلك في توحيد المفضل قائلا: فان الصوت أثر يؤثره اصطكاك الأجسام في الهواء... و الاصطكاك لا يكون الا بين جسمين، فالصوت هو جسم و ليس عرض، بل له ذرات في الهواء، تصطك بجسم آخر و هو الهواء، أيضا بين عليه السلام أن الهواء جسم و ليس عرض، بل هو مؤلف من أجسام و ذرات و عناصر متعددة، فانه عليه السلام قال «الأجسام» و هي جمع - فأبطل عليه السلام كون الهواء عنصر بسيط. (و الله العالم). توحيد المفضل (الهواء و الأصوات) 89.
ثم قال عليه السلام و حسبك بهذا النسيم المسمي هواء عبرة، و ما فيه من المصالح، فانه حياة هذه الأبدان، و الممسك لها من داخل، بما يستنشق منه من خارج.
[11] نفس المصدر.
وفاته
مات الامام جعفر الصادق رضي الله عنه راضيا مرضيا شاكرا، في شهر شوال سنة (148 ه) من هجرة المصطفي صلي الله عليه و سلم في المدينة المنورة، و دفن بالبقيع في قبة في قبر فيه أبوه محمد الباقر و جده علي زين العابدين و عم جده الحسن بن
[ صفحه 49]
علي رضي الله عنهم [1] ، و قيل فيها العباس و أن فاطمة قريبة من ذلك و قيل ان رأس الحسين رضي الله عنه هناك أيضا - رضوان الله عليهم أجمعين - [2] .
و قال فيه المؤرخون: فلله دره من قبر ما أكرمه و أشرفه [3] و أكرم بذلك القبر و ما جمع من الأشراف الكرام أولي المناقب [4] .
و هذا باجماع المؤرخين [5] فيكون عمره (68) سنة [6] .
قال الزبير بن بكار: قال مالك بن أعين الجهني يرثيه [7] .
فياليتني ثم يا ليتني
شهدت و ان كنت لم أشهد
فآسيت في بثه جعفرا
و ساهمت في لطف العود
و ان قيل نفسك قلت الفدا
و كف المنية بالمرصد
عشية يدفن قيل الندي
و عرة زهو بني أحمد
فرضي الله عنه و أرضاه، و نفعنا الله ببركات علومه.
آمين
[ صفحه 53]
پاورقي
[1] وفيات الأعيان: 1 / 328، مرآة الجنان: 1 / 304.
[2] مجموع فتاوي ابن تيمية: 27 / 254.
[3] وفيات الأعيان: 1 / 328.
[4] مرآة الجنان: 1 / 304.
[5] المصادر السابقة، شذرات الذهب: 1 / 220، الثقات: 6 / 131، الكاشف: 1 / 186، العبر: 1 / 160، تذكرة الحفاظ: 1 / 166، السير: 6 / 269، صفة الصفوة: 2 / 174، تهذيب الكمال: 5: 97.
[6] السير: 6 / 269، الكاشف: 1 / 186، الثقات: 6 / 131، شذرات الذهب: 1 / 220.
[7] تهذيب الكمال: 5 / 97.
الاسلام
الاسلام كما حدده كتاب «دعائم الاسلام» و فصله كتاب «تأويل الدعائم» هو قول باللسان و نطق و بيان: بان الله واحد لا شريك له، و ان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم عبده و رسوله. فالمسلم من نطق بلسانه. و اقر بالوحدانية و الشهادة، ولكن ليس كل مسلم مؤمن، و قد يتوقف المسلم عند حدود الاسلام دون ان يجتازها للدخول الي عالم الايمان.
[ صفحه 130]
عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي اليماني
17. و عن عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي اليماني نزيل الحرمين الشريفين في تاريخه: «كان جعفر الصادق رضي الله عنه واسع العلم، وافر الحلم، و له من الفضائل و المآثر ما لا يحصي». [1] .
پاورقي
[1] ينابيع المودة 163:3.
الامامة
ان المسلمين علي مذاهب في الامامة بعد أن أجمعوا علي وجوبها، باعتبار أن الامام هو الجامع لشتاتها، و الهادي لضلالها، و الناهض بها لنشر أعلام الشريعة، و بث روح تعاليمها الحية.
و من سياسة صاحب الشريعة و بدائع حكمة أمره بمعرفة الامام، حتي أنه جعل «من مات و لم يعرف امام زمانه ميتا علي الجاهلية» [1] ، كأن لم يدخل في ربقة الاسلام.
فهذا الفرض لو عمل به المسلمون، و قاموا بما يحتمه الواجب من معرفته و الاستماع لقوله بعد الوصول اليه لأصبحوا جيشا واحدا و قائدهم الامام، فلا يبقي عند ذاك امرؤ مسلم يجعل أحكام الدين، أو يعلمها و لا يعمل بها، و لا يبقي بلد في العالم لا تخفق عليه بنود الاسلام.
كانت الخلافة و الامامة ميدانا للسباق، لا يقبض علي ناصيتها الا من حاز قصب السبق، و لو بالدماء المراقة، و الحرمات المنتهكة، بل حتي لو كان الخليفة نفسه بعد استلامه زمام الحكم ماجنا خليعا لا يبالي بما فعل.
[ صفحه 65]
غير أن الشيعة الامامية كانت من العهد الأول لا تقيم وزنا لمثل هذه الخلافة و لا تعترف بمثل هذه الامامة، بل تري أن الخليفة و الامام من كان جامعا لصفات الكمال كلها، عاريا عن خصال النقص جميعا، عاملا بأوامر الشريعة في السر و العلن آمرا بها، مرتدعا عن نواهيها فيما ظهر و بطن ناهيا عنها، منصوصا عليه من صاحب الشريعة، أو من الامام قبله أمرا من الله سبحانه، لأنه تعالي أنظر لعباده، و أبصر بمن يصلح لهذا المنصب الخطير.
و لا تري الامام من قام بالناس بل الامام من قامت الدلالة عليه، و دلت الاشارة اليه، و ان قعد الناس عن اتباعه، بل و ان قاموا في وجهه صدا له عن أدائه فروض امامته و واجبات زعامته.
و ان قعودهم عن طاعته أوقيامهم في معارضته لا تخدش في كفايته للنهوض بأعباء الامامة، بل حظهم اخطاؤه و سبيل هدي أضاعوه.
فالامام - علي ما تراه الامامية - هو الحامل لأعباء الامامة قام أوقعد، نطق أوسكت، تقدم للسباق أو تأخر، لأن امامته ليست باللباس المستعار يلبسه ان استلبه من غيره، و يتعري عنه ان استلبوه منه.
و لما كان الامام هو الحجة البالغة، وجب عليه اعلام الناس بامامته و اقامة الأدلة عليها عند الحاجة الماسة، كما وجب علي الامة معرفته و طاعته اذا عرفوه.
و أما اقامته الدلالة علي امامته فبالتصريح مرة و بالتلويح اخري، و كفي في الدلالة أن يدلي بالكرامات و المعجزات، و يبدي من العلم ما يعجز الناس عن الحصول علي مثله، الا أن تحجز السيوف دون بيانه، ولكن أعماله و سجاياه ناطقة بمقامه و ان صمت لسانه.
و الامامة من الأبحاث التي ما زالت موضع الجدل و الخصام بين المسلمين من
[ صفحه 66]
يوم مضي صاحب الدعوة الاسلامية، قلما و لسانا، و سيفا و سنانا، و انما تبتني اسسها اليوم علي أنقاض الماضي، و هي اليوم وغدا كما كانت أمس الفارق بين الفرق، مع وحدتهم في النبي و الكتاب و القبلة، و في الفرق اليوم و أمس من ذوي العقول الراجحة و الآراء السديدة رجال بامكانها أن يجمعوها تحت لواء واحد، كاشفين لهم الستار عما حدا بالامامة الي التخالف و التنابز، و يعرفوها فوائد الالفة، و ينذروها سوء الفرقة، و يلمسوها ما أنزله ذلك الخصام بالاسلام من الويلات و التدمير و الشتات.
و لما كانت الامامة هي المفترق للطرق، وجب أن يكون عندها اجتماع ذلك الافتراق، فلو عرف الناس اليوم حقيقة الامامة و من الامام، لأوشك أن يهب و لو بعضهم الي وحدة عندها مجتمع الفرق، و لم الشتات، في هذه الساعة العصيبة التي سادت فيها الفوضوية و انشقاق الكلمة.
و اني لاحاول أن أرمز الي بعض ما يجب في الامام، و ان ذهبت كلمتي أدراج الرياح، لا تسترعي انتباه غافل، و لا هبة يقظان، و لا يغيظني ذلك مادام القصد صحيحا و الغاية غالية، و هي طلب مراضيه سبحانه.
أقول: ان النظام الذي جاء به خاتم الأنبياء صلي الله عليه و آله نظام عام يجمع بين السيرتين، سيرة المرء مع الخالق، و سيرته مع المخلوق، و ان من جاء بهذا النظام وجب أن يكون قديرا علي تطبيقه و تنفيذه حتي لو ثنيت له الوسادة، فانبسطت دعوته علي المعمورة جمعاء، و خيمت شريعته علي العالم كله، فالنبي عند تطبيق شريعته و تنفيذها يكون ذا سلطتين زمنية و روحية، و لما دعاه الله اليه، انتبهت الأمة الي الضرورة التي دعته الي عقد الامامة في حياته، فرأوا أن القيام بوظائف صاحب الدعوة حتمي و لا يقوم بها الا امام تكون له الزعامة العامة علي الامة الاسلامية كلها و تكون له السلطتان اللتان كانتا للرسول
[ صفحه 67]
الأمين صلي الله عليه و آله و الا بقي ذلك النظام الكافل للسعادتين بلا تنفيذ، فلا تتم الفوائد من تلك الجهود التي قاساها صاحب الرسالة.
فلما كانت الامامة علي الأمة واجبة بحكم الضرورة، فمن الأليق بتلك الوظيفة الكبري؟ أتري الأليق بها من هو كصاحب الرسالة و صورة حاكية له في العلم و العمل، مهدي في نفسه هاد لغيره، يقوم بالحجة فيقطع الحجج، لا يعتري برهانه وهن، و لا حجته فلل، ان طلب الناس منه المعجز في الفعل و القول استطاع الاتيان به من غير مطل و عناء، و ان احتيج لقطع العذر من المسترشد أو المتعند علي المجي ء بالكرامة الباهرة قوي عليها من دون كد وجهد، يعلم كل ما جاء به صاحب الشريعة عاملا به، يعرف القرآن تنزيله و تأويله، مرتديا بجميل الخصال لا تفر عنه منها واحدة، بل هو أفضل في كل خصلة من الناس كافة، عاريا عن ذميم الصفات لا يرتدي منها واحدة و لو لحظة، و جملة القول أنه المثال الصادق للرسول في جميع ملكاته و صفاته و خصاله و فعاله.
أو الأليق بها من لا يعرف هذه الخلال و لا تعرفه، أو يتقمص ببعض و يتعري عن بعض، لا ريب في أنك سوف تقول: ان الأول أليق و أحق بهذا المنصب الرفيع، و هل يقدم بصير علي القول بأحقية الثاني.
ولكني أحسبك تقول: ان الشأن كله في اثبات أمرين في هذا الباب الأول وجوب نصب امام علي هاتيك السجايا و المزايا، الثاني وجوده جامعا لهذه الخلال و الخصال في الامة الاسلامية، و لو ثبت لدينا أن الامام يجب أن يجمع هذه الصفات، و أنه يوجد في الامة ذلك الجامع، لكان التخلف عن القول بامامته، لأوامره عنادا محضا لا يرتضيه ذو دين و بصيرة.
فأقول: اني سأثبت لك هذين الأمرين، راجيا أن تكون ممن ألقي السمع
[ صفحه 68]
و هو شهيد.
أما الدليل علي الأول فموجزه: ان النبي صلي الله عليه و آله كان عليما بما صدع به، لا يجهل ما يسئل عنه، شريعته واحدة ليس فيها اختلاف، و خالدة الي يوم البعث، حلال محمد الي يوم القيامة و حرامه حرام الي يوم القيامة، فلو ألقي الحبل علي الغارب للأمة في ارتياد الامام القائم بوظائفه لألفينا الأمة جاهلة بأحكام الشريعة لا تعرف الحرام من الحلال، و لا الحلال من الحرام اذ ليس لديها حكم فصل في علم الشريعة ترجع الي قوله، و حاكم عدل في امضاء الحدود تخضع لأمره، فتتشعب لذلك الي مذاهب و نحل، و كل يقوم بالحجة علي صحة رأيه و يقيم الأدلة علي صدق عقيدته كما كان ذلك كله حين اختار بعض الناس من أنفسهم لأنفسهم اماما و خليفة اختاروا خلفاء لا يعلمون جميع ما جاء به الرسول صلي الله عليه و آله و يجهلون كثيرا مما يسئلون عنه، و لما كانوا بعد الاختيار لهم هم الحكم الفصل و الحاكم العدل، و لما لم يجد الناس عند هؤلاء القائمين بالأمر مطلوبهم في الحكومة و الأحكام صار كل يبدي مذاهبه و آراءه، و ليس عند أحد حجة قاهرة، و برهان نير يصدع به شبه تلك المذاهب، و شكوك هذه الآراء، و تعارضت النحل، و كل ينسب مالديه الي الشريعة، و ما عنده الي الدين، فأين الحلال و الحرام اللذان لا يتبدلان الي الساعة الأخيرة من هذا الوجود، و أين الشريعة الواحدة الخالدة عمر الدهر، و قد أصبح في الاسلام بعد نبيه مشرعون و شرائع، و أديان و مذاهب.
و لما كان هذا التبديل و التحريف طارئا عن اختيار الناس لمن لا يعلم جميع ما جاء في الشريعة ليكون العالم و الحاكم في ساعة واحدة، يقطع حجج المتأولين و ألسنة المتقولين بالبرهان مرة و حدود الشفار اخري فلا تخالفه الناس بعد ذاك و لا تختلف في الآراء و الأهواة، وجب علي الامة أن تختار لها اماما
[ صفحه 69]
عالما بكل ما جاءت به الشريعة الأحمدية، عاملا في تنفيذ علمه، عنده علم ما يسئل عنه ولديه الحجة علي ازالة الأوهام و الأباطيل و الجهالات و الأضاليل، لتبقي الشريعة الغراء علي ما صدع بها الرسول صلي الله عليه و آله أبد الدهر و حلاله و حرامه لا يتبدلان مدي العمر، فلا شرائع و لا مشرعين و لا مذاهب و لا أديان.
ولكن أين للامة اختيار ذلك الحاكم العالم؟ و من أين تعرفه؟ لو عرفته فمن أين له اتفاق الكلمة عليه، و الناس مختلفو النزعات متباينو الأغراض؟
فوجب عليه تعالي أن ينصب لهم هذا الامام، و يعرفهم بواسطة الرسول ذلك الخلف العادل، و العالم العامل، لأن الله سبحانه أنظر لعباده، و أدري بمن يليق لهذا المنصب الخطير، و المقام العظيم.
فاذا كان نصب الامام واجبا عليه تعالي استحال في العقول أن يهمل سبحانه الواجب فيما يصلح عباده، و يهدي خليقته، كما يستحيل علي الرسول أن يترك التبليغ عنه تعالي بنصب هذا الامام، و لو جاز عليه ترك هذا الواجب لجاز عليه غيره.
فمتي وجب الرسول وجب الامام، و متي بعث الله رسولا نصب الامام، فلا رسول بلا امام، و لا شريعة بغير تفسير و تنفيذ.
و أما الدليل علي الثاني و هو وجود هذا الامام فالأمر فيه سهل بعد ما تقدم، لأنا اذا اعتقدنا بوجوب نصب الامام علي تلك الصفات و أنه قد نصبه الله تعالي لخلقه اعتقدنا أنه تعالي لا يجعله مجهول الاسم و النسب و يعسر علي الامة معرفته، و لا نعرف في الامة أئمة ادعي فيهم ذلك و ادعوها لأنفسهم غير علي و بنيه عليهم السلام، فلو لم يكونوا هم الائمة لكانت الامامة و ذلك الوجوب لغوا.
فلم يبق اذن الا أن نعرف عنهم أنهم اولئك العلماء الذين لا يجهلون،
[ صفحه 70]
و العدول الذين لا يجورون، أما العدل فلم يحكم منهم أحد غير اميرالمؤمنين و شأنه لا يحتاج الي ايضاح، و اما العلم فآثارهم ناطقة به فتتبع تجد صدق ما قيل و يقال و هذا الكتاب بين يديك رشحة من ذلك العلم الغمر. [2] .
[ صفحه 71]
پاورقي
[1] هكذا الحديث في أصل الكتاب و لهم نعثر عليه في الكتب الموجودة، والذي عثرنا عليه هو هذا النص «من مات بغير امام مات ميتة جاهلية» كنزالعمال: 1 / 103 .
[2] ان شئت المزيد في بحث الامامة فارجع الي رسالتنا المطبوعة «الشيعة و الامامة».
وصيته لسفيان الثوري
مر ذكره في مناظراته في الجزء الأول و في زهده و سيأتي في الأعلام الذين رووا عنه عليه السلام من السنة.
قال سفيان: لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام، فقلت: يا ابن رسول الله أوصني، فقال لي: يا سفيان لا مروة لكذوب، و لا أخ
[ صفحه 52]
لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسيي ء الخلق.
فقلت: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله زدني، فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا، و ارض بما قسم الله لك تكن غنيا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر يعلمك من فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل.
فقلت: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله: زدني، فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة، و غني بلا مال: و هيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته. [1] .
و قال للصادق مرة: لا أقوم حتي تحدثني، قال له: أنا احدثك و ما كثرة الحديث لك بخير، يا سفيان اذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها و دوامها فاكثر من الحمد و الشكر عليها، فان الله عزوجل قال في كتابه: «لئن شكرتم لأزيدنكم» [2] و اذا استبطأت الرزق فاكثر من الاستغفار فان الله تعالي قال في كتابه: «استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا». [3] .
يا سفيان اذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره فاكثر من: لا حول و لا قوة الا بالله، فانها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة، فعقد سفيان بيده و قال: ثلاث و أي ثلاث. [4] .
[ صفحه 53]
پاورقي
[1] بحارالأنوار: 78 / 192 / 6.
[2] ابراهيم: 7.
[3] البقرة: 171.
[4] حلية الأولياء لأبي نعيم: 3 / 193.
النص علي امامته و نصه علي الامام من بعده
كان أئمة أهل البيت عليهم السلام ينص السابق علي اللاحق بدورهم ، و السلف علي الخلف ، تنويها باسمه ، و تشخيصا للامامة بين اخوته ، و تعيينه للملأ ، و تنصيبه علما للامة ، و سادنا للاسلام ، و مرشدا للمسلمين .
و نسجل في هذا الفصل بعض النصوص الواردة علي تعيين الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام من قبل أبيه الامام أبي جعفر الصادق عليه السلام.
بحارالأنوار [1] - نقلا عن عيون أخبار الرضا [2] - ... عن أبي نضرة ، قال:لما احتضر أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عند الوفاة ، دعا بابنه الصادق عليه السلام ليعهد اليه عهدا ، فقال له أخوه زيد بن علي عليه السلام:لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهماالسلام رجوت أن لا تكون أتيت منكرا ، فقال له:يا أباالحسين ان الأمانات ليست بالمثال ، و لا العهود بالرسوم ، و انما هي امور سابقة عن حجج الله عزوجل .
[ صفحه 54]
الارشاد [3] ... وصي الي الصادق عليه السلام أبوه أبوجعفر عليه السلام وصية ظاهرة ، و نص عليه بالامامة نصا جليا ، فروي محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام ، قال:لما حضرت أبي الوفاة قال:يا جعفر اوصيك بأصحابي خيرا ، قلت:جعلت فداك ، لأدعنهم و الرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا.
الارشاد [4] ... روي أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني ، قال:نظر أبوجعفر الي ابنه أبي عبدالله فقال:تري هذا ؟ هذا من الذين قال الله تعالي:( و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين ) . [5] .
الارشاد [6] ... روي هشام بن سالم ، عن جابر الجعفي ، قال:سئل أبوجعفر عليه السلام عن القائم بعده ، فضرب بيده علي أبي عبدالله عليه السلام و قال:هذا و الله هو ولدي قائم آل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم ]بعدي [ .
وروي علي بن الحكم ، عن طاهر صاحب أبي جعفر عليه السلام ، قال:كنت عنده فأقبل جعفر عليه السلام ، فقال أبوجعفر:هذا خير البرية .
علي بن الحسن الرازي ... قال أبوجعفر عليه السلام لأصحابه يوما:اذا افتقد تموني فاقتدوا بهذا ، فهو الامام و الخليفة بعدي ، و أشار الي أبي عبدالله الصادق عليه السلام. [7] .
[ صفحه 55]
و في حديث له عليه السلام مع الكميت بن زيد الأسدي ، و قد سأله عن الأئمة عليهم السلام ، قال:أولهم علي بن أبي طالب ، و بعده الحسن ، و بعده الحسين ، و بعده علي ابن الحسين ، و بعده أنا ، ثم بعدي هذا - و وضع يده علي كتف الامام جعفر الصادق عليه السلام - . [8] .
روي الكليني في اصول الكافي:عن الحسن بن معلي ... عن ابراهيم بن الصباح الكناني ، قال:نظر أبوجعفر الباقر عليه السلام الي أبي عبدالله الصادق عليه السلام يمشي فقال:تري هذا من الذين قال الله تعالي فيهم:( و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ) .
في بحارالأنوار ، عن كتاب كفاية الأثر في النصوص علي الأئمة الاثني عشر ، تأليف الشيخ علي بن محمد بن علي الخزاز القمي ، مسندا عن محمد بن مسلم ، قال:كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ، اذ دخل جعفر ابنه و علي رأسه ذؤابة ، و في يده عصا يلعب بها ، ] و في رواية و هو خماسي ، أي ابن خمس سنين [ فأخذه الباقر عليه السلام و ضمه اليه ضما ، ثم قال:بأبي أنت و أمي لا تلهو و لا تلعب ، ثم قال لي:يا محمد ] بن مسلم [ ، هذا امامك بعدي فاقتدي به ، و اقتبس من علمه ، والله انه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، و ان شيعته منصورون في الدنيا و الآخرة ، و أعداؤه ملعونون علي لسان كل نبي ... الخ .
پاورقي
[1] البحار 12:47.
[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام 40:1.
[3] الارشاد:289.
[4] الارشاد:270.
[5] القصص:5.
[6] الارشاد الشيخ المفيد 181:2.
[7] كفاية الأثر:321.
[8] نفس المصدر.
العدل بين النساء
سأل أحد الزنادقة أباجعفر الأحول (مؤمن الطاق)، فقال: أخبرني عن قول الله تعالي: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) [1] ، و قال تعالي في آخر السورة: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) [2] فبين القولين فرق؟ فقال أبوجعفر الأحول: فلم يكن عندي جواب، فقدمت المدينة فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن الآيتين، فقال: أما قوله: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم) فانما عني في المودة، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة،
[ صفحه 123]
فرجع أبوجعفر الأحوال الي الرجل فأخبره، فقال: هذا حملته من الحجاز [3] .
پاورقي
[1] النساء: 3.
[2] النساء: 129.
[3] بحارالأنوار 202: 10، الحديث 6.
دعاؤه بعد الغداة
كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو بهذا الدعاء المبارك بعد الغداة. وقال للعلاء بن كامل: إن من الدعاء ما ينبغي لصاحبه إذا نسيه أن يقضيه. وهو:
«لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير كله، وهو علي كل شئ قدير.
وكان يقول ذلك عشر مرات، ثم يقول:
«أعوذ بالله السميع العليم.».
يقول ذلك عشر مرات [1] لقد كان الامام عليه السلام لهجا بذكر الله تعالي في جميع أحواله.
پاورقي
[1] اصول الكافي 2 / 533.
واجبات الحاكم الاجتماعية و الدينية
################
پاورقي
[1] الحر العاملي، مرجع مكرر ص 39.
[2] نفسه، ص 93.
[3] الكليني. الاصول من الكافي، الجزء الثاني ص 78.
ابن أبي عياش
أبو إسماعيل أبان ابن أبي عياش فيروز، وقيل دينار البصري، العبدي، مولي عبد القيس. محدث إمامي تابعي ضعيف الحديث، واليه ينسب وضع كتاب سليم بن قيس. ضعفه العامة.
[ صفحه 31]
روي عنه عمر بن أذينة، وإبراهيم بن عمر اليماني، وحماد بن عيسي وغيرهم. توفي في أول رجب سنة 138، وقيل بعد سنة 140، وقيل حدود سنة 140.
المراجع:
رجال الطوسي 83 و 106 و 152. تنقيح المقال 1: 3. رجال ابن داود 225. معجم رجال الحديث 1: 141. جامع الرواة 1: 9. رجال الحلي 206. نقد الرجال 4. رجال الكشي 104. مجمع الرجال 1: 15 و 16 و 3: 156. أعيان الشيعة 2: 102. خاتمة المستدرك 3. رجال البرقي 9. منتهي المقال 17. منهج المقال 15. بهجة الآمال 1: 484. روضة المتقين 14: 325. إتقان المقال 254. الوجيزة للمجلسي 24. خلاصة تذهيب الكمال 12. تهذيب التهذيب 1: 97. التاريخ الكبير 1: 454. ميزان الاعتدال 1: 10. المجروحين 1: 96. تقريب التهذيب 1: 31. الضعفاء الكبير 1: 38. الجرح والتعديل 1: 1: 295. تهذيب الكمال 2: 19. المجموع في الضعفاء والمتروكين 47 و 285 و 412. الضعفاء والمتروكين للدار قطني 64. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1: 19. الكني والأسماء 1: 96 وفيه اسم أبيه عياش. أحوال الرجال 103. المغني في الضعفاء 1: 7. موضح أوهام الجمع والتفريق 1: 488.
السري بن خالد الناجي
السري بن خالد الناجي.
محدث إمامي. روي عنه محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيي، وعبد الملك ابن مسلمة وغيرهم.
المراجع:
رجال الطوسي 215. تنقيح المقال 2: 10. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 41. رجال البرقي 45. نقد الرجال 147. جامع الرواة 1: 351. مجمع الرجال 3: 98. أعيان الشيعة 7: 217. منتهي المقال 143. منهج المقال 158. أضبط المقال 513. لسان الميزان 3: 12 وفيه مدني. ميزان الاعتدال 2: 117. الجرح والتعديل 2: 1: 284.
المثني بن عبد السلام العبدي
المثني بن عبد السلام العبدي بالولاء، الحناط، الكوفي.
محدث إمامي ممدوح، حسن الحال، له كتاب. روي عنه القاسم بن إسماعيل، وصفوان بن يحيي، وداود بن الحصين وغيرهم.
المراجع:
رجال الطوسي 312. تنقيح المقال 2: قسم الميم 52. معجم رجال الحديث 14: 181. رجال النجاشي 295. رجال ابن داود 158. فهرست الطوسي 168. رجال الحلي 168. معالم العلماء 123. معجم الثقات 338. نقد الرجال 280. رجال البرقي 41. توضيح الاشتباه 258. جامع الرواة 2: 39. هداية المحدثين 137. رجال الكشي 338. مجمع الرجال 5: 93 و 94. خاتمة المستدرك 838. منتهي المقال 251. منهج المقال 272. جامع المقال 87. التحرير الطاووسي 272. روضة المتقين 14: 423.
[ صفحه 15]
وسائل الشيعة 20: 307. إتقان المقال 220. الوجيزة 45. شرح مشيخة الفقيه 120. رجال الأنصاري 144.
اماميه
يكي از فرقه هاي شيعه فرقه ي اماميه است. آنان معروف به جعفريه و منسوب به امام جعفر صادق عليه السلام هستند؛ چرا كه آن حضرت امام آن مذهب بوده است. البته سر معروف شدن مذهب اماميه به مذهب جعفري خواهد آمد و خواهيم گفت كه همه ي امامان عليهم السلام رييس اين مذهب بوده اند.
اماميه كساني هستند كه بعد از رسول خدا صلي الله عليه و آله امامت و خلافت را در امامان دوازده گانه مي دانند و آنها عبارتند از حضرت امام علي و امام حسن و امام حسين و امام علي بن الحسين و امام محمد بن علي و امام جعفر بن محمد و امام موسي بن جعفر و امام علي بن موسي و امام محمد بن علي و امام علي بن محمد و امام حسن بن علي و فرزند او امام مهدي عليهم السلام كه غايب است مي باشند و شيعيان در هر حالي انتظار ظهور حضرت مهدي عليه السلام را دارند.
اعتقاد آنان بر اين است كه حضرت مهدي عليه السلام در سال 255 در شب نيمه شعبان به دنيا آمده و حي و زنده است و به اين علت كه اگر فرعون ها و طاغوت هاي زمان از او مطلع
[ صفحه 67]
شوند او را خواهند كشت او همواره در غيبت به سر مي برد و او آقايي است كه زمين را پر از عدل و قسط خواهد نمود پس از آن كه پر از ظلم و جور شده باشد. [1] .
اماميه نيز معتقدند كه امامان اهل بيت عليهم السلام همانند رسول گرامي اسلام صلي الله عليه و آله و پيامبران ديگر عليهم السلام معصوم از گناه و خطا و نسيان و غفلت هستند و دانش آنان اكتسابي نيست بلكه الهامي از ناحيه ي خداوند و وراثتي از ناحيه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله مي باشد و جميع علوم از ناحيه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله به اميرالمؤمنين عليه السلام منتقل شده و هر امامي در نهايت عمر خويش دانش خود را به امر الهي به امام بعد از خود منتقل نموده و رسول خدا صلي الله عليه و آله وارث علم پيامبران و مرسلين بوده و نزد او علم اولين و آخرين جمع شده و اميرالمؤمنين عليه السلام همه ي اين علوم را از آن حضرت دريافت نموده است. همانگونه كه فرمود: «من شهر علم و دانش هستم و علي در آن شهر مي باشد.»
و در سخنان ديگري نيز اين معني را بيان نمود [چنانچه در تفسير آيه ي شريفه ي (... و تعيها أذن واعية) فرمود: «من همه ي علوم را به علي منتقل نمودم و او همه را در خود جاي داد و به آنها عالم گرديد»] و فرزندان اميرالمؤمنين، يعني امامان بعد از آن حضرت، نيز همه ي آن علوم را به ترتيب از يكديگر به ارث بردند.
همچنين اماميه معتقدند كه ائمه ي دوازده گانه عليهم السلام بندگان و مخلوق و مرزوق خدايند و آنها را حق تصرف در هيچ چيز از امر بندگان خدا مانند حيات و مرگ و عطا و منع و امثال اينها نيست مگر به اذن خداوند، همانند جدشان رسول خدا صلي الله عليه و آله، چنان كه قرآن درباره ي حضرت عيسي عليه السلام نيز مي فرمايد: (و يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله) يعني: «حضرت عيسي عليه السلام با اذن خداوند پاره ي گلي را برداشت و در آن دميد و از آن پرنده اي خلق نمود.»
اماميه بر آنچه گفته شد برهان هاي عقلي و نقلي دارند كه خواهد آمد. چنان كه براي
[ صفحه 68]
اثبات امامت هر كدام از ائمه عليهم السلام به ادله ي خاصي از رسول خدا صلي الله عليه و آله از كتب شيعه و سني استدلال نموده اند، مانند اين كه رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: «امامان بعد از من همه از قريش هستند» و يا فرمود: «آنان دوازده نفر هستند [2] و از فرزندان علي و فاطمه عليهماالسلام مي باشند» و نام هر كدام را يكي پس از ديگري [به ترتيب] بيان نمود. [3] .
البته استدلال به ادله ي فوق بر امامت آنان پس از استدلال بر امامت آنها از راه لطف و انحصار امامت در آنان است چرا كه وجوب معرفت به امام و اطاعت از او از راه لطف بر خداوند واجب است [و در بين امت آگاه تر به احكام اسلام و شايسته تر از آنان كسي نبوده است].
شيعيان اماميه معتقدند كه بايد در تمام احكام دين به ائمه ي اهل بيت عليهم السلام - كه نامشان برده شده - مراجعه نمايند. و در مراجعه به اهل بيت عليهم السلام آنچه را كه صريحا از سخن آنان استفاده كنند به آن عمل مي نمايند و اگر اخبار درباره ي چيزي مختلف بود به قواعد تعادل و تراجيح با شرايطي كه نزد آنان در اصول فقه مقرر گرديده عمل مي كنند. نزد آنان غير از كتاب خدا و احاديث معصومين عليهم السلام اجماع و حكم قطعي عقل نيز جزء ادله ي احكام است و اگر در موردي ادله ي چهارگانه فوق وجود نداشته باشد به اصول عمليه در هر مقامي كه اقتضا كند عمل مي نمايند. اصول عمليه همان قواعد فقهيه ي عامه است كه حجيت آنها به وسيله ي كتاب و سنت اثبات شده است.
شيعيان اماميه معتقد هستند كه احاديث اهل بيت عليهم السلام همان سنت رسول الله صلي الله عليه و آله محسوب مي شود؛ چرا كه ائمه ي اهل بيت حاملين علم رسول خدا صلي الله عليه و آله و حافظين شريعت او هستند و آنچه آنان بگويند گفته هاي رسول خدا صلي الله عليه و آله است، نه رأي و اجتهاد آنان. و چنان كه گفته شد سنت يكي از ادله ي چهارگانه احكام الهي است كه براي استنباط احكام فرعي از آنها استفاده مي شود و ادله ي چهارگانه - همان گونه كه اشاره شد - كتاب خدا و
[ صفحه 69]
سنت رسول الله صلي الله عليه و آله و اجماع و عقل است و بيان حجيت و كيفيت رجوع به اين ادله در كتب اصول الفقه بيان شده است.
اعتقاد اماميه درباره ي ذات مقدس پروردگار - جل شأنه - اين است كه او شي اي است نه مانند اشياي ديگر. نه جسم است و نه صورت و نه قابل ديدن است. نه در دنيا و نه در آخرت چشم ها او را درك نمي كند، لكن او چشم ها را درك مي نمايد. صفات او عين ذات اوست. او عادلي است كه به احدي از بندگان خود ظلم نمي كند؛ چرا كه ظلم به حكم عقل زشت و قبيح است. او همه چيز را آفريده بدون اين كه از چيز ديگري كمك گرفته باشد.
اعتقاد آنان درباره ي پيامبر خدا صلي الله عليه و آله اين است كه آن حضرت از خطا و لغزش و فراموشي و غفلت معصوم است و از گناهان بزرگ و كوچك نيز معصوم است. او نه قبل از پيامبري و نه بعد از پيامبري گناهي را مرتكب نشده و رسالت او براي همه ي انسان هاي عالم است و همين گونه است اعتقاد آنان درباره ي پيامبران و مرسلين عليهم السلام از جهت عصمت و پاكي از گناه.
شيعيان اماميه معتقدند كه امامت از اصول دين است و واجب است با ادله ي قطعيه اثبات شود. يكي از ادله ي عقليه براي اثبات امامت قاعده ي لطف است. [قاعده ي لطف اين است كه به مقتضاي لطف و مرحمت الهي واجب است خداوند پس خلقت انسان، همان گونه كه به او عقل باطني داده، راهنمايان ظاهري نيز براي هدايت او به نام پيامبر و امام بفرستد تا خلقت انسان بي ثمر نماند].
اعتقاد آنان درباره ي معاد اين است كه خداوند بعد از مرگ انسان ها را با همين اجسام دنيايي در قيامت براي حساب و پاداش اعمال زنده مي كند و آنان با همين بدن ها يا در بهشت متنعم مي گردند و يا در دوزخ معذب خواهند بود.
درباره ي افعال بندگان خدا، معتقدند كه خداوند بندگان خود را مجبور بر اعمال خير و يا شر ننموده، به گونه كه اگر آنان را عقاب كند به آنها ظلم نموده باشد، بلكه براي انجام كارها به آنان قدرت و اختيار داده؛ و خلقت افعال را نيز به آنان واگذار ننموده تا خود را از
[ صفحه 70]
سلطنت و قدرت بر آنان خارج نموده باشد، بلكه او همواره صاحب تقدير و حكم است و بر همه چيز قادر و تواناست و بر بندگان خود احاطه ي كامل دارد [و اين را أمر بين الأمرين مي نامند].
آري، ممكن است خداوند [به مقتضاي حكمت و لطف خود] اسباب هدايت و طاعت و عبادت را براي بنده ي خود فراهم نمايد و يا راه معصيت و نافرماني و گمراهي را به روي او ببندد و اين لطف اوست بر بنده ي خود كه ما آن را توفيق مي ناميم.
آنچه گفته شد بخشي از اعتقادات شيعيان اماميه است راجع به وجود ذات مقدس الهي و صفات او و نبوت و امامت و معاد و افعال بندگان خدا كه ما به طور خلاصه بيان نموديم و تفصيل اين گونه مسايل در كتاب هاي كلامي و اعتقادي آمده است.
مخفي نماند كه اماميه امروز بخش عظيم شيعيان را در عالم تشكيل مي دهند و كتاب هاي آنها در علوم مختلف اسلامي از اول تاكنون بين مردم منتشر شده و هر انسان شهري و روستايي و عالم و جاهل از آنها استفاده مي كند. و در زمان معاصر از شيعيان جز اماميه و زيديه و اسماعيليه فرقه ي ديگري - جز بعضي از فرقه هاي اهل غلو كه خود را به شيعه نسبت مي دهند - ديده نمي شود.
آنچه به رشته ي تحرير درآمد خلاصه اي بود از ذكر فرقه هايي كه در زمان امام صادق عليه السلام وجود داشته اند. پيش از اين نيز گفتيم كه سخن ما درباره ي فرقه هايي است كه در زمان امام صادق عليه السلام وجود داشته است از اين رو، ما از ذكر بعضي از فرقه هايي كه بعد از امام صادق عليه السلام به وجود آمده، مانند فطحيه و ناووسيه و واقفيه خودداري نموديم.
پاورقي
[1] بسياري از اهل سنت حضرت مهدي عليه السلام را نام برده و او را فرزند حضرت عسكري دانسته و به وجود او اعتراف نموده اند. خواننده مي تواند به كتاب هاي مطالب السؤال و الحجة ابن عرب و لواقح الأنوار و تذكره و شرح الدائرة و فصول المهمه و... مراجعه نمايد.
[2] مسلم در روايت صحيح از جابر؛ مسند احمد ج 5 / 89 و ج 2 / 29 و 128؛ صواعق، فصل سوم از باب اول؛ سيوطي در تاريخ الخلفا، ص 5 و غير اينها.
[3] ينابيع المودة، صص 427 و 430 و 442؛ كفاية الاثر؛ المغتضب؛ الكنز و غير اينها.
سفارشات امام صادق به معلي بن خنيس
امام صادق عليه السلام هنگامي كه معلي بن خنيس تصميم سفر نمود، به او فرمود: اي معلي،
[ صفحه 346]
عزت خدا را حفظ كن تا خدا تو را عزيز گرداند. معلي گفت: عزت خدا را به چه چيز حفظ نمايم؟ امام فرمود: از خدا بترس تا خدا همه چيز را از تو بترساند. اي معلي، به برادران ديني خود نيكي و احسان كن؛ زيرا خداوند احسان و بخشش را عامل محبت و بخل را عامل دشمني قرار داده است. سپس فرمود: به خدا سوگند! اگر شما از من چيزي بخواهيد و من آن را به شما عطا نمايم بيشتر دوست مي دارم تا اين كه چيزي از من درخواست نكنيد و چون به شما احساني نكنم مرا مبغوض بداريد. و هر چه را كه خداوند به دست من براي شما قرار مي دهد، در حقيقت بايد خدا را ستايش نماييد و از شكر او غافل مشويد. [1] .
پاورقي
[1] مجالس شيخ طوسي مجلس / 11.