بازگشت

مسجد فاطمه يا بيت الأحزان


پيش از اين در داخل بقيع و در نزديكي قبور چهار امام (عليهم السلام) مسجد كوچكي بوده كه به بيت الاحزان شهرت داشته و در متون تاريخي قرون آغازين اسلامي تا اين اواخر، از آن ياد شده است. براساس آنچه در برخي از منابع آمده، اينجا محل گريه حضرت فاطمه زهرا (عليها السلام) در سوگ پدرش بوده است. اين مكان در آغاز، خانه محقري متعلق به حضرت بوده كه پس از آن به بيت الأحزان يا قبة الحزن شهرت يافته و در زمان هاي متأخر به عنوان مسجد فاطمه (عليها السلام) از آن ياد شده است. اين محل در شمال قبر عباس بن عبدالمطلب و قبور چهار امام (عليهم السلام) قرار داشته و بعدها ضميمه بقيع شده است. در مدينه جاي ديگري به عنوان بيت الأحزان مطرح نبوده است. [1] .


پاورقي

[1] آگاهي هاي تفصيلي در باره اين مكان، نكـ: مقاله بيت الأحزان از محمد صادق نجمي، فصلنامه ميقات حج، ش 2، صص 130 ـ 121.


رفتن، رسيدن است...


مرد، سر در گريبان فرو برده و زانوي غم در بغل گرفته بود. او پيوسته از خويش مي پرسيد: يعني هيچ راهي ندارد؟ آن گاه زير لب، زمزمه مي كرد:

«من در اين كشتي طوفان زده نيز

به تو مي انديشم؛

به تو، اي خوب؛ اي دوست!

شايد از راه بيايي و مرا،

تا ثريا ببري؛

تا سرايي كه در آن،

عشق را مي فهمند...» [1] .

مرد، به سراغ انديشه مندان شيعه شتافت؛ جملگي پاسخ دادند:

- چنين طلاقي در يك مجلس - بدون دو بار رجوع شوهر به زن،



[ صفحه 46]



بعد از طلاق - درست نيست. [2] .

مرد، خرسند بود؛ اما همسرش چندان خشنود نبود. او در پي گفتار امامش بود و سخنان ديگران را، همه هيچ مي پنداشت. امام عليه السلام در آن دوران، در «حيره» [3] مي زيست. و مرد به آن ديار، رهسپار شد. بايد خود را به امام مي رساند؛ اما چه گونه؟ انديشه كنان، به اطراف، سرك مي كشيد. صداي يك خيارفروش، رشته ي افكارش را قطع كرد؛ ولي مرد، را در انديشه يي ديگر فرو برد.

تمام خيارهاي را خريد و لباس ها و وسايل فروشنده را امانت گرفت؛

- آهاي! خيار؛ آهاي! خيار.

نزديك خانه ي امام ايستاد. پسري بيرون آمد؛

-اي خيارفروش! نزد امامت بشتاب.

امام عليه السلام لبخندي بر لب آورد؛

- تدبير خوبي به كار بردي! داستانت چيست؟

مرد، ماجرايش را گفت. حضرتش فرمود:

- بازگرد؛ همسرت فقط از آن توست. [4] .

مرد، شادمانه بازگشت، تا همسرش را از انبوه اندوه، رها سازد. [5] .


پاورقي

[1] بخشي از شعر «طلوع عشق» ؛ سروده ي سارا احمدپور (باران).

[2] مرد، همسر خويش را در يك مجلس، سه طلاقه كرده بود!.

[3] حدفاصل بين نجف و كوفه؛ در زمان حكومت ابوالعباس سفاح (نخستين طاغوت عباسي).

[4] بنابر گفتار حضرتش: طلاق مرد، باطل بود و چيزي بر گردنش نبود.

[5] برگرفته از: سوگنامه ي آل محمد عليهم السلام؛ با تلخيص و تصرف بسيار.


من دعاء له بعد الفريضة


«اللهم صل علي محمد و آل محمد، اللهم اني أسألك من كل خير أحاط به علمك، و أعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم اني أسألك العافية في أموري كلها، و أعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الآخرة، و أعوذ بوجهك الكريم، و سلطانك القديم، و عزتك التي لا ترام، و بقدرتك التي لا يمتنع منها شي ء من شر الدنيا و عذاب الآخرة، و من شر الأوجاع كلها، و من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، توكلت علي الحي الذي لا يموت، و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، و لم يكن له شريك في الملك، و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا» [1] .



[ صفحه 461]




پاورقي

[1] الجنة الواقية للداماد.


حرف (ج)


جبر جَبَروت، 20، 11؛ 22، 2؛ مَجْبور، 12، 92.

جحم جَحيم، 83، 13.

جرح جَوارح، 6، 59؛ 33، 35؛ 41، 12؛ 43، 68.

جرد تَجريد، 3، 159.

جزي جَزاء، 55، 60.

جسد اَجْساد، 9، 111.

جلس مَجْلِس، 56، 19.

جلي جَلال، 1، 1؛ 1، 2؛ 24، 35؛ 25، 63؛ تَجليل، 7، 143؛ 30، 40؛ 53، 1؛ 57، 3.

جمد جامِد، 27، 88.

جند جُنود، 9، 40.

جنس جِنْس، 9، 128؛ اَجناس، 20، 124.

جنّ جَنّة، 20، 115؛ 35، 32؛ 43، 71؛ 68، 34؛ 78، 36؛ جِنان، 20، 121؛ جِنان، 20، 121.

جوب جواب، 28، 29؛ 40، 16

جود جُود، 51، 55.

جور مُجاوَرَة، 56، 33.

جوز تَجاوُز، 78، 36.

جهد مُجاهَدَة، 29، 69.

جهل جَهْل، 2، 32؛ 13، 39؛ 51، 55؛ جاهِليّة، 48، 26؛ مَجْهول، 51، 55.

جهنم جَهَنّم، 106، 6.


و من كلام له: مع ابي عمرو الزبيري


ابوعمرو الزبيري ذكره الكليني ره في الكافي في مواضع شتي بالراء المهملة و ذكره الشيخ في التهذيب بالدال المهملة - الزبيدي - و قال العلامة المامقاني في التنقيح بعد ذكره: و علي كل حال فلم اقف علي اسمه و من لا حظ رواياته ظهر له غزارة علم الرجل وجودة قريحته و انه اهل لان يخاطب بما لا يخاطب به الاجها بذة العلماء و اقل ما يفيده ذلك حسن خبره.

(يذكر فيه أن الايمان مبثوث علي الجوارح كلها)

«قال ابوعمرو: قلت له: ايها العالم اخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا الا به. قلت: و ما هو؟ قال: الايمان بالله الذي لا اله الا هو، اعلي الأعمال درجة و أشرفها منزلة و أسناها حظا. قال قلت: ألا تخبرني عن الأيمان أقول هو و عمل أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كله و القول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره [1] ثابتة حجته يشهد له به الكتاب و يدعوه اليه. قال قلت: صفه لي جعلت فداك حتي أفهمه؟»

قال: الايمان [2] حالات و درجات و طبقات و منازل، فمنه التام المنتهي تمامه، و منه الناقص البين نقصانه، و منه الراجح الزائد رجحانه قلت، ان الايمان ليتم و ينقص و يزيد؟ قال: نعم. قلت: كيف ذلك؟ قال: لان الله تبارك و تعالي فرض الايمان علي جوارح ابن آدم و قسمه



[ صفحه 33]



عليها و فرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة الا و قد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها:

فمنها قلبه الذي به يعقل و يفقه و يفهم، و هو امير بدنه الذي لا ترد الجوارح و لا تصدر الا عن رأيه و أمره.

و منها عيناه اللتان يبصر بهاما، و اذناه اللتان يسمع بهما، و يداه اللتان يبطش بهما، و رجلاه اللتان يمشي بهما، و فرجه الذي الباه من قبله، و لسانه الذي ينطق به، و رأسه الذي فيه وجهه، فليس من هذه جارحة الا و قد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها، بفرض من الله تبارك اسمه، ينطق به الكتاب لها و يشهد به عليها.

ففرض علي القلب غير ما فرض علي السمع، و فرض علي السمع غير ما فرض علي العينين، و فرض علي العينين غير ما فرض علي اللسان، و فرض علي اللسان غير ما فرض علي الفرج، و فرض علي الفرج غير ما فرض علي الوجه.

فأما ما فرض علي القلب من الايمان فالاقرار و المعرفة و العقد و الرضا و التسليم بأن لا اله الا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و ان محمدا عبده و رسوله صلوات الله عليه و آله، و الاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله علي القلب من الاقرار و المعرفة و هو عمله، و هو قول الله عزوجل: «الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا» و قال: «الا بذكر الله تطمئن القلوب» و قال: «الذين آمنوا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم» و قال: «ان تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء». فذلك ما فرض



[ صفحه 34]



الله عزوجل علي القلب من الاقرار و المعرفة و هو عمله و هو رأس الايمان.

و فرض الله علي اللسان القول و التعبير عن القلب بما عقد عليه و أقر به. قال الله تبارك و تعالي: «و قولوا للناس حسنا» و قال: «قولوا آمنا بالله و ما انزل الينا و ما انزل اليكم و الهنا و الهكم واحد و نحن له مسلمون». فهذا ما فرض الله علي اللسان و هو عمله.

و فرض علي السمع أن يتنزه عن الاستماع الي ما حرم الله، و ان يعرض عما لا يحل له مما نهي الله عزوجل عنه و الاصغاء الي ما اسخط الله عزوجل، فقال في ذلك: «و قد نزل عليكم في الكتاب ان أذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره» ثم استثني الله عزوجل موضع النسيان فقال: «و اما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين» فقال: «فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هديهم الله و اولئك هم أولوا الالباب» و قال عزوجل: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. و الذين هم عن اللغو معرضون. و الذين هم للزكاة فاعلون» و قال: «اذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه و قالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم» و قال: «و اذا مروا باللغو مروا كراما» فهذا ما فرض الله علي السمع من الايمان ان لا يصغي الي ما لا يحل له و هو عمله و هو من الايمان.

و فرض علي البصر أن لا ينظر الي ما حرم الله عليه و ان يعرض عما نهي الله عنه، مما لا يحل له و هو عمله و هو من الايمان، فقال تبارك و تعالي: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم» فنهاهم أن ينظروا الي عوراتهم و ان ينظر المرء الي فرج أخيه و يحفظ



[ صفحه 35]



فرجه ان ينظر اليه، و قال: «قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن و يحفظن فروجهن» من أن تنظر احداهن الي فرج اختها و تحفظ فرجها من أن ينظر اليها. و قال: كل شي ء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الآية فانها من النظر.

ثم نظم ما فرض علي القلب و اللسان و السمع و البصر في آية اخري فقال: «و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم و لا أبصاركم و لا جلودكم» يعني بالجلود الفروج و الأفخاذ. و قال: «و لا تقف ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا» فهذا ما فرض الله علي العينين من غض البصر عما حرم الله عزوجل و هو عملهما و هو من الايمان.

و فرض الله علي اليدين أن لا يبطش بهما الي ما حرم الله و ان يبطش بهما الي ما أمر الله عزوجل، و فرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم و الجهاد في سبيل الله و الطهور للصلاة، فقال: «يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم الي الصلاة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم الي المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الي الكعبين» و قال: «فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتي اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد و أما فداءا حتي تضع الحرب اوزارها» فهذا ما فرض الله علي اليدين، لان الضرب من علاجهما.

و فرض علي الرجلين أن لا يمشي بهما الي شي ء من معاصي الله، و فرض عليهما المشي الي ما يرضي الله عزوجل فقال: «و لا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا» و قال: «و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك ان انكر الأصوات لصوت الحمير» و قال فيما



[ صفحه 36]



شهدت الأيدي و الأرجل علي انفسهما و علي اربابهما من تضييعهما لما امر الله عزوجل به و فرضه عليهما: «اليوم نختم علي أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون» فهذا أيضا مما فرض الله علي اليدين و الرجلين و هو عملهما و هو من الايمان.

و فرض علي الوجه السجود له بالليل و النهار في مواقيت الصلاة فقال: «يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون» فهذه فريضة جامعة علي الوجه و اليدين و الرجلين. و قال في موضع آخر: «و ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا».

و قال فيما فرض علي الجوارح من الطهور و الصلاة بها، و ذلك ان الله عزوجل لما صرف نبيه صلي الله عليه و آله و سلم الي الكعبة عن البيت المقدس فأنزل الله عزوجل عليه: «و ما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم» فسمي الصلاة ايمانا، فمن لقي الله عزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عزوجل عليها لقي الله عزوجل مستكملا لايمانه و هو من أهل الجنة. و من خان في شي منها أو تعدي ما أمر الله عزوجل فيها لقي الله عزوجل ناقص الايمان.

قلت: قد فهمت نقصان الايمان و تمامه، فمن اين جاءت زيادته؟

فقال: قول الله عزوجل: «و اذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا و هم يستبشرون و اما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الي رجسهم» و قال: «نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدي» و لو كان كله واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل علي الآخر



[ صفحه 37]



و لاستوت النعم فيه و لاستوي الناس و بطل التفضيل: ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، و بالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، و بالنقصان دخل المفرطون النار.


پاورقي

[1] واضح نوره: صفة للفرض، و كذا ثابتة حجته.

[2] في بعض النسخ (للايمان).


اندرزهاي بويزيد بسطامي


بعضي از مورخين مانند ابن خلكان، سخنان حكمت آميزي از بويزيد بسطامي نقل كرده اند كه ما به پاره اي از آنها اشاره مي كنيم:

«سئل باي شي ء وجدت هذه المعرفة، قال: ببطن جائع و بدن عار» - از او پرسيدند كه اين درجه از شناخت حق را به چه وسيله به دست آوردي؟ گفت: با شكم گرسنه و بدن برهنه. [1] .

بويزيد مي گفت: «لو نظرتم الي رجل اعطي من الكرامات حتي يرتفع في الواء، فلا تغتروا به حتي تنظروا كيف تجدونه عند الامر و النهي و حفظ الحدود وداء الشريعة» - اگر مرد عارفي را در حين ملاقات ديديد كه از او خارق عادتي سرزد، تا به اين اندازه كه در هوا پرواز كند، فريب آن حالات را نخوريد تا آن گاه كه به نظر دقيق ببينيد كه در مقام اطاعت اوامر و ترك نواهي پروردگار چگونه است و در حفظ حدود و اداء وظائف كوشاست، يا نه؟ [2] .

وقتي از او درباره ي علم و دانش سؤال كردند، گفت: طلب علم و اخبار از كسي پسنديده است كه از علم به معلوم و از خبر پي به مخبر برد. اما كسي كه براي مباهات و افتخار، دانشي به دست آورد و بدان وسيله خود را براي ديگران زينت دهد تا در نظر مخلوق عزيز و محترم شود، هر روز از حق دورتر و مهجورتر گردد. در دنيا خواري و مذلت بيند.

از بويزيد پرسيدند كه مردم را در راه حق چه چيز در دنيا بهتر و خوش تر است؟ گفت: دولت مادرزاد. گفتند: اگر نبود؟ گفت: تن توانا. گفتند: اگر نبود؟ گفت: چشمي بينا. گفتند: اگر نبود؟ گفت: گوشي شنوا. گفتند: اگر نبود؟ گفت: مرگ ناگهاني.

و نيز گفته: اگر همه ثروتهايي كه به خلق داده شده، به شما داده شود، ذره اي خوشوقت نشويد و اگر همه گرفتاريها در راه شما بيايد، سر مويي نوميد نگرديد كه نه آن را بقايي است و نه اين را ثباتي.

وقتي بزرگي بدو گفت كه مرا چيزي گوي كه باعث رستگاري من گردد. گفت: برو و



[ صفحه 84]



دو حرف از علم ياد گير كه همين است و بس. اول آن كه بداني خداي تعالي بر حال تو مطلع است در همه حال؛ دوم آن كه بداني از عمل تو بي نياز است، در تمام احوال.

از او پرسيدند كه نشانه دوستان خدا و فرمانبرداران حق چيست؟ گفت: كساني كه سه خصلت در آنان باشد: اول - سخاوتي چون سخاوت دريا. دوم - شفقتي چون شفقت آفتاب. سوم - تواضعي چون تواضع زمين. [3] .

از او پرسيدند كه چه نحو زندگي نيكوست؟ گفت: عيش زندگي در علم است و لذت آن در محبت و راحتش در معرفت و بسياري روزي در ذكر.

و نيز گفته است: چنان نماي كه هستي، يا چنان باش كه نمايي. [4] .

وقتي از او پرسيدند كه روي آب تواني رفت؟ گفت: چوب روي آب مي رود. گفتند: در هوا تواني رفت؟ گفت: مرغ در هوا پرواز مي كند. گفتند: در يك شب به كعبه تواني رسيد؟ گفت: جادوگري در يك شب چندين مرحله راه طي مي نمايد. گفتند: پس كار عارفان و مردان خدا چيست؟ گفت: آن كه دل در كس نبندند جز خداي، و نخواهند جز خداي، و با مردمان نيكي كنند و محشور باشند از براي خداي.

خواجه عبدالله انصاري اين كلام را اين گونه اقتباس كرده است:

گر بر هوا پري، مگسي باشي و اگر بر آب روي، خسي باشي، دل به دست آر تا كسي باشي



از تن و نفس و عقل و جان بگذر

در ره حق دلي به دست آور



آن چنان دل كه وقت پيچاپيچ

جز خداي اندر او نگنجد هيچ [5] .



نويسنده گويد: مناجات و كلمات معراجيه اي از ابويزيد، در تذكرة الاولياء، و نامه دانشوران، و ساير كتب در اين زمينه، نقل شده است.

قبر بايزيد در بسطام - كه از ابنيه شاهپور ذوالاكتاف است - در جنب قبر حضرت محمد بن جعفر الصادق عليه السلام قرار گرفته است.


پاورقي

[1] تاريخ ابن خلكان، ج 1، ص 261.

[2] تاريخ ابن خلكان، ج 1، ص 261.

[3] نامه دانشوران، ج 4، ص 163.

[4] تذكرة الاولياء، ج 1، ص 155.

[5] نامه دانشوران، ج 4، ص 166.


تاريخ ولادته


اختلف المؤرخون في السنة التي وُلد فيها الإمام الصادق (عليه السلام) فمن قائل إنه وُلد بالمدينة المنورة سنة (80 هـ) [1] .

وقال آخرون إنه وُلد سنة (83 هـ) يوم الجمعة أو يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول [2] .

وقال ثالث إنه وُلد سنة (86 هـ) [3] .


پاورقي

[1] تأريخ ابن الوردي: 1 / 266، الاتحاف بحب الإشراف: 54، سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري: 34، ينابيع المودة: 457، تذكرة الحفاظ: 1 / 157، نور الأبصار للشبلنجي: 132، وفيات الأعيان: 1 / 191.

[2] أصول الكافي: 1 / 472، مناقب آل أبي طالب: 4 / 280، أعلام الوري: 271 وجاء فيه أنه ولد بالمدينة لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر ربيع الأول.

[3] مناقب آل أبي طالب: 4 / 208.


الأناة والحلم


كل عمل يباشره الإنسان بإرادته واختياره لابد له من غاية ولا بد له من طريق يوصله إلي تلك الغاية، والإنسان الكامل هو الذي يفكر في الغاية قبل الشروع في العمل فلعل هذه الغاية غير شريفة في نظر العقل وان وافقت هوي في القلب، ولعلها لا تناسب علو الهمة وان كانت شريفة في نفسها فإن بعض الغايات يعد شريفاً ولكنه يحدد من قيمة الرجل العظيم، ولعل الاستيلاء علي تلك الغاية يزاحم حقوق آخرين من أفراد الإنسان فيكون في عمله هذا ظالماً أو مستأثراًً أو العظيم أعلي همة من أن يظلم أو يستأثر.

ثم ينظر إلي الطريق فعلّها أبعد سبيل إلي الغاية فتضيع عليه طويلاً من الزمن، وليس عليه أن تكون أسهل الوسائل فإن صعوبة الجهاد تضاعف لذة الانتصار.



تهون علينا في المعالي نفوسنا

ومن خطب الحسناء لم يغله المهر



علي الإنسان أن يتفكر في أسباب النجاح قبل الشروع في العمل، وعليه ان يتثبت في تطبيقها حين العمل، وجميع هذا يستدعي أناة في الطلب وتروياً في الفكر لئلاً يخفق في السعي ويبعد عن المقصود، وفي ذلك يقول الإمام الصادق عليه السلام: (قف عند كل أمر حتي تعرف مدخله من مخرجه قبل ان تقع فيه فتندم) [1] ويقول أيضاً: (العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير طريق فلا تزيده سرعة السير إلا بعداً) [2] .

ويقول بعض الحكماء: (الحلم والأناة توأمان نتيجتهما علو الهمة).

الأناة هي التثبيت في إنجاز العمل حذراً من الإخفاق، والحلم هو التثبت في إمضاء القدرة عند الغضب ترفعاً عن الظلم أو رغبة في التكرم والصفح، فالأناة والحلم توأمان متشابهان كما يقول هذا الحكيم، وأما ان نتيجتهما علو الهمة فهو حكم ليس بإمكاننا أن نصدقه في جميع الناس.

من الناس من يكتسب علو الهمة بالحلم والأناة، ومن الناس من يكتسب الحلم والأناة بعلو الهمة، والحكم الذي لا يقبل الشك ان الحلم والأناة يصحبان علو الهمة صحبة دائمة.

ويقول (ع): (من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان: حلم يرد به جهل الجاهل، وورع يحجزه عن المحارم. وخلق يداري به الناس) [3] .

الحلم مناعة في النفس يتحصن بها الإنسان عند هجوم الغضب وحب الانتقام، والحلم عدة الإنسان في أشد مزالقه وأخطر حالاته.

يجهل الجاهل فيحلم عنه العاقل فيكون حلمه هذا تحديداً لكبرياء النفس، وإشادة بعظمتها في الصفات وترفعاً عن مقابلة الدنيِّ من الخصال ودرساً عالياً لخصمه في الأخلاق، وتحديداً لجهل ذلك الخصم عن الزيادة، وفي التأريخ والأمثال أناس خلدهم الحلم ليكونوا مثالاً عالياً للناس.

والعرب القدماء يسودون الحليم ويذكرون في سبب ذلك: ان الحليم سيد علي نفسه ومن ساد علي نفسه كان جديراً بالسيادة علي غيره. ويقول الإمام الصادق (ع): " لا يعد العاقل عاقلاً حتي يستكمل ثلاثاً: إعطاء الحق من نفسه علي حال الرضا والغضب، وأن يرضي للناس ما يرضي لنفسه، واستعمال الحلم عند العثرة " [4] ويقول: " كفي بالحلم ناصراً، وإذا لم تكن حليماً فتحلِّم)) [5] والتحلم هو التشبه بالحلماء في التغاضي عن الهفوات، والترفع عن المقابلة والتكلف لتهدئة الغضب، ويسمي في لسان الشريعة " كظم الغيظ"، وأثر التحلم رد عادية الغضب بعد الثورة، وأثر الحلم منع النفس عن الغضب، وصدها عن الانتقام إذا غضبت، فالتحلم أقل شأناً من الحلم، ولكن الاستمرار عليه يكسب الإنسان صفة الحلم.


پاورقي

[1] تحف العقول ص74.

[2] تحف العقول ص88.

[3] تحف العقول ص79.

[4] تحف العقول ص77.

[5] الكافي الحديث6 باب الحلم.


خلاصة البحث حول حديث الثقلين


أيها القارئ الكريم: ان الامام جعفر الصادق (عليه السلام) هو أحد أفراد العترة النبوية الطاهرة التي جعلها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أحد الثقلين و عدل القرآن، و لهذا فحديثه حديث رسول الله و طاعته طاعة رسول الله و مخالفته مخالفة لرسول الله و ولايته ولاية رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و لهذا يجب علينا - بصفتنا مسلمين و مؤمنين - أن نؤمن بامامة الامام الصادق (عليه السلام) و ولايته المفروضة من الله و رسوله.

و كما أن الله تعالي جعل رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر، كذلك جعل الامام الصادق قدوة حسنة لكل مؤمن و مؤمنة يؤمن بالله و رسوله.

اذن: يجب علينا ان نتعرف علي حياة هذا الامام العظيم و أن نتخذه قدوة لنا في الحياة لنسعد في الدنيا و الآخرة.

و هكذا عرفت - أيها القارئ الكريم - الرابطة التي تربطنا بالامام الصادق (عليه السلام).

و الآن... ننتقل الي ذكر بعض ما يتعلق بشخصيته الكريمة و حياته الشريفة.



[ صفحه 47]




سفارش و وصيت امام به حمران بن اعين


اي حمران هميشه به زيردستان خود نگاه كن و به بالادستان خود منگر زيرا اين كار تو را بيشتر به زندگاني خود علاقه مند مي سازد و از وضع خود راضي شده و شايسته تر به توجه خدا خواهي شد و بدان كه عمل كم و دائم كه بر مبناي يقين باشد بهتر از عمل زياد بدون يقين است

و بدان كه هيچ تقوي و پرهيزكاري نافع تر از دوري از محرمات الهي و خودداري از آزار مردم مؤمن و غيبت آنها نيست و براي زندگاني خوش و گوارا بهتر از حسن خلق نيست و قناعت به كم و كافي از هر مالي بهتر است و جهلي بالاتر از خودخواهي نيست


امام المسلمين


ان الله أراد منا شيئا و أراد بنا شيئا. فما أراده بنا طواه عنا. و ما أراده منا أظهره لنا. فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا.

الامام الصادق (عليه السلام)



[ صفحه 139]



ولد الامام الصادق (عليه السلام) في السابع عشر من ربيع الأول سنة 82 علي قول، أو غرة رجب. و في أقوال أخري انه ولد سنة 80 أو سنة 83. و تتابع بعده أبناء الباقر، و لهذا يكني الباقر أباجعفر. أما أخوه الشقيق فعبد الله.

و أما أولاد الصادق فإسماعيل و عبدالله - و به يكني أبا عبدالله - و أم فروة من زوجته فاطمة بنت الحسين... بن الحسين بن علي، و موسي (الكاظم) و اسحق و محمد؛ و أمهم أم ولد، تدعي حميدة. و العباس و علي و أسماء من أمهات متفرقات.

و اسم جعفر في بيت زين العابدين يذكر بأول الشهداء من بيت أبي طالب. فعلي هو الثاني فيه. و الحسين هو الثالث.

أما الأول فجعفر بن أبي طالب قائد جيش مؤتة و شهيدها، الطيار في الجنة، و ذو الجناحين... كما وصفه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) - و كما روي البخاري و مسلم: قال له رسول الله: «أنت أشبهت خلقي و خلقي».

و هو أول زوج لأسماء بنت عميس [1] جدة أم فروة أم: جعفر الصادق (عليه السلام).

و لقد مر بنا كيف ولده رسول الله مرتين، و علي مرتين، أبوبكر مرتين، ليدل التاريخ علي انه نسيج وحده، و ان كسري يزدجرد ملك الفرس قد ولده مرتين، ليدل



[ صفحه 140]



علي ان الإسلام للموالي و العرب.

فالباقر - و هو من هو - أكفأ الناس لأم فروة [2] المنحدرة من صلب أبي بكر أول الخلفاء الراشدين، و القاسم بن محمد [3] الذي يرشحه للخلافة عمر بن عبدالعزيز - خامس الخلفاء الراشدين.

و كأنما سلم الباقر ابنه شعار حياته في مقولتين صيرتاه ربانيا من كل وجه؛ الأولي: «شيعتنا من أطاع الله». و الثانية «إن الله خبأ رضاه في طاعته، فلا تحقرن من الطاعات شيئا فلعل رضاه فيه. و خبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من معصية شيئا فلعل سخطه فيه. و خبأ أولياءه في خلقه، فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي».

تلقي الصادق (عليه السلام) من أبيه كل ما وعاه قلبه وقرأ كل ما حوته كتبه، و استمع الي علماء العصر، و انتفع بعلوم جده القاسم بن محمد بن ابي بكر (106)، و كان مثلا عاليا للأمة و واحدا من الأعمدة السبعة المسمين «علماء المدينة السبعة». [4] يعلن عمر بن عبدالعزيز أنه «لو لا خوف الفتنة من بني أمية لاستخلفه علي الأمة» و يوصي عمر عماله أن يكتبوا السنن من عنده. فهذا رجل له ورع عمر بن عبدالعزيز، و عنده كل علم المدينة، و انه ليستطيع أن يقول - من صلة علي الوثقي بأبيه محمد بن أبي بكر - إنه أوثق أهل بيته صلة برسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)، و بأول من تبعه، عليا كان أو أبا



[ صفحه 141]



بكر، بل بهما معا.

و عندما نذكر ان القاسم بن محمد ظل مصدرا للعلم حتي شارف الصادق ربع القرن من حياته، و أن الصادق شهد حلقات عكرمة مولي ابن عباس، (104) و عطاء بن أبي رباح، بمكة حيث كان يجلس ابن عباس، و أن أوامر الولاة في الموسم كانت (لا يفتي الناس إلا عطاء)، كما شهد بالمدينة حلقة عبدالله بن أبي رافع - مولي أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) - الذي أملي علي عليه كتابه الي معاوية، و حلق خاله عبدالرحمن بن القاسم، و عروة بن الزبير (94) الراوية عن خالته عائشة، و محمد بن المنكدر (130) شيخ مالك، فليس علينا أن نحاول البحث عما تلقاه جعفر بن محمد الصادق في صباه.

و لقد كان علم أهل البيت (عليهم السلام) حسبه - فكيف إذا اجتمع اليه علوم هؤلاء، ليملأ بالفقه الشيعي و بالفقه المقارن مدينة الرسول، من يوم مات أبوه و هو بعد في ثلاثينياته.

و الصبي من «أهل البيت» لا ينفق صباه في «عمل لا شي» فذلك هو اللهو، أو في «عدم عمل شي ء»، فهذا هو الفراغ... و علي الأجيال المتعاقبة منهم تبعات في تعاقب الإمامة، لا تدع لهم محيصا عن الإحاطة الكاملة بما لدي غيرهم من علم، فوق علمهم، و ما هو إلا القرآن و السنة و السيرة؛ و القرآن كما يقول ابن عباس «في بيتهم نزل»، و السنة من بيتهم صدرت، و السيرة سيرتهم.

و اللغة طريق ذلك كله، و هي بعد حصيلته. و إنك لتدرك منزلة جعفر بن محمد (عليهماالسلام) في البيان العربي من تداوله للتفسير في اقتدار علي تخريج المعاني لا قرين له. و سنراه غدا عمدته النصوص في الفقه و الدين، يستخرج منها أعمق المعاني بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، شأن أمراء البيان. و من تكن النصوص عمدته الأولي، فالبلاغة عدته الكبري.

و لئن لم يتميز الأطفال أو الصبية في بيت زين العابدين و الباقر بخصوصيات تكبر و تنمو فتبرز إذ هم شيوخ و أئمة، إن بيت زين العابدين ذاته كان «خصوصية» في



[ صفحه 142]



مجتمع الاسلام... فيه المثل الأعلي من العلم المحيط و الورع الكامل و التفرغ للخدمة العامة، و تعلق القلوب به، و اتجاه الأبصار تلقاءه.

علي هذا درج بيت زين العابدين (عليه السلام)، مع الاستمرار و الاستقرار، فلم يعكر الصفو فيه غير مصرع زيد في سنة 121، بعد إذ خذله أهل الكوفة في ثورته، فمصرع ابنه يحيي. و حمل الصادق الأمانة في ذوي رحمه - منذ صار إماما برحيل الباقر سنة 114 - فكان يحنو علي الأحياء من أبناء عمه زيد، و يأسو جراحات من سقط آباؤهم في الحرب من رجال زيد، فبعث ألف دينار فرقت في ورثتهم.

و ليس أحد بحاجة في ترجمة أئمة أهل البيت ليسترسل في وصف خصال من يرث أخلاق الأنبياء و يعلمها.

فلنستحضر - و نحن في بيت النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) - ما كان يصنعه النبي، و لنتيقن أن الامام الصادق كان يحاول أن يصنع نظيره. و لنستحضر فعال علي و زهراء النبي، و الحسن و الحسين، و زين العابدين، و الباقر (عليهم السلام)؛ فهي أصول يتلقاها الخلف عن السلف، ليعملوا بها، ثم يعلموا بها.

و ربما أجزأ في هذا المقام ذكر أمثال عادية من الحوادث اليومية تصور صميم «الشخصية»... و فيما نذكره دلائل علي كثير لم نذكره.

فحياة الامام مدرسة و تطبيقاتها، و العمر أيام تتكرر. و الحياة جماع أعمال يدل بعضها علي البعض الآخر؛ و منها الجزئي الذي يستنبط منه الكلي. و كثيرا ما كان العمل الواحد (رد فعل) عفوي أو فوري، صادرا عن عدة قواعد يجري عليها العقل أو الشعور أن السليقة أو الطريقة - فردود الأفعال شهادات عيان بدخائل الإنسان.

1 - مات بين يدي الامام ولد صغير، فبكي، و قال «سبحانك ربي لئن أخذت لقد أبقيت. و لئن ابتليت لقد عافيت».

و حمله الي النساء، و عزم عليهم ألا يصرخن، و قال «سبحان من يقبض أولادنا و لا



[ صفحه 143]



نزداد له إلا حبا. إنا قوم نسأل الله ما نحب فيعطينا. فإذا نزل ما نكره فيمن نحب رضينا».

فأي قلب، في اطمئنانه و اتزانه، كمثل ذلك الذي يفيض بالشكر، حيث يغيض الصبر عند الغير!

2 - و نهي أهل بيته عن الصعود - فدخل يوما فإذا جارية من جواريه تربي بعض ولده، قد صعدت السلم، و الصبي معها. فلما نظرت الإمام ارتعدت لعصيانها و سقط الصبي من يدها، فمات. فخرج الصادق (عليه السلام) متغير اللون. فسئل عن ذلك فقال: «ما تغير لوني لموت الصبي، و إنما تغير لوني لما أدخلت علي الجارية من الرعب».

ثم قال لها بعد ذلك: «أنت حرة لوجه الله. لا بأس عليك».

فهذا أمر واحد عادي، تبعته وقائع ثلاثة غير عادية، أعقبها من الإمام تصرفات لا تصدر إلا عن الإمام؛ في كل واحدة منها أنواع فضائل... تبدأ باحترام إنسانية الانسان، و تنتهي بعطاء دونه كل عطاء، يختمه بالكلمة الطيبة - لا بأس - و يبدؤه بأعلي القيم الإنسانية، إذ يمنحها حريتها.

3 - و ذهب مرة يعزي أحد المصابين بفقد ولد، و انقطع في الطريق شسع نعله، فتناوله من رجله و مشي حافيا، فخلع ابن يعفور شسع نعله و قدمه له. فأعرض عنه كهيئة المغضب و قال: لا. فصاحب المصيبة أولي بالصبر عليها...

فالإمام (عليه السلام) لا يلقي متاعبه علي من دونه، بل يتحمل الأذي ليتعلم الناس وجوب العمل، و لزوم التحمل، و ليعلم الكبراء أنهم كبراء بما يضربونه من المثل العليا، و ليدرك الجميع أن الصبر علي المصيبة شطر الإيمان. و أحق الناس به من أتيحت الفرصة له.

4 - و ذات يوم دعا للطعام عابر سبيل لم يقرئه السلام، فراجعه حضاره متسائلين بين يديه: أليست السنة أن يسلم الرجل أولا، ثم يدعي للطعام؟ فأجاب الإمام (عليه السلام): «هذا فقه عراقي فيه بخل».



[ صفحه 144]



ففقه الامام «علوي» يبدأ بالعطاء... و عملي فيه مبادرة... و اجتماعي يسعي به المعطي الي الآخذ... و إسلامي، إنساني، كله كرامة.

لقد ولد في دار شعارها البدار بالعطاء مع الإخفاء... حتي الصدقة يقول فيها الباقر (عليه السلام): «أعط و لا تسم. و لا تذل المؤمن».

و في ذلك السنة... و سنري تطبيقات شتي من الإمام لهذا الفقه من المنهج الاقتصادي...

5 - و صحا رجل من الحاج فلم يجد هميانه (الكمر الذي يلفه المحرم حول بطنه و فيه نفقته من النقود) فخرج فوجد الامام الصادق (عليه السلام) يصلي فتعلق به و هو يقول: أنت أخذت همياني...

قال الصادق (عليه السلام) كم كان فيه؟

قال: ألف دينار.

فأعطاه ألف دينار.

و مضي الرجل فوجد هميانه فعاد يعتذر و يرد الألف دينار. فأبي الصادق أن يأخذها و قال: شي ء خرج من يدي فلا يعود.

قال الرجل لمن حوله : من هذا؟

قالوا: جعفر الصادق.

قال: لا جرم هذا فعال مثله.

فإمام المسلمين لا ينعزل عنهم، فلا ينماز منهم، حتي ليخطئ الجاهلون منهم في شخصه. فيعرض عن الجاهلين. و يخف ليخفف كرب المكروب، لا يحزنه و همه أو اتهامه، و انما تحزنه همومه، فيشركه فيها بالصنيع النابه مرة إثر أخري.

و الناس أسمع للصوت الذي لا صرير له، و أبصر بالإخلاص الذي لا يتصايح صاحبه به. و الأفضال أفعال تدرك آثارها الحواس الخمس.

و لا نستطرد في السرد، ففي كل واقعة سلفت «عدسة» صغيرة تريك العالم الكبير



[ صفحه 145]



الذي وراءها، من مناقب كالنجوم و ان كان أصحابها من البشر.

هذه سماء تسعي علي الأرض. و هؤلاء بقية النبي عليه الصلاة و السلام، يعيشون في الدنيا!


پاورقي

[1] يقال عن أمها «هند» أكرم الناس أحماء: أما أسماء فزوج جعفر و لها منه عبدالله. و زوج أبي بكر و لها منه محمد. و زوج علي و لها منه يحيي. أما أخواتها فميمونة أم المؤمنين و لبابة زوج العباس عم النبي وجدة خلفاء الدولة العباسية. و سلمي زوج حمزة بطل أحد و شهيدها و عم النبي. و أم الفضل الكبري (أخت أسماء لأمها) أم خالد بن الوليد.

[2] حجت أم فروة متنكرة فاستلمت الحجر بيدها اليسري فقال لها رجل لا يعرفها: يا أمة الله أخطأت السنة! فأجابت: يا هذا إنا عن علمك لأغنياء.

[3] و للقاسم و أبيه أكبر الصلات بأم المؤمنين عائشة، إذ ضمته اليها بعد مقتل أبيه محمد، علي أيدي جند معاوية، و محمد ربيب علي... سيره معها بعد وقعة الجمل الي المدينة في كوكبة من النساء في ملابس الرجال. و كان تسيير أخيها معها كرامة يحفظ بها أخو الرسول أم المؤمنين.

و في بيت عائشة سقي القاسم علمها الذي أراد عمر بن عبدالعزيز تدوينه عن طريقه، و عمر خليفة، حتي لا يضيع علم المدينة، فكتب بذلك الي قاضيه و واليه علي المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

[4] يقول فيه يحيي بن سعيد (143) تلميذ فقهاء المدينة السبعة (ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله علي القاسم) و ابن حنبل يقول في يحيي (أثبت الناس).


فرزندان امام صادق


امام صادق عليه السلام ده فرزند داشت كه عبارتند از: اسماعيل و عبدالله و ام فروه كه مادرشان فاطمه دختر حسين بن علي بن الحسين عليهماالسلام بود؛ امام موسي بن جعفر و اسحاق و محمد كه مادرشان ام ولد، بانويي جليل القدر بود و عباس، علي، اسماء و فاطمه.

بزرگ ترين فرزند پسر حضرت، اسماعيل بود و حضرت صادق عليه السلام به ايشان علاقه و محبت فراواني داشت. از اين رو، گروهي از شيعه گمان مي بردند كه اسماعيل جانشين امام است، ولي اسماعيل در حال حيات پدرش از دنيا رفت. پس حضرت صادق عليه السلام دستور داد كه جنازه اسماعيل را بر سريري بدون روانداز نهادند و به سوي بقيع حمل كردند. در ميان راه، امام صادق بارها دستور داد سرير را بر زمين مي نهادند و صورت اسماعيل را باز مي كردند تا مردم ببينند و وفات اسماعيل بر كساني كه گمان مي كردند اسماعيل، امام پس از حضرت صادق است، مسلم شود.

با اين همه، برخي پس از شهادت امام صادق عليه السلام، امامت حضرت موسي بن جعفر عليه السلام را نپذيرفتند كه خود دو فرقه شدند؛ عده اي قائل به زنده بودن اسماعيل و امامت او شدند و گروهي نيز فرزندش، محمد بن اسماعيل را به عنوان امام برگزيدند. [1] .



[ صفحه 22]



علي بن جعفر نيز از بزرگان و راويان حديث است كه مردي پرهيزگار و فاضل بود. او پس از پدر بزرگوارش، پيوسته همراه برادرش موسي بن جعفر بود و احاديث زيادي از وي نقل كرده است. بارگاه وي در قم پيوسته مورد توجه شيعيان بوده است.

عبدالله ملقب به افطح پس از اسماعيل، بزرگ ترين فرزند امام صادق عليه السلام بود. فرقه افطحيه يا فطحيه پيروان او و قائلان به امامت وي پس از امام صادق عليه السلام بودند. عبدالله هفتاد روز پس از وفات امام صادق عليه السلام از دنيا رفت. [2] .

شبراوي در الاتحاف، دو فرزند ديگر نيز براي حضرت به نام هاي قاسم و ام كلثوم برمي شمارد و مي نويسد: «در مصر، بين قبر ليث بن سعد و امام شافعي مدفون هستند».



[ صفحه 23]




پاورقي

[1] ابي الفتح شهرستاني، ملل و نحل، تصحيح: احمد فهيمي، بيروت، دارالكتب، 1410 ه. ق، چ 1، ج 1، صص 170 و 171.

[2] الامام عبدالله بن محمد شبراوي شافعي، الاتحاف، چاپ مصر، بي تا، ص 54، ذيل شرح حال امام صادق عليه السلام.


زيارت امام صادق


در آثار ديني همان گونه كه ترغيب فراوان به زيارت كعبه شده است، و حتي زيارت بيت الله الحرام براي افراد توانمند يك تكليف الهي مي باشد - و لله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا، [1] «بر افراد توانمند كه استطاعت زيارت خانه خدا را دارند، زيارت خانه بر عهده آنان است.» - بر زيارت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عترت نيز همين ترغيب شده است. براي زيارت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بزرگ ترين پاداش منظور شده است و بي اعتنايي به آن جفاي بزرگ به شمار مي رود، من اتي مكة حاجا و لم يزرني الي المدينة جفوته يوم القيمة، من اتاني زائرا و جبت له شفاعتي و من وجبت له شفاعتي و جبت له الجنة. [2] .



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] آل عمران، 97.

[2] وسائل، ج 10، ص 261.


زيارت قبر ياران


عبدالملك بن اعين شيباني كوفي يكي از ياران با وفا و از شاگردان امام صادق عليه السلام بود كه در نزد امام، قرب و احترام فراوان داشت. حضرت پس از آنكه وي در مدينه از دنيا رفت، دست به دعا برداشت و فرمود: خدايا ما در نزد ابو ضريس از بهترين بندگانت بوديم; خدايا او را در روز قيامت جزو ثقل محمد صلي الله عليه و آله قرار ده. سپس درباره اش فرمود:

چه كسي همانند ابو ضريس است، بلكه همانند او كسي نيامده است. [1] .

آنگاه با ياران خود به زيارت قبر او در مدينه رفت [2] و در كنار تربتش بر او رحمت فرستاد.


پاورقي

[1] جامع الرواة، ج 1، ص 519.

[2] همان.


تقيه كتمانيه


كتمان مرام و حفظ مسلك و اختفاي مقدار عده و قدرت جمعيت هم مسلكان و فعاليت سري در پيشبرد اهداف در موقع ضعف و هنگام مهيا نبودن براي انتشار مرام كه مقابل فعاليت علني در موقع قدرت و تهيه قواي كافي است.


هشدار به مدعيان دانش قرآن


امام صادق (ع) مي فرمايد:

بدانيد! خداي رحمتتان كناد! هرگاه كسي از كتاب خدا، ناسخ و منسوخ، خاص و عام، محكم و متشابه، اسباب نزول،... آشكار و عميق، ظاهر و باطن، ابتدا و انتها،... قطع و وصل،... و سياق كلام و... نداند آگاه به قرآن و اهل آن نيست و اگر كسي چنين ادعايي (بدون دليل) كرد، دروغگو و اهل افترا و تهمت بر خدا و رسولش مي باشد و جايگاه وي جهنم خواهد بود و بد سرانجامي است. [1] .


پاورقي

[1] همان، ج 93، ص 2 و3.


قيام بني عباس


عباسيان اولين بار در سال 129 در «مرو» در روستائي به نام «سفيدنج» قيام خودشان را ظاهر كردند و روز عيد فطر را براي اين كار انتخاب كردند و بعد از نماز عيد فطر اعلام قيام نمودند «شعاري كه بر روي پرچم خود نوشته بودند، همان اولين آيه ي قرآن راجع به جهاد بود.»

«اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله علي نصرهم لقدير» [1] .

به ستم ديدگان اذن داده شد كه با ستمكاران بجنگند و خداوند بر ياري آنان قادر است.



[ صفحه 27]



آيه ي ديگري كه شعار خودشان قرار داده بودند اين آيه بود:

يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقيكم. [2] .

اي مردم جهان! ما همه ي شما را از يك مرد و يك زن آفريديم و شما را گروه گروه و به صورت قبيله درآورديم تا اينكه معرفت پيدا كنيد. به درستي گرامي ترين شما نزد خدا با تقواترين شماست.

خراسانيها با اين آيات قرآن مي خواستند بگويند كه امويها برخلاف دستور اسلام، عربيت را تأييد مي كنند و امتياز عرب بر عجم قائل مي شوند و اين برخلاف اصل مسلم اسلام است. و در واقع عرب را به اسلام دعوت مي كردند.

در هنگام پيروزي بني عباس، سه برادر انقلاب را رهبري كردند. اين سه برادر به نامهاي ابراهيم امام، ابوالعباس سفاح و ابوجعفر منصور و از نژاد عباس بن عبدالمطلب عموي پيغمبر هستند.

ابن عباس كه نامش عبدالله بود از اصحاب اميرمؤمنان علي عليه السلام است، عبدالله بن عباس پسري دارد به نام علي و او پسري دارد به نام محمد، و محمد سه پسر به نامهاي «ابراهيم» و «ابوالعباس سفاح» و «ابوجعفر منصور دوانيقي» دارد.

اينها در اواخر عهد بني اميه مخفيانه دعات و مبلغيني تربيت كرده و يك تشكيلات محرمانه اي به وجود آوردند و خودشان در حجاز و عراق و شام مخفي بودند و اين تشكيلات را رهبري مي كردند و نمايندگان آنها در اطراف و اكناف و بيش از همه در خراسان مردم را دعوت به انقلاب و شورش عليه دستگاه اموي مي كردند. در سال 124 «محمد بن علي» درگذشت و پسر بزرگ او «ابراهيم امام» به جاي او نشست.



[ صفحه 28]




پاورقي

[1] حجرات / 39.

[2] حجرات / 13.


ميزان يعني چه؟


ميزان عبارت از عدل است.


و من الخبر المشتهر بتوحيد المفضل


(البحار: ج 3 ص 57.)

قال الامام عليه السلام للمفضل: يا مفضل: أول العبر و الأدلة علي الباري جل قدسه تهيئة هذا العالم و تأليف أجزائه و نظمها علي ما هي عليه، فانك اذا تأملت العالم بفكرك و ميزته بعقلك وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج اليه عباده، فالسماء مرفوعة كالسقف، و الأرض ممدودة كالبساط، و النجوم منضودة [1] كالمصابيح، و الجواهر مخزونة كالذخائر،



[ صفحه 160]



و كل شي ء فيها لشأنه معد، و الانسان كالمملك ذلك البيت، و المخول [2] جميع ما فيه، و ضروب النبات مهيأة لمآربه، و صنوف الحيوان مصروفة في مصالحه و منافعه، ففي هذا - دلالة واضحة علي أن العالم مخلوق بتقدير و حكمة، و نظام و ملائمة، و أن الخالق له واحد و هو الذي ألفه و نظمه بعضا الي بعض، جل قدسه، و تعالي جده، و كرم وجهه، و لا اله غيره، تعالي عما يقول الجاحدون.

قال الامام عليهاالسلام ذ: اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة، و اعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة ان بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة، و عللا عظيمة من ذهاب البصر و غيره، فالبكاء مسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم، و السلامة في أبصارهم، أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء و والداه لا يعرفان ذلك، فهما دائبان [3] ليسكتاه و يتوخيان [4] في الأمور مرضاته لئلا يبكي، و هما لا يعلمان أن البكاء أصلح له و أجمع عاقبة، فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالاهمال، و لو عرفوا ذلك لم يقضوا علي الشي ء أنه لا منفعة فيه من أجل أنهم لا يعرفونه و لا يعلمون السبب فيه، فان كل ما لا يعرفه [5] المنكرون يعلمه العارفون و كثير مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه و علت كلمته، فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريق ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقيت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة، كمن تراه قد غلبت عليه



[ صفحه 161]



الرطوبة فأخرجته الي البله [6] و الجنون و التخليط [7] الي غير ذلك من الأمراض المختلفة، كالفالج و اللقوة [8] ، و ما أشبهما، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم، فتفضل علي خلقه بما جهلوه، و نظر لهم بما لم يعرفوه، و لو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك عن التمادي في معصيته، فسبحانه ما أجل نعمته و أسبغها علي المستحقين و غيرهم من خلقه، و تعالي عما يقول المبطلون علوا كبيرا.

فكر يا مفضل في أعضاء البدن أجمع و تدبير كل منها للارب فاليدان للعلاج، و الرجلان للسعي، و العينان للاهتداء، و الفم للاغتذاء، و المعدة للهضم، و الكبد للتخليص [9] ، و المنافذ لتنفيذ الفضول، و الأوعية لحملها، و الفرج لاقامة النسل، و كذلك جميع الأعضاء اذا تأملتها و أعملت فكرك فيها و نظرك وجدت كل شي ء منها قد قدر لشي ء علي صواب و حكمة.

قال المفضل: فقلت: يا مولاي ان قوما يزعمون أن هذا الفعل من الطبيعة، فقال: سلهم عن هذه الطبيعة، أهي شي ء له علم و قدرة علي مثل هذه الأفعال، أم ليست كذلك؟ فان أوجبوا لها العلم و القدرة فما يمنعهم من اثبات الخالق؟ فان هذه صنعته، و ان زعموا أنها تفعل هذه الأفعال بغير علم و لا عمد و كان في أفعالها ما قد تراه من الصواب و الحكمة، علم أن



[ صفحه 162]



هذا الفعل للخالق الحكيم، و أن الذي سموه طبيعة هو سنة في خلقه الجارية علي ما أجراها عليه.

يا مفضل انظر الي ما خص به الانسان في خلقه تشريفا و تفضيلا علي البهائم، فانه خلق ينتصب قائما و يستوي جالسا، ليستقبل الأشياء بيديه و جوارحه، و يمكنه العلاج و العمل بهما، فلو كان مكبوبا علي وجهه كذات الأربع لما استطاع أن يعمل شيئا من الأعمال.

انظر الآن يا مفضل الي هذه الحواس التي خص بها الانسان في خلقه و شرف بها علي غيره، كيف جعلت العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة ليتمكن من مطالعة الأشياء، و لم تجعل في الأعضاء التي تحتهن كاليدين و الرجلين، فتعرضها الآفات، و تصيبها من مباشرة العمل و الحركة ما يعللها و يؤثر فيها و ينقص منها، و لا في الأعضاء التي وسط البدن كالبطن و الظهر فيعسر تقلبها و اطلاعها نحو الأشياء، فلما لم يكن لها في شي ء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أسني المواضع للحواس، و هو بمنزلة الصومعة لها، فجعل الحواس خمسا تلقي خمسا لكي لا يفوتها شي ء من المحسوسات، فخلق البصر ليدرك الألوان: فلو كانت الألوان و لم يكن بصر يدركها لم يكن منفعة فيها، و خلق السمع ليدرك الأصوات، فلو كانت الأصوات و لم يكن سمع يدركها لم يكن فيها ارب [10] ، و كذلك سائر الحواس، ثم هذا يرجع متكافئا، فلو كان بصر و لم يكن ألوان لما كان للبصر معني، و لو كان سمع و لم يكن أصوات لم يكن للسمع موضع، فانظر كيف قدر بعضها يلقي بعضا فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه، و لكل محسوس حاسة تدركه، و مع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين



[ صفحه 163]



الحواس و المحسوسات، لا يتم الحواس الا بها، كمثل الضياء و الهواء فانه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر لم يكن البصر يدرك اللون، و لو لم يكن هواء يؤدي الصوت الي السمع، لم يكن السمع يدرك الصوت، فهل يخفي علي من صح نظره و أعمل فكره أن مثل هذا الذي وصفت من تهيئة الحواس و المحسوسات بعضها يلقي بعضا، و تهيئة أشياء أخر بها تتم الحواس لا يكون الا بعمد و تقدير من لطيف خبير.

فكر يا مفضل فيمن عدم البصر من الناس و ما يناله من الخلل في أموره، فانه لا يعرف موضع قدمه، و لا يبصر ما بين يديه، فلا يفرق بين الألوان، و بين المنظر الحسن و القبيح، و لا يري حفرة ان هجم عليها [11] ، و لا عدوا ان أهوي اليه بسيف، و لا يكون له سبيل الي أن يعمل شيئا من هذه الصناعات مثل الكتابة و التجارة و الصياغة حتي أنه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر الملقي، و كذلك من عدم السمع يختل في أمور كثيرة فانه يفقد روح المخاطبة و المحاورة، و يعدم لذة الأصوات و اللحون الشجية المطربة، و يعظم المؤونة علي الناس في محاورته، حتي يتبرموا به [12] و لا يسمع شيئا من أخبار الناس و أحاديثهم، حتي يكون كالغائب و هو شاهد، أو كالميت و هو حي، فأما من عدم العقل فانه يلحق بمنزلة البهائم، بل يجهل كثيرا مما يهتدي اليه البهائم، أفلا تري كيف صارت الجوارح و العقل و سائر الخلال [13] التي بها صلاح الانسان و التي لو فقد منها شيئا لعظم ما يناله في ذلك من الخلل يوافي خلقه علي التمام حتي لا يفقد شيئا منها، فلم كان كذلك الا لأنه خلق بعلم و تقدير؟.



[ صفحه 164]



أطل الفكر يا مفضل في الصوت و الكلام و تهيئة آلاته في الانسان، فالحنجرة كالأنبوبة [14] لخروج الصوت، و اللسان و الشفتان و الأسنان لصياغة الحروف و النغم، ألا تري أن من سقطت أسنانه لم يقم السين، و من سقطت شفته لم يصحح الفاء، و من ثقل لسانه لم يفصح الراء، و أشبه شي ء بذلك المزمار الأعظم، فالحنجرة يشبه قصبة المزمار و الرية يشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل الريح، و العضلات التي تقبض علي الرية ليخرج الصوت كالأصابع التي تقبض علي الزق حتي تجري الريح في المزمار، و الشفتان و الأسنان التي تصوغ الصوت حروفا و نغما كالأصابع التي يختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره ألحانا، غير أنه و ان كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالدلالة و التعريف فان المزمار بالحقيقة هو المشبه بمخرج الصوت.

قد أنبأتك بما في الأعضاء من الغناء في صنعة الكلام و اقامة الحروف، و فيها مع الذي ذكرت لك مآرب أخري، فالحنجرة يسلك فيها هذا النسيم الي الرية فتروح علي الفؤاد بالنفس الدائم المتتابع الذي لو احتبس شيئا يسيرا لهلك الانسان، و باللسان تذاق الطعوم فيميز بينها و يعرف كل واحد منها حلوها و مرها و حامضها من مزها [15] ، و مالحها من عذبها، و طيبها من خبيثها، و فيه مع ذلك معونة علي اساغة الطعام و الشراب، و الأسنان تمضغ الطعام حتي تلين و يسهل اساغته، و هي مع ذلك كالسند للشفتين تمسكهما و تدعمهما من داخل الفم [16] ، و اعتبر ذلك بأنك تري من سقطت أسنانه مسترخي الشفة و مضطربها، و بالشفتين



[ صفحه 165]



يترشف الشراب [17] حتي يكون الذي يصل الي الجوف منه بقصد و قدر لا يثج ثجا [18] فيغص به الشارب أو ينكا في الجوف، ثم هما بعد ذلك كالباب المطبق علي الفم يفتحهما الانسان اذا شاء و يطبقهما اذا شاء، ففيما وصفنا من هذا بيان أن كل واحد من هذه الأعضاء يتصرف و ينقسم الي وجوه من المنافع، كما تتصرف الأداة الواحدة في أعمال شتي، و ذلك كالفأس [19] يستعمل في النجارة و الحفر و غيرها من الأعمال، و لو رأيت الدماغ اذا كشف عنه لرأيته قد لف بحجب بعضها فوق بعض لتصوفه من الأعراض و تمسكه فلا يضطرب، ولو رأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة كيما يفته [20] هد الصدمة و الصكة [21] التي ربما وقعت في الرأس، ثم جللت الجمجمة بالشعر حتي صار بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحر و البرد، فمن حصن الدماغ هذا التحصين الا الذي خلقه و جعله ينبوع الحس و المتسحق للحيطة و الصيانة بعلو منزلته من البدن و ارتفاع درجته و خطر مرتبته؟!.

يا مفضل من غيب الفؤاد في جوف الصدر. و كساه المدرعة التي هي غشاؤه، و حصنه بالجوانح [22] و ما عليها من اللحم و العصب لئلا يصل اليه ما ينكؤه؟ من جعل في الحلق منفذين؟ أحدهما لمخرج الصوت و هو الحلقوم المتصل بالرية و الآخر منفذ الغذاء و هو المري ء المتصل بالمعدة الموصل الغذاء اليها، و جعل علي الحلقوم طبقا يمنع الطعام أن يصل الي



[ صفحه 166]



الرية فيقتل؟ من جعل الرية مروحة الفؤاد؟ لا تفتر و لا تخل [23] لكيلا تتحيز [24] الحرارة في الفؤاد فتؤدي الي التلف، من جعل لمنافذ البول و الغائط أشراجا تضبطهما؟ لئلا يجريا جريانا دائما فيفسد علي الانسان عيشه فكم عسي أن يحصي المحصي من هذا؟ بل الذي لا يحصي منه و لا يعلمه الناس أكثر، من جعل المعدة عصبانية شديدة و قدرها.

فكر يا مفضل لم صار المخ الرقيق محصنا في أنابيب العظام؟ هل ذلك الا ليحفظه و يصونه؟ لم صار الدم السائل محصورا في العروق بمنزلة الماء في الظروف الا لتضبطه فلا يفيض؟ لم صارت الأظفار علي أطراف الأصابع الا وقاية لها و معونة علي العمل؟ لم صار داخل الأذن ملتويا كهيئة الكوكب [25] الا ليطرد فيه الصوت حتي ينتهي الي السمع [26] و ليتكسر حمة الريح فلا ينكأ في السمع؟ لم حمل الانسان علي فخذيه و أليتيه هذا اللحم الا ليقيه من الأرض فلا يتألم من الجلوس عليهما، كما يألم من نحل جسمه و قل لحمه اذا لم يكن بينه و بين الأرض حائل يقيه صلابتها؟ من جعل الانسان ذكرا و أنثي الا من خلقه متناسلا؟ و من خلقه متناسلا الا من خلقه مؤملا [27] ، و من خلقه مؤملا و من أعطاه آلات العمل الا من خلقه عاملا؟ و من خلقه عاملا الا من جعله محتاجا؟ و من جعله محتاجا الا من ضربه بالحاجة [28] ؟ و من ضربه بالحاجة الا من توكل



[ صفحه 167]



بتقويمه [29] ؟ من خصه بالفهم الا من أوجب له الجزاء؟ و من وهب له الحيلة الا من ملكه الحول [30] ؟ و من ملكه الحول الا من ألزمه الحجة؟ من يكفيه ما لا تبلغه حيلته الا من لم يبلغ مدي شكره؟ فكر و تدبر ما وصفته، هل تجد الاهمال علي هذا النظام و الترتيب؟ تبارك الله عما يصفون.

أصف لك الآن يا مفضل الفؤاد، اعلم أن فيه ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرية تروح عن الفؤاد، حتي لو اختلفت تلك الثقب و تزايل بعضها من بعض لما وصل الروح الي الفؤاد و لهلك الانسان أفيستجيز ذو فكر و روية أن يزعم أن مثل هذا يكون بالاهمال و لا يجد شاهدا من نفسه ينزعه عن هذا القول [31] لو رأيت فردا من مصراعين فيه كلوب [32] أكنت تتوهم أنه جعل كذلك بلا معني؟ بل كنت تعلم ضرورة أنه مصنوع يلقي فردا آخر فتبرزه ليكون في اجتماعهما ضرب من المصلحة، و هكذا تجد الذكر من الحيوان كأنه فرد من زوج مهيأ من فرد أنثي فيلتقيان لما فيه من دوام النسل و بقاؤه فتبا و خيبة و تعسا لمنتحلي الفلسفة [33] ، كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة حتي أنكروا التدبير و العمد فيها؟ لو كان فرج الرجل مسترخيا كيف كان يصل الي قعر الرحم حتي يفرغ النطفة فيه؟ و لو كان منعظا أبدا كيف كان الرجل يتقلب في الفراش أو يمشي بين الناس و شي ء شاخص أمامه؟ ثم يكون في ذلك مع قبح المنظر تحريك الشهوة في كل وقت من الرجال و النساء جميعا، فقدر الله جل اسمه أن يكون أكثر ذلك لا



[ صفحه 168]



يبدو للبصر في كل وقت و لا يكون علي الرجال منه مؤونة، بل جعل فيه القوة علي الانتصاب وقت الحاجة الي ذلك لما قدر أن يكون فيه دوام النسل و بقاؤه.

فكر يا مفضل في الأفعال التي جعلت في الانسان من الطعم [34] و النوم و الجماع و ما دبر فيها فانه جعل لكل واحد منها في الطباع نفسه محرك يقتضيه و يستحث به فالجوع يقتضي الطعم الذي به حياة البدن و قوامه، و الكري [35] تقتضي النوم الذي فيه راحة البدن و اجمام [36] قواه، و الشبق [37] يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل و بقاؤه، و لو كان الانسان انما يصير الي أكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه اليه و لم يجد من طباعه شيئا يضطره الي ذلك كان خليقا أن يتواني عنه أحيانا بالتثقل و الكسل حتي ينحل بدنه فيهلك [38] ، كما يحتاج الواحد الي الدواء بشي ء مما يصلح ببدنه فيدافع به حتي يؤديه ذلك الي المرض و الموت، و كذلك لو كان انما يصير الي النوم بالتفكر في حاجته الي راحة البدن و اجمام قواه كان عسي أن يتثاقل عن ذلك فيدمغه حتي ينهك بدنه، و لو كان انما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد أن يفتر عنه حتي يقل النسل أو ينقطع، فان من الناس من لا يرغب في الولد و لا يحفل به، فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الأفعال التي بها قوام الانسان و صلاحه محرك من نفس الطبع يحركه لذلك و يحدوه عليه [39] و اعلم أن في الانسان قوي أربعا: قوة جاذبة تقبل الغذاء و تورده علي المعدة، و قوة



[ صفحه 169]



ممسكة تحبس الطعام حتي تفعل فيه الطبيعة فعلها، و قوة هاضمة و هي التي تطبخه و تستخرج صفوه و تبثه في البدن، و قوة دافعة تدفعه و تحدر الثفل [40] الفاضل بعد أخذ الهاضمة حاجتها، تفكر في تقدير هذه القوي الأربعة التي في البدن و أفعالها و تقديرها للحاجة اليها و الارب فيها، و ما في ذلك من التدبير و الحكمة؟ و لولا الجاذبة كيف يتحرك الانسان لطلب الغذاء التي بها قوام البدن؟ و لو لا الماسكة كيف كان يلبث الطعام في الجوف حتي تهضمه المعدة؟ و لولا الهاضمة كيف كان ينطبخ حتي يخلص منه الصفو الذي يغذي البدن و يسد خلله [41] و لولا الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع و يخرج أولا فأولا؟ أفلا تري كيف و كل الله سبحانه بلطيف صنعه و حسن تقديره هذه القوي بالبدن و القيام بما فيه صلاحه؟ و سأمثل لك في ذلك مثالا: ان البدن بمنزلة دار الملك، و له فيها حشم و صبية و قوام موكلون بالدار، فواحد لاقضاء حوائج الحشم و ايرادها عليهم، و آخر لقبض ما يرد و خزنه الي أن يعالج و يهيأ و آخر لعلاج ذلك و تهيئته و تفريقه، و آخر لتنظيف ما في الدار من الأقذار و اخراجه منها؛ فالملك في هذا هو الخلاق الحكيم ملك العالمين، و الدار هي البدن، و الحشم هي الأعضاء، و القوام هي هذه القوي الأربع، و لعلك تري ذكرنا هذه القوي الأربع و أفعالها بعد الذي وصفت فضلا و تزدادا، و ليس ما ذكرته من هذه القوي علي الجهة التي ذكرت في كتب الأطباء، و لا قولنا فيه كقولهم، لأنهم ذكروها علي ما يحتاج اليه في صناعة الطب و تصحيح الأبدان، و ذكرناها علي ما يحتاج في صلاح الدين و شفاء النفوس من الغي، كالذي أوضحته بالوصف الشافي و المثل



[ صفحه 170]



المضروب من التدبير و الحكمة فيها.

تأمل يا مفضل هذه القوي التي في النفس و موقعها من الانسان، أعني الفكر و الوهم و العقل و الحفظ و غير ذلك، أفرأيت لو نقص الانسان من هذه الخلال الحفظ وحده كيف كانت تكون حاله؟ و كم من خلل كان يدخل عليه في أموره و معاشه و تجاربه اذا لم يحفظ ما له و ما عليه، و ما أخذه و ما أعطي، و ما رأي و ما سمع و ما قال و ما قيل له، و لم يذكر من أحسن اليه ممن أساء به، و ما نفعه مما ضره، ثم كان لا يهتدي لطريق لو سلكه ما لا يحصي، و لا يحفظ علما ولو درسه عمره، و لا يعتقد دينا، و لا ينتفع بتجربة، و لا يستطيع أن يعتبر شيئا علي ما مضي، بل كان حقيقا أن ينسلخ من الانسانية أصلا فانظر الي النعمة علي الانسان في هذه الخلال، و كيف موقع الواحدة منها دون الجميع؟ و أعظم من النعمة علي الانسان في الحفظ النعمة في النسيان، فانه لولا النسيان لما سلا [42] أحد عن مصيبة و لا انقضت له حسرة، و لا مات له حقد، و لا استمتع بشي ء من متاع الدنيا مع تذكر الآفات، و لا رجا غفلة من سلطان، و لا فترة من حاسد؟ أفلا تري كيف جعل في الانسان الحفظ و النسيان، و هما مختلفان متضادان، و جعل له في كل منهما ضرب من المصلحة؟ و ما عسي أن يقول الذين قسموا الأشياء بين خالقين متضادين في هذه الأشياء المتضادة المتبائنة و قد تراها تجتمع علي ما فيه الصلاح و المنفعة؟

انظر يا مفضل الي ما خص به الانسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق، الجليل قدره، العظيم غناؤه، أعني الحياء فلولاه لم يقر الضيف [43] .



[ صفحه 171]



و لم يوف بالعدات، و لم تقض الحوائج، و لم يتحر الجميل [44] و لم يتنكب القبيح في شي ء من الأشياء [45] ، حتي أن كثيرا من الأمور المفترضة أيضا انما يفعل للحياء، فان من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه، و لم يصل ذا رحم، و لم يؤد أمانة، و لم يعف عن فاحشة [46] ، أفلا تري كيف وفي [47] للانسان جميع الخلال التي فيها صلاحه و تمام أمره؟.

تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به علي الانسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره، و ما يخطر بقلبه، و نتيجة فكره، و به يفهم عن غيره ما في نفسه، و لولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشي ء، و لا تفهم عن مخبر شيئا، و كذلك الكتابة التي بها تقيد أحبار الماضين للباقين، و أخبار الباقين للآتين، و بها تخلد الكتب في العلوم و الآداب و غيرها، و بها يحفظ الانسان ذكر ما يجري بينه و بين غيره من المعاملات و الحساب، و لولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض، و أخبار الغائبين عن أوطانهم، و درست العلوم [48] ، و ضاعت الآداب، و عظم ما يدخل علي الناس من الخلل في أمورهم و معاملاتهم، و ما يحتاجون الي النظر فيه من أمر دينهم، و ما روي لهم مما لا يسعهم جهله، و لعلك تظن أنها مما يخلص اليه بالحيلة و الفطنة، و ليست مما أعطيه الانسان من خلقه و طباعه، و كذلك الكلام انما هو شي ء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم، و لهذا صار يختلف في الأمم المختلفة بألسن



[ صفحه 172]



مختلفة؟ و كذلك الكتابة ككتابة العربي و السرياني و العبراني و الرومي و غيرها من سائر الكتابة التي هي متفرقة في الأمم، انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا علي الكلام، فيقال لمن ادعي ذلك: ان الانسان و ان كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة فان الشي ء الذي يبلغ به ذلك الفعل و الحيلة عطية وهبة من الله عزوجل في خلقه فانه لو لم يكن له لسان مهيؤ للكلام و ذهن يهتدي به للأمور لم يكن يتكلم أبدا، و لو لم يكن له كف مهيأة و أصابع للكتابة لم يكن ليكتب أبدا و اعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها و لا كتابة، فأصل ذلك فطرة الباري جل و عز و ما تفضل به علي خلقه، فمن شكر أثيب و من كفر فان الله غني عن العالمين.

ذكر يا مفضل فيما أعطي الانسان علمه و ما منع فانه أعطي علم جميع ما فيه صلاح دينه و دنياه، فمما فيه صلاح دينه معرفة الخالق تبارك و تعالي بالدلائل و الشواهد القائمة في الخلق، و معرفة الواجب عليه من العدل علي الناس كافة وبر الوالدين، و أداء الأمانة، و مواساة أهل الخلة، و أشباه ذلك مما قد توجد معرفته و الاقرار و الاعتراف به في الطبع و الفطرة من كل أمة موافقة أو مخالفة، و كذلك أعطي علم ما فيه صلاح دنياه كالزراعة و الغراس [49] ، و استخراج الأرضين، و اقتناء الأغنام و الأنعام، و استنباط المياه [50] ، و معرفة العقاقير [51] التي يستشفي بها من ضروب الأسقام، و المعادن التي يستخرج منها أنواع الجواهر، و ركوب السفن و الغوص في البحر، و ضروب الحيل في صيد الوحش و الطير و الحيتان، و التصرف في الصناعات، و وجوه المتاجر و المكاسب، و غير ذلك مما



[ صفحه 173]



يطول شرحه و يكثر تعداده مما فيه صلاح أمره في هذه الدار، فأعطي علم ما يصلح به دينه و دنياه، و منع ما سوي ذلك مما ليس في شأنه و لا طاقته أن يعلم؛ كعلم الغيب و ما هو كائن و بعض ما قد كان أيضا كعلم ما فوق السماء و ما تحت الأرض و ما في لجج البحار [52] و أقطار العالم [53] و ما في قلوب الناس و ما في الأرحام و أشباه هذا مما حجب علي الناس علمه، و قد ادعت طائفة من الناس هذه الأمور فأبطل دعواهم ما بين من خطائهم فيما يقضون عليه و يحكمون به فيما ادعوا علمه، فانظر كيف أعطي الانسان علم جميع ما يحتاج اليه لدينه و دنياه، و حجب عنه ما سوي ذلك ليعرف قدره و نقصه، و كلا الأمرين فيهما صلاحه.

تأمل يا مفضل ما ستر عن الانسان علمه من مدة حياته فانه لو عرف مقدار عمره و كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش مع ترقب الموت و توقعه لوقت قد عرفه بل كان يكون بمنزلة من قد فني ماله أو قارب الفناء فقد استشعر و الفقر و الوجل من فناء ماله و خوف الفقر، علي أن الذي يدخل علي الانسان من فناء العمر أعظم مما يدخل عليه من فناء المال لأن من يقل ماله يأمل أن يستخلف منه فيسكن الي ذلك، و من أيقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس و ان كان طويل العمر، ثم عرف ذلك وثق بالبقاء و انهمك [54] في اللذات و المعاصي و عمل، علي أنه يبلغ من ذلك شهوته ثم يتوب في آخر عمره، و هذا مذهب لا يرضاه الله من عباده و لا يقبله.

ألا تري لو أن عبدا لك عمل علي أنه يسخطك سنة و يرضيك يوما أو



[ صفحه 174]



شهرا لم تقبل ذلك منه، و لم يحل عندك محل العبد الصالح دون أن يضمر طاعتك و نصحك في كل الأمور و في كل الأوقات علي تصرف الحالات.

فان قلت: أو ليس قد يقيم الانسان علي المعصية حينا ثم يتوب فتقبل توبته؟ قلنا: ان ذلك شي ء يكون من الانسان لغلبة الشهوات و تركه مخالفتها من غير أن يقدرها في نفسه و يبني عليه أمره فيصفح الله عنه و يتفضل عليه بالمغفرة، فأما من قدر أمره علي أن يعصي ما بدا له ثم يتوب آخر ذلك فانما يحاول خديعة من لا يخادع بأن يتسلف التلذذ في العاجل و يعد و يمني نفسه التوبة في الآجل، و لأنه لا يفي بما يعد من ذلك فان النزوع من الترفه و التلذذ [55] و معاناة التوبة و لا سيما عند الكبر و ضعف البدن أمر صعب، و لا يؤمن علي الانسان مع مدافعته بالتوبة أن يرهقه الموت فيخرج من الدنيا غير تائب؛ كما قد يكون علي الواحد دين الي أجل و قد يقدر علي قضائه فلا يزال يدافع بذلك حتي يحل الأجل و قد نفد المال فيبقي الدين قائما عليه، فكان خير الأشياء للانسان أن يستر عنه مبلغ عمره فيكون طول عمره يترقب الموت فيترك المعاصي و يؤثر العمل الصالح.

فان قلت: و ها هو الآن قد ستر عنه مقدار حياته و صار يترقب الموت في كل ساعة يقارف [56] الفواحش و ينتهك المحارم، قلنا: ان وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جري عليه الأمر فيه، فان كان الانسان مع ذلك لا يرعوي [57] و لا ينصرف عن المساوي ء فانما ذلك من مرحه [58] و من



[ صفحه 175]



قساوة قلبه لا من خطأ في التدبير؛ كما أن الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به فان كان المريض مخالفا لقول الطبيب لا يعمل بما يأمره و لا ينتهي عما ينهاه عنه لم ينتفع بصفته و لم يكن الاساءة في ذلك للطبيب بل للمريض حيث لم يقبل منه، و لئن كان الانسان مع ترقبه للموت كل ساعة لا يمتنع عن المعاصي فانه لو وثق بطول البقاء كان أحري بأن يخرج الي الكبائر الفظيعة، فترقب الموت علي كل حال خير له من الثقة بالبقاء، ثم ان ترقب الموت و ان كان صنف من الناس يلهون عنه و لا يتعظون به فقد يتعظ به صنف آخر منهم، و ينزعون عن المعاصي و يؤثرون العمل الصالح و يجودون بالأموال و العقائل النفيسة في الصدقة علي الفقراء و المساكين فلم يكن من العدل أن يحرم هؤلاء الانتفاع بهذه الخصلة لتضييع أولئك حظهم منها.

فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها فانها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، و لو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلا لا معني له، فصارت تصدق أحيانا فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يتحذر منها، و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد.

فكر في هذه الأشياء التي تراها موجودة معدة في العالم من مآربهم، فالتراب للبناء، و الحديد للصناعات، و الخشب للسفن و غيرها، و الحجارة للأرحاء و غيرها [59] ، و النحاس للأواني، و الذهب و الفضة للمعاملة، و الجوهر للذخيرة، و الحبوب للغذاء، و الثمار للتفكه [60] ، و اللحم للمأكل،



[ صفحه 176]



و الطيب للتلذذ، و الأدوية للتصحيح، و الدواب للحمولة، و الحطب للتوقد، و الرماد للكلس، و الرمل للأرض، و كم عسي أن يحصي المحصي من هذا و شبهه، أرأيت لو أن داخلا دخل دارا فنظر الي خزائن مملوءة من كل ما يحتاج اليه الناس و رأي كل ما فيها مجموعا معدا لأسباب معروفة لكان يتوهم أن مثل هذا يكون بالاهمال و من غير عمد؟ فكيف يستجيز قائل أن يقول هذا في العالم و ما أعد فيه من هذه الأشياء.

و اعلم يا مفضل أن رأس معاش الانسان و حياته الخبز و الماء، فانظر كيف دبر الأمر فيهما، فان حاجة الانسان الي الماء أشد من حاجته الي الخبز؛ و ذلك أن صبره علي الجوع أكثر من صبره علي العطش، و الذي يحتاج اليه من الماء أكثر مما يحتاج اليه من الخبز؛ لأنه يحتاج اليه لشربه و وضوئه و غسله و غسل ثيابه و سقي أنعامه وزرعه، فجعل الماء مبذولا لا يشتري لتسقط عن الانسان المؤونة في طلبه و تكلفه، و جعل الخبز متعذرا لا ينال الا بالحيلة و الحركة ليكون للانسان في ذلك شغل يكفه عما يخرجه اليه الفراغ من الأشر و العبث؛ ألا تري أن الصبي يدفع الي المؤدب و هو طفل لم يكمل ذاته للتعليم كل ذلك ليشتغل عن اللعب و العبث اللذين ربما جنيا عليه و علي أهله المكروه [61] العظيم، و هكذا الانسان لو خلا من الشغل لخرج من الأشر و العبث و البطر الي ما يعظم ضرره عليه و علي من قرب منه، و اعتبر ذلك بمن نشأ في الجدة [62] و رفاهية العيش و الترفه و الكفاية و ما يخرجه ذلك اليه.

اعتبر لم لا يتشابه الناس واحد بالآخر كما يتشابه الوحوش و الطير



[ صفحه 177]



و غير ذلك فانك تري السرب من الظباء و القطا [63] تتشابه حتي لا يفرق بين واحد منها و بين الأخري، و تري الناس مختلفة صورهم و خلقهم حتي لا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة، و العلة في ذلك أن الناس محتاجون الي أن يتعارفوا بأعيانهم و حلاهم لما يجري بينهم من المعاملات و ليس يجري بين البهائم مثل ذلك فيحتاج الي معرفة كل واحد منهما بعينه و حليته، ألا تري أن التشابه في الطير و الوحش لا يضرهما شيئا، و ليس كذلك الانسان فانه ربما تشابه التوأمان تشابها شديدا فتعظم المؤونة علي الناس في معاملتهما حتي يعطي أحدهما بالآخر و يوخذ أحدهما بذنب الآخر، و قد يحدث مثل هذا في تشابه الأشياء فضلا عن تشابه الصورة، فمن لطفه لعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال حتي وقف بها علي الصواب الا من وسعت رحمته كل شي ء؟ لو رأيت تمثال الانسان مصورا علي حائط فقال لك قائل: ان هذا ظهر هاهنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع أكنت تقبل ذلك! بل كنت تستهزي ء به فكيف تنكر هذا في تمثال مصور جماد و لا تنكر في الانسان الحي الناطق؟ لم صارت أبدان الحيوان و هي تغتذي أبدا لا تنمي، بل ينتهي الي غاية من النمو ثم تقف و لا تتجاوزها لولا التدبير في ذلك؟ فان من تدبير الحكيم فيها أن يكون أبدان كل صنف منها علي مقدار معلوم غير متفاوت في الكبير و الصغير، و صارت تنمي حتي تصل الي غايتها ثم يقف ثم لا يزيد و الغذاء مع ذلك دائم لا ينقطع، و لو كانت تنمي نموا دائما لعظمت أبدانها و اشتبهت مقاديرها حتي لا يكون لشي ء منها حد يعرف؛ لم صارت أجسام الانس خاصة تثقل عن الحركة و المشي و يجفو عن الصناعات اللطيفة [64] الا



[ صفحه 178]



لتعظيم المؤونة فيما يحتاج اليه الناس للملبس و المضجع و التكفين و غير ذلك، ولو كان الانسان لا يصيبه ألم و لا وجع بم كان يرتدع عن الفواحش و يتواضع لله و يتعطف علي الناس؟ أما تري الانسان اذا عرض له وجع خضع و استكان و رغب الي ربه في العافية و بسط يديه بالصدقة؟ و لو كان لا يألم من الضرب بم كان السلطان يعاقب الدعار [65] و يذل العصاة المردة؟ و بم كان الصبيان يتعلمون العلوم و الصناعات؟ و بم كان العبيد يذلون لأربابهم و يذعنون لطاعتهم؟ أفليس هذا توبيخ لابن أبي العوجاء و ذويه الذين جحدوا التدبير، و المانوية الذين أنكروا الألم و الوجع؟ لو لم يولد من الحيوان الا ذكر فقط أو اناثا فقط ألم يكن النسل منقطعا، و باد مع ذلك أجناس الحيوان؟ فصار بعض الأولاد يأتي ذكورا و بعضها يأتي اناثا ليدوم التناسل و لا ينقطع. لم صار الرجل و المرأة اذا أدركا نبتت لهما العانة ثم نبتت اللحية للرجل و تخلفت عن المرأة لولا التدبير في ذلك؟ فانه لما جعل الله تبارك و تعالي الرجل قيما و رقيبا علي المرأة و جعل المرأة عرسا [66] و خولا للرجل أعطي الرجل اللحية لما له من العزة و الجلالة و الهيبة و منعها المرأة لتبقي لها نضارة الوجه و البهجة التي تشاكل المفاكهة [67] و المضاجعة؛ أفلا تري الخلقة كيف يأتي بالصواب في الأشياء و تتخلل مواضع الخطأ [68] فتعطي و تمنع علي قدر الارب و المصلحة بتدبير الحكيم عزوجل؟.

أنظر الآن الي ذوات الأربع كيف تراها تتبع أماتها [69] مستقلة بأنفسها



[ صفحه 179]



لا تحتاج الي الحمل و التربية كما تحتاج أولاد الانس، فمن أجل أنه ليس عند أمهاتها ما عند أمهات البشر من الرفق و العلم بالتربية و القوة عليها بالأكف و الأصابع المهيأة لذلك أعطيت النهوض و الاستقلال بأنفسها، و كذلك تري كثيرا من الطير كمثل الدجاج و الدراج و القبج [70] تدرج و تلقط حين ينقاب عنها البيض [71] فأما ما كان منها ضعيفا لا نهوض فيه كمثل فراخ الحمام و اليمام [72] و الحمر فقد جعل في الأمهات فضل عطف عليها فصارت تمج الطعام [73] في أفواهها بعدما توعيه حواصلها فلا تزال تغذيها حتي تستقل بأنفسها و لذلك لم ترزق الحمام فراخا كثيرة مثل ما ترزق الدجاج لتقوي الأم علي تربية فراخها فلا تفسد و لا تموت فكل أعطي بقسط من تدبير الحكيم اللطيف الخبير.

أنظر الي قوائم الحيوان كيف تأتي أزواجا لتتهيأ للمشي، و لو كانت أفرادا لم تصلح لذلك لأن الماشي ينقل قوائمه و يعتمد علي بعض؛ فذو القائمتين ينقل واحدة و يعتمد علي واحدة، و ذو الأربع ينقل اثنين و يعتمد علي اثنين، و ذلك من خلاف لأن ذا الأربع لو كان ينقل قائمتين من أحد جانبيه و يعتمد علي قائمتين من الجنب الآخر لما يثبت علي الأرض كما لا يثبت السرير و ما أشبهه فصار ينقل اليمني من مقاديمه مع اليسري من مآخيره، و ينقل الأخريين من خلال فيثبت علي الأرض و لا يسقط اذا مشي.

أما تري الحمار كيف يذل للطحن و الحمولة و هو يري الفرس مودعا



[ صفحه 180]



منعما [74] و البعير لا يطيقه عدة رجال لو استعصي، كيف كان ينقاد للصبي؟ و الثور الشديد كيف كان يذعن لصاحبه حتي يضع النير علي عنقه و يحرث به [75] و الفرس الكريم يركب السيوف و الأسنة بالمواتاة لفارسه [76] ، و القطيع من الغنم يرعاه رجل واحد و لو تفرقت الغنم فأخذ كل واحد منها في ناحية لم يلحقها، و كذلك جميع الأصناف مسخرة للانسان فبم كانت كذلك؟ الا بأنها عدمت العقل و الروية فانها لو كانت تعقل و تروي في الأمور [77] كانت خليقة أن تلتوي علي الانسان في كثير من مآربه، حتي يمتنع الجمل علي قائده، و الثور علي صاحبه، و تتفرق الغنم عن راعيها، و أشباه هذا من الأمور، و كذلك هذه السباع لو كانت ذا عقل و روية فتوازرت علي الناس كانت خليقة أن تجتاحهم [78] فمن كان يقوم للأسد و الذئاب و النمورة و الدببة لو تعاونت و تظاهرت علي الناس؟ أفلا تري كيف حجر ذلك عليها و صارت مكان ما كان يخاف من اقدامها و نكايتها تهاب مساكن الناس و تحجم عنها ثم لا تظهر و لا تنشر لطلب قوتها الا بالليل؟ فهي مع صولتها كالخائف للانس بل مقموعة ممنوعة منهم، و لولا ذلك لساورتهم [79] في مساكنهم وضيعت عليهم ثم جعل في الكلب من بين هذه السباع عطف علي مالكه و محاماة عنه و حفاظ له فهو ينتقل علي الحيطان و السطوح في ظلمة الليل لحراسة منزل صاحبه و ذب الدغار عنه و يبلغ من محبته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه و دون ماشيته و ماله، و يألفه غاية الألف حتي



[ صفحه 181]



يصبر معه علي الجوع و الجفوة فلم طبع الكلب علي هذا الألف الا ليكون حارسا للانسان، له عين بأنياب و مخالب و نباح هائل ليذعر منه السارق و يتجنب الواضع التي يحميها و يخفرها [80] .

يا مفضل تأمل وجه الدابة كيف هو، فانك تري العينين شاخصتين [81] أمامها لتبصر ما بين يديها لئلا تصدم حائطا أو تتردي في حفرة، و تري الفم مشقوقا شقا في أسفل الخطم [82] و لو شق كمكان الفم من الانسان في مقدم الذقن لما استطاع أن يتناول به شيئا من الأرض ألا تري أن الانسان لا يتناول الطعام بفيه و لكن بيده تكرمة له علي سائر الآكلات؟ فلما لم يكن للدابة يد تتناول بها العلف جعل خطمها مشقوقا من أسفله لتقبض به علي العلف ثم تقضمه [83] و أعينت بالجحفلة [84] تتناول بها ما قرب و ما بعد. اعتبر بذنبها و المنفعة لها فيه فانه بمنزلة الطبق علي الدبر و الحياء [85] جميعا يواريهما و يسترهما، و من منافعها فيه أن ما بين الدبر و مراقي البطن منها [86] و ضر [87] يجتمع عليه الذباب و البعوض فيجعل لها الذنب كالمذبة [88] تذب بها عن ذلك الموضع، و منها أن الدابة تستريح الي تحريكه و تصريفه يمنة و يسرة، فانه لما كان قيامها علي الأربع بأسرها و شغلت المقدمتان بحمل



[ صفحه 182]



البدن عن التصرف و التقلب كان لها في تحريك الذنب راحة، و فيه منافع أخري يقصر عنها الوهم يعرف موقعها في وقت الحاجة اليها، فمن ذلك أن الدابة ترتطم في الوحل فلا يكون شي ء أعون علي نهوضها من الأخذ بذنبها، و في شعر الذنب منافع للناس كثيرة يستعملونها في مآربهم، ثم جعل ظهرها مسطحا مبطوحا علي قوائم أربع ليتمكن من ركوبها، و جعل حياها بارزا من ورائها ليتمكن الفحل من ضربها، و لو كان أسفل البطن كمكان الفرج من المرأة لم يتمكن الفحل منها، ألا تري أنه لا يستطيع أن يأتيها كفاحا كما يأتي الرجل و المرأة.

تأمل مشفر الفيل و ما فيه من لطيف التدبير فانه يقوم مقام اليد في تناول العلف و الماء و ازدرادهما [89] الي جوفه و لولا ذلك ما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض لأنه ليست له رقبة يمدها كسائر الأنعام، فلما عدم العنق أعين و كان ذلك بالخرطوم الطويل ليسدله [90] فيتناول به حاجته، فمن ذا الذي عوضه مكان العضو الذي عدمه، ما يقوم مقامه الا الرؤوف بخلقه، و كيف يكون هذا بالاهمال كما قالت الظلمة؟.

فان قيل: فما باله لم يخلق ذا عنق كسائر الأنعام؟ قيل له: ان رأس الفيل و أذنيه أمر عظيم و ثقل ثقيل، و لو كان ذلك علي عنق عظيمة لهدها و أوهنها، فجعل رأسه ملصقا بجسمه لكيلا ينال منه ما وصفنا، و خلق له مكان العنق هذا المشفر ليتناول به غذاءه فصار مع عدمه العنق مستوفيا، فيه بلوغ حاجته.

فكر في خلق الزرافة و اختلاف أعضائها و شبهها بأعضاء أصناف من



[ صفحه 183]



الحيوان، فرأسها رأس فرس و عنقها عنق جمل، و أظلافها أظلاف بقرة، و جلدها جلد نمر، و زعم ناس من الجهال بالله عزوجل أن نتاجها من فحول شتي؟ قالوا: و سبب ذلك أن أصنافا هو كالملتقط من أصناف شتي، و هذا جهل من قائله و قلة معرفته بالباري ء جل قدسه، و ليس كل صنف من الحيوان يلقح كل صنف، فلا الفرس يلقح الجمل، و لا الجمل يلقح البقر، و انما يكون التلقيح من بعض الحيوان فيما يشاكله و يقرب من خلقه كما يلقح الفرس الحمارة فيخرج بينهما البغل، و يلقح الذئب الضبع فيخرج بينهما السمع [91] ، علي أنه ليس يكون في الذي يخرج بينهما عضو من كل واحد منهما كما في الزرافة عضو من الفرس، و عضو من الجمل، و أظلاف من البقرة، بل يكون كالمتوسط بينهما الممتزج منهما كالذي تراه في البغل، فانك تري رأسه و أذنيه و كفله و ذنبه و حوافره وسطا بين هذه الأعضاء من الفرس و الحمار، و شحيجه [92] كالممتزج من صهيل الفرس و نهيق الحمار، فهذا دليل علي أنه ليست الزرافة من لقاح أصناف شتي من الحيوان كما زعم الجاهلون، بل هي خلق عجيب من خلق الله للدلالة علي قدرته لا يعجزها شي ء، و ليعلم أنه خالق أصناف الحيوان كلها، يجمع بين ما يشاء من أعضائها في أيها شاء، و يفرق ما شاء منها في أيها شاء، و يزيد في الخلقة ما شاء، و ينقص منها ما شاء، دلالة علي قدرته علي الأشياء، و أنه لا يعجزه شي ء أراده جل و تعالي، فأما طول عنقها و المنفعة لها في ذلك فان منشأها و مرعاها في غياطل [93] ذوات أشجار شاهقة ذاهبة طولا



[ صفحه 184]



في الهواء فهي تحتاج الي طول العنق لتناول بفيها أطراف تلك الأشجار فتتقوت من ثمارها.

تأمل خلق القرد و شبهه بالانسان في كثير من أعضائه أعني الرأس و الوجه و المنكبين و الصدر، و كذلك أحشاؤه شبيهة أيضا بأحشاء الانسان، و خص من ذلك بالذهن و الفطنة التي بها يفهم عن سائسه ما يومي اليه، ويحكي كثيرا مما يري الانسان يفعله حتي أنه يقرب من خلق الانسان و شمائله في التدبير في خلقته علي ما هي عليه أن يكون عبرة للانسان في نفسه فيعلم أنه من طينة البهائم و سنخها اذا كان يقرب من خلقها هذا القرب، و أنه لولا فضيلة فضله الله بها في الذهن و العقل و النطق كان بعض البهائم، علي أن في جسم القرد فضولا أخري يفرق بينه و بين الانسان كالخطم و الذنب المسدل و الشعر المجلل للجسم كله، و هذا لم يكن مانعا للقرد أن يلحق بالانسان لو أعطي مثل ذهن الانسان و عقله و نطقه، و الفصل الفاصل بينه و بين الانسان بالصحة هو النقص في العقل و الذهن و النطق [94] .

فكر يا مفضل في خلقة عجيبة جعلت في البهائم، فانهم يوارون أنفسهم اذا ماتوا كما يواري الناس موتاهم، و الا فأين جيف هذه الوحوش و السباع و غيرها لا يري منها شي ء؟ و ليست قليلة فتخفي لقلتها، بل لو قال قائل: انها أكثر من الناس لصدق، فاعتبر ذلك بما تراه في الصحاري و الجبال من أسراب الظباء [95] و المها [96] و الحمير و الوعول و الأيائل [97] و غير



[ صفحه 185]



ذلك من الوحوش، و أصناف السباع من الأسد و الضباع و الذئاب و النمور و غيرها، و ضروب الهوام و الحشرات و دواب الأرض، و كذلك أسراب الطير من الغربان و القطا و الاوز و الكراكي و الحمام و سباع الطير جميعا و كلها لا يري منها شي ء اذا ماتت الا الواحد بعد الواحد يصيده قانص [98] أو يفترسه سبع، فاذا أحسوا بالموت كمنوا في مواضع خفية فيموتون فيها، و لولا ذلك لامتلأت الصحاري منها حتي تفسد رائحة الهواء، و يحدث الأمراض و الوباء، فانظر الي هذا الذي يخلص اليه الناس و عملوه بالتمثيل الأول الذي مثل لهم كيف جعل طبعا و ادكارا في البهائم و غيرها ليسلم الناس من معرة ما يحدث عليهم من الأمراض و الفساد.

فكر يا مفضل في الفطن التي جعلت في البهائم لمصلحتها بالطبع و الخلقة لطفا من الله عزوجل لهم، لئلا يخلو من نعمة جل و عز أحد من خلقه لا بعقل و روية، فان الأيل يأكل الحيات فيعطش عطشا شديدا فيمتنع من شرب الماء خوفا من أن يدب السم في جسمه فيقتله، و يقف علي الغدير و هو مجهود [99] عطشا، فيعج عجيجا [100] عاليا و لا يشرب منه، و لو شرب لمات من ساعته، فانظر الي ما جعل من طباع هذه البهيمة من تحمل الظمأ الغالب خوفا من المضرة في الشرب، و ذلك مما لا يكاد الانسان العاقل المميز يضبطه من نفسه، و الثعلب اذا أعوزه الطعم [101] تماوت [102] و نفخ بطنه حتي يحسبه الطير ميتا، فاذا وقعت عليه لتنهشه وثب عليها



[ صفحه 186]



فأخذها، فمن أعان الثعلب العديم النطق و الروية بهذه الحيلة الا من توكل بتوجيه الرزق له من هذا و شبهه، فانه لما كان الثعلب يضعف عن كثير مما يقوي عليه السباع من مساورة الصيد [103] أعين بالدهاء و الفطنة و الاحتيال لمعاشه، و الدلفين [104] يلتمس صيد الطير فيكون حيلته في ذلك يأخذ السمك فيقتله و يشرحه حتي يطفو فوق الماء، يكمن تحته و يثور [105] الماء الذي عليه حتي لا يتبين شخصه، فاذا وقع الطير علي السمك الطافي وثب عليها فاصطادها، فانظر الي هذه الحيلة كيف جعلت طبعا في هذه البهيمة لبعض المصلحة؟.

قال المفضل: فقلت: قد وصفت لي يا مولاي من أمر البهائم ما فيه معتبر لمن اعتبر فصف لي الذرة و النمل و الطير فقال عليه السلام:

يا مفضل تأمل وجه الذرة [106] الحقيرة الصغيرة هل تجد فيها نقصا عما فيه صلاحها؟.

فمن أين هذا التقدير و الصواب في خلق الذرة الا من التدبير القائم في صغير الخلق و كبيره؟.

أنظر الي النمل و احتشادها [107] في جمع القوت و اعداده، فانك تري الجماعة منها اذا نقلت الحب الي زبيتها بمنزلة جماعة من الناس ينقلون الطعام أو غيره، بل للنمل في ذلك من الجد و التشمير ما ليس للناس مثله،



[ صفحه 187]



أما تريهم يتعاونون علي النقل كما يتعاون الناس علي العمل! ثم يعمدون الي الحب فيقطعونه قطعا لكيلا ينبت فيفسد عليهم، فان أصابه ندي أخرجوه فنشروه حتي يجف، ثم لا يتخذ النمل الزبية [108] الا في نشر من الأرض كي لا يفيض السيل فيغرقها فكل هذا منه بلا عقل و لا روية بل خلقة خلق عليها لمصلحة لطفا من الله عزوجل.

تأمل يا مفضل جسم الطائر و خلقته فانه حين قدر أن يكون طائرا في الجو خفف جسمه و أدمج خلقه، فاقتصر به من القوائم الأربع علي اثنين، و من الأصابع الخمس علي أربع، و من منفذين للزبل و البول علي واحد يجمعهما، ثم خلق ذا جؤجؤ محدد ليسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ فيه، كما جعل السفينة بهذه الهيئة لتشق الماء و تنفذ فيه، و جعل في جناحيه و ذنبه ريشات طوال متان لينهض بها للطيران، و كسي كله الريش ليداخله الهواء فيقله، و لما قدر أن يكون طعمه الحب و اللحم يبلعه بلعا بلا مضغ نقص من خلقه الأسنان، و خلق له منقار صلب جاس [109] يتناول به طعمه فلا ينسجح [110] من لقط الحب، و لا يتقصف [111] من نهش اللحم، و لما عدم الأسنان و صار يزدرد الحب صحيحا و اللحم غريضا [112] أعين بفضل حرارة في الجوف تطحن له الطعم طحنا يستغني به عن المضغ، اعتبر ذلك بأن عجم العنب [113] و غيره يخرج من أجواف الانس صحيحا،



[ صفحه 188]



و يطحن في أجواف الطير لا يري له أثر، و جعل مما يبيض بيضا و لا يلد ولادة لكيلا يثقل عن الطيران، فانه لو كانت الفراخ في جوفه تمكث حتي تستحكم لأثقلته و عاقته عن النهوض و الطيران، فجعل كل شي ء من خلقه مشاكلا للأمر الذي قدر أن يكون عليه ثم صار الطائر السائح في هذا الجو يقعد علي بيضه فيحضنه أسبوعا، و بعضها أسبوعين، و بعضها ثلاثة أسابيع حتي يخرج الفرخ من البيضة، ثم يقبل عليه فيزقه [114] الريح لتتسع حوصلته للغذاء، ثم يربيه و يغذيه بما يعيش به، فمن كلفه أن يلقط الطعم و يستخرجه بعد أن يستقر في حوصلته و يغذو به فراخه؟! و لأي معني يحتمل هذه المشقة و ليس بذي روية و لا تفكر؟ و لا يأمل في فراخه ما يأمل الانسان في ولده في العز و الرفد [115] و بقاء الذكر! فهذا هو فعل يشهد بأنه عطوف علي فراخه، لعله لا يعرفها و لا يفكر فيها و هي دوام النسل و بقاؤه لطفا من الله تعالي ذكره.

فكر في حوصلة الطائر و ما قدر له، فان مسلك الطعم الي القانصة [116] ضيق لا ينفذ فيه الطعام الا قليلا قليلا، فلو كان الطائر لا يلقط حبة ثانية حتي تصل الأولي الي القانصة لطال عليه، و متي كان يستوفي طعمه؟ فانما يختلسه اختلاسا لشدة الحذر، فجعلت الحوصلة كالمخلاة المعلقة أمامه ليوعي فيها ما أدرك من الطعم بسرعة ثم تنفذه الي القانصة علي مهل، و في الحوصلة أيضا خلة أخري، فان من الطائر ما يحتاج الي أن يزق فراخه فيكون رده للطعم من قرب أسهل عليه.

قال المفضل: ان قوما من المعطلة يزعمون أن اختلاف الألوان



[ صفحه 189]



و الأشكال في الطير انما يكون قبل امتزاج الأخلاط، و اختلاف مقاديرها بالمرج و الاهمال فقال:

يا مفضل هذا الوشي تراه في الطواويس و الدراج [117] و التدارج علي حد سواء، و مقابلة كنحو ما يخط بالأقلام كيف يأتي به الامتزاج المهمل علي شكل واحد لا يختلف؟ و لو كان بالاهمال لعدم الاستواء ولكان مختلفا.

تأمل ريش الطير كيف هو؟ فانك تراه منسوجا كنسج الثوب من سلوك دقاق قد ألف بعضه الي بعض كتأليف الخيط الي الخيط و الشعرة الي الشعرة، ثم تري ذلك النسج اذا مددته ينفتح قليلا و لا ينشق لتداخله الريح فيقل الطائر اذا طار، و تري في وسط الريشة عمودا غليظا متينا قد ينسج عليه الذي هو مثل الشعر ليمسكه بصلابته و هو القصبة التي هو في وسط الريشة، و هو مع ذلك أجوف يخف علي الطائر و لا يعوقه عن الطيران.

أنظر الي النحل و احتشاده في صنعة العسل، و تهيئة البيوت المسدسة و ما تري في ذلك اجتماعه من دقائق الفطنة، فانك اذا تأملت العمل رأيته عجيبا لطيفا، و اذا رأيت المعمول وجدته عظيما شريفا موقعه من الناس، و اذا رجعت الي الفاعل ألفيته غبيا جاهلا بنفسه عما سوي ذلك، ففي هذا أوضح الدلالة علي أن الصواب و الحكمة في هذه الصنعة ليس للنحل بل هي للذي طبعه عليها و سخره فيها لمصلحة الناس.

فاذا أردت أن تعرف سعة حكمة الخالق و قصر علم المخلوقين فانظر



[ صفحه 190]



الي ما في البحار من ضروب السمك و دواب الماء و الأصداف التي لا تحصي و لا تعرف منافعها الا الشي ء بعد الشي ء يدركه الناس بأسباب تحدث، مثل القرمز [118] فانه انما عرف الناس صبغه بأن كلبة تجول علي شاطي ء البحر فوجدت شيئا من الصنف الذي يسمي الحلزون [119] فأكلته فاختضب خطمها بدمه فنظر الناس الي حسنه فاتخذونه صبغا، و أشباه هذا مما يقف الناس عليه حالا بعد حال و زمانا بعد زمان.

فكر يا مفضل في لون السماء و ما فيه من صواب التدبير، فان هذا اللون أشد الألوان موافقة للبصر و تقوية حتي أن من صفات الأطباء لمن أصابه شي ء أضر ببصره ادمان النظر [120] الي الخضرة و ما يقرب منها الي السواد، و قد وصف الحذاق منهم لمن كل بصره الاطلاع الي اجانة [121] خضراء مملوة ماء، فانظر كيف جعل الله جل و تعالي أديم السماء بهذا اللون الأخضر الي السواد ليمسك الأبصار المنقلبة عليه فلا ينكأ فيها بطول مباشرتها له فصار هذا الذي أدركه الناس بالفكر و الروية و التجارب يوجد مفروغا منه في الخلقة، حكمة بالغة ليعتبر بها المعتبرون و يفكر فيها الملحدون قاتلهم الله أني يؤفكون.

فكر يا مفضل في النجوم و اختلاف مسيرها فبعضها لا تفارق مراكزها من الفلك و لا تسير الا مجتمعة و بعضها مطلقة تنتقل في البروج و تفترق في مسيرها فكل واحد منها يسير مسيرين مختلفين: أحدهما عام مع الفلك



[ صفحه 191]



نحو المغرب، و الآخر خاص لنفسه نحو المشرق، كالنملة التي تدور علي الرحي فالرحي تدور تدور ذات اليمين و النملة تدور ذات الشمال، و النملة تتحرك حركتين مختلفتين: احداهما بنفسها فتتوجه أمامها و الأخري مستكرهة مع الرحي تجذبها الي خلفها، فاسأل الزاعمين أن النجوم صارت علي ما هي عليه بالاهمال من غير عمد و لا صانع لها، ما منعها أن تكون كلها راتبة؟ أو تكون كلها منتقلة؟ فان الاهمال معني واحد فكيف صار يأتي بحركتين مختلفتين علي وزن و تقدير؟ ففي هذا بيان أن مسير الفريقين علي ما يسيران عليه بعمد و تدبير و حكمة و تقدير، و ليس باهمال كما تزعم المعطلة.

فكر في هذه النجوم التي تظهر في بعض السنة و تحتجب في بعضها كمثل الثريا و الجوزاء و الشعريين و سهيل، فانها لو كانت بأسرها تظهر في وقت واحد لم تكن لواحد فيها علي حياله دلالات يعرفها الناس و يهتدون بها لبعض أمورهم كمعرفتهم الآن بما يكون من طلوع الثور و الجوزاء اذا طلعت، و احتجابها اذا احتجبت فصار ظهور كل واحد و احتجابه في وقت غير وقت الآخر لينتفع الناس بما يدل كل واحد منها علي حدته، و كما جعلت الثريا و أشباهها تظهر حينا و تحتجب حينا لضرب من المصلحة، كذلك جعلت بنات النعش ظاهرة لا تغيب لضرب آخر من المصلحة فانها بمنزلة الأعلام التي يهتدي بها الناس في البر و البحر للطرق المجهولة، و ذلك أنها لا تغيب و لا تتواري، فهم ينظرون اليها متي أرادوا أن يهتدوا بها الي حيث شاؤوا و صار الأمران جميعا علي اختلافهما موجهين نحو الارب و المصلحة، و و فيهما مآرب أخري: علامات و دلالات علي أوقات كثيرة من الأعمال كالزراعة و الغراس و السفر في البر و البحر، و أشياء مما يحدث في الأزمنة من الأمطار و الرياح و الحر و البرد، و بها يهتدي السائرون في ظلمة



[ صفحه 192]



الليل لقطع القفار [122] الموحشة، و اللجج الهائلة، مع ما في ترددها في كبد [123] السماء مقبلة و مدبرة و مشرقة و مغربة من العبر فانها تسير أسرع السير و أحثه.

و أنبهك يا مفضل علي الريح و ما فيها ألست تري ركودها [124] اذا ركدت كيف يحدث الكرب الذي يكاد يأتي علي النفوس، و يحرض الأصحاء [125] و ينهك المرضي، و يفسد الثمار، و يعفن البقول، و يعقب الوباء في الأبدان، و الآفة في الغلات، ففي هذا بيان أن هبوب الريح من تدبير الحكيم في صلاح الخلق.

و أنبئك عن الهواء بخلة أخري، فان الصوت أثر يؤثره اصطكاك الأجسام في الهواء و الهواء يؤديه الي المسامع، و الناس يتكلمون في حوائجهم و معاملاتهم طول نهارهم و بعض ليلهم، فلو كان أثر هذا الكلام يبقي في الهواء كما يبقي الكتاب في القرطاس لا متلأ العالم منه، فكان يكربهم و يفدحهم، و كانوا يحتاجون في تجديده و الاستبدال به الي أكثر مما يحتاج اليه في تجديد القراطيس، لأن ما يلقي من الكلام أكثر مما يكتب، فجعل الخلاق الحكيم جل قدسه هذا الهواء قرطاسا خفيا يحمل الكلام ريثما يبلغ العالم حاجتهم، ثم يمحي فيعود جديدا نقيا، و يحمل ما حمل أبدا بلا انقطاع، و حسبك بهذا النسيم المسمي: «هواء» عبرة و ما فيه من المصالح، فانه حياة هذه الأبدان و الممسك لها من داخل بما تستنشق منه، و من خارج بما تباشر من روحه، و فيه تطرد هذه الأصوات فيؤدي بها من



[ صفحه 193]



البعد البعيد، و هو الحامل لهذه الأراييح ينقلها من موضع الي موضع.

ألا تري كيف تأتيك الرائحة من حيث تهب الريح فكذلك الصوت و هو القابل لهذا الحر و البرد اللذين يتعاقبان علي العالم لصلاحه، و منه هذه الريح الهابة، فالريح تروح عن الأجسام و تزجي السحاب من موضع الي موضع ليعم نفعه حتي يستكثف فيمطر، و تفضه حتي يستخف فيتفشي، و تلقح الشجر، و تسير السفن و ترخي الأطعمة و تبرد الماء، و تشب النار، و تجفف الأشياء الندية، و بالجملة أنها تحيي كلما في الأرض، فلولا الريح لذوي النبات و مات الحيوان و حمت الأشياء و فسدت.

تأمل يا مفضل خلق الورق فانك تري في الورقة شبه العروق المبثوثة فيها أجمع، فمنها غلاظ ممتدة في طولها و عرضها، و منها دقاق تتخلل الغلاظ المنسوجة ورقا دقيقا معجما لو كان مما كان يصنع بالأيدي كصنعة البشر، لما فرغ من ورق شجرة واحدة في عام كامل، و لا حتيج الي آلات و حركة و علاج و كلام، فصار يأتي منه في أيام قلائل من الربيع ما يملأ الجبال و السهل و بقاع الأرض كلها بلا حركة و لا كلام الا بالارادة النافذة في كل شي ء و الأمر المطاع.

و اعرف مع ذلك العلة في تلك العروق الدقاق فانها جعلت تتخلل الورقة بأسرها لتسقيها و توصل الماء اليها بمنزلة العروق المبثوثة في البدن لتوصل الغذاء الي كل جزء منها، و في الغلاظ منها معني آخر فانها تمسك الورقة بصلابتها و متانتها لئلا تنهتك و تتمزق فتري الورقة شبيهة بورقة معمولة بالصنعة من خرق قد جعلت فيها عيدان ممدودة في طولها و عرضها لتتماسك فلا تضطرب، فالصناعة تحكي الخلقة و ان كانت لا تدركها علي الحقيقة.



[ صفحه 194]



فكر يا مفضل في النخل، فانه لما صار فيه أناث يحتاج الي التلقيح [126] جعلت فيه ذكورة اللقاح من غير غراس، فصار الذكر من النخل بمنزلة الذكر من الحيوان الذي يلقح الاناث لتحمل و هو لا يحمل.

تأمل خلقة الجذع [127] كيف هو، فانك تراه كالمنسوج نسجا من غير خيوط ممدودة كالسدي [128] و أخري معه معترضة كاللحمة كنحو ما ينسج بالأيدي، و ذلك ليشتد و يصلب من حمل القنوان [129] الثقيلة، و هز الرياح العواصب اذا صار نخلة، و ليتهيأ للسقوف و الجسور و غير ذلك مما يتخذ منه اذا صار جذعا، و كذلك تري الخشب مثل النسيج فانك تري بعضه مداخلا بعضا طولا و بعضا عرضا كتداخل أجراء اللحم، و فيه مع ذلك متانة ليصلح لما يتخذ منه من الآلات فانه لو كان مستحصفا كالحجارة لم يمكن أن يستعمل في السقوف و غير ذلك مما يستعمل فيه الخشب كالأبواب و الأسرة و التوابيت و ما أشبه ذلك. و من جسيم المصالح في الخشب أنه يطفو علي الماء فكل الناس يعرف هذا منه و ليس كلهم يعرف جلالة الأمر فيه، فلولا هذه الخلة كيف كانت هذه السفن و الأطراف تحمل أمثال الجبال من الحمولة، و أني كان ينال الناس هذا الوفق و خفة المؤونة في حمل التجارات من بلد الي بلد، و كانت تعظم المؤونة عليهم في حملها حتي يلقي كثير مما يحتاج اليه في بعض البلدان مفقودا أصلا أو عسرا وجوده.

قال عليه السلام:

قد شرحت لك يا مفضل من الأدلة علي الخلق و الشواهد علي



[ صفحه 195]



صواب التدبير و العمد في الانسان و الحيوان و النبات و الشجر و غير ذلك ما فيه عبرة لمن اعتبر، و أنا أشرح لك الآفات الحادثة في بعض الأزمان التي اتخذها أناس من الجهال ذريعة الي جحود الخالق و الخلق و العمد و التدبير، و ما أنكرت المعطلة و المنانية من المكاره و المصائب و ما أنكروه من الموت و الفناء، و ما قاله أصحاب الطبائع، و من زعم أن كون الأشياء بالعرض و الاتفاق ليتسع ذلك القول في الرد عليهم، قاتلهم الله أني يؤفكون.

اتخذ أناس من الجهال هذه الآفات الحادثة في بعض الأزمان كمثل الوباء و اليرقان [130] و البرد ذريعة الي جحود الخلق و التدبير و الخالق، فيقال في جواب ذلك: انه ان لم يكن خالق و مدبر فلم لا يكون ما هو أكثر من هذا و أفظع؟ فمن ذلك أن يسقط السماء علي الأرض، و تهوي الأرض فتذهب سفلا، و تتخلف الشمس عن الطلوع أصلا، و تجف الأنهار و العيون حتي لا يوجد ماء للشفة، و تركد الريح حتي تحم الأشياء و تفسد، و يفيض ماء البحر علي الأرض فيغرقها. ثم هذه الآفات التي ذكرناها من الوباء و الجراد و ما أشبه ذلك ما بالها لا تدوم و تمتد حتي تجتاح كل ما في العالم؟ بل تحدث في الأحايين، ثم لا تلبث أن ترفع؟ أفلا تري أن العالم يصان و يحفظ من تلك الأحداث الجليلة التي لو حدث عليه شي ء منها كان فيه بواره، و يلذع [131] أحيانا بهذه الآفات اليسيرة لتأديب الناس و تقويمهم، ثم لا تدوم هذه الآفات بل تكشف عنهم عند القنوط منهم فتكون وقوعها بهم موعظة و كشفها عنهم رحمة.



[ صفحه 196]



و قد أنكرت المعطلة ما أنكرت المنانية من المكاره و المصائب التي تصيب الناس، فكلاهما يقول: ان كان للعالم خالق رؤوف فلم يحدث فيه هذه الأمور المكروهة؟ و القائل بهذا القول يذهب به الي أنه ينبغي أن يكون عيش الانسان في هذه الدنيا صافيا من كل كدر، و لو كان هكذا كان الانسان سيخرج من الأشر و العتو الي ما لا يصلح في دين و دنيا كالذي تري كثيرا من المترفين و من نشأ في الجدة و الأمن يخرجون اليه حتي أن أحدهم ينسي أنه بشر أو أنه مربوب أو أن ضررا يمسه، أو أن مكروها ينزل به، أو أنه يجب عليه أن يرحم ضعيفا أو يواسي فقيرا. أو يرثي لمبتلي أو يتحنن علي ضعيف، أو يتعطف علي مكروب، فاذا عضته المكاره و وجد مها اتعظ و أبصر كثيرا مما كان جهله و غفل عنه، و رجع الي كثير مما كان يجب عليه، و المنكرون لهذه الأمور المؤذية بمنزلة الصبيان الذين يذمون الأدوية المرة البشعة، و يتسخطون من المنع من الأطعمة الضارة، و يتكرهون الأدب و العمل، و يحبون أن يتفرغوا اللهو و البطالة، و ينالوا كل مطعم و مشرب، و لا يعرفون ما تؤديهم اليه البطالة من سوء النشوء و العادة و ما تعقبهم الأطعمة اللذيذة الضارة من الأدواء و الأسقام، و ما لهم في الأدب من الصلاح، و في الأدوية من المنفعة و ان شاب ذلك بعض الكراهة.

فان قالوا: و لم لم يكن الانسان معصوما من المساوي ء حتي لا يحتاج الي أن يلذعه بهذه المكاره؟.

قيل: اذا كان يكون غير محمودا علي حسنة يأتيها و لا مستحق للثواب عليها.

فان قالوا: و ما كان يضره أن لا يكون محمودا علي الحسنات مستحقا للثواب بعد أن يصير الي غاية النعيم و اللذة؟ قيل لهم: أعرضوا



[ صفحه 197]



علي امرء صحيح الجسم و العقل أن يجلس منعما و يكفي كل ما يحتاج اليه بلا سعي و لا استحقاق، هل تقبل نفسه ذلك؟ بل ستجدونه بالقليل مما يناله بالسعي و الحركة أشد اغتباطا و سرورا منه بالكثير مما يناله بغير استحقاق، و كذلك نعيم الآخرة أيضا يكمل لأهله بأن ينالوه بالسعي فيه و الاستحقاق له، فالنعمة علي الانسان في هذا الباب مضاعفة، بأن أعد له الثواب الجزيل علي سعيه في هذه الدنيا، و جعل له السبيل الي أن ينال بسعي و استحقاق فيكمل له السرور و الاغتباط بما يناله منه.

فان قالوا: أو ليس قد يكون من الناس من يركب الي ما نال من خير و ان كان لا يستحقه؟ فما الحجة في منع من رضي أن ينال نعيم الآخرة علي هذه الجملة؟ قيل لهم: ان هذا باب لو صح للناس لخرجوا الي غاية الكلب و الضراوة علي الفواحش و انتهاك المحارم، فمن كان يكف نفسه عن فاحشة أو يتحمل المشقة في باب من أبواب البر لو وثق بأنه صائر الي النعيم لا محالة؟ أو من كان يأمن علي نفسه و أهله و ماله من الناس لو لم يخافوا الحساب و العقاب؟ فكان ضرر هذا الباب سينال الناس في هذه الدنيا قبل الآخرة، فيكون في ذلك تعطيل العدل و الحكمة حقا، و موضع للطعن علي التدبير بخلاف الصواب و وضع الأمور غير مواضعها.

و قد تعلق هؤلاء بالآفات التي تصيب الناس فتعم البر و الفاجر، أو يبتلي بها البر و يسلم الفاجر منها، فقالوا: كيف يجوز هذا في تدبير الحكيم و ما الحجة فيه؟ فيقال لهم: ان هذه الآفات و ان كانت تنال الصالح و الطالح جميعا، فان الله جعل ذلك صلاحا للصنفين كليهما: أما الصالحون فان الذي يصيبهم من هذا يردهم نعم ربهم عندهم في سالف أيامهم فيحدوهم ذلك علي الشكر و الصبر، و أما الطالحون فان مثل هذا اذا نالهم كسر شرتهم وردعهم عن المعاصي و الفواحش، و كذلك يجعل لمن سلم منهم



[ صفحه 198]



من الصنفين صلاحا في ذلك، أما الأبرار فانهم يغتبطون بما هم عليه من البر و الصلاح و يزدادون فيه رغبة و بصيرة، و أما الفجار فانهم يعرفون رأفة ربهم و تطوله عليهم بالسلامة من غير استحقاقهم فيحضهم ذلك علي الرأفة بالناس و الصفح عمن أساء اليهم.

أعجب يا مفضل من قوم لا يقضون صناعة الطب بالخطأ و هم يرون الطبيب يخطي ء، و يقضون علي العالم بالاهمال و لا يرون شيئا منه مهملا، بل أعجب من أخلاق من ادعي الحكمة حتي جهلوا مواضعها في الخلق فأرسلوا ألسنتهم بالذم للخالق جل و علا، بل العجب من المخذول «ماني» حين ادعي علم الأسرار و عمي عن دلائل الحكمة في الخلق حتي نسبه الي الخطأ و نسب خالقه الي الجهل تبارك الحليم الكريم و أعجب منهم جميعا المعطلة الذين رامو أن يدرك بالحس ما لا يدرك بالعقل فلما أعوزهم ذلك خرجوا الي الجحود و التكذيب فقالوا: و لم لا يدرك بالعقل؟ قيل: لأنه فوق مرتبة العقل كما لا يدرك البصر ما هو فوق مرتبته، فانك لو رأيت حجرا يرتفع في الهواء علمت أن راميا رمي به فليس هذا العلم من قبل البصر بل من قبل العقل لأن العقل هو الذي يميزه فيعلم أن الحجر لا يذهب علوا من تلقاء نفسه، أفلا تري كيف وقف البصر علي حده فلم يتجاوزه، فكذلك يقف العقل عي حده من معرفة الخالق فلا يعدوه و لكن يعقله بعقل أقر أن فيه نفسا و لم يعاينها و لم يدركها بحاسة الحواس، و علي حسب هذا أيضا نقول: ان العقل يعرف الخالق من جهة توجب الاقرار و لا يعرفه بما يوجب له الاحاطة بصفته.

فان قيل: كيف يكلف العبد الضعيف معرفته بالعقل اللطيف و لا يحيط به؟ قيل لهم: انما كلف العباد من ذلك ما في طاقتهم أن يبلغوه، و هو أن يوقنوا به ويقفوا عند أمره و نهيه، و لم يكلفوا الاحاطة بصفته كما أن



[ صفحه 199]



الملك لا يكلف رعيته أن يعلموا أطويل هو أم قصير، أبيض هو أم أسمر، و انما يكلفهم الاذعان بسلطانه و الانتهاء الي أمره، ألا تري أن رجلا لو أتي باب الملك فقال: أعرض علي نفسك حتي أتقصي معرفتك و الا لم أسمع لك كان قد أحل نفسه العقوبة، فكذا القائل: انه لا يقر بالخالق سبحانه حتي يحيط بكنهه متعرض لسخطه.

فان قالوا: أوليس قد نصفه فنقول: هو العزيز الحكيم الجواد الكريم؟ قيل لهم: كل هذه صفات اقرار، و ليست صفات احاطة، فانا نعلم أنه حكيم و لا نعلم بكنه ذلك منه، و كذلك قدير و جواد و سائر صفاته كما قد نري السماء و لا ندري ما جوهرها، و نري البحر و لا ندري أين منتهاه، بل فوق هذا المثال بما لا نهاية له لأن الأمثال كلها تقصر عنه ولكنها تقود العقل الي معرفته.

فان قالوا: و لم يختلف فيه؟ قيل لهم: لقصر الأوهام عن مدي عظمته و تعديها أقدارها في طلب معرفته، و أنها تروم الاحاطة و هي تعجز عن ذلك و ما دونه فمن ذلك هذه الشمس التي تراها تطلع علي العالم و لا يوقف علي حقيقة أمرها، و لذلك كثرت الأقاويل فيها و اختلفت الفلاسفة المذكورون في وصفها فقال بعضهم: هو فلك أجوف مملو نارا، له فم يجيش بهذا الوهج و الشعاع، و قال آخرون: هو سحابة، و قال آخرون هو جسم زجاجي يقبل نارية في العالم و يرسل عليه شعاعها، و قال آخرون: هو صفو لطيف ينعقد من ماء البحر، و قال آخرون: هو أجزاء كثيرة مجتمعة من النار، و قال آخرون هو من جوهر خامس سوي الجواهر الأربع ثم اختلفوا في شكلها فقال بعضهم: هي بمنزلة صفيحة عريضة، و قال آخرون هي كالكرة المدحرجة و كذلك اختلفوا في مقدارها فزعم بعضهم أنها مثل الأرض سواء، و قال آخرون: بل هي أقل من ذلك، و قال آخرون



[ صفحه 200]



هي أعظم من الجزيرة العظيمة. و قال أصحاب الهندسة هي أضعاف الأرض مائة و سبعون مرة.

ففي اختلاف هذه الأقاويل منهم في الشمس دليل علي أنهم لم يقفوا علي الحقيقة من أمرها و اذا كانت هذه الشمس التي يقع عليها البصر و يدركها الحس و قد عجزت العقول عن الوقوف علي حقيقتها، فكيف ما لطف عن الحس و استتر عن الوهم؟.

فان قالوا: و لم استتر؟ قيل لهم: لهم يستتر بحيلة يخلص اليها كمن يحتجب عن الناس بالأبواب و الستور، و انما معني قولنا: استتر أنه لطف عن مدي ما تبلغه الأوهام، كما لطفت النفس و هي خلق من خلقه و ارتفعت عن ادراكها بالنظر.

فان قالوا: و لم لطف؟ و تعالي عن ذلك علوا كبيرا - كان ذلك خطأ من القول لأنه لا يليق بالذي هو خالق كل شي ء الا أن يكون مبائنا لكل شي ء، متعاليا عن كل شي ء سبحانه و تعالي.


پاورقي

[1] منضودة: نضد متاعه ينضده: جعل بعضه فوق بعض فهو منضود.

[2] التخويل: الاعطاء و التمليك.

[3] الدؤب: الجد و التعب.

[4] التوخي: التحري و القصد.

[5] و قوله عليه السلام كل ما لا يعرفه: أي مما لا يقصر عنه علم المخلوقين.

[6] ضعف العقل.

[7] اضطراب العقل و اختلاله.

[8] اللقوة: علة ينجذب لها شق الوجه الي جهة غير طبيعية، فيخرج النفخة و البزقة من جانب واحد و لا يحسن التقاء الشفتين، و لا ينطبق أحد العينين.

[9] التخليص: التصفية و التمييز عن غيره.

[10] الارب: الحاجة.

[11] أي انتهي اليها بغتة علي غفلة منه.

[12] أي حتي يملوا و يضجروا به.

[13] جمع الخلة و هي الخصلة.

[14] ما بين العقدتين من القصب.

[15] بين الحلو و الحامض.

[16] دعم الشي ء: أسنده لئلا يميل.

[17] رشف الماء: أي بالغ في مصه.

[18] الثج: السيلان.

[19] الفأس: آلة لقطع الخشب.

[20] يفته من الفت و هو الكسر.

[21] الصكة: الضرب الشديد أو اللطم.

[22] الجوانح: الأضلاع التي مما يلي الصدر.

[23] لا تخل: قوله عليه السلام لا تخل من الاخلال بالشي ء بمعني تركه.

[24] تتحيز: من الحيز أي تسكن - و من قولهم تحيزت الحية: أي تلوت.

[25] الكوكب: المحبس.

[26] أطرد الشي ء تبع بعضه بعضا و جري.

[27] الا من خلقه مؤملا: هو أن الأمل و الرجاء في البقاء هو السبب لتحصيل النسل، و اذا جعل الانسان ذا أمل لبقاء نوعه.

[28] الا من ضربه بالحاجة: أي سبب له أسباب الاحتياج و خلقه بحيث يحتاج.

[29] الا من توكل بتقويمه، أي تكفل برفع حاجته و تقويم أوده.

[30] الحول: القوة.

[31] ينزعه: يكفه.

[32] الكلوب: حديدة معوجة الرأس.

[33] تبا: ألزمه الله هلاكا و خسرانا، التعس: الهلاك.

[34] الطعم: الأكل.

[35] الكري: السهر.

[36] الجمام: الراحة.

[37] الشبق: شدة شهوة الجماع.

[38] تواني في حاجته: أي قصر.

[39] أي يبعثه و يسوقه اليه.

[40] تحدر الثفل: أي استرسل.

[41] خلله: اذا بالضم الحاجة، أو بالكسر أي الخلال و الفروج التي حصلت في البدن بتحلل الرطوبات.

[42] سلا عنه: نسيه.

[43] اقراء الضيف: ضيافتهم و اكرامهم.

[44] تحري: طلب ما هو أحري بالاستعمال في غالب الظن.

[45] التنكب: التجنب.

[46] لم يعف: أي لم يكف و لم يمتنع عن فاحشة.

[47] وفي: اعطاء الشي ء وافيا.

[48] درست: أي ذهب أثرها و انمحي.

[49] الغراس جمع المغروس: ما يغرس من الشجر.

[50] أي استخراجها.

[51] العقار: ما يتداوي به من النبات، الدواء مطلقا.

[52] لجة: معظم الماء.

[53] أي جهاتها الأربع.

[54] انهمك: أي جد ولج.

[55] النزوع: الكف.

[56] يقارف: أي يكتسب.

[57] لا يرعوي: أي لا يكف.

[58] مرحه: تبختر و اختال. المرح: شدة الفرح.

[59] الأرحاء: جمع الرحي و هي الطاحونة.

[60] التفكه: التنعم.

[61] جنيا عليه: جني عليه - جره اليه.

[62] الجدة: الغناء.

[63] الظباء و القطا: الظباء: القطيع من الظباء و الطير و غيرها. القطا: طائر في حجم الحمام.

[64] يجفو: يبعد و يجتنب و لا يداوم علي الصناعات اللطيفة.

[65] الدعار: الفساد و الخبث و الفسق.

[66] عرسا: امرأة الرجل.

[67] المفاكهة: الممازحة و المضاحكة.

[68] تتخلل: تتداخل.

[69] أمات: جمع أم تستخدم للبهائم.

[70] القبج: طائر يشبه الحجل.

[71] ينقاب: فلقها.

[72] اليمام: حمام الوحش.

[73] تمج الطعام: ترمي به.

[74] مودعا: مستريحا.

[75] النير: الخشبة المعترضة في عنق الثورين.

[76] يركب السيوف: أي يستقبلها بجرأة، المواتاة: الموافقة.

[77] أي نظر في الأمور و تكفر فيها.

[78] تستأصلهم و تهلكهم.

[79] ساورتهم: ساوره: واثبه.

[80] الخفر: المنع.

[81] شاخص البصر: أي ارتفع.

[82] الخطم: مقدم الأنف و الفم للدابة.

[83] القضم: الأكل بأطراف الأسنان.

[84] الجحفلة: بمنزلة الشفة للبغال و الحمير و الخيل.

[85] الحياء: الفرج و الطبق: غطاء كل شي ء.

[86] مراقي البطن: ما ارتفع منه من وسطه أو أقرب منه.

[87] الوضر: الدرن.

[88] المذبة: بكسر الميم ما يذب به الذباب.

[89] الازدراد: البلع.

[90] ليسدله: ليرسله و يرخيه.

[91] السمع: ولد الذئب لا يموت حتف أنفه كالحية و عدوه أسرع من الطير و وثبته تزيد علي ثلاثين ذراعا.

[92] شحيج البغل و الحمار: صوته.

[93] الغياطل: جمع غيطل، و هو الشجر الكثير الملتف.

[94] السنخ: الأصل. قوله بالصحة هو النقص في العقل أي الفصل الصحيح الذي يصلح واقعا أن يكون فاصلا. و في أكثر النسخ «و هو» و علي هذا لا يبعد أن تكون تصحيف القحة: أي قلة الحياء.

[95] السرب: القطيع من الظباء و القطا و الخيل.

[96] المهاة: البقرة الوحشية، و الجمع مها. والوعل تيس الجمع وعال و وعول.

[97] الأيل: الذكر من الأوعال.

[98] القانص: الصائد.

[99] الجهد: الطاقة و المشقة.

[100] العجيج: الصياح و رفع الصوت.

[101] أعوزه الشي ء: احتاج اليه.

[102] التماوت: اظهار الموت حيلة.

[103] هي الوثوب علي جهة الصيد.

[104] الدلفين: دابة بحرية تنقذ الغريق.

[105] يثور الماء: يهيجه و يحركه.

[106] الذرة: النملة الصغيرة الحمراء.

[107] الاحتشاد: الاجتماع.

[108] الزبية: الحفرة.

[109] جاس: صلب و يابس.

[110] سجحت جلدته فانسجح: أي قشرته فانقشر.

[111] التقصف: التكسر.

[112] الغريض: الطري.

[113] العجم بالتحريك أي النوي.

[114] زق الطائر فرخه: أي أطعمه في فيه.

[115] الرفد: النصيب، المعاونة.

[116] القانصة للطير: كالمعدة للانسان.

[117] قال الدميري: التدرج: طائر كالدراج يغرد في البساتين بأصوات طيبة.

[118] القرمز: صبغ أرمني يكون من عصارة دود في آجامهم.

[119] الحلزون: دابة تكون في الرمث أي بعض مراعي الابل.

[120] ادمان النظر: ادامته.

[121] الاجانة: اناء تغسل فيه الثوب.

[122] القفار: جمع القفر: الخلاء من الأرض لا ماء فيه و لا ناس و لا كلاء.

[123] كبد السماء: وسط السماء.

[124] ركودها: سكونها.

[125] الحرض: فساد البدن.

[126] التلقيح في النخل: وضع طلع الذكور في الاناث.

[127] الجذع: ساق النخلة.

[128] السدي من الثوب: ما مد من خيوطه، و اللحمة ما نسج عرضا.

[129] القنوان: العذق و هو من النخل كالعنقود من العنب.

[130] اليرقان: مرض معروف يصيب الناس، و يسبب اصفرار الجلد، و آفة للزرع أو دود يسطو علي الزرع.

[131] يلذع: يوجع و يؤلم.


احضار زيد به دمشق


زيد از مشاهده ي صحنه هاي ظلم و ستم و تاخت و تاز حكومت اموي فوق العاده ناراحت بود و عقيده داشت كه بايد با قيام مسلحانه حكومت فاسد اموي را واژگون ساخت. هشام كه از روحيه ي انقلابي زيد آگاهي داشت، درصدد بود او را با دسيسه اي از ميان بردارد و خود را از خطر وجود او نجات بخشد.

هشام نقشه ي خائنانه اي كشيد تا از اين رهگذر مقاصد شوم خود را اجرا كند و به دنبال اين نقشه، زيد را از مدينه به دمشق احضار نمود. هنگامي كه زيد وارد دمشق شد و براي گفتگو با هشام به قصر خلافت رفت، هشام ابتدا او را با سردي پذيرفت و براي اينكه به خيال خود موقعيت او را در افكار عمومي پايين بياورد، وي را تحقير نمود و جاي نشستن نشان نداد. آنگاه گفت: يوسف ابن عمر ثقفي (استاندار عراق) به من گزارش داده كه خالد بن عبدالله قسري [1] .



[ صفحه 41]



ششصد هزار درهم پول به تو داده است، اينك بايد آن پول را تحويل بدهي.

- خالد چيزي نزد من ندارد.

- پس بايد پيش يوسف بن عمر در عراق بروي تا او تو را با خالد روبرو كند.

- مرا نزد فرد پستي از قبيله ي ثقيف نفرست كه به من اهانت كند.

- چاره اي نيست، بايد بروي.

آنگاه گفت: شنيده ام خود را شايسته ي خلافت مي داني و فكر خلافت را در سر مي پروراني، در حالي كه كنيززاده اي بيش نيستي و به كنيززاده نمي رسد كه بر مسند خلافت تكيه زند.

- آيا خيال مي كني موقعيت مادرم از ارزش من مي كاهد؟ مگر فراموش كرده اي كه اسحاق از زن آزاد به دنيا آمده بود، ولي مادر اسماعيل كنيزي بيش نبود، با اين حال خداوند پيامبران بعدي را از نسل اسماعيل قرار داد و پيامبر اسلام (ص) نيز از نسل اوست؟

آنگاه به هشام نصيحت نمود و او را به تقوا و پرهيزكاري دعوت كرد. هشام گفت: آيا فردي مثل تو مرا به تقوا و پرهيزكاري دعوت مي كند؟

- آري، امر به معروف و نهي از منكر دو دستور بزرگ اسلام است و انجام آن بر همه لازم. هيچ كس نبايد به واسطه ي كوچكي رتبه و مقام از انجام اين وظيفه خودداري كند و هيچ كس حق ندارد به بهانه ي بزرگي مقام از شنيدن آن ابا ورزد.



[ صفحه 42]




پاورقي

[1] خالد بن عبدالله پيش از يوسف بن عمر، استاندار عراق و مردي نيرومند و مقتدر بود و مدت ها از طرف هشام استانداري نقاط مختلف را به عهده داشت. نفوذ و اقتدار او دشمنانش را بر ضد وي برانگيخت و از او نزد هشام بدگويي كردند و نظر وي را درباره ي خالد منحرف ساختند تا سرانجام هشام او را از پست استانداري عزل نمود و به زندان افكند و به جاي او يوسف بن عمر را منصوب كرد. مهمترين اتهام خالد گرايش به بني هاشم بود، به همين جهت اتهامي كه براي زيد تراشيدند اين بود كه خالد پول هايي از بيت المال برداشته و به زيد داده است (مختصر تاريخ العرب، ص 154).


روايت هاي سطحي


گذشته از روايت هاي ضعيفي كه با باورها و انديشه تابناك شيعي ناسازگاري دارند، روايت هايي نيز در ميان مجموعه تفسيري مورد بحث، ديده مي شوند كه گرچه ناسازگاري روشن و آشكار با باورهاي مذهب شيعه ندارند، ولي از نظر محتوا و مضمون، سطحي هستند و از هم گسيخته و سست و با روايت هاي صادره از معصومان (عليه السلام)، كه يكسره داراي متانت و ژرفا و استواري و در قالب و مضمون هاي بلندند، سازگاري ندارند و اينك از باب نمونه به پاره اي از اين روايت ها اشاره مي كنيم:

الف. در تفسير آيه شريفه (انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون) گويد:

(قال جعفر: (وانا له لحافظون) علي من اردنا به خيراً و ذاهبون به عمن اردنا به شرا.) [1] .

جعفر گويد: ما ذكر را در مورد كسي كه در حق او خوبي خواسته ايم، نگه مي داريم و در مورد كسي كه براي او بدي خواسته ايم، از بين مي بريم.

اين مطلب، گذشته از اين كه از انديشه (جبر) نشأت مي گيرد و ناساز با باور بيشتر مسلمانان است، مطلبي بسيار سطحي به نظر مي رسد.

ب: در تفسير آيه شريفه: (وما عندكم ينفد و ما عندالله باق) گويد:

(قال جعفر: ما عندكم ينفد و يعني الافعال من الفرايض والنوافل وما عندالله باق من اوصافه ونعوته لان الحادث يفني والقديم يبقي.) [2] .

جعفر گويد: هرچه در نزد شماست، فاني مي شود; يعني فعل هاي شما از فرائض و نوافل است وآنچه در نزد خداست باقي است; يعني اوصاف و ويژگي هاي اوست، زيرا حادث فاني مي شود و قديم باقي مي ماند.

نماي سخنان ياد شده سست تر از سخنان يك سخنور عادي است، چه رسد به امام معصوم (عليه السلام) صادر شده باشد.

ج. در تفسير آيه شريفه (ان ابنك سرق) (يوسف /81) گويد:

(قال جعفر: معناه ان ابنك ماسرق و كيف يجوز هذه القصة علي نبي بن نبي وهذا من مشكلات القرآن وهو كقوله في قصة داود، (خصمان بغي بعضنا علي بعض) وماكانا خصمين وما بغيا.) [3] .

امام صادق فرمود: معني آن اين است كه پسرت سرقت نكرد. چگونه ممكن است اين تعبير، در حق پيامبر، پسر پيامبر به كار برده شود و اين از مشكلات قرآن است، مانند قول خداي تعالي در قصه داود است كه مي فرمايد: (خصمان بغي بعضنا علي بعض) در حالي كه نه دشمن يكديگر بودند و نه بر يكديگر تجاوز روا داشتند.

براين بيان، مي توان اشكال كرد كه دليلي نيست كه (سرق) (دزدي كرد) به معني (ماسرق) (دزدي نكرد) باشد. به علاوه شخصي كه كلمه سرقت در مورد او به كار رفته، حضرت يوسف نبوده است، تا بگوييم: اطلاق تعبير سرقت بر پيامبر، پسر پيامبر، صحيح نيست و افزون برآن، مفاد آيه نقل قول است و هر نقل قول در قرآن مساوي با پذيرش و تأييد آن نيست.


پاورقي

[1] همان/ 26.

[2] همان/ 27.

[3] همان/ 23.


انجام همه ي واجبات


نكته چهارم آن كه، بايد مراقب باشيم همه واجباتمان را به جا آوريم. شايد ابتدا تصورمان اين باشد كه ما نماز، روزه و وظايفي مانند آن را ترك نمي كنيم، پس كدام واجب را ترك كرده ايم؟ اين همان دام شيطان است؛ زيرا بسياري از تكاليف مورد غفلت ما است. حتي آنان كه به طور دايم، با فقه، آيات قرآن و سخنان اهل بيت عليهم السلام سر و كار دارند نيز از بسياري واجبات غفلت مي كنند. نيكي به والدين، صله ي رحم، قضاي حاجت مؤمني كه اظهار حاجت كرده و بسياري ديگر، همه از جمله ي واجبات است كه ممكن است گاهي تا



[ صفحه 30]



سال ها، ما به فكر انجام بسياري از آنها نباشيم. اگر واجبات اجتماعي و سياسي را هم به آنها اضافه كنيم، مي بينيم تعدادشان بسيار بيش تر مي شود. امروز به بركت انقلاب، مردم ما به مسايل سياسي و اجتماعي خود تا حد بسياري توجه پيدا كرده اند، ولي زماني بود كه از بسياري از اين وظايف غفلت داشتند؛ اگر چه هنوز هم عده اي هستند كه از اين وظايف غافلند و آنها را جزو تكاليف خود به شمار نمي آورند. امربه معروف، نهي ازمنكر، ارشاد جاهل، مبارزه با ظلم، مبارزه با انحرافات عقيدتي، فكري و ديني و... از اهم واجبات است كه كوتاهي در آنها گناه كبيره به حساب مي آيد.

وقتي مي توانيم به خوبي به همه ي اين وظايف عمل كنيم كه از قبل، براي فردايمان برنامه ريزي كرده، جدولي از تكاليف فراهم آورده باشيم تا بتوانيم بهتر به آنها عمل كنيم.


لزوم ايجاد آمادگي


واضح است كه براي چنين برنامه ي انقلابي و عميقي، آن هم در جامعه ي منحطي كه ساليان دراز روي واقعيت زندگي او، در جهت تباه سازي، ويرانگري و انحراف فعاليت شده، تاكتيكهاي دقيق و آمادگيهاي اساسي لازم است. مردمي كه در زمان معاويه و پيش از آن، با هزاران وسيله و از هزاران طريق، روحيه ي اسلامي را از دست داده و يا از اصل، چنين روحيه اي را نشناخته اند؛ مردمي كه بر اثر محروم بودن از رهبران و زمامداران اسلامي انديش و انساني صفت، در مرداب انديشه هاي خرافي و انگيزه هاي پست غرق شده و از حقيقت اسلام دور افتاده اند؛ مردمي كه با امام حسن عليه السلام همكاري نكرده و به كمك حسين بن علي نشتافته اند؛ و بالاخره مردمي كه بر اثر سختگيريها و ارعابهاي بني اميه، جرأت و شجاعت اقدام به كارهاي بزرگ را از دست داده اند... بايد در زير تربيتي چنان سازنده و دگرگون ساز قرار گيرند كه بتواند شخصيت آنان را در جهت ذهنيت و اخلاق متعالي، صد و هشتاد درجه بگرداند و از آنان انسانهايي صالح بسازد؛ انسانهايي كه بتوانند بار سنگين رستاخيز دوباره ي اسلام را بر دوش بگيرند؛ بار مسئوليت انقلابي همانند انقلابي كه پيامبر صلي الله عليه و آله در متن جامعه ي جاهلي زمان خود پديد آورد، و آنگاه مسئوليت اداره ي جامعه اي كه بر مبناي اين انقلاب به وجود مي آيد....


ابن تيميه و محمد بن عبدالوهاب از نگاه ابو زهره


محمد ابو زهره، نويسنده معروف مصري اين موضوع را كه اصل وهابيت برگرفته شده از آراء و افكار ابن تيميه است، مانند همه كساني كه با عقايد و آراء آنان آشنايي دارند، تأييد مي كند. آنگاه نكاتي را بر آن مي افزايد. اين نكات چون مناسب با بحث ما و موجب آشنايي بيشتر با ديدگاه ها و عملكردهاي اين گروه است، خلاصه گفتار او را در اينجا مي آوريم:

نويسنده مزبور در مورد تفاوت هايي كه در دعوت محمد بن عبدالوهاب و ابن تيميه وجود دارد، چنين مي نويسد: «وهابيان در حقيقت بر آنچه ابن تيميه اظهار داشته بود چيزي نيفزودند، ليكن از ابن تيميه شدت عمل بيشتري به خرج دادند و در عمل اموري را انجام دادند كه ابن تيميه متعرض آنها نشده بود و اين امور در چند چيز خلاصه مي شود:

1 ـ بر خلاف ابن تيميه كه دايره مسائل عبادي را تنگ تر نموده است، وهابيان بعضي از امور عادي را نيز خارج از منطقه اسلام دانستند و به اين مناسبت دخانيات را حرام اعلام كردند و در تحريم آن سخت گيري نمودند و عوام وهابي كسي را كه دود بكشد همانند مشركين مي دانند كه ايشان از اين جهت مانند خوارج هستند كه هر كس را مرتكب گناه بشود كافر مي دانند.

2 ـ وهابي ها در ابتداي امر، قهوه و امثال آن را بر خود حرام كردند اما به طوري كه امروزه ديده مي شود، در آن سهل انگاري نمودند.

3 ـ وهابي ها تنها به دعوت و تبليغ اكتفا نكردند بلكه بر روي مخالفان خود شمشير مي كشيدند و مي گفتند با بدعت ها جنگ مي كنيم.

4 ـ وهابيان هر ده و شهري را تسخير مي كردند، به ويراني ضريح ها و قبور مي پرداختند. از اين روي پاره اي از نويسندگان اروپايي به آنها «ويران كنندگان معابد» لقب داده اند. او اضافه مي كند كه اين سخن مبالغه است؛ زيرا ضريح ها با معابد تفاوت دارد.



[ صفحه 41]



5 ـ وهابيان به امور كوچكي پرداختند كه طبق عقيده خود آنها نه بت پرستي بود و نه مقدمه بت پرستي و از جمله آنها عكاسي بود كه علمايشان به حرمت آن فتوا دادند ولي حاكمانشان قبول نكردند.

6 ـ وهابي ها مفهوم بدعت را به طرز غريبي وسعت دادند، تا آن حد كه پرده بستن به روضه شريف نبوي (صلي الله عليه وآله) را بدعت شمردند. [1] .

گفتني است، مسأله عكاسي در گفتار ابوزهره به عنوان مثال ذكر شده است؛ زيرا وهابي ها در ابتداي امر با هر نوع پديده جديد و دگرگوني در زندگي، مانند تلگراف و تلفن و دوچرخه و اتومبيل مخالف بودند و آن را بدعت و حرام مي دانستند ولي عبدالعزيز كه بر حرمين شريفين مسلط گرديد، ناچار بود وضع حكومت خود را با اوضاع روز جهان تطبيق دهد و لذا عليرغم خشم پيروان متعصب محمدبن عبدالوهاب استفاده كردن از مصنوعات جديد را تجويز و با ورود آنها به حجاز موافقت نمود، همان گونه كه امروزه استعمال دخانيات از سوي وهابيان تجويز شده است.


پاورقي

[1] محمد ابوزهره، العقائد الاسلاميه، ص343.


قبر عمرو بن جموح و عبدالله بن عمرو بن حرام


370 ـ قَعْنَبي و ابوغسان، از مالك بن انس، از عبدالرحمان بن عبدالله بن عبدالرحمان ابن ابي صعصعه نقل كرد كه به وي رسيده است كه عمرو بن جموح و عبدالله بن عمرو بن حرام، هر دو انصاري و هر دو سلمي، در يك قبر قرار داشتند. آنها كه از شهيدان نبرد احد بودند قبرشان در گذر سيل بود و از همين روي قبر را شكافتند تا هر يك را به جايي ديگر برند. ديدند اين دو هيچ تغييري نكرده اند. گويا كه همين ديروز به خاك سپرده شده اند. يكي از اين دو (پيش از شهادت) مجروح شده و دست خود بر روي زخمش نهاده بود و او را در همين حالت به خاك سپرده بودند. (پس از شكافتن قبر) دست وي را از روي زخم برداشتند و كنار زدند و چون آن را رها كردند به جاي نخست بازگشت. از روز نبرد احد تا هنگامي كه قبر اين دو را شكافتند چهل و شش سال مي گذشت. [1] .

371 ـ قَعْنَبي براي ما نقل كرد و گفت: مالك ما را حديث كرد كه عمرو بن جموح و عبدالله بن عمرو در يك كفن و يك قبر قرار داده شدند. [2] .

372 ـ سعيد بن عامر براي ما نقل كرد و گفت: شعبه، از ابن ابي نجيح، از عطاء، از جابر ابن عبدالله انصاري نقل كرد كه گفته است: پس از نبرد احد مردي ديگر همراه با پدرم به خاك سپرده شد. من اين را خوش نداشتم و دلم آرام نداشت تا هنگامي كه او را از اين قبر بيرون آوردم و در گوري جدا گانه به خاك سپردم. [3] .

373 ـ هارون بن معروف براي ما نقل كرد و گفت: عبدالله بن وهب براي ما حديث كرد و گفت: حيوة گفت: ابوصخر برايم نقل خبر كرد كه حيوة بن نضر او را از ابوقتاده نقل حديث كرده كه او خود در آن نبرد حضور داشته است. (او گفته:) عمروبن جموح نزد رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) آمد و گفت: اي رسول خدا (صلّي الله عليه و آله)، آيا اعتقاد داري كه اگر پيكار كنم تا در



[ صفحه 133]



راه خدا كشته شوم واقعاً با همين پاي خود به سوي بهشت گام برمي دارم؟ او را كه لنگ بود فرمود: آري. او در نبرد احد كشته شد و برادر زاده و غلامش نيز كشته شدند. رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) چون از كنار جنازه او گذر كرد فرمود: گويا تو را مي بينم با همين پايت كه سالم شده است به سوي بهشت گام برمي داري. سپس رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) فرمود او و برادرزاده و غلامش را در يك قبر به خاك بسپارند. [4] .

374 ـ ابوغسان مي گويد: واقدي گفته است: خارجة بن زيد، سعد بن ربيع، نعمان بن مالك و عبدالله بن حسحاس با عمرو در يك قبر دفن شده اند. [5] .

ابوغسان گويد: قبر آنان در سمت غرب قبر حمزه و در فاصله حدود پانصد ذراعي آن قرار دارد.

375 ـ گفت: عبدالعزيز، از عبدالرحمان بن سهيل عجلاني، از عبدالرحمان بن عمران، از پدرش نقل كرد كه گفته است: عبدالله بن سلمه و مجذر بن زياد را از صحنه پيكار به مدينه حمل كرديم و در قبا به خاك سپرديم.

376 ـ گفت: عبدالعزيز برايم نقل كرد كه رافع بن مالك زرقي در احد كشته و در (محله) بني زريق به خاك سپرده شد.

گويد: گفته شده است: جاي قبر او امروز در سراي آل نوفل بن مُساحق در محله بني زريق است، در كُتاب عروه كه بعدها به عباس بن محمد رسيده است.

377 ـ گفت: عبدالعزيز بن محمد دراوردي، از ربيح بن عبدالرحمان بن ابي سعيد، از پدرش، از جدش ابوسعيد خدري نقل كرد كه گفته است: رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) فرمان داد شهدايي [6] را كه از احد به مدينه حمل كرده اند در هر جا درگذشتند همان جا به خاك



[ صفحه 134]



سپارند. پدرم مالك بن سنان در نزد اصحاب عبا [7] جان باخت و همان جا به خاك سپرده شد.

سپس ابن ابي فديك گفت: قبر او در مسجدي است كه در منطقه عبافروشان در انتهاي سوق الحناطين قرار دارد. [8] .

ابوغسان گويد: اما آن تعداد از قبور شهداي احد كه امروزه معلوم است؛ عبارتند از: قبر حمزة بن عبدالمطّلب كه در كناره شامي (شمال غربي) وادي و در جوار كوه واقع است، قبر عبدالله بن حرام پدر جابر همراه با عمرو بن جموح و قبر سهل بن قيس بن ابي كعب بن قين بن كعب بن سواد از بني سلمه، كه در پشت قبر حمزه، در سمت شامي اش ميان آن و كوه قرار دارد.

راوي گويد: اما قبرهايي كه در چهار ديواري سنگچين ميان قبر حمزه و كوه قرار دارد، به ما رسيده است كه قبرهاي اعرابي است كه در روزگار فرمانروايي خالد [9] در مدينه، به سبب قحطي از صحرا به مدينه كوچيدند و آنجا مردند و پس از آن پرسندگان كه از قبرهاي شهيدان مي پرسيدند آنان را به خاك سپردند.

گويد: واقدي گفته است: آنان در «زمن الرماده» [10] درگذشتند.



[ صفحه 135]



378 ـ عمرو بن عاصم براي ما نقل كرد و گفت: سليمان بن مغيره، از حميد بن هلال، از هشام بن عامر انصاري نقل كرد كه گفته است: در نبرد احد، انصار نزد رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) آمدند و گفتند: اي رسول خدا (صلّي الله عليه و آله)، كشته و قرباني فراواني داده ايم. چه مي فرمايي؟ فرمود: گودال هايي وسيع بكنيد و دو نفر، سه نفر با هم در قبر قرار دهيد. پرسيدند چه كساني را مقدم بداريم؟ فرمود كساني را كه بيشتر قرآن قرائت مي كردند.

راوي گويد: بدين سان پدرم عامر بر دو يا يك تن ديگر از انصار كه همه در نبرد احد كشته شده بودند و در يك قبر دفن شدند، مقدم داشته شد [11] .

379 ـ سليمان بن حرب براي ما نقل كرد و گفت: حماد بن زيد، از ايوب، از حميدبن هلال، از سعد بن هشام بن عامر، از پدرش نقل كرد كه گفته است: اصحاب رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) در نبرد احد از زيادي كشتگان و مجروحان به آن حضرت شكايت بردند. فرمود: قبرهايي وسيع و خوب بكنيد و دو نفر و سه نفر با هم در قبر به خاك بسپاريد، و كساني را كه قرآن بيشتري مي دانستند مقدم بداريد.

راوي گويد: بدين سان پدرم را بر دو تن ديگر مقدم داشتند. [12] .

380 ـ محمد بن حاتم براي ما نقل كرد و گفت: هثيم، از جابر، از شعبي حديث كرد كه گفت: قبرهاي شهيدان احد را ديدم كه به صورت پشته هايي از خاك درآمده و بر آنها گياه تازه روييده است.

381 ـ ابوغسان گفت: عبدالعزيز بن عمران، از موسي بن يعقوب زمعي، از عباد بن ابي صالح نقل كرد كه رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) اول هر سال به كنار قبور شهداي احد مي آمد و مي فرمود: [سَلامٌ عَلَيْكُم بِما صَبَرْتُم فَنِعْمَ عُقْبَي الدّارِ]. [13] .



[ صفحه 136]



راوي گويد: ابوبكر هم بر كنار مزار شهيدان مي آمد و عمر، و پس از او عثمان نيز چنين مي كردند. هنگامي هم كه معاوية بن ابي سفيان نيز به قصد حج به حجاز آمد، بر سر قبر آنان حضور يافت.

گويد: پيامبر (صلّي الله عليه و آله) چون رو به روي درّه قرار مي گرفت، مي فرمود: «بر شما بدان پايداري كه كرديد درود! پاداش آنان كه تلاش كردند، وه چه خوش است!». [14] .

382 ـ محمد بن بكار براي ما نقل كرد و گفت: حبان بن علي، از سعد بن طريف، از ابوجعفر نقل كرد كه فاطمه (عليها السلام) دختر رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) قبر حمزه را زيارت مي كرد، به ترميم و بازسازي آن مي پرداخت و خود با سنگي آن را نشانه گذاشته بود. [15] .

383 ـ ابوغسان براي ما نقل كرد و گفت: عبدالله بن نافع، از اسامة بن زيد، از عبدالله بن ابي عروه، از مردي كه برايش حديث كرده بود، از عبدالله بن عمر نقل كرد كه گفته است: هر كس بر اين شهيدان بگذرد و بر آنان سلام كند پيوسته تا روز قيامت او را پاسخ مي گويند [16] .

384 ـ ابواحمد براي ما نقل كرد و گفت: سفيان، از ابوحصين، از شعبي نقل كرد كه گفته است: قبرهاي احد به سان كوهان شتر بالا آورده شده بود.

385 ـ اسحاق بن موسي انصاري براي ما نقل كرد و گفت: محمد بن معن، از داوودبن خالد نقل كرد كه ربيعة بن عبدالرحمان شنيده است كه مي گويد: از مدري از آل هدير شنيدم كه مي گفت: مدتي با طلحة بن عبيدالله همدم بودم و هيچ نشنيدم حديثي از پيامبر (صلّي الله عليه و آله) نقل كند مگر يك حديث. پرسيدم: آن يك حديث كدام است؟ گفت: (مي گفت:) همراه با رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) به آهنگ قبور شهيدان از مدينه بيرون رفتيم. چون از حرّه واقِم سرازير شديم قبرهايي ديديم كه از زمين برآمده است. گفتيم: اي رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) اينها قبرهاي برادران ماست. فرمود: اينها قبرهاي اصحاب ماست. (از اين قبرها



[ صفحه 137]



گذشتيم و) چون به قبرهاي شهيدان رسيديم فرمود: اينها قبور برادران ماست.

386 ـ ابوزيد براي ما نقل كرد ـ و البته گفت: اين از چيزهايي كه در كتاب نوشته باشد نيست ـ و گفت: سعيد بن عامر، از هشام بن ابي عبدالله، از ابوزبير، از جابر حديث كرد كه گفته است: هنگامي كه معاويه (در احد) چشمه جاري ساخت ما را خواندند تا به سراغ كشتگان خود در احد برويم. رفتيم و آنان را كه بدن هايشان هنوز تازه بود و به خوبي خم و راست مي شد از قبر بيرون آورديم.

سعيد گويد: ميان اين دو وقت، چهل سال فاصله بود.


پاورقي

[1] اين خبر در وفاء الوفا (ج 2، ص 115) به نقل از ابن شبه آمده است.

[2] اين خبر نيز در وفاء الوفا (ج 2، ص 115) به نقل از ابن شبه روايت شده است.

[3] بخاري (1352) و نسائي (ج 4، ص 84) اين حديث را نقل كرده اند.

[4] احمد (ج 5، ص 299) اين حديث را در كتاب خود آورده و هيثمي در اين باره گفته است احمد اين حديث را روايت كرده و راويان او رجال صحيح هستند، مگر يحيي بن نصر انصاري كه ثقه است.

[5] در وفاء الوفا (ج 2، ص 114) به نقل از ابن شبه همين نام؛ يعني «عبادة بن حسحاس» آمده و در اسد الغابه (ج 3، ص 105) «عبادة بن خشخاش عنبري» آمده و در اصابه (ج 2، ص 259) هم چنين است. «عبادة بن حسحاس بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بلوي، هم پيمان انصار در احد به شهادت رسيد. واقدي او را «عبد» و ابوعمرو او را «عباد» ناميده است.

[6] مقصود مجروحاني است كه به مدينه انتقال يافتند و آنجا به شهادت رسيدند.

[7] مقصود از اصحاب عبا فروشندگان عبا در بازار مدينه است كه در بازار قديم مدينه جايي خاص خود داشته اند. بنگريد به: وفاء الوفا، ج 3، ص 922.

[8] سند حديث ضعيف است؛ عبدالعزيز بن محمد دراوردي صدوق است ولي اوهامي دارد، چنان كه ابن حجر در تقريب گفته، از كتب ديگران نيز روايت نقل مي كند. اما ربيح بن عبدالرحمان بن ابي سعيد خدري كه از پدرش، از جدش نقل مي كند ذهبي در ميزان (ش 2727) درباره اش مي نويسد: احمد گفته است: معروف نيست و ترمذي گفته است: بخاري گفته: حديث او منكر است.

اين حديث را احمد (ج 3، صص 308 و 398) با سندي صحيح و مضموني همانند از جابر بن عبدالله نقل كرده و نسائي (ج 4، ص 79) هم آن را به اختصار روايت كرده است. ابن ماجه (ج 4، ص 79)، ابوداوود (3165) و ترمذي (1717) نيز آن را در كتب خود آورده اند و ترمذي درباره آن گفته است: حسن و صحيح است. ابن حبان (196) هم اين حديث را صحيح دانسته است.

[9] مقصود خالد بن عبدالملك بن حارث كارگزار هشام بن عبدالملك است. در روزگار كارگزاري او هفت سال باران نباريد و مردم به ناچار از بيابان هاي شام و حجاز كوچيدند. بنگريد به: وفاء الوفا، ج 3، ص 940.

[10] «زمن الرماده» خشك سالي مشهوري است كه در روزگار عمر بن خطاب پيش آمد.

[11] ابوداوود (3199، 3200 و 3201) و ترمذي (1766) اين حديث را نقل كرده اند و ترمذي گفته: حسن و صحيح است. همچنين نسائي (ج 4، صص 80، 81، 83، 84)، ابن ماجه (1560)، بيهقي (ج 3، ص 413 و 4، ص 34)، احمد (ج 4، صص 19 و 20)، عبدالرزاق (6501) و طبراني در معجم الكبير (ج 22، ش 444 ـ 447) اين حديث را نقل كرده اند.

[12] طبراني در معجم الكبير (ج 22، ش 445، 446، 448، 449) اين حديث را، كه تكرار حديث پيشين است، آورده است.

[13] رعد / 24.

[14] حديث ضعيف و سند آن منقطع و مشتمل بر عبدالعزيز بن عمران است و او راويي است متروك.

[15] اين روايت در وفاء الوفا (ج 2، ص 112) به نقل از ابن شبه آمده است.

[16] سند حديث ضعيف و مشتمل بر راويي است كه از او نام برده نشده است. حديث در وفاء الوفا (ج 2، 112) نقل شده است.


عاتكه و جمانه بنت عبد المطلب


عاتكه يكي ديگر از عمّه هاي پيامبر (صلّي الله عليه و آله) است كه همراه خواهرش صفيّه، كنار ديوار شرقي مدفون اند. گويند جمانه نيز در آن جا به خاك سپرده شده است. [1] .


پاورقي

[1] مسعودي، همان، ج 2، ص 2.


عبدالله


88- عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام و هو راكب و انا امشي معه.

فمررنا ب عبدالله بن الحسن و هو راكب.

فلما بصر بنا شال المقرعة ليضرب بها فخذ ابي عبدالله عليه السلام.

فأومأ اليها الصادق عليه السلام فجفت يمينه. و المقرعة فيها.

فقال له: يا أباعبدالله! بالرحم. الا عفوت عني.

فأومأ عليه السلام اليه بيده فرجعت يده... (الخبر) [1] .



[ صفحه 90]




پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص. 300

و للاطلاع علي مدي تجاسر عبدالله علي الامام الصادق - صلوات الله تعالي عليه - راجع المصادر التالية: الخرائج: ج2 ص765 و الارشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة -: ج2 ص191 و192 و اعلام الوري: ج1 ص527 و المناقب: ج4 ص229 و كشف الغمة: ج2 ص172 و ص163 و الكافي: ج8 ص363 و364 اعرضنا عن ذكرها في هذا الكتاب المستطاب سترا و صيانة له و حفظا لحرمته و احتراما لأنتساب عبدالله رضي الله تعالي عليه - الي الذرية الطيبة.

و لما ورد في الحديث الشريف: مه لا تدخلوا فيما بيننا.

و في حديث آخر: فليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا.

مع ان حفظ حرمة المعصوم عليه السلام و من هو عليه السلام الحجة لله تعالي علي الخلق اجمعين اوجب من كل شي ء.


جعفر ايها الصديق 17


عادت القافلة و قد فصلت العير عن مصر.. عادت تحمل الربح الوفير، و تحمل من عطور مصر الشي ء الكثير.

و كان مصادف يشعر بالفرح فقد نجح في مهمته و ربحت تجارته، و امتزجت فرحته بالربح بفرحة لقاء الأحبة و الديار.

دخل مصادف و وجه يطفح بشرا، كان يحمل كيسين ملئا ذهبا، قال و هو يناولهما سيده:

- هذا رأس المال و هذا ربحه.. لقد ربحت تجارتنا يا سيدي.

رد الإمام مستفهما:

- و كم هما؟

- ألفا دينار.

- ان هذا الربح لكثير!! ماذا صنعت حتي ربحت هذا الربح؟!



[ صفحه 88]



كان مصادف يتوق إلي هذه اللحظة ليحدثه عن تفاصيل رحلته إلي مصر فقال:

- اشترينا متاعنا من سوق المدينة و كان فيه ما حمله تجار اليمن و مكة، و انطلقنا إلي مصر حتي إذا وصلنا قريبا منها إذا بقافلة من تجارها تستقبلنا في الطريق؛ و كان المكان محطة للقوافل، فأناخت النوق؛ تلتقط أنفاسها من رحلة مضنية.

غابت الشمس و توارت خلف التلال و حل الظلام و اشتعلت مواقد النار هنا و هناك في تلك الأرض؛ تساءل تجار مصر عما تحمل قوافلنا من المتاع، حتي إذا عرفوا ما فيه برقت عيونهم دهشة، فسأل بعضنا عن سر دهشتهم فقال أحدهم:

- انه متاع العامة و ليس في مصر منه شي ء.

و قال آخر:

- ما أوفر حظكم، أنتم قوم سعداء.

و في الصباح انفصلت عير مصر، وراح بعضنا ينظر إلي بعض. قال قائل:

- لا تبيعوا متاعكم حتي يربح الدينار دينارا.

و برقت العيون اصرارا و لهفة.

شعر الصديق بقلبه يتلوي ألما فاعتصم بالصمت، فيما ظل مصادف



[ صفحه 89]



يروي حكايته:

- و هكذا دخلنا مصر، فاهتز سوقها من أقصاه إلي أقصاه، و أحاطنا التجار من كل صوب، فلم نكن لنساوم علي قيمة المتاع؛ كانوا ينصرفون ثم يعودون فلا يجدون سوي الاصرار كانت مقاومتهم تتضاءل شيئا فشيئا حتي سلموا لنا؛ و هكذا ربح الدينار دينارا.. فهذه ألف دينار رأس المال و هذه ألف دينار ربحه.

طافت غيمة رمادية جبين وارث النبوات؛ قال بحزن مرير:

- سبحان الله! تتحالفون علي قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا ان يربح الدينار دينارا!؟

أخذ ابن محمد كيسا واحدا و قال بحزن:

- هذا مالنا.. لا حاجة لي بالربح.

أطرق مصادف يفكر حائرا، و سمع سيده يقول:

- يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال.

تذكر مصادف أشياء في رحلته لم يكن يأبه لها، تذكر و ميض العيون و هي تبرق طمعا في الربح الوفير، تذكر همسات التجار في قلب الظلام لكأنهم يتآمرون. تذكر توسلات الناس في أسواق مصر و قد آلمهم ارتفاع السعر؛ تذكر كل تفاصيل رحلته، و أدرك عندها انه لم يربح شيئا سوي لوم سيده، فألقي نظرة ازدراء علي كيس فيه ألف



[ صفحه 90]



دينار ذهبي يخطف بالأبصار.

و دوت في أعماقه كلمات قالها سيده ذات يوم:

- كم من طالب للدنيا لم يدركها و مدرك لها قد فارقها... ما الدنيا؟

هل الدنيا إلا أكل أكلته أو ثوب لبسته؟

و نهض مصادف ينفض عن ثوبه غبار الرحلة و يغسل عن نفسه أدران تجارته؛ و أدرك انه لم يخسر شيئا ذا قيمة، بعد أن ربح نفسه التي بين جنبيه.

و لم يكد فجر اليوم التالي ليطلع حتي كانت الألف دينار تتناثر فوق بيوت الفقراء.



[ صفحه 91]




خوردن انگور و كمك به مراجعين


يكي از اصحاب امام جعفر صادق عليه السلام حكايت كند:

روزي در مِني و عرفات در حضور آن حضرت مشغول خوردن انگور بوديم، كه فقيري آمد و تقاضاي كمك كرد.

حضرت يك خوشه انگور به آن فقير داد، فقير گفت: انگور نمي خواهم، چنانچه درهم و ديناري داريد، كمك نمائيد؟

امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند به تو كمك نمايد.

و فقير مقداري راه رفت و سپس بازگشت و همان مقدار انگور را درخواست كرد، ولي حضرت چيزي به او نداد و فقط فرمود: خدا به تو كمك نمايد.

بعد از آن، فقيري ديگر آمد و درخواست كمك كرد؟

حضرت چند دانه انگور به او داد، فقير آن چند دانه انگور را گرفت و گفت: «الحمد للّه رب العالمين» كه خداوند مهربان مرا روزي داد؛ و چون كه خواست برود امام عليه السلام به او فرمود: صبر كن؛ و دو دست مبارك خود را پر از انگور كرد و تحويل او داد.

فقير بار ديگر خداي تعالي را شكر و سپاس گفت؛ و خواست حركت كند كه برود، حضرت فرمود: چقدر پول همراه داري؟

فقير پول هاي خود را كه حدود بيست درهم بود نشان داد و حضرت نيز به همان مقدار درهم به او كمك نمود.

هنگامي كه فقير پول ها را از آن حضرت گرفت، شكر و سپاس خداي را به جا آورد.

و حركت كرد تا برود، حضرت فرمود: صبر كن و سپس پيراهن خود را درآورد و تحويل آن فقير داد و فرمود: آن را بپوش، فقير پيراهن را گرفت و پس از شكر خدا، نيز از آن حضرت سپاس، به جاي آورد؛ و دعاي خيري در حق حضرت كرد و رفت. [1] .

همچنين مرحوم شيخ طوسي و ديگر بزرگان آورده اند:

شخصي به نام مفضل بن قيس حكايت نمايد:

روزي به محضر مبارك امام صادق عليه السلام وارد شدم؛ و بعضي از مشكلات زندگي خود و خانواده ام را براي آن حضرت بازگو كردم.

امام عليه السلام به كنيز خود فرمود: آن كيسه را بياور.

هنگامي كه كنيز كيسه را آورد، حضرت به من فرمود: در اين كيسه مقدار چهارصد دينار است، كه منصور دوانيقي آن ها را براي ما ارسال داشته است، آن ها را بردار و مشكلات زندگي خود و خانواده ات را برطرف نما.

پس از آن كه كيسه را گرفتم، عرضه داشتم: ياابن رسول اللّه! من تقاضاي پول نكردم؛ بلكه خواستم در حق ما به درگاه خداوند متعال دعائي كني، تا به دعاي شما گرفتاري هاي ما برطرف گردد.

امام عليه السلام فرمود: مانعي ندارد، اين پول ها را بردار؛ و به همين زودي به درگاه خداوند سبحان دعا مي كنم، كه ان شاء اللّه؛ به خواسته هايت برسي.

و در پايان به عنوان موعظه و نصيحت فرمود: مواظب باش كه اسرار زندگي و خانواده ات را براي هر كسي بازگو نكني؛ كه خود را در نزد افراد، بي جهت سبك خواهي كرد. [2] .


پاورقي

[1] بحارالانوار: ج 47، ص 42، ح 56، به نقل از كافي: ج 4، ص ‍ 49.

[2] اختيار معرفة الرجال: ص 183، ح 320، و 322.


مع الديصاني


ان عبدالله الديصاني أتي هشام بن الحكم، فقال له: ألك رب؟



[ صفحه 82]



فقال: بلي.

قال: قادر؟

قال: نعم، قادر قاهر.

قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة، لا يكبر البيضة و لا يصغر الدنيا؟

فقال هشام: النظرة.

فقال له: قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه.

فركب هشام الي أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فاذن له، فقال: يا ابن رسول الله أتاني عبدالله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها الا علي الله و عليك.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: عماذا سألك؟

فقال: قال لي: كيت و كيت.

فقال: أبوعبدالله عليه السلام: كم حواسك؟



[ صفحه 83]



قال: خمس.

فقال: أيها أصغر؟

فقال: الناظر.

قال: و كم قدر الناظر؟

قال: مثل العدسة أو أقل منها.

فقال: يا هشام فانظر امامك و فوقك و أخبرني بما تري.

فقال: أري سماء و أرضا و دورا و قصورا و ترابا و جبالا و أنهارا.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة، و لا يصغر الدنيا و لا يكبر البيضة.

فانكب هشام عليه يقبل يديه و رأسه و رجليه، و قال: حسبي يا ابن رسول الله فانصرف الي منزله، و غدا اليه الديصاني فقال: يا هشام اني جئتك مسلما و لم اجئك أريد الجواب.



[ صفحه 84]



فقال له هشام: ان كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب.

فخرج عنه الديصاني فأخبر أن هشاما دخل علي أبي عبدالله عليه السلام...

فمضي عبدالله الديصاني حتي أتي باب أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ما اسمك؟

فخرج عنه و لم يخبره باسمه.

فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟

قال: لو كنت قلت له: (عبدالله) كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد؟

فقالوا له: عد اليه يدلك معبودك و لا يسألك عن اسمك، فرجع اليه و قال له: يا جعفر دلني علي معبودي و لا تسألني عن اسمي.



[ صفحه 85]



فقال له أبوعبدالله عليه السلام: اجلس، و اذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ناولني يا غلام البيضة، فناولها اياها، فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا ديصاني هذا حصن حصين مكنون، له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، و فضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، هي علي حالها لم يخرج منها مصلح فيخبر عن اصلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي، تنفلق عن أمثال الوان الطواويس، أتري لها مدبرا؟

فاطرق مليا ثم قال: اشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه. [1] .



[ صفحه 86]




پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 464، عن التوحيد 124.


الله نور


دخل الامام عليه السلام مسجد جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فرأي قوما يختصمون فقال لهم: «فيم تختصمون؟...».

فانبروا جميعا قائلين:

«في التوحيد.»

فزجرهم عن الخوض في ذلك، لقلة بضاعتهم في هذا الأمر، و قال لهم:

«اعرضوا عن مقالتكم...».

و اندفع بعضهم قائلا:

«ان الله يعرف بخلقه سماواته و أرضه، و هو في كل مكان...»

و أرشده الامام الي مقالة الحق و الصواب قائلا:

«من كان ليس كمثله شي ء، و هو السميع البصير، كان نعته لا يشبه نعت شي ء فهو ذاك» [1] .


پاورقي

[1] التوحيد (ص 367 - 36).


نشره للعلم


و انصرف الامام زين العابدين (ع) بعد كارثة كربلا الي نشر العلم و اذاعته بين الناس و لم يقتصر علي علم الحديث و الفقه، و انما عني بالأخلاق و الآداب و الفلسفة و الحكمة.

و قد أمد الفكر الاسلامي بطاقات هائلة من العلم و الحكمة و آداب



[ صفحه 37]



السلوك حفلت بها صحيفته، و رسالته في الحقوق، و غيرهما من موسوعات الحديث و كتب الاخلاق، و قد قام بدور ايجابي و بناء في ابراز مثل الاسلام و قيمه و تعاليمه.


پاسخ به پرسش اول


با توجه به روايات ياد شده كه امام صادق شخصيت عمويش را الهي و شهداي نهضت او را مانند شهيدان بدر و كربلا معرفي كرده، استفاده مي شود كه قيام زيد موافق ميل امام بوده است و روايات ديگري هست كه به اذن امام صراحت دارند.



[ صفحه 223]



امام رضا (ع) در جواب مأمون فرمود: حدثني ابي، موسي بن جعفر انه سمع اباه جعفر بن محمد بن علي يقول... لقد استشارني زيد في خروجه فقلت يا عم ان رضيت ان تكون المقتول (المصلوب) بالكناسة فشأنك فلما ولي قال جعفر بن محمد ويل لمن سمع وايه و لم يجبه؛ پدرم موسي بن جعفر (ع) نقل كرد كه او از پدرش جعفر بن محمد شنيد: خدا رحمت كند عمويم زيد را كه براي قيامش با من مشورت كرد. من به او گفتم: اي عمو! اگر دوست داري و راضي هستي كشته شوي و از چوبه ي دار كناسه آويخته باشي، پس راه تو همين است و اختيار با خود شماست و موقعي كه زيد از نزد امام صادق مي رفت، حضرت فرمود: واي به حال كسي كه نداي او را بشنود و ياريش نكند. [1] .

مدارك و اخبار در اين مضمون بسيار است.


پاورقي

[1] رياض الساكين، ج 6، ص 9.


راه هاي خويشتن داري


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

كسي كه خشم بر او غلبه كند، و يا به چيزي رغبت پيدا مي كند و يا مي ترسد و يا هوس چيزي را مي كند، خويشتن داري كند، خداوند پيكر او را بر آتش حرام مي گرداند. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 78 / 243 / 42، ميزان الحكمه: ج 14، ح 21517.


دشواري هاي تقوا و اجتهاد


تقوا مانند اجتهاد [1] مراتبي دارد. هزاران نفر كوشش مي كنند تا به مرتبه ي اجتهاد برسند ولي از بين آنها عده ي كمي به اين مقام دست مي يابند. از بين صدها مجتهد نيز كه كوشيدند به مقام اعلميت برسند در گذشته و حال فقط شمار اندكي موفق شده اند. خدا مي داند چه موانعي براي رسيدن به مقام اعلميت وجود دارد. بسياري با وجود تلاشهاي فراوان نتوانستند شروط اعلميت را فراهم كنند و بسياري شروط آن را فراهم كردند اما از بين هزار مانع، يك مانع بر سر راهشان ماند و موفق نشدند.

ممكن است انسان در طول سال ده ها تصميم بگيرد، اما به دلايلي از انجام دادن آنها باز ماند. اگر در طول سال در برابر هر تصميمي كه موفق به انجام دادن آن نشويم يك نقطه بر روي كاغذ بگذاريم، شايد در پايان سال با كاغذي سراسر سياه مواجه شويم.

تقوا نيز كلمه اي است كه به سادگي مي توان درباره آن داد سخن داد ولي در عمل كار بسيار دشوار و طاقت فرسايي است. بسياري از مردم دوست دارند تقوا داشته باشند ولي فقط عده كمي براي تحصيل آن تلاش مي كنند و از اين ميان عده بسيار كم تري موفق به تحصيل آن مي شوند؛ زيرا بسياري از كساني كه مي خواهند با تقوا باشند و عزمشان را در اين راه جزم مي كنند، به درستي نمي دانند در اين راه با چه موانعي برخورد مي كنند و چه مشكلاتي در پيش رو دارند. براي كسب تقوا علاوه بر تصميم واقعي، همت بالا و اراده محكم، بايد موانع تحصيل آن را نيز بشناسيم و از خداي متعال و اهل بيت عليهم السلام بخواهيم ما را در اين راه يار و كمك كار باشند. در حقيقت توفيق الهي و عنايت اهل بيت عليهم السلام حكم مهر و امضاي نهايي را دارد و كامل كننده شروط تقوا است. البته توفيق الهي نيز تا حدي بستگي به اطاعت اوامر الهي از جانب ما دارد. در غير اين صورت نقطه هاي سياه در طول زندگي آن قدر زياد مي شود كه سراسر عمر را به تباهي مي كشاند و باعث هدر رفتن كارهاي خوب مي شود، خداوند فرموده است:



[ صفحه 43]



«ثم كان عقبة الذين أساؤا السوأي أن كذبوا بأيات الله و كانوا بها يستهزءون [2] ؛ آنگاه فرجام كساني كه بدي كردند [بسي] بدتر بود؛ [چرا] كه آيات خدا را تكذيب كردند و آنها را به ريشخند مي گرفتند.»


پاورقي

[1] در اصطلاح، قدرت استنباط احكام شرعي از ادله ي آنها را اجتهاد گويند.

[2] روم، آيه ي 10.


كار و كوشش


ائمه ي ما گذشته از آنكه به مردم تأكيد مي كردند كه مشغول كسب شوند و از بيكاري و تن آسايي اجتناب كنند، عملا نيز اين موضوع را به مردم تذكر مي دادند. به اين معني كه خودشان زحمت مي كشيدند و كار مي كردند، خلاصه به مردم نشان مي دادند، كه بايد از راه فعاليت و كوشش، رزق خود و عائله شان را به دست آورند.

اني لاعمل في بعض ضياعي حتي اعرق، و ان لي من يكفيني ليعلم الله عزوجل اني اطلب الرزق الحلال. [1] .

با آنكه اشخاصي هستند كه كار مرا انجام دهند، مع ذلك من



[ صفحه 32]



شخصا در بعضي از املاك (مزروعي) خودم كار مي كنم تا عرق نمايم. براي اينكه خداوند بداند كه من رزق حلال مي طلبم.


پاورقي

[1] وافي. ج 10، ص 8.


نص بر امامت حضرت سجاد


خلافت عبارت است از امامت و پيشوايي از طرف خداي سبحان و رمزي است از اسرار پنهان او كه به پيغمبر وحي كرد تا مردم امام بعد از وي را بشناسند و تنها احكام و معالم دين را از او فراگيرند. اين سمت را خداوند تنها در تبار و دودمان پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله قرار داد كه از هر گونه عيب و نقصي مبرا و از هر چه كه انسانها به آن آلوده مي شوند مصون هستند. خداوند آنان را آفريد تا نگهبان دين و راهنماي بندگانش باشند و به وسيله ي آنها بهترين راه شناخت خدا را بپيمايند و امور دين و دنياي خود را از آنان فراگيرند. امامت است كه بين افراد برادري به وجود مي آورد، كين توزيها و دشمني ها را ريشه كن مي سازد و نظام زندگي مردم را تكميل مي كند.

ابوجعفر امام باقر عليه السلام امامان راستين را چنين توصيف مي فرمايد:

«ما سرچشمه ي رحمت، تبار نبوت، كان حكمت، چراغ دانش، جايگاه رسالت، محل آمد و رفت فرشتگان، جايگاه اسرار خدا در ميان بندگان و حريم بزرگ خدا و پناه و مأمن او هستيم كه از مردم درباره ي آن سؤال خواهد كرد. چه بسيار افرادي كه ما را



[ صفحه 71]



شناختند و چه بسيار كساني كه ما را نشناختند. اسماء حسنائي كه معرفتش واجب و شرط قبولي اعمال بندگان است، ماييم. به خدا سوگند، كلماتي كه آدم از خدا دريافت كرد و به وسيله ي آن با رأفت و رحمت توبه اش پذيرفته شد و راه او كه همه از آن آورده مي شوند و باب او كه همه به آن دلالت مي گردند و خزينه داران علم او و اعلام و نشانهاي دين او و عروة الوثقاي او و دليل و راهنماي روشن او براي هر كس كه بخواهد هدايت شود، ماييم.

به بركت وجود ما درختان ميوه مي آورند و ميوه ها مي رسند و جويبارها روان مي شوند و باران از آسمان فرومي بارد و گياهان زمين مي رويد. به عبادت ما خدا پرستش مي شود و اگر ما نبوديم كسي خدا را نمي شناخت.

آري، به خدا سوگند اگر مصلحت اقتضا مي كرد و اگر مأمور به سكوت نبوديم، هر آينه مسائلي را مي گفتم كه تمام آفريدگان اولين و آخرين از شنيدنش تعجب مي كردند.» [1] .

از امام باقر عليه السلام سؤال شد امام چگونه شناخته مي شود؟ حضرت فرمود:

«با تصريحي كه خداي سبحان بر امامت او مي كند و او را «علم» قرار مي دهد تا براي مردم «حجت» و دليل باشد. همان گونه كه پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم علي عليه السلام را براي امامت مردم منصوب فرمود، سپس شخص او را بلند كرد و با اسم و رسم به آنان معرفي نمود، همچنين تمام امامان راستين هر كدام امام بعد از خود را منصوب و معرفي مي كنند. يكي ديگر از راههاي شناخت امام اين است كه اگر از مسائل



[ صفحه 72]



مربوط به امامت از او بپرسند، به همه پاسخ مي گويد و اگر هيچ كس از آن نپرسد، خود به آن آغاز مي كند و با علمي كه از سوي پيغمبر صلي الله عليه و آله به او رسيده است، از آينده خبر مي دهد. اين همان دانشي است كه جبرئيل به عنوان اخبار و رويدادهايي كه تا قيامت پديد خواهد آمد براي پيغمبر نازل كرد.» [2] .

طريق دوم شناخت امام عليه السلام همان طريق معجزه است كه اخبار و روايات فراواني دلالت دارند بر اينكه خداي سبحان قوه ي قدسيه اي در امامان قرار داده است كه به وسيله ي آن تمام آنچه را كه در جهان آفرينش وجود دارد مي بينند. البته اين مسئله غير از آن علمي است كه خداوند به واسطه ي فرشتگان خود به عنوان «حوادث» و «ملاحم» يعني جنگها و فتنه هاي خونين به آنها خبر داده است. بنابراين، علوم ائمه عليهم السلام منحصر به علمي نيست كه از طريق پيغمبر صلي الله عليه و آله به آنان رسيده است آن گونه كه از حديث فوق برمي آيد، زيرا احتمال دارد كندفهمي شنونده، امام باقر عليه السلام را مجبور كرده باشد كه به همين اندازه ي از بيان بسنده فرمايد و ديگر چيزي به آن نيفزايد.

شيخ مفيد نيز به همين مسئله اشاره كرده است و مي فرمايد: امام علي بن الحسين عليه السلام بعد از پدر بزرگوارش از نظر علم و عمل از همه ي آفريدگان جهان افضل و برتر بود. چون در دنيا كسي برتر از او نبود، از اين رو نسبت به پدر و احراز مقام وي پس از او از همه سزاوارتر بود و شايسته تر بود و بهترين دليل براي احقيت او آيه ي شريفه ي ذوي الارحام و قصه ي حضرت زكريا عليه السلام است. [3] .



[ صفحه 73]



روايات متواتر و فراواني وجود دارند كه همه دلالت بر امامت حضرت سجاد عليه السلام مي كنند و نشان مي دهند كه آن حضرت بعد از پدر بزرگوارش حضرت سيدالشهداء عليه السلام حجت بر مردم بوده است. اينك به برخي از آنها اشاره مي شود:

1. ابوخالد كابلي از علي بن الحسين عليه السلام روايت كرده است كه پدرش حسين بن علي عليه السلام به او فرمود: روزي وارد بر پيغمبر صلي الله عليه و آله شدم، ديدم غرق در درياي فكر و انديشه است. از او پرسيدم چه شده است كه شما را در اين حال مي نگرم؟ رسول الله صلي الله عليه و آله فرمود: هم اكنون جبرئيل امين نزد من آمد و گفت: خداي علي اعلي تو را سلام مي رساند و مي فرمايد: روزگار نبوتت به پايان رسيده و عمرت به سر آمده است، بنابراين «اسم اعظم» و آثار علم نبوت را نزد علي بن ابي طالب بسپار، چه آنكه من هرگز زمين را به حال خود وانمي گذارم مگر اينكه عالمي در آن قرار مي دهم كه مردم به وسيله ي او اطاعت و ولايت مرا بشناسند. و من هرگز علم نبوت و دانشهاي غيبي را از دودمان تو قطع نخواهم كرد، چنانكه آن را از دودمان پيغمبران گذشته كه بين تو و آدم بوده اند قطع نكردم.

سپس يك يك امامان را كه پس از علي بن ابي طالب عليه السلام قيام به امر خواهند كرد نام برد كه امام حسن و امام حسين عليهماالسلام و نه تن از فرزندان حسين عليه السلام بودند كه اولينشان فرزندش علي و



[ صفحه 74]



آخرينشان حجة بن الحسن عليه السلام بود. [4] .

2. پيغمبر صلي الله عليه و آله در شب رحلت خود اميرالمؤمنين علي عليه السلام را دعوت كرد و به او دستور داد صحيفه و دواتي را آماده سازد، سپس وصيت خود را ديكته كرد و علي عليه السلام نوشت تا رسيد به تعيين جانشينان بعد از خودش، آنگاه فرمود: علي جان، بعد از من دوازده امام جانشين من خواهند بود، نخستين آنان تو هستي كه خداوند تو را در آسمان علي مرتضي و اميرالمؤمنين و صديق اكبر و فاروق اعظم و مأمون ناميده است كه هيچ كس ديگر غير از تو شايسته ي اين نامها نخواهد بود.

سپس فرمود: بعد از رحلت من، تو خليفه ي بر امت من خواهي بود و آنگاه كه وفات تو فرارسيد آن را به فرزندم حسن كه نيكو فرزندي است تحويل ده، و آنگاه كه وفات او فرارسد به فرزندم حسين شهيد كه كشته خواهد شد تحويل دهد، او هم هنگام وفات به فرزندش علي سيد العابدين، ذي الثفنات تحويل دهد، هرگاه وفات او فرارسد آن را به فرزندش محمد باقرالعلم بدهد، و او هم هنگام وفات به فرزندش جعفر صادق، و او هم هنگام رحلت به فرزندش موسي كاظم، و او پس از خود به فرزندش رضا، و او به فرزندش محمد كه ثقه و تقي است، و او پس از خود به فرزندش علي الناصح، و او هنگام وفات به فرزندش حسن فاضل و او هنگام وفات به فرزندش محمد مستحفظ از آل محمد تحويل دهد. [5] .

3. ابن عباس از پيغمبر صلي الله عليه و آله پرسيد: امامان بعد از شما چند نفرند؟ حضرت فرمود: شمارشان به اندازه ي حواريان حضرت



[ صفحه 75]



عيسي عليه السلام و به اندازه ي اسباط حضرت موسي عليه السلام و نقيبان بني اسرائيل است. آنان دوازده تن بودند و امامان پس از من نيز دوازده تن هستند كه نخستينشان علي بن ابي طالب و بعد از او دو فرزندش حسن و حسين اند و پس آنكه زمان حسين منقضي شد، فرزندش علي خواهد بود. سپس نامهاي بقيه ي امامان را برشمرد همان قسم كه قبلا يادآوري شد.

ابن عباس كه نام آنان را شنيد گفت: اينها نامهاي تازه اي است كه تاكنون نشنيده ام. پيغمبر صلي الله عليه و آله فرمود: اي پسر عباس، اينان همان امامان بعد از من خواهند بود، هر چند مقهور و مغلوب دشمن شوند. اينان امين و معصوم و اصيل و برگزيدگانند. هر كس عارف به حق آنها باشد من در روز قيامت دستش را مي گيرم و به بهشت مي برم، و هر كس منكر آنان شود يا يكي از ايشان را رد كند مثل كسي است كه مرا انكار يا رد كرده است و هر كس مرا انكار يا رد كند مثل كسي است كه خدا را انكار كرده است.

4. پيغمبر صلي الله عليه و آله در برخي از خطبه هايش فرمود: اي گروه مردم، من به همين زودي از ميان شما حركت خواهم كرد و به سوي عالم غيب خواهم رفت؛ بنابراين شما را درباره ي عترت خود سفارش به خير مي كنم و از بدعت در دين برحذرتان مي دارم، زيرا هر بدعتي ضلالت و گمراهي است و هر ضلالت و پيروان آن اهل آتش خواهند بود. اي گروه مردم، هر كس خورشيد را از دست دهد، بايد به ماه پناه برد و هر كس ماه را از دست دهد، بايد به «فرقدين» يعني دو اختر تابناك متمسك شود و هر كس فرقدين را از دست دهد بايد به «نجوم زاهره» يعني ستارگان درخشان و فروزان تمسك جويد.

پس از آن، فرمايش خود را تفسير كرد و فرمود: خورشيد خود



[ صفحه 76]



من، ماه علي بن ابي طالب، فرقدان حسن و حسين و ستارگان درخشان امامان نه گانه از صلب حسين اند كه نخستينشان علي بن الحسين است.

سپس همان قسم كه قبلا بيان شد، نام همه را ذكر كرد تا اينكه فرمود: حجة بن الحسن است كه در طول زمان غيبت منتظر او خواهند بود. اينان عترت من و از خون و گوشت منند، حكمشان حكم من خواهد بود و هر كس مرا به سبب آزار به اينان بيازارد هرگز شفاعت من به او نخواهد رسيد.

5. رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم براي ام سلمه حديث كرد: آنگاه كه مرا در آسمانها به معراج مي بردند ديدم در عرش خدا نوشته بود: «لا اله الا الله محمد رسول الله ايدته و نصرته بعلي» و انوار علي و فاطمه و حسن و حسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و حسن بن علي و حجة بن الحسن را ديدم و نور حجة بن الحسن در ميان ساير نورها مانند ستاره ي فروزاني مي درخشيد. در همان حال ندايي شنيدم كه مي گفت: اين انوار، نور جانشينان بعد از تو هستند كه حجت من بر تمام آفريدگان خواهند بود و اين نور درخشان، نور حجت من است كه زمين را پر از عدل و داد خواهد كرد كه همه ي آنها پاك و معصوم هستند. [6] .

خداي بزرگ نام مبارك امامان را به عنوان امانت نزد پيامبران و مبلغان شرايع خود سپرد تا فضايل فراواني را كه خداوند به ايشان عطا فرموده است به پيروان خود بگويند و به اطاعت از آن بزرگواران وادارشان سازند و خود نيز به افضليت و برتري آنها نسبت به خويش اذعان كنند. با



[ صفحه 77]



توجه به همين وظيفه بود كه تمام پيغمبران نام امامان را به همان ترتيبي كه پيغمبر نور آنها را در عرش ديده بود و مي بايست بعد از او وصي و جانشين وي شوند، بر امت خود مي خواندند و مي گفتند: به وسيله ي ايشان است كه خداوند همه چيز را آغاز مي كند و همه چيز را پايان مي بخشد، با اشراق انوار مقدس آنها بر جهان هستي است كه فيض الهي بر ممكنات افاضه مي شود و به بركت وجود ايشان است كه آفريدگان روزي داده مي شوند و آسمان و زمين برقرار مي مانند.

پيامبران اين فضايل را براي امت خود مي گفتند تا متدين به معرفت خداي سبحان گردند و در ثاني اذعان و اعتراف كنند به اينكه خداي عزوجل هرگز زمين را از حجتي كه به حق حكم كند و كجي ها را راست نمايد خالي نمي گذارد. پيغمبران همواره با عمل كردن به اين ميثاق، امت ها را به آنها و به فضايلي كه خداوند به ايشان عنايت كرده است يادآوري مي كردند.

6. آنگاه كه ابن ملجم اميرالمؤمنين عليه السلام را در مسجد كوفه و در حال نماز ترور كرد، طبق دستوري كه پيغمبر صلي الله عليه و آله داده بود، امامت را به فرزندش حسن عليه السلام انتقال داد و تمام مواريث پيامبران را به او سپرد و حسين عليه السلام و محمد حنفيه و تمام فرزندان و رؤساي شيعه را بر آن گواه گرفت و به حسين عليه السلام فرمود: تو هم بعد از برادرت حسن امام خواهي بود و رسول خدا دستور فرمود مواريث امامت را به فرزندت زين العابدين، تحويل دهي، زيرا بعد از تو او حجت بر مردم خواهد بود.

پس از آن دست زين العابدين عليه السلام را كه سه ساله بود گرفت و به او فرمود: رسول خدا به تو دستور داده است كه بعد از خودت امامت را به فرزندت محمد باقر واگذار كني. ضمنا سلام پيغمبر و سلام من



[ صفحه 78]



را به او برسان. [7] .

در آن روز امام باقر عليه السلام هنوز متولد نشده بود. پس از آن به حاضران تفهيم كرد كه چه اندازه پيغمبر صلي الله عليه و آله روي مسئله ي امامت اصرار مي ورزيد و شب و روز تأكيد مي كرد و مي فرمود: اوصياي من از فرزندان خود من و تمامشان هدايت شده و محدث [8] هستند.

سخن كه به اينجا رسيد سليم شامي عرض كرد: اي اميرمؤمنان، اماماني را كه مي فرمايي براي ما برشمار!

حضرت فرمود: نخستين آنها حسن، پس از او حسين، سپس علي بن الحسين و بعد از او هشت نفر خواهند بود.

سپس اسامي شان را - همان طور كه قبلا گفتيم - يادآور شد. [9] .

7. وقتي كه امام حسين عليه السلام خواست به سوي عراق حركت كند تمام مواريثي را كه از برادرش امام حسن عليه السلام دريافت كرده بود به رسم امانت نزد ام سلمه سپرد و به او فرمود كه آنها را به فرزندش زين العابدين عليه السلام تحويل دهد. وقتي كه امام زين العابدين عليه السلام پس از حادثه ي كربلا به مدينه مراجعت كرد آن امانت را از ام سلمه تحويل گرفت. [10] .

در روايتي كه از امام صادق عليه السلام آمده است: وقتي كه امر خلافت به امام زين العابدين عليه السلام رسيد، مهر چهارم را از وصيتي كه بر جدش نازل شده بود برداشت و ديد در آن نوشته است: «يا علي اطرق



[ صفحه 79]



و اصمت» (اي علي، چشم فرو نه و خاموش باش) [11] از اين رو امام سجاد عليه السلام طبق فرموده ي خداي سبحان سكوت و كناره گيري را پيش گرفت و خود را از آميزش با مردم تا آنجا رهانيد كه پلاسي در بيرون شهر مدينه برايش تهيه كردند و در آنجا به عبادت و ابتهال به سر مي برد تا از اين رهگذر خون خود و شيعيانش را حفظ كند، ولي در عين حال با همه ي شرايط نامساعد زماني و مكاني لحظه اي از آگاه كردن و بيداري دادن به مردم غفلت نمي ورزيد و همواره آنها را به سوي معرفت و شناخت خدا ارشاد مي كرد و راههايي را كه موجب رحمت و جلب رضاي خدا و باعث پرهيز از سخط و غضب او مي شد با بيانات مختلف گوشزد مي كرد: گاه از طريق دعا، گاه از طريق بيان حقوق واجب و گاه نيز از طريق عمه اش زينب كبري سلام الله عليها كه حضرت سيدالشهداء عليه السلام او را جانشين خويش قرار داده بود و او احكام الهي را در نهان از امام سجاد عليه السلام مي گرفت و به شيعيان افاضه مي فرمود و بدين وسيله جان امام را از گزند دشمن حفظ مي كرد. [12] .

كسي كه معناي امامت را نشناخته و اصول مذهب شيعه ي دوازده امامي را در اين مورد نخوانده و نفهميده است، نمي تواند تمركز قدرت الهي را در خلافت كبري درك كند، لذا از فهم واقع و حقيقت دور افتاده و از راه روشن سر برتافته است و نابخردانه مي گويد كه حسين عليه السلام امامت را به محمد بن حنفيه تفويض كرد تا علي بن الحسين عليه السلام جوان و نيرومند شود، به همين دليل محمد حنفيه را «امام به تفويض» مي گويند!! [13] .

البته اين سخني است كه هيچ يك از علماي شيعه آن را نگفته اند و



[ صفحه 80]



هيچ كس به آن معتقد نيست و تمام كتابهايشان پر است از اينكه صغارت سن هرگز منافاتي با امامت نداشته است، زيرا خداوند هرگز علم خود را كه لازم باشد از آنها پنهان نمي دارد، چنانكه نبوت را به حضرت عيسي و به حضرت يحيي داد در حالي كه نوزاد بودند! حال آنكه سن حضرت سجاد عليه السلام در هنگام شهادت پدرش حضرت سيدالشهداء عليه السلام بيست و سه سال بوده است.


پاورقي

[1] المحتضر حسن بن سليمان حلي، ص 128.

[2] معاني الاخبار صدوق، ص 35.

[3] آيه ي ذوي الارحام در آيه ي 75 سوره ي انفال و آيه ي 6 سوره ي احزاب آمده است كه مي فرمايد:

«... و اولوا الارحام بعضهم اولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين و المهاجرين».

داستان حضرت زكريا در چند جاي قرآن آمده است، مانند آيات 37 و 38 سوره ي آل عمران، آيه ي 85 سوره ي انعام، آيات 2 و 7 سوره ي مريم و آيه ي 89 سوره ي انبياء كه زكريا از خداوند درخواست مي كند: او را تنها و بلاعقب نگذارد، بلكه فرزندي به او عنايت كند كه وارث [همه چيز] او گردد. خداوند دعايش را مستجاب كرد ويحيي را به او داد كه داراي صفات و كمالات خود پدر بود...

[4] كفاية الاثر علي بن محمد بن علي خزاز قمي، ص 311.

[5] غيبت شيخ طوسي، ص 105؛ مختصر البصائر، ص 39، ط نجف.

[6] اين سه حديث در كتاب كفاية الاثر خزاز قمي به ترتيب در صفحات 291، 290 و 312 ذكر شده است.

[7] اصول كافي، باب النص علي الحسن.

[8] محدث به كسي مي گويند كه جبرئيل و فرشتگان بر او نازل مي شوند و سخنش را گوش مي دهند، ولي پيغمبر نيست.

[9] بصائر الدرجات صفار، ص 108.

[10] اصول كافي، باب النص علي السجاد.

[11] غيبت نعماني، ص 24؛ امالي ابن الشيخ طوسي، ص 282.

[12] اكمال الدين صدوق، ص 275؛ غيبت شيخ طوسي، ص 148.

[13] كتاب عبيدالله المهدي، ص 80.


عماد الدين سيد علي نسيمي حروفي


(مقتول به سال 820 ه. ق)



يا رب به صدق جعفر صادق كه در جهان

اسلام را به بركت علمش بود بقا [1] .



يا رب به حق جعفر صادق كه صديقان همه

هستند مولايش ز جان اندر سر صدق و صفا [2] .



رهنماي خلق عالم هست زين العابدين

باقر است از بعد او وز بعد باقر جعفرست [3] .



[ صفحه 128]



به علم جعفر صادق چو كاظم

امام شاه علي موسي الرضا را



تقي و با نقي شد عسكري هم

محمد مهدي صاحب لقا را



نسيمي را ز لطف خود ببخشاي

شفيع آورده است آل عبارا [4] .


پاورقي

[1] ديوان ص 306.

[2] ديوان ص 309.

[3] ديوان ص 314.

[4] ديوان ص 375.


علوم دنيا


همانطور كه قبلا اشاره شد امام جعفر (ع) بر همه ي علوم مسلط بود و به حقايق مسلم علمي توجه به خصوصي داشت او معتقد و آگاه بود كه بايد علوم ديني و دنيائي، هر دو را مورد مطالعه و دقت قرار داد و علما و دانشمندان همچنان كه به اختراعات و اكتشافات علمي نائل مي شوند بايد به علوم ديني نيز توجه داشته باشند.

نظر امام جعفر نيز به هر دو طرف معطوف بود و عقيده داشت كه نبايد يكي را كنار گذاشت و به ديگري پرداخت.



[ صفحه 85]



او به هر دو نوع از علوم توجه و عنايتي خاص داشت كه از آن غفلت نمي ورزيد و همراه با علوم ديني و اخروي به علوم مادي و دنيوي مي پرداخت زيرا مي ديد كه ميان علوم مادي و معنوي ارتباط مستقيم وجود دارد كه نمي توان از توجه به علوم مادي صرفنظر كرد.

و روي همين اصول در هر يك از علوم مادي و ديني آن قدر پيشرفت كرد كه سرآمد مردم عصر گرديد و گوي سبقت را از ديگران ربود و شهرتي عالمگير كسب كرد.

حال با اينكه امام جعفرصادق (ع) آن قدر به علوم دنيوي و مادي توجه داشت و احكام و تعاليم خود را با آن تطبيق مي نمود و اين امر را از روي واقع و حقيقت، نه خيالي انجام مي داد. معلوم نيست كه علماء اسلامي به چه دليل خود را از علوم مادي و دنيوي برحذر مي دارند؟



[ صفحه 86]




وفات امام


بعد از يك عمر زندگاني توأم با علم، عمل، تلاش، كوشش، فضيلت و تقوا نواده ي رسول خدا، امام جعفر صادق عليه السلام، دارفاني را وداع گفت.

او در دنيا دانشمندي زاهد، مدافع حق و عدالت، دعوت كننده به سوي راه خدا، عمل كننده به خير و هدايت كننده به سوي آن، نهي كننده از عمل شر و بيم دهنده از عواقب آن، راز نگه دار خدا، صابر در برابر ظلم و جور و روشنگر راه امت براي سعادت در دو جهان، شناخته شده است. او به اهتزاز درآورنده ي پرچم مبارزه براي نسل هاي آتي در راه شريعت و حفظ آن و استقامت در برابر هر نوع گمراهي و انحراف، بدعت يا هوا و هوس و اقامه كننده ي دليل و معيار حق در روز قيامت



[ صفحه 64]



مي باشد.

شخصيت مبارك و قدرتمند وي «مدرسة الاسلام» بود كه مردانگي و قهرمان پروري و عقيده سازي و اخلاق را ارزاني نمود و موجب گسترش علوم سودمند و خير و بركت در دو جهان شد.

در ماه شوال سال 418 هـ.ق به رحمت خداوند نايل گشت. وفات وي در شهر مدينه ي منوره بود و در آرامگاه بقيع در كنار پدر و جدش و فاطمه ي زهرا عليهاالسلام و عمويش امام حسن مجتبي عليه السلام، نواده ي پيامبر صلي الله عليه و آله مدفون گشت.

سلام بر روح پاك و مطهر وي، روزي كه وفات يافت و روزي كه دوباره برانگيخته خواهد شد، هدايت وي براي هدايت شوندگان، سعادت خواهد بود.


فرزندان، دختر و پسر


حضرت فرمود: دختران شما به منزله اعمال حسنه و پسران شما نعمت هاي خدا هستند در مقابل حسنات (اولاد دختر) خداي عزوجل پاداش نيك خواهد داد ولي در مقابل نعمت ها مسئوليت ها است.


شخصيت حضرت امام صادق


شخصيت هر فردي را مي توان از صفات و سجاياي او به دست آورد و او ملكات و خصال و از كلمات و گفتار و ادب و آداب و ادبيات او بلكه از طرز عمل و معاشرت و سبك زندگي و روش در معاشرت اجتماعي به دست آورد انسان در برخورد با هر كس اول موجوديت او را درمي يابد و بعد به حسب و نسب او واقف مي شود و سپس به شخصيت او برخورد مي كند و آنچه كه مي تواند يك كس را به جامعه معرفي كند شخصيت افراد است يك سلسله از دلايل شخصيات اشخاص صورت و سيرت - كلمات و الفاظ - و آثار روحي از نظم و نثر و آثار خارجي از خيرات و مبرات و آثاري كه در اذهان و افكار از اصلاح ذات البين يا تعليم و تربيت باقي گذاشته معرف شخصيت آدمي است - و تاكنون در تاريخ اسلام ما كسي را نمي شناسيم كه به قدر امام جعفرصادق (ع) آثار و مآثري از خود باقي گذاشته باشد راست است كه امام صادق عليه السلام مجدد مذهب بوده و مطلب نو و تازه اي نداشت جز نشر احكام اسلام و تفسير و تأويل آيات و دقايق و نكات قرآن ولي اين هم كار هر كس نبود.

راست است كه امام جعفرصادق عليه السلام شاگرد مكتب علوي و معرف دين احمدي بود و قرآن را معرفي كرد اما اين كار از عهده هر كس ساخته نبود و وضع و محاذات زمان و مكان هم اجازه به اين كار نمي داد - اين فرصت مصادف با تحولات سياسي شد و امام ششم از اين فرصت استفاده كرد و چون در مهد علم و دانش و فضيلت نشو و نما يافته بود شم علمي و قدرت فقهي و نيروي تقوي و دانش او تأييد كرد كه معارف از دست رفته اسلام را تجديد نمايد و مكتبي كه پدرش گشوده توسعه دهد و در روشي كه باقرالعلوم عليه السلام پيش گرفته بود و بسيار نتيجه بخش گرديد قدم بردارد و اين مدرسه را به صورت كلاسيك و مبوب و مرتب تقويت و توسيط نمايد تا بتواند افكار خردمندان بزرگ آن عصر را كه مخصوصا با رشد سياسي و امپراطوري باعظمت اسلام در قرن دوم بالا رفته بود به كمال خود برساند.

امام جعفرصادق عليه السلام در قبال مخاطبات ابوجعفر منصور و تمهيد سلطنت هارون الرشيد اعلام فرمود هر كس هر چه مي خواهد از جعفر بن محمد پرسد كه ديگري قادر به جواب مسائل مردم نيست و اين مبادي را هيچ كس در علوم عالم نتوانست اعلام نمايد مگر آن كس كه در مهد علم لدني تربيت شده و در مكتب ربوبي درس فضيلت دانش فراگرفته است كه معارف جدش را تجديد نمود و بساط علم علوي را



[ صفحه 31]



از نو گشود و آن طومار دانش و فضيلتي كه امويان در هم پيچيده بودند با تناسب روز باز كرد و يك تحول شگفت انگيزي در گسترش علوم و فنون جهاني به وجود آورد كه در تاريخ نظير نداشته است.

آوازه شهرت امام جعفرصادق به تمام عالم اسلامي پيچيده بود و از اقطار و اكناف جهان مسلمانان براي حل مشكلات خود به خدمتش مي شتافتند و حضرت صادق عليه السلام را مجلسي بود براي عامه مردم و مجلسي بود براي خاصه و از سه حال بيرون نبود يا روزه دار بود و يا قائم به عبادت و يا مشغول به ذكر بود.

هر كس از آن حضرت سؤالي مي كرد بي درنگ جواب مساعد مي شنيد و امام جعفر عليه السلام عمري دراز داشت و معاصر چند خليفه اموي و عباسي بود و به مكه هم براي حج و عمره زياد مي رفت و تمام فرق اسلام آن حضرت در آن شهر ديدار مي نمودند.

مادر امام جعفرصادق عليه السلام ام فروه دختر قاسم بن محمد ابي بكر است. مادر ام فروه اسماء بنت عبدالرحمن بن ابي بكر بوده است.

قاسم پدر ام فروه از ثقات روات و از ملازمين حضرت علي بن الحسين سجاد عليه السلام است و محمد مانند اولاد علي بود.

از تربيت شده هاي مهد عصمت و عفت و از دامان عزت و شرافت بوده مادري بود كه توانست چنين اولادي كه از مفاخر اسلام است تربيت كند و به جهانيان معرفي نمايد.

دامان عفت و عصمت و شرافت است كه مي تواند سجاياي نفساني و ملكات افضله آسماني را در غرائز اولاد رشد دهد و تقويت نمايد.

ام فروه چنين بود - داراي ايمان و عقيده استوار و تربيت مهذب و پاك و آغوش شرافت و عصمت بود.

ام فروه بانوي معظمه اي بود كه در دامن سيادت قاسم بن محمد بن ابي بكر تربيت شده و گويند از دو جهت ايراني نژاد است يكي از طرف پدر كه به ملكه ايران شهربانو مي رسد و از طرف مادر - پدرش نيز بنا به روايتي خواهر شهربانو ملكه ديگر ايران را داشته است و اين نسب پاك آريائي به مقام سيادت جده اش حضرت زهرا (س) سيده زنان عالم اضافه شده و از دو رشته تربيت صحيح و پاك اين نابغه علم و ادب به وجود آمد و از جدش حضرت سجاد عليه السلام مي شنيد كه ناشر علوم جلي و خفي خواهد بود.



[ صفحه 32]




تسلط خداوند


دليل ديگر - تسلط كامل خداوند است كه انسان را در اعمال خود هيچ اختياري ندارد و مانند ماشيني كه در دست متخصص فني باشد و هر كجا و به هر نحو بخواهد و اراده كند حركت مي دهد.



خدا كشتي آنجا كه خواهد برد

اگر ناخدا جامه بر تن درد



برد كشتي آنجا كه خواهد خداي

اگر جامه بر تن درد ناخداي



اگر تيغ عالم بجنبد ز جاي

نبرد رگي تا نخواهد خداي



يكي را دهد تخت و تاج و كلاه

يكي را نشاند به خاك سياه




علوم دسته 01


دسته اول علومي كه از اسلام آغاز و ابتكار شد - قرآن - قرائت - علوم قرآن كه بعدا شرح مي دهيم اصول عقايد - اصول فقه - تفسير - نحو - صرف - معاني - بيان - بديع - لغت - ادبيات بدين معنائي كه امروز در اسلام است - علوم اجتماعي كه حسن انتظام عالم اجتماع را نشان مي دهد و غيره.


فعاليتهاي سياسي امام


در اينجا تذكر اين معنا لازم است كه برخلاف تصور عمومي، حركت امام صادق (ع) تنها در زمينه هاي علمي (با تمام وسعت و گستردگي آن) خلاصه نمي شد، بلكه امام فعاليت سياسي نيز داشت، ولي اين بُعد حركت امام، بر بسياري از گويندگان و نويسندگان پوشيده مانده است. در اينجا براي اينكه بي پايگي اين تصور «كه امام صادق (ع) بنا به ملاحظه اوضاع و احوال آن زمان هرگز در امر سياست مداخله نمي كرد و هيچ گونه ابتكار عمل سياسي اي نداشت، بلكه در جهت سياست خلفاي وقت حركت مي كرد» روشن گردد، نمونه اي از فعاليتهاي سياسي امام را ذيلا مي آوريم:


تاريخ شهادت


روز شهادت از ايام هفته: روز شنبه، به قولي روز دوشنبه.

روز شهادت از ايام ماه: روز بيست و پنجم ماه شوال به قولي روز بيست و پنجم ماه رجب.

ماه شهادت: ماه شوال، به قولي ماه رجب.

سال شهادت: سال صد و چهل و هشت هجري.

محل دفن: قبرستان بقيع.

مدت عمر: شصت و پنج سال، به قولي شصت و هشت سال.

مدت امامت: سي و سه سال، به قولي سي و چهار سال.

قاتل: منصور دوانيقي.

علت وفات: زهري بوده كه در طعام يا انگور ريخته بودند.



[ صفحه 165]




كلمات العلماء و العظماء


بامكان الباحث أن يؤلف كتابا كبيرا في الامام الصادق عليه السلام، يقتصر فيه علي جمع كلمات العلماء و العظماء في الامام عليه السلام، و ما كتب عنه من بحوث، و كتب، و ليس ذلك بكثير علي رجل بلغ تلامذته أكثر من أربعة آلاف، و نشر من العلوم و الفنون ما ملأ به الدنيا، و وضع الأسس لكثير من العلوم الحديثة، مضافا لما أخذ عنه من الفقه، و الحديث، و التفسير، و غيرها من علوم الشريعة.

و تمشيا مع خطتنا في الاختصار، نذكر:

1- قال زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه، و حجته في زماننا ابن أخي جعفر بن محمد، لا يضل من تبعه، و لا يهتدي من خالفه [1] .



[ صفحه 130]



2- قال أبوحنيفة: - امام المذهب - جعفر بن محمد أفقه من رأيت [2] .

و قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد [3] .

و قال أيضا: لولا السنتان لهلك النعمان.

يشير الي السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الامام الصادق رضي الله عنه [4] .

و سأله مرة عن بعض المسائل - بمحضر من المنصور العباسي - فأجابه الامام عليه السلام عنها قائلا: أنتم - يريد أهل الكوفة - تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا. ثم يبين بعدها رأيه، فقد يوافق أحدهما، أو يخالفهما، فكان أبوحنيفة يقول بعد ذلك: ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس [5] .

و سأله رجل: يا أباحنيفة ما تقول في رجل وقف ماله



[ صفحه 131]



للامام، فمن يكون المستحق؟

قال: المستحق: جعفر الصادق، لأنه امام الحق [6] .

3- قال مالك بن أنس: - امام المذهب - جعفر بن محمد اختلفت اليه زمانا، فما كنت أراه الا علي احدي ثلاث: اما مصل، و اما صائم، و اما يقرأ القرآن [7] .

و قال: ما رأت عين، و لا سمعت أذن، و لا خطر علي قلب بشر، أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما و عبادة و ورعا [8] .

و قال: و كان من عظماء العباد، و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل [9] .

4- قال عمرو بن المقدام: كنت اذا أنظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين [10] .



[ صفحه 132]



5- وقف أبوشاكر الديصاني ذات يوم علي مجلس أبي عبدالله عليه السلام فقال له: انك لأحد النجوم الزواهر، و كان آباؤك بدورا بواهر، و أمهاتك عقيلات عباهر، و عنصرك من أكرم العناصر، و اذا ذكر العلماء فعليك تثني الخناصر، فخبرنا يا أيها البحر الزاخر الخ [11] .

6- قال عبدالله بن المقفع: ترون هذا الخلق - و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس - يعني الصادق عليه السلام [12] .

7- قال المنصور العباسي لابن مهاجر: اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة الا فيه محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [13] .

و قال أيضا: انه ممن اصطفاه الله، و كان من السابقين في الخيرات [14] .



[ صفحه 133]



و قال مخاطبا له: لا نزال من بحرك نغترف، و اليك نزدلف، تبصر من العمي، و تجلو بنورك الطخياء، فنحن نعوم في سحاب قدسك، و طامي بحرك [15] .

و قال أيضا: سيد أهل البيت و عالمهم، و بقية الأخيار منهم [16] .

و قال أيضا: انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا [17] .

و يقول لحاجبه الربيع: و هؤلاء من بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل لا حظ له في الشريعة [18] .

و قال أيضا: هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس في زمانه [19] .

و يقول لاسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس: ان جعفرا كان ممن قال الله فيه: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا



[ صفحه 134]



من عبادنا) و كان ممن اصطفي الله، و كان من السابقين في الخيرات [20] .

8- قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم عليهم السلام ذو علوم جمة و أوراد متواصلة، و زهادة بينة، و تلاوة كثيرة يتبع معاني القرآن الكريم، و يستخرج من بحر جواهره، و يستنتج عجايبه، و يقسم أوقاته علي أنواع الطاعات بحيث يحاسب نفسه، رؤيته تذكر الآخرة، و استماع كلامه يزهد في الدنيا، و الاقتداء بهديه يورث الجنة [21] .

9- قال أبوالفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني: جعفر بن محمد الصادق، و هو ذو علم غزير في الدين، و أدب كامل في الحكمة، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات، و قد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه، و يفيض علي الموالين له أسرار العلوم [22] .

10- قال علي بن محمد بن أحمد المالكي - ابن



[ صفحه 135]



الصباغ -: كان من بين اخوته خليفة أبيه و وصيه، و القائم بالامامة من بعده، برز علي جماعتهم بالفضل، و كان أنبههم ذكرا و أجلهم قدرا.

و قال: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته و ذكره في سائر البلدان، و لم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث.

و قال: مناقب أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام فاضلة، و صفاته في الشرف كاملة، و شرفه علي جبهات الأيام سائلة و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة [23] .

11- قال فريد الدين العطار: ذلك سلطان الملة الصفوية، ذلك برهان الحجة النبوية، ذلك العامل الصديق، ذلك عالم التحقيق، ذلك فاكهة قلوب الأنبياء، ذلك قلب سيد الرسل، ذلك النافذ العلي، ذلك وارث النبي، ذلك العارف العاشق، ذلك جعفر الصادق [24] .

12- قال أحمد شهاب الدين الخفاجي: جعفر بن



[ صفحه 136]



محمد، روي عنه كثيرون: كمالك بن أنس، و السفيانيين، و ابن جريح، و ابن اسحاق، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته، ولد سنة 80، و توفي سنة 148، قيل مسموما. و ثقة في روايته الشافعي، و ابن معين، و أبوحاتم، و الذهبي، و هو من فضلاء أهل البيت و علمائهم عليهم السلام [25] .

13- قال جمال الدين أبوالمحاسن يوسف بن تعزي الأتابكي: الامام السيد أبوعبدالله الهاشمي العلوي الحسيني المدني.

يقال: مولده سنة 80 من الهجرة، و هو من الطبقة الخامسة من تابعي أهل المدينة، و كان يلقب بالصابر، و الفاضل، و الطاهر، و أشهر ألقابه الصادق.

و قال: وحدث عنه أبوحنيفة، و ابن جريح، و شعبة، و السفيانيان، و مالك، و غيرهم. و عن أبي حنيفة قال: ما رأينا أفقه من جعفر بن محمد [26] .

14- قال عبدالله بن أسعد اليافعي: الامام السيد



[ صفحه 137]



الجليل، سلالة النبوة، و معدن الفتوة، أبوعبدالله جعفر الصادق... و انما لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و له كلام نفيس في علم التوحيد و غيرها، و قد ألف تلميذه جابر بن حيان كتابا يشتمل علي ألف ورقة يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة [27] .

15- قال عبدالله الشبراوي الشافعي: السادس من الأئمة جعفر الصادق ذو المناقب الكثيرة، و الفضائل الشهيرة.

روي عنه الحديث أئمة كثيرون، مثل مالك بن أنس، و أبي حنيفة، و يحيي بن سعيد، و ابن جريح، و الثوري، و ابن عيينة، و شعبة و غيرهم رضي الله عنهم. ولد رضي الله عنه بالمدينة المنورة سنة 80 من الهجرة، و غرر فضائله و شرفه علي جبهات الأيام كاملة، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة، توفي رضي الله عنه سنة 148 [28] .

16- قال عبدالرحمن بن محمد الحنفي البسطامي: جعفر بن محمد ازدحم علي بابه العلماء، و اقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، و كان يتكلم بغوامض الأسرار، و علو



[ صفحه 138]



الحقيقة و هو ابن سبع سنين [29] .

17- قال محمد بن حبان البستي: جعفر بن محمد الذي يقال له: الصادق من سادات أهل البيت و عبادهم، و من اتباع التابعين، و علماء أهل المدينة [30] .

18- قال محمد أمين البغدادي السويدي: جعفر الصادق كان من بين اخوته خليفة أبيه و وصيه، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، و كان اماما في الحديث... و مناقبه كثيرة [31] .

19- قال: ش. سامي: استمر علي حلقة تدريس و افادات جعفر الصادق الامام الأعظم أبوحنيفة، و استفاد منه أولا في المعارف الظاهرية و الباطنية، و كان للامام اليد الطولي في الجبر و الكيمياء، و الالمام بسائر العلوم، و كان ممن تلمذ علي يد الامام موجد فن الكيمياء جابر، لم يكن له نظير في الزهد و التقوي و القناعة و حسن الأخلاق، و لصدق حسبه سمي بالصادق.



[ صفحه 139]



و قال: و عرض أبومسلم الخراساني الخلافة ابتداء علي الامام جعفر الصادق فلم يقبلها [32] .

20- قال محمد الخضري: أبوعبدالله جعفر الصادق: كان من سادات أهل البيت، و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، ولد سنة ثمانين، و روي عنه مالك بن أنس، و أبوحنيفة، و كثيرون من علماء المدينة [33] .

21- قال محمد فريد وجدي: كان من سادات أهل البيت النبوي، لقب بالصادق لصدقه في كلامه، كان من أفاضل الناس، و له مقالات في صناعة الكيمياء، و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة، يتضمن رسائل جعفر و هي خمسمائة رسالة [34] .

22- قال الدكتور أحمد أمين بعد كلام طويل في علمه و مدرسته و الرواة عنه: و علي الجملة: فقد كان جعفر من أعظم الشخصيات ذوي الأثر في عصره و بعد عصره، و قد



[ صفحه 140]



مات في العام العاشر من حكم المنصور [35] .

23- قال عبدالعزيز سيد الأهل: مفخرة من مفاخر المسلمين لم تذهب قط، و انما بقي منها في كل غد قادم حتي القيامة صوت صارخ من حروفها: يعلم الزهاد زهدا، و يكسب العلماء علما، و يهدي ء المضطرب، و يشجع المقتحم، يهد الظلم، و يبني للعدالة، و هو ينادي المسلمين جميعا: أن هلموا فاجتمعوا، و ان قوما لم يختلفوا في ربهم و في كتابهم و في نبيهم لمجموعون - مهما اختلفوا - في يوم قريب [36] .

24- قال الدكتور عبدالرحمن الكيالي: و كان الامام أبوعبدالله جعفر الصادق نموذجا كاملا جامعا لمحامد الرسول و آل بيته، و صفوة لامعة لبنيه، و أئمة أهل البيت من بعده و كلهم كانوا يمثلون في حياتهم حقائق الاسلام ظاهرا و باطنا [37] .

25- قال خيرالدين الزركلي: كان من أجلاء التابعين،



[ صفحه 141]



و له منزلة رفيعة في العلم، أخذ عنه جماعة، منهم الامامان: أبوحنيفة، و مالك. و لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس، و كان جريئا عليهم، صداعا بالحق الخ [38] .



[ صفحه 142]




پاورقي

[1] بحارالأنوار: 11 / 48.

[2] جامع مسانيد أبي حنيفة: 1 / 222.

[3] النجوم الزاهرة: 2 / 9.

[4] مختصر التحفة الاثني عشرية: 8.

[5] مناقب الامام أبي حنيفة للمكي: 1 / 173، الامام الصادق لأبي زهرة: 252.

[6] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 68.

[7] تهذيب التهذيب: 2 / 105، حياة الامام الصادق للسبيتي ص 17. أشعة من حياة الصادق: 3 / 58.

[8] المناقب: 2 / 325 الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 9.

[9] الخصال 167.

[10] تهذيب التهذيب: 2 / 104، صفة الصفوة: 2 / 94 كشف الغمة 242 المناقب: 2 / 326.

[11] كشف الغمة: 230.

[12] الامام الصادق للمظفري: 1 / 224 الامام الصادق ملهم الكيماء 135.

[13] أصول الكافي: 1 / 475.

[14] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 79.

[15] بحارالأنوار: 11.

[16] أشعة من حياة الصادق: 3 / 50.

[17] كشف الغمة 240.

[18] مهج الدعوات: 198.

[19] كشف الغمة: 236.

[20] تاريخ اليعقوبي: 3 / 117.

[21] مطالب السؤول: 2 / 55.

[22] الملل و النحل بهامش الفصل في الملل لابن حزم: 1 / 224.

[23] الفصول المهمة 216.

[24] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 1 / 29.

[25] شرح الشفاء: 1 / 124.

[26] النجوم الزاهرة: 2 / 9.

[27] مرآة الجنان: 1 / 304.

[28] الاتحاف بحب الأشراف 54.

[29] مناهج التوسل: 106.

[30] مشاهير علماء الأمصار.

[31] سبائك الذهب: 74.

[32] قاموس الاعلام: 3 / 182.

[33] التشريع الاسلامي: 263.

[34] دائرة المعارف القرن الرابع عشر: 3 / 110.

[35] ضحي الاسلام: 3 / 265.

[36] انظر كتابه (جعفر بن محمد): 6.

[37] انظر رسالته في الامام الصادق: 14.

[38] الاعلام: 2 / 121.


خبر دادن از ضمير شخصي


مردي خدمت امام صادق (عليه السلام) رسيد و گفت: يابن رسول الله (صلي الله عليه و اله)! من در خواب ديدم كه از شهر كوفه بيرون رفتم و به محلي رسيدم كه آن محل را مي شناسم و در آن جا شيخي را ديدم كه از چوب مردي را تراشيده كه بر اسبي چوبين سوار شده بود در حالي كه شمشيري در دست داشت؛ آيا تعبير اين خواب را مي دانيد؟

امام فرمود: «تو مردي هستي كه تصميم گرفته اي، وسيله ي معاش فرد ديگري را از دستش خارج كني؛ پس بترس از خداوندي كه تو را خلق كرده است و تو را مي ميراند».

آن مرد گفت: شهادت مي دهم كه علم به تو عطا شده است و تو آن را از معدنش، بيرون آورده اي. حال فكري كه در ذهنم بود، براي شما توضيح مي دهم: مردي از همسايگان ما به علت مشكلات مالي، مي خواهد ملك خود را به من بفروشد و من هم تصميم به خريد آن ملك با قيمت بسيار كم گرفته ام؛ چون مي دانستم، كسي غير از من، طالب آن ملك نيست.

حضرت فرمود: «آيا آن مرد، ما را دوست مي دارد و از



[ صفحه 39]



دشمنان ما بيزاري مي جويد»؟

آن مرد گفت: آري يابن رسول الله (صلي الله عليه و آله)! او مردي نيكو صفت است و در دينش هم مستحكم است، من توبه مي كنم به سوي خداي تعالي و به سوي تو از آن چه كه قصد كرده بودم، انجام دهم. سپس گفت: يابن رسول الله (صلي الله عليه و اله) اگر اين مرد ناصبي بود، من مي توانستم، اين كار را با او بكنم؟

حضرت فرمود: «ادا كن، امانت را به كسي كه تو را امين دانست و از تو نصيحت خواست هر چند قاتل امام حسين (عليه السلام) باشد». [1] .



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] منتهي الآمال.


برخي از سخنان امام صادق در پاسخ به بعضي از پرسشها


شيخ كليني در كتاب كافي روايت كرده است كه: ابن ابي العوجاء، هشام بن حكم را مورد پرسش قرار داد و گفت: آيا مگر خداوند حكيم نيست؟ هشام گفت: چرا هست او قادرترين فرمانروايان است. ابن ابي العوجاء گفت: پس درباره ي اين آيه كه گفته است: پس آن كس از زنان را به همسري بگيريد كه شما را نيكو و مناسب با عدالت است دو يا سه چهار و اگر بترسيد كه عدالت را رعايت نكنيد يك زن اختيار كنيد. [1] به من بگو كه آيا اين حكم از جانب خدا فرض است؟ هشام گفت: آري. ابن ابي العوجاء پرسيد: پس چگونه است كه در جاي ديگري مي گويد: و شما هرگز نتوانيد ميان زنان به عدالت رفتار كنيد هر چند راغب و حريص بر عدل و درستي باشيد. پس به تمام ميل خود يكي را بهره مند و آن ديگر را محروم مكنيد تا او معلق و بلاتكليف ماند [2] كدام حكيمي اين گونه متناقض سخن مي گويد؟ هشام جوابي نداشت كه به او بدهد پس به سوي مدينه رهسپار شد و به نزد امام صادق (ع) رفت.



[ صفحه 60]



امام (ع) به او گفت: اي هشام در غير موسم حج و عمره بدينجا آمده اي؟! پاسخ داد: آري. فدايت شوم. براي كار مهمي اينجا آمده ام. ابن ابي العوجاء پرسشي از من كرده است و من هيچ جوابي براي آن نداشتم. امام (ع) پرسيد: مسئله او چه بود؟ هشام سؤال ابن ابي العوجاء را براي امام (ع) بازگو كرد. آنگاه امام صادق (ع) فرمود: منظور خداوند از عدالت در آيه ي نخست، رعايت عدالت در پرداخت نفقه آنان و در آيه ي دوم منظور عدالت در مهرورزي ميان آنان است. هشام با شنيدن پاسخ امام صادق (ع) به نزد ابن ابي العوجاء آمد و همان جواب را به وي بازگفت. ابن ابي العوجاء با شنيدن اين پاسخ تعجب كرد و گفت: «به خدا سوگند اين پاسخ از خودت نبود».

ابن شهرآشوب در كتاب مناقب مي نويسد: عمرو بن عبيد به نزد امام صادق (ع) رفت و اين آيه از قرآن را خواند كه: از كبائري كه از آنها منع شده ايد، اجتناب كنيد [3] سپس گفت: دوست دارم گناهان كبيره را از قرآن بشناسم. امام (ع) قبول كرد و آنها را چنين برشمرد:

شرك به خدا: كه در قرآن آمده است: به راستي خداوند نمي آمرزد كه بدو شرك ورزيده شود. [4] .

نااميدي از رحمت خدا: كه در اين باره در قرآن فرموده است: و جز گروه كافران از رحمت خدا نوميد نشوند. [5] .

عاق والدين: آن كس كه عاق مي شود ستمكاره و تيره روز است و در اين باره قرآن مي فرمايد: و به مادرم مهرباني كردم و مرا ستمكاره و تيره بخت قرار نداد. [6] .

قتل نفس: كه در آيه اي آمده است: هر كس مؤمني را به عمد بكشد مجازات او جهنم است كه در آن براي هميشه معذب خواهد بود. خدا بر او خشم و لعن كند و برايش عذابي بزرگ فراهم سازد. [7] .

تهمت زدن به زنان عفيفه: كه قرآن در اين باره فرمايد: به راستي آنان كه به زنان باايمان عفيفه و بي خبر از كار بد تهمت بستند به يقين در دنيا و آخرت مورد لعن قرار گرفتند و براي ايشان عذابي است بزرگ [8] .

خوردن مال يتيم: قرآن در اين باره گويد: همانا كساني كه اموال يتيمان را به ستم



[ صفحه 61]



مي خورند جز اين نيست كه در دلهايشان آتش مي خورند و به زودي در آتش فروزان خواهند افتاد. [9] .

فرار از جنگ: قرآن در اين باره فرمايد: هر كس كه در روز جنگ به آنها پشت كرد و گريخت به طرف غضب و خشم خدا روي آورده و جايگاهش جهنم است و چه بد جايگاهي است. [10] .

رباخواري: كه در اين باره فرموده است: كساني كه ربا مي خورند نتوانند بايستند جز مانند آن كه به وسوسه و فريب شيطان ديوانه شده است. [11] .

زنا: در اين باره نيز آمده است: به زنا نزديك نشويد كه آن كاري بس زشت و راهي بسيار ناپسند است. [12] . و نيز گفته شده است: آنان زنا نمي كنند و هر كس چنين كند كيفرش را خواهد يافت. [13] .

سوگند دروغ: قرآن در اين باره فرمايد: به راستي آنان كه پيمان و سوگندهاي خود را به بهايي اندك بفروشند هيچ بهره اي در آخرت براي آنان نيست و خدا با ايشان سخن نگويد و در روز قيامت به آنان ننگرد و پاكشان نسازد و برايشان عذاب دردناكي است. [14] .

خيانت: و درباره ي خيانت فرموده است: هر كس خيانت ورزد به كيفر آن خواهد رسيد. [15] .

ندادن زكات: در اين باره قرآن گويد: و كساني را كه طلا و نقره ذخيره مي كنند و آن را در راه خدا انفاق نمي كنند به عذابي دردناك مژده ده. روزي كه در آتش دوزخ گداخته شوند و پيشاني و پشت و پهلوي آنها را بدان داغ نهند و به آنها بگويند اين است آنچه براي خود ذخيره كرديد پس اكنون بچشيد آنچه را كه جمع مي كرديد. [16] .

گواهي دروغ: در اين باره قرآن فرموده است: و كساني كه شهادت دروغ ندهند. [17] .



[ صفحه 62]



كتمان شهادت: در اين باره فرمايد: هر كس شهادت را كتمان كند قلبش گنهكار است. [18] .

شراب نوشي: در اين باره در حديث آمده است: نوشنده ي شراب چون پرستنده ي بت است.

ترك نماز: پيامبر در اين باره فرمود: هر كس به عمد نماز را ترك كند خدا و رسول او از وي بيزار خواهند بود.

پيمان شكني و قطع رحم: قرآن در اين باره گويد: كساني كه پيمان خدا را پس از بستنش مي شكنند و آنچه را كه خداوند به وصل آن فرمان داده، قطع مي كنند و در زمين فساد به بار مي آورند اينانند زيانكاران. [19] .

سخن ناروا: در قرآن آمده است: و از سخن ناروا پرهيز كنيد. [20] .

گستاخي در برابر خدا: قرآن گويد: پس آيا از مكر خدا ايمن شدند، پس از مكر خداوند ايمن نشوند مگر گروه زيانكاران. [21] .

ناسپاسي نعمت: قرآن در اين باره فرمايد: و اگر كفر ورزيد به راستي كه عذاب من سخت است. [22] .

كم فروشي: كه قرآن درباره ي آن گفته است واي بر كم فروشان [23] .

لواط: قرآن درباره ي آن فرمايد: كساني كه از گناهان بزرگ و اعمال زشت دوري مي كنند. [24] .

بدعت: كه پيامبر (ص) فرمود: هر كس در چهره ي بدعت گذاري خنديد به تحقيق او را بر تباه كردن دين خود ياري كرده است. [25] .

شيخ مفيد در ارشاد مي نويسد: اخباري كه در زمينه هاي مختلف علم و حكمت و بيان و حجت و زهد و پند و اندرز و شاخه هاي گوناگون علمي از آن حضرت نقل شده بسي بيش تر



[ صفحه 63]



از آن است كه به زبان گفته آيد و يا در كتابي بگنجد. و در آنچه نقل كرديم براي نيل به مقصود، كافي است.

دوم، حلم: حاظ عبدالعزيز بن اخضر جنابذي در كتاب معالم العتره الطاهره مي نويسد: در آغاز روزي ميان جعفر بن محمد و عبدالله بن حسن مجادله اي لفظي صورت گرفت. عبدالله بن حسن در گفتار خود تندي كرد. سپس از يكديگر جدا شده به سوي مسجد رفتند. سپس مجددا يكديگر را بر در مسجد ديدار كردند. پس جعفر بن محمد بن عبدالله بن حسن گفت: چگونه اي اي ابومحمد؟ عبدالله با عصبانيت پاسخ داد: خوبم. امام به او گفت: اي ابومحمد مگر نمي داني صله رحم از حساب مي كاهد؟ عبدالله گفت: همواره چيزهايي براي ما مي گويي كه ما آنها را نمي شناسيم؟ امام صادق (ع) فرمود: من از قرآن براي تو مي گويم. عبدالله گفت: آيا صله رحم هم از قرآن است؟ امام (ع) فرمود: آري. عبدالله گفت: پس بگو. امام (ع) فرمود: خداوند عزوجل گويد: و كساني كه آنچه را كه خدا امر به پيوند آن كرده اطاعت مي كنند و از خدا مي ترسند و از سختي هنگام حساب مي انديشند. [26] . عبدالله بن حسن، با شنيدن اين آيه، گفت: از اين پس مرا قاطع رحم نخواهي يافت.

ابن شهرآشوب در كتاب مناقب از كتاب روضه نقل كرده است: روزي سفيان ثوري به نزد امام صادق (ع) رفت. ديد كه سيماي امام متغير است. علت آن را جويا شد. امام (ع) فرمود: من ممنوع كرده بودم كه كسي بر بام خانه رود. اما مشاهده كردم يكي از كنيزانم كه پرستاري يكي از كودكانم را بر عهده داشت از نردبان بالا مي رفت و كودك نيز همراه او بود. چون كنيز مرا ديد، لرزيد و در پايين آمدن شتاب جست و كودك از دستش افتاد و در دم جان سپرد. اما چهره ي من به خاطر مرگ كودك نيست كه چنين تغير كرده، بلكه به خاطر ترس و لرزي است كه از مشاهده ي من به آن كنيز راه يافته است. امام صادق (ع) پس از اين ماجرا به آن كنيز، دوبار فرمود: تو به خاطر خدا آزادي و در اين ماجرا بي گناهي.

شيخ كليني در كافي به سند خود روايت كرده است: امام صادق (ع) روزي غلام خود را در پي كاري فرستاد. غلام در بازگشت تأخير نمود، پس امام (ع) به دنبال او روان شد و وي را يافت كه خوابيده است. بالاي سر او نشست و او را باد مي زد تا غلام بيدار شد. چون غلام از خواب بيدار شد امام صادق (ع) به او فرمود: اي فلان! به خدا سوگند اين گونه نيست كه شب و روز متعلق به تو باشد و در آن بخوابي بلكه شب از آن توست و روز از آن ما.

سوم، صبر: شيخ صدوق در كتاب عيون اخبار الرضا به سند خود از ابومحمد از پدرانش از موسي بن جعفر (ع) روايت كرده است كه فرمود: به امام صادق (ع) خبر دادند كه اسماعيل،



[ صفحه 64]



بزرگ ترين فرزند وي، درگذشته است. امام در آن لحظه خواست غذا بخورد و نديمان وي در اطرافش گرد آمده بودند. پس امام تبسم كرد و خواستار غذا شد و در كنار نديمانش نشست. آن حضرت از ساير روزها بهتر غذا خورد، با نديمانش سخن بسيار گفت. نديمان وي از اينكه هيچ اثري از حزن و اندوه در سيماي امام نمي ديدند، به شگفت افتادند. چون امام از خوردن فراغ يافت گفتند: اي فرزند رسول خدا چيزي شگفت ديديم، به مصيبت فقدان چنان پسري دچار آمدي اما اين گونه اي كه ما مي بينيم؟! امام فرمود: چرا اين گونه نباشم كه مي بينيد در حالي كه راستگوترين راستگويان مرا خبر داده است كه تو از دنيا مي روي و شما نيز اين دنيا را بدرود خواهيد گفت. به راستي مردمي هستند كه مرگ را شناخته و آن را فراديد خود قرار داده اند و منكر نشده اند كه مرگ كسي از آنان را درربوده است و به امر پروردگار عزوجل، تسليم گشته اند. همچنين كليني به سند خود از علاء بن كامل نقل كرده است كه گفت: نزد امام صادق (ع) نشسته بودم كه ناگاه فريادي از خانه بلند شد. امام با شنيدن فرياد از جا برخاست سپس نشست و استرجاع گفت: «انا الله و انا اليه راجعون» و به گفتار خود بازگشت تا آنكه بحث خود را تمام كرد آنگاه فرمود: ما مايليم كه خود و اولاد و اموال ما در سلامت باشند اما چون قضاي الهي از راه رسد نبايد آنچه را كه خداوند براي ما نپسنديده، دوست بداريم.

در روايت ديگري كه كليني در كافي از قتيبة اعشي نقل كرده، آمده است كه گفت: «خدمت امام صادق (ع) رسيدم تا از فرزند او عيادت كنم. ديدم امام (ع) بر در ايستاده و غمين و اندوهناك است. عرض كردم: فدايت شوم حال كودك چطور است؟ فرمود: مي بيني كه سخت بيمار است. پس ساعتي درنگ كرد سپس به سوي ما بيرون آمد در حالي كه چهره اش شاد بود و آثار غم و اندوه از آن رفته بود. گمان كردم كه حال كودك بهبود يافته است گفتم: فدايت شوم حال كودك چطور است؟ فرمود: او به راه خدا رفت. گفتم: فدايت شوم هنگامي كه كودك زنده بود شما ناراحت و اندوهگين بوديد اما اكنون كه بمرد حالت شما ديگرگون شد، چرا؟! فرمود: ما اهل بيت پيش از رسيدن مصيبت غمگين و اندهناكيم اما هنگامي كه مصيبت واقع مي شود به قضاي الهي خشنود مي گرديم و تسليم امر خدا مي شويم.

چهارم، عبادت و كثرت ياد خدا. كليني به سند خود در كافي نقل كرده است كه ذكر امام صادق (ع) را در سجده شمردم، پانصد بار تسبيح مي گفت. و نيز به سند خود از ابان بن تغلب نقل كرده است كه گفت: بر امام صادق (ع) وارد شدم و ذكر او را در ركوع و سجود برشمردم شصت بار تسبيح گفت. راوندي در خرائج از منصور صيقل روايت كرد كه وي امام صادق (ع) را در مسجد پيامبر (ص) به حال سجده ديد. منصور گويد: پس نشستم و مدتي به طول انجاميد



[ صفحه 65]



آنگاه با خود گفتم تا زماني كه امام در سجده است من نيز تسبيح خدا را مي گويم و شروع كردم به گفتن «سبحان ربي و بحمده استغفر ربي و اتوب اليه» يكبار سيصد مرتبه و بار ديگر شصت و اندي اين ذكر را گرفتم كه امام سر از سجده برداشت.

پنجم، مكارم اخلاقي: زمخشري در ربيع الابرار از شقراني مولاي رسول خدا (ص) نقل كرده است كه گفت: در روزگار خلافت منصور، عطاء مي دادند اما من كسي را نداشتم كه مرا به او معرفي كند در اين حال متحير ايستاده بودم كه ناگهان ديدم جعفر بن محمد (ع) مي آيد. خواسته ي خود را با او در ميان نهادم امام به درون رفت و پس از مدتي بيرون آمد و ديدم عطاي من در آستين لباس اوست. آن را به من داد و فرمود: كار نيك از هر كسي برازنده است و از تو برازنده تر به خاطر رابطه اي كه با ما داري. و كار زشت از هر كسي كه سر زند زشت است و از تو زشت تر به خاطر رابطه اي كه با ما داري.

سبط بن جوزي گويد: امام (ع) از آن جهت چنين سخني به شقراني گفت زيرا پي برده بود كه او شراب مي نوشد و مي خواست وي را به كنايه موعظه كند و اين از اخلاق پيامبران است.

ششم، كرم و بخشندگي: در حلية الاوليا به سند خود از هياج به بسطام نقل شده است كه گفت: جعفر بن محمد (ع) آنقدر طعام مي خورانيد كه ديگر براي خانواده اش چيزي باقي نمي ماند. و در مطالب السؤول آمده است: امام صادق (ع) مي فرمود: كار نيك تمام نمي شود مگر به سه چيز: شتاب در انجام آن و كوچك شمردن و پنهان كردن آن.

هفتم، كثرت صدقات: كليني در كافي به سند خود از هشام بن سالم نقل كرده است كه گفت: امام صادق (ع) همين كه پاسي از شب گذشت انباني پر از نان و گوشت و پول فراهم مي كرد و آن را به دوش مي گرفت و به سوي نيازمندان مدينه رهسپار مي شد و آن را در ميانشان تقسيم مي كرد. ايشان نيز او را نمي شناختند تا هنگامي كه امام صادق (ع) از دنيا رفت و اين امر متوقف گرديد. آن وقت بود كه دانستند آن شخص امام صادق (ع) بوده است».


پاورقي

[1] نساء / 3: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع و ان خفتم الا تعدلوا فواحدة....

[2] نساء / 129: و لن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقه.

[3] نساء / 31: ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه.

[4] نساء / 48: ان الله لا يغفر ان يشرك به.

[5] يوسف / 87: ان لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون.

[6] مريم / 32: و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا.

[7] نساء / 93: و من يقتل مؤمنا معتمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما.

[8] نور / 23: ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الاخرة و لهم عذاب عظيم.

[9] نساء / 10: ان الذين ياكلون اموال اليتامي ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا.

[10] انفال / 16: و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و ماواه جهنم و بئس المصير.

[11] بقره / 275: الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

[12] اسراء / 32: و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا.

[13] فرقان / 68: و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق اثاما.

[14] آل عمران / 77: ان الذين يشترون بعهد الله و ايمانهم ثمنا قليلا اولئك لاخلاق لهم في الاخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر الهيم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم.

[15] آل عمران / 161: و من يفلل يات بما غل يوم القيامه.

[16] توبه / 34 - 35: و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون.

[17] فرقان / 71: و الذين لا يشهدون الزور.

[18] بقره / 283: و من يكتمها فانه آثم قلبه.

[19] بقره / 27: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما امر الله به ان يوصل و يفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون.

[20] حج / 30: و اجتنبوا قول الزور.

[21] اعراف / 99: افامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون.

[22] ابراهيم / 7: و لئن كفرتم ان عذابي تشديد.

[23] مطففين / 1: ويل للمطففين.

[24] نجم / 32: الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش.

[25] گناهان كبيره، گناهاني است كه در قرآن يا سنت مورد مذمت و يا تهديد قرار گرفته است. از اين رو امام صادق (ع) در بعضي از اقسامي كه برشمرده شد تهديدي از قرآن را ياد كرده و در برخي ديگر نيز به سنت استناد جسته است. زيرا فرقي ميان آن دو نبوده است.

[26] رعد / 21: و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب.


جهالت


جهالت يكي از عوامل مجادله به باطل است.

لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس و لكن أكثر الناس لا يعلمون. [1] .



[ صفحه 43]



البته خلقت آسمان ها و زمين بزرگ تر از آفرينش بشر است و ليكن بيشتر مردم نمي دانند.

در حالي كه در آيات ديگر مسئله «كبر» مطرح شده بود. اين دو رابطه ي نزديكي با هم دارند؛ چرا كه سرچشمه ي كبر، جهل و ناداني و نيز عدم شناخت قدر خود با مقدار علم و دانايي خويشتن است. [2] .

و من الناس من يجادل في الله بغير علم و يتبع كل شيطان مريد. [3] .

و برخي از مردم از روي جهل و ناداني در كار خداوند جدل مي كنند و از هر شيطان گمراه كننده اي پيروي مي كنند.

و من الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدي و لا كتاب منير [4] .

و برخي از مردم از روي جهل و گمراهي و بدون هيچ كتاب و حجت روشن، در امر الهي به جدال مي پردازند.


پاورقي

[1] همان / 57.

[2] تفسير نمونه، آية الله مكارم شيرازي و همكاران، ج 20، ص 137 و 138، چاپ پنجم، دار الكتب الاسلامية، قم، 1367.

[3] حج / 3.

[4] همان / 8.


به سوي مشكل گشا


ان الله تعالي يقول: و عزتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي علي عرشي لاقطعن امل كل مؤمل غيري باليأس و لا كسونه ثوب المذلة بين الناس. [1] .

بطور يقين خداوند متعال مي فرمايد: قسم به عزت و جلال و مجد و رفعتم بر عرشم، بي شك اميد و آرزوي آرزومندان به غير خودم را به يأس و نااميدي تبديل و لباس ذلت و خواري بين مردم را بر ايشان مي پوشانم.

امام صادق عليه السلام

حسين بن علوان در يكي از سفرهايش كه پولي برايش نمانده بود، جهت كسب علم و دانش وارد مجلسي شد و يكي از همسفرانش به او



[ صفحه 61]



گفت:

«در اينگونه موارد كه پولي نداري، به چه كسي دل بسته و چشم اميد داري؟»

وقتي او نام شخصي را بيان كرد، وي گفت:

«در اينصورت حاجتت بر آورده نشده و گره كارت گشوده نمي شود؛ امام صادق عليه السلام به من فرمود كه بي ترديد خداوند متعال مي فرمايد:

قسم به عزت و جلال و عظمت و رفعت بر عرشم، اميد و آرزوي كسي را كه به غير من دل بندد، به نااميدي تبديل و لباس خواري و مذلت بر او پوشانده و از درگاهم رانده و دور مي نمايم؛ آيا در شدائد و سختي روزگار به غير من چشم اميد بسته و حال آنكه تمام آنها به دست من است؛ آيا درب ديگري را مي كوبد و حال آنكه كليد همه ي درب هاي بسته به دست من مي باشد؛ در رحمت من براي كساني كه مرا بخوانند گشوده است؛ اميد و آرزوهاي بندگانم را نزد خودم محفوظ نمودم؛ از اينرو آيا به حفظ و نگهداري من راضي و خشنود نمي شوند! آسمانها را از فرشتگاني كه از ذكر و تسبيح من خسته نمي شوند پر كرده ام و به ايشان دستور داده ام كه درهاي رحمتم را بين بندگانم و



[ صفحه 62]



من نبندند؛ آيا به گفته ي من اطمينان ندارند! آيا مشكل داران و حاجتمندان نمي دانند كه راه حل مشكلاتشان به دست كسي غير از من نيست؛ پس چه شده است كه آنها را در وادي غفلت و فراموشي از اين مي بينم؛ بدون اظهارشان به آنها جود و بخشش نمودم سپس از آنها آنرا گرفتم؛ پس چرا برگشت آنرا از من نخواسته و در ديگران را مي كوبند. آيا پيش از درخواستشان بخشش و عطا نموده و پس از تقاضا، دعايشان را اجابت نمي كنم! آيا من بخيل هستم و بنده ام مرا بخيل مي شمارد! آيا عفو و رحمت به دست من نيست؟! آيا من گره گشاي حاجات آنها نيستم؟! آيا آرزو و اميدمندان به ديگران از من نمي ترسند؟! اگر حاجات همه ي اهل آسمانها و زمينم را بي كم و كاست برآورده سازم، از ملك و دارايي ام ذره اي كم نشود؛ چگونه كم شود ملكي كه من قيم و سرپرست آنم! پس واي بر كساني كه از رحمت من نااميد شوند و واي بر كساني كه مرا عصيان ورزند و مراعاتم نكنند.» [2] .



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] الجواهر السنية/ 258.

[2] الجواهر السنية /258.


اهميت عمل به وعده


- سرورم! در خصوص اهميت عمل به وعده چه فرموديد؟

گفتم: «وعده مؤمن به برادر ديني اش مانند نذري است كه كفاره ندارد. كسي كه به آن وفا نكند به مخالفت با وعده ي خدا برخاسته و خود را در معرض غضب خدا قرار داده است.» [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 2، ص 363.


وجع البطن وإسهالها


وجاءه رجل فقال له: يابن رسول الله: إن إبنتي ذبلت، وبها البطن، فقال له «ع»: وما يمنعك من الأرز مع الشحم، ثم علمه طريقة طبخه ففعل ذلك كما أمره فشفيت إبنته به.

أقول: معلوم طباً أن الأرز يقبض المعدة يطبخ دون تصفية ويخلط معه الشحم دون تذويب فان السمن مطلقاً وخاصة سمن اللحوم يزيد في الأسهال ولا كذلك الشحم غير المذاب.


ظاهر شدن حضرت رسول براي دفاع از امام صادق


روزي منصور ملعون در قصر سرخ خود نشست، و هر روز كه در آن قصر شوم مي نشست به آن روز، روز ذبح مي گفتند، زيرا در آنجا نمي نشست مگر براي قتل و سياست. در آن ايام، حضرت صادق عليه السلام را از مدينه طلبيده بود و آن حضرت آنجا بود.

چون شب شد و مقداري از شب گذشت، منصور، ربع را طلب كرد و به او گفت: «قرب و منزلت خود را نزد من مي داني، اين قدر ترا محرم خود گردانيده ام كه ترا بر رازي مطلع مي گردانم كه آنها را از اهل حرم خود پنهان مي دارم.»

ربيع گفت: اينها از وفور رحمت و مهرباني خليفه است، نسبت به من، و من نيز در ارادت به تو و دولت خواهي تو مانند خود كسي را نمي شناسم.»

منصور گفت: «آري چنين است. حال از تو مي خواهم بروي و جعفر بن محمد را در هر حالتي كه ديدي بياوري و نگذاري كه هيئت و حال خود را تغيير بدهد.»

ربيع گفت: «بيرون آمدم و گفتم: انا لله و انا اليه راجعون، هلاك شدم، زيرا كه اگر او را در اين وقت نزد اين لعين ببرم با اين شدت غضبي كه دارد او را به قتل مي رساند و آخرت از دست من مي رود و اگر از دستورش سرپيچي كنم، مرا به قتل مي رساند و نسل مرا بر مي اندازد و مالهاي مرا مي گيرد. پس ميان دنيا و آخرت مردد شدم، نفسم به دنيا مايل شد و دنيا را بر آخرت اختيار كردم.

محمد پسر ربيع مي گويد: چون پدرم به خانه آمد مرا صدا زد. من از همه ي پسرهاي او سنگ دل تر بودم، پس گفت: «نزد جعفر بن محمد رفته و از ديوار



[ صفحه 42]



خانه ي او بالا رو و بي خبر به جايگاه او داخل بشو، و بر هر حالتي كه او را ديدي بياور.» پس من آخر آن شب به منزل او رسيدم و نردباني گذاشتم و بي خبر به خانه ي او وارد شدم. ديدم كه آن حضرت پيراهني پوشيده و دستمالي بر كمر بسته و مشغول نماز خواندن است. چون نمازش تمام شد، گفتم: «بيا كه خليفه ترا مي طلبد.»

فرمود: بگذار دعا بخوانم و لباس بپوشم.» گفتم: «نمي گذارم.»

فرمود: «بگذار بروم و غسلي كنم و مهياي مرگ گردم.» گفتم: «اجازه ندارم و نمي گذارم.»

پس آن حضرت كه بيش از هفتاد سال از عمرش گذشته بود را با يك پيراهن و سر و پاي برهنه از خانه بيرون آوردم. چون مقداري راه آمد ضعف بر او غالب شد، من بر او رحم كردم و وي را بر استر خود سوار كردم چون به درب قصر خليفه رسيدم، شنيدم كه منصور به پدرم مي گفت، «واي بر تو اي ربيع! دير كرد و نيامد.»

پس ربيع بيرون آمد، چون نظرش بر امام صادق عليه السلام افتاد و او را بر اين حال مشاهده كرد به گريه افتاد، زيرا كه ربيع به خدمت آن حضرت ارادت داشت و آن بزرگوار را امام زمان مي دانست، حضرت فرمود: «اي ربيع! مي دانم كه تو به جانب ما ميل داري، اين قدر مهلت ده كه دو ركعت نماز بجاي بياورم و با پروردگار خود مناجات كنم.»

ربيع گفت: «آنچه مي خواهي بكن.» و به نزد آن ملعون برگشت. خليفه از شدت غضب بسيار اصرار مي كرد كه جعفر را زود حاضر كن، پس حضرت دو ركعت نماز خواند و زمان بسياري با خداوند مناجات كرد.

چون فارغ شد، ربيع دست آن حضرت را گرفت و داخل ايوان كرد، پس



[ صفحه 43]



آن حضرت در ميان ايوان نيز دعائي خواند. چون امام عصر عليه السلام را به اندرون قصر برد و نظر آن ملعون بر آن حضرت افتاد، از روي خشم و كينه گفت: «اي جعفر! تو ترك نمي كني حسد و دشمني خود را بر فرزندان عباس، و هر چند در خرابي ملك ايشان سعي مي كني فايده نمي بخشد.»

حضرت فرمود: «به خدا سوگند كه اينها كه مي گوئي هيچ يك را نكرده ام، و تو مي داني كه من در زمان بني اميه كه دشمن ترين خلق براي ما و شما بودند و با آن آزارها كه از ايشان به ما و اهل بيت ما رسيد، اين اراده نكردم و از طرف من به ايشان بدي نرسيد، حال با توجه به خويشي نسبتي و مهرباني و الطاف شما نسبت به ما و خويشان ما چرا اين كارها را انجام بدهم؟!»

پس منصور ساعتي سرش را پايين انداخت، و در آن وقت بر روي نمدي نشسته و بر بالشي تكيه داده بود و در زير خود پيوسته شمشيري مي گذاشت، پس گفت: «دروغ مي گوئي.»

بعد دست در زير تخت كرد و نامه هاي زيادي را بيرون آورد و به نزديك آن حضرت انداخت و گفت: «اين نامه هاي تو است كه به اهل خراسان نوشته اي كه بيعت مرا بشكنند و با تو بيعت كنند.»

حضرت فرمود: «به خدا سوگند كه اينها افترا است، و من اينها را ننوشته ام و چنين اراده اي نكرده ام! من در جواني به اين كارها، عزم نكردم، اكنون كه ضعف پيري به من مستولي شده است چگونه اين اراده را بكنم؟! اگر مي خواهي مرا در ميان لشكر خود قرار بده تا مرگ من برسد، و بدرستي كه مرگ من نزديك شده است.»

هر چند آن امام مظلوم اين سخنان معذرت آميز را مي گفت، غضب آن ملعون بيشتر مي شد، و شمشير را مقداري از غلاف بيرون كشيد.



[ صفحه 44]



ربيع مي گويد: چون ديدم كه آن ملعون دست به شمشير دراز كرد بر خود لرزيدم و يقين كردم كه آن حضرت را شهيد خواهد كرد.

پس شمشير را در غلاف كرد و گفت: «شرم نداري كه دراين سن مي خواهي فتنه برپا كني كه خونها ريخته شود؟!»

حضرت فرمود: «نه! به خدا سوگند كه اين نامه ها را من ننوشته ام، و خط و مهر من در اينها نيست، و بر من افتراء بسته اند.»

پس باز آن ملعون، شمشير را به قدر يك ذراع از غلاف كشيد.

در اين مرتبه تصميم گرفتم كه اگر منصور به من دستور قتل آن حضرت را بدهد شمشير را بگيرم و بر خودش بزنم، هر چند باعث هلاك من و فرزندان من گردد، و توبه كردم از آنچه پيشتر در حق آن حضرت اراده كرده بودم.

پس آن ملعون باز آتش كينه اش مشتعل گرديد و تمام شمشير را از غلاف بيرون كشيد، و آن امام غريب مظلوم نزد آن بدبخت شوم ايستاده بود و عذر مي خواست و آن سنگ دل قبول نمي كرد.

سپس منصور، مقداري سر به زير افكند و سر برداشت و گفت: «راست مي گوئي.»

و به من خطاب كرد كه: «اي ربيع! عطر خوشبوي مخصوص مرا بياور.»

چون آن را آوردم، وي، امام صادق عليه السلام را به نزديك خود طلبيد و بر مسند خود نشاند و از آن عطر خوشبو، محاسن مبارك حضرت را خوشبو گرداند. سپس به من گفت: «بهترين اسبان مرا حاضر كن و جعفر را بر آن سوار كن، و ده هزار درهم به او عطا كن و همراه او تا به منزل او برو و آن حضرت را مخير گردان ميان آنكه با ما باشد با نهايت حرمت و كرامت يا به مدينه ي جد بزرگوار خود برگردد. من شادمان بيرون آمدم و متعجب بودم از آنچه منصور



[ صفحه 45]



در اول تصميم داشت و آنچه در آخر عمل كرد. چون به صحن قصر رسيدم گفتم: «اي فرزند رسول خدا! من متعجبم از آنچه او در اول در مورد تو تصميم داشت و آنچه در آخر در حق تو به عمل آورد، و مي دانم كه اين اثر آن دعا بود كه بعد از نماز خواندي، و آن دعاي ديگري كه در ايوان تلاوت نمودي.»

حضرت فرمود: «بلي: دعاي اول دعاي كرب و شدايد، و دعاي دوم و دعائي بود كه حضرت رسول صلي الله عليه و اله و سلم در روز احزاب خواند.»

سپس فرمود: «اگر خوف اين نبود كه منصور آزرده شود، اين زر را به تو مي دادم، وليكن مزرعه اي كه در مدينه دارم و تو مي خواستي بيش از اين ده هزار درهم از من بخري و من به تو نفروختم، حال آن مزرعه را به تو بخشيدم.»

من گفتم: «اي فرزند رسول خدا! من از شما مي خواهم كه آن دعاها را به من تعليم فرماييد و توقع ديگري ندارم.»

حضرت فرمود: «ما اهل بيت رسالت، عطائي را كه به كسي داديم پس نمي گيريم، و آن دعاها را نيز به تو تعليم مي نمايم.»

چون در خدمت آن حضرت به خانه رفتم، دعاها را خواند و من نوشتم و مدركي براي مزرعه نوشت و به من داد.

من عرض كردم: «اي فرزند رسول خدا! در وقتي كه شما را به نزد آن لعين آوردند، شما مشغول نماز و دعا شديد و آن ملعون، طپش مي كرد و تأكيد در احضار شما مي نمود، ولي هيچ اثر خوف و اضطرابي در شما نبود؟!»

امام صادق عليه السلام فرمود: «كسي كه جلالت و عظمت خداوند ذوالجلال در دل او جلوه گر شده است، ابهت و شوكت مخلوق در نظر او چيزي نمي باشد، كسي كه از خدا مي ترسد، از بندگان ترسي ندارد.»



[ صفحه 46]



چون به نزد خليفه برگشتم و خلوت شد، گفتم: «اي امير!ديشب از شما حالتهاي غريبي مشاهده كردم، در اول با آن شدت و غضب، جعفر بن محمد را طلب كردي و بعد به قدري غضبناك بودي كه تا به حال هرگز چنين غضبي را از تو مشاهده نكرده بودم تا آنكه شمشير را مقداري از غلاف كشيدي، و باز به قدر يك ذراع كشيدي، و بعد از آن شمشير را برهنه كردي، و بعد از آن برگشتي و او را تعظيم و اكرام نمودي، و از عطر مخصوصت كه فرزندان خود را به آن خوشبو نمي كني او را خوشبو كردي و اكرامهاي ديگري نيز نمودي، و مرا مأمور به مشايعت او ساختي! اينها چه بود؟!»

منصور گفت: «اي ربيع! من رازي را از تو پنهان نمي كنم وليكن بايد كه اين سر را پنهان داري كه به فرزندان فاطمه و شيعيان ايشان نرسد كه موجب افزايش مفاخرت ايشان مي شود، بس است براي ما آنچه از مفاخرت ايشان در ميان مردم مشهور شده و در زبان مردم افتاده است.

سپس گفت: «هر كس كه در خانه هست را بيرون كن.»

چون خانه را خلوت كردم و نزد او برگشتم، گفت: «به غير از من و تو و خدا، كسي در اين خانه نيست و اگر يك كلمه از آنچه به تو مي گويم از كسي بشنوم، ترا و فرزندان ترا به قتل مي رسانم و اموال ترا مي گيرم. اي ربيع! در وقتي كه او را طلبيدم، مصمم بودم كه او را به قتل برسانم و بر آنكه از او هيچ عذري را قبول نكنم. بودن او بر من هر چند با شمشير خروج نكند گران تر است از عبدالله بن الحسن كه خروج مي كند، زيرا كه مردم او و پدران او را امام و واجب الاطاعه مي دانند، و آنها از همه ي خلق، عالمتر و زاهدتر و خوش اخلاق تر هستند. در زمان بني اميه من بر احوال ايشان مطلع بودم.

چون در مرتبه ي اول قصد قتل او را كردم و شمشير را يك مقدار از غلاف



[ صفحه 47]



كشيدم، حضرت رسالت صلي الله عليه و اله و سلم براي من متمثل شد و ميان من و او حايل گرديد، دستهايش را گشوده و آستينهاي خود را بر زده بود و رو ترش كرده بود و از روي خشم بسوي من نظر مي كرد و من به آن سبب شمشير را در غلاف برگردانيدم.

چون در مرتبه ي دوم اراده كردم و شمشير را بيشتر از غلاف كشيدم، باز ديدم كه حضرت نزديكتر از دفعه ي اول، نزد من متمثل شد و خشمش زيادتر شده بود، و چنان بر من حمله كرد كه اگر من قصد قتل جعفر مي كردم او قصد قتل مرا مي كرد، به اين سبب شمشير را باز به غلاف بردم.

در مرتبه ي سوم، جرأت كردم و با خود گفتم: «اينها از كارهاي اجنه است و نبايد ترسيد، و تمام شمشير را از غلاف بيرون كشيدم. در اين مرتبه باز ديدم كه حضرت رسول اكرم صلي الله عليه و اله بر من متمثل شد، و دامن بر زده و آستينها را بالا برده و بسيار بر افروخته شده بود و چنان نزديك من آمد كه نزديك بود كه دست او به من برسد، به اين جهت، از تصميم خود منصرف شدم و او را اكرام و احترام نمودم.

ايشان فرزندان فاطمه عليهاالسلام هستند، و جاهل نمي باشد به حق ايشان مگر كسي كه بهره اي از شريعت نداشته باشد، زنهار مبادا كسي اين سخنان را از تو بشنود.»

محمد بن ربيع مي گويد: «پدرم اين سخن را به من نقل نكرد مگر بعد زا مردن منصور، و من نقل نكردم مگر بعد از مردن مهدي و موسي و هارون، و كشته شدن محمد امين.» [1] .



[ صفحه 48]




پاورقي

[1] مهج الدعوات.


اعيان النجاسات


قال تعالي: (و ثيابك فطهر). و قال: (ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين).

تطلق النجاسة في اللغة علي سوء السريرة، و قبح الأعمال، و عند الفقهاء هي القذارة المادية التي يجب ازالتها لأجل الصلاة أو الطواف الواجب، و هي أنواع:


كفارة قضاء رمضان


اذا افطر الصائم لقضاء شهر رمضان ينظر: فان كان قد افطر قبل الزوال فلا شي ء عليه، لأن الافطار، و الحال هذه، غير محرم من الاساس الا مع تضييق الوقت. و ان كان قد أفطر بعد الزوال فعليه أن يكفر باطعام عشرة مساكين، و مع العجز عن الاطعام صام ثلاثة أيام. فقد سئل الامام عليه السلام عن رجل أتي أهله في يوم يقضيه من شهر رمضان؟ قال: ان اتي اهله قبل الزوال فلا شي ء عليه الا يوما مكان يوم و ان كان أتي أهله بعد الزوال فان عليه أن يتصدق علي عشرة مساكين، فان لم يقدر صام يوما مكان يوم، و صام ثلاثة أيام كفارة لما صنع، و هذه تسمي كفارة صغري.


المعاطاة في غير البيع


يجب ان لا ننسي ان السبب الموجب لصحة المعاطاة في البيع ليس المعاطاة بذاتها، و بما هي، و انما السبب هو صدق اسم البيع و عنوانه علي المعاطاة فيه، و شمول ادلته لها، و عمل العقلاء بها، و المضي عليها، اذن، فكل معاطاة يصدق عليها اسم عقد من العقود، كالاجازة و الهبة، أو اسم ايقاع من الايقاعات، كل هذه تصح، و تكون فردا للعقد أو الايقاع الذي صدق عليها، و تشمله ادلته، حتي يثبت العكس، تماما كما هي الحال في البيع، و اذا لم يصدق عليها اسم عقد أو ايقاع تكون المعاطاة باطلة، لأنا نشك في صحتها، و الاصل عدم ترتب الاثر. هذا هو الضابط المبدأ العام الذي اتخذه الفقهاء، أو أكثرهم لصحة المعاطاة في غير البيع... و لنا مسلك آخر نشير اليه قريبا.

و علي اساس هذا الضابط قالوا: ان المعاطاة تجري في الاجارة و الهبة و القرض العارية و الوديعة و المزارعة و المساقاة، لصدق اسم الاجارة علي المعاطاة في الاجارة، و القرض علي المعاطاة في القرض، و الهبة علي المعاطاة فيها الخ، فتشملها أدلة هذه العناوين، كما أن سيرة العقلاء مستمرة علي ذلك منذ القديم، أما الزواج فلا تجري فيه المعاطاة، لعدم صدق اسم الزواج علي المعاطاة فيه من الاساس، او لأنه لا أثر لهذا الصدق علي تقرير وجوده، لمكان الاجماع، و نص الكتاب و السنة، بل و ضرورة الدين، و مثله الوصية و الايصاء و الطلاق و الظهار و اللعان و الايلاء و العتق و الضمان و الكفالة، لأن هذه تتقوم بالقول و الصيغة اللفظية، و لا توجد بدونها تماما كالزواج.

أما الوقف فتصح المعاطاة فيه اذا كان علي جهة عامة، كالمساجد و المقابر و المصحات، و لا تصح اذا كان علي جهة خاصة، كالوقف علي الذرية، و ما اليها.



[ صفحه 32]



و اختلفوا في الرهن، فبعضهم اشترط الصيغة، و اكتفي آخرون بالمعاطاة فيه. و باقي الكلام علي كل في بابه ان شاء الله.

و هذا التفصيل - كما تري - يرتكز علي مبدأ حصر العقود بالمسماة فقط، أما علي مبدأنا نحن من أن جميع المعاملات ما حدث و ما سيحدث جائزة ما لم تحلل حراما، أو تحرم حلالا - أما علي هذا المبدأ فان المعاطاة تجوز في كل شي ء، و ان لم يصدق عليها عقد أو ايقاع معهود و معروف، علي شريطة أن يتحقق التراضي، و اهلية العاقدين و العوضين، و ان لا تتنافي المعاملة مع شي ء من مبادي ء الشريعة الغراء.



[ صفحه 33]




سقوط النقد


اذا كان الدين من نوع النقد الذي له قيمة بنفسه، كالذهب و الفضة، ثم اسقطته الدولة، و أبطلت التعامل به، اذا كان كذلك وجب دفع المثل، و ان كان النقد من نوع الورق الذي لا قيمة له الا باعتبار الدولة وجب علي المدين الوفاء بالنقد الجاري، و تقدر القيمة يوم سقوط النقد، لأن المدين يبقي مطلوبا بالنقد الأول، و مسؤولا عنه الي حين اسقاطه، و في هذا الحين تتحول المسؤولية من النقد القديم الي النقد الجديد.


مسائل 02


1- اذا غصب وقفا علي جهة عامة، كالمسجد و المقبرة و الطريق يجب عليه أن يرفع يده عنه. ولكن اذا تلف تحت يده فلا ضمان عليه، و كذا لو استعمله و استوفي منفعته، لأن الوقف العام لا مالك له حقيقة غير الحق العام، و عقوبة هذا الحق معنوية لا مادية، أما لو كان الوقف علي جهة خاصة كالفقراء و المساجد و المصحات، و ما اليها يكون حكمه حكم الملك الخاص، يضمن العين و المنفعة.

2- اذا مزج المغصوب بما يمكن فصله عنه، كالحنطة يغصبها ثم يمزجها بالشعير فعلي الغاصب أن يفرز الحنطة و يعزلها عن الشعير و يردها علي المالك، و لو استدعي ذلك بذل المال الكثير، لأنه هو الذي أقدم علي ذلك مختارا، و اذا مزجه بما لا يمكن فرزه و عزله عنه، كالزيت يخلطه بمثله أو بمائع له قيمة فهما شريكان في المجموع، فان كان المغصوب و المخطوط به متساويين قيمة فلكل من المجموع بنسبة ماله علي اساس الكم و العدد، و ان اختلفا قيمة فلكل بنسبة



[ صفحه 21]



ماله علي أساس الكيف و الصفات.

3- اذا كان الشي ء المغصوب يساوي عشر ليرات في البلد الذي حصل فيه الغصب، ثم سافر به الغاصب الي بلد آخر يساوي المغصوب فيه عشرين ليرة، و تلف في هذا البلد، لا في بلد الغصب، فهل للمالك عشرا أو عشرون؟

الجواب: يدفع العشرين، لأن بلد التلف و زمانه اللذين اشتغلت الذمة فيه.

4- من كسر اداة غير محترمة، كآلة القمار و الملاهي، و آنية الذهب و الفضة، بحيث ذهبت الهيئة و بقيت المادة فلا ضمان عليه، اذا المفروض أنها غير محترمة الا اذا كانت ملكا لمن ينتسب الي ملة تبيح ذلك.. أما اذا اتلف المادة من الاساس فعليه أن يدفع عوضها ان كان لها قيمة بحسب المعتاد.

5- اذا غصب فردا من زوج كل منهما جزء متمم للآخر: كالحذاء، ثم تلف الفرد في يده ضمنه منضما الي الفرد الآخر، فاذا افترض ان زوج الحذاء يساوي عشر ليرات، و الفرد منه يساوي ليرتين فقط فعليه أن يدفع ثماني ليرات.

6- اذا وقع الحائط علي الطريق، أو علي الجار فأتلف نفسا أو مالا ينظر: فان كان صاحب الحائط مقصرا، كما لو بناه من غير أساس، أو بلا مؤونة كافية، أو رآه مائلا متصدعا فأهمل و لم يصلحه بحيث يراه العرف هو السبب لما حصل فعليه الضمان، و ان لم يره العرف سببا و لا مقصرا في شي ء من ذلك، و انما وقع الحائط صدفة لم تكن في الحسبان فلا شي ء علي صاحبه.


الفدية


الفدية هي العوض الذي تبذله المرأة للزوج كي يطلق سراحها، و كل ما يصح أن يكون مهرا يصح أن يكون فدية، و كل ما لا يصح أن يكون مهرا لا يصح أن يكون فدية، و يجوز أن تكون بمقدار المهر، و أقل منه، و أكثر اجماعا و نصا، و منه قول الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليهماالسلام: يخلعها بما تراضيا عليه من قليل أو كثير.

و لا يشترط أن تكون الفدية معلومة بالتفصيل، بل تكفي المعرفة الاجمالية، كما هو الشأن في المهر، بل هنا أولي، فيجوز أن يخلعها علي ما لها في ذمته من مهر و نفقة، و ان لم يعرف المبلغ، و كذا علي ما في الصندوق، أو في



[ صفحه 20]



البيت، أو ثمرة البستان، حيث يؤول الي العلم، قال الصاحب الجواهر: «كل ذلك و ما اليه صحيح، لاقتضاء ذلك عموم الأدلة و اطلاقها».

و يصح أن يكون الفداء منها، و من وكيلها القائم مقما، و من أجنبي اذا طلبت هي منه ذلك، أما اذا تبرع من تلقائه فلا يصح البذل، و لا الخلع الذي بني عليه، قلا صاحب الجواهر: «ان المستفاد من الكتاب و السنة و مشروعية الفدية منها، و لو بواسطة وكيلها، أما المتبرع فيبقي علي أصل المنع، لأنه لا اطلاق و لا عموم يقتضي مشروعية ذلك».

أجل، لو بذل له مالا علي أن يطلقها، ففعل، بحيث يكون البذل داعيا الي الطلاق، و لم يبن الطلاق عاليه بالذات صح، ولكن يقع رجعيا لا خلعيا.

و اذا ما خالعته علي مال خاص باعتقاد أنه ملك لها فبان لغيرها، فان أجاز المالك فذاك، و الا كان له البدل من المثل أو القيمة.

و اذا خالعته علي ارضاع ولده و نفقته مدة معينة صح، و لزمها الوفاء، و كذا تصح المخالعة علي ارضاع الحمل و الانفاق عليه أما معينا ان ولد حيا، لأن المقتضي موجود، و هو الحمل، و تعهدها بمنزلة الشرط علي نفسها، و المؤمنون عند شروطهم ما لم يحلل الشرط حراما، أو يحرم حلالا.. و بديهة أن هذا الشرط سائغ شرعا، فيجب الوفاء به، لأنه أخذ في صيغة لازمة.

و اذا خلعها علي نفقة الولد، ثم عجزت عن الانفاق عليه فلها أن تطالب أباه بالنفقة، و يجبر عليها، ولكنه يرجع علي الأم بما أنفق اذا أيسرت.


هذا الكلام من أين


هشام بن الحكم قال: سألت أباعبدالله عليه السلام بمني عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول: يقولون كذا و كذا.

قال: فيقول لي قل كذا.

فقلت: هذا الحلال و الحرام و القرآن، أعلم أنك صاحبه، و أعلم الناس به، فهذا الكلام من أين؟

فقال: يحتج الله علي خلقه بحجة لا يكون عنده كلما يحتاجون اليه؟!.



[ صفحه 38]




نيكي از نيكي مي زايد


روزي امام حسن مجتبي عليه السلام در اطراف مدينه از سايه ي ديوار باغي مي گذشت. از دور غلام سياهي را ديد كه كنار ديوار نشست و سفره اي را كه داشت، باز كرد.

غلام يك گرده نان در سفره داشت. سگي هم جلوي رويش ايستاده بود و غلام يك لقمه نان مي خورد و يك لقمه هم به سگ مي داد.

وقتي امام حسن عليه السلام به نزديك او رسيد، بر روي او تبسم كرد و فرمود: گرسنه مي ماني و نانت را به اين حيوان مي دهي؟

غلام گفت: چه كنم؟! خجالت مي كشم كه من بخورم و او گرسنه باشد و نگاه كند. از اين گذشته من مي توانم در گرسنگي صبر كنم ولي او نمي تواند و صدا مي زند و بچه ها را مي ترساند.

امام حسن عليه السلام او را تحسين كرد و پرسيد: اينجا چه كار مي كني؟

غلام گفت: باغ از آن فلان كس است و من برده ي او هستم و براي او كار مي كنم.

حضرت امام حسن عليه السلام فرمود: از جايت حركت نكن تا من برگردم. آن حضرت عليه السلام رفت و غلام را از صاحبش خريد و او را در راه خدا آزاد



[ صفحه 69]



كرد و خواست به او سرمايه اي بدهد.

صاحب باغ هم وقتي اين بزرگواري را ديد از امام حسن عليه السلام پيروي كرد و باغ را به غلام سياه بخشيد و گفت: نيكي از نيكي مي زايد [1] .



[ صفحه 70]




پاورقي

[1] قصه هاي چهارده معصوم عليهم السلام، مهدي آذر يزدي، ص 101 تا 103.


الامام جعفر الصادق رائد السنة و الشيعه


عبدالقادر محمود، قاهره، 1389 ق.


تدبير در معيشت


از «معتب» نقل شده كه: «حضرت امام صادق عليه السلام در زماني كه نرخ و قيمتها در مدينه بالا رفته بود، به من فرمودند:

«چقدر غذا و آذوقه داريم؟»

عرض كردم: «آن مقدار آذوقه داريم كه چندين ماه براي ما كفايت مي كند.»

فرمود: «اي معتب، آن را ببر و بفروش.»

عرض كردم: «در مدينه مواد غذايي نيست، اگر آنها را بفروشيم بعد چه بايد كرد؟»

حضرت فرمودند: «همان كاري كه همه مردم مي كنند ما هم انجام مي دهيم و غذاي هر روز را همان روز مي خريم.»

و سپس فرمودند: «اي معتب غذاي عيال من را نيمي از گندم و نيمي از جو قرار بده، زيرا خدا مي داند كه من مي توانم آنها را از گندم تنها غذا بدهم، ولي دوست دارم كه مرا در حالي ببينند كه براي زندگي، به نيكويي اندازه گيري، و برنامه ريزي در



[ صفحه 34]



معيشت دارم.» [1] .

از اين حديث چنين مي توان درس گرفت كه در مصرف مال و تأمين آنچه انسان به آن احتياج دارد فقط مسائل و نيازهاي شخصي را نبايد محور قرار داد، بلكه عمل به وظايف شرعي و انفاقات را نيز بايد در نظر داشت و در شرايطي كه عموم مردم در فشار مي باشند تنها به فكر منافع فردي و شخصي بودن صحيح نيست.



[ صفحه 35]




پاورقي

[1] همان، ص 59.


اراك قدرته


التوحيد 127 - 125، ب 9، ح 4: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمةالله، عن عمه - محمد بن أبي القاسم - عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن عبدالرحمن بن محمد بن أبي هاشم،...

عن أحمد بن محسن الميثمي، قال: كنت عند أبي منصور المتطبب فقال: أخبرني رجل من أصحابي، قال: كنت أنا و ابن أبي العوجاء و عبدالله بن المقفع في المسجد الحرام فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق؟ - و أومأ بيده إلي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له إسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس - يعني جعفر بن محمد عليه السلام - فأما الباقون فرعاع و بهائم.

فقال له ابن أبي العوجاء: و كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟

قال: لأني رأيت عنده ما لم أر عندهم.

فقال ابن أبي العوجاء: لا بد من اختبار ما قلت فيه منه.

فقال له ابن المقفع: لا تفعل، فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك.



[ صفحه 54]



فقال: ليس ذا رأيك، ولكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت.

فقال ابن المقفع: أما إذا توهمت علي هذا، فقم إليه و تحفظ ما استطعت من الزلل، و لا تثن عنانك إلي استرسال يسلمك إلي عقال، و سمه ما لك أو عليك.

قال: فقام ابن أبي العوجاء و بقيت أنا و ابن المقفع، فرجع إلينا و قال: يابن المقفع ما هذا ببشر، و إن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا و يتروح إذا شاء باطنا فهو هذا.

فقال له: و كيف ذاك؟

فقال: جلست إليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني، فقال:

إن يكن الأمر علي ما يقول هؤلاء و هو علي ما يقولون - يعني أهل الطواف - فقد سلموا و عطبتم، و إن يكن الأمر علي ما تقولون - و ليس كما تقولون - فقد استويتم أنتم و هم.

فقلت له: يرحمك الله و أي شي ء نقول؟ و أي شي ء يقولون؟ ما قولي و قولهم إلا واحدا.

فقال: كيف يكون قولك و قولهم واحدا و هم يقولون: إن لهم معادا و ثوابا و عقابا، و يدينون بأن للسماء إلها، و أنها عمران، و أنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد.

قال: فاغتنمتها منه: فقلت له: ما منعه إن كان الأمر كما تقول أن يظهر لخلقه و يدعوهم إلي عبادته حتي لا يختلف منهم اثنان، و لم احتجب عنهم و أرسل إليهم الرسل؟ و لو باشرهم بنفسه كان أقرب إلي الإيمان به.

فقال لي: ويلك و كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك؟



[ صفحه 55]



نشؤك و لم تكن، و كبرك بعد صغرك، و قوتك بعد ضعفك، و ضعفك بعد قوتك، و سقمك بعد صحتك، و صحتك بعد سقمك، و رضاك بعد غضبك، و غضبك بعد رضاك، و حزنك بعد فرحك، و فرحك بعد حزنك، و حبك بعد بغضك، و بغضك بعد حبك، و عزمك بعد إبائك، و إباؤك بعد عزمك، و شهوتك بعد كراهتك، و كراهتك بعد شهوتك، و رغبتك بعد رهبتك، و رهبتك بعد رغبتك، و رجاؤك بعد يأسك، و يأسك بعد رجائك، و خاطرك بما لم يكن في وهمك، و عزوب ما أنت معتقده من ذهنك.

و ما زال يعد علي قدرته الي هي في نفسي التي لا أدفعها حتي ظننت أنه سيظهر فيما بيني و بينه.


التوفيق و السعادة


كنز الفوائد للكراجكي 2 / 33، قال: قال الصادق عليه السلام:...

ما كل من نوي شيئا قدر عليه، و لا كل من قدر علي شي ء وفق له، و لا كل من وفق له أصابه، فاذا اجتمعت النية و القدرة و التوفيق و الاصابة فهنالك تمت السعادة.


اقصي مراتب التقية


[أصول الكافي 2 / 218، ح 8: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن درست الواسطي، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:...]

ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف ان كانوا ليشهدون الأعياد و يشدون الزنانير فأعطاهم الله أجرهم مرتين.



[ صفحه 16]




سلوا العافية


المحاسن 250، ب 29، ح 263: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:...

سلوا ربكم العفو و العافية فانكم لستم من رجال البلاء، فانه من كان قبلكم من بني اسرائيل شقوا بالمناشير علي أن يعطوا الكفر فلم يعطوه.


الملامح العامة لشخصية الامام الصادق


الامام أبوعبدالله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، السادس من أئمة أهل البيت المعصومين...


القلب


و يتحدث الامام عن القلب و ما فيه من لطف في الصنع فيقول: «ان في القلب ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرئة تروح عن الفؤاد.. و لو اختلفت تلك الثقب، و تزايل بعضها عن بعض، لما وصل الروح الي الفؤاد، و لهلك الانسان» اه [1] [2] .



[ صفحه 422]



و لعلك تسأل: ما هذه الثقب التي يذكرها الامام؟؟

و ما هي المعاني الواسعة التي أرادها بعباراته...؟؟

ان العلم الحديث يشرح لك قوله بأصفي بيان..

ان الثقب اشارة غنية بالوضوح الي:

1- الشريان الرئوي الذي يخرج من البطين الأيمن في القلب و يحمل معه الدم القائم الذي يحمل (ثاني أوكسيد الكربون) الي الرئتين عبر الشريانين الرئويين.

2- ثبت علميا أن هناك أربعة ثقوب أخري في الأذين الأيسر للقلب تحمل الدم الأحمر القاني الغني (بالأوكسجين) و القادم من الرئتين في الأوردة الرئوية الأربعة.. الخ.

ونجيز لأنفسنا أن نسأل: أليست كلمات الامام عن القلب و ثقوبه المتصلة به سبقا علميا للذين جاؤوا بعده و بحثوا في دورة الدم.

ألم يسبق بقوله هذا - عندما نوليه نظرا ثاقبا - العالم الألماني (وليم هارفي) مكتشف الدورة الدموية و غيره..؟


پاورقي

[1] الثقب جمع مفرده: الثقبة: الثقب الصغير (المنجد).

[2] المصدر السابق - ص - 30 -.


في الأطعــمة


47-كل حيوان بحري غير السمك لا يحل أكله، وهذا قريب من مذهب الحنفية.

48-يحرم من الذبيحة خمسة عشر شيئاً كالقضيب والأنثيين والنخاع والمثانة.


في القضاء و الوصايا و الحدود


61) يشترط في القاضي طهارة المولد، فلا يجوز لابن الزنا تولي القضاء.

62) الاقرار مرتين علي ما يوجب الحد غير الزنا كشرب المسكر و السرقة و القذف.

63) وضع اليد دليل علي الملك في المنقولات و العقارات بشرطين: جهالة ابتداء الوضع، و قابلية العين تحت اليد للنقل و التملك، بخلاف الموقوف.

64) يجوز الاثبات بوسائل المختبر الجنائي و الطب الشرعي كفحص البصمات و الكتابات و الملابس و نحوها من القرائن.

65) تصح الوصية للوارث لاطلاق أدلة الوصية في الكتاب و السنة.

66) علي الامام أن يزوج الزانية رجلا يمنعها من الزنا.

67) الزاني بالمحارم كالأم و البنت و الأخت و بنت الأخ و العمة و الخالة يجب قتله، و كذا الزاني بامرأة أبيه. و يقتل أيضا غير المسلم اذا زني بمسلمة، ومن أكره امرأة علي الزنا، سواء كان محصنا أو غير محصن.

68) عقوبة الزاني غير المحصن: مئة جلدة، و حلق شعر رأسه، و نفيه عن بلده سنة كاملة.



[ صفحه 164]



69) من وجد مع زوجته رجلا يزني بها، فله قتلهما معا، و لا شي ء عليه، و هذا موافق لمذاهب السنة، و اذا تاب المذنب قبل أن تقوم عليه البينة يسقط عنه الحد، كما يقول الحنابلة.

70) عقوبة الحصن: الجلد و الرجم معا للشيخ و الشيخة المحصنين، و الرجم فقط للمحصن و المحصنة غير الشيخ و الشيخة.

71) حد السحاق مئة جلدة. و حد القواد(الذي يجمع بين الرجل و المرأة) خمس و سبعون جلدة.

72) من سب الجلالة أو الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم أو أحد الأئمة المعصومين يقتل. و يقتل أيضا مدعي النبوة و الساحر، و هذا موافق لرأي بعض فقهاء السنة.

7) الجناية علي الميت بقطع عضو منه كالرأس و اللسان و الذكر توجب مئة دينار.

هذه أهم المسائل الخلافية التي عثرت عليها في فقه الامامية، و هي كما يبدو محل اجتهاد، و الاجتهادات يعذر فيها أصحابها، و ان كنت شخصيا لا أقر الاجتهاد القائل بزواج المتعة و الوصية للوارث، لمخالفة الاجماع و الأحاديث المتواترة.

أسأل الله الكريم أن يجمع المسلمين علي كلمة واحدة، و أن تنتهي الخلافات المذهبية فيما بينهم، و أن يوحدوا صفوفهم للقاء العدو المشترك المتمثل في أئمة الكفر و الصهاينة.

و الحمدلله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.


من وصية أوصي بها لعبدالله بن جندب


يا ابن جندب حق علي كل مسلم أن يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه، فيكون محاسب نفسه، فان رأي حسنة استزداد منها و ان رأي سيئة استغفر منها. طوبي لعبد لم يغبط الخاطئين علي ما أوتوا من نعيم الدنيا و زهرتها. طوبي لعبد طلب الآخرة و سعي لها. طوبي لمن تلهه الأماني الكاذبة.

يا ابن جندب من غش أخاه و حقره و ناواه جعل الله النار مأواه و من حسد مؤمنا انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء. يا ابن جندب الماشي في



[ صفحه 39]



حاجة أخيه كالساعي بين الصفا و المروة و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله و ما عذب الله أمة الا عند استهانتهم بحقوق فقر اخوانهم.

يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا و قل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال ولايتنا الا بالورع و الاجتهاد في الدنيا و مواساة الاخوان في الله و ليس من شيعتنا من يظلم الناس.

يا ابن جندب من حرم نفسه كسبه فانما يجمع لغيره، و من أطاع هواه فقد أطاع عدوه، و من يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه و آخرته، و يحفظ له ما غاب عنه و قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا و لكل عسر يسرا. صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية، فانما يقبض عاريته و يأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك و شكرك. و أرج الله رجاء لا يجرئك علي معصيته، و خفه خوفا لا يؤيسك من رحمته و اقنع بما قسم الله لك. و لا تتمن ما لست تناله. و لا تكن بطرا في الغني و لا جزعا في الفقر، و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك و لا تكن واهيا يحقرك من عرفك. و لا تشار من فوقك و لا تسخر بمن هو دونك. و لا تطع السفهاء، و لا تتكلن علي كفاية أحد. وقف عند كل أمر حتي تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم. و اجعل نفسك عدوا تجاهده و عارية تردها، فانك قد جعلت طبيب نفسك و عرفت آية الصحة، و بين لك الداء و دللت علي الدواء. و ان كانت لك يد عند انسان فلا تفسدها بكثرة المنن و الذكر لها ولكن اتبعها بأفضل منها، فان ذلك أجمل بك في أخلاقك و أوجب للثواب في آخرتك، و عليك بالصمت تعد حليما جاهلا كنت أو عالما. فان الصمت زين لك عند العلماء و ستر لك عند الجهال.

طوبي لمن جعل بصره في قلبه و لم يجعل بصره عينه. و لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب و انظروا في عيوبكم كهيئة العبد. انما الناس رجلان مبتلي و معافي، فارحموا المبتلي و احمدوا الله علي العافية.

يا ابن جندب: صل من قطعك و اعط من حرمك و أحسن الي من أساء اليك و سلم علي من سبك و انصف من خاصمك، و اعف عمن ظلمك كما أنك تحب أن يعفي عنك. فاعتبر بعفوالله عنك، ألا تري أن شمسه أشرقت علي الأبرار و الفجار



[ صفحه 40]



و أن مطره ينزل علي الصالحين و الخاطئين؟.

يا ابن جندب لا تتصدق علي أعين الناس ليزكوك فانك ان فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك ولكن اذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك فان الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية و ما ينبغي لأحد أن يطمع بعمل الفجار في منازل الأبرار.

يا ابن جندب قال الله عزوجل في بعض ما أوحي انما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي و يكف نفسه عن الشهوات من أجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعظم علي خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم المصاب و يؤدي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أكلؤه بعزتي و استحفظه ملائكتي يدعوني فألبيه و يسألني فأعطيه.


اخبار جعفر الصادق


نثبت في هذا الباب نبذة من أخبار الامام جعفر الصادق (ع) جاء في كتاب «نثر الدرر» للآبي:

وقف اهل مكة و اهل المدينة بباب المنصور، فأذن الربيع لأهل مكة قبل اهل المدينة، فقال جعفر: عش و الله طار خياره و بقي شراره.

و قيل: ان أباجعفر لا يلبس منذ صارت اليه الخلافة الا الخشن من الملبس و لا يأكل الا الجشب من الطعام فقال جعفر: يا ويحه! مع ما قد مكن الله له من السلطان وجبي له من الأموال؟ فقيل له: الحمد لله الذي حرمه من دنياه ماله، و ترك دينه.

و في مطالب السؤول: نقل أنه كان رجل من اهل السواد يلزم جعفرا، ففقده فسأل عنه فقال له رجل يريد ان يستنقص به، أنه نبطي، فقال جعفر عليه السلام: أصل الرجل عقله، و حسبه دينه، و كرمه تقواه، و الناس في آدم مستوون، فاستحي ذلك القائل. و قال الآبي في «نثر الدرر»:



[ صفحه 86]



مر به رجل و هو يتغدي، فلم يسلم، فدعاه الي الطعام فقيل له: ألسنة أن يسلم ثم يدعي و قد ترك السلام علي عمد! فقال: هذا فقه عراقي فيه بخل ا ه. و اذا صح حديث، أنه لا يدعي الي الطعام اذا لم يسلم يمكن توجيه هذا الحديث باختلاف الجهات في الاستحباب و عدمه، كما يشير اليه قوله (ع): فيه بخل.

و في حلية الأولياء بسنده، قال جعفر بن محمد (ع): قال موسي (ع): يا رب اسألك ان لا يذكرني احد الا بخير! قال الله له: ما فعلت ذلك لنفسي.

و في حلية الأولياؤ بسنده عن عبدالله بن أبي يعقوب عن جعفر بن محمد قال: بني الانسان علي خصال، فمهما بني عليه فانه لا يبني علي الخيانة و الكذب.

و المراد أنه يطبع علي بعض الاخلاق السيئة ولكنه لا يطبع علي الخيانة و الكذب، كما في حديث آخر، بل يكون ذلك اكتسابا لا من طبعه الاصلي. و عن جعفر بن محمد: الفقهاء أمناء الرسل فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم.

روي ابونعيم في «الحلية» عن مالك بن أنس عن علي بن الحسين قال: لما قال ابوسفيان الثوري لا أقول حتي تحدثني. قال له انا أحدثك، و ما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان! اذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت لقاءها و دوامها، فأكثر من الحمد و الشكر عليها فان الله عزوجل قال في كتابه:

«لئن شكرتم لازيدنكم»



[ صفحه 87]



و اذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فان الله تعالي قال في كتابه: «استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمدكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا».

و روي انه قال لسفيان الثوري:

يا سفيان اذا أحزنك امر من سلطان او غيره فأكثر من قول «لا حول و لا قوة الا بالله» فانها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة. فعقد سفيان بيده و قال: ثلاث و أي ثلاث! فقال جعفر: عقلها و الله أبوعبدالله، و لينفعنه الله بها.

روي الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في معالم العترة عن جعفر بن محمد: من لم يكن لاخيه كما يكون لنفسه لم يعط الاخوة حقها، الا تري كيف حكي الله تعالي في كتابه انه يفر المرء من ابيه و الاخ من اخيه، ثم ذكر في ذلك الموقف شفقة الاصدقاء و قال: فما لنا من شافعين و لا صديق حميم.

و روي صاحب العترة: ان جابر بن عون قال: ان رجلا قال لجعفر: انه وقع بيني و بين قوم منازعة في امر و اني اريد ان اتراكه فيقال له ان تركك له ذل. فقال له جعفر: ان الذليل هو الظالم.



[ صفحه 88]




براهين كراوس لاثبات أن رسائل جابر متأخرة التاريخ


يشير «كراوس» الي أن «روسكا» شك في بعض مخطوطات جابر و أن دراسته حول جعفر أوصلته أيضا الي أن «روسكا» شك في بعض مخطوطات جابر و أن دراسته حول جعفر أوصلته أيضا الي أن جابرا كان ينظر لهذا الامام كينبوع لا ينضب للمعرفة و لجميع العلوم السحرية. و قد رأي «هولميارد» أن في اكتشاف كتب السبعين حججا جديدة له في أصلية جابر و العلاقة بينه و بين جعفر، لأنهما متلازمان مع بعضهما بعضا فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.



[ صفحه 75]



و بالاستناد الي «شيدر» اعتمادا علي كتاب البيان لجابر، اتضح لكراوس أن رسائل جابر تحمل طابعا اسماعيليا. و قد قوي اعتقاد «كراوس» بهذه العلاقة الأخيرة ما طالعه من مخطوطات الاسماعيلية التي تعرف عليها بواسطة السيد حسين الهمداني نزيل بومباي، و هي مخطوطات ألفت في العهد الأول من الفاطميين، و تعتبر حتي يومنا هذا علي رأي كراوس، ككتب تعاليم اسماعيلية أصلية. ان كثيرا من هذه المخطوطات غير معروفة في أوروبا، و بعض منها جمعها كل من «غريقيني» و ايفانوف، و قام بدراستها المستشرق الافرنسي الشهير ما سينيون. قبل القيام بالبرهنة علي العلاقة الشديدة بين رسائل جابر و الاسماعيلية يجب التصريح (نظرا للتعابير العلمية) بأن مؤلف هذه الرسائل لا يمت بصلة الي جعفر الصادق أو الي أحد المعاصرين له. ان أجلي مثال علي التاريخ المتأخر لرسائل جابر ما جاء فيها عن تشريح العين، و نظرا لتدقيق كل من «بروفر» و «مايرهوف» حول تاريخ طب العيون في الاسلام، نري أن يوحنا بن ماسوية و قد أورد أربع طبقات و ثلاث رطوبات، أما حنين بن اسحق فقد اورد سبع طبقات و ان أسامي هذه الطبقات تشبه ما ورد عند جابر، فليس من المعقول أن يكون حنين قد أخذ هذه التعابير عن جابر، بل ان العكس أصح.


المنصور


و لم تطل أيام السفاح حتي مضي لسبيله و قد عهد بالأمر لأخيه المنصور [1] و هو ذلك الداهية الذي اعطته التجارب درسا من التيقظ و جعلته يحذر أشد الحذر حتي من أقرب الناس اليه.

فقدم قام المنصور و الدولة لم ترتكز دعائمها علي أسس قوية فهي مهددة من نواح شتي: فالعلويون يرون العباسيين دعاتهم و أنصار دعوتهم و الأمة متجهة بأنظارها اليهم، و ان الأمر لهم دونهم، و قواد الثورة يرون ان قيام العباسيين بالأمر كحكومة مؤقتة يستطيعون أن يحولوا الأمر عنهم متي شاؤوا، و بقية السيف من الأمويين يخشي علي الدولة من انتشارهم في الآفاق.

و كان علماء المدينة يجهرون بالفتوي بأن بيعة العباسيين غير صحيحة.

و من هذا و ذاك من الأمور التي تقف أمام المنصور فتكدر عيشه. و إن أهم شي ء عنده أمر العلويين، و في طليعتهم جعفر بن محمد الصادق (ع) فكان يحذر منه أشد الحذر و يحاول زوال تلك العقبات بكل حيلة و لا يقف عند حد.



[ صفحه 42]



و المنصور عندما يلي الخلافة يرجع بتفكيره الي الوراء و يتذكر سالف أيامه و ماضيه المحزن، يوم كان جوالا، تتقاذفه أمواج الخوف، و تسوقه الحاجة و طلب العيش الي رواية الحديث، و هو لا ينسي ضرب السياط و ظلمة السجن في عهد الدولة الأموية، و لا ينسي استعطاف الناس بمدح آل محمد، و هو أحد رواة حديث الغدير [2] كل ذلك لا تنمحي صورته عن مخيلته فهو أمامه و معه.


پاورقي

[1] هو عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس و هو اكبر من اخيه السفاح و أمه أم ولد أسمها سلامة و كان اكبر من أخيه أبي العباس بويع له بالخلافة سنة 136 ه و كانت خلافته 22 سنة و توفي سنة 158 ه.

[2] تاريخ بغداد ج 12 ص 344.


دليل بر وجود خدا چيست؟


هشام گويد: از جمله سؤالات زنديق اين بود كه گفت: دليل بر وجود خدا چيست؟

امام - عليه السلام - فرمود: وجود ساخته ها دلالت دارد بر اينكه سازنده اي آنها را ساخته است. مگر نمي داني كه چون ساختمان افراشته و استواري مي بيني يقين مي كني كه بنايي دارد، اگر چه تو آن بنا را نديده و مشاهده نكرده باشي؟

زنديق گفت: خدا چيست؟

فرمود: (خدا) چيزي است بر خلاف چيزها، (به عبارت ديگر:) ثابت كردن معنائي است و اينكه او چيزي است به حقيقت چيز بودن جز آنكه جسم و شكل



[ صفحه 33]



نيست، ديده نمي شود، لمس نگردد، و به هيچ كدام از حواس پنجگانه درك نمي شود، خيالها او را درنيابند، و گذشت زمان كاهشش نداده، و دگرگونش نمي سازد. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 1 ص 105 ح 6.


زندگاني علمي و روحاني امام جعفر صادق


جاي هيچ ترديد نيست كه زندگاني بدون دانش و بينش خور و خواب و خشم و شهوت حيواني نيست اما در اين زندگي - سعادت و روحانيت نيست خلود در قشر مادي و جمود در لوث كدورات طبيعي و خمود در حضيض دنائت ويستي حاصل زندگي حيواني است.

علم و دانش علت مبقيه زندگي و بقاء نفساني و روحانيت آدمي مي باشد با علم سعادت فردي و اجتماعي تأمين مي گردد. با علم رشد عقلي و رقاء اجتماعي حاصل مي شود - عالم دستي به تمام عوالم نشئه طبيعت و محيط ماوراء دارد و حيوان خبر ندارد از اين مقام آدميت - ديده دوربين عالم و دانشمند است كه از اعماق زمين و اوج آسمان ديدن مي كند.



آنچه بيند عالم اندر خشت خام

مي نه بيند جاهل اندر آينه



هيچ چيزي در عالم زندگي براي فرد و جمع بيش از علم مورد احتياج نيست به دانش مي توان به تمام اسرار وجود راه يافت و با علم مي توان بر كليه موجودات عالم و عناصر وجود و مواليد عالم طبع دست احاطه و تسلط انداخت.

بقاء و جاوداني براي انسان فقط به وسيله علم و دانش ميسر مي شود و فاقد علم از همه مزاياي زندگي محروم است در قرآن و حديث بيش از هر چيز توجه به علم و آموختن شده و مدت را از گهواره تا گور دانسته و ادب و آداب آموزش و پرورش را بهتر از ملت و قومي بيان كرده است.

اين علم و دانش مخصوص علم دين است و از دين منفك نيست - علم و دين غير قابل تفكيك است و چون ما در اين موضوع كتابي نوشته ايم اينجا هم ميدان تنگ است از شرح آن مي گذريم.

علم دين را هم بايد از مكتب ربوبي به وسيله نبي و وصي فراگرفت و چنانچه گفتيم در دين استوارترين اديان آسماني از لحاظ علم و فضيلت و قانون گذاريست پس از اميرالمؤمنين علي عليه السلام فرصتي براي نشر علم نشد تا زمان حضرت امام محمد باقر كه زمينه حاضر فرمود تا



[ صفحه 254]



افكار عمومي را به قلم و دانش جلب كرد و حضرت صادق عليه السلام از مقتضيات زمان و مكان استفاده كرده مكتب جعفري را گشود و آن حقايق علمي را به مردم آموخت و آن درجات و مقام روحاني و دقايق لطيفه معنوي را كه مولود و محصول علم و دانش است به مسلمين ارائه داد.

علم ائمه عليهم صلوات الله اجمعين علم الهامي بود كه در مكتب ربوبي و دانشگاه نبوي آموخته بودند و هر وقت محتاج به چيزي مي شدند با ارتباط مستقيم و كاملي كه با منبع فيوضات غيبي داشت الهام مي گرفتند و به همه چيز واقف و محيط بودند علوم انبياء و اولياء مانند دو دستگاه بي سيمي كه ميزان شده و با هم وضع و محاذات يافته از منبع علم لا يتناهي الهي سرچشمه و الهام گرفته و به تمام علوم تكويني و تشريعي دست مي انداختند و تا عميق ترين مراحل آنها مي پيمودند.

مدرسه علميه و دانشگاه جعفريه كه در نيمه قرن دوم تأسيس شد سيزده قرن است ادامه دارد و حوزه علميه آن منشعب به هزاران كشور و شهرهاي اسلامي شده و دست به دست منتقل و توسعه داده مي شود.

در مدرسه علميه جعفري بيش از بيست هزار دانشجو تربيت شد كه از كلاس اول تا آخرين حد اجتهاد و استنباط به رهبري امام عليه السلام پيمودند و آنها جهان اسلامي را به علم و دانش سيراب كردند.

چهارهزار نفر آنها در يك عصر شروع به تدريس و آموختن كرده و يك قول متفقا گفتند حدثنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

اهميت مكتب جعفري در اين بود كه شاگردان خود را اول تربيت مي كرد و آنگاه تعليم مي نمود و همه را چنين آموخت كه علم را براي عمل بخوانند و دانش را براي خدمت به دين و حفظ شرافت نفس و ناموس اجتماع فراگيرند.

امام صادق عليه السلام فرمود هر كس علم را به غير از اين هدف فراگيرد از علم دور مي شود و سعدي اين بيان را متين ترجمه كرده:



علم چندان كه بيشتر خواني

چون عمل در تو نيست ناداني



سنائي گفته:



علم كز تو را نه بستاند

جهل از آن علم بيشتر شايد



دانش براي ايجاد بينش است و اگر انسان به حد بينش رسيد دانش او اثري ندارد و



[ صفحه 255]



اين خود بحثي است و اگر انسان به حد مفصل كه امام عليه السلام به مردم آموخته - فرمود راستي را قبل از گفتن بايد ملكه كنيد تا هر چه مي شنويد و مي گوئيد راست و درست باشد تعلموا الصدق قبل الحديث [1] .

فصل روش تعليم و تربيت امام صادق عليه السلام يك كتاب مشبعي مي باشد كه بايد در خلال احاديث مرويه جستجو كرد چنانچه برخي را شيخ مفيد در كتاب مجالس خود نقل مي نمايد [2] .


پاورقي

[1] در كتب رجال عموما اين حديث را نقل كرده اند و در كافي باب الصادق و اداءالامانه آورده است.

[2] مجالس شيخ مفيد - مجلس 17 - 11.


حديث 018


3 شنبه

الجود نجح.

گشاده دستي و بخشش، كاميابي است.

كافي، ج 1، ص 26


مقبره زينب بنت جحش


مادر زينب، «اميمة بنت عبدالمطلب» عمّه پيامبر بود كه همراه برادرش: «عبدالله بن جحش» از نخستين گروندگان به اسلام به شمار مي رفت. او بر اثر تأكيد و پافشاري



[ صفحه 467]



پيامبر (صلي الله عليه و آله) به عقد «زيد بن حارثه» پسر خوانده پيامبر درآمد. پيامبر با اين كار مي خواست بر رسم كهن عرب جاهلي كه اشراف زادگان نمي بايست با بردگان آزاد شده ازدواج كنند، خطّ بطلان كشد.

زينب در مراسم خواستگاري، پنداشته بود كه محمد (صلي الله عليه و آله) خواستار اوست و از اين جهت با شوق و شعف خاص، اظهار رضايت نمود؛ ولي پس از آن كه از خواسته محمد (صلي الله عليه و آله) و تقاضاي زيد آگاه شد، با كراهت با آن برخورد كرد؛ امّا اطاعت امر پيامبر را كه به صداقت دينش ايمان آورده بود، بر خود لازم مي دانست و عاقبت عقد با زيد را پذيرا شد.

اين ازدواج با رضايت توأم با مصلحت، تا سال پنجم هجري ادامه داشت و از لابلاي مستندات تاريخي مي توان به سردي و عدم علاقه طرفين به يكديگر كه با بي اعتنائي زينب توأم بود، ره يافت.

در همين سال، فرزندخواندگي به عنوان يك سنت ريشه دار عرب جاهلي كه داراي آثار حقوقي خاصّ همان نظام بود، قراردادي محترم و در عين حال مغاير با فطرت و طبيعت انساني و فاقد آثار حقوقي ناشي از طبيعت انساني اعلام شد و مُلغي گرديد.

در كنار چنين تلاشي از جانب پيامبر (صلي الله عليه و آله) كه به سختي مي توانست راه خود را در قبائل عرب بپيمايد، زيد از پيامبر خواستار طلاق زينب شد. تكرار چنين خواسته اي كه با مخالفت هاي پيامبر همراه بود، زندگي اين زوج را به پاياني سرد تبديل كرد. عاقبت، «زيد» زينب را كه رغبتي بدو نداشت، طلاق داد و زينب بنا به تقاضا و تمنّاي دروني و قديمي خود كه به ازدواج با محمد (صلي الله عليه و آله) مي انديشيد، خواستار پيوند زناشويي با پيامبر گشت.

پس از پايان پيوند مذكور، محمد (صلي الله عليه و آله) با زينب ازدواج كرد. اين ازدواج كه با الغاي فرزندخواندگي از يك سو و تأكيدهاي نظري قرآن از سوي ديگر توأم شده بود، باعث



[ صفحه 468]



شد كه در اين خصوص افكار مختلفي بروز كند؛ ولي محمد (صلي الله عليه و آله) با اين ازدواج كه در رسم جاهلي، گناه تلقّي مي شد، عملا اين رسم را الغا كرد.

امّ المومنين: «زينب بنت جحش» در سال 20 هـ. ق. در سن پنجاه سالگي درگذشت.

رجال برجسته اسلام در مراسم خاكسپاري وي شركت كردند و او را در حالي كه بر تختي حمل مي كردند، در بقيع به خاك سپردند.

عمر بن خطّاب گور زينب را كاشي كاري كرد و مقبره اش بعدها نشاني براي دفن همه امّهات المؤمنين در بقيع شد؛ زيرا او نخستين همسر پيامبر بود كه پس از رحلت آن حضرت در مدينه درگذشت.


استكفاء المنصور


محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن ابراهيم بن اسحاق الأحمر، عن أبي القاسم الكوفي، عن محمد بن اسماعيل، عن معاوية بن عمار و العلاء بن سيابة و ظريف ابن ناصح قال: لما بعث أبوالدوانيق الي أبي عبدالله عليه السلام رفع يده الي السماء ثم قال: اللهم انك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما فاحفظني بصلاح آبائي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و علي، و الحسن و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي عليهم السلام، اللهم اني أدرأ بك في نحره، و أعوذ بك من شره. ثم قال للجمال: سر، فلما استقبله الربيع بباب أبي الدوانيق قال له: يا أبا عبدالله ما أشد باطنه عليك! لقد سمعته يقول: و الله لا تركت لهم نخلا الا عقرته، و لا مالا الا نهبته، و لا ذرية الا سبيتها، قال: فهمس بشي ء خفي و حرك شفتيه، فلما دخل سلم و قعد فرد عليه السلام، ثم قال: أما و الله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا الا عقرته، و لا مالا الا أخذته.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا أميرالمؤمنين ان الله عزوجل ابتلي أيوب فصبر، و أعطي داود فشكر، و قدر يوسف فغفر، و أنت من ذلك النسل، و لا يأتي ذلك النسل الا بما يشبهه، فقال: صدقت فقد عفوت عنكم، فقال له: يا أميرالمؤمنين انه لم ينل منا أهل البيت أحد دما الا سلبه الله ملكه، فغضب لذلك و استشاط [1] ، فقال: علي رسلك [2] يا أميرالمؤمنين ان هذا الملك كان في آل أبي سفيان. فلما قتل يزيد - لعنه الله - حسينا عليه السلام سلبه الله ملكه، فورثه الله آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه، فورثه مروان ابن محمد، فلما قتل مروان ابراهيم سلبه الله ملكه، فأعطاكموه فقال: صدقت هات ارفع حوائجك فقال: الاذن، فقال: هو في يدك متي شئت،



[ صفحه 23]



فخرج فقال له الربيع: قد أمر لك بعشرة آلاف درهم، قال: لا حاجة لي فيها، قال: اذن تغضبه فقال هات فأخذها ثم تصدق بها [3] .

و من طريق المخالفين ما رواه ابن شهرآشوب من كتاب الترهيب و الترغيب عن أبي القاسم الأصفهاني و كتاب العقد عن ابن عبد ربه الأندلسي: أن المنصور لما رآه قال: قتلني الله ان لم أقتلك. فقال له: ان سليمان أعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، و أنت علي ارث منهم و أحق من تأسي بهم، فقال مشيرا الي أبي عبدالله عليه السلام: فأنت القريب القرابة، و ذو الرحم الواشجة [4] ، السليم الناحية القليل الغائلة، ثم صافحه بيمينه و عانقه بشماله، و أمر له بكسوة و جائزة.

و في خبر آخر عن الربيع: أنه أجلسه الي جانبه، فقال له: ارفع حوائجك، فأخرج رقاعا لأقوام، فقال المنصور: ارفع حوائجك في نفسك، فقال: لا تدعوني حتي أجيئك فقال: ما لي الي ذلك من سبيل [5] .


پاورقي

[1] استشاط: التهب غضبا.

[2] الرسل: بكسر الراء المهملة، الرفق.

[3] الكافي: ج 2 ص 562 ح 22.

[4] أي القريبة و المتشابكة.

[5] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 231.


مائده هاي آسماني


ابي بصير به امام صادق عليه السلام عرض كرد: مردي كم بضاعت با افراد متمكن و ثروتمند رفيق سفر مي شود. آنان با ثروت بسياري كه دارند آزادانه مصارف مسافرت را مي پردازند ولي او قادر نيست مانند آنها خرج كند. امام فرمود: دوست ندارم كه خود را ذليل و پست نمايد، البته با كساني رفيق راه شود كه در ثروت همانند وي هستند.

داوود بن كثير رقي نقل مي كند كه: روزي در مجلس امام صادق عليه السلام بودم كه ناگهان امام موسي عليه السلام به مجلس پدر بزرگوارش آمد. امام صادق عليه السلام از فرزند گراميش سؤال كرد: در كنف الطاف الهي محفوظم و از نعمت هاي نامتناهي حضرت حق محظوظم. اي پدر بزرگوار امروز به انار و انگور بسيار ميل دارم. داوود بن كثير نقل مي كند من گفتم سبحان الله الان زمستان است. انار و انگور از كجا مي شود تهيه كرد؟!

امام صادق عليه السلام فرمود: اي داوود خداوند متعال بر هر چيزي قادر است. داخل آن باغ شو و براي فرزندم انار و انگور بياور. من به جهت اطاعت امر حضرت به باغ رفتم ديدم كه بر درختي



[ صفحه 63]



خوشه هاي انگور و بر درخت ديگري انارهاي بزرگ و لطيفي ظاهر شده است. گفتم: اين از بركت و معجزات اولاد پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم است. سپس از آن انگورها و انارها چيدم و خدمت حضرت بردم. امام موسي كاظم عليه السلام از آن ميوه ها تناول نمود و فرمود: اين مائده به خدا قسم فضل خداي متعال است. همچنان كه به مريم عمران عنايت فرمود.



[ صفحه 64]




عباس


اين عباس هم به فضل و كرم معروف بود.


املاؤه علي ابنه موسي في طلب إكمال بيتين قالهما في الحكمة


موسي بن جعفرعليهما السلام قال: دَخَلتُ ذاتَ يَومٍ مِنَ المَكتَبِ وَمَعي لَوحي، قالَ: فَأجلَسَني أبي بَينَ يَدَيهِ وَقالَ:

يا بُنيَّ اكتُب: تَنَحَّ عَنِ القَبيحِ وَلا تُرِدهُ.

ثُمَّ قال: أجِزهُ.

فَقُلتُ: وَمَن أولَيتَهُ حُسناً فَزِدهُ.

ثُمَّ قالَ: سَتَلقي مِن عَدُوِّكَ كُلَّ كَيدٍ.

فَقُلتُ: إذا كادَ العَدُوُّ فَلا تَكِدُه.

قال: فقال: ذُرِيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضٍ. [1] .



[ صفحه 17]




پاورقي

[1] المناقب لابن شهر آشوب: ج4 ص319، بحار الأنوار: ج 48 ص 109 ح 10.


تصدي الامام لحركة الزندقة


من التغييرات الفكرية الطارئة في عصر الامام الصادق عليه السلام حركة الزندقة و نشاطاتها الفكرية، و بروز الأفكار الخطرة التي تسربت الي منطلقات الفكر الاسلامي، و أخطر من ذلك تسريبها من قبل الشخصيات التي تحملت مسؤولية البث لهذه الأفكار الفاسدة و اعطاء قوة الثبت والدفع.

و نحن لا نريد أن نتطرق الي حركة الزندقة و دوافعها السياسية و التأريخية، و لكننا سنحاول عرض شي ء موجز من ذلك مما يرتبط بالبحث.

و لم تكن الزندقة بمفهومها الالحادي بموضوع طاري ء و غريب عن واقع الرسالة الاسلامية منذ بدء



[ صفحه 124]



انطلاقها، ففي الكتاب المجيد آيات كثيرة تطرقت الي معالجة الالحاد و وجود الله سبحانه، و وجوب توحيده مما يشعر بأن قضية الالحاد كانت من أهم المشاكل التي تعرضت الرسالة لمعالجتها و حسمها بما يتناسب و فطرة الانسان السليمة و بساطة تفكيره، بعيدا عن عقد الشبهات الفلسفية و الالتباسات الفكرية، كما ردهم القرآن الكريم بقوله:

(كيف تكفرون بالله و كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون) [1] .

غير أن فكرة الزندقة و الالحاد في عصر الامام الصادق عليه السلام اتخذت شكلا علميا معمقا، و جعلت من عقيدة التوحيد السهلة اليسيرة مشكلة فكرية معقدة ذات طابع فلسفي غامض.

و لعل من أهم أسباب طروء هذا التغير الفكري هو انتشار البحوث الكلامية المعمقة، و التوسع في جهاتها المنهجية التحليلية بعيدة عن البساطة الفطرية، و الصفاء الذهني و الوجداني للانسان.



[ صفحه 125]



و السبب المهم الآخر هو الانفتاح العلمي المفاجي ء علي المدارس الفلسفية اليونانية، و الفلسفات الاخري التي طورت الذهنية العلمية و أعطت للحوار العقائدي بين العلماء و المفكرين مجالا واسعا و عميقا بما تحمله من نظريات غامضة و شبهات و تشكيلات قد تبتعد بالانسان عن معطيات الفطرة السليمة.

و قد ظهرت الانقسامات الفكرية في عصر الامام الصادق عليه السلام و تنوعت المذاهب و المدارس الفكرية الاسلامية و اختلفت في اتجاهاتها و تباينت عمليات التركيز العام للاسس العقائدية و التشريعية فيما بينها، و انطلقت حركة الجدل الحاد بين مختلف الفرق الكلامية، ما بين المعتزلة و القدرية والمرجئة و الخوارج و غيرها من الفرق التي خلفتها عوامل الانحراف الرهيب من سياسية و فكرية و غيرها من مسببات الانقسام و التمزق التي سببها غياب القيادة الاسلامية الملتزمة و المسؤولة، و ضعف القيادات القائمة رساليا و فكريا، فضلا عن أن بعض القيادات الحاكمة كانت تشجعها.

و في خضم هذا المعترك المحموم، كان لابد من أن



[ صفحه 126]



يكون للامام دوره القيادي المسؤول، خصوصا و انه يمثل القاعدة الفكرية البارزة في المجتمع الاسلامي، و الممثل الأصيل للرسالة في شتي منطلقاتها، فقد واجه الامام مختلف الصراعات القائمة في عصره، و وقف منها موقف الرسالي الهادف، في مناظرات علمية رائعة، دافع فيها بما يملك من قوي اقناع هائلة و منطق رسالي ثابت، جعلت من الخصوم الجبابرة أقزاما تتضاءل بين يديه و تذوب كما تذوب دمي الشمع عندما تلامسها حرارة النار، و أني لدمي الباطل أن تصمد أمام اشراقة الحق، و كيف لها أن لا تذوي أمام حرارة الايمان.

كما أن كثيرا من مناظرات الامام عليه السلام قد أغفلها التأريخ مثل ما أغفل أخباره،و ليس من المعقول أن تقتصر مناظراته علي هذا القدر المحدود الذي نقلته لنا كتب الكلام و السيرة، مع ملاحظة ما كان يتمتع به الامام عليه السلام من مركز علمي قيادي، و الذي كانت حلقته الدراسية تمثل نقطة تحول و انطلاق و لقاء بين جميع عناصر المذاهب الفقهية و الكلامية علي اختلاف نزعاتها و منطلقاتها المتنوعة، فمنها ما يتعلق بالتوحيد و الجهات



[ صفحه 127]



التي ترجع الي بدء الخلق و متفرعاتها، و منها ما يتعلق بالامامة و الخلافة، و منها ما يتعلق بالصراع الدائر بين مختلف المذاهب الاسلامية و غيرها من الملل و النحل، و منها ما يتعلق بقضايا التشريع و الفقه مما يمس نقاط الاختلاف القائم بين مختلف المدارس الفقهية في ذلك العصر، و غيرها من قضايا الساعة و الشؤون التي تتعلق بالجوانب المتنوعة لجهات الفكر و المعرفة.

أما مناظراته عليه السلام في مجال التوحيد، فقد نقلت كتب السيرة والكلام بعض نماذج الحوار مع الزنادقة في عصر الامام عليه السلام و عرض بعض مناظراته في التوحيد مع بعض زنادقة زمانه الذين وجدوا في الامام عنصر الكفاءة العلمية في أعمق معطياتها، فكان الامام الانسان الوحيد في عصره الذي انفتحوا عليه بجدية، بما يحملون من أفكار التشكيك و التلبيس، فمنهم من استسلم عن قناعة و ايمان، حينما كانت الحقيقة رائدهم في البحث و المناظرة، و منهم من أصر علي عناده علي رغم اعترافه بالانهزام، أمام منطق الامام و حجته الدامغة.

و قد التزم الامام عليه السلام في مناظراته مع خصومه



[ صفحه 128]



بالمنطق السليم و اسلوبه السلس و نهجه المتميز في المناظرات، فهو يبسط الفكرة بسهولة فائقة، و يعرضها ببساطة متناهية يقترب بها حتي من الأذهان الساذجة، رغم العمق الذي يتسم به مضمونها، مما يكشف عن المقدرة البيانية الرائعة التي يمتلكها الامام في التعبير و العرض، و هذا الاسلوب هو الاسلوب الرسالي الذي تميز به القران الكريم في عرضه لدلائل التوحيد، و الاحتجاج علي المشركين في قضايا العقيدة و الايمان.

كما أن الامام الصادق عليه السلام اعتمد الحوار الهادي ء الموضوعي في تقريب الفكرة من الخصم و العمق في مضمونها مع مراعاة بعض التأثيرات النفسية في بعض الحالات التي تبعد الخصم عفويا عن أجواء الشك و العناد و الريبة الطارئة، و تضعه في الجو الفطري البري ء المجرد من كل ما هو غريب عن انسانيته و فطرته.

لقد وجد الزنادقة في الامام الصادق عليه السلام أخطر خصم يواجهونه في حربهم مع الاسلام، فكانوا يحاولون اثارته بجدلهم المتعنت و تحدياتهم المثيرة، لكنه عليه السلام كان يواجه كل تلكم التحديات بهدوء و بروح العالم المطمئن



[ صفحه 129]



لموقفه، و الواثق بحجته، و وضوح الرؤيا في مسلكه، و بروح المسؤولية الرسالية التي اعتمدت الكلمة الهادئة الهادفة و البيان، المؤمن في قضيته، الوديع في نقاشه، دون أن يفسح المجال للاثارة أن تمتلك عليه مواقفه، لتحقق للخصم الانتصار نفسيا عليه ليكون منفذا للتحدي، و دعما لمواقف الخصم المعادي للايمان.

و قد أمسك الامام بهذا الاسلوب الرسالي زمام المبادرة، و أوقف الخصم عند حده، و ألزم الزنادقة الرهبة و التقدير و الاحترام في نفوسهم.

و يستوقفنا مشهد الحوار الطريف الذي جري بين قطبين من أقطاب الزندقة، هما ابن المقفع و زميله ابن أبي العوجاء، و الذي يدلل بصراحة علي مدي الشعور بالخطر لدي هؤلاء و أمثالهم من منازلة الامام الصادق في أي مجال من مجالات الجدل و الحوار.

فقد اجتمع بعض الزنادقة في حلقة في المسجد الحرام و فيهم ابن المقفع و ابن أبي العوجاء، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق - و أومأ بيده الي موضع الطواف -، ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك



[ صفحه 130]



الشيخ الجالس - يعني الامام الصادق -و أما الباقون فرعاع و بهائم [2] .

و يتساءل عبدالكريم بن أبي العوجاء، و هو كذلك من أقطاب الالحاد و الزندقة: كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال ابن المقفع: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم!!

و لم يكن يطيب لابن المقفع أن يقر للامام عليه السلام بمثل هذا الواقع، لولا انهزامه نفسيا و فكريا أمام منطق الامام الصائب و شخصيته الفذة، علي رغم اعتداده بنفسه و ما عرف به من عتو و غرور، و التي تدلل عليه كلمته هذه في التعريف بالامام عليه السلام و بالناس.

و من المؤسف أن التأريخ لم يسجل لنا أيا من المناظرات العلمية التي جرت بين الامام و ابن المقفع، و الذي يكشف عنها حواره هنا مع ابن أبي العوجاء. و فيما يلي بقية الحوار.

فقال ابن أبي العوجاء: لا بد من اختبار ما قلت فيه منه.



[ صفحه 131]



فقال له ابن المقفع: لا تفعل فاني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك.

فقال: ليس ذا رأيك، و لكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في احلالك اياه المحل الذي وصفت.

فقال ابن المقفع: أما اذا توهمت علي هذا فقم اليه و تحفظ ما استطعت من الزلل، و لا تثني عنانك الي استرسال فيسلمك الي عقال، و سمه ما لك و ما عليك.

و يذهب ابن أبي العوجاء ليلتقي بالامام ثم لا يلبث أن رجع مخاطبا ابن المقفع قائلا: ويلك يا ابن المقفع ما هذا بشر، و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا.

فقال له ابن المقفع: و كيف ذلك؟

قال ابن أبي العوجاء: جلست اليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني، فقال:

ان يكن الأمر علي ما يقول هؤلاء - مشيرا لمن في المطاف - و هو كما يقولون - يعني أهل الطواف -، فقد سلموا و عطبتم، و ان يكن الأمر علي ما تقولون و ليس كما تقولون فقد استويتم و هم.



[ صفحه 132]



فقلت له: يرحمك الله و أي شي ء نقول، و أي شي ء يقولون؟ ما قولي و قولهم الا واحد.

فقال الامام: و كيف يكون قولك و قولهم واحدا، و هم يقولون ان لهم معادا و ثوابا و عقابا و يدينون بأن في السماء الها و انها عمران، و أنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد.

قال: فاغتنمتها منه فقلت له: ما منعه ان كان الأمر كما يقولون أن يظهر لخلقه و يدعوهم الي عبادته حتي لا يختلف عليه منهم اثنان؟ و لم احتجب عنهم و أرسل اليهم الرسل، و لو باشرهم بنفسه كان أقرب الي الايمان به؟

فقال الامام: ويلك يا عبدالكريم، كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك، نشوؤك و لم تكن، و كبرك بعد صغرك، و قوتك بعد ضعفك، و ضعفك بعد قوتك، و سقمك بعد صحتك، و صحتك بعد سقمك، و رضاك بعد غضبك، و غضبك بعد بغضك، و بغضك بعد حبك، و عزمك بعد أناتك، و أناتك بعد عزمك، و شهوتك بعد كراهتك، و كراهتك بعد شهوتك، و رغبتك بعد رهبتك، و رهبتك



[ صفحه 133]



بعد رغبتك، و رجاءك بعد يأسك، و يأسك بعد رجائك، و خاطرك بما لم يكن في وهمك، و غروب ما أنت معتقده في ذهنك، و ما زال يعدد علي قدرته التي هي في نفسي حتي ظننت أنه سيظهر فيما بيني و بينه [3] .

و ينهزم ابن أبي العوجاء أمام هذا المنطق الفطري الرائع، و يؤخذ لا شعوريا ببساطة الحجة التي أغلقت علي نفسه منافذ الشك و الاعتراض، فتعقد الحيرة لسانه، و يختلط عليه موقف الحوار، و تصور أن الذي يحاوره انسان و لكن ليس من جنس البشر.

و قد حاول الامام في حواره أن يحتكم الي رؤيا واقع مصيري، تنعكس علي مصير الانسان، فسلوك سبيل الايمان علي أي وجه افترضناه، يبقي الوجه الأسلم الذي يضمن به الانسان سلامة مصيره، و هو أمر من مسلمات الفطرة السليمة و بديهيات العقل.

و لم يكن بيان الامام بصدد اثبات شي ء أو نفيه، و أنما هو تصوير لرؤيا المصير الذي سينتهي اليه الانسان



[ صفحه 134]



المؤمن و الكافر، عند انتهاء وجوده في هذه الحياة، و في نفس الوقت تهيئة الأرضية الصالحة للحوار الجدي الذي يعتمد القناعة كهدف فيما يلقي من حجة، و ما يعرض من حلول، بعيدا عن العناد و المكابرة و اللجاج، الذي يفتقد الحوار معه دوره في البناء و التقييم.

و حاول ابن أبي العوجاء أن يستثير مشاعر الامام مرة ثانية بتحدياته، فتساءل: لماذا لم يظهر الله لخلقه و ينهي مشكلة الخلاف بين الكفر و الايمان؟ فكانت اجابة الامام في بساطتها، كما سبق، بمثابة عملية تطهير لنفسه.

و لم يكن ابن أبي العوجاء مناظرا موضوعيا في بحثه عن الحقيقة و تطلعه نحو المعرفة، بل كان يتعمد في حواره الجدل العقيم لتغطية انهزامه و فشله.

عاد ابن أبي العوجاء في اليوم الثاني الي الامام ليستأنف الحوار، و قد ذهل و لم يعرف من أين يبدأ الحديث.

و أدرك الامام ما كان يتخبط به من موقف حائر، فيبادره قائلا، كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه؟

فقال: نعم، أردت ذلك يا ابن رسول الله.



[ صفحه 135]



فقال له الامام مستغربا: ما أعجب هذا! تنكر الله و تشهد أني ابن رسول الله؟!

فقال: العادة تحملني علي ذلك.

فقال له الامام: ما يمنعك من الكلام؟

قال: اجلالا لك و مهابة، ما ينطلق لساني بين يديك، فاني شاهدت العلماء و ناظرت المتكلمين، فما تداخلني هيبة قط مثل ما تداخلني من هيبتك.

قال الامام: يكون ذلك، و لكن أفتح عليك بسؤال. و أقبل عليه فقال له: أمصنوع أنت أم غير مصنوع؟

فقال ابن أبي العوجاء: بل أنا غير مصنوع.

فقال له الامام: فصف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي ابن أبي العوجاء مليا لا يحير جوابا، و ولع بخشبة كانت في يديه و هو يقول: طويل، عريض، عميق، قصير، متحرك، ساكن، كل ذلك صفة خلقه.

فقال له الامام: فان كنت لم تعلم صفة الصنعة غيرها، فاجعل نفسك مصنوعا لما تجد في نفسك يحدث من هذه الامور.

فقال له: سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد



[ صفحه 136]



قبلك، و لا يسألني أحد بعدك عن مثلها.

فقال له الامام: يا عبدالكريم [4] ، هبك علمت أنك لم تسأل فيما مضي، فما علمك أنك لا تسأل عنها فيما بعد، علي انك يا عبدالكريم نقضت قولك، لأنك تزعم أن الأشياء من الأول سواء فكيف قدمت و أخرت.

ثم أردف الامام و قال: يا عبدالكريم، أزيدك وضوحا، أرأيت لو كان معك كيس فيه جواهر فقال لك قائل، هل في الكيس دينار؟ فنفيت كون الدينار في الكيس، فقال لك: صف لي الدينار، و كنت غير عالم بصفته، هل كان لك أن تنفي كون الدينار في الكيس و أنت لا تعلم؟

قال: لا.

قال الامام: فالعالم أكبر و أطول و أعرض من الكيس، فلعل في العالم صنعة من حيث لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة؟

فانقطع ابن أبي العوجاء و أجاب الي الاسلام بعض



[ صفحه 137]



أصحابه و بقي معه بعض المعاندين [5] .

غير أن ابن أبي العوجاء لا يريد أن ينهزم أمام منطق الحق و الايمان ولو ظاهرا، رغم قناعته بالهزيمة علي أرض الواقع، و وقوفه في الحوار أمام باب مغلق لا يبدو أنه ينفتح عليه بشي ء، فيعاود الحوار في اليوم الثالث، و لكنه في هذه المرة يبدو متماسكا في حديثه، فيفرض مبدأ الحوار و يقف موقف المتسائل الذي يملك الحجة لنفسه بعد أن وجد من الامام انبساطا و انفتاحا و سهولة في الحوار و المناظرة.

قال ابن أبي العوجاء: أقلب السؤال.

فقال الامام: سل ما شئت.

فقال الزنديق: ما الدليل علي حدوث الأجسام؟

فقال الامام: اني ما وجدت شيئا صغيرا و لا كبيرا الا و اذا ضم اليه مثله صار أكبر، و في ذلك زوال و انتقال عن الحالة الاولي، و لو كان قديما ما زال و لا حال، لأن الذي يزول و يحول يجوز أن يوجد و يبطل، فيكون



[ صفحه 138]



بوجوده بعد عدم دخوله في الحدث، و في كونه في الأزل دخوله في العدم، و لن تجتمع صفة الأزل و العدم و الحدوث و القدم في شي ء واحد.

و لكن ابن أبي العوجاء لا يريد التخلي عن جدليته، لأن الفشل و الانهزام منوط بالتخلي عن ذلك.

و الواقع أن انتقال ابن أبي العوجاء في حديثه من الواقع الي الافتراض، هو تسليم منه بثبوت الحدوث للأجسام مما هو ثابت و واقع، و اعترافه بالعجز عن اثبات خلافه، و قد شعر بالهزيمة تهز كيانه و موقفه، و بالخلط و الحيرة يلفان تصوراته، و يمزقان نفسه كلما اتسع الحوار بينه و بين الامام، فانقطع عن مواجهة الامام حتي التقي به في الحرم الشريف فقيل للامام انه أسلم، فقال: هو أعمي من ذلك و لا يسلم، لما عرف من عناده للحق و اصراره علي الكفر و الضلال، و رغم هذا فقد بادره الامام متسائلا بغرابة: ما جاء بك الي هذا الموضع؟ فقال: عادة الجسد و سنة البلد، و لننظر ما الناس فيه من الجنون و الحلق و رمي الحجارة.

فقال له الامام: أنت بعد علي عتوك و ضلالك؟



[ صفحه 139]



فذهب يتكلم فقال له الامام: لا جدال في الحج، و نفض ردائه، و قال: ان يكن الأمر، كما تقول، و ليس كما تقول، فقد نجونا و نجوت، و ان كان الأمر كما نقول، و هو كما نقول، فقد نجونا و هلكت.

و كأن الامام أراد بذلك أن ينهي حواره معه، بعد أن دلل هذا علي لجاجته في العناد و اغراقه في المكابرة، و انتهاء الامام في حواره بما ابتدأ به سابقا.

وقبل ذلك حاول ابن أبي العوجاء اثارة هدوء الامام بتحدياته، و لم يكن علي ما يبدو قد التقي به قبل ذلك.

فقد حدث عيسي بن يونس [6] قائلا:

كان ابن ابي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد فقيل له: تركت مذهب صاحبك و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة.



[ صفحه 140]



قال: ان صاحبي كان مخلطا، يقول طورا بالقدر، و طورا بالجبر، فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه.

فقدم مكة متمردا و انكارا علي من يحجه، و كانت العلماء تكره مجالسته لخبث لسانه و فساد ضميره، فأتي أباعبدالله فجلس اليه في جماعة من نظرائه، فقال:

يا أباعبدالله، ان المجالس بالأمانات و لابد لكل من به سعال أن يسعل، أفتأذن لي بالكلام؟

فقال: تكلم.

فقال: الي كم تدوسون هذا البيدر، و تلوذون بهذا الحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر، و تهرولون حوله كهرولة البعير اذا نفر، ان من فكر في هذا و قدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم و لا ذي نظر، فقل فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك اسه و نظامه.

فقال الامام: ان من أضله الله و أعمي قلبه و استوخم العواقب و لم يستعذبه، و صار الشيطان وليه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، و هذا بيت استعبد الله به عباده، ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم علي تعظيمه



[ صفحه 141]



و زيارته، و جعله محل أنبيائه، و قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال، مجمع العظمة و الجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحق من اطيع فيما أمر و انتهي عما نهي عنه و زجر، الله المنشي ء للأرواح و الصور.

فقال ابن أبي العوجاء: ذكرت الله فأحلت علي الغائب.

فقال الامام: كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد، و اليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، و يري أشخاصهم، و يعلم أسرارهم؟

فقال الزنديق: فهو في كل مكان، أليس اذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ و اذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟

فقال الامام: انما وصفت المخلوق، الذي اذا انتقل من مكان اشتغل به مكان و خلا منه مكان، فلا يدري في مكان الذي صار اليه ما حدث في المكان الذي كان فيه، فأما الله العظيم الشأن الملك الديان، فلا يخلو منه مكان



[ صفحه 142]



و لا يشتغل به مكان، و لا يكون الي مكان أقرب الي مكان. [7] .

فسكت الزنديق و لم يحر جوابا و خرج مرغما مهزوما.

و من ابن أبي العوجاء و ابن المقفع ننتقل بالحديث الي زنديق آخر، هو أبوشاكر عبدالله الديصاني، الذي افتتح الحوار مع الامام الصادق عليه السلام من خلال هشام بن الحكم، فقد التقي به و سأله: ألك رب؟

فقال هشام: بلي.

قال الديصاني: أقادر هو؟

قال هشام: نعم، قادر قاهر.

قال الديصاني: يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة، لا تكبر البيضة و لا تصغر الدنيا؟

قال هشام: النظرة.

قال الديصاني: قد أنظرتك حولا.

و كان هذا السؤال من الديصاني مفاجأة لهشام،



[ صفحه 143]



و هو المتكلم الجدلي البارع، اذ لم يكن قد عرض له مثل هذا السؤال فيما سبق، فيتجه الي الامام مستفهما، فيجيبه الامام بمنطق الجدل الذي ينسجم مع طبيعة السؤال لا بمنطق الحجة القاطعة.

قال الامام: يا هشام، كم حواسك؟

قال هشام: خمسة.

قال الامام: أيهما أصغر؟

قال هشام: الناظر.

قال الامام: و كم قدر الناظر؟

قال هشام: مثل العدسة أو أقل منها.

قال الامام: يا هشام انظر أمامك و فوقك و أخبرني بما تري.

قال هشام: أري سماء و أرضا و دورا و قصورا و براري و جبالا و أنهارا.

قال الامام: ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه في العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تصغر الدنيا و لا تكبر البيضة.

فأكب هشام عليه يقبل يديه و رأسه و قال: حسبي



[ صفحه 144]



يا ابن رسول الله، و انصرف الي منزله.

و كأن الامام أراد أن يقطع الحجة علي الديصاني بالنقض جدلا بشي ء يدرسه بالحس البديهي، بعد أن لم يكن الديصاني جديا في البحث عن الحل الواقعي.

و يدخل الديصاني بعدها علي الامام و يستأذنه في المناظرة فيأذن له، فقال له: يا جعفر بن محمد، دلني علي معبودي، فتناول الامام بيضة كانت في يد غلام له في المجلس يلعب بها و قال: يا ديصاني، هذا حصن له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة، و فضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط مع الفضة الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط مع الذهبة المائعة، فهي علي حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها، و لا دخل لها داخل مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للانثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أتري لها مدبرا؟

فأطرق الديصاني مليا و أسلم كما قيل. [8] .



[ صفحه 145]



و في احتجاج الطبرسي: فأطرق مليا ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه.

لقد كانت وقفة متأملة رائعة من الامام، أمام الاعجاز المحير في خلق البيضة و تكوينها، فوجي ء بها الديصاني، و فوجئت بها نوازع الشك في نفسه، و كيف له أن ينكر أن لها مدبرا، و هي بهذه الدقة من التكوين و الابداع، الا أن يتناسي في نفسه موازين انسانيته التي تعتمد الوجدان قاعدة لها في التسليم و الفهم.


پاورقي

[1] البقرة: 28.

[2] الكافي 74:1.

[3] الكافي 74:1-75.

[4] و هو الاسم الأول لابن أبي العوجاء.

[5] الكافي 76:1-78.

[6] عيسي بن يونس، ذكره الشيخ في رجاله: 258 في أصحاب الصادق عليه السلام و في أصحاب الكاظم عليه السلام: 355 فقال: عيسي بن يونس بزرج له كتاب.

[7] الكافي 125:1-126 .

[8] الكافي 80:1.


وصف النسخ الخطية


وقع لهذه المناظرة بين جعفر الصادق و الرافضي نسختان نفيستان هما:

1 - نسخة تركيا، في خزانة شهيد علي باشا، باستنبول ضمن مجموع رقمه (2764) حوي عدة رسائل في العقيدة و الحديث، هذه الرسالة هي الحادية عشرة منه من (157 - 152).

و تقع في عشر صفحات، في كل صفحة أربعة عشر سطرا، و متوسط ما في كل سطر خمس عشرة كلمة.

و المجموع كله بقلم الشيخ يوسف بن محمد بن يوسف الهكاري، كتبه سنة 669ه، و هو المنصوص عليه في رسالتنا هذه.

كتبه بالقلم النسخي المضبوط، و المشكول في بعض كلماته بالحركات المبينة عن نطق الكلمة، من التشديد و الرفع و الفتح و المد...

و كتب صلي الله عليه و سلم بطريقة الاختصار (صلعم). و قد كتبتها كما هي مفرقة، و أيضا أردف كلا من علي بن أبي طالب و جعفر الصادق عبارة (عليه السلام).

و كتب عنوان الرسالة هكذا:

هذه مناظرة جعفر بن محمد الصادق

رضي الله عنه مع الرافضي



[ صفحه 53]



بالقلم العريض مع الضبط بالحركات، و كتب تحت محمد بقية النسب و فيه: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. كما تراه في النموذج مع الدراسة.

و أيضا في آخر النسخة تحديد لاسم الناسخ و سنة النسخ و دعاء له و لوالديه و للمسلمين. و ترجمة الناسخ في آخر المخطوطة ان شاء الله.

و فيها قراءة لهذه المناظرة من أحد العلماء من جماعته عليه في ذات السنة التي كتبت فيها، و أن القراءة في مجلس واحد فقط، و أرخ ذلك في16 / 10 / 669 ه.

و أيضا بعض الرسائل الأخري مع الاختلاف في تاريخ يوم القراءة فقط.

و هذه النسخة التركية هي المعتمدة أصلا في المناظرة؛ لأنها الوحيدة أولا، ثم جاءت مخطوطة الظاهرية بعد.

2-نسخة الظاهرية، و قد وقعت ضمن مجاميعها، في المجموع رقم 111 و هي الرسالة التاسعة عشرة منه، و تقع في 9 و رقات أي لوحات من (235 - 227)، و هي من أوقاف المدرسة العمرية بالظاهرية. و رقم المخطوط في دار الكتب الظاهرية 3847 عام.

و هذه النسخة مجهولة تاريخ النسخ، الا أن أقدم سماع عليها، مؤرخ في سنة 588 ه في شهر ربيع الآخر منها، الا أن الخط و الورق قديمان؛ لأن قلم الرواية مغاير لأقلام السماعات.



[ صفحه 54]



و هي مكتوبة بالقلم النسخي المعتاد، و الكلمات بعضها معجم، و بعضها ليس كذلك. كما أن النسخة مصححة من بعض التصحيفات و النقص. و نص في آخرها علي أنها مقابلة علي الأصل المنقولة منه.

و هذه النسخة معتمدة و موثقة، يظهر ذلك من ضبط قلم ناسخها، و أيضا من كثرة السماعات عليها، المثبتة في أول النسخة و آخرها، بل انها في آخرها في ورقتين، و عدد هذه السماعات أحد عشر سماعا و قراءة.

و تحتوي كل ورقة أو لوحة من النسخة علي صفحتين، فيكون مجموع صفحاتها 18 صفحة، في كل صفحة 17 سطرا، و متوسط ما في كل سطر 11 كلمة.


درس هاي اين وصيت


1. حضور در مجلس بزرگان و اهل علم و فضل، و همنشيني با



[ صفحه 45]



اهل دين، شرف دنيا و آخرت است، و ما بايد حداكثر استفاده را از اين گونه مجالس ببريم.

2. همچنان كه به فكر زندگاني دنيا هستيم، با اين كه مي دانيم كه عمر اين دنيا كوتاه است، بايد به فكر آخرت هم باشيم، تا مرگ براي ما آسان شود، و آخرت آبادي داشته باشيم.

3. همين دنيا محل پس انداز آخرت است، پس به فكر ذخيره براي خود باشيم، تا وقت مرگ و رفتن ، احساس غربت و وحشت و تنهايي نكنيم.

4. كوشش كنيم سبك باشيم تا در وقت مرگ راحت بميريم. اين راحتي و آسايش را با عمل كردن به وصيت خويش به دست بياوريم و خود وصي نفس خويش باشيم، و تا زنده هستيم، به وصيت خويش عمل كنيم. آنچه را كه تصميم داريم از ديگران بخواهيم براي ما انجام دهند، خودمان انجام دهيم.


تخصص الانسان بالحواس و تشرفه بها دون غيره


انظر الآن يا مفضل الي هذه الحواس التي خص بها الانسان في خلقه، و شرف بها علي غيره. كيف جعلت العينان في الرأس، كالمصابيح فوق المنارة؟ ليتمكن من مطالعة الأشياء، و لم تجعل في الاعضاء التي تحتهن، كاليدين و الرجلين، فتعترضها الآفات و يصيبها من مباشرة العمل و الحركة، ما يعللها و يؤثر فيها و ينقص منها، و لا في الاعضاء التي وسط البدن، كالبطن، و الظهر، فيعسر تقلبها، و اطلاعها نحو الأشياء.


پيشگويي امام صادق (شفاعت)


داوود رقي مي گويد: نزد ابوعبدالله عليه السلام بودم كه جواني در حالي كه گريه مي كرد، گفت: نذر كرده بودم با همسرم به حج بروم، ولي هنگامي كه به مدينه وارد شديم همسرم مرد.

حضرت فرمود: «برو، او نمرده است».

جوان گفت: او مرد و رويش را كشيدم! حضرت فرمود: «او زنده است».

جوان رفت و خندان بازگشت و گفت: بر او كه وارد شدم، ديدم نشسته است.



[ صفحه 44]



حضرت فرمود: «اي داوود! آيا ايمان نياوردي؟» گفتم: چرا، ولي مي خواهم قلبم آرام بگيرد.

روز ترويه [1] كه رسيد، حضرت به من فرمود: «اي داوود! مشتاق زيارت خانه ي پروردگارم شده ام». گفتم: سرور من! فردا عرفات است. فرمود: «وقتي نماز عشا را خواندي، شترم را افسار بزن و بياور». من هم دستورش را اجرا كردم. پس حضرت بيرون آمد و سوره ي توحيد و يس را خواند و سوار شد و مرا هم به ترك خود سوار كرد. مقداري از شب راه رفتيم. ايشان كارهايي را در اماكني كه سزاوار بود، انجام داد، سپس فرمود: «اين بيت خداست. پس آنچه را كه سزاوار بود، انجام دادم».

وقتي كه صبح شد، برخاست و اذان و اقامه گفت و مرا هم طرف راست خود نشاند. در ركعت اول، سوره ي حمد و ضحي را و در ركعت دوم، سوره ي حمد و توحيد را خواند. قنوتش را خواند و سلام نماز را داد و نشست. وقتي كه خورشيد طلوع كرد، آن جوان و همسرش از مقابل ما گذشتند. آن زن به شوهرش گفت: اين شخص بود كه درباره ي زندگي من نزد خداوند شفاعت كرد. [2] .


پاورقي

[1] روز هشتم ذيحجه.

[2] الخرائج والجرائح، ج 2، ص 629؛ بحارالأنوار، ج 47، ص 104.


دعوته للألفة و الأخوة الاسلامية


و كان يدعو الي الاحتفاظ بالاخوة الاسلامية، و يدعو الي الالفة و التقارب، و ينهي عن التباغض و التباعد، و يحاول تأليف القلوب بمختلف الطرق، لأن الحب أقوي عامل لسعادة بني الانسان، و بالحب ينتظم العالم، و هو القانون الطبيعي لكيان الحياة، كما ان الكراهة تبعث الشقاء و تثير الشحناء، لأن عين الكراهة لا تبصر المحاسن بل تتطلع الي العيوب، و ان لم تجد فتقلب الحسن قبيحا، فلذلك نهي الشارع المقدس عن الامور التي تثير العداء بين المسلمين، و تذهب الي أبعد حدود القلق، فكان من أسس نظام الدين الاسلامي



[ صفحه 372]



هي الاخوة، فلذا آخي النبي صلي الله عليه و آله و سلم بين أصحابه، و أمر المسلمين بالمؤاخاة. و قال تعالي: «إنما المؤمنون اخوة» و جعل النبي صلي الله عليه و آله و سلم عنوان الأخوة: أن تحب لاخيك ما تحب لنفسك، فاذا كنت تحب لأخيك الخير أحبه لك، فكانت راحة نفسك من عاملين قويين. و هكذا إذا كثرت الاسباب و الدواعي، و اتسع ميدان الاخاء، فاذا كان المسلم يحب نفع أخيه كما يحبه لنفسه، فبالطبع إنه لا يأتي منه ضرر، فاذا أمن الانسان ضرر أبناء جنسه، فتلك هي السعادة، و هل تري مظهرا للمدنية الصحيحة أجلي من هذا المظهر، فالله سبحانه و تعالي رحمة بعباده جعل الأخوة الاسلامية ليتم لهم نظام الحياة، و يتعاونوا علي البر و التقوي، و لا يتعاونوا علي الاثم و العدوان.

لذلك كان الامام الصادق يدعو بتعاليمه الي الأخوة الاسلامية. و يحث علي مساعدة الاخوان و قضاء حوائجهم.

قال صفوان الجمال: دخلت علي ابي عبدالله الصادق عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له ميمون فشكي اليه تعذر الكراء عليه، فقال لي (ع): قم فأن أخاك، فقمت معه فيسر الله كراه، فرجعت الي مجلسي، فقال أبوعبدالله: ما صنعت في حاجة أخيك؟ فقلت: قضاها الله بأبي أنت و أمي، فقال: أما إنك إن تعين أخاك المسلم أحب الي من طواف اسبوع في البيت.

و ذلك لأن مساعدة الاخوان توجب المحبة و الالفة، و بهما تحصل المنافع العامة. و قد عالج الاسلام مشكلة الحب و الكراهة، و هما من أعظم المشاكل الاجتماعية، فان الحب إذا حصل في المجتمع فلا تجد هناك مشكلة من مشاكل الحياة الاجتماعية. و المحبة تخمد جذوة الرذائل، و معني هذا أن رذائل الشخص قلما تصيب من أحبه، و من ثم قيل: «العدالة خليفة المحبة». قال سقراطيس: لا يستطيع أحد من الناس أن يعيش بغير المودة، و ان مالت اليه الدنيا، فان ظن أحد أن أمر المودة صغير، فالصغير من ظن ذلك.

و لنا في تعاليم الامام الصادق و حكمياته - التي كان يلقيها علي تلك المجموعة الوافرة من الناس في مدرسته - كفاية علي إيضاح فوائد الحب في الله و مضار الكراهة، فكان ينصح المسلمين و يحذرهم عاقبة التباعد و البغضاء، و لم يقتصر علي القول في هدم عوامل الفرقة، بل كان يسعي لذلك من طرق مختلفة، حتي أنه أقام بعض أصحابه و أمرهم أن يصلحوا المتخاصمين علي



[ صفحه 373]



شي ء من حطام الدنيا من ماله الخاص.

يحدثنا أبوحنيفة سابق الحاج - و اسمه سعيد بن بيان - قال: مر بنا المفضل بن عمر و أنا و ختن لي نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا الي المنزل، فأتيناه، فأصلح بيننا باربعمائة درهم، فدفعها الينا من عنده حتي إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه، قال: أما إنها ليست من مالي، و لكن أباعبدالله الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شي ء أن أصلح بينهما و افتديهما من ماله، فهذا مال ابي عبدالله. [1] .


پاورقي

[1] الكافي ج 2 ص 209.


اسطورة ابن سبأ


و من الاساطير التي أخذت مفعولها في المجتمع، و تأثر بها أهله تأثرا جعلهم يرسلونها ارسال المسلمات، هي اسطورة عبدالله بن سبأ. تلك الشخصية الموهومة التي لا وجود لها في التأريخ، و انما هي أحاديث خرافة وضعها القصاصون و أرباب السمر و المجون. في اواسط الدولتين الاموية و العباسية اذ بلغ الترف و النعيم اقصاه، و كلما اتسع العيش و توفرت دواعي اللهو اتسع المجال للوضع، و راجت سوق الخيال، و نسج القصص و الأمثال، كي تأنس بها ربات الحجال. و الترف و النعمة [1] .

و لقد اندفع اعداء الشيعة في القرون المتوسطة الي جعل اسطورة عبدالله ابن سبأ ذات شأن في تأريخ الاسلام، و أسندوا اليه أمورا يأباها البحث المبرأ من الهوي، و يقفر عندها العقل السليم، فقد اخترعوا له افعالا و مواقف، و اسندوا اليه قصصا و وقائع، و البسوه ابراد العظمة، و ادعوا له الشجاعة و البسالة؛ فهو الذي أثار حرب الجمل، و هيأ جيش مصر لحرب عثمان، و أقام في الكوفة يثير الفتنة علي عثمان و عماله، و يسير في انحاء الاقطار الاسلامية بسرعة البرق ليوقد الفتنة، و يعود للمدينة فيؤلب الناس علي عثمان، و تأثر به كثير من كبار الصحابة. الي آخر ما هنا لك من الامور العجيبة التي حفت بها شخصية عبدالله بن سبأ!!

و قد نص كثير من القدماء المحققين عي نفي وجود شخصية عبدالله ابن سبأ، و انها أسطورة وضعها اعداء الشيعة... [2] و كذلك ذهب جماعة من المتأخرين الي نفيها [3] و للمستشرقين آراء كثيرة في ذلك: يقول برنار و لويس: «و ينسب كثير من المؤرخين المسلمين بداءات التشيع الثوري الي رجل اسمه عبدالله بن سبأ و هو يهودي يماني، عاصر عليا و كان يدعو الي تأليهه، فأمر علي بحرقه لما دعا اليه، و من هنا قيل ان اصل التشيع مأخوذ من اليهودية. ولكن البحث الحديث قد اظهر ان هذا استباق للحوادث و انه صورة مثل بها الماضي و تخيلها الرواة في القرن الثاني الهجري من احوالهم و افكارهم السائدة».

فهو يذهب بهذا الي أن فكرة عبدالله بن سبأ من تخيل الرواة نظرا



[ صفحه 44]



للأفكار السائدة، و الاحوال التي كانوا عليها في انتحال القصص و الخرافات [4] و أظهر فلهاوزن، و فريد لندر بعد دراسة نقدية: ان المؤامرات و الدعوة المنسوبتين الي عبدالله بن سبأ من اختلاق المؤرخين. و قال كايتاني: «ان مؤامرة مثل هذه بهذا التفكير و هذا التنظيم، لا يمكن ان يتصورها العالم العربي عام 35 ه بنظامه القبلي القائم علي سلطان الابوة، و انها تعكس العصر العباسي الأؤل بجلاء».

و الغرض ان امثال هذه الاساطير و اختراع تلك الخرافات لا تخفي علي من اعطاها نظرة صادقة، و وقف وقفة متريث يريد أن يعرف الواقع، و يصل الي معرفة البواعث التي أدت الي وضعها من قبل سلف مخدوع يسير وراء توجيهات الدولة. و قد تبعهم كثير من ابناء الجيل الحاضر و ضربوا علي و ترهم لتصبح تلك الامور الخرافية قواعد تابتة الاصول و ما هي في عرف الحق الا: [5] كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت. و سيأتي في الجزء السادس من هذا الكتاب بحث مستفيض عن هذه الاسطورة.

و صفوة القول ان الاتهامات التي وجهت للشيعة، انما تعود لاسباب سياسية، قد اتخذها الحكام وسيلة للقضاء عليهم، و محو مذهبهم الذي اصبح عبئا ثقيلا علي كاهل الدولة، و شبحا مخيفا يقض مضاجعهم، لأنه يتصل بأهل البيت، و هم اعداء للباطل و حرب علي الظالمين.

و قد اتضح اعلانهم الانفصال عن دولة لاتحترم الحقوق، و تسير بالأمة علي غير هدي، حتي عرف المنتمون لهم بذلك اتباعا لهم و اقتداء بهم.

قال الانباري: كتبت الي أبي الحسن الرضا (ع) اربع عشرة (مرة) استأذنه في عمل السلطان فلما كان آخر كتاب كتبته: اني أخاف علي خيط عنقي و ان السلطان يقول: انك رافضي، و لسنا نشك في انك تركت العمل للسلطان للترفض. فكتب الي أبوالحسن: اني قد فهمت كتبك، و ما ذكرت من الخوف علي نفسك، فان كنت تعلم أنك اذا و ليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (ص) الي آخر الكتاب. [6] .

فيظهر جليا ان عدم معاونة الدولة و العمل لها آنذاك، يوقع الانسان



[ صفحه 45]



بتهمة التشيع، الذي هو من اعظم الذنوب في ذلك العصر؛ لأنهم - أي الشيعة - معارضون لذلك النظام!! و ناهيك ما يلقي المعارضون لحكام الجور من مقاومة و تنكيل.

فانتشار مذهب أهل البيت يعتبر في الواقع اتساعا للمعارضة، لذلك اجتهد حكام الجور في معارضته و التنكيل بأهله، و لكنه استطاع ان يصمد لتلك الاعاصير الجائحة، و يتخطي تلك العقبات الهائلة، فانتشر علي وجه البسيطة، فكان عدد المنتمين اليه مائة مليون أن يزيدون.

و جدير بمن يريد دراسة المذهب الجعفري أن يزن اقوال بعض علماء الرجال الذين ساروا في ركاب الدولة، و نفخوا ببوقها - عندما يترجمون لعلماء الشيعة - فيقولون مثلا: فلان صدوق الا أنه مبتدع أو أنه سي ء المذهب، أو زائغ عن الحق. كما قال الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب: انه صدوق الا انه مبتدع، فلنا صدقه و عليه بدعته. الي آخر ما هنا لك من أقوال هي بعيدة عن الصواب. و اذا أردنا ان نسائلهم عن بدعتهم فلا شي ء هناك الا مخالفة ما شرعته السياسة لا ما شرعه الاسلام؟!

نقول هذا و نحن نأسف الأسف الشديد علي ذوي التفكير من ابناء العصر أن يعولوا علي أقوال قوم جرفهم تيار التعصب، فكان فهمهم للمذهب الجعفري فهما عاطفيا! لذلك نري أكثر من كتب عن تأريخ التشريع الاسلامي و بيان المذاهب فيه، قد أهمل ذكر جعفر بن محمد الصادق. و لئن دل اهمالهم له علي شي ء فانما يدل علي اعتزاز هم بتلك النعرات الطائفية، و تلوث وجدانهم بالرواسب التي ورثوها من السلف المخدوع ليضعوها في طريق وحدة المسلمين في الوقت الذي يكونون فيه في أمس الحاجة الي ازالة ما خلفته تلك العصور المظلمة، من عقبات تحول بينهم و بين التفاهم و الوحدة، و ما أحوجهم اليها اليوم لمقابلة أعداء الاسلام الذين يكيدون له بكل مالديهم من حول و قوة، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

«ذلم يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله و اليوم الآخر»

«ذلكم أزكي لكم و أطهر و الله يعلم»

«و انتم لا تعلمون»

(سورة البقرة - 232)



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] اصل الشيعة و اصولها ص 84.

[2] عبدالله بن سبأ للاستاذ السيد مرتضي العسكري فهو خير كتاب في هذا الموضوع، فقد تتبع فيه اصل وضع هذه الاسطورة.

[3] الفتنة الكبري لطه حسين ج 1 ص و خطط الشام لمحمد كرد علي ج 256 - 251 6.

[4] اصول الاسماعيلية ص 87 - 86.

[5] سورة ابراهيم 27 - 26.

[6] فروع الكافي في باب عمل السلطان.


اساليب الدعوة


تولي الدعاة نشر الدعوة بكل نشاط، و تجاوب الناس لقبولها، و كانت الأساليب تستهوي النفوس و تثير الشعور، و أهمها أن الثورة انما تقوم علي التنظيم و رعاية مصالح الأمة، و الانتصار للعدالة المفقودة و الحق الضائع، و ان الخليفة هو من أهل البيت و من عترة محمد و ورثته، و ناهيك ما لأهل البيت من أثر في النفوس، و وقع في القلوب، لأنهم أهل العدل و حماة الدين.

كان الدعاة يلقون علي الناس العبارات التالية:

هل فيكم أحد يشك أن الله عزوجل بعث محمدا و اصطفاه؟ قالوا: لا.

أفتشكون أن الله أنزل عليه كتابه فيه حلاله و حرامه و شرائعه؟ قالوا: لا.

أفتظنونه خلفه عند غير عترته و أهل بيته؟ قالوا: لا.



[ صفحه 308]



أفتشكون أن أهل البيت معدن العلم و أصحاب ميراث رسول الله؟ الذي علمه الله. قالوا: لا. [1] .

و عندما يسمع الناس هذه العبارات المعبرة عن أمانيهم في تحقيق سعادتهم تحت ظل دولة تكفل لهم القضاء علي آلامهم، و تضمن تحقيق آمالهم بالعمل علي ازالة كابوس ذلك الحكم الجائر. يزداد نشاطهم و يكثر حماسهم.

و من الأساليب التي اتخذت لنجاح الدعوة هو الشعار الأسود الذي يعبر عن محاربة الضلالة، أو اظهار الحزن و الحداد علي أهل البيت، الذين قامت الدعوة باسمهم للانتقام من الأمويين علي ما ارتكبوه منهم، بدون مراقبة لله و لا احترام لرسوله. و قد أرسل ابراهيم الامام لواء يدعي الظل أو السحاب علي رمح طوله ثلاثة عشر ذراعا، و كتب الي أبي مسلم اني قد بعثت اليك براية النصر [2] و قد تأولوا الظل أو السحاب: أن السحاب يطبق الأرض و كما ان الأرض لا تخلو من الظل كذلك لا تخلو من خليفة عباسي [3] و ان ذلك اللواء يمثل لواء رسول الله، لأنهم ذكروا أن لواءه في حروبه و غزواته كان أسودا.

علي أن للتنبؤات و كشف حجب الغيب عن المستقبل أثر في نشاط الدعوة، و اندفاع المنظمين اليها، و قد جري علي الألسن من تلك النبوءات: (ع) بن (ع) بن (ع) سيقتل (م) بن (م) بن (م) و تأولوا أن المراد بالأول هو عبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس، و الثاني هو مروان بن محمد بن مروان، كما ادعوا أيضا أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يبشر بدولة هاشمية، و زعموا أنه قال لعمه العباس: انها تكون في ولدك.

قال محمد بن الأسود: بينما عبدالله بن علي، يساير أخاه داود بن علي و معهما عبدالله بن الحسن، فقال داود لعبدالله: لم لم تأمر ابنيك بالظهور؟

فقال عبدالله بن الحسن: هيهات، لم يأن لهما بعد. فالتفت اليه عبدالله ابن علي فقال: كأنك تحسب أن ابنيك هما قاتلا مروان.

فقال عبدالله: ان ذلك كذلك. فقال عبدالله: هيهات و تمثل:



سيكفيك المقالة مستميت

خفيف اللحم من أولاد حام





[ صفحه 309]



أنا والله قاتله [4] .

و غير ذلك من التنبؤات التي كان يؤمن بها الناس، و التي اتصلت في نفوسهم اتصالا وثيقا، فكان ذلك من العوامل في اندفاع الناس، و هذه الأمور ظهرت في العهد الأموي الأسود.

و لما اتصل أبومسلم الخراساني بابراهيم الامام فسأله عن اسمه. فقال: اسمي ابراهيم بن عثمان. فقال له الامام: غير اسمك فانه لايتم لنا الأمر الا بتغيير اسمك. علي ما وجدته في الكتب. فسمي نفسه عبدالرحمن بن مسلم، و كنيته أبومسلم.

و هذا يكشف لنا أن الدعوة كانت محفوفة بدعايات غيبية، و يدعي وجود كتب تنطق بانتقال الخلافة الي بني العباس، ولكنهم تكتموا في اظهار ذلك للناس و لم يطلعوا عليها الا النقباء من خواصهم، و كان التكتم باسم الخليفة هو عامل جوهري في نجاح الدعوة، حتي يتم الأمر، و ينتهي كل شي ء، عندما يزول سلطان الأمويين، و هناك يعلن باسم الخليفة الذي يعرفه القواد و النقباء.

و علي أي حال فان الدعوة كانت تدعو الي تحريك الشعور الديني بالانتصار لأهل البيت، الذين اريقت دماؤهم في سبيل الانتصار للحق، و قدموا أنفسهم الي الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا.

و بهذه الآمال انبعث في نفوس المسلمين الأمل بانبثاق فجر العدل الاسلامي الذي يضمن للناس سعادتهم، علي يد رجل من أهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هم أئمة العدل و هداة الخلق، و لا سيما في الولايات التي كان الولاة و العمال يستغلونها لأنفسهم، مدفوعين بعوامل الجشع، و قد أذاقوا الناس أنواع الأذي و ضروب المحن، فاستأثروا بالأموال و ضاعفوا الضرائب، و أخذوا الجزية علي المسلمين.

و كذلك انبعث الأمل في نفوس غير المسلمين ممن لم يعرفوا عن الاسلام في العهد الأموي سوي الاضطهاد، و دفع الجزية، و جباية الضرائب علي اختلاف أنواعها، فاندفع كثير من الدهاقين من المجوس الي اتباع أبي مسلم و أظهروا الاسلام.

كما استجاب كثير من أهل الآراء و العقائد الخارجة عن الاسلام، و غرضهم التخلص من الحكم الأموي، عندما رأوا العطف من أبي مسلم علي مذاهبهم



[ صفحه 310]



و عقائدهم، و كان الكثير منهم يعتبرونه وحده الامام، و اعتقدوا فيه أنه أحد أعقاب زرادشت الذي ينتظر المجوس ظهوره، حتي أنهم لم يعتقدوا بموت أبي مسلم، بل كانوا ينتظرون رجعته.

و صفوة القول أن العباسيين قد وجدوا الفرصة سانحة للقيام بدعوة الناس الي الثورة ضد الأمويين، لوجود العوامل الكثيرة التي يأملون بها نجاح دعوتهم لأنفسهم، و قد تستروا بالدعوة لآل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و عترته، و هم يخفون من ورائها الآمال و المطامع لأنفسهم.

و لهذا التجأوا الي مجاراة أبناء علي عليه السلام، ليهيؤوا جوا تسوده مشاعر المحبة و الوئام، حتي يتم لهم ما يريدونه، بدون عرقلة من جانب أهل البيت الذين هتفت الجماهير بالانتصار لهم، لذلك عقدوا في بادي ء الأمر مؤتمرا بالأبواء يضم العلويين، و العباسيين، ليبايعوا رجلا منهم، يكون هو الخليفة عندما يفتح الله عليهم في نجاح الثورة، و أرسلوا الي الامام الصادق عليه السلام و قد علموا اباءه في قبول البيعة من قبل.

و انتهي المؤتمر بعد مداولة فيما بينهم الي مبايعة محمد بن عبدالله بن الحسن و قد جاء في كلام المنصور يخاطب به الحاضرين:

لأي شي ء تخدعون أنفسكم؟ و الله لقد علمتم ما الناس الي أحد أسرع اجابة منهم الي هذا الفتي (يعني محمد بن عبدالله بن الحسن).

فقالوا: قد و الله صدقت، فبايعوا جميعا محمدا، و مسحوا علي يده، و بعد ذلك حضر الامام الصادق عليه السلام و قال لبعد الله بن الحسن: و الله ما هي اليك (أي الخلافة) و لا لابنيك، و انهما لمقتولان. ثم نهض. [5] .

و يمكننا أن نعتبر هذا المؤتمر من أهم الوسائل التي اتخذها العباسيون لايقاف أي عرقلة تقف في طريق سريان الدعوة من جانب أهل البيت، و أنصارهم المدفوعين بدافع الولاء، و الانتصار للحق و العدالة، لأن أهل البيت لهم فضيلة السبق الي الايمان، و قوة التمسك بالدين، و التضحية في سبيل الله، و هم أعدل الناس في الحكم و أولاهم برعاية المصالح العامة، في تطبيق نظام الاسلام.

و لا يعزب عن البال ما حاوله العباسيون أيضا في زج أبناء علي في ذلك المعترك السياسي، و هم يعلمون بالخطة التي اختطها الامام الصادق لنفسه، و لأبناء عمومته، من الانعزال عن تلك الاتجاهات و الاحتفاظ بمركز هم الديني، لأن الظروف غير مواتية للثورة، و كل شي ء يقع قبل أوانه فنتيجته الفشل،



[ صفحه 311]



ولكن العباسيين استطاعوا صدع الصف العلوي بجلب البعض اليهم من بني الحسن في مبايعة محمد بن عبدالله المحض.

و الخلاصة: أن الدعوة استمرت في طريقها، و قام دعاة العباسيين بنشاطهم، و أظهروا حماسا شديدا في الولايات الاسلامية، فكانوا يجوبون بلاد خراسان لبثها، و لا يدعون لشخص معين، و انما يذيعون بين الناس أنه لا خلاص لكم الا اذا ولي أمركم آل البيت.

و هكذا سار كل ما دبره العباسيون بنجاح مدهش، فقد غلب أبومسلم علي خراسان، و استولي علي كورها، و قامت الحروب هناك، و تجمعت الجنود يقاتلون و يبذلون نفوسهم و أموالهم في سبيل الانتصار، و هم يمتثلون الأوامر من قواد يدعون لخليفة لا يعرفه الناس، و لم ينفق عليهم مالا و لم يعط أحدهم دابة، و لا سلاحا، بل كانوا هم يجبون اليه الأموال، و يحملون اليه الخراج في كل سنة، و هو متستر بعبادته، و اصلاح شأنه حتي ظهر أمره لمروان فقبض عليه سنة 131 ه و حبسه بحران ثم قتله، فخاف أخواه السفاح و المنصور و جماعة من بني العباس، و قصدوا الكوفة و لهم بها شيعة و دعاة، و في طليعتهم أبوسلمة الخلال المعروف بوزير آل محمد، فأخلي لهم دارا، و تولي خدمتهم بنفسه، و كتم أمرهم لأنه أراد صرف الخلافة عنهم لآل علي.

ولكنه غلب علي أمره، و وصلت جند أبي مسلم الي الكوفة و ظهر أمر بني العباس، فأخرجوا السفاح الي المسجد و بايعوه و لقبوه المهدي، و خطب في الناس أول يوم من خلافته بخطبة استهلها بالتنويه عن الآمال التي بعثها الدعاة في النفوس بتلك الأساليب الخداعة، أو الكذب المنظم.

و علي أي حال: فقد فاز العباسيون و اعتلي أبوالعباس السفاح عرش الخلافة، و تم لهم ما أرادوا، و قد خابت آمال المندفعين بدافع الايمان الصحيح، و الولاء لأهل البيت في اسناد الحكم اليهم لتحقيق العدل الاسلامي، و التكافل الاجتماعي، و تطهير الأرض من آلام الظلم و ويلات الحروب، كما خابت آمال أبي سلمة الخلال في تحويل الأمر لآل علي، و عدوله عن الدعوة للعباسيين، و قد احتجزهم بالكوفة مدة من الزمن، ليكشف رأي العلويين في قبول البيعة لأنفسهم، ولكنه غلب علي أمره، و انتهي كل شي ء ببيعة السفاح.

و مهما تكن البواعث التي دعت أباسلمة الخلال الي تحويله عن فكرة الدعوة لبني العباس الي آل علي، كما نص عليه كثير من المؤرخين [6] .



[ صفحه 312]



فلا يهمنا البحث عن ذلك، ولكن المهم هو الرد من قبل الامام الصادق و عدم اجابته له، ففي ذلك دلالة واضحة علي نظره الصائب و حدسه الثاقب، و علمه بما وراء الحوادث. فلم يخدع بتلك المغريات، فيعرض نفسه و أهل بيته بل المجتمع الاسلامي كله لخطر لا قبل لهم علي دفعه.


پاورقي

[1] الكامل لابن الاثير ج 5 ص 17.

[2] الطبري ج 9 ص 82.

[3] الكامل لابن الأثير ج 5 ص 170 و الطبري ج 9 ص 85.

[4] المسعودي ج 3 ص 188.

[5] مقاتل الطالبيين ص 144.

[6] الطبري ج 9 ص 124، و ابن قتيبة ص 128، و الطقطقي ص 127 و غيرهم.


حضور بديهته


و كان رضي الله عنه حاضر البديهة، و تجيئه ارسال المعاني في وقت الحاجة اليها من غير حبسة في الفكر، و لا عقدة في اللسان، و ان مناظراته الفقهية الكثيرة تكشف عن بديهة حاضرة، و انظر اليه و أبوحنيفة يسأله في أربعين مسألة، فيجيب عنها من غير تردد و لا تلكؤ، مبينا اختلاف الفقهاء فيها، و ما يختار من أقوالهم، و ما يخالفهم جميعا فيه.

و ان مناظراته التي كان يلقم بها الزنادقة و غيرهم الحجة، ما كانت ليستقيم فيها الحق لولا بديهة تسعفه بالحق في الوقت المناسب و لننقل لك مناظرة له في العدل بين الأزواج أثارها زنديق.

قال الصادق: أما قوله تعالي «فان خفم ألا تعدلوا فواحدة» فانما عني النفقة و قوله تعالي: «و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فانما عني بها المودة، فانه لا يقدر احد أن يعدل بين امرأتين في المودة.

و ان حضور البديهة من ألزم اللوازم لقادة الأفكار و الأئمة المتبعين، فلا توجد قيادة فكرية لعي في البيان و لا توجد قيادة فكرية لمن عنده حبسة في المعاني.


السنن 01


و سنن الصلاة عندهم خمس و ثلاثون: رفع اليدين في تكبيرة الاحرام و عند الركوع، و الرفع منه، و وضع اليمين علي الشمال، و النظر الي موضع السجود، و دعاء الاستفتاح، و التعوذ، و التأمين، و قراءة السورة بعد الفاتحة و الجهر و الاسرار، و التكبيرات، سوي تكبيرة الاحرام، و التسميع و التحميد في الرفع من الركوع، و التسبيح في الركوع، و التسبيح في السجود، و مجافاة المرفق عن الجنب في الركوع و السجود، و اقلال البطن عن الفخذ في السجود و الدعاء في الجلوس بين السجدتين، و جلسة الاستراحة، و وضع اليدين علي الأرض عند القيام و التورك في آخر الصلاة، و الافتراش في سائر الجلسات و وضع اليد اليمني علي الفخذ اليمني مقبوضة، و الاشارة بالمسبحة (و هي



[ صفحه 324]



السبابة) و وضع اليد اليسري علي الفخذ اليسري مبسوطة، و التشهد الأول، و الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه، و الصلاة علي آله في التشهد الأخير، و الدعاء في آخر الصلاة، و التسليمة الثانية.


اولاده


ولد لأحمد بن حنبل عدة أولاد و هم صالح و عبدالله من أم، و حسن و محمد و سعيد من جارية تسمي حسن، و ولدت له بنتا سماها زينب، و قبل ولدت له ولدا رابعا سماه حسنا أيضا:



[ صفحه 190]




سيرة مالك


و كيف كان، فان مالك بن أنس نال الحظوة عند بني العباس. فقد مكنه المنصور في الحجاز من أن يتمتع بسلطة تنفيذية مع ما خوله من السلطة التشريعية، و كان من أهم مظاهر الحاق مالك بالدولة العباسية و اعتباره عالمهم، أن منادي المنصور كان في أيام الحج يعلن: بأن لا يفتي الا مالك.

و لما قام المهدي بالأمر بعد أبيه، عظمت منزلة مالك، و كان يحترمه و يصله بهدايا جزيلة، و يعطيه عطاءا وافرا، و يقرب مجلسه، و ينفذ ما يريده، و كان المهدي يشيد بشأن مالك.

و لما جاء الرشيد لم تتغير منزلة مالك، بل كانت تزداد، و كان الرشيد يقصده اذا دخل المدينة و يجلس بين يديه اظهارا لمنزلة مالك و جلبا لأنظار الناس اليه. و أمر عامله ألا يقطع أمرا دون مالك.



[ صفحه 386]



و قد رأينا مالكا قبل الحاقه بالدولة و هو يسعي الي العلم، فلم يظهر عليه الا الرغبة في السماع. و من المفاخر أن يؤدي به طلب العلم الي أن ينقض سقف بيته و يبيع خشبه - كما يروي ابن فرحون - غير أن اقبال الحكام عليه أحدث انقلابا في مسلكه و سيرته و استجاب لما تضفيه عليه السلطة.

فعندما يحاول أولياء و أقرباء بعض المسجونين في سجون المدينة المنورة التوسط لدي المنصور، و يلجأ المنصور الي الصيغة التي تجنبه اللوم و نسبة الظلم اليه بادخال العلماء و أهل الدين في المعاينة، نجد مالك يجيب وفق ما يريد المنصور. و معلوم أن أمر المدينة كان يشق علي المنصور، و كانت السجون التي فيها تعكس مشاعر المنصور تجاه أهلها، فلما ولي عبدالصمد علي المدينة عاقب بعض القرشيين و حبسه حبسا ضيقا، فكتب بعض قرابته الي المنصور و شكي ذلك اليه و أخبره. فكتب المنصور الي المدينة و أرسل رسولا و قال: اذهب فانظر قوما من العلماء، فأدخلهم عليه حتي يروا حاله و تكتبوا الي بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، و ابن أبي ذئب، و ابن أبي سيرة و غيرهم من العماء فقال: اكتبوا بما ترون الي أميرالمؤمنين. قال: و كان عبدالصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق، و ألبسه ثيابا، و كنس البيت الذي كان فيه، ورشه، ثم أدخلهم عليه. فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان و فلان. فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي، أنا أكتب شهادتي بيدي اذا فرغت، فارم الي بالقرطاس فكتبوا: محبسا لينا، و رأينا هيئة حسنة. و ذكروا ما يشبه هذا الكلام، ثم دفع القرطاس الي ابن أبي ذئب، فلما نظر في الكتاب فرأي هذا الموضع قال: يا مالك داهنت و فعلت و ملت الي الهوي. اكتب: رأيت محبسا ضيقا، و أمرا شديدا. و جعل يذكر شدة الحبس [1] .

و أخذ مالك باستعمال العنف و المعاملة بالقسوة، فكان اذا حدث يقوم علي رأسه الحرس، فاذا تكلم أحد أو اعترض عليه، أشار للحرس فيسحبون المتكلم و يخرجونه من المجلس، و ان اقتضي السجن سجن، و قد رأينا سابقا كيف أمر بحبس ابن مهدي و كان يصلي خلفه، و من سياق القصة يتبين لنا أن الحرس كان معه حتي



[ صفحه 387]



و هو يؤم الناس في صلاتهم، لأن مالك سأل: من هنا من الحرس؟ فجاءه نفسان، و طلب منهما أن يحبسا ابن مهدي [2] .

و مما يؤلم أن تتعدي الشدة الحدود الي القسوة التي لا علاقة لها بحكمة تشريع الحدود، كما كان عليه الحال في قصة الرجل الذي عدا علي أخيه، حتي اذا أدركه دفعه في بئر، و أخذ رداءه و أبوالغلامين حاضران، فقال جماعة من أهل العلم: الخيار للأبوين في العفو أو القصاص. فقال مالك: أري أن تضرب عنقه الساعة. فقال الأبوان: أيقتل ابن بالأمس، و نفجع في الآخر اليوم؟ نحن أولياء الدم، و قد عفونا. فقال الوالي: يا أباعبدالله، ليس ثم طالب غيرهما و قد عفوا. فقال مالك: والله الذي لا اله الا هو لا تكلمت في العلم أبدا أو تضرب عنقه. و سكت، فارتجت المدينة - فلما رأي الوالي عزمه، قدم الغلام، فضرب عنقه، فلما سقط رأسه، التفت مالك الي من حضر فقال: انما قتلته بالحرابة حين أخذه ثوب أخيه، و لم أقتله قودا، اذ عفا أبواه.

و يسري تأثير السلطة الي منهجه، دخل عليه رجل فقال: ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه. فقال: يا أباعبدالله، انما أحكي كلاما سمعته؟ قال: لم أسمعه من أحد، انما سمعته منك [3] .

و قال سحنون: أخبرني بعض أصحاب مالك أنه كان عنده جالسا، فأتي رجل فقال: يا أباعبدالله مسألة. فسكت ثم قال: مسألة. فسكت، ثم أعاد عليه، فرفع رأسه كالمجيب له فقال له السائل: (الرحمن علي العرش استوي) كيف استواؤه؟ قال: فطأطأ مالك رأسه ساعة، ثم رفعه فقال: سألت عن غير مجهول، و تكلمت في غير معقول، و لا أراك الا أمرأ سوء، أخرجوه [4] و وردت سابقا بلفظ آخر، ولكن تجمعهما النهاية. و في الحلية: و أظنك صاحب بدعة. و أمر به فأخرج [5] .

و ما كان يتهيأ لأحد بالمدينة أن يقول قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا حبسه مالك في الحبس، فاذا سئل فيه، قال: يصحح ما قال ثم يخرج. و لقد كان ابن كنانة و ابن أبي



[ صفحه 388]



حازم و الدراوردي و غيرهم سمعوا مع مالك من مشايخ، و تركوا الحديث عنهم هيبة له حتي مات ففشا ذلك فيهم [6] .

و ابن فرحون ينقل في وصفه: كان كالسلطان له حاجب يأذن عليه، فاذا اجتمع الناس ببابه أمر آذنه فدعاهم، فحضر أولا أصحابه، فاذا فرغ من يحضر، أذن للعامة. و اذا أتاه الناس خرجت اليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ تريدون الحديث أو المسائل؟ فان قالوا: المسائل. خرج اليهم و أفتاهم. و لابد هنا من ملاحظة قول ابن القاسم الذي يورده ابن فرحون بعد أسطر قليلة من النصوص التي تصف مالك. قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول: اني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة، ما اتفق لي فيها رأي الي الآن. و كان يقول: ربما وردت علي المسألة فأسهر فيها عامة ليلتي. و قال ابن عبدالحكم: كان مالك اذا سئل عن المسألة، قال للسائل: انصرف حتي انظر. فينصرف و يتردد فيها!! اه.

أما اذا طلب الناس الحديث، قيل لهم: اجلسوا. فيدخل مغتسله، فيغتسل و يتطيب، و تلقي له المنصة، فيخرج اليهم، و يوضع عود، فلا يزال يتبخر حتي يفرغ من حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كان لا يوسع لأحد في حلقته و لا يرفعه، يدعه يجلس حيث انتهي به المجلس. و مع هذا كان اذا استزاده أحد من الناس في الحديث يشير الي السودان الذين يقفون عند رأسه، فيخرجونه من الدار [7] .

و كان يلبس طيلسانا طرازيا و قلنسوة متركة و ثيابا مروية جيادا، و في بيته و سائد يقعد عليها أصحابه و قوم الطيلسان بخمسمائة، و كان يقع جناحه علي عينيه، و قيل في هذه الهيئة: انه أشبه شي ء بالملوك. و وصف منزله بأنه كان مبسوطا بأنواع المعارش [8] .

و لقد كان متأنقا في ملبسه و مأكله أيضا، فقد مات و ترك مائة عمامة و خمسمائة زوج نعل، و كان يهدي اليه الهدايا الفاخرة، و اشتهي يوما كساء قرمزيا، فأهدي اليه سبعة منها.

و أهدي اليه يحيي بن يحيي النيسابوري هدية باع من فضلتها ثمانين ألفا. قال



[ صفحه 389]



قتيبة: كنا اذا أتينا مالكا خرج الينا مطيبا، قد لبس من أحسن ثيابه، فتصدر و دعا بالمراوح، فأعطي كل انسان مروحة [9] .

و قد نصح بعضهم مالكا بالتواضع، و ترك ما هو عليه. فكتب اليه يحيي بن يزيد بن عبدالملك النوفلي المدني - و كان من أهل الحديث -: بسم الله الرحمن الرحيم، و صلي الله علي رسوله محمد في الأولين و الآخرين، من يحيي بن يزيد بن عبدالملك الي مالك بن أنس، أما بعد فقد بلغني أنك تلبس الدقاق، و تأكل الرقاق، و تجلس علي الوطي ء، و تجعل علي بابك حاجبا، و قد جلست مجلس العلم، و قد ضربت اليك المطي، و ارتحل اليك الناس، و اتخذوك اماما رضوا بقولك؛ فاتق الله يا مالك، و عليك بالتواضع، كتبت اليك بالنصيحة كتابا ما أطلع عليه غير الله سبحانه و تعالي و السلام.

و يكتب اليه مالك كتابا يقر في آخره بما آخذه به يحيي و يقول: فنحن نفعل ذلك، و نستغفر الله تعالي، فقد قال الله تعالي: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق) و اني لأعلم أن ترك ذلك خير من الدخول فيه [10] .

و الخلاصة، اننا لم نجد عند أحد من رؤساء المذاهب أو العلماء الذين كان لهم حظ وافر من تقريب السلطة لهم ما وجدناه عند مالك، فهذا الامام أحمد كان يتحلي بروح انسانية عالية بعيدة عن الميل و العنف - مع تشدده - فقد سئل يوما عن حبس أهل البدع، فأنكر ذلك بحجة أن لهم و الدات و أخوات. أي أنه كره أن يتعدي عقابهم الي الأبرياء من ذويهم ممن ليس لهم ذنب أو جريمة، و ما خلا القول بخلق القرآن و الرؤية، فانا نري الامام أحمد يسمح بالمناظرة و القول.

و من العجب أن يستجيب رجل الدين للدولة و يؤثر فيه ميلها اليه بحكم مصالحها و احتضانها له لأغراضها، و يسمح لنفسه بأن يعامل الآخرين بهذا الشكل من النكال. فيشمل ذلك طلبة العلم أو العلماء، و أنهم - كما رأينا - تركوا أن يحدثوا بشي ء لأنه كان يعاقب من يروي عن النبي حديثا فيسجنه ما لم يصح عنده. فماذا يعتذر له بذلك؟ فليسوا أصحاب جدل و لا شبهة هوي أو بدعة، و انما علماء عاصروه و هم أعلم منه أو في طبقته، و ما علمنا ذلك ألا من شؤون الملوك و سلاطين الزمان. ولكن



[ صفحه 390]



أدي رضا السلطان و احتضانه لمالك الي أن يكون مثله فيزدحم الناس علي بابه، و يقف الحجاب عليها يمنعونهم من الدخول عليه، فاذا أذن لهم ازدحموا.

قال أبومصعب: كانوا يزدحمون علي باب مالك، فيقتتلون علي بابه من الزحام، و كنا عنده فلا يكلم هذا هذا، و لا يلتفت ذا الي ذا، و الناس قائلون برؤوسهم هكذا (مبالغة في الأنصات) و كان الأمراء تهابه، و هم مستمعون، و كان يقول في المسألة: لا أو نعم. فلا يقال له: من أين لك هذا

و قد أنكر عليه بعض العلماء ما رأوه من حاله و أعماله، و ترك الحديث عنه الحكم بن نافع الحمصي و هو أحد العلماء، و من احتج الشيخان بحديثه، فانه رأي مالكا و لم يسمع منه لما رأي من الحجاب و الفرش [11] .

و تكلم فيه أيضا الي جانب ابن أبي ذؤيب و ابن اسحاق عبدالعزيز بن أبي سلمة و عبدالرحمن بن زيد بن أسلم و ابن أبي يحيي و ابن أبي الزناد، و عابوا أشياء من مذهبه، و تكلم فيه غيرهم. و تحامل عليه الشافعي و بعض أصحاب أبي حنيفة، و عابه قوم في قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [12] و قال الخطيب: قد ذكر بعض العلماء أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بأطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح و الديانة و الثقة و الأمانة [13] .

و ما يرويه الامام الشافعي في أول اتصاله بمالك يؤيد ذلك، عندما أخذ من والي مكة وصية الي والي المدينة يطلب منه ايصال الشافعي الي مالك.

قال الشافعي:

فأوصلت الكتاب الي الوالي، فلما قرأه قال: يا فتي، ان مشيي من جوف المدينة الي جوف مكة حافيا راجلا أهون علي من المشي الي باب مالك بن أنس، فلست أري الذلة حتي أقف علي بابه. فقلت: أصلح الله الأمير ان رأي أن يوجه اليه ليحضر؟ قال: هيهات، ليت اني اذا ركبت أنا و من معي، و أصابنا من تراب العقيق نلنا بعض حاجتنا. قال: فواعدته العصر، و ركبنا جميعا، فوالله لكان كما قال، لقد أصابنا



[ صفحه 391]



من تراب العقيق. قال: فتقدم رجل، فقرع الباب، فخرجت الينا جارية سوداء، فقال لها الأمير: قولي لمولاك أني بالباب. قال: فدخلت، فأبطأت، ثم خرجت فقالت: ان مولاي يقرئك السلام و يقول: ان كانت مسألة فارفعها في رقعة يخرج اليك الجواب، و ان كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس فانصرف. فقال لها: قولي له: ان معي كتاب والي مكة اليه في حاجة مهمة. فدخلت و خرجت و في يدها كرسي، فوضعته، ثم اذا أنا بمالك... الخ الرواية [14] .

و لنتأمل تهيب الوالي من الوصول الي مالك، فهو أمر غير معهود، بل و غريب، و لكن مصلحة الملوك اقتضت ذلك. فقد نقل أن المنصور كان يطلب من مالك أن يبدي رأيه في ولاته علي الحجاز. و قال له:

ان رابك ريب من عامل المدينة أو عامل مكة أو أحد من عمال الحجاز في ذاتك أو ذات غيرك، أو سوء أو شر في الرعية، فاكتب الي بذلك، أنزل بهم ما يستحقون.

فامتناع مالك في أول الأمر كان لظنه أن الطارق من طلبة العلم. أما عند ما علم بأنه من قبل والي مكة فقد تغير الحال، لأن ذلك من شؤون الدولة. و لذلك فان العلم يفرض علينا أن نستغرب صدور مثل هذه التصرفات في السلوك و المظهر من رجل له مكان الصدارة في مجلس العلم. و يبوء نفسه مقام المرجعية لأحكام الشريعة، لأنها أمور لا يتوقع صدورها الا من الحكام الذين عدمت عندهم مقاييس العدل و المساواة.

و علي أي حال، فان الامام مالك انتشر ذكره في الحجاز بعوامل السلطة، فقربه الحكام و ألزموا الناس بالرجوع اليه، فأقبلت عليه الدنيا و استجاب هو لأشكال هذا الاقبال.

و نري فيما قدمناه كفاية، و قد أصبحت الصورة عن الامام مالك متكاملة، و كان القسم الأول في الجزء الثاني قد ضم الأمور الفقهية، و لم نأت هنا علي ما بحثناه في السابق من الجوانب التي تتعلق بالمذهب المالكي.



[ صفحه 392]




پاورقي

[1] تاريخ بغداد ج 2 ص 299.

[2] مالك للخولي ص 274 نقلا عن ترتيب المدارك.

[3] مناقب السيوطي ص 14.

[4] الزواوي ص 32.

[5] حلية الأولياء ج 6 ص 325.

[6] الديباج ص 24.

[7] الانتقاء 42.

[8] البداية و النهاية ج 10 ص 174.

[9] تذكرة الحفاظ ج 1 ص 196.

[10] احياء علوم الدين ج 1 ص 114.

[11] ميزان الاعتدال 1 / 272.

[12] جامع بيان العلم ج 2 ص 161.

[13] تاريخ بغداد ج 1 ص 223.

[14] معجم الأدباء 17 / 275. و مناقب الشافعي للفخر الرازي و توالي التأسيس.


زين العابدين


(38 - 94 ه)

تعاظم بيت زين العابدين في عدد أفراده يوما بعد يوم، و قدم «السجاد» لنا ابنه «الباقر» ثم قدم «الباقر» ابنه «الصادق»، فكانوا مثلا عليا في العزوف عن السلطة، و الانصراف الي تعليم الناس العلم الصحيح و العمل الصالح و الأسوة الحسنة.

روي [1] عن جابر بن عبدالله [2] و ابن عمر، الي جوار روايته علم أهل البيت و حديثهم عن أبيه الحسين و أم المؤمنين أم سلمة، و سمع ابن عباس، ليروي عنه فيما بعد ابناه: عبدالله و الباقر، و خلق كثير. و رأي بعيني المريض العاجز عن الاستشهاد مصائر أبيه العظيم، و اخوته و أعمامه و أولادهم يوم كربلاء.

و تجلت فيه الفضائل المنبثقة من الورع و الرحمة: يصلي لله في اليوم و الليلة ألف ركعة [3] ، و لهذا سمي:«السجاد» اذ توضأ اصفر لونه، و اذا قام أرعد من الفرق، و لما سألوه قال، أتدرون من أريد أن أقف بين يديه و من أناجي؟ [4] .

و مع تألق عبدالله بن جعفر بالمدينة، و هو الصحابي الذي يحرص الخلفاء في دمشق علي



[ صفحه 169]



مرضاته، و تفريق عبدالله عطاء ه الجزل في فقراء المدينة، و استشهاد ابنين له يوم الحرة، و ثالث في كربلاء، و مع أنه زوج زينب بنت علي، عمة زين العابدين، مع هذا كله كان زين العابدين يحتل مكانه في الصدارة، و يحمل و صفه بجدارة.

و في ذلك نص يروي عن مالك بن أنس قال: «سمي زين العابدين لعبادته» [5] .

علمته المحنة و الورع: الحكمة و حسن الخطاب، فكان في باكورة حياته علي علم عظيم. قال له يزيد يوم أدخل عليه مريضا مع نساء أهل البيت الناجيات من كربلاء: أبوك الذي قطع رحمي، و جهل حقي، و نازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت! قال زين العابدين: (ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها) [6] قال يزيد: (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) [7] قال زين العابدين: «هذا في حق من ظلم لا من ظلم» [8] [9] .

تتابع علي الكذب ولاة الشام و الأمصار من عهد معاوية، يشتمون عليا بأمر بني أمية، فكان يبقي من كذبهم شي ء في عقول العامة أو الصبية الذين لا يعلمون.

كان عبيد الله بن مسعود من فقهاء المدينة السبعة، و كان معلم عمر بن عبد العزيز و هو صبي، أودعه أبوه أخواله بني عدي - قوم عمر بن الخطاب - بالمدينة، فسمع يوما شتم علي، فقال لعمر: يا بني، متي علمت أن الله غضب علي أهل بدر؟ قال الصبي: و هل كان علي في



[ صفحه 170]



بدر؟ قال عبيدالله: و هل كانت بدر كلها الا لعلي؟! [10] فلما ولي عمر الخلافة أبطل شتم أهل البيت، ورد اليهم حقوقهم.

و قال رجل من أنصار الأمويين بالشام: دخلت المدينة فرأيت رجلا راكبا علي بغلة، لم أر أحسن وجها و لا ثوبا و لا سمتا و لا دابة منه، فسألت، فقيل: هذا علي بن الحسين بن علي، فأتيته - و قد امتلأ قلبي له بغضا - فقلت له: أنت ابن علي بن أبي طالب؟ قال: أنا ابن ابنه، فقلت: بك و بأبيك أسب عليا، فلما انقضي كلامي قال: أحسبك غريبا، مل بنا الي الدار، فان احتجت منزلا أنزلناك، أو الي مال واسيناك، أو الي حاجة عاوناك علي قضائها، فانصرفت من عنده و ما علي الأرض أحد أحب الي منه [11] .

و يروي أنه احترق البيت الذي هو فيه و هو قائم يصلي، فلما انصرف (من الصلاة) قيل له: ما بالك لم تنصرف حين اشتعلت النار؟ قال: اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخري [12] .

و أنه لما حج و أراد أن يلبي أرعد و اصفر و خر مغشيا عليه، فلما أفاق سئل، فقال: اني لأخشي أن أقول: لبيك اللهم لبيك، فيقول: لا لبيك و لا سعديك، فشجعوه حتي لبي، فغشي عليه حتي خر من راحلته [13] و كان يرحل من المدينة الي مكة، فلا يقرع راحلته مرة واحدة! [14] .

يقول الأصمعي: لم يكن للحسين رضي الله عنه عقب الا من ابنه زين العابدين، و لم يكن لزين العابدين نسل الا من ابنة عمه الحسن، فجميع الحسينيين من نسله [15] .

أما أكبر صدقته فبالليل، يقول: «صدقة الليل تطفئ غضب الرب» [16] .

و مع عظم مكانه كان اذا دخل المسجد تخطي الرقاب حتي يجلس في حلقة زيد بن أسلم



[ صفحه 171]



اذا كان هنالك، فيقول له نافع بن جبير بن مطعم: أنت سيد الناس، تأتي تتخطي خلق الله و أهل العلم من قريش حتي تجلس مع هذا العبد الأسود؟! فيجيب: «انما يجلس الرجل حيث ينتفع، و ان العلم يطلب حيث كان» [17] .

و لقد كان يريد أن يجلس الي سعيد بن جبير، و قيل له: ماذا تصنع بلقاء سعيد؟ فأجاب: «أريد أن أسأله عن أشياء ينفعنا الله بها» [18] [19] .

و زين العابدين لا ينسي أن النبي أمر زيد بن حارثة - و كان مولي للنبي - علي جعفر بن أبي طالب، و جعل له القيادة [20] ، فان قتل كانت لجعفر، فان قتل كانت للصحابي عبدالله بن رواحة.

و زين العابدين بهذا يضع السوابق لأهل البيت ليتعلموا العلم المقارن من فقه المسلمين كافة، و لذلك سيجلس ابنه الباقر الي نافع مولي ابن عمر [21] و سيجلس حفيده الصادق الي



[ صفحه 172]



عكرمة [22] (103) مولي ابن عباس والي عطاء بن أبي رباح [23] (114) مولي قريش، يجلس في المسجد الحرام مجلس ابن عباس، كما يجلس الصادق الي عبدالله [24] بن أبي رافع مولي أميرالمؤمنين علي.

فاذا جلس زين العابدين في المسجد جلس بين القبر و المنبر، و انعقدت حلقة كحلقة أبيه في روضة كرياض الجنة [25] ، يقول عنها القائل: [26] «اذا دخلت مسجد رسول الله، فرأيت حلقة كأن علي رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبدالله، مؤتزرا الي أنصاف ساقيه» [27] .

و لقد يتحدث مع سليمان بن يسار (107) مولي أم المؤمنين ميمونة [28] الي ارتفاع الضحي، فاذا أرادا أن يقوما قرأ عليهما عبدالله بن أبي سلمة [29] سورة، فاذا فرغ عبدالله من التلاوة دعوا الله سبحانه.

و لقد يدخل ابن شهاب الزهري (124) و صحبه فيسأله: فيم كنتم؟ فيجيبه: أنهم كانوا يتذاكرون الصوم، و أنهم لم يروه واجبا الا في رمضان، فيقول السجاد: «الصوم علي أربعين



[ صفحه 173]



وجها» [30] ثم يشرحها له وجها وجها، فمنها ما يجب، و منها ما هو بالخيار أو الاباحة... الخ.

و في علمه يقول محمد بن سعد - صاحب الطبقات -: «كان زين العابدين ثقة مأمونا، كثير الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، عالما، و لم يكن من أهل البيت مثله» [31] .

و يقول الزهري: «ما رأيت أفقه من زين العابدين لولا أنه قليل الحديث» [32] و هذه الشهادة بالفقه من شيخ مالك بن أنس تعلن رأي جيل التابعين. بل أن الزهري يعلن مكانة زين العابدين بين كل الأحياء بقوله: «ما رأيت قرشيا أفضل منه» [33] قصد اليه يوما، و نفسه تكاد تبسل من ذنب ألم به، فرده الامام الي صميم الاسلام، قال: «قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شي ء أعظم من ذنبك» [34] .

والشافعي الذي يقول في ابن شهاب الزهري: «لولا الزهري لذهبت السنن من المدينة» يضع زين العابدين في أعلي مكان، فيعده أعلم أهل المدينة [35] .

كان كثير البكاء من يوم كربلاء، فقيل له في ذلك، فقال: «ان يعقوب عليه السلام بكي حتي ابيضت عيناه من الحزن علي يوسف - و لم يتحقق موت يوسف - و قد رأيت بضعة عشر رجلا



[ صفحه 174]



من أهلي يذبحون في غداة واحدة».

و ربما فسر لنا هذا المقال بعض أسباب انصرافه الي تعليم المسلمين دينهم؛ لصلاح دنياهم، واجماع المسلمين علي اجلاله [36] .

و في سنة 94، سنة الفقهاء، مات جمع من فقهاء المدينة: عروة بن الزبير، و السعيدان: ابن جبير و ابن المسيب، و أبوبكر بن عبدالرحمان. و ارتفعت فيها أو في سنة 95 روح زين العابدين الي الرفيق الأعلي، مخلفا أربعة عشر ولدا، منهم عشرة رجال، كبيرهم: محمد؛ أبوجعفر، المكني بالباقر، و فيهم: زيد بن علي.


پاورقي

[1] يذهب الشيعة الي أن علم الأنبياء و أوصيائهم هو من اعلم الأيحائي الالهامي؛ صونا لهم و للأمم من الوقوع في المخالفة و الخطأ.

فهم حفظة الشريعة و الدين، و اليهم مرجع العباد، و هم معصومون من الزلل و الخطأ لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «اني تارك فيكم الثقلين». و كونهم ائمة الخلق يستدعي عدم حاجتهم الي المفضولين من الخلق؛ لامتناع احتياج الفاضل للمفضول.

و يعضد هذا المعني الروايات الشريفة المنقول عنهم عليهم السلام: فعن الباقر عليه السلام: «انا لو كنا نحدثكم برأينا و هوانا لكنا من الهالكين، و لكنا نحدثكم بأحاديث نكتنزها عن رسول الله». و عن الصادق عليه السلام: «ان منا لمن ينكت في قلبه، و ان منا لمن يسمع الصوت...، و منا من ينكت في قلبه، و منا من يقذف في قلبه...» (الاختصاص: ص 280) وعليه فحضورهم عند هؤلاء لا لحاجتهم اليهم، و انما لأجل تعليم الناس احترام العلم و الحث علي الحضور عند العلماء، فضلا عن تشجيع العلماء أنفسهم.

[2] جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري، صحابي، من المكثرين في الرواية عن النبي، و روي عنه جماعة من الصحابة، غزا تسع عشرة غزوة، و كانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي، يؤخذ عنه العلم، روي له البخاري و مسلم، توفي سنة 78 ه. (الأعلام: ج 2 ص 104).

[3] دعائم الاسلام: ج 2 ص 330، تاريخ ابن خلكان: ج 1 ص 350، علل الشرائع: ج 1 ص 232، صفوة الصفوة لابن الجوزي: ج 2 ص 56، العقد الفريد: ج 2 ص 309 و ج 3 ص 39، طبقات الذهبي: ج 1 ص 71.

[4] مناقب أهل البيت للمولي حيدر الشيرواني: ص 256، ينابيع المودة: ج 3 ص 105.

[5] تاريخ دمشق: ج 41 ص 379، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 392، تهذيب الكمال: ج 13 ص 241، تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 75.

[6] الحديد: 22.

[7] الشوري: 30.

[8] و لما جي ء بزين العابدين في أسري كربلاء أقيم علي درج دمشق، فقال له رجل من أهل الشام: الحمد لله الذي قتلكم و استأصلكم، و قطع قرن الفتنة، قال زين العابدين: قرأت القرآن؟ قال الرجل: نعم، قال: قرأت ال.. حم؟ قال الرجل: نعم، قال: أما قرأت (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) قال الرجل: فانكم اياهم؟ قال: نعم. و يقصد الامام الآية: 23 من سورة الشوري (ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور)، و أول آيات سورة الشوري: (حم). (منه).

[9] مقتل الحسين لأبي مخنف: ص 213، البداية والنهاية: ج 8 ص 211، تاريخ الطبري: ج 4 ص 352، سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 303، بحارالأنوار: ج 45 ص 135، الارشاد للمفيد: ج 2 ص 120، لواعج الأشجان: 224.

[10] شرح نهج البلاغة: ج 4 ص 59، الامام علي لأحمد الرحماني الهمداني: ص 752، السيدة فاطمة الزهراء لمحمد بيومي: ص 98.

[11] ذكر ابن الأثير في الكامل: ج 2 ص 5، و ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 18 ص 378؛ أنها بحق الحسن بن علي عليهماالسلام. و ذكر في وفيات الائمة: ص 140: أنها في حق الحسن بن علي عليه السلام.

[12] البداية و النهاية: ج 9 ص 123، عين الحياة: ص 38.

[13] البداية و النهاية ج 9 ص 123، تاريخ دمشق: ج 41 ص 379، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 392، تهذيب الكمال: ج 13 ص 241، تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 75.

[14] حلية الأولياء: ج 3 ص 132، بحارالأنوار: ج 46 ص 91، كشف الغمة: ج 2 ص 34.

[15] البداية و النهاية: ج 9 ص 122.

[16] وسائل الشيعة: ج 9 ص 401، بحارالأنوار: ج 93 ص 159 و 180، البداية و النهاية: ج 9 ص 123.

[17] تاريخ مدينة دمشق: ج 41 ص 369، تهذيب الكمال: ج 13 ص 239، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 388، حلية الأولياء: ج 3 ص 137.

[18] و هو بهذا يعلم الجميع أن العلم شرف يسعي اليه الشرفاء ولو كانوا قمة الشرف، و النبي رسالته التعليم، و من ذلك كان تنافس أبناء الصحابة علي أن يتعلموا العلم، و أن يعلموه، و كانت المشقة واقتحام المخاطر و الفلوات لتحصيله و انفاقه في الناس، يستوي في ذلك من لا مال عنده كابن حنبل، و من عنده الأموال كيحيي بن معين، كان عنده مليون درهم أنفقها في تحصيل الحديث، أو كابن حزم، قال له أبوالوليد الباجي - عالم المالكية -: أنا أعظم منك همة في طلب العلم، أنت طلبته و أنت تعان عليه، تسهر بمشكاة الذهب، و أنا طلبته و أنا أسهر بقنديل السوق، فأجابه ابن حزم: أنت طلبته في حال فاقة تريد تبديلها لمثل حالي، و أنا طلبته في حين ما تعلمه و ما ذكرته، لا أرجو الا علو القدر في الدنيا و الآخرة. (منه).

[19] تاريخ مدينة دمشق: ج 41 ص 369، تهذيب الكمال: ج 13 ص 239، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 389، طبقات ابن سعد: ج 5 ص 216. و قصد الامام عليه السلام من الذهاب اليه هو معرفة آراء القوم، فقد ذكر في الرواية «ان الناس يأتوننا بما ليس عندنا، فانه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء» و أشار بيده الي العراق.

[20] و كذا أمر ابنه أسامة بن زيد - الذي لم ينبت عارضاه علي كبار الصحابة في بعث أسامة.

[21] هو أبوعبدالله المدني، أصله من بلاد المغرب، و قيل: من نيسابور، و قيل: من كابل. روي عن مولاه ابن عمر و جماعة من الصحابة كأبي هريرة و عائشة. وروي عنه خلق من التابعين و غيرهم، كان من الثقات النبلاء والأئمة الأجلاء. و كان عمر بن عبد العزيز قد بعثه الي مصر ليعلم الناس السنن. (البداية والنهاية: ج 9 ص 349).

[22] هو عكرمة بن عبدالله البربري المدني، مولي عبدالله بن عباس، تابعي، كان من أعلم الناس بالتفسير و المغازي، طاف بالبلدان، وروي عنه زهاء ثلاثمائة رجل، كان يحدث برأي نجدة الحروري، و أهل المغرب أخذوا عنه رأي (الصفرية)، مات في المدينة سنة 105 ه. (الأعلام: ج 4 ص 244).

[23] عطاء بن أبي رباح؛ أبومحمد، مولي آل أبي خيثم القرشي المكي، سمع ابن عباس و أباهريرة و أباسعيد و جابر، و روي عنه عمرو بن دينار و قيس بن سعد. (تاريخ دمشق: ج 40 ص 37).

[24] عبدالله بن أبي رافع؛ أبورافع، واسمه أسلم، مولي النبي صلي الله عليه و آله و سلم. (التعديل و التجريح: ج 2 ص 902).

[25] أشارة الي قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة». علل الدارقطني: ج 8 ص 220، تاريخ دمشق: ج 22 ص 177، المعجم الكبير: ج 12 ص 227، تاريخ بغداد: ج 11 ص 228، كنز العمال: ج 12 ص 260، مسند أبي يعلي: ج 2 ص 496.

[26] القائل هو معاوية لرجل من قريش.

[27] تاريخ دمشق: ج 14 ص 179، ترجمة الامام الحسين لابن عساكر: ص 212.

[28] هي أم المؤمنين: ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، و هي آخر امرأة تزوج بها الرسول، و ماتت آخر نسائه، كان اسمها «برة» فسماها «ميمونة»، بايعت بمكة قبل الهجرة، عاشت ثمانين سنة، و توفيت في «سرف» سنة 51 ه، و هو الموضع الذي كان فيه زواجها من النبي، كانت صالحة فاضلة. (الأعلام: ج 7 ص 342).

[29] هو عبدالله بن أبي سلمة الماجشون، مدني، أصله من اصبهان، و يقال له: الماجشون لحمرة خديه، و هو مولي لآل المنكدر، مات سنة 106 ه.

[30] الهداية للصدوق: ص 198، الكافي: ج 4 ص 84، البداية و النهاية: ج 9 ص 134، كشف الغمة: ج 2 ص 315.

[31] نص عبارته في الطبقات: ج 5 ص 222: «و كان علي بن الحسين ثقة مأمونا، كثير الحديث، عاليا، رفيعا، ورعا». و مثله ما نقله الأعلام عنه، مثل: تاريخ دمشق: ج 41 ص 362، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 97، و تهذيب التهذيب: ج 7 ص 296، و اسعاف المبطأ برجال الموطأ: ص 78، البداية و النهاية: ج 9 ص 122.

[32] تهذيب التهذيب: ج 7 ص 269. سبل الهدي و الرشاد: ج 1 ص 69.

[33] تحفة الأحوذي: ج 6 ص 239، ص 501، كنز العمال: ج 3 ص 641، فيض القدير ج 6 ص 454، التعديل و التجريح: ج 3 ص 1079، تاريخ دمشق: ج 41 ص 366 ،371 ، تهذيب الكمال: ج 20 ص 384، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 387، من له رواية في كتب السنة: ج 2 ص 37، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 269، تقريب التهذيب: ج 1 ص 692.

[34] المسترشد: ص 151، تاريخ دمشق: ج 41 ص 398، البداية و النهاية: ج 9 ص 125، ينابيع المودة: ج 2 ص 468.

[35] لم يعاصر الشافعي لا الزهري و لا الامام زين العابدين، حيث توفي الامام سنة 95 ه علي أصح الأقوال: و ولد الشافعي سنة 150 ه، و توفي 204 هجرية. و لكن مالك عاصر الامام زين العابدين عليه السلام و قال عنه: «و ان علي بن الحسين كان من أهل الفضل». راجع تهذيب الكمال: ج 20 ص 385، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 388. و قال عنه سعيد بن المسيب: «ما رأيت أروع منه». راجع: تهذيب الكمال: ج 20 ص 389، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 391، و قال عنه سفيان عن الزهري: «ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين» راجع تهذيب الكمال: ج 20 ص 348، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 387.

[36] حج هشام بن عبدالملك في خلافة أبيه - فرأي رجلا ينجفل الناس اليه، و يفسحون في الطواف له، في حين لا يحفل الناس بابن الخليفة، فسأل: من هذا؟ و سمع الفرزدق السؤال، فأنشد ميميته الطويلة المشهورة في الأدب العربي، و مما جاء فيها:



هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



هذا الذي تعرف البطحاء و طأته

والبيت يعرفه و الحل و الحرم



اذا رأته قريش قال قائلها

الي مكارم هذا ينتهي الكرم



ينمي الي ذروة العز التي قصرت

عن نيلها عرب الاسلام و العجم



يغضي حياء و يغضي من مهابته

فلا يكلم الا حين يبتسم



هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده أنبياء الله قد ختموا



الله شرفه قدرا و عظمه

جري بذاك له في لوحة القلم



و ليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت و العجم



ما قال «لا» قط الا في تشهده

لولا التشهد كانت لاؤه نعم



من معشر حبهم دين، و بغضهم

كفر، و قربهم منجي و معتصم



من يعرف الله يعرف أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم



و غضب هشام، و أرسل زين العابدين للفرزدق أربعة آلاف درهم، ردها الفرزدق قائلا: انما مدحتك بما أنت أهله، وردها الامام قائلا: «انا أهل بيت اذا وهبنا شيئا لا نستعيده». (منه).


السنة الخلق أقلام الحق


لقد اخترق نور الامام الصادق حجبات القلوب و نور حناياها و أضاء مالك الدروب، و أشعل



[ صفحه 354]



خفاياها حتي أجمع محبوه و مبغضوه علي احترامه و كان كلما ذكر في محفل ينهمر الثناء عليه انهمارا و يزداد له القوم احتراما و تقديرا و اكبارا.

و لم تقف الحالة عند أهل زمانه بل سارت محبته عبر الأجيال اللاحقة و لم يخف ذلك علي دراسيه من المسلمين و غيرهم فأذعنوا له طوعا و قرظوه محبة و كرما و مدحوه لأنه أهل للمدح.


ثورة محمد ذي النفس الزكية


و يري العلويون أنهم أصحاب الحق الشرعي بالخلافة، رغم تشبث بني العباس بأطرافها، و العمل بأجلها، و العباسيون يعتقدون ذلك قطعا.

و حينما طلب المنصور من محمد هذا بن عبدالله المحض، الملقب بذي النفس الزكية، أو النفس الزكية، الدخول في طاعته، أجابه محمد: «ان الحق حقنا، و انما ادعيتم هذا الأمر بنا، و خرجتم له بشيعتنا، و حظيتم بفضله» [1] .

و كان السفاح و المنصور قد بايعا لمحمد هذا في مؤتمر الأبواء كما سبق [2] .

و في مثل تصريح النفس الزكية لا يمكن للمنصور أن يتغاضي عن أمر التحرك الحسني فقام برقابة الأبناء و الأبناء، و بث المراصد و العيون، و تأكد من عزمهم علي الثورة المسلحة بقيادة الأخوين محمد و ابراهيم ابني عبدالله المحض، و اكتشف المنصور أمرهم من خلال التجسس علي أبيهم، فدس عقبة بن مسلم الأزدي، معبرا عن نفسه بأنه من شيعة أهل البيت، في خراسان، و حمله كتبا مزورة و أموالا و هدايا، فقبلها، و أباح له بمكنون أمره، مما قوي عزم المنصور علي استباق الأمر، و التنكيل بالحسنيين بقسوة بالغة [3] .



[ صفحه 211]



و لم تكن الحنكة السياسية قد توافرت في عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، والد الثائرين، فكان ينخدع و ستغفل، اذ استجاب لدعوة أبي سلمة الخلال من ذي قبل، و انخدع بعقبة بن مسلم، و ربما انخدع بأبي مسلم الخراساني، و ليس أهل خراسان له بشيعة، و هكذا تنطلي الاغراءات علي عبداله المحض، فيسير برؤية غير واضحة في الأحداث [4] .

و أزيح شعار المجاملة بين العلويين و العباسيين، فحمل عليهم المنصور حملة شعواء لم تبق و لم تذر، حتي قال السيوطي:

«و كان المنصور أول من أوقع الفتنة بين العباسيين و العلويين، و كانوا من قبل شيئا واحدا» [5] .

و اختفي محمد ذو النفس الزكية و أخوه ابراهيم، فألقي القبض علي جماعة من آل الحسن عليه السلام و أودعو السجن عام 140 ه في يثرب، ثم بدا للمنصور أن يسيرهم من السجن الذي قضوا فيه ثلاث سنين، الي حيث أراد، و في طليعتهم عبدالله بن الحسن المحض، فسار بهم الركب سيرا حثيثا عن طريق الربذة، و في الربذة أوقفوهم للعذاب، و الشمس تصهرهم، و هم مكبلون بالحديد و الأصفاد، و أمر الجلادين بضربهم السياط و هم عراة، و ضرب المحض ثلاثين سوطا علي وجهه، و شد عنقه بساجور، و كبلت يداه و أخرج ملببا قد غيرت السياط سحنته، و أسالت احدي عينيه، و أخذه نزف الدم [6] .

و كان ممن أخذ مع عبدالله أخوه ابراهيم و أبوبكر، و علي الخير و أخوه العباس، و عبدالله بن الحسن بن الحسن، الحسن بن جعفر بن الحسن، و معهم



[ صفحه 212]



محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان.

و قد جرد المنصور بالربذة محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان فضربه ألف سوط، و سأله عن محمد و ابراهيم، فأنكر أن يكون يعرف مكانهما.

و ارتحل المنصور عن الربذة، و الأسري موثقون بالحديد علي المحامل المكشوفة، فصاح به عبدالله بن الحسن: يا أباجعفر ما هكذا فعلنا بكم يوم بدر. فصيرهم الي الكوفة، و حبسوا في سرداب تحت الأرض لا يفرقون بين ضياء النهار و سواد الليل، و كانوا يتوضئون في مواضعهم، فاشتدت الرائحة عليهم، فأدخلوا عليهم طيبا يشمونه لدفع الروائح النتنة.

و أشكلت عليهم أوقات الصلاة فجزأوا القرآن خمسة أجزاء، فكانوا يصلون الصلاة علي فراغ كل واحد منهم من حزبه، و قد و رمت أقدامهم نتيجة السجن و التسمم، فلا يزال يرتفع حيت يبلغ الفؤاد، فيموت صاحبه و هدم عليهم هذا السجن - فيما بعد - فماتوا جميعا [7] .

و كان هذا الاجراء الفظيع، مما اهتز له الامام الصادق فشيعهم لدي اخراجهم بالدموع، و قد أوقفوا عند باب جبرائيل من المسجد النبوي، فخرج الامام و عامة ردائه مطروح علي الأرض، فلعن الأنصار ثلاثا، و قال: ما علي هذا عاهدتم رسول الله، و لا بايعتموه، أما و الله ان كنت حريصا، و لكني غلبت، و ليس للقضاء مدفع، ثم قام و أخذ احدي نعليه، فأدخلها رجله، و الأخري في يده، و عامة ردائه يجر في الأرض، ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل و النهار [8] .

و كان الامام الصادق قد أشار بهذا القول الي ناحيتين مهمتين:



[ صفحه 213]



الأولي: تصريحه بأن الأنصار لم يفوا بما بايعوا عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في العقبة، فقد أخذ عليهم أن يمنعوا و ذريته مما يمنعون به أنفسهم و ذراريهم، لذلك عمد الامام أن يقول: «اللهم؛ فاشدد و طأتك علي الأنصار» [9] .

الثانية: أن الامام نصح أبناء عمومته فلم ينتصحوا، و كان يخبر عبدالله بن الحسن بان ولديه مقتولان لا محالة، و قال له صريحا:

«ايها و الله ما هي اليك و لا الي ابنك، و انما هي لهذا، و أشار الي السفاح، ثم لهذا و أشار الي المنصور، يقتله علي أحجار الزيت ثم يقتل أخاه بالطفوف، و قوائم فرسه في الماء. فتبعه المنصور، فقال: ما قلت يا أباعبدالله، فقال: ما سمعته، و انه لكائن [10] .

و كان محمد بن عبدالله (النفس الزكية) قد بويع و أنه مهدي هذه الأمة، فجاء أبوه الي الصادق عليه السلام فنهاه،فزعم عبدالله أن الامام يحسد ولديه [11] .

و كان موقف الامام الصادق متسما بالأناة و الحكمة، لما علم من سياسة المنصور في البطش و الارهاب، و أن تحرك الحسنيين لا يجدي نفعا، و لا يغير أمرا، و انما يزيد المظالم عنفا في حياة الناس، فتتجدد المأساة اثر المأساة، و التضحية جنب التضحية، و الحكم في عنفوانه يضرب من يعكر أمنه بيد من حديد، و التحرك بوضعه الهش لم يكن قادرا علي الاصلاح، و قيادته عاجزة عن تصحيح مسار النظام فضلا عن القضاء عليه.

و لم يستطع الامام أن يكف الثائرين عن قرارهم، فأبدي الامام لمحات من الغيب المرتقب، و كشف عن المصير الذي ينتظر كل الثائرين و عوائلهم، و نفي أن



[ صفحه 214]



يكون النفس الزكية مهدي هذه الأمة، و نفي أيضا أن يكون أحد أبناء الحسن عليه السلام مذكورا في خلفاء هذه الأمة.

و قد أورد هذه الحقائق كل من أبي الفرج في المقاتل، و الشيخ المفيد في الارشاد، و ابن حجر في الصواعق، و ابن الطقطقي في الفخري، و الشيخ المجلسي في البحار، بصور و روايات و أحاديث متقاربة.

و كان نتيجة هذا التفكير الثوري أن اعتقل - كما رأيت - زعيم الحسنيين، هو و أخوته و ابناء أخوته و ابيدوا ابادة شاملة قبل تنفيذ الثورة.

و تفجع الامام الصادق لما حل بهم، و تساءل عنهم، فعن خلاد بن عمير الكندي قال: دخلت علي أبي عبدالله، قال: هل لكم علم بآل الحسن الذين خرج بهم مما قبلنا؟ و كان قد اتصل بنا عنهم خبر، فلم نحب أن نبدأه به، فقلنا نرجو أن يعافيهم الله، فقال: و أين هم من العافية؟ ثم بكي حتي علا صوته و بكينا.

ثم قال: حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين قالت: سمعت أبي صلوات الله عليه يقول: يقتل منك، اويصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الاولون، و لا يدركهم الآخرون، و أنه لم يبق من ولدها غيرهم [12] .

و قد دافع المجلسي عن أبناء الحسن من المعتقلين و الثائرين، و أنهم مضوا الي الله جل جلاله بشرف المقام، و الظفر بالسعادة و الاكرام، و نزههم عن ادعاء المهدي في ولد عبدالله المحض، و انهم عارفون بالمهدي و بالحق المبين.

و قال: «و قد يوجد في الكتب انهم كانوا للصادقين عليهم السلام مفارقين، و ذلك محتمل للتقية، لئلا ينسب اظهارهم لانكار المنكر الي الأئمة الطاهرين» [13] .



[ صفحه 215]



أما أن الامام الصادق لم ير الثورة، فلأن الضغط السياسي كان علي أشده في التنكيل و الجبروت، و لأن الأعداد لمتطلبات الثورة لن يكن دقيقا و لا منظما، فما هو الا شرارة تقتدح ثم تخبو، و عاصفة تهب ثم تخمد، و الوعي الديني غير متكامل في ارادة اقتلاع الطغيان من جذوره.

يقول الأستاذ محمد حسن آل ياسين معللا موقف الامام الصادق قائلا: «و لئن الثورة في رأي الامام الصادق ليست غاية في حد ذاتها، و لن يتحقق أثرها المؤمل بمجرد اعلان الخروج علي النظام الفاسد، و انما هي وسيلة اضطرارية من وسائل الاصلاح و التغيير، و ملجأ أخير لا يصح اللجوء اليه الا عندما يتأكد الضمان الكامل بتوفر جميع المتطلبات الأساسية المؤدية في المدي المباشر و غير المباشر الي هدم ذلك النظام» [14] .

هذا هو المنطق الموضوعي لفلسفة موقف الامام بالنسبة لتحرك الثائرين من أبناء عمومته، و لكنه ظل معتزا بهم في اللحظات الحاسمة، و متألما لما نزل بهم من الصروف و الأرزاء، تنتابه الهواجس المحزنة، و هم بين معتقل ينتظر الموت، و بين قتيل تسفي عليهم الرياح، و بين شريد لا تستقر به أرض، و قد عبر عن ذلك برسائل و كتب و تصريحات [15] .



[ صفحه 216]



شي ء أحب اليه من الضر و الجهد و البلاء مع الصبر، و أنه لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط، و لولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه و يخوفونهم و يمنعونهم، و أعداؤه آمنون مطمئنون، عالون ظاهرون، و لولا ذلك لما قتل زكريا و يحيي بن زكريا ظلما و عدوانا في بغي من البغايا، و لولا ذلك لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام لما قام بأمر الله عزوجل - ظلما، و عمك الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اضطهادا و عدوانا.

فعليكم يا عم، و ابن عم، و بني عمومتي، و أخوتي بالصبر و الرضا و التسليم، و التفويض الي الله عزوجل، و الرضا بالصبر علي قضائه، و التمسك بطاعته، و النزول عند أمره.. أفرغ الله علينا و عليكم بالصبر، و ختم لنا و لكم بالأجر و السعادة، و أنقذنا و اياكم من كل هلكة بحوله و قوته» [16] .

و قد حفلت هذه الرسالة البليغة بالوصايا المعبرة عن الصبر و الرضا و التسليم لله تعالي، و قد تحدثت عن مدي فاجعة الامام بمأساة بني عمومته، و كان أسلوبها رقيقا رفيقا، و عرضها يتفجر عن ذائقة بلاغية مفعمة.

و كانت النهاية المفجعة للحسنيين مصدر آلام عظيمة للامام.

و كان الامام يتلقي أخبارهم بصبر واسي و هم يتلقون أقسي ألوان العذاب حتي أن عبدالله المحض طلب ماء فلم يسقوه، و استأذنوا المنصور فأذن بسقياه، و قرب الاناء الي فمه ليشرب فركل أبو الأزهر الأناء برجله و هو مغضب، فألقي عبدالله ثناياه في الاناء [17] .

و عهد المنصور الي عامله بالمدينة بمصادرة أموال الحسنيين، و بيع رقيقهم،



[ صفحه 217]



و أضاف لذلك مصادرة أموال الصادق عليه السلام [18] .

و لما هلك المنصور أرجعها المهدي الي الامام موسي الكاظم عليه السلام [19] .

و استشهد الحسنيون المعتقلون في سجن الكوفة، و ربما كان ذلك في سجن الهاشمية علي الأرجح، و بلغ محمدا النفس الزكية نبأهم بعد حين، فأتعد مع أخيه ابراهيم علي اعلان الثورة سنة 145 ه في المدينة المنورة أولا.

و كان ذلك بعد اعداد و دعاية و دعوة في الأقطار و القصبات من قبل الأبناء و الأخوة، فوجه محمد ابنه عليا الي مصر فقتل بها، و سار ابنه عبدالله الي خراسان، فطلب و هرب الي السند فقتل هناك. و سار ابنه الحسن الي اليمن، فحبس و مات في السجن، و سار أخوه موسي الي الجزيرة داعيا، و مضي أخوه يحيي الي طبرستان، فكان من خبره ما كان أيام الرشيد، و مضي أخوه ادريس الي المغرب، فأجابه خلق كثير، فبعث المنصور من اغتاله بالسم فيما احتوي عليه من بلاد المغرب، و قام ولده ادريس بن ادريس مقامه، فعرف البلد بهم، فقيل بلد ادريس بن ادريس، و مضي أخوه ابراهيم أحمر العينين الي البصرة، و ظهر بها، فأجابه أهلها و أهل فارس، و الأهواز و غيرهما من الأمصار، كما ستري هذا في موقعه [20] .

هذا التحرك في تخطيطه الأولي يمكن اعتباره برنامجا سياسيا و عسكريا بوقت واحد، فهو تحرك سياسي للقول بامامة محمد النفس الزكية صح ذلك أم لم يصح.

و هو تحرك عسكري بتوجيه الدعاة، و الاستعداد للمعركة الفاصلة، أما أن



[ صفحه 218]



هذا التحرك قد مني بالفشل فلأنه يفتقر الي عقلية تزن الأمور، فهو بازاء دولة قوية تمتلك كل مقومات الانقضاض علي أعدائها، و بدليل من الحدث نفسه فقد تتبعت مبعوثي محمد النفس الزكية في الأقطار، و نكلت بهم قتلا و سما و سجنا و تشريدا.

و كان الجد العاثر و الاستعجال قبل الاكمال سببا في الاحباط الذي منيت به الثورة الحسنية. و قد كان لها مبرراتها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية:

1- عند قيام الدولة العباسية في عهد السفاح، و فد العلويون عليه للتهنئة، و كان عبدالله المحض فيهم، و أبي ولده محمد و ابراهيم الذهاب، و محمد يري أنه مرشح الخلافة من قبل الحسنيين و العباسيين معا في مؤتمر الأبواء، فأنف من تهنئتهم و هو يري نفسه أحق بالخلافة، فاستوحش السفاح من ذلك و قال لأبيهما:

«ما منعهما أن يفدا علي مع من وفد علي من أهل بيتهما؟».

فقال عبدالله المحض: ما كان تخلفها لشي ء يكهر أميرالمؤمنين.

و تظاهر السفاح بقبول العذر، و لكنه بقي مرتابا لمعرفته بنفسية محمد و ابراهيم، و تشاء الأقدار أن يدخل السفاح و المنصور و عبدالله المحض، و قد اتخذ السفاح الأنبار عاصمة له بعد بنائها، فتمثل عبدالله المحض بهذين البيتين:



ألم تر حوشبا قد صار يبني

قصورا نفعها لبني نفيله



يؤمل أن يعمر عمر نوح

و أمر الله يحدث كل ليله



فتغير وجه السفاح، و التفت المنصور الي عبدالله قائلا:

«أتراهما ابنيك و الأمر صائر اليهما لا محالة؟ فاعتذر عبدالله بقوله لا و الله، ما ذهبت الي هذا، و لا أردته و لا كانت الا كلمة جرت علي لساني لم ألق لها بالا» [21] .



[ صفحه 219]



و هنا تحسس كل من السفاح و المنصور، فبثوا العيون و الأرصاد في صفوف الحسنيين، فتناهت الأخبار لهم بالتخطيط للانقضاض باعتبارهم الأولي.

و هذا يعني أن الحسنيين قد شرعوا بالعمل السري للاطاحة ببني العباس.

2- و أكرم السفاح عبدالله بن الحسن و أعطاه مالا كثيرا، فلما عاد الي المدينة اجتمع اليه الفاطميون، فجعل يفرق فيهم الأموال التي أعطيت له، فعظم سرورهم فقال لهم: أفرحتم؟ قالوا: و ما لنا لا نفرح بما كان محجوبا عنا بأيدي بني مروان، حتي أتي الله بقرابتنا و بني عمنا فأصاروه الينا.

فقال لهم: أرضيتم أن تنالوا هذا من تحت أيدي قوم آخرين [22] .

و وصل نبأ هذا المحضر أباالعباس و المنصور، فعلما من أمر بني الحسن ما يراد.

3- و كانت رسل عبدالله و ابنيه تخرج الي خراسان بالدعوة، و أتي المنصور بالكتب، فدس من يحملها الي الخراسانيين، و يأتي بأجوبتها فكان ذلك، فكتب بشأنها الي عبدالله بن الحسن:



أريد حياته و يريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد



أما بعد، فقد قرأت كتبك و كتب ابنيك و أنفذتها الي خراسان، و جاءتني جواباتها بتصديقهما، و قد استقر عندي أنك مغيب لابنيك، نعرف مكانهما، فأظهرهما لي، فان لك علي أن أعظم صلتهما و جوائزهما، واضعهما بحيث وضعتهما قرابتهما، فتدارك الأمور قبل تفاقمها.

فكتب اليه عبدالله بن الحسن:



و كيف أريد ذاك و أنت مني

و زندك حين تقدح من زنادي



و كيف أريد ذاك و أنت مني

بمنزلة النياط من الفؤاد





[ صفحه 220]



و كتب اليه: انه لا يدري أين توجها من بلاد الله، و لا يدري أين صارا، و انه لا يعرف الكتب، و لا يشك أنها مفتعلة [23] .

4- و كان عبدالله المحض يري ولديه أهلا للخلافة و بخاصة ولده محمدا، و الصادق ينهاه عن ذلك، و يخبره فما هو كائن، فلا يتقبله.

و قد أكد الشعراء هذه الحقيقة، قال أحدهم:



و انا لنرجو أن يكون محمد

اماما به يحيا الكتاب المنزل



به يصلح الاسلام بعد فساده

و يحيا يتيم بائس و معول



و يملأ عدلا أرضنا بعد ملئها

ضلالا و يأتينا الذي كنت أمل [24] .



و هذا نوع من الأعلام مقصود اليه بذاته، فيما يعني اختمار الفكرة بأن النفس الزكية هو المهدي من آل محمد، و ان كان الأمر باطلا في التشخيص.

5- كان عبدالله المحض، يدفع بوليده نحو الثورة، و هو يصلهما، و يبعث لها بالدعاة و الأموال، و يأبي البيعة الا لهما، و لا يتردد لحظة أنهما الامامان المفترضة طاعتهما، و هكذا يتصور و يخيل اليه، و شواهده كثيرة [25] .

6- دفع عبدالله بولديه الي الثورة بكل تأكيد و اصرار حتي قال: «ان منعكما أبوجعفر أن تعيشا كريمين، فلا يمنعكما أن تموتا كريمين» [26] .

و هكذا يتضح أن المحض و ولديه لم يرتضوا لأنفسهم التبعية لبني العباس، مع قناعة انهم أولي بالأمر، و هكذا كانت نظرة اتباعهم أيضا، يضاف اليه العامل الاقتصادي في هذا التوجه، فهم صفر الكف الا من شظف العيش، و الأموال



[ صفحه 221]



تحتجن لشهوات بني العباس، تتمتع به شبيبة العباسيين، و البذخ و الاسراف لا يحدهما حد معقول، و الأعطيات الضخمة للفقهاء، الرسميين و القضاة و ولاة الجور.

و هناك العامل الديني، و هو المهم في الموضوع، فقد خرج العباسيون عن سنن الشريعة، و ابتعدوا عن شعائر الاسلام جملة و تفصيلا، و ابتدعوا أحكاما ما أنزل الله بها سلطانا في القتل و الارهاب دون حريجة في الدين، و سفكوا الدم الحرام في الشهر الحرام، بالبلد الحرام، و انتزعوا من طبقة الزهاد المرائين طائفة تؤيدهم حقا و باطلا، و أشياع أهل البيت في معزل من القيادة و الحقوق و العدالة، قد قتلت الرجال صبرا، و ذهبت الدماء هدرا، حتي التفت الي هذه الظاهرة الحاقدة المأمون العباسي فقال: «ان بني أمية انما قتلوا منهم - العلويين - من سل سيفا و انا معشر بني العباس قتلناهم حملا، فلنسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت، و لنسألن عن نفوس ألقيت في دجلة و الفرات، و نفوس دفنت ببغداد و الكوفة» [27] .

و مهما يكن من أمر، فقد استطالت مدة اختفاء محمد النفس الزكية، حتي خرج في المدينة، و بايعه أهل الحرمين، و أبناء المهاجرين و الأنصار.

و كان محمد رجلا جزلا، و شجاعا ماهرا، فاستولي علي المدينة، و تنادي أهل اليمن ببيعته، و تعالي صوت الحسنيين تأييدا، و جموع المسلمين اغتباطا.

و تناهت الأنباء الي المنصور، فندب عيسي بن موسي ولي عهده فيما يزعم، و كان هدفه مزدوجا في تأميره علي الجيش، فاذا انتصر فقد أراح من محمد، و اذا قتل فقد أراح نفسه منه، و حقق خطته في الغدر بتعيين ولده المهدي خليفة، و هكذا كان.

و زود المنصور عيسي بآلات الحرب و عدتها، و ضم اليه أربعة آلاف من



[ صفحه 222]



الجند، و قال: لا أبالي أيهما يقتل صاحبه، و بعث معه محمدا بن السفاح [28] .

و جد عيسي بالمسير فوصل الأعوص، فارتقي محمد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: «ان عدو الله و عدوكم عيسي بن موسي قد نزل الأعوص، و ان أحق الناس بالقيام بهذا الدين أبناء المهاجرين الأولين و الأنصار المواسين» [29] .

و كان قد اجتمع معه مائة ألف أو يزيدون، و لكنه ارتبك ارتباكا شديدا بدخول جيش المنصور أزفة المدينة و شوارعها، فخطب أصحابه قائلا:

«ان هذا الرجل - يعني عيسي - قد قرب في عدد وعدة، و قد حللتكم من بيعتي فمن أحب المقام فليقم، و من أحب الانصراف فلينصرف» [30] .

و كان هذا خطاب مخذول لا مبرر له، و قد خذل أصحابه عن نصرته.

فتسللوا حتي بقي في شرذمة قليلين، و كان محمد قد جمع الناس و أخذ عليهم المناقب، فلا يخرج أحد، فلما سمع بعيسي و حميد بن قحطبة، صعد المنبر و قال:

«أيها الناس قد جمعناكم للقتال، و أخذنا عليكم المناقب، و ان هذا العدو منكم قريب، و هو في عدد كثير، و النصر من الله، و الأمر بيده، و انه قد بدا لي أن أذن لكم، و افرج عنكم المناقب، فمن أحب منكم أن يقيم أقام، و من أحب أن يظعن ظعن» [31] .

فتفرق عنه الناس يمينا و شمالا، و قامت الحرب و هو في مجموعة من أسرته و خلص أصحابه، فتهاوت الرؤوس، و طاحت الأيدي، و طأطأت الأعناق،



[ صفحه 223]



و ناداه عيسي بن موسي في المعركة: أيا محمد ان المنصور أمرني أن لا أقاتلك حتي أعرض عليك الأمان، فلك علي نفسك و أهلك و ولدك و أصحابك، و تعطي من المال كذا و كذا، و يقضي عنك دينك، و يفعل بك و يفعل، فصاح محمد به: اله عن هذا، فو الله لو علمت أنه لا يثنيني عنكم فزع، و لا يقربني منكم طمع ما كان هذا و لج القتال، و ترجل محمد، و قتل بيده سبعين رجلا [32] .

و أخذت الجراحات من محمد مأخذها وسط الميدان، فخر الي الأرض، صريعا، فابتدره - بعد خطب طويل - حميد بن قحطبة الطوسي، فاحتز رأسه و أبرد به الي المنصور فورا [33] .

فلما قدم رأس محمد علي المنصور، و هو مقيم بالكوفة، أمر به فطيف به في طبق أبيض.. فلما أمسي من يومه، بعث به الي الآفاق [34] .

و هكذا اقتدي المنصور بيزيد بن معاوية حينما طيف برأس الحسين عليه السلام في الآفاق.

و كان مصرع محمد النفس الزكية في النصف من شهر رمضان عام 145 ه و قد مكث أميرا علي المدينة من ظهوره حتي قتل: شهرين و سبعة عشر يوما، و تعقب المنصور و ولاته جميع من خرج مع محمد، فقتل بعضهم شر قتلة، و ضرب آخرين، و سجن قسما منهم. و ضرب الحصار علي المدينة المنورة، حتي جاع أهلها، و حرموا من الطيبات و أرزاق البلاد المجاورة، فقد روي الطبري أنه: لما قتل محمد أمر المنصور بالبحر فأقفل علي أهل المدينة، فلم يحمل اليهم من ناحية



[ صفحه 224]



الجار شي ء، حتي كان المهدي، فأمر بالبحر ففتح لهم و أذن بالحمل [35] .

و أعلنت الأحكام العرفية في المدينة، و أمعن الولاة بأهلها قتلا و تشريدا و اعتقالا، فلم يتركوا مكروها الا عملوه، و لا منكرا الا ارتكبوه.



[ صفحه 225]




پاورقي

[1] ظ: ابن الأثير: الكامل في التاريخ 5 / 5.

[2] ظ: ابن الطقطقي: الفخري 147.

[3] ظ: ابن الأثير: 4 / 371، اليعقوبي: التاريخ 2 / 450، المسعودي: المروج 2 / 240.

[4] ظ: ابن الأثير 4 / 323.

[5] ظ: السيوطي: تاريخ الخلفاء 261.

[6] ظ: تفصيل ذلك في: الطبري: تاريخ الأمم و الملوك 6 / 179.

[7] ظ: تفصيل ذلك في: المسعودي: مروج الذهب 3 / 299.

[8] ظ: المجلسي: البحار 47 / 283.

[9] أبوالفرج: مقاتل الطالبيين 219.

[10] ظ: ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 355.

[11] أبوالفرج: مقاتل الطالبيين 222.

[12] ظ: المجلسي: بحارالأنوار 47 / 302.

[13] المصدر نفسه: 47 / 303 - 301.

[14] محمد حسن آل ياسين: الامام جعفر الصادق 57.

[15] ظ: علي سبيل المثال: مقاتل الطالبيين 220 - 219، البحار 399 - 283 ، 47، ابن طاووس: الاقبال 51 - 49، المناقب لابن شهر آشوب.

[16] المجلسي: بحارالأنوار 47 / 399 و ما بعدها.

[17] أبوالفرج: مقاتل الطالبيين 243.

[18] ظ: ابن كثير: البداية و النهاية 10 / 81.

[19] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام موسي بن جعفر 1 / 1399.

[20] ظ: المسعودي: مروج الذهب 3 / 296.

[21] أبوالفرج: الأغاني 18 / 106، ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 74.

[22] ظ: العقد الفريد 5 / 75.

[23] ظ: أبوالفرج: الأغاني 18 / 206، ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 76.

[24] أبوالفرج: مقاتل الطالبيين 243.

[25] ظ: ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 77.

[26] أبوالفرج: مقاتل الطالبيين 243.

[27] المجلسي: بحارالأنوار 49 / 210.

[28] ظ: الطبري: تاريخ الأمم و الملوك 9 / 216.

[29] ظ: المصدر نفسه: 9 / 219.

[30] ظ: المصدر نفسه: 9 / 219.

[31] ظ: المصدر نفسه: 9 / 219.

[32] ظ: الطبري: تاريخ الأمم و الملوك 9 / 221.

[33] المصدر نفسه: 9 / 226.

[34] المصدر نفسه: 9 / 230.

[35] المصدر نفسه: 9 / 232.


امامة الباقر


و الامام الباقر؟ و ان يكن الآن هو المتسلم امامة تخلي عنها أبوه الامام زين العابدين و رحل الي فضائه الأوسع، فان الامامة هذه لم يتسلمها الامام الباقر بأي نوع من أنواع التبادل و التناقل، بل بشكل من أشكال التداخل و التواصل، لأن العبقرية الفذة التي شدت لها خيطان الفتائل، انما هي التي أرادتها من صنف الملاحم: يتمم بعضها الصغير كل أبعاضها الأخري، ليكون لها من حلقات الالتحام اندماج منيع المدي في وحدة مصنفة الالتزام، و مدرجة المراقي، و هكذا تنرص الأهرامات في وحداتها المدماكية المتساندة فوق المساحات، و تحت المسافات، و المتنامية الي نقطة صغيرة تدغمها بفضاء السموات...

أجل، انه الامام زين العابدين: صاغ امامته الأنموذجية، بعد أن ضمخها بذراعية، و لفها الي صدره، و سقاها ذوب قلبه و كل شلالات عينيه، و ها هي خارجة من عبه: امامة يدل اليها، و يصرح عنها: هدف واحد، و أداء واحد، و اخراج واحد... انها - فقط - لأن تكون علمية، جامعية، توحيدية، تثقيفية، انفتاحية علي كل المدارج الفكرية، العقلية، الروحية، الاجتماعية، علي قبول منها - صريح و صادق - يبعدها عن كل تدخل سياسي يبقي مختصا برجال حكم يديرون شؤون الأمة و يرتبون مواعينها.

لم يكن تنحي الامام عن السياسة - كما علمنا و تفهمنا - الا احترازا



[ صفحه 93]



منها مع مولهين بها، يعتبرونها صدارة لقوم، و مكسبا لجاه، و تزعما لسلطان، فوق ما هي بوابة لثراء موسع بقصور تفحش فيها صنوف التذليل، و التشهي، و الاستعباد... و لقد استهجنها - بشكل مريع - و بعد خلو الساحة من النبي الكريم، أداة فتك بأهله الطالبيين، يكل اليهم الرسول رعاية أمة ستبلغ بها الرسالة الي شأو منير، و ها هي السياسة هذه، ليس لها من هدف مرجو الا تحطيم الفئة المخصصة بالامامة، و التربع في محارمها، و تجريدها من مكارمها... و ها هو - فعلا - عليها الحائك الأول، تحذفه من نسيج الأمة تلك التي تدعي أن لها الخيط، و المكوك، و المغزل!!!

لهفي علي جدي علي، يقول الامام زين العابدين: تسطو عليه جريمة النكران بالنصلة البلهاء! و لهفي علي عمي الحسن، تسقيه السم تلك العاهرة السفاكة الشنعاء! و يا نكدي و نكد الدنيا علي أبي الحسين، تمرغ الأرض بالفسق و الجور، و تسقيها شأبيب دمه، تلك الفاجرة النازلة لطخة علي جبين عاشوراء!!!

و يسكت به فرط التأسي، و يكممه التصبر علي ضيم هو أثقل ما ترخيه علي صدر حجر الرحي، و يناديه - من خلف هاتيك الموشحات المغلفات بالحنين الهازج بالغمام - صوت بكر، كأنه حفيف صنج علي صنج، أو احتكاك حرف بحرف ستولد منه شرارة!

و يستبد به خشوع الذات، و يدرك أن الصوت هو صوت جده الرسول الذي كان يحك حرفا بحرف و يستولد نورا و آية...

و يغرق في الاصغاء، و لا يعتم أن يعلم، أن جده يوحي اليه بذات الوحي الذي أوحاه الي جابر الأنصاري بأن من صلبه بأتي من يبقر العلم، و يحضر للأمة ما ينجيها من جهل يعتم عليها الدروب!!!

و هكذا كان عليه أن يصدق كل الملامح الموحيات، و أن يهرع الي اسم يغدقه علي ابنه نجي الرسول، فاذا هو «الباقر»، و أن يمده بجلوة،



[ صفحه 94]



موجهة الاحراز، و الاكتساب، و الألوان، ليكون له من العلم الذي سيحدثه و ينثره ثراء علي الأمة، ما ينجي الأمة من غباوات ترشقها بها طغمة الحكام: تعسفا، و تذليلا، و قتل مواهب!!! فالعلم - وحده - ينير الدروب، و يشحن النفوس بالاباء الرافض.

و ابتعد الامام عن التعلق بسياسة يستميت بالحصول عليها مجرمون أغبياء، و لن تكون لهم إلا بتحطيم من هم لها: جدارة، و حقا، و ولاء! و لن تسلم الجدارة بمنعة ذاتها، و كذلك الحق سيبقي مهيض الجناح و هو مكمم أعزل! أما الولاء؟ فمن يخلصه من ناب ذئب؟ و هو في حظيرة الحملان!!!

و انتفض الامام - وهو يستجيب الي هزج آخر - و توجه نحو باب مخدعه، فتحه و هو ينادي:

- أين أنت يا باقر؟

و كان الباقر بين يديه هو الماثل، فقال له:

- اني في تمام الأهبة يا سيدي.

سددني بعينيك الطالعتين من هيضة الدمع...

فأجابه الامام بجبروت جديد:

- صدقت يا بني، لقد اكتفي من جلوتي الدمع... اسمع: لا تترك بقعة من بقاع الأرض، فيها علم، أو فرع من علم، أو خبر عن علم... الا و تجي ء به، أكان في مكة، أو في حضرموت، أو في الكوفة و كل أرجاء العراق، أو في الشام، أو في فلسطين، أو في جبيل، أو حتي في الصين و الهند و حواشي جنديسابور، حيث لك أخوال تربطك بهم جدتك العظيمة شاهزنان...

و عندما ترجع، و في جعبتك مثل هذه الثروات، تجدني قد وسعت



[ صفحه 95]



لك في يثرب، مدينة جديك النبي و علي، جامعة تستقبلك و تتسع لكل ما حوشت من كنوز... وحدها الأمة في انتظارك تفتح لها فتحا جديدا، يوصلها الي غد كبير يستنير بالعلم، و بحقيقة الفهم، و كل أطياب الجني المحقق حضارات الشعوب!!!

أظن محمدا الباقر [أبوه الامام زين العابدين، و أمه بنت الامام الحسن] كان في الواحدة أو الثانية و العشرين من عمره، عندما قام برحلته التفتيشية عن المواد العلمية التي كانت حضارة المنطقة المشرقية العربية برمتها، قبل أن يزول بها الزمان منذ آلاف السنين.

و أظن أيضا أن ابنه جعفر [المكني بالصادق، و أمه أم فروة بنت القاسم] كان في الثانية من عمره عندما قام أبوه الباقر برحلة التفتيش، تلبية لرغبة أبيه الامام زين العابدين و قد رأي أن الأمة التي أغدق عليها كل العزم نبي المسلمين، سيخنقها الجهل، و هو يمتص أنباض الشوق في أوصالها ليرميها عقما فوق ممرات الدروب!!!

لقد كانت لهذه الأمة ازدهارات السنين: لبتها و هي تقطع بها ممرات الحقب، لبتها في بابل مدينة الأبراج العالية في العصور الخالية، و لبتها مع بني شنعار و بني كنعان في رص الحروف الناطقة، و تنجيد السفينة، و برية المجذاف - و لبتها في هندسة الأنهار و تخليصها من وطآت الطمي و روغات الوحول: أكان في امتدادات النيل فوق سهول مصر، أو من قبل ذلك بألف سنة، في تخليص نهري دجلة و الفرات من طميمها العارم، أو في تهذيب مصبات الأردن بين يدي يوحنا المعمدان...

و كان لها في بعلبك و في معابر جبيل علي شواطي ء لبنان: أعمدة، و رصف مداميك، و حفر، ورسم، و اعلاء قناطر... و كان لها - هنا و هناك و هنالك - قصور باهرات، و أفياء حدائق في الفضاء معلقات... و كانت لهما: هندسات، و استنباطات، و طبابات، و تحنيطات... و كانت لها:



[ صفحه 96]



علوم، و فلسفات، و فيزيائيات، و كيميائيات، و معادلات، و كشوفات، و أهرامات، و جغرافيات... أدهشت العالمين: القديم و الحديث، و ركزت الحضارات علي مثالياتها المحتذاة...

ثم دالت بها الأيام الي زوغان حرون، حرفها عن انضباط الدائرة، فانحدرت رويدا رويدا الي دوار كثيف، أنساها حقيقة الذات، و حقيقة التلمس... و ها هي في فراغ كئيب، تفتش - مع محمدها الباقر - عن كل حصاة كانت تستند عليها حجارات المداميك التي كانت تشد بها قلاعها، و أبراجها، و قصورها التي ما بقي منها الا أثر بعد عين، و التي أنشأتها، و نست أنها أنشأتها، و متي أنشأتها؟!! فيا ويح أمة ما أتعسها: تعرف أنها كانت في سماك، من دون أن تفكر كيف تعود و تستدعيه اليها!!!

و عاد محمد الباقر من رحلته السماكية: و في جعبته - فقط - عناوين لمواد علمية في شذرات تحتاج الي كثير من جهد و تصويب يجمعانها الي واقع التفصيل، و أبجدية التنقيح، و اجتماعيات المنال!!! أما ابنه جعفر - و قد تركه في حبوة السنتين - فقد وجده في رجولة مستعجلة، لا تريد أن تعترف بأنها في أربع من العمر، بل في دوحة من فهم تستعصي علي أي ذكي بالغ عشر سنين: و لم يستغرب ذلك نجي الرسول، فرنة صوت جابر الأنصاري لا تزال تملأ شغاف روحه بالشوق الكبير الي جني كل علم تتسدد به الأمة في تدرجها النامي الي سلامة التحقيق! و ان الوعد الكبير هو ذاته في كل الملامح البادية في جبين ابنه جعفر، تتحمل اليه نباهة في الذهن، و في اللب، تمحضه بلدينة روحية خلابة، تصدق بها النعمة في تفجير المواهب التي تحتاج اليها بنية أي مجتمع انساني يتوق الي تحقيق: و فوق ذلك، فان الكسب قد زادته العناية الجلي خصبا و لموعا، بين يدي امام تلفلف بزين العابدين، و تعاطف بابنه و أسماه الباقر، ليتكامل بحفيده و يلقبه بالصادق، بعد أن تعهده - كما تعهد أباه - بتوجيه مزين، يشد به الي تخصة في التأنق و البروز!!!



[ صفحه 97]



لقد تبطن صدر الامام - و كلنا نعلم - بحزن عميق و نبيل - نهد به الي تحقيق أصيل سيكون بتخضير الأمة تحضيرا علميا حثيثا، ينقلها رويدا رويدا الي نضيح لذيذ ما تذوقت طعمه الا منذ آلاف السنين.

و انتقل الامام الي رحبته الأخري، بعد أن ترك في رحبة الدار ضلعين من صدره لا ينفكان ملتحمين به في روحية منوعة التنامي، و التداخل، و التكامل. الي أن ينتهي الدهر من دون أن ينتهي هذا التفاعل و التواصل، لأن الجامعة العلمية هذه، انما هي ارتباط وثيق معين، بنهج وثيق معين، قام بها الإمام زين العابدين مجمعة من حزنه الوسيع علي أبيه الحسين، لا يمرغه بالذل و الوحل رجل من بني حرب - اسمه يزيد - و لا تقطع رأسه و ترقص به جريمة سفيانية لا تتمسح بمثلها حتي فصيلة من فصائل القرود!!! انما الذي غاص في مثل هذه الشناعات، هي الأمة بالذات: لم يرشدها فهم الي حق فتعتصم به و تدافع عنه، أو الي زور فتتأباه و ترفضه يرقص تحت عينيها!!!

بهذا النوع الجليل من الادراك تبصر الامام بالواقع المؤلم، تعاني منه الأمة ما يذيقها طعم الفجيعة! و لقد فجعت - بنبيها الكريم يقدم لها بسط الفهم، و كل أنواع البذل، ثم يتركها معكزا علي أمل، و لما يتحقق!!! و كذلك عليها الآخر - مع الحسن و الحسين - لفهم جميعا قهر و ضني، و تركوا الميدان و دماؤهم من أوردتها تسيل و تتفجر!!!

و أخيرا؟ أليس لليل صبح؟ و للبلوي نجوي؟ وللتأني مدخر؟؟؟ و صح للامام تعيين الاثم الكامن في ضمير الأغبياء!!! و لن تستأصله من قعور العتمات الا قبسات مبثوثة في الحنوات تستضي ء بها الخلايا!!

و هكذا ستتجمع: شمعة شمعة موارد النور، و تمتلي ء بها عين الأمة فتري دروبها التي توجهها المفارق الي الواحات الكبيرة حيث تعود الأمة



[ صفحه 98]



و تبني فوقها عماراتها المشرقة بعز آخر، و كرامة أخري، ينسيانها آلام الذل، و عكر الجهل، و يعيدان اليها - نبيا منها - هو الباقي لها، بين كل حرف و حرف من دوحة القرآن، و يرجعان أيضا اليها مجموعة التصاميم المغزولة باسم علي، و قد خنقوه بها، لأنهم لم يكشفوها خطا و حرزا!!! أما الحسين - ساعة تلك - فالأمة تستعيده اليها رمزا من الرموز المستنيرة، لا تموت بها البطولات فوق الحفافي الترابية، بل ترتفع بها الي المحفات السنية المروية بالاباء الباني الأمم بالمجد و العز و المكرمات!

جلي أن الامام زين العابدين اتهم الأمة كلها بنقص فاضح في الوعي و الادراك، مما يجعلها مستهدفة لكثير من الويلات و العاهات، سيضربها الجهل بها و يرميها في فقر روحي و مادي، علي تماد في انحطاط لا ينجيها منه الا نور جديد ملهم، ينبزغ عليها - كردة فعل - من المكمن ذاته الذي انطفأت فيه شموع و لم يسمح لها أن تضي ء!!!

و عزم الامام و قرر أن يتناول كل شمعة بمفردها، و يمسح الوخم عن ذبالتها، و ينفخ اليها شهوة النور... و رويدا رويدا - مع طالع الأيام و كرات المجاهيد - تترابط المشاعل بخفقان التواصل، و تتنعم الأمة بأنوار تضي ء دروبها الممشية، حتي اذا ما هبت عليها كدرة بقبضة من نور، و هي تقول للنور: أنت شمس الله في ليل الكدر!!!

كأني بهذا المقطع الصغير الذي مررنا به منذ هنيهة، هو كل خلاصة التصميم الذي عزم الامام زين العابدين - بعد درس طويل - علي تنفيذه بصمت و تؤدة، من دون أن يعلن عنه بالكلام و الشرح: ما هو هذا العزم، و ما هي مداليله و مواصفاته، و ما هي أبعاده و مراميه و تفاصيل غاياته و أهدافه؟... هو فقط بدأ العمل في وضوحه الجلي، معلنا عن ذاته الصريحة، و البريئة، و الصادقة، و الصراحة و البراءة و الصدق، هي



[ صفحه 99]



المواهب الكريمة التي تقدم بها في حقيقة العمل المدرج، من دون أن تحتاج الي لسان يفصح عن ماهياتها المطوية فيها.

و لكن القصد الكبير المطوي فيها، هو في النطفة النائمة في دنيا الخلية المقدسة اتي سيخرجها الشوق من عتمة السر المكنون في علبة النجوي، الي اليوم البكر السابح في معالم النور!!! أقول ذلك، و أنا أعرف أن القول بحاجة الي افهام حتي يتخلص من الابهام:

كلنا نعلم أن عليا الصغير - ابن الحسين من الأميرة الفارسية شهزنان التي وضعت ابنها البكر و هي في سكرات الموت علي فراش الوضع العسير - كان مطروحا، مريضا باسهال عنيف، في المخيم المنكوب في كربلاء، و قد ضرب الحصار عليه جيش يزيد لمدة عشرة أيام... ان عليا هذا، و كان في الثالثة و العشرين من عمره المقهور، قد شاهد بأم عينه تقويض المخيم، و تمزيق جسد أبيه الحسين تحت زخات السهام... و هو الشهيد الأثبت و الأوفي، و الذي أبي أن يرضح لحكم ظالم فاسد، و جاهل متعسف، فسخ الأمة التي جاء نبيها لينقذها من جاهليتها، العمياء، و يبنيها حقا جديدا، يصلها بماضيها العظيم الذي كانت فيه جميلة، و بهية، و سخية!!!

تلك هي المعاناة التي تحمل ابن الحسين و طأتها الفادحة، فانصبت في ذاكرته، و كل وجوه الذاتي، تجسيدا لمأساة - أحيت أباه في خلده مثالا لعظمة لا يجوز لها الا أن تعيش، و تتكامل، و تحقق انتصارا، و خلودا لأمة هي شوق النبي!!!

لقد رأيناه - هذا العلي الصغير - يبكي غزيرا، و يصلي طويلا، و يسجد ركوعا مديدا!!! فعلي من كان البكاء؟ و لأي مبتغي كان السجود، و كانت الصلوات؟!! صحيح، كان البكاء علي أبيه الحبيب المخزق و الممزق!!! و لولا الحقيقة الكبيرة، و العظيمة، و الجليلة التي آمن بها، و انضوي اليها بعشق و التزام، لما تخزق أو تمزق!!!



[ صفحه 100]



اذا - فحزن الفتي علي أبيه هو الحزن المثني: واحد صغير لا بد أن يتراخي، و أن يذوب الي تبصر مذعن... و آخر هو الكبير المتمادي الي عنفوان لا يرضي الا أن يحقق ذاته، و هو - في مجاله - هدف رآه النبي و أنزله في سور خالدة: تعشقها العظيم علي، و حفرها علي صدر ابنه الحسين يبني بها ثورته الأبية المرتبطة بتذكير الأمة بأن لها حقا عظيما لا يجوز أن يستهان به فيهدر!!!

النبي، و علي، و الحسن، و الحسين... هم الآن أربعة في واحد، و هذا الواحد هو الأمة... و البكاء عليهم - تخسرهم الأمة - هو الحزن الصغير المنطوي في الحزن الكبير المصلي من أجل تحقيق الأمة في بلوغ أهدافها المرجوة!!!

و الأهداف المرجوة ستتحقق ارتباطا بتصميم نهضوي يقوم به خط امامي مدرب بتوجيه خلقي - روحي - مركز علي حق و علم نابتين من مصلحة الأمة المنشودة... و التصميم النهضوي - اذا - هو الهدف الكبير الذي تبذل النفوس العزيزة و الأبية من أجل تحقيقه... و الأمة العظيمة هي ذاتية الهدف الذي استنزل له النبي الكريم - من العلياء - حروف بنوده، لأن الأمة - فوق رحاب الأرض - هي حرمة و منعة الانسان الذي هو نسمة الله الشريفة، و سره الأمجد!!!

ألا فلتبن الأمة بالحق و الخير و المعروف، حتي يتم لها الانتساب الأمجد الي الانسانية العذراء التي هي وجه الله في النبل و الكرامة... و ما لم تبن كل أمة في مثل هذا الانسياق، فهي في عجموية حيوانية، نصيبها ذل، و حيف من هوان، تأباهما حقيقة الانسان!

لما انتهي ابن الحسين - و هو في معاناته المنتحبة - الي مثل هذا الادراك المجنح، قفز اسمه من علي الأصغر، الي العلي الأكبر، و التحق بزين العابدين!!!



[ صفحه 101]



و ابتدأ الامام زين العابدين بتنفيذ التصميم النهضوي؛ سيحيا به جداه: علي و النبي، أما الأمة، فقد رسم لها الخط الذي ستمشي عليه من المبتذأ الي المبتغي... أما المنتهي فهو بلوغ روحي - ذهني غير محدود، مجالات جنان من ورد تجهل كيف تذوي العطوربعد أن يعبق بها المكان!!! أما الخط الذي رسمه الامام، فكان البارز في بند واحد:

تخصيص الأمة بجامعة علمية مركزة علي العلم الوسيع و الكبير - الوسيع و الكبير - بالمعني الحياتي الشامل كل شؤون الانسان: المادية - الجسدية - المعيشية الصحية...و الروحية- والعقلية الفكرية - السياسة - الحضارية... كلها شؤون انسانية تنمو بها الأمة و تتطور - مع الكشوفات العلمية المكتسبة مع طالع الأيام و الزمان.

أما الخط الذي هو غلاف لأهداف و أبعاد - فان الامام استحصل له من الحاكم رخصة مشفوعة بضمانة صدقها الحاكم بالقبول:

- انشاء الجامعة و تخصيصها بالعلوم بعيدة عن أي تدخل بالسياسة التي هي تصرف الحاكم - وحده - بشؤون الرعية.

و ها هي الجامعة تنشأ بفتحة أبواب المسجد: و قد سارع الحاكم الخليفة عمر بن عبد العزيز الي توسيع حرم المسجد لاستيعاب عدد الطلاب المتزايدين.

أما كون الجامعة في المسجد - و لا في أي مبني آخر ينشأ لها - فمعناه الذي لم يصرح عنه:

انبثاق الجامعة العلمية من محارم المسجد الذي هو أساس الانطلاقة الفكرية - الروحية العلمية... في ارتباطها بالخط الامامي - النبوي المعين لادارة الأمة بالتوجيه المركز.

و ها هي الادارة تنحصر بالامامة المثلثة و المبتدئة بزين العابدين



[ صفحه 102]



يحضر ابنه الامام الباقر، يجمع كل العلوم من مصادرها، و يجعلها مواد الجامعة، و بتحضير حفيده جعفر الصادق، و قد رأيناه كيف حضره - ليكون اماما متسعا بالمدارك، و التي ستصبح دائما موفورة.... و معني ذلك:

مشاركة في نقل العلم الي عقول الأمة، و تحريكها فاعلة في كل طاقتها، و جميع معادلاتها... و معني ذلك أن الامامة عامل متحرك في جهاز الأمة، لا بل حركة وصل لا فصل، تأخذ العلم و تنقله في عملية الضخ، كالقلب المتعافي بمناعة الجسم، ليدفعها - مضخوخة - الي كل مساحة البدن: قوة، و نورا، و رجاء... و معني ذلك أيضا و بالتمام: أن الامامة ضرورة ممرسة بالمران الحي، و المتمادي بالنهج الفهيم، و الصدق الذكي... و كلها توارث موصول بالمعدن النبوي الذي هو جوهر السماء.

سيبقي الامام زين العابدين رمزا من الرموز المضيئة: هدي الأمة الي علم لا رجاء لها بغيره - فان تقبل به بعلا كريما، كانت لها العيال الشهية، كأنها تنزيل من شهب - و أن تزغ عنه في ارتباطات المصير، فان الليل طويل عليها في الوحدة العزباء، و لن يكون لها من فرقد الصبح الا الرجاء المنتظر!

و امامة الباقر؟ - لقد شدد هذا الكتاب البحث فيها قدر ما تحتاج القضية، لأنها الامامة الوحيدة التي تمكنت - بحكم الظروف الطارئة و القاهرة - من تعيين الداء، و تحصيل الدواء - و هو الداء - كما رأينا: مرض الجهل و العلياء، يصيب الأمة كأشد ما يقسو الوباء، و ليس له الا من روعة العلم امتثالات الشفاء. و لقد وصف البحث هذا الداء الفظيع كيف يفتك، و كيف أنه - فعلا - قد فتك: ليس فقط بالأفراد العظماء الأولياء، بل بالأمة كلها التي انخسفت الي مذلات القهقري!!!

و لقد طال الوصف روعة العلم في عمليات التنوير، و توسيع



[ صفحه 103]



المعارف، و التحقيق في الانتاج المعيشي - الحياتي - الصحي، و الفكري - الروحي، الحضاري، و هو الموصل الأمة الي سوية ممتازة تمناها لها النبي.

و امامة الباقر - و قد رأيناها في تمادي البحث - أنها هي ذاتها - بالتواصل و التكامل - امامة أبيه الامام زين العابدين، و امامة ابنه جعفر الصادق، و اطلعنا - ضمنا - علي الأهداف، و الغايات، و المقاصد، و هي كلها: الشريفة، و الجريئة، و الصحيحة، في تلوين الامامة الثلاثية الملتحمة بنهج علمي واحد، يشتري الامامة، و يضعها علي الخط الكبير الموصل، و يشتري الامامة - بذات الوقت - و يحميها بجامعة علمية ترد اليها - مع مرور الزمان - ادارة الأمة الواعية ادارة مصيرية فاهمة حقيقة المصير!!!

و امامة الباقر، لم تقصد أبدا تكون ثلاثية - و كفي - بصورة الحصر، بل انفتاحية استمرارية حتي نهاية الخط المرسوم باثني عشريته، و المختوم بالمنتظر، استئناسا منها بصدق الاستنتاج: بأن المدة التي ستطول الي ما يقارب الخمس أو الستمئة من السنين المختومة بالامام المنتظر، سيكون لها - من التدارس و العلوم - ما يحضر الأمة ببلوغ ناضج الازدهار، يسمو بها الي تحقيق ذاتها بذاتها، تحقيقا عادلا، و عفيفا، و حرا مستقيما، برعاية امام لا يصح أن يكون الا في حقيقة المبتغي!!!

و هكذا كان لامامة الباقر قسط غزير في التفاؤل، كأنها صيغت منه في حقيقة القول: تفاءلوا بالخير تجدوه، في يومكم، و غدكم، و في ظنكم الأمثل... و بهذا التفاؤل الكريم نجده الآن يحضر ابنه جعفر لأن يملأ الامامة - بعد عدة سنوات - اذ يتركها له و يرحل، للالتحام بأبيه زين العابدين - لعزم واحد لا يتبدل: و هو امداد الجامعة بجهد علمي، عبقري، متزايد و متفجر، في ظل صادق من التفاؤل الغني، و المتزايد، و المتفجر!!!



[ صفحه 104]



و امتدت امامة الباقر - بضع سنوات - قبل أن يرحل، تمكن فيها من افراغ كل ما في جعبته من علوم جمعها في عناوين، و لكنه صبها في «طروحات» تحكم بها الاستنتاج تحت استشارات المنطق، و ألقاها، في عملية التلقين، علي طلابه المتحلقين حوله في مدارج المسجد - و كان من أنبههم، في الاصغاء و التحليل، الفتي جعفر، و هو في نهدة من العمر تقارب الستة عشر.

و لم يكن جعفر بحاجة الي تحضير معمق، فان جده الامام زين العابدين - كما شاهدنا و تحققنا - لم يترك لجة من لجج الأعماق، الا و رماه اليها، و جلله بها، فاذا هو - بين يدي أبيه الباقر - أهبة معدة لأي سفر بعيد الغوص في عالم الفكر، و عالم الروح، و عوالم النجوي... و كان له - من الذكاء الفطري، و الصفاء الذهني، و الحضور المزهي - روافد أخري، مكنته في عمليات التلقط بكل المدارج الموصلة الي كل علم، و كل فن، و كل أثر تتخبأ في محاراتها النفيسة ثوابت مدهشة أبهي من كل الدرر!!!

من هنا ان الامام الباقر، ما تناول ابنه جعفر من حضن جده الامام الا طاقة بهية و جاهزة للتلبية... و التلبية - بحد ذاتها - كانت متوفرة بجميع عناصرها الأساسية المتولدة من صلب القضية التي هي: قضية الأمة، و قضية الرسالة، و قضية الامامة الزينعابدينية المرسخة الأبعاد. و الأهداف، و الجهود، و الفؤول النجية... لقد أصبحت كلها - مجموعة و محزومة - في استعدادات جعفر، يختزنها في طواياه الشهية، لتصبح منه، في التشهي الممتاز و القادر في عمليات الاستيعاب، و الاستقطاب، و الاستنباط... و كلها مواعينه المسعفتة في الاستشغافات العلمية، و الفلسفية، الي تفكيك ألغاز المبهمات، و توليد الحقائق منها الي جديد يسمي: جديد المستطلعات... سيكون له مثل هذا التوليد - مثلا - في استكشافاته الكيميائية، عندما يوعز الي تلميذه جابر بن حيان بأن يصب



[ صفحه 105]



جهده و يجهز له قرطاسا لا يحترق - و يقال: «لقد كان له ما تمني»... أو في ايعاز آخر - أبهي و أدهي - أن لا يتعب جابر من التفتيش عن أية محاولة كيميائية، تقلب النحاس الي ذهب، أو الفضة البيضاء الي نوع من جمان!

تلك كانت استعدادات جعفر النفسية، لبي بها أباه الباقر في امامته المبنية علي تفجير العلوم، و تغطيس الأمة فيها لغسلها من عيائها المزمن... و لم يكن عليه أن يجهد نفسه بافهام جعفر كل ذلك، فجعفر - مسبقا - كان يدرك أبعاد المقاصد: ألم يكن بين يدي جده عجينة تندس فيها ذريرات الخمير؟ فقط - كان علي الامام - أن يتبسط أمام ابنه جعفر بما اقتنصه من عناوين العلوم، و ما كان عليه الا أن يعمل فيها: درسا، و تنقيبا، و تفسيرا، و كان علي جعفر تقديم مساعدات ذهنية، استكشافية و استنتاجية و استطلاعية منطقية، أعطت العناوين مداليلها الخارجة منها و الراجعة اليها: أكان ذلك كله في علوم التاريخ الغائب و الحاضر، أو في الحساب الرقمي و الهندسي، أو في خرائط الجغرافيا السياسية و الاقتصادية، أو شتي دروس الفيزياء التي هي بذور الحياة و معاول الصناعات، أو في المخططات الكيميائية التي هي ضمير المعادلات و التحولات؛ أو في المرايا الفكرية، و الروحية - سواء بسواء - و التي هي فلسفة، و فقه، و منطق، و أحلام، و أوهام، و تخيلات، و استطلاعات... الي كل ما هنالك من علوم طبيعية - اجتماعية؛ في تخطيطات لا يجوز أن تصيب منها حقا و صدقا، الا الأمة بالذات، ليكون لها بناء انسان سوي و عظيم، يبشر بالخير، و ينأي عن المنكر، و يمجد الحق الذي هو سر الله في مهجة الانسان!!!

و هكذا وجد الامام الباقر - في ابنه جعفر - تلبية فاهمة و عاقلة - ساعدته مرتاحا في اتمام امامته التي هي - بالتمام - امامة أبيه المرسومة... و هكذا أغمض عينيه، و هو ينقلها الي ابنه جعفر، فيكملها، و يتكامل بها - لتكون ثلاثية - به - موحدة في النهج و الجوهر.



[ صفحه 109]




نظريته في الرضاعة


«ان الرضاعة السليمة تقتضي في الام توسيد طفلها الي جانبها الأيسر لا الأيمن».

و قد خفيت هذه الحكمة علي العلماء، بل رأي البعض ان من مكرمة الطفل وضعه علي الجهة اليمني.

و في القرن التاسع عشر أنشئت جامعة كورنيل في نيويورك، و أقيم فيه



[ صفحه 76]



دراسة اللوحات التي تتعلق بالأطفال لكبار الفنانين في أعظم المتاحف، و التي رسم بها صور الرضع، و قد لوحظ أن معظم الصور كانت تمثل الأم حاملة طفلها من الناحية اليسري، و كانت 80% من الصور.

و قد وضحت التقارير أن الطفل يكون أهدأ و أقل بكاء لو نام الي الجانب الأيسر لأمه، أما ان نام الي الناحية اليمني، فهو يستيقظ في فترات قصيرة متقطعة و ينخرط في البكاء.

و قد علم أن ضربات قلب الأم تحدث أمواجا تنتشر في جسمها و تصل الي سمع الطفل، فالطفل قد اعتاد علي سماع ضربات قلب أمه، منذ ان كان جنينا في الرحم، فهو يرتبط بأمه و يتعلق بها و يشعر بهدوء، و هذا هو السر في أن حمل الطفل من الناحية اليسري للأم يجعله أكثر اطمئنانا و هدوءا، و قد لو حظ أن معظم الأمهات اللواتي يحضن أولادهن من الناحية اليمني هن عسراوات.

و قد قام هذا المركز بوضع جهاز في غرفة الأطفال الحديثي العهد بالولادة، و مهمته بث صوت شبيه بنبضات قلب الأم، و وضعت مجموعة ثانية في غرفة يخيم عليها الهدوء، فلو حظ أن الأطفال من المجموعة الأولي، الذين يسمعون صوت النبضات يزيد وزنهم بسرعة تفوق سرعة الوزن لدي الأطفال من المجموعة الثانية [1] .

و هكذا كشف اللثام عن حقيقة علمية، لم يتوصل اليها أعظم العلماء الا بعد اثني عشر قرنا، و التي حاز الشرف بها الامام الصادق عليه السلام من قبل.



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] الامام الصادق في نظر علماء الغرب 407.


كراماته


لقد كان الامام جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، مجاب الدعوة اذا سأل الله شيئا لا يتم قوله الا و هو بين يديه [1] .

فعن الليث بن سعد قال: حججت سنة ثلاث عشرة و مائة، فأتيت مكة فلما أن صليت العصر، رقيت أباقبيس [2] فاذا برجل جالس يدعو فقال: يا رب يا رب حتي انقطع نفسه ثم قال: يا رب حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا رحيم، حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا أرحم الراحمين، حتي انقطع نفسه، سبع مرات.

ثم قال: اللهم اني اشتهيت من هذا العنب فأطعمنيه، اللهم ان بردي قد أخلقا قال الليث: فوالله ما استتم كلامه حتي نظرت الي سلة مملوءة عنبا و ليس علي الأرض يومئذ عنب و بردين موضوعين.

فأراد أن يأكل فقلت: أنا شريكك، فقال لي: تقدم و كل و لا تأخذ منه شيئا فتقدمت فأكلت شيئا لم آكل مثله قط، و اذا عنب لا عجم [3] له، فأكلت حتي شبعت، و السلة بحالها. ثم قال لي: خذ أحب البردين اليك، فقلت له أما البردان فأنا غني عنهما، فقال لي توار عني حتي ألبسهما، فتواريت عنه فارتدي أحدهما و ائتزر الآخر، ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه، فجعلهما علي عاتقه فنزل، فأتبعه حتي اذا كان بالمسعي لقيه رجل، فقال: اكسني كساك الله يا ابن رسول الله، فدفعهما اليه. فلحقت الرجل، فقلت له، من هذا؟ قال جعفر بن محمد، قال الليث. فطلبته لأسمع منه فلم أجده [4] .



[ صفحه 34]



و روي أن داود بن علي بن عبدالله بن العباس، قتل المعلي بن حسين مولي كان لجعفر الصادق، و أخذ ماله، فبلغ ذلك جعفر، فدخل داره و لم يزل ليله كله قائما الي الصباح، فلما كان وقت السحر سمع منه مناجاته. ياذا القوة القوية ياذا المجال الشديد، ياذا العزة التي خلقك لها ذليل، اكفنا هذا الطاغية، و انتقم لنا منه، فما كان الا أن ارتفعت الأصوات و قيل: مات داود بن علي فجأة [5] .

و عن الفضل بن الربيع قال: حج أبوجعفر المنصور سنة سبع و أربعين و مائة فقدم المدينة [6] و قال: ان جعفر بن محمد يلحد في سلطاني قتلني الله ان لم اقتله.

قال الربيع: فأتيته، فقلت: أجب أميرالمؤمنين، فتطهر و لبس ثيابا، أحسبه قال: جدادا فأقبلت به فاستأذنت له، فقال أدخله، قتلني الله ان لم أقتله.

قال الربيع: فأتيته، فقلت: أجب أميرالمؤمنين، فتطهر و لبس ثيابا، أحسبه قال: جدادا فأقبلت به فاستأذنت له، فقال أدخله، قتلني الله ان لم أقتله.

فلما نظر اليه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه، و قال: مرحبا بالنقي الساحة، البرئ من الدغل و الخيانة، أخي و ابن عمي، فأقعده معه علي سريره، و أقبل عليه بوجهه، و سأله عن حاله ثم قال: سلني عن حاجتك. فقال: أهل مكة و المدينة قد تأخر عطاؤهم فتأمر لهم به.

قال: أفعل.

ثم قال: يا جارية ائتني بالمتحفة، فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده و انصرف.

قال الربيع: فاتبتعه، فقلت: يا ابن رسول الله، أتيت بك و لا شك أنه قاتلك فكان منه ما رأيت و قد رأيتك تحرك شفتيك بشي ء عند الدخول فما هو؟



[ صفحه 35]



قال: قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لايرام، و احفظني بقدرتك علي، و لا تهلكني و أنت رجائي، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري؟ فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، و يا من رآني علي المعاصي فلم يفضحني، و يا ذا النعم التي لا تحصي أبدا، و يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، أعني علي ديني بدنيا و علي آخرتي بتقوي، و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني الي نفسي فيما خطرت، يا من لا تضره الذنوب، و لا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، و اعطني ما لا ينقصك، يا وهاب أسألك فرجا قريبا و صبرا جميلا، و العافية من جميع البلايا، و شكر العافية [7] .

و قيل أنه قال للربيع: دعوت بدعاء جدي الحسين [8] و هو ما ذكرنا قال الربيع: فما نزل بي شدة و دعوت به الا فرج الله عني [9] .

و قيل ان المنصور عندما دخل عليه الامام جعفر الصادق أغلظ القول معه و قال له: قتلني الله ان لم أقتلك.

فقال: يا أميرالمؤمنين ان سليمان - عليه السلام - أعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر و أنت من ذلك السنخ (أي الأصل).

فقال له أبوجعفر المنصور: الي و عندي يا أباعبدالله البري ء الساحة السليم الناصية القليل الغائلة جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جزي ذوي الأرحام عن أرحامهم. [10] .



[ صفحه 36]




پاورقي

[1] نورالأبصار: 146.

[2] أبوقبيس: جبل علي مكة شرقا. ينظر: هامش صفة الصفوة: 2 / 173.

[3] العجم: النوي. و كل ما كان في جوف مأكول كزبيب و نحوه. مختار الصحاح: 415.

[4] صفة الصفوة: 2 / 174، 173.

[5] نورالأبصار: 146.

[6] المصدر السابق، صفة الصفوة: 2 / 171.

[7] تهذيب الكمال: 5 / 96، 95، السير: 6 / 267، 266.

[8] نورالأبصار: 146.

[9] المصدر نفسه.

[10] صفة الصفوة: 2 / 172.


كتاب دعائم الاسلام


لما كثرت الدعاوي و الآراء، و اختلفت المذاهب و الاهواء، و اخترعت الاقاويل اختراعا، و صارت الامة فرقا و اشياعا، و دثر اكثر السنن فانقطع، و نجم حادث البدع و ارتفع، و اتخذت كل فرقة من فرق الضلال رئيسا لها من الجهال، فاستحلت بقوله الحرام و حرمت به الحلال، تقليدا له و اتباعا لامره بغير برهان من كتاب و لا سنة، و لا باجماع جاء عن الائمة و الامة، و صح عند ذلك قول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: لتسلكن سبل الامم ممن كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. و في حديث آخر: لتركبن سنن [1] من كان قبلكم ذراعا بذراع وباعا بباع حتي لو سلكوا خشرم دبر [2] لسلكتموه... و جاء عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قوله: «اذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه، فان



[ صفحه 112]



لم يفعل فعليه لعنة الله». فأمر الامام المعز عليه السلام القاضي النعمان. كما اسلفنا - بتأليف كتاب «الدعائم» و سمي «دعائم الاسلام» و «ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام». و هو من اهم المصادر في دراسة القانون عند الفاطميين، و هو مقسم الي جزأين: الاول يبحث في العبادات و هي:

1. الاسلام و الايمان من وجهة نظر الفاطميين.

2. الطهارة.

3. الصلاة و تشمل الصلاة علي الجنائز.

4. الزكاة.

5. الصوم.

6. الحج.

7. الجهاد.

و هذه هي دعائم الاسلام السبع عند الشيعة الفاطميين.

و اما الجزء الثاني فهو يبحث في المعاملات، و يشتمل علي خمسة و عشرين كتابا و منها كتاب البيوع، و كتاب الايمان و النذور، و كتاب الاطعمة و الاشربة، و كتاب الطب، و كتاب اللباس، و كتاب الصيدع، و كتاب لضحايا و العقائق، و كتاب النكاح، و كتاب الوصايا،... الخ. و ليس لنا غرض في هذا الجزء.

و الجزء الاول من الكتاب مهم جدا بالنسبة للباحث في علم الكلام، كما يتضح ذلك في الكتاب الاول الذي يعد من اقدم



[ صفحه 113]



النصوص في عقائد الفاطميين، فهو يبدأ بتعريف الايمان، و الفرق بين الاسلام و الايمان. ثم يتحدث عن ضرورة الاعتقاد بالامامة، و واجب كل مؤمن ان يتبع الأئمة في معتقداتهم و اوامرهم، و رأي الاسماعيلية في الولاية لا ينصب فقط علي حب الأئمة من اهل البيت بل علي الخضوع التام لاوامرهم [3] .

و قد جاء في كتاب الولاية:


پاورقي

[1] السنة الطريق الواسع ج سنن.

[2] الخشرم: مأوي النحل و الزنابير.

[3] الخضوع التام للأوامر حتي ولو بدت لاول وهلة انها مخالفة لكتاب الله او سنة الرسول. اذ علي المستجيب القبول و بعدها يناقش ما يبدو له مستغربا.


ابوزرعة


12. و أما أبو زرعة (م 264 أو 281 [1] فقد قال عبدالرحمن: «سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر عن أبيه، و سهيل بن أبي صالح عن أبيه، و العلاء عن أبيه، أيما أصح؟ قال: لا يقرن جعفر الي هؤلاء، يريد جعفر أرفع من هؤلاء في كل معني». [2] .


پاورقي

[1] ان كان المقصود من أبي زرعة هنا هو عبيدالله بن عبدالكريم أبو زرعة الرازي؛ فانه توفي سنة 264 (تهذيب الكمال 19 / 102)، و ان كان أبو زرعة عبدالرحمن بن عمرو الدمشقي فانه مات عام 281 (تهذيب الكمال 304:17) و عبدالرحمن بن أبي حاتم يروي عن كليهما.

[2] الجرح و التعديل 487:2 / 1987.


الاسماعيلية


و من فرق الشيعة (الاسماعيلية) و قد نشأ القول بامامة اسماعيل أيام الصادق عليه السلام، الا أنه كان من بعضهم علي سبيل الظن لأن الامامة في الاكبر و اسماعيل اكبر اخوته، مع ما كان عليه من الفضل، فلما مات أيام أبيه انكشف لهم الخطأ.

و أما من بقي مصرا علي امامته فهم علي فرق، لأنهم بين من أنكر موته في حياة أبيه عليه السلام، و قالوا: كان ذلك علي وجه التلبيس من أبيه علي الناس، لأنه خاف عليه فغيبه عنهم، و زعموا أن اسماعيل لا يموت حتي يملك



[ صفحه 53]



الأرض و يقوم بأمر الناس، و أنه هو القائم، لأن أباه أشار اليه بالامامة بعده، فلما ظهر موته علمنا أنه قد صدق، و أنه القائم لم يمت.

و بين من قال بموته و أن الامامة انتقلت الي ابنه محمد، لأن الامامة لا تكون الا في الأعقاب، و لا تكون في الاخوة الا في الحسن و الحسين عليهماالسلام فلما مات اسماعيل وجب أن يكون الامام بعد جعفر عليه السلام محمد بن اسماعيل، و لا يجوز أن يكون أحد من اخوة اسماعيل هو الامام، كما لم يكن لمحمد بن الحنفية حق مع علي بن الحسين عليهماالسلام، و أصحاب هذا القول يسمون «المباركة» برئيس لهم يسمي المبارك.

و أما (الخطابية) أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع فقد دخلوا في الفرقة التي قالت بامامة محمد بن اسماعيل بعد قتل أبي الخطاب، و هم من الأصناف الغالية، و تشعبوا علي فرق و القرامطة منهم. [1] .

و كان أبوالخطاب من أصحاب الصادق عليه السلام، و لما بلغ الصادق أنه يكذب عليه طرده و تبرأ منه و لعنه.

ثم أنه ادعي النبوة و اولوهية جعفر بن محمد عليهماالسلام، و أنه مرسل من قبله، و ظهرت منه و من جماعته بدع و أهواء و اباحات، و لما بلغ عيسي بن موسي عامل المنصور علي الكوفة ما عليه أبوالخطاب و جماعته و كانوا سبعين رجلا مجتمعين في مسجد الكوفة حاربهم فقتلهم جميعا، فلم يفلت منهم الا رجل واحد أصابته جراحات فعد في القتلي فتخلص، و حمل أبوالخطاب اسيرا فقتله عيسي ابن موسي علي شاطئ الفرات، و صلبه مع جماعة منهم ثم أمر باحراقهم فأحرقوا، و بعث برؤوسهم الي منصور فصلبها علي باب مدينة بغداد ثلاثة أيام، ثمّ



[ صفحه 54]



أحرقت. [2] .


پاورقي

[1] فرق الشيعة: ص 76 ، 67.

[2] فرق الشيعة: ص 69.


وصيته لمؤمن الطاق


محمد بن النعمان الصيرفي الكوفي، و سنذكره في المشاهير، و قد كتبت فيه رسالة مستقلة.

نقتطف من وصيته لمؤمن الطاق زهرا غضة، قال عليه السلام: يا ابن النعمان اياك و المراء فانه يحبط عملك، و اياك و الجدال فانه يوبقك، و اياك و كثرة الخصومات فانها تبعد من الله، ان من كان قبلكم يتعلمون الصمت و أنتم تتعلمون الكلام، كان أحدهم اذا أراد التعبد يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر سنين، فان كان يحسنه و يصير عليه تعبد، و الا قال: ما أنا لما أروم بأهل، انما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء، و صبر في دولة الباطل علي الأذي، اولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقا و هم المؤمنون، والله لو قدم أحدكم مل ء الأرض ذهبا علي الله ثم حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب مما يكوي به في النار.

يا ابن النعمان من سئل عن علم فقال: لا ادري فقد ناصف العلم، و المؤمن يحسد في مجلسه فاذا قام ذهب عنه الحقد.

يا ابن النعمان ان اردت يصفولك ود أخيك فلا تمازحنه و لا تمارينه و لا تباهينه و لا تشارنه [1] و لا تطلع صديقك من سرك الا علي ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فان الصديق قد يكون عدوك يوما.

يا ابن النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان، و لا بكثرة الهذيان، ولكها أصابة المعني و قصد الحجة. [2] .


پاورقي

[1] تخاصمنه.

[2] البحار: 78 / 292.


اسحاق


كان من أهل الفضل و الصلاح ، و الورع و الاجتهاد ، وروي عنه الناس الحديث و الآثار ، و كان ابن كاسب اذا حدث عنه يقول:

حدثني الثقة الرضي اسحاق بن جعفر ، و كان يقول بامامة أخيه موسي عليه السلام ، وروي عن أبيه النص علي أخيه موسي عليه السلام ، كما روي النص بها عليه من اخوته علي بن جعفر أيضا ، و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان. [1] و في الكافي و الخصال:و كان اسحاق من شهود الوصية التي أوصي بها الكاظم عليه السلام الي ابنه الرضا عليه السلام ، و مما يشهد لفضله و ورعه مدافعته عن الرضا عليه السلام ، فانه لما مضي الكاظم عليه السلام قدم أبناء الكاظم أخاهم الرضا الي القاضي ، فقال العباس ابن موسي عليه السلام:أصلحك الله و أمتع بك ، ان في أسفل الكتاب كنزا و جوهرا ، و يريد أن يحتجبه ، و يأخذه هو دوننا ، و لم يدع أبونا رحمه الله شيئا الا ألجأه اليه و تركنا عالة ، و لولا أني أكف نفسي لأخبرتك بشي ء علي رؤوس الملأ، فوثب اليه ابراهيم ابن محمد [2] فقال:اذن والله تخبر بما لا نقبله منك ، و لا نصدقك عليه ، ثم تكون عندنا ملوما مدحورا ، نعرفك بالكذب صغيرا و كبيرا ، و كان أبوك أعرف بك لو كان فيك خير ، و ان كان أبوك لعارفا بك في الظاهر و الباطن ، و ما كان ليأمنك علي تمرتين ، ثم و ثب اليه عمه اسحاق بن جعفر هذا فأخذ بتلابيه فقال له:انك لسفيه ضعيف أحمق ، أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك ، و أعانه القوم أجمعون. [3] .



[ صفحه 45]



و ممن روي عنه غير ابن كاسب و ابن عيينة جماعة:منهم بكر بن محمد الأزدي ، و يعقوب بن جعفر الجعفري ، و عبدالله بن ابراهيم الجعفري ، و الوشاء. [4] .


پاورقي

[1] ارشاد الشيخ المفيد في أحوال الصادق و الكاظم عليهماالسلام:289.

[2] الظاهر أنه ابن اسماعيل بن الصادق عليه السلام.

[3] الكافي ، كتاب الحجة ، باب النص علي الرضا عليه السلام 318:1.

[4] أما بكر فهو ممن روي عن الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام ، و كان من ثقات الرواة وروي عن الثقات ، و أما يعقوب فهو يروي عن اسحاق وروي عنه الكليني في باب مولد أبي الحسن الكاظم عليه السلام و في باب السحاق من أبواب النكاح ، و هذا مما يشهد لوثاقته ، و لكن أرباب الرجال لم يذكروا له ترجمة مستقلة ، و ما أكثر من أهملوه ، و هو ابن جعفر بن ابراهيم بن محمد ابن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، و أما عبدالله فهو عم يعقوب المتقدم ، و هو أبومحمد الثقة الصدوق ، و أما الوشاء فهو الحسن بن علي بن زياد من أصحاب الرضا عليه السلام ورواته الثقات.


مناظرة الزنادقة في اعجاز القرآن


و عن هشام بن الحكم، قال: اجتمع ابن أبي العوجاء و أبوشاكر الديصاني الزنديق و عبدالملك البصري و ابن المقفع عند بيت الحرام، يستهزءون بالحاج و يطعنون بالقرآن.

فقال ابن أبي العوجاء: تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القرآن و ميعادنا من قابل في هذا الموضع، نجتمع فيه و قد نقضنا القرآن كله، فان في نقض القرآن ابطال نبوة محمد، و في ابطال نبوته ابطال الاسلام و اثبات ما نحن فيه. فاتفقوا علي ذلك و افترقوا، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الحرام، فقال ابن أبي العوجاء:

أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الآية: (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) [1] فما أقدر أن أضم اليها في فصاحتها و جميع معانيها شيئا، فشغلتني هذه الآية عن التفكر في ما سواها.

فقال عبدالملك: و أنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب) [2] و لم أقدر علي الاتيان بمثلها.

فقال أبوشاكر: و أنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: (لو كان فيهما آلهة



[ صفحه 91]



الا لله لفسدتا) [3] لم أقدر علي الاتيان بمثلها.

فقال ابن المقفع: يا قوم، ان هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر، و أنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: (و قيل يا أرض ابلعي مائك و يا سماء اقلعي و غيض الماء و قضي الأمر و استوت علي الجودي و قيل بعدا للقوم الظالمين) [4] لم أبلغ غاية المعرفة بها، و لم أقدر علي الاتيان بمثلها.

قال هشام بن الحكم: فبينما هم في ذلك، اذ مر بهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال: (قل لئن اجتمعت الانس و الجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا) [5] فنظر القوم بعضهم الي بعض و قالوا: لئن كان للاسلام حقيقة لما انتهت أمر وصية محمد الا الي جعفر بن محمد، و الله ما رأيناه قط الا هبناه و اقشعرت جلودنا لهيبته، ثم تفرقوا مقرين بالعجز. [6] .

و قد جاءت الآثار عن الأئمة الأبرار عليهم السلام: بفضل من نصب نفسه من علماء شيعتهم لمنع أهل البدعة و الضلال عن التسلط علي ضعفاء الشيعة و مساكينهم و قهمعهم بحسب تمكنهم و طاقتهم، فمن ذلك ما روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنه قال:



[ صفحه 92]



قال جعفر بن محمد عليه السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي ابليس و عفاريته، يمنعونهم عن الخروج علي ضعفاء شيعتنا، و عن أن يتسلط عليهم ابليس و شيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم و الترك و الخزر ألف ألف مرة؛ لأنه يدفع عن أديان محبينا، و ذلك يدفع عن أبدانهم.


پاورقي

[1] يوسف: 80.

[2] الحج: 73.

[3] الأنبياء: 24.

[4] هود: 44.

[5] الاسراء: 88.

[6] الاحتجاج: 377.


دعوات مستجابة


وأدلي الامام الصادق عليه السلام، في بعض أحاديثه، عن الدعوات المستجابة وفي ما يلي ذلك:

1 - قال عليه السلام: كان أبي يقول: «خمس دعوات، لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالي: دعوة الامام المقسط، ودعوة المظلوم، يقول الله عز وجل:» لانتقمن لك، ولو بعد حين «ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة الوالد الصالح لولده، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب، فيقول: ولك مثله.» [1] .

2 - قال عليه السلام: كان أبي يقول: إتقوا الظلم، فان دعوة المظلوم تصعد إلي السماء [2] .



[ صفحه 30]



3 - قال عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: أربعة لا ترد لهم دعوة، حتي تفتح لهم أبواب السماء، أو يصير إلي العرش: الوالد لولده، والمظلوم علي من ظلمه، والمعتمر حتي يرجع، والصائم حتي يفطر [3] .

4 - قال عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ليس شئ أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب [4] .

5 - قال عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إياكم، ودعوة المظلوم، فانها ترفع فوق السحاب، حتي ينظر الله عزوجل إليها، فيقول: إدفعوها حتي استجيب له، وإياكم ودعوة الوالد فإنها أحد من السيف [5] .

6 - قال عليه السلام: ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج، فانظروا كيف تخلفونه، والغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلفونه، والمريض، فلا تغيظوه ولا يضجروه [6] .

هؤلاء هم الاصناف الذين يستجيب الله دعاءهم، وقد أكد الامام عليه السلام، بصورة خاصة، علي دعوة المظلوم الذي لا يجد ناصرا إلا الله، فإنها لا ترد، وإن الله تعالي لابد أن ينتقم من ظالمه ولو بعد حين.


پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 509.

[2] اصول الكافي 2 / 509.

[3] اصول الكافي 2 / 509.

[4] اصول الكافي 2 / 509.

[5] اصول الكافي 2 / 509.

[6] اصول الكافي 2 / 510.


نشأتها و امتدادها


################

پاورقي

[1] الشهرستاني، الملل و النحل (الجزء الأول 1961 مصر) ص 166.

[2] أبوزهرة، مصدر مكرر، ص 16.

[3] حسن الأمين، دائرةالمعارف الاسلامية، الجزء الثاني، ص 77.

[4] حسن الأمين، نفس المصدر، ص 78.


ابان بن أبي عبيدة (الصيرفي)


أبان بن أبي عبيدة، وقيل عبدة، وقيل ابن عبيدة، وقيل ابن عبد الله الصيرفي، الكوفي.



[ صفحه 28]



المراجع:

رجال الطوسي 151. تنقيح المقال 1: 5. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 157. جامع الرواة 1: 12. نقد الرجال 4. مجمع الرجال 1: 24. أعيان الشيعة 2: 100. توضيح الاشتباه 5. منهج المقال 17. لسان الميزان 1: 24.


سحيم


سحيم السندي، وقيل السعدي، مولي بني زهرة.

محدث إمامي. روي عنه محمد بن سنان.

المراجع:

رجال الطوسي 217. تنقيح المقال 2: 7. خاتمة المستدرك 806. نقد الرجال 146. توضيح الاشتباه 167. جامع الرواة 1: 350. مجمع الرجال 3: 97. أعيان الشيعة 7: 185. منهج المقال 157.


مبارك غلام العقرقوفي (الأسدي)


مبارك غلام العقرقوفي، وقيل مبارك العقرقوفي، الأسدي.

محدث أحواله مجهولة عندي الا كونه من الرواة عن الإمام الكاظم عليه السلام أيضا. روي عنه محمد بن سنان، وإسماعيل بن مرار. كان حيا قبل سنة 183.

المراجع:

خاتمة المستدرك 838. معجم رجال الحديث 14: 175 و 176. تنقيح المقال 2: قسم الميم 51. جامع الرواة 2: 38. شرح مشيخة الفقيه 75.



[ صفحه 13]




في ذكر وفاته


قال المفيد [1] قدس سره في الارشاد و مضي مسموما في شوال سنة ثمان و اربعين و مأة و له خمس و ستون سنة و دفن بالبقيع مع ابيه وجده و عمه الحسن (عليه السلام)

اقول: انه مضي مسموما و صرح بذلك من علماء [2] أهل السنة ابن حجر في «الصواعق» و ابن صباغ [3] المالكي في «الفصول المهمة» و الشبلنجي [4] في «نور الابصار»

قال في «الصواعق»: توفي سنة اربع و ثمائين و مأة مسموما ايضا كابيه، و عمره ثمان و ستون سنة و دفن بالقبة المذكورة، فيالهم من قبة ما



[ صفحه 74]



اكرمها و أبركها و أشرفها الخ.

و قال في «الفصول المهمة»: مات جعفر بن محمد عليهماالسلام سنة ثمان و أربعين و مأة في شوال، و له من العمر ثمان و ستون سنة، أقام فيها مع جده علي بن الحسين عليهم السلام اثني عشر سنة و أياما و مع ابيه محمد بن علي بعد وفاة جده ثلثة عشر سنة و بقي بعد موت أبيه اربعا و ثلثين سنة و هي مدة امامته عليه السلام.

يقال: انه مات بالسم في ايام المنصور و قبره بالبقيع دفن في القبر الذي فيه ابوه وجده و عم جده، فلله دره من قبر ما اكرمه و أشرفه الخ،

و قال في «نورالابصار»: يقال: انه مات بالسم في ايام المنصور الخ، و عن اسعاف الراغبين بهامش نورالابصار ص 231 ط مصر

قال مات ايضا مسموما سنة ثمان و اربعين و مأة و عن «الانوار البهية [5] قال: قبض ابوعبدالله عليه السلام في شوال من سنة ثمان و اربعين و مأة مسموما في عنب سمه المنصور، و له خمس و ستون سنة و قد عين بعض المتتبعين يوم وفاته عليه السلام في الخامس و العشرين منه، و قيل: يوم الاثنين في النصف من رجب كما اشرنا الي ذلك سابقا.

ثم قال: نقل عن «مشكوة الانوار» انه دخل بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام في مرضه الذي توفي فيه اليه و قد ذيل فلم يبق الا رأسه، فبكي فقال عليه السلام: لاي شي ء تبكي، فقال: كيف لا ابكي و أنا أراك علي هذه الحال، قال (عليه السلام): لا تفعل، فان المؤمن تعرض كل خير ان قطع اعضائه



[ صفحه 75]



كان خيرا له و ان ملك مابين المشرق و المغرب كان خيرا له.

ثم قال: روي الشيخ عن سالمة مولاة ابي عبدالله عليه السلام قالت كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام) حين حضرته الوفاة و اغمي عليه، فلما افاق قال: اعط الحسن بن علي بن علي بن الحسين (عليه السلام) و هو الافطس سبعين دينارا واعط فلانا كذا و فلانا كذا، فقلت: اتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة، يريد أن يقتلك.

قال عليه السلام: تريدني أن لا اكون من الذين قال الله عزوجل: الذين يصلون ما امرالله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب نعم يا سالمة ان الله تعم خلق الجنة، فطيبها و طيب ريحها و ان ريحها يوجد من مسيره الفي عام و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم، ثم قال: و روي الشيخ الصدون ره عن ابي بصير قال: دخلت علي ام حميدة اعزيها به أبي عبدالله عليه السلام، فبكت و بكيت لبكائها.

ثم قالت: يا ابا محمد لو رأيت اباعبدالله عليه السلام عند الموت لرأيت عجبا تفتح عينيه، ثم قال: اجمعو الي كل من بيني و بينه قرابة؛ قالت: و لم اترك أحدا الا جمعناه، قالت: فنظر اليهم ثم قال عليهم السلام ان شفاعتنا لاتنال مستخفا بالصلوة.

ثم قال: قال المسعودي [6] : و دفن عليه السلام بالبقيع مع ابيه و جده (عليه السلام) و له خمس و ستون سنة و قيل: انه سم و علي قبورهم في هذا



[ صفحه 76]



الموضع رخامة عليها مكتوب.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله مبيد الامم و محي الرمم هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سيدة نساء العالمين و قبر علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) و محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم السلام

ثم قال المحدث القمي ره: و اما فاطمة التي دفنت الائمة معها، فهي فاطمة بنت اسد ام اميرالمؤمنين (عليه السلام) و اما فاطمة بنت رسول الله ص فالظاهر انها دفنت في بيتها كما حقق ذلك في محله، ثم روي عيسي بن رآب قال: لما حمل ابوعبدالله (عليه السلام) جعفر بن محمد (عليه السلام) علي سريره و أخرج الي البقيع ليدفن قال ابو هريرة البجلي:



«اقول و قدرا حوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه و عاتق»



«أتدرون ماذا تحملون الي الثري

ثبير أثوي من رأس علياء شاهق»



«غداة حثي الحاثون فوق ضريحه

ترابا و أولي كان فوق المفارق»





[ صفحه 77]




پاورقي

[1] الارشاد ص 143.

[2] حكاه عنه صاحب الينابيع ص 30 ط بمئي.

[3] ص 212 ط الغري.

[4] ص 147.

[5] ص 84.

[6] ص 143.


سليمانيه


فرقه ي سليمانيه نيز يكي از فرقه هاي زيديه است كه منسوب به سليمان بن جرير است. اين فرقه به امامت و خلافت عمر و ابوبكر معتقدند، لكن عثمان و طلحه و زبير و عايشه را كافر مي دانند و اعتقاد دارند كه امامت به وسيله ي شوري، گر چه به وسيله ي دو نفر از خيار امت باشد، مشروعيت پيدا مي كند. اين فرقه امامت و رهبري مفضول را با بودن افضل جايز دانسته و گمان كرده اند كه امت چون با ابوبكر و عمر بيعت كردند و علي عليه السلام را رها نمودند تنها رعايت اصلح را در بيعت نكرده اند، چرا كه علي عليه السلام نسبت به ابوبكر و عمر سزاوارتر به امامت بوده، ولي اين خطا سبب كفر و فسق آنان نمي شود.

از آنچه گفته شد آشكار مي شود كه آنچه به زيديه نسبت داده مي شود كه گفته اند امامت در غير اولاد فاطمه عليهاالسلام مشروعيت ندارد مربوط بعد از قيام زيد است كه علاوه بر اين گفته اند بايد امام قائم به سيف نيز باشد.


پيام امام صادق به شيعيان خود


زيد شحام چنين نقل مي كند كه: امام صادق عليه السلام به من فرمود: سلام مرا به كساني كه مي داني سخن مرا مي پذيرند و از من پيروي مي كنند، برسان و بگو من شما را به تقواي خدا و ورع در دين و كوشش در راه خدا و راستگويي و اداي امانت و طولاني كردن سجده و احسان به همسايه وصيت مي نمايم. زيرا رسول خدا صلي الله عليه و آله براي اجراي چنين اموري به پيامبري مبعوث گرديد. سپس فرمود:

امانت ها را به صاحبان آنها بازگردانيد خواه نيكوكار باشند و خواه تبهكار و فاسق همانا رسول خدا صلي الله عليه و آله همواره سفارش به پرداخت آنها مي نمود، حتي مثل خيط و مخيط [مساوي نخ و سوزن]



[ صفحه 343]



را. و با عشيره و فاميل و اهل قبيله ي خود رفت و آمد و احسان داشته باشيد و جنازه هاي آنان را تشييع كنيد و از بيمارانشان عيادت كنيد و حقوقشان را ادا نماييد؛ زيرا اگر يكي از شما شيعيان اهل تقوا و صدق حديث و راستگويي و اداي امانت و داراي اخلاق نيك باشد، مردم [اهل سنت] مي گويند: اين تربيت و ادب جعفري است و اگر غير از اين باشد مي گويند: اين ادب جعفري است و آن براي من زشت و ناگوار خواهد بود. سپس فرمود: به خدا سوگند! پدرم امام باقر عليه السلام مي فرمود: در گذشته اگر يكي از شيعيان اميرالمؤمنين عليه السلام در بين قبيله اي زندگي مي كرد، زينت آن قبله بود و در امانت داري و اداي حقوق و اموال مردم و راستگويي از همه ي آنها بهتر بود و مردم وصيت ها و امانت هاي خود را به او مي سپردند و هنگامي كه از احوال او سؤال مي شد، اهل آن قبيله مي گفتند: چه كسي مي تواند مانند او باشد، او امانتدار و راستگوتر از همه ي ماست. [1] .


پاورقي

[1] كافي ج 2 / 636.