بازگشت

عبدالله بن غالب اسدي شاعر


مرحوم شيخ طوسي او را از اصحاب حضرت باقر [1] و حضرت صادق [2] عليهماالسلام شمرده است.

و شيخ نجاشي گفته كه او از اصحاب امام باقر و صادق و موسي بن جعفر عليهم السلام است، و سپس او را توثيق و تجليل فرموده است. [3] .

و او همان است كه امام صادق (ع) به وي فرمود: ملكي است كه به تو شعر را القاء مي كند، و من آن ملك را مي شناسم. [4] .

در كافي، از عبدالله بن غالب روايت شده كه امام صادق (ع) فرمود: سزاوار است مؤمن داراي هشت خصلت باشد: 1 - در گرفتاريهاي سخت با وقار باشد 2 - به هنگام بلا شكيبا باشد 3 - در نعمت و آسايش سپاسگزار باشد 4 - به آن چه خدا روزي اش كرده قانع باشد 5 - به دشمنان ستم نكند 6 - به خاطر دوستان مرتكب گناه نشود 7 - تنش از او در زحمت باشد 8 - مردم از او در آسايش باشند. همانا دانش، دوست؛ حلم، وزير؛ صبر، سرلشكر؛ رفق، برادر؛ و لين، پدر مؤمن است. [5] .



[ صفحه 271]




پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 131.

[2] رجال الطوسي، ص 227.

[3] رجال نجاشي، ص 154 - خلاصة الاقوال، علامه حلي، ص 51.

[4] رجال الطوسي، ص 131 - رجال كشي ص 288 - خلاصه، علامه، ص 51.

[5] اصل كافي، ج 2، باب علامات و صفات مؤمن، ص 181.


الاتجاه 02


كما تحرّك المنصور بقوة نحو الإمام (عليه السلام) عن طريق نشر عيونه وجواسيسه التي كانت تراقب حركة الإمام الصادق وترصد نشاطاته لتزوّده بآخر المعلومات، ليتّخذ منها مسوّغاً للنيل من الإمام(عليه السلام) والتضييق علي حركته التي كان يري فيها المنصور خطراً حقيقياً علي سلطانه وبالتالي تمهّد له تلك التقارير أن يصوغ ما يريده من الاتّهامات لأجل أن يتخذها ذريعة في قتله. وقد تضمّن هذا الاتّجاه جملة من الاساليب.

الاسلوب الأول: عن رزام بن مسلم مولي خالد القسري قال: بعثني أبو جعفر المنصور إلي المدينة، وأمرني إذا دخلت المدينة أن أفضّ الكتاب الّذي دفعه إليّ وأعمل بما فيه ; قال: فما شعرت إلاّ بركب قد طلعوا عليَّ حين قربت من المدينة، وإذا رجل قد صار إلي جانبي، فقال: يا رزام اتق الله، ولا تشرك في دم آل محمّد قال: فأنكرت ذلك فقال لي: دعاك صاحبك نصف الليل، وخاط رقعة في جانب قباك، وأمرك إذا صرت إلي المدينة، تفضها وتعمل بما فيها.

قال: فرميت بنفسي من المحمل، وقبّلت رجليه، وقلت: ظننت أن ذلك صاحبي وأنت يا سيّدي صاحبي، فما أصنع؟ قال: ارجع إليه، واذهب بين يديه وتعال، فإنه رجل نسّاء، وقد أُنسي ذلك، فليس يسألك عنه، قال:



[ صفحه 203]



فرجعت إليه، فلم يسألني عن شيء، فقلتصدق مولاي [1] .

وعن مهاجر بن عمار الخزاعي، قال: بعثني أبو الدوانيق إلي المدينة، وبعث معي بمال كثير، وأمرني أن أتضرّع لأهل هذا البيت، وأتحفّظ مقالتهم،، قال: فلزمت الزاوية التي مما يلي القبلة، فلم أكن أتنحّي منها في وقت الصلاة، لا في ليل ولا في نهار.

قال: وأقبلت أطرح إلي السؤال الذين حول القبر الدارهم ومن هو فوقهم الشيء بعد الشيء حتي ناولت شباباً من بني الحسن ومشيخة [منهم] حتي ألفوني وألفتهم في السّر.

قال: وكنت كلما دنوت من أبي عبد الله (عليه السلام) يُلاطفني ويكرمني حتي إذا كان يوماً من الايام ـ بعد ما نلت حاجتي ممن كنت أريد من بني الحسن وغيرهمـ دنوت من أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يُصلّي، فلما قضي صلاته، التفت إليّ وقال:

تعال يا مهاجر! ـ ولم أكن أتسمّي [با سمي] ولا أتكنّي بكنيتي ـ فقال: قل لصاحبك: يقول لك جعفر: «كان أهل بيتك إلي غير هذا أحوج منهم إلي هذا، تجيء إلي قوم شباب محتاجين فتدسّ إليهم، فلعلّ أحدهم يتكلّم بكلمة تستحلُّ بها سفك دمه، فلو بررتهم ووصلتهم [وانلتهم] واغنيتهم، كانوا إلي هذا أحوج مما تريد منهم».

قال: فلما أتيت أبا الدوانيق، قلت له: جئتك من عند ساحر، كذّاب كاهن كان من أمره كذا وكذا فقال: صدق والله لقد كانوا إلي غير هذا أحوج، وإيّاك أن يسمع هذا الكلام منك انسان [2] .



[ صفحه 204]



الاُسلوب الثاني: ومن اساليبه باتّجاه سياسة التضييق التي فرضها علي الإمام (عليه السلام) محاولة تسليط الضوء علي بعض الشخصيّات ليجعل منها بدائل علميّة تغطّي علي الإمام وتؤيّد سياسته وتساهم من جانب آخر في تضعيف القدسية والانجذاب الجماهيري نحو الإمام وتؤدّي بالنتيجة إلي شق وحدة التيار الاسلامي الذي يقرّ بزعامة الإمام(عليه السلام) وأعلميته وايجاد الفرقة والاختلاف.

وقد نجح المنصور بهذه الخطوة فكسب البعض من طلاّب الإمام(عليه السلام) حين أحاطهم بهالة من الاحترام والتقدير وخلق منهم وجوداً قبال مذهب الإمام ونهجه الاسلامي الاصيل.

ذكر أبو القاسم البغّار في مسند أبي حنيفة فقال: قال الحسن بن زياد سمعت أبا حنيفة وقد سئل: من أفقه من رأيت؟ قال جعفر بن محمد، لمّا أقدمه المنصور بعث إليّ، فقال يا أبا حنيفة! ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّء له من مسائلك الشداد.

فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبي جعفر وهو بالحيرة فأتيته.

فدخلت عليه، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر مالم يدخل لأبي جعفر، فسلّمت عليه، فأومي إليّ فجلست، ثم التفت إليه، فقال:

يا أبا عبد الله: هذا أبو حنيفة، قال: نعم أعرفه. ثم التفت إليّ فقال: ياأبا حنيفة ألق علي أبي عبد الله (عليه السلام) من مسائلك.

فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: «أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة



[ صفحه 205]



يقولون كذا ونحن نقول كذا» فربما تابعنا، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعاً. حتي أتيت علي الاربعين مسألة، فما أخلّ منها بشيء ثم قال أبو حنيفة: أليس إنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟! [3] .

الاُسلوب الثالث: لقد كانت سياسة الإمام (عليه السلام) ازاء حكومة المنصور ذات طابع غير ثوري، وإنما سلك الإمام نفس نهجه السابق في التغيير والاصلاح، وقد أوحي للمنصور في وقت سابق بأنه لم يكن بصدد التخطيط للثورة ضدّه بل صرّح له في اكثر من مرة بذلك، إلاّ أن المنصور لم يطمئن لعدم تحرك الإمام وثورته التغييرية وذلك بسبب ما كان يشاهده من كثرة مؤيديه.

يحدثنا الإمام الصادق(عليه السلام) عن الشكوك والتساؤلات التي أثارها المنصور بوجه الإمام عند لقائه به كما في النصّ التالي:

عن حمران قال: «قال أبو عبد الله (عليه السلام) وبعد ذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال: «إني سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه، وهو علي فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل، وأنا علي حمار إلي جانبه، فقال لي:

يا أبا عبد الله! قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العزّ، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك، فتغرينا بك وبهم.

قال: فقلت: «ومن رفع هذا إليك عنّي فقد كذب». فقال: أتحلف علي ما تقول؟

قال: فقلت: «إن الناس سحرة يحبّون أن يفسدوا قلبك عليّ، فلا تمكنّهم من



[ صفحه 206]



سمعك، فأنا إليك أحوج منك إلينا».

فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟ فقلت: نعم طويل عريض شديد، فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة في دنياكم حتي تصيبوا منّا دماً حراماً في شهر حرام في بلد حرام!

فعرفت أنه قد حفظ الحديث، فقلت: لعلّ الله (عزّ وجّل) أن يكفيك، فإني لم أخصك بهذا، وإنما هو حديث رؤيته، ثم لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولّي ذلك، فسكت عنيّ [4] .


پاورقي

[1] دلائل الإمامة: 129، ومدينة المعاجز: 364، واثبات الهداة: 5 / 456.

[2] الخرائج والجرائح: 2 / 646، وبحار الانوار: 47 / 172.

[3] سير اعلام النبلاء: 9 / 543 ومناقب آل أبي طالب: 4 / 277 عن مسند أبي حنيفة لأبي القاسم البغار.

[4] روضة الكافي: 31 حديث الصادق مع المنصور في موكبه، وعنه في بحار الأنوار: 52 / 255، واثبات الهداة: 5 / 351.


الامام الصادق و الاصلاح بين الناس


من جملة الخطوات الرائعة التي قام بها الامام الصادق (عليه السلام) في اصلاح المجتمع هو الاصلاح بين الناس و زرع المحبة و الاخاء بينهم.

و قد ابتكر (عليه السلام) - في هذا المجال - اسلوبا لم يسبقه اليه أحد، و لعله لم يلحق به أحد، فقد عين مبلغا من المال - دراهم و دنانير - للاصلاح و فصل الخصومة بين شيعته اذا حصل بينهم خلاف أو نزاع في القضايا المالية، تأليفا لقلوبهم، و دفعا لموجبات العداء و التفرقة بينهم، و هذه فكرة لم يذكرها التاريخ لأحد من عظماء العالم من ملوك و أمراء و زعماء!!:

روي ابن سنان، عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل و انا و ختني [1] نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا الي المنزل. فأتيناه، فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها الينا من عنده، حتي اذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال: «أما انها ليست من مالي، و لكن أبوعبدالله (عليه السلام) أمرني: اذا تنازع رجلان من أصحابنا في شي ء، أن اصلح بينهما. و افتديهما من ماله» فهذا من مال أبي عبدالله (عليه السلام) [2] .



[ صفحه 228]




پاورقي

[1] الختن: الصهر: و كل من كان من قبل المرأة، مثل الأب و الأخ و هم الأختان هكذا عند العرب، و أما عند العامة فختن الرجل زوج ابنته (لسان العرب).

[2] الكافي: ج 2 ص 209 ح 4.


سدير صيرفي


سدير بن حكيم بن صهيب صيرفي كوفي از دوستان اهل بيت عليهم السلام و از شاگردان و



[ صفحه 463]



راويان امام سجاد و امام باقر و امام صادق عليهم السلام است او از راويان موثق بسياري كه بعضي از آنها از اصحاب اجماع نيز مي باشند، رواياتي نقل نموده است.

معصومين عليهم السلام نيز از او ستايش و تقدير فراواني نموده اند مانند امام صادق عليه السلام كه به زيد شحام مي فرمايد: «اي شحام، من درباره ي سدير و عبدالسلام بن عبدالرحمان - كه در زندان بودند - دعا كردم و خداوند آنان را به من بخشيد و آزاد نمود»

امام صادق عليه السلام نيز به او فرمود: «هنگامي كه خداوند بنده اي را دوست بدارد، او را در بلا فرو مي برد و همانا ما و شما شبانه روز گرفتار بلا هستيم.»

اين كه امام صادق عليه السلام براي نجات سدير از زندان به درگاه خداوند دعا نمود، خود دليل بزرگي براي منزلت و مقام او نزد اهل بيت عليهم السلام است. و نوعي تقدير و ستايش از اوست و همين بس كه او از جمله كساني است كه خداوند او را دوست داشته بود با بلا و مصيبت، الطاف خود را نثار او كرده است. احاديث ديگري نيز در فضيلت او بيان شده است كه از نقل آنها صرف نظر كرديم.


خيرالدين زركلي


امام جعفر صادق عليه السلام امام ششم از ائمه دوازده گانه اماميه است. او از اجل تابعين بود و منزله رفيعي در علم داشت. جماعتي همچون ابوحنيفه و جابر بن حيان از او علم فراگرفتند. ملقب به صادق بود؛ چون هرگز از او دروغي شنيده نشده بود. او در حق استوار و محكم بود. [1] .


پاورقي

[1] الاعلام، ج 1، ص 186.


نقش ابومسلم


عثمان بن ابراهيم بن عثمان معروف به «ابو مسلم خراساني» كه بعدا او را عبدالرحمن ناميدند، فرد پر آوازه اي است كه در تاريخ بني عباس نقش مهم ايفا نمود. برخي وي را اصفهاني نيز مي نامند. محل تولد وي را روستاي سنجرد نزديك مرو مي نويسند. [1] .

درباره ي وي مي نويسند كه ابومسلم خدمت گزار عاصم بن يونس يا يحيي بن معقل در كوفه بوده است. هنگامي كه سليمان بن كثير از خراسان با همراهان خويش عازم مكه بود، در كوفه از عاصم ديدار مي كند. زماني كه ابومسلم را مي بيند، وي را فردي زيرك و لايق مي يابد، به همراه خويش به نزد ابراهيم امام مي برد. نيز مي نويسند وي برده عاصم بوده است كه بكير بن ماهان وي را به چهارصد درهم خريداري و به نزد ابراهيم امام مي فرستد. [2] .

در هر صورت هنگامي كه ابومسلم كه جواني ناپخته بيش نبوده در سال 124 به نزد ابراهيم امام مي رود، ابراهيم وي را فردي مناسب در جهت تحقق اهداف خويش مي يابد. ابراهيم ابتدا دختر ابونجد را به عقد ابومسلم در مي آورد. آنگاه وي را با دستور العمل به سمت خراسان اعزام مي دارد. [3] .



[ صفحه 175]



ابومسلم كه فرد ماجراجويي است، با دستور العمل ابراهيم به بلاد شرق براي فراخواني مردم به سوي بني عباس اعزام مي شود. ابراهيم دستور مي دهد يمني ها و قبيله ربيعه را كه با آنان هستند، گرامي دار و قبيله مضر را دشمن؛ و به احدي مهلت نده و دشمنان را از دم شمشير بگذران و اگر توانستي خراسان را از اعراب پاك كني، اين كار را انجام ده. هر پسر بچه اي كه پنج وجب قد دارد و بر او مشكوك هستي به قتل برسان؛ البته با سليمان بن كثير هيچ گاه مخالفت مكن. [4] .

وي مأمور بود هنگامي كه به خراسان برگشت، نمايندگان خويش را در بلاد مختلف مستقر سازد و مردم را نخست به صورت پنهاني به سوي عباسيان و در ظاهر به آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم فراخواند. ابومسلم دستور دارد در فرصت مناسب دعوت خود را آشكار سازد. اين فرصت را ماه رمضان سال 129 تشخيص مي دهند كه دعوت را به طور فراگير در سرتاسر بلاد خراسان همزمان به سوي عباسيان آشكار كنند. [5] .

ابومسلم دستور ابراهيم را به طور دقيق اجرا مي كند و در رمضان سال 129 بعد از آشكار نمودن فراخواني، نماز عيد را به امامت سليمان بن كثير در مرو برپا مي كنند و به وي دستور مي دهد كه براي اولين بار بدون اذان و اقامه و بر خلاف سنت هاي بني اميه مراسم نماز عيد برپا نمايند. [6] در سال 130 وارد دارالاماره (استانداري) مرو مي شود.

ابومسلم كه تلاش خود را در سال 130 آشكار مي سازد، در مدت دو سال موفق مي شود بلاد خراسان، آنگاه اصفهان، قم و كاشان و نهاوند و در نهايت عراق و كوفه را فتح كند و بسياري از سران بني اميه را به قتل رساند.



[ صفحه 176]



در نهايت سرنوشت امت اسلامي را به دست اولين خليفه عباسي يعني سفاح برادر ابراهيم امام تقديم نمايد.

در فاصله اين دو سال ابومسلم كه از مرو شروع مي كند، قتل و غارت فراوان توسط سپاه انبوه خويش كه پرچم سياه برافراشته بودند - به همين خاطر «مسوده» ناميده مي شوند - انجام مي گيرد.

وي قحطبة بن شبيب را وزير تام الاختيار خويش منصب مي دهد. به وي دستور مي دهد هنگامي كه بر دشمن چيره شدي، زمين را از خون آنان سيراب كن، فاذا ظهرت عليهم فاسخن في القتل. [7] در هنگام فتح گرگان ده هزار نفر را به قتل مي رساند. و نباته عامل بني اميه را نيز كشته سرش را براي ابومسلم مي فرستد. [8] وي در سال بعد كه باخبر مي شود مردم گرگان شورش نموده اند دوباره با سپاه انبوهي به آنجا بر مي گردد. سي هزار نفر را به قتل مي رساند! [9] .

ابومسلم بعد از پيروزي بر نهاوند كه سران بني اميه از بلاد گوناگون فرار و در آنجا گرد آمده بودند، تمام اسيران را كه از بني اميه بودند، گردن مي زند. در مدت دو سال فتح و پيروزي كه بيشتر بلاد شرق و ايران و عراق به دست ابومسلم فتح شد، كشتار بزرگي رخ مي دهد. تعداد كشته شدگان را بيش از ششصد هزار نفر مي نويسند! [10] هنگامي كه از عبدالله بن مبارك مي پرسند ابومسلم بهتر است يا حجاج، مي گويد: نمي توان گفت ابومسلم از كسي بهتر است؛ ليكن حجاج از او بدتر است. [11] .



[ صفحه 177]



در مدت زماني كه ابومسلم مشغول قتل و غارت بلاد شرق بود، مروان حمار از تلاش هاي ابراهيم امام باخبر مي شود. وي به نماينده ي خود در شام «وليد بن معاويه» دستور مي دهد ابراهيم را دستگير كرده و به نزد وي بفرستد. والي اموي نيز اين كار انجام داده ابراهيم توسط مروان زنداني در نهايت سرش داخل كيسه اي از نوره نموده وي را در زندان به قتل مي رسانند. [12] .

هنگامي كه خبر قتل ابراهيم به ابومسلم مي رسد، وي وحشت زده شده موضع خويش را به ظاهر تغيير مي دهد. نامه اي به امام صادق عليه السلام مي نگارد، در اين نامه اظهار وفاداري به حضرت نموده و مي نويسد من مردم را به سمت و سوي شما فرا مي خوانم. امام نامه وي را نمي پذيرد و به او جواب مي دهد نه اينك زمان من است و نه تو هوادار من مي باشي، ما انت من رجالي و لا الزمان زماني. [13] .

جنايت هاي بي شماري توسط عباسيان، حتي كشتن ياران خودشان به دست ابومسلم انجام مي گيرد. سفاح خليفه عباسي هنگامي كه از ابوسلمه خلال احساس خطر مي كند، قصد قتل وي را مي نمايد. ابوسلمه نماينده بني عباس در كوفه بود و بيشترين فراخواني را در جهت دعوت مردم به سوي بني عباس انجام داد. كوفه بعد از حميمه دومين پايگاه مهم بني عباس بود. ليكن سفاح با ابومسلم مشاوره نموده ابومسلم شخصي به نام «مرار» را اعزام مي كند. ابوسلمه خلال را متهم نموده بودند كه مردم را به سمت و سوي آل علي فرا مي خواند، با اين بهانه وي را به قتل مي رساند. [14] .



[ صفحه 178]



در پايان كار، ابومسلم بعد از اين همه خوش خدمتي به بني عباس و بعد از كشتن بيش از ششصد هزار نفر بي گناه و با گناه و رساندن بني عباس به اقتدار سياسي، هنگامي كه منصور برادر سفاح به خلافت مي رسد، ابومسلم را به ضيافت دربار فرا خوانده، و جلادهاي مسلح را آماده مي سازد تا با اشاره منصور سر ابومسلم را از فراز قامتش بردارند.

هنگامي كه منصور به او مي گويد اين همه قتل براي چه انجام دادي وي مي گويد، به دستور برادر تو بوده است. وقتي ابومسلم احساس خطر مي كند، به وي مي گويد، مرا براي دشمن خويش زنده نگه دار. منصور مي گويد دشمن تر از تو كيست!! با اشاره منصور در سال 137 در مداين عراق سر ابومسلم با همان شمشيري كه خود آهيخته بود، برداشته مي شود. [15] امام صادق عليه السلام فرمود: من سل سيف البغي قتل به. [16] «هر كس شمشير ستم آهيخت، به همان شمشير كشته خواهد شد»، كه شمشير دوم دو گونه است؛ يا آن نيز شمشير ستم است و يا عدل.

اين گونه ابومسلم نقش محوري در گردش معادلات سياسي انجام مي دهد و انحرافي بزرگ در حركت عمومي خيزش جامعه اسلامي پديدار مي سازد و سرنوشت امت اسلامي را براي بيش از پنج قرن رقم مي زند. اگر ابومسلم اين نقش را ايفا نمي كرد و اين جريان بزرگ اجتماعي به سمت و سوي عباسيان سوق داده نمي شد، مي توان گفت اوضاع به گونه اي ديگر رقم مي خورد و شايد اقتدار سياسي امت اسلامي به سمت و سوي اهل بيت (عليهم السلام) و امام صادق عليه السلام چرخش مي نمود كه شرح آن در عنوان «تشكل همسوي اهل بيت (عليهم السلام)» آمده است.



[ صفحه 179]



اين عوامل يعني فراخواني گسترده بني عباس و مطرح كردن اهل بيت (عليهم السلام) در فراخواني و موقعيت شناسي و زيركي سران عباسيان و نقش مهم ابومسلم از يك سو و نيز ستم پيشگي عمال بني اميه و تبعيض و نابرابري ها و نيز فساد و تباهي كه سراسر بلاد را فرا گرفته بود و آشفتگي سياسي سران بني اميه از جانب ديگر، دست به دست هم داده و باعث كامياب شدن عباسيان در عرصه سياست مي گردد. اين گونه يك جريان بزرگ اجتماعي به اقتدار سياسي دستيازي مي نمايد. در فرصت هاي بعدي اين نكته بايد مورد بررسي قرار گيرد كه موضع گيري عباسيان كه با نام اهل بيت (عليهم السلام) به اقتدار سياسي رسيدند در برابر موضع گيري امام صادق عليه السلام به عنوان اولين شاخص اهل بيت (عليهم السلام) در زمان حكومت عباسيان چگونه خواهد بود. در اين فرصت به بخشي از رفتار حاكمان بني اميه و بني عباس به خصوص رفتار آنان با امام صادق عليه السلام مي پردازيم. آنگاه موضع گيري هاي اجتماعي امام را مورد نگر قرار خواهيم داد.

گرچه دورنماي اين جريان اجتماعي آشكار است كه سرنشينان اين كشتي بر روي امواج خون ها حركت كرده و در لنگر گاه سياست پهلو گرفته اند، از پيش مشخص است كه سرنشينان اين كشتي در انديشه و رفتار، توان هم خواني با حق و پيروان آن را نخواهند داشت. اين بررسي بسيار فشرده، علل سقوط حزب عثمانيه و نيز چگونگي اقتدار سياسي عباسيان را بيان مي كند. با آشنايي اجمالي از اين محورها اينك فرصت آن فراهم است كه برخي رفتارها و روش هاي حاكمان اموي و عباسي را مورد نگر قرار دهيم. آنگاه موضع گيري هاي امام صادق عليه السلام را در برابر حاكمان اين دو جريان تحليل بنماييم.



[ صفحه 180]




پاورقي

[1] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 257، وفيات العيان، ج 3، ص 145، شماره 372.

[2] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 257 و 171، الكامل، ج 6، ص 277 و 279، مروج الذهب، ج 3، ص 238.

[3] طبري، ج 6، ص 315.

[4] الامامة و السياسة، ج 2، ص 288.

[5] طبري، ج 6، ص 309 و 310، الكامل، ج 4، ص 359، تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 373.

[6] طبري، ج 6، ص 311.

[7] طبري، ج 6، ص 343.

[8] همان، الكامل، ج 4، ص 383.

[9] طبري، ج 6، ص 351، الكامل، ج 4، ص 386.

[10] وفيات الاعيان، ج 3، ص 148.

[11] همان، طبري، ج 6، ص 324.

[12] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 274، مروج الذهب، ج 3، ص 244.

[13] ينابيع المودة، ص 440، بحار، ج 47، ص 297.

[14] الامامة و السياسة، ج 2، ص 259.

[15] وفيات الاعيان، ج 3، ص 154، طبري، ج 6، ص 430.

[16] كشف الغمة، ج 2، ص 343، حلية الاولياء، ج 3، ص 228.


سفارش امام صادق به نجاشي


موقعي كه عبدالله نجاشي در اهواز و فارس حكومت مي كرد يكي از مؤمنين و كارمندان او خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و عرض كرد: در دفتر نجاشي بر من بدهي مالياتي است و او مردي مؤمن است و از شما فرمانبرداري مي كند اگر صلاح بدانيد نامه اي به او بنويسيد و سفارش مرا بكنيد.

امام صادق عليه السلام به نجاشي نامه نوشت: بسم الله الرحمن الرحيم، شاد كن برادرت را تا خدا شادت كند.

اين مرد نامه را گرفت و راهي اهواز شد وقتي رسيد كه نجاشي در مجلس رسمي بود. آورنده ي نامه صبر كرد تا خلوت شد و نامه را به دست او داد و گفت اين نامه ي امام صادق عليه السلام است. نجاشي فورا آن را بوسيد و بر چشمان قرار داد و به آن مرد گفت: چه حاجتي داري؟ گفت: بدهي خراج در دفتر تو دارم.

نجاشي گفت: چه اندازه است؟

آن مرد گفت: ده هزار درهم.

نجاشي رئيس دفتر خود را احضار كرد و دستور داد كه قرض آن مرد پرداخت شود و ماليات سال آينده ي او هم از طرف نجاشي پرداخت شود. آن گاه نجاشي به فرستاده ي امام صادق عليه السلام گفت: آيا تو را شاد كردم؟

آن مرد گفت: آري.

نجاشي دستور داد: مركبي و كنيزي و غلامي هم به او دادند و يك دست لباس



[ صفحه 124]



هم به آنها افزودند و در هر بار مي گفت: آيا تو را شاد كردم، او هم مي گفت: آري، و هر بار كه مي گفت: آري بيشتر به او مي بخشيد.

سپس نجاشي به او گفت: فرش اين اتاق را هم با خود ببر، چرا كه نامه مولاي من را به من دادي و هر وقت هر حاجتي داشتي، نزد من بيا.

سپس بعد از مدتي آن مرد خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و آنچه اتفاق افتاده بود براي حضرت نقل كرد. امام صادق عليه السلام با شنيدن كارهاي نجاشي شاد و خوشحال شدند. آن مرد عرض كرد: اي پسر رسول خدا! گويا آنچه را كه نجاشي با من انجام داده به خوبي شما را شاد كرده است.

حضرت صادق عليه السلام فرمود: آري به خدا كه نه تنها من را بلكه خدا و رسولش را هم شاد كرده است. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي.


مبارزات شيعيان در عراق


پس از شهادت حسين بن علي عليه السلام، عراق به صورت مركز فعاليت ها و مبارزات شيعيان در آمد و از همان سال 61 هجري، يعني پس از فاجعه ي كربلا، نهضت توابين آغاز گرديد كه تا سال 64 ادامه يافت و در اين سال، يك نهضت ديگر شيعي يعني نهضت مختار ثقفي به وجود آمد و مبارزات شيعيان را وارد روند جديدي ساخت.



[ صفحه 156]



البته مي توان گفت كه نهضت مختار از عوامل شكست نهضت توابين بود، زيرا او خود را شايسته ي رهبري و سازماندهي جنبش شيعيان مي دانست و عقيده داشت كه سليمان بن صرد رهبر توابين فاقد تجربه ي فعاليت هاي سياسي است. به همين دليل مختار عده اي از نيروهاي شيعه را به سوي خود جذب كرد و بر اثر انشعاب نيروها، نهضت توابين به شكست انجاميد.

در هر حال مختار در تاريخ شيعه در روزگار حكومت امويان نقش بزرگي ايفا كرد و تأثير نهضت او تا آغاز حكومت عباسيان امتداد يافت.

مختار از آغاز كار توجه داشت كه براي پيروزي خود بايد به نحوي به خاندان رسالت متكي شود تا بتواند بدين وسيله نيروهاي شيعه را به سوي خود جذب كند؛ از اين رو ابتدا به سوي عبدالله بن زبير پسر عمه ي علي بن ابي طالب عليه السلام گرايش پيدا كرد، سپس كوشيد با علي بن الحسين عليه السلام ارتباط برقرار سازد و حمايت او را جلب كند، ولي چون در اين كار شكست خورد، به سراغ محمد بن حنفيه رفت و نظر او را به نهضت خود جلب نمود.

بعضي عقيده دارند كه امام چهارم حضرت سجاد عليه السلام چون شرايط سياسي را براي برقراري ارتباط مستقيم با مختار مساعد نمي ديد، به طور پنهاني از طريق عمويش محمد بن حنفيه او را تأييد و رهبري مي كرد؛ بنابراين در واقع محمد بن حنفيه نقش رابط را ميان آن دو به عهده داشت. گرچه وزنه ي سياسي محمد بن حنفيه در اين مقطع زماني افزايش يافت ولي در هر حال امامت و رهبري تشيع در نسل فاطمه سلام الله عليها دختر پيامبر باقي ماند و فرقه ي كيسانيه كه منتسب به محمد بن حنفيه بود، رو به انقراض رفت.

امام محمد باقر عليه السلام نيز بر اثر همان شرايط نامساعد سياسي و اجتماعي كه پدر ارجمندش با آن روبرو بود، همانند پدر از صحنه ي مبارزات سياسي به دور ماند و به همين جهت در تاريخ شيعه نقش سياسي به عهده نداشت، ولي در مقابل يك نهضت فرهنگي و علمي را بنيانگذاري كرد و مكتب تشيع را از گرايش هاي انحرافي به سوي فرقه هاي گوناگون مصون نگه داشت و



[ صفحه 157]



به آن شكوفايي بخشيد.

پس از محمد بن حنفيه پسرش ابوهاشم به فعاليت هاي سياسي پرداخت و هنگام مرگ، محمد بن علي عباسي را به جانشيني خود برگزيد و اين موضوع، يكي از عواملي بود كه عباسيان از آن بهره برداي سياسي كردند و منتهي به پيدايش حكومت آنان در سال 100 هجري گرديد.

در اثناي گسترش حكومت عباسيان كه در آغاز كار خونخواهي بني هاشم را دستاويز قرار داده بودند، يعني از سال 100 تا 132 هجري، انقلاب هاي خونيني توسط شيعيان رخ داد كه بزرگترين آن ها انقلاب زيد بن علي فرزند امام چهارم، نهضت پسرش يحيي بن زيد و قيام عبدالله بن معاويه نوه ي جعفر بن ابي طالب بود.

در اين مدت عباسيان و شيعيان دوشادوش هم در صحنه ي حوادث ظاهر شدند و روابط دو جبهه نوسان يافت و گاه به صورت همكاري براي پايان بخشيدن به حكومت امويان و گاه به صورت برخورد و ستيز در آمد، ولي پس از سقوط حكومت اموي، شيعيان در برابر حكومت عباسيان موضع مقاومت در پيش گرفتند.


خلوص حتي در محبت


حضرت مي فرمايند: يا بن جندب احبب في الله و ابغض في الله؛ اي پسر جندب، دوستي كن به خاطر خدا و دشمني كن به خاطر خدا؛ يعني غير از اعمال و رفتار ظاهريت، حتي حب و بغضت، دوستي و دشمني ات - كه امري قلبي و دروني است - بايد براي خدا باشد. اگر كسي را دوست مي داري فقط و فقط به انگيزه الهي باشد و اگر كسي را هم دشمن مي داري آن هم تنها براي جلب رضايت الهي باشد.

بايد اذعان كرد كه اين، كاري است بس مشكل، به خصوص كه انسان بخواهد همه دوستي ها و دشمني هايش اين گونه باشد. با اين همه، در مراتب كمال و سير و سلوك، انسان مي تواند و بايد سعي كند به مرحله اي برسد كه نه تنها اعمال ظاهريش، نماز و روزه و انفاقش، كه محبت و كينه اش نيز براي خدا باشد. محبت و كينه امري قلبي است و اين كه انسان كاري بكند كه در دوستي و دشمني اش نسبت به ديگري فقط خدا را در نظر بگيرد و ذره اي غير خدا مطرح نباشد، نمي گويم غير ممكن، ولي البته بسيار دشوار است و تلاش بسياري مي طلبد و تا خداوند كمك نكند انسان خود نمي تواند به چنين درجه اي برسد. بسيار كمند كساني كه به اين حد رسيده باشند و محبتشان صددرصد خالص «في الله» باشد. اما در هر صورت انسان نبايد نااميد باشد و بايستي براي رسيدن به چنين مقامي تلاش خود را انجام دهد؛ در اين صورت خداوند نيز كمك خواهد كرد و ان شاء الله توفيقات خاص خود را شامل انسان خواهد نمود.

بايد توجه داشت اين كه مي گوييم، محبتمان صد در صد براي خدا باشد، به اين معنا نيست كه غير از خدا كسي را دوست نداشته باشيم، بلكه منظور اين است كه يك محبت



[ صفحه 149]



اصيل بيشتر نبايد در وجود ما باشد و بقيه محبت ها در سايه و در شعاع اين محبت قرار داشته باشند؛ مثلا اگر پدر و مادر را دوست داريم، نه چون پدر و مادرمان هستند و با آنها رابطه خوني و نسبي داريم، بلكه به اين دليل باشد كه خداوند فرموده است: و قضي ربك ألا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانا، [1] يا اين كه: أن اشكرلي و لوالديك. [2] دوستي زن و همسر و فرزند و بستگان و دوستان نيز مي تواند به همين صورت باشد. ما اگر حتي پيامبر و اهل بيت عليهم السلام را دوست داريم از آن جهت است كه آنان دوستان خدا هستند و خدا آنان را دوست دارد و ما را به دوستي آنان امر فرموده است: قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي. [3] اگر - العياذ بالله - خداوند اهل بيت عليهم السلام را دوست نمي داشت، ما چه محبتي نسبت به آنها مي داشتيم؟

به هر حال اگر انسان توانست به مقامي برسد كه قلبش سراسر مملو از محبت خداوند شود و ذره اي محبت غير خدا در آن نباشد، آن گاه به آن جا مي رسد كه فرمود: قلب المؤمن عرش الرحمن. [4] اين كه فرموده اند قلب مؤمن عرش خداوند است، چنين قلبي منظور است، نه هر قلب و دل آلوده و ناپاكي. تا هنگامي كه در انسان آلودگي و محبت دنيا، هوس ها، علايق و محبت هاي شيطاني وجود دارد خداوند آن را عرش خود قرار نخواهد داد. راه رسيدن به چنان مقامي نيز چنگ زدن به دستگيره محكم الهي، پناه بردن به دامان خداوند و استعانت از ذات اقدس او است.


پاورقي

[1] اسراء (17)،23.

[2] لقمان (31)،14.

[3] شوري (42)،23.

[4] بحارالانوار، ج 58، باب 4، روايت 61.


فرمان ايجاد تشكل و سازماندهي


«آنگاه كه مرا از دست داده باشيد، بسا چيزها خواهيد ديد كه تمناي مرگ كنيد. بي عدالتي، دشمني، انحصارطلبي، سبك شمردن حق خدا و بيمناكي بر جان؛... هنگامي كه چنين شود، بايد خويشتن را به طور جمعي به وسيله ي پيوندي خدايي محافظت كنيد و به پراكندگي دچار نشويد. مقاومت و نماز (ياد خدا) و تقيه (پنهانكاري) را پيشه سازيد و بدانيد كه خداوند هر لحظه به رنگي درآمدن را از بندگانش مبغوض مي دارد. از حق و اهل مگذريد؛ زيرا هر آن كس كه ديگري را به جاي ما انتخاب كند، دنيا را از دست خواهد داد و گنهكار از اين جهان رخت برخواهد بست.» [1] .

اين سخن كه آشكارا ترسيمي از مهم ترين نابسامانيهاي دوران اموي و فرماني داير بر تشكل و سازماندهي و هماهنگي است، در شمار جالب ترين اسناد مربوط به حزب شيعه است؛ و همين طرح است كه در ديدار امام حسن عليه السلام و دو نفر از زبده ترين شيعيان، شكل عملي و عيني مي يابد.

بي گمان همه ي پيروان و شيعيان از اين نقشه ي بسيار هوشمندانه مطلع نبودند. راز اعتراضها و ايرادهايي هم كه از سوي دوستان بر آن حضرت وارد مي آمد، همين بود؛ ولي پاسخي كه گويا كرارا به اين مضمون: «چه معلوم است؟ شايد اين براي شما آزموني باشد و (براي دشمن شما) بهره اي زوال پذير...» [2] از آن حضرت شنيده مي شد، اشارتي پنهان به همين سياست و تدبير داشت.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] تحف العقول، چاپ اعلمي، ص 82.

[2] اين وضعيت با بافت كنوني جوامعي كه تحت رهبري و زمامداري احزاب اداره مي شوند، تا حدودي و از جهاتي قابل مقايسه و تشبيه است.


نقض صريح اين نظريه


به عقيده ما در عين اين كه اصل وصيت امام مجتبي (عليه السلام) از نظر تاريخي مورد تأييد است



[ صفحه 126]



اما برداشت طرفداران وجه سوم درست نيست، بلكه منظور امام مجتبي (عليه السلام) از جمله: «امي فاطمة» مادر بزرگش فاطمه بنت اسد مي باشد نه مادرش حضرت زهرا (عليه السلام).

در توضيح اين موضوع مي گوييم: گذشته از اينكه دفن شدن آن حضرت در بقيع مخالف با روش اهل بيت ـ عليهم السلام ـ در پنهان نگهداشتن قبر مطهر آن بزرگوار است و قطع نظر از اينكه مخالف مضمون روايات منقول از اهل بيت (عليهم السلام) به طريق شيعه و اهل سنت و مخالف نظر علما و دانشمندان شيعه در دفن آن حضرت در بيت خود مي باشد و گذشته از اين كه اطلاق كلمه «ام» به مادر بزرگ، يك اطلاق شايع است، گفتار و نقل صريح اين مورخان در موارد ديگر، ناقض اين برداشت و مؤيد اين است. بانوئي كه در حرم بقيع دفن شده، فاطمه بنت اسد است و نه فاطمه زهرا (عليها السلام).

از اين موارد مي توان گفتار اين مورخان در محل دفن جناب عباس عموي پيامبر را ذكر نمود. كه ابن شبه و سمهودي از قديمترين مدينه شناس؛ عبدالعزيز چنين نقل مي كند: «دفن العباس بن عبدالمطلب عند قبر فاطمة بنت اسد بن هاشم في اول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل». [1] .

عبـاسي در ضمن نقل متن بالا گفتار ديگري را از ابن حبان [2] مي آورد كه وي در مورد تشييع و تجهيز پيكر امام مجتبي (عليه السلام) تصريح كرده است: «... دفن بالبقيع عند جدته فاطمة بنت اسد بن هاشم». [3] .

بطوري كه ملاحظه مي شود، اين دو جمله از قديمي ترين مورخان و محدثان صراحت دارد بر اينكه بانويي كه در حرم بقيع دفن شده و عباس عموي پيامبر و امام مجتبي (عليه السلام) در كنار آن به خاك سپرده شده اند، جده و مادر بزرگ حضرت حسن بن علي يعني فاطمه بنت اسد است نه فاطمه زهرا دختر رسول خدا (صلي الله عليه وآله).

و روايتي كه قبلا از امام باقر (عليه السلام) نقل نموديم به همين معنا تصريح مي كند كه



[ صفحه 127]



امام حسن (عليه السلام) در وصيت خود به امام حسين (عليه السلام) فرمود ثم ردني إلي قبر جدتي فاطمة فادفني بها.


پاورقي

[1] تاريخ المدينه، ج 1، ص 127؛ وفاءالوفا، ج 3، ص 910.

[2] ابن حبان از بزرگترين محدثان و علماي اهل سنت در قرن چهارم (متوفاي 354) مي باشد و كتاب او از بهترين كتابهاي حديث به شمار مي آيد.

[3] عمدة الأخبار، ص 153.


دعاؤه لاتباع الرسل


و أشار الامام عليه السلام في هذا الدعاء باتباع الرسل و مصدقيهم، و عرض بعد ذلك لأصحاب جده الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله و سلم) الذين ناصروا الاسلام في أيام محنته و غربته.



[ صفحه 144]



قال عليه السلام:

«اللهم و اتباع الرسل و مصدقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب، و الاشتياق الي المرسلين بحقائق الايمان في كل دهر و زمان ارسلت فيه رسولا، و أقمت لأهله دليلا من لدن آدم الي محمد صلي الله عليه و آله، من أئمة الهدي، و قادة أهل التقي علي جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة و رضوان...».

و أثني الامام عليه السلام ثناء عاطرا علي اتباع الرسل و مصدقيهم من لدن آدم الي خاتم الأنبياء و سيدهم النبي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و هم الذين يمثلون واقع الايمان فقد آمنوا بالله، و صدقوا رسله بما أنبأوهم به من الكائنات الغيبية، و لم يلتفتوا الي دعاية القوي المعادية لهم، بل ناهضوهم، و ناجزوهم و لنستمع بعد هذا لي قطعة أخري من هذا الدعاء الشريف يقول عليه السلام: «اللهم و اصحاب محمد خاصة الذين احسنوا الصحابة، و الذين أبلوا البلاء الحسن في نصره و كانفوه [1] و اسرعوا الي وفادته، و سابقوا الي دعوته، و استجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالاته و فارقوا الأزواج و الأولاد في اظهار كلمته، و قاتلوا الآباء و الأبناء في تثبيت نبوته، و انتصروا به، و من كانوا منطوين علي محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، و الذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته و انتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك و فيك، و أرضهم من رضوانك، ربما حاشوا [2] الخلق عليك، و كانوا مع رسولك دعاة لك اليك، و اشكرهم علي هجرهم فيك ديار قومهم، و خروجهم من سعة المعاش الي ضيقه، و من كثرت في اعزاز دينك من مظلومهم...».

و في هذه القطعة اشاد الامام عليه السلام بأصحاب جده الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله و سلم) الذين احسنوا الصحبة، و أبلوا البلاء الحسن في نصرة الاسلام و الذب



[ صفحه 145]



عن مبادئه، و قد آمنوا به ايمانا لا يخامره أدني شك، و قد عانوا في سبيله أنواعا مريرة و شاقة، و التي كان منها.

1 - نبذهم أزواجهم و أولادهم من الذين لم يؤمنوا بالاسلام.

2 - مقاتلتهم آباءهم و ابناءهم من الذين ناهضوا الاسلام، يتاجرون بذلك تجارة مع الله لن تبور.

3 - هجران عشائرهم لهم علي اعتناقهم للاسلام، و دعمهم للنبي (ص).

4 - معاناتهم لضائقة اقتصادية بسبب الاسلام، هذه بعض الأمور التي عاناها أصحاب النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) المجاهدون، و لنستمع الي قطعة أخري من هذا الدعاء.

«اللهم و أوصل الي التابعين لهم باحسان، الذين يقولون: «ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان» خير جزائك الذين قصدوا سمتهم، و تحروا وجهتهم و مضوا علي شاكلتهم، لم يثنهم ريب في بصيرتهم، و لم يختلجهم شك في قفو آثارهم، و الائتمام بهداية منارهم، مكانفين و موازرين لهم، يدينون بدينهم، و يهتدون بهديهم، يتفقون عليهم، و لا يتهمونهم في ما أدوا اليهم. اللهم و صل علي التابعين من يومنا هذا الي يوم الدين، و علي أزواجهم و علي ذرياتهم، و علي من أطاعك منهم صلاة تعصمهم بها من معصيتك، و تفسح لهم في رياض جنتك، و تمنعهم بها من كيد الشيطان، و تعينهم بها علي ما استعانوك عليه من بر، و تقيهم طوارق الليل و النهار، الا طارقا يطرق بخير، و تبعثهم بها علي اعتقاد حسن الرجاء لك، و الطمع في ما عندك، و ترك النهمة في ما تحويه أيدي العباد، لتردهم الي الرغبة اليك، و الرهبة منك، و تزهدهم في سعة العاجل، و تحبب اليهم العمل للآجل، و الاستعداد لما بعد الموت، و تهون عليهم كل كرب يحل بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها، و تعافيهم مما تقع به الفتنة من محذوراتها، و كبة النار، و طول



[ صفحه 146]



الخلود فيها، و تصيرهم الي امن من مقيل المتقين...» [3] .

و طلب الامام عليه السلام من الله تعالي أن يصلي علي التابعين باحسان لاصحاب النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و هم الذين لم يروه، و آمنوا به في اعماق نفوسهم، فساروا علي الخط الذي سار عليه اصحابه، لم يثنهم ريب، و لم يختلجهم شك في الاقتداء بهم، و السير علي هديهم، فرفعوا منار التوحيد، و اذاعوا بين الناس مبادي ء هذا الدين و قيمه، و قد دعا لهم الامام بما يلي.

1 - العصمة من اقتراف المعاصي.

2 - الوقاية لهم من كيد الشيطان الرجيم.

3 - الاعانة لهم علي البر و التقوي.

4 - وقايتهم من طوارق الليل و النهار.

5 - أن يمنحهم الله حسن الرجاء به ليستغنوا عما في أيدي الناس.

6 - أن يهبهم تعالي الزهد في الدنيا، و يجبب لهم العمل لدار الآخرة هذه بعض محتويات دعائه الي التابعين لاصحاب جده الرسول (ص).


پاورقي

[1] كانفوه: أي اعانوه.

[2] حاشوا: أي جمعوا.

[3] الصحيفة السجادية الدعاء الرابع.


محمد الجزري


قال محمد بن محمد الجزري: «محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبوجعفر الباقر، لأنه بقر العلم - أي شقة - و عرف ظاهره و خفيه، و كان سيد بني هاشم علما و فضله و سنة...» [1] .


پاورقي

[1] غاية النهاية في طبقات القراء 2 / 202.


ولي خداوند چه كسي است؟


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

زكريا عليه السلام فرزند خود يحيي را پيوسته غمگين و گريان و در خود فرورفته مي ديد. عرض كرد: پروردگارا، من از تو فرزندي خواستم كه از او بهره مند شوم و تو فرزندي روزيم كردي كه از او بهره اي نمي برم؟ فرمود: تو ولي خواستي و ولي جز چنين نباشد. بي گناهان آماج بلاها هستند. [1] .



[ صفحه 82]




پاورقي

[1] تنبيه الخواطر: 1 / 86، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22850.


ملاك اهل دنيا


حضرت علي عليه السلام مي فرمايند: «اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا [1] ؛ اهل دنيا شيطان را ملاك كار خود قرار دادند». هر كسي در هر حرفه اي براي خود ملاكي دارد. ملاك يكي پول است، ديگري ملاكش براي زندگي علم و براي آن يكي رياضت بدن است، ولي ملاك دنياپرستان، شيطان است. حضرت در ادامه گوشزد مي فرمايند كه شيطان نيز آنها را اغوا مي كند و از آنها به عنوان طعمه استفاده مي كند: «و اتخذهم له أشراكا؛ و شيطان نيز آنان را دام خود ساخت». براي شكار كبوتر كبوتري را كه نخي به پايش بسته شده و سر نخ در



[ صفحه 178]



دست صياد است، به پرواز در مي آورند تا به وسيله آن، كبوترهاي ديگري را صيد كنند. شيطان نيز از دنياپرستان به عنوان طعمه استفاده مي كند و ديگران را از راه آنها فريب مي دهد. حضرت سرانجام تلخ چنين كساني را اين گونه تصوير مي فرمايند: «فرخ في صدورهم و دب و درج في حجورهم [2] ؛ پس در سينه هايشان تخم گذاشت و جوجه برآورد». تنها افراد بي سواد گرفتار اين طعمه ها نيستند، بلكه اهل علم نيز گرفتارند و چه بسا علم براي آنها زيان به همراه داشته باشد.


پاورقي

[1] نهج البلاغه، خطبه 7.

[2] همان.


خدمت به مردم


دين اسلام مقرر داشته است كه انسان به اندازه توانايي و امكان خويش به ديگران كمك كند، چه آن كمك مالي باشد و چه غير مالي. اين موضوع را به حدي مورد توجه قرار داده است كه آن را در رديف عبادات به شمار آورده و همان پاداشي كه براي عبادت معمولي منظور داشته، براي آن در نظر گرفته است. بنابراين شما فكر نكنيد كه عبادت فقط اختصاص به نماز، روزه يا حج و امثال آنها دارد بلكه آنها به جاي خود واجب و محفوظ اند، ولي رسيدن به ديگران و انجام خدمتي براي آنان و دستگيري از كسي كه احتياج به راهنمايي دارد، خود نيز عبادت است. مثلا كسي را به پزشك برساند، نزد كارفرمايي كه كارگرش را اخراج كرده شفاعت كند و به كسي كه نمي تواند كاري بيابد كاري محول كند از اين قبيل امور.

الماشي في حاجة اخيه كالساعي بين الصفا و المروة [1] .

كسي كه براي انجام كار برادر ديني خود، گام بردارد، مانند كسي است كه سعي ميان صفا و مروه (كه از اعمال حج است) به جا مي آورد.


پاورقي

[1] تحف. ص 303.


فاطمه ي زهرا


مرحوم كليني در كتاب كافي در باب فاطمه عليهاالسلام از علي بن جعفر از برادرش موسي بن جعفر عليه السلام روايت كرده است كه «فاطمه صديقه و شهيده بود» مرحوم مجلسي در مرآة العقول (ج 1، ص 383) فرموده است: «شهادت فاطمه ي زهرا سلام الله عليها از متواترات است كه ترديد ندارد.»


گفتار حضرت به هشام


حضرت به هشام بن حكم فرمود: اي هشام خداي عزوجل به چيزي شبيه نيست و چيزي هم شبيه او نيست در اين مقام هر چه در ذهن خود تصور كني خداي عزوجل غير از آن است.

روزي حضرت به زراره بن اعين فرمود: اي زراره آيا مي خواهي در مقام قضا و قدر الهي جمله اي را به تو بياموزم؟ زراره عرض كرد: بلي فدايت شوم. حضرت فرمود: در روز قيامت زماني كه تمام خلايق محشور شوند خدايتعالي از عهد و پيمان (تكاليف) مردم بازخواست مي كند نه از قضا و فرمان خود.



[ صفحه 152]




امام صادق و شجاعت


در تقسيم مكارم اخلاقي شجاعت از اركان اربعه فضايل نفساني است و آن اعمالي است كه نماينده قوت قلب آدمي مي باشد - و مظاهر اين شجاعت بيشتر در جنگها و كارهاي بدني تظاهر دارد - مرد شجاع در عرف كسي است كه بتواند بر چند كس غالب شود چند حريف را از بين برد و در نيروي بازو و بدن قوي پنجه باشد.

شجاعت علي بن ابيطالب عليه السلام در اثر جنگهاي اسلام ظهور و بروز نموده و در مكتب اسلام براي پرورش جسم و جان دستور آموختن تيراندازي و اسب سواري و شركت در مسابقات ورزش را داده اند و تأكيد در تهيه قوت و نيرو شده است كه اقلا بشر بتواند از خود دفاع كند و در راه خدا جهاد نمايد كه بهشت زير شمشير و پاي مجاهدين قرار دارد.

معمولا در مراحل جنگ و ميدان مبارزه مردان شجاع شناخته مي شوند ولي در زمان صلح و آرامش شجاعت را بايد در شهامت ادبي و نيروي بيان مشاهده كرد - كه آدمي به كارهاي خطير مبادرت مي نمايد و ملكات نفساني و سجاياي باطني ظهور و بروز مي كند و قواي راسخه مانند قوت قلب و اطمينان نفس آشكار مي گردد.

شجاعت حد وسط بين جبن و تهور است و جنبه هاي افراط و تفريط از ضعف نفس است و شجاعت از قوت قلب و مؤمن را شجاع مي گويند به جهت آنكه داراي قوت قلب است و قوت قلب مولود ايمان است مرد مؤمن در راه دين و حق راسخ الايمان است - و روي همين مباني انصار سيدالشهداء در جهاد خود به قدري نيرومند و قوي و پافشار بودند كه با علم و اطمينان



[ صفحه 126]



و يقين به كشته شدن چنان از خود شجاعت و استقامت نشان دادند كه حد و حصر ندارد - و اگر ايمان ثابت و يقين راسخ نبود كجا يك دسته از جان گذشته تير و نيزه و شمشير را با كمال علاقه و عشق در آغوش مي گرفتند و استقبال در يك جنگي كه در يك جبهه هفتاد هزار نفر و جبهه ديگر هفتاد نفر بودند از دشمن قريب تا ده هزار نفر كشتند تا كشته شدند - و اين مولود قوت قلب آنها بود.

اما شجاعت امام صادق عليه السلام در مناظرات و مصاحبه و احتجاجات و ملاقات هاي با خلفاء آشكار مي گردد كه با كمال قدرت و قوت قلب هر وقت منصور آن حضرت را احضار مي كرد و يا قصد سوئي بوده به ملاقات او مي رفت اصلا تشويش بر خاطر نداشت.

شجاعت امام صادق عليه السلام در راه مبارزه و مجاهدت در اعلاء دين و تعظيم شعائر مذهبي به كمال رسيد - و مكتبي كه او گشود نمونه بارز نيروي قلب او بود و با حداقل چهار هزار نفر صاحب افكار مختلف به احتجاج مناظره و تعليم و تربيت پرداختن جز حاصل قوت قلب نيست.

او محور معارف اسلام بود كه نشر آن نيازمند يك قوت قلب و شجاعت دل و فكر بلند و همت عالي و سلطه علمي است كه ديديم در تمام مراحل بر همه فائق آمد و امروز دنياي علم و دانش مرهون آن مكتب و معارف و فرهنگ است.

شجاعت قلبي امام ششم يا شهامت علمي اين مؤسس و ناشر دانش و بينش به قدري است كه آماده و مهياي هر نوع احتجاج و مناظره و مذاكره با افراد انواع ملل و نحل گرديد و در تحولات زندگاني و تطورات و انقلابات فكري مشعل دار افكار گرديد براي كساني كه در كار ارشاد و هدايت به قلم و بيان و خطابه و سخنراني و تأليف و تصنيف قدم برداشته اند مسلم است كه بزرگترين و خطيرترين كارها در دست گرفتن مشعل هدايت است كه نيازمند يك قوت قلب پيوسته به استقامت و پافشاري به علم و فضيلت آموخته است.


فهرست فقه جعفري


فقه جعفري عبارت است از فروع احكام شريعت اسلام كه بدين ترتيب تعليم شده است.

اصول دين - فروع دين.

اصول دين پنج است 1- توحيد 2- نبوت 3- عدل 4- امامت 5- معاد و اين پنج غيرقابل تفكيك است.

فروع دين عبارت است از:

نماز - روزه - خمس - زكوة - حج - جهاد - امر به معروف - نهي از منكر -



[ صفحه 128]



تولي و تبري كه كتب فقه مشحون بر اين فروع باضافه قوانين عقود و ايقاع و احكام قصاص و ديات است.

اين ابواب فقه مستقيم از طرف پيغمبر خدا به مردم مسلمان تعليم مي شد و هر جا نقصي براي مردم مشاهده مي شد از امام علي بن ابيطالب و يازده فرزندش كه ائمه اثني عشر معصومين و منصوب و منصوص به نام و نشاني و علم و فضيلت بودند به مردم تعليم مي شد و مشكلات و متشابهات و معضلات علوم براي مردم تشريح و تجزيه و تحليل مي گرديد و اين دوازده امام در طول سه قرن شخصا خود ترجمان عملي عقايد و اعمال اسلامي بودند كه عملا مبادي دين را به مردم مي آموختند و مسائل حلال و حرام را در تمام شئون زندگي به مسلمين تعليم مي كردند و كتاب خلاف شيخ و پس از آن لمعه شهيد و شرح لمعه و شرايع و تبصره علامه و جواهر و حدايق و غيره بهترين مظاهر فقه شيعه اماميه مي باشد كه تمام مسائل را با تمام نظريات احتمالي حول و حوش آن بيان كرده اند و در كتاب الفقه علي مذاهب الاربعه به روش خلاف شيخ آراء شيعه اماميه نقل شده و اختلاف مذاهب اربعه در طريق عمل بيان گرديده تا مورد اختلاف مانند وضوء از مرفق به پائين كه اهل سنت از پائين به بالا غسل مي دهند يا مسح سر و پاها كه آنها غسل مي دهند يا نماز كه آنها دست بسته مي خوانند يا وقت نماز كه به رويت حمرت شفق شروع مي كنند و اماميه تا مغرب شرعي نشود نماز نمي خوانند يا روزه و به رويت ماه يا شياع يا اتمام عمل مي كنند و حج كه آنها نماز حج تمتع نساء نمي خوانند و متعه كه عمر حرام كرد و شراب كه خوردن آن را جايز مي دانند و لواط كه جايز مي دانند و ساير مواردي كه اگر فرصت شد استخراج مي كنيم و به نظر خوانندگان برسانيم - تنزه و تهذيب و اتقان و استحكام قوانين فقه شيعه اماميه اثني عشريه را نشان مي دهد به طوري كه اخيرا كه فقه جعفري در قلب عالم اسلامي يعني الازهر مصر تدريس مي گردد و كتاب مخصتر نافع علامه حلي متوفي سال 676 را در ارث اوقاف مصر رمضان 1376 طبع و نشر نموده و مفتيان بزرگي مانند شيخ شلتوت و غيره به آراء اماميه فتوي دادند و محكمترين مسائل فقه اسلامي شناختند و اينك فهرست ابواب فقه جعفري را نقل مي كنيم تا توجه خوانندگان جلب گردد.



[ صفحه 129]




علم طب


كه بحث از احوال بدن انسان مي نمايد و كيفيت مزاج و كميت مبادي حفظ صحت يا مرض و اسباب و علل آن را نشان مي دهد و تشريح و علاج آن هر كدام فصلي دارد و هر عضوي علمي و تخصصي دارد.


از نظر نتيجه


الف. مناظراتي كه پس از استدلال و گفت و شنود، به ايمان آوردن فرد مقابل مي انجاميد. به عنوان نمونه مي توان به مناظره امام صادق با طبيب هندي كه جز به ظاهر محسوس، عقيده اي نداشت و منكر وجود خداوند بود، اشاره نمود كه در پايان مناظره، طبيب هندي به الوهيت و وحدانيت خداوند جل جلاله اقرار نمود.

طبيب هندي مي گفت كه شما دلايلي بر وجود صانع نداريد و آنچه مي گوييد در مكتب تربيتي خود يافته ايد و كودكان از بزرگان فرا گرفته اند. وي مي گفت همه چيز با حواس پنجگانه درك مي شود و هيچ يك از حواس من خالق را درك نمي كند تا من به خدايي معتقد شوم و بر قلبم چيزي نمي رسد تا خدايي را بشناسم؟ آيا غير از اين حواس چيزي داريد كه مرا به خدا راهنمايي كند؟ خدايي را كه وصف مي كنيد، به كدام حس درك مي شود؟

امام عليه السلام با سؤالاتي كه از طبيب مي پرسد، او را به مرحله شك و ترديد



[ صفحه 194]



مي رساند تا جايي كه خود طبيب از امام مي خواهد توضيح بيشتري بدهد تا شك و ترديد از دلش پاك شود.

امام به گفت و گو ادامه مي دهد تا جايي كه هيچ شبهه اي در مسئله شناخت خداوند در دل طبيب باقي نمي ماند و با كمال صراحت اعلام مي كند كه:

أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن رسول الله عبده لأنك أعلم أهل زمانك [1] .

گواهي مي دهم خدايي جز الله وجود ندارد و رسول خدا بنده ي اوست چرا كه تو داناترين فرد زمان خود هستي.

ب. مناظراتي كه پس از استدلال به ايمان آوردن فرد يا افراد مناظره كننده منجر نمي شد. به عنوان نمونه روايت شده روزي فردي با استناد به آيه ي:

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و هم لا يظلمون. [2] .

كسي كه كار نيكي انجام دهد، ده برابر آن پاداش دارد و هر كه كار بدي انجام دهد، جز همانند آن كيفر نيابد، و به ايشان ستم نمي شود.

دو نان و دو انار سرقت مي كند، با اين تفكر كه چهار سيئه براي او نوشته مي شود و آن نانها و انارها را به فقيري صدقه مي دهد كه در قبال هر كدام ده حسنه، يعني چهل حسنه براي خود در نظر مي گيرد و چهار گناه را از آن كم مي كند؛ يعني به ظن خود با اين كار سي و شش حسنه انجام داده است.

حضرت در پاسخ به وي مي فرمايد: مادرت به مرگت گريان باد، تو جاهل به كتاب خداوند وهاب هستي. آيا نشنيدي كه خداوند در فعل و



[ صفحه 195]



عمل مي فرمايد:

انما يتقبل الله من المتقين [3] .

همانا خداوند تنها از پرهيزگاران مي پذيرد.

پس قبول عمل موقوف به تقوا و كسب رضايت خداوند است. تو چون دو نان سرقت نمودي، دو سيئه حاصل كردي و چون دو انار سرقت نمودي، دو سيئه ديگر براي خود كسب نمودي و وقتي بدون اجازه و اذن صاحب اموال، دو نان و دو انار را صدقه دادي، چهار سيئه بر سيئات قبلي خود اضافه كردي.

در پايان گفت و گو آن شخص شروع به لجاجت كرد و با اين پاسخ درست مجاب نشد و حضرت نيز او را به حال خود واگذاشت. [4] .

ابن ابي العوجاء هم در مناظراتش با اين كه مبهوت و مجذوب قدرت علمي امام مي شد، تا پايان عمر بر اعتقادات انحرافي خود پا بر جا بود.


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 3، صص 193-152.

[2] انعام / 160.

[3] مائده / 27.

[4] الاحتجاج، صص 374-371.


صورة الغسل


سئل الامام الصادق عليه السلام: عن غسل الجنابة؟ قال: تغسل كفيك، ثم تفرغ بيمينك علي شمالك، فتغسل فرجك و مرافقك، ثم تمضمض و استنشق، ثم تغسل جسدك من لدن قرنك الي قدميك، ليس قبله و لا بعده وضوء، و كل شي ء مسته الماء فقد انقته، و لو أن رجلا جنبا ارتمس في الماء ارتماسة واحدة اجزأه ذلك، و ان لم يدلك جسده.

و سئل عن الرجل يجنب هل يجزيه من غسل الجنابة أن يقوم في المطر، حتي يغسل رأسه و جسده، و هو يقدر علي ما سوي ذلك؟

قال عليه السلام: ان كان يغسله اغتساله بالماء اجزأه ذلك.


الفقهاء 01


اتفقوا علي ان زكاة الفطر تجب علي من غربت عليه الشمس ليلة العيد، أي شمس آخر يوم من رمضان، و هو بالغ عاقل غني غير مغمي عليه، فاذا انتفت احدي هذه الصفات فلا شي ء عليه، كما لو غابت عليه هذه الشمس قبل أن يبلغ، أو و هو مجنون، أو مغمي عليه، أو لا يملك قوته و قوت عياله بالفعل أو بالقوة سنة كاملة.


المالك و المشتري


الفضولي معلوم، و هو الذي يتدخل في شؤون الغير تطفلا، و المراد منه هنا من باع مال غيره بلا اذن، و المشتري هو الطرف الذي اشتري العين منه، و المالك هو صاحبها، فاذا رد المالك العقد أصبح وجوده كعدمه، و بطلت جميع التصرفات المتفرعة عنه، فان كان المشتري قبض المبيع بعقد الفضولي وجب عليه اعادته بجميع فوائده و منافعه، و ان لم يفعل فللمالك انتزاعه منه، و تغريمه جميع ما استوفاه من المنافع، لأن المفروض بقاء العين علي ملك مالكها الأول. و قد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل اشتري جارية من السوق، فاولدها، ثم يجي ء مستحق الجارية - أي صاحبها - فقال الامام عليه السلام: يأخذ الجارية المستحق، و يدفع اليه المبتاع - أي المشتري - قيمة الولد، و يرجع علي من باعه بثمن الجارية، و قيمة الولد التي أخذت منه.



[ صفحه 108]




احكام الشركة


متي توافر في الشركة جميع ما يعتبر فيها صحت، و ترتب عليها الأحكام التالية:

1 - الشركة جائزة من الجانبين، فللشريك أن يرجع عنها، و يطالب بالقسمة متي شاء، لأن الناس مسلطون عي أموالهم بشتي أنواع السلطة، و منها افراز ملكه عن ملك الغير.. و لو اشترط التأجيل و تحديد الشركة الي أمد معين لم يلزم ذلك، و له العدول عنه، لأنه شرط في عقد جائز، و الشرط يتبع المشروط في الحكم.

2 - اذا اشترطا أن يكون العمل لأحدهما دون الآخر، أو أن يعمل كل منهما دون مراجعة الآخر صح، ولكن الشرط غير لازم، فيجوز الرجوع عنه متي شاء الشريك، و ان لم يشترطا ذلك فلا يجوز لأحدهما التصرف في مال الشركة الا باذن الثاني، لحرمة التصرف في مال الغير، و مجرد الاشتراك لا يدل علي اباحة التصرف في مال الشريك.

3 - اذا أطلقا عقد الشركة، و لم يبينا مقدار الأسهم يقسط الربح علي أصحاب الأموال بنسبة أموالهم،و قد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل يشارك في السلعة؟ قال: ان ربح فله، و ان وضع - أي خسر - فعليه.

و قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف في ذلك، سواء أتساوي الشريكان في العمل، و أو تفاوتا فيه، بل الاجماع علي ذلك و السنة مستفيضة أو متواترة، مضافا الي اقتضاء أصول المذهب و قواعده في المشاع ذلك، بل هو مقتضي الأصول العقلية أيضا».



[ صفحه 106]



و اختلف الفقهاء فيما اذا اشترط أحد الشريكين الزيادة له في الربح مع تساوي المالين، أو اشترط التساوي في الربح و الخسران مع تفاوت المالين، دون أن يكون لمن اشترط الزيادة أية ميزة من نشاط أو أثر في زيادة الأرباح.

فذهب جماعة الي صحة الشركة و الشرط، و آخرون الي بطلانهما معا، و ثالث الي بطلان الشرط فقط، و اختار صاحب الجواهر القول الأول، أي صحة الشركة و الشرط، لأنه شرط عن تراض، و لا يحلل حراما، أو يحرم حلالا، و قد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل شارك رجلا في جارية له، و قال: ان ربحنا فيها فلك النصف، و ان كانت و ضيغة - أي خسارة - فليس عليك شي ء؟ فقال الامام عليه السلام: لا أري بهذا بأسا اذا طابت نفس صاحب الجارية.


المجنون


المجنون محجر عليه في جميع تصرفاته بالنص و الاجماع، دائما كان الجنون، أو أدوارا، ولكن الادواري اذا تصرف حال افاقته نفذ تصرفه، و اذا صدر منه تصرف، و لم نعلم أنه كان في حال الجنون، أو الافاقة لم ينفذ، لأن العقل ركن في صحة المعاملة، و الشك فيه شك في أصل وجود العقد، لا في صحته، فينفي بالأصل. و بتعبير ثان اذا كان الشك في صحة العقد ناشئا عن الشك في وجود العقل حين العقد نستصحب الحال السابقة، و نبقي ما كان علي ما كان.

و المغمي عليه و السكران بحكم المجنون لا يصح شي ء منهما حين الاغماء و السكر، و اذا وطأ المجنون امرأة، و حملت منه ألحق به الولد، تماما كوطء الشبهة.


طريق المعرفة بمصدر الشهادة


تكلم الفقهاء الامامية عن واجبات الشاهد من جهة، و واجبات الحاكم تجاه الشهادة من جهة ثانية، و أوجبوا علي الشاهد، كقاعدة كلية، و ضابط عام أن يشهد مع العلم بالمشهود به، و الا فليدع. أجل، استثنوا من ذلك جواز الشهادة بالنسب و الموت، و ما اليها - كما تأتي الاشارة - استنادا الاستفاضة و الشيوع. و قال بعضهم: ان هذه سبب للعلم أيضا. و عليه يبقي الضابط علي عمومه.



[ صفحه 93]



و جاء في فتح القدير للحنفية: «لا يجوز للشاهد أن يشهد بشي ء لم يعاينه الا النسب و الموت و النكاح و الدخول و ولاية القاضي، فانه يسعه أن يشهد بهذه الأشياء اذا أخبره من يثق به».

ثم اختلف الامامية فيما بينهم: هل للشاهد أن يشهد بعلمه اطلاقا سواء أحصل له العلم من المشاهدة و العيان، أم من غيره، أو لا يجوز له الا مع العلم الحاصل بالحس و العيان فقط؟

قال صاحب الجواهر: يكفي مجرد العلم من أي طريق حصل، بل قال جماعة منهم صاحب المستند: تجوز الشهادة اعتمادا علي الاستصحاب، كما لو علم أن الدار كانت فيما مضي لزيد. و بعد أمد طلبه لشهادة، فيستصحب بقاء الملك، و يشهد به شهادة مطلقة، مع أنه يحتمل أن زيدا قد باع، أو وهب الدار.

هذا، بالقياس الي شهادة الشاهد و مصدرها، و أما بالقياس الي الحاكم فان عليه أن يفترض أن الشاهد شهد عن علم لا عن ظن أو احتمال، لأن الشهادة مشتقة من المشاهدة، و هي العلم بالذات.. ولكن ليس معني شهادة الشاهد عن علم أن الحاكم ملزم بقبولها، و الحكم بموجبها، اذ لا ملازمة عقلا، و لا شرعا بين أن تكون الشهادة عن علم، و بين وجوب العمل بها. [1] و يتفق هذا من بعض الوجوه مع القوانين الحديثة التي نصت علي أن الشهادة يترك تقديرها للحاكم.

و ليس معني افتراض صدور الشهادة عن علم، و عدم وجوب السؤال عن السبب أن الحاكم لا يجوز له أن يسأل الشاهد، بل له أن يسأله عنه و عن غيره،



[ صفحه 94]



و يلقي عليه كل سؤال يمكن أن يتوصل به الي اكتشاف الحق، علي أن يترك للشاهد الحرية التامة في كيفية الادلاء، و اختيار الألفاظ، و ان يكف عنه، حتي ينتهي، فان توقف فلا يرغبه في الاقدام، و ان أقدم فلا يحببه في الاحجام الا في حقوق الله تعالي، كما مر في الاقرار.

أجل، صرح صاحب الشرائع و الجواهر و المسالك و غيرهم من فقهاء الامامية ان للحاكم اذا رتاب في الشاهد في جهة من الجهات، و لو لضعف ذهنه و بصيرته أن يعنته و يحرجه، بل يستحب ذلك، أما اذا كان الشاهد من ذوي المروءة و البصائر، و الأذهان القوية فيحرم تعنته، و لا يجوز بحال.

و علي هذا يسهل الطريق علي الحاكم الي معرفة أن الشاهد علم بما شهد به، أو غير عالم، لأن له أن يعتبر الشهادة صادرة عن علم بدون سؤال الشاهد اخذا بظاهر الشهادة، و له أن يبحث و يسأله عن السبب، ثم يجري علي ما توصل له، و انكشف لديه.


پاورقي

[1] قال الملا علي في كتاب القضاء: «الظاهر ن اداء الشهادة أنها عن جزم ما لم يعلم الخلاف». و قال صاحب ملحقات العروة: «ان المعلوم من طريقة الشرع حمل كلام الشاهد علي الواقع و لذا لا يجب سؤاله عن السبب» و أراد بالواقع الواقع عند الشاهد. و قال صاحب المستند ج 2: باب القضاء و الشهادات: «ان جواز الشهادة لا يستلزم جواز الحكم».


اين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية


جعفر بن محمد الفزاري باسناده عن قبيصة [1] بن يزيد الجعفي قال: دخلت علي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام و عنده الدوس بن أبي الدوس و ابن ظبيان و القاسم الصيرفي فسلمت و جلست و قلت: يابن رسول الله قد أتيتك مستفيدا.

قال: سل و أوجز.

قلت: أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية، و أرضا مدحية أو ظلمة و نورا.

قال: يا قبيصة لم سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت؟ أما علمت أن حبنا قد اكتتم و بغضنا قد فشا، و أن لنا أعداء من الجن يخرجون حديثنا



[ صفحه 158]



الي أعدائنا من الانس و ان الحيطان لها آذان كآذان الناس.

قال: قلت قد سألت عن ذلك.

قال: يا قبيصة كنا أشباح نور حول العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم فرغنا في صلبه فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر الي رحم مطهر حتي بعث خلق الله محمد صلي الله عليه و آله، فنحن عروة الله الوثقي، من استمسك بنا نجا، و من تخلف عنا هوي لا ندخله [2] في باب ضلال، و لا نخرجه من باب هدي.

و نحن رعاة شمس الله، و نحن عترة رسول الله صلي الله عليه و آله، و نحن القبة التي طالت أطنابها، و اتسع فناؤها، من ضوي الينا نجا الي الجنة، و من تخلف عنا هوي الي النار، قلت: لوجه ربي الحمد [3] .

بيان: رعاة شمس الله، أي نرعيها [4] ترقبا لاوقات الفرائض و النوافل، و يحتمل أن يراد بها النبي صلي الله عليه و آله، و ضوي اليه كرمي: أوي اليه و انضم. [5] .



[ صفحه 159]




پاورقي

[1] في المصدر: [فيضة] بالغاء و كذا فيما يأتي.

[2] اي لا ندخل من استمسك بنا في باب ضلالة.

[3] تفسير فرات: 207 و 208.

[4] في النسخة المصححة: مرعاها.

[5] بحارالأنوار: ج 25.


در پيشگاه امام صادق


سيد محمد صحفي، دورود، شركت سيمان فارسيت، 1356، جيبي، 176 ص (بخشي از اين كتاب اقتباس از مغز متفكر جهان شيعه است).


حارس الماشية


ثم جعل الكلب من بين هذه السباع عطف علي مالكه و محاماة عنه، و حافظ له، ينتقل علي الحيطان و و السطوح في ظلمة الليل لحراسة منزل صاحب و ذب الذعار عنه، و يبلغ من محبته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه و دون ماشيته و ماله و يألفه غاية الإلف حتي يصبر معه علي الجوع و الجفوة، فلم طبع الكلب علي هذه الألفة و المحبة؟ إلا ليكون حارسا للإنسان، له عين [1] بأنياب و مخالب، و نباح هائل، ليذعر منه السارق، و يتجنب المواضع التي يحميها و يخفرها.


پاورقي

[1] العين: بالفتح، الغلظة في الجسم و الخشونة.


الرسائل المختومة


أمالي الصدوق 328، المجلس 63، ح 2: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسين [الحسن خ ل] الكناني، عن جده، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال:...

ان الله عزوجل أنزل علي نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمد، هذا الكتاب وصيتك الي انجيب من أهلك.

فقال: و من النجيب من أهلي يا جبرائيل؟



[ صفحه 59]



فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام.

و كان علي الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي علي عليه السلام و أمره أن يفك خاتما منها و يعمل بما فيه.

ففك عليه السلام خاتما و عمل بما فيه، ثم دفعه الي ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتما و عمل بما فيه، ثم دفعه الي الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه أن أخرج بقوم الي الشهادة فلا شهادة لهم الا معك و اشتر نفسك لله عزوجل، ففعل.

ثم دفعه الي علي بن الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه: اصمت و الزم منزلك (و اعبد ربك حتي يأتيك اليقين) [1] .

ففعل، ثم دفع الي محمد بن علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس و افتهم، و لا تخافن الا الله فانه لا سبيل لأحد عليك، ثم دفعه الي ففككت خاتما فوجدت فيه: حدث الناس و افتهم و انشر علوم أهل بيتك و صدق آباءك الصالحين، و لا تخافن أحدا الا الله، و أنت في حرز و أمان، ففعلت، ثم ادفعه الي موسي بن جعفر، و كذلك يدفعه موسي الي الذي من بعده، ثم كذلك أبدا الي قيام المهدي عليه السلام.


پاورقي

[1] سورة الحجر، الآية: 99.


عاقبة الوشاء


[أمالي الطوسي 1 / 201، ب 7، ح 40: ابن الشيخ الطوسي، عن والده، عن المفيد، عن الشريف محمد بن طاهر، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن عبدالله بن أحمد بن المستورد، عن عبدالله بن يحيي الكاهلي، عن محمد بن عبيد بن مدرك الحارثي قال: دخلت مع عمي عامر بن مدرك علي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام فسمعته يقول:...]

من أعان علي مؤمن بشطر كلمة لقي الله عزوجل و بين عينيه مكتوب: آيس من رحمة الله.


في الدعاء شفاء


مكارم الأخلاق 271، و ذيله في أصول الكافي 2 / 473: قال الصادق عليه السلام:...

عليك بالدعاء فان فيه شفاء من كل داء و اذا دعوت فظن أن حاجتك بالباب.


انسانية المذهب الجعفري


كلمة انسان: مثني لكمة أنس و منها كلمة انسانية. و الانسانية صفة عالمية لا تقف عند الحدود الدولية و لا الفوارق العرقية و لا الاختلافات الطائفية. و من هذه الصفة النبيلة يصبح الناس اخوة في القارات الخمس من الكون، توحدهم الانسانية في الشكل و المضمون، لا تحدها سماء و لا أرض. أهدافها المحبة التي تعشق الخير، و العدالة التي تعشق الحق، و السعادة التي تعشق الانسان في حركة صاعدة الي تصرفات مثالية عند بني البشر من كل عرق و لون. في هذا الجو الانساني العظيم تتوافق المفاهيم بين الروحانيات و بين المحسوسات؛ تلك الروحانيات العبادية التي تهذب النفس و تقوم الضمير و تمنح المرء شفافية نبيلة خيرة.

و من هذا المنطلق الحميم يعيش الانسان فكرة مواساة الضعيف، و رحمة العاجز الفقير، فيتعاطف مع الانسان لمجرد انسانيته و يجاهد في دفع الظلم عن المظلومين و في سلخ الحرمان عن المحرومين. و بذلك يسود التراحم و التواصل و التسامح و يرحل البؤس و الحقد و سفك الدماء. و عندها تصل الانسانية الي حد الغيرة علي البشر عامة فيتمني كل فرد من أبناء الأرض نعيم الدنيا و نعيم الآخرة مرشدا المنحرفين و متسامحا مع المخطئين، و متعاطفا مع الصالحين، و مجاهدا مع المجاهدين ضد الظلم و الظالمين.



[ صفحه 192]



و انسانية الفقه الصادقي تنبعث من قلب التشريعات التي أصدرها و تظهر في كل تشريع للأحكام الالهية و قد حرستها العصمة حراسة أبدية. هذه الانسانية تفصح عنها فصول من المجموعات الفقهية التي استنبطها الامام الصادق عليه السلام من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، و العلم المعصوم، و آلاف المواد التي قررها الامام جاءت متكاملة من أجل الانسان، شاملة المناحي الحياتية في العبادات و المعاملات لتؤلف دستورا عظيما يزخر بتفاعلات خيرة تحيي في الانسان انسانيته بعدما هجرها الحكام و قتلها الملوك الطغاة في داخل الفرد فنزعوا حريته و خدروا اسلامه عن طريق الترغيب و الترهيب.

هذه المبادي ء الانسانية الحية قررها الامام الصادق عليه السلام في مبادئه قولا و مارسها عملا، طوال امامته التي استمرت من (114 - 148 ه). ثم نبه أتباعه و أصحابه الي التعاطي معها بصدق و اخلاص لكي لا تتشوه مبادي ء المذهب الجعفري، فردد علي مسامعهم مرات عديدة عبارات رادعة راحمة تحركهم في النمط المثالي الانساني. من هذه العبارات قوله عليه السلام: «كونوا لنا زينا، و لا تكونوا علينا شينا».

و قوله واعظا أحد أتباعه بعد أن علم أنه اقترف اثما: «ان الحسن من كل أحد حسن و انه منك أحسن، لمكانك منا، و ان القبيح من كل أحد قبيح، و انه منك أقبح لبعدك عنا» [1] .

و الامام الصادق عليه السلام انطلق في أحكامه من مفاهيم القرآن الكريم ليكتب الانسانية بحروف مضيئة في عباراته: «لا اكراه في الدين قد تبيين الرشد من الغي» [2] .

الامام الصادق أدرك مضي الآيات القرآنية في البناء الاجتماعي التسامحي للاسلام، و قرأ سيرة الأنبياء الأخيار و تعلم علومهم، فهو سليل النبوات، و حفيد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم الذي تقلب في الأصلاب الطاهرة، قال



[ صفحه 193]



تعالي: «و تقلبك في الساجدين» [3] أبوه الامام الباقر، وجده الامام السجاد، و جد جده الامام علي بن أبي طالب الذي خلف في شيعته طريقة (التدوين) و الذي يقول فيه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: علي مع القرآن و القرآن مع علي و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض».

و بالتدوين الفقهي استقر المذهب في صدور الحفظة و النقلة، من أميرالمؤمنين (علي) الي بنيه و بخاصة الامام زين العابدين و الامام الباقر و الامام الصادق الذي نسب اليه المذهب. ثم عملت مجالسه في نشره كمثل عمل التدوين في استقراره.

أدرك الأئمة الذين تتلمذوا له و تلاميذهم أمورا ترفع مجلس الصادق فوق المجالس، سواء مجالس أهل السنة أو مجالس أهل البيت عليه السلام. لمح الصادق و مضات الانسانية تشع من مسيرة، ابراهيم، خليل الرحمن، الذي شدد مرة في تطبيق الشريعة الاسلامية بعدما شاهد الطغاة العصاة يقترفون الذنوب و يبدعون الجرائم، فطلب لهم الموت. عندها ناداه الرحمن: يا ابراهيم، العباد عبادي دعهم يعيشون.

ثم جاءه العتاب مرة ثانية عندما رفض استضافة رجل مجوسي لاشراكه، يا ابراهيم لقد استضفته ثمانين عاما، أما تستضيفه ليلة واحدة... فكان ابراهيم بعد ذلك أواها حليما منيبا. قال تعالي: «ان ابراهيم لحليم أواه منيب» [4] .

فانسانية الامام الصادق عليه السلام لا تتعدي حدود الله تعالي، انما كانت تطلب الرحمة للناس عن طريق التوبة، التوبة المحدثة بلسان العزة. قال تعالي: «و لله العزة و لرسوله و المؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون» [5] و جاء في دعاء الامام عليه السلام:

«يا ابن آدم كن من شئت، و افعل ما شئت فتعال الي فبابي مفتوح لك» هو



[ صفحه 194]



دعاء يحمل في طياته معني التوسل الخاشع و يطلب الرحمة الواسعة، و لا تبديل لأحكام الله جل و علا.

أما عن العناصر التي رفعت مجلس الصادق فوق المجالس و جعلت أصول الفقه الجعفري و فروعه سائرة مع الركبان مدي الزمان فهي كما نراها:

1- أن الامام جعفر الصادق موصي اليه من أبيه الامام الباقر عليه السلام.

2- السنة عند الشيعة ثبتت عن طريقه بعد استشهاده و عنه روي الآلاف من العلماء الثقة و عنهم جاءت الأحاديث المروية من كتبهم، و هذا ما جعل الامام الصادق يقف بين العلماء جميعا في مكان خاص.

3- ان الآراء الفقهية في أصول الدين و أصول الفقه و فروع المعاملات و العبادات سيراها اللاحقون منسوبة اليه. و ربما اقترن به أبوه الامام الباقر عليه السلام أو أشير الي رأي جده الامام السجاد عليه السلام لكن نبع العلم الآلهي منه هو الأكثر و الأشهر.

و اذا كان التاريخ لم يعرف اماما في السنن من درجته، أو اماما في الفقه من مرتبته، فالتاريخ كذلك لا يعرف اماما اجتمعت له الامامتان مثله الزمنية و الروحية فتغاضي عن الأولي و عصم نفسه من توليد الفتنة و اراقة الدماء.

4- كان الامام الصادق ثقة مطلقةمن جميع أئمة المسلمين، و يستوي في ذلك من أهل السنة أئمة الرأي و جميعهم تلاميذه، و من أئمة الحديث فهو في القمة منهم، و روايته عليه السلام يوثقها الشافعي واضع الأساس العلمي لقبول الحديث، و علماء الجرح و التعديل: كيحيي بن معين و أبي حاتم و الذهبي و ابن جنبل. كما بايعه امام أهل البيت عمه بن زيد علي زيدالعابدين و يضعه موضع الامامة فيقول: «في كل زمان رجل من أهل البيت يحتج به الله علي خلقه و حجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من كان من شيعته و لا يهتدي من خالفه».

5- الامام الصادق هو الامام المعصوم من صلب آبائه و أجداده، أول و آخر امام من الله عليه بفرصة ذهبية لقيام مدرسته الشهيرة في أواخر الدولة الأموية المشغولة عنه بتثبيت دعائمها المهتزة، و أوائل عهد الدولة العباسية، التي تمد اليه



[ صفحه 195]



بسبب من الوئام أو الخصام، و آصرة من النسب، تساعدانه و تساعدانها - و هي ترفع شعار أهل البيت و الدفاع عن الدين.

و بهذا أتيحت للأمام عليه السلام حرية الجلوس لكل الناس، و التدريس لكل العلوم، «فسالت الأباطح باعناق المطي اليه» من بقاع العالم، في حقبة ممتازة من التاريخ العالمي و الاسلامي.

6- بحذقه و بعد تفكيره طمأن الحكام و الملوك في الدولتين، و كانوا سفاحين ظالمين فلم يتعرض لامامة أو خلافة، كما يقول الشهرستاني و أبونعيم في الملل و النحل و حلية الأولياء:

«ما تعرض للامامة قط و لا نازع في الخلافة أحدا. و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط. و من تعلي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط».

7- هو الامام الذي أتيح له علي مدار ثلث قرن من الزمان بعد موت أبيه سنة 114 ه أن يكون «الامام» في عصره، حيث امتد به عصر سلام حقيقي و ضروري لنشر العلم، باطمئنان طالبه، و واهبه و الدولة التي ينتشر في رعاياها.

هذه العناصر جميعها التي لم تجتمع لواحد من آبائه أو أبنائه، هي التي سوغت لمن تبع فقه من الشيعة أن يطلقوا علي مذهبه المذهب «الجعفري» الذي لم يكن في صميمه الا مذهب «علي» عليه السلام و لكن السماء تحول بركاتها باذن من الله لبعض الأسماء في شكل خطوط. و كان الامام جعفر الصادق بن محمد الباقر جديرا بنعمة السماء بقدر ما كافح و صدق في خدمة الاسلام.

و ما كان علي عليه السلام بحاجة الي من يخلد اسمه، فالاسلام في أعظم أيامه يقترن باسم علي، قدر ما اقترن اسم علي بالنبي و بيت النبي. و قد حمل المذهب اسم جعفر لأنه صاحب مدرسة، نهلت منه السنة الصحيحة، و مصادر الفقه العظيم، و ترسخ منه المنهج السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الذي نهجه تابعوه، و روي عنه الآلاف الذين روي عنهم أمثالهم. و انتشر المذهب كالشمس المضيئة في البلاد لا يحجبه حاجب و لا يقف أمامه حاجز.

و كسبت الأمم من علم الأئمة كسبا كبيرا مباركا و اقترنت أسماؤهم كاقتران



[ صفحه 196]



أسماء أصحاب الكشوف بكشوفهم و أرباب الابتكارات بفتوحهم و لم يكن ذلك صدفة. و انما هو توفيق من الله للانسانية و للناس جميع الناس، لتكريم الأمم و سعادة البشرية و تقدمها ففتحوا أرض الله لعباده، و كانوا خلفاءه الذين مكنهم من أنعم السماء و سنن الأنبياء و اكمال رسالة الأوصياء. و بذلك استمر ضوء الفكر الانساني في اشراقه و تألقه حفزا للعزائم و ظهورا للعلم.

و أين الكشوف و التجارب التي اكتشفها العلماء من كشوف [6] الشريعة الاسلامية بتمامها و كمالها، و من امام في الصدر من أئمتها، و طأنصوصها، و أصل أصولها، و قعد القواعد لها، و أقام علي الأرض دولا باقية بقاء الزمان، و مجتمعات سعيدة خالدة بخلود الاسلام ينسب المذهب فيها الي صاحبه، فيكون المذهب «الجعفري» أو المذهب «الامامي» المنسوب الي الامام جعفر الصادق و الي القول: «بامامة الأئمة الاثني عشر».

عمل الامام الصادق عليه السلام فهي فقهه عملا كاملا شاملا علي جميع المستويات، فعلي المستوي الانساني وجدناه يرفق بالانسان و يصونه في نفسه و أشيائه، حريصا علي التناسب مع العقل و عدم التهاون في أحكام الله، و علي المستوي العلمي: أعطي الامام الصادق عطاء مباركا في جميع العلوم الكيميائية، و الطبيعية، و الطبية، و الاجتماعية، والفلكية، و الانسانية فنمت كل تلك البذور التي بذرها و أصبحت مفاتيح صالحة و مفيدة لنهضة العلوم الذهبية في العصر العباسي.

و علي المستوي السياسي: قرر نظام الحكم، و أصل الأصول، و فصل أخلاق السلطان و أخلاق الفقيه، و شرح العلاقة الصحيحة بينهما فقال عليه السلام: «الفقهاء أمناء الرسول، فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم» [7] .

و في هذا المجال ركز الامام عليه السلام علي عنصر العدالة لأنها مصدر السعادة



[ صفحه 197]



الانسانية، و أساس الملك الصحيح في جميع البلدان و كل الأحوال. و الله تعالي أمر حكامه بالعدل سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هم أقرب للتقوي و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون» [8] .

و اقامة العدالة يعني اقامة الحدود، حدود الله التي جاهد الامام الصادق من أجلها بكل ما لديه من طاقة، لكن سلاطين الاسلام استغلوا تشريعات اقامة هذه الحدود للايقاع بأعدائهم، فما كان منهم الا أن وجهوا التهم الي المناوئين لسياساتهم، فأقاموا حدود القتل و سفلك الدماء ظلما و جورا.

فراعته تلك التصرفات الظالمة مما دفعه الي اعلان تشريع يصون حقوق الانسان في مواقف التعدي و الافتراء. فقال: «ان الاسلام قيد الفتك» [9] .

و اقامة الحدود كما يري الامام الصادق يجب أن تراعي الانسانية في مراقبة التنفيذ، و قد مر عليه السلام في يوم بارد، و اذا برجل يضرب بالسياط. فقال: «سبحان الله في مثل هذا الوقت يضرب!... فقيل له: و هل للضرب وقت؟ قال: نعم، اذا كان في الحر ضرب في برد الليل و اذا كان في البرد ضرب في حر النهار» [10] .

«و لا يقام الحد علي المريض. كما لا يزاد في الحد جلدة واحدة»، «و لكل شي ء حد و لمن تجاوز الحد حد» [11] .

و عندما كان باستطاعته صون دم الفرد، كان يصونه مقابل التوبة استلهاما لما فعله جده الامام علي بن أبي طالب عليه السلام عندما أتاه مذنب و طلب التطهير باقامة الحد، أجابه الامام يا سبحان الله! أين باب التوبة؟ «لا طهارة أفضل من التوبة» [12] .

كما رصد الامام الصادق للنية و الندامة في العقوبات فقال: «اذا جاء السارق



[ صفحه 198]



من قبل نفسه تائبا الي الله عزوجل ترد سرقته الي صاحبها، و لا قطع عليه» [13] .

و سئل عن السبب، فأجابهم معللا اجتهاده: «اذا أقر الرجل علي نفسه فذاك الي الامام، ان شاء عفا، و ان شاء قطع» [14] و الاعتراف كما هو معروف ندم و توبة، و ثواب التوبة النصوح الغفران و العفو.


پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 236.

[2] البقرة الآية 256.

[3] الشعراء الآية 219.

[4] هود الآية 75 أواه: كثير التأوه و منيب: راجع الي الله سبحانه و تعالي.

[5] المنافقون الآية 63.

[6] مثل أسماء الرجال الذين يسروا للناس أسرار الطبيعة علي مقاييس الطبيعة: الوات نسبة Watt و الفرد نسبة الي Faraday و الامبير نسبة الي Ampere و الفولت نسبة الي Volta و الاهم نسبة الي Ohm و الميجاهرتز نسبة Hertz و رونتجن نسبة الي Rontigen و هم انجلزيان و فرنسي و ايطالي و ثلاثة من الالمان.

[7] حلية الأولياء و طبقات الأصفياء للأصبهاني ج 3 ص 194.

[8] المائدة الآية 8.

[9] المناقب ج 4 ص 239.

[10] فقه الامام جعفر الصادق للعلامة محمد جواد مغنية ج 6 ص 271.

[11] فقه الامام جعفر الصادق لمحمد جواد مغنية ج 6 ص 256.

[12] نفسه ج 6 ص 273.

[13] نفسه ج 6 ص 273.

[14] نفسه ج 6 ص 262.


آيا مؤمن بر مؤمن رحمت است؟


اسماعيل بن عمار صيرفي گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: فدايت شوم، آيا مؤمن بر مؤمن رحمت است؟

حضرت فرمود: بلي.

گفتم: چگونه؟

فرمود: هر مؤمني حاجت خود را به نزد برادر (مؤمنش) ببرد، در حقيقت اين رحمتي است از ناحيه ي خدا كه آن را به طرف او سوق داده است (زمينه بهره برداري از آن را براي او فراهم كرده است) و سبب آمرزش او قرار داده است پس هرگاه حاجت او را برآورد، رحمت خدا را پذيرفته است.

و اگر از برآوردن آن حاجت - در حالي كه مي توانست - سر باز زند رحمتي كه خدا به طرف او سوق داده است از خود دور ساخته است، و خود را از آن محروم نموده است. خداوند عزوجل آن رحمت را تا روز قيامت ذخيره مي كند، تا اينكه آن



[ صفحه 85]



كسي كه حاجتش برآورده نشده است خود تصميم بگيرد، يا آن را براي خود قرار مي دهد (و خودش از آن بهره مند مي شود) و يا از خود دور مي كند و به طرف ديگري سوق مي دهد.

اي اسماعيل؛ هنگامي كه روز قيامت برپا مي شود و خود آن شخص بايد در مورد آن رحمت تصميم بگيرد و اين منزلت براي او آشكار شده است به نظر تو با آن رحمت چه مي كند؟ به سوي چه كسي سوق مي دهد تا از آن بهره مند شود؟

اسماعيل گفت: گمان نمي كنم آن رحمت را از خود دور سازد.

حضرت فرمود: گمان نكن، بلكه يقين كن او رحمت ياد شده را از خودش دور نمي سازد، و به جز خودش از آن بهره نمي برد.

اي اسماعيل؛ هر كسي حاجت خود را نزد برادر خودش كه مي تواند آن را برآورده كند ببرد، ولي آن برادر حاجتش را بر نياورد، خداوند در قبر ماري را بر او مسلط مي كند كه انگشت شصت او را تا روز قيامت بگزد چه آنكه آن ميت در روز قيامت آمرزيده شود، چه عذاب بشود. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 4 ص 206 ح 1.


حديث 095


3 شنبه

الظلمة في الجهل.

تاريكي در ناداني است.

كافي، ج 1، ص 28


اخباره بالغائب و احياؤه الفروة


الراوندي: قال: ان أباالصلت الهروي روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: قال لي أبي موسي عليه السلام: كنت جالسا عند أبي عليه السلام اذ دخل عليه بعض أوليائنا، فقال: بالباب ركب كثير يريدون الدخول عليك. فقال لي: أنظر من بالباب. فنظرت الي جمال كثيرة عليها صناديق، و رجل راكب فرسا، فقلت: من الرجل؟ قال: رجل من السند و الهند، أردت الامام جعفر بن محمد عليهماالسلام، فأعلمت والدي بذلك. فقال: لا تأذن للنجس الخائن، فأقام بالباب مدة مديدة فلا يؤذن له حتي شفع يزيد بن سليمان، و محمد بن سليمان



[ صفحه 120]



فأذن له، فدخل الهندي و جثي بين يديه عليه السلام فقال: أصلح الله الامام، أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها، بعثني اليك بكتاب مختوم، ولي بالباب حول، لم تأذن لي فما ذنبي؟ أهكذا يفعل الأنبياء؟ قال: فطأطأ رأسه ثم قال: (و لتعلمن نبأه بعد حين) [1] و ليس مثلك من يطأ مجالس الأنبياء قال موسي عليه السلام فأمرني أبي بأخذ الكتاب و فكه فكان فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم الي جعفر بن محمد الصادق الطاهر من كل نجس من ملك الهند.

أما بعد فقد هداني الله علي يديك، و انه أهدي الي جارية لم أر أحسن منها و لم أجد أحدا يستأهلها غيرك، فبعثتها اليك مع شي ء من الحلي و الجوهر و الطيب، ثم جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، و اخترت من الألف مائة، و اخترت من المائة عشرة، و اخترت من العشرة واحدا و هو ميزاب بن حباب لم أر أوثق منه، فبعثت علي يده هذه الجارية و الهدية.

فقال جعفر عليه السلام: ارجع أيها الخائن، ما كنت بالذي أتقبلها، لأنك خائن فيما ائتمنت عليه، فحلف أنه ما خان. فقال عليه السلام: ان شهد بعض ثيابك عليك بما خنت تشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله؟ قال: أو تعفيني من ذلك؟ قال: اكتب الي صاحبك بما فعلت. قال الهندي: ان كنت فعلت شيئا فأكتب، و كان عليه فروة فأمره بخلعها، ثم قام الامام عليه السلام فركع ركعتين، ثم سجد. قال موسي عليه السلام: فسمعته في سجوده، يقول: اللهم اني أسألك بمعاقد العز من عرشك، و منتهي الرحمة من كتابك أن تصلي علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم عبدك و رسولك و أمينك في خلقك و آله، و أن تأذن لفرو هذا الهندي أن يتكلم بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا، ليكون ذلك عندهم آية من آيات اهل البيت، فيزدادوا ايمانا مع ايمانهم.



[ صفحه 121]



ثم رفع رأسه فقال: أيها الفرو تكلم بما تعلم من هذا الهندي قال موسي عليه السلام: فانتفضت الفروة و صارت كالكبش، و قالت: يابن رسول الله ائتمنه الملك علي هذه الجارية و ما معها، و أوصاه بحفظها حتي اذا صرنا الي بعض الصحاري، أصابنا المطر و ابتل جميع ما معنا، ثم احتبس المطر و طلعت الشمس، فنادي خادما كان مع الجارية يخدمه يقال له بشر و قال له: لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام، و دفع اليه دراهم، و دخل الخادم المدينة، فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبتها الي مضرب قد نصب لها في الشمس، فخرجت و كشفت عن ساقيها اذ كان في الأرض وحل و نظر هذا الخائن اليها وراودها عن نفسها، فأجابته، و فجر بها وخانك. فخر الهندي علي الأرض و قال: ارحمني فقد أخطأت، و أقر بذلك، ثم صار فروة كما كانت، و أمره أن يلبسها، فلما لبسها انضمت في حلقه و خنقته حتي اسود وجهه. فقال الصادق عليه السلام: أيها الفرو خل عنه، حتي يرجع الي صاحبه، فيكون هو أولي به منا فانحل الفرو و قال عليه السلام: خذ هديتك و ارجع الي صاحبك فقال الهندي: الله الله يا مولاي في، فانك ان رددت الهدية خشيت أن ينكر ذلك علي، فانه شديد العقوبة فقال: أسلم حتي أعطيك الجارية، فأبي فقبل الهدية ورد الجارية.

فلما رجع الي الملك رجع الجواب الي أبي عليه السلام بعد أشهر فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم الي جعفر بن محمد الامام عليه السلام من ملك الهند: أما بعد فقد كنت أهديت اليك جارية فقبلت مني ما لا قيمة له، و رددت الجارية فأنكر ذلك قلبي، و علمت أن الأنبياء و أولاد الأنبياء معهم فراسة، فنظرت الي الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتابا و أعلمته أنه جاءني منك بخيانة و حلفت أنه لا ينجيه الا الصدق، فأقر بما فعل و أقرت الجارية بمثل ذلك، و أخبرت بما كان من أمر الفرو و تعجبت من ذلك و ضربت عنقها و عنقه، و أنا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله و اعلم أني واصل علي أثر الكتاب. فما أقام الا مدة يسيرة حتي ترك



[ صفحه 122]



ملك الهند و أسلم و حسن اسلامه [2] .

و الذي في كتاب ثاقب المناقب: عن أبي الحسن علي بن محمد التقي عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر عليهم السلام قال في حديث طويل أنا أختصره: ان ملك الهند بعث بجارية رائعة الجمال الي أبي جعفر بن محمد عليه السلام مع بعض تحف و هدايا كثيرة، و كتب اليه:

بسم الله الرحمن الرحيم. من ملك الهند الي جعفر بن محمد الطاهر من كل نجس. أما بعد، هداني الله علي يدك فاني أهدي الي بعض عمالي جارية لم أر أحسن منها حسنا و لا أجمل منها جمالا، و لا أعظم منها خطرا، و لا أعقل منها عقلا، و لا أكمل منها كمالا أن أتخذ منها ولدا يكون له الملك بعدي فنظرت اليها فأعجبتني و أعجبني شأنها، فأقامت بين يدي يوما و ليلة أفكر فيها و في جلالتها، فلم أر أحدا يستأهلها غيرك، فبعثت بها اليك مع شي ء من الحلي و الحلل و الجواهر و الطيب، ثم جمعت من جميع وزرائي و عمالي و أمنائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، و اخترت من الألف مائة، و من المائة عشرة، و من العشرة واحدا و هو ميزاب بن جنان لم أجد في مملكتي رجلا أعقل منه و لا أشجع، فبعثت علي يده هذه الهدية، و هذه الجارية.

فلما وصل الرجل بما بعث معه اليه و دخل بعد دفع كثير و استشفاع قال له: ارجع أيها الخائن من حيث جئت بهديتك فقال: أبعد شقة بعيدة و مشقة شديدة و اقامة حول الباب لا تقبل هدية الملك؟! فقال: ليس لك عندي جواب، ما كنت بالذي أقبلها لأنك خائن فيما أتيت به و ائتمنت عليه» فقال: لا و الله لا خنتك و لا خنت الملك. فقال عليه السلام: فان شهد عليك بالخيانة بعض ثيابك تقر بالاسلام؟ قال: أو تعفيني عن ذلك و تسأل بما أحببت من بعد؟ فأمر به فخلع من أعلاه فرو، ثم أمر به فبسط في ناحية الدار، ثم



[ صفحه 123]



قام عليه السلام فصلي ركعتين فأطال في الركوع و السجود، و دعا بما أحب، ثم رفع رأسه، و قد علاه نور و قال: أيها الفرو الطائع لله تعالي تكلم بما تعلم منه، وصف لنا ما جني، فانبسط الفرو ثم انقبض و انضم حتي صار كالكبش الفاضل البازل [3] فسمعه من في المجلس و هو يقول:

يابن رسول الله الصادق، بعث اليك ملك الهند هذا الرجل و ائتمنه علي هذه الجارية و ما معه من المال، و أوصاه بحفظهما و حياطتهما فلم يزل علي ذلك حتي صرنا الي بعض الصحاري فأصابنا المطر حتي ابتل جميع ما معنا، فأقمنا في ذلك الموضع شهرا كاملا حتي طلعت الشمس و احتبس المطر، و علقنا ما معنا علي الحجر و الأشجار، فنادي خادما كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشير، فقال: يا بشير لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام الي أن تجف رواحلنا كنا قد أكلنا من طعام هذه المدينة، فدفع اليه دراهم كثيرة و دخل الخادم المدينة. فأمر ميزاب هذه الجارية أن تخرج من خيمتها الي مضرب قد نصب لها في الشمس و قال لها: لو خرجت الي هذا المضرب و نظرت الي هذه الأشجار و هذه المدينة التي قد أشرفنا عليها. فخرجت الجارية فاذا في الأرض وحل فكشفت عن ساقيها و سقط خمارها، فنظر الخائن اليها و الي حسنها و جمالها فراودها عن نفسها فأجابته، فبسطني في الأرض و أفرش علي الجارية و فجر بها و خانك يابن رسول الله، و هذا ما كان من قصته و قصتها، و أنا أسألك بالذي جمع لك خير الدنيا و الآخرة الا سألت الله تعالي ألا يعذبني بالنار لفجورهما علي تنجيسهما اياي.

قال موسي عليه السلام: فبكي الصادق عليه السلام و بكيت و بكي من في المجلس و اصفرت ألوانهم، قال: ففزع الميزاب و أخذته رعدة شديدة و خوف، فخر ساجدا لله و قال: قد علمت أن جدك كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما فارحمني رحمك الله، وليكن لك أسوة بأخلاق جدك، فلم يعلم الملك بما كان حالي و قصتي، و قد أخطأت. فقال عليه السلام: لا رحمتك أبدا



[ صفحه 124]



و لا تعطفت عليك الا أن تقر بما جنيت، قال: فأقر الهندي بما أخبرت به الفروة، قال: فلما لبسها و صارت في عنقه انضمت في حلقه و خنقته حتي اسود وجهه، فقال الصادق عليه السلام: أيها الفرو خل عنه فقالت الفرو: أسألك بالذي جعلك اماما الا أذنت لي أن أقتله، فقال له: خل عن النجس حتي يرجع الي صاحبه فيكون أولي به منا.

و في الحديث طول اقتصرنا منه علي موضع الحاجة، فمن أراد الجميع طلبه في موضعه فانه مشهور [4] .

و في رواية ابن شهرآشوب: قال: روي في المعجزات أنه استؤذن عليه لوافد ملك الهند ميزاب فأبي فبقي سنة محجوبا، فشفع فيه محمد بن سليمان الشيباني و أخوه يزيد، فأمر الصادق عليه السلام بطي الحصر، فلما دخل ميزاب الهندي برك علي ركبتيه و قال: أصلح الله الامام حجبتني سنة أهكذا تفعل أولاد الأنبياء؟ فأطرق عليه السلام رأسه ثم رفعه و قال: (و لتعلمن نبأه بعد حين) [5] ثم قرأ الكتاب فاذا فيه: أما بعد فقد هدانا الله علي يديك و جعلنا من مواليك و قد وجهنا نحوك بجارية ذات حسن و جمال و خطر و بصر مع شي ء من الطيب و الحلل و الحلي علي يد أميني. فقال له الامام عليه السلام: ارجع يا خائن الي من بعثك بهداياه، قال: أبعد سنة هذا جوابي؟ قال: هذا جوابك عندي، قال: و لم؟

قال: لخيانتك ثم أمر بفروته أن تبسط علي الأرض، ثم صلي ركعتين ثم سجد و قال في سجوده: اللهم اني أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهي الرحمة من كتابك أن تصلي علي محمد عبدك و رسولك و أمينك في خلقك و أن تنطق فروة هذا الهندي بلسان عربي مبين، ثم رفع رأسه، و قال: أيها الفرو الطائع لرب العالمين تكلم بما تعلم من هذا الهندي، و صف لنا ما



[ صفحه 125]



جني. قال: فانبسطت حتي ضاق عليها المكان، ثم قلصت [6] حتي صارت كشاة ثم قالت: يابن رسول الله ان الملك استأمنه عليها و كان أمينا حتي مطر عليهم و ابتل ثيابهم، فأنفذ خدامه الي شراء شي ء لينشف الثياب، فخرجت الجارية مكشوفة ساقيها، فهواها و ما زال يكايدها حتي باضعها علي فأسألك أن تجيرني من النار من فساد هذا الزاني، فجعل ميزاب يرتعد و يستعفي، فقال: لا أعفو عنك الا أن تقر بما جنيت، فأقر بجميع ذلك، فأمره أن يلبس الفروة، فلما لبسها خنق عليه حتي اسود عنقه، فأمرها عليه السلام أن تخلي عنه، ثم أمره أن يردها الي صاحبها، فلما ردها اليه خوفها الملك فذكرت له ما كان من الفروة فضرب عنق ميزاب [7] .


پاورقي

[1] سورة ص: الآية 88.

[2] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 299 ح 6.

[3] البازل: الكامل.

[4] الثاقب في المناقب: ص 398 ح 5.

[5] سورة ص: الآية 88.

[6] قلصت: اجتمعت و انضمت.

[7] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 242.


واي بر كسي كه ياريش نكند


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: دعوت كننده به خوبي كه خود اهل عمل نيست مانند تيراندازي است كه كمان ندارد.

محمد بن علي بن الحسين صدوق در كتاب عيون از ابوعبدون در حديثي از حضرت رضا از پدرش عليهماالسلام نقل مي كند كه فرمود:

شنيدم، پدرم حضرت صادق عليه السلام مي فرمود، خداوند عمويم: زيد را رحمت كند، او مردم را به امام پسنديده از آل محمد دعوت مي كرد و اگر پيروز مي شد به آن چه مي گفت، عمل مي كرد (و خود به فكر دعوي امامت نبود) و درباره ي خروج با من مشورت كرد. گفتم: عمو! اگر مي خواهي تو آن كشته ي دار كشيده ي در كناسه باشي راه خود را پيش بگير؛ و چون زيد رفت، پدرم فرمود:

واي بر آن كسي كه فرياد مظلومي او را بشنود و ياريش نكند.



[ صفحه 181]




في النهي عن القول بغير علم والافتاء بالرأي


محمّد بن يحيي العطّار، عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضّل بن مزيد [1] قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:

أنهاكَ عَن خِصلَتَينِ فيهِما هَلَكَ الرِّجالُ: أن تَدينَ اللهَ بِالباطِلِ، وَتُفتي النّاسَ بِما لا تَعلَمُ. [2] .

وَفي رواية اُخري:

الإمام الصادق عليه السلام: خِصلَتَينِ مُهلِكَتَينِ: تُفتي النّاسَ بِرَأيِكَ أو تَدينُ بِما لا تَعلَمُ. [3] .


پاورقي

[1] مفضّل بن مزيد (يزيد) أخو شعيب الكاتب، وروي الكشي حديثاً: يعطي أنّه كان شيعياً وعدّه الشيخ من أصحاب الباقرعليه السلام. (راجع: رجال الكشي: ج 2 ص 672، رجال الطوسي: ص 146 الرقم 1606، خلاصة الأقوال: ص 491، رجال ابن داوود: ص 351 الرقم 1564).

[2] الخصال: ص52 ح65، المحاسن: ج1 ص204 ح54 و55، بحار الأنوار: ج2 ص114 ح5.

[3] تحف العقول: ص369، دعائم الإسلام: ج2 ص536 ح1904 وفيه «قال لبعض أصحابه»، بحار الأنوار: ج78 ص252 ح108.


درس هاي اين وصيت


1. هر گاه نزد عالمي و يا بزرگي از اهل دين رفتيم، تقاضاي پند و نصيحت كنيم، زيرا كلمات و راهنمايي هاي دانشمندان دين نور است و براي زندگاني ما بركت مادي و معنوي به همراه دارد. در كلمات گهربار امام باقر عليه السلام آمده است كه فرمود: «العالم كمن معه شمعة تضيي ء للناس» ؛ [1] ؛علم عالم مانند چراغ و مشعلي است كه راه را روشن مي كند. كسي كه در تاريكي نور به همراه دارد، گم نمي شود و راه را درست طي مي كند و به مردم نيز نشان مي دهد.

2. تقوا؛ يعني پرهيزكاري و اطاعت از خداوند متعال و دوري از



[ صفحه 184]



گناه در آشكار و پنهان، و اين امر سبب تقرب الي الله و وسيله ي قبولي اعمال و عبادات مي باشد. قرآن كريم مي فرمايد:

(ان اكرمكم عندالله أتقيكم) [2] .

به درستي كه گرامي ترين شما در پيشگاه خداوند متعال، كساني هستند كه از همه تقواي آنان بيش تر است.

و در آيه ي ديگر چنين مي فرمايد:

(انما يتقبل الله من المتقين) [3] .

خداوند متعال فقط از اهل تقوا (عبادت و اطاعت را) مي پذيرد.


پاورقي

[1] تفسير منسوب به امام حسن عسكري عليه السلام، ص 342، ح 220؛ بحارالانوار، ج 2، ص 4، ح 7.

[2] حجرات، 13.

[3] مائده، 27.


طلوع الشمس و غروبها و المنافع في ذلك


فكر يا مفضل في طلوع الشمس و غروبها، لاقامة دولتي النهار و الليل، فلولا طلوعها لبطل أمر العالم كله، فلم يكن الناس يسعون في معائشهم، و يتصرفون في



[ صفحه 105]



امورهم، و الدنيا مظلمة عليهم، و لم يكونوا يتهنون بالعيش مع فقدهم لذة النور و روحه.. و الأرب في طلوعها ظاهر مستغني بظهوره عن الاطناب في ذكره، و الزيادة في شرحه... بل تأمل المنفعة في غروبها، فلو لا غروبها لم يكن للناس هدوء و لا قرار مع عظم حاجتهم الي الهدوء و الراحة لسكون ابدانهم و جموم حواسهم و انبعاث القوة الهاضمة لهضم الطعام، و تنفيذ الغذاء الي الأعضاء، ثم كان الحرص يستحملهم من مداومة العمل، و مطاولته علي ما يعظم نكايته في ابدانهم، فان كثيرا من الناس لولا جثوم هذا الليل بظلمته عليهم، لم يكن لهم هدوء و لا قرار، حرصا علي الكسب و الجمع و الادخار، ثم كانت الأرض تستحمي بدوام الشمس بضيائها، و يحمي كل ما عليها من حيوان و نبات، فقدرها الله بحكمته و تدبيره، تطلع وقتا و تغرب وقتا، بمنزلة سراج يرفع لأهل البيت تارة ليقضوا حوائجهم ثم يغيب عنهم مثل ذلك ليهدؤا و يقروا، فصار النور و الظلمة، مع تضادهما منقادين متظاهرين علي ما فيه صلاح العالم و قوامه.



[ صفحه 106]




وفاي به عهد و پيمان


وفاي به عهد و پيمان از شرايط زندگي است كه بدون رعايت آن اطمينان عمومي سلب خواهد شد. شكستن عهد و پيمان بلاي بزرگ اجتماعي است؛ زيرا كه سرمايه يك جامعه، اعتماد متقابل افراد اجتماع نسبت به يكديگر است و همين اعتماد متقابل است كه پشتوانه ي فعاليت هاي هماهنگ اجتماعي و همكاري مي باشد.

خداوند متعال در قرآن مجيد، حضرت اسماعيل پيامبر را به خاطر درستي وعده اش ستوده است:

«ياد كن در كتاب خدا، (شرح حال) اسماعيل را كه بسيار در وعده صادق و در عهد و پيمان خود استوار و پيغمبري بزرگوار بود». [1] .

امام صادق عليه السلام فرمود: بدين سبب او صادق الوعد ناميده شده كه به مردي در مكان معين وعده داده بود، و بنابر عهد خود يك سال در آنجا انتظار كشيد و آن مرد فراموش كرده بود. پس از آن كه آمد، حضرت اسماعيل به او گفت: اگر نمي آمدي، هميشه در اينجا منتظر تو مي بودم!. [2] .

در قرآن كريم خداوند، وفا به عهد و پيمان را امر نموده و فرموده است:

(و أوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا) [3] .

به عهد و پيمان خود وفادار باشيد، زيرا كه (روز قيامت) از عهد سؤال خواهد شد.

از حضرت رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم روايت شده كه فرموده است: آن كس كه به پيمان خود وفادار نباشد، دين ندارد. [4] .

موضوع عهد و پيمان از موضوعاتي است كه در ميان افراد بشر هيچ گونه تفاوتي درباره ي آن نيست و علاوه بر اين كه حق اسلامي و ديني است، يك حق انساني نيز مي باشد.



[ صفحه 114]



حضرت أميرالمؤمنين عليه السلام در فرمان مبارك خود به مالك اشتر مي فرمايد: در ميان واجبات الهي هيچ موضوعي همانند وفاي به عهد و پيمان در ميان مردم جهان - با تمام اختلافاتي كه در آراء و عقايد دارند - مورد اتفاق نيست. به همين جهت بت پرستان زمان جاهليت نيز پيمان را در ميان خود محترم مي شمردند. زيرا كه عواقب دردناك پيمان شكني را دريافته و آزموده بودند. [5] .

فرازهايي از شيوه ي وفاي به عهد و پيمان امام صادق عليه السلام در زندگي فردي و اجتماعي خويش را مي آوريم:


پاورقي

[1] سوره ي مريم، آيه ي 54.

[2] الكافي، ج 2، ص 105.

[3] سوره ي اسراء، آيه ي 134.

[4] بحارالأنوار، ج 16، ص 144.

[5] نهج البلاغه، نامه ي 53.


التعصب لأئمة المذاهب


تعددت عوامل التفرقة، و كثرت طرق الخلاف بين الطوائف، و تعصب كل الي جهة، فأهل الجرح و التعديل أدي بهم التعصب الي الحط مما يخالف مذهبهم فاستهان بعضهم ببعض، و اختلق بعضهم مكارم لبعض، فكم من مجروح عدلوه، و عادل جرحوه، و أعطف عليهم المؤرخين فانهم، ربما و ضعوا اناسا و رفعوا اناسا، اما لتعصب، أو لجهل، أو لمجرد اعتماد علي نقل من لا يوثق به أو غير ذلك.

يقول السبكي: «و الجهل في المؤرخين أكثر منه في الجرح و التعديل و كذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخا خاليا من ذلك، و أما تأريخ شيخنا الذهبي غفر الله له فانه علي حسنه و جمعه مشحون بالتعصب، فانه أكثر الوقيعة في أهل الدين الذين هم صفوة الخلق، و استطال بلسانه علي كثير من أئمة الشافعية و الحنفية و مال فافرط و مدح فزاد في المجسمة.

و يقول الحافظ صلاح الدين: ان الحافظ شمس الدين الذهبي لا شك في دينه و ورعه، ولكنه غلب عليه مذهب الاثبات و منافرة التأويل، و الغفلة عن التنزيه حتي أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا. [1] .



[ صفحه 195]



و علي أي حال فقد مالت الأهواء و أثرت النزعات فنفروا من الحقائق و لم يتقبلوها، فكتبوا بما توحيه اليهم أهواؤهم و أغراضهم، لا بما تقتضيه الحقيقة من حيث هي حقيقة لا تقبل الدجل و التدليس.

و تأصلت روح العداء، و تحيز كل إلي مذهبه، و غلوا في أئمتهم غلوا أخرجهم عن حدود الاتزان، و وضعوا في مدحهم ما شاءت رغباتهم بدون قيد و شرط، و توسعوا في وضع الأحاديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالبشائر بأئمة المذاهب كما أورد الحنفية مرسلا: أن آدم افتخر بي و أنا أفتخر برجل من أمتي اسمه النعمان، و بصورة أخري: الأنبياء يفتخرون بي و أنا أفتخر بابي حنيفة، من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني. [2] .

و توسعوا في الادعاءات لتصحيح مذهبه و وجوب اتباعه و ان عيسي يحكم بمذهبه و ان الله غفر له و لأهل مذهبه إلي يوم القيامة [3] و انه أعظم معجزة للنبي بعد القرآن.

و من ذلك قولهم إن الله خص أباحنيفة بالشريعة و الكرامة و من كرامته ان الخضر عليه السلام كان يجي ء إليه كل يوم وقت الصبح و يتعلم منه أحكام الشريعة إلي خمس سنين، فلما توفي ابوحنيفة دعا الخضر ربه فقال: يا رب ان كان لي عندك منزلة فاذن لأبي حنيفة حتي يعلمني من القبر علي عادته حتي اعلم الناس شرع محمد علي الكمال ليحصل لي الطريق، فاجابه ربه إلي ذلك. و اتم الخضر دراسته علي أبي حنيفة و هو في قبره في مدة خمس و عشرين سنة إلي آخر ما في هذه الاسطورة التي تتلي في مجالس الحنفية في الهند و مساجدهم [4] و قد صنعت في عصور التعصب. و لو بعث أبوحنيفة لأقام الحد علي هؤلاء المتجرئين بالكذب و الافتراء علي مقام الانبياء، و لخر صعقا إلي الأرض و عفر خده فهو يعرف نفسه، ولكنهم أرادوا أن يحسنوا فأساءوا و يقول شاعرهم لتأييد صحة مذهبه و ترجيحه علي غيره.



غذا مذهب النعمان خير المذاهب

كذا القمر الوضاح خير الكواكب



مذاهب أهل الفقه عندي تقلصت

و اين عن الروسي نسج العناكب



و يقول الشاعر الشافعي:



مثل الشافعي في العلماء

مثل البدر في نجوم السماء



قل لمن قاسه بنعمان جهلا

أيقاس الضياء بالظلماء



[ صفحه 196]



و المالكية يدعون لامامهم أمورا، منها انه مكتوب علي فخذه بقلم القدرة مالك حجة الله في أرضه، و انه يحضر الأموات من أصحابه في قبورهم و ينحي الملكين عن الميت و لا يدعهما يحاسبانه علي أعماله، [5] و منها انه القي كتابه الموطأ في الماء فلم يبتل و يقول شاعرهم:



إذا ذكروا كتب العلوم فحي هل

بكتب الموطأ من تصانيف مالك



فشد به كف الصيانة تهتدي

فمن حاد عنه هالك في الهوالك



و يقول الحنبلي:



سبرت شرائع العلماء طرا

فلم أر كاعتقاد الحنبلي



فكن من أهله سرا و جهرا

تكن أبدا علي النهج السوي



و يقول آخر:



أنا حنبلي ما حييت و ان امت

فوصيتي للناس أن يتحنبلوا



و الحنابلة يقولون: أحمد بن حنبل امامنا فمن لمن يرض فهو مبتدع، فما أكثر المبتدعين في نظرهم علي هذه القاعدة.

و تقولوا علي الشافعي قوله: من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر، فقيل له: أتطلق عليه اسم الكفر؟ فقال: نعم، من أبغض أحمد عاند السنة، و من عائد السنة قصد الصحابة و من قصد الصحابة أبغض النبي صلي الله عليه و آله و سلم و من أبغض النبي صلي الله عليه و آله و سلم كفر بالله العظيم. [6] .

و اني استبعد صدور هذا القول من الشافعي و هو في مكانته ولكن الغلو لا يقف عند حد و لا يتقيد بشرط، و إلا فلماذا لا يسمي من أبغض عليا كافرا؟ مع انا نراهم يعظمون المتوكل العباسي و يسمونه بناصر السنة ويحوكون له المناقب و الفضائل و هو هو في تحامله علي علي عليه السلام و بغضه له، و تقريبه من عرف بالنصب و العداء له: كعمر بن فروخ، و ابوالسمط، و عبدالله بن محمد بن داود، و علي بن الجهم و غيرهم من حزبه و أعوانه، حتي انه كان لا يأنس إلا بنقص علي عليه السلام و الحط من كرامته، و كان يقصد من يبلغه عنه انه يتولي عليا و أهل بيته فيأخذ ماله و يهدر دمه. ولكنهم لم يلتفتوا إلي هذا الخطأ فوسموه بأنه ناصر السنة، و أنه من أهل الجنة، و من أولياء الله و مجاوريه في حظيرة القدس، و جعلوه في عداد ابي بكر و عمر بن عبدالعزيز. [7] .



[ صفحه 197]



و كذلك حزبه النواصب و سموهم بالسنة. و قال ابن الجوزي في مناقب أحمد: و كان علي بن الجهم من أهل السنة حسن الرأي في أحمد.

فعلي هذا ان كل من كان حسن الرأي في أحمد هو من أهل السنة و ان أساء الرأي في جميع المسلمين و نال منهم؟! قاتل لله الغلو كيف يحيد بصاحبه عن طريق الحق.

و كذلك يقولون: انه ما قام بامر الاسلام أحد بعد رسول الله ما قام به أحمد بن حنبل و لا ابوبكر الصديق مثله، و ان الله جل و علا كان يزور قبره إلي آخر ما هنالك من مناقب مبعثها الجهل و التعصب.

و يحدثنا الشيخ عبدالله بن محمد الهروي اذ يقول: قصدت أباحاتم بن جاموس بالري، و كان مقدم أهل السنة، و قد أمر السلطان محمود أن علي كل من دخل الري أن يعرض اعتقاده علي الشيخ أبي حاتم، قال: فلما قربت من الري كان معي رجل في الطريق، فسألني عن مذهبي؟ فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به، و هذه بدعة و أخذ بثوبي و قال: لا أفارقك حتي تذهب إلي الشيخ ابي حاتم، فذهب بي إلي داره باخبره بذلك، فقال الشيخ: دعه فكل من لم يكن حنبليا فليس بمسلم. [8] .

فسائر أهل المذاهب الاسلامية أجمع في نظر هذا الشيخ كفار و ما أعظمها من قسوة في الحكم، و ما أبعد هذا الشيخ عن الانتساب لمنزلة العلم، ولكن حكم العاطفة العمياء يسلب الرجل رشده، و للعصبية وقعها و طابعها الخاص.


پاورقي

[1] طبقات الشافعية ج 1 ص 190.

[2] الدر المختار في شرح تنوير الابصار ج 1 ص 53 و 54.

[3] الدر المختار في شرح تنوير الابصار ج 1 ص 52 و 54.

[4] كتاب الياقوت في الوعظ لابي الفرج علي بن الجوزي ص 48.

[5] مشارق الانوار للعدوي ص 288.

[6] طبقات الحنابلة ج 1 ص 13.

[7] النجوم الزهراة 325: 2.

[8] تذكرة الحفاظ ج 3 ص 375.


اول من دون العلم


هذا تمهيد لأبحاث تأتي فيما بعد حول علم الحديث و سائر العلوم، فان لعلم الحديث أهمية كبري، فهو المدار لتفصيل الأحكام و تبيين الحلال من الحرام، و قد اعتني رجال الأمة في معرفة الأحاديث النبوية، و سنتعرض لبيان أقسام و صفات رواته بما له تمام الصلة بموضوعنا، و الكلام هنا يقع حول أمرين:

1 - في أي عصر ظهر التدوين، هل هو في الصدر الأول، أم في العهد الأموي، أم في العهد العباسي؟

2 - في تعيين أول من دون في الإسلام.

اختلفت أقوال المؤرخين في ذلك، فمن قائل: إن التدوين ظهر في عهد الصحابة، و منهم من يقول: إنه في آخر العهد الأموي، و أن عمر بن عبدالعزيز المتوفي سنة 101 ه أمر بجمع السنن فكتب دفاتر فبعث بها إلي كل بلد، أو أنه أمر ابن شهاب الزهري بالتدوين، إلي غير ذلك من الاختلاف في الأقوال. و ها نحن ذا ندرس الموضوع لنقف علي حقيقة الأمر و الواقع، و لا مشاحة فطن حركة التأليف كانت في العصر العباسي قوية و النزعة الي ذلك شديدة، لتشجيعهم الحركة العلمية، و انتعاش العلوم في ظل سلطانهم، لأنهم يحاولون أن يصبغوا الدولة صبغة دينية و جعل امورها علي منهاج شرعي كما اقتضت سياستهم لذلك، و قد مر بيانه.

و هنا لا بد لنا أن نتعرض للأقوال في تدوين العلم لاستكشاف الحقائق و معرفة السابق إلي التدوين في الإسلام.

قال السيوطي في شرح الموطأ: أخرج الهروي في ذم الكلام من طريق الزهري: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن و استشار فيه أصحاب رسول الله. فأشار عليه عامتهم في ذلك، فلبث شهرا يستخير الله في ذلك شاكا فيه، ثم أصبح يوما و قد عزم الله له فقال: إني ذكرت لكم من كتابة السنن ما قد علمتم، ثم تذكرت فإذا أناس من أهل الكتاب من قبلكم كتبوا



[ صفحه 544]



مع كتاب الله كتبا، فأكبوا عليها و تركوا كتاب الله، و إني و الله لا ألبس كتاب الله بشي ء. فترك كتابة السنن. [1] .

و كان كثير من الصحابة و التابعين يكره كتابة العلم و تخليده في الصحف كعمر، و ابن عباس، و الشعبي، و قتادة و من ذهب مذهبهم.

قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم: «من كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهين: أحدهما أن يتخذ مع القرآن كتاب يضاهي به، و لئلا يتكل الكاتب علي ما يكتب، فلا يحفظ فيقل الحفظ».

و هذا هو رأي عمر و ما أدي اليه اجتهاده في ذلك. و قال ابن عبد البر أيضا: كان اعتماد الصحابة أولا علي الحفظ و الضبط في القلوب غير ملتفتين إلي التدوين، فلما انتشر الإسلام و تفرقت الصحابة و مات معظمهم مست الحاجة إلي تدوين الحديث و تقييده بالكتابة. [2] .

و بهذا يظهر أن التدوين عندهم متأخر عن الصدر الأول، كما مر من رأي عمر في ذلك، و يذهب الغزالي إلي أن حدوث التدوين كان في سنة 120 ه و بعضهم يري أنه قبل ذلك في عهد عمر بن عبدالعزيز.

جاء في الموطأ أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلي أبي بكر بن محمد بن عمر ابن حزم: أن انظر ما كان من حديث رسول الله أو سنته فاكتبه، فإني خفت دروس العلم و ذهاب العلماء، و أوصاه أن يكتب له ما عند عمرة بنت عبدالرحمن الأنصارية و القاسم بن محمد بن أبي بكر. و أخرج أبو نعيم في تاريخ أصفهان عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلي الآفاق: «انظروا إلي حديث رسول الله فاجمعوه».

و أبوبكر بن محمد بن عمر هذا كان أنصاريا مدنيا، ولي القضاء علي المدينة لسليمان بن عبدالملك و لعمر بن عبدالعزيز، و توفي سنة 120 ه، و كانت ولاية عمر بن عبدالعزيز سنة 99 ه إلي سنة 101 ه، فعلي هذه الرواية قد يكون أمر أبوبكر بالجمع حول سنة 100 ه. يقول الدكتور أحمد أمين: ولكن هل نفذ هذا الأمر؟ كل ما نعلمه أنه لم تصل إلينا هذه المجموعة و لم يشر إليها - فيما نعلم - جامعو الحديث بعد. و من أجلي هذا شك بعض الباحثين من المستشرقين



[ صفحه 545]



في هذا الخبر، إذ لو جمع شي ء من هذا القبيل لكان من أهم المراجع لجامعي الحديث، ولكن لا داعي إلي هذا الشك فالخبر يروي لنا أن عمر أمر. و لم يرو لنا أن الجمع تم. فلعل موت عمر سريعا عدل بأبي بكر عن أن ينفذ ما أمر به [3] فلما جاء العصر العباسي و انتصف القرن الثاني بدأ التأليف في الحديث، كما بدأ في العلوم الأخري، و وجدت هذه النزعة إلي تدوين الحديث في أمصار مختلفة و في متقاربة، ففي مكة جمع الحديث ابن جريح المتوفي سنة 150 ه (الرومي الأصل) و لم يوثقه البخاري، و قال: «إنه لا يتابع في حديثه» و في المدينة محمد بن اسحاق المتوفي سنة 151 ه و مالك بن أنس المتوفي سنة 179 ه، و بالبصرة الربيع بن صبيح المتوفي سنة 160 ه، و سعيد بن أبي عروبة المتوفي سنة 156 ه، و حماد بن سلمة المتوفي سنة 176 ه، و بالكوفة سفيان الثوري المتوفي 161 ه و بالشام الأوزاعي المتوفي سنة 156 ه، و باليمن معمر المتوفي سنة 153 ه، و بخراسان ابن المبارك المتوفي سنة 181 ه، و بمصر الليث بن سعد المتوفي سنة 175 ه.

قال في كشف الظنون: و اعلم أنه اختلف في أول من صنف في الإسلام فقيل الإمام عبدالعزيز بن جريح البصري المتوفي سنة 155 ه، و قيل أبو النضر سعيد بن عروبة المتوفي سنة 156 ه، ذكرهما الخطيب البغدادي. و قيل ربيع ابن صبيح المتوفي سنة 160 ه ثم صنف سفيان بن عيينة المتوفي سنة 198 ه و مالك بن أنس بالمدينة، و عبدالله بن وهب المتوفي سنة 198 ه بمصر، و عبدالرزاق باليمن، و محمد بن فضيل بن غزوان بالكوفة، و حماد بن سلمة و روح بن عباد بالبصرة، و هيثم المتوفي سنة 183 ه بواسط، و عبدالله بن المبارك المتوفي سنة 182 ه بخراسان.

قال الغزالي في الاحياء: بل الكتب و التصانيف محدثة لم يكن شي ء منها في زمن الصحابة و صدر التابعين، و إنما حدثت بعد سنة 120 ه و من الهجرة و بعد وفاة جميع الصحابة و جل التابعين، و بعد وفاة سعيد بن المسيب و الحسن و خيار التابعين، بل كان الأولون يكرهون كتب الأحاديث و تصنيف الكتب لئلا يشتغل الناس بها عن الحفظ و عن القرآن و عن التدبر و التذكر و قالوا: احفظوا كما كنا نحفظ... و كان أحمد بن حنبل ينكر علي مالك تصنيف الموطأ، و يقول: ابتدع ما لم تفعله الصحابة، و قيل أول كتاب صنف في الإسلام



[ صفحه 546]



كتاب ابن جريح في الآثار و حروف التفاسير عن مجاهد و عطاء و أصحاب ابن عباس بمكة، ثم كتاب معمر بن راشد الصنعاني المتوفي سنة 154 ه باليمن جمع فيه سننا مأثورة نبوية، ثم كتاب الموطأ بالمدينة لمالك، ثم جامع سفيان الثوري، ثم في القرن الرابع حدثت مصنفات في الكلام، و كثر الخوض في الجدال، و الخوض في إبطال المقالات. [4] .

و قال ابن عبد البر عن عبدالعزيز الداروردي قال: أول من دون العلم و كتبه ابن شهاب. و عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: كنا نكتب الحلال و الحرام. و كان ابن شهاب يكتب كل ما سمع.

و قال السيوطي: أول القضاة بمصر سجل سجلا بقضائه سليم بن عز: قضي في ميراث و أشهد فيه، و كتب كتابا بالقضاء و أشهد فيه شيوخ الجند، فكان أول القضاة تسجيلا، و كانت ولايته من سنة 40 ه إلي موت معاوية، فتري من هذا أن الجمع بدأ في أوائل النصف الثاني من القرن الثاني - غالبا - و أن الفكرة فشت في الأمصار المختلفة، و من الصعب تحديد أي مصر كان له السبق، إلا إذا اعتبرنا أن ابن جريح في مكة كان أسبق هؤلاء العلماء موتا، فيكون أسبقهم تأليفا، و ربما قلد في ذلك، و عمت الفكرة في الأمصار من طريق الحج، فالعلماء الذين رحلوا إلي مكة أخذوا فكرة جمع الحديث منها أثناء حجهم، و نشروها في بلادهم، و جمعوا ما في مصرهم من الحديث، كما جمع ابن جريح أحاديث مصره.


پاورقي

[1] تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ص 35.

[2] جامع بيان العلم ص 34.

[3] ضحي الاسلام ج 3 ص 607 - 606.

[4] الأحياء ج 2 ص 144 - 143.


نسبه و نشأته


أبوعبدالله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب ابن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبدمناف.

ولد سنة 150 ه نهار الجمعة آخر يوم من رجب و قيل في اليوم الذي مات فيه أبوحنيفة، و قيل غير ذلك علي اختلاف الأقوال.

و اختلفوا في محل ولادته فقيل بغزة، أو عسقلان، أو اليمن و هنا قول شاذ: أنه ولد بمكة، و قد اجهد أصحاب المناقب أنفسهم بالجمع بين هذه الروايات و لا حاجة لذكرها هنا.

أما وفاته فكانت سنة 204 ه بمصر، و حمل علي الأعناق من فسطاط حتي دفن في مقبرة بني زهرة، و تعرف بتربة ابن عبدالحكم و فيه يقول الشاعر:



أكرم به رجلا ما مثله رجل

مشارك لرسول الله في نسبه



أضحي بمصر دفينا في مقطمها

نعم المقطم و المدفون في تربه [1] .



[ صفحه 177]



و المطلب الذي ينتهي اليه الشافعي هو أحد أولاد عبدمناف الأربعة، و هم: المطلب و هاشم و عبد شمس جد الأمويين، و نوفل. و المطلب هو الذي ربي عبدالمطلب ابن اخيه هاشم جد النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

فالشافعي بهذا السياق قرشي النسب، يلتقي مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم في عبدمناف. هذا ما عليه الأكثر.

و ذهب بعضهم: أن الشافعي لم يكن قرشيا بالنسب بل كان قرشيا بالولاء. فهو مولي لهم و ليس منهم، لأن شافعا جده كان مولي لأبي لهب، فطلب من عمر أن يجعله من موالي قريش فامتنع، فطلب من عثمان ذلك ففعل، فعلي هذا التقدير يكون الشافعي من موالي قريش كما ذكر ذلك بعض المالكية و الحنفية.

و أما أمه فهي من الأزد و كنيتها أم حبيبة كما ذكر ذلك الساجي، و الأبري و البيهقي و الخطيب و الاردستاني و غيرهم.

و قيل: انها أسدية، مستدلين علي ذلك بما روي عن الشافعي: أنه لما قدم مصر سأله بعضهم أن ينزل عنده فأبي و قال: أنزل علي أخوالي الأسديين فنزل عليهم [2] .

و قيل انها فاطمة بنت عبدالله، أؤ عبيد بن الحسين بن الحسن بن علي بن ابي طالب، قال الرازي: و هذا القول شاذ رواه الحاكم، و ضعفه البيهقي، و ذهب المقري الي نفيه، و لكن السبكي ذهب الي تأييده و ليس له شاهد علي ذلك.

و قيل أيضا: انها فاطمة بنت عبدالله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أو أنها بنت عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط [3] .

و علي أي حال: ان الادعاء بكرامة قرشية علوية مخالف لما عليه الاجماع و علماء النسب، ولكن ذلك نصب محض و ادعاء يخالف ما جاء عن الشافعي في عدة روايات: أن أمه أزدية لا قرشية و انعقد الاجماع علي ذلك.

أما أبوه ادريس فلم يفصح التاريخ عن شي ء من حياته و سيرته و وفاته، و لم يحتفظ الا بالاسم فقط فليس له ترجمة في جميع الكتب التي ذكرت الشافعي، و لا في غيرها من كتب الحديث و الرجال و الأدب.

و بذلك حرمنا معرفة كثير من الأمور التي نود أن نعرفها عن حياة ادريس والد هذا الامام العظيم. و قد ذكر بعضهم أشياء مرتجلة لا صحة لها كقول هداية الله الحسيني: ان والد الشافعي سلمه للتفقه الي مسلم بن خالد الزنجي



[ صفحه 178]



مفتي مكة. و هذا غير صحيح بالاجماع، لأن جميع الروايات متضافرة علي أن الشافعي نشأ يتيما في حجر أمه، و تولت تربيته عندما خشيت عليه الضيعة فأرسلته الي مكة و هو ابن عشر سنين.

فالشافعي اذا لم يترب في ظلال أبيه و لم يتول ذلك الا أمه، و لا نعلم أنه عرف أباه و حدث عنه، كما لا نعلم هل ولد الشافعي في حياة أبيه أم أنه مات أبوه و هو حمل في بطن أمه؟ و هل أن ادريس كان في مكة و رحل الي اليمن. و ما هي أسباب رحلته؟ كل ذلك مجهول و في ذمة التاريخ.

و جاء في مقدمة كتاب الام: أن والد الشافعي كان رجلا حجازيا فقيرا خرج مهاجرا من مكة الي الشام و أقام ب «غزة» و «عسقلان» ببلاد فلسطين، ثم مات بعد ولادة الشافعي بقليل.

و لكن هذا القول لم يستند الي نص تاريخي، و أيا كان فالروايات مختلفة و الأقوال متفرقة في ولادته و محلها، و هجرته و وقتها و كذلك رحلاته المتعددة و تحصيله للعلم بأي زمن. فهل كان من صغر سنه أم بعد نشأته. و كذلك دخوله الي مكة فقيل: انه لما بلغ من العمر سنتين و أصبح قرة عين والدته، فرأت أمه أن تحمله الي مكة المكرمة، صونا لنسبه من الضياع اذا بقي في غزة فهاجرت به، و نزلت بجوار الحرم بحي يقال له «شعب الخيف» و لما ترعرع أرسلته أمه الي الكتاب و حفظ القرآن و عمره سبع سنوات. و قيل: ان الشافعي ولد بغزة و حمل الي عسقلان و دخل مكة و هو ابن عشر.


پاورقي

[1] مناقب الشافعي للفخر الرازي ص 5 - 3 و هامش الانتقاء لابن عبدالبر ص 66 و الشافعي لمحمد ابوزهرة ص 15.

[2] طبقات الشافعية ج 1 ص 100.

[3] مناقب الرازي 6 و طبقات السبكي ج 1 ص 249 - 100 و توالي التأسيس ص 46، و مشارق الأنوار للعدوي ص 181 و غيرها.


غسل اليدين


اتفق المسلمون علي أن غسل اليدين و الذراعين من فروض الوضوء، و اختلفوا في موضعين:

الأول في ادخال المرافق فيها، فذهب الجمهور، و مالك، و الشافعي، و أبوحنيفة [1] و أحمد بن حنبل [2] ، الي وجوب ادخالهما في الغسل، و هو مذهب الشيعة و ذهب بعض أهل الظاهر، و بعض متأخري أصحاب مالك، و زفر بن الهذيل - من أصحاب أبي حنيفة - و الطبري الي أنه لا يجب ادخالها في الغسل.

الثاني: كيفية الغسل؛ فمذهب الشيعة أن الابتداء بالغسل من المرافق الي أطراف الأصابع، و لا يجوز غسلها من الأصابع الي المرافق، لأن الي في الآية الكريمة بمعني مع كقوله تعالي: (تأكلون أموالهم الي أموالكم) و قوله تعالي: (من أنصاري الي الله) و أراد بذلك (مع).

و انها لبيان المغسول لا لكيفية الغسل و يحتاج ذلك الي بيان، و قد ثبت عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم من طريق أهل البيت أنه صلي الله عليه و الله و سلم غسل من المرافق الي أطراف الأصابع.


پاورقي

[1] بداية المجتهد ج 1 ص 10.

[2] الروض الندي ص 36.


اصبغ بن نباتة


ابوالقاسم أصبغ بن نباته [1] : التميمي ثم الحنظلي الكوفي. خرج حديثه ابن ماجة روي عنه سعيد بن طريف، و الاجلح و فطر بن خليفة و محمد بن السائب الكلبي و غيرهم.

كان من خواص الامام علي عليه السلام و كان علي شرطته. قال ابن حبان: اصبغ فتن بحب علي فأتي بالطامات.



[ صفحه 515]



و قال ابن عدي عامة ما يرويه عن علي عليه السلام لا يتابعه عليه احد، و هو بين الضعف ثم قال: و اذا حدث عنه ثقة فهو عندي لا بأس بروايته.

و قال العجلي: اصبغ كوفي تابعي ثقة. و قال ابن سعد. اصبغ كان شيعيا و كان يضعف في روايته و كان علي شرطة علي عليه السلام. و قال ابواحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، و قال الجوزجاني: زائغ.

و لابد هنا بأن نشير الي ما يبدو من كلمة ابن عدي بأن اصبغ بن نباتة ثقة و لكنه مكذوب عليه و هذا غير بعيد أن يضع المغرضون عنه أخبارا غير صحيحة لتنسب الي شيعة علي عليه السلام حتي يكون طريق للوقيعة فيهم و هذا كثير في تلك العصور.

و الغرض أن اصبغ من الثقات و من خواص اميرالمؤمنين و لكن تحاملهم عليه لشدة حبه لعلي عليه السلام.


پاورقي

[1] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 362: 1 و ميزان الاعتدال 165: 1 و الخلاصة للخزرجي 33 و تقريب التقريب 81: 1 و الجرح و التعديل لابن ابي حاتم 1 - قسم 1 و غيرها.


محمد بن أبي حمزة الثمالي


من أصحاب الامام الصادق الثقات الموالين له عليه السلام و مع ذلك كان داخلا في عداد أجهزة الدولة.

التمس محمد بن سعيد من الصادق عليه السلام رقعة الي محمد بن أبي حمزة الثمالي، في تأخير خراجه فقال عليه السلام قل له: سمعت جعفر بن محمد يقول: من أكرم لنا مواليا فبكرامة الله تعالي بدأ، و من أهانه فلسخط الله تعرض، و من أحسن الي شيعتنا فقد أحسن الي أميرالمؤمنين، و من أحسن الي أميرالمؤمنين، فقد أحسن الي رسول الله، و من أحسن الي رسول الله فقد أحسن الي الله، و من أحسن الي الله كان و الله معنا في الرفيع الأعلي.



[ صفحه 346]



قال: فاتيته و ذكرته، فقال: بالله سمعت هذا الحديث من الصادق عليه السلام؟

فقلت: نعم. فقال: اجلس. ثم قال: يا غلام ما علي محمد بن سعيد من الخراج؟

قال: ستون ألف درهم.

قال: امح اسمه من الديوان.

و أعطاني بدرة، و جارية، و بغلة بسرجها و لجامها.

قال: فاتيت أباعبدالله فلما نظر الي تبسم و قال: يا أبامحمد تحدثني أو أحدثك؟

فقلت: يا ابن رسول الله منك أحسن، فحدثني و الله الحديث كأنه معي [1] .

فالامام عليه السلام يده غير طائلة للنفوذ في الحكم، و قد يمنن عليه أصحاب النفوذ، و قد تعرف من جراء ذلك أصحابه، فلذا كان الموالون المتسترون هم الآلة التي يتوصل بها الامام عليه السلام الي غايته.


پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 47 / 179.


في بعض أحكام الاجارة و المزارعة و المساقاة


و فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولي: اجارة الأرض بطعام معلوم حاضرا أو في الذمة:

مذهب الامام جعفر الصادق: لا تصح اجارة الأرض بطعام معلوم حاضرا أو في الذمة. نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار و غيره [1] .

و روي ذلك عن الحسن البصري و طاوس و اسحاق و الباقر و الناصر، و اليه ذهب مالك و أحمد [2] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن جابر بن عبد الله قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و سلم عن كراء الأرض...» [3] .

2- ما روي عنه أيضا قال: «نهي رسول الله صلي الله عليه و سلم أن يؤخذ بالأرض أجر أو



[ صفحه 217]



حظ» [4] .

و قال أبوحنيفة و الشافعي: يجوز كراء الأرض بالذهب و الفضة و بالطعام الموصوف المعلوم، و بكل ما يصلح أن يكون أجرة.

و قال بعض العلماء: يجوز كراء الأرض مطلقا سواء كانت الأجرة ذهبا أو فضة أو غير ذلك.

روي ذلك عن جابر بن عبدالله و مجاهد و عكرمة و ابن سيرين و عطاء و مكحول و غيرهم و هو قول ابن حزم [5] .

المسألة الثانية: حكم المزارعة:

و قد سبق الكلام عنها عند الاحتجاج بالسنة.

المسألة الثالثة: حكم المساقاة:

و قد سبق الكلام عنها عند الاحتجاج بالسنة.


پاورقي

[1] البحر الزخار: 5 / 38 - البيان الشافي: 3 / 15.

[2] المصدر السابق - المغني: 5 / 583 - المحلي: 8 / 217 - المدونة: 11 / 543 - شرح منح الجليل: 3 / 745.

[3] مسلم بشرح النووي: 10 / 196.

[4] المصدر السابق 10 / 197.

[5] انظر: المصادر السابقة - فتح الباري: 5 / 422 - شرح مسلم للنووي: 10 / 189 - عمدة القاري: 2 / 148 - الأشراف: 2 / 63 - مختصر الطحاوي: 132 - شرح معاني الآثار: 4 / 117 - القوانين الفقهية: 282 - بداية المجتهد: 2 / 224.


العبد و الاختيار


قال: فالعمل الصالح من العبد هو فعله، و العمل الشر من العبد هو فعله؟

قال عليه السلام: العمل الصالح من العبد بفعله و الله به أمره، و العمل الشر من العبد بفعله و الله عنه نهاه.

قال: أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه؟

قال عليه السلام: نعم، ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر علي الشر الذي نهاه عنه.

قال: فالي العبد من الأمر شي ء؟

قال عليه السلام: ما نهاه الله عن شي ء الا و قد علم أنه يطيق تركه، و لا أمره بشي ء، الا و قد علم أنه يستطيع فعله، لأنه ليس من صفته الجور، و العبث، و الظلم، و تكليف العباد ما لا يطيقون.

قال: فمن خلقه الله كافرا، أيستطيع الايمان، و له عليه بتركه الايمان حجة؟



[ صفحه 69]



قال عليه السلام: ان الله خلق خلقه جميعا مسلمين، أمرهم و نهاهم، و الكفر اسم يلحق الفعل [1] حين يفعله العبد، و لم يخلق الله العبد حين خلقه كافرا، انه انما كفر من بعد أن بلغ وقتا لزمته الحجة من الله، فعرض عليه الحق فجحده، فبانكاره الحق صار كافرا.

قال: أفيجوز أن يقدر علي العبد الشر و يأمره بالخير، و هو لا يستطيع الخير أن يعمله، و يعذبه عليه؟

قال عليه السلام: انه لا يليق بعدل الله و رأفته أن يقدر علي العبد الشر و يريده منه، ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه، و الانزاع عما لا يقدر علي تركه، ثم يعذبه علي تركه أمره الذي علم أنه لا يستطيع أخذه.


پاورقي

[1] و في نسخة: الفاعل.


سماعة


سماعة بن مهران الحضرمي الكوفي، روي عن أبي عبدالله و أبي الحسن عليهماالسلام، مات بالمدينة، و له حديث كثير في الفقه و روي كثيرا من زيارات الأئمة و من دعاء الصادق عليه السلام، و له كتاب رواه عنه ثقات الرواة، و منهم جماعة ممن أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم، و قد نسبوه الي الوقف و لم يثبت، و علي أي حال فهو ثقة في الرواية من دون ريب.


الامام الصادق في « الفصول المهمة » لابن الصباغ


مقتطفات مما نقله ابن الصباغ المالكي المتوفي سنة 855 في كتابه:« الفصول المهمة » .

قال أحمد بن عمر بن المقداد الرازي:وقع ذباب علي وجه المنصور ، فذبه فعاد حتي أضجره ، و كان عنده جعفر بن محمد عليه السلام في ذلك الوقت ، فقال المنصور:يا أباعبدالله لم خلق الله الذباب ؟ قال:ليذل به الجبابرة ، فسكت المنصور ] علي مضض [ .

و قيل كان رجل من أهل السواد يلازم مجلس جعفر الصادق عليه السلام و يقعد طويلا مقعده ، ففقده في بعض الأيام فسأل عنه ، فقال له رجل يريد أن ينقصه عنده:انه رجل قبطي . فقال جعفر:أصل الرجل عقله ، و حسبه دينه و كرمه و تقواه ، و الناس في آدم مستوون . فخجل الرجل .

و حدث عبدالله بن الفضل بن الربيع ، قال:حج المنصور في سنة سبع



[ صفحه 424]



و أربعين و مائة ، قدم المدينة ، قال للربيع ابعث الي جعفر بن محمد من يأتينا به سعيا ، قتلني الله ان لم أقتله ، فتغافل الربيع عنه و ناساه ، فأعاد عليه في اليوم الثاني و أغلظ له في القول ، فأرسل اليه الربيع ، فلما حضر قال له الربيع:يا أباعبدالله ، اذكر الله تعالي فانه قد أرسل اليك ما لا دافع له غير الله ، و اني أتخوف عليك . فقال جعفر:لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم . ثم ان الربيع دخل به علي المنصور ، فلما رآه المنصور أغلظ له بالقول ، فقال:يا عدو الله ، اتخذك أهل العراق اماما يجيئون اليك زكاة أموالهم ، تلحد في سلطنتي و تتبع الي الغوائل ، قتلني الله ان لم أقتلك . فقال جعفر:يا أميرالمؤمنين ، ان سليمان اعطي فشكر ، و ان أيوب ابتلي فصبر ، و ان يوسف ظلم فغفر ، فهؤلاء أنبياء الله و اليهم يرجع نسبك ، و لك فيهم اسوة حسنة . فقال المنصور:أجل ، لقد صدقت يا أباعبدالله ، ارتفع الي ههنا عندي ، ثم قال:ان فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك . فقال:أحضره يا أميرالمؤمنين ليوافقني علي ذلك ، فاحضر الرجل الذي سعي به الي المنصور . فقال له المنصور:أحقا ما حكيت لي عن جعفر . فقال:نعم يا أميرالمؤمنين . قال جعفر:فاستحلفه علي ذلك ، فبدر الرجل و قال:و الله العظيم الذي لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد و لم يولد ، و لم يكن له كفوا أحد ، و أخذ يعد في صفات الله ، فقال جعفر:يا أميرالمؤمنين ، يحلف بما أستحلفه به و يترك يمينه هذا ، فقال المنصور:حلفه بما تختار ، فقال جعفر عليه السلام:قل برأت من حول الله و قوته ، و التجأت الي حولي و قوتي ، لقد فعل كذا و كذا ، فامتنع الرجل ، فنظر اليه المنصور منكرا ، فخلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض و قضي ميتا مكانه في المجلس ، فقال المنصور:جروا برجله و أخرجوه لعنه الله ، ثم قال:لا عليك يا أباعبدالله ، أنت بري ء الساحة ، السليم الناحية ، المأمون الغائلة ، علي بالطيب



[ صفحه 425]



و الغالية ، فأتوه بالغالية ، فجعل يغلف بها لحيته الي أن تركها تقطر .

و قال في حفظ الله وكلائته ، و ألحقه الربيع بجوائز حسنة و كسوة سنية . قال الربيع:فلحقته بذلك ، ثم قلت له:يا أباعبدالله ، اني رأيت قبلك ما لم تره أنت ، و رأيت بعد ذلك ما رأيت ، و رأيتك تحرك شفتيك ، و كلما حركتهما سكن الغضب ، بأي شي ء كنت تحركهما جعلت فداك ؟ قال:بدعاء جدي الحسين عليه السلام . قلت:و ما هو يا سيدي ؟ قال:قلت:

« اللهم يا عدتي عند شدتي ، يا غوثي عند كربتي ، احرسني بعينك التي لا تنام ، و اكنفني بركنك الذي لا يرام ، و ارحمني بقدرتك علي - فلان - ، أهلك و أنت رجائي ، اللهم انك أكبر و أجل و أقدر مما أخاف و أحذر ، اللهم بك أدرأ في نحره و أستعيذ بك من شره ، انك علي كل شي ء قدير » .

قال الربيع:فما نزلت بي شدة قط و دعوت به الا فرج الله عني .

قال الربيع:و قلت لأبي عبدالله:منعت الساعي بك الي المنصور من أن يحلف بيمينه و أحلفته أنت تلك اليمين ، فما كان الا أخذ لوقته فتعجبت من ذلك ما منعناك فيه ؟ قال:لأن في يمينه الذي أراد أن يحلف بها توحيد الله و تمجيده و تنزيهه ، فقلت:يحلم عليه و يؤخر عنه العقوبة ، و أحببت تعجيلها فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله لوقته .

روي أن داود بن علي بن العباس ] عامل المنصور علي المدينة [ قتل المعلي ابن خنيس - كان مولي لجعفر الصادق عليه السلام - ، فأخذ ماله ، فبلغ ذلك جعفرا ، فدخل الي داره و لم يزل ليله كله قائما الي الصباح ، و لما كان وقت السحر سمع منه و هو يقول في مناجاته:يا ذا القوة القوية ، و يا ذا المحال الشديد ، و يا ذا العزة



[ صفحه 426]



التي كل خلقك لها ذليل ، اكفنا هذا الطاغية ، و انتقم لنا منه . فما كان الا أن ارتفعت الأصواب بالصراخ و العويل ، و قيل:مات داود بن علي فجأة.

و لما بلغ جعفر الصادق عليه السلام قول الحكم بن عباس الكلبي:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب



فرفع جعفر يديه الي السماء و هم يرتعشان ، فقال:اللهم سلط علي الحكم ابن العباس الكلبي كلبا من كلابك ، فبعثه بنوامية الي الكوفة فافترسه الأسد في الطريق ، و اتصل ذلك بالصادق فخر ساجدا ، و قال:الحمدلله الذي أنجزنا ما وعدنا .

و مما حفظ من كلام جعفر الصادق في الحكمة و الموعظة و غير ذلك ، قوله:ما كل من رأي شيئا قدر عليه ، و لا كل من قدر علي شي ء وفق له ، و لا كل من وفق أصاب له موضعا ، فاذا اجتمعت النية و القدرة و التوفيق و الاصابة فهناك السعادة .

و قال عليه السلام:تأخير التوبة اغترار ، و طول التسويف حيرة ، و الاعتداء علي الله هلكة ، و الاصرار علي الذنب من مكر الله ، و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون .

وروي محمد بن حبيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليه السلام و رفعه ، قال:ما من مؤمن أدخل علي قوم سرورا الا خلق الله من ذلك السرور ملكا يعبد الله تعالي و يحمده و يمجده ، فاذا صار المؤمن في لحده أتاه ذلك السرور الذي أدخله علي اولئك القوم فيقول:أنا اليوم اونس وحشتك ، و القنك حجتك ، و اثبتك بالقول



[ صفحه 427]



] الثابت [ الثبت ، و أشهد بك مشاهد القيامة ، و أشفع بك الي ربك ، و اريك منزلتك من الجنة .

و قال ابراهيم مسعود:كان رجل من التجار يختلف الي جعفر بن محمد عليه السلام ، بينه و بينه مودة ، و هو معروف بحسن الحال ، فجاء بعد حين الي جعفر بن محمد و قد ذهب ماله و تغير حاله فجعل يشكو الي جعفر ، فأنشد جعفر عليه السلام:



فلا تجزع و ان أعسرت يوما

فقد أيسرت بالزمن الطويل



و لا تيأس فان اليأس كفر

لعل الله يغني عن قليل



و لا تظنن بربك ظن سوء

فان الله أولي بالجميل



و عن أبي حمزة الثمالي ، قال:كنت مع أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق بين مكة و المدينة ، فالتفت فاذا عن يساره كلب أسود ، فقال له:ما لك قبحك الله ، ما أشد مسارعتك ، فاذا هو الهواء يشبه الطائر ، فتعجبت من ذلك ، فقال:هذا أعثم بريد الجن ، مات هشام الساعة ، و هو طائر ينعاه .

و عن ابراهيم بن عبدالحميد ، قال:اشتريت من مكة بردة و آليت علي نفسي أن لا تخرج من ملكي حتي تكون كفني ، فخرجت بها الي عرفة فوقفت فيها الموقف ، ثم انصرفت الي المزدلفة ، فبعد أن صليت فيها المغرب و العشاء رفعتها و طويتها و وضعتها تحت رأسي و نمت ، فلما انتبهت لم أجدها ، فاغتممت لذلك غما شديدا ، فلما أصبحت صليت و أفضيت مع الناس الي مني ، فاني والله في مسجد الخيف اذ أتاني رسول أبي عبدالله جعفر الصادق و يقول لي:قال لك أبوعبدالله:



[ صفحه 428]



تأتينا في هذه الساعة . فقمت مسرعا حتي دخلت علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام و هو في فسطاطه ، فسلمت عليه و جلست ، فالتفت الي و قال:يا ابراهيم ، نحن نحب أن نعطيك بردة تكون لك كفنا ، قلت:و الذي خلق ابراهيم لقد كانت معي بردة نعدها لذلك ، و لقد ضاعت مني في المزدلفة . فأمر غلامه فأتاني ببردة فتناولتها فاذا هي والله بردتي بعينها ، فقلت:بردتي يا سيدي ، فقال:خذها و احمد الله تعالي يا ابراهيم ، فقد جمع الله عليك يا ابراهيم .

و اختتم ابن الصباغ المالكي كتابه « الفصول المهمة » بقوله:

مناقب أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام فاضلة ، و صفاته في الشرف كاملة ، و شرفه علي جهات الأيام سائلة ، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة .

مات الصادق جعفر بن محمد عليه السلام سنة ثمان و أربعين و مائة في شوال و له من العمر ثمان و ستون سنة قام فيها مع جده علي بن الحسين زين العابدين اثني عشر سنة و أياما ، و مع أبيه محمد بن علي ] الباقر [ بعد وفاة جده ثلاث عشرة سنة ، و بقي بعد موت أبيه أربعا و ثلاثين سنة ، و هي مدة امامته عليه السلام . يقال:انه مات بالسم في أيام المنصور ، و قبره بالبقيع ، دفن في القبر الذي فيه أبوه و جده و عم جده ، فلله دره من قبر ما أكرمه و أشرفه . و أما أولاده فكانوا سبعة ، ستة ذكور و بنت واحدة ، و قيل أكثر من ذلك ، أسماء الذكور موسي الكاظم ، و اسماعيل ، و محمد ، و علي ، و عبدالله ، و اسحاق ، و البنت اسمها ام فروة ، رضوان الله عليهم أجمعين .



[ صفحه 429]




ثعلبة بن ميمون


عده الشيخ رحمه الله [1] تارة من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: ثعلبة بن ميمون الأسدي الكوفي، و اخري من أصحاب الكاظم عليه السلام قائلا: ثعلبة بن ميمون الكوفي، يكني أبااسحاق، له كتاب، روي عن أبي عبدالله عليه السلام.

و قال النجاشي: [2] ثعلبة بن ميمون مولي بني أسد مولي بني سلامة منهم، أبواسحاق النحوي، كان وجها في أصحابنا، قارئا، فقيها، نحويا، راوية، و كان حسن العمل، كثير العبادة و الزهد، روي عن أبي عبدالله عليه السلام و أبي الحسن موسي عليه السلام.

له كتاب تختلف الرواية عنه، و قد رواه جماعات من الناس.

و ذكره البرقي [3] تارة في أصحاب الصادق عليه السلام و قال: أبواسحاق بن ميمون الكوفي، و اخري في أصحاب الكاظم عليه السلام و قال: أبواسحاق ثعلبة بن ميمون كوفي.

و ذكره الكشي [4] تارة تحت عنوان: أبواسحاق الفقيه، و اخري: ذكره حمدويه، عن محمد بن عيسي، أن ثعلبة بن ميمون مولي محمد بن قيس الأنصاري، و هو ثقة خير فاضل مقدم معلوم في العلماء و الفقهاء و الأجلة من هذه العصابة.



[ صفحه 321]



و قال الوحيد رحمه الله: [5] و هو من أعاظم الثقات و الزهاد و العباد و الفقهاء و العلماء الأمجاد.

و قال المجلسي رحمه الله: [6] ثقة، و كذلك في المشتركات الكاظمي، و الطريحي، البلغة.

و قد وثقه في جامع الرواة العلامة الأردبيلي.

و قال الزنجاني: فالرجل ثقة عندنا.


پاورقي

[1] رجال الطوسي: 161، الرقم 13.

[2] رجال النجاشي: 117، الرقم 302.

[3] البرقي: 43 و 45.

[4] رجال الكشي: 375، الرقم 705. و 412، الرقم 776.

[5] تعليقة الوحيد البهبهاني: 76.

[6] الوجيزة للمجلسي: 172، الرقم 317.


دعاؤه الاول في القنوت


كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوت صلاته، وهو يمثل الجانب السياسي من أدعيته، فقد دعا به علي عدوه الماكر اللئيم، وأغلب الظن، أنه المنصور الدوانيقي، وهو من الملوك الذين لا يعرفون الرحمة، ولا يؤمنون بالقيم الكريمة، وكان من ألد أعداء الاسرة النبوية، ومن أبغض الناس لآل البيت عليهم السلام، وهذا نص دعاء الامام:

«يامن سبق علمه، ونفذ حكمه، وشمل حلمه، صل علي محمد وآله، وأزل حلمك عن ظالمي، وبادره بالنقمة، وعاجله بالاستيصال،



[ صفحه 200]



وكبه لمنخره، واغصصه بريقه، واردد كيده في نحره، وحل بينه وبيني، بشغل شاغل مؤلم، وسقم دائم، وامنعه التوبة، وحل بينه وبين الانابة، واسلبه روح الراحة، واشدد عليه الوطأة، وخذ منه بالمخنق، وحشرجة في صدره، ولا تثبت له قدما، وأثكله، وأجتثه، وأستأصله، وجبه، وجب نعمتك عنه، وألبسه الصغار، واجعل عقباه النار، بعد محو آثاره، وسلب قراره وإجهار قبيح آصاره، وأسكنه دار بواره، ولا تبق له ذكرا، ولا تعقبه من مستخلف آخر.

وكان يقول ما يلي ثلاثا:

أ - اللهم بادره

ب - اللهم عاجله.

ج - اللهم خذه.

د - اللهم اسلبه التوفيق.

اللهم، لا تمهله، اللهم، لا تريثه، اللهم لا تؤخره اللهم عليك به، اللهم أشدد قبضتك عليه، اللهم بك أعتصمت عليه، وبك استجرت منه، وبك تواريت عنه، وبك استكهفت دونه، وبك استترت من ضرائه، اللهم احرسني بحراستك منه ومن عذابك، واكفني بكافيتك، كده، وكد بغاتك، اللهم احفظني بحفظ الايمان، وأسبل علي سترك الذي سترت به رسلك من الطواغيت، وحصني بحصنك، الذي وقيتهم به من الجوابيت، اللهم أيدني بنصر لا ينفك، وعزيمة صدق لا تحل، وجللني بنورك، واجعلني مدرعا بدرعك الواقية، واكلاني بكلاءتك الكافية، إنك واسع لما تشاء، وولي من لك توالي،



[ صفحه 201]



وناصر من إليك أوي، ومعين من بك استعدي، وكافي من بك استكفي، أنت العزيز الذي لا تمانع عما تشاء، ولا قوة إلا بالله وهو حسبي، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم..» [1] .

وكشف هذا الدعاء، عما كان يعانيه الامام عليه السلام من المحن والخطوب، من خصمه الارهابي الظالم، فقد دعا عليه الامام، بهذا الدعاء الشديد، مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام الانتقام من الظالمين لهم، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان، ولكن هذا الظالم قد بالغ في إرهاق الامام، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به، فلذا دعا الامام عليه السلام عليه بهذا الدعاء.


پاورقي

[1] البلد الامين (ص 555).


في العبرة


قال الصادق: قال رسول الله. المعتبر في الدنيا عيشه فيها كعيش النائم يراها و لا يمسها. و يزيل عن قلبه و نفسه باستقباحه معاملات المغرورين بها ما تورثه الحساب و العقاب، و يتبدل بها ما تقربه من رضي الله و عفوه.

و يغسل بما زوالها مواضع دعوتها اليه و تزيين نفسها اليه فالعبرة تورث صاحبها ثلاثة أشياء:

العلم بما يعمل، و العمل بما يعلم، و العلم بما لا يعمل.

و العبرة أصلها: أول يخشي آخره و آخر قد تحقق الزهد في أوله و لا يصح الاعتبار الا لأهل الصفاء و البصيرة.

قال الله تعالي: «فاعتبروا يا أولي الأبصار». [1] و قال الله عزوجل أيضا: «فانها لا تعمي الابصار و لكن تعمي القلوب التي في الصدور». [2] .

فمن فتح الله قلبه و بصيرته بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة و ملكا عظيما.



[ صفحه 199]




پاورقي

[1] سورة الحشر: الآية 2.

[2] سورة الحج: الآية 46.


ابراهيم بن منير الكوفي


إبراهيم بن منير الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 146 وفيه أسند عنه. تنقيح المقال 1: 34. خاتمة المستدرك 779. معجم رجال الحديث 1: 298. جامع الرواة 1: 34. مجمع الرجال 1: 73. أعيان الشيعة 2: 228. منهج المقال 27. منتهي المقال 27. لسان الميزان 1: 114.


سعيد بن أبي هلال


أبو العلاء سعيد بن أبي هلال الليثي بالولاء، الكوفي، وقيل المدني، وقيل

المديني، وقيل المصري. محدث قال عنه العامة بأنه كان ثقة صدوقا ثم اختلط. ولد بمصر سنة 70، ونشأ بالمدينة المنورة، ثم رجع إلي مسقط رأسه. روي عنه سعيد المقبري، ويحيي بن أيوب، وهشام بن سعيد وغيرهم. توفي سنة 135، وقيل سنة 133، وقيل سنة 149.

المراجع:

رجال الطوسي 204. تنقيح المقال 2: 24. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 111. جامع الرواة 1: 358. نقد الرجال 150. مجمع الرجال 3: 112. أعيان الشيعة 7: 233. منهج المقال 160. لسان الميزان 7: 232. ميزان الاعتدال 2: 162. تهذيب التهذيب 4: 94. تقريب التهذيب 1: 307. التاريخ الكبير 3: 519. خلاصة تذهيب الكمال 122. حسن المحاضرة 1: 274. شذرات الذهب 1: 191. الجرح والتعديل 2: 1: 71. تاريخ الثقات 189. الثقات 6: 374. سير أعلام النبلاء 6: 303. هدي الساري 404.


محمد الجعفي


محمد الجعفي، الكوفي.

محدث. روي عنه محمد بن أبي عمير.

المراجع:

رجال الطوسي 305. تنقيح المقال 2: الميم: 96. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 18: 72. جامع الرواة 2: 87. مجمع الرجال 6: 64. رجال البرقي 9 في أصحاب السجاد عليه السلام. منهج المقال 289.



[ صفحه 46]