بازگشت

عباد بن صهيب، ابوبكر تميمي كلبي بصري


شيخ طوسي، در رجالش، او را از اصحاب حضرت باقر (ع) شمرده، و گويد: عباد بن صهيب، بصري، عامي است. [1] .

و در جاي ديگر او را از اصحاب حضرت صادق (ع) مي داند. [2] .

و در فهرست مي فرمايد: عباد بن صهيب ثقه است و كتابي دارد كه جمعي از بزرگان، مانند ابن ابي عمير، آن را ذكر كرده اند. [3] .

نجاشي گويد: عباد بن صهيب، ابوبكر التميمي، بصري، ثقه است. او از امام صادق (ع) روايت كرده، و كتابي نيز دارد. [4] عباد بن صهيب، ثقه است، و به گفته حماد بن عيسي، دويست حديث از امام صادق (ع) آموخته است. [5] .

گر چه كشي روايتي از او، درباره اعتراض به پوشش و لباس حضرت صادق عليه السلام، نقل كرده [6] و مرحوم پدرم نيز در تحفة الاحباب به آن اشاره مي كند، ليكن بايد گفت كه اين روايت مربوط به عباد بن كثير مي باشد نه عباد بن صهيب، چنانكه مرحوم پدرم خود، در سفينه، اين روايت را به عباد بن كثير ارتباط مي دهد:



[ صفحه 264]



از عبدالله بن سنان چنين نقل شده كه گفت: از امام صادق (ع) كه فرمود: در بين طواف بودم كه ناگاه مردي لباسم را كشيد، ديدم عباد بن كثير است، ديدم عباد بن كثير است، گفت: اي جعفر! شما، مثل اين جامه را مي پوشي، با اين مقام و منزلت و بستگي كه به اميرالمؤمنين علي (ع) داري؟! گفتم: اين جامه فرقبي [7] است كه به يك دينار خريده ام، و جدم اميرالمؤمنين در زماني بود كه غير آن لباسي براي او مقتضي نبود؛ و من اگر لباس را امروز بپوشم، مردم مي گويند: جعفر، متظاهر و رياكار است، مثل عباد بن كثير. [8] .

در كافي، از عباد بن صهيب نقل شده كه گفت: امام صادق (ع) فرمود: خداوند فرمايد: هر گاه كسي كه مرا شناخته نافرماني ام كند، كسي را كه مرا نشناخته بر او مسلط كنم. [9] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 131.

[2] رجال الطوسي، ص 240.

[3] فهرست طوسي، ص 176.

[4] رجال نجاشي، ص 208.

[5] رجال كشي، ص 268.

[6] رجال كشي، ص 335.

[7] منسوب به فرقب كه نام محلي است كه در آن جا لباس سفيد از كتان مي بافتند.

[8] سفينةالبحار، ج 2، ص 145.

[9] اصول كافي، ج 2، باب الذنوب، ص 211.


الحضور في أجهزة السلطة


و من الخطوات التي تحرّك نحوها الإمام الصادق (عليه السلام) في هذه المرحلة وأسس لها عملياً هي الحضور المحدود في أجهزة السلطة لغرض الحفاظ علي المسيرة الإسلامية من التحريف والدفاع عنها عن طريق رصد المعلومات والمخطّطات والمواقف التي يفكّر بها الحكّام بواسطة هذا النشاط ليتسنّي للإمام دفع الأخطار وإحباط المؤامرات. ثم يوفّر هذا النشاط للإمام ردّ المظالم والقيام ببعض الخدمات للمحرومين، ولهذا نجد الإمام (عليه السلام) يصدر رسالة شفوية لبعض الشيعة تتضمّن توجيهات وتحذيرات للعاملين في هذا الميدان ردّاً علي رسالة شيعي يطلب من الإمام توضيحاً لهذه المهمّة إذ جاء فيها: وحاجتي أن تهدي إليّ من تبصيرك علي مداراة هذا السلطان وتدبير أمري



[ صفحه 197]



كحاجتي إلي دعائك لي.

فقال (عليه السلام) لرسوله: قل له، إحذر أن يعرفك السلطان: بالطعن عليه في اختيار الكفاة وإن أخطأ في اختيارهم أو مصافات من يباعد منهم، وإن قربت الاواصر [1] بينك وبينه، فإن الاولي تغريه [2] بك والاُخري توحشه، ولكن تتوسط في الحالين، واكتف بعيب من اصطُفوا له والامساك عن تقريظهم عنده ومخالفة من اقصوا بالتنائي عن تقريبهم. وإذا كدت فتأن في مكايدتك... إلي أن قال فلا تبلغ بك نصيحة السلطان أن تعادي له حاشيته وخاصّته فإن ذلك ليس من حقّه عليك، ولكن الاقصي لحقه والأدعي إليك للسلامة أن تستصلحهم جهدك... [3] .

وقد برز هذا النشاط بشكل ملحوظ زمن الإمام الكاظم (عليه السلام) بينما نجد الإمام الصادق (عليه السلام) قد حذّر كثيراً وحرّم علي شيعته التعاون مع الظالمين والاشتراك في أجهزتهم حفاظاً علي الوجود الإسلامي من الضياع والتحريف فقد جاء عنه (عليه السلام) «لا تعنهم ـحكّام الجور ـ علي بناء المسجد» [4] وقال لبعض أصحابه: «يا عذافر نبّئت أنك تحامل أبا أيّوب والربيع فما حالك إذا نودي بك في اعوان الظلمة؟!». [5] .


پاورقي

[1] بمعني العهود.

[2] غري بالشيء: أو لع به ولزمه.

[3] نزهة الناظر: 114، ومستدرك الوسائل: 12 / 188.

[4] وسائل الشيعة: 17 / 180 ح8 عن تهذيب الأحكام للطوسي.

[5] المصدر السابق: 17 / 178 ح3 عن الكافي.


اخلاق الامام الصادق و سلوكه


كم للأخلاق الحسنة تأثير في رفع قيمة الانسان عند الله تعالي و عند الناس؟!

و كم لها تأثير في جلب القلوب، و غرس بذور المحبة فيها؟!!

و كم تبقي آثارها في بعض النفوس ما دامت الحياة؟!

نعم.. لا شك أن من اهم القيم و اشرف الفضائل النفسية هي الأخلاق الحسنة التي يتخلق بها المؤمن في حياته الفردية و الزوجية و العائلية و الاجتماعية.

كما لا شك أن الأخلاق السيئة و الصفات الرذيلة تعتبر بمنزلة الأمراض الخبيثة المعدية، و الجراثيم الضارة التي تلوث فضاء الروح الانسانية و البيت الزوجي و العائلي، بل و تلوث فضاء المجتمع البشري، و تنزل الانسان الي اسفل سافلين و الي مرتبة البهائم و الحيوانات المفترسة التي لا تفهم معني العاطفة، و لا تدرك مفهوم الرحمة و الشفقة و الفضيلة.

و بالاضافة الي اهمية الاخلاق بصورة عامة فان الاخلاق الحسنة تعتبر من أهم مقومات القيادة الدينية، سواء في الأنبياء أم في الائمة الطاهرين



[ صفحه 211]



(عليهم السلام) - الذين هم ورثة الأنبياء و قدوة الامة - أم في العلماء و الفقهاء أم أي انسان آخر مهما كان وزنه في المجتمع.

و لو لا أهمية الأخلاق و لزومها في هذه المجالات لما خاطب الله تعالي نبيه الاكرم (صلي الله عليه و آله) بقوله - عز من قائل: «و انك لعلي خلق عظيم» [1] و لما قال الرسول الأطهر: «انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق» [2] .

و أما بالنسبة الي الامام الصادق (عليه السلام):

فكانت الأخلاق الحميدة غرائزه النفسية، و طبيعته الفطرية، فهو صورة طبق الأصل لأخلاق جده رسول الله (صلي الله عليه و آله) و آبائه الطاهرين (عليهم السلام) من لين الجانب، و رحابة الصدر، و طيب القلب، و بشر الوجه و طلاقة المحيا، و حب الخير للناس، و التواضع و الكرم و العطف و العفو و الرحمة و الشفقة، و العاطفة المدهشة التي تشمل البر و الفاجر و حتي الحيوانات، و الصدق و الرفق و الحياء و الوفاء، و غيرها من مكارم الأخلاق التي كانت من مميزاته المشهودة.

فالكبرياء و الجبروت و الأنانية و حب الذات و أمثالها - التي لا تفارق حياة العظماء عادة - لا توجد في قاموس الامام الصادق (عليه السلام).

انه (عليه السلام) كان يعتبر نفسه - مع خواص أصحابه - كأحدهم، لا يتميز و لا يترفع عليهم، يداعبهم و يمازحهم، و يعود المرضي، و يشيع الجنائز، و يعزي المفجوعين، و يسلي خواطرهم بكلمات تخفف عنهم صدمة الفاجعة.



[ صفحه 212]



كان يدعو للسجناء و المرضي، أو يعلم الأدعية المهمة لقضاء حوائجهم، و كشف همومهم و توسعة أرزاقهم، و سلامتهم مما يخافون و يحذرون.

و لم تسلم شخصيته من الأذي.

و كان يحسده الأباعد و الأقارب، فكان يقابل كل اساءة بالاحسان، و يتحمل المكاره و الآلام النفسية، و يعتبرها أشياء طبيعية متوقعة.

ان الأخلاق الحسنة، و الصفات الحميدة - التي كان الامام الصادق (عليه السلام) يتمتع بأوفي نصيب منها، و التي كانت جزءا من وجوده - كانت تتجلي و تظهر بأحسن مظاهرها في آدابه و معاشرته مع الناس بصورة عامة، و مع أصحابه و ضيوفه بصورة خاصة و مع أقاربه و عائلته و اسرته و خدمه بصورة أخص، و في أقواله و أفعاله و في جميع حركاته و سكناته، و حله وتر حاله، و غضبه و رضاه، و مع الفقراء و الامراء، و في خلال تعليمه الأحكام، و تربية الأفراد و غير ذلك.

و في نفس الوقت كان (عليه السلام) صلبا كالفولاذ - بل أقوي منه - أمام المنحرفين عقائديا.

يدعوهم الي سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة، و يجادلهم بالتي هي أحسن. و يراعي مستويات الناس في التحدث و الاحتجاج معهم.

قوي الحجة في كل فن يحاج فيه.

يزيف كل باطل بأقوي دليل.

و ينهار أمامه كل ادعاء سخيف.

يفند الأباطيل بلا أي تكلف، فكأنه مسلح بأقوي أنواع الأسلحة المدمرة.



[ صفحه 213]



لا يحتاج الي التهريج و المغالطة في الكلام، و لا يستخدم الاساليب الشيطانية في المناظرة و الحوار.

يعلوه وقار الامامة، و هيبة الولاية في طيب حديثه و حلو كلامه.

و خلاصة القول: كان الامام الصادق (عليه السلام) مركزا للاشعاع الأخلاقي في جميع جوانب حياته بصورة مستمرة.

و اليك بعض ما ذكر عنه (عليه السلام) في هذا المجال:



[ صفحه 214]




پاورقي

[1] سورة القلم آية 4.

[2] بحارالأنوار: ج 71 ص 373.


داود رقي


داود بن كثير رقي كوفي اسدي از دوستان اهل بيت عليهم السلام و از شاگردان و راويان امام صادق و امام كاظم عليهماالسلام بود و تا زمان حضرت رضا عليه السلام نيز زنده بود. از او احاديث فراواني به ويژه درباره ي معجزات و كرامات و فضايل اهل بيت عليهم السلام نقل شده است. عده اي از راويان حديث، كتابي را نيز به او نسبت داده اند؛ البته عده اي نيز به علت كرامات و معجزات و فضايل فراواني كه او از اهل بيت عليهم السلام نقل نموده به وي نسبت غلو داده اند، گر چه اين نسبت خطا مي باشد.



[ صفحه 459]



درباره ي داود رقي احاديث فراواني وارد شده كه دلالت بر مقام والاي او دارد. مرحوم كشي در كتاب رجال خود [1] از امام صادق عليه السلام نقل نموده كه فرمود: «داود رقي را براي من مانند مقداد براي رسول خدا صلي الله عليه و آله بدانيد»، هم چنين كشي نقل نموده كه روزي امام صادق عليه السلام داود رقي را ديد، و به اصحاب خود فرمود: «هر كس دوست دارد به يكي از اصحاب حضرت مهدي عليه السلام بنگرد بايد به اين داود رقي بنگرد» و در جاي ديگر فرمود: «شما داود رقي را بين خود به منزله ي مقداد بدانيد.»

از اين سخنان مقام والاي داود رقي در ديانت و يقين و امانت داري و وثاقت او در نقل روايات و احاديث روشن مي شود.


پاورقي

[1] رجال كشي، ص 254.


ابن حبان


جعفر بن محمد عليه السلام از سادات اهل بيت، از حيث فقه و علم و فضل بود. [1] .


پاورقي

[1] تهذيب التهذيب، ج 2، ص 89؛ محمد بن حبان بن احمد ابي خاتم، كتاب الثقات، هند، حيدرآباد دكن، مؤسسة الكتب الثقافية، 1400 ه. ق، چ 1، ج 6، ص 131.


فراخواني بني عباس


منصب هاي عوام فريب، هماره سوژه هاي مناسب براي افراد و گروه ها به ويژه فرصت طلبان مي باشد. افراد سودجو از اين فرصت ها به سود اهداف خويش بهره وري مي نمايند. بعد از شهادت امام حسين عليه السلام خشونت فوق العاده اي در جامعه اسلامي مستقر شد. اين وضعيت چالش گري عليه حاكمان بني اميه را بسي دشوار ساخت. ليكن با همه خشونت ها جريان هاي اجتماعي عليه حزب عثمانيه شكل مي گرفت.

رهبران اين جريان، هماره به دنبال سوژه هاي با نفوذ بودند تا از آنها در مطرح ساختن خويش بهره برده و نگرها را به سمت اهداف خويش متوجه سازند. به لحاظ موقعيت ممتاز عترت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم در ميان جامعه، دفاع از عترت و فراخواني به نام عترت يا منسوبان نزديك به عترت، بهترين سوژه



[ صفحه 162]



اجتماعي و ديني و بيشترين اميد و پشتيباني را به دنبال داشت.

به همين خاطر است كه مشاهده مي شود قيام توابين بعد از حادثه كربلا با عنوان خون خواهي حسين بن علي عليه السلام تحقق يافته، هزاران فدايي در راه آرمان آن مي گيرد. نيز به همين خاطر است كه قيام مختار از دو سوژه با نفوذ بهره مي گيرد. مختار با اين كه هدف اصلي اش رسيدن به حكومت است، اين انگيزه را پشت عناويني مانند خون خواهي سالار شهيدان حسين عليه السلام و نيز فراخواني براي محمد حنفيه پنهان ساخته بود.

بعد از شهادت فرزند فاطمه عليه السلام خون حسين عليه السلام آنگونه جوشش داشت كه بهترين سوژه براي چالش گران به حساب مي آمد كه مختار نيز با شعار «يا لثارات الحسين عليه السلام» قيام مي كند.

از جانب ديگر، مختار كه امام سجاد عليه السلام را به خوبي مي شناخت و مي دانست كه نمي تواند از عنوان و نام امام سجاد عليه السلام در جهت اهداف خويش بهره ببرد، بهترين فرد را در اين زمينه محمد بن حنفيه مي يابد. وي از موقعيت خوبي بر خوردار است و فرزند بزرگ بازمانده اميرالمؤمنين عليه السلام نيز به حساب مي آمد. مختار براي رسيدن به اهداف خويش محمد حنفيه را عنوان مي كند و مردم را با اين عنوان دور پرچم گرد مي آورد.

اينك عباسيان نيز همين سوژه را مناسب ترين مي بينند. آنان مي دانند با وجود عترت مانند سيد الساجدين عليه السلام و امام باقر عليه السلام و امام صادق عليه السلام بهره وري از نام و نشان آنان در جهت اهداف خويش ممكن نخواهد بود. بدين خاطر بني عباس نيز فراخواني خود را به نام منسوبين اهل بيت يعني محمد حنفيه عنوان و آغاز مي نمايند. آنان دعوت خويش را در ظاهر به نام و عنوان اهل بيت عليه السلام مطرح مي سازند كه از اين دو سوژه بهترين بهره را در جهت اهداف خويش مي برند.



[ صفحه 163]




روايات امام صادق


اگر شمار شاگردان و راويان امام صادق عليه السلام بيش از چهار هزار نفر باشد. شماره ي احاديث منقول از آن حضرت چقدر خواهد بود. مثلا تراجم نگاران و دانشمندان رجال در شرح حال «ابان بن تغلب» كه يكي از شاگردان برجسته ي امام صادق عليه السلام بوده است، نوشته اند كه او به تنهائي سي هزار حديث از امام صادق عليه السلام روايت كرده است.

از محمد بن مسلم شاگرد معروف ديگر امام صادق عليه السلام شانزده هزار حديث نقل شده و همين راوي از امام باقر عليه السلام سي هزار حديث روايت كرده است.

در اين ميان، احاديث منقول از جابر جعفي كوفي بيرون از اندازه ي شمارش است.

كافي است اين نكته را در نظر داشته باشيم كه پس از گم شدن و از بين رفتن تعداد بيشماري از آن احاديث، كتب زيادي از حديث به دست ما رسيده است كه بخشي از آن در كتب، كافي، من لا يحضره الفقيه، تهذيب، استبصار، وافي، وسائل الشيعه، مستدرك الوسائل و بحارالأنوار مي باشد.



[ صفحه 115]




نقش عاشورا در شكوفايي تشيع


فاجعه ي كربلا و شهادت حسين بن علي عليه السلام، حادثه ي تاريخي بزرگي بود كه موجب تبلور تشيع و تشكل شيعيان گرديد و باعث شد كه شيعيان بيش از پيش به صورت يك گروه مشخص و داراي مباني ويژه ي سياسي و مكتب عقيدتي انقلابي درآيند. اقدام شيعيان كوفه در دعوت امام حسين عليه السلام و سپس خودداري از حمايت آن حضرت، با مكتب تشيع كه مكتب مبارزه و شهادت است، قابل توجيه نيست جز آنكه بگوييم آنان در آن مقطع زماني گرفتار ضعف عقيدتي شده بودند، وگرنه امكان نداشت از ياري آن حضرت دست بردارند. اما در هر حال فاجعه ي كربلا نقش بزرگي در پرورش روح تشيع



[ صفحه 152]



و افزايش هواداران و طرفداران اين مكتب داشت، به طوري كه اگر بگوييم عاشورا نقطه ي آغاز حركت تشيع بود، مبالغه نكرده ايم.


ضرورت حفظ هويت شيعي


اين كه در روايات تأكيد شده شيعيان ما كم تر در ميان اجتماع و ساير مردم زندگي مي كنند، نسبت به اشخاص فرق مي كند. مثلا علي بن يقطين، كه يكي از بزرگان شيعه و از اصحاب



[ صفحه 144]



خاص امام موسي كاظم عليه السلام بود، به دستور حضرت، عهده دار وزارت هارون الرشيد گرديد؛ زيرا علاوه بر اين كه ايمان خودش را حفظ مي كرد، مي توانست به شيعيان هم خدمت كند. كساني كه از چنين قدرتي برخوردارند كه معاشرت با ديگران، در عقايد، عبادات و اخلاقشان اثر سوء نمي گذارد، بايد در اجتماعات فاسد حضور داشته باشند تا ديگران را هدايت كنند. هيچ گاه وظيفه ي هدايت ديگران از دوش ما برداشته نمي شود. از سوي ديگر، كساني كه مراتب ايمانشان ضعيف است، اگر در ميان اجتماعي فاسد قرار گرفتند كه بيم ذوب شدن در آن جمعيت و يا از دست دادن هويتشان مي رود، بايد هر چه زودتر از آن اجتماع جدا شوند. هم چنين افرادي كه معرفتشان كم است و پشتوانه علمي آن چنان قويي براي عقايدشان ندارند، نبايد با هر كس و در هر زمينه اي بحث كنند. اگر يك گروه از مسلمانان در جامعه اي كه اكثريت آنان فاسد و يا كافرند قرار گرفتند، بايد هويت خودشان را حفظ و رابطه با يكديگر را زياد كنند. امروزه ما شاهد هستيم كه در بسياري از كشورهاي غير مسلمان، جمعيت هايي از مسلمانان به خصوص شيعيان ارتباط خودشان را با يكديگر حفظ كرده اند، احكام ديني شان را رعايت مي كنند و به غير از خودشان با ديگران معاشرت ندارند، مگر در امور بازار، آن هم در حدي كه به مسايل ديني و عملي آنان لطمه اي وارد نيايد. من خودم در كشور كنيا، جوان مسلمان شيعه اي را ديدم كه روزه ي ماه رجب و شعبانش ترك نمي شد. گروه اندكي از شيعيان در يك كشور مسيحي آن هم در قلب افريقا، آن چنان خودشان را حفظ كرده اند كه حتي مستحباتشان را هم ترك نمي كنند. چرا؟ به دليل اين كه در آن جامعه ذوب نشده اند. از سوي ديگر، برخي از شيعيان ايراني كه در كشورهاي مسلمان ديگر زندگي مي كنند، آن چنان تحت تأثير فرهنگ آن جوامع قرار گرفته و در آن ذوب شده اند كه وقتي انسان آنان را مي بيند حتي در مسلمان بودنشان نيز شك مي كند. آنان هويت خودشان را از دست داده اند و فقط اسم شيعه را يدك مي كشند. از تشيع نيز فقط امام حسين عليه السلام را مي شناسند و بس! امام صادق عليه السلام چنين روزي را مي ديدند كه به شيعيان سفارش مي فرمودند هويت شيعي شان را حفظ كنند. مخصوصا كساني كه از نظر عقايد و افكار ضعيف هستند بيش تر بايد مواظب خودشان باشند تا خداي ناكرده معاشرت و مجاورت با ديگران، موجب از دست رفتن دين و مذهبشان نگردد.



[ صفحه 145]




منظور از تشكيلات پنهان چيست


منظور از تشكيلات چيست؟ بديهي است كه منظور، يك حزب منظم و مرتب با مفهوم امروزي آن - يعني مجموعه اي از كادرهاي منظم و فرماندهيهاي منطقه اي و شهري و غيره - نبوده و نمي تواند باشد. تشكيلات به معناي جمعيتي از مردم بوده كه با هدفي مشترك كارها و وظايف گوناگوني را در رابطه با يك مركز و يك قلب تپنده و مغز فرمان دهنده انجام مي داده و ميان خود نوعي روابط و نيز



[ صفحه 85]



احساسات نزديك و خويشاوندانه مي داشته اند.

اين جمع در زمان علي عليه السلام - يعني در فاصله ي بيست و پنج سال ميان سقيفه و خلافت - همان خواص صحابه اي بودند كه علي رغم تظاهرات حق به جانب و عامه پسند دستگاه خلافت، معتقد بودند كه حكومت، حق برترين و فداكارترين مسلمان - يعني علي بن ابي طالب - است و تصريح پيامبر صلي الله عليه و آله به جانشيني علي را از ياد نبرده و در نخستين روزهاي پس از سقيفه نيز نظر مخالف خود را نسبت به برندگان خلافت و نيز وفاداري خود را به امام صريحا اعلام كردند. بعدها نيز با اين كه طبق مصلحت بزرگي كه امام را به سكوت و حتي همكاري با خلفاي نخستين وادار مي ساخت، آنان در روند معمولي و عادي جامعه ي اسلامي قرار گرفتند؛ ليكن هيچگاه رأي و نظر و تشخيص درست خود را از دست نداده و همواره پيروان علي باقي ماندند؛ و به همين علت بود كه بحق، نام «شيعه ي علي» يافتند و به اين جهت گيري فكري و عملي مشهور شدند. چهره هاي معروف و افتخارآميزي همچون سلمان، ابوذر، ابي بن كعب، مقداد، عمار، حذيفه و... در اين شمارند.


در داخل بيت خودش


گذشته از اينكه دفن شدن حضرت زهرا (عليها السلام) در داخل بيت خود در ضمن رواياتي از طريق شيعه آمده، در منابع اهل سنت و از طريق آنان نيز از امام باقر و امام صادق (عليه السلام) نقل گرديده است. و بعضي از دانشمندان آنها نيز به اين معنا تصريح و دفن آن حضرت را در خانه اش تأييد نموده اند:

از جمله ابن شيبه از قديمي ترين مورخ و مدينه شناس عبدالعزيز [1] نقل مي كند كه وي مي گفت: «انها دفنت في بيتها و صنع بها ما صنع برسول الله (صلي الله عليه وآله) انها دفنت في موضع فراشها». [2] .



[ صفحه 124]



«فاطمه زهرا همانند رسول خدا (صلي الله عليه وآله) در داخل خانه اش و در جايگاهي كه به عالم بقاء ارتحال يافته، به خاك سپرده شده است».

و ديار بكري با اشاره به اقوال مختلف مي گويد: «و گفته شده كه قبر آن حضرت در داخل خانه خود و در محل محرابي است كه در پشت حجره مقدسه قرار گرفته است. سپس اين نظريه را تأييد مي كند و مي گويد: «و هذا أظهر الأقوال». [3] .


پاورقي

[1] وي اولين مدينه شناسي است كه در اين موضوع تأليفي هم داشته و در سال 199 در قيد حيات بوده است.

[2] تاريخ المدينه، ج 1، ص 108.

[3] تاريخ الخميس، ج 2، ص 176.


دعاؤه اذا آوي الي فراشه


و كان عليه السلام اذا آوي الي فراشه دعا بهذا الدعاء: «اللهم أنت الأول فلا شي ء قبلك، و أنت الظاهر فلا شي ء فوقك، و أنت الباطن فلا شي ء



[ صفحه 141]



دونك، و أنت الآخر فلا شي ء بعدك، أللهم رب السموات السبع، و رب الأرضين السبع، و رب التوراة و الانجيل و الزبور، و القرآن الحكيم، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، انك علي صراط مستقيم...» [1] .


پاورقي

[1] فلاح السائل لابن طاووس.


النبهاني


قال الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني: «محمد الباقر بن علي زين



[ صفحه 102]



العابدين بن الحسين أحد أئمة ساداتنا آل البيت الكرام، و أحد اعيان العلماء الاعلام...» [1] .


پاورقي

[1] جامع كرامات الأولياء 1 / 97.


سه وظيفه زمام دار


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

سه چيز است كه بر زمامدار واجب است درباره ي خواص و عوام رعايت كند: پاداش نيكوكار را به نيكي دادن تا بر رغبت مردم به كارهاي نيك افزوده شود، پوشاندن گناهان بد كار تا توبه كند و از گمراهي و انحراف خود برگردد و ايجاد الفت ميان همه آنان از طريق احسان و رعايت انصاف و داد. [1] .


پاورقي

[1] تحف العقول: 319، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22794.


احسان و اسائه


«من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه» همان طور كه طاعت بالاترين درجه احسان به نفس است، ارتكاب معاصي نيز بدترين نوع اسائه به نفس است. «و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة». بين اين دو نيز حد فاصلي وجود ندارد. هر كس يا اهل احسان به نفس است يا اسائه به نفس، و از ميان بهشت و جهنم يكي را برگزيده است. جاي سومي براي انسان ها خلق نشده است [1] .



[ صفحه 175]




پاورقي

[1] در اين رابطه ذكر حكايتي از ابوهريره كه به گمان خود مي خواست بين بهشت و جهنم جمع كند خالي از لطف نيست. در جنگ صفين نمازش را پشت سر حضرت علي عليه السلام مي خواند، و در وقت خوردن غذا با معاويه همسفره مي شد، و در هنگام جنگ روي يك بلندي مي ايستاد و مي گفت «الصلوة خلف علي أتم و اللقمة مع معاوية أكثم و وقوف علي التل أسلم»، و اين در حالي است كه بارها از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم شنيده بود «علي مع الحق و الحق مع علي». بحارالأنوار، ج 10، ص 432.


دزدان


گمان نكنيد كه دزدان فقط كساني هستند كه در گردنه ها راهزني مي كنند يا از ديوار خانه ها بالا مي روند يا در خيابان و كوچه و بازار، جيب بري مي كنند.اشخاصي كه حقوق شرعي خود را نمي دهند و كساني كه بدهي خود را از هر نوع كه باشد نمي خواهند بپردازند نيز دزد مي باشند، زيرا دزد يعني كسي كه مال ديگران را بدون اجازه و رضايت آنان ببرد. اين گونه اشخاص نيز مال ديگران را بدون اذن آنها تصرف كرده اند.

السراق ثلاثة: مانع الزكاة، و مستحل مهور النسآء و كذلك من استدان دينا و لم ينو قضائه. [1] .

دزدان سه دسته اند: كسي كه زكات ندهد، كسي كه مهر زنان را حلال شمرده (و از دادن آن خودداري كند) و كسي كه قرض كند و قصد اداء آن دين و قرض را نداشته باشد.


پاورقي

[1] خصال. ج 1، ص 153.


قصيده ي فرزدق


ابونصر عبدالوهاب بن تقي الدين سبكي در طبقات الشافعية الكبري (ج 1، ص 153) با اسناد متصل خود تا ابن عايشه از عبدالله بن محمد، از



[ صفحه 491]



پدرش روايت كرده است كه هشام بن عبدالملك در زمان حكومت پدرش براي زيارت خانه ي خدا به حج رفت... سپس دنباله ي حديث را همچنانكه قبلا گفتيم نقل كرده تا اينكه افزوده است: فرزدق اين قصيده را انشاء نمود:



هذا الذي تعرف البطحاء وطاته

و البيت تعرفه و الحل و الحرم



اين قصيده را بسياري از شعرا به نظم فارسي درآورده اند كه به عنوان نمونه چكامه ي جامي را مي نگاريم:



آن كس است اينكه مكه و بطحا

زمزم و بوقبيس و خيف و مني



حرم و حل و بيت و ركن و حطيم

ناودان و مقام ابراهيم



مروه سعي و صفا و حجر عرفات

طيبه كوفه كربلا و فرات



هر يك آمد به قدر او عارف

بر علو مقام او واقف



قرة العين سيدالشهداست

زهره ي شاخ و دوحه ي زهراست



ميوه ي باغ احمد مختار

لاله ي داغ حيدر كرار



چون كند جاي در ميان قريش

رود از فخر بر زبان قريش



كه بدين سرور ستوده شيم

به نهايت رسيده فضل و كرم



ذروه ي عزت است منزل او

حامل دولت است محمل او



از چنين عز و دولت باهر

هم عرب هم عجم بود قاصر



جد او را به مسند تمكين

خاتم الانبياست نقش نگين



در عرب در عجم بود مشهور

كه به دانش مغفل و مغفور



همه عالم گرفته پرتو خور

گر ضريري نديد از او چه ضر



شد بلند آفتاب بر افلاك

بوم از او گر نيافت بهر چه باك



حب ايشان دليل صدق و وفا

بغض ايشان سبيل كفر و نفاق



گر بپرسند ز آسمان بالفرض

سائلي من خيار اهل الارض



به زبان كواكب و انجم

هيچ لفظي نيايد الا هم



ذكرشان سابق است بر افواه

بر همه خلق بعد ذكر الله



سر همه نامه ها رواج افزا

نام ايشان است بعد نام خدا





[ صفحه 494]




مناظرات امام صادق با مذاهب جهان آن زمان


در عصر امام جعفرصادق عليه السلام موقعيتي به وجود آمد كه سلاطين عباسي براي استحكام بخشيدن قدرت خود از دانشمندان سست عنصر مادي پرست بهره مي جستند و به نام روحاني از طرف خود در برابر احكام نوراني اسلام عقايد و آرايي جديد به وجود مي آوردند و در نتيجه قوانين حقيقي اسلام علنا زير و رو شد. مخصوصا عقيده ماديگري به واسطه انتقال فلسفه يونان به عرب و ضعف روحي بعضي از مسلمين سست عنصر خوش باور با شنيدن اصطلاحات و الفاظ فريبنده فلسفي از خود بي خود شده و حقيقت اسلام را از دست مي دادند.

در چنين اوضاع و شرايطي بود كه امام جعفرصادق عليه السلام در جبهه هاي مختلف مانند سد محكم و شكست ناپذيري با استدلالهاي قوي علمي شگفت انگيز در مقابل عقيده هاي باطل و گفتار مخالفين دين و مذهب محمدي صلي الله عليه و آله و سلم ايستادگي مي كردند و خطرناكتر از همه عقيده ماديگري بود كه ظاهرا ريشه هاي استواري به خود گرفته بود و پيروان اين عقيده به اسم زنديق معروف بودند و آنها را نيز زنادقه مي ناميده اند. دانشمندان زيادي از اين مذهب نام برده اند كه مشهورترين آنان عبارتند از: ابن ابي العوجا و طالوت و ابن اعمي و ابن مقفع كه به نشر اين عقيده باطل همت گماشتند و پيروان اين عقيده جملگي درشتگو و بي ادب و گستاخ و داراي زبان تلخ و دور از تربيت اجتماعي بودند ولي خود را روشنفكر



[ صفحه 148]



مي پنداشتند. حضرت صادق عليه السلام با قدرت علمي و اعتبار اجتماعي خود چنان با آنان با ادب رفتار مي كردند و در تنظيم منطق چنان مهارتي داشتند كه حريف در برابر حضرت جز سر تسليم چاره ديگري نداشت. چنان كه سالي در موسم حج حضرت امام صادق عليه السلام در مجلسي بين اصحاب خود تفسير قرآن تدريس مي كردند و عده اي از همين افراد با همكيشان خود به ابن ابي العوجا گفتند آيا مي تواني اين شخص را (حضرت صادق) به مغالطه اندازي و او را در بين پيروانش سرافكنده كني ببين اين مرد (حضرت صادق) چگونه مردم را مي فريبد و خود را دانشمندترين مردم مي پندارد.


امام صادق و السنه عصر


از نشانه هاي امامت اين است كه بالسنه و زبانهاي خلق خدا آگاه و واقف باشد زبان حضري و بدوي را بداند السنه و اصطلاحات دور و نزديك و لغات همه قبايل و طوائف را بشناسد و حتي زبان طيور و وحوش را بداند كه از خصال امامت است.

عصر امام صادق عليه السلام عصري بود كه ملل قبطي و نبطي و ترك و عجم و ديلمي و گيلكي و كرد و ساير طوايف مردم عصر به اسلام گرويده بودند و اكثر آنها در مراسم حج شركت مي كردند مخصوصا 35 سال دوره امامت حضرت صادق كه همه ساله به حج مي رفت و مردم



[ صفحه 123]



دور و نزديك آفريقائي و سياهان حبشي و سواحل دريائي به حج مي آمدند و با امام خود مصاحبه و مذاكره مي كردند و آن حضرت به زبان آنها سخن مي گفت.

در احاديث مختلفه به طرق متعدد روايت شده كه امام ششم به لغت نبطي با نبطيه كه اصلا آفريقائي بودند صحبت مي كرد و با طايفه ترك به تركي تكلم مي فرمود و با قبطيان يونان به لغات خودشان در كتاب بصاير است كه سالم مولاي ابان تجارت برده مي كرد و آنها را از ممالك زطي مي آورد مي گويد در حضور او بوديم كه گنجشكي چند صدا كرد حضرت فرمود مي دانيد چه مي گويد عرض كردم نمي دانم - فرمود مي گويد خدايا ما مخلوق تو هستيم و رزق و روزي مي خواهيم ما را سيراب كن و اطعام به ما كن زطي طايفه هندي بودند و به لغات دري و هندو و لغات ديگر صحبت مي كردند و امام صادق عليه السلام همه آن لغات را مي دانست.


روات كذاب و غير قابل اعتبار


مردم از نظر صفات سخنگوئي سه دسته اند يك دسته راستگويان كه همه جا مورد اعتماد و وثوق مي باشند و همه گفتار آنها را مانند مشهودات خود مي دانند و بدين اعتبار نقل مي كنند.

دسته دوم آنها كه به دروغ گوئي شهرت دارند و تكليف مردم از گفتار آنها روشن است اعتماد و وثوق به آنها نيست - اين ها شهرتي به سزا در اجتماع دارند كه سخنان آنها قابل توجه نيست مگر پس از فحص و بحث و تحقيق.

دسته سوم آنها كه گاهي راست و گاهي دروغ مي گويند اين طبقه كار را مشكل كرده اند كه انسان نمي داند كدام سخن آنها راست و كدام كلمه دروغ است.

اين سيره در همه خانواده ها و فاميل ها هست كه ضرب المثل مشهور شده - پدري سه پسر داشت راستگو - دروغگو و ميانه از دست اولي و دومي خيالش راحت بود ولي سومي



[ صفحه 121]



كار را بر او سخت كرده نمي دانست كدام سخنش راست و كدام دروغ است.

در ميان روات امام جعفر صادق عليه السلام چند نفري بودند كه وضعشان روشن بود آنها زنادقه و ملاحده بودند كه از نظر عقيده اعتباري به قولشان نبود اگر چه راستگو هم باشند و دسته اي بودند كه سخنشان راست و دروغ بود و آنها كار را مشكل كرده بودند و لذا امام عليه السلام آنها را كه مي شناخت معرفي مي فرمود تا از گفتار آنها پرهيز نمايند آنها كه دروغ بر امام مي بستند و حديث جعل مي كردند و مع ذلك در صف شاگردان امام صادق عليه السلام محسوب مي شدند.

رواتيكه سلب اطمينان از آنها شده عبارت هستند از:

محمد بن مقلاص ابوالخطاب كه براي آزادي وارد اسلام شد و قبول اسلام كرد و امام صادق او را به مردم معرفي كرد تا حال او را بدانند و فريب جعليات او را نخورند و حتي از او بيزاري و برائت خود را اعلام فرمود و او را لعن كرد.

و همچنين مغيرة بن سعيد و صائد هندي كه منتسب به مدرسه جعفري بودند ولي از مردم غير قابل اعتبار و اعتماد و در عقيده و مقصد فاسد العقيده بودند و لذا امام صادق عليه السلام اصحاب خود را از حال آنها گاه فرمود و دستور داد از آنها پرهيز كنيد كه گفتارشان سخيف و غرض آلوده و جعل است.

فرمود روات مغرض و جعالان حديث خطرشان براي علم از هر چيزي بيشتر است بزرگترين جنايت بر دين كار روات كاذب و متهم است و لذا امام صادق عليه السلام اصحاب خود را بسيار توصيه و تأكيد فرمود كه اخبار و احاديث و تفسير و تأويل را از اهل بيت به نص صريح احاديث نبوي اتخاذ كنيد كه اهل بيت رسول خدا حافظ احاديث و اخبار و احكام دين هستند و در ميان آنها تحريف و تفسير و خطا و لغزش در گفتار رخ نداده و نمي دهد.

امام صادق عليه السلام اين موضوع را صدها بار به الفاظ و مضامين مختلف براي اصحاب تعليم فرموده اند و پرهيز از جاعلين حديث و مغرضين و منحرفين را واجب شمرده است.


علوم طبيعي


1 - علم طب و اقسام و شعب آن.

2 - علم كيميا - شيمي و داروسازي.

3 - علم سيميا - حيل و نيرنجات.

4 - علم تعبير خواب.

5 - علم فراست.

6 - علم احكام نجوم.

7 - علم خواص جواهرشناسي است.

8 - علم صرف الطبيعه.

9 - علم دم و وهم.


مناظرات امام صادق در منابع روايي


در متون اسلامي و كتب روايي، مناظرات از جايگاه ويژه اي برخوردارند كه عمدتا تحت عنوان احتجاجات جمع آوري شده اند. احتجاجات امام صادق در آثاري از جمله: معاني الاخبار، مناقب ابن شهر آشوب، كافي كليني، الارشاد شيخ مفيد، امالي شيخ طوسي، امالي شيخ صدوق، امالي سيد مرتضي، توحيد شيخ صدوق، خصال شيخ صدوق، الاختصاص شيخ مفيد، الاحتجاج طبرسي و... را مي توان نام برد و مرحوم مجلسي نيز بخشي از جلد دهم بحارالانوار را به احتجاجات و مناظرات امام صادق اختصاص داده است. آنچه مرحوم مجلسي از منابع مختلف جمع آوري كرده و در جلد دهم بحارالانوار آورده است، حدود 23 مناظره مي باشد.


الفقهاء


و استنادا الي هذه النصوص اجمع الفقهاء علي وجوب الغسل من الجنابة لصيام شهر رمضان، و قضائه، و ان من تعمد البقاء علي الجنابة في الشهر المبارك فعليه القضاء و الكفارة، و اذا تعمد البقاء فلا يقبل منه، أما الناسي فلا شي ء عليه سوي القضاء، و مثله الجاهل.

أما من صام استحبابا فله أن يتعمد البقاء علي الجنابة، لأن رجلا قال للامام الصادق عليه السلام: أخبرني عن التطوع، و عن صوم هذه الثلاثة أيام اذا اجنبت من أول الليل و اعلم أني اجنبت، فأنام متعمدا، حتي يطلع الفجر، أصوم، أو لا أصوم؟ قال له: صم.


اقل ما يعطي الفقير


روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: لا يعطي أحد من الزكاة أقل من خمسة دراهم - أي لا ينقص الماء عن النصيب الأول في الفضة - و هو أقل ما فرض الله عزوجل من الزكاة في أموال المسلمين، فلا تعطوا أحدا من الزكاة أقل من خمسة دراهم.

و في رواية أخري أنه سئل: هل يجوز أن يعطي الرجل من الزكاة الدرهمين و الثلاثة؟ فقال: ذلك جائز.

قال جماعة من الفقهاء: ان المراد من قوله «جائز» ان للمالك ان يدفع دون الخمسة، و يقبل الشرع منه ذلك، و ان المراد من قوله لا يعطي و لا يجوز أقل من خمسة أن العطاء دون هذا المبلغ مكروه، و بهذا الجمع يرتفع التنافي، و هو جمع عرفي يحمل قرينته معه، و لا يحتاج الي قرينة من الخارج، تماما كالجمع بين الخاص و العام، و المطلق و المقيد. و قدمنا الاشارة الي ذلك فيما سبق، و أعدناه للتذكير بهذه القاعدة.



[ صفحه 93]




الثمرة بين الكشف و النقل


ذكر الفقهاء ثمرات للفرق بين النقل، و بين الكشف بالمعني الذي ذهب اليه المشهور، منها:

1- أن النماء المنفصل لكل من المثمن و الثمن، و الحاصل بين العقد و الاجازة يكون للمنتقل اليه دون المنتقل عنه، علي القول بالكشف، و بالعكس علي القول بالنقل... أجل، هناك آثار تترتب علي نوع خاص من الملك، كما لو كان المشتري قد نذر أنه اذا ملك هذه العين يفعل كذا، فان النذر ينصرف الي غير ما ملكه بالعقد الفضولي قبل الاجازة، و كذا النظر الي المرأة المعقود عليها فضالة فأنه أثر لغير العقد الفضولي، حتي و لو حصل العلم بأن الاجازة ستقع حتما.

2- علي القول بالكشف يجوز للطرف الاصيل الذي انتقلت اليه العين أن يتصرف بها اذا علم بأن الاجازة ستقع حتما، و ان كان علي شك منها فيمنع من التصرف بها، لأن الاصل عدم وقوع الاجازة، أما علي القول بالنقل فلا يجوز له



[ صفحه 104]



التصرف بالعين اطلاقا، حتي مع العلم بأن المالك سيجيز.

3- علي الكشف لا يجوز للاصيل الذي أجري العقد مع الفضولي أن يفسخ العقد، و يعدل عنه قبل الاجازة، و علي النقل يجوز له ذلك.

4- لو عقد الفضولي زواج امرأة علي رجل حرمت علي هذا الرجل اخت المعقود عليها علي القول بالكشف، لثبوت المصاهرة من طرفه، و لا تحرم علي القول بالنقل، و يكون عقد الرجل علي الاخت عدولا عن عقده الذي اجراه مع الفضولي.

5- لو مات الاصيل الذي أجري العقد مع الفضولي قبل الاجازة تنتقل العين التي جري عليها العقد الي الورثة باجازة المالك، علي القول بالكشف، و يبطل العقد علي القول بالنقل، و لا يبقي للاجازة من موضوع.

6- اذا تعلقت الزكاة بالعين في الزمن المتخلل بين العقد و الاجازة فيجب اخراجها علي من انتقلت اليه، علي القول بالكشف، و علي من انتقلت منه، علي التنقل.

7- اذا حدث عيب بالعين في الفترة بين العقد و الاجازة فلا يثبت خيار الرد بالعيب لمن انتقلت اليه، ان قلنا بالكشف، لأن العيب حدث في ملكه، و يثبت له الخيار، ان قلنا بالنقل، لأنه حدث في ملك من انتقلت عنه.

8- تحسب الايام الثلاثة في خيار الحيوان من حين العقد، علي الكشف، و من حين الاجازة علي النقل.

9- اذا كانت عين شراكة بين زيد و عمرو، و باع الفضولي سهم زيد، ثم باع عمرو سهمه لآخر، ثم أجاز زيد بيع الفضولي تكون الشفعة حقا لمن اشتري من الفضولي، علي الكشف، و لزيد علي النقل.

10- اذا اشتري الاصيل عينا من الفضولي، ثم باعها قبل الاجازة من آخر يصح هذا البيع علي الكشف، لأنه، و الحال هذه، بيع في ملك، و لا يصح علي النقل، لأنه بيع في غير الملك.



[ صفحه 105]




انتقال الدعوي بالصلح


نقل صاحب مفتاح الكرامة عن جملة من الفقهاء أنه اذا ادعي رجل علي آخر بدين أو عين، فان لصاحب الدعوي أن يصالح عنها أجنبيا ثالثا ليس طرفا في الدعوي كلية، و تكون النتيجة لهذا الصلح أن يقوم الأجنبي مقام المدعي، و يقول للمدعي عليه: ان الحق الذي عليك لفلان صار مستحقا لي بالصلح، و له أن يقيم البينة علي ثبوت هذا الحق، و يطلب اليمين من المدعي عليه ان أنكر، و لا فرق في ذلك بين اعتراف المدعي عليه بالحق قبل الصلح أو عدم اعترافه، و لا بين أن يكون الأجنبي المصالح عالما ثبوت الحق في ذمة المدعي عليه، أو لا.



[ صفحه 101]




الحبس


اعتاد الفقهاء بعد أن ينتهوا من الكلام عن الوقف ان يعقدوا بعده فصلا خاصا يتكلمون فيه عن الحبس، و السكني، و العمري، و الرقبي. و يريدون بالحبس أن يبيح الانسان منفعة العين التي يملكها لجهة من الجهات، علي أن تبقي العين علي ملكه، فان حبسها في سبيل الخير ينظر: فان لم يحدد بمدة معينة فلا تعود العين الي المالك، و لا الي ورثته، تماما كما هي حال في الوقف، سواء أصرح بالدوام أو اطلق، و لم يصرح، و ان حدد الحبس بمدة معينة فلا يحق له أن يرجع الا بعد انقضاء المدة، حيث تكون المنفعة حينئذ للمالك.

و ان حبس المنفعة و أباحها لشخص فان عين وقتا لزم، يرجع بعده الي الحابس، أو ورثته، و ان لم يعين وقتا تبقي حبسا مدة حياة الحابس، و بعد موته تصير ميراثا، فقد روي محمد بن مسلم عن الامام الباقر أبي جعفر الصادق عليهماالسلام أن عليا أميرالمؤمنين عليه السلام قضي برد الحبيس - أي العين المحبوسة - و انفاذ المواريث. قال صاحب الشرائع و الجواهر: «اذا حبس فرسه - مثلا - في سبيل الله، أو غلامه علي البيت، أو المسجد لزم ذلك، و لم يجز تغييره ما دامت العين باقية بلا خلاف كما اعترف به الحلي و غيره.. أما لو حبس شيئا علي رجل - مثلا - و لم



[ صفحه 87]



يعين وقتا، ثم مات الحابس كان ميراثا، و كذا لو عين مدة و انقضت بلا خلاف و لا اشكال في ذلك، و لا في لزومه، لعموم أوفوا بالعقود، و المؤمنون عند شروطهم، و رواية محمد بن مسلم». و كل ما يصح وقفه يصح تحبيسه، و لا يلزم الحبس الا بالقبض، فاذا مات الحابس قبل أن يقبض المحبس عليه بطل التحبيس.


ما نسب الي الامام


قدمنا أن القاضي لا يجوز له أن يحكم بالقرائن الا اذا حصل منها العلم باللزوم العقلي مع أنه قد نسب الي الامام أميرالمؤمنين عليه السلام أقضية مستندا فيها الي قرائن لا تستدعي العلم، من ذلك أنه سئل عن رجل قاء الخمرة؟ فقال: ما قاءها، حتي شربها.

و نحن نشك في نسبة هذا الخبر الي الامام، اذ من الجائز أن يكون قد شربها جاهلا بأنها خمرة، أو للتداوي، أو أكره عليها. و قد ثبت بالتواتر عند الشيعة و السنة عن الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: «ان الحدود تدرأ بالشبهات» و من هنا اتفق الجميع علي أنه لو ادعي شيئا من ذلك سمع منه و سقط عند الحد.

و ان صحت نسبة هذا الخبر الي الامام فلابد من حمله علي أن الذي قاءها قد ثبت أنه شربها من دون عذر، أو ان الامام تعرض للشرب نفسه، بصرف النظر عن الحد.

و من ذلك أن امرأتين تنازعتا في غلام، و ادعت كل منهما أنه ولدها، و حين رفعتا النزاع الي الامام عليه السلام أمر باحضار سيف، و قال: ان لم تقولا الحق قطعته شطرين، و اعطيت كل واحدة شطرا، فرضيت احداهما بقطعه، و أبت الأخري قائلة: دعوه لها.. فأعطاه لهذه، حيث اكتشف من عدم رضاها بقتله أنها الأم، و من رضا تلك أنها غريبة عنه.

و هذا الخبر أبعد عن الواقع من سابقه، و ان صح فيحمل علي أن الامام قد حمل المرأة بذلك علي الاقرار أو أنه اكتشف من رضاها بقتل الولد و حالتها الخاصة اقرار منها بأنه ليس بولدها، و عليه يكون حكما خاصا في قضية خاصة لا يتعدي الي غيرها.



[ صفحه 91]




نظرت الي الجبال قد أقبلت


عن أحمد بن هلال، عن ابن محبوب، عن الحسن بن عطية قال: كان أبوعبدالله عليه السلام واقفا علي الصفا.

فقال له عباد البصري: حديث يروي عنك.

قال: و ما هو؟

قال: قلت: حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنية.



[ صفحه 155]



قال: قد قلت ذلك، ان المؤمن لو قال لهذه الجبال أقبلي أقبلت.

قال: فنظرت الي الجبال قد أقبلت فقال لها: علي رسلك اني لم أردك. [1] .


پاورقي

[1] نفس المصدر ص 325.


حكمت صادق (سخنان امام جعفر صادق)


سيد محمد باقر برقعي، تهران، كتابفروشي معرفت، 1331.


صغار الحيوان


أنظر الآن إلي ذوات الأربع كيف تراها تتبع أماتها [1] مستقلة بأنفسها لا تحتاج إلي الحمل و التربية كما تحتاج أولاد الإنس، فمن أجل أنه ليس عند أماتها ما عند أمهات البشر من الرق و العلم بالتربية، و القوة عليها بالأكف و الأصابع المهيأة لذلك أعطيت النهوض و الاستقلال بأنفسها و كذلك تري كثيرا من الطير كمثل الدجاج و الدراج و القبج، تدرج و تلقط حين تنقاب عنها البيضة.

فأما ما كان منها ضعيفا لا نهوض فيه، كمثل فراخ الحمام و اليمام [2] و الحمر [3] فقد جعل في الأمهات فضل عطف عليها، فصارت تمج الطعام في أفواهم بعدما توعيه حواصلها فلا تزال تغذوها حتي تستقل بأنفسها، و لذلك لم ترزق الحمام فراخا كثيرة مثل ما ترزق الدجاج، لتقوي الأم علي تربية فراخها فلا تفسد و لا تموت فكلا أعطي بقسط من تدبير الحكيم اللطيف الخبير.


پاورقي

[1] الأمات: جمع أم و قيل إنها تستعمل في البهائم، و أما في الناس فهي أمهات.

[2] اليمام: الحمام الوحشي.

[3] الحمر: بضم فتشديد، طائر أحمر اللون و الواحدة حمرة.


ولاية علي حبل الله


تفسير فرات الكوفي 14: قال حدثني الحسن بن العباس البجلي معنعنا عن أبان بن تغلب قال: قال جعفر عليه السلام:...

ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام الحبل الذي قال الله تعالي فيه: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا) [1] فمن تمسك به كان مؤمنا و من تركه خرج من الايمان.


پاورقي

[1] سورة آل عمران، الآية: 103.


اجتنب هذه المجالس


[أصول الكافي 2 / 377، ح 9: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن اسباط، عن سيف بن عميرة، عن عبدالأعلي بن أعين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه امام أو يعاب فيه مؤمن.


من أعطي الدعاء


معاني الأخبار 324-323: حدثنا أبوأحمد بن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن بدر بن الهيثم، عن علي بن المنذر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال:...

من أعطي أربعا لم يحرم أربعا، من أعطي الدعاء لم يحرم الاجابة، و من أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة، و من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، و من أعطي الصبر لم يحرم الأجر.


التربية علي الصمود و الثبات و الالتزام


قال لأحد أصحابه عليه السلام: «قد كان قبلكم قوم يقتلون و يحرقون و ينشرون بالمناشير، و تضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شي ء مما هم فيه، من غير وترة و تروا من فعل ذلك بهم و لا أذي، بل ما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا درجاتهم و اصبروا علي نوائب دهركم تدركوا سعيهم...» [1] .

ثم يقول عليه السلام: «صبروا النفس علي البلاء في الدنيا، و ان تتابع البلاء فيها، و الشدة في طاعة الله و ولايته، و ولاية من أمر الله بولايته.. فاتقوا الله و سلوه أن يشرح صدوركم للاسلام، و أن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم و أنتم علي ذلك، و أن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين».



[ صفحه 189]




پاورقي

[1] حياة الامام موسي بن جعفر ج 1 ص 99.


خداوند براي مؤمن چه چيزي را ضمانت كرد؟


مفضل گويد: امام صادق - عليه السلام - فرمودند: خداوند متعال براي مؤمن



[ صفحه 83]



ضمانتي را ضمانت كرده است.

گفتم: آن ضمانت چيست؟

حضرت فرمودند: براي او ضمانت كرده است اگر به ربوبيت خدا، و رسالت و نبوت محمد - صلي الله عليه و آله و سلم - و امامت علي - عليه السلام - اقرار كند، و آنچه بر او واجب شده است ادا كند، او را در جوار خود سكونت دهد.

گفتم: به خدا قسم؛ اين كرامتي است كه كرامت بشر به آن شباهت ندارد (يعني اين تكريمي است كه به تكريم بشري هرگز شباهت ندارد).

سپس حضرت صادق - عليه السلام - فرمودند: اندك عمل كنيد، بسيار بهره مند شويد. [1] .


پاورقي

[1] ثواب الأعمال: ص 15، بحارالأنوار: ج 64 ص 146 ح 2.


حديث 091


جمعه

افضل طبائع العقل العبادة.

برترين سرشت خردمندي، عبادت است.

اختصاص، ص 244



[ صفحه 21]




طاعة ملك الموت له


الراوندي: قال: ان صفوان بن يحيي قال: قال لي العبدي: قالت أهلي لي: قد طال عهدنا بالصادق عليه السلام فلو حججنا و جددنا به العهد.



[ صفحه 116]



فقلت لها: و الله ما عندي شي ء أحج به، فقالت: عندنا كسوة و حلي، فبع ذلك و تجهز به. ففعلت، فلما صرنا بقرب المدينة مرضت مرضا شديدا فأشرفت علي الموت فلما دخلنا المدينة خرجت من عندها و أنا آيس منها، فأتيت الصادق عليه السلام و عليه ثوبان ممصران [1] فسلمت عليه، فأجابني و سألني عنها، فعرفته خبرها و قلت: اني خرجت و قد أيست منها. فأطرق مليا. ثم قال: يا عبدي أنت حزين بسببها؟ قلت: نعم. قال: لا بأس عليها، فقد دعوت الله لها بالعافية، فارجع اليها فانك تجدها قد فاقت و هي قاعدة، و الخادمة تلقمها الطبرزد [2] ، قال: فرجعت اليها مبادرا، فوجدتها قد أفاقت و هي قاعدة، و الخادمة تلقهما الطبرزد. فقلت: ما حالك؟ قالت قد صب الله علي العافية صبا و قد اشتهيت هذا السكر، فقلت: قد خرجت من عندك آيسا، فسألني الصادق عليه السلام عنك فأخبرته بحالك، فقال: لا بأس عليها ارجع اليها فهي تأكل السكر. قالت، خرجت من عندي و أنا أجود بنفسي، فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال: ما لك؟ قلت: أنا ميتة، و هذا ملك الموت قد جاء يقبض روحي. فقال: يا ملك الموت. قال: لبيك أيها الامام. قال: ألست أمرت بالسمع و الطاعة لنا؟ قال: بلي. قال: فاني آمرت أن تؤخر أمرها عشرين سنة. قال: السمع و الطاعة. قالت: فخرج هو و ملك الموت من عندي فأفقت من ساعتي [3] .


پاورقي

[1] الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة.

[2] طبرزد. علي وزن سفرجل: معرب، و منه حديث «السكر الطبرزد يأكل الداء أكلا» و قيل: الطبرزد هو السكر الابلوج، و به سمي نوع من التمر لحلاوته، و عن أبي حاتم: الطبرزدة بسرتها صفراء مستديرة.

[3] الخرائج و الجرائح ج 1 ص 294 ح 2.


چيزي كه حق او نيست


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كسي كه در همه حالات متوجه خداست، خدا هم با اوست.

و از معلي بن خنيس نقل مي كند كه گفت:

خدمت حضرت صادق عليه السلام بودم، محمد بن عبدالله (ابن حسن) آمد و سلام كرد و گذشت. حضرت دلش به حال او سوخت و چشمانش پر از اشك شد، گفتم: نسبت به او كاري كردي كه قبلا نمي كردي؟ فرمود: دلم به حال او سوخت؛ چون چيزي به خود نسبت مي دهد كه حق او نيست و من در كتاب علي عليه السلام او را نه از خلفاي اين امت و نه از پادشاهان يافته ام.



[ صفحه 175]




في الورع


الفحام، عن المنصوريّ، عن عمّ أبيه، عن أبي الحسن الثّالث، عن آبائه عليهم السلام قال: قال الصّادق عليه السلام: عَلَيكُم بِالوَرَعِ، فإنَّهُ الدِّينُ الّذي نلازِمُهُ وَنَدينُ اللهَ بِهِ، وَنُريدُهُ مِمَّن يُوالينا، لا تُتَّعِبونا بِالشّفاعَةِ. [1] .


پاورقي

[1] الأمالي للطّوسي: ص281 ح544، بحار الأنوار: ج70 ص306 ح29 نقلاً عنه.


درس هاي اين وصيت


1. همه ي بزرگان و به ويژه پدران، وظيفه دارند فرزندان خويش را نصيحت نمايند.

2. در زندگي خود قناعت پيشه كنيم، زيرا قناعت، بي نيازي و استغنا را به دنبال خواهد داشت. حضرت رسول اكرم صلي الله عليه و آله فرمود: «القناعة كنزلا يفني» ؛ [1] قناعت (زندگي دور از اسراف و تبذير) گنجي است تمام نشدني، و در حديث شريف ديگري آمده است «من قنع شبع» ؛ [2] هر كس قناعت را پيشه كند، هميشه سير (بي نياز) است.

همچنين پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله فرمود: «و ارض بما بقسم الله، تكن أغني



[ صفحه 174]



الناس» [3] راضي باش به آنچه خداوند متعال قسمت و روزي ات نموده است، تا هميشه بي نيازترين مردم باشي. (توجه به ثروت و اموال مردم باعث مي شود دارايي و رزق خود را ناچيز و اندك بشماري) .

3. هميشه به خداوند متعال اميد داشته باشيم، دستمان را به سوي او دراز كنيم و حوايج خود را از او بخواهيم، زيرا او چنين دوست مي دارد. در حديث قدسي آمده است: به عزت و جلالم سوگند هر كس به غير من اميدوار باشد، نااميدش مي كنم [4] .

4. بايد در مقابل مقدرات و قضاي الهي بي چون و چرا تسليم باشيم؛ چنانچه غير از اين باشد، خدا را در قضا و قدرش متهم ساخته ايم (اتهام به اين كه آنچه من استحقاق دارم، خداوند متعال به من عطا نفرموده است) . از اميرالمؤمنين عليه السلام روايت شده كه فرمود: اسلام يعني تسليم (در برابر خدا و قرآن و انبيا و امامان معصوم عليهم السلام) .

5. هر كه لغزش هاي خود را كوچك بشمارد، لغزش هاي ديگران را بزرگ خواهد شمرد و كسي كه لغزش ديگران را كوچك بشمارد، لغزش خود را بزرگ خواهد شمرد.

6. بزرگ ترين نشانه ي تهذيب نفس و خودسازي اين است كه عيوب مردم را بپوشانيم كه در حقيقت عيب خود را پوشانده ايم؛ همچنين تعدي به ديگران نكنيم و همواره از مكر و حيله به دور باشيم، و اين را بدانيم، دنيا جاي مكافات است. (ظالم نتيجه ي



[ صفحه 175]



ظلمش را خواهد ديد) .

7. يكي از نشانه هاي معرفت و شخصيت انسان در جامعه، انتخاب همنشين اوست. در اين وصيت، امام عليه السلام اشاره به اين مطلب مي فرمايد كه با افراد سفيه و نادان و بي آبرو همنشين نشويد، زيرا از نظر مردم مي افتيد، حقير و ذليل مي شويد؛ در حالي كه نشست و برخاست با علما و اهل معرفت و متدينين و معاشرت با آنان، نشانه ي بزرگي و شخصيت انسان است.

روايت شده كه از حضرت عيسي عليه السلام پرسيدند: با چه كسي همنشين باشيم؟

حضرت عيسي عليه السلام فرمود:

من يذكركم الله رؤيته، و يزيد في عملكم منطقه، و يرغبكم في الآخرة عمله [5] .

كسي كه ديدار او شما را به ياد خدا بيندازد، و اعمال او رغبت شما را به آخرت بيش تر نمايد، و گفتارش به كردار نيك شما بيفزايد.

اگر نگاه مختصري به افراد سرشناس تاريخ بيندازيم و افراد و همنشينان آنان را با هم مقايسه كنيم، نتايج جالب و قابل قبولي به دست خواهيم آورد، و مسلما در انتخاب همنشينان خود دقت عمل بيش تري به خرج مي دهيم. براي نمونه، ببينيم همنشينان حضرت علي عليه السلام چه كساني بودند؟ و چه خصوصياتي داشتند؟ افرادي مانند سلمان، مقداد، ابوذر، عمار، مالك اشتر، ميثم تمار، صعصعة بن



[ صفحه 176]



صوحان عبدي، محمد بن ابي بكر و امثال آنان، همنشينان حضرت علي عليه السلام بودند، كه از نظر دين و اخلاق، وفاي به پيمان، آبرو و حيثيت اجتماعي و اصالت خانوادگي، در نهايت پاكي و درستي و در اعلي درجه ي انسانيت بودند.

همچنين به همنشينان شخصيت ديگري با چهره ي منفي مثلا معاويه (لعنة الله عليه) بنگريم و ببينيم آنان چه كساني بودند؟ عمرو بن عاص، زياد بن ابيه، بسر بن ارطاة، مغيره بن شعبه و مانند آن ها همنشينان معاويه بودند؛ افرادي كه جزو پست ترين انسان هاي زمان خود بودند، دست به هر ظلم و جنايتي مي زدند، به نواميس مردم، و به جان و مال و آبرويشان تجاوز مي كردند، و هيچ باكي از آن نداشتند.

به نقل برخي از تاريخ نويسان، در پايان جنگ صفين، پادشاه روم با امام حسن عليه السلام و يزيد بن معاويه (لعنة الله عليهما) مواجه شد و چند سؤال علمي و ديني از امام حسن كه او را وليعهد كوفي و يزيد ملعون كه او را وليعهد شامي خطاب مي كرد؛ پرسيد. پس از شنيدن پاسخ آن دو، نگاهي به كتاب هاي اطراف خود نمود و فرياد زد: الحق مع الكوفي؛ يعني حق با علي است.

آري؛ چنين است. قبل از پادشاه روم، گل سرسبد موجودات، خاتم الانبيا حضرت محمد صلي الله عليه و آله فرمود: علي مع الحق و الحق مع علي [6] .

8. حق و حقيقت بايد بيان شود (به سود يا به زيان فرد) ، پيامبر بزرگوار اسلام، حضرت محمد صلي الله عليه و آله مي فرمايد: «قل الحق ولو علي



[ صفحه 177]



نفسك» ؛ [7] هميشه حق بگو و از حق دفاع كن، گر چه به ضرر تو باشد. آري، اين منطق دين و اهل آن است.

9. از فتنه انگيزي و سخن چيني شديدا پرهيز كنيم، زيرا اين عمل زشت، تخم كينه و نفاق را در دل هاي مردم مي كارد. پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله فرمود:

«ألا أنبئكم بشراركم؟ قيل: بلي يا رسول الله، فقال صلي الله عليه و آله المشاؤون بالنميمه» المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء و المعايب [8] .

مي خواهيد به شما خبر دهم بدترين و شرورترين شماها كيست؟ گفتند: آري، يا رسول الله! فرمود: كساني كه فتنه انگيزي و سخن چيني مي كنند و بين دوستان جدايي مي افكنند، و براي بي گناهان عيب تراشي مي كنند.

10. انسان وارسته، چنانچه حاجت و مطلبي هم داشته باشد، از هر كس طلب نمي كند، بلكه با افراد اصيل و كريم و ريشه دار در ميان مي گذارد. به قول معروف: آب را بايد از سرچشمه نوشيد.

11. در پايان اين وصيت، امام صادق عليه السلام به نكته ي حساس و در عين حال سرنوشت سازي اشاره مي نمايد:

فرزندم! هرگاه خواستي كسي را زيارت و ديدار كني، پس نيكان را زيارت كن و به ديدار گنهكاران مرو، زيرا آنان همانند سنگ بزرگي مي باشند كه آبي از آن بيرون نمي آيد، و مانند درختي هستند



[ صفحه 178]



كه برگي از آن سبز نمي شود، و همچون زميني مي باشند كه گياهي از آن رشد نمي كند و نمي رويد.


پاورقي

[1] روضة الواعظين، ص 456؛ مشكاة الأنوار، ص 233.

[2] كافي، ج 8، ص 243، ح 337.

[3] امالي شيخ صدوق، ص 269، ح 295.

[4] كافي، ج 2، ص 66، ح 7.

[5] تحف العقول، ص 42.

[6] تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 449؛ تاريخ بغداد، ج 14، ص 322.

[7] بحارالانوار، ج 74، ص 171.

[8] كافي، ج 2، ص 369، باب النميمة، ح 1.


كثرة نسل السمك و علة ذلك


فكر الآن في كثرة نسله و ما خص به من ذلك، فانك تري في جوف السمكة الواحدة من البيض ما لا يحصي كثرة، و العلة في ذلك أن يتسع لما يغتذي به من اصناف الحيوان، فان أكثرها يأكل السمك، حتي أن السباع أيضا في حافات الآجام عاكفة علي الماء أيضا كي ترصد السمك، فاذا مر بها خطفته، فلما كانت السباع تأكل السمك، و الطير



[ صفحه 100]



يأكل السمك، و الناس يأكلون السمك، و السمك يأكل السمك كان من التدبير فيه أن يكون علي ما هو عليه من الكثرة.


اخلاص


در ماديات ارزش هر چيزي آن گاه معلوم مي شود كه از مواد زايد خالص شود، طلا و فلزات ديگر تا آن موقع كه خالص نگشته اند، چندان مورد توجه نيستند، معنويات نيز اين چنين است.

اخلاص معناي گسترده اي دارد كه همه كردار، گفتار، انديشه، اراده و حتي هستي انسان را در بر مي گيرد. اخلاص: همه چيز را براي خدا به جا آوردن، در تمام برنامه ها به خدا و رضاي او انديشيدن، براي او زنده بودن، در راه او جان دادن، و همه چيز را براي او خواستن و از غير او گسستن، همان گونه كه خداوند به پيامبر خود تعليم فرموده است:



[ صفحه 110]



(قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين) [1] .

بگو تمام نماز و عبادت من، و زندگي و مرگ من همه براي خداوند پروردگار جهانيان است.

(لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين) [2] .

او را شريك نيست و به اين (اخلاص كامل) امر شده ام و من اولين تسليم شدگانم.»

(قل اني أمرت أن أعبدالله مخلصا له الدين) [3] .

اي رسول ما، بگو كه من خود مأمورم كه تنها خدا را پرستش كنم و دينم را براي او خالص گردانم.

خالص گرداندن دين كه همه عبادات و اعتقادات و ساير اعمال را شامل مي شود. اين است كه قبل از هر عملي، پرونده ي نيت را مورد بررسي قرار مي دهند. در حديثي از پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم آمده است: «هر عملي بستگي به نيت آن دارد و بهره ي هر كس مطابق نيتي است كه در عمل دارد». [4] .


پاورقي

[1] سوره ي انعام، آيه ي 162.

[2] سوره ي انعام، آيه ي 163.

[3] سوره ي زمر، آيه ي 11.

[4] وسائل الشيعه، ج 1، ص 34.


التقليد


و التقليد: هو أحد قول الغير من غير معرفة دليلة، قال ابن أبي زرعة في شرح الجوامع: و قد اختلف العلماء في تقليد المفضول من المجتهدين مع التمكن من تقليد الفاضل علي مذاهب، أحدها و هو المشهور: جوازه، و قد كانوا يسألون الصحابة مع وجود أفاضلهم، و الثاني: منعه، و به قال الامام احمد و ابن سريح، و اختاره القاضي حسين و غيره، و الثالث: يجوز لمن يعتقده فاضلا، أو مساويا لغيره فان اعتقده دون غيره امتنع استفتاؤه. و كذا اختلفوا في تجويز تقليد الميت علي أقوال: أحدها: جوازه، و به قال الجمهور، و عبر عنه الشافعي بقوله: المذاهب لا تموت بموت أربابها. و الثاني: منعه، أي منع تقليد الميت مطلقا، و عزاه الامام الغزالي لاجماع الاصوليين و اختاره الامام فخرالدين. و الثالث: يجوز مع فقد حي و لا يجوز مع وجوده. انتهي ملخصا.

و قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن و الثمانين من الفتوحات المكية: و التقليد في دين الله لا يجوز عندنا لا تقليد حي و لا ميت، انتهي. فتدبر. و قال ابن عابدين الشامي: انه يجوز تقليد المفضول مع وجود الأفضل و به قالت الحنفية و المالكية و الشافعية و أكثر الحنابلة، و عن أحمد و طائفة كثيرة من الفقهاء: لا يجوز.



[ صفحه 187]




رسالة الامام الصادق حول القياس


أما بعد فانه من دعا غيره الي دينه بالارتياء و المقاييس لم ينصف و لم يصب حظه لأن المدعو الي ذلك لا يخلو من الارتياء و المقائيس، و متي ما لم يكن



[ صفحه 530]



بالداعي قوة في دعائه علي المدعو لم يؤمن علي الداعي أن يحتاج الي المدعو بعد قليل، لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلم و لو بعد حين!

و رأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه الي رأي من يدعو، و في ذلك تحير الجاهلون و شك المرتابون، و ظن الظانون! و لو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الرسل بما فيه الفصل، و لم ينه عن الهزل، و لم يعب الجهل، ولكن الناس لما سفهوا الحق و غمطوا النعمة، و استغنوا بجهلهم و تدابيرهم عن علم الله، و اكتفوا بذلك دون رسله، و القوامين بأمره قالوا: لا شي ء إلا ما أدركته عقولنا و عرفته ألبابنا، فولاهم الله ما تولوا، و خذلهم حتي صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون.

و لو كان الله رضي منهم اجتهادهم و ارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث اليهم فاصلا لما بينهم و لا زاجرا عن وصفهم، و إنما استدللنا أن رضي الله غير ذلك، ببعثه الرسل بالأمور القيمة الصحيحة و التحذير عن الامور المشكلة المفسدة، ثم جعلهم أبوابه و صراطه و الأدلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأي و القياس. فمن طلب ما عند الله بقياس و رأي لم يزدد من الله إلا بعدا، و لم يبعث رسولا قط و ان طال عمره قابلا من الناس خلاف ما جاء به حتي يكون متبوعا مرة، و تابعا اخري، و لم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا أو مقياسا حتي يكون واضحا عنده كالوحي من الله، و في ذلك لكل ذي لب و حجي أن أصحاب الرأي و القياس مخطئون مدحضون... الخ الرسالة.

و الغرض أن مالكا كان يعد من أهل الرأي و قد نهاه أستاذه ابن هرمز عن الأخذ به كما حدث مالك عنه. قال مطرف: سمعت مالكا يقول: قال ابن هرمز: لا تستمسك علي شي ء مما سمعته من هذا الرأي إنما افتجرته أنا و ربيعة فلا تتمسك.

و كما صرح مالك بذلك في قوله: إن نظن إلا ظنا و ما نحن بمستيقنين [1] و كذلك كان تلاميذه و حملة حديثه و ناشري مذهبه يحذرون من الأخذ بآرائهم قال عبيدالله بن يحيي بن يحيي: كنت آتي ابن القاسم فيقول لي: من أين جئت؟ فأقول من عند وهب فيقول: اتق الله فان أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العلم. ثم آتي ابن وهب فيقول: من أين؟ فأقول: من عند ابن القاسم. فيقول: اتق الله فان أكثر هذه المسائل رأي. [2] .



[ صفحه 531]



و قال العقبي: دخلت علي مالك في مرضه الذي مات فيه فسلمت عليه فرأيته يبكي فقلت: يا أباعبدالله ما الذي يبكيك؟ فقال لي: يابن قعنب و مالي لا أبكي و من أحق بالبكاء مني و الله لوددت أني ضربت بكل مسألة سوطا و قد كانت لي السعة فيما سبقت اليه و ليتني لم أفت بالرأي. [3] .

و علي كل حال فان المذهب المالكي توسع في استعمال القياس كالمذهب الحنفي، كما أنه توسع في اعتبار المصلحة و جعلها أصلا قائما بذاته.

و كذلك مذهب أحمد بن حنبل كما يأتي بيانه، فقد قرر أن نصوص الشارع لم تأت في أحكامها إلا بما هو المصلحة، و ما كان بالنص عرف به.

بل لقد زاد بعض الحنابلة و المالكية فخصص النصوص القرآنية و النبوية بالمصالح، إذا كان موضوع هذه النصوص من المعاملات الإنسانية، لا من العبادات. و قال الطوفي [4] - و هو أحد علماء الحنابلة -: إن رعاية المصلحة إذا أدت إلي مخالفة حكم مجمع عليه أو نص من الكتاب و السنة وجب تقديم رعاية المصلحة بطريق التخصيص لهما بطريق البيان. [5] .

و قد رد الإمام كاشف الغطاء - تغمده الله برحمته - علي ذلك بمقال قيم ذكر فيه: ان تقديم المصلحة علي إطلاقها ففيها توسع غريب أدهي من توسع بعضهم في القول بالمصالح المرسلة، و ربما جر ذلك إلي الهرج و المرج و الفوضي في أحكام الشريعة الإسلامية، و التلاعب حسب الأهواء فيتسني للفقيه علي هذا أن يحكم بحلية الربا مثلا، لأن فيه مصلحة، و الفائدة و المصلحة تعارض النص و تقدم عليه في المعاملات، و هل ذلك إلا الفوضي و التلاعب باحكام الشريعة؟ [6] إلي آخر مقاله القيم الذي اقتصرنا منه علي هذه الجملة.

هذا ما يتعلق ببيان بعض الصول الفقه المالكي و سيأتي الكلام علي ذكر بعض المسائل الفقهية عند حديثنا عن فقه المذاهب.

و لا بد لنا من الاشارة لعصر مالك و ما فيه من التطور الذي نستطيع أن نعرف موقفه عند تلك الحوادث فقد كان سابقا من المنكرين علي العباسيين



[ صفحه 532]



اختصاصهم بالأمر دون بني علي و هو كغيره من المفكرين الذين انكروا ذلك و نالوا جزاءهم.


پاورقي

[1] جامع بيان العلم ج 2 ص 33.

[2] نفس المصدر ص 159.

[3] ابن خلكان ج 3 ص 246.

[4] هو نجم الدين ابوالربيع سليمان بن عبد القوي الحنبلي البغدادي المتوفي سنة 716 ه. و قد اتهم في التشيع لتأليفه كتاب العذاب الواصب علي ارواح النواصب و لقوله الشعر في مدح علي، فعذب لذلك و عزر و رد من وظيفة التدريس - شذرات الذهب ج 2 ص 39.

[5] رسالة الاسلام السنة الثانية العدد الاول ص 94 تحت عنوان من ذخائر الفكر الاسلامي.

[6] رسالة الاسلام العدد الثاني ص 193.


طريق الاصول للمذاهب


ان أصول الفقه للمذاهب قد اتفقت طريقتهم في الأصول في الجملة، و ان أصولهم لم تكن كأصول المذهب الشافعي، فهو يعد في الواقع أصلا لأصولهم و ان خالفوه في كثير منها.



[ صفحه 168]



فالحنفية قد اتفقت طريقة استنباطهم في الجملة مع أصول الاستنباط عند الشافعي، و كذلك المالكية اتحدت طريقتهم مع أكثر ما جاء في رسالة الشافعي، و الخلاف بينهم و بينه أكثر مما بينه و بين الحنفية، و قد تجاوز الخلاف التفصيلات الي بعض الأصول العامة، فعمل أهل المدينة حجة عندهم. و قد شدد الشافعي في رده في مواضع كثيرة من كتاب الأم.

و الحنابلة قد أخذوا بأصول الشافعي، ولكنهم لم يتصوروا اجماعا غير اجماع الصحابة، و في التحقيق أنهم و ان خالفوا الشافعي في ظاهر الأصول فانهم لم يتعدوا عن روح الرأي عند الشافعي، لأن الشافعي و ان اطلق حجية الاجماع فلم يفرضها في عصر و لا في أمر، فالفرق في الاجماع بين الشافعي و أحمد ليس كبيرا، و ان كان في ظاهر القول لا يبدو صغيرا.

و من هذا نري المذاهب الأربعة تتلاقي أصولهم و تتقارب ينابيع استنباطهم، و لا تتباعد و ان جاءت الفروع مختلفة اختلافا كبيرا في بعض الأحيان. [1] .


پاورقي

[1] الشافعي لابي زهرة ص 330.


انتصار المحدثين


انتصر المحدثون بعد أن أفل نجم المعتزلة بانحراف المتوكل عنهم، و بذلك انفجر بركان غيظهم و ظهر حقدهم الدفين، و انطلقت حركة الانتقام جامحة، فجاهروا بلعن المعتزلة و وصفوهم بكل قبيح، بل تجاوزوا الحد الي سواهم ممن لم يكونوا علي رأي أصحاب ابن حنبل.

و اتخذوا تشييع الجنائز كمظاهرات لاظهار الشعور، و التظاهر بالسب لمن خالفهم، كما صنعوا في تشييع جنازة أحمد بن نصر التي مشي فيها جماهير لعامة في بغداد، و صاروا يتمسحون بالنعش حتي أن المتوكل تخوف من اجتماع العامة و تجمهرهم علي ذلك النحو، فكتب الي عامله يأمره بمنعهم من الاجتماع و الحركة في مثل هذا و شبهه.

و كذلك فعلوا في جنازة ابن حنبل، فانه يقال ان خلقا كثيرا مشوا فيها



[ صفحه 517]



و حدث أحد الذين شهدوها قال: انه مكث طوال الأسبوع رجاء أن يصل الي القبر فلم يتمكن الا بشق النفس لكثرة ازدحام الناس عليه.

و هكذا تحولت تلك الجنازة الي مظاهرة عظيمة، اظهر القوم فيها التفجع علي الامام الراحل، و طعنوا في أهل البدع (كما يرون) و لعنوهم (كما يشاؤون) و لزم بعضهم القبر و باتوا عنده، و جعل النساء يأتين اليه، فاضطرت السلطة الي أن أرسلت حامية الي ذلك الموضع منعا لوقوع الفتنة [1] .

و علي أي حال: فقد كان المحدثون يصبون جام غضبهم علي أعدائهم لعنا و قتلا و تكفيرا، و تمادوا في مهاجمة المعتزلة حتي قالوا: ان المعتزلي لا تجوز الصلاة عليه، و ان دماءهم و أموالهم حلال للمسلمين، و فيه الخمس، و ليس علي قاتل الواحد منهم قود و لا دية و لا كفارة، بل لقاتله عندالله القربة و الزلفي [2] .

و قد وضع بعضهم من الأحاديث ما شاؤوا، و من المنامات ما ارادوا، و قام القصاصون في نشرها علي ذلك المجتمع الذي سادت فيه روح النقمة بعد نشوة الانتصار.

كما حكموا علي من لم يقل بمقالتهم في خلق القرآن بالكفر و الخروج عن الدين، و كان أحمد نفسه يري ذلك، فقد حكم علي جماعة ممن أجاب في المحنة بالكفر.

و كان لا يري اجزاء تحرير رقبة عبد يقول بخلق القرآن.

روي عبدالله بن أحمد قال: سئل أبي عن رجل و جب عليه تحرير رقبة مؤمنة فكان عنده مملوك لقنه أن يقول بخلق القرآن.

فقال احمد: لا يجزي عنه عتقه، لأن الله تبارك و تعالي أمره بتحرير رقبة مؤمنة و ليس هذا بمؤمن، هذا كافر [3] .

و سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: هذا لا يكلم، و لا يصلي خلفه، و ان صلي أعاد.

و بلغ أحمد أن القواريري سلم علي ابن رياح، فلما أراد القواريري ان يزور ابن حنبل قال له: ألم يكف ما كان من الاجابة حتي سلمت علي ابن رياح ورد الباب في جهه، و نهي الشهود عن أن يشهدوا أمام قاض جهمي (يريد معتزليا) و لو استعدي عليه.



[ صفحه 518]



و كان أحمد لايشيع جنازة من يقول بخلق القرآن، و لا يصلي عليه، و يرتب عليه احكام الكفار.

كما أن أنصاره حكموا علي من بغض أحمد بالكفر و البدعة. يقول قتيبة بن سعيد: أحمد بن حنبل امامنا من لم يرض به فهو مبتدع [4] .

و راحوا يرفعون من شأن المتوكل علي ما فيه من مخالفة الدين، و بالغوا في الثناء عليه حتي قال قائلهم: الخلفاء ثلاثة: أبوبكر يوم الردة، و عمر بن عبدالعزيز في رد المظالم، و المتوكل في احياء السنة [5] .

و مدحوه باشعار كثيرة و اغتفروا له سوء فعله، لرفعه المحنة، و رأي كثير من المحدثين رؤي في المنام تذكر أن الله غفر له.

و كذا نشط الحنابلة نشاطا عظيما في نظم الشعر الذي يرفع من شأن امامهم و يقوي دعائهم مذهبهم، و يحط من شأن أعدائهم، يقول مزاحم الخاقاني في مدح أحمد:



لقد صار في الآفاق أحمد محنة

و أمر الوري فيها فليس بمشكل



تري ذا الهوي جهلا لأحمد مبغضا

و تعرف ذا التقوي بحب ابن حنبل



و يقول ابن أعين:



أضحي ابن حنبل محنة مأمونة

و بحب أحمد يعرف المتنسك



و اذا رأيت لأحمد متنقضا

فاعلم بأن ستوره ستهتك [6] .



و قال محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي قصيدة طويلة منها:



و انظر بعين الاعتبار و لا تكن

ذا غفلة عن طاعة الديان



و اقصد لمذهب أحمد بن محمد

أعني بن حنبل الفتي الشيباني



فهو الامام مقيم دين المصطفي

من بعد درس معالم الايمان



الي أن يقول:



فعلي ابن حنبل السلام و صحبه

ما ناحت الورقاء بالأغصان



اني لأرجو أن أفوز بحبه

و أنال في بعثي رضي الرحمن [7] .



و يقول عبدالله بن محمد الأنصاري في قصيدة يرثي أحمد:



[ صفحه 519]





وامامي القوام لله الذي

دفنوا حميد الشأن في بغدان



أنا حنبلي ما حييت و ان أمت

فوصيتي ذاكم الي اخواني



و يقول جعفر بن أحمد السراج:



لله رب الناس مذهب أحمد

فان عليه ما حييت معولي [8] .



و يقول أبوعلي بن المتوكل علي الله:



ياذا الذي أضحي يصول ببدعة

و تشيع و تمشعر و تمعزل



لا تنكرن تحنبلي و تسنني

فعليهما يوم المعاد معولي



ان كان ذنبي حب مذهب أحمد

فليشهد الثقلان أني حنبلي [9] .



و هكذا يستمر الحنابلة في نصرة المذهب بالأقوال و الأفعال، فهم يبثون فضل أحمد و مزاياه، و وجوب تفضيل مذهبه علي غيره، بشتي الوسائل و الطرق.

و لما قويت شوكة المحدثين و علي رأسهم الحنابلة، و تعالت سلطتهم حتي كانوا حكومة داخل حكومة، أخذوا ينشرون المذهب بكل نشاط و قوة، و يوقعون الشر بمن يخالفهم بالرأي حتي ذكروا: أن محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير و التاريخ ألف كتابا في اختلاف الفقهاء لم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فسئل عن ذلك فقال: لم يكن أحمد فقيها انما كان محدثا، و ما رأيت له أصحابا يعول عليهم، فأساء ذلك الحنابلة، و قالوا: انه رافضي، و سألوه عن حديث الجلوس علي العرش فقال: انه محال و أنشد:



سبحان من ليس له أنيس

و لا له في عرشه جليس



فمنعوا الناس من الجلوس اليه، و من الدخول عليه، و رموه بمحابرهم. فلما لزم داره، رموه بالحجارة حتي تكدست، و حتي ركب صاحب الشرطة، و معه ألوف من الجند لمنع العامة عنه، و رفع الحجارة.

و هذا مما يدل علي تعصب الحنابلة و شذوذهم في نشر مذهبهم، و ما أكثر الحوادث التاريخية التي دلت علي أن حركتهم في غالب الأحوال حركة جماهيرية و هي لا شعورية. و كانت نشوة الانتصار علي خصومهم قد جعلتهم يتشددون و يتعصبون، و قد استمسكوا بألفاظ لا يفهمون معانيها. و كان موضوع مناقشتهم مسألة خلق القرآن، فخاضوا في هذه المسألة علي غير علم، و لقد كان



[ صفحه 520]



يكفي أن يقول الرجل القرآن غير مخلوق حتي يستجاز قوله، و ان تردد و لو للتروي و التفكير نبذ ورد [10] .

و لقد استنكر المفكرون من الأمة تلك الحال، حتي لقد ألف ابن قتيبة الذي كان يعيش في ذلك العصر رسالة وصف فيها كيف كانت الاختلافات تجري بحدة و عنف، بين الذين لا يعلمون في هذه المسألة، و يتكلمون من غير بينة، و كيف كان المحدثون و علي رأسهم الحنابلة يكفرون أو يحكمون من غير بينة علي كل من لم ينطق بكلمة قديم، مضافة الي أي شي ء يتصل بالقرآن.

و قال في وصف المحدثين، ثم الحنابلة:

كان آخر ما وقع من الاختلاق أمر أخص بأصحاب الحديث، الذين لم يزالوا بالسنة ظاهرين، و بالاتباع قاهرين، يداجون بكل بلد و لا يداجون، و يستتر منهم بالنحل و لا يستترون، و يصدعون بحقهم الناس و لا يستغشون لا يرتفع بالعلم الا من رفعوا، و لا يتضع فيه الا من وضعوا، و لا تسير الركبان الا بذكر من ذكروا، الي أن كادهم الشيطان بمسألة لم يجعلها الله تعالي أصلا في الدين، و لا فرعا في جهلها سعة، و في العلم بها فضيلة، فنما شرها، و عظم شأنها. حتي فرقت جماعتهم، و شتت كلمتهم، و وهنت أمورهم، و اشمتت حاسديهم.

و هذه المسألة التي كانت بهذه الشدة و اللجاجة في الخصومة و العداوة، فانها كانت محنة لأحمد في حياته من الأمراء و الخلفاء، ثم كانت محنة الفكر من بعده، فالعامة لا يقبلون قولا من أحد الا اذا قدمه بوصف القدم لما يتصل بكتاب الله تعالي.

و يقول ابن قتيبة: ربما ورد الشيخ المصر فقعد للحديث، فيبدؤونه قبل الكتابة بالمحنة، فالويل له ان تلعثم أو تمكث، أو سعل أو تنحنح قبل أن يعطيهم ما يريدون، فيحمله الخوف من قدحهم فيه، و اسقاطهم له، علي أن يعطيهم الرضا، فيتكلم بغير علم، و يقول بغير فهم، فيتباعد من الله في المجلس الذي أمل أن يتقرب فيه، و ان كان ممن يعقد علي مخالفتهم سام نفسه اظهار ما يحبون ليكتبوا عنه.

و ان رأوا حدثا مسترشدا، أو كهلا متعلما سألوه، فان قال: أنا أطلب حقيقة هذا الأمر، و أسأل عنه، و لم يصح لي شي ء بعد، و انما صدقهم عن



[ صفحه 521]



نفسه، و اعتذر بعذره و الله يعلم صدقه، كذبوه و آذوه، و قالوا خبيث فاهجروه [11] .

و من هذا يظهر أن للعوام سلطة لا يمكن لأحد من ذوي الفهم أن يقف أمامها، و ليس للعلماء رأي في ذلك الصراع، و مما يؤيد ذلك:

ان شيخ الحنابلة أبوجعفر عبدالخالق بن عيسي، توفي و أراد العوام أن ينبشوا قبر أحمد و يدفنوه معه، و لم يستطع أحد أن يقول للعوام لا تنبشوا قبر أحمد و ادفنوه بجنبه، فقال أبومحمودالتميمي من بين الجماعة: كيف تدفنونه في قبر الامام أحمد و بنت أحمد مدفونة معه!! فان جاز دفنه مع الامام فلا يجوز دفنه مع بنته، فقال بعض العوام: اسكت فقد زوجنا بنت أحمد من الشريف (أي أبوجعفر) فسكت التميمي [12] و دفنوه مع أحمد في قبره!

و هكذا تسير الأمور علي غير ترو و تدبر و يبتلي المسلمون بهذا البلاء، و تقع تلك الحوادث المؤلمة التي صدعت وحدة الصف، و فرقت الكلمة، و فسحت المجال لخصوم الاسلام للتدخل في ذلك المعترك، لبث أفكارهم المسمومة و نشر آرائهم الفاسدة.

لقد كان هذان المعسكران في صراع فكري و نزاع عقائدي، و كان الأولي الا يتعدي ذلك حدود المنطق و النقاش العلمي، و أن يقتصر ذلك علي العلماء المفكرين، و من الخطأ أن يفرض تقبل الآرء الفلسفية علي العوام و يراد منهم أن يعرفوا الجوهر و العرض، و الكمية و الكيفية، و المحدود و اللامحدود، و المكان و الجهة...

فالمعتزلة و هم قادة تلك الحملة كانوا الداعين الي حرية الفكر، و القائلين بسلطة العقل، قد خالفوا دعوتهم فعاملوا الناس بالشدة، و قوة السلطة، و التعذيب و التنكيل و الاهانة، مما حمل العامة علي التذمر و الالتفاف حول من يعهد به مقاومة تلك الشدة، و مخالفة السلطة حتي كان ما كان من تعلق الجماهير بشخصية أحمد و جعلها في هالة القداسة و العظمة، و ازداد نشاطهم في المنامات كثرة هائلة، حتي توصلوا الي تأييد قولهم في خلق القرآن الي ايجاد منام أشبه بمحاكمة، و تكون النتيجة أن الله سبحانه و تعالي يصدق قول أحمد، و يصوب رأيه.



[ صفحه 522]



و جعلوا جنة عدن وقفا علي الحنابلة لا يدخلها الا من أحب أحمد [13] الي غير ذلك مما نشط فيه العوام، و تلقوه من القصاصين في لزوم التمسك بمذهب أحمد، و اعتبار غيرهم مبتدعة كفرة، و بهذا الاندفاع فقد تغيرت الأحوال، و انعكست الفاهيم، و حدث من وراء ذلك ما لا تحمد عقباه.

فعسل المعتزلة و تشددهم يعد في الواقع هو السبب في اثارة تلك الأعاصير، و هم مسؤولون عن انتكاسهم بعد ذلك النشاط، و هزيمتهم أمام قوة المحدثين، و رجوع الأكثرية الي الجمود، و التسليم خضوعا للعاطفة، و امتثالا لأمر السلطة، يقول المسعودي: لما أفضت الخلافة للمتوكل أمر بترك النظر، و المباحثة في الجدال، و الترك لما كان عليه الناس في أيام المعتصم و الواثق، و أمر الناس بالتسليم و التقليد، و أمر الشيوخ المحدثين بالتحديث و اظهار السنة و الجماعة.

و قال الدكتور أحمد امين: و لما ذهب ضوء المعتزلة وقع الناس تحت سلطان المحدثين و أمثالهم من الفقهاء، و ظلوا تحت هذا السلطان من عهد المتوكل الي ما قبل اليوم بقليل، فكانت النتيجة جمودا بحتا، و علم العالم ان يحفظ الأحاديث و يرويها كما سمعها و يفسرها تفسيرا لغويا، و يشرح رجال السند كما شرحه الأقدمون، هذا ثقة، و هذا ضعيف من غير نقد عقلي؛ وفقه الفقيه أن يروي أقوال الأئمة قبله، فاذا عرضت مسألة جديدة لم تكن فقصاري جهد المجتهد أن يخرجها علي أصول امامه، فهذه طبائع العلماء من عهد المتوكل، تسليم بالقضاء و القدر، و تسليم بما كان و يكون، و تقليد للسابقين، و تقليد في الفتاوي و الآراء، و من ثمة تكاد تكون الكتب المؤلفة في الحديث و الفقه و التفسير، بل و النحو و اللغة من عهد المتوكل صورة واحدة، و ان اختلفت في شي ء فاختلاف في الاطناب و الايجاز، و البسط و الاختصار، أما الترتيب فواحد و أما الأمثلة فواحدة، و أما العبارة الغامضة في الكتاب الأول فغامضة في الكتاب الأخير، كلها خضعت الأمر المتوكل بالتسليم و التقليد، و انعدمت فيها كلها الشخصية. لأن الشخصية عدوة التسليم و التقليد و لو بقي الاعتزال لتلون المسلمون بلون آخر أجمل من لونهم الذي تلونوا به [14] .



[ صفحه 523]




پاورقي

[1] المعتزلة ص 186 - 185.

[2] الفرق بين الفرق ص 151.

[3] طبقات الحنابلة ج 1 ص 131.

[4] طبقات الحنابلة ج 1 ص 15.

[5] المناقب ص 356.

[6] جلاء العينين للالوسي ص 115.

[7] طبقات الحنابلة ج 1 ص 257.

[8] المناقب لابن الجوزي ص 333 - 332.

[9] طبقات الحنابلة ج 1 ص 235.

[10] ابن حنبل لمحمد ابوزهرة ص 394.

[11] نفس المصدر.

[12] شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ج 3 ص 337.

[13] مناقب احمد لابن الجوزي ص 449 - 448 - 447.

[14] ضحي الاسلام للأستاذ أحمد أمين ج 3 ص 204 - 203.


اجمع المسلمون علي وجوب الطهارة للصلاة


و هي في اللغة النظافة و النزاهة من الأدناس، و في الشرع: اسم للوضوء، او الغسل او التيمم، علي وجه له تأثير باستباحة الصلاة.

و عرفها الشهيد الأول: بأنها استعمال طهور مشروط بالنية، و الطهور هو الماء و التراب.

و قال في التذكرة: انها وضوء، و غسل، و تيمم يستباح به عبادة شرعية.

و قال القرطبي: الطهارة من الحدث ثلاثة أصناف: وضوء، و غسل، و بدل منهما، و هو التيمم. و قال ابن حمدان الحنبلي: الطهارة تحصل عند وجود سببها قصدا و اتفاقا.

و قال الشوكاني: انها صفة حكمية تثبت لموصوفها جواز الصلاة به أو فيه أو له.

و قال في الروض الندي: هي ارتفاع حدث و ما في معناه، و زوال خبث أو ارتفاع حكم ذلك.

و قال في شرح مراقي الفلاح: حكم يظهر بالمحل الذي تتعلق به الصلاة لاستعمال المطهر. [1] .

و الطهور اسم للماء و التراب لقوله تعالي (و أنزلنا من السماء ماء طهورا)

و قال (ص): (جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا) و سيأتي بيان ذلك.

و مهما يكن من اختلاف في تعبير الفقهاء في تعريف الطهارة، فلا خلاف بينهم في وجوبها للصلاة، و أنها اسم للوضوء، و الغسل، و التيمم، و ان الصلاة تتوقف علي ازالة الحدث في ذلك.

و قد وقع الخلاف في هذه الأشياء لا من حيث وجوبها، بل من حيث موجبها و واجباتها و سننها و شرائطها.



[ صفحه 182]




پاورقي

[1] شرائع الاسلام للمحقق الحلي ص 2 و شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني طبع مصر ص 12 و تذكره الفقهاء ص 1 و بداية المجتهد للقرطبي ص 6 و الروض الندي شرح كافي المبتدي ص 21 و الفواكه العديدة ص 6 و شرح مراقي الفلاح ص 2 و غيرها.


اسماعيل بن زكريا


ابوزياد اسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني المتوفي سنة 174.

خرج حديثه البخاري، و مسلم، و الترمذي، و ابوداود، و النسائي و ابن ماجة و روي عنه سعيد بن سليمان سعدويه، و محمد بن الصباح الدولابي و ابوالربيع الزهراني، و محمد بن بكار بن الريان، و محمد بن سليمان و سعيد ابن منصور، ولوين وعدة [1] .

قال الذهبي: اسماعيل بن زكريا الخلقاني الكوفي صدوق شيعي لقبه شقوصا، قال احمد: ما به بأس و قال مرة حديثه حديث مقارب و قال مرة ضعيف الحديث، و ثقة ابن معين [2] و قال ابن خراش: اسماعيل صدوق. و قال الدوري و ابن ابي خيثمة عنه: انه ثقة.


پاورقي

[1] تاريخ بغداد 115: 6 و تهذيب التهذيب 297: 1.

[2] ميزان الاعتدال 106: 1.


اجازة بعض مقربيه في البقاء مع أجهزة السلطة و أدوارهم


في مقابل نهي الامام عليه السلام عن الانخراط في سلك الدولة الظالمة [1] ، و تحذير شيعته من معاونتهم، نجد أنه يسمح بل يحثهم علي البقاء تحت



[ صفحه 342]



رايتهم، و ما ذلك الا لقضاء حوائج المؤمنين، من فك سجين، أو دفع مظلمة، أو رد كربة و ما أشبه.

فقبل استفحال الدولة لا يجوز الانضمام بأي شكل تحت لواء الظلمة، أو الاجتماع في أنديتهم، لأنهم يقووا بذلك، و أما بعد كونهم أو صيرورتهم أقوياء، فان الأمر يختلف بالنسبة الي الدخول في معونتهم، و بالنسبة الي الأفراد بالخصوص.

فاذا انضم أحد المؤمنين الي السلاطين، و هو بذلك يستطيع أن يغير من مفاهيمهم المنحرفة، أو سيقدر علي قضاء حوائج المؤمنين سرا ما دامت له الصلاحية في ذلك، فهو من أولياء الله في أرضه.

فبنظرة الامام عليه السلام الثاقبة الي مستقبل شيعته، في ظل دولة الجور، رأي أن موضوع الحرمة قد تغير بالنسبة لشيعته الذين انخرطوا في عداد أعوان الظلمة، فأقرهم علي عملهم.

و اليك أمثلة علي ذلك.


پاورقي

[1] مر بحث حرمة معاونة الظالمين.


في أحكام الأطعمة و الأشربة


و فيه مسألتان:

المسألة الأولي: حكم أكل لحم الحمر الوحشية:

اختلف الفقهاء في هذه المسألة.

ذهب الامام الصادق: الي أن الحمر الوحشية لا تحل.

نقل عنه ذلك صاحب البحر الزخار و غيره [1] .

روي ذلك عن الباقر و أبي العباس و الهادي و قول للناصر. و قال المالكية: اذا تأنس صار لزاما [2] .

و الحجة لهم:

قوله تعالي: «و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة» [3] .

الاقتصار علي الركوب و الزينة يدل علي أنها ليست مأكولة فلو كانت مأكولة لقال و منها ما تأكلون كما قال «و الأنعام خلقها لكم فيها دف ء و منافع و منها تأكلون (5) «

خالف ذلك جماعة: فذهبوا الي أن الحمر الوحشية تحل.

روي ذلك عن زيد بن علي و الهادي و أبي طالب و المؤيد بالله و قول للناصر [4] .



[ صفحه 200]



المسألة الثانية: شرب الفقاع و القارص:

ذهب الامام جعفر الصادق: أن شرب الفقاع [5] و القارص [6] حرام. نقل عنه ذلك الماوردي [7] .

و الحجة له:

1- ما روي عن النبي صلي الله عليه و سلم أنه قال: «كل مخمر خمر» [8] .

2- قوله صلي الله عليه و سلم: «كل مسكر خمر و كل خمر حرام» [9] .

وجه الدلالة:

ورد النص بتحريم الخمر و هو قوله: «انما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس» [10] و الخمر عند بعض الفقهاء اسم للشراب المسكر المتخذ من العنب دون غيره. فهو كل ما ورد فيه النص و هو التحريم و الفقاع و القارص فرع لم يرد النص بحكمه ولكن فيه العلة و هي الاسكار فيقاس علي الخمر لاشتراكهما في العلة و يكون له حكم الخمر و هو التحريم.

قال النووي: بيع الفقاع حلال لا كراهة فيه.

قال جمهور العلماء: ان كل شراب مسكر قليله كثيره حرام [11] .



[ صفحه 201]




پاورقي

[1] البحر الزخار: 5 / 331 - البيان الشافي: 3 / 903.

[2] المصدر السابق.

[3] سورة النحل الآية 8.

[4] البحر الزخار: 5 / 331 - نيل الأوطار: 8 / 114 - السراج الوهاج: 565 - الاختيار: 2 / 5 / 14 - البدائع: 5 / 38 - حاشية ابن عابدين: 1 / 148 و 5 / 193 - نهاية المحتاج: 8 / 143 - المقنع: 3 / 528 - المغني مع الشرح الكبير: 11 / 66 - الشرح الكبير حاشية الدسوقي: 2 / 117 - حاشيتا الرهوني و كنون: 3 / 39.

[5] الفقاع: كرمان هذا الشي ء يشرب، سمي به لما يرتفع في رأسه الزبد. و هو ما يتخذ من الزبيب. مختار الصحاح: 50)فقع).

[6] القارص: الحامض من ألبان الابل. و قيل: اللبن الذي تحذي اللسان مطلقا. لسان العرب: 7 / 70 - ينظر النهاية 3.

[7] الحاوي الكبير: 17 / 186.

[8] سنن أبي داود: 3680 - الدر المنثور: 3 / 366.

[9] مسلم بشرح النووي: 13 / 172 - ابن ماجه: 2 / 1142 - النسائي: 8 / 297 - أبوداود هامش عون المعبود: 10 / 118.

[10] سورة المائدة: 90.

[11] انظر: البدائع: 5 / 2946 - تبيين الحقائق: 6 / 46 - حاشية ابن عابدين: 5 / 292 - المدونة: 6 / 263 - المنتقي علي الموطأ: 3 / 14 - الروضة: 16810 - المغني: 8 / 205، 317 - بداية المجتهد: 1 / 490 فتاوي الامام النووي: 78 - نيل الأوطار: 8 / 179.


دور ابليس


قال: أفمن حكمته أن جعل لنفسه عدوا، و قد كان و لا عدو له، فخلق كما زعمت ابليس، فسلطه علي عبيده، يدعوهم الي خلاف طاعته، و يأمرهم بمعصيته، و جعل له من القوة كما زعمت! [1] يصل بلطف الحيلة الي قلوبهم، فيوسوس اليهم فيشككهم في ربهم، و يلبس [2] عليهم دينهم، فيزيلهم عن معرفته، حتي أنكر قوم لما وسوس اليهم ربوبيته، و عبدوا سواه، فلم سلط عدوه علي عبيده، و جعل له السبيل الي اغوائهم؟

قال عليه السلام ان هذا العدو الذي ذكرت لا تضره عداوته، و لا تنفعه ولايته، و عداوته لا تنقص من ملكه شيئا، و ولايته لا تزيد فيه شيئا، و انما يتقي العدو اذا كان في قوة يضر و ينفع، ان هم بملك أخذه، أو بسلطان قهره، فأما ابليس فعبد، خلقه ليعبده و يوحده، و قد علم حين خلقه ما هو و الي ما يصير اليه، فلم يزل يعبده مع ملائكته حتي امتحنه بسجود آدم، فامتنع من ذلك حسدا و شقاوة غلبت عليه، فلعنه [3] عند ذلك، و أخرجه عن صفوف الملائكة، و أنزله الي الأرض ملعونا مدحورا [4] ، فصار عدو آدم و ولده بذلك السبب، ما له من السلطنة علي ولده الا الوسوسة [5] ، و الدعاء الي غير السبيل، و قد أقر مع معصيته لربه بربوبيته.


پاورقي

[1] و في نسخة: ما يصل.

[2] لبس الشي ء: التبس..، التبس عليه الأمر: اختلط و اشتبه. لسان العرب 204:1.

[3] لعنه الله: باعده. كتاب العين 1412؛ اللعن: الطرد من الرحمة. مجمع البحرين 309:6؛ اللعن: الابعاد و الطرد من الخير، و قيل: الطرد و الابعاد من الله، و من الخلق السب و الدعاء. لسان العرب 387:13.

[4] أي مطرودا. كتاب العين 177:3.

[5] هي حديث النفس و الأفكار. لسان العرب 255:6.


زيد الشحام


أبواسامة زيد الشحام الازدي الكوفي، روي عن الباقر والصادق عليهماالسلام، و قيل: و عن الكاظم أيضا، و هو من الوثاقة و جلالة القدر بمكان رفيع، و قد حكي عن الشيخ المفيد طاب رمسه قوله فيه: انه من فقهاء أصحاب الصادقين عليهماالسلام الأعلام المأخوذ عنهم الحلال و الحرام و الفتيا و أحكام الدين.

و جاءت فيه أحاديث تشهد لو بعلو الدرجة، منها ما رواه الكشي ص 216 عن زيد نفسه «قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: اسمي في تلك الأسامي؟ - يعني في كتاب أصحاب اليمين - قال: نعم» و ما رواه أيضا عنه: «قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا زيد جدد التوبة و احدث عبادة، قال: قلت: نعيت الي نفسي، قال: فقال: يا زيد ما عندنا لك خير و أنت من شيعتنا - الي أن قال -: يا زيد كأني أنظر اليك في درجتك في الجنة، و رفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري» [1] الي غير هذا مما يرشدنا الي علو مقامه و رفيع



[ صفحه 147]



درجته.


پاورقي

[1] هذا الحديث دال علي أن موته كان أيام الصادق عليه السلام فلا يكون ممن روي عن الكاظم عليه السلام.


الطب


لا ريب في أن الامام جعفرا الصادق عليه السلام كان علي المام تام بالطب و ما يتعلق به . و قد تحدث و أبان ، في ما روي عنه ، عن الطبائع و الأمزجة ، و عن الأشياء و منافعها و مضارها ، مما يثبت وقوفه علي هذا العلم .

و قد جمع بعض علماء السلف شيئا كثيرا من آراء الأئمة في الطب و سماه « طب الأئمة » . و يروي المجلسي قدس سره الكثير من هذا الكتاب في كتابه



[ صفحه 406]



«بحارالأنوار » ، و كذلك الشيخ الحر العاملي في « وسائل الشيعة » ، الا أن هذا الكتاب لا وجود له اليوم .

و قد خصص الامام الصادق عليه السلام في ما ألقاه علي المفضل بن عمر الجعفي فصلا تحدث فيه عن الطبائع و فوائد الأدوية و تشريح الجسم و معرفة وظائف الأعضاء ( الفسيولوجيا ) .

و في ثنايا كتب الأحاديث و ما اليها حديث مستفيض من كلام الامام الصادق عليه السلام عن خواص الأشياء و فوائدها و علاج الأمراض و الأوجاع و الحمية و الوقاية . و سنورد بعض هذه الأحاديث للتدليل علي هذا القول تدليلا قاطعا .

قال محمد بن مسلم:سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:ما وجدنا للحمي مثل الماء البارد . و في حديث آخر:الحمي من قيح جهنم ، فاطفئوها بالماء البارد. [1] .

و في وجوب غسل الفاكهة قبل الأكل قال عليه السلام:« ان لكل ثمرة سما ، فاذا أتيتم بها فأمسكوها و اغسلوها بالماء » . [2] .

و في « الكافي » عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه ، قال:كنت اجالس أباعبدالله عليه السلام فلا والله ما رأيت مجلسا أنبل من مجالسه . قال:فقال لي ذات يوم:من أين تخرج العطسة ؟

فقلت:من الأنف .

فقال لي:أصبت الخطأ .



[ صفحه 407]



فقلت:جعلت فداك ، من أين تخرج ؟

فقال:من جميع البدن ، كما و ان النطفة تخرج من جميع البدن ... أما رأيت الانسان اذا عطس نفض أعضاءه ؟ [3] .

و هذا ابن ماسويه، [4] أشهر أطباء عصره ، ينصت للامام الصادق عليه السلام في شرحه و توضيحه للطبائع و علل الأمراض . وحدث أبوهفان في محضر ابن ماسويه بأن جعفرا بن محمد عليه السلام قال:الطبائع أربع:الدم و هو عبد ، و ربما قتل العبد سيده . و الريح و هو عدو ، اذا سددت له بابا أتاك من آخر . و البلغم و هو ملك يداري . و المرة و هي الأرض اذا رجفت رجفت بمن عليها . فقال ابن ماسويه:أعد علي ، فوالله ما يحسن جالينوس أن يصف هذا الوصف. [5] .

و هذا طبيب المنصور يحضر عنده ليقرأ عليه كتب الطب ، فاذا به يحضر مرة و عنده الصادق عليه السلام ، فجعل ينصت لقراءته ، فلما فرغ ، قال:يا أباعبدالله ، أتريد مما معي شيئا ، قال:لا ، لأن ما معي خير مما هو معك . قال:ما هو ؟ قال:اداوي الحار بالبارد ، و البارد بالحار ، و الرطب باليابس ، و اليابس بالرطب ، وأرد الأمر كله الي الله ، و أستعمل ما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، و أعلم أن المعدة بيت الأدواء و أن الحمية هي الدواء ، و أعود البدن ما اعتاد . قال ( الطبيب ):و هل الطب الا هذا ؟

قال الصادق:أتراني عن كتب الطب أخذت ؟



[ صفحه 408]



قال:نعم .

قال:لا والله ما أخذت الا عن الله سبحانه و تعالي . فأخبرني:أأنا أعلم بالطب أم أنت ؟

قال الطبيب:بل أنا .

قال الصادق:فأسألك ؟

قال:سل .

فسأله عشرين مسألة ، و هو يقول:لا أعلم . فقال الصادق عليه السلام:ولكني أعلم. [6] و بدأ بشرحها و تفصيلها . و هذا مذكور في كتب الحديث .

و قد فصل عليه السلام الحديث عن الهيكل العظمي و الأعصاب و الجوارح في جسم الانسان و شرحها شرحا دقيق عندما سأله الطبيب النصراني عن ذلك . فقد روي سالم الضرير:ان نصرانيا سأل الصادق عليه السلام تفصيل الجسم ، فقال عليه السلام:ان الله تعالي خلق الانسان علي اثني عشر وصلا ، و علي مائتين و ستة و أربعين عظما ، و علي ثلاثمائة و ستين عرقا . فالعروق هي التي تقي الجسد كله ، و العظام تمسكها ، و الشحم يمسك العظام ، و العصب يمسك اللحم ، و جعل في يديه اثنين و ثمانين عظما في كل يد واحد و أربعون عظما ، منها في كفه خمسة و ثلاثون عظما ، و في ساعده اثنان ، و في عضده واحد ، و في كتفه ثلاثة ، و كذلك الاخري .

و في رجله ثلاثة و أربعون عظما ، منها في قدمه خمسة و ثلاثون عظما ، و في ساقه اثنان ، و في ركبته ثلاث ، و في فخذه واحد ، و في وركه اثنان ، و كذلك في الاخري .



[ صفحه 409]



و في صلبه ثماني عشرة فقارة ، و في كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع ، و في عنقه ثمانية ، و في رأسه ستة و ثلاثون عظما ، و في فيه ثمانية و عشرون و اثنان و ثلاثون. [7] .

و لا يتسني تفصيل الجسم البشري و الهيكل العظمي بهذه الدقة الا لمن اتيحت له فرصة دراسة الطب و التشريح . و قد أفاد الامام عليه السلام غيره بهذا العلم ، و تخرج من مدرسته هذه عدد من أصحابه .

و من خريجي مدرسة الامام الصادق عليه السلام العلمية في مجال الطب و الصيدلة جابر بن حيان الطرطوسي . فهو بالاضافة الي تخصصه في الكيمياء صنف مؤلفات في الطب أورد منها ابن النديم:« رسالة في الطب » و « كتاب السموم » و « كتاب المجسة » و « كتاب النبض » و « كتاب التشريح » . [8] .

و كان جابر بن حيان أول من أشار الي طبقات العين ، فسبق بذلك يوحنا ابن ماسويه المتوفي سنة 243 ه ، و سبق حنين بن اسحاق المتوفي سنة 264 ه ، و هما من أعلام الطب في هذا العصر .

و من أبناء هذه المدرسة أبوعلي الحسن بن فضل ، و هو من أصحاب الامام الرضا عليه السلام و من علماء الشيعة العظام في عصره الذين برعوا في علم الطب و ألفوا فيه . و من مؤلفاته « كتاب الطب » و « كتاب النجوم » . [9] .



[ صفحه 410]




پاورقي

[1] وسائل الشيعة 647:2.

[2] المصدر السابق من كتاب الأطعمة و الأشربة 276:3.

[3] الاصول من الكافي 657:3.

[4] هو يوحنا بن ماسويه من أطباء العصر العباسي المشهورين ، و قد توفي عام 234 ه.

[5] المناقب 259:4.

[6] المصدر السابق 260:4.

[7] المناقب 256 - 255:4.

[8] الفهرست:312.

[9] المرجع السابق.


اسماعيل بن محمد بن يزيد


ذكره الشيخ [1] في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: اسماعيل بن محمد الحميري، السيد، الشاعر، يكني أباعامر

و في معالم العلماء: [2] السيد أبوهاشم، اسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع ابن مفرغ الحميري.



[ صفحه 314]



و في الأغاني: السيد لقبه، و اسمه اسماعيل بن محمد بن يزيد، و يكني أباهاشم، و جده يزيد بن ربيعة الذي هجا زيادا و بنيه، و نفاهم عن آل حرب، و حبسه عبيدالله بن زياد لذلك.

و قال الكشي: [3] روي أن أباعبدالله عليه السلام لقي السيد بن محمد الحميري فقال: سمتك امك سيدا و وفقت في ذلك، و أنت سيد الشعراء.

و قال ابن شهر آشوب: [4] من أصحاب الصادق، و لقي الكاظم عليهماالسلام، و كان في بدء الأمر خارجيا ثم كيسانيا، ثم اماميا.

و في التحرير الطاووسي: [5] اسماعيل بن محمد الحميري، حاله في الجلالة ظاهر، و مجده باهر.

و في تكملة الرجال للشيخ عبدالنبي الكاظمي نقل عن العلامة في الخلاصة [6] أنه ثقة جليل القدر عظيم المنزلة.

و قال الدارقطني: [7] السيد الحميري الشاعر، اسمه اسماعيل بن محمد بن يزيد، كان غاليا، يسب السلف في شعره و يمدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

و قال ابن ماكولا: [8] كان غاليا في التشيع.



[ صفحه 315]



و قال ابن الجوزي: [9] السيد، هو اسماعيل بن محمد بن يزيد، أبوهاشم الحميري الشاعر كان يثلب الصحابة.

و قال الذهبي: [10] السيد الحميري، من فحول الشعراء لكنه رافضي جلد، له مدائح بديعة في أهل البيت.

و عن حواشي الشيخ البهائي رحمه الله علي الخلاصة أنه كان كيسانيا، و كان يشرب الخمر: فمر يوما في طريق من طرق المدينة، و معه ابريق فيه خمر فلقيه الصادق عليه السلام فقال له: يا حميري، ما في ابريقك؟ فقال: يابن رسول الله انه لبن، فقال له: صب في كفي من اللبن، فصبه في كفه فاذا هو لبن، فقال له الصادق عليه السلام: من امام زمانك؟ فقال: الذي حول الخمر لبنا.

و قال المرزباني في النبذة المختارة من تلخيص أخبار شعراء الشيعة: كان السيد رحمه الله يري رأي الكيسانية في محمد بن الحنفية، و قال: انه تاب بعد ذلك، و قال:



تجعفرت باسم الله و الله أكبر

و أيقنت أن الله يعفو و يغفر



ودنت بدين ما كنت دائنا

به و نهاني سيد الناس جعفر



و قال الجزائري: [11] ثقة.

و قال الزنجاني: [12] نعده في الصحيح، و الرجل رافضي خبيث عند الناس - أي عند العامة -.



[ صفحه 316]



و في ارشاد المفيد: ان السيد اسماعيل بن محمد الحميري رجع عن مذهب الكيسانية لما بلغه انكار أبي عبدالله عليه السلام قوله، و دعاؤه الي القول بنظام الامامة، و قال يمدحه:



أيا راكب البيت اذا عاينت جعفرا

فقل لولي الله و ابن المهذب



ألا يا ولي الله و ابن وليه

أتوب الي الرحمن ثم تأوبي



اليك من الذنب الذي كنت مبطنا

اجاهد فيه دائبا كل معرب




پاورقي

[1] رجال الشيخ: 148، الرقم 108.

[2] معالم العلماء: 146.

[3] رجال الكشي: 285، الرقم 505.

[4] معالم العلماء: 146.

[5] التحرير الطاووسي: 37، الرقم 20.

[6] رجال العلامة 10 : 22.

[7] المؤتلف و المختلف 3 : 1308.

[8] الاكمال4 : 418.

[9] كشف النقاب عن الأسماء و الألقاب 1 : 273، الرقم 819.

[10] سير أعلام النبلاء 44 ، 8، الرقم 8.

[11] حاوي الأقوال (مخطوط): 17، الرقم 40.

[12] الجامع في الرجال1 : 265.


ادعيته في الصلاة وأثرت


عن الامام الصادق عليه السلام كوكبة من الادعية الجليلة في الصلاة، وهذه بعضها:


في الحرص


قال الصادق: لا تحرص علي شي ء لو تركته لوصل اليك، و كنت عند الله مستريحا محمودا بتركه، و مذموما باستعجالك في طلبه و ترك التوكل عليه و الرضا بالقسم. فان الدنيا خلقها الله تعالي بمنزلة الظل ان طلبته تعبك، و لا تلحقه أبدا. و ان تركته تبعك و انك مستريح.

قال النبي: الحريص محروم، و هو مع حرمانه مذموم و كيف لا يكون محروما. و قد فر من وثاق الله عزوجل و خالف قول الله حيث يقول: «الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم».

و الحريص بين سبع آفات صعبة. فكر يضر بدنه و لا ينفعه، و مم لا يتم له أقصاه، و تعب لا يستريح منه الا عند الموت و يكون عند الراحة أشد تعبا و خوف لا يورثه الا الوقوع فيه، و حزن قد كدر عليه عيشه، و فائدة و حساب لا مخلص له معه من عذاب الله تعالي الا أن يعفو الله عنه، و عقاب لا مفر له منه، و لا حيلة و المتوكل علي الله يمسي و يصبح في كنف الله تعالي و هو منه في عافية.

و قد عجل الله كفايته و هيا له من الدرجات ما الله تعالي به عليم، و الحرص ما يجري في منافذ غضب الله تعالي و ما لم يحرم العبد اليقين لا يكون حريصا.

و اليقين أرض الاسلام و سماء الايمان.



[ صفحه 191]




ابراهيم بن مرشد (الأزدي)


أبو سفيان إبراهيم بن مرشد، وقيل مزيد الأزدي، الكوفي، الكندي.



[ صفحه 64]



إمامي روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا.

المراجع:

رجال الطوسي 103 و 146. تنقيح المقال 1: 33. معجم رجال الحديث 1: 296. جامع الرواة 1: 34. نقد الرجال 14. مجمع الرجال 1: 72. أعيان الشيعة 2: 227. توضيح الاشتباه 18. منهج المقال 27. لسان الميزان 1: 110. الجرح والتعديل 1: 1: 138.


سعد النقاش


سعيد، وقيل سعد النقاش.

محدث، له كتاب. روي عنه محمد بن سنان، وخلف بن حماد.

المراجع:

رجال البرقي 38. أعيان الشيعة 7: 255. معجم رجال الحديث 8: 147. تنقيح



[ صفحه 43]



المقال 2: 34. خاتمة المستدرك 806. جامع الرواة 1: 363. شرح مشيخة الفقيه 89.


محمد بن الجراح الهمداني


محمد بن الجراح الهمداني، الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 283. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 90. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 15: 146. نقد الرجال 296. جامع الرواة 2: 82. مجمع الرجال 5: 172. منتهي المقال 253. منهج المقال 288. ميزان الاعتدال 3: 499 وفيه الطرسوسي. لسان الميزان 5: 100 وفيه كما في الميزان. الجرح والتعديل 3: 2: 224 وفيه الطوسي.