بازگشت

عبدالله بن مسكان


يونس بن عبدالرحمن، كه خود عبد صالح و وجيه اصحاب است، گويد: ابن مسكان



[ صفحه 231]



فردي مؤمن بود. [1] .

نويسنده گويد: عبدالله بن مسكان از اصحاب حضرت صادق و حضرت موسي بن جعفر عليهماالسلام بوده؛ ليكن نقل شده كه خدمت امام صادق (ع) نمي رفت، از ترس اينكه مبادا اداي حق جلالت و شأن آن حضرت را ننمايد. [2] .

به اين ملاحظه او از اصحاب امام صادق (ع) نقل روايت مي كرد، و از آن جناب حديث كم شنيده؛ بلكه شيخ كشي فرموده، كه روايت شده، كه او از آن حضرت نشنيده مگر حديث «من ادرك المشعر فقد ادرك الحج» هر كس موقف مشعر را درك كند، حج را درك كرده است. [3] .

مرحوم كليني، در كافي، چندين حديث نقل كرده كه عبدالله مسكان بدون واسطه از امام صادق (ع) روايت كرده است. [4] .


پاورقي

[1] اختصاص، شيخ مفيد، ص 207 - بحارالانوار - ج 47، ص 394.

[2] اختصاص، شيخ مفيد، ص 207 - بحارالانوار - ج 47، ص 394.

[3] رجال كشي، ص 327 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 60.

[4] همچنين مرحوم صدوق، در كتب خود.


تحرك العباسيين بعد المؤتمر


بعد أن حقق المؤتمر غرضه وأنِسَ الحاضرون بقراره الكاذب نشط إبراهيم الإمام في الاتجاه الآخر ليواصل عمله بشكل مستقل عن أعضاء المؤتمر فأصدر عدّة قرارات سرية كعادته منها: أنه كتب إلي شيعته في الكوفة وخراسان:أني قد أمّرت أبا مسلم بأمري فاسمعوا له وأطيعوا، قد أمّرته علي خراسان وما غلب عليه. كان ذلك سنة (128 هـ) وكان أبو مسلم لايتجاوز عمره التسعة عشر سنة ووصفوه بأنه كان يقظاً فاتكاً غادراً لا يعرف الرحمة ولا الرأفة، وكان ماهراً في حياكة الدسائس.

ودهش الجميع لتعيين أبي مسلم في هذا المنصب الخطير نظراً لحداثة سنه وقلة تجاربه، وأبي جمع من الدعاة طاعته والانصياع لأوامره إلاّ أنّ إبراهيم الإمام ألزمهم السمع والطاعة [1] وأقدم أبو مسلم فيما بعد علي إعدام جميع من عارض اختياره لقيادة هذه المنطقة.

أمّا ما هو الخط الذي سوف يتحرك بموجبه أبو مسلم لإعلان ثورته هناك؟ فقد جاء هذا الخط في وصية إبراهيم الإمام له عندما قال: يا عبد الرحمن إنك منّا أهل البيت فاحفظ وصيتي، انظر هذا الحي من اليمن



[ صفحه 176]



فأكرمهم، وحل بين ظهرانيهم، فإن الله لا يتم هذا الامر إلاّ بهم، وانظر هذا الحي من ربيعه فاتهمهم في أمرهم، وانظر هذا الحي من مضر فإنهم العدو القريب الدار، فاقتل من شككت في أمره ومن وقع في نفسك منه شيء، وإن شئت أن لا تدع بخراسان من يتكلم العربية فافعل، فأيما غلام بلغ خمسة أشبار فاقتله [2] وهذه الوصية تلخص السياسة العباسية مع المسلمين.

وقد أثّر أبو مسلم الخراساني في الناس لتعاطفه معهم حيث كان يتمتع بصفات تؤهّله لهذا الموقع، فهو خافض الصوت فصيح بالعربية والفارسية حلو المنطق راوية للشعر، لم يُر ضاحكاً ولا مازحاً إلاّ في وقته، ولا يكاد يُقَطّب في شيء من أحواله تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الحوادث الفادحة فلا يُري مكتئباً. وعندما سئل إبراهيم الإمام عن أهلية أبي مسلم قال: إني قد جرّبت هذا الاصبهاني، وعرفت ظاهره وباطنه فوجدته حَجَر الارض [3] .

وكان محبوباً حتي عند غير المسلمين حيث نجد دهاقين المجوس اندفعوا إلي إتباعه وأظهروا الإسلام علي يديه، كما استجاب للدعوة الإسلامية عدد كبير من أهل الآراء الخارجة عن الإسلام، كل ذلك للظلم والجور الذي لحق بهم من الولاة الاُمويين وبسبب ما شاهدوه من العطف من أبي مسلم الخراساني، ولذا كان الكثير منهم يعتبرونه وحده الإمام، واعتقدوا أنه أحد أعقاب زرادشت الذي ينتظر المجوس ظهوره، حتي أنهم لم يعتقدوا بموت أبي مسلم بل كانوا ينتظرون رجعته [4] .



[ صفحه 177]



ومن جانب آخر انه هو الذي أنزل جثمان يحيي بن زيد وصلّي عليه ودفنه، وبعد أن تقلّد المنصب كقائد عام للعسكر توجّه من فوره لخراسان ليقود الجماهير التي تنتظر الأوامر منه وكانت متحمّسة قبل هذا الحين للحرب مع الاُمويين فخطب بالدعاة قائلا: أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها من أسباب الظفر، وأكثروا من ذكر الضغائن، فإنها تبعث علي الاقدام، والزموا الطاعة فإنها حصن المحارب [5] .

وفجّر الثورة هناك، وكان يبذر الشقاق بين جنود الاُمويين ليحصل الانقسام بينهم. وقد استفاد بذلك ونجح في مهمّته، وقد انجفل الناس من هرات والطالقان ومرو وبلخ وتوافروا جميعاً مسودين الثياب وأنصاف الخشب التي كانت معهم [6] .

وباشر أبو مسلم إبادة الأبرياء فقتل ـ فيما ينقل المؤرخونـ ستمائة ألف عربي بالسيف صبراً عدا من قتل في الحرب [7] .

وتقدّمت جيوش أبي مسلم ـ بعد أن هزمت ولاة الاُمويينفي خراسانـ نحو العراق وهي كالموج تخفق عليها الرايات السود فاحتلّت العراق بدون مقاومة تذكر. وبهذا اُعلن الحكم العباسي علي يد أبي مسلم الخراساني في الكوفة سنة (132 هـ).

والجدير بالذكر أنه قبل أن يدخل أبو مسلم الخراساني الكوفة حدث هناك أمران ينبغي الالتفات اليهما:



[ صفحه 178]



الأمر الاول: في سنة (131 هـ) بعد إعلان أبي مسلم الخراساني الثورة في خراسان وقبل دخوله الكوفة اُلقي القبض علي ابراهيم الإمام ـ الرأس المدبّر للثورة ـ من قبل الخليفة الاُموي مروان وحبسه في حرّان ثم قتله بعد ذلك في نفس التاريخ وبهذا الحدث تعرضت الحركة العباسية لانتكاسة كبري.

الأمر الثاني: خاف أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور وجماعة فهربوا الي الكوفة لوجود قاعدة من الدعاة العباسيين فيها وعلي رأسهم أبو سلمة الخلاّل الذي كان يضاهي أبا مسلم في الدهاء والنشاط وكان يُعرف بوزير آل محمد (صلي الله عليه وآله) فأخلي لهم داراً وتولي خدمتهم بنفسه وتكتّم علي أمرهم.

ولعلّ أبا سلمة الخلاّل كان يريد من خلال هذا الإجراء صرف الخلافة لآل علي ولكنه غلب علي أمره حتي فاجأته جيوش أبي مسلم الخراساني إلي الكوفة وظهر أمر بني العباس فأخرجوا السفاح إلي المسجد وبايعوه يوم الجمعة 12 ربيع الاول سنة (132 هـ).

واستقبلت الكوفة بيعة السفاح بكثير من القلق لأنها كانت تترقّب بفارغ الصبر حكومة العلويين حسب الشعارات المرفوعة ليبسطوا الأمن والرخاء.

أمّا الاوساط الواعية في الكوفة، بل في كل أنحاء العالم الإسلامي فقد شجبت البيعة للسفّاح وأفتي الفقهاء في يثرب بعدم شرعيّتها [8] .

وبعد ذلك أخذوا به إلي المسجد لغرض الصلاة والخطبة لكنه



[ صفحه 179]



حُصِر وخطب مكانه عمه داود ثمّ امتلك الجرأة فخطب وكان من جملة ما قاله في خطابه:

يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا، ومنزل مودتنا، أنتم الذين لم تتغيروا عن ذلك، ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور عليكم، حتي أدركتم زماننا، وأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسدّ الناس بنا، وأكرمهم علينا، وقد زدتكم في اعطياتكم مائة درهم، فأنا السفاح المبيح، والثائر المنيح [9] .

ثمّ أرسل قوّاته بقيادة عبد الله بن علي لقتال مروان بن محمد بن مروان الحمار ولاحقته الجيوش العباسية من بلدة إلي اُخري حتي حاصرته في مصر في قرية يقال لها (بوصير) وقتل هناك شرّ قتلة [10] .


پاورقي

[1] الكامل في التاريخ: 4 / 195، وتاريخ ابن الساعي: 3.

[2] الكامل في التاريخ: 4 / 295.

[3] وفيات الأعيان: 3 / 145.4.

[4] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2 / 311.

[5] حياة الإمام موسي بن جعفر: 1 / 326.

[6] حياة الحيوان، الدينوري: 360.

[7] حياة الإمام موسي بن جعفر(عليه السلام): 1 / 326.

[8] تاريخ الامم والملوك: 9 / 124، وتاريخ ابن قتيبة: 128، والطقطقي: 127.

[9] الكامل في التاريخ: 5 / 413.

[10] اليعقوبي: 2 / 346 وابن جرير وابن الأثير في الكامل في التاريخ: 5 / 426.


الامام الصادق و علم الطب و التشريح


أيها القارئ الكريم: نذكر لك - في هذا الفصل - بعض الأحاديث المروية عن سيدنا و مولانا الامام الصادق (عليه السلام) حول علم الطب و تشريح جسم الانسان، لا ثبات ما سبق ذكره من تنوع علوم الامام الصادق (عليه السلام) و أن هذا الامام كان آية من آيات الله العظيمة و حجة من حجج الله البالغة و معدنا من معادن العلوم الالهية...

1- عن الحسن بن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا قال: شكوت الي أبي عبدالله (عليه السلام) الوجع فقال لي: اذا أويت الي فراشك فكل سكرتين.

قال: ففعلت فبرئت، فخبرت بعض المتطببين - و كان أفره [1] أهل بلادنا - فقال: من أين عرف أبوعبدالله (عليه السلام) هذا؟ هذا من مخزون علمنا، أما انه صاحب كتب فينبغي أن يكون أصابه في بعض كتبه [2] .



[ صفحه 175]



2- عن الربيع - صاحب المنصور العباسي - قال:

حضر أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليهماالسلام) مجلس المنصور يوما، و عنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبوعبدالله الصادق جعفر بن محمد (عليهماالسلام) ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي قال له: يا أباعبدالله! أتريد مما معي شيئا؟

قال: لا، فان ما معي خير مما معك!

قال: و ما هو؟

قال: اداوي الحار بالبارد، و البارد بالحار، و الرطب باليابس، و اليابس بالرطب، و أرد الأمر كله الي الله (عزوجل) و أستعمل ما قاله رسول الله (صلي الله عليه و آله)

و أعلم ان المعدة بيت الداء، و الحمية هي الدواء، و اعود البدن ما اعتاد.

فقال الهندي: و هل الطب الا هذا؟

فقال الصادق (عليه السلام): أفتراني عن كتب الطب أخذت؟

قال: نعم.

قال: لا، والله ما أخذت لا عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟

فقال الهندي: بل أنا.

قال الصادق (عليه السلام): فأسألك شيئا؟

قال: سل.

قال (عليه السلام): أخبرني - يا هندي - لم كان في الرأس شؤون؟ [3] .



[ صفحه 176]



قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كان لها تخطيط و أسارير؟ [4] .

قال: لا أعلم.

قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل الأنف فيما بينهما؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كان ثقب الأنف في أسفله؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعلت الشفة و الشارب من فوق الفم؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم احتد السن، و عرض الضرس، و طال الناب؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟

قال: لا أعلم.



[ صفحه 177]



قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم خلا الظفر و الشعر من الحياة؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كان القلب كحب الصنوبر؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كانت الرية قطعتين، و جعل حركتها في موضعها؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كانت الكبد حدباء؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم جعل طي الركبتين الي خلف؟

قال: لا أعلم.

قال: فلم تخصرت القدمان؟

قال: لا أعلم.

فقال الصادق (عليه السلام): لكنني أعلم.

قال: فأجب!

قال الصادق (عليه السلام): كان في الرأس شؤون، لأن المجوف اذا كان بلافصل أسرع اليه الصدع، فاذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد.

و جعل الشعر من فوقه لتوصل - بوصوله - الأدهان الي الدماغ و يخرج بأطرافه البخار منه، و يرد الحر و البرد الواردين عليه.



[ صفحه 178]



و خلت الجبهة من الشعر لانها مصب النور الي العينين.

و جعل فيها التخطيط و الأسارير ليحتبس العرق - الوارد من الرأس - عن العين، قدر ما يميطه الانسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.

و جعل الحاجبان من فوق العينين ليرد عليهما من النور قدر الكفاية.. ألا تري - يا هندي - أن من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه؟

و جعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين، الي كل عين سواء.

و كانت العين كاللوزة، ليجري فيها الميل بالدواء [الاكتحال] و يخرج منها الداء، و لو كانت مربعة، أو مدورة ما جري فيها الميل، و ما وصل اليها دواء، و لا خرج منها داء.

و جعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، و يصعد فيه الأراييح [5] الي المشام، و لو كان علي أعلاه لما انزل داء، و لا وجد رائحة.

و جعل الشارب و الشفة فوق الفم ليحتبس ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلا يتنغص علي الانسان طعامه و شرابه، فيميطه عن نفسه.

و جعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر، و يعلم بها الذكر من الانثي.

و جعل السن حادا، لأن به يقع المضغ، و جعل الضرس عريضا لأن به يقع الطحن و المضغ، و كان الناب طويلا ليسند الأضراس و الأسنان



[ صفحه 179]



كالاسطوانة في البناء.

و خلا الكفان من الشعر لأن بهما يقع اللمس، فلو كان فيهما شعر ما دري الانسان ما يقابله و يلمسه.

و خلأ الشعر و الظفر من الحياة لأن طولهما سمج [6] و قصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لألم الانسان بقصهما.

و كان القلب كحب الصنوبر، لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرية فتروح عنه ببردها، لئلا يشيط [7] الدماغ بحره.

و جعلت الرية قطعتين، ليدخل بين مضاغطها، فيتروح عنه بحركتها.

و كانت الكبد حدباء لتثقل المعدة، و يقع جميعها عليها، فيعصرها، ليخرج ما فيها من البخار.

و جعلت الكلية كحب اللوبيا، لأن عليها مصب المني، نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة الاولي الي الثانية، فلا يلتذ - بخروجها - الحي، اذا المني ينزل من فقار الظهر الي الكلية، فهي [الكلية] كالدودة تنقبض و تنبسط، ترميه أولا فأولا الي المثانة كالبندقة من القوس.

و جعل طي الركبة الي خلف، لأن الانسان يمشي الي بين يديه، فتعتدل الحركات و لو لا ذلك لسقط في المشي.

و جعلت القدم مخصرة، لأن الشي ء اذا وقع علي الأرض جميعه ثقل كثقل حجر الرحي، فاذا كان علي حرفه [8] رفعه الصبي و اذا وقع علي وجهه صعب نقله علي الرجل.



[ صفحه 180]



فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟

فقال (عليه السلام): أخذته عن آبائي (عليهم السلام) عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن جبرئيل عن رب العالمين (جل جلاله) الذي خلق الأجساد و الأرواح.

فقال الهندي: صدقت، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله و عبده، و أنك أعلم أهل زمانك [9] .

3- و عن سالم الضرير: ان نصرانيا سأل الصادق (عليه السلام) عن تفصيل الجسم؟

فقال (عليه السلام): «ان الله تعالي خلق الانسان علي اثني عشر وصلا، و علي مائتين و ستة و اربعين عظما، و علي ثلاث مائة و ستين عرقا، فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، و العظام تمسكها، و اللحم يمسك العظام، و العصب يمسك اللحم.

و جعل في يديه اثنين و ثمانين عظما، في كل يد أحد و أربعون عظما منها:

في كفه: خمسة و ثلاثون عظما، و في ساعده اثنان، و في عضده واحد، و في كتفه ثلاثة [فذاك أحد و اربعون عظما]. و كذلك في [اليد] الأخري.

و في رجله ثلاثة و اربعون عظما، منها:

في قدمة: خمسة و ثلاثون عظما، و في ساقه اثنان، و في ركبته ثلاثة، و في فخذه واحد، و في وركه اثنان، و كذلك في [الرجل] الأخري.

و في صلبه ثماني عشر فقارة، و في كل واحد من جنبه تسعة أضلاع،



[ صفحه 181]



و في عنقه ثمانية، و في رأسه ستة و ثلاثون عظما، و في فيه ثمانية و عشرون، و اثنان و ثلاثون» [10] .

4- و حدث أبوهفان - و ابن ماسويه حاضر -: ان جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: «الطبائع أربع: الدم، و هو عبد، و ربما قتل العبد سيده، و الريح، و هو عدو، اذا سددت له بابا أتاك من آخر، و البلغم، و هو ملك يداري، و المرة، و هي الأرض، اذا رجفت رجفت بمن عليها».

فقال [ابن ماسويه]: أعد علي، فوالله لا يحس جالينوس أن يصف هذا الوصف [11] .

5- و عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «ان خرج بالرجل منكم الخراج [12] أو الدمل فليربطه، و ليتداو بزيت أو سمن» [13] .

6 و عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «اذا حككت رأسك فحكه حكا رفيقا، و لا تحكن بالأظفار، و لكن بأطراف الأصابع» [14] .

7- و عن عبدالرحمن بن كثير، قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فدخل عليه مهزم، فقال لي أبوعبدالله (عليه السلام): ادع لنا الجارية تجئنا بدهن و كحل.

فدعوت بها، فجاءت بقارورة بنفسج، و كان يوما شديد البرد،



[ صفحه 182]



فصب مهزم في راحته منها ثم قال: جعلت فداك! هذا بنفسج، و هذا البرد الشديد.

فقال: و ما باله يا مهزم؟

فقال: ان متطببينا بالكوفة يزعمون ان البنفسج بارد.

فقال: هو بارد في الصيف، لين حار في الشتاء [15] .

8- و عن عمر بن اذينة قال: شكا رجل الي أبي عبدالله (عليه السلام) شقاقا في يديه و رجليه، فقال له: خذ قطنة، فاجعل فيها بانا، وضعها في سرتك. فقال اسحاق بن عمار: جعلت فداك! يجعل البان في قطنة و يجعلها في سرته؟

فقال: أما أنت - يا اسحاق - فصب البان في سرتك فانها كبيرة!

قال ابن اذينة: لقيت الرجل بعد ذلك فأخبرني أنه فعله مرة واحدة فذهب عنه [16] .

9- لما قدم أبوعبدالله (عليه السلام) الحيرة ركب دابته و مضي الي الخورنق [17] فنزل فاستظل بظل دابته و معه غلام له أسود فرأي رجلا من أهل الكوفة قد اشتري نخلا فقال للغلام: من هذا؟ فقال له: هذا جعفر بن محمد (عليهماالسلام) فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه.

فقال (عليه السلام) للرجل: ما هذا؟

فقال: هذا البرني.



[ صفحه 183]



فقال: فيه شفاء، و نظر الي السابري فقال: ما هذا؟

فقال: السابري.

فقال: هذا عندنا البيض، و قال للمشان: ما هذا؟

فقال الرجل: المشان [18] .

فقال (عليه السلام): هذا عندنا ام جرذان و نظر الي الصرفان فقال: ما هذا؟

فقال الرجل: الصرفان.

فقال: هو عندنا العجوة و فيه شفاء [19] .

أقول: قد ذكرنا من التعليمات الطيبة المروية عن الامام الصادق (عليه السلام) في المجلد الخاص بالطب في موسوعة الامام الصادق (عليه السلام). و أوردنا فيه الكتاب المعروف ب: توحيد المفضل، و هو من املاء الامام الصادق (عليه السلام) و كتابة تلميذه المفضل بن عمر، و هو كتاب عظيم و جدير بالتدبر و المطالعة.



[ صفحه 184]




پاورقي

[1] الفاره: الحاذق بالشي ء (مجمع البحرين).

[2] الكافي، ج 6 ص 333 ح 5.

[3] الشؤون: هي مواصل قبائل الرأس و ملتقاها، (مجمع البحرين).

[4] أسارير: هي خطوط تجتمع في الجبهة و تتكسر. (مجمع البحرين).

[5] الموجود في كتب اللغة: أرايح و اراويح - جمع ريح - و أما أراييح فلم أظفر بها فلعلها جمع رائحة.

[6] سمج: الذي تكرهه النفس لقبحه. (مجمع البحرين).

[7] شوط القدر و شيطها اذا أغلاها. (لسان العرب).

[8] حرف كل شي ء: طرفه و شفيره و حده (أقرب الموارد).

[9] الخصال: ص 511 ح 3.

[10] مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 256.

[11] مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 259.

[12] الخراج: ما يخرج في البدن من القروح. (لسان العرب).

[13] الكافي: ج 4 ص 359 ح 6.

[14] الكافي: ج 4 ص 365 ح 1.

[15] الكافي: ج 6 ص 521 ح 6.

[16] الكافي: ج 6 ص 523 ح 2.

[17] الخورنق: قصر بالعراق للنعمان الأكبر ابن امري ء القيس (أقرب الموارد).

[18] المشان: من اطيب الرطب (أقرب الموارد).

[19] الكافي: ج 6 ص 347 ح 15.


حفص بن سالم


حفص بن سالم جعفي همان ابو ولاد حناط كوفي است. او از دوستان و شيعيان اهل بيت عليهم السلام و از شاگردان و راويان امام صادق عليه السلام بود. وي صاحب كتابي در زمينه ي حديث است و عده اي ازمعتمدين اهل حديث آن كتاب را به او نسبت داده و همه ي آنان بر امانت داري و اعتماد به وي اتفاق نظر دارند، و كسي تا به حال از او بدگويي نكرده است.

بعضي گفته اند او به همراه زيد بن علي بن الحسين عليه السلام قيام كرد و امام صادق عليه السلام نيز كار او را تأييد نمود. البته بعيد نيست كه امام عليه السلام قيام زيد را تأييد نموده باشد؛ زيرا سكوت آن حضرت در قيام زيد تنها به دليل اين بود كه گرفتار بني اميه نشود و گرنه امام عليه السلام قيام او را بعدها تأييد فرمود و از خداوند براي او طلب رحمت كرد.


ابن تيميه حراني


وي كه بنيان گذار مكتب وهابيت است، در مورد امام صادق عليه السلام مي نويسد: «جعفر صادق عليه السلام از برگزيدگان اهل علم و دين است». [1] .



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] منهاج السنة، ج 2، ص 123.


دين زدايي


در دوران حكومت داري حزب عثمانيه بر عليه مظاهر ديني تهاجم شد. هزاران حديث دروغين و ساختگي در مورد فضيلت بني اميه و سران آنان منتشر گشت. هزاران حديث جعلي بر عليه اهل بيت و عترت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جعل و منتشر شد. بني اميه تا آنجا پرده دري كردند كه اولين فرد مسلمان و اولين ياور رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، علي بن ابي طالب عليه السلام را چهره اي غبارآلود و حتي غير مسلمان معرفي نمودند. علي عليه السلام را به عنوان قاتل خليفه مطرح ساخته و سب آن را مجاز ساخته و هزاران تريبون به سمت و سوي خورشيد فضيلت دهن كجي نمودند و ريختن خون وي را مباح كردند!



[ صفحه 155]




داود بن كثير رقي كوفي


داود از شاگردان امام صادق عليه السلام و امام كاظم عليه السلام بود. روزي امام صادق عليه السلام به داود كه راه مي رفت، نظر انداخت و فرمود: هر كس مي خواهد و خوشحال است كه به مردي از ياران قائم عليه السلام نگاه كند، به داود نظر افكند. [1] .


پاورقي

[1] رجال كشي / ص 344.


هجين


تعصب عربي آن قدر در ميان عرب ها رواج داشت كه هر كس پدرش عرب و مادرش از موالي بود، وي را «هجين» (فرومايه و بي اصل) مي ناميدند و كسي كه پدرش عرب ولي مادرش غيرعرب بود، اين را مايه ي ننگ خود مي دانستند، زيرا مفهوم «موالي» توهين آميز بود [1] و «هجنه» [2] را بالاترين عيب حسبي و نسبي مي دانستند و زنان غيرعرب را «اماء» (كنيزكان) مي گفتند.

برخي از شعرا نيز اين مطلب را به شعر درآوردند و يكي از آنان چنين گفته است:

خداوندا، كنيززادگان در ميان ما بسيار شده اند، مرا به دياري درآور كه در آن هجران و نااصلي نبينم [3] .


پاورقي

[1] ضحي الاسلام، ج 1، ص 26.

[2] ابن منظور مي نويسد: «الهجنة من الكلام مايعيبك و الهجين العربي ابن الامه لانه معيب» (لسان العرب، ج 15، ص 42).

[3]



ان اولاد السراري كثروا يا رب فينا

رب ادخلني بلادا لا اري فيه هجينا



(ضحي الاسلام، ج 1، ص 281؛ الشعوبية و اثرها الاجتماعي، ص 49).


تفاوت شيعه و محب


شيعيان واقعي داراي ويژگي هاي خاصي هستند و به وسيله همان صفات و نشانه ها نيز شناخته مي شوند. صرف داشتن محبت اهل بيت عليهم السلام براي شيعه بودن كافي نيست؛ زيرا بسيارند كساني كه ادعاي محبت اهل بيت عليهم السلام دارند، اما شيعه ي واقعي نيستند. براي شيعه ي واقعي بودن بايد دقيقا با پيروي از ائمه ي اطهار عليهم السلام، آنان را در گفتار، رفتار، عبادت و... الگو و سرمشق خود قرار دهيم و متمسك به سيره عملي آنان باشيم. كلمه ي «شيعه» در قرآن هم آمده است. قرآن كريم پس از بيان داستان حضرت نوح عليه السلام مي فرمايد: و ان من



[ صفحه 136]



شيعته لابراهيم؛ [1] و بي گمان ابراهيم عليه السلام از پيروان او [نوح عليه السلام] است؛ يعني حضرت ابراهيم عليه السلام درست همان راهي را مي پيمود كه حضرت نوح عليه السلام پيموده بود.

بنابراين محبت اهل بيت عليهم السلام غير از شيعه ي واقعي بودن است و بايد اين دو مقوله را از يكديگر تفكيك كرد. براي روشن تر شدن موضوع، روايتي را در اين زمينه نقل مي كنيم:

پس از اين كه مسأله ولايت عهدي امام رضا عليه السلام، مطرح گرديد و آن حضرت به مرو تشريف فرما شدند، مردم دسته دسته براي عرض تبريك خدمت ايشان شرفياب مي شدند؛ زيرا در نظر مردم اين پيش آمد پيروزي بزرگي براي اهل بيت عليهم السلام به حساب مي آمد. مدتي پس از استقرار امام عليه السلام در مرو، دسته اي از شيعيان براي زيارت آن حضرت به محضر ايشان شرفياب شدند. دربان و خدمت كار حضرت از آنان سؤال كرد: شما كيستيد و چه مي خواهيد؟ گفتند: ما جمعي از شيعيان امام هستيم و تقاضاي شرفيابي حضور امام را داريم. دربان گفت: منتظر باشيد تا من اجازه بگيرم، سپس خدمت حضرت آمد و عرض كرد: جمعي آمده اند و مي گويند ما از شيعيان شما هستيم و مي خواهيم شما را زيارت كنيم. حضرت اجازه نفرمودند. دربان، پاسخ حضرت را به آنان گفت. آنان رفتند و روز دوم آمدند و همان درخواست را مطرح كردند. باز هم حضرت اجازه ملاقات به آنان ندادند. براي روز سوم آمدند و مجددا همان تقاضا را تكرار كردند. اين بار نيز حضرت اجازه نفرمودند. بعضي از آنان با گريه و زاري از دربان خواستند تا از حضرت سؤال كند گناهشان چيست كه اجازه ي ملاقات نمي دهند. دربان مطلب را خدمت امام عرض كرد. حضرت فرمودند: چه گناهي بالاتر از اين كه آنان دروغ مي گويند، آنان مي گويند ما شيعه هستيم در حالي كه صفات شيعه در آنان نيست؛ شيعيان واقعي امثال سلمان و ابوذر هستند. دربان برگشت و فرمايش حضرت را به آنان گفت. آنان گفتند: ما واقعا شيعه هستيم و امام را دوست داريم، ما دروغ نمي گوييم. حضرت به دربان فرمودند: به آنان بگو شما از دوست داران و محبان ما هستيد، اما از شيعيان ما نيستيد. آنان گفتند: آري، ما اهل بيت عليهم السلام را دوست داريم و از دوست داران امام عليهم السلام هستيم. حضرت فرمودند: حالا راست گفتند، مي توانند وارد شوند.



[ صفحه 137]



شايد اگر ما جاي آنان بوديم و سه مرتبه در خانه ي امام مي رفتيم و اجازه ي حضور نمي يافتيم، خسته مي شديم و برمي گشتيم، ولي آنان چون عاشق بودند، ايستادند و استقامت كردند تا سر مطلب را دريابند. حضرت به اين وسيله آنان را تربيت كردند و به آنان فهماندند كه صرف داشتن محبت اهل بيت عليهم السلام كافي نيست، بلكه محبت اهل بيت عليهم السلام قدم اول است و نبايد به آن اكتفا كرد؛ مراتبي كه شيعيان در سايه ي انتساب به اهل بيت عليهم السلام بايد كسب كنند، بسيار بيش از اينها است. اگر خداي متعال لطف كرده و محبت اهل بيت عليهم السلام را در دل ما قرار داده است، بايد به خوبي از آن استفاده كنيم و در همان پله ي اول توقف نكنيم.


پاورقي

[1] صافات (37)،83.


ضعف آگاهيهاي ديني دستگاه حكومت


اين حقيقت مسلم موجب شد كه پس از نخستين سلسله ي خلفاي اسلامي، زمامداران بعدي كه از آگاهيهاي ديني بسيار كم نصيب و گاه به كلي بي نصيب بودند، درصدد برآيند كه اين كمبود را به وسيله ي رجال ديني وابسته به خود تأمين كنند و با الحاق فقها و مفسران و محدثان مزدور به دستگاه حكومت خود، اين دستگاه را باز هم تركيبي از دين و سياست سازند.

فايده ي ديگري كه وجود عناصر شريعت مآب در دستگاه حكومت داشت، آن بود كه اينان طبق ميل و فرمان زمامدار ستم پيشه و مستبد، به سهولت مي توانستند احكام دين را به اقتضاي مصالح تغيير و تبديل داده و در پوششي از استنباط و اجتهاد - كه براي مردم عادي و عامي قابل تشخيص نيست - حكم خدا را به خاطر خدايگان دگرگون سازند.

كتاب نويسان و مورخان قرنهاي پيشين، نمونه هاي وحشت انگيزي از جعل حديث و تفسير به رأي را كه غالبا دست قدرتهاي سياسي در آن نمايان است، ذكر كرده اند كه در يكي از بخشهاي آينده، به مناسبت، به گوشه اي از آنها اشاره خواهيم كرد. اين كار كه در روزگارهاي نخستين (تا اواخر قرن اول هجري) بيشتر شكل روايت و حديث داشت، كم كم شكل فتوا نيز يافته بود؛ و لذا در اواخر دوران بني اميه و اوايل بني عباس فقهاي بسياري بودند كه با استفاده از شيوه هاي بدعت آميز همچون قياس و استحسان، احكام اسلامي را طبق نظر خود - كه در واقع غالبا نظر قدرتمندان حاكم بود - صادر مي كردند. عينا همين عمل درباره ي تفسير قرآن نيز انجام مي گرفت. تفسير قرآن طبق رأي و نظر مفسر، از جمله



[ صفحه 79]



كارهايي بود كه مي توانست به آساني حكم خدا را در نظر مردم دگرگون سازد و آنها را به آنچه مفسر خواسته است - كه او نيز اكثرا همان را مي خواست كه حاكم خواسته بود - معتقد كند.


مدفن حضرت زهرا كجاست؟


يكي از مسائل مسلم و قطعي در مورد حضرت زهرا (عليها السلام) اين است كه قبر آن حضرت مخفي است و تا حال، بطور مشخص و به صورت قطعي قبري به آن حضرت نسبت داده نشده است.

و اما مدفن و محلي كه ممكن است پيكر پاك آن حضرت در آن جايگاه دفن شده باشد آن هم از نظر تاريخي، دقيقاً معلوم نيست و جاي بحث و گفتگو و مورد اختلاف است.


دعاؤه اذا نزلت به فاقة


كان الامام عليه السلام يدعو بهذا الدعاء الجليل اذا نزلت به فاقة أو خاف من أمر، و كان يوصي أولاده بالدعاء به، و ذلك عقيب صلاة أربع ركعات أو ركعتين، و هذا نصه:

«يا موضع كل شكوي، يا سامع كل نجوي، يا شافي كل بلوي، يا عالم كل خفية، و يا كاشف ما يشاء من كل بلية، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، و ضعفت قوته، و قلت حيلته، دعاء الغريب، الغريق، الفقير، الذي لا يكشف ما هو فيه الا أنت يا أرحم الراحمين، لا اله الا أنت سبحانك، اني كنت من الظالمين...».

و كان يقول: لا يدعو أحد بهذا الدعاء الا فرج الله عنه [1] و قد مثل هذا الدعاء مدي اعتصام الامام بالله و التجائه اليه، فقد أيقن أن الله تعالي وحده هو القادر علي كشف الضراء، و البأساء، فليس هناك أية قوة تستطيع أن تغير بؤس الانسان و شقاءه سوي الله تعالي.


پاورقي

[1] أخبار الدول (ص 109) الفصول المهمة لابن الصباغ (ص 192).


هشام بن عبدالملك


أما هشام بن عبدالملك فكان من أعظم الحاقدين علي الامام و من ألد أعدائه الا انه اعترف بسمو مكانة الامام، و عظيم شأنه فقد خاطبه قائلا: «يا محمد لا تزال العرب و العجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك...» [1] .


پاورقي

[1] ضياء العالمين الجزء الثاني في ترجمة الامام الباقر.


سه حق پدر و مادر


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

پدر و مادر را بر فرزند سه حق است: در همه حال شكرگزار آنان باشد، در هر چه به او امر و نهي مي كنند، به جز در معصيت خداوند، اطاعتشان كند و در نهان و آشكار خيرخواه آنان باشد. [1] .


پاورقي

[1] تحف العقول: 322، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22727.


سرگذشت علي بطائني


علي بن حمزه بطائني عالم دين و اهل فتوا و وكيل امام صادق و امام كاظم عليهماالسلام بود. در ايام زنداني شدن امام كاظم عليه السلام، سي جاريه [1] ، چند هزار درهم و دينار و هم چنين مقداري گوسفند و شتر در نزد او جمع شد. پس از شهادت امام كاظم عليه السلام دلش نيامد اين اموال را تسليم حضرت رضا عليه السلام كند. در نتيجه امامت امام رضا عليه السلام را رد كرد و براي خود مذهبي به نام واقفيه درست كرد و با اين كار او هزاران نفر منحرف شدند. امام رضا عليه السلام از واقفيه با عبارت «كلاب ممطورة» [2] ياد كرده، يعني سگي كه زير باران خيس شده است. باران همه چيز را پاك مي كند، اما سگ را نجس تر مي كند. كسي كه از كنار يك سگ خيس عبور كند با عجله مي گذرد تا مبادا سگ خود را تكان دهد و او را نجس كند. نجاست مادامي كه خشك است اگر به بدن يا لباس برسد نجس نمي كند، اما تا رطوبت به آن برسد نجاستش سرايت مي كند. ابن ابي العزاقر شخصي بود كه مدت بسياري تسليم حق تعالي بود، اما در يك جا دچار لغزش شد و حضرت ولي عصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) او را لعنت كرد. درباره يكي از همين بدعت گذاران آمده است: «احذروا الصوفي المتصنع [3] ؛ بر حذر باشيد از صوفيان بدعت گذار».



[ صفحه 165]



اسلام در عين سختي بسيار آسان است. مشكل آن جاست كه بعضي مواقع بايد از منافع دست شست و تسليم گرديد. قرآن نمي گويد كه فقط تسليم باش، بلكه مي گويد علاوه بر آن كه تسليم شدي، شكايت هم نكن و راضي باش. نبايد بگويي اسلام دستم را بسته و الا فلان كس را چنين و چنان مي كردم. امام صادق عليه السلام سه مرتبه قسم ياد مي كنند كه اگر كسي عمل داشته باشد، اما در نفس خود دچار حرج گردد مشرك است. البته شرك مراتب گوناگوني دارد.


پاورقي

[1] كنيز.

[2] كمال الدين، ص 93.

[3] مستدرك الوسائل، ج 12، ص 318.


جواب نامه


دين اسلام خواسته است هميشه ميان افراد دوستي و ارتباط حسنه



[ صفحه 73]



برقرار باشد و به طرقي بين آنها الفت و محبت ايجاد كند. لذا مي بينيد سلام كردن را مستحب و جواب دادن آن را واجب دانسته است. [1] به همين ترتيب نامه نوشتن را مستحب و جواب دادن نامه را نيز واجب شمرده است زيرا كسي كه به شما نامه مي نويسد، محبت كرده است و شرعا و عرفا لازم است متقابلا به او احترام گزارده و جواب او را بنويسيد. بنابراين اگر نامه ي او را بدون پاسخ بگذاريد ترك واجب نموده، در نتيجه گناه كرده ايد.

رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام. [2] .

پاسخ دادن به نامه، همانند پاسخ دادن به سلام، واجب است.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 644.

[2] اصول كافي. ج 2، ص 670.


سياست عوض شد


################

پاورقي

[1] ارشاد شيخ مفيد.

[2] تاريخ حبيب السير؛ نفس المهموم، ص 253.

[3] رياض الاحزان، ص 157.

[4] لهوف سيد بن طاووس.


پيدايش مذاهب اربعه


با مطالعه احوالات مؤسسين و رؤساي مذاهب چهارگانه معلوم مي شود كه اساس و پايه آن مذاهب به دليل قدرت و نفوذ سلاطين عباسي استوار شده بود و اين مذاهب در هيچ زماني از خود حريت رأي نداشته و هميشه خاضع دربار سلاطين بودند و در تحت عنايت خلفا و امراء زمان خود عظمت طبيعي خود را از دست دادند؛ ولي رنگ عظمت سياسي را دريافت كرده بودند.


حكايت نابينائي ابوبصير


ابوبصير مي گويد امام صادق عليه السلام به من فرمود مي خواهي چشم تو را بينا كنم عرض كردم بلي فرمود نزديك بيا دست بر چشم من كشيد بينا شدم و آسمان و زمين و همه چيز را خوب مي ديدم - تا در سفر



[ صفحه 118]



حج ملازم خدمت او بودم مشغول طواف بوديم عرض كردم يابن رسول الله خداوند همه اينها را خواهد آمرزيد امام ششم فرمود مي خواهي آنها را به صورت حقيقي و ماهيت اصلي ببيني عرض كردم بلي دست بر چشم من كشيد ديدم دسته اي ميمون و خوك در حركت هستند و بين آنها هم مردمي به صورت آدمي ديده مي شوند من از هول و هراس ترسيدم امام فرمود تو در بهشت خواهي بود و آنها در آتش و از شماها شيعيان كسي در آتش دنيا و آخرت هر دو نيفتد.

ابوبصير نابينا بود ولي ديده دلش روشن بود و لذا او را ابوبصير به سبب بصيرت قلبش ناميد.

ابوبصير مي گويد امام صادق عليه السلام راجع به احوال ابوحمزه ثمالي پرسيد فقال خلفه صالحا قال (ع) اذا رجعت اليه فاقرء السلام مي گويد وقتي برگشتم ديدم ابوحمزه در همان روزي كه امام صادق احوالش را پرسيد و فرمود به پسرش سلام مرا برسان درگذشته است. [1] .

باز امام صادق عليه السلام درباره زيد كه خبر كشتن و مصلوب كردن او را شنيد و گفتند يحيي پسرش به خراسان گريخته فرمود او را مي كشند و به دار مي آويزند.

قال عليه السلام انه يقتل كما قتل ابوه و يصلب كما صلب ابوه و همچنان شد كه فرمود يحيي را در جوزجان كشتند و مصلوب نمودند. [2] .


پاورقي

[1] الخرايج و الجرايح باب 25 در دلالات.

[2] ينابيع الموده ص 381.


شاگردان و اصحاب و روات احاديث امام جعفر صادق


تا آنجا كه ميسر بود مطالب فشرده و جامع مباني اصول مدرسه جعفري جمع آوري گردد سعي بليغ شد و اكنون بايد از شاگردان و روات احاديث و اصحاب و ملازمين امام جعفر صادق عليه السلام بحث كنيم شكي نيست كه شهرت علمي امام صادق و مقام ولايت و امامت او در عهد پدرش باقرالعلوم همه جا طنين انداز بود. و شخصيت علمي او را همه مي شناختند در مدت 35 سال دوران امامت هزاران نفر مردم دور و نزديك شرفياب شدند و يك يا چند هزار كه بارزترين آن سي هزار حديث ابان بن تغلب است از امام صادق عليه السلام روايت شد و اين احاديث و اين مردم با حالات و عقايد و افكار و ملل و نحل مختلف بوده اند كه صحيح ترين احاديث او را فرقه اماميه كه معتقد به خاندان مهبط وحي و تنزيل بوده اند با كمال تقوي و ايمان و عقيده بدون تصرف و كسر و افزوني نقل كرده اند - آن روز كه طبع و نشر نبود تمام علوم بايد به وسيله حديث نقل شود و لذا حديث اهميت به سزائي داشت و راوي آن اهميت بيشتري از خود حديث داشت كه با چه شرايط نقل حديث نموده است.

اين مسائل به شرحي كه داده شد در مكتب تشيع حل و تجزيه و تحليل شده امري مكتوم و ترجمه رجالي مخفي نيست و نقطه ابهامي وجود ندارد. نهايت مردان متتبع و محقق كه سالها در كتب رجال و روايت با درايتي كار كرده باشند مي فهمند.

احاديث در زمان امام صادق بين مردم اموي و عباسي نشر يافت ولي در عين حال روز افزون فضايل و مكارم اخلاقي امام محمد باقر و امام جعفر صادق مردم روشن ضمير صافي دل را به تقوي و فهم و كياست تشيع آشنا مي ساخت و اماميه روزافزون شدند تا هر دو چهره متهم اموي و عباسي كنار رفت و با استدلال و برهان علم در ميان اماميه جاي خود را باز كرد



[ صفحه 101]



و اين فرقه به دانش و دانستن حديث صحيح و مستدل شهرت يافتند چنانچه بزرگان فرقه اماميه مورد احترام فريقين هستند در حالي عكس آن مورد قبول نيست زيرا تقوي و عقيده كامل نبوده و نيست سياست هم در اين عصر نفوذ كرده و ده سال اخير مدرسه جعفري سياست منصور و سخت گيري او سبب شد دست پرورده هاي خود را براي فتوي دادن بزرگ كردند تا در قبال درياي مواج علم و دانش امام صادق اظهار رأي نمايند در حالي كه در مناظرات همه مغلوب و منكوب مي شدند.

سليمان بن موسي اشرق متوفي 119 مفتي دمشق.

عبدالله بن ذكوان متوفي 130 راوي معروف ابوهريره معلوم الحال.

نافع غلام پسر عمر متوفي 117.

سليمان بن يسار برادر عطاء متوفي 107 مفتي مدينه.

مكحول غلام بني هذيل متوفي 113 مفتي دمشق.

ابوحازم سلمة بن دينار اعرج غلام بني مخزوم متوفي 140 عالم مدينه.

سليمان بن طرحان متوفي 143.

اسماعيل بن خالد بجلي غلام امويين متوفي 145.

عكرمة غلام ابن عباس متوفي 105.

اينها از موالي اموي بودند كه آنها را بزرگ نمود جزء علماي درباري معرفي مي كردند و فتواي آنها را احترام و اجرا مي نمودند و در قبال آنها هر كس عليه آراء فتاواي اموي رأي مي داد آنها را مي كوبيدند ميزدند تبعيد مي كردند. محروم از شئون اجتماع مي نمودند تا فتوي خلاف سياست ندهند و كسي هم پيروي نكند چنانكه اين سيره هنوز هم ادامه دارد.

مثلا سعيد بن مسيب متوفي سال 93 كه از علماي مدينه و مخالف سياست عباسي يعني طبق ادله اربعه فتوي مي داد آن قدر زدند و تبعيد نمودند كه عبرت ديگران شود بني عباس هم آمدند به پيروي امويين همين روش را اتخاذ كردند زيرا آراء و فتاواي اماميه و علويين عليه سياست آنها بود دستور دادند ابوحنيفه كه ايراني بود فتوي دهد و فتاوي او هم در موارد سياسي عليه جعفر بن محمد باشد و مردم را هم به پيروي او دعوت كردند و به مخالفت اهل بيت ترغيب و تشويق نمودند به اندازه اي فشار بر اين مقصد به مردم آوردند كه شعرا گفتند:



[ صفحه 102]





ياليت جور بني مروان دام لنا

و ليت عدل بني العباس في النار



يعني اي كاش جور بني مروان ادامه مي يافت و عدالت بني عباس در آتش مي سوخت مفادش اين است رحمت به روح ناپاك كفن دزد اولي.

فرق بين امويين و عباسيين اين بود كه بني اميه فتوي به قول علي نمي دادند و گفتار او را هم ملاك عمل نمي گرفتند ولي بني عباس به نام گفتار علي و فتواي علي عليه السلام آنچه مي خواستند مي گفتند. چنانچه حسن بصري به نام اخبرنا ابوزينب كه مرادش علي بن ابيطالب عليه السلام بود اما هر چه دل بني عباس خواست گفت.

امام محمد باقر در مكه و مدينه محفل علمي را به طوري گشود و ادامه داد كه اهل بيت از امويين برگشتند و به اهل بيت رو آوردند و احاديث نبوي را از زبان باقر العلوم اتخاذ كردند تا مدرسه جعفري گشوده شد از همان مردم بيش از چهار هزار نفر در مدينه جمع شدند و يك جنبش علمي و حركت فكري به وجود آمد و حافظ ابوالعباس احمد بن عقده متوفي 230 كتابي در رجال مدرسه جعفري نوشت كه اسامي بيش از 4500 نفر را در آن ضبط كرده و شيخ طوسي متوفي 430 سه هزار نفر را ضبط كرد كه برخي در آن عده اولي نبودند و شيخ نجم الدين در المعتبر مي نويسد:

روي عن الصادق اربعة الاف رجل و برز بتعليمه من الفقهاء الافاضل جم غفير «الي ان يقول» تا آنجا كه گويد:

حتي كتبت من اجوبة مسائله اربعمائة مصنف لاربعمائة مصنف سموها بالاصول [1] .

و عجيب اين است در اين مدرسه از نظر اهميت علمي و فني هر كس در هر عقيده و عملي بوده به اين مدرسه حاضر مي شد و حديث در علوم مختلف مي شنيد و نقل مي كرد. تا آنجا كه نهصد فقيه در مسجد كوفه درس فقه مي دادند.


پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الاربعه ص 58 ج 1 - و 81 ج 2.


علم زائجه


در تقاويم و ارقام علم زايجه شناسائي كيفيت وضع جدول ها است و استخراج طوالع و مطالع و اوتاد و غوارب است كه از آن حوادث واقعه را به دست آورند - و اگر دقت در اين علم شود اكثر پيش بيني هاي علمي درست است ولي چون غالب مبتدي هستند و در شرايط زمان و مكان و حساب اشتباه مي كنند نتيجه مطلوبه حاصل نمي گردد.


خلفا و حكام


از ديگر مخاطبان امام صادق عليه السلام، خلفا و حكام بودند. حكام و خلفا، معمولا زماني مورد خطاب امام قرار مي گرفتند كه آنها امام را احضار



[ صفحه 175]



مي كردند وگرنه هيچ كدام از مورخان نقل نكرده اند كه امام صادق به نزد يكي از حكام و يا خلفا رفته باشد مگر براي شفاعت از فرد مظلومي و يا حفظ مال و يا جان بي گناهي. البته اين جزء سيره ي امام بود كه از دربار و حكام دوري مي گزيد و هرگز حركتي كه موجب تأييد آنها شود، از امام مشاهده نشد.

خطابهاي امام با اين دسته از مخاطبان، عموما تند و بي باكانه است، مگر در جايي كه براي خود و يا نظام شيعه احساس خطر جدي مي كردند. احضارهاي منصور معمولا جهت بهانه گيري و گاهي قتل ايشان بود. لذا سخنان و حركتهاي امام همراه با احتياط و تقيه بود. اولين بار هشام بن عبدالملك، امام صادق را به همراه پدر بزرگوارش امام باقر عليه السلام به شام فرا خواند و اين احضار به خاطر سخناني بود كه امام صادق در سفر حج ايراد كرده بود.

ابوالعباس سفاح، اولين خليفه ي عباسي كه از ناحيه ي امام براي حكومت نوپاي خود احساس خطر مي كرد، آن حضرت را از مدينه به عراق طلبيد. اما با ديدن معجزاتي از حضرت، از آزار رساندن به ايشان منصرف شد. [1] .

منصور نيز كه از كثرت شيعيان و ميزان نفوذ امام در ميان مردم آگاه بود بيش از پنج مرتبه امام را از مدينه به عراق احضار كرد و هر بار كه اراده قتل او را كرد، با معجزه اي رو به رو مي شد كه توان قتل امام را از دست مي داد. [2] .

منصور در سفرهاي حج خود نيز معمولا با امام ديدارهايي داشته است. روزي منصور به امام گفت: مردم گمان مي كنند تو حجت خدا،



[ صفحه 176]



داراي علم الهي، و ملاك عدل الهي و چراغ روشنگري هستي كه طالبان نور و هدايت به دنبال آن مي باشند و چيزهايي را مي گويند كه در تو نيست.

امام عليه السلام مي فرمايد: من شاخه اي از شاخه هاي درخت زيتون و قنديلي از قنديلهاي خاندان نبوت هستم، در خانه كرامت تربيت شده ام، و چراغي از چراغهاي مشكاة هستم كه نورالنور در آن است و....

منصور خطاب به حاضران در مجلس گفت: اين مرد مرا به درياي مواجي فرستاد كه ساحل آن معلوم نيست و عمق آن نيز مشخص نمي باشد. علما در آن حيران و شناگران در آن غرق مي شوند و فضا براي شنا كننده در آن تنگ است، اين استخواني است كه در گلوگير كرده، نه مي شود آن را بيرون آورد و نه فرو برد، و اگر رابطه ي فاميلي من با او نبود، به نحو بدي با او برخورد مي كردم.

امام صادق عليه السلام در پاسخ به وي او را نصيحت مي كند به اين كه از واسطه هاي دروغگو، نمام، و فاسق كه خبرهاي كذب براي منصور مي آورند بپرهيزد. همچنين حرمت خويشاوندي خود را با علويين مراعات كند. از اين طريق به نرمي با منصور سخن مي گويد تا او را از غضب و شدت عمل نسبت به شيعيان و سادات علوي باز دارد. [3] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 47، ص 163.

[2] همان، ص 162.

[3] مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 302.


المسلوس و المبطون


سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يقطر منه البول، و لا يقدر علي حبسه؟ قال: اذا لم يقدر علي حبسه فالله أولي بالعذر، يجعل خريطة، أي وعاء من جلد، أو من غيره يشده علي الذكر.

و سئل عن رجل وجد غمزا في بطنه، أو أذي، أو عصرا من بول، و هو في الصلاة المكتوبة في الركعة الأولي، أو الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة؟ فقال: اذا أصابه شي ء من ذلك، فلا بأس أن يخرج لحاجته تلك، فيتوضأ، ثم ينصرف الي الصلاة التي كان يصلي، فيبني علي صلاته من الموضع الذي خرج منه لحاجته، ما لم ينقض الصلاة بكلام.

و قال الامام الباقر أبوجعفر الصادق عليه السلام: صاحب البطن الغالب يتوضأ، ثم يرجع في صلاته، فيتمم ما بقي.


سبيل الله


7- سبيل الله كل ما يرضي الله، و يتقرب به اليه كائنا ما كان، كشق طريق، أو بناء معهد، أو مصح، أو جر مياه، أو تشييد مسجد، و ما الي ذلك مما ينفع الناس، مسلمين كانوا أو غير مسلمين.

قال الشيخ الهمداني في الجزء الثالث من مصباح الفقيه ص 101: «و سبيل الله لا ينحصر فيما يصرف الي الشيعة».

و قال صاحب الجواهر في باب الزكاة، و هو يتكلم عن سبيل الله ما نصه بالحرف: «سبيل الله يشمل تعمير روضة، و مدرسة و مسجد، و وقف الكتب العلمية و الأدعية، و تزويج الاعزب، و تسبيل نحل أو شجرة أو ماء، و الاحجاج، و الاعانة علي الزيارة، و التعزية و تكريم العلماء و الصلحاء، و تخليص المظلوم من الظالم، و شراء السلاح للدفاع عن المسلمين، و غير ذلك، و من هنا قال الاستاذ هو الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير -: «لا يعتبر في المدفوع اليه اسلام، و لا ايمان، و لا عدالة، و لا فقر، و لا غير ذلك»، أي لا يشترط الاسلام فيما اذا كان في اعطاء غير المسلم مصلحة عامة، كما اشرنا.


من باع شيئا ثم ملكه


3- ان يبيع مال الغير، ثم يملكه بارث أو شراء، فيصح البيع، و لكن يتوقف علي اجازته بعد تملكه للعين المبيعة، أما الصحة فلأن الدليل الذي دل علي صحة عقد الفضولي غير مقيد باتحاد المالك و لا بتعدده، و اما الاحتياج الي الاجازة فلان البائع لم يكن أهلا لابرام العقد حين انشائه.



[ صفحه 95]




الخيار


اتفقوا علي أن عقد الصلح لازم من الجانبين، لا يجوز لاحدهما العدول عنه الا برضا الطرف الآخر.. و أيضا اتفقوا علي أن خيار المجلس لا يثبت في الصلح، لأن حديث: «البيعان بالخيار ما لم يفترقا» مختص بالبيع، و اختلفوا فيما عداه من الخيارات.

و بعد ان نقل صاحب مفتاح الكرامة أقوال الفقهاء قال: «ان وقع الصلح علي معاوضة دخله خيار الشرط، و ان وقع علي اسقاط الدعوي قبل ثبوتها لم يثبت فيه خيار الشرط، لأنه شرع لقطع المنازعة.. و يثبت في الصلح خيار الرؤية و العيب، و خيار التأخير، وما يفسد ليومه لمكان الضرر.. فكان المدار علي الضرر.. و حيث يجوز الفسخ للعيب فلا ارش».

و قال صاحب الجواهر: «كل خيار يثبت في البيع فانه يقبت في الصلح اذا كان دليله قاعدة نفي الضرر، أو غيرها مما يصلح لتناول الصلح كخيار الغبن، و تخلف الوصف، و عدم الوفاء بالشرط، و اشتراط الخيار، و نحو ذلك بخلاف ما اختص دليله بالبيع، كخيار المجلس و الحيوان.. و لو ظهر في العين عيب يجبر بالفسخ».

و المتحصل من العبارتين ان خيار المجلس و الحيوان لا يثبتان في الصلح، لاختصاص دليلهما في البيع، و يثبت فيه خيار الغبن، و تخلف الوصف، و الشرط، و خيار اشتراط الخيار، و خيار العيب دفعا للضرر الذي تقدم أدلته،



[ صفحه 92]



و تحكم علي جميع الأدلة، حتي أدلة الصلح و لزومه، ولكن الذي انتقلب اليه العين المعيبة بالصلح مع جهله بالعيب يخير بين الفسخ، أو الامضاء بلا ارش، لأن الضرر الناشي ء من العيب يرتفع بجواز الفسخ فقط من غير حاجة الي الارش. أما ثبوت الارش في البيع فلدليل خاص، و قد سبق بيانه في الجزء الثالث فصل خيار العيب.

و ليس لنا أية ملاحظة علي شي ء من ذلك، لأنه وفق الأصول و القواعد الا ما جاء في عبارة مفتاح الكرامة، و هو «أن وقع الصلح علي معاوضة دخله خيار الشرط، و ان وقع علي اسقاط الدعوي قبل ثبوتها لم يثبت فيه خيار».

حيث لا نري فرقا في خيار الشرط بين وقوع الصلح علي معاوضة و بين وقوعه علي اسقاط الدعوي، و أي مانع من أن يقول له: صالحتك بألف علي ما ادعيه عليك مما لمورثي في ذمتك علي شريطة أن لا يتبين أنه أكثر من ذلك.. بل لولم يشترط ذلك، ثم تبين الغبن الفاحش يثبت له الخيار، لمكان الضرر.


المسجد


للمسجد حكم عند المذاهب الاسلامية يخالف حكم جميع الأوقاف بشتي أنواعها، و لذا اتفقوا ما عدا الحنابلة علي عدم جواز بيعه بحال، و مهما كانت الظروف و الأسباب، حتي و لو خرب، أو انتقل أهل القرية و المحلة، و انقطع المارة عن طريقه، بحث يعلم جزما أنه لا يمكن أن يصلي فيه انسان، مع ذلك كله يجب أن يبقي علي ما هو بدون تغيير و لا تبديل، و عللوا ذلك بأن وقف المسجد يقطع كل صلة بينه و بين الواقف و غير الواقف الا الله سبحانه، و من هنا عبروا عنه تارة بفك ملك، و أخري بتحرير ملك، أي أنه كان مقيدا فأصبح طلقا من كل قيد.. و اذا لم يكن ملكا لأحد فكيف يجوز بيعه، مع العلم بأنه لا بيع الا في ملك.

و رتبوا علي ذلك أن لو استثمره غاصب، فسكن فيه، أو زرعه يأثم، ولكن لا يضمن و لا يغرم شيئا، لأنه غير مملوك لأحد.

و يلاحظ بأن خروجه عن الملك انما يمنع من تملكه بالبيع و الشراء، و لا يمنع من تملكه بالحيازة، كسائر المباحات العامة.

و قال الحنابلة: اذا انتقل أهل القرية عن المسجد، و صار في موضع لا يصلي فيه، أو ضاق بأهله، و لم يمكن توسيعه، و لا عمارة بعضه الا ببيع بعضه جاز، و ان لم يمكن الانتفاع بشي ء الا ببيع يباع (المغني ج 5 باب الوقف).

و يلتقي قول الحنابلة في وجوه مع ما ذهب اليه الفقيه الامامي السيد كاظم، حيث قال في ملحقات العروة بعدم الفرق بين المسجد و بين غيره من الأوقاف.



[ صفحه 75]



فالخراب الذي يبرر بيع غير المسجد يبرر بيع المسجد أيضا، أما التحرير و فك الملك فلا يمنع البيع في نظره ما دامت العين متصفة بالمالية.. و الحق ما قلناه من عدم جواز التملك بالبيع، و جوازه بالحيازة.

و الذي يعزز قول هذا الفقيه العظيم من عدم الفرق أن من أجاز بيع غير المسجد اذا خرب انما أجازه لأن الخراب ينفي الغرض المقصود من الوقف، أو ينفي عنه الوصف الذي جعله الواقف موضوعا، أو قيدا للوقف، كما لو وقف بستانا من حيث هو بستان و لم يقف نفس الأرض من حيث هي هي، و هذا بعينه جار بالقياس الي المسجد، لأن اقامة الصلاة فيه قيد في وقفه: فاذا انتفي القيد انتفت الوقفية، أو انتفت صفة المسجدية التي اعتبرت فيه، و حينئذ يجري عليه ما يجري علي غيره من جواز التملك بأحد اسبابه، و لو بالحيازة.


بين الاقرار والبينة


ذكر الشهيد الثاني في «المسالك» و السيد كاظم في «الملحقات» أن الاقرار يفترق عن البينة:

أولا: ان الاقرار حجة قاصرة علي المقر فقط، و البينة حجة متعدية علي



[ صفحه 81]



الجميع - مثلا - اذا أقر أحد الورثة بدين علي مورثه لم يسر هذا الاقرار الا علي المقر، بخلاف ما لو ثبت الدين بالبينة، فانه يسري علي جميع الورثة.

ثانيا: ان الحق يثبت بمجرد وقوع الاقرار بدون توقف علي حكم الحاكم، بخلاف البينة، فان الحق لا يثبت بمجرد حصولها، بل لابد من حكم الحاكم.. و بكلمة ان الاقرار حجة بنفسه، و البينة حجة بحكم الحاكم.

و نقل صاحب الجواهر في أول باب الحدود أن رجلا جاء الي أميرالمؤمنين علي عليه السلام، فأقر بالسرقة، فقال له: أتقرأ شيئا من القرآن؟ قال: نعم، سورة البقرة، فقال له: قد وهبت يدك لسورة البقرة، ثم قال الامام عليه السلام: اذا قامت البينة فليس للامام أن يعفو، واذا أقر الرجل علي نفسه، فذاك الي الامام، ان شاء عفا، و ان شاء قطع. و هذا فرق ثالث.


من الفرقة التي ورعت


قدم رجل من أهل الكوفة علي أهل خراسان يدعوهم الي ولاية الصادق عليه السلام، فاختلفوا في الأمر، فبين مطيع مجيب، و بين جاحد منكر، و بين متورع واقف، فأرسلوا من كل فرقة رجلا الي الصادق عليه السلام لاستيضاح الحال، و لما كانوا في بعض الطريق خلا واحد منهم بجارية كانت مع بعض القوم، و عندما وصلوا الي الصادق عليه السلام عرفوه بالذي أقدمهم.

فقال للمتكلم و كان الذي وقع علي الجارية: من أي الفرق الثلاث أنت؟

قال: من الفرقة التي ورعت.

قال عليه السلام: فأين كان ورعك يوم كذا و كذا مع الجارية؟ فسكت الرجل. [1] .



[ صفحه 149]




پاورقي

[1] المناقب، و بصائر الدرجات: 5 / 265.


امام جعفر صادق


گروه نويسندگان مؤسسة البلاغ، ترجمه ي واحد تدوين و ترجمه، تهران، سازمان تبليغات اسلامي، 1366، جيبي، 67 ص (از سري «سرچشمه هاي نور»).


الزوجية في كل شي ء


و لو لم يولد من الحيوان إلا ذكر فقط أو أنثي فقط، ألم يكن النسل منقطعا و باد مع أجناس الحيوان، فصار بعض الأولاد يأتي ذكورا و بعضها يأتي إناثا ليدوم التناسل و لا ينقطع.


الامامة و امتدادها


كمال الدين 2 / 417 - 416، ب 40، ح 9: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه،...

عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام: الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال:

الحسن أفضل من الحسين.

[قال]: قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟

فقال: ان الله تبارك و تعالي أحب أن يجعل سنة موسي و هارون جارية في الحسن و الحسين عليهم السلام، ألا تري أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن و الحسين شريكين في الامامة؟ و ان الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون و لم يجعلها في ولد موسي و ان كان موسي أفضل من هارون عليه السلام.

قلت: فهل يكون امامان في وقت واحد؟

قال: لا الا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه، و الآخر ناطقا اماما لصاحبه فأما أن يكونا امامين ناطقين في وقت واحد فلا.

قلت: فهل تكون الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهماالسلام؟

قال: لا، انما هي جارية في عقب الحسين عليهماالسلام كما قال الله عز و جل: (و جعلها كلمة باقية في عقبه) [1] ثم هي جارية في الأعقاب و أعقاب الأعقاب الي يوم القيامة.



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] سورة الزخرف، الآية: 28.


الكذب المفطر


[أصول الكافي 2 / 340، ح 9: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس،...]

عن أبي بصير قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:

ان الكذبة لتفطر الصائم:

قلت: و أينا لا يكون ذلك منه؟

قال: ليس حيث ذهبت انما ذلك الكذب علي الله و علي رسوله و علي الأئمة عليهم السلام.



[ صفحه 49]




الدعاء الجامع


عدة الداعي 245-244، ب 5: روي سعيد القماط،...

عن الفضل قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك علمني دعاء جامعا. فقال لي:

أحمدالله، فانه لا يبقي أحد يصلي الا دعا لك يقول: «سمع الله لمن حمده».


توضيح الموقف السليم من الحاكمين و أصحاب الأغراض و الأهواء


أدرك الامام الصادق تمام الادراك بأن الصراع حول الحكم انما هو صراع أهواء قبل أن يكون صراعا علي المبادي ء. و قد أثبت التاريخ بعد ذلك هذه الحقيقة بوضوح، فلم يكن العهد العباسي للمسلمين بأفضل من العهد الأموي، من حيث الاستبداد و الظلم و الترف و الانحراف. و هذا ما صوره قول أحد الشعراء:



يا ليت جور بني أمية دام لنا

و ليت عدل بني العباس في النار



لقد شعر الامام عليه السلام بذلك و لم يفرط بطاقاته بل سرعان ما استغل الموقف لينشر الحقائق العلمية الواسعة، و ان ذلك لا يعني عدم توضيح الموقف السياسي،



[ صفحه 184]



فقد كان موقفه واضحا كل الوضوح تجاه الأمويين أو العباسيين أو قادة الثورة فيما بين العهدين اذ لم يستطع هؤلاء اغراءه بأي وسيلة مادية، من أجل تحقيق مآربهم الشخصية. لذلك كان مغضوبا عليه من قبل الحكام الطغاة حتي نهاية حياته. فكم من المرات هددوه بالقتل، و أحرقوا عليه داره، و جلبوه أسيرا، و أشاعوا الاشاعات حوله، الا أنه بقي رغم كل ذلك صامدا لا تهزه عواصفهم و لا تعزيه عواطفهم.

و كم نحن بحاجة اليوم الي مثل هذه المواقف تجاه الظلم و الظالمين فسلام عليك يا امامي يوم ولدت و يوم توفيت و يوم تبعث حيا. روي أحمد بن عمر بن مقداد الرازي قال: «وقع الذباب علي وجه المنصور فذبه، فعاد فذبه فعاد حتي أضجره، و كان عنده جعفر بن محمد عليه السلام في ذلك الوقت، فقال المنصور: يا أبا عبدالله، لم خلق الله الذباب؟ فقال له الامام عليه السلام: «ليذل به الجبابرة»فسكت و لم يجد جوابا [1] و له كلمات مأثورة عن كشف الظلم و الظالمين نختار منهما:

- «ان في ولاية الجائر دروس الحق كله، و احياء الباطل كله، و اظهار الظلم و الجور».

- و قال أيضا: «العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء».

- و قال أيضا بعد أن دخل عليه رجل يدعي عذافر: «بلغني أنك تعامل أباأيوب و الربيع - و هما من رجال الحكم آنذاك - فما حالك ان نودي بك في أعوان الظلمة؟ [2] .

- و سأله أحد أصحابه عن البناء للحكام الظلمة فأجابة عليه السلام: «ما أحب أن أعقد لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء و لا مدة بقلم، ان أعوان الظلمة يوم القيامة في سرداق من نار حتي يحكم الله بين العباد».


پاورقي

[1] الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 224 طبعة الأعلمي.

[2] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 ص 374.


اگر مبلغي در سرزمين شرك بميرد چه حكمي دارد؟


حماد سمندري گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم:

من به سرزمين شرك وارد مي شوم، و نزد ما كساني هستند كه مي گويند: اگر آنجا مردي روز قيامت با همانها محشور مي شوي. (آيا اين صحيح است)؟

حضرت به من فرمود: اي حماد؛ اگر آنجا بودي آيا امر ما را متذكر مي شوي، و ديگران را به آن دعوت مي كني؟

گفتم: بله.

فرمود: اگر در اين شهر - كه از شهرهاي اسلامي است - (باشي) آيا امر ما را متذكر مي شوي، و ديگران را به آن دعوت مي كني؟

گفتم: نه (چون خود حضرت هستند).

حضرت به من فرمودند: اگر آنجا بميري، به تنهايي يك امت محشور مي شوي (با شكوه يك امت) و نور تو پيشاپيشت حركت مي كند. [1] .



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] رجال الكشي: ص 292، بحارالأنوار: ج 72 ص 392 ح 1.


حديث 083


5 شنبه

ان شئت أن تهان فاخشن.

اگر مي خواهي خوار شوي، خشن باش.

كافي، ج 1، ص 26


النواة التي غرسها و أغدقت، و اخراجه الرق من بسرة، و فيه مكتوب التوحيد و الرسالة


النواة التي غرسها و أغدقت، و اخراجه الرق من بسرة، و فيه مكتوب التوحيد و الرسالة و أسماء الأئمة الاثني عشر

محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبوالحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسيني قال: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثنا أحمد بن موسي الأسدي، عن داود بن كثير قال: دخلت علي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام بالمدينة فقال لي: ما الذي أبطأ بك عنا يا داود؟ فقلت: حاجة عرضت بالكوفة، فقال: من خلفت بها؟ قلت: جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا، تركته راكبا علي فرس متقلدا مصحفا ينادي بأعلي صوته سلوني سلوني قبل أن تفقدوني!، فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ و المنسوخ و المثاني و القرآن المبين و اني العلم بين الله و بينكم!

فقال لي: يا داود لقد ذهبت بك المذاهب، ثم نادي يا سماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب، فأتاه بسلة فيها رطب، فتناول منها رطبة فأكلها، و استخرج منها النواة من فيه فغرسها في الأرض، ففلقت و أنبتت و أطلعت و أعذقت، فضرب بيده الي بسرة من عذق فشقها، و استخرج منها رقا أبيض



[ صفحه 105]



ففضه و دفعه الي و قال اقرأه، فقرأته و اذا فيه سطران، السطر الأول لا اله الا الله محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الثاني (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الأرض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم) [1] أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسي بن جعفر، علي بن موسي، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة. ثم قال: يا داود أتدري متي كتب هذا في هذا؟ قلت: الله أعلم و رسوله و أنتم، فقال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب الغيبة [2] .


پاورقي

[1] سورة التوبة: الآية 36.

[2] الغيبة للنعماني ص 87 ح 18.


شفاي بيمار


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: از ناموس مردم چشم بپوشيد تا ناموستان محفوظ باشد.

و از هيثم نهدي نقل مي كند كه مرفوعا (بدون ذكر راوي از امام) روايت مي كند كه:

مردي مبتلا به خارش اسافل اعضا بود. به حضرت صادق عليه السلام شكايت كرد؛ آن حضرت دست بر پشتش كشيد، كرم قرمزي از او دفع شد و بيماريش بهبود يافت.



[ صفحه 166]




ومن وصيته لرجل في أفضل الوصايا


مصباح الشريعة: أفضَلُ الوَصايا وألْزَمُها أن لا تَنسي رَبَّكَ، وَأن تَذكُرَهُ دائِماً، ولا تَعصِيَهُ، وَتَعبُدَهُ قاعِداً وَقائِماً، وَلا تَغتَرَّ بِنِعمَتِهِ، وَاشكُرهُ أبداً، وَلا تَخرُج مِن تَحتِ أستارِ عَظَمَتِهِ وَجَلالِهِ فَتَضِلَّ، وَتَقَعَ في مَيدانِ الهَلاكِ، وَإن مَسَّكَ البَلاءُ وَالضُّرُّ، وَأحرَقَتكَ نيرانُ المِحَنِ.

وَاعلَم أنّ بَلاياهُ مَحشَوَةٌ بِكَراماتِهِ الأَبدِيَّةِ، وَمِحَنَهُ مُورِثَةٌ رِضاهُ وَقُربَهُ وَلَو بَعدَ حينٍ، فَيالَها مِن مَغنَمٍ لِمَن عَلِمَ وَوُفِّقَ لِذلِكَ. [1] .

وفي مشكاة الأنوار: أُوصيكَ بِحفظِ ما بَينَ رِجلَيكَ، وَما بَينَ لَحيَيكَ [2] [3] .


پاورقي

[1] مصباح الشريعة: ص 162، بحار الأنوار: ج78 ص200 ح27 نقلاً عنه.

[2] وفي كتاب الزهد للحسين بن سعيد: صفوان بن يحيي عن أبي خالد عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتي النّبيّ صلي الله عليه وآله أعرابيّ فقال: أوصني يا رسول الله. فقال: نعم اُوصيك بحفظ ما بين رجليك. (ص8 ح14).

[3] مشكاة الأنوار: ص122 ح 286، بحار الأنوار: ج71 ص274 ح22 نقلاً عنه.


وصيت 05


روي سماعة عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام قال: اتقواالله في الضعيفين، يعني بذلك اليتيم و النساء [1] .

سماعه از امام صادق عليه السلام روايت نموده كه حضرت فرمود: تقواي الهي را در مورد دو ضعيف مراعات كنيد؛ يعني يتيم و زن ها.

در اين وصيت و سفارش كوتاه، مي بينيم امام صادق عليه السلام مي فرمايد كه از خدا بترسيد و متوجه دو گروه ضعيف باشيد: اول؛ يتيم (آن كه پدر و يا مادر و يا هر دو را از دست داده و بي سرپرست مانده است) ؛

همانا پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله فرمود:

أنا و كافل اليتيم كهاتين.



[ صفحه 155]



من و كسي كه سرپرستي يتيمي را به عهده بگيرد، مانند اين دو هستيم. و اشاره به دو انگشت مبارك خود نمود.

دوم؛ زنها، كه اين قشر از جامعه نياز به مواظبت بيش تر و تعليم و راهنمايي زيادتر، و مهرباني خاص دارند.

از اميرالمؤمنين عليه السلام روايت شده كه فرمود : المرأة ريحانة [2] زن ها دسته گل مي باشند، مراعات حال آنان را بنمائيد و مواظب باشيد؛ مبادا گلي پرپر شود.


پاورقي

[1] من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 392.

[2] كافي، ج 5، ص 51، ح 3.


العصافير و طلبها للأكل


انظر الي العصافير، كيف تطلب أكلها بالنهار فهي لا تفقده و لا تجده مجموعا معدا، بل تناله بالحركة و الطلب، و كذلك الخلق كله فسبحان من قدر الرزق كيف فرقه. فلم يجعل مما لا يقدر عليه، اذ جعل بالخلق حاجة اليه، و لم يجعله مبذولا ينال بالهوينا اذ كان لا صلاح في ذلك فانه لو كان يوجد مجموعا معدا كانت البهائم تنقلب عليه، و لا تنقطع عنه حتي تبشم فتهلك. و كان الناس أيضا يصيرون بالفراغ الي غاية الأشر و البطر حتي يكثر الفساد و تظهر الفواحش.



[ صفحه 94]




گره گشايي و كارسازي


بخشي از كمك هاي نوع دوستانه و خداپسندانه، دستگيري از افراد درمانده و آزاد كردن بندگان و بردگان است.

اين موضوع هم از نظر كتاب آسماني و هم از نظر روايات حائز اهميت مي باشد.

قرآن مجيد اين عمل را به گذشتن از گردنه ي صعب العبور تشبيه نموده است كه اگر انسان از آن عبور كند از خطرهايي كه سعادت او را تهديد مي كند، نجات يافته و خود را به سر منزل پيروزي و رستگاري رسانيده است.

در سوره ي بلد چنين آمده است:

(فلا اقتحم العقبة، و ما أدراك ما العقبة، فك رقبة، أو اطعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة، أو مسكينا ذا متربة) [1] .

(با اين كه ما وسايل هدايت و نجات را در اختيار انسان قرار داديم، ولي) او از گردنه ي مهم نگذشت، و تو چه مي داني آن گردنه چيست؟! آن آزاد



[ صفحه 105]



كردن برده اي، يا غذا دادن در روز گرسنگي است يتيمي از خويشاوندان يا مستمندي خاك نشين را.

امام صادق عليه السلام فرمود: ياري برادر مؤمن بهتر از يك ماه روزه گرفتن و اعتكاف در مسجدالحرام است. [2] .

در اينجا نظر شما را به چند حكايت آموزنده از كارسازي هاي امام صادق عليه السلام جلب مي كنيم:


پاورقي

[1] سوره ي بلد، آيه ي 16 - 11.

[2] ثواب الأعمال، ص 178.


المذهب المالكي


ينسب إلي الامام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الاصبحي ولد سنة 93 بالمدينة، و حملت به أمه سنتين و قيل اكثر و توفي سنة 179 والله أعلم.

و كان من نتائج النزاع الذي حدث بين اهل العراق و أهل المدينة، أو أهل الحديث و أهل الرأي، ظهور شخصية أبي حنيفة في العراق و مالك في الحجاز، و كانت السلطة تؤيد جانب اصحاب أني حنيفة و تشد أزرهم، و تقدم الموالي لتحط من قيمة العرب، لأنهم في نظر السلطة أعداء يتكتمون فلا يأمنون جانبهم من وثبة يوما ما لميلهم للعلويين، و انهم ليترقبونها في غالب الاحيان فهم دائما في حذر، و كان مالك ممن انضم لجانب العلويين، و أخذ العلم عن الامام الصادق عليه السلام، و أفتي بوجوب الخروج مع محمد، فأهين لذلك و ناله الأذي و تعصب له قوم و ناصروه و أصبحت له مكانة في المجتمع، و لحظت السلطة أهمية مكانته، فرأت من اللازم أن تجعله تحت عنايتها لتوجد منه شخصية علمية توجه اليه المجتمع طوعا أو كرها، فأصبح محترما الي أبعد حدود الاحترام.



[ صفحه 164]



و يعطينا الامام الشافعي صورة عن عظيم منزلته، عندما دخل المدينة يحمل الي واليها كتابا من والي مكة توصية منه بالشافعي، و يطلب منه ايصاله الي مالك، قال الشافعي: فأبلغت الكتاب الي الوالي فلما أن قرأه قال: يا فتي ان المشي من جوف المدينة الي جوف مكة حافيا راجلا أهون علي من المشي الي باب مالك بن أنس، فلست أري الذلة حتي أقف علي بابه، قال الشافعي: فقلت اصلح الله الأمير ان رأي يوجه اليه ليحضر، قال هيهات ليت اني اذا ركبت انا و من معي، و أصابنا من تراب العقيق نلنا بعض حاجاتنا. قال: فواعدته العصر و ركبنا جميعا فوالله لكان كما قال، فتقدم رجل فقرع الباب فخرجت الينا جارية سوداء فقال لها الأمير قولي لمولاك اني بالباب قال: فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت: أن مولاي يقرؤك السلام و يقول ان كانت لك مسألة فارفعها في رقعة يخرج اليك الجواب، و ان كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس؛ فانصرفت؛ فقال: قولي له معي كتاب والي مكة اليه في حاجة مهمة، قال: فدخلت و خرجت و في يدها كرسي فوضعته، ثم اذا انا بمالك قد خرج و عليه المهابة فرفع اليه الوالي الكتاب. [1] .

و نحن إذ نقيس منزلة مالك بين العهدين نجد الفرق بينا فنراه في عهد أحد الولاة مغضوبا عليه يسحب و يجرد من ثيابه و يضرب خمسين سوطا و يهان، و نراه في العهد الثاني يتهيب الوالي أن يكلمه. فمالك في حاليه يعطينا درسا في معرفة أغراض السياسة مع رجال الامة، و ان لها الوانا من المعاملة مع الأشخاص الذين تريد أن تستخدمهم بالمغريات.

و الغرض ان نجم مالك بزغ بذلك الافق فاصبحت له شخصية مرموقة دون غيره من شيوخه الذين هم أعلم و أفقه كربيعة الرأي [2] و غيره، فامتاز



[ صفحه 165]



بتلك المنزلة و اكتسبت شخصيته ابراد العظمة، و حاول العباسيون ان يجعلوا منه مرجعا عاما للامة في الفتوي، ولكنها محاولة لم تنجح، و قد أمره المنصور بوضع كتاب يحمل الناس عليه بالقهر، فكلمه مالك في ذلك و امتنع فقال المنصور: ضعه فما أحد اليوم أعلم منك [3] فوضع الموطأ.

و هذه الكلمة لها مكانتها في نظر الاعتبار، فالمنصور حينما يعلن بان مالكا اعلم الناس، و يلزمه بوضع كتاب تصادق عليه الدولة فيكون نظامها المتبع و تطلب الالتحاق بقافلة الدين - و ما أبعدها عن ذلك - فمن يستطيع أن يتخلف عن الاعتراف بمنزلة مالك و أنه أعلم الامة؟

و الرشيد يأمر عامله علي المدينة بأن لا يقطع أمرا دون مالك، و كان الرشيد يجلس علي الارض أمامه لاستماع حديثه.

كيف لا يكون لمالك ظهور و سمعة و منادي السلطان يهتف أيام الحج: أن لا يفتي إلا مالك. فاصبحت له مكانة في المجتمع و هيبة في النفوس، و تقرب الناس اليه بشتي الوسائل، و التفوا حوله، و تزاحموا علي مجلسه الذي عين له وقتا خاصا في يوم معين يزدحم الناس فيه لاستماع الحديث، و أخذ الفتيا، و له كاتب بين يديه يقرأ للناس و ليس لأحد أن يدنو منه و لا ينظر في كتابه و لا يستفهمه في شي ء، و بذلك لا يستطيع أحد مناقشته، و كان علي رأسه سودان يأتمرون بأمره.

قال اسماعيل الفزاري: دخلت علي مالك و سألته ان يحدثني فحدثني اثني عشر حديثا ثم أمسك، فقلت: زدني اكرمك الله و كان له سودان قيام علي رأسه فأشار اليهم فأخرجوني من داره. [4] .

و لا ريب ان هذه المعاملة من مالك تبعثنا علي التساؤل من اسباب امتناع مالك و بخله علي الناس بما ينفعهم من احاديث نبوية و ارشادات تربوية؟ و هذا الوضع منه لا شك أنه من الطراز المستغرب.

و يحدثنا أبوبكر بن عبدالله الصنعاني قال: أتينا مالك بن أنس فحدثنا عن ربيعة الرأي فكنا نستزيده فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة و هو نائم في ذاك الطاق؟ فاتينا ربيعة فقلنا: كيف يحظي بك مالك و لم تحظ أنت بنفسك؟ فقال: أما علمتم ان مثقالا من دولة خير من حمل علم. [5] .



[ صفحه 166]



و مهما يكن من أمر فقد أسعده الحظ فكان له شأن و لمذهبه قبول و لكتابه منزلة حتي قالوا: ما علي ظهر الارض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك. و في لفظ آخر ما علي الارض كتاب هو أقرب الي القرآن من كتاب مالك.

و كان انتشار مذهبه علي ايدي القضاة و الملوك، و قد انتشر بالاندلس بسبب حمل ملك الاندلس الناس عليه بالقهر، لما بلغه كلام من مالك في مدحه عندما سئل عن سيرة الملك في الاندلس فذكر له عنها ما أعجبه فقال: نسأل الله تعالي ان يزين حرمنا بملككم. فلما بلغ قوله الي الملك حمل الناس علي مذهبه، و ترك مذهب الاوزاعي و هذا من اقوي عوامل الانتشار و دواعي الظهور و السمعة، و اقبال الناس عليه اتباعا للسلطان و خضوعا للسلطة بدون تمييز لما هو الارجح و الاولي.و قد نشر مذهب مالك في افريقيا القاضي سحنون، و يقول المقريزي: و لما ولي المعز باديس حمل جميع أهل آفريقية علي التمسك بمذهب مالك و ترك ما عداه فرجع أهل افريقيا و أهل الاندلس كلهم الي مذهبه، رغبة فيما عند السلطان، و حرصا علي طلب الدنيا إذ كان القضاء و الافتاء في جميع تلك المدن لا يكون إلا لمن تمسي بمذهب مالك، فاضطرت العامة الي احكامهم و فتاواهم ففشي هذا المذهب هناك و حظي بالقبول لا بحسب مؤهلاته و مقوماته الروحية، و انما سار علي حسب نظام القوة التي خضع الناس لها بدون تبصر، كما ان انتشاره بالمغرب الاقصي هو كذلك رغبة لما عند السلطان، و خضوعا لما افترضوه علي الناس، و لم يكن ثبوته مستقلا بروحانية هم تأثر السلطة التنفيذية، فان دولة بني تاشفين قامت في الاندلس في القرآن الخامس، و تولي ثانيهم علي بن يوسف بن تاشفين فعظم ام الفقهاء، و لم يكن يقرب منه و يحظي عنده إلا من علم مذهب مالك، فنفقت في زمنه كتب المذهب، و عمل بمقتضاها و نبذ ما سواها، و كثر ذلك حتي نسي النظر في كتاب الله و حديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، فلم يكن أحد يعتني بهما كما يعتني بكتب المذهب المالكي.

و ما ذلك إلا من اختراع السياسة لأمور كان الأصلح للأمة أن تتخلي السياسة عن التدخل بمثلها، اذ من الصعب علي الرعية أن تعرف صلاح امرها ما دام مفروضا عليها امرا معينا من قبل السلطان و هي تجهل ذلك، و بهذه المؤثرات انتشر مذهب مالك بصورة هائلة كزميله المذهب الحنفي، فله أسوة به، و إذا ما قصرت خطاه في بعض الاماكن فبمجرد تولي القضاء المالكي من قبل رجال المذهب يزداد نشاطه و يشتد اقبال الناس عليه و تمسكهم به، لذلك أنه



[ صفحه 167]



لما خمل ذكره في المدينة مدة من الزمن فبمجرد أن تولي قضاءها ابن فرحون أظهره بعد خموله، فيظهر لنا ان الزمن سار في انتشار هذه المذاهب لا علي سبيل الاعتقاد و الواقع بل أن في الأمة ضعفاء قلدوا الأقوياء بأهم أمر و كان الاجدر استقلالهم بمعرفته، و أخذهم له من أهله، و أني لهم ذلك و كل سلطة تحاول أن تجعل أمورها ذات صبغة دينية، و امر التشريع بيده قضاة صارعتهم الدنيا فصرعتهم إلا من عصم الله و قليل ما هم.

قال ابن حزم: مذهبان انتشرا في مبدء أمرهما بالرياسة و السلطان: مذهب ابي حنيفة فانه لما ولي ابويوسف القضاء كان لا يولي قاضيا إلا من أصحابه و المنتسبين اليه و الي مذهبه.

و الثاني مذهب مالك عندنا في الاندلس فان يحيي بن يحيي [6] كان مكينا عند السلطان مقبولا في القضاء، فكان لا يولي قاضيا في أقطار الاندلس إلا بمشورته و اختياره و لا يسبر إلا باصحابه، و الناس سراع الي الدنيا فاقبلوا علي ما يرجون به بلوغ أغراضهم. [7] .

و قال شاه ولي الدهلوي: و أي مذهب كان أصحابه مشهورين و أسند اليهم القضاء و الافتاء و اشتهرت تصانيفهم في الناس، و درسوا درسا ظاهرا انتشر في أقطار الأرض، و أي مذهب كان اصحابه خاملين و لم يولوا القضاء و الافتاء، و لم يرغب فيهم الناس اندرس مذهبهم بعد حين.

و هذا التعليل قد أجمعت عليه آراء المؤرخين و العلماء حتي لقد شاع بين الناس قولهم (إن الناس علي دين ملوكهم) و قد مر في مطاوي هذا البحث تنويه به و اشارة اليه.



[ صفحه 168]




پاورقي

[1] معجم الادباء، ج 17 ص 275.

[2] ربيعة بن عبدالرحمن بن فروخ التميمي ابوعثمان المدني الفقيه المعروف بربيعة الرأي روي عن أنس و السائب بن يزيد و ابن المسيب و عنه سليمان التميمي و يحيي بن سعيد القطان و سعيد و الليث و خلق كثير. و كان أبوه فروخ خرج في البعوث إلي خراسان أيام بني امية و ربيعة حمل في بطن امه فقدم المدينة بعد سبع و عشرين سنة و هو راكب فرسا و دفع الباب برمحه فخرج ربيعة و قال يا عدو الله اتهجم علي منزلي، فقال فروخ: يا عدو الله أنت دخلت علي حرمي فتواثبا حتي اجتمع الجيران و كثر الضجيج فبلغ مالك بن أنس فقل مالك: ايها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار فقال الشيخ هي داري و اما فروخ فسمعت امراته كلامه فخرجت و قالت هذا زوجي و هذا ابني الذي خلقه و انا حامل به فاعتنقا جميعا. قال سوار بن عبدالله: ما رايت أحدا اعلم من ربيعة الرأي قيل و لا الحسن و ابن سيرين؟ قال: و لا الحسن و ابن سيرين، و قال مالك ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة الرأي و كانت وفاته في سنة 136 ه بالهاشمية و دفن هناك و قيل سنة 133 ه.

[3] شرح الموطأ للزرقاني ج 1 ص 8.

[4] الانتقاء ج 2 ص 42.

[5] طبقات الفقهاء لابن اسحاق ص 43.

[6] هو ابومحمد يحيي بن يحيي الاندلسي و يعرف بابن عيسي سمع مالك بن انس و جمع مسائله و كتب سماع بن القاسم عن مالك ثم انصرف إلي المدينة ليسمعه من مالك فوجده عليلا فاقام بالمدينة إلي أن توفي مالك و قدم الي الاندلس و خالف مالكا في كثير من المسائل قال أحمد بن خالد لم يعط أحد من أهل العلم بالاندلس منذ دخلها الإسلام من الحظوة و عظم القدر و جلالة الذكر ما أعطيه يحيي بن يحيي توفي سنة 233 ه.

[7] ابن خلكان ج 2 ص 116.


المدونة


فالمدونة: هي أصح الكتب المعتبرة في المذهب، و أصل هذه المدونة هي الأسدية التي دونها أسد بن الفرات بالتلقي عن ابن القاسم، و ذلك أن ابن الفرات رحل الي مالك و تلقي عليه، ثم رحل الي محمد بن الحسن صاحب



[ صفحه 516]



أبي حنيفة، و أخذ عنه كتبه و تعلم فقه العراقيين و لما عاد الي مصر، كان مالك قد مات، فأراد أن يجمع بين الفقه المالكي و الفقه الحنفي، فأتي بالمسائل الي أصحاب مالك الذين لازموه، فالتجأ أولا الي ابن وهب و قال له: هذه كتب ابي حنيفة، و سأله أن يجيب فيها علي مذهب مالك، فتورع ابن وهب و أبي، فالتجأ الي ابن القاسم، فاجابه الي ما طلب، فاجابه فيما حفظ عن مالك بقول مالك، و فيما شك من حفظه قال: اخال، و أحسب، و أظن. و منها ما كان يقول فيه بالقياس علي رأي في مثله، فكان يقول: سمعته يقول في مسألة كذا كذا، و مسألتك مثله، و منه ما قال فيه باجتهاده علي أصل قول مالك. و جمع تلك الاجوبة و سماها الأسدية.

و الأسدية هذه هي الأصل لمدونة سحنون، لأنه تلقاها عن أسد بن الفرات. و قد تكلم بعض الناس فيها، لا شتمالها علي أخال، و أظن، و أحسب. و قالوا له: جئتنا باخال و أظن و أحسب، و تركت الآثار و ما عليه السلف.

و لما تلقي سحنون الأسدية، ارتحل الي ابن القاسم و عرضها عليه. و أسقط ما كان ظنيا، فأقبل الناس علي كتب سحنون، و هجروا كتب أسد بن الفرات، و نظر سحنون بعد ذلك في كتبه بعد أن استوثق برواية ما هو رواية منها، و ما هو رأي مخرج علي أصل مالك، و رتبها و زاد عليها خلاف كبار أصحاب مالك له، و ذيل أبوابها بالحديث و الآثار، فأصبحت المدونة هي الأصل الثاني للفقه المالكي. [1] .

و أنت تري أن الفقه المالكي تأثر بالفقه الحنفي، و دخله الرأي من أصحاب أبي حنيفة، كما أن مالك نفسه كان يلجأ الي الرأي، و يعمل بالقياس، كما يأتي بيانه.

ثم جاء علماء المالكية، فشرحوا المدونة و وسعوها بما علقوا عليها. فالمدونة هي مجموعة لمسائل عن مالك، و اجتهاد من تلاميذه و تلاميذ تلاميذه في وضع أحكام المسائل علي قواعد مالك و مبادئه، و قد احتج سحنون لبعض مسائلها بالآثار، من روايته من موطأ ابن وهب و غيره، و بقيت منها بقية لم يتم سحنون فيها هذا العمل [2] و اتبع الناس مدونة سحنون علي ما كان فيها من اختلاط المسائل في الأبواب، فكانت تسمي المدونة و المختلطة، و عكف أهل القيروان علي هذه المدونة، و أهل الأندلس علي الواضحة و العتيبية،



[ صفحه 517]



و كذلك اعتمد أهل الأندلس علي العتيبية، و هجروا الواضحة و ما سواها. [3] .

و الواضحة: ألفها عبدالملك بن حبيب [4] و قد أخذ عن ابن القاسم و طبقته، و بث مذهب مالك في الاندلس.

و العتيبية: ألفها محمد بن أحمد العتبي القرطبي المتوفي سنة 255 ه، و قد أكثر فيها من الروايات المطروحة، و المسائل الشاذة، و كان يأتي بالمسائل الغربية، فاذا أعجبته قال: أدخلوها في المستخرجة. قال ابن وضاح: في المستخرجة خطأ كثير. و قال محمد بن عبد الحكم: رأيت جلها كذبا و مسائل لا أصل لها. ولكنها مع هذا الطعن و ما فيها من الكذب و الخطأ، فان لها عند أهل العلم بافريقية القدر العالي و الطيران الحثيث، قال ابن حزم.

و الموازية: هي لمحمد بن ابراهيم بن زياد الاسكندري المعروف بالمواز المتوفي سنة 269 ه. قال القاضي عياض عن كتاب الموازية: هو أجل كتاب ألفه المالكيون، و أصحه مسائل، و أبسطه كلاما، و أوعبه، و ذكره أبوالحسن القابسي، و رجحه علي سائر الامهات.

هذه هي امهات كتب المذهب المالكي، و المعول عليها في العمل. و قد خالف أصحاب مالك في أكثر المسائل ما ذهب إليه مالك، كما خالف أبويوسف و محمد بن الحسن الشيباني أبا حنيفة، و كما خالف المزني البويطي الشافعي.

فانت تري ان مجموع ما عليه العمل في المذهب لم يكن من قول صاحب المذهب وحده، و إنما هو مجموع آراء. و قد كانوا مستقلين في تفكيرهم و يوضح لنا ابن خلدون حالة هذه الكتب و استعمالها بقوله:

رحل من الاندلس عبدالملك بن حبيب، فاخذ عن ابن القاسم و طبقته، و بث مذهب مالك في الاندلس، و دون فيه كتاب الواضحة، ثم دون العتبي من تلامذته كتاب العتيبية.



[ صفحه 518]



و رحل من افريقية أسد بن الفرات، فكتب عن أصحاب أبي حنيفة أولا، ثم انتقل إلي مذهب مالك، و كتب عن ابن القاسم في سائر أبواب الفقه، و جاء إلي القيروان بكتابه و سماه الأسدية نسبة إلي أسد بن الفرات، فقرأها سحنون علي أسد، ثم ارتحل إلي المشرق، و لقي ابن القاسم و أخذ عنه، و عارضه بمسائل الأسدية، فرجع عن كثير منها، و كتب سحنون مسائلها. و دونها و أثبت ما رجع عنه، و كتب لاسد أن يأخذ بكتاب سحنون فأنف من ذلك، فترك الناس كتابه و اتبعوا مدونة سحنون علي ما كان فيها من اختلاط المسائل في الأبواب، فكانت تسمي المدونة و المختلطة و عكف أهل القيروان علي هذه المدونة، و أهل الأندلس علي الواضحة و العتيبية، ثم اختصر ابن ابي زيد المدونة و المختلفة في كتابه المسمي بالمختصر و لخصه ايضا أبوسعيد البرادعي من فقهاء القيروان في كتابه المسمي بالتهذيب، و اعتمده المشيخة من أهل افريقية، و أخذوا به و تركوا ما سواه. و كذلك اعتمد أهل الاندلس كتاب العتيبية، و هجروا الواضحة و ما سواها. و لم يزل علماء المذهب يتعاهدون هذه الامهات بالشرح، و الايضاح و الجمع، فكتب أهل افريقية علي المدونة ما شاء الله ان يكتبوا مثل ابن يونس، و اللخمي، و ابن محرز التونسي و ابن بشير و امثالهم. و كتب أهل الاندلس علي العتيبية ما شاء الله ان يكتبوا مثل ابن رشد و امثاله. و جمع ابن ابي زيد جميع ما في الامهات من المسائل و الخلاف و الأقوال في كتاب النوادر فاشتمل علي جميع أقوال المذهب و فروع الامهات كلها في هذا الكتاب، و نقل ابن يونس معظمه في كتابه علي المدونة، و زخرت بحار المذهب المالكي في الافقين إلي انقراض دولة قرطبة و القيروان، ثم تمسك بهما أهل المغرب بعد ذلك إلي أن جاء كتاب ابي عمرو بن الحاجب لخص فيه طرق أهل المذهب في كل باب، و تعديد أقوالهم في كل مسألة فجاء كالبرنامج للمذهب. [5] .

و لقد كان أهل الاندلس يغالون في مالك و فقهه: قال البيهقي: إن الشافعي إنما وضع الكتب علي مالك: أنه بلغه أن بالاندلس قلنسوة لمالك يستسقي بها، و كان يقال لهم: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم فيقولون: قال مالك: فقال الشافعي: إن مالكا بشر يخطي ء، فدعاه ذلك إلي تصنيف الكتاب في اختلافه معه. [6] .



[ صفحه 519]



و علي الجملة فان انتشار مذهب مالك في الاندلس يعود امره إلي قوة السلطان، فانه قد حمل أهل مملكته عليه [7] و قد كانوا يعملون بمذهب الاوزاعي. و كان يحيي بن يحيي الليثي مقدما مكينا عند السلطان فنشر المذهب هناك، إذ جعل إليه تعيين القضاة، فلم يول الا من كان علي مذهبه، حتي اضطر القضاة الذين كانوا علي غير مذهب مالك ان يلتزموا الفتوي به، نظرا لالزام السلطة.

فهذا القاضي منذر بن سعيد البلوطي قاضي الجماعة بقرطبة المتوفي سنة 355 ه كان يتفقه بمذهب الظاهري، و يقضي بمذهب مالك و أصحابه، لأنه ألزم بالعمل به من قبل السلطان. [8] .

و يعود ذلك إلي ثناء مالك علي ملك الاندلس عندما سئل عن سيرة الملك، فذكر له عنها ما أعجبه، فقال مالك: نسأل الله أن يزين حرمنا بملككم، فلما بلغ قوله إلي الملك حمل الناس علي مذهبه بالقهر. [9] .

و يقول المقريزي: لما ولي المعز باديس حمل جميع أهل افريقيا و أهل الاندلس علي التمسك بمذهب مالك و ترك ما عداه، فرجع أهل افريقيا و أهل الاندلس كلهم إلي مذهبه رغبة فيما عند السلطان و حرصا علي طلب الدنيا، إذ كان القضاء و الافتاء في جميع تلك المدن لمن سمي بمذهب مالك، فاضطرت العامة إلي احكامهم و فتاواهم ففشي هذه المذهب هناك. [10] .

فالمذهب المالكي محفوف بعناية السلطة و عوامل السياسة من جميع جوانبه. و قد قام القضاة بنشره و لما خمل ذكر مذهب مالك في المدينة المنورة و عين إبراهيم بن علي اليعمري قاضيا علي المدينة قام بنشر مذهب مالك بقوة سلطانه و سطوته و ذلك في القرن السابع.

و لا بد أن نلحظ الشبه بين المذهب المالكي و المذهب الحنفي.

1 - ان كلا منهما انتشر بالقوة و القهر من قبل السلطان علي أيدي القضاة.

2 - و ان كلا من رئيسي المذهب قد أسعده الحظ بالقبول عند سلطان عصره، فكانت له المنزلة الرفيعة و الدرجة العظيمة. فأبوحنيفة انتصر المنصور له و قربه و أدناه لغاية في نفسه، ولكنه فشل في محاولته فآل أمره إلي أن يغضب عليه و يقتله.



[ صفحه 520]



و مالك قد حظي برضا المنصور و المهدي و الهادي و الرشيد، و رفعوا من شأنه في حياته كما مر بيانه.

3 - إن كل واحد منهما تأثر بالآخر، فالمذهب الحنفي دخلت فيه آراء مالك و رواياته أدخلها أبويوسف و محمد بن الحسن و طبقوا آراءهم علي الموطأ و استخرجوا لها شواهد من الآثار.

و كذلك المذهب المالكي تأثر بالرأي الحنفي، أدخله عليه أسد بن الفرات كما مر ذكرناه.

4 - إن أصول المذهبين و مسائلهما هما مجموعة آراء علماء كل من المذهبين التي قام عليها تخريج المسائل، و ينسب ذلك إلي رئيس المذهب، فأصبحت تلك المسائل هي الأسس التي يقوم بها و إن كان فيها خلاف لمن نسب المذهب إليه. فان لتلاميذ مالك آراء بجوار آرائه و منزلتهم منه كمنزلة المزني من الشافعي و كمنزلة محمد و أبي يوسف من أبي حنيفة.

و هنا لا بد لنا من الاشارة إلي بعض أصول فقه المذهب المالكي.


پاورقي

[1] مالك لمحمد ابوزهرة.

[2] التشريع الاسلامي ص 306.

[3] ابن خلدون ص 245.

[4] عبدالملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السلمي ابومروان المتوفي سنة 239 ه له تآليف كثيرة غير الواضحة: منها غريب الحديث، و تفسير الموطأ، و طبقات الفقهاء، و غيرها. قال ابن لبابة: لم يكن له علم بالحديث يعرف به صحيحه من سقيمه، و يفرق مستقيمه من مختلفه، و كان غرضه الاجازة. و كان يعرف بعالم الاندلس. ترجمته في نفح الطيب ج 6 ص 15 و الديباج المذهب ص 154.

[5] مقدمة ابن خلدون ص 377.

[6] توالي التأسيس للحافظ ابن حجر ص 76.

[7] نفح الطيب ج 6 ص 45.

[8] نفح الطيب ج 6 ص 45.

[9] ميدان الاجتهاد.

[10] الإمام الصادق و المذاهب الأربعة. الجزء الاول.


اسباب التعصب المذهبي و تطور الدعوة


و الغرض: ان التعصب قد شوه وجه الحقيقة، و قلب الأمور عن واقعها، و لعل أسباب ذلك تعود الي ما يلي:

1- كان لتطور الدعوة الي الالتزام بالمذاهب الأربعة، أثر في تحيز كل جانب الي المذهب الذي يعتنقه، مما يؤدي الي الاندفاع بنوع من التعصب وراء طلب المؤيدات لذلك المذهب، بدون التفات الي مؤاخذة، أو استناد لأمر ملموس. و كانت الظروف تساعد علي تنمية تلك الاندفاعات، اذ وجدت نشاطا ساذجا في المجتمع، و قبولا في العقول المتبلبلة فكالت المدح ها جزافا ما شاءت بدون حساب.

2- ان التزاحم علي مناصب الدولة من قضاء و تولي حسبة، كان يؤدي الي المجادلة و المناضلة و التحزب، و لا يحصل من وراء ذلك الا خلاف و تباعد، و ادعاء كل الحق في جانبه، و أن مذهبه هو المذهب الذي لا يقبل الله عملا الا به، و أن رئيس المذهب هو المتفرد بعلوم الاسلام لا غير، لتكون له



[ صفحه 153]



الغلبة علي غيره. و قد تزلفوا للأمراء و الخلفاء طلبا للحصول علي ذلك المنصب «و لذلك تجد الوطيس لم يحم الا بين الحنفية و الشافعية، لأن المناصب كانت محصورة فيهم» [1] .

3- مزاحمة المذهب الجعفري و انتشاره في المجتمع الاسلامي، مع بذل الجهد من السلطات في معارضته، و القضاء علي المنتمين اليه مرة، و بتشجيع غيره من المذاهب تارة أخري، مما يبعث معتنقيها علي التفاني في التعصب لها، و التحامل علي هذا المذهب الذي فرض نفسه علي المجتمع بدون مشجع مادي.

و قد افصح التاريخ عن كثير من ذلك مما لا حاجة لذكره الآن. و من المناسب أن نختم هذا الفصل بما ذكره الأستاذ السيد محمد رشيد رضا، في جواب الأسئلة التالية الموجهة اليه من باريس، من صديقه أحمد زكي بك و هي:

1- متي أقفل باب الاجتهاد؟ و ماذا ترتب علي هذ الاقفال من المنافع و المضار؟

الجواب: زعموا انه أقفل بعد القرن الخامس، و لكن كثيرا من العلماء اجتهدوا بعد ذلك، فلم يكونوا يعملون الا بما يقوم عندهم من الأدلة، و لا يخلو زمن من هؤلاء، كما صرح بذلك علماء الشافعية.

و لولا خوفهم من حكومات الجهل لبينوا للناس مفاسد التقليد الذي حرمه الله. و دعوهم الي العمل بالدليل كما امر الله، و قد علمت الحكومة العثمانية - منذ عهد قريب - بأن بعض علماء الشام يحملون تلامذيهم علي ترك التقليد و العمل بالدليل، فشددت عليهم النكير حتي سكتوا عن الجهر بذلك.

و لا نعرف في ترك الاجتهاد منفعة ما، و أما مضاره فكثيرة و كلها ترجع الي اهمال العقل و قطع طريق العلم، و الحرمان من استقلال الفكر. و قد أهمل المسلمون كل علم بترك الاجتهاد فصاروا الي ما نري.

2- ما معني قولهم أقفل باب الاجتهاد؟

الجواب: معناه انه لم يبق في الناس من تتوفر فيه شروط المجتهد، و لا يرجي أن يكون ذلك في المستقبل، و انما قال هذا القول بعض المقلدين، لضعف ثقتهم بأنفسهم، و سوء ظنهم بالناس، و زعمهم ان العقول دائما في تدل و انحطاط، و غلو في تعظيم السابقين.



[ صفحه 154]



و قد رأيت أن تلك الشروط - أي شروط الاجتهاد - ليست بالأمر الذي يعز مثاله، و تعلم انه سنة الله تعالي في الخلق الترقي الا أن يعرض مانع، كما يعرض لنمو الطفل مرض يرجعه القهقري. كان آخر الاديان اكملها.

3- ما معني هذه العبارة: قفل باب الاجتهاد، عند العامة و عند أهل التحقيق؟

الجواب -: العامة يقلدون آباءهم و رؤساءهم في قولهم: ان أهل السنة ينتمون الي أربعة مذاهب من شذ عنا فقد شذ عن الاسلام، و لا يفهمون أكثر من هذا.

و أما المشتغلون بالعلم أو السياسة، فالضعفاء المقلدون منهم يفهمون من الكلمة ما فسرناها به في جواب السؤال السابق، و يحتجون علي ذلك بأن الناس قد اجمعت كلمتهم علي هذه المذاهب، فلو أجيز للعلماء الاجتهاد لجاؤونا بمذاهب كثيرة، تزيد الأمة تفريقا، و تذهب بها في طرق الفوضي.

و المحققون، يعلمون أن منشأ هذاالحجر هو السياسة، فالسلاطين و الأمراء المستبدون لا يخافون الا من العلم، و لا علم الا بالاجتهاد فقد نقل الحافظ ابن عبدالبر و غيره الاجماع علي ان المقلد ليس بعالم، و نقله عنه ابن القيم في (اعلام الموقعين) و هو ظاهر، اذ العالم بالشي ء هو من يعرفه بدليله، و انما يعرف المقلد أن فلانا قال كذا فهو ناقل لا عالم. ربما آلة (الفو تغراف) خيرا منه.



[ صفحه 157]




پاورقي

[1] الوحدة الاسلامية للسيد محمد رشيد رضا ص 37.


اتهام أحمد بالميل للعلويين


و مع اتصاف المتوكل بالتودد لأحمد بن حنبل، و اظهار فضله، و عدم سماع أي وشاية عليه، فان أحمد لم يسلم من الاتهام بالميل للعلويين، فقد ارتأي خصومه أن يسلكوا طريقا يمكنهم ان يغيروا قلب المتوكل بتهمة لا يغفرها المتوكل، و لا يقف دون عقابه لمن اتهم بها أي حاجز، و هي الاتهام بالتشيع أو الميل للعلويين، فاخترعوا من عند أنفسهم أن أحمد يبايع لعلوي، أو أنه أخفي علويا في بيته، لينالوا منه و يحولوا قلب المتوكل منه، فأخذ المتوكل بالتحري علي أحمد بشدة، و طوقت المحلة التي كان يسكنها، و أحاط الجند بداره و دخلوها. فقال أحمد: ما أعرف من هذا شيئا، و اني لأري طاعته في العسر و اليسر، و المنشط، و المكره، و الاثرة، و اني أتأسف علي تخلفي عن الصلاة في جماعة، و عن حضور الجمعة و دعوة المسلمين.

فقال له ابن الكلبي: قد أمرني أميرالمؤمنين (أي المتوكل) أن احلفك أن ما عندك طلبته فتحلف؟

قال: ان استحلفتموني حلفت. فأحلفه بالله و بالطلاق أن ما عنده طلبة أميرالمؤمنين. ثم قال له: أريد أن أفتش منزلك و منزل ابنك، فقام ابن مظفر و ابن الكلبي و امرأتان معهما فدخلا، ففتشا البيت ثم فتش الامرأتان النساء، ثم دخلوا منزل ولده صالح ففتشوه، و دلوا شمعة في البئر و نظروا و وجهوا النسوة، ففتشوا الحرم ثم خرجوا [1] .

و ان الناظر في سيرة احمد يجد أنه لا يستبعد اتهامه بها يسوء العباسيين عامة و المتوكل خاصة، فقد كان جريئا في رواية مناقب أهل البيت، و قد روي في مسنده ما لم يروه كثير من أهل المسانيد و الصحاح، كما كان يظهر فضائل علي و يحدث بها.

قال عبدالله بن أحمد سمعت أبي يقول: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالاسانيد الصحاح مثل ما لعلي رضي الله عنه.

و قال عبدالله: قلت لأبي (أحمد بن حنبل) ما تقول في التفضيل؟ قال: في الخلافة أبوبكر و عمر و عثمان.

فقلت: فعلي؟



[ صفحه 503]



قال: يا بني علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد [2] .

و قال محمد بن منصور: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروي: أن عليا قال: (انا قسيم النار)؟

فقال أحمد: و ما تنكرون من ذا؟ أليس روينا ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي: (لا يحبك الا مؤمن و لا يبغضك الا منافق)؟ قلنا: بلي. قال:

فأين المؤمن؟ قلنا في الجنة. قال و أين المنافق؟ قلنا: في النار. قال أحمد: فعلي قسيم النار [3] .

و قال عبدالله بن أحمد: كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم فجاءت طائفة من الكرخية. فذكروا خلافة أبي بكر، و خلافة عمر، و خلافة عثمان، و خلافة علي بن أبي طالب، فزادوا و أطالوا، فرفع أبي رأسه اليهم فقال: يا هؤلاء قد أكثرتم القول في علي و الخلافة، ان الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها [4] .

قال ابن ابي الحديد: و هذا الكلام دال بفحواه و مفهومه علي أن غيره ازدان بالخلافة، و تممت نقيصته، وان عليا لم يكن فيه نقص يحتاج الي أن يتمم بالخلافة، و الخلافة ذات نقص في نفسها، فتمم نقصها في ولايته اياها.

و لما سأله اسحق بن ابراهيم - عن القرآن و انه ليس بمخلوق - عمن تحكي انه ليس بمخلوق؟ فقال جعفر بن محمد الصادق قال: ليس بخالق و لا مخلوق. فسكت اسحق [5] .


پاورقي

[1] مناقب أحمد لابن الجوزي ص 362 - 360.

[2] المناقب ص 163، و طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي ج 2 ص 120.

[3] طبقات الحنابلة ج 1 ص 320.

[4] مناقب احمد ص 163.

[5] مناقب أحمد ص 359.


اختلاف الفقهاء في الفتوي


و نظرا للاختلاف الحاصل من تفهم أدلة الاستنباط، فقد انفرد رؤساء المذاهب بمسائل لا يقول بها صاحب المذهب الآخر، كما انفرد بعض أعيان المذاهب بأقوال لا يقول بها رئيس مذهبه و لا غيره، و هذا شي ء كثير يمكن حصره من تتبع الأقوال المختلفة.

و قد حاول بعضهم حصر تلك الأقوال المنفردة، و لكن التتبع يضيف الي ذلك كثيرا منها. و قد نقل صاحب كتاب الفوائد العديدة عن كتاب الافصاح للوزير عون الدين يحيي بن هبيرة، ما انفرد كل مذهب فيه عن سائر المذاهب، و نظرا لما في ذلك من الفائدة و الايضاح ننقل هنا تلك الأقوال التي اختص بها كل واحد عن غيره، بدون تعليق علي ذلك أو بيان لما يحتاج الي بيان.


ابراهيم بن يزيد


ابوعمران ابراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي المتوفي سنة 96.

خرج حديثه البخاري، و مسلم، و الجماعة، و روي عنه الاعمش و منصور بن عون، و زبيد البامي، و حماد بن سليمان، و مغيرة بن مقسم الضبي و غيرهم.

ذكره ابن قتيبة في رجال الشيعة، و ترجم له سيدنا شرف الدين في مراجعاته [1] و مات ابراهيم مختفيا من الحجاج و لم يشيعه الا سبعة رجال...


پاورقي

[1] المراجعات 42.


اشعاره


و الامام شاعرا أديبا يجاري قومه بشعره و مما نسب له في ذلك:



[ صفحه 311]



تعصي الاله و أنت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع



لو كان حبك صادقا لأطعته

ان المحب لمن يحب مطيع



و له عليه السلام:



علم المحجة واضح لمريده

و أري القلوب عن المحجة في عمي



و لقد عجبت لهالك و نجاته

موجودة و لقد عجبت لمن نجا



و في تفسير الثعلبي: روي الأصمعي له:



أثامن بالنفس النفيسة ربها

فليس لها في الخلق كلهم ثمن



بها يشتري الجنات ان أنا بعتها

بشئ سواها ان ذلكم غبن



اذا ذهبت نفسي بدينا أصبتها

فقد ذهبت نفسي و قد ذهب الثمن



و روي سفيان الثوري له:



لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا

و لا لأزمة دهر نظهر الجزعا



ان سرنا الدهر لم نبهج لصحبته

أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا



مثل النجوم علي مضمار أولنا

اذا تغيب نجم آخر طلعا



و يروي له عليه السلام:



اعمل علي مهل فانك ميت

و اختر لنفسك أيها الانسانا



فكأن ما قد كان لم يك اذ مضي

و كأن ما هو كائن قد كانا



و يروي له عليه السلام:



في الأصل كنا نجوما يستضاء بنا

و للبرية نحن اليوم برهان



نحن البحور التي فيها لغائصكم

در ثمين و ياقوت و مرجان



مساكن القدس و الفردوس نملكها

و نحن للقدس و للفردوس خزان



من شذ عنا فبرهوت مساكنه

و من أتانا فجنات و ولدان



و له أيضا:



و فينا يقينا بعد الوفاء

و فينا تفرخ أفراخه



رأيت الوفاء يزين الرجال

كما زين العذق شمراخه



[ صفحه 312]



و له عليه السلام:



ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب

و الناس بين مخاتل و موارب



يفشون بينهم المودة و الصفا

و قلوبهم محشوة بعقارب [1] .



[ صفحه 315]




پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 47 / 24 و ما بعد.


فيما يتعلق بالجنائز


و فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولي: كيفية غسل الميت:



[ صفحه 161]



مذهب الامام جعفر الصادق: أن الميت يغسل ثلاث مرات: الأولي بالحرض و السدر و الثانية بماء الكافور و الثالثة بالقراح [1] .

نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [2] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن النبي صلي الله عليه و سلم في غسل ابنته رقية. و فيه أن رسول الله صلي الله عليه و سلم «أمرهن أن يغسلن رقية بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم ثلاثا، لما ماتت أولهن بالحرض و السدر و الثانية بالكافور و الثالثة بالماء القراح» [3] .

2- قوله صلي الله عليه و سلم لغاسلات ابنته زينب رضي الله عنهما «ابدأن بميامنها و مواضع الوضوء منها، و غسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك ان رأيتن ذلك بماء و سدر» [4] .

اتفق الأئمة الأربعة: علي أن الواجب غسل الميت يحصل بغسلة واحدة بالماء، و انما اختلفوا بالأفضل.

فقال مالك و بعض الحنفية: يغسل الميت الأولي بماء قراح، و الثانية بماء و سدر و الثالثة بماء و كافور.

و قال الشافعي: يغسل الميت بماء و سدر ثم يصب عليه الماء حتي يزول السدر ثم يغسل ثلاث مرات بماء و كافور.



[ صفحه 162]



و قال أحمد: يغسل ثلاث مرات كل مرة بماء و سدر و يضاف الي الأخيرة كافور [5] .

المسألة الثانية: حكم الصلاة عن الميت:

و قد سبق الكلام عنها عند الاحتجاج بالقياس.

المسألة الثالثة: عدد التكبيرات علي الجنائز:

مذهب الامام جعفر الصادق: ان عدد التكبيرات علي الجنازة عائد الي أهل الجنازة ان شاؤا أربعا و ان شاؤا خمسا.

فقد روي عن عباد بن عبدالله بن الزبير قال: سئل جعفر الصادق ابن محمد الباقر عن التكبير، فقال: ذلك الي أهل الجنازة ان شاءوا أربعا و ان شاءوا خمسا. نقل ذلك عنه صاحب الروض النضير [6] .

و روي ذلك عن: ابن عمر و ابن مسعود و زيد بن الأرقم و حذيفة بن اليمان و جابر بن زيد و ابن أبي ليلي و داود و به قال ابن حزم [7] .

و الحجة لهم:

ما روي عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال: «كان زيد بن الأرقم يكبر علي جنائزنا أربعا و أنه كبر علي جنازة خمسا، فسأله فقال: كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يكبرها» [8] .

و قال الأئمة الأربعة و غيرهم: لا يكبر علي الجنازة الا أربع تكبيرات و لا يزيد و لا ينقص.



[ صفحه 163]



و روي ذلك عن: سيدنا عمر و زيد بن ثابت و البراء بن عازب و أبي هريرة و ابراهيم النخعي.

و قال بعض العلماء: ان عدد تكبيرات الجنازة ثلاث.

روي ذلك عن: ابن عباس و أنس بن مالك و ابن سيرين و جابر بن زيد [9] .


پاورقي

[1] الحرض: معناه الأشنان. المصباح: 1 / 124 - مختار الصحاح: 131.

السدر: السدرة شجرة النبق، و هو عند الاطلاق، و الورق المطحون. المصباح، 1 / 131.

الكافور: كم النخل، و هو الطلع، و قيل و عاء الطلع. مختار الصحاح: 574.

القراح: بالفتح الماء الذي لا يشبه شي ء. مختار الصحاح: 528.

[2] البحر الزخار: 3 / 102.

[3] و في هذه الرواية سهو، لأن المعروف أن النبي صلي الله عليه و سلم لم يحضر وفاة ابنته رقية بل كان غائبا يومئذ في غزوة بدر الكبري و انما حضر وفاة ابنته أم كلثوم. انظر: هامش البحر الزخار: 3 / 102.

[4] البخاري مع الفتح: 3 / 130 - مسلم: 2 / 646.

[5] المغني: 2 / 325 - التمهيد: 1 / 375 - المنتقي: 2 / 4 - تبيين الحقائق: 1 / 237 - البحر الرائق، 1 / 186 - مغني المحتاج: 4 / 334 - الحطاب: 2 / 208 - 222 - نهاية المحتاج: 2 / 446 - ابن عابدين: 1 / 575.

[6] الروض النضير: 2 / 329.

[7] المجموع: 5 / 188 - المحلي: 5 / 125 - 124 - حلية العلماء: 2 / 347 - بداية المجتهد: 1 / 234.

[8] مسلم: 3 / 56.

[9] انظر عمدة القاري: 7 / 23 و 8 / 117 - المجموع: 5 / 187 - المحلي: 5 / 127 - القرطبي: 8 / 22 - الهداية: 1 / 98 - المغني: 2 / 180 - الشرح الصغير للدردير: 1 / 553 - مغني المحتاج: 1 / 341 - سبل السلام: 2 / 103 - فقه ابراهيم النخعي: 630 - فقه جابر بن زيد: 247 - 246.


حول التوحيد و الرد علي الثنوية


روي الشيخ الصدوق قدس سره باسناده عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتي أبا عبدالله عليه السلام، فكان من قول أبي عبدالله عليه السلام له: لا يخلو قولك انهما اثنان، من



[ صفحه 58]



أن يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويا و الآخر ضعيفا، فان كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه، و يتفرد بالتدبير؟! و ان زعمت أن أحدهما قوي و الآخر ضعيف ثبت أنه واحد كما نقول، للعجز الظاهر في الثاني، و ان قلت: انهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، و الفلك جاريا، و اختلاف الليل و النهار و الشمس و القمر، دل صحة الأمر و التدبير و ائتلاف الأمر علي أن المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فلابد من فرجة بينهما حتي يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما، فيلزمك ثلاثة! فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتي يكون بينهم فرجتان فيكون خمسا، ثم يتناهي في العدد الي ما لا نهاية في الكثرة!

قال هشام: فكان من سؤال الزنديق أن قال: فما الدليل عليه؟

قال أبو عبدالله عليه السلام: وجود الأفاعيل التي دلت علي أن صانعا صنعها، ألا تري أنك اذا نظرت الي بناء مشيد [1] مبني علمت أن له بانيا، و ان كنت لم تر الباني و لم تشاهده؟!

قال: فما هو؟

قال: هو شي ء بخلاف الأشياء، ارجع بقولي شي ء الي اثبات معني، و أنه شي ء بحقيقة الشيئية، غير أنه لا جسم، و لا صورة، و لا يحس، و لا يجس [2] ، و لا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه الأوهام، و لا تنقصه الدهور، و لا يغيره الزمان.

قال السائل: فتقول: انه سميع بصير؟!

قال: هو سميع بصير، سميع بغير جارحة [3] ، و بصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه،



[ صفحه 59]



و يبصر بنفسه، ليس قولي: انه يسمع بنفسه و يبصر بنفسه، أنه شي ء و النفس شي ء آخر، ولكن أردت عبارة عن نفسي اذ كنت مسؤولا و افهاما لك اذ كنت سائلا، و أقول: يسمع بكله، لا أن الكل منه له بعض، ولكني أردت افهاما لك، و التعبير عن نفسي، و ليس مرجعي في ذلك الا الي أنه السميع البصير العالم الخبير، بلا اختلاف الذات، و لا اختلاف المعني.

قال السائل: فما هو؟

قال أبو عبدالله عليه السلام هو الرب، و هو المعبود، و هو الله، و ليس قولي: «الله» اثبات هذه الحروف: ألف، لام، هاء، ولكني أرجع الي معني هو شي ء خالق الأشياء و صانعها، وقعت عليه هذه الحروف، و هو المعني الذي يسمي به الله و الرحمن و الرحيم و العزيز و أشباه ذلك من أسمائه، و هو المعبود جل و عز.

قال السائل: فانا لم نجد موهوما الا مخلوقا.

قال أبو عبدالله عليه السلام: لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنا مرتفعا، لأنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم، ولكنا نقول: كل موهوم بالحواس مدرك، فما تجده الحواس و تمثله فهو مخلوق، و لابد من اثبات صانع الأشياء خارج من الجهتين المذموتين، احديهما النفي، اذ كان النفي هو الابطال و العدم، و الجهة الثانية التشبيه، اذ كان التشبيه من صفة المخلوق الظاهر التركيب و التأليف، فلم يكن بد من اثبات الصانع لوجود المصنوعين، و الاضطرار منهم اليه أثبت أنهم مصنوعون، و أن صانعهم غيرهم، و ليس مثلهم اذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب و التأليف، و فيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا، و تنقلهم من صغر الي كبر، و سواد الي بياض، و قوة الي ضعف، و أحوال موجودة لا حاجة لنا الي تفسيرها، لثباتها و وجودها.

قال السائل: فقد حددته، اذ ثبت وجوده.

قال أبو عبدالله عليه السلام: لم أحده، ولكن أثبته، اذ لم يكن بين الاثبات و النفي منزلة.

قال السائل: فله انية و مائية؟



[ صفحه 60]



قال: نعم، لا يثبت الشي ء الا بانية و مائية.

قال السائل: فله كيفية؟

قال: لا، لأن الكيفية جهة الصفة و الاحاطة، ولكن لابد من الخروج من جهة التعطيل و التشبيه، لأن من نفاه أنكره، و رفع ربوبيته و أبطله، و من شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية، ولكن لابد من اثبات ذات بلا كيفية لا يستحقها غيره، و لا يشارك فيها و لا يحاط بها و لا يعلمها غيره.

قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه؟

قال أبو عبدالله: هو أجل من أن يعاني الأشياء بمباشرة و معالجة [4] ، لأن ذلك صفة المخلوق الذي لا يجي ء الأشياء له الا بالمباشرة و المعالجة، و هو تعالي نافذ الارادة و المشيئة، فعال لما يشاء.

قال السائل: فله رضي و سخط؟

قال أبو عبدالله عليه السلام: نعم، و ليس ذلك علي ما يوجد في المخلوقين، و ذلك أن الرضا و السخط دخال يدخل عليه، فينقله من حال الي حال، و ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، و هو تبارك و تعالي العزيز الرحيم، لا حاجة به الي شي ء مما خلق، و خلقه جميعا محتاجون اليه، و انما خلق الأشياء من غير حاجة و لا سبب اختراعا و ابتداعا.

قال السائل: قوله: «الرحمن علي العرش استوي) [5] .

قال أبو عبدالله عليه السلام: بذلك وصف نفسه، و كذلك هو مستول علي العرش بائن من خلقه، من غير أن يكون العرش حاملا له، و لا أن يكون العرش حاويا له، و لا أن العرش محتاز له، ولكنا نقول: هو حامل العرش، و ممسك العرش، و نقول: من ذلك ما



[ صفحه 61]



قال: (وسع كرسيه السموات و الأرض) [6] فثبتنا من العرش و الكرسي ما ثبته، و نفينا أن يكون العرش و الكرسي حاويا له، أو يكون عزوجل محتاجا الي مكان أو الي شي ء مما خلق، بل خلقه محتاجون اليه.

قال السائل: فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم الي السماء، و بين أن تخفضوها نحو الأرض؟!

قال أبو عبدالله عليه السلام: ذلك في علمه و احاطته و قدرته سواء، ولكنه عزوجل أمر أولياءه و عباده برفع أيديهم الي السماء نحو العرش، لأنه جعله معدن الرزق، فثبتنا ما ثبته القرآن و الأخبار عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم حين قال: «ارفعوا أيديكم الي الله عزوجل» [7] ، و هذا يجمع عليه فرق الأمة كلها.

قال السائل: فمن أين أثبت أنبياء و رسلا؟

قال أبو عبدالله عليه السلام انا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما، لم يجز أن يشاهده خلقه، و لا يلامسهم و لا يلامسوه، و لا يباشرهم و لا يباشروه، و لا يحاجهم و لا يحاجوه، فثبت أن له سفراء في خلقه و عباده يدلونهم علي مصالحهم و منافعهم، و ما به بقاؤهم، و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، و ثبت عند ذلك أن له معبرين و هم الأنبياء و صفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها غير مشاركين للناس في أحوالهم علي مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب، مؤيدين من عندالله الحكيم العليم بالحكمة و الدلائل و البراهين و الشواهد، من احياء الموتي، و ابراء الأكمه [8] و الأبرص [9] ، فلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل علي صدق



[ صفحه 62]



مقال الرسول و وجوب عدالته. [10] .

و في نقل الطبرسي قدس سره جاءت هذه التتمة:

ثم قال عليه السلام بعد ذلك: نحن نزعم أن الأرض لا تخلو من حجة، و لا تكون الحجة الا من عقب الأنبياء، و ما بعث الله نبيا قط من غير نسل الأنبياء، و ذلك أن الله شرع لبني آدم طريقا منيرا، و أخرج من آدم نسلا طاهرا طيبا، أخرج منه الأنبياء و الرسل، هم صفوة الله، و خلص الجوهر، طهروا في الأصلاب، و حفظوا في الأرحام، لم يصبهم سفاح [11] الجاهلية، و لا شاب [12] أنسابهم، لأن الله عزوجل جعلهم في موضع لا يكون أعلي درجة و شرفا منه، فمن كان خازن علم الله، و أمين غيبه، و مستودع سره، و حجته علي خلقه، و ترجمانه و لسانه، لا يكون الا بهذه الصفة، فالحجة لا تكون الا من نسلهم، يقوم مقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم في الخلق بالعلم الذي عنده، و ورثه عن الرسول، ان جحده الناس سكت، و كان بقاء ما عليه الناس قليلا مما في أيديهم من علم الرسول علي اختلاف منهم فيه، قد أقاموا بينهم الرأي و القياس، و انهم ان أقروا به و أطاعوه و أخذوا عنه ظهر العدل، و ذهب الاختلاف و التشاجر، و استوي الأمر، و أبان الدين، و غلب علي الشك اليقين، و لا يكاد أن يقر الناس به، و لا يطيعوا له أو يحفظوا له بعد فقد الرسول، و ما مضي رسول و لا نبي قط الا و قد تختلف أمته من بعده، و انما كان علة اختلافهم خلافهم علي الحجة، و تركهم اياه.

قال: فما يصنع بالحجة اذا كان بهذه الصفة؟



[ صفحه 63]



قال: قد يقتدي به و يخرج عنه الشي ء بعد الشي ء مكانه منفعة الخلق و صلاحهم، فان أحدثوا في دين الله شيئا أعلمهم، و ان زادوا فيه أخبرهم، و ان نقصوا منه شيئا أفادهم.. [13] .


پاورقي

[1] أي: محكم مرتفع: قال الخليل في كتاب العين 277:6: «شيد، تشييد البناء: احكامه و رفعه»، و قال ابن منظور في لسان العرب 244:3: «و الشيد: كل ما طلي به الحائط من جص أو بلاط... و بناء مشيد: معمول بالشيد، و كل ما أحكم من البناء فقد شيد، و قال أبوعبيد: البناء المشيد بالتشديد: المطول».

[2] الجس: اللمس باليد. لسان العرب 38:6.

[3] جوارح الانسان: أعضاؤه و عوامل جسده، كيديه و رجليه، واحدتها جارحة. لسان العرب 423:2.

[4] المعالجة: الممارسة و المزاولة. مجمع البحرين 319:2.

[5] طه: 5.

[6] البقرة: 155.

[7] شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد 125:20.

[8] الكمه: العمي الذي يولد عليه ابن آدم. كتاب العين 383:3؛ الأكمه: الذي يولد أعمي. لسان العرب 536:13.

[9] «داء معروف... هو بياض يقع في الجسد». لسان العرب 5:7؛ و قال الطريحي: «البرص: لون مختلط حمرة و بياضا أو غيرهما، و لا يحصل الا من فساد المزاج، و خلل في الطبيعة». مجمع البحرين 163:4.

[10] التوحيد: 243 / باب 1-36؛ بحار 10: 194 / 3؛ و نحوه في الكافي 80:1 / 5؛ بحارالأنوار 230:3 / 22.

[11] قال الخليل: «المسافحة: الاقامة مع امرأة علي فجور من غير تزويج.. و قال جبريل: يا محمد، ما بينك و بين آدم نكاح لا سفاح فيه». كتاب العين 147:3.

[12] الشوب: الخلط. كتاب العين 291:6؛ لسان العرب 510:1.

[13] الاحتجاج: 2: 214.


حفص بن غياث القاضي


حفص بن غياث النخعي الكوفي القاضي، ولي القضاء لهارون الرشيد ببغداد الشرقية، ثم ولاه قضاء الكوفة، و بها مات عام 194 كما ذكر ذلك النجاشي، و ذكر أن كتابه الذي يرويه عن جعفر بن محمد عليهماالسلام مائة و سبعون حديثا أو نحوهما.

و هو علي الاشهر عامي المذهب ثقة في الرواية، و قد أجمعت الطائفة علي العمل برواية جماعة ليسوا من الشيعة، و حفص أحدهم و ليس التشيع السبب الوحيد لقبول الرواية، و انما المدار عي وثاقة الراوي مهما كان مذهبه.

و ربما استظهر بعضهم من رواياته أنه شيعي امامي، ولكن العامية عنه أشهر، و كان اذا حدث عن الامام الصادق عليه السلام يقول: «حدثني خير الجعافرة جعفر بن محمد» و لا يخفي عليك أن مثل هذا البيان من الراوي يرشدنا الي عدم تشيعه، الا أن يريد اخفاء تشيعه.


اقوال العلماء و تعظيمهم للامام الصادق


مدرسة الامام الصادق عليه السلام حجر الزاوية في نشر رسالة الاسلام و علومه كافة ، و نقطة انطلاق و تحول لبث أركان فقه أهل البيت ، و قد انضوي تحت لواء هذه المدرسة فطاحل العلماء من كل الفرق الاسلامية ، ينهلون من نميرها العذب كل ما يشفي غليل الضامي ء الي العلوم الدينية و الحياتية ، و منهم أصحاب السنن و الصحاح و حملة الحديث و الفقه و التأريخ و الأدب ، الذين ارتشفوا من هذا النمير الزلال و أثبتوها في صحاحهم و سيرهم و مسانيدهم و كتبهم ، لا سيما أعلام اخواننا أهل السنة و الجماعة الكثيرين ، و لعل من التعذر احصاءهم و استيعاب مؤلفاتهم و أقوالهم ، و قد جمع العلامة الخطيب المرحوم السيد محمد كاظم القزويني من أحاديث الامام الصادق عليه السلام وحده [1] ما يربوا علي المئة و ستين عالما من أبرز أعلام العامة في صحاحهم و سيرهم و مسانيدهم التي ربما يكون فيها أكثر من هذا العدد. و عدد الأحاديث و الروايات التي جمعها أكثر من ألف و مائتين



[ صفحه 366]



و ثلاثين حديثا و رواية فقط عن الامام الصادق في مجلدين:الأول و الثاني ، نذكر علي سبيل المثال ثلاثة أحاديث من ثلاثة كتب مستقلة .

أولهم:ذكر الشبلنجي ( 1308 - 1252 ه ) في « نور الأبصار » ، و تسلسله في الكتب المروية 160 عالما حسب الوفيات ، و رقم الرواية 1227 . قال:قال جعفر الصادق - صاحب الترجمة -:لما رفعت الي أبي جعفر المنصور بعد قتل محمد بن علي بن الحسن ، نهرني و كلمني بكلام غليظ ، ثم قال:يا جعفر ، قد علمت بفعل محمد بن عبدالله الذي تسمونه النفس الزكية و ما نزل به ، و انما أنتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فالحق الصغير بالكبير .

قال عليه السلام:قلت:يا أميرالمؤمنين ، حدثني ] أبي [ محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام:أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصله الله الي ثلاث و ثلاثين سنة ، و ان الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فينزلها الله الي ثلاث سنين . قال:فقال المنصور:الله ، سمعت هذا من أبيك ؟ فقلت:و الله سمعته منه . فرددها علي ثلاثا ثم انصرفت. [2] .

و ذكر الشيخ مصطفي رشدي الدمشقي المتوفي 1309 ه و رقم تسلسل كتابه 161 ، قال:الامام جعفر الصادق عليه السلام كان فارس ميدان العلوم ، غواص بحري المنطوق و المفهوم ، نقل عنه أكثر الناس علي اختلاف مذاهبهم من العلوم ما سارت به الركبان ، و انتشر ذكره في سائر الأقطار و البلدان ، و قد جمع أسماء من يروي عنه



[ صفحه 367]



فكانوا أربعة آلاف رجل - أو شيخ - . [3] .

و في الموسوعة العربية الميسرة:

جعفر الصادق ، أبوعبدالله ( 725 - 699 م ) سادس أئمة الشيعة الامامية ، ولد بالمدينة و عاش زمنا طويلا في العراق ، عاصر الدولة الاموية و العباسية ، ولكنه سلم من اضطهادهما ، ساق الاسماعيلية الامامة من بعده الي ابنه اسماعيل المتوفي في حياته ، و ساقها الاثنا عشرية الي ابنه موسي ] الكاظم [ .

كان عالما حكيما زاهدا متبحرا في علوم الدين ، و مما عرف من مبادئه أن الأصل في الأشياء الاباحة حتي يرد فيها نهي ، و أنه يجوز نقل الحديث بالمعني ... و كان استاذ جابر بن حيان. [4] .

الهدف من سرد كلمات هؤلاء العلماء و ذكر مؤلفاتهم ، هو أن نثبت للعالم الاسلامي أن الامام الصادق عليه السلام ليس مجهولا و خامل الشخصية انفردت الشيعة بالاعتقاد بامامته ، و جلالة قدرة و عظيم شأنه ، بل ان غير شيعته عرفوا مركزه العلمي و الاجتماعي و نقلوا الكثير الكثير من علومه كافة خلال قرون عديدة .

اليك عزيزي القاري ء بعض الشخصيات العلمية من الكتاب و المؤلفين الذين ذكروا الامام الصادق في مروياتهم حسب التسلسل الزمني لتأريخ وفياتهم ابتداء من القرن الثاني و الي القرن الرابع عشر الهجري .

1- مالك بن أنس ( 179 - 95 ) ، في موطئه .

2- محمد بن ادريس الشافعي ( 204 - 150 ) ، في سننه المأثورة .



[ صفحه 368]



3- محمد بن عمر الواقدي ( ت 207 ) ، في مغازيه .

4- أحمد بن حنبل ( 241 - 164 ) ، في مسنده ، و في فضائل الصحابة .

5- محمد بن اسماعيل البخاري ( ت 256 ) ، في التأريخ الكبير .

6- مسلم ( ت 261 ) ، في صحيحه .

7- أبوداود ( 275 - 202 ) ، في سننه .

8- ابن قتيبة الدينوري ( ت 276 ) ، في عيون الأخبار ، و في معارفه .

9- الترمذي ( 279 - 209 ) ، في الجامع الصحيح .

10- البلاذري ( ت 279 ) ، في أنساب الأشراف .

11- النسائي ( 303 - 215 ) ، في سننه .

12- الطحاوي ( 321 - 239 ) ، في مشكل الآثار .

13- ابن أبي حاتم الرازي ( ت 327 ) ، في الجرح و التعديل .

14- ابن عبد ربه الأندلسي ( ت 328 ) ، في العقد الفريد .

15- المسعودي ( ت 346 ) ، في مروج الذهب .

16- أبوالفرج الاصفهاني ( ت 356 ) ، في أغانيه .

17- الطبراني ( ت 360 ) ، في المعجم الصغير .

18- ابن عدي الجرجاني الشافعي ( ت 365 ) ، في الكامل في الرجال .

19- الدار قطني ( 385 - 306 ) ، في سننه .

20- الحافظ النيسابوري ( ت 405 ) ، في المستدرك علي الصحيحين .

21- الثعالبي ( ت 427 ) ، في تفسيره .

هؤلاء واحد و عشرون عالما انتخبناهم ممن نقلوا روايات و أحاديث الامام الصادق عليه السلام من مجموع 162 عالما من مختلف العصور في صحاحهم و مسانيدهم ،



[ صفحه 369]



كشاهد علي مكانته العلمية الفريدة الفذة .

في ( و فيات الأعيان ) [5] ، قال:أبوعبدالله جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أحد الأئمة الاثني عشر علي مذهب الامامية .

كان من سادات أهل البيت ، و لقب بالصادق لصدقه في مقالته ، و فضله أشهر من أن يذكر ، و له كلام في صنعة الكيمياء و الزجر و الفأل ، و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق عليه السلام ، و هي خمسمائة رسالة . و كانت ولادته عليه السلام سنة ثمانين للهجرة ... و توفي سنة ثمان و أربعين و مائة بالمدينة و دفن بالبقيع ، انتهي ملخصا.

و في تذكرة الحفاظ [6] ، قال:جعفر بن محمد الامام أبوعبدالله العلوي المدني الصادق ، أحد السادة الأعلام .

عن أبي حنيفة ، قال:ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد . و قال أبوحاتم:ثقة لا يسأل عن مثله . و عن صالح بن أبي الأسود:سمعت جعفر بن محمد يقول:سلوني قبل أن تفقدوني [7] ، فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي . و قال هياج ابن بسطام:كان جعفر الصادق يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء .

و في حلية الأولياء [8] ، عن عبدالله بن شبرمة ، قال:دخلت أنا و أبوحنيفة



[ صفحه 370]



] النعمان [ علي جعفر بن محمد ، فقال لابن أبي ليلي:من هذا معك ؟ قال:هذا رجل له بصر و نفاذ في أمر الدين . قال:لعله يقيس أمر الدين برأيه ؟ قال:نعم . فقال جعفر لأبي حنيفة:ما اسمك ؟ قال:نعمان . قال:يا نعمان ، هل قست رأسك بعد ؟ قال:كيف أقيس رأسي ؟ قال:ما أراك تحسن شيئا ، هل علمت ما الملوحة في العين ، و المرارة في الاذنين ، و الحرارة في المنخرين ، و العذوبة في الشفتين ؟ قال:لا . قال:ما أراك تحسن شيئا ، قال:فهل علمت كلمة أولها كفر و آخرها ايمان ؟ فقال ابن أبي ليلي:يا ابن رسول الله ، أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها ؟ فقال عليه السلام:أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:ان الله بمنه و فضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ، ولولا ذلك لذابتا ، و أن الله تعالي بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل المرارة في الاذنين حجابا من الدواب ؛ فان دخلت الرأس دابة و التمست الي الدماغ فاذا ذاقت المرارة التمست الخروج ، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ ، و ان الله تعالي بمنه و كرمه و رحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شي ء و يسمع الناس بها حلاوة منطقه . قال:فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر و آخرها ايمان ؟ فقال:اذا قال العبد:لا اله ، فقد كفر ، فاذا قال:الا الله ، فهو ايمان . ثم أقبل علي أبي حنيفة فقال:يا نعمان ، حدثني أبي عن جدي ، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:أول من قاس أمر الدين برأيه ابليس ، قال الله تعالي له:اسجد لآدم ، فقال:أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين . فمن قاس الدين برأيه قرنه الله يوم القيامة بابليس ؛ لأنه اتبعه بالقياس . و زاد ابن شبرمة في حديثه:ثم قال جعفر:أيهما أعظم ، قتل النفس أو الزنا ؟ قال:قتل النفس ، قال:فان الله عزوجل قبل في قتل النفس



[ صفحه 371]



شاهدين ولم يقبل في الزنا الا أربعة ] شهود [ . ثم قال:أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟ قال:الصلاة ، قال:فما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة ، فكيف ويحك يقوم لك قياسك ، اتق الله و لا تقس الدين برأيك .

مطالب السؤول ( الباب السادس:أبوعبدالله ):قال مالك بن أنس:قال جعفر يوما لسفيان الثوري:يا سفيان ، اذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد و الشكر عليها ، فان الله عزوجل قال في كتابه العزيز:( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ، و اذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ، فان الله عزوعلا قال في كتابه ( استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين ) - يعني في الدنيا - ( و يجعل لكم جنات ) - في الآخرة - . يا سفيان ، اذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره ، فأكثر من ( لا حول و لا قوة الا بالله ) فانها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة .

تذكرة الخواص: [9] قال الثوري بالاسناد المتقدم:قلت لجعفر عليه السلام:يا ابن رسول الله ، اعتزلت الناس ؟ فقال:يا سفيان ، فسد الزمان و تغير الاخوان ، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد .

و في البحث عن حياة الصادق عليه السلام بيان منزلته العلمية بالقياس الي غيره ممن أخذ الشهرة و ما هو منه في شي ء ، و الأسباب غير مجهولة و الحقيقة غير صامتة . و هنا يلزمنا أن نتخلي عن الموضوع و نستمع الي أقوال علماء الامة و رؤساء المذاهب و حفاظ الحديث و كبار المؤرخين و الكتاب من القدماء و بعض المعاصرين في انطباعاتهم عن شخصية الامام الصادق عليه السلام بدون احاطة للكل ، بل من يحضرنا ذكره ، فلنصغ لأقوالهم تمهيدا للبحث .



[ صفحه 372]




پاورقي

[1] بحسب تسلسل وفياتهم ابتداء من مالك بن أنس ( 179 - 95 ه ) في موطئه رقم 1 الي 162 موسوعة.

[2] نور الأبصار:147.

[3] الروضة الندية:12 ، طبعة الخيرية بمصر . منه احقاق الحق 218:12.

[4] الموسوعة العربية الميسرة 634:1.

[5] 112:1.

[6] 166:1.

[7] ما قالها قبله الا جده علي بن أبي طالب عليه السلام ، و ما قالها بعده أحد.

[8] 196:3.

[9] الصفحة 195.


ابراهيم بن عبدالحميد


قال النجاشي: [1] ابراهيم بن عبدالحميد الأسدي مولاهم كوفي أنماطي، و هو أخو محمد بن عبدالله بن زرارة لامه، روي عن أبي عبدالله عليه السلام و أخواه صباح و اسماعيل ابنا عبدالحميد. له كتاب نوادر يرويه عنه جماعة.

و ذكره الشيخ [2] في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام و اخري في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلا: ابراهيم بن عبدالحميد الواقفي، و اخري في أصحاب الرضا عليه السلام قائلا: ابراهيم بن عبدالحميد من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام أدرك الرضا عليه السلام و لم يسمع منه، علي قول سعد بن عبدالله.

و قال الشيخ في الفهرست: [3] ثقة له أصل.

و في تعليقات الشهيد الثاني [4] علي الخلاصة لا منافاة بين حكم الشيخ [الطوسي] بكونه واقفيا و كونه ثقة، و كذلك قول الفضل بن شاذان أنه صالح، فحينئذ فلا يعارض القول بكونه واقفيا.

و قال الكشي: [5] ابراهيم بن عبدالحميد الصنعاني، قال نصر بن الصباح:



[ صفحه 303]



ابراهيم يروي عن أبي الحسن موسي، و عن الرضا، و عن أبي جعفر محمد بن علي [الجواد] عليهم السلام و هو واقف علي أبي الحسن عليه السلام و قد كان يذكر في الأحاديث التي يرويها عن أبي عبدالله عليه السلام في مسجد الكوفة.

و ذكره العلامة [6] في القسم الثاني قائلا: ابراهيم بن عبدالحميد، و ثقه الشيخ في الفهرست، و ذكر شطرا من رجال الشيخ، و قال: فنزلت روايته كذلك.

و ذكره ابن داود [7] في القسم الثاني قائلا: ابراهيم بن عبدالحميد من أصحاب الكاظم عن الفهرست واقفي ثقة، و عندي أن الثقة من رجال الصادق عليه السلام و هو الذي ذكر في الفهرست، و الواقفي من رجال الكاظم عليه السلام و ليس بثقة.

يقول ابن داود: و قال باتحاد ابراهيم بن عبدالحميد الأسدي مع ابراهيم ابن عبدالحميد الصناعي كل من الميرزا و الزنجاني و الكاظمي و الطريحي.


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 20، الرقم 23.

[2] رجال الطوسي: 146، الرقم 78. و 344، الرقم 26. و 366، الرقم 1.

[3] فهرست الطوسي: 7، الرقم 12.

[4] منهج المقال: 22.

[5] رجال الكشي: 446، الرقم 839.

[6] رجال العلامة: 197، الرقم 1.

[7] رجال ابن داود: 226، الرقم 10.


دعاؤه عند غسل يديه


وكان عليه السلام، يدعو بهذا الدعاء، عند غسل يديه مقدمة للوضوء:

«بسم الله، والحمد لله الذي جعل الماء طهورا، ولم يجعله نجسا.»


في الحج


قال الصادق: اذا أردت الحج فجرد قبك لله عزوجل من قبل عزمك من كل شي ء شاغل. و حجب كل حاجب.

و فوض أمورك كلها الي خالقك، و توكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكونك. و سلم لقضائه و حكمه و قدره. و ودع الدنيا و الراحة و الخلق، و اخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، و لا تعتمد علي زادك و راحلتك و اصحابك و قوتك و شبابك و مالك، مخافة ان تصير لك أعداء و وبالا.

ليعلم أنه ليس له قوة و لا حيلة، و لا لأحد الا بعصمة الله تعالي و توفيقه. و استعد استعداد من لا يرجو الرجوع، و أحسن الصحبة، و راع أوقات فرائض الله تعالي و سنن نبيه، و ما يجب عليك من الأدب، و الاحتمال و الصبر و الشكر و الشفقة و السخاء و ايثار الزاد علي دوام الأوقات ثم اغتسل بماء التوبة الخالصة من الذنوب و البس كسوة الصدق و الصفاء و الخضوع و الخشوع، و احرم عن كل شي ء يمنعك عن ذكر الله عزوجل و يحجبك عن طاعته. و لب بمعني اجابة صافية خالصة زاكية لله عزوجل في دعوتك لتمسكك بالعروة الوثقي، و طف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، و هرول هرولة فرا من هواك و تبرؤا من جميع حولك و قوتك، و اخرج من غفلتك و زلاتك ببدنك بخروجك الي مني، و لا تتمن ما لا يحل



[ صفحه 174]



لك و لا تستحقه. و اعترف باخطأ بالعرفان و جدد عهدك عند الله تعالي بوحدانيته و تقرب اليه و اتقه بمزدلفة، و اصعد بروحك الي الملاء الأعلي، بصعودك الي الجبل، و اذبح الهوي و الطمع عند الذبيحة، و ارم الشهوات و الخساسة و الدناءة و افعال الذميمة عند رمي الجمرات، و احلق العيوب الظاهرة و الباطنة. بحلق شعرك و ادخل في أمان الله تعالي و كنفه و ستره و كلائه من متابعة مرادك بدخول الحرم، و زر البيت متحققا لتعظيم صاحبه و معرفته و جلاله و سلطانه و استلم الحجر رضا بقسمته و خضوعا لعظمته، و ودع ما سواه بطوف الوداع وصف روحك و سرك للقاء الله تعالي يوم تلقاه بوقوفك علي الصفا، و كن ذا مروة من الله بغناء أوصافك عند المروة، و استقم علي شروط حجتك وفاء عهدك الذي عاهدت ربك و اوجبته له الي يوم القيامة.

و اعلم بأن الله لم يفترض الحج و لم يخصه من جيمع الطاعات بالاضافة الي نفسه بقوله تعالي: «و لله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. [1] و لا شرع نبيه في خلال المناسك علي ترتيب ما شرعه الا للاستعداد الي الموت و القبر و البعث و القيامة و فضل بيان السبق من دخول الجنة أهلها و دخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها الي آخرها، لأولي الألباب و أولي النهي.



[ صفحه 175]




پاورقي

[1] سورة آل عمران: الآية 97.


ابراهيم ابن المثني


إبراهيم بن المثني الكوفي.

محدث إمامي. روي عنه عبد الله بن مسكان، وإبراهيم بن ميمون.

المراجع:

رجال الطوسي 145 وفيه إبراهيم المثني. تنقيح المقال 1: 29. خاتمة المستدرك 779. معجم رجال الحديث 1: 270. جامع الرواة 1: 30. نقد الرجال 12. مجمع الرجال 1: 63. أعيان الشيعة 2: 202. رجال البرقي 28. منهج المقال 25. منتهي المقال 25. لسان الميزان 1: 95.



[ صفحه 60]




سعيد بن فماذين (المكي)


سعيد بن فماذين، وقيل قماذين، وقيل قدامين، وقيل فما زين المكي، وقيل

الكوفي. إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 204. تنقيح المقال 2: 29. معجم رجال الحديث 8: 128. جامع الرواة 1: 361. نقد الرجال 152. مجمع الرجال 3: 119. أعيان الشيعة 7: 242. منتهي المقال 147. منهج المقال 162.



[ صفحه 40]




محمد بن تمام


محدث إمامي حسن الحال.

روي عنه علي بن رئاب، والحكم بن أيمن الحميري.

المراجع:

رجال الطوسي 283. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 90. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 15: 143. نقد الرجال 296. جامع الرواة 2: 82. مجمع الرجال 5: 171. منهج المقال 288. إتقان المقال 224.


معجزه چيست


لازم است كه چنين سؤالي به دقت مورد بررسي و توجه قرار گيرد، چرا كه تصديق نبوت پيامبران عليهم السلام [و امامت ائمه عليهم السلام] وابسته به معجزه به معناي واقعي آن است.

به نظر مي رسد كه پاسخ چنين سؤالي بسيار آسان باشد، چرا كه در قرآن معجزات پيامبران، بسيار بيان شده است. حال اگر به قرآن مراجعه كنيم مي بينيم كه معجزه ي حضرت موسي عليه السلام «يد بيضا و عصا»، معجزه ي حضرت عيسي عليه السلام «شفا دادن كور و ابرص و زنده نمودن مرده ها»، معجزه ي حضرت ابراهيم عليه السلام «خلقت پرنده» [به اذن خدا] و معجزه ي حضرت محمد صلي الله عليه و آله «قرآن» [كه معجزه ي خالد و دائمي آن حضرت است] بيان شده. با وجود چنين معجزاتي مي توان دريافت كه نشانه ها و معجزات پيامبران عليهم السلام چيزي نيست كه انسان عادي بتواند به تنهايي با تمام نيرو و دانشي كه دارد، آن را به وجود آورد و يا با آن مقابله كند.

براي مثال كدام انسان نيرومند و عالمي مي تواند آتش را سرد و سلامت نمايد، يا چند پرنده را ذبح كند و سپس آنها را بكوبد و آميخته نمايد و بر سر كوه ها قرار دهد [و منقارشان را به دست بگيرد] و سپس آنان را صدا كند و اجزاء هر كدام يكباره جدا شود به هم بپيوندند؟! يا كدام انسان نيرومند و عالمي مي تواند هر زمان كه بخواهد [بدون اعمال سحر] دست در گريبان خود كند و چون آن را خارج مي كند، بسيار نوراني باشد؛ يا عصاي خود را بياندازد و آن به اژدهايي خشمگين تبديل شود و ابزار ساحران را ببلعد؛ يا انسان نابينا و ابرص را شفا دهد و مرده ها را زنده كند؛ يا با دست خود از گل، پرنده اي بسازد و در آن بدمد تا حيوان زنده اي شود؟! و يا كدام انسان نيرومند و عالمي مي تواند كتابي همانند قرآن با آن فصاحت و بلاغت بياورد. و معجزات و نشانه هاي ديگري از پيامبران عليهم السلام كه در قرآن بيان شده است؟ [1] .



[ صفحه 273]



با توجه به مطالب گذشته مي توان فوق معجزه با سحر و جادو و همچنين فرق معجزه با پيشرفت صنعت را اين گونه بيان كرد كه معجزه چيزي برخلاف نواميس طبيعت و خارج از قوانين علت و معلول طبيعي است و تنها بر چيزي تعلق مي گيرد كه امكان وجود ذاتي داشته باشد. بنابراين نبايد انتظار داشت كه چيز غيرممكن به عنوان معجزه امكان پذير باشد، مانند جمع بين نقيضين و ضدين و امثال اينها. از طرفي معجزه بايد به دست شخصيت هاي پاك و الهي صورت گيرد، تا آنها بتوانند مردم را به سوي خدا دعوت و راهنمايي كنند؛ زيرا معجزه عملي است كه از قدرت و توان مردم خارج است و موهبتي است كه خداوند به پيامبران و جانشينان بر حق آنان عطا مي كند. و حال آن كه سحر و جادو فني از فنون [حرام] است كه هر كسي آن را ياد بگيرد مي تواند انجام دهد. در حقيقت سحر يك امر تخيلي است كه براي گمراه نمودن مردم انجام مي گيرد و حقيقت و واقعيتي ندارد.

و اما صنايع پيشرفته ي امروز، همان دانش فني است كه منطبق بر قانون هاي علت و معلولي و قانون هاي جهان طبيعت است، بنابراين كسي كه اين قوانين طبيعي و كيفيت تركيب آنها را با يكديگر بداند به راحتي مي تواند به آنها دست يابد.

عده اي مي گويند: «دانش روز معجزه را نمي پذيرد، چرا كه برخلاف نواميس و قوانين طبيعت و علل و اسباب متعارف صورت مي گيرد و چگونه امكان دارد امور و حوادثي بدون اسباب و علل متعارف انجام گيرد.» سخن اين افراد به چند دليل قابل قبول نيست:

1- قران با بياني روشن متذكر مي شود كه پيامبران صلي الله عليه و آله نشانه ها و معجزاتي كه خرق عادت و برخلاف نواميس و قانون هاي طبيعت بوده است را انجام مي دادند مانند حضرت ابراهيم عليه السلام كه از آتش نجات يافت يا هنگامي كه پرندگاني را ذبح كرد و آنها را كوبيد و درآميخت و هر قسمتي را بر سر كوهي قرار داد و سپس آنان را صدا زد، اجزاي هر حيواني به هم پيوستند و همه ي آنها دوباره زنده شدند؛ حضرت موسي عليه السلام نيز دست در گريبان خود كرد و چون آن را بيرون آورد نوري از آن ساطع شد و يا عصاي خود را بر زمين انداخت و تبديل به اژدها شد؛ و يا حضرت عيسي عليه السلام نيز امراضي مانند كوري و برص را



[ صفحه 274]



شفا مي داد كه طب از آن عاجز بود و بزرگتر از آن مرده ها را زنده مي كرد و يا پرنده اي را با دست خود از گل مي ساخت و روح در آن مي دميد تا زنده شود؛ و امثال اين معجزات از پيامبران عليهم السلام زياد نقل شده است. از سويي علمي كه بر اساس تجربه بشر به دست آيد نه تنها در مقابل وحي صريح قرآن ارزشي ندارد؛ بلكه اين گونه علوم را نمي توان علوم صحيح دانست، چرا كه در مقدمات آنها خطاهاي فراواني وجود دارد.

2- در صورتي كه اين گونه آيات و معجزات امكان وجود ذاتي داشته باشند، دليلي براي انكار آنها وجود نخواهد داشت. به خصوص با توجه به اين كه براي اثبات ادعاي پيامبران و اوصياي آنان نيز چنين معجزاتي لازم است و خداوند نيز از انجام آنها ناتوان نيست؛ زيرا همان گونه كه خداوند مي تواند چيزهايي را با اسباب طبيعي خلق كند، مي تواند چيزهايي بدون اسباب طبيعي نيز خلق نمايد.

آري چيزهايي كه بالذات و يا بالعرض محال و غير ممكن باشد، مانند اين كه خداوند براي خود شريكي قرار دهد و يا جمع بين ضدين و نقيضين نمايد و يا دنيا را داخل يك تخم مرغي قرار دهد بدون آن كه آن تخم مرغ بزرگ شود و يا دنيا كوچك گردد، در معجزات پيامبران نخواهد بود، چرا كه محل قابل نيست و نقص از مقدور است نه از قادر و خالق و اما چيزهايي مثل سخن گفتن سنگ ريزه، دو نيم شدن ماه، حركت درخت و سخن گفتن و شهادت دادن او به رسالت پيامبران صلي الله عليه و اله و امثال اينها مانعي ندارد؛ چرا كه اينها ذاتا ممكن الوجود است و قدرت خداوند نيز مطلق مي باشد و شامل آنها مي شود.

3- اگر ما آيات و معجزات پيامبران عليهم السلام را محال بدانيم و بگوييم اين امور برخلاف مجاري طبيعي و اسباب و مسببات است، حال با چه نشانه اي مي توان ادعاي پيامبران عليهم السلام را ثابت نمود؟ و اگر پيامبران نياز به معجزه نداشته باشند، هر كسي مي تواند ادعاي نبوت و پيامبري كند و در آن صورت شناخت پيامبران راستين و دروغين غير ممكن خواهد بود.

و اگر گفته شود كه وجود صفاتي چون نبوغ و تيزهوشي، فصاحت و بلاغت و امانت و راستي در مدعيان نبوت خود نشانه هايي براي تصديق پيامبري و نبوت آنان است. در



[ صفحه 275]



پاسخ بايد بگوييم كه بيشتر مردم ارزشي براي چنين صفاتي قايل نيستند؛ بنابراين بايد براي عموم مردم، معجزه ي محسوسي به دست پيامبر انجام شود؛ تا براي همگان حجت و برهان قاطع و روشني باشد و همه ي افراد چه عالم و چه جاهل در مقابل آن سر تعظيم فرود مي آورند.

4- چگونه دانش بشر مي تواند با معجزه كه خارج از نواميس طبيعت است منافات داشته باشد، در حالي كه خالق هر دو يكي است خدايي كه با قوانين اسباب عادي و طبيعي قادر به اجراي امور است، بدون اين اسباب طبيعي نيز قادر به اجراي آن امور است؛ و در حقيقت آنچه خارج از اسباب طبيعي باشد، فوق علم و قدرت [و خارج از عادت] ما مي باشد. [و به روشني مي تواند سخن پيامبران را ثابت نمايد]

از سويي هنگامي كه به بعضي از مخلوقات خداوند مي نگريم، در مي يابيم كه برخي از آنها برخلاف اسباب طبيعي به وجود آمده اند. چنان كه در مورد خلقت بشر نخستين يعني آدم و حوا و يا آغاز خلقت آسمان ها و زمين، درختان و آب ها، معادن و فلزات و امثال آنها چنين بوده است؛ و خداوند آنها را از عدم به وجود آورده، بدون اين كه سابقه ي وجودي براي آنها باشد. حال اگر علت وجود يافتن آنها همان قوانين طبيعي و عناصري باشد كه از آن تركيب شده اند، ناموس طبيعي آن عناصر و مواد چه خواهد بود؟

آري علت اين است كه ما انسان ها در خلقت موجودات به دنبال اسباب و قوانين طبيعي مي گرديم، اين است كه اين گونه عادت كرده ايم [و موجودات را از راه اين اسباب طبيعي ديده ايم] اما با كمي دقت و تأمل مي توان دريافت كه هيچ نيازي به وجود اسباب طبيعي نيست، زيرا آن خدايي كه مي تواند موجودات را با اسباب طبيعي خلق كند، قدرت آن را دارد كه بدون اسباب طبيعي نيز خلق نمايد تا براي بندگانش حجتي باشد و به وسيله ي آن، قدرت پروردگار خود را ببيند و نشانه اي براي نبوت پيامبران الهي باشد.

براي تصديق اين معجزات و نشانه هايي كه برخلاف اسباب طبيعي صورت گرفته است، در صورت امكان يا بايد به طور مستقيم آن را ديد، يعني در زمان وقوع آنها حاضر بود و آنها را تصديق كرد يا به وسيله ي نقل صحيح و معتبر افراد صالح، آنها را تصديق نمود.



[ صفحه 276]



بعد از اثبات نيازمندي پيامبران به معجزه و كرامات الهي بايد به اين امر توجه كنيم كه اوصيا و جانشينيان آنان نيز به معجزه و كرامات الهي نياز دارند. چرا كه پيامبران عليهم السلام براي راهنمايي مردم به شناخت و معرفت خدا و پرستش او فرستاده شدند و اوصيا و جانشينان آنان نيز براي راهنمايي مردم نسبت به چگونگي معرفت خدا و عبادت او آمده اند. از اين رو اوصياي الهي نيز بايد همانند پيامبران، داراي معجزه و نشانه اي باشند تا مردم آنان را بپذيرند. از سويي معجزات پيامبران و امامان در وقت نياز انجام مي گيرد و كوچك و بزرگ آن فرقي ندارد؛ بنابراين بين معجزاتي چون زنده كردن مردگان و خلق نمودن پرنده و معجزاتي كه به ظاهر مرتبه ي پايين تري دارند، فرقي وجود ندارد؛ چرا كه قدرت خداوند نسبت به انجام آنها يكسان است و براي خداوند فرقي نمي كند كه مورچه اي را بيافريند و يا كوهي را؛ آسمان ها را خلق كند و يا حشرات و حيوان هاي كوچك را؛ و هيچ انسان دانا و عاقلي نبايد تعجب كند كه به دست پيامبري و يا وصي پيامبري مرده ها زنده شوند و يا خاك طلا گردد و يا آن پيامبر خبرهاي غيبي بدهد و يا به دست او زمين جوشش كند و يا با دعاي او باران ببارد و يا ميوه اي در غير فصل آن برويد و اين معجزات به وجود آيد.

امام صادق عليه السلام نيز كه امام معصوم و منصوب از جانب خداوند هستند؛ براي تنفيذ [و توضيح و نگهداري] شريعت پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله بايد معجزه و نشانه اي براي امامت ايشان وجود داشته باشند تا در صورت نياز و يا هنگامي كه خطري او را تهديد مي كند آن را اظهار نمايد. البته اين اعتقاد شيعيان دوازده امامي است و اما اهل سنت مي گويند: «صادق از اهل بيت و عترت پيامبر صلي الله عليه و آله كساني هستند كه جامع همه فضايل باشند. چنان كه گفتار آنان را در بخش «امام صادق كيست؟» بيان نموديم. بنابراين براي آنان نيز استبعادي ندارد كه معجزات و كراماتي از امام عليه السلام صادر گردد. بلكه علماي اهل سنت نيز خودشان معجزات و كرامت هايي را از امام صادق عليه السلام نقل نمودند.

حال براي اين كه به شخصيت برجسته و مقام والاي آن حضرت نزد خداوند پي ببريم، بخشي از كرامات ايشان را نقل مي كنيم.



[ صفحه 277]



صاحب كتاب «مدينة المعاجز» نزديك به سيصد كرامت و فضيلت [و يا معجزه] براي آن حضرت بيان نموده است و ما بخشي از آنها كه در كتب معتبره و تأليفات ارزشمند علماي بزرگ شيعه و سني جمع آوري شده است و مورد قبول آنهاست را نقل مي نماييم.


پاورقي

[1] مترجم گويد: به راستي پيروان اديان آسماني بايد بپذيرند كه اگر قرآن نام پيامبران گذشته و معجزات آنان را نبرده بود، اينك آنان هيچ دليلي بر حقانيت و حتي وجود آيين و پيامبران خود نداشتند؛ زيرا آنچه در دست آنهاست، براي هيچ انسان عاقلي قابل قبول نيست.