بازگشت

في حكمه و القصار من كلماته


1- قال عليه السلام:

العلم رأس الخير كله.

2- و قال عليه السلام:

وجدت علوم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربك، الثاني أن تعرف ما صنع بك، الثالث أن تعرف ما أراد منك، الرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.

3- و قال عليه السلام:

أكثر الناس قيمة أكثرهم علما.

4- و قال عليه السلام:

كفي بالحلم ناصرا.

5- و قال عليه السلام:

العلماء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين.

6- و قال عليه السلام:

ان هذا العلم عليه قفل و مفتاحه المسألة.

7- و قال عليه السلام:

صحبة عشرين يوما قرابة.

8- و قال عليه السلام:

حديث في حلال و حرام تأخذه من صادق خير من الدنيا و مافيها.

9- و قال عليه السلام:

ان الله بعد له و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين و الرضا، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط.



[ صفحه 140]



10- و قال عليه السلام:

لا يرجع صاحب المسجد بأقل من احدي ثلاث: اما دعاء يدعو به يدخل الله به الجنة، و اما دعاء يدعو به فيصرف الله عنه بلاء الدنيا، و اما اخ يستفيد في الله.

11- و قال عليه السلام:

من اعتدل يوماه فهو مغبون، و من كان غده شر يوميه فهو مفتون و من لم يتفقد النقصان في نفسه دام نقصه، و من دام نقصه فالموت خير له، و من اذنب من غير معتد كان للعفو اهلا.

12- و قال عليه السلام:

لا تكمل هيبة الشريف الا بالتواضع.

13- و قال عليه السلام:

اطلبوا العلم و لو بخوض اللجج و شق المهج.

14- و قال عليه السلام:

من كان الحزم حارسه و الصدق جليسه عظمت بهجته و تمت مروته، و من كان الهوي مالكه و العجز راحمه عافاه عن السلامة و اسلماه الي الهلكة.

15- و قال عليه السلام:

ان شئت ان تكرم فلن، و ان شئت ان تهان فاحش.

16- و قال عليه السلام:

العدل أوسع من الارض.

17- و قال عليه السلام:

و الله ما عبد الله بشي ء افضل من اداء حق المؤمن.



[ صفحه 141]



18- و قال عليه السلام:

الايام ثلاثة: فيوم مضي لا يدرك، و يوم الناس فيه فينبغي ان يغتنموه، و غدا انما في ايديهم أمله.

19- و قال عليه السلام:

ثلاثة يستدل بها علي أصابة الرأي: حسن اللقاء، و حسن الاستماع، و حسن الجواب.

20- و قال عليه السلام:

ان المرء يحتاج في منزله و عياله الي ثلاث خلال يتكلفها و ان لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، و غيرة بتحصن.

21- و سئل عليه السلام:

عن فضيلة لاميرالمؤمنين علي صلوات الله و سلامه عليه لم يشرك فيها غيره؟ فقال عليه السلام: فضل الاقربين بالسبق و سبق الابعدين بالقرابة.

22- و قال عليه السلام:

ثلاثة لا يصيبون الا خيرا: اولو الصمت، و تاركو الشر، و المكثرون ذكر الله عزوجل. و رأس الحزم التواضع. فقال له بعضهم: و ما التواضع؟ قال عليه السلام: ان ترضي من المجلس بدون شرفك، و ان تسلم علي من لقيت، و ان تترك المراء و ان كنت محقا.

23- و قال عليه السلام:

تفقهوا في الدين، فان من لم يتفقه منكم في الدين فهو اعرابي، و ان الله عزوجل يقول في كتابه: «ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون.»



[ صفحه 142]



24- و قال عليه السلام:

المؤمن الذي اذا غضب لم يخرجه غضبه من حق، و اذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، و الذي اذا قدر لم يأخذ اكثر مما له.

25- و قال عليه السلام:

امتحن اخاك عند نعمة تتجدد لك او نائبة تنوبك.

26- و قال عليه السلام:

أكرم نفسك عن هواك.

27- و قال عليه السلام:

استحي من الله بقدر قدرته عليك.

28- و قيل له عليه السلام:

بم يداوي الحرص؟ فقال: لن تنتقم من حرصك بمثل القناعة.

29- و سأله هشام بن الحكم:

ما الدليل علي ان الله واحد؟ فقال عليه السلام: اتصال التدبير و تمام الصنع.

30- و قال عليه السلام:

البهتان علي البري ء اثقل من الجبال الراسيات.

31- و قال عليه السلام:

يأتي علي الناس زمان ليس فيه شي ء اعز من اخ انيس، و كسب درهم حلال.

32- و قال عليه السلام:

ان يسلم الناس من ثلاثة اشياء كانت سلامة شاملة: لسان السوء، و يد السوء، و فعل السوء.



[ صفحه 143]



33- و قال عليه السلام:

الاخوان ثلاثة: مواس بنفسه، و آخر بماله و هما الصادقان في الاخاء، و الاخر يأخذ منك البلغة و يريدك لبعض اللذة فلا تعده من اهل الثقة.

34- و قال عليه السلام:

من لم يكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الايمان: حلم يرد جهل الجاهل، و ورع يحجزه عن طلب المحارم، و خلق يداري به الناس.

35- و قال عليه السلام:

كتاب الله عزوجل اربعة اشياء: علي العبارة، و الاشارة، و اللطائف و الحقائق. فالعبارة للعوام، و الاشارة للخواص، و اللطائف للاولياء، و الحقائق للانبياء.

36- و قال عليه السلام:

من سأل فوق قدره استحق الحرمان.

37- و قال عليه السلام:

العز أن تذل للحق اذا ألزمك.

38- و قال عليه السلام:

من اكرمك فأكرمه، و من استخف بك فاكرم نفسك عنه.

39- و قال عليه السلام:

من اخلاق الجاهل الاجابة قبل أن يسمع، و المعارضة قبل ان يفهم، و الحكم بما لم يعلم.

40- و قال عليه السلام:

يجب للوالدين علي الولد ثلاثة اشياء: شكرهما علي كل حال،



[ صفحه 144]



و طاعتهما فيما يأمرانه به وينهانه عنه في غير معصية الله، و نصيحتهما في السر و العلانية. و يجب للولد علي والده ثلاث خصال: اختيار والدته، و تحسين اسمه، و المبالغة في تأديبه.

41- و قال عليه السلام:

اذا لم يكن في المملوك خصلة من ثلاث فليس لمولاه في امساكه راحة: دين يرشده، او ادب يسوسه، أو خوف يردعه.

42- و قال عليه السلام:

الرجال ثلاثة عاقل و احمق و فاجر، فالعاقل ان كلم اجاب و ان نطق اصاب و ان سمع وعي، و الاحمق ان تكلم عجل و ان حدث ذهل و ان حمل علي القبيح فعل، و الفاجر ان ائتمنته خانك و ان حدثته شانك.

43- و قال عليه السلام:

انه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد.

44- و قال عليه السلام:

ما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم.

45- و قال عليه السلام:

ما عبدالله بمثل نقل الاقدام الي بر الاخوان و زيارتهم.

46- و قال عليه السلام:

من مال الي الصوفية فليس منا و انا منه براء، و من انكرهم و رد عليهم كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله.

47- و قال عليه السلام:

من اعان علي مؤمن بشرط كلمة لقي الله عزوجل و بين عينيه مكتوب: آيس من رحمة الله.



[ صفحه 145]



48- و قال عليه السلام:

من اطاع هواه فقد اطاع عدوه.

49- و قال البراد قيل للمقيت الجرجاني روي عن الصادق عليه السلام انه قال «الحزم سوء الظن» وروي عن ابي جعفر عليه السلام انه قال: «من حسن ظنه روح قلبه» فما هذه المضادة؟ قال: يريدون بسوء الظن ان لا تستتم الي كل احد فتؤد سرك و امانتك، و يريدون بحسن الظن ان لا تسي ء ظنك بأحد اظهر لك نصحا و قال لك جميلا و صح عندك باطنه، و هو مثل قولهم: «احمل امر اخيك علي احسنه حتي يبدو لك ما يغلبك عليه».

50- و قال عليه السلام:

سرك من دمك فلا يجرين في غير أو داجك.

51- و قال عليه السلام:

صدرك اوسع لسرك.

52- و قال عليه السلام:

للصداقة خمسة شروط فمن كانت فيه فانسبوه اليها و من لم تكن فيه فلا تنسبوه الي شي ء منها، و هي: ان يكون زين صديقه زينه، و سريرته له كعلانيته، و الا يغيره عليه مال، و ان يراه اهلا لجميع مودته، و لا يسلمه عند النكبات.

53- و قال عليه السلام:

الانس في ثلاثة: في الزوجة الموافقة، و الولد البار، و الصديق المصافي

54- و قال عليه السلام:

ثلاثة لا يعذر المرء فيها: مشاورة ناصح، و مداراة حاسد،



[ صفحه 146]



و التحبب الي الناس.

55- و قال عليه السلام:

ثلاثة من استعملها افسد دينه و دنياه: من ساء ظنه، و امكن من سمعه، و اعطي قياده حليلته - زوجته -.

56- و قال عليه السلام:

العاقل لا يستخف بأحد، و احق من لا يستخف به ثلاثة: العلماء، و السلطان، و الاخوان. لانه من استخف بالعلماء افسد دينه، و من استخف بالسلطان افسد دنياه، و من استخف بالاخوان افسد مروته.

57- و قال عليه السلام:

لا يستغني اهل كل بلد عن ثلاثة يفزع اليهم في امر دنياهم و آخرتهم فان عدموا ذلك كانوا همجا: فقيه عالم ورع، و امير خير مطاع، و طبيب بصير ثقة.

58- و قال عليه السلام:

العقل ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان.

59- و قال عليه السلام:

العقل دليل المؤمن.

60- و قال عليه السلام:

كمال العقل في ثلاث: التواضع لله، و حسن اليقين، و الصمت الا من خير.

61- و قال عليه السلام:

الجهل في ثلاث: الكبر، و شدة المرء، و الجهل بالله.



[ صفحه 147]



62- و قال عليه السلام:

من لم يستح عند الغيب و يرعو عند الشيب و يخش الله بظهر الغيب فلا خير فيه.

63- و قال عليه السلام:

منع الجود سوء الظن بالمعبود.

64- و قال عليه السلام:

من لم يتفقد النقص في نفسه دام نقصه، و من دام نقصه فالموت خير له.

65- و قال عليه السلام:

المستبد برأيه موقوف علي مداحض الزلل.

66- و قال عليه السلام:

اولي الناس بالعفو اقربهم اقدرهم علي العقوبة، و انقص الناس عقلا من ظلم من دونه و من لم يصفح عمن اعتذر اليه.

67- و قال عليه السلام:

القرآن انيق و باطنه عميق.

68- و قال عليه السلام:

الهوي يقظان و العقل نائم.

69- و قال عليه السلام:

ثلاثة تدل علي كرم المرء: حسن الخلق، و كظم الغيظ. و غض الطرف.

70- و قال عليه السلام:

ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذية.



[ صفحه 148]



71- و قال عليه السلام:

ثلاث خصال من رزقها كان كاملا: العقل، و الجمال، و الفصاحة.

72- و قال عليه السلام:

من رزق ثلاثا نال الغني الاكبر: القناعه بما اعطي، و اليأس مما في ايدي الناس، و ترك الفضول.

73- و قال عليه السلام:

ثلاثة لا تعرف الا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم الا عند الغضب، و لا الشجاع الا عند الحرب، و لا الاخ الا عند الحاجة.

74- و قال عليه السلام:

اربعة لا تشبع من أربعة: ارض من مطر، و عين من نظر، و انثي من ذكر، و عالم من علم.

75- و قال عليه السلام:

ثلاثة يحجزن عن طلب المعالي: قصر الهمة، و قلة الحياء، و ضعف الرأي.

76- و قال عليه السلام:

العلم جنة، و الصدق عز، و الجهل ذل، و الفهم مجد، و الجود نجح، و حسن الخلق مجلبة للمودة، و العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، و الحزم مساءة الظن.

77- و قال عليه السلام:

كثرة النظر في العلم يفتح العقل.

78- و قال عليه السلام:

لا يتم المعروف الا بثلاثة: بتعجيله، و تصغيره، و ستره.



[ صفحه 149]



79- و قال عليه السلام:

لا يقبل الله عملا الا بمعرفة، و لا معرفة الا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة علي العمل، و من لم يعمل فلا معرفة له. الا ان الايمان بعضه من بعض.

80- و كان عليه السلام يتردد عليه رجل من اهل السواد فانقطع عنه، فسأل عنه فقال بعض القوم: انه نبطي - يريد أن يضع منه فقال عليه السلام: اصل الرجل عقله، و حسبه دينه، و كرمه تقواه و الناس في آدم مستوون.

81- و قال عليه السلام:

العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير الطريق، لا يزيده سرعة السير الا بعدا.

82- و قال عليه السلام:

يهلك الله ستة بستة: الامراء بالجور، و العرب بالعصبية، و الدهاقين بالكبر، و التجار بالخيانة، و اهل الرستاق بالجهل، و الفقهاء بالحسد

83- و قال عليه السلام:

من صدق لسانه زكي عمله، و من حسنت نيته زيد في رزقه، و من حسن بره بأهل بيته زيد في عمره.

84- و قال عليه السلام:

تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال علي الله عزوجل هلكة، و الاصرار أمن، و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون.



[ صفحه 150]



85- و قال عليه السلام:

ثلاثة تورث المحبة: الدين، و التواضع، و البذل.

86- و قال عليه السلام:

ثلاثة مكسبة للبغضاء: النفاق، و العجب، و الظلم.

87- و قال عليه السلام:

ثلاثة فيهن البلاغة: التقرب من معني البغية، و التعبد من حشو الكلام، و الدلالة بالقليل علي الكثير.

88- و قال عليه السلام:

احذر من الناس ثلاثة: الخائن، و الظلوم، و النمام. لان من خان لك خانك، ومن ظلم لك سيظلمك، و من نم اليك سينم عليك.

89- و قال عليه السلام:

اللؤم تغافل.

90- و قال عليه السلام:

جاهل سخي افضل من ناسك بخيل.

91- و قال عليه السلام:

من سأل من فوق حقه استحق الحرمان.

92- و قال عليه السلام:

الانتقاد عداوة.

93- و قال عليه السلام:

من طلب الرياسة هلك.

94- و قال عليه السلام:

طلب الحوائج الي الناس استلاب للعز و مذهبة للحياء، و اليأس



[ صفحه 151]



مما في أيدي الناس عز للمؤمن في دينه، و الطمع هو الفقر الحاضر.

95- و قال عليه السلام:

ثلاثة لا يزيد الله بها الرجل المسلم الاعزا: الصفح عمن ظلمه. و الاعطاء لمن حرمه، و الصلة لمن قطعه.

96- و قال عليه السلام:

المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، و اذا رضي لم يدخله رضاه عن باطل.

97- و قال عليه السلام:

لا تغتب فتغتب، و لا تحفر لاخيك حفرة فتقع فيها، فانك كما تدين تدان.

98- و قال عليه السلام:

عجبت لمن يبخل بالدنيا و هي مقبلة عليه او يبخل عليها و هي مدبرة عنه، فلا الانفاق مع الاقبال يضره و لا الامساك مع الادبار ينفعه.

99- و قال عليه السلام:

اغني الغني من لم يكن للحرص اسيرا.

100- و قال عليه السلام:

اربعة تذهب ضياعا: الاكل بعد الشبع، و السراج في القمر، و الزرع في السبخة، و الصنيعه عند غير اهلها.

101- و قال عليه السلام:

من اخلاق الجاهل الاجابة قبل ان يسمع، و المعارضة قبل ان يفهم، و الحكم بما لا يعلم.



[ صفحه 152]



102- و قال عليه السلام:

من لم يخف الله اخافه الله من كل شي ء.

103- و قال عليه السلام:

من لم يقيد ألفاظه يندم.

104- و قال عليه السلام:

قلة الصبر فضيحة.

105- و قال عليه السلام:

لا تكونن اول مشير، و اياك و الرأي الفطير.

106- و قال عليه السلام:

اولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم دونه، و لم يصفح عمن اعتذر اليه.

107- و قال عليه السلام:

افشاء السر سقوط.

108- و قال عليه السلام:

من كان الحزم حارسه و الصدق جليسه عظمت بهجته و تمت مروته.

109- و قال عليه السلام:

من زرع العداوة حصد ما بذر.

110- و قال عليه السلام:

ان مما اعان الله علي الكذابين النسيان.

111- و قال عليه السلام:

آفة الدين الحسد و العجب و الفخر.



[ صفحه 153]



112- و قال عليه السلام:

ان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب.

113- و قال عليه السلام:

ان السفه خلق لئيم، يستطيل علي من دونه و يخضع لمن فوقه.

114- و قال عليه السلام:

من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

115- و قال له ابوحنيفة: يا اباعبدالله ما اصبرك علي الصلاة؟! فقال عليه السلام: ويحك يا نعمان أما علمت ان الصلاة قربان كل تقي و ان الحج جهاد كل ضعيف، و لكل شي ء زكاة و زكاة البدن الصيام، و افضل الاعمال انتظار الفرج من الله، و الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، فاحفظ هذه الكلمات يا نعمان.

116- و قال عليه السلام:

من التواضع ان تسلم علي من لقيت.

117- و قال عليه السلام:

من اذنب من غير ذنب كان للعفو أهلا.

118- و قال عليه السلام:

ان الصبر و الصدق و الحلم و حسن الخلق من اخلاق الأنبياء، و ما يوضع في ميزان امري ء يوم القيامة شي ء افضل من حسن الخلق.

119- و قال عليه السلام:

يسلم الراكب علي الماشي و الماشي علي القاعد، و اذا لقيت جماعة جماعة سلم الاقل علي الاكثر، و اذا لقي واحد جماعة سلم الواحد علي الجماعة.



[ صفحه 154]



120- و قال عليه السلام:

اياك و سقطة الاسترسال.

121- و قال عليه السلام:

ان خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال: اذا أحسن استبشر، و اذا أساء استغفر، و اذا اعطي شكر، و اذا ابتلي صبر، و اذا ظلم غفر.

122- و قال عليه السلام:

مروة المرء في نفسه نسب لعقبه و قبيلته.

123- و قال عليه السلام:

شرف المؤمن قيام الليل، و عزه استغناؤه عن الناس.

124- و قال عليه السلام:

لا يري احدكم اذا ادخل علي مؤمن سرورا انه عليه ادخله فقط بل والله علينا، بل والله علي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم.

125- و قال عليه السلام:

المسجون من سجنته دنياه عن آخرته.

126- و قال عليه السلام:

ان الله بعد له و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين و الرضا، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط.

127- و قال عليه السلام:

من لم يستح من طلب الحلال خفت مونته و نعم اهله.

128- و قال عليه السلام:

اياكم و المزاح فانه يذهب بماء الوجه و مهابة الرجال.



[ صفحه 155]



129- و قال عليه السلام:

لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات، فتشغلوا اذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت.

130- و قال عليه السلام:

طلب الحوائج الي الناس استلاب للعز و مذهبة للحياء، و اليأس مما في ايدي الناس عز للمؤمن في دينه، و الطمع هو الفقر الحاضر.

131- و قال عليه السلام:

الخشية ميراث العلم، و العلم شعاع المعرفة و قلب الايمان، و من حرم الخشية لا يكون عالما و ان شق الشعر في متشابهات العلم.

132- و قال عليه السلام:

كفي بخشية الله علما، و كفي بالاغترار جهلا.

133- و قال عليه السلام:

من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه.

134- و قال عليه السلام:

عليك باخوان الصدق، فانهم عدة عند الرخاء و جنة عند البلاء.

135- و قال عليه السلام:

لم يستزد بمحبوب بمثل الشكر، و لم يستنقص من مكروه بمثل الصبر.

136- و قيل له عليه السلام:

ما المروة؟ فقال عليه السلام: ألا يراك الله حيث ينهاك، و لا يفقدك حيث امرك.

137- و قال عليه السلام:

من قنع مما رزقه الله فهو اغني الناس.



[ صفحه 156]



138- و قال عليه السلام:

ما اوسع العدل و ان قل.

139- و قال عليه السلام:

ثلاث من مكارم الدنيا و الآخرة: تعفو عمن ظلمك، و تصل من قطعك، و تحلم اذا جهل عليك.

140- و قيل: ما حد حسن الخلق؟ فقال عليه السلام: تلين جناحك، و تطيب كلامك، و تلقي اخاك ببشر.

141- و قال عليه السلام:

لا ايمان لمن لا حياء له.

142- و قال عليه السلام:

للفضيل بن العياض [1] اتدري من الشحيح؟ قال: هو البخيل.



[ صفحه 157]



فقال عليه السلام: الشح اشد من البخل، ان البخيل يبخل بما في يده و الشحيح يشح علي ما في أيدي الناس و علي ما في يده حتي لا يري في ايدي الناس شيئا الا تمني ان يكون له بالحل و الحرام، لا يشبع و لا ينتفع بما رزقه الله.

143- و قال عليه السلام:

صدقة يحبها الله اصلاح بين الناس اذا تفاسدوا، و تقارب بينهم اذا تباعدوا.

144- و قال عليه السلام:

من كف يده عن الناس فانما يكف يدا واحدة و يكفون ايدي كثيرة.

145- و قال عليه السلام:

من عامل الناس فلم يظلمهم و حدثهم فلم يكذبهم و وعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته و كملت مروته و ظهر عدله و وجبت اخوته.

146- و قال عليه السلام:

من فرط تورط، و من خاف العاقبة تثبت عن الدخول فيما لا يعلم.

147- و قال عليه السلام:

من هجم علي امر بغير علم جدع انف نفسه.



[ صفحه 158]



148- و قال عليه السلام:

لا شي ء احسن من الصمت، و لا عدو أضر من الجهل، و لا داء ادوي من الكذب.

149- و قال عليه السلام:

صلة الارحام تحسن الخلق، و تطيب النفس، و تزيد في الرزق، و تنسي ء في الاجل.

150- و قال عليه السلام:

المؤمن مألوف، و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف.

151- و قال عليه السلام:

حرم الحريص خصلتين و لزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، و حرم الرضا فافتقد اليقين.

152- و قال عليه السلام:

النوم راحة للجسد، و النطق راحة للروح، و السكوت راحة للعقل.

153- و قال عليه السلام:

اذا زار المسلم المسلم قيل له: ايها الزائر طبت و طابت لك الجنة.

154- و قال عليه السلام:

اعبد الناس من اقام الفرائض، و أورع الناس من وقف عند الشبهة، أزهد الناس من ترك الحرام، اشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.

155- و قال عليه السلام:

الفقر هو الموت الاحمر.



[ صفحه 159]



156- و قال عليه السلام:

اني رأيت المعروف لا يتم الا بثلاث: تعجيله، و ستره، و تصغيره.

157- و قال عليه السلام:

اياك و خصلتين الضجر و الكسل، فانك ان ضجرت لم تصبر علي حق، و ان كسلت لم تؤد حقا.

158- و قال عليه السلام:

من كان الهوي مالكه و العجز راحته عاقاه عن السلامة و اسلماه الي الهلكة.

159- و قال عليه السلام:

من خاف الله كل لسانه.

160- و قال عليه السلام:

من ايقظ فتنة فهو آكلها.

161- و قال عليه السلام:

من احتفر لاخيه بئرا سقط فيها.

162- و سئل عليه السلام:

لماذا خلق الله الخلق؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي لم يخلق خلقه عبثا و لم يتركهم سدي، بل خلقهم لاظهار قدرته و ليكلفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، و ما خلقهم ليجلب منهم منفعة و لا ليدفع بهم مضرة، بل خلقهم لينفعهم و يوصلهم الي نعيم الابد.

163- و قال عليه السلام:

اتقوا الله في الضعيفين - بعني بذلك اليتيم و النساء -.



[ صفحه 160]



164- و قال عليه السلام:

لا خير في الدنيا الا لاحد رجلين: رجل يزداد في كل يوم احسان، و رجل يتدارك ذنبه بالتوبة، و اني له بالتوبة، و الله لو سجد حتي ينقطع عنقه ما قبل الله منه الا بولايتنا.

165- و قال عليه السلام:

في الجيد دعوتان وفي الردي دعوتان، يقال لصاحب الجيد بارك الله فيك و فيمن باعك، و يقال لصاحب الردي لا بارك الله فيك و لا في من باعك.

166- و قال عليه السلام:

للمفضل بن يزيد: انهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال: ان تدين الله بالباطل، و تفتي الناس بما لا تعلم.

167- و قال عليه السلام:

منهومان لا يشبعان: منهوم علم، و منهوم مال.

168- و قال عليه السلام:

بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، و عفوا عن نساء الناس تعفوا نساؤكم.

169- و قال عليه السلام:

امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، و عند اسرارهم كيف حفظهم لها من عدونا، و الي اموالهم كيف مواساتهم لاخوانهم فيها.

170- و قال عليه السلام:

عليكم بالتفقه في دين الله و لا تكونوا أعرابا، فان من لم يتفقه في الذين لم ينظر الله اليه يوم القيامة و لم يزك عملا.



[ صفحه 161]



171- و قيل له عليه السلام:

رجل راوية لحديثكم يبحث ذلك في الناس و يسدده في قلوب شيعتكم، و لعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية ايهما افضل؟ قال: الراوية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا افضل من ألف عابد.

172- و قال عليه السلام:

اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شي ء.

173- و قال عليه السلام:

ما من احد يموت من المؤمنين احب الي ابليس من موت فقيه.

174- و قال عليه السلام:

لوددت ان اصحابي ضربت علي رؤوسهم بالسياط حتي يتفقهوا.

175- و قال عليه السلام:

ثلاث خصال هن اشد ما عمل به العبد: انصاف المؤمن من نفسه، و مواساة المرء بأخيه، و ذكر الله علي كل حال. قيل له: فما معني ذكر الله علي كل حال؟ قال عليه السلام: يذكر الله عند كل معصية يهم بها فيحول بينه و بين المعصية.

176- و سئل عليه السلام:

عن الفلاحين؟ فقال: هم الزارعون كنوز الله في ارضه، و ما في الاعمال شي ء احب الي الله من الزراعة، و ما بعث نبيا الا زارعا...

177- و سأله عليه السلام رجل:

أني أردت أن اتزوج أمرأة و ان أبوي أرادا غيرها. فقال عليه السلام: تزوج التي هويت ودع التي هوي ابواك.



[ صفحه 162]



178- و قال عليه السلام:

من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحنة أذنه، [2] و لا يمتدح بنا معلنا و لا يواصل لنا مغضبا و لا يخاصم لنا وليا و لا يجالس لنا عائبا.

قال له مهزم [3] فكيف اصنع بهؤلاء المتشيعة؟ قال عليه السلام: فيهم التمحيص و فيهم التمييز و فيهم التنزيل، تأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم و اختلاف يبددهم، شيعتنا من لا يهر هرير [4] الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل و ان مات جوعا.

قلت: فأين اطلب هؤلاء؟: قال عليه السلام: اطلبهم في اطراف الأرض، اولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة دارهم، الذين ان شهدوا لم يعرفوا، و ان غابوا لم يفتقدوا، و ان مرضوا لم يعادوا، و ان خطبوا لم يزوجوا، و ان رأوا منكرا أنكروا، و ان خاطبهم جاهل سلموا، و ان لجأ اليهم ذو الحاجة منهم رحموا، و عند الموت هم لا يحزنون. لم تختلف قلوبهم و ان رأيتهم اختلف بهم البلدان.

179- و قال عليه السلام:

ما من مجلس اجتمع فيه ابرار و فجار فيقومون علي غير ذكر الله الا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة.



[ صفحه 163]



180- و قال عليه السلام:

ان الله تعالي ركب العقل في الملائكة بدون الشهوة، و ركب الشهوة في البهائم بدون العقل، و ركبها جميعا في بني آدم. فمن غلب عقله علي شهوته كان خيرا من الملائكة، و من غلبت شهوته علي عقله كان شرا من البهائم.

181- و قال عليه السلام:

اذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد و وضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح علي دماء الشهداء.

182- و قال عليه السلام:

العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير طريق، و لا يزيده سرعة السير الا بعدا.

183- و سئل عليه السلام:

ما بال الزاني لا يسمي كافرا و تارك الصلاة يسمي كافرا؟ قال عليه السلام: لان الزاني يعمل ذلك لمكان الشهوة لانها تغلبه، و تارك الصلاة لا يتركها الا استخفافا بها.

184- و قال عليه السلام:

العبد المؤمن اذا اذنب ذنبا اجله الله سبع ساعات فان استغفر الله لم يكتب عليه و ان مضت الساعات و لم يستغفر كتبت عليه السيئة، و ان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتي يستغفر ربه فيغفر له، و ان الكافر لينساه من ساعته.



[ صفحه 164]



185- و قال عليه السلام:

من اساء خلقه عذب نفسه.

186- و قال عليه السلام:

اذا أراد الله تبارك و تعالي بعبد خيرا زهده في الدنيا و فقهه في الدين و بصره عيوبه، و من اوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة.

187- و قال عليه السلام:

خمس من خمسة محال: النصيحة من الحاسد محال، و الشفقة من العدو محال، و الحرمة من الفاسق محال، و الوفاء من المرأة محال، و الهيبة من الفقر محال.

188- و قال عليه السلام:

ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح يستغفر له، و مصحف يقرأ فيه، و قليب يحفره، و غرس يغرسه، و صدقة ماء يجريه، و سنة حسنة يؤخذ بها بعده.

189- و قال عليه السلام:

ستة لا تكون في المؤمن: العسر، و النكر، و اللجاجة، و الكذب، و الحسد، و البغي.

190- و قال عليه السلام:

المحمدية السمحة اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و صيام شهر رمضان و حج البيت و الطاعة للامام و اداء حقوق المؤمن، فان من حبس حق المؤمن اقامه الله يوم القيامة خمسمائة علي رجليه حتي يسيل من عرقه او دية، ثم ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه، فيوبخ اربعين عاما ثم يؤمر به الي نار جهنم.



[ صفحه 165]



191- و سأله:

المعلي بن خنيس: ما حق المؤمن علي المؤمن؟ قال: سبعة حقوق واجبات ما فيها حق الا و هو واجب عليه ان خالفه خرج من ولاية الله و ترك طاعته و لم يكن لله عزوجل فيه نصيب. قال: قلت جعلت فداك حدثني ما هي؟ قال: يا معلي اني شفيق عليك اخشي ان تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل. قلت: لا قوة الا بالله. قال: ايسر منها ان تحب له ما تحب لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك، و الحق الثاني ان تمشي في حاجته و تبتغي رضاه و لا تخالف قوله، و الحق الثالث ان تصله بنفسك و مالك و يدك و رجلك و لسانك، و الحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و قميصه، و الحق الخامس ان لا تشبع و يجوع و لا تلبس و يعري و لا تروي و يظمأ، و الحق السادس ان يكون لك امرأة و خادم و ليس لاخيك امرأة و لا خادم ان تبعث خادمك فتغسل ثيابه و تصنع طعامه و تمهد فراشه، فان ذلك كله انما جعل بينك و بينه. و الحق السابع ان تبر قسمه و تجيب دعوته و تشهد جنازته و تعوده في مرضه و تشخص بذلك في قضاء حاجته و لا تحوجه الي ان يسألك و لكن تبادر الي قضاء حوائجه، فاذا فعلت ذلك به وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولاية الله عزوجل.

192- و قال عليه السلام:

ان من العلماء من يحب ان يخون علمه و لا يؤخذ عنه، فذاك في الدرك الاسفل من النار.

«و من العلماء» من اذا وعظ انف و اذا وعظ عنف، فذاك في الدرك الثاني من النار.



[ صفحه 166]



«و من العلماء» من يري أن يضع العلم عند ذوي الثروة و الشرف و لا يري له في المساكين وضعا، فذاك في الدرك الثالث من النار.

«و من العلماء» من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين، فان رد عليه شي ء من قوله او قصر في شي ء من أمره غضب، فذاك في الدرك الرابع من النار.

«و من العلماء» من يطلب احاديث اليهود و النصاري ليعزز به و يكثر به حديثه، فذاك في الدرك الخامس من النار.

«و من العلماء» من يضع نفسه للفتيا و يقول سلوني و لعله لا يصيب حرفا واحدا و الله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار.

«و من العلماء» من يتخذ علمه مروة و عقلا فذاك في الدرك السابع من النار.

193- و قال عليه السلام:

من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم، و من هجم علي امر بغير علم جدع انف نفسه. [5] .

194- و قال عليه السلام:

ازالة الجبال اهون من ازالة قلب عن موضعه.

195- و قال عليه السلام:

لرجلين تخاصما بحضرته: اما انه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم، و من يفعل بالسوء بالناس فلا ينكر السوء اذا فعل بحضرته.



[ صفحه 167]



196- و قال عليه السلام:

المؤمن لا يغلبه فرجه [6] و لا يفضحه بطنه.

197- و قال عليه السلام:

كلما حجب الله عن العباد فموضوع عنهم حتي يعرفهموه.

198- و سأله:

رجل أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة و لا يطول عليه؟ فقال: لا تكذب.

199- و قيل له عليه السلام:

ما البلاغة؟ فقال عليه السلام: من عرف شيئا قل كلامه فيه، و انما سمي البليغ لانه يبلغ حاجته بأهون سعيه.

200- و قال عليه السلام:

ما اقبح الانتقام بأهل الاقدار. [7] .

201- و قال عليه السلام:

من ائتمن خائنا علي امانة لم يكن له ضمان علي الله. [8] .

202- و قال عليه السلام:

الحياء علي وجهين: فمنه ضعف، و منه قوة و اسلام و ايمان.



[ صفحه 168]



203- و قال عليه السلام:

تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة. [9] .

204- و قال عليه السلام:

من ملك نفسه اذا غضب و اذا رغب و اذا رهب و اذا اشتهي حرم الله جسده علي النار.

205- و قال عليه السلام:

ما من شي ء الا و له حد. قيل: فما حد اليقين؟ قال عليه السلام: ان لا تخاف شيئا.

206- و قال عليه السلام:

ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الاعداء و لا يتحمل الاصدقاء [10] ، بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة.

207- و قال عليه السلام:

ان العلم خليل المؤمن، و الحلم وزيره، و الصبر امير جنوده، و الرفق اخوه، و اللين والده.

208- و قال له عليه السلام:

ابوعبيدة: [11] ادع الله لي ان لا يجعل رزقي علي ايدي



[ صفحه 169]



العباد. فقال عليه السلام: ابي الله عليك ذلك الا ان يجعل ارزاق العباد بعضهم من بعض، و لكن ادع الله أن يجعل رزقك علي أيدي خيار خلقه فانه من السعادة، و لا يجعله علي أيدي شرار خلقه فانه من الشقاوة.

209- و قال عليه السلام:

من اوثق عري الايمان ان تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله.

210- و قيل له عليه السلام:

قوم يعملون بالمعاصي و يقولون نرجو فلا يزالون كذلك حتي تأتيهم الموت. فقال عليه السلام: هؤلاء قوم يترجحون في الاماني كذبوا ليس يرجون، ان من رجا شيئا طلبه و من خاف من شي ء هرب منه.

211- و قيل له عليه السلام:

من اكرم الخلق علي الله؟ فقال عليه السلام: اكثرهم ذكرا لله و اعلمهم بطاعة الله. قلت: فمن ابغض الخلق الي الله؟ قال عليه السلام: من يتهم الله. قلت: احديتهم الله؟ قال عليه السلام: نعم من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط فذلك يتهم الله. قلت: و من؟ قال: يشكو الله. قلت: واحد يشكوه؟ قال عليه السلام: نعم، من اذا ابتلي شكي بأكثر مما اصابه. قلت: و من؟ قال عليه السلام: اذا أعطي لم يشكر و اذا ابتلي لم يصبر. قلت: فمن اكرم الخلق علي الله؟ قال عليه السلام: من اذا اعطي شكر و اذا ابتلي صبر.

212- و سئل عليه السلام:

عن صفة العدل من الرجل؟ فقال عليه السلام: اذا غض طرفه



[ صفحه 170]



عن المحارم و لسانه عن المآثم و كفه عن المظالم.

213- و قال عليه السلام:

ان الله قد جعل كل خير في التزجية. [12] .

214- و قال عليه السلام:

في قول الله عزوجل: «اتقوا الله حق تقاته» قال: يطاع فلا يعصي و يذكر فلا ينسي و يشكر فلا يكفر.

215- و قال عليه السلام:

ضحك المؤمن تبسم.

216- و قال عليه السلام:

انفع الأشياء للمرء سبقه الناس الي عيب نفسه، و اشد شي ء مؤنة اخفاء الفاقة.

217- و قال عليه السلام:

من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه.

218- و قال عليه السلام:

من تعلق قلبه بحب الدنيا تعلق من ضررها بثلاث خصال: هم لا يفني، و امل لا يدرك، و رجاء لا ينال.

219- و قال عليه السلام:

الناس سواسية كأسنان المشط، و المرء كثير بأخيه [13] و لا خير



[ صفحه 171]



في صحبة من لم يرلك مثل الذي يري لنفسه.

220- و قال عليه السلام:

كل حديث جاوز اثنين فاش. [14] .

221- و قال عليه السلام:

كفي بالمرء خزيا ان يلبس ثوبا يشهره.

222- و قال عليه السلام:

لا تكون مؤمنا حتي تكون خائفا راجيا، و لا تكون خائفا راجيا حتي تكون عاملا لما تخاف و ترجو.

223- و قال عليه السلام:

ليس الايمان بالتخلي و لا بالتمني و لكن الايمان ما خلص في القلوب و صدقته الاعمال.

224- و قال عليه السلام:

الناس في التوحيد علي ثلاثة اوجه: مثبت و ناف و مشبه، فالنافي مبطل، و المثبت مؤمن، و المشبه مشرك.

225- و سئل عليه السلام:

اين طريق الراحة؟ فقال عليه السلام: في خلاف الهوي. قيل فمتي يجد عبد الراحة؟ فقال عليه السلام: عند اول يوم يصير في الجنة.

226- و قال عليه السلام:

طعم الماء الحياة، و طعم الخبز القوة، و ضعف البدن و قوته من



[ صفحه 172]



شحم الكليتين [15] و موضع العقل الدماغ، و القسوة و الرقة في القلب.

227- و قال عليه السلام:

المشي المستعجل يذهب ببهاء المؤمن و يطفي نوره.

228- و قال عليه السلام:

أن صلة الرحم و البر ليهونان الحساب و يعصمان من الذنوب، فصلوا اخوانكم و بروا اخوانكم و لو بحسن السلام ورد الجواب.

229- و قال عليه السلام:

الاكل علي الشبع يورث البرص.

230- و قال عليه السلام:

كثرة السحت يمحق الرزق. [16] .

231- و قال عليه السلام:

المروة مروتان مروة الحضر و مروة السفر، فأما مروة الحضر فتلاوة القرآن و حضور المساجد و صحبة أهل الخير و النظر في التفقه، و أما مروة السفر فبذل الزاد و المزاح في غير ما يسخط الله و قلة الخلاف علي من صحبك و ترك الرواية عليهم اذا أنت فارقتهم.

232- و قال عليه السلام:

ان ضارب علي عليه السلام بالسيف و قاتله لو ائتمنني و استنصحي



[ صفحه 173]



و استشارني ثم قبلت ذلك منه لاديت اليه الامانة.

233- و سئل عليه السلام:

يجوز ان يزكي الرجل نفسه؟ قال: نعم اذا اضطر اليه، اما سمعت قول يوسف: «اجعلني علي خزائن الأرض اني حفيظ عليم» و قول العبد الصالح: «انا لكم ناصح أمين»

234- و قال عليه السلام:

المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضي لا يدري ما يصنع الله فيه، و عمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح الا خائفا و لا يصلحه الا الخوف.

235- و قال عليه السلام:

لا تكونن دوارا في الاسواق. [17] .

236- و قال عليه السلام:

لا تكلم بما لا يعنيك ودع عنك كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتي تجد له موضعا، فرب متكلم تكلم بالحق بما يعنيه في غير موضعه فتعب، و لا تمارين سفيها و لا حليما فان الحليم يغلبك و السفيه يرديك و اذكر اخاك اذا تغيب بأحسن ما تحب ان يذكرك به اذا تغيبت عنه فان هذا هو العمل، و اعمل عمل من يعلم انه مجزي بالاحسان مأخوذ بالاجرام.



[ صفحه 174]



237- و قال عليه السلام:

المعروف زكاة النعم، والشفاعة زكاة الجاه، و العلل زكاة الابدان، و العفو زكاة الظفر، و ما اديت زكاته فهو مأمون السلب.

238- و قال عليه السلام:

استحسنوا اسماءكم، فانكم تدعون بها يوم القيامة.

239- و قال له يونس: [18] .

لولائي لكم و ما عرفني الله من حقكم احب الي من الدنيا بحذافيرها. قال يونس: فتبينت الغضب فيه ثم قال عليه السلام: يا يونس قستنا بغير قياس، ما الدنيا و ما فيها هل هي الاسد فورة او ستر عورة، و انت لك بمحبتنا الحياة الدائمة.

240- و قال عليه السلام:

اذا أقبلت دنيا قوم كسوا محاسن غيرهم، و اذا ادبرت سلبوا محاسن انفسهم.

241- و قال عليه السلام:

دع ابنك يلعب سبع سنين و يودب سبعا و الزمه نفسك سبع سنين، فان افلح و الا فانه لا خير فيه.



[ صفحه 175]



242- و قال عليه السلام:

مروا صبيانكم بالصلاة اذا كانوا أبناء سبع سنين، و اضربوهم اذا كانوا أبناء تسع سنين، و فرقوا بينهم في المضاجع اذا كانوا أبناء عشر سنين.

243- و قال عليه السلام:

لا خير فيمن لا يحب جمع المال من حلال فيكف به وجهه و يقضي به دينه.

244- و قال عليه السلام:

غسل الاناء و كسح الفناء مجبلة للرزق.

245- و قال عليه السلام:

ان من تمام التحية المصافحة، و تمام التسليم علي المسافر المعانقة.

246- و قال عليه السلام:

اذا دعي احدكم الي الطعام فلا يستتبعن ولده، فانه ان فعل اكل حراما و دخل عاصيا.

247- و قال عليه السلام:

رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام.

248- و قال عليه السلام:

لا تطلع من سرك الاعلي ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فان الصديق ربما كان عدوا. [19] .



[ صفحه 176]



249- و قال عليه السلام:

خلتان من لزمهما دخل الجنة. فقيل: و ما هما؟ قال: احتمال ما تكره اذا أحبه الله، و ترك ما تحب اذا كرهه الله. فقيل له: من يطيق ذلك؟ فقال: من هرب من النار الي الجنة.

250- و قال عليه السلام:

لا تخالطن من الناس خمسة: الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك، و الكذاب فان كلامه كالسراب يقرب منك البعيد و يباعد منك القريب و الفاسق فانه يبيعك بأكلة أو شربة، و البخيل فانه يخذلك احوج ما تكون اليه، و الجبان فانه يسلمك و يتسلم الدية.

251- و قال عليه السلام:

من غضب عليك ثلاث مرات فلم يقل فيك سوءا فاتخذه لك خلا، و من أراد ان تصفو له مودة اخيه فلا يمارينه و لا يمازحنه و لا يعده ميعادا فيخلفه.

252- و قال عليه السلام:

ما توسل الي احد بوسيلة و لا تذرع بذريعة هي احب الي و لا اقرب مني من يد اسلفته اياها اتبع بها اختها لاحسن ربها و حفظها اذا كان منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل. و ما سمحت نفسي برد بكر الحوائج.

253- و قال عليه السلام:

لا تنظروا الي طول ركوع الرجل و سجوده، فان ذلك شي ء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، و لكن انظروا الي صدق حديثه و امانته.



[ صفحه 177]



254- و قال عليه السلام:

للمفضل: اياك و السفلة فانما شيعة علي عليه السلام من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه.

255- و قال عليه السلام:

ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل. [20] .

256- و سئل عليه السلام:

عن الدليل علي الخالق؟ فقال صلوات الله عليه: ما بالناس من حاجة. [21] .

257- و قال عليه السلام:

المؤمن يداري و لا يماري.

258- و قال عليه السلام:

ان من اجاب عن كل ما يسأل لمجنون.

259- و قال عليه السلام:

لا تفتش الناس فتبقي بلا صديق.

260- و قال عليه السلام:

من حب الرجل دينه حبه اخوانه.

261- و قال عليه السلام:

المن يهدم الصنيعة.



[ صفحه 178]



262- و قال عليه السلام:

ضمنت لمن اقتصد ان لا يفتقر.

263- و قال عليه السلام:

تقربوا الي الله بمواساتكم مع اخوانكم.

264- و قال عليه السلام:

مجاملة الناس ثلث العقل.

265- و قال عليه السلام:

تهادوا تحابوا، فان الهدية تذهب بالضغائن.

266- و قال عليه السلام:

لن يهلك امرء عن مشورة.

267- و قال عليه السلام:

انهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال: ان تدين الله بالباطل، أو تفتي الناس بما لا تعلم.

268- و قال عليه السلام:

من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن له قرين مرشدا استمكن عدوه من عنقه.

269- و قال عليه السلام:

مع التثبت تكون السلامة، و مع العجل تكون الندامة.

270- و قال عليه السلام:

خمس هن كما اقول: ليست لبخيل راحة، و لا لحسود لذة، و لا لملول وفاء، و لا لكذاب مروة، و لا يسود سفيه.



[ صفحه 179]



271- و قال عليه السلام:

الصبر رأس الايمان.

272- و قال عليه السلام:

اصل الرجل عقله و حسبه دينه.

273- و قال عليه السلام:

استنزل الرزق بالصدقة.

274- و قال عليه السلام:

التقدير نصف العقل.

275- و قال عليه السلام:

اربعة القليل منها كثير: النار، و العداوة، و الفقر، و المرض.

276- و قال عليه السلام:

من سل سيف البغي قتل به.

277- و قال عليه السلام:

من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا.

278- و قال عليه السلام:

رضي الناس لا يملك و ألسنتهم لا تضبط.

279- و قال عليه السلام:

ديننا الورع و العفة و حسن الصحبة و حسن الجوار.

280- و قال عليه السلام:

خير المسلمين من وصل و اعان و نفع.

281- و قال عليه السلام:

حقد المؤمن مقامه و حقد الكافر دهره.



[ صفحه 180]



282- و قال عليه السلام:

حسب البخيل سوء الظن بربه.

283- و قال عليه السلام:

اذا فشت اربعة ظهرت اربعة: اذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، و اذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، و اذا جار الحاكم في القضاء امسك القطر من السماء، و اذا خفرت الذمة نصر المشركون علي المسلمين.

284- و قال عليه السلام:

ما عبدالله بأفضل من الصمت و المشي الي بيته.

285- و قال عليه السلام:

ثلاثة من عاداهم ذل: الوالد، و السلطان، و الغريم.

286- و قال عليه السلام:

كم من مغرور بما قد انعم الله عليه، و كم من مستدرج بستر الله عليه، و كم مفتون بثناء الناس عليه.

287- و قال عليه السلام:

العافية نعمة خفية اذا وجدت نسيت و اذا فقدت ذكرت.

288- و قال عليه السلام:

العافية نعمة يعجزها الشكر.

289- و قال عليه السلام:

من ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه.

290- و قال عليه السلام:

حرم الحريص خصلتين و لزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، و حرم الرضا فافتقد اليقين.



[ صفحه 181]



291- و قال عليه السلام:

من لم يقدم الامتحان قبل الثقة و الثقة قبل الانس اثمرت مودته ندما.

292- و قال عليه السلام:

ان الدعاء انفذ من السنان.

293- و قال عليه السلام:

السلام تطوع و الرد فريضة.

294- و قال عليه السلام:

من كثر همه سقم بدنه.

295- و قال عليه السلام:

من ساء خلقه عذب نفسه.

296- و قال عليه السلام:

من كثر كلامه كثر سقطه.

297- و قال عليه السلام:

من أتي ذنبا فتضعضع له ليصيب عن دنياه فقد ذهب ثلثا دينه.

298- و قال عليه السلام:

من اراد عزا بلا عشيرة و غنا بلا مال و هيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته.

299- و قال عليه السلام:

ما انزلت الدنيا من نفسي الا بمنزلة الميتة.

300- و قال عليه السلام:

خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل مشغول القلب: فأولها صحة البدن، و الثانية الامن، و الثالثة



[ صفحه 182]



السعة في الرزق، و الرابعة الانيس الموافق. قيل له: و ما الانيس الموافق. قال: الزوجة الصالحة و الولد الصالح و الخليط الصالح.

301- و تخاصم رجلان بحضرته فقال عليه السلام لهما: اما أنه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم، و من يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء اذا فعل به.

302- و قيل له عليه السلام:

اي الخصال بالمرء اجمل؟ فقال عليه السلام: وقار بلا مهابة و سماح بلا طلب مكافاة، و تشاغل بغير متاع الدنيا.

303- و قال عليه السلام:

ثلاثة من السعادة: الزوجة المواتية، و الولد البار، و الرجل يرزق معيشته يغدوا علي اصلاحها و يروح الي عياله.

304- و قال عليه السلام:

من الجور قول الراكب للراجل «الطريق».

305- و قال عليه السلام:

التواصل بين الاخوان في الحضر التزاور و في السفر التكاتب.

306- و قال عليه السلام:

جبلت القلوب علي حب من ينفعها و بغض من أضرها.

307- و قال عليه السلام:

من لا يعرف لاحد الفضل فهو المعجب برأيه.

308- و قال عليه السلام:

الدين غم بالليل و ذل بالنهار.



[ صفحه 183]



309- و قال عليه السلام:

بروا آباءكم يبركم ابناؤكم، و اعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.

310- و قال عليه السلام:

اذا دخلت منزل اخيك فاقبل الكرامة كلها ما خلا الجلوس في الصدر.

311- و قال عليه السلام:

البنات حسنات و البنون نعم، و الحسنات يثاب عليها و النعم مسؤول عنها.

312- و قال عليه السلام:

اني لاسارع الي حاجة عدوي خوفا ان ارده فيستغني عني.

313- و قال عليه السلام:

اذا أصبحت صائما فليصم سمعك و بصرك من الحرام و جارحتك و جميع اعضائك من القبيح.

314- و قال عليه السلام:

ان لله في كل ليلة شهر رمضان عتقاء من النار، الا من أفطر علي مسكر او مشاح أو صاحب شاهين «الشطرنج».

315- و قال عليه السلام:

من يدخل مداخل السوء يتهم.

316- و قال عليه السلام:

لا تذهب الحشمة بينك و بين اخيك.

317- و قال عليه السلام:

كم من صبر ساعة قد أورث فرحا طويلا، و كم من لذة قد



[ صفحه 184]



أورثت حزنا طويلا.

318- و قال عليه السلام:

أشكر من انعم عليك و انعم علي من شكرك، فانه لا ازالة للنعم اذا شكرت، و لا اقالة لها اذا كفرت.

319- و قال عليه السلام:

الصفح الجميل الا تعاتب علي الذنب، و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوي.

320- و قال عليه السلام:

ثلاثة لا يصيبون الا خيرا: اولو الصمت، و تاركوا الشر، و المكثرون ذكر الله عزوجل. و رأس الحزم التواضع.

321- و قال عليه السلام:

من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من اساء به الظن.

322- و قال عليه السلام:

الهرم نصف الهم.

323- و قال عليه السلام:

ان عيال المرء اسراؤه فمن انعم الله عليه فليوسع علي اسرائه.

324- و قال عليه السلام:

الكبر ادني الالحاد.

325- و قال عليه السلام:

الا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فان في القيامة خمسين موقفا.

326- و قال عليه السلام:

العز ان تذل للحق.



[ صفحه 185]



327- و قال عليه السلام:

اذا أراد الله بعبد خزيا اجري فضيحته علي لسانه.

328- و قال عليه السلام:

لعن الله قاطعي سبيل المعروف.

329- و قال عليه السلام:

ليس لابليس جند اشد من النساء.

330- و قال عليه السلام:

للصائم فرحتان فرحة عند فطره و فرحة يوم القيامة.

331- و قال عليه السلام:

كن ذنبا و لا تكن رأسا.

332- و قال عليه السلام:

كفارة عمل السلطان الاحسان الي الاخوان.

333- و قال عليه السلام:

كم صبر ساعة قد اورث فرحا طويلا.

334- و قال عليه السلام:

كم من لذة ساعة قد اورثت حزنا طويلا.

335- و قال عليه السلام:

كما تدين تدان.

336- و قال عليه السلام:

قاضي حاجة اخيه كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر و احد.

337- و قال عليه السلام:

قال موسي: يا رب اسألك أن لا يذكرني أحد الا بخير. قال



[ صفحه 186]



تعالي: ما فعلت ذلك لنفسي.

338- و قال عليه السلام:

قال الحق لك و عليك.

339- و قال عليه السلام:

فوت الحاجة خير من طلبها من غير اهلها.

340- و قال عليه السلام:

سرك من دمك فلا تجريه في غير أوداجك.

341- و قال عليه السلام:

حسن الجوار عمارة الديار.

342- و قال عليه السلام:

حفوا الشوارب و اعفوا اللحي و لا تشبهوا بالمجوس.

343- و قال عليه السلام:

يا شيعة آل محمد انه ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب، و لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و مصالحة من صالحه و مخالفة من خالفه. يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم و لا حول و لا قوة الا بالله.

344- و ذكر عليه السلام:

قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «التفكر ساعة خير من قيام ليلة» [22] فقيل له: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالدار الخربة



[ صفحه 187]



فيقول اين بانوك اين ساكنوك مالك لا تتكلمين؟

345- و سئل عليه السلام:

عن الاسلام؟ فقال: دين الله اسمه الاسلام، هو دين الله قبل ان تكونوا و حيث كنتم و بعد ان تكونوا، فمن اقر بدين الله فهو مسلم و من عمل بما امر الله فهو مؤمن.

346- و قال عليه السلام:

العلم مقرون الي العمل، من علم عمل و من عمل علم، و العلم يهتف بالعمل فان اجابه و الا ارتحل.

347- و قال عليه السلام:

ان للايمان حالات و درجات و طبقات و منازل، فمنه التام المنتهي تمامه، و منه الناقص البين نقصانه، و منه الراجح الزائد رجحانه.

348- و قال عليه السلام:

الجبار الملعون من غمض الناس و جهل الحق. قال الراوي: اما الحق فلا اجهله و الغمض لا ادري ما هو؟ قال: من حقر الناس و تجبر عليهم فذلك الجبار.

349- و سئل عليه السلام:

عن قول الله عزوجل «فلله الحجة البالغة» فقال عليه السلام



[ صفحه 188]



الله تعالي يقول للعبد يوم القيامة: عبدي اكنت عالما. فان قال نعم قال له: افلا عملت بما علمت. و ان قال كنت جاهلا قال: افلا تعلمت حتي تعمل فيخصم، تلك الحجة البالغة.

350- و قال عليه السلام:

من اتقي الله وقاه، و من شكره زاده، و من اقرضه جزاه.

351- و قال عليه السلام:

لو ان رجلا ضرب رجلا سوطا لضربه الله سوطا من نار.

352- و قال عليه السلام:

قوله «اهدنا الصراط المستقيم» يقول ارشدنا الصراط المستقيم، ارشدنا للزوم الطريق المؤدي الي محبتك و المبلغ جنتك و المانع من ان نتبع اهواءنا فنعطب او نأخذ بآرائنا فيها فنهلك.

353- و سئل عليه السلام:

ما بال المتهجدين من احسن الناس وجها؟ قال: لانهم خلوا بالله سبحانه فكساهم من نوره.

354- و قال عليه السلام:

ان لاهل الجنة اربع علامات: وجه منبسط، و لسان لطيف، و قلب رحيم، و يد معطية.

355- و قال عليه السلام:

من يموت بالذنوب اكثر ممن يموت بالاجال، و من يعيش بالاحسان اكثر ممن يعيش بالاعمار. [23] .



[ صفحه 189]



356- و سأله:

ابن ابي العوجاء و كان ملحدا فقال: ما تقول في هذه الآية «كلما نضجت جلودهم بدلناها جلودا غيرها» هب هذه الجلود عصت فعذبت فما بال الغير به؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: ويحك هي هي و هي غيرها. فقال: اعقلني هذا القول. فقال له: أرأيت لو ان رجلا عمد الي لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء و جبلها ثم ردها الي هيئتها الاولي الي تكن هي هي و هي غيرها؟ قال: بلي امتع الله بك.

357- و قال عليه السلام:

من اعجبه من اخيه المؤمن شي ء فليسم عليه [24] فان العين حق.

358- و قال عليه السلام:

لو نبش لكم عن القبور لرأيتم ان اكثر موتاكم بالعين لان العين حق، الا ان رسول الله قال: العين حق فمن اعجبه من اخيه فليذكر الله في ذلك فانه اذا ذكر الله لم يضره. [25] .



[ صفحه 190]



359- و كان عليه السلام:

يحرك شفتيه بذكر الله عند اخذ المقص شاربه. فقال القصاص: ضم شفتيك لئلا اجرحهما. فقال عليه السلام: الانفاس معدودة و كرام الكاتبين يكتبان السيئة و الحسنة. [26] .

360- و سأله عليه السلام:

طبيب نصراني؟ افي كتاب ربكم ام في سنة نبيكم شي ء من الطب؟ فقال عليه السلام: اما في كتاب ربنا فقوله تعالي: كلوا و اشربوا و لا تسرفوا. و اما في سنة نبينا: الاسراف في الاكل راس كل داء و الحمية منه اصل كل دواء. فقام النصراني و قال: والله ما ترك كتاب ربكم و لا سنة نبيكم شيئا من الطب لجالينوس. [27] .



[ صفحه 191]



361- و قال عليه السلام:

لو سئل اهل القبور عن السبب و العلة في موتهم لقال اكثرهم التخمة.

362- و قال عليه السلام:

اعراب القلوب علي اربعة انواع: رفع و فتح و خفض و وقف. فرفع القلب في ذكر الله تعالي، و فتح القلب في الرضاء عن الله تعالي، و خفض القلب في الاشتغال بغير الله، و وقف القلب في الغفلة عن الله.

ألا تري ان العبد اذا ذكر الله بالتعظيم خالصا ارتفع كل حجاب كان بينه و بين الله تعالي من قبل ذلك، و انقاد القلب لمورد قضاء الله تعالي بشرط الرضا عنه كيف ينفتح بالسرور و الروح و الراحة، و اذا اشتغل قلبه بشي ء من اسباب الدنيا كيف تجده اذا ذكر الله بعد ذلك و آياته منخفضا مظلما كبيت خراب خلو ليس فيه عمران و لا مونس، و اذا غفل عن ذكر الله تعالي كيف تراه بعد ذلك موقوفا محجوبا قد قسي و اظلم منذ فارق نور التعظيم.

فعلامة الرفع ثلاثة اشياء: وجود الموافقة، و فقد المخالفة، و دوام الشوق. و علامة الفتح ثلاثة اشياء: التوكل، و الصدق، و اليقين.



[ صفحه 192]



و علامة الخفض ثلاثة اشياء: العجب، و الرياء، و الحرص. و علامة الوقف ثلاثة اشياء: زوال حلاوة الطاعة، و عدم مرارة المعصية، و التباس علم الحلال و الحرام.

363- و قال عليه السلام:

خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع. قيل: و ما هي يابن رسول الله؟ فقال عليه السلام: الدين، و العقل، و الحياء، و حسن الخلق، و حسن الادب. و خمس من لم تكن فيه لم يهن بالعيش: الصحة، و الامن، و الغني، و القناعة، و الانيس الموافق.

364- و قال عليه السلام:

ضع امر اخيك علي احسنه، و لا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوءا و انت تجد لها في الخير محملا.

365- و قال عليه السلام:

فوت الحاجة خير من طلبها من غير اهلها و اشد من المصيبة سوء الخلف منها.

366- و قال عليه السلام:

الصفح الجميل الا تعاتب علي الذنب، و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوي.

367- و قال عليه السلام:

احسن من الصدق قائله، و خير من الخير فاعله.

368- و قال عليه السلام:

انفع الاشياء للمرء سبقه الي عيب نفسه.



[ صفحه 193]



369- و قال عليه السلام:

احب اخواني الي من اهدي الي عيوبي.

370- و قال عليه السلام:

اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا.

371- و قال عليه السلام:

الناس سواء كالمشط.

372- و قال عليه السلام:

المؤمن في الدنيا غريب لا يجزع من ذلها و لا يتنافس اهلها في عزها.

373- و قال عليه السلام:

خمس هن كما اقول: ليست لبخيل راحة، و لا لحسود لذة، و لا لملول وفاء، و لا لكذاب مروة، و لا يسود سفيه.

374- و قال عليه السلام:

اربعة لا يستجاب لهم دعوة: الرجل جالس في بيته يقول اللهم ارزقني فيقال له ألم آمرك بالطلب، و رجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقال له الم اجعل امرها اليك، و رجل كان له مال فأفسده فيقول اللهم ارزقني فيقال له الم آمرك بالاقتصاد الم آمرك بالاصلاح ثم قال الذين اذا انفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما، و رجل كان له مال فأدانه رجلا و لم يشهد عليه فجحده فيقال له الم آمرك باشهاده.

375- و قال عليه السلام:

افضل الوصايا و ألزمها ان لا تنسي ربك و ان تذكره دائما.



[ صفحه 194]



376- و قال عليه السلام:

الايمان بالله ان لا يعصي.

377- و قال عليه السلام:

الا و ان احب المؤمنين الي الله من اعان المؤمن الفقير في دنياه و معاشه.

378- و قال عليه السلام:

الصدق عز.

379- و قال عليه السلام:

العلم جنة.

380- و قال عليه السلام:

ان الله تعالي غيور و يحب الغيرة و لغيرته حرم الفواحش ظاهرها و باطنها.

381- و قال عليه السلام:

صنائع المعروف و حسن البشر يكسان المحبة و يدخلان الجنة، و البخل و عبوس الوجه يبعد ان من الله و يدخلان النار.

382- و عن المفضل قال: دخلت علي ابي عبدالله عليه السلام: فقال لي: من صحبك؟ فقلت: رجل من اخواني. قال: فما فعل؟ فقلت: منذ دخلت المدينة لم اعرف مكانه. فقال لي: اما علمت ان من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة.

383- و قال عليه السلام:

كل داء من التخمة الا الحمي فانها ترد ورودا.



[ صفحه 195]



384- و سئل عليه السلام:

ما العلة التي من اجلها كلف الله العباد الحج و الطواف بالبيت؟ فقال عليه السلام: ان الله تعالي خلق الخلق و امرهم بما يكون من امر الطاعة في الدين و مصلحتهم من امر دنياهم فجعل فيه الاجتماع من الشرق و الغرب ليتعارفوا ولينزع كل قوم من التجارات من بلد الي بلد و لينتفع بذلك المكاري و الجمال، و لتعرف آثار رسول الله صلي الله عليه و آله و تعرف اخباره و يذكر و لا ينسي، و لو كان كل قوم انما يتكلمون علي بلادهم و ما فيها هلكوا و خربت البلاد و سقطت الجبل و الارباح و عميت الاخبار و لم يقفوا علي ذلك.

385- و قال عليه السلام:

ان الصلاة حجزة الله في الارض، فمن احب ان يعلم ما ادرك من نفع صلاته فلينظر فان كان صلاته حجزته عن الفواحش و المنكر فانما ادرك من نفعها بقدر ما احتجز و من احب ان يعلم ما له عندالله فليعلم ما لله عنده.

386- و سئل عليه السلام:

عن علة الصيام؟ فقال: انما فرض الله الصيام ليستوي فيه الغني و الفقير، و ذلك ان الغني لم يكن ليجد من الجوع فيرحم الفقير لان الغني كلما اراد شيئا قدر عليه، فأراد الله تعالي أن يسوي بين خلقه و ان يذيق الغني من الجوع و الالم ليرق علي الضعيف و يرحم الجائع.

387- و قال عليه السلام:

باكروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطاها، و افضل الصدقة ما ابقي غني. فقال الرجل: ابقي غني للاخذ او للمعطي فان كلاهما لا ينبغي ان



[ صفحه 196]



يضيع الرجل عياله و ما ابقي غني للسائل اذا امكن ان يعطيه و فيه جاء الحديث و قد يتقي النار ولو بشق تمرة.

388- و قال عليه السلام:

افضل الصدقة صدقة اللسان تحقن به الدم و تدفع به الكريهة و تجر المنفعة الي اخيك المسلم.

389- و عن اليسع بن عبدالله القمي قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: اني اريد الشي ء فأستخير الله فيه فلا يقر لي فيه الرأي افعله او ادعه؟ فقال: اذا قمت الي الله فان الشيطان ابعد ما يكون من الانسان اذا قام الي الصلاة، اي شي ء يقع في قلبك فخذ به و افتح المصحف فانظر ما تري فخذ به.

390- و قال عليه السلام:

خير نسائكم التي ان اعطيت شكرت و ان منعت رضيت.

391- و قال عليه السلام:

اعظم الناس حسرة يوم القيامة من رأي ماله في ميزان غيره.

392- و قال عليه السلام:

افضل الجهاد الصوم في الحر.

393- و قال عليه السلام:

ان لكل ثمرة سما فاذا أتيتم بها فامسوها الماء و اغمسوها فيه.

394- و عن فضيل قال: سألت اباعبدالله عليه السلام: عن الجهاد أسنة ام فريضة؟ فقال عليه السلام: الجهاد علي اربعة أوجه: فجهادان فرض، و جهاد سنة لا تقام الا مع فرض، و جهاد سنة. فأما احد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله و هو من



[ صفحه 197]



أعظم الجهاد، و مجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض. و أما الجهاد الذي هو سنة لا يقام الا مع الفرض فان مجاهدة العدو فرض علي جميع الامة، و لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب، و هذا هو من عذاب الامة و هو سنة علي الامام ان يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم. و اما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة اقامها الرجل و جاهد في اقامتها و بلوغها و احيائها بالعمل و السعي فيها من افضل الاعمال لانه احياء سنة.

395- و قال عليه السلام:

أفضل الصدقة ابراد كبد حارة.

396- و قال عليه السلام:

ابعد الناس من الله المتكبرون.

397- و قال عليه السلام:

أنعم الناس معاشا من عاش في معاشه غيره، و ان اسوء الناس معاشا من لم يعش في معاشه غيره، و ان من سعادة المرء أن يكون متجره في بلده و يكون له أولاد يستعين بهم و خلطاء صالحون و منزل واسع، و مرأة حسناء اذا نظر اليها سر بها و اذا غاب عنها حفظها في نفسها.

398- و قال عليه السلام:

ليس فيما أصلح البدن اسراف و انما الاسراف فيما اتلف المال و أضر البدن.

399- و سئل عليه السلام:

ما تقول في الشعراء؟ قال: ان المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه، و الذي نفسي بيده لهو أشد من النبل.



[ صفحه 198]



400- و قال عليه السلام:

أحب الاعمال الي الله شبعة جوع المسلم و قضاء دينه و تنفيس كربته.

401- و قال عليه السلام:

أحب الاعمال الي الله تعالي رفق الوالي و عدله، و أبغض الاعمال حزق الوالي و ظلمه.

402- و عن بسطام بن سابور قال: قال لي أبوعبدالله: يا أخا أهل الحبل ما شي ء أحب الي الله من أن يسأل، و ما عندالله شي ء هو أفضل من عفة بطن أو فرج، و ان الدعاء ليرد القضاء و قد نزل من السماء و قد أبرم ابراما. فقلت لمصادف: لقد سمعت من أبي عبدالله عليه السلام اليوم شيئا لو رحل فيه الي الشام لكان يسيرا. فقال: انه لا تعلموا السفهاء.

403- و قال عليه السلام:

أفضل الاعمال ما داوم عليه العبد و ان قل.

404- و قال عليه السلام:

أفضل الاعمال ما عمل بالسنة.

405- و سئل عليه السلام:

عن أفضل الاعمال؟ فقال: الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فان ذلك اقرار بالله و بالرسالة.

406- و قال عليه السلام:

أفضل الجهاد مجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله.

407- و قال عليه السلام:

أقرب الخلق الي الله المتواضعون.



[ صفحه 199]



408- و قال عليه السلام:

اجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء. (اقول) و مثله ورد عن علي عليه السلام قوله: امش بدائك ما مشي بك.

409- و قال عليه السلام:

ثلاثة يسمن و ثلاثة يهزلن، فأما التي يسمن: فادمان الحمام، و شم الرائحة الطيبة، و ليس الثياب اللينة. و أما التي يهزلن: [28] فادمان أكل البيض، و السمك، و الضلع - أي امتلاء البطن من الطعام.

410- و قال عليه السلام:

لا تزنوا فتزني نساؤكم.

411- و قال عليه السلام:

من وطي ء فراش غيره وطي ء فراشه.

412- و قال عليه السلام:

اذا بلغت باب المسجد فاعلم انك قد قصدت باب عظيم لا يطأ بساطه الا المطهرون و لا يؤذن لمجلسه الا الصديقون، فهب [29] القدوم الي بساط هيبة الملك فانك علي خطر عظيم ان غفلت فاعلم انه قادر علي



[ صفحه 200]



ما يشاء من العدل و الفضل معك و بك، فان عطف عليك برحمته و فضله قبل منك يسير الطاعة و جزل لك عليها ثوابا كثيرا، و ان طالبك باستحقاقه الصدق و الاخلاص عدلا بك حجبك ورد طاعتك و ان كثرت، و هو فعال لما يريد. و اعترف بعجزك و تقصيرك و انكسارك و فقرك بين يديه، فانك قد توجهت للعبادة له و المؤانسه به، و اعرض اسرارك عليه، و ليعلم انه لا يخفي عليه اسرار الخلائق أجمعين و علانيتهم، و كن كأفقر عباده بين يديه، و اخل قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك، فانه لا يقبل الا الاظهر و الاخلص. و انظر من أي ديوان يخرج اسمك فان ذقت حلاوة مناجاته و لذيذ مخاطباته و شربت بكأس رحمته و كراماته من حسن اقباله عليك و اجابته فقد صلحت لخدمته فادخل فلك الاذن و الامان، و الا فقف وقوف من انقطع عنه الحيل و قصر عنه الأمل و قضي عليه الاجل، فان علم الله عزوجل من قلبك صدق الالتجاء اليه نظر اليك بعين الرأفة و الرحمة و اللطف و وفقك لما يحب و يرضي، فانه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين اليه المحدقين علي بابه لطلب مرضاته، قال تعالي: «امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء».

413- و قال عليه السلام:

اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر.

414- و قال عليه السلام:

ان الله يبغض كثرة النوم و كثرة الفراغ.

415- و قال عليه السلام:

ان في جهنم رحي تطحن العلماء الفجرة، و القراء الفسقة،



[ صفحه 201]



و الجبابرة الظلمة، و الوزراء الخونة، و العرفاء الكذبة.

416- و قال عليه السلام:

ان الله أبي الا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون.

417- و قال عليه السلام:

اتق شرار النساء و كن من خيارهن علي حذر، و ان امرنكم بالمعروف فخالفوهن حتي لا يطمعن منكم في المنكر.

418- و قال عليه السلام:

ارحموا عزيزا ذل و غنيا افتقر و عالما ضاع في زمان جهال.

419- و قال عليه السلام:

تحتاج الاخوة الي ثلاثة اشياء فان استعملوها و الا تباينوا أو تباغضوا، و هي التناصف و التراحم و نفي الحسد.

420- و قال عليه السلام:

ثلاث من كن فيه كان سيدا: كظم الغيظ، و العفو عن السي ء، و الصلة بالنفس و المال.

421- و قال عليه السلام:

ثلاث من كن فيه كن عليه: المكر، و النكث، و البغي.

422- و قال عليه السلام:

المؤمن اشد في دينه من الجبال الراسيات.

423- و قال عليه السلام:

لا تدعو آنيتكم بغير غطاء، فان الشيطان اذا لم تغط آنيه بزق فيها و اخذ مما فيها ما يشاء. [30] .



[ صفحه 202]



424- و قال عليه السلام:

لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: المرء علي دين خليله و قرينه.

425- و قال عليه السلام:

و عاشر خلق الله كامتزاج الماء بالاشياء يؤدي كل شي ء حقه و لا يتغير عن معناه، معتبرا لقول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: مثل المؤمن الخالص كمثل الماء.

426- و قال عليه السلام:

لا يفترق رجلان علي الهجران الا استوجب احدهما البراءة و اللعنة و ربما استحقا ذلك كلاهما. قيل له: هذا الظالم فما بال المظلوم قال: لانه لا يدعو أخاه الي صلته و لا يتغاص له في كلامه، سمعت ابي عليه السلام يقول اذ تنازع اثنان زوال احدهما الاخر فليرجع المظلوم الي صاحبه حتي يقول لصاحبه اي اخي انا الظالم حتي ينقطع الهجران بينه و بين صاحبه، فان الله تعالي عدل يأخذ للمظلوم من الظالم.

427- و قال عليه السلام:

اذا انصرف الرجل من اخوانكم من زيارتنا أو زيارة قبورنا فاستقبلوه و سلموا عليه و هنوه بما وهب الله له، فان لكم مثل توابه و يغشاكم ثواب مثل ثوابه من رحمه الله، و انه ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا الا غشته الرحمة و غفرت له ذنوبه.



[ صفحه 203]



428- و قال عليه السلام:

اذا خرجت من منزلك فاخرج خروج من لا يعود، و لا يكن خروجك الا لطاعة او في سبب من اسباب الدين، و الزم السكينة و الوقار و اذكر الله سترا... الي أن قال: و غض بصرك عن الشهوات و مواضع النهي، و اقصد في مشيك و ارقب الله في كل خطوة كأنك علي الصراط جائز، و لا تكن لفاتا، وامش السلام بأهله مبتدأ و مجيبا، و اعن من استعان في حق و ارشد الضال و اعرض عن الجاهلين.

429- و قال عليه السلام:

ان شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا و السرقة و قتل النفس التي حرم الله، و في الشرك بالله و افاعيل الخمر تعلو علي كل ذنب كما تعلو شجرتها كل شجرة. [31] .



[ صفحه 204]



و روي ان زنديقا قال له عليه السلام: لم حرم الله الخمر و لا لذة أفضل منها؟ قال: حرمها لانها ام الخبائث و رأس كل شر، تأتي علي شاربها ساعة يسلب فيها لبه فلا يعرف ربه، و لا يترك معصية الا ركبها و لا حرمة الا انتهكها، و لا رحما ماسة الا قطعها، و لا فاحشة الا اتاها. و السكران زمامه بيد الشيطان ان أمره أن يسجد للاوثان سجد و ينقاد حيثما قاده.

430- و قال عليه السلام:

اذا استقبلت القبلة فايس من الدنيا و ما فيها و الخلق و ما هم فيه، و فرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله تعالي، و عاين بسرك عظمة الله عزوجل، و اذكر وقوفك بين يديه. قال الله تعالي: «هنالك تبلوكل نفس ما أسلفت و ردوا الي الله مولاهم الحق». وقف علي قدم الخوف و الرجاء، فاذا كبرت فاستصغر ما بين السماوات العلي و الثري دون كبريائه، فان الله تعالي اذا اطلع علي قلب العبد و هو يكبر و في قلبه عارض عن حقيقة تكبيره فقال: يا كذاب اتخد عني و عزتي و جلالي لاحرمنك حلاوة ذكري و لأحجبك عن قربي و المسرة بمناجاتي و اعلم انه غير محتاج الي خدمتك و هو غني عنك و عن عبادتك و دعائك و انما دعاك بفضله ليرحمك و يبعدك عن عقوبته و ينشر عليك من بركات حنانيته و يهديك الي سبيل رضاه و يفتح عليك باب مغفرته، فلو خلق الله عزوجل علي ضعف ما خلق من العوالم اضعافا مضاعفة علي سر مد الابد لكان عند الله سواء كفروا بأجمعهم به أو وحدوه، فليس له من عبادة الخلق الا اظهار الكرم و القدرة، فاجعل الحياء رداءا و العجز ازارا، و ادخل تحت سرير سلطان الله تعالي تغتنم فوائد



[ صفحه 205]



ربوبيته مستعينا مستغيثا اليه.

431- و قال مالك بن انس فقيه أهل السنة: حججت معه - أي الصادق عليه السلام فلما استوت راحلته به عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انطقع الصوت في حلقه و كاد أن يخر من راحلته، فقال عليه السلام في ذلك: كيف اجسر أن أقول «لبيك» و أخشي أن يقول «لا لبيك و لا سعديك» و أنشأ يقول:



تعصي الاله و انت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع



لو كان حبك صادقا لاطعته

ان المحب لمن يحب مطيع



432- و روي عن سفيان الثوري قال: قصدت جعفر بن محمد فأذن لي بالدخول فوجدته في سرداب [32] ينزل اثني عشر مرقاة، فقلت يابن رسول الله انت في هذا المكان مع حاجة الناس اليك؟ فقال: يا سفيان فسد الزمان و تنكر الاخوان و تقلب الاعيان فاتخذنا الوحدة سكنا، امعك شي ء تكتب؟ قلت: نعم. فقال: اكتب.



ذهب الوفاء ذهاب امس الذاهب

و الناس بين مخاتل و موارب



يفشون بينهم المودة و الصفا

و قلوبهم محشوة بعقارب



قلت: زدني يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فقال: نعم اكتب.



لا تجزعن لوحده و تفرد

و من التفرد في زمانك فازدد



ذهب الاخاء فليس ثمة اخوة

الا التملق باللسان و باليد



فاذا نظرت جميع ما بقلوبهم

ابصرت ثم نقيع سم الاسود



[ صفحه 206]



433- و سأله عليه السلام:

نصراني عن تفصيل جسم الانسان؟ فقال عليه السلام: ان الله خلق الانسان علي اثني عشر و صلا، و علي مائتين و ثمانية و اربعين عظما، و هي ثلاثة و ستين عرفا، فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، و العظام تمسكه، و اللحم يمسك العظام، و العصب تمسك اللحم، و جعل في يديه اثنين و ثمانين عظما في كل يد احدي و اربعون عظما، منها في كفه خمسة و ثلاثون عظما و في ساعده اثنان و في عضده واحد و في كتفه ثلاثة. فذلك احدي و اربعون و كذلك في الاخري، و في رجله ثلاثة و اربعون عظما منها في قدمه خمسة و ثلاثون عظما و في ساقه اثنان و في ركبته ثلاثة و في فخذه واحد و في وركه اثنان و كذلك في الاخري، و في صلبه ثمانية عشر فقارة، و في كل واحد من جنبه تسعة اضلاع و في وقصته [33] ثمانية و في رأسه ستة و ثلاثون عظما و في فمه ثماني و عشرون او اثنان و ثلاثون عظما. [34] .

434- و قال عليه السلام:

في آداب الدعاء: و احفظ ادب الدعاء، و انظر من تدعوا و كيف تدعوا و لماذا تدعوا، و حقق عظمة الله و كبرياءه، و عاين بقلبك علمه بما في ضميرك و اطلاعه علي سرك و ما تكون فيه من الحق و الباطل،



[ صفحه 207]



و اعرف طرق نجاتك و هلاكك كيلا تدعو الله بشي ء عسي فيه هلاكك و انت تظن ان فيه نجاتك، قال الله تعالي: «و يدعو الانسان بالشر دعائه بالخير و كان الانسان عجولا» و تفكر ماذا تسأل و كم تسأل و لماذا تسأل، و الدعاء استجابة الكل منك للحق و تذويب المهجة في مشاهدة الرب و ترك الاختيار جميعا و تسليم الامور كلها ظاهرا و باطنا. الي الله تعالي، فان لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الاجابة فانه يعلم السر و اخفي فلعلك تدعوه بشي ء قد علم من سرك خلاف ذلك.

435- و قال عليه السلام:

من سعادة المرء ان لا تطمث «اي تحيض» ابنته في بيته. [35] .

436- و قال عليه السلام:

تزاوروا فان في زيارتكم احياء لقلوبكم و ذكر احاديثنا و ادائنا بعطف بعضكم علي بعض، فاذا اخذتم بها رشدتم و نجوتم و ان تركتموها ضللتم و هلكتم، فخذوا بها و انا بنجاتكم زعيم.



[ صفحه 208]



اللهم انا نرجو نجاتك و عفوك و ليكن هذا ختام ما وقفت عليه من خطب مولانا الصادق عليه السلام و كلمه و عهوده و حكمه لانتهاء ما ورد و الاحاطة بكل ما ند و شرد، و عسي ان يساعدني قائد التوفيق لاحظي بما في الزوايا من الخبايا و ما في الاصداف من الدرر انشاء الله تعالي.

تم الكتاب علي يد مؤلفه الاحقر عبدالرسول محمدالجواد الواعظي التستري في 19 جمادي الأول 1372 في النجف الاشرف علي من حل فيها آلاف التحية و التحف.




پاورقي

[1] هو ابوعلي الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي الفنديني الزاهد المشهور، احد رجال الطريقة، ولد بابيورد من بلاد خراسان و قيل بسمرقند من اصحاب الصادق عليه السلام ثقة عظيم المنزلة. قيل: لكنه عامي.

و كان في اول امره شاطرا يقطع الطريق بين ابيورد و سرخس، و كان سبب توبته انه عشق جارية فبينما هو يرتقي الجدران اليها سمع تاليا للقرآن يتلو: «ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله». فقال: يا رب قد آن. فرجع و آوي الليل الي خربة فاذا فيها رفقة فقال بعضهم نرتحل، و قال بعضهم حتي نصبح فان فضيلا علي الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل و امنهم فصار من الافذاذ.

قدم الكوفة و سمع الحديث بها ثم انتقل الي مكة و جاور بها الي ان مات في المحرم من سنة 187 و دفن فيها.

و كان له ولد يسمي علي بن الفضيل و هو افضل من ابيه في الزهد و العبادة فكان شابا سربا من كبار الصالحين، و هو معدود من الذين قتلتهم محبة الله فلم يتمتع بحياته كثيرا، و ذلك انه كان يوما في المسجد الحرام واقعا بقرب ماء زمزم فسمع قارئا يقرأ: «و تري المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد سرابيلهم من قطران و تغشي وجوههم النار» فصعق و مات.

[2] كذا في تحف العقول. و في الكافي «و لا شحناؤه بدنه».

[3] هو مهزم بن ابي برزة الاسدي الكوفي من اصحاب الباقر و الصادق و الكاظم عليهم السلام.

[4] الهرير: صوت الكلب دون نباحه من قلة صبره علي البرد.

[5] اي ذل نفسه.

[6] اي لا تغلب عليه النفس الامارة لتوقعه في المحرمات.

[7] الظاهر ان المراد ما يقدر عليهم الرزق و المعيشة، اي الضعفاء. و الاقدر جمع قدر.

[8] الضمان بالفتح: ما يلتزم بالرد.

[9] السخيمة: الضغينة و الحقد في النفس.

[10] اي ولا يحمل علي الاصدقاء و لا يتكلف عليهم.

[11] الظاهر انه ابوعبيدة الحذاء زياد بن عيسي الكوفي من اصحاب الباقر و الصادق عليهماالسلام، مات في زمن الصادق عليه السلام.

[12] زجا يزجو زجوا و زجي تزجية و ازجي ازجاءا و ازدجي فلانا: ساقه و دفعه برفق، يقال: «زجي فلان حاجتي» اي سهل تحصيلها. و في بعض النسخ «الترجية».

[13] اي ليس هو وحده بل هو كثير.

[14] قال الشاعر:



كل سر جاوز الاثنين شاع

كل علم ليس في القرطاس ضاع



و الظاهر ان المراد من الاثنين الشخصين، و يحتمل ان يكون الشفتان.

[15] اي منوطة بها. و في الحديث «لا يستلقين احدكم في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين» و في حديث آخر «ادمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين» انظر مكارم الاخلاق للطبرسي (ره).

[16] السحت بالضم: المال الحرام و كل ما لا يحل كسبه. و في بعض النسخ «الصخب» و في بعضها «السخب» و معناهما الصيحة و اضطراب الاصوات.

[17] الظاهر انه صلوات الله عليه يريد ان ينهي عن البطالة و الفراغ، و يصر علي الامة أن يكونوا أبطال عمل و نشاط في امر دينهم و دنياهم - و لنعم ما قيل -



ان الشباب و الفراغ و الجده

مفسدة للمرء اي مفسده.

[18] اظن انه يونس بن يعقوب بن قيس البجلي الكوفي من اصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام، و هو ثقة معتمد عليه من اصحاب الاصول المدونة و من اعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال و الحرام و الاحكام و الفتيا، و له كتاب و كان يتوكل لابي الحسن الرضا عليه السلام، مات رحمه الله في ايام الرضا عليه السلام بالمدينة.

[19] و قد اخذ الشاعر هذا المعني في قوله:



احذر عدوك مرة

و احذر صديقك الف مرة



فلربما انقلب الصديق

فكان اعلم بالمضرة.

[20] رواه الكفعمي في البلد الامين في فضل صلاة الليل.

[21] ما اوجزها كلمة و اكبرها حجة، فانا نجد الناس في حاجة مستمرة في كل شأن من شؤون الحياة، و هذه الحاجة تدل علي وجود مآل لهم في حوائجهم غني عنهم بذاته، و ان ذلك المآل واحد و الا لاختلف السير و النظام.

[22] قد ورد هذا الحديث عنهم صلوات الله عليهم بطرق شتي قال صلي الله عليه و آله و سلم: تفكر ساعة خير من عبادة سنة. و عنهم عليهم السلام: افضل العبادة ادمان التفكر في الله و في قدرته. و في اخري: اكثر عبادة ابي ذر التفكر و الاعتبار. و في اخري: التفكر يدعو الي البر و العمل.

و قال بعض المحققين: التفكر علي خمسة اوجه: فكره في آيات الله يتولد منها التوحيد و اليقين، و فكره في نعمة الله يتولد منها الشكر و المحبة، و فكره في وعيد الله يتولد منها الرهبة، و فكره في وعده الله يتولد منها الرغبة، و فكره في تقصير النفس عن الطاعة مع احسان الله يتولد منها الحياء.

[23] و عن اميرالمؤمنين عليه السلام: توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق الا بذنب حتي الخدش و الكبوة و المصيبة، قال الله عزوجل: و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير.

[24] فليكبر (خ ل).

[25] و في الحديث: ان العين لتدخل الرجل في القبر و الجمل في القدر. و قال اميرالمؤمنين عليه السلام: ما قال الناس لشي ء طوبي له و قد خبأله الدهر يوم سوء و في المكارم عن ابن خلاد قال: كنت مع الرضا بخراسان علي نفقاته فأمرني ان اتخذ له غالية فلما اتخذتها اعجب بها فنظر اليها فقال لي: يا معمر ان العين حق فاكتب في رقعة الحمد و قل هو الله احد و المعوذتين و آيةالكرسي و اجعلها في غلاف القارورة. و قال عليه السلام: العين حق و لا تأمنها منك علي نفسك و لا منك علي غيرك، فاذا خفت شيئا من ذلك فقل: «ما شاء الله لا قوة الا بالله العلي العظيم» ثلاثا. و قال عليه السلام: من اعجبه من اخيه شي ء فليبارك عليه فان العين حق و عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم انه قال: لو كان شي ء يسبق القدر لسبقت العين.

اقول: و ذكر الشيخ في البيان و الطبرسي في مجمعه في سبب نزول اخر آية من سورة القلم حكاية تناسب المقام - فراجع.

[26] و ينسب لاميرالمؤمنين عليه السلام:



حياتك انفاس تعد فكلما

مضي نفس قد انتقصت بها جزء



فتصبح في نقص و تمسي بمثله

و مالك من عقل تحس به رزء.

[27] اقول: افساده للبدن شديد و للقلب اشد، و قال لقمان لولده: يا بني ما اكلته علي الشبع فقد اكلك. و قال جالينوس الحكيم: اصل داء الرأس من الاكل علي الشبع و ادخال الطعام علي الطعام، و هو الذي افني البرية و قتل سباع البرية.

و اتفقت حكماء الهند و الروم و فارس علي ان الامراض تتولد من ستة اشياء: سهر الليل، و نوم النهار، و الشرب في جوف الليل، و حصر البول، و تكثير الجماع، و الاكل علي الشبع. و قال الحكيم السوادي: الدواء الذي لاداء معه ان تجلس علي الطعام و انت تشتهيه و ترفع يدك عنه و انت تشتهيه، فانك لا تشكو الا علة الموت. و قال ابن سينا:



احفظ جميع وصيتي و اعمل بها

فالطب مجموع بنظم كلام



اقلل جماعك ما استطعت فانها

ماء الحياة تصب في الارحام



و اجعل غذاءك كل يوم مرة

و احذر طعاما قبل هظم طعام.

[28] و لقد كشف الطب الحديث عن سر هذا الهزال الذي يتولد من ادمان اكل البيض و السمك فقال: ان في هذين الطعامين مادة تسمي «البروتين» و هذه المادة لا يستطيع الجسم ان يتحمل منها الاكمية محدودة ان زادت عليها اضرت الجسم و اضعفت قواه، و قد قدر الطبيب الامريكي «باسلو» ان الحد الاقصي لمقدار «البروتين» الذي يستطيع الجسم ان يمثله لابد ان يتخلص منه، و معني ذلك اجهاد الكليتين و تحميلهما فوق طاقتهما. (الصحة في الاسلام ص 24).

[29] هاب يهاب: خاف و اتقي.

[30] و ما يدريك فلعل هذا الشيطان الذي يذكره الامام ابوعبدالله عليه السلام هو بعينه هذا الحيوان الخبيث الذي يصطلح عليه الطب الحديث «بالمكروب» و لا مشاحة في الاصطلاح.

[31] و قد دلت الاحصا آت عن نتائج السكر و شرب الخمر علي ان ربع المرضي في مستشفيات فرنسا من المدمنين، و ان اكثر من نصف مرضي المجانين هم من المدمنين، و ان تسعين في المائة من سكان مستشفيات الامراض الزهرية في العالم من مرضي الكحول، و ان 49 في المائة من الجرائم ضد المتاع سببها السكر، و ان 51 في المائة من الجرائم ضد الناس سببها الخمر، و ان 41 في المائة من مجموع الجرائم سببها الخمر ايضا، و ان احصائيات شركات (التأمين علي الحياة) تثبت قصر حياة شاربي الخمور، و ان 25 في المائة ممن اتلفوا اموالهم و صاروا يستجدون في الشوارع و الاسواق هم من شرابي الخمور، و ان 27 في المائة من الموجودين في الملاجي ء منهم ايضا، و ان 65 في المائة من الناس الذين عجزوا عن الانفاق علي عائلاتهم كان سبب عجزهم هو الخمر، و ان متعاطي الخمور هم اقل مقاومة، للامراض من غيرهم.

[32] السرداب بناء تحت الارض ج سراديب.

[33] الوقصة: العنق.

[34] و لعمري ان هذا الحصر و التعداد هو عين ما ذكره المشرحون في هذا العصر و لم يزيدوا و لم ينقصوا اللهم الا في التسمية او جعل الاثنين لاتصالهما واحدا او بالعكس، و هذا مما يدلنا علي اطلاعه الكامل بالتشريح و نظره الثاقب في بيان تفصيل الهيكل العظمي في بدن الانسان.

[35] يريد صلوات الله عليه الاسراع في تزويجهن، و قد روي ان الله عزوجل لم يترك شيئا مما يحتاج اليه الا و علمه نبيه صلي الله عليه و آله و سلم، و كان من تعليمه اياه انه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله و اثني عليه ثم قال: ان جبرئيل اتاني عن اللطيف الخبير فقال: ان الابكار بمنزلة الثمر علي الشجر اذا ادرك ثمارها فلم تجتن افسدته الشمس و نثرته الرياح، و كذلك الابكار اذا ادركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء الا البعولة والا لم يؤمن عليهن الفساد لانهن بشر. قال: فقال اليه رجل فقام: يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم الاكفاء. فقال: فمن الاكفاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم اكفاء بعض.


سليمان بن خالد ابوربيع هلالي كوفي


از اصحاب حضرت باقر و حضرت صادق عليهماالسلام بوده، و در آغاز زندگاني اش در رديف ياوران زيد بود و با او خروج كرد و انگشتانش در همان واقعه قطع شد [1] ، ليكن پس از آن به مذهب حق بازگشت. و چون از دنيا رفت امام صادق (ع) بر مرگ او متأثر گرديد. [2] .

روزي حضرت باقر (ع) سواره به يكي از باغات مدينه مي رفت، و سليمان در ملازمت آن جناب بود، در راه، از حضرت سؤال كرد كه آيا امام مي داند آن چه در روز واقع مي گردد؟ حضرت فرمود: اي سليمان! سوگند به آن كه محمد صلي الله عليه و آله را به نبوت مبعوث فرمود و او را به رسالت برگزيد، امام مي داند آن چه را كه در روز و در ماه و در سال اتفاق مي افتد. مگر نمي داني كه روح بر امام نازل مي شود در شب قدر؛ و مي داند آن چه در سال واقع مي گردد، تا سال بعد، و آن چه در شب و روز رخ مي دهد؛ و الان مي بيني چيزي را كه قلب تو به آن مطمئن شود. پس آن حضرت خبر داد از واقعه دو نفر دزد و فرمود كه الساعه با آنان برخورد خواهيم كرد... [3] .

در كافي، نقل شده كه سليمان بن امام صادق (ع) عرض كرد، من خانواده اي دارم كه از من شنوايي دارند، آيا آنان را به امر امامت دعوت كنم؟ فرمود: آري، خداي عزوجل در كتابش مي فرمايد: «يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم و اهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة» [4] - اي كساني كه ايمان آورده ايد، خود و خاندان خود را از آتشي كه آتش گيره آن مردم و سنگ است بر كنار داريد - [5] .

روزي سليمان بن امام صادق (ع) عرض كرد: گروه زيديه مردمي معروف و با تجربه هستند، و در نزد آنان هيچ كس از خاندان پيامبر (ص) محبوب تر از شما نيست، اگر صلاح بدانيد آنان را به خود نزديك كنيد. حضرت فرمود: اي سليمان! اگر اين كم خردان بخواهند ما را از علم خود باز داشته (انكار علم ما كرده) و ما را به سوي ناداني خود كشند، هيچ خوشامدي بر آنان مباد، ولي اگر بخواهند گفتار ما را گوش كنند و چشم به راه فرج ما



[ صفحه 230]



باشند، بفرمايند. [6] .

شيخ مفيد، سليمان را از بزرگان اصحاب حضرت صادق (ع) شمرده و او را از ثقات و فقهاي صالحين مي داند. [7] .

نجاشي گويد: سليمان مردي فقيه و وجيه بوده، و از حضرت باقر و حضرت صادق عليهماالسلام روايت كرده، و در زمان حيات امام صادق (ع) از دنيا رفت؛ حضرت بر مرگ او اندوهناك شد، و براي فرزندانش دعاي خير فرمود، و درباره آنان به اصحابش سفارش كرد. [8] .

و از بعضي روايات ظاهر مي شود كه اين سليمان صاحب سر بوده؛ چنانچه در كافي از عمار روايت شده كه گفت: امام صادق (ع) به من فرمود: آيا به كسي خبر داده اي آن چه را كه به تو خبر داده ام؟ عرض كردم: نه، فقط به سليمان بن خالد گفته ام. فرمود: احسنت! [9] ، آيا نشنيده اي گفته شاعر را



فلا يعدون سري و سرك ثالثا

الا كل سر جاوز الاثنين شاع



راز من و تو به سومين كس نرسد

هر راز كه از دو بگذرد فاش شود [10] .



سليمان كتابي دارد كه عبدالله مسكان [11] ، كه يك تن از اصحاب اجماع است [12] ، از او روايت مي كند. [13] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 207.

[2] رجال نجاشي، ص 130.

[3] رجال كشي، ص 304 - بحارالانوار، ج 46، ص 272.

[4] سوره تحريم، آيه 6.

[5] اصول كافي، ج 2، باب دعوت خانواده به ايمان، ص 168.

[6] روضه كافي، ج 158، ص 141.

[7] ارشاد، مفيد، نص بر امامت موسي بن جعفر (ع)، ص 264.

[8] رجال نجاشي، ص 130.

[9] علامه مامقاني گويد: ظاهرا كلمه «احسنت» به قرينه استشهاد به شعر، توبيخي است. تنقيح المقال، ج 2، ص 57.

[10] اصول كافي، ج 2، باب كتمان، ص 177.

[11] مسكان بر وزن سبحان.

[12] مرحوم ميرداماد، عبدالله بن مسكان را در طبقه بندي اصحاب اجماع در دومين دسته فقهاي اصحاب قرار مي دهد (رواشح السماويه، راشحه سوم، ص 45).

[13] رجال نجاشي، ص 130.


اجتماع الأبواء


وكان الهدف من عقد هذا الاجتماع الصوري بالاضافة إلي الهدف الذي ذكر أعلاه تهيئة الأجواء الودية وإشاعة روح المحبّة والوئام بينهم وبين العلويين وتطميناً لخواطرهم وعلي أقل تقدير جعلهم محايدين في هذا الصراع،ليتمّ لهم ما يهدفون إليه ويحشدوا ما استطاعوا من قوة لصالحهم.

من هنا اجتمعوا في منطقة الابواءـ التي تقع بين مكة والمدينة ـ ودعوا كبار العلويين والعباسيين، فحضر كل من إبراهيم الإمام والسفاح والمنصور وصالح ابن علي وعبد الله بن الحسن وابناه محمد ذي النفس الزكية وإبراهيم وغيرهم.



[ صفحه 174]



وقام صالح بن علي خطيباً فقال:قد علمتم أنكم الذين تمدّ الناس أعينهم إليهم، وقد جمعكم الله في هذا الموضع، فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه إياها من أنفسكم وتواثقوا علي ذلك حتي يفتح الله وهو خير الفاتحين.

ثم قام عبد الله بن الحسن فحمد الله واثني عليه ثم قال: قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي فهلمّوا لنبايعه.

فقال أبو جعفر المنصور: لأي شيء تخدعون أنفسكم؟ والله لقد علمتم ما الناس إليأحد أصور [1] أعناقاً، ولا أسرع إجابة منهم إلي هذا الفتي ـ يريد به محمد بن عبد الله ـ، قالوا قد ـ والله ـ صدقت إن هذا لهو الذي نعلم. فبايعوا جميعاً محمّداً، ومسح علي يده كل من إبراهيم الإمام والسفّاح والمنصور وكل من حضر الاجتماع [2] .

وبعد أن أنهي مؤتمرهم أعماله بتعيين: محمد بن عبد الله بن الحسن خليفة للمسلمين، أرسلوا إلي الإمام الصادق (عليه السلام) فجاء الإمام وقال: «لماذا اجتمعتم؟ قالوا: ان نبايع محمد بن عبد الله، فهو المهدي».

قال الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): لا تفعلوا فإنّ الأمر لم يأت بعد، وهو ليس بالمهديّ، فقال عبد الله ـ رداً علي الإمام (عليه السلام)ـ: يحملك علي هذا الحسد لابني! فأجابه الإمام (عليه السلام): والله لا يحملني ذلك ولكن هذا وإخوته وأبناءهم دونكم وضرب بيده علي ظهر أبي العباس، ثم قال لعبد الله: ما هي إليك ولا إلي ابنيك، ولكنها لبني العباس، وان ابنيك لمقتولان، ثم نهض (عليه السلام) وقال: إنّ صاحب الرداء الأصفر ـ يقصد بذلك أبا جعفر ـ يقتله.



[ صفحه 175]



قال عبد العزيز: والله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتله. وانفضّ القوم، فقال أبو جعفر المنصور للإمام جعفر الصادق(عليه السلام): تتمّ الخلافة لي؟ فقال: نعم أقوله حقّاً» [3] .


پاورقي

[1] أصور: أميل.

[2] مقاتل الطالبيين: 256، واعلام الوري: 1 / 527، وكشف الغمة: 2 / 386.

[3] مقاتل الطالبيين: 256، الخرائج والجرائح: 2 / 765، وعنه في بحار الأنوار: 47 / 120: 256.


الامام يخبر رجلا عما حدث به نفسه


21- عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت أطوف بالكعبة فرأيت أباعبدالله (عليه السلام) فقلت في نفسي: هذا هو الذي يتبع، و الذي هو الامام و هو كذا و كذا؟ قال: فما عملت به حتي ضرب يده علي منكبي، ثم أقبل علي و قال: «أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر» [1] . [2] .

22- و عن عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) ليلة من الليالي، و لم يكن عنده أحد غيري، فمد رجله في حجري فقال: اغمزها يا عمر! قال: فغمزت رجله، فنظرت الي اضطراب في عضلة ساقيه فأردت أن أسأله الي من الأمر من بعده، فأشار الي فقال: لا تسألني في هذه الليلة عن شي ء فاني لست اجيبك [3] .

الرواية بصورة اخري:

عن عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله و هو وجع فولاني ظهره، و وجهه الي الحائط فقلت في نفسي: ما أدري ما يصيبه في مرضه، و ما سألته عن الامام بعده، فانا افكر في ذلك، اذ حول وجهه الي فقال: ان الأمر ليس كما تظن، ليس علي من وجعي هذا بأس [4] .



[ صفحه 173]



أيها القارئ الكريم: كانت هذه مجموعة منتخبة من الأحاديث التي تصرح بأن الامام الصادق (عليه السلام) اخبر عن نوايا بعض الناس و افعالهم و ما صدر منهم و ما سيتعرضون له و ما شابه ذلك، و هناك أحاديث أخري في هذا المجال ذكرناها في موسوعة الامام الصادق (عليه السلام) و هي بمجموعها تؤكد علي حقيقة واحدة و هي ان الامام الصادق (عليه السلام) مؤيد من عند الله تعالي و متصل بالعالم الأعلي و أن الله سبحانه منحه هذه الصلاحيات و المؤهلات - التي يمنحها للأنبياء و أوصيائهم - لتكون دليلا علي الامامة و الولاية الشرعية الحقة، في مقابل الامامة الباطلة المزعومة التي يدعيها الآخرون.



[ صفحه 174]




پاورقي

[1] سورة القمر آية 24.

[2] بصائر الدرجات: ص 260 ح 21. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 70.

[3] بصائر الدرجات: ص 255 ح 1.

[4] بصائر الدرجات: ص 259 ح 14.منه بحارالأنوار: ج 47 ص 70.


حريز بن عبدالله


حريز بن عبدالله ازدي معروف به سجستاني اهل كوفه بود وي به علت اين كه براي تجارت، فراوان به سجستان سفر مي كرد به اين عنوان ملقب شد. او از جمله فقها و راويان حديث بوده و چندين كتاب در فقه نوشته است، همچنين روايات زيادي را از امام صادق عليه السلام با واسطه و بدون واسطه نقل نموده است. عده اي گفته اند كه او بيش از دو حديث بدون واسطه از امام صادق عليه السلام نقل نكرده است؛ اما اين گفته با سخنان و احاديث زيادي كه او به طور مستقيم از آن حضرت نقل نموده، سازگاري ندارد. اگر كسي كتاب هاي حديث را بررسي كند به اين حقيقت پي خواهد برد.

كتاب هاي حريز در بين شيعه از كتب اصول محسوب مي شود. او در سجستان همراه عده اي از شيعيان به دست خوارج كشته شد؛ داستان كشته شدن او و يارانش اين گونه نقل شده كه اصحاب حريز از خوارج شنيدند كه به اميرالمؤمنين عليه السلام دشنام مي دادند و به ايشان توهين مي كردند پس به حريز خبر دادند و از او اجازه ي كشتن خوارج را خواستند، و



[ صفحه 453]



او نيز اجازه داد. از اين رو در ميان خوارج پياپي عده اي كشته مي شدند؛ ولي آنان گمان نمي كردند كه اين كشتارها از سوي شيعيان باشد، زيرا تعداد شيعيان در ميان آنان اندك بود. بنابراين آنها اين كشتارها را به عهده ي مرجئه و اهل جبر گذاردند و با آنان به جنگ برخاستند، تا اين كه فهميدند كه اين كار توسط شيعيان انجام مي گرفته، پس به جستجوي آنان پرداختند و هنگامي كه حريز و يارانش در مسجدي جمع بودند، مسجد را بر روي آنان خراب نمودند و همه ي آنها كشته شدند. رحمت خدا بر آنان باد.


ابوحنيفه نعمان بن ثابت كوفي


وي از ائمه چهارگانه اهل سنت و پيشواي حنفي هاست. ايشان در وصف امام صادق عليه السلام مي گويد: «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد؛ هرگز در عمرم عالم تر و فقيه تر از جعفر بن محمد نديدم». [1] .

آلوسي، مفسر و عالم اهل سنت مي نويسد:

اين امام اعظم، ابوحنيفه است كه افتخار مي كند و با زبان فصيح مي گويد: «لولا السنتان لهلك نعمان؛ اگر آن دو سال شاگردي امام صادق نبود، نعمان هلاك مي شد». [2] .


پاورقي

[1] تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 166، در شرح حال امام صادق عليه السلام.

[2] التحفة الاثني عشرية، ص 8.


فساد و تباهي


در زمان بني اميه فساد و تباهي دامن گسترانيد و به ارزش هاي انساني و الهي آسيب رساند. شراب و مي خوارگي حاكمان وعشرت و تباهي آنان سراسر دنياي اسلام را فرا گرفت. فساد و غنا و خنياگري حتي دو شهر مقدس مكه و مدينه را در امان نگذاشت. در اين دو مركز وحي همايش ها و مهر جان غنا و آوازه خواني و بساط عيش، آن چنان گستره پيدا كرد كه براي شام از مدينه آواز خوان فرا مي خواندند.

در زمان بني اميه شراب قي شده به محراب تهجد و تقدس مسلمانان راه پيدا كرد و امام جماعت سرمست از شراب آهنگ افزودن بر ركعت هاي نماز صبح نمود!


حمزه ي طيار


حمزه از امام صادق عليه السلام پرسيد: شنيده ام شما دوست نمي داريد بر سر مسائل فكري و عقيدتي بحث و درگيري شود. امام صادق عليه السلام در پاسخ فرمود:

از بحث و مناظره ي تو و امثال تو نگراني ندارم. تو كه مي داني چگونه پرواز كني و چگونه بر زمين بنشيني، از بحث و مجادله ي مثل تو هرگز بدمان نمي آيد. تو به احتجاج بپرداز و از ما دفاع كن!

هشام بن حكم مي گويد: روزي امام صادق عليه السلام از من سراغ حمزه را گرفت. عرض كردم او درگذشت. امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند او را رحمت كند و سرور و شادمانيش بخشد. او در دفاع از ما اهل بيت بسيار سخت كوش و مصمم بود.


عرب و موالي


اين ها نمونه هايي از خط بطلان كشيدن دين مقدس اسلام بر افكار بيهوده ي كساني است كه تصور مي كنند نژاد، حسب و نسب، مقام، پول و ثروت و... ملاك فضيلت و برتري است، در حالي كه هيچ يك از آن ها معيار ارزش نيست و همان گونه كه گفتيم، ميزان برتري تنها تقوا و پرهيزگاري است. ولي برخلاف صريح قرآن و روايات اهل بيت عليهم السلام در دوران حكومت خلفاي بني اميه اين اصل مسلم و قطعي ناديده گرفته شد و اين خود يكي از مسائل مهمي است كه در دوره ي حكومت آنان قابل مطالعه و بررسي است، زيرا اين تبعيض عامل مؤثري در نارضايتي مردم از هيئت حاكمه بود و در سقوط و انحطاط آنان تأثير بسزايي داشت، چون امويان موالي (غيرعرب) را تحقير مي كردند و با بي اعتنايي با آنان برخورد مي نمودند، به طوري كه اين گروه (موالي) در نظر حكومت اموي از پست ترين اقشار اجتماع به شمار مي رفتند و از بسياري حقوق مدني و اجتماعي محروم بودند.



[ صفحه 135]



اكنون به دليل اينكه اين بحث از مباحث بسيار مفيد و ارزنده است و ريشه ي اين تعصب از جاهليت عرب [1] سرچشمه مي گرفت و حكومت بني اميه آن را تشديد كرد، به تفصيل درباره ي كيفيت رفتار عرب با موالي و سپس چگونگي برخورد بني اميه با آنان به بحث مي پردازيم.

بني اميه خلافت را به سلطنت مستبده تبديل كردند، تعصب عربي را تقويت نمودند و خشونت اخلاقي بدويان را به تمام معني به كار بردند و در عين حال چون شهرنشين شده بودند، كليه ي صفات پسنديده ي صحراگردي را از دست دادند و فقط مقيد بودند كه قريش را بر ديگران و خودشان را بر سايرين ترجيح دهند [2] .

در زمان بني اميه عرب ها خود را از مسلمانان غيرعرب و مردم ذمي



[ صفحه 136]



با شرفت تر و پسنديده تر مي دانستند [3] ... و بخصوص بر ملت هاي مسلمان (غيرعرب) مباهات مي كردند و آنان را موالي مي خواندند و به آنان چنين مي گفتند: نه تنها ما شما را از بردگي و اسارت آزاد ساختيم بلكه از پليدي كفر و شرك نجات داده مسلمان نموديم و همين كافي است كه از شما برتر باشيم. ما شما را با شمشير سعادتمند ساختيم و با زنجير به بهشت كشانديم. ما براي راهنمايي شما خود را به كشتن داديم، و چه خدمتي از اين بالاتر كه براي زندگي [با سعادت] شما جان خود را فدا ساختيم؟ خدا ما را مأمور نمود تا خود را براي راهنمايي شما به كشتن بدهيم و شما را اسير كرده آزاد سازيم.

عرب ها از اقتدا [در نماز] به موالي اكراه داشتند و اگر هم پشت سر آنان نماز مي خواندند، مي گفتند براي فروتني نسبت به خدا چنين مي كنيم. نافع بن جبير شافعي از تابعان نامي همين كه جنازه اي را مي ديد، مي پرسيد كي بود؟ اگر مي گفتند از قريش بود، مي گفت افسوس از قوم من يكي كم شد و اگر مي گفتند عرب بود، مي گفت افسوس هموطنم مرد. اما اگر مي گفتند غير عرب (مولي) بود، با خونسردي مي گفت كالاي خدا است، مي خواهد مي برد و مي خواهد مي گذارد. عرب ها مي گفتند سه چيز نماز را در هم مي شكند: سگ و الاغ و مولي. موالي را به نام و لقب مي خواندند و هيچگاه با كنيه آن ها را صدا نمي كردند [4] ، در يك صف با آنان حركت نمي كردند، هيچگاه آنان را پيش نمي انداختند، در هر خواني بالاي سر آنان مي ايستادند و اگر مولي را براي رعايت سن و فضل و تقوا به ميهماني مي خواندند، او را در سر راه مي نشاندند تا مردم بدانند كه او عرب نيست. اگر كسي از عرب ها مي مرد، مولي نمي توانست با ديگران بر جنازه ي عرب نماز بگزارد [5] .



[ صفحه 137]



عرب خود را آقا مي دانست و معتقد بود كه او براي آقايي و ديگران براي بندگي خلق شده اند و از آن رو در صدر اسلام، ساير كارها بخصوص صنعت و تجارت و زراعت به دست غيرعرب افتاد و عرب ها فقط و فقط فرمانروا و حكمران بودند و به امور سياسي مي پرداختند و اين مثل ميان عرب پديد آمد كه معلم و جولا و بافنده احمق است، چه ذمي ها بيشتر به آن كار مشغول بودند. روزي عربي با غير عربي (مولي) براي رفع اختلاف نزد عبدالله به عامر والي عراق رفتند. مولي گفت: خداوند امثال تو را از ميان ما بردارد. عرب گفت: خداوند امثال تو را ميان ما زياد كند. و چون حكمت اين گفتار را از عرب پرسيدند، در پاسخ گفت: چه بهتر كه امثال آنان زياد شوند تا كوچه هاي ما را جاروب كنند و چكمه هاي ما را بدوزند و براي ما پارچه ببافند. عرب ها جز شعر و تاريخ به علم ديگري توجه نداشتند و آن را از اين جهت مي آموختند كه لازمه ي سيادت و پيروزي مي دانستند و حساب و دفترداري و نامه نگاري را نيز كار پستي مي شمردند و ذميان و موالي را به آن كار مي گماشتند و بدان جهت در زمان بني اميه كاتبان و محاسبان، غيرعرب بودند، زيرا عرب ها حساب و كتاب نمي دانستند [6] .

به طور كلي طرز تفكر و بينش عرب اين گونه بود كه خداوند تازيان را فقط براي سروري و فرمانروايي، و ديگر اقشار مردم را براي فرمانبرداري و بندگي نسبت به آنان آفريده است و به گفته ي برخي، تازيان تصور مي كردند كه از نظر بدن و رنگشان نسبت به مردم ديگر برتري دارند و خون آنان با ساير مردم فرق دارد [7] از اين رو خود را عرب اصيل النسب مي دانستند و تيره و نژادشان را از غيرعرب ها ممتاز مي دانستند [8] .



[ صفحه 138]




پاورقي

[1] تعصب جاهليت عرب دو گونه بود. برخي از قبيله و عشيره ي خود طرفداري مي كردند و با تيره هاي ديگر در نبرد بودند، مانند دو قبيله ي اوس و خزرج كه از قبايل بزرگ و معروف مدينه بودند و نسبت به يكديگر كينه و دشمني سختي داشتند و ساليان دراز با هم در جنگ و ستيز بودند تا اينكه به بركت اسلام با يكديگر متحد شدند و كينه هاي آنان از ميان رفت. مولوي در مثنوي (دفتر دوم) در اين باره مي گويد:



دو قبيله كاوس و خزرج نام داشت

يك ز ديگر جان خون آشام داشت



كينه هاي كهنه شان از مصطفي

محو شد در نور اسلام و صفا



اولا اخوان شدند آن دشمنان

همچو اعداد عنب در بوستان



وز دم المؤمنون اخوه به پند

در شكستند و تن واحد شدند



خلاصه از آنجا كه عرب پيش از اسلام به قبايل و عشاير بسيار منقسم مي شد و پيوسته ميان آنان اختلاف بود، تا حدي تعصب قبيله اي در بين آنان زياد بود. مبرد در الكامل (ج 1 ص 198) مي نويسد: جواني از قبيله ي «ازد» اطراف خانه ي كعبه طواف مي كرد و هنگام دعا تنها پدر خويش را دعا مي كرد. وقتي علت اين كار از او سؤال كردند كه چرا از مادرت نامي نمي بري، گفت: مادر من از قبيله ي تميم است، از اين رو به او دعا نمي كنم (ضحي الاسلام، ج 1، ص 20).

نوع ديگر تعصب عربي كه بر تعصبات جاهلي افزوده شد عبارت بود از تعصب عربي در مقابل ملل ديگر، و به ديگر سخن عصبيت ملي و ضديت با نژاد غيرعرب، كه در صفحات آينده در اين باره بحث مي كنيم.

[2] تاريخ تمدن اسلام، ص 693.

[3] همان مأخذ، ص 699.

[4] كنيه كلمه اي است كه با اب (پدر) يا (ام) مادر شروع مي شود. ميان عرب رسم است كه نام كوچك كسي را براي احترام نمي برند و او را به نام پسرش يا دخترش مي خوانند، مانند ابوالقاسم و ام كلثوم.

[5] تاريخ تمدن اسلام، ص 698.

[6] همان مأخذ، ص 699.

[7] ضحي الاسلام، ج 1، ص 22.

[8] تاريخ تمدن اسلام، ج 4، ص 57.


شيعه از منظر امام صادق


يا ابن جندب انما شيعتنا يعرفون بخصال شتي بالسخاء و البذل للاخوان و بان يصلوا الخمسين ليلا و نهارا. شيعتنا لا يهرون هرير الكلب و لا يطمعون طمع الغراب و لا يجاورون لنا عدوا و لا يسألون لنا مبغضا و لو ماتوا جوعا. شيعتنا لايأكلون الجري و لا يمسحون علي الخفين و يحافظون علي الزوال و لا يشربون مسكرا. قلت جعلت فداك فأين أطلبهم قال عليه السلام علي رؤس الجبال و اطراف المدن و اذا دخلت مدينة فسل عمن لايجاورهم و لا يجاورونه فذلك مؤمن كما قال الله «و جاء من أقصي المدينة رجل يسعي...» [1] و الله لقد كان حبيب النجار وحده.


پاورقي

[1] يس (36)،20.


خليفه، متكفل امور سياسي و ديني مردم


مقدمتا بايد دانست كه دستگاه خلافت در اسلام، از اين جهت با همه ي دستگاههاي ديگر حكومت متفاوت است كه اين فقط يك تشكيلات سياسي نيست؛ بلكه يك رهبري سياسي - مذهبي است. نام و لقب «خليفه» براي حاكم اسلامي، نشان دهنده ي همين حقيقت است كه وي بيش از يك رهبر سياسي است؛ جانشين پيامبر صلي الله عليه و آله است و پيامبر، آورنده ي يك دين و آموزنده ي اخلاق و البته در عين حال حاكم و رهبر سياسي است. پس خليفه در اسلام، به جز



[ صفحه 78]



سياست، متكفل امور ديني مردم و پيشواي مذهبي آنان نيز هست.


قبر فاطمه زهرا يا فاطمه بنت اسد


پس از بررسي تاريخ حرم و تاريخ ضريح ائمه بقيع، كه در صفحات گذشته ملاحظه فرموديد، به اين پرسش مي رسيم:

«قبري كه در داخل حرم مطهر ائمه بقيع به فاطمه (عليها السلام) نسبت داده مي شود، متعلق به فاطمه زهرا (عليها السلام) است يا فاطمه بنت اسد؟»

توضيح و بيان اين موضوع، كه مهمترين و جالبترين بخش از تاريخ حرم ائمه بقيع را به خود اختصاص داده است، ايجاب مي كند كه چند مطلب مورد بررسي قرار گيرد.


دعاؤه بحسن السريرة


و من ادعيته هذا الدعاء الشريف: «اللهم اني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي، و تقبح سريرتي، أللهم كما أسأت، و أحسنت الي فاذا عدت فعد علي...» [1] .

لقد طلب الامام عليه السلام من الله تعالي أن يحسن سريرته، و دخائل نفسه، و استعاذ به من أن يحسن علانيته ظاهرا أمام الناس دون أن يمت ذلك الي الواقع بصلة، كما طلب منه تعالي أن يعود عليه بالمغفرة و الرضوان ان عاد الي احدي رغباته النفسية.



[ صفحه 137]




پاورقي

[1] صفة الصفوة 2 / 52 درر الابكار (ورقة 70) سير أعلام النبلاء 4 / 237 العقد الفريد 3 / 155 و زاد فيه «و ارزقني مواساة من قترت عليه رزقه بما وسعت علي...».


سديف المكي


و سديف المكي من أصحاب الامام أبي جعفر، و قد اتصل به، و هو ممن أبدي اكباره و اعجابه به يقول: «ما رأيت محمديا قط



[ صفحه 98]



يعدله» [1] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق (ص 297).


نگاه كينه توزانه به پدر و مادر


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:



[ صفحه 76]



هر كه به پدر و مادر خود كه به او ستم كرده اند كينه توزانه نگاه كند، خداوند هيچ نمازي را از او نمي پذيرد. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 74 / 61 / 26، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22721.


دشواري تسليم


تسليم كار ساده اي نيست، اما چاره اي جز آن نيست. كسي كه مي خواهد در آن دنيا هم نشين انبيا و اوليا گردد راهي به جز تسليم ندارد. در روايت آمده است كه امام رضا عليه السلام كسي را نصيحت مي كردند. آن شخص در جواب گفت: من دوست پدر شما موسي بن جعفرم و پدر شما مرا رها نمي كند. امام در پاسخ او گفتند: تو خيال مي كني با اين اعمال روز قيامت هم نشين موسي بن جعفر مي شوي كه آن همه تقوا و ورع و قرب به خدا دارد؟ اگر چنين باشد كه به موسي بن جعفر ظلم شده است. تصور كنيد شخص محترمي خانه ي بسيار تميز و با شكوهي دارد و در اين خانه با نهايت نظافت و آراستگي زندگي مي كند. شخص ديگري كه سر تا پا آلودگي است به اين آقا اظهار علاقه مي كند، آيا كسي حاضر مي شود اين ژوليده را نزد آن شخص پاكيزه ببرد؟ اگر بخواهد نزد او برود بايد خودش را تميز كند و لباس مناسب بر تن نمايد.



[ صفحه 164]



انسان بايد در مقابل تكوين و تشريع تسليم باشد. آن كه پول ندارد گرفتار تسليم در مقابل خمس و زكات نيست، اما كسي كه پول دارد بايد در مقابل حكم پرداخت خمس و زكات تسليم باشد، و هر قدر پول بيشتري داشته باشد تسليم مشكل تر است. به ثروتمندي گفته بودند: خمس اموالت را پرداخت كن، گفته بود: مي فهمي چه مي گويي؟ من اگر بخواهم خمس بدهم مي داني چقدر بايد پول بدهم؟ پول زياد اين گونه است و تسليم شدن به هنگام ثروت كار مشكلي است. تسليم عالم و مرجع ديني نيز آن است كه حلال را حرام، و حرام را حلال جلوه ندهد و حاضر نباشد حتي در مقابل تمام ثروت هاي دنيا چنين كند.


سخنداني


شخص سخندان و سخنور كسي است كه رعايت حال شنونده را كرده و با مقدمه اي مناسب، آنچه را مي خواهد بيان مي كند و بدين وسيله جلب قلوب آنان مي شود. اين دستوري است كه پيشوايان ما به منظور پيشرفت در تبليغ داده اند و خودشان نيز همين روش را داشته و بدان عمل كرده اند.

رحم الله عبدا اجتر مودة الناس الي نفسه فحدثهم بما يعرفون و ترك ما ينكرون. [1] .

خدا رحمت كند بنده اي را كه محبت مردم را نسبت به خود جلب كند. يعني: براي آنان به اندازه ي فهم و معرفتي كه دارند سخن گويد، و آنچه را كه از فهم و ادراك آنان دور است نگويد.


پاورقي

[1] خصال. ج 1، ص 25.


امام در مجلس يزيد


################

پاورقي

################

مذهب حنبليه


مؤسس اين مذهب احمد بن محمد بن حنبل است كه در تاريخ 165 در بغداد متولد شد و در سال 241 هجري در آن محل چشم از جهان فروبست. اين مذهب در بغداد ظاهرا به وجود آمد ليكن چندان رونقي نداشت تا در قرن هفتم هجري زماني كه قضاوت مصر به عهده عبدالله بن محمد بن عبدالملك حجازي رسيد در انتشار اين مذهب سعي و كوشش بسيار كردند و در حجاز نيز به وسيله محمد بن عبدالوهاب مؤسس فرقه وهابيه ادامه يافت. اما اين مذهب تا آخر هم چندان پيروي به خود نديد فعلا در حجاز در اصول و عقايد رسما از مذهب وهابيه پيروي مي كنند ولي در فقه تابع مذهب حنفي مي باشند. پيروان مذهب حنبليه نسبت به سه مذهب ديگر كمتر است.



[ صفحه 134]




امام صادق و وفاء به عهد


در كتاب بصائر الدرجات مي نويسد: وقتي يكي از اهل شام به جانب ما آمد و در سكرات موت بود كه من به عيادت او رفتم گفت اي ابوبصير من سخن تو را شنيدم و به مذهب تو پيرو امام صادق عليه السلام شدم تو هم بايد به عهد خود وفا كني يعني بهشتي كه ضامن شدي براي من بخري گفتم من از طرف مولايم عهد مي كنم تو را به بهشت برند او از دنيا رفت من خدمت امام صادق عليه السلام رفتم قبل از آنكه سخني بگويم فرمود اي ابوبصير ما ضمانت تو را وفا كرديم و براي رفيق تو بهشت را آسايشگاه او قرار داديم.

ابوبصير روايت مي كند كه ابوعبدالله بلخي گويد در خدمت امام صادق عليه السلام مي رفتم كه به درخت خشكي رسيديم فرمود اي نخل تو شنوا و مطيعي براي خاطر پروردگار ما را اطعام كن از آنچه در جان تو هست به ما ده سليمان بن خالد راوي خبر مي گويد در همان حال رطب تازه براي ما فروريخت و همه از آن خورديم تا سير شديم.

آن مردم بلخي گفت يابن رسول الله كاري كه امروز از تو ظاهر شد از مريم مادر عيسي عليه السلام ظاهر شده بود.

در مناقب و خرايج و ساير كتب روايت مي كنند كه امام صادق عليه السلام خبر مرگ بسياري از اصحاب صالح خود را به آنها داد و هر يك افتخار مي كردند كه روز مرگ خود را مي دانستند و با مژده وابستگي به امام را رحمت حق مي شمردند و شكر مي كردند و به عبادت مي پرداختند چنانچه خبر مرگ ابي اسامه را داد خبر مرگ ابوحمزه ثمالي را داد - خبر مرگ زيد شحام را داد و بسياري ديگر و اين ها از كرامات و خوارق عادات امام جعفرصادق عليه السلام بود.


طريقه تدريس امام صادق


طرق آموزش و پرورش در عالم بشريت مختلف بوده است ملل گذشته دنيا هر يك به نوعي معارف و فرهنگ خود را در افراد مي آموختند مثلا انبياء كه برگزيدگان عالم بشريت بودند اصول عقايد و فروع احكام را با استدلال حسي به مردم در موارد مختلف به وسايل گوناگون تعليم مي كردند. و اين درس علم و فضيلت مانند روش درس كلاس امروز نبود آموزش و پرورش مكاتب فلسفي يونان هم كه بر روش منطق ارسطو و سقراط و افلاطون و اسكندر بنا شده بود و سبك خاصي داشت كه بالاي كرسي مي رفتند و تدريس مي كردند در اسلام اين طور نبود بلكه در مسجد پس از نماز امام عليه السلام رو به مردم مي كرد و با حلقه درس طوري بود كه صدر و ذيل نداشت و امام عليه السلام احتياجات روز مردم را كه يك يك مي پرسيدند به آنها مي آموخت و مي فرمود بپرسيد هرچه مي خواهيد هر فردي از افراد به مقتضاي نياز روحي و معنوي خود يا بر حسب احتياجات محيط و زندگي و احكام دين مسائلي مي پرسيد و امام عليه السلام به او پاسخ مي داد و سايرين هم مي شنيدند و لذا علوم مكتب جعفري سبك كلاسي نداشت كه هر يك از شاگردان مخصوص رياضي - طبيعي - كلامي انحصارا آن بحث را نقل كنند بلكه يك سئوال كه مي شد همه اصحاب آن را به صورت روايت نقل مي كردند نهايت هر كس ذوق و سليقه اش در هر رشته بيشتر و قوي تر بود و شم رياضي يا طبيعي يا فقهي و يا فلسفي داشت درباره آن علم مسائل و دقايقي بيشتر مي پرسيد و روي آن مسائل بحث مي كرد.

تا قبل از امام باقر و صادق عليهماالسلام علوم مدون و قواعد ممهد و منظمي نبود كه بر آن سبك و روش تدريس شود و طبقات مختلف مسلمين هم با آنكه مستعد فراگرفتن علوم بودند در فن تخصصي در يك سطح نبودند ولي چون تمام علوم طريقيت براي توحيد و تحكيم مباني دين داشت همه آن آموزش و پرورش را از جان و دل مي شنيدند و هضم و تحليل مي كردند و نشر و تعميم مي دادند اين اسلوب مخصوص درس امام صادق عليه السلام بود كه مي نشست و مردم حلقه مي زدند اطراف او يا يك نفر سئوالي مي كرد و اطراف آن بحث مي شد و سخن از هر دري كشيده مي گرديد يا خود امام مطلبي را طرح مي فرمود كه محتاج اليه همه مردم بود و موضوع را تشريح مي فرمود در هر صورت منطقي قوي از استدلال حس و شهودي دنباله هر مطلبي بود و تمام مطالب علمي در محيط دين و فضيلت و شامل استدلال و منطق حسي بود و نتيجه تمام آموزش و پرورش امام صادق را مكارم اخلاق بود كه سطح تهذيب نفس را بالا مي برد و در يك محيطي آرام و مملو از محبت و دوستي و صفا و وفاداري صورت مي گرفت.



[ صفحه 100]



عمرو بن ابي مقدام مي گويد ابوعبدالله (ع) قبل از هر دس ما را به صداقت و راستي و فضيلت مي خواند و هر روز قبل از درس مقداري نصيحت به ما مي فرمود و به ايمان و اخلاق توصيه مي كرد آنگاه شروع به تدريس مي فرمود مسائل مطروحه را بيان و تشريح مي كرد.

شاگردان ديگر نقل كرده اند كه امام صادق عليه السلام قبل از درس درباره لزوم تحصيل علم و سعادت و كسب فضيلت و تحكيم مباني ايمان و امانت بسيار تأكيد در مكارم اخلاقي و مراقبت كامل در كسب علم و دين مي فرمود.


علم ربع مجيب


يا علم قوس و جيب يا ربع جيب كه خطوط دوائر است كه ربع دائره و نصف قطر در سطح مستوي محيط معين مي كند.

خط مشرق و مغرب كه جيب تام و خط نصف النهار يا خط وسطالسماء كه به جيب اعظم يا قوس ارتفاع گويند.


مالك بن انس (رئيس مذهب مالكي)


ابو عبدالله مالك بن انس متوفاي سال 179 هجري، يكي ديگر از مخاطبان امام صادق بود. او امام يكي از چهار مذهب رسمي اهل سنت و



[ صفحه 174]



از اصحاب رأي و قياس و استحسان بود. [1] وي مي گويد:

كنت أدخل علي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فيقدم لي مخدة و يعرف لي قدرا و يقول يا مالك اني أحبك فكنت أسر بذلك و أحمد الله عليه قال و كان عليه السلام رجلا لا يخلو من احدي ثلاث خصال اما صائما و اما قائما و اما ذاكرا و كان من عظماء العباد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل و كان كثير الحديث، طيب المجالسة و كثير الفوائد [2] .

وقتي بر جعفر بن محمد صادق وارد مي شدم مرا اكرام مي كرد و بالش خود را به من مي داد و مي گفت: اي مالك، من تو را دوست دارم و به خاطر آن خوشحالم و خداي را حمد مي كنم بر اين دوستي. مالك بن انس مي گويد: هر بار كه جعفر بن محمد را ديدم، يا در حال نماز بود و يا روزه دار بود، يا قرآن تلاوت مي كرد. وي از بزرگترين عبادت كنندگان و زاهدان بود، آن كساني كه در برابر خداوند عزوجل خشوع دارند. وي بسيار حديث مي گفت و مجالست با او نيكو بود و فوايد بسياري داشت.

امام صادق چنان اثري بر مالك نهاده بود كه مالك درباره ي امام گفته است:

با فضيلت تر و برتر از جعفر بن محمد از بعد علمي، عبادت، و تقوا، هيچ چشمي نديده و هيچ گوشي نشنيده و بر قلب هيچ بشري خطور نكرده است. [3] .


پاورقي

[1] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، ج 1، ص 70.

[2] الخصال، شيخ صدوق، ج 1، ص 167، الطبعة الثانية، جامعه مدرسين حوزه علميه قم، 1403 ه؛ بحارالانوار، ج 47، ص 16.

[3] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، ج 1، ص 53، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 248.


الشك في الحاجب


اذا شككت: هل علي عضو من أعضاء الغسل أو المسح حاجب يمنع من وصول الماء فماذا تصنع؟

الجواب:

يجب أن تبالغ في الاجتهاد، حتي تعلم علم اليقين بوصول الماء الي المحل الواجب، لأن العلم بشغل الذمة يستدعي العلم بفراغها، أو كما عبر الفقهاء: الاشتغال اليقيني يوجب الفراغ اليقيني، و هذه قاعدة عامة تضطرد في جميع أبواب الفقه دون استثناء، و معناها أنك اذا علمت يقينا بأن هذا الشي ء قد وجب عليك، و أنت مسؤول عنه، تولد من علمك هذا الزام عقلي، و هو أن تعلم يقينا أيضا انك قد أديته كاملا، و تحررت من المسؤولية بالفعل - مثلا - اذا علمت انك مطلوب لزيد بدرهم، ثم احتملت أو ظننت أنك قد وفيت، فظنك هذا ليس بشي ء، بل عليك أن تعلم يقينا أنك قد وفيت تماما، كما علمت أنك قد



[ صفحه 81]



استدنت، لأن العلم لا يزيله الا العلم.

أجل، لو احتملت، أو ظننت أنك استدنت منه فلا شي ء عليك.


الغارمون


6- و هم الذين تحملوا ديونا عجزوا عن وفائها، فتؤدي عنهم من الزكاة، علي شريطة ان لا يكونوا قد صرفوها في الاثم و المعصية.

قال الامام عليه السلام: الغارمون من وقعت عليهم ديون انفقوها في طاعة الله من غير اسراف، فيجب علي الامام ان يقضي عنهم، و يفكهم من مال الصدقات.

و الذي نراه ان الوفاء عن الغارمين يدخل في الفقرة التالية، و هي سبيل الله، و انما افرد الغارم بالذكر للتنبيه علي انه منه، او لزيادة اختصاص، كقوله تعالي: (و حافظوا علي الصلوات و الصلاة الوسطي) [1] .

و اذا كان لانسان دين علي من عجز عن وفائه فلصاحب الدين ان يحتسبه من الزكاة، و بهذا يتحقق وفاء الدين و الزكاة معا، و تفرغ ذمة المديون من الدين، و ذمة صاحبه من الزكاة، فقد سأل رجل الامام عليه السلام قائلا: لي دين علي قوم قد طال حبسه عندهم، لا يقدرون علي قضائه، و هم مستوجبون للزكاة، هل لي أن ادعه، فأحتسب به عليهم من الزكاة؟ قال: نعم.

و لا فرق في جواز احتساب الدين من الزكاة بين ان يكون المديون حيا أو



[ صفحه 84]



ميتا، قال الامام الصادق عليه السلام: قرض المؤمن غنيمة، ان ايسر قضاك، و ان مات قبل ذلك احتسب به من الزكاة.


پاورقي

[1] البقرة: 238.


بيع السفيه


2- ان يبيع السفيه بعض ما يملك بلا اذن الولي، ثم يزول السفه، و يرتفع الحجر، و قد افتوا بصحة البيع، ولكن مع الاجازة من نفس المالك الذي أجري العقد بعد أن صار رشيدا، و الفرق بين عقد الراهن الذي لا يحتاج الي اجازة، و بين عقد السفيه الذي يحتاج اليها أن المانع من الأخذ بعقد السفيه هو عدم الاجازة، اذ لا يعتد برضاه اطلاقا، بل ينفذ العقد، حتي و لو كان له كارها، بخلاف عقد الراهن فان المانع من الأخذ به وجود الرهن، أما رضاه لابد منه، و له كل الأثر في نفاذ العقد، و ترتب احكامه عليه.


الاقرار و الانكار


يصح الصلح مع الاقرار و الانكار، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك مضافا الي العمومات» أي عموم أدلة الصلح، كالآية الكريمة: «و الصلح خير». و حديث: «الصلح جائز» و ما الي ذاك، و فرع الفقهاء علي ذلك أن المدعي عليه اذا قال للمدعي: صالحني لم يكن هذا اقرارا منه، لأن الصلح يجتمع مع الانكار... و ان المدعي اذا أقر بالحق المدعي به يجوز الصلح عليه بقيمته، و بأقل منها و أكثر و بالمساوي، مادام التراضي متحققا من الطرفين.

و قد فهمت الصلح بين اثنين علي شي ء خشية التنازع المحتمل، و لم أفهم للصلح وجها مع الاقرار بالحق، لأن المقر ان أداه كاملا يكون هذا وفاء منه، و ان زاد عليه تكون الزيادة هبة، و ا ن تنازل المقر له عن حقه كلا أو بعضا كان هذا ابراء.. و مهما يكن، فالأمر سهل، و النتيجة واحدة، و هي الصحة و الجواز عند الجميع، و لا اختلاف الا بالتسمية.

و اذا وقع الصلح بعد الانكار فان كان المدعي مبطلا في دعواه، و عالما بكذبه فيها، و ان المدعي عليه انما صالحه اتقاء للخصومة، و افتداء للدعوي الكاذبة، ان كان كذلك، يصح الصلح ظاهرا. و يبطل واقعا، أي يحرم علي المدعي الكاذب أخذ المال الذي وقع الصلح عليه، لأنه أكل للمال بالباطل، مع العلم بأن كل من المصطلحين ملزم قضاءا بعقد الصلح.. أجل، لو استندت الدعوي الي شبهة، أو قرينة يخرج المدعي بها عن الكذب يصح الصلح ظاهرا و واقعا، مثال ذلك أن يري انسان بخط مورثه ان له مالا علي فلان، فيقيم الوارث



[ صفحه 90]



الدعوي عليه بناء علي ذلك، و تتجه اليمين علي المدعي عليه، فاذا صالح هذا الوارث علي اسقاط الدعوي بمال فيأخذه حلالا، لأن للمدعي عليه سبيلا للتخلص من الصلح و دفع المال بحلف اليمين، و مع ذلك اختار الصلح عن رضا و طيب نفس.

وان كان المدعي محقا في دعواه، و أنكرها المدعي عليه، كي يرضي المحق ببعض حقه، و رضي هذا بالبعض خوفا من فوات الكل، أو دفعا للخصومة و الشقاق يصح الصلح ظاهرا، و يبطل واقعا، و يحرم علي المدعي عليه أكل ما تبقي من الحق، لأنه أكل للمال بالباطل، قال الامام الصادق عليه السلام: اذا كان للرجل علي الرجل دين، فماطله، حتي مات، ثم صالح ورثته علي شي ء فالذي أخذه الورثة لهم، و ما بقي فهو للميت يستوفيه منه في الآخرة، فان لم يصالحه علي شي ء حتي مات، و لم يقض عنه فهو كله للميت يأخذه به.

و سئل حفيده الامام الرضا عليهماالسلام عن رجل أودع عنده يهودي أو نصراني أربعة آلاف درهم فهلك، أيجوز للرجل أن يصالح ورثته، و لا يعلمهم كم كان؟ فقال الامام عليه السلام: لا يجوز، حتي يخبرهم.

و قال صاحب الجواهر: «لو أن شخصا غصب عينا من آخر، ثم صالحه عليها بمال، تبقي العين علي ملك صاحبها، و لا يستثني منها مقدار ما دفع اليه من عوضها، لفساد المعاوضة من الأساس الا اذا رضي المدعي باطنا، و تنازل عن طيب نفس».

و بالايجاز ان الصلح يصح ظاهرا، و يقطع النزاع، و لا يجوز لأحد الطرفين مطالبة الآخر بشي ء، ولكنه لا يغير الواقع عما هو عليه، فعلي من يعلم بشغل ذمته للمصالح الآخر ان يدفع له الحق كاملا، كما أن من أخذ بالصلح شيئا لا حق له فيه



[ صفحه 91]



يجب عليه ارجاعه الي صاحبه، فالمعيار لصحة الصلح واقعا هو وصول الحق الي أهله، لا مجرد صيغة الصلح.


هذه المسألة


لقد تعددت أقوال الفقهاء، و تضاربت في هذه المسألة أكثر من أية مسألة غيرها في الفقه، أو في باب الوقف. و تعرض صاحب الجواهر الي هذا التعدد و التضارب، نقطف من كلامه هذه الملمومة:

وقع الاختلاف بين الفقهاء في بيع الوقف علي وجه لم نعثر علي نظيره في مسألة من مسائل الوقف اطلاقا، فهم ما بين مانع من بيع الوقف اطلاقا، و مجيز له في بعض الموارد، و متوقف عن الحكم.. بل تعددت الأقوال، حتي انفرد كل فقيه بقول، بل خالف الفقيه الواحد نفسه بنفسه في كتاب واحد، فذهب في باب البيع الي غير ما قاله في باب الوقف، و ربما ناقض قوله في كلام واحد، فقال في صدره ما يخالف عجزه.. ثم أنهي صاحب الجواهر الأقوال الي 12 قولا، و تعرف هذه



[ صفحه 74]



الأقوال، أو المهم منها من المسائل التالية:


الاقرار بحق الغير


الاقرار حجة علي المقر وحده، و هو الذي يؤخذ به دون سواه، فلو باع شخص عينا من آخر، و بعد أن تم البيع جاء ثالث، و قال: كنت قد اشتريت العين من قبل، فالبيع الذي حصل مع غيري باطل لا اثر له.. فاذا صدقه البائع، و أقر له بسبق البيع فلا يلتفت الي اقراره لأن الأخذ به يستدعي انتزاع العين من يد المشتري، و المفروض أن الاقرار لا ينفذ بحق أحد غير المقر.

و يتفق هذا مع القوانين الوضعية الحديثة التي نصت علي أن حجة الاقرار قاصرة علي المقر وحده.

و كذلك لو أقرت امرأة متزوجة في الظاهر من زيد. أقرت بأنها ليست زوجة شرعية له، و انما هي زوجة لعمرو، لأنه عقد عليها من قبل، اذ الأخذ باقرارها يتنافي مع حق زيد.. أجل، لو مات زيد، أو طلقها ردت الي عمرو عملا باعترافها بعد أن زال المانع.


اغلظت لها البارحة


عن ابراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبدالله عليه السلام ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة، و كانت امي معي، فوقع بيني و بينها كلام، فأغلظت لها.

فلما أن كان من الغد صليت الغداة، و أتيت أباعبدالله عليه السلام فلما دخلت عليه فقال لي مبتدئا:

يا أبامهزم ما لك والوالدة أغلظت في كلامها البارحة، أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته، و أن حجرها مهد قد غمزته، و ثديها وعاء قد شربته؟

قال: قلت: بلي.

قال: فلا تغلظ لها [1] .



[ صفحه 148]




پاورقي

[1] راجع بصائر الدرجات: 5 / 66. بحارالأنوار: ج 47.


امام جعفر صادق


سيد كاظم ارفع، تهران، مؤسسه ي انتشاراتي فيض كاشاني، 1370، رقعي، 89 ص (از سري «سيره ي عملي اهل بيت»).



[ صفحه 225]




الوجع و الآلام


لم صارت أجسام الإنس خاصة تثقل عن الحركة و المشي، و تجفو عن الصناعات اللطيفة، إلا لتعظيم المؤونة فيما يحتاج إليه الناس للملبس و المضجع و التكفين و غير ذلك، لو كان الإنسان لا يصيبه ألم و لا وجع، بم كان يرتدع عن الفواحش، و يتواضع لله، و يتعطف علي الناس، أما تري الإنسان إذا عرض له وجع خضع و استكان و رغب إلي ربه في



[ صفحه 99]



العافية، و بسط يده بالصدقة، و لو كان لا يألم من الضرب بم كان السلطان يعاقب الدعار [1] و يذل العصاة المردة، و بم كان الصبيان يتعلمون العلوم و الصناعات، و بم كان العبيد يذلون لأربابهم، و يذعنون لطاعتهم، أفليس هذا توبيخ «ابن أبي العوجاء» و ذويه الذين جحدوا التدبير.

و «المانوية» الذين أنكروا الوجع و الألم.


پاورقي

[1] الدعار: جمع داعر، و هو: الخبيث.


الأنبياء و أوصياؤهم


الخصال 2 / 608، ضمن ح 9: في خبر الأعمش: عن الصادق عليه السلام:...

الأنبياء و الأوصياء لا ذنوب لهم لأنهم معصومون مطهرون.



[ صفحه 52]




الكذب السائغ


[أصول الكافي 2 / 342، ح 18: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي مخلد السراج، عن عيسي بن حسان، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...]

كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوما الا كذبا في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح بين اثنين يلقي هذا بغير ما يلقي به هذا، يريد بذلك الاصلاح ما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئا و هو لا يريد أن يتم لهم.


اذا نسيت


مكارم الأخلاق 356: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

اذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك علي جبهتك و قل: اللهم اني أسألك يا مذكر الخير و فاعله والآمر به، أن تصلي علي محمد و آل محمد، و تذكرني ما أنسانيه الشيطان الرجيم).


تبيين الموقف الصائب من مسألة أصحاب الرأي


لا افراط و لا تفريط في الاسلام. و هذا ما ركز عليه الامام عليه السلام. فالعمل بالرأي الذي اعتمده بعض الفقهاء يعني التماس العلل الواقعية للأحكام الشرعية من



[ صفحه 183]



طريق العقل وجعلها مقياسا لصحة النصوص الشرعية، فما وافقها فهو حكم الله الذي يؤخذ به، و ما خالفها كان موضعا للرفض و التشكيك.

و قد يعني العمل بالرأي استنباط علل الأحكام من النصوص الشرعية من خلال الظواهر الكلامية التي تشكل حجة شرعية، ثم تعميم الحكم علي الحالات الأخري. أو يعني تقديم الأهم علي المهم. أو يعني الحاكم المجتهد في مجال الحكم و الادارة باتباع المصلحة الاجتماعية في اصدار الأحكام الولائية. كل هذه الأمور يقبلها الشرع و يؤكد عليها، و بهذا نعرف أن (الرأي) علي بعض المعاني مرفوض، و علي بعضها الآخر مقبول و ما هو وضحته مدرسة الامام الصادق في روايات مفصلة [1] .

و الحقيقة ان وقوف مدرسة الامام الصادق أمام هذه الظاهرة و تبيانها الموقف الصحيح ساهم كثيرا في بيان الحدود الشرعية، و لولا ذلك لكنا نري الكثير من الافراط و التفريط: الأمر الذي كاد يعصف بالتشريع كله، لأن أولئك الجماعة يؤمنون بالقياس المقطوع بعلته اما قطعا وجدانيا أو تعبديا. و قد ورد معنا المناظرة التي أجريت بين الامام الصادق و أبي حنيفة بحضور المنصور و كيف هزم أبوحنيفة أمام الحق الأبلج و الجواب المحكم.


پاورقي

[1] راجع الأصول العامة للفقه المقارن ص 303.


شرك و شك چيست؟


زنديق گفت: شرك و شك چيست؟

امام - عليه السلام - فرمودند: شرك اين است كه (شخص) چيز ديگري را با حضرت احديت - كه مثل ندارد - ضميمه كند، و شك آن است كه قلبش به چيزي معتقد نباشد. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 10 ص 184 ح 2.


حديث 082


4 شنبه

العاقل غفور.

خردمند، آمرزنده و بخشنده است.

كافي، ج 1، ص 26


ارتداد بصر أبي بصير


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن محمد، عن العباس، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: تريد أن تنظر بعينك الي السماء؟ قال: فمسح يده علي عيني، فنظرت الي السماء [1] .

قال: و روي محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: لمست جسد أبي عبدالله عليه السلام و مناكبه، قال: فقال لي: يا أبامحمد تحب أن تراني؟ فقلت: نعم جعلت فداك، فمسح يده علي عيني، فاذا أنا بصير أنظر اليه، فقال: يا أبامحمد لولا شهرة الناس لتركتك بصيرا علي حالتك، و لكن لا يستقيم، قال: فمسح يده علي عيني فاذا أنا كما كنت [2] .

علي بن أحمد العقيقي: قال: يحيي بن القاسم الأسدي مولاهم ولد



[ صفحه 104]



مكفوفا رأي الدنيا مرتين مسح أبو عبدالله عليه السلام علي عينه، و قال: انظر ماذا تري؟ فقال: أري كوة في البيت و قد أرانيها أبوك من قبل [3] .

ابن شهرآشوب: عن أبي عروة قال: دخلت مع أبي بصير الي منزل أبي جعفر و أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: أتري في البيت كوة قريبة من السقف؟ قلت: نعم و ما علمك بها، قال: أرانيها أبوجعفر [4] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 134.

[2] دلائل الامامة: ص 134.

[3] رجال العلامة: ص 264.

[4] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 184.


او دروغ مي گويد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: عزيزترين دوستان من آن كس است كه مرا بيشتر به عيبم آشنا كند.

و از بريد كناسي نقل مي كند كه گفت:

مردي با زني ازدواج كرد كه به اقرار خودش با مادر آن زن ملاعبه مي كرده و او را مي بوسيده ولي مدعي بود كه با او مقاربت نكرده است. من حكم آن را از حضرت صادق عليه السلام پرسيدم، فرمود: دروغ گفته، يك مرتبه با او نزديكي كرده است و بايد از آن زن جدا شود؛ من از سفر برگشتم و كلام حضرت صادق عليه السلام را براي آن مرد نقل كردم. به خدا! انكار نكرد و از آن زن جدا شد.



[ صفحه 165]




وصيته إلي ولده عند دخول شهر رمضان


أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفّوان، عن إسحاق بن عمّار، عن المسمعي [1] ، أنّه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصي ولده [ويقول]:

إذا دَخَلَ شَهرُ رَمضانَ فأجهِدوا أنفُسَكُم فإنّ فيهِ تقسَّمُ الأرزاقُ وَتُكتَبُ الآجالُ وفيهِ يُكتَبُ وَفدُ الله الّذينَ يَفِدونَ إلَيهِ، وَفيهِ لَيلَةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِن العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ. [2] .



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] المسمعي، محدث إمالي، روي عنه إسحاق بن عمّار. (راجع تنقيح المقال: ج 3 قسم الألقاب ص 57، جامع الرواة: ج 2 ص 451، نقد الرجال: ص 411، مجمع رجال الحديث: ج 23 ص 142، المسمعي، المسمع كمنبر، أبو قبيلة وهم المسامعة. (طرائف المقال: ج 2 ص 198).

[2] الكافي: ج 4 ص 66 ح 2، تهذيب الأحكام: ج 4 ص 192 ح 547، فضائل الأشهر الثلاثة: ص103 ح 90، بحار الأنوار: ج 96 ص 375 ذيل الحديث 63.


ختامه مسك


در بني اسراييل مردي بود كه سه سال شب و روز دعا مي كرد و از خداوند متعال پسري مي خواست، ولي دعاي او مستجاب نمي شد. خلاصه خسته شد و روزي از ته دل گفت: يا رب، أبعيد أنا منك فلا تسمعني؟ ام قريب أنت مني فلا تجيبني؟ پروردگارا! آيا من از تو دورم كه صداي مرا نمي شنوي، و يا تو نزديك مني و جوابم را نمي دهي؟ همان شب در عالم خواب ديد شخصي به او مي گويد: اگر



[ صفحه 153]



مي خواهي دعايت مستجاب شود، بايد سه چيز انجام دهي:

1. زبانت را پاك كن؛

2. قلبت را مهربان كن؛

3. نيتت را خالص گردان.

پس از انجام اين سه چيز، هر چه از خدا بخواهي و صلاح تو باشد، به تو عنايت خواهد نمود [1] .



[ صفحه 154]




پاورقي

[1] همان، ص 325، ح 7.


الطائر الطويل الساقين و التدبير في ذلك


هل رأيت يا مفضل هذا الطائر الطويل الساقين و عرفت ما له من المنفعة في طول ساقيه، فانه أكثر ذلك في ضحضاح من الماء فتراه بساقين طويلين، كأنه ربيئة فوق مرقب و هو يتأمل ما يدب في الماء، فاذا رأي شيئا مما يتقوت به، خطا

خطوات رقيقة حتي يتناوله، لو كان قصير الساقين و كان يخطو نحو الصيد ليأخذه، يصيب بطنه الماء، فيثور و يذعر منه، فيفرق عنه، فخلق له ذلك العمودان ليدرك بهما حاجته و لا يفسد عليه مطلبه.

تأمل ضروب التدبير في خلق الطائر، فانك تجد كل طائر طويل الساقين طويل العنق، و ذلك ليتمكن من تناول طعمه من الأرض و لو كان طويل الساقين قصير العنق، لما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض و ربما أعين مع العنق



[ صفحه 93]



بطول المناقير، ليزداد الأمر عليه سهولة و امكانا أفلا تري أنك لا تفتش شيئا من الخلقة الا وجدته علي غاية الصواب و الحكمة.


زكات فطره


صدقه، بيمه ي سلامتي است. چنانچه امام صادق عليه السلام به معتب اين نكته را گوشزد نمود. روزي امام عليه السلام خدمتكار خويش به نام معتب را طلبيد و به او دستور داد كه زكات فطره ي خانواده ي آن حضرت را حساب كند و بپردازد و در اين خصوص به دو مورد تأكيد نمود. يكي اين كه زكات فطره را از آرد بدهد و ديگر اين كه سهم تك تك افراد خانواده را حساب كند و بپردازد و هيچ كس را فراموش نكند، چرا كه اگر سهم يكي از افراد را نپردازد، بيم فوت آن شخص را دارند. در اين جا معتب معني فوت را از آن حضرت پرسيد. امام عليه السلام پاسخ دادند: فوت همان مرگ است. [1] .


پاورقي

[1] همان، ص 54؛ الكافي، ج 4، ص 113.


المذهب الحنفي


ينسب إلي الامام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي، من أهل كابل أو من أهل نسا، و كان اسمه عتيك بن زوطره، و كان ابوه عبدا مملوكا لرجل من ربيعة من بني تيم الله بن ثعلبة من فخذ يقال لهم بني قفل، ولد سنة 80 ه في نسا، و توفي سنة 150 ه في بغداد.

كانت دعوة العباسيين قائمة علي أساس الانتماء الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و انهم سلالة البيت النبوي، فهم أحق بالأمر من أمية خصوم الاسلام و أعداء محمد



[ صفحه 161]



صلي الله عليه و آله و سلم، و بالطبع انهم يقيمون علي اطلال تلك الدولة المتهمة بمخالفة الدين، دولة ذات صبغة دينية، يحاولون أن يظهروا الاتصال الوثيق بين الدين و الدولة، ليكونوا من أحكام الشريعة الاسلامية دستورا و نظاما تسير الدولة عليه سيرا صوريا، فقربوا العلماء، و اتصلوا بهم اتصالا وثيقا و آثروا نشر العلم، و جعلوا القضاء بيد أهل الرأي من أهل العراق، حتي ولي ابويوسف القضاء، و هو أقوي عوامل انتشار المذهب الحنفي لمكانة أبي يوسف و سلطته التنفيذية يومذاك، فكانت للمذهب الحنفي خطوة واسعة في قطع مسافة الشهرة بما لم يسعد به غيره. فأبو يوسف [1] هو تلميذ ابي حنيفة و قد تربي في نعمه، و بتوليته منصب القضاء استطاع نشر المذهب، و ولي منصب رآسة القضاء العامة في عهد الرشيد سنة 170 ه فلم يقلد ببلاد العراق و خراسان و الشام و مصر إلا من أشار من القاضي ابويوسف [2] ، و ذلك لمكانته في الدولة، و منزلته عند الرشيد حتي قال له الرشيد يا يعقوب لو جاز لي إدخالك في نسبي و مشاركتك في الخلافة المفضية إلي لكنت حقيقا به، ألست القائل لأخي وقت كذا و كذا؟ و في وقت كذا و كذا؟ يشير بذلك الي ما عزم عليه الهادي من خلع الرشيد و استشارة ابي يوسف في ذلك، و جوابه له برد عزمه، فكان الرشيد يشكر لابي يوسف هذه اليد، حتي قيل لم يتمكن أحد كتمكن ابي يوسف من الرشيد، و قال بشر المريسي ما اشتهيت من مراتب السلطان الا مرتبة رأيت ابايوسف بلغها عشية من العشايا. و قال أحمد بن يوسف الكاتب: و بلغ ابويوسف مع الرشيد مبلغا لم يبلغه عالم بعلمه و لا محبوب بمرتبته. [3] .

و قال ابن عبدالبر: كان ابويوسف قاضي القضاة قضي لثلاثة من الخلفاء، ولي القضاء في بعض أيام المهدي ثم للهادي ثم للرشيد، و كان الرشيد يكرمه



[ صفحه 162]



و يجله، و كان عنده حظيا مكينا، لذلك كانت له اليد الطولي في نشر ذكر ابي حنيفة و اعلاء شأنه، لما أوتي من قوة السلطان و سلطان القوة. [4] .

و اذا نظرنا الي مقومات المذهب في نفسه نجد ذلك يرجع لجهود أربعة من اصحاب ابي حنيفة فانهم الفوا فيه و هذبوا مسائله، و ليس لأبي حنيفة الا المشاركة في الرأي أحيانا، و خالفوه في اكثر المسائل، كما انهم و سعوا دائرة المذهب في الحيل الشرعية، فأول اولئك النفر هو ابويوسف القاضي، فقد خدم المذهب في قوة سلطانه و في تصنيف الكتب و تبويب المسائل، و قد ادخل الحديث في فقه ابي حنيفة، و الف كتاب الخراج لهارون الرشيد مستنبطا من الحديث علي مذهب مالك.

و الثاني محمد بن الحسن الشيباني مولاهم المتولد [5] سنة 132 ه و المتوفي سنة 189 ه نشأ بالكوفة و عاش تحت ظل الدولة العباسية، أدرك أباحنيفة و لم ينتفع منه لحداثة سنه، فأتم دراسة المذهب علي أبي يوسف، و كان ذا فطنة و ذكاء، و اصبح المرجع لأهل الرأي في نبوغه و تقدمه، و الف في المذاهب كتبا هي في الحقيقة المرجع الأول فيه، فان الحنفية ليس بأيديهم إلا كتبه، و خرج الي المدينة و لقي مالكا و قرأ الموطأ عليه، ثم رجع الي بلده فطبق مذهب اصحابه علي الموطأ مسألة مسألة [6] و نظم الفقه الحنفي و خالف اباحنيفة في اكثر مسائله.

و الثالث زفر بن الهذيل المتولد سنة 110 ه كان من أهل الرأي و كان أقيس أصحاب ابي حنيفة.

و الرابع الحسن بن زياد [7] اللؤلؤي مولي الانصار درس علي أبي حنيفة ثم علي ابي يوسف و علي محمد بعده، و صنف الكتب في مذهب ابي حنيفة، و لم



[ صفحه 163]



تكن كتبه بتلك الدرجة من الاعتبار عند الحنفية كما كانت لكتب محمد بن الحسن.

فهؤلاء الأربعة هم دعامة رقي المذهب وسعة دائرته، و لم ينقل لنا التاريخ عن ابي حنيفة كتابا يتضمن مسائله و فقهه، و انما دون علم المذهب أصحابه.

نعم ينسب لابي حنيفة كتاب يسمي الفقه الاكبر هو و ريقات قليلة لا يتضمن الا شيئا من العقائد، و قد شرح و وسع و اضيفت اليه آراء أخر مع أن الاكثرية يذهبون الي نسبة هذا الكتاب الي ابي حنيفة البخاري، و ليس هو ابوحنيفة رئيس المذهب. و بهذا يصبح لا أثر له في تدوين أي شي ء، كما أن أباحنيفة لا يفارق فتوي ابراهيم و عبدالرزاق إلا في مواضع يسيرة. و الغرض ان المذهب إنما انتشر و كثرت مسائله باعمال هؤلاء الأربعة و مساعيهم. ثم جاء من بعدهم علماء نسبوا لهذا المذهب، فكانت لهم آراء مستقلة فتكونت مجموعة من الفقه و كلها تنسب لابي حنيفة، و ان لم يفت بها و لم يعرفها، ولكنهم قالوا: إن اباحنيفة امر اصحابه بأن يأخذوا من أقواله بما يتجه لهم من الدليل عليه حتي صار ما قالوه قولا له لابتنائه علي قواعده التي اسسها لهم، و سيأتي الكلام حول هذا الموضوع.


پاورقي

[1] ابويوسف يعقوب بن إبراهيم بن جبيب بن خنيس بن سعد الانصاري المتوفي سنة 182 ه ببغداد و المدفون في مقابر قريش و هو اول بمن دعي بقاضي القضاة، تولي القضاء لثلاث من الخلفاء المهدي و ابنه الهادي و الرشيد. قال محمد بن جرير الطبري: نحا ما قوم من أهل الحديث حديثه لغلبة الرأي عليه و تفريع الفروع و الاحكام مع صحبة السلطان. و قال عمر بن ابي مالك ما كان في اصحاب ابي حنيفة مثل ابي يوسف لولا ابويوسف ما ذكر ابو حنيفة و لا محمد بن ابي ليلي و هو الذي نشر قولهما. و عن ابن المبارك انه وهاه و عن يزيد بن هارون انه قال لا تحل الرواية عنه كان يعطي أموال اليتامي و يجعل الريح لنفسه. و ابويوسف هو الذي عناه الشاعر بقوله:



يا قاتل المسلم بالكافر

جرت و ما العادل بالجائر



و ستأتي ترجمته ببيان و وضوح في موكب القضاة.

[2] خطط المقريزي ج 144 4.

[3] المكافاة لابن الداية ص 173 - 116 - 64 - 63 - 62.

[4] الانتقاء ص 6.

[5] محمد بن الحسن الشيباني المتوفي سنة 189 ه قال فيه أحمد بن حنبل انه مرجي ء ورد شريك شهادته لذلك و قد وقعت بينه و بين ابي يوسف مناكرة فكان يقول محمد بن الحسن جهميا و قال محمد بن سعد الصوفي سمعت يحيي بن معين يرميه بالكذب و قال مرة انه جهمي كذاب، و عن منصور بن خالد سمعت محمدا يقول لا ينظر في كلامنا من يريد الله، لسان الميزان ج 5 ص 131 و الوفيات ج ص 324.

[6] رسالة الانصاف ص 8.

[7] الحسن بن زياد اللؤلؤي كذبه يحيي بن معين و ابوداود و محمد بن عبدالله بن نمير، قال ابن المديني لا يكتب حديثه، و قال ابوحاتم ليس بثقة. و قال الدارقطني: ضعيف متروك، و قال محمد بن حميد الرازي: ما رأيت اسوء صلاة منه، و قال الخطيب: ان الحسن ولي القضاء و لم يوفق فكان اذا جلس لا يفهم شيئا و عن اسحاق بن اسماعيل كنا عند وكيع فقلنا له: السنة مجدبة قال: و كيف لا تجدب و حسن اللؤلؤي قاض و حماد بن ابي حنيفة قاض.


كتب المذهب المالكي


للفقه المالكي طريقان: أحدهما - كتابه الموطأ الذي رواه عنه الكثيرون ممن تلقوا عنه إلا أن في رواياتهم اختلافا من زيادة و نقص، و اشهر رواة الموطأ يحيي بن يحيي الليثي، و هي المطبوعة بمصر، و هناك موطأ يرويه محمد بن الحسن، و هو مطبوع ببلاد الهند [1] و قد روي الموطأ بروايات مختلفة عدها بعضهم ثلاثين. [2] .

و ثانيهما - تلاميذه، فقد كانوا هم المصدر الثاني لفقهه، و كانوا يدونون ما يفتي به في المسائل. قال القاضي عياض في المدارك: كان مالك اذا تكلم بمسألة كتبها أصحابه.

و أشهر كتب المذهب أربعة: المدونة، و الواضحة، و العتيبية، و الموازية.


پاورقي

[1] تاريخ التشريع الاسلامي ص 305.

[2] الزرقاني ج 1 ص 7.


الامام أحمد يحارب التقليد


و كذلك الامام بن حنبل فان المأثور عنه و المشهور من أقواله أنه كان يحارب التقليد، و يحث الناس علي طلب الحكم من دليله، و يقول: كثرة التقليد عمي في البصيرة [1] .



[ صفحه 151]



و قال أبوداود: قلت لأحمد: الأوزاعي هو اتبع من مالك؟ فقال أحمد: لا تقلد دينك هؤلاء، ما جاء عن النبي و أصحابه فخذ به [2] .

و كان ينهي عن الكتابة عنه و يقول: لا تكتبوا عني و لا تقلدوني، و لا تقلدوا فلانا و فلانا، و خذوا من حيث أخذوا [3] .

و قال أحمد ايضا: لا تقلدني، و لا تقلد مالكا، و لا الثوري و لا الأوزاعي، و خذ من حيث أخذوا.

و قال: من قلة فقه الرجل ان يقلد دينه الرجال [4] .

قال صاحب المنار: و قد كان هذا الامام الجليل متأخرا قليلا عن «الأئمة الثلاثة» و ان أدرك بعضهم و صحب أحدهم و كان قد رأي بوادر التزام تقليد الذين تكلموا في الاحكام و كتبوا فيها، و علم ان مالكا «رحمه الله» قد ندم قبل موته اذ نقلت أقواله و فتاويه قبل موته، و لذلك لم يدون مذهبا و اقتصر علي كتابة الحديث، و لكن أصحابه جمعوا من أقواله و أجوبته و أعماله ما كان مجموعه مذهبا، كما قال العلامة ابن القيم. [5] .

و قال سلمة بن المسيب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: رأي الاوزاعي و رأي مالك، و رأي أبي حنيفة كله رأي، و هو عندي سواء و انما الحجة في الآثار! [6] .

يقول السيد صديق حسن، بعد نقله لاقوال أئمة المذاهب في النهي عن تقليدهم: فانهم - رضي الله عنهم - قد نهوا عن الرأي و التقليد، و صرح بعضهم بأن الاستحسان بدعة و لكن مقلديهم باللسان دون الجنان، لم يرضوا بهذا النهي و قالوا نحن مقلدوكم شئتم أو أبيتم - و هو و الله يعلم - انهم كاذبون. (الدين الخالص ج 4 ص 373).

و الشي ء الذي نود التنبيه عليه هنا أن اتباع أحمد قد تمسكوا بتقليده و الأخذ بأقواله، بل جعلها بعضهم كأقوال النبي (ص)، و هي بمثابات ما يروي عن النبي (ص) من الآثار [7] .



[ صفحه 152]



هذا ما اردنا ذكره في هذا العرض الموجز عن أئمة المذاهب، و نحن لا نريد ان نحط من كرامة واحد منهم، أو نتعصب عليه، و لكني كما قلت سابقا: ان من الحق و الانصاف أن نعطي شخصية كل واحد من أئمة المذاهب حقها من الدراسة المتجردة عن التعصب و التخيز، و أن لا ننقاد للعواطف و للنظر الواقع بعين تبصر الحقائق كما هي.

و بدون شك أن ذلك التعصب الطائفي قد أوجد مشاكل اجتماعية فرقت الكلمة و كدرت صفو الاخوة. و ما احوج المسلمين الي الالفة و الاتحاد و هي دعوة رفع الأئمة بها أصواتهم و كانت تعاليمهم تحت علي الوحدة و الاتفاق. فالتعصب ينافي المبادي ء الصحيحة و يدعو الي الفرقة. و نحن بأمس الحاجة الي التفاهم من طريق العلم و الواقع.

و لا يتسني لنا حصول الغرض الا يرفع تلك الزوائد التي أوجدتها عوامل التعصب، و ان لا نقيم و زنا لعوامل السياسة التي قضت علي المسلمين باتساع شقة الخلاف، فهي تساعد الضعيف ليقوي علي مقابلة خصمه، فاذا ما بلغ الغاية أو كاد سحبت يد المساعدة خلسة لتضمها للجانب الآخر!!! و هكذا علي ممر الزمن و اختلاف العصور.


پاورقي

[1] جلاء العينين للالوسي ص 105.

[2] اعلام الموقعين ج 2 ص 181.

[3] مختصر المؤمل لابي شامة ص 31.

[4] اعلام الموقعين ج 2 ص 182.

[5] الوحدة الاسلامية ص 117.

[6] الايقاظ للغلاف ص 28.

[7] طبقات الحنابلة لابن ابي يعلي ج 2 ص 176.


الدولة العباسية و بداية الضعف


و علي كل حال فقد بدأ الضعف في جسم الدولة العباسية في أيام المتوكل، لضعفه في التدبير و السياسة، و اساءته لكثير من طبقات المجتمع، و بالأخص العلويين، و من عرف بموالاتهم، فكانت الرقابة عليهم شديدة، و الحساب عسيرا، فالشيعي في نظر الخليفة و أعوانه مصدر خطر دائم، و تهديد للدولة لا ينقطع.

و قام أنصاره و أعوانه بدور البطولة في القضاء علي المذهب الشيعي، و بذلوا كل جهد، و استعملوا كل وسيلة لحصول ذلك الغرض، فراحوا يهولون في انحراف المذهب عن الحق ليغضوا من قيمته، و يشوهوا من جماله، و يستنزلوه من مستواه الرفيع، و ليس من الميسور عليهم حصول ذلك الا بعد بذل جهود و مواصلة دعاية التهويل، ليقربوا ذلك الي العقول و لطالما سلبت أهواء السياسة من ذوي الفضل فضلهم و من أجلها جردهم أرباب اللؤم عن



[ صفحه 501]



محامدهم، و قد استطاع المذهب الشيعي أن يتغلب بقوته الروحية علي تلك المقاومات العنيفة، و جاهد جهادا متصلا، فتخطي الحواجز و اجتاز العقبات بتلك القوة، فلا سلطان يعضده، و لا سيف ينشره، و فشل المتوكل و اعوانه، فكان ضحية نصبه و تعصبه، حتي قتل بيد ولده و قواده، و هو أول خليفة قتل جهرة من بني العباس، و كثر بعد ذلك القتل في المستخلفين من بعده.

و كان المتوكل لشدة نصبه و عدائه لعلي عليه السلام أن ندماءه في مجلسه يفيضون في ثلب علي عليه السلام فينكر ولده المنتصر ذلك - و كان ولي عهده - و يتهددهم و يقول للمتوكل: ان عليا هو كبير بيتنا، و شيخ بني هاشم، فان كنت لابد ثالبه فتول ذلك بنفسك و لا تجعل لهؤلاء سبيلا الا ذلك. فيستخف المتوكل به و يشتمه و يأمر وزيره عبيدالله بصفعه، و يتهدده بالقتل و يصرح بخلعه عن ولاية العهد، فأعد المنتصر جماعة من الأتراك و بعث معهم ولده صالح و أحمد و عبدالله و نصر، فدخلوا علي المتوكل و هو بين ندمانه و كؤوس شربه، فاخرجوا الندمان حتي لم يبق مع المتوكل الا اربعة من الخاصة و أغلقوا الابواب الا باب دجلة و قتلوا المتوكل و القي الفتح بن خاقان نفسه عليه ليقيه فقتلوه [1] .

و رثاه البحتري في قصيدة يقول فيها:



هكذا فلتكن منايا الكرام

بين ناي و مزهر و مدام



بين كأسين أورثاه جميعا

كاس لذاته و كاس الحمام



لم يذل نفسه رسول المنايا

بصنوف الأوجاع و الأقسام



هابه معلنا فدب اليه

في كسور الدجي بحد الحسام [2] .



و علي أي حال: فقد كان المتوكل في جانب المحدثين، و اصبحت لهم الصولة و النفوذ، و استغل العوام هذه الفرصة فأوقعوا برجال الفكر، و نشروا الخرافات، أما اصحاب أحمد بصورة خاصة، فلهم المنزلة السامية، و المقام الرفيع لأنه رفع منزلة الامام أحمد و قرب أصحابه، و اتسع المجال أمامهم في الانقام من خصومهم و الانتصار لمبادئهم، و كما رأينا كيف كان المتوكل يعظم أحمد و يجله، و يشيد بذكره و يصله بهداياه، حتي بلغ به الأمر أنه كان يستشيره في تعيين القضاة، و قد بعث اليه مرة يسأله في تولية ابن الثلجي القضاء. فقال أحمد: لا و لا علي حارس لأن أحمد كان يري أن ابن الثلجي - و هو من كبار أصحاب ابي حنيفة - مبتدع صاحب هوي [3] .



[ صفحه 502]




پاورقي

[1] العبر لابن خلدون ج 3 ص 592.

[2] ابن الساعي في تاريخه ص 64.

[3] المنتظم لابن الجوزي ج 5 ص 57.


الفقه الاسلامي بين السنة و الشيعة


من أهم المواضيع التي يجدر بنا التعرض لها في هذا الكتاب هو موضوع الخلافات في المسائل الفقهية بين الشيعة و السنة؛ لايضاح ما أبهم أمره علي كثير من الناس، حتي تسرب سوء الفهم الي بعض الأدمغة، فجعل الشيعة بمعزل عن فقه المسلمين، و أنهم ينفردون بمذهب خاص لا يلتقي مع غيرهم، أو كما يذهب ابن خلدون: الي شذوذ أهل البيت في مذاهب ابتدعوها و فقه انفردوا به.

كلمة قالها ابن خلدون، و مرت مع الزمن تعمل عملها في نفوس البسطاء كما تعمل غيرها من كلمات الكذب و الافتراء، التي تطلق بدون قيد و شرط.

غريب و أيم الحق أن يصل الأمر الي هذا الحد و لكن للعلم كلمته الفاصلة، و مادام هو المتكفل في وضع الأشياء في مواضعها، فالحكم للعلم فحكمه العدل، و قوله الفصل. و لا حاجة بنا الي الاطالة في عرض الأقوال، و بيان الآراء حول فقه الشيعة و أصوله، مما يبعث علي العجب و الاستغراب، لصدورها من أناس يدعون المعرفة، وسعة الاطلاع.

و أمر آخر يحضرني الآن و أود أن أنبه عليه: ذلك أن أكثر من كتب عن التشريع الاسلامي يحتكرون الفقه الاسلامي علي المذاهب الأربعة، و لا يبحثون عن سواها، كأن لم يكن الفقه للجميع، فلم يتعرضوا الي فقه الشيعة بما يكشف عن واقعه، كأن الشيعة ليسوا من المسلمين، أو أنهم أمة انقرضت فلا يعتني بالبحث عن فقههم، و ربما تعرض أولئك الكتاب الي فقه المذاهب البائدة التي لا يوجد بها عامل واحد اليوم.

أما الشيعة الذين يربو عددهم علي المائة مليون فلم يكن لهم نصيب من الاشتراك في بيان التشريع الاسلامي و ذكر فقههم، و ما عندهم من ثروة فقهية هي أعظم ثروة اسلامية، و ينبوع متدفق يتصل بالمشرع الأول و الرسول الأعظم، بواسطة آله الأطهار.

و لئن تعرض لهم كاتب فانما هو تعريض بهم اذ يأخذ بأقوال شاذة و آراء فاسدة، و ينهج نهج المقلد الذي ليس لتفكيره حظ من التصرف، كأن لم تكن الشيعة في طليعة الفرق الاسلامية الي جميع العلوم، و هم السابقون الي التدوين، و المحافظون علي التراث الاسلامي، و بفتح باب الاجتهاد قد صانوا الفقه عن الجمود الفكري، و وسعوا مجاله جريا مع الزمن و تطورا مع الحوادث، اذ



[ صفحه 170]



لم يهمل الاسلام حكمها، فلكل واقعة حكم، و لكل قضية نظام اذ هو عام شامل لجميع أدوار الحياة الانسانية.

انهم أهملوا فقه الشيعة و هو فقه أهل البيت أوصياء النبي و حملة علمه، و أهل البيت أدري بالذي فيه.

كأن الذين أهملوا فقه الشيعة أو طعنوا فيه قد خدموا الاسلام، أو جردوه عن زوائد ليست لها صلة فيه، و في الحق - و ما أضيع الحق - أنهم قد جنوا علي الاسلام جناية لا تغفر، اذ خضعوا لعوامل زمن اشتد فيه الصراع بين طوائف المسلمين، فكفر بعضهم البعض، و ابتعد بعضهم عن بعض، كأن الاسلام لم يأمرهم بالتمسك بحبل الله، و الاعتصام به، و أن يكونوا جميعا و لا يتفرقوا، ليصبحوا قوة متماسكة، تقضي علي كل محاولة ضد الاسلام لينتشر العدل، و تجف الأرض من الدموع و الدماء، و يصبح الناس اخوانا و ليس في قلوبهم غل، و لا أثر للأثرة، و لا مكان للاستغلال في المجتمع.

ان تلك الرواسب التي خلفتها عصور التطاحن يجب أن يخلو الطريق منها، و نزعات يجب أن تقبر، و هياكل وهمية يجب أن تزول. و قد نسبوا الي الشيعة آراء في الفقه ليست هي آراؤهم، و لا يقول بها أحد أبدا، و ان وجدوا قولا شاذا لواحد ينسب اليهم جعلوها للمجموع و ادعوا عليه الاجماع، و اذا نسب لفرد رأي في عقيدة كان ذلك الرأي للجماعة كأن الجماعة هي الفرد، و الفرد هو الجماعة.

كل ذلك مبعثه التعصب الذي ضرب ستارا بين الواقع و بين ما يقولون، و قد مرت الاشارة لبعض ذلك، و سنشير لبعض الآراء الفقهية أو الفتاوي الشاذة التي نسبت الي الشيعة و لا قائل منهم في ذلك. و قد لعبت الدعايات الكاذبة دورها في الأفكار و اتجاه الجماعات حتي أصبح الرجل يهون عليه أن يتهم بالزندقة و الالحاد و لا يتهم بالتشيع. و اشتهر قول بعض من ينسب الي العلم: آكل ذبيحة اليهودي و النصراني و لا آكل ذبيحة الشيعي أو الرافضي.

و ما أكثر الأقوال في ذلك و لا ذنب للشيعة من حيث الواقع، و لكنها السياسة التي أعلن الشيعة الانفصال عنها، و استقلوا بتعاليمهم من دون مؤثرات علي نهج تعاليمهم، و نفضوا أيديهم من غبار أطماعها، فانفصلت مدرستهم انفصالا تاما في جميع الأدوار، فلا مدارس تشاد لهم من قبل الحكومات، و لا وظائف تدريس، و لا رواتب لطلاب، و لا تشجيع لهم من جميع الجهات التي لها اتصال بتلك السياسة الجائرة.



[ صفحه 171]



نعم كانت هناك مراقبة و معارضات، و مقاومة شديدة، تحاول القضاء عليهم. و قد اجتازت مدرستهم في أدق المراحل و أقسي الظروف خطوات واسعة، و تخطت العقبات، و دكت صروحا، و أحرزت النصر، فكان لهم أثر عظيم في خدمة الاسلام، و انتشار علومه، و نمو فقهه و باب الاجتهاد مفتوحا عندهم.

و ان ما خلفته أقلام أعلام الشيعة من تراث علمي في جميع المجالات شي ء يفوق حد الحصر، و ان مؤلفاتهم اليوم التي نشرت و التي لم تنشر هي من الكثرة بمكان، و هذه المؤلفات الموجودة هي بقية التلف اذ صارت مؤلفات الشيعة و قودا للحمامات، و طعمة للمياه، في أيام تحكم الطائفية و انتشار التعصب المذهبي، الذي لعب دورا في التاريخ.

و الشي ء الذي تجدر الاشارة اليه - لأهميته - هو ما بلغت اليه الحالة من جراء التعصب و اشتباك عوامل الخلافات، أن بعضهم قد التزم مخالفة الشيعة فيما يفتون به مع وضوح الدليل، و قوة المأخذ، و هو يري أن ذلك أولي من القول بما تقوله الشيعة، و يظهر أثر ذلك في كثير من المستحبات و الواجبات.

يقول ابن تيمية في منهاجه - عند بيان التشبه بالشيعة -: و من هنا ذهب من ذهب من الفقهاء الي ترك بعض المستحبات، اذ صارت شعارا لهم (أي للشيعة) فانه و ان لم يكن الترك واجبا لذلك لكن في اظهار ذلك مشابهة لهم فلا يتميز السني من الرافضي، و مصلحة التمييز عنهم لأجل هجرانهم، و مخالفتهم أعظم من مصلحة المستحب.

و قال مؤلف كتاب الهداية: ان المشروع التختم باليمين و لكن لما اتخذته الرافضة (أي الشيعة) جعلناه في اليسار.

و قال الزرقاني في شرح المواهب اللدنية في صفة عمامة النبي صلي الله عليه و اله و سلم كما روي الامام علي عليه السلام في اسدالها علي منكبه حين عممه رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: ان الحافظ العراقي قال: ان ذلك أصبح شعار كثير شعار كثير من فقهاء الامامية فينبغي تجنبه لترك التشبه بهم.

و قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن في كتاب رحمة الأمة: السنة في القبر التسطيح و هو أولي علي الراجح من مذهب الشافعي و قال أبوحنيفة و أحمد: التسنيم أولي لأن التسطيح صار شعارا للشيعة.



[ صفحه 172]



و قال الغزالي: ان تسطيح القبور هو المشروع و لكن لما جعلته الرافضة شعارا عدلنا عنه الي التسنيم.

و غير ذلك مما ستقف عليه في هذا الموضوع في كثير من المسائل الفقهية.

و ان موضوع البحث عن آراء رؤساء المذاهب و اتباعهم أمر ليس من السهل الاحاطة فيه، لأنا نجد أن أقوال صاحب المذهب مختلفة، كما أن أصحابه الذين عليهم المعول في أخذ الأحكام و نشر المذهب تختلف أقوالهم، فمرة يوافقونه و مرة يخالفونه. و هناك آراء فردية يذهب اليها البعض.

فالحنفية يوردون في كتبهم أقوال أئمتهم الأربعة: أبوحنيفة، و أبويوسف، و محمد بن الحسن، و زفر، فربما يكون لمسألة واحدة أربعة أقوال لكل واحد منهم قول يخالف فيه الآخر، حسب ما يظهر لهم من الآثار و المعاني. و يأتي المتأخرون بآراء يخالفون بها سلفهم.

و قد حاول بعض الحنفية أن يجعل أقوالهم المختلفة أقوالا لأبي حنيفة رجع عنها، و الواقع انا نجد هؤلاء يخالفون أباحنيفة عن أدلة و استنتاج، و هم غير مقلدين له في ذلك.

كما أن الشافعي له أقوال مختلفة و فقهه يعرف بالقديم و الجديد، أي أن له فقها رجع عنه فسمي بالقديم، و قد نهي عن العمل به [1] .

و كذلك جميع أئمة المذاهب لا تتفق أقوالهم، و كثير من أصحابهم يخالفونهم في كثير من المسائل، و هذا أمر مجهد لا يمكن استقصاؤه، و نحن نحاول قدر الاستطاعة بأن نتعرض لأشهر الأقوال عندهم.

و ناحية أخري و هي اختلاف المذاهب فيما بينها كما أن كثيرا من العلماء ألفوا كتبا للرد علي رؤساء المذاهب بما خالفوا فيه الكتاب و السنة، و أول من كتب في هذا الليث بن سعد أحد رؤساء المذاهب البائدة في رسالته للامام مالك يرد عليه.

و الشافعي وضع كتبا في الرد علي مالك و معارضة أقواله، و كان يقول: قدمت مصر و لا أعرف أن مالكا يخالف من أحاديثه الا ستة عشر حديثا، فنظرته و اذا به يقول بالأصل و يدع الفرع، و يقول بالفرع و يدع الأصل. و تعرض الشافعي في رده علي مالك للمسائل التي ترك فيها الأخبار الصحيحة بقول واحد من الصحابة، أو بقول واحد من التابعين، أو لرأي نفسه [2] .



[ صفحه 173]



و لعل هذا هو الذي حمل أكثر المالكية في وضع الكتب في الرد علي الشافعي فيما خالف الكتاب و السنة، و قد ألف جماعة منهم في ذلك: كأحمد ابن مروان المتوفي سنة 289 ه، و أحمد بن يعلي المتوفي سنة 399 ه و حماد بن اسحاق المتوفي سنة 269 ه، و أبوعمر يوسف بن يحيي المتوفي سنة 288 ه، و يحيي بن عمر بن يوسف الكناني المتوفي سنة 289 ه.

و لاسماعيل بن اسحاق القاضي كتاب الرد علي الشافعي، و كتاب الرد علي أبي حنيفة [3] و غير ذلك مما يدل علي الصعاب التي تواجه الباحث عن الفقه الاسلامي و اختلاف الآراء في كثير من مسائله، و منشأه الاختلاف في الأصول و المباني العامة التي يعتمدون عليها في استنباطهم. و اختلافهم في مدي انطباق القاعدة أو النص أو الأصول التي يتخذونها طريقا للاستدلال.


پاورقي

[1] فصلنا ذلك في الجزء الثالث من هذا الكتاب في ترجمة الشافعي.

[2] انظر جامع بيان العلم و فضله لابن عبدالبر.

[3] انظر الديباج المذهب تجد الكثير من ذكر الكتب المؤلفة في الرد علي أئمة المذاهب.


احمد بن المفضل


ابوعلي الكوفي أحمد بن المفضل القرشي الاموي الحفري - - محله بالكوفة المتوفي سنة 215 مولي عثمان بن عفان.

خرج حديثه مسلم و ابوداود و النسائي [1] و روي عنه ابوزرعة و ابوحاتم و ابنا ابي شيبة و احمد بن يوسف السلمي [2] .

و قال ابن ابي حاتم: سمعت ابي و ابازرعة يقولان: كتبنا عنه و سئل أبي عنه؟ فقال: كان صدوقا من رؤساء الشيعة [3] .



[ صفحه 505]



و قال ابن حجر: أحمد بن المفضل الحفري صدوق شيعي و اشار الي تخريج مسلم و ابي داود و النسائي لحديثه. [4] .

و قال صفي الدين الخزرجي: احمد بن المفضل روي عنه ابوبكر و عثمان ابنا ابي شيبة و ابوحاتم كان صدوقا من الشيعة مات سنة 215.


پاورقي

[1] الخلاصة لصفي الدين الخزرجي - 11.

[2] تهذيب التهذيب 81: 1.

[3] الجرح و التعديل 77: 1 - قسم 1.

[4] التقريب 26: 1.


جعفر بن عفان (عثمان)


ان البكاء علي الحسين عليه السلام هو الذي أبقي الاسلام، بصورته الجلية مدي الأزمان.

فما أن أخبر الامام الصادق عليه السلام أن ابن عفان يجيد الشعر في الحسين عليه السلام الا و قربه طالبا منه ذكر الحسين عليه السلام.

فعن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام و نحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان علي أبي عبدالله عليه السلام فقربه و أدناه، ثم قال: يا جعفر، قال: لبيك: جعلني الله فداك، فقال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين و تجيده؟ فقال له: نعم، جعلني الله فداك، فقال: قم، فأنشد.

فبكي عليه السلام، و من حوله، حتي صارت الدموع علي وجهه و لحيته، ثم قال: يا جعفر و الله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا، يسمعون قولك في الحسين، و لقد بكوا كما بكينا أو أكثر، و لقد أوجب الله تعالي لك يا جعفر في ساعتك الجنة بأسرها، و غفر الله لك، فقال: يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي.

قال: ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكي، و أبكي به، الا أوجب الله له الجنة، و غفر له [1] .

فالامام عليه السلام يأمره بانشاد الشعر أمام الملأ، ليكون أكثر تبليغا، و أشد وقعا في القلوب.

و من شعره:



ألا يا عين فابكي ألف عام

و زيدي ان قدرت علي المزيد



[ صفحه 310]



اذا ذكر الحسين فلا تملي

وجودي الدهر بالعبرات جودي



فقد بكت الحمائم من شجاها

بكت لأليفها الفرد الوحيد



بكين و ما درين و أنت تدري

فكيف تهم عينك بالجمود



أتنسي سبط أحمد حين يمسي

و يصبح بين أطباق الصعيد



و قيل ان السيد الحميري اجتمع به فقال له ويحك أنت تقول في آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم.



ما بال بيتكم يهدم سقفه

و ثيابكم من أرذل الأثواب



فقال له: اذا لم تحسن مدحهم فاسكت، أيوصف آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم بهذا!!.

ولكني أعذرك هذا طبعك و علمك، ولكني قد قلت ما أرجو أن يمحي به دون مدحك. فقال قصيدته:



أقسم بالله و آلائه

و المرء عما قال مسؤول



ان علي بن أبي طالب

علي التقي و البر مجبول



فقبل ابن عفان رأسه و قال له: يا أباهاشم أنت رأس، شكر الله لك سعيك و اجتهادك، و اني انما قلت ما قلت، لأعلم الناس ما أتي اليهم من عدوهم، و ما غصبوه من حقهم [2] .

فسلام عليك يا أباعبدالله قبلت بضاعة مزجاة، لتحيي دين جدك و أباك، و غضضت عن الخطأ و الزلات، و فاضت لك دمعات، فقسما سنأخذ لكم بالثارات.


پاورقي

[1] معجم رجال الحديث ج 4 / 80.

[2] أعيان الشيعة ج 4 / 128.


فيما يتعلق بصلاة المسافر


و فيه مسألة واحدة:

مسألة في: المسافة المعتبرة في قصر الصلاة:

اختلف الفقهاء في المسافة المعتبرة في قصر الصلاة اختلافا كبيرا.

مذهب الامام جعفر الصادق: أن المسافر يقصر في مسافة بريد [1] فصاعدا [2] روي ذلك عن: الباقر و أحمد بن عيسي و الهادي و القاسم [3] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه و سلم قال: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر بريدا الا مع ذي محرم» [4] .



[ صفحه 160]



وجه الدلالة:

فسمي البريد سفرا. و هذا أقل مسافة وردت في هذا الحديث علي اختلاف رواياته. فتعتبر في أقل مسافة تتغير بها الأحكام [5] .

2- و لقصره صلي الله عليه و سلم اذ خرج من مكة الي عرفات و هو بريد. و قد خرج معه أهل مكة الي عرفات فقصروا الصلاة و لم يأمرهم بالاتمام كما أمرهم به عام الفتح حين و صلوا معه الي مكة.

و قد احتج بهذا ابن تيمية و لم ير تأويل من جعله من خصائص الحج [6] .

و علي هذا تكون مسافة القصر عندهم هي ما يعادل حوالي واحدا و عشرين كيلو مترا تقريبا أما أقل من ذلك فانه لا يعتبر سفرا تتغير به الأحكام.

و قال أبوحنيفة و بعض الزيدية: هي مسافة ثلاثة أيام فصاعدا بسير الابل و الأقدام. و هي اثنان و سبعون ميلا تقريبا أي حوالي مائة و عشرين كيلو مترا و قال مالك و الشافعي و أحمد: هي مسافة مرحلتين فصاعدا. و هي ثمانية و أربعون ميلا، أي حوالي ثمانين كيلو مترا [7] .


پاورقي

[1] البريد: هو أربعة فراسخ و الفرسخ ثلاثة أميال فتكون المسافة عنده: اثنا عشر ميلا. انظر فتح الباري: 2 / 383.

[2] البحر الزخار: 3 / 42 - الروض النضير: 2 / 254 - سبل السلام: 2 / 39.

[3] المصادر السابقة.

[4] سنن أبي داود: 2 / 140.

[5] الروض النضير: 2 / 254 - مسائل من الفقه المقارن: 1 / 162.

[6] الروض النضير: 2 / 254.

[7] انظر: المصادر السابقة - المجموع: 4 / 215 - المغني: 2 / 91 - المحلي: 5 / 9 - البحر الرائق: 2 / 139 - شرح الدردير: 1 / 358 - مفتاح الكرامة: 2 / 502 - مسائل من الفقه المقارن: 1 / 162 - عون المعبود: 1 / 466 - نيل الأوطار: 3 / 175 - الأم: 1 / 162 - الحجة علي أهل المدينة: 1 / 167.


الجعد بن درهم


و في أمالي السيد المرتضي قدس سره: قيل: ان الجعد بن درهم [1] جعل في قارورة [2] ترابا و ماء، فاستحال دودا و هواما، و قال لأصحابه: أني خلقت ذلك! لأني كنت سبب كونه!

فبلغ ذلك جعفر بن محمد عليه السلام فقال: «ليقل له: كم هو؟ و كم الذكران منه و الاناث ان خلقه؟ و كم وزن كل واحدة منهن؟ و ليأمر التي تسعي الي هذا الوجه أن ترجع الي غيره!».

فانقطع و هرب!. [3] .


پاورقي

[1] قال ابن الحجر: الجعد بن درهم عداده في التابعين، مبتدع ضال، زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا، و لم يكلم موسي، فقتل علي ذلك بالعراق يوم النحر، و القصة مشهورة، و للجعد أخبار كثيرة في الزندقة.. ثم ذكر ما أوردناه في المتن. راجع لسان الميزان 105:2.

[2] واحدة القوارير من الزجاج.. سميت بها لاستقرار الشراب فيها. لسان العرب 5: 87-88.

[3] أمالي السيد المرتضي 205:1؛ المناقب 251:4؛ متشابه القرآن 49:1؛ بحارالأنوار 201:10 / 4.


حفص بن سالم


أبوولاد الحناط حفص بن سالم الجعفي مولاهم الكوفي، كان ممن روي عن الصادق عليه السلام، و له أصل رواه عنه عدة من الثقات، و هو متفق علي وثاقته، و لم يغمز فيه أحد بشي ء.

و قيل: خرج مع زيد و صوب خروجه الصادق عليه السلام و ليس تصويبه بمستغرب، و انما كان يدع أمر زيد لئلا ينسب اليه فيكون هدفا لبلاء نبي امية.



[ صفحه 139]




نسبية الزمن عند الامام جعفر الصادق


من القضايا الهامة التي نوقشت في مدرسة الامام جعفر الصادق عليه السلام قضية الزمن التي تناولها الامام ضمن ما تناول من مسائل فلسفية مختلفة ، و أبدي فيها



[ صفحه 350]



ما ارتآه من آراء ، و قد عني فلاسفة اليونان من أقدم العصور بهذه القضية الفلسفية الهامة ، و ما زالت تستأثر بالبحث و التحقيق الي يومنا هذا .

و كان من رأي بعض فلاسفة اليونان أن الزمن ليست له حقيقة أو وجود خارجي ، في حين رأي البعض الآخر أن الزمن حقيقة ثابتة تقام الدلائل و البراهين علي تأكيدها .

و الفلاسفة الذين أنكروا حقيقة الزمن قالوا انه غير موجود ، سواء بصورة ذاتية أو بصورة تبعية . و في رأيهم أن « الزمن فاصل بين حركتين » ، و ان الانسان أو أي كائن حي ذي شعور لا يحس بهذه الفاصلة حتي و ان تابع سير الحركة ، و استنادا الي هذا ، قطور بأن الزمن منعدم الوجود ، سواء في صورته الذاتية أو في صورته التبعية .

و تساءل فلاسفة اليونان عما اذا كان الحيوان يدرك الزمن و يعرف مقاطعه . فقال بعضهم ان هناك قسما من الحيوان يحس بالزمن و يدرك مقاطعه و فواصله ، و ما هذه المقاطع و الفواصل الا جوع الحيوان أو عطشه أو حلول الظلام بغروب الشمس ، أو غير ذلك من الظواهر الطبيعية الاخري .

أما الذين ينكرون أن للزمن وجدا ذاتيا ، فيقيمون براهين كثيرة علي ذلك ، منها قولهم ان الانسان ان فقد وعيه ، لم يعد يحس بالزمن أو يشعر بمروره مهما طال ، و متي عاد الي وعيه ، لم يعرف كم انقضي عليه من ساعات أو أيام . ولو كان للزمن وجود ذاتي ، لأدرك الانسان مقدار الفاصل الزمني الذي مر عليه . و هذا نفسه يقال عن النائم مهما طال رقاده ، اذ يجهل مقدار الوقت الذي مر عليه الا من الظواهر الشمسية أو آثار الليل .

أما الفريق الآخر الذي يقول ان للزمن وجودا ذاتيا ، فقد صنف الزمن



[ صفحه 351]



الي نوعين ، أولهما الزمن المتحرك أو السائر ، و هو يتألف من ذرات متحركة تنتقل من جانب الي جانب .

و اذا كنا لا نشعر بمرور هذا الذرات في حد ذاتها ، الا أننا نشعر بمرورها مترائية في الانسان نفسه ، كالتغيرات المتلاحقة التي تطرأ عليه من الطفولة الي الصبا فالشيخوخة ، كما نشعر بانقضاء الزمن من خلال التغيرات الطارئة علي النباتات و الأشجار من حولنا .

أما النوع الثاني ، فهو الزمن الثابت الذي لا تتحرك ذراته و أجزاؤه لأنها كذرات المادة من رمل و تراب ، تترسب و تمكث . و مثل هذا الزمن لا ينتقل من مكان الي مكان ، و لا يفصل بين حركة و حركة ، و لهذا سمي بالزمن الثابت غير المتحرك .

و في رأي فلاسفة الاغريق القدامي أن الأبدية زمن الآلهة ، و هو زمن ثابت ، في حين ان الزمن المتحرك السائر هو زمن الكائنات الحية ، و منها الانسان .

و لأن زمن الآلهة ثابت غير متحرك ، فلا تغيير يطرأ في وجودها أو وضعها . أما الانسان و الحيوان و النبات ، فلأنها تعيش في الزمن المتحرك السائر ، فهي عرضة لتغيرات تطرأ عليها ، و لا سبيل الي وقفها أو الحيلولة دونها ما دام الزمن متحركا سائرا يتعذر وقفه .

ولو استطعنا وقف حركة الزمن و وقف التغير في شكل الكائنات الحية ، لرفعناها الي مرتبة الآلهة ، لأنها تتمتع اذ ذاك بالزمن الثابت ، و هو أبدي .

أفيمكن اجراء مثل هذا التغيير ، أي ادخال أنواع الحيوان و النبات في حيز الزمن الثابت ، فتغدو أبدية الوجود كالآلهة ؟

أجاب فلاسفة اليونان علي هذا التساؤل بنعم ، فمن مؤدي هذا العرفان



[ صفحه 352]



اليوناني الارتقاء بالانسان الي مرتبة الآلهة ، و هو ما حاوله كثير من عرفاء الاغريق و فلاسفتهم ، كل باسلوبه الخاص .

فالفيلسوف اليوناني زينون [1] ، الذي أسس المذهب الرواقي نسبة الي هيكل أثينا الذي كان يعلم فيه الفلسفة ، يري أن الخير هو السعادة ، و ان الانسان يبلغ السعادة عن طريق الفضيلة ، و أما الفضيلة نفسها فهي ثمرة الارادة المعتمدة علي العقل ، و من الفضيلة تحمل المشاق في سبيل الوصول الي الخير و تحقيقه .

و مما قاله زينون انه لا يسع الأنسان أن يظفر بالحرية الكاملة في الدولة الديمقراطية كأثينا بالقانون وحده ، و انما الحرية تكتسب بالجهاد الأكبر ، و هو جهاد النفس ، فاذا قتلت النفس الشريرة ارتاح الناس ، و لم يعتد أحد من ذوي النفوس المهذبة علي حقوق الغير ، و الكل يتمتع بالحرية .

و كان الفيلسوف أبيقور ( 270 - 341 ق . م ) يري أن الزمن الأبدي و السعادة المطلقة يتم التوصل اليهما عندما يتمتع الانسان بكل ما وهب في حدود الاعتدال . و كان من رأيه أن دراسة الفلسفة انما تراد للحصول علي اللذة المصاحبة لمعرفة هذا العلم .

و في مذهب أبيقور أن النفس اذا عملت خيرا ورد عليها سرور و فرح ، و اذا عملت شرا ورد عليها حزن و ترح ، و انما يكثر سرور كل نفس بالاجتماع بالأنفس الاخري .



[ صفحه 353]



و هناك فيلسوف يوناني آخر عاصر أبيقور و كان له رأي مخالف لرأي معاصره ، و هو ديوجين الفيلسوف و من مذهبه أن التكامل البشري و وصول الانسان الي الزمن الثابت الأبدي ، و بالتالي الي الآلهة ، يتطلبان ترك الدنيا و ملذاتها و الاكتفاء بالقدر الضروري و القليل من وسائل العيش . و قد روي أنه شاهد طفلا يشرب الماء بكفيه مستغنيا عن الكأس الوحيدة المتاحة للشرب ، فقال ان زخارف الدنيا تحول دون الالتحاق بالآلهة .

و نلاحظ أن هناك وجها مشتركا في العرفان بين فلسفة اليونان و العرفان الشرقي ، يتمثل في أن الطريق الي الله يمر بكبح جماح النفس و النأي عن الملذات . و لا فرق من هذه الناحية بين فكر اليونان القديم و فكر الشرق القديم ، اللهم الا في حدود هذا الامتناع و مداه .

و كان من رأي بعض فلاسفة اليونان ، و منهم ديوجين ، أن احتفاظ الطالب العارف بأكثر من قميص واحد يستر العورة أمر لا يجوز ، و هو يقف حائلا بينه و بين الوصول الي الآلهة . و مثل هذه الفكرة نجدها في الشرق ، ينادي بها العرفاء و الصوفية . فمن أين جاء هذا التشابه أو اللقاء بين الفكرين ؟

معروف أن الشرق لم يلتق باليونان قبل قيام دارا ملك الفرس الأخميني ( الهخامنشي ) في عام 460 ق . م . بالهجوم علي اليونان . فهل حدث اللقاء بين الفكرين اليوناني و الشرقي منذ هذا التأريخ ؟ و هل انتقلت فكرة الجهاد مع النفس للوصول الي الآلهة من الشرق الي اليونان ، أو عكس ذلك ؟

الواقع اننا لا نجد أثرا لهذه الفكرة لا في التعاليم الأصلية لكونفوشيوس في الصين ، و لا في تعاليم بوذا في الهند ، و لا في تعاليم زردشت في فارس . فلم يدع أحد منهم الي قتل النفس للوصول الي مرتبة الآلهة . ولكن هذه الفكرة



[ صفحه 354]



انتشرت في الشرق و في اليونان دون أن تكون بينهما علاقات ثقافية أو روابط اخري . فهل لنا أن نستخلص من هذا أن فكرة الجهاد مع النفس و ترك الملذات للوصول الي الله أو السعادة الأبدية قد وجدت و تبلورت عند الشعوب الفقيرة الكادحة التي لا تجد ما يكفيها لسد احتياجاتها ؟ ولو أن العرفاء و المتفلسفين في مناطق العالم المختلفة كانوا من طبقة الأغنياء أو السراة ، فهل كانوا يشترون بطريق آخر للوصول الي الله أو الآلهة ؟

هذا التساؤل لا يعني طبعا أن التأريخ قد خلا من أغنياء أو أصحاب جاه تركوا ملذات الدنيا و نبذوا أهواء النفس لكي يصلوا الي هذه الغاية ، و لا يعني أن فكرة مجاهدة النفس كانت خاصة بالفقراء و المعدمين وحدهم .

و نعود الي فكرة الزمن ، فنقول ان الدور قد جاء علي حكماء أوروبا و فلاسفتها في القرون المتأخرة ليدلوا بآرائهم في هذه القضية ، فمنهم من أنكر وجود الزمن انكارا باتا حتي في القرن التاسع عشر الميلادي قائلين ان الموجود هو المكان . و منهم من أنكر المكان قائلا انه يوجد تابعا للمادة ، و لا وجود له في حد ذاته ، و حيثما وجدت المادة وجد المكان ، و الا فلا .

و كان الناس في سوادهم يرون في هذا القول انكارا للمشاهدات المحسوسة ، فهم يشاهدون في حياتهم اليومية الغرفة التي يعيشون فيها أو ينامون ، و هي ذات عرض و طول و ارتفاع . فكيف يسوغ انكار هذه الحقيقة المادية الملموسة المتجلية بأوضح صورها في المأوي اليومي ؟

كما كانت في القرن الماضي مجموعة من العلماء تنكر وجود المكان ، و من مؤدي نظريتهم أن المكان بلا وجود أو حقيقة ، و ان ما تحسبه العين مكانا ذا أبعاد أربعة ان هو الا المادة ، و المادة هي التي تخلق المكان ، أي بعبارة اخري ،



[ صفحه 355]



ان المادة هي المكان ، و حيثما وجدت وجد المكان ، و الا انعدم .

ولو سئل واحد من هؤلاء العلماء:و ماذا تقول في الطائرة التي تقلع من مكان و تنتقل بسرعة فائقة الي حيث تحط في مكان آخر ؟ و ما القول في سفينة الفضاء ، و أين هي تطير ؟ لجاء الجواب:انها تطير في المادة !

و يشك البعض في صحة هذه النظرية ، لأن المعروف أن الهواء ينتشر في الفضاء بأجزائه و ذراته علي امتداد مسافة معينة قد لا تتجاوز ثلاثة آلاف كيلومتر ، يليها الفضاء الطلق الفسيح الذي لا توجد فيه الا أمواج الأثير كأشعة الضوء أو الأمواج الكهربائية أو الجاذبية المغناطيسية ، و لا أثر للمادة في هذا الفضاء الفسيح حتي تسبح فيه سفن الفضاء .

ولكن المنكرين لهذه النظرية يقولون ان الفضاء الذي تسبح فيه سفن الفضاء هو في حقيقته الحد الفاصل بين نواة الذرة و ألكتروناتها ، و ان الحد الفاصل بين نواة الذرة و أجزائها من الألكترونات هو في حقيقته كالحد الفاصل بين قرص الشمس و السيارات. و هذه الفاصلة ( سواء أكانت في الوحدة الذرية أم وجدت بين الشمس و بين الأرض أو الزهرة و غيرها من الأجرام ) هي جزء من المادة ، و الدليل علي ذلك أن الجاذبية تمر فيها ، و قوة الجاذبية لا تنفصل عن المادة ، و لا تنفصل المادة عنها .

ولسنا نري في هذه النظرية فرقا بين الطاقة و المادة ، وكلتاهما تعتبران أمرا واحدا ، ولكنهم كانوا يقولون ان للمادة خواص تختلف عن خواص الطاقة ، و الواقع المؤكد هو أن العلماء منذ القرن الثامن عشر انتهوا في أبحاثهم الي أن المادة و الطاقة و جهان لشي ء واحد ، في حين ان تعريف المادة و الطاقة في علم الفيزياء الحديث يتخذ أبعادا اخري . و الي بداية القرن العشرين ، كان من الجائز تعريف



[ صفحه 356]



المادة بأنها طاقة متراكمة أو مكثفة ، و ان الطاقة مادة موجية ، ولكن هذا التعريف لكل من المادة و الطاقة لا يفي بمطالب العلم الحديث و ما انتهي اليه من نتائج .

ولو قلنا ان قوة الجاذبية هي المادة ، لأصبحت المادة التي عرفناها بأنها طاقة متراكمة ، مادة مواجة غير متناهية ، و لاضطررنا الي الاعتراف بأن الوجود ليس فيه سوي المادة ، و لسلمنا بالرأي القائل أن الطائرات و سفن الفضاء تطير في المادة .

و مما لا ريب فيه أن سرعة أشعة قوة الجاذبية تجعل الجرم لا متناهيا ، و تصبح المادة بناء علي هذه النظرية لا متناهية بدورها .

و منذ مطلع القرن الحالي ، و بعد رحلات الفضاء التي قام بها الانسان ، تجمعت لدي علماء الفيزياء معلومات هامة اخري عن المادة ، منها أن جميع العناصر الموجودة في الكرة الأرضية تنبعث منها الأشعة فوق البنفسجية بصورة مستمرة ، و في حين أن العلماء قبل هذه الرحلات كانوا يعتقدون أن الأشعة لا تنبعث الا من الأجسام الدافئة وحدها . فان سفن الفضاء و الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض بصورة مستمرة أثبتت أن الأشعة فوق البنفسجية لا تنبعث من الجسم الدافي ء وحده ، بل تنبعث حتي من الثلوج في القطبين الشمالي و الجنوبي. [2] .



[ صفحه 357]



و قد اجريت تجارب دقيقة في مختبرات علمية علي أجسام بردت الي درجة متناهية في البرودة ، فتبين أن الأشعية لا تنقطع بسبب البرد الشديد ، و أدت هذه التجارب الي ظهور قانون فيزيائي هو أن الأجسام و العناصر الموجودة في الكرة الأرضية لا تكف عن الاشعاع الا اذا هبطت درجة الحرارة الي الصفر . و درجة الصفر هي الدرجة التي عندها تتوقف حركة الجزي ء في المادة .

و بفضل هذه الأشعة يستطيع الانسان رؤية كل شي ء في الظلام مستعينا بالمنظار المجهز بالأشعة البنفسجية ، و هو منظار لا يحتجب عنه شي ء . و قد دلت التجارب علي أن الأشعة التي تنبعث من النباتات النضرة و الأجسام الحية للانسان و الحيوان تفوق في مقدارها الأشعة المنبعثة من النباتات أو الحيوانات الميتة . ( و مما يذكر أن هذا المنظار يستخدم في جبهات القتال ليلا لمعرفة تحركات العدو و آلياته ) .

و عند علماء الفيزياء أن المقصود بدرجة الصفر في البرودة هو هبوط درجة البرودة الي 273 ، 1 درجة سنتيغراد أو 459 ، 6 فهر نهيت . غير أن هؤلاء العلماء لم يستطيعوا الوصول الي هذه الدرجة من البرودة في المعامل الضخمة التي اقيمت للأغراض العلمية ، و انما استطاعوا الوصول بدرجة البرودة الي 220 درجة تحت الصفر مقيسة بميزان الحرارة المئوي ( سنتيغراد ) . و بعد وصولهم الي هذا الحد الهائل من البرودة ، يواجهون عقبات كثيرة في سبيل الهبوط بدرجة البرودة الي ما بعد ذلك . و صفوة القول انهم لم يسنطيعوا الوصول الي درجة البرودة المطلقة ، أي الصفر ، لكي يتبينوا آثار التوقف الكامل لحركة الجزي ء في الأجسام ، و هل يؤثر هذا التوقف في الذرة أولا .



[ صفحه 358]



و في حين تتواصل التجارب العلمية علي المادة و تستمر و تميط اللثام عن كل جديد و غريب في هذا الكون ، يبدو أن النظرية القائلة بأن الوجود هو المادة اللامتناهية ، و أن ما يبدو في أعيننا كالخلاء هو مجال اشعاع المادة ، هي نظرية غير بعيدة عن الواقع ، و خليق بالعلماء أن يتأملوها و يتابعوها .

و للعالم الفيزيائي المعاصر اسحاق أزيموف [3] الذي ولد في روسيا و هاجر الي الولايات المتحدة ، نظرية علمية عن المكان تجدر الاشارة اليها .

يقول أزيموف:« ان المكان هو المادة و اشعاعاتها » ، و ان المادة الأصلية هي نواة الذرة أو النواة المجتمعة ، و ان الأمواج المشعة الصادرة من هذه النواة يزيد ضغطها و وزنها باقترابها من النواة ، و ينقص بابتعادها عنها ، دون أن يقلل ذلك من سرعتها .

و يمكن تشبيه النواة بمصباح ينشر الضوء في ما حواليه . فاذا ابتعدنا عنه ، قل الضوء دون أن تقل سرعته ( و سرعة الضوء هي 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة ) . بل اننا اذا ابتعدنا عن المصباح حتي لم نعد نري ضوءه ، ظل الضوء موجودا و محتفظا بسرعته المعتادة يتحرك و ينتشر حول المصباح . و هو لا يصل الينا لأن لأعيننا و آذاننا و حاسة اللمس عند الانسان قدرات معينة لاستقبال الموجات لا تتعداها ، فان ابتعدنا عن المصباح المضي ء في الدار حتي غاب نوره عن أعيننا ، فنوره باق ، و هو ينطلق بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية ، كما قلنا قبلا ، و ان كانت عيوننا لا تدركه حتي ولو انحني في أثناء سيره .



[ صفحه 359]



و كان الاعتقاد السائد في الماضي أن موجات الضوء تسير في اتجاه مستقيم ، غير أن التجارب الحديثة برهنت علي أن هذه الموجات قد تنحني اذا ما اعترضتها أجرام ذات قوة جاذبية شديدة ، كما برهنت علي أن نور المصباح متي ابتعد عن الكرة الأرضية انحني أمامها الضوء الساطع ، تجذب الضوء اليها ؟ ان الرد في علم الفيزياء هو:لا ، و هو رد يحير العلماء الذين يتساءلون قائلين:كيف تعجز الشمس بقوة جاذبيتها الفائقة عن اجتذاب ضوء المصباح اليها في حين ان الضوء ينحني عندها ؟

نعم ، ان لكل نجم قوة جاذبية تتناسب مع جرم هذا النجم ، و أجرام الشمس هي علي درجة من الكثرة تقل تلقاءها أجرام المنظومة الشمسية بأسرها ، اذ أن مجموع أجرام المنظومة الشمسية يعادل أربعة عشر بالمائة من واحد من المائة من جرم الشمس . أي اننا اذا قسمنا أجرام الشمس الي مائة وحدة ، ثم جمعنا أجرام النجوم و السيارات الاخري في المنظومة الشمسية ، لوجدنا أنها تساوي 14% من كل وحدة من وحدات جرم الشمس المائة .

و ينبغي ألا يكون هناك لبس في فهم الجرم ، اذ هو يختلف عن الحجم ، فجرم الشمس يقاس بالوزن أو بالحس ، و كلما ثقل وزن جسم كبر جرمه ، و كلما كبر جرم جسم ما ، ازدادت قوة جاذبيته ، و لأن أجرام الشمس كثيرة و متكاثفة ، فجاذبيتها أقوي و أشد .

و مع ذلك ، فالشمس لا تجذب موجات الضوء المنبعث من مصابيحنا ، ولكنها تجعلها تنحرف عن مسارها . و سبب ذلك أن للضوء سرعة قدرها 300 ألف كيلومتر في الثانية - كما سبق أن ذكرنا - و بهذه السرعة الفائقة ينطلق الضوء قاطعا مسافات شاسعة ، مارا من الشمس الي كرة شمسية اخري ، حتي يصل الي مجموعة



[ صفحه 360]



النيازك التي يطلق عليها اسم ( كوتوله ) .

و قد أطلق الفلكيون هذا الاسم علي مجموعة من الشهب و النجوم التي تراكمت أجرامها و تزايدت قدرة جاذبيتها بحيث أن الضوء لا يستطيع تجاوزها ، فيصل اليها و ينجذب نحوها علي الفور . و الأجرام التي تضمها مجموعة ( كوتولة ) متراكمة بكثرة يتعذر تصورها .

و سبب تراكم الأجرام في هذه المجموعات النيزكية هو أن لذراتها نواة ، ولكن ليس لها ألكترون . و معروف أن الذرة هي أصغر جزء في المادة ، و أنها تشبه فضاء خاليا كالمنظومة الشمسية تماما ، و هناك نواة ، و هي الجزء الجوهري في الذرة ، و الباقي فضاء خال تدور فيه الألكترونات حول النواة ، تماما كما تدور السيارات حول الشمس في منظومتنا .

ولو ازيل الفاصل بين الألكترون و النواة بحيث تبقي النواة وحدها ، لأصبح جرم الكرة الأرضية ككرة اللعب ، أما وزنها فيساوي وزن الكرة الأرضية .

فالذرات في المجموعات المسماة ( كوتولة ) فقدت فضاءها الخالي ، و فقدت الألكترونات أيضا ، ولم تبق فيها الا النوي المتراكمة المندمج بعضها في البعض الآخر بحيث يتألف منها جرم متراكم واحد ، ولو حدث هذا في الكرة الأرضية مثلا ، لكان وزنها معادلا لوزن كرة اللعب ، و لأن قوة الجاذبية تتناسب مع الجرم ، فلهذه المجموعات جاذبية كبيرة لا تسمح لشعاع الضوء بتجاوزها ، و هذا هو سر اظلام هذه المجموعة ، ذلك أن الضوء يفقد موجاته حولها بسبب انجذابها نحوها .

و يقول اسحاق أزيموف أن الطريق - أي المكان - لا وجود له ، و ان الضوء هو الذي يوجد المكان ، و ان أشعة الضوء و موجاته هي المكان .



[ صفحه 361]



فمن رأي هذا العالم الفيزيائي الروسي الأصل أن المكان ليس له وجود أو حقيقة ، الي أن ينطلق فيه الضوء ، و عندئذ يتسبب الضوء نفسه و بأمواجه في ايجاد المكان ، ولو سألنا عن مقدار المسافات التي يقطعها الضوء ، أو عن مقدار المسافات التي يوجدها ، لأجاب علماء الفيزياء قائلين:لا نهاية لذلك . و لأضافوا:أن موجات الضوء تظل تتذبذب و تقطع المسافات الي أن تتحول الي مادة .

و ثمة سؤال آخر يطرح للباحث هو:كيف يستطاع تحويل الضوء ( ضوء المصباح مثلا ) من طاقة الي مادة ؟ الي هذا اليوم ، لم يوفق علم الفيزياء للاهتداء الي جواب عن هذا السؤال ، ولو حديث في أية لحظة أن اهتدي العلم الي جواب عن هذا السؤال ، لقطع بذلك مائة ألف سنة من التقدم في طرفة عين .

ففي هذا السؤال يتمثل سر الأسرار في الفيزياء ، بل سر الخليفة و سر الوجود ، فكيف السبيل الي تحوي الطاقة الي مادة ؟

لقد نجح العلم في تحويل المادة الي طاقة ، و أصبح هذا أمرا مألوفا نري منه ألوانا شتي ليلا و نهارا في المصانع و الطائرات و السفن و السيارات و المنازل ، و حتي في الجسم البشري الذي تتحول فيه المادة الي طاقة . أما تحويل الطاقة الي مادة ، فهو أمر ما زال متعذرا حتي الآن ، و لا نعرف تعليلا لحدوثه في الكون .

و الشمس ظاهرة من أبرز ظواهر الخليقة الماثلة أمام أعيننا . و ما يحدث في الشمس نفسها هو أن الطاقة لا تنقلب الي مادة ، و انما المادة تنقلب الي مادة اخري ، ذلك بأن عنصر الهيدروجين في الشمس ينقلب الي عنصر الهليوم ، فيتسبب ذلك في توليد حرارة شديدة .

و الي هذا اليوم لا يعرف العلماء كيف وجدت الشمس ، و قصاري ما قيل



[ صفحه 362]



في هذا الباب لا يعدو النظريات الافتراضية التي تفتقر الي البرهان و الاثبات .

و صفوة القول ان اسحاق أزيموف - و هو كما قلنا عالم فيزيائي معاصر يعمل استاذا في جامعات أميركا - ينكر وجود المكان و لا يري حقيقة له ، و يقول:ان ما نراه و نحس به هو المادة أو أمواجها و أشعتها ، و ان احساس البشر بالمكان سببه الأشعة المنبعثة من المادة .

فان كنت جالسا في غرفة أو في مكتب و شعرت بأنك جالس في مكان ، فسبب ذلك أن هناك أمواجا و أشعة تحيط بك و تكتنفك ، و ان انعدمت انعدم شعورك بالمكان .

ولكن ، هل من المستطاع وقف هذه الأمواج ، فنفقد بالتالي شعورنا بالمكان كما يقول أزيموف ؟

علم الفيزياء يقول في الرد علي هذا التساؤل:لا ، لأن أمواج الضوء تحيط بنا و تكتنفنا حتي في الليالي المظلمة و ان لم نر الضوء ، و لأن أمواج الصوت تتحرك من حولنا حتي في أهدأ الأجواد ، و لأن بعضها يصل الينا و يعبر من أجسامنا .

ولو انقطعت الموجات جميعا ، فموجات الجاذبية لا تنقطع في أي وقت حتي في المنطقة الخارجة عن نطاق جاذبية الأرض ، و هي جاذبية يتعرض لها رواد سفن الفضاء في الجو ، ولكن التوازن الذي تحدثه مع سرعة السفن المنطلقة هو الذي يحول دون سقوطها .

و ليس صحيحا الاعتقاد بأن للسفن الفضائية في الداخل أو الخارج مناعة من قوة الجاذبية .

ذلك لأن من حقائق علم الفيزياء أن قوة الجاذبية مرتبطة بالمادة ارتباطا



[ صفحه 363]



من شأنه انتفاء المادة تماما اذا جردت من هذه القوة ، ولو انقطعت موجات الجاذبية لما بقي علي قيد الحياة كائن حي ، و لا بقي في الدنيا جسم جامد ولو للحظة واحدة .

أوردنا في ما تقدم خلاصة للنظريات التي قال بها علماء الفيزياء في القرن التاسع عشر و القرن العشرين بشأن الزمان و المكان .

فان عرفنا بعد ذلك أن رجلا جاء قبل اثني عشر قرنا و نصف القرن و تبني مثل هذه النظرية بشأن المكان و الزمان ، أفلا يستحق منا تقديرا و اجلالا ؟ أو ليس هذا دليلا علي أنه ذا عقلية سبق بها عصره و عصورا اخري كثيرة ، و انه كان فذا في تفكيره الكاشف ؟

ان هذا الرجل هو جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي عاش في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة ، و ساق نظريات حول الزمان و المكان تتفق مع نظريات العلماء المعاصرين ، ناهيك عن أن تعريف الزمان و المكان لدي الصادق عليه السلام كان خلوا من المصطلحات و المعادلات العلمية الحديثة ، و كان مصوغا في قالب سهل المأتي ، واضح المعني .

ففي رأي الصادق عليه السلام أن الزمان غير موجود بذاته ، ولكنه يكتسب واقعيته و أثره من شعورنا و احساسنا ، كما ان الزمان هو حد فاصل بين واقعتين أو وحدتين .

و هو يري أن الليل و النهار ليسا من أسباب تشخيص الزمان و معرفته ، و انما هما حقيقتان مستقلتان عن الزمان ، يضاف الي ذلك أن الليل و النهار ليس لهما طول ثابت ، فالليل يقصر في الصيف و يطول في الشتاء ، و النهار علي عكسه ، و هما يتعادلان أحيانا .

و في رأي الصادق عليه السلام أيضا أن للمكان وجودا تبعيا لا ذاتيا ، و هو يتراءي



[ صفحه 364]



لنا بالطول و العرض و الارتفاع ، ولكن وجوده التبعي يختلف باختلاف مراحل العمر ، و من ذلك مثلا أن الطفل الذي يعيش في بيت صغير ، يري بخياله و أحلامه أن فضاء البيت ساحة كبري . و متي بلغ هذا الطفل العشرين من عمره ، رأي هذه الدار مكانا صغيرا جدا ، و أدهشه أنه كان يراها واسعة رحيبة في طفولته .

فللمكان ، بناء علي ذلك ، وجود تبعي لا حقيقي ، و في هذا اتفقت آراء علماء الفيزياء في القرن العشرين مع رأي الامام الصادق في القرن السابع الميلادي .



[ صفحه 365]




پاورقي

[1] زينون القبرسي من أعلام العصر الهليني في تأريخ الفلسفة الاغريقية ، و هو زعيم مذهب الرواقيين الذي كانوا يرون بماديتهم أن جميع المعارف حسية . توفي سنة 263 ق . م ( راجع « تأريخ الفكر العربي » لعمر فروخ:122 ).

[2] تبين للعلماء من رحلات الفضاء و التجارب العلمية أن الفضاء الخارجي مشحون بقوي و طاقات هائلة من الذرات المؤينة ( المعروفة علميا اسم البلازما ) و اهتدوا الي حزام هائل من الأشعة الرهيبة يحيط بالكرة الأرضية علي طبقتين ، و قد عرف علميا باسم ( حزام فان آلن ) ، و تتألف هذه الأشعة من ( ألكترونات ) و ( بوزيترونات ) مشحونة ، و هي تتحرك بسرعة هائلة بالاضافة الي أشعة (غاما) و (الأشعة الكونية ) التي تخترق الأجسام مهما يكن سمكها أو طبيعتها. ( راجع « العلوم الطبيعية في القرآن » ليوسف مروة:171 - 170 ).

[3] الواقع أن اسم هذا العالم اسم عربي فهو اسحاق عظيم اوف ، و هو من المسلمين الروس . ( المترجم ).


ابراهيم بن أبي البلاد


و اسم أبي البلاد: يحيي بن سليم، و قيل: ابن سليمان، مولي بني عبدالله ابن غطفان، يكني أبا يحيي، و قال النجاشي: [1] و كان ثقة، قارئا، اديبا، و روي عن أبي عبدالله و الحسن موسي و الرضا عليهم السلام، و عمر دهرا، و كان للرضا عليه السلام اليه رسالة و أثني عليه، له كتاب. و عده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الصادق عليه السلام [2] و اخري [3] في أصحاب الكاظم عليه السلام، و ثالثة [4] في أصحاب الرضا عليه السلام و فيه: كوفي ثقة. و ذكره البرقي [5] في أصحاب الرضا عليه السلام. و ذكره العلامة [6] في القسم الأول و قال: روي عن الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام، ثقة أعمل علي روايته، و كذلك ذكره ابن داود [7] في القسم الأول، و ذكره الحاوي [8] في قسم الثقات.



[ صفحه 302]




پاورقي

[1] رجال النجاشي: 22، الرقم 32.

[2] رجال الطوسي، 145، الرقم 60.

[3] رجال الطوسي: 342، الرقم 5.

[4] رجال الطوسي: 368، الرقم 18.

[5] رجال البرقي: 55.

[6] خلاصة الأقوال: 3، الرقم 4.

[7] رجال ابن داود: 30، الرقم 9.

[8] حاوي الأقوال: 9، الرقم 14) مخطوط).


دعاؤه عند الوضوء


وكان الامام الصادق عليه السلام يدعو عند الوضوء، بهذا الدعاء:

«بسم الله، وعلي ملة رسول الله صلي الله عليه وآله أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.»


في الزكاة


قال الصادق: علي كل جزء من اجزائك زكاة واجبة لله تعالي بل علي كل منبت شعر من شعرك، بل علي كل لحظة [1] زكاة.

فزكاة العين النظرة بالعبرة و الغض عن الشهوات و ما يضاهيها و زكاة الأذن [2] ، العلم و الحكمة و القرآن و فوايد الدين من الموعظة و النصيحة و ما فيه نجاتك و بالاعراض عما هو ضده من الكذب و الغيبة و أشباههما.

و زكاة اللسان النصح للمسلمين و التيقظ للغافلين و كثرة التسبيح و الذكر و غيرها. و زكاة اليد البذل و العطاء و السخاء بما أنعم الله عليك به و تحريكها بكتابة العلم و منافع ينتفع بها المسلمون في طاعة الله تعالي و القبض عن الشر.

و زكاة الرجل السعي في حقوق الله تعالي من زيارة الصالحين و مجالس الذكر و اصلاح الناس، و صلة الأرحام، و الجهاد و ما فيه صلاح قلبك و سلامة دينك.

هذا مما تتحمل القلوب فهمه و النفوس استعماله و ما لا يشرف عليه الا عباده المخلصون و المقربون أكثر من أن تحصي أربابه و هو شعارهم دون غيرهم.



[ صفحه 173]




پاورقي

[1] من لحاظك.

[2] استماع.


ابراهيم بن المتوكل (الكوفي)


إبراهيم بن المتوكل الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 145. تنقيح المقال 1: 29. خاتمة المستدرك 779. معجم رجال الحديث 1: 270. جامع الرواة 1: 30. نقد الرجال 12. مجمع الرجال 1: 63. أعيان الشيعة 2: 202. منهج المقال 25. منتهي المقال 25. لسان الميزان 1: 94.


سعيد بن غزوان


سعيد بن غزوان الأسدي بالولاء، الكوفي، وقيل الشامي.

من ثقات محدثي الإمامية، وله كتاب. روي عنه محمد بن أبي عمير، ومعاوية بن صالح، والحارث بن عبيدة الكلاعي وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 205. تنقيح المقال 2: 29. فهرست الطوسي 77. رجال النجاشي 129. معالم العلماء 55. رجال ابن داود 103. معجم الثقات 59. رجال البرقي 38. معجم رجال الحديث 8: 127. جامع الرواة 1: 361. توضيح الاشتباه 172. نقد الرجال 152. رجال الكشي 279. مجمع الرجال 3: 119. هداية المحدثين 73. أعيان الشيعة 7: 242. بهجة الآمال 4: 360. منتهي المقال 147. منهج المقال 162. جامع المقال 71. وسائل الشيعة 20: 206. روضة المتقين 14: 368. إتقان المقال 67. الوجيزة 36. لسان الميزان 7: 231. ميزان الاعتدال 2: 154. تهذيب التهذيب 4: 72. تقريب التهذيب 1: 303. خلاصة تذهيب الكمال 120. التاريخ الكبير 3: 505. الجرح والتعديل 2: 1: 54. الثقات 6: 354.


محمد بن بهلول بن مسلم العبدي


محمد بن بهلول بن مسلم العبدي.



[ صفحه 39]



محدث كسابقه. روي عنه محمد بن المثني الحضرمي، ومحمد بن يحيي الخثعمي.

المراجع:

رجال البرقي 20. جامع الرواة 2: 81. معجم رجال الحديث 15: 142. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 89.


كرامت ها و معجزات امام صادق


هدف خداوند از خلقت انسان آن بوده كه او را بشناسند و به او معرفت پيدا كنند، و هدف از معرفت اين بوده كه او را پرستش نمايند [و از رحمت بي منتهاي او بهره مند گردند.] چنان كه خداوند مي فرمايد: (و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) يعني «جن و انس را نيافريديم مگر براي پرستش و عبادت».

از آن جايي كه مخلوقات عالم، نشانه روشني از وجود و خلقت زيبا و حكيمانه ي خداست و تدبير پيوسته ي او دليل وحدانيت و يگانگي اوست؛ خداوند عقل را در وجود انسان قرار داد تا به وسيله ي آن به سوي حقايق هدايت شود. اما عقل به تنهايي نمي تواند راهي براي فهم كيفيت عبادت و خصوصيت طاعت خداوند پيدا كند. كيفيت عبادت و اطاعت تنها از ناحيه ي خود خداوند بايد روشن شود. از اين رو خداوند براي هدايت مردم به سوي خاسته ها و اوامر خود، پيامبراني را به سوي آنان فرستاد.

عقل آدمي نيز تنها با وجود معجزه و آيت الهي ادعاي پيامبري پيامبران را مي پذيرد؛ از اين رو لازم بود كه پيامبران همراه ادعاي نبوت خود نشانه و معجزه اي با خود بياورند. چرا كه بدون معجزه و نشانه، پيامبري آنان ثابت نمي شود؛ البته كساني هم بوده اند كه با ديدن نشانه و معجزه نبوت آنان را انكار كرده اند؛ چه رسد به اين كه نشانه و معجزه اي نباشد كه در آن صورت [عقل] دليلي براي قبول آن نخواهد داشت و آنان با ادعاي بدون دليل، پذيرفته نمي شوند.



[ صفحه 272]