بازگشت

و من رسالة له: في الغنائم و وجوب الخمس


فهمت ما ذكرت انه اهتممت به من العلم بوجوه مواضع ما لله فيه رضي، و كيف امسك سهم ذي القربي منه، و ما سألتني من اعلامك ذلك كله، فاسمع بقلبك و انظر بعقلك، ثم اعط في جنبك النصف [1] من نفسك، فانه اسلم لك غدا عند ربك المتقدم امره و نهيه اليك. وفقنا الله و اياك.

اعلم ان الله ربي و ربك ما غاب عن شي ء و ما كان ربك نسيا، و ما فرط في الكتاب من شي ء و كل شي ء فصله تفصيلا، و انه ليس ما وضح الله تبارك و تعالي من اخذ ماله بأوضح مما أوضح الله من قسمته اياه في سبله، لانه لم يفترض من ذلك شيئا في شي ء من القرآن الا و قد اتبعه بسبله اياه غير مفرق بينه و بينه، يوجبه لمن فرض له مالا يزول عنه من القسم كما يزول ما بقي سواه [2] عمن سمي له لانه يزول



[ صفحه 130]



عن الشيخ بكبره و المسكين بغناه و ابن السبيل بلحوقه ببلده، و مع توكيد الحج مع ذلك بالامر به تعليما و بالنهي عما ركب ممن منعه تحرجا [3] فقال الله جل وعز في الصدقات - و كانت اول ما افترض الله سبله -: «انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل» فالله اعلم نبيه صلي الله عليه و آله موضع الصدقات.

و اما المغانم [4] فانه لما كان يوم بدر قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من قتل قتيلا فله كذا و كذا، و من اسر اسيرا فله من غنائم القوم كذا و كذا، فان الله قد وعدني ان يفتح الله علي و انعمني عسكرهم.

فلما هزم الله المشركين و جمعت غنائمهم قام رجل من الانصار فقال: يا رسول الله انك امرتنا بقتال المشركين و حثثتنا عليه و قلت: من اسر اسيرا فله كذا و كذا من غنائم القوم، و من قتل قتيلا فله كذا و كذا. اني قتلت قتيلين - لي بذلك البينة - و اسرت اسيرا فاعطنا ما اوجبت علي نفسك يا رسول الله.

ثم جلس فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله ما منعنا ان نصيب مثل ما أصابوا جبن عن العدو و لا زهادة في الآخرة و المغنم [5] ولكنا تخوفنا ان بعد مكاننا منك فيميل اليك من جند المشركين او



[ صفحه 131]



يصيبوا منك ضيعة [6] فيميلوا اليك فيصيبوك بمصيبة، و انك ان تعط هؤلاء القوم ما طلبوا يرجع سائر المسلمين ليس لهم من الغنيمة شي ء.

ثم جلس فقام الانصاري فقال مثل مقالته الاولي ثم جلس يقول ذلك كل واحد منهما ثلاث مرات.

فصد النبي صلي الله عليه و آله بوجهه فأنزل الله عزوجل: «يسألونك عن الانفال» [7] و الانفال اسم جامع لما اصابوا يومئذ مثل قوله: «ما افاء الله علي رسوله» و مثل قوله: «و ما غنمتم من شي ء» ثم قال: «قل الانفال لله و الرسول» فاختلجها الله من ايديهم فجعلها لله و لرسوله. ثم قال: «فاتقوا الله و اصلحوا ذات بينكم و اطيعوا الله و رسوله ان كنتم مؤمنين».

فلما قدم رسول الله صلي الله عليه و آله المدينة انزل الله عليه: «و اعلموا أن ما غنمتم من شي ء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل ان كنتم آمنتم بالله و ما انزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان» فأما قوله: «لله» فكما يقول الانسان هو لله و لك و لا يقسم لله منه شي ء، فخمس رسول الله صلي الله عليه و آله



[ صفحه 132]



الغنيمة التي قبض بخمسة اسهم، فقبض سهم الله لنفسه يحيي به ذكره و يورث بعده، و سهما لقرابته من بني عبدالمطلب، فانفذ سهما لايتام المسلمين و سهما لمساكينهم و سهما لابن السبيل من المسلمين في غير تجارة، فهذا يوم بدر و هذا سبيل الغنائم التي أخذت بالسيف

و اما ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب [8] فان كان المهاجرون حين قدموا المدينة اعطتهم الانصار نصف دورهم و نصف أموالهم، و المهاجرون يومئذ نحو مائة رجل، فلما ظهر رسول الله صلي الله عليه و آله علي بني قريظة و النضير [9] و قبض أموالهم قال النبي صلي الله عليه و آله للانصار: ان شئتم أخرجتم المهاجرين من دوركم و أموالكم و أقسمت لهم هذه الاموال دونكم، و ان شئتم تركتم أموالكم و دوركم و اقسمت لكم معهم.

قالت انصار: بل اقسم لهم دوننا و اتركهم معنا في دورنا و أموالنا فأنزل الله تبارك و تعالي: «ما أفاء الله علي رسوله منهم - يعني يهود قريظة - فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب» لانهم كانوا معهم بالمدينة أقرب من أن يوجف عليهم بخيل و لا ركاب ثم قال: «للفقراء



[ صفحه 133]



المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسوله اولئك هم الصادقون» فجعلها الله لمن هاجر من قريش مع النبي صلي الله عليه و آله و صدق، و أخرج أيضا عنهم المهاجرين مع رسول الله من العرب لقوله: «الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم» لان قريشا كانت تأخذ ديار من هاجر منها و أموالهم، و لم تكن العرب تفعل ذلك بمن هاجر منها، ثم أثني علي المهاجرين الذين جعل لهم الخمس و برأهم من النفاق بتصديقهم اياه حين قال: «فأولئك هم الصادقون» لا الكاذبون، ثم اثني علي الانصار و ذكر ما صنعوا و حبهم للمهاجرين و ايثارهم اياهم و انهم لم يوجدوا في أنفسهم حاجة - يقول: حزازة [10] - مما اوتوا، يعني المهاجرين دونهم فأحسن الثناء عليهم فقال: «و الذين تبوأوا الدار و الايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا و يؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون».

و قد كان رجال اتبعوا النبي صلي الله عليه و آله قد وترهم [11] للمسلمون فيما أخذوا من أموالهم، فكانت قلوبهم قد امتلأت عليهم، فلما حسن اسلامهم استغفروا لانفسهم مما كانوا عليه من الشرك و سألوا الله أن يذهب بما في قلوبهم من الغل لمن سبقهم الي الايمان، و استغفروا لهم حتي يحلل ما في قلوبهم و صاروا اخوانا لهم، فأثني الله علي الذين



[ صفحه 134]



قالوا ذلك خاصة فقال: «و الذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤف رحيم».

فأعطي رسول الله صلي الله عليه و آله المهاجرين عامة من قريش علي قدر حاجتهم فيما يري، لانها لم تخمس فتقسم بالسوية، و لم يعط أحدا منهم شيئا الا المهاجرين من قريش غير رجلين من أنصار يقال لاحدهما سهل بن حنيف. [12] .



[ صفحه 135]



و للاخر سماك بن خرشه - أبودجانة [13] - فانه اعطاهما لشدة حاجة كانت بهما من حقه، و امسك النبي صلي الله عليه و آله من أموال بني قريظة و النضير ما لم يوجف عليه خيل و لا ركاب سبع حوائط لنفسه، لانه لم يوجف علي فدك خيل أيضا و لا ركاب.

و اما خيبر فانها كانت مسيرة ثلاثة أيام من المدينة، و هي أموال اليهود ولكنه اوجف عليها خيل و ركاب و كانت فيها حرب فقسمها علي قسمة بدر، فقال الله عزوجل: «ما أفاء الله علي رسوله من أهل القري فلله و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا» فهذا سبيل ما أفاء الله علي رسوله مما اوجف عليه خيل و ركاب.

و قد قال علي بن ابي طالب صلوات الله عليه: مازلنا نقبض سهمنا بهذه الآية التي أولها تعليم و اخرها تحرج [14] حتي جاء خمس السوس و جندي سابور. [15] .



[ صفحه 136]



الي أن قال عليه السلام: ثم قال علي صلوات الله عليه: ان الله حرم علي رسول الله صلي الله عليه و آله الصدقة فعوضه منها سهما من الخمس، و حرمها علي أهل بيته خاصة دون قومهم، و أسهم لصغيرهم و كبيرهم و ذكرهم و انثاهم و فقيرهم و شاهدهم و غائبهم، و لانهم انما اعطوا سهمهم لانهم قرابة نبيهم و التي لا تزول عنهم.

الحمد لله الذي جعله منا و جعلنا منه، فلم يعط رسول الله صلي الله عليه و آله أحدا من الخمس غيرنا و غير خلفائنا و موالينا، لانهم منا و اعطي من سهمه ناسا لحرم كانت بينه و بينهم معونة في الذي كان بينهم، فقد اعلمتك ما أوضح الله من سبيل هذه الانفال الأربعة و ما وعد من أمره فيهم و نوره بشفاء من البيان و ضياء من البرهان، جاء به الوحي المنزل و عمل به النبي المرسل صلي الله عليه و آله، فمن حرف كلام الله أو بدله بعد ما سمعه و عقله فانما اثمه عليه، و الله حجيجه. [16] والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

و بهذا ينتهي ما تيسر لي جمعه من كتبه و رسائله عليه السلام و هو آخر الباب الثاني، و لنشرع في الباب الثالث بالمختار من حكمه و القصار من كلماته انشاء الله تعالي.



[ صفحه 139]




پاورقي

[1] النصف بالكسر و قد تثلث: الانصاف و العدل.

[2] القسم - بالفتح -: مصدر «و ما بقي سواه» اي سوي القسم. و المراد ان موارد القسمة كلي لا يزول و ثابت دائما، بخلاف غيره فانه جزئي يزول بزوال اسمه.

[3] التحرج: تجنب الحرج، اي الاثم.

[4] المغانم: جمع مغنم، اي الغنيمه.

[5] جبن فاعل لقوله «منعنا» اي ما منعنا جبن عن العدو و لا زهادة.

[6] الضيعة بالكسر: التلف و الهلاك، الفقد. و بالفتح: المرة من ضاع.

[7] الانفال جمع نفل بالتحريك: الزيادة و الغنيمة، من نفل الرجل كنصر: اعطاه نافلة من المعروف مما لا يريد ثوابه منه. و الانفال: ما زاده الله هذه الامة في الحلال. وافاء الله: جعله فيئا، و الفي ء: الغنيمه و الظل، و اصله بمعني الرجوع فكأن في معني الغنيمة و الظل معني الرجوع ايضا. و قيل: المال المأخوذ من الكفار ينقسم الي ما يحصل من غير قتال و ايجاف خيل و لا ركاب، و الي ما حصل بذلك و يسمي الاول فيئا و الثاني غنيمة.

[8] الايجاف: السير الشديد. و الخيل: جماعة الافراس، و قيل لا واحد له من لفظه كالقوم و الرهط، و الجمع خيول، و تستعمل مجازا للفرسان. و الركاب ككتاب: الابل التي تحمل القوم، واحدتها راحلة، فلا واحد لها من لفظها، و جمعها ركب ككتب.

[9] بني قريظة كحهينة، و بنو النضير كشرير: بطنان من اليهود كان بينهم و بين النبي صلي الله عليه و آله و سلم عهد و ميثاق فنقضوا، و للمسلمين معهم مواقف عظيمة - راجع ابن الاثير و الطبري.

[10] الحزازة بالفتح: التعسف في الكلام. و ايضا: وجع في القلب من غيظ و نحوه.

[11] وترهم: قطعهم و ابعدهم. وتر القوم: جعل شفعهم وترا، اي افردهم.

[12] هو سهل بن حنيف بن واهب الانصاري الاوسي من اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، شهد بدرا و المشاهد كلها، و كافي بدء الاسلام عام الاول من الهجرة يكسر اصنام قومه ليلا فيحملها الي امرأة مسلمة من الانصار لا زوج لها يقول لها: خذي فاحتطبي بهذا. و كان اميرالمؤمنين عليه السلام يذكر ذلك عنه بعد موته متعجبا.

وروي انه شهد العقبة و كان من النقباء الذين اختارهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الاثني عشر في ليلة العقبة، و كان هو ممن ثبت مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم احد لما انهزم الناس و بايعه علي الموت، و جعل ينضح يومئذ بالنبل مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نبلوا سهلا فانه سهل.

و كان من أصحاب اميرالمؤمنين عليه السلام استخلفه صلوات الله عليه علي المدينة لما خرج الي البصرة، و كان و اليه ثم ولاه علي فارس فأخرجه الي اهل فارس فوجه عليه السلام زيادا فارضوه و صالحوه و ادوا الخراج، ثم شهد سهل مع علي عليه السلام صفين، و كان هو و اخوه عثمان بن حنيف من شرطة الخميس، و توفي بالكوفة بعد مرجعه معه في صفين، و كان من احب الناس اليه و جزع من موته فقال عليه السلام: «لو احبني جبل لتهافت» و كفنه في برد احمر حبري و صلي عليه خمس صلوات فكبر خمسا و عشرين تكبيرة: بأن صلي عليه و كبر خمس تكبيرات ثم مشي ثم وضعه و صلي عليه و كبر خمس تكبيرات اخري يصنع ذلك الي ان انتهي الي قبره، و قال عليه السلام: لو كبرت عليه سبعين مرة لكان اهلا.

[13] ابن لوذان الانصاري الخزرجي من اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، شهد بدرا واحدا و جميع المشاهد، و قيل انه شهد صفين ايضا.

[14] تحرج خ ل.

[15] كانتا مدينتين في نواحي فارس فتحهما المسلمون في سنة 17 ه.

[16] الحجيج: الغالب باظهار الحجة.


سفيان بن مصعب عبدي، ابومحمد


سيف العبدي، ابن مصعب، نيز گفته شده. (اختيار معرفة الرجال، ص 401 - خلاصه، علامه حلي، ص 40)

شيخ طوسي، در رجالش، او را از اصحاب امام صادق (ع) شمرده و مي گويد: سفيان



[ صفحه 228]



بن مصعب عبدي، شاعر كوفي است. [1] .

ابوعمرو كشي گويد: از اشعار ابن معصب معلوم مي شود كه او از طياره [2] است. [3] .

و روايت شده كه حضرت صادق (ع) فرمود: اي گروه شيعه! به اولادتان، اشعار عبدي را، تعليم كنيد كه او بر دين خدا بوده است. [4] .

مرحوم مامقاني (ره)، مي گويد: گفته ابوعمرو، اجتهادي است در قبال گفته امام صادق (ع) كه امر به تعليم اشعار عبدي مي فرمايد. اگر در او غلو بود امام چنين دستوري نمي داد، و نمي فرمود كه او بر دين خداست.

ثانيا: قدماء به كسي كه در فضائل ائمه، بعضي از رواياتي را، كه امروز جزء ضروريات مذهب است، نقل مي كرد، نسبت غلو مي دادند؛ و نسبت عبدي به غلو از همين قسم است. [5] .

شيخ كليني (ره)، از عبدي روايت كرده كه گفت: وارد شدم بر امام صادق (ع)، فرمود: به ام فروه بگوييد بيايد و بشنود آن چه را كه با جدش به جا آورده اند. ام فروه آمد و پشت پرده نشست. پس حضرت خطاب به من فرمود: شعر بخوان براي ما. من خواندم: «فروة جوي بدمعك المسكوب». [6] ام فروه صيحه كشيد و زنان صيحه زدند به طوري كه اهل مدينه بر در خانه امام جمع شدند كه چه خبر شده... [7] .

ام فروه مادر امام صادق (ع) است و جدش محمد بن ابي بكر كه معاوية بن خديج، به امر معاويه، او را با لب تشنه كشت و بدنش را سوزانيد، و محمد در آن هنگام 28 ساله بود. [8] .

ابن قولويه، در كامل الزيارات از ابي عماره نوحه خوان، روايت كرده كه گفت: امام صادق (ع) به من فرمود: اي ابا عماره! اشعار عبدي را كه در مرثيه امام حسين (ع) گفته، براي ما بخوان. من مي خواندم، حضرت مي گريست، تا آن كه صداي گريه از خانه حضرت بلند شد... [9] .



[ صفحه 229]




پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 213.

[2] طياره، فرقه اي از غلاة مي باشند.

[3] رجال كشي، ص 343.

[4] رجال كشي، ص 343.

[5] تنقيح المقال، ج 2، ص 40، رديف 4962.

[6] اي ام فروه، نثار كن اشك ريزانت را.

[7] روضه كافي، ح 263، ص 182.

[8] تحفة الاحباب، ص 127 و ص 306.

[9] كامل الزيارات، باب 33، ص 105 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 465.


الحركة العباسية (النشأة والأساليب)


سبقت الإشارة الي النواة الاُولي التي دفعت ببني العبّاس إلي أن يطمعوا في الخلافة ويمنّوا أنفسهم بها.

وقد مرّ فيما ذكرنا [1] ان أبا هاشم كان من رجالات أهل البيت البارزين، وكان هشام بن عبدالملك يحذره; لوجود لياقات علمية وسياسية عنده تؤهله للقيادة، فحاول هشام اغتياله. ولمّا أحس ابوهاشم بالمكيدة ضدّه احترز من ذلك فأوصي الي محمد بن علي بن عبدالله بن العبّاس بإدارة أتباعه في مقاومة الاُمويّين سنة (99 هـ) وكانت هذه الوصية هي بذرة الطمع التي حركت



[ صفحه 169]



محمدبن علي بن عبدالله بن العباس مما جعلته يشعر بأنه القائد والخليفة مستقبلاً.

وكانت الفرصة سانحة في ذلك الوقت بالتبليغ لشخصه، لذا شرع في بثّ الدعاة الي خراسان سرّاً لهذا الغرض واستمرّ بدعوته الي أن مات سنة (125 هـ) وترك من بعده أولاده، وهم ابراهيم الإمام، والسفّاح، والمنصور [2] ويبدو أنّ ابراهيم الإمام هو الذي كان يخطط لقيام دولة عبّاسية لأنّه الأكثر دهاءاً وحنكة وتخطيطاً من أخويه كما سيتضح ذلك.

نشط ابراهيم بالدعوة وأخذ يتحدّث بأهمية الثورة وإنقاذ المنكوبين، وشارك البسطاء من الناس آلامهم وأخذ يعطف علي المظلومين ويلعن الظالمين. وانتشر دعاة ابراهيم في بلاد خراسان وكان لهم الأثر الكبير هناك وكان منهم زياد مولي همدان، وحرب بن قيس، وسليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم وغيرهم، وقد تعرض الدعاة العباسيون للقتل في سبيل دعوتهم ومثّل ببعضهم وحُبس البعض الآخر [3] وكان في طليعة الدعاة نشاطاً وقوة ودهاء ابو مسلم الخراساني [4] .

وتضمّن المنهج السياسي العباسي ـ لتضليل الاُمّة ـ عدة أساليب كانت منسجمة مع الواقع ومقبولة عند الناس; لذا لقيت الدعوة استجابة سريعة وانضم المحرومون والمضطهدون اليها.

ونشير الي بعض هذه الأساليب فيما يلي:



[ صفحه 170]



الاُسلوب الأوّل:

حرّك العباسيونالعواطف بقوّة وحاولوا اقناع الناس بأن الهدف من دعوتهم هو الانتصار لأهل البيت (عليهم السلام) الذين تعرّضوا للظلم والاضطهاد واريقت دماؤهم في سبيل الحق، وركّز العباسيون بين صفوف دعاتهم بأن الهدف المركزي من دعوتهم هو رجوع الخلافة المغتصبة الي اهلها. ولهذا تفاعل الناس مع شعار (الرضي من آل محمد) ووجدوا في هذا الشعار ضالّتهم.

وكان يعتقد الدعاة أن هذه الدعوة تنبئ بظهور عهد جديد يضمن لهم حقوقهم كما عرفوه من عدالة علي (عليه السلام). وقد حقق هذا الشعار نجاحاً باهراً خصوصاً في البلاد التي كانت قد لاقت البؤس والحرمان وكانت تترقب ظهور الحق علي يد أهل بيت النبوة.

وكانت ثقافتهم السياسية التي يروّج لها دعاتهم بين الناس تأتي علي شكل تساؤلات، منها: «هل فيكم أحد يشك أن الله عزّ وجلّ بعث محمداً واصطفاه؟ فيقولون: لا، فيقال: أفتشكّون أن الله أنزل عليه كتابه فيه حلاله وحرامه وشرائعه؟ فيقولون: لا، فيقال: أفتظنون خلفه عند غير عترته وأهل بيته؟ فيقولون: لا، فيقال: أفتشكون أن أهل البيت هم معدن العلم وأصحاب ميراث رسول الله الذي علمه الله؟ فيقال: لا... [5] .

بهذه الإثارات العامّة التي لا تعيّن المصداق وتكتفي بالايحاء وتتّكئ



[ صفحه 171]



علي الغموض حصلوا علي مكاسب جماهيرية هائلة حتي من غير المسلمين. وكان هذا الاسلوب يشكّل سرقة لجهود الائمة (عليهم السلام) حيث يوظّفونها لمصالحهم في الأوساط غير الواعية لطبيعة الصراع.

الاُسلوب الثاني:

ومن الأساليب الي سلكها الدعاة العباسيون ونفذوا من خلالها الي اوساط الاُمّة النبوءات الغيبية التي كانت تكشف عن احداث المستقبل، وكان لهذا الاسلوب الماكر الأثر الكبير في كسب البسطاء واندفاع المتحمسين للدعوة وانضمامهم اليها اعتقاداً منهم بصحة ما يدعون اليه، فمن تلك النبوءات الغيبية التي أشاعوها في ذلك الحين أنّ (ع) ابن (ع) سيقتل (م) ابن (م)، ثمّ تأولوا ان المراد بالأوّل هو عبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس والثاني هو مروان بن محمد بن مروان، كما ادّعوا ايضاً حسب زعمهم أن النبي (صلي الله عليه وآله) كان يبشّر بدولة هاشمية علي انه (صلي الله عليه وآله) قال لعمه العباس: إنها تكون في ولدك.

ومن تلك الدعايات التي كانت تريد اضفاء الشرعية علي دعوتهم هو زعمهم بأن لديهم كتباً تؤكد انتقال الخلافة الي بني العباس لكن لا يجوز اخراجها وكشفها لكل الناس. وإنّما يطّلع عليها النقباء من خواصّهم. وهذا الاسلوب كان قد زاد الدعاة تقديساً لدعوتهم كما انها قد زادتهم اندفاعاً لها [6] .

الاُسلوب الثالث:

واستخدموا اسلوباً لم يكن مألوفاً من قبل وهو في غاية من الدهاء السياسي حيث استطاعوا بواسطته أن يكسبوا الجولة ويوظفوا الجهود والقناعات المختلفة نحو هدف واحد وهو أنّهم كانوا يتشدّدون في اخفاء اسم الخليفة الذي يدعون اليه، من هنا التزموا بكتمان أمره ووعدوا الناس بأنّ



[ صفحه 172]



الخليفة لا يمكن اظهار اسمه إلا بعد زوال سلطان الاُمويين حيث يعلق اسمه الذي تعرفه القوّاد والنقباء [7] .

الاُسلوب الرابع:

ومن الأساليب التي استخدمها العباسيون في دعوتهم هو ـلبس السواد ـ حيث كانوا يرمزون به الي محاربة الظالمين وإظهار الحزن والتألّم لأهل البيت (عليهم السلام) والشهداء الذين لحقوا بهم.

وهكذا قامت الدعوة العباسية باسمهم للانتقام من الاُمويين وتركيزاً لهذا الشعارالذي كان له وقع بالغ في النفوس أرسل إبراهيم الإمام لواءً يُدعي الظل أو السحاب علي رمح طويل، طوله ثلاثة عشر ذراعاً، وكتب الي أبي مسلم: أني قد بعثت اليك براية النصر [8] وقد تأوّلوا الظل أو السحاب فقالوا: إن السحاب يطبق الأرض وكما أن الأرض لا تخلو من الظل كذلك لا تخلو من خليفة عبّاسي [9] ، وان ذلك يمثل لواء رسول الله (صلي الله عليه وآله) لانهم ذكروا أن لواءه في حروبه وغزواته كان أسود.

وبعد أن حقّق العباسيون بدهاء ابراهيم الامام وأبيه من قبل وانصاره في خراسان تقدماً مشهوداً وكثرت انصارهم هناك وشكلوا مجاميع منظّمة تدعو لهم، وتأكدوا من نجاح اساليبهم في تضليل الناس وانها قد ترسّخت في نفوس دعاتهم، حينئذ تحركوا خطوة نحو منافسيهم الحقيقيين وهم أهل البيت(عليهم السلام) فإنهم الذين كان العباسيون يخشونهم أشد خشية; لأن دعوتهم لم تحقق أي



[ صفحه 173]



نجاح إلا بواسطة الشعارات التي كانت باسم أهل البيت (عليهم السلام) إذ حالة عزل الخط العلوي وتجاهله في بداية الأمر سوف تحبط مخططاتهم بأجمعها، ومن هنا لجأ العباسيون الي عقد اجتماع موسع يضم الطرف العباسي والعلوي بهدف احتواء الخط العلوي وزجّه في المعترك السياسي والايحاء للجماهير الاسلامية بأن البيت العلوي وراء هذا النشاط الثوري.

وكان إبراهيم الإمام يعلم وعشيرته من بني العباس، بأن الصادق(عليه السلام) يدرك جيداً علي ماذا تسير الاُمور وما هو الهدف من هذا التخطيط، وليس بمقدورهم احتواء الامام وتوظيف جهده وزجّه ضمن مخططهم وسوف لن يستجيب فيما لو دعي للحضور في الاجتماع المزمع عقده، لذا عمدوا إلي شقّ الصفّ العلوي وإغراء آل الحسن بأن تكون الخلافة لهم.


پاورقي

[1] راجع البحث الذي مرّ تحت عنوان (بداية الانفلات) في الصفحة 82 من هذا الكتاب.

[2] الآداب السلطانية: 127.

[3] تاريخ ابن الساعي: 3.

[4] تاريخ اليعقوبي: 2 / 340 ـ 344.

[5] الكامل لابن الأثير: 5 / 362.

[6] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، أسد حيدر: 2 / 309.

[7] الإمام الصادق والمذاهب الاربعة: 2 / 309.

[8] الطبري: 9 / 82.

[9] الطبري: 9 / 85والكامل لابن الاثير: 5 / 170.


الامام يخبر أن الزوجة المعتدية تموت بعد ثلاثة أيام


20- روي عن الحسين بن أبي العلاء، قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) اذ جاءه رجل (أو مولي له) يشكو زوجته و سوء خلقها، قال فأنني بها.

فأتاه بها، فقال [الامام] لها: ما لزوجك يشكوك؟

قالت: فعل الله به و فعل.

فقال لها: ان ثبت علي هذا لم تعيشي الا يسيرا.

قالت: لا أبالي أنت لا أراه أبدا.

فقال [الامام] له: خذ بيد زوجتك، فليس بينك و بينها الا ثلاثة أيام!!

فلما كان اليوم الثالث دخل عليه الرجل، فقال (عليه السلام): ما فعلت زوجتك؟

قال: قد والله دفنتها الساعة.

قلت: ما كان حالها؟



[ صفحه 172]



قال (عليه السلام): كانت معتدية، فبتر الله عمرها، و أراحه منها [1] .


پاورقي

[1] الخرائج و الجرائج: ج 2 ص 610 ح 6.


حارث بن مغيره نصري


حارث بن مغيره نصري از شاگردان و راويان امام باقر و امام صادق و امام كاظم عليهماالسلام بود و نزد آنان مقام و درجه ي والايي داشت. چنان كه عده اي از احاديث معصومين عليهم السلام نيز بر آن گواهي مي دهد.

امام صادق عليه السلام به عده اي از اصحاب خود مانند يونس بن يعقوب [و غيره] مي فرمايد: «آيا شما براي خود شخصيتي كه به او پناه ببريد نيافته ايد؟ چه مانعي دارد كه شما به حارث بن مغيره پناه ببريد؟»

با وجودي كه يونس بن يعقوب نيز داراي مقام والايي است، امام صادق عليه السلام به او مي فرمايد: به حارث بن مغيره مراجعه كند.

آري شواهد و دلايل زيادي براي اثبات جلالت و فضيلت حارث بن مغيره وجود دارد كه به دليل اختصار به همين چند مورد اكتفا كرديم.


سعادت در محبت و دوستي علي


احمد بن حنبل به سند خود از امام صادق عليه السلام و آن حضرت از امام باقر عليه السلام و امام باقر عليه السلام از امام سجاد عليه السلام و ايشان از فاطمه صغير و او از امام حسين عليه السلام روايت كرده است:



[ صفحه 87]



مادرم، فاطمه دختر پيامبر فرمود: پيامبر در شب عرفه نزد ما آمد و فرمود: خداوند عزوجل به وجود شما فخر و مباهات مي كند و شما را مورد مغفرت و رحمت خود قرار داد و برادرم، علي عليه السلام را مورد مغفرت و رحمت خاص قرار داد. من رسول خدا بر شما هستم و محبت من به شما تنها به خاطر قرابت نيست. «ان السعيد كل السعيد من احب عليا في حياته و بعد موته؛ همانا سعادتمند، سعادتمندي كه از هر جهت خوش بخت است، فردي است كه علي عليه السلام را در حياتش و پس از شهادتش دوست داشته باشد». [1] .

طيراني به سند خود از امام صادق عليه السلام و امام صادق عليه السلام از اجداد طاهرينش و همگي از علي عليه السلام روايت كرده اند كه پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله دست امام حسن و امام حسين عليه السلام را گرفت و فرمود: «هر كس اين دو فرزندم و پدر و مادرشان را دوست بدارد، در قيامت با من هم درجه است». [2] .



[ صفحه 88]




پاورقي

[1] فضائل الصحابه، ج 2، ص 658، ح 1121.

[2] سليمان بن احمد طبراني، المعجم الصغير، بيروت، دارالكتب العلميه، 1403 ه. ق، ج 2، ص 70.


ستم


در طول حكومت داري امويان ستم بر مردم به اوج خود رسيد. به ويژه پيروان اهل بيت هيچ گونه امنيت نداشتند. با اندك بهانه اي سرها از فراز قامت ها برداشته مي شد. ياران اهل بيت مانند حجر بن عدي ها و رشيد هجري ها به كمند كشيده شدند، آنگاه به طرزي فجيع به شهادت رسيدند. زبان رساي ميثم ها از حلقوم ها بيرون آورده شد. زنداهاي مخوف حجاج ها هزاران زن و مرد آزاده را در خود جاي داد. تازيانه هاي ستم، گرده مظلومان و آزادي خواهان را نوازش نمود.

در اين زمان هزاران تن از محبان اهل بيت شكنجه و شهيد شدند و هزاران نفر ديگر از چالشگران كام مرگ را چشيدند. معاويه دستور داد ياران و محبان علي عليه السلام را در كنار هر حجر و مدري كه يافتيد، به قتل رسانيد. اگر نبود جنايتي جز همين ريختن خون هاي بي گناه براي سقوط و افول حزب عثمانيه كافي بود. آنان حكومت پوشالين خويش را بر نيزه هاي ستم پايه نهاده بودند و روشن است كه ناپايدارند و سقوط خواهند نمود، الملك يبقي مع الكفر و لا يبقي مع الظلم. [1] چگونه حكومت، بر نيزه ي ستم استوار مي شود در حالي كه خون مظلومان پايه هاي آن را در مي نوردد؟!



[ صفحه 154]




پاورقي

[1] بحار، ج 72، ص 331.


حمران بن اعين


حمران بن اعين برادر زراره، احاديث فراواني از امام باقر عليه السلام و امام صادق عليه السلام روايت كرده است و كمتر كسي به اندازه ي او نزد امامان قرب و منزل داشته است. از امام باقر عليه السلام احاديث زيادي درباره ي حمران نقل شده است كه حكايت از مقام او نزد امامان دارد. از جمله فرمود: تو در دنيا و آخرت از شيعيان ما هستي. حمران مؤمن راستين است و هرگز از ايمان و اعتقاد خود برنمي گردد. حمران انساني با ايمان و از اهل بهشت است؛ به خدا سوگند او ابدا دچار شك و ترديد نشود. من در ميان مردم كسي را نيافتم كه به حرف ما خوب گوش كند و از فرمان ما اطاعت نمايد و به دنبال اصحاب پدرم باشد جز دو مرد را كه خداوند هر دو را مشمول رحمت و لطف خويش قرار دهد و آن دو مرد عبارتند از: عبدالله بن ابي يعفور و حمران بن اعين. اين دو مؤمن خالص و از شيعيان واقعي هستند. حمران هرگز مرتد نگردد و بي ايمان از دنيا نرود و چه شفيع خوبي هستيم ما براي حمران از او جدا نمي شويم و دست او را مي گيريم و با هم وارد بهشت مي شويم.



[ صفحه 107]



اين نكته كه عصري كه حمران در آن مي زيست، عصري بحراني بوده و فتنه ها و آشوبهاي فراوان درون مردمان را مي آزموده است؛ به ويژه در مورد اهل علم و دانش امكان لغزش و انحراف زياد بوده است، كه مردم نسبت به ايشان توجه و اقبالي خاص داشته اند.


تساوي افراد از ديدگاه اميرمؤمنان


از حضرت علي عليه السلام نيز در اين باره احاديثي رسيده است كه يك مورد را نقل مي كنيم:

دو زن از دو نژاد، يكي از عرب و ديگري آزاد شده، نزد آن بزرگوار آمدند و هر دو اظهار نياز كردند. امام عليه السلام به هر يك، علاوه بر چهل درهم، مقداري مواد غذايي داد. زني كه از نژاد غيرعرب بود، سهم خود را برداشت و رفت، ولي زن عرب روي افكار جاهلي به امام گفت: آيا همان مقداري كه به زن غيرعرب دادي به من نيز كه از نژاد عرب هستم مي دهي؟ اميرمؤمنان عليه السلام در پاسخ او فرمود: من در كتاب خدا براي فرزندان اسماعيل بر فرزندان اسحاق برتري نمي بينم و اين دو هيچ امتيازي بر يكديگر ندارند [1] .

آنچه گذشت، نمونه هايي است از تساوي تمام افراد در برابر قانون خدا، و نشان مي دهد كه تمام انسان ها از سياه و سفيد و عرب و عجم در نزد خدا برابرند و تنها ملاكي كه باعث فضيلت و برتري مي گردد، تقوا است. از اين رو خداي متعال درباره ي كساني كه در برابر قانون تسليم نيستند و در صورتي كه قانون به صلاح و منفعت آنان نباشد از دستورهاي خدا اعراض مي كنند و مي خواهند كه برايشان امتيازي قائل شوند بدون اينكه لياقت آن را داشته باشند، مي فرمايد: «و چون از آن ها دعوت شود كه به سوي خدا و پيامبرش



[ صفحه 134]



بيايند تا ميان آنان داوري كند، گروهي از آن ها روي گردان مي شوند، ولي اگر [داوري به نفع آن ها بوده و] حق داشته باشند، با نهايت تسليم به سوي او مي آيند. آيا در دل هاي آن ها بيماري است، يا شك و ترديد دارند، يا مي ترسند كه خدا و رسولش بر آن ها ستم كنند؟ اما اين ها خود ستمگرند» [2] .

به همين جهت همه ي افراد بشر در تمام امور با يكديگر مساوي هستند و هيچ گونه امتيازي بر يكديگر ندارند و در حكومت اسلامي و در جامعه اي كه قرآن بر آن حاكم است، بين عرب و عجم، سياه و سفيد و... تفاوتي نيست هر چند كه نزديكترين افراد نسبت به حاكم و زمامدار اسلامي باشند.


پاورقي

[1] سنن بيهقي، ج 6، ص 349.

نظير اين داستان نيز درباره ي اميرمؤمنان عليه السلام بين يك نفر آزاد و يك نفر برده در هنگام عطا و بخشش، در روضه ي كافي (چاپ اسلاميه، ص 69، حديث 26) نقل شده است.

[2] «و اذا دعوا الي الله و رسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون و ان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين افي قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم و رسوله بل اولئك هم الظالمون» (نور/ 50-48).


لزوم توجه به شرايط تحقق وعده هاي الهي


نكته ي مهمي كه حضرت در اين روايت به آن اشاره مي كنند و شيعيان را از آن برحذر مي دارند اين است كه انسان نبايد با ناديده گرفتن شرايط تحقق وعده هاي الهي، فريب شيطان را خورده و از اين مسأله سوء استفاده نمايد. در تاريخ به نمونه هاي زيادي از سوء برداشت انسان ها از وعده هاي الهي بر مي خوريم. مثلا وقتي بني اسرائيل در چنگال فرعونيان بودند، خداي متعال توسط پيامبرانش به آنان وعده داد كه اگر ايمان بياوريد، نجات خواهيد يافت و بر دشمنانتان پيروز خواهيد شد. آيات زيادي هم در قرآن وجود دارد كه براي بني اسرائيل (فرزندان حضرت يعقوب عليه السلام) امتيازهاي ويژه اي قايل شده است؛ از جمله: يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضلتكم علي العالمين؛ [1] يا اين آيه:... و فضلناهم علي العالمين. [2] بني اسرائيل بر اين باور بودند كه خداوند، هم عزت و سعادت دنياي آنان را تضمين كرده است و هم نجات از عذاب آخرت را: و قالوا لن تمسنا النار الا أياما معدودة...؛ [3] و يهود گفتند كه هيچ وقت خدا ما را در آتش عذاب نكند، جز چند روزي معدود. آنان حتي خود را فرزندان و عزيز كرده هاي خدا



[ صفحه 133]



مي دانستند:... نحن أبناء الله و أحباؤه.... [4] امروز هم صهيونيست ها مدعي اند كه از نسل حضرت يعقوب عليه السلام و ملت برگزيده ي خدا هستند و چون همه ي انسان ها به طفيل آنها خلق شده اند، بايد مطيع و فرمانبردار آنان باشند!

در زمان ائمه عليهم السلام هم عده اي از مسلمانان كه به طوايف مرجئه معروف بودند چنين اعتقاداتي داشتند؛ يعني مي گفتند صرف داشتن ايمان، انسان را از عذاب آخرت نجات مي دهد اگر چه همه ي كباير را هم مرتكب شده باشد. اين گروه از مسلمانان با داشتن چنين عقايدي، در واقع خودشان را فريب مي دادند.

متأسفانه در ميان شيعيان هم كساني با شنيدن و يا مشاهده ي رواياتي كه در شأن و منزلت ائمه ي اطهار عليهم السلام و در امان بودن محبان ايشان از عذاب آخرت بيان شده است، به چنين توهمات و اعتقادات افراطي دچار شده اند؛ يعني فكر مي كنند چون دوستدار اهل بيت عليهم السلام هستند، حتي اگر مرتكب بزرگ ترين گناهان كبيره نيز شوند! آمرزيده مي شوند. چنين عقايدي حتي در زمان امام باقر و امام صادق عليهماالسلام نيز در بين شيعيان شايع شده بود. از جمله كارهايي كه امامان ما - خصوصا از زمان امام باقر عليه السلام به بعد - براي مقابله با اين گونه افكار انحرافي انجام دادند، تلاش براي زدودن اين اعتقادات غلط از ميان شيعيان بود. امام رضا عليه السلام در ضمن روايتي به اين موضوع اشاره نموده و مي فرمايند: انه ليس بين الله و بين احد قرابة؛ [5] خداوند با كسي خويشاوندي ندارد. امام باقر عليه السلام نيز در روايتي مي فرمايند: من كان لله مطيعا فهو لنا ولي و من كان لله عاصيا فهو لنا عدو؛ [6] هر كس مطيع فرمان الهي باشد، دوست ما و هر كه از فرمان خداوند سرپيچي نمايد دشمن ما است.

فلسفه ي دعوت به محبت اهل بيت عليهم السلام اين نيست كه مردم نسبت به انجام گناه جري تر شده و گستاخانه به معصيت خدا بپردازند، بلكه اين دعوت، دعوتي است در راستاي انجام آنچه مرضي خدا است؛ چرا كه راه اهل بيت عليهم السلام جز راه خدا نيست. بنابراين كساني كه ادعاي محبت اهل بيت عليهم السلام را دارند، نبايد مرتكب اعمالي شوند كه رضاي الهي در آنها نيست. امام باقر عليه السلام در همين روايتي كه در سطر بالا به آن اشاره كرديم بر اين



[ صفحه 134]



مطلب تأكيد مي ورزند كه محبت اهل بيت عليهم السلام بايد داراي ريشه و عمق باشد تا در عمل و رفتار انسان اثر بگذارد. اگر صرف گفتن «احب عليا» بتواند نجات دهنده ي انسان از عذاب آخرت باشد، به طريق اولي گفتن «احب محمدا» براي اين منظور مؤثر است؛ چرا كه پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم افضل از حضرت عليه السلام است!

امام صادق عليه السلام خطاب به عبدالله بن جندب مي فرمايند: اين مطلب را به همه ي شيعيان ما برسان كه بي جهت اين سو و آن سو نروند و راه را گم نكنند؛ زيرا دسترسي به ولايت ما جز در پرهيز از گناه و جديت در انجام وظايف ميسر نخواهد شد. سپس حضرت مي فرمايند: شرط ديگر رسيدن به ولايت ما، برطرف كردن نياز برادران ايماني مي باشد؛ يعني همان طور كه انسان براي زندگي خويش تلاش مي كند، بايد براي رفع نيازهاي برادران ايماني اش هم تلاش كند و مشكل آنها را مشكل خود بداند و در حل آن تلاش كند. هم چنين كسي كه به ديگران ظلم مي كند، شيعه ي اهل بيت عليهم السلام نيست، شيعه ي واقعي بودن شرايط خاصي دارد و صرف اظهار محبت به اهل بيت عليهم السلام، خواندن اشعار در مدح آنان، شركت در عزاداري ها و... براي اهل ولايت بودن كافي نيست. البته حتي داشتن مرتبه اي ضعيف از محبت اهل بيت عليهم السلام - كه عده ي زيادي از آن محرومند - گوهر گران بهايي است و خواه ناخواه اثراتي هم خواهد داشت، اما شيعه ي واقعي بودن صرفا در محبت اهل بيت عليهم السلام خلاصه نمي شود.



[ صفحه 135]




پاورقي

[1] بقره (2)،47.

[2] جاثيه (45)،16.

[3] بقره (2)،80.

[4] مائده (5)،18.

[5] بحارالانوار، ج 7، باب 9، روايت 11.

[6] همان، ج 70، باب 47، روايت 4.


وسيع ترين حوزه ي علمي و فقهي


اين نيز يك خط روشن در زندگي امام صادق عليه السلام است؛ به شكلي متمايزتر و صريح تر و صحيح تر از آنچه در زندگي ديگر امامان مي توان ديد؛ تا آن جا كه فقه شيعه «فقه جعفري» نام گرفته است و تا آن جا كه همه ي كساني كه فعاليت سياسي امام را ناديده گرفته اند، بر اين سخن همداستانند كه امام صادق عليه السلام وسيع ترين - يا يكي از وسيع ترين - حوزه هاي علمي و فقهي زمان خود را دارا بوده است. در اين ميان، چيزي كه از نظر بيشترين كاوشگران زندگي امام پوشيده مانده است، مفهوم سياسي و متعرضانه ي اين عمل و ما اكنون به آن مي پردازيم.


مشاهدات يك جهانگرد از ويراني بقيع


به طوري كه در صفحات گذشته ملاحظه فرموديد حرم ائمه بقيع (عليهم السلام) از دو جنبه معنوي و ظاهري و از نظر روحاني و شكوه و جلوه ساختماني، در طول تاريخ و از دوران رسول خدا تا به امروز، قلوب مسلمانان و زائران و توجه نويسندگان و مورخان را به خود جلب نموده است.

زيرا اينجا بزرگترين جايگاه عبادت و پرستش خداوند متعال و از بارزترين بقاع و بيوت رفيعي است كه: (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).

اين خانه مهبط ملائكه وفرشتگان ومحل نزول رحمت الهي و بركات آسماني است.

اينجا محل ابتهال به خداوند متعال و درخواست حاجات از قاضي الحاجات است. اينجا محل قبول دعاها به بركت دفن پيكر چهار تن از معصومان و از اوصياي رسول خدا و فرزندان امير مؤمنان و فاطمه زهرا (عليها السلام) است.

از اين رو است كه رسول خدا (صلي الله عليه وآله) براي بيان عظمت و اهميت اين جايگاه، به هنگام دعا بر اهل بقيع در كنار اين حرم كه آن روز به عنوان خانه عقيل مطرح بود توقف و از خداوند طلب رحمت و مغفرت مي نمود.

پس از آن حضرت و با دفن شدن پيكر پاك اين امامان توجه مسلمانان بدين نقطه جلب گرديد و هر زائري پس از زيارت قبر و مسجد رسول الله، در اين حرم و در كناراين قبور شريف قرار مي گرفت و در اين حرم در تمام ساعات روز، به روي زائران و ارادتمندان اين امامان باز بوده است.

و اما از نظر شكوه و جلوه ظاهري، اين حرم شريف با گنبد و بارگاه كهن و سر به فلك



[ صفحه 110]



كشيده اش و با ضريح زيبا و ظريفش، در طول تاريخ، در ميان ساير بقاع مانند قرص ماه در ميان ستارگان مي درخشيد و بر همه مقابر موجود در مدينه؛ از ياران و اقوام رسول خدا، نور و روشنايي مي بخشيد كه اينك در اثر جهل و ناداني كوته نظران و جور ظلم ستمگران، نه از آن عبادت كنندگان به جز به صورت محدود خبريست و نه از آن گنبد و بارگاه اثري.

يكي از جهانگردان غربي به نام مستر ريتر RITER كه به فاصله كوتاه از ويراني اين حرم و ساير مقابر و حرمها، بقيع را ديده، ويراني آنجا را چنين ترسيم نموده است:

چون وارد بقيع شدم، آنجا را همانند شهري ديدم كه زلزله شديدي در آن به وقوع پيوسته و به ويرانه اي مبدل ساخته است؛ زيرا در جاي جاي بقيع بجز قطعات سنگ و كلوخ بهم ريخته و خاكها و زباله هاي روي هم انباشته و تيرهاي چوب كهنه و شيشه هاي درهم شكسته و آجرها و سيمانهاي تكه تكه شده، چيز ديگري نمي توان ديد، فقط در بعضي از رهگذرهاي تنگ اين قبرستان از ميان اين زباله ها راه باريكي براي عابرين باز نموده اند. و اما آنچه در كنار ديوار غربي بقيع ديدم، تلي بود از تيرهاي قديمي و تخته هاي كهنه و سنگها و قطعات آهن روي هم انباشته كه اينها بخشي از زباله ها و بقاياي مصالح ساختمانهاي ويران شده اي بود كه در كنار هم انباشته بود ولي اين ويراني ها و خرابيها نه در اثر وقوع زلزله و يا حادثه طبيعي، بلكه با عزم و اراده انسانها به وجود آمده است و همه آن گنبد و بارگاههاي زيبا و سفيد رنگ كه نشانگر قبور فرزندان و ياران پيامبر اسلام بود، با خاك يكسان گرديده است.

او اضافه مي كند: چون براي مشاهده بيشترِ اين آثار، كه نشانگر قبور مسلمانان صدر اسلام و تاريخ سازان روزگار است، در ميان سنگ و كلوخ حركت مي كردم. از زبان راهنمايم شنيدم كه از شدت ناراحتي اين جمله ها را آهسته! تكرار مي نمود: «استغفرالله»، «استغفرالله». «لا حول ولا قوة اِلا بالله». [1] .

مدارس آيات خلت من تلاوة...

و گويي دعبل خزاعي همان وضع تأسف بار را به نظم آورده و با شعر خود مجسم



[ صفحه 111]



كرده است كه نويسندگاني مانند ريتر RITER پس از قرنها آن را مشاهده و با قلم خود ترسيم نموده اند. و گويي دعبل قصيده خود را از زبان شيعيان؛ و ارادتمندان و پيروان اهل بيت عصمت و طهارت در عصر حاضر و در مورد حرم ائمه بقيع سروده و از محضر حضرت رضا (عليه السلام) به دريافت جايزه نايل گرديده است كه مي گويد:



مدارس آيات خلت من تلاوة

و منزل وحي مقفر العرصات



«آن خانه ها محل فرا گرفتن آيات قرآني بود كه امروز خالي گشته و محل نزول وحي الهي بود كه به بيابان خشك و قفر مبدل شده است.»



منازل قوم يهتدي بهداهم

فتؤمن منهم زلة العثرات



«خانه هاي مردماني كه ديگران به بركت آنان هدايت مي يابند، و در اثر عصمتشان از هر اشتباه و لغزش در امانند.»



منازل جبريل الامين يحلها

من الله بالتسليم و البركات



«خانه هايي كه جبرئيل امين از سوي خداوند به همراه سلام و بركات او، بر آنها نازل مي گردد.»



منازل وحي الله معدن علمه

سبيل رشاد واضح الطرقات



«خانه هايي كه محل وحي خدا و معدن علم، و راههاي رشد و روشن او است.»



منازل كانت للصلوة وللتقي

وللصوم والتطهير والحسنات



«خانه هايي كه پي ريزي آنها براي نماز و تقواست و اساس آنها براي روزه و پاكي و نيل به حسنات است.»



ديار عفاها جور كل منابذ

ولم تعف للايام والسنوات [2] .



[ صفحه 113]




پاورقي

[1] موسوعة العتبات المقدسه، 3 / 329.

[2] شرح تائيه دعبل خزاعي ـ علامه مجلسي (رضي الله عنه).


من ملحقاتها


و قد ظفرنا بمجموعة من أدعية الامام زين العابدين عليه السلام لم تدون في الصحيفة الأم و هي:


محمد بن المنكدر


و كان محمد بن المنكدر ممن عاصر الامام زين العابدين و ولده الامام الباقر عليهماالسلام، و قد أدلي بانطباعاته عنه يقول: «ما كنت أري أن مثل علي بن الحسين يدع خلفا لفضله و غزارة علمه و حلمه حتي رأيت ابنه محمدا..» [1] .


پاورقي

[1] روضة الكافي، و قريب منه في الاتحاف بحب الاشراف (ص 53) و تهذيب التهذيب 9 / 352.


به پدر و مادر خود خيره نگاه نكنيد


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

و از جمله نافرماني والدين است كه انسان به آنان خيره نگاه كند. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 349 / 7، همان، همان، 22720.


دين فروشي سمرة بن جندب


همان طور كه گفته شد، تسليم مراتبي دارد و از هر كس به فراخور حال و موقعيتش انتظار مي رود. در بين عوام اصطلاح جالبي وجود دارد كه مي گويند: فلاني دين فروشي كرد. اين اصطلاح حقيقت دارد و بسياري از مردم دين خود را مي فروشند. قيمتي كه مردم با آن دين خود را مي فروشند، به تناسب حال فروشندگان، مختلف است. سمرة بن جندب دين خود را به چهارصد درهم يا دينار فروخت. اگر درهم باشد معادل 150 كيلوگرم طلا، و اگر دينار باشد معادل يك تن و نيم طلاي ناب است. اين همه پول را فقط در مقابل يك دروغ گرفت، كه به پيامبر نسبت داد. معاويه اين پول را به او داد و او نيز با آن، خانه و باغ و زمين خريد. اما آيا واقعا ارزش آن را داشت كه دين خود را بفروشد؟ با آن پول ها زندگي خوبي كرد، اما هر چه بود پول ها تمام شد و سمره نيز مرد. از اولين روز مردن او تا به امروز كه چندين قرن گذشته گرفتار بوده، و تا قيامت گرفتار خواهد بود.


گناهان


هر گناهي اثر مخصوصي دارد و نوعي ناراحتي ايجاد مي كند. اينك پاره اي از گناهان و آثار آنها:

الذنوب التي تغير النعم: البغي. و الذنوب التي تورث الندم: القتل. و الذنوب التي تنزل النقم: الظلم. والتي تهتك الستر: شرب الخمر. و التي تحبس الرزق: الزنا. و التي تعجل الفناء قطيعة الرحم و التي ترد الدعاء و تظلم الهوآء: عقوق الوالدين. [1] .



[ صفحه 72]



گناهي كه نعمت را تغيير مي دهد: تكبر و سركشي است. گناهي كه موجب پشيماني مي شود: قتل (ناحق) است. گناهي كه عذاب فرود مي آورد: ستم است. گناهي كه پرده را پاره مي كند: شرب خمر است. گناهي كه روزي را باز مي دارد: زناست. گناهي كه مرگ را نزديك مي كند: بريدن از خويشان است و گناهي كه از اجابت دعا جلوگيري و فضاي زندگي را تاريك مي نمايد، ناراضي بودن پدر و مادر است.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 447.


امام در مجلس ابن زياد


امام سجاد عليه السلام در مجلس ابن زياد چيزهايي را مشاهده



[ صفحه 452]



كرد كه اگر فشار آن مصيبتها بر سنگ بسيار سخت وارد مي شد، مي شكافت! در آن اجتماع بزرگي كه تمامشان مست غرور و قدرت بودند و سرود پيروزي مي خواندند، بانوان حرم را با ريسمان بسته آوردند و سر مقدس سرور جوانان اهل بهشت را جلوي پسر مرجانه گذاشتند كه در حضور آنان با چوبدستي خود بر لب و دندان او مي زد.

فعلا مسئله ي شام و مردم آن و يزيد و مجلس يزيد و زنداني را كه اسيران در آن بودند، همه را بگذار كه هر كدام به تنهايي موجب اندوه فراوان و خون دل خواهد بود و آسمان از غمش خون مي گريد.


مذهب شافعيه و بنيانگذار آن


مؤسس اين مذهب محمد بن ادريس است كه در تاريخ 150 قمري متولد و در سال 198 درگذشت. ابتدا اين مذهب در مصر ظهور كرد و پيروان زيادي پيدا نمود و از آنجا نيز به بغداد سرايت كرد. مذهب شافعي در زمان ابوايوبيه عظمت فوق العاده اي پيدا نمود. اين دولت در ترويج اين مذهب كوشش بسيار مي كرد تا به حدي كه در مصر مدرسه جامعة الازهر



[ صفحه 133]



كه مؤسس آن سلسله سادات فاطميين و شيعه ها را ريشه كن كردند. در اكثر سرزمين هاي اسلامي براي تدريس فقه شافعي مدارس بسياري بنا كردند و حكم قضاوت به عهده شافعي محول شد علاوه بر آن از ترويج مذهب مالكي و حنبلي هم ممانعت به عمل نمي آوردند.

چون محمد بن ادريس شافعي با تملق و چاپلوسيهاي خود به پادشاه وقت احترام وافري مي گذاشت؛ هنگام ورود سلطان به مصر از مركز خلافت دستور محكم و توصيه مبرمي به استاندار آن صادر كرد كه در عظمت مقام ابن ادريس فروگذاري نكند.


امام صادق و كرامات در اعلام حوادث


اعلام حوادث دو نوع است يك نوع از گذشته و نوعي از آينده است اكثر كهنه و سحره و مرتاضين هند از گذشته دوري كه همه بي خبرند بدون آنكه مراجعه به تاريخ كرده باشند خبر مي دهند يا از حروف اعداد و رمل و اسطرلاب مي توانند از آينده خبر دهند كه آن هم غالب درست درنمي آيد ولي امام كه مؤيد من عندالله است و از سرچشمه وحي و الهام رباني سرچشمه مي گيرد و در مكتب ربوبي تربيت مي شود گذشته در نظر او چون آينده است و آينده مانند گذشته است به هر دو جانب به يك نظر مي نگرد و از هر دو خبر مي دهد در اين اعلام و اخبار از حوادث وقايع وسايط فني مانند حروف و اعداد در كار نيست بلكه به صفاي نفساني مي بيند و به علم مي داند و خبر مي دهد.

امام جعفرصادق عليه السلام كه از خاندان رسالت و عالم به گذشته و آينده تا روز قيامت بوده از اكثر وقايع خبر مي داد و به سبب اهميت موضوع در مصاديق خاص مفاهيم كلي را بيان مي فرمود و اعلام حوادث مي كرد - يكي از مواردي كه خبر داد همانطور شد راجع به سقوط بني اميه و طلوع بني عباس و محمد و ابراهيم بود خبر داد - و همچنين شعيب بن ميثم تمار كه از اصحاب او بود خبر داد كه مرگ تو نزديك شده است.

فرمود يا شعيب ما احسن بالرجل ميموت و هو لنا ولي و يعادي عدونا.

يعني هيچ چيزي براي مرد بهتر از مرگ نيست ما آن را دوست مي داريم و دشمنان ما آن را دشمن مي دارند.

يا شعيب والله اني لا اعلم ان من ما علي هذا انه لعلي حال حسنه به خدا سوگند من مي دانم كه اگر بر اين حال كسي بميرد «يعني حال ايمان به مرگ و ايمان به ولايت اهل بيت» با بهترين حالي درگذشته است.

قال (ع) يا شعيب احسن الي نفسك وصل قرابتك و تعاهد اخوانك و لا تستبد بالشي ء تقول ادخر لنفسي و عيالي ان الذي خلقهم هو الذي يرزقهم.

اي پسر تمار به نفس خودت نيكي كن - صله رحم كن - خويشان و اقرباء ببين با دوستان وفاء به عهد نما و چيزي را اندوخته مكن كه خداي بزرگ رازق عيال و اولاد تو و همه مي باشد او است كه بندگان را آفريده و رزق آنها را مي دهد شعيب به وصاياي امام ششم عمل كرد و يك ماه پس از اين خبر درگذشت. [1] .



[ صفحه 117]



امام صادق عليه السلام خبر داد كه اسحقاق بن عمار صيرفي كه از روات موثق و جليل القدر بود به زودي در شهر ربيع خواهد مرد اسحاق عرض كرد يابن رسول الله مردم مال فراوان نزد من دارند و من از بسياري طلب دارم مي ترسم بميرم و حساب من با مردم بماند فقال عليه السلام اجمع اموالك في شهر ربيع فرمود اموال خودت را جمع كن ماه ربيع ماه آخر عمر تو است و در همان ماه هم مرد. [2] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز به نقل الامام الصادق ص 290 ج 1.

[2] رجال كشي در احوال معلي ص 239.


مدرسه امام صادق


مدرسه خانه ايست كه در آنجا درس مي دهند [1] يا محلي است كه محصلين و طلاب جمع مي شوند درس مي خوانند [2] يا خانه اي است كه در آن علم و دانش آموخته مي شود [3] در عرف چنين متبادر به ذهن مي شود كه هر محل درس يا قرائت خانه يا جاي مطالعه كتب را مدرسه گويند و آن هيئتي كه متولي اين مدرسه هستند مدرس نامند كه اخيرا متولي از مدرس و مدرسه از مكتبه و قرائت خانه تفكيك شده و مدارس قديم كه شبانه روزي بوده با مدارس جديد كه فقط ساعتي و كلاسيك است از هم ممتاز گرديده است و مدرسه امروز اطلاق بر همان مدرسه قديم مانند مدرسه صدر نجف يا اصفهان يا مدرسه شاه سلطان حسين و غيره مي شود و در اصطلاح جديد مدارس به دبستان دبيرستان دانشكده دانشگاه تعبير و نام برده مي شود - در هر صورت شاگرداني كه از اين مدرسه خارج مي شوند طلاب علوم دينيه يا دانشجو و دانش آموز مي باشند.

مقصود از اين عنوان اين است كه مدرسه امام جعفر صادق عليه السلام منزل او در مدينه و مسجد پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم بين قبر و منبر بوده كه امام ششم پس از نماز صبح روي به حضار كرده و محصلين و طلاب علوم جمع مي شدند و درس علم و فضيلت مي خواندند.

قبل از امام ششم در همين مسجد و همين مدرسه كه از هم تفكيك نمي شد و غيرقابل تجزيه در اسلام بوده پنج شخصيت علمي نيز اين مدرسه را تشكيل داده و تدريس مي كردند.

اول - مؤسس اين مدرسه و مسجد شخصيت پيغمبر خاتم النبيين صلي الله عليه و آله و سلم بود كه عقل كل و اشرف رسل بود و پس از هجرت از مكه در همين مسجد مي نشست و اصحاب را علم و



[ صفحه 97]



فضيلت مي آموخت و چنان تعليم و تربيت او تأثير بخشيد كه در مدت كوتاهي همان 313 نفر به دوازده هزار نفر رسيد و دنيائي را تكان دادند به شرحي كه در كتاب پيشواي اسلام نوشتيم

مؤسس اين مدرسه فوق عالم كون و فساد و برتر و بالاتر از تمام مخلوق بود و به تمام اسرار و رموز خلقت آشنا و تمام نقشه عالم وجود زير نظر او بود و چنان تأثيري كرد كه تمام دنيا را بر حيطه فكري خود فروبرد تا امروز كه بيش از هفتصد ميليون پيرو در همه كشورهاي جهان دارد.

دوم - مدرسه علي بن ابيطالب وزير رسول الله و خليفه و وصي او مي باشد كه باب مدينه علم بوده و منادي سلوني قبل ان تفقدوني بوده و مفتخر به لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا بود و او همان كسي است كه در بستر پيغمبر خوابيد و در مباهله با نصاري و نجران علي را نفس خود خواند - و آثار علوي و كتب نهج البلاغه و ساير آثارش از آفتاب مشهورتر است.

به شرحي كه در كتاب زندگاني اميرالمؤمنين (ع) نوشتيم.

سوم - مدرسه سجاديه بود كه با صحيفه سجاديه در قالب الفاظ ادعيه و اذكار اين مدرسه را حفظ كرد نهايت چون آزادي عمل نداشت به دين صورت بود كه شاگردان آن بعد ظهور و بروز نمودند به شرحي كه در كتاب زندگاني حضرت سجاد و شرح و ترجمه صحيفه سجاديه نوشتيم.

چهارم - مدرسه امام محمد باقر عليه السلام بود كه در ظرف بيست سال اخير عصر اموي مكتب باقري را گشود و دامنه علم و دانش را توسعه داد به شرحي كه در كتاب زندگاني امام محمد باقر (ع) نگاشته ايم.

پنجم - مكتب جعفري است كه وسيع ترين مدرسه رسمي اسلام است با كمال آزادي عمل در ظرف 25 سال علوم و فنون اسلام را آموخت.

اين مدرسه از اين جهت كه چهار هزار دانشمند مشهور و موثق بيرون داد از اين جهت كه دوازده هزار نفر از اين مدرسه استفاده كرده اند و از اين مدرسه چهارصد مصنف فقط در فقه اجازه تأليف و تصنيف داشتند از اين جهت كه ائمه پس از او هم همين مواد علمي را نشر و اشاعه دادند شهرت جهاني گرفت.

اين مدرسه جعفري روح كلي مدارس قبلي را برداشت و با همان برنامه با همان منطق شيرين و جذاب با همان اخلاق پسنديده و جالب توجه همان موادي كه قرآن اعلام فرموده



[ صفحه 98]



بود تدريس مي كرد و چون 35 سال طول كشيد كه 25 سال آن با كمال آزادي عمل مي كرد و 10 سال اخير آن در نهايت مضيقه و تحت فشار سختي از ناجوانمردي منصور قرار گرفت باز هم آنها كه قدر علم و معرفت را مي دانستند و شخصيت علمي امام ششم را شناخته بودند و به انواع حيل و وسايل با لباس عاريتي و نام مستعار حضور مي يافتند و كسب علم و فضيلت مي كردند و مشكلات خود را مي پرسيدند و حل و عقد معضلات مسائل علمي را در فنون مختلفه مي نمودند.

مدرسه جعفري يعني مدرسه محمدي - مدرسه علوي - مدرسه سجادي - مدرسه باقري همه كساني كه به آن مدارس سر تعظيم فرود آورده بودند نسبت به اين ساحت مقدس علمي نيز زانوي ادب به زمين زدند و اطاعت از تعليماتش نمودند و به مقام شامخ علم و فضيلت رسيدند.

در اين مدرسه خصايص و امتيازاتي بود كه در ساير مدارس دنيا نه سابقه و نه لاحقه داشت و آن جمع بين علم و امامت و فضيلت و تقوي بود

مدرسه جعفري مباني اركان علمي او بر اساس آهنين استوار شده و پايه هاي آن پولادين بوده چنان منطق قوي و بيان مستدل داشت كه احدي نه زمان او و نه عصر او تا كنون توانسته خورده گيري كند يا بهتر و جامع تر و كامل تر از آن بيان را بياورد اگر در دنيائي به مسئله برخورديد كه گفتند بهتر از دستورات مكتب جعفري است يقين كنيد گوينده مكتب جعفري را نديده و نشناخته و از افاضات علمي او بي بهره و بي اطلاع است. مشهورترين شاگردان ابن پنج مدرسه علمي اسلامي سلمان فارسي - ابوذر غفاري - عمار بن ياسر - حذيقة بن يمان - مقداد بن اسود كندي - عبدالله بن عباس و جابر بن عبدالله انصاري و غيره مي باشند - كه علم و دانش را با تقوي و فضيلت به هم آميخته و به مردم آموخته اند از طبقه بعدي ميثم تمار - حبيب بن مظاهر اسدي - مسلم بن عوسجه - برير بن خضير همداني مي باشند كه از مدرسه تربيتي حسين بن علي هم استفاده كردند و سپس ابوحمزه ثمالي - محمد بن مسلم ثقفي - ابي بصير مرادي - بريد عجلي - زرارة بن اعين و غيره بودند كه از مكتب سجادي و باقري و جعفري بهره كامل گرفتند و امروز فرقه شيعه بلكه ملت اسلام از اين آموزش و پرورش كمال افتخار و مباهات را نموده و به تكامل علمي خود رسيده است كه ميليونها كتاب نماينده اين حقيقت مي باشد و كتابخانه هاي اسلامي در شرق و غرب شاهد گفتار است.



[ صفحه 99]




پاورقي

[1] اساس البلاغه زمخشري.

[2] المنجد.

[3] دائرة المعارف فريد وجدي

اين مقاله به قلم علامه حبيب الله آل ابراهيم عاملي در بعلبك مي باشد كه در كتاب اشعة من حيات الصادق نوشته شده است با تصرفاتي ترجمه شد.


وجه تسميه اصطرلاب


اصطرلاب لغت يوناني است لذا با سين هم نوشته مي شود و اصطر به معني ميزان و لاب به معني آفتاب يا ستاره است چون گردش آفتاب و ستارگان از اصطرلاب به دست مي آيد بدين جهت اصطرلاب گفتند و برخي نوشته اند اين علم را «لاب بن ادريس» به وحي دريافته و آموخته است و لذا به نام ميزان لاب شهرت يافته و اصطرلاب از جهت جنس تقسيم به تام و نصفي و خمس و سدسي و تسعي و عشري مي شود و اعداد و مسجله آن بين مقنطرات مختلف است به طوري در تام بالغ بر عدد 90 در نصف عدد 54 و در ثلث عدد 30 و در ربع عدد 28 و در خمس عدد 25 و در سدس عدد 10 و در سبع عدد 9 معتبر است.


ابوحنيفه (رئيس مذهب حنفيه)


ابوحنيفه نعمان بن ثابت متوفاي سال 150 هجري، از جمله كساني است كه درباره مسايل مختلف، پرسش هاي فراواني از امام صادق پرسيده است. وي همواره مي گفت:



[ صفحه 173]



ما رأيت أعلم من جعفر بن محمد

كسي را عالم تر از جعفر بن محمد نديدم. [1] .

مرحوم مجلسي به نقل از كنز الفوائد روايت مي كند: روزي امام صادق با ابوحنيفه غذا مي خورد. در پايان غذا، يك بحث علمي بين آن دو رد و بدل شد. روز ديگر ابوحنيفه در مراسم حج، نزد امام صادق آمد و امام با او معانقه نمود و از احوال او و خانواده اش پرسيد. فردي سؤال كرد: يابن رسول الله، آيا اين مرد را مي شناسي؟ امام فرمود: من از او و خانواده اش احوالپرسي مي كنم و تو مي پرسي آيا او را مي شناسم؟ اين ابوحنيفه فقيه ترين مردم شهر خودش است. [2] .

البته بارها امام به كارهاي اشتباه ابوحنيفه نيز اعتراض داشته و بارها به او مي فرمودند كه قياس مكن. روزي فتوايي از ابوحنيفه صادر شد كه وقتي امام صادق آن را شنيد، فرمود:

في مثل هذا القضاء و شبهه تحبس السماء ماءها و تمنع الأرض بركتها [3] .

چنين فتواها و قضاوتهايي است كه آسمان و زمين بركت خود را حبس مي كنند.

كنايه از اين كه خداوند از نزول بركات آسماني و زيادي بركات زميني بر اثر غضبش جلوگيري مي كند.


پاورقي

[1] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، ج 1، صص 295-279.

[2] بحارالانوار، ج 47، ص 240.

[3] اصول كافي، ج 5، ص 290.


الجبائر


سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل ينكسر ساعده، أو موضع من مواضع الوضوء، فلا يقدر أن يحله لحال الجبر، كيف يصنع؟ قال: اذا أراد أن يتوضأ، فليضع اناء فيه ماء، و يضع موضع الجبر في الماء، حتي يصل الماء الي جلده، و قد اجزأه ذلك من غير أن يحله.

و سئل عن الرجل تكون به القرحة في ذراعه، أو نحو ذلك من موضع الوضوء، فيعصبها بالخرقة، و يتوضأ و يمسح عليها اذا توضأ، فقال: اذا كان يؤذيه الماء فليمسح علي الخرقة، و ان كان لا يؤذيه الماء فلينزع الخرقة، ثم يغسلها - أي القرحة -.

و سأله هذا الراوي عن الجرح: كيف يصنع به في غسله؟ فقال له: اغسل ما حوله.

الجبيرة في عرف الناس رباط يشد علي العظم المكسور، و عند الفقهاء ما يوضع علي العضو المريض مكسورا كان، أو غير مكسور.

و جواز المسح علي الجبيرة و عدمه يرتبط بخوف الضرر و عدمه، فاذا لم يخف الضرر من نزعها، نزعها عن الجرح، و غسل العضو ان كان واجب الغسل، و مسحه ان كان واجب المسح. و اذا خاف الضرر من نزعها وجب المسح عليها،



[ صفحه 78]



علي شريطة ان لا يتجاوز الرباط موضع الداء الا بقدر الاستمساك علي العضو، ثم يغسل أو يمسح بقية الأجزاء. و يتفرع علي ذلك ما يلي:

1- اذا كانت الجبيرة علي جميع بدنه أو اكثره أو علي أعضاء الوضوء بكاملها تعين التيمم، لقوله تعالي: (و ان كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا) [1] و لأن أدلة المسح علي الجبيرة منصرفة عن مثل هذا. و اذا كانت مستوعبة لعضو واحد فقط من أعضاء الغسل أو المسح، اكتفي بالمسح عليها و لا يجب التيمم.

2- اذا كانت الجبيرة علي العضو الذي يجب غسله، و أمكن وصول الماء الي البشرة بتكرار الصب عليه، أو بغمس العضو في الماء، حتي يصل الي البشرة دون أن يتضرر الجرح، و دون أن يتنجس الماء، اذا أمكن ذلك وجب، و الا مسح علي الجبيرة.

3- الجرح المكشوف اذا أضر به الماء يوضع عليه خرقة طاهرة، و يمسح عليها.

4- يجوز أن تكون الجبيرة من الحرير، و ما اليه مما لا تجوز الصلاة فيه، ما عدا المغصوب، علي شريطة أن يكون ظاهرها طاهرا، ليجوز المسح عليه، و استدل السيد الحكيم في المستمسك علي ما جاء في هذه الفقرة بقوله: «هذا مما لا اشكال فيه، و اطلاق أدلة الجبيرة تقتضيه».

5- اذا كان العضو صحيحا، و عليه نجاسة لا يمكن ازالتها بحال، تعين التيمم، و لا يجري عليه حكم الجبيرة، لأنها تختص في العضو المريض.

و يجدر التنبيه الي أن المراد بالعضو الصحيح المتنجس هنا هو العضو الذي



[ صفحه 79]



يجب غسله أو مسحه، أما اذا كان في مكان آخر كساقه أو ظهره، و ما اليه، فيجب الوضوء، و لا يجوز التيمم.

6- اذا ارتفع عذر صاحب الجبيرة فلا يجب عليه أن يعيد الصلاة، حتي مع بقاء الوقت و سعته، بخاصة اذا صلي، و لا أمل له في شفاء الجرح و برئه قبل أن يذهب وقت الصلاة.

7- اذا توضأ، و مسح علي الجبيرة، ثم طاب الجرح، و ارتفع العذر، و لم ينتقض هذا الوضوء بحدث من الأحداث، فهل له أن يدخل في الصلاة بهذا الوضوء الاضطراري، أو لا؟

الجواب:

لا، و عليه أن يتوضأ ثانية وضوءا تاما، لأن الذي يرفع الحدث هو الوضوء التام الكامل، أما الوضوء الناقص لضرورة ملحة فانه مجرد عذر يبيح الدخول في الصلاة، و بديهة أن الضرورة تقدر بقدرها، و الاعذار يختصر فيها علي موردها، و المفروض ارتفاع العذر، فيرتفع معه أثره.

8- اذا اعتقد صاحب الجبيرة أن الماء مضر، و جري علي وفق اعتقاده، و مسح علي الجبيرة، ثم تبين أنه لا ضرر أبدا في الواقع من نزع الجبيرة عن الجرح و غسله أو مسحه، فهل يكون الوضوء صحيحا أو فاسدا؟

مسألة ثانية عكس الأولي، و هي اذا اعتقد عدم الضرر من نزع الجبيرة، و وضع الماء علي الجرح، فجري علي وفق الاعتقاد، و نزع الجبيرة، و غسل أو مسح، ثم تبين وجود الضرر واقعا، فهل يكون الوضوء صحيحا أو فاسدا؟

الجواب:

ذهب قوم الي فساد الوضوء، في المسألتين، لأن المعول علي الواقع، لا



[ صفحه 80]



علي الاعتقاد، و المفروض ان الأول مسح الجبيرة، مع عدم تضرر الجرح من الماء، و الثاني أوصل الماء للجرح، مع تضرره به.

و قال قائل: بل المعول علي الاعتقاد، لا علي الواقع.

و نحن ضد هذا القائل، و الصناعة العلمية مع الذين ذهبوا الي فساد الوضوء، لأن التكاليف الشرعية تتجه الي الموضوعات الواقعية بما هي، و التقييد بالاعتقاد، أو بغيره يحتاج الي دليل، و لا دليل هنا.

و قال الشيخ الهمداني في مصباح الفقيه: «ان المسألة في غاية الاشكال، تحتاج الي مزيد تتبع و تأمل، و الاحتياط لا ينبغي تركه».


پاورقي

[1] النساء: 43.


في الرقاب


5- المراد بالرقاب العبيد، و جاءت «في» هنا للدلالة علي ان الزكاة لا تعطي لهم، و انما تبذل في سبيل تحريرهم، و فكاك رقابهم، و هذا من الابواب التي فتحها الاسلام لالغاء الرق شيئا فشيئا. و لم يبق اليوم من موضوع لهذا الصنف الذي تصرف فيه الزكاة.


بيع الراهن


1- ان يبيع الراهن العين التي رهنها، ثم يفك الرهن من المرتهن، و قد



[ صفحه 94]



أفتوا بصحة البيع، و نفاذه بلا اجازة، لأن الاجازة انما تعتبر اذا كان المانع من النفاذ عدم التعبير عن الرضا و طيب النفس، و المفروض أن الراهن عبر عن رضاه بانشاء العقد، فينحصر المانع - اذن - بوجود الرهن، و تعلق حق المرتهن بالعين المرهونة، فاذا فك الرهن زال المانع، و نفذ العقد، و بالايجاز أن تصرفات الراهن في العين المرهونة تكون صحيحة و نافذة اذا اعقبها فك الرهن، بحيث لم يبق للمرتهن أية سلطة علي العين.


الجهل بالمصالح عنه


لا يشترط العلم بما تنازعا فيه، و اصطلحا عنه دينا كان أو عينا، أمكن العلم به، أو تعذر، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجلين كان لكل منهما طعام عند صاحبه، و لا يدري كم هو، فقال كل منهما للآخر: لك ما عندك، ولي ما عندي، قال الامام عليه السلام: لا بأس اذا تراضيا، و طابت أنفسهما.

و تسأل: ان الجهل يستلزم الغرر، و الغرر مبطل للمعاملة، و عليه ينبغي بطلان الصلح مع الجهل بالمصالح عنه.

و أجاب صاحب الجواهر عن هذا التساؤل بأن دليل الجواز مع الجهل هو الاجماع، و قول الامام عليه السلام: «لا بأس اذا تراضيا بذلك و طابت به أنفسهما» الذي يشمل حالة الجهل مع امكان العلم و عدمه، و عليه تكون أدلة النهي عن الغرر مختصة بغير الصلح علي فرض وجود هذه الأدلة.

و هذا الجواب قريب الي مقاصد الشريعة، لأن الصلح مبني علي التساهل و التسامح، و تنازل المحق عن بعض ما يستحق.. فكما لا يشترط في الاسقاط و الابراء أن يكون الحق معلوما فكذلك الأمر في الصلح.. هذا، الي أن الصلح لو لم



[ صفحه 89]



يجز مع الجهل بالمتنازع فيه لا متنعت أكثر فوائده.


المكاسب و الجواهر


و سنعرض أقوال المذاهب بالتفصيل؛ و منها يتضح الجواب عن هذه التساؤلات و غيرها.. و لم أجد فقيها من فقهاء المذاهب الخمسة قد أطال الكلام في هذه المسألة، كالفقيهين الاماميين الشيخ الانصاري في مكاسبه، الشيخ محمد حسن في جواهره - باب التجارة - فقد تناولاها من جميع أطرافها، و فرعا عليها فروعا شتي، مع التبسيط في عرض الأقوال و غربلتها، و تنقية الحقائق الصافية الخالصة. و سنلخص المهم مما جاء في هذين السفرين اليتيمين اللذين اعتمدنا عليهما أكثر من أي كتاب في بيان ما ذهب اليه الامامية.

و بهذه المناسبة أشير - بايجاز - الي أن الشيخ الانصاري و صاحب الجواهر



[ صفحه 73]



لم يوفرا أبدا علي قارئهما الجهد و العناء في كل ما انتجا، و تركا من اثار، بل طلبا منه الكد و الصبر و الذكاء، و المؤهلات العلمية الثرية.. و محال علي من فقد هذه المؤهلات أن يتابعهما في شي ء، أو يلحق بغبارهما، بل يدعانه ضالا في التيه، لا يدري أين شاطي ء السلام.

أما من أقام بنيانه علي أساس من العلم فيعطيانه أثمن الجواهر، و أجدي المكاسب، علي شرط الصبر و المتابعة أيضا.. و لا أعرف فقيها اماميا من القدامي و الجدد اعطي الفقه الجعفري و أصوله الحيوية و الاصالة بقدر ما أعطاه قلمهما الجبار.

و معذرة من هذا الاستطراد الذي قادتني اليه قسرا تلمذتي علي يد هذين العظيمين، أو علي آثارهما بالأصح.


نفي العلم


اذا قال المدعي عليه: لا أعلم بأن هذه الدعوي حق، أو باطل. فعلي القاضي - و الحال هذه - أن يسأل المدعي: هل تصدقه في دعوي الجهل، أو تكذبه، و تجزم بأنه يتجاهل؟

فان صدقه فلا تسمع الدعوي الا مع البينة، حيث لا يمكن فصل الخصومة الا بها، لأن اليمين لعي نفي الواقع لا تتجه علي المدعي عليه، لجهله به، و كذا اليمين علي نفي العلم، لأن المفروض أن المدعي يصدقه عليه و لا يمكن رد اليمين علي المدعي، لأن الرد فرع عن توجهها الي المدعي عليه. فينحصر طريق الاثبات اذن بالبينة لا غير.

و كذا يكون الحكم لو قال المدعي: و أنا أيضا لا أعلم: هل يجهل المدعي، أو يتجاهل؟

أما اذا ادعي عليه العلم بحقه، و قال: انه يتجاهل، و ليس بجاهل، فله، و الحال هذه، تحليفه علي نفي العلم، فان نكل المدعي عليه عن اليمين و الرد معا حكم عليه، و ان حلف لم يحكم عليه بشي ء.. ولكن الدعوي لا تسقط بهذه اليمين سقوطا نهائيا، بل مؤقتا بحيث اذا توفرت البينة للمدعي بعد ذلك جاز له اقامة الدعوي من جديد، و الادلاء ببينته اذ المفروض أن المدعي عليه لم يحلف علي نفي الواقع بما هو، بل علي «نفي العلم» و هو يعلق الدعوي، و لا يفصلها من الأساس.



[ صفحه 80]



هذا اذا سكت المدعي عليه: أو أجاب بنفي العلم، أما اذا أقر، و كان جائز التصرف فيحكم عليه باقراره، و عقدنا فصلا مستقلا عن الاقرار، و المقر، و المقر له، و المقربه، فراجع.


ليس لنا ما نخافك من أجله


كتب المنصور الي الامام عليه السلام في احدي المرات: لم لا تغشانا كما تغشانا الناس؟

فأجابه عليه السلام: (ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنيك، و لا تراها نقمة فنعزيك، فما نصنع عندك).

فكتب المنصور اليه عليه السلام: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه عليه السلام: (من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك).



[ صفحه 147]



فقال المنصور: والله لقد ميز عندي منازل من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة، و انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا.


امام جعفر صادق پيشوا و رئيس مذهب


عبدالرحيم عقيقي بخشايشي، قم، انتشارات نسل جوان، 1361، جيبي، 319 ص.


تكاملية الأجسام


لم صارت أبدان الحيوان - و هي تغتذي أبدا - لا تنمي، بل تنتهي إلي غاية من النمو، ثم تقف و لا تتجاوزها، لو لا التدبير في ذلك، فإن تدبير الحكيم فيها أن تكون أبدان كل صنف منها علي مقدار معلوم غير متفاوت في الكبير و الصغير و صارت تنمي حتي تصل إلي غايتها، ثم تقف ثم لا تزيد، و الغذاء مع ذلك دائم لا ينقطع، و لو تنمي نموا دائما لعظمت أبدانها، و اشتبهت مقاديرها حتي لا يكون لشي ء منها حد يعرف.


العصمة و معناها


معاني الأخبار 132: حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي المعروف بأبي الحسن الحنوطي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن [احمد بن] سليمان بن الحارث قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا...

حسين الأشقر، قال: قلت لهشام بن الحكم: ما معني قولكم: ان الامام لا يكون الا معصوما؟ فقال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن ذلك، فقال:

المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، و [قد] قال الله تبارك و تعالي: (و من يعتصم بالله فقد هدي الي صراط مستقيم) [1] .


پاورقي

[1] سورة آل عمران، الآية: 101.


لاترم المؤمن بالكفر


[كنز الكراجكي 1 / 150: حدثنا أبوالحسن بن شاذان، عن أبيه، عن بن الوليد محمد بن الحسن، عن الصفار محمد بن الحسين، عن محمد بن زياد، عن مفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول:...]

ملعون ملعون من رمي مؤمنا بكفر، و من رمي مؤمنا بكفر فهو كقتله.


اذا غضب أحدكم


دعوات الراوندي 52، الحديث 132: قال الصادق عليه السلام:...

لو قال أحدكم اذا غضب: (أعوذبالله من الشيطان الرجيم) ذهب عنه غضبه.


حملة واسعة ضد المنحرفين و الملحدين


قام الامام الصادق و أصحابه و تلاميذه بحملة احتجاج واسعة ضد المشككين، فحاوروهم و ناقشوهم بكل جرأة و ذلك للكشف عن قوة العقيدة الاسلامية من جهة، و عن روح التسامح الكريم و الأسلوب الحكيم الذي يطبع أساليب الجدل الاسلامي القويم علي قاعدة: و جادلهم بالتي هي أحسن.

قال الشيخ أسد حيدر: «و قد نهض الامام الصادق لمقارعة أهل الباطل، و باحث الفلاسفة و الدهريين، و أهل الكلام الجدليين، الذين تصدوا لافساد معتقدات الناس و سفطتهم الفازعة، فنبههم عن غفلتهم و أيقظهم من رقدتهم، و أوضح لهم اعوجاج مذاهبم و التواء سبلهم، و دعاهم الي كلمة الحق، و جادلهم بالتي هي أحسن، و ناقشهم بالبرهان الصادق الساطع» [1] و كتب الحديث حافلة بمقارعته لهذه الحركات و زعمائها مثل ابن أبي العوجاء و أبي شاكر الديصاني، و عبدالملك المصري، و الجعد بن درهم و غيرهم من النافقين و الملحدين.

و ربما كان عليه السلام يربي أصحابه علي الاحتجاج و الشرح و التحليل ليقوموا بمهمة الدفاع عن الاسلام بأنفسهم.


پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 2 ص 361.


آيا تشكر از پيامبر شرك است؟


نقل شده است: روزي ابوحنيفه با امام صادق - عليه السلام - غذا مي خورد، و هنگامي كه امام صادق - عليه السلام - دست از غذا كشيد فرمود: حمد و سپاس مخصوص خدائي است كه پرورش دهنده ي جهانيان است. بارالها، اين از ناحيه ي تو و از ناحيه ي پيامبر تو - صلي الله عليه و آله و سلم - است.

ابوحنيفه گفت: اي اباعبدالله، آيا با خدا شريكي قرار دادي؟

امام - عليه السلام - فرمودند: واي بر تو، خداوند متعال در كتاب عزيزش مي فرمايد: (و ما نقموا الا أن أغناهم الله و رسوله من فضله) [1] «آنها فقط از اين انتقام مي گيرند كه خداوند و رسولش، آنان را به فضل (و كرم) خود بي نياز ساختند!»

و در جائي ديگر مي فرمايد: «ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله) [2] «و اگر آنها به آنچه كه خدا و پيامبرش به آنان داده بود راضي مي شدند، و مي گفتند: خداوند براي ما كافي است! به زودي خدا و رسولش، از فضل خود به ما مي بخشند؛ (براي آنها بهتر بود)!»

ابوحنيفه گفت: به خدا مثل اينكه تا حال اين دو آيه را هرگز در قرآن كريم نخوانده ام و از كسي نشنيده ام.

امام صادق - عليه السلام - فرمود: بله؛ خوانده بودي و شنيده بودي ولي خداوند متعال درباره ي تو و امثال تو اين آيه را نازل فرموده است: (أم علي قلوب أقفالها) [3] .



[ صفحه 78]



«يا بر دلهايشان قفل نهاده شده است؟!»، و باز خداي متعال فرموده: (كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون) [4] «چنين نيست كه آنها مي پندارند، بلكه اعمالشان چون زنگاري بر دلهايشان نشسته است!»


پاورقي

[1] سوره ي توبه آيه ي 74.

[2] سوره ي توبه آيه ي 59.

[3] سوره ي محمد - صلي الله عليه و آله و سلم - آيه ي 24.

[4] سوره ي مطففين آيه ي 14.


حديث 081


3 شنبه

ان الله يبغض الغني الظلوم.

خداوند، از ثروتمند ستمكار نفرت دارد.

بحار، ج 75، ص 255


انه أري أبابصير أناسا في صورة القردة والخنازير


محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبدالله عليه السلام، فلما كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال: يا أبابصير ان أكثر من تري قردة و خنازير، قال: فقلت له: أرنيهم، قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده علي بصري فرأيتهم كما قال فقلت له: جعلت فداك رد علي بصري فمر يده فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولي، ثم قال: يا أبامحمد أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، و الله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا و الله و لا اثنان لا و الله و لا واحد [1] .



[ صفحه 103]



أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال روي محمد بن الحسين، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبدالله عليه السلام: فلما أن كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال: يا أبابصير أكثر من تري قردة و خنازير، قال: قلت له: أرنيهم. قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده علي بصري فرأيتهم كما قال. قلت: رد علي بصري فرأيتهم كما رأيتهم في المرة الأولي، فقال: يا أبامحمد أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، و الله لا يجتمع منكم ثلاثة لا و الله و لا اثنان لا و الله و لا واحد [2] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 260، ج 6، باب 3، ح 4.

[2] دلائل الامامة: ص 134.


با دعاي حضرت از زندان آزاد شدند


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: يك سوم عقل خوب سلوك كردن با مردم است.

و از يحيي بن ابراهيم بن مهاجر نقل مي كند كه گفت:

به حضرت صادق عليه السلام گفتم: فلان كس و فلان و فلان به شما سلام مي رسانند. فرمود: سلام من بر آنها؛ گفتم: از شما التماس دعايي دارند. فرمود: براي چه؟ گفتم: براي اين كه منصور حبسشان كرده است. فرمود: چه حسابي با هم داشتند؟ گفتم: آنها را استخدام كرده بود و كارمند او شده بودند و بعد زندانيشان كرد؛ فرمود: چه حسابي با هم داشتند؟ مگر من آنها را از اين كارها منع نكردم؟ مگر نهيشان نكردم؟ اينها آتش اند، اينها آتش اند، سپس فرمود: خدايا! سلطنت را از آنها بگير، يحيي گفت: از مكه خارج شدم و سراغ آن عده را گرفتم، معلوم شد، سه روز بعد از آن سخنان حضرت صادق عليه السلام آزاد شده اند.



[ صفحه 164]




وصيته لابنه موسي بن جعفر في بيان جزاء الأعمال


وذكر بعض أصحابه قال: دخلت علي جعفر وموسي ولده بين يديه، وهو يوصيه بهذه الوصيّة، فكان ممّا حفظت منه أن قال:

يا بُنَيَّ احفَظ وَصِيَّتي وَاحفَظ مَقالتي، فإنَّكَ إن حَفِظتَها تَعِش سَعيداً وَتَمُت حَميداً.

يا بُنَيَّ إنَّهُ مَن قَنَعَ بِما قُسِمَ لَهُ استَغني، وَمَن مَدَّ عَينَهُ إلي ما في يَدِ غَيرِهِ ماتَ فَقيراً، وَمَن لَم يَرضَ بِما قَسَمَ اللهُ لَهُ عزوجل اتّهَمَ اللهَ تعالي في قَضائِهِ، وَمَن استَصغَرَ زَلّةَ نفسَهِ استَعظَمَ زَلَّةَ غَيرِهِ، وَمَن استَعظَمَ زلََّةَ نَفسِهِ استَصغَرَ زَلَّةَ غَيرِهِ.

يا بُنَيَّ مَن كَشَفَ حِجابَ غَيرِهِ انكَشَفَت عَوراتُ نَفسِهِ، وَمَن سَلّ سَيفَ البَغيِ قُتِلَ بِهِ، وَمَن حَفَرَ بهِ لِأخيهِ بِئراً سَقَطَ فيها، وَمَن داخَلَ السُّفهاءَ حُقِّرَ، وَمَن خالَطَ العُلماءَ وُقِّرَ، وَمَن دَخَلَ مَداخِلَ السّوءِ اتُّهِمَ.

يا بُنَيَّ قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيكَ. وَإيّاكَ وَالنَّميمَةَ، فإنَّها تَزرَعُ الشَّحناءَ في قُلوبِ الرِّجالِ.

يا بُنَيَّ، إذا طَلَبتَ الجُودَ فَعَلَيكَ بِمَعادِنِهِ؛ فإنَّ لِلجودِ مَعادِنَ وَلِلمَعادِنِ أُصولاً وَلِلأُصولِ فروعاً وَلِلفروعِ ثَمَراً، وَلا يَطيبُ ثَمَرٌ إلّا بِفَرعٍ، وَلا فَرعٌ إلّا بِأصلٍ وَلا أصلٌ إلّا بِمَعدِنٍ طَيِّبٍ.

يا بُنَيَّ، إذا زُرتَ فَزُرِ الأخيارَ وَلا تَزُرِ الفُجّارَ؛ فَإنَّهُم صَخرَةٌ لا يَنفَجِرُ ماؤُها، وَشَجَرَةٌ لا يَخضَرُّ وَرَقُها وَأرضٌ لا يَظهَرُ عُشبُها.

قالَ عليُّ بنُ موسي عليه السلام: فَما تَرَكَ أبي هذهِ الوَصِيَّةَ إلي أن ماتَ. [1] .



[ صفحه 80]




پاورقي

[1] كشف الغمة: ج2 ص369، بحار الأنوار: ج78 ص204 ح42.


اميدواري در دعا


احمد بن محمد به حضور امام رضا عليه السلام آمد و گفت: چند سال است حاجتي دارم و آن را از خدا خواسته ام و دعا مي كنم، ولي دعايم مستجاب نشده است. در اين مورد شك و ترديدي به دلم راه يافته است.

امام رضا عليه السلام فرمود: اي احمد مراقب باش كه شيطان بر تو چيره نگردد تا تو را مأيوس و نااميد كند. همانا امام باقر عليه السلام مي فرمود: مؤمن، نياز خود را از خدا مي خواهد؛ خداوند اجابت آن را تأخير مي اندازد، براي اين كه ناله و گريه و زاري او را دوست مي دارد.

سپس امام رضا عليه السلام فرمود: سوگند به خدا، تأخير در برآوردن نيازهاي دنيوي مؤمنان (كه از درگاهش خواسته اند) براي آن ها بهتر از تعجيل در برآوردن نيازهاي آن ها است. دنيا چه ارزشي دارد؟ امام باقر عليه السلام مي فرمود: سزاوار است كه دعاي مؤمن در حال آسايش، مانند دعايش در حال سختي باشد و اگر دعايش به استجابت رسيد، سست نشود (باز دعا كن) . بنابراين، از دعا كردن خسته نشو، زيرا دعا در پيشگاه خدا داراي مقام بسيار ارجمندي است. بر تو باد كه



[ صفحه 151]



صبر كني و در كسب روزي حلال بكوشي و صله ي رحم را رعايت نمايي. مبادا با مردم اظهار دشمني كني، زيرا ما خانداني هستيم كه حتي نسبت به آن ها كه قطع رحم كنند، صله ي رحم مي كنيم و به هر كه به ما بدي كند، نيكي مي نماييم، كه سوگند به خدا از اين روش، نتيجه ي خوبي مي بينيم.

همانا كسي كه در اين دنيا از نعمت هاي الهي برخوردار است، اگر درخواستي از خدا كند و دعايش به استجابت برسد (بر اثر حرص) باز درخواست ديگري مي كند، و نعمت خدا در نظرش كم ارزش مي گردد، و از چيزي سير نشود، و در صورت فراواني نعمت، مسلمان در اين راه به سبب حقوقي كه بر او واجب است، به خطر بيفتد و در فتنه و آزمايش قرار گيرد.

بگو بدانم كه اگر من چيزي به تو بگويم، به صحت آن اطمينان داري؟

احمد عرض كرد: اگر به تو اطمينان نداشته باشم، به چه كسي اطمينان دارم؟ تو حجت خدا هستي؛ حتما سخن تو درست است.

امام رضا عليه السلام فرمود: اگر به سخن من اطمينان داري، بايد به گفتار خدا بيش تر اطمينان داشته باشي؛ چرا كه خداوند به وعده ي خود وفا مي كند. مگر خدا نمي فرمايد:

(و اذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان) [1] .

هنگامي كه بندگان من از تو درباره ي من سئوال كنند



[ صفحه 152]



(بگو) من نزديكم؛ دعاي دعا كننده را به هنگامي كه مرا مي خواند، پاسخ مي گويم.

و نيز مي فرمايد:

(لا تقنطوا من رحمة الله) [2] .

از رحمت خدا نوميد نشويد.

و نيز مي فرمايد:

(والله يعدكم مغفرة منه و فضلا) [3] .

و خداوند به شما وعده ي آمرزش و فزوني مي دهد. بنابراين، اعتمادت به خدا بيش تر از ديگران باشد، و در خانه ي دل خود را به راه يافتن چيزي، جز خوبي نگشاييد، كه در اين صورت شما آمرزيده ايد [4] .


پاورقي

[1] بقره، 186.

[2] زمر، 53.

[3] بقره، 268.

[4] اصول كافي، ج 2، ص 488، باب من أبطأت عليه الاجابة، ح 1.


ريش الطائر و وصفه


تأمل ريش الطير و كيف هو..؟ فانك تراه منسوجا كنسج الثوب من سلوك دقاق، قد ألف بعضه الي بعض، كتأليف الخيط الي الخيط و الشعرة الي الشعرة، ثم تري ذلك النسج اذا مددته ينفتح قليلا و لا ينشق لتداخله الريح، فيقل الطائر اذا طار، و تري في وسط الريشة عمودا غليظا



[ صفحه 92]



متينا قد نسج عليه الذي هو مثل الشعر ليمسكه بصلابته، و هو القصبة التي في وسط الريشة، و هو مع ذلك أجوف، ليخف علي الطائر و لا يعوقه عن الطيران.


پيش از درخواست نيازمند


مردي از اهالي خراسان به حضور امام صادق عليه السلام رسيد و احوال خويش را براي حضرت شرح داد. مي گفت: اي فرزند رسول خدا! من از دوستان شما اهل بيت هستم. بين ما و شما فاصله ي زيادي است. آنچه براي مخارج سفر برداشته بودم، رو به اتمام است و بدون كمك شما نمي توانم به سوي خانواده ام بازگردم.

در اين هنگام امام عليه السلام به سوي راست و چپ خويش نظر افكند و به يارانش كه در اطرافش نشسته بودند، فرمود: آيا نمي شنويد كه برادر ديني شما چه مي گويد؟ بدانيد كه احسان و نيكي شما آن گاه ارزش واقعي دارد كه پيش از درخواست شخص نيازمند، به سوي شما گشاده شود، هر آنچه به او كمك نماييد در مقابل آبروي اوست.

بيچاره ي مستمند شب خواب به چشمش نمي رود. به چپ و راست مي شود و شب را بين يأس و اميد مي گذراند. نمي داند صبح فردا، در خانه ي چه كسي را بزند و آبروي خود را به كه بفروشد. در آخر داروي درد خود را پيش تو مي يابد و به سوي تو مي آيد، در حالي كه بندهاي بدنش مي لرزد و قلبش مي تپد. چهره اش از حيا و خجالت سرخ شده و بعد از همه ي اينها نمي داند كه بالاخره نوميد باز مي گردد يا با شادي حاجت روا شده و باز خواهد گشت؟ آن حضرت در ادامه افزود: رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم فرموده است: به خدايي كه دانه را شكافت و موجودات را آفريد و مرا به حق مبعوث كرد، همانا تحمل ذلت درخواست سائل از شما، بزرگ تر از وجهي است كه از شما به او مي رسد. اين بود كه بلافاصله ياران پنج هزار دينار جمع كرده و به خراساني دادند. [1] .



[ صفحه 104]




پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 47، ص 61.


الشعبي


عامر بن شرحبيل الشعبي أبوعمر الكوفي المتوفي سنة 105 ه سمع من جماعة من الصحابة و قال: أدركت خمسمائة منهم، و كان قاضيا لعمر بن عبدالعزيز، و كان محدث الكوفة و كان يفتي علي ما صح عنده من الاثر، و ينقبض عن الفتوي إن لم يجد نصا و لا يقول برأيه، و نسبة المذهب اليه لما صدر عنه من الفتوي، و إلا فلم يشتهر عنه ذلك و العمل به قليل.



[ صفحه 160]



هؤلاء بعض رؤساء المذاهب البائدة، و هي كثيرة تزيد علي الخمسين و نقصر الخطي علي هؤلاء، فالاستقصاء يقصينا عن الغاية التي نطلب من ورائها كشف الحقيقة.

و ليس لنا غرض في التعرف عليهم، ولكن الغرض أن نعرف الاسباب التي دعت الي محو هذه المذاهب من صفحة الوجود و اثبات المذاهب الأربعة، مع العلم ان رؤساء المذاهب البائدة لهم منزلة علمية، و نستطيع القول بأن أكثرهم كانوا أعلم من رؤساء المذاهب الأربعة: فسفيان الثوري لقبوه بأميرالمؤمنين في الحديث و سيد الحفاظ و غير ذلك، كما قاله شعبة و أبوعاصم و ابن معين و غيرهم، و قال ابن المبارك: كتبت عن الف شيخ كان سفيان أفضلهم. و قال القطان: الثوري أحب الي من مالك؛ الي غير ذلك من أقوال علماء الرجال مما لم نعثر علي مثها لأبي حنيفة و غيره، نعم من طرق اتباعهم تتعدي حد الحصر، و اعطف عليه سفيان بن عيينة و ابن جريح و الليث و غيرهم فانهم بمكانة من العلم، و قد رجع الناس اليهم في الفتيا مدة من الزمن، و استمر العمل بمذاهبهم ثم انقرضت و لم يبق لأهل السنة إلا المذاهب الأربعة الحنفي و المالكي و الشافعي، و الحنبلي.

أما اتباع آل البيت فقد بقيت آراؤهم و معتقداتهم في الاصول و الفروع و غيرهما أقوي من أن تلين للسياسة و تدخلات الولاة و الامراء... و اذا شوهدوا في بعض الاحيان يميلون الي التقية و الي تحاشي ضغائن الملوك فان ذلك كان من عزم الامور و درء المهالك عن انفسهم حين يرون أن دماءهم احفظ للدين من اراقتها دون طائل.

و هنا يلزمنا البحث عوامل انتشار المذاهب الاربعة.


ابن الماجشون


عبدالملك بن عبدالعزيز بن الماجشون مولي بني تيم المتوفي سنة 212 ه، كان أبوه قرينا لمالك، و هو الذي قيل انه كتب موطأ قبل مالك، ودارت الفتوي علي عبدالملك في زمانه، تفقه بأبيه و بمالك، قال يحيي بن أكثم: عبداللمك بحر لا تكدره الدلاء! و أثني عليه ابن حبيب كثيرا، و هو من أهل مذهبه، و تفقه به خلق كثير: كاحمد با المعدل و ابن حبيب و سحنون، و كان مولعا بسماع الغناء.

هؤلاء هم عظماء أصحاب مالك و ناشرو مذهبه. و نسبتهم اليه نسبة المعلم من المتعلم. و له تلامذة آخرون ليس لهم مزيد أثر في نشر مذهبه. و قد ذكر السيوطي عنهم عددا كثيرا نسبتهم اليه بالأخذ و الرواية فقط.


الامام الشافعي ينهي عن التقليد


و كذلك الامام الشافعي كان ينهي عن التقليد، و يدعو الي العلم من طريقه.

و قد روي عنه انه قال: مثل الذي يطلب العلم بلا حجة كمثل حاطب ليل، يحمل حزمة حطب و فيه افعي تلدغه، و هو لا يدري. ذكره البيهقي.

و قال اسماعيل بن يحيي المزني في أول مختصره: اختصرت هذا من علم



[ صفحه 150]



الشافعي و من معني قوله: لأقربه علي من اراده، مع اعلامية نهيه - أي الشافعي - عن تقليده و تقليده غيره، لينظر فيه لدينه، و يحتاط فيه لنفسه [1] .

و مختصر المزني هذا قد اصبح للشافعية فيه اعتقاد و تمسك شديد، و امتلأت به البلدان، حتي ان المرأة كانت اذا جهزت للدخول علي زوجها حمل في جهازها مصحف و نسخة من مختصر المزني. [2] .

و قال ابن حجر في توالي التأسيس: قد اشتهر عن الشافعي: «اذا صح الحديث فهو مذهبي». قال ابن القيم: هذا صريح في مدلوله، و ان مذهبه ما دل عليه الحديث لا قول له غيره، و لا يجوز ان ينسب اليه ما خالف الحديث، فيقال هذا مذهب الشافعي، و لا يحل الافتاء بما خالف الحديث علي انه مذهب الشافعي، و لا الحكم به، صرح بذلك جماعة من أئمة أتباعه.

و قد اعترف الشافعي بعدم احاطته بالأخبار الصحيحة، كما روي عن أحمد ابن حنبل انه قال: قال الشافعي: انتم أعلم بالأخبار الصحاح منا، فاذا كان خبر صحيح فاعلمني حتي أذهب اليه [3] و لذلك قال أبوثور: ان الشافعي ما كان يعرف الحديث و انما كنا نوقفه عليه و نكتبه.

و قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما من أحد الا و تذهب عليه سنة لرسول الله (ص) و تعزب عنه، فمهما قلت من قول، و أصلت من أصل، فيه عن رسول الله خلاف ما قلت، فالقول ما قال رسول الله (ص) و هو قولي، و جعل يردد هذه الكلمات.

و قال أيضا: أجمع الناس علي أن من استبانت له سنة رسول الله (ص) لم يكن ليدعها لقول أحد. و ستأتي زيادة بيان لهذه الأقوال عند بحثنا عنه.


پاورقي

[1] اعلام الموقعين ج 2 ص 181.

[2] مختصر المؤمل ص 35.

[3] البداية و النهاية ج 9 ص 327، و طبقات الحنابلة ج 1 ص 282، و آداب الشافعي لابن ابي حاتم ص 95، و ميزان الشعراني ج 1 ص 26 و مجموعة الرسائل المنبرية ج 3 ص 99.


المتوكل


جعفر بن المعتصم بن الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي، المتوفي سنة 247 ه و أمه أم ولد يقال لها شجاع، و كانت ولادته بفم الصلح سنة 207 ه و بويع بالخلافة بعد أخيه الواثق، و كانت مدة خلافته أربع عشرة سنة، و كان مولعا بالشراب و باقتناء الجواري، و كان بمكانة من الترف و البذخ ربما يمتاز بكثير عن جده الرشيد.

عرف المتوكل ببغضه لأهل البيت و مطاردته لمحبيهم، و قتل زعمائهم، و كان لا تأخذه في ذلك رحمة، و لا يمنعه خوف من الله، و من يتهم بميله للعلويين فان مصيره القتل او السجن المؤبد، حتي ظهر النصب في عصره، و انتشر بغض أهل البيت في ايامه، و تقرب الكثير اليه بذم أهل البيت أو محبيهم، طلبا لرفده و طمعا في صلته.



[ صفحه 498]



مدحه أبوالسمط مروان بن أبي الجنوب بأبيات يذم فيها العلويين منها:



يرجو التراث بنو البنات

و ما لهم فيها قلامة



ما للذين تنحلوا

ميراثكم الا الندامة



فخلع عليه المتوكل أربع حلل، و أمر له بثلاثة آلاف دينار فنثرت علي رأسه، و عقد له علي البحرين و اليمامة.

و تقدم اليه هذا الشاعر مرة أخري بشعر يذم فيه آل محمد و شيعتهم فنثر عليه عشرة آلاف درهم [1] .

و كان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولي عليا و أهله بأخذ المال و الدم. حتي عم الاستياء، و واجه الناس موجة تعصب فاحش، و عذب الموالون لأهل البيت أشد العذاب، و منع الناس من زيارة قبر الحسين، كما أمر بهدم ما حوله من المنازل و الدور، و أن يبذر و يسقي موضع قبره، و نادي في الناس: من وجدناه عند قبر الحسين بعد ثلاث حبسناه في المطبق [2] حتي هجاه الشعراء، و مما قيل فيه:



تالله ان كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتاه بنو أبيه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوما



أسفوا علي ان لا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما



و يقول ابن الوردي:



و كم قد محي خير بشر كما انمحت

ببغض علي سيرة المتوكل



تعمق في عدل و لما جني علي

مقام علي «حطه السيل من عل»



و كان و اليه علي مصر يزيد بن عبدالله التركي يتتبع الموالين لأهل البيت بكل أذي، كما حمل جماعة منهم الي العراق.

قال الكندي في كتاب الولاة و القضاة: ان يزيد التركي أمر بضرب جندي - في شي ء وجب عليه - عشرة درر، فتوسل الجندي الي يزيد بحث الحسن و الحسين ان يعفو عنه فزاده ثلاثين درة، و رفع أمره الي المتوكل في العراق، فورد أمر المتوكل بضرب الجندي مائة سوط و حمله الي العراق، و ذلك في سنة 243 ه و في سنة 248 ه. أخرج جماعة من العلويين من مصر الي العراق.

و كان أخص الناس به و أقربهم عنده من اشتهر بالنصب، و عرف بالعداء لأهل البيت أمثال علي بن الجهم الشاعر الشامي (من بني شامه بن لوي)



[ صفحه 499]



و عمر بن فرخ الرحبي، و أبوالسمط من ولد مروان بن ابي حفص من موالي بني أمية، و غيرهم و سيأتي ذكرهم في القائمة السوداء التي ستتضمن أسماء من عرفوا بالنصب لأهل البيت عليهم السلام.

قال المسعودي: و لم يكن المتوكل من يوصف في عطائه و بذله في الجود، و لا بتركه و امساكه بالبخل، و لم يكن أحد ممن سلف من خلفاء بني العباس، ظهر في مجلسه اللعب و المضاحك و الهزل، مما استفاض في الناس تركه الا المتوكل، فانه السابق الي ذلك و المحدث له، و أحدث أشياء من خواصه، فلم يكن من كتابه و قواده من يوصف بجود و لا افضال، أو يتعالي عن مجون و طرب [3] و كان منهمكا في اللذات و الشراب انهماكا كبيرا [4] و كان بنان و زنان لا يفارقانه، هذا يضرب و ذاك يزمر [5] و لم يفارق لذاته و شرابه حتي في آخر لحظة من حياته، فقد قتل بين الناي و العود.

و لقي الناس في عهده أنواع البلاء و الامتحان، و زلزلت الأرض و تناثرت الكواكب كالجراد، و كان أمرا مزعجا، و اهتزت الأرض بتونس و أعمالها، و الري و خراسان و نيسابور و اصبهان، و شققت الأرض بقدر ما يدخل الرجل في الشق، و ضربت المدن و القلاع و القناطر، و سقط من انطاكية جبل في البحر، و رجمت قرية بناحية مصر بحجارة من السماء وزن الواحدة منها عشرة أرطال، و هبت ريح بالعراق شديدة السموم لم يعهد مثلها أحرقت زرع الكوفة و البصرة و بغداد، و قتلت المسافرين، و دامت خمسين يوما، و منعت الناس من طلب المعاش في الاسواق، و المشي في الطرقات، و زلزلت دمشق، و الجزيرة و الموصل و قوس و نيسابور و غيرها [6] في جميع انحاء المملكة الاسلامية حتي ذهب ضحية ذلك خلق كثير، و الخليفة المتوكل يتنعم في بذخه، و يمرح في انسه، بين رقص جواريه و غلمانه، و نغم عيدانه و مجونه بل جنونه، و مجلسه عامر بالهزل و الطرب، و قد نشط الروم في عهده فهجموا علي دمياط، و نهبوا و أحرقوا و سبوا ستمائة امرأة.

و كان يبذل الأموال الطائلة علي القصور و العمارات، و قد أنفق ألف ألف و سبعمائة ألف دينار علي بناء قصر البرج وحده.



[ صفحه 500]



و لما عزم علي المسير الي دمشق أمر باتخاذ القصور، و اعداد المنازل، و اصلاح الطريق، و اقامة المرافد [7] .

و مع هذا فقد وصفوه بالصلاح و نصرة الدين، و احياء السنة، و اماتة البدعة و قد مدحه ابن الخبازة بقوله:



أطال لنا رب العباد بقاءه

سليما من الأهوال غير مبدل



و جامع شمل الدين بعد تشتت

و فاري رؤوس المارقين بمنصل



و لما مات وضعت المنامات و الأطياف في عظمته، و علو درجته في الجنة، و قام القصاصون و الوعاظ بذلك يقصون أحلامهم لتحقيق أحلامهم.

و مما لا ريب فيه فان الفرق بين المتوكل و من سبقه من الخلفاء بين: فالمأمون لم يكن بالخليفة المستضعف، و المعتصم كان علي جانب عظيم من القوة و حسن التدبير، و كرم الخلق، و كذلك ابنه الواثق، فقد كان يجالس العلويين و يحسن اليهم و الي أهل الحرمين، حتي لم يبق منهم من يسأل الصدقة.

و في أيام المعتصم و الواثق لم يقتطع شي ء من جسم الدولة العباسية، و لم يظهر بها أي ضعف، ولكن عهد المتوكل فتح باب الفرقة و تقلصت أيام العز في بني العباس.


پاورقي

[1] الكامل لابن الأثير ج 7 ص 38.

[2] نفس المصدر ج 7 ص 24.

[3] مروج الذهب ج 4 ص 47.

[4] السيوطي تاريخ الخلفاء ص 137.

[5] ثمار القلوب للثعالبي ص 134.

[6] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 138، و الشذرات لابن العماد ج 2 ص 96، و تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 215، و الطبري في حوادث سنة 241 و 242 و غيرها.

[7] اليعقوبي ج 3 ص 215.


و في الختام نقول


كنا نأمل من الشيخ المحترم أن يكون قلمه رائدا لحرية الفكر، لأنه يتحدث عن نفسه في هذه الدراسة: انها بروح خالية من الطائفية [1] و انه يدرس و يوازن، و يختار فيأخذ ما هو الأصلح لغذاء العقول و النفوس، و أقواها في بناء المجتمع علي أسس تشتق من الماضي قوتها، و تلائم الحاضر، و لا تنافي الصالح العام [2] و هو كقاض يدرس البينات يستنطقها و يأخذ عنها حتي اذا انتهي الي الحكم نطق به [3] الي كثير من أقواله التي تدل علي حرصه الشديد في اظهار الحقيقة، و مناصرة الحق بدراسة عميقة، و تتبع واسع، و بذل جهد في الحصول علي ما يتفق مع الحقيقة.

و لقد ساءنا - كما ساء كثيرا من القراء - ما لمسناه من تساهله في النقل و اعتماده علي مصادر لا يليق بالباحث المنقب الاعتماد عليها، و كان الأجدر به



[ صفحه 164]



أن يتأمل فيما يكتب، و يتوثق ممن ينقل عنه، لأنه يبحث عن أمور لها أهميتها من الواقع و ما يترتب عليها في بناء المجتمع بازالة رواسب خلقتها أفكار بالية و غذتها طائفية رعناء.

و علي كل حال: فان جوهر الخلاف بيننا و بين المؤلف في ابداء هذه الملاحظات هو ما استنكرناه من الأمور المخالفة للواقع، و بعدها عن الحقيقة لأتي لمست منه الاسترسال و عدم التتبع، في حكمه علي كثير من الأمور بدون بينة، و اعطاء النتائج بدون مقدمات، مما أوقعه في أخطاء كثيرة، و هو مؤاخذ علي ذلك، و لا يغفر له و لأمثاله، ممن نأمل منهم أن ينظروا الي الأمور بمنظار الواقع، و يتأملوا فيما يسجلونه، فان الاسفاف وراء سراب الخداع و الاشاعات المغرضة، ليس من شأن العلماء الذين يعتصمون بغزارة علمهم لأنهم يحترمون الحقائق أكثر من غيرهم، و يحاولون رفع ما يتشاءب به الحق من الأباطيل.

و لهذا فقد ترفعنا عن مناقشة من يدعي العلم و هو جاهل، و ينتحل الدفاع عن الاسلام و يطعنه في الصميم، لأن هؤلاء يبذرون الشقاق، و يوقدون نار الفتنة، بما تقذفه أقلامهم من سموم، و لم يتعظوا بمآسي التاريخ، و ما حل في المسلمين من ويلات الدمار، و عوامل الانهيار، و ما جلبه عليهم انشقاق كلمتهم من الذل و الهوان.

و الفرض أننا نظرنا الي الشيخ بعين الاكبار و التقدير و سايرناه في بحوثه نظرا لشهوته الواسعة و كثرة انتاجه، و لكنه بمزيد الأسف لم يعط الموضوع ما يستحقه من التتبع و كثرة المصادر، بل أقول بكل صراحة ان دراسته هذه أعطتنا عنه صورة غير ما كنا نتصوره، و الشي ء الذي نود التنبيه عليه هو اعتماد المؤلف علي مصادر لا يصح الاعتماد عليها ككتاب الوشيعة لموسي جار الله و قد أشرنا له من قبل.

كما أنه جعل المرآة الكاشفة عن كتب الحديث عند الشيعة: كتاب المسند المنسوب للامام الصادق، و هو كتاب مجهول المؤلف، و ليس له مقدمة و لا تقديم من أحد، و لا يعرف منهاجه و لا يدري قصده، و ليس فيه ما يدل علي جعله في ميزان الاعتبار.

و هو كمجموع لبعض الأحاديث اختارها مؤلفه المجهول من كتب الحديث و حذف اسنادها، و مع هذا سماه (مسند الامام الصادق).

و ان الأستاذ أبوزهرة تصور في خياله الواسع، أن هذا الكتاب لجماعة



[ صفحه 165]



في النجف اذ يقول في ص 435: و لقد وجدنا اخوانا بالنجف يجمعون الكتب الأربعة في كتاب سموه المسند، و قد صدر عدة أجزاء منه من دار الفكر ببيروت [4] .

و هذا القول جدير بالتأمل و التعجب، لأنا لا ندري بأي دليل يستدل الأستاذ علي أن المسند لجماعة من اخوانه في النجف، و هل استنتج ذلك من مقدمة الكتاب و ليس له مقدمة، أم من تقديم لأحد و لا تقديم له، أم تقريظ له و كل ذلك لم يكن أبدا!!! و انما هي ظنون و تساهل، و لا نقول: انه تعمد ذلك حتي يتسني له النقد، و الطعن في أمور لا يصح له نقدها، و لكنه يعتذر بأنه اعتمد علي كتاب اخوانه في النجف الذين أخفوا أسماءهم في هذا الكتاب كما يزعم المؤلف، و ان اعتماده علي أمثال ذلك هو من الغرابة بمكان و ليس هذا من شأن المحققين.

و لنترك الحديث عن المسند و حديثه شجون - و لا نطيل الوقوف مع أبي زهرة بعد أن قررنا أن نفترق فلنطو بساط البحث، و أملنا أن نعود لمناقشته في كتاب الامام الصادق و غيره من مؤلفاته التي تعرض بها لذكر الشيعة، أو أفردها للبحث عن فقههم و أصوله، فانه عافاه الله قد ارتكب - في كثير منها - أخطاء لا يصح لمثله أن يرتكبها، لما اتصف به من كثرة التأليف و هو - بمزيد الأسف - قد بني أبحاثه علي التساهل و عدم التعمق بالبحث، فذكر أشياء علي غير وجهها الصحيح، و قد تركت هنا كثيرا من الأمور التي أخطأ فيها، لأن استقصاءها يقصينا عن منهج البحث، و ما ذكرناه في هذا العرض انما هو صورة مصغرة عن متطلبات الموضوع قدمناها للقراء و لهم الحكم، و من الله نسأل أن يجمع شمل المسلمين و يوحد كلمتهم و ينصرهم و ما النصر الا من عند الله.



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] الامام الصادق لابي زهرة ص 13.

[2] نفس المصدر ص 11.

[3] نفس المصدر ص 185.

[4] أصدرت دار الفكر ببيروت كتابا في جزئين مجموع صفحاته 244 بقطع الربع كتب عليه: الامام الصادق -المسند - دار الفكر بيروت - دار الولاء النجف، و ليس للكتاب مقدمة، و لا تقديم، و لم يذكر اسم مؤلفه، و قد جمع أخبارا من الكتب الأربعة بدون اسناد؛ و ما كنا نعتقد أن أحدا يأخذ مثل هذا الكتاب بعين الاعتبار و لكن أبوزهرة استأنس له، و اعتمد عليه و جعل ينظر الي الكتب الأربعة بواسطة هذا الكتاب.


ابان بن تغلب


أبوسعيد ابان بن تغلب بن رباح الحريري المتوفي سنة 141 [1] .

خرج حديثه مسلم، و الترمذي، و ابوداود، و النسائي، و ابن ماجة و روي عنه موسي بن عقبة الازدي، و شعبة بن الحجاج و حماد بن زيد ابن درهم الازدي، و سفيان بن عييبة، و محمد بن حازم التميمي و عبدالله بن المبارك، و زهير، و علي بن عابس و غيرهم.



[ صفحه 503]



كان ابان من اصحاب الامام الصادق عليه السلام و قد تقدمت ترجمته في ج 3 ص 59 - 51 ط 1 من هذا الكتاب.

قال ابن ابي حاتم: سئل أبي عن ابان فقال ثقة. و قال ابن حجر: ابان ثقة تكلم فيه للتشيع. و قال احمد بن حنبل و ابن معين ابان ثقة و قال محمد ابن سعيد المقري: سمعت عبدالرحمن بن الحكم يذكر عن ابان صحة حديث و ادب و عقل.

و قال ابن عدي: ابان بن تغلب له نسخ عامتها مستقية، اذا روي عنه ثقة، و هو من اهل الصدق في الرواية و ان كان مذهبه مذهب الشيعة، و هو في الرواية صالح لا بأس به.

و قال الذهبي: ابان بن تغلب الكوفي شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه و عليه بدعته، و قد وثقه احمد بن حنبل، و ابن معين، و ابوحاتم و اورده ابن عدي، و قال: كان غاليا في التشيع. و قال السعدي [2] : زائغ مجاهر فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع و حد الثقة العدالة و الاتقان فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟

و جوابه أن البدعة علي ضربين: فبدعة صغري كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو و لا تحرق، فهذا اكثر في التابعين و تابعيهم مع الدين و الورع و الصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة الآثار النبوية، و هذه مفسدة بينة.

ثم بدعة كبري: كالرفض الكامل و الغلو فيه، و الحط علي ابي بكر و عمر، و الدعاء الي ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم و لا كرامة....

فالشيعي الغالي في زمان السلف و عرفهم هو من تكلم في عثمان، و الزبير، و طلحة، و معاوية، و طائفة ممن حارب عليا و تعرض لسبهم، و الغالي في زماننا و عرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، و يتبرأ من الشيخين ايضا، و لم يكن ابان يعرض للشيخين اصلا بل قد يعتقد عليا افضل. [3] .

اقول: هذا هو جواب الاسئلة المتقدمة و قد اورد الذهبي هذا الجواب و ظهر من فحواه أن مطلق التشيع هو بدعة و لكن هذه البدعة تختلف شدة



[ صفحه 504]



و ضعفا، فالبدعة الصغري غلو التشيع او التشيع بلا غلو بمعني مطلق الحب لعلي و مشايعته.

و لا ادري هل يبقي بعد هذا التقسيم احد من المسلمين غير ملتبس بهذه البدعة الا المنافقون الذين وصفهم الحديث النبوي بقوله صلي الله عليه و آله و سلم: (يا علي لا يحبك الا مؤمن و لا يبغضك الا منافق) و نعوذ بالله من النفاق.

و اتضح لنا أن هذه البدعة و هي التشيع مع الغلو - و معناه حب علي عليه السلام و الاجهار فيه - كانت كثيرة في التابعين و تابعيهم مع أنهم من أهل الورع و الدين فكيف يوسمون بالبدع؟!

يقول ابوقيس الاودي [4] المتوفي سنة 120: ادركت الناس و هم ثلاث طبقات: أهل دين يحبون عليا، و أهل دنيا يحبون معاوية، و الخوارج. [5] .

و علي أي حال لا نريد أن نخوض في هذا الموضوع و نسأل من أين جاء هذا التحديد؟ و لماذا اختص الشيخان بهذه المنزلة دون غيرهم من اصحاب محمد؟ و لماذا لا يطبق ذلك علي من أعلن شتم علي عليه السلام و انتقاصه؟! و كيف تقبل رواية من عرف بالعداء له مع انهم لم يسموه بالبدعة و لم يتوقفوا عن قبول روايته امثال عثمان بن حريز و الحصين بن نمير و الهيثم بن الأسود و. و.


پاورقي

[1] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 93: 1 و طبقات ابن سعد 250: 6 و فهرست ابن النديم 308 و معجم الادباء 107: 1 و بغية الوعاة 176 و مرآة الجنان 210: 1 و الجرح و التعديل 196: 1 قسم 1 و ميزان الاعتدال 4: 1 و غيرها من كتب الرجال و الحديث و التاريخ.

[2] السعدي هو ابراهيم بن يعقوب ابواسحق السعيد الجوزجاني المتوفي سنة 256 كان حروري المذهب شديد العداء لعلي (ع) و قد وصفوه بانه صلب في السنة و قال ابن عدي: كان شديدا الي مذهب اهل دمشق علي علي (ع). و لكنهم وثقوه لأن أحمد بن حنبل كان يكاتبه و ابراهيم هذا كان شديد الحمل علي رجال الشيعة فلا يصفهم الا بسيي ء القول لسوء عقيدته و انحراف نزعته.

[3] ميزان الاعتدال 5 - 4: 1.

[4] ابوقيس الاودي هو عبدالرحمن بن ثروان الكوفي المتوفي سنة 120 و هو من رجال صحيح البخاري و مسلم و الترمذي و ابي داود و النسائي.

[5] اخرجه ابن عبدالبر بسند عن سفيان الثوري في الاستيعاب 51: 3.


سفيان أو سيف بن مصعب (العبدي)


«يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فانه علي دين الله» [1] .



[ صفحه 306]



لم أعثر علي قول للامام الصادق عليه السلام في أمره لشيعته بتعليم أولادهم شعر أي من الشعراء الا شعر العبدي.

و لم هو بالخصوص؟!!.

لعل ذلك يرجع الي أن الشعراء الأخر، كانت أشعارهم خليطا في مدح أئمة أهل البيت عليهم السلام و مدح ملوك و سلاطين عصرهم.

أما العبدي فلم يعثر له علي شعر في غير مديح أهل البيت عليهم السلام [2] ، مع جودة شعره، و دقة نظمه، و روعة بيانه، حتي قال السيد الحميري «أنا أشعر الناس الا العبدي». فلذا يناشد الامام شيعته بأن يعلموا أولادهم شعره.

و دخل العبدي يوما علي الامام الصادق عليه السلام فاستغل الامام تلك الفرصة الذهبية التي تحيي آثار أهل البيت عليهم السلام فقال له: قل شعرا تنوح به النساء.

و كان عليه السلام يتحيز هكذا فرص، ليسمع نساءه رثاء الحسين عليه السلام من باب قوله تعالي (و أمر أهلك بالصلاة) [3] فهذه مما تقوي قلوبهن علي التمسك بالعروة الوثقي.

فقال عليه السلام: قولوا لام فروة [4] تجي ء و تسمع ما صنع بجدها، فجاءت فقعدت خلف الستر ثم قال: أنشدنا..



[ صفحه 307]



فقال: فرو جودي بدمعك المسكوب... فصاحت و صحن النساء، فقال أبوعبدالله عليه السلام: الباب الباب، فاجتمع أهل المدينة علي الباب، فبعث اليهم أبوعبدالله عليه السلام صبي لنا غشي عليه، فصحن النساء [5] .

فمن عظم الرزية و الشجية، لم تستطع النساء التماسك عن البكاء، و من المظنون أن نساء شيعيات كن حاضرات عند الامام عليه السلام حتي أحدث البكاء ضجيجا عظيما، أثر علي بيوت كثيرة في المدينة، فخشي الامام حينئذ من السلطة الغاشمة، عندما اجتمعت الحشود علي الباب، فاضطر عندئذ عليه السلام الي التورية أو التقية لدفع البلاء الذي كان بانتظاره لولا تدارك الأمور.

و من نبوغ العبدي في شعره، أنه اجتمع يوما مع السيد الحميري فانشد الحميري:



اني أدين بما دان الوصي به

يوم الخريبة من قتل المحلينا



و بالذي دان يوم النهروان به

و شاركت كفه كفي بصفينا



فقال له العبدي: أخطأت، لو شاركت كفك كفه كنت مثله، ولكن قل: تابعت كفه كفي، لتكون تابعا لا شريكا. فكان السيد بعدها يقول: أنا أشعر الناس الا العبدي [6] .

فالشعر من أقوي الأساليب التي تلهب الأحاسيس، و تحرك المشاعر، و توقظ الضمير النائم.

و هكذا كان لسان العبدي سيفا علي بني أمية، فكانت تسميته بسيف من أعظم الصدق، اذ طابقت التسمية المسمي، و أي سيف!! بل أعظم من ألف سيف علي بني أمية!! فقد دخل العبدي علي عبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس



[ صفحه 308]



بفلسطين، و عنده من بني أمية اثنان و ثمانون رجلا، و الغمر بن يزيد بن عبدالملك، جالس معه علي مصلاه، فاستنشده قوله: وقف المتيم في رسوم ديار...

و هو مصغ مطرق حتي انتهي الي قوله:



أما الدعاة الي الجنان فهاشم

و بنوأمية من دعاة النار



و بنوأمية دوحة ملعونة

و لهاشم في الناس عود نضار



أأمي مالك من قرار فالحقي

بالجن صاغرة بأرض و بار



و لئن رحلت لترحلن ذميمة

و كذا المقام بذلة و صغار



فضرب عبدالله بقلنسوة علي رأسه الأرض، و كانت العلامة بينه و بين الخراسانية (غلمانه الموكلون بحراسته) فوضعوا عليهم العمد حتي ماتوا، و أمر بالغمر فضربت عنقه.

فبنو أمية الذين كانوا يتنعمون في فلسطين في دولة بني العباس، و الذي أغضي عنهم عبدالله بن علي بن عبدالله (عم أبوالعباس و أبوجعفر المنصور ردحا من الزمن) حتي جاء العبدي، فهيج أشجانه، و بانت أحزانه، فأمر غلمانه، بقتل أعدائه، نصرة لأوليائه.

و من أشعاره:



أشهد بالله لقد قال لنا

محمد و القول منه ما خفي



لو أن ايمان جميع الخلق مم

ن سكن الأرض و من حل السما



يحل في كفة ميزان لكي

يوفي بايمان علي ما وفي



لو أن عبدا لقي بأع

مال جميع الخلق برا و تقي



و لم يكن و آلي عليا حبطت

أعماله و كب في نار لظي [7] .



[ صفحه 309]




پاورقي

[1] أعيان الشيعة ج 7 / 268 - الغدير ج 2 / 294.

[2] أعيان الشيعة ج 7 / 268 الغدير ج 2 / 294.

[3] طه / 132.

[4] أم فروة - أم الامام الصادق عليه السلام - بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. و أمها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر، و هذا معني قول الصادق عليه السلام «ان أبابكر ولدني مرتين». و تسمع ما صنع بجدها أي الحسين عليه السلام فنسبها الي بني هاشم لا الي بني تيم، و من المقطوع به أنه أراد عليه السلام بجدها الحسين عليه السلام و ذلك لأن أشعار العبدي كلها في مدح أهل البيت عليهم السلام و الصادق قد طلب منه ذكر مصيبة تبكي عليها للحسين عليه السلام كما ذكر ذلك الكشي و السيد الخوئي و... و لم يذكر في التاريخ أن أهل البيت عليهم السلام قد أمروا بالبكاء علي محمد بن أبي بكر، و ان كان بنفسه مؤمنا ممدوحا.

[5] أعيان الشيعة ج 7 / 268 - الغدير ج 2 / 296 - معجم رجال الحديث ج 8 / 159.

[6] نفس المصدر.

[7] نفس المصادر السابقة.


فيما يتعلق بصلاة الوتر


و فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولي: عدد ركعات الوتر.

اختلف الفقهاء في أقل عدد ركعات الوتر.

مذهب الامام الصادق: أن الوتر ثلاث ركعات نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [1] .

و روي ذلك عن سيدنا عمر و علي و ابن مسعود و ابن عباس و علي بن الحسين و عمر بن عبدالعزيز و زيد بن علي و الباقر و الناصر و رواية عن أم المؤمنين عائشة.

و هو قول أبي حنيفة [2] .



[ صفحه 157]



و الحجة لهم:

ما روي عن علي قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يوتر بثلاث» [3] .

و خالف ذلك جماعة: فذهبوا الي أن الوتر بثلاث ركعات مستحب و أنه أدني الكمال. و ان كان أقله ركعة.

و بهذا قال جمهور العلماء من الصحابة و التابعين لا سيما الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم و معاوية و معاذ و غيرهم. و به قال مالك و الشافعي و أحمد [4] .

المسألة الثانية: كيفية صلاة الوتر:

اختلف الفقهاء في كيفية صلاة الوتر، أيفصل بين الشفع و الوتر بسلام أم يصلي الثلاث متصلة لا يفصل بينهن بسلام.

و مذهب الامام الصادق: يسلم علي اثنتين ثم علي واحدة.

نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [5] .

و روي ذلك عن: الخلفاء الأربعة و علي بن الحسين و الباقر و عطاء و الأوزاعي و اسحاق و أبي ثور و غيرهم و اليه ذهب مالك و الشافعي و أحمد [6] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه و سلم قال: «الوتر ركعة في آخر الليل» [7] .

2- ما روي عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصلي فيما بين أن



[ صفحه 158]



يفرغ من صلاة العشاء و هي التي يدعو الناس العتمة. الي الفجر احدي عشر ركعة يسلم بين ركعتين يوتر واحدة» [8] .

3- ما صح عن ابن عمر: أن رجلا سأل رسول الله صلي الله عليه و سلم عن صلاة الليل فقال: صلاة الليل مثني مثني، فاذا خشي أحدكم الصبح صلي ركعة واحدة توتر له ما قد صلي [9] .

و قال بعض العلماء: أقل الوتر ثلاث ركعات متصلات لا يصح أن يفصل بينهن بسلام روي ذلك عن: علي و أنس و الحسن و مكحول و علقمة و زيد بن علي و عمر بن عبدالعزيز و الثوري و اليه ذهب أبوحنيفة [10] .

المسألة الثالثة: القراءة في صلاة الوتر:

مذهب الامام الصادق: أن أفضل ما يقرأ في الوتر مع الفاتحة سورة الاخلاص ثلاثا ثلاثا نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [11] .

و روي ذلك عن الباقر [12] .

و قد روي عن بعض الصحابة و التابعين غير ذلك.

فقد روي عن أبي بن كعب لما أمره سيدنا عمر بن الخطاب أن يقوم بالناس في رمضان كان يوتر بهم فيقرأ في الركعة الأولي: «انا أنزلناه في ليلة القدر(1)«و في الثانية «قل ياأيها الكافرون (1) «و في الثالثة: «قل هو الله أحد (1)«.

و روي عن سيدنا علي كرم الله وجهه أنه قال ليس في القرآن شي ء



[ صفحه 159]



مهجور فأوتر بما شئت و روي عن جابر بن زيد: أنه كان يوتر ب«انا أنزلناه في ليلة القدر(1)«و في الركعة الأولي و الثانية ب«قل هو الله أحد(1)«و الثالثة باية الكرسي و خاتمة البقرة و قل هو الله أحد.

و قال الجمهور أهل العلم يستحب أن يقرأ في الركعة الأولي ب«سبح اسم ربك الأعلي(1)«، و في الثانية «قل يايها الكافرون (1)«، و في الثالثة الاخلاص و المعوذتين [13] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 3 / 30.

[2] المصدر السابق - المغني: 2 / 151 - 150 - المجموع: 4 / 22 - بداية المجتهد: 1 / 204 - البدائع: 2 / 688 - المنتقي: 1 / 214.

[3] سنن الترمذي: 1 / 286 - مسند أحمد: 6850 - كنز العمال: 1893 - 21883.

[4] المصادر السابقة للرأي الأول - المدونة: 1 / 126 - المحلي: 3 / 42 - مغني المحتاج: 2 / 54 - 1 / 22.

[5] البحر الزخار: 3 / 31.

[6] المصدر السابق - معالم السنن: 1 / 287 - المدونة: 1 / 26 - المغني: 2 / 110 - المجموع: 4 / 23 - 11 - عمدة القاري: 4 / 252 - طرح التثريب: 33 / 78 - الشرح الكبير للدردير: 1 / 316 - مصنف ابن أبي شيبة: 2 / 292 - نيل الأوطار: 3 / 37.

[7] مسلم بشرح النووي: 6 / 36 - سنن النسائي: 3 / 232.

[8] مسلم بشرح النووي: 6 / 16.

[9] البخاري هامش الفتح: 6 / 30 - مسلم هامش النووي: 3 / 25.

[10] انظر: البدائع: 1 / 271 - المجموع: 4 / 22 - مصنف ابن أبي شيبة: 2 / 293 - شرح معاني الآثار: 1 / 277.

[11] البحر الزخار: 3 / 32.

[12] المصدر السابق.

[13] المجموع: 4 / 23 - المغني: 2 / 164 - المدونة: 1 / 120 - شرح السنة: 4 / 98 - الفتح الرباني: 4 / 307.


عبدالملك المصري


روي الشيخ الكليني قدس سره باسناده عن علي بن منصور قال: قال لي هشام بن الحكم: كان بمصر زنديق تبلغه عن أبي عبدالله عليه السلام أشياء، فخرج الي المدينة ليناظره، فلم



[ صفحه 55]



يصادفه بها، و قيل له: انه خارج بمكة، فخرج الي مكة و نحن مع أبي عبدالله عليه السلام في الطواف، و كان اسمه عبدالملك، و كنيته أبو عبدالله، فضرب كتفه كتف أبي عبدالله عليه السلام.

فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما اسمك؟

فقال: اسمي عبدالملك.

قال: فما كنيتك؟

قال: كنيتي أبو عبدالله.

فقال له أبو عبدالله عليه السلام: فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ أمن ملوك الأرض، أم من ملوك السماء؟! و أخبرني عن ابنك عبد اله السماء أم عبد اله الأرض؟ قل ما شئت تخصم!

قال هشام بن الحكم: فقلت للزنديق: أما ترد عليه؟

قال: فقبح قولي.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: اذا فرغت من الطواف فأتنا.

فلما فرغ أبو عبدالله عليه السلام أتاه الزنديق، فقعد بين يدي أبي عبدالله عليه السلام و نحن مجتمعون عنده، فقال أبو عبدالله عليه السلام للزنديق: أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا؟

قال: نعم.

قال: فدخلت تحتها؟

قال: لا.

قال: فما يدريك ما تحتها؟

قال: لا أدري الا أني أظن أن ليس تحتها شي ء!

فقال أبو عبدالله عليه السلام: فالظن عجز لما لا تستيقن. ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: أفصعدت السماء؟

قال: لا.



[ صفحه 56]



قال: أفتدري ما فيها؟

قال: لا.

قال: عجبا لك! لم تبلغ المشرق، و لم تبلغ المغرب، و لم تنزل الأرض، و لم تصعد السماء، و لم تجز هناك فتعرف ما خلفهن، و أنت جاحد بما فيهن، و هل يجحد العاقل ما لا يعرف؟!

قال الزنديق: ما كلمني بهذا أحد غيرك!

فقال أبو عبدالله عليه السلام: فأنت من ذلك في شك، فلعله هو، و لعله ليس هو؟

فقال الزنديق: و لعل ذلك.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: أيها الرجل! ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل، يا أخا أهل مصر! تفهم عني، فانا لا نشك في الله أبدا، أما تري الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان فلا يشتبهان و يرجعان، قد اضطرا ليس لهما مكان الا مكانهما، فان كانا يقدران علي أن يذهبا فلم يرجعان؟ و ان كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا؟ اضطرا والله يا أخا أهل مصر الي دوامهما، والذي اضطرهما أحكم منهما و أكبر.

فقال الزنديق: صدقت.

ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: يا أخا أهل مصر! ان الذي تذهبون اليه و تظنون أنه الدهر يذهب بهم لم لا يردهم؟ و ان كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ القوم مضطرون يا أخا أهل مصر! لم السماء مرفوعة، و الأرض موضوعة؟ لم لا يسقط السماء علي الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق طباقها، و لا يتماسكان، و لا يتماسك من عليها؟

قال الزنديق: أمسكهما «الله» ربهما و سيدهما.

قال: فآمن الزنديق علي يدي أبي عبدالله عليه السلام.

فقال له حمران: جعلت فداك، ان آمنت الزنادقة علي يدك، فقد آمن الكفار علي يدي أبيك.



[ صفحه 57]



فقال المؤمن الذي آمن علي يدي أبي عبدالله عليه السلام: اجعلني من تلامذتك.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا هشام بن الحكم، خذه اليك، و علمه.

فعلمه هشام، فكان معلم أهل الشام و أهل مصر الايمان، و حسنت طهارته، حتي رضي بها أبو عبدالله عليه السلام [1] .


پاورقي

[1] الكافي 73:1 / 1 باب حدوث العالم؛ التوحيد 293 / 4؛ الاحتجاج 204 / 217.


حريز


حريز بن عبدالله الأزدي الكوفي السجستاني، و نسب الي سجستان لاكثاره السفر و التجارة اليها فعرف بها، و كان من فقهاء الرواة و له عدة كتب في الفقه و قد روي عن الصادق عليه السلام مشافهة و بالواسطة أخبارا كثيرة، و قيل انه لم يرو عن الصادق عليه السلام مشافهة الا حديثين، ولكن هذا الزعم يخالف ما هو مروي عنه في كتب الفقة بلا واسطة، و من سبر كتب الحديث عرف أنه كثير الرواية عنه مشافهة، و كتبه تعد من الاصول، و قد قتل في سجستان في جماعة من الشيعة، و سبب ذلك أن له أصحابا يقولون بمقالته، و كان الغالب علي أهل سجستان الشراة - الخوارج - و كان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب أميرالمؤمنين عليه السلام و سبه، فيخبرون حريزا و يستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك فيأذن لهم، فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل، فلا يتوهمون علي الشيعة لقلة عددهم، و يطالبون المرجئة و يقاتلونهم، و ما زال الأمر هكذا حتي وقفوا علي الأمر فطلبوا الشيعة، فاجتمع أصحاب حريز اليه في المسجد، فهدموا عليهم حيطان المسجد و قلبوا أرضه عليهم، رحمة الله عليهم.


نظرية الضوء و نسبية الزمن عند الامام الصادق


من ابداعات الامام جعفر الصادق عليه السلام:نظريته الخاصة بالضوء ، فمن رأيه أن الضوء ينعكس من الأجسام علي صفحة العين البشرية ، أما الأجسام البعيدة فلا ينعكس منها الا جزء صغير من الضوء ، و لهذا تتعذر رؤيتها بالوضوح الكافي ، أما اذا استعنا بجهاز أو آلة لتقريب الضوء الي العين ، كالجهاز الكهربي الضوئي مثلا فعندئذ يمكننا مشاهدة الجسم البعيد بنفس حجمه الحقيقي و بوضوح تام ، بمعني أن الجسم الذي يبعد عنا بثلاثة آلاف ذراع ، نراه و كأنه يبعد عنا ستين ذراعا ، فنكون بذلك قد قربناه أكثر من خمسين مرة .

و نتيجة للاتصال الذي تحقق بين أوروبا و الشرق في أثناء الحروب الصليبية ، انتقلت هذه النظرية من الشرق الي أوروبا ، و درست في المعاهد العلمية و الجامعات الأوروبية . و كان من جملة المهتمين بها روجر بيكون ، الاستاذ بجامعة أوكسفورد ( 1294 - 1214 م ) .

و جاءت نظرية بيكون في الضوء مطابقة لنظرية الامام الصادق عليه السلام . فلو استعنا بما يقرب ضوء الأجسام البعيدة الي عيوننا ، لأمكننا مشاهدتها و قد قربت الينا خمسين مرة عن بعدها الحقيقي .



[ صفحه 336]



و بفضل هذه النظرية اخترع ليبرشي الفلامندي المجهر في عام 1608 م ، و استعان غاليلو بهذا المجهر في اختراع المرقب الفلكي في عام 1610 م . و في ليلة السابع من يناير سنة 1610 م ، بدأ غاليلو برصد النجوم مستعينا بمرقبه ، و لا يستبعد بسبب قرب الفاصل الزمني بين الاختراعين - و هو سنتان لا غير - أن تكون الفكرة تبلورت عند هذين العالمين في وقت واحد ، و ان كان غاليلو استفاد من مجهر العالم الفلامندي و حاول قدر المستطاع علاج ما فيه من قصور ، مع ما كان متاحا في ذلك الوقت من امكانات تقنية محدودة .

و كان غاليلو من خريجي جامعة ( بادوا ) الشهيرة في مملكة ( با تاويوم ) التي سميت في ما بعد ( بوني تي ) و التي تسمي عاصمتها اليوم فينيسيا أو البندقية . و بعد تخرجه أصبح استاذا في نفس الجامعة . و عند ما شرع برصد النجوم في أول ليلة ، حيره منها أن يري القمر شبيها بالأرض من حيث ان سطحه تغطيه سلاسل من الجبال و الوديان ، فتحقق من أن الكون لا ينحصر في الكرة الأرضية ، و ان القمر بدوره عالم من عوالم دنيانا الكثيرة.

و لولا نظرية الضوء التي أتي بها الامام جعفر الصادق عليه السلام ، لما تمكن ليبرشي الفلامندي و غاليلو من صنع المجهر الفلكي لرصد انعكاس ضوء الشمس علي الكواكب الاخري ، و بالتالي تأكيد نظرية كوبرنيكوس و كبلر القائلة ان الكرة الأرضية تدور حول الشمس و كواكب اخري .

و كان للمجهر الفلكي الذي صنعه غاليلو صدي بعيدا في الأوساط العلمية المختلفة في البندقية ، حتي ان رئيس الجمهورية ( دوج ) و عددا من نواب مجلس الأعيان استبد بهم الشوق لرؤية الأجرام السماوية من خلال هذا المرقب ، فاضطر الي نقله من مدينة بادوا الجامعية الي العاصمة ( البندقية ) ، و أقامه علي برج



[ صفحه 337]



من أبراج الكنيسة لكي يتسني لأعضاء مجلس الأعيان التطلع الي السماء في الليل و رؤية النجوم و الكواكب .

و لما سئل غاليلو عن سر رؤية سطح القمر و ما عليه بوضوح ، ردد نظرية الامام الصادق عليه السلام ، و هي أن هذا نتيجة لانعكاس الضوء من سطح القمر و وصوله الي العين . و قال:ان هذا المرقب يجمع أشعة الضوء المنعكسة من سطح القمر و يقربها الي العين ، فتراه قريبا منها .

و بمشاهدة غاليلو لكواكب عطارد و الزهرة و المشتري في أحوالها المختلفة من الهلال الي المحاق ، تثبت نظرية كوبرنيكوس و كبلر. [1] .

و من الحقائق العلمية المؤسفة أن الشخصية الفذة للفيلسوف الاغريقي أرسطو [2] القائل:ان الأرض ثابتة و لا تتحرك و ان الشمس و النجوم تدور



[ صفحه 338]



من حولها ، و الشخصية العلمية الرصينة للعالم بطليموس الذي جاء بعد أرسطو بخمسة قرون و أكد نظريته هذه ، قد حالتا دون تقدم علم الفلك قرابة ألف و ثمانمائة عام ، أي من القرن الثالث قبل الميلاد الي القرن الخامس عشر الميلادي .

و لا يسع أحدا أن ينكر فضل أرسطو علي العلم ، و أهمية مؤلفاته في المنطق كالاورغانون ، و في العلوم كالحس و المحسوس التي تعد من التراث الانساني الخالد ، ولكن نظريته الفلكية عطلت تطور العلوم الفلكية طوال ثمانية عشر قرنا ، و لولا ذلك ، لما كان من المستبعد أن يتقدم بعصر النهضة فينطلق من القرن السابع الميلادي أو قبل ذلك .

و بدأ عصر النهضة بالنظرية التي طلع بها العالم البولوني كوبرنيكوس القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس ، و جاء بعده العالم الألماني كبلر ليدعم هذه النظرية و يميط اللثام عن قوانين حركة السيارات حول الشمس ، و منها الأرض . ثم جاء غاليلو من بعدهما ، فبث روحا جديدة في هذه الحركة العلمية و أعطاها دفعة قوية باثباته حركة السيارات حول الشمس بالرؤية و العيان .

ولولا هؤلاء الثلاثة ، و ما تمخضت عنه جهودهم و بحوثهم العلمية ، لما ظهر فيلسوف مثل ديكارت [3] بمنهاجه الخاص في التحقيق ، فهو الذي أرسي للبحوث العلمية أساسا منهجيا سديدا في عصر النهضة و التجديد ، و لعله لولا هؤلاء الفلاسفة



[ صفحه 339]



الثلاثة العظام ، لعاش ديكارت بدوره في نفس الظلمات التي عاش فيها قوم كثيرون قبل ظهور هؤلاء في متطاول القرون .

و عندما صوب غاليلو منظاره الفلكي الي قبة السماء في عام 1610 م ، كان ديكارت ما زال في الرابعة عشرة من عمره ، ولولا العلم الذي أتي به كوبرنيكوس و كبلر و غاليلو ، لما استطاع ديكارت التخلص من مخلفات التفكير السائد في المجتمع ، و ارساء قواعد البحث و التحقيق المنهجي في عصر النهضة . و معروف أن العلوم سلسلة متصلة الحلقات ، و ان كل علم انما يعين في كشف علم آخر ، و هلم جرا .

و لا ريب في أن جهل الانسان بحقيقة كون الأرض و السيارات الاخري تدور حول الشمس ، قد قعد به عن متابعة البحث و التحقيق ، و قص جناحيه حتي لا يحلق في آفاق العالم الرحيب ، و كان المسؤول الأول عن هذا القعود هو الرأي العلمي الخاطي ء الذي قال به المعلم الأول ( أرسطو ) و الذي ساعد علي تعزيزه ما كان يتمتع به من نفوذ علمي ، كما سبق القول ، فلم يجرؤ أحد علي معارضة رأي استاذ يعد في عصره استاذ الأساتذة.

و جاء العالم الجغرافي المصري بطليموس بعد أرسطو بخمسة قرون ، فأكد نظريته الخاصة بدوران الشمس و الكواكب حول الأرض ، و بأن الأرض نفسها ثابتة لا تتحرك .

و من العوامل الهامة أيضا في ترسيخ نظرية أرسطو و استمرارها موقف الكنائس المسيحية التي اعتقدت تأكيدا لهذه النظرية أن الأرض هي قاعدة العالم و مركزه الثابت ، و أنه لولا ذلك لما ظهر فيها ابن الله ( المسيح ) ، و من هنا اعتبرت هذه النظرية عقيدة ضرورية لكل مسيحي .



[ صفحه 340]



و حتي ندرك أهمية الصنيع الذي قام به العلماء العظام كوبرنيكوس و كبلر و غاليلو ، نستشهد في هذا المقام بما قاله العالم الفيزيائي البريطاني ( ادنجتون ) المتوفي عام 1944 م من أن نظرية أرسطو بشأن ثبات الأرض و دوران الشمس و السيارات من حولها ، و هي النظرية التي أيدها بطليموس من بعده ، كانت كالكابوس الجاثم علي الحركة العلمية ليخنقها ، ولو لم يرفع هذا الكابوس عن الحركة العلمية ، لما حدث التقدم العلمي الذي شهدته البشرية في عصرها الأخير .

فاذا انتقلنا الي الشرق ، وجدنا العالم الهندي تشاندرا تشاترشي [4] Chaterchi يقول:لولا اهتداء الانسان الي أن الأرض تدور حول نفسها و حول الشمس ، ولولا كشفه لهذه الحركة ، لبقي سادرا في جهله ، و لما استطاع التوصل الي ما اهتدي اليه في العصر الحديث .

و قد أقام هؤلاء العلماء العظماء الثلاثة البراهين أمام العالم علي أن آراء أرسطو و غيره من الفلاسفة ليست كلها آراء سليمة تتأبي علي الطعن أو المعارضة ، و أن الكنائس المسيحية التي استندت الي نظرية أرسطو لتعزيز رأيها بشأن ثبات الأرض كانت مخطئة بدورها .

و ظلت الكنائس المسيحية طوال هذه الفترة تستند الي نظرية أرسطو الفلكية في دعم رأيها بشأن ثبات الأرض ، دون أن تحاول تمحيصها أن نقدها ، حتي جاء



[ صفحه 341]



الكاردينال نيقولا دوكوزا في عام 1460 م فتصدي لهذا الرأي بالمعارضة الجريئة . فقد كان العرف المتبع في ذلك الوقت هو منع صغار رجال الدين من دخول مكتبة الفاتيكان الغنية بالكتب و المراجع ، في حين ان القساوسة من ذوي الرتب الدينية الرفيعة كان حقهم التردد علي المكتبة و الانتفاع بما فيها من ذخائر . و يعزي الفضل الي مكتبة الفاتيكان في نقل القسم الأعظم من معارف الامم الاغريقية و الرومانية و ثقافاتها الي الامم الأوروبية و الأمريكية .

صحيح انه كانت في أوروبا مراكز و مكتبات علمية اخري ، ولكن هذه المراكز لم يكن لها أثر ايجابي في حفظ تراث الاغريق و الرومان و نقله الي الأوروبيين ، لأنها لم تحظ بما حظيت به مكتبة الفاتيكان من أسباب الرعاية و الوقاية من آثار الحروب و الدمار التي حلت بأوروبا ، و لا عجب فالجيوش و الامم المتطاحنة هي جيوش و امم مسيحية ممن تحاذر الحاق أي أذي بالفاتيكان الذي يضم المقر البابوي ، أو بمكتبة الفاتيكان ، تقديسا منها لباب روما ، و هكذا نجت مكتبة الفاتيكان من آثار الحروب . يضاف الي ذلك أن هذه المكتبة كانت علي الدوام مسندة الي عدد من القساوسة و العلماء المسيحيين ، يشرفون عليها و يحرصون علي ذخائرها و يصونونها من أيدي العبث و التلف .

بل ان الجامعات الأوروبية القديمة ، كجامعات بادوا في ايطاليا و أوكسفورد في انجلترا و السوربون في فرنسا لم يكن لها ما لمكتبة الفاتيكان من دور في حفظ التراث العلمي و الأدبي لليونان و الرومان و نقله ، لأنها جميعا اسست في الألف الثانية بعد الميلاد ، و استفادت بعد تأسيسها من مكتبات الفاتيكان و غيرها من المراكز الدينية التي حرصت علي صيانة الكتب .

أما ملوك أوروبا و امراؤها و أشرافها فكانوا في غالبيتهم من الاميين



[ صفحه 342]



الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة ، فكيف بعامة الناس .

و لم تعن بحفظ الكتب و صيانتها في أوروبا الا المراكز الدينية الهامة ، ولولا سعيها الي صيانة المؤلفات المدونة باللغات اليونانية و اللاتينية و السريانية ، لما انتهي تراث اليونان و الرومان الي الامم الأوروبية اليوم .

كانت مكتبة الفاتيكان ، كما سلف القول ، أغني المكتبات بمقتنياتها من كتب اليونان و اللاتين القديمة ، ولكن الانتفاع بذخائرها كان مقتصرا علي ذوي الرتب المطرانية أو الكاردينالية من رجال الدين الذين تتألف منهم المجموعة المشرفة علي الكنائس ، فكان من حق هؤلاء فقط دخول مكتبة الفاتيكان و تناول ما فيها من كتب قديمة ، أما اليوم ، فقد تغير الوضع ، و صار مسموحا لجميع رجال الدين بالتردد علي المكتبة و الانتفاع بكتبها بغض النظر عن رتبهم .

و هكذا نري أن المساواة في البحث العلمي كانت منعدمة حتي في الكنائس الكاثوليكية ، و ان النظام الطبقي الديني كان يحول دون الانتفاع بالمكتبة بالنسبة لصغار رجال الدين ، اذ كان قادة الكنيسة و أساقفتها يرفضون أن يجلسوا جنبا الي جنب مع صغار القساوسة في قاعات المكتبة للاطلاع علي نفس الكتب و المراجع.

أما الاعارة الخارجية للكتب من مكتبة الفاتيكان ، فكانت محظورة ، مما ساعد علي حفظ هذه الكتب من الضياع ، و ما زال هذا التقليد مستمرا اللي يومنا هذا . فالكتب لا تعار و انما يجوز تصويرها .

و كما سبق القول ، فقد اتيحت للكردينال نيقولا دوكوزا فرصة دخول مكتبة الفاتيكان و تناول ما فيها من كتب ، يضاف الي ذلك انه كان يجيد اللغة اليونانية ، فاستطاع بذلك الوقوف علي كتب فلاسفة الاغريق ، و منهم أرسطارخوس



[ صفحه 343]



الذي كانت له نظرية بشأن حركة الأرض و دورانها .

و لما عاد من الفاتيكان الي مسقط رأسه في ألمانيا ، كتب رسالة علمية حول الحركة الوضعية و الانتقالية للأرض ، ولكن هذه الرسالة ظلت مخطوطة لانعدام وسائل الطباعة و قتذاك ، ولكن استنسخت منها نسخ لفائدة المهتمين بهذا الموضوع . كان ذلك في عام 1460 أي قبل ميلاد كوبرنيكوس بثلاثة عشر عاما ، ولكن نظرية دوران الأرض حول الشمس اشتهرت باسم العالم الرياضي و لمنجم البولوني كوبرنيكوس و ليس باسم نيقولا دوكوزا ، لأن الثاني كان من رجال الدين المجهولين في الأوساط العلمية ، و لأنه نقل نظريته عن فلاسفة اليونان . أما كوبرنيكوس فكان من رجال العلم ، كما انه أثبت نظريته بشأن دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس بالمناهج العلمية ، مما أثار اهتمام الأوساط العلمية بكشوفه .

و قد ظلت رسالة نيقولا دوكوزا غير معروفة أولا لأنها كتبت خارج دائرة الفاتيكان ، و ثانيا لأنه ردد آراء فلاسفة اليونان دون تجريب عملي أو تحليل علمي ، فلم يأخذها الناس مأخذ الجد ، لا سيما و هي تتعارض مع رأي الفاتيكان بشأن ثبات الأرض ، و هو الرأي الذي أصبح قضية بديهية مسلمة لدي الكنائس و المسيحين .

و ها هو ذا أبوالرياضيات الحكيم اليوناني فيثاغورس يقول في مقدمة علم الهندسة:« ان القضايا البديهية لا يحتاج اثباتها الي دليل » ، و قد اشتهر هذا المبدأ في ما بعد . و دلل علي ذلك بقوله ان العشرة أكبر من خمسة ، و هي قضية بديهية لا تحتاج الي برهان أو دليل ، و ان الخمسين رطلا أثقل من الأربعين ، و هذه بدورها من البديهيات التي لا تحتاج الي برهان ، و حركة الشمس و الأجرام



[ صفحه 344]



السماوية لا تحتاج الي دليل لأن الانسان منذ خلق و هو يري بعينيه أن الشمس و النجوم تتحرك و تدور . فموضع الشمس عصرا يختلف عن موضعها صباحا . كذلك كان ثبات الأرض و انعدام الحركة فيها من القضايا البديهية الاخري ، لأن الانسان لم ير حركة بام العينين ، و ان العمائر و المباني التي يشيدها بالغا ما بلغ ارتفاعها أو حجمها ، باقية في مكانها الي أن تزول بسبب عوامل التعرية من مطر و شمس و رياح ، و ان الجبال و التلال راسخة في مكانها علي مدي العمر و الدهر .

فلو قيل اذن ان الأرض تدور ، و ان لها حركتين احداهما حول نفسها و الاخري حول الشمس ، لاعتبر هذا القول من قبيل الخرافات و الأساطير ، ولاتهم قائله بأنه يهزل أو بأن به مسا من جنون .

و قد قلنا ان نظرية الضوء للامام جعفر الصادق عليه السلام قد فتحت الطريق أمام الباحثين حتي انتهت بهم الي صنع المنظار الفلكي و رصد الأجرام السماوية ، و قادتهم الي انطلاقة عصر النهضة و التجديد .

ولولا أن الصناعة لم تكن في عصر الامام الصادق عليه السلام قد بلغت مرحلة تمكن الامام من صنع منظار أو مرقب فلكي لرصد الأجرام السماوية و تسجيل حركة السيارات ، لكان قد نجح بفكره النافذ في تحقيق ما انتهي اليه العظماء الثلاثة ، ولكن هذا لا يقلل من أهمية نظرية الضوء التي طلع بها الامام قبل اثني عشر قرنا من هذا التأريخ .

و اذا كان نيوتن قد اكتشف قانون الجاذبية عندما سقطت تفاحة من شجرة علي رأسه ، فهل يعاب عليه أنه لم يقذف تفاحة لتدور حول الأرض كما هو شأن الأقمار الصناعية في عصرنا هذا ؟ بالطبع لا .

و قد بات معروفا للناس جميعا أن الأقمار الصناعية التي تطوف حول



[ صفحه 345]



الأرض ، أو التي اطلقت صوب القمر و المريخ تخضع جميعا لقانون الجاذبية الذي كشفه نيوتن ، فان كان نيوتن نفسه لم يوفق الي الاستفادة من كشفه العلمي بالكيفية التي تأتت في عصرنا هذا ، فذلك لا يقلل من أهمية قانون الجاذبية ، و لا من فضل نيوتن في تحقيق هذا الكشف العلمي . ولن يجتري ء أحد فيقول ان عجز نيوتن عن اطلاق قمر صناعي الي الفضاء دليل علي أن كشفه العلمي كان بلا قيمة ، فمثل هذا القول يرتد الي صدر صاحبه و يؤكد فساد تفكيره و قلة فهمه .

و هناك نقطة بالغة الأهمية في نظرية الامام الصادق عليه السلام بشأن الضوء ، هي تأكيده بأن الضوء ينعكس من الأجسام الي العين [5] ، و هو قول يناقض التفكير الذي كان سائدا في ذلك العصر و كان مؤداه أن الضوء ينعكس من العين علي الأجسام المرئية . و الامام الصادق عليه السلام و هو أول عالم في تأريخ الاسلام كله يناقض هذه الرأي السائد . فقد قال ان الضوء لا ينعكس من العين علي الأجسام بل الذي يحدث فعلا هو نقيض ذلك ، أي ان الضوء ينعكس من الأجسام و يصل الي العين .



[ صفحه 346]



دليل ذلك أننا لا نري في الظلمة شيئا ، ولو أن العين كانت تعكس الضوء علي الأجسام لشاهدنا الأجسام نهارا و ليلا .

و للامام الصادق عليه السلام نظرية اخري عن الضوء و حركته و سرعته لا تقل أهمية عن نظريته الخاصة بالضوء و انعكاساته .

فما قاله أن الضوء ينعكس من الأجسام علي العين بسرعة « كلمح البصر » أي ان الامام الصادق عليه السلام عرف أن للضوء حركة « كلمح البصر » ، ولو أسعفته الوسائل التقنية الحديثة لاستطاع أن يقيس هذه السرعة بدقة متناهية .

فهو اذن قد اكتشف نظرية الضوء ، و قال ان للضوء حركة و ان هذه الحركة سريعة جدا ، أفلا يدل هذا كله علي أنه كان سابقا علي عصور علمية كثيرة ؟

و قد روي عن الامام الصادق عليه السلام قوله في بعض دورسه ان الضوء القوي الساطع يستطيع تحريك الأجسام الثقيلة ، و ان النور الذي ظهر لموسي علي جبل الطور لو كانت مشيئة الله ، لحرك الجبل .

و من مؤدي هذه الرواية أن الامام الصادق عليه السلام تنبأ بأساس نظرية ( أشعة الليزر ) ، و في رأينا أن آراء الامام في الضوء و حركته و انعكاس أشعته من الأجسام الي العين أهم من نظرية ( أشعة الليزر ) ، لأن هذه النظرية قد عرفت مقدماتها قبل الصادق عليه السلام و في الأزمنة القديمة و عند مختلف الأقوام و الشعوب .

ففي مصر القديمة مثلا ، كان الناس يعتقدون بأن الضوء ينفذ من الأجسام و يحركها و لا تحول دونه حتي الجبال ، و ان الضوء الضعيف لا ينفذ في كل شي ء و لا يجاوز الأجسام الصلبة أو الجبال ، في حين ان الضوء القوي يفعل هذا ان شاء ! !

و يبدو أن أمثال هذه النظرية كان شائعا عند أقوام كثيرة قبل ظهور الأديان السماوية ، و كانت هذه الأقوام تعتقد أن القدرة التي يتمتع بها الضوء من فعل



[ صفحه 347]



السحرة .

و ليست لدينا معلومات دقيقة عن مبدأ هذه الفكرة و تأريخها ، ولكننا لو تركنا جانبا موضوع الطاقة الكامنة في الضوء ، فان الذي قاله الامام الصادق عليه السلام عن الضوء و حركته يتفق تماما مع أثبته البحث العلمي المعاصر . و غاية ما في الأمر أن العلم الحديث قاس سرعة الضوء و هي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة ، ولكن هذا المقياس لا يجدي في قياس المسافات الفلكية الشاسعة في الدراسات الفضائية .

قلنا في ما تقدم ان العلوم و المعارف في مدرسة جعفر الصادق عليه السلام قد ارسيت قواعدها علي أربع دعائم أوردنا ذكرها ، ولكن أهم خصائص هذه المدرسة و التي ساعدت علي انتشارها و ذيوع علومها تأكيدها علي الابتعاد عن كل تزمت و تعصب و ضيق صدر و افق ، ذلك أن الامام الصادق عليه السلام لم يعط أتباعه ذريعة واحدة لتكفير من يخالفونهم في الرأي ، أو اعتبارهم منشقين أو مارقين ، ولو حدث هذا لقضي دون ريب علي كيان الشيعة الفكري و الثقافي .

و كان الصادق عليه السلام عند حديثه عن جده رسول الاسلام صلي الله عليه و آله و سلم أو آبائه ، يتحدث عنهم باعتبارهم بشرا سويا ، فلا وضع أحدا منهم في مقام الله ، و لا عدهم فوق البشر أو وسطاء يشفعون للناس عند الله [6] ، ولو فاه بشي ء من هذا ، لأحدث انشقاقا بين الشيعة ، كما هو الحال عند المسيحيين .

و مع أن الصادق عليه السلام لم يفه مرة واحدة بما يجعل لجده الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و لآبائه



[ صفحه 348]



الأئمة عليهم السلام طبيعة تختلف عن طبيعة البشر أو تسمو بأجسامهم علي الطبيعة البشرية ، و مع أنه لم يغال في ايراد صفاتهم المعنوية ، كل ذلك لم يحل دون ظهور فرق دينية و صوفية بين الشيعة منذ القرن الثالث الهجري ، و كل واحدة منها تتعصب لرأيها و تناوي ء غيرها من الفرق و كأنها تنتمي الي مذهب مستقل .

و لئن كان العرفان دعامة من الدعائم الأربع التي تقوم عليها المعارف الجعفرية ، فان عرفان الصادق عليه السلام كان يلتزم حدود الاعتدال ، يتوخي معرفة الدين علي الوجه الصحيح و المذهب النقي كذلك و تبصير الناس بحدودهم و مهامهم . ولكن الصادق عليه السلام لم يكن يريد للعرفان أن يصبح مذهبا شائعا مستقلا عن الدين .

و مع ذلك ، أخذت المذاهب و الفرق الشيعية تتكاثر و تتشعب منذ القرن الثالث للهجرة ، و غالي بعضها غلوا شديدا حتي قال بوحدة الوجود ، أي وحدة الخالق و المخلوق ، و هو ما يعتبر شركا و كفرا في عقيدة الشيعة. [7] .

و الذي يعنينا من هذه الظاهرة ، أن حرية البحث و الكتابة كانت منهاجا مرعيا من أتباع الامام الصادق عليه السلام ، و لم يتعرض أحد لايذاء أو عقوبة لأنه أبدي رأيا خالف به أيا من الآراء و النظريات التي كانت سائدة في هذه المدرسة ، سواء أكانت دينية أم علمية أم فلسفية .

لقد كان تلامذة الصادق عليه السلام يطرحون عليه الأسئلة ، و ينتقدون هذا الرأي أو ذاك ، و يعارضون ما يساق في المدرسة من حجج ، و كان يتقبل ذلك منهم برحابة صدر و بشاشة وجه ، و في كتب الحديث و السيرة سجل واف لما جري بين الامام



[ صفحه 349]



الصادق عليه السلام و ناقديه و معارضيه من محاجات و مناقشات و محاضرات .

و قد توسعت الفرق الكلامية و الصوفية في الحديث عن الخالق و وحدة الوجود ، و كان من رأي بعض هذه الفرق أن المخلوق لا يختلف عن خالقه في القدرات المقدرة - طبعا بالقدرة لا بالفعل - بينما رأي بعضها الآخر بأن للرسول صلي الله عليه و آله و سلم و الأئمة مراتب تعلو علي مراتب المخلوق و ان كانت دون مرتبة الخالق طبعا .

بل ان فرقا اخري من الصوفية وضعت المرشد و القطب في مرتبة عالية ، تتحد أحيانا مع وجود الخالق أو تكون مماثلة لهذا الوجود و للقدرة الالهية . و كانت تعظم هؤلاء الأقطاب و ترفع من مقدارهم فوق مراتب الأئمة و الأنبياء ، و تراعي ذلك في سلوكها و عقائدها دون أن تصرح به ، اما استحياء من القول بأن مقام قطبهم أعلي من مقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم ، و اما خوفا من أن يرموا بتهمة التكفير .

و عقيدة هذه الفرق الصوفية شبيهة بعقائد المصريين القدامي في اوزيريس و ايزيس ، و معروف أن قدامي المصريين كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة مع تفضيل الاله آمون باعتباره سيد الآلهة ، و لئن كانت ايزيس - و هي الاهة الموت - في مرتبة دون مرتبة آمون فان المصريين القدامي كانوا يرون أن سلطانها أكبر من سلطان آمون ، لأن ايزيس كانت قادرة علي انزال الموت حتي بآمون و هو سيد الآلهة .


پاورقي

[1] لاحظ غاليلو و هو يرصد عطارد و الزهرة انهما شبيهان بالقمر من حيث انهما يظهران في بادي ء الأمر كالهلال ، ثم يستتمان استدارتهما فيصبحان كالبدر التمام . كما تبين أن هذين الكوكبين يدوران بدورهما حول الشمس و يستضيئان بنورها.

[2] أرسطو أو أرسططاليس ( نحو 322 - 367 ق . م ) اشتهر بأنه حكيم اليونان . تلقي العلم عن أفلاطون ، و قضي في ذلك عشرين سنة ، و أصبح مؤدب الاسكندر المقدوني الأكبر . اليه يرجع الفضل في تنظيم الفلسفة اليونانية و تفريع العلوم منها و تدوين فن المنطق ، و تقوم فلسفته في جملتها علي « اتفاق العلل المادية في العالم الطبيعي » ، من مؤلفاته:« سمع الكيان » و يتناول المبادي ء في الوجود ، و هو تمهيد لدراسة الفلسفة ، و « السماء و العالم » و « الكون و الفساد » و « الآثار العلوية » و « كتاب الحيوان » و « كتاب النبات » و « كتاب النفس » و « الحس و المحسوس » و « ما بعد الطبيعة » و « السياسة » و « الأخلاق » و « الاورغانون » في صناعة المنطق . و أرسطو هو منشي ء علم المنطق حتي سموه المعلم الأول و صاحب المنطق . ( راجع « تأريخ الفكر العربي » لعمر فروخ:108 - 107 ).

[3] رينيه ديكارت Rene Decartes ( 1650 - 1596 م ) فيلسوف و رياضي فرنسي اشتهر بكتابه « مقال في المنهج » الذي كان بعيد الأثر في الفكر الغربي ، و قد ضمن هذا الكتاب نظريته المعروفة:« أنا افكر ، فأنا اذن موجود » ، و قد توصل اليها بالحدس و الاستقراء . له طائفة من الاكتشافات الهندسية و الفيزيائية . ( دائرة المعارف ).

[4] تشاندار تشاترشي كاتب و مفكر هندي له طائفة من المؤلفات باللغة البنغالية ، وله دور هام في حركة تحرير الهند و استقلالها . و عاش قبل غاندي ، و قبل تأسيس حزب المؤتمر الهندي ، و مات سنة 1893 م عن 56 عاما . من آثاره الأدبية « آنان دات » كما ان النشيد الوطني الهندي مقتبس من مقطوعة أدبية له عنوانها ( باندباترا ).

[5] جاء في « خبر الربيع »:قرأ هندي عند المنصور كتب الطب ، و عنده الصادق عليه السلام، فجعل ينصت لقراءته ، فلما فرغ قال:يا أباعبدالله ، أتريد مما معي شيئا ؟ قال:لا ، لأن ما معي خير مما هو معك ، ثم ينتهي الحوار بالقاء أسئلة علمية و طبية من الصادق عليه السلام علي الطبيب الهندي الذي يعجز عن الرد عليها ، منها قول الصادق عليه السلام حول العيون و انعكاس النور اليها:و جعل الحاجبان من فوق العينين ليردا عليهما من النور قدر الكفاية . ألا تري يا هندي أن من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه ؟ ( المناقب 260:4 ).

[6] الشفاعة كمبدأ موجودة في القرآن الكريم ولكنها لا تعني - كما لا تستلزم ضرورة - كون الشفعاء من جنس آخر فوق البشر.

[7] هذه الفرق في الحقيقة لم تكن شيعية و حتي لم تسلم ، لكنما السياسة الزمنية فرضتها فتسترت بغطاء الشيعة ، و الشيعة منهم براء.


ابان بن عمر


الأسدي، ختن آل ميثم بن يحيي التمار، و قال النجاشي: [1] شيخ من أصحابنا، ثقة، و عده الشيخ [2] في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام، و ذكره العلامة [3] و ابن داود [4] في القسم الأول، و كذلك و ثقه جماعة منهم المجلسي



[ صفحه 301]



و البحراني و عبد النبي الجزائري [5] .


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 14، الرقم 10.

[2] رجال الطوسي: 151، الرقم 182.

[3] خلاصة الأقوال، 21، الرقم 2.

[4] رجال ابن داود: 30، الرقم 8.

[5] حاوي الأقوال: 32، الرقم 96) مخطوط).


ادعيته في الوضوء


وأول مقدمات الصلاة، وأكثرها أهمية الوضوء، وفي الحديث الشريف «لا صلاة إلا بطهور» وبالاضافة إلي روحانيته، فإنه تترتب عليه فوائد صحية هائلة، يقول الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء نضر الله مثواه: «أنظر أولا، إلي أول مقدمة من مقدمات الصلاة، وهي النظافة، والطهارة، ولما كان الصانع الحكيم قد جعل لهذا البدن غشاء، يستر لحمه، وعورته وأعصابه، وجميع مقوماته وهو الجلد، الذي هو لهذا الهيكل الجسماني كالدرع الحصين، يقيه من العوارض الكونية من حر أو برد، أو غبار، أو هوام، ونحو ذلك، وجعله ذا مسام لتكميل به منفعة الجسد، فيخرج منه البخار والعرق وسائر الفضلات، التي يستريح الجسم بخروجها منه، ويستطيع كل عضو منه، بل كل ذرة وطاقة علي أداء وظيفتها التي كونت من أجلها كانت تلك المسام التي لا يزال يخرج العرق منها والبخار المتكون من الحرارة الغريزية الداخلية، أو العوامل الخارجية، معرضة للانسداد، والالحتام، بما يتراكم عليها، من تلك الفضلات فانسدادها، مما يوجب تخلف القسم الكبير منها داخل البدن، وكلما تزايدت عليه الاقذار من تراكم الغبار، والهواء، والبهاء، من الخارج، والعرق والبخار من الداخل، من الخلايا القرنية، والمواد الدهنية، بعد تبخر مائها وزواله، إنسدت تلك المسام الجلدية، التي ربما تعد بالملايين، ولم تقدر علي أداء وظيفتها من إفراز الضار، وجذب النافع فيخل ذلك وبسائر الاعضاء، وتعوقها أجمع عن القيام بوظائفها، حتي الرئيسيين: القلب والرئة، وحتي الرئيس الاعظم، وهو الدماغ، وتحدث الامراض العصبية في شتي الجهات من البدن، وتحدث في طليعتها الحكة، والالتهاب، وإنتشار الروائح الكريهة، والانفاس المتعفنة



[ صفحه 195]



المخمرة بجراثيم الجلد، وجذوره الفاسدة، تلك الروائح التي قد يشمها الجليس، فيشمئز منها ويتقزز..

وأضاف يقول: أفليس من الحكمة البالغة حينئذ ومن الدليل علي سعة علم الشارع الحكيم، وإحاطة تشريع النظافة والطهارة مقدمة للصلاة؟ [1] إن تشريع الوضوء، مقدمة للصلاة له أهميته البالغة، وقد كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو في جميع بنود الوضوء وهذه بعض أدعيته:


پاورقي

[1] سفينة النجاة 1 / 443 - 244.


في الصوم


قال الصادق: قال النبي: الصوم جنة من آفات الدنيا و حجاب من عذاب الآخرة. فاذا صمت فان بصومك كف النفس عن الشهوات و قطع الهمة عن خطوات الشياطين و انزل نفسك منزلة المرضي لا تشتهي طعاما و لا شرابا. و توقع في كل لحظة شفاك من مرض الذنوب، و طهر باطنك من كل كذب و غفلة و ظلمة، يقطعك عن معني الاخلاص لوجه الله. قيل لبعضهم انك ضعيف، و ان الصيام يضعفك. قال: اني أعدة بصوم يوم طويل. و الصبر علي طاعة الله تعالي أهون من الصبر علي عذابه.

و قال رسول الله، قال الله تعالي: الصوم لي و أنا أجزي به، و الصوم يميت مراد النفس و شهوة الطبع، و فيه صفاء القلب و طهارة الجوارح و عمارة الظاهر و الباطن، و الشكر علي النعم و الاحسان الي الفقراء و زيادة التضرع و الخشوع و البكاء و جل الالتجاء الي الله و سبب انكسار الهمة و تخفيف السيئات و تضعيف الحسنات، و فيه من الفوايد ما لا يحصي. و كفي بما ذكرناه منه لمن عقله و وفق لاستعماله.



[ صفحه 171]




ابراهيم الكرخي (البغدادي)


إبراهيم الكرخي، وقيل الكلابي، البغدادي، من أبناء العجم، وقيل هو إبراهيم ابن أبي زياد. محدث إمامي. روي عنه حماد بن عيسي، ومحمد بن أبي عمير، والحسن بن محبوب وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 154. تنقيح المقال 1: 11 و 29. خاتمة المستدرك 779. معجم



[ صفحه 59]



رجال الحديث 1: 194 و 195 و 196 و 224 و 361. جامع الرواة 1: 16 و 30. نقد الرجال 6 و 12. مجمع الرجال 1: 32 و 40 و 62. أعيان الشيعة 2: 108 و 199. رجال الكشي 297. رجال البرقي 27. منتهي المقال 19. منهج المقال 19 و 25. بهجة الآمال 1: 515. شرح مشيخة الفقيه 61.


سعيد بن عمرو (السكوني)


سعيد بن عمرو، وقيل عمر بن أبي نصر السكوني بالولاء، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 205. تنقيح المقال 2: 29. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 126. جامع الرواة 1: 361. نقد الرجال 152. مجمع الرجال 3: 119. أعيان الشيعة 7: 242. منتهي المقال 147. منهج المقال 162.



[ صفحه 39]




محمد بن بنان


محدث لم يذكره أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم.

روي عنه محمد بن سعيد بن غزوان.

المراجع:

رجال البرقي 21. معجم رجال الحديث 15: 139.


زهد و پارسايي امام صادق


زهد در هر چيز به معناي پرهيز و دوري از آن است و زهد زاهد در دنيا هنگامي براي او ارزش و فضيلت ايجاد مي كند كه چيزي كه از آن پرهيز مي كند، داراي ارزش و اهميت والايي باشد؛ اما اگر از چيز بي ارزشي صرف نظر كند، فضيلت و كمالي براي او محسوب



[ صفحه 268]



نخواهد شد. براي مثال اگر كسي از يك زن جوان زيبا و داراي كمالات و فنون و آداب دوري كند [و عمل حرامي انجام ندهد] زهد او داراي ارزش خواهد بود؛ اما اگر از يك پير زن سياه چهره و زشت صرف نظر كند، زهد او به آن اندازه ارزشمند نخواهد بود.

زهد در دنيا و پرهيز از لذت ها و شهوات آن، در صورتي سبب فضيلت و ارزش انسان و پاكي نفس و صفاي روح او مي شود؛ كه دنيا را همانند يك زن زيباي چشمگير و فريبنده دريابد؛ و از محاسن و جمال و زيبايي آن صرف نظر كند، به اين منظور كه خداوند در آخرت بهتر و نيكوتر از آن را به او پاداش مي دهد. حال اگر دنيا را همانند زني زيبا و فريبنده بيابد و چون او را آزمود، متوجه شود كه روي زشت، بي وفا، بداخلاق، پيمان شكن، دروغ گو و مضر و.... است چگونه مي تواند از او اعراض نكند و خشمگين نشود و از او روي نگرداند؟

به راستي انسان با وجود كوته فكري خود، اين نكته را به خوبي مي داند كه اگر حتي عمري طولاني هم داشته باشد، سرانجام رو به فنا مي رود و جسم خاكي اش نابود مي شود؛ حتي اگر زندگي دنيوي شيريني هم داشته باشد، سرانجام به رنج و تلخي منتهي خواهد شد. و دير يا زود از دنياي فاني به عالم باقي و از اين زندگي ناگوار به زندگي شاد و بدون سختي منتقل خواهد شد؛ و خوب مي داند كه هر لذتي از لذت هاي اين دنيا آميخته به تلخي و ناگواري است و مدت كوتاهي كه انسان در اين دنيا زندگي مي كند، به سرعت سپري مي شود و آنچه را در مزرعه ي دنيا كشت نموده در جهان آخرت برداشت مي كند. آيا سزاوار است كه انسان عاقل و دانا فريفته ي متاع ناچيز دنيا شود؟

به راستي آنچه انسان را فريفته ي اين دنياي فاني، و روي گردان از زندگي دائمي و حقيقي آخرت مي كند - با وجودي كه به فناي دنيا و بقاي آخرت يقين دارد - سه چيز است 1- محبت به دنيا 2- ضعف نفس و اراده 3- جلوه ها و زينت هاي دنيا. البته انسان هاي عاقل و دانا مي دانند كه اين امور در قيامت و وقت حساب براي آنان عذري نخواهد بود.

آري اين امور دام هاي فريبنده دنياست؛ ولي انسان حتي اگر بي اراده و ضعيف هم باشد، باز هم مي تواند خود را از اين دام هاي فريبنده ي دنيا نجات دهد؛ چه برسد به افرادي



[ صفحه 269]



كه از همه ي مردم عاقل تر و يقين آنان محكم تر است و حقايق را بهتر از ديگران درك مي كنند و هيچ حقيقتي بر ايشان پوشيده نيست و اگر همه ي پرده ها از مقابل چشمشان كنار رود يقين تازه اي به دست نمي آورند.

از اين رو محمد صلي الله عليه و آله و خاندان مطهرش نسبت به لذات اين زندگي دنيوي و شيريني هاي آن روي گردان بودند و تنها براي حفظ حيات خود از نعمت هاي دنيوي استفاده مي كردند. چرا كه آنان دنيا را پست تر از برگ درخت سلم و نجس تر از نجاستي كه به وسيله ي آن برگ برطرف مي شود، دانسته اند؛ از اين رو آنان روشي جز زهد و بلكه بالاتر از آن را انتخاب ننموده اند. حقيقتا نگرش آنان به دنيا بالاتر از مقام زهد زاهدان است و از آن جايي كه شباهت ظاهري و اندكي به زهد زاهدان دارد، ما نيز ناچاريم كه آن را، زهد بناميم در حالي كه تفاوت بسياري بين اين دو است. [و مقام تعبد و توجه آنان در پيشگاه خداوند بسيار بالاتر از زهد زاهدان است]

آنان در همه ي حالات به ذات مقدس الهي متصل بودند و لحظه ي غفلت از ذات پاك خداوند را گناه بزرگي بر خود مي پنداشتند. از اين رو نبايد از آنچه اهل حديث و مورخين درباره ي آنان نقل نموده اند، استبعاد كنيم چنان كه روايت شده امام صادق عليه السلام جبه و لباس زبر و كوتاهي را از پشم مي پوشيد و حله اي از خز بر روي آن قرار مي داد و مي فرمود: «من جبه را براي خدا پوشيدم و حله ي خز را براي شما.»

و يا مشاهده مي شد كه امام عليه السلام پيراهن غليظ و ضخيم را زير لباس خود مي پوشيد و بر روي آن جبه ي پشمينه اي قرار مي داد و لباس ضخيم ديگري روي آن مي پوشيد.

و يا به مهمان خود گوشت مي داد و با دست مبارك خويش آن را جدا مي نمود و خود روغن زيتون و سركه مي خورد و مي فرمود: «اين غذا، غذاي ما و غذاي پيامبران [عليهم السلام] است.» [1] .

نظير اين روايات كه بيانگر زهد و پارسايي امامان معصوم عليهم السلام مي باشد بسيار است. امام صادق عليه السلام بر نفس خويش مسلط بود؛ و از مظاهر فريبنده ي دنيا دوري مي كرد، و با تمام



[ صفحه 270]



وجود جهت كسب خشنودي خداوند تلاش مي كرد؛ و روايات فراواني در اين زمينه نقل شده است.

يكي از مشايخ صوفيه به نام سفيان ثوري [2] بر آن حضرت وارد شد، در حالي كه امام عليه السلام جبه اي از خز پوشيده بود. سفيان ثوري ضمن اعتراض به ايشان گفت: «شما از خانواده نبوت هستيد و اين لباس در شأن شما نيست.» امام عليه السلام به او فرمود: «دست خود را زير اين لباس ببر! پس سفيان ثوري ديد كه زير آن، لباس خشن و زبري از مو است. امام عليه السلام فرمود: تو نيز لباس زيرين خود را به من نشان بده و روشن شد كه او در زير لباس خود پيراهني رقيق و نازك و سفيد پوشيده است و چون شرمنده گرديد. امام عليه السلام به او فرمود: تو زياد نزد ما ميا، چرا كه ما را آزار مي دهي و ما نيز تو را آزار خواهيم داد. [3] .

نظير اين روايات از آن حضرت فراوان نقل شده است و نيازي به ذكر آنها نيست، زيرا منزلت والاي اهل بيت عليهم السلام بالاتر از اين است كه اين گونه نمونه ها فضايل آنان شمرده شود.

در مورد سفيان ثوري [چنان كه امام عليه السلام اشاره نمود] سزاوار بوده كه آن حضرت به او نزديك نشود، چرا كه روش و اعتقاد و عمل او با امام عليه السلام سازگار نبوده است. اما اين كه رفتن او نزد امام، براي خودش و براي امام ضرر داشته، به اين علت بوده كه منصور جاسوسي در اطراف آن حضرت قرار داده بود و از اين كه ايشان مورد توجه مردم و به خصوص بزرگان قرار گيرند و مردم نزد ايشان رفت و آمد داشته باشند. خشمگين مي شد. بنابراين رفت و آمدهاي سفيان ثوري كه بين مردم صاحب شأن و مقام بود نه تنها براي او؛ بلكه براي آن حضرت نيز ايجاد خطر مي كرد.



[ صفحه 271]




پاورقي

[1] كافي ج 6 / 328.

[2] سفيان بن سعيد بن مسروق كوفي، در دوران حكومت عبدالملك بن مروان به دنيا آمد و سرانجام در سال 161 در بصره از دنيا رفت. وي روايتي از امام صادق عليه السلام نقل نموده است.

[3] در «لواقح الانوار»، «مطالب السؤال» و «حلية الاولياء» آمده است كه سفيان ثوري چندين مرتبه در مورد لباس زيباي امام عليه السلام به آن حضرت اعتراض نموده، و با طرق متعددي اين داستان نقل شده است. چنان كه ابونعيم اصفهاني در كتاب حلية الاولياء ج 3 / 193، اين داستان را نقل نموده است، ما نيز مناظره ي امام عليه السلام با سفيان ثوري و پيروانش را، كه در اواخر عمر شريفشان صورت گرفته بود، در بخش حيات علمي آن حضرت نقل نموديم.