بازگشت

و من كتاب له: ارسله الي عبدالله النجاشي


(قال عبدالله بن سليمان النوفلي: كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فاذا بمولي لعبدالله النجاشي ورد عليه فسلم و أوصل اليه كتابا ففضه و قرأه، فاذا أول سطر فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، اطال الله بقاء سيدي و جعلني من كل سوء فداه، أني بليت بولاية الاهواز، فان رأي سيدي ان يحد لي حدا أو يمثل لي مثلا لاستدل به علي ما يقربني الي الله جل وعز و الي رسوله، و يلخص في كتابه ما يري لي العمل به و فيما يبذله و ابتذله و اين اضع زكاتي و فيمن اصرفها و بمن آنس و الي من استريح و من اثق و آمن و ألجأ اليه في سري، فعسي أن يخلصني الله بهدايتك و دلالتك، فانك حجة الله علي خلقه و أمينه في بلاده، لا زالت نعمته عليك قال عبدالله بن سليمان فأجابه ابوعبدالله عليه السلام:)



[ صفحه 124]



بسم الله الرحمن الرحيم

حاطك الله بصنعه، و لطف بك بمنه، و كلأك برعايته، فانه ولي ذلك.

أما بعد: فقد جاء الي رسولك بكتابك فقرأته و فهمت جميع ما ذكرته و سألت عنه، و زعمت انك بليت بولاية الاهواز فسرني ذلك و ساءني، فأما سروري بولايتك فقلت عسي أن يغيث الله بك ملهوفا من اولياء آل محمد صلي الله عليه و آله و يعزبك، و ساءني من ذلك فان ادني ما أخاف عليك ان تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس.

فاني ملخص لك جميع ما سألت عنه، ان انت عملت به و لم تجاوزه رجوت أن تسلم انشاء الله تعالي، اخبرني ابي عن آبائه عن علي بن ابي طالب عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله انه قال: «من استشار اخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه».

و اعلم اني سأشير عليك برأي ان انت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه، و اعلم ان خلاصك و نجاتك من حقن الدماء و كف الاذي من اولياء الله و الرفق بالرعية و التأني و حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف و شدة في غير عنف، و مداراة صاحبك و من يرد عليك من رسله، و ارتق فتق رعيتك بأن توافقهم علي ما وافق الحق و العدل انشاء الله.

اياك و السعاة و اهل النمائم فلا يلتزقن [1] منهم بك أحد، و لا يراك الله يوما و ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط الله



[ صفحه 125]



عليك و يهتك سترك.

فأما من تأنس به و تستريح اليه و تلج امورك اليه فذلك الرجل الممتحن المستبصر الامين الموافق لك علي دينك، و ميز عوامك و جرب الفريقين فان رأيت هنا لك رشدا فشأنك.

و اياك ان تعطي درهما او تخلع ثوبا او تحمل علي دابة في غير ذات الله لشاعر أو مضحك او ممتزح الا اعطيت مثله في ذات الله.

و لتكن جوائزك و عطاياك و خلعك للقواد و الرسل و الاحفاد و اصحاب الرسائل و اصحاب الشرط و الاخماس و ما اردت أن تصرفه في وجوه البر و النجاح و الفتوة و الصدقة و الحج و المشرب و الكسوة التي تصلي فيها و تصل بها و الهدية التي تهديها الي الله عزوجل و الي رسوله صلي الله عليه و آله من أطيب كسبك.

يا عبدالله اجهد الا تكنز ذهبا و لا فضة فتكون من اهل هذه الآية التي قال الله عزوجل: «الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله».

و لا تستصغرن من حلو او فضل طعام تصرفه في بطون خالية ليسكن بها غضب الله تبارك و تعالي.

و اعلم اني سمعت من ابي يحدث عن آبائه عن اميرالمؤمنين عليهم السلام انه سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول يوما: ما آمن بالله و اليوم الآخر من بات شبعانا و جاره جائع. فقلنا: اهلكنا يا رسول الله؟ فقال: من فضل طعامكم و من فضل تمركم و رزقكم و خلقكم و خرقكم تطفون بها غضب الرب.

فخرج اميرالمؤمنين عليه السلام من الدنيا و ليس في عنقه تبعة



[ صفحه 126]



لاحد حتي لقي الله محمودا غير ملوم و لا مذموم، ثم اقتدت به الائمة من بعده بما قد بلغكم، لم يتلطخوا بشي ء من بوائقها صلوات الله عليهم اجمعين و احسن مثواهم.

و قد وجهت اليك بمكارم الدنيا و الآخرة، فان انت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب و الخطايا كمثل اوزان الجبال و امواج البحار رجوت الله ان يتحامي عنك جل وعز بقدرته.

يا عبدالله اياك ان تخيف مؤمنا، فان ابي محمد حدثني عن ابيه عن جده علي بن ابي طالب عليهم السلام انه كان يقول: من نظر الي مؤمن نظرة ليخيفه بها اخافه الله يوم لا ظل الا ظله، و حشره في صورة الذي لحمه و جسده و جميع أعضائه حتي يورده مورده.

و حدثني ابي عن آبائه عن علي عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال: من اغاث لهفانا من المؤمنين اغاثه الله يوم لا ظل الا ظله، و آمنه الله يوم الفزع الاكبر، و آمنه عن سوء المنقلب، و من قضي لأخيه المؤمن حاجة قضي الله له حوائج كثيرة احداها الجنة، و من كسا اخاه المؤمن من عري كساه الله من سندس الجنة و استبرقها و حريرها، و لم يزل في رضوان الله مادام علي المكسو منها سلك، و من اطعم اخاه من جوع اطعمه الله من طيبات الجنة، و من سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، و من اخدم اخاه اخدمه الله من الولدان المخلدين و اسكنه مع اوليائه الطاهرين، و من حمل اخاه المؤمن من رحله حمله الله علي ناقة من نوق الجنة و باهي به الملائكة المقربين يوم القيامة، و من زوج اخاه المؤمن امرأة يأنس بها و تشد عضده و يستريح اليها



[ صفحه 127]



زوجه الله من حور العين و آنسه بمن احب من الصديقين من اهل بيته و اخوانه و انسهم به، و من اعان اخاه المؤمن الي منزله لا لحاجة منه اليه كتب من زوار الله و كان حقيقا علي الله ان يكرم زائره.

يا عبدالله و حدثني ابي عن آبائه عن علي عليه السلام انه سمع من رسول الله يقول لاصحابه يوما: معاشر الناس انه ليس بمؤمن من لعن بلسانه و لم يؤمن بقلبه، فلا تتبعوا عثرات المؤمنين فانه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة و فضحه في جوف بيته.

و حدثني ابي عن علي عليه السلام قال: اخذ الله في ميثاق المؤمن ان لا يصدق في مقالته و لا ينتصف من عدوه و لا يشفي غيضه الا بفضيحة نفسه، لان كل مؤمن ملجم و ذلك لغاية قصيرة و راحة طويلة، اخذ الله ميثاق المؤمن علي اشياء أيسرها مؤمن مثله يقول بمقالته يتعبه و يحسده، و الشيطان يغويه و يعينه، و السلطان يقفو أثره و يتبع عثراته، و كافر بالذي هو مؤمن به يري سفك دمه دينا و اباحة حريمه غنما، فما بقاء المؤمن بعد هذا يا عبدالله.

و حدثني ابي عن آبائه عن النبي صلي الله عليه و آله قال: نزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام و يقول: اشتققت للمؤمن اسما من اسمائي، سميته مؤمنا، فالمؤمن مني و انا منه، من استهان بمؤمن فقد استقبلني بالمحاربة.

يا عبدالله و حدثني ابي عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال يوما: يا علي لا تناظر رجلا حتي تنظر في سريرته، فان كانت سريرته حسنة فان الله عزوجل لم يكن ليخذل وليه، و ان كانت سريرته ردية فقد يكفيه



[ صفحه 128]



مساويه، فلو جهدت ان تعمل به اكثر مما عمله من معاصي الله عزوجل ما قدرت عليه.

يا عبدالله و حدثني ابي عن آبائه عن علي عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و آله قال: ادني الكفران يسمع الرجل عن أخيه الكلمة ليحفظها عليه يريد ان يفضحه بها، اولئك لا خلاق لهم.

يا عبدالله حدثني ابي عن آبائه عن علي عليه السلام انه قال: من قال في مؤمن ما رأت عيناه و سمعت اذماه ما يشينه و يهدم مروأته فهو من الذين قال الله عزوجل: «ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم».

يا عبدالله حدثني ابي عن آبائه عن علي عليه السلام انه قال: من روي عن اخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروأته و ثلبه ما أوبقه الله بخطيئته حتي يأتي بمخرج مما قال و لن يأتي بالمخرج منه ابدا، و من ادخل علي اخيه المؤمن سرورا فقد ادخل علي اهل البيت سرورا، و من ادخل علي اهل البيت سرورا فقد ادخل علي رسول الله صلي الله عليه و آله سرورا، و من ادخل علي رسول الله صلي الله عليه و آله سرورا فقد سر الله، فحقيق عليه ان يدخله الجنة حينئذ.

ثم اني اوصيك بتقوي الله و ايثار طاعته و الاعتصام بحبله، فانه من اعتصم بحبل الله فقد هدي الي صراط مستقيم، فاتق الله و لا تؤثر احدا علي رضاه و هواه، فانه وصية الله عزوجل الي خلقه لا يقبل منهم غيرها و لا يعظم سواها.

و اعلم ان الخلائق لم يوكلوا بشي ء اعظم من التقوي فانه وصيتنا اهل البيت، فان استطعت ان لا تنال شيئا من الدنيا تسأل عنه غدا فافعل.



[ صفحه 129]



قال عبدالله بن سليمان: فلما وصل كتاب الصادق عليه السلام الي النجاشي نظر فيه فقال: صدق والله الذي لا اله الا هو مولاي، فما عمل احد بما في هذا الكتاب الا نجي. فلم يزل عبدالله يعمل به في ايام حياته.


پاورقي

[1] لزق و التزلق: لصق و التصق.


سعيده


امام رضا (ع) فرمود: سعيده، مولاة و آزاد شده امام جعفر صادق (ع)، از اهل فضل بود، و كلمات امام را آموخته بود، و وصيت پيامبر نزد او بود، و امام صادق (ع) به او فرمود: درخواست مي كنم از خدايي كه در دنيا مرا به تو شناسانده، در آخرت تو را همسر من گرداند.

سعيده در همسايگي امام صادق (ع) زندگي مي كرد، و پيوسته در مسجد النبي بر پيامبر (ص) سلام و درود مي فرستاد. او يا به مكه مي رفت يا در حال بازگشت از مكه بود؛ و آخرين كلامش اين بود كه خشنود از ثواب و ايمن از عذاب شديم. [1] .


پاورقي

[1] رجال كشي، ص 312 - جامع الروات، ج 1، ص 365 - بحارالانوار، ج 47، ص 351.


المستجدات السياسية


لقد تداعا النظام الاُموي في هذه المرحلة التاريخية من حياته بعد أن فقد في نظر الاُمّة كلّ مبرراته الحضارية، عقائدية كانت أو سياسية، ولم يبقَ في قبضته سوي منطق السيف الذي هو آخر مواطن القوة التي كان يدير بها شؤون البلاد.

وحتي هذا المنطق لم يدم طويلاً أمام إرادة الاُمة رغم صرامة آخر ملوك الاُمويين (مروان) المعروف في حسمه.

لقد استحكمت قناعة الاُمة وآمنت بضرورة التخلّص من الطغيان الاُموي، ولم يبق بعد شيءٌ بيد وعّاظ السلاطين ليرتشوا به ويدافعوا عن وجه الاستبداد الاُموي الكالح فيوظّفوا القرآن والحديث لصالح مملكته ولزوم طاعة الاُمة لحكّامها، حيث تراكمت في ذهن الاُمة وضميرها تلك المظالم التي ارتكبت بحق ذريّة رسول الله (صلي الله عليه وآله) بدءاً بسمّ معاوية للامام الحسن (عليه السلام) وسبّه الإمام علي أخي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وابن عمه وزوج ابنته وجعل السبّ سُنّةً، ثم قتل الحسين بن علي ريحانة الرسول (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه



[ صفحه 164]



بأمر يزيد وعمّاله، وأخذه البيعة من أهل المدينة في واقعة الحَرة الأليمة علي أنهم عبيد له بعد أن أباحها لجيشه ثلاثة أيام.

وقول عبدالملك بن مروان: (من أوصاني بتقوي الله ضربت عنقه) [1] وقتل الطاغية هشام لزيد بن علي (عليه السلام) وصلبه وحرق جثمانه الشريف.

وفساد الولاة الاُمويين بالاضافة الي جبايتهم الضرائب الظالمة وشقّ صف وحدة الاُمّة الاسلامية وتمزيقها الي طوائف بإشاعتهم للروح القبلية حيث فرّقوا بالعطاء واستعبدوا الشعوب غير العربية.

وهكذا ظهرت الي سطح الساحة الفكرية والفقهية آراء لا تري أية شرعية للنظام الاُموي وعبّرت عن ذلك في وسط الاُمة وأصبح مدح العلويين أمراً تتناقله الناس رغم سلبية موقف السلطة منهم، بعد أن كان الخوف يمنعهم من التعبير عن رأيهم.

وهكذا استعدت الاُمة بفعل تراكم الظلم الاُموي لأن تتقبّل أي بديل من شأنه أن ينقذها من الكابوس الاُموي، لعلّها تنعم بشيء من العدل والمساواة.

وهذا الجو قد شجّع علي ظهور اتجاهات وادّعاءات سياسية تحرض الاُمة وتدعوها الي الانضمام تحت رايتها تحقيقاً لاطماعها في الخلافة، كما تطلعت الأمة للمنقذ باحثة عن أخباره بشغف وأخذت فكرة المهدي المنتظر تشقّ طريقها في اوساط الاُمة المظلومة.

ومن جانب آخر اتّسع خط الإمام (عليه السلام) وامتدّ وكثرت أنصاره واستلهمت الاُمة ثقافته حيث أنه قد أثّر في عقلها وقراراتها، ليس علي



[ صفحه 165]



المستوي الخاص الذي يحضي برعاية الإمام فحسب أو في دوائر محدودة، بل أصبح له وجود في مختلف البلاد الاسلامية وتألّق الإمام الصادق(عليه السلام) ودخل صيته في كل بيت حتي اصبح مرجعاً روحياً تهوي اليه القلوب من كل مكان وتلوذ به لحل مشكلاتها الفكرية والعقائدية والسياسية.

ولم يكن هذا الامتداد منحصراً بين عموم الناس وسوادها بل كان الإمام (عليه السلام) مرجعاً لعلمائها وموئلاً لساستها، فهذا سفيان الثوري يقول: دخلت علي الإمام الصادق (عليه السلام) فقلت له: أوصني بوصية أحفظها من بعدك. قال: «وتحفظ يا سفيان؟ قلت: أجل يابن رسول الله. قال: يا سفيان لا مروّة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا خلّة لمختال ولا سؤدد لسيّء الخلق» [2] .

ودخل عليه مرة اُخري يطلب منه المزيد من التعاليم فقال (عليه السلام): «يا سفيان الوقوف عند كل شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه، إن علي كل حقّ حقيقة وعلي كلّ صواب نوراً. ما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه» [3] وكانت لسفيان الثوري لقاءات اُخري مع الإمام(عليه السلام) بل كانت علاقته به علاقة التلميذ باستاذه.

وكان من جملة العلماء الذين يدخلون علي الإمام للاستفادة منه حفص ابن غياث وهو أحد أعلام عصره وأحد المحدثين في وقته فكان يطلب من الإمام (عليه السلام) أن يرشده ويوصيه. فقال له الإمام (عليه السلام): «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك ان لم يثن الناس عليك ـ الي أن قال ـ: إن قدرت أن لا تخرج من بيتك



[ صفحه 166]



فافعل فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب، ولا تكذب ولا تحسد، ولا ترائي، ولا تداهن».

وكان ابو حنيفة يغتنم الفرص ليحضر عند الإمام ويستمع منه، وكان يقول بحق الإمام(عليه السلام): ما رأيت افقه من جعفر بن محمد (عليه السلام).

وكان مالك بن أنس ممّن يحضر عند الإمام (عليه السلام) ليتأدب بآدابه ويهتدي بهديه فكان يقول: ما رأت عين ولا سمعت اُذن ولا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً. وقال: اختلفت الي جعفر بن محمد زماناً فما كنت أراه إلاّ علي احدي ثلاث خصال إمّا مصلّياً وإمّا صائماً وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيته قط يحدّث عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) إلاّ علي طهارة، ولا يتكلم بما لا يعنيه، وكان من العلماء العبّاد والزهاد الذين يخشون الله [4] .

وشهد المنصور بحقّه وهو ألدّ اعدائه قائلاً: إن جعفر بن محمد كان ممّن قال الله فيه (ثم أورَثْنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وكان ممن اصطفي الله وكان من السابقين بالخيرات [5] .

ولم يكن الإمام مرجعاً للعلماء والفقهاء والمحدّثين وقائداً للنهضة الفكرية والعلمية في زمانه فحسب بل كان مرجعاً للساسة والثوار حيث كان الزعيم الحقيقي للخط العلوي الثائر، حيث نجد زيداً الشهيد بن علي بن الحسين(عليهما السلام) يرجع اليه في قضية الثورة، كما كان زيد يقول بحق الإمام (عليه السلام) في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه، وحجة زماننا ابن اخي جعفر لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه [6] .



[ صفحه 167]



ولم يكن الإمام جزءاً منفصلاً عن الثورة فقد كان يدعم الثورة بالمال والدعاء والتحريض والتوجيه كما مرّ في البحوث السابقة [7] أما العلويون من آل الحسن أمثال عبدالله بن الحسن وعمر الأشرف بن الإمام زين العابدين فهم كانوا يرجعون اليه ويستشيرونه في مسائل حياتهم، ولم يتجاوزه أحد في الأعمال المسلحة والنشاطات الثورية.

من هنا فإنّ القناعة السائدة آنذاك في اوساط الاُمّةهي أن البديل للحكم الاُموي هو الخط الذي يتزعمه الإمام (عليه السلام). وهذه الحقيقة لم يمكن تغافلها، كما سوف يتضح أن أهم قادة الحركة العباسية ورؤساؤها والمدبّرون لها أو قادتها العسكريون كانوا يعتقدون في قرارة أنفسهم بأن الإمام (عليه السلام) هو الأولي من غيره، وصاحب القوة والقدرة والحنكة في ادارة الثورة وقيادتها; وذلك لطاقاته الإلهية وثقله الشعبي، ولهذا فاتحه بالمبايعة كخليفة كلاًّ من أبي سلمة الخلاّل وأبي مسلم الخراساني، وقد ألحّ عليه بعض أصحابه أيضاً مؤكّداً ضرورة اعلان الثورة.

والجدير بالانتباه أنّ الإمام (عليه السلام) لم يتبوّأ هذا الموقع المقدس من القلوب بسبب المعادلات السياسية الآنية، فإنّ الأحداث والظروف المختلفة هي التي كانت قد خلقت هذا الجوّ وأكّدت بأن يكون الإمام (عليه السلام) لا غيره في هذا الموقع ويصبح هو البديل اللائق سياسيّاً وفكريّاً والخليفة الشرعي للمسلمين بدل الحكم الاُموي الظالم.

وإنّ العمل الدؤوب والمنهج الاصلاحي الذي خطّه الإمام (عليه السلام) ومن سبقه من ائمة أهل البيت (عليهم السلام)، وبناء الأجيال الطليعية أدّي الي ارتفاع هذا



[ صفحه 168]



الوعي عند الاُمة وخلق منعطفاً تاريخياً في حياة الاُمّة ممّا أدّي الي أن تنعم الاُمّة بالثروة الفكرية التي خلفتها تلك الفترة الذهبية لنا.

وكان الإمام (عليه السلام) في هذا الظرف الحسّاس يراقب التحركات السلبية التي تحاول العبث بمسار الاُمّة والأخذ بها الي مطبّات انحرافية جديدة، من هنا أصدر جملة من التوجيهات لأصحابه والتزم الحياد إزاء العروض السياسية الكاذبة التي تقدّم بها بعض الثوار; وذلك لمعرفته بالدوافع والمطامع التي كانت تحركهم.

وكان من تلك الاتجاهات التي تحركت لاقناع الناس بضرورة الثورة علي الاُمويين بهدف الاستحواذ علي الخلافة وتفويت الفرصة علي منافسيهم الاتجاه العباسي.


پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي: 219.

[2] بحار الأنوار: 78 / 261.

[3] اُصول الكافي: 1 / 69 ح1 وتاريخ اليعقوبي: 2 / 381 وعن الكافي في بحار الأنوار: 2 / 165 والإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2 / 322.

[4] مالك بن انس للخولي: 94، وكتاب مالك، محمد ابو زهرة: 28.

[5] تاريخ اليعقوبي: 2 / 383 وقد أخذ هذا عن الصادق(عليه السلام) نفسه، كما عنه في مناقب آل أبي طالب: 4 / 142.

[6] المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 299.

[7] راجعص: 79 ـ 80 حول موقف الإمام الصادق من ثورة زيد.


الامام يخبر عن مدفنهم قبل موتهم


19 عن محمد الاصبهاني قال: كنت قاعدا مع معروف بن خربوذ بمكة و نحن جماعة فمر بنا قوم علي حمير معتمرون من أهل المدينة، فقال لنا معروف: سلوهم هل كان بها خبر؟ فسألناهم، فقالوا: مات عبدالله بن الحسن، فأخبرناه بما قالوا، قال: فلما جاوزوا مر بنا قوم آخرون فقال لنا



[ صفحه 171]



معروف: فاسألوهم هل كان بها خبر؟ فسألناهم فقالوا: كان عبدالله بن الحسن أصابته غشية و قد أفاق، فأخبرناه بما قالوا، فقال: ما أدري ما يقول هؤلاء و اولئك؟ أخبرني ابن المكرمة - يعني أباعبدالله (عليه السلام) - أن قبر عبدالله بن الحسن و أهل بيته علي شاطي ء الفرات.

قال: فحملهم أبوالدوانيق فقبروا علي شاطي ء الفرات [1] .


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 472 ح 376. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 151.


جميل بن دراج


جميل بن دراج بن عبدالله نخعي از شاگردان و راويان امام صادق و امام كاظم عليهما السلام است. وي در آخر عمر خود نابينا شد و در ايام امامت حضرت رضا عليه السلام وفات نمود. جميل بن دراج - چنان كه در احوالات ابان بن عثمان گذشت - يكي از آن شش نفر از اصحاب امام صادق عليه السلام است كه علماي شيعه و اهل رجال روايات آنان را قبول و به فقه آنان اقرار دارند. و بعضي گفته اند كه در بين آن شش نفر، جميل بن دراج عالم تر و فقيه تر از بقيه ي آنان بوده است.

در سخنان معصومين عليهم السلام نيز از او تعريف و تمجيدهايي شده، مانند اين كلام كه امام صادق عليه السلام در تفسير آيه ي: (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) با دست مبارك خود به عده اي از اصحاب اشاره نمود كه در بين آنان جميل بن دراج نيز حضور داشت، پس آنان گفتند: «آري، فداي شما شويم! ما به آيات الهي كفر نمي ورزيم» جميل به دراج همواره به عبادت و سجده هاي طولاني معروف بود.



[ صفحه 452]




صبر و توكل به خدا


مردي از بدي همسايه اش به حضرت صادق عليه السلام شكايت كرد. حضرت فرمود: صبر پيشه كن. آن مرد گفت: در اين صورت مردم مرا به خواري نسبت مي دهند. حضرت دو بار فرمود: «انما الذليل من ظلم؛ خوار؛ كسي است كه ستم مي كند». [1] .



[ صفحه 86]



يكي از تاجران مدينه مي گويد: با جعفر بن محمد عليه السلام رفت و آمد داشتم. وضع معيشتي من خوب بود، ولي بعدها زندگي ام تغيير كرد. پس به محضر حضرت شرفياب شدم و از مشكلاتم نزد ايشان شكوه كردم. حضرت در پاسخ من اين شعر را خواند:



فلا تجزع و ان اعسرت يوما

فقد أيسرت في الدهر الطويل



و لا تيأس فان اليأس كفر

لعل الله يغني عن قليل



و لا تظنن بربك ظن سوء

فان الله اولي بالجميل



اگر روزي به مشكل دچار شدي، هرگز جزع و فزع نكن كه تو روزهاي زيادي را در نعمت گذرانده اي و هرگز از رحمت خدا نااميد نباش كه نااميدي، كفر است. شايد خدا به زودي تو را بي نياز كند. هرگز به خدا بدگمان نباش كه خدا سزاوار اوصاف نيكوست.

آن مرد گويد: از نزد حضرت خارج شدم؛ در حالي كه سرمايه دارترين مردم بودم. در روايت ديگري آمده است حضرت در ادامه فرمود:



فان العسر يتبعه يسار

و قيل الله اصدق كل قيل



فلو أن العقول تسوق رزقا

لكان المال عند ذوي العقول



به فرمايش خدا هر سختي، راحتي و آسايش را در پي دارد و سخن خدا راست ترين سخنان است. اگر رزق با عقل ها به دست مي آمد، بايد صاحبان انديشه، داراترين مردم باشند. [2] .


پاورقي

[1] نثر الدر، ج 1، ص 351.

[2] الفرج بعد الشدة، ص 65.


بي عدالتي ها


از زمان خلافت عثمان، در پايان سال 23 حزب عثمانيه شكل گرفت. عثمان به لحاظ روحيه قوم گرايي اي كه داشت، بني اميه را بر سرنوشت امت



[ صفحه 152]



اسلامي حاكم ساخت. در زمان عثمان مهره هاي اصلي حكومت داران از بني اميه برگزيده شدند. در خلافت سيزده ساله عثمان، استانداري معاويه به پادشاهي وي در شامات تبديل شد و تشكيل حكومت مستقل را موجب گشت.

در اين فرصت، گزينش مسئولين اجرايي و قضايي بر اساس قوميت شكل گرفت. حدود احكام الهي تعطيل شد. بني اميه چنگال خويش را تا اعماق خزانه هاي بيت المال فرو بردند. به تعبير امير المؤمنين عليه السلام همانند شتر گرسنه كه به علف بهاري هجوم آورد، بر بيت المال مسلمانان تهاجم نمودند. [1] در اين فرصت عدل و مساوات الهي كه تنها امتياز را به تقوا و طهارت بنيان نهاده است - ان اكرمكم عند الله اتقيكم [2] - جاي خود را به خويشاوندي سپرد كه ان اكرمكم عندهم اقربهم اليهم شد.

در دوران حكومت هشتاد و چند ساله بني اميه هجمه بر اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم به بي نهايت رسيد و از هر سو تهاجم بر عليه ارزش هاي اهل بيت (عليهم السلام) شكل مي گرفت! در اين فرصت ياران و صحابه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مورد هتك حرمت و تبعيد قرار گرفتند. افراد فرزانه مورد ضرب و شتم قرار گرفته و از مزاياي اجتماعي خود محروم گشتند.

در اين زمان تنها قوميت بني اميه بر امواج امتياز سوار نشد، بلكه به گونه اي گسترده قوميت عرب بر عجم ترجيح داده شد. به گونه اي كه مواليان و غير عرب ها همانند برده براي عرب به شمار آمدند! حقوق اجتماعي آنان پايمال شد و حتي ازدواج غير عرب با عرب ممنوع گشت.

اين تبعيض در گرفتن ماليات و تأمين بودجه حكومت بني اميه نيز پديدار



[ صفحه 153]



شد. بر غير عرب ماليات هاي سنگين نهاده شد. حتي مثل عبدالملك دستور مي دهد از جماجم ماليات سنگين دريافت كنيد و سليمان بن عبدالملك مي گويد آن مقدار شير بدوشيد، هنگامي كه شير تمام شد خون بدوشيد، احلب الدر فاذا انقطع فاحلب الدم. [3] .


پاورقي

[1] نهج البلاغة، ج 3، ص 10.

[2] حجرات، 13.

[3] كتاب الوزراء و الكتاب، ص 37.


جابر جعفي


جابر بن يزيد جعفي از شاگردان و راويان امامين باقر و صادق عليهماالسلام بوده است. جابر تنها از امام باقر عليه السلام هفتاد هزار حديث روايت كرده است و اگر كسي در آن احاديث دقت كند خواهد فهميد كه او محرم اسرار دو امام بزرگوار بوده و كرامات آشكاري را از ايشان روايت نموده است.

جابر به دستور امام باقر عليه السلام خود را به ديوانگي زده و در صحن مسجد كوفه بچه ها را دور خود جمع مي كرد و ديوانه بازي درمي آورد و ورد زبانش اين بود: «منصور پسر جمهور را امير بدون فرمان مي يابم». اتفاقا چند روز بيش از جريان جنون جابر نگذشته بود كه از سوي هشام بن عبدالملك به والي كوفه فرماني رسيد بدين مضمون: «نگاه كن مردي به نام جابر بن يزيد جعفي است؛ او را گردن بزن و سرش را پيش من بفرست!».

والي كوفه پس از قرائت نامه رو به اطرافيانش كرد و راجع به جابر پرس و جو



[ صفحه 106]



نمود. آنان گفتند: او مردي بود فاضل، دانشمند و محدث و اهل بحث، ولي اخيرا ديوانه شده و اينك در صحن مسجد همراه بچه ها با چوب، اسب سواري مي كند. والي شخصا موضوع را تعقيب كرد مشاهده نمود كه جابر با بچه ها سوار بر چوب، بازي مي كند. پس گفت: سپاس خدا را كه مرا از قتل اين مرد رهائي بخشيد.

در اينجا بود كه پرده از راز فرمان امام كنار رفت و معلوم شد كه چرا حضرت باقر عليه السلام به او فرمود كه خود را به ديوانگي بزند و بعد از رفع خطر، او به حال عادي خود بازگشت و چند وقتي نگذشته بود كه سخن جابر درباره ي منصور بن جمهور درست از آب درآمد و آن طور شد كه او گفته بود.

يعقوبي مي نويسد: جابر طي حديثي راجع به سرنوشت بني عباس و روي كار آمدن آنان سخن گفته است.


تساوي افراد از ديدگاه روايات


رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم فرمود: «مردم همانند دانه هاي شانه مساوي و برابرند» [1] .

همچنين آن حضرت در موارد متعددي مردم را به اين مسئله توجه مي داد



[ صفحه 132]



كه ملاك و معيار برتري افراد تقوا و پرهيزكاري است كه به چند مورد اشاره مي شود:

1. در يك جا فرمودند: اي مردم، بدانيد خداي شما يكي است، پدرتان يكي است، نه عرب بر عجم برتري دارد نه عجم بر عرب، نه سياه پوست بر گندمگون و نه گندمگون بر سياه پوست مگر به تقوا». آنگاه فرمود: «آيا من دستور الهي را ابلاغ كردم؟ همه گفتند: آري. فرمود: اين سخن را حاضران به غايبان برسانند» [2] .

2. در روز فتح مكه نيز خطبه اي خواند و فرمود: «اي مردم، خداوند ننگ جاهليت و تفاخر به پدران و نياكان را از بين برد. مردم دو گروه بيش نيستند: يك گروه نيكوكار و باتقوا و ارزشمند نزد خدا، و گروه ديگر بدكار و بدبخت و پست در پيشگاه پروردگار. همه ي مردم فرزند آدم اند و خداوند آدم را از خاك آفريده است، چنانكه مي فرمايد: «اي مردم، ما شما را از يك مرد و زن آفريديم و شما را تيره ها و قبيله ها قرار داديم تا يكديگر را بشناسيد. از همه گرامي تر نزد خداوند كسي است كه از همه پرهيزكارتر باشد، كه خداوند دانا و آگاه است» [3] .

3. و در حديثي ديگر فرمودند: «خداوند به حسب ها و نسب ها و اموال شما نمي نگرد بلكه به قلوبتان مي نگرد» [4] .



[ صفحه 133]



4. در حديث ديگر از آن بزرگوار مي خوانيم كه فرمود: «من براي [هدايت] سفيد (گندمگون) و سياه برانگيخته شدم» [5] .


پاورقي

[1] «الناس كاسنان المشط سواء» (من لا يحضره الفقيه، چ 4، ص 272).

[2] «يا ايها الناس الا ان ربكم واحد و ان اباكم واحد الا لا فصل لعربي علي عجمي و لا لعجمي علي عربي و لا لاسود علي الاحمر و لا لاحمر علي الاسود الا بالتقوي الا هل بلغت قالوا نعم قال ليبلغ الشاهد الغائب» (تفسير قرطبي، ج 16،ص 342؛ الدرالمنثور، ج 6، ص 98).

[3] «يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم عبية الجاهلية و تعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم علي الله و فاجر شقي هين علي الله و الناس بنو آدم و خلق الله آدم من تراب ثم قال: ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عندالله اتقيكم ان الله عليم خبير» (سنن ترمذي، ج 5، ص 389؛ سنن ابي داود، ج 4، ص 331 با اندك تفاوت؛ تفسير صافي، ج 2، ص 591، چاپ اسلاميه، 1393 قمري).

[4] «ان الله لا ينظر الي احسابكم و لا الي انسابكم و لا الي اموالكم و لكن ينظر الي قلوبكم» (تفسير قرطبي، ج 16، ص 342).

[5] «بعثت الي الاحمر و الاسود» (مجموعه ي رسائل جاحظ، رساله ي فخر السودان علي البيضان، ص 71).


آثار بي اعتنايي به حقوق برادران ايماني


امام صادق عليه السلام در ادامه با اشاره به جنبه ي سلبي قضيه، به تبيين يك سنت الهي مي پردازند. مي فرمايند بسياري از اقوام گذشته كه مستوجب عذاب الهي شدند، مادامي كه حقوق فقرايشان را رعايت مي كردند، از عذاب خداوند در امان بودند، اما زماني كه از پرداخت حقوق مستمندان و فقرا غفلت مي ورزيدند و اين گناه را مرتكب مي شدند، عذاب الهي برايشان مسجل مي شد. نمونه ي بسيار مشهور در اين زمينه، تأخير چند ساله ي عذاب فرعون و فرعونيان از جانب خداوند متعال مي باشد. مادامي كه عده ي زيادي از مردم فقير و تهيدست سر سفره ي فرعون غذا مي خوردند و سير مي شدند، خداوند عذابش را بر آن قوم نازل نكرد.



[ صفحه 132]



بنابراين بي اعتنايي به حقوق برادران ايماني، عذاب الهي را به دنبال خواهد داشت؛ خواه در اين دنيا باشد و خواه در آخرت. عذاب هاي اجتماعي مخصوص جامعه اي است كه افرادش حقوق محرومان و مستضعفان را رعايت نمي كنند. چه بسا يكي از دلايل وقوع سيل ها، زلزله ها و گرفتاري هاي عجيب و غريب اين باشد كه مردم آن جوامع به افراد فقير و تهيدست بهايي نمي دهند و توانمندانشان به فكر افزايش هر چه بيش تر قدرت و ثروت خود هستند، هرچند اين كار به بهاي محروم تر شدن محرومان جامعه باشد. توجه به اين نكات مي تواند پاسخ بسياري از سؤالات را براي ما روشن نمايد؛ سؤالاتي از اين قبيل كه: چرا خداوند افرادي را كه مستحق عقاب بودند، عذاب نكرد و يا چرا بعضي انسان ها خيلي زود مستوجب عذاب الهي شدند؟


نامه ي محمد بن عبدالله حسيني به منصور


پيش از آنكه اين بخش را به پايان برم، بي مناسبت نمي دانم نوع ديگري از اين گونه استدلال را كه در قلمروي غير از شعر مطرح شده است و مي تواند نشاني از گستردگي دايره ي اين مدعا در ميان گروههاي متخاصم آن دوره باشد، ارائه دهم.

نمونه ي مورد نظر، نامه اي است از محمد بن عبدالله حسيني - معروف به «صاحب نفس زكيه» - به منصور عباسي. مي دانيم كه محمد يكي از معروف ترين



[ صفحه 76]



شخصيتهاي بيت علوي بود كه يك جنبش نظامي ضد رژيم عباسي را در طليعه هاي حكومت اين سلسله رهبري مي كرد. طبق معمول آن روزگار، نامه هاي احتجاج آميز طرفين يك مخاصمه، حتي در مرحله ي درگيري نظامي، نقش مهمي در پيشبرد هدفهاي آنان ايفا مي كرد. اين نامه ها كه به سرعت در سطح مردم معمولي نيز پخش مي شد و همه از مضامين آن مطلع مي گشتند، تأثير قابل ملاحظه اي در جلب حمايت و توجه توده ي مردم به سوي يك جناح و تقويت روحيه ي وابستگان به آن جناح باقي مي گذاشت و بدين جهت معمولا حاوي مردم پسندترين و قابل قبول ترين استدلالهاي طرفين مي بود. در يكي از نامه هايي كه محمد به منصور عباسي نوشته، به روشني اين سخن كه خاندان علوي مدعايي جز حكومت نداشته و آن را حق خود مي دانسته و با دعوت مردم به امامت خود، در واقع آنان را به مبارزه ي عليه رژيم حاكم فرا مي خوانده اند، اثبات مي شود. عبارت مورد نظر در اين نامه چنين است: «و ان ابانا عليا كان الوصي و كان الأمام، فكيف ورثتم ولايتة و ولده حياة». [1] .

به نظر مي رسد كه اين استدلال براي رد استدلال رايج بني عباس در نامه آورده شده است. آنان خلافت و امامت را ميراثي مي دانستند كه از طريق عباس از پيامبر خدا صلي الله عليه و آله به آنان رسيده است و با همين استدلال ناموجه ذهن مردم را براي قبول حكومت عناصري كه جز خويشاوندي با رسول خدا هيچ امتيازي نداشتند، آماده مي ساختند و محمد با اين بيان روشن و منطقي، راه استدلال را



[ صفحه 77]



بر رقباي خود مي بندد. در اين بيان، اولا تعبير امام و مفهوم مورد استعمال آن، و ثانيا داعيه ي محمد - كه به هر حال يكي از عناصر مبرز بيت علوي است - به روشني مشاهده مي شود.


پاورقي

[1] معلوم است كه پدر ما علي، وصي پيامبر صلي الله عليه و آله و امام مسلمانان بود. اكنون با اينكه فرزندان او زنده اند، چگونه شد كه شما حكومت را از او به ارث برديد؟ طبري، ج 6، ص 195، به نقل از جهاد الشيعه، ص 43.


تنها يادگار موجود از حرم بقيع


اين بود آنچه كه راجع به قبر و ضريح منتسب به حضرت فاطمه (عليها السلام) در منابع منعكس گرديده و يا به دست ما رسيده است ولي بايد توجه داشت كه:

اولا: متأسفانه هيچ دليل و شاهد معتبر در مورد تاريخ و باني اين ضريح «شبكه» در دست نيست. [1] .

و ثانياً: آنچه فراهاني گفته است كه اين ضريح «شبكه» از آهن است، منظور وي فلزي بودن آن است؛ زيرا اين ضريح از فولاد ناب و از نظر فني داراي ظرافت و استحكام فوق العاده بوده و در عين حال تنها اثر و يادگار موجود و بجاي مانده از حرم ائمه بقيع (عليهم السلام) مي باشد كه وهابيان به هنگام تخريب اين حرم شريف، در 8 شوال 1344 هـ. اين شبكه را هفت قطعه



[ صفحه 109]



نموده، شش قطعه آن را در بالاي ديوار سمت راست و چپ درب ورودي محوطه حرم حضرت حمزه و قطعه ديگر را در سمت قبور شهدا در احد نصب نموده اند و اين كه مي بينيم قطعات اين ضريح پس از گذشت هفتاد سال تحت تأثير شرايط جوي قرار نگرفته و هواي مرطوب و متغير مدينه كوچكترين تغييري در آن به وجود نياورده است، دليلي است بر اصالت و خالص بودن فولاد اين شبكه.


پاورقي

[1] نوشته مخبر السلطنه كه «اين ضريح را امين السلطنه نصب كرده است» از جهاتي قابل ترديد است ـ نكـ: سفر نامه مخبر السلطنه، ص 270.


ملحقاتها


و تحتوي الصحيفة السجادية التي رويت عن الامام أبي جعفر عليه السلام و أخيه الشهيد العظيم زيد بن علي عليه السلام علي ثلاثة و خمسين دعاء لا تؤلف مجموع الصحيفة اذ سقطت منها بعض الأدعية - كما ذكر ذلك في مقدمتها - و قد عكف العلماء علي البحث عن باقي الأدعية فظفروا بطائفة منها، و الحقوها بالصحيفة السجادية، و في ما يلي اسماء تلك الملحقات مع اسماء مؤلفيها.

الصحيفة الأولي: جمعها المحدث الحر العالمي صاحب (وسائل الشيعة) المتوفي سنة (1104 ه) و قد استخرجها من الأصول المعتمدة عنده، و كتب آخرها: «يقول العبد محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي، عفا الله عنه، هذا ما وصل الي مما خرج عن الصحيفة الكاملة...» [1] و تحتوي الصحيفة علي ثلاثة و ستين دعاء.

الصحيفة الثانية: للفاضل عبدالله بن الميرزا عيسي بن محمد بن صالح الاصفهاني المعروف بالأفندي مؤلف «رياض العلماء» و قد استدرك فيها ما فات الحر العاملي، و قد طبعت علي الحجر [2] .



[ صفحه 136]



الصحيفة الثالثة: للميرزا حسين النوري، و قد استدرك فيها ما فات الميرزا عبدالله جامع الصحيفة الثانية، و قد جمع سبعا و سبعين دعاء غير مذكورة في سائر الصحائف [3] .

الصحيفة الرابعة: للمحقق الكبير السيد محسن العاملي، و قد استدرك فيها الصحائف السابقة، و مجموع أدعيتها مائة و اثنان و ثمانين (182) دعاء انفرد منها باثنين و خمسين دعاء [4] .

الصحيفة الخامسة: جمعها الشيخ محمد صالح بن الميرزا فضل الله المازندراني الحائري [5] .


پاورقي

[1] الذريعة في تصانيف الشيعة 15 / 18 روضات الجنات 7 / 97.

[2] اعيان الشيعة 4 / ق 1 / 500.

[3] الذريعة 15 / 19.

[4] الذريعة 15 / 19.

[5] الذريعة 15 / 19.


الامام الصادق


قال الامام أبوعبدالله الصادق (ع): «كان أبي خير محمدي يومئذ علي وجه الارض...» [1] .

و معني ذلك ان الامام الباقر (ع) كان أفضل مسلم - في عصره - في علمه و تقواه، و تحرجه في الدين، و غير ذلك مما يسمو به الانسان المسلم.


پاورقي

[1] البداية و النهاية 9 / 309.


عامل فقر چيست؟


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

هر مردي كه فرزند خود را نفرين كند، مبتلا به فقر مي شود. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 104 / 99 / 77 / ميزان الحكمه: ج 14، ح 22717.


تسليم در دين


و اعلموا ان الاسلام هو التسليم و التسليم هو الاسلام، فمن سلم فقد اسلم، و من لم يسلم فلا اسلام له [1] ؛ و بدانيد كه اسلام يعني تسليم و تسليم يعني اسلام. پس كسي كه تسليم شد مسلمان است و آن كه تسليم نشد مسلمان نيست.

از نظر ادبي ظاهر كردن ضمير فصل دلالت بر حصر دارد. اگر گفتند: «زيد هو الشاعر»، «هو» كه ضمير فصل است حصر را مي رساند [2] در اين قسمت از رساله امام عليه السلام فرموده اند: «الاسلام هو التسليم». اگر مي فرمودند: «ان الاسلام التسليم» معنا مشخص بود؛ چرا كه اسم و خبر انّ در واقع مبتدا و خبرند. اما با آوردن هو بين اين دو، اسلام منحصر در تسليم شده است؛ يعني عمل به احكام و تعاليم اسلام بدون داشتن تسليم فايده اي ندارد، و چنين اسلامي، اسلام درست و كامل نيست. در ادامه مي فرمايند: «و التسليم هو الاسلام». اين تكرار براي تأكيد بيشتر است. «فمن سلم فقد اسلم» اين قسمت تأكيد پس از تأكيد است. هر كس تسليم احكام تكويني و تشريعي خدا بود مسلمان است. «و من لم يسلم فلا اسلام له»، آن كه تسليم نشد مسلمان نيست.

اسلام منحصر در يك عمل نيست، بلكه اجزا و شرايط و موانع بسياري دارد كه همه آنها با همديگر مجموعه اسلام را مي سازند. نماز در اسلام ركن است، اما همه چيز



[ صفحه 162]



نيست. همين طور روزه و حج ركنند، اما همه ي اسلام نيستند. شايد بتوان مجموعه ي اسلام را به هواپيما تشبيه كرد. هواپيما براي پرواز نياز به شرايط و اجزاي خاصي دارد و با نبود هر يك از اين اجزا و شرايط، قدرت پرواز نخواهد داشت و اگر با آن وضعيت به پرواز درآيد، سرنشينان آن از بين مي روند. كساني كه روز عاشورا فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را به شهادت رسانيدند، اهل نماز و روزه و حج بودند، و آنها كه در جنگ جمل، صفين و نهروان بر علي بن ابي طالب عليه السلام شوريدند، چه بسا بيش از ديگران به نماز و روزه مي پرداختند.

عياشي ذيل آيه ي شريفه: «فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما [3] ؛ چنين نيست، به پروردگارت قسم كه ايمان نمي آورند مگر آن كه تو را در اختلافات خود داور كنند، سپس از حكمي كه كرده اي در دل هايشان احساس ناراحتي نكنند و كاملا سر تسليم فرود آورند». روايتي را از ابي ايوب خزاز نقل كرده است كه چنين است:

«لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان، ثم قالوا لشي ء صنعه الله أو صنعه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ألا صنع خلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين [4] ؛ اگر قومي خدا را به يكتايي پرستش كنند و نماز به پا دارند و زكات بپردازند و حج به جا آرند و ماه رمضان را روزه بگيرند ولي نسبت به يكي از كارهايي كه خدا و يا رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم انجام داده اند اعتراض كنند و بگويند: چرا چنين كرده؟ يا در دلشان چنين چيزي باشد به سبب اين اعتراض مشركند».

مشرك فقط به ملحد گفته نمي شود كه احكام فقهي ويژه اي دارد و جزو نجاسات شمرده مي شود، بلكه كفر و الحاد فقط يك مرتبه از شرك است و كسي كه به يگانگي خدا اعتقاد دارد، اما در عمل خدايان ديگري به نام نفس، پول، زن، فرزند و خانه را مي پرستد و ستايش مي كند، نيز در مرتبه اي از شرك قرار گرفته است. شخصي نزد من آمده بود و مي گفت: خانه اي از فلان كس خريده ام، اما بعد معلوم شد كه اين خانه غصبي است و فروشنده نيز فرار كرده. به او گفتم: مي داني كه اين فروشنده غاصب بوده؟ گفت: مي دانم. گفتم:



[ صفحه 163]



پس بايد خانه را به صاحب اصلي برگرداني. مرتب مي گفت: پس پولي كه داده ام چه مي شود؟


پاورقي

[1] متن نامه.

[2] مانند سوره مباركه توحيد: «قل هو الله احد» كه در آن احديت در الله منحصر شده است.

[3] نساء، آيه 65.

[4] كافي، ج 1، ص 390.


اقرار به فضيلت


انسان نمي تواند همه جا و با همه كس مخالفت كند و رأي هر شخصي را رد كند. در بعضي مواقع بايد رأي طرف را بپسندد و قبول كند. البته در صورتي كه طرف، مزيتي داشته باشد و در كار ورزيده باشد، حق بگويد و تا حدي مصون از خطا باشد. بنابراين انسان بايد نظريات اشخاص برتر از خود را مانند فضلا و دانشمندان محترم شمرده و با آنان به ستيزه بر نخيزد.

ذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك و من له الفضل عليك، فانما اقررت له بفضله لئلا تخالفه. [1] .

كسي كه رتبه ي او بالاتر و برتر از تو است و با تو مخالفت مي كند، (رأي او را) بپذير و نفس خود را در برابر او رام و منقاد نما، زيرا براي اين اقرار به فضيلت و برتري او كرده اي كه با او مخالفت نكني.


پاورقي

[1] تحف. ص 366.


امام در كوفه


آنگاه كه كاروان اسيران را به كوفه آوردند، امام سجاد عليه السلام را بر شتري چموش و بدقيافه سوار كرده و دستهايش را به گردنش بسته بودند كه خون از رگهاي گردنش جاري بود و از بيماري رنج مي برد. در همان حال چون ديد سيل جمعيت براي تماشا سرازير شده است به آنها فرمود:



[ صفحه 450]



اي امت شرور و فاسد و اي امتي كه رعايت جد ما را در مورد ما نكرديد، اميدوارم آب خوش ننوشيد. اگر روز قيامت ما و پيغمبر گرد هم آييم جواب او را در مورد ما چه خواهيد داد كه برهنه بر شتران بي جهاز، شهر به شهرمان گردانديد، گويي ما بنيانگذار دين شما نبوديم.

سپس به جمعيتي كه در لجنزار گمراهي فرورفته بودند اشاره كرد تا ساكت شوند. همين كه جوش و خروش جمعيت فرونشست، خدا را حمد و ثنا گفت و بر محمد و آل او درود فرستاد و آنگاه افزود:

اي مردم، هر كس مرا شناخته به خوبي دانسته است كه من كيستم و هر كس مرا نشناخته است، بداند كه من علي بن الحسين فرزند علي بن ابي طالبم. منم فرزند كسي كه حرمتش بر باد رفت، نعمت وجودش از همه گرفته شد، دارايي اش به غارت رفت و دودمانش اسير دشمن شدند؛ منم فرزند كسي كه پدرم را كنار شط فرات بدون جرم و گناه كشتند؛ منم فرزند كسي كه با قتل صبر او را شهيد كردند و براي ما اين گونه شهيد شدن افتخار است. اي مردم، شما را به خدا سوگند، آيا مي دانيد خودتان براي پدرم نامه ها نوشتيد و او را فريب داديد؟ با او عهد و پيمان بستيد و بيعت كرديد و سپس با او جنگيديد. نابود شويد با اين كاري كه كرديد! اف بر اين انديشه هايتان! با كدام چشم به چهره ي پيغمبر نگاه خواهيد كرد آنگاه كه به شما خواهد گفت: دودمان مرا كشتيد و حرمت مرا به باد داديد؛ بعد از اين ديگر شما از امت من نخواهيد بود؟

پس از آن فرمود:

مشمول رحمت خدا باد هر كس كه نصيحت مرا بشنود و



[ صفحه 451]



سفارشم را درباره ي خدا و پيغمبر خدا و اهل بيت او حفظ كند، كه فقط ما الگو و نمونه ي نيكي براي پيغمبر خدا هستيم.

سخن امام كه به اينجا رسيد، مردم با صداي بلند فرياد كشيدند: ما گوش به فرمان و مطيع توايم و حق وحرمت تو را حفظ مي كنيم و هرگز دست از تو برنمي داريم و تو را تنها نمي گذاريم. فرمان بده تا اطاعت كنيم. ما مي جنگيم با هر كس كه تو بجنگي و در صلحيم با هر كس كه تو در صلح باشي و از هر كس كه به تو و به ما ظلم كرده است بيزاري مي جوييم.

امام سجاد عليه السلام كه سخنان آنها را شنيد در جوابشان فرمود:

هيهات، هيهات اي خيانتكاران پيمان شكن حيله گر، ديگر به آرزويتان نخواهيد رسيد. دوباره مي خواهيد آنچه را با پدرم كرديد درباره ي من انجام دهيد؟ نه به خداي موجودات قسم، زيرا هنوز آن جراحتها كه بر ما وارد آورديد بهبود نيافته است. ديروز پدرم و اهل بيتش را كشتيد. هنوز داغ رسول خدا فراموش نشده بود كه عزاي پدر و فرزندانش را براي ما پيش آورديد. به خدا سوگند هنوز اندوه آن گلوي مرا مي فشارد، تلخي اش در دهان و حنجره ام وجود دارد و غم و غصه اش در بستر سينه ام جاي گرفته است. [1] .


پاورقي

[1] مثير الاحزان ابن نما از علماي قرن پنجم و ششم (ص 89، مؤسسه ي الامام المهدي قم) قبل از اظهار برائت از كساني كه ظلم كرده اند اين جمله را نيز دارد: «... لناخذن يزيد...» يعني حاضريم يزيد را هم دستگير كنيم و تحويل دهيم.


اطلاق دانشمندترين علما به مالك


سلطنت عباسي كه عظمت مالك را درك كرده بود لازم دانستند مالك را به هر قيمتي سنگيني شده است خريداري نمايند و چنين كردند و بر مالك شخصيت علمي ممتازي قرار دادند و مالك نيز در مقابل اين منصب قوي بلافاصله تغيير عقيده داد چون عظمت خويش را در اوج اعلي مشاهده نمود به طوري كه استاندار وقت از عظمت مالك انديشه داشت. [1] و از هيبت مالك قدرت و جرأت حرف زدن با وي را نداشت. [2] .

همين منصور دوانقي بود كه در تمامي سرزمينهاي اسلامي اعلام مي كرد كه مالك دانشمندترين علما است و هيچ كس جسارت و جرأت آن را نداشت كه با شجاعت اظهار بدارد كه مالك در بحبوحه فقر علمي به سر مي برد.

منصور مالك را وادار كرد كتابي در احكام اسلام تأليف كند كه طبق قانون دولت باشد مالك نيز كتاب مشهور موطا را به دستور منصور جمع آوري كرد.

هارون الرشيد به حاكم مدينه دستور داده بود كه هيچ حكمي را بدون



[ صفحه 132]



موافقت مالك اجرا نكند بلكه در مقابل مالك زانو زده و براي شنيدن احاديث او گوش فرادهد.

سلطان وقت در موسم حج دستور داده بود به منادي ها كه بگويند «از علما كسي حق ندارد در مقابل فتواي مالك فتوا دهد.» (خوانندگان گرامي در اين باره اگر مايل هستيد اطلاعات بيشتري به دست آوريد مي توانيد به اصل كتاب الامام جعفرصادق و مذاهب اربعه نوشته ي اسد حيدر مراجعه كنيد.) [3] .


پاورقي

[1] معني سياست يعني همين كه شخصي در مرحله اول چنان مغلوب دولت وقت باشد كه وي را زير ضربات تازيانه بكشند حتي لباس هاي وي را از تنش بيرون آورند ولي در مرحله بعدي استاندار وقت جرأت حرف زدن با وي را نداشته باشد اينجا است كه سياست رنگ افراد است و عنصر را فورا تغيير مي دهد.

[2] بحث نگارنده با امام جماعت مسجدالحرام سالي در موسم حج اتفاق افتاد.

[3] پس از مذاكره بعضي از مباحث مذهبي بحثي از بسم الله الرحمن الرحيم در قرائت نماز به ميان آمد پرسيدم چرا بسم الله را ترك مي كنيد گفت: بسم الله جزء سوره نيست گفتم اكثر علماي اهل سنت بسم الله را جزء سوره مي دانند و حديث متواتر از حضرت رسول نقل شده است كه حضرت بسم الله را جزء سوره مي دانستند و ضمنا حديث شريف متواتر از حضرت رسول نقل كردند كه فرمود كل امر ذي بال لم يبتدء بسم الله فهو ابتر؛ امر مهمي كه بدون بسم الله شروع شود امر ناقص است و در اسلام چه كاري مهمتر از نماز است در جواب گفت بسم الله را آهسته مي گوييم گفتم در نماز جهريه شده كه مغرب و عشاء و صبح بايد بلند خوانده شود حتي اگر يك حرف هم آهسته خوانده شود نماز باطل است جوابي را كه با گوش خود شنيدم خدا شاهد است گفت: الملك امر بذالك و السلام؛ شاه امر به اين كرده 1- ترجمه از كتاب الامام جعفرصادق و مذاهب اربعه، ص 170.


مردن ميراب مرگ مقسم آب زمزم


يك روز امام صادق عليه السلام با برخي از اصحابش مشغول غذا خوردن بودند به غلامش فرمود برو از آب زمزم كوزه اي بياور غلام رفت و آمد دست تهي برگشت گفت غلامي كه مقسم آب است مي گويد آب به عراقيها نمي دهم و نگذاشت آب بردارم حضرت زبانش حركت مي كرد دعائي مي خواند.



[ صفحه 115]



باز فرمود برو مي تواني آب بياوري اين بار كه رفت و برگشت رنگش پريد گفت غلامي كه محافظ آب زمزم بود در چاه افتاد جنازه او را از آب چاه بيرون كشيدند.

يكبار ديگر براي آب آوردن فرستادند كه حافظ آب مانع شد غلام دست خالي برگشت و گريه كنان بود حضرت امام صادق عليه السلام دست به دعا برداشت فرمود اللهم اعم بصره اللهم اخرس لسانه اللهم اصم سمعه.

آنگاه فرمود برگرد برو او تو را نخواهد ديد و چشمش تو را نمي بيند و گوشش صداي تو را نمي شنود زبانش نمي تواند تكلم كند غلام امام آمد آب برداشت و برگشت. [1] .

اسماعيل بن عبدالعزيز روايت مي كند كه امام صادق عليه السلام به من فرمود آبي در متوضاي من حاضر كن چون آب حاضر كردم و برگشتم درباره او صفات ربوبي را ثابت مي كردم حضرت بي تأمل برگشت فرمود اي اسماعيل بنائي نساز كه از آن طرف واژگون گردد فرمود در حق ما هر چه مي خواهيد بگوئيد ولي در امكان نه در واجب الوجود - اسماعيل مي گفت من در حق او صفات ربوبي را معتقد بودم و چون اين تعليم را داد از عقيده خود برگشتم فرمود تنزلونا عن الربوبيه و قولوا ماشئت ما را پائين تر از واجب الوجود بياوريد در حد امكان و هر چه خواستيد بگوئيد.

در بصائر الدرجات است كه ابي حلال مي گفت مردم در حق جابر بن يزيد جعفي و احاديث و اعاجيب او اختلاف مي كردند من خدمت امام صادق عليه السلام رفتم از آن حضرت بپرسم فرمود خدا رحمت كند جابر بن يزيد جعفي را كه راست مي گفت هر چه از ما روايت كرده درست است و خدا لعنت كند مغيرة بن شعبه را كه دروغ بر ما مي بست و دروغي را به ما نسبت مي داد.

عمر بن يزيد گفت رفتم حضور امام صادق عليه السلام مريض بود با خود گفتم آيا پس از او امام كيست؟ پس از لحظه اي رو به من كرد فرمود من از اين كسالت نخواهم مرد و وصي خود را به تو معرفي مي كنم.

جميل بن دراج وعايد حضور امام صادق عليه السلام شرفياب شدند. امام عليه السلام مسئله را بحث كرد و پس برخاستم بيرون آمديم به عايد گفتيم چرا حاجت خود را نگفتي گفت حاجتم همان مسئله اي بود كه خودش مطرح و تجزيه و تحليل فرمود.



[ صفحه 116]




پاورقي

[1] كتاب خرايج و جرائح قطب الدين سعدالله بهة الله راوندي متوفي سال 573.


مدرسه جعفري


مدرسه جعفري بزرگترين منبع ثروت معنوي جهان بشري است بدون هيچ مبالغه و جزاف گوئي اين دانشگاه بزرگ اسلامي بزرگترين سرچشمه علم و فضيلت بوده كه در عصر خودش چندين هزار نفر سيراب شده و هر يك در يك نقطه اي از جهان بساط علم و فضيلت گسترده اند و از آثار مدرسه جعفري اين است كه در هر گوشه و كناري از جهان اسلام هر يك از شاگردان مكتب جعفري اين بساط را گسترده و برنامه را به اجرا گذاشته و هزاران دانشمند بزرگ به گفتار او مباهات و مفاخره مي كنند و سرلوحه سخن آنها قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام مي باشد - به گفته شيخ مفيد



[ صفحه 96]



در ارشاد و شيخ محمد بن علي فتال كه اصحاب حديث را ترجمه نوشته و سيد علي بن عبدالحميد نيلي در كتاب الانوار و شيخ طبرسي در اعلام الوري و ابن شهرآشوب در مناقب و غيره: بيش از 4500 نفر از مكتب جعفري فارغ التحصيل در فنون مختلف بيرون آمدند.

و شهيد در ذكري مي فرمايد امام صادق پاسخ استفتاء چهارصد مصنف را داد كه آنها به نام اصول اربعمائه كتاب خود را تصنيف نمودند و اين چهارصد فقيه از اعلام و اشراف چهار هزار دانشمند بزرگ مدرسه جعفري بودند.


علم اصطرلاب


اصطرلاب «يا اسطرلاب» علم تسطيح كره است و آن آلتي است مشتمل بر اجزاء و صفحات و ارقامي كه بعضي اجزاء آن به طريقي خاص



[ صفحه 48]



حركت مي كند و حركت آن منضبط براي تماس ابعاد و كواكب است كه كيفيت آثار و احوال علوي و فلكيه را نشان مي دهد و از آن آثار علوي امر سفلي و زميني معلوم مي گردد.


معتزله


از جمله مخاطبان امام صادق عليه السلام، معتزله بودند كه گاهي به قصد مناظره و احتجاج، و گاهي به قصد سؤال كردن از مسائلي چون تفسير قرآن و... نزد حضرت مي آمدند. در تمام اين برخوردها، امام سؤالات مخاطب خود را به نحوي شايسته پاسخ مي دهد. به طوري كه در پايان جلسه مخاطب امام كه معمولا از رؤسا و دانشمندان معتزله محسوب مي شدند، در برابر عظمت علمي، تواضع و اخلاق كريمانه امام، سر تعظيم فرود مي آورند.

روزي عمرو بن عبيد كه از دانشمندان و سران معتزله محسوب مي شد، نزد امام عليه السلام آمد و گفت مي خواهم گناهان كبيره را از كتاب خدا بشناسم. امام نيز 22 گناه كبيره را با استناد به آيات قرآن براي وي بر شمردند. هنگامي كه عمرو بن عبيد از خانه خارج مي شد، در حالي كه مي گريست مي گفت:

هلك من سلب تراثكم و نازعكم في الفضل والعلم [1] .

هر كس ميراث شما را غصب كرد و در فضل و علم با شما به منازعه پرداخت، هلاك شد.

به نظر مي رسد برخورد متواضعانه امام با آن دسته از علماي اهل



[ صفحه 172]



سنت بوده كه مناصب حكومتي را نمي پذيرفتند و به طور رسمي با حكومت همكاري نداشتند؛ زيرا برخورد امام با علماي متصدي مناصب حكومتي، فرق مي كرده است.

ابن ابي ليلي از فقهاي مدينه بود. سعد بن ابي الخصيب مي گويد: با ابن ابي ليلي در مسجد الرسول به امام صادق برخورديم. امام از من احوالپرسي كرد و پرسيد: اين مرد كيست؟ گفتم: ابن ابي ليلي، قاضي مسلمانان. امام برخورد تندي با او كرد. به طوري كه رنگ رخسار ابن ابي ليلي زرد شد. امام فرمودند: با شخص ديگري هم صحبت شو و الله يك كلمه هم با تو سخن نخواهم گفت. [2] .

اين برخورد امام با عالمي بود كه مقام قضاوت را از طرف حكومت پذيرفته بود. مقام قضاوت از طرف حكومت، به معني تأييد طرفيني حاكم و قاضي بود. قاضي، حكومت را تأييد مي كرد، علم خود را در اختيار حكومت قرار مي داد و فتاواي مورد نياز حكومت را صادر مي كرد. حكومت هم قاضي را حمايت و تأييد مي نمود و حكم او را به رسميت مي شناخت.

اين گونه برخورد نشان مي دهد كه امام عليه السلام در مخاطب شناسي، بسيار دقيق و در برخورد با افراد مختلف، بسيار حساس بوده است.


پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 251.

[2] بحارالانوار، ج 4، ص 334.


كثرة الشك


سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل يشك كثيرا في صلاته فقال فيما قال: «ان الشيطان خبيث معتاد لما عود، فليمض أحدكم في الوهم» أي لا يعتني بالوهم و الشك. و هو عام للشك في الصلاة و غيرها. و الأحاديث كثيرة عن النبي و أهل بيته صلي الله عليه و آله و سلم «ان كثرة الشك من الشيطان». هذا، الي أن العناية بكثرة الشك مشقة و حرج، و لا حرج في الشريعة.

و من هنا جاءت القاعدة الفقهية المعروفة: «لا شك لكثير الشك». و عليها اذا شك من يكثر شكه في جزء من افعال الوضوء، و هو يتوضأ يمضي، و لا يلتفت.



[ صفحه 77]




المؤلفة قلوبهم


4- من اصناف المستحقين للزكاة المؤلفة قلوبهم، و هم الجماعة الذين يراد تأليف قلوبهم و جمعها علي الاسلام، لدفع شرهم، او ليستعين بهم المسلمون في الدفاع عنهم و عن الاسلام، و يعطي هؤلاء من الزكاة، و ان كانوا اغنياء.

و اختلف فقهاؤنا فيما بينهم: هل يختص لفظ المؤلفة في باب الزكاة بمن لم يظهر الاسلام، أو يعم من أظهره علي شك منه؟ و الثابت ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد تألف المشركين، و منهم صفوان بن امية، و تألف المنافقين و منهم أبوسفيان، و في ذلك روايات عن أهل البيت عليهم السلام، و اذن، يكون اللفظ عاما للاثنين.

و في بعض المذاهب الاسلامية ان هذا السهم قد سقط، و لم يبق له من موضوع بعد ان انتشر الاسلام، و أعز الله دينه بقوة المسلمين و كثرتهم، و قال فقهاء الشيعة: انه باق ما دام علي وجه الارض غير مسلم، و مناوي ء للاسلام، اذ محال ان يسقط المسبب، مع بقاء سببه، و يرتفع المعلول، مع وجود علته. [1] .



[ صفحه 83]




پاورقي

[1] المؤلفة قلوبهم اشبه بالدعايات التي تستعملها الدول لتبرير موقفها، و بث مبادئها، و قد تخصص لها وزارة بالذات.


شروط المجيز


المراد من المجيز في كلمات الفقهاء مالك التصرف الذي وقع العمل نيابة عنه، سواء أكان مالكا حقيقيا، أو وليا، أو وصيا، أو وكيلا، أو حاكما، أو عدول المسلمين الذين هم اولياء الحسبة، و ليس من شك و لا اختلاف في أن المجيز يجب أن تتوافر فيه حين الاجازة جميع الشروط المعتبرة لابرام العقد و البلوغ و الرشد، و الصحة في التصرفات التي يشترط فيها الخلو من مرض الموت، و هذه الحقيقة لا تحتاج الي دليل، و لا يعقل أن تكون محلا للاختلاف، لأنها تحمل قياسها معها.



[ صفحه 93]



و اختلف الفقهاء: هل يجب أيضا أن يكون المجيز أهلا لابرام العقد حين انشائه و صدوره من الفضولي، تماما كما يجب أن يكون حين الاجازة، أو يكفي أن يكون تام الاهلية حين الاجازة فقط، أما حين انشاء العقد فلا يشترط ذلك. و تظهر النتيجة فيما اذا باع الفضولي مال المجنون، أو الصغير، أو السفيه، او مات المالك قبل أن يجيز البيع أو يرفضه... فعلي الأول يقع عقد الفضولي لغوا اذا كان المجيز علي وصف من هذه الاوصاف حين انشاء العقد، و لا تجدي اجازة الصبي شيئا بعد بلوغه، و المجنون بعد افاقته، و السفيه بعد رشده، و الوارث بعد موت مورثه؛ و علي الثاني يصح العقد و الاجازة بعد زوال المانع، و تترتب علي العقد جميع آثاره الشرعية.

و للفقهاء في ذلك قولان اقواهما الاكتفاء بتوافر الشروط حين الاجازة، سواء توافرت أيضا حين انشاء العقد، أو لم تتوافر، لأن الدليل الذي دل علي صحة عقد الفضولي مطلق و غير مقيد بوجود مجيز كامل الاهلية، هذا، الي أن العبرة في ترتيب الآثار بالاجازة، و سبق أن المجيز لابد أن يكون أهلا للابرام و الالتزام في حين الاجازة. و علي هذا اذا وقع العقد فضالة عن المجنون و الصغير يصح و يتوقف النفاذ علي اجازة الولي، أو اجازتهما بعد العقل و البلوغ، قال الشيخ الاصفهاني في حاشية المكاسب: ان العقد صدر من العاقل و البالغ، و لكن صادف صدوره حال صغر المالك، أو جنونه، و هذه المصادفة لا تمنع العقد بما هو عقد عن الصحة ما دام صار عن عاقل بالغ، ثم ذكر الفقهاء هنا مسائل، منها:


الشروط


يشترط في الصلح

1 - العقد و هو من مقوماته و ينعقد بتوافق الايجاب و القبول، و يصح بكل ما يدل علي التراضي، و لا يعتبر فيه لفظ خاص، كما يصح كل من الايجاب و القبول من كل من المصطلحين.. فيصح ان يقول المدعي: صالحتك علي ما أدعيه عليك بكذا، و يقول المدعي عليه: قبلت. و يصح أن يقول



[ صفحه 88]



المدعي عليه: صالحتك بكذا علي ما تدعيه علي، و يقول المدعي: قبلت.. و الأفضل ان يكون الموجب هو المدعي، و القابل هو المدعي عليه.

2 - أن يكون كل من المصطلحين أهلا للتصرف في الحق الذي يقع عليه الصلح من العقل و البلوغ و الرشد.

3 - ان يكون محل الصلح، و هو المصالح عنه و عليه موجودا، و مشروعا لا يحلل حراما، و لا يحرم حلالا.


اسئلة


هل توجد أسباب في الواقع تستدعي جواز بيع الوقف؟ و ما هي هذه الأسباب في حال وجودها؟ ثم ما هو حكم الثمن لو جاز البيع و وقع؟ هل نستبدل به عينا تستهدف جهة الوقف الأولي، و تحل العين الجديدة محل العين القديمة، و تأخذ حكمها؟


السكوت


متي تمت الدعوي بجميع شروطها طلب القاضي من المدعي عليه الجواب، و هذا بدوره اما أن يسكت و يمتنع عن الاجابة، و اما أن يجيب بنفي العلم بالواقعة، و يقول: لا أعلم اثباتا، و لا نفيا، و اما أن يجيب بالانكار، و اما بالاقرار.

و اختلف فقهاء الامامية اذا سكت المدعي عليه، فمنهم من قال: يحبسه القاضي، حتي يجيب، لأن كل مدع له حق الجواب علي المدعي عليه، كائنا من كان بخاصة في مقام الترافع، و قد امتنع عنه، فساغ حبسه. و جاء في الحديث: «ان الرجل يحبس اذا التوي علي غرائمه». و ليس من شك أن المدعي غريم للمدعي عليه وقد حاول بامتناعه عن الجواب الالتواء و المماطلة.

ويلاحظ علي هذا القول بأن في الحبس مماطلة أيضا، لأنه يوجب التأجيل، وهو ضرر علي المدعي، و قد يؤدي الي تضييع حقه كلية.

و قال آخرون: ان علي القاضي في مثل هذه الحال أن يقول للمدعي عليه: أجب، و الا أعتبرك ناكلا، و أرد اليمين علي المدعي. فان أصر علي السكوت طبق عليه القاضي حكم الناكل، و حكم للمدعي بعد أن يحلف اليمين.



[ صفحه 79]



و الأولي أن يترك تقدير ذلك القاضي، فقد يري من ظروف الدعوي و ملابساتها أن يعتبر الساكت ناكلا، و قد يري تكليف المدعي بالاثبات.


لم خلق الله الذباب؟


سأل المنصور الامام عليه السلام يوما عن الذباب و هو يتطايح علي وجهه حتي أضجره، قائلا:

يا أباعبدالله، لم خلق الله الذباب؟

فقال عليه السلام: (ليذل به الجبابرة).

فسكت المنصور، علما منه أنه لو رد عليه لوخزه بما هو أمض جرحا، و أنفذ طعنا.


امام جعفر صادق رئيس مذهب شيعه


عبدالامير فولاد زاده، تهران، انتشارات علمي، 1359، وزيري، 36 ص (مصور، ويژه ي كودكان).


حكمة الاختلاف


اعتبر لم لا يتشابه الناس واحد بالآخر، كما تتشابه الوحوش و الطير و غير ذلك، فإنك تري السرب من الظباء و القطا تتشابه حتي لا يفرق بين واحد منها و بين الأخري، و تري الناس مختلفة صورهم و خلقهم، حتي لا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة، و العلة في ذلك أن الناس محتاجون إلي أن يتعارفوا بأعيانهم و حلاهم، لما يجري بينهم من المعاملات، و ليس يجري بين البهائم مثل ذلك، فيحتاج إلي معرفة كل واحد منها بعينه و حليته، ألا تري أن التشابه في الطير و الوحش لا يضرها شيئا، و ليس كذلك الإنسان، فإنه ربما تشابه التوأم تشابها شديدا فتعظم



[ صفحه 98]



المؤونة علي الناس في معاملتهما، حتي يعطي أحدهما بالآخر، و يؤخذ أحدهما بذنب الآخر، و قد يحدث مثل هذا في تشابه الأشياء، فضلا عن تشابه الصور، فمن لطف بعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال، حتي وقف بها علي الصواب، إلا من وسعت رحمته كل شي ء.

لو رأيت تمثال الإنسان مصورا علي حائط، و قال لك قائل: إن هذا ظهر هنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع! أكنت تقبل ذلك؟ بل كنت تستهزي ء به، فكيف تنكر هذا في تمثال مصور جماد، و لا تنكر في الإنسان الحي الناطق.


النبي و الوصاية


بصائرالدرجات 413 - 412، الجزء 8، ب 17، ح 2: حدثنا محمد بن عيسي و يعقوب بن يزيد، و غيرهما عن ابن محبوب، عن ابن اسحاق بن غالب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

مضي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خلف في أمته كتاب الله و وصيته علي بن أبي طالب عليه السلام أميرالمؤمنين و امام المتقين، و حبل الله المتين، و عروته الوثقي التي لا انفصام لها، و عهده المؤكد، صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد لصاحبه بتصديق ينطق الامام عن الله عزوجل في الكتاب بما أوجب الله فيه علي العباد من طاعة الله و طاعة الامام و ولايته و أوجب حق الذي أراه الله عزوجل من استكمال دينه و اظهار أمره و الاحتجاج بحجته، و الاستضاءة بنوره في معادن أهل صفوته و مصطفي أهل خيرته.



[ صفحه 51]



فأوضح الله بأئمة الهدي من أهل بيت نبينا عن دينه، و أبلج بهم عن سبيل مناهجه، و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم واجب حق امامه و جد طعم حلاوة ايمانه، و علم فضل طلاقة اسلامه، لأن الله و رسوله نصب الامام علما لخلقه، و حجة علي أهل عالمه: ألبسه الله تاج الوقار، و غشاه من نور الجبار، يمد بسبب الي السماء لا ينقطع [لا ينقطع] عنه موارده، و لا ينال ما عند الله تبارك و تعالي الا بجهد أسباب سبيله، و لا يقبل الله أعمال العباد الا بمعرفته.

فهو عالم بما يرد من ملتبسات الوحي، و معميات السنن، و مشتبهات الفتن، و لم يكن الله ليضل قوما بعد اذا هداهم حتي يبين لهم ما يتقون، و تكون الحجة من الله علي العباد بالغة.


حد السخاء


[معاني الأخبار 256 - 255، ح 1: حدثنا أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد،...]

عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما حد السخاء؟ قال:



[ صفحه 48]



تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك، فتضعه في موضعه.


لطلب الرزق


مكارم الأخلاق 348: عن الصادق عليه السلام قال:...

اللهم ان كان رزقي في السماء فأنزله، و ان كان في الأرض فأظهره،



[ صفحه 42]



و ان كان بعيدا فقربه، و ان كان قريبا فأعطنيه، و ان كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه، و جنبني عليه المعاصي والردي.


العمل علي تنمية حركة علمية واسعة


كان للمدرسة التي أسسها الامام الباقر و ثبت أركانها و عمرها الامام الصادق عليه السلام أكبر الأثر في ايجاد نهضة علمية واسعة النطاق [1] فكان يقصدها الطلاب من جميع المناطق لتلقي العلوم الدينية المختلفة. وقد صنف الحافظ أبوالعباس الهمذاني كتابا في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الامام فذكر أربعة آلاف راو منهم [2] .

كما ألف تلامذته مئات الكتب و الرسائل، حتي أن الشيخ آغا بزرك الطهراني ترجم لمئتي رجل من مصنفي تلامذة الامام الصادق عليه السلام [3] .

و قال الشيخ القرشي: «و فجر الامام الصادق عليه السلام ينابيع العلم و الحكمة في الأرض، و فتح للناس أبوابا من العلوم لم يعهدوها من قبل، و قد ملأ الدنيا بعلمه - كما قال الحافظ، و نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان كما أدلي بذلك ابن حجر» [4] .

ثم كانت البعثات العلمية التي تحدث عنها عبدالعزيز سيد الأهل و التحقت بمدرسة الامام لتنهل منها نمير العلم، فقال:

«و أرسلت الكوفة و البصرة و واسط و الحجاز، الي جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها من كل قبيلة، من بني أسد، و مخارق، و طي، و سليم، و غطفان، و غفار، و الأزد، و خزاعة، و خثعم، و مخزوم، و بني ضبة، و من قريش، و لا سيما بني



[ صفحه 182]



الأحرار و أبناء الموالي من أعيان هذه الأمة من العرب و فارس و لا سيما مدينة قم....» [5] .

و هكذا أوجد الامام هذه الحركة العلمية الناشطة، و استطاع أن ينشر الوعي علي أوسع نطاق لجميع الناس.


پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 47 ص 390.

[2] بحارالأنوار ج 47 ص 390.

[3] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 4 ص 291.

[4] أصول الكافي ج 2 ص 76.

[5] حياة الامام موسي بن جعفر ج 1 ص 98.


كفر جلوتر است يا شرك؟


مسعدة بن صدقه گويد: شنيدم حضرت صادق - عليه السلام - در جواب اين سؤال كه كدام يك جلوتر است كفر يا شرك؟



[ صفحه 77]



فرمود: كفر جلوتر است، زيرا ابليس نخستين كسي بود كه كافر شد، و كفر او شرك نبود، زيرا او به پرستش غير خدا دعوت نكرد، بلكه پس از آن (مردم را به پرستش غير خدا) خواند و مشرك شد. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 4 ص 97 ح 8.


حديث 080


2 شنبه

كل حديث جاوز اثنين فاش.

هر سخني كه از دو نفر فراتر رود، آشكار و همگاني مي شود.

تحف، ص 368


علمه بانقضاء الآجال


محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن علي، عن أبي الصباح، عن زيد الشحام قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا زيد جدد عبادة و أحدت توبة، قال: قلت: نعيت الي نفسي جعلت فداك قال: فقال: يا زيد ما عندنا خير لك و أنت من شيعتنا، قال: قلت: و كيف لي أن أكون من شيعتكم؟ قال: فقال لي: أنت من شيعتنا، الينا الصراط و الميزان و حساب شيعتنا، و الله انا لأرحم بكم منكم بأنفسكم، كأني أنظر اليك و رفيقك في درجتك في الجنة [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي الحسن بن علي، عن الصباح، عن زيد الشحام قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا زيد



[ صفحه 102]



جدد عبادة ربك و أحدث توبة، قال: قلت: نعيت الي نفسي جعلت فداك، قال: يا زيد ما عندنا خير لك و أنت من شيعتنا، فقلت: كيف لي أن أكون من شيعتكم؟ قال: فقال لي: أنت من شيعتنا الينا الصراط و الميزان و حساب شيعتنا، و الله لأنا أرحم بكم منكم بأنفسكم، كأني أنظر اليك و رفيقك في درجتك في الجنة [2] .

و عنه أيضا: قال: روي أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف ابن عميرة، عن أبي أسامة قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا زيد كم أتي عليك من سنة؟ قلت: جعلت فداك كذا و كذا سنة، فقال: يا أباأسامة جدد عبادة ربك و أحدث توبة، فبكيت. قال: ما يبكيك يا زيد؟ قلت: نعيت الي نفسي، فقال: يا زيد أبشر فانك من شيعتنا و أنت في الجنة [3] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 256، ج 6، باب 1، ح 15.

[2] دلائل الامامة: ص 134.

[3] دلائل الامامة: ص 133.


بهشت را برايت ضمانت مي كنم


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: دقت و تفكر در علوم خرد را بارور مي نمايد.

و از علي بن ابي حمزه نقل مي كند كه گفت:

دوستي داشتم كه از منشيان بني اميه بود. به من گفت: از حضرت صادق عليه السلام براي من اجازه ي ملاقات بگير. اجازه خواستم و حضرت اجازه فرمود. هنگامي كه وارد شد، سلام كرد و نشست و گفت: قربانت شوم من از كارمندان بني اميه بودم و اموال زيادي از دنياي ايشان به دست آورده ام و در به دست آوردن آنها از حرام پرهيزي نداشتم؟ فرمود: اگر بني اميه منشي؛ و مأمور ماليات و جنگجوي مدافع و مأمومي كه در جماعتشان شركت كند، نمي داشتند، حق ما را نمي گرفتند و اگر آنها و اموالشان را واگذاشته بودند چيزي جز آن چه به دستشان افتاد، نمي يافتند و بر اموال مردم مسلط نمي شدند. آن مرد گفت: قربانت شوم، آيا براي من راه نجاتي هست؟ فرمود: اگر بگويم عمل مي كني؟ گفت: آري، حضرت فرمود: هر مالي كه در ديوان اينها به دست آورده اي جدا كن؛ هر كدام كه صاحبش را مي شناسي به صاحبش بپرداز؛ و هر كدام كه نمي داني از كيست صدقه بده؛ در اين صورت من بهشت را براي تو ضامن مي شوم.



[ صفحه 162]



جوان مدتي سر به زير انداخت، سپس گفت: قربانت شوم، انجام مي دهم.

علي بن ابي حمزه گفت: جوان با ما به كوفه برگشت و هر چه روي زمين داشت، حتي لباس تنش را در آورد. ما پولي جمع كرديم و براي او لباسي خريديم و با خرجي مختصري براي او فرستاديم. چند ماهي بيش نگذشت كه بيمار شد، ما به عيادتش مي رفتيم. روزي در حال جان دادن به بالينش رفتم، چشم گشود و گفت: اي علي! به خدا! رفيق تو به وعده اي كه به من داد وفا كرد.

سپس از دنيا رفت و ما مراسم دفن او را انجام داديم و از كوفه به مدينه رفته و خدمت حضرت صادق عليه السلام مشرف شدم. چون چشم حضرت به من افتاد، فرمود:

اي علي! به خدا ما به وعده ي رفيقت وفا كرديم. گفتم: مولاي من! فدايت شوم؛ راست مي گويي، خودش هم وقت مرگ همين طور گفت.



[ صفحه 163]




وصيته إلي قوم من أصحابه في الهداية


عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه أوصي قوماً من أصحابه، فقال لهم: اجعَلوا أمرَكُم هذا للَّهِِ وَلا تَجعَلوهُ لِلنّاسِ، فإنَّهُ ما كانَ للَّهِِ فَهُوَ لَهُ، وَما كانَ لِلنّاسِ فَلا يَصعَدُ إلي الله، وَلا تُخاصِموا النّاسَ بِدينِكُم، فَإنَّ الخُصومَةَ مُمرِضَةٌ لِلقَلبِ، إنّ اللهَ قالَ لِنَبيّهِ: يا مُحَمَّدُ، «إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ» [1] ، وَقالَ: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» [2] ، ذَروا النّاسَ، فإنّ النّاسَ أخَذوا مِنَ النّاسِ، وَإنَّكُم أخَذتُم مِن رَسولِ الله صلي الله عليه وآله وَمِن عَلِيٍّ صَلواتُ الله عَلَيهِ وَمِنّا، سَمِعتُ أبي رِضوانُ الله عَلَيهِ يَقولُ: إذا كُتِبَ علي عَبدٍ دُخولُ هذا الأمرِ كانَ أسرَعَ إلَيهِ مِنَ الطّائِرِ إلي وَكرِهِ [3] [4] .



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] القصص:56.

[2] يونس:99.

[3] وذكر في الكافي: ج1 ص166 ح3 و ج2 ص213 ح4، التوحيد: ص414ح13، المحاسن: ج1 ص201 ح38 عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اجعَلوا أمرَكُم للَّهِِ وَلا تَجعَلوهُ لِلنّاسِ، فإنَّهُ ما كانَ للَّهِِ فَهُوَ للَّهِِ. إلخ، ولم يذكر فيهم لفظ «أوصي».

[4] دعائم الإسلام: ج1 ص62.


درس هاي اين وصيت


1. همواره تقوا داشته باشيم. تقوا اولين سفارش امام است. در قرآن مجيد نيز در آيات زيادي سفارش به تقوا شده است. همچنين پيغمبر عاليقدر اسلام صلي الله عليه و آله و امامان معصوم عليهم السلام هميشه سفارش به تقوا مي نمودند. امامان جمعه، بايد هر هفته در خطبه هاي نماز جمعه به تقوا سفارش كنند، و اين نشانه ي اهميت اين مسأله است كه اگر در زندگي تقوا حاكم باشد، انسان رستگار خواهد بود.

مردي از حضرت اميرالمؤمنين عليه السلام سؤال كرد، يا علي! تقوا چيست؟

حضرت فرمود: اطاعت از خدا و دوري از گناه و معصيت.

2. هنگام سخن گفتن بايد جانب حق را گرفت، و اين معني راستگويي است كه از نشانه هاي بارز يك مؤمن متعهد است.

پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله مي فرمايد: «من صدق نجا» [1] . ؛ كسي كه راستگو باشد، نجات پيدا مي كند.

3. امين بودن و امانت داري و شهرت داشتن به اين صفت؛ يعني مورد اطمينان و وثوق مردم بودن امري پسنديده است. اين صفت يكي از صفات بارز و مشهور خاتم انبيا صلي الله عليه و آله بود كه كافر و مسلمان اذعان داشتند؛ پيش از ظهور اسلام نيز به آن حضرت محمد امين مي گفتند.

از حضرت صادق عليه السلام روايت شده كه فرمود: ميزان ارزش و



[ صفحه 149]



خوبي انسان، ركوع و سجده هاي طولاني نيست؛ چرا كه او به اين اعمال عادت كرده است؛ به طوري كه اگر ترك نمايد، وحشت زده مي شود؛ بلكه ميزان و معيار، راستگويي و امانت داري او است [2] .

4. با هر كس مصاحبت مي كنيم و همنشين مي گرديم، و به تعبيري دوست مي شويم، خوش رفتار و با وفا و يكرنگ باشيم. به همين جهت بايد در انتخاب دوست دقت كرد؛ از اين رو در روايت داريم كه حواريون به حضرت عيسي عليه السلام گفتند: با چه كسي همنشين شويم؟

حضرت فرمود: با كسي دوست شويد و رفت و آمد داشته باشيد كه شما را به ياد خدا و قيامت بيندازد، و بر علم و دانش شما بيفزايد، و كارهاي او شما را به آخرت ترغيب نمايد [3] .

5. كوشش كنيم هميشه اهل دعا و تضرع در پيشگاه خداوند متعال باشيم؛ مخصوصا قبل از طلوع آفتاب و قبل از غروب. روايات در مورد دعا و فوايد بي شمار آن زياد است، ولي ما فقط به يك حديث اكتفا مي كنيم. از جانب خداي متعال به حضرت موسي عليه السلام خطاب رسيد: «اي موسي! هر چه احتياج داري حتي نمك سفره ات را هم از ما بخواه» . [4] .

از اين كلام استفاده مي شود كه خداوند متعال دوست دارد بندگانش هميشه از او بخواهند كه حاجاتشان را برآورده كند؛ گرچه حاجت كوچك و ناچيز باشد.



[ صفحه 150]



6. هيچ گاه از طلب حاجت از خداوند متعال كوتاهي نكنيم، و نگوييم كه خداوند آنچه دوست دارد و صلاح باشد، انجام مي دهد. آري؛ صحيح است، ولي وظيفه ي ما هم دعا كردن و طلب حوايج از او است.

حافظ، وظيفه ي تو دعا كردن است و بس.


پاورقي

[1] كافي، ج 2 ص 99، ح 29.

[2] همان، ص 105، ح 12، باب الصدق و اداء الأمانة؛ نور الثقلين، ج 1، ص 496.

[3] تحف العقول، ص 44.

[4] بحارالانوار، ج 90، ص 302.


اختلاف ألوان الطير و علة ذلك


قال المفضل فقلت: أن قوما من المعطلة يزعمون أن اختلاف الألوان و الأشكال في الطير انما يكون من قبل امتزاج الاخلاط، و اختلاف مقاديرها المرج و الأهمال.

قال: يا مفضل هذا الوشي الذي تراه في الطواويس و الدراج و التدارج علي استواء و مقابلة، كنحو ما يخط بالأقلام، كيف يأتي به الامتزاج المهمل علي شكل واحد لا يختلف، و لو كان بالاهمال لعدم الاستواء و لكان مختلفا.


صدقه


در مورد صدقه، دين مقدس اسلام، سه مطلب مهم را در نظر گرفته است:

1. با فرض صدقات واجبه، از تراكم ثروت و به وجود آمدن اختلافات طبقاتي، جلوگيري كرده است.

2. با وضع صدقات مستحبي، عواطف انساني را زنده نگه داشته و مردم را به كمك نيازمندان، گسيل داشته است.

3. مؤمنين براي زندگي ابدي و جهان آخرت خويش پس انداز مي كنند، زيرا اموال در معرض زوال است و هر چه در دست انسان مي باشد، عاريه است و خواه ناخواه از دست و اختيار او بيرون خواهد شد. و انفاق و صدقات نوعي وام دادن است، وام دادني كه ضامن معتبري چون خداوند دارد كه در روز معين، آن را پرداخت خواهد كرد.

قرآن كريم مي فرمايد:

(و ما أنفقتم من شي ء فهو يخلفه و هو خير الرازقين) [1] .

و آنچه را در راه خدا انفاق كنيد، او عوض آن را به شما مي دهد (جاي آن را پر مي كند) و او بهترين روزي دهندگان است.

در مورد تشويق به صدقات روايات و داستان هاي زيادي از امام



[ صفحه 103]



صادق عليه السلام به ما رسيده است كه به دو نمونه اشاره مي كنيم:


پاورقي

[1] سوره ي سبأ، آيه ي 39.


الأعمش


أبومحمد سليمان بن مهران الاعمش مولي بني كاهل من ولد اسد المعروف بالاعمش الكوفي المتوفي سنة 148 ه، كان ثقة عالما و كان أبوه من دنباوند و هي ناحية من رستاق الري في الجبال، و كان يقارن بالزهري في الحجاز، و رأي انس بن مالك لكنه لم يسمع منه، و يروي عن أنس ارسالا أخذه عن أصحاب أنس، و روي عنه سفيان الثوري، و شعبة بن الحجاج، و كان لطيف الخلق مزاحا.

دخل أبوحنيفة يوما لعيادته فطول القعود عنده فلما عزم علي القيام قال أبوحنيفة: ما كأني إلا ثقلت عليك. فقال: والله انك الثقيل علي و أنت في بيتك. و عاده أيضا جماعة و أطالوا الجلوس عنده فضجر منهم فأخذ و سادته و قام و قال: شفي الله مريضكم بالعافية، ولد الاعمش سنة 60 ه و قيل انه ولد يوم مقتل الحسين عليه السلام وعده ابن قتيبة في كتاب المعارف من جملة من حملت به أمه سبعة اشهر و توفي سنة 148 ه أي في السنة التي توفي بها الامام الصادق عليه السلام و لم يكن لمذهبه ظهور و انتشار في المجتمع و انقرض بمدة قليلة.


الليثي


يحيي بن يحيي بن كثير الليثي المتوفي سنة 224 ه، كان أصله من البربر و أسلم جدهم (و سلاس) علي يد يزيد بن عامر الليثي، فهو من موالي الليثيين و سمع يحيي من مالك بن أنس و هو أحد رواة الموطأ، و سمع من الليث بن سعد و غيره، و تفقه بأصحاب مالك كابن وهب، و عبدالرحمن بن القاسم العتكي، و انتهت إليه الرياسة في الاندلس، و به اشتهر مذهب مالك، لمكانته من السلطان. قال ابن حزم: مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة و السلطان: مذهب ابي حنيفة، فانه لما ولي القضاء أبويوسف كانت القضاة من قبله من أقصي المشرق إلي أقصي عمل افريقية، فكان لا يولي إلا أصحابه، و المنتسبين لمذهبه، و مذهب مالك عندنا بالاندلس، فان يحيي بن يحيي كان مكينا عند السلطان، مقبول القول في القضاة، و كان لا يولي قاض في اقطار الاندلس إلا بمشورته و اختياره، و لا يشير إلا باصحابه و من كتاب علي مذهبه - و الناس سراع إلي الدنيا - فأقبلوا علي ما يرجون بلوغ اغراضهم به. [1] .

حتي قيل: إنه لم يعط أحد من أهل الأندلس - منذ دخلها الاسلام - ما أعطي يحيي من الحظوة و عظيم القدر و جلالة الذكر. و قالوا: إنه كان مجاب الدعوة و قبره يستسقي به بقرطبة. [2] .



[ صفحه 515]




پاورقي

[1] نفح الطيب ج 6 ص 20.

[2] نفح الطيب ج 6 ص 23.


الامام مالك ينهي عن التقليد


و قد اشتهر عن مالك: انه كان ينهي عن التقليد و الرجوع لقول أي أحد دون كتاب الله و سنة رسوله. و يعلن معارضته لمن كان يتعصب له و يدعي اعلميته علي جميع الأمة.

و يتضح من مطاوي كلماته ان الحديث الذي ادعوه في فضله، و هو حديث عالم المدينة، لم يكن يعرفه مالك، و ان كان معروفا فلا يري انطباقه عليه لوجود من هو أعلم منه، و المأثور عن مالك في ذلك كثير، كقوله:



[ صفحه 148]



انما أنا بشر أخطي ء و أصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه، و كل ما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه.

و كان مالك لا يخرج عن عمل أهل المدينة، و يصرح في موطنه بأنه أدرك العمل علي هذا، و هو الذي عليه أهل العلم ببلدنا. و يقول في غير موضع اذا سئل عن شي ء: ما رأيت أحدا أقتدي به يفعله [1] أي يفعل ذلك الشي ء المسؤول عنه.

و روي محمد بن محمد بن سنه بسنده عن مالك أنه قال: انما انا بشر اخطي ء و اصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه، و كل ما لم يوافق فاتركوه. و روي مثله عنه أحمد بن مروان المالكي [2] .

و كان رأي مالك: ان من ترك قول أحد من الصحابة لقول تابعي أنه يستتاب. و قد صرح مالك بان من ترك قول عمر بن الخطاب لقول ابراهيم النخعي انه يستتاب. فكيف بمن ترك قول الله و الرسول لقول من هو دون ابراهيم أو مثله [3] و هذا علي سبيل المثال لا التشخيص منه.

و قد اشتهر عن مالك كثرة قوله: لا أدري، في كثير من المسائل و قد سئل عن ثمان و أربعين فقال في اثنين و ثلاثين منها: لا أدري.

و سئل من العراق عن أربعين مسألة فما أجاب منها الا في خمس.

قال ابومصعب: قال لنا المغيرة: تعالوا نجمع كل ما نريد ان نسأل عنه مالكا. فمكثنا نجمع ذلك، و وجه به المغيرة اليه، و سأله الجواب، فاجاب مالك في بعضه، و كتب في الكثير منه لا أدري. [4] .

و الروايات عنه في «لا أدري» و «لا أحسن» كثيرة، حتي قيل لو شاء رجل ان يملأ صحيفة من قول مالك: «لا أدري» لفعل.

و قيل لمالك اذا قلت - انت - يا أباعبدالله: لا أدري فمن يدري؟ قال: ويحك؟ أعرفتني؟ و من أنا؟ وايش منزلتي حتي أدري ما لا تدرون؟ ثم أخذ يحتج و قال: قد ابتلي عمر بن الخطاب بهذه الأشياء فلم يجب فيها.

و قال عبدالله بن مسلمة: دخلت علي مالك - انا و رجل آخر - فوجدناه يبكي، فسلمت عليه، فرد علي ثم سكت عني و هو يبكي، فقلت: يا أبا



[ صفحه 149]



عبدالله ما الذي يبكيك؟ فقال لي: يا ابن قعنب ابكي لله علي ما فرط مني من هذا الرأي و هذه المسائل. و قد كان لي سعة فيما سبقت، فقلنا له: ارجع عن ذلك، فقال: و كيف لي بذلك و قد سارت به الركبان [5] و سأل رجل مالكا عن مسألة، و ذكر أنه أرسل فيها من مسيرة ستة أشهر من المغرب فقال له: أخبر الذي أرسلك أنه لا علم لي بها.

قال: و من يعلمها؟ قال مالك: من علمه الله.

و سأله رجل عن مسألة استودعه اياها أهل المغرب، فقال: ما أدري، ما ابتلينا بهذه المسألة ببلدنا، و لا سمعنا أحدا من أشياخنا تكلم فيها و لكن تعود، فلما كان من الغد جاء الرجل و قد حمل ثقله علي بغله يقوده، فقال: مسألتي. فقال مالك: ما أدري ما هي؟

فقال الرجل: يا أباعبدالله تركت خلفي من يقول: ليس علي وجه الأرض أعلم منك، فقال مالك غير مستوحش: اذا رجعت اليهم فاخبرهم اني لا أحسن [6] .

و هذا مما يدل علي خطأ ذلك الاعتقاد الذي كونته عوامل غير مشروعة، و أيدته ظروف خاصة، لذلك انكر عليهم مالك، اذ هو لم يعرف من نفسه ما قد عرفه عنه غيره، و كذلك لم يكن يعرف المتصلون بمالك، و الذين عرفوا منزلته كما عرفه الناؤون عنه، و أخذوا عنه صورة مكبرة رسمتها يد المبالغة و الغلو فانكر مالك عليهم ما يدعونه فيه من العصمة و الوصول الي درجة الاحاطة بكل العلوم. و اتسع الأمر بعد زمن مالك حتي أصبح قوله يقدم علي الكتاب و السنة كما أشرنا لذلك.


پاورقي

[1] اعلام الموقعين لابن القيم ج 2 ص 186.

[2] الدين الخالص ج 4 ص 182.

[3] اعلام الموقعين لابن القيم.

[4] الموافقات ج 4 ص 288.

[5] الوحدة الاسلامية ص 107.

[6] الموافقات لابي اسحاق الشاطبي ج 4 ص 288 - 287.


الواثق


ابوجعفر هرون بن المعتصم بن الرشيد المتوفي سنة 232 ه كان شاعرا فطنا يتشبه بالمأمون في حركاته و سكناته، و كان حسن السيرة مع ابناء عمه آل أبي طالب. قال يحيي بن اكثم: ما أحد أحسن من خلفاء بني العباس الي آل أبي



[ صفحه 497]



طالب ما أحسن اليهم الواثق، ما مات و فيهم فقير [1] .

و كان شديد القول بخلق القرآن، حتي بلغ الأمر به أنه لما وقع الفداء بين المسلمين و الروم في الاسري أمر الواثق أن يمتحنوا اسري المسلمين، فمن قال القرآن مخلوق و أن الله لا يري في الاخرة، فودي به و أعطي دينارين، و من لم ينل ذلك ترك في أيدي الروم.

و لما حضرته الوفاة أمر بالبسط فطويت، و ألصق خده علي الأرض، و جعل يقول: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه، و كان يردد هذين البيتين:



الموت فيه جميع الخلق مشترك

لا سوقة منهم يبقي و لا ملك



ما ضر أهل قليل في تفارقهم

و ليس يغني عن الملاك ما ملكوا [2] .



قال أحمد بن محمد الواثقي، و كان فيمن يمرض الواثق: فتقدمت اليه فلما صرت عند رأسه فتح عينيه، فكدت أموت من خوفي، فرجعت الي خلف، فتعلقت قائمة سيفي بشي ء فكدت أهلك، فما كان عن قريب حتي مات، و أغلق عليه الباب، و بقي وحده، فسمعت حركة من داخل البيت، فدخلت فاذا جرذ قد أكل عينيه - التي لحظ الي بها - و ما كان حولها من الخدين [3] .


پاورقي

[1] ابن كثير ج 10 ص 310.

[2] تاريخ ابن الساعي ص 60.

[3] الكامل لابن الأثير ج 7 ص 12.


الخبر الرابع


قال الصدوق: حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي الكوفي، قال: حدثني محمد بن سنان عن أبان بن عثمان الأحمر، قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام: أخبرني عن الله تبارك و تعالي لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا؟ قال: نعم.

فقلت له: ان رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول: ان الله لم يزل سميعا بسمع و بصيرا ببصر و عليما بعلم و قادرا بقدرة. فغضب عليه السلام ثم قال: من قال ذلك و دان به فهو مشرك و ليس من ولايتنا علي شي ء ان الله تبارك و تعالي ذاته عليمة سميعة بصيرة قادرة.

هذه هي الأخبار التي أوردها المؤلف لبيان منهاج الصدوق في رواياته و أنها مرسلة، و ها أنت ذا قد رأيت أن الصدوق عليه الرحمة يروي الحديث بسند متصل، و هو يذكر الرجال و آباءهم، و صفاتهم، و ألقابهم، و لكن المؤلف ينكر ذلك، و نحن ننكر عليه أشد الانكار، لأن ما ذهب اليه و ما حكم به أمر يثير التشكيك و يبعث علي عدم الثقة؛ و ان كان المؤلف يدعي البراءة من ذلك، كما يقول بعد ايراده لهذه الأخبار ص 447: هذه نظرات ألقيناها علي رواية من لا يحضره الفقيه، و كتاب التوحيد، و كلاهما لابن



[ صفحه 163]



بابويه القمي، و قد قصدنا بهذه النظرات أن ننقل صورة للكتاب في روايته و في منهاجه، و ما قصدنا أن نثير غبارا من الشك أو التشكيك حوله، و ليس لنا أن نتهجم علي مقدسات اخواننا و لكننا أردنا التوضيح و البيان.

هذا ما يقوله!!! و هو يحاول اقناع قرائه بأن يأخذوا برأيه حول طعنه في روايات هذه الكتب، و يدعي أن قصده الايضاح و البيان في اعطائه هذه الصورة، و هو يزعم أنها طبق الأصل. و بمزيد من الأسف ان الأستاذ لم يقل الحقيقة، فهو يدعي اطلاعه علي هذه الكتب، و نقل منها و لكنه لم يطلع عليها، بل نقل عنها بالواسطة.

و نظرا لحصول أشياء كثيرة من أمثال هذه الأمور التي خالف المؤلف فيها ما يوجبه عليه الحق من سعة الاطلاع و التتبع، فان متابعة ذلك يدعو الي اتساع البحث، و استيعاب هذا الجزء كله، و ربما يتعداه الي الجزء السادس فآثرنا الاختصار، و الاكتفاء بالاشارة لما يلزم التنبيه عليه. و قد ألف الأستاذ الكبير الشيخ عبدالله السبيتي كتابا في الرد علي أبي زهرة و كذلك الأستاذ العلامة السيد حسين بن يوسف المكي العاملي.


تمهيد


تقدم الكلام حول تدوين العلم، و في اي عصر بدأ، و قد وقع الخلاف بين المؤرخين في ذلك، فهل هو في الصدر الاول، أم في العهد الأموي، أم في العهد العباسي؟

و قد تقدم بيان ذلك و ذكرنا سبق الشيعة الي التدوين، فلا حاجة لاعادة القول فيه. [1] .

اما علم الحديث فقد اعتي رجال الامة في معرفة الاحاديث النبوية و اهتموا به، لأنه المقدار لتفصيل الاحكام، و تبيين الحلال من الحرام. و كان الشيعة اعظم الجميع اهتماما و اشدهم محافظة، لانهم قد تلقوا تلك الثروة العظيمة عن الامام علي عليه السلام في عصره، و هو باب مدينة العلم؛ و من بعده اخذوا عن ابنائه.

يقول الاستاذ مصطفي عبدالرزاق - عند ذكره لاول من دون الفقه -: و علي كل حال فان ذلك لا يخلو من دلالة علي أن النزوع الي تدوين الفقه كان اسرع الي الشيعة، لأن اعتقادهم العصمة في ائمتهم، أو ما يشبه العصمة كان حريا أن يسوقهم الي الحث علي تدوين اقضيتهم، و فتاواهم. [2] .

و الذي يقرره الواقع التأريخي، أن العهد الاموي قد منع الناس عن التحدث بعلم علي عليه السلام او نقل فتاويه و اقواله للناس.

فقد كان لاضطهاد الامويين لاهل البيت و اتباعهم اثر كبير في منع الناس عن الحديث عنهم، و كانوا لا يتمكنون أن يتحدثوا عن علي فالتجأوا الي التورية بقولهم قال: ابوزينب [3] كما يحدثنا الحسن البصري بذلك لأنه يريد أن يحقن دمه.

و قد كانت العلامة بين المشايخ اذا حدثوا عن علي عليه السلام قالوا: قال الشيخ. [4] لانهم لا يستطيعون أن يذكروا اسمه.



[ صفحه 498]



و كيف يستطيع أحد أن يذكره بخير او يسندعنه حديثا و منابرهم تعج بسبه، و مشايخهم تلهج بذمه، و قصاصهم يختمون احاديثهم بلعنه، [5] الي غير ذلك من الوسائل التي حاولوا فيها القضاء علي مآثر علي عليه السلام فهل يستطيع احد من المحدثين أن يروي عن علي عليه السلام، أو يروي في فضله شيئا و قد نكلوا بالحافظ النسائي عندما حدث في الشام بفضل علي عليه السلام حتي مات من جراء ذلك.

و لهذا فقد اكب الشيعة علي تدوين قضايا علي عليه السلام و احاديثه، و أخذوا عن أهل بيته الذين اودعهم تلك الثروة العظيمة، و استمر الشيعة علي التدوين في كل عصر.

و قد ابتدأ التدوين عند الشيعة في عصر الامام علي عليه السلام و اول من دون الحديث ابورافع من خواص الامام علي عليه السلام و شيعته، و ابنه عبيدالله ابن ابي رافع كاتب اميرالمؤمنين و احد خواصه، و محمد بن قيس البجلي و غيرهم.

و علي أي حال فان اهتمام الشيعة بحفظ الحديث و تدوينه كان اكثر من غيرهم، كما تعرضنا لذلك فيما سبق.

و نحن لا نريد أن نخوض في علم الحديث و تدوينه، و تبويبه و تقسيمه و لكننا نود أن نتعرض لاثرهم العظيم في التشريع الاسلامي، رغم تلك المعارضات و الحواجز التي كانت تقف امام نشر ما تحملوه من رسالة الاسلام يوم كانت السياسة تقف وراء تلك العقبات، و تثير تلك الشكوك في اتهام الشيعة بامور هي خلاف المعقول، و لا يقرها المنطق، و كان القصد من ذلك هو تشويه سمعتهم بالقاء الشبه عليهم من الوجهة الدينية، لأنهم انصار العلويين في مقاومة الدولة.

و لهذا فقد غذت تلك الشكوك عقول كثير من المؤرخين، فاستعملوا ألفاظا فارغة عندما يترجمون لشيعي كقولهم: مبتدع، زائغ عن الحق سيي ء المذهب و غير ذلك.

و لكنا اذا اردنا أن نسأل عن مصداق ذلك ما هو الموجب لهذا فلا نجد جوابا الا الخضوع لدعاية خصومهم الذين تجاوزوا في اضطهاد الشيعة ابعد الحدود.



[ صفحه 499]



و حيث كانت تلك الاقوال لا تتركز علي اسس واقعية، فقد اضطربت اقوال علماء الرجال في قبول رواية الشيعي و عدمها، و من هو الذي تقبل روايته و من ترد روايته.

و ما هي البدعة التي ابتدعها الشيعة فاستوجبوا رد احاديثهم و عدم قبولها و ستقف علي الجواب في ترجمة ابان بن تغلب.

و قد هبت زوبعة اقوال حول رواية الشيعة للحديث و لكنها لم تؤثر الا علي ضعاف النفوس، و من لا يقفون أمام الافتعالات موقف تثبت و تدبر.

و مع كل تلك الحملات علي الشيعة فقد اصبح لمدرستهم مكان في التشريع، رغم محاولة السلطة و اعوانهم، لأن الشيعة يحملون من الاثار النبوية في الاحكام الشرعية ما لا يمكن الاستغناء عنه و لم يجد العلماء بديلا منه.

قال علي بن المديني: لو تركت اهل الكوفة لذلك الرأي يعني التشيع خربت الكتب.

قال الخطيب البغدادي: قوله خربت الكتب يعني لذهب الحديث. [6] .

و روي الخطيب عن محمد بن احمد بن يعقوب عن محمد بن نعيم الضبي قال سمعت اباعبدالله محمد بن يعقوب و سئل عن الفضل بن محمد الشعراني؟ فقال: صدوق في الرواية الا أنه كان من الغالين في التشيع.

قيل له فقد حدثت عنه في الصحيح. فقال: لان كتاب استاذي - ملآن من حديث الشيعة. يعني مسلم بن الحجاج. [7] .

و بالجملة فان تلك الخصومة التي نشبت بين الشيعة و بين الدولة قد اثرت أثرا غير محمود علي عقول كثير من الناس، و قد سري ذلك الي بعض المحدثين و علماء الرجال، و لهذا فانهم لم يذكروا و الشيعة الا مع التقبيح و التشنيع، فاعطوا عنهم فكرة سيئة، و صورة مشوهة كما ذكرنا ذلك مرارا.

و قد أخذ القصاصون نصيبهم في نشر تلك الصور، و استغل الوضاعون تلك الفرص فكثرت الحكايات، و انتشرت الاحاديث الموضوعة و السياسة من وراء ذلك تشد أزرهم، و تتولي نشر ما يفترون.

و قد وضعوا علي ألسنة أئمة المذاهب اقوالا مؤداها الامتناع عن قبول



[ صفحه 500]



رواية الشيعة، كما نجد في اكثر كتب الاصول كثيرا من ذلك؛ فمثلا يقولون ان أباحنيفة كان لا يجيز أخذ الآثار عن الشيعة كما اوردوا ذلك عن ابي عصمة، أنه سأل أباحنيفة ممن تأمرني ان اسمع الآثار؟

فقال ابوحنيفة من كل عدل في هواه الا الشيعة، فان اصل عقيدتهم تضليل اصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

و هذه الكلمة قد أخذت مكانتها من ادمغة كثير من كتاب الاصول و الحديث في السابق و الحاضر، و بنوا عليها تأييد ما يدعونه علي الشيعة من الطعن علي الصحابة.

ولو أنهم هدفوا الي الواقع و خدمة الحقيقة لبحثوا عن اصل هذه الفرية و الا كذوبة، التي نسبوها لابي حنيفة، و ذلك أن اباعصمة [8] كان من اشهر الوضاعين، و كان يري ذلك حسبة، و أنه ينال أجرا علي كذبه فيما يؤيد مذهبه.

و كذلك نجد اقوالا عن الشافعي و مالك و أحمد شبيهة بهذا و الكل لا اصل له لأنا لم نجد طريقا يصح في الاسناد اليهم، مع أنهم أي أئمة المذاهب لم ينفصلوا عن مدرسة الشيعة، فكلهم قد اخذوا الحديث منهم و رووا عنهم.

و ابوحنيفة قد كان من تلامذة الامام الباقر و ولده الامام الصادق عليه السلام و مالك من تلامذة الامام الصادق عليه السلام و الشافعي تلميذ لمالك، و احمد تلميذ للشافعي، و الكل قد رووا عن رجال الشيعة و خرجوا احاديثهم.

و هؤلاء الأئمة لم يرد عنهم حول رواية الشيعة ما يدل علي الطعن، و كل ما نقل عنهم انما هي اشياء انتحلها اناس لا يتورعون عن الكذب كما كذبوا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اهل بيته من قبل.

ثم نأتي الي رواة الحديث و اهل الصحاح فنجد كتبهم ملآنة برواية الشيعة و احاديثهم، فهذا البخاري و هو اميرالمؤمنين في الحديث - كما يسمونه



[ صفحه 501]



- كان شيوخه من الشيعة [9] يربو عددهم علي العشرين رجلا، و كذلك مسلم، و الترمذي و غيرهم من رواة الحديث.

و اننا نجد اليوم كتابا في علوم الحديث او التاريخ يتغافلون عن الحقائق الراهنة، و يلبسونها ابرادا من التمويه، ليغذوا عقول الناشئة باباطيل عصور التطاحن، فينالون بأقلامهم المسمومة الحديث عن الشيعة كل ما توحيه اليهم عاطفتهم فيصفون الشيعة بما يروق لهم من الاوصاف التي لا يصح وصفهم بها و لكن التعصب يوجد من لا شي ء شيئا.

و كيف كان فان الباحث المنصف لو اعطي من وقته شيئا يساعده علي دراسة موضوع الحديث عند الشيعة و تشددهم في قبول الرواية و تثبتهم في النقل لحكم بالعدل و أعطي الموضوع حقه من العناية و الاهتمام.

و نحن هنا نقدم طائفة من الرجال الذين حملوا الحديث فكان منهم أئمة تشد اليهم الرحال، و تقصدهم طلاب العلوم من الاقطار النائية، و قد التزمنا بذكر بعض تلامذتهم، و من خرج حديثهم من كتب الصحاح الستة و ذكرنا اقوال علماء الرجال فيهم.

و نود أن نلفت نظر القراء الي تعبير بعضهم عندما يترجمون لرجل من الشيعة فيقولون: صدوق و لكن مذهبه مذهب الشيعة او انه صدوق و لكنما نقموا عليه التشيع، او انه سي ء المذهب او مبتدع الي غير ذلك مما ستقف عليه.

و من الحق أن نتساءل ما هو الواجب لهذه الامور، و هل التشيع لعلي عليه السلام و أهل بيته بدعة في الاسلام؟! و لماذا هذه النقمة علي من يتشيع؟! و لا نجد جوابا الا الاتهامات التي تكمن ورائها اغراض الخصوم لاهل البيت عليهم السلام و رموا اتباعهم بالزندقة. و قد مر تفصيل ذلك.

و ليس من العسير أن يقف المتتبع علي بواعث تلك الاتهامات المفتعلة فهي لا تتعدي حدود اغراض الحاكمين الذين اسرفوا في مقاومة الشيعة.

و من السفه و الجهل معا - أن يكون الاقتناع بكل ما ورد فيكون عقبة في طريق البحث و النظر، و لئن أخطأ بعض الباحثين الطريق الي الواقع لتقليدهم الغير فيما ينقلونه، فانهم قد أساؤوا لأنفسهم اولا، و لأمتهم ثانيا.

و ان تلك النظريات الخاطئة التي تصور الشيعة بغير صورتها الواقعية



[ صفحه 502]



انما كان من اسبابها تلك الغشاوة التي ارختها العصبية الرعناء، و قد آن الاوان لان ننظر الي الامور بمنظار الواقع، و أن نترك وراء ظهورنا ما ورثناه من عصور التطاحن، فانا أحوج ما نكون الي ذلك اليوم.

و سيتضح بهذه الدراسة خطأ القائلين بأن السنة لا يروون عن الشيعة، أو أن الشيعة ليس لمدرستهم الفقهية في التشريع اثر محسوس.

و هذه النظرة الخاطئة التي تصور الشيعة بمعزل عن المجتمع الاسلامي، و أنهم صفر الاكف من العلوم، و بالأخص الفقه و الحديث انما كانت وليدة ظروف خاصة، و اغراض مقصودة، قد تعرضنا لها مرارا من قبل.

و نحن بهذا البيان عن حملة العلم من الشيعة و من كانت تشد لهم الرحال للانتفاع منهم و الاخذ عنهم، عسي أن نوفق لتصحيح بعض اخطاء الكتاب الذين أخطأوا الصواب في تحاملهم عن الشيعة حول الحديث بالاخص والله الموفق.

و الآن نقدم جملة من اولئك العلماء الذين روي لهم اصحاب الكتب البخاري، و مسلم، و الترمذي، و النسائي، و ابن ماجة، و ابوداود مع ذكر بعض من روي عنهم.

كما أننا لم نتعرض لاقوال الشيعة و آرائهم فيهم، بل اقتصرنا علي ما ذكره علماء السنة، من منصفين و متحاملين كالجوز جاني الذي لا يذكر الشيعة الا بسيي ء العبارة، لأنه شديد النصب لعلي عليه السلام و كذلك لم نستوف جميع من خرج لهم اصحاب الكتب الستة، بل اقتصرنا علي البعض منهم و هم:


پاورقي

[1] انظر الجزء الثاني من هذا الكتاب 302 - 274 ط 1، تحت عنوان: تدوين العلم.

[2] تمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية، 252.

[3] انظر الحسن البصري لابن الجوزي 7.

[4] مناقب ابي حنيفة للمكي 171: 1.

[5] انظر تهذيب تاريخ ابن عساكر 407: 3.

[6] انظر كفاية الاصول للخطيب - 129.

[7] كفاية الاصول للخطيب 131.

[8] ابوعصمة هو نوح بن مريم المروزي المتوفي سنة 173 كان من الحنفية و لكنهم تركوا حديثه مع شهرته لانه كان من الوضاعين و له مجالس يحدث فيها و هو واضع فضائل سور القرآن عن عكرمة و غيرها انظر ترجمته في الفوائد البهية في تراجم الحنفية 221 و شرح ألفية العرافي 268: 1 و غيرها.

[9] انظر 413 - 411 من هذا المجلد.


ابوهريرة العجلي


يحتمل اتحاده مع أبي هريرة الآبار.

و في رواية عن أبي بصير قال أبوعبدالله عليه السلام من ينشدنا شعر أبي هريرة؟

قلت: جعلت فداك انه كان يشرب! فقال: رحمه الله و ما ذنب الا و يغفره الله لولا بغض علي.

و من هنا يعلم أن الامام عليه السلام كان يحث أصحابه علي حفظ الشعر كما تحفظ الرواية، و علي المرء الأخذ بما رووا لا بما حووا.

و أما شربه فلعله تاب منه، و يكفي ترحم الامام عليه السلام عليه.

و قد ذكر في المناقب شعر لأبي هريرة في مدح الامام الباقر عليه السلام و لم يعلم لأيهما.



أباجعفر أنت الامام أحبه

و ارض الذي ترضي به و أقابع



أتانا رجال يحملون عليكم

أحاديث قد ضاقت بها الأضالع [1] .




پاورقي

[1] أعيان الشيعة ج 2 / 441 - مناقب ج 4 / 212 - التنقيح ج 3 / 38 من فضل الكني.


فيما يتعلق بصلاة الجمعة


و فيه مسألتان:

المسألة الأولي: حكم الجمعة مع أئمة الجور:

في هذه المسألة عن الامام جعفر الصادق روايتان:



[ صفحه 154]



الرواية الأولي: هي تحريم حضور جمعة أئمة الجور و التحريج في ذلك و التأثيم و ان حضر أعاد مطلقا، ان علم، و في الوقت فقط ان جهل.

نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [1] .

و روي أنه سئل جعفر بن محمد الباقر عليهماالسلام عن صلاة الجمعة مع الامام الجائر، و قال السائل: أصلي خلفه و أجعلها تطوعا، فقال الامام جعفر الصادق: (لو قبل التطوع قبلت الفريضة) [2] .

روي ذلك عن: زيد بن علي و النفس الزكية و ابراهيم بن عبدالله و علي بن الحسين و الناصر و القاسم و المؤيد بالله [3] .

الحجة لهم:

1- قول علي رضي الله عنه (من سود علينا فقد أشرك في دمائنا) [4] .

2- أنه اجماع أهل البيت - رضي الله عنهم أجمعين - [5] .

الرواية الثانية: منع حضور أئمة الجور من غير تأثيم، و لا اعادة عليه فقد روي عن جعفر بن محمد أنه قيل له: أكان الحسن و الحسين اذا صليا خلف مروان بن الحكم يعيدان؟

قال: لا ما كانا يزيدان عن الصلاة معه غير النوافل.

نقل ذلك عنه الشافعي و غيره [6] .

و الذي يبدو: ان هذه الأدلة لا تقوم بها حجة، و ذلك لورود أدلة أخري صريحة، تدل علي وجوب اقامة الجمعة مع امام عادل أو جائر، منها:



[ صفحه 155]



ما روي عن جابر: أن النبي صلي الله عليه و سلم خطب و أخبرهم بفرضية الجمعة ثم قال: «فمن تركها في حياتي أو بعدي وله امام أو جائر استخفافا بها أو حجودا لها، فلا جمع الله شمله و لا بارك في أمره» [7] .

وجه الدلالة:

أن الحديث يؤكد فرضية الجمعة و أنه يجب حضورها مع الامام سواء كان عادلا أم جائرا.

و أما دعوي الاجماع من أهل البيت علي عمومهم فغير صحيحة. فقد ثبت كما تقدم أن الحسن و الحسين كانا يصليان خلف مروان بن الحكم و لا ينعقد الاجماع بخروجهما، وقد نازع الامام يحيي و محمد بن ابراهيم الوزير و غيرهما في ثبوت الاجماع من العترة و لو صح لهم ما خالفوه اذ لا يستجيزون مخالفة اجماع العترة.

فالمسألة ظنية قطعا، و لهم فيها ما ذهبوا اليه من المنع و التأثيم محامل، كان يكون المصلي خلف أئمة الجور ممن يعتقد تحريم ذلك و انما يفعله طمعا في دنياهم و رغبة في مداهنتهم.

و أنهم قصدوا بالمنع حضور جمعة، مع قوم من أئمة الجور قد بلغوا حد الكفر بما ظهر منهم من الاستهانة بالدين، و الاصرار علي ترك الجمعة لعدم وجود من كملت فيه شروط الامامة المعتبرة يؤدي الي هدم ركن من أركان الشريعة، و هذا يؤدي الي أن يمضي جميع عمره محروما من هذه الفريضة التي وردت فيها نصوص الكتاب و السنة بمجرد تخمينات عليلة بل يمضي عليه أسلافه قرنا بعد قرن و يأتي من بعده بطنا بعد بطن و تلك السنة المحمدية ميتة في أكفانها مهانة بين لداتها، فما هذه الا خيبة فظيعة و زلة شنيعة، و كسر لعصا المسلمين [8] .



[ صفحه 156]



أما اشتراط الامام العادل للجمعة:

فقال بعضهم: ان الامام العادل شرط لصحة الجمعة فلا تصح بدونه.

و هو قول المهدي، و أبي حنيفة و رواية عن أحمد الا أن أباحنيفة و أحمد أجازا أن يقيمها من أذن له الامام.

و ذهب جمهور العلماء و منهم: مالك و الشافعي و الشوكاني: الي عدم اشتراط الامام العادل، و قالوا: لا دليل عليه [9] .

المسألة الثانية: حكم الجهر بالقراءة يوم الجمعة.

و قد سبق الكلام عنها عند الاحتجاج بالاجماع.


پاورقي

[1] البحر الزخار: 3 / 11 - 10.

[2] هامش المصدر السابق.

[3] المصدر السابق.

[4] المصدر السابق.

[5] المصدر السابق؛ الروض النضير: 2 / 21.

[6] مسند الشافعي: 2 / 55 الأم: 1 / 59؛ السنن الكبري: 3 / 122؛ الحاوي: 2 / 353.

[7] سنن ابن ماجه: 1 / 343؛ مجمع الزوائد: 2 / 192.

[8] الروض النضير: 2 / 222.

[9] انظر البحر الزخار: 2 / 9؛ عيون الأزهار: 100؛ الهداية: 1 / 83 - 82 المقنع: 1 / 249؛ السيل الجرار: 1 / 297؛ القوانين الفقهية: 79؛ المنهاج القويم: 274؛ الايضاح للشماخي: 1 / 605؛ قواعد الاسلام للجيطالي: 1 / 356.


ابوشاكر الديصاني


ينسب أبوشاكر الي الديصانية [1] الذين روي في شأنهم عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنهم أشد الزنادقة قولا، و أمهنهم [2] مثلا، نظروا في كتب قد صنفتها أوائلهم، و حبروها [3] لهم بألفاظ مزخرفة من غير أصل ثابت، و لا حجة توجب اثبات ما ادعوا، كل ذلك خلافا علي الله و علي رسله، و تكذيبا بما جاءوا به عن الله تعالي. [4] .

روي الشيخ الصدوق قدس سره باسناده الي هشام بن الحكم قال: دخل أبوشاكر الديصاني علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فقال له: انك أحد النجوم الزواهر [5] ، و كان آباؤك بدورا بواهر [6] ، و أمهاتك عقيلات [7] عباهر [8] ، و عنصرك [9] من أكرم العناصر، و اذا



[ صفحه 53]



ذكر العلماء فبك تثني [10] الخناصر [11] ، فخبرني أيها البحر الخضم [12] الزاخر [13] ، ما الدليل علي حدث العالم؟

فقال الصادق عليه السلام: يستدل عليه بأقرب الأشياء.

قال: و ما هو؟

قال: فدعا الصادق عليه السلام ببيضة، فوضعها علي راحته، ثم قال: هذا حصن ملموم [14] ، داخله غرقي ء [15] رقيق، تطيف به فضة سائلة، و ذهبة مائعة، ثم تنفلق عن مثل الطاوس، أدخلها شي ء؟

قال: لا.

قال: فهذا الدليل علي حدث العالم.

قال: أخبرت فأوجزت، و قلت فأحسنت، و قد علمت أنا لا نقبل الا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو لمسناه بأكفنا، أو شممناه بمناخرنا، أو ذقناه بأفواهنا، أو تصور في القلوب بيانا، و استنبطه الروايات ايقانا.

فقال الصادق عليه السلام: ذكرت الحواس الخمس، و هي لا تنفع شيئا بغير دليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح [16] .

و في رواية الطبرسي: دخل أبوشاكر الديصاني - و هو زنديق - علي أبي عبدالله عليه السلام و قال: يا جعفر بن محمد، دلني علي معبودي!



[ صفحه 54]



فقال له أبو عبدالله عليه السلام: اجلس!

فاذا غلام صغير في كفه بيضة يلعب بها، فقال أبو عبدالله عليه السلام: ناولني يا غلام البيضة، فناوله اياها.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا ديصاني! هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة، و فضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن اصلاحها، و لم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن افسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أتري له مدبرا؟ [17] .

قال: فأطرق مليا، ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب الي الله تعالي مما كنت فيه. [18] .


پاورقي

[1] قال الشهرستاني: «أصحاب ديصان أثبتوا أصلين: نورا و ظلاما، فالنور يفعل الخير قصدا و اختيارا، و الظلام يفعل الشر طبعا و اضطرارا، فما كان من خير و نفع و طيب و حسن فمن النور، و ما كان من شر و ضرر و نتن و قبح فمن الظلام، و زعموا أن النور حي عالم قادر حساس دراك، و منه تكون الحركة و الحياة، و الظلام، ميت جاهل عاجز جماد موات لا فعل له و لا تمييز...». انظر الملل و النحل 250:1؛ بحارالأنوار 211:3.

[2] أي أضعفهم، و في بعض النسخ: أهملهم، يقال: أمر مهمل أي متروك.

[3] أي حسنوها و زينوها! قال ابن منظور في لسان العرب 710:11؛ تحبير الخط و الشعر و غيرهما: تحسينه.

[4] الاحتجاج 233:2.

[5] زهر السراج و القمر و الوجه كمنع زهورا: تلألأ. مجمع البحرين 321:3.

[6] قمر باهر أي: مضيي ء. مجمع البحرين 231:3.

[7] العقيلة: المرأة المخدرة، المحبوسة في بيتها.. و عقيلة كل شي ء: أكرمه. كتاب العين 159:4.

[8] العباهر: العظيم من كل شي ء و العبهرة من النساء: التي تجمع الحسن في الجسم و الخلق.

[9] العنصر: أصل الحسب. كتاب العين 337:2.

[10] أي تعطف و تميل.

[11] أي أنت تعد أولا قبلهم، لكونك أفضل و أشهر منهم، و انما يبدأ في العد بالخنصر. بحارالأنوار 40:3.

[12] الخضم: نعت للشريف المعطاء، أي السيد الضخم. كتاب العين 179:4.

[13] الزاخر: الشرف العالي. مجمع البحرين 316:3.

[14] أي: مستدير. لسان العرب 550:12.

[15] قال الخليل في كتاب العين 354:4: «الغرقي ء قشرة البيض الداخلة» و قال ابن منظور في لسان العرب 286:10: «الغرقي ء القشرة الملتزقة ببياض البيض».

[16] أمالي الصدوق: 432 / 571؛ بحارالأنوار 39:3.

[17] و في حديث للامام عليه السلام قاله لمفضل بن عمر: «اعتبر بخلق البيضة و ما فيها من المح الأصفر الخاثر و الماء الأبيض الرقيق، فبعضه لينتشر منه الفرخ، و بعضه ليغذي به، الي أن تنقاب عنه البيضة، و ما في ذلك من التدبير، فانه لو كان نشوء الفرخ في تلك القشرة المستحصنة التي لا مساغ لشي ء اليها لجعل معه في جوفها من الغذاء ما يكتفي به الي وقت خروجه منها، كمن يحبس في حبس حصين لا يوصل الي من فيه فيجعل معه من القوت ما يكتفي به الي وقت خروجه منه». بحارالأنوار 104:3.

[18] الاحتجاج 201:2 / 215؛ وانظر: الكافي 79:1؛ التوحيد: 122؛ بحارالأنوار 31:3 / 5 و 140:4 / 7.


الحارث بن المغيرة النصري


الحارث بن المغيرة النصري، روي عن الباقر والصادق والكاظم عليهم سلام الله، و كان من ذوي الدرجات الرفيعة، كما شهدت بذلك عدة أحاديث، منها قول الصادق عليه السلام لجماعة منهم يونس بن يعقوب: «أما لكم من مستراح تستريحون اليه، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري» علي أن يونس بن يعقوب كان من ذوي المنازل العالية، و مع علو شأنه أمره الصادق بالرجوع الي الحارث، و الشواهد علي جلالته و علو منزلته كثيرة.



[ صفحه 138]




مدرسة الامام العرفانية


هناك كلمات أربعة يتداولها رجال العلم و أهل الثقافة ربما توقع بعض القراء الكرام في دائرة الوهم و الايهام ، فلابد من رفع الستار و نفض الغبار عن جمالها لنصل الي كمالها و نعرف مغزاها و محتواها ، و هي عبارة عن العلم و الفلسفة و العرفان و الفن .

و يقال أينما وجدت الاثنينية و الكثرة فلا بد مما به الامتياز و مما به الاشتراك ، فهذه الكلمات و من ورائها شخصياتها الأربعة العالم و الفيلسوف و العارف و الفنان تشترك في كشف الحقائق و البحث عنها و تختلف و تمتاز بأن الفيلسوف يبذل ما في طاقته البشرية ليكشف الموجود بما هو موجود و يقف علي الحقائق كما هي ، و العالم يسعي من أجل أن يعرف الحقيقة في عالم الجزئيات فحديثه عن الجزء و الجزئيات بينما الفيلسوف عن الكل و الكليات من طريق الرهان و الاستدلال العقلي ، و العارف انما يكشف الحقائق من خلال صيقلة قلبه و تهذيب نفسه و بالكشف و الشهود ، و أما الفنان فانه يحاول أن يجسد الحقيقة تارة بريشته ولو حاته و اخري بالتنحيت و ثالثة بالقوافي و النثر و رابعة بالتمثيل فيتعلق غرضه بالمحسوسات لكنه بواسطة التجسيم و التجسيد و غيرهما .



[ صفحه 312]



و قيل:العلم الذي هو انطباع صورة الشي ء في الذهن عبارة عن ادراك الكليات ، و العرفان عبارة عن ادراك الجزئيات ، و قيل:ان المعرفة تصور و العلم تصديق ، و لهذا يقال:كل عالم عارف و ليس كل عارف عالم ، و قيل:من أدرك شيئا و نسيه و أدركه مرة اخري ثانية و علم أنه مدركه سابقا فهو عارف بخلاف العالم و لهذا لا يطلق علي الله صفة العارف بخلاف العالم .

و يبدو أن الفلسفة لها معني عام و العلم بالنسبة اليها له معني خاص و المعرفة بالنسبة الي العلم لها معني أخص .

هذه بالنسبة الي العرفان المشتق من المعرفة في عالم اللغة ، و ما علم العرفان المصطلح فهو عبارة عن كشف الحقائق الكونية و ما وراء الطبيعة أي الميتافيزيقية من خلال صفاء القلب بعد صيقلته التامة حتي يكون كالمرآة الصافية فتنطبع فيها حقائق الكون الرحب في القلب المصفي و المتكامل . فيصل العارف الي مقام الكشف و الشهود في معرفة حقائق الأشياء ، و لا يعير أهمية الي ما عند الفلاسفة من الاستدلال و البرهان الاني و اللمي ، و بهذا يمتاز العارف عن الفيلسوف .

ثم ان علم المعرفة باصطلاح اليوم عبارة عن ( ايديولوجي - أي علم العقيدة - ) و الرؤية الكونيه ، و أهم مباحث علم المعرفة هو معرفة الوجود و معرفة الانسان و معرفة السبيل ، و هذه الثلاثة عبارة عن اصول الدين .

و أما الرؤية الكونية فطرقها علي ما ذكر تكون خمسة:

1- النظرة الكونية العلمية .

2- النظرة الكونية الفلسفية .

3- النظرة الكونية العرفانية .

4- النظرة الكونية الفنية .



[ صفحه 313]



5- النظرة الكونية الدينية الجامعة كل هذه النظرات.

فالمعرفة التامة و العرفان الصحيح هو الذي يجمع هذه الاصول و النظرات ، و العقيدة السليمة و الدين الخالص ما كانت المعرفة صحيحة و تامة في ايديولوجيتها و نظراتها الكونية الخمسة .

و العلماء و المفكرون في العالم يرون أن المقاصد الرفيعة لحياة البشر قائمة علي ثلاثة أركان:الحسن و الصدق و الجمال ، و الفن من العوامل المهمة لرسم الجمال، و بهذا يعتبر من الوسائل الراقية لتمدن البشر و تحضرهم و ازدهارهم و يبقي الصدق و الحسن في الفن حاكما و يفني ما لا ينفع الناس و ما لا أصالة له ( أما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) فالمجد و الخلود للفن الذي يتبلور و يقوم علي الصدق و الحسن ، و الفنان تتجلي في سلوكه و ذوقه و أفكاره المعاني السامية ، فان له جذور عميقة في وجوده تستسقي من الوجود المطلق ، فيجسم الحقائق النابعة في ضميره الحي ، و يكون الفن بذلك لسان الحقائق و العلم بصرها و الفلسفة عقلها و العرفان قلبها .

و مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، لا سيما مدرسة الامام الصادق عليه السلام قد أغنت البشرية في هذه المجالات و الحقول الأربعة و غيرها مما تسعدها و تسوقها الي قمم الكمال و السعادة و الجلال و تقودها الي ساحل السلام و الهناء و الحياة المجيدة.

و انما نجد حقائق الحقائق و جوهرية العلوم و الفنون في مدرستهم العلياء و بيوتهم التي رفعها الله سبحانه .

و أما خبثاء العالم - و مع كل الأسف - قد سرقوا قداسة العلم لتنفيذ مآربهم بصنعهم القنابل المدمرة و الأسلحة الفتاكة ، كما حرفوا الفن السليم عن مساره الصحيح و جعلوا الفنان أداة فساد في المجتمع عبر اخراج الأفلام الخلاعية



[ صفحه 314]



و المسرحيات المستهجنة و الأغاني الفاسدة و الموسيقي المنحطة كما سرقت كلمة العرفان و اطلقت علي اناس ربما خلت قلوبهم من المعرفة الصحيحة و هم الصوفية و الدراوشة فانهم سرقوا قداسة العرفان حتي اشتهر أعلامهم بالعرفاء و عندهم مباني و مصطلحات خاصة بهم ، كما عندهم طرق و مذاهب متعددة تزيد علي المئتين و ذلك باعتبار أنهم يقولون بالحقيقة و الطريقة الشريعة . علي أن النبي الأكرم قال:الشريعة أقوالي و الطريقة أفعالي و الحقيقة أحوالي . و لابد في الطريقية لكل من يدخل في طريقة أحدها من قطب عصره و مصره ، كما أن للأقطاب قطبا بمنزلة الرحي ، و هو قطب الأقطاب و هو ولي الله الأعظم في الأرض. [1] .

و مذهب أهل البيت عليهم السلام براء من الصوفية كما ورد ذلك في روايات عديدة. [2] الا أن الأقوام الصوفية بطوائفها و شعبها و أقطابها - سواء السنة أو الشيعة - تحاول أن ترتبط مرامها و طريقتها بأهل البيت عليهم السلام لطهارتهم و نزاهتهم - كل يدعي الوصل بليلي ولكن ليلي لا تقر بذاكا - فالطرق السنية و الشيعية في التصوف ينسبوها الي الامام الرضا عليه السلام من طريق المعروف الكرخي و أبي الصلت الهروي - ثم الامام الرضا أخذ طريقته من أبيه - و هكذا الي أن تنتهي الطرق كلها الي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو قطب الأقطاب بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم .

و من هذا المنطلق تجد بعض الصوفية يقول ان الامام جعفر الصادق عليه السلام تعلم



[ صفحه 315]



العرفان من أبيه الامام الباقر عليه السلام و أخذه عنه ، و هم يعدونه حلقة هامة في سلسلة الصوفية و العرفان .

و من هؤلاء الشيخ فريدالدين العطار النيسابوري [3] صاحب كتاب « تذكرة الأولياء » ، و تجدر الاشارة هنا الي أن العرفان بمدلوله الحالي و بالمعني الذي نعرفه عنه لم يكن له وجود في القرن الأول الهجري . فان وجد آنذاك شي ء من مبادي ء هذا العلم ، فان مدلوله يختلف عما هو عليه اليوم .

و ليس ثمة ريب في أن التفكير العرفاني موجود لدي بعض علماء المسلمين ، دون أن يشتهر به أحد منهم . و دون أن تعرف أي مدرسة من مدارس العرفان الموجودة في هذا العصر ، و لم نر من القادة أو المفكرين من تزعم مجموعة من المريدين أو سمي نفسه قطبا أو غوثا أو ما الي ذلك .

ثم ان العرفان الصحيح و السليم ذات المنطق الرصين في الاسلام كان ينبوعا فياضا في الباطن و القلب ، و لم تكن بين العرفان و الدراسات التقليدية علاقة ، و لم يكن المريد أو القطب يدرس و يعلم المريدين العرفان ، بل كان العرفان اسلوبا للحياة و طريقة للعمل الجاد في جو من الحب و العشق .

و كان العارف يقول:امح الأوراق اذا كنت تصحبنا في الدروس و الرحيل ،



[ صفحه 316]



لأن حديث الغرام و العشق غير موجود في الدفاتر. [4] .

و منذ القرن الثاني للهجرة بدأ العرفاء و الزهاد يتوزعون حول الأقطاب و المرشدين ، فأبدعوا و أسسوا مدارس و مذاهب تربو علي المئتين عرفانية .

و يقول صاحب « تذكرة الأولياء » و هو من الكتب المشهورة في أحوال العرفاء و الصوفية ، و قد جمع فيه مؤلفه الروايات الموثوق بها و الضعيفة ، يقول:ان بايزيد البسطامي العارف الشهير كان من تلامذة جعفر الصادق عليه السلام ، أخذ عنه العرفان . و ساق الحديث علي النحو التالي:ان بايزيد البسطامي ، بعد ما تعلم العلوم المتداولة ، اتجه الي العرفان ، وطاف حول العالم بحثا عن العرفاء العظام ، و تحمل المشاق و الحرمان ثلاثين سنة ، و حضر مجلس مائة و ثلاثة عشر عارفا كان آخرهم الامام الصادق عليه السلام . و كان يحضر درسه كل يوم معدا نفسه للاغتراف من منهله ما أمكن ، فسأله الصادق يوما:ناولني الكتاب الذي في الرف فوق رأسك .

فسأل بايزيد:و أي رف هذا ؟

فقال له الصادق:تسألني عن الرف و أنت تحضر كل يوم هنا من زمن بعيد ؟

فقال بايزيد:انني لم اشاهد غيرك هنا ، لأنني أتيت للقائك و الاستماع الي حديثك .

فقال له الصادق:يا بايزيد ، أنت كملت الدرس و الحلقة ، فعد الي بلادك و علم الناس ما تعلمت . فقام و عاد الي بسطام في يومه .

و لعل صاحب « تذكرة الأولياء » كان يعتقد بصحة هذا الحديث . ولكنه لم يراع التسلسل الزمني و تتابع الحوادث ، و لولا ذلك لقلنا اختلق هذه الرواية



[ صفحه 317]



أو أن غيره اختلقها و نقلها هو عنه ، لأن الامام الصادق عليه السلام كان مشتغلا بالتعليم و التدريس في المدينة في النصف الأول من القرن الثاني ، و توفي سنة 148 هجرية ، في حين ان بايزيد البسطامي كان يعيش في القرن الثالث و توفي سنة 261 هجرية .

و قيل:ان مبادي ء العرفان و مدارسه في القرن الثامن الهجري لم تكن تزيد علي سلوك العارف و قوة تخيله و تأمله ، و من هنا يمكن القول بأن جعفرا الصادق عليه السلام كان له خيال و تفكير عرفاني عميق ، و اذا كان من آثار العرفان علي العارف تغيير اسلوب حياته و التأثير في خلقه و سلوكه و أدبه ، فلسنا نشك في أن جعفرا الصادق عليه السلام كان بهذا رائدا و اماما للغير ، ولكن لا علاقة لهذا السلوك المعنوي بالعلوم التجريبية و المادية في الاسلام . و كان الصادق عليه السلام أول عالم و خبير في العلوم التجريبية في الاسلام ، و هو أول عالم جمع بين النظرية العلمية و التجربة العملية ، و لم يكن يقبل أو يؤيد نظرية في الفيزياء أو الكيمياء الا بعد التحقق منها بنفسه في التجربة العملية و الاختبار ، و عالم كهذا ، لا يهتم بعلوم نظرية بحتة اهتمامه بالعلوم التجريبية .

و في التأريخ الاسلامي ان الامام الصادق عليه السلام كان أول عالم تحدث عن الفيزياء و الكيمياء ، و هو في نفس الوقت يعد في طليعة العرفاء و الزهاد . حتي ان الامام الزمخشري [5] بعد ما أثني عليه في كتابه « ربيع الأبرار » ثناء كريما ،



[ صفحه 318]



عده من طلائع العرفاء و زعمائهم .

و كان العطار النيسابوري صاحب « تذكرة الأولياء » يري بدوره أن الصادق عليه السلام رائد للعرفاء ، ولكن شتان بين ما سجله الزمخشري و هو عالم مدقق ، و بين ما أورده العطار ، و هو صوفي جماعة ، يجمع بدافع من المحبة كل ما سمع و قرأ ، و مؤلفه يثبت أنه كان مغرما و متيما بحب العرفاء و الصوفية العظام ، فهو يكتب عنهم بعين الرضا و القبول ، و بالمغالاة أحيانا ، ولولا حبه هنا لما وقع في هفوات .

و يمكن القول ان القلم في يد الزمخشري يتحكم فيه العقل و الدقة ، أما القلم في يد العطار فيتحكم فيه الحب و العشق ، و أيا كان الأمر ، فالصادق عليه السلام يعد في تأريخ العلوم الاسلامية من مؤسسي علم العرفان الواقعي .

و لا شك في أن دروسه في العرفان كان يحضرها عدد من غير المسلمين ، فقد قيل ان نفرا من الصابئة [6] قرأوا عليه ، و الصابئة بآرائهم الدينية هم وسط بين المسيحية و اليهود ، و كانوا يعدون من الموحدين في الاسلام ، و كان بعضهم يتظاهر بالاسلام دفاعا عن النفس أو حرصا علي المال ، و كان مركزهم ( حران ) غرب بلاد ما بين النهرين ( العراق ) ، و كان هذا المركز يسمي قديما عند الاوروبيين ب ( كارة ) ، و من عادات الصابئة تعميد الطفل بعد ولادته و تسميته . جاء في دائرة المعارف الاسلامية: [7] ان كلمة صابئي مأخوذة من صب الماء و غسله ، لأن الصابئة تغسل الطفل بعد الولادة بتعميده في الماء ، و كانت الصابئة تقول بنبوة يحيي المعمدان



[ صفحه 319]



( يوحنا ) بن زكريا .

و يقول العطار النيسابوري:ان اناسا من جميع القري كانت تحضر درس الامام الصادق عليه السلام و تنهل من معينه . و يقول الشيخ أبوالحسن الخرقاني: [8] ان المسلم و الكافر استفاد كلاهما من فضل الصادق عليه السلام و علمه .

و يقول بعض الكتاب:لا ندري هل كان تسامح الصادق عليه السلام مع غير المسلم راجعا الي عرفانه و زهده ، أو انه كان ينظر الي الامور بمنظار شامل ، و كان يريد الخير و العلم للجميع و لهذا فهو يسمح لمن حضر درسه بأن يستمع اليه ولو كان غير مسلم ، و في دائرة المعارف الاسلامية ان هناك من يقول ان جابرا بن حيان - و هو من أشهر أصحاب الصادق عليه السلام - كان من الصابئة أيضا .

و كان الصابئة في درس الامام مولعين بتحصيل العلم ، و كانوا يبذلون قصاري جهدهم لاستيعاب الدروس و فهمها ، و بهذا استطاعوا وضع اسس علمية ثقافية للصابئة ، و بمقارنة ثقافة الصابئة قبل عهد الصادق عليه السلام و بعده نري فرقا شاسعا كالفرق بين النور و الظلمة .

و كان الصابئة قبل الصادق عليه السلام فئة منطوية علي نفسها ، لا يعرف عنها شي ء كثير كما انهم هم أنفسهم لم يكونوا يعرفون الكثير و لم يكن علمهم يتجاوز علم البدوي من العرب ، ولكن اشتهر بعد الصادق عليه السلام كثير منهم في ميادين الكيمياء و الطب و النجوم ، و أصبحوا امة ذات ثقافة و شهرة. و يقع الباحث في دوريات



[ صفحه 320]



المعارف و المعاجم علي أسماء كثير منهم .

و الي الصادق عليه السلام يعزي الفضل في أن الصابئة الغارقة في الجهل و الحرمان قد أصبحت طائفة متقدمة متمدنة اشتهر كثير من أبنائها في ميادين العلوم المتباينة ، كما انتفع العالم بثقافتهم و علمهم ، و بفضل اشعاع مدرسة الصادق عليه السلام - كما تشع الشمس علي كل الناس - بقيت لهؤلاء القوم شخصيتهم الخاصة و كيانهم المستقل و اشتهر بعضهم و ذاع صيته ، و ما زال البعض منهم يعيش في المنطقة نفسها ( حران ) ، و ان كان عددهم قد تواضع عما كان عليه قبلا .

و كما أسلفنا بيانه ، هناك اجماع بين الشيخ أبي الحسن الخرقاني و الزمخشري و العطار النيسابوري علي أن جعفرا الصادق عليه السلام هو قدوة العرفاء في التأريخ الاسلامي ، و لا غرو أن يذكروه بعظيم الاجلال و الاحترام و الود.

و الخرقاني عالم معروف و مشهور من علماء التصوف و العرفان ، و قد تناول في مباحثه اصول العرفان في الهند و الشرق قبل الاسلام ، ولكن غابت عنه معالم التصوف و العرفان في فارس قبل الاسلام اما لعدم المامه بمبادي ء الزردشتية ، أو لعدم توافر المراجع و المؤلفات الزردشتية لديه .

و في هذه الفترة ، أي في النصف الثاني من القرن الرابع و النصف الأول من القرن الخامس الهجريين ، كانت اللغة البهلوية شائعة في كل مكان ، و كان الخرقاني مطلعا علي مبادي ء اليهودية و المسيحية .

و بفضل البحوث التي أجرتها نخبة من المستشرقين الفرنسيين من القرن السابع عشر الميلادي و الي يومنا هذا ، و بفضل النصوص الهندية القديمة التي ترجمت الي اللغات الحية ، و أهمها كتاب « فيداس » المقدس ، فان علينا أن نعرف عمق الصلة بين ثقافة الهند القديمة و ثقافة فارس القديمة ، كما عرفنا ان هذين البلدين



[ صفحه 321]



كانا ينهلان من معين مشترك و ان التفكير الزردشتي قد تأثر بالفكر الهندي، و لا ريب في أن الزردشتيين قد استفادوا في آراءهم العرفانية و الصوفية من عرفان الهنود و تصوفهم و تأثروا بهما أكثر مما تأثروا أو استفادوا من أي مصدر آخر .

ان مذهب زردشت القائل بمبدأين [9] هما مبدأ الخير و مبدأ الشر ، يختلف اختلافا جذريا عن الهندوكية القائلة بالتثليث ، فان مذهب زردشت قد بني تعاليمه علي الثنائية ، و كان يدين بأن العالم مبني علي الأضداد و ان لكل شي ء قطبين هما القطب المثبت و القطب المنفي .

ولو أن الشيخ الخرقاني حالفه النجاح في التفرقة بين العرفان و التصوف في فارس و العرفان في مدرسة الاسكندرية ، لأدرك أن العرفان عند زردشت نابع من ثنائية التفكير ، في حين ان العرفان الذي أرسي الصادق عليه السلام معالمه و أوضح سبله في مدرسته هو عرفان توحيدي لا أثر للثنائية و لا للتثليث فيه ، فعرفان الصادق عليه السلام هو أسمي ما وصل اليه الفكر البشري لبلوغ الصفاء و التكامل النفسي و الروحي ؛ لأنه عرفان الهي نبوي علوي . و كان مذهبه من السمو و الرفعة بحيث تقاصر عن فهمه و تحليله و تبنيه كثير من الناس سواء



[ صفحه 322]



في عصره أو في العصور التي تلته عندما تشعب العرفان و أصبحت له مدارس و فرق متعددة .

تميز عرفان الصادق عليه السلام عند ظهوره بالتوحيد ، و سيظل هذا ديدنه نابذا الثنائية و التثليث ، تاركا الغلو و السرف في تعريف صفات الخالق أو المخلوق كما حدث للعرفان الاسلامي أحيانا في أدوار متأخرة ، كما ينفي وحدة الوجود المتاه الذي وقع فيه كثير من الصوفية و العرفاء .

و سنري في ما بعد أن الغلو قد دفع ببعض المشايخ و العرفاء الي الانحراف ، ففاه بعضهم بعبارات و أقوال انبعث منها الشرك و الكفر ، حتي انفض عنهم كثير من أنصارهم و أتباعهم ، أو هم قد وقعوا في شطحات و طامات كبري [10] انتهت ببعضهم الي القول:« سبحاني سبحاني ما أعظم شأني ، ليس في جبتي سوي الله » [11] ، و لهذا رأينا أن العلامة الزمخشري ينفر منهم و ينتقدهم - أي الطبقة المغالية - ولكن عرفان الصادق عليه السلام كان بعيدا عن المبالغات و الترهات ، و كان مبنيا علي أساس توحيدي في تنزيه الخالق عن صفات المخلوق ، و المخلوق عن الخالق ، و لهذا تبعته الشيعة بأسرها و كثير من أهل السنة أيضا .

يرتكز العرفان عند الصادق عليه السلام علي التوكل علي الله تعالي و تنفيذ أحكامه و أوامره ، و الامتثال لنواهيه دون اهمال شؤون الدنيا أو تركها لئلا تضطرب الحياة اليومية و تفقد صفاءها و سعادتها ، فهو لا يوصي بترك الدنيا للوصول الي السعادة بل يري أن السعادة هي في التوكل علي الله و التقوي ، و تقبل حظوظ الدنيا



[ صفحه 323]



المشروعة . [12] فليس منا من ترك دنياه لآخرته و آخرته لدنياه ، بل كما جاء في كتاب الله الكريم ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ) .

و ليس في عرفان الصادق عليه السلام كلام عن وصول العارف الي الله و هو التفكير الأساسي الذي دان به كثير من الصوفية و العرفاء في القرون التي تعاقبت بعد عصر الصادق عليه السلام ، فالوصول الي الله عند الصادق عليه السلام يطابق تماما ما صوره القرآن الكريم ، أي ان الانسان هو صنيع الله و مخلوقه و هو منه و اليه يرجع . و ليس معني هذا ان الانسان يلتحق بالذات الالهية و يصبح جزءا منها ، ولكن معناه أن الانسان مخلوق و مصنوع و يظل هذا وضعه دائما و يستحيل عليه أن يكون خالقا ، و متي مات



[ صفحه 324]



رجع الي الله و برجوعه اليه تعالي يكون شديد القرب من الخالق ، فانا لله و انا اليه راجعون ، و انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه .

علي ان التفكير العرفاني انجرف عن هذا الاتجاه بعد الصادق عليه السلام ، و فسر العرفاء الآية القرآنية ( انا لله و انا اليه راجعون ) بمعني أن الانسان سيلحق بربه بعد موته ، و قالوا:لا يلحق الانسان به سبحانه و تعالي في حياته ! و انطلقوا من هذه العقيدة يقولون ان الانسان في مذهبهم يلتحق بعد موته بالقدرة الأزلية الأبدية ، فيبقي حيا ، و يشاهد الامور الجارية في الدنيا ، و يري أهله و أصحابه ، و تكون له قدرة علي مساعدتهم في حل مشكلاتهم. [13] .

هذا و لا يقتصر الاعتقاد بحياة الانسان بعد الموت علي المسلمين وحدهم ، و انما ذهبت الي هذا الاعتقاد الأديان السابقة علي الاسلام . و اذا استثنينا المانوية و الباطنية ، لم نجد في الأديان القديمة كلها ما يقول بعدم وجود حياة بعد الموت ، فحتي الأديان الهندية و البوذية التي تحرق جسد الميت ، تؤمن بأن هناك عالما آخر بعد الموت سيبقي فيه الانسان حيا . أما المانوية و الباطنية فلا تؤمنان بيوم المعاد علي هذه الصورة ، و ان كان دعاة الباطنية تبينوا بعد وفاة الحسن الصباح أن الايمان بالمعاد و فكرة العقاب يلعبان دورا كبيرا في نهي الانسان عن ارتكاب المعصية واتيان السي ء من الأعمال ، و علي هذا شرعوا ينادون بصورة ما من صور يوم المعاد .

و في بعض الأديان الاخري كالأديان التي كانت سائدة في مصر القديمة ، ارتبطت فكرة الثواب و العقاب بحياة الانسان في هذا العالم ، أي ان الانسان بمجرد



[ صفحه 325]



موته يكون قد نال ثوابه أو عقابه .

ولكن من عقائد بعض الأديان الاخري أن الثواب و العقاب يجيئان بعد الموت بفترة ، فيجوز اذن القول بأن فكرة المعاد واردة علي نحو أو آخر في معظم الأديان باعتبارها عنصرا أساسيا فعالا في نهي الانسان عن الخطأ أو اقتراف المعاصي و في القيام بدور الوازع الداخلي الأمين الذي يكبح جماح الانسان .

و للدكتور ( لاي وينك أستون ) ، الذي كان أول من اكتشف منابع النيل في أفريقيا السوداء في القرن التاسع عشر ، مذكرات نفيسة عن رحلاته في أواسط أفريقيا ، و قد أهداها الي الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية ، و قد ذكر استون في هذه المذكرات أنه لاحظ طوال مدة اقامته بين مختلف القبائل الأفريقية أن هذه القبائل تؤمن بحياة أجدادها ، و في رأي بعضها ان الآباء المتوفين يتمتعون بمقدرة خاصة في التأثير في حياة الأحياء من الأبناء و سواهم ، كما لاحظ أن السحرة في أفريقيا كانوا يصورون لأهل الميت صورة واضحة لتفكيره و ارادته .

و ذهب البعض الي القول بأن عقيدة المعاد أو الحياة بعد الموت هي من العقائد الفطرية لدي البشر ، و انها وجدت مع الانسان من أقدم العصور و في جميع الأديان السماوية . صحيح ان هذه العقيدة ليست من اصول البيولوجيا أو وظائف الأعضاء كالجوع أو العطش ، فيحس بها الانسان بحكم طبيعته المادية ، ولكنها قد لازمت المجتمع الانساني عامة في أدواره المختلفة حتي ليمكن القول بأن الفكرة لم تنفصل عن الانسان الاجتماعي ، فان فقدها انسان كان كمن فقد الحياة في المجتمع البشري بغض النظر عن مستواه .

و تستند فكرة المعاد عند جميع المذاهب الي الاعتقاد بأن هناك حياة ثنائية بعد الموت ، و قد لعبت هذه العقيدة الفطرية دورا هاما في نفس الانسان فكانت



[ صفحه 326]



وازعا داخليا أو شرطيا سريا ينهاه عن اقتراف السيئات .

كان السارق في مصر القديمة يعاقب حسب القوانين السارية ، أما في العالم الغربي [14] ، أي العالم الثاني ، فكان يبقي في الظلام دون أن يستضي ء بنور الشمس أو بالمصابيح .

و عند زردشت ان الانسان في عالم الآخرة يمر علي جسر ( جنوند ) (Chanvand) ، فان كان مرتكبا للمعاصي في هذه الدنيا ، تعذر عليه اجتياز الجسر و سقط. [15] .

ثم ان المدارس العرفانية في الشرق استفادت من عقيدة المعاد عند المسلمين فأوجدت هذه العقيدة أرضية صالحة للتربية النفسية عند العرفاء ، لأن الحياة الأفضل بعد الموت تتوقف علي مسيرة الانسان في هذه الدنيا. [16] بل ان العرفاء من نهاية القرن الثاني الهجري تجاوزوا هذا الحد ، و ذهبوا الي القول بأن في وسع الانسان بسلوكه و عرفانه أن يصل الي أعلي المراتب و الدرجات في هذه الدنيا ، و كانت الفكرة قائمة علي فكرة المعاد ، اذ أن من رأيهم أن الموت هو مجرد تغيير للمجلس ، ان الحياة مستمرة بعد الموت ، فاذا كانت الحياة مستمرة ، فلم لا يرتقي الانسان الي أعلي مراتب الكمال و الوجود في هذه الدنيا ، مترقبا بلوغ هذه المراتب



[ صفحه 327]



بعد الموت ؟ فأصبح الهدف الأساسي عند كثير من العرفاء هو الوصول الي الملكوت الأعلي أولي المراتب الالهية ، أو ان شئت فقل المكانة الالهية .

ولكن الصادق عليه السلام لم يقل ان الانسان سيصل الي مرتبة الاله في هذه الدنيا أو في غيرها ، و كان في تفكيره هذا مستندا الي أصلين:

أولهما:الاعتقاد بحياة الانسان بعد الموت .

ثانيهما:اشتراك الوجود لا وحدة الوجود .

و نظرية وحدة الوجود التي تعتبر أهم عنصر و أقوي أساس يستند اليه التفكير العرفاني و الصوفي، لها جذورها في الشرق ، و تنبع من عرفان الهند و فارس ، و منهما انتقلت الي أوروبا بعدئذ ، ولكن جعفرا الصادق عليه السلام لم يقل بوحدة الوجود أبدا ، و كان يري أن الانسان المخلوق ، هو شي ء ، و الخالق ( الله سبحانه ) شي ء آخر . أما القائلون بوحدة الوجود فلم يعينوا حدا فاصلا بين وجود الانسان و غيره من الموجودات و بين وجود الله ، و في زعمهم أن الوجود يشبه الشمس التي أطلقت ضوءها من خلال زجاج ملون فانعكس بألوان شتي ، فلئن اختلفت ألوان ضوء الشمس ، فكلها صادرة من منبع واحد ، و في زعمهم أيضا أن الموت لا يعدو أن يكون رجعة الي الأصل ، كماء المطر أو قطر الندي اذ يلتحق بالبحر ، و هو منه .

و في ختام هذا البحث نقدم نماذج من أحاديث الامام الصادق عليه السلام العرفانية للاستدلال علي وحدانية تفكيره عليه السلام العرفاني و عمق أصالة العبودية للواحد القهار سبحانه و تعالي .

هذا يسير من كثير و من يرد المزيد فليراجع بحارالأنوار ، الجزءين 67 و 75 ، و كتاب مصباح الشريعة المنسوب الي أحاديث الامام الصادق عليه السلام .



[ صفحه 328]



قال الامام الصادق عليه السلام لأبان بن تغلب:يا أبان ، اذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث:من شهد أن لا اله الا الله مخلصا و جبت له الجنة . قال:قلت له:انه يأتيني كل صنف من الأصناف فأروي لهم هذا الحديث ؟ قال:نعم يا أبان ، انه اذا كان يوم القيامة و جمع الله الأولين و الآخرين فيسلب منهم لا اله الا الله الا من كان علي هذا الأمر. [17] .

قال الصادق عليه السلام:العارف شخصه مع الخلق و قلبه مع الله ، ولو سها قلبه عن الله طرفة عين لمات شوقا اليه ، و العارف أمين ودائع الله و كنز أسراره و معدن نوره و دليل رحمته علي خلقه و مطية علومه و ميزان فضله و عدله قد غني عن الخلق و المراد و الدنيا فلا مونس له سوي الله و لا نطق و لا اشارة و لا نفس الا بالله و لله و من الله و مع الله فهو في رياض قدسه متردد و من لطائف فضله اليه متزود و المعرفة أصل فرعه الايمان. [18] .

قال عليه السلام لحفص:يا حفص ، ما منزلة الدنيا من نفسي الا بمنزلة الميتة اذا اضطررت اليها أكلت منها ، يا حفص:ان الله تبارك و تعالي علم ما العباد عاملون و الي ما هم صائرون ، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت ثم تلا قوله ( تلك الدار الآخرة ... )



[ صفحه 329]



الي آخر الآية ، و جعل يبكي و يقول:ذهب والله الأماني عند هذه الآية .

ثم قال:فازوا والله الأبرار ، أتدري من هم ؟ هم الذين لا يؤذون الذر ، كفي بخشية الله علما ، و كفي بالاغترار بالله جهلا ، يا حفص ، انه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، و من تعلم و علم و عمل بما علم دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل:تعلم لله و عمل لله و علم لله .

قلت:جعلت فداك ، فما حد الزهد في الدنياء فقال:فقد حد الله في كتابه فقال عزوجل:( لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم ) ان أعلم الناس بالله أخوفهم لله و أخوفهم له أعلمهم به و أعلمهم به أزهدهم فيها ، فقال له رجل:يا ابن رسول الله أوصني ، فقال:اتق الله حيث كنت فانك لا تستوحش. [19] .

و قال عليه السلام:عليكم بتقوي الله و الورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الخلق و حسن الجوار و كونوا دعاة الي أنفسكم بغير ألسنتكم و كونوا زينا و لا تكونوا شينا ، و عليكم بطول السجود و الركوع ؛ فان أحدكم اذا أطال الركوع يهتف ابليس من خلفه و قال:يا ويلتاه أطاعوا و عصيت و سجدوا و أبيت. [20] .

و قال عليه السلام:أفضل الوصايا و ألزمها أن لا تنسي ربك و أو تذكره دائما و لا تعصيه ، و تعبده قاعدا و قائما ، و لا تغتر بنعمته و اشكره أبدا و لا تخرج



[ صفحه 330]



من تحت أستار عظمته و جلاله فتضل و تقع في ميدان الهلاك ، و ان مسك البلاء و الضر و أحرقتك نيران المحن و اعلم أن بلاياه محشوة بكراماته الأبدية و محنة مورثة رضاه و قربه ولو بعد حين ، فيا لها من مغنم لمن علم و وفق لذلك. [21] .

و قال لسفيان الثوري لما دخل عليه:يا سفيان ، انك رجل يطلبك السلطان و أنا أتقي السلطان قم فاخرج غير مطرود ، فقال سفيان:حدثني حتي أسمع و أقوم . فقال جعفر عليه السلام:حدثني أبي عن جدي:أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله ، و من استبطأ الرزق فليستغفر الله ، و من أحزنه أمر فليقل لا حول و لا قوة الا بالله . فلما قام سفيان قال جعفر عليه السلام:خذها يا سفيان ثلاثا و أي ثلاث. [22] .

و في رسالة أبي عبدالله الامام الصادق عليه السلام لأصحابه جاء فيها:بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد فاسألوا الله ربكم العافية ، و عليكم بالدعة و الوقار و السكينة ، و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون ...

مصباح الشريعة:قال الامام الصادق عليه السلام:نجوي العارفين تدور علي ثلاثة اصول:

الخوف ، و الرجاء ، و الحب .



[ صفحه 331]



فالخوف فرع العلم ، و الرجاء فرع اليقين ، و الحب فرع المعرفة . فدليل الخوف الهرب ، و دليل الرجاء الطلب ، و دليل الحب ايثار المحبوب علي ما سواه .

و اذا تحقق العلم في الصدر خاف ] فاذا كثر المرء من المعرفة خاف [ و اذا صح الخوف هرب ، و اذا هرب نجا . و اذا أشرف نور اليقين في القلب شاهد الفضل ، و اذا تمكن من رؤية الفضل رجا ، و اذا وجد حلاوة الرجاء طلب، و اذا وفق للطلب وجد . و اذا تجلي ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة ، و اذا هاج ريح المحبة استأنس ظلال المحبوب و آثر المحبوب علي ما سواه باشر أوامره و اجتنب نواهيه و اختارهما علي كل شي ء غيرهما . و اذا استقام علي بساط الانس بالمحبوب مع أداء أوامره و اجتناب نواهيه وصل الي روح المناجاة و القرب و مثال هذه الاصول الثلاثة ، كالحرم و المسجد و الكعبة ، فمن دخل الحرم أمن من الخلق ، و من دخل المسجد أمنت جوارحه أن يستعملها في المعصية ، و من دخل الكعبة أمن قلبه من أن يشغله لغير ذكر الله .

فانظر أيها المؤمن فان كانت حالتك حالة ترضاها لحلول الموت ، فاشكر الله علي توفيقه و عصمته ، و ان تكن الاخري فانتقل عنها بصحة العزيمة ، و الذم علي ما سلف من عمرك في الغفلة ، و استعن بالله علي تطهير الظاهر من الذنوب ، و تنظيف الباطن من العيوب ، و اقطع زيادة الغفلة عن نفسك ، و اطف نار الشهوة من نفسك. [23] .

الكفاية:قال الامام الصادق عليه السلام:ان اولي الألباب الذين عملوا بالفكرة ،



[ صفحه 332]



حتي ورثوا منه حب الله ، فان حب الله اذا ورثه القلب و استضاء به أسرع اليه اللطف ، فاذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد ، فاذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة ] و اذا تكلم بالحكمة [ صار صاحب فطنة ، فاذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة ، فاذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة ، فاذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف و حكمة و بيان ، فاذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه ، فاذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبري فعاين ربه في قلبه ، و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ، و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء ، و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون .

ان الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت ، و ان العلماء ورثوا العلم بالطلب ، و ان الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة ، فمن أخذه بهذه السيرة اما أن يسفل و اما أن يرفع ، و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع ، اذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما امر به ، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته ، فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فانهم حمر مستنفرة. [24] .

جامع الأخبار:قال الامام الصادق عليه السلام:القلب حرم الله ، فلا تسكن حرم الله غير الله. [25] .

الكافي:قال أبوعبدالله عليه السلام:انما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم



[ صفحه 333]



كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها يعصون الله أبدا ، و انما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا ، فبالنيات خلد هؤلاء ، و هؤلاء ، ثم تلا قوله تعالي:( قل كل يعمل علي شاكلته ) [26] قال:علي نيته. [27] .

الكافي:ان العبد المؤمن الفقير ليقول:يا رب ارزقني حتي أفعل كذا و كذا من البر و وجوه الخير ، فان علم الله عزوجل ذلك منه بصدق نية كتب الله من الأجر مثل ما كتب له لو عمله ، ان الله واسع عليم. [28] .

علل الشرائع:عن هشام بن سالم ، قال:سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول لحمران:يا حمران ، انظر الي من هو دونك ، و لا تنظر الي من هو فوقك في القدرة ، فان ذلك أقنع لك بما قسم لك ، و أحري أن تستوجب الزيادة من ربك ، و اعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عندالله من العمل الكثير علي غير يقين ، و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله و الكف عن أذي المؤمنين و اغتيابهم ، و لا عيش أهنأ من حسن الخلق ، و لا أنفع من القنوع باليسير المجزي ، و لا جهل أضر من العجب. [29] .



[ صفحه 334]



الخصال:قال أبوعبدالله عليه السلام:ليس للبحر جار ، و لا للملك صديق ، و لا للعافية ثمن ، و لكم من منعم عليه و هو لا يعلم. [30] .

الخصال:قال أبوعبدالله عليه السلام:خمس من خمسة محال:النصيحة من حاسد محال ، و الشفقة من عدو محال ، و الحرمة من الفاسق محال ، و الوفاء من المرأة محال ، و الهيبة من الفقير محال. [31] .

المصدر:رفعه الي الصادق عليه السلام أنه قال:خمس هن كما أقول:ليست لبخيل راحة ، و لا لحسود لذة ، و لا للملوك وفاء ، و لا للكتاب مروة ، و لا يسود سفيه. [32] .

المصدر نفسه:عن أبي شعيب يرفعه الي أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، قال:أورع الناس من وقف عند الشبهة ، أعبد الناس من أقام الفرائض ، أزهد الناس من ترك الحرام ، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب. [33] .



[ صفحه 335]




پاورقي

[1] مقتبس من كتاب ( دروس اليقين في معرفة اصول الدين ) للسيد عادل العلوي:29.

[2] راجع في ذلك كتاب سفينة البخار لخاتم المحدثين الشيخ عباس القمي في المجلد الثاني ، كلمة ( صوف ).

[3] فريدالدين محمد العطار النيسابوري الذي اشتهر بالشيخ فريدالدين ، ولد سنة 540 هجرية و استشهد في هجوم المغول علي نيسابور سنة 618 ه . و هو من أشهر شعراء الصوفية و العرفان في تأريخ ايران . له من المؤلفات:منطق الطير ، و الهي نامة ، و أسرار نامة ، و غيرها من الدواوين . و كتابه « تذكرة الأولياء » ألفه في تأريخ العرفاء و الصوفية العظام ، و هو من أشهر الكتب و أقدمها في هذا الميدان . ( المترجم ).

[4] أصل الحديث بيت شعر بالفارسية ، هو:بشوي أوراق أگر همدرس مائي ... كه درس عشق در دفتر نباشد.

[5] هو الامام جار الله محمود بن عمر أبوالقاسم الزمخشري ، ولد في زمخشر عام 467 و توفي 538 ه ( 1144 م ) ، و هو امام عصره في اللغة و النحو البيان و التفسير ، سموه جار الله لأنه جاور بمكة . كان معتزلي الاعتقاد ، و من مؤلفاته:المفصل في النحو ، و الكشاف عن حقائق التنزيل في التفسير و قد عرف به فهو صاحب الكشاف و كفي ، و الفائق في غريب الحديث ، و أساس البلاغة في اللغة ، و أطواق الذهب ، و نوابغ الكلم ، و ربيع الأبرار في التراجم.

[6] الصابئة ملة تؤله الكواكب ، و منهم من يري نفسه موصوفا في القرآن بالصابئة.

[7] الاصل الفرنسي Encyclopaedia Islamica.

[8] الشيخ أبوالحسن الخرقاني من أئمة العرفاء و الصوفية ، ولد سنة 352 للهجرة في قرية خرقان من توابع بسطام ، و أخذ العلم و التصوف و السلسلة من الشيخ ابن العباس أحمد بن محمد القصاب الآملي . توفي بخرقان و دفن بها سنة 425 للهجرة.

[9] في رأي البعض أن الزردشتية و ثنيون لقولهم بمبدأ الخير و الشر . و الشيطان في عرفهم - و اسمه أهريمن - يمث مبدأ الشر ، و ينبغي علي الناس اجتناب وساوسه و اندفاعاته ، فالخوف من الشيطان ( أهريمن ) أو اتقاء شره ليس دليلا علي أن الزردشت جعلوا منه الها ثانيا أو نسبوا اليه القدرة في التصرف في هذا الكون . و في تأريخ الفتوحات الاسلامية ان المسلمين عدوا الزردشتية من أهل الكتاب و فرضوا عليهم الجزية و تركوهم علي حريتهم الدينية.

[10] جمعت هذه الكلمات و المصطلحات في كتاب « شطحات الصوفية ».

[11] ينسب هذا الكلام و غيره من هذا القبيل الي بايزيد البسطامي.

[12] و كان هذا منهج الأئمة قبله ، فقد ذكر الامام محمد عبده في شرحه علي نهج البلاغة:ان علاء بن زياد الحارثي - و هو من أغنياء البصرة - جاء الي علي بن أبي طالب عليه السلام يشكو أخاه عاصما بن زياد:

فقال علي عليه السلام:و ما له ؟

قال:لبس العباءة و تخلي عن الدنيا .

قال علي عليه السلام:علي به ، علي به ، فلما جاء به ، قال له:يا عدي نفسه . ( عدي تصغير عدو ) لقد استهام بك الخبيث ، أما رحمت أهلك و ولدك ، أتري الله أحل لك الطيبات ، و هو يكره أن تأخذها ، أنت أهون علي الله من ذلك .

قال:يا أميرالمؤمنين ، هذا أنت في خشونة ملبسك و جشوبة مأكلك ؟

قال:ويحك اني لست كأنت ، ان الله تعالي فرض علي أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره ( يقدروا:أي يقيسوا . و لا يتبيغ:أي لا يهيج ) .

راجع « نهج البلاغة » شرح الامام محمد عبده 401 - 400:3 ، طبع دار الأندلس - بيروت - لبنان.

[13] كان من المفروض أن يورد مصدر هذا الكلام ، فهو ليس عقيدة لكل صوفي أو عارف.

[14] في مصر القديمة ، كانت المدن مبنية علي ضفاف النيل ، و المقابر في الضفة الغربية من النيل ، فان أرادوا الحديث عن الآخرة ، أشاروا الي الجانب الغربي للنيل.

[15] عند المسلمين:الصراط الممدود بين الجنة و بين النار.

[16] باعتبار أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و انه ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ).

[17] البحار 12:3.

[18] المصدر:14.

[19] المصدر 193:75.

[20] البحار 198:75.

[21] المصدر:201.

[22] المصدر:200.

[23] مصباح الشريعة:2 و 3 . بحارالأنوار 22:67.

[24] بحارالأنوار 25:67.

[25] جامع الأخبار:27. و بحارالأنوار 25:67 ، الحديث 27.

[26] الاسراء:84.

[27] البحار 201:67 ، نقلا عن الكافي 85:2.

[28] البحار 199:67 ، نقلا عن الكافي 85:2.

[29] بحارالأنوار 198:75 ، نقلا عن علل الشرائع:559 ، الباب 352.

[30] الخصال 106:1 ، نقله البحار 106:75.

[31] الخصال 129:1 . بحارالأنوار 192:75.

[32] الخصال 130:1 . بحارالأنوار 193:75.

[33] الخصال 132:1. بحارالأنوار 194:75.


ابان بن عثمان


قال النجاشي: [1] أبان بن عثمان الأحمر البجلي [أبوعبدالله] مولاهم. أصله كوفي، كان يسكنها تارة، و البصرة تارة، و قد أخذ عنه أهلها: أبوعبيدة معمر بن المثني. و أبوعبدالله محمد بن سلام، و أكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء و النسب و الأيام. روي عن أبي عبدالله و أبي الحسن موسي عليهماالسلام.



[ صفحه 299]



قال الشيخ الطوسي: [2] و ما عرف من مصنفاته الا كتابه الذي يجمع المبدأ، و المبعث، و المغازي، و الوفاة، و السقيفة، و الردة.

و قال العلامة في الخلاصة: [3] قال الكشي ان العصابة أجمعت علي تصحيح ما يصح عن أبان بن عثمان و الاقرار له بالفقه، فالأقرب عندي قبول روايته و ان كان فاسد المذهب للاجماع المذكور.

و قال في المختلف في كفارة افطار شهر رمضان، ان أبان و ان كان ناووسيا [4] الا أنه ثقة؛ للاجماع الذي نقله الكشي.

و قد وثقه صاحب المعراج له بقوله: ان قوله عن ابن الحسن أنه ناووسي لا يوجب جرحه لمثل هذا الثقة الجليل.

و من جملة القرائن علي توثيقه: ان اكثار ابن أبي عمير الذي لا يروي الا عن الثقة، و اعتماد الأجلاء علي روايته، و كون كثير من رواياته معتني بها.

منها: اجازة الامام الصادق عليه السلام له الرواية عنه بواسطة أبان بن تغلب، نقل روايته الكشي لذلك مسندا في ترجمة أبان بن تغلب فانه أقوي دليل علي وثاقته، و الا لم يكن ليجيز عليه السلام له في ذلك.

ان أصل هذه النسبة اليه من ابن فضال و هو فطحي فكيف يعتمد علي نسبته الناووسية الي «أبان بن عثمان».



[ صفحه 300]



و قال الميرزا في المنهج: [5] لا يخفي أن كونه من الناووسية لا يثبت بمجرد قول علي بن الحسن الفطحي، سيما و قد عارضه الاجماع المنقول بقول الكشي الثقة العين.

و دليل علي بطلان ذلك، أن الناووسي هو القائل بالامامة الي الامام الصادق عليه السلام و وقف عليه و اعتقد أنه حي لن يموت حتي يظهر أمره و هو المهدي القائم (عج) و من كان هذا حاله لا يقول بامامة الكاظم عليه السلام و لا يروي عنه، و قد ثبت أن الشيخ و النجاشي قد عداه من رجال الصادق و الكاظم عليهماالسلام جميعا و رواياته عن الصادق عليه السلام كثيرة، و قد روي هو أن الأئمة اثني عشر و لا يمكن صدور ذلك من الناووسي.

و لقد أجاد الشهيد الثاني رحمه الله حيث قال: ان ناووسيته غير ثابتة.

و عده ابن حبان من الثقات [6] .


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 13، الرقم 8.

[2] معجم الادباء1 : 108، الرقم 3.

[3] رجال العلامة: 21، الرقم 3.

[4] الناووسية: قم القائلون بامامة الامام جعفر عليه السلام و وقفوا عليه، و اعتقدوا أنه حي لن يموت حتي يظهر أمره، و هو القائم المهدي (عج). و الظاهر أن هذه النسبة اليه كانت مصحفة - أو محرفة - من القادسية الي الناووسية، و الله العالم.

[5] منهج المقال: 17.

[6] ثقات ابن حبان 8 : 131. و هو من علماء العامة.


من أدعيته قي وضوئه وصلاته


الصلاة من أهم العبادات، ومن أعظمها شأنا في الاسلام، وهي من أوثق الروابط، التي تربط الانسان بخالقه العظيم، وفي نفس الوقت، تعود علي الانسان بأجل الفوائد فهي تنفي من أعماق نفسه، ودخائل ذاته، الاكتئاب، والهلع، واليأس، وتمده بقوة نفسية، يواجه بها الازمات، فهي تعرفه بالخالق العظيم، الذي بيده جميع مجريات الاحداث، وإن مشاكل الانسان الخاصة، لا مفر لها، ولا كاشف لها إلا الله، وبذلك فهي تدفعه إلي الامل، وعدم التشاؤم، الذي هو من أقسي الامراض النفسية.

لقد أهتم الاسلام، بالصلاة اهتماما بالغا، فهي إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها - كما في الحديث - ومعني ذلك، ان الانسان أول ما يحاسب عليه، عند الله تعالي، الصلاة، فإن كانت مقبولة وصحيحة نظر في أعماله الاخري، وإن لم تقبل، لم ينظر في شئ من أعماله، صحيحا كان أو باطلا، ومن الطبيعي، أن اهتمام الشارع بها، ليس لمصلحة تعود إليه، وإنما المصالح، والفوائد، والثمرات كلها، تعود علي المكلف، فهي من أهم الاسباب في تهذيب النفوس، وإقامة الاخلاق، وهي الصلة الوثيقة لعروج النفس واتصالها وتشرفها، بالصانع الحكيم المبدع لهذه الاكوان.

وعلي أي حال، فإن في الصلاة، من المعاني الروحية ما لا يحصي،



[ صفحه 194]



وقد ركز الامام الصادق عليه السلام، عنايته واهتمامه بها، وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية، في حال وضوئه وصلاته، وفي ما يلي بعضها:


في الدعاء


قال الصادق: احفظ أدب الدعاء و انظر من تدعو كيف تدعوكم تدعو و لما تدعو، و حقق عظمة الله و كبرياءه و عاين بقلبك، علمه بما في ضميرك و اطلاعه علي سرك، و ما تكون فيه من الحق و الباطل. و اعرف طرق نجاتك و هلاكك كيلا تدعو الله بشي ء عسي فيه هلاكك أنت تظن أن فيه نجاتك.

قال الله تعالي: «و يدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير و كان الانسان عجولا». [1] .

و تفكر ماذا تسأل و كم تسأل و لماذا تسأل؟ و الدعاء استجابة الكل منك للحق و تذويب المهجة في مشاهدة الرب و ترك الاختيار جميعا و تسليم الأمور كلها ظاهرا و باطنا الي الله تعالي. فان لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الاجابة، فانه يعلم السر و أخفي، فلعلك تدعو بشي ء قد علم من سرك خلاف ذلك قال بعض الصحابة لبعضهم. انتم تنتظرون المطر بالدعاء، و أنا انتظر الحجر و اعلم أنه لو لم يكن الله أمرنا بالدعاء لكان اذا أخلصنا الدعاء تفضل علينا بالاجابة فكيف و قد ضمن ذلك لمن أتي بشرائط الدعاء.

و سئل رسول الله عن اسم الله الأعظم فقال: كل اسم من اسماء الله اعظم، ففرغ قلبك عن كل ما سواه و ادعه بأي اسم شئت، فليس في الحقيقة لله اسم دون اسم، بل الله الواحد القهار.



[ صفحه 168]



قال النبي: ان الله لا يستجيب الدعاء من قلب لاه:

قال الصادق: اذا اراد أحدكم أن لا يسأل ربه الا أعطاه فلييأس من الناس كلهم. و لا يكن رجاؤه الا من عندالله عزوجل. فاذا علم الله تعالي ذلك من قلبه لم يسأله شيئا الا أعطاه. فاذا أثبت مما ذكر لك من شرائط الدعاء و اخلصت سرك لوجهه فابشر باحدي ثلاث، اما أن يعجل لك فلتسأل، و اما أن يدخر لك ما هو أفضل منه، و اما أن يسرف عنك من البلاء قالوا رسله: عليك لهلكت.

قال النبي، قال الله تعالي: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي للسائلين.

قال الصادق: لقد دعوت الله مرة فاستجاب لي، و نسيت الحاجة لأن استجابته باقباله علي عبد عند دعوته أعظم و أجل مما يريد منه العبد و لو كانت الجنة و نعيمها الأبدي و ليس يعقل ذلك الا العاملون المحبون العارفون: صفوة الله و خواصه.



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] سورة الاسراء: الآية 11.


ابراهيم بن الفضل الهاشمي


أبو إسحاق إبراهيم بن الفضل الهاشمي، المدني.

محدث مجهول الحال، وقيل من الحسان. روي عنه عمر بن عثمان، وجعفر بن بشير، وعبد الله بن علي بن عامر وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 144 وفيه أسند عنه. تنقيح المقال 1: 29. خاتمة المستدرك 779. معجم رجال الحديث 1: 267 و 268. جامع الرواة 1: 29. نقد الرجال 12. مجمع الرجال 1: 62. أعيان الشيعة 2: 198. منتهي المقال 25. منهج المقال 25. إتقان المقال 156. الوجيزة للمجلسي 25. تهذيب الكمال 2: 165. الجرح والتعديل 1: 1: 122. التاريخ الكبير 1: 1: 311. الكني والأسماء: 1: 99.


سعد بن أبي عمرو (الجلاب)


أبو عمرو سعيد، وقيل سعد بن أبي عمرو، وقيل عمر الجلاب، الكوفي.

محدث إمامي، روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا وصحبه. روي عنه أحمد بن أبي داود، ومحمد بن أبي عمير، ومحمد بن الفضيل الكوفي وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 205 ولا ذكر له في نسخة خطية منه. معجم رجال الحديث 8: 51 و 94 و 104. رجال البرقي 38. أعيان الشيعة 7: 220. تنقيح المقال 2: 11 و 20. نقد الرجال 147. جامع الرواة 1: 352. مجمع الرجال 3: 100. منتهي المقال 144. منهج المقال 158.


محمد بن بكر


أبو عبد الله محمد بن بكر بن عبد الرحمن الأرحبي، وقيل الأرجني، وقيل الأرحني، الكوفي. محدث إمامي حسن الحال، ومن الذين يعتمد علي رواياتهم. توفي سنة 171 عن سبع وسبعين سنة.

المراجع:

رجال الطوسي 283. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 89. معجم الثقات 344. معجم رجال الحديث 15: 137. نقد الرجال 295. جامع الرواة 2: 81. مجمع الرجال 5: 169. منتهي المقال 265. منهج المقال 286. إتقان المقال 224.


شجاعت امام صادق


در زمان امام صادق عليه السلام جنگي رخ نداد كه آن حضرت موظف به شركت در آن باشد تا مردم استقامت و شجاعت ايشان را در جنگ ها ببينند؛ ولي رفتارها و برخوردهاي دليرانه ي آن حضرت [با منصور و دست نشانده هاي او] نشانگر شجاعت، قوت قلب و استقامت دروني ايشان بود. چنان كه اين حقيقت از مواقف آن حضرت با منصور و ولات او روشن مي باشد، از سويي ضعف ايمان و يقين باعث ترس مي شود، در حالي كه معصوم عليه السلام منزه از چنين ضعفي مي باشد.

طبق سيره ي پيامبر و ائمه ي اطهار عليهم السلام، واجب است كه مؤمن شجاع باشد و در راه دين و بيان حقيقت ترسو و زبون نباشد. به طور كلي هر چه ايمان افراد قوي تر باشد، شجاعت، دلاوري و استقامت آنها بيشتر خواهد بود. چنان كه شجاعت و جانبازي عاشقانه ي اهل بيت و اصحاب امام حسين عليه السلام در روز عاشورا، دليلي جز ايمان قوي آنان نداشت؛ آنان با اين ايمان قوي توانستند در برابر شمشيرها و نيزه هاي ناجوانمردانه ي دشمنان مقاومت كنند و با اين كار همه ي عالميان را مبهوت خود كردند. اگر اهل كوفه نيز چنين ايمان و يقيني را مي داشتند، جنگ در روز عاشورا با آن هواي گرم [و عطش خاندان نبوت عليهم السلام] تا بعد از ظهر به طول نمي انجاميد؛ در حالي كه تنها هفتاد نفر در مقابل لشكر هفتاد هزار نفري كوفه مقاومت مي كردند، به همين دليل تعداد شهداي لشكر امام عليه السلام مشخص و معلوم است؛ در حالي كه تعداد كشته هاي لشكر كوفه [به علت تعداد زياد آنها] روشن نيست. كاملا مشخص است كه اگر براي امام صادق عليه السلام جنگي پيش مي آمد، ايشان نيز همانند جد بزرگوارشان امام حسين عليه السلام، رشادت هايي از خود نشان مي دادند و شجاع ترين مردم بودند.