بازگشت

و من كتاب له: كتبه الي عبدالله بن الحسن


(حين حمل هو و اهل بيته يعزيه عما صار اليه)

بسم الله الرحمن الرحيم

الي الخلف الصالح و الذرية الطيبة من ولد أخيه و ابن عمه.

اما بعد: فلان كنت تفردت انت و اهل بيتك ممن حمل معك بما اصابكم ما انفردت بالحزن و الغبطة و الكآبة و اليم و وجع القلب دوني، فقد نالني من ذلك من الجزع و القلق و حر المصيبة مثل ما نالك، ولكن رجعت الي ما أمر الله جل جلاله به المتقين من الصبر و حسن العزاء حين يقول لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم: «فاصبر لحكم ربك فانك بأعيننا» و حين يقول: «فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت» و هو يقول لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم حين مثل بحمزة عليه السلام: «و ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين» و صبر صلي الله عليه و آله و سلم و لم يعاقب. و حين يقول: «وأمر اهلك بالصلاة و اصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك و العاقبة للتقوي». و حين يقول: «الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون». و حين يقول: «انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب» و حين يقول لقمان لابنه: «و اصبر علي ما اصابك ان ذلك من عزم الامور». و حين يقول عن موسي: «و قال لقومه استعينوا بالله و اصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين».



[ صفحه 120]



و حين يقول: «الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر». و حين يقول: «ثم كان من الذين آمنوا و تواصوا بالصبر و تواصوا بالمرحمة». و حين يقول: «و لنبلونكم بشي ء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الانفس و الثمرات و بشر الصابرين». و حين يقول: «و كأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استكانوا والله يحب الصابرين» و حين يقول: «و الصابرين و الصابرات» و حين يقول: «و اصبر حتي يحكم الله و هو خير الحاكمين» و امثال ذلك من القرآن كثير.

و اعلم أي عم و ابن عم ان الله جل جلاله لم يبال بضر الدنيا لوليه ساعة قط، و لا شي ء احب اليه من الضر و الجهد و اللأواء مع الصبر، و انه تبارك و تعالي لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط، لو لا ذلك ما كان اعداؤه يقتلون اولياءه و يخيفونهم و يمنعونهم، و اعداؤه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون، و لو لا ذلك ما احتجب زكريا و ما قتل يحيي ظلما و عدوانا في بغي من البغايا، و لو لا ذلك ما قتل جدك علي بن ابي طالب اضطهادا و عدوانا.

و لو لا ذلك ما قال الله عزوجل في كتابه: «ولو لا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون».

و لو لا ذلك لما قال في كتابه: «ايحسبون انما نمدهم به من مال و بنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون.»

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث: ان الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.



[ صفحه 121]



ولو لا ذلك ما سقي كافرا منها شربة من ماء.

ولو لا ذلك لما جاء في الحديث: لو ان مؤمنا علي قلة جبل لابتعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه.

ولو لا ذلك لما جاء في الحديث: انه اذا أحب الله قوما أو احب عبدا صب عليه البلاء، فلا يخرج من غم الا و وقع في غم.

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث: ما من جرعتين أحب الي الله عزوجل أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من جرعة غيظ كظم عليها و جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء و احتساب.

و لو لا ذلك لما كان اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يدعون علي من ظلمهم بطول العمر و صحة البدن و كثرة المال و الولد.

و لو لا ذلك ما بلغنا ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان اذا خص رجلا بالترحم عليه و الاستغفار استشهد.

فعليكم يا عم و ابن عم و بني عمومتي و اخوتي بالصبر و الرضا و التسليم و التفويض الي الله جل وعز و الرضا و الصبر علي قضائه و التمسك بطاعته و النزول عند أمره.

افرغ الله علينا صبرا و عليكم الصبر، و ختم لنا و لكم بالاجر و السعادة، و انقذنا و اياكم من كل هلكة بحوله و قوته انه سميع مجيب، و صلي الله علي صفوته من خلقه محمد النبي و اهل بيته.



[ صفحه 122]




سالم بن مكرم بن عبدالله، ابوخديجه


شيخ طوسي، در رجالش، او را از اصحاب امام صادق (ع) برشمرده و گويد: سالم بن مكرم، ابوخديجه، شتربان، از اصحاب حضرت صادق (ع) بوده است. [1] .

و در فهرست گويد: سالم بن مكرم مكني به «ابوخديجه» ضعيف است، و كتابي دارد. [2] .

نجاشي فرموده: گفته شده كه سالم بن مكرم بن عبدالله، شتربان، كنيه اش ابوخديجه بود و امام صادق (ع) كنيه او را ابوسلمه قرار داد. او ثقه است، و از امام صادق (ع) و امام هفتم (ع) روايت مي كند، و كتابي دارد كه عده اي از بزرگان از او روايت كرده اند. [3] .

كشي، از محمد بن مسعود روايت كرده كه گفت: از ابوالحسن، علي بن حسن (بن علي بن فضال) سؤال كردم از اسم ابوخديجه. پاسخ داد: سالم بن مكرم است. گفتم: ثقه است؟ گفت: مردي صالح، و از اهل كوفه، و شتربان بوده؛ و وقتي امام صادق عليه السلام را از مكه به مدينه سوار كرده و برد. [4] .

سالم در اول امر از اصحاب ابي الخطاب بوده كه در مسجد كوفه، به عنوان عبادت، در پاي ستون هاي مسجد مي نشتند، و مردم را گواه مي كردند، و آنان را به اباحات و پيغمبري ابوالخطاب مي خواندند. عيسي بن موسي (عامل منصور دوانيقي در كوفه) دسته اي را فرستاد تا آن ها را كشتند. تمامي آنان كشته شدند، جز سالم كه مجروح در ميان كشتگان افتاده بود. همين كه شب شد او از بين ايشان بيرون رفت، و از مرگ بجست، و بعد توبه كرد. [5] .



[ صفحه 224]



در كافي، از ابوخديجه نقل شده كه امام صادق (ع) فرمود: دروغ بر خدا و رسولش (ص) از گناهان كبيره است. [6] .

و نيز در كافي، از او نقل شده كه امام صادق (ع) فرمود: هر كه حديث ما را براي سود دنيا خواهد، در آخرت بهره اي ندارد؛ و هر كه آن را براي خير آخرت جويد، خداوند خير دنيا و آخرت به او عطا فرمايد. [7] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 209.

[2] فهرست طوسي، ص 150.

[3] رجال نجاشي، ص 134.

[4] رجال كشي، ص 301.

[5] رجال كشي، ص 301.

[6] اصول كافي، ج 2، باب كذب، ص 254.

[7] اصول كافي، ج 1، باب روزي خوردن از علم، ص 37.


في الدعوة والاصلاح


قال (عليه السلام): «إنما يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال: عالم بما يأمر، عالم بما ينهي. عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهي. رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهي» [1] .

واعتبر الإمام (عليه السلام) النقد البنّاء سبباً لسدّ الفراغ والضعف الذي يصيب الافراد عادةً، فقال (عليه السلام): «أحبّ اخواني إليَّ من أهدي إليَّ عيوبي» [2] .

وقال (عليه السلام): «اذا بلغك عن أخيك ما تكره، فاطلب له العذر الي سبعين عذراً فإنْ لم تجد له عذراً، فقل لنفسك لعلّ له عذراً لا نعرفه» [3] .

النقطه الثانية: التعامل التربوي في مجال العلم والتعلم

أكّد الإمام الصادق (عليه السلام) علي الخطورة التي تترتب علي الرسالة العلمية اذا انفكت عن قاعدتها الاخلاقية وَوُظِّفَ العلم لأغراض دنيوية وما ينجم عنه من تشويه لهذه الرسالة المقدسة. وقد لعب هذا الفصل بين العلم وقاعدته



[ صفحه 159]



الأخلاقية دوراً سلبياً حيث انتج ظاهرة وعاظ السلاطين التي وظّفت الدين لمصلحة السلطان من هنا حذّر الإمام (عليه السلام) من هذه الظاهرة ضمن تصنيفه لطلبة العلم قائلاً: «طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل».

فصاحب الجهل والمراء، مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلي من الورع، فدقّ الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه.

وصاحب الاستطالة والختل، ذو خبّ وملق يستطيل علي مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينه حاطم، فأعمي الله علي هذا خبره، وقطع من آثار العلماء أثره.

وصاحب الفقه والعقل، ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنّك في برنسه، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشي وجلاً داعياً مشفقاً، مقبلاً علي شأنه، عارفاً بأهل زمانه، مستوحشاً من أوثق اخوانه فشدّ الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه» [4] .


پاورقي

[1] تحف العقول: 358، وبحار الأنوار: 78 / 240.

[2] تحف العقول: 366، وبحار الأنوار: 78 / 249.

[3] احقاق الحق: 12 / 279، والمشروع الرويّ: 1 / 35.

[4] الكافي: 1 / 49، وبحار الأنوار: 83 / 195.


الامام ينهي رجلا عن مجالسة السفلة


17- عن ابن أبي يعفور قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فاستأذن عليه رجل حسن الهيئة فقال: اتق السفلة.

[قال الراوي]: فما تقارت بي الأرض حتي خرجت، فسألت عنه فوجدته غاليا [1] .

أقول: توضيح الحديث أن الرجل بمجرد ان دخل علي الامام الصادق (عليه السلام) ابتدأه الامام بقوله: «اتق السفلة» أي: احذرهم و لا تجالسهم، فلما خرج من عند الامام (عليه السلام) لم تستقر الارض بالراوي، أي أنه لم يستطع أن يستقر في مكانه، بل خرج خلف ذلك الرجل يسأل عنه الناس ليعرف حاله، فأخبروه أنه من الغلاة المنحرفين، و بهذا عرف الراوي معني كلام الامام الصادق (عليه السلام) حينما نهي ذلك الرجل عن مجالسة السفلة و ذلك لأنهم كانوا السبب في غلوه و انحرافه عن الصراط المستقيم.


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 594 ح 553. منه بحارالأنوار: ج 25 ص 300.


اوصاف عترت


امام صادق عليه السلام از اميرالمؤمنين علي عليه السلام نقل مي كند كه حضرت فرمود:

آگاه باشيد كه نيكان از عترت من و پاكان عترتم، در كوچكي، حليم ترين و در بزرگي، عالم ترين مردم هستند. آگاه باشيد ما خانداني هستيم كه علم



[ صفحه 85]



ما از علم خدا و حكم ما از حكم خداست. آنچه مي گوييم سخن صادقي است كه شنيده ايم. پس اگر از آثار ما پيروي كنيد، به نور و بصيرت ما هدايت مي جوييد.

پرچم حق با ماست. هر كس از آن پيروي كند، به ما مي پيوندد و هر كس پيروي نكند، هلاك مي شود. به وسيله ماست كه به آسايش دست مي يابيد و بندهاي خواري را از گردن دور مي كنيد. خدا، بركت و رحمت خود را با ما شروع و به ما ختم كرد. [1] .


پاورقي

[1] العقد الفريد، ج 4، ص 157؛ شرح نهج البلاغه، ج 1، ص 206، ذيل خطبه 16.


دوران امام صادق


از ويژگي هاي مهم دوران امام صادق عليه السلام سقوط امويان و شكل گيري حكومت مقتدر عباسيان به مدت پنج قرن مي باشد. اين ويژگي در عين حال كه آسيب هايي بر اهداف امام صادق عليه السلام وارد مي سازد، فرصت هايي را نيز سبب مي شود كه امام همام از اين فرصت ها به شكل بهينه بهره برداري نموده و اهداف و انگيزه هاي خويش را تحقق مي بخشد.

در دوران امام صادق عليه السلام دو نوع جريان متضاد مشاهده مي شود؛ يكي جريان هاي متضاد فرهنگي، ديگري جريان هاي چالشگر اجتماعي. حساس ترين دوران امام صادق عليه السلام زمان امامت حضرت است كه بعد از شهادت پدرش باقر العلوم عليه السلام منصب الهي امامت به وي منتقل مي شود.

اين زمان از سال 114 هجري قمري آغاز مي شود و در سال 148 به مدت 34 سال تداوم مي يابد. اين مدت به دو بخش عمده تقسيم مي شود؛ بخش نخست با حكومت حزب عثمانيه هم زمان بود كه از سال 114 تا 132، سال سقوط امويان مي باشد. بخش دوم هم زمان با دوران حزب عباسيان كه از سال 132 تا 148 كه امام صادق عليه السلام به شهادت مي رسد، مي باشد. برهه اول هم زمان با خلافت پنج تن از بني اميه يعني هشام بن عبدالملك، وليد بن



[ صفحه 151]



يزيد، يزيد بن وليد، ابراهيم بن وليد، مروان بن محمد معروف به مروان حمار، آخرين خليفه بني اميه مي باشد. برهه دوم هم زمان با دو تن از خلفاي بني عباس يعني عبدالله بن محمد، معروف به سفاح اولين خليفه عباسي و برادرش منصور دوانيقي مي باشد.

در اين فضا اولين نكته اي كه به طور جدي سؤال برانگيز است، اين كه چرا حزب عثمانيه بعد از حدود يك قرن حاكميت سقوط مي كند؟ ديگر اين كه چه عوامل و زمينه هايي باعث روي كار آمدن عباسيان مي گردد؟ در واقع اين دو سؤال بررسي افول و ظهور دو جريان اجتماعي است كه در زمان امام صادق عليه السلام پديدار شده اند، دو جرياني كه موضع گيري هاي امام صادق عليه السلام را به دنبال دارند. به همين خاطر در بررسي اين جريان ها، موضع گيري هاي امام همام از اهتمام ويژه برخوردار مي باشد. در بخش چهارم عوامل سقوط امويان، عوامل اقتدار عباسيان، و موضع گيري هاي امام همام را بررسي خواهيم نمود.


شاگردان امام صادق


بعضي از شاگردان نامي آن حضرت عبارت بودند از «هشام بن حكم» و «مؤمن الطاق» و «محمد بن مسلم» و «زرارة بن اعين» و غير آنان كه تعداد آنها به صدها نفر مي رسد.

از جمله پيشوايان مذاهب ساختگي مانند «مالك بن انس» و «سفيان ثوري» و «ابن عينيه» و «ابوحنيفه» و از قبيل «محمد بن حسن شيباني» و يحيي بن سعيد و غير آنان از شاگردان آن حضرت بودند.

حركت علمي آن حضرت آن چنان گسترش يافته بود كه سراسر مناطق اسلامي را در بر گرفته و شهرت آن حضرت در همه ي شهرها پيچيده بود.

امام صادق عليه السلام چشمه هاي دانش و حكمت را در روي زمين شكافت و براي مردم درهايي از دانش گشود و جهان از دانش وي سرشار گرديد.

آن حضرت در عصر خود بزرگترين آموزشگاه اسلامي را گشود و يثرب را كه سراي هجرت بود و مهبط وحي، مركز آموزشگاه خود قرار داد و مسجد پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم را محل تدريس خويش كرد، به طوري كه همه ي فنون در آن تدريس مي شد.

امام صادق عليه السلام باب علم كلام و رياضيات و شيمي را گشود. «مفضل بن عمرو» و «مؤمن الطاق» و «هشام بن حكم» و «هشام بن سالم» در علم كلام تخصص داشتند و «جابر بن حيان» در رياضيات و شيمي و «زرارة» و «محمد بن مسلم» و «جميل بن دراج» و «حمران بن اعين» و «ابي بصير» و «عبدالله بن سنان» در فقه و تفسير و حديث متخصص بودند.

ابن شهر آشوب مي نويسد: آنقدر از علوم و معارف كه از امام صادق عليه السلام نقل شده از احدي شنيده نشده است.



[ صفحه 105]




تحقير موالي


«موالي» جمع «مولي» است و مولي در لغت معاني متعددي دارد و از آن جمله يكي مالك (آقا) و ديگري برده است كه اين دو معني با يكديگر متضاد هستند.

جرجي زيدان درباره ي معناي مولي مي نويسد: مولي داراي وصفي بوده كه از برده بالاتر و از آزاد پايين تر بوده است. در روم اين نوع بنده ها را آزاد شده مي ناميدند. اسير يا بنده ي آزاد شده منتسب به قبيله و طايفه ي صاحبان خود مي شد. مثلا اگر كسي مولاي عباسيان بود، در عين حال مولاي بني هاشم و قريش و مضر هم مي شد. گاه مولي به شهري انتساب مي يافت، مثلا مولاي مكه يا مولاي مدينه و مانند آن. مولي با اربابان خويش نوعي قرابت پيدا مي كرد. اين نوع قرابت را «غيرصريح» مي گفتند. مولي معناي بسيار دارد كه از آن جمله بنده، آقا، خويش و قوم، پسرعمو، همسايه، هم پيمان، ميهمان، دوست، پسر، داماد و غيره است. البته اين ها به طور مجاز گفته مي شد ولي معناي حقيقي مولي كه ميان عرب ها معمول بود، از سه نوع بنده تشكيل مي يافت: مولي عتاقه، مولي عقد، مولي رحم (تاريخ تمدن اسلام، ص 662).

ولي در اينجا مقصود از موالي، غيرعربي خالص است، چنانكه جرجي زيدان مي نويسد: «بني اميه مسلمانان غيرعرب را مولي مي خواندند و گاه هم آن ها را قرمزپوست (احمر) مي گفتند، و در فرهنگ عرب هر عجمي، احمر لقب دارد...» (همان مأخذ، ص 686).

از عوامل مهم ديگري كه خود يكي از عمده عوامل انقراض سلسله ي اموي به شمار مي آيد، تعصب عربي و تحقير موالي و... است. با اينكه اساس دين مقدس اسلام روي مساوات و عدالت طرح و پايه ريزي شده است اما بني اميه اين اصل مسلم را ناديده گرفتند. در اينجا قبل از شروع بحث، براي اينكه مسئله ي مساوات و تساوي تمام افراد بشر در پيشگاه خدا و قانون پروردگار



[ صفحه 131]



بيشتر روشن شود، در زمينه ي تساوي افراد تا حدودي بحث مي كنيم، سپس به نحوه ي برخورد بني اميه با مردم مي پردازيم.


پاداش هايي بزرگ براي شيعيان واقعي


يا ابن جندب الماشي في حاجة اخيه كالساعي بين الصفا و المروة و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر و احد و ما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم. يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا و قل لهم لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال ولايتنا الا بالورع و الاجتهاد في الدنيا و مواساة الاخوان في الله و ليس من شيعتنا من يظلم الناس.


نقش ادبيات در قرنهاي اول و دوم


نويسنده ي كتاب «العباسيون الاوائل» به درستي نقش حساس و تعيين كننده ي ادبيات را در قرنهاي اول و دوم - كه روزگار شكوفايي شعر و خطابه ي عربي است - در كتاب خود باز كرده است. وي مي نويسد:

«... ادبيات در دلها اثر مي گذاشت و مهر و گرايش مردم را به اين يا آن دسته جلب مي كرد. شاعران و سخنوران به منزله ي روزنامه هاي آن عصر بودند كه هر يك جهت گيري سياسي ويژه اي را مطرح مي ساختند و از آن دفاع مي كردند و با زباني مؤثر و شيوه اي رسا، دلايلي بر حقانيت گرايش سياسي خود اقامه مي نمودند و دلايل رقباي خود را مردود مي ساختند.» [1] .



[ صفحه 73]



مثلا از سويي شاعر طرفدار بني عباس براي اينكه خلافت را حق مشروع اين دودمان وانمود كند، آنان را به پيامبر صلي الله عليه و آله متصل مي ساخت و ادعا مي كرد كه ميراث پيامبر صلي الله عليه و آله، ملك طبيعي اين خاندان است، و چنين استدلال مي كرد كه چون در ارث، با بودن عموها، نوبت به دخترزادگان نمي رسد، پس ميراث حكومت پيامبر صلي الله عليه و آله متعلق به عمويش عباس، و پس از او حق فرزندان عباس است:



اني يكون و ليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الاعمام [2] .



و يا اين گونه كه با بودن عمو، نوبت به عموزاده نمي رسد:



فابناء عباس هم يرثونه كف العم

لابن العم في الأرث قد حجت [3] .



از سوي ديگر شاعران هواخواه علويان در قصايد خود - كه غالبا سرشار از نوعي عاطفه ي شورانگيز ناشي از احساس مظلوميت است - اين استدلالها را رد كرده، استدلالهاي ديگري و گاه از نوع همانها بر حقانيت ادعاي ائمه ي شيعه ارائه مي نمودند. براي نمونه، اشاره به ماجراي غدير خم، در قصيده ي معروف سيد حميري:



من كنت مولاه فهذا له

مولي، فلم يرضوا و لم يقنعوا [4] .



پاسخ به استدلال شاعر عباسي در مورد ميراث عمو، در قصيده ي جعفر بن عثماني طائي:



[ صفحه 74]





بنت، نصف كامل من مال

ترث، والعم متروك بغير سهام [5] .



اشاره به وراثت از پيامبر صلي الله عليه و آله، در قصيده ي دعبل خزاعي:



اضربهم ارث النبي فاصبحوا

يساهم فيهم ميتة و منون [6] .



براي كسي كه اندك تتبعي در كتب مربوط به زندگي بني عباس و تاريخ قرن دوم هجري كرده باشد، دستيابي به صدها نمونه از اين نوع محاوره و مناظره ي سياسي به زبان شعر، كار دشواري نيست؛ بلكه مي توان گفت شعر و ادب شيعي در دوران ائمه عليهم السلام عمدتا به استدلال و بحث سياسي و كلامي مي پرداخت و از خيالبافيهاي رايج در مديحه هاي فارسي روزگار ما اثري در آن نبود.


پاورقي

[1] العباسيون الاوائل، دكتر فاروق عمر، ص 104.

[2] چگونه ممكن است؟ و اين هرگز شدني نيست كه دخترزادگان، ميراث عموها را مالك شوند.

[3] پسران عباس، ميراث برحق اويند؛ همچنان كه عمو مانع از رسيدن نوبت ارث به پسرعمو است.

[4] هر كس من مولاي اويم، پس اين (علي) او را مولاست و مخالفان بدين زمان، راضي و قانع نگشتند.

[5] دختر، يك نيمه ي كامل از مال شخصي را ارث مي برد؛ در حالي كه عمو را هيچ سهمي از ارث نيست.

[6] ميراث پيامبر، ايشان را زيان بخشيد؛ زيرا از هر سو طعمه ي وحشت و مرگ شدند.


سومين ضريح


مرحوم سيد محسن امين [1] (1371 ـ 1282 هـ. ق.) به مناسبت ممانعت مردم مدينه از توسعه حرم ائمه بقيع به وسيله سلطان قايتباي مي نويسد: در دوران ما هم چنين اتفاقي بوقوع پيوست؛ زيرا در اصفهان ضريح ديگري از فولاد براي قبور ائمه بقيع به صورتي ظريف و زيبا ساخته شد كه در قسمت هاي بالاي آن اسماء حسني با آب طلا و خط زيبا ترسيم شده بود. پس از جلب موافقت دولت عثماني به وسيله دولت ايران و انتقال آن به جده «سران» مردم مدينه از ورود آن به اين شهر مخالفت نمودند و پس از سه سال توقف



[ صفحه 106]



ضريح در جده ايراني ها با پرداختن مبلغ كلاني به مخالفان و جلب موافقت آنان ضريح به مدينه منتقل گرديد ولي باز هم مدينه اي ها از نصب آن در محل صندوق قبلي به بهانه اينكه اين صندوق وقف است و تغيير آن جايز نيست امتناع ورزيدند در نهايت قرار شد ضريح بر روي صندوق قبلي نصب شود و چون در ساخت آن چنين حادثه اي پيش بيني نشده بود و در اثر عدم تناسب حجم و ابعاد ضريح و صندوق بالاجبار به توسعه آن اقدام و اين عمل موجب نقص در بعضي جوانب آن شد كه با نصب قطعات چوبي همرنگ با ضريح اين نقص به ظاهر ترميم شد.

مرحوم سيد امين مي افزايد من اين قطعات را كه وصله ناجور شده و از زيبايي ضريح كاسته بود در سال 1321 هـ. كه پس از انجام اعمال حج به مدينه مشرف شدم مشاهده نمودم و مجدداً در سال 1330هـ. كه از دمشق مستقيماً به زيارت مدينه موفق بودم ضريح را با همان كيفيت ديدم و با همان شكل باقي بود تا در سال 1343 به وسيله وهابيان به هنگام تخريب گنبد و بارگاه و قبور ائمه هدي از بين رفت. [2] .

بتنوني مصري كه در سال 1327هـ. سفر حج نموده درباره همين ضريح مي نويسد: «ومقصورة سيدنا الحسن فيها فخيمةٌ جداً وهي من النحاص المنقوش بالكتابة الفارسية وأظن أنها من عمل الشيعة الأعجام». [3] ضريح حضرت حسن (عليه السلام) در داخل اين بقعه، خيلي جالب و زيبا است و از فلز ساخته شده و خطوطي فارسي بر آن نقش بسته است. به گمانم از آثار شيعيان عجم باشد.


پاورقي

[1] سيد محسن جبل عاملي ملقب به امين متولد روستاي شقراي جبل عامل تحصيل كرده حوزه علميه نجف مقيم دمشق از بزرگان علماي اماميه و از مفاخر شيعه اثني عشريه در قرن چهاردهم مؤلف ده ها جلد كتاب سودمند در موضوعات مختلف از جمله آنهاست. كتاب اعيان الشيعه كه قبلا در بيش از پنجاه جلد واخيراً در ده مجلد بزرگ و قطور در لبنان چاپ شده همانگونه كه از اسمش پيداست كتابي است پر ارزش و از محاسن جهان شيعه در عصر حاضر و كتاب ديگر او كشف الارتياب است در رد وهابيت و بهترين تأليف در موضوع خود. رفع الله في الخلد مقامه.

[2] كشف الارتياب: 324.

[3] رحله بتنوني، ص237. اين كتاب سفرنامه حج سال 1327هـ. است كه در سال 1329 در مصر چاپ شده است.


الاهتمام بها


و اهتمت الأوساط الاسلامية و غيرها اهتماما بالغا بالصحيفة السجادية، و كان من مظاهر هذا الاهتمام ما يلي:

(أ) ان علماء المسلمين، و الصالحين قد واظبوا علي الدعاء بها في غلس الليل البهيم، و في وضح النهار، متضرعين بها الي الله، و طالبين منه المغفرة و النجاة من النار.

(ب) و لم تقتصر أهمية الصحيفة علي العالم العربي، و انما تعدت الي غيره من شعوب العالم، فقد ترجمت الي اللغة الانكليزية، و الفارسية و الألمانية، و الاردية و الفرنسية، و غيرها. و من الجدير بالذكر انها ترجمت الي اللغة الفارسية عدة مرات، فقد ترجمها الحاج ميرز أبوالحسن الشعراني، و السيد صدرالدين البلاغي، و الحاج عمادالدين حسين الاصفهاني، و الشيخ جواد فاضل، و السيد علي نقي فيض الاسلام، و قد اتحفوا شعوبهم بهذه الصحيفة التي هي كنز من كنوز الفكر و العلم و الحكمة.

(ج) و مما يدلل علي مدي أهميتها أن الخطاطين في مختلف العصور الاسلامية انبروا الي خطها بخط أثري كان في منتهي الروعة، كما قاموا بزخرفتها زخرفة بديعة، و قد حفلت بها الكثير من خزائن المخطوطات الاسلامية، الأمر الذي يكشف عن مدي الاهتمام و الاعتزاز بها.


السيدات من بناته


أما السيدات من بناته فهن: السيدة زينب، و أمها أم ولد، والسيدة أم سلمة [1] و أمها أم ولد، و هي أم اسماعيل بن الأرقط، و قد مرض ولدها اسماعيل فهرعت الي الامام الصادق فزعة، فأمرها أن تصعد فوق البيت، و تصلي ركعتين، و تدعوا الله بهذا الدعاء: «اللهم انك وهبته لي، و لم يك شيئا، اللهم و اني استوهبكه فاعرنيه...» [2] .

ففعلت ذلك فعافاه الله.

و بهذا ينتهي بنا الحديث عن السادة الابرار من ابناء الامام (ع).



[ صفحه 97]




پاورقي

[1] مرآة الزمان في تواريخ الاعيان 5 / 78، طبقات ابن سعد 5 / 230، و في النفحة العنبرية بناته: زينب الكبري و زينب الصغري، و أم كلثوم.

[2] سفينة البحار 1 / 309.


فرزندان عصيانگر بدبخت


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

نافرماني والدين از گناهان كبيره است؛ زيرا خداوند متعال فرزند نافرمان را عصيانگر بدبخت قرار داده است. [1] .


پاورقي

[1] علل الشرايع: 479 / 2، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22712.


نيرنگ هاي شيطان


قرآن يك كلمه گفته است كه كاري كنيد كه جهنم نرويد، اما به جا آوردن اين كار، مستلزم انجام دادن هزاران كار ديگر است.

اطراف انسان پر از تله هاي شيطاني است؛ قلاب هاي آهني و زنجيرهاي محكمي كه شيطان بر گردن آدمي مي اندازد و او را به طرف جهنم هدايت مي كند. در اطراف هر يك از انسان ها شياطين بسياري وجود دارد. در روايت آمده است كه در قلب انسان 25 شيطان، و در كنار آنها نيز 25 فرشته وجود دارد. اين شياطين بسيار سريع تر از انسان عمل مي كنند. خداي حكيم به انسان نيروي بيشتري عطا فرموده تا توان مقابله با آنها را داشته باشد. آنها خواب و خوراك ندارند و بابت اين كارها وقتي صرف نمي كنند، اما انسان ها گرفتاري هاي متعددي دارند. شياطين در كار خود تخصص دارند ولي انسان در مبارزه با شيطان و شناخت نيرنگ ها محتاج آموزش و يادآوري است. انسان ها چه بسا در طي روز با صدها نفر سر و كار داشته باشند، اما شياطين فقط با يك نفر كار دارند. خلاصي از دست شيطان با اين اوصاف كار بسيار مشكل و طاقت فرسايي است.



[ صفحه 158]



در قرآن كريم بارها و بارها آمده است: «أكثرهم لا يعقلون [1] ؛ بيشتر آنان نمي انديشند»، «أكثرهم لا يعلمون [2] ؛ بيشتر آنان نمي دانند». شيطان وسواس الخناس است، گاهي مطلبي را در دل انسان مي اندازد تا براي او شك و شبهه ايجاد كند.

من با چشم خودم كسي را ديدم كه لب حوض نشسته بود و بيش از هفتاد بار دستش را داخل آب مي برد و بيرون مي آورد. بنده خدا مي خواست دست خود را بشويد، ولي دچار وسواس بود. اين شخص فكر مي كرد چنين كاري دقت در اعمال است، اما در واقع شيطان او را هدايت مي كند و اين همان زنجير جهنمي است كه بر گردن انسان ها مي اندازد.

قرآن كريم درباره چنين افرادي كه مي پندارند عبادت مي كنند اما در واقع شيطان بر آنها سوار شده است، مي فرمايد: «و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [3] ؛ و خود مي پندارند كه كار خوب انجام مي دهند». همچنين آنان را «الأخسرين أعملا [4] ؛ زيانكارترين مردم» خوانده است. افعل التفضيل يا با «من» يا با «عن» و يا با الف و لام مي آيد و اگر با الف و لام بيايد عموميت و شمول بيشتري دارد. در اين آيه «اخسرين» با الف و لام آمده است. «اخسرين» در بين همين انسان ها و امثال من و شما هستند. كسي بودند كه بيست و سه سال پاي منبر رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم نشستند و بيست و سه سال پشت سر آن حضرت نماز خواندند، اما سرانجام از خاسرين شدند. شمر در جنگ صفين و جنگ جمل زير پرچم اميرمؤمنان عليه السلام مي جنگيد، اما عاقبتش چه شد؟


پاورقي

[1] مائده، آيه 103.

[2] انعام، آيه 37.

[3] كهف، آيه 104.

[4] همان، آيه 103.


دعا


دعا در لغت به معني خواندن است و در اصطلاح «طلب و درخواست چيزي از خداوند متعال است براي شخص دعا كننده يا ديگري» درباره ي ديگري دعاي خير را «دعاء له» و نفرين را «دعاء عليه»



[ صفحه 70]



گويند. به طور كلي خداوند وعده فرموده است كه دعا را بپذيرد و بدان ترتيب اثر دهد. ما معتقديم كه در شرايط خاصي دعا مؤثر است. اخيرا بعضي از دانشمندان در اين موضوع تحقيق كرده و پي برده اند كه «كسي كه توجهي به خدا پيدا نمود و دعا كرد، يقينا نتيجه ي مثبت مي گيرد» [1] بنابراين دعا را ترك مكنيد. چه، رو آوردن به خدا و توجه به ذات اقدس او از صميم قلب، خيلي از كارها را آسان مي كند.

ان الدعآء انفذ من السنان. [2] .

دعا از سر نيزه، نفوذش (اثرش) بيشتر است.


پاورقي

[1] آئين زندگي. ص 192.

[2] اصول كافي. ج 2، ص 469.


صبر امام سجاد


صبر جامع تمام فضايل و كمالات نفساني است. هيچ فضيلتي در عالم وجود ندارد مگر اينكه براي رسيدن به آن بايد از رهگذر صبر وارد شد: اگر كسي بخواهد به مرحله ي اعلاي اطاعت برسد، بايد از طريق صبر وارد شود؛ اگر بخواهد با صفات زشت نفساني مانند تنگ نظري و حب نفس و امثال آن مبارزه كند، باز هم بايد از همين راه وارد شود. تمام صفات پسنديده رابطه ي مستقيمي با صبر دارند، مانند خطوط ترسيمي بر روي دايره كه از هر نقطه با مركز آن ارتباط مستقيم دارند. لذا آيات و روايات فراواني در ستايش و بزرگداشت آن ذكر شده است و پاداشهاي بزرگي براي صابران بيان نموده اند.

در قرآن كريم حدود هفتاد بار از صبر نام برده شده و براي هر فضيلتي اجر و پاداشي به حساب مشخص تعيين گرديده ولي براي صبر حسابي تعيين نشده است، زيرا خداوند مي فرمايد: «انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب» [1] يعني صابران بدون حساب پاداش داده مي شوند. چون به وسيله ي صبر و پايداري است كه پايه هاي اصلاح استوار و اركان



[ صفحه 443]



مودت محكم و پابرجا مي شود. ستمكار به هر اندازه سخت دل و قسي القلب باشد وقتي كه ببيند ستمكش قدرت بر انتقام گرفتن از او را دارد و در عين حال ستمهاي او را تحمل مي كند، به ناچار مقداري به خود مي آيد و از تجاوز و زياده رويهاي خود تنزل مي كند و آتش دشمني اش كه زبانه مي كشيد فرومي نشيند و حسدها و دشمني ها را كنار مي گذارد و با او كنار مي آيد.

در هر صورت، صبر اگر تحمل رنج براي شكستن شهوات باشد، نتيجه اش براي صابر عدالت و عصمت است و اگر طاقت آوردن در برابر مشكلات، اطاعت از مولي باشد، لازمه اش براي او بندگي و زهد است و اگر براي ترفيع و تهذيب باشد، ملازم با علم و فقاهت است و اگر براي دوري جستن از دنيا و كنار نهادن خواهشهاي پست نفساني باشد، شهامت و مردانگي و سرپيچي از آن خواهشهاست و اگر براي تحمل رسيدن به همانندان و جمع شدن با دلاوران باشد، شجاعت است.

و كوتاه سخن آنكه هر فضيلتي كه از نظر اخلاق و شريعت آراسته شدن به آن لازم باشد بايد در مقدمه ي صبر و پايداري قرار بگيرد و هر صفت پست ناپسندي كه مبغوض شارع است و پاك بودن از آن را واجب دانسته بايد با كمك گرفتن از صبر به جنگ آن رفت و با سلاح صبر نفس اماره را نابود كرد. بنابراين، صبر ما در تمام فضايل و محور دايره ي همه ي مناقب است كه تمام خطوط فضايل و برتريها به طور مساوي به آن منتهي مي گردد. صبر يعني ثبات و مقاومت براي تحقق پيدا كردن هر چيزي كه دين به آن دعوت كرده و شريعت آن را لازم دانسته است.

از چيزهايي كه صبر و پايداري را بر انسان آسان مي كند، توجه داشتن به فوايد آن كاري است كه انسان مي خواهد انجام دهد و نيز توجه كردن به زيانهاي آن چيزي است كه مي خواهد ترك كند و به ياد آوردن پاداشهاي عظيم و منافع تام و تمامي كه خداوند براي صابران آماده



[ صفحه 444]



كرده است. توجه به اينها موجب مي شود كه انگيزه ي انسان براي مقاومت و رسيدن به آن همه اجر و پاداش قوي تر شود.

ابوحمزه ي ثمالي از امام سجاد عليه السلام حديث كرده است كه در روز قيامت منادي پروردگار ندا مي كند: كجايند اهل صبر؟ عده اي از مردم بپا مي خيزند و خود را معرفي مي كنند كه ما صابرانيم. از ايشان سؤال مي شود: بر چه چيز صبر كرده ايد؟ در پاسخ مي گويند: بر طاعت خدا صبر كرديم و در ترك معصيت خدا نيز مقاومت نموديم. آنگاه به ايشان گفته مي شود: راست گفتيد، شما وارد بهشت شويد. [2] .

به اين جهت بود كه پيغمبران گرامي و اوصياي بزرگوار زير بار مكاره و ستمهاي طاغوتهاي زمان خود مي رفتند و در برابر تمام بلاها و مصيبتها صبر مي كردند تا بتوانند رسالت خود را انجام دهند و امت را به راه راست هدايت كنند. اگر اين فداكاريها از ايشان مشاهده نمي شد و براي دفع دشمن از قدرت خود و از معجزه استفاده مي كردند، مورد عشق و علاقه ي مردم قرار نمي گرفتند و به هدف اصلي خود نيز نمي رسيدند، و چه بسيار مواردي كه مصلحت اقتضا كرده است اين گونه عمل كرده اند.

در مسئله ي اعتقادات آمده است امامي را كه خداي سبحان براي خلافت كبري برمي گزيند، در تمام صفات كمال بالاترين مردم و سرآمد همه ي جوامع بشري است. در ميان جامعه كسي پيدا نمي شود كه از جهتي با او برابر و يا برتر از او باشد. لازمه ي امامت اين است كه در تمام جهات از تمام امت افضل و برتر باشد تا بتواند امام مردم گردد، و گرنه لازم مي آيد مفضولي بر فاضلان ترجيح داده شود كه از نظر عقل كار بسيار نابخردانه اي خواهد بود.

امامان ما عليهم السلام جامع تمام فضايل و مطلع انوار همه ي مزيتها



[ صفحه 445]



و برتريها هستند. هر چند بعضي از مزيتها به واسطه ي شرايط خاص در برخي از ايشان بيشتر ديده مي شود لكن تمام آنها در برتري بر عموم مردم مانند دندانه هاي شانه يكسان و برابرند: تمامشان در برابر ظلمها و ستمهاي جباران روزگار صبر كردند و با اينكه مي توانستند (هر چند از طريق معجزه) از خود دفاع كنند اما در عين حال تسليم قضاي الهي شدند و در راه حق پايداري كردند. در همين مورد است كه امام باقر عليه السلام به گروهي از ياران خود فرمود: شگفتا از مردمي كه ما را دوست دارند و ما را امام مي دانند و طاعت ما را مثل طاعت خدا بر خود واجب مي شمارند ولي در عين حال حجت خود را مي شكنند و از خود ضعف نشان مي دهند و با خود دشمني مي كنند و با اين كار از حق ما مي كاهند و آن را در برابر كساني كه خداوند برهان معرفت ما را به ايشان داده است بي ارزش مي كنند. مگر ممكن است خداوند طاعت اولياي خود را بر بندگانش واجب كند، آنگاه اخبار آسمانها و زمين را از آنها پنهان سازد و راههاي علمي را كه قوام دين به آن بستگي دارد از ايشان قطع كند؟

حمران عرض كرد: فدايت شوم، مگر قيام علي بن ابي طالب و حسن و حسين عليهم السلام براي خدا و دين خدا نبود كه آن همه مصيبت از سوي طاغوتهاي زمان ديدند تا آنجا كه شكست خوردند و كشته شدند؟!

امام باقر عليه السلام در پاسخ فرمود: خداوند متعال اين را بر آنان مقدر كرد و منجز ساخت و امضاء فرمود و قطعي نمود، سپس اجرا كرد پس، با توجه به اينكه قبلا از سوي پيغمبر صلي الله عليه و آله آن را شنيده بودند و مي دانستند، علي و حسن و حسين به آن قيام كردند و هر كدام از ما هم كه ساكت ماندند، با آگاهي از آن ساكت ماندند. اگر ايشان در برابر ستمهاي طاغوتيان از خدا مي خواستند كه شر آنها را از سرشان بردارد و يا اگر تقاضا مي كردند خداوند حكومتشان را نابود كند،



[ صفحه 446]



قطعا خداوند اجابت مي فرمود و شرشان را دفع مي كرد و زودتر از آنكه بند تسبيحي پاره شود و دانه هايش متفرق گردد، آنان را تار و مار مي نمود. اي حمران، مصيبتهايي هم كه از سوي طاغوتيان به ايشان مي رسيد نه به خاطر اين بود كه مرتكب جرمي شده و يا در برابر خدا نافرماني كرده بودند، بلكه به خاطر مقام و منزلتي بود كه خداوند مي خواست آن را به اولياي خود بدهد. مواظب باش عوضي خيال نكني! [3] .

اميرالمؤمنين عليه السلام مي فرمود: اگر خداوند مي خواست گنجهاي طلايي دنيا و معادن قيمتي آخرت و گلگشتهاي بهشت را براي پيامبرانش بگشايد و پرندگان آسمان را در خدمتشان بگمارد اين كار را مي كرد، لكن در آن صورت مشكلات تمام مي شد، جزا و سزا بيهوده مي گشت، امتحان و آزمايش افراد از بين مي رفت و آنگاه براي آسايش يافتگان پاداش مبتلايان و رنج كشيدگان واجب نمي شد و پاداش محسنان به مؤمنان تعلق نمي گرفت. اگر پيغمبران داراي قدرت ايده آل و عزت غيرقابل اهانت و فرمانروايي بي زوال مي بودند، تمام گردنفرازان در برابرشان تسليم مي شدند و همه به سوي ايشان روي مي آوردند، در اين صورت، هر چند كار بر مردم آسان تر مي شد و از استكبار و استبداد دورتر مي ماندند، اما نيتها مشترك مي گشت و معلوم نمي شد كه آيا به خاطر خدا اطاعت مي كنند يا به خاطر ترس از قدرت پيغمبران. ولي خداوند چنين اراده كرد كه پيروي از پيغمبران و تصديق كتب آسماني و خضوع و خشوع مردم صرفا به خاطر خدا باشد نه به خاطر ترس از قدرت. لذا هر اندازه بلا و مصيبت بزرگتر باشد، اجر و پاداش آن نيز بزرگ و فراوان خواهد بود.

در راستاي صفات جلال و كمال، امام زين العابدين عليه السلام در



[ صفحه 447]



بلنداي اوج آسمان خوي محمدي صلي الله عليه و آله مي درخشد. يكي از برجستگيهاي آن حضرت صبر و مقاومتش در برابر مكاره و ناملايمات روزگار بود كه جزء مكرمتهاي اخلاقي و پايه ي تمام نيكيهاي آن بزرگوار گرديده است، زيرا مصيبتهاي سنگين و پيوسته اي كه از هر سو بر او وارد مي شد بر هيچ مظلومي و بر هيچ پيغمبري همانندش وارد نشد:

امام زين العابدين عليه السلام از مكه تا كربلا با پدرش همراه بود و مي دانست اين كاروان مقدس هر چه جلوتر مي رود و به خطرهاي عظيمي كه در پيش روي دارد نزديكتر مي شود و كابوس مرگ نيز به همراه آن پيوسته در حركت است. او آثار و علائم فنا و نابودي و نشانه هاي پنهان و آشكار چيره شدن دشمن و پيروزي آنان و برگشتن انصار از اهل بيت و روي آوردنشان به دشمن را مي ديد و نيز خبرهاي وحشتناكي را كه پي در پي از كوفه مي رسيد كه مسلم را تنها گذاشته اند، مي شنيد. علاوه بر آن مشكلات سخت و دردآور، غمها و اندوههاي شكننده اي كه در بين راه پديد مي آمد، همه را ملاحظه مي فرمود.

وقتي كه حسين عليه السلام خيمه ها را در كربلا برپا كرد، تمام خطرها نيز در آنجا گرد هم آمدند و بر سر اهل بيت سايه افكندند. لحظه به لحظه كه بر شمار نيروي دشمن افزوده مي شد و فرياد ولوله و شور و شادماني از اردوگاهشان بلند مي گشت، گوش و دل اهل بيت را مي خراشيد و خيمه ها را در هاله اي از بهت و وحشت فرومي برد. صداي شيون و فغان و آه و ناله از زنان و مردان به گوش مي رسيد. خطر اعلام وجود مي كرد، كابوس مرگ گاه و بيگاه گردن مي كشيد و خود را نشان مي داد، نشانه هاي تنهايي و غربت كاملا معلوم و حق مظلوم شده بود كه احدي به ياريش نمي رفت و ظلمي را از او دفع نمي كرد. زنان و كودكان اهل بيت در اين وضعيت سياه و تاريك و در برابر اين حزن و اندوه



[ صفحه 448]



فراگير بسر مي بردند و امام سجاد عليه السلام تمام اين مصيبتها و دردها را مي ديد و رنج مي كشيد! نه تنها امام سجاد عليه السلام آنچه را كه روي داده بود مي ديد و مي دانست، بلكه از آينده اي به مراتب دردآورتر و زجردهنده تر، كه مصيبت آن دل سنگ را آب مي كرد و كوه استوار را از هم فرومي پاشيد، خبر داشت:

از كشته شدن ريحانه ي رسول خدا، پاره ي جگر زهرا، روح و جان اميرالمؤمنين عليه السلام و سرور جوانان اهل بهشت آگاه بود كه چگونه بدنش را با نوك شمشير پاره پاره مي كنند و در برابر باد و خاك به زمين مي اندازند و دختران آل عبدالمطلب را كه چراغهاي فروزان شب تار و نشانه ي هدايت بودند، همه را خاموش مي كنند و در اطراف او به زمين مي ريزند؛ زنان و دختران پيغمبر را مي ديد كه بر شتران لاغر و مردني با كمال خواري سوار كرده اند؛ كودكان خردسال وحشت زده را مي نگريست كه گرد يتيمي بر چهره ي معصومشان نشسته است و در غم و اندوه فراوان فرورفته اند؛ مادري را مي ديد كه با كودك در گهواره اش با زبان كودكي سخن مي گفت و هم اكنون در سوگ او اشك از چشمها و شير از پستانش سرازير است؛ زن برادر كشته اي را مي ديد كه برادرش را كه رهبر مبارزه و محور تمامي آنان بود از دست داده است.


پاورقي

[1] زمر / 10.

[2] حلية الاولياء، ابونعيم، ج 3، ص 138 (مؤلف).

[3] بصائر الدرجات، ص 33.


مذهب مالكيه و مؤسس آن


مؤسس اين مذهب مالك بن انس بن مالك است كه در سنه ي سال نود و سه هجري در شهر مدينه به دنيا آمد و مادر وي او را دو سال در رحم نگه داشته بود و برخي مي گويند از دو سال نيز بيشتر طول كشيد كه پدرش درگذشت ولي مالك همچنان در رحم مادر اين مدت را ماند و پيروان اين مذهب همين را جزو كرامات مخصوص مالك دانسته اند و حق مطلب را كتمان نموده اند چنان كه اهل خبره تاريخ آن حق مطلب را تصريح كرده اند.


التجاء مردم به امام صادق


در گير و دار انقلابات عصر گروهي مريض بودند كه در آن محيط تاريك و منقلب براي استشفا به محض آنكه مي شنيدند امام صادق عليه السلام مستجاب الدعوه است و علاج امراض مزمنه و مسريه را مي نمايد و اكمه و ابرص را شفا مي بخشد به اذن پروردگار به دربار او جمع مي شدند و به الحاح و التماس تقاضاي دعا و علاج مي نمودند.

حبابه والبيه از زنان فاضله آن عصر بود كه گاهي اوقات شرفياب مي شد مسائلي از فقه و اصول دين مي پرسيد و او خود براي زنان مجلس و محفل علمي داشت - و مسائل حرام و حلال را براي آنها مي گفت.

يك روز شرفياب شد مسائلي پرسيد و ناگهان به گريه افتاد امام صادق عليه السلام فرمود تو



[ صفحه 112]



را چه مي شود گريه مي كني گفت يك مرض بدي بر من ظاهر شده كه مصيبتي است زيرا اقران و اقوام مرا شماتت مي كنند و مي گويند مرض مسريه در اثر مقاربتي است كه تو با مرد خبيثي پيدا كرده اي در حالي كه خدا مي داند من مرتكب چنين عمل زشتي كه موجب اين مرض مسريه دروني شود نشده ام اگر دعا فرمائي خداوند مرا از اين مرض كه هم نگراني روحي و هم ناراحتي جسمي دارد شفا عنايت فرمايد بسيار مسرور مي شوم - من مي دانم كه دواي آن و داروي آن نزد شما است.

آنگاه حضرت امام صادق عليه السلام در حق او دعا كرد فرمود اكنون برو در حرمسرا ببين رفع آن شده يا نه برخاست داخل اندرون خانه رفت ديد هيچ اثري از آن وجود ندارد حبابه والبيه گفت هذا الذي يتقرب الي الله بامامته. [1] .

ابن حبابه والبيه از زنان نيكوكار و معمر بود و او دختر جعفر اسدي است و والبيه نسبت به بني والبه كه از طوايف بني اسد است مي باشد - و او آنقدر عمر كرد كه حضرت امام رضا عليه السلام را ديد - و چون مرد او را در پيراهن خودش كفن نمودند مي نويسند اين زن مبتلا به مرض برص بود و آمد حضور امام حسين سيدالشهداء عليه السلام به دعاي آن حضرت شفا يافت و در زمان امام زين العابدين عليه السلام به دعاي او شفا يافت و آن وقت در سال 13 بود.

در روايت ديگر است كه آمد حضور امام صادق عليه السلام عرض كرد يابن رسول الله پدرم و مادرم و خاندانم همه از دوستداران شما بوده اند - فرمود راست مي گوئي اكنون چه مي خواهي گفت دست من برص گرفته دعا كن خداوند شفا عنايت فرمايد.

فقال (ع) اللهم انك تبري ء الاكمه و الابرص و تحيي العظام و هي رميم البسها عفوك و عافيتك ما تري اثر اصابة دعائي

عرض كرد پروردگارا توئي كه اكمه و ابرص را شفا مي دهي و استخوان پوسيده را زنده مي كني خدايا ببخش و عافيت ده و اثر اين دعا و اجابت آن را شفاي آن قرار ده.

فقالت لمراء والله لقد قمت و مابي منه قليل و لا كثير [2] .

والبيه گفت قسم به خدا تا برخواستم از آن مجلس هيچ اثري از برص در دستم نبود.



[ صفحه 113]




پاورقي

[1] بحارالانوار ج 11 ص 93 از كتاب طب الائمه تأليف عبدالله بن ابي عتاب و برادرش حسين بن بسطام زيات است اين كتاب از دستورات ائمه در طب و اطعمه و فوايد آن جمع آوري شده است.

[2] امالي شيخ طوسي مجلس 14.


مصر


در مصر بيش از 90 مدرسه براي طلاب علوم دينيه مذاهب اربعه ساخته شده كه اكثر آن از شيعه اماميه بوده و برخي از آنها را نام مي بريم



[ صفحه 91]



و علاقمندان مي توان به كتاب مساجد و مدارس اسلام چاپ مصر مراجعه كنند

1- مدرسه فائزيه كه....... براي شافعيه بنا نمود.

2- مدرسه قطبيه كه مير قطب الدين حسن و... ساخت.

3- مدرسه سيوفيه كه ملك ناصر.....در سال 572 ساخت و 32.. بر آن وقف نمود.

4- مدرسه فاضليه كه قاضي فاضل عبدالرحيم در سال 582 ساخت.

5- مدرسه محلي كه برهان....... بنا نمود.

6- مدرسه فارقانيه كه در سال.... ساخته شد.

7- مدرسه شريفيه كه در دولت امويه سال... ساخته شد.

8- مدرسه صالحيه كه نجم الدين ايوب سال... ساخت.

9- مدرسه كامليه كه ناصرالدين محمد بن ملك عادل شافعي ساخت.

10- مدرسه ظاهريه كه در قرن هشتم ساخته شد.

11- مدرسه قطبيه و در قرن هفتم براي مذاهب اربعه ساخته شد و در غرناطه - اشبليله - اندلس - شرق اقصي و الجزاير و غيره مدارس بسياري ديگر ساخته شده.


علم ازياج


كه زيج شناسي است و در آن علم تعداد و مقدار سيارات و ابعاد و مواضع و حركات و اوضاع و نظرات آنها معلوم نمايد و مقادير ثوابت و صور ستاره ها و احوال هر يك را معلوم مي گرداند.

زيج هاي مشهور كه نوشته اند جداولي است كه حركات كواكب زير ذكر شده است

1 - زيج حكيم ابرجس

2 - زيج حكيم مالادش

3 - زيج بلطميوس

4 - زيج مأموني

5 - زيج حاكمي

6 - زيج حكيم ابن اعلم

7 - زيج شاهي

8 - زيج علائي كه ابوعلي سينا براي علاءالدوله نوشت

9 - زيح خاني كه خواجه نصير طوسي ساخت

10 - زيج ادوار

11 - زيج الغ بيك

و به علاوه آن زيج ها از كتب مشهوره در اين فن

مجسطي - مؤلفات ابي معشر كه به امر خليفه رشيد عباسي نوشت

مؤلفات - حكيم گوشيار جبلي

مؤلفات ابي الحسن صوفي

مؤلفات حكيم ماشاءالله مصري - قانون سعودي ابي ريحان و غيره


غلات


غلات گروههاي كوچكي بودند كه در عصر ائمه عليهم السلام ظاهر شدند و مردم را به عقايد و انديشه هاي خود دعوت مي كردند. از آنجا كه ائمه آنها را لعنت مي كردند و ايشان را به همه مردم معرفي مي نمودند، هيچ شبهه اي بر مردم مسلمان شيعي و سني در شناخت آنان باقي نمي ماند و غالبا پس از چند صباحي نابود مي شدند.

شأن حضرت صادق و پدر بزرگوارش امام باقر عليهماالسلام به اندازه اي عظيم بود كه جمعي از شيعيان و پيروان ناآگاه، در حق ايشان غلو كردند و مقام ايشان را تا مرتبه ي الوهيت بالا بردند. از جمله ي اين اشخاص، ابوالخطاب محمد بن ابي زينب مقلاص بن الخطاب الاجدع اسدي است كه بارها به خاطر عقايد افراطي و غلو آميز در حق آن حضرت، از سوي ايشان مورد لعن و نفرين قرار گرفته است. [1] .

در يكي از اين روايات، حضرت صادق عليه السلام صريحا عقيده ي ابوالخطاب را درباره ي اين كه حضرت علم غيب دارد، نفي نموده و فرموده است:



[ صفحه 169]



فوالله الذي لا اله الا هو ما أعلم الغيب فلا آجرني الله في أمواتي و لا بارك لي في أحيائي ان كنت قلت له... [2] .

سوگند به خدايي كه آفريننده اي جز او نيست كه من غيب نمي دانم و خداوند از مردگان من پاداش نيك به من ندهد و از خويشانم مرا خير و بركت نبخشايد اگر من چنين چيزي به او گفته باشم...

در روايت ديگر، ابوبصير به حضرت صادق عرض مي كند كه آن ها (يعني خطابيه) مي گويند شما تعداد قطره هاي باران، عدد ستارگان، برگهاي درختان، خاكها، و وزن درياها را مي دانيد. حضرت سر به سوي آسمان بلند كرد و فرمود: «سبحان الله، سبحان الله، نه به خدا كه اين همه را جز خدا كسي نمي داند»

شهرستاني (م: 548 ه) دانشمند مشهور علم كلام كه در عقايد، مقلد اشعري و در فقه، مقلد شافعي بوده است، پس از معرفي فرقه هاي غلات و بيان مبارزه ائمه عليهم السلام با آنان مي گويد:

و تبرأ من هولاء كلهم جعفر بن محمد الصادق و طردهم و لعنهم [3] .

جعفر بن محمد صادق از تمامي فرقه هاي نامبرده بيزاري جست، و آنان را از خود راند و لعنت نمود. [4] .

امام صادق عليه السلام به غلات اجازه نمي داد در مورد او و اهل بيت چيزي را بگويند كه در آنها وجود ندارد. در مقابل آنها با جديت مي ايستاد، آنها را



[ صفحه 170]



لعن و تكفير مي نمود و از آنها تبري مي جست. [5] .


پاورقي

[1] درباره ي او رك: رجال كشي، صص 308-290.

[2] بحارالأنوار، ج 25، ص 321 (باب 10 نفي الغلو في النبي والأئمة).

[3] الملل والنحل، شهرستاني، ابوالفتح محمد بن عبدالكريم، ج 1، صص 181-173، ترجمه و تعليقات: سيد محمدرضا جلالي نائيني، تهران، 1358 ش.

[4] نقش ائمه در احياء دين، عسكري، علامه سيد مرتضي، ج 9، ص 87، چاپ چهارم، انتشارات مجمع علمي اسلامي، 1374 ش.

[5] الامام الصادق دراسات و ابحاث، ص 329.


قاعدة الفراغ، و قاعدة التجاوز


قال الامام الصادق عليه السلام: اذا شككت في شي ء من الوضوء، و قد دخلت في غيره - أي في غير الوضوء - فشكك ليس بشي ء انما الشك اذا كنت في شي ء لم تجزه.

و سئل عن الرجل يشك بعد ما يتوضأ قال: هو حين يتوضأ أذكر منه حين يشك.

و قال زرارة: سألت الامام الصادق عليه السلام عن رجل شك في الاذان، و قد دخل في الاقامة؟

قال: يمضي.

قلت: شك في الاذان و الاقامة، و قد كبر؟

قال: يمضي.

قلت: شك في التكبير، و قد قرأ؟

قال: يمضي.

قلت: شك في القراءة، و قد ركع؟

قال: يمضي.



[ صفحه 72]



قلت: شك في الركوع، و قد سجد؟

قال: يمضي علي صلاته، يا زرارة اذا خرجت من شي ء، ثم دخلت في غيره فشكك ليس بشي ء.

ان في الفقه قواعد عامة استخرجها الفقهاء من النصوص الشرعية، أو من أصول الفقه اللفظية، أو من المقررات العقلية، و قد استنبطوا من النص المتقدم قاعدتين، اطلقوا علي احداهما قاعدة الفراغ، و علي الثانية قاعدة التجاوز.

و كل من القاعدتين موردها الشك، و الفرق بينهما أن مورد قاعدة الفراغ الشك في صحة العمل بعد الفراغ منه، و الدخول في شي ء آخر، كما لو شك الانسان في صحة الوضوء بعد أن باشر الصلاة، أو في صحة الصلاة بعد أن انتهي منها، و صرف النظر، أو في صحة الصيام بعد انتهاء رمضان، أو صحة الحج بعد الفراغ منه، أو عقد البيع أو الاجارة أو غيرها بعد اجرائه. و قاعدة الفراغ مسلمة عند الكل، معمول بها في جميع أبواب الفقه، و في أي عمل من الأعمال دون استثناء لوضوء أو غسل أو تيمم أو غير ذلك.

أما قاعدة التجاوز فيختص موردها بالشك في جزء من أجزاء العمل حين المباشرة، و قبل الانتهاء من مجموع العمل، كما لو شك في أنه هل غسل ذراعيه، و هو ما زال قاعدا علي وضوئه، أو شك في أنه قرأ السورة أولا، و هو بعد في الصلاة و قبل أن يسلم.

و اتفق الفقهاء قولا واحدا علي أن قاعدة التجاوز تجري في الصلاة عملا بخبر زرارة المتقدم «شك في التكبير و قد قرأ... الخ».

و أيضا اتفقوا قولا واحدا علي أنها لا تجري في الوضوء عملا بما تقدم، و بقول الامام جعفر الصادق عليه السلام: «اذ كنت قاعدا علي وضوئك، فلم تدر اغسلت



[ صفحه 73]



ذراعيك أم لا؟ فأعد عليهما، و علي جميع ما شككت فيه».

و اختلفوا في قاعدة التجاوز: هل تجري في الغسل و التيمم أو لا؟

و لهم في ذلك قولان: أحدهما أنها لا تجري فيهما، تماما كالوضوء، و بكلمة أن قاعدة التجاوز لا تجري اطلاقا في الطهارات الثلاث: الوضوء، و الغسل، و التيمم.

القول الثاني أنها تجري في الغسل و التيمم، و يختص عدم العمل بها بالوضوء فقط، و نحن علي هذا القول، أخذا بعموم «كل شي ء فيه مما جاوزه، و دخل في غيره فليمض عليه» الشامل للشك في جزء العمل، و لصحة العمل بمجموعه، خرج الوضوء بالنص، فيبقي غيره مشمولا للعموم.


مدعي الفقر


كل من ادعي الفقر يصدق اذا لم يعلم كذبه، و يعطي من الزكاة حاجته، قال صاحب الجواهر: بلا خلاف معتد به، و في المدارك هو المعروف من مذهب الاصحاب.

و ايضا المعروف من سيرة العلماء قديما و حديثا انهم يعطون الزكاة لمن يطلبها ما لم يعلم كذبه، اما الحديث المشهور: «علي المدعي البنية، و علي من أنكر اليمين» فلا يشمل ما نحن فيه، لاختصاصه في مورد الخصومات و المنازعات.

و لا يجب اعلام الفقير بالزكاة حين الدفع اليه و لا بعده، قال أبوبصير: قلت للامام الباقر أبي الامام الصادق عليهماالسلام: الرجل من اصحابنا يستحي ان يأخذ الزكاة، فاعطه منها، و لا اسمي انها من الزكاة؟ قال: اعطه و لا تسم، و لا تذل المؤمن.

و ذهب المشهور الي أن من يقدر علي الاكتساب لا يعطي من الزكاة، لانه بحكم الغني، و قد روي زرارة عن الامام الباقر عليه السلام انه قال: ان الصدقة لا تحل لمحترف، و لا لذي مرة سوي - أي سليم البدن، يتحمل الكد و التعب -.

و اذا قال قائل بأن هذا يصدق عليه اسم الفقير قلنا في جوابه: انه غني في



[ صفحه 81]



الواقع، ما دام قادرا ان يكفي نفسه، و أي فرق بينه و بين من يملك المال، و لم ينفق علي نفسه شحا، حتي مات جوعا.

قال صاحب مصباح الفقيه، يرد علي صاحب الجواهر، و نعم ما قال: ان المراد بالغني الذي لا تعطي له الزكاة هو الغني بالفعل و القادر علي الاكتساب، و مع ذلك ترك تبعا لكثير من البطالين، و أهل السؤال و اشباههم ممن لهم قدرة و قوة علي كثير من الصنائع و الحرف اللائقة بحالهم، و لكنهم تعودوا التعيش بأخذ الصدقات، و الصبر علي الفقر و الفاقة، و تحمل ذل السؤال، و ترك الاكتساب، فانه يصدق علي احدهم عرفا اسم الفقير، و لكنه هو في الواقع غني، أي قادر علي ان يكفي نفسه فالقول بعدم اعطاء الزكاة لمثله كما نسب الي المشهور هو الاقوي، و ما في الجواهر من دعوي السيرة علي دفعها لمثل هؤلاء الاشخاص محل نظر، بل منع.


بيع الغاصب


اذا افترض ان الغاصب باع العين التي اغتصبها قاصدا النيابة عن مالكها كان، و الحال هذه فضوليا يصح بيعه، و ينفذ بالاجازة، و هل يكون ايضا فضوليا



[ صفحه 89]



اذا لم يقصد المالك اطلاقا، بل قصد نفسه بالذات، حتي كأنه هو المالك الحقيقي؟.

ذهب المشهور الي أن بيع الغاصب من أقسام بيع الفضولي، فاذا أجازه المالك انتقلت العين المغصوبة الي المشتري، و ثمنها الي المجيز. و قال البعض: كلا، ان عقد الغاصب باطل من الاساس، و لا تجدي الاجازة شيئا، لانتفاء موضوعها، و استدل هذا البعض بأدلة:

منها: قول الامام عليه السلام: لا تبع ما ليس عندك، و قوله عليه السلام: لا بيع الا في ملك.

و أجاب المشهور القائلون بالصحة ان هذا ينفي وقوع البيع لغير مالك العين، و لا ينفي وقوعه لمالك العين اذا رضي و اجاز، كما هو الغرض.

و منها: ان الغاصب انشأ البيع قاصدا به نفسه، دون المالك، و بديهة أن المالك اذا أجاز فانما يجيز البيع لنفسه، لا للغاصب، و علي هذا يكون الذي اجازه المالك - و هو البيع لنفسه - غير مقصود، و المقصود - و هو بيع للغاصب - لم تتعلق به الاجازة.

و اجاب عنه القائلون بالصحة ان حقيقة البيع هي مبادلة مال بمال، كائنا من كان صاحب المال، فمتي تحقق قصد المبادلة تم العقد، سواء أقصد المالك الحقيقي، أو قصد غيره، أو لم يقصد أحد علي الاطلاق، لأن هذا القصد ليس من حقيقة البيع، و لا من شروطه في شي ء، و علي هذا فلا أثر لقصد الغاصب تملك العين المغصوبة، و لا لتنزيل نفسه منزلة المالك، و انما الأثر لقصد المعاوضة و المبادلة بين المالين، و الاجازة تتعلق بهذا القصد، لا بما اراده الغاصب، و هدف اليه من المبادلة، و هذا معني قول السيد اليزدي:«ان حقيقة البيع ليس الا مبادلة مال بمال من غير نظر الي أنه لنفسه أو لغيره، و هذا المعني موجود في بيع



[ صفحه 90]



الغاصب، و قصد انه لنفسه خارج عن حقيقة البيع».

و ليس من شك أن الغاصب اذا سلط غيره بالبيع، أو بغيره علي العين التي اغتصبها فان لمالكها تمام الحق أن يدعها في يد من أخذها من الغاصب بأية وسيلة أراد، ولكن الغاصب في الحقيقة لا يقصد البيع لنفسه، و لا لغيره، و لا يهمه شي ء الا الحصول علي المال بكل سبيل، كما هو الشان اللصوص الا أن الفقهاء افترضوا بالغاصب أنه يقصد البيع لنفسه، ثم أخذوا بالتأويل و التفريع علي شي ء لا وجود له، و مهما يكن، فان الكثير من مسائل الفقه افتراضية.


شرعية الصلح


ذكر الفقهاء أدلة كثيرة علي شرعية الصلح، منها قوله تعالي: (و الصلح خير). و قوله: (و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما). [1] و قوله: (ادخلوا في السلم كافة). [2] .

و قول الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: الصلح جائز بين المسلمين الا صلحا أحل حراما، أو حرم حلالا.

و قول الامام الصادق عليه السلام: لأن اصلح بين الاثنين أحب الي من أن اتصدق بدينارين.. و قال للقائم علي غلته: اذا رأيت منازعة بين اثنين فافتدها من مالي.

و الحق ان شرعية الصلح لا تحتاج الي دليل، لأنها من ضرورات الدين التي يستدل بها، و لا يستدل لها، و متي احتاج الخير و الصلاح الي الدليل علي شريعتهما و رجحانهما؟.



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] الحجرات: 9.

[2] البقرة: 28.


الفاظ الواقف


اذا وقف علي البنين لا تدخل البنات، و اذا وقف علي البنات لا يدخل البنون، و اذا وقف علي أولاده دخلا معا، و اقتسما بالسوية للانثي مثل الذكر.

و اذا قال: وقف علي أولادي، و سكت: فهل يشمل أولاد الأولاد، أو لا؟

ذهب المشهور الي الاقتصار علي أولاد الصلب فقط دون أولاد الأولاد. و قال جماعة من المحققين: يشمل أولاد الأولاد. و هذا هو الحق.

و اذا قال: من انتسب الي.. دخلت البنات دون أولادهن، قال صاحب الجواهر: «هذا هو المشهور، بل يمكن دعوي الاجماع عليه».

و اذا قال: علي ذريتي شمل الجميع البنين و أولادهم، و البنات و أولادهن.



[ صفحه 69]



و اذا قال: علي المسلمين كان لكل من أقر بالشهادتين.

و اذا قال: في سبيل الله فهو في وجوه الخير و البر.


المدعي عليه


يشترط في المدعي عليه:

1- أن يكون عاقلا بالغا، و من كان له حق علي مجنون أو صبي أقام الدعوي بوجه الولي. و بناء علي ما اخترناه يجوز للقاضي أن يدخل الصبي في الدعوي المقامة عليه، بحيث يشترك مع الأب أو الوصي في الدفاع، هذا اذا كان الصبي مميزا قادرا علي المدافعة.

2- قال بعض الامامية: يجب أن يكون المدعي عليه معينا بالذات، فلو قال المدعي: سرق مالي أحد هذين لا تسمع منه. و ذهب المحققون منهم الي صحة السماع، و عدم اشتراط التعيين، غير أن القاضي يحفظ الدعوي بجميع توابعها و أدلتها، الي أن يعرف المدعي غريمه بالذات.

و تجوز الدعوي علي الغائب، و يباع ما له في قضاء دينه بعد ثبوته، ولكن لا يدفع الي الدائن الا بكفيل، و يكون الغائب علي حجته.


تلد الجارية اثنتي عشر بنتا


روي أن أباعمارة المعروف بالطيان قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام رأيت في النوم كأن معي قناة.

قال: كان فيها زج؟ قلت: لا.

قال: لو رأيت فيها زجا لولد لك غلام، لكنه يولد جارية، ثم مكث ساعة، ثم قال: كم في القناة من كعب؟



[ صفحه 145]



قلت: اثناعشر كعبا.

قال: تلد الجارية اثنتي عشر بنتا.

قال محمد بن يحيي: فحدثت بهذا الحديث العباس بن الوليد فقال: أنا من واحدة منهن، ولي أحد عشر خالة، و أبوعمارة جدي.

بيان: القناة الرمح، و الزج بالضم الحديدة في أسفله، و الكعب ما بين الانبوبين من القصب [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 47 الباب الثاني.


امام صادق و مذاهب چهارگانه


شيخ اسد حيدر (م 1408 ق)، ترجمه ي حسن يوسفي اشكوري، تهران، شركت سهامي انتشار، 1369 ش، وزيري، 455 ص (ج1).


حكمة الاشتغال


اعتبر يا مفضل بأشياء خلقت لمآرب الإنسان، و ما فيها من التدبير فإنه خلق له الحب لطعامه، و كلف طحنه و عجنه و خبزه، و خلق له الوبر لكسوته، فكلف ندفه و غزله و نسجه، و خلق له الشجر، فكلف غرسها و سقيها و القيام عليها، و خلقت له العقاقير لأدويته، فكلف لقطعها و خطلها و صنعها، و كذلك تجد سائر الأشياء علي هذا المثال.

فانظر كيف كيفي الخلقة التي كم يكن عنده فيها حيلة، و ترك عليه في كل شي ء من الأشياء موضع عمل و حركة، لما له في ذلك من الصلاح لأنه لو كفي هذا كله حتي لا يكون له في الأشياء موضع شغل و عمل، لما حملته الأرض أشرا و بطرا، و لبلغ به ذلك إلي أن يتعاطي أمورا فيها تلف نفسه، و لو كفي الناس كل ما يحتاجون إليه لما تهنأوا بالعيش و لا وجدوا له لذة... ألا تري لو أن امرءا نزل بقوم، فأقام حينا بلغ جميع ما يحتاج إليه من مطعم و مشرب و خدمة، لتبرم بالفراغ و نازعته نفسه إلي التشاغل بشي ء، فكيف لو كان طول عمره مكفيا لا يحتاج إلي الشي ء؟ فكان من صواب التدبير في هذه الأشياء التي خلقت للإنسان: أن جعل له فيها موضع شغل، لكيلا تبرمه البطالة، و لتكفه عن تعاطي ما لا يناله، و لا خير فيه إن ناله.


من امتيازات الامام


بصائرالدرجات 223، الجزء 5، ب 3، ح 13: حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه سليمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:.

ان نطفة الامام من الجنة، و اذا وقع من بطن أمة الي الأرض وقع و هو واضع يده الي الأرض رافع رأسه الي السماء.

قلت: جعلت فداك و لم ذاك؟

قال عليه السلام: لأن مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الأعلي: يا فلان ابن فلان اثبت فانك صفوتي من خلقي، و عيبة علمي و لك و لمن تولاك أوجبت رحمتي، و منحت جناني، و أحللت جواري.

ثم و عزتي و جلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي، و ان أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي.

قال: فاذا انقضي صوت المنادي: أجابه هو: (شهد الله أنه لآ الاه الا هو و الملائكة و اولوا العلم قآئما بالقسط لآ الاه الا هو العزيز الحكيم) [1] .

فاذا قالها أعطاه الله تعالي العلم الأول و العلم الآخر و استحق زيادة الروح في ليلة القدر.


پاورقي

[1] سورة آل عمران، الآية: 18.


لاتجالسوهم


[من لايحضره الفقيه 4 / 57، ح، 5090: قال الصادق عليه السلام:...]

لاتجالسوا شراب الخمر، فان اللعنة اذا نزلت عمت من في المجلس.


يا عدتي عند شدتي


مكارم الأخلاق 350: دعاء عن الصادق عليه السلام دعا به عند دخوله علي المنصور، و هو في شدة غضبه فسكن غضبه:...

يا عدتي عند شدتي، وي يا غوثي عند كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بكنفك الذي لا يرام.


السياسة التربوية العقائدية


تأهيل الأمة الاسلامية و صياغة الانسان، خطان تربويان علي الصعيد العام و علي الصعيد الخاص، عمل بهما الامام الصادق عليه السلام من أجل بناء الأمة و تقوية أواصرها، و حفظ كيانها وصيانة تراثها و تنمية وعيها العام حتي تمتلك الخصائص التي ذكرها القرآن الكريم و السنة الشريفة و من جهة أخري، علي الصعيد الخاص



[ صفحه 179]



عمل علي تربية الفئة الواعية لأهدافه المتفاعلة تماما مع خطته (الكوادر الادارية) و المتحملة بكل جدارة المهام الصعبة التي يلقيها عليها، مما يجعلها شعاعا من نوره و نموذجا لسيرته و مظاهر قيادته.

و ان عملية صياغة الفئة الواعية لا تقل أهمية عن عملية بناء الأمة الواعية. و خصوصا في المجال التربوي في اطار بناء انساني متقدم. لأنها تتوقف علي توفر معرفة يقينية معمقة و انسجام عاطفي كامل مع العقيدة، و تلق تربوي حكيم.

و ما نراه هو أن تتربي الفئة الواعية عقائديا و سلوكيا و عاطفيا ثم تنتشر كالعافية في أوصال الأمة و عروقها. و بذلك تحفظ الجسم العام من أي تآكل أو مرض. الا أن القادة المربين لا يستطيعون التريث حتي تتم عملية تربية الطليعة لأن تربية الأمة وصيانتها حاجة قائمة و ملحة. من هنا نري من الطبيعي أن يتوازن هاذان الخطان ليؤثر كل منهما في الآخر. فجو الأمة المناسب يترك أثره الايجابي علي تربية الطليعة، و تربية الطليعة بدورها لها أكبر الأثر في تحقيق الأهداف التربوية العامة. فالأنبياء قاموا بدور هام بتربية الأمم و هداية الناس جميعا و علي نسقهم وجدنا القادة الالهيين يعملون علي تحقيق هذين الخطين: العام و الخاص.

و لما كان أهل البيت قدوة الأمم و تلامذة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المخلصين و حاملي لواء التربية العقائدية، فهم علي هذا الخط سائرون و له عاملون. و نحن الآن نعيش في ما يلي مع الامام الصادق عليه السلام المربي الكبير و المصلح الاجتماعي العظيم و أستاذ أئمة المذاهب الأربعة. و هو الصادق المعصوم و البار الأمين للرسالة الاسلامية الخالدة.

أما عن الأجواء الاجتماعية و السياسية التي عاصرها الامام الصادق فكلها صعبة و معقدة و كثيرة المتاعب نذكرها بايجاز:

- الخلل السياسي الذي طرأ بعد انقراض الخلافة الأموية و سيطرة الخلافة العباسية.

- و تشكل المذاهب الفقهية المعروفة التي انطلقت نتيجة عوامل كثيرة كاتساع الحركة العلمية و الحرية...



[ صفحه 180]



- اتباع الرأي الذي بدأ عمليا، فهل للمجتهد أن يعمل رأيه في فهم الحديث، أم عليه أن يتقيد تمام التقيد بملابسات النص؟.

- شيوع الانحرافات الفكرية الخطيرة التي عاصرها الامام عليه السلام بسبب الخلل السياسي و انتشار الأفكار المعادية للاسلام، و انفساح المجال لذوي الأهواء و النزعات الفردية.

- الوضع في الحديث النبوي الشريف.

هذه الظاهرة لم تكن جديدة في الأصل علي المجتمع الاسلامي حيث لعبت يد الأهواء منذ عصر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فأوجدت فئة من الوضاعين أحصي لهم صاحب (الغدير) 674 حديثا مكذوبا ملفقا [1] ، حتي قال: يحيي بن سعيد القطان «ما رأيت الصالحين في شي ء أكذب منهم في الحديث» [2] .

- انتشار المفاسد الخلقية و ظواهر الترف.

فخلفاء بني أمية انحرفوا عن المسير الاسلامي الرشيد، و انغمسوا بالترف و مباهج الدنيا مما أدي الي انتشار الكثير من الأوبئة الأخلاقية في المجتمع الاسلامي.

كل هذه التصرفات الشاذة واجهها الامام الصادق بكل جرأة لأنه أحد أئمة أهل البيت و عترة الرسول، فقام بالمهام القيادية الملقاة علي عاتقه التي جعلت أمانا للأمة و سفينة نجاة من تمسك بها عصم من الضلال. و قد استمرت هذه الأهلية القيادية موضع عناية أئمة من أهل البيت واحدا بعد الآخر. و هذه الصفات تمتع بها الامام الصادق جميعها و عمل علي تحقيقها. فما هي الخطة التربوية التي سلكها عليه السلام لمواجهة هذه الظواهر و القيام بالواجب القيادي العام؟.

لقد عمل علي الخطين الآنفين بكل دقة ليحفظ بناء الأمة الاسلامية و يصون تراثها و ينمي و عيها و يقوي أواصرها.



[ صفحه 181]




پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 4 ص 291.

[2] بحارالأنوار ج 47 ص 372 نقلا عن الكافي ج 2 ص 222.


آيا سجده كردن بر غير خدا جايز است؟


در پاسخ سؤال زنديق از امام صادق - عليه السلام - كه پرسيد: آيا سجده براي غير خدا جايز است؟



[ صفحه 76]



امام - عليه السلام - فرمودند: خير.

زنديق گفت: پس چطور خدا به ملائكه دستور داد براي آدم سجده كنند؟

حضرت فرمودند: كسي كه به امر خدا سجده كند، (در واقع) براي خدا سجده كرده است، بنابراين سجود به امر خدا سجود براي خداست.

سپس حضرت فرمودند: اما ابليس بنده اي است كه خدا او را آفريد تا او را عبادت كند، و موحد باشد و هنگامي كه او را آفريد مي دانست كه چيست، و كارش به كجا مي كشد، و او با فرشته گان خدا را عبادت مي كرد تا اينكه خدا او را به وسيله ي سجود براي آدم آزمايش كرد، ولي از روي حسد و شقاوت و بدبختي كه بر او غالب شد امتناع ورزيد.

و لذا خدا او را لعنت كرد، (و از درگاه رحمت خود دور ساخت) و او را از ميان فرشته گان بيرون كرد، و به زمين فرود آورد.

و لذا دشمن حضرت آدم و فرزندانش گشت، و بر فرزندان آدم هيچ سلطه اي ندارد مگر از طريق وسوسه، و دعوت به راهي كه غير راه خدا است، ولي با اينكه معصيت كرد، به ربوبيت خدا اقرار داشت. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 11 ص 12.


حديث 078


شنبه

الأمانة رأس المال.

امانتداري، سرمايه است.

نزهة، ص 170


علمه بعدم كتمان حديثه


محمد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت له: ما لنا من يحدثنا بما يكون كما كان علي عليه السلام يحدث أصحابه؟ قال: بلي و الله ان ذلك لكم و لكن هات حديثا واحدا حدثتكم به فكتمتم، فسكت



[ صفحه 101]



فو الله ما حدثني بحديث الا وجدتني قد حدثت به [1] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص، 250 ج 5، باب 17، ح 5.


فقط اجازه ي رفتن مي خواهم


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هر كس فردايش از امروزش بدتر باشد فريب خورده به حساب مي آيد، يعني فريب هواهاي نفساني و دنيا را خورده است.

و از معاوية بن عمار؛ و علا بن سيابه؛ و ظريف بن ناصح نقل مي كند كه: چون منصور كسي را فرستاد كه حضرت صادق عليه السلام را حاضر كند، آن حضرت دست بلند كرد و گفت: خدايا! تو آن دو پسر را (كه خداوند در سوره ي كهف نقل مي كند) براي شايستگي پدر و مادرشان حفظ كردي؛ تا آن جا كه گفت: هنگامي كه ربيع جلوي خانه ي منصور با آن حضرت مواجه شد، گفت: اي ابوعبدالله (كنيه حضرت صادق عليه السلام است) چقدر دل منصور از شما پر است؟! شنيدم كه مي گفت: به خدا! كليه ي نخل هاي آنها را قطع مي كنم؛ و كليه ي اموالشان را غارت مي كنم و همه ي فرزندانشان را اسير مي كنم؛ پس آن حضرت آهسته چيزي گفت و لبهاي مبارك خود را حركت داد. هنگامي كه وارد شد، سلام كرد و نشست؛ منصور جواب داد و گفت: به خدا! تصميم گرفتم كه كليه ي نخل هاي شما را ببرم و همه ي اموالتان را بگيرم؛ تا آن جا كه گفت: اينك هر حاجتي داري بيان كن؛ فرمود: فقط اجازه ي رفتن مي خواهم. گفت: اختيار با شماست، پس حضرت به منزل بازگشت.



[ صفحه 160]




وصيته للمفضل فيما أوصي به شيعته


قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل:

أُوصيك بِسِتِّ خِصالٍ تُبَلِغُهُنَّ شيعَتي.

قلتُ: وما هُنَّ يا سيّدي؟

قالَ عليه السلام: أداءُ الأمانَةِ إلي مَنِ ائتَمَنَكَ.

وَأن تَرضي لاِخيكَ ما تَرضي لِنَفسِكَ.

وَاعلَم أنّ لِلأُمورِ أواخِرَ فاحذَر العواقِبَ.

وَأنَّ لِلأُمورِ بَغَتاتٍ [1] فَكُن علي حَذَرٍ.

وَإيّاكَ وَمُرتَقي جَبَلٍ سهلٌ إذا كانَ المُنحَدَرُ وَعراً. [2] .

ولا تَعدَنَّ أخاكَ وَعداً لَيسَ في يَدِكَ وَفاؤهُ. [3] .



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] البغتات - جمع بغتة - أي الفجأة.

[2] المنحدر: مكان الانحدار أي الهبوط والنّزول. والوعر: ضدّ السّهل أي مكان الصّلب وهو الّذي مخيف الوحش.

[3] تحف العقول: ص367، بحار الأنوار: ج78 ص250 ح94 نقلاً عنه.


ختامه مسك


قال مولانا الباقر عليه السلام: نحن ولاة أمر الله، و خزان علم الله، و ورثة وحي الله، و حملة كتاب الله، طاعتنا فريضة، و حبنا ايمان، و بغضنا كفر، محبنا في الجنة، و مبغضنا في النار [1] .



[ صفحه 145]



ما واليان امر خدا و خزانه داران علم خدا، و وارثان وحي الهي، و حاملان كتاب خداييم؛ اطاعت فرمان ما واجب و دوستي ما ايمان و كينه و دشمني ما كفر است؛ دوستان ما در بهشت و دشمنان كينه توز ما در آتش جا دارند.



[ صفحه 146]




پاورقي

[1] مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 223، چاپ بيروت، دارالاضواء.


خلق البيضة و التدبير في ذلك


اعتبر بخلق البيضة، و ما فيها من المح الأصفر الخاثر و الماء الأبيض الرقيق، فبعضه ينشو منه الفرخ، و بعضه ليغتذي به، الي أن تنقاب عنه البيضة، و ما في ذلك من التدبير، فانه لو كان نشوء الفرخ في تلك القشرة المستحفظة



[ صفحه 90]



التي لا مساغ لشي ء اليها، جعل معه في جوفها من الغذاء ما يكتفي به الي وقت خروجه منها، كمن يحبس في حبس حصين لا يوصل الي من فيه، فيجعل معه من القوت ما يكتفي به الي وقت خروجه منه.


شكرگزاري


شكرگزاري يكي از فضائل اخلاقي و كمال انساني است، در محبوبيت و ارزش اين خصلت همين بس كه خداوند متعال در آياتي خود را شكرگزار اعمال بندگانش معرفي مي فرمايد:

(و من تطوع خيرا فان الله شاكر عليم) [1] .

و هر كس به راه خير و نيكي شتابد، خداوند (در برابر عمل او) شكرگزار و (از افعال وي) آگاه است.



[ صفحه 100]



همچنين مي فرمايد:

(ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم و آمنتم و كان الله شاكرا عليما) [2] .

خدا چه نيازي به مجازات شما دارد، اگر شكرگزاري كنيد و ايمان آوريد، خدا شكرگزار و آگاه است.

در جاي ديگر مي فرمايد:

(ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم و يغفر لكم والله شكور حليم) [3] .

اگر به خدا قرض الحسنه دهيد آن را براي شما چند برابر گرداند و شما را مي بخشد، خداوند شكر كننده ي بردبار است.

شكرگزاري به اين معناست كه انسان، بخشنده ي نعمت را بشناسد و در برابر او خضوع كند و فرمانش را به جان و دل بپذيرد.

نعمت هايي كه خداوند به بندگانش ارزاني داشته است، خواه در وجودشان يا در جهان خارج بسيار است، كه انسان بايد عذر تقصير به درگاه خدا آورد و گرنه شمارش نعمت هاي او بيرون از عهده انسان است.

(و ان تعدوا نعمت الله لا تحصوها) [4] .

اگر بخواهيد نعمت هاي بي شمار خدا را به شماره آوريد، هرگز حساب آن نتوانيد كرد.

شكرگزاري علاوه بر اين كه از يك سو وظيفه است و از سويي ديگر سبب زياد شدن نعمت هاست، در قرآن كريم مي خوانيم:

(لئن شكرتم لأزيدنكم) [5] .

شما بندگان اگر شكر نعمت به جا آريد، بر نعمت شما مي افزاييم.

يكي از ويژگي هاي پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم و امامان عليهم السلام شكرگزاري



[ صفحه 101]



آن هاست؛ آنان نعمت خدا را با در نظر گرفتن بخشنده ي نعمت (خداوند)، بزرگ مي شمردند، و در برابر هر نعمتي هر چند جزئي و كوچك، شكرگزاري را بر خود لازم مي دانستند، و با اين كه عابدترين مردم بودند، عبادت خود را به عنوان شكرگزاري انجام مي دادند. و همچنين با اين عمل به ديگران مي آموختند شكرگزار نعمت هايي كه خداوند در اختيار آنان گذاشته است، باشند. ما نمونه اي از اين شيوه ها را براي شما نقل مي كنيم:


پاورقي

[1] سوره ي بقره، آيه ي 158.

[2] سوره ي نساء، آيه ي 147.

[3] سوره ي تغابن، آيه ي 17.

[4] سوره ي ابراهيم، آيه ي 34.

[5] سوره ي ابراهيم، آيه ي 7.


الليث بن سعد


أبوالحارث الليث بن سعد بن عبدالرحمن المتولد سنة 92 ه و المتوفي يوم الخميس أو الجمعة منتصف شعبان سنة 175 بمصر، و دفن بالقرافة الصغري و قبره أحد المزارات هناك و له مكانة عملية، و مذهب يعمل به، و كان يقرن بمالك بن أنس، يقول الشافعي: الليث افقه من مالك الا أن أصحابه لم يقوموا به، و كان ابن وهب يقرأ علي الشافعي مسائل الليث فمرت به مسألة فقال رجل: أحسن والله الليث كأنه كان يسمع مالكا يجيب فيجيب هو، فقال ابن وهب للرجل: بل كان مالك يسمع الليث يجيب فيجيب هو، والله الذي لا إله إلا هو ما رأينا أفقه من الليث.

و كان أهل مصر ينتقصون عثمان فنشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا، و لم يسعده الحظ بانصار ينشرون مذهبه فيكتب له الخلود، و قد انقرض لمدة قليلة، يقول الاستاذ أحمد أمين: «لو تعصب المصريون لمن نبغ منهم لاحتفظوا بمذهبه، و لكانوا أتباعه، ولكن زامر الحي لا يطرب و أزهد في عالم أهله».

و في الواقع ان عدم اشتهار مذهبه و انتشاره من عدم امتزاجه بسلطان عصره، فقد طلبه المنصور للقضاء فأبي و قال: اني أضعف عن ذلك، و لم يكن من أصحابه من يتولاه. فالقضاء هو عامل قوي لخلود المذاهب و بقائها كما يأتي بيانه.

و مما يؤثر عنه انه لقي الرشيد فسأله الرشيد: ما صلاح بلادكم؟ قال: يا اميرالمؤمنين صلاح بلادنا اجراء النيل و صلاح أميرها، و من رأس العين يأتي الكدر، فاذا صفا رأس العين صفت العين.

و قال في النجوم الزاهرة: كان الليث كبير الديار المصرية و رئيسها و أمير من بها في عصره، بحيث ان القاضي و النائب من تحت إمرته و مشورته، و كان الشافعي يتأسف علي فوات لقياه؛ و قد كتب بعض من غاظه ذلك علي المنصور:



أميرالمؤمنين تلاف مصرا

فإن أميرها ليث بن سعد



[ صفحه 159]




عبدالله بن الحكم


عبدالله بن الحكم بن الليث مولي عثمان بن عفان المتوفي سنة 210 ه و إليه أفضت الرئاسة بعد أشهب.



[ صفحه 514]




التطرف بالتزام المذهب


و اتسع الخلاف و كثر الجدل، و عطمت الفرقة، و ذهب كل الي تأييد مذهبه و صواب رأيه، و ابراز صورة امام مذهبه في صفحة الوجود باطار الغلو و العبقرية الادعائية لا العبقرية الواقعية، جهلا منهم بعاقبة الأمر و اتباعا لهوي سلطان لا يروق له اتحاد الامة.

و قد اندفع المتطرفون أبعد حد من الشذوذ، و لم يصغوا لأهل الاعتدال و التوازن منهم، و لم يجعلوا وزنا لأقوال أئمتهم، و ما هو مأثور عنهم: بانهم لم يصلوا الي تلك الدرجة التي يدعونها لهم فانهم بشر يخطئون و يصيبون، و أن أقوالهم لا قيمة لها تجاه الاثر و النصوص النبوية، كما يأتي بيانه. و لكنهم لم يسمعوا ذلك و وصفوهم بما تهوي انفسهم، كما وصفوا أباحنيفة بأنه: سراج الامة، و سيد الأئمة، و محيي السنة، و أنه اذا تكلم خيل اليك أن ملكا يلقنه، و ما كلم أحدا في باب من أبواب الفقه الا ذل له، و اذا أشكلت مسألة علي أعلم الناس سهلها عليه. كما تجد ذلك في كتب مناقبه للمكي، و الكردري و غيرهما.

و انك لتدهش من تلك الألفاظ الفارغة، التي لا تجد فيها سوي التهجم علي الحقائق، و مخالفة الحق و الواقع!! اذ هي وليدة عصور متأخرة لا يعرفها معاصروه، و لم يشهد له بذلك علماء عصره، و قد كان أكثر هم ينكرون عليه و يردون فتاواه. منهم أيوب السجستاني، و جرير بن حازم، و همام بن يحيي و حماد بن سلمة، و أبوعوانة، و علي بن عاصم، و سفيان الثوري، و سفيان ابن عيينة، و مالك بن أنس و غيرهم، وكلماتهم في الرد عليه مشهورة مدونة [1] .



[ صفحه 144]



و كان هو بنفسه لا يري ذلك، و يعترف بأنه يخطي ء و يصيب، كما يتضح ذلك من أقواله المدونة و المشهورة عنه [2] .

و الشي ء الذي يلفت النظر هو تكرارهم لكلمة تنسب الي الشافعي، و قد جعلوها من أعظم المؤيدات لاتباع مذهب أبي حنيفة و هي: أنه كان يقول: الناس عيال في الفقه علي أبي حنيفة. مع أن المشهور غير هذا. و العبارة لم تصدر الا من قبل دعاة مذهب، اذ المعروف عن الشافعي أنه كان يقول: أبوحنيفة يضع أول المسئلة خطأ ثم يقيس الكتاب كله عليه.

و يقول: ما أشبه رأي أبي حنيفة الا بخيط سحارة، و هي شي ء يلعب به الصبيان، تمده هكذا فيجي ء أصفر، و تمده فيجيي ء أخضر.

و يقول: رأيت أباحنيفة في النوم و عليه ثياب و سخة فقال: مالي و لك؟ [3] .

و كان الشافعي يفضل مالكا علي أبي حنيفة. و اشتهرت مناظرته لمحمد بن الحسن الشيباني.

قال محمد بن عبدالحكم: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيهما أعلم، صاحبنا أو صاحبكم؟ - يعني مالكا و أباحنيفة - قلت علي الانصاف؟ قال: نعم... قلت فانشدك الله من أعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: صاحبكم - يعني مالكا.

قلت فمن أعلم بالسنة، صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم.

قلت فانشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و المتقدمين، صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: صاحبكم.

قال الشافعي: قلت فلم يبق الا القياس و القياس لا يكون الا علي هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول علي أي شي ء يقيس؟ [4] .

هذه هي أقوال الشافعي في أبي حنيفة. و تدلنا بكل وضوح علي بطلان ما نسبوه اليه: ان الناس عيال في الفقه علي أبي حنيفة.

و كذلك أقوال أحمد بن حنبل في مدح أبي حنيفة فان التتبع يرفع الوثوق بها، و قد اشتهر عنه قوله:



[ صفحه 145]



اذا رأيت الرجل يتجنب أباحنيفة و رأيه و النظر فيه، و لا يطمئن اليه و لا الي من يذهب مذهبه، و يغلو، و لا يتخذه اماما، فارجوا خيره [5] .

و كان يشتد علي أصحاب الرأي في استعمال الحيل فيقول: هذه الخيل التي وضعها هؤلاء - أبوحنيفة و أصحابه - عمدوا الي السنن فاحتالوا في نقضها. أتوا الذي قيل لهم انه حرام، فاحتالوا فيه حتي أحلوه.

و قال أيضا: انهم يحتالون لنقض سنن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [6] .

و سئل أحمد عن مالك فقال: حديث صحيح و رأي ضعيف. و سئل عن أبي حنيفة فقال: رأي ضعيف و حديث ضعيف.

و ما أكثر الشواهد التي تدل علي خلاف ما يذهبون اليه، من الافراط و الاندفاع وراء العاطفة، و التمسك بأشياء بعيدة عن الصواب. فقد كثر الجدل و عظم الخلاف «حتي آل بهم التعصب الي أن أحدهم اذا ورد عليه شي ء من الكتاب و السنة علي خلاف مذهبه يجتهد في دفعه بكل وسيلة من التأويلات البعيدة، نصرة لمذهبه و لقوله» [7] .

و نقل الرازي عن أكبر شيوخه في تفسير قوله تعالي: «أفلا يتدبرون القرآن» انه قال. قد شاهدت جماعة من مقلدة الفقهاء قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله في بعض مسائل، و كانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات فلم يقبلوها، و لم يلتفتوا اليها، و بقوا ينظرون الي كالمتعجب - يعني كيف يمكن العمل بظواهر هذه الآيات مع ان الرواية عن سلفنا وردت علي خلافها؟ و لو تأملت حق التأمل وجدت هذا الداء ساريا في عروق الأكثرين من أهل الدنيا.

قال أبوشامة: [8] و كانت تلك الأزمنة مملوءة بالمجتهدين، فكل صنف علي ما رأي، و تعقب بعضهم بعضا مستمدين من الاصلين الكتاب و السنة، و ترجيح الراجح أقوال السلف المختلفة بغير هدي، و لم يزل الأمر عي ما وصفت الي أن استقرت المذاهب المدونة ثم اشتهرت المذاهب الأربعة و هجر غيرها، فقصرت همم اتباعهم الا قليلا منهم فقلدوا بعد ما كان التقليد حراما



[ صفحه 146]



لغير الرسل، بل صارت أقوال أئمتهم بمنزلة الأصلين - الكتاب و السنة - و ذلك معني قوله تعالي: «اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله» فعدم المجتهدون و غلب المتقلدون، وكثر التعصب و كفروا بالرسول حيث قال: «يبعث الله في كل مائة سنة من ينفي تحريف الغالين و انتحال المبطلين»، و حجروا علي رب العالمين، مثل اليهود، أن لا يبعث بعد أئمتهم وليا مجتهدا حتي آل بهم التعصب الي أن أحدهم اذا أورد عليه شي ء من الكتاب و السنة علي خلافه يجتهد في دفعه بكل سبيل من التأويلات البعيدة نصرة لمذهبه و لقوله... الخ. [9] .

و هنا يستوقفني الفكر طويلا عندما أتأمل أقوال العلماء المبرزين، الذين ينتسبون لأحد المذاهب، و أنهم كيف كانوا يتشددون في النهي عن التقليد و مضاره، و كيف كانوا يخالفون رئيس المذهب في اجتهادهم، و انهم لم يعرفوا عن أئمة المذاهب ما يدعيه المتأخرون عنهم من المبالغات، و ذلك التشديد في وجوب تقليد امام بعينه.

فكم الفرق بين الفريقين؟ و ان الأمر ليبعث علي الاستغراب! و ان المتتبع يقطع ببطلان ما يذهب اليه المتأخرون، و انهم قد خالفوا أئمتهم و رؤساء مذاهبهم في اتباع تلك الأمور المبتدعة، و تعصبهم لمذاهبهم بما لا يرضي به اولئك الأئمة الذين ادعوا انهم لهم متبعون، و وصفوهم بأقصي ما يتصور من المدح و الثناء، و جعلوا تقليدهم و الرجوع لأقوالهم أمرا الزاميا. و لا نعلم من اين جاء هذا الالتزام، و الأئمة انفسهم ينهون عن ذلك؟!

و لجلاء الأمر نضع صورة موجزة من أقوال أئمة المذاهب.


پاورقي

[1] تاريخ بغداد ج 13 و الانتقاء لابن عبدالبر، و جامع بيان العلم و فضله و غيرها.

[2] حجة الله البالغة ج 1 ص 157.

[3] آداب الشافعي لابي حاتم الرازي ص 174 - 171.

[4] آداب الشافعي لابن ابي حاتم الرازي ص 160 - 159، و مناقب الفخر ص 101 و مناقب مالك للسيوطي و الزاوي ص 12 - 10، و حلية الاولياء ج 6 ص 329 و طبقات الفقهاء ص 42 و غيرها.

[5] طبقات الحنابلة ج 1 ص 147.

[6] طبقات الحنابلة ج 2 ص 152 - 151.

[7] ابوشامة في مختصر المؤمل ص 15 - 14.

[8] هو شهاب الدين ابوالقاسم عبدالرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم المتولد في 596 ه المتوفي سنة 665 ه.

[9] مختصر المؤمل للرد الي الامر الاول ص 15 - 14.


المأمون


هو عبدالله بن هرون الرشيد، كنيته أبوجعفر أو أبوالعباس، و أمه أم ولد، يقال لها مراجل الباذغيسية، ولد في ربيع الأول سنة 170 ه، و توفي سنة 218 ه و كان أديبا شجاعا، له ولع و مشاركة في كثير من العلوم، متعطشا للآداب، محبا للنقاش و الجدل، و قد كان المعتزلة معروفون بالفلسفة و الأدب، مما أدي الي قربهم، و ارتاح بمحادثتهم.

و كان يجلس للمناظرة يوم الثلاثاء، فاذا حضر الفقهاء من سائر أهل المقالات ادخلوا حجرة مفروشة، و قيل لهم انزعوا أخفافكم ثم أحضرت الموائد [1] .

و كان المأمون يتهم في التشيع مرة، و في الاعتزال أخري، و سيرته تدل علي ذلك.

اما تشيعه فقد كان يحب عليا و يفضله علي جميع الصحابة، و قد أمر مناديه أن ينادي بأن أفضل الخلق بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب، و أن لا يذكر معاوية بخير.

و روي ابن عساكر عن النظر بن شميل قال: دخلت علي المأمون فقال: كيف أصبحت يا نظر؟

فقلت: بخير يا أميرالمؤمنين.



[ صفحه 491]



فقال: ما الارجاء؟ فقلت: دين يوافق الملوك، يصيبون به من دنياهم و ينقصون به من دينهم.

قال: صدقت. ثم قال: يا نظر أتدري ما قلت في صبيحة هذا اليوم؟ قلت: اني من علم الغيب لبعيد.

فقال: قلت أبياتا و هي.



أصبح ديني الذي أدين به

و لست منه الغداة معتذرا



حب علي بعد النبي و لا أشتم

صديقا و لا عمرا



ثم ابن عفان في الجنان مع الا

برار ذاك القتيل مصطبرا



ألا و لا أشتم الزبير و لا

طلحة ان قال قائل غدرا



وعائش الأم لست أشتمها

من يفتريها فنحن منه برا



قال ابن كثير في تاريخه: و هذا المذهب ثاني مراتب الشيعة و فيه تفضيل علي علي الصحابة، و قال بشر المريسي يمدح المأمون بما أظهره من تفضيل علي عليه السلام:



قد قال مأموننا و سيدنا

قولا له في الكتب تصديق



أن عليا أعني أباحسن

أفضل من قد أقلت النوق



بعد نبي الهدي و ان لنا

أعمالنا و القرآن مخلوق [2] .



و في سنة 201 ه بايع بولاية العهد من بعده للامام علي الرضا الامام الثامن من الأئمة الاثني عشر، ابن الامام موسي الكاظم، عليهماالسلام، و أمر بخلع السواد الذي كان شعار الدولة العباسية، و امر بلبس الخضرة.

و لقد أقدم المأمون علي هذا العلم مع شدة امتناع الامام الرضا عليه السلام عن ذلك. ولكنه ألزمه بالقبول، فشرط الامام شروطا علي ذلك.

و لا ندري ما هي الأسباب التي حملت المأمون علي القيام بهذا العمل، الذي يعد من أعظم الأعمال التي قام بها. فهل أن حبه لأهل البيت دفعه الي ذلك لأنه يعتقد انهم أولي بهذا الأمر؟ او انه فكر في أمر الأمة - و هو المعروف بقوة الفكر و حريته - و أراد ان يجعلها تحت رعاية رجل يصلح لذلك و لم ير أفضل من الامام الرضا عليه السلام؟ أم أنها فكرة سياسية أراد بها جلب قلوب ملايين من الناس يدينون بالاعتراف للامام الرضا عليه السلام بالولاية؟ و هم أولو قوة و بأس، رغم الدعايات الكاذبة ضدهم، و اتخاذ شتي الوسائل في القضاء عليهم،



[ صفحه 492]



و بهذا يحاول أن يكسر شوكة بني العباس، و ينتقم منهم في نقل الملك من بيتهم الي البيت العلوي، و هو خصوم لا هوادة بينهم، و بذلك يستطيع أن يضرب المأمون ضربته، و يحقق سياسته في تحقيق الغرض الذي من أجله قام بهذا الأمر، و بالفعل تحققت اهدافه - ان كان يقصد ذلك - فقد خضع له كثير من الناس و أحبوه لهذا العمل. كما اعلن العباسيون و أنصارهم غضبهم عليه، و نقضوا بيعته، و بايعوا شيخ المغنين ابراهيم بن المهدي، و قامت بعد ذلك حرب قضي المأمون عليها بالقوة، لضعف خصومه و كثرة أنصاره.

والذي يظهر أنه أراد جلب الرأي العام ضد بني العباس، فان أهل البيت لهم مكانة و هم المعنيون باسناد الخلافة اليهم عندما قامت الثورة ضد الامويين، و قد نص كثير من المؤرخين علي تشيع المأمون و ميله الي آل علي عليه السلام.

و قد أجاب المأمون عن أسباب بيعته للامام الرضا عليه السلام و ذلك أنه عندما دخل بغداد ظافرا، اجتمعت به زينب بنت سليمان، و كانت من طبقة المنصور، و كان بنو العباس يعظمونها، فقالت: يا اميرالمؤمنين ما الذي دعاك الي نقل الخلافة من بيتك الي بيت علي؟

قال: يا عمة اني رأيت عليا حين ولي الخلافة أحسن الي بني العباس، و فولي عبدالله البصرة، و عبيدالله اليمن، و قثم سمرقند، و ما رأيت أحدا من أهل بيتي حين أفضي اليهم كافوه علي فعله في ولده، فاحببت أن أكافيه احسانه.

فقالت: يا أميرالمؤمنين انك علي بر بني علي و الأمر فيك أقدر منه علي برهم و الأمر فيهم.

و أنت تري أن هذا الجواب لا يتمشي مع الواقع، لعلم المأمون بأن عليا لم يكن من أولئك الحكام الذين يولون أمر الأمة اناسا لا أهلية لهم، الا لأنهم اقرباء و ذوو رحم، بل كان ينظر للكفاءة و المقدرة، و الناس عنده سواء.

و علي أي حال: فقد أظهر المأمون احسانه الي آل علي و قد ثار في ايامه محمد ابن الامام جعفر الصادق عليه السلام فأرسل المأمون اليه جيشا، فكانت الغلبة للمأمون فظفر به و عفي عنه.

قال أبوالعباس أحمد بن عمار: كان المأمون شديد الميل الي العلويين و الاحسان اليهم، و خبره مشهور معهم، و كان يفعل ذلك طبعا لا تكلفا، فمن ذلك أنه توفي يحيي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين العلوي، فحضر الصلاة عليه بنفسه، و رأي الناس عليه من الحزن و الكآبة ما تعجبوا، ثم ان ولدا لزينب بنت سليمان و هي عمة المنصور توفي بعده فارسل له المأمون كفنا، و سير



[ صفحه 493]



اخاه صالحا ليصلي عليه و يعزي أمه، فانها كانت عند بني العباس بمنزلة عظيمة، فأتاها و عزاها عنه، و اعتذر عن تخلفه (أي المأمون) عن الصلاة عليه فظهر غضبها و قالت لابن ابنها تقدم فصلي علي ابيك و تمثلت:



سكبناه و نحسبه لجينا

فأبدي الكير عن خبث الحديد



ثم قالت لصالح: قل له يا ابن مراجل اما لو كان يحيي بن الحسين لوضعت ذيلك علي فيك و عدوت خلف جنازته [3] .

و في سنة 210 ه أمر المأمون برد فدك الي أولاد فاطمة عليهاالسلام، و كتب بذلك الي قثم بن جعفر عامله علي المدينة كتاب يقول فيه:

أما بعد فان أميرالمؤمنين بمكانته من دين الله و خلافة رسول الله، و القرابة به أولي من استن و نفذ أمره و سلم لمن منحه منحة و تصدق عليه بصدقة؛ منحته و صدقته بالله توفيق أميرالمؤمنين و عصمته و اليه في العمل بما يقربه اليه رغبته، و قد كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أعطي فاطمة بنت رسول الله فدكا و تصدق بها عليها، و كان ذلك امرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لم تدعي منه ما هو أولي به من صدق عليه فرأي أميرالمؤمنين ان يردها الي ورثتها، و يسلمها اليهم تقربا الي الله باقامة حقه و عدله، و الي رسول الله بتنفيذ أمره و صدقته، فأمر باثبات ذلك في دواوينه و الكتاب به الي عماله، فلئن كان ينادي في كل موسم بعد أن قبض الله نبيه ان يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة او عدة فيقبل قوله و تنفذ عدته.

ان فاطمة لأولي بأن يصدق قولها فيما جعل رسول الله لها، و قد كتب أميرالمؤمنين (أي المأمون) الي المبارك الطبري مولاه برد فدك علي ورثة فاطمة بنت رسول الله بحدودها و جميع حقوقها المنسوبة اليها من الرقيق و الغلاة... الخ [4] .

و في سنة 201 ه أحصي المأمون جميع العباسيين، فبلغوا ثلاثة و ثلاثين الفا بين ذكور و اناث.

و كان المأمون يتحري العدل، و يتولي بنفسه الحكم بين الناس و الفصل. جاءته امرأة ضعيفة قد تظلمت علي ابنه العباس و هو قائم علي رأسه، فأمر الحاجب فأخذه بيده فاجلسه معها بين يديه، فادعت بأنه أخذ ضيعة لها و استحوذ عليها، فتناظرا ساعة، فجعل صوتها يعلو علي صوته، فزجرها بعض الحاضرين



[ صفحه 494]



فقال المأمون: اسكت فان الحق انطقها و الباطل أسكته، ثم حكم لها بحقها و أغرم ابنه لها عشرة آلاف درهم [5] .

و اشتهر عنه انه كان يقول: لو يعلم الناس ما أجد في العفو من لذة لتقربوا الي بالذنوب. و حدث المرزباني: أن دعبل الخزاعي هجا المأمون بقوله:



أيسومني المأمون خطة عاجز

او ما رأي بالأمس رأس محمد



اني من القوم الذين هم هم

قتلوا أخاك و شرفوك بمقعد



فطلبه المأمون فاستتر منه، الي أن بلغه أنه هجا ابراهيم بن المهدي بقوله:



ان كان ابراهيم مضطلعا بها

فلتصلحن من بعده لمخارق



فضحك المأمون و قال: قد وهبته ذنبه فليظهر، فسار اليه، فكان أول داخل عليه.

و لما قدم علي المأمون و أمنه استنشده القصيدة الكبيرة، و هي الرائية و عدد أبياتها 24 بيتا و مطلعها:



تأسفت جارتي لما رأت زوري

و عدت الحلم ذنبا غير مغتفر



فأنكرها، فقال المأمون: لك الأمان أيضا علي انشادها فانشدها، حتي اذا بلغ الي قوله:



يا أمة السوء ما جانيت أحمد عن

حسن البلاء علي التنزيل و السور



خفلتموه علي الأبناء حين مضي

خلافة الذئب في ابقار ذي بقر



قتل و اسر و تحريق و منهبة

فعلا الغزات بأرض الروم و الخزر



أري أمية معذورين ان قتلوا

و لا أري لبني العباس من عذر



قوم قتلتم علي الاسلام أولهم

حتي اذا استمكنوا جازوا علي الكفر



قبران في طوس خير الناس كلهم

و قبر شرهم هذا من العبر



ما ينفع الرجس من قبر الزكي و لا

علي الزكي بقبر الرجس من ضرر



هيهات كل امر رهن بما كسبت

يداه فخذ ما شئت أو فذر



قال: فضرب المأمون بعمامته الي الأرض و قال: صدقت يا دعبل.

و لما انشد قصيدته التائية الشهيرة أمام الامام الرضا عليه السلام و المأمون حاضر يسمع استحسنها، فأمر له الامام الرضا بخمسين ألف درهم و أمر له المأمون بمثلها [6] .



[ صفحه 495]




پاورقي

[1] مروج الذهب ج 3 ص 343.

[2] مروج الذهب ج 1 ص 279 - 272 - 271.

[3] الكامل لابن الأثير ج 6 ص 179.

[4] فتوح البلدان للبلاذري ص 46.

[5] تاريخ ابن كثير ج 10 ص 277.

[6] المرزباني شعراء الشيعة ص 104 - 93.


الخبر الثاني


ال الصدوق: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المروزي المقري، قال: حدثنا أبوعمرو محمد بن جعفر المقري، قال: حدثنا محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الضحاك مولي زيد بن علي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني موسي بن جعفر قال: قال قوم للصادق عليه السلام: ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه.

هذا هو الخبر الثاني أورده الصدوق عليه الرحمة بهذا الاسناد في كتابه التوحيد كما في صفحة 206 منه.


زيد بن صوحان


زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث ابوسلمان العبدي المقتول سنة 36 و قد سماه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بزيد الخير.

و كان زيد ممن يصوم النهار و يقول الليل، و اذا كانت ليلة الجمعة احياها.

و اخرج ابن حجر و ابن سكن، و ابن ابي شيبة و غيرهم أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم اخبر عن زيد بن صوحان بأنه يسبق عضو من اعضائه الجنة. و قد قطعت يده في حرب المشركين و قيل في نهاوند. [1] .

و قال ابن عبدالبر: روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم من وجوه أنه كان في مسير له فهوم فجعل يقول: زيد و ما زيد زيد جندب و ما جندب فسئل عن ذلك؟

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: رجلان من امتي اما احدهما فتسبقه يده او قال: بعض جسده الي الجنة، و اما الآخر فيضرب ضربة يفرق فيها بين الحق و الباطل.

قال ابوعمر: اصيبت يد زيد يوم جلولاء ثم قتل يوم الجمل مع علي عليه السلام، و جندب بن كعب قاتل الساحر... الخ [2] و قد شهد كعب حرب الجمل مع علي عليه السلام.

و كان زيد وجيها مقداما، و قد وفد علي عمر بن الخطاب فاكرمه، و جعل يرحل لزيد بيده، و يطأ علي ذراع راحلته و يقول: يا اهل الكوفة هكذا فاصنعوا بزيد.

و لما اراد زيد أن يركب دابته امسك عمر بركابه، ثم قال لمن حضره: هكذا فاصنعوا بزيد و اخوته و اصحابه. [3] .

و كان سلمان يقدمه للصلاة و الخطابة و هو أمير، و اخرج الحافظ و ابن عدي عن علي عليه السلام قال، قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من سره أن ينظر الي من يسبقه بعض اعضائه الي الجنة فلينظر الي زيد بن صوحان.

قال ابن عساكر و رواه الخطيب البغدادي، و ابويعلي، و قال قطعت



[ صفحه 491]



يده في جهاد المشركين، و عاش بعد ذلك دهرا حتي قتل يوم الجمل. [4] .

و لما قتل زيد اوصي بأن يدفن في ثيابه، و قال قبل أن يقتل: اني رأيت يدا خرجت من السماء تشير الي أن تعال، و أنا لا حق بها يا اميرالمؤمنين. [5] .

و مهما يكن من امر فانا ناسف الاسف الشديد لغفلة كثير من الكتاب الذين تناولوا البحث عن التاريخ الاسلامي و لم يقفوا امام هذه الاسطورة موقف الباحث المتثبت و تساهلوا في نقلها و التعليق عليها بما يزيد جذورها تشبثا في المجتمع و يضاعف شرها علي الامة و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

ولو رجعوا الي الواقع لوجدوا انفسهم امام صورة جامدة منحوتة بيد الاغراض السياسية لتحقيق اهدافهم في تضليل الناس باوهام باطلة تنشر هنا و هناك و تملأ اوهام الصغار و الكبار بمشاعر لا اصل لها.

و نحن نأمل أن تدرس هذه القصة و غيرها من الخرافات التي اختفي من ورائها النزاع السياسي و الصراع العقائدي دراسة واقعية علي ضوء التحقيق العلمي المجرد من التعصب و التحيز ليظهر الحق و الحق احق أن يتبع.

و ان تلك الاباطيل لا تقف أمام الواقع بل هي اشباح خيالية لابد لها من الزوال.

و انا لواثقون بأنها لن تدوم فهي سحب تنجلي، و عقبات تندك، و حجب ترفع، مادام للعلم كلمته، و للعدل حكمه.

اننا نكتب للعلم و للعدل، و ليس اجمل بالمرء أن يتكلم علي موازين العلم و لا ابهي من العدل في الحكم بعد أن يعرفها العلم، فالحكم علي الشي ء قبل معرفته خطأ لا يغتفر.


پاورقي

[1] انظر تهذيب ابن عساكر 410: 3 و الاصابة 250: 1 في ترجمة جندب بن كعب.

[2] الاستيعاب 560: 1.

[3] ابن عساكر 11: 6.

[4] المصدر السابق....

[5] ذكرنا ترجمة زيد مفصلة في كتابنا تاريخ الكوفة.


عدالة السماء


و الدول - كالكائنات الحية، و كالأفراد و المجتمعات - تشتق قانونها من أسباب وجودها، و تلتزمه فتبقي و تسلم، أو تخرج عليه فتفقد سببا أو أكثر من أسباب تقدمها و نمائها، و ربما



[ صفحه 477]



فقدت سبب بقائها، و كلما أصابها السقم رجعت الي سبب وجودها تلتمس السلامة.

لقد نشأت الدولة الاسلامية و المجتمع الاسلامي علي قواعد الاسلام في السنة الأولي للهجرة، فأخضعت دول العالم المعروف في بضعة عشر عاما من حياة النبي و أصحابه، و أقامت المجتمع الأفضل الذي صنع علي يد الرسول و علي عينه.

و كلما أبعد المسلمون من هذا الفضل، قل الشبه في الصورة عنه في الأصل، و كلما فكروا في العودة الي الأمر ولوا وجوههم شطره، و ما هو الا عمل النبي و آله و صحبه.

فكل عمل أو بحث لاقامة الدولة المثلي لمجتمع مسلم يتجه بالطبيعة الي أيام النبوة، و العمل بالقرآن و السنة.

و آل النبي هم أقرب الرجال الي الصميم من ذلك و الي قلوب الأمة، و هم أرفع شعار يمكن تحريك الجموع به، فهم أهل النبي و القرآن و السنة جميعا، لابالعرق وحده، و انما بسيرتهم التي ليس لها في التاريخ نظير.

و الامام الصادق يتوهج كالنجم الثاقب في هذه السماء، فهو مدرسة العلم مع الزهادة في السلطة، و هو امام فقه في الدين و العلم، و صاحب مناهج للدنيا، و معلم للاصلاح و التشريع و السياسة و الاقتصاد، و هي الوسائل المحركة للتقدم في جميع الأمم.

فلا عجب أن كانت دعوات الاصلاح و دعاءات الرجاء في كل العصور تتلمس في علمه المدون، و سيرته التي يمجدها المسلمون، ذكريات فضائل تمشي علي الأرض، و تطبيقات مفلحة، لتعاليم كفيلة باقامة حكم صالح يرد الحكام الي الدين، و يعيد الدين غضا في أنفس الناس، كما كان في أفئدة السلف الصالح.

و يتراءي مصداق هذه الحقيقة للقانون الطبيعي للاسلام، أو للطبيعة الدينية للمجتمع المسلم، في قيام الدولة العباسية بدعوي «تصحيح التاريخ» و بشعار «الدعوة الي الرضا من آل محمد»، فلما أجهضت هذه الدولة مبادئها بخعت نفسها، فصارت ملكا عضودا خيراته للملوك، فلم يك معدي عن اعادة التصحيح بالعودة الي رسالة النبي و تعاليمه و آله.

و انما انحرفت الدولة الاسلامية في تجاربها التي أقامتها الدول: الأموية و المروانية و العباسية لغصبها حقوق أهل البيت، و نصبها العداء لهم، في موجة انصراف الحكام عن مصالح الأمة و شريعتها الي شهواتهم، فتصحيح التاريخ يبدأ باقرار حق علي و أبناء النبي و العمل بالشريعة.



[ صفحه 478]



و التاريخ خاضع لقانون الطبيعة أو قانون الحركة: «لكل فعل رد فعل، مساو في المقدار، و مضاد له في الاتجاه».

و الحقائق الكبري في التاريخ كالظواهر العظمي في الطبيعة، لا تخفي، و الذي يخفي الحرارة أو البرودة لا يبغته الغليان أو التجمد، أو رعدة الحمي أو رعشة البرد، و الذي يخفي الضغط الجوي لا يأخذه الانفجار أخذ الفجاءة.

و عمر بن عبدالعزيز [1] و المأمون هما الانفجاران المحتومان في دولتي بني مروان و بني العباس، لأنهما الممثلان الصادقان للضمير الاسلامي في الدولة أو الجماعة أو الأفراد، أو في العلم أو في الحكم أو العدل أو الجهاد، علي رأس المائة الأولي و رأس المائة الثانية.

أما عمر فنما في أكناف بيت طالما حاول طمس فضائل علي، فلما شب عن الطوق أصبح يعلن للناس اسرار أبيه له أن الناس لو عرفوا فضائل علي لا نصرفوا اليه عن دولتهم، حتي اذا ولي امرة المدينة أبطل سب علي علي المنابر، و كان عمر يرزح تحت الرقابة الشديدة من الخليفة الوليد، و السباق المجنون من الحجاج لظلم بني علي، مع استرضاء بني مروان للحجاج، حتي ليعزل الوليد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، لارضاء الحجاج بن يوسف الثقفي [2] .

فلما ولي عمر الخلافة أقسم أن يتخذها طريقا الي الجنة، فرد لأهل البيت مظالمهم، و أعاد لهم فدكا [3] ، و بعث اليهم عشرة آلاف دينار ليعوضهم عما سلبهم سابقوه. و كانت الشهور الثلاثون - مدة خلافته - تلقي علي كاهل رجل هزل الورع جسده، أعباء الدين و الدنيا، يدرك أن أيامه معدودات، و تهمه أهله بأنه يوشك أن يخرج الخلافة منهم الي بني علي [4] .



[ صفحه 479]



بل أعلن عمر أنه لو استطاع لعهد بالخلافة لمن كان مثله، فقال:

«لو كان لي من الأمر شي ء لاستخلفت أعيمش بني تيم القاسم بن محمد ابن أبي بكر [5] و هو العليم أن محمدا ترعرع في حجر علي قبل أن يستخلف [6] ، و أنه حارب معه معاوية، فلما ولاه مصر، باء بدمه قواد معاوية [7] ، فهو عدو بني أمية من كل وجه، و أن «القاسم» همزة الوصل بين الصديق و بين أهل البيت، بنته أم فروة تحت جناح الباقر، و ابنهما جعفر الصادق في عنفوان صباه، أمل تتجه الأبصار تلقاءه.

و أما المأمون فعبقري العلم، سواء العلم الديني من أصول و فقه و دين و حديث، أو العلم العام، و فيه: التاريخ و الفلسفة و العلوم التطبيقية و الرياضية و الفلكية، و حيث له في جوار قصره مرصد يرصد فيه النجوم [8] ، و هو بطل حروب، و رجل دولة عالمي، لا يعرف التاريخ، من عهد اليونان و الرمان حتي الآن، ملكا بلغ مبالغه في كل أولئك مجتمعا، و هو يقف في القمة من الدولة العباسية، فمن بعده بدأ الانحدار، و كانت الأعوام السبعون التي انصرفت من عمرها و انحرفت في ابانها تشير الي الحاجة الي عقل عبقري فيه انصاف، ليحدث عودا علي بدء، فأعلن تشيعه [9] ، بل عهد من بعده لامام الشيعة في عصره، بل زوجه و ابنه من بنتين له [10] .



[ صفحه 480]



و لقد كان حقيقا أن يبلغ غرضه لولا أن الامام «عليا الرضا» مات فجأة، كمثل ما كان السياسيون في العهد العباسي يموتون فجأة! ولو لا أن المأمون رأي أن يأمن في سربه انتقاضات أهله، بعد اذ حاربوه بجيوشهم لمدة عامين [11] من جراء تشيعه، لكان قد ولي عهده بعد علي الرضا زوج بنته الأخري، الامام التاسع محمدا الجواد.

و كانت خلافة المأمون تمثل حكما يحاول أن يستقر علي أساس ديني، و هذا ظاهر في عهده لعلي الرضا، و علي أساس علمي، و هذا ظاهر في عمله لالزام الناس برأي المعتزلة [12] ، و علي سند سياسي ليقدر علي مقاومة تيارات تتناوشه من شتي الجهات، سياسية كالوافدة من الفرس و الروم، أو عائلية كنزاعات أهله، أو فكرية كالقضايا التي آلت الي المسلمين من مواريث اليهودية و المسيحية، يحمل ألوية الجدال فيها المعتزلة، و المأمون من كبرائهم.

و لما فقد الذين جاءوا بعده قدرتهم علي التوازن بين الزوابع، كهيئة توازنه، آلت الدولة الي الترك، و تتابع تقسيمها أقاليم و دولا، و لم يعد للدين في الدول الجديدة الكلمة العليا، بل أصبحت للمعايش و الأرزاق و مداراة الحكام، و بهذا دب التدهور في الأفراد و المجتمعات و الدولة، و أفسدت الدولة الفرد، و أفسد الفرد بدوره الدولة.

و من تصحيح التاريخ للأشياء كانت أول دولة استقلت عن بني العباس في القرن الثاني دولة ادريس بن ادريس بن عبدالله في المغرب، فدولة الحسن بن زيد في المشرق.

و تتابعت الدول في القرن الثالث بخراسان و مصر و أفريقية، و في اليمن حيث ملك القاسم



[ صفحه 481]



بن ابراهيم [13] (246-286 ) و اليه تنسب الزيدية القاسمية، ثم الهادي بن القاسم [14] و اليه ينسب الهادوية، و بقيت دولة الشيعة باليمن حتي اعلان الجمهورية سنة 1962 للميلاد.

و في القرن الرابع قامت دولة بني بويه 324 [15] - 447 ه، 945 - 1055 م و هي شيعة زيدية [16] في العراق و فارس، حيث عاصمتهم شيراز. و قام الحمدانيون في العراق و الشام 317 - 358 [17] ، و هم شيعة امامية [18] ، يذكر الاسلام لهم الدفاع عنه ضد غزوات الامبراطورية الرومانية من بيزنطة [19] ، و تدين لهم الأمة العربية بأحسن أشعار أبي الطيب المتنبي [20] ، و بشعر



[ صفحه 482]



أبي فراس الحمداني [21] ، و فلسفة الفارابي [22] فيلسوف المسلمين - المعلم الأول عند العرب - أو المعلم الثاني [23] في العالم حيث أرسطو هو المعلم الأول.

و في القرن الخامس كان بنو حمود بالأندلس [24] (407 - 447) و هم من ابناء الأدارسة، و في القرن السادس كان ابن تومرت [25] (... بن عبدالرحمن... بن محمد بن الحسن بن علي) [26] .



[ صفحه 483]



مؤسس دولة الموحدين [27] ، و كانت خطبة الجمعة عندهم تشتمل علي الصلاة عليه، باعتباره الامام المرحوم المهدي المعلوم [28] و ان كانت دولته و دولة الأدارسة أو بني حمود أو الدولة الفاطمية تحكم شعوبا سنية. و لا شك أن كبري الدول التي أقامها الشيعة كانت الدولة الفاطمية (الاسماعيلية).


پاورقي

[1] قال الامام الباقر عليه السلام في حقه: «لكل قوم نجيبة، و نجيبة بني أمية عمر بن عبدالعزيز» راجع: تاريخ مدينة دمشق: ج 45 ص 147، تهذيب الكمال: ج 21 ص 439، سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 120، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 419. و قال الشريف الرضي فيه كما في مناقب ابن شهرآشوب: ج 3 ص 23:



يا ابن عبدالعزيز لو بكت العين

فتي في أمية لبكيتك



أنت نزهتنا عن السب و الشتم

فلو أمكن الجزاء جزيتك



و راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 60.

[2] راجع في ذلك تاريخ الطبري: ج 5 ص 256.

[3] أنظر: شرح نهج البلاغة: ج 16 ص 278، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 120، فدك في التاريخ: ص 37.

[4] أتي «العمري» مالكا فقل له: يا أباعبدالله، بايعني أهل الحرمين، و أنت تري سيرة أبي جعفر، فما تري؟ فقال له مالك: أتدري ما الذي منع عمر بن عبدالعزيز أن يولي رجال صالحا؟ قال: لا أدري، قال مالك: لكني أنا أدري، انما كانت البيعة ليزيد (بن عبدالملك) بعده، فخاف عمر ان ولي رجلا صالحا أن لا يكون ليزيد بد من القيام، فتقوم هجمة و يفسد ما لا يصلح. (منه).

[5] سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 59، وروي الواقدي عن أفلح بن حميد أنها بلغت القاسم، فقال: اني لأضعف عن أهلي، فكيف بأمر الأمة.

[6] لأن أسماء بنت عميس كانت تحت أبي بكر و ولدت له محمدا، ثم مات عنها و تزوجها علي بن أبي طالب، فيكون محمد بن أبي بكر ربيب الامام علي. راجع: الاستيعاب: ج 4 ص 234، الاصابة: ج 4 ص 231، أسدالغابة: ج 7 ص 14.

[7] رجال الطوسي: ص 30 و ص 58، رجال الكشي: ج 1 ص 281، رجال السيد الخوئي: ج 14 ص 230.

[8] أنظر: عصر المأمون: ج 1 ص 375، فهرست ابن النديم: ص 334، كشف الظنون: ج 1 ص 905.

[9] ذهب الي تشيع المأمون جماعة من أئمة أهل السنة؛ كجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 246 قال: «في سنة احدي و مائتين خلع المأمون أخاه المؤتمن من العهد، و جعل ولي العهد من بعده علي الرضا، حمله علي ذلك افراطه في التشيع». و أيضا الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج 10 ص 283 - 285، منها عبارته: «ان المأمون لتشيعه أمر باباحة المتعة». بل ان ابن خلدون تعدي ذلك و قال في تاريخه: «ان دولة بني العباس دولة شيعية». و ذكر جماعة الي أن القاضي التستري من علماء الشيعة ذهب أيضا الي ذلك في كتابه «مجالس المؤمنين»، الا أنه عند مراجعة مقدمة كتابه تجده يشير الي أن تشيع المأمون تشيع بالمعني العام لا الخاص، حيث انه يذهب الي الاعتقاد بامامة علي عليه السلام بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بلافصل، و لكنه لا يذهب الي أئمة باقي ولده عليهم السلام.

[10] و في سنة 211 أمر المأمون فنودي: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير و فضله علي أحد من الصحابة، كما أمر بتفضيل الامام علي، و أنه أفضل الناس بعد رسول الله، و أوصي أخاه المعتصم بقوله: و هؤلاء بنو عمك من ولد أميرالمؤمنين علي، فأحسن صحبتهم، و تجاوز عن مسيئهم، و أقبل من محسنهم، و صلاتهم فلا تغفلها في كل سنة عند محلها، فان حقوقهم تجب من وجوه شتي. (منه).

[11] راجع: عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 176، بحارالأنوار: ج 49 ص 143، تاريخ خليفة: ص 378، تاريخ بغداد: ج 6 ص 140 - 1420 و ج 7 ص 331، تاريخ دمشق: ج 7 ص 155، الأنساب للسمعاني: ج 3 ص 551، تاريخ الطبري: ج 7 ص 139 و مابعدها، التنبيه و الاشراف للمسعودي: ص 303.

[12] انظر دائرة المعارف الاسلامية: ج 1 ص 492.

[13] هو القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل الحسيني العلوي، المعروف بالرسي، فقيه، شاعر، من أئمة الزيدية، فكان يسكن جبال (قدس) من أطراف المدينة، و أعلن دعوته بعد موت أخيه (ابن طباطبا) سنة 199 ه، و مات في الرس، و اليه تنسب القاسمية، ولد في سنة 169 ه، و توفي سنة 246 ه (الحدائق الوردية: ج 2 ص 2، الأعلام: ج 5 ص 171).

[14] الهادي يحيي بن الحسين بن القاسم الرسي (245 - 298) أول أئمة الزيدية في اليمن، له مقام شامخ عند الزيدية لا يكاد يرقي اليه امام من أئمتهم غيره، كان علي ورع شديد. و هو عالم، فقيه، سياسي، مؤسس دولة الأئمة في اليمن، و واضع أسس الهادوية، حارب القرامطة حروبا شديدة، و كان له و لفقهه شأن عظيم في تاريخ اليمن، مقامه بصعدة مشهور مزور. (الافادة: ص 128، الأعلام: ج 8 ص 141، الحدائق الوردية: ج 2 ص 13، الموسوعة اليمنية: ج 2 ص 1018).

[15] سنة (334 ه) لا (324 ه) لأنها قامت 110 سنوات ميلادية، و هو ما يعادل 113 سنة قمرية، فتكون نشأتها 334 ه.

[16] هي شيعية امامية. راجع المقنعة للمفيد: ص 12، تصحيح الاعتقادات: ص 22.

[17] حكموا الموصل و الديارات (ديار ربيعة و ديار بكر و ديار مضر) فقط. راجع: الهداية للشيخ الصدوق ص 125. و قال الشهيد الأول في الدروس: ج 1 ص 50: انهم حكموا الموصل و حلب، و امتد حكمهم من 317 الي 394 ه. و بمثله الشهيد الثاني في شرح اللمعة: ج 1 ص 132.

[18] أنظر: غنية النزوع: ص 6، معجم البلدان: ج 2 ص 273، أعيان الشيعة: ج 1 ص 201، الهداية الكبري: ص 17.

[19] شيدها المتنبي في أشعاره في مدائح سيف الدولة.

[20] هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي، الشاعر الحكيم، و أحد مفاخر الأدب العربي. ولد بالكوفة في محلة كندة سنة 303 ه، و نشأ بالشام ثم تنقل بالبادية يطلب الأدب و العربية و أيام الناس، و قال الشعر صبيا، وفد علي سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب سنة 337 فمدحه، و حظي عنده، ثم مضي الي مصر و مدح كافور الأخشيدي، و قصد العراق وقري عليه ديوانه، وزار بلاد فارس و شيراز فمدح عضد الدولة الديلمي، عرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، فقتل أبو الطيب و ابنه و غلامه في النعمانية سنة 354 ه، و قبره هناك. (الأعلام: ج 1 ص 115).

[21] هو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي؛ أبوفراس الحمداني، أمير، شاعر، فارس، و هو ابن عم سيف الدولة. كان الصاحب بن عباد يقول: بدي الشعر بمللك و ختم بملك. و له وقائع كثيرة، قاتل لها بين يدي سيف الدولة، و كان سيف الدولة يحبه و يجله و يستصحبه في غزواته، و يقدمه علي سائر قومه، و قلده (منيج و حران) و جرح في معركة مع الروم فأسروه سنة 351 ه، فامتاز شهرة في الأسر برومياته، و بقي في القسطنطينية أعواما، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة، قتل في «صدد» علي مقربة في حمص، قتله أحد أتباع سعد الدولة ابن سيف الدولة سنة 357 ه، و كان أبوفراس خال سعد الدولة، و بينهما تنافس. (الأعلام: ج 2 ص 155).

[22] هو محمد بن محمد بن طرخان؛ أبونصر الفارابي، و يعرف بالمعلم الثاني، أكبر فلاسفة المسلمين، تركي الأصل، مستعرب، ولد في فاراب علي نهر جيحون سنة 260 ه، وانتقل الي بغداد فنشأ فيها، و ألف بها أكثر كتبه، و رحل الي مصر و الشام، و اتصل بسيف الدولة ابن حمدان، و توفي بدمشق سنة 339 ه.

كان يحسن اليونانية و أكثر اللغات الشرقية المعروفة في عصره، و يقال: انه صنع آلة القانون، و عرف بالمعلم الثاني لأنه شرح مؤلفات أرسطو (المعلم الأول). كان زاهدا في الزخارف، لا يحفل بأمر مكسب أو مسكن، يميل الي الانفراد بنفسه، و لم يكن يوجد غالبا في مدة اقامته بدمشق الا عند مجتمع ماء أو مشتبك رياض. (الأعلام: ج 7 ص 20).

[23] أنظر: مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 234، شرح الاسماء الحسني: ج 1 ص 117 ، 271، تفسير الميزان: ج 5 ص 280، الذريعة: ج 5 ص 198 و ج 8 ص 10.

[24] مؤسسها علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن ادريس بن ادريس بن عبدالله المحض ابن الحسن المثني ابن ريحانة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الحسن بن علي بن أبي طالب، الناصر لدين الله، الهاشمي، العلوي، الادريسي. استولي علي الأمر بقرطبة في أول سنة سبع و أربعمائة، و كانت دولته 22 شهرا، ثم خالف عليه الموالي الذين قاموا بنصره و بيعته، فخرجوا عليه، و قدموا عليه الأمير عبدالرحمان بن محمد بن عبدالملك بن الناصر لدين الله الأموي، و لقبوه بالمرتضي...، ثم خافوا من غائلته ففروا عنه و دسوا عليه من قتله. و أما علي بن حمود فوثب عليه غلمان له صقالبة في الحمام فقتلوه سنة 408 ه، ثم وليها القاسم بن حمود ابن ميمون أخوه، و هكذا استمرت الي سقوطها سنة 447 ه. (سير أعلام النبلاء: ج 17 ص 135-136).

[25] هو محمد بن عبدالله بن تومرت المصمودي البربري، الملقب بالمهدي، و يقال له: مهدي الموحدين، صاحب الدعوة للسلطان عبدالمؤمن بن علي ملك المغرب، و واضع أسس الدولة المؤمنية الكومية. و هو من قبيلة (هرغة) من المصامدة من قبائل جبل سوس بالمغرب الأقصي، و تنتسب هرغة الي الحسن بن علي، و في نسب ابن تومرت أقوال. ولد 485 في قبيلته و بها نشأ، و رحل الي المشرق طالبا للعلم سنة 500 ه، فانتهي الي العراق، و حج و أقام بمكة زمانا، و اشتهر بالورع و الشدة في النهي عما يخالف الشرع، فتعصب عليه جماعة بمكة، فخرج منها الي مصر، فطردته حكومتها، فعاد الي المغرب و نزل بالمهدية، فكسر ما فيها من آلات اللهو و أواني الخمر، و انتقل الي بجاية فأخرج منها الي احدي قراها و اسمها «ملالة» فلقي بها عبدالمؤمن بن علي القيس و كان شابا نبيلا، فاتفق معه علي الدعوة اليه، و اتخذ أنصارا رحل بهم الي مراكش و معه عبدالمؤمن، و نزل بموضع حصين، فجعل يعظ سكانه حتي أقبلوا عليه، و حرض علي ابن تافشين، ثم هاجم مراكش، و مات قبل أن يفتحها، فكانت الفتوحات من بعده لعبدالمؤمن. (الأعلام: ج 6 ص 228).

[26] و نسبه الكامل هو محمد بن عبدالله بن عبدالرحمان بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن صفوان بن جابر بن يحيي بن رباح بن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن بن الامام علي بن أبي طالب. (سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 539).

[27] راجع: المعجب: ص 178 و ما بعدها، وفيات الأعيان: ج 5 ص 45 - 55، سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 539 و ما بعدها.

[28] سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 539.


الكميت بن زيد الأسدي - أبوالمستهل


كان مشهورا و معروفا بتشيعه الشديد لآل البيت عليهم السلام و كانت بنوأسد تقول: فينا فضيلة ليست في العالم، ليس منزل منا، الا و فيه بركة وراثة



[ صفحه 302]



الكميت، و ذلك لأنه رأي النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منامه فقال له: أنشدني: طربت و ما شوقا الي البيض أطرب. فأنشده. فقال له صلي الله عليه و آله و سلم: بوركت و بورك قومك.

و كان الحكام في الدولة الأموية يحاولون قتله، و قد هجا يوما خالد بن عبدالله القسري، فلما عزل، مدح يوسف بن عمر الثقفي، الذي حل مكانه، و عرض بخالد، و كان الجند علي رأس يوسف متعصبين لخالد، فوضعوا سيوفهم في بطنه، فلم يزل ينزف حتي مات.

و قد استجاب الله دعاء الامام زين العابدين عليه السلام في حقه.

اذ دخل الكميت علي الامام عليه السلام فقال: اني قد مدحتك بما أرجو أن يكون لي وسيلة عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم أنشده قصيدته: من لقلب متيم مستهام.

فلما أتي علي آخرها، قال له ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه فان الله لا يعجز عن مكافأتك، و أراد أن يحسن اليه، فقال له: ان أردت أن تحسن الي فادفع الي بعض ثيابك التي تلي جسدك، أتبرك بها، فنزع ثيابه و دفعها اليه ثم قال: اللهم ان الكميت جاد في آل رسول الله، و ذرية نبيك بنفسه، حين ضن الناس، و أظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، و أمته شهيدا، واره الجزاء عاجلا، فانا قد عجزنا عن مكافأته.

و في أيام التشريق بمني دخل علي الامام أبي عبدالله عليه السلام فقال له: جعلت فداك اني قلت فيكم شعرا أحب أن أنشدك.

فقال عليه السلام: يا كميت اذكر الله في هذه الأيام المعدودات، فأعاد عليه القول، فرق له أبوعبدالله عليه السلام فقال: هات: و بعث أبوعبدالله الي أهله فقرب، فأنشده فكثر البكاء حتي أتي علي قوله:



[ صفحه 303]



يصيب به الرامون عن قوس غيرهم

فيا آخرا أسدي له الغي أول



فرفع أبوعبدالله عليه السلام يديه و قال: اللهم اغفر للكميت.

و قد اجتمعت في الكميت الفقاهة و حسن الجدل و المحاججة القوية من خلال شعره، و كان حافظا للقرآن، كاتبا حسن الخط.

و يظهر حسن أخلاقه و شدة ولائه لأهل البيت عليهم السلام من خلال الحادثة التالية: طاف عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر عليه السلام علي دور بني هاشم و معه أربعة من غلمانه، و معهم ثوب يضعون فيه هبات بني هاشم للكميت، و كان عبدالله يقول لأهل البيوت التي يدخلها: «يا بني هاشم! قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم، و عرض دمه لبني أمية بما قد رأيتم».

فكان الرجل يطرح في الثوب ما يقدر عليه من دراهم و دنانير، أما النساء فكن يبعثن بحلاهن يخلعنها عن أجسادهن، فبلغ ما اجتمع من ذلك نحو مائة ألف درهم، فقدمها للكميت قائلا: «أتيناك بجهد المقل، و نحن في دولة عدونا، و قد جمعنا هذا المال، و فيه حلي النساء كما تري، فاستعن به علي دهرك».

فقال الكميت: «بأبي أنت و أمي، قد أكثرتم و أطبتم، و ما أردت بمدحي اياكم الا الله و رسوله، و لم أك لآخذ لذلك ثمنا من الدنيا، فاردده الي أهله».

فجهد به عبدالله أن يقبله بكل حيلة فأبي [1] .

فلولا ثلة قليلة ضحت بمواقفها، و صمدت و كلاليب الجلاوزة تحيط



[ صفحه 304]



بمعاصمها، و صرخت مدوية حتي بحت حناجرها، و دافعت عن الحق حتي كسرت قوائمها، لما أضحي الاسلام عزيزا قويا، و لما بانت معالمه جليا.

فالسلام عليك يا كميت يوم ولدت، و يوم مت، و يوم تبعث حيا.


پاورقي

[1] أعيان الشيعة ج 9 / 33 - معجم رجال الحديث ج 14 / 125 الغدير ج 2 / 192.


فيما يتعلق بسجود السهو


و فيه مسألة واحدة:

مسألة في محل سجود السهو:

اختلف الفقهاء في هذه المسألة هل هو قبل السلام أم بعده.

مذهب الامام جعفر الصادق: أن السجود للنقصان يكون قبل التسليم، و للزيادة بعده جمعا بين الأخبار [1] .

و روي ذلك عن: الناصر و اسحاق و أبي ثور. و به قال المزني من أصحاب الشافعي و هو مذهب مالك و هو قول للشافعي و رواية عن أحمد [2] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن عبدالله بن بحينة أن النبي صلي الله عليه و سلم صلي بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس فقام معه الناس حتي اذا قضي الصلاة و انتظر الناس تسليمه كبر، و هو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم [3] .



[ صفحه 152]



وجه الدلالة:

أن النبي صلي الله عليه و سلم سجد لترك التشهد الأول سجدتين قبل السلام، و هذا من نقص في الصلاة فحملوا عليه كل نقص و جعلوا سجود السهو لأجله قبل السلام [4] .

2- ما روي عن أبي هريرة «أن النبي صلي الله عليه و سلم انصرف من اثنتين، فقال ذواليدين: أقصرت الصلاة، أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: أصدق ذواليدين فقال الناس: نعم فقام رسول الله صلي الله عليه و سلم فصلي اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد» و في رواية مسلم «قام فدخل المنزل» [5] .

وجه الدلالة:

عندما حصل في الصلاة زيادة الكلام و المشي. فان النبي صلي الله عليه و سلم سجد بعد السلام فحملوا عليه كل زيادة و جعلوا سجود السهو لأجلها بعد السلام.

و قال الشافعي في الصحيح من أقواله و أحمد في رواية: ان السجود للسهو قبل السلام للزيادة و النقصان.

و قال أبوحنيفة: ان سجود السهو كله بعد السلام [6] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 2 / 340؛ الروض النضير: 2 / 127؛ البيان الشافي: 1 / 336.

[2] المصدران السابقان؛ الأشراف: 1 / 98؛ المجموع: 4 / 154 - 152؛ المغني: 1 / 674؛ أسهل المدارك: 1 / 272؛ المحلي 16 / 178.

[3] البخاري هامش الفتح: 3 / 60؛ مسلم هامش النووي: 5 / 59.

[4] فقه سعيد بن المسيب: 1 / 262.

[5] البخاري هامش الفتح: 3 / 63؛ مسلم هامش النووي: 5 / 68.

[6] انظر المصادر السابقة؛ الهداية: 1 / 51؛ المنتقي: 1 / 175؛ نصب الراية: 2 / 17؛ نيل الأوطار: 3 / 135.


ميز ذكوره من اناثه


روي الكشي باسناده عن أبي جعفر الأحول قال: قال ابن أبي العوجاء مرة: أليس من صنع شيئا و أحدثه حتي يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟

قال: بلي.

(قال) [1] : فأجلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتي أريك!

قال: فحججت فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فقال: أما انه قد هيأ لك الشاتين و هو جاء معه بعدة من أصحابه، ثم يخرج لك الشاتين قد امتلأتا دودا، و يقول لك: هذا الدود يحدث من فعلي، فقل له: ان كان من صنعك و أنت أحدثته فميز ذكوره من اناثه!

فأخرج الي الدود، فقلت له: ميز الذكور من الاناث!

فقال: هذه والله ليست من أبزارك، هذه التي حملتها الابل من الحجاز! [2] .

ثم قال عليه السلام: و يقول لك: أليس تزعم أنه غني؟ فقل: بلي، فيقول: أيكون الغني عندك في [3] المعقول في وقت من الأوقات ليس عنده ذهب و لا فضة؟ فقل له: نعم، فانه سيقول لك: كيف يكون هذا غنيا؟ فقال له: ان كان الغني عندك أن يكون الغني غنيا من قبل فضته و ذهبه و تجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به، فأي القياس أكثر و أولي بأن يقال غني من أحدث الغني فأغني به الناس قبل أن يكون شي ء و هو وحده؟ أو من أفاد مالا من هبة أو صدقة أو تجارة؟

قال: فقلت له ذلك.

قال: فقال: و هذه والله ليست من أبزارك، هذه والله مما تحمله الابل. [4] .



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] أضفناها من البحار.

[2] أي أنه صادر من الامام جعفر الصادق عليه السلام الساكن بالمدينة بالحجاز.

[3] و في نسخة: من المعقول.

[4] اختيار معرفة الرجال: 189؛ بحارالأنوار 406:47.


جابر الجعفي


جابر بن يزيد الجعفي الكوفي، روي عن الباقر والصادق عليهماالسلام و قضي نحبه أيام أبي عبدالله عليه السلام عام 128 و قيل عام 132، و قد روي عن الباقر خاصة سبعين ألف حديث، و من تتبع أحاديثه عرف أنه كان ممن يحمل أسرارهما، و يروي الكرامات الباهرة لهما.

أمره الباقر عليه السلام باظهار الجنون فاظهره، فكان يدور في رحبة مسجد الكوفة والصبيان حوله و هو يقول: أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور، فما مضت الأيام حتي ورد من هشام بن عبدالملك الي و اليه بالكوفة أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث الي برأسه، فالتفت الي جلسائه و سألهم عن جابر، فقالوا: كان رجلا له فضل و علم و حديث و حجة فجن،و هو ذا في الرحبة مع الصبيان علي القصب فأشرف عليه فاذا هو مع الصبيان يلعب علي القصب، فقال: الحمدلله الذي عافاني من قتله، و من ثم انكشف السر في أمر الباقر عليه السلام له باظهار الاختلاط، ثم لما اطمأن عاد الي حالته الاولي، و لم تمض الأيام حتي كان ما قاله في منصور بن جمهور.

و ذكر اليعقوبي في تاريخه (81:3) حديثا عن جابر و اخباره عما سيقع من أمر بني العباس و الدعوة لهم و شأن قحطبة فيها، و كان قحطبة بالقرب منهم يستمع فأشار اليه جابر: و قال: لو أشاء أن أقول هو هو لقلت.

و من هذا و مثله تعرف أنه كان مستودع الأسرار، و جاءت فيه مدائح جمة و ترحم عليه الصادق عليه السلام، و قيل انه ممن انتهي اليه علم الأئمة عليهم السلام، و لذلك تري أرباب الحديث والرجال من العامة بين موثق له و طاعن فيه بأنه رافضي غال يقول بالرجعة، مع اعتراف الذهبي بأنه من اكبر



[ صفحه 137]



علماء الشيعة.


تفسير الامام العرفاني للقرآن


شاء الله سبحانه و أنا أسرح في ربوع الامام الصادق عليه السلام و أتنزه في سيرته الكريمة و أخوض في بحار فضائله و مناقبه و احلق في سماء حياته المجيدة التي تغمرها الأصالة و الخلود والسؤدد و الكرامة ، و اذا بي أقف علي تفسير لآيات قرآنية يحمل في طيه شيئا من العرفان و المعاني السامية ينسب ذلك الي الامام الصادق عليه السلام وجدته في كتاب ( حقائق التفسير ) للسلمي المتوفي 412 ه و قد حققه الأب بولس نويا . و رأيت فيه ما لا يتلائم مع مذهب الامام الصادق عليه السلام الثابت عن أهل البيت عليهم السلام في نصوصنا الشرعية . فأشرت الي بعض ذلك كما حذفت البعض الآخر ، و رأيت أن أدرجه في هذا الكتاب عسي أن ينتفع به ، و لا تنافي بين ما ذكره الامام عليه السلام و بين ما يذكر في التفاسير و النصوص الاخري ، فان ذلك أولا:من باب التأويل و ليس التفسير ، و ثانيا:من باب أن القرآن الكريم يحمل وجوها و بطونا الي ما شاء الله سبحانه ، و أنه غض جديد لا يبلي و أن كنوزه و معانيه السامية التي لا يمسها الا المطهرون من الدنس و الرجس و الخبائث و الذنوب و الآثام تتماشي مع كل عصر الي يوم القيامة ( نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ) و كل ما تتقدم العلم و ازدهر و تطورت الفنون فان القرآن العظيم تتجلي آياته و معانيه



[ صفحه 242]



أكثر فأكثر ، فان فوق كل ذي علم عليم بل كما قال الله تعالي:( و ما اوتيتم من العلم الا قليلا ) ؛ فمن هذا المنطلق تكثر التفاسير يوما بعد يوم و يقف الانسان أمام القرآن كتاب الله القويم و عظمته خاضعا خاشعا حامدا مسبحا مستغفرا سائلا المولي القدير العلم و التوفيق و التسديد . و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .



[ صفحه 243]




آدم بن الحسين


النحاس، كوفي. و قال النجاشي: [1] ثقة، له أصل. و عده الشيخ [2] في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: آدم أبوالحسين النحاس الكوفي. و ذكره العلامة [3] و ابن داود [4] في القسم الأول. و قد وثقه كذلك الحاوي [5] و المجلسي و سائر من تأخر عنهما.


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 104، الرقم 261.

[2] رجال الطوسي: 143، الرقم 16.

[3] خلاصة الأقوال: 13، الرقم 1.

[4] رجال ابن داود: 29، الرقم 2.

[5] حاوي الأقوال: 9، الرقم 2) مخطوط).


دعاؤه الثاني في يوم عرفة


من ذخائر أدعية الامام الصادق عليه السلام، هذا الدعاء الجليل، فقد حفل بمطالب جليلة ومضامين عالية، وكان عليه السلام، يدعو به في يوم عرفة، قبل الشروع فيه، كان يكبر الله تعالي مائة مرة، ويهلله مائة مرة، ويسبحه مائة مرة، ويقدسه مائة مرة، ويقرأ آية الكرسي مائة مرة، ويصلي علي النبي وآله مائة مرة ثم يقرأ هذا الدعاء:



[ صفحه 174]



«إلهي، وسيدي، وعزتك وجلالك، ما أردت بمعصيتي لك، مخالفة أمرك، بل عصيت إذ عصيتك، وما أنا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي وغلبت علي شقوتي، وأعانني عليه عدوك، وعدوي، وغرني سترك المسبل علي فعصيتك بجهلي، وخالفتك بجهدي، فالآن من عذابك من ينقذني؟ وبحبل من أتصل، إن قطعت حبلك عني؟ أنا الغريق المبتلي فمن سمع بمثلي، أو رأي مثل جهلي؟ لا رب غيرك ينجيني، ولا عشيرة تكفيني، ولا مال يفديني، فوعزتك يا سيدي لاطلبن إليك، وعزتك يا مولاي لاتضرعن إليك.. وعزتك ياإلهي لابتهلن إليك، وعزتك يا رجائي لامدن يدي مع جرمهما إليك.

إلهي: من لي يا مولاي؟ بمن ألوذ يا سيدي؟ فبمن أعوذ يا أملي؟ فمن أرجو؟ أنت، أنت، إنقطع الرجاء إلا منك، وحدك، لا شريك لك، يا أحد من لا أحد له، يا أكرم من أقر له بالذنب، يا أعز من أخضع له بذل، يا أرحم من أعترف له بجرم، لكرمك أقررت بذنوبي، ولعزتك خضعت بذلتي، فما صانع يا مولاي؟ ولرحمتك اعترفت بجرمي، فما أنت فاعل سيدي لمقر لك بذنبه، خاضع لك بذله، معترف لك بجرمه؟

اللهم، صل علي محمد وآل محمد، واسمع - اللهم - دعائي، إذا دعوتك، ندائي إذا ناديتك، وأقبل علي إذا ناجيتك، فإني أقر لك بذنوبي وأعترف، وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي، وقساوة قلبي، وضري، وحاجتي ياخير من أنست به وحدتي، وناجيته بسري، يا أكرم من بسطت إليه يدي، ويا أرحم من مددت إليه عنقي، صل علي محمد



[ صفحه 175]



وآله، واغفر لي ذنوبي، التي نظرت إليها عيناي، اللهم صل علي محمد وآله، واغفر لي ذنوبي التي اكتسبتها يداي، واغفر لي ذنوبي التي باشرها جلدي، واغفر لي، اللهم، الذنوب التي احتطبت بها علي بدني، واغفر اللهم، الذنوب التي قدمتها يداي، واغفر اللهم ذنوبي التي أحصاها كتابك، واغفر اللهم ذنوبي التي سترتها من المخلوقين، ولم أسترها منك.

اللهم، صل علي محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي، أولها وآخرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، ما عرفت منها، وما لم أعرف، مولاي عظمت ذنوبي، وجلت، وهي صغيرة في جنب عفوك، فاعف عني، فقد قيدتني، وأشتهرت عيوبي، وغرقتني خطاياي، وأسلمتني نفسي إليك، بعدما لم أجد ملجأ، ولا منجي منك إلا إليك، مولاي، إستوجبت أن أكون لعقوبتك غرضا، ولنقمتك مستحقا.

إلهي: قد غر عقلي فيما وجلت من مباشرة عصيانك، وبقيت حيران، متعلقا بعمود عفوك، فاقبلني يا مولاي وإلهي بالاعتراف، فهاأنا ذا بين يديك عبد ذليل، خاضع، داخر [1] راغم، إن ترحمني فقديما شملني عفوك، وألبستني عافيتك، وإن تعذبني فإني لذلك أهل، وهو منك يا رب عدل.

اللهم، إني أسألك بالمخزون من أسمائك، وما وارت الحجب من بهائك، أن تصلي علي محمد وآله، وترحم هذه النفس الجزوعة، وهذا البدن الهلوع، والجلد الرقيق، والعظم الدقيق.



[ صفحه 176]



وكان عليه السلام يقول: مائة مرة:

«مولاي عفوك»

اللهم، قد غرقتني الذنوب، وغمرتني النعم، وقل شكري، وضعف عملي، وليس لي ما أرجوه إلا رحمتك فاعف عني، فإني أمرؤ حقير، وخطري يسير.

اللهم، إني أسألك أن تصلي علي محمد وآله، وأن تعفو عني، فإن عفوك عني أرجي من عملي، وإن ترحمني فإن رحمتك أوسع من ذنوبي، وأنت الذي لا تخيب السائل، ياخير مسؤول، وأكرم مأمول.

وكان يقول مائة مرة ما يلي:

«هذا مقام العائذ بك من النار.»

«هذا مقام العائذ بك من النار.»

هذا مقام الذليل، هذا مقام البائس الفقير، هذا مقام المستجير، هذا مقام من لا أمل له سواك، هذا مقام من لا يفرج كربه سواك.. الحمد لله الذي هدانا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

اللهم، لك الحمد علي ما رزقتني، ولك الحمد علي ما منحتني، ولك الحمد علي ما ألهمتني ولك الحمد علي ما وفقتني، ولك الحمد علي علي ما شفيتني، ولك الحمد علي ما عافيتني، ولك الحمد علي ما هديتني، ولك الحمد علي السراء والضراء، ولك الحمد علي ذلك كله، ولك الحمد علي كل نعمة أنعمت علي، ظاهرة وباطنة،



[ صفحه 177]



حمدا كثيرا دائما، سرمدا لا ينقطع ولا يفني أبدا، حمدا ترضي بحمدك عنا، حمدا يصعد أوله، ولا يفني آخره حمدا يزيد ولا يبيد.

اللهم، إني أستغفرك، من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو نكلت عند خوفي منه علي أناتك، أو وثقت فيه بحولك، أو عولت فيه علي كريم عفوك.

اللهم، إني أستغفرك، من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست بفعله نفسي، أو احتطبت به علي بدني، أو قدمت فيه لذتي، أو آثرت فيه شهواتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت فيه من تبعتي، أو غلبت عليه بفضل حيلتي، أو احتلت عليك فيه، مولاي فلم تغلبني علي فعلي إذ كنت كارها لمعصيتي، لكن سبق علمك في فعلي فحلمت عني، لم تدخلني فيه يا رب جبرا، ولم تحملني عليه قهرا، ولم تظلمني فيه شيئا، أستغفر الله استغفارا من غمرته مساغب الاساءة، فأيقن من إلهه بالمجازاة، أستغفر الله استغفار من تهور تهورا في الغياهب، وتداحض للشقوة في أوداء المذاهب، أستغفر الله استغفار من أورطه الافراط في مآثمه، وأوثقه الارتباك في لجج جرائمه، أستغفر الله استغفار من أناف [2] علي المهالك بما اجترم [3] أستغفر الله استغفار من أوحدته المنية في حفرته، فأوحش بما اقترف من ذنب، إستكفف، فاسترحم هنالك ربه، واستعطف، أستغفر الله استغفار من لم يتزود لبعد سفره زاد، ولم يعد لظاعن ترحاله إعدادا أستغفر الله استغفار من شسعت شقته، وقلت



[ صفحه 178]



عدته، فعشيته هنالك كربته، أستغفر الله استغفار من لم يعلم علي أية منزلة هاجم: أفي النار يصلي أم في الجنة ناعما يحيا؟ أستغفر الله استغفار من غرق في لجج المآثم وتقلب في أضاليل مقت المحارم، أستغفر الله استغفار من عند عن لوائح حق المنهج، وسلك سوادف السبل المرتج، أستغفر الله استغفار من لم ينجه المفر من معاناة ضنك المنقلب، ولم ينجه المهرب من أهل ويل عبء المكسب، أستغفر الله استغفار من تمرد في طغيانه عدوا، وبارزه في الخطيئة عتوا، أستغفر الله استغفار من أحصي عليه كرور لوافظ ألسنته، أستغفر الله استغفار من لا يرجو سواه، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، مما أحصاه العقول، والقلب الجهول، واقترفته الجوارح الخاطئة، واكتسبته اليد الباغية، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو (ما لا يحصي) بمقدار ومقياس، ومكيال، ومبلغ ما أحصي، وعدد ما خلق، وذرأ، وبرأ، وأنشأ، وصور، ودون، أستغفر الله أضعاف ذلك كله، وأضعافا مضاعفة، وأمثالا ممثلة حتي أبلغ رضا الله، وأفوز بعفوه، والحمد لله الذي هدانا لدينه الذي لا يقبل عملا إلا به، ولا يغفر ذنبا إلا لاهله، والحمد لله الذي جعلني مسلما له ولرسوله، صلي الله عليه وآله، فيما أمر به ونهي عنه، والحمد لله الذي لم يجعلني أعبد شيئا غيره، ولم يكرم بهواني أحدا من خلقه، والحمد لله علي ما صرف عني أنواع البلاء في نفسي، وأهلي، ومالي، وولدي، وأهل حزانتي، وأهل حزانتي، والحمد لله رب العالمين علي كل حال، ولا إله إلا الله الملك، الرحمن، ولا إله إلا الله المتفضل المنان، ولا إله إلا الله الاول والآخر، ولا إله إلا الله ذو الطول، وإليه المصير، ولا إله إلا الله الظاهر الباطن، والله أكبر مداد كلماته، والله أكبر



[ صفحه 179]



ملء عرشه، والله أكبر عدد ما أحصي كتابه، وسبحان الله الحليم الكريم، وسبحان الله الغفور الرحيم، وسبحان الله الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد، وأهل بيته، الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

اللهم، صل علي محمد عبدك، ورسولك، ونبيك، وصفيك، وحبيبك، وخيرتك من خلقك، والمبلغ رسالتك، فإنه قد أدي الامانة، ومنح النصيحة، وحمل علي المحجة، وكابد العسرة، اللهم، إعطه بكل منقبة من مناقبه منزلة من منازله، وبكل حالد من أحواله خصائص من عطائك، وفضائل من حبائك، تسر بها نفسه، وتكرم بها وجهه، وترفع بها مقامه، وتعلي بها شرفه، علي القوامين بقسطك والذابين عن حرمك، اللهم، واردد عليه، ذريته، وأزواجه، وأهل بيته، وأصحابه، وما تقر به عينه، واجعلنا منهم وممن تسقيه بكأسه، وتورده حوضه، وتحشرنا في زمرته وتحت لوائه، وتدخلنا في كل خير أدخلت فيه محمد وآل محمد صلي الله عليهم أجمعين.

اللهم، اجعلني معهم في كل شدة ورخاء، وفي كل عافية وبلاء، وفي كل أمن وخوف، وفي كل مثوي ومنقلب، اللهم، أحيني محياهم، وأمتني مماتهم، واجعلني في المواطن كلها، ولا تفرق بيني وبينهم أبدا، إنك علي كل شئ قدير.

اللهم، أفنني خير الفناء إذا أفنيتني علي موالاتك وموالاة أوليائك، ومعاداة أعدائك، والرغبة والرهبة إليك، والوفاء بعهدك، والتصديق



[ صفحه 180]



بكتابك، والاتباع لسنة نبيك صلي الله عليه وآله، وتدخلني معهم في كل خير، وتنجيني بهم من كل سوء.

اللهم، صل علي محمد وآله واغفر ذنبي، ووسع رزقي، وطيب كسبي، وقنعني بما رزقتني، ولا تذهب نفسي إلي شئ صرفته عني، اللهم، إني أعوذ بك من النسيان والكسل، والتواني في طاعتك، ومن عقابك الادني، وعذابك الاكبر، وأعوذ بك من دنيا تمنع الآخرة، ومن حياة تمنع خير الممات، ومن أمل يمنع خير العمل، وأعوذ بك من نفس لا تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يرفع، ومن صلاة لا تقبل، اللهم، إفتح مسامع قلبي لذكرك، حتي أتبع كتابك، وأصدق رسولك، وأومن بوعدك، وأوفي بعهدك لا إله إلا أنت،

اللهم، صل علي محمد وآله، وأسألك الصبر علي طاعتك، والصبر لحكمك، وأسألك، اللهم، حقائق الايمان، والصدق في المواطن كلها، والعفو والمعافاة، واليقين والكرامة، في الدنيا والآخرة، والشكر، والنظر إلي وجهك الكريم، فإن بنعمتك تتم الصالحات.

اللهم، أنت تنزل الغني والبركة، من الرفيع الاعلي، علي العباد قاهرا مقتدار، أحصيت أعمالهم، وقسمت أرزاقهم، وسميت آجالهم، وكتبت آثارهم، وجعلتهم مختلفة ألسنتهم، وألوانهم، خلقا من بعد خلق، لا يعلم العباد علمك، وكلنا فقراء إليك، فلا تصرف اللهم عني وجهك، ولا تمنعني فضلك، ولا تمنعني طولك وعفوك، واجعلني أوالي أولياءك، وأعادي أعداءك، وارزقني الرغبة، والرهبة، والخشوع، والوفاء، والتسليم، والتصديق بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد صلي الله عليه وآله.



[ صفحه 181]



اللهم، صل علي محمد وآله، واكفني ما أهمني، وغمني، ولا تكلني إلي نفسي، وأعذني من شر ما خلقت، وذرأت وبرأت، وألبسني درعك الحصينة، من شر جميع خلقك، واقض عني ديني، ووفقني لما يرضيك عني، واحرسني وذريتي وأهلي، وقرابتي وجميع إخواني وأهل حزانتي من الشيطان الرجيم، ومن شر فسقة العرب والعجم، وشياطين الانس والجن، وانصرني علي من ظلمني، وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين.

اللهم، إني أسألك بعظيم ما سألك به أحد من خلقك، من كريم أسمائك، وجميل ثنائك، وخاصة دعائك، أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعل عشيتي هذه، أعظم عشية مرت علي، منذ أن أخرجتني، إلي الدنيا بركة في عصمة من ديني، وخلاص نفسي، وقضاء حاجتي، وتشفيعي في مسألتي، وتمام النعمة علي وصرف السوء عني، ولباس العافية، وأن تجعلني ممن نظرت إليه في هذه العشية برحمتك، إنك جواد كريم.

اللهم، إن كنت لم تكتبني في حجاج بيتك الحرام، أو حرمتني الحضور معهم، في هذه العشية فلا تحرمني شركتهم في دعائهم، وانظر إلي بنظراتك الرحيمة لهم، وأعطني من خير ما تعطي أولياءك، وأهل طاعتك، اللهم، صلي علي محمد وآل محمد، ولا تجعل هذه العشية، آخر العهد مني حتي تبلغنيها، من قابل مع حجاج بيتك الحرام، وزوار قبر نبيك عليه السلام، في أعفي عافيتك، وأعم نعمتك، وأوسع رحمتك، وأجزل قسمك، وأسبغ رزقك، وأفضل رجائك، وأتم رأفتك إنك سميع الدعاء.



[ صفحه 182]



اللهم، صل علي محمد وآله، واسمع دعائي، وارحم تضرعي، وتذللي وأستكانتي، وتوكلي عليك، فأنا مسلم لامرك، لا أرجو نجاحا ولا معافاة، ولا تشريفا إلا بك ومنك، فامنن علي بتبليغي هذه العشية من قابل، وأنا معافي من كل مكروه ومحذور، ومن جميع البوائق، ومحذورات الطوارق، اللهم، أعني علي طاعتك، وطاعة أوليائك، الذين إصطفيتهم، من خلقك لخلقك، والقيام فيهم بدينك.

اللهم، صلي علي محمد وآله، وسلم لي ديني، وزد في أجلي، وأصح لي جسمي، وأقر بشكر نعمتك عيني، وآمن روعتي، وأعطني سؤلي، إنك علي كل شئ قدير. اللهم، صل علي محمد وآله، وأتمم ولاءك علي فيما بقي من عمري، وتوفني إذا توفيتني، وأنت عني راض، اللهم، صل علي محمد وآله، وثبتني علي ملة الاسلام، فإني بحبلك اعتصمت فلا تكلني في جميع الامور إلا إليك، اللهم، صلي علي محمد وآله، واملا قلبي رهبة منك، ورغبة إليك، وخشية منك، وغني بك وعلمني ما ينفعني، واستعملني ما علمتني.

اللهم، إني أسألك مسألة المضطر إليك، المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغنيني بعفوك، وتجيرني بعزتك، وتتحنن علي برحمتك وتؤدي عني فرائضك، وتستجيب لي فيما سألتك، وتغنيني عن شرار خلقك.. وتقيني من النار، وما قربت إليها من قول أو عمل، وتغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات يا ذا الجلال والاكرام إنك علي كل شئ قدير..» [4] .



[ صفحه 183]



وهذا الدعاء الجليل، وحيد في مضامينه، فريد في معطياته، فقد حوي جميع الوان التضرع، والتذلل، والعبودية المطلقة لله، الواحد القهار، مدبر الاكوان ومبدع الاشياء.

لقد كشف هذا الدعاء، عن انقطاع الامام عليه السلام، لله تعالي، واعتصامه به، وهذا مما يدلل علي مدي معرفته به تعالي، وهذا ليس غريبا ولا بعيدا عن الامام عليه السلام، فهو من معادن التوحيد، ومن مراكز الدعوة إلي الله.


پاورقي

[1] داخرا: أي صاغرا ذليلا.

[2] أناف: أشرف.

[3] اجترم: اكتسب.

[4] الاقبال (ص 385 - 392).


في التشهد


قال الصادق: التشهد ثناء علي الله، فكن عبدا له في السر خاضعا له في الفعل كما أنك عبد له بالقول و الدعوي. وصل صدق لسانك بصفاء صدق سرك فانه خلقك عبدا و أمرك أن تعبده بقلبك و لسانك و جوارحك. و أن تحقق عبوديتك له بربوبيته لك، و تعلم أن نواصي الخلق بيده، فليس لهم نفس و لا لحظة الا بقدرته و مشيئته، و هم عاجزون عن اتيان أقل شي ء في مملكته الا باذنه و ارادته.

قال الله تعالي: «و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم سبحان الله تعالي عما يشركون». [1] .

فكن لله عبدا [2] ذاكرا بالقول و الدعوي، و حل صدق لسانك بصفاء سرك، فانه خلقك عبدا فعز و جل أن تكون ارادة و مشيئة لأحد الا بسابق ارادته و مشيئته، فاستعمل العبودية في الرضا بحكمته، و بالعبارة في أداء أوامره، و قد أمرك بالصلاة علي حبيبه النبي محمد صلي الله عليه و سلم، فأوصل صلواته بصلواته، و طاعته بطاعته و شهاداته بشهاداته، و انظر ألا [3] يفوتك بركات معرفة حرمته فترحم عن فائدة صلواته و أمره بالاستغفار لك و الشفاعة فيك، أن أتيت بالواجب في الأمر و النهي و السنن و الآداب، تعلم جليل مرتبته عند الله عزوجل.



[ صفحه 165]




پاورقي

[1] سورة القصص: الآية 68.

[2] شاكرا بالفعل كما أنك عبده.

[3] الي أن لا.


ابراهيم الغفاري


إبراهيم الغفاري.

المراجع:

رجال الطوسي 144. تنقيح المقال 1: 28. خاتمة المستدرك 779 وفيه إبراهيم ابن الغفاري. معجم رجال الحديث 1: 361. جامع الرواة 1: 29. نقد الرجال 12. مجمع الرجال 1: 62. أعيان الشيعة 2: 197. منهج المقال 25.


سعيد بن عفير الأزدي


سعيد بن عفير الأزدي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 205. تنقيح المقال 2: 28. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 125. جامع الرواة 1: 361. نقد الرجال 152. مجمع الرجال 3: 119. أعيان الشيعة 7: 241. منتهي المقال 147. منهج المقال 162. أضبط المقال 516.


محمد بن بشير الهمداني


محمد بن بشير الهمداني.

محدث إمامي ضعيف الحال.

المراجع:

رجال الطوسي 283. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 88. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 15: 133. نقد الرجال 295. جامع الرواة 2: 80. منتهي المقال 253. منهج المقال 287. إتقان المقال 340. الوجيزة 46.



[ صفحه 38]




هيبت و جلالت و بزرگواري امام صادق


هيبت و عظمت انسان ها گاهي به خاطر قدرت، و يا دولت و طرفداراني است كه گرد آنان جمع شده اند و اين امر در همه ي زمان ها و مكان ها بوده و در حقيقت نوعي هيبت و بزرگي صوري و ساختگي است؛ ولي بعضي از انسان ها بدون اين كه سلطنت و قدرت و حاكميتي داشته باشند؛ داراي هيبت و عظمت هستند، و اين عظمت برخاسته از شخصيت بي نظير آنهاست و نياز به هيچ كدام از ابزار ظاهري ندارند، و اين نعمتي است كه خداوند به هر كه بخواهد، عطا مي فرمايد. چنين قدرتي و هيبتي هرگز به واسطه تواضع، فروتني، اخلاق نيك و خوش رويي با مردم از بين نمي رود، زيرا منشأ و اساس آن علم، دانش [ايمان] و تقوي است [و چنان كه در سخن معصوم عليه السلام آمده] هر كه عزت بدون عشيره و قبيله، و هيبت بدون سلطنت و حكومت بخواهد، بايد خود را از ذلت معصيت خارج و به عزت طاعت الهي معزز نمايد. چرا كه هر كه از خدا بترسد خداوند



[ صفحه 264]



همه چيز را از او مي ترساند، و هر كه از خدا ترس و هراسي نداشته باشد، خداوند او را از همه چيز مي ترساند. چنين هيبتي را بايد هيبت ذاتي دانست.

منصور دوانيقي از جمله كساني بود كه هيبت و بزرگي ظاهري داشت. وي داراي سلطنتي قدرتمند، و لشكري فراوان و استبداد زيادي بود؛ ولي با وجود چنين قدرت و هيبتي هنگامي كه اراده ي كشتن امام صادق عليه السلام را مي كرد، با ديدن آن حضرت چنان ترسي در او ايجاد مي شد كه از كشتن ايشان صرف نظر مي كرد.

مفضل مي گويد: منصور چندين مرتبه تصميم گرفت امام صادق عليه السلام را بكشد؛ و لكن هنگامي كه امام عليه السلام را احضار مي نمود؛ با ديدن هيبت و عظمت آن حضرت، از كشتن و يا هر گونه بي ادبي به امام عليه السلام منصرف مي شد و اين هيبت و عظمت امام عليه السلام به قدرت ظاهري ايشان ارتباطي نداشت؛ بلكه دوست و دشمن در مقابل هيبت و عظمت معنوي ايشان خاضع و خاشع مي شدند.

هشام بن حكم پيش از آن كه امام عليه السلام را ببيند جزء گروه ها و فرقه هاي گمراه [جهميه] بود؛ اما هنگامي كه امام صادق عليه السلام را ملاقات كرد، در فضايي از حيرت و سكوت فرو رفت و از هيبت آن حضرت سر به زير انداخت و فهميد كه اين همان هيبت الهي است كه خداوند به واسطه آن پيامبران و جانشينان آنان را عزت بخشيده است. [1] .

البته هشام قبل از اعتقاد به امامت امام صادق عليه السلام نوعي شكوه و هيبت را در وجود آن حضرت احساس كرده بود، و پس از اعتقاد به امامت ايشان نيز آن شكوه و هيبت را به وضوح درك كرد. بين هشام و عمرو بن عبيد [يكي از علماي اهل سنت] مناظره اي درباره ي امامت صورت گرفت. هشام براي مناظره به بصره رفت [و آن مناظره معروف را با او انجام داد] بعد از آن امام صادق عليه السلام از هشام خواست تا ماجراي مناظره ي خود را با عمرو بن عبيد بيان كند. هشام عرض كرد: اي فرزند رسول خدا، من در مقابل عظمت شما حيا مي كنم و زبانم از سخن گفتن عاجز است. [2] .

ابن ابي العوجا نيز با اين كه مرد كافر و ملحدي بود؛ ولي هيبت امام صادق عليه السلام به او



[ صفحه 265]



اجازه نمي داد كه با آن حضرت مناظره كند. او روزي خود را براي مناظره ي با امام عليه السلام حاضر كرد، ولي هنگامي كه مقابل ايشان نشست، نتوانست سخن بگويد و ساكت ماند. پس امام عليه السلام به او فرمود: چه چيز تو را از سخن گفتن باز داشته است؟ ابن ابي العوجا گفت: «عظمت و جلالت شما مرا از تكلم باز داشته است. همانا من با دانشمندان و متكلمين بسياري در زمينه ي مسايل اعتقادي و غيره مناظره داشته ام؛ ولي چنان هيبت و عظمتي كه در شما ديدم، در هيچ كدام از آنان نديدم.

اين در حالي بود كه امام صادق عليه السلام بين اصحاب و ياران خود، مانند آنان زندگي مي كرد و براي خود به عنوان امام، عظمت و حشمت خاصي قائل نبود، بلكه با سادگي و روي باز با آنان سخن مي گفت و در كنار سفره، با آنان مي نشست و به آنان مي فرمود كه از غذاي آن حضرت بيشتر استفاده كنند و مقام ايشان مانع از خوردن غذا نشود و هر چه ميل دارند بخورند. اما چون هيبت و عظمت ايشان يك امر ذاتي بود، چشم ها جرئت نگاه كردن به آن حضرت، و زبان ها قدرت تكلم با ايشان را نداشت، در حالي كه نه خدمتكاران مانع ملاقات با ايشان مي شدند و نه ايشان حجابي بين خود و مردم قرار داده بود.


پاورقي

[1] رجال كشي ص 166.

[2] مناظره هشام با عمرو بن عبيد معروف و مشهور است.


ابوحمزه ي ثمالي


نام اصلي وي ثابت بن دينار است. وي از محضر امام سجاد و امام باقر و امام صادق عليهم السلام كسب فيض نمود و از آنان روايت نموده است. وي تا زمان امام كاظم عليه السلام زنده بود و به گفته ي عده اي در سال 150 (ه ق) از دنيا رحلت نمود؛ بنابراين وفات او پس از گذشت دو سال از امامت حضرت كاظم عليه السلام واقع شده است. عده اي گفته اند كه او تا زمان هلاكت منصور دوانيقي در سال 158 (ه ق) زنده بوده است.

ابوحمزه از نظر شأن و مرتبه به مقام والايي دست يافت تا جايي كه حضرت رضا عليه السلام درباره ي او فرمود: «ابوحمزه در زمان خود مانند لقمان حكيم بود، زيرا او چهار نفر از خاندان ما: علي بن الحسين، و محمد بن علي و جعفر بن محمد، و مقداري از زمان امامت موسي بن جعفر عليهم السلام را درك نمود و به ما خدمت كرد».

و در سخن ديگري فرمود: «ابوحمزه در زمان خود مانند سلمان فارسي در زمان خويش بود.»

هنگامي كه ابوحمزه در بقيع بود، امام صادق عليه السلام شخصي را به دنبال او فرستاد و چون ابوحمزه خدمت آن حضرت رسيد، امام عليه السلام به او فرمود: «من هنگامي كه تو را مي بينم احساس آرامش مي كنم.» امام كاظم عليه السلام نيز درباره ي او فرمود: «اين چنين است مؤمن هنگامي كه خداوند قلب او را نوراني نمايد».

چنين سخناني از ائمه عليهم السلام درباره ي ابوحمزه فراوان نقل شده است كه بر مقام والا و شأن و عظمت وي دلالت دارد.

وي دعاي معروف به ابوحمزه - كه دعايي طولاني و عظيم الشأن و داراي بلاغت و معاني عالي عرفاني است - را از حضرت زين العابدين عليه السلام نقل نموده است كه در سحرهاي ماه رمضان خوانده مي شود. اهل سنت نيز وي را از راويان موثق دانسته و او را تأييد نموده و از او رواياتي را نقل كرده اند.



[ صفحه 450]