بازگشت

من كتاب له: ارسله الي اصحابه


(و أمرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها و العمل بها، فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.)

بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد: فاسألوا ربكم العافية، و عليكم بالحياء و التنزه [1] عما تنزه عنه الصالحون قبلكم، و عليكم بمجاملة أهل الباطل تحملوا الضيم [2] منهم و اياكم و مماظتهم [3] ، دينوا فيما بينكم و بينهم اذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام، فانه لابد لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله ان تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم، فاذا ابتليتم بذلك منهم فانهم سيؤذونكم و تعرفون في وجوههم المنكر، و لو لا أن الله تعالي يدفعهم عنكم لسطوا [4] بكم، و ما في صدورهم من العداوة و البغضاء اكثر مما يبدون لكم، مجالسكم و مجالسهم واحدة و ارواحكم و أرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبونهم ابدا و لا يحبونكم غير أن الله تعالي اكرمكم بالحق و بصركموه و لم يجعلهم من اهله فتجاملونهم [5] و تصبرون عليهم و هم لا مجاملة لهم و لا صبر لهم علي شي ء و حيلهم و وسواس بعضهم الي بعض، فان اعداء الله ان استطاعوا



[ صفحه 102]



صدوكم عن الحق فيعصمكم الله من ذلك، فاتقوا الله و كفوا ألسنتكم الا من الخير.

و اياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور [6] و البهتان و الاثم و العدوان، فانكم ان كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به، فان زلق اللسان فيما يكره الله و ما ينهي عنه مرداة للعبد عند الله و مقت [7] من الله و صم و عمي و بكم يورثه الله اياه يوم القيامة، فتصيروا كما قال الله: «صم بكم عمي فهم لا يرجعون» يعني لا ينطقون «و لا يؤذن لهم فيعتذرون».

و اياكم و ما نهاكم الله عنه ان تركبوه، و عليكم بالصمت الا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم و يأجركم عليه، و أكثروا من التهليل و التقديس و التسبيح و الثناء علي الله و التضرع اليه و الرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره و لا يبلغ كنهه أحد، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهي الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب اهلها خلودا في النار من مات عليها و لم يتب الي الله و لم ينزع عنها.

و عليكم بالدعاء، فان المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء و الرغبة اليه و التضرع الي الله و المسألة له، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه و اجيبوا الله الي ما دعاكم اليه لتفلحوا و تنجوا من عذاب الله.



[ صفحه 103]



و اياكم ان تشره [8] انفسكم الي شي ء مما حرم الله عليكم، فانه من انتهك ما حرم الله عليه هيهنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لاهل الجنة ابد الآبدين.

و اعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله و ركوب معصيته، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها علي خلود نعيم في الجنة و لذاتها و كرامة اهلها، ويل لاولئك ما اخيب حظهم و أخسر كرتهم و اسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا بالله أن يجيركم في مثالهم أبدا، و ان يبتليكم بما ابتلاهم به و لا قوه لنا و لكم الا به.

فاتقوا الله ايتها العصابة الناجية ان اتم الله لكم ما اعطاكم به، فانه لا يتم الامر حتي يدخل عليكم مثل الذي دخل علي الصالحين قبلكم، و حتي تبتلوا في انفسكم و اموالكم، و حتي تسمعوا من اعداء الله اذي كثيرا فتصبروا و تعركوا [9] بجنوبكم، و حتي يستذلوكم و يبغضوكم، و حتي يحملوا عليكم الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة، و حتي تكظموا الغيظ الشديد في الاذي في الله عزوجل يجترمونه اليكم، و حتي يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا علي ذلك منهم، و مصداق ذلك كله في كتاب الله الذي انزله جبرئيل عليه السلام علي نبيكم صلي الله عليه و آله سمعتم قول الله عزوجل لنبيكم صلي الله عليه و آله «فاصبر كما صبر اولوالعزم من الرسل و لا تستعجل لهم» ثم قال: «و ان يكذبوك فقد كذبت رسل



[ صفحه 104]



من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و أوذوا» فقد كذب نبي الله و الرسل من قبله و اوذوا مع التكذيب بالحق، فان سركم امر الله فيهم الذي خلقهم له في الاصل - اصل الخلق - من الكفر الذي سبق في علم الله ان يخلقهم له في الاصل و من الذين سماهم الله في كتابه في قوله: «وجعلنا منهم أئمة يدعون الي النار».

فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه، فانه من يجهل هذا و اشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به و نهي عنه ترك دين الله و ركب معاصيه، فاستوجب سخط الله فاكبه الله علي وجهه في النار.

و قال: ايتها العصابة المرحومة المفلحة ان الله اتم لكم ما اتاكم من الخير، و اعلموا انه ليس من علم الله و لا من امره ان يأخذ احد من خلق الله في دينه بهوي و لا رأي و لا مقاييس، قد انزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي ء، و جعل للقرآن و لتعلم القرآن اهلا لا يسع اهل علم القرآن الذين اتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوي و لا رأي و لا مقاييس، اغناهم الله عن ذلك بما اتاهم من علمه و خصهم به و وضعه عندهم كرامة من الله اكرمهم بها، و هم اهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم، و هم الذين من سألهم - و قد سبق في علم الله ان يصدقهم و يتبع اثرهم - ارشدوه و اعطوه من علم القرآن ما يهتدي به الي الله بأذنه و الي جميع سبل الحق، و هم الذين لا يرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم الذي اكرمهم الله به و جعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الاظلة، فأولئك الذين يرغبون عن سؤال اهل الذكر و الذين اتاهم الله علم القرآن و وضعه عندهم و امر بسؤالهم، و اولئك الذين يأخذون بأهوائهم و آرائهم و مقاييسهم.



[ صفحه 105]



(و منها) اكثروا من ان تدعوا الله، فان الله يحب من عباده المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة، فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار، فان الله أمر بكثرة الذكر له و الله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين.

و اعلموا ان الله لم يذكره احد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن و باطنه، فان الله تبارك و تعالي قال في كتابه و قوله الحق: «و ذروا ظاهر الاثم و باطنه».

و اعلموا ان ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه، و اتبعوا آثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سنته فخذوا بها، و لا تتبعوا أهواءكم و اراءكم فتضلوا، فان اضل الناس عند الله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله، و احسنوا الي انفسكم ما استطعتم فان احسنتم احسنتم لانفسكم و ان اسأتم فلها، و جاملوا الناس و لا تحملوهم علي رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم، و اياكم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم، و قد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو، انه من سب اولياء الله فقد انتهك سب الله، و من اظلم عندالله ممن استسب الله و لأولياء الله، فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله، و لا حول و لا قوة الا بالله.

(و منها) عليكم بآثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سنته و آثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله من بعده و سنتهم، فانه من أخذ بذلك فقد اهتدي و من ترك ذلك و رغب



[ صفحه 106]



عنه ضل، لانهم هم الذين أمر الله بطاعتهم و ولايتهم، و قد قال أبونا رسول الله: «المداومة علي العمل في اتباع الآثار و السنن و ان قل ارضي لله و انفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع و اتباع الأهواء، الا ان اتباع الاهواء و اتباع البدع بغير هدي من الله ضلال و كل ضلالة بدعة و كل بدعة في النار. و لن ينال شي ء من الخير عند الله الا بطاعته و الصبر و الرضا لأن الصبر و الرضا من طاعة الله».

و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما صنع الله اليه و صنع به علي ما احب و كره، و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله الا ما هو اهله و هو خير له مما احب و كره، و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين، كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم و اياكم [10] ، و عليكم بحب المساكين المسلمين فانه من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله و الله له حاقر ماقت، و قد قال أبونا رسول الله: «أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم».

و اعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقي الله عليه المقت منه و المحقرة حتي يمقته الناس و الله له أشد مقتا، فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين فان لهم عليكم حقا ان تحبوهم، فان الله أمر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بحبهم، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله، و من عصي الله و رسوله و مات علي ذلك مات و هو من الغاوين.

و اياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله عزوجل فمن



[ صفحه 107]



نازع الله رداءه قصمه الله [11] و أذله يوم القيامة، و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه، و من نصره الله غلب و اصاب الظفر من الله.

و اياكم ان يحسد بعضكم بعضا فان الكفر اصله الحسد، و اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم و يستجاب له فيكم، فان ابانا رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول: «ان دعوة المسلم مستجابة» و ليعن بعضكم بعضا فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول: «ان معونة المسلم خير و اعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام».

و اياكم و اعسار [12] أحد من اخوانكم المسلمين ان تعسروه بالشي ء يكون لكم قبله و هو معسر، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول: «ليس لمسلم أن يعسر مسلما، و من انظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل الا ظله».

و اياكم أيتها العصابة المرحومة المفضلة علي من سواها و حبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة، فانه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر علي التعجيل له الي مضاعفة الخير في العاجل و الآجل، و انه من أخر حقوق الله قبله كان الله أقدر علي تأخير رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه، فأدوا الي الله حق ما رزقكم يطيب الله لكم بقيته و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الاضعاف الكثيرة التي لا



[ صفحه 108]



يعلم عددها و لاكنه فضلها الا الله رب العالمين.

و قال: اتقوا الله أيتها العصابة، و ان استطعتم أن لا يكون منكم محرج الامام، فان محرج الامام هو الذي يسعي بأهل الصلاح.

(و منها) من سره أن يلقي الله و هو مؤمن حقا حقا فليتول الله و رسوله و الذين آمنوا، و ليبرأ الي الله من عدوهم، و يسلم لما انتهي اليه من فضلهم، لان فضلهم لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك. ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الائمة الهداة و هم المؤمنون قال: «اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا» فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الائمة فكيف بهم و فضلهم.

و من سره أن يتم الله له ايمانه حتي يكون مؤمنا حقا حقا فليتق الله بشروطه التي اشترطها علي المؤمنين، فانه قد اشترط مع ولايته و ولاية رسوله و ولاية أئمة المؤمنين اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و اقراض الله قرضا حسنا و اجتناب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، فلم يبق شي ء مما فسر مما حرم الله الا و قد دخل في جملة قوله، فمن دان الله فيما بينه و بين الله مخلصا لله و لم يرخص لنفسه في ترك شي ء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين و هو من المؤمنين حقا.

و اياكم و الاصرار علي شي ء مما حرم الله في ظهر القرآن و بطنه، و قد قال الله تعالي: «و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون».

(و منها) و اعلموا أنه انما أمر و نهي ليطاع فيما أمر به و لينتهي عما نهي عنه، فمن تبع أمره فقد أطاعه و قد أدرك كل شي ء من الخير عنده، و من لم ينته عما نهي الله عنه فقد عصاه، فان مات علي



[ صفحه 109]



معصيته أكبه الله علي وجهه في النار.

و اعلموا انه ليس بين الله و بين أحد من خلقه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك من خلقه كلهم الا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله ان سركم ان تكونوا مؤمنين حقا حقا، و لا قوة الا بالله، و عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فان الله ربكم.

و اعلموا أن الاسلام هو التسليم و التسليم هو الاسلام، فمن سلم فقد اسلم و من لم يسلم فلا اسلام له، و من سره أن يبلغ الي نفسه في الاحسان فليطع الله، فانه من أطاع الله فقد أبلغ الي نفسه في الاحسان

و اياكم و معاصي الله أن تركبوها، فانه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه، و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة، فلاهل الاحسان عند ربهم الجنة و لاهل الاساءة عند ربهم النار فاعملوا بطاعة الله و اجتنبوا معاصيه.

و اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله احد من خلقه شيئا لا ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب الي الله أن يرضي عنه.

و اعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضي الله الا بطاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة أمره من آل محمد صلوات الله عليهم، و معصيتهم من معصية الله و لم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر.

و أعلموا أن المنكرين هم المكذبون، و ان المكذبين هم المنافقون و ان الله عزوجل قال للمنافقين و قوله الحق: «ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا» و لا يفرقن احد منكم ألزم الله قلبه طاعته و خشيته من أحد من الناس أخرجه الله من صفة الحق



[ صفحه 110]



و لم يجعله من اهلها، فان من لم يجعل الله من اهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الانس و الجن، و ان لشياطين الانس حيلة و مكرا و خدائع و وسوسة بعضهم الي بعضهم يريدون ان استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما اكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الانس من اهله اراده ان يستوي اعداء الله و اهل الحق في الشك و الانكار و التكذيب فيكونون سواء كما وصف الله تعالي في كتابه من قوله: «ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء». ثم نهي الله اهل النصر بالحق ان يتخذوا من اعداء الله وليا و لا نصيرا فلا يهولنكم و لا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الانس و مكرهم من أموركم تدفعون انتم السيئة بالتي هي احسن فيما بينكم و بينهم، تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته و هم لا خير عندهم.

لا يحل لكم ان تظهروهم علي اصول دين الله، فانهم ان سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه و دفعوه عليكم و جهدوا علي هلاككم و استقبلوكم بما تكرهون، و لم يكن لكم النصفة منهم في دول الفجار فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم و بين أهل الباطل، فانه ينبغي لاهل الحق ان ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لان الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل، ألم يعرفوا وجه قول الله في كتابه اذ يقول: «ام نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار» اكرموا أنفسكم عن أهل الباطل و لا تجعلوا الله تبارك و تعالي - و له المثل الاعلي - و امامكم و دينكم الذين تدينون به عرضة لاهل الباطل، فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا.



[ صفحه 111]



فمهلا مهلا يا اهل الصلاح لا تتركوا أمر الله و امر من امركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمة، احبوا في الله من وصف صفتكم و ابغضوا في الله من خالفكم، و ابذلوا مودتكم و نصيحتكم (لمن وصف صفتكم) و لا تبتذلوها لمن رغب عن صفتكم و عاداكم عليها و بغاكم الغوائل. [13] .

هذا أدبنا أدب الله، فخذوا به و تفهموه و اعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهوركم ما وافق هداكم أخذتم به و ما وافق هواكم طرحتموه [14] و لم تأخذوا به.

و اياكم و التجبر علي الله، و اعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر علي الله الا تجبر علي دين الله، فاستقيموا لله و لا ترتدوا علي أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. اجارنا الله و اياكم من التجبر علي الله و لا قوة لنا و لكم الا بالله.

و قال عليه السلام: ان العبد اذا كان خلقه الله في الاصل (أصل الخلق) مؤمنا لم يمت حتي يكره الله اليه الشر و يباعده عنه، و من كره الله اليه الشر و باعده عنه عافاه الله من الكبر أن يدخله و الجبرية، فلانت عريكته [15] و حسن خلقه و طلق وجهه و صار عليه وقار الاسلام و سكينته و تخشعه و ورع عن محارم الله و اجتنب مساخطه و رزقه الله مودة الناس و مجاملتهم و ترك مقاطعة الناس و الخصومات و لم يكن منها و لا من أهلها في شي ء.



[ صفحه 112]



و ان العبد اذا كان الله خلقه في الاصل (اصل الخلق) كافرا لم يمت حتي يحبب اليه الشر و يقر به منه، فاذا حبب اليه الشر و قربه منه ابتلي بالكبر و الجبرية فقسا قلبه و ساء خلقه و غلظ وجهه و ظهر فحشه و قل حياؤه و كشف الله سره و ركب المحارم فلم ينزع عنها و ركب معاصي الله و ابغض طاعته و اهلها، فبعد ما بين حال المؤمن و حال الكافر.

سلوا الله العافية و اطلبوها اليه و لا حول و لا قوة الا بالله.

صبروا النفس علي البلاء في الدنيا، فان تتابع البلاء فيها و الشدة في طاعة الله و ولايته و ولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا، و ان طال تتابع نعيمها و زهرتها و غضارة [16] عيشها في معصية الله و ولاية من نهي الله عن ولايته و طاعته فان الله امر بولاية الائمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله: «و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا» و هم الذين أمر الله بولايتهم و طاعتهم، و الذين نهي الله عن ولايتهم و طاعتهم و هم ائمة الضلالة الذين قضي الله ان يكون لهم دول في الدنيا علي اولياء الله الائمة من آل محمد، يعملون في دولتهم بمعصية الله و معصية رسوله صلي الله عليه و آله ليحق عليهم كلمة العذاب، وليتكم ان تكونوا مع نبي الله محمد صلي الله عليه و آله و الرسل من قبله، فتدبروا ما قص الله عليكم في كتابه مما ابتلي به انبياءه و اتباعهم المؤمنين، ثم سلوا الله ان يعطيكم الصبر علي البلاء في السراء و الضراء و الشدة و الرخاء مثل الذي اعطاهم.



[ صفحه 113]



و اياكم و مماظة أهل الباطل، و عليكم بهدي الصالحين و وقارهم و سكينتهم [17] و حلمهم و تخشعهم و ورعهم عن محارم الله و صدقهم و وفائهم و اجتهادهم لله في العمل بطاعته، فانكم ان تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم.

و اعلموا أن الله اذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للاسلام، فاذا اعطاه ذلك نطق لسانه بالحق و عقد قلبه عليه فعمل به، فاذا جمع الله له ذلك تم له اسلامه و كان عند الله ان مات علي ذلك الحال من المسلمين حقا، و اذا لم يرد الله بعبد خيرا و كله الي نفسه و كان صدره ضيقا [18] حرجا فان جري علي لسانه حق لم يعقد قلبه عليه و اذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به، فاذا اجتمع ذلك عليه حتي يموت و هو علي تلك الحال كان عند الله من المنافقين، و صار ما جري علي لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه و لم يعطه العمل به حجة [19] عليه.

فاتقوا الله و سلوه أن يشرح صدركم للاسلام، و ان يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم و انتم علي ذلك، و أن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم، و لا قوة الا بالله، و الحمدلله رب العالمين.

و من سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله و ليتبعنا، ألم يسمع قول الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه و آله: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم.»

و الله لا يطيع الله عبدا ابدا الا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا



[ صفحه 114]



و لا والله لا يتبعنا عبد أبدا الا أحبه الله، و لا والله لا يدع أحد اتباعنا أبدا الا أبغضنا، و لا والله لا يبغضنا أحد أبدا الا عصي الله، و من مات عاصيا لله أخزاه الله و أكبه علي وجهه في النار. و الحمد لله رب العالمين.


پاورقي

[1] نزهه: نحاه و باعده عن القبيح.

[2] الضيم: الظلم جمعه ضيوم.

[3] ماظه مظاظا و مماظة: خاصمه و شاتمه.

[4] سطا سطوا و سطوة - به و عليه: و ثب عليه و قهره.

[5] جامله: احسن معاملته.

[6] الزور: الكذب.

[7] مقته و ماقته: ابغضه اشد البغض.

[8] شره شرها و شراهة: الي الشي ء و عليه اشتد ميله اليه.

[9] العركة بضم العين و فتح الراء: الذي يعرك الاذي اي يحتمله.

[10] اياكم: عطف علي المؤمنين.

[11] قصم قصما الرجل: اهلكه.

[12] اعسر: افتقر. - الغريم طلب منه الدين علي عسره.

[13] الغائله: الداهية، الفساد، المهلكة، الشر، جمعها غوائل.

[14] طرح الشي ء: رماه و قذفه.

[15] العريكة: النفس، الطبيعة، الخلق. يقال «فلان لين العريكة» اي سلس الخلق.

[16] الغضارة: النعمة و طيب العيش و السعة و الخصب.

[17] السكينة: الوقار و الطمأنينة و المهابة.

[18] الحرج: الضيق الشديد.

[19] الحجة: البرهان، جمعها حجج و حجاج.


زكريا بن ادريس بن عبدالله بن اسعد اشعري


نويسنده گويد: در قبرستان شيخان بسياري از بزرگان مدفون مي باشند، از جمله: جناب زكريا بن ادريس بن عبدالله بن سعد اشعري معروف به «ابوجرير» (پسر عم زكريا بن ادم) است كه از اصحاب حضرت صادق (ع) [1] و حضرت كاظم (ع) و حضرت رضا (ع) [2] و نيز از راويان امام هشتم (ع) بوده و حضرت براي او طلب رحمت نموده است. [3] .

ابوجرير كتابي دارد كه از او نقل شده است. [4] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 200.

[2] رجال الطوسي، ص 377.

[3] رجال كشي، ص 512 - اختصاص، مفيد، ص 86.

[4] فهرست طوسي، ص 144.


مظاهر عمق الإيمان


لقد أعطي الإمام (عليه السلام) للشيعة علائم ومؤشرات واضحة تكشف عن عمق التدين وعن مدي صحته وسلامته. فإن الإيمان أمر باطني ولكنه له آثاره ومظاهره التي تكشف عنه. ولا معني لإيمان بلا عطاء ولا ثبات ولا قدرة علي المواجهة.

فالمؤمن ذلك النموذج الذي يبرز تديّنه عندما يوضع علي المحك ويعرَّض للمصاعب ولا ينثني أمام المغريات ولا يستجيب لمخطّطات أهل الباطل.

وقد هاجم الإمام (عليه السلام) تلك الشريحة التي تنتسب إلي التشيّع وهي تمارس أخلاقيات مرفوضة في نظر الإمام وأوضح بأنّ الإيمان كُلٌّ لا يتجزّأ بصفة دون اُخري مشيراً إلي أهمّية الاقتداء بالائمة(عليهم السلام) قائلا: «إنّما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء، وصبر في دولة الباطل علي الأذي، أولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقاً وهم المؤمنون، إنّ ابغضكم إليَّ المترأسون [1] المشاؤون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم ليسوا منّي ولا أنا منهم إنّما أوليائي الذّين سلّموا لأمرنا واتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كل اُمورنا» [2] .



[ صفحه 151]



كما نجد الإمام (عليه السلام) يعطي ضابطة سلوكية تكشف بدورها عن مستوي التدين وعمقه في النفس قائلا: «إذا رأيتم العبد يتفقّد الذنوب من الناس، ناسياً لذنبه فاعلموا أنه قد مكر به» [3] .


پاورقي

[1] أي طلاّب الرئاسة.

[2] تحف العقول: 307، وعنه في بحار الأنوار: 78 / 286.

[3] تحف العقول: 364، وبحار الأنوار: 78 / 246.


الامام يرفض قبول المال الذي اخذ من غير رضي صاحبه


10- عن شعيب العقرقوفي، قال: دخلت أنا و علي بن أبي حمزة و أبوبصير علي أبي عبدالله (عليه السلام) و معي ثلثمائة دينار، فصببتها قدامه، فأخذ منها أبوعبدالله قبضة لنفسه، و رد الباقي علي، و قال: يا شعيب! رد هذه المأة دينار الي موضعها الذي أخذتها منه!

قال شعيب: فقضينا حوائجنا جميعا، فقال لي أبوبصير: يا شعيب! ما حال هذه الدنانير التي ردها عليك أبوعبدالله (عليه السلام)؟

قلت: أخذتها من عروة أخي، سرا منه، و هو لا يعلمها.

فقال لي أبوبصير: يا شعيب! أعطاك أبوعبدالله - والله - علامة الامامة.

ثم قال لي أبوبصير، و علي بن أبي حمزة: يا شعيب! عد الدنانير.

فعددتها، فاذا هي مائة دينار، لا تزيد دينارا و لا تنقص دينارا [1] .



[ صفحه 166]




پاورقي

[1] كشف الغمة: ج 2 ص 189.


متعه در نظر شيعه ي اماميه


متعه را عقد انقطاع هم گفته اند و احيانا ازدواج با مدت هم ناميده مي شود و مثل زواج دائم است يعني متعه بودن عقد صريح كه دلالت بر قصد ازدواج داشته باشد منعقد نمي گردد و محتاج به ايجاب و قبول است به اين كيفيت كه زن يا وكيل او بگويد «زوجت يا انكحت يا متعت» و بغير از اين سه كلمه در عربي عقد منعقد نمي گردد و شوهر هم بايد صريحا بگويد قبلت يا رضيت و هر نزديكي كه بين زن و مردي بدون اين عقد (در متعه) اتفاق افتد سفاح و زنا مي باشد ولو بين زن و مرد رضايت كامل و ميل شديد باشد و رضايت قلبي كافي نيست ولو بهر عبارتي ادا شود و اثر شرعي ندارد

و در عقد متعه تعيين مهر و صداق ضروري است و صداق زن مثل صداق



[ صفحه 235]



زن دائم خواهد بود به اين معني كه كم و زيادي آن تأثيري در اصل ازدواج ندارد و بسته به رضايت طرفين است

و بذل مدت (بخشش) يا انقضاي مدت قبل از نزديكي موجب سقوط نصف مهر خواهد شد و چنانكه در ازدواج دائم بر محرمات نكاح عقدي منعقد نمي گردد در ازدواج به عقد انقطاع هم همانطور و محارم نسبي و سببي هر دو مثل هم است مادر و خواهر و دختر و خواهر زاده و برادرزاده و عمه و خاله نسبي و رضاعي و مادرزن و دختر و خواهر وي و زن پدر اعم از دائم و متعه و زني كه در عده ي نكاح ديگري است و زني كه به طور غير مشروع به او نزديك شده در حالي كه زن ديگري بوده است در تمام اين حالات عقد انقطاع با دائم تفاوتي ندارد و فقط عده عقد انقطاع 45 روز يا دو ظهر است و عده زوجه ي دائمه سه حيضه يا سه ماه مي باشد ولي در عده وفات بين اين دو فرقي نيست و همان چهار ماه و ده روز است اعم از آنكه زن و شوهر به همديگر نزديك شده يا نشده باشند و هم چنين فرزندان در عقد انقطاع مثل فرزندان زوجه ي دائمه هستند يعني در ارث و در نفقه و ساير حقوق با هم فرقي ندارند

و ديگر از شروط عقد انقطاع تعيين مدت است كه بايد در صيغه ي عقد ذكر شود و از اينجا فرق بين متعه و دائم معلوم مي گردد و انقضاي مدت به منزله ي طلاق است و فرق ديگر اين است كه زوجه ي منقطعه از زوج خود ارث نمي برد و نفقه ي وي هم بر مرد واجب نيست مگر در صورتي كه در ضمن عقد شرط ارث و انفاق را هم بكند

اين بود خصوصيات متعه و شرايط و حدود آن كه در تمام كتب فقه شيعه اماميه نوشته شده ولي شيعيان سوريه و لبنان و عربهاي عراق به اين امر مشروع



[ صفحه 236]



عمل نمي كنند و خلاصة آنكه شيعه ي اماميه متعه را مباح دانسته اند ولي بر اساس آنچه گفتيم ولي به آن عمل نمي كنند مگر بسيار كم و ازدواج شايع بين شيعه ي اماميه همان ازدواج دائم است كه معروف م مألوف تمام طوايف اسلامي است و ازدواج متعه در هيچ يك از محاكم شرعي آنها مطرح نمي شود و شيعه و سني اتفاق دارند كه متعه در زمان رسول اكرم صلي الله عليه و آله مشروع بوده و به آن عمل مي شده و آيه ي شريفه 24 از سوره ي نساء كه مي فرمايد (فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة) يعني آنهائي كه متعه ي شما شده اند بايد اجرشان را بدهيد و اين امر از واجبات شما است و در حديثي كه مسلم در صحيح خود از جابر بن عبدالله انصاري نقل مي كند كه گفت در عهد رسول خدا صلي الله عليه و آله و دوره ي ابوبكر و عمر متعه مي گرفتيم و اهل سنت مي گويند متعه مشروع بود ولي نسخ شد و بعد از نسخ حرام گرديد اول حلال خدا بود و بعد حرام شد ولي شيعه مي گويند نسخ اين امر مشروع به نظر ما ثابت نيست و چون حلال و مورد عمل بوده و دليل قاطعي بر نسخ آن ديده نمي شود اكنون نيز حلال است


اهل بيت؛ صراط مستقيم


حمويني به سند خود حديثي از امام صادق آورده است كه فرمود:

نحن خيرة الله و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم. [1] .

ما برگزيدگان خدا، راه روشن به سوي خدا و صراط مستقيم هستيم.


پاورقي

[1] فوائد السمطين، ج 2، ص 254، باب 48، ص 523.


معلم متعهد


منظور از فضيلت معلم كه در بخش پيشين درباره آن سخن گفته شد، هر معلمي نمي تواند باشد. بلكه معلمي است كه شايستگي هاي محوري را فراهم نموده باشد. منظور معلم متعهد است. زيرا علم بايد بازتاب داشته، در مرحله نخست براي فرد عالم تعهد آور باشد. وي را پاي بند به عهد و پيمان الهي خويش نمايد. آن عهد و پيمان يكتاپرستي، فطرت الله التي فطر الناس عليها. [1] خداي سبحان بر فطرت انسان پرستش خود را پيمان گرفته است، ألم اعهد اليكم... و ان اعبدولي هذا صراط مستقيم. [2] «آيا با شما بني آدم پيمان نگرفتيم كه تنها مرا عبادت كنيد؟!»

تعهد خدا از انسان بر خدا پرستي است و بر پيمودن راه مستقيم. معلم بر چنين تعهدي پيمان بسته است. تعهد و ايمان بازتاب علم است، انما يخشي الله من عباده العلماء، [3] «تنها عالمان از خدا مي ترسند.» علم و ايمان دو بال براي پرواز و عروج انسان است.



[ صفحه 129]



تنها عالم خشيت و تعهد دارد. الخشية ميراث العلم. [4] علمي كه خشيت و تعهد آور نباشد نه تنها فضيلت نيست، بلكه رذيلت است. علمي كه عالم متعهد نپروراند نه تنها بال نيست، بلكه وبال است. زيرا عالم و دانشمند بي تعهد به بدترين عذاب گرفتار است. امام صادق عليه السلام: اشد الناس عذابا عالما لا ينتفع من علمه بشيء.... [5] «بدترين عذاب از آن عالمي است كه از علمش بهره نمي برد.» كل علم وبال علي صاحبه الا من عمل به. [6] «هر علمي وبال عالم است مگر علمي كه بدان عمل شود.» امام صادق عليه السلام و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هم فرمودند: ان العلم يهتف بالعمل. [7] «علم، عالم را به عمل فرا مي خواند».


پاورقي

[1] روم، 30.

[2] يس، 68.

[3] فاطر، 28.

[4] بحار، ج 2، ص 52.

[5] بحار، ج 2، ص 37.

[6] همان، ص 38.

[7] همان، ص 33.


خروج امام صادق از مدينه


در آن شبي كه «محمد بن عبدالله محض» قيام كرد. حضرت صادق عليه السلام دستور دادند كيسه اي پول را كه مخفي بود بياورند در آن كيسه دويست دينار بود. حضرت فرمود: اين كيسه را امام زين العابدين عليه السلام از بهاي چيزي كه فروخته بود براي چنين شبي براي من نگه داشته بودند.

امام صادق عليه السلام آن پول را برداشتند و رهسپار باغستاني كه معروف به «طيبه» بود



[ صفحه 89]



شدند و فرمودند: از اين حادثه (قيام محمد بن عبدالله) كسي نجات مي يابد كه از مدينه سه شب راه پيموده باشد. امام صادق عليه السلام تا پايان قيام «محمد بن عبدالله» در «طيبه» ماندند. حضرت در اين مدت همان دويست دينار را خرج كردند. [1] .


پاورقي

[1] بحار / ج 11 / ص 26.


سياست خلفاي اموي در برابر شعرا


سياست غلط خلفاي بني اميه اقتضا مي كرد كه براي جلب توجه شعرا اموال زيادي به آنان بدهند و حقوق ماهيانه اي برايشان تعيين كنند و شعرا هم به خاطر ترس از اينكه حقوقشان پرداخت نشود اشعاري در مدح آنان بسرايند. برخي از شعرا نيز خود را به بهاي اندكي فروخته بودند و اشعاري را - كه نمونه ي آن گذشت - مي سرودند.


دو دام شيطان


نيكي كردن به برادران ديني، خصوصا شيعيان، از جمله مواردي است كه ائمه ي اطهار عليهم السلام روي آن تأكيد فراوان كرده اند و روايات متعددي در اين زمينه وجود دارد. امام صادق عليه السلام نيز در ادامه ي اين روايت شريف مي فرمايد: يا بن جندب ان للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه و مصائده قلت يا بن رسول الله و ما هي؟ قال: اما مصائده فصد عن بر الاخوان، و اما شباكه فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله، اما انه ما يعبد الله بمثل نقل الاقدام الي برالاخوان و زيارتهم، ويل للساهين عن الصلوات، النائمين في الخلوات المستهزئين بالله و آياته في الفترات.

شيطان دام هايي دارد كه به وسيله ي آنها انسان ها را صيد مي كند. از بزرگ ترين، عمومي ترين و مؤثرترين دام هايي كه شيطان براي آدميزاد مي گستراند، يكي اين است كه انسان را از خدمت كردن به ديگران، به ويژه برادران ديني خود باز مي دارد، دوم آن كه كاري مي كند تا انسان نمازهايش را به موقع نخواند.



[ صفحه 118]



انسان ممكن است با انجام دادن واجبات و فرايض ديني خود فكر كند كه به طور كامل به وظيفه اش عمل كرده است، در حالي كه رفع نيازهاي مادي و معنوي برادران ايماني نيز در حد توان از جمله وظايف ديني مسلمانان مي باشد. خصوصا افرادي كه فعاليت خاصي مثل تحصيل، تدريس، نويسندگي و... را انجام مي دهند، بايد بدانند كه وظايفي هم نسبت به ديگران، از جمله اقوام، همسايه ها، هم حجره اي ها و دوستان دارند، اما متأسفانه اين گونه افراد به دليل تمركز روي يك فعاليت خاص، كم تر به اين نكته توجه دارند و از انجام اين وظيفه ي مهم غافل اند. اين غفلتي است كه اولا، مقدمات آن را شيطان فراهم مي كند؛ ثانيا، به ما القا مي كند كه اصلا چيزي نداري كه بخواهي به ديگران كمك كني؛ ثالثا، ما را نسبت به نيازهاي ديگران بي تفاوت مي كند؛ يعني حالتي را در ما ايجاد مي كند كه با خود بگوييم به من ربطي ندارد كه ديگران نياز دارند يا ندارند، يا مي گوييم من زحمت كشيده ام و به اندازه ي رفع نياز خودم چيزي را به دست آورده ام، آنها هم بروند زحمت بكشند تا محتاج ديگران نباشند. حضرت در ادامه مي فرمايد: هيچ عبادتي بالاتر از اين نيست كه انسان در راه كمك كردن به برادران ديني خود قدمي بردارد، حتي اگر هم در اين راه موفق به رفع نياز آنها نگردد. نه تنها احسان و خدمت به برادران ديني بالاترين عبادت است، بلكه ديدار دوستان، البته اگر براي خدا باشد، نيز بالاترين عبادت است.

از ديگر دام هاي شيطاني، بازداشتن انسان از خواندن نماز اول وقت است. آنچه انسان را مستقيما در مسير تقرب الي الله به پيش مي برد، نماز است. نماز رابطه مستقيم بنده با خالق است. از جمله مسايلي كه باعث مي شود انسان نتواند به درستي از نمازش استفاده كند، زياد خوابيدن، دير خوابيدن و بد خوابيدن است. وقتي انسان ديگر اهتمامي به خواندن نماز اول وقت نداشته باشد، نسبت به مسايل دين نيز بي اعتنا مي شود و كم كم كارش به جايي مي رسد كه با ديده ي تمسخر به مناسك ديني مي نگرد: ثم كان عاقبة الذين أساؤا السواي أن كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤن؛ [1] سرانجام كار آنان كه به اعمال زشت و كردار بد پرداختند اين شد كه كافر شده و آيات خدا را تكذيب و تمسخر كردند. اگر خداي ناكرده انسان در اين مسير خطرناك قرار گرفت و نسبت به نماز بي اهميت شد، در واقع با اين كار مقدمات كافر شدن خود را فراهم ساخته است.



[ صفحه 119]



از جمله دلايل بي اعتنايي به دين و تمسخر آن، قرار گرفتن انسان در محيطي است كه در آن جا عوامل انحراف و دنياگرايي زياد است به گونه اي كه آيات الهي كم تر به گوش مي رسد، موعظه كم تر است و دست رسي به استاد و مربي مشكل است. قرآن كريم در مورد كساني كه عهد خدا و سوگند خود را به بهايي اندك مي فروشند، مي فرمايد: أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم؛ [2] اينان را در دار آخرت بهره اي نيست و خدا را از خشم با آنها سخن نگويد و به نظر رحمت در قيامت بدان ها ننگرد و از پليدي گناه پاكيزه نگرداند و آنان را (در جهنم) عذاب دردناك خواهد بود.

از خداوند متعال مي خواهيم كه ما را به وظايف خود آشنا و از شر وسوسه هاي شيطان دور سازد.



[ صفحه 121]




پاورقي

[1] روم (30)،10.

[2] آل عمران (3)،77.


ترسيم منظره اي شگفت آور


جالب ترين روايتي كه من در اين باب ديده ام، روايت «عمرو بن ابي المقدام» است كه منظره ي شگفت آوري را ترسيم مي كند: روز نهم ذيحجه (روز عرفه) است. محشري از خلايق در عرفات براي اداي مراسم خاص آن روز گرد آمده اند و نمايندگان طبيعي مردم سراسر مناطق مسلمان نشين، از اقصاي خراسان تا ساحل مديترانه، جمع اند. يك كلمه حرف به جا در اينجا مي تواند كار گسترده ترين شبكه ي وسايل ارتباط جمعي را در آن زمان بكند. امام، خود را به اين جمع رسانده



[ صفحه 67]



است و پيامي دارد. مي گويد: ديدم امام در ميان مردم ايستاد و با صدايي هر چه بلندتر - با فريادي كه بايد در همه جا و در همه ي گوشها طنين بيفكند و به وسيله ي شنوندگان به سراسر دنياي اسلام پخش شود - پيام خود را سه مرتبه گفت. روي را به طرف ديگري گرداند و سه مرتبه همان سخن را ادا كرد. باز روي را به سمتي ديگر گرداند و باز همان فرياد و همان پيام.... و بدين ترتيب امام دوازده مرتبه سخن خود را تكرار كرد. اين پيام با اين عبارات ادا مي شد:

«ايها الناس! ان رسول الله كان الأمام ثم كان علي بن ابي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم...» [1] .


پاورقي

[1] بحار، ج 47، ص 58.


حرم بقيع خادماني داشته است


شواهد تاريخي نشانگر اين است كه حرم شريف بقيع نيز مانند ساير حرمها داراي خادم، كفشدار و زيارتنامه خوانهاي متعدد بوده است. در اين زمينه ما به نقل مطالب سه تن از نويسندگان كه هر يك داراي نكات قابل توجه و حائز اهميت مي باشد، مي پردازيم:

نايب الصدر شيرازي مي گويد: سه شنبه هيجدهم (محرم 1306 هـ.) به عنوان



[ صفحه 99]



آستان بوسي حضرت مجتبي (عليه السلام) به بقيع رفتم، با اين كه سه ساعت از آفتاب برآمده بود، خدام نيامده بودند. ساعتي در بيرون بقعه، روي زمينِ عرش مكين نشسته، دو سودانيه كفشدار صحبتي مي نمودند كه اسامي خدام از اين قرار است: سيد عبدالكريم، سيد جعفر، سيد زين العابدين، سيد احمد من بني الحسن.

سپس مي گويد: سؤال نمودم «كَمْ رِيال يُوصَل الَيِهِم مِن طَرَفِ الحاجِ؟ قالَتا لا تَقُلْ رِيال بَل ليرات وَجِنات [1] وَالُوفَ وَمِآت» بعد از ساعتي آمدند درِ روضه مباركه را گشودند و مشرف شدم، انگشتر فيروزجي داشتم، تمنا نمودند، نياز نمودم. [2] .

امين الدوله [3] در سفر نامه خويش مي نويسد:

يكشنبه يازدهم محرم 1316، علي الصباح مُحرِم كعبه مقصود و فوز به مقام محمود شدم و از دل و جان، به آن آستان نماز آوردم. هوا روشن شد، هواي بقيع و زيارت ائمه هدي كردم، آنجا جز حاج صادق يزدي و يك ضعيفه ي كفشدار و يك سقا كسي نبود. كليددار، متولي و زيارت نامه خوان حضور نداشتند. در بقعه متبركه بسته و مقفل بود، بي آنكه سبب معلوم شود. از بيرون سر بر آستان نهاده، زيارت خواندم ونماز زيارت گزارده، برگشتم... به چند نفر از حاجيها و هم سفرهاي ايراني، حضور داده و بسته بودن در حرمِ ائمه ـ صلوات الله عليهم اجمعين ـ به تواتر گفتند كه اين معامله به تعمد است. در اين اثنا شيخ جزاء و حاج صادق آمدند و خلاصه تحقيقات آنها اين كه: حضرت شريف به جناب شيخ الحرم، شرحي نوشته، توصيه كرده اند كه چون زوار كِرام و مردم جليل و نبيل از ايرانيان، به مدينه طيبه مي آيند، اهتمام كنيد خدام و كليد داران و متوليان طمع و توقع بي جا در اخذ و عمل ناروا را نكنند. شيخ الحرم نظر به توصيه شريف قدغن كرده اند از زوار چيزي گرفته نشود و چون در



[ صفحه 100]



بقعه بقيع بر سبيل مقطوع از هر كس چند قرش گرفته مي شد سيد عبدالكريم برزنجي كليددار بقعه شريفه از حكم شيخ الحرم اعراض و در خانه نشسته، به بقيع نيامده است كه در به روي زوار بگشايد. در اين مبحث بوديم كه سيد حسن هم وارد شد و گفت قضيه همين است. گفتم اين چه شيخ الحرم است كه حكمش در سيد عبدالكريم به نقيض مقصود اثر مي كند؟!

وي پس از شرح مفصلي كه درباره ملاقات و بحث و گفتگويي كه با شيخ الحرم داشته و منجر به باز شدن حرم بقيع گرديده است، مي گويد:

گفتم برويد و در حرم را باز كنيد تا من... [4] شما را بدهم، رفت و... [5] در را گشود، زوار هم الحق بي مروتي كردند و دست خود را بسته، نقيبي به كفشدار ندادند، چه رسد به كليددار! جناب حاج ميرزا آقا امام جمعه تبريز با همتِ بلند و نيت ارجمند، حاضر شده اند در تبريز محلي معين كنند كه هر ساله هزار تومان براي خدام اين حرم مطهر، عايد شود. [6] .

ابراهيم رفعت پاشا كه براي آخرين بار در سال 1325 هـ. به عنوان «امير الحاج مصري» به حج مشرف شده است، مي نويسد: مردم مدينه در روزهاي پنجشنبه به زيارت بقيع مي روند و بر روي قبرها دسته هاي گل و ريحان قرار مي دهند و هيچ شيعه داخل حرم اهل بيت نمي گردد مگر اين كه پنج قروش (به خدام) بپردازد، همانگونه كه به هيچ كس اجازه ورود به داخل كعبه و حجره نبوي داده نمي شود، مگر يك ريال بدهد، تازه اين براي افراد عادي است و از افراد ثروتمند وجه بيشتري دريافت مي شود. [7] .

گفتني است: مقايسه گفتار ابن نجار با گفتار سه نويسنده ياد شده، نشانگر دگرگوني و تحولي است كه در حرم بقيع، در طول چندين قرن، در اثر شرايط، به وجود آمده است؛ بطوري كه در دورانهاي گذشته، در اين حرم مانند ساير حرمها در تمام روز، به روي زائران و علاقه مندان باز بوده ولي در قرن اخير كليددار و متوليان آن، كساني بودند كه جهت تأمين



[ صفحه 101]



معاش و كسب درآمدِ بيشتر، محدوديتهايي براي زائران قائل گرديده و از آنان سلب آزادي مي نمودند.


پاورقي

[1] جمع جني واحد پول مصر است.

[2] تحفة الحرمين، ص257.

[3] امين الدوله ميرزا علي خان در سال 1315 هـ. ق. در اوائل سلطنت مظفرالدين شاه، به نخست وزيري رسيد و در سال 1316 عزل گرديد و در سال 1322 هـ. از دنيا رفت. وي در ايجاد رسم الخط جديد (شكسته نستعليق) و طرز ساده نويسي سرآمد زمان خويش به شمار مي آيد. نكـ: لغتنامه دهخدا. و مي توان سفرنامه او را به عنوان نمونه اي از رسم الخط وي، معرفي نمود كه در كتابخانه عمومي آية الله العظمي مرعشي قم به شماره 253337 موجود است.

[4] يك كلمه ناخوانا.

[5] يك كلمه ناخوانا.

[6] سفرنامه امين الدوله ـ اين سفرنامه شماره صفحه ندارد.

[7] مرآت الحرمين، ج1، ص 427. اين كتاب در سال 1343 هـ. در مصر چاپ شده است.


حق النبي و علي علي المسلمين


و أدلي الامام عليه السلام في حديث له عن الحقوق العظيمة للنبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و لوصيه و باب مدينة علمه الامام أميرالمؤمنين عليه السلام علي هذه الأمة، قال عليه السلام: «ان كان الأبوان عظم حقهما علي أولادهما لاحسانهما اليهم، فاحسان محمد و علي صلوات الله عليهما و علي ابنائهما الي هذه الأمة أجل و أعظم، فهما أحق أن يكونا أبويها..» [1] .

ان للنبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و لوصيه من الحقوق علي هذه الأمة ما هو أعظم بكثير من حقوق الآباء، فقد حررا ارادة الأمة، و انقذاها من العبودية و ظلمات الجهل و منحاها الحياة الحرة الكريمة، ولكن - من المؤسف - أن هذه الأمة لم تشكر الطافهما، فقد عمدت الي اقصاء العترة الطاهرة عن مراكز الحكم و القيادة و عمد حكامها الي ابادتها بشكل رهيب في صعيد كربلاء، يقول الامام زين العابدين عليه السلام: كان رسول الله صلي الله عليه و آله مكفرا لا يشكر معروفه، و لقد كان معروفه علي القرشي و العربي و العجمي، و من كان أعظم معروفا من رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) علي هذا الخلق؟ و كذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا [2] .


پاورقي

[1] الامام زين العابدين (ص 202) نقلا عن المحاسن للبرقي.

[2] الوافي 3 / 133.


علي


ابن الامام زين العابدين، توفي بينبع [1] و دفن بها، و عمره ثلاثون سنة [2] و لم نعثر علي ترجمة ملمة بحياته، فقد أهملت مصادر التراجم و النسب البحث عنه، و بهذا ينتهي بنا الحديث عن السادة الابرار من أخوان الامام.


پاورقي

[1] ينبع: يقع عن يمين رضوي لمن كان منحدرا من المدينة الي البحر، و هي لبني الامام الحسن، فيها عيون عذاب غزيرة، و قال بعضهم انه حصن به نخيل، و ماء وزرع، و بها وقوف للأمام أميرالمؤمنين (ع) ينولاها ولده، معجم البلدان 5 / 450.

[2] عمدة الطالب 2 / ورقة 129.


خوش رفتاري با پدر و مادر


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام درباره ي آيه (و به پدر و مادر نيكي كنيد)، (و بالوالدين احسانا) فرمودند: نيكي كردن اين است كه با آنان خوش رفتاري كني و اجازه ندهي كه مجبور شوند آنچه را نياز دارند اظهار كنند و از تو بخواهند، اگر چه بي نياز باشند. (بلكه پيش از آن كه مجبور به اظهار نياز خود شوند آن را برطرف ساز) [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 157 / 1 همان، 22670.


يك سؤال و دو گونه جواب


معصومين عليهم السلام، قبل از انسان ها خلق شده اند. تمرينهاي بسياري ديده اند و فشارهاي فراواني را تحمل كرده اند تا به اين درجه و مقام رسيده اند. آنها مانند خورشيد و ماه نيستند كه فقط يك تكليف داشته باشند. بلكه تكليف هاي متعدد دارند و با هر كس به فراخور حال خودش رفتار مي كنند.

معاوية بن عمار و اسماعيل بن جابر هر دو از ياران امام صادق عليه السلام بودند. روزي معاوية بن عمار از حضرت پرسيد: يابن رسول الله، آيا مي توانم نماز روز را در شب قضا نمايم؟ امام پاسخ دادند: آري، مي تواني. بعد از مدتي اسماعيل بن جابر خدمت حضرت رسيد و همان سؤال را از حضرت پرسيد. امام پاسخ دادند: نمي تواني. عرض كرد: يابن رسول الله، چرا به معاوية بن عمار پاسخ مثبت و به من جواب منفي داديد؟ حضرت فرمودند: «ان ذاك يطيق و أنت لا تطيق [1] ؛ او مي تواند، اما تو نمي تواني».


پاورقي

[1] شيخ طوسي مي فرمايد: اسماعيل بن جابر مي خواست نوافل روز را در شب قضا كند كه با اين كار به فرائضش صدمه مي خورد، و امام او را از اين كار بر حذر داشتند (تهذيب الاحكام، ج 2، ص 16).


ترس از خدا


هر كس خدا را بشناسد و به عظمت او پي ببرد، از معصيت كردن بيمناك خواهد شد. امام كسي كه در مقام نافرماني جري و بي باك شود و از اين لحاظ ترسي به خود راه ندهد، خدا را نشناخته است و نمي توان او را «دانا» به شمار آورد.

الخشية ميراث العلم، و العلم شعاع المعرفة و قلب الايمان، و من حرم الخشية لا يكون عالما، و ان شق الشعر في متشابهات



[ صفحه 66]



العلم. [1] .

ترس از خدا نتيجه ي علم (به او) ، و علم پرتو معرفت و اساس ايمان است و كسي كه ترس از خدا نداشت عالم نيست، اگرچه در علوم مشكل موشكافي كند.


پاورقي

[1] بحار. ج 2، ص 52.


حلم و بردباري امام سجاد


بي شك، امامي كه از سوي خداي تعالي علم و راهنماي مردم مي شود، بايد مركز دايره ي اخلاق فاضله و نمونه ي كامل خصال پسنديده باشد، كه البته در اين مورد تمام امامان مساوي و برابرند؛ يعني در شجاعت، كرامت، بزرگواري، دانش و ديگر صفات فاضله يكي هستند. چنانكه از خودشان روايت شده است: «اولين ما مثل آخرين ما، و آخرينمان مثل اولينمان است. همه ي ما در فضل يكسانيم». زيرا از ويژگيهاي خلافت عظماي الهي اين است كه بايد بي كم و كاست داراي تمام برتريها و برجستگيهاي موجود باشد. حال، اگر مي بينيم برخي از ايشان در پاره اي از اوصاف مذكور بارزترند، اين به خاطر اقتضاي ظرف زمان خاصي بود كه در آن قرار گرفته بودند، و الا هر كدام از آنان اگر در شرايط ويژه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله قرار مي گرفتند، همان شجاعتها و دلاوريهايي از ايشان ظاهر مي شد كه از پيغمبر، چنانكه اميرالمؤمنين عليه السلام اين چنين بود، و اگر خود اميرالمؤمنين نيز در زمان معاويه مي بود و مي ديد كه چگونه اموال مسلمانان را تاراج مي كند و آنها را به غير مستحقان مي دهد تا آنان را جذب خود نمايد، همان كاري را مي كرد كه فرزندش حضرت مجتبي عليه السلام كرد كه بذل و



[ صفحه 425]



بخششهاي فراواني انجام داد تا بدين وسيله بقيه ي مؤمنان را كه مستمند بودند، حفظ كند تا به چنگ او نيفتند. همچنين، اگر براي هر كدام از ايشان فرصتي به وجود مي آمد - چنانكه براي امام صادق عليه السلام به وجود آمد - آنان نيز اقدام به نشر احكام الهي مي كردند همان طور كه امام صادق عليه السلام اقدام كرد. بنابراين، استدعاي شرايط ناگوار و اقتضاي حكمت ايجاب مي كرد كه هر كدام از امامان مظهر بعضي از آن فضايل و برجستگيها باشند، نه به آن معنا كه ديگران داراي آن برتري و برجستگي نبودند بلكه وصف موجود در آن امام، بارزتر و مؤكدتر از همان وصف در ديگران بود.

بنابر آنچه گفته شد، از صفات بارزي كه امام سجاد عليه السلام به آن ممتاز شده بود، حلم و بردباري آن حضرت بود كه گاه در برابر شتابزدگي و سبك مغزي و گاه در برابر جهل و ناداني به كار برده مي شد، و اين همان وصفي است كه قرآن حكيم آن را مي ستايد و مي فرمايد: «هرگاه به بيهوده اي برسند با بزرگواري از آن مي گذرند» يعني هر كاري را درست در جاي خود انجام مي دهند: عفو و بخشش را در جاي خود، ردع و منع را در جاي خود، و شتاب و بي تابي را هر جا كه حكمت اقتضا كند.


سؤال درباره ي اسماء الهي


هشام بن حكم مي گويد از حضرت صادق عليه السلام از اسامي خداي عزوجل كه از چه چيز مشتق و جدا شده است سؤال كردم.

هشام: كلمه ي الله از چه لفظي جدا و مشتق شده؟

حضرت: يا هشام الله از اله مشتق شده است و اله مقتضي الوه است و اسم غير از مسمي است هر گاه كسي اسم را ستايش كند او نيز كافر مي باشد زيرا كه دو چيز را ستايش كرده است و هر گاه كسي اسم و معني را



[ صفحه 117]



ستايش كند او نيز كافر است زيرا كه دو چيز را ستايش كرده است و هر گاه كسي معني را ستايش كند نه اسم را همين توحيد است. آيا فهميدي؟

هشام: واضحتر بيان فرماييد.

حضرت: خداي عزوجل نود و نه اسم دارد هر گاه اسم عين مسمي باشد لازم است هر اسم خدا جداگانه باشد ولي خداي عزوجل معني واحد است كه اين اسامي بر آن معني واحد دلالت مي كند و همه اين اسامي غير از خداي عزوجل است. اي هشام نان اسم است بر يك خوردني و آب بر يك نوشيدني و لباس بر يك پوشيدني و آتش بر سوزاندني آيا تحويل گرفتي حقيقت را تا با دشمنان دين بحث كني و آنها را از باطل برگرداني؟

هشام مي گويد: گفتم: بلي. حضرت فرمود: خدا تو را با اين عقيده فايده بخشيده و ثابت قدم بدارد. هشام مي گويد به بركت تعليمات حضرت به خدا قسم تا امروز در بحث توحيد كسي نتوانسته است مرا مغلوب كند.


امام صادق و معجزات و كرامات و خوارق عادات


ما در كتب سابق راجع به معجزه مفصل و به عناوين مختلف شرح مطلب داده ايم مخصوصا در تاريخ انبياء و كتاب پيشواي اسلام كه سيره پيغمبر اكرم مي باشد حق مطلب اداء شده است در كتب ترجمه ائمه هم به مناسبت مقال از كرامات آنها باز شمه اي نقل كرده ايم اين جا به مناسبت معجزات يا كرامات و خوارق عادات امام ششم مفاد مقدمه اي را كه دانشمند معاصر علامه شيخ محمدحسين مظفر در كتاب الامام الصادق در بيان اين موضوع نگاشته اند به اجمال نقل مي كنيم:

معجزه براي انبياء و كرامات و خوارق عادات براي اوصياء آنها اطلاق شده است - و اينك براي تشحيذ افكار به اين مقدمه مي پردازيم.

پروردگار منان با آفريدن مخلوقات به منطوق حديث قدسي كه فرموده كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف يك گنج مخفي بود و اين بشر را از مراحل



[ صفحه 103]



جماد و نبات و حيوان به مرحله انسانيت رسانيد تا خدا را بشناسند و در خور معرفت خود او را عبادت كنند - و براي سير اين مراحل كمالي دو راهنما فرستاد يكي عقل كه در داخل بدن انسان است و ديگر پيغمبران و انبياء و رسل كه به منزله عقل اجتماع دليل و رهبر اقوام و ملل بوده اند.

عقل تنها تميز خوب و بد و زشتي و نيكي و حسن و قبح است اما كيفيات و خصوصيات اطاعت و عبادت را كه مقدمه معرفت است بايد صاحبان شرايع دلالت نمايند و به همين جهت پيغمبران را براي تعليم عبادت براي بشر فرستاد تا مردم طريق عبادت و بندگي را فراگيرند و خداي را با صفات جلال و جمال بشناسند.

مقدمه ديگر اين است كه دعوي نبوت را بايد عقل تميز دهد و قبول كند وگرنه همه مدعي مقام نبوت و رسالت هستند. عقل و خرد بايد دلايل و براهين ثبوت نبوت را بپذيرد تا اطاعت كند - چنانچه عقل رد كند نبوت مسلم و ثابت نمي گردد.

انبياء هم براي اثبات مقام خويشتن از جانب پروردگار آيات و نمونه ها و نشانه ها دارند كه با آن منصب و مقام آسماني خويشتن را مي نمايند - تا حجت آنها بر خلق به ثبوت برسد.

بنابراين بايد كساني كه خود را به نمايندگي و سفارت الهي معرفي مي كنند يك نشانه كامل داشته باشند كه آن را به معجزه تعبير كرده و ديگران از بشر عاجز به آوردن مثل و شبيه و نظير آن بوده و هستند و با اين اعجاز تبرز و برتري شخصيت پيغمبران بر ديگران مسلم و مبرهن مي گردد.

مثلا برد و سلامت شدن آتش بر ابراهيم عليه السلام و آيات تسعه كه يد بيضا و عصي بر موسي عليه السلام و شفاي ابره و اكمه و ابرص و احياي موتي بر عيسي عليه السلام و قرآن بر محمد خاتم النبيين صلي الله عليه و آله و سلم از اموري است كه هيچ بشري قادر به برآوردن مثل آنها نبوده و اين معجزات با سحر و جادو و فنون علمي بسي فرق و بسيار امتياز دارد زيرا آن قدرت خارق العاده الهي است كه به تربيت شدگان مكتب ربوبي اجازه تصرف در مواد و عناصر را داده و در وجود و عدم مواد دخالت دارد.

معجزات خرق نواميس طبيعت است و سحر فن تقويت تخيل و قوه خلاقيت نفس است كه حقيقت و واقعيت ندارد و از صنعت و تجزيه و تركيب صورت نوعيه نواميس طبيعي يك صورتي مطلوب ساحر در مرأي و مناظر بينندگان مي گذارد - و البته اين سحر و جادو و



[ صفحه 104]



صنايع شيميائي و كيميائي در اثر علم به خواص تركيبي مواد و عناصر است كه برحسب ناموس طبيعت آنها تغيير رنگ و بو مي دهد - ولي اعجاز تعقل و شكستن و تغيير دادن رنگ و بوي طبيعي آنها مي باشد كه:

از قضا (و حكم الهي) سركنجبين صفرا فزود - روغن بادام خشكي مي نمود

اژدها شدن چوب خشك و بلعيدن تمام مواد عنصري و معدوم ساختن آن خرق ناموس طبيعت بوده و لذا سحره كه خود عالم به اين فنون بودند از همين جا تسليم شدند كه ديدند تمام مواد سحري آنها معدوم شد نه آنكه تغيير صورت داده باشد يا خلع و لبس شده باشد و حال آنكه سحرهاي آنها عين و ماهيت آنها باقي بوده تغيير صورت و شكل مي داد - يا زنده كردن مردگان به دست حضرت عيسي عليه السلام و جمع جوارح و اعضاء پرندگان به دست حضرت خليل يك امر آسماني و غير قابل تصور بوده كه پيغمبران خدا به نيروي مستودع آسماني عمل مي كردند و لذا علم نتوانست معجزه را محو كند و از بين ببرد زيرا سحر برحسب اسباب طبيعي و عادي بوده و معجزه تغيير مسير ناموس طبيعي عناصر است - و تصرف در آنها بدون اسباب و تجهيزات است.

قرآن مجيد كه كاملترين معجزه خالده آسماني و آخرين برنامه براي اداره امور معيشت خلق است و عقل و خرد هم تسليم آن گرديده تصريح به اين حقايق دارد كه انبياء نمايندگان و سفراي الهي بر خلق مي باشند و هر يك از آنها براي معرفي خويشتن معجزه اي داشته اند كه بشر ديگر از آوردن نظير آن عاجز بوده و علم و دانش هم تسليم آن گرديده است و معجزات انبياء براي مرعوب ساختن و يا مجذوب ساختن به منظور حفظ منافع شخصي نبوده بلكه براي اصلاح مفاسد اجتماعي و ارائه طريق به كمال مطلوب بوده است و هر چه كه علم و عقل تأييد نكند براي دلالت بشر به كمال كافي نيست پس قدرت و سلطه الهي بر تمام موجودات و هر چيزي موجد اين حقيقت و مكتب ربوبي گرديد تا مخلوق را به راه كمال لياقت و استعداد راهنمائي كنند و الحق كه انبياء عظام اين وظيفه را به حد كمال انجام دادند و پس از آن ميدان عمل به دست ائمه معصومين افتاد و آنها نيز از آن معجزات و خوارق عادات بهره مند بودند و عملا نشان دادند كه بر ساير خلق مزايائي دارند.

در اين مكتب سن و بزرگي و كوچكي، خردسالي و سالخوردگي شرط نيست و اين خود يكي از معجزات مكتب ربوبي است كه با تربيت مغز و قلب و فكر و روح و نفس قدسي



[ صفحه 105]



يك كودك نابالغ را بزرگتر و برتر و بالاتر و داناتر و نيرومندتر از پيرمردان مجرب و كارآزموده هم قرار مي دهد تا اعجاز خود را بنمايد و لذا ما در سيره ي ائمه معصومين (ع) مي بينيم كه مثلا ابن الرضا حضرت جوادالائمه در هفت يا پانزده سالگي توانست دانشمندي بزرگ مانند يحيي بن اكثم را تسليم قدرت علمي خود بنمايد - و صاحبان نبوغ و ذكاوت و علم و فصاحت در پيشگاهش سر تعظيم فرود آوردند - و اعتراف و تصديق كردند كه اين صفات و مزايا اكتسابي نيست اين قدرت علمي اين نيروي معنوي به علوم و لغات و فنون ملل و نحل در مدت چند سال زندگي در يك محيط كوچك به دست نمي آيد بايد يك وضع و محاذاتي آسماني باشد تا با افاضه اشراقيه الهيه نفوس قدوسي آنها تربيت يابد و نور علم و حكمت حق بر قلب آنها كامل بتابد كه به همه علوم و فنون تسلط يابند.



يتيمي كه ناخوانده ابجد درست

كتب خانه ي هفت اقليم شست



معجزه خالده انبياء به ميراث و وديعت به اوصياء آنها رسيد و چنانچه ديديم ائمه معصومين گنجور گنجينه هاي پيغمبران و امانت دار ودايع نبوت و ولايت بودند و به تمام شؤن گذشتگان واقف و از همان مباني به تمام حوادث آينده واقف گرديدند نهايت اظهارش به اذن پروردگار بوده كه:



هر كه را اسرار حق آموختند

مهر كردند و دهانش دوختند



مگر در مواقعي كه ضرورت ايجاب مي كرد تا خود را بدان قدرت و نيرو معرفي كنند و مقام آسماني خود را بنمايند تا مردم حجت خلق را بر خلق بشناسند - وگرنه نقض غرض مي شد.

فرض اعجاز پيغمبران سلف در امور مادي و شؤن عنصري بود تا آنها را بشناسند ولي ائمه ما در شؤن معنوي قدم برمي داشتند و با نيروي علم و دانش تصرف در عالم كون و فساد مي كردند و بدين قسم خوارق عادات و كرامات خود را به معرض تماشاي عمومي مي گذاشتند و لذا ديديم كه مثلا با دعا و استجابت دعا و با تصرف در عالم احياء و اماته مي كردند، از غيب خبر مي دادند به اذن حق و از آينده و حوادث مسلمه متيقنه اطلاع مي دادند و همانطور مي شد.

حضرت امام جعفرصادق عليه السلام از همان خاندان و از همان شجره طيبه و از همان پرورش يافتگان مكتب ربوبي بود كه در امامت و عصمت و علم و تقوي پيشوائي منصوب و منصوص و داراي نيروي آسماني و صاحب تصرف در مواد و عناصر و گنجور و وديعه دار سلاح نبوت و



[ صفحه 106]



آثار ولايت بود و با همين تجهيزات مجري احكام و شارح حدود و قوانين و حافظ و ناصر شريعت اسلام گرديد.

امام صادق عليه السلام اعجاز علمي داشت كه تاكنون هم كسي قادر به انكار آن نبوده يك مردي در سيزده قرن پيش بيش از پانصد رشته از علوم دنيوي را به چهار هزار شاگرد مبرز خود تعليم كند و باز هم كاسه علمش لبريزي مي كرد مي فرمود نوشته هاي مرا ببريد دفن كنيد تا روزي اهل علم و فضيلتي پيدا مي شود بيرون آورد و استفاده كند همانطور كه جدش اميرالمؤمنين عليه السلام در كنار قبرستانها مي رفت و با پشت دست شن ها را عقب مي كرد و از علوم و فنون خود كه داشت لبريز مي شد مي گفت تا سالها بعد دانشمنداني از آن استفاده كردند.

در كتاب مدينة المعاجز قريب سيصد معجزه و كرامت و منقبت از آن حضرت نقل كرده و قطب راوندي در كتاب خرايج مقداري از خوارق عادات امام ششم را نقل نموده است كه ما براي نمونه چند معجزه و كرامت را مي نگاريم.

در كتاب من لا يحضره الفقيه از بكر بن محمد ازدي روايت كرده كه او گفت يكي از اقارب من در راه مكه در شهر زبذه چنان مريض شده بود كه از او مأيوس شديم به خدمت امام صادق عليه السلام رفتم تقاضاي دعا كردم امام ششم دعا فرمود چون برگشتم او را صحيح و سالم يافتم.

شيخ صدوق در امالي مي نويسد: مردي آمد حضور امام صادق عليه السلام قدري كه نشست امام فرمود روز دوشنبه اعمال شيعيان را بر ما گزارش مي دهد و من ديدم تو در خيرات اقدامي كردي و با پسرعم خود صله رحم نمودي و ما از اين اقدامات تو خشنود شديم - عرض كرد من پسرعمي داشتم منافق و دشمن معذلك به ديدن او رفتم و او را هديه اي بردم امام فرمود به جهت همين امر خداوند عمر تو را زياد مي كند و عمر او را كوتاه مي نمايد.


مذاهب اسلامي در آن عصر و اين عصر


1- مذهب جعفري به پيشوائي امام عصر صادق عليه السلام 148 - 80

2- مذهب شافعي به پيشوائي محمد بن ادريس شافعي 204 - 150

3- مذهب حنفي به پيشوائي ابوحنيفه متولد 80 متوفي 150

4- مذهب مالكي به پيشوائي مالك بن انس متولد 95 متوفي 179

5- مذهب حنبلي به پيشوائي احمد بن حنبل متولد 164 متوفي 241

اسلام در بيش از 46 كشور در آن عصر و 18 كشور مستقل در اين عصر و در همه ممالك جهان مجموعا بيش از هفتصد ميليون پيرو دارد كه هدف اصلي همه آنها يكي است و بر اصل مشترك توحيد - قرآن - محمد صلي الله عليه و آله و سلم پيش مي روند چنانچه تاريخ و معارف اسلام نشان مي دهد از نظر آمار و احصائيه نفوس و از جهت علمي و فرهنگي و از نظر تعمق و تفكر در معارف و اصول و فروع عقايد فرقه شيعه اماميه تفوق و برتري دارند و امروز دنياي علم و دانش اين حقيقت را پذيرفته و فرهنگ دنياي بشريت در ساحت دانشگاه اسلام كه از خاندان اهل بيت و از طريق شيعه اماميه نشر و توسعه يافته سر تعظيم فرود آورده اند كه اين بحث در سر تفوق شيعه و فنون و ريشه اماميه به اثبات رسيده است. امروز يك ميليارد جمعيت مسلمين دنيا است.


علم معاقد


كه آن علم عقود و ابنيه است كه شهرسازي و خيابان بندي و ابنيه سازي و اقسام و انواع و اشكال عمارات و ساختمان ها كه مجموعه آن احداث شهر مي كند از اين راه است.


هشام بن حكم


هشام بن حكم [1] ، مكني به ابومحمد، از اصحاب امام صادق عليه السلام بود. وي در شمار متكلمان شيعه و از كساني است كه در فن كلام تبحر ويژه اي داشت. به طوري كه كسي نمي توانست با او برابري كند. بحث هاي او در فنون كلامي و مباحث ايدئولوژيكي، هر كس را به نيرومندي او در احتجاج و استدلال و قدرتش در سركوبي مخالفان واقف مي سازد. امام صادق، هشام را در عين حالي كه بسيار جوان و كم سن و سال بود، بر بسياري از اصحاب كهنسال و پيش كسوت خويش مقدم مي داشت و درباره اش مي فرمود: هشام با دل، زبان و دستش ما را نصرت و ياري مي كند. [2] .

وي براي تجارت از شهري به شهر ديگر مي رفت و مردم را نيز راهنمايي مي كرد و از مكتب اهل بيت دفاع مي كرد. وي با ملحدان مناظره



[ صفحه 162]



مي كرد و با قدرت استدلال و خضوع در برابر حق آنها را به توحيد هدايت مي كرد.

زركلي مي گويد: هشام بن حكم فقيه، متكلم، مناظره كننده و از بزرگان شيعه بود. [3] .

كتابهاي الامامة، الدلالات علي حدوث الاشياء، الرد علي الزنادقة، الرد علي هشام الجواليقي، الرد علي اصحاب الطبايع و... از اوست. [4] .

در كوفه به دليل انتشار علم كلام و نيز شكل گيري مذاهب مختلف، حلقه هاي علمي فراواني تشكيل مي شد و مناظراتي بين پيروان مذاهب مختلف انجام مي گرفت و هر گروه براي پيروزي بر گروه ديگر از علم كلام بهره مي گرفتند هشام بن حكم از برجسته ترين شخصيت هاي آن عصر بود.

هارون الرشيد درباره هشام بن حكم گفته است:

لسان هشام أوقع في نفوس الناس من ألف سيف

زبان هشام كارسازتر از هزار شمشير در جان هاي مردم است. [5] .


پاورقي

[1] الفهرست، ص 249؛ الملل والنحل، ج 1، ص 308؛ المراجعات (رهبري امام علي عليه السلام در قرآن و سنت)، سيد شرف الدين موسوي، مترجم: محمد جعفر امامي، صص 534-530، چاپ سوم، شركت چاپ و نشر بين الملل، 1382.

[2] زندگاني امام جعفر صادق، مظفر، محمدحسين، مترجم: سيد ابراهيم علوي، ص 145، چاپ اول، انتشارات رسالت، قم، 1367، ه ش.

[3] الاعلام، زركلي، خيرالدين، ج 3، ص 1123، بيروت، دارالعلم للملايين، 1986 م.

[4] لغتنامه دهخدا، ج 15، ص 23478.

[5] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، ج 2، ص 78 و 79.


غايات الوضوء


ان العبادة التي من أجلها يتوضأ الانسان تسمي غاية الوضوء، و هي ما يلي:

1- يجب الوضوء للصلاة واجبة كانت أو مستحبة، أي لا تصح الصلاة بدونه اجماعا، و نصا. و هو قوله تعالي: (اذا قمتم الي الصلاة... الخ)، و قول الامام: «لا صلاة الا بطهور».

2- الطواف أيضا اجماعا و نصا، و هو حديث: «الطواف في البيت صلاة»، و روي علي بن جعفر عن أخيه الامام الكاظم بن الامام الصادق عليه السلام: «عن رجل طاف في البيت، ثم ذكر أنه علي غير وضوء؟ فقال: يقطع طوافه، و لا يعتد به».

3- مس كتابة القرآن، فلقد روي عن الامام الصادق عليه السلام: أنه قال لولده اسماعيل: «يا بني اقرأ المصحف. فقال: اني لست علي وضوء. قال: لا تمس الكتابة، و مس الورقة و اقرأ».

و تجدر الاشارة هنا الي أن مس كتابة القرآن ليس من غايات الوضوء حقيقة، بل تسامحا، ذلك ان هذا المس ليس واجبا و لا مستحبا. و اذا لم يكن كذلك، فبالاولي ان لا يكون الوضوء من أجله واجبا أو مستحبا، لأن الوسيلة لا تجب دون الغاية، و التابع لا يزيد علي المتبوع، و علي هذا يكون الوضوء لاجل المس غير مشروع البتة.



[ صفحه 58]



اذن، المراد ان من كان علي غير وضوء يحرم عليه أن يمس كتابة القرآن، و من كان متوضئا لغاية أخري جاز له أن يمس الكتابة المقدسة.

4- يجب الوضوء لاقامة الصلاة تماما كما يجب للصلاة نفسها اجماعا و نصا، و هو قول الامام عليه السلام: «لا بأس أن تؤذن، و انت علي غير طهور، و لا تقيم - أي للصلاة - الا و أنت علي وضوء».

و ذكرنا في أول هذا الفصل ما جاء لسان الامام الرضا عليه السلام من أن صلاة الجنازة لا يجب الوضوء لها، اذا لا ركوع فيها، و لا سجود، فليست هي بصلاة حقيقة، بل دعاء للميت.



[ صفحه 59]




اموال التجارة


سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل توضع عنده الأموال يتجر بها؟ قال: اذا حال عليها الحول فليزكها.

و قال: كل مال عملت به فعليك فيه الزكاة ان حال عليه الحول.


نية الفضالة


لا يشترط في الفضولي ان تنصرف نيته الي العمل لمصلحة الغير، بل اذا اتجهت الي العمل لمصلحته، ثم تبين أن عمله لمصلحة غيره يكون فضوليا، فالعبرة في الفضولي أن لا يملك التصرف الذي قام به، مهما كان الدافع، و سيتضح ذلك من الأمثلة الآتية. قال صاحب الجواهر:«لا يعتبر في الفضولي قصد الفضولية قطعا، فمن باع شيئا بعنوان أنه ماله، فبان أنه مال غيره كان فضوليا».


رجوع الكفيل علي المكفول


اتفق الفقهاء علي أن الكفيل اذا أدي عن الغريم دون أن يأذن له بكفالته و لا الاداء عنه لا يرجع عليه بشي ء مما أداه، لأنه متبرع، و اذا أدي عنه باذنه رجع عليه، و طالبه بما أداه، حتي ولو لم يكن قد أذن له بالكفالة.

و اختلفوا فيما اذا اذن له بالكفالة دون الأداء، فمن قائل بأن الأذن بالكفالة كاف لجواز الرجوع عليه، لأن الاذن بها اذن بالأداء.. و من قائل بعدم جواز الرجوع، لأن الكفالة تتعلق بالاحضار، و الأداء متعلق بالمال، و لا ملازمة بين الاثنين.

و الحق ان الاذن بالكفالة لا تأثير له، و ان الكفيل لا يرجع علي الغريم بما



[ صفحه 79]



أداه عنه الا لأحد امرين: الأول أن يأذن له بالأداء عنه، و في هذه الحالة يرجع عليه، حتي ولو لم يكن قد اذن بالكفاية، الثاني ان يتعذر علي الكفيل احضار الغريم، و ان يريد الحاكم حبس الكفيل اذا لم يؤد عن مكفوله، فيؤدي الحق عنه، ليدفع الضرر عن نفسه، فيرجع عليه أيضا، و ان لم يأذن له بالكفالة، لأنه لا يعد متبرعا.

أما اذا كان قادرا علي احضاره، و مع ذلك لم يحضره، و أدي عنه دون أن يراجعه و يأذن له بالأداء فانه - و الحال هذي - لا يرجع عليه، حتي ولو كان قد اذن له بالكفالة، لأنه متبرع.


الاشتباه


قال صاحب الملحقات: اذا اشتبه الموقوف عليه بين شخصين، أو جهتين فالمرجع القرعة، أو الصلح القهري، و معني الصلح القهري - هنا - أن يقسم الناتج بين الاثنين اللذين هما طرفا الاشتباه.

و اذا لم نعلم جهة الوقف: هل هي المسجد أو الفقراء، أو غيرهم صرف



[ صفحه 65]



الوقف في وجوه البر و الخير.

و اذا ترددت العين الموقوفة بين شيئين، كما لو علمنا بوجود الوقف، و لم نعلم أنه الدار، أو الدكان رجعنا الي القرعة، لأنها لكل أمر مشتبه.


تحاكم أهل الكتاب عند قاض مسلم


في كتاب الجواهر باب الجهاد بحث مفيد يتناسب مع ما نحن بصدده نلخصه بما يلي:

لو تحاكم غير المسلمون عند قاض مسلم فهل يحكم بأحكام دينهم، أو بحكم الاسلام.

الجواب: علي القاضي أن ينظر، فان كان المتخاصمان ذميين كان مخيرا بين أن يحكم بحكم الاسلام، و بين الاعراض عنهما، و عدم سماع الدعوي بالمرة



[ صفحه 69]



للآية 42 من سورة المائدة: (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم و ان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا. و ان حكمت فاحكم بالقسط).

و سئل الامام جعفر الصادق عليه السلام:عن رجلين من أهل الكتاب بينهما خصومة ترافعا الي حاكم منهم، و لما قضي بينهما أبي الذي قضي عليه، و طلب أن يحاكم عند المسلمين، فقال الامام عليه السلام: يحكم بينهما بحكم الاسلام.

و اذا كانا حربيين فلا يجب علي القاضي أن يحكم بينهما، اذ لا يجب دفع بعضهم عن بعض، كما هي الحال في أهل الذمة.

و اذا كان ذميا و مسلما، أو حربيا و مسلما و جب علي القاضي قبول الدعوي، و ان يحكم بينهما بما أنزل الله، لقوله تعالي في الآية 49 من سورة المائدة: (و أن احكم بينهم بما أنزل الله، و لا تتبع أهواءهم، و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك).

و لو استعدت زوجة الذمي زوجها حكم عليه بحكم الاسلام.

و بالتالي فقد تبين مما تقدم أن علينا نحن المسلمين أن نبني علي صحة المعاملات التي تجريها الطوائف غير الاسلامية اذا كانت علي طبق دينهم ما داموا لم يتقاضوا الينا، أما اذا تحاكموا عندنا فيجب أن نحكم عليهم بحكم الاسلام في جميع الحالات، كما تقتضيه عموم الآيات و الأحاديث الدالة علي وجوب الحكم بالحق و العدل.



[ صفحه 70]




سيري بقدرة الله تعالي


عيون المعجزات المنسوب الي السيد المرتضي: عن علي بن مهران عن داود بن كثير الرقي قال: كنا في منزل أبي عبدالله و نحن نتذاكر فضائل الأنبياء.

فقال عليه السلام: مجيبا لنا: والله ما خلق الله نبيا الا و محمدا صلي الله عليه و آله أفضل منه، ثم خلع خاتمه، و وضعه علي الارض، و تكلم بشي ء، فانصدعت الارض



[ صفحه 130]



و انفرجت بقدرة الله عزوجل، فاذا نحن ببحر عجاج، في وسطه سفينة خضراء من زبرجدة خضراء في وسطها قبة من درة بيضاء، حولها دار خضراء مكتوب عليها لا اله الا الله، محمد رسول الله، علي أميرالمؤمنين، بشر القائم فانه يقاتل الاعداء، و يغيث المؤمنين و ينصره عزوجل بالملائكة في عدد نجوم السماء، ثم تكلم صلوات الله عليه بكلام فثار ماء البحر و ارتفع مع السفينة.

فقال: ادخلوها، فدخلنا القبة التي في السفينة فاذا فيها أربعة كراسي من ألوان الجواهر، فجلس هو علي أحدها، و أجلسني علي واحد، و أجلس موسي عليه السلام و اسماعيل كل واحد منهما علي كرسي.

ثم قال عليه السلام للسفينة: سيري بقدرة الله تعالي فسارت في بحر عجاج بين جبال الدر و اليواقيت، ثم أدخل يده في البحر، و أخرج دررا و ياقوتا.

فقال: يا داود ان كنت تريد الدنيا فخذ حاجتك.

فقلت: يا مولاي لا حاجة لي في الدنيا فرمي به في البحر و غمس يده في البحر و أخرج مسكا و عنبرا، فشمه و شمني، و شمم موسي و اسماعيل عليهماالسلام، ثم رمي به في البحر و سارت السفينة حتي انتهينا الي جزيرة عظيمة، فيما بين ذلك البحر، و اذا فيها قباب من الدر الابيض، مفروشة بالسندس و الاستبرق، عليها ستور الارجوان، محفوفة بالملائكة، فلما نظروا الينا، أقبلوا مذعنين له بالطاعة، مقرين به بالولاية.

فقلت: يا مولاي لمن هذه القباب؟



[ صفحه 131]



فقال: للائمة من ذرية محمد صلي الله عليه و آله، كلما قبض امام صار الي هذا الموضع، الي الوقت المعلوم، الذي ذكره الله تعالي.

ثم قال عليه السلام: قوموا بنا حتي نسلم علي أميرالمؤمنين عليه السلام فقمنا و قام و وقفنا باب احدي القباب المزينة، و هي أجلها و أعظمها، و سلمنا علي أميرالمؤمنين عليه السلام و هو قاعد فيها، ثم عدل الي قبة اخري و عدلنا معه فسلم و سلمنا علي الحسن بن علي عليهماالسلام، و عدلنا منها الي قبة بازائها فسلمنا علي الحسين بن علي عليهماالسلام ثم علي علي بن الحسين، ثم علي محمد بن علي عليهم السلام كل واحد منهم في قبة مزينة مزخرفة ثم عدل الي بنية بالجزيرة و عدلنا معه، و اذا فيها قبة عظيمة من درة بيضاء مزينة بفنون الفرش و الستور، و اذا فيها سرير من ذهب، مرصع بأنواع الجوهر.

فقلت: يا مولاي لمن هذه القبة؟

فقال: للقائم منا أهل البيت، صاحب الزمان عليه السلام، ثم أومأ بيده، و تكلم بشي ء و اذا نحن فوق الارض بالمدينة في منزل أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام و أخرج خاتمه و ختم الارض بين يديه، فلم أر فيها صدعا و لا فرجة [1] .



[ صفحه 132]




پاورقي

[1] عيون المعجزات ص 82.


وفاة الامام جعفر الصادق


شيخ حسين بن شيخ محمد عصفوري درازي بحراني (م 1216 ق) نجف، مكتبة الحيدريه، 1365 ق، رقعي، 40 ص.


تفضيل الإنسان بالقلم و البيان


تأمل يا مفضل ما أنعم الله - تقدست أسماؤه - به علي الإنسان، من هذا المنطق الذي يعبر به عما في ضميره، و ما يخطر بقلبه، و ينتجه فكره، و به يفهم عن غيره ما في نفسه، و لولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة، التي لا تخبر عن نفسها بشي ء، و لا تفهم عن مخبر شيئا،



[ صفحه 91]



و كذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين و أخبار الباقين للآتين، و بها تخلد الكتب في العلوم و الآداب و غيرها، و بها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه و بين غيره من المعاملات و الحساب، و لولاه لا نقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض، و أخبار الغائبين عن أوطانهم، و درست العلوم و ضاعت الآداب، و عظم ما يدخل علي الناس من الخلل في أمورهم و معاملاتهم، و ما يحتاجون إلي النظر فيه من أمر دينهم، و ما روي لهم، مما لا يسعهم جهله، و لعلك تظن أنها مما يخلص إليه بالحيلة و الفطنة، و ليست مما أعطيه الإنسان من خلقه و طباعه.

و كذلك الكلام، إنما هو شي ء يصطلح عليه الناس، فيجري بينهم و لهذا صار يختلف في الأمم المختلفة، و كذلك الكتابة العربي و السرياني و العبراني و الرومي، و غيرها من سائر الكتابة، التي هي متفرقة في الأمم إنما اصطلحوا عليها، كما اصطلحوا علي الكلام، فيقال لمن ادعي ذلك:

إن الإنسان و طن كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة، فإن الشي ء الذي يبلغ به ذلك الفعل و الحيلة، عطية وهبة من الله عزوجل له في خلقه، فإنه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام، و ذهن يهتدي به للأمور، لم يكن ليتكلم أبدا و لو لم تكن له كف مهيأة و أصابع للكتابة، لم يكن ليكتب أبدا.

و اعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها و لا كتابة، فأصل ذلك فطرة الباري جل و عز، و ما تفضل به علي خلقه، فمن شكر أثيب، و من كفر فإن الله غني عن العالمين.



[ صفحه 92]




المؤمن و المسلم


كمال الدين 2 / 410، ب 39، ح 3: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسي، عن اسماعيل بن مهران، عن محمد بن سعيد،...

عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: من عرف الأئمة و لم يعرف الامام الذي في زمانه أمؤمن هو؟ قال:

لا.



[ صفحه 45]



قلت: أمسلم هو؟

قال: نعم.

قال الصدوق رحمه الله: الاسلام هو الاقرار بالشهادتين، و هو الذي به تحقن الدماء و الأموال، و الثواب علي الايمان.

و قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: من شهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد حقن ماله و دمه الا بحقهما و حسابه علي الله عزوجل.


محرمات الذبيحة


[الخصال 2 / 433، ح 18: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

لايؤكل من الشاة عشرة أشياء: الفرث، و الدم، و الطحال،



[ صفحه 45]



و النخاع، و الغدد، و القضيب و الأنثيان، و الرحم، و الحياء، و الأوداج - أو قال العروق.


عند هبوب الرياح


مكارم الأخلاق 353: عن الصادق عليه السلام قال:...

اذا هبت الرياح فأكثر من التكبير، و قل: اللهم اني أسألك خير ما هاجت به الرياح و خير ما فيها، و أعوذبك من شرها و شر ما فيها، اللهم اجعلها علينا رحمة و علي الكافرين عذابا، و صلي الله علي محمد و آل محمد.


الخاتمه (إلي الرفيق الأعلي )


«الحمد لله لم يخرجني من الدنيا حتي بينت للناس جميع ما تحتاج إليه».

(الإمام جعفر الصادق عليه السلام)



[ صفحه 359]



كان الإمام في لقاءاته الأخيرة مع الخليفة (أبي جعفر المنصور) يقول له: «لا تعجل، لقد بلغت الرابعة و الستين و فيها مات أبي و جدي». فلقد كان يحس باقتراب يومه، و يلتمس من ذلك قوة عند اللقاء... تؤيده في الصدام معه و الثبات في وجهه ، و الدفاع عن حقوق الله و الناس عنده، و تذكيره بالآخرة.

و هو إلي ذلك يهيئ الدولة، و الناس، لما بعد موته.

و الناس الذين يتساءلون متي نصر الله، يولون وجوههم شطر الإمام عليه السلام، مذ قطع المنصور أسباب الأمل في الأمان و الاطمئنان، بالنكال يصبه علي من عارضه، و خص أهل البيت بكفل زاخر من عذابه. فما الكثيرون عنه إليهم. و لم يكن باقيا من مشيختهم إلا الإمام الصادق... تهوي إليه الأفئدة من بعيد و قريب، و يتزاحم عليه التلامذة من أشياخ العلماء.

و مضت الأيام، و الناس بين البأساء و النعماء، و الفزع و الرجاء... و الإمام في دروسه و مجالسه يرسي مبادئه للأجيال القادمة، و يهدي بالقول و العمل، و بمجرد أن به حياة.

و جاء ذلك اليوم الذي قال فيه، و هو رخي البال: «الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي بينت للناس جميع ما تحتاج إليه».

و هو إفصاح عن اكتمال المذهب الشيعي في تعاليمه، و نظام الدولة الشيعية، إن أمكن أن تظهر، و المجتمع الشيعي في كل حال. و إن شئت قلت مقاله (المجتمع الجعفري)، أو مقال الفقهاء: مجتمع «الشيعة الإمامية».

و جاءت ساعة الموت... و هو في تمام صحوه، و أهل البيت حافون من حوله:

قالت زوجه «حميدة» أم الإمام موسي الكاظم، و كانت من البربر، لرجل من اصحابه:



[ صفحه 360]



لو رأيت أبا عبدالله عند الموت، لرأيت عجبا: فتح عينيه ثم قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة». أما رواية الإمام موسي الكاظم فنصها: لما حضرت أبي الوفاة قال لي «يا بني لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة».

فهذا إمام تنتهي إمامته، يعهد لإمام تبدأ أيامه... فينبهه و الناس... علي حقهم في شفاعة أهل البيت، و واجبهم لينالوها، بإقامة عمود الدين.

و تضيف مولاته «سالمة» ساعة الموت حسنات فتقول: «اغمي عليه. فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي (بن علي بن الحسين) سبعين دينارا، و أعطوا فلانا كذا، و فلانا كذا. قلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال: أتريدون ألا أكون من الذين قال عنهم الله عزوجل «و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب»؟ نعم، يا سالمة. إن الله خلق الجنة و طيب ريحها، و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم.

أجل؛ كان الإمام قطعة من صميم الإسلام. جده عليه الصلاة و السلام «خلقه القرآن»، أما هو فخلقه «سنة جده». وجده يعلن سنته حيث يقول: «أفضل الصدقة علي ذي الرحم الكاشح».

و يقول إن أول الواجبات في المال بعد الزكاة: «بر الرحم إذا أدبرت».

فالإمام في ساعة الموت يوصي لمن يليه، و يذكر الشفاعة... و الصلاة... و صلة الرحم... و هو يريح رائحة الجنة.

صعدت روح الإمام إلي الرفيق الأعلي في شوال 148، لتترك المنصور في الفزع الأكبر. فلقد غابت عن الدنيا أسباب سلام يثق بها، ولاح في السماء نجم جديد... بإمام جديد... ليس له به عهد.

و المنصور ليس الرجل الذي ينتظر حتي ينكشف له أمر فيه غرر، بل هو يبتدر الخطر.

قال أبوأيوب الجوزي: بعث إلي أبوجعفر المنصور في جوف الليل، فدخلت عليه



[ صفحه 361]



و هو جالس علي الكرسي و بين يديه شمعة، و في يده كتاب. فلما سلمت عليه رمي الكتاب إلي، و هو يبكي، و قال: «هذا ابن سليمان (والي المدينة) يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات. فإنا لله و إنا إليه راجعون». قالها ثلاثا، ثم قال: و أين مثل جعفر؟ ثم قال: اكتب. فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: «اكتب إن كان قد أوصي إلي رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه».

هكذا يأمر بقتل من يجهله، و يحرمه حق المحاكمة، لمجرد أن من فحوي الوصية لرجل بعينه أنها رسالة للأمة تعلن الإمام الجديد!

لكن الله كف بطش المنصور. فرجع الجواب إليه أن الإمام أوصي إلي خمسة هم: أبوجعفر المنصور و ابن سليمان، و عبدالله و موسي و حميدة. و الأخيرون ولدا الإمام و زوجه. فليس هنا وصي بعينه. و الأولان أبوجعفر ذاته، و واليه. و ليس إلي قتل هؤلاء من سبيل!

و ما كانت وصية «الصادق» للمنصور و واليه إلا توصية لهما بالأمة، و تذكيرا لهما بأنهما ملاقيا الله مثله. و المنصور أجدر خلق الله بأن يذكره الناس بالموت، و أن يذكروه عند الموت، إن محبين له و إن مبغضين.

و لما قرن الإمام أباجعفر بابنيه و زوجه، كان يذكره أن يخاف الله فيهم و في ذوي رحمه.

كان المنصور يسابق الموت إلي من تتم الوصية إليه وحده. ففوتت عليه وصية الإمام بغيا، لم يمنعه من مقارفته تساقط دمعه، أو أن يسترجع الله مرات ثلاث، و كأنه يجعل الدمع مدادا لأمر يهتبل الفرصة لإصداره، ليقطع رأس إمام جديد من أهل البيت يطاف بها في المدائن.

و أنسته شياطين الفزع و الطمع أن يذكر ما علمه الصادق من صلة الرحم، و ازداد نسيانا يوم لا أحد ينسي!

و جري المهدي و الرشيد في أثر المنصور يهتدون به، و يدسون الجواسيس ليعرفوا



[ صفحه 362]



من يجتمع إليه الناس بعد موت الإمام.

سأل سائل موسي الكاظم، فقال (عليه السلام): «إذا هدأت الرجل و انقطعت الطريق فأقبل» و سأله آخر فقال له: «سل تخبر. و لا تذع. فإن أذعت فإنه الذبح».

بل كان هشام بن سالم ينبه زملاءه الشيعة حتي لا يقعوا في حبائل المنصور.

و ظاهر من ذلك أن المجالس العظيمة. التي كانت تنعقد في حياة الإمام الصادق، قد ولي زمانها.

ولي الإمامة موسي الكاظم بعد أبيه فتتابع في حياته عهد الهادي ثم عهد الرشيد. و اقتصر - كما سيقتصر الأئمة من بعده - علي العلم و إمامة الدين، دون أن يمدوا عينا أو فكرا إلي الخلافة الدنيوية. و مع هذا حبس الرشيد الإمام الكاظم حتي سنة 183. ثم أمر فأدخل الناس السجن ليروه ميتا... ليس به آثار قتل. و الشيعة يقولون: مات مسموما.

و خلف الكاظم في الإمامة ابنه علي الرضا. حتي إذا صار المأمون خليفة ولاه عهده... علي رغمه، سنة 201، و أمر ابنه و بني العباس بمبايعته... فصنعوا، و زوجه من بنته «أم حبيب» في سنة 202. كما زوج ابنه محمدا الجواد بنته «أم الفضل». إلا أن عليا الرضا مات سنة 203 فجأة! مسموما... في أكلة عنب - كما يقولون - في أثناء عودته في ركب المأمون من مرو إلي بغداد!

و في رحلة العودة هذه، و في ركب المأمون ذاته، قتل وزيره الذي دبر له كل أمره (الفضل بن سهل)، و كان شديد التشيع. و توجه محمد الجواد بزوجته إلي المدينة - بعيدا من بغداد. فلما ولي المعتصم أشخصه إليها. فقدمها لليلتين بقيتا من المحرم سنة 220. و في نهاية السنة مات. و الناس تقول في موته ماقالوه عن موت أبيه وجده و ما سيقولونه في موت ابنه علي الهادي. بعد أن صار إمام استقدمه الخليفة إلي العسكر في «سر من رأي» حيث قصر الخلافة. فلما مات الهادي سنة 254، قام بالإمامة ابنه الحسن الخالص (العسكري) حتي سنة 260... عام وفاته، ليخلفه ابنه محمد آخر الأئمة الأثني عشر... الذي اختفي عن الانظار، و الناس ينتظرون ظهوره... و هو عند الشيعة الإمامية



[ صفحه 363]



«المهدي المنتظر». [1] .

بهذا التاريخ يختم الأئمة الاثنا عشر حقبة من الزمن علموا فيها المسلمين العلم الذي آل إليهم عن آبائهم - عن طريق الإمام الصادق عليه السلام - بعيدين عن السلطة، مدركين جلال ما يقدمون للأمة، من تراث جدهم (صلي الله عليه و آله و سلم)... يعضون عليه بالنواجذ، و يطهرونه من الزيف، و يتبرأون ممن غلوا فيهم. [2] .

أقامت الأمم الإسلامية الدول تتري... في القارات الثلاث في العالم المعروف،



[ صفحه 364]



منتسبة إلي أهل البيت من أبناء الحسين أو أبناء عمومتهم، و مجتمعات مزدهرة، و حضارات يضرب بها الأمثال... في العراق، و اليمن، و خراسان، و إيران و أفغانستان، و باكستان، و الهند، و لبنان، و سورية، و الكويت، و البحرين، و شرق أفريقية، و كثير سواها.

ففي المغرب أقام الدولة الإدريسية إدريس بن إدريس بن عبدالله (أخي الشهداء الثلاثة محمد و إبراهيم و يحيي أبناء عبدالله بن الحسن) و كان قد فر إلي المغرب الأقصي عن طريق مصر سنة 172 هاربا من بطش الرشيد. و قد بعث إليه الرشيد من سمه.

و في المشرق قامت دولة أخري علي يد الحسن بن زيد بن... الحسن (270 - 250) و أعقبه فيها أخوه؛ و هما فقيهان زيديان.

و قامت الدولة الساسانية بخراسان؛ عاصمتها بخاري.

و أقام أئمة الشيعة الاسماعيلية دولة كبري في أفريقية و آسيا (الدولة الفاطمية). ثم قامت الدولة الإمامية الكبري في إيران حيث بقيت العقيدة الإمامية و الفقه الإمامي عقيدة و شريعة حتي اليوم. و سيطرت الدولة البويهية (447 - 324) علي الخلافة العباسية بتمامها، و وضعت مراسم التشيع و أعياده... فجعلت يوم كربلاء مأتما قوميا، و يوم الغدير عيدا إسلاميا.

و أمر معز الدولة بن بوبه، فكتب علي المساجد في بغداد: «لعن الله معاوية ابن أبي سفيان، و لعن من غصب فدكا، و من منع أن يدفن الحسن في قبر جده عليه السلام، و من نفي أباذر الغفاري. و من أخرج العباس من الشوري» فحكه الناس. فاكتفي بأن أمر أن يكتب علي المساجد: «لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم» و أمر ألا يذكر في اللعن إلا معاوية.

و تحول بنو بويه عن زيديتهم، و سلكوا مسلكا إماميا. و ولوا الشريف أباأحمد نقابة الطالبيين و إمارة الحج، بل ولوا ابنه الشريف الرضي النيابة عن الخلافة العباسية. و مع ذلك كان بين حين و آخر، يشعر بالسخط، فيجري علي لسانه الشعر الذي يمجد



[ صفحه 365]



الخلافة الاسماعيلية:



أإلي المجد إن ذل

غلام في غمده المشرفي



ألبس الذل في ديار الأعادي

و بمصر الخليفة العلوي!



فهذا زعيم إمامي يفاخر بخليفة اسماعيلي. و هو في الوقت ذاته قد ولي نيابة الخليفة السني.


پاورقي

[1] الأئمة الإثنا عشر

1 - علي (اميرالمؤمنين)

2 - الحسن المجتبي، 50

3 - الحسين الشهيد، 61

4 - علي زين العابدين، 94

5 - محمد الباقر، 114

6 - جعفر الصادق، 148

7 - موسي الكاظم ، 183

8 - علي الرضا، 202

9 - محمد الجواد، 220

10 - علي الهادي، 254

11 - الحسن العسكري، 260

12 - محمد المنتظر المهدي. ولد بسامر سنة 256 و اختفي بعد سنة، 260.

[2] من الفرق المغالية - العميرية (أصحاب عمير بن بيان العجلي) عبدوا جعفر الصادق، فتبرأ منهم. وصلبه يزيد بن هبيرة والي بني أمية سنة 128. و منها أتباع أبي الخطاب الأسدي (محمد ابن أبي زينب) - زعيم الخطابية - زعم أن جعفرا إله فتبرأ منه الإمام، فادعي الألوهية لنفسه. و حاربه المنصور و أسره و صلبه في الكوفة - و منها البزيغية (أصحاب بزيغ بن موسي) عبدوا جعفر الصادق، (و المعمرية) أصحاب (معمر بن الخيثم) - الخياط بالكوفة، و هم فرقة من الخطابية يقولون إن النور خرج من جعفر و دخل في ابي الخطاب فصار جعفر ملاكا و أبوالخطاب إلها.

و (المفضلية) أصحاب المفضل بن عمر الصيرفي (170) يقولون بإمامة معمر و ألوهية جعفر. (و السرية) أصحاب السري بن منصور (200) يقولون إن السري رسول جعفر، و جعفر هو الله، و السلام و الإسلام. و كانوا في الحج يقولون: لبيك يا جعفر لبيك.

و يقول ابن النديم في الفهرست إن أتباع أبي الخطاب أظهرتهم الفرقة الميمونية - أي الاسماعيلية - و يقول النوبختي (310) عن أتباع أبي الخطاب: «خرج من قال بمقالته من أهل الكوفة و غيرهم إلي محمد بن اسماعيل بن جعفر فدخلوا في فرقته و سمي أتباع محمد بن اسماعيل (اسماعيلية)».


دور العلماء في الحياة الاجتماعية


قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «العلماء ورثة الأنبياء» و الأنبياء هم القدوة الفضلي



[ صفحه 154]



للناس، منارات هداية علي مفارق دروب الحياة.

و قال الامام الصادق عليه السلام اذا رأيتم العلماء الفقهاء يركبون الي الحكام فاتهموهم.

فالأنبياء عليهم السلام جاؤوا ليدمروا بروج الظلم و الطغيان و يرشدوا الانسان الي معالم الحياة الحرة الكريمة. و الفقهاء، و هم ورثتهم نهجوا نهجهم السمح، و خطهم السليم الرحيم و عملوا لخير الجماعة الانسانية من أي عرق و لون.

لكن حين يمضي هؤلاء الي الحكام يتزلفون اليهم و يتمسحون، رغبة بملاذ الدنيا و مصالحهم الشخصية، فانهم يفتحون لهم الأبواب علي مصاريعها و يهشون لهم... ثم لا يمضي وقت طويل أم قصير حتي يستحوذوا عليهم و يذللوهم لأهوائهم السياسية... و يتخذون منهم وجه دعاية لهم يلهون بها جماهير الشعب. و عندها يفسح المجال لهم فلا رقيب علي جرائمهم الأخلاقية، و لا حسيب علي ممارساتهم الاجتماعية الظالمة. فالفقهاء المخدوعون غطاء مناسب للحكام الظالمين الذين أصبحوا بأمن من غضب الجماهير و عقابها و لو لوقت معين. من أجل ذلك حذر الامام الصادق عليه السلام الشعب منهم، و طلب منه أن يضعهم في قفص الاتهام، حين يركبون الي الحاكم و يضعون علمهم و معرفتهم في خدمته.

حذر الامام الشعب لكي لا يخدع بما يبدونه من مظاهر النسك و الصلاح و التقوي، بينما هم في الحقيقة يتلبسون المكر تلبيسا فحبهم الزائد للدنيا و طمعهم فيها أنساهم حب الله الذي لم يجد له مسكنا في قلوبهم، ولو وجد له مسكنا لما مضوا الي الحكام سائلين صاغرين.. لأن من ينفتح قلبه لحب الله و رسوله، لا يسأل غيرالله و لا يخشع لمخلوق عاجز مثله، و لا يري عظيما الا الله. و لا يسجد الا لله و لا يعظم الا شعائر الله. فيحب في الله و يكره في الله و يعمل في سبيل الله..

ان الفقيه المؤمن لا يتخذ من الدين وسيلة للكسب المادي و لا يسبح بحمد أحد من العالمين، فما التسبيح و الحمد الا لرب العالمين، الفقيه المؤمن لله يطلب من الحاكم أن يعود الي الصراط المستقيم حين يراه ناكبا عنه.

و الفقيه الحق، لا يري الدنيا من خلال ذاته و مصالحه الفردية، بل يراها من خلال مصالح الجماهير.. لأنه مسؤول عن تطبيق أحكام الله العادلة و مسؤول عن



[ صفحه 155]



رفاهية و سعادة شعبه في مستوي طاقاته العلمية و الاجتماعية و الثقافية.

و بذلك يكون الفقيه الحق مصباحا منيرا تستضي ء الأمة بنور توجيهه السليم الذي اقتبسه من كتاب الله الكريم و سنة رسوله الشريفة، أما حين يجعل من نفسه مطية للحاكم و أرباب المناصب.. و المترفين.. فانه لا ريب يخون الأمانة العلمية الملقاة علي عاتقه تجاه رب العالمين.. انه يكون راضيا بما يفعله الحكام الظالمون، بل يكون عونا لهم، و شريكا في آثامهم..

لذلك حذر الامام الصادق عليه السلام من هذه الطغمة من الفقهاء.. و ناشد المسلمين و خاطبهم جيلا بعد جيل: «اذا رأيتم الفقهاء يركبون الي الحكام فاتهموهم». أي انبذوهم و لا تثقوا بهم لأنهم يتخذون من الدين وسيلة.. للتنعم في أحضان شهوات الدنيا الآثمة.

ان الدين عندالله الاسلام، و من رضي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين، و الاسلام محبة و اخاء و تعاون، و الاسلام تسامح بين عبادالله الصالحين، و قد جعل من هذا التسامح اكسيرا يجددون به شباب الحياة و محاسنها، فهو يشد القلب الي القلب و الفكر الي الفكر و يؤلف بين قلوب آدم و حواء. و من روح هذا المبدأ الرحماني - الانساني قول الله في كتابه العزيز:

«انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم» [1] .

و قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «الانسان أخ الانسان أحب أم كره».

و من فرقان هذا المبدأ الراشد القويم، يري الامام الصادق عليه السلام العالم كله وحدة اجتماعية متكاملة.. فلا تفريق بين دين و دين، و انسان و انسان، فالناس كلهم عبادالله، و الدين كله لله و الأعمال تثبته.

و لم ينس الامام الصادق قول جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي قال مبدأ عالميا يتناول جميع خلق الله بلا استثناء:



[ صفحه 156]



«الخلق كلهم عيال الله و أقربهم اليه أنفعهم لعياله» [2] .

فتأمل هذا المجاز اللطيف، لأن عيال الله هم البشر عامة، و عيال الانسان من يعوله [3] ثقلهم، و يهمه أمرهم، و الله سبحانه و تعالي لا تؤده [4] الأثقال و لا تهمه الأحوال، ولكنه سبحانه و تعالي لما كان متكفلا بمصالح عباده يدر عليهم حلب الأرزاق، ويلم لهم شعث الأحوال، و يعود عليهم بمرافق الأبدان، و مراشد الأديان، شبهوا من هذه الوجوه بالعيال الذين في ضمان العائل، و كفاية الكافل.


پاورقي

[1] الحجرات الآية 10.

[2] المجازات النبوية للشريف الرضي ص 241.

[3] جاء في القاموس: عال الشي ء فلانا غلبه، و ثقل عليه و أهمه.

[4] أي لا تتعبه الأثقال، يقال: آده الأمر أودا: بلغ منه المجهود و من ذلك قوله تعالي: «وسع كرسيه السماوات و الأرض و لا يؤده حفظهما» أي لا يتعبه حفظهما.


كدام اعمال بهتر؟ و كدام گناهها بزرگتر است؟


محمد بن سماعه گويد: يكي از اصحاب ما از امام صادق - عليه السلام - سؤال كرد: به من خبر ده كدام اعمال بهتر است؟

حضرت فرمودند: توحيد پروردگار.

سؤال كرد: كدام يك از گناهها بزرگتر است؟

حضرت فرمود: تشبيه خدا به مخلوق. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 3 ص 8 ح 18.


حديث 071


شنبه

المعروف زكاة النعم.

خوبي به ديگران، زكات نعمت ها است.

بحار، ج 75، ص 268


علمه أن أبابصير جنب


محمد بن الحسن الصفار: عن أبي طالب، عن بكر بن محمد قال: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبدالله عليه السلام، فلحقنا أبوبصير خارجا من زقاق و هو جنب و نحن لا نعلم، حتي دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام، قال فرفع رأسه الي أبي بصير فقال: يا أبامحمد أما تعلم أنه لا ينبغي لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء فرجع أبوبصير و دخلنا [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله الشيباني قال: حدثنا محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن يعطيني دلالة مثل ما أعطاني أبوجعفر عليه السلام، فلما دخلت عليه قال: يا أبامحمد، ما كان لك فيما كنت فيه شغل، تدخل علي امامك و أنت جنب، قال: قلت: جعلت فداك ما فعلت الا علي عمد، قال: أو لم تؤمن؟ قال: قلت: بلي و لكن ليطمئن قلبي. قال: قم يا أبامحمد فاغتسل، فاغتسلت وعدت الي مجلسي، فعلمت عند ذلك أنه الامام [2] .

و قال أبوجعفر أيضا: روي بكر بن محمد الأزدي، و جماعة من أصحابنا قال بكر: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبدالله عليه السلام فلحقنا أبوبصير خارجا من الزقاق و هو جنب و نحن لا نعلم، حتي دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام، فرفع رأسه الي أبي بصير فقال: يا أبامحمد ألا تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأوصياء، فرجع أبوبصير و دخلنا [3] .



[ صفحه 94]



أبوعلي الطبرسي في اعلام الوري و ابن بابويه في دلائل الأئمة و معجزاتهم و المفيد في الارشاد: قالوا:

روي أبوبصير قال: دخلت المدينة و كانت معي جويرية لي فأصبت منها، ثم خرجت الي الحمام فلقيت أصحابنا الشيعة و هم متوجهون الي أبي عبدالله عليه السلام، فخفت أن يسبقوني و يفوتني الدخول عليه، فمشيت معهم حتي دخلت الدار معهم، فلما مثلت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام نظر الي ثم قال لي: «يا أبابصير أما علمت أن بيوت الأنبياء و أولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب»؟ فاستحييت و قلت له: يابن رسول الله اني لقيت أصحابنا فخفت أن يفوتني الدخول معهم، و لن أعود الي مثلها و خرجت [4] .

ابن شهرآشوب: قال: في كتاب الدلالات: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، قال أبوبصير: اشتهيت دلالة الامام، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا جنب، فقال: يا أبامحمد ما كان لك فيما كنت فيه شغل، تدخل علي امامك و أنت جنب؟! فقلت: جعلت فداك ما عملته الا عمدا، قال: أو لم تؤمن؟ قلت: بلي و لكن ليطمئن قلبي، قال: فقم يا أبامحمد فاغتسل الخبر [5] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 232، ج 5 باب 10 ح 23.

[2] دلائل الامامة: ص 123.

[3] دلائل الامامة: ص 137.

[4] اعلام الوري: ص 269 و مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 226 و الارشاد للمفيد: ص 273.

[5] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 226.


تاكنون در بحث توحيد مغلوب نشده ام


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: از سه گروه اجتناب و دوري كن: خائن، ستمگر و سخن چين. آن كه به نفع تو خيانت كرد، بدان كه يك روز هم به تو خيانت مي كند، و آن كه به نفع تو ظلم كرد، يك روز به تو ظلم مي كند و هم چنين كسي كه به نفع تو سخن چيني كرد.

و از هشام بن حكم نقل مي كند كه گفت:

از حضرت صادق عليه السلام اسمهاي خدا و اشتقاقات آنها را سؤال كردم و حديث را ذكر مي كند تا آن جا كه مي گويد: فرمود: اي هشام! فهميدي به طوري كه از دين خدا دفاع كني و با دشمنان ما و مشركان مبارزه كني؟ گفتم: آري. فرمود:

خداوند تو را نفع بخشد و ثابت دارد. و به خدا! تاكنون كسي در بحث توحيد مرا مغلوب نكرده است.



[ صفحه 153]




في وصيته إلي ولده في التقوي


أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان ومحمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج [1] ، أنّ أبا الحسن موسي عليه السلام بعث إليه بوصيّة أبيه، وبصدقته مع أبي إسماعيل مصادف:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذا ما عَهِدَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ، يُحيي وَيُميتُ، بِيَدِهِ الخَيرُ وَهُوَ علي كُلِّ شَي ءٍ قَديرٌ، وَأنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسولُهُ، وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها، وَأنّ اللهَ يَبعَثُ مَن في القُبورِ، علي ذلِكَ نحيا وَعَلَيهِ نَموتُ وَعَلَيهِ نُبعَثُ حَيّاً إن شاءَ اللهُ.

وَعَهِدَ إلي وَلَدِهِ ألّا يَموتوا إلّا وَهُم مُسلِمونَ، وَأن يَتَّقوا اللهَ وَيُصلِحوا ذاتَ بَينِهِم ما استَطاعوا، فَإنَّهُم لَن يَزالوا بِخَيرٍ ما فَعَلوا ذلِكَ، وَإن كان دينٌ يُدانُ بِهِ. وعَهِدَ إن حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ وَلَم يُغَيِّر عَهدَهُ هذا وَهُوَ أولي بِتَغييرِهِ ما أبقاهُ اللهُ، لِفُلانٍ كَذا وَكَذا، وَلِفُلانٍ كَذا وَكَذا، وَلِفُلانٍ كَذا، وَفُلانٌ حُرٌّ، وَجَعَلَ عَهدَهُ إلي فُلانٍ [2] الحديث [3] .



[ صفحه 70]




پاورقي

[1] عبد الرّحمان بن الحجّاج

عبد الرّحمن بن الحجّاج البجليّ مولاهم كوفيّ بيّاع السّابري سكن بغداد ورمي بالكيسانية روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام وبقي بعد أبي الحسن عليه السلام ورجع إلي الحقّ ولقي الرّضاعليه السلام وكان ثقة ثقة ثبتاً وجهاً وكانت بنت بنت ابنه مختلطة مع عجائزنا تذكر عن سلفها ما كان عليه من العبادة. له كتب يرويها عنه جماعات من أصحاب. (رجال النّجاشي: ج 2 ص 49 الرّقم 628، رجال الطّوسي: الرّقم3215 و5041، رجال البرقي: ص24 و48، رجال ابن داوود: الرّقم930 و289 و537).

جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعميّ قال: اجتمع هشام بن سالم وهشام بن الحكم وجميل بن درّاج وعبد الرّحمان بن الحجّاج ومحمّد بن حمران وسعيد بن غزوان ونحو من خمسة عشر رجلاً من أصحابنا فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التّوحيد وصفة الله عزوجل وغير ذلك لينظروا أيّهما أقوي حجّة فرضي هشام بن سالم أن يتكلّم عنه محمّد بن أبي عمير ورضي هشام بن الحكم أن يتكلّم عنه محمّد بن هشام فتكالما وساق ما جري بينهما وقال: قال عبد الرّحمان بن الحجّاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربّك إلّا العود يضرب به قال جعفر بن محمّد بن حكيم: فكتب إلي أبي الحسن موسي عليه السلام يحكي له مخاطبتهم وكلامهم ويسأله أن يعلّمه ما القول الّذي ينبغي ندين الله به من صفة الجبّار؟

فأجابه في عرض كتابه: فهمت رحمك الله إنّ الله أجلّ وأعلي وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه وكفوا عمّا سوي ذلك. (رجال الكشّي: ج2 ص564 ح 500).

و حسين بن ناجية قال سمعت أبا الحسن عليه السلام وذكر عبد الرّحمان بن حجّاج فقال: إنّه لثقيل علي الفؤاد (ج 2 ص 740 ح 829). وأبو القاسم نصر بن الصّباح قال: عبد الرّحمان بن الحجّاج شهد له أبو الحسن عليه السلام بالجنّة وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول لعبد الرّحمان: يا عبد الرّحمان كلّم أهل المدينة فإنّي أحبّ أن يري في رجال الشّيعة مثلك (ج 2 ص 741 ح 830).

[2] وسيأتي تمام الحديث في مكاتيب الإمام موسي بن جعفرعليهما السلام إن شاء الله.

[3] الكافي:ج 7 ص 53 ح8.


وصيت 02


عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبدالله عليه السلام الي رجل من أصحابه: أما بعد فاني أوصيك بتقوي الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الي ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه، فان الله عزوجل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده الا بطاعته [1] .

امام صادق عليه السلام در پاسخ به نامه ي يكي از يارن خود، اين گونه مرقوم فرمود: تو را سفارش مي كنم به تقواي الهي؛ چرا كه خداوند ضمانت نموده براي كسي كه



[ صفحه 133]



تقواي خدا را پيشه نمايد، او را از آنچه نمي پسندد، به سوي آنچه دوست دارد ببرد و از جايي كه در انديشه اش نيست روزي اش دهد؛ پس بپرهيز از اين كه جزء كساني باشي كه بر مردم به سبب گناهانشان نگرانند، اما از عقوبت گناه خويش غافلند و خود را در امان مي بينند. خداوند در مورد بهشتش فريب نخورده و آنچه را در نزد خدا است، جز به طاعت الهي دسترسي به آن ممكن نيست.

به راستي مكتب اهل بيت عليهم السلام مكتبي است كه هميشه سعي و كوشش دارد سعادت دنيا و آخرت را براي پيروانش به ارمغان آورده، آنان را در هر مكاني كه باشند، عزيز گرداند؛ چه در زندگاني دنيوي و مادي و چه در فرداي قيامت كه با عزت و سربلندي به صحراي محشر وارد شوند.


پاورقي

[1] كافي، ج 8، ص 749 ح 9؛ طرائف الحكم، ج 2، ص 50.


اكساء أجسام الحيوانات و خلقة أقدامها بعكس الانسان و أسباب ذلك


انظر يا مفضل الي لطف الله جل اسمه بالبهائم كيف كسيت أجسامها هذه الكسوة من الشعر و الوبر و الصوف لتقيها من البرد و كثرة الآفات ألبست الاظلاف و الحافر و الاخفاف لتقيها من الحفاء اذ كانت لا أيدي لها و لا أكف و لا أصابع مهيأة للغزل و النسج فكفوا بأن جعل كسوتهم في خلقهم باقية عليهم ما بقوا لا يحتاجون الي تجديدها و استبدال بها.

فأما الانسان فانه ذو حيلة و كف مهيأة للعمل. فهو ينسج و يغزل و يتخذ لنفسه الكسوة و يستبدل بها حالا بعد حال. و له في ذلك صلاح من جهات. و من ذلك أنه يشتغل



[ صفحه 81]



بصنعة اللباس عن العبث و ما تخرجه اليه الكفاية. و منها أنه يستريح الي خلع كسوته اذا شاء و لبسها اذا شاء و منها أن يتخذ لنفسه من الكسوة ضروبا لها جمال و روعة فيتلذذ بلبسها و تبديلها و كذلت يتخذ بالرفق من الصنعة ضروبا من الخفاف و النعال يقي بها قدميه. و في ذلك معائش لمن يعمله من الناس و مكاسب يكون فيها معائشهم و منها أقواتهم و أقوات عيالهم. فصار الشعر و الوبر و الصوف يقوم للبهائم مقام الكسوة و الأظلاف و الحوافر و الاخفاف مقام الحذاء.


تواضع و فروتني


بسيار ديده مي شود كه در جامعه، افراد كم ظرفيت و ضعيف الايماني به هنگام رسيدن به نعمت و يا پست و مقامي گرفتار غفلت و غرور مي شوند. ولي افراد با ايمان و پر ظرفيت هر چه نعمت فراوان و مقام و رتبه شان بالا رود مانند درخت پربار سر به پايين مي اندازند و خود را نمي بازند. از آنجايي كه ملكات اخلاقي خود را در لابه لاي اعمال و گفتار و حركات نشان مي دهند. لذا صفت تكبر و تواضع هر دو در تمام اعمال انسان آشكار مي شود، در نتيجه، تكبر، سبب تنفر و دوري مردم از انسان



[ صفحه 94]



خودخواه و سقوط او از مقامات دنيوي و اخروي مي باشد و در مقابل تواضع و فروتني موجب نزديك شدن و پيوند مردم يا شخصي متواضع خواهد شد.

از روايات اسلامي چنين بر مي آيد كه غرور و خودخواهي و فروتني و خاكساري نتيجه و عكس العمل معكوس دارند. به اين معني كه هر قدر انسان متواضع باشد، مقام و منزلت او بالا مي رود و هر چه متكبر باشد پست تر و خوارتر مي شود.

معاوية بن عمار مي گويد: شنيدم كه امام صادق عليه السلام فرمود: در آسمان دو فرشته مراقب اعمال انسان ها هستند، پس هر كس براي خدا تواضع كند، او را بلند مي گردانند و هر كس تكبر ورزد، او را پست مي گردانند. [1] .

پيشوايان ديني با همه كمال و مقام شامخي كه در نزد خدا دارند، چون واسطه بين خدا و مردم هستند، بايد خود را تنزل دهند و با مردم مماشات نموده مانند يكي از آن ها باشند و با فروتني و تواضع بين مردم جاهل زندگي كنند. از سوي ديگر آنان به عظمت و جلال خداوند عارفند و خود را در برابر مقام كبريايي او كوچك مي بينند، از اين رو مي بينيم كه امامان عليهم السلام در زندگي، خود را به آخرين درجه تواضع رسانيده اند.


پاورقي

[1] الكافي، ج 2، ص 122.


نشوء المذاهب


أصبح النشاط العلمي واسع النطاق، فكان في كل بلد إمام له مذهب ينسب اليه، و كثر عدد المذاهب المنتمون اليها، إلا أنه لم يكتب البقاء لاكثرها و اعتراها الانقراض، و كان لمؤسسيها الذين كثر اتباعهم تأريخ مجيد و مكانة سامية، ربما فاقوا في نظر معاصريهم و ذوي العلم منهم رؤساء المذاهب الذين وقفت قافلة الفقه عندهم، و اقتصر استنباط الاحكام عليهم، ولكن عوامل انتشار مذاهبهم عجزت عن مسايرة الظروف فلم يكتب لها البقاء، و محيت من صفحة الوجود و لم يبق لأبناء السنة منها إلا الاربعة:



[ صفحه 154]



المالكي. و الحنفي. و الشافعي. و الحنبلي. اما المذاهب التي انقرضت فهي كثيرة و نذكر منها:

1- مذهب عمر بن عبدالعزيز، المتوفي، سنة 101 ه 720 م

2- مذهب الشعبي، المتوفي، سنة 105 ه 723 م

3- مذهب الحسن البصري، المتوفي، سنة 110 ه

4- مذهب الأعمش، المتوفي، سنة 148 ه 764 م

5- مذهب الاوزاعي، المتوفي، سنة 157 ه 773 م

6- مذهب سفيان الثوري، المتوفي، سنة 161 ه 777 م

7- مذهب الليث، المتوفي، سنة 175 ه

8- مذهب سفيان بن عيينة، المتوفي، سنة 198 ه 814 م

9- مذهب اسحق، المتوفي، سنة 238 م

10- مذهب ابي ثور، المتوفي، سنة 240 ه 854 م

11- مذهب داود الظاهري، المتوفي، سنة 270 ه 833 م

12- مذهب محمد بن جرير، المتوفي، سنة 310 ه 923 م

و مذهب عبدالله بن اباض [1] و غيرها من مذاهب المسلمين التي تتفق احيانا و تفترق احيانا في كثير من المسائل الشرعية، و منهم من جعل في تعداد هذه المذاهب، مذهب عائشة، مذهب ابن عمر، مذهب ابن مسعود، مذهب ابراهيم النخعي. و لزيادة البيان نذكر طرفا من حياة بعض أولئك العلماء و رؤساء المذاهب.


پاورقي

[1] تاريخ الفتح العربي في ليبيا ص 106.


رسالة الامام زين العابدين للزهري


«كفانا الله و إياك من الفتن، و رحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لم عرفك أن يرحمك. فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك، و أطال من عمرك. و قامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه. و فقهك فيه من دينه و عرفك فيه من سنة نبيه. فانظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها... و لا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير، و لا راضيا منك بالتقصير، هيهات هيهات ليس كذلك، أخذ علي العلماء في كتابه إذ قال: «لتبيننه للناس و لا تكتمونه».

و اعلم أن أدني ما كتمت و أخف ما احتملت ان آنست و حشة الظالم. و سهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت. و إحابتك له حين دعيت. فما أخوفني باثمك غدا مع الخونة. و أن تسأل عما أخذت باعانتك علي ظلم الظلمة. انك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك. و دنوت ممن لم يرد علي أحد حقا و لم ترد باطلا حين أدناك، و أحببت من حاد الله. أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحي مظالمهم، و جسرا يعبرون عليك إلي بلاياهم، و سلما إلي ضلالهم، داعيا إلي غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك علي العلماء، و يقتادون بك قلوب الجهال اليهم، فما أقل ما أعطوك في



[ صفحه 511]



قدر ما أخذوا منك، و ما أيسر ما عمروا لك فكيف فما خربوا عليك، فانظر لنفسك فانه لا ينظر اليها غيرك، و حاسبها حساب رجل مسؤول، و انظر كيف شكرك لمن غذاك في نعمه صغيرا أو كبيرا، فما أخوفني عليك أن تكون كما قال الله تعالي في كتابه: «فخلف من بعدهم خلف... الآية». إلي آخر الرسالة الخالدة. [1] .

و نكتفي بمواد هذه الرسالة القيمة عن زيادة في البيان لتعريف شخصية ابن شهاب الزهري، فقد أعطتنا الرسالة عنه صورة طبق الأصل، و إن سياسة عدم التعاون مع الظلمة هي التي سار عليها أهل البيت واحدا بعد و احد و كان حرصهم شديدا علي حث الأمة و إلزامهم مقاطعة الظالمين و هجرهم لينتبهوا لأخطائهم التي يرتكبونها في سياستهم الجائرة، و هم بحكم هذه القاعدة لا بد و أن يكونوا مضطرين إلي العدل، و في العدل سلامة البلاد و راحة العباد.


پاورقي

[1] تحف العقول.


وصيته لعمرو بن سعيد


قال عمرو بن سعيد بن هلال: قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام: اني لا أكاد ألقاك الا في السنين فأوصني بشي ء آخذ به، قال عليه السلام:



[ صفحه 134]



أوصيك بتقوي الله و صدق الحديث، و الورع و الاجتهاد، واعلم أنه لاينفع اجتهاد لا ورع معه، و اياك أن تطمح نفسك الي من فوقك، و كفي بما قال عزوجل: «فلا تعجبك أموالهم و لا أولادهم».

و قال عزوجل لرسوله: «و لا تمدن عينيك الي ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا».

فان خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فانما كان قوته الشعير، و حلواه التمر، و وقوده السعف اذا وجده.

و اذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله، فان الخلق لم يصابوا بمثله قط.


مناقبه


تقدم الكلام حول المناقب، المؤلفين فيها، و انهم جاءوا بأشياء لا واقع لها، و انها من نسيج الوهم و تصوير الخيال، و أن أكثرهم اندفع وراء العاطفة العمياء، فحال بينهم و بين التفكير الحر و الوصول الي الواقع، حتي جعلوا من لا شي ء شيئا، و وضعوا أحاديث تدل بمنطوقها علي عظمة الشخصية التي يحاولون ابرازها في اطار العظمة التي خرجت بهم عن نطاق البشرية، و ارتفعت بها الي أسمي رتبة من الكمال النفساني.

و قد تعرضنا في الأجزاء السابقة الي ذكر بعض المناقب لرؤساء المذهب الثلاثة بصورة اجمالية، و انهم أوردوا أحاديث مبشرات عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، كل ذلك نتيجة التطاحن الطائفي و الصراع العقائدي.

أما الحنابلة فلم يأتوا بشي ء من تلك المبشرات تصريحا، لتكون في قائمة المرجحات للاتباع، ولكنهم استندوا الي البعض منها تلميحا، او علي وجه العموم دون تخصيص، ولكنهم امتازوا بوضع المنامات، و كثرة الاطياف، و لعل الكثير منهم جعلها هي المرجحة لاتباع احمد و اعتناق مذهبه، و يشهد لذلك قول أبي الخطاب المتوفي سنة 476 ه:



و عن مذهبي ان تسألوا فابن حنبل

به اقتدي مادمت حيا امتع



و ذاك لاني في المنام رأيته

يروح و يغدو في الجنان و يرتع [1] .



و يقول بعضهم: رأيت أباالخطاب في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟

فأنشد:



أتيت ربي بمثل هذا

فقال ذا المذهب السديد



محفوظ ثم في الجنان حتي

ينقلك السائق الشهيد



و محفوظ هو اسمه و هو من كلواذ، و كان من شيوخ الحنابلة و اعيانهم، لما مات دفن الي جنب قبر أحمد.

و كثرت المنامات التي تعطي بمؤداها صورة عن عظمة شخصية أحمد، و تعلق العامة به.



[ صفحه 470]



نقل ابن الجوزي عن علي بن اسماعيل انه قال: رأيت ان القيامة قد قامت و كأن الناس قد جاءوا الي موضع عند قنطرة، لا يترك أحد يجوز حتي يجي ء بخاتم، و رجل ناحية يختم للناس و يعطيهم، فمن جاء بخاتم جاز، فقلت: من هذا الذي يعطي الخواتيم؟ فقالوا: هذا احمد بن حنبل [2] .

و قد سبقتهم الحنفية لهذه المنقبة في الاختراع، فقد ذكر المكي في المناقب أن أباحنيفة رؤي علي سرير في بستان، و معه رق يكتب جوائز قوم، فسئل عن ذلك فقال: ان الله قبل عملي و مذهبي و شفعني في أمتي، و انا اكتب جوائزهم. فقيل له: الي أي غاية يكون علمه حتي تكتب جائزته؟

فقال ابوحنيفة: اذا علم أن التيمم لايجوز بالرماد [3] و ناهيك ما لهذه الأمور من أثر في توجيه شعور العامة. و تعلق قلوبهم بمن يكون اتباعه نجاة من عذاب يوم القيامة، و ما اكثر هذه الترغيبات في كتب المناقب، و التساهل في نقلها، كما أن المالكية يدعون أن مالكا يمنع منكرا و نكيرا عن مساءلة أصحابه في القبر. و نحن لا نطيل الحديث عن هذه الأمور، ولكنا نشير للبعض منها مما جعل كالبشارة بأحمد و ترجيح اتباعه.

و يقول الاسود بن سالم: أتاني آت و قال لي يا أسود الله يقرأ عليك السلام و يقول لك هذا أحمد بن حنبل يرد الأمة عن الضلالة فما أنت فاعل؟ و الا هلكت.

ويقول الحسن الصواف: رأيت رب العزة في المنام فقال لي يا حسن من خالف احمد بن حنبل عذب.

و يقول ابو عبدالله السجستاني: رأيت رسول الله في المنام، فقلت: يا رسول الله من تركت لنا في عصرنا هذا من امتك نقتدي به في ديننا؟ قال: عليك بأحمد بن حنبل.

الي غير ذلك من المنامات و الأطياف التي وضعها انصار المذهب الحنبلي، ليوجهوا الناس اليه في عصر طغي فيه تيار التعصب و جعلت الطائفية أداة لاغراض الولاة، و ستارا تعمل من ورائه الايدي العابثة التي تحمل معول الهدم و أداة التخريب.

و قد استخدموا القصاصين في استخدام هذه الوسائل تحقيقا للهدف، و نيلا للغرض الذي يحصل من وراء ذلك. فتراهم يقومون في الاندية، و المساجد



[ صفحه 471]



و الطرقات، يحدثون بما يعضد المذهب و انتشاره، فهذا يقص عمن لا يعرفه: بأنه رأي في المنام بعض الصالحين في النوم فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفرلي.

قيل: من وجدت أكثر أهل الجنة؟ قال: أصحاب الشافعي: فقال له: فأين أصحاب أحمد بن حنبل؛ فأجابه: انك سألتني عن أكثر أهل الجنة، و ما سألتني عن أعلا عليين، أصحاب أحمد في أعلي أهل الجنة، و أصحاب الشافعي أكثر أهل الجنة.

و يقول الحسين بن أحمد الحربي: رأيت في المنام كأني في جماعة، و كأنا قد اعتقلنا، و كأني مكروب من الاعتقال، فاذا بقائل يقول: أي شي ء أنتم؟ فقلت: حنابلة أ فقال: قوموا فان الحنابلة لا يعتقلون، و كأن قائلا يقول: ما من أحد اشتمل علي هذا المذهب فحوسب.

و عن يحيي الحماني قال: رأيت في المنام كأني في صفة لي اذ جاء النبي صلي الله عليه و آله و سلم فأخذ بعضادتي الباب، ثم أذن و أقام، و قال: نجا الناجون و هلك الهالكون. فقلت: من الناجون؟

قال: أحمد بن حنبل و أصحابه [4] .

و بهذا النشاط استغل كثير من الكذابين وضع منامات لجلب قلوب العامة، كما تري من رواية الحماني، و هو المعروف بالوضع، و المشهور بالكذب، كما نص الحفاظ علي ذلك.

و علي وجه الاجمال فقد كثرت المنامات في شخصية أحمد مرة، و في مذهبه أخري، و في قبره و فضل زيارته ثالثة. و بذلك انتشر لأحمد ذكر و رفعوه عن مستوي البشر.

قال أحمد بن حسين: سمعت رجلا من خراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل يرونه أنه لا يشبه البشر، يظنون انه من الملائكة. و قال رجل: نظرة عندنا من أحمد تعدل عبادة سنة.

و قال بعضهم: ما كنت أحب ان اقتل في سبيل الله و لم أصل علي الامام أحمد [5] و آخر يقول يوم دفنه: دفن اليوم سادس خمسة و هم: أبوبكر، و عثمان، و علي، و عمر بن عبدالعزيز و أحمد بن حنبل.

الي كثير من الأقوال التي صدرت عن أناس تأثروا بدعايات دعاة المذهب عندما سنحت الفرصة، و رجحت الكفة و انتصر أهل السنة علي خصومهم،



[ صفحه 472]



و فسح الطريق أمامهم لمناصرة السلطة لهم بكل شي ء.

يحدثنا ابن الجوزي: انه ذكر عند المتوكل بعد موت أحمد أن أصحاب أحمد يكون بينهم و بين أهل البدع (و هم غيرهم من الطوائف) انشر، فقال لصاحب الخبر: لا ترفع الي من أخبارهم، و شد علي ايديهم، فانهم و صاحبهم من سادة أمة محمد.

و كذلك كان لا يصغي لقول أي أحد في أحمد عندما رفع منزلته و قربه، يحدثنا ابن كثير ان بعض الأمراء أبر المتوكل أن أحمد لا يأكل لك طعاما، و لا يشرب لك شرابا، و لا يجلس لك علي فراش، و يحرم ما تشربه.

فقال المتوكل: و الله لو نشر المعتصم، و كلمني في أحمد ما قبلت منه.

و كتب رجل للمتوكل: ان أحمد يشتم آبائك و يرميهم بالزندقة، فكتب المتوكل جوابا يتضمن عدم الاعتناء، و أمر أن يضرب الرجل الذي رفع اليه الرقعة مائتي سوط، فأخذه عبدالله بن اسحاق فضربه خمسمائة، سوط فقال له المتوكل: لم ضربته خمسمائة سوط؟

فقال: مائتين لطاعتك و ثلثمائة لكونه قذف هذا الشيخ الصالح أحمد ابن حنبل [6] .

و كما ذكرنا أن المتوكل أمر القصاصين و بعض الفقهاء بالحديث عن الرؤية و ما يتعلق بذم المعتزلة و الجهمية، فلا غرابة أن يتقولوا علي الشافعي انه قال: من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر، فقيل له تطلق عليه اسم الكفر؟ فقال: نعم من أبغض أحمد بن حنبل عاند السنة، و من عاند السنة، قصد الصحابة، و من قصد الصحابة. أبغض النبي، و من أبغض النبي صلي الله عليه و آله و سلم كفر بالله العظيم [7] .

فيكون الناتج: من أبغض أحمد كفر بالله العظيم.

و لسنا نريد هنا استقصاء ما وضع في تلك الفترة حول شخصيته، و لا نطيل الحديث في ذلك بعد أن أظهر لنا التحقيق مدي ذلك النشاط الذي سار عليه كثير من رواة المناقب، فهي لا تعطي لنا صورة واقعية.

اننا نريد التعرف علي تلك الشخصيات من طريق الواقع، و ستقف علي أقوال العلماء في الامام أحمد كما وقفت علي اقوالهم في غيره.



[ صفحه 473]




پاورقي

[1] طبقات الحنابلة ج 1 ص 47.

[2] ابن الجوزي ص 446.

[3] مناقب أبي حنيفة ج 2 ص 207.

[4] المناقب لابن الجوزي ص 504.

[5] المناقب لابن الجوزي ص 504.

[6] البداية و الانهاية ج 10 ص 340.

[7] طبقات الحنابلة ج 1 ص 13.


رأي الشيعة في الصحابة


انه ليست المسألة مسألة بيان رأي الامام الصادق عليه السلام في الصحابة و انما الأمر يدور حول عقيدة الشيعة في الصحابة، فاذا ثبت أن جميع الصحابة محل تقدير الامام الصادق و أبيه الباقر عليهماالسلام، فان الثابت أن الشيعة لا يذهبون الي ذلك، و لابد هنا أن نذكر بعض ما يتعلق بهذه المسألة و فروضها ثلاثة:

الأول: ان الصحابة كلهم عدول أجمعين، و ما صدر منهم يحتمل لهم،



[ صفحه 143]



و هم مجتهدون و هذا هو رأي الجمهور من السنة.

الثاني: ان الصحابة كغيرهم من الرجال و فيهم العدول، و فيهم الفساق، فهم يوزنون بأعمالهم، فالمحسن يجازي لاحسانه، و المسي ء يؤخذ باساءته. و هذا رأي الشيعة.

الثالث: ان جميع الصحابة كفار - و العياذ بالله - و هذا رأي الخارجين عن الاسلام و لا يقوله الا كافر، و ليس من الاسلام في شي ء.

هذه ثلاثة فروض للمسألة و هنا لابد أن نقف مليا لنفحص هذه الأقوال: اما القول الثالث فباطل بالاجماع و لم يقل به الا أعداء الاسلام أو الدخلاء فيه. و اما القول الأول و هو أشبه شي ء بادعاء العصمة للصحابة، أو سقوط التكاليف عنهم، و هذا شي ء لا يقره الاسلام، و لا تشمله تعاليمه.

بقي القول الوسط و هو ما تذهب اليه الشيعة، من اعتبار منازل الصحابة حسب الأعمال، و درجة الايمان و ذلك:

ان الصحبة شاملة لكل من صحب النبي صلي الله عليه و اله و سلم أو رآه أو سمع حديثه، فهي تشمل المؤمن و المنافق، و العادل و الفاسق، و البر و الفاجر، كما يدل عليه قول النبي صلي الله عليه و اله و سلم في غزوة تبوك عندما أخبره جبرئيل بما قاله المنافقون: ان محمدا يخبر بأخبار السماء و لا يعلم الطريق الي الماء، فشكا ذلك الي سعد بن عبادة.

فقال له سعد: ان شئت ضربت أعناقهم. قال صلي الله عليه و اله و سلم: «لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه و لكن نحسن صحبتهم ما أقاموا معنا».

فالصحبة اذن لم تكن بمجردها عاصمة تلبس صاحبها أبراد العدالة؛ و انما تختلف منازلهم و تتفاوت درجاتهم بالأعمال.

و لنا في كتاب الله و أحاديث رسوله صلي الله عليه و اله و سلم كفاية عن التمحل في الاستدلال علي ما نقوله؛ و الآثار شاهدة علي ما نذهب اليه؛ من شمول الصحبة و أن فيهم العدول من الذين صدقوا ما عاهدوا عليه الله، و رسخت أقدامهم في العقيدة، و جري الايمان في عروقهم، و أخلصوا لله فكانوا بأعلي درجة من الكمال، و قد وصفهم الله تعالي بقوله:

«أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوي علي سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم



[ صفحه 144]



مغفرة و أجرا عظيما» [1] .

و هم المؤمنون «الذين آمنوا بالله و رسوله و لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون» [2] .

و قد أمر الله تعالي باتباعهم و الاقتداء بهم بقوله تعالي: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين».

«و» و فيهم السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين «رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم» [3] .

هؤلاء من أصحاب محمد صلي الله عليه و اله و سلم و من يستطع أن يقول فيهم ما لا يرضي الله تعالي و يخالف قوله.

كما أن الصحبة تشمل من مردوا علي النفاق، و الذين ابتغوا الفتنة من قبل و قلبوا لرسول الله الأمور، و أظهروا الغدر، حتي جاء الحق و ظهر أمر الله و هم كارهون.

و فيهم من كان يؤذي رسول الله و قد وصفهم الله بقوله:

«و منهم من يؤذون النبي و يقولون هو أذن» [4] «و ان الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذابا مهينا» «و الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم».

و فيهم المخادعون و الذين يظهرون الايمان، و قد وصفهم الله تعالي بقوله: «و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر و ما بمؤمنين يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخدعون الا أنفسهم و ما يشعرون» «و اذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و اذا خلوا الي شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون».

«و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن و لنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله يخلوا به و تولوا و هم معرضون فأعقبهم نفاقا الي يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه و بما كانوا يكذبون».

و الحاصل أن الصحبة منزلة عظيمة، و فضيلة جليلة، و هي بعمومها تشمل من امتحن الله قلبه للايمان، و أخلص لله، و جاهد و ناصر، و من رقي درجة الكمال النفساني، فكان مثالا لمكارم الأخلاق، و هم يخشون الله و يمتثلون



[ صفحه 145]



أوامره، كما وصفهم تعالي بقوله: «انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم و اذا تليت عليهم آية زادتهم ايمانا و علي ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون؛ أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم» [5] .

كما أنها تشمل من لم يدخل الايمان قلبه (و يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) و «اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انه ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع علي قلوبهم فهم لا يفقهون».

فنحن لا نرتاب في ديننا، و لا نخالف قول ربنا و ما جاء عن رسوله صلي الله عليه و اله و سلم و أهل بيته، في تمييز منازل الصحابة، و درجاتهم فنتبع الصادقين و نوالي المؤمنين، و ندين الله بحب من رضي الله عنهم، بما أحسنوا الصحابة، و أبلوا البلاء الحسن في نصرة الدين، و ندعو الله في كل آن عن عقيدة خالصة بدعاء سيدنا الامام زين العابدين عليه السلام في صحيفته المعروفة بزبور آل محمد في دعائه لاتباع الرسل:

اللهم و أتباع الرسل و مصدقوهم من أهل الأرض بالغيب، عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب، و الاشتياق الي المرسلين بحقائق الايمان، في كل دهر و زمان، أرسلت فيه رسولا، و أقمت لأهله دليلا، من لدن آدم الي محمد صلي الله عليه و اله و سلم من أئمة الهدي، و قادة أهل التقي علي جميعهم السلام.

اللهم و أصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحابة، و الذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، و كانفوه، و أسرعوا الي وفادته، و سابقوا الي دعوته و استجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته؛ و فارقوا الأزواج و الأولاد في اظهار كلمته، و قاتلوا الآباء و الأبناء في تثبيت نبوته، و انتصروا به، و من كانوا منطوين علي محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، و الذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته، و انتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك و فيك، و أرضهم من رضوانك، و بما حاشوا الخلق عليك، و كانوا مع رسولك دعاة لك و اليك، و اشكرهم علي هجرتهم فيك ديار قومهم، و خروجهم من سعة المعاش الي ضيقه...

هؤلاء هم محل تقدير أهل البيت، و شيعتهم لا يتعدون ما رسموه لهم و أوضحوه بتعاليمهم؛ و نشكو الي الله ما تجناه المغرضون، و ما يقوله المهرجون



[ صفحه 146]



من أن الشيعة يطعنون بجميع الصحابة أو يكفرونهم - و العياذ بالله - و نحن ندين الله بموالاة أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحابة و مدحهم الله تعالي في كتابه العزيز، كما نتبرأ ممن أساء الي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و آذاه و من ارتكب الجرائم و خالف أوامر الاسلام.

و نحن لا نتنازل عن بغض من ظلم أهل البيت و عاداهم، و أعلن الحرب عليهم، و آذي رسول الله فيهم، فاولئك لا نتبرأ من البراءة منهم، و نتقرب الي الله في معاداتهم، لأنهم ظالمون.


پاورقي

[1] سورة الفتح آية 29.

[2] سورة الحجرات آية 15.

[3] سورة التوبة آية 100.

[4] سورة التوبة آية 61.

[5] سورة الأنفال آية 2 و 3 و 4.


من هو سيف؟


سيف بن عمر الضبي الاسدي و يقال التميمي البرجمي و يقال السعدي الكوفي المتوفي بعد سنة 170 و هو راوية احاديث السقيفة و الردة، و حوادث عهد عثمان، و هو نقطة انطلاق اسطورة ابن سبأ، و عليه تدور اخبار السبئية، و نشأتهم و اثرهم في المجتمع الاسلامي، و ما احدثوه من بدع، و ما اوجدوه من خلاف.

انه هو المبدع لهذه الاساطير، و الموجد لتلك الحوادث، و المنفرد بتصوير شخصية ابن سبأ، و الباني لكيانه.

و قد وصفوه بانه وضاع كذاب، زنديق يروي الموضوعات عن الاثبات، و لننظر اولا الي من يروي عنهم سيف او بعبارة اوضح من يضع عنهم الروايات، ثم نعود الي الحديث عن سيف.



[ صفحه 477]




المال


هذه القوة الكبري للانتاج و هي العمل، تعاونها قوة أخري هي المال، شريطة أن يستعمل، فاذا لم يستعمل تنقصته الزكاة عاما بعد عام حتي تقضي عليه، و من أجل ذلك صار مباحا الاتجار في مال اليتيم لحسابه حتي لا يأكله الزمن [1] و انما يستعمل المال في التجارة و في الصناعة و الزراعة و سائر الوجوه، فلا يكنز و لا يؤخذ عليه ربا، بل يتواصل المسلمون فيه بالمعروف.



[ صفحه 452]



سئل الصادق: لم حرم الله الربا؟ و أجاب: «لئلا يتمانع الناس المعروف» [2] و المعروف مطلوب في العلاقات العادية و المالية و بين جميع المتعاملين، في القروض و نظرة الميسرة، أو المشاركة في مخاطر الاتجار أو الاستصناع، و المزارعة، و الخدمات، وسواها، لتجري الأرزاق لهم من الله علي أيديهم.

و أول الواجبات في المال أن يكون أداة تعمير للدنيا باستثماره، و للأنفس بمشاركة المحتاجين اليه، سواء للعمل به أو للعيش منه، و ألا يكون وسيلة للاستعلاء و انما وسيلة للتواصل، يتأدي بها المسلم الي العمل الصالح.

و من الأوليات في هذه الواجبات: الاقتصاد و الترفق، يقول الامام: «أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق، و الرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، و الرفق لا يعجز عن شي ء، و التبذير لا يبقي معه شي ء» [3] و في القليل كفاية مع القناعة، و الكثير لا يغني مع السرف.

و في المعني ذاته يقول الصادق: «ضمنت لمن اقتصد ألا يفتقر» [4] و انما يفتقر من يتجاوز الحدود، و يبعثر قواه، و يخسر أشياءه.

و بالرفق في الأمور تجري الحياة بين الناس علي نسق مقبول، يقول الامام: «من كان رفيقا في أمره نال ما يريده من الناس» [5] .

و الله تعالي يحب الرفق في الأمر كله [6] .



[ صفحه 453]




پاورقي

[1] راجع مصباح الفقاهة للسيد الخوئي: ج 4 ص 61 فقد عقد بحثا لذلك. الطبعة الثالثة مطبعة أمير - قم.

[2] مستدرك الوسائل: ج 13 ص 332، بحارالأنوار: ج 75 ص 201، الدر المنثور للسيوطي: ج 1 ص 365، ذيل تاريخ بغداد: ج 3 ص 214، تهذيب الكمال: ج 5 ص 88، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 262، كشف الغمة: ج 2 ص 370 و ص 399، العدد القوية: ص 150.

[3] الكافي: ج 2 ص 119، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 335، وسائل الشيعة: ج 15 ص 270، مشكاة الأنوار: ص 315، بحارالأنوار: ج 72 ص 61.

[4] الكافي: ج 4 ص 53، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 64، الخصال: ص 9، وسائل الشيعة: ج 21 ص 552 و ص 553، بحارالانوار: ج 68 ص 346، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 529، و في بعض المصادر الأخري الرواية عن الكاظم عليه السلام.

[5] الكافي: ج 2 ص 120، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 338، وسائل الشيعة: ج 15 ص 272، بحارالأنوار: ج 72 ص 64، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 177، و فيها جميعا: «ما يريد» بدل «ما يريده».

[6] من حديث للنبي صلي الله عليه و آله و سلم ذكره لعائشة. راجع: الانتصار للشريف المرتضي: ص 482، المجموع للنووي: ج 19 ص 413، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 118، مسند أحمد: ج 6 ص 37 و 85 و 199، صحيح البخاري: ج 7 ص 80 و 133 و 165 و 51، صحيح مسلم: ج 7 ص 4.


و من وصاياه لشيعته


قال زيد الشحام: قال لي أبوعبدالله عليه السلام اقرأ من تري أنه يطيعني منكم و يأخذ بقولي السلام.

و أوصيكم بتقوي الله عزوجل، والورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يأمر بأداء الخيط و المخيط، صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري فيسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفر، و اذا كان



[ صفحه 280]



علي غير ذلك، دخل علي بلاؤه و عاره، و قيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني أبي عليه السلام أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها، آداهم للأمانة، و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم للحديث، اليه وصاياهم و ودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: من مثل فلان انه لأدانا للأمانة و أصدقنا للحديث [1] .

و بهذا ركز الامام علي جانبي العبادة و المعاملة، و أنه لا يتم ايمان مؤمن، اذا لم تكن العبادة لله عزوجل مقترنة كتوأم مع المعاملة.

بل حدد علي أداء الأمانة و صدق الحديث مرات عديدة، و توليته عليه السلام لهذا الجانب مراعاة لحقوق الآخرين - فضلا علي انهما رأس المعاملة في جميع جوانبها - علي حقوق الله تعالي، اذ أن الله تعالي غفور رحيم قد يتجاوز عن حقه، ولكنه لا يتجاوز عن حق المظلوم الا أن يعفو بنفسه عنه.

و وصاياه عليه السلام كثيرة اقتطفنا لب الثمرة، اذ ما لا يدرك كله لا يترك كله.


پاورقي

[1] الكافي ج 2 كتاب العشرة، باب ما يجب من المعاشرة ح 5.


في بعض ما يتعلق بالوضوء


و فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولي: رفع الحدث بماء الورد:

مذهب الامام جعفر الصادق: أن ماء الورد يجزئ برفع الحدث اذ أصله ماء. نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [1] .

و الحجة لهم:

1- قوله تعالي: «فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا» [2] .

وجه الدلالة:

أن ماء الورد أصله ماء فلا يجوز العدول عنه الي التيمم مع وجوده،



[ صفحه 129]



لأن الانتقال الي التيمم مقيد بعدم وجود الماء قياسا علي ماء البحر [3] .

2- و من المعقول: أنه كما يمكن ازالة النجاسة الحسية بماء الورد لكونه سائلا مزيلا يمكن ازالة النجاسة المعنوية به أيضا.

و ذهب جمهور الفقهاء الي أنه: لا يجوز رفع الحدث بماء الورد. و نقل بعضهم الاجماع علي ذلك [4] .

المسألة الثانية: مسح الرأس:

أجمع العلماء علي وجوب مسح الرأس في الوضوء [5] .

و اختلفوا في المقدار الواجب مسحه.

مذهب الامام جعفر الصادق: أنه يكفي مقدم الرأس. نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار و غيره [6] .

روي ذلك عن زيد بن علي و الباقر و الناصر و داود و اليه ذهب أحمد في رواية، و قالوا: هو حكم عام للرجال و النساء فلا يجوز لها أن تمسح علي الخمار.

و قال أبوحنيفة و هو رواية عن أحمد: الواجب مسحه مقدار الناصية و هو الرابع [7] .

والحجة لهم:

قوله تعالي: «و امسحوا برءوسكم» [8] .



[ صفحه 130]



وجه الدلالة:

أن الآية مجملة فالمسح الوارد فيها يطلق علي الكثير و القليل. وقد بينت السنة النبوية المقدار الواجب مسحه و هو مقدم الرأس و قد روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم يتوضأ و عليه عمامة قطرية فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدم رأسه و لم ينقض العمامة [9] .

فظاهر الحديث الاقتصار علي مسح مقدم الرأس و عدم التكميل لا علي بقية الرأس و لا علي العمامة.

و قال أكثر العترة و مالك و المزني و رواية عن أحمد: ان الواجب مسح جميع الرأس [10] .

المسألة الثالثة: حكم غسل الفرجين (القبل و الدبر) في الوضوء:

مذهب الامام جعفر الصادق: ان الفرجين ليسا من أعضاء الوضوء.

نقل ذلك عنه صاحب الروض النضير [11] .

روي ذلك عن جمهور الزيدية: الباقر و الناصر و القاسم و الداعي. و هو رأي علماء الأمة [12] و لم يذكر عن أحد من الأئمة الأربعة غسل الفرجين لا في أعضاء الوضوء و لا في فرائضه و لا في سننه [13] .

و الحجة لهم:

1- قوله تعالي: «فاغسلوا وجوهكم» [14] .



[ صفحه 131]



وجه الدلالة:

ان الله تعالي أوجب الابتداء بغسل الوجه اذ الفاء تقتضي الترتيب و التعقيب فعقب الله تعالي ارادة القيام للصلاة بغيل الوجه من غير امهال. و لم يذكر الفرجين.

2- ما روي عن النبي صلي الله عليه و سلم أنه قال للذي سأله عن كيفية الوضوء «توضأ كما أمرك الله اغسل وجهك و ذراعيك» [15] .

و لم يذكر في الحديث غسل الفرجين.

و قال بعض الفقهاء: ان غسل الفرجين بعد ازالة النجاسة أو عند ارادة الوضوء من الريح فرض من فروض الوضوء و هذا مذهب المهدي و الهادي و أولاده [16] .

و الحجة لهم:

ما روي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء «فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المطهرين» [17] .

فسألهم رسول الله صلي الله عليه و سلم، فقالوا: انا نتبع الحجارة الماء [18] .

فالفرجان اذن من أعضاء الوضوء لحديث أهل قباء اذ الطهور اسم لغسل هذه الأعضاء فكانا كالوجه، ثم هما عضوان يغسلان للصلاة فكانا كالوجه [19] .

و قد رد الشوكاني علي من جعل الفرجين من أعضاء الوضوء و أوجب غسلهما بقوله (جعل الفرجين عضوا من أعضاء الوضوء لم يثبت



[ صفحه 132]



عن عالم من علماء الاسلام قط، لا من الصحابة و لا من التابعين و لا من تابعيهم و لا من أهل المذاهب الأربعة و لا من الأئمة أهل البيت و ذكر المصنف له في كتابه هذا قد تبع من تقدمه من المصنفين في الفروع من أهل الديار و كلهم يجعل ذلك مذهبا للهادي و هو أجل قدرا من أن يقول به و ليس في كتبه حرف من ذلك قط و لا أظن هذه المقالة الا صادرة من بعض الموسوسين في الطهارة و أهل العلم بريئون عنها كما أن الشريعة المطهرة بريئة منها، و ليس في الكتاب و لا في السنة حرفا يدل علي ذلك) [20] .

و حديث أهل قباء ضعيف بجميع طرقه حيث أورد الحافظ ابن حجر تضعيف البزار له حيث قال: لا نعلم أحد رواه عن الزهري الا محمد بن عبدالعزيز و لا عنه الا ابنه، و محمد بن عبدالعزيز ضعفه أبوحاتم فقال: ليس له و لا لأخويه عمران و عبدالله حديث مستقيم.

و ضعف هذا الحديث عبدالله بن شيب [21] و ليس فيه ذكر اتباع الاجمار الماء و هو حديث ضعيف بجيمع طرقه فلا تقوم به حجة.


پاورقي

[1] البحر الزخار: 2 / 37.

[2] سورة النساء: 43.

[3] المغني: 1 / 8 - 7.

[4] الاختيار: 1 / 14؛ المجموع: 1 / 93؛ السراج الوهاج شرح المنهاج: 8؛ البيان الشافي: 1 / 68؛ المنتقي: 1 / 59؛ مغني المحتاج: 1 / 18؛ كشاف القناع: 1 / 27.

[5] شرح مسلم: 3 / 107؛ المغني: 1 / 111.

[6] البحر الزخار: 2 / 64؛ الروض النضير: 1 / 198 - 132.

[7] المصادر السابقة؛ الهداية: 1 / 2؛ المبسوط: 1 / 63؛ البناية: 1 / 47؛ المغني: 1 / 112؛ الاستذكار: 1 / 169؛ نيل الأوطار: 1 / 192.

[8] سورة المائدة: 6.

[9] سنن أبي داود: 1 / 36؛ سنن ابن ماجه: 1 / 187.

[10] القرطبي: 6 / 88؛ شرح الدردير: 1 / 24؛ المجموع: 1 / 4؛ المغني: 1 / 125؛ الاستذكار: 1 / 167؛ بداية المجتهد: 1 / 11؛ نيل الأوطار: 1 / 192؛ الصابوني: 1 / 886.

[11] الروض النضير: 1 / 156.

[12] المصدر السابق.

[13] الهداية: 1 / 12؛ شرح الزرقاني: 1 / 51؛ السراج الوهاج: 16؛ البحر الزخار: 1 / 53؛ السيل الجرار: 1 / 75.

[14] سورة المائدة: 6.

[15] نصب الراية للزيلعي: 1 / 367؛ المجموع: 1 / 411.

[16] البحر الزخار: 1 / 52؛ ضوء النهار: 2 / 183 و ما بعدها.

[17] سورة التوبة: 108.

[18] سنن أبي داود: 1 / 11؛ سنن ابن ماجه: 1 / 127.

[19] البحر الزخار: 1 / 53.

[20] السيل الجرار: 1 / 75 و ما بعدها.

[21] تلخيص الحبير: 1 / 112.


الي كم تدوسون هذا البيدر؟!


روي الشيخ الطبرسي قدس سره، عن عيسي بن يونس، قال: «كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري [1] ، فانحرف عن التوحيد، فقيل له: تركت مذهب صاحبك، و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة؟!

قال: ان صاحبي كان مخلطا! يقول طورا بالقدر، و طورا بالجبر! فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه!».

فقدم مكة متمردا و انكارا علي من يحجه، و كان تكره العلماء مجالسته، لخبث لسانه، و فساد ضميره. [2] .

روي الشيخ المفيد قدس سره باسناده عن العباس بن عمرو الفقيمي: أن ابن أبي العوجاء، و ابن طالوت، و ابن الأعمي، و ابن المقفع، في نفر من الزنادقة، كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، و أبو عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام فيه اذ ذاك يفتي الناس، و يفسر لهم القرآن، و يجيب عن المسائل بالحجج و البينات.

فقال قوم لابن أبي العوجاء: هل لك في تغليظ هذا الجالس و سؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به؟ فقد تري فتنة الناس به، و هو علامة زمانه.

فقال لهم ابن أبي العوجاء: نعم!



[ صفحه 40]



ثم تقدم، ففرق الناس و قال: أبا عبدالله! ان المجالس أمانات، و لابد لكل من كان به سعال أن يسعل، فتأذن لي في السؤال؟

فقال له أبو عبدالله عليه السلام: سل ان شئت.

فقال له ابن أبي العوجاء: الي كم تدوسون هذا البيدر [3] ، و تلوذون بهذا الحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب [4] و المدر [5] ، و تهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟! من فكر في ذلك و قدر، علم أنه فعل غير حكيم و لا ذي نظر، فقل فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك أسه و نظامه!

فقال له الصادق عليه و آبائه السلام: ان من أضله الله و أعمي قلبه استوخم الحق [6] و لم يستعذبه، و صار الشيطان وليه و ربه، يورده مناهل الهلكة، و هذا بيت استعبدالله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم علي تعظيمه و زيارته، و جعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال، و مجمع العظمة و الجلال، خلقه قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمر و انتهي عما زجر، الله عزوجل المنشئ للأرواح و الصور.

فقال له ابن أبي العوجاء: ذكرت - أبا عبدالله - فأحلت علي غائب! [7] .

فقال الصادق عليه السلام: كيف يكون - يا ويلك! - عنا غائبا من هو مع خلقه شاهد،



[ صفحه 41]



و اليهم أقرب من حبل الوريد؟! [8] يسمع كلامهم، و يعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان، و لا يشتغل به مكان، و لا يكون الي مكان أقرب من مكان، تشهد له بذلك آثاره، و تدل عليه أفعاله، و الذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة محمد صلي الله عليه و آله و سلم جاءنا بهذه العبادة، فان شككت في شي ء من أمره فاسأل عنه أوضحه لك.

قال: فأبلس [9] ابن أبي العوجاء و لم يدر ما يقول، فانصرف من بين يديه و قال لأصحابه: سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني علي جمرة! [10] .

قالوا له: اسكت! فوالله لقد فضحتنا بحيرتك و انقطاعك، و ما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه.

فقال: ألي تقولون هذا؟! انه ابن من حلق رؤوس من ترون، و أومأ بيده الي أهل الموسم. [11] .


پاورقي

[1] الحسن البصري: هو الحسن بن أبي الحسن يسار، أبوسعيد، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، و مات في رجب سنة عشر و مائة، روي ابنه أنه عاش نحوا من ثمان و ثمانين سنة. سير أعلام النبلاء 456:5 / 590.

[2] الاحتجاج 206:2.

[3] الموضع الذي يداس فيه الطعام، انظر: لسان العرب 50:4؛ قال الطريحي في مجمع البحرين 216:3؛ يعني بذلك الكعبة المشرفة، و الطائفين بها، استهزاءا و انكارا، فشبههم بالحيوانات التي لا تعقل، تدور بيدر الطعام.

[4] الطوب بالضم الآجر، أنظر: القاموس 99:1.

[5] المدر جمع مدرة كقصب و قصبة، و هو التراب الملبد. و عن الأزهري: المدر قطع الطين. مجمع البحرين 479:3.

[6] استوخمه: لم يستمر؛ بحارالأنوار 211:10.

[7] جاء في نقل الكافي و الاحتجاج: «ذكرت الله فأحلت علي غائب» و هو الأنسب لسياق الكلام، و جاء في نقل الصدوق في أماليه و التوحيد و علل الشرائع: «ذكرت يا أبا عبدالله» و كذا في كشف الغمة، و هو يشبه نقل الارشاد.

[8] اشارة الي قوله تعالي في سورة ق: 16: (و نحن أقرب اليه من حبل الوريد).

[9] أي: يئس و تحير.

[10] النار المتقدة و الحصاة (أي سألتكم أن تطلبوا لي حصاة ألعب بها و أرميها، فألقيتموني في نار متقدة، لم يمكني التخلص منها) بحارالأنوار 211:10.

[11] الارشاد 199:2؛ و انظر: الكافي 197:4؛ من لا يحضره الفقيه 249:2؛ أمالي الصدوق: 616؛ التوحيد: 253؛ علل الشرائع 403:2؛ كشف الغمة 175:2؛ الاحتجاج 335:2؛ كنز الفوائد 75:2؛ متشابه القرآن 57:1.


كراماته


ان الله تعالي أراد بخلقه لخلقه أن يعرفوه، و من معرفته أن يعبدوه «و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون» [1] و كانت مخلوقاته آية وجوده، و جمال الصنع، و اتصال التدبير دلالة وحدانيته، و جعل من أنفسهم مرشدا الي ذلك كله، و هو العقل.

غير أن العقل لا يهتدي بنفسه الي كيفيات عبادته، و خصوصيات طاعته، لأن ذلك لا يعلم الا من قبله تعالي، و من ثم وجب عليه تعالي - حين أراد منهم عبادته - أن يرسل اليهم من يدلهم علي ما أراد، و يعرفهم ما أوجب.

و لا يصح للعقل أن يصدق دعوي كل من يدعي النبوة من دونه بينة و معجز، فكان علي الأنبياء أن يأتوا بالبرهان علي تلك الدعوي، و لا نعرف أن المدعي نبي مرسل اذا لم تكن لديه حجة بالغة، بل شأن اكثر الناس الجحود و الانكار مع الآيات و الدلالات، فيكف اذا لم تكن آية أو دلالة، فان لم تكن لتلك الدعوي حجة كانت الحجة علي رفضها قائمة بل هي تخصم نفسها بنفسها.


پاورقي

[1] الذاريات: 56.


ابان بن عثمان


أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي، كان يسكن الكوفة مرة، و البصرة اخري، و قد أخذ عنه أهل البصرة أمثال أبي عبيدة معمر بن المثني، و أبي عبدالله محمد بن سلام، و اكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيام.

روي عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام، و له كتاب كبير حسن يجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردة، هكذا قال النجاشي.

و هو من الستة أصحاب أبي عبدالله عليه السلام، الذين أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم والاقرار لهم بالفقه، و هم جميل بن دراج، و عبدالله



[ صفحه 133]



بن مسكان، و عبدالله بن بكير، و حماد بن عيسي، و حماد بن عثمان، و أبان بن عثمان هذا.


الجفر


و قد ينسب للامام الصادق علم الجفر ، فما هو الجفر ؟ و ما هي حقيقته ؟ و هل هو علم خاص ينفرد عن باقي العلوم الاخري بمميزات خاصة ؟ أم انه وعاء علم و حكمة تلقاه الامام عن آبائه ؟ أم انه كتاب كتبه الامام و حفظه ميراثا لأهل بيته ، يستنبطون منه العلم و الحكمة ، و ما كان و ما يكون ؟

و الجفر في اللغة:جلد ولد الشاة عظم و استكرش ، و علم الجفر:يسمي علم الحروف ، و هو علم يدعي أصحابه أنهم يعرفون به الحوادث الي انقراض العالم . [1] .

و قد ورد ذكر الجفر في بعض الأخبار المروية عن الامام الصادق ، و لا بدلنا من المرور عليها أولا ، لنتعرف بعدها علي واقع المراد من الجفر و حقيقته .

1- فعن أبي بصير في حديث انه قال عليه السلام:و ان عندنا الجفر و ما يدريهم ما الجفر ؟ قال:قلت:و ما الجفر ؟ قال:وعاء من أدم فيه علم النبيين و الوصيين ، و علم العلماء الذين مضوا من بني اسرائيل. [2] .

2- عن الحسين بن أبي العلاء ، قال:سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:ان عندي الجعفر الأبيض .

قال:قلت:فأي شي ء هو ؟

قال:زبور داود ، و توراة موسي ، و انجيل عيسي ، و صحف ابراهيم ،



[ صفحه 212]



و الحلال و الحرام ، ما أزعم أنه فيه قرآنا ، و فيه ما يحتاج الناس الينا ، و لا نحتاج الي أحد ، حتي فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و أرش الخدش .

و عندي الجفر الأحمر ...

قال:قلت:و أي شي ء في الجفر الأحمر ؟

قال:السلاح ، و ذلك انما يفتح للدم ، يفتحه صاحب السيف للقتل. [3] .

3- عن أبي عبيدة قال:سأل بعض أصحابنا أباعبدالله عليه السلام عن الجفر فقال:هو جلد ثور مملوء علما. [4] .

4- عن سليمان بن خالد ، قال:قال أبوعبدالله عليه السلام:ان في الجفر الذي يذكرونه - أي الأئمة الزيدية من بني الحسن - لما يسوؤهم ، لأنهم لا يقولون الحق و الحق فيه. [5] .

هذه هي الأخبار التي تتحدث عن الجفر و محتوياته ، و الذي نستفيده منها:

1- ان الجفر وعاء من جلد فيه علم من غبر من الأنبياء و أوصيائهم و علماء بني اسرائيل .

2- ان هناك جفرين ، أحدهما أبيض و هو وعاء العلم و ثانيهما أحمر و هو حقيبة السلاح .

3- ان الجفر جلد ثور مملوء علما.

4- ان الجفر ليس كتابا خاصا، بل هو وعاء تحفظ فيه الكتب .



[ صفحه 213]



5- ان الجفر من مختصات الأئمة ، و لن يكون صادقا من ادعي حيازته له .

و نخلص من هذا الي أن الجفر ليس علما خاصا كعلم الحروف و الكلمات ، و ليس كتابا كتبه الامام لأهل بيته ، ليحفظ به ما لديه من علم ، و انما هو وعاء جمعت فيه مواريث النبوة و الامامة ، و اشتمل علي الكتب السماوية التي نزلت علي الأنبياء و قضايا السلف ، و ما سيحدث من قضايا و أحداث الي يوم القيامة .

أما تفاصيل الجفر فيما يعود للاخبارات الآتية ، و هل انها مذكورة بجزئياتها ؟ أن ان هناك امورا كلية تستطلع منها صور الأحداث ؟ فهو أمر لا يمكننا الحكم علي سره بشي ء ، و لعل التأمل بالأخبار يؤيد الاحتمال الأول .

و بعد هذا كله ، يظهر زيف ادعاء حيازة البعض للجفر ، و اطلاعهم علي مخزون علمه ، فان تلك الادعاءات لا تخرج عن كونها كذب و تهريج ، يقصد بها السيطرة علي البعض من ضعاف النفوس و التحكم بهم و ربما ابتزاز أموالهم ، كما هو ديدن المشعوذين و الدجالين .

و ليس ما يمنع أن يكون الامام الصادق قد أفضي ببعض ما احتوي عليه من أسرار للبعض من خلصائه كما تذكر بعض الأخبار أن البعض منهم كسدير الصيرفي ، و المفضل بن عمر ، و أبان بن تغلب ، قد اطلعوا عليه و نظروا في شي ء من محتوياته بعرض من الامام نفسه .

كما ان اخبارات الامام عن بعض أحداث المستقبل ، هي بعض من أسراره ، و قد سئل عن محمد بن عبدالله ذي النفس الزكية و سلطانه ، فأجاب عليه السلام بأن لديه كتابا فيه ذكر ملوك الأرض ، و ليس في ذكر لمحمد ] بن عبدالله بن الحسن عليه السلام [ ، كما أخبر عن قتله بأحجاز الزيت ، و عن ملك بني العباس و استيلائهم علي الحكم ، و ان أول من يملك منهم هو السفاح ثم المنصور ثم أولاده من بعده . و عن واقعة فخ



[ صفحه 214]



و من يقتل فيها من العلويين ، و غير ذلك من الاخبارات المستقلة التي أخبر عنها في مناسباتها ] فتحققت [ و التي هي بعض تلك المعلومات الغيبية التي اختص الله بها نبيه و خلفاءه من بعده اظهارا لقربهم منه و اختصاصهم برسالته .

الي هنا نكتفي بهذا البحث ملخصا .



[ صفحه 215]




پاورقي

[1] المنجد في اللغة:91 ، الطبعة التاسعة، بيروت.

[2] الكافي 239:1.

[3] الكافي 241 - 240:1.

[4] المصدر السابق.

[5] المصدر السابق.


المدارس الدينية


1- مدرسة البغدادي.

2- مدرسة الشيخ عبدالله.

3- مدرسة الصحن الشريف الاولي.

4- مدرسة الصحن الشريف الكبري.

5- مدرسة الصدر.

6- مدرسة المعتمد.

7- المدرسة المهدية.

8- المدرسة الايرواني.

9- مدرسة الميرزا حسين الشيرازي.

10- مدرسة الخليلي الكبري.



[ صفحه 288]



11- مدرسة النجاري.

12- مدرسة القوام.

13- مدرسة الشربياني.

14- مدرسة الخراساني.

15- مدرسة الخليلي الصغري.

16- مدرسة القزويني.

17- مدرسة البادكوبي.

18- مدرسة الآخوند الوسطي.

19- مدرسة السيد كاظم اليزدي.

20- مدرسة الهندي.

21- مدرسة الآخوند الصغري.

22- مدرسة السيد عبدالله الشيرازي.

23- مدرسة البروجردي الكبري.

24- مدرسة العامليين.

25- مدرسة الطاهرية.

26- مدرسة البروجردي الصغري.

27- مدرسة الرحباوي.

28- مدرسة الجوهرجي.

29- مدرسة جامعة النجف.

30- مدرسة عبدالعزيز البغدادي.

31- مدرسة الأفغانيين.

32- مدرسة اليزدي الثانية.

33- مدرسة آية الله الحكيم.

34- المدرسة التي أشرف علي انشائها السيد الخوئي رحمه الله و أكاديمية قد هدمت من قبل الحكومة البعثية.

35- أكاديمية السيد الخوئي خلف الصحن الشريف مباشرة، و تقع في جهة الجنوب الغربي.


دعاؤه عند دخول الكعبة


كان الامام الصادق عليه السلام، يهتم إهتماما بالغا، في الدخول إلي الكعبة المعظمة، وقد عهد إلي تلميذه الفقيه، معاوية بن عمار، أن لا يدخلها بحذائه، ويقول عند الدخول: اللهم: إنك قلت: (ومن دخله كان آمنا)



[ صفحه 160]



فآمني من عذاب النار، كما أمره بالصلاة ركعتين بين الاسطوانتين علي الحمراء، ويقرأ في الركعة الاولي (حم السجدة) وفي الثانية عدد آياتها من القرآن ويصلي في زواياه ويقول:

«اللهم، من تهيأ، أو تعبأ، أو أعد، أو استعد لوفادة إلي مخلوق رجاء رفده وجائزته، ونوافله وفواضله، فإليك يا سيدي، تهيئتي، وتعبئتي، واستعدادي، رجاء رفدك، ونوافلك، وجائزتك، فلا تخيب اليوم رجائي، يامن لا يخيب سائله، ولا ينقص نائله، فإني، لم آتك اليوم، بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، ولكني أتيتك مقرا بالذنوب والاساءة علي نفسي، فإنه لا حجة لي، ولا عذر، فأسألك يامن هو كذلك، أن تصلي علي محمد وآله، وتعطيني مسألتي، وتقيلني عثرتي، وتقبلني برغبتي، ولا تردني مجبوها ممنوعا، ولا خائبا، يا عظيم، يا عظيم، يا عظيم، ارجوك يا عظيم، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم، يا عظيم، لا إله إلا أنت.» [1] .

أرأيتم سيد العارفين والمتقين، كيف يتذلل أمام الخالق العظيم؟ لقد علمنا كيف نخاطب الله تعالي؟ وكيف ندعوه ونتوسل إليه؟


پاورقي

[1] وسائل الشيعة 9 / 372 - 373.


في الطهارة


قال الصادق: اذا أردت الطهارة و الوضوء فتقدم الي الماء تقدمك الي رحمة اله، فان الله تعالي قد جعل الماء مفتاح قربته و مناجاته و دليلا الي بساط خدمته.

و كما أن رحمة الله تطهر ذنوب العباد، كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لا غير. قال الله تعالي: «و جعلنا من الماء كل شي ء حي أفلا يؤمنون». [1] .

فكما أحيا كل شي ء من نعيم الدنيا بالماء كذلك برحمته و فضله جعل حياة القلوب بالطاعات. و تفكر في صفاء الماء و رقته و طهره و بركته و لطيف امتزاجه بكل شي ء و استعمله في تطهير الأعضاء التي أمرك الله بتطهيرها و تعبدك بأدائها في فرائضه و سننه، فان تحت كل واحدة منها فوايد كثيرة، فاذا استعملتها بالحرمة انفجرت لك عيون فوايده عن قريب ثم عاشر خلق الله تعالي كامتزاج الماء بالأشياء يؤدي كل شي حقه، و لا يتغير غير معناه معتبرا لقول الرسول صلي الله عليه و سلم: مثل المؤمن المخلص كمثل الماء و لتكن صفوتك مع الله تعالي في جميع طاعتك كصفوة الماء حين انزله من السماء طهورا، و طهر قلبك بالتقوي عند طهارة جوارحك بالماء...



[ صفحه 151]




پاورقي

[1] سورة الأنبياء: الآية 30.


ابراهيم بن عطية


أبو إسماعيل إبراهيم بن عطية بن عبد الرحمن بن غسان الثقفي، الواسطي، الخراساني. إمامي مجهول الحال، تركه بعض العامة لضعفه. روي عنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن شاهين، وإسماعيل الرقي وغيرهم. كان خراساني الأصل، سكن واسط وتوفي بها سنة 181.

المراجع:

رجال الطوسي 146. تنقيح المقال 1: 27. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 258. جامع الرواة 1: 28. نقد الرجال 11. مجمع الرجال 1: 60. أعيان الشيعة 2: 183. توضيح الاشتباه 15. منهج المقال 25. منتهي المقال 24. لسان الميزان 1: 80. ميزان الاعتدال 1: 48. التاريخ الكبير 1: 311. المجروحين 1: 108. الضعفاء الكبير 1: 60. الجرح والتعديل 1: 1: 120. المجموع في الضعفاء والمتروكين 42 و 268. الضعفاء والمتروكين للدارقطني 45. الكني والأسماء 1: 96. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1: 42. المغني في الضعفاء 1: 20.



[ صفحه 54]



تاريخ واسط 154.


سعيد بن شيبان


سعيد بن شيبان الكوفي، مولي أشيم.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 204. تنقيح المقال 2: 27. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 120. جامع الرواة 1: 360. توضيح الاشتباه 171. نقد الرجال 152. مجمع الرجال 3: 116. أعيان الشيعة 7: 239. منهج المقال 162.


محمد بن أشرس الجعفي


محمد بن أشرس الجعفي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 282. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 83. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 111. نقد الرجال 294. جامع الرواة 2: 77. مجمع الرجال 5: 159. منتهي المقال 253. منهج المقال 284.


سيره و اخلاق امام صادق


ترديدي نيست كه عمل و سيره ي هر كسي بيانگر باطن و اسرار دروني اوست، بلكه باطن هر كس آميخته به عمل و كردار او مي باشد (همان طور كه مي گويند: از كوزه همان برون تراود كه در اوست) هر چند ممكن است كسي در مدت كوتاهي با ريا و ظاهرسازي اصل وجودي خود را پنهان نمايد و با حسن ظاهر اسرار نهاني و پليدي هاي خود را مخفي كند؛ اما اعمال، كردار و گفتار او گوياي نيات و ضماير دروني او خواهد بود و به مرور زمان اسرار او از لابلاي سخنان و حركات او ظاهر مي گردد. از اين رو شاعر مي گويد:



ثوب الريا يشف عما تحته

فاذا التحفت به فانك عار



يعني: «لباس ريا لباس شفاف است و پوشاننده عيب صاحب خود نخواهد بود.»

پس آگاه باش! كه با لباس ريا نمي توان عيوب خويش را پنهان كرد.

البته مردان با فضيلت و صاحبان معرفت و اخلاق فاضله سعي مي كنند تا نيكي هاي باطني و اسرار عرفاني را پنهان نمايند، تا كسي شيفته ي آنان نشود و شهرت پيدا نكنند؛ اما نورانيت و صفاي باطن و نفوس قدسيه ي آنان به گونه اي جلوه مي كند كه بين همه ي مردم محبوبيت خاصي پيدا مي كنند. از اين رو شاعر مي گويد:



و مهما تكن عند امري ء من خليقة

و ان خالها تخفي علي الناس تعلم



«تو مردان نيك را خواهي ديد كه مي خواهند به نيكي شهرت نيابند، ولي مردم آنان را به نيكي مي شناسند.»

حقيقتا زبان انسان همچون قلمي است كه حقايق و اسرار وجودي او را آشكار



[ صفحه 246]



مي نمايد. گر چه ممكن است عده اي به علت كينه، حسد، جهل و عناد شخصيت هاي با فضيلت و نوراني را مذمت كنند و ارزش هاي والاي آنان را انكار و يا ناديده بگيرند، يا از روي عصبيت و غرور، ستمكاران و افراد پست و فرومايه را حمايت كنند؛ اما حقيقت چيزي است كه هيچ انسان بصير و آزاده اي نمي تواند آن را انكار كند و هرگز پنهان نخواهد ماند همان گونه كه نمي توان با غربال نور خورشيد را مستور كرد.

براي نمونه بايد به شخصيت امام صادق عليه السلام توجه كنيم كه سيره نورانيت باطن ايشان نشان مي دهد آن حضرت از خاندان مطهر و پاكي است كه خداوند از آنان به پاكي و طهارت ياد كرده است، و هادي مردم و مبين قرآن و عروة الوثقي و دستگيره ي نجات انسان از گمراهي و مهالك دنيا و آخرت هستند.

سيره و روشن نيكوي امام صادق عليه السلام انسان را از انحراف و گمراهي به سوي صراط مستقيم، و از جهالت و ناداني به سوي علم و دانش هدايت مي كند. در حقيقت آن سريره و صفاي باطن با سيره و روش نيكوي ايشان آميخته شده و تاريكي هاي جهل و ناداني را با نور علم و دانش خود از بين برده است.

اكنون بخش هايي از سيره ي نوراني و الهي آن حضرت كه نمايان گر اخلاق نيك و نفس پاك علوي ايشان مي باشد را بيان مي كنيم. و شكي نيست كه بيان سيره ي آن حضرت موجب اهتمام و جهاد در ارشاد و اصلاح امور مسلمين مي شود.


ابان بن تغلب


ابوسعيد ابان بن تغلب كبري جريري، از امام سجاد عليه السلام و امام باقر و امام صادق عليهم السلام روايت كرده است. وي در زمان امام صادق عليه السلام در سال 140 يا 141 (ه ق) از دنيا رحلت نمود، هنگامي كه خبر مرگ او به گوش امام صادق عليه السلام رسيد فرمود: «به خدا سوگند مرگ ابان قلب من را به درد آورد». اين سخن خود دليل عظمت مقام و منزلت او نزد امام صادق عليه السلام است؛ البته شأن كسي كه مرگش، قلب امام را به درد آورده باشد؛ چه بسيار عظيم و رفيع خواهد بود!

ابان بن تغلب دانشمندي پربار و نيرومند بود كه امام باقر عليه السلام به او مي فرمود: «تو بايد در مسجد مدينه بنشيني و براي مردم فتوا بدهي، همانا من دوست مي دارم امثال تو در بين شيعيان ما [زياد] باشند.»

امام صادق عليه السلام نيز به او فرمود: تو با اهل مدينه مناظره كن، زيرا من دوست مي دارم امثال تو در بين اصحاب من [زياد] باشند.»



[ صفحه 445]



اگر ابان دانشمندي نيرومند و با فضيلت نمي بود، امام باقر و امام صادق عليهم السلام او را براي چنين مسئوليت خطرناكي معرفي نمي كردند، زيرا ناتواني او سبب شكست آنان مي شد.

ابان بن تغلب از امام صادق عليه السلام تنها سي هزار روايت نقل كرده است و امام صادق عليه السلام ضمن بيان اين خبر به ابان بن عثمان فرمود: «تو آنها را از قول ابان بن تغلب براي مردم روايت كن.» ابان بن تغلب تنها متخصص در حديث و مسايل كلامي نبود؛ بلكه در علوم فراوان ديگري مانند تفسير، ادبيات، نحو، تجويد و لغت نيز مهارت خاصي داشت و استعمالات و اصطلاحات را به خوبي مي دانست از اين رو كتاب «الغريب في القرآن» را نوشت و شواهد ادبي آن را به وسيله ي اشعار عربي روشن نمود.

منزلت و بزرگواري او به قدري بود كه علماي شيعه و سني همگي به او اعتقاد داشته و عموم علماي اهل سنت نيز گر چه او را شيعه مي دانستند، ولي در نقل حديث به او اعتماد داشتند؛ مانند احمد، يحيي، ابوحاتم، نسايي، ابن عدي، ابن عجلان، حاكم، عقيلي، ابن سعد، ابن حجر، ابن حيان، ابن ميمونه، و ذهبي در «ميزان الاعتدال» به وثاقت او تصريح نموده و او را از تابعين مي داند. براي فضيلت و امانتداري وي همين بس كه همه ي علماي فريقين به او اعتماد داشته و كسي نمي تواند آن را انكار كند.