بازگشت

و من كلام له 05


عندما حضر مجلس المنصور يوما و رأي عنده رجلا من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل ابوعبدالله عليه السلام ينصت لقراءته، فلما فرغ الطبيب الهندي قال له: يا اباعبدالله أتريد مما معي شيئا؟ قال: لا فان معي ما هو خير مما معك. قال: و ما هو؟ قال: اداوي الحار بالبارد و البارد بالحار و الرطب باليابس و اليابس بالرطب وارد



[ صفحه 95]



الأمر كله الي الله عزوجل و استعمل ما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «و اعلم ان المعدة بيت الداء و ان الحمية هي الدواء، و اعود البدن ما اعتاد.

فقال الطبيب الهندي: و هل الطب الا هذا؟ فقال الصادق عليه السلام: افتراني من كتب الطب اخذت؟ قال: نعم. قال: لا والله ما اخذت الا عن الله سبحانه، فأخبرني انا اعلم بالطب أم أنت؟ فقال الهندي: لا بل أنا. فقال الصادق عليه السلام: فأسألك شيئا. قال سل. قال: اخبرني يا هندي لم كان في الرأس شؤن؟ قال: لا اعلم قال فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟ قال: لا اعلم. قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟ قال: لا اعلم.

و هكذا أخذ الامام صلوات الله عليه يسأله عن الحكمة في كيفية خلقة اعضاء الانسان و جوارحه من رأسه الي قدمه، و الاسرار التي أودعها الله سبحانه فيها، و الهندي قد اخذته الرهبة و لم يزل يتصاغر امام عظمة الامام عليه السلام و غزارة علمه، فلم يملك جوابا لاسئلة الامام غير كلمة «لا اعلم».

و كان آخر ما سأله عليه السلام: فلم تخصرت [1] القدم؟ قال: لا اعلم. فقال الصادق عليه السلام: لكني أعلم. قال الهندي: فأجب.

قال الصادق عليه السلام: كان في الرأس شؤن لان المجوف اذا كان بلا فصل اسرع اليه الصداع، فاذا جعل ذا فصول كان



[ صفحه 96]



الصداع منه ابعد، و جعل الشعر من فوقه لتوصل بوصوله الادهان الي الدماغ، و يخرج بأطرافه البخار منه، و يرد الحر و البرد عليه.

و خلت الجبهة من الشعر لانها مصب النور الي العينين، و جعل فيها التخطيط و الاسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس الي العين قدر ما يميطه عن نفسه، و هو كالانهار في الارض التي تحبس المياه.

و جعل الحاجبان من فوق العينين ليردا [2] عليهما من النور قدر الكفاية. الا تري يا هندي ان من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه.

و جعل الانف فيما بينهما ليقسم النور قسمين الي كل عين سواء.

و كانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل، و ما وصل اليها دواء و لا خرج منها داء.

و جعل ثقب الأنف في اسفله لتنزل منه الادواء المنحدرة من الدماغ و يصعد فيه الاراييح الي المشام، ولوكان في اعلاه لما نزل منه داء و لا وجد رائحة.

و جعل الشارب و الشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ الي الفم لئلا يتنغص علي الانسان طعامه و شرابه فيميطه عن نفسه.

و جعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف [3] في المنظر.

و جعل السن حادا لانه به يقع العض، و جعل الضرس عريضا لانه به يقع الطحن و المضغ، و كان الناب طويلا ليسند [4] الاضراس



[ صفحه 97]



و الاسنان كالاسطوانة في البناء.

و خلا الكفان من الشعر لان بهما يقع اللمس، فلو كان شعر ما دري الانسان ما يقابله و يلمسه.

و خلا الشعر و الظفر من الحياة لان طولهما سمج يقبح و قصهما حسن، فلو كانت فيهما حياة لالم الانسان قصهما.

و كان القلب كحب الصنوبر لانه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فيتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره. [5] .

و جعلت الرئة قطعتين ليدخل [6] بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها

و كانت الكبد حدباء لتثقل المعدة و يقع جميعها عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار.

و جعلت الكلية كحب اللوبياء لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة الاولي الي الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، اذ المني ينزل من فقار الظهر الي الكلية، فهي كالدورة تنقبض و تنبسط ترميه اولا فأولا الي المثانة كالبندقة من القوس.

و جعل طي الركبة الي خلف لان الانسان يمشي الي ما بين يديه فتعتدل الحركتان [7] و لو لا ذلك لسقط في المشي.

و جعلت القدم مخصرة لان المشي اذا وقع علي الارض ثقل ثقل حجر الرحي، فاذا كان علي طرفه دفعه الصبي، و اذا وقع علي وجهه



[ صفحه 98]



صعب نقله علي الرجل.

فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟ قال عليه السلام: اخذته عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله عن جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الابدان و الارواح. فقال الهندي: صدقت و انا أشهد أن لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و عبده و انك اعلم اهل زمانك.

الي هنا تم ما ظفرت عليه من خطبه و كلامه و وصاياه، و هو آخر الباب الاول فلنشرع في الباب الثاني من كتبه و رسائله الي أوليائه و اعدائه.



[ صفحه 101]




پاورقي

[1] مخصر القدم: من تمس قدمه الارض من مقدمها و عقبها، و «يخوي اخمصها مع دقة فيه» اي يبقي بينه و بين الارض خواء.

[2] ليوردا - خ ل.

[3] اي كشف العورة.

[4] ليشد - خ ل.

[5] لاتصال ما بين القلب و الدماغ بالشرايين فاذا احتر القلب احتر الدماغ.

[6] يعني القلب.

[7] الحركات - خ ل.


رواياتي در فضيلت قم


نويسنده گويد: روايات زيادي از ائمه اطهار (ع) راجع به فضيلت قم وارد شده كه ما به چند روايت از آن مجموعه اشاره مي كنيم:

از تاريخ قم نقل شده كه عده اي از اهالي ري خدمت امام صادق (ع) رسيدند و گفتند: ما از مردم شهر ري مي باشيم. حضرت فرمود: مرحبا به برادران ما از اهل قم! ايشان عرض



[ صفحه 212]



كردند: ما از مردم ري هستيم. ديگر بار فرمود: مرحبا به برادران ما از اهل قم! آن جماعت چند بار اين سخن را گفتند و همين جواب را شنيدند. آن گاه حضرت فرمود: همانا از براي حق تعالي حرمي است، و آن مكه است، و براي رسول خدا (ص) حرمي است، و آن مدينه است، و براي اميرالمؤمنين (ع) حرمي است، و آن كوفه است، و از براي ما اهل بيت حرمي است، و آن شهر قم است. و بعد از اين در آنجا زني از اولاد من كه به «فاطمه» ناميده شود. دفن خواهد شد. هر كس او را زيات كند بهشت بر او واجب خواهد شد. راوي گفت: وقتي آن حضرت اين فرمايش را مي فرمود، امام هفتم (ع) هنوز متولد نشده بود. [1] .

قاضي نورالله شهيد، در مجالس المؤمنين، گويد كه امام صادق (ع) فرمود: آگاه باشيد! از براي خدا حرمي است، و آن مكه است، و براي رسول خدا (ص) حرمي است، و آن مدينه است، و براي اميرالمؤمنين (ع) حرمي است، و آن كوفه است. آگاه باشيد! حرم من و اولاد من، بعد از من، قم است. آگاه باشيد! قم كوفه صغيره است، و همانا از براي بهشت هشت در است كه سه در آن به سوي قم است. و وفات كند در قم، زني از اولاد من، كه نامش فاطمه است، دختر موسي (ع)، و همگي شيعه من به سبب شفاعت او به بهشت داخل مي شوند. [2] .

در كتاب عيون اخبار الرضا (ع) از ابوالصلت هروي روايت شده كه گفت: محضر حضرت رضا (ع) بودم كه عده اي از اهالي قم وارد شدند، و به حضرت سلام كردند. حضرت جواب فرمود و آنان را نزديك خود بنشاند و فرمود: مرحبا به شما و اهلا! شما حقا شيعيان ما هستيد؛ به زودي روزي خواهد رسيد كه قبر مرا در خراسان زيارت كنيد. آگاه باشيد! هر كس، با غسل، مرا زيارت كند، از گناهانش، مانند روزي كه از مادر زاده شده باشد، پاك گردد. [3] .

از ائمه اطهار عليهم السلام روايت شده كه اگر اهالي قم نبودند آثار دين از بين مي رفت، و تلف مي شد. [4] .

امام صادق (ع) فرمود: ملكي بر فراز شهر قم بال و پرش را گشوده، اگر ستمكاري نسبت به آن جا قصد بدي داشته باشد، خداوند او را آب خواهد كرد، همچنان كه نمك در آب حل مي گردد.



[ صفحه 213]



سپس اشاره اي به عيسي بن عبدالله قمي [5] نمود و فرمود: سلام پروردگار بر اهل قم، خداوند بلاد آنان را با باران رحمتش سيراب مي كند و بركاتش را بر آنان نازل مي سازد، و بدي هاي آنان را به خوبي تبديل مي نمايد. آنان اهل ركوع و سجود و قعودند، آنان دانشمندان و فقيهان اند... [6] .

روايات راجع به فضيلت شهر قم بسيار است، و علامه مجلسي در كتاب بحارالانوار بسياري از آنها را ذكر كرده كه طالبين مي توانند به آن كتاب رجوع نمايند. [7] .

زكريا بن ادم در قم وفات كرد و تاريخ وفاتش در دست نيست. او در قبرستان قم معروف به «شيخان كبير» دفن شد، و بر فراز قبرش قبه اي بناء گرديده است.


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 60، ص 217 - 216.

[2] مجالس المؤمنين، ج 1، مجلس اول، ص 83.

[3] عيون اخبار الرضا (ع)، ج 2، باب 65، ح 21.

[4] سفينة البحار، ج 2، ص 446.

[5] عيسي از اصحاب امام صادق (ع) است كه ابان از او روايت كرده است (رجال الطوسي ص 258).

[6] بحارالانوار، ج 60، ص 217 - سفينة البحار، ج 2، ص 446.

[7] بحارالانوار، ج 60، از ص 201 تا ص 240.


البناء الروحي والايماني


لقد تعرّض الواقع الإيماني والروحي في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) إلي الخواء والذبول وبروز الأنانية وفصل الإيمان عن الأنشطة الحياتية الاُخري وإعطائه صورة مشوّهة، وقد جاء ذلك بسبب عبث التيارات الفكرية التي استندت الي دعم السلاطين والتي كانت تؤمن هي الاُخري أيضاً بلزوم طاعة الحاكم الأموي والعباسي ; تبريراً لدعمها للخط الحاكم.

من هنا بذل الإمام نشاطا واسعاً لاستعادة الايمان وبناء الذات وسموّها وفق الخط القرآني وترشيح قواعد إيمانية رصينة، والانطلاق بالايمان إلي آفاق أرحب وأوسع بدل التقوقع والنظرة الآحادية المجزّئة للدّين; لأن الإيمان بهذا المعني يمنح المؤمن القوّة في اقتحام الميادين الصعبة وتحمّل المسؤوليات ويمدّه بالنشاط والحيوية في مواصلة العمل والجهاد.

ونقتصر فيما يلي علي بعض الأنشطة التي رسّخ الإمام عن طريقها الإيمان في نفوس أصحابه وخاصّته.



[ صفحه 148]



1ـ حذّر الإمام من تكوين علاقات إيمانية مع من كانوا يسمون بالعلماء ـ الذين انتشروا في زمانه ـومنع من الاقتداء بهم لأنّ ما يتحقق من خلال التعاطف معهم والمحبة لهم من دون معرفة لواقعهم النفسي والأخلاقي يكفي لبناء صرح إيماني خاطئ ومنحرف; فإنّ العلم الذي يتمتع به هؤلاء انّما يكون كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا.

والإمام (عليه السلام) يشير إلي أن هذا النوع من العلاقة ينتهي إلي فساد العلاقة مع الله والابتعاد عنه سبحانه، قال (عليه السلام): «أوحي الله إلي داود (عليه السلام): لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدّك عن طريق محبّتي ; فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المريدين، إنّ أدني ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم» [1] .

2 ـ ومن الاُمور التي صحّحها الإمام (عليه السلام) ونبّه عليها أصحابه هو مفهوم الإيمان ومعناه، فحاول أن يبلور صورته الصحيحة ويكشف عنه الإبهام في نفوس أصحابه، وذلك عن طريق تشخيص صفات المؤمن فإن المؤمن هو ذلك الإنسان الذي يعكس المفهوم الإلهي بصورته الشاملة للحياة وليس هو ذلك النموذج المستسلم في حياته الفاقد لإرادته والذي يطمع فيه أهل السياسة لاستثمار طاقاته باتّجاه مصالحهم.

ولهذا نري الإمام (عليه السلام) يشير إلي مسألة مهمّة تستبطن بعداً اجتماعياً وسياسيّاً ينبغي للمؤمن أن يعيها ويتحرّك بموجبها. حين قال (عليه السلام): «إنّ الله فوّض إلي المؤمن أمره كلّه، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع الله تعالي يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) [2] فالمؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلا».



[ صفحه 149]



ثم قال (عليه السلام): «المؤمن أعز من الجبل، والجبل يستقل منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقلّ من دينه بشيء» [3] .

3 ـ كما بيّن الإمام (عليه السلام) أن القلب الخالي من مخافة الله ـ التي هي معيار الكمال والقوّة لقلب المؤمن ـ ليس بشيء فالقلب المملوء خوفاً من الله الكبير المتعال تتصاغر عنده سائر القوي مثل قوّة السلطان وقوّة المال وكل قوّة بشرية، والقلب الذي لا يستشعر الرقابة الالهية ويتغافل عن هيمنتها يكون ضعيفاً وساقطاً مهما بدا قوياً وعظيماً. إنّ هذا النمط من العلاقة السلبية مع الله يؤدي إلي اهتزاز الذات وقلقها وهزيمتها أمام التحديات الصادرة من تلك القوي المخلوقة الضعيفة أمام قدرة الله وعظمته وجبروته.

عن الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: «من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء» [4] .

4 ـ ومن جملة تنبيهاته للشيعة أنّه قد حذر من الثرثرة في الكلام وأمرهم بضبط اللسان وأشار إلي خطورة الكلام وما يترتب عليه من آثار سيئة وآثام تضرّ بالايمان. كما حذّر أيضاً من الاستجابة لهوي النفس قائلا: «إن كان الشؤم في شيء فهو في اللسان، فاخزنوا السنتكم كما تخزنون أموالكم واحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم فليس أقتل للرجال من اتّباع الهوي وحصائد السنتهم» [5] .

5 ـ كما لفت الإمام أنظار شيعته الي أن لا يتجاهل أحدهم الإشاعات التي يطلقها الخصوم ضد أصحابه فقد تكون مصيبة وصحيحة ولتكن مدّعاة



[ صفحه 150]



لمراجعة النفس قال (عليه السلام): «من لم يبال ما قال وما قيل فيه، فهو شرك الشيطان، ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئاً فهو شرك الشيطان» [6] .


پاورقي

[1] الكافي: 1 / 46، وعلل الشرائع: 394 ح13، وبحار الأنوار: 2 / 107.

[2] المنافقون (63): 8.

[3] تهذيب الأحكام: 6 / 179.

[4] الكافي: 2 / 68.

[5] وسائل الشيعة: 8 / 534.

[6] وسائل الشيعة: 11 / 273 ح10، عن من لا يحضره الفقيه: 4 / 417.


الامام يخبر عن وقوع المعصية عند نهر بلخ


9- عن هارون بن رئاب، قال: كان لي أخ جارودي [1] فدخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقال لي: ما فعل أخوك الجارودي؟

قلت: صالح، هو مرضي عند القاضي، و عند الجيران، في الحالات كلها، غير أنه لا يقر بولايتكم!!

فقال: ما يمنعه من ذلك؟

قلت: يزعم أنه يتورع!!

قال: فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ؟!

فقلت - لأخي - حين قدمت عليه: «ثكلتك امك! دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فسألني عنك، فأخبرته أنك مرضي عند الجيران، و عند القاضي، في الحالات كلها، غير أنه لا يقر بولايتكم».

فقال: ما يمنعه من ذلك؟ قلت: يزعم أنه يتورع! فقال: أين كان ورعة ليلة نهر بلخ؟

قال: أخبرك أبوعبدالله بهذا؟

قلت: نعم.

قال: أشهد أنه حجة رب العالمين!



[ صفحه 163]



قلت: أخبرني عن قصتك؟

قال: نعم، أقبلت من وراء نهر بلخ، فصحبني رجل معه وصيفة، فارهة الجمال. فلما كنا علي النهر قال لي:

«اما أن تقتبس لنا نارا فأحفظ عليك، و اما أن أقتبس نارا فتحفظ علي.

فقلت: اذهب و اقتبس، و أحفظ عليك!

فلما ذهب، قمت الي الوصيفة، و كان مني اليها ما كان!! والله ما أفشت، و لا أفشيت لأحد، و لم يعلم بذلك الا الله» [فدخله رعب].

فخرجت من السنة الثانية و هو معي، فأدخلته علي أبي عبدالله (عليه السلام) فذكرت الحديث، فما خرج من عنده حتي قال بامامته [2] .

أقول: و قد روي هذا الخبر بصورة اخري و هي:

جاء رجل الي أبي عبدالله (عليه السلام) و كان له أخ جارودي، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام):

«كيف أخوك؟»

قال: جعلت فداك! خلفته صالحا.

قال: «و كيف هو؟».

قال: قلت: هو مرضي في جميع حالاته، و عنده خير، الا أنه لا يقول بكم!

قال: و ما يمنعه؟

قلت: جعلت فداك! يتورع من ذلك!!

قال: فقال [الامام] لي: اذا رجعت اليه، فقل له: «أين كان ورعك



[ صفحه 164]



ليلة نهر بلخ أن تتورع».

قال: فانصرفت الي منزلي، فقلت لأخي: ما كانت قصتك ليلة نهر بلخ؟! أن تتورع من أن تقول بامامة جعفر (عليه السلام) و لا تتورع من ليلة نهر بلخ؟!!

قال: و من أخبرك؟

قلت: ان أباعبدالله (عليه السلام) سألني، فأخبرت أنك لا تقول به تورعا!! فقال لي: قل له: أين كان ورعك ليلة نهر بلخ؟

فقال: يا أخي أشهد أنه كذا (كلة لا يجوز أن تذكر) [3] .

قال: قلت: ويحك! اتق الله! كل ذا؟ ليس هو هكذا.

قال: فقال: ما علمه؟ والله ما علم به أحد من خلق الله الا أنا و الجارية و رب العالمين!

قال: قلت: و ما كانت قصتك؟

قال: خرجت من وراء النهر، و قد فرغت من تجارتي، و أنا اريد مدينة بلخ، فصحبني رجل معه جارية له حسناء، حتي عبرنا نهر بلخ، فأتيناه ليلا، فقال لي الرجل (مولي الجارية):

«اما أحفظ عليك و تقدم أنت و تطلب لنا شيئا، و تقتبس نارا، أو تحفظ علي و أذهب أنا».

قال: فقلت: «أنا أحفظ عليك، و اذهب أنت».



[ صفحه 165]



قال: «فذهب الرجل، و كنا الي جانب غيضة [4] فأخذت الجارية، فأدخلتها الغيضة، و واقعتها، و انصرفت، الي موضعي، ثم أتي مولاها، فاضطجعنا، حتي قدمنا العراق، فما علم به أحد».

و لم أزل به حتي سكن، ثم قال به [بامامته].

و حججت من قابل، فأدخلته اليه، فأخبره بالقصة، فقال [الامام]: «تستغفر الله فلا تعود» فاستقامت طريقته [5] .


پاورقي

[1] من أتباع زياد بن المنذر الجارودي العبدي الذي لعنه الامام الصادق (عليه السلام).

[2] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 617 ح 17. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 156.

[3] قال العلامة المجلسي: قوله: «انه كذا» لعله نسبه (عليه السلام) الي السحر و الكهانة.

و قوله: «كل ذا» أي أتظن به و تنسب اليه كل ذا، و يحتمل أن يكون نسبه (عليه السلام) الي الربوبية، فقال [أخوه]: تقول فيه و تغلو كل ذا؟.

[4] الغيضة: الأجمة: و هي مغيض ماء يجتمع فيه الشجر. (مجمع البحرين).

[5] بصائر الدرجات: ص 269 ح 16. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 75.


نفس زكيه كيست


نفس زكيه محمد بن عبدالله محض بن الحسن مثني است كه در سال يكصد هجري از پدري پير و بزرگ يعني حسن بن الحسن بن علي عليه السلام ولادت يافت و در تاريخ ولادت او عمر بن عبدالعزيز خليفه ي اموي يكي از امرا و شاهزادگان بود و چون بر ولادت او اطلاع يافت سهم او را تعيين و يك سهم بر سهام رسول صلي الله عليه و آله اضافه كرد و به شرف عطا مشرفش ساخت و بعد از امام صادق عليه السلام از هر كس به كتاب خدا داناتر و قرآن را حفظ داشت و در دين و فهم و شجاعت و قدرت اراده بالاتر و از بهترين افراد خانواده ي خود و از بزرگان زمان خود بوده است و چون مردم او را داراي اين خصايل و صفات مي ديدند در مهدي بودن او ترديد نكردند و او را نفس زكيه و صريح قريش لقب دادند زيرا از طرف پدر و مادر از افراد اصلي شجره ي طيبه ي نبوت و دو جمعي از آل ابوطالب و بني هاشم با او بيعت كردند چنانكه جمعي از بني العباس هم با او بيعت نمودند


معناي صادقين


امام صادق عليه السلام در تفسير آيه شريفه: «اتقوا الله و كونوا مع الصادقين؛ تقوا پيشه كنيد و با صادقين باشيد». (توبه: 119) فرمود: «يعني با محمد و علي عليه السلام باشيد». [1] .


پاورقي

[1] تهذيب الكمال، ج 3، ص 424.


معلم، انسان برتر


دانش برترين فضيلت انسان بر سايرين است. خضوع فرشتگان به انسان به خاطر دانش و ظرفيت تكاملي انسان است، و علم الادم الاسماء كلها [1] .

خداي سبحان نخست به آدم عليه السلام حقايق را آموخت، آنگاه به فرشتگان



[ صفحه 126]



دستور سجده و خضوع نمودن صادر كرد، و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم. [2] .

خداي سبحان از برترين صفات خويش «معلم» بودن را مطرح مي سازد. الرحمن علم القرآن [3] «خداي بخشنده كه قرآن را بر انسان آموخت».

«معلم» از اسماي حسناي خداي سبحان است. انسان معلم مظهر اين صفت زيباي خداست. خداوند سبحان كتاب جاويد و زيبا و شيرينش را با علم و تعليم و آموزش آغازيد، اقرء باسم ربك الذي خلق. [4] «بخوان به نام پروردگارت كه آفريد.» خداوند سبحان بزرگترين مسؤوليت پيامبران را تعليم و تزكيه يعني «معلم» بودن آنان معرفي مي نمايد، و يعلمهم الكتاب و الحكمة. [5] .

از ديدگاه دين انسان معلم برتر از انسان مجاهد است، اميرالمؤمنين عليه السلام: و العالم اعظم اجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله. [6] «پاداش عالم (معلم) بيشتر از انسان روزه دار، شب زنده دار و انسان ستيز گر در راه خداست».

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: عالم ينتفع بعلمه افضل من عبادة سبعين الف عابد. [7] من علم باب الهدي فله اجر من عمل به. [8] «و عالم و دانشمندي كه از دانش وي بهره برده مي شود (معلم) برتر است از عبادت هفتاد هزار عابد». «هر كس راه رهنمون را بازگشايد پاداش آنان كه به آن رهنمون رفتار مي كنند از آن وي است».



[ صفحه 127]



صادق آل محمد عليه السلام مركب و مداد عالم را برتر از خون شهيد معرفي مي كند. در قيامت در حضور همگان خون شهيد با مركب و مداد عالم سنجيده خواهد شد! برتري مداد عالم بر همگان آشكار خواهد شد، فيرجح مداد العلماء علي دماء الشهداء. [9] عالم قلم بدست يعني معلم. من علم خيرا فله مثل اجر من عمل به. [10] «كسي كه راه خير را به ديگري آموزد همانند آن كه به آن عمل كند پاداش دارد».

معلم نمازش برترين است. رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ركعتان يصليهما العالم افضل من سبعين ركعة يصليها العابد. [11] معلم حتي خوابش عبادت است. رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نوم العالم افضل من عبادة العابد. [12] در همه اين موارد از عالم، «معلم» منظور است نه عالمي كه براي جامعه نفعي ندارد. خلاصه معلم وارث همه انبياء است، يعني وارث همه ارزشهاست، رحم الله خلفايي الذين يحيون سنتي و يعلمونها عبادالله. [13] «خدايا جانشينان مرا كه راه و روش مرا زنده مي كنند و سنت مرا بر بندگان خدا مي آموزند مورد لطف قرار ده». اين ستايش، ستايش از عالم يعني معلم جامعه است. اين ستايش ها از انسان برتر يعني معلم انسان ها است.

معلم بر اساس نقش برجسته اي كه ايفا مي كند حق بزرگي را به عهده جامعه پديد مي آورد. جامعه و دانش آموختگان رهين منت معلمان هستند. همين نقش بزرگ معلم است كه بر معلم عمر جاودانگي مي بخشد. اين حقيقت را معلم برترين ها، علي عليه السلام اين گونه بيان نمود: العلماء باقون ما بقي



[ صفحه 128]



الدهر. [14] «دانشمندان هماره جاويدند.» البته اين مقام برتر همراه با شايستگي هاي معلم بايد باشد. اينك برخي شايستگي هاي محوري معلم را مرور مي كنيم.


پاورقي

[1] بقره، 31.

[2] بقره، 34.

[3] الرحمن، 3.

[4] علق، 1.

[5] جمعه، 3.

[6] اصول كافي، باب حق العالم، ح 1.

[7] بصائر الدرجات، ص 8؛ بحار، ج 2، ص 19.

[8] كافي باب فضل العلم، 49.

[9] امالي صدوق، مجلس 32، ص 168.

[10] اصول كافي باب ثواب العلم و المتعلم، حديث 3.

[11] بحار، ج 2، ص 25.

[12] همان.

[13] همان.

[14] الارشاد، ج 1، ص 227. امالي مفيد، مجلس 29، ص 249.


حسادت بر امام صادق


امام صادق عليه السلام فرمود: هر يك از ما امامان. دشمني از خانواده ي خود دارند.

شخصي پرسيد: مگر فرزندان امام حسن عليه السلام نمي دانند حق با كيست؟ امام صادق عليه السلام فرمودند: چرا آنها مي دانند ولي حسد مانع آنها مي شود. [1] .

امام صادق عليه السلام فرمود: جفر سرخ نزد من است. سؤال شد در جفر سرخ چيست؟ حضرت فرمود: اسلحه است و آن تنها براي خونخواهي گشوده مي شود و صاحب شمشير (امام قائم حضرت مهدي عليه السلام) آن را براي جنگيدن باز مي كند.

ابن ابي يعفور عرض كرد: آيا پسران امام حسن عليه السلام اين مطلب را نمي دانند؟

امام صادق عليه السلام فرمود: سوگند به خدا اين مطلب را مي دانند چنانكه روز و شب را مي شناسند و تشخيص مي دهند كه اين روز است و اين شب است:

و لكنهم يحملهم الحسد و طلب الدنيا علي الجحود و الانكار و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم. [2] .

اما حسد و دنياطلبي آنها را بر سرپيچي و انكار ما بر مي انگيزاند و اگر آنها حق را از راه حق و به وسيله ي ما جستجو مي كردند براي آنها بهتر بود.


پاورقي

[1] بحار / ج 11 / ص 122.

[2] اصول كافي / ج 1 / ص 347.


به خدمت گرفتن شاعران مديحه سرا و چاپلوس


از شيوه هاي زشت و ناپسندي كه در دوران خلفاي بني اميه براي تثبيت پايه هاي حكومت آنان (به گمان باطل خودشان) رواج پيدا كرد تا از اين راه بتوانند مقام و موقعيتي نزد مردم كسب كنند، توجه به شعرا و تشويق آن ها به سرودن اشعار بي پايه و اساس در تعريف و تمجيد از خلفا بود، زيرا قبل از بني اميه شعر و شاعري در ميان مردم چندان شايع نبود اما همين كه آن ها به خلافت رسيدند، براي مبارزه با مخالفان و رقيبان خود (از خاندان پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم) به طرق مختلف خواستند توجه مردم را جلب كنند كه يكي از آن راه ها سرودن شعر بود. از اين رو شعرا را احترام مي كردند تا از شر زبانشان آسوده بمانند و به اصطلاح خودشان به صله و جايزه زبان شعرا را قطع مي كردند. بعضي از شعرايي كه شعر براي آنان وسيله ي كسب ثروت و مقام بود، تا آنجا كه توانستند درباره ي خلفا اشعاري سرودند كه سراپا خالي از حقيقت بود و خود آنان نيز معترف بودند كه آنچه مي گويند واقعيت ندارد بلكه



[ صفحه 117]



مقصود آنان از شعر گفتن گذران زندگي است.

جرجي زيدان در اين باره مي نويسد: شاعران با گزافه گويي و مبالغه در مديحه سرايي، خود را به خلفا نزديك مي ساختند و غالبا دروغ هاي شرم آوري مي سراييدند كه از هر حيث مخالف واقع بود. فقط عده ي معدودي از شاعران به اين كار دست نزدند، بقيه عفت كلام را رعايت نكردند و براي خشنودي خليفه هر چه توانستند دروغ و ياوه به هم بافتند و بدبختانه همين شاعران ياوه گو به واسطه ي مجازگويي مقرب تر از ديگران مي شدند و پاره اي از آنان دو ضربه مي زدند، يعني هم مدح مي گفتند و هم ذم، و دسته ي ديگر دو رقيب را براي كسب و كار مي ستودند و از مخالف گويي شرم نداشتند. ابن داب در عين حال كه حضرت اميرالمؤمنين عليه السلام را مدح مي گفت در مدح معاويه هم شعر مي سرود و هيچ نوع ملامت و سرزنشي هم به خرجش نمي رفت. موقعي كه حطيئه ي [1] شاعر را براي مخالف خواني (مدح و ذم گفتن) ملامت كردند، در پاسخ گفت اگر اين كار را نكنم زن و بچه ام از گرسنگي مي ميرند [2] .

نكته ي قابل توجه اين است كه برخي از خلفاي اموي علاوه بر اينكه شعر را گرامي مي داشتند خود نيز شعر حفظ مي كردند و به فرزندان خويش هم مي آموختند و از آنان مي خواستند كه به حفظ شعر بپردازند، تا آنجا كه معاويه مؤسس دولت اموي گفت: شعر را بالاترين وظيفه و هدف اخلافي و ادبي خود قرار دهيد [3] .



[ صفحه 118]



البته نبايد از اين نكته غفلت ورزيد كه هدف عمده ي بني اميه از احترام گذاشتن به شاعران مبارزه با مخالفان و رقيبان خود (اهل بيت پيغمبر عليهم السلام) بود، زيرا بخوبي مي دانستند كه مردم خلافت را حق اهل بيت و خلفا را غاصب خلافت مي شمارند، به گونه اي كه شعراي زمان بني اميه با وجود بهره مندي از بذل و بخشش امويان گاهي آن حقايق را آشكارا مي گفتند. در هر حال اگر هم علاقه مندي طبيعي بني اميه در اين موضوع مدخليت داشته است، آن علاقه مندي عامل مؤثر كلي نبوده بلكه روي اغراض سياسي شاعران را مقرب مي ساختند. در اينجا چند مورد از اشعاري كه برخي از شعرا به خاطر پول سروده اند از نظرتان مي گذرد:

1. يزيد بن مفرغ در ستايش مروان بن حكم گفته است:

شما بازار ستايش را رواج داديد در حالي كه قبلا اين بازار رونقي نداشت.

گويا خدا گرفتن جان ها و بخشش روزي ها را به شما واگذار كرده است [4] .

2. شاعر ديگر، ابوالعباس اعمي، در قسمتي از اشعار خود بني اميه را اين گونه توصيف مي كند:

اي بني اميه، هنگامي كه به تيره هاي مختلف مردم مي نگرم مانند شما كسي را نمي يابم [5] .

3. احوص شاعر يكي ديگر از اين شعرا است. توضيح اينكه وقتي زن آوازخواني اين شعر را خواند كه مي گويد: «هنگامي كه از نسب كريم دودمان



[ صفحه 119]



قريش سؤال مي شود، بايد گفت او كسي است كه پير و جوان حكومت او را پذيرفته اند» [6] ، يزيد بن عبدالملك از شنيدن اين شعر برآشفت و از روي ناراحتي از جا بلند شد و گفت: واي بر تو! اين كريم قريش كيست؟ گفت: تو. آنگاه گفت كه گوينده ي اين شعر در تبعيد بسر مي برد. يزيد بن عبدالملك نامه اي نوشت و دستور داد او را از تبعيدگاه برگرداندند و به او پول زيادي داد [7] .

خلاصه بازار شعر و شاعران متملق و چاپلوس مخصوصا شعرايي كه در زمان حكومت يزيد بن وليد و فرزند وي وليد بن يزيد بودند گرم بود، زيرا اين دو علاقه ي بيشتري به تملق و چاپلوسي و هرزگي و عياشي و بي بندوباري و گستاخي و خوشگذراني و ميگساري داشتند و شعرا نيز در اين باره اشعار زيادي مي سرودند. چون در زمان حكومت يزيد بن عبدالملك و پسرش وليد ابن يزيد اين دو به هرزگي و عياشي پرداخته بودند، مردم هم روش آنان را دنبال كرده و سرگرم خوشگذراني بودند.


پاورقي

[1] حطيئه ي شاعر نامش جرول بن اوس بن مالك است و چون قد او كوتاه و نزديك به زمين بود، به حطيئه ملقب شده است. او از بزرگان شعرا و فصحاي آنان بود. انسان پست و شري بود تا آنجا كه هرگاه يكي از قبايل عرب ناراحت مي شدند او را به قبيله ي ديگري نسبت مي دادند. در جاهليت اسلام را درك كرده اسلام آورد و سپس مرتد شد. جهت اطلاع بيشتر رجوع شود به جمهرة خطب العرب و فوات الوفيات، محمد بن شاكر احمد الكتبي، مطبعة السعادة بمصر، ج 1، ص 192.

[2] تاريخ تمدن اسلام، ج 5، ص 1011 - 1010.

[3] به اين جهت فرزند او يزيد اشعاري سروده است كه ابن خلكان مي گويد آن اشعار را ديدم و خواندم و از بس عجيب بود آن را حفظ كردم (تاريخ تمدن اسلام، ص 524).

[4]

و اقمتم سوق الثناء و لم تكن

سوق الثناء تقام في الاسواق



فكانما جعل الا له اليكم

قبض النفوس و قسمة الارزاق



(تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان، ج 1، ص 261).

[5]

ابني اميه لا اري لكم

شبها اذا ما التفت الشيع



(همان مأخذ و صفحه).

[6]

كريم قريش حين ينسب و الذي

اقرت له بالملك كهلا و امردا.

[7] تاريخ آداب اللغة العربيه، ج 1، ص 230.


برنامه ريزي خواب


اگر ما به دستورات بيان شده در روايات عمل كنيم، مي توانيم نياز بدنمان را به خواب با ساعات كم تري تأمين كنيم؛ از جمله اين كه اگر ما قسمت عمده ي خواب خود را قبل از نيمه شب قرار دهيم، بسيار مفيدتر خواهد بود تا اين كه آن را به بعد از نيمه شب موكول كنيم.

متأسفانه امروزه شرايط زندگي به گونه اي شده است كه خواب بيش تر خانواده ها از نيمه شب به بعد است. در زمان پيامبر و ائمه اطهار عليهم السلام و برخي زمان هاي ديگر كه مردم به دستورات اسلام و ائمه عليهم السلام عمل مي كردند، برنامه ي هر شب آنها به اين صورت بود كه اول مغرب نمازشان را به جماعت مي خواندند، سپس به منزل رفته و شام مي خوردند، مجددا به مسجد برگشته و نماز عشا را مي خواندند و آن گاه به منزل رفته و مي خوابيدند. البته، امكانات و شرايط زندگي هم به گونه اي بود كه به اين برنامه كمك مي كرد؛ مثلا نبودن برق و تاريكي شب يكي از دلايل زودتر خوابيدن مردم بود.

خواب سرشب علاوه بر اين كه نياز عمده ي بدن را تأمين مي كند، موجب مي شود تا انسان بتواند سحر با نشاط از خواب برخيزد و به عبادت بپردازد. طبيعي است كسي كه تا نيمه هاي شب به تماشاي تلويزيون مي پردازد، نمي تواند چنين برنامه اي داشته باشد؛ زيرا خستگي و كسلي او حتي مانع از اداي به موقع فريضه ي صبح مي گردد.

در گذشته، مسلمانان كمبود خواب خود در شب را با خواب قيلوله در روز جبران مي كردند. اين خواب كه قبل از ظهر و حدود نيم ساعت به طول مي انجاميد، از سويي، موجب برطرف شدن خستگي كار روزانه مي شد و از سوي ديگر، آمادگي لازم را در مسلمانان فراهم مي كرد تا با نشاط بيش تري نماز ظهر خود را به جا آورند. اين شيوه ي



[ صفحه 116]



زندگي، به مسلمانان كمك مي كرد تا از خوابيدن كم اما به موقع خود، بيش ترين بهره و نشاط لازم را ببرند.

اگر چه امروزه شرايط زندگي نسبت به گذشته تغيير كرده است، اما با برنامه ريزي درست و سعي و تلاش مي توانيم از اوقات زندگي خود حداكثر استفاده را ببريم، مثلا نبايد وقت خود را صرف تماشاي فيلم هاي بي فايده و يا برنامه هاي سرگرم كننده اي كنيم كه نه به درد دنياي ما مي خورد و نه آخرتمان و چه بسا ضرر هم دارند. افرادي كه احتياج به مطالعه دارند، خصوصا طلبه ها كه عادت دارند اول شب مطالعه كنند، بهتر است قسمت عمده ي مطالعه ي خود را به آخر شب موكول نمايند. اين كار باعث مي شود تا اولا، به دليل بازتر بودن و آمادگي بيش تر ذهن، استفاده ي بيش تري از مطالعه عايد گردد و ثانيا، فرصتي فراهم شود تا انسان به نافله ي شب و قرائت قرآن نيز بپردازد.

نكته ديگر اين كه صرف كم خوابيدن در شب به تنهايي موضوعيت ندارد، بلكه نحوه ي سپري كردن آن مهم است. هدف از بيدار ماندن، گپ زدن و انجام كارهاي لغو و بي فايده و يا خداي ناكرده كشيده شدن به سمت امور مشتبه نيست، بلكه براي پرداختن به عبادت فردي و خودسازي است: و من الليل فاسجد له و سبحه ليلا طويلا؛ [1] و شب را [در نماز] به سجده ي خدا پرداز و شب دراز را به تسبيح و ستايش او صبح گردان. و من الليل فتهجد به نافلة لك عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا؛ [2] و بخشي از شب بيدار و متهجد باش و نماز شب كه بهره ي افزوني براي تو است به جاي آور، باشد كه خدايت به مقام محمود (شفاعت) مبعوث گرداند.

از روايات و احاديث چنين برمي آيد كه پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم در طول شب چندين مرتبه مي خوابيدند و بيدار مي شدند. مستحب است كه مؤمنان بعد از بيدار شدن در نيمه شب، ابتدا چهار ركعت نافله بخوانند و بعد استراحت كنند. مجددا بيدار شوند و چهار ركعت ديگر بخوانند و باز استراحت كنند.... البته اين برنامه براي كساني است كه بتوانند به خوبي از آن استفاده كنند به گونه اي كه به كار و وظايف واجبشان لطمه اي وارد نيايد. كساني كه مي خواهند از دقايق عمرشان حداكثر استفاده را ببرند، بايد براي كيفيت و



[ صفحه 117]



تقسيم مطلوب آن نيز برنامه ريزي كنند. اما كساني كه دلشان مي خواهند وقتشان را طوري بگذرانند كه حتي نفهمند عمرشان چگونه گذشته است، احتياجي به برنامه ريزي ندارند؛ چرا كه شيطان زمينه را به گونه اي فراهم مي كند كه همواره سرگرمي هايي از قبيل جدول پركردن، فيلم تماشا كردن، سخن لغو گفتن و... براي آنها مهيا باشد.

برخلاف شب، كه مخصوص خودسازي و انجام عبادات فردي است، روز براي عبادات جمعي و فعاليت هاي اجتماعي از قبيل تحصيل، تدريس، جهاد، كمك به مستمندان و... است. انجام بعضي از مشاغلي كه جامعه به آنها نياز دارد، علاوه بر اين كه واجب كفايي است، اگر به قصد قربت باشد، بزرگ ترين عبادت است. بنابراين مي توان گفت كه كارهاي اجتماعي بيش تر در روز و كارهاي فردي و اموري كه پنهاني بودن آنها مطلوب است، بيش تر در شب انجام مي شود. يكي از برنامه هاي شبانه پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم، حضرت علي عليه السلام و ساير ائمه عليهم السلام رسيدگي به فقرا بود به گونه اي كه شناخته نشوند. حال اگر ما از انجام اين امور در شب عاجزيم، حداقل مي توانيم انفاق سري را جزو برنامه هاي روزمان قرار دهيم.


پاورقي

[1] انسان (76)،26.

[2] اسراء (17)،79.


سلسله ي جدايي ناپذير امامت


نكته ي ديگري كه بايد توجه قرار گيرد، اين است كه امام در مواردي به اين بسنده نمي كند كه امامت را براي خويش اثبات كند؛ بلكه همراه نام خود، نام امامان بحق و اسلاف پيشين خود را نيز ياد مي كند و در حقيقت سلسله ي امامت اهل بيت را متصل و جدايي ناپذير مطرح مي سازد. اين عمل با توجه به اين كه تفكر شيعي، همه ي زمامداران نابحق گذشته را محكوم كرده و آنان را «طاغوت» به شمار مي آورده، مي تواند اشاره به پيوستگي جهاد شيعيان اين زمان به زمانهاي گذشته نيز باشد. در واقع امام صادق عليه السلام با اين بيان، امامت خود را يك نتيجه ي قهري كه بر امامت گذشتگان مترتب است، مي شمارد و آن را از حالت بي سابقه و بي ريشه و پايه بودن بيرون مي آورد و سلسله ي خود را از كانالي مطمئن و ترديدناپذير به پيامبر صلي الله عليه و آله بزرگوار متصل مي كند. اكنون به نمونه اي چند از چگونگي دعوت امام توجه كنيد:


محراب حرم بقيع


يكي ديگر از خصوصيات اين حرم شريف وجود محراب در داخل آن مي باشد. در اين مورد سمهودي مي نويسد: «و رأيت في أعلي محراب هذا المشهد: أمر بعمله المنصور المستنصر بالله». [1] .


پاورقي

[1] وفاء الوفا، ج3، ص 916.


الولاء لأهل البيت


و أكد الامام عليه السلام علي ضرورة الولاء و المودة لأهل البيت عليهم السلام و اعتبر ذلك عنصرا مهما من عناصر الاسلام، فقد قال عليه السلام لأبي حمزة الثمالي:



[ صفحه 98]



«أي البقاع أفضل؟..».

و حار أبوحمزة في الجواب فقال:

«الله و رسوله أعلم..».

فأجابه عليه السلام:

«ان أفضل البقاع ما بين الركن و المقام، ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه ألف سنة الا خمسين عاما، يصوم النهار، و يقوم الليل في ذلك الموضع، ثم لقي الله بغير و لا يتنا لم ينفعه ذلك شيئا [1] .

لقد تواترت الأخبار عن الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله و سلم) و أوصيائه عليهم السلام في أن ولاية الأئمة ضرورة اسلامية يسأل عنها المسلم في يوم حشره و نشره، و يحاسب عليها كما يحاسب علي سائر الواجبات الاسلامية، و قد ذهب بعض العلماء الي أنها شرط في صحة العمل، لا في قبوله، كشرائط الصحة [2] في الواجبات.

و علي أي حال فقد ذكر الامام عليه السلام في حديث آخر ما يظفر به محبو أهل البيت من الأجر الجزيل في دار الآخرة، و الدنيا، فقد وفد عليه جماعة من شيعته عائدين اياه، قالوا له:

«كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟».

فأجابهم الامام بلطف:

«في عافية، و الله المحمود علي ذلك. و كيف أصبحتم أنتم جميعا؟».

فانبروا قائلين:



[ صفحه 99]



«أصبحنا و الله لك محبين...».

فبشرهم بما يظفرون به من الجزاء الأوفي عند الله قائلا:

«من أحبنا لله أدخله الله ظلا ظليلا، يوم لا ظل الا ظله، و من أحبنا يريد مكافأتنا كافاه الله عنا الجنة، و من أحبنا لغرض دنياه آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب..» [3] .


پاورقي

[1] الامام زين العابدين (ص 202).

[2] كفاية الأصول للشيخ الأخوند.

[3] الفصول المهمة لابن الصباغ (ص 192) الصراط السوي (ص 193).


وفاته


انتقل الي الرفيق الأعلي و عمره خمس و ستون سنة [1] و لم تشر المصادر التي عثرنا عليها الي السنة التي توفي فيها و المكان الذي دفن فيه فقد اهملت ذلك.


پاورقي

[1] عمدة الطالب 2 / ورقة 127.


خداوند به زنان مهربان است


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

خداوند تبارك و تعالي به زنان مهربانتر از مردان است، هيچ مردي نيست كه زني از محارم خود را خوشحال سازد، مگر اين كه خداي تعالي در روز قيامت او را شادمان گرداند. [1] .



[ صفحه 73]




پاورقي

[1] كافي: 6 / 6 / 7، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22658.


تأمل در جواب


وقتي علما به روايتي مي رسند كه در آن معصومي براي جواب دادن به سؤال ديگران تأمل به خرج مي دهد، احتمالات زيادي براي اين تأمل بيان مي كنند. شكي نيست كه امام همه چيز را مي داند و بر تمام مسائل احاطه دارد. پس اين سكوت و درنگ دليل خاصي داشته است. شخصي از حضرت امير عليه السلام پرسيد: چگونه است كه هر چه از شما مي پرسند، بدون درنگ پاسخ مي دهيد؟ حضرت از آن شخص پرسيدند: انگشتان دست من چند تا است؟ فورا جواب داد: پنج تا. حضرت فرمودند: چرا مقداري براي پاسخ دادن فكر نكردي؟ عرض كرد: يا اميرمؤمنان، پاسخ بسيار واضح است. حضرت فرمودند: همه مسائل براي من درست مانند تعداد انگشتان دست روشن است.



[ صفحه 151]



روزي از رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم سؤالي پرسيدند. ايشان مقداري تأمل كردند. و سپس به آن سؤال جواب دادند از پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم پرسيدند: يا رسول الله، مگر پاسخ سؤال اين مرد را نمي دانستيد؟ چرا فورا جواب نداديد و تأمل كرديد؟ رسول خدا فرمودند: لازمه حكمت چنين است.


بخشنده و بخيل


آيا لذتي بالاتر از اين هست كه انسان از نعمتهايي كه خداوند به او داده است استفاده كند و به ديگران نيز بدهد؟ و آيا ذلتي بالاتر از اين هست كه آدمي از داده ي پروردگار بهره مند شود، اما اينقدر همت نداشته باشد كه به داد دل ضعفا برسد و به آنان ترحمي كند، يا اينكه اصلا نه خودش استفاده اي از مال خود نمايد و نه جود و سخاوتي داشته باشد كه به ديگران فايده اي برساند.

خياركم سمحاؤكم و شراركم نجلاؤكم. [1] .

نيكان شما كساني هستند كه بخشش مي كنند (و دست گشاده دارند) و بدان شما اشخاصي هستند كه بخل مي ورزند.


پاورقي

[1] فقيه. ج 2، ص 33.


موسي بن جعفر و عمري


مردي از فرزندان عمر بن خطاب در مدينه بود كه پيوسته موسي ابن جعفر عليه السلام را آزار مي داد و به اميرالمؤمنين علي عليه السلام ناسزا مي گفت، ولي موسي بن جعفر عليه السلام در برابر جسارتها و بي ادبيهاي او سكوت مي كرد. همراهان امام كه سرانجام از جسارتهاي پي در پي او و سكوتهاي مداوم حضرت به تنگ آمده بودند، خواستند به نحوي او را مجازات كنند، ولي امام شديدا آنان را نهي فرمود و نگذاشت كوچكترين آسيبي به وي وارد آورند. روزي امام از حال او جويا شد، در جواب او گفتند: در اطراف مدينه مزرعه اي دارد كه هم اكنون آنجاست.

حضرت سوار بر چهارپاي خود شد و به سوي مزرعه ي او حركت كرد و وقتي كه او را در آنجا يافت، با همان حيوان به سويش پيش رفت. عمري صدايش را بلند كرد و گفت: آهاي، كشته هاي ما را لگدمال مكن!

امام به صداي وي اعتنا نكرد و همچنان با چهارپاي خود جلو رفت تا به او رسيد. آنگاه پياده شد و در كنارش نشست و با او به خوش و بش پرداخت و اندكي با او خوشمزگي كرد و سپس فرمود: از آمدن من



[ صفحه 418]



به اينجا چه اندازه خسارت به كشاورزيت وارد آمد؟

جواب داد: صد دينار.

امام فرمود: چقدر اميد محصول داشتي؟

گفت: من علم غيب ندارم.

امام فرمود: من گفتم چقدر اميد داشتي؟

عمري گفت: انتظار داشتم سيصد دينار برايم حاصل بدهد.

امام بي درنگ كيسه اي را كه در آن سيصد دينار بود بيرون آورد و به او داد و فرمود: اين مبلغ براي خسارت ادعايي تو و آنچه از آن اميد داشتي، و بدان كه زراعتت هم همان قسم كه بوده هست و آنچه را كه از آن اميدوار بودي خدا نصيبت خواهد كرد.

عمري كه اين لطف و كرم را از آن بزرگوار ديد، برخاست پيشاني امام را بوسيد و ضمن پوزش، درخواست مي كرد از جسارتهايي كه به آن حضرت كرده است وي را ببخشد!

امام كه با اين حركت خود، انقلابي در روح و انديشه ي او پديد آورده بود، بسيار خوشحال شد و با تبسمي كه بر لب داشت از او خداحافظي كرد و برگشت! چون به مسجد آمد، ديد عمري جلوتر آمده و در آنجا نشسته است. همين كه نگاه او به امام افتاد با صداي بلند گفت: خدا بهتر مي داند رسالتش را به چه كسي بدهد.

اصحاب امام كه اين دگرگوني فكري را از او مشاهده كردند در اطرافش گرد آمدند و پرسيدند: چه شده است كه تغيير موضع داده اي؟ تو تا ديروز غير از اين بودي و غير از اين سخن مي گفتي.

عمري در جواب اصحاب گفت: آنچه را كه هم اكنون گفتم شنيديد! عقيده ام اين است. و شروع كرد به مدح و ثناي امام هفتم!!

وقتي كه امام به خانه برگشت، به آنان كه مي خواستند عمري را مجازات كنند فرمود: كار من بهتر بود يا كاري كه شما مي خواستيد انجام



[ صفحه 419]



دهيد؟! [1] من او را با اين مقدار كمك، اصلاح و هدايت كردم.

اين بود نمونه اي از سيره ي اهل بيت عليهم السلام كه مردم را آزاد مي گذاشتند و در آزادي به آنها مي پيوستند و در آزادي راه رشد و سعادت را به ايشان ارائه مي كردند تا ضمن شخصيت دادن به آنان، به سوي خدا دعوتشان كنند. آري، اگر كسي معرفت كامل به حق امامان راستين عليهم السلام داشته باشد، به خوبي مي فهمد كه ايشان واسطه ي بين آفريدگار و آفريدگانند و درمي يابد كه هر نوع فضيلت و بخشش مستمري كه خداوند به انسانها تفضل كرده به خاطر وجود مقدس آنها بوده و به يمن بركت وجود ايشان است كه موجودات عالم زندگي مي كنند و از بركت و خجستگي ايشان است كه آسمانها و زمين استوارند.

علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام در تمام فضايل و مناقبي كه براي اهل بيت عليهم السلام گفته شده به منزله ي دانه ي گوهري است در اين خوشه ي طلايي. آنگاه كه شب سايه مي افكند و چشمها در سكون و آرامش فرومي رفت، او هر چه درهم و دينار و آرد و روغن در خانه بود جمع مي كرد، صورت خود را مي پوشاند، بارها را به دوش مي كشيد و به در خانه ي بينوايان مي رفت و در سطح وسيعي به آنان مساعدت مي كرد. اين كار آن قدر تكرار شده بود كه مستمندان هر شب در همان ساعتها جلوي در خانه به انتظار مي نشستند و همين كه او را مي ديدند، به يكديگر مژده مي دادند كه صاحب جراب (انبان) آمد! البته چون صورت خود را استتار كرده بود او را نمي شناختند. اما وقتي كه آن حضرت از دنيا رفت، چون پس از آن ديگر كسي به سراغشان نرفت و از آن بخششهاي نيروبخش محروم شدند و آتش فقر و فاقه در سراسر زندگيشان شعله ور شد، آنگاه



[ صفحه 420]



فهميدند آن كسي كه پيوسته مي فرمود: «صدقه ي پنهان آتش خشم خدا را خاموش مي كند»، همان فرزند «دو برگزيده» زين العابدين عليه السلام بود كه به آنان مساعدت مي كرد. [2] .

امام زين العابدين عليه السلام هنگام تفقد به مستمندان تا آنجا خود را استتار مي كرد كه پسرعموي آن حضرت نيز او را نمي شناخت با اينكه بيشتر از ديگر مستمندان به او مي رسيد، اما چون امام خود را معرفي نمي كرد، او نمي فهميد. مساعدت كننده كيست، لذا از امام گلايه مي كرد كه چرا به حالش رسيدگي نمي كند؟! امام گلايه هاي پسرعمو را گوش مي داد ولي چيزي نمي گفت! او هم نمي فهميد كه مساعدت كننده خود امام است. فقط آنگاه كه امام شهيد شد و ديگر كسي به سراغش نرفت، فهميد كه آن مساعدت كننده ي هر شب خود امام بوده و متوجه شد كه چگونه كرامت او را ناسپاسي مي كرده است. [3] .

امام سجاد عليه السلام شبها براي همسايه هاي ناتوان خود آب مي برد! در ماه رمضان دستور مي داد گوسفندي ذبح و طبخ كنند، آنگاه به هنگام افطار تمام آبگوشتها را در كاسه هايي بين فقرا تقسيم مي كرد، سپس خود با نان و خرما افطار مي نمود. در پايان تابستان لباس زمستاني، و در آخر زمستان لباس تابستاني بين فقرا تقسيم مي كرد. جامه ي خز خود را كه گرانقيمت بود به كساني مي بخشيد كه قيمتش را نمي دانستند و اگر كسي سؤال مي كرد كه آيا آن را نمي فروشي، جواب مي داد دوست ندارم جامه اي را كه در آن نماز خوانده ام بفروشم! از هيچ غذايي استفاده نمي كرد مگر اينكه اول قسمتي از آن را صدقه مي داد. از غذا خوردن با يتيمان، زمينگيران، مستمندان و درماندگان كه بيچاره



[ صفحه 421]



بودند، لذت مي برد. [4] به خادم خود مي گفت: هرگاه چيزي به سائل دادي بگو دعاي خير كند، زيرا دعاي سائل مستجاب مي شود. [5] .

وقتي كه عبدالله بن حسن در حال احتضار بود، طلبكاران اطراف بسترش جمع شده بودند و طلب خود را مي خواستند. وي گفت: من كه چيزي ندارم، ولي شما مي توانيد به علي بن الحسين يا عبدالله بن جعفر مراجعه كنيد. تمام طلبكاران علي بن الحسين عليه السلام را برگزيدند. امام نيز به عهده گرفت تمام بدهكاريهاي او را سر خرمن كه محصول خود را برداشت كند، بپردازد. سر خرمن كه فرارسيد، به ياري خداوند تمام قرضها را اداء كرد. [6] .



[ صفحه 424]




پاورقي

[1] اعلام الوري طبرسي، ط دارالمعرفة بيروت در مناقب موسي بن جعفر عليه السلام، ص 296. گفتني است كه مرحوم مؤلف روايت را خلاصه كرده بود و ما چنان ديديم كه عين متن را ترجمه كنيم، چنانكه در بسياري از جاهاي ديگر نيز چنين كرده ايم.

[2] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4، باب صدقات امام زين العابدين، ص 153، ط علامه ي قم.

[3] بحارالانوار، ج 46، صص 88 و 90 و 100 و ج 47، صص 23 و 54.

[4] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4، ص 154، انتشارات علامه ي قم.

[5] لئالي الاخبار، ص 274، باب 6 (مؤلف).

[6] وافي، ج 10، ص 106 (مؤلف).


ابوشاكر ديصاني


هشام بن حكم مي گويد: ابوشاكر ديصاني كه يكي از ماديگرايان آن زمان بود روزي بر مجلس حضرت وارد شد.

ابوشاكر: اي جعفر بن محمد مرا به خدايم راهنمايي كن؟

حضرت: بنشين.

آن مرد نشست. در اين هنگام پسربچه اي در مجلس با تخم مرغي



[ صفحه 116]



بازي مي كرد. حضرت به آن پسر فرمود كه تخم مرغ را بياورد. حضرت تخم مرغ را گرفت و خطاب به ديصاني كرد و گفت: اي ديصاني اين تخم مرغ را مي بيني مانند قلعه اي محفوظ و مسدود است روي آن پوست زبري احاطه كرده و در زير آن پوست لطيفي وجود دارد و در داخل آن دو ماده به رنگ طلا و نقره موجود است كه به يكديگر مخلوط نمي شوند و كسي از اندرون آن خبري ندارد كه آيا اين تخم فاسد است يا سالم و كسي نمي داند اين تخم مرغ مال نر است يا ماده و از داخل آن وقتي شكافته شد طاووسي رنگين خارج مي شود. آيا او را خالقي نيست؟

زنديق مدتي سر به زير افكند و اندكي بعد گفت: گواهي مي دهم بر وجود آفريدگار يگانه و بي شريك و نيز گواهي مي دهم كه محمد صلي الله عليه و آله و سلم پيامبر خدا و تو امام و حجت بر خلق هستي و اينك از عقيده ي باطل خود برگشتم.


فقه و تفقه


فقه احكام دين است و تفقه شناختن آن و تشخيص اصول از فروع و حلال از حرام از باب طهارت تاديات طبق ادله اربعه كه عبارت است از كتاب (قرآن) سنت (عمل پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم) عقل - اجماع كه فقه جعفري كه عميق ترين و جامعترين و جالبترين و جاذبترين فقه اسلامي است مستند به ادله اربعه است كه با بيان سحرآميزي مبرهن گرديده و دوست و دشمن آن را تأييد كرده اند و تفقه و فهم آن بر همه مسلمين واجب است و اين همان علمي است كه پيغمبر فرمود طلب العلم فريضة علي كل مسلم هر مسلمان بايد تفقه در دين پيدا كند تا سعادتمند گردد.

قال (ع) العامل علي غير بصيرة كالساير علي السراب بقيعة لا يزيد سرعة سيره الا بعدا.

فرمود عامل به دين بايد عالم به دين باشد يعني با بصيرت و بينائي در فقه عمل كند وگرنه چون مردي است كه به خيال آب سرابي او را فريفته هر قدر به طرف آن پيش مي رود از مقصد و مقصود دورتر مي گردد.

و قال (ع) لا خير فيمن لا يتفقه من اصحابنا

فرمود از اين همه مردمي كه به درس من حاضر مي شوند آن كس بهره مند مي گردد كه تفقه در دين داشته باشد وگرنه خيري براي او نيست.

قال (ع) لايسع الناس حتي يسألوا و يتفقهوا علم و دانش و جامعه مسلمين وسعت نمي گيرد مگر آنكه از هم از مسائل دين و احكام شريعت سيدالمرسلين بپرسند و در آن امعان نظر و دقت كنند و تفقه و تعلم نمايند.

و قال (ع) اذا اراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين

وقتي خداي عالم براي بنده خود خيري پيش آورد او را فقيه و بيناي در دين مي سازد.

و قال (ع) الكمال كل الكمال التفقه في الدين و الصبر علي النائبه و تقدير المعيشة [1] .

فرمود كمال وقتي به كمال مي رسد كه آدمي در دين خود تفقه پيدا كند و بر ناملايمات شكيبا باشد و بر مقدرات و سرنوشت خود راضي گردد.

و براي تعظيم و تجليل و تبجيل مقام فقاهت و تأثير آن در دين فرموده:



[ صفحه 102]



مامن احد يموت من المؤمنين احب الي ابليس من موت فقيه و عنه اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها شي ء [2] .

فرمود هيچ كس از مؤمنين نخواهد مرد كه شيطان بيشتر به مردن او راضي شود مانند فقيهي كه از دنيا برود ابليس بي نهايت شادمان گردد - فرمود چون مؤمن فقيه مرد و رحلت كرد در اسلام يك رخنه و شكافي پيدا مي شود كه به هيچ چيزي جبران پذير نيست.

زيرا فقيه است كه مي تواند زمام عقل و خرد ميليونها مردم را در اختيار بگيرد و به سوي روحانيت و صفا و وفا و سعادت و رستگاري هدايت نمايد.

فقها هستند كه سلاطين و بزرگان عالم و زمامداران جبار و خونخوار را كه بوي خون از شمشير آنها مي ريزد در پيشگاه خود به زانو درمي آورند بدون آنكه خدم و حشمي يا لشكر و نيروئي داشته باشند.

فقها هستند كه ضامن سعادت و فوز و فلاح جامعه مردم مي گردند و سيل افكار سوء را به طريق كمال هدايت ارشاد و تنوير افكار مي نمايند.

فقها هستند كه بر قلوب مردم سلطنت دارند و مردم متدين جان و مال خود را تسليم آنها مي نمايند.


پاورقي

[1] كتاب كافي باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء به نقل: الامام الصادق علامه مظفر ص 69.

[2] بحارالانوار ص 62 ج 1.


علل و عوامل تأسيس مذاهب اربعه


در اوايل قرن دوم هجري كه دولت عباسي استقرار يافت در مقام اصلاح شئون اجتماع برآمد و يكي از طرق آن اختلاف مذاهب ديني بود كه با سوابقي كه ديديم هر دسته راهي را پيش گرفته به قياس و راي و اجتهاد پيروي دانشمند فقيهي را مي كردند بدون آنكه توجه داشته باشند فقه اسلام را بايد از خاندان فقاهت كه قرآن در آن نازل شده بگيرند.

براي اختلاف مذاهب مردم دانشمند هم كه به اصل يا فرع عقيده نداشته و هميشه حاشيه نشين هيئت حاكمه بودند نظريه مي دادند.

در آن عصر عبدالله بن مقفع و كاتب معروف عصر عباسي براي خليفه نامه اي مبني بر عواقب وخيم اختلاف مذاهب نوشت و توضيح داد كه از اجتهاد و اختلاف احكام و تناقض فتاوي و تباين آراء تفرقه و نفاق بيشتر مي شود بهتر است كه خليفه يك قانوني را انتخاب كند و آن را به تمام بلاد اسلامي به صورت بخشنامه بفرستد و به قضاة و مفتيان دستور دهد كه آن قانون را تعميم دهند و اجرا نمايند و هر كجا كه كتاب و سنت است آنرا به مردم ياد دهند و اگر نصي نيست اجتهاد كنند و بر مصلحت و از روي عدالت راي بدهند.

منصور از اصل موضوع خوشحال شد كه اين اقتراح و نظريه خوبي است ولي از ترس



[ صفحه 85]



فقهاي مخالف جرئت نمي كرد كه يك مذهب خاصي را انتخاب نمايد زيرا قرآن و سنت حكومت داشت و قريب العهد بودند و از خاندان اهل بيت هم كه به سيادت و اعلميت شناخته شده بودند وجود داشتند با وجود آنها انتخاب راهي و مذهبي خاص مصلحت نبود؟ منصور نتوانست و نخواست كه آراء را جمع كند و از مجموع آنها رأيي را انتخاب و پيروي كند [1] .

منصور مي دانست كه شيعه چه مقامي دارد اگر مي گفت حق با علي است كه بايد كنار برود تا اولاد علي حكومت كنند اگر نمي گفت كه آل مروان و غيره زمينه را به دست آنها نمي دادند و لذا بني عباس به نام آنكه حق با علي است ولي ما پسر عموهاي او هستيم و آنها اعراض دارند از قبول خلافت وارد ميدان شدند و بيش از بني اميه و آل زياد و آل مروان ستم كردند من جمله از تعدي و اجحاف و خصومت آنها در فقه جعفري بود با آنكه مكرر اعتراف و تصديق به مقام اعلميت امام جعفر صادق كرد معذلك دستور داد ابوحنيفه كه از شاگردان امام صادق و مادرش از خدمه خاندان آن حضرت بود در مقابل فتاواي امام صادق فتوي دهد تا مردم را از اطراف آن حضرت پراكنده كند مبادا در سياست موجب انقلاب و احقاق حق نمايند - دستور داد هر كس به درس ابوحنيفه رود يك درهم بلكه يك دينار بگيرد و آراء او مورد قبول دولت عباسي است و هر كس به درس جعفر بن محمد برود بايد يك درهم تا يك دينار بلكه بيشتر و دو برابر بدهد و مردم مي رفتند درس ابوحنيفه آن درهم و دينار را مي گرفتند و براي جواز شركت در درس امام صادق معادل آن روي آن گذاشته به عمال دولت عباسي مي پرداختند و از محضر امام ششم بهره مند مي شدند.

مردم عصر خوب مي دانستند امام ششم پرورده مهد نزول قرآن و دامان عصمت و طهارت و مكتب علوم علويست كه به آسمان و زمين دست داشت و ابوحنيفه تاجري بود كه پوست خز و حرير خراسان را به كوفه مي برد و مي فروخت و اين مرد تاجر در مقابل درياي فقاهت و علم امام صادق نمي توانست عرضه اندامي كند ولي دولت منصور او را تجليل نمود و ترويج داد.



[ صفحه 86]



ابوحنيفه در سال 80 متولد شد و در سال 150 درگذشت و مذهب او مذهب رأي و قياس بود كه امام ششم مستدلا آن را رد كرد و سست و سخيف دانست.

ابوحنيفه دليلش فقط استحسان بود نه ادله اربعه كتاب و سنت و عقل و اجماع و شاگردانش كه من جمله ابويوسف قاضي قضاة بغداد به دستور منصور مذهب او را عليه مذهب شيعه اماميه جعفري ترويج نمود و رونق داد و محمد بن حسن شيباني در تعميم آن بسيار كوشيد و اين مذهب با قدرت دولتها اشاعه يافت و از افتخارات ابوحنيفه اين بود كه به شاگردي امام صادق عليه السلام موفق گرديد.

مذهب حنفي در مركز خلافت شهرت گرفتن يافت و در مدينه مالك بن انس متولد 95 هجري و متوفي 179 به نام حديث پيشواي فقاهت شناخته و تجليل شد و به مذهب اهل حديث ترويج گرديد و مذهب او در حجاز شهرت يافت و از آنجا به مغرب و اندلس رفت و او هم افتخار به شاگردي امام صادق مي نمود و نقل حديث از جعفر بن محمد عليه السلام مي كرد.

سپس شافعي در سال وفات ابوحنيفه سال 150 در غزوه متولد شد و در سال 204 در مصر درگذشت او را هم رغما لانف فقه جعفري تجليل كردند و او افتخار مي كرد كه از مالك در حجاز حديث و فقه آموخته است.

مذهب شافعي بين حنفي و مالكي در آراء و اجتهاد بود او ادله اربعه را قبول كرد ولي به قياس عمل مي كرد.

پس از آنها احمد بن حنبل متولد 164 متوفي 241 در بغداد فقيه رسمي دولت شناخته شد زيرا به شاگردي شافعي مفتخر بود و او به پنج اصل عقيده داشت - كتاب - سنت - اجماع - عقل - قياس و اين مذهب رونقي نگرفت و به علاوه كه پيروان او از منحرفين اسلام به شمار رفتند مانند ابن تيميه - ابن قيم جوزي - محمد بن عبدالوهاب كه مؤسس وهابيه نجد بوده و نتيجه قيام آنها سلطنت سعوديهاي حجاز مي باشد و مذهب رسمي امروز حجازيهاست.

در سال 130 منصور دوانقي ديد مردم اطراف ممالك اسلامي گرد وجود علمي امام ششم جعفر بن محمد جمع شده اند بيمناك شد كه مبادا بر او بشورند مالك و ابوحنيفه را احضار نمود و آنها را مكلف نمود به فتوي دادن و راي دادن و به مردم تكليف كرد كه بايد به درس ابوحنيفه بروند و از اطراف جعفر بن محمد دور شوند مقرري و حقوقي براي آنها مقرر نمود و دستور



[ صفحه 87]



داد بازرس ها هر كس نزد امام صادق برود منع كنند و يك دينار بگيرند و هر كس درس ابوحنيفه برود يك درهم دريافت نمايد.

بدين وسيله علماي درباري منصور روزافزون با فتوي به رأي و قياس ترقي نمودند و مردم اجبارا پيروان آنها شدند تا آنجا كه با ظهور مذاهب اربعه بين خودشان اختلاف شد


پاورقي

[1] در قرن دهم و يازدهم هجري يكي از سلاطين هند به اين نكته برخورد دستور داد شيخ نظام كه بزرگ علماي آن عصر در آن قاره بوده تمام علما را دعوت كرد و تشكيل جلسه اي داد و آراء مختلف را تمركز داده كتابي بزرگ در شش جلد مرتب از آراء مختلفه از فقهاي اسلامي تدوين و جمع آوري كردند و به نام الهداية خلاصه اقوال مذهب حنفي را در عبادات و معاملات رسميت داد و بعد در قرن 12 دولت عثماني اين عمل را تكرار نمود و قانون جزاء و اصول محاكمات و حقوق جزاء را در 1851 ماده تدوين نمودند.


علم نقل المياه


علم تقسيم آب است و توزيع نهرها و انشعاب آب متشرك بين چند قريه و قصبه و قراء است و احداث قنوات.


ابوسعيد ابان بن تغلب


او از شاگردان امام سجاد، امام باقر و امام صادق عليهم السلام بود و در سال 140 يا 141 ه ق، در زمان حيات امام صادق از دنيا رفت. ابان بن تغلب در مدت طولاني كه از محضر پيشوايان معصوم نامبرده بهره برد، احاديث و علوم آنان را فرا گرفت.

ابان بن تغلب يكي از شخصيت هاي بزرگ اسلامي است كه به تعقل و تفكر فراوان مشهور بود. مسلم، ترمذي، ابو داوود، نسايي و ابن ماجه از وي احاديثي را روايت كرده اند.

تأليفات او بسيار است. از جمله: غريب القرآن، الفضائل، معاني القرآن، قرائات، والاصول در مورد روايت و حديث كه ابن نديم در الفهرست از آن ياد كرده است.

او مرد با فضيلت و جليل القدري بود. در مسجد مدينه مي نشست و به سؤالات مردم پاسخ مي داد. امام صادق به او فرمود:

اجلس في مسجد المدينة و أفت الناس، فاني أحب أن يري في شيعتي مثلك [1] .

در مسجد مدينه بنشين و براي مردم فتوي بده و احكام الهي را بيان



[ صفحه 161]



كن؛ زيرا من دوست دارم در ميان شيعيان من امثال تو ديده شوند.

از امتيازات ابان بن تغلب آن است كه دانشمندان شيعه و سني بر وثاقت او متفق القولند و به تشيع او اعتراف كرده اند. ياقوت حموي درباره ي او گفته است كه ابان بن تغلب لغوي، فقيه، امامي مذهب، ثقه و جليل القدر بود. [2] .


پاورقي

[1] قاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة و محدثيهم، التستري، محمدتقي، الجزء الاول، ص 97، مؤسسة النشر الاسلامي، التابعة لجامعة المدرسين بقم، 1410 ه ق.

[2] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، ج 2، صص 60-55.


الشك و التردد


من كان علي يقين من وضوئه، ثم شك: هل صدر منه ما يوجب نقضه و فساده، أو لا؟ يبقي علي يقينه، و لا يجب أن يتوضأ ثانية، لقول الامام عليه السلام: «انه علي يقين من وضوئه، و لا ينقض اليقين أبدا بالشك، بل ينقضه بيقين مثله».


الفقهاء 02


اختلفوا في ان الفقير هل هو شريك للغني في العين و يملك فيها بمقدار حصته، تماما كما يملك الغني، او ان الفقير صاحب حق في العين دون ان يملك شيئا منها، تماما كصاحب الرهن الذي تعلق حقه بالعين المرهونة دون أن يكون مالكا لها، و ان الغني مسؤول عن الزكاة تجاه الفقير كما ان صاحب العين مسؤول عن صاحب الرهن؟

قال صاحب الجواهر: ذهب المشهور نقلا و تحصيلا - اي نقل له قول المشهور، و تأكد هو منه و حصله بذاته، الي ان الزكاة تتعلق بالعين، و ان الفقير



[ صفحه 75]



شريك للغني في العين، و يملك منها بمقدار حصته علي النحو الذي يملكه الغني، و استدلوا فيما استدلوا بالروايتين السابقتين عن الامامين عليهماالسلام.

و نحن مع الشيخ الهمداني صاحب مصباح الفقيه الذي نفي شراكة الفقراء مع الاغنياء في العين، و اثبت الحق في اموالهم، تماما كحق غرماء الميت المتعلق بتركته، نحن مع هذا الشيخ الجليل بعد ان اطلعنا و اقتنعنا بأدلة التي استدل بها علي رأيه، و تتلخص هذه الادلة بما يأتي:

أولا: لو كان الفقير شريكا حقيقيا للغني في العين لما جاز للغني ان يتصرف بها الا باذن الفقير، كما هو الشأن في كل شريكين، و ايضا لما جاز له أن يدفع الزكاة من غير العين الا برضا الفقير، و ايضا يجب أن يكون النماء كاللبن و الصوف شراكة بين الاثنين، لأنه تابع للملك، و لا قائل بذلك، و من ادعي شيئا منه فهو محجوج بالنص و السيرة القطعية.

ثانيا: ان لسان الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في الزكاة الواجبة، تماما كلسان الروايات الواردة عنهم في الزكاة المستحبة، مع العلم بأنه لا شراكة حقيقية في المستحب، و اذن، فالمقصود منها ان الله سبحانه قد جعل للفقراء حقا في اموال الأغنياء كحق غرماء الميت المتعلق بتركته، بحيث اذا امتنع الاغنياء عن اداء هذا الحق كان للحاكم الشرعي، أو للجابي الذي يعينه، او لعدول المسلمين من باب الحسبة، او للفقير نفسه، مع عدم هؤلاء جميعا، كان له ان يستوفي هذا الحق قهرا عن الاغنياء، و هذا شي ء، و ان الفقير شريك للغني في الحقيقة، و الواقع شي ء آخر.



[ صفحه 76]




معني الفضولي


الفضولي مأخوذ من الفضول، و لفظه جمع لفضل، كفلوس جمع لفلس، ولكنه استعمل استعمال المفرد، ثم نسب اليه علي اعتباره مفردا، لا جمعا.



[ صفحه 84]



و الفضولي في اللغة هو الذي يتعرض لما لا يعنيه، و هذا المعني اساس للمعني الذي اصطلح عليه الفقهاء، حيث ارادوا به «الكامل الذي يتصرف تصرفا غير مالك له». و المراد بالكامل أن يكون الفضولي عاقلا بالغا، لأن كلا من المجنون و الصبي لا تجوز تصرفاته عن نفسه، فبالاولي عن غيره، قال الشيخ الانصاري: «الفضولي أن يكون العاقد أهلا للعقد، من حيث انه بالغ عاقل، و ان يكون المبيع قابلا للبيع، و لا يفقد العقد شيئا الا خلوه عن مقارنة اذن المالك». و مثال ذلك أن يبيع العاقل البالغ ملك غيره دون اذنه، أو اذن وليه، أو وكيله، أو وصيه، أو يبيع مال نفسه الذي لا يملك التصرف فيه لرهن، أو تحجير عليه لسفه، أو فلس، فاذا باع الراهن العين التي رهنها توقف النفاذ علي الاجازة من المرتهن، و كذا السفيه لا تنفذ تصرفاته المالية الا باذن الولي، و مثله المفلس الذي حجزت أمواله لحساب الغرماء، و المريض مرض الموت، اذا تبرع بأكثر من الثلث.


تسليم المكفول


اذا أحضر الكفيل الغريم في الوقت و المكان، و خلي بينه و بين المكفول له يبرأ الكفيل من حق الكفالة، سواء أقبله المكفول له، أو لم يقبله، استوفي حقه منه، أو لم يستوف، لأن الكفالة تعلقت باحضار الغريم، و قد أحضره، و قام بالتزامه، فلم يبق عليه من سبيل.

و ان امتنع الكفيل عن تسمله في الوقت و امكان رفع المكفول له الأمر الي الحاكم. و قال جماعة: ان علي الحاكم أن يحبسه، حتي يحضر الغريم، أو يؤدي عنه، و استدلوا بما روي عن الامام الصادق عليه السلام ان عليا أميرالمؤمنين عليه السلام جي ء له برجل قد كفل رجلا، فقال: احبسوه، حتي يأتي بصاحبه.

و الحق ان الحاكم لا يجوز له حبس الكفيل فورا، و قبل النظر في أمره، بل يجب عليه قبل كل شي ء التثبت و البحث عن حاله، فان كان قادرا علي احضاره، أو الوفاء عنه، و مع ذلك امتنع تمردا و عنادا جاز له حبسه، لأن الكفالة تقتضي احضار الغريم، أو الاداء عنه مع القدرة، فان امتنع صدق عليه الحديث الشريف: «لي الواجد تحل عقوبته».

و ان كان الكفيل عاجزا عن احضار الغريم، لهرب، و لغيبة منقطعة فلا يجوز أن يطلبه الحاكم و لا غير الحاكم من الكفيل، لأنه تكيف بغير المقدور، و اذا لم يجز التكليف بالاحضار فلا يجوز الحبس من أجله، و متي ثبت عجز الكفيل عن احضار الغريم: فان كان الحق المطلوب من الغريم مالا، أو يمكن التعويض عنه بمال، و ثبت هذا الحق بالبينة، و كان الكفيل قادرا علي الوفاء أمره الحاكم به، فان امتنع جاز حبسه، لأن الكفيل وثيقة علي الحق، كالرهن فاذا تعذر الاستيفاء ممن عليه الحق استوفي من الوثيقة، مع الامكان.



[ صفحه 78]



أما اذا كان الكفيل عاجزا عن الوفاء، أو كان الحق الذي علي الغريم لا يمكن التعويض عنه بالمال، كدعوي النسب، و ما اليها فلا يجوز حبسه اطلاقا، بل يجب الصبر و الانتظار الي حين القدرة.. أجل، يجب علي الكفيل ان يسعي و يبذل الجهد لاحضار الغريم، و اذا كان غائبا في مكان معلوم، و طلب الكفيل الامهال بمقدار ما يذهب اليه، و يعود اجيب الي طلبه بالاتفاق.

و تسأل: لقد ثبت عن أهل البيت عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان يحبس الكفيل دون أن يبحث عن حاله، فما هو المصدر لهذا التفصيل؟

و الجواب: ان التفصيل الذي ذكرناه يحتمه العقل و أصول المذهب، أما فعل أميرالمؤمنين عليه السلام فانه محمول علي أن الكفيل كان قادرا علي احضار الغريم، و مع ذلك امتنع عنه، و الشاهد علي هذا الحمل قبح الظلم، و التكليف بغير المقدور.


الوقف علي الصلاة


و من عدم جواز الوقف علي النفس يتبين بطلان الأوقاف الكثيرة الموجودة في قري جبل عامل، و التي وقفها أربابها علي الصلاة عنهم بعد موتهم حتي ولو قلنا بجواز النيابة عن الميت في الصلاة المستحبة فضلا عن الواجبة، لأنها في حقيقتها وقف علي النفس.


حكم المجتهد


تسالم فقهاء الامامية علي أن لله في كل واقعة حكما يصيبها من أصاب، و يخطئها من أخطأ، و للمخطي ء أجر، و للمصيب أجران، كما في الحديث الشريف، قال الامام الصادق عليه السلام: ان الله تعالي أنزل في القرآن تبيان كل شي ء، حتي و الله ما ترك شيئا يحتاج اليه العباد، فلا يستطيع عبد أن يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن.

و أيضا قال: ما من شي ء الا و فيه كتاب أو سنة.

و قال: في الجامعة كل حلال و حرام، و كل شي ء يحتاج اليه الناس، حتي الأرش في الخدش.

و حكم المجتهد لا يغير الحكم الواقعي عما هو عليه، فلو ظهر لمجتهد آخر جامع للشروط خطأ المجتهد الأول بطريق القطع و اليقين، لابطريق النظر و الاجتهاد جاز له نقضه، و الحكم بخلافه، و اليك التوضيح:

اذا اختلف مجتهدان جامعان للشروط، اختلفا في النظر و الاجتهاد، مثل أن يري أحدهما أن زواج البنت لا يصح من غير اذن الولي، ويري الآخر الصحة، حتي ولو لم يأذن الولي، ثم حكم هذا بصحة زواج هند بدون اذن وليها، فليس للمجتهد الذي يري فساد العقد أن ينقض هذا الحكم، بل عليه أن يقره و يعمل به، لأن المفروض أن كلا منهما يعتمد الظن و الاجتهاد الذي يحتمل الصواب



[ صفحه 68]



و الخطأ، فنقض أحدهما بالآخر ترجيح بلا مرجح، اذ النظرية الخاصة لا تكون دليلا علي فساد نظرية خاصة مثلها.

و اذا اعتمد الحاكم الأول علي النظر، و تبين للثاني الخطأ لا بالاجتهاد و النظر، بل بدليل قاطع، كاجماع محصل، أو آية صريحة، أو حديث متواتر، بحيث يكون هذا الدليل القطعي معيارا للحق عند جميع المجتهدين، اذا كان الأمر كذلك جاز الثاني أن ينقض حكم الأول، بل يجب عليه ذلك، و بالايجاز أن المعيار لنقض الحكم هو العلم بمخالفته للواقع، لا لمخالفته لاجتهاد فلان.

و كذا يجوز نقض الحكم، مع العلم بتقصير الحاكم للاجتهاد، و اهماله الموازين الشرعية.. هذا شأن الحكم بالقياس الي حاكم آخر، أما لو حكم لأحد المتخاصمين بغير حقه، فلا يجوز للمحكوم له العالم بذلك أن يأخذ الشي ء المحكوم به فيما بينه و بين الله، لأن حكم الحاكم لايغير الواقع عما هو عليه، قال صاحب الجواهر: «الحكم عندنا ينفذ ظاهرا، لاباطنا، و لا يستبيح المشهود له ما حكم له به الا مع العلم بصحة الشهادة، أو الجهل بحالها».


بل آمنت بالله الساعة


عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام، فناظر أصحابه عليه السلام حتي انتهي الي هشام بن الحكم.

فقال الشامي: يا هذا من أنظر للخلق؟ أربهم؟ أو أنفسهم؟

فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لانفسهم.

قال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم، و يقيم أودهم، و يخبرهم بحقهم من باطلهم؟

فقال هشام: هذا القاعد الذي تشد اليه الرحال، و يخبرنا بأخبار السماء، وراثة عن أب، عن جد.

قال الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟



[ صفحه 129]



قال هشام: سله عما بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا شامي اخبرك كيف كان سفرك، و كيف كان طريقك و كان كذا و كان كذا.

فأقبل الشامي يقول: صدقت، أسلمت لله الساعة.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان، و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون.

فقال الشامي: صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله، و أنك وصي الأوصياء [1] .


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 171. المناقب ج 3 ص 368. الاحتجاج ص 198.


وفاة الامام الصادق


شيخ حسين بلادي بحراني، نجف، مطبعة الحيدريه، 1374 ق /1954 م، رقعي، 32 ص.


تكريم الإنسان بالحياء


أنظر يا مفضل إلي ما خص به الإنسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق الجليل قدره، العظيم غناؤه، أعني: الحياء، فلولاه لم يقر ضيف [1] و لم يوف بالعداة، و لم تقض الحوائج، و لم يتحر الجميل، و لم يتنكب القبيح في شي ء من الأشياء، حتي أن كثيرا من الأمور المفترضة أيضا إنما يفعل للحياء فإن من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه و لم يصل ذا رحم، و لم يؤد أمانة، و لم يعف عن فاحشة... أفلا تري كيف و في الإنسان جميع الخلال التي فيها صلاحه و تمام أمره.


پاورقي

[1] قري الضيف: أضافه.


سفير السماء


كمال الدين 2 / 412، ب 39، ح 9: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن عبدالله بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن غير واحد، عن مروان بن مسلم، قال: قال: الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:...

الامام علم فيما بين الله عزوجل و بين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا.


المستحل للكبيرة


[أصول الكافي 2 / 285 ح 23: علي بن ابراهيم بن محمد بن عيسي، عن يونس،...]

عن عبدالله بن سنان، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت، هل يخرجه ذلك من الاسلام، و ان عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة و انقطاع؟ فقال:

من ارتكب كبيرة من الكبائر، فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من الاسلام، و عذب أشد العذاب، و ان كان معترفا أنه أذنب و مات عليه أخرجه من الايمان، و لم يخرجه من الاسلام، و كان عذابه أهون من عذاب الأول.


عند طلوع الفجر


الفقيه 1 / 501، الحديث 1438: عن عمار بن موسي الساباطي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: تقول اذا طلع الفجر...

الحمد لله فالق الاصباح، سبحان الله رب المساء و الصباح، اللهم صبح آل محمد ببركة و عافية و سرور و قرة عين، اللهم انك تنزل بالليل و النهار ما تشاء، فأنزل علي و علي أهل بيتي من بركة السماوات و الأرض رزقا حلالا طيبا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك.


التعاون


العنصر الثالث في الاقتصاد - كما هو ظاهر من تعاليم الإمام في فصول هذا الباب - هو التعاون. و ليس كمثله «منظم داخلي» أو «محرك ذاتي» للنشاط الفردي أو القومي.

و لقد مر بنا أنه واجب «قانوني» يخرج من الإيمان من بات شبعان و جاره جائع.

كما أسلفنا القواعد الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي شرعها الإسلام و شرحها الإمام، ليخلف للأمة منهاجه الذي اعتزت به الأمة فبلغت شأوها العالي بالمنهج العلمي، العصري أبدا، و المنهج الاجتماعي الذي جعلها كالبنيان المرصوص، و المنهج الاقتصادي الذي يستعمل العلم و العمل و المال في تعاون مأمور به، أي في تكافل كامل.

و لئن مرت بها فترات مظلمة، إن مردها إلي الخروج علي قواعد المنهج. و إنما عصمتها في الرجوع إلي الأمر الأول.



[ صفحه 357]




المناظرات


انطلقت الحركة الفكرية في عصر الامام الصادق من منطقة التقوقع و الكسل، الي منطلق الانفتاح و النشاط، حيث بدأت ذهنية الانسان المسلم تتطلع الي حماية قناعاتها الرسالية في دوامة الاتجاهات الغريبة المستجدة التي أخذت تلوح بانحرافات فكرية رهيبة، تصطدم مع أصول المعرفة التي قامت عليها أسس العقيدة الاسلامية و استولي عليها بناؤها الرسالي القويم..

هذا من جهة.. و من جهة أخري فقد بدأت الانقسامات الفكرية في هذا العصر، و تنوعت المدارس الاسلامية و اختلفت في اتجاهاتها، و تباينت عملية التركيز العام للاسس العقائدية و التشريعية فيما بينها، و انطلقت حركة الجدل الحاد بين مختلف الفرق الكلامية، ما بين معتزلة و قدرية و مرجئة و خوارج و غيرها من الفرق التي خلفتها عوامل الانحراف الرهيب، من سياسية و اجتماعية و فكرية و غيرها من مسببات الانقسام و التمزق، التي سببها غياب القيادة الاسلامية الملتزمة و المسؤولة، و هزال القيادات القائمة رساليا و فكريا..



[ صفحه 370]



و في خضم هذا المعترك المحموم.. كان لابد من أن يكون للامام دوره القيادي المسؤول، خصوصا و انه يمثل القاعدة الفكرية البارزة في المجتمع الاسلامي، و الممثل الأصيل للرسالة في شتي منطلقاتها، فقد واجه الامام مختلف الصراعات القائمة في عصره، و وقف منها موقف الرسالي الهادف، في مناظرات علمية رائعة، دافع فيها بما يملك من قوي اقناعية هائلة، و منطق رسالي ثابت، جعلت من الخصوم الجبابرة أقزاما تتضاءل بين يديه، و تذوب كما تذوب دمي الشمع عندما تلامسها حرارة النار، و أني لدمي الباطل أن تصمد أمام اشراقة الحق، و كيف لها أن لا تذوي أمام حرارة الايمان..

و يستوقفنا مشهد الحوار الطريف الذي جري بين قطبين من أقطاب الزندقة، هما ابن المقفع و زميله ابن أبي العوجاء و الذي يدلل بصراحة علي مدي الشعور بالخطر لدي هؤلاء و أمثالهم من منازلة الامام الصادق في أي مجال من مجالات الجدل و الحوار..

فقد اجتمع بعض الزنادقة في حلقة في المسجد الحرام و فيهم ابن المقفع و ابن أبي العوجاء، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق و أومأ بيده الي موضع الطواف.. ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس - يعني الامام الصادق - و أما الباقون فرعاع و بهائم..



[ صفحه 371]



فقال له ابن أبي العوجاء: و كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟..

فقال ابن المقفع: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم..

فقال ابن أبي العوجاء: لابد من اختبار ما قلت فيه منه..

فقال ابن المقفع: لا تفعل فاني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك..

فقال ابن أبي العوجاء: ليس ذا رأيك ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في احلالك المحل الذي وصفت..

فقال ابن المقفع: أما اذا توسمت علي، فقم و تحفظ من الزلل، و لا تثني عنانك الي استرسال فيسلمك الي عقال، وسمه مالك و ما عليك..

فقام ابن أبي العوجاء فلما رجع قال: ويلك يا ابن المقفع ما هذا بشر و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا..

فقال ابن المقفع: و كيف ذلك؟ فأخبره ما جري بينه و بين الامام، و قد أوردنا صورة الحوار كاملا في فصل الزندقة في عصر الامام.. [1] .

و لم يكن ليطيب لابن المقفع أن يفرض للامام مثل هذا



[ صفحه 372]



الموقع لولا انهزامه نفسيا و فكريا أمام منطق الامام و شخصيته مع اعتداده بنفسه و ما عرف به من عتو و غرور، و التي تدلل عليه كلمته هنا في التعريف بالامام.. و من المؤسف أن التاريخ لم ينقل لنا أيا من المواجهات العلمية التي وقعت بين الامام و ابن المقفع، و التي يكشف عنها حواره هنا مع ابن أبي العوجاء..

كما أن كثيرا من مناظرات الامام قد أغفلها التاريخ فيما أغفل من أخباره، و الا فليس من المعقول أن تقتصر مناظراته علي هذا القدر المحدد الذي نقلته لنا كتب الكلام و السيرة.. مع ملاحظة ما كان يتمتع به الامام من مركز علمي قيادي، و الذي كانت حلقته تمثل نقطة اللقاء بين جميع عناصر المذاهب الفقهية و الكلامية علي اختلاف نزعاتها و منطلقاتها..

و من الغريب أن لا نجد فيما نقل من مناظرات للامام ما يتعلق بقضية الخلافة الا نتفا ضئيلة ربما أفلتت من رقابة التاريخ عن غير قصد، و لن نفترض أن لا يكون لهذه القضية كبير اهتمام لدي الامام و خصومه، بعد أن كان الامام يمثل أحد الاتجاهين الرئيسين في نظرية الخلافة في الاسلام، و أحد عناصر الخلاف في شخصياتها، فلابد أن يكون هناك من الوقائع ما عملت يد التاريخ علي اخفائه بتأثير من الرقابة الذاتية لمخالفيه، و الرقابة السياسية لاتباعه و المؤمنين به، و لعل الكثير من كلماته في مجال الكلام و العقيدة، و التي نقلها الرواة من أصحابه



[ صفحه 373]



و تلامذته، هي مقطعات من مناظرات كانت تجري بينه و بين خصومه من أرباب الملل و النحل و المذاهب الاسلامية المختلفة..

و مناظرات الامام متنوعة.. فمنها ما يتعلق بالتوحيد و الجهات التي ترجع الي بدء الخلق و متفرعاته.. و منها ما يتعلق بالامامة و الخلافة، و منها ما يتعلق بالصراعات القائمة بين مختلف المذاهب الاسلامية و غيرها من الملل، و منها ما يتعلق بقضايا التشريع و الفقه مما يمس نقط الخلاف القائم بين مختلف المدارس الفقهية في ذلك العصر، و غير ذلك من القضايا و الشؤون التي تتعلق بالجوانب المتنوعة لجهات الفكر و المعرفة.

أما مناظراته في مجال التوحيد، فقد نقلت كتب السيرة و الكلام منها بعض النماذج.. و قد تقدم منا في فصل الزندقة في عصر الامام عرض لبعض مناظراته في التوحيد مع بعض زنادقة عصره، الذين وجدوا في الامام عنصر الكفاءة العلمية في أعمق معطياتها، فكان الانسان الوحيد في عصره الذي انفتحوا عليه بجدية، بما يحملونه من أفكار و معتقدات و مذاهب، و بما تزدحم به تصوراتهم من تشكيكات و تلبيسات فمنهم من استسلم عن قناعة و ايمان، حين كانت الحقيقة هي رائده في البحث و المناظرة، و منهم من أصر علي عناده، مع اعترافه بالانهزام أمام منطق الامام و حجته..

و قد التزم الامام في مناظراته مع الخصوم منطقا خاصا



[ صفحه 374]



و ملتزما في التعبير عن قضايا الايمان و الدفاع عنها، و تعرية نقاط الضعف في حجج المبطلين و هرطقاتهم.. التي تقف في منطقها عند حدود التشكيك و اللعب بالأفكار، و من هنا لا نجد في مواقف الامام مع خصومه أي اعتماد علي منطق الجدل الذي يعبر عن عدم توفر الامكانيات العلمية الكافية للدفاع عن النظرية بجدارة، كما يعبر أيضا عن عدم وضوح الرؤية و تكاملها في تصور الفكرة التي يسعي المناظر للدفاع عنها و اثباتها، و قد ندد الامام كثيرا علي اعتماد منطق الجدل في المناظرة، و انحي علي بعض تلامذته باللائمة لسلوكهم مثل هذا السبيل..

و للامام أسلوبه الخاص و نهجه المتميز في المناظرة، فهو يبسط الفكرة بسهولة فائقة، و يعرضها ببساطة تقترب بها حتي من الأذهان الساذجة، رغم العمق الذي يتسم به مضمونها، مما يكشف عن المقدرة البيانية الرائعة التي يملكها في التعبير و العرض و هذا الأسلوب هو الأسلوب الرسالي الذي تميز به القرآن الكريم في عرضه لدلائل التوحيد، و الاحتجاج علي المشركين في قضايا العقيدة و الايمان..

فمن مناظراته في التوحيد.. ما ورد في حوار طويل مع أحد الزنادقة، يشتمل علي منوعات كثيرة من الأسئلة فقد سأله الزنديق: كيف يعبد الله الخلق و لم يروه؟

قال الامام: رأته القلوب بنور الايمان، و أثبتته العقول



[ صفحه 375]



بيقظتها اثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب و احكام التأليف، ثم الرسل و آياتها، و الكتب و محكماتها، و اقتصرت العلماء علي ما رأت من عظمته دون رؤيته..

قال الزنديق: أليس هو قادر أن يظهر حتي يروه فيعرفونه فيعبد علي يقين؟

قال الامام: ليس للمحال جواب..

و وجه المحالية.. أن الخصم يطلب اليقين من خلال الظهور الحسي للذات المقدسة، و تحديدها بالرؤية البصرية الا أن هذا محال.. باعتبار ما يلازمه من ثبوت الجسمية و التحيز المحدد للذات.. و المستلزم لافتقارها لغيرها و هو بذاته محال، فعدم قدرة الله علي الظهور بالشخص ليس بسبب النقص في القدرة بل بسبب استحالته بذاته.. و قد أوضح الامام في اجابته أولا.. عدم توقف العلم بالوجود علي مجرد الرؤية البصرية، بل هناك الرؤية الحسية الوجدانية التي تعتمد علي الرؤية البصرية للآثار الخارجية و مظاهرها الجلية و حسن تركيبها، و احكام تأليفها، مما يدل بدلالة اليقين علي وجود الصانع الحكيم المدبر..

و سأله الزنديق: من أي شي ء خلق الأشياء؟

قال الامام: لا من شي ء..

قال الزنديق: كيف يجي ء من لا شي ء شي ء؟



[ صفحه 376]



قال الامام: ان الأشياء لا تخلو اما أن تكون خلقت من شي ء أو من غير شي ء.. فان كانت خلقت من شي ء كان معه فان ذلك الشي ء قديم، و القديم يكون حديثا، و لا يتغير.. و لا يخلو ذلك الشي ء من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتي؟ و من أين جاء الموت ان كل الشي ء الذي أنشأت منه الأشياء حيا؟ أو من أين جاءت الحياة ان كان ذلك الشي ء ميتا؟ و لا يجوز أن يكون من حي و ميت قديمين لم يزالا.. لأن الحي لا يجي ء منه ميت و هو لم يزل حيا، و لا يجوز أن يكون الميت قديما لم يزل لما هو به من الموت، لأن الميت لا قدرة له و لا بقاء..

و الذي أراد الامام اثباته من خلال عملية الحصر في هذه التساؤلات و الترديدات، هو أن الأشياء خلقت من لا شي ء و أن هذه الموجودات التي نشاهدها لابد و أن تكون مسبوقة بالعدم، و الا للزم أن يكون مع الله تعالي شي ء قديم غير مخلوق له هو مبدأ الوجود.. و من ساذج القول أن يدعي بأنها مسبوقة بشي ء، لأن فرض ذلك الشي ء يستدعي أن يكون قديما غير محدث، و القديم لا يجري عليه التغيير لأنه من صفات الحادث و ليس من بد أن يكون ذلك الشي ء جوهرا واحدا ولونا واحدا، و هو يقتضي اتحاد الجواهر و الألوان في جميع الأشياء و الموجودات، ولكنه باطل بالبداهة، كما أن فرضه حيا لم يزل



[ صفحه 377]



يستدعي استحالة الموت، كما أن فرضه ميتا لم يزل يستدعي استحالة الحياة، علي أن الميت لا يمكن فرضه قديما، لأن الميت لا قدرة له و لا بقاء..

ثم سأله الزنديق: من أين قالوا أن الأشياء أزلية؟

قال الامام: هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء فكذبوا الرسل و مقالتهم، و الأنبياء و ما أنباؤا عنه و سموا كتبهم أساطير، و وضعوا لأنفسهم دينا بآرائهم و استحسانهم، و ان الأشياء تدل علي حدوثها من دوران الفلك بما فيه و هي سبعة أفلاك، و تحرك الأرض و من عليها، و انقلاب الأزمنة، و اختلاف الحوادث التي تحدث في العالم من زيادة و نقصان، و موت و بلي، و اضطرار الأنفس الي الاقرار بأن لها صانعا مدبرا، ألا تري الحلو يصير حامضا و العذب مرا، و الجديد باليا و كل الي تغير و فناء..

و استدلال الامام هنا علي عدم أزلية الأشياء، يتضمن نظرية علمية كبيرة.. لم تعرف الا في عصورنا المتأخرة و التي صنف اكتشافها من الانجازات العلمية الكبري للفكر الحضاري الحديث، فان نظرية حركة الأرض، ربما يعد الحديث عنها في ذلك العصر معجزة خارقة.. حيث تنعدم الوسائل العلمية التي يحتاج اليها في معرفة ذلك و اثباته.. و من أين للامام أن يعرف ذلك لولا صلته المتميزة بالرسالة، و اطلاعه علي أسرارها



[ صفحه 378]



و مكنوناتها التي اختص الله سبحانه بها نبيه و ورثها من بعده أوصياؤه و خلفاؤه عليها من أهل بيته..؟

و لكلمات الامام هنا عمق علمي فريد.. فقد ذكر دوران الفلك و ما فيه و هي الأفلاك السبعة، مشيرا الي النظرية العلمية التي تدلل علي أن الأفلاك السبعة تسير بشكل دائري حول الشمس فهي تتحرك في المحور باستمرار، ثم أعقب ذلك بذكر تحرك الأرض و من عليها الذي يستلزم انقلاب الأزمنة، فالأرض في حركتها حول نفسها يكون نصفها في مواجة الشمس و نصفها الآخر في الطرف المعاكس، و ينقلب الزمان من الليل الي النهار و بالعكس عندما تنقلب المواجهة و المعاكسة في كل من النصفين و علي هذا يكون دوران الفلك و ما فيه موجبا لحركة الأرض حول نفسها، و حركتها هذه تكون موجبة لانقلاب الأزمنة..

و لعل هذا التسلسل البياني العلمي في كلمات الامام لم يكن منطلقا عن عفوية ساذجة، بل هو أمر مقصود و متعمد، أراد الامام من خلاله أن يعرض أمرين أساسيين: هما ارتباط الحركة الكونية بعضها ببعض، و قضية التغيير الذي يلازم الحدوث و عدم كون الأشياء أزلية و قديمة..

ثم سأله الزنديق: فلم يزل صانع العالم عالما بالأحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها؟



[ صفحه 379]



قال الامام: فلم يزل يعلم فخلق ما علم..

قال الزنديق: أمختلف هو أو مؤتلف؟

قال الامام: لا يليق به الاختلاف و لا الايتلاف، و انما يختلف المتجزي ء و يأتلف المتبعض، فلا يقال له مؤتلف و لا مختلف.

فقال الزنديق: فكيف هو الله الواحد..

قال الامام: واحد في ذاته فلا واحد كواحد، لأن ما سواه من الواحد متجزي ء و هو تبارك و تعالي لا يتجزء و لا يقع عليه العد..

قال الزنديق: فلأي علة خلق الخلق و هو غير محتاج اليهم و لا مضطر الي خلقهم، و لا يليق به التعبث بهم؟

قال الامام: خلقهم لاظهار حكمته و انفاذ علمه و امضاء تدبيره..

و بعد أن جري الحوار في منوعات من القضايا و المواضيع قال الزنديق: فأخبرني عن الله أله شريك في ملكه أو مضاد في تدبيره..؟

قال الامام: لا

قال الزنديق: فما هذا الفساد في العالم.. من سباع ضارية و هوام مخوفة، و خلق كثير مشوهة، ودود و بعوض و حيات و عقارب، و زعمت أنه لا يخلق شيئا الا لعلة لأنه لا يعبث ؟..



[ صفحه 380]



قال الامام: ألست تزعم أن العقارب تنفع من وجع المثانة و الحصاة و من يبول علي الفراش، و أن أفضل الترياق ما عولج من لحوم الأفاعي، فان لحومها اذا أكلها المجذوم بشب نفعه، و تزعم أن الدود الأحمر الذي يصاب تحت الأرض نافع للاكلة؟

قال الزنديق: نعم..

قال الامام: فأما البعوض و البق فبعض سببه أنه جعله بعض أرزاق الطير، و أهان به جبارا تمرد علي الله و تجبر و أنكر ربوبيته، فسلط الله عليه أضعف خلقه، ليريه قدرته و عظمته و هي البعوض، فدخلت في منخره حتي وصلت الي دماغه فقتلته، و اعلم أنا لو وقفنا علي كل شي ء خلقه الله تعالي لم خلقه؟ و لأي شي ء أنشأه؟ لكنا قد ساويناه في علمه، و علمنا كل ما يعلم، و استغنينا عنه و كنا و هو في العلم سواء..

و ما ذكره الامام أخيرا هو الفاصلة الأساسية في اجابته، فبعد أن أوضح للسائل نموذجا من حكمة خلق بعض الحشرات و الهوام، مدللا بذلك علي أن خلق أي شي ء لابد و أن يكون ناظرا لحكمة تقتضي الخلق، عقبه بقوله: و اعلم.. لبيان أن عدم اتساع تصورنا لاستيعاب ما اشتمل عليه الخلق من الحكم و المصالح لا يعني خلوه من ذلك، فهناك منها ما هو في حدود المعقول للانسان، و ما هو خارج عن الحدود، و فرض لزوم معرفتنا بجميع ذلك فرض لغير المعقول ، لأنه فرض لانتفاء



[ صفحه 381]



حدود المعقولات لدي الانسان، و هو يقتضي مشاركته لله في علمه في كل ما يعلم و استغنائه عنه..

و يحاول الزنديق نقد حكمة الله في تدبيره في قضايا تكوينية فيسأل الامام: هل يعاب شي ء من خلق الله و تدبيره..؟

قال الامام: لا.

قال الزنديق: فان الله خلق خلقه عزلا.. أذلك من حكمة أم عبث؟

قال الامام: بل منه حكمة..

قال الزنديق: غيرتم خلق الله و جعلتم فعلكم في قطع الفلقة أصوب مما خلق الله لها، و عبتم الأغلف والله خلقه، و مدحتم الختان و هو فعلكم، أم تقولون أن ذلك من الله كان خطأ غير حكمة؟

قال الامام: ذلك من الله حكمة و صواب، غير أنه سن ذلك و أوجبه علي خلقه - أي الختان - كما أن المولود اذا خرج من بطن أمه وجدنا سرته متصلة بسرة أمه، كذلك خلقها الحكيم، فأمر العباد بقطعها، و في تركها فساد بين للمولود و الأم، و كذلك أظفار الانسان أمر اذا طالت أن تقلم و كان قادرا يوم دبر خلق الانسان أن يخلقها خلقة لا تطول، و كذلك الشعر من الشارب، و الرأس يطول فيجز، و كذلك الثيران خلقها فحولة و اخصاؤها أوفق و ليس في ذلك عيب



[ صفحه 382]



في تقدير الله..

و الامام في اجابته هنا لم يتبع سبيل الحل ببيان الحكمة من خلق الغلفة ، و انما أشار اليها من خلال بيانه لأمر الله سبحانه بازالتها و قطعها، مما يدلل علي أن خلقها في الأصل لحكمة و تدبير في فترة معينة و هي حالة الحمل و بعدها تنقلب الحكمة الي ازالتها و قطعها بعد فترة الولادة.. كما هو مقتضي أمر الله بذلك.. و قضية الغلفة كقضية اتصال سرتي المولود و الأم فان الحكمة فيه تنتهي بانتهاء الحمل، حيث يستقل المولود بغذائه عن أمه..

و كأن المناظر يحاول في نقده هذا أن يسجل نقطة اعتراض علي شرعية الختان في الاسلام، و ليس بصدد التعرض لحكمته تعالي و تدبيره ، فكان رد الامام ردا بالنقض بالأمور التي ذكرناها، و الزاما له بما لا مفر من الالتزام به..

و من جملة ما طرحه الزنديق من سؤالاته قال: أخبرني أيها الحكيم ما بال السماء لا ينزل منها الي الأرض أحد و لا يصعد اليها من الأرض بشر، و لا طريق اليها و لا مسلك، فلو نظر العباد في كل دهر مرة من يصعد اليها و ينزل لكان ذلك أثبت للربوبية، و أنفي للشك و أقوي لليقين، و أجدر أن يعلم العباد أن هناك مدبرا اليه يصعد الصاعد و من عنده يهبط الهابط..



[ صفحه 383]



قال الامام: ان كل ما تري في الأرض من التدبير انما هو ينزل من السماء و منها يظهر، أما تري الشمس منها تطلع و هي نور النهار و فيها قوام الدنيا و لو حبست حار من عليها و هلك، و القمر منها يطلع و هو نور الليل، و به يعلم عدد السنين و الحساب و الشهور و الأيام، ولو حبس لحار من عليها و فسد التدبير، و في النجوم التي يهتدي بها في ظلمات البر و البحر، و من السماء ينزل الغيث الذي فيه حياة كل شي ء من الزرع و النبات و الانعام و كل الخلق لو حبس عنهم لما عاشوا، و الريح لو حبست اياه لفسدت الأشياء جميعا و تغيرت، ثم الغيم و الرعد و البرق و الصواعق كل ذلك انما هو دليل علي أن هناك مدبرا يدبر كل شي ء و من عنده ينزل، و قد كلم الله موسي و ناجاه، و رفع عيسي بن مريم، و الملائكة تنزل من عنده - غير أنك لا تؤمن بما لم تره بعينك، و فيما تراه بعينك كفاية..

و الذي نلاحظه هنا.. أن طرح السؤال من المناظر كان بدافع التعجيز و الجدل الغير المنطقي، و هو نظير سؤال بني اسرائيل لموسي (ع):

«قالوا لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة..» [2] .



[ صفحه 384]



و سؤال المشركين للنبي (ص):

«قالوا لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله و الملائكة قبيلا. أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقي في السماء و لن نؤمن لرقيك حتي تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا» [3] .

و لقد كانت اجابة الامام بعيدة في هدوئها عن جو الاستفزاز المتعمد في السؤال.. و هي في مضمونها تحكي عن الترابط الكوني و دقته و عليته لاستقرار الحياة بما يعطي للاجابة بعدا علميا معمقا.. و قد أوضح الامام أن نزول أحد من السماء أو صعود أحد من الأرض لا يوازي في دلاليته علي وجود الله، ما نشاهده من هذه الوجودات الكونية الحسية من الشمس و القمر و النجوم و الهواء و الغيم و غيرها و ترابطها و تأثيرها في استقرار



[ صفحه 385]



الحياة علي الأرض و هي وثائق الايمان و التوحيد التي يحتكم اليها العقل في اعترافه بوجود الله و وحدانيته..

و يدخل ابن أبي العوجاء مرة علي الامام، و في كلماته لسع و سخرية و مكر فيسأله: أليس تزعم أن الله خالق كل شي ء؟

فقال الامام: بلي..

فقال ابن أبي العوجاء: أنا أخلق..

فقال الامام: كيف تخلق؟

قال: أحدث في الموضع ثم ألبث عنه فيصير دوابا فكنت أنا الذي خلقتها..

و كأن ابن أبي العوجاء أراد أن يثير بأسلوبه البعيد عن التهذيب و آداب السؤال مشاعر الامام، و يستفزه من موقعه الجدي، ولكن الامام كان في اجابته متماسكا في جديته، بعيدا عن موجبات الانفعال و التأثير، شأن أصحاب الرسالات الذين لا يتطلعون الا الي الهدف غير عابئين باللسعات الطائشة التي تعترضهم من أشواك الطريق، و قد فأجا الامام مناظره بسؤاله: أليس خالق كل شي ء يعرف كم خلقه؟..

قال ابن أبي العوجاء: بلي..

قال الامام: فتعرف الذكر من الأنثي و تعرف عمرها؟



[ صفحه 386]



فسكت.. و قد ذوي فيه زهو سخريته و مكره، بعد أن عرف ضياع نفسه في متاهات الجهل و العناد، و لابن أبي العوجاء مع الامام مناظرات في التوحيد متعددة ذكرنا بعضها في فصل الزندقة في عصر الامام..

و جري نظير ذلك للامام مع «الجعدي بن درهم» فقد قيل: انه وضع في قارورة ماءا و ترابا فاستحال دودا و هواما، فقال لأصحابه: أنا خلقت ذلك لأني سبب كونه.. فبلغ قوله للامام فقال: ليقل كم هي؟ و كم الذكران منه و الاناث ان كان خلقه؟ و كم وزن كل واحدة منهن؟ و ليأمر الذي سعي الي هذا الوجه أن يرجع الي غيره.. فانقطع و هرب [4] .

و دخل قوم من المعتزلة علي الامام، فيهم عمرو بن عبيد و واصل بن عطاء و حفص بن سالم و أناس من رؤسائهم، و ذلك حين قتل الوليد و اختلف أهل الشام فيما بينهم، فتكلموا فأكثروا، و خطبوا فأطالوا.. فقال لهم الامام: انكم قد أكثرتم علي فأطلتم، فأسندوا أمركم الي رجل منكم فليتكلم بحجتكم.. فاسندوا أمرهم الي «عمرو بن عبيد» فأبلغ و أطال، و كان فيما قال:

.. قتل أهل الشام خليفتهم و ضرب الله بعضهم ببعض، و تشتت أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلا له دين و عقل و مروة و معدن



[ صفحه 387]



للخلافة و هو.. محمد بن عبدالله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع فنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه و ندعو الناس اليه، فمن بايعه كنا معه و كان منا، و من اعتزلنا كففنا عنه، و من نصب لنا جاهدناه و نصبنا له علي بغيه، و نرده الي الحق و أهله، و قد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فانه لا غني بنا عن مثلك لفضلك و كثرة شيعتك..

و حين فرغ عمرو من كلامه التفت الامام الي الآخرين قائلا: أكلكم علي مثل ما قال عمرو؟

قالوا: نعم..

فعندها بدأ الامام بحمد الله و ثنائه و الصلاة علي النبي (ص) و قال:

.. انما نسخط اذا عصي الله فاذا أطيع رضينا.. أخبرني يا عمرو: لو أن الأمة قلدتك أمرها فملكته بغير قتال و لا مؤنة فقيل لك: ولها من شئت، من كنت تولي؟..

قال عمرو: كنت أجعلها شوري بين المسلمين ..

قال الامام : بين كلهم؟

قال: نعم..

قال الامام: قريش و غيرهم؟

قال: العرب و العجم..



[ صفحه 388]



قال الامام: فأخبرني يا عمرو أتتولي أبابكر أو عمر أو تتبرأ منهما؟

قال: أتولاهما..

قال الامام: يا عمرو ان كنت تتبرأ منهما فانه يجوز لك الخلاف عليهما، و ان كنت تتولاهما فقد خالفتهما فقد عهد عمر الي أبي بكر فبايعه و لم يشاور أحدا، ثم ردها أبوبكر و لم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شوري بين ستة، فأخرج منها الأنصار غير أولئك الستة من قريش، ثم أوصي الناس فيهم بشي ء ما أراك ترضي به أنت و لا أصحابك..

قال: و ما صنع؟

قال الامام: أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، و أن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم الا ابن عمر، و يشاورونه و ليس له من الأمر شي ء، و أوصي من كان بحضرته من المهاجرين و الأنصار ان مضت ثلاثة أيام و لم يفرغوا و يبايعوا أن يضرب أعناق الستة جميعا، و ان اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيام و خالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين، أفترضون بذا فيما تجعلون من الشوري بين المسلمين.؟

قال: لا..

قال الامام: يا عمرو دع ذا.. أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو اليه، ثم اجتمعت لكم الأمة و لم يجتمع عليكم منها



[ صفحه 389]



رجلان، فأفضيتم الي المشركين الذين لم يسلموا و لم يؤدوا الجزية، كان عندكم و عند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيهم بسيرة رسول الله (ص) في المشركين في الجزية..؟

قال: نعم..

قال الامام: فتصنعون ماذا؟

قال: ندعوهم الي الاسلام فان أبوا دعوناهم الي الجزية..

قال الامام: فان كانوا مجوسا و أهل كتاب و عبدة النيران و البهائم و ليسوا بأهل كتاب؟

قال: سواء..

قال الامام: فأخبرني عن القرآن أتقرأونه؟

قال: نعم..

قال الامام: اقرأ «و قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون» فاستثني الله عزوجل و اشترط من الذين أوتوا الكتاب، فهم و الذين لم يؤتوا الكتاب سواء..؟

قال: نعم..

قال الامام: عمن أخذت هذا؟

قال: سمعت الناس يقولونه..



[ صفحه 390]



قال الامام: فدع ذا.. فانهم ان أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة؟

قال: أخرج الخمس و أقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليها..

قال الامام: تقسمه بين جميع من قاتل عليها؟

قال: نعم..

قال الامام: فقد خالفت رسول الله في فعله و سيرته، و بيني و بينك فقهاء أهل المدينة و مشيختهم فسلهم، فانهم لا يختلفون و لا يتنازعون في أن رسول الله (ص) انما صالح الأعراب علي أن يدعهم في ديارهم و ان لا يهاجروا، علي أنه ان دهمه من عدوه دهم فيستفزهم فيقاتل بهم، و ليس لهم من الغنيمة نصيب، و أنت تقول بين جميعهم، فقد خالفت رسول الله (ص) في سيرته في المشركين.. دع ذا ما تقول في الصدقة؟

قال : وقرأ هذه الآية «انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها..» الآية

قال الامام: نعم فكيف تقسم بينهم؟

قال: أقسمها علي ثمانية أجزاء، فأعطي كل جزء من الثمانية جزء..

قال الامام: ان كان صنف منهم عشرة آلاف و صنف منهم رجلا أو رجلين أو ثلاثة، جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف؟



[ صفحه 391]



قال: نعم..

قال الامام: و ما تصنع بين صدقات أهل الحضر و أهل البوادي فتجعلهم فيها سواء؟

قال: نعم..

قال الامام: فخالفت رسول الله (ص) في كل ما أتي به، كان رسول الله (ص) يقسم صدقة البوادي في أهل البوادي، و صدقة الحضر في أهل الحضر، و لا يقسم بينهم بالسوية، انما يقسمه قدر من يحضره منهم و علي قدر ما يحضره، فان كان في نفسك شي ء مما قلت لك، فان فقهاء أهل المدينة و مشيختهم كلهم لا يختلفون في أن رسول الله (ص) كذا كان يصنع..

ثم أقبل علي عمرو و قال: اتق الله يا عمرو و أنتم أيها الرهط فاتقوا الله، فان أبي حدثني و كان خير أهل الأرض و أعلمهم بكتاب الله و سنة رسوله، أن رسول الله (ص) قال: من ضرب الناس بسيفه و دعاهم الي نفسه و في المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف.. [5] .

و المناظرة هنا بين الامام و أقطاب المعتزلة، تدور حول قضية الامامة، و تحديد العلامة البارزة التي تميز القائم بأمرها و تكرسه كحاكم للأمة، يتولي قيادتها و يتصرف في شؤونها،



[ صفحه 392]



بما يفرضه الفهم الواقعي لمبادي ء الرسالة و مفاهيهما، و الاستيعاب الشامل لنظمها و تشريعاتها، و أوضح الامام لمناظريه من خلال تساؤلاته عدم واقعية اختيارهم لمرشح الامامة المتمثل بمحمد بن عبدالله بن الحسن، لعدم توفر مقوماتها فيما يحمل من مؤهلات و قابليات، فان قضية الامامة و الخلافة في واقعها ليست عملا اداريا و حسن سياسة فقط بل هي الي جانب ذلك علم بالرسالة بما تحويه من مبادي ء و نظم كما فرضها الله، و هو ما لم تتوفر عليه شخصية محمد بن عبدالله، الذي رشحه اختيارهم للمنصب، و لقد كان توسع الامام معهم فيما عرضه من تساؤلات لا يعدو عن كونه عملية كشف صريحة لانحرافهم عن منطق الحق و منطلقاته، و انفصال مواقفهم عن الموقف الرسالي المسؤول الذي تفرضه مصلحة الأمة و مصلحة رسالتها، ولو أنهم طلبوا الحق بجدية، و مارسوا مسؤولياتهم بمفهوم رسالي صادق، لكان الاختيار السليم في متناولهم دون أي تعثر أو ضياع..

و لقد أنذرهم الامام أخيرا بخطورة الموقف الذي تحملوا مسؤوليته، و القرار الذي ألزموا أنفسهم بالدعوة اليه، و أن عليهم أن ينظروا من خلال الشعور المخلص بالمسؤولية الي ما تتطلبه مصلحة الأمة و مصلحة رسالتها، و الا فانهم سيشاركون في تعميق الوضع المأساوي الذي تفرضه طبيعة الحكم الظالم،



[ صفحه 393]



الذي لا يعقل من مسؤولياته الا السيطرة و التسلط و العبث بمقدرات الأمة و معطياتها..

و لنا بعد هذا أن نتساءل.. عن السبب الذي دعا هؤلاء الاقطاب و هم ممن لا يتهم بالجهل و الغباوة أن يتجاهلوا عنصر الكفاءة القيادية الذي يتمثل بشخصية الامام الصادق و ينحرفوا عنه الي محمد بن عبدالله الحسن؟ و لا نحتمل أنهم كانوا بعيدين عن نتائج الموازنة الواقعية بين الشخصيتين..

و لسنا نستبعد أن يكون للصراع الفكري الحاد القائم بين الاتجاه الذي يمثله الامام في مدرسته، و الاتجاه الذي يمثله هؤلاء أثر نفسي في انحرافهم عن الامام و اختيارهم لشخص محمد بن عبدالله، ان لم يكن واقع هذا الاختيار هو التعبير عمليا عن ارادة التحدي التي تدفعهم لتجاهل موقع الامام و شخصيته، و ليس الاقتناع بواقعيته و جديته، و لقد أثبت لهم الامام في حديثه معهم أنهم ليسوا في مستوي مسؤولية الاختيار، و ان صاحبهم ليس في مستوي المنصب الذي اختاروه له، بعد أن كان في الأمة من هو أعلم منه و أبصر بما يصلحها، و يسير بها الي شاطي ء السلامة و الأمان..

و للامام مع عناصر المذاهب الاسلامية و أقطابها مناظرات علمية طريفة، فمن نماذجها ما وقع بينه و بين أبي حنيفة، و هو



[ صفحه 394]



قطب مدرسة الرأي و القياس، و كان قد بلغ الامام عنه أنه يتخذ القياس طريقا لاثبات الحكم الشرعي.. فعن عبدالله بن شبرمة قال: دخلت أنا و أبوحنيفة علي جعفر بن محمد.. فقال لابن أبي ليلي من هذا معك؟..

قال: هذا رجل له بصر و نفاذ في أمر الدين..

قال الامام: لعله يقيس أمر الدين برأيه؟

قال: نعم

قال: فقال جعفر بن محمد لابي حنيفة: ما اسمك؟

قال: نعمان..

قال الامام: يا نعمان هل قست رأسك بعد؟

قال: كيف أقيس رأسي؟

قال الامام: ما أراك تحسن شيئا!!! هل علمت ما الملوحة في العينين، و المرارة في الأذنين، و الحرارة في المنخرين، و العذوبة في الشفتين؟

قال: لا

قال الامام: ما أراك تحسن شيئا!!! قال: فهل علمت كلمة أولها كفر و آخرها ايمان.؟

فقال ابن أبي ليلي: يا ابن رسول الله أخبرنا عن هذه الأشياء التي سألته عنها..



[ صفحه 395]



قال الامام: أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال: «ان الله تعالي بمنه و فضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان و لولا ذلك لذابتا، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدواب فان دخلت الرأس دابة و التمست الي الدماغ، فاذا ذاقت المرارة خرجت، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بها الريح و لولا ذلك لأنتن الدماغ، و ان الله تعالي بمنه و كرمه و رحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجدبها استطعام كل شي ء و يسمع الناس بها حلاوة منطقه»..

قال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر و آخرها ايمان..

قال الامام: اذا قال العبد لا اله فقد كفر.. فاذا قال: الا الله فهو ايمان..

ثم أقبل الامام علي أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدثني أبي عن جدي: أن رسول الله (ص) قال: «أول من قاس أمر الدين برأيه ابليس.. قال الله تعالي له اسجد لآدم.. فقال «أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين» فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالي يوم القيامة بابليس لأنه اتبعه بالقياس..

و زاد ابن شبرمة في حديثه: ثم قال جعفر: أيها أعظم قتل النفس أو الزنا؟



[ صفحه 396]



قال أبوحنيفة: قتل النفس..

قال الامام: فان الله عزوجل قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا الا أربعة.. ثم قال الامام: أيها أعظم الصلاة أم الصوم؟

قال أبوحنيفة: الصلاة..

قال الامام: فما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة ؟ فكيف ويحك يقوم لك قياسك؟ اتق الله و لا تقس الدين برأيك.. [6] .

و قد وردت هذه المناظرة بصور مختلفة، ولكنها تتحد في عرض المضمون، و قد أخذنا رواية الحلية لأنها أبعد عن التهمة.. و الذي يوحيه مبدأ المناظرة أن أباحنيفة لم يكن قد التقي بالامام الصادق قبل ذلك، و الا فما معني سؤال الامام عنه و عن اسمه..

و قد رجح الشيخ أبوزهرة في كتابه الامام الصادق، عدم وقوع مثل هذه المناظرة بين الامام الصادق و أبي حنيفة معتمدا في ذلك علي ما روته بعض كتب مناقب أبي حنيفة، من أنها كانت بين أبي حنيفة و الامام الباقر، ولكن بصيغة أخري، و أن الامام الباقر أنكر علي أبي حنيفة ما نسب اليه من القياس في الدين، ولكن أباحنيفة أنكر ذلك، و انه لو عمل بالقياس



[ صفحه 397]



لأوجب قضاء الصلاة دون الصيام علي الحائض، و لأوجب الغسل من البول دون المني الي آخر ما ذكره من كلام أبي حنيفة مع الامام، و أن الامام قام اليه بعد ذلك و قبل ما بين عينيه، معتذرا اليه مما وقع في نفسه بتأثير من قالة السوء..

ولكننا نتحفظ في قبول هذه الرواية التي رجحها المؤلف لا لشي ء الا لأن رواة مناقب أبي حنيفة أوثق في رواية قضايا أبي حنيفة من الكليني، الذي ادعي المؤلف تفرده برواية هذه المناظرة لأبي حنيفة مع الامام الصادق، مع تحفظه في قبول روايته مبدئيا، لأنه روي أحاديث في تحريف القرآن!!! و هو لهذا غير معتمد في جميع ما يرويه علي حد زعمه، و نحن هنا لا نناقشه الحساب في رأية في الكليني و روايته، فللحديث في ذلك مجال آخر.. و انما نناقشه الحساب في ادعائه ترجيح رواية المناقب..

1- ان المناظرة بين الامام الصادق و أبي حنيفة لم يتفرد الكليني بروايتها، بل رواها أبونعيم في الحلية مع اختلاف يسير لا يعبأ به، فلو أعرضنا عن رواية الكليني لاتهامنا اياه.. فما هو المبرر لرد رواية أبي نعيم؟ و ترجيح رواية المناقب عليها.. أم أن الترجيح و الرد و القبول قضية مزاج؟

2- علي أن مرورا عابرا علي رواية المناقب، يدلل بما لا يقبل الشك علي وضعها و افتعالها، اذ هي صريحة في أن أبا



[ صفحه 398]



حنيفة يرفض العمل بالقياس و يتبرأ منه.. و هو ما يصطدم مع الحقيقة العلمية المسلمة، و هي بناء مذهبه علي العمل بالقياس فيما يثبت به نص صحيح، لا نظن أن المؤلف و من اعتمد عليه من رواة المناقب، يلتزمون بذلك فهم بالنسبة لهذه الرواية بين خيارين:

1- أما الالتزام بصحة الرواية و التسليم بأن العمل بالقياس مفتعل علي أبي حنيفة، و هو ما لا يمكنهم الالتزام به..

2- أو التسليم بردها و هو المطلوب..

و بعد هذا لا يسعنا الا أن نعتمد رواية الكليني و أبي نعيم و أن المناظرة وقعت بين الامام الصادق و أبي حنيفة..

و لقد ركز الامام في هذه المناظرة علي نقد القياس و بيان عدم مشروعيته من خلال بعض موارد النقض عليه التي وردت في الشريعة، و التي تدلل علي بطلان ما يفرضه من نتائج تشريعية بعيده عن منهج الشارع في الدلالة علي كليات التشريع و جزئياته، معقبا ذلك بالنص الصريح الوارد عن الشارع بالنهي عن العمل بالقياس و اعمال الرأي في الدين.. و في بعض الروايات أن أباحنيفة قال للامام في نهاية المناظرة: لا أتكلم بالقياس في دين الله بعد هذا المجلس.. فأجابه الامام: كلا أن حب الرياسة غير تاركك، كما لم يترك من كان قبلك..

و بالفعل فان أباحنيفة لم يترك العمل بالقياس، بل بقي



[ صفحه 399]



مصرا علي اعتماده كأصل من الأصول التي يستنبط بها الحكم.. رغم المعارضة الواسعة من كبار الأئمة و أقطاب العلماء.. و أصبح القياس بعد ذلك الظاهرة البارزة التي يمتاز بها مذهب أبي حنيفة دون غيره..

و في أول لقاء لابن أبي ليلي مع الامام سأله الامام: أنت ابن أبي ليلي قاضي المسلمين؟

قال: نعم..

قال الامام: تأخذ مال هذا فتعطيه هذا، و تقتل و تفرق بين المرء و زوجه لا تخاف في ذلك أحدا؟

قال: نعم

قال الامام: فبأي شي ء تقضي؟

قال: بما بلغني عن رسول الله (ص) و عن علي (ع) و عن أبي بكر و عمر..

قال الامام: فبلغك عن رسول الله (ص) أنه قال: ان عليا أقضاكم..؟

قال: نعم..

قال الامام: فكيف تقضي بغير قضاء علي و قد بلغك هذا؟ فما تقول: اذا جي ء بأرض من فضة و سماء من فضة، ثم أخذ



[ صفحه 400]



رسول الله بيدك فأوقفك بين يدي ربك، فقال: يا رب ان هذا قضي بغير ما قضيت؟

فاصفر وجه ابن أبي ليلي حتي عاد مثل الزعفران [7] .

و لقد كان لهذا الحوار أثر كبير في تبدل سلوك ابن أبي ليلي في القضاء فيما بعد.. فقد روي أن ابن أبي ليلي حكم في قضية بحكم.. فقال له محمد بن مسلم: ان عليا قضي بخلاف ذلك.. و روي له عن الامام الباقر..

فقال: هذا عندك؟

قال: نعم..

فال: فأرسل فاتني به..

قال له محمد بن مسلم: علي أن لا تنظر في الكتاب الا في ذلك الحديث.. ثم أراه الحديث عن الامام الباقر فنقض حكمه الأول و حكم بما ثبت له من قضاء الامام.. [8] .

و قد التزم كما ورد عنه أنه لا يرد حكما حكم به لقول أحد الا اذا كان ذلك هو الامام الصادق..

و يروي حفص بن غياث قال: شهدت المسجد الحرام و ابن



[ صفحه 401]



أبي العوجاء يسأل أبا عبدالله عنه قوله تعالي: «كلما نضحت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب» ما ذنب الغير؟

قال الامام: ويحك هي هي و هي غيرها.

قال: فمثل لي ذلك شيئا من أمر الدنيا

قال الامام: نعم أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي و هي غيرها.

و الظاهر أن مقصود الامام هناأن الغيريه انما هي في التركيب و الهيئة و ليست في أصل المادة، فالجلود في مادتها لا تتغير و لا تتبدل، بل هي تتكيف بين حالة الاحتراق و النضج و حالة العود الي الوضع الطبيعي، كما هو الحال بالنسبة للحجر تجعله ترابا ثم تركبه تركيبا آخر، فالمادة هي هي لم تتغير ولكن الكيفية و الهيئة تغيرت عما كانت عليه أولا.

هذه منوعات من مناظرات الامام و اجاباته التي يمكننا من خلالها أن نتعرف علي نهج الامام و أسلوبه في الدعوة الي الايمان و مواجهة تيارات الانحراف الخطرة التي منيت بها الرسالة من الداخل و الخارج.. و لم يكن قصدنا استقصاء جميع ما ورد عنه، بل عرض بعض النماذج المنوعة التي يمكن أن تتوفر من خلالها علي بعض ملامح الصورة من هذا الجانب من حياة الامام الفكرية.

و من المهم أن نشير الي أن هذا اللون من أسلوب العمل



[ صفحه 402]



الرسالي كان موضع اهتمام الامام و عنايته، لأنه يمثل أخطر منطلق للعمل في سبيل تركيز الدعودة و الدفاع عن قضاياها. و من هنا نجد تركيز الامام في مجالاته التربوية علي العناية بهذا الجانب فكان يدفع تلامذته ممن يعرف فيه الكفاءة العلمية الي التوفر علي أصول هذه اللعبة الفكرية و الخوض في مجالاتها، و ربما كان يدعوهم الي ممارسة التجرية بمحضر منه ليطمئن الي كفاءاتهم و ليصحح لهم ما يراه انحرافا عن منطق الحق و الايمان، كما نجد الامام في بعض الحالات ينهي البعض من تلامذته عن ممارسة مثل هذه التجارب الخطرة عندما يعرف منهم عدم القدرة علميا و قصورهم عن احراز التفوق المطلوب علي الخصم حفاظا علي قضية الايمان و العدل.

و كان من نتائج اهتمام الامام في هذا المجال بروز نوعيات كفوءه من علماء الكلام و المناظرة كان لهم تأثير كبير في مجالات الدفاع عن قضية الحق أمثال: هشام بن الحكم و هشام بن سالم الجواليقي و مؤمن الطاق و غيرهم من أعلام هذا الفن و فرسان حلباته.


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 74.

[2] البقرة آية 55.

[3] الاسراء آية 89 / 93.

[4] لسان الميزان لابن حجر ج 2 / 105.

[5] الاحتجاج ص 119.

[6] حلية الأولياء ج 3 / 197.

[7] الكافي ج 7 / 408.

[8] سفينة البحار عباس القمي ج 2 / 520.


عالمية الاسلام


يضع الامام الصادق قواعد أساسية ثابتة لانسانية الانسان، كلمات غراء يسطع منها عبير الانسانية العطر.

فالحسب و النسب و الكرم عند الامام عليه السلام له وجه مغاير لما يراه غيره من الفخورين المتغطرسين الذين يهزون أعطافهم معجبين بأنفسهم فخورين بحسبهم و نسبهم.

يري الام عليه السلام أن نسب الرجل - أي رجل - عقله المنور بالوعي يعبد به



[ صفحه 153]



الله، و يمسكه عن ايقاع الضرر بغيره من عبادالله. كما يري حسب الرجل دينا رحمانيا يغذيه ثمار التلاحم الانساني المنسوج من ضياء المحبة، و يعلي مكانته عبق المحبة المعطر بروح الايمان و زيت المعرفة.

و يري كرمه طاعة لله مشرقة تتدفق من عبير قول الله عزوجل: «و تعاونوا علي البر و التقوي و لا تعاونوا علي الاثم و العدوان و اتقوا الله ان الله شديد العقاب» [1] .

و يري الناس - كل الناس - اخوة، أبوهم آدم و أمهم حواء، لا فرق بين عربي أو أعجمي أو أبيض أو أسود الا بالتقوي. و أنبل الناس أتقاهم، الذي يعمل بكتاب الله و سنته، بتضحية و اخلاص، لتنقية المجتمع البشري من الشوائب و المفاسد، و لتطويره في سلم الحياة الحضارية الراقية.

يروي في هذا المجال أن الامام الصادق عليه السلام سأل عن رجل من أهل السواد كان يتردد عليه، ثم انقطع عنه مدة، فاستغرب نفر من الحضور و حاولوا أن يهونوا من شأن الرجل، فقالوا للصادق: «انه نبطي» فماذا قال لهم الامام؟

لقد قال لهم زاجرا: «أصل الرجل عقله، و حسبه دينه، و كرمه تقواه، و الناس في ذلك متساوون» فلا عرق و لا عنصر ولا لون و لا عشيرة، ذلك هو الاسلام.

قال تعالي: «يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان أكرمكم عندالله أتقاكم...» [2] فالتقوي في الاسلام هي ميزان التفاضل بين البشر و ليس المال و العشيرة و العرق و الجنس و اللون، كل هذه العناصر لا قيمة لها دون التقوي.

و كما تري هكذا يضي ء الامام قلوب الناس بزيت الحياة و نور المعرفة.


پاورقي

[1] المائدة الآية 2.

[2] الحجرات الآية 13.


كمترين چيزي كه به وسيله ي آن انسان كافر مي شود؛ چيست؟


حلبي گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: كمترين چيزي كه به وسيله ي آن انسان كافر مي شود، چيست؟

حضرت فرمودند: اين است كه انسان بدعتي بگذارد و او را ملاك محبت و ولايت خود قرار دهد، و از كسي كه با آن مخالفت كند تبري بجويد و دوري كند. [1] .



[ صفحه 69]



2- بريد عجلي گويد: از امام صادق - عليه السلام - سؤال كردم: كمترين چيزي كه انسان به وسيله ي آن كافر مي شود، چيست؟

حضرت ريگي از زمين برداشتند و گفتند: اينكه بگويد: اين ريگ هسته است، و از كسي كه مخالفت كند با او تبري بجويد و از او دوري كند، و اين (دوري از مخالفش) را دين خود قرار دهد كه به وسيله ي آن به خدا تقرب جويد، اين شخص يك ناصبي است به خدا شرك ورزيده و بدون اينكه بداند كافر شده است. [2] .


پاورقي

[1] معاني الاخبار، ص 393، بحارالأنوار: ج 69 ص 220 ح 5.

[2] معاني الأخبار: ص 393، بحارالأنوار: ج 69 ص 230 ح 6.


حديث 070


جمعه

لا تطع السفهاء.

از ابلهان و كم خردان اطاعت مكن.

تحف، ص 303



[ صفحه 18]




علمه بما في النفس 06


محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن بردة، عن أبي عبدالله عليه السلام. و عن جعفر بن بشير الخزاز، عن اسماعيل بن عبدالعزيز قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا اسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء، قال: فقمت فوضعت له، قال: فدخل، قال: فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا و كذا و يدخل المتوضأ يتوضأ. قال: فلم يلبث أن خرج، فقال: يا اسماعيل بن عبدالعزيز لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم، اجعلونا عبيدا مخلوقين و قولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا فقال اسماعيل: و كنت أقول فيه ما أقول و أقول [1] .

و رواه صاحب ثاقب المناقب: عن اسماعيل بن عبدالعزيز الحديث بعينه [2] .



[ صفحه 93]




پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 228 ج 5 باب 10 ح 5.

[2] الثاقب في المناقب ص 402 ح 5.


غيبگويي حضرت باعث تشيع ما شد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كوتاهي در سه چيز سبب ناكامي است: طمع بخشش از صاحب جود، همنشيني با دانشمند و جلب خشنودي بالا دست آن كه بر تو تسلطي دارد.

و از صفوان بن يحيي نقل مي كند كه:

جعفر بن محمد بن اشعث به من گفت: مي داني چرا ما شيعه شديم و علت اين كه اين مذهب را شناختيم چه بود؟ با اين كه صحبتي از آن نزد ما نبود و آن چه ديگران در اين باره مي دانستند ما نمي دانستيم؟ گفتم: علتش چه بود؟ گفت: منصور دوانيقي به پدر من محمد بن اشعث گفت: اي محمد مرد عاقلي را پيدا كن كه مأموريتي براي من انجام دهد. پدرم گفت: او را يافتم؛ اين فلان كس پسر مهاجر دايي من است. گفت: او را بياور. او را نزد منصور بردم. به او گفت: اي مهاجر! اين پول را بگير و به مدينه برو و به نزد عبدالله بن حسن بن حسن و عده اي از كسان او از جمله حضرت صادق عليه السلام برو و به آنها بگو: من مرد غريبي از اهل خراسانم و آن جا شما شيعياني داريد كه اين مال را براي شما فرستاده اند، و به اين شرط و اين شرط مقداري به هر يك



[ صفحه 151]



بده؛ و هنگامي كه پول را گرفتند، بگو: من واسطه ام و دوست دارم قبض رسيد آن را بنويسيد كه خط شما را داشته باشم.

آن مرد پول را گرفت و به مدينه رفت، سپس نزد منصور بازگشت. محمد بن اشعث نيز آن جا بود. منصور گفت: چه خبر؟ گفت: همه را ملاقات كرده، پول را دادم و اين قبض رسيد آنها است؛ به جز جعفر بن محمد عليه السلام كه در مسجد پيامبر صلي الله عليه و آله خدمت ايشان رسيدم، نماز مي خواند، پشت سر حضرت نشستم تا نماز ايشان تمام شود و بعد آن چه به ديگران گفتم به ايشان نيز بگويم.

پس حضرت نمازش را زياد طولاني نكرد و سلام داد و فرمود: اي مرد! از خدا بترس و اهل بيت پيامبر را فريب نده كه تازه از چنگال بني مروان بيرون آمده و همه محتاج هستند. گفتم: خدا تو را شايسته دارد، مگر چه شده؟ حضرت سر مبارك خود را نزديك آورد و همه ي جرياني را كه بين من و تو بود، خبر داد؛ كه گويا مانند شخص سومي در مجلس حضور داشته است.

منصور گفت: اي پسر مهاجر! هر خاندان نبوتي محدثي دارند (محدث كسي است كه فرشته اي براي او حديث و اخبار غيبي و علومي را به او بياموزد) و امروز جعفر بن محمد عليه السلام محدث ما است و اين غيبگويي و معجزه موجب تشيع ما شد.



[ صفحه 152]




كتابه إلي رجل من أصحابه في التقوي


عليّ بن محمّد عمّن ذكره، عن محمّد بن الحسين وحميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد الكنديّ جميعاً، عن أحمد بن الحسن الميثميّ [1] ، عن رجل من أصحابه، قال: قرأت جواباً من أبي عبد الله عليه السلام إلي رجل من أصحابه:

أمّا بَعدُ: فَإنّي أُوصيكَ بِتَقوي الله، فَإنَّ اللهَ قَد ضَمِنَ لِمَن اتّقاهُ أن يُحَوِّلَهُ عَمّا يَكرَهُ إلي ما يُحِبُّ، وَيَرزُقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ، فَإيّاكَ أن تَكونَ مِمّن يَخافُ علي العِبادِ مِن ذُنوبِهِم، وَيَأمَنُ العُقوبَةَ مِن ذَنبِهِ، فإنَّ اللهَ عزوجل لا يُخدَعُ عَن جَنّتِهِ، وَلا يُنالُ ما عِندَهُ إلّا بِطاعَتِهِ إن شاءَ اللهُ. [2] .



[ صفحه 69]




پاورقي

[1] أحمد بن الحسن الميثميّ

أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التّمار مولي بني أسد. قال أبو عمرو الكشّي: كان واقفاً وذكر هذا عن حمدويه عن الحسن بن موسي الخشّاب قال: أحمد بن الحسن واقف. وقد روي عن الرّضاعليه السلام وهو علي كلّ حال ثقة صحيح الحديث معتمد عليه. له كتاب نوادر.

(راجع: رجال النّجاشي: ج 1 ص 201 الرّقم 177، الفهرست: ص64 الرّقم66، رجال الطّوسي: ص332 الرّقم 4950، رجال ابن داوود: ص 25 الرّقم 66).

[2] الكافي: ج 8 ص49 ح9، تحف العقول: ص 240، بحار الأنوار: ج 78 ص 121 ح 3.


ختامه مسك


قال اميرالمؤمنين عليه السلام: ان من النعم سعة المال، و أفضل من سعة المال صحة البدن، و أفضل من صحة البدن تقوي القلب.

يكي از نعمت هاي الهي كثرت ثروت است؛ و از آن بهتر، سلامت بدن است؛ و از سلامت بدن بهتر، تقواي قلب است.

و در حديثي از رسول گرامي اسلام صلي الله عليه و آله نقل شده كه فرمود:

«اگر قلب، سالم و الهي شد، همه چيز سالم و الهي مي شود» [1] .

پس بايد قلب را هميشه با ذكر و ياد خداوند متعال و دوري از گناه، نوراني نمود، تا همه چيز انسان نوراني شود.



[ صفحه 132]




پاورقي

[1] تحف العقول، ص 203؛ تفسير المعين، ص 269.


القرد و خلقته و الفرق بينه و بين الانسان


تأمل خلقة القرد و شبهه بالانسان في كثير من أعضائه أعني الرأس و الوجه و المنكبين و الصدر، و كذلك أحشاؤه شبيهة أيضا بأحشاء الانسان و خص مع ذلك بالذهن و الفطنة التي بها يفهم عن سائسه ما يؤمي ء اليه و يحكي كثيرا مما يري الانسان يفعله، حتي أنه يقرب من خلق الانسان و شمائله في التدبير في خلقته علي ما هي عليه. أن يكون عبرة للانسان في نفسه فيعلم أنه من طينة البهائم و سنخها اذ كان يقرب من خلقها هذا القرب. و أنه لو لا فضيلة فضله بها في الذهن و العقل و النطق كان كبعض البهائم علي أن في جسم القرد فضولا اخري تفرق بينه و بين الانسان كالخطم



[ صفحه 80]



و الذنب المسدل و الشعر المجلل للجسم كله. و هذا لم يكن مانعا للقرد أن يلحق بالانسان لو اعطي مثل ذهن الانسان و عقله و نطقه و الفصل الفاصل بينه و بين الانسان - في الحقيقة - هو النقص في العقل و الذهن و النطق.


بيل زدن و آبياري


در يكي از روزهاي بسيار گرم مدينه، فردي در ميان كوچه اي با امام صادق عليه السلام با هم روبرو شدند. او كه آن حضرت را مي شناخت، نزديك شد و به حضرت گفت: شما با اين مقام و منزلتي كه نزد خدا داريد و با نسبتي كه با رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم داريد، چرا در اين روز گرم در چنين حالي از خانه بيرون آمده ايد؟

حضرت فرمود: در طلب روزي خويش بيرون آمده ام تا به مانند تو محتاج نباشم. [1] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 5، ص 74؛ وسائل الشيعه، ج 12، ص 10.


اهل الحديث و أهل الرأي


و كان الحديث في العراق قليلا ولكن انفتح فيه باب الرأي و القياس، و قد اخذه حماد عن ابراهيم النخعي المتوفي سنة 95 ه 713 م، و أخذه أبوحنيفة المتوفي سنة 150 هج عن حماد، و كان أهل الحديث يعيبون أهل الرأي بأنهم يتركون الاحاديث لأقيستهم، و الدين لا يقاس بالرأي، و إنما سموا أهل الرأي لأن عنايتهم بتحصيل وجه من القياس و المعني المستنبط من الأحكام و بناء الحوادث عليها، و ربما يقدمون القياس الجلي علي آحاد الأخبار؛ و طريقتهم أن للشريعة مصالح مقصودة التحصيل من أجلها شرعت، فجعلوا



[ صفحه 152]



هذه المصالح أصلا من أصول الأدلة إذ لم يجدوا نصا في الكتاب و السنة الصحيحة عندهم، و قد كانت قليلة العدد لبعد العراق عن موطن الحديث.

و أما أهل الحديث فلم يجعلوا للقياس و الرأي في استنباط الأحكام هذا المحل، و اتسعت شقة الخلاف و احتدم النزاع و افترق أهل الفتيا إلي فرقتين.

و أنت تري أن هذا النزاع بعد أن كان علميا محضا أصبح مزيجا بالسياسة أو التعصب، و تعددت فيه عوامل التفرقة لتستند السلطة الي اقوي الفريقين، و اتسع نطاق الخلاف فتري مالك بن انس يحط من كرامة العراقيين و يتحامل عليهم و يعلن بقوله: انزلوهم منزلة أهل الكتاب، لا تصدقوهم و لا تكذبوهم و قولوا آمنا بالذي أنزل الينا و اليكم و إلهنا و إلهكم واحد. [1] .

و دخل عليه محمد بن الحسن الشيباني فسمعه يقول هذه المقالة ثم رفع رأسه فكأنه استحيي فقال: يا أباعبدالله أكره أن تكون غيبة كذلك أدركت أصحابنا يقولون، و كان يقرأ اذا نظر نظر الي العراقيين (تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر). [2] .

و كان يسمي الكوفة دار الضرب يعني انها تضع الاحاديث و تضعها كما تخرج دار الضرب الدراهم و الدنانير. و قال عطاء لأبي حنيفة: من أين أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا. [3] .

و مهما يكن من الامر فقد تعصب كل فريق الي بلده و تنابزوا، و عير أهل المدينة بسماع الغناء، و أهل مكة بالمتعة، و أهل الكوفة بالنبيذ، و اشتدت عصبية كل قوم لبلادهم، و حملتهم علي وضع الاخبار في مدح قومه و بلده و ذم مقابله، و عظم الانشقاق بين الطائفتين، و بالطبع ان الكوفة تضعف عن مقابلة الحجاز، ولكن السياسة الزمنية اقتضت أن تكون الي جانب اهل الرأي لا حبا لهم ولكن بغضا لأهل المدينة، و اصبح لكل جانب أنصار و متعصبون فكان مالك بن أنس في طليعة أهل الحديث و أنصاره من الحجاز سفيان الثوري و اصحابه، و زعيم أهل الرأي هو أبوحنيفة و اصحابه و كثير من فقهاء العراق.

فالشافعي أخذ عن مالك و أصحابه، و أحمد المتوفي سنة 241 ه 820 م



[ صفحه 153]



أخذ عن الشافعي المتوفي سنة 204 ه 820 م و اصحابه.

و أنما سموا أصحاب الحديث لأن عنايتهم بتحصيل الأحاديث و نقل الاخبار و بناء الاحكام علي النصوص و لا يرجعون الي القياس.

يقول الشافعي: إذا ما وجدتم لي مذهبا و وجدتم خبرا علي خلاف مذهبي فاعلموا ان مذهبي ذلك الخبر، و تبعه اصحابه، و هم: اسماعيل بن يحيي المزني، و الربيع بن سليمان الجيزي، و حرملة بن يحيي، و أبويعقوب البويطي، و ابن الصباح، و ابن عبدالحكم المصري، و ابوثور، و غيرهم.

و أما أصحاب الرأي، فهم: أبوحنيفة النعمان بن ثابت، و اصحابه: محمد بن الحسن الشيباني، و أبويوسف القاضي، و زفر بن الهذيل، و الحسن ابن زياد اللؤلؤي، و أبومطيع البلخي، و بشر المريسي، فهؤلاء عرفوا بأهل الرأي و قالوا ان الشريعة معقولة المعني و لها أصول يرجع اليها، و لاقنناعهم بمعقولية الشريعة و ابتنائها علي أصول محكمة فهمت من الكتاب و السنة كانوا لا يحجمون عن الفتوي برأيهم كما كان يفعل الفريق الاول فانهم يقفون و لا يتعدون حدود النص، و كانوا يحبون معرفة العلل و الغايات التي من اجلها شرعت الاحكام، و ربما ردوا بعض الأحاديث لمخالفتها لاصول الشريعة، و لا سيما إذا عارضها حديث آخر.

و بهذا افترقت الأمة الي فرقتين أهل حديث و أهل رأي، أو أهل المدينة و أهل الكوفة، مع العلم بأن أهل العراق لا يقاسون بأهل المدينة في الحديث، فكان القياس عندهم أكثر و عليه يبنون غالب فتاواهم، و نشط سير الحركة العلمية في ذلك العصر.


پاورقي

[1] جامع بيان العلم و فضله - 157 - 2.

[2] ضحي الاسلام 152 - 3.

[3] تاريخ بغداد 220 - 13.


الزهري


ابن شهاب الزهري هو محمد بن مسلم بن عبدالله بن شهاب المتوفي سنة 124 ه.

و كانت له منزلة خلفاء بني أمية، و ولاه يزيد بن عبدالملك القضاء و كتب عمر بن عبدالعزيز إلي الافاق: عليكم بابن شهاب فانكم لا تجدون أعلم بالسنة الماضية منه، و قد روي مالك انه أول من دون أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأمر من عمر بن عبدالعزيز. و هو أحد تلامذة الإمام زين العابدين و الإمام الباقر عليهماالسلام.

و قد كتب إليه الإمام زين العابدين عليه السلام رسالة يعظه بها و يحذره اولئك الحكام الذين استمالوه و قربوه لأغراضهم، و نري من الخير ذكر بعض تلك الرسالة الحكمية الخالدة:


وصيته لعنوان البصري


و عنوان هو شيخ بصري قدم المدينة لطلب العلم اتصل بمالك بن أنس ثم اتصل بالامام الصادق، فقال له الامام: اذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية.

قال عنوان البصري: فقلت: ما حقيقة العبودية؟

فقال الامام الصادق: ثلاثة أشياء: أن لا يري العبد لنفسه فيما خوله الله



[ صفحه 133]



ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك، بل يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله، و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، وجملة اشتغاله هي فيما أمره الله به و نهاه عنه، و اذا لم ير العبد فيما خوله الله ملكا هان عليه الانفاق فيما أمره الله، و اذا فرض تدبير نفسه الي مدبره هانت عليه مصائب الدنبا، و اذا اشتغل بما أمره الله به و نهاه عنه لا يتفرغ الي المراء و المباهاة مع الناس، فاذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا، فلا يطلبها تفاخرا و تكاثرا، و لا يطب عند الناس عزا و علوا، و لا يدع أيامه باطلة، فهذا أول درجة المتقين، قال الله تعالي: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين.

فقال عنوان: يا أباعبدالله أوصني. فقال:

أوصيك بتسعة أشياء فانها وصيتي لمريدي الطريق الي الله، و الله أسأل أن يوفقك لاستعمالها: ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحلم، و ثلاثة منها في العلم، فاحفظها و اياك و التهاون بها.

أما اللواتي في الرياضة: فاياك أن تأكل ما لا تشتهيه فانه يورث الحمق و البله، و لا تأكل الا عند الجوع، فاذا أكلت فكل حلالا و سم الله تعالي، و اذكر حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم «ما ملأ آدمي و عاء أشد شرا من بطنه، فان كان و لا بد فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه».

و أما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: ان قلت واحدة سمعت عشرا، فقل له: ان قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل له: ان كنت صادقا فيما تقوله فأسأل الله أن يغفرلي، و ان كنت كاذبا فاسأل الله أن يغفر لك، و من وعدك بالخيانة فعده بالنصيحة و الوفاء.

و أما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، و اياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و اياك أن تعدل بذلك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد اليه سبيلا، و اهرب من الفتيا فرارك من الأسد، و لا تجعل رقبتك للناس جسرا [1] .


پاورقي

[1] الامام الصادق للمظفر ج 2 ص 61 - 58.


اوضاع المحنة في عصر الامام أحمد


ان ما يمتاز به عصر أحمد وجود معسكرين متخاصمين كل يحاول أن ينال السبق و التغلب، و يحاول القضاء علي الطرق الآخر، و هم المعتزلة، و أهل الحديث. و لقد بلغ الصراع اشده، و قامت ثورة فكرية، و عاطفية،



[ صفحه 464]



و السياسة من وراء ذلك تلغب دورها، و كان كل من المعسكرين، يأمل آمالا واسعة، فالمعتزلة كانوا يأملون ان يصبح الاعتزال مذهب الدولة الرسمي، كما ان الاسلام دينها الرسمي، فاذا تم ذلك، انتشر الاعتزال تحت حماية الدولة، و أصبح أكثر المسلمين معتزلة، فوحدوا الله كما يوحدون، و اعتنقوا أصول الاعتزال كما يعتنقون، و تحرر المسلمون في افكارهم، فأصبح المشرعون لا يتقيدون بالحديث تقيد المحدثين، و انما يستعملون العقل، و يزنون الأمور بالمصالح العامة، و لا يرجعون الي نص الا ان يكون قرآنا أو حديثا مجمعا عليه، و تحرر عقول المؤرخين من المسلمين، فيتعرضون للأحداث الاسلامية، بعقل صريح، و نقل حر، فيشرحون أعمال الصحابة و التابعين، و يضعونها في نفس الميزان الذي توزن به أعمال غيرهم من الناس [1] .

و لقد تدخلت الحكومة في مناصرة المعتزلة، و أخذوا الناس الي اتباع آرائهم بالقوة. و مر المعتزلة في نشاطهم أيام المأمون و المعتصم و الواثق، و كان المحدثون يقفون أمام هذا الرأي بشتي الأساليب، و ظهر القول بخلق القرآن و قدمه، فكانت هناك محنة عامة، فأجاب من أجاب و امتنع من امتنع، حتي جاء عهد المتوكل فأراد أن يستجلب الرأي العام، لأن المسألة بلغت الي اقصي حد من العنف و الشدة، فأعلن ابطال ذلك في سنة 234 ه و هدد من أثار هذه المسألة، و أظهر الميل للمحدثين، و وقف بجانبهم فكانت لاصحابهم الغلبة، و في ذلك العهد طلع نجم أحمد بن حنبل، و ظهر اسمه لانه بقية الرجال المبرزين الذين امتنعوا من الاجابة كما هو المشهور.

و انتصر المحدثون و شملهم المتوكل بعطفه و رعايته و أشخص منهم مائتين، و كان فيهم مصعب الزبيري، و اسحق بن أبي اسرائيل، وابراهيم بن عبدالله الهروي، و عبدالله و عثمان ابنا أبي شيبة، فقسمت بينهم الجوائز، و اجريت عليهم، و أمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، و ان يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد علي المعتزلة و الجهمية، و ان يحدثوا بالأحاديث في الرؤية، فجلس عثمان بن ابي شيبة في مدينة المنصور، و وضع له منبر و اجتمع عليه الناس، و جلس أبوبكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، و قام القصاصون بنشاط واسع، و وضعت الأحاديث عن صاحب الرسالة صلي الله عليه و آله و سلم و نسبوا له زورا أنه صلي الله عليه و آله قال: (ما قيل من قول حسن فانا قلته).



[ صفحه 465]



و التف الناس حول أنصار الدولة من المحدثين، و استمعوا الي القصاص الآمنين من المواخذات، لأن الدولة لهم تحرسهم و الظروف تساعدهم، و قد أنكر أحمد بن حنبل علي ابن أبي شيبة، وعلي مصعب و الهروي و ضعفهم، و كان انتصار المتوكل للمحدثين حدثا هاما، فقد أفل نجم المعتزلة، و سقطت دولتهم، و قام أهل الحديث باغتنام هذه الفرصة، فارتفع لواؤهم و تبوؤوا المكانة الرفيعة، و انتقموا من خصومهم المعتزلة، بل من كل من يتهم بالميل اليهم، و حدثت حوادث انتقامية بدون تدبر و ترو، و هكذا شأن من انتصر بعد ظلم، و اعتز بعد ذلة، فأوقع الحنابل نقمتهم علي كثير ممن لم يشارك المعتزلة في سلطانهم.

أما الامام أحمد فقد علت منزلته عند المتوكل و قربه اليه و طلب منه ان يتولي تعليم ولي العهد، كما كان يتعاهده بالاكرام و يشيد بذكره و يتشوق لرؤيته، و طلب أن يزوره في عاصمة ملكه ليراه و يتبرك بقربه.

و عندما لمس الناس هذا العطف من المتوكل الذي عرف بقساوة القلب، و الظلم و الاستبداد و سفك الدماء، و الانهماك في الشهوات، انهال الناس علي أحمد من مناصريه و غيرهم، و ازدحموا علي بابه، و تهافت رجال الدولة و أعيانها عليه، فكان الطريق الي بيته مزدحما بالناس، و اذا سار في الطريق احتشدوا خلفه، و تحدثوا في الأندية و المجتمعات عن عظمته و علو مكانته، و يأتون اليه بالمنامات المبشرة و الحوادث الدالة علي عظمته، فهذا يقول: ان أمي كانت مقعدة فأقسمت علي الله باسم أحمد بن حنبل فعوفيت.

و هذا يقول: ان الجندي المسلم في غزو الروم أيام أحمد اذا رمي و ذكر اسم أحمد أصاب، و ان الفارس الرومي المتحصن بدرعه و ترسه و خوذته لا يصيبه السهم الا اذا ذكر اسم أحمد.

و من الغرائب: أنه زار تلميذه (بقي بن مخلد) في خان بأطراف بغداد، فازدحم الناس عليه، و بعد أن رجع أحمد تهافت الناس علي ذلك الخان للتبرك بالمكان الذي جلس فيه، و المكان الذي وقف فيه، فربح صاحب الخان لكثرة الوفود و كتب الواحا و علقها و فيها: هنا جلس أحمد، و هنا تكلم، و هنا وقف [2] الي غير ذلك من الأمور التي شاعت في بغداد.



[ صفحه 469]




پاورقي

[1] ضحي الاسلام ج 3 ص 196.

[2] الدولة العباسية لحسن خليفة ص 147.


حول الصحابة


ليست دراسة الآراء حول الصحابة باليسيرة الممهدة، لوجود عقبات تعترض السبيل و لا يمكن التغلب عليها بسهولة.

و قد أشرت لما يتعلق في هذه المسألة في الجزء الثاني من هذا الكتاب بموجز من البيان، و كان بودي عدم التعرض لها، اذ هي مشكلة وقف التاريخ أمامها ملجما، و اختفت الحقيقة فيها وراء ركام من الآراء، فالتوت الطرق الموصلة اليها، كما أثيرت حولها زوابع من المشاكل و الملابسات، و لم تعالج القضية بدراسة علمية، ليبدو جوهر المسألة واضحا، و تبرز الحقيقة كما هي.

و حيث أن المؤلف تحول الي بيان رأي الامام الصادق عليه السلام في الصحابة و بالطبع أن رأيه عليه السلام هو ما عليه أهل البيت أجمع، فلنر ما هو رأي الامام الصادق عليه السلام الذي يريد أن يبينه الأستاذ لقرائه و بعده نعود لأصل المسألة و بيان الحقيقة فيها.

يقول في ص 207 تحت عنوان: رأيه في الصحابة.

و كان الصادق كآبائه يعتبر الطعن في أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم مخالفا للسنة؛ و قد أثر ذلك عن جده زين العابدين، كما أثر ذلك عن أبيه الباقر، و قد أثر عنه أيضا أو علي الأقل لم يوجد دليل علي المخالفة، و الأصل الموافقة.

و الي هنا لم يظهر لنا ما ينطبق علي العنوان من بيان رأي الامام الصادق عليه السلام في الصحابة، و ما ذكره لا يصلح أن يكون عاما، اذ هو لجهة خاصة



[ صفحه 142]



فليس الكلام يدور حول الخلفاء الثلاثة، و مع ذلك فلم يبين رأي الامام الصادق و ما ذكره عن الامام زين العابدين من الأثر فهو لا يدل علي ذلك حتي يقيس عليه - ان صح الأثر -.

ثم ننتظر من الأستاذ أن يبين لنا رأي الامام الصادق في الصحابة، فيذكر لنا رواية عن الحلية بأن الامام الصادق عليه السلام كان يستشهد بأعمال أبي بكر بعد أن ذكر رواية جابر الجعفي، و هي عن الحلية أيضا في النهي عن تناول أبي بكر و عمر.

و نحن لا نريد هنا أن نناقش ما رواه صاحب الحلية، و لكنا نريد أن يبين لنا ما يدل عليه العنوان بعمومه، فليست القضية قضية أفراد، و لا قضية الطعن في أبي بكر و عمر.

و بعد ذلك يقرر الأستاذ، و ينطق بالحكم و هو قوله في ص 208:

ان أصحاب محمد جميعا كانوا محل تقدير جعفر و أبيه الباقر، رضي الله عنهما.

و نحن هنا نتساءل من أين استنتج هذا الحكم؟ و علي أي بينة اعتمد، أيكون التقدير للبعض تقديرا للجميع؟ و هل يجعل تقدير الخلفاء الثلاثة تقديرا لباقي الصحابة أجمع، كما أن الطعن علي البعض طعن علي الجميع؟ هذا أمر لا نعرفه.

و لنصغ لبقية قوله بعد هذا فيقول: و قد سئل الامام محمد الباقر عن قوله تعالي: «انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة».

فقال عليه السلام: أصحاب محمد.

فقال السائل: يقولون هو علي. فقال الامام المتبع: علي منهم.


من هو شعيب؟


شعيب بن ابراهيم و هو مجهول، قال الذهبي: شعيب بن ابراهيم راوية كتب سيف عنه: فيه جهالة، و ذكره ابن عدي و قال ليس بالمعروف و هذا لا يحتاج الي اطالة بحث، لان الجهالة قد ارخت عليه سدولها و لا يعرف الا انه راوية سيف بن عمر.


التجارة


روي المعلي بن خنيس تابع الامام: [1] رآني أبوعبدالله و قد تأخرت عن السوق، فقال: «اغد الي عزك» [2] قال معاذ: [3] قلت لأبي عبدالله: هممت أن أدع السوق، قال: «يسقط رأيك، و لا يستعان بك علي شي ء» [4] .

و قال لمن ترك التجارة: «لا تتركها، فان تركها مذهبة للعقل، اسع علي عيالك، و اياك أن يكونوا هم السعاة عليكم» [5] .

و سأل عن تلميذ له: «ما حبسه عن الحج؟» فقيل: قل شيؤه، فاستوي جالسا - و كان متكئا - و قال: «لا تدعوا التجارة فتهونوا» [6] .

و كسب المال من حله و انفاقه في محله واجبان علي المسلم، و التجارة ممارسة و تعامل، أي: مران علي الشؤون العامة و الخاصة. و التاجر أعلي عينا بالأمور، و أقدر علي مد يد العون



[ صفحه 449]



للآخرين، و في الاضطراب في الأسواق اثراء للجماعة، و تخطيط مشترك للمعايش، و هو قبل ذلك امتحان مستمر للنزاهة و البعد عن المحرمات.

و عناية الشيعة بتوضيح الحلال و الحرام في التجارة ظاهرة في نصوص الفقه، فالمحرم مما يكتسب به أنواع [7] .

1- الأعيان النجسة؛ كالخمر.

2- الآلات المحرمة؛ كآلات القمار.

3- ما يقصد به المساعدة علي المحرم؛ كبيع السلاح لأعداء الدين.

4- ما لا ينتفع به؛ كالمسوخ.

5- الأعمال المحرمة؛ كالغناء عدا المغنية لزف العرايس اذا لم تغن بالباطل و يدخل عليها الرجال، و النوح بالباطل، أما بالحق فجائز، و هجاء المؤمنين، و تعليم السحر و الكهانة.

6- الأجرة علي القدر الواجب من تغسيل الأموات.

و لا بأس بالرزق من بيت المال، و كذا علي الأذان. أما جوائز الظالم فمحرمة ان علمت بعينها، و الولاية من العادل جائزة، و ربما وجبت، و الولاية من الجائر محرمة، الاب مع الخوف، فلو تيقن التخلص من المأثم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر استحبت.

و كما يعمل الامام بيده ليتعلم الناس، يتجر بماله ليعلمهم دروسا في التجارة، بالتطبيق العملي الذي تشهد الملايين فتتعلم، و هو أجدي عليها من أن تعطي ملايين تنفقها و لا تتعلم.

دعا يوما مولاه «مصادف» فأعطاه ألف دينار و قال له: «تجهز حتي تخرج الي مصر، فان عيالي قد كثروا»، فتجهز بمتاع، و خرج مع التجار حتي اذا دنوا من مصر، استقبلتهم عير خارجة منها، فسألوهم عن المتاع الذي يحملونه ما حاله في مصر، و ما متاع العامة؟ فعلموا منهم أن ليس بمصر منه شي ء، فتحالفوا علي ألا ينقصوا من ربح دينار دينارا...، و وسع عليهم في الربح. ثم فصلت العير عن مصر الي المدينة بالكسب العميم، و دخل مصادف علي مولاه و معه كيسان في كل منهما ألف دينار، و قال: جعلت فداك، هذا رأس المال، و هذا الربح، قال الصادق: «ان هذا الربح كثير، ماذا صنعتم؟» فحدثه كيف سألوا، و كيف توافقوا،



[ صفحه 450]



و كيف باعوا، قال الصادق: «سبحان الله، تحلفون بالله علي قوم ألا تبيعوا أو يربح الدينار دينارا!» ثم أخذ واحدا من الكيسين فقال: «هذا رأس مالي، و لا حاجة لنا في الربح»، ثم قال: «يا مصادف، مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال» [8] .

هكذا بورك لمصر في متاع الامام، لكن الامام لم يقبض درهما من أموال مصر: أن قد أساء البيع الوكلاء مذكانوا محتكرين، و «لا يحتكر الا خاطي» [9] و هذا أول الدروس، و هي كثيرة، منها: أن زيادة الجهد واجبة عند كثرة العيال، و أن ترك ما فيه شبهة هو الحق، و أن النظر الي الأمة كلها واجب، و هو أوجب علي العلماء و الرعاة.

كان اذا جاع الناس صنع صنيع آبائه، فأخذ جرابا فيه الخبز و اللحم و الدراهم علي عاتقه، فذهب الي ذوي الحاجات من أهل المدينة فقسمها فيهم و هم لا يعرفونه: حتي اذا مات افتقدوه فعلموا أنه «الامام الصادق» [10] .

و ما جاع قادر الا ذكر البطون الخاوية.

و في سعة أرزاق الحمقي عبرة للعقلاء، يقول الامام: «ان الله تعالي وسع أرزاق الحمقي ليعتبر العقلاء و يعلموا أن الدنيا لا ينال ما فيها بعمل و لا حيلة» [11] .

و «كم من طالب للدنيا لم يدركها، و مدرك لها قد فارقها، فلا يشغلنك طلبها عن عملك، و التمسها من معطيها و مالكها. فكم من حريص علي الدنيا قد صرعت...» [12] ما الدنيا؟ «هل الدنيا الا أكل أكلته، أو ثوب لبسته، أو مركب ركبته؟» [13] .

و لا تعاب القلة و انما تعاب الرذيلة، و منها التظاهر و الاعلان الكاذب، و الصدق صفة



[ صفحه 451]



المتعاملين مع الله، و القليل مع الصدق كثير، و من ثمة بركات الله في النفس و العقل و المال للصادقين.

و الصادق يعد بهذا كله في كلمته الجامعة: «من أراد الله بالقليل من عمله أظهر الله منه أكثر مما أراد» [14] .

يقول لمن ساعد - بغير أجر - في عمل لم يجد صاحبه مالا ليكري من يساعده فيه: «أما أنك ان تساعد أخاك أحب الي من طواف أسبوع في البيت» [15] .

و تري من ذلك بروز «العمل الصالح» في أبواب العبادة، و تقديمه بين النوافل.

و الصادق يخصص بعض ماله للاصلاح أيا كان وجهه.

تشاجر رجلان علي ميراث، فمر بهما المفضل بن عمر - صاحب الامام - فدعاهما الي منزله، فأصلح بينهما بأربعمائة دينار من جيبه، حتي اذا استوثق كل منهم من صاحبه، قال المفضل: انها ليست من مالي، ان الامام اذا رأيت اثنين من أصحابنا يتنازعان أن أصلح بينهما من ماله [16] .


پاورقي

[1] قتله داود بن علي - أمير المدينة لأبي جعفر المنصور - و صادر ما تحت يديه من أموال، كانت أموال الامام الصادق، في نوبة من نوبات البطش التي اجتاحت المدينة و أهل البيت، بتهمة أنه لم يدل داود علي اثنين من العلويين كان يبحث عنهما، و قصد الامام الي دار الامارة يصيح في وجه داود بل يتهدده: «قتلت مولاي و أخذت مالي... أما علمت أن الرجل لا ينام علي الحرب»؟ فتنصل داود من المسؤولية و أمر بقتل القاتل، فصاح هذا الأخير: يأمروني بقتل الناس، فاذا أمرت بقتلهم قتلوني! (منه).

[2] من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 192، وسائل الشيعة: ج 17 ص 10، الحدائق الناضرة: ج 18 ص 5.

[3] هو معاذ بن مسلم - و قيل: ابن كثير - بن أبي سارة الهراء، و قيل: الفراء - بياع الاكسية - و قيل: بياع الكرابيس، الأنصاري بالولاء. من ثقات محدثي الامامية الممدوحين، و من شيوخ أصحاب الامام الصادق عليه السلام و خاصته و بطانته، و من الفقهاء الرواة الصالحين. كان من أئمة النحو، و أول من وضع علم التصريف، و كان أديبا شاعرا، ألف كتبا في النحو، تخرج علي جماعة من العلماء كالكسائي و غيره، توفي ببغداد سنة 187 ه، و قيل: سنة 190 ه. (أصحاب الامام الصادق للشبستري: ج 3 ص 261).

[4] الكافي: ج 5 ص 149، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 329، و ج 7 ص 3، وسائل الشيعة: ج 17 ص 15، منتهي المطلب: ج 2 ص 999، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 581، و فيها جميعا بعد «أدع السوق» قوله: «و في يدي شي ء». و معني كلام الامام عليه السلام: أي ينقص عقلك، و لا يرجع الناس اليك في تدبير أمورهم، و لا يشاورونك في اصلاح أمورهم، فصرت حقيرا في أعين الناس، و عاريا عن الاعتبار.

[5] المقنع للصدوق: ص 363، منتهي المطلب: ج 2 ص 999، الكافي: ج 5 ص 149، وسائل الشيعة: ج 17 ص 14.

[6] الكافي: ج 5 ص 149، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 3، وسائل الشيعة: ج 17 ص 15، منتهي المطلب: ج 2 ص 999، و فيها جميعا: «ترك التجارة و قل شيؤه»، و في التهذيب: «قل سعيه».

[7] عقد الشيخ الأنصاري كتابا كاملا في المكاسب المحرمة، نقل فيه رأي الطائفة من أئمتها الي علمائها، فراجع.

[8] الكافي: ج 5 ص 162، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 14، وسائل الشيعة: ج 17 ص 422، خاتمة المستدرك: ج 5 ص 262، بحارالأنوار: ج 47 ص 59 و ج 109 ص 109.

[9] المجموع للنووي: ج 13 ص 44، مسند أحمد: ج 6 ص 400، سنن الدارمي: ج 2 ص 249، صحيح مسلم: ج 5 ص 56، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 728، سنن أبي داود: ج 2 ص 134، تذكرة الفقهاء: ج ص 585.

[10] الكافي: ج 4 ص 8، وسائل الشيعة: ج 9 ص 399، بحارالأنوار: ج 47 ص 38، منتقي الجمان ج 2 ص 451.

[11] عوائد الأيام: ص 183، مستند الشيعة: ج 14 ص 18، كتاب التمحيص: ص 53، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 323.

[12] الكافي: ج 2 ص 455، شرح أصول الكافي: ج 10 ص 207، مشكاة الأنوار: ص 464.

[13] تحف العقول: ص 377، بحارالأنوار: ج 75 ص 262 عن الصادق عليه السلام، و في البحار: ج 75 ص 185، و تاريخ دمشق: ج 54 ص 281، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 450، و كشف الغمة: ج 2 ص 333، عن الباقر عليه السلام.

[14] المحاسن: ج 1 ص 255، الكافي: ج 2 ص 296، وسائل الشيعة: ج 1 ص 66، بحارالأنوار: ج 69 ص 290 و 299، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 43.

[15] كتاب المؤمن للحسين بن سعيد: ص 53، الكافي: ج 2 ص 198، مصادقة الاخوان: ص 70، وسائل الشيعة: ج 16 ص 370، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 411، بحارالأنوار: ج 71 ص 335.

[16] مستند الشيعة: ج 17 ص 127، الكافي: ج 2 ص 209، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 312، وسائل الشيعة: ج 18 ص 440، خاتمة المستدرك: ج 4 ص 96، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 394، بحارالأنوار: ج 47 ص 58 و ج 73 ص 45، درر الأخبار: ص 522، معجم رجال الحديث: ج 19 ص 327.


وصيته لمؤمن الطاق


أبوجعفر محمد بن علي بن النعمان.

مؤمن الطاق من المتكلمين الذين شيدوا الدين بقوة بصيرتهم، و طلاقة لسانهم، و أسلوب بيانهم.

و لم يكن يخلو الأمر من زلقات في المحاججة مع الخصوم، فلذا بادره الامام عليه السلام بوصيته قائلا:

يا ابن النعمان: اياك و المراء، فانه يحبط عملك، و اياك و الجدال فانه يوبقك، و اياك و كثرة الخصومات، فانها تبعد من الله، ان من كان قبلكم



[ صفحه 277]



يتعلمون الصمت، و أنتم تتعلمون الكلام، كان أحدهم اذا أراد التعبد، يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر سنين، فان كان يحسنه و يصبر عليه تعبد، و الا قال: ما أنا لما أروم بأهل، انما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء، و صبر في دولة الباطل علي الأذي، أولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقا و هم المؤمنون، و الله لو قدم أحدكم مل ء الأرض ذهبا علي الله، ثم حسد مؤمنا، لكان ذلك الذهب مما يكوي به في النار.

يا ابن النعمان: من سئل عن علم فقال: لا أدري فقد ناصف العلم، و المؤمن يحقد ما دام في مجلسه، فاذا قام ذهب عنه الحقد.

يا ابن النعمان: ان العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم، لأنه سر الله الذي أسره الي جبرائيل، و أسره جبرائيل عليه السلام الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أسره محمد صلي الله عليه و آله و سلم الي علي عليه السلام و أسره علي عليه السلام الي الحسن عليه السلام و أسره الحسن عليه السلام الي الحسين عليه السلام و أسره الحسين عليه السلام الي علي عليه السلام و أسره علي عليه السلام الي محمد عليه السلام و أسره محمد عليه السلام الي من أسره، فلا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه، فأخره الله، و الله ما لكم سر الا و عدوكم أعلم به منكم.

يا ابن النعمان: ان أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه، و لا تمارينه، و لا تباهينه، و لا تشارنه، و لا تطلع صديقك من سرك الا علي ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فان الصديق قد يكون عدوك يوما.

يا ابن النعمان: لا يكون العبد مؤمنا، حتي يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله، و سنة من رسوله، و سنة من الامام، فأما السنة من الله عزوجل فهو أن يكون كتوما للأسرار يقول الله جل ذكره: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه



[ صفحه 278]



أحدا) [1] ، و أما التي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فهو أن يداري الناس و يعاملهم بالأخلاق الحنيفية، و أما التي من الامام فالصبر في البأساء و الضراء، حتي يأتيه الله بالفرج.

يا ابن النعمان: ليست البلاغة بحدة اللسان، و لا بكثرة الهذيان، ولكنها اصابة المعني، و قصد الحجة.

يا ابن النعمان: لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، و لا لتباهي [به]، و لا لتماري، و لا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، و زهادة في العلم، و استحياء من الناس...

يا ابن النعمان: ان حبنا أهل البيت عليهم السلام، ينزله الله من السماء خزائن تحت العرش، كخزائن الذهب و الفضة، و لا ينزله الا بقدر، و لا يعطيه الا خير الخلق [2] .

و نلاحظ من خلال وصية الامام لمؤمن الطاق، انه لم يكن يخشي السلطة و لا أحدا من الناس، فجرأته المفرطة، في اذاعة أحاديث أهل البيت، و الكلام في الامامة و غيرها، و محاججة كل من وقف في وجهه من الخصوم، - حتي خشيه الكثير من حدته في الكلام، وقوته في البيان -، جعلت الامام عليه السلام يوصيه في جل وصيته له، بالتريث في الأمور، و عدم التهور و القاء النفس في التهلكة، لأن الوقت كان وقت تقية، يقتضي تحكيم العقل كيما تنجلي غيمة الجهل، فليس من محبة الأولياء، مقاتلة الأعداء، دون اذن من الأصفياء.

اضافة الي تحذيره من عدم الغرور بالعلم الذي من الله تعالي به عليه،



[ صفحه 279]



اذ قد ينفذ الشيطان سهام بطشه، في قلوب العلماء أكثر منه من الجهلاء، فاذا ارتفع بعلمه جره الي الغرور و الحسد و الي المجادلة السفسطائية، لا لحب الأنوار المحمدية، الي أن ينتهي به الأمر، اذا وصل الي حد مسدود، الي الكذب عليهم عليهم السلام كي لا يهرق ماء وجهه أمام الجموع الحاشدة.

فلذا ختم له وصيته عليه السلام بحب أهل البيت و التمسك بهم، و عدم الجنوح عنهم يمينا و يسارا، كي لا يقع في التهلكة من حيث لا يشعر [3] .


پاورقي

[1] سورة الجن / 26.

[2] بحارالأنوار ج 75 / 286 (مقتطفات من وصيته).

[3] و هناك الوصايا الكثيرة من الامام لأصحابه تحتاج جميعها الي كتاب مستقل، فنحن اقتطفنا من بعض الوصايا لأهميتها البالغة.

و هناك وصايا الي حمران بن أعين، و الي جميل بن دراج، و للمعلي بن خنيس، و لعمرو بن حريث، و لعمرو بن سعيد بن هلال، و حفص بن غياث.

يراجع بحارالأنوار ج 75 - الكافي ج 8. خصال الصدوق.


في بعض أحكام النجاسات


و فيه مسألتان:

المسألة الأولي: حكم بول ما يؤكل لحمه من الحيوانات:

اختلف الفقهاء في بول ما يؤكل لحمه من الحيوانات.

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن بول ما يؤكل لحمه من الحيوانات طاهر، و اذا أصاب الانسان لا يجب التطهر منه. نقل ذلك عن ابن تيمية [1] .

و روي ذلك عن: أبي موسي الأشعري و أنس و عبدالله بن المغفل و عطاء و النخعي و الثوري و محمد الباقر و يحيي الأنصاري و نافع و عبدالله بن عمر و الأوزاعي و اليه ذهب مالك و أحمد و بعض أصحاب الشافعي س [2] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن أنس «أن نفرا من عكل: ثمانية قد قدموا علي رسول الله صلي الله عليه و سلم فبايعوه علي الاسلام فاستوخموا الأرض و سقمت أجسامهم فشكوا ذلك الي رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال الأ تخرجون مع راعينا في ابله، فتصيبون من أبوالها و ألبانها؟ فقالوا: بلي فخرجوا و شربوا من أبوالها و ألبانها فصحوا... الحديث» متفق عليه [3] .

وجه الدلالة:

أن النبي صلي الله عليه و سلم قد رخص لهم بشرب أبوال الابل، و ذلك دليل علي طهارتها، أما غيرها مما يؤكل لحمه من الحيوانات فبالقياس علي الابل [4] .



[ صفحه 128]



و اعترض علي هذا الحديث: بأن هذا خاص بأولئك الأقوام.

و أجيب: بأن الخصائص لا تثبت الا بدليل. و أن الأشياء علي الطهارة حتي تثبت النجاسة [5] .

2- ما روي عن البراء قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «لا بأس ببول ما أكل لحمه» [6] .

و قال بعض العلماء: ان بول ما يؤكل لحمه نجس. روي ذلك عن: ابن عمر و الزهري و حماد بن أبي سليمان. و اليه ذهب أبوحنيفة و الشافعي [7] .

المسألة الثانية: حكم شعر الكلب و الخنزير.

و قد مر الكلام عنها في موضوع الاحتجاج بالقياس.


پاورقي

[1] مجموعة فتاوي ابن تيمية: 33 / 328.

[2] المصدر السابق. المغني: 1 / 732؛ المدونة: 1 / 24؛ الشرح الكبير للدردير: 1 / 51؛ المنتقي: 1 / 43؛ نيل الأوطار: 1 / 43.

[3] البخاري هامش الفتح: 1 / 234؛ مسلم هامش النووي: 11 / 155.

[4] فتح الباري: 1 / 266؛ نيل الأوطار: 1 / 41.

[5] نيل الأوطار: 1 / 43.

[6] سنن الدارقطني: 1 / 47.

[7] ينظر، المصادر السابقة في الرأي الأول.


الامام الصادق و الزنادقة


لم يكن التيار الالحادي وليد عصر من العصور المتأخرة، بل له جذور تاريخية عريقة، فهو التيار الذي جمع كل من عميت بصيرته عن رؤية الحق، و تغلب هواه علي عقله، و قد أشار القرآن الي هذه الطائفة من الناس بقوله تعالي: (و قالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا الا الدهر و ما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون) [1] .

و كان من أبرز تلك التيارات في عصر الامام الصادق عليه السلام تيار الزنادقة.

يطلق عنوان الزنديق علي الدهري، و المشرك، و الثنوي، و الملحد، و ما شابه ذلك.

قال الخليل: «الزنديق: ألا يؤمن بالآخرة، و بالربوبية» [2] .

و قال ابن منظور: «الزنديق: القائل ببقاء الدهر، فارسي معرب». [3] .

و عن الفيروزآبادي: «الزنديق بالكسر من الثنوية، أو القائل بالنور و الظلمة، أو



[ صفحه 38]



من لا يؤمن بالآخرة و بالربوبية، أو من يبطن الكفر و يظهر الايمان، أو هم معرب زن دين». [4] .

و نري عدة من هؤلاء الزنادقة اجتمعوا مع الامام الصادق عليه السلام، و جرت عدة نقاشات و احتجاجات، و الامام كان يسمح لهم بالكلام، و يستمع الي أباطيلهم و ترهاتهم، ثم يزيف عقائدهم، و يفند أفكارهم، و ربما هدي بعضهم [5] الي النهج القويم، و الصراط المستقيم.

هذا هو ابن أبي العوجاء، حينما يسمع المفضل بن عمر [6] بعض أباطيله، بحيث لم يمتلك نفسه غضبا و غيضا و حنقا، فقال له: «يا عدوالله! ألحدت في دين الله، و أنكرت الباري جل قدسه.. فقال له: يا هذا! ان كنت من أهل الكلام كلمناك، فان ثبت لك حجة تبعناك، و ان لم تكن منهم فلا كلام لك، و ان كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا، و لا بمثل دليلك يجادلنا، و لقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت، فما أفحش في خطابنا، و لا تعدي في جوابنا، و انه للحليم الرزين [7] العاقل الرصين [8] ، لا يعتريه خرق [9] و لا طيش [10] و لا نزق [11] ، و يسمع كلامنا و يصغي الينا، و يستعرف حجتنا حتي استفرغنا ما عندنا، و ظننا أنا قد قطعناه، أدحض حجتنا بكلام يسير، و خطاب قصير، يلزمنا به الحجة، و يقطع العذر، و لا نستطيع لجوابه ردا،



[ صفحه 39]



فان كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه». [12] .

و اليك بعض هذه الاحتجاجات و المناظرات:


پاورقي

[1] الجاثية: 24.

[2] كتاب العين 255:5.

[3] لسان العرب 147:10.

[4] أنظر: القاموس المحيط 242:3.

[5] مثل أبي شاكر الديصاني، و عبدالملك المصري، و غيرهما.

[6] من أصحاب الصادق و الكاظم صلوات الله عليهما. عده المفيد في الارشاد من شيوخ أصحاب أبي عبدالله عليه السلام، و خاصته و بطانته و ثقاته، الفقهاء الصالحين رحمهم الله. مستدركات علم الرجال 477:7 / 15139.

[7] أي: الوقور.

[8] الحكم الثابت.

[9] ضد الرفق.

[10] الخفة.

[11] خفة في كل أمر و عجلة.

[12] بحارالأنوار 58:3.


زهده


ان الزهد في الشي ء الاعراض عنه، و انما يكون للزهد شأن يكسب الزاهد فضلا اذا كان المزهود فيه ذا قيمة و ثمن كبير، و أما اذا كان المزهود فيه بخسا لا شأن له يحتسب، و لا قدر يعرف فلا فضل في الزهد فيه، أتري أن الزهد في الشابة النضرة الخلوق التي جمعت ضروب المحاسن و الجمال و فنون الآداب و الكمال، مثل الزهد في الشوهاء السوداء العجوز؟ و لا سواء.

فانما يكون الزهد في الدنيا و الاعراض عن لذائذها و شهواتها ذا شأن يزيد المرء قدرا و رفعة، و يكشف عن نفس زكية نقية، اذا نظرها فوجدها حسناء فاتنة الشمائل، فولاها ظهره معرضا عن جمالها، صافحا عن محاسنها طالبا بهذا الاعراض ما هو أفضل عندالله و أطيب، و أما اذا تجلت لديه سافرة النقاب مجردة الثياب، و اختبرها معاشرة و صحبة، فرآها شوهاء عجفاء، بارزة العيوب، قبيحة المنظر، سيئة المخبر و المعشر، و لا تفي بوعد، و لا تركن الي عهد، و لا تصدق بقول، و لا تدوم علي حال، و لا يسلم منها صديق، فكيف لا يقلاها ساخطا عليها متوحشا منها، و كيف لا ينظرها بمؤخر عينيه نظر المحتقر الملول.

و اننا علي قصر نظرنا، و قرب غورنا، لنعرف حقا أن حياتنا هذه و ان طالت صائرة الي فناء، و عيشنا و ان طاب آيل الي نكد، و اننا سوف ننتقل من هذه الدار البائدة الي تلك الدار الخالدة، و من هذا العيش الوبيل الي ذلك العيش الرغيد، و ان كل لذة في هذه الحياة محفوفة بالمكاره، و كل عيش مشوب بالكدر، و ان هذه الأيام الزائلة مزرعة لهاتيك الأيام الباقية، و هل يحصد المرء غير ما يرزع، و يجازي بغير ما يفعل، و هل يجمل بالعاقل البصير أن يفتن بمثل هذه الحياة و اللذائذ؟.



[ صفحه 242]



نعم انما يحملنا علي الافتتان بهذه العاجلة و الصفح عن تلك الحياة الآجلة مع فناء هذه و بقاء تلك، امور لا يجهلها البصير و ان لم تكن عذرا عند مناقشة الحساب، ألا و هي حب العاجل، و ضعف النفس، و نضارة هذه المناظر و الزينة اللتان نصبتهما الدنيا فخاخا و حبائل، و لو شاء الانسان - و ان كان أضعف الناس بصرا و بصيرة - أن ينجو من هذه الشباك لكان في مقدوره، فكيف بأقوي الناس عقلا و أثبتهم يقينا، و أدراهم بالحقائق، حتي كأن الأشياء لديه مكشوفة الغطاء بل لو كشف لهم الغطاء لما ازدادوا يقينا.

فاعراض محمد و آل محمد عليه و عليهم الصلاة و السلام عن هذه الحياة الدانية و رغائده الا بقدر البلغة لتلك الحياة الباقية، انما هو لأنهم يرونها أخس من حثالة القرظ و أنجس من قراضة الجلم [1] فما كانوا عليه شي ء غير الزهد، بل هو أعلي من الزهد، غير أن ضيق المجال في البيان يلجؤنا الي تسميته بالزهد، تنظيرا له بما نعرفه من نفائس هذا الوجود و من الاعراض عنها.

فلا نستكبر بعد أن نعرف هذا عن محمد و عترته ما يرويه أهل الحديث و السيرة و التأريخ عن صادقهم أنه كان يلبس الجبة الغليظة القصيرة من الصوف علي جسده و الحلة من الخز علي ثيابه، و يقول: نلبس الجبة لله و الخز لكم. [2] .

أو يري و عليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه، و فوقه جبة صوف، و فوقها قميص غليظ.

او يطعم ضيفه اللحم ينتفه بيده، و هو يأكل الخل و الزيت و يقول: ان هذا



[ صفحه 243]



طعامنا و طعام الأنبياء [3] الي أمثال ذلك من مظاهر الزهد.

ان من قبض عنان نفسه بيده و تجرد عن هذه الفتن الخداعة في هذه الحياة، واتجه بكل جوارحه لرضي خالقه يستكثر منه اذا روت الثقات عنه هذا و أشباهه.

و ما كان غريبا ما يروي من دخول سفيان الثوري [4] عليه، و كان علي الصادق عليه السلام جبة من خز، و قول سفيان منكرا عليه: انكم من بيت نبوة تلبسون هذا، و قول الصادق عليه السلام: ما تدري أدخل يدك، فاذا تحته مسح من شعر خشن، ثم قال عليه السلام: يا ثوري أرني ما تحت جبتك، فاذا تحتها قميص أرق من بياض البيض، فيخجل سفيان ثم يقول له الصادق عليه السلام: يا ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرنا و نضرك. [5] .

و أمثال هذا مما روي عنه جم كثير، نحن في غني عن سرده، فان سادات أهل البيت أعلي كعبا، و أرفع شأنا، من أن تحسب مثل هذه الشؤون فضائلهم الجليلة.

و أما سفيان فجدير بالامام ألا يرغب في دنوه مادام يخالفه في رأيه و سيره و عمله و علمه، و أما الضرر علي الامام و عليه من دخوله علي الامام، فلأن السلطان قد وقف للامام بالمرصاد، لا يريد أن يظهر له شأن و لا أن يكثر عليه التردد، فالدخول عليه يجعل الامام معرضا للخطر، و يجعل الداخل معرضا للأذي، لا سيما اذا كان الداخل ذا شأن و مقام بين الناس كسفيان الثوري.



[ صفحه 244]




پاورقي

[1] القرظ: ورق السلم، و الجلم: ما يجزبه.

[2] لواقح الأنوار للشعراني عبدالوهاب بن أحمد الشافعي: 1 / 28 ، و مطالب السؤل.

[3] الكافي: 6 / 328 / 4.

[4] هو سفيان بن سعيد بن مسروق الكوفي الشهير و له رواية عن الصادق عليه السلام ولد أيام عبدالملك، و مات بالبصرة عام 161.

[5] لواقح الأنوار و مطالب السؤل و حلية الأولياء: 3 / 193 و قد روي انكاره علي الامام حسن بزته من طرق عديدة و في كيفيات عديدة، و لعلها كانت متعددة، فلا يمتنع في الثانية بعد جوابه في الأولي، و ممن روي ذلك أبونعيم في حلية الأولياء: 3 / 193 و قد ذكرنا مناظرة الصادق عليه السلام الطويلة في الزهد مع سفيان و جماعته في اخريات حياته العلمية.


ابان بن تغلب


أبوسعيد أبان بن تغلب الكبري الجريري، روي عن السجاد و الباقر و الصادق عليهم السلام و مات أيام الصادق عليه السلام 141، و قيل عام 140، و لما بلغ نعيه أباعبدالله عليه السلام قال: «أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان» و هذا ينبيك عن كبير مقامه لديه، و عظيم منزلته عنده، يا تري ما شأن من يوجع موته قلب الصادق عليه السلام؟

و كان غزير العلم قوي الحجة، و يشهد لذلك قول الباقر عليه السلام له: اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فاني احب أن يري في شيعتي مثلك. و قول الصادق عليه السلام له: ناظر أهل المدينة فاني احب أن يكون مثلك من



[ صفحه 132]



رجالي.

فلولم يكن بتلك الغزارة من الفضل، والقوة في الحجة، لما عرضاه لتلك المآزق و المخاطر، فان فشله فشل لهما.

و قد روي عن الصادق فحسب ثلاثين ألف حديث، كما أخبر عن ذلك الصادق نفسه، و أمر أبان بن عثمان أن يرويها عنه.

و ما كان متخصصا بالحديث و الكلام فحسب بل كان متضلعا في عدة علوم جليلة، كالتفسير و الأدب واللغة و النحو و القراءة، و سمع من العرب و حكي عنهم و صنف كتاب الغريب في القرآن، و ذكر شواهده من الشعر.

و من سمو مقامه اتفاق الفريقين علي وثاقته، فقد وثقه جهابذة القوم في الحديث مع اعترافهم بتشيعه، منهم أحمد و يحيي و أبوحاتم و النسائي و ابن عدي و ابن عجلان والحاكم والعقيلي و ابن سعد و ابن حجر و ابن حيان و ابن ميمونة والذهبي في ميزان الاعتدال، و عدوه في التابعين، و كفي بهذا دلالة علي بلوغه من الوثاقة والفضل حدا لا يسع أحدا انكاره.


علم الكيمياء


و هي املاءات في هذا العلم كان قد أملاها الامام علي جابر بن حيان ، العالم الكيميائي الذي تعتبر رسائله و مؤلفاته و ما احتوته من نظريات و آراء و تطبيقات ، من أهم مصادر هذا العلم و حتي عصرنا الحديث .

و لقد صدرت بعض التشكيكات عن بعض المستشرقين بصحة نسبة تلك المؤلفات لجابر بن حيان كما نقل ذلك عن ( روسكا ) و تلميذه ( كراوس ) ، و لم يكن بناء تلك التشكيكات ليستند الي أساس علمي أو نظرات واقعية ، بل هو قضية رعب عنصري محموم ، لم تحتمل وطأته صدور هؤلاء ، فكانت محاولة التعتيم تلك علي شخصية جابر العلمية و عبقرية النظرية و التجريبية [1] ، و كيف يمكن لهؤلاء أن يتقبلوا لانسان عربي مسلم يعيش في أواسط القرن الثاني الهجري ، مثل ذلك العطاء العلمي المعجز ، و الذي يضيق عنه عمر الانسان العادي ، فعن ( روسكا ) ، أنه يجد أن صورة جابر صورة خيالية ، لأن الكتب المنسوبة اليه لا يمكن أن يؤلفها بشر مهما بلغ من سعة الاطلاع في العلم ، و مهما كان عمره طويلا. [2] .



[ صفحه 202]



و قد تبعه علي ذلك تلميذه ( كراوس ) كما يتراءي من خلال كلماته ، و في تصورهما أن الرسائل الخمسمائة المنسوبة لجابر بزعمهما ، هي لعدة علماء ، كما ان بعضها قد لا ينسجم في بعض لفتاته مع تفكير القرن الثاني الهجري و اتجاهاته كبعض الاصطلاحات المذهبية التي تمت للاتجاه الاسماعيلي بصلة بارزة ، غفلة عن ان تلك الاصطلاحات ربما يكون مأخذها من مؤلفات جابر نفسها . و لماذا نفترض احداثها بعهد سابق عليها ؟ كما ان التقاء علي نحو الصدفة مع بعض اصطلاحات الاسماعيلية لا يستدعي افتراض مثل هذه التشكيكات .

و ليس من المنطقي أن نفترض أن تلك المؤلفات هي من عمل بعض العلماء المتأخرين عن ذلك العصر ، و نسبتها لجابر هي من صميم رغبة هؤلاء العلماء لاعطائها صفة مقدسة عندما تلتصق مضامينها بالامام الصادق الذي يعترف جابر في بعض رسائله انها من تعاليمه و معطياته . يقول جابر:

« ... و حق سيدي ، لولا أن هذه الكتب باسم سيدي صلوات الله عليه لما وصلت الي حرف من ذلك الي آخر الأبد لا أنت و لا غيرك الا في كل برهة عظيمة من الزمن ... » .

و يقول في كتابه الحاصل:« ليس في العالم شي ء الا و هو فيه جميع الأشياء ، و الله لقد و بخني سيدي علي عملي فقال:والله يا جابر لولا أني أعلم أن هذا العلم لا يأخذه الا من يستأهله ، و أعلم عما يقينا أنه مثلك ، لأمرتك بابطال هذه الكتب من العالم ، أتعلم ما قد كشفت للناس فيها ؟ فان لم تصل اليه فاطلبه فانه يخرج لك جميع غوامض كتبي ، و جميع علم الميزان و جميع فوائد الحكمة ... » . [3] .



[ صفحه 203]



و لا تتصور سببا منطقيا لأن ينتحل هؤلاء العلماء المزعومون شخصية جابر تلميذ الامام الصادق ، كمبدع لتلك الأفكار التي أودعوها مؤلفاتهم ، بعدما بذلوا جهدا مضنيا في ابداعها و تحقيقها ، يقول ابن النديم في كتابه « الفهرست »:

« ... و قال جماعة من أهل العلم و أكابر الوراقين:ان هذا الرجل - يعني جابر - لا أصل له و لا حقيقة . و بعضهم قال:انه ما صنف و ان كان له حقيقة الا كتاب الرحمة ، و ان هذه المصنفات صنفها الناس و نحلوها اياه ، و أنا أقول - أي ابن النديم -:ان رجلا فاضلا يجلس و يتعب ، فيصنف كتبا تحتوي علي ألفي ورقة ، يتعب قريحته و فكره و جسمه بنسخه ، ثم ينحله لغيره اما موجودا أو معدوما ، ضرب من الجهل ، و ان ذلك لا يستمر علي أحد و لا يدخل تحته من تحلي ساعة واحدة بالعلم ، و أي فائدة في هذا و أي عائدة ، و الرجل له حقيقة و أمره أظهر و أشهر و تصنيفاته أعظم و أكثر ، و لهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة ، و قد قيل ان أصله من خراسان ، و الرازي يقول في كتبه المؤلفة:قال استاذنا أبوموسي جابر بن حيان ... » . [4] .

و لسنا بحاجة الي أن نفترض لجابر عمرا طويلا يمكن أن يحتمل مثل هذا العطاء الغزير ، بعد أن وجدنا جابر يعترف بأن مصدر الهامه في هذا العلم و غيره هو استاذه و معلمه الامام الصادق ، و ان دوره هو التصنيف و التطبيق ، يقول جابر:

« فو حق سيدي ... انه لغاية العلم ولو شئت لبسطته فيما لا آخر له من الكلام ، ولكن هذه يا أخي معجزات سيدي و ليس - و حقه العظيم - يظفر بما فيها



[ صفحه 204]



من العلوم الا أخونا ... » . [5] .

كما يشير أيضا الي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم هو المصدر الأول الذي ورث عنه الامام الصادق علومه بواسطة آبائه، [6] و هو ما يتفق مع عقيدة الشيعة في الامام من أن معلوماته مستمدة من جده باعث الرسالة ، التي يستمدها بدوره من الوحي و بالهام من الله . يقول جابر:« وانظر يا أخي ، و اياك و القنوط فيذهب بعمرك و مالك ، فوالله ما لي في هذه الكتب الا تأليفها و الباقي علم النبي صلي الله عليه و آله و سلم » .

و من هنا لا تكون قضية خروج الامام من المدينة أو عدم خروجه ، عقدة تتحكم بواقعية العلاقة العلمية بين الامام و جابر كما يفترض ( روسكا ) . اذ لا يبقي مجال للتساؤل عما اذا كان الامام قد خرج من المدينة ؟ لأن المدينة علي حد زعم ( روسكا ) كانت بعيدة عن أجواء الثقافة اليونانية التي يفترض أنها المصدر لعلم الصنعة و غيره من العلوم التجريبية الاخري .

ولو حاولنا التخلي عن هذا الجانب من التفسير لمصدر علم الامام في هذا المجال ، استجابة للفهم الموضوعي الذي يحاوله ( روسكا ) ، فليس هناك من شك أن الامام قد خرج من المدينة الي العراق و أقام بها مدة من الزمن في خلافة السفاح و المنصور ، اذا كان خروجه من المدينة له تأثير في افتراض كونه مصدرا للمعلومات التي قدمها جابر في علم الكيمياء .

علي ان المدينة كانت مقصدا لعباقرة العلم و أفذاذه . و ليس ما يمنع من أن يكون من روادها من كان يملك اصول هذا العلم و أسراره ، علي أن المدينة لم تكن



[ صفحه 205]



في عزلة عن تيارات المعرفة التي كانت تتحرك في بقية الحواضر الاسلامية ، كالكوفة و الشام و غيرهما من النقاط المركزية للمجتمع الاسلامي ، فلماذا نفترض أن عدم خروج الامام من المدينة مانعا من تتلمذ جابر عليه ، و كونه مصدرا لمعلوماته في هذا العلم .

أما نحن فنفترض أن مصدر علم الامام ليس هو الآخرون بل هي اشراقة العلم الملهم التي استمدها الأئمة من الوحي الالهي بواسطة جدهم رسول العلم و الهداية ، بحكم أنهم امناؤه علي الرسالة ، و خلفاؤه من بعده الذين قرن ولايتهم بولاية الكتاب العزيز .

و لا مجال بعد هذا للتوقف عند تلك التشكيكات التي لا نشك أن الباعث اليها سوي ارادة التشكيك التي تحاول خلق المبررات له - و ان كان ذلك سوف لا يروق لاولئك المقلدة الذين يرون في المستشرقين المثل الأعلي في البحث العلمي و الموضوعي - دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث و التدقيق في الدوافع غير الموضوعية التي تتألف منها خلفيات بحوثهم و تحقيقاتهم .

و عندما نخلص من أجواء التشكيك في صحة نسبة تلك الرسائل و المؤلفات لمبدعها جابر بن حيان يمكننا أن نستظهر من خلال كلمات جابر في رسائله أن ملهم علم الكيمياء هو استاذه العظيم الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .

أما ان محتوي تلك المؤلفات و الرسائل هو أفكار و نظريات كان يمليها الامام علي جابر فيستقيها هو ثم يعرضها علي الامام بعد ذلك ، أو انها ثمرة جهوده و عمله شخصيا ، يعضها علي الامام ليحدد له ما فيها من نقاط الضعف ، فلا يكون للامام دور سوي التوجيه أو النقد أو القبول أو الرفض ، كما توحيه كلمات جابر في رسائله ، حيث نري الامام يطلب منه أن يعتمد في اسلوبه سهولة العرض ، و يبتعد ما وسعه



[ صفحه 206]



عن الغموض و التعقيد ، لأنه يجعل من العلم ألغازا تؤدي الي ضياع طالبيه ، و أخيرا الي ضياع العلم نفسه ، يقول جابر في كتاب الرحمة ما نصه:

« ... قال لي سيدي:يا جابر ...

قلت:لبيك يا سيدي .

فقال:هذه الكتب التي صنعتها جميعها و ذكرت فيها الصنعة و فصلتها فصولا ، و ذكرت فيها من الذاهب و آراء الناس ، و ذكرت الأبواب و خصصت كل كتاب ، بعيد أن يخلص منها الا الواصل، [7] و الواصل غير محتاج الي كتب ، ثم وضعت كتبا كثيرة في المعادن و العقاقير ، فتحير الطلاب و ضيعوا الأموال ، و كل ذلك من قبلك ... و الآن يا جابر ، استغفر الله ، و أرشدهم الي عمل قريب سهل تكفر به ما تقدم لك ، و أوضح .

فقلت:يا سيدي ، أشر علي أي الباب أذكر ؟

فقال:ما رأيت لك بابا تاما مفردا ، الا رموزا مدغوما في جميع كتبك مكتوما فيها .

فقلت له:وقد ذكرت في السبعين ، و أشرت اليه في كتب النظم و في كتاب الملك من الخمسمائة ، و في كتاب صنعة الكون و في كتب كثيرة من المائة و نيف ...

فقال عليه السلام:صحيح ما ذكرته في أكبر كتبك ، و هي في الجمل مذكور ، غير أنه مدغم مخلوط بغيره ، لا يفهمه الا الواصل ، و الواصل مستغن عن ذلك ، ولكن بحياتي يا جابر ، أفرد كتابا بالغا بلا رمز ، و اختصر كثرة الكلام بما تضيف اليه كعادتك فاذا فاعرضه علي ...



[ صفحه 207]



فقلت:السمع و الطاعة ... . [8] .

ولكن هذا ليس فيه دلالة واضحة علي أن دور الامام يقتصر علي التوجيه و النقد ... كما لا معني لأن ينسب جابر ثمرات جهوده للامام أو الي علم النبوة ، بمجرد أن صلته بالامام تمنحه قوة ملهمة ، و انه بسبب قدسية قول الامام و توجيه الهم ما الهم في الكتابة و الترجمة ، و ان النسبة النبوية للامام تجلعه يسند ما في كتبه الي علم النبوة. [9] .

فان هذا كله تخيل عرفاني ، بعيد عن منطق الدراسة العلمية و الفهم الموضوعي .

و في وقفة متأملة عند بعض كلمات جابر السابقة ، نجده يعترف بصراحة أن دوره في رسائله و مؤلفاته ليس هو الا التأليف و التنسيق ، و هذا لا يمنع من أن يكون لجابر نظريات مستقلة كان يعرضها علي استاذه الامام فيقرها أو يعدلها أو يرفضها .

و أي من الاحتمالين فرضناه مقبولا ، يبقي الامام الصادق هو الملهم لهذا العلم في عصره و الموجه في أفكاره و نظرياته و هو يكفي المطلوب. [10] .

أما قيمة تلك النظريات العلمية التي احتوت عليها رسائل جابر و ميزانها العلمي ، فهو أمر لا نبحث في تفاصيله لأن ذلك وظيفة من له اختصاص بتلك العلوم و تمرس عملي فيها. [11] .



[ صفحه 208]



و هناك علوم اخري كانت تستطرد نظرياتها في مدرسة الامام مما يتعلق بالكون و تفاصيله ، كعلم الفلك و الجيولوجيا و علم الحيوان و غيرها مما كان السائلون يفزعون للامام ، لاستجلاء بعض غوامضها التي عسر عليهم كشفها و تبيانها و يعرف هذا من توسع في النظر بأخبار الامام الصادق و ما نقل عنه من آثار .

و ربما ينسب للامام من العلوم ، علم الزجر و الفأل ، دون أن يعرف لذلك مصدر يمكن الاعتماد عليه ، و قد حرص بعض المؤرخين المحدثين علي تأكيد هذه النسبة تبعا لما ذكره بعض المستشرقين، [12] دون أن يجشموا أنفسهم عناء البحث عن واقع هذه النسبة و الكشف عن مدي صحتها ، و هل الامام الصادق الا امام من أئمة المسلمين ترتبط شخصيته ارتباطا عضويا بالحضارة الاسلامية و منطلقاتها الفكرية ؟

و هل ان تأكيد النسب الباطلة اليه ، يعد انتصارا للاسلام و تدعيما لمواقعه ؟ أم انه ترويج لأباطيل المستشرقين و نظرياتهم الدخيلة و المليئة بالسموم ، و التي ما أرادوا بها الا تشويه الرؤيا المشرقة لواقعية الاسلام ، و امناء رسالته ؟

هذه علامات استفهام نضعها بين يدي المخلصين من مؤرخي الاسلام و أرباب الفكر من أتباعه علهم ينقذوا تأريخنا المشرق و صانعيه من عبث الدخلاء ، و أتباعهم من مقلدة العصر و متعصبة المذاهب .

و كلمة واضحة نقولها لهؤلاء:انه اذا كانت شخصية الامام الصادق بأصالتها و نزاهتها و شموخها ، لم تسلم من افتراضات نقاط ضعف مفتعلة تلصق بها ،



[ صفحه 209]



فليس من العسير تعرية كثير من نقاط الضعف الواقعية التي تلتصق بمن يدين لهم هؤلاء بالولاء و المحبة ، و أي شخصية اسلامية ما عدا النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أهل بيته و خلصائهم ، ستسلم من مرارة الحساب ؟

أما علم الزجر و الفأل و نسبته للامام الصادق فلا نعرف له أساس ، و ليت هؤلاء الذين أرسلوا النسبة ارسال المسلمات ، أرسلوها بالنسبة لعلم الكيمياء و لم يتوقفوا بها أو يرفضوها ، بالرغم من توفر الدلائل علي صحة النسبة فيه ، ولكن علم الكيمياء يفترض أنه قيمة علمية ، فليس من السهل أن تسلم نسبته من النقد أو الرفض ، أما علم الزجر و الفأل ، فهناك ما يبرره من تعصب و انحياز فتسليم نسبته للامام ينسجم مع الميول النفسية المنحازة و الحريصة علي ابداء النقص و ابداعه .

و يمكن أن نفترض لتلك النسبة أساسا ، ولكنه غير مقبول عند من يتطلع في بحوثه الي الحقائق العلمية و نتائجها الموضوعية ، فهناك أبومعشر الفلكي و اسمه جعفر بن محمد البلخي ، فربما كان الاشتراك في الاسم الكامل مصدرا من مصادر الاشتباه في التطبيق ، و من المعروف جيدا ممارسته لعلم الزجر و الفأل ، و له رسائل فيه يتداولها طلاب هذا العلم و عشاقه ، و يتعامل بها الكثيرون من مرتزقة الزجر و الفأل .

و في بعض الحالات ربما ينسب القول اليه بالاسم فيقال:يقول جعفر ابن محمد ... دون أن تلحق به كنيته المميزة و هي أبومعشر الفلكي ، فينصرف الاطلاق الي الامام الصادق ، باعتباره أظهر مصاديق هذه الاسم حينما يطلق ، ولكن هذا الالتباس ينحسر عند التحقيق النزيه بأقل التفات .

و الا ، فأين هي تلك الرسائل و الأحاديث التي تثبت لنا اشتغال الامام



[ صفحه 210]



بهذا العلم أو أنه أحد مصادره ؟

و علي هؤلاء الذين يلصقون بالامام مثل هذه النسب غير البريئة ، أن يثبتوا لنا من ذلك شيئا يمكن أن يكون مستندا علميا عند التحقيق و البحث .

و يذكر الاستاذ عبد العزيز سيد الأهل مستندا آخر لهذه النسبة المفتعلة فيقول:

« و من الغريب أن يقترن الاخبار عن عمله في الكيمياء بعمل له في الزجر و الفأل ، و كأن الرواة تصوروا الكيمياء سحرا و شيئا غريبا ، و لما كانت مجهولة الأسباب قرنوها بالزجر و الفأل ، حتي لا يكون للحوادث سبب ظاهر و سر معروف ، أما الكيمياء فمعروفة الظواهر مقيسة العناصر مقدورة النتائج و في مثل هذا يعمل جعفر .

و لعل اشتغاله بالعلم الخالص و انقطاعه الي العبادة في بعض الأحيان ثم خروجه للناس بتجارب من الكيمياء و مسائل من العلم تخفي أسبابها و دقائقها علي الناس ، لعل ذلك دفع في قلوب الناس منه أوهاما فجعلوا يتهمونه بالتنجيم و الزجر ، و هم بذلك لا يريدون الا أن يزيدوا من فصله بما توهموه من الفضل ، و هو واجب أن يكون محالا في شأن جعفر بن محمد الامام ... » . [13] .

و يقول بعد هذا:أما ما قيل من أن جعفرا اشتغل بالتنجيم فأمر مردود ، كما رد قول القائلين بأنه اشتغل بالزجر و الفأل ... » . [14] .



[ صفحه 211]




پاورقي

[1] كما ذكرنا ذلك في بحث منفصل نشر في المجلات العلمية بعنوان:« الفيلسوف الاسلامي جابر بن حيان الكوفي - رائد علم الكيمياء الأول ».

[2] الامام الصادق ملهم الكيمياء ؛ الدكتور محمد يحيي الهاشمي:51.

[3] نفس المصدر:116.

[4] الفهرست ؛ لابن النديم:420 ، طبعة طهران ، تحقيق رضا تجدد ، 1971.

[5] الامام الصادق ملهم الكيمياء:114.

[6] نفس المصدر:119 - 118.

[7] الواصل الي مقام الفناء في الله عزوجل ، كما عند العرفاء ، فان جميع أبواب العلم تنفتح له.

[8] الامام الصادق ملهم الكيمياء:111.

[9] الامام الصادق ؛ محمد أبوزهرة:250.

[10] و قد كتبنا بحثا مفصلا بهذا الشأن و نشر في بعض المجلات.

[11] و للتوسع في هذا البحث اقرأ كتاب الامام الصادق ملهم الكيمياء للدكتور محمد يحيي الهاشمي.

[12] دائرة المعارف الاسلامية المترجمة ؛ لجملة من المستشرقين 473:6.

[13] جعفر بن محمد ؛ عبدالعزيز سيد الأهل:48 - 47.

[14] نفس المصدر:49.


الدور 03


يمكن أن يطلق علي هذا الدور (عصر الكمال العلمي) الذي ظهر علي يد الاستاذ الفذ البارع الوحيد البهبهاني، و الذي بدأ يبني قواعد ثابتة للعلم في عصره الثالث، بما قدم من جهود متظافرة في ميداني الفقه و الاصول.

و قد عادت النجف الأشرف الي ميدانها العلمي و نشاطها الفكري كمركز أول تحت اشراف مديرها الاستاذ الوحيد البهبهاني قدس سره و علي يد تلميذه العلامة السيد محمدمهدي بحر العلوم الطباطبائي قدس سره بعد أن عاشت زمانا و هي تتفاعل بتأثيرات المدرسة الفكرية في كربلاء، و ذلك في بداية القرن الثالث عشر الهجري أي سنة 1210 ه.



[ صفحه 284]



و يمكن تسمية هذا العصر، بعصر النهضة العلمية لكثرة من نبغ فيه من فحول العلماء و أجلائه، و لكثرة تهافت الناس علي طلب العلم، و تدفق الطلاب من خارج القطر و ازديادهم، و قد برز في ذلك القرن أقطاب الفقه و اصوله الذين هم في الدرجة الاولي علما و تأليفا و تقوي و صلاحا، و قد خلفوا لنا آثارا قيمة خالدة تشهد علي مدي التوسع العلمي في ذلك العهد، مثل كتب «كشف الغطاء» و «مفتاح الكرامة» و «الرياض» و «المكاسب» في الفقه، و «القوانين» و «الفصول» و «الضوابط» و «حاشية المعالم» للشيخ محمدتقي الاصفهاني و «رسائل» الشيخ الأنصاري و تعليقاتها في اصول الفقه الي غير ذلك من الكتب المطولة.

و كان في القمة من تلك الآثار الفقهية كتاب «جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام» [1] الموسوعة الفقهية التي فاقت جميع ما سبقها من الموسوعات سعة و جمعا و احاطة بأقوال العلماء و أدلتهم، و قد ذكره السيد محسن الأمين في موسوعته «أعيان الشيعة» فقال عنه: انه كتاب لم يؤلف مثله في الاسلام.

و لعل أهم الخطوات التي اتخذها الزعيم الجديد لجامعة النجف الأشرف، السيد محمدمهدي بحر العلوم في تنظيمه الاداري، هي تعيين فطاحل العلماء كل بمركزه المناسب له بحسب اختصاصه، و توزيع أدوارهم. فمثلا:

أولا: جعل الشيخ كاشف الغطاء المتوفي سنة 1228 ه في مركز التقليد و الفتوي، حتي قيل: انه أجاز لأهله و ذويه بالرجوع الي تقليد الشيخ جعفر الكبير،



[ صفحه 285]



تمشيا مع الاختصاص و التنظيم الاداري و التركيز علي حصر المسؤولية.

ثانيا: كما عين الشيخ حسين نجف والد الشيخ طه نجف المتوفي سنة 1251 ه للامامة و المحراب، فكان يقيم صلاة الجماعة في (جامع الهندي) بالنجف و يؤم الناس علي اختلاف طبقاتهم بارشاد من السيد بحر العلوم نفسه.

ثالثا: أما القضاء فقد خص به الشيخ شريف محيي الدين، فكان يرشد اليه في ذلك، علما منه بمهارته في القضاء، و تثبته في الدين، و سعة صدره في تلقي الدعاوي و المخاصمات.

أما السيد بحر العلوم نفسه فقام بأعباء التدريس و الزعامة الكبري و ادارة الشؤون العامة الخاصة [2] .

و ما أن كان عهد المحقق الأنصاري (الشيخ مرتضي) حتي اعتبر رائدا لأرقي مرحلة من مراحل الدورة الثالثة للنهضة العلمية في النجف الأشرف.

و عندما أشرف القرن الرابع عشر لمع اسم المجدد الشيخ ملا محمد كاظم الخراساني، الذي فتح آفاقا جديدة للعلم و المعرفة.

و قدر له و لمن خلفه كالميرزا حسين النائيني و الشيخ محمدحسين الاصفهاني (الكمباني) و الشيخ آغا ضياء العراقي و غيرهم من أقطاب هذه المدرسة أن يرتفعوا الي القمة العلمية التي خلفت تراثا ضخما تستنير به الأجيال الصاعدة.

و قد عاصر المؤلف و عاش حياة مرجعين من أهم المراجع العظام الذين يعتبرون حجر الزاوية في حياة النجف الحوزوية، و نقطة انطلاق لعالم التشيع المذهبي، و هما السيد أبوالحسن الاصفهاني رحمه الله الذي دان له العالم الشيعي من أدناه



[ صفحه 286]



الي أقصاه، المتوفي سنة 1365 هجرية الموافق لعام 1945 ميلادية.

و خليفته الامام السيد محسن الحكيم الطباطبائي الذي دامت زعامته أكثر من ربع قرن، بث فيها معالم فقه أهل البيت، و قابل التيارات الالحادية في الفترة الأخيرة من حياته المباركة، توفي رحمه الله سنة 1390 ه مساوي 1970 م.

و آخر مرجعية عاشتها النجف الأشرف هي بزعامة المرجع الأعلي السيد أبي القاسم الخوئي رحمه الله، و بوفاته فقدت النجف زعامتها نسبيا و ذلك سنة 1413 ه مساوي 1992 م.

و من أسباب ازدهار الجامعة العلمية النجفية في هذا الدور: كثرة ما اسس من المدارس الدينية و التي نطلق عليها في عصرنا الحديث - الأقسام الداخلية - لطلاب العلوم الدينية بالاضافه الي كونها مقرات و حوزات للتدريس و البحث و التحقيق، و هذا ان دل علي شي ء فانما يدل علي تزايد الهجرة من البلدان النائية لطلب العلم.

و قبل أن أذكر عدد المدارس في النجف الأشرف و جدولتها، يهمني في هذا المقام أن أذكر نقطتين تدوران حول المدارس:

أولا: في وصف هندسة المدارس. و ثانيا: في شروط السكن في المدارس، بحسب وقفية الواقف.

أما هندسة بناء المدارس العلمية في النجف الأشرف فقد روعي فيها طبيعة البلاد و طقسها، و حرارة الجو في أشهر الصيف، فكان من الضروري حفر سراديب تحت الغرف لتقي سكان المدرسة حر الصيف. أما الهندسة العامة، فكانت الغرف تشيد علي أربع جهات المدرسة و يترك الوسط مكشوفا فارغا ليؤلف صحنا واسعا في وسطه حوض ماء، و يكون البناء حسب الأرض اما مربعا أو مستطيلا،



[ صفحه 287]



و السراديب عادة تشيد تحت الغرف من جانب واحد أو من جانبين أو من كل الجوانب الأربعة، و يزود بشبابيك لايصال النور و الهواء الي السراديب، و مساحة الغرفة الواحدة تتراوح بين ستة الي تسعة أمتار مربعة و أمام كل غرفة ايوان صغير خاص بها، و كل غرفة عادة يسكنها شخص واحد أو شخصان، و قد يشيد طابق ثان عليها، و المدرسة مبنية بالآجر المصقول و مزينة بالقاشاني المزخرف و يحفر لكل مدرسة بئر أو أكثر لسحب الماء منه بواسطة أرشية و دلاء يقوم بدلوه خادم المدرسة أو بعض الطلاب حسب الحاجة.

هذا وصف موجز لهندسة المدارس في النجف، أما عن الشروط المفروضة علي سكان المدارس للطلاب: فلكل مدرسة شروطها الخاصة بحسب قناعة الواقف لأجل حفظ الأمن و عدم الاستغلال من قبل الطلاب، و عادة ما تكون الشروط سهلة و بسيطة، و السكن في المدارس بصورة عامة مجانا بما فيه صرف الماء و الانارة و الخدمة العامة من تهيئة جميع متطلبات الساكنين في المدرسة و تنظيفها من قبل خادم أو خادمين دائميين مقيمين في المدرسة.

و اليك عدد المدارس التي شيدت في النجف و التي اوقفت لسكن طلاب العلوم الدينية، و كذلك عدد المكتبات العامة و الخاصة المنتشرة في البيوتات العلمية.


پاورقي

[1] للشيخ محمدحسن صاحب «الجواهر» الذي ولد بالنجف سنة 1192 ه، و توفي فيها سنة 1266 ه عن عمر ناهز 74 عاما، و كان من فطاحل و جهابذة العلماء في عصره في النجف الأشرف.

[2] رجال السيد بحر العلوم: 41 و 42.


دعاؤه حول الكعبة


كان الامام الصادق عليه السلام، يستقبل الكعبة المعظمة بالخشوع، وذكر الله وقد روي ذريح، ما شاهده من الامام، وما سمعه من دعائه قال: رأيت الامام في الكعبة، وهو ساجد، يقول:

«لا يرد غضبك إلا حلمك، ولا يجير من عذابك إلا رحمتك، ولا ينجي منك إلا التضرع إليك، فهب لي، ياإلهي، فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد، ولا تهلكني، ياإلهي حتي تستجيب لي دعائي وتعرفني الاجابة.

اللهم، ارزقني العافية إلي منتهي أجلي، ولا تشمت بي عدوي،



[ صفحه 159]



ولا تمكنه من عنقي، من ذا الذي يرفعني إن وضعتني؟ ومن ذا الذي يضعني إن رفعتني؟ وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك، أو يسألك عن أمره، فقد علمت ياإلهي، أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، إنما يعجل من يخاف الفوت، ويحتاج إلي الظلم الضعيف، وقد تعاليت ياإلهي عن ذلك.

إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضا، ولا لنقمتك نصبا، وأمهلني ونفسي، وأقلني عثرتي، ولا ترد يدي في نحري، ولا تتبعني ببلاء، فقد تري ضعفي، وتضرعي إليك، ووحشتي من الناس، وأنسي لك، أعوذ بك اليوم فأعذني، وأستجير بك فأجرني، وأستعين بك علي الضراء فأعني، وأستنصرك فانصرني، وأتوكل عليك فاكفني، وأومن بك فآمني، وأستهدي بك فاهدني، وأسترحمك فارحمني، وأستغفرك مما تعلم فاغفر لي، وأسترزقك من فضلك الواسع، فارزقني، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..» [1] .

لقد إتجه الامام عليه السلام، بمشاعره وعواطفه نحو الله تعالي، وناجاه بإيمان لا حدود له، وقد طلب منه أجل وأسمي ما يطلبه المتقون، والعارفون، فقد طلب منه خير الدنيا وخير الآخرة.


پاورقي

[1] وسائل الشيعة 9 / 375 - 376.


في التبرز


قال الصادق: انما سمي المستراح مستراحا لاستراحة الأنفس من أثقال النجاسات و استفراغ الكثافات، و القذر فيها. و المؤمن يعتبر عندها أن الخالص من حطام الدنيا كذلك يصير عاقبته، فيستريح بالعدول عنها و تركها، و يفرغ نفسه و قلبه من شغلها و يستنكف عن جمعها و أخذها استنكافه عن النجاسة و الغائط و القذر. و يتفكر في نفسه المكرمة في حال كيف تصير ذليلة في حال أخري، و يعلم أن التمسك بالقناعة و التقوي يورث له راحة الدارين، فان الراحة في الدنيا، و الفراغ من التمتع بها، و في ازالة النجاسة من الحرام و الشبهة، فيغلق عن نفسه باب الكبر بعد معرفته اياها، و يفر من الذنوب و يفتح باب التواضع و الندم و الحياء، و يجتهد في أداء أوامره و اجتناب نواهيه طلبا لحسن المتاب و طيب الزلفي، و يسجن نفسه في سجن الخوف و الصبر و الكف عن الشهوات الي أن يتصل بأمان الله تعالي في دار القرار، و يذوق طعم رضاه، فان المعول ذلك و ما عداه فلا شي ء...



[ صفحه 149]




ابراهيم بن عرفي (الأسدي)


إبراهيم بن عرفي، وقيل عربي الأسدي بالولاء، الكوفي.

إمامي مجهول الحال، وقيل من الحسان.

المراجع:

رجال الطوسي 145 وفيه أسند عنه. تنقيح المقال 1: 27. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 258. جامع الرواة 1: 28. نقد الرجال 11. مجمع الرجال 1: 60. أعيان الشيعة 2: 183 منتهي المقال 24. منهج المقال 25 إتقان المقال 156. لسان الميزان 1: 80. الجرح والتعديل 1: 1: 121.


سعيد بن سنان (بياع السابري)


سعيد بن سنان المعروف ببياع السابري، كسابقه.

المراجع:

رجال الطوسي 204 ولا ذكر له في نسخة خطية منه. معجم رجال الحديث 8: 120.


محمد بن الأسود بن عمير (الطائي)


محمد بن الأسود بن عمير، وقيل عمر الطائي، الكوفي.

إمامي.



[ صفحه 35]



المراجع:

رجال الطوسي 282. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 83. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 111. نقد الرجال 294. جامع الرواة 2: 77. مجمع الرجال 5: 159. منهج المقال 284.


مناظره ي امام صادق با يك عالم سني درباره ي صدقه


ترديدي نيست كه اگر انسان ها به خود تكيه كنند و به اهل علم و دانش حقيقي مراجعه ننمايند در بياباني از جهل و ناداني سرگردان خواهند شد، در حالي كه پيش خود گمان مي كنند كه به معارف دين آگاه هستند و هدايت يافته اند. حال اگر علما و دانشمندان نيز فريفته ي علم و دانش اندك خود باشند و به صاحبان حقيقي علوم كه همان پيامبران و ائمه عليهم السلام هستند. مراجعه نكنند؛ ديگر از مردم عادي چه انتظاري مي توان داشت؟!

شگفت آور است حال كسي كه در جهل و ناداني به سر مي برد؛ و ادعاي علم و دانش مي كند. براي نمونه مناظره ي امام صادق عليه السلام با فرد ناداني كه ادعاي علم و دانش مي كرد را بيان مي كنيم.

امام صادق عليه السلام مي فرمايند: «يكي از كساني كه خود را عالم مي دانست و به خويش مغرور گشته بود مردي بود كه عامه ي مردم او را تعظيم و تكريم مي نمودند؛ و من تصميم گرفتم به گونه اي كه مرا نشناسد با او ملاقات كنم. پس روزي مردم گرد او جمع شدند و او مشغول گفتگوي با آنان و عوام فريبي بود، هنگامي كه از مردم جدا شد و به راه خود رفت، من هم به دنبال او رفتم. ناگهان ديدم به دكان خبازي رسيد، و خباز را غافل نمود و دو قرص نان از دكان او دزديد؛ بسيار تعجب كردم و پيش خود گفتم: شايد معامله اي در كار بوده؛ ولي باز با خود گفتم اگر معامله بوده براي چه مخفيانه و به صورت سرقت انجام گرفته است؛ دوباره به دنبال او رفتم تا به دكان انار فروشي رسيد، پس با او نيز به سخن پراكني پرداخت و دو عدد انار نيز از دكان او سرقت نمود، دوباره تعجب نمودم و با خود گفتم: شايد معامله اي در كار بوده؛ ولي با خود گفتم: اگر چنين بوده، براي چه به صورت سرقت و دزدي انجام گرفته است؛ همچنان به دنبال او بودم تا اين كه ديدم به مريضي رسيد و آن دو قرص نان و دو انار را نزد او گذاشت. پس من از كار او سؤال نمودم و او به من نگاهي كرد و گفت: شايد تو جعفر بن محمد هستي؟ گفتم: آري. پس به من گفت: چگونه با داشتن چنان خاندان و نسب شريفي، اين گونه نادان و جاهل هستي؟ گفتم: از چه چيزي من جاهل مي باشم؟ گفت: از سخن خدا كه مي فرمايد: (من جاء بالحسنة فله



[ صفحه 244]



عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها) [1] و من چون دو قرص نان و دو عدد انار دزديدم، چهار گناه انجام دادم و چون هر كدام را صدقه دادم براي من چهل پاداش و حسنه پيدا شد كه اگر آن چهار گناه را از چهل حسنه كسر كنيم، سي و شش حسنه ديگر براي من باقي مي ماند. پس من به او گفتم: مادر در عزايت گريه كند! تو به كتاب خدا جاهل هستي؛ مگر سخن خدا را نشنيده اي كه مي فرمايد: (انما يتقبل الله من المتقين) [2] سپس به او گفتم تو با دزديدن دو قرص نان و دو عدد انار چهار گناه انجام دادي و چون آنها را به غير صاحبانش دادي، چهار گناه ديگر نيز به آن افزودي و هرگز چهل حسنه انجام ندادي تا چهار گناه را از آن كم كني. پس او از روي تعجب نگاهي به من نمود و من از او جدا شدم.

امام صادق عليه السلام سپس فرمود: «دانشمندان اهل تسنن با چنين تأويل زشت و ناپسندي نه تنها خود را، بلكه ديگران را نيز گمراه نموده اند.» [3] .

در ميان اهل تسنن افرادي همچون اين نادان بسيار هستند؛ البته از كساني كه خود را از چشمه هاي زلال علم و دانش - يعني ائمه اطهار عليهم السلام - محروم كرده اند و به سراب دانايي اكتفا نموده، چنين جهالت هايي بعيد نيست.

آنچه در اين مختصر گنجانده شد، برخي از مناظرات امام صادق عليه السلام با كساني بود كه از جاده ي دين و معرفت و راه حق منحرف شده بودند، و در حقيقت اين كتاب قطره ي ناچيزي در برابر درياي پرعظمت حيات علمي امام صادق عليه السلام مي باشد.



[ صفحه 245]




پاورقي

[1] انعام / 160.

[2] مائده / 27.

[3] وسائل الشيعه ج 2 / 57 باب استحباب الصدقه با طيب المال.


راويان مشهور و مورد اعتماد امام صادق از شيعيان


با توجه به اين كه در كتب رجالي، تعداد شاگردان و راويان حديث از امام صادق عليه السلام به بيش از چهار هزار نفر مي رسد، بيان احوالات همه ي آنها در اين كتاب شايسته نيست و در كتاب هاي رجالي نيز نام اكثر آنها جمع آوري و احوالاتشان بيان شده است.

از اين رو، ما نام تعدادي از اصحاب و راويان شايسته و مورد اعتماد آن حضرت را بيان مي كنيم تا اين كه نه در ابعاد زندگي آن حضرت خللي وارد شود و نه براي خواننده ي گرامي ايجاد ملامت و خستگي كند.