بازگشت

و من كلام له 04


ان الناس يعبدون الله عزوجل علي ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء و هو الطمع، و آخرون يعبدونه خوفا من النار فتلك عبادة العبيد و هي رهبة، و لكني اعبده حبا له عزوجل فتلك عبادة الكرام، و هو الامن لقوله عزوجل: «و هم من فزع يومئذ آمنون. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر ذنوبكم» فمن أحب الله عزوجل احبه الله، و من أحبه الله عزوجل كان من الآمنين. [1] .


پاورقي

[1] و في مناجاة اميرالمؤمنين صلوات الله عليه: الهي ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنتك بل وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك.


اشعريون


نويسنده گويد: قبيله اشعريون، كه در قم مي زيستند، عشيره بزرگي از شيعه به شمار مي رفتند، و از مفاخر ايشان آن بود كه اول كسي كه تشيع را در قم ظاهر كرد، موسي بن عبدالله بن سعد اشعري بود.

علامه مجلسي (ره) از تاريخ قم [1] نقل كرده كه در مدحل اهل قم فرموده: اكثر اهل قم از اشعريين مي باشند؛ و پيغمبر (ص) در حق ايشان دعاء و طلب آمرزش كرده، و فرموده:» اللهم اغفر للاشعريين صغيرهم و كبيرهم» - بار خدايا! بزرگ و كوچك اشعريون را بيامرز - و نيز فرموده: اشعريون از من اند و من از ايشان مي باشم. [2] .

از ديگر مفاخر اشعريون آن است كه مزرعه ها و ملك هاي بسياري بر ائمه اطهار (ع) وقف نمودند؛ و آن كه ايشان اول كساني بودند كه خمس براي ائمه (ع) فرستادند، و آن بزرگواران نيز عده بسياري از ايشان را به هديه ها و كفن ها اكرام نمودند، كه از آن جمله اند: ابوجرير قمي، زكريا بن ادم، و عيسي بن عبدالله بن سعد رضوان الله عليهم اجمعين. [3] .


پاورقي

[1] نوشته حسن بن محمد بن حسن قمي است. صاحب رياض العلماء درباره اش مي گويد: او از بزرگان قدماي اصحاب ما است، و همزمان با محمد بن علي بن بابويه قمي بوده، و از شيخ حسين بن علي بن بابويه (برادر صدوق) و نيز از صدوق روايت كرده است. او كتاب تاريخ قم را به خواهش صاحب بن عباد تأليف نموده و در اول كتاب از اخلاق و فضائل و سجاياي صاحب بن عباد ذكر بسيار كرده است.

همچنان كه مرحوم صدوق نيز كتاب عيون اخبار الرضا (ع) را به خواهش صاحب بن عباد تأليف نموده است.

جناب حسن بن علي بن عبدالملك قمي، تاريخ قم را به فارسي ترجمه نموده است. (فوائد الرضويه، ج 1، ص 121).

[2] بحارالانوار، ج 60، ص 220.

[3] بحارالانوار، ج 60، ص 221 - 220.


ترسيخ مبادئ وأهداف ومعالم الثورة الحسينية


لقد ربط الإمام الصادق (عليه السلام) العواطف باتّجاه مبادئ الثورة الحسينية وأهدافها ليكون الرفض ومقاومة الظلم مستنداً إلي الوعي الصحيح والتوجيه المنطقي. لذا نجد خطابات الإمام (عليه السلام) واهتماماته لم تقتصر علي الإثارات الفكرية والتوجيهات الوعظية نحو الثورة وإنّما استندت إلي أساليب تعبويّة وتحشيد جماهيريّ يعبّر بممارسته وحضوره عن الانتماء لخط الحسين (عليه السلام).

ومن أساليبه بهذا الخصوص تأكيده علي جملة من الوسائل مثل الزيارة والمجالس الحسينية والبكاء. ونتكلّم عن كلٍّ منها بايجاز:

1 ـ الزيارة: اعتبر الإمام الصادق (عليه السلام) زيارة قبر جدّه الحسين (عليه السلام) من الحقوق اللازمة والتي يجب علي كل مسلم الاهتمام بها ويلزم الخروج من عهدتها.

قال (عليه السلام): «لو أن أحدكم حجّ دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (عليه السلام) لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسوله; لأنّ حقّ الحسين (عليه السلام) فريضة من الله عزّوجلّ واجبة علي كل مسلم» [1] .



[ صفحه 143]



وقال (عليه السلام): «من سرّه أن يكون علي موائد النور يوم القيامة فليكن من زوّار الحسين بن علي (عليه السلام)» [2] .

وقال عبد الله بن سنان: دخلت علي سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليهما السلام) في يوم عاشوراء فلقيتهكاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت: يا بن رسول الله، مِمَّ بكاؤك؟ لا أبكي الله عينيك. فقال لي: أوَ في غفلة أنت؟ أما علمت أنّ الحسين بن علي(عليه السلام) اُصيب في مثل هذا اليوم؟

قلت: يا سيدي فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت وافطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملا وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة علي شربة من ماء فإنّه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول الله (صلي الله عليه وآله) وانكشفت الملحمة عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم يعزّ علي رسول الله(صلي الله عليه وآله) مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حيّاً لكان صلوات الله عليه وآله هو المعزّي بهم.

يا عبد الله بن سنان إنّ أفضل ما تأتي به في هذا اليوم أن تعمد إلي ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلّب. قلت: وما التسلّب؟ قال (عليه السلام): تحلل أزرارك ونكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصايب. ثم تخرج إلي أرض مقفرة أو مكان لايراك به أحد أو تعمد إلي منزل لك خال، أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار، فتصلّي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وتسلّم بين كلّ ركعتين تقرأ في الركعة الاُولي سورة الحمد و(قل يا ايها الكافرون) وفي الثانية الحمد و(قل هو الله أحد) ثم تصلي ركعتين تقرأ في الركعة الاُولي الحمد وسورة الاحزاب، وفي الثانية الحمد وسورة (اذا جاءك المنافقون) أو ما



[ صفحه 144]



تيسّر من القرآن.

ثم تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين (عليه السلام) ومضجعه فتمثّل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلّم وتصلي عليه وتلعن قاتليه فتبرأ من أفعالهم، يرفع الله عزوجل لك بذلك في الجنّة من الدرجات ويحط عنك السيئات.

ثم تسعي من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان خطوات، تقول في ذلك: إنا لله وإنا إليه راجعون رضاً بقضائه وتسليماً لأمره، وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك.

فإذا فرغت من سعيك وفعلك هذا فقف في موضعك الذي صلّيت فيه ثم قل: اللّهم عذِّب الفجرة الذين شاقّوا رسولك وحاربوا أولياءك وعبدوا غيرك واستحلّوا محارمك والعن القادة والأتباع ومن كان منهم فخبّ وأوْضَعَ معهم أو رضي بفعلهم لعناً كثيراً اللّهم وعجّل فرج آل محمد واجعل صلواتك عليهم واستنقذهم من أيدي المنافقين والمضلّين، والكفرة الجاحدين وافتح لهم فتحاً يسيراً وأتح لهم رَوْحاً وفرجاً قريباً، واجعل لهم من لدنك علي عدوّك وعدوّهم سلطاناً نصيراً» [3] .

هكذا كان الإمام الصادق (عليه السلام) يؤكّد مبادئ الثورة عن طريق الزيارة لتكون الزيارة خطّـاً ثقافياً يُساهم في التربية وتمييز الجماعة الصالحة عن غيرها، ويكون الحضور الدائم حول قبر الحسين (عليه السلام) بهذا المستوي العالي من الفهم والانتماء كدعوة للآخرين في أن يلتحقوا به وينضمّوا إلي أفكاره ومبادئه.

علي أنّ الحضور الدائم حول القبر يتمتّع بالخزين العاطفي المتّكئ علي



[ صفحه 145]



أساس فكري وهذا بطبيعته يشكّل قاعدة للعمل الثوري الذي يعتمد المطالبة الواعية بإرجاع الحقوق المسلوبة من أهل البيت (عليهم السلام). وهذه الحقيقة كان يدركها الاُمويون والعباسيون ولهذا وقفوا بوجه هذا المدّ المدروس وحالوا دون الزيارة بكلّ شكل ممكن.

2 ـ المجالس الحسينية: ومن الخطوات التي تحرك الإمام الصادق (عليه السلام) من خلالها من أجل صياغة العمل الثوري والجهادي وتربية الجماعة الصالحة علي ضوئه هي قضية الرثاء التي حفظتها المجالس الحسينية، فقد أكّد (عليه السلام) علي رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) كاسلوب من أساليب التربية والتحريك العاطفي لغرض ربط الاُمة بالثورة الحسينية.

وكان الإمام (عليه السلام) يعقد هذه المجالس الخاصة لهذه الغاية والتي كان يطرح فيها إلي جانب الرثاء رُؤي وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) العقائدية والاخلاقية والتربوية والسياسية لتكون أداة محفّزة لبثّ الوعي والعاطفة المبدئيّة.

قال(عليه السلام) لأبي هارون المكفوف: «يا أبا هارون أنشدني في الحسين (عليه السلام) قال فأنشدته، فبكي... فقال: أنشدني كما تنشدون يعني بالرقّة. قال فأنشدته:



اُمرُرْ علي جَدَثِ الحُسَين

فَقُلْ لاَِعْظُمِهِ الزَكِيّة



قال: فبكي ثم قال: زِدني، قال: فأنشدته القصيدة الاُخري، قال: فبكي وسمعت البكاء من خلف الستر. قال: فلمّا فرغت قال لي: «يا أبا هارون من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعراً فبكي وأبكي عشراً كتبت له الجنّة، ومن أنشد في الحسين(عليه السلام) شعراً فبكي وأبكي خمسة كتبت له الجنّة، ومن أنشد في الحسين(عليه السلام) شعراً



[ صفحه 146]



فبكي وأبكي واحداً كتبت له الجنّة» [4] .

وكان يؤكد إحياء الذكري كما نلاحظ ذلك في قوله (عليه السلام) لفضيل: «يا فضيل تجلسون وتتحدّثون؟ قلت: نعم سيدي قال: «يا فضيل هذه المجالس اُحبّها، أحْيُوا أمرنا. رحم الله أمرءاً أحيا أمرنا» [5] .

3 ـ البكاء: ومن الأساليب التي اتّخذها الإمام الصادق (عليه السلام) لتركيز الخط الثوري وتأجيج روح الجهاد في نفوس خاصته وشيعته هي تعميق وتعميم ظاهرة البكاء علي الإمام الحسين (عليه السلام) لأن البكاء يساهم في الربط العاطفي مع صاحب الثورة وأهدافه ويهيّء الذهن والنفس لتبني أفكار الثورة ويمنح الفرد المسلم الحرارة العاطفية التي تدفع بالفكرة نحو الممارسة والتطبيق ورفض الظلم واستمرار روح المواجهة والحصول علي روح الاستشهاد.

كما يشكّل البكاء وسيلة إعلامية سياسيّة هادئة وسلميّة عبّر بها الشيعي عن المآسي والمظالم التي انتابته وحلّت بأئمته ولا سيّما إذا كانت الظروف لا تسمح بالأنشطة الاُخري.

ولا يعبّر هذا البكاء عن حالة من الانهيار والضعف والاستسلام لإرادة الظالمين، كما لا تشكّل إحياء هذه الذكري والبكاء فيها وسيلة للتهرّب من الذنوب والحصول علي صكوك الغفران كما يحلو للبعض أن يقول: إن الحسين قد قدّم دمه الطاهر لأجل براءة الشيعة من النار وإعفائهم من تبعات الآثام والخطايا التي يرتكبونها تشبهاً بالنصاري الذين أباحوا لأنفسهم اقتراف الخطايا; لأنّ المسيح (عليه السلام) كما يزعمون قد تكفّل بصلبه محو



[ صفحه 147]



خطاياهم.

فالبكاء الذي أكّده الإمام (عليه السلام) وتمارسه الشيعة لا يحمل واحداً من هذه العناوين بل هو تلك الحرارة التي تضخّ في الفكرة روح العمل وتخرجها من حيّز السكون إلي حيّز الحركة فقد جاء عنه (عليه السلام): «إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع علي الحسين بن علي(عليه السلام) فإنّه فيه مأجور» [6] .


پاورقي

[1] كتاب المزار للشيخ المفيد: 37.

[2] كامل الزيارات لابن قولويه باب: 43 / 121.

[3] بحار الأنوار: 101 / 303 ـ 306.

[4] كامل الزيارات لابن قولويه: باب 33 / 104.

[5] واقعة الطف لبحرالعلوم: 52.

[6] كامل الزيارات لابن قولويه: باب 33.


الامام يخبر الرجل عما حدث له


8- روي عن عبدالرحمن بن كثير: أن رجلا منا دخل يسأل عن الامام بالمدينة، فاستقبله رجل من ولد [الامام] الحسن فدله علي محمد بن عبدالله [بن الحسن] فصار اليه، و سائله هنيهة، فلم يجد عنده طائلا [1] .

فاستقبله فتي من ولد [الامام] الحسين فقال له: يا هذا! اني أراك تسأل عن الامام؟

قال: نعم.

قال فأصبته؟

قال: لا.

قال: فان أحببت أن تلقي جعفر بن محمد (عليهماالسلام) فافعل.

فاستدله [سأله عن الطريق] فأرشده اليه، فلما دخل عليه قال له:

«هذا [2] انك دخلت مدينتنا هذه، تسأل عن الامام، فاستقبلك فتي من ولد الحسن فأرشدك الي محمد بن عبدالله، فسألته، و خرجت، فان شئت أخبرتك بما سألته عنه و ما رده عليك و ذكر، ثم استقبلك فتي من ولد



[ صفحه 162]



الحسين، و قال لك: ان أحببت أن تلقي جعفر بن محمد فافعل».

قال: صدقت، قد كان كل ما ذكرت و وصفت [3] .


پاورقي

[1] الطائل: الطول و الطائل بمعني، و هو الفضل و القدرة و الغني و السعة. (مجمع البحرين).

[2] أي: يا هذا. فهو منادي قد حذف منه حرف النداء.

[3] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 770 ح 91.


ربيع حاجب منصور مرد شريفي بوده است


منصور مي دانست كه امام صادق عليه السلام محمد بن عبدالله بن الحسن را از ادعاي مهدويت منع مي كرد ولي از آن جهت كه امربه معروف كند و نهي ازمنكر نمايد او را منع نمي نمود - روزي منصور به ربيع حاجب گفت بفرستيد جعفر بن محمد عليه السلام را با ناراحتي بياورند و خسته اش كنند سپس گفت خدا مرا بكشد اگر او را نكشتم ربيع ازاين امر تغافل نمود منصور دوباره گفت و به او تغير هم كرد - ربيع ناچار اقدام كرد و چون امام عليه السلام رسيد ربيع عرض كرد يابن



[ صفحه 233]



رسول الله به ياد خدا باش منصور شما را خواسته و شر او را جز خدا كسي نمي تواند از سرت دور كند - من از اين ملاقات بر جانت مي ترسم امام عليه السلام فرمود (لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم)

سپس امام عليه السلام را بر منصور وارد ساخت و چون منصور چشمش به امام عليه السلام افتاد در بدو امر شروع به تندي كرد ولي عملي انجام نداد و اجازه داد امام عليه السلام به مدينه برگردد و منصور خودش به عراق برگشت و في الجمله از امام عليه السلام راضي شده بود و چون به عراق رسيد و در آنجا مستقر شد به او گزارش دادند كه محمد بن عبدالله بن الحسن و برادرش ابراهيم در مدينه قيام كرده و شهر را هم تصرف نموده و شهر مكه را هم به تصرف خود درآورده اند و سلطه ي آنها كم كم به بصره كشيده شده است و چون كار محمد بن عبدالله بن الحسن كه او را محمد صريح مي گفتند بالا گرفت و في الجمله نضجي يافت نامه اي به ابوجعفر منصور نوشت و از او خواست كه بيعت كند و با او همراهي نمايد و به او امان خواهد داد و در نامه ي مزبور برتري خود را بر منصور تذكر داده و او را با آنكه مادران غالب آنها ام ولد بوده و مادر منصور بربريه و نامش سلامه بود (و منصور را در مسراة زائيده بود) سرزنش نمود

ابوجعفر منصور در جوابش مطالبي نوشت كه قسمتي از آن اين است (در خانواده ي شما بعد از وفات رسول صلي الله عليه و آله بهتر و بالاتر از علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام فرزندي به دنيا نيامده و مادرش ام ولد بوده است و او بسيار از جد تو حسن بن حسن بهتر بوده و بعد از او مثل محمد بن علي باقر عليه السلام كه جده اش ام ولد بود نيامده و او از پدرت خيلي بهتر است و همچنين مثل پسرش جعفر بن محمد عليه السلام در خانواده ي شما نيست كه جده اش ام ولد است و او از تو بسيار بهتر و افضل مي باشد



[ صفحه 234]




حضرت فاطمه و زيارت قبر حمزه سيدالشهداء


امام صادق عليه السلام از امام حسين عليه السلام روايت كرده است كه:

ان فاطمة بنت النبي كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي و تبكي عنده. [1] .

حضرت فاطمه عليهاالسلام، دختر پيامبر هر جمعه قبر عمويش، حمزه را زيارت مي كرد و كنار قبرش نماز مي خواند و مي گريست.



[ صفحه 83]



حاكم مي نويسد: «راويان اين حديث همه از ثقات هستند و اين حديث به زيارت قبور ترغيب مي كند و زيارت قبور سنت و سيره گذشتگان بوده است». [2] .

افرادي كه امروز زيارت قبور بزرگان و ائمه را بدعت و كفر مي شمارند، بايد متوجه باشند كه زيارت قبور ائمه و شهيدان نه تنها كفر نيست، بلكه بالاترين عمل براي نزديك شدن به خداست كه سيره گذشتگان بود. فاطمه زهرا عليهاالسلام با آن عظمت و جلال، رغبت خاصي به اين عمل داشت و ما بايد او را اسوه خود قرار دهيم.


پاورقي

[1] حاكم نيشابوري، المستدرك، كتاب الجنائز، ج 1، ص 533، ح 132.

[2] همان.


نويسندگان


در ارزيابي چيز هاي مادي، با ارزش ترين آنها مانند «طلا» معيار سنجش قرار مي گيرد و ديگر چيزها به ارزش آن ارزيابي مي شود. معيار ارزش يابي امور معنوي جز حق و برتري هاي انساني نمي تواند باشد. ارزيابي انديشه ها و رفتارها با معيار حق سنجيده مي شود، و الوزن يومئذ الحق. [1] معيار سنجش، يعني همان وزن در معيار ترازو، حق مي باشد.

اين نكته اختصاص به قيامت ندارد. «يومئذ» ظرف و زمان آشكار شدن سنجش است. اكنون نيز معيار سنجش انديشه ها و رفتارها، حق است. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: اگر خواستي خود را ارزيابي كني رفتار خويش را به ميزان الهي كه همان حق است عرضه نما، فاذا اردت ان تعلم أصادق انت ام كاذب فانظر في قصد معناك و غور دعواك و عير هما بقسطاس من الله عزوجل كانك في القيمة قال لله تعالي و الوزن يومئذ الحق فاذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق. [2] .

همگان موظف هستند اين معيار را ملاك قرار دهند و با قسط و عدالت، حق را بپا دارند، و اقيموا الوزن بالقسط [3] ، «با قسط و عدالت حق را بپا داريد.» آنگاه انديشه و رفتار همخوان و همگون با حق نيز معيار سنجش مي باشند.



[ صفحه 124]



صادق آل محمد عليه السلام مي فرمايد: الصلوة ميزان فمن و في استوفي، و نيز مي فرمايد: و نضع الموازين القسط.... [4] موازين القسط الانبياء و الائمة، من آل بيت محمد. [5] .

آنگاه افراد حق محور نيز كه انديشه و رفتار آنان حق است، ميزان قرار مي گيرند، السلام علي ميزان الاعمال. [6] زيرا كه علي مع الحق و الحق مع علي. [7] .

اينك ارزش نوشتن و نويسندگان را با چه چيزي مي توان ارزيابي نمود. آنكه با قلم خويش فرهنگ ها را با يكديگر پيوند مي دهد و تمدن ها را مي آفريند و پايه هاي اعتقادي و اخلاقي را استوار بنيان مي نهد، با چه چيزي مي توان محك نمود؟ از فردي چون نگارنده كه چنين چيزي ساخته نيست! انسان هاي آن سويي و توان مند چون رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مي تواند اين حقيقت را شفاف سازند.

رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من مات و ميراثه الدفاتر و المحابر وجبت له الجنة. «كسي كه از دنيا مي رود و نوشتار وي ميراث اوست بهشت بر او واجب است.» ميراثي گران بها تر از آثار مكتوب چه مي تواند باشد؟ اين گونه است كه قلم نويسنده از شهادت كه برترين فضيلت است، فراتر است، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء علي دماء الشهداء. [8] به همين خاطر ميراث جاويد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم به عظمت و شرافت قلم و نوشتار سوگند ياد مي كند، ن و القلم و ما يسطرون. [9] آثار مكتوب يعني سطرهاي نوشته شده، آن گونه شرافت دارند،



[ صفحه 125]



كه خداي سبحان به آن سوگند ياد مي كند.

اينك صادق آل محمد عليه السلام بر اين فضيلت تشويق مي كند كه دانش خويش را با نوشتن در ميان جامعه گسترش داده و منتشر سازيد. زيرا كه برترين ميراث جاويدان نوشتارها است كه بعد از تو مي ماند، اكتب و بث علمك في اخوانك فان مت فاورث كتبك بنيك فانه يأتي علي الناس زمان هرج لا يأنسون فيه الا بكتبهم. [10] «بنويس و دانش خويش را در ميان برادرانت منتشر ساز. هنگام مرگ ميراث تو براي بازماندگانت كتاب هاي تو باشد، كه روزي خواهد آمد كه آشفتگي فكري فراگير خواهد شد، آن روز هم مردم با آثار و انديشه هاي پيشينيان خويش مأنوس خواهند شد».

ارزش نويسندگان و نوشتار آنان راه گشاي گره هاي كور و هموار ساز چالش هاي پيش رو مي باشد. در سخن امام صادق عليه السلام آشكار است كه آثار فرهنگي استوار و ماندگار است. اين آثار در بحران فكري و فرهنگي كه امام از آن به زمان «هرج» ياد مي كند به فرياد مردم مي رسد. مردم را از خطرها ايمن مي بخشد. ارزش نوشتارها و آثار جاويدان، ارزش رهنمون و هدايت جامعه است.


پاورقي

[1] اعراف، 8.

[2] نور الثقلين، ج 2، ص 5.

[3] الرحمن، 55.

[4] انبياء، 47.

[5] البرهان في التفسير القرآن، ج 5، ص 226، اعلام الوري، ص 171.

[6] بحار، ج 97، ص 287.

[7] بحار، ج 10، ص 31.

[8] امالي صدوق، مجلس 32، ص 168.

[9] قلم،1.

[10] اصول كافي باب فضل الكتابة...، حديث 11.


چگونگي برخورد امام صادق با قيام محمد بن عبدالله


در كتاب شريف اصول كافي يك نقل تاريخي راجع به قيام «محمد بن عبدالله» آمده كه راوي آن پسر ديگر عبدالله محض است. لازم دانستيم كه مختصري از آن را در اينجا ذكر كنيم.



[ صفحه 83]



موسي بن عبدالله مي گويد: چون پدرم (عبدالله محض) شروع كرد براي «محمد بن عبدالله» بيعت بگيرد به ما گفت: من فكر مي كنم تا «جعفر بن محمد» (امام صادق عليه السلام) را نبينيم اين كار درست نشود. پس با هم رفتيم تا به امام صادق عليه السلام رسيديم و در خارج منزل به او برخورديم كه آهنگ مسجد داشت، پدرم آن حضرت را نگه داشت و با او به سخن پرداخت، امام صادق عليه السلام فرمود: ميان راه جاي اين سخن نيست، يك وقت ديگر با هم ملاقات مي كنيم، پدرم شادمان برگشت تا روز ديگر خدمت امام صادق عليه السلام رسيديم، پدرم شروع به سخن كرد و از جمله سخنانش اين بود: قربانت، تو مي داني كه من عمرم از شما زيادتر است و در ميان فاميلت از شما بزرگتر هستم. ولي خداي عزوجل به شما فضيلتي ارزاني داشته كه براي هيچ يك از فاميلت نيست و من به واسطه ي اعتمادي كه به نيكوكاري شما دارم خدمت شما رسيدم و بدان - قربانت گردم - اگر شما از من بپذيري و با پسرم بيعت كني، هيچ يك از اصحابت از بيعت تخلف نورزند و حتي دو نفر قريشي يا غير قريشي با من مخالفت نورزند.

امام صادق عليه السلام فرمود: تو مطيع تر از مرا مي تواني پيدا كني به طوري كه به من نيازي نداشته باشي، به خدا كه تو مي داني من آهنگ رفتن بيابان مي كنم و يا تصميم آن را مي گيرم ولي به واسطه ي پيري سنگيني مي كنم و آن را به تأخير مي اندازم و نيز قصد رفتن حج مي كنم و جز با خستگي و رنج و سختي به آن نمي رسم، تو به فكر كسان ديگر باش و از آنها بخواه و به ايشان بگو كه نزد من آمده اي، در اينجا عبدالله محض گفت: گردن مردم به سوي شما دراز است، اگر شما از من بپذيري هيچ كس عقب نشيني نمي كند و شما هم از جنگ كردن و ناراحت شدن معافي.

موسي بن عبدالله مي گويد: در اين وقت ناگهان عده اي وارد شدند و سخنان آنها قطع شد، پدرم گفت: قربانت چه مي فرمائي؟ امام صادق عليه السلام فرمود: يك روز ديگر همديگر را ملاقات خواهيم كرد، انشاءالله.

پدرم به خانه برگشت و شخصي را نزد پسرش محمد فرستاد كه او در آن هنگام



[ صفحه 84]



در كوه «اشقر جهينه» [1] مخفي بود. و از مدينه تا آنجا دو شب راه بود و او را مژده داد كه به حاجت و مطلوبش رسيده است.

چند روز بعد خدمت امام صادق عليه السلام رسيديم، من گوشه ي اطاق نشستم و پدرم نزديك حضرت رفت و سرش را بوسيد و گفت:

بار ديگر در حالي كه اميدوار هستم خدمت شما رسيده ام. اميدوارم كه به حاجت خود نائل آيم (و با پسرم بيعت كني) امام صادق عليه السلام به او فرمود: من تو را به خدا پناه مي دهم از اينكه متعرض اين كار شوي كه صبح و شب در فكر آن هستي و مي ترسم كه به خاطر اين كار، شري به تو رسد.

«موسي بن عبدالله» مي گويد: گفتگوي آنها به درازا كشيد و از جمله سخنان پدرم اين بود كه به چه علت حسين به امامت سزاوارتر از حسن شد؟ امام صادق عليه السلام فرمود: خدا رحمت كند حسن را و خدا رحمت كند حسين را، براي چه علت اين سخن را به ميان آوردي؟ پدرم گفت: زيرا اگر حسين عليه السلام عدالت مي ورزيد، سزاوار بود امامت را در بزرگترين فرزند امام حسن عليه السلام قرار دهد.

امام صادق عليه السلام فرمود: همانا خداي بزرگ كه به حضرت محمد صلي الله عليه و آله و سلم وحي فرستاد، به خواست و اراده ي خود به او وحي فرستاد و با هيچ كس از مخلوقش مشورت نكرد و حضرت محمد صلي الله عليه و آله و سلم حضرت علي عليه السلام را به آنچه خواست دستور داد و او هم چنانچه دستور داشت عمل كرد. ما درباره ي علي نگوئيم جز همان بزرگداشت و تصديقي را كه رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم فرموده است، اگر حسين دستور مي داشت كه به بزرگتر از خود وصيت كند يا آنكه امامت را ميان فرزندان خود و امام حسن عليه السلام نقل و انتقال دهد عمل مي كرد، او نزد ما متهم نيست كه امامت را براي خود ذخيره كرده باشد.

امام حسين عليه السلام از طرف مادرت جد تو [2] و از طرف پدرت عموي تو مي باشد. اگر



[ صفحه 85]



نسبت به او خوب بگوئي، چقدر براي تو شايسته است و اگر سخن ناروا بزني خدا تو را بيامرزد، پسر عمو! سخن مرا بشنو و اطاعت كن، به خدائي كه جز او شايسته پرستشي نيست من نصيحت و خيرخواهي را از تو باز نداشتم. سپس امام صادق عليه السلام فرمود: به خدا سوگند كه تو مي داني كه او [3] همان لوچ چشم موي پيشاني برگشته، سياه رنگي است كه در تن سيلگاه «سده اشجع» كشته مي شود (خبري غيبي به اين مضمون بوده كه خود عبدالله از آن خبر داشته است).

در اينجا «عبدالله محض» گفت: محمد پسرم شامل اين حديث نيست. به خدا سوگند پسرم در برابر يك روز ظلم بني اميه و بني عباس، يك روز مي جنگد و در برابر يك ساعت يك ساعت، و در برابر يك سال، يك سال و به خونخواهي تمام فرزندان ابيطالب قيام مي كند و حكومت را به دست مي گيرد.

امام صادق عليه السلام به او فرمود: خدا تو را بيامرزد چقدر مي ترسم كه اين بيت شعر بر رفيق ما منطبق شود.

منتك نفسك في الخلاء ضلالا

نفست در خلوت به تو وعده هاي دروغ و محال داده است.

به خدا سوگند: (محمد پسرت) بيشتر از چهار ديوار مدينه را به دست نمي آورد. و هر چه تلاش كند و خود را به مشقت افكند دامنه ي فعاليتش به طائف نرسد از خدا بترس و بر خود و برادرانت رحم كن، به خدا من او را نامباركترين نطفه اي مي دانم كه صلب مردان به زهدان زنان ريخته است. (زيرا به ناحق ادعاي مهدويت كرد) به خدا سوگند كه او در ميان خانه هاي سده اشجع كشته مي شود، گويا اكنون او را برهنه و روي خاك افتاده مي بينم.

بعد امام صادق عليه السلام اشاره كرد به موسي و فرمود: او هم همراهش خروج كند و شكست بخورند. موسي در قيام ديگري (ابراهيم كه به خونخواهي برادرش محمد



[ صفحه 86]



قيام كند) خروج كند و فرمانده ي آن (ابراهيم) كشته شود و لشكرش پراكنده شود، اگر اين پسر (يعني موسي) از من بپذيرد، بايد در آن روز از بني عباس امان خواهد تا خدا فرج دهد و به تحقيق من مي دانم كه اين امر عاقبت ندارد و تو هم مي داني و ما هم مي دانيم كه پسر چشم لوچ، سياه رنگ موي، پيشاني برگشته ي تو، در ته رودخانه ي «سده اشجع» در ميان خانه ها كشته خواهد شد.

موسي بن عبدالله مي گويد: پدرم برخاست در حالي كه مي گفت: بلكه خدا ما را از تو بي نياز مي كند و تو خودت وقتي دولت ما را ديدي از گفته ي خودت برمي گردي و...

عبدالله محض برخاست و از شدت خشم جامه اش را به زمين مي كشيد و از محضر امام صادق عليه السلام خارج شد.

موسي بن عبدالله مي گويد: حدود بيست شب گذشت كه مأمورين منصور آمدند و پدر و عموهايم سليمان بن حسن و ابراهيم بن حسن و داود بن حسن و علي بن حسن و سليمان بن داود بن حسن و علي بن ابراهيم بن حسن و... را گرفتند و به زنجير بستند و بر محملهاي بي فرش و روپوش نشانيدند و آنها را در محل نماز جماعت عمومي مدينه نگه داشتند تا مردم آنها را ببينند و... سپس آنها را جلو درب مسجد پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم بردند. سپس جريان آمدن امام صادق عليه السلام به ديدن آنها را ذكر كرد و سپس آنها را به طرف كوفه بردند.

موسي بن عبدالله مي گويد: بعد از مدتي «محمد بن عبدالله» به مدينه آمد و از اين جريان خبردار شد. در اين هنگام محمد بن عبدالله قيام كرد و مردم را به بيعت خود دعوت نمود و من سومين نفر از بيعت كنندگانش بودم. سپس محمد با «عيسي بن زيد» كه فرمانده ي لشكرش بود مشورت كرد كه براي بيعت دنبال بزرگان فاميلش بفرستد. عيسي بن زيد گفت: اگر بخواهيم با نرمي با آنها برخورد كنيم فايده ندارد بايد بر آنها سخت بگيريم. پس لازم است آنها را به من واگذار كني. محمد گفت: تو هر كاري را كه مي خواهي بكن. عيسي بن زيد گفت: شخصي را نزد رئيس و بزرگ



[ صفحه 87]



آنها يعني جعفر بن محمد بفرست. زيرا اگر تو با او سخت بگيري ديگران حساب كار خود را مي كنند. مدتي نگذشت كه امام صادق عليه السلام را آوردند و در برابرش نگه داشتند عيسي بن زيد به امام صادق عليه السلام گفت: أسلم تسلم «تسليم شو تا سالم بماني».

امام صادق عليه السلام فرمود: مگر تو بعد از حضرت محمد صلي الله عليه و آله و سلم دين تازه اي آورده اي [4] ؟ محمد گفت: نه، مقصود اين است كه بيعت كن تا جان و مال و فرزندانت در امان باشد و به جنگ كردن تو هم لزومي نيست، سپس محمد گفت:... اي ابا عبدالله! به خدا ابوجعفر منصور دوانيقي در گذشت. امام صادق عليه السلام فرمود: از مردن او با من چكار داري؟ گفت: مي خواهم به سبب تو زينت و آبرو پيدا كنم، حضرت فرمود: به آرزوي خود نخواهي رسيد، به خدا سوگند! منصور نمرده است، مگر اينكه مقصودت از مردن به خواب رفتن باشد. محمد گفت: به خدا كه خواه يا ناخواه بايد بيعت كني، حضرت صادق عليه السلام امتناع كردند و محمد دستور داد امام را به زندان ببرند. عيسي بن زيد گفت: اگر امروز او را به زندان ببريم، درب زندان قفل ندارد مي ترسيم از آنجا فرار كند، امام صادق عليه السلام خنديدند و فرمودند: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. عقيده داري مرا زنداني كني؟ عيسي بن زيد گفت: آري، سپس آن حضرت را زنداني كردند و...

پس از مدتي لشكر منصور به جنگ محمد آمد و لشكر محمد شكست خوردند و... آنگاه موسي بن عبدالله جريان شكست ابراهيم را ذكر مي كند سپس پناه بردن خود را به نزد مهدي عباسي ذكر مي كند كه امام صادق عليه السلام از آن خبر داده بود. [5] .



[ صفحه 88]




پاورقي

[1] اشقر نام كوهي است و جهينه نام قبيله است.

[2] مادر عبدالله فاطمه دختر امام حسين عليه السلام بوده است.

[3] يعني محمد پسر تو كه مدعي امامت و مهدويت است.

[4] پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم به پادشاهان كفار مي نوشت: اسلم تسلم.

[5] اصول كافي / ج 2 / ص 174.


مقام نوازندگان نزد خلفاي اموي


از آنجا كه خلفا آسايش طلب بودند و از طرفي ثروت زيادي نيز در اختيار داشتند، بيش از ديگر مردم دنبال ساز و آواز مي رفتند. آن ها براي اهل طرب ماهيانه و مقري تعيين كردند و مانند شاعران اوقات بخصوصي براي ملاقات با آن ها معين نمودند و عده اي از درباريان را براي رسيدگي به كارهايشان مأمور ساختند. هر وقت هم به شكار و گردش مي رفتند، آنان را با خود مي بردند و جايزه ها و انعام بسيار به آن ها مي دادند.

نوازندگان و خوانندگان بيش از شاعران نزد خلفا مي آمدند و بيشتر از آن ها پول و جايزه مي گرفتند، چون نوازنده و خواننده از لوازم بزم باده پيمايي بود و پرواضح است كه بذل و بخشش در حال مستي و طرب بيش از حال عادي است. منزلت و موقعيتي كه خوانندگان و نوازندگان در نظر خلفا داشتند، بيانگر



[ صفحه 116]



شوق و علاقه ي زياد آنان نسبت به غنا و موسيقي و در نتيجه به سرگرمي و عياشي و شهوتراني بود [1] .

خلاصه اينكه در زمان بني اميه، بخصوص در اواخر سلطنت آنان، توجه به موسيقي فزوني يافت و دستگاه خلفا هيچ وقت بي ساز و آواز نمي ماند تا آنجا كه حتي در ميدان جنگ هم عده اي آوازخوان و نوازنده و آلات موسيقي همراه مي بردند. ابن اثير مي نويسد: پس از اينكه عباسيان بني اميه را در نزديكي اصفهان شكست دادند، صدها بربط و طنبور و مزمار و شيشه هاي شراب در اردوگاه امويان يافتند [2] .


پاورقي

[1] تاريخ تمدن اسلام، ص 1013.

[2] الكامل، ج 5، ص 399؛ تاريخ تمدن اسلام، ص 900.


لزوم پرهيز از افراط و تفريط در خوابيدن


در اين جا، توجه به چند نكته لازم و ضروري است. اول اين كه انسان بايد از افراط و تفريط به دور باشد. مثلا گاهي، افراد با شنيدن سفارش هايي كه درباره ي كم خوابي شده است و يا با خواندن داستان هايي كه از چگونگي غلبه ي بر خواب از بزرگان نقل گرديده، در صدد انجام آن امور برمي آيند و با اين كار سلامتي خود را به خطر مي اندازند. به هر حال، بدن انسان احتياج به استراحت دارد. يكي از نعمت هاي خدا اين است كه وسيله خواب و استراحت را براي انسان فراهم كرده است: و جعلنا نومكم سباتا؛ [1] ما خواب را مايه ي راحتي و آرامش شما قرار داديم. مسلما خواب يكي از نعمت هاي الهي است كه بايد از آن به نحو مطلوب استفاده كرد. كساني هستند كه مبتلا به بي خوابي اند و براي رفع اين حالت و اين كه مقدار كمي به خواب بروند، مرتب داروهايي را كه عوارض جانبي هم دارند، مصرف



[ صفحه 114]



مي كنند. بنابراين، داشتن خواب طبيعي نعمتي بزرگ است و نبايد آن را از دست داد. سخن در اين است كه انسان بيش از حد لازم نخوابد و فعاليت هاي حياتي خود از قبيل فكر كردن، كار كردن و... را تعطيل نكند. البته مقدار نيازي كه افراد به خواب دارند با يكديگر متفاوت است و بستگي به نوع مزاج افراد، سنين مختلف عمر، فعاليت هاي انسان و... دارد. معمولا افراد خودشان با تجربه اي كه دارند و يا دستوري كه پزشك به آنها مي دهد، نياز بدن خود به خواب را مي دانند. بنابراين رعايت آن حداقل ها ضروري است و انسان نبايد با بي توجهي نسبت به آن، موجبات فراهم آمدن بيماري مخصوصا در سنين آخر عمر را فراهم آورد.

نكته دوم اين است كه سفارش و تأكيد بر كم خوابيدن در شب به معناي زياد خوابيدن در روز نيست؛ زيرا انسان به طور طبيعي شب ها مي خوابد و روزها كار مي كند. البته در بعضي از مناطق كره ي زمين كه به طور متوالي چند ماه از سال شب و چند ماه ديگر روز است، انسان ها برنامه ي زندگي خود را به گونه اي تنظيم مي كنند كه هم به خواب و هم به كارشان برسند. اما در بيش تر مناطق زمين كه شب و روز متناوبا و با اندكي تفاوت و يا تساوي جا به جا مي شوند، انسان ها معمولا خوابشان را در شب و كارشان را در روز انجام مي دهند؛ چرا كه روز براي فعاليت و تلاش و كوشش مناسب است: ان لك في النهار سبحا طويلا؛ [2] و تو را در روز، آمد و شدي دراز است.

بنابراين، در اين كه وقت خواب شب است بحثي نيست، اما اين كه چقدر بايد بخوابيم نكته اي است كه پيش از اين نيز متذكر شديم و بايد به آن توجه داشته باشيم؛ يعني بدانيم كه نياز انسان ها به خواب با يكديگر متفاوت است و اين مسأله بستگي به شرايط زندگي افراد دارد. درست است كه شب براي استراحت و آرامش قرار داده شده است، اما به اين معنا نيست كه از همان سرشب تا هنگام طلوع آفتاب بخوابيم. اجمالا از دستورات قرآن چنين استفاده مي شود كه نياز انسان به خواب آن چنان زياد نيست و مقدار كمي از شب براي استراحت و تجديد قوا لازم است. قرآن به پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم مي فرمايد: قم الليل الا قليلا؛ [3] تمام شب را به عبادت بپرداز مگر اندكي را. هم چنين قرآن در وصف متقين



[ صفحه 115]



مي فرمايد: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون؛ [4] و از شب اندكي را خواب مي كردند و سحرگاهان از درگاه خدا طلب آمرزش و مغفرت مي كردند. اگر قرار بود كه انسان نيمي از شبانه روز را به استراحت و خواب بپردازد، هيچ گاه قرآن چنين مسايلي را عنوان نمي كرد. از لحن و بيانات قرآن پيدا است كه انسان احتياج به خواب هاي طولاني ندارد.


پاورقي

[1] نبأ (78)،9.

[2] مزمل (73)،7.

[3] همان، 2.

[4] ذاريات (51)،17 - 18.


دعوت امام صادق به امامت


اكنون برمي گرديم به سخن اصلي؛ يعني اين كه امام صادق عليه السلام نيز مانند ديگر امامان شيعه، محور برجسته ي دعوتش را موضوع «امامت» تشكيل مي داده است. براي اثبات اين واقعيت تاريخي، قاطع ترين مدرك، روايات فراواني است كه ادعاي امامت را از زبان امام صادق عليه السلام به روشني و با صراحت تمام نقل مي كند.

همان طور كه توضيح خواهم داد، امام در هنگام اشاعه و تبليغ اين مطلب، خود را در مرحله اي از مبارزه مي ديده است كه مي بايست به طور مستقيم و صريح، حكام زمان را نفي كند و خويشتن را به عنوان صاحب حق واقعي ولايت و امامت به مردم معرفي نمايد؛ و قاعدتا اين عمل فقط هنگامي صورت مي گيرد كه همه ي مراحل قبلي مبارزه با موفقيت انجام گرفته؛ آگاهيهاي سياسي و اجتماعي در قشر وسيعي پديد آمده؛ آمادگيهاي بالقوه در همه جا احساس شده؛ زمينه هاي ايدئولوژيك در جمع قابل توجهي ايجاد گرديده؛ لزوم حكومت حق و عدل براي جمعي كثير به ثبوت رسيده و بالاخره رهبر تصميم راسخ خود را براي مبارزي نهايي گرفته است. بدون اين همه، مطرح كردن نام يك شخص معين



[ صفحه 66]



به عنوان امام و زمامدار محق جامعه، كاري عجولانه و بي فايده خواهد بود.


حرم بقيع داراي دو در بوده است


بنا به گفته ابن نجار، مدينه شناس معروف (متوفاي 647) حرم ائمه بقيع، داراي دو در بوده است كه يكي از آنها هميشه و در تمام ساعات روز، به روي زائرين باز بوده است. وي در ضمن اشاره به عظمت و قدمت وارتفاع ساختمان اين گنبد و بارگاه مي نويسد: «و عليها بابان يفتح أحدهما في كل يوم للزيارة». [1] .


پاورقي

[1] اخبار مدينة الرسول، چاپ مكتبة دارالثقافه، مكه مكرمه، ص 153. همين مطلب در وفاء الوفا، ج 3، ص 916 آمده است.


وفاة النبي


و روي الامام عليه السلام وفاة جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و ما رافقها من الأحداث، و نسوق نص روايته. روي الامام جعفر الصادق عليه السلام عن أبيه أبي جعفر، قال: دخل علي أبي علي ابن الحسين (عليه السلام) رجلان من قريش، فقال: ألآ أخبركما عن رسول الله؟ فقالا: بلي، فقال: سمعت أبي يقول: كان قبل وفاة النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) بثلاثة، هبط عليه جبرئيل، فقال: يا أحمد أن الله تبارك و تعالي، أرسلني اليك تفضيلا لك، و خاصة لك، يسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك؟ فقال رسول الله: أجدني يا جبريل مغموما، و أجدني يا جبريل مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل و ملك الموت، و هبط معهما ملك من الهواء، يقال له اسماعيل، علي سبعين ألف ملك. فسبقهم جبريل، فقال: يا محمد ان الله تبارك و تعالي



[ صفحه 97]



أرسلني اليك اكراما لك و تفضيلا و خاصة لك، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك؟ فقال: يا جبريل أجدني مغموما، و أجدني مكروبا.

و استأذن ملك الموت علي الباب، فقال جبريل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن علي آدمي قبلك، و لن يستأذن علي آدمي بعدك، فقال: ائذن له جبريل، فأقبل بين يديه، فقال: يا أحمد ان الله تبارك و تعالي أرسلني اليك و أمرني أن أطيعك في ما أمرتني، ان أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها، و ان كرهت، تركتها، فقال النبي: يا ملك الموت أتفعل ذلك؟ فقال: نعم، أمرت أن أطيعك في ما أمرتني به، فقال جبريل: يا أحمد ان الله تبارك و تعالي قد اشتاق الي لقائك، فقال النبي: يا ملك الموت امض لما أمرت به، فقال جبريل: يا أحمد هذا آخر و طأتي الأرض انما كنت أنت حاجتي من الدنيا.

فلما توفي النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) جاءتهم التعزية، جاءهم آت يسمعون حسه، و لا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته «كل نفس ذائقة الموت و انما توفون أجوركم يوم القيامة» [1] ان في الله تبارك و تعالي عزاء من كل مصيبة، و خلفا من كل هالك، و دركا من كل فائت، فبالله ثقوا، و اياه فارجوا، فان المصاب من حرم الثواب، و السلام عليكم و رحمة الله، و بركاته. قال جعفر: قال أبي: قال علي: أتدرون من هذا؟ هذا هو الخضر [2] و بهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض البوادر من سنن الأنبياء و حكمهم التي نقلها الامام عليه السلام الي أصحابه و تلاميذه.


پاورقي

[1] سورة آل عمران: آية 185.

[2] التشوف الي رجال التصوف ليوسف التالي (ص 32 - 31).


ولايته علي صدقات النبي


تولي صدقات النبي (ص) و صدقات جده الامام أميرالمؤمنين (ع) و يقول الحسين بن زيد: رأيت عمر عمي يشترط علي من ابتاع صدقات علي أن يثلم في الحائط كذا و كذا، لا يمنع من دخله أن يأكل [1] و دل



[ صفحه 90]



ذلك علي سخائه و نبله، و سمو انسانيته


پاورقي

[1] سفينة البحار 2 / 273.


دختران پرده نشين


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

چه خوب فرزنداني هستند دختران پرده نشين. هر كس يكي از اين ها را داشته باشد، خداوند او را برايش پرده اي در برابر آتش دوزخ قرار مي دهد. [1] .


پاورقي

[1] مكارم الاخلاق: 1613، 1 / 472، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22657.


همت بلند


يكي از اصحاب معصومين عليهم السلام روزي خدمت ايشان رسيد و عرض كرد: يابن رسول الله، سال هاي سال است كه در خدمت شما هستم و تاكنون چيزي از شما نخواسته ام. حضرت فرمود عيبي ندارد، از ما حاجتي بخواه. عرض كرد: مي روم تا فكر كنم چه چيزي از شما بخواهم. پس از مدتي خدمت آن حضرت رسيد و عرض كرد: يابن رسول الله، من از شما مي خواهم بهشت را برايم ضمانت كنيد. حضرت مقداري تأمل كردند و بعد فرمودند: من بهشت را برايت ضمانت مي كنم. سپس فرمودند: اگر حاجت ديگري داري بگو. عرض كرد: يابن رسول الله، من در مورد خواسته ام بسيار فكر كردم. ديدم اگر از شما پول بخواهم، سرانجام آن را در اين دنيا بر جاي مي گذارم و مي ميرم. اگر طول عمر بخواهم، سرانجام همه مرگ است. بنابراين، تصميم گرفتم كه آخرت را از شما بخواهم.


نماز و مواسات


كسي كه ايمان محكمي داشته باشد و واقعا به وظايف ديني خود ازجمله نماز عمل كند - يعني روزي پنج نوبت با خداوند ارتباط داشته و در برقراري اين ارتباط، دقيق و مواظب باشد - و از طرف ديگر با سخاوت طبع و برابري با دوستان، اثبات كند كه طمعي به مال دنيا ندارد. چنين كسي جز نيكي از او انتظار نمي رود. اما كسي كه اين صفات را دارا نباشد، شايسته معاشرت نيست و بايد از او دوري جست.

خصلتان من كانتا فيه، و الا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب، قيل و ما هما؟ قال: الصلوة في مواقيتها و المحافظة عليها و المواساة. [1] .

دو صفت است كه اگر در كسي بود (به او نزديك شو) ، و گرنه



[ صفحه 65]



دورشو، دورشو، دورشو. گفته شد: آن دو صفت كدام است؟ فرمود: به جا آوردن نماز در اوقات خود و مسامحه نكردن در آن. و كمك كردن و برابري نمودن با ديگران.


پاورقي

[1] خصال. ج 1، ص 47.


بخشش ها يا دهشها


ما عظمت و اهميت اهل بيت عليهم السلام را صرفا در بخششها و دهشهايي كه به مستمندان و نيازمندان كرده اند نمي دانيم و تنها به آن مباهات نمي كنيم، باتوجه به اينكه بخشندگان ديگري نيز ممكن است همانند آن را انجام داده باشند، بلكه آنچه در اين بخششها و جوايز براي ما باعث افتخار شده اين است كه امامان راستين عليهم السلام به تمام جهات و ابعاد مسئله ي بخشش توجه مي كردند و مي كوشيدند محل مناسبي بيابند تا سيل كرم را به سوي آن سرازير كنند. آنها بذل و بخشش را جز در جاهاي مطلوب قرار نمي دادند، لذا در بسياري از موارد عطاها و بخششهايشان سبب هدايت گمراهان، ارشاد جاهلان، صله ي ارحام و شناخت حقايق مجهوله مي شده است.

تاريخ نويسان روايت كرده اند مردي از اهل شام در بين راه با امام مجتبي عليه السلام برخورد كرد و تا آنجا كه مي توانست به آن حضرت ناسزا گفت، ولي امام در برابر جسارتهاي او ساكت بود و چيزي نمي گفت. پس از آنكه مرد شامي از اهانت و ناسزا گفتن فارغ شد، حضرت با لطف و محبت فراوان او را به منزل برد و ضيافت كرد و جوايز مهمي به او داد و بر او لباس پوشاند و وقتي كه مي خواست از منزل بيرون



[ صفحه 417]



بيايد، هم بي نياز شده بود و هم پيوسته از امام تعريف و تمجيد مي كرد و مي گفت: شهادت مي دهم كه به راستي تو فرزند پيامبر و در زمين نماينده ي خدايي. خدا بهتر مي داند رسالتش را كجا قرار دهد. تا هم اكنون تو و پدرت نزد من از دشمن ترين خلق خدا بوديد، ولي الان از دوست ترين آنهاييد. [1] .


پاورقي

[1] كامل مبرد، ج 2، ص 4؛ تاريخ ابن عساكر، ج 4، ص 215؛ نهاية الارب نويري، ج 6، ص 52؛ مناقب ابن شهرآشوب، ج 2، ص 156 (مؤلف)؛ در مصدر اخير ديده نشد.


با ابن ابي العوجا


هشام بن حكم مي گويد: ابن ابي العوجا كه يكي از بزرگان ماديين آن زمان بود روزي وارد مجلس حضرت صادق عليه السلام شد.

حضرت: يابن ابي العوجا آيا تو مخلوق هستي با غيرمخلوق؟

ابن ابي العوجا: غيرمخلوق هستم.

حضرت: اگر تو مخلوق باشي چطور مي شد؟

ابن ابي العوجا جوابي پيدا نكرد و از مجلس خارج شد و رفت.


امام صادق و تفقه در دين


بشر در هر راهي كه در پيش مي گيرد به حكم وجدان بايد آن راه را بشناسد و از ديگران بپرسد تا سرگردان نگردد.

دين و مذهب ملازمه با انسانيت دارد بشر نمي تواند بي دين باشد زيرا با بي ديني جز تلخكامي و آشوب و آشفتگي چيزي نيست.



[ صفحه 100]



راستي اگر قوانين آسماني را از ميان بشر برداريم چه چيز خواهد ماند اين بشر سركش و اين نفس زياده طلب كي قناعت مي كند به كدام درجه و مرتبه توقف مي نمايد كدام قدرت مي تواند بشر را محدود كند زيرا همه مانند يكديگر هستند مزيتي نيست جز به علم و فضيلت كه آن هم در سايه دين است - طغيان و سركشي بشر هم در اعمال نفوذ در سايه شمشير است اگر ايمان و عقيده آسماني نباشد كدام بشر از پيشرفت خود متوقف مي شود - و كي به حد و مرزي قانع مي گردد - اين آرزوهاي دراز اين طبيعت هاي پليد و مغزهاي پرتفرعن و نخوت و سركش كي تسليم يكديگر خواهند شد.

فقط دين است كه سبقت در خلقت داشته و قانون آسماني است كه قادر به اداره امور بشري است و مي تواند افكار و انديشه آدميان را در تحت سيطره خود درآورد اين دين را بايد شناخت تا بتوان از آن استفاده كرد.

امام صادق عليه السلام مي فرمايد تفقه در دين راه عبادت و تكامل نفساني است با شناسائي و معرفت دين مي توان نظام اجتماع را حفظ كرد و مدينه فاضله به وجود آورد.

دين اگر شناخته نشود مانند بي ديني است از حسن انتظام آن استفاده نمي توان كرد قوانين دين براي تسهيل امور معيشت و معاد بشر است چنانچه قرآن پس از بيان حدود و قوانين مي فرمايد نريد بكم اليسر و لا نريد بكم العسر غرض از فرستادن اين كتاب و تعيين اين قوانين و حدود و احكام آسان ساختن كار شما است نه مشكل تراشي بايد دين را بشناسيد و عمل كنيد تا راه سعادت بر شما بازگردد و به شاهد مقصود با كمال رفاه و آسايش برسيد و رستگار گرديد.

شكي نيست كه كاملترين اديان آسماني دين اسلام است و ختم نبوت بارزترين دليل كمال دين است و اين دين بقاء بر وجود فقها دارد كه مجري احكام شريعت مي باشند و با مشعل فروزان قرآن سطح افق تاريك افكار و انديشه بشر را روشن ساخته به كمال مطلوب مي رسانند فقها حجتهاي خدا بر خلق بوده و هستند آنها زمامدار و مشعلدار سير تكاملي مسلمين بلكه جهانيان خواهند بود افقه آنها به اعتراف تمام مورخين و فقهاء حضرت امام جعفرصادق عليه السلام است كه تفقه و تفهيم و تفهم دين را واجب مي داند مي فرمايد بايد همه در دين تفقه نشان دهند و كاوش و جستجو و بلكه اجتهاد و استنباط مخصوصا در اصول دين داشته باشند تا به هدف مقدس دين برسند.



[ صفحه 101]




امام صادق و عزت نفس


امام صادق داراي يك عزت نفس و مناعت طبع و بزرگ منشي بود كه در كمتر كسي مي توان يافت و در عين حال جان خود را وقف خدمت عامه مردم مخصوصا ضعفا نمود و در دستگيري آنها جدي داشت و سعي بليغ مي فرمود.

قال عليه السلام ان الله فوض الي المؤمن اموره كلها و لم يفوض اليه ان يكون ذليلا اما تسمع الله تعالي يقول و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين (سوره منافقين) فألمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا ان المؤمن اعز من الجبل - الجبل يستقل منه - بالمعادن و المؤمن لا يستقل من دينه شي ء.

يعني خداوند امور مؤمن را در اختيار خود گرفته تا هرگز ذليل نشود مگر نشنيدي قول خداي تعالي را كه مي فرمايد عزت مخصوص خدا و رسول و مؤمنين است مومن عزيز است نبايد ذليل شود مؤمن از كوه عزيزتر است در حالي كه كوه جماد است و زير دست نمي باشد و مومن هم به عز شامخ الهي عزيز و محترم است و اخبار زيادي درباره عزت مومن صادر فرموده است.


علم مراكز اثقال


در اين علم مركز ثقل جسم محمول و متحرك معلوم مي شود و علم جر اثقال براي حركت دادن بارهاي سنگين است كه به آسانترين وسيله و صورتي نقل و انتقال داده شود.


شاگردان و حاملان فقه امام صادق


پس از آنكه امام باقر عليه السلام شرايط را براي تعليم و تربيت شاگردان مناسب ديدند، به تربيت عده اي همت گماشتند و زمينه را براي تدريس امام صادق عليه السلام هموارتر كردند. امام صادق در زماني مي زيست كه در اثر اختلافات بني مروان و بني عباس، بهترين شرايط براي بيان معارف ديني و تربيت شاگردان فراهم بود كه اگر از آن فرصت استفاده نمي شد، بعدها ديگر به سختي ممكن بود چنان موقعيتي براي بيان معارف اسلامي و احياي آن به وجود آيد.

امام باقر و امام صادق در حالي بيان معارف اسلامي را شروع كردند كه بسياري از احاديث پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم در مورد معارف ديني و احكام و تفسير آيات يا از بين رفته و يا با احاديث جعلي آميخته شده بود. امام صادق به منظور نشر و احياي فرهنگ اسلامي، حركت اساسي و گسترده اي را آغاز كرد و طي 34 سال امامت خود، موفق به ترويج معارف اسلامي اعم از فقه، كلام (اعتقادات)، تفسير، اخلاق، و معارف ديگر شدند.

تعداد اصحاب و شاگردان امام صادق كه از حوزه ي علمي ايشان بهره مي گرفتند بسيار است و در كتب تاريخي نام بسياري از آنان ذكر شده است.

شيخ مفيد در ارشاد مي گويد: «همه محدثان اتفاق نظر دارند كه راويان موثق و كساني كه از محضر امام صادق عليه السلام استفاده كرده اند، چهار هزار



[ صفحه 159]



نفر بودند. گرچه اين شاگردان از نظر عقايد با يكديگر اختلاف داشتند». [1] .

امام صادق در فن مناظره نيز شاگرداني را تربيت كرد تا بتوانند در اين زمينه اسلام و مكتب اهل بيت عليهم السلام را گسترش دهند. با توجه به اين كه هدف حضرت، تربيت شاگرداني بود كه بتوانند با ديگر انديشان بحث و گفت و گو كنند، لذا گاهي اصحاب از وي سؤالاتي مي پرسيدند و حضرت نيز به آنها پاسخ مي داد. از جمله اين مباحث سؤال هشام بن حكم درباره ي اشتياق كلمه «الله» است.

حضرت براي شاگردان خود دعا مي كرد. به عنوان مثال در پايان اين بحث هم امام براي هشام چنين دعا كرد كه «نفعك الله به و ثبتك». هشام مي گويد: والله من از روزي كه اين كلام را از آن امام استماع نمودم، هيچ احدي را در علم توحيد خالق بر من زيادتي به قهر و تفوق نبود. [2] .

گاهي حضرت از شاگردان مي خواست جريان مناظرات خود را بازگو كنند. هدف امام تربيت شاگرداني در اين امر بود. به عنوان نمونه در روايتي از يونس بن يعقوب آمده است كه حضرت از هشام مي خواهد جريان مناظره اش با عمرو بن عبيد را بيان كند كه چگونه از او سؤال كردي و چه پاسخي به او دادي؟ هشام نيز اين مناظره را بيان مي كند. حضرت از او مي پرسد كه چه كسي اين كلام را به تو تعليم داد؟ وي پاسخ مي دهد كه خداوند اين سخنان را بر زبانم جاري كرد. حضرت در پايان به وي مي فرمايد: والله همه ي آنچه كه گفتي در صحف ابراهيم خليل و موسي كليم عليهم السلام مكتوب است. [3] .



[ صفحه 160]



گاهي حضرت افرادي را كه به قصد مناظره مي آمدند، به شاگردان خود ارجاع مي داد تا آنها با او مناظره كنند. مانند مناظره مرد شامي. [4] .

برخي از شاگردان امام صادق عليه السلام كه در فن مناظره تبحر داشتند عبارتند از:


پاورقي

[1] الارشاد في معرفة حجج الله علي العباد، ص 271.

[2] همان، ص 335.

[3] همان، صص 381-378.

[4] همان، ص 372.


اسباب الوضوء


قال الامام الصادق عليه السلام: لا يوجب الوضوء الا من غائط، أو بول: أو ريح تسمع صوته، أو تشم ريحه.

و قال: قد تنام العين، و لا ينام القلب و الأذن، فاذا نامت العين و الأذن و القلب وجب الوضوء.

و في رواية ثالثة أنه قال: ينقض الوضوء الغائط و البول و الريح و المني و النوم حتي يذهب العقل.

و في رواية رابعة: «لا ينقض الوضوء الا حدث و نوم». و ليس من شك أن الجنابة و الحيض و الاستحاضة و النفاس من الأحداث.

و بالاجمال ان هذه الروايات و غيرها تدل علي أن الوضوء يجب من الغائط و البول و الريح و الجنابة و الحيض و الاستحاضة و النفاس و النوم الغالب علي السمع و العقل، أما زوال العقل بالسكر و الجنون و الاغماء فيوجب الوضوء بالاجماع، لا بالنص. و بعد ان نقل صاحب الوسائل أحاديث نواقض الوضوء قال: «و احاديث حصر النواقض تدل علي عدم نقض الوضوء بزوال العقل، و لكنه موافق للاحتياط».

و نواقض الوضوء هي نفس الاسباب الموجبة له، لأنها تبطله و تفسده. و مما قدمنا يتبين معنا أن الخروج الدود و الحصي و الدم و المذي و الودي و القي ء و القبلة و اللمس، كل ذلك، و ما اليه لا يوجب الوضوء، و لا يفسده.

و بديهة أن الوضوء لا يصح الا مع الاسلام و البلوغ و العقل و عدم الضرر، و قيل: يصح من الصبي المميز بناء علي صحة عبادته، و يأتي الكلام عنها.



[ صفحه 57]




هل الزكاة حق علي الانسان، أو شراكة في الاعيان


قال الامام الصادق عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي شرك بين الفقراء و الاغنياء في الاموال، فليس لهم ان يصرفوا الي غير شركائهم.

و سئل ابوه الامام الباقر عليه السلام عن الزكاة تجب في مواضع لا يمكنني أن اؤديها؟ قال الامام عليه السلام للسائل: اعزلها، فان اتجرت بها فانت لها ضامن، و لها الربح، و ان توليت في حال ما عزلتها من غير ان تشغلها في تجارة فليس عليك شي ء، فان لم تعزلها فاتجر بها في جملة مالك، و لها بقسطها من الربح، و لا وضيعة عليها.


بيع الفضولي


يشترط في البائع أن يكون عاقلا بالغا رشيدا، و قاصدا بلا اكراه، و مالكا، أو وليا، أو وصيا، أو وكيلا، و تقدم الكلام عن شرط البلوغ و العقل و القصد بلا اكراه، و يأتي الكلام عن الرشد و الولاية في باب الحجر، و عن الوصي في باب الوصية [1] و عن الوكيل في باب الوكالة، و خصصنا هذا الفصل للكلام عن الفضولي، و ما يتعلق به، و قد فرع عليه الفقهاء فروعا شتي، و أطالوا في التفريع و التفصيل، و لو حاول فقيه أن يجري عملية الاحصاء لمسائله المتراكمة، كما جاءت في مكاسب الشيخ الانصاري، و حواشيها و التعليقات عليها لبلغت العشرات، و يتلخص أكثرها بخاصة المهم منها في الفقرات التالية:


پاورقي

[1] تكلمنا عن الوصاية و الولاية و السفه عند فقهاء الامامية في كتاب الفصول الشرعية، و كتاب الاحوال الشخصية علي المذاهب الخمسة، و لم نشر الي الدليل، و سنتعرض لها مع الدليل في الاجزاء الآتية من هذا الكتاب ان شاء الله.


انقياد المكفول


يجب علي المكفول ان يحضر مع الكفيل اذا طلبه منه المكفول له في حينه، سواء أكانت الكفالة باذن المكفول، أو من غير اذنه، أما الأول فواضح، و أما الثاني فلأن الكفيل بمنزلة الأصيل، و من عليه الحق يجب عليه الحضور متي طلبه صاحب الحق، حتي ولو لم يكن مكفولا.



[ صفحه 77]




الموقوف عليه


الموقوف عليه هو الذي يستحق منفعة الوقف كما في الأوقاف الخاصة أو يجوز له الانتفاع بالعين الموقوفة كما في الأوقاف العامة، و يشترط فيه أمور:

1- ان يكون موجودا حين الوقف، فلا يصح الوقف ابتداء علي المعدوم، و يصح تبعا للموجود فعلا، كمن وقف علي أولاده الموجودين، و من سيوجد من أولادهم، و لا يصح الوقف علي الحمل.

و تسأل: كيف صحت الوصية للحمل، و لم يصح الوقف عليه.

الجواب: ان الوقف تمليك في الحال، و ليس الحمل أهلا للتملك الا بعد انفصاله حيا، أما الوصية فتمليك في المستقبل، و التملك فيها مراعي بوضعه حيا،



[ صفحه 63]



فلو مات قبل خروجه بطلت الوصية.

2- أن يكون أهلا للتملك، فلا يجوز الوقف علي الحيوان، و لا الوصية له، كما يفعل الغربيون، حيث يوصون للكلاب، بخاصة «السيدات».

اما الوقف علي المساجد و المدارس و المصحات، و ما اليها فهو في الحقيقة وقف علي من ينتفع بها من الآدميين. قال صاحب الحدائق: «لقد صرح الفقهاء بأن الوقف المذكور هو وقف علي المسلمين باعتبار بعض مصالحهم. و لا ريب أنهم قابلون للتملك، و غايته أنه وقف عليهم باعتبار مصلحة معينة من مصالحهم، فكأنه وقف عليهم بشرط صرفه في مصرف خاص».

3- أن لا يكون الوقف معصية لله سبحانه، كالوقف علي الدعارة و أندية الخمر، و ما الي ذاك. أما الوقف علي غير المسلمين كالذمي فيجوز بالاتفاق، لقوله تعالي: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا اليهم). [1] .

و قال صاحب الجواهر: «يكفي في صحة الوقف علي غير المسلم اطلاق الامر بالمعروف و الاحسان و الخير».

و قال السيد صاحب ملحقات العروة في باب الوقف: بل يجوز الوقف و البر و الاحسان علي الحربي أيضا لاطلاق الامر بالخير و الاحسان.

و قال الشهيد الثاني في اللمعة الدمشقية الجزء 1 باب الوقف ما نصه بالحرف: «يجوز الوقف علي أهل الذمة، لأنه ليس بمعصية، و انهم عباد الله، و من جملة بني آدم المكرمين.. ثم قال: لا يجوز الوقف علي الخوارج و الغلاة [2] لأن



[ صفحه 64]



اولئك كفروا أميرالمؤمنين عليا، و هؤلاء ألهوه، و الخير هو النمط الأوسط، كما قال الامام: هلك في اثنان: مبغض قال، و محب غال».

4- أن يكون الموقوف عليه معينا غير مجهول، فاذا وقف علي رجل، أو امرأة، أو علي جهة من غير تعيين بطل.

5- لا يصح للوقف أن يقف علي نفسه، أو يدخلها علي الموقوف عليهم، اذ لا يعقل ان يملك الانسان نفسه بنفسه.. أجل، اذا وقف علي الفقراء، ثم افتقر يكون كأحدهم، و كذلك اذا وقف علي طلبة العلم، ثم صار طالبا.


پاورقي

[1] الممتحنة: 8.

[2] لا شي ء أصدق في التعبير عن عقيدة أهل المذهب من كتبهم الدينية، و الشهيد و كتبه من أعظم المراجع الدينية عند الشيعة، و هذا القول منه صريح بأن غير المسلمين من أهل الاديان أفضل من الغلاة - اذن - كيف ينسب الي الشيعة الامامية الغلو و المغالاة؟.


قاضي التحكيم


قاضي التحكيم هو الذي تراضي به الخصمان للحكم بينهما، و يشترط فيه ما يشترط في غيره من العدالة و الاجتهاد المطلق، و عليه فلا جدوي من الكلام فيه، لأن القاضي ان توافرت فيه الشروط كاملة جاز الترافع عنده، سواء أرضي به الخصمان أولا، و ان لم تتوافر فيه الشروط فلا ينفذ حكمه، حتي ولو اتفقت عليه كلمة الانس و الجن.. و الفقهاء فرضوا وجود قاضي التحكيم في زمن حضور الامام عليه السلام و وجود قاض خاص منصوب من قبله، أما اليوم فقد نصب بصورة عامة كل من توافرت فيه الشروط بعد أن ثبت قوله عليه السلام: «انظروا الي رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا، فاجعلوه بينكم، فاني قد جعلته قاضيا، فتحاكموا اليه».



[ صفحه 67]



قال صاحب الجواهر: «يشترط في قاضي التحكيم جميع ما يشترط في القاضي المنصوب عن الامام عدا الاذن» أي ما عدا النص عليه من الامام بالخصوص.


اد الامانة لمن ائتمنك


اسماعيل بن عبدالله القرشي قال: أتي الي أبي عبدالله عليه السلام رجل فقال: يا ابن رسول الله رأيت في منامي كأني خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه و كأن شجا من خشب، أو رجلا منحوتا من خشب، علي فرس من خشب، يلوح بسيفه و أنا اشاهده، فزعا مرعوبا.

فقال له عليه السلام: أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك.

فقال الرجل: أشهد أنك قد اوتيت علما، و استنبطته من معدنه، اخبرك يا ابن رسول الله عما قد فسرت لي، ان رجلا من جيراني جاءني و عرض علي ضيعته، فهممت أن أملكها بو كس كثير، لما عرفت أنه ليس لها طالب غيري.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: و صاحبك يتوالانا و يبرأ من عدونا؟

فقال: نعم يا ابن رسول الله لو كان ناصبيا حل لي اغتياله.



[ صفحه 128]



فقال: أد الامانة لمن ائتمنك، و أراد منك النصيحة ولو الي قاتل الحسين عليه السلام. [1] .

بيان: الو كس: النقص و وكس فلان علي المجهول أي خسر [2] .


پاورقي

[1] نفس المصدر ج 7 ص 293.

[2] بحارالأنوار: ج 47.


النور الساطع في احوال مولانا الصادق


قوام الدين محمد و شنوي قمي (1418-1329 ق)، قم، 1353، رقعي، 80 ص (اين كتاب به فارسي ترجمه شده است).


نعمة الجوانح


تأمل يا مفضل هذه القوي التي في النفس، و موقعها من الإنسان، أعني الفكر و الوهم و العقل و الحفظ و غير ذلك، أفرأيت لو نقص الإنسان [من - خ] هذه الخلال الحفظ وحده، كيف كانت تكون حاله، و كم من خلل كان يدخل عليه في أموره و معاشه و تجاربه، إذا لم يحفظ ما له و ما عليه و ما أخذه و ما أعطي و ما رأي و ما سمع و ما قال و ما قيل له و لم يذكر من أحسن إليه ممن أساء به، و ما نفعه مما ضره، ثم كان لا يهتدي لطريق لو سلكه ما لا يحصي، و لا يحفظ علما و لو درسه عمره، و لا يعتقد دينا، و لا ينتفع بتجربة، و لا يستطيع أن يعتبر شيئا علي ما مضي بل كان حقيقا أن ينسلخ من الإنسانية.

فانظر إلي النعمة علي الإنسان في هذه الخلال، و كيف موقع الواحدة منها دون الجميع، و أعظم من النعمة علي الإنسان في الحفظ النعمة في



[ صفحه 90]



النسيان، فإن لولا النسيان لما سلا أحد عن مصيبة، و لا انقضت له حسرة، و لا مات له حقد، و لا استمتع بشي ء من متاع الدنيا مع تذكر الآفات، و لا رجاء غفلة من سلطان، و لا فترة من حاسد، أفلا تري كيف جعل في الإنسان الحفظ و النسيان و هما مختلفان و متضادان، و جعل له في كل منهما ضربا من المصلحة، و ما عسي أن يقول الذي قسموا الأشياء بين خالقين متضادين في هذه الأشياء المتضادة المتباينة، و قد تراها تجتمع علي ما فيه الصلاح و المنفعة.


الشرك في الامامة


غيبةالنعماني 82: أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

من أشرك مع امام امامته من عند الله، من ليست امامته من الله، كان مشركا.


في بلاد الشرك


[أمالي الطوسي 1 / 45 - 44 ب 2 ح 23: ابن الشيخ الطوسي قال حدثني والدي، عن محمد بن محمد، عن الحسين بن أحمد بن المغيرة، عن حيدر بن محمد نعيم، عن محمد بن عمر، عن محمد بن مسعود، عن محمد بن أحمد النهدي، عن معاوية بن حكيم، عن شريف بن سابق التفليسي،...]

عن حماد السمدري قال: قلت: لأبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام:



[ صفحه 44]



اني أدخل بلاد الشرك و ان من عندنا يقول: ان مت ثم حشرت معهم. قال: فقال لي:

يا حماد اذا كنت ثم تذكر أمرنا و تدعو اليه؟

قال: قلت: نعم.

قال: فاذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر أمرنا و تدعو اليه؟

قال: قلت: لا.

فقال لي: انك ان تمت ثم حشرت أمة وحدك و سعي نورك بين يديك.


الاستغفار للمؤمنين


ثواب الأعمال 194، الحديث 3: حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن فضل بن يوسف، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

من قال كل يوم خمسا و عشرين مرة (اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات) كتب الله له بعدد كل مؤمن مضي و كل مؤمن و مؤمنة بقي الي يوم القيامة حسنة، و محا عنه سيئة، و رفع له درجة.



[ صفحه 38]




كنز المال


أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) هو الذي ذكر عمر بخثور نفس رسول الله حتي وزع مالا كان عنده (صلي الله عليه و آله و سلم)... و أعلن ساعة استخلافه أن الدولة ليس لها في المال إلا أن تقسمه في المسلمين متساويين - فرقي المنبر يقو للمسلمين عن نفسه: «... إلا و إنه ليس لي دونكم إلا مفاتيح أموالكم معي. و ليس لي أن آخذ درهما دونكم».



[ صفحه 354]



جي ء ذات مساء بمال افاءه الله علي المسلمين، فأشار إليه و قال: اقسموه. قالوا: أمسينا فأجرجه إلي غد. قال: تقبلون لي أن أعيش إلي غد؟ قالوا ما بأيدينا ذلك. قال: فلا تؤخروه. فقسموه من فورهم.

و لما بعث أبوموسي إلي عمر من العراق ألف ألف درهم فرقها ففضلت فضلة فاختلفوا أين يضعها، خطب عمر الناس قائلا: أيها الناس قد فضلت لكم فضلة بعد حقوق الناس، فقال صعصعة - و هو بعد غلام شاب، أسلم في حياة النبي و لم يره - و قال: «يا أميرالمؤمنين إنما يتشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن. و أما ما نزل به قرآن فضعه مواضعه التي وضعه الله عزوجل فيها». فقال عمر: «صدقت. أنت مني و أنا منك». فقسمه بين المسلمين.

و صعصعة - كما أسلفنا - بطل «يوم الجمل» إلي جوار أميرالمؤمنين علي (عليه السلام). استشهد أخواه و هما يحملان الراية، ثم حملها صعصعة و انتصر.

و أبوذر أب من آباء الشيعة العظماء، و سيرته درس تحتفي به مجالسهم و أمالي كبرائهم... ينبه الناس من قديم علي خطر الفقر و اقترانه بالكفر، و تعريضهما العقيدة و الوطنية و وحدة الجماعة للدمار؛ فيقول: «إذا ذهب الفقر إلي بلد، قال الكفر خذني معك».

و لقد حرم كنز المال بحبسه عن المسلمين في بيوت الأموال، أو حرمانهم منه و تعريضهم للافتقار، فأوجب علي الدولة توزيع المال في أصحاب الحق فيه من الرعية، و حرم النعيم علي من يعيش بين الجياع. فإذا كان اخوة المسلم في عيشة راضية فالنعيم يباح.

و لما أرسل إليه عثمان مائتي دينار مع رسول يقول: هذه من مال عثمان، و هو يقول لك إنها من صلب ماله ما خالطها حرام. قال أبوذر: هل أعطي أحدا من المسلمين مثلما أعطاني؟ قال: كلا. قال: قال: اذهب أنت و الدراهم. إنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسعهم، و لست في حاجة إلي المال. قال الرسول: اصلحك الله إني لا أري في بيتك قليلا و لا كثيرا. فرفع أبوذر الوسادة، و أراه قرصين من خبز الشعير و قال: بل عندي



[ صفحه 355]



هذان و إني لغني بهما و ثقتي بالله.

و مر أبوذر بمعاوية و هو يبني قصر الخضراء فصاح به: «من أين لك هذا؟ إن كنت بنيتها من مال المسلمين فهي الخيانة، و إن كنت بنيتها من مالك فهي الإسراف». فشكاه معاوية إلي عثمان.

و ظاهر من هذا النهج، النحو الاقتصادي الذي ينحوه الشيعة من تداول المال و عدم كنزه عن الأمة ولو كان في يد الدولة، و وجوب تقسيمه في المسلمين أو العمل به لهم، و الاستكثار من طرحه في التداول [1] .



[ صفحه 356]




پاورقي

[1] روي المسعودي في مروج الذهب حادث أبي ذر و كعب الأحبار في مجلس الخليفة عثمان بن عفان. قال: إن أباذر كان في مجلس الخليفة حين (أتي بتركة عبدالرحمن ابن عوف فنضت البدر حتي حالت بين عثمان و الرجل القائم. فقال عثمان إني لأرجو لعبدالرحمن خيرا لأنه كان يتصدق و يقري الضيف و ترك ما ترون. و قال كعب الأحبار: صدقت يا أميرالمؤمنين... فشال أبوذر العصا و ضرب بها رأس كعب. و قال: يابن اليهودي تقول لرجل مات و ترك هذا المال ان الله أعطاه خير الدنيا و خير الآخرة، و تقطع علي الله عهدا بذلك! و أنا سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول: «ما يسرني و أدع ما يزن قيراطا»... و قال عثمان لأبي ذر: وار عني وجهك.


المؤلفات المنسوبة للامام


و تبقي بعد هذا قصة المؤلفات و الأمالي التي نسب الكثير منها للامام.. ولكن المسانيد ليست من القوة بحيث يمكن أن تعطي للنسبة قوة الثبات أمام حجج المشككين و النافين، و قد ذكر في أعيان الشيعة أربعة و عشرين مؤلفا نسبها للامام، جاعلا من مؤلفات أصحابه التي جمعوا فيها الرواية عنه مؤلفات له، باعتبار أنها من املاءاته فيصح بهذا الاعتبار نسبتها اليه، لأن الاملاء أحد طرق التأليف، ولكن الواقع أن الاملاء شي ء و الرواية شي ء آخر، و الا لكانت جميع كتب الرواة التي جمعوا فيها روايات الامام و أخباره تدخل في تعداد مؤلفاته، و هو أمر بعيد عن نظر الاعتبار..

و حيث أن ما ذكر من مؤلفات للامام لا يتم اثباته عن



[ صفحه 355]



طريق الرواية و الرواة.. فهل يمكننا اثباته بطرق أخري؟.. و هل يعتبر مثل هذا الاثبات مقبولا يمكن الاستناد اليه في مقام العمل..؟

ربما نتمكن من تحصيل القناعة بطرق الاثبات العلمية، التي تعتمد المقارنة بين ما يراد اثباته، و ما هو ثابت من أخبار الامام و أحاديثه، من حيث اتحاد الأسلوب و تقارب الفكرة، و الاستيناس الذوقي بالملامح الجمالية الخاصة التي تزخر بها طريقة العرض لدي الامام، مضافا الي قرائن أخري تتعلق بالراوي و الرواية..

و عليه فلا ينحصر الطريق في مقام الاثبات بخبر الثقة، بل يكون للخبر الموثوق به أيضا دور في عملية الاثبات، ولكن لا مطلقا.. بل في حالة تكون الثقة بالخبر وليدة عملية حسابية في التقييم منضبطة و مقبولة من حيث المبدأ.. و من هنا نري أن كثيرا من العلماء اعتمدوا بعض المنقولات علي أساس أنها تعكس في أسلوبها و نوعية عطائها أسلوب الامام و نوعية عطائه في غيرها مما ثبت صدوره عنه، كما انهم رفضوا بعضا آخر لاختلال ميزان المقارنة الذي يوحي بعدم الوثوق بالصدور..

ولكن فريقا آخر من العلماء لا يري أن موازين الثقة الخارجة عن اطار وثاقة الراوي، تجدي في اثبات أي من المنقولات، سواء في ذلك ما تضمن حكما أو موضوعا،



[ صفحه 356]



و بذلك تتضيق عندهم حدود المنقولات الموثوقة، و تتسع عملية الطرح.. كما أن هناك فريقا آخر أغرق بتزمت في تضييق حدود التوثيق، فتشدد في شروط القبول للمنقول.. و فرض أن يكون الراوي له أماميا صحيحا في سلوكه و منضبطا في نقله، أما لو كان غير امامي فانه يقف عند روايته متحفظا حتي و لو فرض انضباطه و تحفظه من التحريف و التزيد في النقل، و لعلهم اعتبروا أن التبين في خبر الفاسق في قوله تعالي: «ان جاءكم فاسق بنباء فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة» له موضوعية في عملية القبول و الرد، و معلوم أن غير الامامي خارج عن حدود العدالة برفضه لولاية أهل البيت و الاعتراف بحقهم، التي هي الأساس المقوم لقضية العدالة و الاستقامة..

ولكن المهم أن هذا التشدد الذي نلحظه لدي الفريقين في قضية القبول و الرد، يتضاءل غالبا في غير الأحكام الشرعية الالزامية.. و لذا نجدهم يتسامحون في القبول حيث لا يكون هناك تجاوز علي الالزام الشرعي، و بذلك تتضيق عندهم عملية الطرح ولو بعدم الحكم بالرد..

و الذي نلاحظه بالنسبة للمؤلفات المنسوبة للامام املاءا أو تصنيفا.. أن بعضها لا يبتعد في أسلوبه و طريقة عرضه و نوعية مضامينه عن الروايات الأخري الثابت صدورها عن الامام، كما أن بعضها الآخر علي العكس يكاد يكشف نفسه من خلال



[ صفحه 357]



اضطراب نصوصه، و عدم تماسك أسلوبه، مضافا الي أن مضامينه لا تنسجم مع الطابع العام لمنهج أهل البيت في مروياتهم. و علي هذا الأساس بني الشيخ المجلسي في تقييمه لكثير من الكتب التي نسبت للأئمة.. فنراه بالنسبة لكتاب «توحيد المفضل» «و الاهليليجة» يقول: بأن سياقهما يدل علي صحتهما.. ولكنه بالنسبة لكتاب «مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة» يقول: ان فيه بعض ما يريب اللبيب الماهر، و أسلوبه لا يشبه سائر كلمات الأئمة و آثارهم.. و يقول الشيخ الحر في معرض حديثه عن الكتب الغير المعتمده: ما ثبت عندنا أنه غير معتمد فلذا لم ننقل عنه فمن ذلك.. كتاب مصباح الشريعة المنسوب الي الصادق فان سنده لم يثبت، و فيه أشياء منكرة مخالفة للتواتر.. و يقول صاحب رياض العلماء: و من ذلك مصباح الشريعة في الأخبار و المواعظ، كتاب معروف و متداول، الي أن قال: بل هو من مؤلفات بعض الصوفية..

و هكذا نري أن المجلسي و الحر لم يعتمدا هذا الكتاب باعتبار اشتماله علي مخالفات صريحة، و لعدم انسجامه مع أسلوب الأئمة في سائر كلماتهم و آثارهم.. ولكن تقييم صاحب الرياض للكتاب أدق منها، باعتباره يحدد أن أسلوب الكتاب يدل علي أنه من مؤلفات بعض الصوفية، و لم يعهد من الامام، في كلماته في الاخلاقيات و الآداب أن اعتمد الأسلوب الصوفي.. الذي يغرق في قضايا العرفان فهما و سلوكا.. و من



[ صفحه 358]



هنا نجد أن بعض من له هوي بالسلوك العرفاني و انس بطباعه، لا يجد في نفسه حرجا من نسبة الكتاب للامام، يقول السيد ابن طاووس في كتابه أمان الأخطار في معرض سرده للكتب التي ينبغي للمسافر أن يصحبها: و يصحب معه كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة عن الصادق (ع) فانه كتاب لطيف شريف في التعريف بالتسليك الي الله جل جلاله، و الاقبال عليه و الظفر بالاسرار التي اشتملت عليه.. كما نقل عن الشهيد بأنه قد اعتمد عليه في عدة من كتبه و نقل جملة من أخباره ناسبا اياها الي الامام الصادق بصورة الجزم.. فقد قال في آخر بعضها هذا كله من كلام الصادق (ع)..

و لابد لنا من التوقف عند اعتماد الشهيد علي هذا الكتاب، و هو المعروف بتشدده في قبول المنقولات و اعتماده علي الصحيح منها فقط، أي ما كان رواة الخبر كلهم اماميين مشهود بوثاقتهم و ضبطهم، مع أن هؤلاء الذين يتوسعون في قبول الأخبار و يعتمدون منها حتي علي الضعاف في بعض الحالات، توقفوا في اعتماد الكتاب اليه الخلل في بعض مضامينه، و التي تريب اللبيب الماهر علي حد تعبير المجلسي..

و نحتمل أن يكون اعتماد الشهيد بعض أخبار الكتاب في كتبه لا من جهة تصديقه بنسبة الكتاب للامام الصادق بل من جهة القرائن الداخلية أو الخارجية التي تثبت نسبة مثل هذه



[ صفحه 359]



الأخبار للامام.. و يكون الكتاب كغيره من كتب الأخبار التي تجمع السليم و السقيم، لا انه من تأليف الامام أو املائه.. كما نحتمل أن يكون اعتماده علي تلك الأخبار من باب التسامح في قضايا الآداب و الأخلاق، و نسبته لها في كلامه للامام أيضا من هذا القبيل.. و علي أي حال فان هذا الكتاب مما نطمئن بعدم صحة نسبته للامام سواء في ذلك من جهة السند أو المضمون..

أما توحيد المفضل و كتاب الاهليليجة.. فعقدتهما من جهة السند كونهما برواية المفضل بن عمر، و قد نسب اليه أنه كان خطابيا غاليا، كما وردت في ذمه و لعنه روايات عن الامام الصادق، نظير ما ورد في زرارة بن أعين و محمد بن مسلم و بريد العجلي و غيرهم من أصحاب الامام، الا أن هؤلاء وردت في مدحهم روايات صحيحة تؤكد أن صدور روايات الذم انما هو من جهة الحفاظ عليهم من نقمة السلطان و ابعادهم عن مواقع خطرة.. أما المفضل فلم يسعده الحظ بمثل تلك الروايات، بل جميع ما ورد في حقه من روايات المدح و الثناء ضعيف لا يمكن الاعتماد عليه بينما نجد في الروايات التي وردت في ذمه روايات صحيحة و معتمدة..

ولكن بالرغم من ذلك كله، فان الحكم بما حكم عليه من كونه كان خطابيا و انه استمر علي ذلك الي حين وفاته،



[ صفحه 360]



أمر يحتاج الي كبير عناية في البحث، خصوصا و أن بعض الروايات تتحدث عن رجوعه عن ذلك و ترحم الأئمة عليه بعد وفاته، و هذه و ان كانت ضعيفة، الا أن تعدد الرواة فيها قد يوحي بالاطمئنان بصدورها و لا أقل من التشكيك فيما نسب اليه من عدم السلامة..

و علي أي حال فلا يكون للكتابين حظ من الاعتبار بلحاظ جهة السند، أما من جهة المحتوي ، فاننا اذا لاحظنا المضامين التي اشتملا عليها و أسلوب العرض، و الملامح الجمالية التي تنعكس علي صيغ البيان و طريقة الاستدلال.. نجد أن هناك تجانسا واضحا بينها و بين ما ثبت عن الامام بطريق التسالم أو بالطريق المعتبر من الآثار و المنقولات المشابهة في مناظراته و كلماته.. و للامام نهجه الخاص و دلالالته المتميزة في أساليبه البيانية و استدلالاته القاطعة تكاد تدلل علي نفسها ولو فقدت الأسانيد..

و يكفينا أن نقرأ هذين الكتابين.. لنجد أن منطق الامام بملامحه المتميزة، ينعكس عفويا علي جميع المعاني الكبيرة التي اشتمل عليه مضمونها..

ولكن شبهة قد تعرض في نسبة كتاب التوحيد للامام.. في أنه متحد مبدئيا و في جملة مباحثه مع كتاب الخلق و الاعتبار المنسوب للجاحظ، و الذي أصدره (راغب الطباخ) أحد



[ صفحه 361]



شيوخ السنة في حلب، و يكاد يكون الكتابان واحدا لولا تقديم و تأخير و حذف و اضافة فيما نسب للجاحظ مع نسبة كثير من مسائله الي الأطباء و الفلاسفة و رجال العلم، بما لا يستقيم مع نسبته للامام الصادق، و تكون نسبته للجاحظ مع هذه المميزات أليق..

و الذي نلاحظه هنا أن هذه الشبهة قضية ذات بال.. فليس من المصادفة أن يتحد الكتابان في صيغتهما العامة من حيث المضمون و المحتوي، و ان كانا من حيث الشكل و الصورة يختلفان بعض اختلاف، بل لابد من افترض أن يكونا في المبدأ واحدا، ولكن تعديلات طرأت عليه بعد ذلك، فأوجبت اشتباه الأصل فيما بينها..

و نتساءل.. لو لم تكن الصورة الثانية للكتاب الخالية من امتيازات الأخري المنسوبة للجاحظ.. للمفضل بن عمر فلمن يا تري تكون؟

علي اننا لا يمكن أن نفترض أن المفضل تجاوز فيها علي الجاحظ و نسبها للامام، مع تقدمه التاريخي عليه، فقد كانت ولادة الجاحظ سنة 163، و هو مقارن زمانا أو متقدم بشي ء يسير علي وفاة المفضل، فان وفاته علي ما يظهر كانت في حدود هذا التاريخ أو بعده بسنوات.. حيث كانت وفاته قبل وفاة الامام الكاظم و في حياته و قد كانت وفاة الامام في سنة 173 علي



[ صفحه 362]



المشهور بين المؤرخين.. و ليس من المعقول أن يكون الجاحظ بعد قد كتب كتابه في تلك الفترة..

كما اننا لا يمكن أن نفترض أن محمد بن سنان - الراوي الأول عن المفضل - قد ادعي كتاب الجاحظ المعاصر له و نسبه للمفضل بن عمر.. خصوصا و أن محمد بن سنان قد توفي في سنة 220 و الجاحظ توفي في سنة 255، و كيف يمكن أن ينسب الكتاب لغير مؤلفه في حياة المؤلف و لا يظهر ذلك و لا يبين.. و لا نعلم ما اذا كان محمد بن سنان قد التقي بالجاحظ أو تعرف عليه.. و ان كنا نستبعد ذلك لعدم دلالة علي ذلك.. و يؤيده أن محمد كوفي و الجاحظ بصري.. و ان كان ذلك ليس فيه أي دلالة علي عدم اللقاء..

و قد نسب النجاشي المتوفي سنة (405) في رجاله للمفضل ابن عمر كتاب (فكر).. و لعله هو عينه كتاب التوحيد كما حدده البعض، و ذكر سنده اليه قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن يحي عن أبيه عن عمران بن موسي عن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن سنان عن المفضل..

و لا شبهة في رواية الكتاب بهذا السند.. ولكن الكلام في نسبة المفضل كتابه هذا للامام و انه من املائه الا أنه حيث لم يعرف عن المفضل أنه كان يملك مثل هذه المعلومات الدقيقة عن نشأة الخلق و روائع أسراره، كما أنه ليس هناك غرض عقلاني



[ صفحه 363]



له أن ينسبه للامام مع كونه من تأليفه.. مع ملاحظة أن أسلوبه يحكي عن الأسلوب الخاص المتميز للامام فيما عرف من آثاره.. كل ذلك يجعلنا نملك القناعة الكافية بنسبة هذا الكتاب للمفضل و أنه من املاء الامام..

و بعد هذا نحتمل.. أن يكون الجاحظ قد انتحل الكتاب لنفسه و عدل فيه ما يوجب امتيازا لكتابه عن الأصل.. أو أنه محاولة منه لارجاع نظرياته في أسراره الخلق و خصائصه الي مصادرها الطبية و النظرية، بلا أن يكون هناك غرض انتحال و هو بعيد.. كما يمكن أن يكون الجاحظ قد أخذ منه كمصدر من مصادره في كتابه و هو بعيد أيضا..

و نحتمل أيضا أن يكون الكتاب مما نسب للجاحظ افتعالا.. و تكون قضية التغيير في الشكل و الصورة، عملية تمويه و تلبيس قصد منها تمكين الأشكال و التشكيك في نسبة الكتاب للامام..

و نحن و ان كنا لا نملك الدليل الواضح علي ترجيح أحد هذه الاحتمالات.. و لكننا بما قدمناه من مرجحات معقولة لتصحيح نسبة الكتاب للامام.. تدفعنا للقناعة بواقعية واحد من هذه الاحتمالات.. التي تنفي أن يكون الجاحظ هو صاحب الكتاب الأصل..

علي أن هذا التشكيك في نسبة التوحيد للامام. لم يعرف الا في عصرنا الحديث، حيث كتب الدكتور مصطفي جواد



[ صفحه 364]



مقالا في مجلة الوحدة الاسلامية النجفية بعنوان (أتوحيد المفضل أم الجاحظ) و قد رد عليه جملة من أرباب الفكر و البحث، بما فيه القناعة في اثباته للمفضل دون الجاحظ..

أما كتاب الاهليليجة.. فقد ذكر في معالم العلماء لابن شهراشوب المتوفي سنة 588 في ترجمة المفضل بن عمر أن له كتاب الاهليليجة من املاء الصادق في التوحيد، و لعلنا بالمقارنة بين نوعية الاستدلال فيه و أسلوبه و ما ورد من استدلالته الأخري يمكننا أن نحصل علي قناعة كافية بنسبته للامام..

قال الامام في الاهليليجة: قلت: فهل رقيت الي السماء التي تري أو انحدرت الي الأرض السفلي، فجلت في أقطارها، و هل خضت في غمرات البحر و اخترقت نواحي الهواء فما فوق السماء أو تحتها الي الأرض و ما أسفل منها فوجدت ذلك خلاء من مدبر حكيم عالم بصير..؟

قال: لا..

قلت: فما يدريك لعل الذي أنكره قلبك هو في بعض ما لم تدركه حواسك و لم يحط به علمك..

و يقول الامام في مناظرته مع الزنديق المصري: أتعلم أن للأرض تحتا و فوقا؟..

قال: نعم..

قال الامام: فدخلت تحتها؟



[ صفحه 365]



قال: لا..

قال الامام: فما يدريك ما تحتها؟

قال: لا أدري.. الا اني أظن أن ليس تحتها شي ء..

قال الامام: فالظن عجز فلم لا تستيقن؟

ثم قال الامام: أفصعدت الي السماء؟

قال: لا..

قال الامام: أفتدري ما فيها؟

قال: لا..

قال الامام: عجبا لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب و لم تنزل تحت الأرض و لم تصعد الي السماء، و لم تخبر ما هناك فتعرف ما خلفهن و أنت جاحد بما فيهن.. و هل يجحد العاقل ما لا يعرف؟..

و يقول الامام في الاهليليجة: أرأيت اذا أنكرت الله وجحدته لأنك زعمت أنك لا تحسه بحواسك التي تعرف بها الأشياء، و أقررت أنا به، هل بد من أن يكون أحدنا صادقا و الآخر كاذبا؟..

قال: لا..

قال الامام: أرأيت ان كان القول قولك فهل تخاف علي شي ء مما أخوفك من عقاب الله؟



[ صفحه 366]



قال: لا..

قال الامام: أفرأيت ان كان كما أقول و الحق في يدي.. ألست قد أخذت فيما كنت أحاذر من عقاب الله بالثقة، و أنك قد وقعت بجحودك و انكارك في الهلكة؟

قال: بلي..

و في حواره مع ابن أبي العوجاء يقول الامام: ان يكن الأمر كما يقول هؤلاء - يعني أهل الطواف - و هو علي ما يقولون فقد سلموا و عطبتم، و ان يكن الأمر كما تقولون و ليس كما تقولون فقد استويتم و هم..

و هكذا نجد أن أسلوب الاستدلال و نوعيته في كل من الموضعين لا يختلف عنه في الآخر.. الا فيما يعود للصورة التي تختلف في الاجمال و التفصيل، و هو ما يؤكد القناعة بكون الكتاب من املاءات الامام و آثاره..

و مما يذكر من آثار الامام و مؤلفاته: رسالته الي جماعة الشيعة و التي تعتبر في مضامينها وثيقة من وثائق الايمان و الأخلاق.. و دستور عمل للانسان المؤمن، يحدد له نظم ارتباطاته بخالقه و بمجتمعه..

ولكننا.. لا نملك طريقا صحيحا لاثباتها.. بل في طرقها الثلاث التي ذكرها الشيخ الكليني في الروضة، رجال ضعاف أو مجاهيل، الا أن ضم الأسانيد بعضها الي بعض مع تعدد الرواة



[ صفحه 367]



فيها و اختلافهم.. و ملاحظة نفس الرسالة في أسلوبها و محتواها، يمكن أن يحصل لنا القناعة بصدق النسبة..

ولكن شبهة ربما تعترض تلك القناعة، و هي اشتمال الرسالة علي أساس الجبر كما هو ظاهر قوله (ع): ان العبد اذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلقة مؤمنا لم يمت حتي يكره الله اليه الشر و يباعده عنه.. و ان العبد اذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتي يحبب اليه الشر و يقربه منه..

و ليس معني أن يحبب الله الشر للانسان أو يحبب اليه الخير، الا أنه يدفعه اليه.. و يقطع عليه سلوك الطريق الآخر، كما هو ظاهر التعبير، و هو عبارة أخري عن أن العبد مضطر للفعل غير مختار، و ذلك نقض لنظرية أهل البيت في الأمر بين الأمرين..

الا أنه من الممكن تفسير كلام الامام هنا بما يتفق مع نظرية الاختيار.. بتقريب: ان الله سبحانه عندما يخلق العبد بما سيؤول اليه اختياره في العمل، فهو من بدء وجوده و خلقه متسم بسمة الايمان أو الكفر، باعتبار ما سيستقر عليه حاله بعد التكليف، من اختيار طريق الطاعة أو المعصية.. و حين يختار الانسان أي من الطريقين، فان الله سبحانه يغلق عليه منافذ الطريق الآخر، و ليس معني يحبب اليه الايمان عندما يختار العبد طريق الايمان، الا اغلاق منافذ الشر في نفسه، بابعاده عنه و تشويه ممارساته



[ صفحه 368]



في نظره، كاعانته له علي ما رغب فيه من القرب من الله بسلوك سبيل طاعته، و الابتعاد عن نقائص البعد عنه بالمعصية، و كذا ليس معني يحبب اليه الشر عندما يختار العبد طريق الشر، الا اغلاق منافذ الخير في نفسه بابعاده عن منطلقاته، و عدم نظر الله اليه نظر توفيق و محبة كعقوبة له علي ما رغب فيه من البعد عن الله بسلوك سبيل المعصية، و الابتعاد عن فضيلة القرب اليه بالطاعة..

اذن.. ليس معني يحبب اليه الايمان الا اعانته بالتوفيق عندما يختار طريق الطاعة.. و ليس معني يحبب اليه الشر الا اعراضه عنه و اغلاق سبل التوفيق في وجهه عندما يختار طريق المعصية.. و ليس في هذا ما يتنافي مع نظرية الاختيار، التي هي نظرية الحق و العدل، كما أوضحها الأئمة من أهل البيت فيما ورد عنهم من الأخبار و الآثار.. و بذلك تسقط هذه الشبهة، و تبقي قناعتنا مطمئنة بالرسالة علي أنها من آثار الامام الصادق و مقولاته..

و تبقي هناك رسائل و وصايا نسبها الرواة اليه يفصح كثير منها عن منطق الامام و أسلوبه في البيان و التوجيه ربما نأتي علي بعض تفاصيلها فيما بعد..

و نحن عندما ننسب للامام هذه الآثار، فانما هو علي أساس القناعة الشخصية التي تفرضها بعض القرائن التي أشرنا اليها،



[ صفحه 369]



ولكن تلك القناعة قد لا تصل في بعض الحالات الي مرتبة الجزم، التي يترتب عليها الوثوق الشرعي، بنحو يستلزم الأخذ بها في عملية استنباط الأحكام و تعيين التكاليف، التي تخضع لمقاييسها العلمية الخاصة..


الصادق و العدالة


قال الحكماء: العدل أساس الملك. و الله سبحانه و تعالي أرسل الأنبياء فيما أرسل ليثبت سلطان العدل و ينصف الضعفاء المظلومين.. من بطش الأقوياء الظالمين.

و الله جل و علا يأمر الحكام - أصحاب الولاية، أن يعدلوا مع جميع خلق الله حتي مع أعدائهم الذين يصلونهم نار البغضاء.. يقول تعالي: «و لا يجرمنكم شنآن



[ صفحه 151]



قوم علي ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوي» [1] .

و العدل مطلوب في القول و العمل. قال تعالي: «و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربي» [2] .

و الحاكم في الاسلام الذي يتولي سياسة الناس يجب أن يكون متميزا بعقله، فقيها في دينه، عالما بما شرع الله من أحكام في كتابه العزيز... ليعرف معرفة يقينية كيف يطفي ء جمر الظلم بمراحم العدل... و بذلك تكون ولايته مصدر سلام للجميع و أمن و راحة و محبة.

و الامامة بنظر الامام الصادق، نوعان:

1- ولاية عدل.

2- و ولاية جور.

فحكم الوالي العادل يتفتح عنه النعيم الشهي و يتفتق من طياته الأمن و الأمان. يقول الامام الصادق عليه السلام عن الوالي العادل: «ان في ولاية والي العدل و ولاته احياء كل حق، و كل عدل، و اماتة كل ظلم، و جور، و فساد، فلذلك كان الساعي في تقوية سلطانه، و المعين له علي ولايته، ساعيا الي طاعة الله مقويا لدينه» [3] .

فتأمل هذه العبارات القليلة بحجمها و مفرداتها و العميقة في أبعادها و دلالاتها، و التي تصلح أن تكون عنوانا ضخما لتأليف كتاب عن حكومة الوالي العادل... ثم تأمل الصورة الثانية التي ينقلنا اليها:

«ولاية الحاكم الجائر الذي يدوس بمنكراته قداسة الحق فيظلم العباد و يشعل النار في البلاد و ينشر فيها الجور و الفساد، و هو بذلك يعطل العمل بأحكام كتاب الله..».

و الامام الصادق، من أجل أن يرخي علي المجتمع مغانم الخير و الرخاء



[ صفحه 152]



و يضفي علي معالمه الجمال و الهناء...و يحرم علي المؤمنين العمل مع الظالمين السالكين نهج الشيطان و المتمردين علي نهج القرآن. و فوق هذا ينذرهم الامام: الحاكم الظالم و المتعاونين معه بالعذاب الشديد. و من خلال هذا الانذار نراه و كأنه يدعو الشعب الي الثورة علي الظلم، و محاربة الظالمين بالسلاح المناسب في الوقت المناسب. و هو بذلك يستمد معاني دعوته الحارة الي الثورة من جده الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم الذي قال:

«من رأي سلطانا جائرا، مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان، فلم يغير عليه بفعل و لا بقول، كان حقا علي الله أن يدخله مدخله» [4] و الامام الصادق يطبق رأي جده صلي الله عليه و آله و سلم و يسير مسيرته فيقول: «و أما ولاية الوالي الجائر، و ولاية ولاته، و العمل لهم، و الكسب معهم بجهة الولاية لهم، فحرام، و محرم، معذب في النار من فعل ذلك، علي قليل من فعله أو كثير، و ذلك لأن في ولاية الوالي الجائر دوس الحق كله، و اظهار الجور و الظلم و الفساد و ابطال الكتب. و لذلك حرم الله العمل معهم، و معونتهم و الكسب معهم، الا بجهة الضرورة، نظير الضرورة الي الدم و الميتة» [5] .

من هنا نستطيع القول أن الدين الاسلامي دين عالمي.


پاورقي

[1] المائدة الآية 8.

[2] الأنعام الآية 152.

[3] تحف العقول البحراني ص 106.

[4] المصدر السابق تحف العقول ص 107.

[5] المصدر نفسه تحف العقول ص 107.


آيا بين كفر و ايمان مرتبه اي هست؟


زنديق گفت: آيا بين كفر و ايمان مرتبه اي هست؟

حضرت فرمودند: خير.



[ صفحه 68]



زنديق گفت: پس ايمان چيست و كفر چيست؟

حضرت فرمودند: ايمان آن است كه تصديق كني خداي را در امور پنهان و غائب از او در زمينه ي عظمت خدا مانند تصديق به امور آشكار كه مشاهده كرده است، و كفر يعني انكار و جحود. [1] .

حارث گويد: از امام صادق - عليه السلام - سؤال كردم: آيا بين ايمان و كفر مرتبه اي هست؟

حضرت فرمودند: بله، مراتبي است نه فقط يك مرتبه اگر كسي چيزي از آن مراتب را انكار كند خداوند او را بر رويش در آتش مي اندازد، (مراتبي كه) بين آن دو است (عبارات و آيات زير است):

(آخرون مرجون لأمر الله) [2] «ديگراني هستند كه به فرمان خدا واگذار شده اند (و كارشان با خداست)»، و ميان آن دو (المستضعفون) [3] «مستضعفين»، و ميان آن دو «آخرون خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ) «گروهي ديگر كار خوب و بد را به هم آميختند»، و بين آنان فرمايش خداي متعال: «و علي الأعراف رجال» [4] «و بر اعراف مرداني هستند» است. [5] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 10 ص 184.

[2] سوره ي توبه آيه ي 106.

[3] سوره ي نساء آيه ي 97.

[4] العياشي: ج 2 ص 111، بحارالأنوار: ج 69 ص 16 ح 32.

[5] سوره ي اعراف آيه ي 46.


حديث 069


5 شنبه

خالط الناس تخبرهم.

با مردم معاشرت كن تا آنان را بيازمايي.

كافي، ج 8، ص 176


علمه بما في النفس 05


محمد بن الحسن الصفار: عن علي بن حسان، عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت أطوف بالكعبة، فرأيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت في نفسي: هذا هو الذي يتبع، و الذي هو الامام و هو كذا و كذا، قال: فما علمت به حتي ضرب يده علي منكبي، ثم أقبل علي فقال: (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) [1] [2] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي الحسين محمد بن هارون ابن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيد الله ابن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي الشيخ



[ صفحه 92]



الصدوق، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن حسان، عن جعفر بن هارون الزيات، قال: كنت أطوف بالكعبة و أبو عبدالله عليه السلام في الطواف، فنظرت اليه فحدثت نفسي فقلت: هذا حجة و هذا الذي لا يقبل شيئا الا بمعرفته، قال: فاني في هذا متفكر اذ جاءني أبو عبدالله عليه السلام من خلفي، فضرب بيده علي منكبي ثم قال: (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) ثم جازني [3] .


پاورقي

[1] سورة القمر: الآية 34.

[2] بصائرالدرجات: ص 232، ج 5، باب 10، ح 21.

[3] دلائل الامامة ص 139.


مولاي تو به وعده ي خود وفا كرد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هر كس به سه چيز توجه كند به مقصود دنيا و عقبي برسد: به خدا پناه برد و به او خوشبين باشد و راضي به قضاي خدا باشد.

از ابوبصير در حديثي نقل مي كند كه:

به حضرت صادق عليه السلام عرض كردم: فلان مرد شراب مي خورد و كارهاي حرام انجام مي دهد. فرمود: هنگامي كه به كوفه برگشتي، به ديدن تو مي آيد. به او بگو: جعفر بن محمد مي فرمايد: اين كارهايي كه مي كني ترك كن، من ضامن مي شوم كه خدا بهشت را به تو عنايت كند. هنگامي كه به كوفه برگشتم، او هم به همراه اشخاص ديگر به ديدن من آمد. او را نگهداشتم تا منزل خلوت شد و پيغام حضرت را به او رساندم. سپس ذكر مي كند كه پذيرفت و دست از آن كارها كشيد؛ تا آن جا كه مي گويد:

آن گاه چند روزي بيشتر نگذشت كه پيغام داد من بيمارم؛ پيش من بيا. من به منزل او رفت و آمد كرده و او را مداوا مي كردم تا هنگام مرگ او رسيد. موقع جان دادن كنار بستر او بودم؛ حمله ي غشي به او دست داد و هنگامي كه به هوش آمد گفت: ابوبصير! مولاي تو به وعده ي خود وفا كرد؛ اين را گفت و از دنيا



[ صفحه 149]



رفت، و چون سال آينده به حج رفتم، خدمت حضرت صادق عليه السلام رسيدم و هنگامي كه اجازه خواسته و وارد شدم، هنوز يك پايم در صحن خانه و پاي ديگرم در دالان بود و پيش از آن كه سخني بگويم از داخل اطاق فرمود:

اي ابوبصير! ما به وعده ي رفيقت وفا كرديم.



[ صفحه 150]




وصيته إلي بعض من شيعته في التقوي وإحياء أمرهم


عن الصّادق عليه السلام أنّه أوصي بعض شيعته فقال: أما وَالله إنَّكُم لَعَلي دينِ الله وَدينِ مَلائِكَتِهِ، فَأعينونا عَلي ذلِكَ بِوَرَعٍ وَاجتِهادٍ، أما وَالله، ما يَقبَلُ اللهُ إلّا مِنكُم.

فَاتّقوا اللهَ وَكُفّوا ألسِنَتَكُم، وَصَلّوا في مَساجِدِكُم، وَعودوا مَرضاكُم، فإذا تَمَيَّزَ النّاسُ فَتَمَيَّزوا.

رَحِمَ اللهُ امرَءاً أحيا أمرَنا. فَقيلَ: وَما إحياءُ أمرِكُم، يابنَ رَسولِ الله؟

فَقالَ: تَذكُرونَهُ عِندَ أهلِ العلِمِ وَالدّينِ وَاللُّبِ. ثُمَّ قالَ: وَالله إنَّكُم كُلَّكُم لَفي الجَنَّةِ، وَلكِن ما أقبح بِالرَّجُلِ مِنكُم أن يَكونَ مِن أهلِ الجَنَّةِ مَعَ قَومٍ اجتَهدوا وَعَمِلوا الأعمالَ الصَّالِحَةَ، وَيَكونُ هُوَ بَينَهُم قَد هُتِكَ سِترُهُ وَأبدي عَورَتَهُ.

قيلَ: وَإنّ ذلِكَ لَكائِنٌ يابنَ رَسولِ الله؟

قالَ: نَعَم، مَن لا يَحفَظُ بَطنَهُ وَلا فَرجَهُ [1] وَلا لِسانَهُ. [2] .



[ صفحه 68]




پاورقي

[1] في الخصال: حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن نجم، عن أبي جعفرعليه السلام قال: قال لي: يا نجم، كلّكم في الجنّة معنا إلّا أنّه ما أقبح بالرّجل منكم أن يدخل الجنّة قد هتك ستره وبدت عورته. قال: قلت له: جعلت فداك وإنّ ذلك لكائن؟ قال: نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه. (ص25 ح88).

[2] دعائم الإسلام: ج1 ص62 وراجع: الأمالي للمفيد: ص270، الأمالي للطّوسي: ص33 ح33، شرح الأخبار: ج3 ص483 ح1393.


دعاي حضرت علي درباره ي عمرو بن حمق خزاعي


عمرو بن حمق، آن چنان دلباخته ي امام علي عليه السلام بود كه در جريان جنگ صفين، در سخت ترين شرايط به حضور اميرالمؤمنين عليه السلام آمد و عرض كرد: سوگند به خدا، اي اميرمؤمنان! دوستي من با تو و



[ صفحه 130]



بيعت من با شما، به علت خويشاوندي بين من و تو نيست، و براي كسب مال و وجهه و مقام نمي باشد، بلكه من شما را به سبب پنج خصلت دوست دارم:

1. پسرعموي رسول خدا صلي الله عليه و آله هستي؛

2.وصي آن حضرت هستي؛

3. پدر فرزندان او هستي، كه از پيامبر صلي الله عليه و آله براي ما باقي مانده اند؛

4. پيشتازترين افراد به اسلام هستي؛

5. بزرگ ترين سهم را در جهاد با دشمن داري.

اگر من مكلف شوم كه كوه هاي استوار را به دوش حمل نمايم و در اعماق درياهاي بيكران روم، تا روزي به دست آورم، كه در آن دوستان تو را حمايت نمايم و دشمنان تو را سركوب كنم، چنين خواهم كرد؛ در عين حال تصور نمي كنم كه همه ي حقوقي كه از تو برعهده ي من است، ادا كرده باشم.

امام علي عليه السلام او را در اين وفاداري محكم، تصديق كرد و در حق او چنين دعا نمود:

اللهم نور قلبه بالتقي واهده الي صراطك المستقيم.

خدايا! قلبش را با تقوا منور فرما، و او را به صراط مستقيم خود هدايت كن. سپس فرمود:اي كاش در ميان سپاه من، صد نفر مانند تو بودند. حجر بن عدي عرض كرد: در اين صورت، سوگند به خدا سپاه تو سامان مي يابد و فريبكاران، در آن اندك مي گردند [1] .



[ صفحه 131]




پاورقي

[1] شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد، ج 3، ص 182.


الزرافة و خلقتها و كونها ليست من لقاح أصناف شتي


فكر في خلق الزرافة، و اختلاف اعضائها، و شبهها باعضاء أصناف من الحيوان. فرأسها رأس فرس، و عنقها عنق جمل، و أظلافها أظلاف بقرة، و جلدها جلد نمر.

و زعم ناس من الجهال بالله عزوجل: أن نتاجها من فحول شتي، قالوا: و سبب ذلك أن اصنافا من حيوان البر اذا وردت الماء تنزو علي بعض السائمة، و ينتج مثل هذا الشخص الذي هو كالملتقط من اصناف شتي و هذا جهل من



[ صفحه 78]



قائله، و قلة معرفة بالباري جل قدسه، و ليس كل صنف من الحيوان يلقح كل صنف، فلا الفرس يلقح الجمل، و لا الجمل يلقح البقر، و انما يكون التلقيح من بعض الحيوان فيما يشاكله و يقرب من خلقه، كما يلقح الفرس الحمار، فيخرج بينهما البغل، و يلقح الذئب الضبع، فيخرج من بينهما السبع. - ولد الذئب من الضبع - علي أنه ليس يكون في الذي يخرج من بينهما عضو كل واحد منهما، كما في الزرافة، عضو من الفرس و عضو من الجمل، و اظلاف من البقرة، بل يكون كالمتوسط بينهما الممتزج منهما كالذي تراه في البغل، فانك تري رأسه و أذنيه و كفله - بمجزه - و ذنبه و حوافره وسطا من بين هذه الأعضاء من الفرس و الحمار و شحيجه - صوته - كالممتزج من صهيل الفرس و نهيق الحمار، فهذا دليل علي أنه ليست الزرافة من لقاح أصناف شتي، كما زعم الجاهلون، بل هي خلق عجيب من خلق الله للدلالة علي قدرته التي لا يعجزها شي ء، و ليعلم أنه خالق أصناف الحيوان كلها، يجمع بين ما يشاء من اعضائها، في أيها شاء و يفرق ما شاء منها في ايها شاء، و يزيد في الخلقة ما شاء. و ينقص منها ما شاء.، دلالة علي



[ صفحه 79]



قدرته علي الاشياء، و أنه لا يعجز شي ء أراده جل و تعالي... فاما طول عنقها و المنفعة لها في ذلك فان منشأها و مرعاها في الغياطل الكثيفة - الأشجار - ذوات أشجار شاهقة، ذاهبة طولا في الهواء. فهي تحتاج الي طول العنق لتتناول

بفيها أطراف تلك الأشجار فتقوت من ثمارها.


به دست آوردن روزي زير آفتاب


شخصي امام صادق عليه السلام را مشاهده كرد كه در مزرعه ي خويش مشغول بيل زدن است و عرق زيادي كرده است آن چنان كه پيراهن آن حضرت



[ صفحه 93]



خيس شده است. شخص با ديدن اين منظره به ايشان گفت: اگر اجازه بدهيد، من اين كار را انجام مي دهم تا شما استراحت فرماييد. امام عليه السلام فرمودند: دوست دارم كه مردم براي به دست آوردن روزي خويش در برابر آفتاب اذيت ببينند. [1] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 5، ص 76؛ بحارالأنوار، ج 47، ص 57.


المدينة و الحركة العلمية


كانت المدينة المنورة مصدرا للفتيا ترجع إليهم الأمة في مهمات التشريع الاسلامي لانها مركز العلم و فيها اصحاب الرسول و أهل بيته و التابعين لهم باحسان، و قد لا حظت الدولة الاموية من قبل هذه المهمة التي يجب أن تلاحظها، و هي اتجاه الانظار إلي المدينة لأنها الجامعة الاسلامية و يخشي علي الدولة خطرها، فكانت تحذرهم أشد الحذر، فاستمالت أكثر الفقهاء بالعطاء و الرجوع اليهم في المهمات، لتسد بذلك ثغرة الخطر علي الدولة.

و في العهد العباسي نشطت الحركة العلمية و كان طبيعيا أن تنتعش العلوم في ظل سلطانهم لانهم كانوا يجعلون حقهم في الامامة قائما علي انهم سلالة النبي، و كانوا يقولون انهم سيشيدون - علي اطلال الحكومة الموسومة بالزندقة عند أهل التقي - نظاما علي سنة النبي و أحكام الدين الإلهي.

فنهض أهل البيت و بقية العلماء لنشر العلم إذ وجد المسلمون حرية الرأي، و التفوا حول آل البيت لانتهال العلوم من موردهم العذاب، و كان الامام الصادق عليه السلام هو الشخصية التي يتطلع اليها الناس يوم طلع فجر النهضة العلمية فحملوا عنه الي سائر الاقطار، و قصده طلاب العلم من الانحاء القاصية، و فتحت مدرسته بتلك الفترة فكان المنتمون اليها أربعة آلاف كما مر ذكره.

و هذا النشاط العلمي لا يروق للدولة الفتية التي قامت علي اطلال الدولة الأموية بدون حق شرعي، و انما في صالح العلويين و انضمام العباسيين اليهم



[ صفحه 151]



يطلبون الانتقام من أمية التي جرعتهم كأس الغصص فهم كسائر البيوتات التي انضمت لهذه الدعوة، ولكنهم نشطوا بالحيلة، و تغلبوا باصطناع المعروف لآل البيت فكانوا في حذر متواصل من العرب عامة و من المدينة خاصة، لأن أهل المدينة قد وقفوا علي حقيقة البيعة و انها لآل علي عليه السلام دون بني العباس، كما انهم كانوا في طليعة من بايع محمد بن عبدالله بن الحسن و في رقبة السفاح و المنصور بيعته فكيف يستقلان بالأمر و ينقضان تلك البيعة؟

ولكن السفاح استطاع بمهارته استجلاب قلوب الناس اليه و تثبيت قواعد ملكه علي أيدي الفرس، لانه لا يأمن وثبة العرب لجانب العلويين، فهم في نظر العباسيين انصار بني علي لا انصار بني العباس، كذلك كان من سياستهم في بدء الدعوة قتل كل من يتكلم بالعربية في بلاد فارس.

و مضي السفاح و جاء المنصور للحكم و هو ذلك الرجل الحديدي الذي يقتحم مواقع الخطر، و لا يتهيب من إراقة الدماء، ولا يقف امامه حاجز و لا يردعه وازع ديني في سبيل تركيز دعائم ملكه، إذ كان الخطر محيطا به من كل الجهات و امام غايته حواجز لا يتخطاها إلا بالتجرد عن العاطفة ففتك بأهل البيت و بكثير من العباسيين انفسهم، و أبعد علماء المدينة و نصر الموالي و أوجد تلك المعركة القوية و هي معركة أهل الحديث و أهل الرأي.

فقرب فقهاء العراق القائلين بالقياس، و أحاطهم بعنايته ليحول أنظار الناس اليهم، و بذلك تقل قيمة علماء أهل المدينة الذين هم أهل الفتيا الي حد كبير، و ما زالت الاقطار الاسلامية عيالا عليهم، إذ هم حملة الحديث و أوثق الناس فيه.


نافع


نافع العدوي مولي عبدالله بن عمر المتوفي سنة 120 - 117 ه.

روي عن مولاه عبدالله بن عمر، و أبي لبابة و أبي هريرة و عائشة، و عنه إبناه، و ابن جريح و مالك. و هو أحد حلقات السلسلة (الذهبية) كما يقولون إن أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر، فهو شيخ مالك، و عنه أخذ قضايا ابن عمر و فقهه، و نافع من رجال الصحاح الستة.



[ صفحه 510]




وصية عامة الي جميع اصحابه


صبروا النفس علي البلاء في الدنيا، فان تتابع البلاء فيها، و الشدة في طاعة الله و ولايته، و ولاية من أمر بولايته، خير عاقبة عند الله في الآخرة، من ملك الدنيا و ان طال تتابع نعيمها، و زهرتها و غضارة عيشها في معصية الله، و ولاية من نهي الله عن ولايته و طاعته، فان الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم في كتابه بقوله: «و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا»...

ان الله أتم لكم ما آتاكم من الخير. و اعلموا أنه ليس من علم اله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق في دينه بهوي و لا رأي و لا مقاييس، قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي ء، و جعل للقرآن و تعلم القرآن أهلا، لا يسع أهل علم القرآن - الذين آتاهم الله علمه - أن يأخذوا فيه بهوي و لا رأي و لا مقاييس، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه و خصهم به، ووضعه عندهم، و كرامة من الله أكرمهم بها. و هم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم...

أكثروا ذكر الله ما استطعتم في ساعة من ساعات الليل و النهار، فان الله تعالي أمر بكثرة الذكر له، و الله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين.

و اعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير، فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته، و اجتناب محارمه.



[ صفحه 131]



و اتبعوا آثار رسول الله و سنته فخذوا بها، و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا، فان أضل الناس عندالله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله.

و أحسنوا الي أنفسكم ما استطعتم، فان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و ان أسأتم فلها.

و جاملوا الناس و لا تحملوهم علي رقابكم، و اياكم و سب أعداء الله - حيث يسمعونكم - فيسبوا الله عدوا بغير علم.

و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما صنع الله اليه، و صنع به علي ما أحب و كره.

و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي، و قوموا لله قانتين كما أمر الله المؤمنين في كتابه من قبلكم.

و عليكم بحب المساكين المسلمين، فان من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله، و الله له حاقر و ماقت. و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أمرني ربي بجب المساكين المسلمين منهم».

و اعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقي الله عليه المقت منه حتي يمقته الناس، و الله له أشد مقتا، فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين منهم، فان لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فان الله أمر نبيه صلي الله عليه و آله و سلم بحبهم، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله، و من مات علي ذلك مات من الغاوين.

و اياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله تعالي، فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة.

و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض، فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه، و صارت نصرة الله لمن بغي عليه، و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله.

و اياكم أن يحسد فعضكم بعضا، فان الكفر أصله الحسد.

و اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم، فيدعو الله عليكم فيستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: «ان دعوة المظلوم مستجابة».

و ليعن بعضكم بعضا، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: «ان معونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام».

واياكم و اعسار أحد من اخوانكم المسلمين فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: «ليس لمسلم أن يعسر مسلما، و من أنظر معسرا أظله الله يوم القيامة بظله، يوم لا ظل الا ظله».



[ صفحه 132]



و اعلموا أنه ليس بين الله و بين أحد من خلقه، لا ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا من دون ذلك كلهم، الا طاعتهم له، فجدوا في طاعة الله، ان سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا، و لا قوة الا بالله.

و اياكم و معاصي الله أن تركبوها، فانه من انتهك معاصي الله فركبها، فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه، و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة، و لأهل الاساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة الله، و اجتنبوا معاصيه و اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه، لا ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين فليطلب الي الله أن يرضي عنه.

و اياكم أن تشره أنفسكم الي شي ء مما حرم الله عليكم، فانه من انتهك ما حرم الله عليه ههنا - في الدنيا - حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها، و لذاتها و كرامتها الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.

و اعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر بترك طاعة الله، و ركب معصيته، فاختار أن ينتهك محارم الله، في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها، علي خلود نعيم في الجنة و لذاتها، و كرامة أهلها، ويل لأولئك، ما أخيب حظهم، و أخسر كرتهم و أسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا و أن يبتليكم بما ابتلاهم به و لا قوة لنا و لكم الا به.

فاتقوا الله و سلوه أن يشرح صدوركم للاسلام، و أن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم و أنتم علي ذلك، و أن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين و لا قوة الا بالله، و الحمدلله رب العالمين [1] .


پاورقي

[1] روضة الكافي 408 - 397.


شركاء في المحنة


1- أحمد بن نصر الخزاعي بن مالك الخزاعي المقتول سنة 231 ه، و هو مروزي من مدينة مرو، ينتمي لاحدي العشائر الكبيرة في قبيلة خزاعة، و هو من تلامذة مالك بن أنس، و روي عنه ابن معين و محمد بن يوسف الطباع.

و كان من أهل العلم، صلبا في عقيدته، قويا في معارضته، و قال أحمد بن



[ صفحه 461]



حنبل فيه بعد أن قتل: (لقد جاد بنفسه) كما ان له مكانة في المجتمع، فقد شغل أبوه وجده المناصب العالية في عهد الخلفاء العباسيين، كما اشتهر هو في الوقت بالأمانة، و العدالة بين المحدثين من أهل السنة.

قبض عليه والي بغداد و امتحنه الواثق و سأله: ما تقول في القرآن؟

قال: كلام الله ليس بمخلوق. فحمله ان يقول انه مخلوق فأبي.

و سأله عن رؤية الله يوم القيامة (و المعتزلة ينكرونها) فقال بها، و روي له الحديث في ذلك.

فقال الواثق: و يحك هل يري كما يري المحدود التجسم، و يحويه مكان، و يحصره الناظر، انما كفرت برب هذه صفته.

و لما أصر أحمد الخزاعي علي رأيه، دعي الخليفة بالسيف المسمي الصمصامة و قال: اني احتسب خطاي الي هذا الكافر الذي يعبد ربا لا نعبده، و لا نعرفه بالصفة التي وصفه بها، ثم مشي اليه بنفسه، فضرب عنقه، و أمر به فحمل رأسه الي بغداد، فنصب بالجانب الشرقي أياما، ثم بالجانب الغربي اياما، و لما صلب كتب الواثق و رقة و علقت في رأسه: (هذا رأس احمد بن نصر بن مالك دعاه عبدالله الامام هرون (و هو الواثق) الي القول بخلق القرآن و نفي التشبيه فأبي الا المعاندة فعجل الله به الي ناره.

و وكل بالرأس من يحفظه و يصرفه عن القبلة [1] و قد تنوقلت قصة خرافية فحواها: أن الرأس منذ أن نصب الي أن دفن كان يتلو القرآن، و تضاهيها قصة أخري تحكي: أنه بعد مقتل أحمد بن نصر بسنين طويلة وجد رأس أحمد بن نصر و جسده مطمورين في الرمال، لم يلحقهما أي أثر [2] .

و قتل أحمد بن نصر في آخر شعبان سنة 231 ه، و ظل رأسه و الجذع الذي نصب عليه معروضين للأنظار طيلة ست سنوات، و لا يعقل ترك رأس قتل لجريمة الكفر في نظر الدولة، و هو يتلو القرآن طيلة هذه المدة، مما يدل علي فضيحة تلك الدعوي، و استنكار الناس، ولكن الاندفاع العاطفي خلق حول كثير من الأشخاص أساطير و خرافات يكذبها الوجدان.

2- يوسف بن يحيي البويطي تلميذ الشافعي و خليفته علي حلقة درسه، حمل من مصر الي بغداد، مثقلا باربعين رطل من الحديد، و امتحن فأبي



[ صفحه 462]



أن يقول ان القرآن مخلوق، و قال: و الله لأموتن في حديدي هذا، حتي يأتي من بعدي قوم يعلمون انه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم، و لئن دخلت عليه يعني الواثق لأصدقنه، و مضي علي امتناعه حتي مات في سجنه سنة 232 ه.

و كان و هو في الحبس يغتسل كل جمعة ثم يخرج الي باب السجن اذا سمع النداء، فيرده السجان و يقول له: ارجع رحمك الله، فيقول البويطي: اللهم اني أجبت داعيك فمنعوني [3] .

3- عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولي آل طلحة الكوفي، المتوفي سنة 219 ه، و هو من شيوخ أحمد و البخاري، و يحيي بن معين، و قد امتحن و عذب لأجل امتناعه عن القول بخلق القرآن، لما بلغ كتاب المأمون الي الكوفة، سئل عن فحواه فقال: انما هو ضرب الأسواط، ثم امسك بزر ثوبه، و قال: رأسي أهون علي من هذا، و لم يزل مصرا علي امتناعه حتي مات سنة 219.

4- نعيم بن حماد بن معاوية بن الحرث الخزاعي ابو عبدالله المروزي، المتوفي سنة 228 ه، كان من الذين ثبتوا في المحنة، و لم يجب الي ما طلب منه عندما أمر الواثق بحمله من مصر، و امتحن في القول بخلق القرآن، فلم يقل أن القرآن مخلوق، و أصر علي التمسك بعقيدته، فزج في السجن الي أن مات فيه.

و نعيم هذا هو الذي قد الف كتابا في الرد علي أبي حنيفة، و كان يعرف بوضع الحديث في تقوية السنة في مقابل المعتزلة و غيرهم [4] .

5- عفان بن مسلم بن عبدالله الأنصاري أبوعثمان البصري الصفار، أحد الأئمة الأعلام، و من رجال الصحاح الستة، و عنه أخذ أحمد بن حنبل و البخاري، و ابن معين، و ابن المديني، قال أبوحاتم: هو امام ثقة متقن متين. و قال ابن عدي: عفان أوثق من أن يقال فيه شي ء [5] .

نزل عفان بغداد، و نشر بها علمه، و حدث عن شعبة و اقرانه، قال بحيي ابن معين: أصحاب الحديث خمسة: ابن جريح، و مالك، و الثوري، و شعبة.

قال حنبل: كتب المأمون الي متولي بغداد يمتحن الناس فامتحن عفان. و قال المأمون: فان لم يجب عفان فاقطع رزقه، و كان له في الشهر خمسمائة درهم، فلم يجبهم عفان لذلك و قال: «و في السماء رزقكم و ما توعدون» [6] .



[ صفحه 463]



فقطع المأمون رزقه الذي كان يتقاضاه منه، و ثبت علي عقيدته في المحنة، و قد غضب عليه أهل بيته، لأنه حرمهم بامتناعه مما يقيم أودهم، اذ كان يعول أربعين نفسا، ولكن ذلك لم يقع عنده موقع الاهتمام، و أصر علي امتناعه، الي أن مات سنة 220 ه.

6 - عبدالأعلي بن مسهر الغساني أبومسهر الدمشقي، المتوفي سنة 218 ه، عالم الشام و عظيم القدر عند أهلها، و لعظيم مكانته عندهم انه كان اذا خرج اصطف الناس يقبلون يده، و هو من رجال الصحاح الستة، و من شيوخ أحمد بن حنبل، و ابن معين. قال أحمد: ما كان اثبته. و قال ابن معين: منذ خرجت من باب الانبار الي أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر. و قال أبوحاتم: ما رأيت أفصح منه و ما رأيت احدا في كورة من الكور، أعظم قدرا و لا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق، اذا خرج اصطف الناس يقبلون يديه.

و قد ثبت عبدالأعلي و لم يجب في المحنة فحبسه المأمون ببغداد في شهر رجب لمحنة القول بخلق القرآن، و مات في الحبس سنة 218 ه [7] و اما قول ابن سعد انه مات سنة 210 ه فهو خطأ، لأن المحنة ابتدأت في سنة 218 ه.

هؤلاء الرجال هم أشهر من وقف في ذلك المعترك العقائدي، الذي اثارته الدولة، و حملت الناس علي الخضوع لارادتها بالتهديد و التوعيد، و الضرب بالسياط، و القتل و السجن. و ان من ظلامه التاريخ أن تخص هذه المحنة بأحمد ابن حنبل فيكون فارسها المحنك، و بطلها الأول، و موقفه الوحيد في نصرة الاسلام منذ بزوغ شمسه في الجزيرة العربية، و نحن لا ننكر موقفه و لا نبخس حقه، ولكنا نقول: أن هناك بزوائد يجب أن تهمل، و اطياق و أساطير لا تزيد البحث الا تعقيدا كما نشير اليها في المناقب.


پاورقي

[1] طبقات الشافعية ج 1 ص 270.

[2] أحمد بن حنبل و المحنة ص 166.

[3] طبقات الشافعية ج 1 ص 276، و: أحمد بن حنبل و المحنة ص 367.

[4] شذرات الذهب ج 2 ص 67.

[5] الخلاصة للخزرجي ص 137.

[6] الشذرات ج 2 ص 47.

[7] الخلاصة للخزرجي ص 187، و شذرات الذهب ج 2 ص 44.


و الخلاصة


ان المؤلف يحاول فيما أوردها نفي الامامة كما تعتقد الشيعة، و انه لا وصاية هناك، و لا شي ء يدل علي أنها بالوراثة.

و قد أورد كلمة تقول فيها علي الامام الصادق و هي قوله: بل قال أولا لشيخ بني علي عبدالله بن الحسن: أمدد يدك أبايعك.

و هذا القول لم يصدر من الامام الصادق عليه السلام، بل هو استنتاج من الشيخ و افتراض، كما هو دأبه في كثير من أبحاثه، و علي هذا الافتراض، و تلك المقدمات العقيمة الانتاج، يحاول أن يصدر حكما و هو يظن أنه أصاب الهدف، و وصل الي الغاية المطلوبة، و هي نفي الامامة، سواء بالوراثة أو الوصاية. فيقول:

و ننتهي من ذلك الي أن الامام الصادق رضي الله عنه و عن آل بيته الكرام، لم يثبت ثبوتا قاطعا أنه اعتبر الامامة تكون بالوصاية، و ان ثمة اثني عشر منصوصا عليهم، و اننا في حل من أن نقول: ان نسبة هذا اليه موضع نظر [1] .

و نقول: بأن الشيخ لم يطلع علي نصوص الوصاية و الوراثة، و لم يقف علي أقوال الامام الصادق عليه السلام في ذلك، و نحن في حل من أن نقول: ان هذا الحكم و هذا الاستنتاج، يدلان علي قصر النظر و ضيق أفق التفكير.



[ صفحه 140]



و من الغريب أن الشيخ يظن أنه لا أثر وارد حول هذه المسألة، و لا رواية تدل علي ذلك، و لا نص فيه الا ما حدثه به الشيخ موسي جار الله في كتاب الوشيعة، نقلا عن الكافي حول حديث الوصاية الذي ذكره في أول الكتاب - ان صح ذلك - فاذا أبطله أو نقضه انتهي كل شي ء.

و أود أن أنبه المؤلف أن الأحاديث الواردة في ذلك هي من الكثرة بمكان، و هي واردة بطرق معتبرة صحيحة، و كتب موثوق بها، لا ككتاب الوشيعة، و قد ألف جماعة من العلماء في ذلك كتبا خاصة في الوصاية. منهم: هشام بن الحكم، و الحسين بن سعيد، و الحكم بن مسكين، و علي بن المغيرة، و علي بن الحسين بن الفضل، و محمد بن علي بن الفضل، و أحمد بن محمد بن خالد البرقي، و علي بن رئاب، و يحيي بن المستفاد، و محمد بن أحمد الصابوني، و محمد بن الحسين بن فروخ، و علي بن الحسين المسعودي، و محمد بن الحسن الطوسي.

و كل هؤلاء من علماء القرن الثاني و الثالث و الرابع و غير هؤلاء من القدماء و المتأخرين، و باستطاعة المؤلف أن يرجع الي مصادر أخري فيما يكتب حول هذه الأمور الهامة، و ان كان الأولي و الأجدر به ترك الخوض في أمر لم يهضم مادته، و لم تتشبع روحه في موضوعه، و لذلك فقد تحكم في شي ء لا يصح له أن يتحكم فيه، و ليس من صلاحيته ذلك.

ان عقيدة الشيعة في الامامة، هي أمر جوهري، و فيه تختلف عن سائر الفرق، و لا يكون هذا الا عن حجة قوية، و أدلة ظاهرة، و آراء صحيحة، و هي أهم مسألة كلامية تضاربت فيها الأفكار، و كثر حولها الجدل و النقاش علي ممر العصور و الأيام.

و كأن المؤلف يجهل هذا!! فاعتبرها قضية اعتيادية، أو مسألة من مسائل التاريخ تدحض بقول فارغ، و حجة لفظية.

ان المسألة ذات أهمية كبري، و ليس تأييدها أو نقضها يعود الي نقل أبي الفرج و أمثاله أو كتاب الوشيعة، أو تبتني علي ظنون و تخمينات.

و باستطاعتنا أن نقدم له بعض النصوص الصريحة في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، و ما ورد عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم في ذلك، و ما جاء عن الامام الصادق عليه السلام من الروايات الكثيرة.

و لكن الشيخ انما يكتب بنظره كما يشير الي ذلك في ص 205 بقوله: و اننا كما قررنا نكتب عن الصادق بنظرنا لا بنظر اخواننا وحدهم - و لا ندري



[ صفحه 141]



من هم اخوانه -؟ و مع هذا فلا يصح أن نطيل المقام معه، لأن في نظره التشكيك فيما يروي في ذلك من أحاديث في الوصاية للأئمة.

و هل أشهر من حديث الغدير و الوصاية لعلي عليه السلام مما ملأ سمع الدنيا، و شهد به جماعة من الصحابة يربو عددهم علي المائة صحابي، و ألفت فيه كتب قيمة، من جميع علماء الاسلام، و مع ذلك فهو عند الشيخ موضع نظر.

و كذلك حديث الثقلين و وروده في كتب صحيحة موثوق بها، و هو يراها غير موثوقة، بدون حجة كما تقدم، فلنترك الحديث هنا، و نتجاوز هذا الموضوع؛ و نغض الطرف عما فيه من وخزات و طعون تخالف ما يتظاهر به من الدعوة لترك الحزازات و الخصومة.


پاورقي

[1] الامام الصادق لأبي زهرة ص 205.


السري


هذا هو اول سلسلة الرواية، و الطبري عندما يروي عنه يقول: كتب الي السري،، او فيما كتب الي به السري. من دون أن ينسبه الي ابيه او عشيرته.

و لكنه روي عنه مرة مشافهة فقال: حدثني السري بن يحيي. [1] .

فظهر أن الذي يحدث عنه الطبري هو السري بن يحيي، و هو مع ذلك مجهول لا يعرف و يتردد هذا الاسم بين جماعة هم:

السري ابن يحيي بن اياس و هذا لم يعاصر الطبري، لان وفاة السري ابن يحيي سنة 167 اي قبل ولادة الطبري بسبع و خمسين سنة اذ ولادة الطبري سنة 224 و وفاته سنة 310 فهذا لا يمكن أن يكون هو،

السري بن يحيي بن السري ابن اخي هناد بن السري ذكره ابن ابي حاتم المتوفي سنة 327 و هذا كان في عصر الطبري لانه عاصر ابن ابي حاتم و لكن لم تذكر له رواية، او يشير احد الي من روي عنه و لم يصفه أحد بأنه محدث او حدث عن احد او حدثوا عنه و بهذا فهو مجهول.

و علي اي حال لا يوجد بهذه النسبة من عرف بالحديث او اشتهر بالرواية.

و بعضهم يري أن السري الذي يروي عنه الطبري هو السري ابن اسماعيل الهمداني الكوفي ابن عم الشعبي و كاتبه، و هذا ايضا لا يصح لأن وفاة الشعبي سنة 103 و ولادة الطبري 224 و لا يمكن أن يمتد عمر السري هذا الي زمن الطبري فيحدثه، و مع هذا فقد اتصف بصفات توجب رد ما يرويه فهو ضعيف و متروك الحديث كما يقول ابن المبارك و ابوداود و النسائي و هو ليس بثقة و احاديثه التي يرويها لا يتابعه عليها احد كما يقول ابن عدي. و قال ابن حبان: كان يقلب الاسانيد، و يرفع المراسيل الي آخر ما وصفوه به [2] .



[ صفحه 476]



و يري بعضهم أن السري الذي يروي عنه الطبري هو: السري بن عاصم ابن سهل ابوعاصم الهمداني مؤدب المعتز بالله، و قد ينسب الي جده، و هذا معاصر للطبري لأن وفاته سنة 258 في بغداد و كان عمر الطبري عند وفاة السري هذا ثلاثين سنة فيمكن أن يكون هو.

و مع هذا فقد كذبه ابن خراش و وهاه ابن عدي، و قال: يسرق الحديث و قال النقاش: انه وضاع، و ذكر الذهبي حديثين من وضعه [3] .

و كيف كان فان الجهالة تحيط بهذا الراوي الذي يروي عنه الطبري، ولو فرضنا أنه معروف و أنه ثقة، و لكن يلزمنا أن نحقق عن شيخه الذي يروي عنه و هو شعيب.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 213: 3.

[2] انظر تهذيب التهذيب 460 - 459: 3، و ميزان الاعتدال 270: 1.

[3] ميزان الاعتدال 270: 1 و لسان الميزان 12: 3.


المضطرب بماله و المترفق، بيده أو التجارة و الصناعة


هذا مصطلحان ذكرهما الامام علي عليه السلام في عهده لمالك، راجع: نهج البلاغة ج 3 ص 99، تحف العقول: ص 140، بحارالأنوار: ج 74 ص 256

اذا كانت الحضارة الغربية لم تفطن الي أن العمل أداة الانتاج الأولي الا في العصور الأخيرة، فلقد طالما أعلنت ذلك السماء، و العمل التجاري أو اليدوي ميراث الأنبياء، و من



[ صفحه 441]



عمل الصحابة تعلم الناس جلال قدر المضطرب بماله أو المترفق بيده أو ببدنه، كما يعبر أميرالمؤمنين [1] .

و الصادق يمسك المسحاة و يعمل في بستان له، و حبات العرق تنساب كالبلور المذاب علي الجبين المزهر! فيهيب به تابع له: جعلت فداك، أعطني المسحاة أكفك، فيجيبه: «اني أحب أن يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة» [2] و كان عندئذ يلبس قميصا، و يفتح الماء بالمسحاة و يقول: «اني لأعمل في بعض ضياعي ولي ما يكفيني، ليعلم الله عزوجل أني أطلب الرزق الحلال» [3] .

و كان النبي عليه الصلاة و السلام يتناوب ركوب راحلته، و يقول لزميليه في السفر: علي و أبي لبابة [4] حينما أرادا أن يستمر راكبا في نوبتهما: «ما أنتما بأقوي علي المشي مني، و ما أنا بأغني عن الأجر منكما» [5] و كان ينزل عن بغلته ليركب من يأخذ بزمامها معه.

و يقول لمن يريد حمل شي ء بدلا منه: «صاحب الشي ء أولي بحمله» [6] .

أما أميرالمؤمنين علي فيحمل لأهله التمر و البلح في ثوبه و يقول:



لا ينقص الكامل من كماله

ما جر من نفع الي عياله [7] .





[ صفحه 442]



و يروي علي: «أن الزهراء أجرت الرحي حتي أثرت الرحي بيدها، و قمت البيت حتي اغبرت ثيابها، و أوقدت القدر حتي اسودت ثيابها و أصابها من ذلك ضر» [8] .

و يقول عطاء: «ان كانت فاطمة لتعجن حتي أن قصتها لتصيب الجفنة» [9] .

و أي عظمة في الدنيا كعظمة اليد العليا، و هي تعمل لبناية الدنيا فتعطي. لقد قبل رسول الله اليد التي تحمل المسحاة يوم أقبل من تبوك، فلقيه سعد الأنصاري فنظر الي يد سعد و قال: «ما هذا الذي أكتب يديك»؟ فقال: يا رسول الله، أضرب بالمر و المساحة فأنفقه علي عيالي، فقبل رسول الله يده و قال: «هذه يد لا تمسها النار» [10] .

و لما أعطي الرسول اليد العاملة أمانا من النار، جعل العمل عبادة، و ان ورد النص علي العمل البدني، فما هي الا اشارة لكل عمل، و هو عليه الصلاة و السلام قائل: «لأن يأخذ أحدكم حبله فليأتي الجبل فيجي ء بحزمة حطب علي ظهره فيبيعها و يستغني، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه» [11] .

و هو عليه الصلاة و السلام و علي آله ينبه علي قيمة الوقت، و الالتزام بالواجب، البدء بالعمل النافع، فيقول: «ان قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها، و ان استطاع ألا تقوم الساعة حتي يغرسها، فليغرسها» [12] .



[ صفحه 443]



و أي جلال كجلال رسول الله و هو يعمل بيده، من أجل تحرير شيخ من أشياخ الشيعة العظماء، ليحفظ الشيعة لأنفسهم و للدنيا معهم، ذلك الدرس العظيم: أن العمل و الحرية صنوان، و أن كلا منهما وسيلة للآخر.

أرسل النبي صلي الله عليه و سلم علي بن أبي طالب الي «خليسة» مولاة سلمان الفارسي، و كانت قد اشترته بثلاثمائة درهم من أعراب حملوه الي يثرب، و مكث معها ستة عشر شهرا حتي قدم النبي يثرب، فسميت المدينة، فأتاه سلمان، فأرسل النبي عليا الي خليسة بعد اذ أسلمت، لتعتق سلمان، قالت: قل للنبي: ان شئت أعتقته، و ان شئت فهو لك، قال صلي الله عليه و سلم: «أعتقيه أنت» فأعتقته، فغرس لها رسول الله ثلاثمائة فسيلة [13] .

و كان عليه الصلاة و السلام يقول: [14] «سلمان منا أهل البيت» [15] .

و مع أن الامام الصادق يري انفاق المال في البر تجارة مربحة، فيقول: «اني لأملق أحيانا



[ صفحه 444]



فأتاجر مع الله بالصدقة، فيربحني و أتسع» [16] أي أنه يوجب الانفاق في حالي اليسر و الاملاق، ويري علاجا للفقر أن يتعامل مع الله بعطائه للفقراء، فهو في الوقت ذاته يشجع الناس علي العمل.

و المجتمع الشيعي مجتمع العاملين، لا يتسع للمتسولين، و الامام الصادق - من جراء ذلك - يؤثر عطاء الذين لا يسألون الناس علي الذين يسألون.

ولو قام أهل الاسلام بواجب الانفاق لما افتقر مسلم واحد، فالعمل بكل أموال الأمة يجعل الحبة الواحدة مائة حبة، ذلك تقدير العزيز الحكيم في تشريعه [17] ، و الصدقة تربي [18] أو علي الأقل لا تنقص، يقول عليه الصلاة و السلام: «ما نقصت صدقة من مال» [19] بل يقول: «انما ترزقون بضعفائكم» [20] .

و العمل في الصناعة و التجارة مدرسة الدنيا، و وسيلة لعمارتها بالكسب الحلال، و أداء حق المال، و هو محل اكبار المسلمين أجمعين، يتراءي في كثير من أسماء جلة الفقهاء [21] .



[ صفحه 445]



و الصادق هو القائل: «الشاخص في طلب الحلال كالمجاهد في سبيل الله» [22] و القائل: «اني لأري الرجل فيعجبني فأقول: أله حرفة؟ فان قالوا: لا، سقط من عيني» [23] .

و يقول الامام الباقر: «الصدقة لا تحل لمحترف، و لا لذي مرة سوي» [24] فالمحترف غني بحرفته، و ذو القوة غني باقتداره علي العمل.

و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول: «ملعون من ألقي كله علي الناس» [25] .

سأل ابراهيم بن أدهم [26] (162) تمليذه شقيق البلخي [27] (195) و هما الزاهدان الشهيران: ما



[ صفحه 446]



بدء أمرك الذي أبلغك هذا؟ قال شقيق: مررت ببعض الفلوات فرأيت طائرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض، فقلت: أنظر من أين يرزق هذا، فقعدت بحذائه: فاذا بطير أقبل و في منقاره جرادة فوضعها في منقار الطير مكسور الجناحين، فقلت في نفسي: ان الذي قيض هذا لهذا قادر أن يرزقني حيث كنت، فتركت التكسب و اشتغلت بالعبادة.

قال ابراهيم: و لم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم الطير العليل حتي تكون أفضل منه؟ أما سمعت عن النبي رحمهما الله: أن «اليد العليا خير من اليد السفلي» [28] .

و خرج الامام الصادق يسعي للرزق في يوم صائف شديد الحر، فقالوا: يا ابن رسول الله، هذه حالك عندالله عز و جل، و قرابتك من رسول الله، و أنت تجهد نفسك في هذا اليوم! فقال لمن حدثه: «خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك» [29] .

و لما أخبروه يوما عن رجل يقول: لأقعدن و لأصلين و لأعبدن الله، قال: «هذا أحد الذين لا يستجاب لهم» [30] .

و لا بأس أن يجد العامل في عمله بعض مشقة، فما هي الا زيادة في الفضيلة فيه، أو الهناءة به.

جاءه من يرجوه ليدعو الله الا يجعل رزقه علي أيدي العباد، فأجابه: «أبي الله عليك ذلك، آلي الله الا أن يجعل رزق العباد بعضهم من بعض، و لكن ادع الله أن يجعل رزقك علي



[ صفحه 447]



أيدي خيار خلقه فانه من السعادة، و لا يجعله علي أيدي شرار خلقه فانه من الشقاوة» [31] .

و الصادق بهذا التنبيه يلفت النظر الي أن التعامل يقتضي وجود طرفين، و السعيد من صلح طرفه الآخر، و هو فوق ذلك يكمل نقصا لدي كثير من الصالحين الذين يفوتهم أن خوض الغمرات للرزق، مع النجاة من ارتكاب الاثم في تحصيله، درجة أعلي في الفضل، بل هو يبصرهم بالمكروه الذي يلقاه الناس اذ يبتغون غضارة العيش أو نضارة الحياة، يقول: «ليس من أحد و ان ساعدته الدنيا بمستخلص غضارة عيش الا من خلال مكروه» [32] و الغضارة: نضارة و وضاءة و صلاح بال، لا يمكن أن تكون بمعدي عن المكاره، و منها الايجابي الذي يستوجب النضال، و منها سلبي، يتراءي فيما يفقده المرء من ذات نفسه باضعاف قدرته علي التحمل، أو منعها من العمل، أو مصير ذاته الي الترهل. و منها ما يتقاضاه الناس من أعراض الناضرين اذ يمسون أغراضا لسهام الكلام.

و انما ينضر الله عبدا سمع مقال الرسول و وعاه [33] أسلوبا في الحياة، و ما هو الا الجد و أداء الواجب، و الاقتصاد في مظاهر الرفاه و هو أقوم و أسلم.

و ينضر الامام وجه العمل ذاته ليزيد العامل قوة، و يزيد الأداء أناقة، و صلات المتعاملين و ثاقة، حيث يقول: «كل ذي صناعة مضطر الي ثلاث خصال يجتلب بها الكسب: أن يكون حاذقا بعمله، مؤديا للأمانة، مستميلا لمن استعمله» [34] .

و لما ختم الخصال الثلاثة بالاستمالة كان يوجه من استعمل غيره أو استعمله غيره؛ ليدخل قلب عميله في حسابه. فهذا درس اسلامي اجتماعي في المحبة، مثلما أنه درس اقتصادي في احسان الصناعة، و وثاقة العلاقة، و لباقة الأخذ، و لياقة العطاء، و الحياة كلها أخذ و عطاء.



[ صفحه 448]




پاورقي

[1] هذا مصطلحان ذكرهما الامام علي عليه السلام في عهده لمالك، راجع: نهج البلاغة ج 3 ص 99، تحف العقول: ص 140، بحارالأنوار: ج 74 ص 256.

[2] الكافي: ج 5 ص 76، وسائل الشيعة: ج 17 ص 39، عوالي اللئالي: ج 3 ص 193، بحارالأنوار: ج 47 ص 57، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 472 و ج 3 ص 185.

[3] الكافي: ج 5 ص 77، وسائل الشيعة: ج 17 ص 39.

[4] هو بشير بن عبد المنذر، و قيل: رفاعة، و هو بكنيته أشهر. سار مع رسول الله يريد بدرا فرده من الروحاء و استخلفه علي المدينة، و ضرب له بسهمه و أجره، فكان كمن شهدها. (أسدالغابة: ج 1 ص 195). و قال الطوسي في رجاله ص 27: «شهد بدرا و العقبة الأخيرة». و قال ابن حجر في التهذيب: ج 2 ص 459: «المدني، اسمه بشير ، و قيل: رفاعة بن عبد المنذر، صحابي مشهور، و كان أحد النقباء، وعاش الي خلافة علي».

[5] مسند أبي داود الطيالسي: ص 47، كنزالعمال: ج 10 ص 376، الطبقات الكبري: ج 2 ص 21.

[6] هذا تعبير عامي مشهور علي الألسن و لا يوجد حديث للنبي بهذا اللفظ، ورد بمعناه عندما طلب أبوهريرة من النبي حمل شي ء عنه قال صلي الله عليه و آله و سلم: «صاحب الشي ء أحق بشيئه أن يحمله، الا أن يكون ضعيفا فيعجز عنه فيعينه أخوه المسلم». مجمع الزوائد: ج 5 ص 122، مواهب الجليل: ج 8 ص 164، نيل الأوطار: ج 2 ص 103، حاشية السندي علي النسائي: ج 7 ص 284، مسند أبي يعلي: ج 11 ص 25، المعجم الأوسط: ج 6 ص 350، الجامع الصغير: ج 2 ص 91، كنز العمال: ج 3 ص 111، فيض القدير: ج 4 ص 249، كشف الخفاء: ج 2 ص 19.

[7] مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 372، حلية الأبرار: ج 2 ص 260، بحارالأنوار: ج 41، ص 54، و فيها جميعا يحمل: «التمر و المالح» لا «البلح». و المالح: هو السمك المقدود المملح كما نقل عن الفيومي في المصباح: ج 2 ص 123، و في بعضها: «التمر و الملح».

و نقلها الخطيب البغدادي في تاريخه: ج 3 ص 23 عن محمد بن كناسة: «و كان يحمل بيده بطن شاة».

[8] من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 320 و 321، علل الشرائع: ج 2 ص 366، مكارم الأخلاق: ص 280، ذخائر العقبي: ص 50، مسند أحمد: ج 1 ص 153، سنن أبي داود: ج 2 ص 29، و 489 و 490، فتح الباري: ج 11 ص 101، كتاب الدعاء للطبراني: ص 95، كنز العمال: ج 15 ص 508، تهذيب الكمال: ج 20 ص 322، و زاد بعضهم أمورا أخري غير ما ذكره المؤلف.

[9] ذخائر العقبي: ص 51. و القصة: منتهي شعر الرأس حيث يؤخذ بالمقص (لسان العرب: ج 7 ص 73)، و الجفنة: القصعة بل هي أعظم القصاع (الصحاح: ج 4 ص 1384).

[10] تاريخ بغداد: ج 7 ص 354، الموضوعات لابن الجوزي: ج 2 ص 251، أسد الغابة: ج 2 ص 269.

[11] مواهب الجليل: ج 6 ص 11، سبل السلام: ج 2 ص 144، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 191، وسائل الشيعة: ج 9 ص 443، مسند أحمد: ج 1 ص 167 و ج 2 ص 455، صحيح البخاري: ج 2 ص 129.

[12] فيض القدير: ج 2 ص 16، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 460، مجمع الزوائد: ج 4 ص 63، مسند أبي داود: ص 275، منتخب مسند عبد بن حميد: ص 366، الأدب المفرد للبخاري: ص 106، الجامع الصغير: ج 1 ص 409، كنز العمال: ج 3 ص 892 و ج 12 ص 341، الكامل: ج 5 ص 38.

[13] أسدالغابة: ج 5 ص 440، سير أعلام النبلاء: ج 1 ص 519، الاصابة: ج 8 ص 107 برقم 349، تاريخ الخميس: ج 1 ص 469.

[14] قد خرجنا قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم سابقا.

[15] أضافه النبي الي أهل البيت فضلا من النبي في تنازع المهاجرين و الأنصار عليه، اذ كان كل من الفريقين يريده واحدا منهم.

و كان سلمان في انتسابه لأهل البيت حيث أراد صاحبه صلي الله عليه و سلم، فهو صاحب الرأي بحفر الخندق في يوم غزوة الخندق (الأحزاب)، و علي هو الذي قتل عمرو بن عبدود فارس العرب يوم ذاك، فلأهل البيت في هذه المعركة القدح المعلي.

و كان حكيما، اذا خلا به رسول الله لم يبغ أحدا غيره، عينه عمر أميرا علي المدائن عاصمة فارس، فكان يوزع عطاءه علي الناس (خمسة آلاف درهم) و يعمل الخوص بيده و يبيعه بثلاثة دراهم، ينفق واحدا و يتصدق بواحد و يشتري خوصا جديدا بواحد! و ذات يوم دخلوا عليه دار الامارة فوجدوه يعجن بيده، قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين!

رآه رجل قادما من الشام فحسبه من ضخامة جسمه حمالا، فأعطاه حملا و قال: اتبعني، فحمله و تبعه! ورآه الناس فتسارعوا يحملون حمل الأمير، قال: لا...، فرجاه الرجل اذ أدرك مقامه، فأبي و قال: لاحتي أبلغ منزلك، وثمة وضع الحمل في مكانه و قال: اني احتسبت بما صنعت خصالا ثلاثة: أني نفيت عني الكبر، و أعنت رجلا من المسلمين علي حاجته، و ان لم تسخرني سخرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي.

فهو يحمل الحمل عن رجل ضعيف، و لا يخزي صاحب الحمل بتعريف نفسه، و ينفي عنها الكبر و هو أمير فارس! لكنه يحفظ وصية صاحبه صلي الله عليه و سلم فيقول: أوصاني خليلي ألا يكون متاعي من الدنيا الا كزاد الركب. و حسبه قول أميرالمؤمنين علي عنه: «من لكم بمثل لقمان الحكيم» (منه).

[16] بحارالأنوار: ج 75 ص 206، كشف الغمة: ج 2 ص 423، و أملق الرجل: أنفق حاله حتي قل. و فيهما: «فأتاجر الله بالصدقة».

[17] اشارة لقوله تعالي: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» سورة البقرة: 261.

[18] اشارة لقوله تعالي: «يمحق الله الربا ويربي الصدقات» سورة البقرة: 276.

[19] المجموع: ج 1 ص 31، و ج 6 ص 244، الموطأ: ج 2 ص 1000، سبل السلام: ج 4 ص 208، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 340، منية المريد: ص 193، مسند أحمد: ج 2 ص 235، سنن الدارمي: ج 1 ص 396، صحيح مسلم: ج 8 ص 21.

[20] الحديث هو: «هل ترزقون و تنصرون الا بضعفائكم» مسند أحمد: ج 1 ص 173 و ج 5 ص 198، سنن الدارمي: ج 1 ص 103، سنن أبي داود: ج 1 ص 584، سنن الترمذي: ج 3 ص 123.

و أما كتب الشيعة فقد بينت هؤلاء الضعفاء علي نحو القضية الخارجية، فقد جاء في الكافي: ج 2 ص 244: «ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون، و بهم تنصرون، و بهم تمطرون، منهم: سلمان الفارسي، و المقداد، و أبوذر، و عمار، و حذيفة رحمهم الله» و كان علي يقول: «و أنا امامهم» و هم الذين صلوا علي فاطمة.

[21] أطلقت الأوصاف من كثير من الحرف علي عظماء الفقهاء الذين يحترفونها: الخصاف، القدوري، الكرابيس، القفال، الصابوني، الحلواني، النعالي، البقالي، الصفار، الجصاص، التبان... الخ، وقد عمل أئمة أهل السنة الأربعة، و عمل الصحابة و التابعون.

و من علماء الشيعة نصر بن مزاحم (مؤلف كتاب صفين) و داود بن أبي يزيد. و داود بن سرحان: كانوا عطارين، و ميثم التمار يبيع التمر، و مؤمن الطاق و خالد بن سعيد و محمد بن خالد و صبيح بن أبي الصباح كانوا صيارفة، و الشيخ آدم كان يبيع اللؤلؤ، و رفاعة بن موسي كان نحاسا، و ابن حدير كان طحانا، و عبدالله بن ميمون كان قداحا يبري القداح (منه).

[22] لم أجد نصا بهذا اللفظ، و لكن ورد بألفاظ متعددة تؤدي المعني نفسه، منها: «الكاد علي عياله (من حلال) كالمجاهد في سبيل الله» راجع: الكافي: ج 5 ص 88، بحارالأنور: ج 93 ص 324، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 168، وسائل الشيعة: ج 17 ص 67، مستدرك الوسائل: ج 7 ص 378، الهداية: ص 60، فقه الامام الرضا: ص 208.

[23] لم أجده عن الصادق عليه السلام، بل عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم تارة، لاحظ: مستدرك الوسائل: ج 13 ص 11، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 377، جامع الأخبار: ص 390، درر الأخبار: ص 704، لسان العرب: ج 9 ص 44. و عن عمر أخري، انظر: كنز العمال: ج 4 ص 123، فيض القدير: ج 2 ص 372، غريب الحديث: ج 1 ص 321، النهاية في غريب الحديث: ج 1 ص 356.

[24] الكافي: ج 3 ص 560، وسائل الشيعة: ج 9 ص 321 و 233، بحارالأنوار: ج 93 ص 66، و المرة: القوة، و السوي: من اعتدل خلقته.

[25] الكافي: ج 4 ص 12، و ج 5 ص 72، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 68، تحف العقول: ص 37، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 327، وسائل الشيعة: ج 17 ص 32، بحارالأنوار: ج 74 ص 140، و في بعضها: «ملعون ملعون» و الكل: هو الثقل، أي: قوته و قوت عياله علي الناس.

[26] ابراهيم بن أدهم بن منصور التميمي البلخي؛ أبواسحاق، زاهد مشهور، كان أبوه من أهل الغني في بلخ، فتفقه و رحل الي بغداد، وجال في العراق و الشام و الحجاز، و أخذ عن كثير من علماء الأقطار الثلاثة.

كان يعيش من العمل في الحصاد و حفظ البساتين و الحمل والطحن، و يشترك مع الغزاة في قتال الروم...، كان يلبس في الشتاء فروا لا قميص تحته، و لا يتعمم في الصيف و لا يحتذي، يصوم في السفر و الاقامة، و ينطق بالعربية الفصحي فلا يلحن، و الراجح أنه مات و دفن في (سوفنن) حصن من بلاد الروم سنة 162 ه (الأعلام: ج 1 ص 31).

[27] شقيق بن ابراهيم بن علي الأزدي البلخي؛ أبوعلي، زاهد صوفي، من مشاهير المشايخ في خراسان، و لعله أول من تكلم في علوم الأحوال (الصوفية) بكور خراسان. كان من كبار المجاهدين، استشهد في غزوة (كولان) بما وراء النهر سنة 194 ه. (الأعلام: ج 3 ص 171).

[28] تاريخ مدينة دمشق: ج 23 ص 135، لسان الميزان: ج 3 ص 152.

و حديث النبي خرجه صحيح البخاري: ج 2 ص 117 و 130، صحيح مسلم: ج 3 ص 94، سنن أبي داود: ج 1 ص 372، سنن الترمذي: ج 2 ص 94، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 376، وسائل الشيعة: ج 9 ص 378.

[29] الكافي: ج 5 ص 74، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 325، بحارالأنوار: ج 47 ص 55، تفسير نور الثقلين: ج 5 ص 135، تفسير الميزان: ج 10 ص 179، و المستفهم هو عبدالأعلي مولي آل سام.

[30] الكافي: ج 5 ص 77، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 323، وسائل الشيعة: ج 7 ص 125، مستطرفات السرائر: ص 634، عدة الداعي: ص 82، بحارالأنوار: ج 86 ص 29.

و أما الاثنان الآخران فرجل عنده امرأته يدعو عليها لا يستجاب له لأن عصمتها بيده، و رجل له حق علي غيره فلم يشهد عليه و جحده ذلك.

[31] تحف العقول: ص 362، مشكاة الأنوار: ص 234، بحارالأنوار: ج 75 ص 244، درر الأخبار: ص 546.

[32] تحف العقول ص 381، بحارالأنوار: ج 75 ص 286. و الغضارة بالفتح: طيب العيش. و لعل المراد: أن النيل بغضارة العيش لكل أحد لا تحصل الا بعد التعب و المشقة.

[33] اشارة لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها الي من لم يسمعها» مسند أحمد: ج 4 ص 80، سنن الدارمي: ج 1 ص 75، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 86، الكافي: ج 1 ص 403، الخصال: ص 149، وسائل الشيعة: ج 27 ص 89، بحارالأنوار: ج 2 ص 148.

[34] تحف العقول: ص 22، بحارالأنوار: ج 75 ص 236، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 112 و ج 6 ص 381. و مستميلا: أي عطوفا.


من وصيته لعنوان البصري


كان عنوان يختلف الي مالك بن أنس و يأخذ عن العلم، فأتي يوما الي الامام الصادق عليه السلام ليأخذ عنه العلوم، فأبي الامام عليه السلام قائلا: اني رجل



[ صفحه 274]



مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار، فلا تشغلني عن وردي.

و لم يزل عنوان يدعو الله تعالي ليعطف له قلب الصادق عليه السلام الي أن أذن له.

فلما دخل قال له الامام عليه السلام ما مسألتك؟ فقال: سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك، و أرجو أن الله تعالي أجابني في الشريف ما سألته.

فقال عليه السلام: يا أباعبدالله ليس العلم بالتعلم، انما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالي أن يهديه، فان أردت العلم فأطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية، و اطلب العلم باستعماله، و استفهم الله يفهمك.

قال: يا شريف. فقال عليه السلام: قل يا أباعبدالله.

قال: يا أباعبدالله ما حقيقة العبودية؟

قال عليه السلام: ثلاثة أشياء: أن لا يري العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا، لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله، يضعونه حيث أمرهم الله به، و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، و جملة اشتغاله فيما أمره تعالي به و نهاه عنه، فاذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالي ملكا، هان عليه الانفاق فيما أمره الله تعالي أن ينفق فيه، و اذا فوض العبد تدبير نفسه علي مدبره هان عليه مصائب الدنيا، و اذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالي و نهاه، لا يتفرغ منهما الي المراء، و المباهاة مع الناس، فاذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة، هان عليه الدنيا، و ابليس، و الخلق، و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا، و لا يطلب ما عند الناس عزا و علوا، و لا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة التقي، قال الله



[ صفحه 275]



تبارك و تعالي (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين).

قال: يا أباعبدالله أوصني.

قال عليه السلام: أوصيك بتسعة أشياء فانها وصيتي لمريدي الطريق الي الله تعالي، و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله، ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحكم، و ثلاثة منها في العلم، فاحفظها و اياك و التهاون، قال عنوان: ففرغت قلبي له.

فقال: أما اللواتي في الرياضة: فاياك أن تأكل ما لا تشتهيه، فانه يورث الحماقة و البله، و لا تأكل الا عند الجوع، و اذا أكلت فكل حلالا و سم الله، و اذكر حديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، فان كان و لا بد فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه.

و أما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: ان قلت واحدة سمعت عشرا، فقل: ان قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل له: ان كنت صادقا فيما تقول، فأسأل الله أن يغفر لي، و ان كنت كاذبا فيما تقول، فأسأل الله أن يغفر لك، و من وعدك بالخني، فعده بالنصيحة و الرعاء.

و أما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، و اياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و اياك أن تعمل برأيك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد اليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، و لا تجعل رقبتك للناس جسرا.

قم عني يا أباعبدالله فقد نصحت لك، و لا تفسد علي وردي، فاني امرء ضنين بنفسي، و السلام علي من اتبع الهدي [1] .



[ صفحه 276]



يظهر من تعامل الامام عليه السلام مع عنوان البصري، أنه لم يكن من أصحابه، أو الذين يجمعون العلم للوصول الي الله تعالي، و الا لما أعرض عنه الامام عليه السلام في بداية الأمر، و بعد موعظته له، قال: قم عني...

اضافة الي أن جل وصية الامام عليه السلام له، هي تفويض الأمر لله عزوجل، و ليس معني كلامه عليه السلام بالتفويض، أن لا اختيار للعبد مطلقا في تصرفاته، و كأنه مجبر في تحركاته، «بل لا جبر و لا تفويض لكن أمر بين أمرين».

و من محور كلامه عليه السلام يظهر أن عنوانا كان يقول بالاختيار، و أن الله فوض الي العبد تدبير شؤونه في جميع مجالات حياته، فلا ارادة لله في شي ء منها، فيكون عندئذ قد عزل الله من سلطانه.

فلذا نبهه الامام عليه السلام في آخر كلامه علي الاحتياط في جميع أموره، و أن لا يجعل نفسه عالما في غير مقامه.


پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 1 / 226.


اشتراط الولي لصحة عقد النكاح


اختلف الفقهاء في المرأة اذا كانت بالغة عاقلة حرة هل يصح أن تتولي عقد زواجها بنفسها أو لابد من ولي يتولي عقد النكاح عليها؟

و مذهب الامام جعفر الصادق أن الولي شرط و لا يصح عقد النكاح الا به نقل ذلك عنه صاحب الروض [1] .

و روي ذلك عن: سيدنا عمر و علي و ابن عباس و ابن مسعود و عائشة و أبي هريرة و ابن عمر و سعيد بن المسيب و الحسن و البصري و النخعي و عمر بن عبدالعزيز و شريح و الثوري وابن شبرمة و ابن المبارك و ابن أبي ليلي و قتادة و الأوزاعي و الباقر و زيد ابني علي و اسحاق و اليه ذهب الشافعي و أحمد و هو رواية عن مالك و أبي يوسف [2] .



[ صفحه 121]



و الحجة لهم:

1- قوله تعالي: «و أنكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم» [3] .

وجه الدلالة:

ان الله تعالي أسند الانكاح الي الأولياء و هذا فيه دلالة علي اعتبار الولي في عقد النكاح و الا لما كان لهذا الاسناد معني.

2- قوله تعالي: «و اذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن اذا تراضوا بينهم بالمعروف» [4] .

وجه الدلالة:

ان هذا النص صريح في اعتبار الولي في النكاح و الا لما كان للعضل معني، اذ لو كان لها أن تزوج نفسها لما احتاجت الي الولي [5] .

قال الامام الشافعي: انما ما يؤمر بأن يعضل المرأة من له سبب الي العضل بأن يكون يتم به نكاحها من الأولياء. و الزوج اذا طلقها فانقضت عدتها فليس بسبيل منها فليعضلها. و انتقاض عدتها فقد يحرم عليها أن تنكح غيره. و هو لا يعضلها عن نفسه. و هذا أبين ما في القرآن من أن الولي مع المرأة في نفسها حق و أن علي الولي أن لا يمنعها اذا رضيت أن تنكح بالمعروف [6] .

3- ما روي عن أبي موسي أنه قال: رسول الله صلي الله عليه و سلم: «لا نكاح الا بولي» [7] .

4- ما روي عن عائشة أن النبي صلي الله عليه و سلم قال: «أيما امرأة نكحت بغير



[ صفحه 122]



اذن وليها فنكاحها باطل» [8] .

وجه الدلالة:

فهذه الأحاديث بمفهومها تدل علي أن المرأة اذا نكحت باذن وليها فنكاحها صحيح.

5. عمل الصحابة فقد روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه رد نكاح امرأة نكحت بغير ولي و جلد الناكح [9] .

و قال بعض العلماء: ان الولي غير شرط في صحة النكاح فمن زوجت نفسها فنكاحها صحيح، الا أن للأولياء الاعتراض و التفريق بينهما. اذا وضعت نفسها عند غير كف ء.

و اليه ذهب أبوحنيفة و زفر و الحسن بن زياد و هو رواية عن أبي يوسف و يروي عن محمد بن الحسن أنه رجع اليه.

و قال بعضهم: ان المرأة اذا نكحت بغير اذن الولي كان النكاح موقوفا علي اجازته.

روي ذلك عن: ابن سيرين و القاسم بن محمد و الحسن بن صالح و به قال محمد بن الحسن.

و قال ابن المنذر: و أما ما قاله النعمان أي (أبوحنيفة) فمخالف خارج عن قول أكثر أهل العلم [10] .



[ صفحه 127]




پاورقي

[1] الروض النضير: 4 / 26.

[2] المصدر السابق؛ المغني: 7 / 5؛ المحلي: 9 / 451؛ الحاوي: 11 / 66؛ القرطبي: 3 / 7؛ نيل الأوطار: 6 / 102؛ مغني المحتاج: 3 / 147؛ معالم السنن: 3 / 200؛ الهداية: 1 / 213؛ الأم: 5 / 11؛ شرح الدردير: 1 / 285؛ المنتقي: 3 / 270؛ زاد المعاد: 453؛ الاشراق: 4 / 34؛ المهذب: 2 / 36؛ المدونة: 2 / 165.

[3] سورة النور: 32.

[4] سورة البقرة: 232.

[5] فتح الباري: 9 / 148.

[6] أثر الاختلاف في القواعد الأصولية: 573.

[7] أبوداود: 1 / 606؛ الدار قطني: 3 / 225.

[8] أبودود: 2 / 48؛ الترمذي بشرح العارضة: 5 / 13؛ المستدرك: 2 / 168 و اللفظ له و قال: صحيح علي شرط الشيخين.

[9] أثر الاختلاف: 573؛ فقه جابر بن زيد: 383.

[10] المصادر السابقة؛ الاختيار: 3 / 128؛ بداية المجتهد: 2 / 11؛ حليةالعلماء: 6 / 324؛ سبل السلام: 3 / 117؛ المبسوط 5 / 10؛ اختلاف أبي حنيفة و ابن أبي ليلي: 175؛ الأحوال الشخصية لأبي زهرة: 136- 135؛ مختصر الطحاوي: 171؛ تحفة الأحوذي: 4 / 332، الأشراف: 34.


محصل الكلام


ان الداعي الي الله، و القائم بهداية الناس الي السعادة، لابد أن يلاحظ عدة أمور:

أولا: أن يكون مخلصا في عمله، حتي ينطبق عليه عنوان الداعي الي سبيل الرب، و المقصود منه هو الدين.

ثانيا: أن يعرف فن الحوار، و أسلوب الخطاب، و ذلك:

الف) بأن يكون مستواه العلمي عاليا، و بنيته قوية، حتي يستوعب الحكمة، و يميز الموعظة الحسنة عن غيرها التي ربما تؤثر سلبيا، و يعرف الجدال الأحسن فضلا عن الحسن، أو غير الحسن.

ب) و أن يكون خلقه حسنا.

ج) و أن يكون عارفا بشرائط و أحوال و خصائص المخاطب.

و بذلك يكون معني الآية: ( أدع الي سبيل ربك) أي الي دينه، لأنه الطريق الي مرضاته [1] ، (بالحكمة) أي بالبرهان، و بالحكمة التي تنتج الحق [2] ، أو الكتاب الذي هو الحكمة، (و الموعظة الحسنة) التي تلين بها النفوس، و ترق اقلوب، (و جادلهم بالتي هي أحسن أي جادلهم بالطريقة التي فيها اللين و الرفق، من غير فظاظة و لا تعسف. [3] .

و نجد قمة هذه المعاني و ذروتها متبلورة في شخصية الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، و سوف تعرف المزيد من ذلك خلال تصفحك، و قراءتك، و

تأملك، و تدقيقك، و تعمقك في كلمات و احتجاجات له عليه السلام، جرت مع أطراف عديدة، و أصحاب أهواء و ميول مختلفة.



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] مجمع البيان 210:6.

[2] الميزان في تفسير القرآن 267:5 - و 267:12.

[3] فقه القرآن 365:1.


شجاعته


لم تكن في أيام الصادق عليه السلام حروب يحتم الدين عليه الولوج في ميادينها ليعرف الناس عنه تلك الملكة النفسية، نعم ان هناك ظواهر تدل علي تلك القوي الراسخة، أمثال قوة القلب و اطمئنان الجأش، و مر عليك في مواقفه مع المنصور و ولاته من ص 122 - 114، و في جلده ما ينبيك عن تلك القوي الغريزية، و الجبن انما يكون من ضعف القلب وضعة النفس.

و من ثم يجب أن يكون المؤمن شجاعا غير هياب و لا نكل في سبيل الدين و الحق، و كلما كان أقوي ايمانا كان أبسل و أشجع و لذلك تجد أنصار الحسين عليه السلام و أهل بيته أبهروا العالم في موقفهم يوم الطف، و ما كانوا أشجع الناس لولا ذلك الايمان الثابت و اليقين الراسخ و التوطين علي معانقة الرماح و السيوف، و لو كان أهل الكوفة علي مثل ذلك اليقين و التوطين و الايمان لما استقامت الحرب الي ما بعد الظهر في ذلك اليوم القايض و هم سبعون ألفا و الأنصار سبعون نفرا، و لما كان قتلي أهل الكوفة لا يحصون عدا.

و من ههنا يستبين لنا أن الصادق لابد أن يكون أشجع الناس و أربطهم جأشا اذا دارت رحي الحرب، الحرب التي يفرضها الدين و تدعو اليها الشريعة.



[ صفحه 241]




مشاهير الثقات من رواته من الشيعة


اذا كان الرواة الثقات الذين أحصتهم كتب الرجال أربعة آلاف أو يزيدون فليس من الصواب أن نذكرهم جميعا ههنا، علي أن كتب الرجال قد استقصت اكثرهم ذكرا و ترجمة، كما أنه ليس من الصحيح اهمالهم فان استطراد ذكرهم دخيل في القصد، فرأينا أن نذكر المشاهير عن ثقاتهم خاصة فان به ايرادا لناحية من نواحي حياته عليه السلام، و بعدا عن السعة المملة .


علم الطب


و قد ورد عن الامام الصادق عليه السلام الكثير من التعاليم الطبية و الآداب الصحية ، و قد جمع بعض علماء السلف شيئا كثيرا من كلامه و كلام غيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام في ذلك و أسماه طب الأئمة ، كما جمع بعضهم ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام من تعاليم طبية كان يلقي بها لسائليه ، في رسالة أسماها طب الامام الصادق ، و من ذلك ما ورد في كتاب توحيد المفضل التي أملاها علي المفضل ابن عمر ، من الاخبار عن الطبائع و فوائد الأدوية و ما يتعلق بعلم التشريح و غيرها مما له ربط بصحة الانسان و مزاجه ، و ما ورد في مناظرته مع طبيب في مجلس الخليفة المنصور ، من بيان وظائف الأعضاء و حكمة وضعها في مواضعها .

و من روائعه الصحية:أمره بغسل الفاكهة قبل الأكل ؛ فقد ورد عنه قوله:ان لكل ثمرة سما فاذا أتيتم بها فأمسوها الماء و اغمسوها في الماء .

و من تعاليمه الطبية:مداواة الحمي بالماء البارد ، فقد ذكروا له الحمي



[ صفحه 201]



فقال عليه السلام:انا أهل بيت لا نتداوي الا بافاضة الماء البارد يصب علينا.

و قال عليه السلام:في الطعام ، نحن أهل بيت لا نأكل حتي نجوع ، و اذا أكلنا لا نشبع ، كما هو المأثور عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:المعدة أصل الداء و الحمية رأس الدواء .


الدور 02


في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري استعادت النجف الأشرف مركزها العلمي بعد أن فازت الحلة بزعامتها مدة ثلاثة قرون.

و لقد حددت بعض المصادر زمن عودة الحياة العلمية الي النجف الأشرف بعهد المقدس الأردبيلي [1] يقول السيد حسن الصدر: عادت الي النجف في زمن المقدس الأردبيلي، فقوي ذلك و اشتد الناس اليه من أطراف البلاد، و صارت من أعظم مراكز العلم و الفقه الشيعي في العالم [2] .

و يعود السبب في اعادة الحياة العلمية الي النجف الأشرف الي سحب المياه



[ صفحه 279]



العذبة للشرب من الفرات و ايصالها الي النجف من قبل السلاطين و العلماء و غيرهم.

فأول من قام بحفر نهر التاجية الصاحب عطاء الملك بن محمد الجويني عام 676 هجرية.

ثم جاء بعده الشاه اسماعيل الأول الصفوي الي النجف فأمر بحفر نهر الشاه سنة 914 هجرية، و تلاه الشاه طهماسب الصفوي فأمر بحفر نهر الطهماسبية سنة 980 هجرية، و من بعده جاء الشاه عباس الصفوي الكبير، و عند وفوده الي النجف أمر بحفر نهر المكرمة سنة 1032 هجرية.

بالاضافة الي الاحتياطات الأمنية التي اتخذت في حفظ النجف و سكانها من غارات البدو «كبناء الأسوار لها»، و كان هذا التحول و الانتقال في القرن التاسع و العاشر.

و ليس بعيدا أن يكون توفير المياه و الأمن في النجف سببا لعودة العلماء و بعث الحياة العلمية في جامعة النجف.

و استمرت الجامعة النجفية بواجبها في أداء رسالتها حتي أواخر القرن الحادي عشر للهجرة، فقد قلت الهجرة اليها و تضاءل وفود الطلاب من الخارج عليها بسبب الصراع السياسي و المذهبي الدامي الدائر بين الدولتين الصفوية و العثمانية علي العراق [3] ، مما جعل الناس ينكمشون عن الهجرة الي العراق،



[ صفحه 280]



و لا سيما المراكز الشيعية فيها، و ضغط الدولة العثمانية علي علماء شيعة أهل البيت و رجال الدين و مؤسساتها العلمية أيام استيلائهم علي الحكم في العراق،



[ صفحه 281]



علي عكس ما كانت عليه الدولة الصفوية (العلوية).

و السبب الثاني هو الوباء الذي اجتاح النجف بالطاعون و موت المئات بل الآلاف من سكانها بحيث أصبح من المتعذر دفن الأموات و مواراتهم التراب.

و السبب الثالث: ما أصاب النجف و سكانها من هجوم المشعشعين [4] و احتلالهم المرقد المطهر و نهب ما فيه من الثروات و التراث و كذلك نهب أموال



[ صفحه 282]



الأهالي و الاعتداء عليهم، فضلا عن هجمات و غارات البدو الوهابيين المتكررة علي النجف و الاعتداء و نهب و سلب الأموال و غيرها.

و السبب الرابع: انتقال زعيم الحوزة و الحركة العلمية آنذاك الشيخ أحمد ابن فهد الحلي من النجف الي كربلاء مع حاشيته.

هذه العوامل المتعددة، و منها السياسية - الخارجية و الداخلية - أدت الي ضمور الحركة العلمية في النجف و شل نشاطها، مما سبب انتقال الحوزة و المركز العلمي الي كربلاء. و علي رغم كل ذلك فان النجف بقيت محتفظة بقسم من نشاطها العلمي، و بقيت تواكب التطور و الحركة العلمية رغم انتقال الزعامة الدينية العلمية الي كربلاء.

و كيفما كانت الأسباب و الدوافع في نقل الحركة العلمية الي كربلاء من سنة 1150 الي 1212 هجرية، فقد نضجت الحركة و التعمق العلمي خاصة في مدرسة العلامة الاستاذ الوحيد البهبهاني [5] كما برز العلامة الشيخ يوسف البحراني [6] .

و قد عاشت الزعامة الدينية في كربلاء زهاء سبعين عاما فتحت خلالها آفاقا جديدة في تطوير الكيان العلمي، كان له صدي حافل بالاكبار و التقدير.

و قدر لمدرسة العلامة الوحيد البهبهاني أن تفتتح عصرا جديدا في تأريخ



[ صفحه 283]



العلم، و التي أكسبت الفكر العلمي في العصر الثاني الاستعداد للانتقال الي عصر ثالث [7] ، غير أن الاتجاه الأخباري في القرن الثاني عشر قدر له أن يتخذ من كربلاء نقطة ارتكاز له.

ان رد الفعل الذي حصل لهذا الاتجاه، جعل من الرائد المجدد في مدرسة الفقه و الاصول، العلامة الكبير الشيخ محمدباقر البهبهاني قدس سره المتوفي سنة 1205 هجرية، يركز جهده في الوقوف بوجه الحركة الأخبارية، و تأييد علم الاصول، حتي ضعف و تضاءل الاتجاه الأخباري.

و قامت هذه المدرسة برص الصفوف و التركيز علي تنمية الفكر العلمي، و الارتفاع بعلم الاصول الي مستوي أعلي، و كان ذلك حدا فاصلا بين عصرين من تأريخ الفكر العلمي في الفقه و الاصول.


پاورقي

[1] المقدس الأردبيلي: هو المولي أحمد بن محمد الأردبيلي، كان من أزهد أهل زمانه و أورعهم، و كان مؤلفا كبيرا و محققا عظيما، و كان من سكان النجف، توفي سنة 993 هجرية.

[2] مراكز العلم للشيعة: للسيد حسن الصدر في آخر تكملة أمل الآمل: 585.

[3] استولي الصفويون بقيادة الشاه اسماعيل الأول علي بغداد في 25 جمادي الثانية سنة 914 ه / 1508 م. و دارت الحروب و الوقائع بين العثمانيين و الصفويين في التنازع علي السلطة في العراق بصورة متوالية. يقول عباس العزاوي في كتابه تأريخ العراق بين احتلالين (3 : 325): و كانت - أي الحروب - مؤلمة جدا، فقد احترق الأهلون بين نيران الاثنين المتحاربين. فالمتغلب منهما يحاول القضاء علي كل نزعة لمخالفه، و يسعي لتدميرها و استئصالها، و الآخر يراعي عين العملية بلا رحمة و لا شفقة. و لا تسل عما أصاب من هلاك في النفوس و تدمير في الأموال أو في العلوم و الآثار، أو في الثقافة.

فلم يجد العراق من راحة أو هناء، و لا طمأنينة و سكون... يخرجون من حادث ليترقبوا آخر، فالمصائب تتري، و الوضع غامض، و لا يعرف القوم مصيرهم، و لا ماذا سيعمل بهم.

دام هذا الوضع المرتبك و القلق، الي دخول سليمان القانوني (ت / 974 ه) بغداد في 24 جمادي الاولي سنة 941 ه / 1534 م، فشهد العراق بعض الوقت راحة نسبية من عدم تجدد الحروب علي أراضيه. و يضيف العزاوي في موضع آخر من كتابه (4 : 18) فيقول:

و الحق أن العراق اكتسب الراحة، و سكن مدة، و لكن بعد قليل دب في الدولة الضعف من جراء استمرار الحروب - مع مجاوراتها من الدول، خاصة ايران - فاضطرت الدولة - العثمانية - الي التضييق علي الأهلين.

و جرت حوادث كان آخرها واقعة سنة 1028 ه / 1619 م في بغداد و التي كان من نتائجها أن استولت ايران مرة اخري علي بغداد و دخلتها في 23 ربيع الأول سنة 1032 ه / 1623 م.

و جر هذا الاحتلال الي حروب وبيلة و قاسية بين العثمانيين و الايرانيين اكتسبت عنفا و شدة، فصارت كل واحدة منهما علي و شك الهلاك، و لم يبق بين الحياة و الموت الا أنفاس معدودة، كل هذا و العراق و أهله يدفعون الثمن، فحدثت المعارك الهائلة، و الحروب الطاحنة بين الطرفين، تمكن السلطان مراد الرابع (ت / 1049 ه) في النهاية من استعادة بغداد سنة 1048 ه / 1639 م، و كان ذلك آخر عهد ايران بالعراق، و ان استمرت الحروب و لم تنقطع و لم يهدأ لهم أمل بالعود مرة اخري.

[4] آل المشعشع: حكموا الأهواز و الحويزة و أكثر بلاد خوزستان بين 1025 - 845 ه، و أصلهم يرجع الي محمد بن فلاح بن هبة الله الذي ينتهي نسبه بالسيد ابراهيم المجاب ابن السيد محمد العابد ابن الامام موسي بن جعفر عليه السلام. و مسقط رأسه مدينة واسط، تخرج علي الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي المتوفي عام 841 ه، الذي كان قد تزوج ام محمد بعد موت أبيه فلاح، ثم لما كبر محمد هذا زوجه الشيخ ابن فهد ابنته، و كان قد حصل علي كتاب للشيخ في العلوم الغريبة، و النيرنجات، و السحر، و لما قرأه و عمل به أخذ يظهر بعض الامور الخارقة للعادة علي الأعراب الساكنين في حدود خوزستان، فتبعه ناس كثيرون هناك، ثم انتشر أمره و ازداد أتباعه و صاروا ينعتونه بالمهدي، و كان بداية ظهوره عام 827 ه، و قيل 840 ه، و قيل غير ذلك، و ما لبث أن ضم اليه جميع العشائر القاطنة في الجزائر و الحويزة و شوش و دزفول.

و تعاقب أولاد محمد بعد موته علي قيادة القبائل و العشائر، لشن غارات علي المدن و الحواضر للسلب و النهب و القتل.

و مجمل عقائد المشعشعين أنهم يعتقدون أن الله سبحانه و تعالي حل في علي ابن ابي طالب عليه السلام و بذلك يكون هو الاله، تعالي عما يصفون، و الله لا يموت، و تحصيل ذلك أن عليا حي لا يموت، فكيف يكون له قبر، و لذلك عمدوا الي ضريحه و أضرحة الأئمة الأطهار في النجف و كربلاء فنهبوها و هدموها و استولوا علي ما فيها، و قتلوا الأهالي، و عملوا ما عملوا من الجرائم و الفضائح.

[5] هو المولي محمد باقر، الاصفهاني مولدا، و البهبهاني منشأ، ولد عام 1118 و توفي 1205 هجرية.

[6] يوسف بن أحمد بن عصفور البحراني، المتولد في البحرين سنة 1107 هجرية، و المتوفي في كربلاء سنة 1187 هجرية.

[7] المعالم الجديدة؛ للشهيد الصدر: 84 و 85.


دعاؤه عند دخول المسجد الحرام


كان الامام الصادق عليه السلام، إذا دخل البيت الحرام، دخله بسكينة، وخشوع، ووقار، وقد أوصي بذلك تلميذه الفقيه معاوية بن عمار، وقال له: من دخله - البيت الحرام - بخشوع غفر الله له، فقال له عمار: ما الخشوع؟ قال عليه السلام: السكينة، لا تدخل بتكبر، وأمره بالدعاء التالي عند باب المسجد:

«السلام عليك إيها النبي ورحمة الله وبركاته، بسم الله، وبالله، ومن الله، وما شاء الله، والسلام علي أنبياء الله ورسله، والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وآله والسلام علي إبراهيم خليل الله، والحمد لله رب العالمين».

وقال له: إذا دخلت المسجد، فارفع يديك، واستقبل البيت، وقل:

«اللهم، إني أسألك في مقامي هذا، في أول مناسكي، أن تقبل توبتي، وأن تتجاوز عن خطيئتي، وتضع عني وزري، الحمد لله الذي



[ صفحه 158]



بلغني بيته الحرام.

اللهم، إني أشهد، أن هذا بيتك الحرام، الذي جعلته مثابة للناس وأمنا ومباركا، وهدي للعالمين،

اللهم، أني عبدك، والبلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، وأروم طاعتك، مطيعا لامرك، راضيا بقدرك، أسألك مسألة المضطر إليك، الخائف لعقوبتك، اللهم، إفتح لي أبواب رحمتك، واستعملني بطاعتك ومرضاتك.» [1] .

ويمثل هذا الدعاء مدي إنابته إلي الله، وانقطاعه إليه، فهو الذي وضع المناهج العليا لمناسك الحج، وأرشد المسلمين إلي أفضل الطرق في أداء هذه العبادة.


پاورقي

[1] وسائل الشيعة 9 / 321.


في السواك


قال الصادق: قال رسول الله: السواك مطهرة للفم مرضات للرب. و جعلها من السنن المؤكدة، و فيها منافع للظاهر و الباطن ما لا يحصي لمن عقل.

فكما تزيل التلوث من أسنانك، من مأكلك و مطعمك بالسواك، كذلك فأزل نجاسة ذنوبك بالتضرع و الخشوع و الاستغفار بالاسحار، و طهر ظاهرك من النجاسات و باطنك من كدورات المخالفات و ركوب المناهي كلها خالصا لله، فانيا في الله تعالي، فان النبي صلي الله عليه و سلم أراد باستعمالها مثلا لأهل التنبة و اليقظة.

و ان السواك نبات لطيف نظيف و غصن شجر عذب مبارك. و الأسنان خلق خلقه الله تعالي في الفم آلة لأكل و أداة للمضغ، و سببا لاشتهاء الطعام و اصلاح المعدة، و هي جوهرة صافية تتلوث بصحبة تمضيغ الطعام و تتغير بها رائحة الفم، و يتولد منها الفساد في الدماغ، فاذا استاك المؤمن الفطن بالنبات اللطيف و مسحها علي الجوهرة الصافية أزال عنها الفساد و التغير، و عادت الي أصلها، كذلك خلق الله القلب طاهرا صافيا و جعل غذاءه الذكر و الفكر و الهيبة و التعظيم، و اذا شيب القلب الصافي بتغذيته بالغفلة و الكدر فاصلقه بمصقلة التوبة، و نظفه بماء الانابة ليعود منه الثوب علي حالته الأولي و جوهرته الأصلية.

قال الله تعالي: «ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين». [1] .



[ صفحه 146]



و قال النبي: عليكم بالسواك، فان النبي أمر بالسواك في ظاهر الأسنان و أراد هذا المعني أو المثل. و من أتاح تفكره علي باب عتبة العبرة في استخراج مثل هذه الامثال في الأصل و الفرع، فتح الله له عيون الحكمة و المزيد من فضله. والله لا يضيع أجر المحسنين.



[ صفحه 147]




پاورقي

[1] سورة البقرة، الآية 222.


ابراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي


أبو غرة، وقيل أبو عزة إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي، الأنصاري، المدني.

محدث إمامي مجهول الحال، يصفه العامة بالصدق، روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا. روي عنه عياض بن عبد الله الفهري، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وعبد الملك بن جريج وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 104 و 145 و 338. تنقيح المقال 1: 25 و 3 قسم الكني: 26. معجم رجال الحديث 1: 256 و 21: 239. جامع الرواة 1: 26 و 2: 402 و 409. نقد الرجال 11 و 393 و 395. مجمع الرجال 1: 58 و 7: 80. أعيان الشيعة 2: 182. توضيح الاشتباه 15 و 313. رجال البرقي 42. منهج المقال 24. منتهي المقال 23. لسان الميزان 1: 79. تهذيب التهذيب 1: 143. تقريب التهذيب 1: 39. التاريخ الكبير 1: 304. خلاصة تذهيب الكمال 17. الجرح والتعديل 1: 1: 113. تهذيب الكمال 2: 145. الثقات لابن حبان 6: 12.



[ صفحه 53]




سعيد بن أبي سنان


أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم لم يذكروه في كتبهم.

المراجع:

رجال البرقي 38. معجم رجال الحديث 8: 110.



[ صفحه 34]




محمد بن الأسود التغلبي


محمد بن الأسود التغلبي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 282. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 83. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 111. نقد الرجال 294. جامع الرواة 2: 77. مجمع الرجال 5: 159. منتهي المقال 253. منهج المقال 284 وفيه الثعلبي بدل التغلبي.


مناظره ي امام صادق با سفيان ثوري


سفيان ثوري [صوفي] نزد امام صادق عليه السلام رفت، و ديد كه آن حضرت لباس سفيدي پوشيده، پس به آن حضرت گفت: اين لباس در شأن شما نيست. امام عليه السلام به او فرمود: اگر مي خواهي بر طريقه ي دين و سنت الهي بماني و از بدعت گزاران مباشي، به سخن من گوش كن كه براي دنيا و آخرت تو نيكو خواهد بود. سپس فرمود: بدان كه رسول خدا صلي الله عليه و آله در زمان فقر و كمبود امكانات زندگي مي كرد. اما اكنون كه نعمت هاي خداوند فراوان شده، سزاوارتر است كه صالحان و مؤمنان از اين نعمت ها استفاده كنند، نه منافقان و كافران. پس تو براي چه استفاده كردن از نعمت هاي الهي را منع مي كني؟ به خدا سوگند! من از هنگامي كه حقيقت را يافتم و در آن تأمل نمودم، اين شيوه زندگي را به حق يافتم؛ و هيچ روز و شبي بر من نگذشته مگر اين كه حق واجبي كه در مال من بوده است را ادا كرده ام.

همچنين عده ي ديگري از زاهد نمايان كه مردم را به كهنه پوشي دعوت مي كردند، نزد آن حضرت آمدند و گفتند: بزرگ ما [سفيان ثوري] مقهور سخنان شما شد و نتوانست دليل قانع كننده اي براي شما بياورد. امام عليه السلام فرمود: اگر شما دليل روشني داريد بياوريد، پس آنها گفتند: دليل ما از كتاب خدا مي باشد، امام فرمود: از قرآن هر چه مي خواهيد بياوريد، چرا كه حقانيت آن بر همگان مسلم است. پس آنها گفتند: خداوند از حالات بعضي از اصحاب رسول خدا صلي الله عليه و آله خبر مي دهد و مي فرمايد: (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم



[ صفحه 237]



خصاصة [1] ) يعني: «ديگران را بر خود مقدم مي دارند گر چه خود در سختي و فقر به سر مي برند.»

و پس از آن مي فرمايد: (و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) [2] يعني: «كساني كه بخل را از خود دور مي نمايند حقيقتا رستگار هستند.»

و در آيه ي ديگر مي فرمايد: (و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا) [3] يعني «آنان غذاي خود را كه به شدت به آن نياز دارند به فقير و يتيم و اسير مي دهند» و ما به همين چند آيه بسنده مي كنيم، بعضي ديگر از آنان گفتند: ما ديده ايم كه شما از غذاهاي طيب و نيكو پرهيز مي كنيد و در عين حال به مردم مي گوييد تا حقوق واجب اموال خود را بپردازند تا شما از آنها استفاده كنيد.

امام صادق عليه السلام به آنان فرمود: از اين سخنان بيهوده بگذريد و به من بگوييد بدانم، آيا شما دانش كاملي نسبت به آيات ناسخ، منسوخ، محكم و متشابه قرآن داريد؟ چرا كه افراد بسياري به دليل بي اطلاعي از اين آيات، به گمراهي كشيده شده اند؟ آنان گفتند: ما اين آيات را نمي دانيم. امام عليه السلام فرمود: علاوه بر اين كه نسبت به اين آيات آگاهي كاملي نداريد، نسبت به سخنان رسول صلي الله عليه و آله نيز درك درستي نداشته ايد، به همين دليل چنين ادعايي را مي كنيد.

سپس فرمود: و اما آيه ي شريفه ي: (و من يوق شح نفسه....) الي قوله: (و من يوق شح نفسه....) كه خداوند در آن خبر از عمل نيك عده اي داده در حالي كه اين عمل بر آنان واجب نبوده، خداوند خلاف اين عمل را به آنان توصيه كرده است [چنان كه فرموده است: (و الذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا)] [4] نهي خداوند از ايثار كردن در چنين شرايطي، نهي رحمت است، و حقيقت اين است كه خداوند پاداش انفاق آنها را خواهد داد يعني خداوند نمي خواسته آنان به خود و خانواده ي خود كه بعضي از آنها صغير و ضعيف و خردسال، و پيرمرد و يا پيرزن بودند و طاقت و صبر كمي داشتند سختي و فشاري وارد كنند. يعني در وضعيتي كه من يك قرص نان بيشتر ندارم شايسته نيست كه



[ صفحه 238]



آن را به فقير بدهم و عيال من از گرسنگي هلاك شوند. از اين رو رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: اگر كسي مالك پنج دانه خرما و يا پنج قرص نان و يا پنج دينار و يا درهم باشد و بخواهد آن را مصرف كند قبل از هر چيز پدر و مادر او سزاوار آن هستند و سپس خود او و فرزندانش و بعد خويشان فقير او و بعد از آن همسايگان فقير او و در نهايت در راه خدا به مصارف خير برساند كه پاداش بيشتري خواهد داشت.

رسول خدا صلي الله عليه و آله درباره ي كسي كه هنگام مرگش مال او تنها پنج يا شش غلام بود و او آنها را آزاد كرد، در حالي كه فرزندان خردسالي داشت فرمود: اگر زودتر به من خبر داده بوديد اجازه نمي دادم كه او را در قبرستان مسلمانان دفن كنيد. چرا كه اموال خود را انفاق نموده و فرزندان خويش را محتاج ديگران كرده است. و رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: براي انفاق به ترتيب از نان خورهاي خود شروع كن.

سپس امام صادق عليه السلام فرمود: اين همان چيزي است كه برخلاف گفته ي شما، خداوند عزيز و حكيم نازل كرده است؛ چنان كه مي فرمايد: (و الذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما) [5] ؛ يعني «بندگان خداي رحمان كساني هستند كه... در انفاق و مصرف زياده روي نمي كنند و بر خود سخت نمي گيرند بلكه معتدل هستند.» يعني [اول واجب النفقه خويش را تأمين مي كنند و سپس به ديگران مي دهند].

سپس فرمود: آيا نمي بينيد خداوند در قرآن برخلاف آنچه شما مي گوييد، امر كرده و سخنان شما را اسراف مي داند و در چندين آيه از آيات قرآن مي فرمايد:(انه لا يحب المسرفين) [6] و مردم را از اسراف در انفاق و از سخت گيري بر خود و خانواده ي خود نهي كرده است؛ و همچنين مي فرمايد: هر مسلماني بايد در انفاق ميانه رو باشد و نبايد همه ي دارايي خود را انفاق كند. و سپس از خدا طلب روزي كند . كه در اين صورت دعاي او مستجاب نخواهد شد . چنان كه در حديثي از رسول خدا صلي الله عليه و آله نقل شده كه فرمود: دعاي چند دسته از امت من مستجاب نخواهد شد:

1- كسي كه به پدر و مادر خود نفرين كند؛ 2- كسي كه مال خود را به ديگري بدهد و



[ صفحه 239]



امضا و شاهدي بر آن نگيرد و چون مال او را ندهند بر آنان نفرين كند؛ 3- كسي كه به همسر خود نفرين كند در حالي كه خداوند اختيار طلاق را به دست او داده است؛ 4- كسي كه در خانه خود بنشيند و بگويد خدايا! روزي مرا برسان و دنبال كار و تلاش نرود، پس خداوند به او گويد: بنده ي من مگر من دستور تلاش و طلب روزي را به تو ندادم و بدني سالم به تو عطا ننموده ام و براي تو عذري در طلب روزي باقي نگذاردم و آيا به تو نگفتم كه بار زندگي خود را به دوش اهل خود قرار مده، پس اكنون اگر بخواهم دعاي تو را مستجاب مي كنم و اگر بخواهم بر تو سخت مي گيرم و براي تو عذري نخواهد بود؛ 5- كسي كه خداوند مال فراواني به او داده و او رعايت اقتصاد را نكرده و همه را تباه نموده و رو به خدا آورده گويد: خدايا! به من روزي بده، پس خداوند به او مي فرمايد: آيا من به تو روزي فراوان ندادم و به تو نگفتم كه رعايت اقتصاد و ميانه روي را از دست مده و از اسراف و زياده روي در مصرف و از بين بردن مال پرهيز كن و تو رعايت اقتصاد و اعتدال را نكردي؟؛ 6- كسي كه براي جدايي از خويشان و قطع رحم دعا كند.

سپس امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند به پيامبر خود، تعليم داد كه چگونه انفاق كند و علت آن اين بود كه رسول خدا صلي الله عليه و آله مقداري طلا داشت و نمي پسنديد كه شب را صبح كند در حالي كه آن طلاها نزد او باشد، پس همه را انفاق نمود و چون صبح شد سائلي آمد و از او درخواست كمك كرد و چون آن حضرت چيزي براي بخشش نداشت، سائل او را ملامت كرد. و از آن جايي كه پيامبر صلي الله عليه و آله مردي رقيق القلب و رحيم بود از اين مسئله سخت اندوهگين شد و خداوند پيامبر را به اين شكل تأديب نمود و آيه شريفه ي: (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) [7] را بر پيامبر صلي الله عليه و آله نازل فرمود كه در آن به پيامبر گفته مي شود كه: «مردم ممكن است از تو سؤالي بكنند و عذر تو را نپذيرند» و اگر هر چه داري يكجا در راه خدا بدهي دست خالي مي ماني [و مورد حسرت و ملامت واقع خواهي شد.]

اين سخنان رسول خدا صلي الله عليه و آله است كه قرآن آنها را تصديق مي نمايد و قرآن را نيز اهل آن



[ صفحه 240]



از مؤمنين [يعني ائمه معصومين عليهم السلام] و پس از آنان كساني كه شما آنان را مي شناسيد مانند سلمان و ابوذر رضي الله عنه آن را تصديق نموده و به آن عمل كرده اند. اما سلمان: هنگامي كه سهم خود را از بيت المال مي گرفت خرج يكسال خود را از آن جدا مي كرد تا سال آينده برسد و باز سهم خود را از بيت المال بگيرد. از او پرسيدند: اي سلمان، تو با زهدي كه داري در حالي كه نمي داني امروز و فردا زنده هستي يا نه چگونه نفقه يك سال خود را ذخيره مي كني. سلمان در جواب گفت: چرا شما احتمال مردن من را در نظر مي گيريد؟ حال آن كه امكان زنده بودنم نيز هست. سپس گفت: اي نادان ها، مگر نمي دانيد اگر انسان مالي كه معاش او را تأمين مي كند، ذخيره نكند نفس او هميشه در اضطراب است، و من چون معاش خود را تأمين مي كنم اطمينان خاطر مي يابم.

و اما ابوذر رحمه الله كه شتران و گوسفنداني داشت و بعضي از آنها را ذبح مي كرد و از گوشت آنها استفاده مي نمود و گاهي نيز از شيرشان استفاده مي كرد، و اگر ميهماني بر او وارد مي شد و يا مي ديد كه همسايگان او فقير هستند به اندازه نياز، شتر و يا گوسفندي را ذبح مي نمود و بين آنان تقسيم مي كرد و خود نيز به اندازه يكي از آنان برمي داشت و خود را بر آنان ترجيح نمي داد و اين در حالي است كه آنان زاهدترين افراد زمان خود بودند، و سخنان رسول خدا صلي الله عليه و آله را شنيده و به آن عمل مي كردند ولي آنها هرگز تمام دارايي خود را انفاق نمي كردند، در حالي كه شما، مردم را به چنين كاري امر مي كنيد.

سپس فرمود: بدانيد كه پدرم از پدرانش از رسول خدا صلي الله عليه و آله برايم نقل كرد كه آن حضرت روزي فرمود: من از هيچ چيزي به اندازه ي احوال مؤمن در دنيا تعجب نكردم چرا كه اگر بدن او را با مقراض جدا كنند خير او خواهد بود و اگر مالك مشرق و مغرب شود نيز خير او خواهد بود و هر چه براي او مقدر شود خير او خواهد بود.

سپس امام صادق عليه السلام به آنان فرمود: اي كاش مي دانستم كه آنچه امروز براي شما گفتم كافي خواهد بود يا بايد بيشتر بگويم؟ آيا نمي دانيد كه خداوند در هنگام جنگ قبل از هر چيز، بر مؤمنان واجب ساخت كه هر كدام از آنان در مقابل ده نفر از مشركين قرار گيرند و فرار نكنند، و اگر كسي در آن روز پشت به دشمن كند و از جبهه فرار كند، جايگاه خود را



[ صفحه 241]



در آتش دوزخ فراهم نموده است، و سپس خداوند به آنان ترحم نمود و واجب كرد كه هر كدام از مؤمنان فقط در مقابل دو تن از مشركين قرار گيرد و فرار نكند، و اين رحمت خداوند نسبت به مؤمنان بود كه اگر سربازان مشركين بيش از دو برابر مؤمنان باشند فرار كردن براي آنان جايز است.

هنگامي كه مسلمانان از مكه به مدينه هجرت نمودند، در ابتداي ورود به مدينه نه خانه اي داشتند و نه غذايي، پس ايثار اهل مدينه نسبت به آنان در آن شرايط لازم به نظر مي رسيد. ولي هنگامي كه نيازهاي لازم مهاجرين تأمين شد ايثار به عنوان يك تكليف از دوش انصار برداشته شد.

و سخن امام صادق عليه السلام در مورد مقاومت يك نفر از مسلمانان در مقابل ده نفر از مشركان مربوط به جنگ هاي صدر اسلام بود كه تعداد مسلمانان كمتر از مشركان بود. ولي با گذشت زمان كه تعداد مسلمانان بيشتر و بيشتر شد اين تكليف ساقط شد.

سپس امام صادق عليه السلام فرمود: آيا اگر قضات حكم كنند كه مرد بايد نفقه ي همسر خود را بپردازد؛ و همسر او كه زاهد است بگويد: من چيزي براي پرداخت نفقه ندارم. آيا حكم قضات ظالمانه است، حال اگر بگوييد حكم آنان ظالمانه است، خلاف حق گفته ايد و در حق مسلمانان ظلم كرده ايد و اگر بگوييد قضات به حق حكم كرده اند، باز هم با اعتقاد شما سازگار نيست و محكوم شده ايد. همچنين در مورد حكم قضات نسبت به كسي كه زمان مرگش فرا رسيده و بيش از ثلث اموالش را وصيت كرده است. در صورتي كه قضات مقدار بيش از ثلث اموال را امضا نمي كنند، اين هم برخلاف اعتقاد شما باشد.

امام صادق عليه السلام سپس به آنان فرمود: آيا اگر همه ي مردم طبق گفته ي شما [اين گونه] زاهد باشند و نيازي به ديگران نداشته باشند، پس مردم كفاره ي قسم ها و نذرها و همچنين زكات طلا و نقره و خرما و كشمش و شتر و گاو و گوسفند و امثال اينها را به چه كساني بپردازند؟ در حالي كه شما مي گوييد: سزاوار نيست كسي براي خود چيزي ذخيره كند و بايد هر چه دارد در راه خدا بدهد حتي اگر فقير و تهي دست شود.

سپس فرمود: شما چه اعتقاد زشتي داريد و مردم را نيز به آن واداشته ايد. و اين اعتقاد



[ صفحه 242]



نادرست شما به خاطر جهل و ناداني شما نسبت به كتاب خدا و سنت پيامبر صلي الله عليه و آله است و همچنين بي اطلاعي از احاديثي كه كتاب خدا شاهد صدق آنهاست. در حقيقت شما به قرآن، و ناسخ و منسوخ، و محكم و متشابه و امرو نهي آن نادان هستيد.

تا اين كه فرمود: شما درباره ي حضرت سليمان بن داود عليهماالسلام چه مي گوييد، او از خداي خود سلطنتي را درخواست كرد كه احدي بعد از او سزاوار آن نباشد و خداوند چنين سلطنتي را به او عطا فرمود؛ در حالي كه در تمام دوران سلطنتش سخن حق مي گفت و به آن عمل مي كرد. و نه تنها خداوند بلكه همه ي مؤمنان از او راضي بودند. همچنين قبل از حضرت سليمان، حضرت داوود نيز ملك و سلطنت وسيعي داشت. يوسف عليه السلام نيز به پادشاه مصر گفت: «اجعلني علي خزائن الأرض اني حفيظ عليم» [8] او كشور مصر تا يمن و اطراف آن را در اختيار گرفت و مردمان گرسنه كه از قحطي رنج مي بردند، نزد او مي آمدند و او سخن حق مي گفت و به آن عمل مي كرد و همه از او راضي بودند و احدي او را بر چنين عملي سرزنش نكرد.

سپس به آنان فرمود: شما به دستوراتي كه خداوند براي مؤمنان تعيين نموده، عمل كنيد و به امرو نهي خداوند بسنده نماييد و چيزي كه بر شما مشتبه است و به آن علم نداريد را كنار بگذاريد. و هر دانشي را به اهلش واگذار كنيد تا نزد خداوند مأجور و معذور باشيد و براي قرب به درگاه الهي و دوري از جهالت بكوشيد تا ناسخ و منسوخ، و محكم و متشابه و حلال و حرام خدا را بشناسيد، و جهالت را به اهلش واگذار كنيد چرا كه اهل آن زياد و اهل علم و دانش كم هستند و خداوند در قرآن مي فرمايد: (و فوق كل ذي علم عليم) [9] سپس به آنان فرمود:

انسان در جهالت و گمراهي قرار نمي گيرد، مگر به علت تكيه نمودن به آراء و افكار بشري و دوري از مراجعه به كتاب خدا و سخنان عترت رسول الله صلي الله عليه و آله كه عالم به كتاب خدا و سنت رسول الله صلي الله عليه و آله مي باشند. بنابراين ما وظيفه اي جز اطاعت از خدا و رسول و عترت رسول الله صلي الله عليه و آله نداريم.



[ صفحه 243]




پاورقي

[1] خصاصه؛ يعني فقر و تنگدستي.

[2] الحشر / 9.

[3] دهر / 8.

[4] فرقان / 67.

[5] فرقان / 67.

[6] انعام / 141.

[7] بني اسرائيل / 29. محسور به معناي دست خالي بودن و نداشتن مال است.

[8] يوسف / 55.

[9] يوسف / 76.


شاگردي ايوب سجستاني در محضر امام صادق


ايوب بن ابي تميمه مشهور به سجستاني و يا سختياني بصري، مشهورترين غلام عمار بن ياسر بود كه اهل سنت او را در رديف بزرگان فقهاي تابعين قرار داده اند. وي در سال 131 (ه ق) در سن 65 سالگي در بصره به وسيله ي بيماري طاعون از دنيا رفت.

شاگردي او را صاحب كتاب «نور الابصار»، «تذكرة»، «مطالب السؤال»، «الصواعق»، «حلية الأولياء»، «الفصول المهمة» و... نقل كرده اند. در كتب رجالي شيعه نيز وي را از اصحاب امام صادق عليه السلام شمرده اند.

اين ده نفر برخي از شاگردان امام صادق عليه السلام بوده اند كه همگي از فقها و علماي معروف اهل سنت مي باشند. البته عده ي ديگري از علماي اهل سنت نيز - طبق گفته ي



[ صفحه 444]



صاحب كتاب «حلية الأولياء» - جزء شاگردان امام صادق عليه السلام محسوب مي شوند، و غير ابونعيم اصفهاني نيز پس از ذكر افراد ياد شده، اين گونه تعبير مي كند: «و غيرهم أو ما سوي ذلك مما يؤدي هذا المفاد» [از اين رو نمي توان تمام شاگردان امام صادق عليه السلام را منحصر در افراد ياد شده دانست].