بازگشت

و من كلام له: لما سأله المنصور


(حدثني عن نفسك بحديث اتعظ به و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات. فقال عليه السلام:)

عليك بالحلم فانه ركن العلم، و أملك نفسك عند أسباب القدرة فانك ان تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا أو تداوي حقدا أو يحب أن يذكر بالصولة.

و اعلم بانك أن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به الا العدل و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر.

فقال المنصور: و عظت فأحسنت و قلت فأوجزت.


رفيد مولي ابن هبيره


شيخ طوسي، در رجالش، رفيدرا از اصحاب حضرت باقر (ع) دانسته، و مي گويد: ابوخالد قماط از او روايت كرده است. [1] ودر جاي ديگر رفيد را از اصحاب حضرت صادق (ع) شمرده، و او را كوفي مي داند. [2] .

علامه مامقاني مي گويد: از بعضي روايات، حسن عقيده او معلوم مي گردد. [3] .

مرحوم كليني، در كافي، و ابن شهر آشوب، در مناقب، روايت كرده اند كه رفيد غلام يزيد بن عمر بن هبيره (والي و عامل مروان در عراق) گفت: ابن هبيره بر من غضب كرد و قسم خورد كه مرا بكشد. پس از او گريختم و به امام صادق (ع) پناهنده شدم، و حضرت را از وضع خودم آگاه كردم. امام به من فرمود: بر نزد او و از من به او سلام برسان و بگو جعفر بن محمد (ع) مي گويد: من غلامت رفيد را پناه دادم، او را آسيبي مرسان. به حضرت عرض



[ صفحه 199]



كردم: فدايت گردم، او اهل شام است و عقيده پليدي دارد. حضرت فرمود: همان طور كه دستور دادم، نزدش برو.

رفيد گويد: من حركت كردم؛ در راه عربي به سويم آمد، و گفت: كجا مي روي؟ من چهره تو را چهره مردي كه كشته مي شود، مي بينم. سپس گفت: دستت را بيرون بياور؛ چون بيرون آوردم، گفت: دست مردي است كه كشته مي شود. و همچنين در مورد پا و تنم اظهار مشابهي كرد. آن گاه گفت: زبانت را بيرون كن؛ چون بيرون آوردم، گفت: برو كه باكي بر تو نيست، زيرا در زبانت پيامي است كه اگر آن را بر كوه هاي بلند و سركش عرضه بداري، همه منقاد و فرمانبردار تو مي گردند.

رفيد گويد: پس بيامدم تا بر در خانه ابن هبيره رسيدم، اجازه خواستم؛ چون وارد شدم، گفت: خيانتكار با پاي خود آمد؛ غلام! زود سفره چرمي و شمشير را بياور. و دستور داد تا شانه و سر مرا بستند، و جلاد بالاي سرم ايستاد تا گردنم را بزند.

گفتم: اي امير! تو كه با جبر و زور بر من دست نيافتي، بلكه من به پاي خود نزد تو آمدم؛ من پيامي دارم كه بايد به تو باز گويم، آن گاه خود داني هر چه خواهي انجام ده. گفت: بگو. گفتم: مجلس را خلوت كن. ابن هيبره به حاضرين دستور داد تا همگي مجلس را ترك كنند؛ چون همه خارج شدند، گفتم: جعفر بن محمد (ع) به تو سلام رسانيده و فرموده: من غلامت رفيد را پناه دادم، با خشم خود به او آسيبي مرسان. گفت: تو را به خدا، جعفر بن محمد (ع) به تو چنين فرمود، و به من سلام رسانيد؟! من برايش سوگند خوردم، و او سه بار سخنش را تكرار كرد.

آن گاه بازوهاي مرا باز كرد و گفت: من به اين قناعت نمي كنم و از تو خرسند نمي گردم مگر اينكه، همان كاري را كه با تو كردم، با من انجام دهي (بازوهاي مرا ببندي) گفتم: دستم ياري نمي كند كه دست هاي تو را ببندم، و به خود اجازه چنين كاري را نمي دهم. گفت: به خدا كه من جز به آن قانع نشوم. پس من هم چنانكه به سرم آورد، به سرش آوردم، و سپس بازش كردم. او انگشتر (مهر) خود را به من داد و گفت: تو اختيارات تام داري، هر چه مي خواهي انجام ده.

و با اين پيام بود كه رفيد در نزد ابن هيبره بزرگ گشت. [4] .

در كتاب اختصاص، از رفيد، روايت شده كه حضرت امام صادق (ع) فرمود: اگر



[ صفحه 200]



حضرت قائم (ع) را ديدار كردي، و ديدي كه به يك نفر صد هزار درهم عطا فرمود و به تو يك درهم، نبايد كه بر تو سنگين باشد، بلكه بايد تسليم باشي؛ زيرا كه كار به دست او است. [5] .



[ صفحه 201]




پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 121.

[2] رجال الطوسي، ص 194.

[3] تنقيح المقال، ج 1، ص 434، رديف 4146.

[4] اصول كافي، ج 1، زندگاني امام صادق (ع)، ص 394 - مناقب ابن شهر آشوب، مجلد 2، جزء 7، فصل خرق عادت امام صادق (ع)، ص 314.

[5] اختصاص، مفيد، ص 331.

اين روايت در بصائر الدرجات، جزء 8، باب 5، ح 10، ص 386، آمده است.


الحفاظ علي الشريعة الإسلامية


وقف الإمام الصادق (عليه السلام) ضدّ حملات التشويه التي أرادت أن تعصف بالشريعة الإسلامية وتعرّضها للانحراف الذي أصاب الشرايع الاُخري من خلال دخول أفكار غريبة عن الشريعة بين أتباعها واستخدام أدوات جديدة لفهم الشريعة كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة.

ونتيجة للمستوي العلمي الرفيع الذي كان يتمتّع به أصحاب الإمام وشيعته لم تصبح مسألة الافتاء والاستنباط خاضعة لمصلحة السلاطين وأهوائهم أو منسجمة مع متبنّياتهم الفكرية، بل بقي الفهم الصحيح للكتاب والسُنّة مستقلاً عن تلك المؤثّرات وبعيداً عن استخدام تلك الأدوات الدخيلة علي التشريع. وعندما استخدمت الجماعات الاُخري تلك الأدوات الاجتهادية أدّت هذه الجرأة الي آثار سلبيَّة ممّا اضطرّها إلي أن تلجأ الي



[ صفحه 139]



غلق باب الاجتهاد، وكان هذا القرار قد ترك هو الآخر آثاراً سلبية في المجتمع الاسلامي لعدم قدرتها علي معالجة التطوّرات الجديدة التي كانت تواجهها البلاد الاسلامية فيما بعد.

لقد أكّد الإمام الصادق (عليه السلام) قضية مهمّة واعتبرها رصيداً مهمّاً لفهم النصوص وتبيينها والاستنباط منها وتلك هي ملكة التقوي والعدالة التي لابدّ للفقيه أن يتمتع بها ليكون حارساً أميناً للشريعة والاُمة التي تريد تطبيقها في الحياة.

والعدالة عند الإمام (عليه السلام) شرط في كثير من الممارسات الحياتية فهي شرط في إمام الجماعة وفي شهود الطلاق وفي القاضي والحاكم والوالي.

وهذه المزيّة لها دور كبير في حفظ الشريعة وحفظ النصوص الاسلامية بحيث تميز هذه المدرسة عن غيرها كما أنّ أصحاب الإمام (عليه السلام) لم يتعاملوا مع النصوص الواردة عن الرسول (صلي الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) كما تعاملوا مع النص القرآني القطعي الصدور، بل تناولوها بالدراسة والنقد والتحليل لأنّ الراوي قد لا يكون معصوماً عندهم بالرغم من إيمانهم بعصمة الإمام المروي عنه.


الامام يجيب قبل السؤال


1- عن عائذ الاحمسي قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) و أنا اريد أن أسأله عن صلاة الليل فقلت: السلام عليك يابن رسول الله.

فقال: و عليك السلام، اي والله انا لولده و ما نحن بذوي قرابته - ثلاث مرات قالها - [1] .



[ صفحه 153]



ثم قال من غير أن أسأله: اذا لقيت الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسألك عما سوي ذلك [2] .

2- و روي عن اسماعيل بن مهران قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) اودعه و كنت حاجا في تلك السنة، فخرجت، ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عنه، فرجعت اليه و مجلسه [3] غاص بالناس، و كان ما أسأله عنه بيض طير الماء فقال لي من غير سؤالي: الأصلح أن لا تأكل [بيض طير الماء] [4] .

3- و عن هشام بن أحمد قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) و أنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، و هو (عليه السلام) في ضيعة له، في يوم شديد الحر، و العرق يسيل علي خده، فيجري علي صدره. فابتدأني فقال: نعم - والله الرجل المفضل بن عمر.

نعم - والله الذي لا اله الا هو - الرجل المفضل بن عمر الجعفي.

حتي احصيت بضعا و ثلاثين مرة يقولها و يكررها. [5] .

4- و عن شهاب بن عبد ربه قال: أتيت أباعبدالله (عليه السلام) أسأله فابتدأني فقال: ان شئت فسل - يا شهاب - و ان شئت اخبرناك بما جئت له.

قلت: أخبرني، جعلت فداك.



[ صفحه 154]



قال: جئت لتسأل عن الجنب يغرف الماء من الحب بالكوز فيصيب يده الماء.

قلت: نعم.

قال: ليس به بأس.

قال (عليه السلام): و ان شئت سل، و ان شئت اخبرتك؟

قلت له: أخبرني.

قال: جئت تسأل عن الجنب يسهو و يغمر يده في الماء قبل أن يغسلها.

قلت: و ذاك، جعلت فداك.

قال: اذا لم يكن أصاب يده شي ء فلا بأس بذاك.

سل و ان شئت اخبرتك.

قلت: أخبرني.

قال (عليه السلام): جئت لتسألني عن الجنب يغتسل فيقطر الماء من جسمه في الاناء، أو ينضح الماء من الارض فيقع في الاناء.

قلت: نعم، جعلت فداك.

قال: ليس بهذا بأس كله. فسل و ان شئت أخبرتك.

قلت: أخبرني.

قال: جئت لتسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة اتوضأ منه أو لا؟

قلت: نعم.

قال: فتوضأ من الجانب الآخر، الا أن يغلب علي الماء الريح.

و جئت لتسأل عن الماء الراكد من البئر.



[ صفحه 155]



قال: فما لم يكن فيه تغيير أو ريح غالبة.

قلت: فما التغيير؟

قال: الصفرة، فتوضأ منه، و كلما غلب عليه كثيرة الماء فهو طاهر [6] .

5- و عن محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له: يابن رسول الله في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها؟

فقال: ان شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، و ان شئت فسل.

قال: قلت له: يابن رسول الله و بأي شي ء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟

فقال: بالتوسم و التفرس، أما سمعت قول الله (عزوجل): «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» [7] و قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): «اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله»؟

قال: فقلت له: يابن رسول الله فأخبرني بمسألتي.

قال: أردت أن تسألني عن رسول الله لم لم يطق حمله علي (عليه السلام) عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوته و شدته و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر [8] و الرمي به الي ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا، و قد كان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يركب الناقة و الفرس و الحمار، و ركب البراق ليلة المعراج، و كل ذلك دون علي في القوة و الشدة؟



[ صفحه 156]



قال: فقلت له: عن هذا - والله - أردت أن أسألك يابن رسول الله فأخبرني.

فقال: ان عليا (عليه السلام) برسول الله تشرف و به ارتفع و به وصل الي أن أطفأ نار الشرك و أبطل كل معبود من دون الله (عزوجل)، و لو علا[ه] النبي (صلي الله عليه و آله) لحط الأصنام لكان بعلي مرتفعا و شريفا و واصلا الي حط الأصنام، و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه [9] ، ألا تري أن عليا (عليه السلام) قال: «لما علوت ظهر رسول الله شرفت و ارتفعت حتي لو شئت أن أنال السماء لنلتها»؟!!

أما عملت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة، و انبعاث فرعه من أصله؟!! و قد قال علي (عليه السلام): «أنا من أحمد كالضوء من الضوء!».

أما علمت أن محمدا و عليا (صلوات الله عليهما) كانا نورا بين يدي الله (عزوجل) قبل خلق الخلق بألفي عام؟!

و أن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لا مع فقالت: الهنا و سيدنا ما هذا النور؟

فأوحي الله (تبارك و تعالي) اليهم: هذا نور من نوري، أصله نبوة و فرعه امامة، أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي، و أما الامامة فلعلي حجتي و وليي، و لو لا هما ما خلقت خلقي.

أما علمت أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) رفع يد علي (عليه السلام) بغديرخم حتي نظر الناس الي بياض ابطيهما فجعله مولي المسلمين و امامهم؟



[ صفحه 157]



و قد احتمل الحسن و الحسين (عليهماالسلام) يوم حظيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه: ناولني أحدهما يا رسول الله قال: نعم الراكبان و أبوهما خير منهما، و أنه (صلي الله عليه و آله) كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته، فلما سلم قيل له: يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة، فقال (صلي الله عليه و آله): [نعم] ان ابني ارتحلني فكرهت أن اعاجله حتي ينزل، و انما أراد بذلك (صلي الله عليه و آله) رفعهم و تشريفهم، فالنبي (صلي الله عليه و آله) امام و نبي و علي امام ليس بنبي و لا رسول، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة.

قال محمد بن حرب الهلالي: فقلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: انك لأهل للزيادة، ان رسول الله (صلي الله عليه و آله) حمل عليا علي ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده و امام الأئمة من صلبه، كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا [10]

قال: قلت له: زدني يابن رسول الله.

فقال: احتمل رسول الله (صلي الله عليه و آله) عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين و العداة و الأداء عنه من بعده.

قال: فقلت له: يابن رسول الله زدني.

فقال: احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله و ما حمل الا لأنه معصوم لا يحمل وزرا، فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا، و قد قال النبي



[ صفحه 158]



(صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): يا علي ان الله (تبارك و تعالي) حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي، و ذلك قوله (عزوجل): «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر» [11] و لما أنزل الله (عزوجل) عليه «... عليكم أنفسكم» [12] قال النبي (صلي الله عليه و آله): «أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم، و علي نفسي و أخي، أطيعوا عليا فانه مطهر معصوم لا يضل و لا يشقي» ثم تلا هذه الآية: «قل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل و عليكم ما حملتم و ان تطيعوه تهتدوا و ما علي الرسول الا البلاغ المبين» [13] .

قال محمد بن حرب الهلالي: ثم قال [لي] جعفر بن محمد: أيها الأمير [14] لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت: ان جعفر بن محمد لمجنون! فحسبك من ذلك ما قد سمعت، فقمت اليه و قبلت رأسه [و يديه] و قلت: الله أعلم حيث يجعل رسالته [15] .


پاورقي

[1] حينما خاطب السائل الامام بقوله: يابن رسول الله. اكد الامام علي ذلك بقوله:«اي والله انا لولده...» و معني الحديث هو اثبات انتسابه الي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و نفي القرابة التي ليست من الولادة.

[2] الكافي: ج 3 ص 487 ح 3.

[3] في بحارالأنوار: و منزله.

[4] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 752 ح 68، و ما بين المعقوفتين اثبتناه من بحارالأنوار: ج 47 ص 119.

[5] بحارالانوار: ج 47 ص 68.

[6] بحارالأنوار: ج 47 ص 69.

[7] سورة الحجر آية 75.

[8] القموص: جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي. (القاموس).

[9] أي لكان أميرالمؤمنين (عليه السلام) أفضل من رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هذا لا يكون.

[10] تجدب المكان: انقطع عنه المطر فيبست أرضه فهو جدب. و خصب المكان: كثر فيه العشب و الخير فهو خصب. (المنجد).

[11] سورة الفتح آية 2.

[12] سورة المائدة آية 105. و في معاني الأخبار: و لما أنزل الله (تبارك و تعالي) عليه «يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم».

[13] سورة النور آية 54.

[14] أي: يا أمير المدينة.

[15] بحارالأنوار: ج 38 ص 79.


امام و عبدالله بن الحسن المثني


و چون ابوالعباس سماح و خانواده اش به طور سري و محرمانه بر ابوسلمه خلال كوفي وارد شدند ابوسلمه اين امر را كتمان كرد و به او چيزي نگفت و سپس خود تصميم گرفت كه



[ صفحه 228]



مسئله ي خلاف را بين فرزندان علي عليه السلام و عباس مطرح كند تا خودشان با شور يكديگر يكي را از بين خود انتخاب نمايند و بعدا فكر كرد و به نظرش رسيد كه شايد اتفاق نكند و اختلافشان شود و از نظر سابق خود عدول كرد و تصميم گرفت مطلب را بين فرزندان علي عليه السلام اعم از فرزندان حسن بن علي عليه السلام و حسين بن علي عليه السلام قرار دهد لذا بسه نفر از فرزندان علي عليه السلام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين امام صادق عليه السلام و به عمر بن علي بن الحسين و به عبدالله بن الحسن ابن الحسن بن علي عليه السلام نوشت (عبدالله بن الحسن مثني) و به قاصد مخصوص داد كه نامه ها را حضور آنها ببرد

قاصد ابوسلمه ي خلال اول خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و شب بود كه آن حضرت را ملاقات نمود و عرض كرد نامه اي از ابوسلمه آورده است امام فرمود من با ابوسلمه كاري ندارم او كه شيعه ي ديگران است؟ قاصد گفت نامه ي او را بخوانيد و ببنيد چه جوابي دارد

امام عليه السلام به دائي خود كه حاضر بود فرمود آن چراغ را نزديك بياور او هم آورد امام عليه السلام نامه ي ابوسلمه را روي چراغ گرفت تا سوخت

قاصد عرض كرد جوابي ندارد؟ امام عليه السلام فرمود جواب را ديدي لذا قاصد ابوسلمه را نزد آن حضرت مرخص شد و حضور عبدالله بن الحسن المثني رفت و نامه ي ايشان را داد عبدالله نامه را گرفت و خواند و فوري سوار شده و حضور امام صادق عليه السلام رسيد

امام عليه السلام فرمود چه شده است كه آمده ايد خوب بود خبر مي داديد من خودم به نزد شما مي آمدم

عبدالله بن الحسن گفت: براي امر بزرگي كه بسيار مهم است آمده ام

امام عليه السلام به او فرمود اين امر مهم چيست؟



[ صفحه 229]



عبدالله گفت: نامه ايست كه از ابوسلمه رسيده و مرا براي خلافت دعوت كرده و به نظر او من شايسته تر از ديگران هستم و شيعيان ما از خراسان به نزد او آمده اند

امام عليه السلام فرمود - خراسانيان از چه وقت شيعيان تو شده اند آيا تو ابومسلم را آنجا فرستادي و تو به او امر كردي سياه بپوشد؟ آيا هيچ يك از خراسانيان را مي شناسي؟ و با كسي از آنها با اسم و رسم آشنا هستي؟ چگونه آنها از شيعيان تو هستند در حالي كه نه تو آنها را مي شناسي نه آنها تو را مي شناسند

عبدالله بن الحسن عرض كرد - اگر اين حرفها را به منظور معيني مي زني و خودت داوطلب هستي بگو

امام صادق عليه السلام فرمود خدا شاهد است كه من بر خود لازم كرده ام نصايح و راهنمائي خود را از هيچ مسلماني دريغ نكنم چه رسد به تو - خود را به اين حرفهاي پوچ و اباطيل دلخوش نساز اين امر مال آنها است و به هيچ يك از اولاد آل ابوطالب نمي رسد و بدانكه ابوسلمه نامه اي هم مثل نامه ي تو به من نوشته بود

عبدالله با حال ملالت و عدم رضايت از نزد امام عليه السلام رفت

و عمر بن علي بن الحسين (عموي امام) هم نامه را به قاصد پس داد و به او گفت من صاحب اين نامه را نمي شناسم تا جوابش را بدهم


پيامبر اعظم و فاطمه اطهر، ركن ولايت


احمد بن حنبل، از ائمه اهل سنت به سند خود از حضرت جعفر صادق عليه السلام آورده است كه حضرت از پدر بزرگوارشان از جابر بن عبدالله انصاري روايت فرمود كه پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله به علي بن ابي طالب عليه السلام فرمود:

سلام عليك أبا الريحانتين من الدنيا فمن قليل يذهب ركناك.

سلام بر تو اي پدر دو ريحانه (امام حسن و امام حسين)، به زودي دو ركن تو خواهند رفت.

پس چون پيامبر اسلام درگذشت، علي عليه السلام فرمود: اين يكي از دو ركن من بود و كه پيامبر فرموده بود. وقتي حضرت فاطمه از دنيا رفت، حضرت فرمود: اين دومين ركن من بود كه پيامبر فرموده بود. [1] .



[ صفحه 82]




پاورقي

[1] فضائل الصحابه، ج 2، ص 623، ح 1067.


رشد بي هويت


برخي افراد فرصت طلب با شگردهاي رنگارنگ موجب فريب ديگران شده و براي خويش موقعيت پوچ و دروغين دست و پا مي كنند. اينان در احراز مسؤوليت هاي اجتماعي و نيز فرهنگي شايستگي ها را در نظر نمي گيرند. بلكه تنها رسيدن به موقعيت هاي اجتماعي و يا سياسي ونيز فرهنگي مانند سمت هاي رئيس، معلم و استاد بودن مورد توجه آنان است و



[ صفحه 118]



در رسيدن به اين هدف از هيچ تلاشي فرو گزار نمي نمايند!

اين روش نكوهنده و ناهنجاري است كه بسياري از ناهنجاري ها را نيز در پي دارد. به گونه اي كه فرد در دائره مسؤوليتي كه به دست آورده باعث آسيب هاي فرهنگي، اجتماعي و... مي شود.

اين رفتار چون رشد كاذب و بالا رفتن پوچ مي باشد، از درون تهي است و در فرصت مناسب اين موقعيت ساختگي فرو مي ريزد و فرد مبتلا به آن را رسوا مي سازد. در اين صورت هر مقدار كه بال رفتن بي پايه، آسان و شيرين بوده است، پايين آمدن و سقوط آن سخت و تلخ خواهد بود.

افراد اين گونه آنگاه ممكن است متوجه اين مشكل شوند كه فرصتي در اين بالا رفتن دروغين صرف نموده و آنگاه چون قابل جبران هم نيست فرو ريخته و موجب سرافكندگي و رسوايي مي شود.

از اين رو انديشه شفاف و پاك عترت هماره از اين خطرها هشدار داده اند و افراد را بر اين موضوع آگاه ساخته و از اين خطر پرهيز داده اند. افراد بدون داشتن شرايط مسؤوليتي هيچگاه آن مسؤوليت را به عهده نگيرند. اين حقيقت در گفتار بسياري از امامان به چشم مي خورد كه از احراز پست ها و مسؤوليت هايي كه شايستگي آن را نداريد، دوري نماييد كه اين روش بسيار بد عاقبت بوده و فرجام تلخي در پي دارد.

امام صادق عليه السلام در اين راستا خطاب به مفضل مي فرمايد: اياك و مرتقي السهل اذا كان المنحدر و عرا. [1] «از بالا رفتن هايي كه پايين آمدنش سخت است، بپرهيز.» اين سخن هشداري به تمام افرادي است كه با رشد دروغين و بي هويت، بدون داشتن شايستگي مسؤوليت ها را به عهده مي گيرند. اينان بايد بدانند گرچه اين بالا رفتن سهل و آسان و شيرين و دل پسند است، ليكن





[ صفحه 119]



پايين آمدن آن بسيار تلخ و ناگوار بوده و آن گونه كام طرف را تلخ مي كند كه تا ابد تلخي آن باقي خواهد ماند.


پاورقي

[1] تحف العقول، ص 367. اين حقيقت از زبان ديگر امامان نيز جاري شده است.


زنداني شدن عبدالله محض


كاروان وارد كوفه شد، آنگاه اولاد امام حسن عليه السلام را در زندان هاشميه كنار فرات در كوفه در سردابي مرطوب زنداني نمودند. شرائط زندگي فوق العاده سخت و رقت بار بود. به طوري كه طهارت و وضو و نماز را در يك مكان تنگ و تاريك انجام مي دادند، و بوي عفونت فضاي زندان را فرا گرفته بود. به علت آنكه يكايك آنها بدنهايشان ورم نموده بود و پس از اندك زماني با وضعي بسيار فجيع مي مردند. جنازه ها را دفن نمي كردند!!! بقيه مي بايستي كنار جنازه ها زندگي كنند. جنازه ي اسماعيل بن حسن به قدري روي زمين ماند كه متلاشي شد. داود بن حسن نتوانست طاقت بياورد. در كنار جسد ضجه ها زد تا آنكه وفات كرد!!



[ صفحه 80]




سرانجام خليفه و حبابه


يزيد بن عبدالمك و حبابه آن قدر با يكديگر به هوسراني پرداختند كه سرانجام در كنار هم جان دادند، توضيح اينكه آن دو براي خوشگذراني و تفريح به محلي موسوم به بيت رأس (در نزديكي دمشق) رفتند. يزيد به ملازمان خود گفت: مردم گمان مي كنند هيچ عيش و نوشي بي رنج و نيش نخواهد ماند. من مي خواهم پندار دروغ آنان را آشكار سازم. از اين رو به بيت رأس مي روم و در آنجا با حبابه مي مانم و تا من آنجا هستم، هيچ نامه و خبري به من نرسانيد.

هنگامي كه در آنجا به عيش و نوش و خوشگذراني مشغول بودند، دانه ي انگوري در گلوي حبابه جست و او را خفه كرد. يزيد سه روز و سه شب تن



[ صفحه 112]



بيجان حبابه را در برگرفته بود و گريه مي كرد و اجازه نمي داد وي را به خاك بسپارند [1] .

وقتي بدن حبابه متعفن شد، مسيلمه برادر خليفه نزد او رفت و رخصت به خاك سپردن جسد را گرفت. يزيد چند روز پس از مرگ كنيزك درگذشت.

ابن اثير مي نويسد: علت مرگ او اين بود كه پس از مرگ حبابه آن قدر ناراحت و بي طاقت شد كه وقتي خواست براي به خاك سپردن جنازه ي او برود، نه قادر بود سوار مركب شود و نه مي توانست پياده راه برود. برادرش وقتي آمد و به او تسليت گفت، يك كلمه در جوابش حرف نزد. مسيلمه او را سرزنش كرد و گفت چرا اين قدر بي تابي مي كني؟ اين كار مايه ي ننگ و عار تو است. يزيد به برادرش گفت بر بدن حبابه نماز بخواند و پانزده روز پس از مرگ او بيشتر زنده نماند. برخي گفته اند چهل روز پس از مرگ حبابه از دنيا رفت و جسدش را در كنار او دفن كردند [2] .


پاورقي

[1] همان مأخذ و صفحه.

[2] الكامل، ج 5، ص 120.


شادي مطلوب در نظر اسلام


اكنون با توجه به نكته هايي كه بيان گرديد، بايد ببينيم كه آيا شادي از نظر اسلام امري مطلوب است يا نامطلوب؟ در پاسخ بايد بگوييم هر نوع شادي كه در جهت كمال معنوي باشد مطلوب است. اگر شما بخواهيد كسي را كه آن قدر روحش تعالي پيدا كرده كه جز با مناجات خدا و سرساييدن به آستان الهي شاد نمي شود شاد كنيد، مسلما بايد زمينه اي را فراهم كنيد كه او بتواند به عبادتش بپردازد. امام سجاد عليه السلام در يكي از مناجات هايش عرض مي كند: و استغفرك من كل لذة بغير أنسك؛ [1] از هر لذتي كه از غير انس با تو بردم استغفار مي كنم، هر سروري كه جز از لقاي تو حاصل شود، براي من گناه است، از چنين شادماني به تو پناه مي برم. كساني آن چنان اوج پيدا مي كنند كه جز در اثر انس با خدا و مناجات با او و نهايتا لقاي الهي به چيزي شاد نمي شوند، اگر انسان بخواهد چنين كساني را شاد نمايد، بايد كاري كند كه مزاحمت ها و موانع راهشان برداشته شود و آنها در اين مسير پيشرفت كنند. چنين شاديي است كه ارزش مطلق دارد؛ زيرا شاد كردن چنين مؤمني براي رسيدن به مقصد خود، هيچ قيد و شرطي ندارد. چون اينها جز از راه مشروع شاد نمي شوند، شاديشان هم به عبادت خدا و انس با خدا است و هميشه اين شادي مطلوب است. اما شادي هاي ديگر، ممكن است شادي دنيوي باشد، اما كمك كند به اين كه انسان در جهت تكامل معنوي پيشرفت كند يا لااقل مبتلا به گناه نشود، مثل شادي دنيوي كه دو همسر در محيط خانواده با يكديگر دارند. اين نوع شادي مستقيما ارتباط با خدا و قيامت ندارد، التذاذي است كه دو همسر در محيط خانواده از يكديگر مي برند، اما اگر با قصد قربت انجام شود، مي تواند عبادت باشد. اگر هم قصد قربت در كار نباشد، دست كم مانع از ابتلاي به معصيت است. البته اين هم مرتبه اي از عبادت است؛ زيرا براي جلوگيري از ابتلاي به معصيت صورت گرفته است.

شادي هاي دنيوي كه مؤمنان در زندگي خودشان دارند به اين منظور است كه براي انجام عبادات و وظايفشان نشاطي داشته باشند. مزاح مخصوصا در سفر در حدي كه افراط نشود و موجب لغو و اتلاف وقت نگردد و هم چنين تمسخر، توهين و اذيت ديگران را به دنبال نداشته باشد مطلوب است، تا جايي كه از مستحبات بوده و در اسلام



[ صفحه 109]



بر آن تأكيد شده است. اين يك شادي دنيوي است كه موجب جلوگيري از ملال، افسردگي و خستگي است و به علاوه، از چيزهايي است كه مانع از انجام وظايف بعدي نمي شود. فراهم كردن وسايل چنين شادي براي ديگران و نيز شاد شدن خود انسان هم در اين حد عيبي ندارد و مطلوب است.

به هر حال، ملاك شاد كردن مؤمن است و مؤمن از آن جهتي كه مؤمن است هيچ گاه به گناه شاد نمي شود؛ شادي او يا مستقيما در ارتباط با خدا است و يا براي تكامل معنوي و انجام وظايف و يا دست كم براي جلوگيري از گناه مي باشد. البته با توجه به نكته آخر، كه گفتيم مراتب ايمان افراد با يكديگر فرق مي كند، طبيعتا شاد كردن افراد هم فرق مي كند و اين مسأله منحصر به افراد بالغ نمي باشد بلكه شامل بچه ها هم مي شود. شاد كردن مؤمني هم كه هنوز در سن طفوليت است و تازه به تكليف رسيده ثواب دارد. شاد كردن او در همان حدي است كه او مي فهمد. اگر شما بخواهيد وسايل شادي را در حد كساني كه در اوج معرفت هستند براي يك كودك فراهم كنيد، او اصلا درك نمي كند و هيچ وقت با آنها شاد نمي شود. در هر حال، بيرون آوردن اين مؤمن از افسردگي مطلوب است؛ زيرا افسردگي برايش ضرر دارد. البته از بين بردن حزني كه براي خدا است و باعث اين مي شود كه فرد در جهت انجام وظايفش موفق تر باشد، مطلوب نيست؛ مثلا ما نبايد كسي را كه در مجلس عزاي سيدالشهدا عليه السلام مشغول گريه است، براي اين كه شاد بشود به خنده بيندازيم؛ زيرا اين مجلس اصلا براي گريه كردن و براي غمگين بودن است. اين جا جاي شاد كردن نيست، اين جا جايي است كه گريه كردن و غمگين بودن مطلوب است. يا اگر كسي را كه در نيمه شب با خدا راز و نياز مي كند و اشكش جاري شده و در حالت حزن قرار دارد، بخندانيم، آيا كار خوبي انجام داده ايم؟! قطعا اين شادي ها مطلوب نيست و متقابلا آن حزن هايي هم كه انسان را از حركت طبيعي به سوي سعادت دنيوي و اخروي باز دارد نامطلوب است.

البته بايد توجه داشته باشيم كه برخي ممكن است به اتكاي اطلاق اين گونه روايات، خواسته هاي نفساني خود را ارضا كنند. انسان هايي كه مي خواهند خوش گذراني و بذله گويي كنند، بخندند و بخندانند و...، استدلال مي كنند به اين كه ادخال سرور به مؤمن ثواب دارد! حال آن كه هر ادخال سروري ثواب ندارد. اگر ادخال سرور در جهت تكامل



[ صفحه 110]



باشد و لااقل موجب شود كه موانع عبادت و تكامل شخص برطرف گردد و در راه انجام وظايفش نشاطي پيدا كند، مي تواند مطلوب باشد، چه خود انسان وسايل آن را فراهم كند، چه ديگران به اين شادي كمك كنند.

به هر حال، واقع نگري و واقع بيني انسان را متوجه اين امر مي كند كه در اين دنيا گرفتاري هاي زيادي براي همه ي انسان ها پيش مي آيد و فقط نوع، شكل و زمان آن با يكديگر فرق مي كند؛ گاهي بيماري، فقر و گرفتاري است، گاهي از دست دادن عزيزي است، گاهي هم بلاهاي اجتماعي مانند زلزله، سيل و طوفان است. مسلما كمك كردن به چنين كساني كه مبتلا به چنين غم و اندوه هايي شده اند و از انجام وظايف خود بازمانده اند و در نهايت، شاد كردن آنها از بهترين عبادات است. البته بايد توجه داشته باشيم كه شرط هر عبادتي قصد قربت است.



[ صفحه 111]




پاورقي

[1] مفاتيح الجنان، مناجات خمس عشرة، مناجات الذاكرين.


امام بايد از طرف خدا تعيين شود


اين نكته گفتني است كه آميختگي سه مفهوم «رهبري سياسي»، «آموزش ديني» و «تهذيب روحي» در خلافت و حكومت اسلام - كه امامت و حكومت اسلام را داراي سه جنبه و سه بعد قرار داده است؛ چنان كه بعضي از متفكران برجسته ي اين زمان به درستي بيان كرده اند - ناشي از آن است كه اسلام در اصل، اين سه جنبه را از يكديگر تفكيك نكرده و به عنوان برنامه اي از اين سه جهت، بر انسان عرضه شده است. پس پيشوايي امت نيز به معناي پيشوايي در اين جهت است و



[ صفحه 63]



شيعه به دليل همين گستردگي معناي امامت است كه عقيده دارد امام بايد از طرف خدا تعيين شود.


تعمير حرم ائمه بقيع به دستور سلطان محمود


تعميرِ سوم حرم شريف، متعلق به اوائل قرن سيزدهم هجري است كه به دستور سلطان محمود؛ عثماني انجام گرفته است.

فرهاد ميرزا كه در سال 1292 هـ. به حج مشرف شده است مي نويسد:

تعمير بقعه مباركه در بقيع، از سلطان محمود خان، [1] در سنه يكهزار و دويست و سي و چهار هجري به دست محمد علي پاشاي مصري و به امر سلطان واقع شد. [2] .

ولي نايب الصدر شيرازي مي گويد: در سردر بقيع، قصيده اي طولاني، به زبان تركي حكاكي شده كه در مصرع آخر آن، تعمير كننده، محمود خان و تاريخ تعمير 1233 قيد شده است.

اين بود سه مورد از تعميرات حرم بقيع كه با تاريخ روشن و مشخصات عاملان آنها، به دست ما رسيده است، ولي بطور مسلم تعميرات و اصلاحات به عمل آمده در حرم بقيع،



[ صفحه 97]



منحصر به موارد ياد شده نيست، بلكه چنين تعميرات و اصلاحات مكرر، طبق مقتضيات و ايجاب شرايط بدون اين كه تاريخ آنها مشخص و يا در منابع منعكس شود صورت گرفته است. و لذا فرهاد ميرزا پس از بيان سومين تعمير كه به وسيله سلطان محمود به عمل آمده است، مي گويد: و امسال هم تعميرات لازمه آن را به عمل آورده اند. [3] .

و نايب الصدر مي گويد: و اين اوقات، جناب امين التجار؛ حاجي عبدالحسين، در مرمت موفق شده اند. [4] .

به هر حال اين تعميرات، همانند احداث اصل ساختمان گنبد و بارگاه، بر قبور ائمه بقيع (عليهم السلام) نشانگر اهتمام و توجه تام مسلمانان در طول تاريخ به اين حرم شريف مي باشد كه بالطبع توجه خلفا و سلاطين را نيز بر اين جايگاه مقدس و منبع نور و هدايت جلب نموده است.


پاورقي

[1] وي سلطان محمود ثاني سي امين سلطان عثماني است كه در سال 1223 در 24 سالگي به سلطنت رسيده و در سال 1255 هـ. از دنيا رفته است. نكـ: قاموس الاعلام تركي، ج6، ص 4225.

[2] سفر نامه فرهاد ميرزا، چاپ مطبوعاتي علمي 1366 ش. تهران، ص 141.

[3] همان.

[4] تحفة الحرمين، ص 227.


حكمة في الأنجيل


و نقل الامام لأصحابه حكمة مشرقة من حكم الانجيل، قال: مكتوب في الانجيل، لا تطلبوا علم ما لا تعملون، و لما تعملوا بما علمتم، فان العلم اذ لم يعمل به لم يزد صاحبه الا كفرا، و لم يزدد من الله الا بعدا [1] .

لقد دعا الامام عليه السلام الي العمل بالعلم، و أنه ليس من الحق في شي ء أن يعلم الانسان شيئا و لا يعمل به، فان ذلك لا يزيده الا بعدا من الله.


پاورقي

[1] اصول الكافي.


كنيته


يكني أباعلي، و قيل أباجعفر [1] و قال الشيخ يكني أباحفص.


پاورقي

[1] معجم رجال الحديث 13 / 54.


دختر سپر دوزخ است


حضرت رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمودند:

هر كه دختري داشته باشد و او را نيكو تربيت كند و به خوبي آموزش دهد و از نعمت هايي كه خداوند ارزانيش كرده او را به وفور بهره مند سازد، آن دختر براي وي مانع و پرده اي در برابر آتش دوزخ خواهد بود. [1] .



[ صفحه 72]




پاورقي

[1] كنزالعمال: 45391 همان، همان، 22652.


اطاعت، تنها راه موفقيت


و اعلموا أنه ليس بين الله و بين أحد من خلقه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك من خلقه كلهم الا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله ان سركم ان تكونوا مؤمنين حقا حقا و لا قوة الا بالله [1] ؛ بدانيد كه ميان خدا و هيچ يك از بندگانش - چه فرشته مقرب باشد، يا نبي مرسل يا بنده اي فروتر - چيزي جز اطاعت نيست. پس اگر به راستي دوست داريد كه مؤمن حقيقي حقيقي باشيد، در اطاعت خدا بكوشيد و [بدانيد كه] هيچ نيرويي جز به مدد خدا نيست.

امام صادق عليه السلام در اين بخش از فرمايش خود مي فرمايد، بين خداوند و بندگان او يك راه بيشتر وجود ندارد. آن هم طاعت خداوند است و در اين راه بيم ملك و نبي و هيچ آفريده ي ديگري، عالم باشد يا جاهل، مرجع تقليد باشد يا واعظ، استاد باشد يا كاسب فرقي نيست.

«أحد» در عبارت فوق نكره در سياق نفي است. معناي نفي نيز از كلمه «ليس» استفاده مي شود؛ يعني استثنايي وجود ندارد، همه و همه براي ارتباط با خدا راهي جز طاعت ندارند. حتي پيروي و اطاعت از پيامبر و امامان نيز از اين رو است كه پيمودن راه آنها اطاعت از خدا است. حال كه اطاعت تنها راه است در اين راه تمام تلاش خود را به كار



[ صفحه 148]



گيريد. مؤمن حقيقي راهي به جز اطاعت از باري تعالي ندارد. سپس حضرت مي فرمايند: «لا قوة الا بالله». هيچ قدرت و نيرويي وجود ندارد، مگر آن كه از خداوند سرچشمه گرفته است و كساني كه در راه اطاعت خداوند كوشش مي كنند نيز تلاش و كوششان با استعانت خداي متعال است و بدون كمك الهي قدرت انجام چنين عملي را ندارند.

انبيا و اوليا با آن همه طاعت و صدقي كه داشتند، از آخرت مي ترسيدند. ترس و بيم امام معصوم ناشي از اين است كه مي داند تنها راه ارتباط با خدا اطاعت است.


پاورقي

[1] متن نامه.


عزت مؤمن


شخص با ايمان غيرت ديني دارد؛ يعني مايل است به احكام شرع عمل شود و مردم در راه خير و صلاح قدم بردارند و از ضلالت و گمراهي به دور باشند. چنين شخصي طاقت ندارد كه عمل غير مشروعي را ببيند و ساكت بماند و اگر شرايط نهي از منكر موجود نباشد و صلاح نبيند كه به زبان، از آن كار ناشايست جلوگيري كند و بدي آن را ابراز دارد او قلبا خشمگين و ناراحت است و در هيچ جاي دلش رضايتي براي آن كار وجود نخواهد داشت. دين و ايمان مؤمن گرامي است و بي احترامي به دين و ايمان، خود، بي احترامي و توهين به اوست. لذا بايد از حيثيت خود، يعني دين و عقايد خويش دفاع كند و كمترين دفاع آن است كه از كار زشت منزجر شود و آن را تقبيح نمايد.

حسب المؤمن عزا، اذا راي منكرا، ان يعلم الله عزوجل من قلبه انكاره. [1] .

در عزت مؤمن اين اندازه كافي است، كه هر گاه عمل ناپسندي ديد، خداوند بداند كه او در دل خود، آن كار را زشت مي شمارد.



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] وافي. ج 9، ص 31.


امام و عبدالملك مروان


چون عبدالملك مروان آثار كثرت عبادت را در اعضاء و جوارح علي بن الحسين عليه السلام ديد عرض كرد: خداوند تمام نيكيها را براي شما قرار داده است. تو پاره ي تن رسول خدا و از اولاد نزديك اويي، از تمام دودمان و اهل زمان خود برتر و افضلي، دانش و ديانت و تقوايي كه تو داري غير از نياكان خودت احدي قبل از تو نداشته است (تا آنجا كه توانست تعريف و تمجيد كرد و سپس گفت:) با اين وصف، چرا اين همه در انجام عبادت به خود رنج مي دهي؟!

علي بن الحسين عليه السلام در جواب فرمود: تو كه اين همه از تفضلات خداي سبحان و تأييدات و توفيقات خدا داد سخن دادي، جاي تشكر از آن همه نعمتها كجاست؟ پيغمبر صلي الله عليه و آله آن قدر در حال نماز مي ايستاد كه پاهايش ورم مي كرد، آن قدر در حال روزه تشنگي مي كشيد كه دهانش بسته مي شد. اصحاب كه اين حالت را از او مشاهده



[ صفحه 412]



مي كردند گفتند: يا رسول الله، مگر خداوند گذشته و آينده ي تو را نبخشيده است كه اين چنين به خود زحمت مي دهي؟ آن حضرت در جوابشان مي فرمود: بلي اين چنين است، شكر خدا در دنيا و آخرت. سپس مي افزود: به خدا قسم اگر اعضاء و جوارحم در اين راه قطعه قطعه شود و جانم به لبم برسد، هرگز نتوانسته ام شكر يك دهم از يك دهم از يك نعمت او را به جا آورم، چه جاي آنكه نعمتهاي بي شماري داده است كه هيچ كس نمي تواند آنها را احصاء كند و تمام حمد حامدان نيز به اندازه ي حمد يك نعمتش نخواهد شد. به خدا قسم او سزاوار است كه من در تمام ساعات شب و روز، در آشكار و نهان، جز به شكر و ذكر او به چيز ديگري مشغول نشوم. اگر كسان من و ساير مردم از خواص و عوام آنها بر من حقي نمي داشتند كه مي بايست در حد توان و طاقتم حقشان را اداء كنم هر آينه چشمم را به سوي آسمان و قلبم را به سوي خدا گسيل مي داشتم و آن قدر ادامه مي دادم تا قضا و قدر خدا به من برسد كه او خير الحاكمين است.

امام زين العابدين عليه السلام سخن را كه به اينجا رسانيد، به شدت گريست و عبدالملك گفت: چقدر فرق است ميان بنده اي كه جوينده ي آخرت است و تمام سعي و تلاش خود را در اين راه به كار مي برد و بنده اي كه دنياطلب است و از هر كجا كه آيد برايش تفاوتي ندارد. چنين بنده اي در آخرت پشيزي بهره نخواهد داشت! [1] .


پاورقي

[1] مستدرك الوسايل، ج 1، ص 14، ط قديم.


ثمره مكتب امام صادق


از مكتب امام صادق عليه السلام چهارهزار شاگرد برجسته متخصص در فنون مختلف و چهارصد جلد كتاب ممتاز به جهان بشريت تحويل داده شده است. محمد بن مسلم يكي از شاگردان بارز همين مكتب مي باشد كه شانزده هزار حديث از حضرت صادق عليه السلام و سي هزار حديث از حضرت باقر عليه السلام نقل كرده است. ابان بن تغلب سي هزار حديث از امام نقل نموده است. جابر جعفي يكي از شاگردان حضرت و از شاگردان پدر بزرگوار او است كه هفتاد هزار حديث از حضرت باقر عليه السلام ضبط كرده بود كه همگي برگرفته از اسرار دانش وي بود كه تاكنون جابر آنها را به كسي بازگو نكرده بود.


امام جعفرصادق و علم و دانش


گفته شد كه امامين صادقين عليهماالسلام در علم، قدرت و نيروي شگفت آميزي نشان دادند به طوري كه در ائمه ما پس از اميرالمؤمنين شاه ولايت در ظهور و بروز علمي هيچ يك به سطح معارف اين دو امام نشر معارف نكردند يعني موانع سبب كتمان و عدم توسعه تعليم و تربيت عصر آنها مي شد.

علم و دانش هم يك موهبتي است الهي و نوري است كه در قلوب صافيه و نفوس زكيه تابش مي كند و اين بارقه آسماني به هر دلي تابيد او را بيدار و مباهي و مفتخر مي سازد و ناگزير است كه علم خود را اعلام كند و چون آب در كاسه لبريز مي گردد و همه را سيراب مي كند و اكنون آراء كساني كه اين امام را به علم و دانش معرفي كرده اند نقل مي كنيم.

حافظ عبدالعزيز ابن الاخضر الجنابذي «گنابادي» مي نويسد:

سمعت جعفر بن محمد يقول سلوني قبل ان تفقدوني فانه لا يحدثكم احد بعدي بمثل حديثي [1] .

اي مردم هر چه مي خواهيد از من بپرسيد قبل از آنكه مرا نبينيد و بدانيد كه احدي پس از من اين اخبار علمي را براي شما نخواهد گفت.

نگارنده گويد: اين همان نداي علوي بود كه البته جز از حنجره صادق آل محمد نبايد صادر شود زيرا به خوبي از عهده ي اين دعوي برآمد.

ابن حجر مي نويسد: نقل الناس من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان [2] .

مردم آنقدر از علوم زلال او فراگرفتند كه با مسافرين اطراف و اكناف صيت شهرت علمي او در تمام بلدان و كشورهاي اسلامي طنين انداز گرديد.

ابن شهرآشوب مي نويسد: نقل عنه من العلوم مالم ينقل عن احد آنقدر علم و دانش از او به تنهائي نقل شد كه تاكنون از احدي اين همه علم و فنون نقل نشده است.

نوح بن دراج گويد: نوح بن دراج به ابن ابي ليلي گفت كسي را مي شناسي كه از ديگري نقل قول علمي و حكم و فتوي دهد گفت جز يك نفر نمي شناسم كه همه از او نقل قول مي كنند پرسيد كيست؟ پاسخ داد جعفر بن محمد است كه هر كه را مي بينم و مي شنوم از او نقل مطالب و حكمي شرعي مي نمايد.



[ صفحه 97]



شيخ مفيد مي نويسد: هيچ كس مانند جعفر بن محمد سر زبانهاي علما نيست همه خلق از او نقل حديث مي كنند و آثار علمي در اذهان و افكار عمومي چون آفتاب فروزان است و اصحاب حديث نام كساني را كه از او نقل و روايت كرده اند جمع نموده به چهار هزار نفر رسيده اند - و ابن عقده در رجال خود چهار هزار نفر ثقات را نام برده كه مسلم است چند برابر غير ثقات بوده اند. [3] .


پاورقي

[1] معالم العترة الطاهره به نقل الامام الصادق رمضان لاوند ص 48.

[2] الصواعق المحرقه.

[3] ارشاد مفيد.


امام صادق در محيط تاريكي


اشعه درخشان وجود مبارك امام جعفر صادق عليه السلام در محيطي تاريك و پر آشوب پرتو افكن گرديد و همانطور كه نير اعظم پرده سياه شب تاريك را مي درد و كنار مي زند امام صادق عليه السلام با افاضات علمي خود پرده هاي اوهام و افكار پليد و سخيف شرك و كفر و زندقه و الحاد و انحراف و اعوجاج را يكي يكي پشت سرهم بكنار زد و محيطي روشن و پرتو افكن و مدرسه اي حيات بخش و فرح انگيز به وجود آورد كه دامنه آن هنوز ادامه دارد و عالميان از افاضات اشراقي علمي او برخوردار مي گردند.

در مدرسه او افكار زنده شدند حيات فكري به وجود آورد اندشيه نو تربيت كرد الهامات علمي به مردم تلقين كرد و مفتاح گنج دانش را به دست افكار و انديشه ها سپرد تا به توالي ايام اخلاف و نسل آينده بشر از اسرار و رموز علم و دانش او بهره مند گردند.


علم المرايا


علم مرايا متعلق به اشعه و انوار است از جهت انعكاس نور براي ترسيم چيزي يا نقشي در صفحه يا عكس در كاغذهاي مخصوص كه بايد بنويسند و از آن تعريف نموده اند به احوال خطوط شعاعيه منعكسه و منكسره و مواقع آنها و زوايا و مراجع و كيفيت ساختن آئينه محرقه كه دوربين و ذره بين سوزنده است و انعكاس اشعه آفتاب در آن متمركز در نقطه اي مي شود و ساختن آئينه هاي مقعر و محدب و كيفيت وضع و محاذات آن كه دوربين و ذره بين ها ساخته مي شود.

و اين علم براي ساختن عينك ها - دوربين ها - عدسي هاي تلسكوپ ها و ميكروسكوپ ها و فن عكاسي و فيلم برداري به كار مي رود.

در اين عصر علم مرايا به نام اپتيك به حد اعلاي ترقي رسيده است كه از جهت تلسكوپ و ترصيد ستارگان رصدخانه پالومارا بهترين نمونه آن است و از جهت ميكروسكوپ ذرات را تا پنج هزار بار بزرگ نشان مي دهد و كتابخانه هاي دنيا را با ميكروفيل عكس برداري نموده و فيلم هاي الوان سينماها و ترقي عكس برداري همه نمونه توجه بشر به اين علم است.


شرايط فرهنگي و فكري جامعه در عصر امام صادق


بعد از تصرف سرزمينهاي زيادي در اقصي نقاط دنيا توسط سپاهيان اسلام، شهرهاي مختلف جهان از شرق آسيا تا غرب آفريقا و جنوب اروپا تحت سيطره حكومت يكپارچه مكتب اسلام در آمدند و مليتهاي گوناگون با زبان، آداب، رسوم و فرهنگ هاي متفاوت پا به جهان اسلام گذاشتند. بديهي است اين فرهنگ ها در يكديگر آميخته شده و از هم تأثير مي پذيرفتند و به اين ترتيب فرهنگ هاي ايراني، رومي و نيز آفريقايي و اروپايي وارد فرهنگ اسلامي شد.

در آن عصر فلسفه ها و خطوط فكري گوناگوني با هجوم به جامعه اسلامي، شك و شبهه هايي را گسترش داد. انديشه تصوف دامنه دار شد و افكار گوناگون فقهي و نيز عمل به رأي و قياس و استحسان شكل گرفت.



[ صفحه 149]



امام باقر و امام صادق عليهماالسلام از شرايط و جو انتقال علوم استفاده نموده، به تشكيل جلسات مناظره در زمينه هاي گوناگون علوم جديد نيز پرداختند. بدين جهت چون پربارترين حلقه هاي درسي آن زمان در زمينه هاي مختلف مناظرات و مباحث علمي امام باقر و امام صادق بود، طالبان و صاحب نظران علوم براي تبادل نظر و استفاده بيشتر، در مناظرات ايشان شركت نموده و به طرح سؤالات خود مي پرداختند و اين دو امام به پاسخ گويي و بيان نظرات خود مبادرت مي نمودند. لذا امام صادق براي تبيين اصول مذهب شيعه و اشاعه ي فقه و تفكر شيعي در قالب همين جلسات بهترين بهره را بردند و پايه هاي مذهب شيعه كه از زمان حيات رسول خدا پي ريزي شده بود، در زمان امام صادق محكم و استوار گشت و با آن، حركت عظيم فكري - فرهنگي امام صادق به مذهب جعفري مشهور گشت.


جسد الحيوان


قال الفقهاء: اذا أصاب جسد الحيوان نجاسة، فانه يطهر بمجرد زوالها



[ صفحه 54]



عنه، بدون أية حاجة الي الماء، أو غير الماء.

و قال السيد الحكيم في المستمسك: «و العمدة فيه السيرة القطعية علي مباشرة الحيوانات المعلوم تلوثها بالنجاسة، مع العلم بعدم ورود المطهر عليها، و كأنه لوضوح الحكم لم يقع موردا للسؤال من المسلمين، و للبيان من المعصومين عليهم السلام».

و معني هذا الكلام ان الحيوان اذا أصاب الميتة أو العذرة، أو ما اليها من النجاسات، ثم زالت عنه بغير التطهير بالماء، فانا نعلم علم اليقين ان الفقهاء و الناس أجمعين يباشرون هذا الحيوان بدون تحفظ، و ما ذاك الا لأنه طاهر عندهم بالبديهة، و من أجل أن الطهارة في عقيدتهم من الواضحات لم يسأل سائل الامام عنها، كما أن الامام لم يبنها للناس من تلقائه.


مقدار الزكاة


قال الامام عليه السلام: ما كان يعالج بالرشا و الدلاء و النضح [1] ففيه نصف العشر، و ما كان يسقي من غير علاج بنهر، أو عين، أو سماء، أو كان بعلا ففيه العشر كاملا.



[ صفحه 73]




پاورقي

[1] الرشا الحبل، و الدلاء جمع دلو، و النضح الرش.


الأرض


اذا كان في الارض بناء، أو شجر، أو زرع، و باع الارض مالكها، بحيث كان المعقود عليه لفظ الأرض المعلومة بين الطرفين، و لم يذكرا شيئا مما فيها، فهل يدخل في المبيع البناء و الشجر و الزرع؟. و علي افتراض عدم الدخول، فهل للمشتري الخيار بين الفسخ أو الامضاء مجانا؟.

قال الفقهاء: لا يدخل شي ء من ذلك في لفظ الارض الا مع القرينة الصريحة، كما لو قال: بعتك هذه الارض بما فيها، أو بما دار عليه حائطها ان كان لها حائط... أجل، تدخل فيها الصخور الثابتة، و الاحجار المخلوقة بطبيعتها.

و لا خيار للمشتري مع العلم، و يثبت له الخيار بين الفسخ، أو الامضاء مجانا ان كان جاهلا بوجود شي ء من ذلك... و يبقي الزرع للبائع الي أوانه، و الشجرة، حتي نهايتها أو قلعها، و لا يستحق المشتري أجرة علي ذلك، لأن الابقاء من مقتضيات العقد، و قال صاحب الجواهر:«و ليس لصاحب الشجرة غرس غيرها مكانها اذا سقطت». و اذا تجدد لها في لصاحب الشجرة، لأنها نماء



[ صفحه 80]



ملكه... أجل، لا يجب علي مشتري الارض بقاؤها في ملكه، بل يجوز له قلعها، لأن العقد اقتضي بقاء الشجرة الأم فقط.


الشروط


يشترط في الكفالة

1 - العقد، و هو من مقومات الكفالة لا من شروطها [1] و يتحقق بالايجاب من الكفيل، و القبول من المكفول له، و من هنا أجمع الفقهاء علي اعتبار رضاهما، و اختلفوا في رضا المكفول، فذهب المشهور الي عدم اعتباره، و احتجوا بأن الكفيل كالوكيل، و المكفول كالشي ء الموكل عليه، فكما لا



[ صفحه 74]



يعتبر رضا الموكل عليه في الوكالة كذلك لا يعتبر رضا المكفول.. هذا التعليل قد جاء في كتاب الجواهر، و الحدائق، و مفتاح الكرامة.

و لست أعرف قياسا أوهي من هذا القياس.. والأولي أن يقال: ان من عليه حق للغير فهو ملزم به، و مسؤول عنه، رضي أو لم يرض، و من لا حق عليه للغير لا يصح الزامه الا برضاه، و بديهة أن الكفيل لا حق عليه قبل الكفالة، و المكفول له هو صاحب الحق، فلا يلزمان الا بما ألزما به أنفسهما، أما المكفول فهو اما مدين، و اما مدعي عليه، و المدين مسؤول أمام دائنه، و ملزم باداء حقه، و المدعي عليه مسؤول أمام المدعي، و ملزم بالحضور في مجلس الحكم، شاء، أو أبي، و من أجل هذا اعتبر رضاهما دون رضاه.

2 - ان يكون الكفيل عاقلا بالغا قادرا علي احضار المكفول، فلا تجوز كفالة الضعيف القوي، لعجزه عن احضاره، و لا لولي المجنون و الصبي ان يكفل أحدا نيابة عنهما.. و يجوز أن يقبل الكفالة لهما، فاذا كان لأحدهما حق علي من يخشي تغيبه، و كفله آخر فان للولي أن يقبل الكفالة لمن له الولاية عليه، اذا توافرت الشروط في الكفيل.

3 - أن يكون المكفول معينا، فلا يصح كفلت أحد هذين، أو كفلت هذا، أو ذاك، لأن الغرض من الكفالة احضار المكفول بعينه، و يتعذر ذلك مع الجهل به.

4 - قال جماعة من الفقهاء: يشترط التنجيز في الكفالة، فلو قال: أنا كفيل باحضاره، انلم يحضر فلا يصح، لأن الكفالة لابد فيها من الجزم، و لا جزم، مع التعليق.

و تقدم أكثر من مرة ان عموم أوفوا بالعقود يهدم هذا الشرط اذا صدق اسم



[ صفحه 75]



العقد عند أهل العرف.

5 - ان يكون المكفول مطلوبا بحق من حقوق الناس من مال، أو عقوبة قصاص، أو الحضور الي مجلس الحكم للتخاصم في أية دعوي مسموعة.. فلا تصح الكفالة في حقوق سبحانه، لأن المرغوب فيه التساهل فيها، و انها تدرأ لادني شبهة، قال صاحب مفتاح الكرامة في المجلد الخامس ص 430 طبعة أولي: «فان كانت حقوق الله سبحانه، كحد الزنا و السرقة و الشرب لم تصح الكفالة عند علمائنا أجمع، لأن الكفالة للتوثيق، و حقوق الله مبنية علي الاسقاط، و ينبغي السعي في دفعها - أي عدم ايقاعها - ما أمكن، كما عرض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لما عز بالرجوع و الانكار».

و لا يشترط العلم بمقدار المال المطلوب به المكفول، لأن الكفالة تعلقت باحضاره، لا بالحق الذي في ذمته.

و متي تمت الشروط كانت الكفالة لازمة لا يجوز للكفيل، و لا المكفول له الفسخ و العدول، و يجوز لهما التقايل، و اشتراط الحق في الفسخ أمدا معينا، لعموم أدلة وجوب الوفاء بالشرط.


پاورقي

[1] الفرق بين الركن و الشرط ان ركن لا شي ء داخل فيه، و جزء و منه، و الشرط خارج عنه، و ذكرناهما معا في فقرة واحدة لان النتيجة واحدة من كل منهما، حيث يلزم من عدمه العدم، و لا يلزم من وجوده الوجود، و هكذا نفعل في بقيه الابواب، للسبب نفسه.


الواقف


يشترط في الواقف أن يكون أهلا للمعاملة، فلا يصح وقف المجنون لنفي التكليف عنه، و لا وقف الصبي، حتي و لو كان مميزا، و لا وقف المحجر عليه لسفه، لأنه ممنوع من التصرفات المالية، و قال البعض: يصح وقف الصبي البالغ عشرا.



[ صفحه 61]



و هو قول شاذ متروك مخالف لاصول المذهب، و اجماع المسلمين بشهادة صاحب المسالك الذي نقل عبارته هذه بالحرف صاحب الجواهر، و علق عليها بأن الحاق الوقف بالوصية قياس محرم.


العدالة


العدالة، وهي من أهم الشروط، و لا يجدي العلم بدونها شيئا بالغا ما بلغ اجماعا و نصا، و كفي بقول الامام عليه السلام لشريح: لا يجلس مجلسك هذا الا نبي، أو وصي أو شقي، كفي به شاهدا. و قال الامام الصادق عليه السلام: اتقوا الحكومة، فان الحكومة انما هي للامام العالم العادل بين المسلمين، لنبي أو وصي نبي. و سبق الكلام عن معني العدالة في «باب الشهادات - فقرة العدالة».

و فرع الفقهاء علي ذلك فروعا، منها ما ذهب اليه جمع من الفقهاء من أن صاحب الحق لا يجوز له أن يرفع دعواه لغير العادل، حتي و لو انحصر تحصيل حقه بهذا الترافع، بحيث لولاه يذهب هدرا و ضياعا، و قال آخرون: يجوز اذا كان حقه ثابتا، و لا سبيل للحصول عليه الا بهذا الترافع.

و منها ان صاحب الحق اذا استطاع الحصول علي حقه بدون الترافع الي غير العادل، و مع ذلك ترافع اليه، و حكم بالحق فلا يجوز له أن يأخذ الشي ء المحكوم



[ صفحه 64]



به، و ان كان حقا له عملا بقول الامام الصادق عليه السلام في رواية ابن حنظلة: «فانما يأخذ سحتا، و ان كان حقا ثابتا له».

و فرق بعضهم بين الدين و العين، فأباح أخذ المحكوم به بالحق ان كان عينا، و منع أخذه ان كان دينا، و لم يفرق السيد الحكيم في الجزء الأول من المستمسك بين العين و الدين، و حكم بتحريم أخذ كل منهما مع كونه حقا.

و الصحيح ان لصاحب الحق أن يستعين بالحاكم الجائر للحصول علي حقه اذا انحصر بالرجوع اليه، بحيث لا يجد وسيلة سواه من غير فرق بين أن يكون الحق عينا أو دينا، لأن دفع الضرر عن النفس جائز شرعا بحسب الظرف، و قد يجب، و لا يتم الا بالرجوع الي الجائز، فيكون جائزا أو واجبا، أما الاثم و الحرام فهو علي من امتنع عن دفع الحق، لا علي من أخذ حقه، قال صاحب الجواهر:

«لو توقف حصول حقه علي مراجعة الجائر جاز، ولو لامتناع الخصم عن المرافعة الا لي الجائر، تماما كما يجوز الاستعانة بالظالم علي تحصيل حقه المتوقف علي ذلك، و الاثم حينئذ علي الممتنع - ثم استدل صاحب الجواهر - بأن الامام عليه السلام سئل عن تفسير قوله تعالي: (و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها الي الحكام).. فكتب هو أن يعلم الرجل أنه ظالم، فيحكم له القاضي، فهو غير معذور في أخذ ذلك الذي حكم به اذا كان قد علم أنه ظالم».

و معني هذا أنه معذور في أخذ ما حكم به اذا كان حقا في الواقع.


ان سمعت من يسبني فلا تصنع به شيئا


و عن مرازم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام و هو بمكة: يا مرازم لو سمعت رجلا يسبني ما كنت صانعا؟

قلت: كنت أقتله.

قال: يا مرازم ان سمعت من يسبني فلا تصنع به شيئا.

قال: فخرجت من مكة عند الزوال في يوم حار، فألجأني الحر الي أن عبرت الي بعض القباب، و فيها قوم، فنزلت معهم، فسمعت بعضهم يسب أباعبدالله عليه السلام فذكرت قوله، فلم أقل شيئا، و لولا ذلك لقتلته.

قال أبوبصير: كان لي جار يتبع السلطان، فأصاب مالا فاتخذ قيانا، و كان يجمع الجموع و يشرب المسكر و يؤذيني، فشكوته الي نفسه غير مرة، فلم ينته، فلما ألححت عليه قال: يا هذا أنا رجل مبتلي، و أنت رجل معافي، فلو عرفتني لصاحبك رجوت أن يستنقذني الله بك، فوقع ذلك في قلبي، فلما صرت الي أبي عبدالله عليه السلام ذكرت له حاله.

فقال لي: اذا رجعت الي الكوفة، فانه سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دع ما أنت عليه، و أضمن لك علي الله الجنة.

قال: فلما رجعت الي الكوفة، أتاني فيمن أتي فاحتبسته حتي خلا منزلي، فقلت: يا هذا اني ذكرتك لابي عبدالله عليه السلام.



[ صفحه 124]



فقال: أقرئه السلام و قل له: يترك ما هو عليه، و أضمن له علي الله الجنة.

فبكي ثم قال: والله قال لك جعفر عليه السلام هذا؟

قال: فحلفت له أنه قال لي ما قلت لك.

فقال لي: حسبك و مضي فلما كان بعد أيام بعث الي و دعاني، فاذا هو خلف باب داره عريان.

فقال: يا أبابصير ما بقي في منزلي شي ء الا و خرجت عنه، و أنا كما تري، فمشيت الي اخواني فجمعت له ما كسوته به، ثم لم يأت عليه الا أيام يسيرة، حتي بعث الي أني عليل فائتني، فجعلت أختلف اليه و اعالجه حتي نزل به الموت.

فكنت عنده جالسا و هو يجود بنفسه، ثم غشي عليه غشيه ثم أفاق فقال: يا أبابصير قد وفي صاحبك لنا، ثم مات.

فحججت فأتيت أباعبدالله عليه السلام فاستأذنت عليه، فلما دخلت قال مبتدئا من داخل البيت و احدي رجلي في الصحن و الاخري في دهليز داره: يا ابابصير قد وفينا لصاحبك [1] .

بيان: يتبع السلطان أي يوالي خليفة الجور، و يتولي من قبله، و القيان جمع قينة بالفتح، و هي الامة المغنية. و في القاموس [2] الجمع جماعة الناس،



[ صفحه 125]



و الجمع جموع؟ يؤذيني أي بالغناء و نحوه، مبتلي أي ممتحن بالاموال و المناصب مغرور بها، فتسلط الشيطان علي فلا يمكنني تركها، أو أني مع تلك الاحوال لا أرجو المغفرة، فلذا لا أترك لذاتي (الله) بالجر بتقدير حرف القسم، حسبك أي هذا كاف لك فيما أردت من انتهائي عما كنت فيه، و في النهاية [3] يجود بنفسه أي يخرجها و يدفعها، كما يدفع الانسان ماله يجود به، و الجود الكرم، يريد به أنه كان في النزع و سياق الموت [4] .


پاورقي

[1] نفس المصدر ج 2 ص 426.

[2] القاموس ج 3 ص 14.

[3] النهاية ج 1 ص 186.

[4] بحارالأنوار: ج 47.


مفاهيم انسانية في كلمات الامام جعفر الصادق


محمد جواد مغنيه (م 1400 ق)، چاپ دوم، بيروت، دارالتعارف للمطبوعات (اين



[ صفحه 223]



كتاب به فارسي ترجمه شده است).


الرغبات النفسية


فكر يا مفضل في الأفعال التي جعلت في الإنسان من الطعم و النوم و الجماع و ما دبر فيها... فإنه جعل لكل واحد منها في الطباع نفسه محرك يقتضيه و يستحث به، فالجوع يقتضي الطعم الذي فيه راحة البدن و قوامه، و الكري [1] يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن و إجمام [2] قواه، و الشبق [3] يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل و بقاؤه، و لو كان الإنسان إنما يصير إلي أكل الطعام، لمعرفته بحاجة بدنه إليه، و لم يجد من طباعه شبئا يضطره إلي ذلك، كان خليقا أن يتواني عنه أحيانا بالثقل و الكسل، حتي ينهار بدنه فيهلك، كما يحتاج الواحد إلي الدواء لشي ء مما يصلح به بدنه فيدافع به حتي يؤديه ذلك إلي المرض و الموت.

و كذلك لو كان إنما يصير إلي النوم بالفكر في حاجته إلي راحة البدن



[ صفحه 88]



و إجمام قواه كان عسي أن يتثاقل عن ذلك، فيدفعه حتي ينهك بدنه، و لو كان إنما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد أن يفتر عنه، حتي يقل النسل أو ينقطع فإن من الناس من لا يرغب في الولد، و لا يحفل به.

فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الأفعال التي بها قوام الإنسان و صلاحه، محركا من نفس الطبع يحركه لذلك، و يحدوه عليه.


پاورقي

[1] الكري: النعاس.

[2] الإجمام: من الجمام و هو الراحة.

[3] الشبق: بفتحتين شدة الشهوة.


الحجة أبدا


كمال الدين 1 / 221، ب 22، ح 5: حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد، عن أبان بن تغلب قال: أبوعبدالله عليه السلام:...

الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق.


الذبيحة و شرائطها


[تفسير العياشي 1 / 375 ح 86:...]

عن ابن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن ذبيحة المرأة و الغلام هل يؤكل؟ قال:

نعم، اذا كانت المرأة مسلمة و ذكرت بسم الله حلت ذبيحتها، و اذا كان الغلام قويا علي الذبح و ذكر اسم الله حلت ذبيحته، و اذا كان الرجل مسلما فنسي أن يسمي فلا بأس بأكله اذا لم تتهمه.


التعوذ من النار


أمالي الصدوق 88، المجلس 21، الحديث 4: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال:...

ما من عبد يقول كل يوم سبع مرات: (أسأل الله الجنة و أعوذ بالله من النار) الا قالت النار: يا رب أعذه مني.



[ صفحه 37]




المال


هذه القوة الكبري للإنتاج و هي العمل، تعاونها قوة أخري هي المال، شريطة أن يستعمل. فإذا لم يستعمل تنقصته الزكاة عاما بعد عام حتي تقضي عليه. و من أجل ذلك صار مباحا الاتجار في مال اليتيم لحسابه حتي لا يأكله الزمن - و إنما يستعمل المال في التجارة و في الصناعة و الزراعة و سائر الوجوه. فلا يكنز و لا يؤخذ عليه ربا، بل يتواصل المسلمون فيه بالمعروف.

سئل الصادق: لم حرم الله الربا؟ و أجاب: «لئلا يتمانع الناس المعروف».

و المعروف مطلوب في العلاقات العادية و المالية و بين جميع المتعاملين، في القروض و نظرة الميسرة أو المشاركة في مخاطر الاتجار أو الاستصناع و المزارعة و الخدمات، وسواها، لتجري الأرزاق لهم، من الله، علي أيديهم.

و أول الواجبات في المال أن يكون أداة تعمير للدنيا باستثماره، و للأنفس بمشاركة المحتاجين إليه، سواء للعمل به أو للعيش منه، و ألا يكون وسيلة للاستعلاء، و إنما



[ صفحه 348]



وسيلة للتواصل... يتأدي بها المسلم إلي العمل الصالح. و من الأوليات في هذه الواجبات الاقتصاد و الترفق:

يقول الإمام (عليه السلام): «أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق. و الرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال».

و الرفق لا يعجز عن شي ء. و التبذير لا يبقي معه شي ء.

و في القليل كفاية من القناعة. و الكثير لا يغني مع السرف...

و في المعني ذاته يقول الصادق: «ضمنت لمن اقتصد الا يفتقر» و إنما يفتقر من يتجاوز الحدود، و يبعثر قواه، و يخسر أشياءه.

و بالرفق في الأمور تجري الحياة بين الناس علي نسق مقبول. يقول الإمام عليه السلام: «من كان رفيقا في أمره نال ما يريده من الناس».

و الله تعالي يحب الرفق في الأمر كله.


علم الأخلاق


و هو العلم الذي يبحث عن خصائص السلوك و آداب السيرة، من تهذيب النفس و صقلها شخصيا، و التزامات العشرة اجتماعيا، و قد ورد عن الامام الصادق الكثير من الكلمات التي تتضمن مكارم الأخلاق و روائع الآداب التي كان يخاطب بها أصحابه ورواد مدرسته، و كثيرا ما كان يخاطب أصحابه بقوله: كونوا زينا لنا و لا تكونوا شينا علينا حتي يقولوا رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدب أصحابه..


و مما قاله في خلق الانسان و تركيبه


قال عليه السلام: عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع و أربعة دعائم، و أربع أركان.

فطبائعه: الدم و المرة و الريح و البلغم.

و دعائمه: العقل و من العقل الفهم و الحفظ.

و أركانه: النور و النار و الروح و الماء. و صورته طينته. فأبصر بالنور و أكل و شرب بالنار، و جامع و تحرك بالروح. و وجد طعم الذوق و الطعام بالماء فهذا تأسيس صورته.

فاذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا ذكيا فطنا فهما و عرف فيما هو، و من أين يأتيه، و لأي شي ء هو هاهنا، و الي ما هو صائر، باخلاص الوحدانية و الاقرار بالطاعة و قد تجري فيه النفس و هي حارة، و تجري فيه و هي باردة، فاذا دخلت به الحرارة أشر [1] و بطر وارتاح و قتل و سرق و بهج و استبشر و فجر وزني و بذخ. و اذا كانت باردة اهتم و حزن و استكان و ذبل [2] . و نسي، فهي العوارض التي كون منها الأسقام و لا تكون أقل ذلك الا بخطيئة عملها فيوافق ذلك من مأكل أو مشرب في حد ساعات لا تكون تلك الساعة موافقه لذلك المأكل و المشرب لحال الخطيئة فيستوجب الألم من ألوان الأسقام.



[ صفحه 144]



ثم قال عليه السلام: انما صار الانسان يأكل و يشرب و يعمل بالنار و يسمع و يشم بالريح و يجد لذة الطعام و الشراب بالماء و يتحرك بالروح. فلولا أن النار في معدته لما هضمت الطعام و الشراب في جوفه، و لولا الريح ما التهبت نار المعدة و لا خرج الثفل من بطنه و الروح جاء و لا ذهب.

و لو لا يرد الماء لأحرقته نار المعدة. و لولا النور ما أبصر و لا عقل. و الطين صورته و العظام في جسده بمنزلة الشجر في الأرض. و الشعر في جسده بمنزلة الحشيش في الأرض. و العصب في جسده بمنزلة اللحاء علي الشجر [3] . والدم في جسده بمنزلة الماء في الأرض. و لا قوام للأرض الا بالماء و لا قوام لجسد الانسان الا بالدم. و المخ دسم الدم و زبده.

فهكذا الانسان خلق من شأن الدنيا و شأن الآخرة فاذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض، لأنه نزل من شأن السماء الي الدنيا، فاذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت يرد شأن الآخرة الي السماء.

فالحياة في الأرض، و الموت في السماء، و ذلك أنه يفرق بين الروح و الجسد فردت الروح و النور الي القدرة الأولي و ترك الجسد لأنه من شأن الدنيا.

و انما فسد الجسد في الدنيا لأن الريح تنشف الماء فييبس الطين فيصير رفاتا و يبلي و يرد كل الي جوهره الأول.

و تحركت الروح بالنفس و النفس حركتها من الريح، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل. و ما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكراء، فهذا من صورة ناره و هذا من صورة نوره. و الموت رحمة من الله لعبده المؤمن، و نقمة علي الكافر.

و لله عقوبتان احداهما من الروح و الأخري تسليط الناس بعض علي بعض فما كان من قبل الروح فهو السقم و الفقر؛ و ما كان من تسليط فهو النقمة و ذلك قول الله عزوجل: «و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون» [4] من



[ صفحه 145]



الذنوب. فما كان من ذنب الروح فعقوبته بذلك السقم و الفقر. و ما كان من تسليط فهو النقمة. و كل ذلك عقوبة للمؤمن في الدنيا عذاب له فيها.

و أما الكافر فنقمته عليه في الدنيا و سوء العذاب في الآخرة. و لا يكون ذلك الا بذنب من الشهوة. و هي المؤمن خطأ و نسيان و أن يكون مستكرها و ما لا يطيق، و ما كان من الكافر فعمد وجحود و اعتداء و حسد و ذلك قول الله عزوجل: «كفارا حسدا من عند أنفسهم» [5] .



[ صفحه 147]




پاورقي

[1] أشر: طغي بالنعمة فصرفها في غير وجهها.

[2] ذبل النبات: قل ماؤه و ذهبت نضارته. و ذبلت بشرته: قل ماء جلدته.

[3] اللحاء: قشر العود أو الشجر.

[4] سورة الأنعام الآية 129.

[5] البقرة الآية 109.


چرا مؤمن مؤمن ناميده شد؟


به امام صادق - عليه السلام - گفته شد: چرا مؤمن را مؤمن ناميده اند؟

حضرت فرمودند: زيرا خدا براي مؤمن نامي از نامهاي خود را برگرفته است، و لذا او را مؤمن ناميده است.

و نيز بدين جهت مؤمن ناميده شد چون از عذاب خدا در امان است. و نيز چون روز قيامت (به بركت منزلتي كه نزد خدا دارد) به افراد معصيت كار امان مي دهد و خداوند كار او را امضاء مي كند.

و اگر مؤمن بخورد يا بياشامد يا قيام كند يا بنشيند يا بخوابد، يا آميزش كند يا به مكان آلوده اي مرور كند خداوند آن مكان را تا هفت طبقه زمين طاهر و پاك سازد به طوري كه هيچ از آلودگي آن به او نرسد.



[ صفحه 64]



و نيز چون مؤمن روز قيامت همراه پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - است، پس مي گذرد بر شخصي كه نسبت به او غضب كرده، نه ناصبي است و نه مؤمن و لكن مرتكب كبائر شده براي او منزلت عظمي نزد خدا مي بيند در حالي كه مؤمن را در دنيا ديده است، لذا مؤمن نزد خداوند براي او شفاعت مي كند و مي گويد: بارالها؛ اين بنده ات را به من ببخش.

خداوند متعال درخواست او را اجابت مي كند.

سپس حضرت فرمود: خدا اين مطلب را (يعني شفاعت) در قرآن متذكر شده است آنجا كه مي گويند: (فما لنا من شافعين) [1] «ما ديگر شفيع نداريم» از پيامبران (و لا صديق حميم) [2] «و نه دوست صميمي» از همسايگان و خويشاوندان.

پس هنگامي كه مأيوس از شفاعت مي شوند گويد - يعني آنكه مؤمن نيست -: (فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين) [3] «اي كاش بار ديگر به دنيا برمي گشتيم تا اينكه مؤمن مي شديم». [4] .


پاورقي

[1] سوره ي شعراء: آيه ي 100.

[2] سوره ي شعراء: آيه ي 101.

[3] بحارالأنوار: ج 64 ص 63 ح 7.

[4] سوره ي شعراء آيه ي 102.


حديث 066


2 شنبه

اذا لم تكن حليماً فتحلم.

هرگاه بردبار نيستي، خود را به بردباري زن.

كافي، ج 2، ص 112


علمه بما في النفس 03


محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عيسي الفراء، عن مالك الجهني قال: كنت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام، فوضعت يدي علي خدي و قلت: لقد عظمك الله و شرفك، فقال: يا مالك! الأمر أعظم مما تذهب اليه [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عيسي الفراء، عن مالك الجهني قال: كنت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام فوضعت يدي علي خدي فقلت: لقد عظمك الله و شرفك، فقال: يا مالك! الأمر أعظم مما تذهب اليه [2] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 232 ج 5 باب 10 ح 18.

[2] دلائل الامامة: ص 134.


آتش در منزل حضرت


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: از نشانه هاي پشيماني از گذشته سه چيز است: آدمي بزرگي خود را به رخ ديگران بكشد و به گذشتگان ببالد و برتري بجويد.

و از مفضل بن عمر نقل مي كند كه:

منصور دوانيقي قاصدي براي حسن بن زيد حكومت خود بر مكه و مدينه فرستاد كه: خانه ي حضرت صادق عليه السلام را آتش بزن. او هم اطاعت كرده و منزل حضرت را آتش زد و در و دالان خانه آتش گرفت. حضرت از خانه بيرون آمد و در آتش راه مي رفت و مي فرمود:

منم پسر ريشه ها و اصول زمين (يعني انبيا) منم پسر ابراهيم خليل.



[ صفحه 145]




كتابه لغلامه في العتق / ما يتصف به العبد لكي يعتق


عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سِنان [1] ، عن غلام أعتقَه أبو عبد الله عليه السلام:

هذا ما أعتَقَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أعتَقَ غُلامَهُ السِّنْديَّ فُلاناً علي أنَّهُ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسولُهُ، وَأنَّ البَعثَ حَقٌّ، وَأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَأنَّ النّارَ حَقٌّ، وَعَلي أنَّهُ يُوالي أولياءَ الله وَيَتَبَرّأُ مِن أعداءِ الله، وَيُحِلُّ حَلالَ الله وَيُحَرِّمُ حَرامَ الله، وَيُؤمِنُ بِرُسُلِ الله، وَيُقِرُّ بِما جاءَ مِن عِندِ الله، أعتَقَهُ لِوَجهِ الله، لا يُريدُ بهِ جَزاءً وَلا شُكوراً، وَلَيسَ لِأحَدٍ عَلَيهِ سَبيلٌ إلّا بِخَيرٍ، شَهِدَ فُلانُ. [2] .

وفي رواية أُخري: محمّد بن يحيَي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البِلاد [3] قال: قرأت عِتقَ أبي عَبدِ الله عليه السلام فإذَا هُوَ شَرحُهُ: هذا ما أعتَقَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أعتَقَ فُلاناً غُلامَهُ لِوَجهِ الله، لا يُريد بِهِ جَزاءً وَلا شُكوراً، علي أنْ يُقِيمَ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِيَ الزّكاةَ، وَيَحُجَّ البَيتَ، وَيَصومَ شَهرَ رَمَضانَ، وَيَتَولَّي أولياءَ الله، وَيَتَبَرَّأ مِن أعداءِ الله، شَهِد فُلانٌ وَفُلانٌ وَفلانٌ؛ ثَلاثَةٌ. [4] .



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] محمّد بن سنان

أبو جعفر الزاهريّ من ولد زاهر مولي عمرو بن الحمق الخزاعيّ كان أبو عبد الله بن عيّاش يقول: حدّثنا أبو عيسي محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان قال: هو محمّد بن الحسن بن سنان مولي زاهر توفي أبوه الحسن وهو طفل وكفله جدّه سنان فنسب إليه. وقال أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد: إنّه روي عن الرّضاعليه السلام قال: وله مسائل عنه معروفة وهو رجل ضعيف جداً لا يعوّل عليه ولا يُلتفت إلي ما تفرّد به.

وقد ذكر أبو عمرو في رجاله قال: أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قتيبة النّيسابوري (النيشابوري) قال: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان: لا أحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان. وذكر أيضاً أنّه وجد بخطّ أبي عبد الله الشّاذاني: أنّي سمعت العاصميّ يقول: إنّ عبد الله بن محمّد بن عيسي الملقّب ببنان قال: كنت مع صفوان بن يحيي بالكوفة في منزل إذ دخل علينا محمّد بن سنان، فقال صفوان: إنّ هذا ابن سنان، لقد همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه حتّي ثبت معنا، وهذا يدلّ علي اضطراب كان وزال، وقد صنّف كتباً منها: كتاب الطّرائف، وكتاب الأظلّة وكتاب المكاسب، وكتاب الحجّ، وكتاب الصّيد والذّبائح، وكتاب الشّراء والبيع، وكتاب الوصية، وكتاب النّوادر. ومات محمّد بن سنان سنة عشرين ومئتين (راجع: رجال النّجاشي: ج 2 ص 208 الرّقم 889، الفهرست للطّوسي: ص 219 الرّقم 619).

وفي رجال الطّوسي ورجال البرقي: عدّ من أصحاب أبي الحسن، وأبي جعفر الثاني عليهما السلام.

[2] الكافي: ج 6 ص 181 ح1، بحار الأنوار: ج 47 ص 44 ح 58.

[3] إبراهيم بن أبي البلاد

اسم أبي البلاد يحيي بن سليم وقيل ابن سليمان مولي بني عبد الله بن غطفان يكنّي أبا يحيي كان ثقة قارئاً أديباً وكان أبو البلاد ضريراً وكان راوية الشّعر وله يقول الفرزدق: «يا لهف نفسي علي عينيك من رجل». وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، ولإبراهيم محمّد ويحيي رويا الحديث. وروي إبراهيم عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسي والرّضاعليهم السلام وعمّر دهراً وكان للرضاعليه السلام إليه رسالة وأثني عليه. له كتاب يرويه عنه جماعة. (راجع:رجال النّجاشي: ج 1 ص 102 الرّقم 31، الفهرست للطّوسي: ص43 الرّقم22، رجال الطّوسي: الرّقم 1756 و4926 و5212، رجال البرقي: ج1 ص12 الرّقم9).

وفي رجال الكشّي: عليّ بن أسباط قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام ابتداءاً منه: إبراهيم بن أبي البلاد علي ما تحبّون.(ج2 ص793 ح968).

[4] الكافي: ج 6 ص 181 ح2، بحار الأنوار: ج 47 ص 44 ح 59.


ختامه مسك


قال اميرالمؤمنين عليه السلام: قواعد الاسلام سبعة: فأولها العقل و عليها بني الصبر، و الثانيه صون العرض و صدق اللهجه، و الثالثه تلاوة القرآن علي جهته، و الرابعه الحب في الله و البغض في الله، و الخامسه حق آل محمد صلي الله عليه و آله و معرفة ولايتهم، و السادسة حق الاخوان و المحاماة عليهم، و السابعه مجاورة الناس بالحسني [1] .

حضرت اميرالمؤمنين علي عليه السلام فرمود: پايه هاي اسلام هفت چيز است: اول عقل و بر آن صبر استوار شده است؛ دوم راستگويي و درستي؛ سوم تلاوت قرآن



[ صفحه 124]



(بدون تغيير) ؛ چهارم دوستي براي خدا و دشمني براي خدا؛ پنجم (مراعات) حقوق آل محمد صلي الله عليه و آله و معرفت به ولايت و فضايل و مناقب آنان؛ ششم (مراعات) حقوق برادران ديني و حمايت از آنان؛ هفتم نيكي با مردم و حسن خلق با آنان.



[ صفحه 127]




پاورقي

[1] تحف العقول، ص 196؛ تفسير المعين، ص 461.


وجه الدابة و فمها و ذنبها و شرح ذلك


يا مفضل تأمل وجه الدابة كيف هو...؟ فانك تري العينين شاخصتين أمامها لتبصر ما بين يديها، لئلا تصدم حائطا، أو تتردي في حفرة و تري الفم مشقوقا شقا في اسفل الخطم و لو شق كمكان الفم من الانسان في مقدم الذقن، لما استطاع أن يتناول به شيئا من الأرض ألا تري أن الانسان لا يتناول الطعام بفيه و لكن بيده، تكرمة له علي سائر الآكلات، فلما لم يكن للدابة يد تتناول بها العلف جعل خرطومها مشقوقا من أسفله، لتقبض علي العلف ثم تقضمه، و اعينت بالجحفلة لتتناول بها ما قرب و ما بعد...



[ صفحه 75]



اعتبر بذنبها و المنفعة لها فيه، فانه بمنزلة الطبق علي الدبر و الحياء جميعا، يواريهما و يسترهما، و من منافعها فيه أن ما يبين الدبر و مراقي البطن منها و ضر يجتمع عليها الذباب و البعوض فجعل لها الذنب كالمذبة تذب بها عن تلك المواضع، و منها أن الدابة تستريح الي تحريكه و تصريفه يمنة و يسرة، فانه لما كان قيامها علي الأربع بأسرها، و شغلت المقدمتان بحمل البدن عن التصرف و التقلب، كان لها في تحريك الذنب راحة، و فيه منافع اخري يقصر عنها الوهم، فيعرف موقعها في وقت الحاجة اليها، فمن ذلك أن الدابة ترتطم في الوحل، فلا يكون شي ء أعون علي نهوضها، من الأخذ بذنبها، و في شعر الذنب منافع للناس كثيرة يستعملونها في مآربهم، ثم جعل ظهرها مسطحا مبطوحا علي قوائم اربع ليتمكن من ركوبها، و جعل حياها بارزا من ورائها ليتمكن الفحل من ضربها، و لو كان اسفل البطن كما كان الفرج من المرأة لم يتمكن الفحل منها....

ألا تري أنه لا يستطيع أن يأتيها كفاحا كما يأتي الرجل المرأة.



[ صفحه 76]




عاقل خويشاوند


يكي از اصحاب امام صادق عليه السلام به آن حضرت عرض كرد: با برادران و



[ صفحه 91]



عموزادگان در منزل موروثي نشسته ام، اما آن ها همه اطاق هاي خانه را اشغال كرده اند و من تنها به اطاقي پناه آورده ام و، در حالي كه اگر منازعه كنم، تمام خانه را از دستشان مي گيرم. حال با ايشان چگونه رفتار نمايم؟ امام عليه السلام فرمود: صبر كن تا خداوند گشايشي در كارت بدهد.

او مي گويد: طبق دستور امام صبر كردم تا اين كه مرض وبا شيوع پيدا كرد و تمام برادران و عموزادگان در اين بلا از بين رفتند و حتي يك نفر هم نماند. پس از اين جريان وقتي حضور آن حضرت مشرف شدم، از حال خويشاوندانم جويا شد. عرض كردم: به خدا همگي مردند و كسي از ايشان باقي نمانده است.

حضرت فرمود: آنان در اثر اين كه به تو عاق شدند و قطع رحم كردند، گرفتار بلا شدند.

سپس حضرت پرسيد: آيا دوست داشتي كه آن ها مي ماندند و براي تو تنگ مي گرفتند و بدرفتاري مي كردند؟

عرض كردم: آري. به خدا قسم دوست داشتم زنده بمانند و زندگي را بر من تنگ بگيرند. [1] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 2، ص 346.


ولاة المدينة في العهد العباسي


أما امراء المدينة في العهد العباسي فعندما ولي أبوالعباس السفاح عزل عند المدينة يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي أمير المدينة من قبل الامويين، و ولي عمه داود بن علي بن عبدالله بن العباس، و ذلك في سنة 132 ه و ضم إليه مكة، و اليمن، و اليمامة.

و لما دخل المدينة هدد الناس و توعدهم و قال في خطبته:

أيها الناس أغركم الامهال حتي حسبتموه الاهمال، هيهات منكم و كيف بكم، و السوط كفي، و السيف مشهر.



حتي يبيد قبيلة فقبيلة

ويعض كل مثقف بالهام



و يقمن ربات الخدور حواسرا

يمسحن عرض ذوائب الايتام



ولكن الله لم يمهله و عجل عليه فلم تطل أيامه و مات في شهر ربيع الاول سنة 133 ه و كانت مدة ولايته أقل من ثلاثة أشهر.

و لما دنت وفاته استخلف ولده موسي، و ولي السفاح مكانه زياد بن عبيدالله بن عبدالمدان الحارثي، و هو خال السفاح و بقي إلي أيام المنصور و عزله في سنة 141 ه و غضب عليه و حمله إلي الكوفة مكبلا بالحديد.

و ولي مكانه محمد بن خالد بن عبدالله القسري ثم عزله في سنة 144 ه.

و ولي مكانه رياح بن عثمان بن حيان المري و بقي إلي سنة 145 ه و في عهده ثار محمد بن عبدالله بن الحسن في المدينة، و قبض علي رياح و أخيه إبراهيم و أودعهما السجن، و دخل رجل من ولد مصعب بن الزبير عليهما في السجن عندما اشتد القتال بين محمد بن عبدالله و بين جيش المنصور فذبحهما، و رجع إلي محمد و قاتل معه حتي قتل.

ثم ولي إمرة المدينة - بعد قتل محمد - عبدالله بن الربيع الحارثي و ذلك في سنة 145 ه و بقي واليا إلي سنة 147 ه ثم عزله المنصور.



[ صفحه 140]



و ولي جعفر بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس و بقي واليا من قبل المنصور إلي سنة 149 ه.

و في أيامه مات أبوعبدالله الصادق عليه السلام و ذلك في سنة 148 ه مسموما.

هذا موجز من البيان عن ولاة إمرة المدينة في العهد العباسي، و قد شهدت المدينة المنورة في عهد رياح بن عثمان المري - الذي ولاه المنصور امرة المدينة - اولئك الجند القساة يهجمون علي منازل آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و يخرجون الرجال منها فيزج بهم في السجون، و يعذبون فيها بدون رحمة، و لا خشية من عقاب.

و لعل من اعظم تلك المشاهد وقعا، و اشده الما، مرور موكب آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم من شيوخ و شبان في شوارع المدينة، و هم مكبلون في الحديد، و قد غير الم العذاب نضارة تلك الوجوه يحوط بهم جند المنصور و هم يسيرون إلي الكوفة حتي اودعوا في سجنه المظلم فكان به خاتمة مطافهم، و ماتوا جميعا تحت انقاضه فانا لله و انا إليه راجعون.



[ صفحه 141]



و بعد أن عرفنا اهم الحوادث التي جرت في عهد الامام الصادق عليه السلام سواء أكانت في عهد جده زين العابدين (ع) أم في عهد ابيه الامام الباقر عليه السلام او في عهده بالذات فانه يتضح لنا مدي تحمله للمتاعب و مواجهته للآلام التي ماجت بها تلك العهود.

كما تتضح لنا الظروف التي احاطت به و المشاكل التي كان يواجهها و قد شاهد تلك الاحداث التي واجهها العالم الاسلامي و تخطي معه تلك المراحل التي اجتازتها الامة الاسلامية و هي اعظم المراحل التي تمر عليها يوم اصبح الحق لا يعمل به، و الباطل لا يتناهي عنه.

و كانت الاهواء هي الحاكمة، و الاحقاد هي المسيطرة، و قد رضخ المسلمون لحكم اناس ابتعدوا عن القرآن و تركوا العمل بسنة الرسول فاصبحت الامة الاسلامية يثقل كاهلها اطماع اولئك الحكام و يرهقها جورهم.

و في عهد الامام الصادق كانت البلاد الاسلامية مشحونة بالخلافات و المشاحنات و حدثت ثورات دموية و حروف طاحنة، أدت إلي استغلال الوضع من قبل اناس لا يهمهم اراقة الدماء في تحقيق مآربهم الشخصية.

و قد تولي الامام الصادق عليه السلام اعباء الامامة و مسؤولية اداء رسالة الاسلام و هداية الأمة بعد ابيه الباقر عليه السلام و قد لمعت شخصيته. و ظهرت قابلياته. فتوالت عليه الطلبات لقيادة تلك الثورات التي قامت بوجه الطغيان، احتجاجا علي ذلك الحكم الظالم، و كانت الدعوة باسم اهل البيت عليهم السلام، لانهم زعماء هذه الامة و أملها المنشود.

و كان الامام الصادق عليه السلام قد اختط لنفسه طريق الدعوة الصامتة و الثورة الاصلاحية، بعد أن عرف بثاقب بصره و خبرته - و هو ينظر إلي تلك الحوادث - ان هذه الثورات لا تؤدي إلي الغاية التي ينشدها، و لا تحقق الهدف، بل في ذلك مزيد من التضحيات التي لا يتورع بنوأمية في مقابلتها عن سفك الدماء.

و كان يعلم عواقب تلك الخلافات، و تحسس حاجة المجتمع الاسلامي إلي التوجيه الصحيح، و الدعوة إلي الالتزام بمبادي ء الاسلام و تعاليمه، ليحقق بذلك التكافل الاجتماع، و التآزر العام.



[ صفحه 142]



فقام عليه السلام بمهمة التوجيه، ليخلق الوعي بين الصفوف، و ليحقق التكاتف و التآخي، و ليقضي علي بقايا رواسب جاهلية عملت علي احيائها طغمة حاكمة، لتحقق لنفسها مغانم تسند بها سلطانها الجائر، و الحكم الظالم، و قد شهد طغيان المؤثرات القبلية و السياسية و غيرها.

ان الدعوة التي قام بها الامام الصادق عليه السلام انما هي ثورة اصلاحية و حملة توجيه عامة، ليوجد من تلك الجموع الثائرة أمة ذات وعي تحسب للظروف حسابها، و تنظر الوقت المناسب لقيام الثورة المتكفلة لتحقيق غايتها و تحقيق هدفها في اعادة الخلافة الاسلامية و تطبيق نظام الاسلام الذي يكفل للبشر سعادتهم.

و الامام الصادق عليه السلام وسط ذلك المعترك هو الموجه القائد الذي اجتمعت في شخصيته جميع مؤهلات القيادة العامة، و قد واجه تلك الحوادث بحزم و ثبات.

و قد رد عليه السلام طلب من الح عليه في تزعم الحركة الثورية التي نشبت في ايامه بين انصار العلويين و بين الامويين، و كانت الدعوة باسم اهل البيت عليهم السلام و هو زعيمهم و سيدهم في عصره.

ولكنه كان يري أن اصلاح الوضع بالتوجيه الصحيح و تفهيم الناس ضرورة الوقوف تجاه الخصوم موقف تحسس بما تؤل إليه الحالة من التسرع في اثارة الحرب، و أن ذلك لا يجدي نفعا لوجود ذوي الاطماع الذين لا يقل ضررهم علي الامة الاسلامية من ضرر الامويين، و بهذا يكون حل المشكلة بمشكلة اعظم منها.

و اتخاذ مثل هذا الموقف الذي اتخذه الامام لنفسه و من ورائه ذوو البصيرة من اعيان الامة ليدل علي عمق التفكير و حصافة الرأي.

لقد وقف الامام الصادق عليه السلام موقف المصلح الذي يحاول أن يعيد للامة مجدها في تفهم مبادي ء الاسلام الصحيحة، و نشر الوعي الاسلامي بما يجب علي كل مسلم أن يقوم به في اصلاح الوضع، في عصر انتشر به الفساد و مني المجتمع فيه بضروب المحن و الابتلاء، و هو عليه السلام بدون شك يحمل من الأذي اضعاف ما تتحمله افراد الأمة، لأنه المصلح الذي يريد للمجتمع السعادة المفقودة في عهد ولاة لا تحترم حقوق الأمة المشروعة، و تتحدي نظامها المقدس، إذ استبدوا بالأمر و ظلموا الأمة، و استأثروا بالمغانم، و خالفوا الكتاب و السنة في سبيل غاياتهم، و خلقوا مشكلات الخلاف



[ صفحه 143]



و التعصب ليفروا الكلمة، و يشتتوا الشمل و يشغلوا الافكار، مما أثر علي سير المسلمين و تقدمهم من الجهة الروحية التي هي قوام دينهم، و ذلك خلاف ما قرره الاسلام، لأنه يدعو إلي كلمة التوحيد و توحيد الكلمة.

و الامام يري ان واجبه يحتم عليه نشر دعوة الاصلاح، و توجيه المجتمع و بث تعاليم الدين، و أن يعلن غضبه علي ذلك النظام الجائر بصفته امام زمانه، ولكنه ماذا يصنع و هو الرجل المغلوب علي أمره، و المغصوب منه حقه، و مع ذلك فانه لم يأل جهدا في معارضتهم، و نهي الناس عن مخالطتهم و التولي لاعمالهم، و قد أوجب علي الأفراد عدم التعاون مع ولاة الامر، و حرم عليهم العمل لهم، و حذر و أوعد من عاونهم بالعذاب لانه كبيرة من الكبائر، إذ الوالي الجائر يشتد عزمه و تتسع دائرة استبداده عندما يكثر مناصروه.

كان الامام عليه السلام يري أن انفصال الامة عن الظالمين و عدم الركون إليهم يضيق دائرة الاستبداد و يرغم الولاة علي العدل، و يأمل من وراء ذلك لهم السعادة، و الغرض أن ولاة ذلك العصر أو خلفاء الدولة المروانية قد انهمكوا في الدنيا و سفكوا الدماء، و انتهكوا المحرمات و تجاهروا في عداء آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و تتبعوا من عرف بحبهم، و الميل اليهم، و تقريب من عرف ببغضهم، و هم يحاولون بذلك تحويل انظار الامة عن أهل البيت أهل العلم و الورع و العبادة. و الناس و إن تمكن من نفوسهم حب الدنيا و الطموح إلي المال فهم يخضعون لسيطرة العلم و الدين بدافع العقيدة، و حب الناس. لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم لا للدنيا ولكنه للدين وحده، فحبهم من الدين، لذلك كان يثقل علي بني أمية ذكر أهل البيت بخير، لأن سياستهم ترتكز علي بغضهم و نصب العداء لهم، و اقصاء من عرف بحبهم، و قتل من اتضح منه ذلك. تارة باسم الزندقة و اخري باسم الخروج علي طاعة السلطان.

و يعطينا الشاعر العبلي [1] صورة عن تلك السياسة بقوله



شردوا بي عند امتداحي عليا

و رأوا ذاك في داءا دويا



فو ربي ما أبرح الدهر حتي

تختلي مهجتي بحبي عليا



و بنيه لحب أحمد اني

كنت احببتهم بحبي النبيا



حب دين لا حب دنيا و شر الحب حب يكون لي دنيويا



[ صفحه 144]





صاغني الله في الذوابة منهم

لا ذميما و لا سنيدا دعيا



و كان هذا الشاعر في عداد الأمويين، فهو من عبدالعزي بن عبد شمس و كان يكره ما يجري عليه بنوأمية من ذكر علي و سبه علي المنابر، و يظهر الانكار، فنهوه عن ذلك و نفوه من مكة إلي المدينة، و عاش مجفوا من الأمويين مع مدحه لهم و شعره فيهم.

ثم خلفتها الدولة العباسية فزادت علي اعمال الدولة الأموية، حتي قال أحد مخضرمي الدولتين:



يا ليت جور بني مروان دام لنا

وليت عدل بني العباس في النار



لأنهم تتبعوا الذراري العلوية فقتلوهم تحت كل حجر و مدر، و خربوا ديارهم و هدموا آثارهم حتي قال الشعراء في عصر المتوكل:



تالله ان كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد اتته بنو أبيه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوما



اسفوا علي أن لا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما



و كابد أهل البيت من المحن ما لا يمكن حصره، فقد امتلأت منهم السجون و اهتزت باجسامهم المشانق، و سالت بدمائهم الارض.

و كانت السلطة الحاكمة تشجع خصومهم و تدعو الناس للابتعاد عنهم. و يصدر مرسوم من بغداد إلي مصر، بأن لا يقبل علوي ضيعة و لا يركب فرصا و لا يسافر من الفسطاط إلي طرف من أطرافها، و أن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد، و إن كانت بين علوي و بين أحد من سائر الناس خصومة فلا يقبل قول العلوي و يقبل قول خصمه بدون بينة [2] و كانوا بين آونة و أخري، يصدر مرسوم بان يسفروا من الاطراف إلي عاصمة الملك ليكونوا تحت الرقابة، و ينالوا العقاب هناك، و أمر الرشيد عامله علي المدينة ان يضمن العلويون بعضهم بعضا و كانوا يعرضون علي السلطان كل يوم فمن غاب عوقب.

و لم يقف العلويون تجاه هذه المشاكل موقف الذلة و الخضوع، و أبت نفوسهم التسليم لتلك النظم و الاحكام القاسية، و قد استطاعوا الافلات من تلك السيطرة،فثاروا في وجه الظلم لرفع راية العدل، فكانت هناك ثورات دموية كان النجاح مع اكثرهم فاسسوا دولا و حكومات اقلقت العباسيين



[ صفحه 145]



و دفعتهم إلي الانتقام من العلويين، و تطبيق مادة الفناء و الابادة بحق من عرفوه بالميل لهم أو اتهم بذلك، فحاكوا لهم التهم، و لصقوا بهم العيوب، فلقيت شيعة أهل البيت من ذلك أشد الأذي، ولكنهم ذللوا تلك المصاعب بسلاح العقيدة و الايمان الصحيح، و وقف معسكرهم من البداية إلي النهاية مرابطا علي خط الدفاع عن حقوق آل محمد و الانتصار لهم.

علي أن الاكثرية الساحقة دعاهم الطمع و حب الدفاع عن النفس، - و هو من الغرائز الملائمة لطبيعة الانسان - للتظاهر مع السلطة علي هضم حقوق العترة و بث تلك الدعايات الكاذبة ضد شيعتهم لأنهم شاهدوا الأحكام القاسية التي تطبق علي الشيعة، و شاهدوا ان أقرب الناس من ساحات الأمن و أبعدهم علي الخطر من ألف كتابا في ذمهم أو أبدي رأيا في مؤاخذتهم أو الطعن في معتقداتهم أو قال شعرا يهجوهم به، أو عرف بالعداء لآل محمد، و هم أئمة الشيعة و لا يرون طاعة أحد غيرهم، فتجد الكتاب و العلماء و الشعراء يتقربون إلي ولاة الأمر بما يحط من كرامتهم، لينالوا شهادة الانتساب إلي تأييد السلطة.

هذا بشار بن برد المعروف بالزندقة و الالحاد يقف امام الخليفة العباسي فينشد:



أني يكون و ليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام



فيجيزه المهدي بسبعين ألف درهم، فما حال الرعاع و ذوي الحاجة و الضمائر الرخيصة الذين يبيعون ضمائرهم بأنجس الاثمان عند مشاهدة هذا التشجيع. و يدخل مروان بن حفص علي المهدي فينشده قصيدة يتعرض بها لآل علي عليه السلام.



هل تطمعون من السماء نجومها

بأكفكم أو تشترون هلالها



أو تدفعون مقالة عن ربكم

جبريل بلغها النبي فقالها



شهدت من الانفال آخر آية

بتراثهم فأردتم ابطالها



يعني بذلك بني علي و بني العباس. [3] فتري المهدي يتزاحف من صدر مصلاه حتي صار علي البساط اعجابا بما سمع و تقديرا لموهبة هذا الشاعر....

ثم قال له كم بيتا هي؟ قال: مائة بيت، فأمر له بمائة ألف درهم:

و ناهيك ما في هذا العمل و التشجيع من الخليفة و أثره في نفوس العامة،



[ صفحه 146]



و لا شي ء أملك للنفس من عطف الامراء و توددهم للافراد بما تميل طباعهم إليه.

و دخل رجل علي الرشيد فقال: لقد هجوت الرافضة، قال: هات فانشد:



رغما و شمسا و زيتونا و مظلمة

من أن تنالوا من الشيخين طغيانا



قال الرشيد: فسره لي، قال: لا، ولكن أنت و جيشك أجهد من أن تدري ما أقول قال: والله ما أدري ما هو و أجازه.

و يقف مروان بن ابي الجنوب فينشد المتوكل شعرا ينال فيه من آل علي و يذم شيعتهم، فيأمر المتوكل بأن ينثر علي رأسه ثلاثة آلاف دينار، و يأمر ولده و سعد الا يتاخي بالتقاطها له، و يعقد له علي امارة البحرين و اليمامة و يخلع عليه أربع خلع. [4] .

هذا بعض ما أبدته السلطة في مقاومتهم و تشجيع خصومهم، ولكنه عمل لم يثمر أي شي ء. فآل محمد لا تستطيع أي قوة اخفاء ذكرهم أو محو آثارهم، فهم في كل زمن أعلام هدي، و دعاة صلاح و ذكرهم يتجدد كلما تحرر الفكر و ازدهر العلم. و المنصف اذا نظر إلي انتشار مذهب أهل البيت في الاقطار الاسلامية، كالعراق، الحجاز، و مصر و الشام و الاندلس و الهند و ايران، و البحرين و القطيف و غيرها، يري ان ذلك الانتشار انما كان بحسب ذاته و لياقته و قيمه الروحية، مع شدة مقاومة السلطات فكلها تتصف بالعداء له و وقفوا دون انتشاره مواقفا خانهم النجاح فيها، و سيتضح كل ذلك عند دراساتنا لنشأة المذاهب الاسلامية و عوامل انتشارها، و ها نحن ننتقل بالقاري ء الكريم إلي البحث عن نشأة المذاهب والله ولي التوفيق.



[ صفحه 149]




پاورقي

[1] هو عبدالله بن عامر بن عبدالله بن ربيعة بن عبدالعزي.

[2] الولاة و القضاة للكندي ص 198.

[3] الخطيب ص 13 ص 144.

[4] ابن الاثير ص 7 ص 38.


اتصاله بالمنصور


و الذي يظهر ان اتصال مالك بالمنصور و تقريبه إياه كان في السنة التي حج فيها المنصور علي ما يرويه ابن قتيبة: أن المنصور كتب إلي مالك: أن واف الموسم في العام القابل ان شاء الله، فاني خارج إلي الموسم. فلما حج المنصور 153 ه و دخل عليه مالك، فاعتذر المنصور إليه مما ناله من الضرب



[ صفحه 504]



و الاهانة و قال له - بعد كلام طويل -: و لقد أمرت أن يؤتي بعدو الله من المدينة علي قتب - يعني جعفر بن سليمان الذي ضرب مالك - و امرت بضيق مجلسه، و المبالغة في امتهانه، و لابد ان انزل فيه من العقوبة أضعاف ما نالك منه.

فقال مالك: عافي الله اميرالمؤمنين، و أكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم منك.

و بهذا يتضح ان هذا الاجتماع هو أول اجتماع بعد ضرب مالك و اهانته ثم أمره أن يضع كتابا يحمل الناس عليه، و يبثه في الامصار و يأمر الناس بالعمل به، و ان لا يقضي بسواه. فقال مالك: إن أهل العراق لا يرضون علمنا، و لا يرون في علمهم رأينا.

فقال ابوجعفر: يحملون عليه و نضرب عليه هاماتهم بالسيف و تقطع طي ظهورهم بالسياط، فعجل بذلك و سيأتي المهدي في العام المقبل. و قد فرغت من ذلك.

ثم أمر بالف دينار عينا ذهبا و كسوة عظيمة، ثم أمر لابنه بألف دينار. [1] .

و طلب المنصور من مالك أن يذهب معه إلي مدينة السلام، و قال له: اذهب معي فلا اقدم عليك أحدا، فقال مالك: ان تكن عزيمة من اميرالمؤمنين - يعني شيئا واجبا - فلا سبيل إلي مخالفته، و ان تكن غير ذلك، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، فقال له المنصور: فلا أحمل عليك شيئا تكرهه، ثم أجازه بثلاث صرر: كل صرة ألف دينار، فلما خرج مالك، قال ولد المنصور لأبيه: أتدني رجلا من رعيتك حتي يجلس منك هذا المجلس؟! فقال له المنصور: ما علي وجه الأرض اليوم رجل يستحيي منه إلا مالك و سفيان الثوري. [2] .

و قال المنصور لمالك: يا أباعبدالله! ذهب الناس و لم يبق غيري و غيرك. و دخل مالك بن أنس علي المنصور فقال: يا مالك مالي أراك تعتمد علي قول ابن عمر دون أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال مالك: يا أميرالمؤمنين إنه آخر من بقي عندنا من اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاحتاج الناس إليه، فسألوه و تمسكوا بقوله. فقال: يا مالك عيلك بما تعرف إنه الحق عندك،



[ صفحه 505]



و لا تقلدن عليا و ابن عباس.

و يمكن ان تكون كلمة ابن عباس من الزوائد التي ألحقت بالعبارة لتبرير موقف المنصور عن النهي عن تقليد علي في الأحكام الشرعية، لانه بعد أن كان علم علي مفخرة لبني العباس، و يجاهرون بفضله و بعلمه، أصبح عند اشتداد ملكهم و قوة سلطانهم لا يروقهم أن يروي أحد عن علي و أهل بيته، و قد شاركوا الامويين في هذه النزعة، بل بصورة أشد و أعظم في المؤاخذة.

و ما من شك في أن المنصور اتجه لمالك بتمام العناية، و اشتدت بينهم الروابط و الصلات، تلك الروابط التي اوجدت في مالك شخصية له حق رعاية حكام الحجاز و ولاته مما جعلهم يخشون مخالفته، و يتهيبون مقامه، و بذلك اتجهت الانظار إليه و تكونت شخصيته، و علت منزلته دون غيره من علماء دار الهجرة، و غيرهم من علماء المسلمين.

و نحن لا نريد أن نظلم مالكا إن قلنا: إن من الظلم تقديمه علي علماء المدينة، و جعل الفتوي منوطة به دون غيره، فما هي المؤهلات التي جعلته أن يكون كذلك؟ فقد كان مالك لا يعرف عن نفسه ما يقول المنصور بأنه أعلم أهل الأرض.

حدث مالك قال: قال لي أبوجعفر يوما: أعلي ظهرها أحد أعلم منك؟ قلت: بلي. قال: فسمهم لي. قلت: لا أحفظ أسماءهم، قال أبوجعفر: قد طلبت هذا الشأن - أي العلم - في زمن بني امية و قد عرفته.

و بهذا رأينا مالكا يعترف بوجود من هو أعلم منه، ولكن لا يصرح باسمه، لعلمه بما وراء ذلك.

و قد كان مالك يسأل عن كثير من المسائل الشرعية. فكان أكثر جوابه بلا أدري.

و قد قصده رجل من العراق باربعين مسألة، فاجاب عن خمس و ثلاثين بلاد أدري. و قد أنكر مالك علي أهل مصر بانهم عرفوا البيوع و هو لا يعرفها، إذ كانوا يرجعون إليه، علي أننا نجد في علماء المالكية من يتعجب من قول لا أدري.

فهذا محمد بن عبدالحكم المتوفي سنة 268 ه كان يقول: أتعجب ممن يقول: لا أدري، و له كتاب في الرد علي الشافعي فيما خالف الكتاب و السنة.

و قال عبدالرحمن بن المهدي: كنا عند مالك فجاءه رجل فسأله فقال: لا أحسن، فقال الرجل: و أي شي ء أقول إذا رجعت إلي بلادي؟ قال تقول لهم: قال مالك بن أنس: لا أحسن.



[ صفحه 506]



و الغرض أن مالكا حظا وافرا في آخر دولة المنصور مما جعله يحاول أن يجمع الناس علي علمه، و من يخالف تضرب عنقه.

و جاء من بعده المهدي، فكانت منزلة مالك في دولته عظيمة. و قد أمره بأن يضع للناس كتبا يحملهم عليها. و كان يحترمه و يجله و يوصله بهدايا جزيلة و عطاء وافر، و يقرب مجلسه، و يظهر للناس شأنه و علو منزلته. و كان المهدي يطلب من مالك أن يزوده بوصاياه لينتفع بها.

فقال له مالك: أوصيك بتقوي الله وحده، و العطف علي أهل بلد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و جيرانه، فانه بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «المدينة مهجري، و بها قبري، و بها مبعثي، و أهلها جيراني، و حقيق علي أمتي حفظي في جيراني، فمن حفظهم كنت له شهيدا و شفيعا يوم القيامة».

و علي أثر هذه الوصية أخرج المهدي علطاء كثيرا، و طاف بنفسه علي دور المدينة، و لما أراد الخروج، دخل عليه مالك فقال له: اني محتفظ بوصيتك التي حدثتني بها.

و لما جاء دور الرشيد، سار علي تلك الخطة التي سار عليها آباؤه، فاحتفظ بمكانة مالك، و عظمه غاية التعظيم، و لما قدم المدينة جاء الرشيد إلي منزل مالك بنفسه، فأجلسه مالك علي منصته الي كان يجلس عليها للحديث، ثم أراد مالك أن يظهر من الرشيد فيه للملأ اعظم من ذلك، فقال له: يا أميرالمؤمنين ما أدركت أهل بلدنا إلا و هم يحبون أن يتواضعوا لله. فنزل الرشيد عن المنصة و جلس بين يدي مالك، تواضعا لعلمه و انقيادا لقوله.

و يطول بنا الحديث إذا حاولنا أن نشبع الموضوع في علاقة مالك بالخلفاء و الولاة، و أردنا ان نقيس حياته الاولي التي قضاها في خمول، لبعده عن سلطان عصره، مع حياته الثانية التي خطي بها إلي ميدان الشهرة و التفوق علي غيره، حتي أصبح موضع عناية الدولة، و كان المنصور يطلب منه مزاملته للحج، و يسميه بركن الاسلام، و ينوط امر ولاته به، و الرشيد يأمر عامله بأن لا يقطع أمرا دون مالك، فوقعت هيبته في النفوس، و هابته تلامذته، حتي انه ليدخل عليه الرجل إلي مجلسه فيلقي السلام عليه، فلا يرد عليه أحد إلا همهمة و اشارة، و يشيرون إليه ألا يتكلم مهابة و اجلالا، و لا يستطيع أحد أن يستفهمه او يدنو منه، و كان علي رأسه سودان يأتمرون بأمره، فاذا أشار اليهم باخراج أحد أخرجوه. [3] .



[ صفحه 507]



و كان علي بابه حجاب يمنعون الناس من الدخول عليه فاذا اذن لهم ازدحموا علي الباب.

قال ابومصيب: كانوا يزدحمون علي باب مالك بن أنس فيقتتلون علي الباب من الزحام، و كنا عند مالك فلا يكلم هذا هذا، و لا يلتفت ذا إلي ذا و الناس قائلون برؤوسهم هكذا (مبالغة في الانصات)، و كان السلاطين تهابه، و هم قائلون و مستمعون، و كان يقول في المسألة لا أو نعم فلا يقال له من اين لك هذا.

و كانت لمالك بن أنس سلطة تنفيذية فهو يضرب و يسجن و قد ذكرت كتب مناقب مالك كثيرا من ذلك فمنها:

ان رجلا كان عند مالك فقال: أليس قد امر النبي صلي الله عليه و آله و سلم بدفن الشعر و الاظفار فغضب مالك و امر بضربه و سجنه.

فقيل له: انه جاهل.

فقال: يقول قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قد قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

و قد أعلن مالك غضبه عن يروي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم فيضربه أو يحبسه حتي يصح عنده ذلك فيطلقه فما كان يتهيأ لأهل المدينة ان يقولوا قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و كان المشايخ الذين سمعوا الحديث مع مالك قد تركوا الحديث هيبة لمالك أو خشية منه إلي أن مات حدثوا بما عندهم.

و سأله هشام بن القاري عن حديث و هو واقف فضربه عشرين سوطا ثم أشفق عليه فحدثه

و دخل عليه رجل فقال: ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوق؟

فقال مالك: زنديق اقتلوه. فقال الرجل: يا أباعبدالله انما أحكي كلاما سمعته. قال مالك: لم اسمعه من احد إنما سمعته منك.

إلي غير ذلك مما حدثتنا به كتب مناقبه [4] و يجب ألا يغيب من بالنا مقاصد الدولة من وراء هذا الاتجاه.

إذا فليس من الغريب ان تتسع اقوال المدح فيه، و ان يتقرب الناس إليه برؤيا النبي فهذا يأتي إليه و يقول له: كنت راقدا في الروضة فرأيت



[ صفحه 508]



رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم متوكئا علي أبي بكر و عمر فقلت: يا رسول الله من اين اقبلت؟ فقال مضيت إلي مالك فاقمت له الصراط المستقيم. [5] .

و يقدم عليه آخر و هو جالس في المسجد. فيقول: أيكم مالك بن أنس؟ فقالوا: هذا. فسلم عليه. فاعتنقه و قبله بين عينيه و ضمه إلي صدره و قال: رأيت البارحة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في هذا الموضع فقال: هاتوا مالكا فأتي بك ترعد فرائصك فقال: ليس بك بأس اباعبدالله و كناك. و قال: اجلس: و قال: افتح حجرك فملأه مسكا منثورا. و قال: بثه في امتي. فبكي مالك طويلا و قال: الرؤيا تسر و لا تضر إن صدقت رؤياك، فهو هذا العلم الذي أودعني الله. [6] .

و من هذا و نحوه مما يتقرب به المتقربون، او يفتعله المغالون فيه و يجعلونه من دواعي أهليته، بل مؤهلاته.

و لو أردنا استقصاء ما احيطت به شخصية مالك بن الزوائد و المبالغات فاننا نخرج عن خطة الاختصار.


پاورقي

[1] الأمامة و السياسة ج 2 ص 195.

[2] مناقب مالك للزاوي ص 25.

[3] مناقب مالك للزاوي ص 18 و الانتقاء لابن عبد البر ص 12.

[4] مناقب مالك للزاوي 30 و تزين المسالك للسيوطي 14.

[5] تزيين الممالك للسيوطي ص 44.

[6] مناقب مالك للزاوي ص 17.


تقولات حول فرق الشيعة


ان موضوع البحث عن الفرق و تعددها موضوع مضطرب شائك، و لا يستطيع الكاتب أن يجزم بكل ما نقله أهل المقالات، لأنهم قد أفرطوا الي أبعد حد، و تقبلوا كل نسبة علي حسب مفهومها السطحي بدون تثبت و تأمل. و قد تعصب أكثرهم علي من يخالف رأيه، فينقل عنهم آراء علي غير وجهها و لا يصح قول مخالف ما لم يؤيد بثبوته من غير طريقه. و ان هناك آراء فردية نسبوها لجماعة لا وجود لها، و قد تعصب أكثر الكتاب في الموضوع، فنقلوا المذاهب علي خلاف الواقع، و أكثرهم قد افتعل فرقا خيالية كقولهم في عد فرق الشيعة: ان منهم الهشامية و هم فرقتان: فرقة تنسب الي هشام بن الحكم و الأخري تنسب الي هشام بن سالم الجواليقي، و نسبوا اليهما آراء خاطئة، و أقوالا كاذبة.

و كذلك جعلوا من فرق الشيعة فرقة الزرارية، نسبة الي زرارة بن أعين و الشيطانية نسبة الي شيطان الطاق، و هو محمد بن النعمان المعروف عند الشيعة بمؤمن الطاق. و كل هذا من الأمور المرتجلة التي لا حقيقة لها، و انما هي افتعال



[ صفحه 125]



و تقول بالباطل، اذ الشيعة تستمد من مصدر واحد، و تستقي من ينبوع أهل البيت.

و أوضح شي ء من هذا الشذوذ هو اجماعهم علي وجود فرقة السبائية المنسوبة لعبد الله بن سبأ، تلك الشخصية الموهومة، و قضيته أسطورة سياسية.

والشي ء الذي يلزمنا التنبيه عليه: هو متابعة بعض المؤلفين لبعض، فان الشهرستاني قد كتب في الفرق، معتمدا علي عبدالقاهر البغدادي، و الاسفرائيني كان تلميذ عبدالقاهر و صهره، و عبارتهما في التعبير واحدة. أما ابن حزم فذاك فارس ميدان التعصب و التقول علي الشيعة.

قال الرازي في مناظرته مع أهل ما وراء النهر، في المسألة العاشرة عند ذكره لكتاب الملل و النحل: انه كتاب حكي فيه مذاهب أهل العالم بزعمه، الا أنه غير معتمد عليه، لأنه نقل المذاهب الاسلامية من الكتاب المسمي بالفرق بين الفرق، من تصانيف الاستاذ أبي منصور البغدادي، و هذا الأستاذ كان شديد التعصب علي المخالفين، و لا يكاد ينقل مذهبهم علي الصحيح. ثم ان الشهرستاني نقل مذاهب الفرق الاسلامية من ذلك الكتاب فلهذا السبب وقع الخلل فيه.

و علي أي حال، فان موضوع الفرق يحتاج الي دقة في البحث و تأمل في سير الحوادث و التطور. و هو الي الآن لم ينل دراسة عادلة، و خوضا دقيقا و غربلة و تمحيصا، فان حصر الفرق الاسلامية بهذا العدد غير وجيه، و الحديث الذي يشير الي تعددها فيه مناقشة من حيث الدلالة و السند، لاختلاف ألفاظه و ان كثرت طرقه. و عسي أن ينال هذا الموضوع دراسة دقيقة لاخراج الزوائد، و ايضاح دسائس المغرضين، و بيان خطأ المؤرخين في ذلك.

و من الغريب أن ينفرد الدكتور أحمد أمين في كتابه ظهر الاسلام، بعد القرامطة و الزنج من فرق الشيعة! بل لا غرابة في تجاوز الدكتور و تحديه للشيعة، فقد برهن علي تعصبه الشائن و تجاهله المعيب، اذ هو كما يقول الشاعر:



ان يسمعوا الخير أخفوه و ان علموا

شرا أذاعوا و ان لم يعلموا كذبوا



و يؤلمني أن أقول: ان الدكتور يفقد توازنه عندما يتناول الشيعة بالبحث كما يتجرد عن جميع معلوماته، و يتخلي عن تفكيره و اداراكه، و كان بوسعه أن يدقق و يبحث كأديب أو مؤرخ، و لكنه مقلد للمستشرقين الذين يتقولون علي المسلمين و يثيرون الفتن و يفتعلون الأقاويل.



[ صفحه 126]



كما كان بوسعه أن يثبت و أن يقارن بين عقائد الشيعة و عقائد القرامطة و الزنوج، ان وجد مصدرا يذكر ذلك.


ادوار المحنة


كانت الخطوة الأولي التي خطاها المأمون ليضمن انصياع رعيته بالنحلة التي انتحلها، و الرأي الذي ارتآه، أن دعي الفقهاء و المحدثين الي أن يقولوا بمقالته في خلق القرآن، فيقولون ان القرآن محدث، كما يقول المعتزلة الذين اختار منهم وزراءه و صفوته، و جعلهم بمنزلة نفسه، فأرسل كتابا الي عامله علي بغداد: اسحق بن ابراهيم، و هو ابن عم طاهر بن الحسين، و قد أمره فيه أن يشخص لديه القضاة و المحدثين، و أن يمتحنهم في موضوع خلق القرآن. كما أرسل كتبه الي الأقطار لحمل الناس علي ذلك، و ارغامهم علي الأخذ بهذه الآراء، و اتباع الأمر الذي يدعو فيه الي التفكير الحر، و استخدام العقل في فهم العقائد الدينية، كما تشير لذلك كتبه، و خاصة كتابه الأول الذي أطال فيه بذكر السبب الذي ألجأه الي حمل الناس علي القول بخلق القرآن، حيث قال فيه:

«ان خليفة المسلمين واجب عليه حفظ الدين و اقامته، و العمل بالحق في الرعية، و قد عرف أميرالمؤمنين أن الجمهور الاعظم و السواد الأكبر من



[ صفحه 454]



حشو الرعية، و سفلة العامة، ممن لا نظر له و لا روية، و لا استدلال له بدلالة الله و هدايته، و لا استضاء بنور العلم و برهانه، في جميع الأقطار و الآفاق أهل جهالة بالله و عمي عنه، و ضلالة عن حقيقة دينه و توحيده، و الايمان به، و نكوب عن واضحات أعلامه، و واجب سبيله، و قصور عن أن يقدروا الله حق قدره، و يعرفونه كنه معرفته، و يفرقوا بينه و بين خلقه، لضعف آرائهم و نقص عقولهم، و جفائهم عن التفكر و التذكر، و ذلك انهم ساووا بين الله تبارك و تعالي و ما انزل من القرآن، فاطبقوا مجتمعين علي انه (أي القرآن) قديم أزلي لم يخلقه الله و يحدثه و يخترعه.

و قد قال الله عزوجل في محكم كتابه الذي جعله لما في الصدور شفاء، و للمؤمنين رحمة: «ان جعلناه قرآنا عربيا» فكل ما جعله الله فقد خلقه.

و قال: «الحمدلله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور» و قال عزوجل: «كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق».

فأخبر أنه قصص لأمور قد أحدثها، و تلا به متقدمها، فقال تعالي: «آلر. كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير» و كل محكم مفصل، و الله محكم كتابه و مفصله، فهو خالقه و مبتدعه، ثم هم الذين جادلوا بالباطل فدعوا الي قولهم، و نسبوا أنفسهم الي السنة، و في كل فصل من كتاب الله قصص من تلاوته، مبطل قولهم و مكذب دعواهم، يرد عليهم قولهم و نحلتهم، ثم اظهروا ذلك أنهم أهل الحق و الدين و الجماعة، و أن من سواهم أهل الباطل و الكفر و الفرقة، فاستطالوا بذلك علي الناس، و غروا بهم الجهال، حتي مال قوم من أهل السمت الكاذب، و التخشع لغير الله، و التقشف لغير الدين، الي موافقتهم عليه، و مؤاطأتهم علي سي ء آرائهم، تزينا بذلك عندهم، و تصنعا للرياسة و العدالة فيهم، فتركوا الحق الي باطلهم، و اتخذوا دون الله وليجة الي ضلالتهم»

ثم ذكر ان هؤلاء قد زكوا أمثالهم، و قبلت شهادتهم، و نفذت الأحكام بهم، مع دغل دينهم و فساد عقيدتهم:

«و أولئك شر الأمة، و رؤوس الضلالة المنقرضون من التوحيد، و أحق من يتهم في صدقه و تطرح شهادته، و لا يوثق بقوله و لا عمله، فانه لا عمل الا بعد يقين، و لا يقين الا بعد استكمال حقيقة الاسلام و اخلاص التوحيد».

ثم قال: «فاجمع من بحضرتك من القضاة، و اقرأ عليهم كتاب أميرالمؤمنين هذا اليك، فابدأ بامتحانهم فيما يقولون، و تكشيفهم عما يعتقدون في



[ صفحه 455]



خلق الله القرآن و احداثه، و أعلمهم أن أميرالمؤمنين غير مستعين في عمله، و لا واثق فيما قلده الله و استحفظه من أمور رعيته بمن لا يوثق بدينه، و خلوص توحيده و يقينه، فاذا أقروا بذلك... فمرهم و من بحضرتهم من الشهود علي الناس، و مسالتهم من علمهم في القرآن و ترك اثبات شهادة من لم يقر انه مخلوق محدث... و اكتب الي أميرالمؤمنين بما يكون في ذلك ان شاء الله».

فكان هذا الكتاب خطوة أولي لامتحان الرعية في انصياعهم و تسليمهم لما ينتحله من هذه المقالة، التي يري القيام بها واجبا عليه لأن ذلك يستلزم تصحيح عقائد الناس، و لا سيما اذا تغلغل الفساد الي أصل من أصول الدين، كالاشراك مع الله شيئا آخر و هو القرآن، و بهذا لا يصح أن يستقضي من ضعفت عقيدته، و لا تقبل شهادته، اذ لا يوثق بمن ضعف ايمانه، و لا سلطان لمن لا تصح عقيدته و اشراك في توحيده، هو غير مأمون من الظلم و الحيف علي الرعية و السلطان مسؤول عنه أمام الله.

و هذه الخطوة مقصورة علي التوعيد و العزل عن القضاء، و عدم قبول شهادة من لا يتبع رأي الخليفة، فلا تعذيب و لا تنكيل، فهو يحاول الاصلاح بهذه الأمور، و ان تعذر ذلك فانه يستعمل القوة.

و أرسل نسخة من الكتاب الي مصر و كان قاضيها يومئذ هرون بن عبد الله الزهري، فأجاب لذلك كما أجاب الشهود المعتمدون، و من توقف منهم اسقطت عدالته، و أبطلت شهادته.

و قد أصدر المأمون أمرا عاما يأخذ الناس بالمحنة في كافة أرجاء المملكة الاسلامية، ففي سنة 218 ه ذهب المأمون بنفسه الي دمشق، و ربما كان في طريقه و هو ذاهب الي حملته الأخيرة علي آسيا الصغري. و هنالك في دمشق أشرف بنفسه علي امتحان الفقهاء و العلماء، في مسائل حرية الارادة، و وحدانية الذات الالهية، أي العدل و التوحيد، و عنده ان عقيدة التوحيد تعد اختبارا يؤدي الي القول بخلق القرآن، و بذلك سمي المعتزلة انفسهم أهل التوحيد و العدل.

و سارع اسحاق بن ابراهيم و الي بغداد الي تنفيذ رغبة المأمون، فاحضر المحدثين و الفقهاء و المفتين، و انذرهم بالعقوبة الصارمة و العذاب العتيد ان لم يقروا بما يطلب منهم، و ينطقوا بما سئلوا أن ينطقوا به، و يحكموا بالحكم الذي ارتآه المأمون من غير تردد أو مراجعة، فنطقوا جميعا بما طلب منهم و اعلنوا اعتناق ذلك المذهب.



[ صفحه 456]



و يعلل ابن كثير: أن اجابتهم كانت مصانعة، لأنهم كانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه، و ان كان له رزق علي بيت المال قطع، و ان كان مفتيا منع من الافتاء، و ان كان شيخ حديث ردع عن الاستماع [1] .

و اليك ثبتا في اسماء بعض من أجاب من العلماء منهم: يحيي بن معين المتوفي سنة 232 ه و هو من شيوخ أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهم، و قال فيه أحمد: حديث لا يعرفه يحيي فليس بحديث.

و اسماعيل بن أبي مسعود البصري المتوفي سنة 248 ه.

و علي بن الجعد الهاشمي مولاهم أبوالحسن الجوهري المتوفي سنة 230 ه، و أبوحسان الزيادي المتوفي سنة 242 ه، و علي بن مقاتل، و ابومعمر القطيفي المتوفي سنة 236 ه، و أحمد بن الجواري المتوفي سنة 246 ه، و محمد بن سعد كاتب الواقدي مؤلف الطبقات المتوفي سنة 230 ه، و أبوخثيمة زهير بن حرب المتوفي سنة 234 ه، و ابومسلم المستميلي، و أحمد بن الدورقي المتوفي سنة 246 ه، و قتيبة بن سعيد المتوفي سنة 240 ه، و بشر بن الوليد الكندي المتوفي سنة 238 ه، و ابوعلي بن عاصم، و أبوشجاع و اسحاق بن اسرائيل المتوفي سنة 225 ه، و سعدويه الواسطي المتوفي سنة 225 ه، و محمد بن حاتم ابن ميمون المتوفي سنة 235 ه، و غيرهم: كابن العوام، و يحيي بن حميد العمري، و أبونصر التمار، و قد ذكر ابن كثير منهم النظر بن شميل، و هذا خطأ لأن ابتداء الدعوة الي القول بخلق القرآن كانت في سنة 218 ه و كانت وفاة النظر في سنة 203 أي قبل المحنة بخمس عشرة سنة.


پاورقي

[1] تاريخ ابن كثير ج 10 ص 273.


مقاصد المؤلف من التشكيك بالروايات


هذا ما يحضرنا من المصادر الآن في بيان هذا الحديث، و لم أكن الآن بمعرض الاستدلال حول الامامة و عقيدة الشيعة في ذلك، و الرد علي المؤلف، اذ يحاول هدم عقيدة الشيعة في الامامة بأمور افتراضية و أشياء غير واقعية.

أنا لا أريد ذلك فللشيعة حججهم من الكتاب و السنة و العقل ما لا تخدش بأمثال هذه الافتراضات و التخمينات، و قد ملأت كتب الأخبار، و الفلسفة، و الكلام، في النقاش و الجدل، و لم يكن نصيب الشيعة الا الثبات و الغلبة لقوة الحجة و وضوح البرهان، و ان التعرض لذلك يجرنا الي اتساع الموضوع و اطالة البحث.

فلسنا الآن بمعرض الاستدلال علي امامة أهل البيت عليهم السلام و عصمتهم، و أن الهدي باتباعهم، و أنهم حملة علم الرسول صلي الله عليه و اله و سلم و هديهم من هديه و علمهم من علمه، و قد طهرهم الله و أذهب عنهم الرجس، و هم



[ صفحه 135]



كسفينة نوح من ركبها فقد نجا و من تأخر عنها غرق و هوي [1] و مودتهم أجر الرسالة، و هم العاملون بالكتاب و هم عدله و حملته.

و الأخبار متواترة، و الآيات متضافرة في الدلالة علي علو قدرهم، و عظيم شأنهم، و أهليتهم لتحمل عب ء الامامة و ان تمحل من تمحل في القول، و تأول من تأول في الاستدلال، فتلك أمور لا تقف أمام الواقع، و لا تحجب الحقيقة.

و ان الشيخ أراد أن يهدم عقيدة الامامة أو يشكك في الاستدلال علي ذلك، بما لا يصلح للاستدلال فانه متساهل في أموره، متسامح في نقله، يستوحي من جدران مكتبته خواطر لا تتعداها، نسأل الله لنا و له التوفيق.

و يستمر فضيلة الشيخ أو القاضي المحترم في تأييد رأيه و دعم حكمه الصادر بنفي العلم الاستقلالي - كما بيناه - لأهل البيت، و الوصاية لهم، و انهم مبلغون للرسالة المحمدية. بما يستأنس من مصادر يتعرف عليها الحق و يطبق بذلك قواعد العدل، فيذكر الرواية التي ناقشناها من قبل، و اثبتنا كذبها لبعدها عن الحقيقة و الواقع، و ان سندها غير صحيح فهي لا تصلح للاستدلال، و هي الرواية القائلة بأن الامام زين العابدين (شيخ العلويين و سيد الهاشميين و أعلم أهل عصره) كان يحضر في حلقة درس زيد بن أسلم، الشاب الذي لم تكن له أهلية التدريس في ذلك العصر.

و لكن المؤلف استأنس لهذه الرواية، و جعلها في درجة من الصحة، لا بصحة السند و لا بدلالتها و لكن لأنها مروية في كتاب حلية الأولياء. و اليك نص قوله:

و قد رواها - أي الرواية - صاحب حلية الأولياء بسند متصل نعتبره



[ صفحه 136]



نحن سندا صحيحا صادقا، الي ان يقول: و لا يضيق صدر اخواننا حرجا اذا استشهدنا بكتب ليست من كتبهم، فانا قد رأينا أفاضل من كتابهم يستشهدون علي فضل الصادق، بنقول نقلها عنها، و لابد أنه اعتبره صادقا في نقله، و من وصف بالصدق فهو صادق في كل ما ينقل، فالصدق خلة في الصادق لا تتجزأ.

و قد رددنا هذا من قبل فلا حاجة الي الاعادة و لكنا نقول: ان هذا الحكم الذي نطق به الشيخ، و هو أن كل من نقل عن أحد خبرا يستشهد به فلابد أن يلتزم بتصديق كل ما ينقل، و ما أدري من يقول هذا و من يقرره و يقره؟ أهم البيانيون أم المحدثون أم المؤرخون؟؟

و لعل الشيخ وحده يلتزم بهذه القاعدة و علي هذا يلزمه أن يصدق بكل ما جاء في كتب جابر الجعفي رحمه الله، لأنه استشهد بما يرويه عن الامام الباقر عليه السلام علي فضل أبي بكر و عمر، و استشهد بكتاب الامام الصادق للشيخ المظفر، و استشهد بكتاب دعائم الاسلام و غيرها، فلابد أنه اعتبرها صادقة، و لا حق له أن يقبل البعض و يرد البعض الآخر، اذ الصدق خلة لا تتجزأ كما يقول.

و هو لا يعترف بذلك و لكنها كلمة قالها، و نترك تقديرها و ايضاحها لعلماء البيان، و أهل الأدب من الكتاب و المؤرخين.

و لعلنا في عودتنا لمناقشته نورد من كتاب الحلية الذي اعتبره بالذات صادقا فيما ينقل أحاديث لا يمكنه الاعتراف بها، و لا التصديق بموادها.

و لنطو صفحة المناقشة هنا و نتابع خطواتنا مع الأستاذ في قراراته و أحكامه، و هنا يفتح لنا الأستاذ جهة للاستدلال علي ما يدعيه من نفي الاعتقاد بالامامة.


پاورقي

[1] قال ابن حجر في شرح الهمزية ص 279: و صح حديث أهل بيتي سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك.

و قال الثعالبي في ثمار القلوب ص 29: قال رسول الله ان عترتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا و من تأخر عنها هلك، و اخذ هذا المعني أبوعثمان الخالدي فقال:



أعاذل ان كساء التقي

كسانيه حبي لاهل الكساء



سفينة نوح فمن يعتلق

بحبلهم يعتلق بالنجاء



و قال الشيخ الحفني في تعليقه علي هذا الحديث: و ما ألطف قول بعضهم في مدح آل البيت:



يا بحار الندي أأخشي و أنتم

سفن للنجاة يوم المعاد



لست أخشي يا آل أحمد ذنبا

مع حبي لكم و حسن اعتقادي



و سيأتي بيان مخارج هذا الحديث.


السند


رأينا فيما سبق كيف اخذت اسطورة ابن سبأ مأخذها في التاريخ الاسلامي و شقت طريقها الي الهدف الذي وضعت من اجله، و هو الطعن في عقائد المسلمين، و ابرازهم في اطار الجهالة و الانخداع، ممن يتظاهر لهم بامور ينسبها الي الدين، و قد عبر كثير من الكتاب عن اولئك الرجال العظام الذين يدعي بعض الكتاب انهم استجابوا لابن سبأ: بانهم تقبلوا ذلك عن حسن نية. و بعضهم يصفهم بالبلاهة، و بعضهم بالغلو الي آخر ما عندهم من سوء التعبير.



[ صفحه 472]



و قد رأينا ايضا أن ابن سبأ أصبح ذا قوة و سلطان ينشر عقائده، و يبث مفاسده في المجتمع الاسلامي، بدون خوف من سلطان، او حذر من مؤاخذة الرأي العام، حتي استطاع أن ينحرف باكثر المسلمين عن جادة الحق بدون أن تمسه عقوبة، او يناله ضرر من ولاة الامصار الذين عرفوا منه السعي بما يضر بالدولة، في دعوة الناس الي ثورة ضد الخليفة عثمان.

و قد ذكروا أن والي البصرة اكفي باخراجه من البلد، و أن معاوية عندما علم بامره لم يعمل معه أي شي ء، و ابن ابي سرح في مصر لم يؤاخذه بشي ء، و هو يري تحشد جموعه، و تأهبهم لغزو المدينة، لحدوث انقلاب الي آخر ما ذكروه من تهويل امره و رفع شأنه.

يقول الدكتور طه حسين - بعد ذكره لقضية ابن سبأ و استبعاده صحتها -:

فلنقف من هذا كله موقف التحفظ، و التحرج و الاحتياط، و لنكبر المسلمين في صدر الاسلام عن ان يعبث بدينهم، و سياستهم، و عقولهم رجل اقبل من صنعاء، و كان ابوه يهوديا، و كانت امه سوداء و كان هو يهوديا ثم اسلم لا رغبا و لا رهبا، و لكن مكرا و كيدا و خداعا، ثم اتيح له من النجح ما كان ينبغي، فحرض المسلمين علي خليفتهم حتي قتلوه و فرقهم بعد ذلك او قبل ذلك شيعا و احزابا.

هذه كلها امور لا تستقيم للعقل، و لا تثبت للنقد، و لا ينبغي أن تقام عليها امور التاريخ... [1] .

نعم ان هذه الامور التي احاطت بهذه القصة و ما تضمنته من اشياء لا يمكن تصديقها - و هي كافية في طرحها، و عدم الاعتماد عليها، و لا حاجة بعد هذا الي البحث عن السند و معرفة حالة الرواة، لان ذلك - كما هو الواقع - شي ء زائد لا يحتاج اليه.

و لكن نظرا لما لهذه القصة من اهمية، و أن بعضهم يظن أن رواتها ثقات فقد دعت الحاجة الي معرفة حالة رجال السند، و الاستماع لاقوال علماء الرجال ليتضح الامر، و تظهر الحقيقة، و يكون الحكم للعقل لا للعاطفة و للعلم لا للجهل، و للحق لا للباطل.

و ان مستند هذه القصة هو واحد لا غير و هو سيف بن عمر و قد انفرد الطبري بذلك و عنه اخذ بقية المؤرخين كما سبق. و الآن نضع رجال السند



[ صفحه 473]



أمام القراء و لهم الحكم.


پاورقي

[1] الفتنة الكبري - 134.


الدعاء


منهج أهل البيت في اصلاح الدنيا هو المعرفة، و أولها معرفة الخالق [1] جل شأنه بالعقل، و تثبيت الفهم بالخشوع و التقوي، فليس في غيرهما قناعة أو جدوي، يقول عليه الصلاة و السلام و علي آله: «أعوذ بالله من علم لا ينفع، و قلب لا يخشع، و نفس لا تشبع» [2] و في ذات يوم ذهب قوم يقولون للامام الصادق: ندعو فلا يستجاب لنا! فأجاب: «لأنكم تدعون من لا تعرفونه» [3] فمعرفة الله مطهرة للحياة، وصلة و ثقي بين الرجاء و الرضا، و بين الدعاء و الاستجابة.

و الدعاء تزكية للنفس و سبيل لها الي خالقها - باخلاص تام - فهو ترياق من نفس الانسان، و معراج الي رضاء السماء بالالتجاء الكامل الي الله، و الانفصال في وقت الدعاء و حواليه عن الرذيلة، فاذا تعددت أوقاته، تكرر الانفصال مما يشين، وازداد العبد قربا، و أوقات قرب من خالقه سبحانه، بالتكرار و اخلاص النية.

و من أجل ذلك يبرز الدعاء في مناهج الشيعة و مؤلفاتهم؛ كالصحيفة السجادية - نسبة الي زين العابدين، و فيها عشرات الأدعية، و البعض يسميها مزامير أهل البيت [4] - و مصباح



[ صفحه 433]



المتهجد، و مختصر المصباح [5] و هما من مؤلفات الطوسي.

و من ضروب التربية العصرية الايحاء الي الذات، و في الدعاء ايحاء و رجاء، و توجه الي الله، وسعي لمرضاته.

و للأئمة دعوات مأثورة، تحويها صحف مشهورة، و لها مناسبات معلومة، و أوقات تمارس فيها، في الاصباح و الأمسية و الأيام و الليالي و الشهور، كأدعية ليلة الجمعة، أو رجب، أو شعبان، أو رمضان.

و للصادق أدعية تتردد في كتب الصوفية، فيها الايحاء العميق بالفضائل الي نفس من يدعو، في موقف يعلم أن الله حاضره، و أنه المرجو سبحانه. فهي أداة اصلاح نفساني مقطوع النظير، فوق أنها نداء، يتعالي نحو السماء في التماس المغفرة.

يقول الشعبي شيخ المحدثين من أهل السنة: عجبت ممن يقنط و معه الممحاة، قيل: و ما الممحاة؟ قال: الاستفغار [6] .

و لقد كان الصادق يدعو الله في كل أوقاته، و منها لقاءاته مع أبي جعفر حيث كان يدعوالله قبل أن يدخل عليه، فيثبت الله جنانه، و يحيل بطش الجبابرة الي ما يشبه طنين الذباب [7] .

و من المأثور عنه قوله: «ان الدعاء يرد القضاء، و ان المؤمن ليذنب فيذهب بذنبه الرزق» [8] .



[ صفحه 435]




پاورقي

[1] قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام في خطبة له تسمي التوحيد: «أول الدين معرفته، و كمال معرفته التصديق به، و كمال التصديق به توحيده، و كمال توحيده الاخلاص له، و كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه...» راجع نهج البلاغة: ص 15.

[2] صحيح مسلم ج 8 ص 82، سنن ابن ماجة ج 1 ص 92، سنن أبي داود ج 1 ص 345، المجموع للنووي ج 4 ص 654، مستدرك الوسائل ج 5 ص 70، كنز الفوائد ص 181، منية المريد ص 210، بحارالأنوار ج 2 ص 32، ص 63 ج 83 ص 18.

[3] التوحيد للصدوق: ص 289، مستدرك الوسائل: ج 5 ص 191، فتح الأبواب لابن طاوس: ص 297، بحارالأنوار: ج 90 ص 368، نور البراهين: ج 2 ص 118.

[4] لم أجد عنوان «مزامير أهل البيت» بل وجدت عنوان «زبور آل محمد» و «انجيل أهل البيت» ذكره الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 119 و ج 2 ص 463، و ذكر هذا العنوان العلامة المجلسي في البحار: ج 107 ص 45 و 48 و 79 و 83.

[5] مختصر المصباح: في الأدعية و العبادات، اختصر فيه كتابه الكبير «مصباح المتهجد» و يقال له «المصباح الصغير». راجع النهاية: ص 26.

[6] الرواية ينقلها الشعبي عن الامام علي عليه السلام، أنظر: وسائل الشيعة: ج 7 ص 177 و ج 16 ص 69، الأمالي للطوسي: ص 88، بحارالأنوار: ج 6 ص 22.

[7] بحارالأنوار: ج 92 ص 224، مستدرك الوسائل: ج 15 ص 243. و أبوجعفر هذا هو المنصور الدوانيقي.

[8] بحارالأنوار: ج 71 ص 349، قرب الاسناد: ص 32، و فيهما «ان المؤمن ليأتي الذنب فيحرم به الرزق»، و في بحارالأنوار ج 90 ص 288: «ان المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه رزقه».


وصيته لولده الامام الكاظم


في حلية الأولياء بسنده عن بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: دخلت علي جعفر، و موسي ولده بين يديه، و هو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منه أن قال:

يا بني: اقبل وصيتي، و احفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا، و تمت حميدا.

يا بني: ان من قسم له استغني، و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسم الله له عزوجل، اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، و من استصغر زلة غيره، استعظم زلة نفسه.



[ صفحه 268]



يا بني: من كشف حجاب غيره، انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء و قر، و من دخل مداخل السوء اتهم.

يا بني: اياك أن تزري بالرجال، فيزري بك، و اياك و الدخول فيما لا يعنيك، فتذل لذلك.

يا بني: قل الحق لك أو عليك تستشان من بين أقرانك.

يا بني: كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف.

يا بني: اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا فرع الا بأصل، و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب.

يا بني: اذا زرت فزر الأخيار، و لا تزر الفجار، فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها [1] .

و كم نحتاج في عصرنا الحاضر، الي آباء يجلسون أبناءهم بين أيديهم، يؤلفون لهم عن كل مقطع و جملة من كلمات الامام عليه السلام قصة لأولادهم ليرسخ مفهوم القصة و العبرة في أذهانهم، فيكون ثمرة القلب، و فلذة الكبد نموذجا و أسوة و مثالا يقتدي به، بدل الانصياع الدائم الي الابتذال، و الفلتان الأخلاقي في الاعلام!!!.



[ صفحه 269]




پاورقي

[1] أعيان الشيعة ج 1 / 674 - نور الأبصار للشبلنجي 148.


حكم الزكاة في مال القاصر


اتفق الفقهاء علي أن الزكاة تجب علي المسلم الحر البالغ العاقل المالك للنصاب ملكا تاما [1] .

و اختلفوا في وجوبها في مال القاصر (الصبي و المجنون):

قد فرق الامام جعفر الصادق بين النقد و الزروع في هذه المسألة، لذلك سيكون فيها فرعان:

الفرع الأول: حكم الزكاة في مال الصبي اذا كان نقدا.

مذهب الامام جعفر الصادق: عدم وجوب الزكاة في مال الصبي و نحوه.

و نقل ذلك عنه صاحب ضوء النهار [2] .

و روي ذلك عن: ابن مسعود و سعيد بن جبير و سعيد بن المسيب و الحسن البصري و عطاء و شريح و النخعي، و الشعبي، و مجاهد، و الباقر و اليه ذهب أبوحنيفة [3] .



[ صفحه 115]



و الحجة لهم:

1- قوله تعالي: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها» [4] .

وجه الدلالة:

ان الزكاة فرضها الله تعالي علي العبد طهرة له من ذنوب و تزكية له و الصبي و المجنون غير مكلفين فلا ذنب عليهما. فلذلك لا تجب الزكاة عليهما.

2- قوله صلي الله عليه و سلم: «رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون المغلوب علي عقله حتي يفيق و عن النائم حتي يستيقظ و عن الصبي حتي يحتلم» [5] .

وجه الدلالة:

أنهم غير مخاطبين بالعبادات كالصلاة و الصيام و الحج، و الزكاة من جملة العبادات، و هذا الحكم عام.

و قال الامام مالك و الشافعي و أحمد و الظاهرية و غيرهم: تجب الزكاة في مال القاصر و يخرجها عنه وليه [6] .


پاورقي

[1] بداية المجتهد: 1 / 262.

[2] ضوء النهار: 2 / 264؛ الروض النضير: 2 / 416.

[3] المصدران السابقان؛ المغني 2 / 493؛ المحلي: 5 / 205؛ المجموع: 5 / 99؛ مختصر الطحاوي: 45؛ الهداية: 1 / 87 - 68؛ شرح الاحياء: 4 / 14؛ الأشراف: 1 / 168؛ معالم السنن: 2 / 38، عمدة القاري: 8 / 237؛ البدائع: 2 / 4.

[4] سورة التوبة: 103.

[5] سنن أبي داود: 4 / 140؛ سنن النسائي: 6 / 156؛ سنن ابن ماجه: 1 / 322.

[6] المصادر السابقة؛ قواعد الاسلام: 2 / 53؛ الأموال لأبي عبيد: 451؛ مجموع الفتاوي: 25 / 18؛ شرح النيل: 3 / 8؛ الجامع لابن بركة: 1 / 601.


الحكمة


الحكمة في اللغة: المنع، و منه حكمة اللجام، و انما قيل لها: حكمة لأنها بمنزلة المانع من الفساد، و ما لا ينبغي أن يختار. [1] و أما المقصود منها في الآية الشريفة فاليك بعض الأقوال:

قال الفقيه المفسر الراوندي في معناها: «المقالة الحسنة المحكمة الصحيحة، التي تزيل الشبهة، و توضح الحق». [2] .



[ صفحه 34]



و قال العلامة الطبرسي: «المقالة المحكمة الصحيحة، و هي الدليل الموضح للحق». [3] .

و قال الطريحي: «المحكم: ما هو واضح قائم بنفسه، لا يفتقر الي استدلال، و المتشابه: ما يقابله». [4] .

و قال السيد الطباطبائي: «الظاهر أن المراد بالحكمة هو البرهان، كما ترشد الي ذلك مقابلة الموعظة الحسنة و الجدال». [5] .

و قال في موضع آخر من تفسيره: «المراد بالحكمة الحجة التي تنتج الحق الذي لا مرية فيه، و لا وهن، و لا ابهام» [6] .


پاورقي

[1] مجمع البيان، 210:6.

[2] فقه القرآن 365:1.

[3] جوامع الجوامع 354:2.

[4] تفسير غريب القرآن: 495.

[5] الميزان في تفسير القرآن 267:5.

[6] الميزان في تفسير القرآن 273:12.


جلده


ان من يلمس في أبي عبدالله عليه السلام تلك العاطفة الرقيقة التي تدر دمعته و تذكي النار في قلبه رحمة، و تختطف الدم من وجهه، يستغرب كيف يكون له الجلد الذي لا توازنه الجبال الشم في احتماله.

كان ابنه اسماعيل اكبر أولاده، و هو ممن جمع الفضيلة و العقل و العبادة فكان الصادق عليه السلام يحبه حبا شديدا، حتي حسب بعض الناس أن الامامة فيه بعد أبيه، فلما مات و كان الصادق عند مرضه حزينا عليه جمع أصحابه و قدم لهم المائدة و جعل فيها أفخر الأطعمة و أطيب الألوان، و دعاهم الي الأكل و حثهم عليه لا يرون للحزن أثرا عليه، و كانوا يحسبون أنه سيجزع و يبكي و يتأثر و يتألم، فسألوه عن ذلك فقال لهم: و ما لي لا اكون كما ترون



[ صفحه 236]



و قد جاء في خبر أصدق الصادقين: اني ميت و اياكم.

و مات ابن له من غصة اعترته و هو يمشي بين يديه فبكي و قال: لئن أخذت لقد أبقيت، و لئن ابتليت لقد عافيت، ثم حمله الي النساء فصرخن حين رأيته، فأقسم عليهن ألا يصرخن، ثم أخرجه الي الدفن و هو يقول: سبحان من يقتل أولادنا و لا نزداد له الا حبا، و يقول بعد الدفن: انا قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب فيعطينا، فاذا أحب ما نكره فيمن نحب رضينا. [1] .

لا أدري من أيها يعجب المرء أمن جلد أبي عبدالله عليه السلام علي هذه المفاجأة المشجية، أم من هذا الشكر المتوالي علي مثل هذه النوائب المؤلمة، أم من ذلك الحب للخالق علي كل حال، و الرضي بما يصنع في كل أمر، أم من تلك البلاغة و الفصاحة و تدافع الحكم البليغة و مطاوعتها له ساعة الدهشة و الذهول؟

أجل لولا هذه الملكات القدسية، و الأحوال المتضادة في شخصية أبي عبدالله عليه السلام لم تكن الشخصية الوحيدة في خصالها و صفاتها.

و كفي اكبارا لجلده سقوط الولد من يد الجارية و موته، و تغير لونه لفزع الجارية و ارتهابها ، و لم يظهر عليه الحزن و الجزع لهذه المفأجاة بموت الصبي علي هذه الصور المشجية.

و ما زال يشاهد الآلام و النوائب و المكاره طيلة أيامه من الدولتين و لم يعرف التاريخ عنه تطامنا و خضوعا و جزعا و ذهولا بل ما زال يظهر عليه الصبر و الجلد و توطين النفس.


پاورقي

[1] بحارالأنوار: 47 / 18 / 8.


محمد بن اسحاق


و منهم محمد بن اسحاق بن يسار صاحب المغازي والسير، و مدني سكن مكة، أثني عليه ابن خلكان كثيرا، و كان بينه و بين مالك عداء، فكان كل منهما يطعن في الآخر، قدم الحيرة علي المنصور فكتب له المغازي.

و قدم بغداد و بها مات عام 151 علي المشهور، ذكر أخذه عن الصادق في التهذيب، والينابيع، و غيرهما من السنة، و الشيخ في رجاله، و العلامة في الخلاصة، والكشي في رجاله، و غيرهم من الشيعة.


علم الفقه و التشريع


و هو العلم الذي يبحث فيه عن الأحكام الشرعية الفرعية التي تتعلق بأفعال المكلفين أفرادا و جماعات . و هو أوسع العلوم اهتماما في مدرسة الامام و أغزرها



[ صفحه 181]



عطاء ، باعتباره يمثل الالتزامات العملية التي يتقوم بها نظام الحياة العامة و الخاصة ، و تنظيم الارتباطات القانونية الفردية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و غيرها مما يحتاج اليه في استقرار النظام العام .

و يعتبر الامام الصادق فيما قدمه من عطاء في هذا المجال أهم مصدر للفقه الاسلامي تنتمي اليه كافة المذاهب الاسلامية في بداية انطلاقتها و تحركها ، و قد سبق أن أشرنا الي ذلك في حديثنا عن انتماء المذاهب الاسلامية لمدرسة الامام ، و قد تخرج الكثيرون من أئمة الفقه الاسلامي علي الامام كأبي حنيفة ، و مالك ، و السفيانان ، و يحيي بن سعيد و غيرهم من أعلام الامة ، و أمثال زرارة بن أعين ، و محمد بن أبي عمير ، و ليث المرادي ، و جميل بن دراج ، و محمد بن مسلم ، و غيرهم من أعلام الشيعة ، و قد كتبت عنه في هذا العلم آلاف من الكتب و المؤلفات ، و لم ينقل في الفقه و التشريع عن أحدكما نقل عن الامام الصادق من كتاب الطهارة و حتي الديات .

و اتماما للفائدة ، و توضيحا لمن لم يطلع علي الفقه و فروعه ، الا ذوي الاختصاص من العلماء الأعلام ، اشير في هذا المقام الي رؤوس المطالب موجزا دون التفصيل:

1- المياه:و فيه أبحاث متعددة منها:الماء المطلق ، الماء المضاف ، الماء بين المطلق و المضاف ، ماء المطر ، تطهير المياه النجسة ، مقدار ماء الكر . و هي سبعة عشر فرعا .

2- أعيان النجاسات:البول ، الغائط ، المني ، الحيوان الجلال و الموطوء ، الدم ، الذبيحة ، الميتة ، الأنفحة ، الخمر ، الكلب و الخنزير ، عرق الجنب من الحرام ، أهل الكتاب ، و غيرها . و هي سبعة و عشرون فرعا .

3- أحكام النجاسات:منها:طرق ثبوت النجاسة ، خبر الواحد ، النجس



[ صفحه 182]



والمتنجس ، ما يعفي عنه بالصلاة ، ما لا تتم به الصلاة ، هل ينجس المتنجس ، و غيرها . و هي ثمانية فروع .

4- طهارة البدن و الثوب لأجل الصلاة:من شروط الصلاة ، الصلاة بالنجاسة جاهلا ، المضطر ، اشتباه الطاهر بالنجس ، هل يزيل النجاسة أو يتوضأ.

5- المطهرات:منها:التطهير من الكلب و الخنزير و الجرذ و البول ، تطهير الاناء و الثوب و البدن ، الغسالة ، التخلي ، الأرض ، الشمس ، الاستحالة ، جسد الحيوان ، الانقلاب ، الدباغة ، و غيرها .

6- الوضوء:منها:أسباب الوضوء ، الشك و التردد ، غايات الوضوء ، استحباب الوضوء ، شروط الوضوء ، كيفية الوضوء ، أحكام الوضوء و فروعها ، الجبائر و فروعها .

7- غسل الجنابة:و بعض صورها:الجنابة و صورها ، غايات الغسل ، الصوم و الجنابة ، ما يحرم علي المجنب ، دخول المسجد ، صور الغسل المتعددة.

8- الحيض و الاستحاضة و النفاس:و فروعها:أقسام الحيض ، تجاوز العادة ، ما يحرم علي الحائض ، الاستحاضة و أقسامها ، النفساء ، و غيرها .

9- الميت و مسه:منها:الاحتضار ، الغسل ، الشهيد و المرجوم ، الكفن ، الحنوط ، الصلاة علي الميت و صورها ، الدفن ، مس الميت .

10- الأغسال المستحبة:و فروعها:

11- التيمم:و فروعه:عدم الماء ، الضرر ، قلة الماء ، ضيق الوقت ، ما يصح به التيمم ، صورة التيمم ، شروط التيمم و أحكامه .

12- الصلاة:و فروعها بأبحاثها المتعددة ، منها:الفرائض و نوافلها ، حدود الأوقات ، القبلة ، لباس المصلي ، مكان المصلي ، الأذان و الاقامة ، أفعال



[ صفحه 183]



الصلاة ، مبطلات الصلاة ، السهو في الصلاة ، قضاء الصلاة ، صلاة الجماعة ، أحكام الجماعة ، صلاة المسافر ، أحكام صلاة المسافر ، صلاة الجمعة ، صلاة الفطر و الأضحي ، صلاة الآيات ، و فروع هذه الصلوات .

13- الصوم ، و مفطراته، و المكروه منه و غير المكروه ، فساد الصوم و وجوب الكفارة ، الصوم و القضاء ، ثبوت الهلال ، و فروعه .

14- الزكاة:زكاة الأنعام و فروعها ، زكاة النقدين و فروعها ، زكاة الغلات و فروعها ، المستحقون للزكاة ، أحكام الزكاة ، زكاة الفطرة .

15- الخمس:وجوبه ، الأموال التي يجب فيها الخمس ، غنائم دار الحرب ، المعادن ، الكنز ، من وجد كنزا في ملك غيره ، الغوص ، تحديد المؤونة ، الذمي و شراء الأرض ، اختلاط الحلال بالحرام ، النصاب ، مصرف الخمس ، طرق ثبوت النسب ، سهم الامام ، سهم السادة ، الأنفال .

16- الحج:الوجوب ، الاستطاعة ، النيابة ، العمرة ، أصناف الحج ، المواقيت ، الاحرام ، تروك الاحرام ، الطواف ، السعي ، التقصير و الحلق ، الوقوف في عرفات ، الوقوف في المزدلفة ، مني و أعمالها ، المبيت في مني ، زيارة الرسول و آله الأطهار ، و فروعها .

17- الجهاد و الأمر بالمعروف:الجهاد ، صورة القتال ، الغنائم ، أهل البغي ، وجوب الأمر بالمعروف ، و فروعه .

18- العقود:و فروعها ، العهد ، و الوعد ، و العقد ، القول و الفعل ، أقسام العقود ، معني البيع ، أقسام البيع ، و غيرها من المباحث .

19- المعاطاة:و فروعها ، أصح الأقوال ، الاعطاء من جانب واحد ، الشروط ، المقايضة ، المعاطاة في غير البيع .



[ صفحه 184]



20- شروط العقد:و فروعه ، منها:الحقيقة و المجاز ، صيغة الماضي ، تقديم الايجاب ، التوافق بين الايجاب و القبول ، الاشارة و الكتابة ، و غيرها من الفروع الاخري .

21- المقبوض بالعقد الفاسد:و فروعه ، و هي خمسة مباحث .

22- شروط أهلية المتعاقدين:و فيه أبحاث متعددة.

23- البلوغ:و فروعه ، و فيه أبحاث منها:المجنون ، الصغير ، اسلامه ، عبادته ، وصيته و صدقته ، طلاقه ، تغريمه ، تأديبه ، تملكه بالحيازة ، عقده ، اجازة الصبي و المجنون .

24- القصد و الاختيار:و فروعه ، و فيه أبحاث عديدة.

25- ضابط التعبير عن القصد:و فروعه ، و فيه أبحاث عديدة.

26- بيع الفضولي:و فروعه:معني الفضولي ، نية الفضالة ، الرضا الواقعي ، الجهل بالفضالة ، من له المثمن فعليه الثمن ، بيع الغاصب ، النهي عن البيع ، شروط المجيز ، بيع الراهن ، بيع السفيه ، و غيرها من الفروع ، و هي ستة عشر فرعا .

27- الاجازة:و أحكامها و معناها ، منها:الاجازة و السلطة ، القبض و اجازة العقد ، هل الاجازة كاشفة أو ناقلة ، و هو ستة فروع .

28- الرد و أحكامه:منها:التصرف المنافي ، التصرف غير المزيل للملك ، المالك و المشتري ، المشتري و الفضولي ، المالك و أصحاب الأيدي ، و غيرها ، و هي اثنا عشر فرعا .

29- شروط العوضين:و فروعها:المالية و المنفعة المباحة ، السلطة علي العين ، الشراء بالمال المغصوب ، المكيل و الموزون و المعدود ، لا تبع ما ليس عندك ، الضميمة لا تصحح البيع ، معني الغرر ، و غيرها ، و هي تسعة عشر فرعا .



[ صفحه 185]



30- الاحتكار:و فروعه ، منها:تحريمه عقلا و شرعا ، كل ما يحتاجه الناس ، الاجبار بالتسعير .

31- خيار المجلس:و فروعه ، منها:معني الخيار ، لزوم البيع لولا الخيار ، اتحاد المجلس ، موجبات السقوط .

32- خيار الحيوان:و فروعه ، ...

33- خيار الشرط:و أقسام الشروط، و هي خمسة عشر فرعا .

34- خيار العيب:و فروعه ، و هي سبعة عشر فرعا.

35- أحكام الخيار:لا يسقط الخيار بالموت ، المبيع يملك بالعقد ، منع التصرف ، ضمان البيع .

36- النقد و النسيئة:و فروعها ، و هي سبعة فروع .

37- القبض:و فروعه ، و فيه أبحاث عديدة:الامتناع عن التسليم و التسلم ، الهلاك قبل القبض و بعده ، ضمان المعارضة و ضمان اليد ، الي غيرها من الفروع ، و هي تسعة فروع .

38- المرابحة:و توابعها:المساومة ، التولية ، الوضيعة ، اذا كذب البائع نفسه ، و غيرها من الفروع .

39- السلم:شرعية السلم ، الشروط ، موضع التسليم ، تعذر التسليم ، و غيرها .

40- الصرف:و فروعه .

41- الربا:التحريم ، فساد المعاملة الربوية ، و غيرها ، و هي سبعة فروع .

42- بيع الثمار و الخضار و الفاكهة:و هي ستة فروع.

43- الاقالة:معناها ، النص ، الشروط .



[ صفحه 186]



44- القرض و الدين:و هي أربع و عشرون فرعا ، منها:الفرق بين القرض و الدين ، نية القضاء ، ثواب الدين ، العقد ، تعجيل الدين بأقساط بعضه ، المماطلة مع القدرة ، السعي في قضاء الدين ، مجهول المالك ، و غيره .

45- الرهن:و هي اثنان و عشرون فرعا ، منها:جواز الارتهان ، العقد ، القبض ، الرهن المطلق غير المقيد ، الرهن المشروط بغير الأجل ، شروط الراهن و المرتهن ، تصرف الراهن و المرتهن ، نفقة المرهون ، و غيره .

46- الضمان:و هي أربعة عشر فرعا ، منها:الضمان و الحوالة و الكفالة ، شرعية الضمان ، العقد ، الضامن ، المضمون له ، المضمون عنه ، ضمان الأعيان ، و غيرها .

47- الحوالة:و هي تسعة فروع ، منها:شرعية الحوالة ، المحيل و المحال و المحال عليه ، لزوم الحوالة و براءة ذمة المحيل ، و غيره .

48- الكفالة:و هي اثنا عشر فرعا ، منها:التعجيل و التأجيل ، تسليم المكفول ، رجوع الكفيل علي المكفول ، موت الكفيل و المكفول ، و غيرها.

49- الصلح:هي خمسة عشر فرعا ، منها:شرعية الصلح ، الصلح القائم بنفسه ، الجهل بالمصالحة عنه ، الاقرار و الانكار ، الصلح القهري ، عمارة المشترك ، و التنازع علي السقف ، و غيره .

50- الشركة:و هي سبعة فروع ، منها:أقسام الشركة ، أحكام الشركة ، انتهاء الشركة ، الشروط ، و غيره .

51- القسمة:و هي ستة فروع ، منها قسمة الاجبار و التراضي ، قسمة المحاباة ، لزوم القسمة ، و غيرها .

52- الشفعة:و هي أربعة عشر فرعا ، منها:معناها ، شرعية الشفعة ،



[ صفحه 187]



الاشتراك في المرافق ، الغائب و المجنون و الصبي و السفيه ، الشفعة مع الشراء بالخيار ، المحاباة بالثمن ، و غيرها.

53- تصرفات المشتري:التقابل بين البائع و المشتري ، تصرف المشتري بالبيع أو الوقف أو الهبة ، نقص المبيع في يد المشتري ، زيادة المبيع .

54- مسقطات الشفعة و توريثها و التنازع:المسقطات ، توريث الشفعة ، صور تقسيم الشفعة ، التنازع .

55- المضاربة:و هي ستة عشر فرعا ، منها:معناها ، شرعية المضاربة ، المضاربة جائزة غير لازمة ، ما يشترط المالك و العامل ، شروط النفع زيادة عن الحصة ، توقيت المضاربة ، شرط الضمان و الخسارة علي العامل ، تصرفات العامل ، فساد المضاربة .

56- المزارعة:و هي أحد عشر فرعا ، منها:معناها ، شرعية المزارعة ، المزارعة اللازمة ، ضربية الأرض ، البذور ، المزارعة بين أكثر من اثنين ، و غيره .

57- المساقاة:و هي تسعة فروع ، منها:شرعية المساقاة ، المساقاة اللازمة ، الشروط ، اهمال العامل ، فساد المساقاة ، المغارسة ، و غيرها .

58- الوديعة:و هي عشرة فروع، منها:معناها ، شرعيتها ، الشروط ، حفظ الوديعة ، موجب الضمان ، الانفاق علي الوديعة ، رد الوديعة ، و غيرها .

59- العارية:و هي ثمانية فروع ، منها:معناها، شرعيتها ، المعير ، المستعير ، الشي ء المعار ، و مسائل اخري ، و غيرها .

60- الهبة:وهي سبعة فروع ، منها:الهبة المعوضة ، الهبة بين الصديقين ، هل عقد الهبة جائز ؟ ، في القبض ، مسائل اخري .

61- السبق و الرماية:منها:معناها ، الشرعية ، الأسلحة الحديثة ، الشروط ،



[ صفحه 188]



تنبيه .

62- الوكالة:و هي أربعة عشر فرعا ، منها:شرعيتها ، في العقد و الوكيل و الموكل ، محل الوكالة ، عقد الوكالة ، أقسام الوكالة ، أحكام الوكالة ، انتهاء الوكالة ، طرق اثبات الوكالة ، و غيرها .

63- الاجازة:و هي أحد عشر فرعا ، منها:معناها ، مشروعية الاجازة ، الشروط ، الاجارة عقد زمني ، الاجارة و القانون ، المرأة المرضعة ، لزوم الاجارة ، بطلان الاجارة ، فسخ الاجارة بالخيار .

64- أحكام الاجارة:و هي اثنا عشر فرعا ، منها:

تأجير العين المستأجرة ، موافقة المالك ، الأجير المقيد و المشترك ، يد المستأجر ، الحمال ، الناطور ، الطبيب ، الملاح و السائق و المكاري ، وغيرها .

65- الجعالة:منها:معناها ، الشرعية ، بين الجعالة و الاجارة ، الشروط ، و غيرها .

66- اللقطة:منها:في المال المجهول المالك ، ورد المظالم و الأعراض .

67- الطفل اللقيط:منها:الصبي المنبوذ ، الملتقط ، ولاية الملتقط، الانفاق علي اللقيط .

68- لقطة الحيوان:منها:الكراهية ، الأقسام ، تعريف الشاة ، مسائل اخري .

69- لقطة المال:و هي عشرة فروع ، منها:بين لقطة الحرام و غيرها ، أقل من درهم ، درهم فأكثر، الملتقط ، الكنز ، في جوف الحيوان و السمكة ، طرق الاثبات ، و مسائل اخري .

70- الصيد:و هو ثمانية فروع ، منها:الصيد بالحيوان ، شروط الصيد بالآلة ،



[ صفحه 189]



الآلة الحديثة ، الشروط ، الحيوان الذي يحصل صيده ، مسائل اخري .

71- الذباحة:و هي أربعة عشر فرعا ، منها:معاني التذكية ، الحيوان و صلاحية التذكية ، آلة الذبح ، صورة الذبح ، النحر ، الجنين و امه ، عند تعذر الذبح ، و غيرها .

72- الأطعمة و الأشربة:و هي ثمانية و عشرون فرعا ، منها:المأكول و المشروب بوجه عام ، السمك ، الشك و التردد ، البهائم الأهلية ، البهائم البرية ، الحشرات ، الطير ، البيض ، اشتباه الموطوء ، الحيوان و شرب الخمر ، الميتة ، محرمات الذبيحة ، النجس بالأصل و بالواسطة ، الأشربة المحرمة ، الأكل من مال الغير ، التداوي بالخمر ، المائدة و آدابها ، و غيرها من المسائل .

73- الغصب:و هو عشرون فرعا ، منها:تحريم الغصب ، الضمان بالمباشرة ، أسباب الضمان ، من يمنع المالك من ملكه ، نقصان القيمة السوقية ، مسائل ، الضمان باليد ، تداول الأيدي ، رد المغصوب ، و غيرها من المسائل .

74- النذر و اليمين و العهد:و فيه أحد عشر مبحثا ، منها:النذر ، الشروط ، كفارة النذر ، اليمين ، يمين اللغو ، يمين البراءة ، كفارة اليمين ، كفارة العهد ، الفرق بين الناذر و الحالف و المعاهد ، و غيرها .

75- الكفارات:و فيه عشرون مبحثا ، منها:كفارة الصيد ، كفارة الظهار ، كفارة القتل العمد ، كفارة الافطار في رمضان ، كفارة النذر ، كفارة اليمين ، كفارة العهد ، جز أو نتف المرأة شعرها في المصاب ، شق الرجل ثوبه ، كفارة وطء الزوجة في الحيض ، صوم الاعتكاف ، و غيرها من المباحث .

76- احياء الموات ] الأرض [:منها:الأرض الموات و احياؤها ، الشروط ، اذا أهمل الأرض بعد الاحياء ، تجديد الحريم ، ضرر الجار ، الماء ، المعاون ،



[ صفحه 190]



و مباحث اخري .

77- الوقف:و هو عشرون مبحثا ، منها:معناه ، شرعية الوقف ، التأبيد و الدوام ، من يملك العين الموقوفة ، نوع الموقوف ، الموقوف عليه ، الشرط السائغ ، الخيار ، الأكل و وفاء الدين ، اشتراط عودة الوقف الي الواقف ، ألفاظ الواقف ، و غيرها من المباحث .

78- الحبس و السكني:منها:الحبس ، السكني ، و العمري و الرقبي .

79- الحجر:و فيه أحد عشر مبحثا ، منها:شرعية الحجر ، المجنون ، الصغير و علامات البلوغ ، السفيه ، التحجير ، اقرار السفيه و زواجه و طلاقه ، ثبوت الرشد ، المريض ، و غيرها من المباحث .

80- ولي الصغير و المجنون و السفيه:منها:الصغير و المجنون ، الجنون المتجدد بعد الرشد ، السفيه ، شروط الولي .

81- المفلس:منها:معناه ، الشروط ، بعد الحجر ، اقرار المفلس ، المستثنيات ، حبس المديون ، و مباحث اخري .

82- الاقرار:و هو اثنا عشر مبحثا ، منها:شرعية الاقرار و حجيته ، المقر ، دعوي المقر و فساد الاقرار ، المقر له ، المقر به ، الاقرار بالمجهول ، تعقيب الانكار بالانكار ، و غيرها من المباحث .

83- الأقرار بالنسب:الاقرار بالولد ، الاقرار بالولادة من الزنا ، بين النسب و الزوجية ، الاقرار بنسب الميت ، الاقرار بغير الولد ، و غيرها من المباحث .

84- الشهادات:و هي ثمان مباحث ، منها:معني الشهادة ، بين الشهادة و الرواية ، الشهادة و شروطها ، شهادة النفي ، و غيرها من المباحث .

85- شروط الشاهد:و هي أربعة عشر مبحثا ، منها:العقل ، البلوغ ، الاسلام،



[ صفحه 191]



العدالة ، الضبط ، العداوة ، القرابة ، شهادة الأعمي و الأخرس ، شهادة المتبرع ، جلب النفع و دفع الضرر ، الشهادة علي الشهادة ، و غيرها من المباحث .

86- أقسام الحقوق و الحوادث:و هي ستة مباحث:الزنا ، اللواط و السحاق ، حق الله ، حقوق الناس غير المالية ، حقوق الناس المالية ، و غيرها من المباحث .

87- الطواري ء بعد الشهادة:و هي ثمانية مباحث ، منها:الامتناع عن الشهادة ، الموت بعد الشهادة ، الفسق بعد الشهادة و قبل الحكم ، اذا صار الشاهد وارثا ، شهادة الزور و الرجوع عن الشهادة ، شهادة الطلاق ، الشهادة بالوصية ، و غيرها من المباحث المتشعبة .

88- الزواج:و فيه خمسة عشر مبحثا ، منها:الخطبة ، الصيغة ، لفظ خاص ، صيغة الماضي ، غير العربية ، الموالاة ، التقديم و التأخير ، شروط الخيار ، أهلية المتعاقدين ، الوكيل يزوج نفسه ، خطأ الوكيل في التسمية ، و غيرها من مباحث الزواج .

89- دعوي الزواج:منها:هل يثبت الزواج بالمعاشرة ، الدعوي علي متزوجة ، زواج المرأة قبل انتهاء العدة .

90- المحرمات:و هي ثمانية عشر مبحثا ، منها:النسب ، تحريم الجمع ، الزنا ، العقد علي المعتدة ، العقد علي المتزوجة ، عدد الزوجات ، قذف الخرساء و الصماء ، عدد الطلقات ، اختلاف الدين ، الارتداد عن الدين ، اسلام أحد الزوجين ، أنكحة غير المسلمة ، و غيرها من المباحث .

91- الرضاع:و هو أحد عشر مبحثا ، منها:الشروط ، أبوالرضيع و ام المرضعة ، أبوالرضيع و أولاد صاحب اللبن ، تحريم الزوجة ، الزواج باخت الأخ ، الرضاع بعد الزواج ، ابن العم يصير عما ، و غيرها من المباحث .



[ صفحه 192]



92- الولاية:منها:البالغة الراشدة ، الصغير و الصغيرة ، المجنون ، السفيه .

93- المتعة:و هي ستة مباحث ، منها:وظيفة رجل الدين ، زواج المتعة ، التباين بين الزواج الدائم و المنقطع ، التمتع بالعفيفة ، و غيرها من المباحث الهامة .

94- العيوب:و هي اثنا عشر مبحثا ، منها:الجنون ، الخصاء ، العنن ، البرص و الجذام ، العمي و العرج ، البينة علي من ادعي العيب ، بين الفسخ و الطلاق ، و غيرها من المباحث .

95- التدليس:و هو سبعة مباحث ، منها:معني التدليس ، التدليس و جواز الفسخ ، البكر و الثيب ، الرجل المدلس و المرأة المدلسة ، و مباحث اخري غيرها .

96- المهر:و فيه خمسة عشر مبحثا ، منها:المهر المسمي ، شروط المهر ، تعجيل المهر و تأجيله ، أبوالزوجة و المهر ، امتناع الزوجة حتي تقبض المهر ، عجز الزوج عن المهر ، الأب و مهر زوجة الابن ، الطلاق قبل الدخول ، الموت قبل الدخول ، افتضاض البكارة بغير المعتاد ، و غيرها من مباحث مهمة اخري .

97- الزوجان و أثاث البيت:و فيه مباحث متعددة .

98- النسب:فيه ثمانية مباحث ، منها:الدخول و الفراش ، قاعدة الامكان ، أقل مدة ، أقصي مدة الحمل ، وليد الشبهة ، اللقيط ، التبني ، رجلان وقعا علي امرأة ، طرق ثبوت النسب ، و غيرها من المباحث .

99- الرضاعة و الحضانة:و فيه عشرة مباحث ، منها:لبن الام ، مدة الرضاعة ، اجرة الرضاعة ، الحضانة ، لمن الحضانة ؟ السفر بالطفل ، اجرة الحضانة ، اذا فقد الأبوان ، تسقط الحضانة بالاسقاط ، و فيها مباحث اخري .

100- النفقة:و فيها أربعة و عشرون مبحثا ، منها:نفقة الزوجة ، النشوز و الطاعة ، الزوجة الصغيرة ، الزوج الصغير ، الزوجة المريضة ، نفقة المعتدة ،



[ صفحه 193]



المرأة الموظفة ، ضمان نفقة الزوجة ، البائن تدعي الحمل ، نفقة القريب و التزويج ، قضاء نفقة الأقارب ، النفس أولا ثم الزوجة ثم الأقارب ، المنفقون و تربيتهم، مدعي الفقر ، و مباحث اخري مهمة فيها .

101- الطلاق:و هو خمسة عشر فرعا ، منها:المطلق ، طلاق الولي ، الوكالة في الطلاق ، المطلقة ، المسترابة ، صحة الطلاق في الحيض ، الصيغة ، السني و زوجته الشيعية ، الطلاق سنة و بدعة ، الطلاق الرجعي و بائن ، الطلاق ثلاثا و المحلل ، و غيرها .

102- الخلع و المباراة:الخلع ، الصيغة ، الفدية ، الشروط ، أحكام الخلع ، المباراة ، و غيرها .

103- العدة:و هي عشرون فرعا ، منها:من لا عدة لها ، عدة المطلقة الحامل ، عدة الشابة التي لا تحيض ، أقصر عدة ، أطول عدة ، عدة المتمتع ، عدة من ارتد زوجها ، عدة وطء الشبهة ، عدة الزانية ، عدة الكتابية ، زوجة المفقود ، الزواج بالاخت في عدة اختها ، الي غير ذلك .

104- الرجعة:معناها و شرعيتها ، صورة الرجعة ، الاشهاد علي الرجعة ، الارتداد أثناء الرجعة ، و غيرها من المسائل الفقهية .

105- طلاق الحاكم لعدم الانفاق:منها:أهمية المسائل ، أقوال الفقهاء ، خلاصة الأقوال ، الروايات .

106- الظهار و الايلاء و اللعان:و مسائلها الفرعية .

107- القضاء:و فيه أربعة عشر مبحثا ، منها:تعريف القاضي ، القاضي و المفتي و المجتهد و الفقيه ، منصب القاضي واجب كفائي ، الشروط ، طهارة المولد ، الحرية ، الذكورة ، العدالة ، الاجتهاد ، الضبط ، قاضي التحكيم ، حكم المجتهد ،



[ صفحه 194]



تحاكم أهل الكتاب .

108- الدعوي:معناها و أركانها ، المدعي ، المتداعيان ، شروط المدعي ، طبقة المدعي ، المدعي عليه ، المدعي به ، و غيرها من المباحث المهمة .

109- الاقرار:السكوت ، نفي العلم ، الاقرار بحق الغير ، بين الاقرار و البينة لا انكار بعد الاقرار ، الاقرار بالزنا و السرقة .

110- الكناية و القرائن:منها:القرائن و كناية الدين ، الفقهاء و الكتابة القرينة و الكتابة المجردة ، القرائن ، ما نسب الي الامام .

111- الشهادة:فيها أربعة عشر مبحثا ، منها:البينة علي المدعي ، شروط الشهادة ، طريقة معرفة مصدر الشهادة ، الطريق الي معرفة العدالة ، تعارض البينتين ، البينة واليد ، الحكم بشهادة الزور ، الرجوع عن الشهادة ، الاختلاف علي الشهادة ، مجهول العقيدة ، و غيرها من المباحث .

112- اليد:و فيها خمس مباحث ، منها:معني اليد ، دلالة اليد علي الملك ، الأموال و الأعراض و الأنساب ، حال اليد ، و غيرها من المباحث .

113- العرف و الاستفاضة:و فيها ثمانية مباحث ، منها:العرف و التشريع ، العرف و الموضوعات الشرعية ، العرف و القضاء ، الاستفاضة و العمل ، الاستفاضة و الشهادة ، الاستفاضة و القضاء .

114- علم الحاكم:و فيه عشرة مباحث ، منها:الأصل في القضاء ، القوانين الحديثة ، أئمة المذاهب ، القضاء علي خلاف العلم ، القرائن الموضوعية ، الطب الشرعي ، و غيرها من المباحث .

115- اليمين:و فيه عشرة مباحث ، منها:شروط الحالف ، موضوع اليمين ، صيغة اليمين ، أقسام اليمين ، يمين الانكار ، اليمين المردودة ، يمين الاستظهار ،



[ صفحه 195]



و غيرها من المباحث في اليمين .

116- الوصايا:و فيها عشرة مباحث ، منها:شرعيتها ، الصيغة ، الرجوع عن الوصية ، القبول و الرد من الموصي له ، موت الموصي له قبل الموصي ، تعين الموصي له ، الموصي به ، و غيرها من المباحث .

117- بين الأصل و الثلث:و فيها أحد عشر مبحثا ، منها:الواجب المالي فقط ، الواجب المالي و البدني معا ، لا ميراث و لا وصية مع الدين ، الثلث حين قبض الروح ، تعدد الوصايا و تزاحمها ، الوصية بأعيان التركة ، السهم المشاع و العين الخاص ، الوصية بالمنفعة المؤبدة ، اثبات الوصية ، و غيرها من المباحث .

118- الوصاية:و فيها خمسة عشر مبحثا ، منها:رد الوصاية ، شروط الوصي ، خيانة الوصي ، الوصاية علي الأطفال ، لا وصاية علي الأطفال مع الجد ، هل للوصي أن يوصي ؟ من لا وصي له ، اثبات الوصي ، و غيرها من المباحث .

119- تصرفات المريض:منها:تصرفات الصحيح ، تصرفات المريض ، بين الوصية و منجزات المريض ، اقرار المريض ، و غيرها من المباحث .

120- الارث:و فيه ثمانية عشر مبحثا ، منها:التركة ، دية القتيل ، الحقوق المتعلقة بالتركة ، التركة و الورثة و أرباب الدين ، موجبات الارث ، النسب ، مراتب القرابة ، الزوجية ، اختلاف أهل المذاهب و أهل الأديان ، موانع الارث ، المرتد ، القتل ، تقسيم تركة الغائب ، و غيرها من المباحث .

121- الفرض و الحجب:و فيه عدة مباحث:الفروض الستة ، اجتماع الفروض ، حجب النقصان ، و غيرها من المباحث .

122- التعصب و العول و الرد:و فيه عدة مباحث .

123- الآباء و الأولاد و الأحفاد:و فيه عدة مباحث ، منها:الأب ، الام ،



[ صفحه 196]



الأولاد ، أولاد الأولاد ، الحبوة .

124- الأجداد و الاخوة و أولادهم:و فيه عدة مباحث:الاخوة ، أولاد الاخوة ، الأجداد ، اجتماع الأجداد و الاخوة ، أولاد الاخوة و الأخوات .

125- الأعمام و الأخوال:فيه عدة مباحث ، منها:اجتماع الأعمام ، اجتماع الأعمام و الأخوال ، أولاد الأعمام و الأخوال ، عمومة أب الميت ، اجتماع الزوجين مع الأعمام و الأخوال ، اجتماع السببين .

126- ميراث الزوجين:فيه عدة مباحث ، منها:الزوج ، الزوجة ، طلاق المريض ، زواج المريض ، ميراث الخنثي .

127- ميراث الحرقي و الغرقي و المهدوم عليهم:و فيه عدة مباحث ، منها:أصل عدم وقوع الحادث ، أصل تأخير الحادث الواحد ، العلم بوقوع حادثين مع الجهل بالمتقدم منهم ، الغرقي و المهدوم عليهم ، كيفية التوارث .

128- الحدود و التعزيرات:فيها عدة مباحث ، منها:بين الحد و التعزير ، تحريم الزنا ، الزنا بذات محرم ، زنا غير المسلم بمسلمة ، الزنا بالمستكرهة ، زنا المحصن و المحصنة ، الحامل و تأجيل الحد ، صورة الرجم ، صورة الجلد ، زنا غير المحصن و المحصنة ، قتل الزوجة الزانية و صاحبها ، المصر علي الزنا ، لا طهارة أفضل من التوبة ، الشهادة عليها بالزنا و هي بكر ، خلاصة أنواع حد الزنا ، و غيرها من مباحث الحدود.

129- القذف و السكر و السرقة و قطع الطرف:فيه عدة مباحث ، منها:القذف ، حد القذف ، مسقطات الحد ، لا حد علي الأب ، سب المعصوم ، مدعي النبوة ، حد الساحر ، الشراب ، الاثبات ، الحد ، توبة الشارب ، السارق و شروط الحد ، سارق أكفان الموتي ، ذواليد الواحدة ، توبة السارق ، حق الله



[ صفحه 197]



و حق العبد ، قاطع الطريق ، توبة قاطع الطريق ، قتل اللص ، المزور و المحتال ، الاطلاع علي العورات ، الاستمناء ، و غيرها من الجرائم .

130- اللواط و السحاق و القيادة:و فيها عدة مباحث ، منها:اللواط ، طرق الاثبات ، حد اللواط ، التوبة من اللواط ، السحق ، حد السحق ، حد القيادة .

131- المرتد و الفاعل بالأموات و البهائم:و فيه ثمانية مباحث ، منها:حقيقة الارتداد ، الفطري و الملي ، أحكام المرتد عن فطرة ، أحكام المرتد عن ملة ، المرأة المرتدة ، الفاعل بالأموات ، الفاعل بالبهائم ، و غيرها من المباحث .

132- القصاص:فيه ثمانية عشر مبحثا ، منها:قتل العمد ، المباشرة و التسبيب ، الاكراه علي القطع أو القتل ، اذا قتله أكثر من واحد ، اذا قتل أكثر من واحد ، القتيل في الأمكنة العامة ، الاستيفاء من القاتل ، أولياء القتيل ، ارث الدية ، عفو بعض الأولياء دون البعض ، اذن الحاكم ، و غيرها من البحوث .

133- الأعضاء و الجروح:فيه عدة مباحث ، منها:الجرح ، الرجل و المرأة ، بين العضوين، بين الجرحين، الضرب، الاثبات، و غيرها من المباحث المتفرقة .

134- السجن:و فيه عدة مباحث ، منها:المرأة المرتدة ، السارق للمرة ، الثالثة ، الاعانة علي القتل ، حبس المفلس ، من خلص القاتل ، حبس الكفيل ، الأمر بالقتل ، شعر المرأة ، و غيره من المباحث المتشعبة .

135- الديات:و هي أربعة عشر مبحثا ، منها:متي تجب الدية بالأصل ، دية العمد ، دية الخطأ و شبه العمد ، القتل في الأشهر الحرم ، دية ابن الزنا ، دية الذمي ، دية المرأة ، الكفارة ، و غيرها من المباحث المهمة .

136- دية الأعضاء و المنافع و الشجاج:و هي خمسة و ثلاثون مبحثا ، منها:جميع أعضاء الجسم كل عليه دية ، بالاضافة الي فقدان ضوء العين و الشم و الذوق



[ صفحه 198]



و النطق و الشجاج ، و فقدان الجنين ، و الجناية علي الميت ، و غيرها من أنواع الضرب ، و مباحث اخري .

هذه الأبواب التي أجاب عنها الامام الصادق عندما سأله عنها طلابه و تلامذته و أصحابه .

137- الاجتهاد:و فيه عدة مباحث ، منها:المجتهد ، أقسام المجتهد ، المجتهد المطلق و المتجزي ء ، علوم الاجتهاد ، عدالة المجتهد ، و غيرها من مباحث فرعية .

المباحث:مستقاة من المصادر التالية:

1- جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام ؛ للعلامة الشيخ محمد حسن النجفي و الملقب بصاحب الجواهر ، المتوفي سنة 1266 ه .

2- الحدائق ؛ للعلامة الشيخ يوسف البحراني .

3- المسالك ؛ للشهيد الثاني العلامة زين الدين الجبعي .

4- وسائل الشيعة ؛ للعلامة الحر العاملي .

5- مفتاح الكرامة ؛ للعلامة السيد جواد العاملي .

6- شرح الارشاد ؛ للعلامة المقدس الأردبيلي .


ادوار جامعة النجف


مرت علي جامعة النجف الدينية ثلاثة أدوار رئيسية خلال ألف عام من عمرها المديد:



[ صفحه 276]




دعاؤه عند ركوب راحلته


كان الامام الصادق عليه السلام، إذا اعتلي راحلته للسفر، إلي بيت الله الحرام، دعا بهذا الدعاء:



[ صفحه 155]



«بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، والله أكبر،.. وإذا استوي علي راحلته. قال: الحمد لله الذي هدانا للاسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلي الله عليه وآله، سبحان الله، سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلي ربنا لمنقلبون، والحمد لله رب العالمين، اللهم، أنت الحامل علي الظهر، والمستعان علي الامر، اللهم، لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا حافظ غيرك..» [1] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعة 8 / 281 - 282.


في الذكر


قال الصادق: من كان ذاكر الله علي الحقيقة فهو مطيع، و من كان غافلا فهو عاص.

و الطاعة علامة الهداية، و المعصية علامة الضلالة و أصلهما من الذكر و الغفلة فاجعل قلبك قبلة للسانك لا تحركه الا باشارة القلب و موافقة العقل و رضي الايمان. فان الله تعالي عالم بسرك و جهرك و كن كالنازع روحه و كالواقف في العرض الأكبر غير شاغل نفسك عما عندك بما كلفك به ربك في أمره و نهيه و وعده و وعيده، و لا تشغلها بغير ما كلف به ربك، و اغسل قلبك، بماء الحزن [1] ، و اجعل ذكر الله تعالي من أجل ذكره تعالي اياك فانه ذكرك و هو غني عنك فذكره لك أجل و أشرف و أسني، و اتم من ذكرك له، و معرفتك بذكره لك تورثك الخضوع و الاستحياء و الانكسار، و يتولد من ذلك رؤية كرمه و فضله السابق، و تصغر عند ذلك طاعتك، و ان كثرت في جنب منته و تخلص لوجهه. و رؤيتك ذكرك له تورثك الرؤيا و العجب و السفه و الغلظة في خلقه، و استكثار الطاعة و نسيان فضله و كرمه و لا تزداد بذلك من الله تعالي الا بعدا، و لا تستجلب به علي مضي الأيام الا وحشة.

و الذكر ذكران: ذكر خالص بموافقة القلب، و ذكر صارف لك بنفي ذكر غيره.



[ صفحه 140]



كما قال رسول الله: أنا لا أحصي ثناء عليك أنت كما اثنيت علي نفسك، فرسول الله لم يجعل لذكر الله عزوجل مقدارا عند علمه بحقيقة سابقة ذكر الله عزوجل من قبل ذكره له و من دونه أولي، فمن أراد أن يذكر الله تعالي فليعلم أنه ما لم يذكر الله العبد بالتوفيق لذكره، لا يقدر العبد علي ذكره...



[ صفحه 141]




پاورقي

[1] بماء الخوف.


ابراهيم بن عبد الله الأحمري


إبراهيم بن عبد الله الأحمري، الكوفي، ويقال عنه إبراهيم الأحمري الكوفي.

محدث عامي غير ممدوح ولا مذموم. روي عنه سيف بن عميرة، وعبد الله بن بكير.

المراجع:

رجال الطوسي 103 و 145 و 146. تنقيح المقال 1: 13 و 24. العندبيل 1: 8. معجم رجال الحديث 1: 179 و 248. جامع الرواة 1: 18 و 25. نقد الرجال 7 و 10. مجمع الرجال 1: 51. أعيان الشيعة 2: 176. رجال البرقي 27. منهج المقال 23. جامع المقال 53. منتهي المقال 23.


سعيد بن سالم بن أبي الهيفاء القداح


أبو عثمان سعيد بن سالم بن أبي الهيفاء القداح، وقيل ابن القداح، المخزومي

بالولاء، الخراساني، الكوفي، المكي. من محدثي وفقهاء المرجئة، وقال عنه بعض العامة بأنه كان صدوقا لكنه يهم. كان خراساني الأصل، وقيل كوفي نزل مكة المكرمة وسكنها. روي عنه يحيي بن آدم، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن حرب وغيرهم. توفي قبل سنة 200.

المراجع:

رجال الطوسي 204. تنقيح المقال 2: 27. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 119. جامع الرواة 1: 360. مجمع الرجال 3: 116. نقد الرجال 152. أعيان الشيعة 7: 238. منتهي المقال 147. منهج المقال 162. لسان الميزان 7: 229. ميزان الاعتدال 2: 139. تهذيب التهذيب 4: 35. تقريب التهذيب 1: 296. المجروحين 1: 320. الجرح والتعديل 2: 1: 31. الكامل في ضعفاء الرجال 3: 1233. الطبقات لابن خياط 284. خلاصة تذهيب الكمال 117. التاريخ الكبير 3: 482. المجموع في الضعفاء والمتروكين 440. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1: 319. الكني والأسماء 2: 28. المغني في الضعفاء 1: 260.


محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي


محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي، الكوفي.

محدث إمامي حسن الحال.

المراجع:

رجال الطوسي 281 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 83. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 106. نقد الرجال 293. جامع الرواة 2: 77. مجمع الرجال 5: 159. منتهي المقال 264. منهج المقال 284. إتقان المقال 223.


فضيلت پيامبر اسلام بر پيامبران ديگر


ابوخنيس كوفي مي گويد: من وارد مجلس امام صادق عليه السلام شدم. پس ديدم عده اي از نصاري نزد آن حضرت نشسته اند و مي گويند: مقام موسي و عيسي و محمد (عليهم السلام) يكسان است؛ زيرا همه ي آنها صاحب شريعت و كتاب بوده اند. امام صادق عليه السلام فرمود: حضرت محمد صلي الله عليه و آله از موسي و عيسي اعلم و افضل است و خداوند به او دانشي عطا نموده، كه به ديگران چنين دانشي را عطا نكرده ست. آنها گفتند: آيا آيه اي در اين زمينه در قرآن وجود دارد؟ امام صادق عليه السلام فرمود: آري درباره ي موسي عليه السلام آيه ي شريفه ي: (و كتبنا له في الألواح من كل شي ء) [1] يعني «ما براي موسي در الواح تورات از هر چيزي مقداري نوشتيم.» و درباره ي عيسي عليه السلام آيه ي شريفه ي: (و ليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) [2] يعني «عيسي براي شما بخشي از آنچه در آن اختلاف داريد را بيان خواهد نمود» و لكن درباره ي سيد مصطفي صلي الله عليه و آله مي فرمايد: (جئنا بك شهيدا علي هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ء) [3] يعني «روز قيامت ما تو را شاهد بر اين پيامبران قرار خواهيم داد و بر تو كتابي فرستاديم كه بيان كننده ي همه ي چيزهاست.» و مي فرمايد: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لديهم و أحصي كل شي ء عددا) [4] يعني «تا خداوند بداند كه پيامبران رسالت هاي پروردگار خويش را ابلاغ نموده و او به همه چيز آنان احاطه دارد و همه چيز را [در اين كتاب] جمع آوري نموده.»

سپس فرمود: به خدا سوگند! پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله اعلم از موسي و عيسي عليهم السلام مي باشد و اگر موسي و عيسي عليهماالسلام از من چنين سؤالي مي پرسيدند و يا من از ايشان سؤال



[ صفحه 231]



مي پرسيدم؛ حقا پاسخي جز اين وجود نداشت. [5] .

نگارنده گويد: با توجه به اين كه اميرالمؤمنين عليه السلام، باب مدينه ي علم رسول الله صلي الله عليه و آله مي باشد؛ و اولاد آن حضرت نيز، وارثين علم اويند. ائمه ي اطهار از لحاظ علم و تقوي از همه ي مردم و حتي از پيامبران نيز برتر خواهند بود.


پاورقي

[1] اعراف / 145.

[2] زخرف / 63.

[3] نحل / 89.

[4] جن / 28.

[5] بحارالانوار ج 10 / 207.


شاگردي قطان در محضر امام صادق


ابوسعيد يحيي بن سعيد قطان بصري نيز از شاگردان امام صادق عليه السلام است. او بين اهل سنت نه تنها جزء ائمه حديث، بلكه به عنوان محدث زمان خويش شمرده مي شد. صاحبان صحاح سته افراد ديگر به احاديث او تمسك نموده اند. از ابن قتيبه نقل شده كه او قطان را از رجال شيعه دانسته، اما شيعه او را از رجال حديث خود نمي داند. نويسندگان كتاب هاي «تهذيب»، «ينابيع» و ديگران شاگردي او در محضر امام صادق عليه السلام را از اهل سنت نقل نموده اند و در بين علماي شيعه نيز شيخ طوسي و ابن داود و نجاشي او را از شاگردان آن حضرت دانسته اند. او در سال 198 (ه ق) وفات يافت.