بازگشت

و من وصية له: لمؤمن الطاق


هو ابوجعفر محمد بن علي بن النعمان الاحول الكوفي الصيرفي ثقة، كان كثير العلم حسن الخاطر قوي الحجة شديد العارضة سريع الجواب نبيه الخاطر ذكي القلب، و هو في طليعة متكلمي الامامية.

و للصادق فيه كلمات تكشف عن محل لا ينال، و درجة لا يساوقه فيها الا قلائل، منها قوله عليه السلام: زرارة بن اعين و محمد بن مسلم و بريد بن معاوية العجلي، و الاحول احب الناس الي احياءا و امواتا.

روي عنه أنه قال: قال لي الصادق عليه السلام: أن الله عزوجل عير اقواما في القرآن بالاذاعة. فقلت له: جعلت فداك اين؟ قال: قوله «و اذا جائهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به».

ثم قال: المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا. رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه، والله اني لا علم بشراركم من البيطار بالدواب، شراركم الذين لا يقرأون القرآن الا هجرا



[ صفحه 81]



و لا يأتون الصلاة الا دبرا و لا يحفظون ألسنتهم.

اعلم أن الحسن بن علي عليهماالسلام لما طعن و اختلف الناس عليه سلم الأمر لمعاوية، فسلمت عليه الشيعة «عليك السلام يا مذل المؤمنين» فقال: ما انا بمذل المؤمنين ولكني معز المؤمنين، اني لما رأيتكم ليس بكم عليهم قوة سلمت الأمر لا بقي انا و انتم بين اظهرهم، كما عاب العالم السفينة لتبقي لاصحابها و كذلك نفسي و انتم لنبقي بينهم.

يابن النعمان اني لاحدث الرجل منكم بحديث فيتحدث به عني فاستحل بذلك لعنه و البراءة منه، فان ابي كان يقول: و اي شي اقر للعين من التقية، ان التقية جنة المؤمن، و لو لا التقية ما عبدالله، و قال الله جل وعز: «لا يتخذ المؤمنون الكافرون أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شي ء الا ان تتقوا منهم تقاة»

يابن النعمان اياك و المراء فانه يحبط عملك، و اياك و الجدال فانه يوبقك، و اياك و كثرة الخصومات فانها تبعدك من الله.

ثم قال: ان من كان قبلكم كانوا يتعلمون الصمت و انتم تتعلمون الكلام، كان احدهم اذا أراد التعبد يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر سنين فان كان يحسنه و يصبر عليه تعبد و الا قال ما أنا لما أروم (اردتم) باهل، انما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء و صبر في دولة الباطل علي الاذي، اولئك النجباء الاصفياء الاولياء حقا و هم المؤمنون.

ان ابغضكم الي المترأسون المشاؤن بالنمائم الحسدة لاخوانهم ليسوا مني و لا انا منهم، انما اوليائي الذين سلموا لامرنا و اتبعوا آثارنا و اقتدوا بنا في كل امورنا.

ثم قال: والله لو قدم احدكم ملأ الارض ذهبا علي الله ثم حسد



[ صفحه 82]



مؤمنا لكان ذلك الذهب مما يكوي به في النار.

يابن النعمان ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو اعظم وزرا بل هو اعظم وزرا بل هو أعظم وزرا.

يابن النعمان انه من روي علينا حديثنا فهو ممن قتلنا عمدا و لم يقتلنا خطأ.

يابن النعمان اذا كانت دولة الظلم فامش و استقبل ممن تتقيه بالتحية، فان المتعرض للدولة قاتل نفسه و موبقها، ان الله يقول: «و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة»

يابن النعمان من سئل عن علم فقال «لا أدري» فقد ناصف العلم و المؤمن يحقد في مجلسه فاذا قام ذهب عنه الحقد.

يابن النعمان ان العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم، لانه سر الله الذي اسره الي جبرئيل، و اسره جبرئيل الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و اسره محمد الي علي، و اسره علي الي الحسن، و اسره الحسن الي الحسين، و اسره الحسين الي علي، و اسره علي الي محمد، و اسره محمد الي من اسره فلا تعجلوا، فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه فأخره الله، والله ما لكم سر الا وعدوكم اعلم به منكم.

يابن النعمان ابق علي نفسك فقد عصيتني لا تذع سري، فان المغيرة بن سعيد كذب علي ابي و اذاع سره فاذاقه الله حر الحديد، و ان ابا الخطاب كذب علي و اذاع سري فاذاقه الله حر الحديد، و من كتم امرنا زينه الله به في الدنيا و الآخرة و اعطاه حظه و وقاه حر الحديد و ضيق المحابس. أن بني اسرائيل قحطوا حتي هلكت المواشي و النسل



[ صفحه 83]



فدعي الله موسي بن عمران فقال: يا موسي انهم اظهروا الزنا و الربا و رأوا الكنائس و اضاعوا الزكاة. فقال: الهي تحنن برحمتك عليهم فانهم لا يعقلون. فأوحي الله اليه اني مرسل قطر السماء و مختبرهم بعد اربعين يوما، فأذاعوا ذلك و افشوه فحبس عنهم القطر اربعين سنة و انتم قد قرب امركم فأذعتموه في مجالسكم.

يا أباجعفر ما لكم و للناس كفوا من الناس و لا تدعوا احدا الي امر الله (هذا الأمر خ ل)، فوالله لو أن أهل السموات و الأرض اجتمعوا علي أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلوه، كفوا عن الناس و لا يقل احدكم اخي و عمي و جاري، فان الله جل وعز اذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا الا عرفه و لا منكرا الا انكره ثم قذف الله في قلبه كلمة يجمع الله بها امره.

يابن النعمان ان اردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحه و لا تمارينه و لا تباهينه و لا تشارنه، و لا تطلع صديقك من سرك الا علي ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فان الصديق قد يكون عدوك يوما.

يابن النعمان لا يكون العبد مؤمنا حتي يكون فيه ثلاث سنن سنة من الله و سنة من رسوله و سنة من الامام: فأما السنة من الله جل وعز فهو أن يكون كتوما للاسرار يقول الله جل ذكره: «عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا». و أما السنة عن رسول الله فهو أن يداري الناس و يعاملهم بأخلاق الحنيفية. و اما التي من الامام فالصبر في البأساء و الضراء حتي يأتيه الله بالفرج.

يابن النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان و لا بكثرة الهذيان، ولكنها أصابة المعني و قصد الحجة.



[ صفحه 84]



يابن النعمان! من قصد الي سباب أولياء الله فقد عصي الله، و من كظم غيظا لا يقدر علي امضائه كان معنا في السنام الاعلي، و من استفتح نهاره باذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد و ضيق المحابس.

يابن النعمان لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، و لا لتباهي به، و لا لتماري. و لا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، و زهادة في العلم، و استحياء من الناس. و العلم المصون كالسراج المطبق عليه.

يابن النعمان ان الله جل وعز اذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فجال القلب بطلب الحق ثم هو الي امركم اسرع من الطير الي و كره.

يابن النعمان أن حبنا اهل البيت ينزل له من السماء خزائن تحت العرش كخزائن الذهب و الفضة لا ينزله الا بقدر و لا يعطيه الا خير الخلق، و ان له غمامة كغمامة القطر، فاذا اراد الله ان يختص به من أحب من خلقه اذن لتلك الغمامة فتهطلت كما تهطل السحاب فتصيب الجنين في بطن امه.


خالد بن عبدالله قسري


علامه مامقاني گويد: خالد بن عبدالله قسري، مردي خبيث و پست فطرت و ملعونترين خلق خدا بود. [1] .

جد خالد، از يهوديان تيماء؛ پدرش در صفين جزء سپاه معاويه؛ و خود او از زجانب هشام بن عبدالملك مروان، حاكم عراقين بود. او مردي بد كيش، زنديق، و مخنث بوده، و به حكم «با علي كي شود مخنث دوست» لاجرم با جناب اميرالمؤمنين (ع)، بكله با رسول خدا (ص)، سخت دشمن بوده و بر منبر به اميرالمؤمنين ناسزا و كلمات زشت مي گفت. [2] .

از «كامل مبرد» نقل شده كه خالد در ايام حكومتش، در عراق، در دوران خلافت هشام، علي (ع) را بر منبر لعن مي كرد. [3] .



[ صفحه 194]



او مكرر مي گفت كه اگر هشام، دستور دهد. كعبه را خراب كرده، سنگ هايش را يك يك از جاي خود كنده، به شام حمل مي نمايم. [4] .

خالد در زمان حكومتش، مسيحيان و زرتشتيان را بر مسلمين مسلط كرده بود و به آنان دستور داده بود كه مسلمين را بزنند. [5] .

در سال 120 هجري، هشام بن عبدالملك، او را عزل كرد، و يوسف بن عمر ثقفي را به جاي وي نصب نمود. يوسف، خالد را زنداني ساخت، و تا اوايل خلافت وليد بن يزيد بن عبدالملك در زندان بود، و در سال 125، يوسف بن عمر او را به طرز سختي به قتل رساند. [6] .


پاورقي

[1] تنقيح المقال، ج 1، ص 393، رديف 3590.

[2] سفينة البحار، ج 1، ص 406.

[3] شرح نهج البلاغه، ابن ابي الحديد، ج 4، ص 57.

[4] سفينة البحار، ج 1، ص 406.

[5] سفينة البحار، ج 1، ص 406.

[6] تتمة المنتهي، ص 93.


الهدف من ايجاد الجماعة الصالحة


من هناكان تحرك الإمام نحو بناء الجماعة الصالحة بهدف تغيير المجتمع الإسلامي وفق اُطروحة أهل البيت(عليهم السلام); لأنّ وجود مثل هذا التيار المتماسك يوفّر جملة من المكاسب والمنافع والأهداف التي كان يسعي الإمام(عليه السلام) لتحقيقها في حركته الرساليّة.

إنّ الجماعة الصالحة تحقّق ديمومة خط أهل البيت (عليهم السلام) حيث يشكّل وجودها خطوة عملية باتّجاه مشروعهم الكبير.

ونلخّص فيما يلي بعض النقاط التي يُحققها وجود هذه الجماعة الصالحة [1] .


پاورقي

[1] راجع للتفصيل: السيد محمد باقر الحكيم / دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة، الجزء الأوّل.


الامام الصادق و علم الفقه


روي عن سماعة بن مهران قال: أخبرني الكلبي النسابة قال: دخلت المدينة و لست أعرف شيئا من هذا الأمر، فأتيت المسجد فاذا جماعة من قريش فقلت: أخبروني عن عالم أهل هذا البيت؟

فقالوا: عبدالله بن الحسن.

فأتيت منزله فاستأذنت، فخرج الي رجل ظننت أنه غلام له، فقلت له: استأذن لي علي مولاك، فدخل ثم خرج فقال لي: ادخل فدخلت فاذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد، فسلمت عليه.

فقال لي: من أنت؟

فقلت: أنا الكلبي النسابة.

فقال: ما حاجتك؟

فقلت: جئت أسألك.

فقال: أمررت بابني محمد؟

قلت: بدأت بك.

فقال: سل.



[ صفحه 144]



فقلت: أخبرني عن رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال: تبين برأس الجوزاء [1] و الباقي وزر عليه و عقوبة.

فقلت في نفسي: واحدة.

فقلت: ما يقول الشيخ في المسح علي الخفين؟

فقال: قد مسح قوم صالحون، و نحن أهل البيت لا نمسح.

فقلت في نفسي، ثنتان.

فقلت: ما تقول في أكل الجري أحلال هو أم حرام؟

فقال: حلال الا أنا أهل البيت نعافه.

فقلت في نفسي: ثلاث.

فقلت: فما تقول في شرب النبيذ؟

فقال: حلال الا أنا أهل البيت لا نشربه.

فقمت فخرجت من عنده و أنا أقول: هذه العصابة تكذب علي أهل هذا البيت.

فدخلت المسجد فنظرت الي جماعة من قريش و غيرهم من الناس فسلمت عليهم، ثم قلت لهم: من أعلم هذا البيت؟

فقالوا: عبدالله بن الحسن.

فقلت: قد أتيته فلم أجد عنده شيئا.

فرفع رجل رأسه فقال: ائت جعفر بن محمد (عليهماالسلام) فهو أعلم أهل هذا البيت. فلامه بعض من كان بالحضرة.

فقلت: ان القوم انما منعهم من ارشادي اليه - أول مرة - الحسد.



[ صفحه 145]



فقلت له: ويحك اياه أردت. فمضيت حتي صرت الي منزله فقرعت الباب، فخرج غلام له فقال: ادخل يا أخا كلب. فوالله لقد أدهشني، فدخلت و أنا مضطرب و نظرت فاذا شيخ علي مصلي بلا مرفقة و لا بردعة [2] فابتدأني بعد أن سلمت عليه.

فقال لي: من أنت؟ فقلت في نفسي: يا سبحان الله! غلامه يقول لي بالباب: ادخل يا أخا كلب و يسألني المولي من أنت؟!

فقلت له: أنا الكلبي النسابة، فضرب بيده علي جبهته و قال: كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا.

يا أخا كلب: ان الله (عزوجل) يقول: «و عادا و ثمودا و أصحاب الرس و قرونا بين ذلك كثيرا» [3] أفتنسبها أنت؟

فقلت: لا، جعلت فداك.

.... الي أن قال: فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال: ويحك أما تقرأ سورة الطلاق؟

قلت: بلي.

قال: فاقرأ، فقرأت «فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة» [4] .

قال: أتري هاهنا نجوم السماء؟

قلت: لا.



[ صفحه 146]



قلت: فرجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا؟

قال: ترد الي كتاب الله و سنة نبيه (صلي الله عليه و آله و سلم)، ثم قال: لا طلاق علي طهر من غير جماع، بشاهدين مقبولين.

فقلت في نفسي: واحدة.

ثم قال: سل.

قلت: ما تقول في المسح علي الخفين؟

فتبسم ثم قال: اذا كان يوم القيامة و رد الله كل شي ء الي شيئه و رد الجلد الي الغنم فتري أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم؟!!

فقلت في نفسي: ثنتان.

ثم التفت الي فقال: سل.

فقلت: أخبرني عن أكل الجري؟

فقال: ان الله (عزوجل) مسخ طائفة من بني اسرائيل، فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و الزمار و المار ما هي و ما سوي ذلك، و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الوبر [5] و الورل [6] و ما سوي ذلك.

فقلت في نفسي: ثلاث.

ثم التفت الي فقال: سل و قم.

فقلت: ما تقول في النبيذ؟

فقال: حلال.



[ صفحه 147]



فقلت: انا ننبذ فنطرح فيه العكر [7] و ما سوي ذلك و نشربه.

فقال: شه شه [8] تلك الخمرة المنتنة.

فقلت: جعلت فداك فأي نبيذ تعني؟

فقال: ان أهل المدينة شكوا الي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) تغيير الماء و فساد طبايعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له، فيعمد الي كف من التمر فيقذف به في الشن [9] فمنه شربه و منه طهوره.

فقلت: و كم كان عدد التمر الذي [كان] في الكف؟

فقال: ما حمل الكف.

فقلت: واحدة أو ثنتان؟

فقال: ربما كانت واحدة و ربما كانت ثنتين.

فقلت: و كم كان يسع الشن؟

فقال: ما بين الأربعين الي الثمانين الي ما فوق ذلك.

فقلت: بالأرطال؟

فقال: نعم أرطال بمكيال العراق.

ثم نهض (عليه السلام) و قمت، فخرجت و أنا أضرب بيدي علي الأخري و أنا أقول: ان كان شي ء فهذا، فلم يزال الكلبي يدين الله بحب آل هذا البيت حتي مات [10] .



[ صفحه 148]



و عن معاوية بن عمار قال: ماتت اخت مفضل بن غياث فأوصت بشي ء من مالها: الثلث في سبيل الله، و الثلث في المساكين، و الثلث في الحج، فاذا هو لا يبقي ما يبلغ ما قالت.

فذهبت أنا و هو الي ابن أبي ليلي [القاضي] فقص عليه القصة فقال: اجعلوا ثلثا في ذا، و ثلثا في ذا، و ثلثا في ذا.

فأتينا ابن شبرمة فقال أيضا كما قال ابن أبي ليلي.

فأتينا أباحنيفة فقال كما قالا.

فخرجنا الي مكة فقال لي: سل أباعبدالله (عليه السلام) - و لم تكن حجت المرأة - فسألت اباعبدالله (عليه السلام) فقال لي: ابدأ بالحج فانه فريضة من الله عليها، و ما بقي اجعله بعضا في ذا و بعضا في ذا.

قال: فقدمت فدخلت المسجد و استقبلت أباحنيفة و قلت له: سألت جعفر بن محمد عن الذي سألتك عنه، فقال لي: ابدأ بحق الله أولا فانه فريضة عليها، و مابقي فاجعله بعضا في ذا و بعضا في ذا.

قال: فوالله ما قال [أبوحنيفة] لي خيرا و لا شرا.

و جئت الي حلقته و قد طرحوها و قالوا: قال ابوحنيفة: ابدأ بالحج فانه فريضة الله عليها.

قال: فقلت: هو - بالله - قال كذا و كذا؟!

فقالوا: هو خبرنا هذا [11] .

أيها القارئ الكريم: معني الحديث أن أباحنيفة حينما علم أن جوابه علي السؤال كان خطأ و أن الصحيح هو ما قاله الامام الصادق (عليه السلام) اسرع الي تلامذته و أخبرهم بالحكم دون أن يذكر لهم أنه أخذه من



[ صفحه 149]



الامام الصادق (عليه السلام) فظن التلامذة أن أباحنيفة عدل عن رأيه السابق و ما حكم به قبل ذلك، و لم يعلموا أنه أخطأ في الفتوي حينما افتي في دين الله علي هواه، ثم تدارك الأمر بعد ذلك.

و أقول: هل يجوز أن يفتي الانسان في دين الله علي هواه؟!

و يعلم الله تعالي كم من الأحكام التي صدرت من أبي حنيفة و أمثاله... و كانت علي خلاف حكم الله و رسوله، و نفذت و أخذ بها الناس و لا زالوا يأخذون بها الي هذا اليوم، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!!

فمن المسؤول عن ذلك كله؟؟!

و عن حبيب الخثعمي قال: كتب أبو جعفر المنصور الي محمد بن خالد - و كان عامله علي المدينة - أن يسأل أهل المدينة عن الخمسة في الزكاة من المائتين كيف صارت وزن سبعة و لم يكن هذا علي عهد رسول الله (صلي الله عليه و آله)؟ و أمره أن يسأل - فيمن يسأل -: عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد (عليهماالسلام).

قال: فسأل أهل المدينة فقالوا: أدركنا من كان قبلنا علي هذا.

فبعث الي عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد (عليهماالسلام) فسأل عبدالله بن الحسن فقال كما قال المستفتون من أهل المدينة.

قال: فقال: ما تقول [أنت] يا أباعبدالله؟

فقال: ان رسول الله (صلي الله عليه و آله) جعل في كل أربعين اوقية اوقية فاذا حسبت ذلك كان علي وزن سبعة و قد كانت وزن ستة و كانت الدراهم خمسة دوانيق.

قال حبيب: فحسبناه فوجدناه كما قال، فأقبل عليه عبدالله بن الحسن فقال: من أين أخذت هذا؟



[ صفحه 150]



قال: قرأت في كتاب امك فاطمة.

قال: ثم انصرف، فبث اليه محمد بن خالد: ابعث الي بكتاب فاطمة (عليهاالسلام).

فأرسل اليه أبوعبدالله (عليه السلام) [الجواب] اني انما أخبرتك أني قرأته و لم اخبرك أنه عندي.

قال حبيب: فجعل محمد بن خالد يقول لي: ما رأيت مثل هذا قط [12] .

أقول: معني الحديث - و خلاصة سؤال المنصور الدوانيقي - أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) فرض في زكاة كل مائتي درهم خمسة دراهم، و لكنها صارت سبعة دراهم في عصر المنصور... لماذا؟

و كان جواب الامام الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) جعل محور الزكاة علي الاوقية لا علي الدراهم، و الاوقية وزن معلوم و هو أربعون درهما، و الدرهم خمسة دوانيق.

و صرح الامام الصادق (عليه السلام) أن سبعة دراهم في هذا الزمان تساوي خمسة دراهم في زمن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فالتغير حدث في وزن الدراهم لا في الاوقية - التي جعل حكم الزكاة عليها -.

و بعد هذا الجواب الكافي و الوافي من الامام الصادق (عليه السلام) قال الراوي: «فحسبناه فوجدناه كما قال» أي بعد المقارنة بين وزن الدراهم في زمن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و وزنها في زماننا هذا وجدنا ان خمسة دراهم علي عهد النبي تساوي - بالفعل - سبعة دراهم في عصرنا، كما قال الامام الصادق (عليه السلام).



[ صفحه 151]




پاورقي

[1] برأس الجوزاء: أي بعدد الكواكب التي علي رأس الجوزاء المعروفة في السماء و هي ثلاثة (مرآة العقول).

[2] المرفقة: المتكأ و المخدة (أقرب الموارد) و البرذعة - بالذال و الدال -: الحلس الذي يلقي تحت الرحل (مجمع البحرين) و المقصود هنا: بلا مخدة و لا فراش.

[3] سورة الفرقان آية 38.

[4] سورة الطلاق آية 1.

[5] الوبر: دويبة كالسنور اصغر منه، كحلاء اللون، حسنة العينين، لها ذنب قصير جدا. (أقرب الموارد).

[6] في المصدر: و الورك: و الصحيح ما أثبتناه و الموافق للوافي. و الورل: دابة علي خلقة الضب الا انه أعظم منه يكون في الرمال و الصحاري (أقرب الموارد).

[7] العكر: دردي الزيت و دردي النبيذ و نحوه مما خثر - أي ثخن و اشتد - و رسب. (مجمع البحرين).

[8] شه شه: كلمة استقذار و استقباح (مجمع البحرين).

[9] الشن: القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها أبرد من غيرها (أقرب الموارد).

[10] الكافي: ج 1 ص 348 ح 6.

[11] الكافي: ج 7 ص 63 ح 22.

[12] الكافي: ج 3 ص 507 ح 2، علل الشرايع: ص 373 ح 1.


جواب امام در مورد دو آيه از سوره ي نساء


مردي از زنادقه از ابوجعفر احول پرسيد خداي متعال مي فرمايد (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم الا تعدلو افواحدة) يعني اگر مايل باشيد مي توانيد دو يا سه يا چهار زن بگيريد و اگر ترسيديد عدالت نكنيد پس يكي بگيريد و در جاي ديگر مي فرمايد (و لن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء و لو حرصتم) يعني هرگز نمي توانيد بين زنان عدالت نمائيد و لو كوشش فراوان كنيد.

و بين اين دو گفتار بسيار فرق است به نظرش تناقض رسيده بوده يا مي خواسته است ايراد كند ابوجعفر احول در جوابش گفت: نمي دانم و به مدينه رفت و حضور امام عليه السلام رسيد و مطلب را بر ايشان عرضه كرد و امام به او فرمود عدالت در قسمت اول عدالت در نفقه است و عدالت دوم عدالت در محبت است زيرا هيچ كس نمي تواند محبت خود را يتساوي بين دو زن تقسيم نمايد.

ابوجعفر احول برگشت و جواب آن مرد زنديق را داد او گفت اين جواب از تو نيست و از حجاز آورده اي



[ صفحه 227]




شاگردي نكردن ابوحنيفه نزد امام صادق


رئوف توكلي در انكار شاگردي ابوحنيفه نزد امام جعفر صادق عليه السلام مي نويسد:

ملاهاشم خراساني، امام جعفر صادق عليه السلام را هم جزو استادان ابوحنيفه به شمار آورده و گفته است: چهار هزار نفر از حضرت صادق عليه السلام علم و روايت آموخته اند كه ابوحنيفه و مالك بن انس... از آنهاست. جز چند ديدار كوتاه و تصادفي، ديدار ديگري ميان ابوحنيفه و امام صادق عليه السلام رخ



[ صفحه 79]



نداده است. پس چگونه و در كجا و چه وقت ابوحنيفه نزد او درس خوانده است.... [1] .

وي در تأييد گفتار خود ادعا مي كند ابوحنيفه همه عمرش را در بصره و كوفه سر كرده است و امام صادق عليه السلام تمام عمرش را در مدينه و حجاز بوده است.

در پاسخ بايد گفت:

1. دليل ايشان مبني بر اينكه ابوحنيفه تمام عمرش را در بصره و كوفه به سر برده و امام صادق عليه السلام در حجاز و مدينه بوده است، اساسي ندارد. بزرگان و تاريخ نگاران اهل سنت نوشته اند كه ابوحنيفه مدتي از عمرش را در مكه و حجاز بوده است. استاد ابوزهره از علماي اهل سنت مي نويسد:

ابوحنيفه به سوي مكه و حجاز فرار كرد و از سال 130 ه. ق تا استقرار بني عباس، در مكه بود... در مناقب مكي آمده است ايشان تا زمان منصور يعني سال 136 ه. ق در مكه بود كه مدت اقامت ايشان در حجاز دست كم شش سال است. [2] .

2. علماي زيادي از اهل سنت شاگردي ابوحنيفه نزد امام صادق عليه السلام را در كتاب هايشان نقل كرده اند. از خود ابوحنيفه نيز نقل شده است كه: «اگر دو سال شاگردي جعفر بن محمد نبود، من هلاك مي شدم». [3] .

اكنون به نمونه هايي از سخنان آنان اشاره مي كنيم:

1. ابن ابي الحديد معتزلي در بازگشت علم فقه به علي عليه السلام و اينكه منشأ علم فقه، علي عليه السلام است، مي نويسد: «ابوحنيفه، فقه را نزد جعفر بن محمد خواند و



[ صفحه 80]



جعفر نزد پدرش كه سرانجام به علي عليه السلام مي رسد.» [4] در اينجا، ابن ابي الحديد به شاگردي ابوحنيفه نزد امام صادق عليه السلام تصريح دارد.

2. استاد محمد ابوزهره مي نويسد:

همان گونه كه ابوحنيفه اتصال علمي به امام باقر عليه السلام داشت، از فرزندش جعفر صادق عليه السلام هم علم آموخت... ابوحنيفه مي گفت: به خدا سوگند! فقيه تر از جعفر بن محمد عليه السلام نديدم... علما، جعفر صادق عليه السلام را از شيوخ و استادان ابوحنيفه به شمار آورده اند. [5] .

3. استاد عبدالحليم جندي از بزرگان معاصر با امام صادق عليه السلام، ابوحنيفه را جزو شاگردان اهل سنت نام مي برد. سپس مي نويسد:

ابوحنيفه مدت دو سال در مدينه به مجلس درس امام مي رفت. خود او در اين مورد گفته است: «لولا العامان لهلك النعمان؛ اگر دو سال شاگردي امام صادق عليه السلام نبود، نعمان هلاك مي شد.» شاگردي نزد امام صادق عليه السلام افتخاري است كه مذاهب چهارگانه اهل سنت همه در آن شريك هستند.... [6] .



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] محمد رئوف توكلي، چهار امام اهل سنت، 1361، ص 18.

[2] محمد ابوزهره، ابوحنيفه، حياته و عصره، دارالكفر العربي، 1366 ه. ق، چ 2.

[3] التحفه الاثني عشريه، ص 8.

[4] شرح نهج البلاغه ج 1، ص 18.

[5] ابوحنيفه، ص 82.

[6] الامام الصادق عليه السلام، (جندي)، صص 162، 158 و 163.


تلاش و نشاط


زندگي با تلاش و آبادگري شادابي و طراوت لازم را فراهم مي سازد. تن پروري، سهل انگاري در امر معاش و بي توجهي به آبادگري افزون بر اين كه پژمردگي را در پي دارد، انسان را نيازمند ديگران ساخته و كرامت وي را سخت آسيب مي رساند كه انسان محتاج، انسان ذليل است.

امامان معصوم (عليهم السلام) جامعه را هماره به تلاش و آبادگري ترغيب



[ صفحه 114]



مي نمايند و بي تفاوتي در اين ساحت را روا نمي دانند. چرا كه تلاش و سازندگي عزت و افتخار هر فرد است. معلي بن خنيس مي گويد من روزي دير هنگام به در بازار كارم حاضر شدم، امام صادق عليه السلام فرمود: اغدوا الي عزك [1] «صبح هنگام به محل افتخار خود حاضر شو...» و نيز به فرد ديگري كه دير هنگام بر سر كارش آمده بود، فرمود چرا صبح هنگام از حاضر شدن در محل كارت خودداري نموده اي! [2] .

هنگامي كه فردي محل كار و كسب خويش را ترك كرده بود، به وي فرمود چرا محل كار خويش را رها ساخته اي. اين كار باعث خمودي انديشه و سقوط شما مي شود. تلاش كن زندگي با عزت داشته و زندگي خويش را با گشاده دستي تأمين كني. بر حذر باش از اين كه ديگران زندگي تو را تأمين نمايند. و نيز خطاب به هميشان فرمود رها ساختن كار و تلاش باعث خمودي انديشه و سقوط تو مي شود. [3] .

عبدالاعلي از ياران امام صادق عليه السلام است؛ مي گويد در هواي گرم تابستان در مسير مدينه امام صادق عليه السلام را در حال تلاش مشاهده كردم. به وي عرض كردم با مقامي كه در نزد خدا و خويشاوندي كه با رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم داريد، اين گونه خود را به زحمت افكنده اي! حضرت در پاسخ فرمودند : من در تلاش براي روزي خويش هستم تا از امثال تو بي نياز باشم، لاستغني عن مثلك. [4] .

ابوعمرو شيباني مي گويد امام صادق عليه السلام را در حالي كه بيل در دست داشت در باغ ديدم كه كار مي كرد و عرق از بدنش سرازير بود. به وي عرض كردم اجازه بدهيد من كار شما را انجام دهم، حضرت فرمودند: من



[ صفحه 115]



دوست دارم انسان در تلاش براي روزي مورد تابش نور خورشيد قرار گيرد، اني احب ان يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة. [5] بدين مفهوم روايات فراوان است.

كار و تلاش و سازندگي سيره و روش همه امامان مي باشد. آنان كه الگوي زندگي پيروان خويش مي باشند بر همگان آموختند كه براي به كف آوردن روزي حلال بايد تلاش و سازندگي داشته باشند. آنان بر همگان آموختند كه سر افرازي فردي و اجتماعي جامعه ديني در تلاش و كوشش مستمر وي در تمام زمينه هاي زندگي مي باشد. ملت پر كار و پر تلاش ملتي سرافراز خواهد بود.

اين نكته بر برخي پوشيده مي شود كه مي پندارند تلاش و سازندگي دنيا طلبي مذموم است. در صورتي كه هرگز چنين نيست. دنيا طلبي محبت به دنيايي است كه آزمندي را به دنبال دارد و انسان را از ياد و راه خدا باز مي دارد. اما تلاش و سازندگي بدون وابستگي در واقع تلاش براي آخرت است. توجه كنيد:

ابن ابي يعفور مي گويد فردي از امام صادق عليه السلام پرسيد ما دنيا را دوست داريم و دوست داريم مال دنيا داشته باشيم. امام پرسيد انگيزه شما از داشتن دنيا چيست؛ وي گفت مي خواهيم زندگي خويش را ساماندهي كنيم و حج و عمره انجام دهيم و در راه خدا انفاق كنيم، امام فرمود اين تلاش براي آخرت است نه براي دنيا، ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الاخرة. [6] .

دنيا طلبي نبايد با كار و تلاش و سازندگي براي خدا آميخته شود. دنيا بهترين كمك كار براي رسيدن به آخرت است، نعم العون علي الاخرة الدنيا. [7] .



[ صفحه 116]




پاورقي

[1] الفقية، ج 3، ص 119، وسائل، ج 12، ص 3.

[2] وسائل، ج 12، ص 1.

[3] همان، ص 5 و ص 6.

[4] فروع كافي، ج 5، ص 74؛ وسائل، ج 12، ص 10.

[5] همان، ص 76.

[6] فروع كافي، ج 5، ص 72.

[7] همان.


دستگيري عبدالله محض


عقبه مي گويد: منصور به طرف مدينه حركت كرد و ملاقاتي بين او و عبدالله صورت پذيرفت. براي آنها غذا آوردند، غذا را خوردند بعد از غذا من آمدم روبروي عبدالله بن حسن، او روي صورتش را برگرداند از پشت سرش آمدم شانه اش را فشار دادم نگاه به من كرد و يك مرتبه از جا بلند شد و گفت: از خليفه اجازه مي خواهم خارج شوم. منصور گفت: مي خواهي خارج شوي، خدا مرا زنده نگذارد اگر بگذارم تو از اينجا خارج شوي، در همان حال منصور دستور داد او را گرفتند و به زندان



[ صفحه 77]



بردند.

حسن بن زيد مي گويد: من بين قبر و منبر ايستاده بودم ديدم سادات بني فاطمه را كه در خانه ي مروان زنداني بودند بيرون آوردند.

حضرت صادق عليه السلام فرموده بود هر وقت خواستند آنها را بيرون ببرند آن حضرت را خبر كنند، آن حضرت را خبر دادند. حضرت تشريف آورد عقب پرده ي نازكي ايستاد ديد عبدالله و ابراهيم بن حسن و سادات بني الحسن را به زنجيرها بستند. مأمور اطراف آنها را گرفته و در معبر عام نگاه داشته اند تا مردم آنها را ببينند، حضرت صادق عليه السلام آن قدر گريه كرد تا محاسنش از اشك چشمش خيس شد آنگاه حضرت فرمود: اين مردم هيچ احترامي را حفظ نكردند؛ آمده اند تماشا مي كنند. انصار هم وفا نكردند به وعده ي خود با اينكه با پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم در عقبه ي مني به جان و مالشان بيعت كردند اينها اولاد پيغمبرند، در اين هنگام امام صادق عليه السلام به طرف محمل عبدالله محض آمد در حالي كه اشك مي ريختند و مي خواستند چند كلمه اي با او صحبت كنند لكن يك مرد از محافظان مانع گرديد و حضرت را دور كرد، امام صادق عليه السلام با حال تأثر به او نفرين كرد.

آنگاه سادات حسني را در كوچه و بازار گرداندند به بقيع نرسيده بودند كه نفرين حضرت صادق عليه السلام عملي گشت و آن مرد بر زمين خورد و در دم جان داد.

آري، امام صادق عليه السلام با وجود همه ي بي مهري ها كه از پاره اي افراد بني حسن مي ديدند نسبت به ايشان كمال دلسوزي و تلطف و تفقد را داشتند.

منصور در اين سفر عده ي زيادي از اولاد امام حسن عليه السلام را دستگير نمود.

«رياح» كه حاكم مدينه بود عبدالله بن حسن و ديگر سادات را به ربذه آورد منصور كه در ربذه بود تا آنها را ديد شروع كرد به فحاشي كردن و حرفهاي درشت گفتن تا آنها را از لحاظ رواني شكنجه دهد.



[ صفحه 78]



مسعودي در مروج الذهب [1] مي نويسد: اول سؤال منصور اين بود كه «محمد» و «ابراهيم» كجا هستند؟ [2] كسي جواب نداد منصور دستور داد: «عبدالله بن عمرو» را برهنه كنند و تازيانه ي زيادي بر بدن او وارد سازند تا جايگاه محمد و ابراهيم را نشان دهد.


پاورقي

[1] مروج الذهب / ج 3 / ص 31.

[2] محمد و ابراهيم از فرزندان عبدالله بن حسن بودند.


كامجويي و هوسراني


از عوامل ديگري كه در زوال خلافت بني اميه مؤثر بود، توجه زياد آن ها به باده پيمايي و هوسراني و عياشي و خوشگذراني بود. آنان چندان در لذات و شهوات غرق شده بودند كه تنها فكرشان اين بود كه از چه راهي وسايل عيش



[ صفحه 109]



و نوش خود را فراهم سازند. از اين رو هيچ گونه توجهي به اينكه در مملكت چه مي گذرد، نداشتند و در نتيجه ي عدم توجه به اين مسئله ي مهم به تدريج پايه هاي حكومت آنان متزلزل گرديد كه براي نمونه چند نفر از آنان را نام مي بريم.


حزن مطلوب


در مقابل، حزني كه انسان را متوجه خدا، آخرت و مسؤوليت هاي شرعي و اجتماعي اش



[ صفحه 107]



كند، حزني مطلوب است؛ حزن از اين كه چرا در انجام تكاليف كوتاهي كرده ايم. انسان عاقلي كه مرتكب گناهي شده، اگر متوجه شود اين عمل موجب شده كه سعادت آخرت را از دست بدهد، در حالي كه مي توانست با انجام دادن كار ديگري سعادت دنيا و آخرت را كسب كند، محزون مي شود. اين گونه حزن ها اگر به حد افراط نرسد، مطلوب است، اما اگر به حدي برسد كه انسان را از كار و زندگي باز دارد و باعث شود كه فرد تكاليف شرعي خود را نتواند انجام دهد، هيچ فايده اي ندارد. غم و غصه اي كه موجب شود انسان در زندگي نتواند درس بخواند، عبادت كند، جهاد برود، به اجتماع خدمت كند و ساير فعاليت هاي مطلوب ديني را انجام دهد، چه فايده اي دارد؟ بنابراين مرتبه اي از حزن هم مي تواند مطلوب باشد؛ و آن زماني است كه انسان را وادار به جبران گذشته نمايد و تكاليف و كارهاي خيري كه باعث سعادت آخرت او مي شوند انجام دهد.


مفهوم امامت در فرهنگ اسلام


پيش از ارائه ي مدارك اين موضوع، لازم است بدانيم كه «امامت» در فرهنگ اسلام داراي چه مفهومي است و دعوت به امامت به چه معنا است. مضمون واقعي «تبليغ امامت» در صورتي فهميده خواهد شد كه مفهوم «امامت» دانسته شود.

واژه ي امامت - كه در اصل به معناي مطلق پيشوايي است - در فرهنگ اسلامي بيشتر بر مصداق خاصي از آن اطلاق مي گردد و آن، پيشوايي و رهبري در شئون اجتماعي است؛ چه فكري و چه سياسي. در هر جا از قرآن كه مشتقات واژه ي امامت - مانند امام و ائمه عليهم السلام - به كار رفته، ناظر به همين معناي خاص، يعني پيشوايي امت است. پيشوايي فكري، پيشوايي سياسي و يا هر دو، پس از رحلت پيامبر صلي الله عليه و آله



[ صفحه 61]



و انشعاب فكري و سياسي مسلمانان كه به چند فرقه شدن پيروان اسلام انجاميد، از آنجا كه نكته ي اصلي اختلاف را مسئله ي رهبري سياسي امت تشكيل مي داده و واژه ي امامت و امام سرنوشت ويژه اي پيدا كرد، بيش از هر معناي ديگري در مفهوم «رهبري سياسي» به كار رفت و كم كم معاني ديگر تحت الشعاع اين معني قرار گرفت؛ به طوري كه وقتي در قرن دوم هجري مكاتب كلامي اسلام يكي پس از ديگري به وجود آمد و گرايشهاي گوناگون اسلامي را به صورت ايدئولوژيها و مكتبهاي مرزبندي شده و مشخص درآورد، يكي از مسائل مهم همه ي اين مكتبها را مسئله ي «امامت» تشكيل مي داد كه به معناي رهبري سياسي بود. در اين مسأله، معمولا از شرايط و خصوصيات امام - يعني حاكم و زمامدار جامعه - سخن مي رفت و هر گروه را در اين باره عقيده و سخني بود.


تعمير حرم بقيع به وسيله مسترشد بالله


اولين تعمير در حرم ائمه بقيع (عليهم السلام) در سال 519 و پس از گذشت بيست و چهار سال از ايجاد ساختمان آن مي باشد كه به دستور «مسترشد بالله» خليفه عباسي انجام گرفته است.

سمهودي مي گويد: در طاق طرف قبر عباس، اين كتيبه وجود دارد كه: «إن الآمِرَ بعمله المسترشد بالله سنة تسع عشرة و خمسمأة». [1] .

وي سپس مي گويد به نظر من، بناي اصلي اين حرم، پيش از اين تاريخ بوده است.



[ صفحه 94]



(يعني صدور اين دستور، براي ايجاد ساختمان نبوده بلكه هدف از آن، انجام تعميرات و اصلاحات بوده است).

لازم به ذكر است كه مسترشد بالله بيست و نهمين خليفه عباسي است. وي در سال 512 هـ. پس از پدرش مستظهر بالله به خلافت رسيده و در سال 529 هـ. كشته شده است.


پاورقي

[1] وفاء الوفا ج 3، ص 916.


وصية الخضر لموسي


روي الزهري أن الامام زين العابدين عليه السلام قال: كان آخر ما أوصي به الخضر لموسي بن عمران أنه قال: لا تعيرن أحدا بذنب، و ان أحب الأمور الي الله عزوجل ثلاثة: القصد في الجدة، و العفو في المقدرة، و الرفق بعباد الله و ما رفق أحد بأحد في الدنيا ألا رفق الله عزوجل به يوم القيامة، و رأس الحكمة مخافة الله.» [1] .

ما أروع معاني هذه الحكمة!! و ما اسمي مقاصدها، فقد أوصت بكل ما يسعد به الانسان و يشرفه علي كل كائن حي.


پاورقي

[1] الخصال (ص 106) الغايات (ص 19) مخطوط.


وفاته


انتقل الي حظيرة القدس، و عمره سبع و خمسون سنة [1] و لم تعين المصادر التي بايدينا السنة التي توفي فيها و المكان الذي دفن فيه.


پاورقي

[1] عمدة الطالب 2 / ورقة 127.


دختر گل خوش بويي است


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام به جارود بن منذر فرمودند:

شنيده ام از اين كه دختري برايت زاده شده است ناراحت هستي! از او به تو زياني نمي رسد، گل خوش بويي است كه مي بويي و روزيش هم تضمين شده است، پيامبر خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) پدر چند دختر بود. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 6 / 6 / 9، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22650.


محاسبه در دادگاه الهي


در دستگاه الهي «مثقال ذرة» [1] نيز به حساب مي آيد، درست مانند دستگاه نوار قلب كه كوچك ترين حركت قلب را نشان مي دهد. دستگاه عدل الهي حتي از دستگاه نوار قلب نيز دقيق تر است. در حال صحبت كردن ممكن است بارها و بارها در پي كم و زياد شدن ميزان رضايت، نشانگر دستگاه سنجش رضايت بالا و پايين برود. نه تنها در هنگام سخن



[ صفحه 141]



گفتن، بلكه در تمام مواقع مانند فكر كردن، زيارت، نماز، و معامله اين قانون برقرار است.

از عالمي خواستند به زيارت برود، ولي ايشان از رفتن به زيارت خودداري كرد. علت را كه جويا شده بودند گفته بود: چون تازه ناهار خورده ام و شكمم سير است. اگر بخواهم زيارتنامه بخوانم بايد بعد از هر كلمه يك نفس بكشم و اين حالت براي زيارت مناسب نيست.

اين آقا درك كرده است كه بايد با چه حالي زيارت رفت. اما بسياري از مردم تا آخر عمر هم درك نمي كنند كه با چه حالتي بايد به عبادت و زيارت بپردازند. در مورد كساني كه قاصرند حرفي نيست، اما گاهي اوقات برخي افراد از اين مسئله آگاهند ولي اعتنا نمي كنند و به چنين اعمالي مي پردازند. آري، اين «مثقال ذره» ها، در لابه لاي اعمال ما بسيار زياد است كه در قيامت جمع مي شود و به ميلياردها مثقال مي رسد.

در روايات آمده است: شخصي كه در حال خواندن نماز است، تا زماني كه قلبش به خدا توجه داشته باشد خدا نيز به او اقبال مي كند، اما اگر رويش را از خدا برگرداند، خدا هم رويش را از او بر مي گرداند. اگر بار دوم به خدا روي آورد خدا دوباره به او اقبال مي كند و رحمت و فيض خود را نصيب او مي گرداند و اگر تا چهار بار توجه خود را از دست داد و مجددا به سوي خدا رو كرد، خدا مجددا به او توجه مي كند. اما بار چهارم كه رويش را برگرداند، خدا ديگر به او توجه نمي كند. آن وقت گاهي اتفاق مي افتد در نماز چهل بار انسان دچار بي توجهي مي شود و فكرش مشغول جاهاي ديگري است. البته، اگر از اول نماز فكرش جاي ديگري نباشد. خدا نكند كه انسان روز قيامت متوجه شود كه نماز و درس خواندن او چنين بوده است.

القاي هنري كلام و پرداختن به وجوه لفظي هنگام سخنراني براي تأثير گذاري، بسيار كار پسنديده اي است و گاهي هم واجب است؛ چرا كه تأثير، مقدمه انسان سازي است و به قول علما تأثير مقدمه وجود است. اما در عين حال بايد ديد ذهن و فكر سخنران كجا سير مي كند؟ در بين اهل منبر مرسوم است كه مي گويند: فلان كس منبرش را دست و پا شكسته تمام كرد كه خيلي چشمگير نباشد. اين حرف واقعا اشتباه است. ريا و تكبر و جلوه گري لفظي خوب نيست، اما اين كار هم نادرست است. ملاك اين كار را مي توان با



[ صفحه 142]



تأمل در گفتار معصومين و پيشوايان دين به دست آورد اگر در بيانات نغز و پر مغز معصومين عليهم السلام دقت شود، خواهيد ديد كه كلام خود را به زيباترين شكل بيان مي كردند. پيشوايان دين وقتي مي خواسته اند كلامي بر زبان آورند، آن را با زيباترين الفاظ و هنرمندانه ترين شيوه بيان مي كردند. حضرت زهرا عليهاالسلام با آن مقام عصمت و با آن همه جلال و عظمت، در خطبه اي كه در مسجد خواندند نكات ظريف و دقيقي را با عبارات رسا و زيبا و نغزي بيان فرمودند. فرمايش آن حضرت در آن مجلس از درك بسياري از حضار مجلس بالاتر بود. نفس گرم آن حضرت مؤثر افتاد و در آهن دل هايشان اثر گذاشت. بحث آن حضرت علمي و عاطفي بود. در مقام هدايت انسان ها بايد سعي كرد تا جايي كه مي شود كلام را زيبا و متين بيان كرد. بايد مطالبي را كه تأثير گذارند جمع آوري، و آنها را در جامه زيبايي از الفاظ بيان نمود؛ چرا كه هدف از منبر تأثير گذاري است.


پاورقي

[1] زلزله، آيات 7 و 8.


محاسب خود باشيد


انسان عاقل هميشه حساب دخل و خرج خود را دارد. هرگاه متوجه شد كه درآمدش كمتر از مخارجش شده است، به فكر چاره مي افتد تا از راههاي ديگري درآمد تازه اي پيدا كند يا بالاجبار مخارج خود را



[ صفحه 61]



كمتر كند. شخص مسلماني كه آشنايي با ائمه طاهرين دارد و به روش ستوده ي آنان عمل مي كند، نيز بايد حساب كارهاي خوب و بد خود را داشته باشد تا گناهان خود را جبران كرده و بر كارهاي نيك خود بيفزايد.

حق علي كل مسلم يعرفنا، ان يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه، فيكون محاسب نفسه، فان راي حسنة استزاد منها. و ان راي سيئة استغفر منها، لئلا يخزي يوم القيمة [1] .

بر هر مسلماني كه ما (ائمه) را مي شناسد، واجب است كه كارهاي شبانه روز خود را به وجدان خود عرضه كند و محاسب خود باشد. اگر در اعمال خود كار نيكي ديد، آن را بيشتر نمايد، و اگر گناهي ديد از آن توبه كند، تا روز قيامت خوار نگردد.


پاورقي

[1] تحف. ص 301.


عبادت و آتش


روزي امام سجاد عليه السلام در منزل مشغول عبادت بود، همين كه به سجده رفت خانه دچار حريق شد. اهل خانه داد و فرياد بلند كردند: آتش، آتش يابن رسول الله.

حضرت نه توجهي به آن داد و فريادها كرد و نه نمازش را تخفيف داد. پس از آنكه نماز را به پايان برد، از او پرسيدند: چه چيز شما را به خود سرگرم كرده بود كه به اين آتش توجه نكرديد؟

در جواب فرمود: آتش بزرگ مرا به خود مشغول كرده بود.



[ صفحه 411]




مصاحبت و دوستي


جعفر بن محمد (ع) براي دوستي شرايطي ذكر كرده كه هركس حائز آن شرايط باشد مي توان نام دوست و رفيق را به او اطلاق كرد و هر كس كه آنها را نداشته باشد شايسته نيست كه دوست اطلاق شود و آن شرايط عبارت است از: اول شادي و خرسندي در هنگام شادي و نشاط دوست يعني همانطور كه براي خود خواهان خشنودي است براي دوست خود نيز همان خوشي و خرسندي را بخواهد. دوم آنكه اسرار خود را از او مخفي ننمايد. سوم مال و ثروت و پول موجب دلتنگي و ايجاد دشمني بين آنها نشود چهارم آنكه هر يك از آن دو به تمام صفات و خصائص مودت و دوستي آراسته باشند و هرگاه مصيبت و گرفتاري براي يكي از آن دو پيش آمد دوست او خود را در غم و اندوه ديگري شريك بداند و با دلسوزي و محبت در رفع گرفتاري او بكوشد و از او حمايت نمايد و اين شرايط را كه در بالا بدان اشاره شد بايد از هنگام شروع دوستي هر دو مراعات نمايند. پس از همان هنگام كه آدمي دوستي انتخاب كرد و ايامي را با او گذراند حقوقي براي ايشان واجب و لازم مي گردد و هر قدر دوستي آنها بيشتر ادامه يابد شرايط آنها بيشتر و رعايت حقوق



[ صفحه 320]



يكديگر لازمتر مي شود و ممكن است كه دوستي به قرابت خويشي تبديل شود، در اين صورت باز هم حقوق و شرايطي براي آنها واجب مي شود.

چنانچه امام جعفر (ع) بيست روز از مصاحبت بين دو رفيق را قرابت و خويشي محسوب مي داشت و مي گفت: اگر ستم و آزاري از دوستي به ديگري رسيد بايد او با نرمي و مدارا تلقي كند، زيرا دوستان صميمي بسيار نادرند [1] .

باري امام جعفر (ع) كم كم تصميم گرفت كه دوستي و مودت و حسن ارتباط بين مردم را رواج دهد و براي انجام اين مقصود پافشاري و كوشش بسيار نمود. او مي خواست كه واسطه ي دوستي و ارتباط بين خانواده ها گردد و آن را خوي و عادت ايشان قرار دهد و چون در نظر او چيزي بهتر از آن نبود و در خانواده ي خود او به بهترين نحو اجرا مي شد و دوستي و محبت و اطاعت و ادب در خانه اش معمول بود. اين امر باعث شد كه اخلاق نيك او و خانواده اش به تمام مردم



[ صفحه 321]



و خانواده ها انتقال يابد و افراد ديگر نيز همان روش را پيروي كنند تا ملل اسلامي تبديل به يك خانواده شوند و قلبهايشان با يكديگر ارتباط داشته باشد.

البته منظور امام صادق (ع) از مصاحبت و همنشيني آن نبود كه فردي را بر ديگري ترجيح دهد و باعث امتياز بين مردم باشد. بلكه مقصود او ايجاد صفات نيك و اجتماعي بود كه اگر افراد جامعه آن را اجرا كنند. اجتماعي فاضل و مهربان به همنوع تشكيل خواهد شد كه روز به روز زندگي آنها رو به راه تر و مرفه تر و فراواني نعمت و توليدنسل بيشتر مي شود ولي برعكس اگر بين افراد و همسايگان روابط دوستي و مودت برقرار نباشد. روزگار آن مردم تيره و تار و زندگيشان سست شده و توليد نسل كاهش مي يابد.

جعفر بن محمد (ع) بسياري از اوقات اين سخن را تكرار مي كرد كه، آبادي خانه به همسايه خوب و باوفا است و پيش از او پدر ارجمندش امام باقر (ع) نيز به اصحاب خود فرمود، آيا در ميان شما كسي وجود دارد كه از حال همسايه و دوست خود بپرسد و دست ياري و كمك به سوي او دراز



[ صفحه 322]



كند و حاجات مالي او را از لحاظ درهم و دينار برآورد، گفتند: خير فرمود پس نمي توان شما را برادر خطاب كرد. [2] .

امام صادق (ع) به عقيده خود ايمان كامل داشت و همانطور كه درباره ي خانواده و اهل و خويشان و اقرباء نيكي روا مي داشت نسبت به دوستان و ياران نيز با نظر عطوفت و مهرباني مي نگريست و پيش از آنكه به امامت نائل شود نيز همين روش را داشت و هنگام امامت و پيشوائي هم عقيده خود را دنبال نمود او مراتب اصحاب و ياران خود را خوب مي شناخت و با هر يك از آنها در خور مقام و منزلتشان رفتار مي نمود و از ميان آنها آن را كه سالخورده و مسن بود به منزله پدر و آن را كه متوسط و در رديف ديگران بود برادر و بالاخره كوچكترها را به مثابه فرزند مي خواند و در تمام عصر بر اين طريقه و عقيده باقي و آن را اجرا مي كرد، چنانكه گويد وقتي يكي از شاگردانش به نام مفضل بن عمر چشم از جهان فروبست و خبر مرگ او به امام صادق (ع) رسيد فرمود:

خداوند او را رحمت كند زيرا او پدر خوبي بود و



[ صفحه 323]



نيز نقل مي كند: موقعي كه ابان بن تغلب يكي ديگر از شاگردانش دنيا را بدرود گفت فرمود: به خدا سوگند كه مرگ ابان مرا بسيار متأثر و غمناك ساخت. [3] .

باري علاقه به خير و نيكي به طرز عجيبي در امام جعفر بن محمد (ع) پيدا شده بود. او هرگز به تندي و خشم با كسي سخن نگفت و زندگي او سراسر از صميميت و خلوص نيت متانت و مدارا و بصيرت و بينائي بر همه امور تشكيل يافته بود.

او كم سخن مي گفت و هرگز كلمات دور از حق و حقيقت از زبانش شنيده نمي شد در آن هنگام كه شعله هاي آتش انقلاب در تمام بلاد شرق زبانه مي كشيد و اموي ها شورش كرده بودند و بين اولاد علي و بني عباس اختلاف رخ داده بود و روز به روز اين اختلافات بيشتر در ميان مردم رخنه مي كرد و شهر مدينه را بيشتر از تمام بلاد فراگرفته بود امام جعفر (ع) به جمع كردن اهل و خانواده و شاگردان خويش پرداخت و آنها را به خير و نيكي دعوت فرمود و از



[ صفحه 324]



همين رو ديري نگذشت كه چشم ها از همه طرف متوجه امام جعفر (ع) گرديد. رفتار او نشان مي داد كه هرگز اعتنائي به اين امور ندارد و از هر چيز كه اتفاق مي افتاد چشم مي پوشيد ولي در حقيقت او از هر كس آگاه تر و بيناتر بود و از اوضاع و احوال مردم به خوبي اطلاع داشت و در علم و اطلاع از حوادث و آنچه بر مردم مي گذشت هيچ كس به پايه او نمي رسيد اما مردم را به حال خود وامي گذاشت و طريقه دائمي خود را كه همان تقوي و جوانمردي و علم و فضل و خصائص نيكو بود [4] دنبال مي كرد .


پاورقي

[1] نور الابصار ص 147- الفصول المهمه ص 210، درباره دوستي و صداقت ص 10 ،8.

[2] عيون الاخبار ج 3 ص 23- الصداقة و الصديق ص 11.

[3] محمد بن الحنفيه ص 96.

[4] عقيدة الشيعه ص 129.


شكوفايي مكتب امام جعفرصادق و آزادي افكار


پرتو حقيقي اسلام و جزئيات احكام ملكوتي و آسماني حضرت در غنچه نشكفته قرآن از زمان حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم تا عصر حضرت باقر عليه السلام مستور مانده بود. در زمان حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم مسلمين فقط يك رشته از احكام كلي را فراگرفته بودند. با پيدايش انقلابات داخلي و خارجي عصر جديد اسلام مجال توسعه و تعليم همه جانبه احكام بر حضرت غيرممكن بود و بعد از رحلت حضرت جانشين و منتخب خدا يعني حضرت علي بن ابيطالب عليه السلام با يك سري تحولات خفقان آور و حق كشي هاي صاحبان زر و زور مواجه گرديد. اقيانوس بي حد و حصر علم قرآن در سينه علي عليه السلام با جوش و خروش باقي ماند با تاريكي محيط و عدم قابليت مردم اين چشمه



[ صفحه 107]



خروشان خشكيد و اين موضوع را به وضوح در خطبه هاي غرا كه از آن روز تا به حال باقي مانده و خواهد ماند، نمايانگر طرز فكر غلط مردم جاهل عرب مي باشد به گوش جهان امروز رسانيده است. خزائن و گنجينه هاي علوم و دانش را علي عليه السلام در بين خطبه ها و كلمات و قضاوتهاي خود سينه به سينه به مقام خلافت الهي سپرد. بالاخره علي عليه السلام در نتيجه نافرماني مسلمانان سست ايمان و فرومايه آن زمان در محراب عبادت به درجه شهادت فايض گرديد. بعد از علي بن ابيطالب عليه السلام حضرت امام حسن عليه السلام نيز مانند پدر بزرگوارش در تحت فشار و نيرنگ هاي شيطاني دشمن سرسخت مانند معاويه مسموما از دنيا رحلت كرد و مظلوميت علي و فرزندش حسن را طوفان خونين كربلا شكوفا نمود. در اثر قيام حسين عليه السلام حق كشي هاي زمامداران خودسري كه بي جهت خلافت را به زور نيرنگ از دست خلفاي راستين ربوده بودند، فاش گرديد و در نتيجه انقلاب و نهضت دامنه دار كربلا دوره سلطنت شوم چندين ساله ي بني اميه منقرض شد و طوفاني ترين دوران تاريخ اسلام با تأسيس دولت بني عباس شروع گرديد كه در ظلم و كشتار و كوبيدن اسلام راستين از بني اميه پيشي گرفتند. در اين زمان بود كه بزرگواري و مقام شامخ علمي آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم ثابت گرديد و همين انگيزه سبب شد كه فرصتي در زمان حضرت باقر عليه السلام براي نهضت علمي به وجود بيايد و در عصر حضرت صادق عليه السلام همين نهضت با گسترش عظيم نمايان گرديد و مكتب جعفري دوره كامل خود را برق آسا به جهانيان رسانيد آن هم در بحراني كه اغتشاش ها و انقلاب هاي سياسي و



[ صفحه 108]



ديني به هم گره خورده و گروههاي مختلف با افكار آلوده حقيقت اسلام را در خطر انداخته بودند. زيرا كه اسلام با رنگ بني اميه مي خواست به رنگ عباسي درآيد. در اين وقت امام صادق عليه السلام با نقشه هاي ماهرانه افكار مسلمانان هوشيار را با مسير راستين خود از خطرها رهايي بخشيد اگر فكر و عمل و قيام علمي امام صادق عليه السلام نبود، اسلام راستين دستخوش نيرنگ هاي خلفاي جبار مي شد و از اسلام و قرآن اثري باقي نمي ماند.


مناقب امام جعفرصادق


مناقب و فضايل و مدايح ائمه معصومين دو دسته است يك قسمت آن مناقبي است كه مشترك با همه ائمه بوده مانند شرايط امامت كه در فصل خود گفتيم سي شرط بايد در يك مردي جمع شود تا بتواند امام و پيشواي خلق باشد كه سرحلقه آنها علم و عصمت و تقوي است و ائمه همه داراي اين شرايط بوده اند مانند آنكه همه از نور واحد بوده همه از طينت پاك بوده داراي عصمت و علم و تقوي و سخاوت و شجاعت بوده و همه افضل و ارجح مردم عصر مي باشند.

يك دسته از مناقب و خصالي هست كه به هر يك مختص است يعني ظهور و بروز يك



[ صفحه 94]



سجيت نفساني در آنها به حد كمال رسيده و به آن صفت ممدوح و منقبت پسنديده شهرت گرفته اند.

مثلا در جنگجوئي و علم و عدالت اميرالمؤمنين عليه السلام در دادخواهي و احقاق حق فاطمه زهرا (س) در حلم و شكيبائي و صبر امام حسن مجتبي عليه السلام در شهادت و از خود گذشتگي امام حسين سيدالشهداء عليه السلام در فن دبيري و انشاء و تربيت نفساني و عبادت و بندگي زين العابدين سجاد عليه السلام در علم و نكته سنجي امام محمدباقر عليه السلام و امام جعفرصادق عليه السلام كه هر دو مشتركا اعلم و افقه و اكرم و اسخي اهل زمان خود بودند.

و بايد ناگفته نگذشت كه همه آنها در عبادت و بندگي در سخاوت و كرم يكسان بوده اند نهايت مردم از برخي از صفات و سجاياي آنها مطلع بودند براي هم مي گفتند بدان شهرت مي يافتند و بعضي بي خبر بودند وقوفي نداشتند اما در علم چون تعليم و تربيت علمي بايد متناسب با مقتضيات عصر باشد و دوره هاي ائمه پيشين شرايط نشر علم و گستردن بساط علمي موجود نبوده ولي در عصر اين دو امام كه تمام مقتضيات موجود و موانع مفقود گرديد تربيت و تعليم و بسط علم شروع شد و خاتمه و تكميل گرديد.

مثلا ظهور و بروز بعضي بلايا موجب ظهور و بروز صفات حلم و صبر مي شد مردم در آنها كه بلايا را محسوس مي دانستند به اين منقبت پي مي بردند و در آنها كه به ديده مردم ابتلائي نداشتند اين صفت را فاقد مي دانستند در حالي كه همه آنها حليم و شكيبا و بردبار و صبور و شاكر و قانع بودند.

در علم چون همه علماء اعتراف و تصديق كردند - كه افقه و اعلم خلق و شكافنده و نشر دهنده علوم امام محمدباقر عليه السلام و امام جعفرصادق عليه السلام بوده اند و آثار علمي آنها هزارها مردم دانشمند بزرگ كشورهاي اسلامي بودند كه گفته هاي خود را براي اعتبار نسبت به صادقين مي دادند لذا اين دو امام در علم بيش از هر چيز ظهور و بروز نموده و آثار و مآثري از خود باقي گذاشتند كه اينك به اجمال شمه اي را نقل مي كنم.


ترجمه بيان امام صادق


فرمود كه تو مي گوئي راه آمد و شد و ارتباط علوي به سفلي آسمان به زمين بريده شده يا اگر ارتباط بنا به تصور تو مي بود در تدبير عالم خلافي رخ نمي داد؟

تو نمي داني كه عالم به هم مربوط و پيوسته است علوي به سفلي و بالا به پائين مرتبط و بستگي



[ صفحه 81]



دارد و اگر آفتاب و ماه در آسمان نبود زمين روشني نداشت اگر خورشيد حبس مي شد و طلوع نمي كرد مردم روي زمين در حيرت و سرگرداني و ظلمت زندگي مي ميردند اگر ماه در شب نبود و فوائدي كه دارد پديدار نمي كرد چه فسادها كه رخ مي داد و چه اختلال و آشوبي در طبيعت پيدا مي شد اگر ماه و خورشيد نبود اگر آسمان و افلاك نبود نبات و حيوان و حتي جماد هم بقاء و دوامي نداشت به وجود نمي آمد رشد و ترقي نمي كرد و مرگ همه را فرامي گرفت.

فرمود اگر كواكب سبعه و سيارات و ثوابت در منظومه هاي شمسي حركت نمي كردند عالمي وجود نداشت در اثر حركت اين كواكب آسماني است كه نفع ها و استفاده هاي بسيار به اهل زمين مي رسد اگر اين منظومه ها نبود در بر و بحر عالم تاريكي عميقي مردم زا فرومي گرفت از همين درخشندگي كواكب است كه دريانشينان در كشتي حركت مي كنند اگر نور آنها نبود چه مي كردند؟! اگر طلوع و غروب ستارگان نبود چه كسي در درياها و اقيانوسهاي عميق پهناور مي توانست مسافرين را راهنمائي كند و شرق و غرب را به آنها نشان دهد اگر رعد و برق - صاعقه - ابرهاي مختلف از سحاب - مزن - ميغ و اسامي ديگر كه در حالات مختلف به خود مي گيريد نبود چگونه اهل زمين هدايت مي شدند - اينها ارتباط آسمان و زمين است - كه اگر نبود و نباشد خلل در جهان آشكار مي گردد - اين ارتباط است كه موجب بقاء و حيات و زندگي است - و اين بهترين دليل نظام عالم است فرمود نظام عالم ارتباط مستقيم و محكمي بين آسمانها و زمين دارد و قدرت مدبر حكيم را نشان مي دهد.

تو گمان كرده اي راه آسمان و زمين مسدود است مگر نشنيدي كه موسي تكلم كرد - مگر نشنيدي كه عيسي به آسمان عروج نمود و ملائكه از آسمان به زمين نازل مي شدند. تو حتي از ارتباط ابر و باد و باران و برق و غيره كه واسطه ارتباط آسمان و زمين است بي خبري از كجا از لطايف رقيقه و الطاف خفيه و ارتباط روحاني عالم از آسمان به زمين خبرخواهي يافت اين اطلاع از ارتباط علوي و سفلي به وسيله علم كشف مي شود و علم به تقوي حاصل مي گردد تو بايد موحد و معتقد گردي تا علم و دانش به دست آوري و بداني به چه عواملي بين آسمان و زمين ارتباط حاصل است و اين ارتباط هرگز محو شدني نيست. [1] .



[ صفحه 82]




پاورقي

[1] احتجاجات طبرسي - از اصحاب حضرت صادق (ع).


علم جر اثقال


كه از كيفيت ساحتمان آلات مخصوصي كه اجسام ثقيل را نقل و انتقال مي دهد بحث مي كند با اين علم كه از قديم بوده بارهاي بسيار سنگين در ساختمان و در سواحل درياها از كشتي ها به خشكي ها يا به عكس نقل و انتقال مي شود و با يك اصول علمي صد خروار را با وسيله اي كه خودش ده خروار است حركت مي دهند.


زندگاني امام صادق


هم زمان با سالروز ولادت رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم، در روز دوشنبه هفدهم ماه ربيع الاول سال 83 هجري، مصادف با آغاز قرن هشتم ميلادي در خاندان رسالت و امامت در شهر مدينه نوزادي از سلاله پاك رسالت، قدم به عرصه ي حيات گذاشت كه جهاني از صفا، نورانيت، و علم را براي دوستداران خود به ارمغان آورد و منشأ تحولات شگرفي در جهان علم، فضيلت، معنويت، و انسانيت گرديد.

او دوازده سال تحت تربيت جد بزرگوارش امام سجاد، زينت سالكان راه حقيقت و معرفت بود و پس از آن، تحت توجهات پدر عاليقدرش امام باقر عليه السلام قرار گرفت و در محيط مدينه، در ميان خاندان وحي و قرآن رشد كرد و كسب فضيلت و معرفت را آغاز نمود. اين دوران ارزنده بهترين و عالي ترين فرصت و موقعيت به شمار مي آمد كه امام صادق در چنين مدرسه و مكتب رحماني قدم گذاشته و علم، فضيلت، و معرفت الهي را كسب نمايد.

نام مادر امام صادق، فاطمه و كنيه اش «ام فروه»، دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر، از شيفتگان مقام ولايت و عصمت و يكي از بانوان بافضيلت و باتقوا بود. [1] امام صادق درباره ي او چنين مي فرمايد:

كانت أمي ممن آمنت و اتقت و أحسنت والله يحب المحسنين [2] .

مادرم از مؤمنين با تقوا و نيكوكار بود و خداوند نيكوكاران را دوست مي دارد.

در فضايل امام صادق عليه السلام آن چنان عبارات والايي از بزرگان عصر



[ صفحه 145]



ايشان و علماي بعد از ايشان وارد شده است كه فصلي مستقل را مي طلبد. مالك بن انس يكي از چهار پيشواي بزرگ فقه اهل سنت كه خود مدتي افتخار شاگردي ايشان را داشته است درباره ي حضرت مي گويد:

ما رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا. [3] .

از بعد فضيلت، علم، عبادت، و تقوا هيچ ديده اي نديده، هيچ گوشي نشنيده، و به ذهن هيچ انساني خطور نكرده كه برتر از جعفر صادق وجود داشته باشد.

كمال الدين محمد بن طلحه نيز مي گويد:

اما مناقب و فضايل حضرتش فوق شمارش و بي حد و حصر است. به طوري كه عقل تيزبين و آگاه، از تنوع فضايل حضرتش حيران است. [4] .

ابن ابي العوجاء با وجود الحاد و جحود فراوان، در مناظرات خود با امام صادق از هيبت آن حضرت ساكت مي شد و امام مي فرمود:

فما يمنعك من الكلام قال اجلالا لك و مهابة ما ينطلق لساني بين يديك [5] .

چه چيز موجب اين شده كه سخن نمي گويي؟ وي مي گفت: از هيبت تو مرا ياراي سخن گفتن نيست.

منصور دوانيقي مي گويد:

جعفر از جمله انسان هايي است كه خداوند درباره ي آنها فرموده است:



[ صفحه 146]



«وارث كتاب آسماني، بندگاني هستند كه ما برگزيده ايم». او از برگزيدگاني است كه در نيكوكاري گوي سبقت را ربوده است. در هر خاندان محدثي است و همانا جعفر بن محمد محدث ما مي باشد. [6] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 11، ص 79.

[2] اصول كافي، ج 2، ص 378.

[3] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، حيدر، اسد، ج 1، ص 53، دارالكتاب العربي، بيروت، 1403 ه ق.

[4] كشف الغمة في معرفة الائمة، اربلي، علي بن عيسي بن ابي الفتح، ج 2، ص 368، دار الكتاب الاسلامي، بيروت، بي تا.

[5] اصول كافي، ج 1، ص 76 (باب حدوث العالم و اثبات المحدث).

[6] تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي، احمد بن ابي يعقوب، ج 3، ص 17، مؤسسه نشر فرهنگ اهل بيت قم، بي تا.


خصيب المتطبب


عيون الأنباء والقفطي.

كان خصيب هذا طبيباً نصرانيا من أهل البصرة وكان مقامه بها، ذكره ابن أبي أصيبعة في عداد الأطباء الذين كانوا في إبتداء ظهور بني العباس وكان فاضلاً في صناعة الطب جيد المعالجة.

حدث محمد بن سلام الجمحي قال: مرض الحكم بن محمد بن قنبر المازني الشاعر بالبصرة فأتوه بخصيب ليعالجه فقال فيه:



ولقـد قلـت لأهلـي إذ أتـونـي بخصـيب

ليـس والله خصيـب للـذي بـي بطبـيـب



إنما يـعـرف دائـي

من بـه مثل الـذي بي





[ صفحه 95]



وحدث أيضاً محمد بن سلام فقال: كان خصيب الطبيب هذا نصرانياً نبيلاً فسقي محمد بن أبي العباس السفاح شربة دواء وهو علي البصرة فمرض منها وحمل إلي بغداد فمات بها فاتهم خصيب وحبس حتي مات في الحبس.


الانقلاب


الرابع من المطهرات الانقلاب، كالخمر ينقلب خلا، فلقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن الخمر العتيقة تجعل خلا؟ قال: لا بأس. اذا تحول اسم الخمر فلا بأس به.


النصاب


قال الامام الباقر أبو الامام الصادق عليه السلام: ما انبتت الأرض من الحنطة و الشعير، و التمر و الزبيب ما بلغ خمسة أسوق، و الوسق ستون صاعا، فذلك ثلاثمائة صاع، ففيه العشر، و ما كان يسقي بالرشا و الدلاء و النواضح ففيه نصف العشر، و ما سقت السماء و السيح، أو كان بعلا ففيه العشر تماما، و ليس فيما دون الثلاثمائة صاع شي ء، و ليس فيما انبتت الأرض شي ء الا في هذه الأربعة أشياء.

و يبلغ النصاب الكامل بالكيلوجرام حوالي تسعمائة و عشرا علي التقريب، و ما نقص عنها لا زكاة فيها، و ما بلغ النصاب فاكثر، ففيه الزكاة.


الوكيل و حكم العقد


للعقد احكام و آثار خاصة تترتب عليه، سنذكرها ان شاء الله بعد الانتهاء من شروط المتعاقدين، و شروط المعقود عليه، و من هذه الاحكام حق البائع بمطالبة المشتري بالثمن، و حق المشتري بمطالبة البائع بالمثمن، و رجوع كل علي الآخر عند ظهور العيب في العوض الذي انتقل اليه.

و موضوع الكلام في هذه الفقرة أن المتعاقد اذا باع، أو اشتري لغيره لا لنفسه، كما لو كان وكيلا، فهل للطرف الآخر الذي باشر معه العقد أن يطالب الوكيل بالعمل علي احكام العقد و آثاره، أو يطالب الموكل، أو له الرجوع علي أيهما شاء؟. - مثلا - أجري زيد معاملة بيع داره مع عمرو، و لكن عمرا اشتراها



[ صفحه 76]



لموكله خالد، لا لنفسه، فهل المسؤول عن الثمن عمرو، أو خالد، أو هما معا؟. و لو انعكس الأمر، و افترضنا ان زيدا باشر بيع الدار بالوكالة عن غيره، و عمرا اشتري لنفسه، ثم ظهر عيب في الدار، فهل يرجع عمرو علي الوكيل، أو علي موكله؟.

الجواب:

اتفق الفقهاء جميعا علي أن الوكيل اذا لم يفوض اليه أمر البيع و الشراء، و انما كان وكيلا في مجرد اجراء الصيغة، و المعاملة الشكلية فقط، اذا كانت كذلك فلا يجوز الرجوع علي الوكيل بشي ء، اذ يكون و الحال هذه، اشبه بالأجنبي، أو بالآلة لوقوع الصيغة و اجرائها.

و اختلفوا فيما اذا كان وكيلا في المعاملة نفسها، لا في اجراء صيغتها فحسب، و اصح الاقوال ما ذهب اليه الشيخ النائيني في تقريرات الخوانساري، و هو أن الطرف الآخر اذا علم ان الذي أجري معه المعاملة وكيل لا أصيل كان الموكل وحده هو المسؤول، دون الوكيل، و ان كان جاهلا بأنه باشر المعاملة معه وكالة لا اصالة تخير بين الرجوع علي الموكل، لأن العقد له في الواقع، و بين الرجوع علي الوكيل، لأنه انشأ الالتزام و باشره مع الوكيل، قال الشيخ النائيني: «لو علم كونه وكيلا فالملتزم هو الموكل بلا شبهة، لأن الخطاب، و ان كان متوجها الي الوكيل الا أنه لم يتوجه اليه بما هو هو، بل بما هو نائب عن موكله، أي أن العلم بالوكالة يجعل الالتزامات العقدية علي الموكل، و اما اذا جهل الوكالة فالملزم هو الوكيل، لأن الجهل بها يجعل الالتزامات الصريحة و الضمينة مع الوكيل، بل لعله لو كان عالما بالوكالة لما أوقع المعاملة مع الموكل، لأن الناس في السهولة و الصعوبة، و العسر و اليسر، و المماشاة و المماطلة مختلفون».



[ صفحه 77]




التنازع


اذا أدي المحال عليه المال المحال به، ثم رجع علي المحيل، و طالبه بما أداه عنه، فقال المحيل: ان الذي أديته كان دينا لي في ذمتك، و أنكر المحال ذلك، و قال: كلا، ليس لك علي شي ء فالقول قول المحال عليه، وعلي المحيل البينة، لأن الأصل براءة ذمته، حتي يقبت العكس.. أجل، من اشتراط لصحة الحوالة أن تكون ذمة المحال عليه مشغولة للمحيل يكون القول قول المحيل، حيث يكون الشك، و الحال هذي، في صحة الحوالة، و أصل الصحة مع المحيل فيكون القول قوله، لا قول المحال عليه الذي يدعي فساد الحوالة، ولكن قد عرفت ان المشهور علي خلاف ذلك.

و تسأل: ان المحال عليه يدعي شغل ذمة المحيل، و المحيل ينكر ذلك، و بديهة أن الأصل برائة الذمة، حتي يثبت العكس، و علي هذا يكون المحيل منكرا، و المحال عليه مدعيا، حتي ولو لم نشترط لصحة الحوالة شغل ذمة المحال عليه.

و نجيب بأن الشك في شغل ذمة المحيل مسبب و ناشي ء عن الشك في



[ صفحه 69]



شغل ذمة المحال عليه، فاذا أجرينا أصل براءة ذمة المحال عليه ينتفي الشك في براءة ذمة المحيل، و نعلم يقينا بشغل ذمته، لأن الأصل السببي حاكم علي الأصل المسببي، كما تقرر في علم الأصول.

2 - اذا كان لشخص عليك دين، و قلت له: وكلتك بقبض ما لي من دين علي فلان، و بعد ان قبضه منه قال لك: أحلتني بدين الذي لي عليك، و أردت من لفظ الوكالة الحوالة. و قلت أنت: كلا، اني وكلت، و ما أردت من اللفظ الا مدلوله و معناه الحقيقي، فاذا لم يكن هناك قرينة تعين أحد المعنيين كان القول قولك عملا بظاهر اللفظ.

و اذا قلت له: أحلتك، ثم ادعيت أنك أردت الوكالة، لا الحوالة انعكس الأمر، و كان القول قوله لنفس السبب.

و اذا لم يجر بينكما لفظ الوكالة، و لا لفظ الحوالة، و انما جري لفظ آخر، ثم وقع الاختلاف في أنه وكالة أو حوالة فالقول قول من ينكر الحوالة، و علي مدعيها الاثبات، لأن معني الحوالة - كما سبق - نقل المال من ذمة الي ذمة، و الأصل عدم النقل، و بقاء المال المقبوض علي ملك مالكه، و بقاء الدين في ذمة المدين، حتي يثبت العكس.



[ صفحه 73]




من يملك العين الموقوفة


سبق في فقرة «التأبيد و الدوام» أن الوقف منه مؤبد، و منه منقطع الآخر. و قد اتفق الفقهاء علي زوال ملك الواقف عن الوقف المؤبد، و اختلفوا في أن العين الموقوفة: هل يرتفع عنها وصف الملكية بالمرة، بحيث لا تكون ملكا لاحد اطلاقا، و هو المعبر عنه بفك الملك، أو أنها تنتقل الي الجهة الموقوف عليها؟

ذهب جماعة الي التفصيل بين الوقف العام كالمساجد و المدارس و المصاح؛ و بين الوقف الخاص، كالوقف علي الذرية، و ما اليها، و قالوا: ما كان من النوع الاول فهو فك ملك، لأن الملك فيه ينتقل الي الله سبحانه، و لا شي ء للناس منه سوي الانتفاع به. و ما كان من النوع الثاني تنتقل العين من ملك الواقف الي ملك الموقوف عليهم. قال الشيخ الانصاري في المكاسب: «فالذي ينبغي أن يقال في الوقف المؤبد: انه علي قسمين: أحدهما ما يكون ملكا للموقوف عليهم، فيملكون منفعته، و لهم استئجاره و أخذ أجرته، و الثاني ما لا يكون ملكا لأحد، بل يكون فك ملك نظير التحرير - اي عتق العبد - كما في المساجد



[ صفحه 60]



و المدارس بناء علي عدم دخولها في ملك المسلمين، كما هو مذهب جماعة، فان الموقوف عليهم يملكون الانتفاع دون المنفعة».


الحرية


الحرية، فقد ذهب جماعة من الفقهاء الي انهاليست بشرط لاصل و لا طلاق ادلة تولي القضاء و شمولها لكل من له الأهلية حرا كان أو عبدا، قال



[ صفحه 63]



صاحب ملحقات العروة الوثقي: «قال جماعة بأن الحرية شرط، بل نسب الي الأكثر، و لا دليل علي ذلك.. فالأظهر عدم اشتراطها اذا أذن له مولاه». و قال صاحب الشرائع و الجواهر: ان الحرية ليست بشرط و قال صاحب المسالك: ان شرط الحرية مجرد دعوي.


لقد ذهب بك المذاهب


عن أبي أحمد بن موسي عن داود بن كثير قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام بالمدينة فقال لي: ما الذي أبطأ بك يا داود عنا؟

فقلت: حاجة عرضت بالكوفة.

فقال: من خلفت بها؟

فقلت: جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا تركته راكبا علي فرس متقلدا سيفا ينادي بأعلي صوته: سلوني سلوني قبل أن تفقدوني في جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ، و المثاني و القرآن العظيم، و اني العلم بين الله و بينكم.

فقال لي: يا داود، لقد ذهب بك المذاهب، ثم نادي يا سماعة بن مهران اتني بسلة الرطب، فتناول منها رطبة، فأكلها و استخرج النواة من فيه، فغرسها في أرض، ففلقت و أنبتت و أطلعت و أعذقت، فضرب بيده الي بسرة من عذق فشقها، و استخرج منها رقا أبيض، ففضه و دفعه الي و قال: اقرأه فقرأته و اذا فيه سطران السطر الاول: لا اله الا الله، محمد رسول الله.



[ صفحه 121]



و الثاني (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم): [1] أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسي بن جعفر، علي بن موسي، محمد بن علي، علي بن محمد الحسن بن علي، الخلف الحجة.

ثم قال: يا داود أتدري متي كتب هذا قلت: الله أعلم و رسوله و أنتم، قال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام [2] .



[ صفحه 122]




پاورقي

[1] سورة التوبة الاية: 36.

[2] غيبة النعماني ص 42.


مسند الامام جعفر الصادق


شيخ كاظم حلفي، نجف، 1380 ق، رقعي، 112 ص.


رطوبات الفم


تأمل الريق و ما فيه من المنفعة، فإنه جعل يجري جريانا دائما إلي الفم، ليبل الحلق و اللهوات [1] فلا يجف، فإن هذه المواضع لو جعلت كذلك، كان فيه هلاك الأسنان ثم كان لا يستطيع أن يسيغ طعاما، إذا لم يكن في الفم بلة تنفذه، تشهد بذلك المشاهدة، و اعلم أن الرطوبة مطية الغذاء و قد تجري من هذه البلة إلي مواضع أخر من المرة فيكون في ذلك صلاح تام للإنسان، و لو يبست المرة لهلك الإنسان.


پاورقي

[1] اللهوات: جمع لهاة و هي اللحمة المشرفة علي الحق في أقصي سقف الفم.


صلاح العباد و البلاد


علل الشرائع 1 / 196، ب 153، ح 9: حدثنا محمد بن الحسين رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسي، عن صفوان بن يحيي، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

لا يصلح الناس الا بامام و لا تصلح الأرض الا بذلك.


اهل الصحراء و الكلب


[فروع الكافي 4 / 553 ح 11: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام:...]

ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم رخص لأهل القاصية في الكلب يتخذونه.


بين الأذان و الاقامة


فلاح السائل 228: روي هارون بن موسي، عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة،...

عن الحسن بن معاوية بن وهب، عن أبيه، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام وقت المغرب فاذا هو قد أذن و جلس، فسمعته يدعو بدعاء ما



[ صفحه 36]



سمعت بمثله، فسكت حتي فرغ من صلاته ثم قلت: يا سيدي لقد سمعت منك دعاء ما سمعت بمثله قط. قال:

هذا دعاء أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة بات علي فراش رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو «يا من ليس معه رب يدعي، يا من ليس فوقه خالق يخشي، يا من ليس دونه اله يتقي، يا من ليس له وزير يغشي، يا من ليس له بواب ينادي، يا من لا يزداد علي كثرة السؤال الا كرما و جودا، يا من لا يزداد علي عظم الجرم الا رحمة و عفوا، صل علي محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله فانك أهل التقوي و أهل المغفرة و أنت أهل الجود و الخير و الكرم».


المضطرب بماله و المترفق بيده. أو: التجارة و الصناعة


إذا كانت الحضارة الغربية لم تفطن إلي أن العمل أداة الإنتاج الأولي إلا في العصور الأخيرة، فلقد طالما أعلنت ذلك السماء. و العمل التجاري أو اليدوي ميراث الأنبياء. و من عمل الصحابة تعلم الناس جلال قدر المضطرب بماله أو المترفق بيده، أو ببدنه، كما يعبر أميرالمؤمنين (عليه السلام).

و الصادق عليه السلام يمسك المسحاة و يعمل في بستان له، و حبات العرق تنساب كالبلور المذاب، علي الجبين المزهر! فيهيب به تابع له: جعلت فداك. أعطني المسحاة أكفك. فيجيبه: «إني أحب أن يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة». و كان عندئذ يلبس قميصا و يفتح الماء بالمسحاة و يقول: «إني لأعمل في بعض ضياعي ولي ما يكفيني ليعلم الله عزوجل أني أطلب الرزق الحلال».

و كان النبي عليه الصلاة و السلام يتناوب ركوب راحلته و يقول لزميليه في السفر (علي و أبي لبابة) حينما أرادا أن يستمر راكبا في نوبتهما: «ما أنتما بأقوي علي المشي مني. و ما أنا بأغني عن الأجر منكما» و كان ينزل عن بغلته ليركب من يأخذ بزمامها معه. و يقول لمن يريد حمل شي ء بدلا منه: «صاحب الشي ء أولي بحمله».

أما أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فيحمل لأهله التمر و البلح في ثوبه و يقول:



لا ينقص الكامل من كماله

ماجر من نفع إلي عياله



ويروي «علي» أن الزهراء أجرت الرحي حتي أثرت الرحي بيدها. و قمت البيت



[ صفحه 340]



حتي اغبرت ثيابها. و أو قدت القدر حتي اسودت ثيابها، و أصابها من ذلك ضر. و يقول عطاء: إن كانت فاطمة لتعجن حتي أن قصتها لتصيب الجفنة.

و أي عظمة في الدنيا كعظمة اليد العليا، و هي تعمل لبناية الدنيا فتعطي.

لقد قبل رسول الله اليد التي تحمل المسحاة يوم أقبل من تبوك. فلقيه سعد الأنصاري فنظر إلي يد سعد و قال: «ما هذا الذي أكتب يديك»؟ فقال: يا رسول الله أضرب بالمر و المسحاة فأنفقه علي عيالي، فقبل رسول الله يده و قال: «هذه يد لا تمسها النار».

و لما أعطي الرسول اليد العاملة أمانا من النار، جعل العمل عبادة، و إن ورد النص علي العمل البدني، فما هي إلا إشارة لكل عمل. و هو عليه الصلاة و السلام القائل «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجي ء بحزمة حطب علي ظهره فيبيعها، و يستغني، خير له من أن يسأل الناس؛ أعطوه أو منعوه».

و هو عليه الصلاة و السلام - و علي آله - ينبه علي قيمة الوقت و الالتزام بالواجب، و البدء بالعمل النافع فيقول: «إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها. و إن استطاع ألا تقوم الساعة حتي يغرسها فليغرسها».

و أي جلال كجلال رسول الله و هو يعمل بيده. من أجل تحرير شيخ من أشياخ الشيعة العظماء. ليحفظ الشيعة لأنفسهم و للدنيا معهم، ذلك الدرس العظيم: أن العمل و الحرية صنوان. و أن كلا منهما وسيلة للآخر.

أرسل النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب إني خليسة مولاة سلمان الفارسي، و كانت قد اشترته بثلثمائه درهم من أعراب حملوه إلي يثرب. و مكث معها ستة عشر شهرا حتي قدم النبي يثرب، فسميت المدينة، فأتاه سلمان فأرسل النبي عليا إلي خليسة، بعد إذ أسلمت، لتعتق سلمان. قالت: قل للنبي إن شئت أعتقته، و إن شئت فهو لك. قال صلي الله عليه و آله و سلم: «أعتقيه أنت» فأعتقته. فغرس لها رسول الله ثلثمائة فسيلة.



[ صفحه 341]



و كان عليه الصلاة و السلام يقول: «سلمان منا أهل البيت». [1] .

مع أن الإمام الصادق يري إنفاق المال في البر تجارة مربحة فيقول: «إني لأملق أحيانا فأتاجر مع الله بالصدقة فيربحني و أتسع» أي أنه يوجب الإنفاق في حالي اليسر و الإملاق، و يري علاجا للفقر أن يتعامل مع الله بعطائه للفقراء، فهو في الوقت ذاته يشجع الناس علي العمل.

و المجتمع الشيعي مجتمع العاملين لا يتسع للمتسولين؛ و الإمام الصادق - من جراء ذلك - يؤثر عطاء الذين لا يسألون الناس علي الذين يسألون.

ولو قام أهل الإسلام بواجب الإنفاق لما افتقر مسلم واحد. فالعمل بكل أموال الأمة



[ صفحه 342]



يجعل الحبة الواحدة مائة حبة؛ ذلك تقدير العزيز الحكيم في تشريعه. و الصدقة تربي أو علي الأقل لا تنقص. يقول عليه الصلاة و السلام: «ما نقصت صدقة من مال» بل يقول: «إنما ترزقون بضعفائكم».

و العمل في الصناعة و التجارة مدرسة الدنيا، و وسيلة لعمارتها بالكسب الحلال، و أداء حق المال؛ و هو محل إكبار المسلمين أجمعين... يتراءي في كثير من أسماء جلة الفقهاء. [2] .

و الصادق هو القائل: «الشاخص في طلب الحلال كالمجاهد في سبيل الله» و القائل: «إني لأري الرجل فيعجبني فأقول: أله حرفة؟ فإن قالوا (لا) سقط من عيني».

و يقول الإمام الباقر: «الصدقة لا تحل لمحترف و لا لذي مرة سوي». فالمحترف غني بحرفته، و ذو القوة غني باقتداره علي العمل.

و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول: «ملعون من ألقي كله علي الناس».

سأل إبراهيم بن أدهم (162) تلميذه شقيق البلخي (195)؛ و هما الزاهدان الشهيران: ما بدء أمرك الذي أبلغك هذا؟ قال شقيق: مررت ببعض الفلوات فرأيت طائرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض، فقلت أنظر من أين يرزق هذا. فقعدت بحذائه، فإذا بطير أقبل و في منقاره جرادة، فوضعها في منقار الطير مكسور الجناحين. فقلت في نفسي: إن الذي قيض هذا لهذا قادر أن يرزقني حيث كنت. فتركت التكسب و اشتغلت بالعبادة.



[ صفحه 343]



قال إبراهيم: و لم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم الطير العليل حتي تكون أفضل منه؟ أما سمعت عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن «اليد العليا خير من اليد السفلي».

و خرج الإمام الصادق يسعي للرزق في يوم صائف شديد الحر، فقالوا: يابن رسول الله هذه حالك عند الله عزوجل، و قرابتك من رسول الله، و أنت تجهد نفسك في هذا اليوم! فقال لمن استنكر ذلك: «خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك».

و لما أخبروه يوما عن رجل يقول: لأقعدن و لأصلين و لأعبدن الله قال: «هذا أحد الذين لا يستجاب لهم».

و لا بأس أن يجد العامل في عمله بعض مشقة. فما هي إلا زيادة في الفضيلة فيه أو الهناءة به.

جاءه من يرجوه ليدعو الله ألا يجعل رزقه علي أيدي العباد، فأجابه: «أبي الله عليك ذلك. آلي الله الا أن يجعل رزق العباد بعضهم من بعض، ولكن ادع الله أن يجعل رزقك علي أيدي خيار خلقه. فإنه من السعادة. و لا يجعله علي أيدي شرار خلقه. فإنه من الشقاوة».

و الصادق بهذا التنبيه، يلفت النظر إلي أن التعامل يقتضي وجود طرفين، و السعيد من صلح طرفه الآخر. و هو فوق ذلك، يكمل نقصا لدي كثير من الصالحين الذين يفوتهم أن خوض الغمرات للرزق، مع النجاة من ارتكاب الإثم في تحصيله، درجة أعلي في الفضل - بل هو يبصرهم بالمكروه الذي يلقاه الناس، إذ يبتغون غضارة العيش أو نضارة الحياة. يقول: «ليس من أحد و إن ساعدته الدنيا بمستخلص غضارة عيش إلا من خلال مكروه».

و الغضارة نضارة و وضاءة و صلاح بال... لا يمكن أن تكون بمعدي عن المكاره، و منها الإيجابي الذي يستوجب النضال، و منها سلبي، يتراءي فيما يفقده المرء من ذات نفسه بإضعاف قدرته علي التحمل، أو منعها من العلم، أو مصير ذاته إلي الترهل. و منها



[ صفحه 344]



ما يتقاضاه الناس من أعراض الناضرين إذ يمسون أغراضا لسهام الكلام.

و إنما ينضر الله عبد سمع مقال الرسول و وعاه أسلوبا في الحياة، و ما هو إلا الجد و أداء الواجب، و الاقتصاد في مظاهر الرفاه؛ و هو أقوم و أسلم.

و ينضر الإمام وجه العمل ذاته ليزيد العامل قوة، و يزيد الأداء أناقة، و صلات المتعاملين وثاقة، حيث يقول: «كل ذي صناعة مضطر إلي ثلاث خصال يجتلب بها الكسب: أن يكون حاذقا بعمله؛ مؤديا للأمانة؛ مستميلا لمن استعمله».

و لما ختم الخصال الثلاث بالاستمالة، كان يوجه من استعمل غيره أو استعمله غيره؛ ليدخل قلب عميله في حسابه. فهذا درس إسلامي اجتماعي في المحبة، مثلما أنه درس اقتصادي في إحسان الصناعة و وثاقة العلاقة و لباقة الأخذ و لياقة العطاء. و الحياة كلها أخذ و عطاء.


پاورقي

[1] اضافه النبي إلي أهل البيت فصلا من النبي في تنازع المهاجرين و الأنصار عليه إذ كان كل من الفريقين يريده واحدا منهم.

و كان سلمان في انتسابه لأهل البيت حيث أراد صاحبه صلي الله عليه و آله و سلم. فهو صاحب الرأي بحفر الخندق في يوم غزوة (الأحزاب) و علي هو الذي قتل عمرو بن عبدود فارس العرب يوم ذاك - فلآل البيت في هذه المعركة القدح المعلي.

و كان حكيما. إذا خلا به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لم يبغ أحدا غيره. عينه عمر أميرا علي المدائن عاصمة فارس، فكان يوزع عطاءه علي الناس (خمسة آلاف درهم)، و يعمل الخوص بيده، و يبيعه بثلاثة دراهم، ينفق واحدا و يتصدق بواحد، و يشتري خوصا جديدا بواحد. و ذات يوم دخلوا عليه دار الإمارة فوجدوه يعجن بيده. قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين.

رآه رجل قادما من الشام فحسبه من ضخامة جسمه حمالا، فأعطاه حملا و قال اتبعني. فحمله و تبعه. و رآه الناس فتسارعوا يحملون حمل الأمير قال: لا... فرجا الرجل، إذ أدرك مقامه، فأبي و قال: لا حتي أبلغ منزلك. وثمة وضع الحمل في مكانه و قال: «اني احتسبت بما صنعت خصالا ثلاثة: اني نفيت عني الكبر، و أعنت رجلا من المسلمين علي حاجته، و إن لم تسخرني سخرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي».

فهو يحمل الحمل عن رجل ضعيف. و لا يخزي صاحب الحمل بتعريف نفسه. و ينفي عنهما الكبر و هو أمير فارس! لكنه يحفظ وصية صاحبه صلي الله عليه و آله و سلم فيقول: «أوصاني خليلي ألا يكون متاعي من الدنيا إلاكزاد الركب».

و حسبه قول أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) عنه: «من لكم بمثل لقمان الحكيم».

[2] أطلقت الأوصاف من كثير من الحرف علي عظماء الفقهاء الذين يحترفونها (الخصاف - القدوري - الكرابيس - القفال - الصابوني - الحلواني - النعالي - البقالي - الصفار - الجصاص - التبان... الخ) - و قد عمل أئمة أهل السنة الأربعة، و عمل الصحابة التابعون.

و من علماء الشيعة؛ نصر بن مزاحم (مؤلف كتاب صفين)، و داود بن أبي يزيد، و داود بن سرحان: كانوا عطارين. و ميثم التمار يبيع التمر، و مؤمن الطاق، و خالد بن سعيد، و محمد بن خالد، و صبيح بن أبي الصباح كانوا صيارفة. و الشيخ آدم كان يبيع اللؤلؤ، و رفاعة بن موسي كان نحاسا، و ابن حدير كان طحانا، و عبدالله بن ميمون كان قداحا (يبري القداح).


علم الفقه و التشريع


و هو العلم الذي يبحث فيه عن الأحكام الشرعية الفرعية التي تتعلق بأفعال المكلفين أفرادا و جماعات.. و هو أوسع العلوم اهتماما في مدرسة الامام و أغزرها عطاءا، باعتباره يمثل الالتزامات العملية التي يتقوم



[ صفحه 335]



بها نظام الحياة العامة و الخاصة، و تنظيم الارتباطات القانونية الفردية و الاجتماعية، و السياسية و الاقتصادية و غيرها مما يحتاج اليه في استقرار النظام العام.

و يعتبر الامام الصادق فيما قدمه من عطاء في هذا المجال أهم مصدر للفقه الاسلامي تنتمي اليه كافة المذاهب الاسلامية في بداية انطلاقتها و تحركها، و قد سبق أن أشرنا الي ذلك في حديثنا عن انتماء المذاهب الاسلامية لمدرسة الامام، و قد تخرج الكثيرون من أئمة الفقه الاسلامي علي الامام كأبي حنيفة و مالك و السفيانان يحيي بن سعيد و غيرهم من أعلام العامة، و أمثال زرارة بن أعين و محمد بن أبي عمير و ليث المرادي و جميل بن دراج و محمد بن مسلم، و غيرهم من أعلام الشيعة، و قد كتبت عنه في هذا العلم آلاف من الكتب و المؤلفات، و لم ينقل في الفقه و التشريع عن أحدكما نقل عن الامام الصادق من كتاب الطهارة و حتي الديات.. و سنتحدث عن ذلك بتفصيل في فصل الفقه و التشريع..


القلب


تحدث الامام الصادق عليه السلام عن القلب و ما فيه من لطف في الصنع فقال:

«ان في القلب ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرئة تروح عن الفؤاد و لو اختلفت تلك الثقب، و تزايل بعضها عن بعض، لما وصل الروح الي الفؤاد».

فما هذه الثقب التي يذكرها الامام؟ و ماذا يقصد بعباراته؟.



[ صفحه 139]



لنسأل أطباء العلم الحديث اليوم فماذا يقولون؟.

يشير الثقب بوضوح الي أمور عدة:

1- الشريان الرئوي الذي يخرج من البطين الأيمن في القلب و يحمل معه الدم القاتم الذي يحمل (ثاني أوكسيد الكربون) الي الرئتين عبر الشريانين الرئويين.

2- ثبت علميا أن هناك أربعة ثقوب أخري في الأذين الأيسر للقلب تحمل الدم الأحمر القاني الغني «بالأوكسجين» و القادم من الرئتين في الأوردة الرئوية الأربعة..

مما لا ريب فيه أن كلمات الامام عليه السلام عن القلب و ثقوبه المتصلة به، فيه سبق علمي بعيد المدي للذين جاؤوا بعده و بحثوا في دورة الدم. و منهم العالم الالماني (و ليم هارفي) مكتشف الدورة الدموية. و من جسم الانسان و حواسه الي الأغذية و منافعها. و الغذاء مهم جدا قبل الدواء.


اسلام چيست؟


عبدالله بن مسكان از بعضي دوستانش روايت مي كند كه از امام صادق - عليه السلام - سؤال كردم: اسلام چيست؟

حضرت فرمودند: دين خدا نامش اسلام است، او دين خدا است پيش از اينكه شما موجود شويد و بعد از شما، پس هر كس به دين خدا اقرار كند مسلمان است، و هر كس به آنچه خدا دستور داده است عمل كند مؤمن است. [1] .


پاورقي

[1] الكافي: ج 2 ص 38، بحارالأنوار: ج 65 ص 259 ح 16.


حديث 064


شنبه

الجود زكاة السعادة.

گشاده دستي و بخشش، زكات خوشبختي است.

شرح احقاق الحق، ج 12، ص 267


علمه بما في النفس و الجواب عنه


الشيخ في التهذيب: باسناده عن سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن موسي الحناط قال: خرجنا أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حجاجا، فكان عائذ كثيرا ما يقول لنا في الطريق: ان لي الي أبي عبدالله عليه السلام حاجة أريد أن أسأله عنها، فأقول له حتي نلقاه، فلما دخلنا عليه سلمنا عليه و جلسنا



[ صفحه 88]



فأقبل علينا بوجهه مبتدئا فقال: من أتي الله بما افترض الله عليه لم يسأله عما سوي ذلك، فغمزنا عائذ، فلما قمنا قلنا: ما كانت حاجتك؟ قال: الذي سمعتم قلنا: كيف كانت هذه حاجتك؟ فقال: أنا رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأخوذا به فأهلك [1] .

محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثنا الحسن بن علي، عن عبيس، عن مروان، عن الحسين بن موسي الحناط قال: خرجت أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حاجين قال: و كان يقول عائذ لنا: ان لي الي أبي عبدالله عليه السلام حاجة أريد أن أسأله عنها، قال: فدخلنا عليه، فلما جلسنا قال لنا مبتدئا: من أتي الله بما افترض عليه لم يسأله عما سوي ذلك، قال: فغمزنا عائذ، فلما قمنا قلنا: ما حاجتك؟ قال: الذي سمعنا منه اني رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأثوما مأخوذا به فأهلك [2] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: روي الحسن بن علي، عن عبيس، عن مروان، عن الحسن بن موسي الحناط قال: خرجت أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حاجين، فقال عائذ الأحمسي: ان لي حاجة الي أبي عبدالله عليه السلام أريد أن أسأله عنها، قال: فدخلنا عليه، فلما جلسنا قال لنا مبتدئا، من أتي الله عزوجل بما فرض عليه لم يسأله عما سوي ذلك، قال: فغمزنا عائذ، فلما نهضنا قلنا ما حاجتك؟ قال: الذي سمعت منه أنا رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأثوما فأهلك [3] .

محمد بن أحمد بن يحيي في نوادر الحكمة: باسناده عن عائذ بن نباتة الأحمسي قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل و نسيت، فقلت: السلام عليك يابن رسول الله فقال: أجل و الله انا



[ صفحه 89]



ولده، و ما نحن بذي قرابة، من أتي الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسأل عما سوي ذلك، فاكتفيت بذلك [4] .

ابن بابويه: باسناده عن عائذ الأحمسي أنه قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن الصلاة فبدأني فقال: اذا لقيت الله عزوجل بالصلوات الخمس لم يسألك عما سواهن [5] .

محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن عائذ الأحمسي قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل، فقلت: السلام عليك يابن رسول الله فقال: و عليك السلام اي و الله انا لولده و ما نحن بذوي قرابته ثلاث مرات قالها، ثم قال من غير أن أسأله: اذا لقيت الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسألك عما سوي ذلك [6] .

الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عائذ الأحمسي قال: دخلت علي سيدي أبي عبدالله عليه السلام فقلت: السلام عليك يابن رسول الله فقال: و عليك السلام، انا و الله لولده و ما نحن بذوي قرابته، ثم قال لي: يا عائذ اذا لقيت الله عزوجل بالصلوات الخمس المفروضات لم يسألك عما سوي ذلك قال: فقال له أصحابنا: أي شي ء كانت مسألتك حتي أجابك بهذا؟ قال: ما بدأت بسؤال، و لكني رجل لا يمكنني قيام الليل، و كنت خائفا أن أؤخذ بذلك فأهلك، فابتدأني عليه السلام بجواب ما كنت أريد أن أسأله عنه [7] .



[ صفحه 90]




پاورقي

[1] تهذيب الأحكام: ج 2 ص 10 ح 20.

[2] بصائرالدرجات: ص 231 ج 5 باب 10 ح 15.

[3] دلائل الامامة: ص 136.

[4] اعلام الوري: ص 268.

[5] من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 147 ح 615 باب الصلاة.

[6] الكافي: ج 3 ص 487 ح 3.

[7] الأمالي للطوسي ص 228 مجلس 8 ح 401.


سخاوت مهدي عباسي


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: سه چيز آدمي را از رسيدن به ارزشهاي عالي باز مي دارد: پست همتي و ناتواني در چاره جستن و اراده ي سست.

و از موسي بن عبدالله نقل مي كند كه:

هنگامي كه مهدي (عباسي) در مكه خطبه مي خواند، به پا خاسته و گفتم: اي اميرالمؤمنين! پدر اين مرد - اشاره به موسي بن جعفر عليه السلام - اين مقام تو را به من خبر داد و امر كرد كه من به تو سلام برسانم و فرمود: او خليفه ي عادل و سخاوتمندي است. مهدي دستور داد: پنج هزار دينار به موسي بن جعفر عليه السلام بدهند و آن حضرت دو هزار دينار به من داد و همه ي اصحابش را از آن بهره مند نمود.



[ صفحه 143]




كتابه إلي عبد الرحمان بن سيابة في الجناية


أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمّد بن زياد، عن عليّ بن عطيّة صاحب الطّعام، قال: كتب عبد الرّحمان بن سيّابة [1] إلي أبي عبد الله عليه السلام: قد كنتُ أُحذِّرُكَ إسماعيلَ [2] .



جانيكَ مَن يَجني عَلَيكَ وَقَد

يُعدي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُربِ



فكتب إليه أبو عبدالله عليه السلام: قَولُ الله أصدَقُ: «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي» [3] وَالله ما عَلمتُ ولا أمَرتُ ولا رَضِيتُ [4] .



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] عبد الرّحمان بن سيّابة

عبد الرّحمان بن سيّابة الكوفيّ البجليّ البزاز مولي أسند عنه. (راجع: رجال الطّوسي: ص235 الرّقم 3209)

وفي رجال البرقي: عبد الرّحمان بن سيّابة بيّاع السّابريّ كوفيّ.(ص24) وكلاهما عدّا من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.

وفي رجال الكشّي: عبد الرّحمان بن سيّابة قال: دفع إليّ أبو عبد الله عليه السلام دنانير وأمرني أن أقسمها في عيالات من أصيب مع عمّه زيد فقسمتها قال: فأصاب عيال عبد الله بن الزّبير الرّسان أربعة دنانير. (ج2 ص628 ح622).

[2] قوله: «قَد كُنتَ أحّذِرُكَ إسماعيلَ»، كتب ذلك ابن سيّابة إلي أبي عبد الله عليه السلام، حيث تجنّي إسماعيل في أمر معلّي بن خنيس علي من هو بري ء من ذلك، وتعرّض له وتحرش به.

[3] الأنعام: 164، الإسراء: 15، فاطر: 18، الزمر: 7، النجم: 38.

[4] رجال الكشّي: ج 2 ص 688 ح 734.


ختامه مسك


قال مولانا الصادق عليه السلام: أربعة من أخلاق الأنبياء: البر، و السخاء، والصبر علي النائبة، و القيام بحق المؤمن [1] .



[ صفحه 118]



امام صادق عليه السلام فرمود: چهار چيز است كه از روش و رفتار انبياي الهي است (مرام و شيوه آنان است) :

1. نيكوكاري؛

2. سخاوت و احسان به مردم؛

3. صبر و بردباري در مصائب و گرفتاري ها؛

4. قيام به حق مؤمن و انجام آن.



[ صفحه 119]




پاورقي

[1] تحف العقول، ص 369.


افتقاد السباع للعقل و الروية و فائدة ذلك


و كذلك هذه السباع لو كانت ذات عقل و روية فتوازرت علي الناس، كانت خليقة أن تجتاحهم، فمن كان يقوم للاسد و الذئاب و النمور و الدببة، لو تعاونت و تظاهرت علي الناس؟... أفلا تري كيف حجر ذلك عليها و صارت مكان ما كان يخاف من أقدامها و نكايتها، تهاب مساكن الناس و تحجم عنها، ثم لا تظهر و لا تنتشر لطلب قوتها الا بالليل، فهي مع صولتها كالخائف من الانس بل مقموعة ممنوعة منهم و لو كان ذلك لساورتهم في مساكنهم وضيقت عليهم.


صله ي رحم


انسان موجودي منزوي و جدا از جهان هستي نيست، بلكه سرتاپاي وجود او را پيوند و ارتباط تشكيل مي دهد: پيوند و ارتباط با خدا، پيامبران، امامان؛ پيوند با همنوعان، اعم از برادران ديني، همسايه، دوست و خويشاوندان. در ميان آن ها، خداوند به پيوند خويشاوندي توجه ويژه اي دارد و به حفظ آن امر فرموده است. آنجا كه از صاحبان خرد و انديشه تعريف مي كند و مي فرمايد:

(و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل...) [1] .

آن ها پيوندهايي كه خدا به حفظ آن امر فرموده را برقرار مي دارند.

در روايات اسلامي نيز دستورها و تشويق هاي جالبي به چشم مي خورد:

رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم فرمود: به حاضرين و غائبين امتم، همچنين به آن ها كه از صلب پدران و رحم مادران تا روز قيامت به دنيا مي آيند، سفارش مي كنم، كه پيوند خويشاوندي را برقرار بدارند؛ اگر چه بينشان مسير يك سال راه بوده باشد، زيرا كه اين كار از برنامه هاي اساسي دين اسلام است. [2] .

از امام رضا عليه السلام روايت شده است كه امام صادق عليه السلام فرموده اند: پيوند خود را با خويشاوندان (با احسان) برقرار كن، اگر چه با يك ليوان آب باشد و بهترين كاري كه با آن صله رحم مي شود، آزار نرساندن به خويشاوندان و بستگان است. و صله ي رحم أجل انسان را به تأخير مي اندازد (عمر را طولاني مي كند) و سبب محبت و دوستي خانواده مي شود. [3] .

اهل بيت عصمت و طهارت عليهم السلام نيز به اين موضوع اهميت بيشتري



[ صفحه 90]



مي دهند. ايشان با مناسبت هاي جزئي صله ي رحم را در حد كمال انجام مي دادند و به بستگان خيلي دور هم آن چنان احترام و احسان مي كردند كه از توان مردم عادي خارج بود كه نمونه هايي را ذكر مي كنيم:


پاورقي

[1] سوره ي رعد، آيه ي 21.

[2] الكافي، ج 2، ص 151.

[3] همان.


محمد بن هشام


محمد بن هشام بن اسماعيل المخزومي خال هشام بن الحكم ولي سنة 118 ه و بقي واليا عليها إلي سنة 125 ه و عزله الوليد الفاسق، و ولي مكانه يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي، و هو خال الوليد. و أضاف إليه مكة و الطائف.

و غضب الوليد علي ابراهيم و محمد ابني اسماعيل المخزومي، و هما من امراء المدينة السالفين، فسجنهما و دفعهما إلي يوسف بن محمد موثقين في عباءتين فقدم بهما المدينة في شهر شعبان 125 ه و أقامهما للناس ثم بعث بهما إلي يوسف بن عمر عامل العراق، فعذبهما عذابا شديدا حتي ماتا تحت العذاب. [1] .


پاورقي

[1] ابن كثير ج 10 ص 4 و الطبري ج 8 ص 299.


مع الخلفاء و الولاة


أدرك مالك بن أنس من العهد الاموي أربعين سنة، و من العهد العباسي ستا و أربعين سنة، لان ولادته سنة 93 ه و وفاته سنة 179 ه علي اختلاف الأقوال في ذلك، و بهذا فقد أدرك الدولتين الاموية و العباسية، و قد كانت ولادة مالك في عهد الوليد بن عبدالملك.

و لم نعرف عن نشأته الأولي شيئا، حتي نتكلم عن حياته في العهد الأموي، لأن مالكا لم يكن من المبرزين في ذلك العصر، فيسجل التاريخ قضاياه في العهد الاموي، و لم يكن لبيته نشاط سياسي و لا علمي حتي يكون معرضا لأخطار الدولة، و إنما يأتي الحديث عنه في العهد العباسي الذي يبتدي ء من سنة 133 ه، و هو تاريخ سقوط الدولة الاموية و انهيارها، كما ان عهد أبي العباس السفاح خال عن ذكره، و إنما يبتدي ء حديثه من آخر خلافة المنصور.



[ صفحه 500]



و لم يكن لمالك بن أنس شهرة إلا بعد اشتداد الخلاف بين أهل الرأي، و أهل الحديث، و بعد وقوعه في المحنة. و الشي ء المهم الذي يجب أن يلحظ هو تطور حياة مالك و انتقاله من دور الغضب عليه - من قبل الدولة - إلي دور الرضا عنه، و من عهد المحنة و الشدة إلي عهد التبجيل و الرفاهة. و قد اختلفت الأقوال في سبب محنته و ضربه بالسياط.

فمن قائل: إن مالكا كان يجاهر بمخالفة ابن عباس في جواز نكاح المتعة، و يقول: إنه حرام. و يروون أنه حمل إلي بغداد و سئل عن نكاح المتعة، فقال: هو حرام، فقيل له في قول ابن عباس فيها، فقال: كلام غيره فيها أوفق لكتاب الله، و أصر علي القول بتحريمها، فطيف به علي ثور مشوها، فكان يرفع القذر عن وجهه، و يقول: يا أهل بغداد! أنا مالك بن أنس فعل بي ما ترون لأقول بجواز المتعة. [1] .

و هذا بعيد عن الواقع، لان ضرب مالك بالسياط أو محنته - كما يقولون - كانت في المدينة لا في بغداد، و لئن كان سبب محنته قوله بجواز المتعة الأمر الذي أوجب الغضب عليه من الدولة، فهل أصر مالك علي رأيه فيما بعد؟ و وافقته الدولة، و عرفت خطأها، فقربته؟ أم أنه وافق رأيها و تنازل عن اصراره و ترك ما وافق كتاب الله لما وافق آراءهم؟ فهذا أمر يبعث علي الاستغراب و لعلهم أرادوا اتساع دائرة ذكره بتعدد صورها.

و منها - ما يذكره بعضهم: أن السبب هو عدم رضا بعض الطالبيين عنه، لتفضيله عثمان علي علي عليه السلام. و هذا بعيد كالاول و ان كان يذهب مالك لذلك.

و الصحيح في ذلك و ان اختلفت الأقوال فيه أن سبب ضربه بالسياط هو فتواه بما لا يوافق غرض السلطة بأي صورة كان و بأي سبب حصل، و ذلك في زمن ولاية جعفر بن سليمان سنة 146 ه، فانه جرد مالكا و مده و ضربه بالسياط حتي انخلعت كتفاه، و قيل: إن المنصور قد نهي مالكا عن الحديث (ليس علي مستكره طلاق) ثم دس إليه من يسأله عنه، فحدث به مالك، فضربه بالسياط [2] حتي انخلعت كتفه. قال إبراهيم بن حماد: كنت أنظر إلي مالك إذ اقيم من مجلسه حمل يده اليمني أو يده اليسري بالاخري.

كما أن مالكا قد تظاهر بالدعوي لمحمد بن عبدالله ذي النفس الزكية.



[ صفحه 501]



و بالجملة فانه إلي حدود سنة 146 ه هو في دوره الأول، ثم انتقل بعد ذلك إلي دور الحفاوة و التجلة.


پاورقي

[1] الشذرات ج 1 ص 290.

[2] الانتقاء لابن عبدالبر ص 44 - 43.


الجبرية


الجبر هو نفي الفعل عن العبد حقيقة، و اضافته الي الرب حقيقة، و زعمت هذه الفرقة: أن الانسان لا يخلق أفعاله، و ليس له مما ينسب اليه من الأفعال شي ء، فقوام هذا المذهب نفي الفعل عن العبد و إضافته الي الرب تعالي.

و قد اختلفت الأقوال في نشأة هذه الفرقة، و من هو القائل بها أولا؟ فقيل: ان أول من قام بهذه النحلة رجل يهودي، و قيل الجعد بن درهم، أخذها عن أبان بن سمعان، و أخذها أبان عن طالوت بن أعصم اليهودي. فهي علي هذا فكرة يهودية، و قد ضل بها خلق كثير.

و بهذا المذهب لا يكون للانسان كسب و لا ارادة و لا اختيار و لا تصرف، فيما و هبه الله من نعمة العقل علي حسبه، فكيف يكون له مطمع في ثواب أو خوف من عقاب؟

و قد انتشر هذا المبدأ و مبدأ المفوضة: و هم الذين يقولون بتفويض الأفعال الي المخلوقين، و رفعوا عنها قدرة الله و قضاءه، عكس المجبرة الذين أسندوا الأفعال اليه تعالي، و أنه أجبر الناس علي فعل المعاصي، و أجبرهم علي فعل الطاعات، و أن أفعالهم في الحقيقة أفعاله، فكان أثر هاتين الفكرتين سيئا في المجتمع الاسلامي، فتصدي الامام الصادق عليه السلام لرد هؤلاء، و أعلن العقيدة الصحيحة و الرأي السديد في التوسط بين الأمرين فقال عليه السلام:

(لا جبر و لا تفويض و لكن أمر بين أمرين) و خلاصته: أن أفعالنا من جهة، هي أفعالنا و تحت قدرتنا و اختيارنا؛ و من جهة أخري، هي مقدورة لله تعالي، و داخلة في سلطانه، فلم يجبرنا علي أفعالنا حتي يكون قد ظلمنا في عقابنا علي المعاصي، لأن لنا القدرة علي الاختيار فيما نفعل، و لم يفوض الينا خلق أفعالنا حتي يكون قد أخرجها عن سلطانه، بل له الخلق و الأمر و هو قادر علي كل شي ء و محيط بالعباد.

و اعتقاد الشيعة في ذلك وسط بين المذهبين، كما بينه أئمة الهدي، و دلت عليه كلمة الامام الصادق المشهورة.

و بالجملة، فان عصر الامام الصادق عليه السلام كان عصر مجادلات و نظر، و اتسعت فيه دائرة الخلاف، و قد رأينا موقفه في مقابلتهم، وردع أهل الآراء الفاسدة و العقائد المخالفة للاسلام. و قام خلص أصحابه و أعيانهم بقسط وافر من ذلك النضال دون تعاليم الاسلام الصحيحة. قد مرت بعض مناظراتهم كما احتفظ التاريخ بقليل منها.



[ صفحه 123]



و قبل أن نتخطي موضوع البحث عن الفرق، يلزمنا ذكر ما يتصل بالبحث، و توضيح بعض الأمور التي لها صلة بالموضوع:


صلته بالمتوكل


و كان المتوكل يوصي الأمراء باحترام أحمد و تقديره، و لما مرض أحمد كان المتوكل يبعث اليه برسله يستعلم أخباره، و يسأل عن حاله، و لما مات اهتم أمير البلد بأمره، و تولت رجال الدولة القيام بواجب تجهيزه، و حضر من بني العباس نحو مائة رجل مع سائر القواد و الاعيان و الوزراء فكان يوما مشهودا.

و الذي يظهر من سيرة أحمد انه كان منكمشا من المتوكل غير مرتاح الي مودته، فهو لا يقبل هديته الا خوفا، و يقال أنه كان يفرقها سرا علي المحتاجين، و لا يجلس علي بساطه و لم يظهر عليه ذلك أو يتظاهر بالمخالفة، ولكنه كان يذهب الي صحة خلافته و امامته و لزوم طاعته.

لم تكن عناية المتوكل هذه بالامام أحمد لدافع ديني فهو أبعد الناس عن تعاليم الدين، ولكنها أمور سياسية دعت لذلك، و ظروف خاصة اقتضت اظهار هذه المودة، لأن العامة اصبح لهم تعلق بشخصية أحمد، الأمر الذي جعل الدولة تلحظ ذلك، و تقيم له وزنا، كما انه كان يساير الدولة.

و لقد كانت سياسة الدولة العباسية ابان قوتها تؤكد طابعها الديني، فقربت اليها العلماء و الفقهاء، و المشتغلين بالعلوم الاسلامية، و كانت ترقب أيضا حركات فريق منهم، ممن يؤدي اشتهارهم بالعلم و الورع الي تعلق الجماهير بهم، اذ قد يؤثر ذلك في مركز الخلفاء، و قد يزعزع ولاء المسلمين لهم، فكان الخلفاء يهتمون بما يجري في حلقات الفقهاء و المحدثين، و يراقبون من يتعرض منهم بالنقد للنظام القائم و قد يبطشون به، كما رأينا في اهتمام المنصور بأمر الامام الصادق و محاولة القضاء عليه عندما وقف عليه السلام موقف المعارضة لحكمهم، و وصفهم بحكام جور، و أئمة ضلال، و أمر بمقاطعتهم و الابتعاد عنهم.

و كذلك فعل الرشيد مع الامام موسي بن جعفر عليه السلام فقد اهتم بأمره و سجنه و عذبه، حتي مات في السجن مسموما.

و قد رأينا ما لقيه أحمد نفسه من تعذيب و تنكيل عندما خالف رأي الدولة، و انه امتحن و نكل به، كما ستقف عليه قريبا، و بعد أن اتحد الرأي



[ صفحه 447]



و تغير الوضع، فلم يكن من أمر أحمد ما يحشي منه علي الدولة، بل كان يؤيد موقفها و يشد أزرها، فقد جاء في احدي رسائله: و السمع و الطاعة للأئمة، و أميرالمؤمنين، البر و الفاجر، و من ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه، و رضوا به و من غلبهم بالسيف حتي صار خليفة، و سمي أميرالمؤمنين، و الغزو ماضي مع الأمراء الي يوم القيامة، البر و الفاجر، و قسمة الفيي ء، و اقامة لحدود الي الأئمة ماضي ليس لأحد أن يطعن عليهم و لا ينازعهم، و دفع الصدقات اليهم جائزة نافذة، من دفعها اليهم اجزأت عنه، برا كان أو فاجرا، و صلاة الجمعة خلفه، و خلف كل من ولي، جائزة امامته، و من اعادها فهو مبتدع تارك للآثار، مخالف للسنة، ليس له من فضل الجماعة شي ء، اذ لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا، برهم و فاجرهم، فالسنة أن تصلي معهم ركعتين، و تدين بأنها تامة، لا يكن في صدرك شك، من خرج علي امام من أئمة المسلمين، و قد كان الناس اجتمعوا عليه، و أقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا او بالغلبة، فقد شق عصي المسلمين، و خالف الآثار عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فان مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية [1] .

فأقوال أحمد ناطقة نطقا صريحا بأنه يري لزوم الطاعة لمن يتولي الأمر، لا فرق بين البر و الفاجر، فطاعة الكل لازمة حتي في أمر محض للمعصية، ولكن يؤخذ من أفعاله الخاصة كما اسندوا اليه ذلك، انه لا يري الطاعة في المعصية، أما أقواله، فهي عامة لا تخصيص فيها، و لم يكن له موقف معارضة أو دعوة الي مخالفة.

و يقول محمد ابوزهرة: لم يؤثر عنه أنه عمد الي دعوة الأمراء و الحكام الي الامتناع عن الظلم و الي توجيههم الي اقامة السنة، بل كان موقفه سلبيا، لا يسايرهم فيما هم فيه، و لا يدعوهم بالقول الي غيره، فهل كان ناشئا من أنه كان يمتنع عن الخوض في السياسة، و معالجة شؤونها، و تركالأمر و الدعوة الي السياسة الصالحة للصالحين من أهل الخبرة فيها.

و قد عرض القضاء علي أحمد بن حنبل فرفض قبوله، و ذلك أن الشافعي رشحه للقضاء في اليمن عندما سافر أحمد اليها، للاستماع من عبدالزاق ابن همام، و كان الشافعي هناك يتولي بعض وظائف الدولة، فامتنع أحمد عن القبول، و لم يكن امتناعه لعدم شرعية الدولة، فهو يري أن الخلافة في ذلك



[ صفحه 448]



الوقت صحيحة و يجب الطاعة لمن يتولي الأمر برا كان أم فاجرا و ذلك بخلاف امتناع الامام ابي حنيفة عن تولي القضاء في عهد الدولة الأموية، و قد ضربه ابن هبيرة ليرضخه علي قبول هذه الوظيفة فامتنع؛ و في أيام المنصور عرض عليه القضاء فرفضه حتي سجنه المنصور و ضربه بالسياط، و كان ذلك سبب موته كما يقال لأن أباحنيفة لا يري صحة خلافة العباسيين و الأمويين و كان رأيه عدم المعاونة معهم.

ولكن الامام أحمد يري لزوم المعاونة و وجوب الطاعة، فامتناعه عن قبول القضاء يبعث علي التساؤل، و لعل هذه القضية لا أصل لها.



[ صفحه 451]




پاورقي

[1] مناقب أحمد لابن الجوزي ص 76 - 75.


بقية المصادر


و ربما يختلج في نفس بعض القراء بأن هناك مصادر موثوقا بها تذكر هذا الحديث بلفظ سنتي بدل عترتي، و دفعا لذلك نشير الي ما يحضرنا الآن من بقية المصادر التي روته بلفظ عترتي.

9 - الخطيب البغدادي أخرجه عن حذيفة بن أسيد ج 8 ص 443.

10 - الدارمي في فضائل القرآن ج 2 ص 431.

11 - و أخرجه الطبراني من طريق زيد بن أرقم في الذخائر.

12 - السيوطي في جامعه من ثلاث طرق: عن زيد بن ثابت و زيد ابن أرقم و أبي سعيد الخدري.

و قال المناوي في شرحه ج 3 ص 15 قال الهيثمي رجاله موثوقون.

13 - الشيخ حمزة العدوي في مشارق الأنوار ص 146.



[ صفحه 133]



14 - الشيخ محمد أمين المعروف بابن عابدين في رسائله ص 4.

15 - الشيخ عبدالله الشبراوي في كتاب الأتحاف بحب الأشراف ص 6 و هامشة احياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي.

16 - السيد خيرالدين أبي البركات نعمان الآلوسي في غالية المواعظ ج 2 ص 87.

17 - الشيخ عبدالرحمن النقشبندي في كتاب العقد الوحيد ص 78.

18 - الحافظ الطبري في ذخائر العقبي ص 16 من عدة طرق.

19 - و قد أفرد هذا الحديث بالتأليف: الحافظ محمد بن طاهر بن علي المعروف بابن القيصراني في كتاب خاص جمع فيه طرق هذا الحديث، و قد خرجه عن 27 صحابيا.

20 - و كذلك خرجه اسحاق بن راهويه في مسنده.

21 - و الحافظ ابن عقدة في الموالاة.

22 - و أخرجه فقيه الحرمين محمد بن يوسف بن محمد الشافعي الكنجي المتوفي سنة 658 ه في كتابه كفاية الطالب.

23 - الفصول المهمة لعلي بن محمد المالكي المكي المتوفي سنة 855 ه في ص 22 عند ذكره لخطبة يوم الغدير.

24 - ابن حجر الهيتمي في شرح الهمزية ص 278.

25 - اسعاف الراغبين المطبوع علي هامش نور الأبصار.

26 - علي بن محمد بن ابراهيم البغدادي المعروف بالخازن المتوفي سنة 725 ه أخرجه في تفسيره المعروف: بتفسير الخازن في الجزء الأول الصفحة الرابعة.

27 - مقدمة تفسير الجامع المحرر الصحيح لعبدالحق بن أبي بكر بن عبدالملك الغرناطي بن عطية المتوفي سنة 543 ه المطبوعة مع مقدمة كتاب المباني ص 257.

28 - دليل مباحث علوم القرآن المجيد لمحمد العربي العزوزي ص 12.

و غيرها من كتب التفسير و الحديث مما يطول بيانه.



[ صفحه 134]




المصدر


نري انفسنا ملزمين بأن نستعرض مصدر هذه القصة، و نقف علي المنبع الذي استقي منه الكتاب معلوماتهم عنها، لانا قد وجدنا بعض الكتاب ممن يميل الي التشكيك في صحتها و لكنهم لا يستطيعون أن يقولوا ذلك بصراحة لانه يظنون انها متعددة الروايات متواترة عن الثقات، من المؤرخين، الامر الذي يدعو الي عدم طرحها و لكنه ينفي المبالغات التي فيها.



[ صفحه 469]



و يذهب بعضهم الي الجزم بصحتها لانها وردت عن راو خرج حديثه الترمذي و من هذا و ذاك اختلط الامر علي كثير منهم.

يقول الدكتور ضياءالدين الريس: و قد أخذ بعض المؤلفين يميل الي الشك في شخصية هذا الرجل (و هو عبدالله بن سبأ) و لكن تعدد الروايات عنه، و تواتر انباء الثقات من المؤرخين تؤيد القول بوجوده، و ان كان محل المبالغة انهم ينسبون اليه كل ما حدث في عهد عثمان و يحملونه تبعته... الخ [1] .

فالدكتور الريس هو واحد من اولئك الذين اشتبه عليهم الامر فظن تعدد طرق الروايات لقضية ابن سبأ اذ وجدها مذكورة في عدة كتب و لكنه لا يري صحة ما أحاط بهذه الشخصية من حكايات، فهو يذهب الي وجود شخصيته مجردة من المبالغات، و كل اعتماده علي هذا القول هو ان الروايات متعددة، و الانباء عن ابن سبأ متواترة، قد نقلها الثقات من المؤرخين.

و نحن هنا لا نتحدي فهمه، و لا نتهمه في ادراكه، و لكن واجبنا العلمي يقضي علينا بتوجيه اشعة البحث العلمي لنري علي ضوئه ما كمن في ظلمات الجهالة من حقائق يلزم ابرزها، و ازالة كل ما يتعريها من خفاء.

و لا شك أن مسألة كهذه يجب علي كل باحث حر أن يعطيها مزيدا من الوقت، لانها ذات نتائج وخيمة ادت بالمجتمع الي اضرار و وقوع فوادح يذوب لها قلب كل مسلم، فلننظر علي ضوء البحث ما هو مصدرها؟

نعم المصدر الاول لهذه القضية و لم يسبقه احد الي ذكرها هو:

ابوجعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310 صاحب التفسير الكبير و مؤلف تاريخ الامم و الملوك المعروف بتاريخ الطبري. و هو المصدر الوحيد لهذه القصة و جميع ما يتعلق باخبار عبدالله بن سبأ.

و اخذ عن ابن جرير كل من ابن الاثير المتوفي سنة 630 و ابن كثير المتوفي سنة 774 و ابن خلدون المتوفي سنة 808 و غيرهم.

و كل ما اورده ابن جرير حول اخبار ابن سبأ و حوادث عهد عثمان و اخبار الردة انما كان مصدره سيف بن عمر المتوفي في عهد الرشيد او بعده.

و ليس لنا أن نتكلم حول ابن جرير و نقله لامثال هذه الاسطورة، فانه نقل اقوالا و ذكر ما بلغه و سمي قائليها، و ترك للباحث الحكم لها او



[ صفحه 470]



عليها و قد خرج الطبري عن عهدة المؤاخذات بما ذكره في مقدمة كتابه بقوله:

(فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، او يستشنعه سامعه، من اجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة، و لا معني في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، و انما من قبل بعض ناقليه الينا، و انا انما أدينا ذلك علي نحو ما ادي الينا). [2] .

و بهذا فهو لم يقرر صحة كل ما نقل اليه - و قد ترك باب النقاش مفتوحا للباحث كما أنه يأتي في كتابه بالاخبار المتعارضة التي يستحيل أن تصح معا و لا يتعرض لها بالموازنة و الترجيح الا اذا دعت الحاجة لذلك.


پاورقي

[1] النظريات السياسية الاسلامية - 41.

[2] تاريخ الطبري 5: 1.


المرأة


في فقه الامام عناية بالغة بالنساء، في الزواج و الطلاق و الميراث، و هي دعائم الأسرة و قوائم المجتمع، و قد عرضنا لبعضه قبل، لكن اهتمامه الاجتماعي بالأسرة أو بالمرأة لا يقف عند الحكم الفقهي، و انما يتعداه الي الترغيب و التهذيب بالنصح الدؤوب. فمرآة المجتمع العظيم: الأسرة السعيدة، و زينتها و حليتها: المرأة الصالحة، و هي نصف الناس، و أم الجميع، يقول الامام: «اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم و النساء» [1] .

و يقول: «البنات حسنات، و البنون نعم. الحسنات يثاب عليها، و النعم مسؤول عنها». و اذا كان البنات حسنات يلقي بهن المرء بارئه فيزدنه درجات، فالامام يجعل للأمهات درجة في طاعة أوامرهن، فيأمر بالمبادرة بطاعة الأم، اذا دعا الأبوان [2] .

و يلقي علي الأم في دارها واجب استثمار الزمن في خدمة الأسرة و الأمة، و يفرض علي المجتمع واجب احصان أفراده بالتيسير في المهور، و علي المرأة واجب التعاون في انجاح الزوجية بالوفاء بحق الزوج، و يجمع بين حسن التبعل و بين حسن الجوار، فيقول: «الشؤم في المرأة: كثرة صداقها و عقوق زوجها، و في الدار: ضيق ساحتها و شر جيرانها» [3] .



[ صفحه 428]



يقول [4] عليه الصلاة و السلام: «علموا أبناءكم السباحة و الرماية، و نعم لهو المرأة في بيتها المغزل» [5] فهن مطالبات ألا يفتحن الأبواب للشيطان بالفراغ، مطالبات بأن يعملن ما يجمل بهن، و المرأة التي تسمك المغزل بيد، و تهز مهد الطفل بيد، تضم بين ذراعيها أسرة سعيدة. و لقد كان النساء آخر ما أوصي به صلي الله عليه و سلم.

يقول الامام: «صلاح حال التعايش علي مكيال ثلثاه: فطنة، و ثلثه: تغافل» [6] و هذه الأثلاث تتردد في مضامين ثلاثيات شتي، تجتمع و تفترق، لكنها كلها أركان لسعادة المجتمع الكبير الذي هو الأمة، و الصغير الذي هو الأسرة. و قد سلف علينا في ثلاثية سابقة كيف قرن نكد الزوجية بالنكد في الجيرة و السلطان الجائر [7] وهنا يستلفت الأنظار الي ما يجب من احسان العشرة: بالسلوك الرفيع، و الانفاق اللازم، و احترام الذات، حيث يقول: «ان المرء يحتاج في منزله و عياله الي ثلاث خلال يتكلفها و ان لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، و غيرة بتحصن» [8] .

ثم يقول ليبين أثر المرأة في سلام الأسرة: «ثلاث من ابتلي بهن كان طائح العقل: نعمة مولية، و زوجة فاسدة، و فجيعة نجيب» [9] فهو يضع فسادها في منزلة بين المنزلتين: النعمة



[ صفحه 429]



الضائعة، و الفجيعة الحالة، في حين يقدمها عند صلاح حالها علي فلذة الكبد و الصديق الصافي اذ يقول: «الأنس في ثلاثة: الزوجة الموافقة، و الولد البار، و الصديق الصافي» [10] .

و الرجل رأس الأسرة، لا يلقي مقاده أو مقادها الي الزوجة، و الا غرقت السفينة، يقول الامام: «ثلاثة من استعملها فسد دينه و دنياه: من ساء ظنه، و أمكن من سمعه، و أعطي قياده حليلته» [11] .

و في هذه الثلاثية تجتمع سلبيات خلقية ثلاثة في دنيا الرجل، فتحل الأشباح محل الأشياء، و الأصداء محل الأصوات، و النساء محل الرجال، و ليس هذا عالم المسلمين.

و في ثلاثية أخري نري تصنيفا من نوع خاص: «النساء ثلاثة: واحدة لك، و واحدة عليك و لك، و واحدة عليك. أما التي لك فهي العذراء، و التي لك و عليك فهي الثيب، أما التي عليك فهي المتبع التي لها ولد من غيرك» [12] و انما ينبه الامام الرجال ليزداد برهم بمن يمكن أن تكون لهم أو عليهم، كي يتكلفوا لها خصالا نص عليها: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، و غيرة بتحصن.


پاورقي

[1] الكافي: ج 5 ص 511، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 392، الخصال: ص 37، روضة الواعظين: ص 369، وسائل الشيعة: ج 20 ص 168 و ص 170 و ص 174، مكارم الأخلاق: ص 218، بحارالأنوار: ج 76 ص 268.

[2] الكافي: ج 6 ص 6، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 481، ثواب الأعمال: ص 201، تحف العقول: ص 382، وسائل الشيعة: ج 21 ص 365، مكارم الاخلاق: ص 219، الفصول المهمة: ج 2 ص 363، بحارالأنوار: ج 75 ص 206، و في بعضها «البنون نعمة»، و «يسأل عن النعمة».

و قد وردت الروايات عن النبي بألسنة متعددة بحسن صحبة الأم و برها قبل الأب، لأن لها ثلثي البر. راجع: الشرح الكبير: ج 9 ص 275، المحلي لابن حزم: ج 10 ص 323، شرح مسلم للنووي: ج 12 ص 12، المعجم الكبير: ج 19 ص 405. و روي السيوطي في الجامع الصغير: ج 2 ص 161 عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا دعاك أبواك فأجب أمك».

[3] و أصل الرواية: «الشؤم في ثلاثة: في المرأة و الدابة و الدار. فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها و عقوق زوجها، و أما الدابة فسوء خلقها و منعها ظهرها، و أما الدار فضيق ساحتها و شر جيرانها و كثرة عيوبها». راجع: من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 556، الخصال: ص 100، الأمالي: للصدوق ص 311، معاني الأخبار: ص 152، روضة الواعظين: ص 386، وسائل الشيعة: ج 21 ص 252.

و ذكره من علماء السنة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم دون تفصيل: مسند الشهاب: ج 1 ص 196، صحيح البخاري: ج 6 ص 124.

[4] يعني: النبي صلي الله عليه و آله و سلم لا الصادق عليه السلام.

[5] الجامع الصغير: ج 2 ص 161، فيض القدير: ج 4 ص 432، أسد الغابة: ج 1 ص 205، و في مصادر الشيعة يوجد صدر الحديث «علموا أبناءكم السباحة و الرماية». راجع: الكافي: ج 6 ص 47، وسائل الشيعة: ج 17 ص 331، النوادر للراوندي: ص 214. و ورد في ذيل الرواية في مصادر أخري بلفظ «نعم لهو الحرة» راجع: كمال الدين: ص 575، بحارالأنوار: ج 51 ص 252.

[6] تحف العقول: ص 338، بحارالأنوار: ج 75 ص 241. و فيهما: «مل ء مكيال» لا «علي مكيال». نعم توجد في بعض نسخ البحار.

[7] قال عليه السلام: ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذية» تحف العقول: ص 320.

[8] تحف العقول: ص 322، بحارالأنوار: ج 75 ص 236، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 87.

[9] تحف العقول: ص 322، بحارالأنوار: ج 75 ص 236، و فيهما: «فجيعة بحبيب» لا «فجيعة نجيب» لأنه لا معني له في المقام. وطائح العقل: يعني مشرف علي الهلاك.

[10] تحف العقول: ص 318 و فيه: «المصافي» بدل «الصافي» هو من أخلص الود. و «ثلاث» بدل «ثلاثة». و كذا في بحارالأنوار: ج 75 ص 231 و في عيون الحكم و المواعظ: ص 65: «الأخ الموافق» بدل «الصديق الصافي».

[11] تحف العقول: ص 319، بحارالأنوار: ج 75 ص 232، و فيهما: «أفسد دينه» بدلا من «فسد دينه».

[12] تحف العقول: ص 317، بحارالأنوار: ج 75 ص 230، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 343 و ج 10 ص 50.


اساليبه في تربيته لشيعته


الناس تعيش ما تري، لا ما تقرأ حبرا علي ورق، و ان كانت الكتابة بمقدار جرة من حبر، و كذا ما تري من أخلاق العالم، لا ما تسمع منه دون عمل.

و من هنا تكتل رواد العلم علي باب الامام الصادق عليه السلام طارقين حلقة علمه لما رأوا منه وحدة الكلمة و العمل.

فحضنهم ليربيهم علي منهاج الرسالة المحمدية، ثم ينثرهم لآلئ بين البشرية، في الأصقاع المختلفة، لتتلقف علومهم القلوب المزدلفة.

فأوجد لهم تنظيما اتحاديا، لا علي شكل الأنظمة الحاكمة الحالية، بل غرس فيهم حب العقيدة، و روح الرسالة، فنمت دوحة نموذجية، ما مثلها في أشجار العالم من دوح.

و هذا يرجع الي الخطة و المنهج و الأسلوب، الذي سلكه عليه السلام في هذه التربية، التي لم يزل يطعم ثمرها الي اليوم بل الي قيام الساعة.

و يمكن تلخيص أساليبه عليه السلام في عدة نماذج اقتطفت من سيرته مع أصحابه، و يمكن بسهولة معرفة تلك الاساليب من خلال ما مر معنا.

1- الأسلوب الارفاقي.

2- الأسلوب الوعظي.

3- الأسلوب العاطفي.

4- الأسلوب القسوي.

5- الأسلوب التهييئي.

6- الأسلوب التقيي.



[ صفحه 267]




القنوت في الصلاة


اختلاف العلماء في مشروعية القنوت في صلاة الفجر و الوتر و سائر الصلوات.

و مذهب الامام جعفر الصادق: أنه يشرع في كل صلاة.

نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [1] .

و روي ذلك عن: الباقر و رواية عن علي و به قال الظاهرية و الامامية و قيده الشافعية بوجود نازلة [2] .

و الحجة لهم:

1- قوله تعالي: «و قوموا لله قانتين» [3] .

و قد ورد النص مطلقا في الآية و لم يفصل س [4] .



[ صفحه 112]



2- ما روي عن البراء بن عازب: «أن النبي صلي الله عليه و سلم كان لا يصلي صلاة الا قنت فيها» [5] .

3- ما روي عن أنس قال: (قنت رسول الله صلي الله عليه و سلم حتي مات، و أبوبكر حتي مات، و عمر حتي مات) [6] .

و قال أبوحنيفة و أحمد: لا قنوت في الصبح.

و قال مالك و الشافعي: القنوت مستحب في الصبح و في الوتر و في النصف الأخير من شهر رمضان [7] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 2 / 262.

[2] المصدر السابق؛ 3 / 506؛ المحلي: 4 / 142 - 138؛ من لا يحضره الفقيه: 1 / 209. و قال الامام الشافعي: مستحب في الصبح و الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان. و قال أبوحنيفة و أحمد: لا قنوت في الصبح. ينظر: تحفة الأحوذي: 2 / 434؛ المدونة: 1 / 102؛ الشرح الكبير للدرير: 1 / 284؛ الهداية: 1 / 71؛ المغني: 1 / 149؛ مغني المحتاج: 1 / 166؛ عيون الأزهار: 86؛ ضوء النهار: 1 / 533؛ نيل الأوطار: 3 / 395، الروض النضير: 2 / 81، بداية المجتهد: 1 / 94، السبيل الجرار: 1 / 229.

[3] سورة البقرة: 238.

[4] اختلف العلماء في معني (قانتين) فقال جابر بن زيد و الشعبي و عطاء و سعيد بن جبير و الحسن و الضحاك أن معناه طائعين. و قال مجاهد معناها: خاشعين. و قال ابن عمر و الربيع معناه: طول القيام. و قال ابن عباس معناه: داعين. و قال بعضهم معناه: السكوت عن الكلام. أحكام القرآن للقرطبي: 3 / 213؛ البحر المحيط: 2 / 242؛ عمدة القاري: 7 / 274.

[5] سنن الدار قطني: 2 / 37، و ذكر أن اسناده لا تقوم به حجة، التعليق المغني علي الدار قطني: 2 / 37.

[6] مجمع الزوائد: 2 / 139.

[7] النظر الهداية: 1 / 71؛ المدونة: 1 / 102؛ بداية المجتهد: 1 / 94؛ المغني: 1 / 159؛ مغني المحتاج: 1 / 166.


نظرية الامام في التضاد


نظرية الامام الصادق عليه السلام في التضاد تتلخص في قوله: ان لكن كائن موجود وجودا ذاتيا كائنا مضادا له، ما عدا الله، ولكن الضدين لايتصادمان و لا يجتمعان، ولو اجتمعا او تصادما لكانت في ذلك نهاية العالم.

و هذه النظرية هي بعينها النظرية الحديثة القائلة ان للمادة نقيضا او مضادا (Body - Anti) و قد قطعت هذه النظرية شوطا بعيدا في سبيل اثباتها بالتجريب العلمي.

و العلماء في البلدان المتقدمة عاكفون اليوم علي البحث في مضادات العناصر المختلفة و نقائضها رغبة في التحقق منها [1] .

و الفرق بين المادة و مضاد المادة او نقيضها تتحصل في ان المادة في العناصر المادية تتركب ذراتها من نواة مركزية موجبة



[ صفحه 320]



تدور في فلكها الكترونات سالبة، في حين ان ذرات المادة المضادة تتألف من نواة سالبة تدور في فلكها الكترونات موجبة، أي انها تماثلها ولكن بصورة عكسية تماما.

و لم تجر حتي الآن تجربة يراد منها تحقيق مواجهة بين ذرات المادة و ذرات مضادها و لا تعرف بالتالي نتيجة مثل هذه المواجهة، و هل يسفر التصادم بينهما عن انفجار او عن أي عواقب اخري ما زال في طي الغيب.

و الحديث عن وقوع انفجار نتيجة لهذا التصادم لا يعدوا ان يكون رأيا شبيها الي حد كبير بالرأي النظري الذي كان يقول به العلماء حول شطر نواة ذرة عنصر الاورانيوم قبل صيف عام 1944 عندما فجرت اميركا نواة الذرة للمرة الاولي، و حسمت بالقنبلة الذرية الحرب العالمية الثانية، اذ كان العلماء في ذلك الوقت يتحدثون عن امكان حدوث سلسلة من الانفجارات المتصلة و المتعاقبة في عناصر الارض اذا ما امكن تفجير نواة الذرة، أي احداث تفجير نووي، ولكن التفجير الذي احدثته اميركا انتهي دون ان ينتقل الي بقية العناصر في الكرة الارضية.

صحيح انه قد اجريت تفجيرات اخري كثيرة حتي الآن، سواء في الولايات المتحدة او في غيرها، ولكن هذه التفجيرات كانت محدودة، و لم تنتقل الي سائر العناصر في الكرة الارضية، ولكن التفجير النووي شي ء، و التفجير الذي يحتمل ان يحدث نتيجة لتصادم المادة و مضادها شي ء آخر.

فالتفجير النووي او الهيدروجيني يحول جزءا صغيرا من



[ صفحه 321]



المادة الي طاقة، و يبقي الجزء الأكبر عاطلا فلا يتحول الي طاقة [2] .

و يؤخذ من معادلة أينشتين الذرية ان الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربعها الي فناء العالم، فقد استولي القلق و الخوف الكبيران علي علماء الفيزياء الذين صنعوا القنبلة الذرية الاميركية و فجروها لأول مرة في عام 1944 خشية ان تحل بالعالم كارثة ماحقة.

و اليوم يقول علماء الفيزياء الذين يدرسون احتمالات اصطدام المادة بمضادها ان هذا التصادم سينتهي بتحويل الاثنين الي طاقة خالصة. و يذهب هؤلاء العلماء الي ان اصطدام كيلو غرام من المادة بكيلو غرام من مضادها كفيل بتوليد طاقة تفني الكرة الارضية



[ صفحه 322]



افناء تاما و تحولها الي غاز شديد الحرارة ينتشر في المنظومة الشمسية باسرها.

ولكن البروفسير آلفون، و هو استاذ للفيزياء بجامعة «لوند» السويدية، عارض هذه النظرية قائلا: ان الامر ستنتهي بالانسان الي استغلال الطاقة المتحصلة من اصطدام المادة بمضادها و تسخيرها في اغراضه الصناعية باعتبارها طاقة لا تنفد. في حين ان الطاقة التي يمكن توليدها من البرق و من شطر نواة اليورانيوم و من الهيدروجين و من مساقط المياه و حركات البحار هي طاقة لا تحل مشكلة الانسان، و يعزز هذا العالم رأيه بقوله: ان الطاقة المتولدة من اصطدام مائة كيلو غرام من المادة و مضادها، تكفي حاجات البشر من الطاقة في الكرة الارضية باسرها في سنة كاملة.

ولكن كان كل ما يقال عن عواقب اصطدام المادة و مضادها رجما بالغيب، لان هذا لم يتحقق بالتجريب العملي، فان البروفسير آلفون يري ان مثل هذا التصادم - ان تحقق - لن يولد الا طاقة خالصة من جميع عناصر التلوث التي تفسد البيئة.

و قد اطلق البروفسير آلفون علي الطاقة الحاصلة من اصطدام العنصرين اسم (ما ترجي Materje)في مقابل (اينرجي Energy)و هي الطاقة المولدة من المادة.

و يؤخذ من الفروض النظرية لهذا العالم انه لو حدث اصطدام بين 500 غرام من المادة و 500 غرام من مضاد المادة لتولدت من ذلك حرارة قدرها مائة مليار درجة (أي مائة الف مليون درجة)، و ليس في العالم مصدر يمكنه اعطاء البشرية هذا القدر من



[ صفحه 323]



الحرارة، علما بان حرارة مركز قرص الشمس لا تزيد عن عشرة ملايين درجة.

و يقول البروفسير آلفن في الرد علي التساؤل: افيستطيع الانسان اخضاع هذا القدر الهائل من الحرارة و تسخيره في قضاء مطالبه؟ ان هذا ممكن اذا ما استطعنا احداث تفجير جزئي في عملية تصادم العنصرين، تماما كما ان التفجير الذي يحدث في نواة الذرة هو تفجير جزئي او ناقص. و قد تقدم ان جزءا فقط من المادة هو الذي يتناوله التفجير الذري و يحوله الي طاقة، اما القدر الاكبر من المادة فيبقي دون تفجير و يذهب هباء.

و يذهب البروفسير آلفن الي ان المانع من احداث تفجير بين المادة مضادها هو مانع اقتصادي، لان التجربة الاولي شكلت ما يتفاوت بين عشرة مليارات و خمسة عشر مليارا من الدولارات، و هو مبلغ طائل تنوء به ميزانيات الحكومات و المؤسسات.

ولو تمت هذه التجربة، لامكن بسهولة توليد الطاقة من هذا المصدر، و اذا كان العلماء اختاروا اليورانيوم من دون العناصر الاخري في التجارب التي قاموا بها لتفتيت نواة الذرة، فارجح الآراء ان عنصر الهليوم هو الذي سيختار دون سائر العناصر لاجراء تجارب اصطدام المادة بمضادها، و سبب ذلك ان علماء الفيزياء في الاتحاد السوفياتي قد اكتشفوا مضاد الهليوم، و لعلهم يعدون لاحداث مواجهة بين الهليوم و هذا المضاد [3] .



[ صفحه 324]




پاورقي

[1] من مؤدي هذه النظرية ان لكل مادة نقيضا او مضادا، و ان المواجهة بين المادة و نقيضها تنتهي بفناء المادة. و يبدو من البحوث التي اجراها العلماء في مختبرات كالهام في انكلترا و بروكهافن في الولايات المتحدة و كارلسروة في المانيا الغربية ان هذه النظرية صحيحة. و هناك اعتقاد بان المادة و نقيضها قد خلقهما الله معا عندما اوجد هذا الكون، و ان للاثنين اصلا واحدا و انهما يتطوران تطورا واحدا. راجع العلوم الطبيعية في القرآن لحسين مروة صفحة 222.

[2] وفقا لقانون تحويل المادة الي طاقة، تحتسب الكتلة بالغرام، و يقاس مربع سرعة الضوء بالسنتمتر، أي السرعة التي بها يقطع الضوء مسافة سنتمتر واحد. و بعد تحديد هذا القياس يضرب في مربعه، ثم يضرب حاصل الضرب في وزن الكتلة مقيسة بالغرام، و الناتج هو مقدار الطاقة.

و تقاس الطاقة بمقياس آخر يطلق عليه اسم «ايرك» و الايرك هو القوة التي تتحصل من كتلة غرام واحد في سنتمتر واحد من سرعة الضوء في ثانية واحدة، ولو ارادنا معرفة الطاقة التي تنبعث من كيلو غرام، أي الف غرام من مادة معينة لضربنا النتيجة السابقة في الف - هذا طبعا اذا تحول الكيلو غرام كله الي طاقة.

و حتي نعرف مقدرا ذرة الهيدروجين، و تعتبر ذرة الهيدروجين وحدة للقياس و وزنها 1,66 جزء من مليون مليار مليار جزء من الغرام، و كثافة نواة الذرة تبلغ مائة مليون طن لكل سنتمتر مكعب. (راجع كتاب الدكتور يوسف مروة ص 165).

[3] كتاب الدكتور يوسف مروة، ص 295 - 298.


الامام الصادق في نظر بعض علماء الغرب


1. قال نلدسن [1] : «و من الوصف الذي نقرؤه علي اكرام جعفر الصادق ضيوفه في بستانه الجميل في المدينة، و استقباله الناس علي اختلاف مذاهبهم، يظهر لنا أنه كانت له مدرسة شبه سقراطية! و قد ساهم تلاميذه مساهمة عظمي في تقدم علمي الفقه و الكلام، و صار اثنان من تلامذته و هما أبوحنيفة و مالك فيما بعد من أصحاب المذاهب الفقهية... و كان جابر بن حيان الكيميائي الشهير من تلامذته». [2] .

2. و قال بعض علماء الغرب: «لقد كان الامام جعفر الصادق عليه السلام واحد عصره، و قمة القمم في علوم الدين و الدنيا، في عصور كثيرة ممتدة». [3] .



[ صفحه 33]




پاورقي

[1] هو من المستشرقين.

[2] الامام جعفر الصادق (للمستشار عبدالحليم الجندي): 208.

[3] الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب: 444.


حلمه


و كان التجاوز عليه يأتيه من القريب و البعيد، فلا يقابله الا بالصفح بل ربما قابله بالبر و الاحسان.

و قد مر عليك شطر منه في العنوان الماضي و كثير في حياته السياسية في محنه و سيأتي في أبواب كثيرة، و نحن نورد لك الآن بعض ما ينبيك عن هذا الخلق



[ صفحه 230]



الكريم.

فكان اذا بلغه نيل منه و وقيعة و شتم يقوم فيتهيأ للصلاة فيصلي ثم يدعو طويلا ملحا في الدعاء سائلا ربه ألا تؤاخذ ذلك الجاني بظلمه و لا يقايسه علي ما جني، لأن الحق حقه، و قد وهبه للجاني غافرا له ظلمه. [1] .

بل يزيد علي ذلك في ذوي رحمه فيقول: اين لا حب أن يعلم الله أني أذللت رقبتي في رحمي، و أني لابادر أهل بيتي أصلهم قبل أن يستغنوا عني. [2] .

ان الحوادث محك، و بها تعرف مقادير الرجال، و بها تبلي السرائر و من ثم تعرف الفرق بين أبي عبدالله و بين ذوي قرابته، فكان يجفوه أحدهم، بل ينال منه الآخر شتما و نبزا، بل يحمل عليه الثالث بالشفرة عامدا علي قتله، و ليس هناك ما يدعوهم الي تلك الجفوة و القسوة و القطيعة فيعاملهم علي عكس ما فعلوه معه، فتراه واصلا بدل القطيعة، و بارا عوض الجفاء، و عاطفا بدل القسوة.

لقد أحزنته تلك النكبات التي أوقعها المنصور ببني الحسن حتي لقد بكي و ظهر عليه الجزع و الاستياء بل حم أياما حين حمل المنصور شيوخ بني الحسن و رجالهم من المدينة الي الكوفة، و هم قد لا قوه بسي ء القول بالابواء يوم أرادوا البيعة لمحمد، و ما زال محمد و أبوه عبدالله يلاقيانه بالقول الشي ء زعما منهما أنه كان حجر عثرة في سبيل البيعة لمحمد، و لما أن ظهر محمد بالمدينة أرسل علي الصادق يريد منه البيعة، و حين امتنع عليه قابله بسوء القول و الفعل، و كم تجرع غصصا من بني العباس و رجالهم، و لو لم يكن قادرا علي شي ء ينتقم به منهم الا الدعاء لكفي به سلاحا ماضيا.



[ صفحه 231]



و ما كان الحلم شعاره مع الأقربين من أهله فحسب، بل كان مع مواليه و سائر الناس، فقد بعث غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج علي أثره فوجده نائما فجلس عند رأسه يروح له حتي انتبه، فلما انتبه لم يكن منه معه الا أن قال: يا فلان ما ذلك لك تنام الليل و النهار، لك الليل و لنا منك النهار. [3] .

و بعث مرة غلاما له أعجميا في حاجة ثم جاء الغلام فاستفهم الصادق عليه السلام الجواب و الغلام يعني عن افهامه، حتي تردد ذلك منه مرارا و الغلام لا ينطق لسانه و لا يستطيع افهامه، فبدلا من أن يغضب عليه أحد النظر اليه و قال: لئن كنت عيي اللسان فما أنت بعيي القلب،ثم قال عليه السلام: ان الحياء و العفاف و العي - عي اللسان لاعي القلب - من الايمان، و الفحش و البذاءة و السلاطة [4] من النفاق. [5] .

و نهي أهل بيته عن الصعود فوق البيت فدخل يوما فاذا جارية من جواريه ممن تربي بعض ولده قد صعدت في سلم و الصبي معها ، فلما بصرت به ارتعدت و تحيرت و سقط الصبي الي الأرض فمات، فخرج الصادق و هو متغير اللون فسئل عن ذلك فقال: ما تغير لوني لموت الصبي و انما تغير لوني لما أدخلت علي الجارية من الرعب، و كان قد قال لها: أنت حرة لوجه الله لا بأس عليك، مرتين. [6] .

و ما كان هذا رأيه مع أهله و غلمانه فحسب بل كان ذلك شأنه مع الناس كافة، فانه نام رجل من الحاج في المدينة فتوهم أن هميانه سرق فخرج فرأي



[ صفحه 232]



الصادق مصليا و لم يعرفه فتعلق به و قال: أنت أخذت همياني، قال: ما كان فيه؟ قال: ألف دينار، فحمله الي داره و وزن له ألف دينار، و عاد الرجل الي منزله و وجد هميانه، فعاد الي الصادق معتذرا بالمال، فأبي قبوله، و قال: شي ء خرج من يدي لا يعود الي، فسأل الرجل عنه، فقيل: هذا جعفرالصادق، قال: لا جرم هذا فعال مثله. [7] .

بل دأب علي هذه الخلة حتي مع الد أعدائه، فانه لما سرحه المنصور من الحيرة خرج ساعة أذن له وانتهي الي موضع السالحين في أول الليل فقال له: لا أدعك أن تجوز فألح عليه و طلب اليه فأبي اباء شديدا و كان معه من أصحابه مرازم [8] و من مواليه مصادف [9] فقال له مصادف: جعلت فداك انما هذا كلب قد آذاك، و أخاف أن يردك، و ما أدري ما يكون من أمر أبي جعفر، و أنا و مرازم أتأذن لنا أن نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر، فقال: كيف يا مصادف، فلم يزل يطلب اليه حتي ذهب من الليل اكثره، فأذن له فمضي، فقال: يا مرازم هذا خير أم الذي قلتما؟ قلت: هذا جعلت فداك، فقال: يا مرازم ان الرجل يخرج من الذل الصغير ذلك في الذل الكبير. [10] .

أقول: لعله عني من الذل الكبير القتل، و الذل الصغير الطلب، و الخطاب خطاب انكار.

هذا بعض ما كان منه مما دلك علي ذلك الحلم العظيم، الذي كان يلاقي به تلك الاعتداءات و المخالفات لقوله و لأمره.



[ صفحه 233]




پاورقي

[1] مشكاة الأنوار: 217.

[2] الكافي، 2 / 156 / 25.

[3] الكافي: 8 / 87.

[4] طول اللسان.

[5] بحارالأنوار: 47 / 61.

[6] المناقب: 4 / 275.

[7] المناقب: 4 / 274.

[8] سيأتي في المشاهير من ثقات رواته.

[9] سيأتي في مواليه.

[10] روضة الكافي: 8 / 87 / 49.


ابن جريح


و منهم عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريح المكي، سمع جمعا كثيرا من العلماء، و كان من علماء العامة، الذين يرون حلية المتعة كما رأي حليتها آخرون منهم، و جاء في طريق الصدوق في باب ما يقبل من الدعاوي بغير بينة، و جاء في الكافي في باب ما أحل الله من المتعة سؤال أحدهم من الصادق عليه السلام عن المتعة فقال: الق عبدالملك بن جريح فاسأله عنها فان عنده منها علما، فأتاه فأملي عليه شيئا كثيرا عن المتعة و حليتها.

و قال ابن خلكان: عبدالملك أحد العلماء المشهورين، و كانت ولادته سنة 80 للهجرة و قدم بغداد علي أبي جعفر المنصور، و توفي سنة 149 و قيل 150، و قيل 151.

و ذكرت المصادر السابقة أخذه عن الصادق عليه السلام، كما ذكرته رجال الشيعة.


التفسير


و هو العلم الذي يبحث فيه عن مداليل آيات العزيز و مقاصدها ، و هو من أشرف العلوم و أفضلها و أعلاها شأنا و أكثرها نفعا ، فمنه ينفتح الانسان علي أجواء الله من خلال رؤيا كلماته المباركة ، التي هي مصدر كل علم و منطلق كل حكمة ... فعن الامام الصادق:

« ... أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:من اوتي القرآن فظن أن أحدا من الناس اوتي أفضل مما اوتي ، فقد حقر ما عظم الله و عظم ما حقر الله ... » . [1] .

و ما نقل عن الامام الصادق من التفسير كثير ، و لعل ما ضاع منه فيما ضاع من الكتب و الاصول أكثر ، كما ان الكثيرين من تلامذته صنفوا من رواياته في التفسير كتبا مستقلة كهشام بن سالم الجواليقي ، و ان كان لم يصلنا من تلك الكتب



[ صفحه 180]



الا روايات متفرقة في بطون كتب الأخبار .


پاورقي

[1] الكافي 604:2.


النجف الأشرف قبل الشيخ الطوسي


النجف لغة: النجف مفرد، جمعه: نجاف، معناه: التل، المكان الذي لا يعلوه



[ صفحه 272]



الماء [1] ، و هي تشبه المسناة، تصد الماء عما جاورها، و ينجفها - أي: يحيطها -، و بذلك كان سبب تسميتها حسب رأي الدكتور مصطفي جواد.

و للنجف أسماء اخر: الطور، الظهر، الجودي، الربوة، وادي السلام، و الأكثر شهرة: النجف، الغري، و المشهد - من المشاهد المقدسة -.

تقع مدينة النجف علي ميلين من غربي الكوفة، علي مرتفع منبسط فسيح، و في الجنوب الغربي من بغداد علي بعد 160 كيلومترا.

تمصرت النجف منذ أن كشف لأول مرة عن المرقد الطاهر للامام علي ابن أبي طالب عليه السلام عام 170 ه مساوي 768 م و كان معروفا قبل هذا لدي أهل البيت و الخواص من أصحابهم.

و قد تشرفت النجف بمرقد الامام الطاهر، امام العلم و المعرفة، أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ذلك الامام الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه و آله بحديثه الشريف: «أنا مدينة العلم و علي بابها، و من أراد المدينة فليأتها من بابها».

برزت النجف الأشرف علي مسرح التأريخ كجامعة علمية دينية لها جذورها القديمة و لها تراثها التأريخي الأصيل في الفقه و الاصول، بالاضافة الي جوانب اخري من الثقافة و المعرفة، و خاصة الأدب العربي، حتي أصبحت بثروتها الأدبينة مصدرا ثريا في عالم الأدب يفرض نفسه علي التراث الأدبي بكل فخر و اعتزاز.

و قد حفظت اللغة العربية و جذورها من الضياع أيام احتلال و هيمنة حكام التتار و السلاجقة و العثمانيين و غيرهم.



[ صفحه 273]



و كانت النجف مركز علم و ثقافة قبل أن يهاجر اليها شيخنا الجليل الشيخ الطوسي سنة 449 هجرية، و كانت مدرسة النجف امتدادا لمدرسة الكوفة، حيث تعتبر مدرسة الكوفة و مسجدها الجامع مصدرا و مركز اشعاع لعلوم آل محمد صلي الله عليه و آله منذ أن أسسها الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و أصبحت مع مرور الأجيال مركز ثقل لبث علوم أهل البيت عليهم السلام و فقههم، فتتلمذ علي يد الأئمة الأطهار فطاحل العلماء و جهابذتهم لا سيما في عهد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، حتي وصلت الي القمة في العلوم الدينية و الثقافة العامة في العالم الاسلامي، و قد عرفت الكوفة ب (مدرسة أهل البيت).

و قد بلغ تلامذة الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام اربعة آلاف طالب و راو أو يزيدون [2] .

يقول الحسن الوشاء، و هو من أصحاب الامام أبي الحسن الرضا عليه السلام: اني أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، و كان في طلاب الامام الصادق عليه السلام: النعمان بن ثابت (أبوحنيفه)، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و أيوب السختياني، و محمد بن اسحاق بن يسار صاحب «المغازي و السير»، كلهم كانوا أصحاب رأي و مذهب.

و من أصحاب الامام الصادق عليه السلام و حوارييه: أبان بن تغلب، و زرارة ابن أعين، و المفضل بن عمر، و هشام بن الحكم، و جابر الجعفي، و محمد بن مسلم، و غيرهم.



[ صفحه 274]



و و قد اتخذ الذين جاؤوا من بعدهم من علماء فقه أهل البيت مرقد الامام أميرالمؤمنين عليه السلام مقرا لهم و امتدادا لمدرستهم، خاصة عندما تبدلت ظروف الكوفة من الهجرة بعد انتقال عاصمة الخلافة العباسية الي بغداد و تشتت العلماء و انتقال بعضهم الي بغداد و البعض الآخر الي النجف الأشرف لقربها من الكوفة متخذا من جوار الامام الطاهر مركزا للعبادة و التحصيل العلمي بصورة مبدئية، و مستمدا من أنواره و بركاته عليه السلام.


پاورقي

[1] الفيروز آبادي؛ القاموس المحيط3 : 402.

[2] الشيخ محمد حسين المظفر؛ الامام الصادق: 130 و 179.


دعاؤه في الخروج إلي السفر


كان الامام الصادق عليه السلام، إذا اراد الخروج إلي السفر، لبيت الله الحرام دعا، بهذا الدعاء، وقد علمه إلي أبي سعيد المكاري، وهذا نصه

«اللهم، إني خرجت في وجهي هذا، بلا ثقة مني لغيرك، ولا رجاء آوي إليه إلا إليك، ولا قوة أتكل عليها، ولا حيلة ألجأ إليها إلا طلب فضلك، وإبتغاء رزقك، وتعرضا لرحمتك، وسكونا إلي حسن عادتك، وأنت أعلم بما سبق لي، في علمك في سفري هذا، مما أحب أو أكره، فإن ما وقعت عليه، يا رب، من قدرك فمحمود فيه بلاؤك، ومتضح عندي فيه قضاؤك، وأنت تمحو ما تشاء، وتثبت، وعندك أم الكتاب.

اللهم، فاصرف عني مقادير كل بلاء، ومقضي كل لاواء، وابسط علي كنفا من رحمتك، ولطفا من عفوك، وسعة من رزقك، وتماما من نعمتك، وجماعا من معافاتك، وأوقع علي فيه جميع قضائك، علي موافقة جميع هواي، في حقيقة أحسن عملي، ودفع ما أحذر فيه، وما لا أحذر علي نفسي، وديني، ومالي، مما أنت أعلم به مني، واجعل ذلك خيرا لآخرتي، ودنياي، مع ما أسألك، يا رب أن تحفظني، فيما خلفت ورائي، من أهلي، وولدي، وما لي ومعيشتي، وحزانتي، وقرابتي، وإخواني، بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة، وحفظ من كل مضيعة، وتمام كل نعمة، وكفاية كل



[ صفحه 153]



مكروه، وستر كل سيئة، وصرف كل محذور، وكمال كل ما يجمع لي الرضا والسرور في جميع أموري، وأفعل ذلك بي، بحق محمد وآل محمد، وصل علي محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.» [1] .

ويمثل هذا الدعاء الجليل، صرحا من صروح الايمان، الذي أقامه سليل النبوة، للمتقين والمنيبين، فقد أرشدهم إلي التمسك، والاعتصام بالله في جميع شؤونهم، وأمورهم، وان غير الله وهم وسراب، ومن الجدير بالذكر أن هذا الدعاء يدعي به في كل سفر سواء، إلي بيت الله الحرام أو غيره.


پاورقي

[1] وسائل الشيعة 8 / 286.


في الرعاية


قال الصادق: من رعي قلبه عن الغفلة و نفسه عن الشهوة، و عقله عن الجهل فقد دخل في ديوان المتهمين. ثم من رعي علمه عن الهوي و دينه عن البدعة و ماله عن الحرام، فهو من جملة الصالحين.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة و هو علم الأنفس، فيجب أن يكون نفس المؤمن علي حال فشكر أو عذر علي معني قبل ففضل و ان رد فعدل و تطالع الحركات في الطاعات بالتوفيق و تطالع السكون عن المعاصي بالعصمة، و قوام ذلك كله بالافتقار الي الله تعالي و الاضطرار اليه و الخشوع و الخضوع و مفتاحها الانابة الي الله تعالي مع قصر الأمل بدوام ذكر الموت، و عيان الوقوف بين يدي الجبار، لأن في ذلك راحة من الحبس و نجاة من العدو، و سلامة النفس و سبب الاخلاص في الطاعات التوفيق، و أصل ذلك أن يرد العمر الي يوم الواحد...

قال رسول الله: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة، و باب ذلك كله ملازمة الخلوة بمداومة الفكر، و سبب الخلوة القناعة و ترك القصود من المعاش، و سبب الفكر الفراغ، و عماد الفراغ الزهد، و تمام الزهد التقوي، و باب التقوي الخشية، و دليل الخشية التعظيم لله و التمسك بخالص طاعته في أوامره و الخوف و الحذر مع الوقوف عن محارمه، و دليلها العلم.



[ صفحه 136]



قال عزوجل: «انما يخشي الله من عباده العلماء». [1] .



[ صفحه 137]




پاورقي

[1] سورة فاطر: الآية 28.


ابراهيم بن عبد الرحمن بن أمية بن محمد بن عبد الله بن ربيعة الخزاعي


أبو محمد إبراهيم بن عبد الرحمن بن أمية بن محمد بن عبد الله بن ربيعة الخزاعي، المدني. محدث إمامي مجهول الحال، وقيل من الحسان. روي عنه سهل بن زياد.

المراجع:

رجال الطوسي 146 وفيه أسند عنه. تنقيح المقال 1: 23. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 247. جامع الرواة 1: 25. نقد الرجال 11. مجمع الرجال 1:



[ صفحه 50]



54. أعيان الشيعة 2: 176. منتهي المقال 23. منهج المقال 23. إتقان المقال 156. لسان الميزان 1: 76.


سعيد بن زفر (الكوفي)


سعيد بن زفر، وقيل زفير البراد، وقيل البزاز، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 205. تنقيح المقال 2: 27. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 118. جامع الرواة 1: 360. نقد الرجال 152. مجمع الرجال 3: 116. أعيان الشيعة 7: 238. منتهي المقال 147. منهج المقال 162.


محمد بن إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي


أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي، الكوفي.

محدث حسن الحديث، وقيل صالح الحديث، ويقول عنه بعض العامة بأنه كان صدوقا يتشيع. روي عنه معاوية بن هشام، ويحيي بن آدم، وفضل بن عمرو وغيرهم. توفي سنة 167.

المراجع:

رجال الطوسي 281 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 82. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 105. معجم الثقات 343. نقد الرجال 293. جامع الرواة 2: 76. مجمع الرجال 5: 158. منتهي المقال 264. منهج المقال 284. إتقان المقال 223. الوجيزة 46. رجال الأنصاري 151. لسان الميزان 7: 352. ميزان الاعتدال 3: 480. تقريب التهذيب 2: 145. تهذيب التهذيب 9: 57. التاريخ الكبير 1: 36. خلاصة تذهيب الكمال 279. الجرح والتعديل



[ صفحه 33]



3: 2: 188. المغني في الضعفاء 2: 554.


مناظرات امام صادق با ابوشاكر ديصاني


ابوشاكر ديصاني از منكرين خدا، با امام صادق عليه السلام مناظراتي داشته است؛ و همچنين وي سؤالاتي از هشام بن حكم نموده و هشام پاسخ آنها را از آن حضرت گرفته و براي او نقل كرده است.

ابوشاكر روزي به هشام بن حكم گفت، در قرآن آيه اي بيان شده كه مطابق با اعتقاد ماست و آن آيه اين است: (و هو الذي في السماء اله و في الأرض اله) [1] .

هشام مي گويد: من نتوانستم پاسخ او را بدهم، تا اين كه به حج رفتم و سؤال او را خدمت امام صادق عليه السلام مطرح نمودم. امام عليه السلام فرمود: «اين سخن زنديق خبيثي است» سپس فرمود: «هنگامي كه بازگشتي از او بپرس، نام تو در كوفه چيست؟ او خواهد گفت: عبدالله. پس دوباره بپرس: نام تو در بصره چيست؟ او باز خواهد گفت: عبدالله. پس به او بگو: پروردگار ما نيز اين چنين است نام او در آسمان اله است. و در هر مكان ديگري نيز اله است.» و چون من به عراق بازگشتم و اين پاسخ را به ابوشاكر دادم او گفت: «تو اين



[ صفحه 224]



پاسخ را از حجاز آورده اي.» [2] .

روزي ابوشاكر از هشام بن حكم پرسيد: آيا تو به خدا اعتقاد داري؟ هشام پاسخ داد: آري. ابوشاكر پرسيد: خداي خود را قادر مي داني؟ هشام پاسخ داد: آري، ابوشاكر پرسيد: آيا او مي تواند همه ي دنيا را درون يك تخم مرغ جاي دهد، به گونه اي كه نه تخم مرغ بزرگ تر و نه دنيا كوچك تر شود؟ هشام گفت: بايد به من مهلت بدهي. ابوشاكر گفت: يك سال به تو مهلت مي دهم. پس هشام بر مركب سوار شد و خود را به امام صادق عليه السلام رساند و گفت: اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله عبدالله ديصاني سؤالي از من پرسيده و جز خدا و شما پاسخ آن را نمي داند. امام صادق عليه السلام فرمود: اي هشام، كدام يك از حواس پنج گانه ي تو از همه كوچك تر است؟ هشام گفت: چشم هايم.

امام عليه السلام فرمود: مقدار بينايي آن چقدر است؟ هشام گفت: به اندازه ي يك عدس يا كمتر. امام عليه السلام فرمود: با چشم هايت به اطراف خويش بنگر و به من بگو چه مي بيني؟ هشام گفت: آسمان، زمين، خانه ها، قصرها، بيابان ها، كوه ها و نهرها را مي بينم. امام صادق عليه السلام فرمود: آن خدايي كه مي تواند آنچه را تو ديدي در درون يك عدس و كمتر از آن قراردهد؛ مي تواند همه ي دنيا را درون تخم مرغ جاي دهد؛ به گونه اي كه نه تخم مرغ بزرگ تر و نه دنيا كوچك تر مي شود. پس هشام خود را در آغوش امام صادق عليه السلام انداخت و صورت و دست و پاي آن حضرت را بوسيد و گفت: اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله، پاسخ شما كافي است. و سپس به خانه ي خود بازگشت.

[نگارنده گويد:] چنين پاسخي به منظور اقناع و توجيه ظاهري مدعي بيان شده و حضرت صادق عليه السلام دليل برهاني آن را بيان نكرده است. دلايل برهاني چنين سؤالاتي اين است كه اين عمل محال و انجام شدني نيست؛ همان گونه كه اموري چون وجود شريك براي خداوند و اجتماع نقيضين و ضدين محال است. اين به علت ضعف در قدرت خداوند نيست؛ بلكه ضعف در مقدور است. چرا كه قدرت بر چيزي تعلق مي گيرد كه امكان وجود خارجي داشته باشد. و اين كاملا واضح است. و شايد امام عليه السلام مي دانسته كه



[ صفحه 225]



اگر اين گونه به ديصاني پاسخ دهد يا قانع نمي شود و يا نمي فهمد.

و روايت شده كه همين سؤال را از اميرالمؤمنين نيز پرسيدند و آن حضرت فرمود: «به خداوند نمي توان نسبت عجز و ناتواني داد و آنچه تو سؤال كردي امكان وجود ندارد.» و در حقيقت پاسخ صحيح همين است.

سپس ديصاني نزد هشام آمد و هشام به او گفت: اگر براي گرفتن پاسخ آمده اي، پاسخ تو اين است. ديصاني گفت: من براي گرفتن پاسخ نيامده ام، بلكه براي سلام كردن به نزد تو آمده ام. پس ديصاني از نزد هشام خارج شد و به در خانه امام صادق عليه السلام رفت و اجازه ي ورود خواست و چون وارد شد گفت: «اي جعفر بن محمد، مرا به پروردگار خود راهنمايي كن». امام صادق عليه السلام فرمود: نام تو چيست؟ او جواب نداد و از خانه امام خارج شد. اصحاب امام به او گفتند: براي چه نام خود را نبردي. ديصاني گفت: اگر مي گفتم: نام من عبدالله است، او مي پرسيد: آن خدايي كه تو بنده ي او هستي كيست؟ به او گفتند: بازگرد و بخواه كه تو را از معبود خويش آگاه سازد؛ بدون آن كه از نام تو سؤال كند.

پس ديصاني به خانه امام عليه السلام بازگشت و گفت: مرا به پروردگارم راهنمايي كنيد و از نام من سؤال نفرماييد. امام صادق عليه السلام فرمود: بنشين و چون نشست، در آن مجلس كودكي بود كه تخم مرغي در دست داشت و با آن بازي مي كرد. پس امام صادق عليه السلام به ديصاني فرمود: اي ديصاني، چنان كه مي بيني اين تخم مرغ، بسته است و پوسته ي غليظي بر روي آن قرار گرفته و زير اين پوسته ي غليظ و محكم، پوسته ي رقيق و نازكي قرار دارد و درون پوسته ي رقيق، دو مايع روان نقره اي و طلايي وجود دارد؛ كه هيچ كدام داخل ديگري نمي شوند و همان گونه كه مي داني نه كسي از آن خارج شده كه خبر از سلامت آن بدهد و نه كسي در آن داخل شده كه خبر از فساد آن بدهد. و معلوم نيست آيا براي پيدايش جوجه نر آفريده شده و يا براي پيدايش جوجه ماده. از اين تخم مرغ انواع طاووس ها [و جوجه هاي گوناگون ديگر] بيرون مي آيد؛ آيا فكر نمي كني كه براي اين آفرينش مدبري [حكيم] لازم است؟ ابوشاكر ديصاني چيزي نگفت و سر به زير انداخت و پس از اندكي تأمل، رو به آن حضرت كرد و گفت:



[ صفحه 226]



«أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه»؛ يعني شهادت مي دهم كه خدايي جز خداي يگانه نيست و او شريكي ندارد و حضرت محمد صلي الله عليه و آله بنده و رسول اوست و تو امام و حجت خدا بر مردم هستي و من از اعمال گذشته خود توبه مي كنم.


پاورقي

[1] زخرف / 84.

[2] كافي ج 1 / 125، باب الحركة و الانتقال.


شاگردي يحيي بن سعيد انصاري در محضر امام صادق


يكي ديگر از شاگردان امام صادق عليه السلام يحيي بن سعيد بن قيس انصاري از قبيله بني النجار است. او از كساني بود كه پيامبر خدا صلي الله عليه و آله را درك نكرد و در مدينه، قاضي منصور و سپس قاضي القضاة او بود. وي در سال 143 (ه ق) در منطقه ي هاشميه از دنيا رفت. شاگردي او در محضر امام صادق عليه السلام، در كتاب هايي كه قبلا ذكر شد نقل شده است، چنان كه علماي اهل رجال شيعه نيز آن را نقل نموده اند.