بازگشت

و من وصية له: لعبدالله بن جندب


عبدالله بن جندب البجلي الكوفي، من اصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام. و توكل للكاظم و الرضا و كان عابدا رفيع المنزلة عندهما، و روي الكشي في رجاله انه قال لابي الحسن عليه السلام: الست عني راضيا؟ قال: اي والله و رسول الله والله راض.

يا عبدالله لقد نصب ابليس حبائله في دار الغرور، فما يقصد فيها الا أولياءنا، و لقد حليت الآخرة في اعينهم حتي ما يريدون بها بدلا.



[ صفحه 75]



ثم قال: آه آه علي قلوب حشيت نورا، و انما كانت الدنيا عندهم بمبزلة الشجاع الارقم و العدو الأعجم، انسوا بالله و استوحشوا مما به استأنس المترفون، اولئك اوليائي حقا و بهم تكشف كل فتنة و ترفع كل بلية.

يابن جندب! حق علي كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه، فان رأي حسنة استزاد منها و ان رأي سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيامة. طوبي لعبد لم يغبط الخاطئين علي ما أوتوا من نعيم الدنيا و زهرتها، و طوبي لعبد طلب الآخرة و سعي لها، طوبي لمن لم تلهيه الاماني الكاذبة.

ثم قال: رحم الله قوما كانوا سراجا و منارا، دعاة الينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم ليس كمن يذيع أسرارنا.

يابن جندب! انما المؤمنون الذين يخافون الله و يشفقون أن يسلبوا ما أعطوا من الهدي، فاذا ذكروا الله و نعماءه و جلوا و اشفقوا، و اذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا مما اظهره من نفاذ قدرته و علي ربهم يتوكلون.

يابن جندب! قديما عم الجهل قوي اساسه، و ذلك لاتخاذهم دين الله لعبا، حتي لقد كان المتقرب منهم الي الله بعلمه يريد سواه، اولئك هم الظالمون.

يابن جندب! لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة و لا ظلهم الغمام و لا شرقوا نهارا و لأكلوا من فوقهم و من تحت ارجلهم و لما سألوا الله شيئا الا أعطاهم.

يابن جندب! لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم الا خيرا،



[ صفحه 76]



و استكينوا الي الله في توفيقهم و اسألوا التوبة لهم، فكل من قصدنا و تولانا و لم يوال عدونا و قال ما يعلم و سكت عما لا يعلم و اشكل عليه فهو في الجنة.

يابن جندب! يهلك المتكل علي عمله و لا ينجو المتجري علي الذنوب الواثق برحمة الله. قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين بين الرجاء و الخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا الي الثواب و خوفا من العذاب.

يابن جندب! من سره ان يزوجه الله الحور العين و يتوجه بالنور فليدخل علي أخيه المؤمن السرور.

يابن جندب! اقل النوم بالليل و الكلام بالنهار، فما في الجسد شي ء اقل شكرا من العين و اللسان، فان ام سليمان قالت لسليمان: يا بني اياك و النوم فانه يفقرك يوم يحتاج الناس الي أعمالهم.

يابن جندب! ان للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا أشباكه و مصائده. قيل له: يابن رسول الله و ما هي؟ قال عليه السلام: اما مصائده فصد عن بر الاخوان، و اما اشباكه فنوم عن قضاء الصلاة التي فرضها الله. أما انه ما يعبد الله بمثل نقل الاقدام الي بر الاخوان و زيارتهم، ويل للساهين عن الصلاة النائمين في الخلوات المستهزئين بالله و آياته في القرآن، اولئك الذين لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم.

يابن جندب! من أصبح مهموما يسري فكاك رقبة فقد هون عليه الجليل و رغب من ربه في الربح الحقير، و من غش اخاه و حقره و ناوأه جعل الله النار مأواه، و من حسد مؤمنا انماث الايمان في قلبه



[ صفحه 77]



كما ينماث الملح في الماء.

يابن جندب! الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا و المروة، و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر و احد، و ما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم.

يابن جندب! بلغ معاشر شيعتنا و قل لهم ما تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال ولايتنا الا بالورع و الاجتهاد في الدنيا و مواساة الاخوان في الله، و ليس من شيعتنا من يظلم الناس.

يابن جندب! انما شيعتنا يعرفون بخصال ثلاث شتي بالسخاء و البذل للاخوان و بأن يصلوا الخمسين ليلا و نهارا، شيعتنا لا يهرون هرير الكلب و لا يطمعون طمع الغراب و لا يجاورون لنا مبغضا و لو ماتوا جوعا، شيعتنا لا يأكلون الجري و لا يمسحون علي الخفين و يحافظون علي الزوال و لا يشربون مسكرا. قلت: جعلت فداك فاين اطلبهم؟ قال: علي رؤوس الجبال و اطراف المدن، و اذا دخلت مدينة فاسأل عمن لا يجاورهم و لا يجاورونه فذلك مؤمن كما قال الله: «و جاء من اقصي المدينة رجل يسعي» والله لقد كان حبيب النجار وحده.

يابن جندب! كل الذنوب مغفورة سوي عقوق أهل دعوتك، و كل البر مقبول الا ما كان رياءا.

يابن جندب! احبب في الله و ابغض في الله و استمسك بالعروة الوثقي و اعتصم بالهدي يقبل عملك، فان الله يقول: «و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي» فلا يقبل منه الا بالايمان، و لا ايمان الا بالعمل، و لا عمل الا بيقين، و لا يقين الا بالخشوع، و ملاكها كلها الهدي، فمن اهتد يقبل عمله او صعد الي الملكوت متقبلا



[ صفحه 78]



والله يهدي من يشاء الي صراط مستقيم.

يابن جندب! ان احببت ان تجاور الجليل في داره و تسكن الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا و اجعل الموت نصب عينك و لا تدخر شيئا لغد، و اعلم ان لك ما قدمت و عليك ما اخرت.

يابن جندب! من حرم نفسه كسبه فانما يجمع لغيره، و من اطاع هواه فقد اطاع عدوه، و من يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه و آخرته و يحفظ له ما غاب عنه، و قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا و لكل عسر يسرا، صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو ذرية (رزيه خ ل)، فانما يقبض عاريته و يأخذ هبته ليبلو فيهما شكرك و صبرك، و ارج الله رجاء لا يجريك علي معصيته و خفه خوفا لا يؤيسك من رحمته، و لا تغتر بقول الجاهل و لا بمدحه فتكبر و تعجب بعملك، فان افضل العبادة التواضع، و لا تضيع مالك و تصلح مال غيرك ما خلفته وراء ظهرك، و اقنع بما قسمه الله لك و لا تنظر الا الي ما عندك و لا تتمن ما لست تناله، فان من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع، و خذ حظك من آخرتك، و لا تكن بطرا [1] في الغني و لا جزعا في الفقر، و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك، و لا تكن واهنا يحقرك من عرفك، و لا تشار من فوقك و لا تسخر بمن هو دونك و لا تنازع الأمر اهله و لا تطع السفهاء و لا تكن مهينا تحت كل احد و لا تتكلن علي كفاية احد، وقف عند كل امر حتي تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم، و اجعل قلبك قريبا تشاركه و اجعل عملك ولدا تتبعه و اجعل نفسك عدوا تجاهده



[ صفحه 79]



و عادية تردها، فانك قد جعلت طبيب نفسك و عرفت آية الصحة و بين لك الداء و دللت علي الدواء. فانظر قيامك علي نفسك، و ان كانت لك يد عند انسان فلا تفسدها بكثرة المنن و الذكر لها ولكن اتبعها بأفضل منها، فان ذلك اجمل بك في اخلاقك و اوجب للثواب في آخرتك و عليك بالصمت تعد حليما جاهلا كنت أو عالما، فان الصمت زين لك عند العلماء وسترة لك عند الجهال.

يابن جندب! ان عيسي بن مريم عليه السلام قال لأصحابه أرأيتم لو ان احدكم مر بأخيه فرأي ثوبه قد انكشف عن بعض عورته اكان كاشفا عنه كلها، فعرفوا أنه مثل ضربه لهم. فقيل له: يا روح الله و كيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطلع علي العورة من اخيه فلا يسترها. بحق اقول لكم انكم لا تصيبون ما تريدون الا بترك ما تشتهون و لا تنالون ما تأملون الا بالصبر علي ما تكرهون، اياكم و النظرة فانها تزرع في القلب الشهوة و كفي بها لصاحبها فتنة، طوبي لمن جعل بصره في قلبه و لم يجعل بصره في عينه، و لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب و انظروا في عيوبكم كهيئة العبيد، انما الناس رجلان رجل مبتلي فارحموا المبتلي و احمدوا الله علي العافية.

يابن جندب! لا تتصدق علي اعين الناس ليزكوك، فانك ان فعلت ذلك فقد استوفيت اجرك، ولكن اذا اعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك، فان الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية علي رؤوس الاشهاد في اليوم الذي لا يضرك ان لا يطلع الناس علي صدقتك فاخفض الصوت ان ربك الذي يعلم ما تسرون و ما تعلنون قد علم ما تريدون قبل ان تسألوه، و اذا صمت فلا تغتب احدا و لا تلبسوا



[ صفحه 80]



صيامكم بظلم، و لا تكن كالذي يصوم رآء الناس مغبرة وجوههم شعثة رؤوسهم يابسة افوافههم لكي يعلم الناس انهم صيام.

يابن جندب! صل من قطعك، و اعط من حرمك، و احسن الي من اساء اليك، و سلم علي من سبك، و انصف من خاصمك، واعف عمن ظلمك، و اذا رأيت مبتلي فاحمد الله علي العافية، فانما الناس مبتلي و معافا، و اجمع رحمتك لغريب تأويه و يتيم تبسم في وجهه و تغذيه و أسير تحل وثاقه و ترضيه.


پاورقي

[1] بطر بطرا: طغي بالنعمة فصرفها في غير وجهها.


رزام بن مسلم، مولي خالد بن عبدالله قسري


شيخ طوسي (ره)، او را از اصحاب امام صادق (ع) شمرده است. [1] .

شيخ كشي (ره)، از رزام بن مسلم، نقل كرده كه گفت: من در مدينه معذب بودم، و مرا به سقف مي آويختند و كسي كه مرا شكنجه مي داد، در را به روي من مي بست و مي رفت. اهل خانه پس از رفتن او، مرا از سقف به زير مي آوردند، ساعتي بر زمين مي نشستم و راحت مي شدم، تا نزديك آمدن او، دوباره اهل خانه مرا از سقف آويختند.

مدتي گذشت، تا آنكه روزي، كاغذي كه بسته به سنگي بود، از روزنه خانه به سوي من پرتاب شد. نامه را گرفتم. ديدم كه خط حضرت صادق (ع) است، نوشته بود: «بسم الله الرحمن الرحيم.اي رزام! بگو: يا كائنا قبل كل شي ء و يا كائنا بعد كل شي ء و يا مكون كل شي ء البسني درعك الحصينة من شير جميع خلقك».

چون اين دعا را خواندم از عذاب خلاص شدم. [2] .

در روز جمعه اي، منصور دوانيقي، در حالي كه تكيه بر دست حضرت صادق (ع) كرده بود، بيرون آمد؛ رزام كه ناظر صحنه بود، گفت: دوست مي داشتم كه صورت منصور، كفش امام صادق (ع) باشد. پس در فرصتي نزديك رفت. و از امام صادق (ع)، از نماز و حدود آن سؤال كرد، حضرت در پاسخ او فرمود: از براي نماز چهار هزار حد است... [3] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 195.

[2] رجال كشي، ص 290.

[3] اعيان الشيعه، ج 31، ص 214، (به نقل از كنز الفوائد كراچكي، و فلاح السائل ابن طاووس).


دور الإمام الصادق في بناء الجماعة الصالحة


لقد تحدّثنا عن طبيعة الظروف السياسية وتناقضاتها والمظاهر الحياتية المضطربة، والدور التخريبي الذي لعبته التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة في ضمير الاُمة وفكرها وثقافتها. وعلي رأس هذا المدّ المنحرف كانت سياسة الاُمويين الظالمة التي استمرّت لزمن طويل نسبياً.

كما تحدّثنا عن خطّ الإمام (عليه السلام) ومنهجه الإصلاحي العام مع الاُمة، حيث كانت الجامعة العلمية إحدي حلقات منهجه الاصلاحي الشامل.

ولم يقتصر نشاط الإمام (عليه السلام) علي بناء الجامعة العلمية وغيرها من الأنشطة العامة; لأنّه كان يدرك جيداً أنّ هدفه الكبير هو الحفاظ علي الإسلام الذي سوف يتعرّض للتعطيل إذا اقتصر علي ذلك ولم يستهدف المحتوي الداخلي للأفراد ولم يسع لبناء الشخصيّات الصالحة التي تمدّ الساحة الاسلامية العامّة بعوامل القوّة والبقاء والحفاظ علي الاُمة والدفاع عن مقدّساتها.



[ صفحه 136]




الفهم الخاطئ للقرآن نتيجة الانحراف عن أهل البيت


روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: قوله (عزوجل): «اهدنا الصراط المستقيم» يقول: أرشدنا الصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي الي محبتك، و المبلغ الي جنتك من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك.

فان من اتبع هواه و اعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء الناس [1] تعظمه و تصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني، لأنظر مقداره و محله.

فرأيته في موضع قد احدق به خلق من غثاء العامة، فوقفت منتبذا عنهم، مغشيا بلثام، انظر اليه و اليهم.

فما زال يراوغهم حتي خالف طريقهم و فارقهم، و لم يقر.

فتفرقت العوام عنه لحوائجهم، و تبعته اقتفي أثره، فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة.

ثم مر - من بعده - بصاحب رمان، فما زال به حتي تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت - في نفسي -: لعله معاملة.

ثم أقول: و ما حاجته الي المسارقة؟!!

ثم لم ازل اتبعه حتي مر بمريض فوضع الرغيفين و الرمانتين بين يديه و مضي.

و تبعته حتي استقر في بقعة من صحراء، فقلت له: يا عبدالله لقد سمعت بك و احببت لقاءك، فلقيتك لكني رأيت منك ما شغل قلبي، و اني



[ صفحه 141]



سائلك عنه ليزول به شغل قلبي.

قال: ما هو؟

قلت: رأيتك مررت بخباز و سرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان فسرقت منه رمانتين؟!

فقال لي: قبل كل شي ء... حدثني من أنت؟

قلت: رجل من ولد آدم، من امة محمد (صلي الله عليه و آله و سلم).

قال: حدثني ممن أنت؟

قلت: رجل من أهل بيت رسول الله.

قال: أين بلدك؟

قلت: المدينة.

قال: لعلك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟

قلت: بلي.

قال: فما ينفعك أصلك مع جهلك بما شرفت به، و تركك علم جدك و أبيك لأن تنكر ما يجب أن يحمد و يمدح فاعله؟!!

قلت: و ما هو؟

قال: القرآن كتاب الله.

قلت: و ما الذي جهلت؟

قال: قول الله عزوجل: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها» [2] .

و اني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، و لما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحد منها كانت أربعين



[ صفحه 142]



حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيئات، بقي لي ست و ثلاثون.

قلت: ثكلتك أمك، أنت الجاهل بكتاب الله، أما سمعت الله عزوجل يقول: «انما يتقبل الله من المتقين» [3] ؟!!

انك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، و لما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، و لما دفعتهما الي غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما، كنت انما اضفت أربع سيئات الي أربع سيئات، و لم تضف أربعين حسنة الي أربع سيئات.

فجعل يلاحيني [4] فانصرفت و تركته [5] .

أيها القارئ الكريم: قد ذكرنا - في بداية الكتاب - حديث الثقلين و أن الضمان الوحيد لعدم الضلال و الانحراف هو التمسك بالقرآن و العترة الطاهرة معا.

و من الواضح أن محاولة فهم القرآن عن غير طريق أهل البيت (عليهم السلام) تجر الانسان الي المتاهات و الضلالات، و تدفعه الي ارتكاب المحرمات و السيئات.

و قضية هذا الشيخ المنحرف، و فهمه الخاطي ء للقرآن تعتبر من الصغائر بالنسبة الي الأخطاء الكبيرة و الانحرافات العريضة العميقة التي غيرت مسيرة الامة الاسلامية بسبب الابتعاد عن القيادة الشرعية المتمثلة في الأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام).

و لا سبيل للخلاص... الا بالعودة الي من أمر الله و رسوله بالتمسك و الاقتداء بهم، و أنهم كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و هوي و غوي.



[ صفحه 143]




پاورقي

[1] الغثاء: أرذال الناس و سقطهم (لسان العرب).

[2] سورة الأنعام آية 160.

[3] سورة المائدة آية 27.

[4] لاحاه: نازعه (أقرب الموارد).

[5] بحارالأنوار: ج 47 ص 238.


جفر


لغتي است در بره چند ماهه و علم جفر علم حروف و اعدادي است كه حوادث آينده را ميتوان از روي آن استخراج كرد و گفته اند كه امام صادق عليه السلام از آن خبر داده و آن را اينطور توضيح فرموده است (ظرفيست از پوست كه در آن علم پيغمبران و علم علماء بني اسرائيل موجود است)

و اما جفر و حقيقت آن با كثرت اخباري كه در مورد آن ديده مي شود و



[ صفحه 226]



احاديثي كه در مورد آن وارد است با اين حال موضوع جفر در غموض و ابهام خود باقي است و علما و متقدمين هنوز بر حقيقت آن آگاه نشده اند

ابن قتيبه در كتاب (ادب الكاتب) خود مي گويد كتاب جفر را امام صادق بن محمد باقر عليه السلام نوشته است و در آن هر چيز كه مورد احتياج بشر است تا روز قيامت نوشته شده چنانكه ابو العلاء معري به اين معني اشاره نموده و گفته است (لقد عجبوا لآل البيت لما انا هم علمهم في جلد جفر فمرآة المنجم و هي صفري تريه كل عامرة و قفر) يعني از آل بيت رسول صلي الله عليه و آله تعجب مي كنند كه چگونه علوم آنها را در پوست بره ي نوشته است در حالي كه آئينه ي منجم با آن كوچكي هر آباد و خرابي را به آنها نشان مي دهد


روايت نكردن صحيح بخاري از امام صادق


گفته شد كه به اعتراف اهل تسنن، امام صادق عليه السلام يكي از اركان و استوانه هاي دانش است. ابوحنيفه، امام بزرگ اهل سنت اعتراف مي كند كه در عمرم عالم تر از جعفر بن محمد عليه السلام نديدم. مقام و جلالت حضرت صادق عليه السلام چنان بود كه معاصران و متأخران حضرت، زبان به مدح ايشان گشوده اند. شبهه اي كه در اينجا مطرح است، اينكه چرا محمد بن اسماعيل بخاري در تدوين روايات پيامبر، حتي يك حديث هم از امام صادق عليه السلام در صحيح خود نياورده با اينكه شهرت علمي و فضل آن حضرت، جهان را پر كرده است و همه در برابر عظمت علمي ايشان سر تعظيم و تكريم فرود آورده اند!

بخاري در صحيح خود از رجال همه فرقه ها حتي منافقان، خوارج، ناصبي ها و دشمنان اهل بيت مانند عمران بن حطان (سرسخت ترين دشمن اهل بيت و سراينده شعر معروف در مدح ابن ملجم مرادي)، مروان بن حكم و معاوية بن ابي سفيان احاديث فراواني ذكر كرده است. گاهي نيز از افرادي حديث نقل كرده كه خود، آنها را تضعيف كرده است با وجود اين، چگونه در صحيح خود، از امام صادق عليه السلام با آن همه عظمت علمي حتي يك حديث هم نقل نكرده است كه اين جاي تأمل دارد.



[ صفحه 77]



عالم بزرگ اهل سنت، شيخ ابوبكر بن شهاب الدين حضرمي در اين زمينه ابياتي سروده كه ترجمه آن چنين است:

عجب قضيه جان سوز و دل گدازي است قضيه شيخ محمد اسماعيل بخاري.

او در كتابش به احاديث حضرت صادق راست گو احتجاج نكرده است، در حالي كه به احاديثي از مرجئه و افرادي همچون عمران بن حطان و مروان و زاده زن خطاكار [معاوية بن ابي سفيان] احتجاج جسته است.

سوگند به خانه خدا، حضرت جعفر صادق عليه السلام همچون مشعل فروزان هدايت است كه خداوند آياتي را در نماياندن عظمت آن جناب نازل كرده است.

او يگانه ي عصر خود و در دانش و تقوا، سرآمد روزگارش بود كه در عمر سراپا پرهيزگاري خود، مرتكب كوچك ترين گناهي نشد.

برخي در توجيه عملكرد بخاري گفته اند شايد علت روايت نكردن بخاري از امام صادق عليه السلام اين باشد كه وي تحت تأثير سخنان يحيي بن سعيد القطان قرار گرفته است.

ابن مديني گويد:

از يحيي بن سعيد القطان درباره جعفر الصادق عليه السلام پرسيدم. در پاسخ گفت: «في نفسي منه شي ء و مجالد احب الي منه؛ در نظر من ايرادي دارد و مجالد نزد من از او محبوب تر است» [1] اين سخن از يحيي بن القطان، سخن ظالمانه و بي خردانه اي است كه درباره حضرت صادق عليه السلام بر زبان رانده است. او در پيشگاه عدل الهي بايد بر اين گفتار خود پاسخ گو باشد.

شمس الدين ذهبي از بزرگان حديثي و رجالي اهل سنت، پس از ذكر سخن يحيي بن سعيد مي نويسد:



[ صفحه 78]



اين سخن از لغزش ها و خطاهاي يحيي بن القطان است، بلكه ائمه حديث و رجال اجماع دارند بر اينكه جعفر بن محمد اوثق از مجالد است و هيچ كس به سخن يحيي توجه نكرده است. [2] .

شايد برخي در توجيه عمل بخاري بگويند: بخاري در روايت نكردن از امام جعفر صادق عليه السلام تعمد نداشته و اين امر اتفاقي بوده است و شايد منشأ آن غفلت بوده است. در پاسخ مي گوييم: خيلي بعيد است فردي نظير بخاري كه عمر خود را در راه گردآوري حديث گذرانده و به شهرهاي مختلف سفر كرده و مدت زيادي در مدينه به سر برده است، از احاديث امام صادق غفلت كند و احاديث امام صادق عليه السلام به او نرسد. شاهد مدعاي ما، گفتار ابن تيميه حراني است كه نزد اهل سنت از رتبه و مقام والايي برخوردار است. وي در كتابش مي نويسد:

بخاري با علم به روايات جعفر بن محمد و مقام و منزلت او از روايت او روي گردانده است؛ چون سخناني از يحيي بن سعيد القطان در مورد جعفر بن محمد به بخاري رسيده بود. از اين رو، بخاري از وي حديث روايت نمي كند. [3] .


پاورقي

[1] سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 256؛ تهذيب الكمال، ج 3، ص 419؛ تهذيب التهذيب، ج 2، ص 68.

[2] سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 256.

[3] منهاج السنه، ج 4، ص 143.


چه كسي امام است؟


امام صادق عليه السلام پسران متعدد داشت (هفت پسر). يكي از فرزندان حضرت، عبدالله بود كه وي را حضرت موعظه نمود كه چرا همانند برادرت، «موسي» نيستي. منظور حضرت اين است كه چرا همانند موسي تلاش براي تقوا و طهارت نداري. وجود تفاوت بين دو برادر سؤال عبدالله نيز بود؛ به همين خاطر از پدر پرسيد چگونه است من و برادرم مگر از يك پدر و مادر نيستيم چرا بين ما، اين مقدار تفاوت است.

امام در پاسخ وي فرمود: انه من نفسي و انت ابني [1] ، «او (موسي) از جان من است، و تو فرزند من هستي.» يعني بين فرزندان تفاوت است. اگر دو نفر از يك پدر و مادر بودند اين گونه نخواهد بود كه در فضايل يكسان باشند. گرچه همه در اين مسير بايد پر تلاش باشند. عبدالله همانند سايرين پدر و فرزندها مي باشد. اما موسي عليه السلام از يك شايستگي برتر بهره مند است. آن شايستگي زمينه را براي امامت وي فراهم مي سازد. چه اين كه موسي عليه السلام به منزله جان امام صادق عليه السلام است.

آنگاه امام صادق عليه السلام در گفتاري ديگر ويژگي و شايستگي فرد را براي منصب امامت بيان فرمودند. هنگامي كه از حضرت پرسيده شد شايسته منصب امامت بعد از تو كيست، حضرت در پاسخ فرمودند كسي كه كار لهو و بيهوده انجام نمي دهد و بازي نمي كند، ان صاحب هذا الامر لا يلهو و لا يلعب، آنگاه موسي عليه السلام در حالي كه طفل بود به همراه بره اي وارد شد. در حالي كه به بره مي گفت اسجدي لربك امام صادق عليه السلام وي را در بغل گرفت و فرمود پدر و مادرم فداي كسي كه نه كار لهو انجام مي دهد و نه بازي



[ صفحه 113]



مي كند، بابي و امي من لا يلهو و لا يلعب. [2] از اين گفتار امام نكاتي بس مهم درمورد منصب امامت استفاده مي شود.

الف: ميان فرزندان امامان، تفاوت هاي فراوان وجود دارد؛ در عين حال كه از يك پدر و مادر مي باشند. آنان همگي شايستگي منصب امامت را نداشته اند.

ب: فردي شايستگي منصب امامت را دارد كه نه تنها گناه انجام ندهد و از دوران كودكي معصوم باشد، بلكه از كار لهو و بيهوده و بازي و سرگرمي نيز حتي در هنگام كودكي دوري كند.

ج: امام از شايستگي برتري برخوردار است؛ زبان حيوانات را متوجه مي شود و آنان نيز سخن امام را مي فهمند. اگر امام در خردسالي همراه با بره است، اين گونه نيست كه همانند ساير كودكان، خويش را با بره سرگرم كرده باشد، بلكه با آن حيوان درمورد خداشناسي و عبادت و سجده بر خداي سبحان سخن مي گويد. اين حقايق يعني باور زلال شيعه در مورد منصب امامت؛ يعني منصب جانشيني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم از اين گونه اهتمام برخوردار است كه شايسته ي هر كسي نخواهد بود.


پاورقي

[1] كافي، باب الاشارة و النص الي ابي الحسن الموسي عليه السلام، ح 10.

[2] همان، ح 15.


نقشه ي منصور


«عقبه» يكي از سربازان و افراد پليس مخفي منصور مي گويد: روزي منصور مرا احضار كرد و به من گفت: تو را براي امر مهمي احضار كردم اگر اين كار را صحيح انجام دهي مقام تو نزد من بزرگ خواهد بود. من گفتم: اميدوارم گمان خليفه درباره ي من به صحت بپيوندد. آنگاه منصور روز معيني را تعيين كرد و گفت: در فلان روز به طور مخفيانه به حضور من بيا، عقبه مي گويد: روز موعود فرا رسيد من مخفيانه به طوري كه كسي متوجه من نشود به حضور منصور رسيدم، ديدم جز من و خليفه كسي ديگر نيست. منصور گفت: اي عقبه اولاد حسن سلطنت مرا قبول ندارند و مرتب در صدد انقلاب هستند و طرفداران زيادي هم دارند كه بين آنها وجوهات و صدقات و هدايا رد و بدل مي شود. اينك تو مبلغي پول بردار، نامه هائي را هم تهيه كن و به طرف مدينه حركت كن تا «عبدالله بن حسن» را ديدار كني و در هنگام ورود به او، با حال خضوع و خشوع باش و به او بگو اين نامه ها از طرف دوستان شما مي باشد، اين وجوهات و پولها را هم آنها فرستاده اند، او اول تو را رد مي كند و خواهد گفت: من اينها را نمي شناسم، مأيوس نباش، صبر كن و مرتب خدمتش برو تا



[ صفحه 76]



وجوهات تو را قبول كند و ببيني او در چه وضعي قرار دارد و افكارش بر چه محوري دور مي زند. بعد از آن به طرف ما حركت كن و گزارش كار خود را به من بازگو كن.

عقبه مي گويد: من به طرف حجاز حركت كردم تا اينكه در مدينه بر «عبدالله بن حسن» وارد شدم و نامه ها را به او ارائه دادم او آنها را انكار كرد و گفت: من آنها را نمي شناسم، دوباره و سه باره رفتم و نامه ها و اشخاص و نام روستاهاي آنها را ذكر كردم كه اين وجه را به من داده اند تا آنها را خدمت شما برسانم. آنگاه بعد از اين او نامه ها را گرفت و وجه پول را هم قبول كرد من از محضرش بيرون آمدم و روز ديگر رفتم كه جواب بگيرم.

عبدالله بن حسن گفت: من براي احدي نامه نمي نويسم اما تو خودت از زبان من به آنها بگو، عبدالله به شما سلام مي رساند و گفته است كه محمد و ابراهيم دو پسران من به زودي قيام مي كنند و مهياي كمك باشيد. آنگاه از منزلش بيرون شدم و به طرف منصور حركت كردم و اين خبر را به منصور دادم.

منصور گفت: امسال من به حج مي روم، تو با من همراه باش، تا وقتي كه با عبدالله ملاقات كردم بعد از ملاقات خود را ظاهر ساز و بدين وسيله به او بفهمان كه قصه از چه قرار بوده است.


وليد بن عبدالملك و بيت المال


وي دومين خليفه ي اموي بود كه در سال 86 هجري به خلافت رسيد و تا سال 95 (حدود نه سال و هفت ماه) حكومت كرد.

هنگامي كه به دستور او مسجد معروف اموي در شام بنا شد [1] و پول



[ صفحه 108]



زيادي خرج مسجد كرد و مردم او را توبيخ و سرزنش كردند كه چرا اين مقدار پول از بيت المال مسلمين براي ساختن مسجد خرج كردي، خطبه اي ايراد كرد و گفت: تمام اين پول ها از مال شخصي خود من است نه از بيت المال [2] .

اين مطلب بيانگر اين است كه وليد اموال مسلمين را ملك شخصي خود مي دانست و آن گونه كه مي خواست، از آن بهره برداري مي كرد.

نمونه هاي فراواني وجود دارد كه بني اميه بيت المال را از آن خود مي دانستند و هرگاه كسي به آن ها اعتراض مي كرد، پاسخشان اين بود كه به هر كس بخواهيم، مي دهيم و به هر كس نخواسته باشيم، چيزي نخواهيم داد.

در اين قسمت بحث، آخرين سخن اينكه بني اميه بيت المال را غارت كردند و از اين راه با قرآن و سنت پيامبر مخالفت ورزيدند و حقوق مسلمين را از بين بردند، همان طور كه اميرمؤمنان عليه السلام فرموده است: «آن ها همچون شتران گرسنه اي كه بهاران به علفزار بيفتند و با ولع عجيبي گياهان را ببلعند، براي خوردن اموال خدا دست از آستين برآوردند» [3] .


پاورقي

[1] وليد بن عبدالملك در سال 87 هجري شروع به ساختن مسجد شام و مسجدالرسول در مدينه كرد و اموال زيادي براي اين كار در نظر گرفت و عمر بن عبدالعزيز عهده دار اين كار شد (مروج الذهب، ج 3، ص 166).

[2] الامام الصادق و المذاهب الاربعة، ج1، ص 113.

[3] «يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع» (نهج البلاغه، خطبه ي 3).


شاد بودن مطلوب فطري انسان


سؤال هاي ديگري نيز، كه بسيار عميق تر و پيچيده تر و جزو مسايل اصولي و بنيادي است، در اين زمينه مطرح مي شود. مهم ترين اين سؤال ها اين است كه اصولا مگر «شاد بودن» در زندگي مطلوبيتي دارد كه اسلام براي شاد كردن ديگران اين همه سفارش كرده و براي آن ثواب در نظر گرفته است؟ به عبارت ديگر، آيا از ديدگاه اسلام وضع مطلوب اين است كه انسان بسيار شاد و مسرور باشد يا به عكس، محزون؟



[ صفحه 104]



با توجه به رواياتي كه در مدح حزن وارد شده است، از جمله روايتي به اين مضمون كه اگر در جمعي شخص محزوني باشد، خدا همه ي آن جمع را به واسطه آن شخص محزون مورد رحمت قرار مي دهد، اين سؤال مطرح مي شود كه چگونه مي توان بين اين دو گروه روايات جمع كرد؟ آيا «شاد بودن» از نظر اسلام امري مطلوب است؟ اگر «شاد بودن» انسان مطلوبيت زيادي ندارد، پس چطور «شاد كردن» ديگران ثواب دارد، بلكه بالاترين عبادات تلقي مي شود؟ اين سؤالي است كه جواب آن چندان آسان نيست. براي پاسخ به اين سؤال، بايد مقدماتي را بيان كرد.

بدون شك اصل مسرور بودن و شاد بودن يك مطلوب فطري است. از نعمت هايي كه خداي متعال وعده ي اعطاي آن را به انسان در روز قيامت داده است، اين است كه مؤمن در بهشت غمگين نمي شود و شاد خواهد بود: وجوه يومئذ ناعمة؛ [1] چهره هاي مؤمنان در بهشت بسيار شاداب و خرم است. در جاي ديگري مي فرمايد: ينقلب الي أهله مسرورا؛ [2] مؤمن پس از محاسبه، نزد اهل و عيالش، در حالي كه بسيار شاد و خندان است، باز مي گردد. بي شك انسان فطرتا طالب خوشي، شادي و سرور است. مفاهيمي از قبيل خوشبختي، خوشوقتي، خوشحالي و... همگي از خوشي گرفته شده است؛ يعني انسان، خود به خود، طالب خوشي است و اين اشكالي ندارد. مؤمنان وقتي در روز قيامت وارد بهشت مي شوند مي گويند: الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن؛ [3] خدا را ستايش مي كنند كه حزن و اندوه را از آنان برداشت؛ يعني دوران حزن و غمي كه در دنيا داشتند سپري شد و زماني كه وارد بهشت مي شوند، ديگر از حزن و اندوه خبري نيست. پس شاد بودن و محزون نبودن فطرتا مطلوب است و اين پاداش مؤمنان در بهشت است. برعكس، اهل جهنم، هميشه غمگين و افسرده هستند. قيافه هاي درهم كشيده (عبوسا قمطريرا) [4] و چهره هاي چروكيده و سياه (وجوههم مسودة) [5] از حالات دوزخيان است. قرآن آن گاه كه مي خواهد از شهدا تعريف كند و غير مستقيم ديگران را تشويق نمايد كه به خيل شهدا



[ صفحه 105]



بپيوندند، مي فرمايد: فرحين بما آتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم؛ [6] آنها به سبب نعمت هايي كه خداوند به آنها داده است در شادي و سرور هستند. بنابراين، داشتن شادي و سرور، يك امر مطلوب فطري است، كه هم در برزخ و هم در آخرت، قطعا جزو نعمت هاي بزرگ الهي مي باشد. همه ي ما بايد طالب چنين نعمتي باشيم.

انسان فطرتا طالب خوشي است. در دنيا خوشي ها و ناخوشي ها، به طور طبيعي و تكويني، براي همه وجود دارد؛ هيچ كس در دنيا نيست كه در همه ي عمر خود شاد و يا در سراسر اين مدت غمگين باشد. هر كسي كما بيش غم ها و شادي هايي دارد. انسان به طور طبيعي مي خواهد در دنيا شاد باشد، و اين شادي ها از راه هاي مختلفي پيدا مي شود. گاهي يك شادي، غم هاي طولاني را در پي دارد، مانند شادي هايي كه از يك گناه موقتي پيدا مي شود. هر چند انسان ممكن است با انجام يك گناه به طور موقت شاد شود، اما گرفتاري هاي بعدي را به دنبال خواهد داشت. كساني هم كه از راه هاي غير مشروع مانند استعمال مواد مخدر، مسكرات و... خود را شاد مي كنند، شادي آنان موقتي است و پس از آن، ساعت ها بلكه عمري را بدبخت خواهند شد. اين نوع شادي، مطلوبيتي ندارد و عقل هم هيچ وقت چنين شادابي را تجويز نمي كند كه انسان لحظه اي از مواد مخدر استفاده كند، شادي كاذبي پيدا كند و بعد عمري معتاد شده، خود، خانواده و جامعه اش را بدبخت كند.

طبق نظام ارزشي اسلام، مطلوبيت واقعي هر چيزي زماني است كه در مسير مطلوبيت نهايي و سعادت ابدي انسان باشد. اگر شادي هاي دنيايي انسان در راستاي كمك به شادي آخرت او باشد، بسيار پسنديده و مطلوب است. آيا اساسا چنين شادي هايي وجود دارد؟ پاسخ مثبت است. انساني كه افسردگي مطلق داشته باشد، به دنبال هيچ كاري نمي رود، عبادت هم نمي كند. چنين كسي نه كار دنيا را مي تواند درست انجام دهد نه كار آخرت را. كسي كه نشاط ندارد، تنها مي خواهد گوشه اي بنشيند، نه حرفي بزند، نه حرفي بشنود و نه كاري انجام دهد. چنين فردي نه به درد دنيا و آخرت خودش مي خورد و نه دنيا و آخرت ديگران. حزن و اندوهي كه انسان را از كار و زندگي باز دارد و باعث شود كه فرد نه به كار دنيا برسد و نه به كار آخرت، در واقع نوعي بيماري



[ صفحه 106]



است و هيچ گونه مطلوبيتي ندارد. اين كار حتي ممكن است به كفر نيز منتهي شود. گاهي هم موجب مي شود كساني كه ايمان ندارند يا داراي ايماني ضعيف هستند، دست به خودكشي بزنند. چنين حزن هايي هيچ وقت مطلوب نيست. برعكس، آن حالت نشاطي كه انسان را وادار كند به اين كه هم كارهاي دنيايي و هم كارهاي آخرتي خود را درست انجام دهد، مثلا موجب شود كه درسش را بهتر بخواند و عبادتش را بهتر انجام دهد، امري مطلوب است. از اين روي، استفاده از وسيله اي كه سعادت اخروي انسان را به دنبال داشته باشد مطلوب خواهد بود.

بنابراين مي توان گفت، اين طور نيست كه هر سرور و فرحي در دنيا مطلوب است، به خصوص اگر حالت افراطي پيدا كند. در قرآن غالبا از فرح مربوط به دنيا با لحني نكوهش آميز ياد شده است؛ مانند: انه لفرح فخور؛ [7] او [انسان] شادمان و فخرفروش است. يا: لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. [8] اين آيه درباره ي قارون است كه به واسطه نعمت هاي دنيايي، به خود مي باليد و بسيار مغرور بود. بني اسرائيل براي نصيحت او به نزدش آمدند و گفتند: لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين؛ خيلي سرمستي نكن، خدا فرحين را دوست نمي دارد. معمولا در ادبيات فارسي تعبير «سرمستي» براي اين گونه سرورها و فرح هاي افراطي به كار مي رود. اين گونه شادي ها مسلما نامطلوب است؛ زيرا نه تنها كمكي به حركت تكاملي انسان نمي كند، بلكه انسان را در دام شيطان مي اندازد، او را غافل و مغرور ساخته از وظايف و تكاليفش باز مي دارد و موجب مي شود كه به ديگران فخر بفروشد. در بعضي از آيات قرآني هم اشاره شده است كه كساني كه در دنيا خيلي سرور داشتند، وضعشان در آخرت خيلي خوب نيست: انه كان في أهله مسرورا؛ [9] در وصف جهنميان مي فرمايد، آنها كساني هستند كه در دنيا خوش گذراني كرده و زندگي را به شادي و سرمستي مي گذراندند.


پاورقي

[1] غاشيه (88)،8.

[2] انشقاق (84)،9.

[3] فاطر (25)،34.

[4] انسان (76)،10.

[5] زمر (39)،60.

[6] آل عمران (3)،17.

[7] هود (11)،10.

[8] قصص (76)،28.

[9] انشقاق (84)،13.


بارزترين ويژگي دعوت امامان شيعه


اين موضوع را مي بايد بارزترين خصيصه ي دعوت امامان شيعه دانست. از نخستين سالهاي پس از رحلت پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله، در همه ي دوره هاي امامت، مطلع دعوت شيعي را اثبات امامت اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله تشكيل مي داده است. اين موضوع در قيام خونين حسين بن علي و پس از آن حتي در جنبش امامزادگاني مانند زيد بن علي نيز مشاهده مي شود. دعوت امام صادق عليه السلام نيز از اين كليت بيرون نبوده است.


در مورد تعميرات


طبق مدارك موجود، با مرور زمان و در مقاطع مختلف در حرم و گنبد و بارگاه ائمه بقيع (عليهم السلام) تعميرات و اصلاحاتي به وسيله بعضي از خلفا و سلاطين و يا افراد مختلف به عمل آمده است كه به نقل اين موارد و معرفي اين افراد مي پردازيم:


من سنن الأنبياء و حكمهم


و قص الامام عليه السلام علي أصحابه مجموعة من سنن الأنبياء و حكمهم، و قضاياهم، ليهتدوا بسيرتهم، و يستنيروا بسلوكهم، و في ما يلي بعض ما أثر عنه.


ولايته علي صدقات النبي


و تولي عبدالله بالنيابة عن أخوانه صدقات النبي (ص) و صدقات الامام أميرالمؤمنين (ع) و توزيع وارداتهما علي حسب ما جاه في وصية النبي (ص) و الامام أميرالمؤمنين.


از داشتن فرزند دختر ناراحت نباشيد


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام به مردي كه از به دنيا آمدن دختري براي خود ناراحت بود فرمودند:

به من بگو، اگر خداوند تبارك و تعالي به تو وحي مي كرد كه: (من برايت انتخاب كنم يا خودت انتخاب مي كني) چه مي گفتي؟ عرض كرد: مي گفتم:



[ صفحه 71]



پروردگارا، تو برايم انتخاب كن. حضرت فرمودند: حالا هم خدا براي تو انتخاب كرده است. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 6 / 6 / 11، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22649.


مراتب رضا در انسان ها


اگر اعضاي يك خانواده به اتفاق همديگر به مهماني بروند و بر سر سفره اي بنشينند، ممكن است هر كدام از آنها براي حضور در اين مهماني انگيزه ي خاصي داشته باشند. فرزند كوچك تر از اين رو به مهماني آمده است كه شربت و شيريني و ناهار خوشمزه اي بخورد و پيوسته در اين فكر است كه چه موقع شيريني و ناهار مي آورند. خيلي از انسان ها نيز مانند اين طفل از معنويات فقط به دنبال فوايد مادي آنند و وقتي به فوايد دنيوي معنويات دست يابند راضي مي شوند. البته، اين هم به نوبه خود مرتبه اي است و به عنوان پله اول ترقي مورد قبول است، اما نبايد پله آخر تلقي باشد. برادر بزرگ تر به اميد اين كه فلان كس را آنجا ببيند به مهماني مي آيد، مادر خانواده از اين رو آمده كه مي داند اگر به مهماني نيايد، صاحب خانه نيز دعوت او را براي مهماني آينده نمي پذيرد. پدر خانواده نيز در اين مهماني به دنبال آن است با فلان پولدار كه در مهماني حاضر شده است آشنا شود تا در آينده بتواند از او كمك بخواهد. ممكن است يك نفر هم از بين خانواده پيدا شود كه چون خدا اجابت دعوت مؤمن را دوست دارد، در آن مهماني حاضر شده باشد. تمام اعضاي اين خانواده از اين مهماني استفاده برده اند، اما هدف و مقام هر كسي با ديگري تفاوت دارد. فضيلت رضا نيز در ميان انسان ها مراتب گوناگون دارد و هر كس به فراخور درك و مرتبه خود، بهره اي از اين حالت معنوي دارد.


پاداش حجاج


تشرف به خانه ي خدا موفقيت بزرگي است. كسي كه اين موفقيت نصيبش شد، سعادتي عظيم نصيب او شده است. ولي همان طور كه محصلان هر كدام نمره ي مخصوصي مي گيرند، مراتب حجاج نيز يكسان نيست. هركس وظيفه اش را كاملتر انجام دهد و عمق و واقع اعمال حج را بهتر درك كند، مرتبه و پاداش او زيادتر است. شما بكوشيد تا از راه كسب معرفت، تقوي، اخلاص و خدمت به خلق حجي كاملتر انجام داده باشيد.

الحجاج يصدرون علي ثلاثة اصناف: صنف يعتق من النار، و صنف يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته امه، و صنف يحفظ في اهله و ماله فذلك ادني ما يرجع به الحاج. [1] .

حجاج از مكه كه بر مي گردند سه دسته اند: دسته اي كه از آتش (جهنم) آزاد مي شوند. و دسته اي كه از گناهان بيرون مي آيند، مانند روزي كه از مادر متولد شده اند. و دسته اي كه (تنها پاداش آنان آن است كه) خانواده و مال آنها (از بلا) محفوظ مي ماند، (و اصلا آمرزشي براي آنها نيست مانند رياكاران) و اين كمتر پاداشي است كه نصيب حاجي مي شود.


پاورقي

[1] وافي. ج 8، ص 40.


عبادت امام زين العابدين


تنها به مطرح كردن عبادات امام زين العابدين عليه السلام كه در شبانه روز هزار ركعت نماز مي خواند [1] يا اشاره به روزه هاي پيوسته اش كه كنيز آن حضرت مي گفت «هيچ شبي بستري برايش نگستردم و هيچ روزي خوراكي برايش نياوردم» [2] ، نبايد بسنده كرد و به آن مغرور شد، چرا كه آنچه بسيار مهم است و بايد به آن توجه داشت، مسئله ي ايمان و يقين واقعي امام بود كه تمام اين اعمال را به خاطر آن انجام مي داد، زيرا در مقام نيت چون حق تعالي را اهل و شايسته ي عبادت مي دانست لذا نيت خود را مخصوص و منحصر در ذات حق قرار مي داد نه به خاطر ترس و بيم از او، چنانكه از مولاي متقيان اميرالمؤمنين عليه السلام رسيده است كه در مقام عبادت مي گفت: خداوندا، من تو را از بيم عقابت نمي پرستم و به اميد رسيدن به پاداشت نيز عبادت نمي كنم، لكن چون تو را اهل و شايسته ي عبادت يافتم بندگيت مي كنم.

همچنين، در مقام توجه و التفات به معاني و مفاهيمي كه مي گفت يا عمل مي كرد، جوري بود كه كمترين شائبه ي دروغ در گفتار و مخالفتي



[ صفحه 409]



در عملش وجود نداشت. در مقام عبادت و ايستادن در حضور خداوند آن چنان بندگي مي كرد كه گويي خدا او را مي بيند، و آن چنان از او در بيم و هراس بود كه گويي پيوسته به وي مي نگرد. در تمام حالات، جلال و عظمت خدا در حضورش متجلي و تابان بود.

بنابراين - با توجه به اين مطالب - هيچ جاي تعجب نيست از آنچه راويان حديث نقل كرده و گفته اند:

وقتي كه براي اداء فريضه در حضور مولا عز شأنه مي ايستاد، چنان ترس و وحشتي سراسر وجودش را فرامي گرفت كه تمام اعضاي بدنش مي لرزيد و چون وارد نماز مي شد، چنان خشك و بي حركت مي ايستاد كه جز آنچه باد از لباسش را تكان مي داد ديگر حركتي از او مشاهده نمي گشت. [3] .

وقتي از او سؤال مي شد «اين چگونه حالتي است كه به شما روي مي آورد؟»، مي فرمود: آيا مي دانيد در حضور چه كسي مي ايستم و با چه كسي مي خواهم مناجات كنم؟ من مي خواهم آماده شوم براي ايستادن در حضور فرمانروايي بس بزرگ! [4] .

هرگاه به نماز مي ايستاد رنگ مباركش زرد مي شد و آن را همچون نماز وداع مي خواند كه گويي آخرين نماز اوست. [5] .

هرگاه به سجده مي رفت سر از سجده برنمي داشت تا اينكه غرق عرق مي شد. [6] .

روزي ابوحمزه ي ثمالي ديد آن حضرت نماز مي خواند و عبا از بالاي دوشش پايين تر افتاده است ولي آن را صاف و برابر نمي كند. چون



[ صفحه 410]



حضرت از نماز فارغ شد، عرض كرد: يابن رسول الله، عبا از دوشت افتاد و آن را درست و منظم نكردي با اينكه ما را از اين گونه حالتها نهي مي فرمودي.

حضرت فرمود: آيا مي داني من در حضور چه كسي ايستاده بودم؟ به خدا قسم حضور مولا مرا از آن غافل كرده بود. مگر نمي داني نماز هيچ بنده اي قبول پيشگاه خدا نمي شود مگر به اندازه اي كه به او توجه كرده است؟

ابوحمزه كه اين بيان بلند امام را شنيد عرض كرد: بنابراين ما هلاك شديم.

امام او را آرامش خاطر داد و فرمود: نه، خداوند آن نواقص را با نوافلي كه انجام مي دهيد تكميل مي كند. [7] .


پاورقي

[1] خصال صدوق، ج 2، ص 101.

[2] علل الشرايع، ص 88.

[3] فروع كافي، كتاب صلات؛ مرآة العقول، ج 3، ص 119.

[4] حلية الاولياء، ج 3، ص 133.

[5] علل الشرايع، ص 88 (مؤلف).

[6] فروع كافي، باب خشوع در نماز، مرآة العقول، ج 3، ص 119؛ تهذيب، ج 1، ص 218.

[7] دعائم الاسلام، ج 1، ص 158، ط آل البيت.


ربا


برخلاف آنچه كه برخي تصور كرده اند ربا نمي تواند با فقر و تنگدستي مبارزه كند و هرگز در رواج بازار تجارت و افزايش اموال مؤثر نيست بلكه برعكس خير و بركت مال را از بين مي برد و اخلاق شخص را فاسد مي كند و فقر و تنگدستي را افزايش مي دهد. البته اين تنها رأي و عقيده ي امام جعفر (ع) نيست بلكه قول اسلام نيز همين است.

امام صادق(ع) در اين باره بسيار سخن گفت كه شايد بتواند مردم را ارشاد و هدايت كند.

چنانكه وقتي از او پرسيدند كه خداوند چرا ربا را حرام كرده است؟ پاسخ داد: براي اينكه از احسان و نيكي و خير به مردم جلوگيري مي كند.



[ صفحه 318]



جعفر بن محمد (ع) مجازات رباخوار را بسيار سخت تعيين كرده و مجازات او را قتل دانسته و فرموده:

كسي كه به رباخواري پرداخته پس از سوگند و شاهد او را حد مي زنند اگر باز هم تكرار كرد يكبار ديگر او را حد مي زنند و اگر دوباره به تكرار آن پرداخت بايد او را كشت [1] امام صادق (ع) همواره مردم را به نيكي و احسان دعوت مي كرد و در اين امر اصرار و پافشاري مي نمود و اين نيز از سخنان اوست كه گويد: زكوة نعمت ها نيكي و احسان، زكوة جاه و مقام شفاعت، زكوة بدن بيماري و بالاخره زكوة نصرت و پيروزي عفو و بخشش است و بدون ترديد كسي كه زكوة خود را بپردازد هرگز نابود نمي شود و نام او جاويد و سرمدي خواهد بود. [2] .



[ صفحه 319]




پاورقي

[1] صفة الصفوة ج 2 ص 95- مجمع البيان ج 2 ص 392.

[2] اعيان الشيعه ج 4 بخش 2 ص 202.


فرزندان امام صادق


حضرت هفت پسر و سه دختر داشتند كه شرح احوال برخي از فرزندان وي را به طور اختصار بيان خواهيم كرد:

اسامي بعضي از فرزندان امام جعفرصادق عليه السلام

1- اسماعيل معروف به اعرج كه بزرگترين فرزند وي است. اسماعيل در زمان حيات حضرت از دنيا رفت. حضرت صادق عليه السلام در حزن فرزند جزع شديدي نمود و اندوهي عظيم داشت. اسماعيل در كنار بقيع مدفون گرديد. تا سال يكهزار و سيصد و پنجاه و پنج هجري آثار بقعه او به شكل چهار ديوار سيماني موجود بود ولي چون در وسط شارع قرار گرفته بود به امر ملك ويران و با زمين يكسان گرديد. گويند چند روزي از اين حادثه نگذشته بود كه ملك را با تير كشتند. جالب اينجا است كه پس از وفات حضرت صادق عليه السلام عده اي از كج انديشان به امامت اسماعيل پيوستند كه آنان را اسماعيليه مي گويند. در حال حاضر تعدادشان بسيار اندك و اضافاتي بر عقيده اسماعيليه افزوده اند كه در اصول و فروع با مذاهب



[ صفحه 103]



مشهور اسلامي داراي اختلافات خرافاتي بي شمار مي باشد. سلسله سلاطين قاطميه مغرب زمين كه در 274 سال سلطنت كرده اند از اولاد اسماعيل بن جعفر صادق بوده اند. روي همين اصل سلسله را نيز اسماعيليه گويند و محمد فرزند همين اسماعيل در نزد هارون الرشيد درباره ي عموي خود امام موسي بن جعفر سعايت كرد و هارون را به قتل حضرت تحريك كرد. خود محمد بن اسماعيل در نتيجه اين سعايت به مرضي سخت گفتار شد و با وضع بدي از دنيا رفت.

2- عبدالله بن افطح. وي هميشه با خواسته هاي پدر مخالفت مي كرد. بعد از پدر مدعي خلافت و امامت شد و جمعي نيز امامت وي را پذيرفتند كه آنان را فطحيه مي نامند. بعدها چون مردم ضعف علمي و عملي وي را مشاهده كردند از او برگشته و به امامت موسي بن جعفر روي آوردند.

3- اسحق بن جعفرصادق عليه السلام شخص جليل القدر و اهل فضل و تقوي بود و احاديث بسياري نقل كرده است و به امامت برادرش موسي عليه السلام قائل بود و در عريض - قريه اي است در نزديكي مدينه - به دنيا آمد. اين طور پيدا است كه از هر كسي ديگر شباهت به حضرت رسول بيشتر بوده است. اين مرد ارزشمند همسر گرامي حضرت عليا مخدره نفيسه دختر اميرحسن ابن زيد بن حسن بن علي بن ابيطالب عليه السلام بوده و در مصر مدفون است. كرامات بي حد و حصر از اين والاگهر مشاهده شده است [1] و جناب اسحق جد سادات بني الزهرا است.



[ صفحه 104]



4- محمد ديباج بن جعفرصادق عليه السلام. اين شخص والا از سخي ترين و شجاع ترين مردمان عصر خود بود و در تمام سال يك روز در ميان روزه دار بود. در سال يكصد و نود و نه به مأمون عباسي به خاطر ظلم ها و حق كشي هاي وي خروج كرد و مأمون نيز يكي از سرداران سپاه خود به نام عيسي جلودي را با لشكري مجهز به جنگ وي فرستاد. در اين جنگ سپاهيانش را فراري دادند و خود ايشان را نيز دستگير كردند. وقتي كه به مرز خراسان رسيدند در محلي به نام «فرقان چاپي» كه امروزه معروف به لطف آباد است دار فاني را وداع گفت. عده اي از محققين نوشته اند كه در تاريخ قرايني پيدا است كه رحلت وي با امر طبيعي نبوده است. در لطف آباد گنبد و بارگاه و صحن سراي زيباي دل افروز دارد كه مورد توجه خاص و عام بوده و از اطراف و اكناف هميشه مسلمانان بسياري به زيارت آن مرقد شريف با هدايا و نذورات روي مي آورند و تا به حال عظمت و كرامات بي شماري از آن تربت مقدس نقل و مشاهده شده است و نگارنده در زماني كه مجاور آستان بوسي حضرت علي بن موسي عليه السلام افتخار داشتم اين مرقد شريف را زيارت كردم. حضرت محمد بن جعفر عليه السلام به قدري زيبا و صبيح المنظر بوده است كه ملقب به «ديباج» معرب ديبا (ابريشم) گرديد. نسب شجره سلسله جليلة السادات آل ديباج به حضرت مي رسد. تا امروز از آن خاندان شريف رجال علم و دانشمندان رشيد بسيار در تاريخ ذكر شده است.

5- عباس بن جعفرصادق عليه السلام است كه سيد جليل القدر و دانشمند و



[ صفحه 105]



فاضلي بوده است.

6- علي بن جعفر عليه السلام شخص كثير الفضل و پرهيزگار و صاحب عقيده صادق بود. اين بزرگوار تحت تربيت برادرش حضرت موسي بن جعفر عليه السلام به مقامات عالي علمي و عملي نايل شد. وي تا زمان حضرت امام علي النقي عليه السلام مي زيست. وي كتابي معروف به نام مسايل جعفريات دارد كه در نزد علماي اماميه داراي اعتبار و ارزش خاصي است. مدفن اين بزرگوار را در چند محل گفته اند. برخي نوشته اند كه در عريض نزديكي مدينه مدفون است. همچنين در جنوب شرقي بيرون شهر قم گنبد و بارگاه و صحن و سراي زيبايي وجود دارد كه محل توجه عموم زايرين مي باشد كه در ميان عامه موسوم به مدفن علي بن جعفر است. همين مرقد مزين به كاشي هاي باستاني پرقيمتي بود كه در زمان سلطنت پهلوي شبانه مورد دستبرد سارقين قرار گرفت. پس از كشتن خادم آن كاشي ها را به غارت بردند. در زمان دولت طاغوتي هيچ مقبره و ابنيه باستاني از اين دستبردها سالم نماند و تمام گنجينه هاي تاريخي ايران را با دست خود در تحت اختيار اجانب گذاشتند و از آن مرقد شريف كرامات زيادي ظاهر شده است. از جمله كراماتي كه خود شاهد آن بوده ام، قضيه شگفت آوري است كه در اينجا به طور اختصار به ذكر آن مي پردازم. در زمستان سال 1375 قمري بود كه عده اي از فضلاي محترم حوزه علميه قم به قصد زيارت آل قبر شريف وارد حرم شدند. يكي از آقايان محترم به قصد مزاح و شوخي از شبكه مرقد با كاغذ لوله شده اي كه در دست داشت مي خواست از آن



[ صفحه 106]



پول هايي كه زوار به قصد هديه و نذر روي مرقد ريخته بودند بردارد. ولي بعد از چند لحظه ناگهان فريادي زد كه همه را به خود جلب كرد. زنبوري بزرگ همچنان دست وي را گزيده بود كه جاي گزيدگي همانند كوزه كوچكي باد كرده بود و اين امر عجيب باعث حيرت همه حاضرين شد؛ زيرا در آن موقع از سال هيچ زنبوري از لانه خود خارج نمي شود. به علاوه در علم جانورشناسي گفته اند كه در فصل سرد زمستان اين گونه حيوانات طبيعتا قدرت گزيدن ندارند، و سم هايي كه دارند بي اثر است. آري هر كس كه قصد اهانت به اولياء الله را داشته باشد اينچنين به سزاي اعمال خود مي رسد هر چند كه به قصد مزاح باشد.


پاورقي

[1] اهل مصر اهتمام تمامي در حق وي دارند و مزارش مورد تجليل خاص و عام است. زندگينامه اين اختر فروزان در قسمت تاريخ فرزندان امام حسن مجتبي بيان شده است.


يك روايت ديگر نص بر امامت امام صادق


از كتاب عيون اخبار الرضا از ابي نضره روايت شده او گفت چون امام محمدباقر عليه السلام مريض شد و جعفر را طلبيد تا عهد بندد و در آن حال زيد بن علي برادران حضرت آمد گفت چه مي شد كه همان حكمي كه درباره حسنين فرمودند در حق من مي كردي يعني مانند سيدالشهداء كه امام مجتبي عليه السلام او را پس از خود وصي گردانيد تو هم مرا وصي خود كن من هم برادر توام وصي خود گرداني و خليفه خود سازي امام محمدباقر به او فرمود يا اباالحسين اين منصب امانت الهي است نمي توان به قياس عمل كرد امامت از حجتهاي الهي است كه به نص پيغمبر و آثار و علائم الهي به او سپرده مي شود و لذا امام جعفرصادق عليه السلام را به جاي خود به حكم دستور نبوت به وصايت معرفي كرد.

محمد بن ابي عمر از هشام بن سالم از ابي عبدالله جعفر بن محمد روايت مي كند كه در حين رحلت پدرم مرا به وصايت وصيت كرد و اسرار و ودايع امانت را به من سپرد - و نظاير اين اخبار زياد است كه امام محمدباقر عليه السلام تصريح فرمود كه پس از من جعفر خليفه و امام و جانشين و مقتداي خلق پس از من است كه بايد همه به او اقتدا كنند.



حضرت صادق امام مقتدي

بر تمام خلق عالم پيشوا



نور حق از نور رويش آشكار

جمله ي انوار از او مستعار



وارث جد و پدر از پيش حق

بر بزرگان جهان او را سبق



كس به دوران كي بدي او را عديل

ذات او چون ذات يزدان بي بديل



جويبار جو در اسر وسهي

جمله شيران بر او روبهي





[ صفحه 93]





از نياكان تا به آدم پادشاه

بلكه عالم را از او نور و ضياء



ني غلط گفتم كه با جد و پدر

بود نامش ثبت در لوح قدر



جمله هستي طفيل بودشان

بوده در سوداي ايشان سودشان



بود بر خلق دو عالم پيشوا

آن امام حق به فرمان خدا



سر به سر در اوج عزت باثبات

جملگي از ذات حق قائم به ذات



حب ايشان معني غلمان و حور

خاك درگهشان قصور بي قصور



بندگان درگهش شاه و امير

چاكرانش را قدر فرمان پذير



ز آفتاب روي لا شرقي او

هر كه او خفاش وش برتافت رو



جمله ذرات در وجد آمده

تا كه خورشيد رخش طالع شده



شاد باشيد اي گروه شيعيان

كز شما برپاست دور آسمان



با ولاي اهل بيت مصطفي

فارغند از پرسش روز جزا



در بهشت جاودانتان منزل است

شادمانتان جان و خرم تان دل است



اي امام دين اگر چه نيستم

لايق الطاف تو خود كيستم



تا كه گويم يك نظر سويم نكن

ريشه رنج و غمم از دل بكن



وارهانم از غم و رنج و عنا

كن كرم بر اين فقير بي نوا



ليك چون خورشيد نورافشان شود

نور او بر خار و گل يكسان رسد [1] .




پاورقي

[1] از مرحوم حاجي علي اكبر نواب شيرازي در شرح حال امام صادق (ع).


احتجاجات باز نادقه


با اين مقدمات و اختلافات افكار و عقايد در اعلميت حضرت صادق ترديدي نبوده و تمام مردم آن عصر و تمام علماء و فقها و حكماء و علماي طبيعي حتي زنادقه هم اتفاق داشتند كه جعفر بن محمد اعلم خلق است و براي استفاده از محضر او آمد و شد بسيار با او مي نمودند و به ديده احترام و تعظيم به او مي نگريستند و يكي پس از ديگري مي آمد و تا حدي هم از فقهاي خشك مي ترسيدند و قبل از بحث مسائل مي گفتند يا اباعبدالله مجالس اماناتي است كه بايد مذاكرات آن محفوظ و مصون باشد مرادشان اين بوده كه اگر مشكلات عقلاني را مي پرسند و زاهدان خشك تحمل شنيدن آن مسائل را نداشتند آگاه از پرسش آنها نشوند مبادا به خصومت برخيزند.

يكي از آنها آمد گفت يا اباعبدالله معني اين آيه چيست؟

الرحمن علي العرش استوي فرمود معني استيلاء بر عرش اين نيست كه كرسي عرش نشمين گاه او باشد بلكه مراد اين است كه عرش يعني مجموعه بزرگترين خلقت خدا هم در فرمان سلطه و اقتدار اوست - كه معني استيلا احاطه است احاطه علمي و قدرتي

ديگري آمد پرسيد يا اباعبدالله چرا موقع دعا بايد دستها را به طرف بالا گرفت مگر خدا بالا مي باشد.

فما الفرق بين ان ترفعوا ايديكم الي السماء و ان تحفضوها نحو الارض اگر خدا جا ندارد چرا به سوي بالا دست به سوي او دراز كنند

فرمود بلي تفاوت ندارد بلندي و پستي نيست همه جا و همه ازمنه و امكنه در حيطه قدرت و سلطه اوست.

اما چون منبع ارزاق و محل تقسيم در آسمان است يعني باران كه موجب ايجاد رزق مي گردد در بالاست شارع عالم براي جلب افكار مردم به آفرينش عالم و ارتباط آن دستور داد كه در هنگام دعا دست به بالا بلند كنند و به علاوه كه لطايف خلقت مانند ملائكه و فرشته گان و بهشت و روح و مجردات در بالاست - و اين مجاز براي درك حقيقت است كه سوق به لطايف پيدا كنند.

ابن ابي العوجا وارد بر امام صادق عليه السلام شد گفت مذاكرات ما محفوظ بماند حضرت فرمود محفوظ است هر چه دل تنگت بخواهد بپرس - و پرسيد آيا تو خودت اين هيئت تركيبي ساخته شده است يا ساخته نشده است.



[ صفحه 77]



ابن ابي العوجا گفت ترديدي نيست كه ساخته شده و مركب از اجزاء و عناصريست.

امام صادق عليه السلام فرمود اگر ساخته شده پس مصنوع است اجزاء مؤتلفه تركيبي صانع نمي شود بلكه مصنوع است اگر مصنوع نيستي پس چيستي - او عاجز شد برخاست رفت باز برگشت پرسيد آن صانع غائب كجاست؟

فرمود واي بر تو او از رگهاي گردن به آدمي نزديكتر است پست و بلند - بالا و پائين شرق و غرب - حضور و غياب در ساحت مقدس او راه ندارد او غني مطلق است غبار فقر و تركيب بر ساحت كبريائي او راه ندارد امام صادق عليه السلام فرمود اي پسر ابي العوجا اگر واقع اين است كه تو مي گوئي كه يقينا نيست اگر ثواب و عقابي نباشد ما زياني نكرده ايم و چيزي از ما كسر نشده ولي در صورتي كه مسلما حساب و كتاب و ثواب و عقاب هست واي بر شماها كه دست تهي هستيد و در آتش عقوبت و بلا خواهيد سوخت باز هم رفت و روز ديگر آمد گفت يا اباعبدالله به چه دليل مي گوئي عالم حادث است و موجدي دارد.

فرمود اگر عالم حادث نباشد بايد قديم باشد و قديم از تحول و تغيير و اختلاف و كسر و نقصان و افزوني و غيره مبراست در حالي كه ما به حس مي بينيم كه همه چيز در حال تغيير و تحول و تطور و تكامل است كوچك است بزرگ مي شود رنگ ها تغيير مي كند قيافه ها عوض مي شود و زن و مكيال مختلف مي شود روز و شب و سرد و گرم - تحولات و تغييرات زياد رخ مي دهد.

گفت بر فرض كه اين تغييرات رخ دهد از كجا كه صانعي دارد.

فرمود به فرض تو حركت فكري مي كنيم همان اجزاء كوچك يا بزرگ هم با هم در همان حال كوچكي اختلاف و تغيير پيدا مي كنند - و اگر قديم باشد نبايد اين همه اختلاف و تغيير رخ دهد.

روز ديگر آمد پرسيد لاي علة خلق الخلق و هو غير محتاج اليهم و لا مضطر الي خلقهم و لا يليق به البعث بنا

گفت خداي تو چرا اين خلق را آفريد مگر مجبور بوده يا چاره اي از خلقت آنها نداشت اين فعل عبث شايسته حكم نيست.

امام صادق (ع) فرمود اگر اين مخلوق را نمي آفريد از كجا حكمت و علم و قدرت او ظاهر مي شد و چگونه با صنعت با عظمت خود را مي نمود اگر ياد داشته باشي در بحث قضا و



[ صفحه 78]



قدر گفتيم كه اين آفرينش براي اظهار قدرت و علم و حكمت حق بوده است اگر بنا شود باز تكرار كنيم به طول مي انجامد.

ابن ابي العوجا گفت چرا خدا به يك خانه اكتفا نكرد و خانه ديگر آفريد يعني آخرت را خلق كرد.

امام صادق (ع) فرمود چون حكمت اقتضا كرد كه انسان جامع جميع صفات خلايق باشد لذا او را از شهوت و غضب و عقل آفريد و هر يك از اين فرماندهان را در بدن لشكري داد كه فرمان آنها را برند و نفس انساني پادشاه كشور تن است هر دسته اي كه پيرو هر فرماندهي شوند در حكم شريعت مسئوليت دارند تا با عقل و آزادي و بلوغ راه شرع را پيمايند و لذا هر كس عصيان ورزيد يا منحرف شد دنياي ديگر را براي رسيدگي به حساب و كتاب و ثواب و عقاب او مقرر فرموده اين دنيا خانه عمل محض است و آن آخرت خانه حساب محض است - هر كس در اين نشئه به رهبري عقل كار خير و ثواب انجام دهد در آخرت جزاي نيكو مي گيرد و هر كس پيرو شهوات گردد در آنجا گرفتار عقوبات مي شود اگر خانه يكي بود انسان و حيوان و ثواب و عقاب همه يكسان مي بود.

روز ديگر آمد پرسيد افمن حكمته ان جعل لنفسه عدوا الخ

اگر خدا حكيم است چرا شيطان و دشمن براي خودش آفريد؟ در تدبير و صنع خود چه احتياجي داشت كه دشمني خلق كند تا او مخلوق ديگر را بوسوسه از راه بدر برد؟!

امام صادق (ع) فرمود اين دشمن آن دشمني نيست كه خدا از او بيمناك باشد يا بترسد كه او را از ملك هستي خود بيرون كند يا خوف و قهر و غلبه بر سلطنت او داشته باشد اين دشمني است كه مخلوق و ضعيف است و در صفوف ملائكه بود چون غل و غشي در عقايدش رخ داد رانده شد و خطاب شد به ديدن آدم سجده كن او هم ابا و امتناع كرده و لذا رانده و ملعون شد.

پرسيد اگر سجود براي غير خدا جايز نيست چرا خطاب شد به آدم سجده كند.

امام صادق (ع) فرمود سجده براي آدم نبوده بلكه براي كبريائي و عظمت حق بوده كه چنين معجوني مركب از عناصر مختلف آفريد و راه تكامل را به رهبري عقل و شرع به او نمود تا به كمال مطلوب برسد و اين سجده شكر و تعظيم و تقدير خالق بوده.

روز ديگر آمد گفت چرا خداوند حكيم طفل صغير را كه قدرت و توانائي ندارد



[ صفحه 79]



مرض و درد طاقت فرسا داد و او را مبتلا به مصائب و بلايا نمايد - اين كار شايسته حكيم نيست

امام صادق (ع) فرمود خداوند مرض نمي دهد امراض بيشتر از اغذيه حاصل مي گردد اگر چنين باشد كه تو مي گوئي بايد افلاطون ها - ارسطوها - جالينوس ها كه تخصصي در طب داشتند مبتلا نشوند و حال آنكه با همه مهارت و حذاقتي كه داشتند وقتي مرگ مي آيد دفع قدرت او را ندارند اين امراض براي تصفيه مزاح و تصفيه مزاج براي تصفيه نفس انساني است.

روز ديگر آمد عرض كرد بگو بدانم خدا شريكي دارد يا نه؟

امام صادق عليه السلام فرمود نه شريكي ندارد؟

زنديق گفت اگر شريك ندارد اين همه فساد از كجاست؟

امام پرسيدند كدام فساد؟

گفت اين همه درندگان يا گزندگان حيوانات عجيبه موحشه مانند كرم -مگس - مار - عقرب و غيره چه فايده اي دارند كه اين همه خزنده و گزنده را آفريده است.

امام صادق (ع) فرمودند تو گمان كرده اي خلقت اين حيوانات عبث است يا ظلم و ستم است يا فساد و فتنه است خداوند عالم را ضدي و شريكي نيست تا اين حيوانات موذيه را او آفريده باشد بلكه همه مخلوق پروردگار است آيا تو نمي داني اطباء از عقرب چه نفع ها در علاج دردها مي برند درد مثانه را در سلس البول و غيره از زهر عقرب بهبودي مي دهند و گوشت افعي در ترياق استعمال مي شود و مرض جذام به گوشت افعي با نمك معدني علاج مي يابد و كرم هاي سرخ - تحت الارضي براي رفع آكله و خوره مفيد است هم چنين مگس - پشه - هوام و زنبور و غيره هر يك براي گرفتن سموم هوا يا خاك و غيره مفيد است بنابراين خداوند تبارك و تعالي چيزي را بدون جهت و اثر وجودي خلق نفرموده و عبث نيافريده است مثلا پشه براي سركوبي قهاران است كه يكي از آن در بيني نمرود رفت و او را هلاك ساخت و يك مگس منصور را با آن قدرت ذليل و بيچاره ساخت - و فضله حيوانات براي بسياري از دردها مفيد است و خداوند ما را مخزن علم خود در اين جهات قرار داده و علم اين خواص را به ما عنايت فرموده است.

روز ديگر آمد پرسيد: قال اخبرني ايها الحكيم هل تغاب شي ء من خلق الله و تقديره - الخ



[ صفحه 80]



از اينجا گاهي امام را به نام اي حكيم مخاطب مي ساخت مي گفت اي حكيم بگو بدانم كار خدا عيب دارد يا نه.

امام صادق (ع) فرمود نه؛ گفت خدا خلق را ضعيف و نادان آفريد به حكمت و مصلحت خود - چنين فرمود:

گفت اگر كار او عيب ندارد چرا در خلقت او تغيير مي دهد مثلا ختنه مي كنيد موي و ناخن را مي زنيد اگر عيب در خلقت نبود چرا شما تصرف مي كنيد؟

امام صادق (ع) فرمود: خداوند حكيم مي توانست چنان خلق كند ولي بدن كه در نشو و نماست بايد نقص آن را خود خلق برطرف كند بلند شدن مو و ناخن در اثر كمال جسم است و چون زياد آن مضر است عقل و شرع حكم مي كند كه زيادي آن را بزنند ختنه براي كمال لذت و حفظ بهداشت است و زدودن موهها و ناخنها براي بهداشت و سلامت است روز ديگر گفت چرا از آسمانها كسي پائين نمي آيد كه خبر از بالاها دهد و از زمين كسي بالا نمي رود به آسمان خبر ببرد چرا بين آسمان و زمين را مسدود ساخت؟!

امام صادق (ع) پاسخي به او داد كه حكماء در آن درمانده بودند.

ان كل ما تري في الارض من التدبير انها هو ينزل من السماء و منها يظهر اما تري الشمس منها تطلع و هي نور النهار و فيها قوام الدنيا و لو حبت صار من عليها و هلك و القمر منها يطلع و هو نور الليل و به يعلم عدد السنين و الحساب و الشهور الايام و لو حبس عنهم تعسر الامر عليهم و فسد التدبير و في السماء النجوم التي يهتدين بها في ظلمات البر و البحر و من السماء ينزل الغيث الذي فيه حيات كل شي ء من الزرع و البنات و الانعام و كل الخلق لو حبس عنهم لما عاشوا و الريخ لو حبس اياما لفسدت الاشياء جميعا و تغيرت ثم الغيم و الرعد و البرق و الصواعق كل ذلك انما هو دليل علي آن هناك مدبرا يدبر كل شي ء و من عنده ينزل و قد كلم الله موسي و ناجاه و رفع الله عيسي بن مريم و الملائكة تنزل من عنده غير انك لا تؤمن بعالم لم تره عينك و فيما تراه بعينك كفاية ان تفهم و تعقل


تقسيم ديگر در فروع هندسه


فروع علوم هندسي را به شانزده علم تقسيم كرده اند:



[ صفحه 44]




سيره ي امام صادق


به اعتراف مورخان، مستشرقان و تحليل گران، سرآغاز شكوفايي علمي و فكري فرهنگ و تمدن ايران، ظهور اسلام و گرايش گسترده و همه جانبه ي اين ملت به آيين و مكتب نجات بخش اسلام بوده است. بيشتر بزرگان علم و فرهنگ، و انديشمنداني كه در زمينه هاي گوناگون در اين مرز و بوم تاريخ پر افتخاري را رقم زده اند، در فضاي معنوي و عطرآگين اسلام تنفس كرده و پرورش يافته اند.

آشنايي با زندگي، آثار و انديشه ي ائمه عليهم السلام، و بهره گيري از نتايج تلاش پرثمر و تجربيات ارزشمند آنان، ضمن تقويت روحيه اعتماد به خويشتن، به خصوص در نسل جوان، چراغي فرا راه آيندگان خواهد بود.

از اين رو مباحثي در جهت شناخت اوضاع سياسي، اجتماعي و فرهنگي عصر امام صادق عليه السلام مطرح مي شود تا با بررسي آنها، ضمن ارائه تصويري از حيات علمي، سياسي، و فرهنگي وي و نسبت به نحوه ي برخورد ايشان با مسائل مختلف آن عصر براي پياده كردن آنها در اين زمان آشنايي حاصل شود.



[ صفحه 144]




فرزندان امام


امام صادق عليه السلام ده فرزند داشت: اسمعيل و عبدالله و ام فروه. مادر اين سه نفر، فاطمه دختر حسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب عليه السلام بود. ديگر موسي عليه السلام و اسحق و محمد و عباس و علي اسماء و فاطمه كه هر يك از ام ولد بوده اند.

- مولاي من! سال شهادت حضرت عالي چه سالي بود و محل دفن پيكر مباركتان در كجاست؟ و در كنار چه كساني است؟



[ صفحه 149]



«شهادتم در سن 67 سالگي، در سال 148 هجري قمري بود و در بقيع در جوار قبر جدم علي بن الحسين و پدرم محمد بن علي و عمويم امام مجتبي دفن شدم.»

- سرورم! مدت امامت حضرت عالي چند سال بود. مهم ترين فعاليت جناب عالي چه بوده است؟

مدت امامت من 34 سال بود كه طي اين مدت مكتب جعفري را براي ابد پايدار و برقرار نمودم كه موجب احياء و ابقاي شريعت احمدي گرديده است.

موسي بن إسرائيل الكوفي


القفطي 208.

هذا الرجل طبيب من أهل الكوفة ولد سنة 129هـ وتوفي سنة 222هـ. خدم في أواخر أيامه أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي واختص بخدمته وتقدم عنده وله ذكر مشهور بين الأطباء. وكان قليل العلم بالطب إذا قيس بمن كان في وقته من مشاهير مشايخ المتطببين، إلا أنه كان أملأ لمجلسه منهم لخصال إجتمعت فيه. كفصاحة اللهجة مع علم بالنجوم ومعرفة بايام الناس ورواية للأشعار.

وكان أبو إسحاق أبراهيم يحتمله لهذه الخلال، ولأنه طيب العشرة جداً يدخل في منادمي الملوك.

وكان ابن إسرائيل هذا في حداثته بخدمة الأمير عيسي بن موسي العباسي وكان قد خدم معه المتطبب اليهودي فرات بن شحناثا، وهو يروي عنه أي عن فرات حكايات كثيرة من مشاورات عيسي له وإرشاداته إياه بالآراء الصائبة.

قال الطبيب موسي [1] : لما عقد المنصور لعيسي بن موسي علي محاربة (محمد بن عبد الله العلوي) وسار باللواء من داره قال لفرات: ماتقول في هذا اللواء؟ قال فرات: أقول إنه لواء الشحناء بينك وبين أهلك إلي يوم القيامة. ألا أني أري لك نقل أهلك من الكوفة إلي أي البلدان أحببت، فان الكوفة بلد أهلها شيعة من تحارب، فان فللت لم يكن لمن تخلف بها من أهلك بقيا، وإن فللث وأصبت من تتوجه إليه زاد ذلك في أضغانهم عليك، فان سلمت منهم في حياتك لم يسلم منهم عقبك بعد وفاتك. فقال عيسي ويحك إن أمير المؤمنين غير مفارق



[ صفحه 93]



الكوفة فلم أنقل أهلي منها وهم بعد في داره؟ فقال: إن الفيصل في مخرجك فان كانت الحرب لك فالخليفة مقيم بالكوفة، وإن كانت عليك لم تكن الكوفة له بدار وسيهرب منها ويخلف حرمه فضلاً عن حرمك.

قال موسي الطبيب: فحاول عيسي نقل عياله من الكوفة فلم يسوغ المنصور له ذلك، ولما فتح الله علي عيسي ورجع إلي الكوفة وقتل إبراهيم بن عبد الله إنتقل المنصور إلي مدينة دار السلام، فقال له متطببه: بادر بالانتقال معه إلي مدينته التي قد أحدثها. فاستأذن المنصور بذلك فاعلمه أنه لا سبيل إليه وإنه قد دبر إستخلافه علي الكوفة فاخبر عيسي فراتاً متطببه بذلك فقال له: إن إستخلافه أياك علي الكوفة حل لعقدك علي العهد، لأنه لو دبر تمام الأمر لك لولاك خراسان بلد شيعتك، فأما أن يجعلك في الكوفة بلد أعدائك وأعدائه وقد قتلت محمد بن عبدالله فوالله ما دبر فيك إلا قتلك وقتل عقبك ومن المحال أن يوليك خراسان بعد الذي ظهر منه فيك فسله توليتك الجزيرتين أو الشام، فاخرج إلي أي الولايتين ولاك فاوطنها. فقال له عيسي: أتكره لي ولاية الكوفة وأهلها من شيعة بني هاشم وترغب لي بولاية الشام أو الجزيرتين وأهلها شيعة بني أمية، فقال له فرات: أهل الكوفة وإن وسموا أنفسهم بالتشيع لبني هاشم فلست وأهلك من بني هاشم الذين يتشيعون لهم، وإنما تشيعهم لبني أبي طالب، وقد أصبحت من دمائهم ما قد أكسب أهلها بغضك وأحل لهم عند أنفسهم الاقتياد منك وتشيع الشام والجزيرتين ليس علي طريق الديانة، وإنما ذلك علي طريق إحسان بني أمية لهم، وان إنت أظهرت لهم مودة متي وليتهم وأحسنت إليهم كانوا لك شيعة، ويدلك علي ذلك محاربتهم مع عبدالله ابن علي علي ما قد نال من دمائهم، لما تألفهم وضمن لهم الاحسان إليهم، فهم إليك لسلامتك من دمائهم أقبل.

قال موسي الطبيب: واستعفي عيسي من ولاية العهد، وسأل تعويضه عنها فأعلمه المنصور أن الكوفة دار الخلافة، لايمكن أن تخلو من خليفة أو ولي العهد



[ صفحه 94]



ووعده أن يقيم في مدينة السلام سنة وفي الكوفة سنة وأنه إذا صار إلي الكوفة صار عيسي إلي مدينة السلام وأقام بها.

قال ولما طلب أهل خراسان عقد البيعة للمهدي، قال عيسي لفرات: يا فرات قد دعيت إلي تقديم محمد بن أميرالمؤمنين علي نفسي، فقال له: فتوقع ما أري أن تسمع وتطيع اليوم وبعد اليوم، قال عيسي: وما بعد اليوم؟ قال إذا دعاك محمد إلي خلع نفسك وتسليم الخلافة إلي بعض ولده، أن تسارع فليس عندك منعة ولا يمكنك مخالفة القوم في شيء يريدونه منك.

قال موسي: فمات المتطبب فرات في خلافة المنصور، ولما دعا المهدي عيسي إلي خلع نفسه من ولاية العهد وتسليم الأمر إلي الهادي قال: قاتلك الله يافرات، ما كان أجود رأيك وأعلمك بما تتقومه كأنك كنت شاهد يومنا هذا.

قال موسي: ولما رأيت مافعل أبو السرايا بمنازل العباسيين في الكوفة قلت مثل ماقال عيسي في فرات.


پاورقي

[1] عيون الانباء ج 2 ص 148.


الشمس


المطهر الثالث الشمس، قال الامام الباقر والد الامام الصادق عليهماالسلام: كل ما اشرقت عليه الشمس فهو طاهر.

و في رواية أخري: اذا جففته الشمس، فصل عليه، فانه طاهر.

و استنادا الي هاتين الروايتين و غيرهما قال الفقهاء: ان الشمس تطهر الأبنية، و ما اليها من الأشياء الثابتة، كأبواب البيوت و اخشابها، و الأوتار و الاشجار، و ثمارها ما دامت علي الشجر، و النبات، و ما عليه من خضار قبل اقتلاعه من الأرض، و كذلك الظروف المثبتة في الأرض، كالخوابي، و ألحقوا بها الحصر و السفن.


زكاة الغلات


قدمنا ان الزكاة تجب في الحنطة و الشعير، و التمر و الزبيب، و تستحب في غيرها مما انبتته الأرض، ما عدا الخضار و البقول، و لابد لوجوب الزكاة في الاصناف الأربعة من وجود أمرين، بلوغ النصاب، و التملك.


مخاطبة الوكيل


اذا علم الموجب ان القابل وكيل، فهل يصح أن يوجه اليه الخطاب، و يقول له: زوجتك، و بعتك، أو يجب أن يقول: زوجت موكلك، و بعت موكلك؟.

قال أكثر الفقهاء: لابد من التفصيل بين العقد الذي اعتبر فيه المتعاقد



[ صفحه 75]



وسيلة لا غاية، كالبيع و الاجارة، و بين العقد الذي اعتبر فيه المتعاقد ركنا و غاية، لا وسيلة كالزواج، و في الأول يصح أن يخاطب الوكيل بخطاب الاصيل دون الثاني، و يقول للوكيل: بعتك أو بعت موكلك، و لا يقول له: زوجتك، بل يجب أن يقول: زوجت موكلك.

و قال السيد اليزدي في حاشية المكاسب:«التحقيق الجواز في الكل مع نصب القرينة، لعدم المانع من مثل هذا الاستعمال».

و هو الحق، لأن العبرة بظهور القصد، و معرفة المراد من اللفظ، لا باللفظ من حيث هو، و عليه يصح أن يقول للوكيل: زوجتك اذا علم يقينا أن المقصود و المراد هو الموكل لا الوكيل، فلقد قرر علماء اللغة أن النسبة تصح لأدني ملابسة، كهذا مكانك، و من هنا طريقك، يريدون المكان اللائق بالمخاطب، و الطريق المؤدي الي بيته، أو بلده.


التحويل من المشتري و البائع


اذا بعت متاعا لزيد، و أحالك زيد بالثمن علي ثالث، و رضي الجميع بالحوالة، أو أحلت أنت ثالثا علي زيد بقبض الثمن منه، ثم رد زيد المبيع عليك



[ صفحه 67]



بسبب مشروع، فهل تبطل الحوالة؟

و الجواب يستدعي التفصيل بين أن يكون الرد لبطلان البيع من الأساس، كما لو تبين ان المبيع وقف، و بين أن يكون الرد بفسخ البيع لاحد الخيارات، فان كان الرد لبطلان البيع بطلت الحوالة اطلاقا، سواء أكان المشتري هو الذي أحال البائع علي ثالث، أو أن البائع هو الذي أحال الثالث علي المشتري، أما بطلان الحوالة اذا كان المشتري هو المحيل فواضح، لأن الحوالة انما تصح اذا كان المحيل مدينا للمحال، و قد تبين من بطلان البيع ان المشتري غير مطلوب بشي ء للبائع، و أما بطلان الحوالة اذا كان البائع هو المحيل، و المشتري هو المحال عليه فلأن التحويل علي المشتري انما كان من حيث اشتغال ذمته بالثمن، و قد تبين العكس، فتبطل الحوالة، حتي علي القول بجواز الحوالة علي البري ء، و بكلمة ان التحويل لم يكن علي المشتري، حتي ولو كان بريئا، بل كان التحويل علي اشتغال ذمته بالثمن التي تبين أنها غير مشغولة به.

و ان كان الرد بسبب فسخ البيع لا بطلانه صحت الحوالة، لوقوعها في حال اشتغال ذمة المشتري بالثمن، لأن الفسخ لا يبطل البيع من أساسه، بل من حين الفسخ، و المفروض أن التحويل كان قبل الفسخ، و حين صحة البيع، فيكون صحيحا تماما كما لو اشتري البائع بثمن المبيع ثوبا، ثم رد المشتري المبيع بالخيار، فلا يبطل شراء الثوب، و لا يكون ملكا للمشتري، بل يرجع المشتري علي البائع بالثمن، مادام باقيا، و ببدله مع التلف.

و بالايجاز ان تحويل المشتري للبائع علي ثالث، و تحويل البائع للثالث علي المشتري يبطل مع بطلان البيع، و يصح مع فسخه، و في حال البطلان يبقي الثمن علي ملك المشتري يطالب به أينما كان، و في حال الصحة يرجع المشتري



[ صفحه 68]



بعد رد المبيع علي البائع، حتي ولو كان المشتري قد أحال البائع علي ثالث، و لم يكن قد قبض البائع بعد من الثالث، لأن التحويل الصحيح تماما كالاستيفاء. [1] .


پاورقي

[1] و فصل جماعة من الفقهاء من جهات أخري غير الجهة التي ذكرناها، و أطالوها الكلام، و الذي ذكرناه عليه كثيرون من أقطاب الفقه، بخاصة المراجع في هذا القرن، منهم السيد اليزدي و الشيخ النائيني في العروة الوثقي، و السيد أبوالحسن في وسيلة النجاة، و السيد الحكيم في الجرء الثاني من منهاج الصالحين.


القبض


معني القبض أن يتخلي المالك عن العين، و يسلط عليها الجهة الموقوف اليها.. و القبض شرط في لزوم العقد لا في صحته، فاذا وقف، و لم يحصل القبض فللواقف ان يرجع، قال صاحب الجواهر: «لا يلزم عقد الوقف الا بالاقباض الذي هو القبض بالاذن، فلكل منهما حينئذ فسخه قبله».

و علي هذا اذا وقف علي جهة عامة كالمسجد، أو المقبرة، أو علي الفقراء لا يلزم الوقف الا باستلام المتولي، أو الحاكم الشرعي، أو بالدفن في القطعة، أو الصلاة في المسجد، أو يتصرف الفقير مع اذن الواقف، و اذا لم يحصل القبض بنحو من انحائه جاز للواقف الرجوع عن الوقف، و اذا وقف علي جهة خاصة كأولاده، فان كانوا كبارا فلا يتم الوقف الا باستلامهم باذنه، و ان كانوا صغارا فلا داعي لقبض جديد، لأن يده يدهم، لمكان ولايته، و اذا مات الواقف قبل القبض بطل الوقف و اصبح ميراثا، و مثاله أن يقف دكانا في سبيل الخير، ثم يموت، وهي ما زالت في تصرفه فتعود، و الحال هذه الي الورثة، و اذا حصل القبض فقد تم الوقف، و لا يجوز للواقف الرجوع عنه.



[ صفحه 59]



و مما يدل علي ذلك أن رجلا سأل الامام عليه السلام عن الوقف علي الأئمة الاطهار؟ فقال: أما ما سألت عنه من الوقف علي ناحيتنا، و ما يحل لنا، ثم يحتاج اليه صاحبه، فكل ما لم يسلم فصاحبه بالخيار، و كل ما سلم فلا خيار فيه لصاحبه، احتاج أو لم يحتج، افتقر اليه، أو استغني.

و أيضا سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل تصدق علي ولد له قد أدركوا؟ قال: اذا لم يقبضوا، حتي يموت فهو ميراث، فان تصدق علي من لم يدرك من ولده فهو جائز، لأن الوالد هو الذي يلي أمره.

و يكفي قبض الطبقة الأولي في الوقف علي الذرية.


طهارة المولد


طهارة المولد، فقد اشترطها الفقهاء، و قالوا بأن ابن الزنا لا يجوز ان يتولي القضاء.. ولكن لا دليل علي قولهم من العقل أو النقل بشهادة صاحب الجواهر، حيث قال: «العمدة الاجماع المحكي و الافمقتضي العمومات دخوله».

و علي افتراض صحة الحكاية، و ان الاجماع متحقق واقعا فان هذا الاجماع ليس بحجة، لما سبق مرات من ان الاجماع عند الامامية انما يكون حجة مع العلم بأنه يكشف عن قول المعصوم، و نحن نجزم بالعكس و عدم كشفه هنا عن قول المعصوم، لأن الفقهاء أنفسهم استدلوا علي شريطة طهارة المولد بأن ابن الزنا اما كافر، و اما مسلم غير مقبول الشهادة، و اذا لم تقبل شهادته فقضاؤه أولي و قولهم هذا يتنافي مع قوله تعالي: (و لا تزر وازرة وزر أخري) [1] .


پاورقي

[1] الانعام 164.


يا علي وفينا والله لصاحبك


عن سعد القمي قال أبوالفضل بن دكين: حدثني محمد بن راشد، عن أبيه، عن جده قال:

سألت جعفر بن محمد عليهماالسلام علامة.

فقال: سلني ما شئت أخبرك ان شاء الله.

فقلت: أخالي بات في هذه المقابر فتأمره أن يجيئني.

قال: فما كان اسمه؟

قلت: أحمد.

قال: يا أحمد قم باذن الله و باذن جعفر بن محمد فقام والله و هو يقول: أتيته.

علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني امية.

فقال لي: استأذن لي علي أبي عبدالله عليه السلام فأستأذنت له، فلما دخل سلم و جلس.

ثم قال: جعلت فداك اني كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا و أغمضت في مطالبه.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم، و يجبي



[ صفحه 119]



لهم الفي ء و يقاتل عنهم، و يشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا، ولو تركهم الناس و ما في أيديهم، ما وجدوا شيئا الا ما وقع في أيديهم.

فقال الفتي: جعلت فداك فهل لي من مخرج منه؟

قال: ان قلت لك تفعل؟

قال: أفعل.

قال: اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، و من لم تعرف تصدقت به و أنا أضمن لك علي الله الجنة.

قال: فأطرق الفتي طويلا.

فقال: قد فعلت جعلت فداك.

قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتي معنا الي الكوفة فما ترك شيئا علي وجه الارض الا خرج منه، حتي ثيابه التي كانت علي بدنه.

قال: فقسمنا له قسمة و اشترينا له ثيابا و بعثنا له بنفقة.

قال: فما أتي عليه أشهر قلائل حتي مرض، فكنا نعوده.

قال فدخلت عليه يوما و هو في السياق ففتح عينيه.

ثم قال: يا علي وفي لي والله صاحبك.

قال: ثم مات فولينا أمره، فخرجت حتي دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فلما نظر الي قال: يا علي وفينا والله لصاحبك.



[ صفحه 120]



قال: فقلت: صدقت جعلت فداك هكذا قال لي والله عند موته [1] .


پاورقي

[1] المناقب ج 3 ص 365.


مسند الامام الصادق


سيد محمد كاظم كفايي (اين كتاب در برگيرنده ي روايات امام صادق، در كتب اربعه و در ده جلد (و هر مجلد آن در بيش از چهار صد صفحه) بوده و بخشي از جلد اول آن در 193 صفحه به سال 1380 ق، درنجف به چاپ رسيده است).

ر.ك: الذريعه، ج 21، ص 25.


شعر الركب و الإبطين


إن المنانية و أشباهم، حين أجهدوا في عيب الخلقة و العمد [1] عابوا الشعر النابت علي الركب و الإبطين، و لم يعلموا أن ذلك من رطوبة تنصب إلي هذه المواضع، فينبت فيها الشعر كما ينبت العشب في مستنقع المياه أفلا تري إلي هذه المواضع أستر و أهيأ لقبول تلك الفضلة من غيرها؟... ثم إن هذه تعد مما يحمل الإنسان من مؤونة هذا البدن و تكاليفه، لما له في ذلك من المصلحة، فإن اهتمامه بتنظيف بدنه، و أخذ



[ صفحه 86]



ما يعلوه من الشعر، مما يكسر به شرته [2] و يكف عاديته [3] و يشغله عن بعض ما يخرجه إليه الفراغ من الأشر [4] و البطالة.


پاورقي

[1] يقال: فعله عمدا و عن عمد أي قصدا لا عن طريق الصدفة.

[2] الشرة - بكسر فتشديد -: الحدة و النشاط أو الشر.

[3] العادية: الحدة و الغضب أو الشغل أو الظلم و الشر.

[4] الأشر - بفتحتين -: البطر و شدة الفرح و الجمع أشرون و أشاري.


آخر من يموت


علل الشرائع 1 / 196، ب 153، ح 6: حدثنا الحسين بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس، عن عبدالله بن محمد، عن ابن الخشاب، عن جعفر بن محمد، عن كرام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:...

لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الامام.



[ صفحه 43]



و قال: ان آخر من يموت الامام لئلا يحتج أحدهم علي الله عزوجل تركه بغير حجة لله عليه.


اقتناء الكلب


[فروع الكافي 4 / 552 ح 1: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

يكره أن يكون في دار الرجل المسلم الكلب.



[ صفحه 42]




اذا خرجت للمسجد


أمالي الطوسي 1 / 381، ب 13، ذيل الحديث 49: ابن الشيخ، عن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن اسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه علي بن دعبل، عن الرضا، عن موسي بن جعفر عليه السلام قال: كان الصادق عليه السلام يقول اذا خرج الي الصلاة...

اللهم اني أسألك بحق السائلين لك، و بحق مخرجي هذا فاني لم أخرج أشرا و لا بطرا، و لا رياء و لا سمعة، و لكن خرجت ابتغاء رضوانك و اجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار.


العمل


العمل عند الشيعة قوة الإنتاج الكبري. و من أجل ذلك كان العمل للمعاش فرضا علي المؤمن ليحيا في هذه الدنيا، و لا يجوع فيها و لا يعري، أو تجرفه القوي، أو يحرفه الفراغ و اللهو، أو تفسده طراوة الدعة - و أول ما ينبغي له البدء بتقوية النفس و تبرئتها من الشح و الطمع، و حثها علي طلب الحلال. يقول الإمام (عليه السلام): «مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب العطشان منه ازداد عطشا» و «أربعة تذهب ضياعا؛ الأكل بعد الشبع و السراج في القمر، و الزرع في السبخة، و الصنيعة عند غير أهلها».

أما المؤمن فهو «من طاب مكسبه، و حسنت خليقته، و وضحت سريرته، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من كلامه، و كفي الناس شره، و أنصف الناس من نفسه. و هو حسن المعونة، خفيف المؤنة، جيد التدبير لمعاشه، و لا يلسع من جحر مرتين».

ثم يضع الإمام الضوابط للسعي في الحياة و تحصيل المعايش فيقول: «ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع، و دون طلب الحريص الراضي بدنياه، المطمئن إليها. أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف. و ترفع بنفسك عن منزلة الواهن الضعيف. و تكسب ما لابد منه للمؤمنين».

و هو إذ يوصي بالإجمال في الطلب، ينادي بالحكمة في الإنفاق. فيقول «إن السرف يورث الفقر، و إن القصد يورث الغني».

و تدبير المعاش أساسي ليجتمع للمرء مال يكفي نفسه، و يفضل منه علي غيره، و يؤدي به واجبه في الدين و الدنيا. و من أجل ذلك كان الصادق يعمل بيده، و يتجر، و ينفق أمواله علي الناس، و هو الإمام القدوة، ليوجه أنظار شيعته للعمل في الحياة الدنيا، كي يقدروا علي أعباء الحياة و أداء الزكاة وصلة الرحم و الإنفاق علي المحتاجين. و لا يمكن المرء من كل ذلك إلا رزق يحصله من دأبه. يقول الإمام عليه السلام: «من لم يكن فيه خصلة من ثلاث لم يعد نبيلا؛ من لم يكن له عقل يزينه أو جدة تعينه أو عشيرة تقصده».



[ صفحه 338]



و الصحابة العظماء كانوا يعملون ليعيشوا. و ما أكثر ما عمل «علي عليه السلام» ليعيش. و هو تراث أهل البيت الذين لا يضيعون الزمان سدي. يقول الإمام عليه السلام: «الأيام ثلاثة: يوم مضي لا يدرك. و يوم الناس فيه فينبغي أن يغتنموه. و غد في أيديهم أمله» و ما الاغتنام إلا بالعمل الصالح للنفس و للناس. أما من قعد يلتمس عطاء الآخرين فيده هي السفلي... و مثله مثل القاعد عن العبادة... أو كالذي ينتظر الذهب و الفضة تساقطان من السماء.

يقول عن القاعدين: «الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر».

و الشيعة في كل مجتمعاتهم يدأبون كدأب آبائهم أو أشد، و يتقلبون في البلاد بتجاراتهم، كهيئة ما كانوا يتقلبون في الأيام الاولي، مع الزام صاحب المال المسؤولية عن طريقة كسبه او ابواب إنفاقه... يقول يحيي بن معاذ «مصيبتان لم يسمع بمثلهما في الأولين و الآخرين للعبد في ماله عند موته: يؤخذ منه كله. و يسأل عنه كله».

و هم إلي جوار إيجابهم العمل يوجبون الاستقلال فيه، و عدالة توزيع الرزق منه، فلا يجوزون الشركة المطلقة بين اثنين في كل نشاطهما... و شرط الشركة وجود رأس المال. و هم يسمون الشركة بدونه «شركة أبدان» و لا يصححونها؛ لأن كل إنسان مستقل بجهده، و منافع جهده له. فإذا أخذ من الآخر اخذ ما لا يستحق - و في هذا حض علي الاستقلال الشخصي، و السعي الخاص، حتي لا يكون أحد كلا علي غيره. و كمثلهم الشافعي لا يجوز هذه الشركة. فلكل ما سعي.

و هم أعداء للتواكل. جاء أميرالمؤمنين عليا عليه السلام العلاء الحارثي فقال: يا أميرالمؤمنين أشكو إليك أخي عاصما. لبس العباءة و تخلص من الدنيا. قال: علي به. فلما جاء قال: «يا عدو نفسه. لقد استهام بك الخبيث (الشيطان). أما رحمت أهلك و ولدك. أتري الله أحل لك الطيبات و هو يكره أن تأخذها. أنت أهون علي الله من ذلك».

قال: يا أميرالمؤمنين؛ هذا أنت في خشونة ملبسك و جشوبة مأكلك!

قال: «ويحك إني لست كأنت. إن الله قد فرض علي أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس».



[ صفحه 339]



و لكم كان رقيقا صاحب هذا الملبس الخشن إذا عامل الضعفاء... ولو كانوا غير ناس، أو كانوا من الأعداء: كان يوصي من في يده إبل الصدقة ألا يحول بين ناقة و فصيلها، و أن لا يبالغ في حلبها خشية أن يضر ذلك بوليدها، و أن لا يركب ناقة و يدع غيرها، بل يسوي في الركوب بينها و بين صاحباتها.

و لما حال بينه و بين الماء جند معاوية، حاربهم عليه فأجلاهم عنه. ثم سقاهم منه! اسوة بجنده!


علم الكلام


و هو العلم الذي يبحث عن الوجود و الوحدانية و الصفات، و ما يلزم هذه المباحث من نبوة و امامة



[ صفحه 334]



و معاد، بالأدلة العقلية التي تقوم علي الأسس المنطقية السليمة.. و قد كان لمدرسة الامام نشاط بارز في هذا المجال، مما جعلها وجهة المتكلمين و أصحاب الآراء و المقالات و الزنادقة، يغدون اليها طلبا للحق أو الجدل فيه..

و قد نبغ من تلامذة الامام في هذا العلم عدة من الشخصيات المتميزة التي كان لها حضور تاريخي بارز، كهشام بن الحكم و هشام بن سالم الجواليقي و مؤمن الطاق و غيرهم من متكلمي أصحاب الامام الصادق.. و لعل هؤلاء الثلاثة هم من أبرز من تكلم من أصحاب الامام، و ناظر أصحاب المذاهب، كما أن هشام بن الحكم كان موضع اهتمام الامام و ثقته، لتميزه عن قرينيه بقوة الحجة المحقة و سرعة الخاطر و الاتساع في الذهنية و البراعة في الابداع..

و قد نقل عن الامام الصادق الكثير من النظريات و الأسس الكلامية التي يقوم بناؤها علي معطيات الايمان الفطري، و الفهم الأمين الواعي لآيات الكتاب العزيز، و سنتحدث عنها في فصل العقائد مما روي عن الامام..


الأذن


يقول علماء العصر الحاضر عن الأذن و وظيفتها ما خلاصته: «عندما تلامس الاهتزازات الصوتية الصيوان يوجهها نحو غشاء الطبلة الي داخل الأذن فتهتز معه العظيمات السمعية، و ينقل هذه الاهتزازات الي السائل البلغمي الداخلي الموجود ضمن الحلزون الذي يهتز بدوره، و ينبه ألياف العصب السمعي فينقلها هذا الي مركز الدماغ».

و يقول الامام الصادق عليه السلام: «لم صار داخل الأذن ملتويا كهيئة اللولب الا



[ صفحه 138]



ليطرد فيه الصوت حتي ينتهي الي السمع، و لتكسر حمة الريح فلا ينكأ السمع».

فالعلم الحديث وصف الالتواءات التي داخل الأذن بأنها حلزونية... و الامام الاصادق عليه السلام وصفها بأنها لولبية... و أننا نري أن وصف الامام أكثر دقة لغوية.. كما أنه ألطف وقعا في السمع... فما اكتشفه العلم الحديث يصبح شرحا لعبارات الامام.

و الامام يقول: ان الهواء هو الذي ينقل الصوت من خارج الأذن الي داخلها... و ان الحكمة من تجويف الأذن... و اللولب الداخلي أن يرق الهواء شيئا فشيئا.. كيلا تتأذي أجهزة الأذن الداخلية. و عبارة العلماء تقول:

ان الصيوان يوجه الاهتزازات الصوتية الي داخل الأذن.. و من المعلوم أنه لو لا الهواء الذي ينقل الصوت من الخارج الي الصيوان.. ثم الأذن الداخلية لما حصل اهتزاز، فعبارة الامام كما هو واضح، تتبوأ القمة في التعبير العلمي.

يقول محمد الحسين المظفري تحت عنوان الطب:

«و كفي دلالة علي علم الصادق بالطب، ما جاء في توحيد المفضل من الأخبار عن الطبائع و فوائد الأدوية و ما جاء فيه من معرفة الجوارح التي تكفل بها علم التشريح و غيرها مما له ربط بصحة الانسان و مزاجه» [1] .

و من أعضاء جسم الانسان التي لها الدور الأساسي في تحريكه و تنميته و غذائه:


پاورقي

[1] الامام الصادق ج 1 ص 199 و محمد جواد فضل الله - الامام الصادق ص 337.


چرا خداوند مردم را مطيع نيافريد؟


زنديق گفت: به من خبر ده چرا خداوند - عزوجل - همه ي مردم را مطيع و فرمانبر و موحد نيافريد در حالي كه بر اين كار توانائي داشت؟

حضرت فرمودند: اگر خداوند آنها را مطيع و فرمانبردار مي آفريد در اين صورت ثوابي نداشتند، زيرا در اين حالت اطاعت كار آنها نيست، و ديگر نه بهشت بود و نه جهنم، ولي خداوند بندگان خود را آفريد و آنها را دستور داد به اطاعت خود، و از معصيت خود نهي نمود، و به وسيله ي انبياء حجتش را بر آنها تمام كرد، و به وسيله ي كتابهايش عذري براي آنها باقي نگذاشت تا اينكه خود آنها اطاعت كنند، و خود آنها معصيت كنند، و به خاطر اطاعت مستحق ثواب و به خاطر معصيت



[ صفحه 62]



مستحق عقاب شوند. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 10 ص 170 ضمن ح 2.


حديث 063


جمعه

داووا مرضاكم بالصدقة.

بيمارانتان را با صدقه دادن درمان كنيد.

كافي، ج 4، ص 3



[ صفحه 17]




علمه بما في النفس 02


محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابراهيم بن الفضل، عن عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام و هو وجع فولاني ظهره، و وجهه الي الحائط، فقلت في نفسي: ما أدري ما يصيبه في مرضه، و ما سألته عن الامام بعده، فأنا أفكر في ذلك، اذ حول وجهه الي فقال: ان الأمر ليس كما تظن ليس علي من وجعي هذا بأس [1] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 231 ج 5 باب 10 ح 14.


من نسب شناس هستم


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كسي كه براي طلب دانش از خانه خارج مي شود تا وقتي كه به خانه خود بر مي گردد مانند كسي است كه در راه خدا با دشمن مي جنگد.

محمد بن يعقوب كليني در كتاب كافي از كلبي نسابه در حديثي روايت مي كند كه: مذهب حق را نمي شناخت و وارد مدينه شد؛ پرسيد: اعلم اين خانواده (اهل بيت) كيست؟ گفتند: خدمت جعفر بن محمد برو كه دانشمندترين آنهاست.

گفت: تا در منزل او رفتم و در زدم. غلامي بيرون آمده و گفت: اي مرد كلبي وارد شو، و به خدا! اين قضيه مرا در وحشت انداخت (كه مرا از كجا شناخت) مضطرب وارد شدم. پيرمردي را ديدم كه بدون بالش و گليم در جاي نماز خود نشسته؛ سلام كردم. فرمود: كيستي؟ با خود گفتم: سبحان الله؛ غلامش مي گويد اي مرد كلبي داخل شو؛ و خودش مي پرسد تو كيستي؟ گفتم: من كلبي نسب شناس هستم. حضرت دست بر پيشاني زد و فرمود: مشركان دروغ گفتند، تا آن جا كه فرمود: خدا مي فرمايد:

«و قوم عاد و ثمود، و اصحاب رس و ملتهاي زياد ديگري در



[ صفحه 141]



اين ميان را (هلاك كرده و عبرت مردم قرار داديم) سوره فرقان؛ آيه 38 »

نسب اينها را مي شناسي؟ گفتم: نه؛ فدايت شوم. فرمود: نسب خودت را مي داني؟ گفتم: آري من فلان پسر فلان پسر فلانم و عده اي از پدرانم را شمردم. فرمود: صبر كن، چنين نيست، كه گمان كردي. واي بر تو فلان بن فلان را مي شناسي؟ گفتم: آري پسر فلان است؛ فرمود: نه پسر او نيست، پسر فلان چوپان كردي است كه در فلان كوه چوپاني مي كرد و از كوه پايين آمد و نزد فلان زن عيال فلان مرد رفت و غذايي به او داد و با وي هم بستر شد و فلان كس از او متولد شد، و فلان كس پسر فلان از فلان زن و فلان مرد پيدا شد.

سپس فرمود: اين نامها را مي شناسي؟ گفتم: نه به خدا! فدايت شوم؛ اگر صلاح بداني مرا از اين قسمت معاف داري، فرمود: تو گفتي من نسب شناسم و من هم گفتم: پس اينها را معرفي كن. گفتم: ديگر اين سخن را نمي گويم. فرمود: ما هم ديگر بر نمي گرديم، اينك آن چه به منظور آن آمدي بپرس.

سپس ذكر مي كند كه: مسائل زيادي پرسيد و بهترين پاسخها را گرفت، تا آن جا كه گفت: سپس آن حضرت برخاست و من هم برخاسته و بيرون رفتم و مي گفتم: اگر چيزي هست اين است. و از آن پس هميشه كلبي دوستي اهل بيت عليه السلام را دين خود قرار داده بود تا از دنيا رفت.



[ صفحه 142]




املاؤه في مسألة راجعة إلي المنصور في القتل


محمَّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن الفضيل، عن عمرو بن أبي المقدام [1] ، قال: كنت شاهداً عند البيت الحرام، ورجل ينادي بأبي جعفر المنصور وهو يطوف ويقول: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنّ هذينِ الرَّجُلَينِ طَرَقا أخي لَيلاً، فَأخرَجاهُ مِن مَنزِلِهِ فَلَم يَرجِع إلَيَّ، وَالله ما أدري ما صَنَعا بِهِ.

فَقالَ لَهُما: ما صَنَعتُما بِهِ؟

فقالا: يا أميرَ المُؤمِنينَ، كَلَّمناهُ فَرجَعَ إلي مَنزِلِهِ.

فقالَ لَهُما: وافِياني غداً صلاةَ العَصرِ في هذا المَكانِ، فَوافَوهُ مِنَ الغَدِ صَلاةَ العَصرِ، وَحَضَرتُهُ فقالَ لأبي عَبدِ الله جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍعليهما السلام - وَهُوَ قابِضٌ علي يَدِهِ -: يا جَعفَرُ، اقضِ بَينَهُم.

فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، اقضِ بَينَهُم أنتَ.

فَقالَ لَهُ: بِحَقّي عَلَيكَ إلّا قَضَيتَ بَينَهُم.

قالَ: فَخَرَجَ جَعفَرُعليه السلام فَطَرَحَ لَهُ مُصَلَّي قَصَبٍ فَجَلَسَ عَلَيهِ، ثُمَّ جاءَ الخُصَماءُ فَجَلَسوا قُدّامَهُ فَقالَ: ما تَقولُ؟

قالَ: يا ابنَ رَسولِ الله، إنَّ هذينِ طَرَقا أخي لَيلاً فأخرَجاهُ مِن مَنزِلِهِ، فَوَالله ما رَجَعَ إلَيَّ، وَوَالله ما أدري ما صَنَعا بِهِ. فقال: ما تَقولانِ؟

فقالا: يا ابنَ رَسولِ الله، كَلَّمناهُ ثُمَّ رَجَعَ إلي مَنزِلِهِ.

فَقالَ جَعفَرُعليه السلام: يا غُلامُ اكتُب:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قالَ رَسولُ الله صلي الله عليه وآله: كُلُّ مَن طَرَقَ رَجُلاً بِاللَّيلِ فأخرَجَهُ مِن مَنزِلِهِ فَهُوَ لَهُ ضامِنٌ، إلّا أن يُقيمَ البَيِّنَةَ أنَّهُ قَد رَدَّهُ إلي مَنزِلِهِ، يا غُلامُ، نَحِّ هذا فاضرِب عُنُقَهُ.

فَقالَ: يا ابنَ رَسولِ الله، وَالله ما أنا قَتَلتُهُ، وَلكِنِّي أمسَكتُهُ، ثُمَّ جاءَ هذا فَوَجَأهُ فَقَتَلهُ. فقال: أنا ابنُ رَسولِ الله، يا غُلامُ، نَحِّ هذا وَاضرِب عُنُقَ الآخَرِ.

فقال: يا ابنَ رَسولِ الله، وَالله ما عَذَّبتُهُ وَلكِنِّي قَتَلتُهُ بِضَربَةٍ واحِدَةٍ، فأمَرَ أخاهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ أمرَ بِالآخَرِ فَضَرَبَ جَنبَيهِ وَحَبَسَهُ في السِّجنِ وَوَقَّعَ علي رأسِهِ: يُحبَسُ عُمرَهُ، وَيُضرَبُ في كُلِّ سَنَةٍ خَمسينَ جَلدَةً. [2] .



[ صفحه 62]




پاورقي

[1] راجع: الكتاب الثّاني والتّاسع.

[2] الكافي: ج7 ص287 ح3، المناقب لابن شهر آشوب: ج4 ص258 بحار الأنوار: ج104 ص396 ح41.


صبر در مقابل گرفتاري ها و اطاعت از خدا و رسولش


شخصي به حضور رسول خدا صلي الله عليه و آله آمد و عرض كرد: به من درسي بياموز.

پيامبر صلي الله عليه و آله فرمود: برو، ولي مراقب باش كه خشم و غضب نكني. آن شخص گفت: همين موعظه، مرا كافي است.



[ صفحه 117]



به سوي خانه ي خود رهسپار شد؛ ناگهان ديد جمعي از بستگان او از خانه بيرون آمده اند و مي خواهند بر سر موضوعي با گروه ديگري بجنگند. وقتي ديد خويشانش مسلح شده اند، او نيز سلاح خود را برداشت و به خويشانش پيوست . در اين وقت حساس، ناگهان سخن پيامبر صلي الله عليه و آله به يادش آمد كه فرمود: غضب نكن. فورا اسلحه اش را به كناري انداخت، سپس آرام آرام نزد گروه مقابل رفت و با زبان نرم و با ملايمت گفت: شما از قتل و مجروح كردن و نزاع چه فايده اي ديده ايد؟ شما نزد من آييد تا با صبر و حوصله مشكل را حل كنيم و هر چقدر مال و ثروت خواستيد، من ضامن مي شوم به شما بدهم.

اين سخن آرام، آن چنان در آن ها اثر نيك گذاشت كه بي درنگ گفتند: ما سزاوارتر هستيم كه اين كار را بكنيم و پيشقدم در نابودي نزاع شويم. در نتيجه، نزاع خاتمه پيدا كرد و جاي خود را به صفا و آرامش داد [1] .

به اين ترتيب، مي بينيم ملايمت در سخن و صبر و شكيبايي، خشم و غضب را دور مي كند و جاي خود را به صلح و صفا مي دهد.

از سخنان امام صادق عليه السلام است: شيطان، لشكري همچون غضب و زنان ندارد [2] .


پاورقي

[1] كافي، ج 2، ص 304، ح 11، باب الغضب.

[2] كافي، ج 5، ص 515، ح 5، باب في قلة الصلاح في النساء؛ سفينة البحار، ج 2، ص 320.


انقياد الحيوانات المسخرة للانسان و سببه


أما تري الحمار كيف يذل للطحن و الحمولة و هو يري الفرس مودعا منعما، و البعير لا يطيقه عدة رجال لو استعصي كيف كان ينقاد للصبي؟ و الثور الشديد كيف يذعن لصاحبه، حتي يضع النير علي عنقه، و يحرث به؟ و الفرس الكريم يركب السيوف و الأسنة بالمواتاة لفارسه و القطيع من الغنم يرعاه واحد، و لو تفرقت الغنم فأخذ كل واحد منها في ناحية لم يلحقها. و كذلك جميع الأصناف المسخرة للانسان.... كانت كذلك؟ الا بأنها عدمت العقل و الروية، فانها لو كانت تعقل و تتروي في الأمور كانت خليقة أن تلتوي علي الانسان في كثير من مآربه حتي يمتنع الجمل علي قائده و الثور علي صاحبه، و تتفرق الغنم عن راعيها و اشباه هذا من الأمور.



[ صفحه 73]




شب براي تو، روز براي ما


كليني از حفص بن عايشه نقل كرده است: حضرت امام صادق عليه السلام خدمتگزار خويش را براي انجام كاري بيرون فرستاد و او دير كرد. حضرت به دنبال او رفت و علت تأخيرش را جويا شد. وي را ديد كه در گوشه اي خوابيده است. بر بالينش نشست. آهسته او را باد مي زد تا از خواب بيدار شد. آن گاه فرمود: به خدا سوگند، براي تو نيست كه شب و روز بخوابي. شب براي تو و روز براي ما باشد. [1] .



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] الكافي، ج 2، ص 112؛ مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 274.


خالد بن عبدالملك


خالد بن عبدالملك بن الحارث بن الحكم بن ابي العاص.

ولي امرة المدينة سنة 114 ه. بعد عزل ابراهيم بن هشام، و بقي واليا عليها إلي سنة 118 ه و ولي مكانه محمد بن هشام بن اسماعيل أخو إبراهيم الوالي السابق.

و كان خالد يحمل علي علي عليه السلام و يتكلم علي منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم



[ صفحه 138]



بانتقاصه، فقام إليه داود بن قيس فبرك علي ركبتيه و قال له: كذبت كذبت حتي خفضه الناس. [1] .


پاورقي

[1] ابن عساكر ج 5 ص 82.


مالك و أقوال العلماء


و هنا نقف بين طائفتين من الأقوال المأثورة عن علماء عصر مالك، فبعضها من نسق ما ذكرناه، و هي كثيرة مثبتة، و البعض الآخر لم يكن بدرجة من الحط بكرامته و انتقاصه، و إنما هي مؤاخذات علمية و أقوال صريحة. و آراء حرة. و اليك منها:

قال الشافعي: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.



[ صفحه 498]



و قال سعيد بن أيوب: لو أن الليث و مالكا اجتمعا، لكان مالك عند الليث أبكم، و لباع الليث مالكا فيمن يريد. [1] .

و سأل علي بن المديني يحيي بن سعيد: أيما أحب إليك رأي مالك أو رأي سفيان؟ قال: رأي سفيان لا يشك في هذا.

و قال: سفيان فوق مالك في كل شي ء.

و قال ييحي بن معين: سمعت يحيي بن معين يقول: سفيان أحب إلي من مالك في كل شي ء. [2] .

و قال سفيان الثوري: ليس له حفظ. يعني مالكا.

و قال ابن عبد البر: تكلم ابن ذويب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء و خشونة كرهت ذكرها. [3] .

و تكلم في مالك إبراهيم بن سعد و كان يدعو عليه، و كذلك تلكم فيه عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، و ابن أبي يحيي، و محمد بن اسحاق الواقدي، و ابن أبي الزناد، و عابوا أشياء من مذهبه.

و قال سلمة بن سليمان لابن المبارك: وضعت شيئا في رأي أبي حنيفة و لم تضع في رأي مالك؟ قال: لم أره علما. [4] .

و قال ابن عبد البر في مالك: إنهم عابوا أشياء من مذهبه.

و عن عبدالله بن إدريس قال: قدم علينا محمد بن اسحاق، فذكرنا له شيئا عن مالك. فقال: هاتوا علمه، فانا بيطاره.

و عابه قوم في إنكاره المسح علي الخفين في الحضر و السفر، و في كلامه في علي و عثمان.

و قال يحيي بن صالح: قال لي ابن اكثم: قد رأيت مالكا و سمعت منه و رافقت محمد بن الحسن، فأيهما كان أفقه؟ فقلت: محمد بن الحسن فيما يأخذه لنفسه أفقه من مالك. [5] .

و كان أبومحمد بن أبي حاتم يقول: عن أبي زرعة عن يحيي بن بكير أنه قال: الليث أفقه من مالك، إلا أنه كانت الحظوة لمالك. و في رسالة الليث بن سعد التي بعث بها إلي مالك يناقشه فيها في بعض آرائه مناقشة قوية، و يرد عليه، فيقول في بعضها:



[ صفحه 499]



و من ذلك إنك تذكر أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يعط الزبير بن العوام إلا لفرس واحد، و الناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة أسهم لفرسين، و منعه الفرس الثالث. و الامة كلهم علي هذا الحديث: أهل الشام، و أهل مصر، و أهل العراق، و أهل أفريقية لا يختلف فيه اثنان، و ان كنت سمعته من رجل مرضي أن تخالف الامة أجمعين.

و قال أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذويب يشبه سعيد بن المسيب، و كان أفضل من مالك، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه. [6] .

و قال أيضا: هو أورع و أقوم بالحق - يعني ابن أبي ذويب - من مالك، دخل علي المنصور فلم يهبه ان قال له الحق: و قال الظلم ببابك فاش، و أبوجعفر أبوجعفر، يعني في قوته و جبروته و اشتداد سلطانه و عظمته و بطشه.

و نقف عند هذا الحد من استعراض آراء العلماء و أقوالهم في مالك، مما تدل علي عدم امتيازه بموهبة يصبح بها أهلا للمرجعية دون غيره. و لا حاجة بنا إلي غربلة الأقوال الاخر و مناقشتها. و إنما ذكرنا هذا كانموذج و مقدمة لما نريد أن نذكره في الموازنة فيما بعد عند انتهائنا من التعرف علي شخصيات أئمة المذاهب.


پاورقي

[1] الرحمة الغيشية لابن حجر ص 6.

[2] تاريخ بغداد ج 10 ص 164.

[3] جامع فضائل العلم ج 2 ص 158.

[4] جامع فضائل العلم ج 2 ص 157.

[5] الخطيب ج 2 ص 175.

[6] تذكرة الحفاظ ج 1 ص 176.


المرجئة و فرقهم


و هم الذين يبالغون في اثبات الوعد، و هم عكس المعتزلة المبالغين في اثبات الوعيد، فهم يرجون المغفرة و الثواب لأهل المعاصي، و يرجئون حكم أصحاب الكبائر الي الآخرة، فلا يحكمون عليهم بكفر و لا فسق و يقولون: ان الايمان انما هو التصديق بالقلب و اللسان فحسب، و انه لا يضر مع الايمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فالايمان عندهم منفصل عن العمل. و منهم من زعم أن الايمان اعتقاد بالقلب، و ان أعلن الكفر بلسانه، و عبد الأوثان أو لزم اليهودية و النصرانية، و عبد الصليب، و أعلن التثليث في دار



[ صفحه 121]



الاسلام، و مات علي ذلك، فهو مؤمن كامل الايمان عند الله، و هو ولي الله، و من أهل الجنة، ذكر ذلك ابن حزم.

و كلمة الارجاء علي مغنيين:

أحدهما: التأخير مثل قوله تعالي: «قالوا أرجه و أخاه» أي أمهله و أخره.

ثانيهما: اعطاء الرجاء، أما اطلاق اسم - المرجئة - علي الجماعة بالمعني الأول فصحيح. لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية و العقد، و أما بالمعني الثاني فظاهر، لأنهم كانوا يقولون: لا بضر مع الايمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

و لقد اضطربت الأقوال حول نشأة هذه الفرقة و بدء تكوينها، و لم نستطع بهذه العجالة تحديد ذلك علي وجه التحقيق.

و يقول النوبختي: و لما قتل علي عليه السلام بسيف ابن ملجم المرادي اتفقت بقية الناكثين و القاسطين و تبعة الدنيا علي معاوية فسموا المرجئة، و زعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون باقرارهم الظاهر بالايمان، و يرجون لهم جميعا المغفرة.

و في الواقع أن هذه الفرقة سياسية، و لكنها أخذت تخلط بالسياسة أصول الدين، فهم أعوان الأمراء و المنضوون تحت لوائهم، يؤيدون دولتهم مع ارتكابهم المحارم، و انغماسهم بالجرائم.

و قد فسح هذا المبدأ للمفسدين و المستهترين طريق الوصول الي غاياتهم بما يرضي نهمهم، و قد اتخذوه ذريعة لمآثمهم، و مبررا لأعمالهم القبيحة، و ساترا لأغراضهم الفاسدة.

وقد أيدوا - برأيهم هذا - خلفاء الدولة الأموية، تأييدا عمليا، فهم في الواقع قد فتحوا باب الجرأة علي ارتكاب المحارم، و أيدوا المجرمين، و وازروا الظلمة، و هونوا الخطب في العقاب و المؤاخذة.

و افترقت المرجئة الي خمسة فرق - كل فرقة تضلل أختها - و هم:

(1) اليونسية - أصحاب يونس النميري.

(2) العبيدية - أصحاب عبيد بن مهران الكوفي.

(3) الغسانية - أصحاب غسان الكوفي، و هو غير غسان بن أبان المحدث كما توهم بعضهم، فان غسان بن أبان يماني و هذا كوفي.

(4) الثوبانية - أصحاب أبي ثوبان المرجي ء.

(5) التومنية - أصحاب أبي معاذ التومني.

و لكل فرقة أقوال و آراء، ذكرها المؤلفون في الفرق، و لا يتسع المجال بهذا العرض للتعرض لذكرها.



[ صفحه 122]




نبوغه و شهرته


و نبغ أحمد في مجتمعه و عرف بين أقرانه، ولكن شهرته لم تكن تبلغ حدها الذي بلغت اليه في آخر حياته الا بعد وقوع المحنة، فهو في ذلك المجتمع الذي كان يزخر برجال العلم و حملة الحديث لم يكن مبرزا، أو له شهرة تفوق غيره، لذلك لم يكن في أول الأمر معدودا في قائمة الرجال من أهل العلم الذين



[ صفحه 445]



تهتم الدولة في موافقتهم بمشكلة خلق القرآن، أو يسوؤها مخالفتهم، فقد جاء في كتاب المأمون الأول ذكر جماعة من العلماء، و لم يكن أحمد فيهم، ولكنه و رد بعد ذلك.

و مهما يكن من أثر الاسباب في شهرة أحمد فان ذلك لايتعدي حدود صموده في الامتناع عن القول بخلق القرآن، و كما سيأتي أنه لم يكن الوحيد في ذلك، فان جماعة من العلماء، قد وقفوا موقفا مشهودا، و قد تحملوا في سبيل ذلك الأذي؛ و قد تجرعوا الغصص؛ و كانت خاتمة المطاف أن لقوا حتفهم في السجون، و تحت ضرب السياط و حد السيوف.

و بطبيعة الحال أن يكون ذلك الصراع العقائدي قد فسح المجال لمعرفة الأشخاص الذين يبرزون في هذا الميدان، و من حسن الحظ أن يبقي أحمد الي عهد المتوكل، الذي غير مجري الحوادث بمحاولته جلب الرأي العام الذي كان مستاء من تصرفات المعتزلة، و شدة سطوتهم، و تنكيلهم بمن يخالف عقيدتهم، فكان انتصار المتوكل للمحدثين قد أحدث انقلابا في سياسة الدولة و توجيه الرأي العام، فانهزم المعتزلة، و انتصر المحدثون، و سطع نجم أحمد في ذلك الافق المكتظ بسحب الخلافات و المنازعات العقائدية، و اتجه الرأي العام الي تعظيمه، و الالتفاف حوله، و قد أبدي المتوكل عنايته التامة في احترام أحمد و تعظيمه، و أصبحت له منزلة سامية، و ظهر اتباعه بمظهر العظمة.

و كان المتوكل يصله بصلات سنية، و يعطف عليه، و عين له في كل شهر أربعة آلاف درهم [1] و طلبه الي سامراء ليتبرك برؤياه، و ينتفع بعلمه فامتنع أحمد ولكنه أجبر علي الموافقة.

و كان الأمراء يدخلون عليه و يبلغونه سلاما لخليفة، و لا يدخلون عليه حتي ينزعون ما عليهم من الزينة، و قد بلغ من تقدير المتوكل لأحمد و احترامه انه أصبح لا يسمع عليه و شاية، و لا يصغي لقول خصم فيه، الا الاتهام بالميل للعلويين، فان المتوكل كان يأخذ في ذلك علي الظنة و التهمة، و قد تمكن الوشاة بأن يبلغوا المتوكل عن أحمد بالميل للعلويين، و انه يبايع لرجل منهم سرا، فكبست داره و فتشت أدق تفتيش [2] فلم يجدوا ما يدل علي ذلك.

و بهذا برأت ساحته من هذه التهمة، التي كادت أن تطيح بكيانه، و تعود عليه بالعذاب و النكال، شأنه شأن غيره من العلماء، الذين أخذوا بهذا الاتهام



[ صفحه 446]



الذي ليس من ورائه الا القتل بدون رحمة.


پاورقي

[1] تاريخ ابن كثير ج 10 ص 239.

[2] مناقب أحمد لابن الجوزي ص 36.


المواهب اللدنية


للحافظ ابن حجر العسقلاني و رواه عن أحمد بن حنبل من طريقين و قال محمد بن عبدالباقي في شرحه للمواهب: الرواية ثقلين بدون ألف و في رواية خليفتين.

و قال بعد ذكر لفظ عترتي: في الحديث تفصيل بعد اجمال أو بيان يعني: ان ائتمرتم بأوامر كتاب الله و انتهيتم بنواهيه و اهتديتم بهدي عترتي و اقتديتم بسيرتهم اهتديتم فلم تضلوا [1] .

و قال القرطبي بعد ذكر هذا الحديث بلفظ عترتي:

و هذه الوصية و هذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام آله و برهم و توقيرهم و محبتهم، وجوب الفرائض التي لا عذر لأحد في التخلف عنها، هذا مع ما علم من خصوصيتهم به صلي الله عليه و اله و سلم و بأنهم جزء منه كما قال صلي الله عليه و اله و سلم: فاطمة



[ صفحه 132]



بضعة مني. و مع ذلك قابل بنوأمية هذه الحقوق بالمخالفة و العقوق فسفكوا من أهل البيت دماءهم، و سبوا نساءهم و أسروا صغارهم، و جحدوا شرفهم و فضلهم و استباحوا سبهم و لعنهم، فخالفوا وصيته صلي الله عليه و اله و سلم و قابلوا بنقيض قصده، فواخجلتهم اذا وقفوا بين يديه و يا فضيحتهم يوم يعرضون عليه.

و قال الشريف السمهودي: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من عترته في كل زمن الي قيام الساعة، حتي يتوجه الحث المذكور علي التمسك به، كما أن الكتاب كذلك، و لذا كانوا أمانا لأهل الأرض فاذا ذهبوا ذهب أهل الأرض [2] .

و قال الزرقاني بعد شرحه لهذا الحديث الشريف:

قوله أولا: اني تارك فيكم. تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمنن خلفهما، و وصي أمته بحسن معاملتهما، و ايثار حقهما و التمسك بهما في الدين.

أما الكتاب فلأنه معدن العلوم الدينية و الأسرار و الحكم الشرعية، و كنوز الحقائق، و خفايا الدقائق.

و أما العترة فلأن العنصر اذا طاب أعان علي فهم الدين، فطيب العنصر يؤدي الي حسن الأخلاق و محاسنها يؤدي الي صفاء القلب و نزاهته و طهارته، و أكد تلك الوصية و قواها بقوله: (فانظروا بماذا تخلفوني فيهما) هل تتبعوني فتسروني أو لا فتسيئوني؟ [3] .


پاورقي

[1] شرح المواهب ج 8 ص 7.

[2] انظر شرح المواهب اللدنية ج 8 ص 7.

[3] انظر شرح المواهب اللدنية ج 8 ص 7.


المدينة المنورة


ثم نعود لعاصمة المسلمين المدينة المنورة و فيها المهاجرون و الانصار الذين خاضوا غمار الحرب في سبيل اعلاء كلمة الاسلام، و في طليعتهم الامام علي بن ابي طالب.

كيف يصح أن يقال بأنهم استسلموا و لم يقفوا موقف الحزم امام جيش



[ صفحه 467]



قاده ابن سبأ، و قطع به تلك المسافة البعيدة من مصر الي المدينة، فيحتلها، و يقلب نظام الحكم، و يقتل الخليفة، و لم يقف المسلمون موقف الدفاع، لانقاذ الموقف و دفع هذه الكارثة.

و لكن الواقع هو غير هذا؛ فان الثورة لم تكن من مصر فقط، و لم يكن القائد لها ابن سبأ اذ لا وجود له و انما كانت من المدينة للاستياء العام الذي انتشر في بلاد الاسلام من سوء تصرف الامويين، و اعمال مروان خاصة، مما دعا الي تداول الرأي بين الصحابة لاصلاح الوضع الراهن كما ذكر ذلك اكثر المؤرخين.

و لنترك الحديث للاستاذ أحمد أمين في آخر مؤلف ظهر له و هو (يوم الاسلام) يقول أحمد أمين: و قد سار عثمان في السنين الست الاولي سيرة عادلة رحيمة، و لكنه في الست الاخيرة كانت قد كبرت سنه، و خضع لاقاربه من الامويين، فترك تصرف الامور لرئيسهم مروان بن الحكم الاموي... فاغضب ذلك كثيرا من الصحابة، و خصوصا عليا و الزبير و طلحة و غيرهم، فارادوا اول الامر أن يحرروا الخلافة من هذه السلطة، فنصحوا عثمان بالاعتزال فأبي، و لم تمض الا فترة قصيرة حتي كان عثمان في المدينة، و ليس معه الا نفر قليل من الأصدقاء، و كان من أكبر الشخصيات في محاربته و تأليب الناس عليه - عائشة بنت ابي بكر، و استطاع خصومه جميعا أن يثيروا الامصار عليه، و اجتمع اهل المدينة حول بيته، و رفضوا أن يتزحزحوا عنه، و ثار المصريون ايضا لما علموا أن كتابا كتب باسم عثمان الي عامله عبدالله بن ابي سرح يأمره فيه بالفتك بالزعماء عند عودتهم.. [1] .

و يقول: و كان من اهم ما نقم الناس علي عثمان أن طلب منه عبدالله ابن خالد بن اسيد الأموي صلة فاعطاه اربعمائة الف درهم، و أعاد الحكم بن ابي العاص بعد أن نفاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و اعطاه مائة الف درهم، و تصدق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بموضع سوق المدينة علي المسلمين فاقطعه عثمان الحارث بن الحكم، و اقطع مروان فدك، و قد كانت فاطمة طلبتها بعد وفاة ابيها، تارة بالميراث، و تارة بالنحلة، فدفعت عنها و حمي المرعي حول المدينة كلها، من مواشي المسلمين كلهم الا عن بني امية، و اعطي عبدالله بن ابي سرح جميع ما افاء الله عليه من فتح افريقيا بالغرب، و هي من طرابلس



[ صفحه 468]



الي طنجة من غير أن يشركه احد من المسلمين.

و اعطي أباسفيان مائتي الف من بيت المال في اليوم الذي امر فيه لمروان بن الحكم بمائة الف و قد كان زوج ابنته ام ابان. فجاء زيد بن أرقم صاحب المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان و بكي.

فقال عثمان: أتبكي ان وصلت رحمي؟ قال: لا و لكن أبكي لاني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت انفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، والله لو اعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا. فقال (عثمان): الق المفاتيح فانا سنجد غيرك.

و اتي موسي الاشعري باموال كثيرة من العراق فقسمها كلها في بني امية.

و زوج الحارث بن الحكم فاعطاه مائة الف من بيت المال، و نفي أباذر رحمه الله الي الربذة لمناهضته لمعاوية في الشام في كنز الذهب و الفضة.

و ضرب عبدالله بن مسعود حتي كسر اضلاعه، و عدل عن طريق عمر في اقامة الحدود، و رد المظالم، و كف الايدي العابثة، و الانتصاب لسياسة الرعية.. الخ. [2] .

و كيف كان فان الثورة ابتدأت من المدينة، و قام جل الصحابة في المعارضة لاصلاح الوضع مما ارتكبه الامويون عندما استغلوا تلك الفرصة. و قد كاتب الصحابة اهل الأمصار: ان اردتم الجهاد فهلموا فان دين محمد قد أفسده خليفتكم. [3] .


پاورقي

[1] انظر يوم الاسلام لاحمد أمين - 57.

[2] يوم الاسلام لأحمد الأمين ص 59: 58.

[3] انظر البلاذري 60 - 5 و ابن الاثير و الطبري و غيرهم.


الأخوة


كان طبيعيا أن تمتد هذه المبادي السياسية و الاجتماعية الموجهة للأفراد الي بيئتهم، و أن يكون المقام العظيم للأصحاب و الصحبة، و هي القرابة التي يختارها المرء لنفسه، و لا تفرض عليه من أسلافه. و الصحبة أداة منجحة للتكافل و التكامل، و بها تجتمع «الخلية الأولي» للجماعة الهادفة.



[ صفحه 422]



و لعل في اهتمام الامام بالصحبة و الأخوة دليلا علي اتجاهه نحو ايجاد مجتمع أو جماعات تتآخي في التشيع، و بمثل هذه الجماعات قامت الدول الشيعية علي نظم مشهورة في الدعوة لها، خافية أو معلنة، و بخاصة نظم الدعوة الاسماعيلية.

و كما حفلت مجالس الامام و مقولاته بوصف «الجعفري»، و بعبارة «شيعتنا»، حفلت بتوكيد أسباب التعاون بين الاخوان.

هو أولا يجعل المودة بينهم من الدين فيقول: «من حب الرجل دينه حبه اخوانه» [1] ، ثم ينتقل من الوضع الديني الي الاجتماعي فيقول: «وطن نفسك علي حسن الصحبة لمن صحبت، و حسن خلقك، و كف لسانك، و اكظم غيظك» [2] ، «أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره، ليس منا من لم يحسن مجاورة جاره» [3] .

و قديما قيل لأبي الأسود الدؤلي تلميذ «علي عليه السلام»: بعث دارك؟ قال: «بعت جاري» [4] و قيل: «الرفيق قبل الطريق» [5] .

و الامام الصادق يقول: «أيسر حق من حقوق الاخوان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، و أن تكره لأخيك ما تكره لنفسك، و أن تتجنب سخطه، و تتبع مرضاته، و تطيع أمره، و تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك، و أن تكون عينه و دليله و مرآته، و لا تشبع و يجوع، و لا تروي و يظمأ، و لا تلبس و يعري، و أن تبر قسمه، و تجيب دعوته، و تعود مريضه، و تشهد



[ صفحه 423]



جنازته، فاذا علمت أن له حاجة تبادر الي قضائها، و لا تلجئه الي أن يسألكها» [6] .

فكل وجه من الوجوه المشار اليها أداة تراحم تمكن للأخوة الاسلامية، و كل تفريط، مهما قل أمره، أو ضاق زمنه، تنقص من الأخوة الاسلامية، فاذا أطال المسلم قطيعة أخيه فهي احدي الكبر، فالمجتمع المتقاطع هو كالمجتمع بين أعداء...، أو كالجزر المتنازحة في اليم، حدود كل منها مصالحها.

يقول النبي عليه الصلاة و السلام: «هجرة الرجل أخاه سنة كسفك دمه» [7] .

و ما أدق نصح الامام في معاشرة الناس: «لا تفتش الناس فتبقي بلا صديق» [8] ، «المؤمن يداري و لا يماري» [9] ، «مجاملة الناس ثلث العقل» [10] .

و هو ينهي عن الظنة، فالظنين متهم، يقول: «ضع أمر أخيك علي أحسنه، و لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا» [11] .

أما من فرط حيث تجب اليقظة فلا يلومن الا نفسه، يقول الامام: «من كتم سره كانت الخيرة بيده» [12] ، و يقول:«لا تثقن بأخيك كل الثقة، فان سرعة الاسترسال لا تقال» [13] ، و يقول:



[ صفحه 424]



«صدرك أوسع لسرك» [14] و «سرك من دمك فلا تجره في غير أوداجك» [15] ، و يقول: «من خان لك خانك، و من ظلم لك سيظلمك، و من نم اليك سينم عليك» [16] .

و لما سئل عن الرجل العدل قال: «من غض طرفه عن المحارم، و لسانه عن المآثم، و كفه عن المظالم» [17] .

و الاخوان - عند الامام - هم المواسون، فهم بين ثلاثة: «مواس بنفسه، و آخر مواس بماله، و هما الصادقان في الاخاء، و آخر يأخذ منك البلغة و يريدك لبعض اللذة فلا تعده من أهل الثقة» [18] .

و الامام يأمر بالرفق بالناس، فينبه الذين يتطاولون ليتطامنوا، فيقول: «من الجور قول



[ صفحه 425]



الراكب للراجل: الطريق» [19] ، فهو الراكب و بيده الزمام، و الطريق للناس كافة، و كفي الراجلين أنهم يمشون، و كفاه أنه فوق ظهر.

يقول الامام: «لا تسم الرجل صديقا، سمة معرفة، حتي تخبره بثلاثة: تغضبه فتنظر غضبه أيخرجه عن الحق الي الباطل، و عند الدينار و الدرهم، و حتي تسافر معه» [20] .

و يقول: «ثلاثة لا تعرف الا في مواطن: لا يعرف الحليم الا عند الغضب، و لا الشجاع الا عند الحرب، و لا الأخ الا عند الحاجة» [21] .

و من التبذل تنقص الكرامة، يقول: «لا تمار فيذهب بهاؤك، و لا تمزح فيجترأ عليك» [22] و «لا جهل أضر من العجب» [23] .

و الغضب عند الامام: «مفتاح كل شر» [24] بما فيه من ذبذبة للذات، و زعزعة للتوازن، فعنده أن «من ظهر غضبه ظهر كيده» [25] ، بل أن «من لم يملك غضبه لم يملك عقله» [26] ، في حين أن «المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، و اذا رضي لم يدخله رضاه في باطل» [27] .



[ صفحه 426]



و يهتف الامام بالشيعة: «يا شيعة محمد، ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب، و يحسن صحبة من صاحبه، و مرافقة من رافقه، و مخالفة من خالفه» [28] .

و أي أدب للنفس و العقل كمثل ذلك الذي يعبر عنه الامام باحسان المخالفة! و ما هو الا الحلم و الأناة، قرظهما رسول الله للمنذر اذ أتاه، في وفد عبدالقيس، فقال له: «فيك خلتان يحبهما الله عزوجل: الحلم و الأناة» [29] .

و في عبارات تأخذ شكل ثلاثيات، قليلة العدد جليلة الفحوي، يجمع الامام آلاف الرذائل المدمرة في ستة أصحاب خرق، هم كالجيوب المخرورقة للمجتمع، لا تبقي و لا تذر، و هم: المرائي: و الكسلان، و المسرف، و المنافق، و الحاسد، و الظالم، تشتعل بنقائصهم نيران الرذالات جمعاء، و اذ يتكاثرون في كل مكان، بالعدوي و التناتج، و يستهين الناس بخطرهم علي أنفس الأفراد و مقومات الجماعة و قوة الدولة، مع أن أخطارهم السلبية تتوازن في ضررها مع أعظم الايجابيات، فتفقد الأمم تماسكها.

و جمعها في صعيد واحد، و اجمالها في كلمات، آية علي نفاذ البصيرة، و احسان البيان، يقول الامام:

«للمرائي ثلاث علامات: يكسل اذا كان وحده، و ينشط اذا كان الناس عنده، و يحب أن يحمد بما لم يفعل». «و للكسلان ثلاث علامات: يتواني حتي يفرط، و يفرط حتي يضيع، و يضيع حتي يأثم». «و للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له، و يأكل ما ليس له، و يلبس ما ليس له». «و للمنافق ثلاث علامات: اذا حدث كذب، و اذا وعد أخلف، و اذا اؤتمن خان». «و للحاسد ثلاث علامات: يغتاب اذا غاب، و يتملق اذا شهد، و يشمت بالمصيبة». «و للظالم ثلاث علامات: يعصي من فوقه، و يعتدي علي من دونه، و يظاهر



[ صفحه 427]



الظالمين» [30] و لكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب.


پاورقي

[1] الخصال للصدوق: ص 3، مصادقة الاخوان: ص 74، وسائل الشيعة: ج 16 ص 179، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 235، الاختصاص: ص 31، بحارالأنوار: ج 66 ص 237.

[2] و الحديث كما هو: «وطن نفسك علي حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك، وكف لسانك، واكظم غيظك» الكافي: ج 4 ص 286، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 157، بحارالأنوار: ج 71 ص 160، منتقي الجمان: ج 3 ص 103.

[3] الكافي: ج 2 ص 635 و ج 8 ص 146، وسائل الشيعة: ج 12 ص 6، مشكاة الأنوار: ص 333.

[4] تاريخ ابن معين: ج 2 ص 217، طبقات المحدثين باصبهان: ج 3 ص 557 و لكن بلفظ «جيراني» لا «جاري».

[5] مغني المحتاج لمحمد بن الشربيني: ج 1 ص 464، حواشي الشرواني: ج 4 ص 21، نهج البلاغة: ج 3 ص 56، الكافي: ج 8 ص 24، تحف العقول: ص 86، مستدرك الوسائل: ج 8 ص 210 العهود المحمدية للشعراني: ص 604، كنز العمال: ج 6 ص 715، كشف الخفاء: ج 1 ص 179. و لكن هذه المصادرة تبتدي تارة بلفظ «ابتغ» أو «اطلب» أو «التمس» أو «سل عن».

[6] المؤلف قد تصرف بالنص بأن حذف و قدم و أخر، راجع أصل الحديث في الكافي: ج 2 ص 169، الأمالي للطوسي: ص 98، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 43، مشكاة الأنوار: ص 147.

[7] المجموع للنووي: ج 15 ص 243، أسد الغابة: ج 1 ص 388، الأمامة و التبصرة لابن بابويه القمي: ص 177، مسند أحمد: ج 4 ص 220، سنن أبي داود: ج 2 ص 459، المستدرك للحاكم: ج 4 ص 163.

[8] الكافي: ج 2 ص 652، تحف العقول: ص 369، وسائل الشيعة: ج 12 ص 86، بحارالأنوار: ج 75 ص 253، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 61، و في بعضها: «لا تفتش الناس عن أديانهم...».

[9] بحارالأنوار: ج 75 ص 277.

[10] الكافي: ج 2 ص 643، تحف العقول: ص 366، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 105، وسائل الشيعة: ج 12 ص 53، بحارالأنوار: ج 75 ص 250.

[11] الكافي: ج 2 ص 362، الأمالي للصدوق: ص 380، تحف العقول: ص 368، وسائل الشيعة: ج 12 ص 302، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 144، الاختصاص للمفيد: ص 226، و فيها جميعا بعد «أحسنه»: «حتي يأتيك منه ما يغلبك، «و لا تظنن» بدلا من «و لا تظن» و قد رواه صاحب تاريخ دمشق: ج 44 ص 360 عن عمر بن الخطاب، و كذا الدر المنثور: ج 6 ص 92 و ج 5 ص 250، و تفسير ابن كثير: ج 4 ص 227، و كشف الخفاء: ج 1 ص 44، و كنز العمال: ج 16 ص 262.

[12] نقله جماعة عن الصادق عليه السلام عن جده أميرالمؤمنين عليه السلام: مشكاة الأنوار: ص 557، و نقله صاحب البحار عن الباقر عليه السلام: ج 72 ص 68، و جماعة عن الامام علي عليه السلام كما في نهج البلاغة: ج 4 ص 41، خصائص الأئمة للشريف الرضي: ص 108، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 261، و عن معاوية في كتاب الصمت و آداب اللسان: ص 214، و أخري عن عمر في: ص 311، و كذا في كنز العمال: ج 3 ص 804، و جماعة عن الشافعي منهم صاحب العهود المحمدية: ص 760.

[13] تحف العقول: ص 357 و فيه: «صرعة الاسترسال»، روضة الواعظين: ص 388 و فيه: «لن تستقال»، بحارالأنوار: ج 71 ص 174 و فيه؛ «لا يستقال» و «صرعة».

و علي كل حال، فالصرعة: اسم من صرعه: اذا طرحه علي الأرض، و الاسترسال: الاستيناس و الطمأنينة و الانبساط، و المراد: كثير الانقياد و الثقة بالآخر. فاذا وثق الرجل بأخيه كل الثقة و أفش اليه أسراره، و انقلب الرجل يوما منافقا و عدوا، صرعه صرعة مهلكة لا يرجي فيها الاقالة. و أما علي «سرعة الاسترسال» فالاسترسال: طلب الرسل، و هو انطلاق الخيل في الغارة و السباق، و معناه: اذا أطلق الفارس العنان لفرسه حتي أسرع، لا يتمكن أن يستقيله في سرعته الا بالكبوة و الهلاك. فالمراد اذا من المعنيين واحد.

[14] بحارالأنوار ج 72 ص 71 و ج 75 ص 278، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 15، نزهة الناظر: ص 112.

[15] بحارالأنوار: ج 72 ص 71 و فيه: «لايجرين» و ج 75 ص 278 و فيه: «لا تجريه»، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 15 و ج 9 ص 62، و فيه: «لا تجريه»، نزهة الناظر: ص 112، و قد ورد عن غير الصادق عليه السلام في فيض القدير: ج 1 ص 630 بلفظ «سرك من دمك، فاذا تكلمت فقد أرقته»، و الطبري في تاريخه: ج 6 ص 330 عن المنصور: «سرك من دمك، فانظر من تملكه».

[16] تحف العقول: ص 316، بحارالأنوار: ج 78 ص 229.

[17] تحف العقول: ص 365، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 317، بحارالأنوار: ج 75 ص 248، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 119، و جميعها بلفظ «اذا غض...».

[18] تحف العقول: ص 324، بحارالأنوار: ج 75 ص 239، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 72.

[19] الخصال للشيخ الصدوق: ص 3، الأمالي للصدوق: ص 371، روضة الواعظين: ص 466، وسائل الشيعة: ج 11 ص 459، بحارالأنوار: ج 61 ص 215 و ج 73 ص 298، و فيها جميعا عدا الخصال «للماشي» بدلا في «للراجل».

[20] الأمالي للشيخ الطوسي: ص 646، بحارالأنوار: ج 71 ص 180.

[21] تحف العقول: ص 316، بحارالأنوار: ج 75 ص 229. و في بعض المصادر عن لقمان، انظر: بحارالأنوار: ج 71 ص 178، الاختصاص: ص 246، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 517 و فيها: «في ثلاث مواطن» أو «ثلاثة مواضع»، و «أخاك» و «لا أخ» بدل «الأخ».

[22] الكافي: ج 2 ص 665، تحف العقول: ص 486، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 148، وسائل الشيعة: ج 12 ص 117، بحارالأنوار ج 73 ص 59 و ج 75 ص 370، الأنوار البهية: ص 317، و فيها جميعا «و لا تمازح».

[23] فقه الرضا: ص 356، الكافي: ج 8 ص 244، تحف العقول: ص 360 شرح أصول الكافي: ج 12 ص 336، الاختصاص للمفيد: ص 227، بحارالأنوار: ج 66 ص 400 و ج 69 ص 315 و ج 75 ص 198.

[24] الكافي: ج 3 ص 303، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 9، الخصال للصدوق ص 7، مشكاة الأنوار: ص 383، تحف العقول: ص 488، بحارالأنوار: ج 70 ص 263، روضة الواعظين: ص 379، وسائل الشيعة: ج 15 ص 358.

[25] نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: ص 109.

[26] الكافي: ج 2 ص 305، تحف العقول: ص 371، وسائل الشيعة: ج 15 ص 360، بحارالأنوار: ج 70 ص 278 و ج 75 ص 255، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 598.

[27] الكافي: ج 2 ص 233، تحف العقول: ص 324، وسائل الشيعة: ج 15 ص 358، صفات الشيعة للصدوق: ص 26، مشكاة الأنوار: ص 319، و خرجها كثير من الأعلام عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم دون وساطة الصادق عليه السلام.

[28] أصل الحديث: «يا شيعة آل محمد، اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه، و من لم يحسن صحبة من صحبه، و مخالقة من خالقه، و مرافقة من رافقه، و مجاورة من جاوره، و ممالحة من مالحه...». راجع: الكافي: ج 2 ص 637، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 92، وسائل الشيعة: ج 12 ص 10، خاتمة المستدرك: ج 5 ص 435، مشكاة الأنوار: ص 339، بحارالأنوار: ج 71 ص 161، الا تحف العقول: ص 380، فقد ورد قريبا من نقل المؤلف.

[29] مسند أحمد: ج 3 ص 23، صحيح مسلم: ج 1 ص 36، سنن الترمذي: ج 3 ص 247، السنن الكبري للبيهقي: ج 10 ص 104 و 194. و هو المنذر بن عاصم المعروف بأشج عبدالقيس.

[30] نقلها الأعلام بعبارات شتي و ألفاظ متفاوتة، كلها تدل علي معني واحد. تارة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أخري عن الامام أميرالمؤمنين عليه السلام، و ثالثة عن الصادق عليه السلام، و رابعة عن لقمان الحكيم عليه السلام. راجع في ذلك: قرب الاسناد، ص 28، تحف العقول: ص 10، وسائل الشيعة: ج 1 ص 74، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 114، بحارالأنوار: ج 69 ص 206 و 296، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 371.


خاتمة المطاف و النتائج


بعد هذه المسيرة النيرة في اضاءة مدرسة الامام الصادق عليه السلام، و الوقوف علي طائفة من أبعادها الانسانية، و الخوض في غمار مخزونها التراثي الأصيل، رأينا الامام الصادق عبقريا في قيادته، حكيما بأداء رسالته، و ريثا لمدرسة أهل البيت بآفاقها الحضارية المتطورة، حافلا سجله بصدي الأجيال تقييما و منزلة و مكانة، واهبا من خصائصه و مميزاته ما يذكي شعلة العلم اتقادا، و يرضي النفس ضميرا نابضا بالاتجاه المستقيم الرائد.

و لمسنا الامام الصادق في خضم الأحداث السياسية في عصره، يجانب سيرة طواغيت بني أمية، و يطوح بأحلامهم المتغطرسة، و يراقب قيادة الانقلاب العباس بحذر و يقظة، فيجد في السفاح سفاحا مبيرا، و في المنصور طاغية جبارا، فلا يستجيب لسلطان الحكم، و لا يهادن جبروت السلطة، و يعتمد النضال السلبي في الرفض و المجابهة و التحدي.

و أدركنا الامام في الحياة العقلية يقود الثورة المضادة الهادرة في وجه الغلاة، و يطوح بحركات الالحاد و الزندقة، و يقابل المذاهب الكلامية بالرد و النقض و الحجاج الهادف.

و شاهدنا الامام مكتوبا بلهيب الكفاح المسلح، و هو يقيم المناخ الثوري العارم برؤية سياسية متفوقة حكيمة، فيبتعد عن الأضواء المحرقة الدامية، و يتعايش مع ثورة عمه زيد بن علي بحكمة و روية، و يعارض بيعة الحسنيين لذي النفس الزكية



[ صفحه 458]



و أخيه ابراهيم، و ينبي ء عن المصير المتوقع لهما بسابق علم، و بادرة أثر، و تنتهي الثورتان بنتائج مأساوية تزيد من رعيل الشهداء، و سفك الدماء، و مواكب الأسري.

كان هذا استنتاجا لما كتبناه في الباب الأول من هذا الكتاب فاذا صاحبنا الباب الثاني في فصوله الأربعة، فوجئنا بالأبعاد العلمية الهائلة لدي الامام الصادق، و كشفنا عن موارد هذا العلم، و حققنا القول في ظواهره الفذة، و تحدثنا بتركيز عن أثر تلامذة الامام في انتشار علم الامام، و هم يحملون الرسالة و يؤدون أمانة التبليغ.

و وقفنا عند علوم التشريع الاسلامي لدي الامام، و كان القرآن أمامها فيما استند اليه الامام في الدلالة علي توحيد الله، و النص علي ولاية أهل البيت، و مدارك تهذيب النفس الانسانية، و آراء الامام في فقه القرآن باستنباطه لآيات الأحكام.

و رصدنا الامام في مسيرة الحديث الشريف يشرف علي تدوين علم الحديث بعد أن أوشك علي الضياع نتيجة المنع من التدوين، فكان رائد التدوين في الاسلام دون منازع.

و عالجنا أحوال الرجال في اخضاعهم لعلمي الجرح و التعديل، صيانة للحديث من الاضافة أو الكذب أو الانتحال.

و عرضنا مشكلة السند للتقويم العلمي، و كشفنا عن ملابساتها الفعلية، و وضعنا الحلول بأزاء كل معضلة و شائبة.

ثم توجنا عملنا هذا باختيار طائفة من الألفاظ الجارية مجري الأمثال في أحاديث الامام الصادق في شتي الأصعدة الارشادية.

و وقفنا عند الفقه و الأصول الفقه وقفة المشير الي المصادر و الموارد و المنابع



[ صفحه 459]



و الأصول و الجذور عد أن استوعبنا الحديث عنها في كتابنا السابق (الامام محمد الباقر مجدد الحضارة الاسلامية).

و خضنا غمار العلوم الصرفة و المعارف التجريبية لدي الامام، و قدمنا أطروحة تستقطب علم الكيمياء في سبق الامام لتأصيله، و علم الفيزياء في نظريات مبتكرة للامام، و علم الطب في اكتشاف المجهول و ريادة الموضوع، و أضفنا له أقسام الطب التي عالجها الامام في أفكاره و نظراته و آرائه و مواصفاته.

و كان علم الكواكب و الأفلاك محطتنا الأخيرة في هذا المجال، و شاركنا في استكناه الحقائق العلمية الرائعة التي توصل لها الامام في الضوء و النجوم و المسافات و حركة الأرض و حياة الكواكب الثابتة و السيارة، و نور الشمس و القمر، و تكوين الفصول، و تخطئته لبطليموس في جملة من النظريات العلمية.

و كانت الانسانيات عند الامام مجالا خصبا للتحدث عن مبادي ء الفلسفة و الحكمة، و الاشارة الي علاقة الأدب بالعلم، و استطالة أكاديمية فذة في النقد التاريخي و التطبيقي، كل ذلك في معالجة رائدة تضع يد الانسان علي كنوز ثمينة من التقويم البناء.

و كان حديثنا عن نظرة الامام الي التناقض السلوكي، و الانحراف عن مجابهة الحياة الاجتماعية موصولا بالوعي لتداول الطيبات و المباحات تفضلا من الله، و دلائل علي نعمته و آلائه، و رفضا عمليا لفلسفة الفرار من الحياة، و كشفا لظاهرة تجمل الامام و أناقته و حسن مظهره، و مقارنة بين الزهد الحقيقي الخالص، و شطحات الصوفية في حياة العزلة و التقوقع علي الذات.

و كانت الخلاصة في اتاحة الفرصة بين يدي التعرف علي نظرية الامام في العرفان النقي النزيه الهادف الي نبذ الأساطير و الخرافات، و توحيد الله تعالي، و الالتزام بالمثل العليا.



[ صفحه 460]



هذه نظرة اجمالية عابرة فيما توصل اليه البحث من نتائج ألمحنا الي أهمها، تاركين التفصيل الي الأصل في الكتاب.

و كان رائدنا فيما أوردناه استقراء الحقائق، و استكناه المجهول، و بيان الأصول التاريخية لحركة التطور العلمي، و كشف الجذور المتأصلة لحياة الحضارة الانسانية، و هي تنحدر من ذلك الشعاع الذي لا يخبو، و تنطلق من ذلك الفم الهادر بفنون المعارف، شعاع الامام الصادق و فمه البليغ الناطق.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

النجف الأشرف

محمدحسين علي الصغير


الرعاية العاطفية


من كان خلقه القرآن، بل هو القرآن الناطق، يكون قرآنا بصورة عملية مترجمة، و مثالا واقعيا، يحيي معانيه الجلية.

و هكذا كان الصادق عليه السلام وصي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و الذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم.



[ صفحه 261]



و برحمة من الله لان لأصحابه، فالتفوا حوله، فأحاطهم برداء عطفه، و اكتنفهم بوعاء قلبه.

دخل المفضل بن عمر، عليه، فلما بصر به عليه السلام ضحك اليه، ثم قال: الي يا مفضل! فوربي اني لأحبك و أحب من يحبك.

يا مفضل: لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضل: يا ابن رسول الله لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي.

فقال: بل أنزلت المنزلة التي أنزلك الله بها، فقال: يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟ قال: منزلة المقداد من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال: ثم أقبل علي فقال: يا عبدالله بن المفضل ان الله تبارك و تعالي، خلقنا من نور عظمته، و صنعنا برحمته، و خلق أرواحكم منا، فنحن نحن اليكم، و أنتم تحنون الينا...» [1] .

و من وثاق المودة الاخبار بالمحبة، فاذا أحب شخص شخصا فليخبره بقوله اني أحبك، فانها لا تذهب من قلبه أبدا.

بل ان الامام عليه السلام يربط أواصر العلاقة بسلاسل من حديد، عندما ينسبهم الي أهل البيت عليهم السلام.

فعن عمرو بن محمد قال: قال لي أبوعبدالله: يابن يزيد! أنت و الله منا أهل البيت، قلت له: جعلت فداك من آل محمد؟ قال: أي و الله من أنفسهم، يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عزوجل: (ان أولي الناس بابراهيم



[ صفحه 262]



للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا معه والله ولي المؤمنين). و في رواية ثانية زاد في آخرها (فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم) [2] .

و في رواية صحيحة أن عيسي بن عبدالله القمي دخل علي الصادق عليه السلام فأوصاه بأشياء ثم ودعه و خرج عنه، فقال لخادمه: ادعه فانصرف اليه فأوصاه بأشياء ثم قال له: يا عيسي بن عبدالله ان الله عزوجل يقول: (وأمر أهلك بالصلاة). و انك منا أهل البيت، فاذا كانت الشمس من ها هنا من العصر، فصل ست ركعات. قال: ثم ودعه و قبل ما بين عيني عيسي فانصرف [3] .

فان الامام عليه السلام قد عدة من أهله الذين أمره الله عزوجل، بأمرهم بالصلاة.

و في هذا دلالة علي أن الأهل ليسوا مجرد الأقارب، بل كل موال لأهل البيت عليهم السلام هم أهل، فالمؤمنون جميعهم عائلة واحدة، و أسرة واحدة، بل قلب واحد و جسد واحد، و قد أكد المولي عزوجل علي ذلك في كتابه (انما المؤمنون أخوة) [4] .

و من تقبيل الامام عليه السلام بين عيني عيسي نستشعر أن التقبيل المستحب الذي يشعر بالمحبة الايمانية و لله و في الله انما يكون بين العينين، و قد أشار الي ذلك الصادق عليه السلام قائلا: ان لكم لنورا تعرفون به في الدنيا، حتي أن أحدكم اذا لقي أخاه قبله في موضع النور من جبهته [5] .



[ صفحه 263]




پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 47 / 395.

[2] معجم رجال الحديث ج 13 / 54.

[3] معجم رجال الحديث ج 13 / 194.

[4] سورة الحجرات / 10.

[5] بحارالأنوار ج 73 / 37.


المطلق


لقد عرف الأصوليون المطلق بتعاريف متعددة منها:

أنه اللفظ الدال علي مدلول شائع في جنسه [1] .

أو هو المتناول الواحد بعينه باعتبار حقيقة شاملة لجنسه [2] .

أو: هو الدال علي الماهية بلا قيد [3] .

مثال ذلك: رجل، كتاب.

و الحقيقة أن هذه التعريفات تلتقي كلها عند دلالة اللفظة علي الحقيقة من حيث هي بحيث يدل علي فرد منتشر في جنسه، غير مقيد لفظا بأي قيد يحد من انتشاره.

و اذا ورد اللفظ مطلقا عمل به علي اطلاقه لأن ظاهر المطلق يقتضي أن يجري الحكم علي اطلاقه ما لم يقم دليل علي تقييده، فان قام الدليل علي



[ صفحه 111]



تقيده كان ذلك صارفا له عن الظاهر و مبينا أن المراد من المطلق فرد مقيد بقيد ما [4] .

و يوجد في فقه الامام جعفر الصادق ما يدل علي أن المطلق يعمل به علي اطلاقه اذا لم يرد ما يقيده. كما يتبين في النموذج الآتي:


پاورقي

[1] الأحكام للآمدي: 3 / 2؛ أثر الاختلاف في القواعد الأصولية: 244.

[2] روضة الناظر: 136.

[3] جمع الجوامع بشرح المحلي و حاشية البناني: 2 / 44؛ مسلم الثبوت مع فواتح الرحموت: 1 / 360.

[4] أصول الأحكام و طرق الاستنباط: 325.


نظرية الامام الصادق في العدوي لبعض الامراض


جري اقتباسها من كتاب (الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب) نقل و ترجمة الدكتور نور الدين آل علي ص 287 و ما بعدها.

رأيت من المفيد ان نعرض نظرية الامام الصادق عليه السلام حول اسباب بعض الامراض. و التي اقرتها العلوم الحديثة مما يدل علي نبوغة العلمي، و احاطته الواسعة بدقائق العلوم منذ اكثر من الف و مائتي سنة.

و مؤدي هذه النظرية ان هناك امراضا ينبعث منها ضوء، فاذا اصاب هذا الضوء احدا من الناس، انتابته العلة.

اذا ثمة عدوي من شخص مريض الي آخر سليم تتجاوز العدوي بطريق الهواء او الميكروب، و هو الضوء الذي يشعه المريض، فاذا اصاب سليما امرضه.

و بقيت هذه النظرية معدودة من الخرافات في راي العلماء الي ان جاءت التجارب المعاصرة و المعززة بالتقنيات الحديثة



[ صفحه 317]



و اثبتت هذه النظرية.

ففي مدينة «نوو - وو - سيبيريك» الواقعة في الاتحاد السوفياتي مركز هام للبحوث الكيميائية و الطبية، فقد اثبت هذا المركز - و للمرة الاولي - بان هناك من الامراض ما يشع ضوءا، و هذا الضوء قادر في حد ذاته، و دون ميكروب او فيروس، علي اصابة الخلايا السليمة و ايقاع المرض بها.

و بعد ان اجريت الآلاف من التجارب العلمية ثبت بصورة قاطعة علي ان الخلية المريضة تنبعث منها اشعة مختلفة، منها الاشعة فوق البنفسجية، و ان الخلية السليمة اذا ما اصابتها اشعة فوق البنفسجية صادرة عن خلية مريضة، انتقلت اليها نفس علة الخلية المريضة.

و ثبت ايضا خلال التجارب الطويلة بانه اذا منعت هذه الاشعة من الوصول الي الخلايا السليمة نكون قد منعنا المرض من الانتقال من الخلايا المريضة الي الخلايا السليمة في الشخص الآخر او الشخص المريض نفسه.

و من خواص المضادات الحيوية انها تقلل من حدة هذه الاشعة، فتشل قدرتها علي نقل العدوي من الخلايا المريضة الي الخلايا السليمة.

و ثمة حقيقة لا ريب فيها، عززتها طائفة كبيرة من العلماء و الباحثين في المراكز العلمية الاخري، مؤداها ان الخلايا المصابة بأمراض مختلفة يشع كل مرض منها نوعا خاصا من الفوتون يختلف عن غيره من فوتونات الامراض الاخري. و العلماء عاكفون



[ صفحه 318]



علي اعداد جدول علمي يضم جميع انواع الفوتونات و الرقم الرمزي الخاص بكل نوع منها، ولكن اعداده يحتاج الي وقت طويل بالنظر الي كثرة عدد الميكروبات و الفيروسات و انواع التوكسين (السم) [1] ، و مع ذلك، فقد استطاعوا قبل الفراغ من هذا الحصر و الاحصاء ان يشخصوا كثيرا من الامراض و الفوتونات التي تشعها و طرق علاجها.

و علي سبيل المثال نذكر ان العلماء استطاعوا بعد كشف اسباب العدوي بميكروب الانفلونزا و نوع الفوتون الذي يشعه و كذلك اشعته فوق البنفسجية، ان يحددوا العلاج الكفيل بمنع سريان هذا المرض الي الخلايا السليمة الاخري.

و لا تقتصر النظريات العلمية التي اطلقها الامام عليه السلام، و لا سيما في الفيزياء، بل له نظريات اخري نورد بعضها فهي تسلية لمن ارادها، و فائدة لمن توخاها، و عبرة لمن يعتبر.



[ صفحه 319]




پاورقي

[1] التوكسين سم تولده عناصر و خلايا موجودة في جسم الانسان، ولكن مفعوله في الجسم يختلف عن مفعول المكروبات و الفيروسات. و الاكثار من الطعام هو من العوامل الهامة في توليد التوكسين بكميات زائدة في جسم الانسان عند التقدم في العمر.


الامام الصادق في نظر بعض الملحدين


1. قال ابن أبي العوجاء: «ما هذا ببشر، و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا». [1] .

و قال: «انه للحليم الرزين، العاقل الرصين، لا يعتريه خرق، و لا طيش، و لا نزق». [2] .

و قال - مخاطبا للامام عليه السلام -: «انك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك أسه و نظامه». [3] .

2. و قال عبدالله بن المقفع: «ترون هذا الخلق! - و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس - يعني أبا عبدالله



[ صفحه 31]



جعفر بن محمد عليهماالسلام - فأما الباقون فرعاع و بهائم!» [4] .

3. و قال أبوشاكر الديصاني [5] : «انك - يعني الامام الصادق عليه السلام - أحد النجوم الزواهر، و كان آباؤك بدورا بواهر، و أمهاتك عقيلات عباهر، و عنصرك من أكرم العناصر، و اذا ذكر العلماء فبك تثني الخناصر» [6] .

4. و عن بعض الدهرية: «لئن كان للاسلام حقيقة، لما انتهي أمر وصية محمد صلي الله عليه و آله و سلم الا الي جعفر بن محمد، و الله ما رأيناه قط الا هبناه، و اقشعرت جلودنا لهيبته» [7] .


پاورقي

[1] الكافي 59:1 / 2 باب حدوث العالم.

[2] بحارالأنوار 58:3.

[3] التوحيد: 293 / 2.

[4] الكافي 58:1 / 1.

[5] لا يخفي أن أباشاكر الديصاني هداه الله الي الاسلام علي يدي الامام الصادق عليه السلام، و ما أوردناه عنه قاله في زمن الحاده و زندقته.

[6] أمالي الصدوق: 432 / 571.

[7] الاحتجاج 307:2.


هباته السرية


ان الصلة و ان كانت من الأب أو ممن هو أرفق منه كالامام قد تحدث في القابل انكسارا و ذلة، لأنها تنبي ء عن تفضل المعطي و حاجة الآخذ، و الحاجة نقص، و الشعور به يحدث الانكسار في النفس.

و قد تحدث في المعطي هزة الافضال، و تبجح المتفضل، هذا سوي ما قد يكون للعطية في بعض النفوس من حب الذكر و الفخر و السمعة أو الرياء أو ما سوي ذلك مما تكرم عنه النفوس النزيهة النقية.



[ صفحه 228]



فلهذا أو لغيره كان دأب أرباب الأخلاق الفاضلة التكتم في الصلة و شأن أهل البيت خاصة التستر في صلاتهم، فلا تكاد تمر عليك سيرة امام منهم الا و تجد فيها ترقبه للغلس ليتخذه سترا في الهبات و الصلات.

فلا أري ذلك الاصرار علي الأسرار الا لأنهم لا يريدون أن يشاهدوا علي الآخذ ذلة الحاجة و الخضوع للمتفضل المحسن، و انهم أزكي نفسا و أعلي شأنا من أن يخافوا الفتنة في الاعلان.

و من ثم تجد الصادق اذا جاء الغلس أخذ جرابا فيه الخبز و اللحم و الدراهم فيحمله علي عاتق، ثم يذهب الي أهل الحاجة من أهل المدينة فيقسمه فيهم و هم لا يعرفونه، و ما علموا ذلك حتي مضي لربه فافتقدوا تلك الصلات، فعلموا أنها كانت من أبي عبدالله عليه السلام. [1] .

و هذه السيرة درج عليها آباؤه من قبل، و نهج عليها بنوه من بعد.

و ما كانت سيرته تلك مع أهل المدينة خاصة بل يعمل ذلك حتي مع الهاشميين، فانه كان يتعاهدهم بالصلة و يتخفي في نسبتها اليه، و كان يرسل اليهم بصرر الدنانير و يقول للرسول: قل لهم انها بعث بها من العراق، ثم يسأل الرسول بعد عودته عما قالوه فيقول: انهم يقولون: أما أنت فجزاك الله خيرا بصلتك قرابة رسول الله صلي الله عليه و آله و أما جعفر فحكم الله بيننا و بينه فيخر أبوعبدالله عليه السلام ساجدا و يقول اللهم أذل رقبتي لولد أبي. [2] .

و أعطي يوما صرة لأبي جعفر الخثعمي [3] و أمره بأن يدفعها الي رجل من بني هاشم و أمره بكتمان الأمر، فلما أوصله بالصرة قال: جزاه الله خيرا ما يزال



[ صفحه 229]



كل حين يبعث بها فنعيش بها الي قابل، ولكني لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله. [4] .

و كان لا يترك صلاته حتي لقاطعيه منهم، و حتي ساعة الاحتضار، فانه حين دنا أجله و كان في سكرات الموت أمر باجراء العطاء، و أمر للحسن بن علي الأفطس [5] بسبعين دينارا فقيل له: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة ليقتلك؟ فقال عليه السلام: و يحكم أما تقرأون: «و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب». [6] ان الله خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم. [7] .

هذه نفحات من هباته السرية، و صلاته الخفية، التي تمثل لك الرحمة و الرأفة.


پاورقي

[1] بحارالأنوار: 47 / 38 / 40.

[2] نفس المصدر.

[3] و هو محمد بن حكيم من أصحاب الصادق و رواته، و روي عنه الثقات و أصحاب الاجماع.

[4] مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 273.

[5] هو الحسن بن علي الأصغر بن علي بن الحسين عليهماالسلام و خرج مع محمد بن عبدالله و كانت بيده راية بيضاء وابلي، و يقال: انه لم يخرج معه أشجع منه و لا أصبر و كان يقال له رمح آل أبي طالب لطوله و طوله و لما قتل محمد اختفي الحسن هذا، و حين دخل الصادق العراق و لقي أباجعفر تشفع به فشفعه، و مع هذه الصنيعة و تلك الصلات حمل عليه بالشفرة.

[6] الرعد: 21.

[7] غيبة الشيخ الطوسي طاب ثراه، و المناقب: 4 / 273.


يحيي بن سعيد الأنصاري


و منهم يحيي بن سعيد بن قيس الأنصاري من بني النجار تابعي، كان قاضيا للمنصور في المدينة، ثم قاضي القضاة، مات بالهاشمية عام 143.

انظر المصادر المتقدمة في روايته عن الصادق عليه السلام و ما عداها كما ذكر ذلك الرجاليون من الشيعة.


فقه الامام الصادق و مدرسته الكبري


بعدما نجحت الثورة الهاشمية التي رفعت شعارها الأول « للرضا عن آل محمد » كان الاعتقاد السائد عند الثوار و المسلمين الذين اشتركوا في الثورة ضد حكام بني امية و جورهم ، أن هدف الشعار الذي رفعوه أن تكون الدعوة و الخلافة لأحد أولاد علي و فاطمه عليهماالسلام أي أحد أولاد الامامين الحسن أو الحسين عليهماالسلام ، لما لهم من رصيد كبير في نفوس المسلمين من المحبة و الاحترام ، و لما يتميزون به من القدرات القيادية ، و الرصيد العلمي بفضل مدرستهم التليدة التي ورثوها عن آبائهم ، و لما عانوا من جور حكام بني امية من الظلم و الاضطهاد و التعسف ، مضافا الي ذلك بيعة بني العباس لمحمد بن علي بن الحسن عليه السلام ( ذي النفس الزكية ) بالخلافة عند اجتماعهم في الأبواء ، و كان في مقدمة المبايعين أبوالعباس السفاح و أبوجعفر المنصور و عمهما علي بن عيسي و غيرهم ، و كانت البيعة لا تزال في أعناقهم لمحمد ذي النفس الزكية .

و قد فوجي ء المسلمون كافة و الثوار خاصة باستيلاء بني العباس علي الحكم ، و تربع أبوالعباس السفاح و بعده أخوه أبوجعفر المنصور علي سدة الخلافة الدينية و الزمنية ، و لما لم يكونوا يملكون أي رصيد علمي و لا شعبي في نفوس المسلمين ،



[ صفحه 172]



و الخلافة هذه تدين لمذهب أهل البيت عليهم السلام ، داهن الحكام الجدد العلويين في بادي ء الأمر ، حتي استتب لهم الأمر .

و من جهة اخري فقد شجعوا المنحرفين عن خط أهل البيت بانشاء مدارس مذهبية متعددة مقابل مدرسة أهل البيت عليهم السلام لاضعاف مركزها ، كما شجعوا بعض الآراء الشاذة للظهور مثل المرجئة و المعتزلة و حتي الخوارج و الغلاة . مما أدي ذلك الي الفوضي في أحكام الدين و تشتت آراء المسلمين و رؤساء المذاهب و الفرق .

كما شجع المنصور أباحنيفة النعمان و مالك بن أنس علي تأسيس و ظهور مذهبيهما - الحنفي ، و المالكي - و مدهما بالجاه و المال ، مما جعل سيطرة الحكم الجديد عليهما سيطرة كاملة ، و بذلك أمسك المنصور بيده زمام السلطة الدينية الي جانب سلطته التنفيذية ، و اتخذ من علمائهم وسيلة لاشغال الناس و الهائهم عن مؤاخذة أعمال الحكام الجدد ، و عملوا لهم الدعايات الهائلة ليدين الشعب لهم بالولاء و الطاعة و التقدير .

و في خضم هذا البحر المتلاطم بأمواج الفوضي كانت مدرسة الامام الصادق عليه السلام بعيدة التأثر بهذه الأمواج المنحرفة و الأجواء المضطربة ، و بعيدة عن سيطرة الحكام الجدد و فرض آرائهم و توجيهاتهم الدينية و السياسية ، كما كانت مع من سبقهم من حكام بني امية ، ولكن الصراع كان خفيا في بادي ء الأمر ثم أصبح علنا فيما بعد ، و كان ذلك الصراع قائما بين المدرسة الامام الصادق عليه السلام و السلطة الحاكمة من جهة ، و بين مدرسة أهل البيت عليهم السلام و المدارس الفقهية الاخري من جهة ثانية . و كان هذا الصراع يشتد كلما توسعت مدرسة الامام الصادق عليه السلام و كلما سيطرت السلطة علي الحكم و علي المدارس المنحرفة عن خط أهل البيت ، الأمر الذي جعل مدرسة أهل البيت عليهم السلام محدقة بالخطر ، لكنها صمدت



[ صفحه 173]



لتلك الهجمات الشرسة التي توجهها السلطة لتمحو أثرها من الوجود ، سواء كانت في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة في بادي ء الأمر أو في الكوفة بعد ما جلب المنصور الامام عليه السلام من المدينة ، و فرض عليه شبه الاقامة الجبرية في الكوفة .

و قد تحملت هذه المدرسة بطش الجبابرة و عسف الظالمين لكنها أدت رسالتها بكل جدارة و قدرة ، و كان من نتاجها تخرج فطاحل العلماء و حملة الحديث علي الامامين الصادقين عليهماالسلام و الذين أغدقوا علي الامة و علي الأجيال الصاعدة الخير و البركة ، و طفحت بشتي العلوم و الحكمة و المرفة ، و جعلهم الدعاة البارزين لمحاربة أهل الأهواء و البدع و الضلال و المذاهب المنحرفة عن خط أهل البيت عليهم السلام ، و يدعوهم الي المثل العليا في الاسلام ، و الأخلاق الفاضلة و الغايات السامية و الأهداف الكريمة لتطبيق أحكام شريعة السماء علي جميع الامة و طبقاتها .

أما تأريخ مدرسة الامام الصادق و نشوئها ، فقد كان أسبق من كل المدارس الاسلامية ، اذ لم يكن الامام الصادق عليه السلام هو الذي وضع الحجر الأساسي لها ، بل كان الواضع لحجرها و الغارس لشجرها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، فقد وضع منهاجا و نظاما رائعا ، و حث الامة علي الانتهاء اليها ، و قرن العترة بكتاب الله العزيز و بعترته الطاهرة ، بقوله صلي الله عليه و آله و سلم:« اني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله و عترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا » . [1] كما صرح صلي الله عليه و آله و سلم في كثير من مواقفه و تعاليمه بلزوم اتباع منهج أهل البيت و الأخذ عنهم ، و انهم سفينة نوح من . ركبها نجا ، و من تخلف عنها غرق .

فالمدرسة اذا كانت نشأتها في عهد صاحب الرسالة صلي الله عليه و آله و سلم ، و كان رئيسها الأول الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام باب علم مدينة الرسول و أمينه علي سره ، و أقضي الامة و أعلمهم بعده صلي الله عليه و آله و سلم ، و هو نفس الرسول صلي الله عليه و آله و سلم الذي



[ صفحه 174]



صرح بحديثه المشهور:« علي مع الحق ، و الحق مع علي ، يدور الحق مع علي حيثما دار » ، و صاحبه في سفره و حضره ، ملازما له ملازمة الظل صاحبه ، و هو معلمه الأول و المتولي لتربيته و نشأته ، و قد عول عليه صلي الله عليه و آله و سلم في جميع شؤونه .

و انكار ذلك مكابرة و مغالطة ، و لا حاجة بنا الي اطالة البحث ، و رحم الله المتنبي حيث قال:



و تركت مدحي للوصي تعمدا

اذ كان نورا مستطيلا كاملا



و اذا استطال الشي ء قام بنفسه

و صفات ضوء الشمس تذهب باطلا



و بعد أن استشهد الامام علي عليه السلام و انتقل الي جوار ربه تزعم الحركة العلمية و ترأس مدرسة أهل البيت ولده الامام الحسن عليه السلام سبط رسول الله و ريحانته ، فكان عليه السلام محطا لآمال الامة و مرجعا لأحكامها .

غير أن الظروف القاسية و الحوادث الرهيبة المتتابعة في حكم معاوية لم تسمح للمدرسة أن تتقدم علي الوجه المطلوب ، وسارت بخطي ثقيلة ؛ لأنها قابلت جور معاوية و حكمه الغاشم بكل ما لديها من قوة ، حتي اريقت دماء زكية لبعض المؤمنين المنتمين اليها ، و هدمت دورهم ، كل ذلك في سبيل الدعوة الي الاصلاح .

و بعد شهادة الامام الحسن عليه السلام بالسم الناقع من قبل معاوية ، جاء دور أخيه الامام الحسين بن علي عليه السلام و هو أعظم الأدوار و أهمها ، و معاوية قد طغي و تجبر و عظمت شوكته و امتد سلطانه ، و كثر بطشه و فتكه بالمؤمنين من أصحاب الامام علي و أتباعه ، و تتبع رجال الفكر و خيار الامة ، و قتلهم تحت كل حجر و مدر ، و تلاعب بالأحكام و حرف الكلم عن مواضعه ، و مهد الأمر لابنه يزيد - الفاسق الفاجر الذي لا يختلف اثنان في اجرامه و كفره - و قد تربع علي عرش الخلافة الاسلامية ، بعد هلاك معاوية و هو الفاسق المستهتر الذي أباح الخمر و الزنا و حط



[ صفحه 175]



من كرامة الخلافة الي مجالسة الغانيات و عقد حلقات الشرب في مجلس حكمه ، و ألبس الكلاب و القرود جلاجل الذهب ، و المئات من المسلمين صرعي الجوع و الحرمان ، [2] و أصبحت الامة الاسلامية في حالة سيئة ، حتي لم يحتمل الامام الحسين عليه السلام السكوت و الصبر ، فنهض منتصرا للدين و الحق ، و آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر حتي اريق في سبيل الاسلام دمه ، و استبيح حريمه .

و من بعده انتقلت زعامة مدرسة أهل البيت الي ولده الامام السجاد علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام ، و هو أورع أهل زمانه و أتقاهم ، و أعلم الامة ، و قد اشتدت الرقابة عليه و علي مدرسته من قبل الحكام الامويين بصورة لا مجال لأحد أن يتظاهر بالانتماء لتلك المدرسة ، و مع هذه الشدة و تلك القسوة فقد استطاع أن يسيرها سيرا حثيثا و كفاحا مستمرا ، و خرج عددا وافرا من علماء الامة ، الذين أصبحوا مرجعا للأحكام و مصدرا للحديث ، و كان دعاؤه السلاح البتار الذي أثار حفيظة المسلمين و أخرجهم من حالة الذل و الخنوع الي عزيمة الثورة و أخذ الثأر لدينهم و كرامتهم .

و هكذا كان عهد ولده الامام الباقر عليه السلام من بعده في بادي ء الأمر ، و ما أن دب الضعف في جسم الحكم الاموي ، حتي بعث النشاط في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، فقام الامام الباقر خير قيام بواجبه ، و نشر معالم الاسلام و احياء مآثر السنة النبوية ، فكانت حلقة دروسه في مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و بيت الله الحرام ، و أين ما حل ، هي أعظم حلقات الدروس .

كان ذلك في زمن بداية انقراض الدولة الاموية في سنة 132 ه و بدء تأسيس



[ صفحه 176]



الدولة العباسية في سنة 133 ، و كان التطاحن بينهم علي أشده ، فهذه الفرصة سنحت للامام عليه السلام أن ينشر علومه ، و يركز دعائم مدرسته و توسعتها.

و لما جاء عصر الامام الصادق عليه السلام و كان أزهر العصور ، اتسع فيه نطاق الحركة العلمية ، و نشأت المدارس الاسلامية ، و كان في كل بلد عالم يرجع اليه ، و كانت مدرسة الامام الصادق في المدينة جامعة اسلامية كبري و في مكة المكرمة أينما حل تشد اليها الرحال ، و ترسل اليها البعثات من سائر الأقطار الاسلامية للانتهال من نمير علمه ، اذ وجدوا عنده ضالتهم المنشودة و غايتهم المطلوبة ، و لم يكتب التأريخ أن سئل الامام عليه السلام عن شي ء فأجاب ب « لا أدري » ، أو أن مناظرا أفحمه ، بل كان دائما هو المتفوق في كل علم ، و المحلق في كل مناظرة ، و أنه كان يمثل قول جده:سلوني قبل أن تفقدوني ، فانه لا يحدثكم أحد بمثل حديثي [3] ، و ما قال هذا القول الا جده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

و كيف لا يكون كذلك ؟ و هو وارث جده الذي اشتهر عنه هذا القول ، و لم يستطع أن يقول ذلك شخص الا افحم . و علي عليه السلام هو باب مدينة علم الرسول لقوله صلي الله عليه و آله و سلم:« أنا مدينة العلم و علي بابها » .

فالامام الصادق عليه السلام يروي عن أبيه الباقر ، عن أبيه السجاد زين العابدين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام ، و هو حديث السلسلة الذهبية الذي يستند علي أصح الأسانيد و أقواها ، و يأتي ذلك مفصلا في تأريخ الفقه الشيعي من هذا الجزء .

و ليس من المبالغة اذا قلنا:ان مدرسة الامام الصادق عليه السلام كانت جامعة



[ صفحه 177]



اسلامية كبري ، خرجت الفطاحل من العلماء و حملة الأحاديث الشريفة ، و أنجبت خيرة المفكرين ، و صفوة الفلاسفة و جهابذة الحكماء ، و خلفت ثروة علمية ، و قد عد أسماء تلامذته و المتخرجين من مدرسته فكانوا أربعة آلاف رجل أو يزيدون ، و قد صنف الحافظ أبوالعباس بن عقدة كتابا جمع فيه رجال الامام الصادق عليه السلام و رواة حديثه و أنهاهم الي أربعة آلاف رجل .

قال الشيخ المفيد في « الارشاد » ، و الشيخ محمد بن علي الفتال ، و السيد علي ابن عبدالحميد النيلي في كتاب « الأنوار » ، و الشيخ الطبرسي في « اعلام الوري » ، و ابن شهرآشوب في « المناقب » ، و المحقق في « المعتبر » ، في جملة كلامهم عن الامام الصادق عليه السلام ، كل اولئك أسندوا في كتبهم بعبارات مختلفة و بمعني واحد قولهم:ان أصحاب الحديث قد جمعوا الرواة عن الامام الصادق عليه السلام من الثقاة علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل .

و قال الشهيد في « الذكري »:ان أباعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كتب من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف و دون من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل من أهل العراق و الشام و الحجاز .

و علي أي حال فان مدرسة الامام الصادق عليه السلام كانت مصدرا للاشعاع الفكري و ينبوعا يفيض علي الامة بالعلوم و المعارف الاسلامية ، و أغدقت علي العالم الاسلامي بخدماتها الواسعة الجليلة في بث تلك التعاليم القيمة في عصر ازدهرت فيه صنوف العلم ، و أقبل المسلمون علي انتهاله .

ولو اتيح لمدرسة الامام الصادق عليه السلام الظهور التام لأدت رسالتها علي أحسن ما يتطلبه واقع المسلمين ، و ما هم فيه من حاجة الي نشر التعاليم القيمة في بث روح الاخوة الاسلامية و العدالة الاجتماعية ، و محو المعتقدات الفاسدة



[ صفحه 178]



والآراء الشاذة .

و هذا أبوحنيفة النعمان صاحب المذهب الذي عرف بكثرة القياس ، و طرح الأسئلة و كثرة الأحاديث ، يكشف لنا عن أهمية مدرسة الامام الصادق عليه السلام و آرائه الصائبة و أثرها العظيم علي نفسه و يعترف بقوله:« لولا السنتان لهلك النعمان » ، و السنتان التي درس بهما علي الامام أبي عبدالله الصادق عندما فتح مدرسته في الكوفة ، و كان الامام عليه السلام يشدد عليه بترك القياس في الرأي ، و كان عليه السلام يناظره و يفحمه و يعترف بذلك ولكنه يعود لرأيه الأول .

و بهذا يتضح أن أباحنيفة النعمان في أخذه رأي الامام الصادق عليه السلام و اتباع أمره يعد نفسه في نجاة من الهلكة . و ربما يكون كذلك اذا ترك رأيه في المرجئة و تركه القياس و الحلول و اتبع الأحاديث الصحيحة و الآراء الصائبة من مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

غير أن السلطات الحاكمة اتخذت جميع التدابير لمحاربة تلك المدرسة ، لأن شهرة الامام الصادق عليه السلام ، و مدرسته قد طبقت العالم الاسلامي ، و كانت تقض مضاجع الحكام ، و لهذا فقد كانوا يضعون الخطط التي يأملون فيها الوصول الي غاياتهم في غلق أبواب تلك المدرسة ، و القضاء علي الامام الصادق عليه السلام بكل وسيلة ، ولكن الله سبحانه شاء أن تستمر المدرسة الي يومنا هذا و الي ما شاء الله حتي يستلمها الامام المنتظر ان شاء الله .

اقتطفنا بعض هذا البحث من كتاب « الامام الصادق » للشيخ أسد حيدر رحمه الله .

وسيليه الثقات من رواة حديثه .

علم الامام الصادق عليه السلام معين لا ينضب و بحر زاخر متلاطم الأمواج ، بعيد المدي ، لا يسبر غوره أحد ، تطفح ضفتاه بالجواهر من العلوم و اللآلي



[ صفحه 179]



التي أضفت أشعتها علي جميع المعمورة من يومه الي يومنا هذا .

لقد امتازت مدرسة الامام بجامعيتها العلمية غير المحدودة . و من الطبيعي أن تنعكس الجامعية العلمية التي تملكها شخصية الامام عليه السلام علي واقع مدرسته ، و لم تكن علوم المدرسة لتقف عند حدود المعارف الاسلامية الخاصة بل هناك الكثير من العلوم الاخري التي تتعلق بقضايا الكون و الطبيعيات و الطب و غيرها مما عرفت به مدرسة الامام ... و في مرور سريع نحاول أن نعرض لبعض ما زخرت به مدرسة الامام من منوعات العلوم. [4] .


پاورقي

[1] الاحتجاج:450 ، طبعة قم . ارشاد المفيد 176:1.

[2] الثائر الأول في الاسلام ؛ لمحمد عبدالباقي:79.

[3] معرفة علوم الحديث ؛ للحاكم النيشابوري:55.

[4] عن السيد محمد جواد فضل الله في كتابه:« الامام الصادق عليه السلام » بتصرف يسير.


تأريخ الحياة العلمية للنجف الأشرف و هجرة الشيخ الطوسي


من هو الطوسي؟

هو الشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي - نسبة الي طوس من مدن ايران بمقاطعة خراسان - المعروف بشيخ الطائفة، من أبرز جهابذة العلماء و من المؤسسين لجامعة النجف العلمية.

ولد بطوس في شهر رمضان سنة 385 هجرية، ثم هاجر الي العراق، و سكن بغداد و هو شاب لم يبلغ الثالثة و العشرين من عمره الشريف، اذ حط رحله و استقر في بغداد سنة 408 هجرية، و تتلمذ شيخ الطائفة حينذاك للشيخ محمد ابن النعمان العكبري رحمه الله - المعروف بالشيخ المفيد و بابن المعلم -، و هو استاذ السيدين الشريفين، السيد المرتضي علم الهدي و الشريف الرضي نقيب الطالبيين في بغداد.

لازم الشيخ الطوسي استاذه الشيخ المفيد خمس سنوات من سنة 408 الي 413 يوم لبي المفيد نداء ربه رحمه الله و دفن عند ضريح الامامين الكاظمين عليهماالسلام.

أصبح الشيخ الطوسي الزعيم المطلق في بغداد للطائفة بعد وفاة شيخه السيد المرتضي علم الهدي سنة 436 ه الذي لازمه الطوسي و تتلمذ له طيلة ثلاث و عشرين سنة، و بز أقرانه في العلوم و حسن الادارة.


في أدعية الحج


كان الامام الصادق عليه السلام، يستقبل السفر إلي حج بيت الله الحرام، بشوق بالغ، ورغبة ملحة، وذلك لما يترتب علي هذه العبادة من الثمرات والفوائد، البالغة الاهمية، فإن الحج، أهم مؤتمر إسلامي، يلتقي فيه المسلمون، من شتي أقطار الارض لاداء فريضة الحج، وعرض قضاياهم المصيرية، وما ألم بهم من أحداث وشؤون.

وكان الامام الصادق عليه السلام، بحسب مركزه الروحي، الزعيم الاعلي للعالم الاسلامي فكانت وفود بيت الله الحرام، تتشرف بلقياه، لانه بقية النبوة والامامة فتأخذ منه معالم دينها، ومناسك حجها، وقد قام عليه السلام بدور إيجابي، في بيان أكثر مسائل الحج وفروعه، ويقول الرواة: أنه لولاه ولولا أبو الامام الباقر عليه السلام من قبل لما عرف المسلمون مناسك حجهم، وقد دونت تلك المسائل، في كتب الحديث، وموسوعات الفقه الاستدلالي، وبالاضافة لذلك، فقد قام الامام عليه السلام بدور مهم في تفسيد وإبطال، أوهام الملحدين، الذين كانوا يفدون إلي بيت الله الحرام، في موسم الحج، لافساد عقائد المسلمين، أمثال عبد الكريم بن أبي العوجاء، وجماعته، فقد تصدي لهم الامام وأبطل جميع شبههم، وأوهامهم، وقد عرضنا إلي تفصيل ذلك كل في بحوث هذا الكتاب.



[ صفحه 152]



وعلي أي حال، فقد أثرت عن الامام الصادق عليه السلام، كوكبة مشرقة من الادعية الجليلة، في حال سفره من بيته إلي حال فراغه من مناسك الحج، وفي ما يلي تلك الادعية.


في الأحكام


قال الصادق: اعراب القلوب علي أربعة أنواع:

رفع و فتح و خفض و وقف

فرفع القلب في ذكر الله، و فتح القلب في الرضا عن الله، و خفض القلب في الاشتغال بغير الله، و وقف القلب في الغفلة عن الله.

ألا تري أن العبد اذا ذكر الله بالتعظيم خالصا ارتفع كل حجاب كان بينه و بين الله تعالي من قبل ذلك، و اذا انقاد القلب لمورد قضاء الله بشرط الرضا عنه كيف ينفتح بالسرور و الروح و الراحة، و اذا اشتغل قلبه في أبيات الدنيا كيف تجده اذا ذكر الله بعد ذلك و آياته منخفضا مظلما كبيت خراب خلو ليس فيه عمران و لا مؤنس، و اذا غفل عن ذكر الله تعالي كيف تراه بعد ذلك موقوفا محجوبا قد قدسي و أظلم منذ فارق نور التعظيم..

فعلامة الرفع ثلاثة أشياء: وجود الموافقة و فقد المخالفة و دوام الشوق.

و علامة الفتح ثلاثة أشياء: التوكيل عليه و الصدق و اليقين...

و علامة الخفض ثلاثة الأشياء: العجب و الرياء و الحرص...

و علامة الوقف ثلاثة أشياء: العجب و الرياء و الحرص و زوال حلاوة الطاعة و عدم مرارة المعصية، و التباس علم الحلال و الحرام...



[ صفحه 135]




ابراهيم بن عبد الحميد الأسدي بالولاء (الأنماطي)


إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي بالولاء، الأنماطي، البزاز، الكوفي.



[ صفحه 49]



محدث واقفي ثقة، روي كذلك عن الإمام الكاظم عليه السلام، وأدرك الإمام الرضا عليه السلام، وله كتاب (النوادر). روي عنه محمد بن أبي عمير، وعوانة بن الحسين البزاز، وإبراهيم بن أبي البلاد وغيرهم. كان حيا قبل سنة 203.

المراجع:

رجال الطوسي 146 و 344 و 366. تنقيح المقال 1: 22. رجال النجاشي 15. معالم العلماء 7. فهرست الطوسي 8. رجال ابن داود 226. معجم الثقات 4. معجم رجال الحديث 1: 241. جامع الرواة 1: 23. رجال الحلي 197. نقد الرجال 11. مجمع الرجال 1: 52. هداية المحدثين 10. أعيان الشيعة 2: 176. رجال البرقي 27 و 48 و 53. منتهي المقال 23. العندبيل 1: 8. منهج المقال 22. جامع المقال 53. رجال الكشي 370 وغيره. التحرير الطاووسي 31 وفيه الصنعاني. بهجة الآمال 1: 546. روضة المتقين 14: 327. وسائل الشيعة 20: 120. إتقان المقال 7. شرح مشيخة الفقيه 54. رجال الأنصاري 4 و 15. تهذيب المقال 1: 296. ثقات الرواة 1: 33 - 35. لسان الميزان 1: 75. معجم المصنفين 3: 174. معجم المؤلفين 1: 42.


سعيد الرومي


مولي الإمام الصادق عليه السلام ومن حسان محدثي الإمامية.

روي عنه عبد الله بن مسكان.

المراجع:

رجال الطوسي 204. تنقيح المقال 2: 27. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 145. رجال البرقي 38. جامع الرواة 1: 360. نقد الرجال 152. مجمع الرجال 3: 116. أعيان الشيعة 7: 238. منتهي المقال 147. منهج المقال 162. إتقان المقال 193.


محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (المكتوم)


محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ابن محمد الباقر ابن علي السجاد ابن الحسين السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الهاشمي، العلوي، الملقب بالمكتوم. أحد أئمة الإسماعيلية والقرامطة والدروز، والفرقة السبعية والمباركية منهم منسوبة إليه. الفرقة الإسماعيلية يعتبرونه أول أئمتهم المكتومين، والدروز يعظمونه ويعدونه أول أئمتهم السبعة المستورين. سعي بعمه الإمام الكاظم عليه السلام إلي هارون العباسي وأظهر أسرار عمه، فبذلك تقرب إلي هارون وحظي عنده، فدعا عليه الكاظم عليه السلام، فاستجاب الله دعاءه، فتغير عليه هارون وأمر باعتقاله، ففر من المدينة المنورة إلي الري، واستتر بمدينة دنباوند، ولم يزل مشردا مستترا حتي مات ببغداد، وقيل بفرغانة، وقيل بنيسابور سنة 198، وكانت ولادته بالمدينة المنورة سنة 131.



[ صفحه 32]



المراجع:

رجال الطوسي 280. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 82. معجم رجال الحديث 15: 102. المناقب 4: 326. نقد الرجال 293. جامع الرواة 2: 76. رجال الكشي 263. مجمع الرجال 5: 158. عمدة الطالب 233. فرق الشيعة 68 و 74 وغيرها. المقالات والفرق 83 و 84 و 217. الفصول الفخرية (فارسي) 143. اسماعيليان در تاريخ (فارسي) 164 وانظر فهرسته. سفينة البحار 1: 316. منتهي المقال 263. إتقان المقال 223. منهج المقال 284. الفخري في أنساب الطالبيين 23. المجدي في أنساب الطالبيين 99. الأعلام 6: 34. مقالات الأشعري 1: 98. الملل والنحل 1: 168 و 192. الفرق بين الفرق 64.


مناظرات امام صادق با ابن ابي العوجا


امام صادق عليه السلام مناظرات فراواني با ابن ابي العوجاي ملحد داشته كه برخي از آنها در زمينه ي توحيد بوده است. ابن ابي العوجا كه نام اصلي او عبدالكريم مي باشد از ملحدين و منكرين اديان آسماني و از جمله كساني بود كه به اعتراف خودش، احاديث دروغين را به احاديث رسول خدا صلي الله عليه و آله آميخته بود، كه وضعيت روحي او از مناظرات آينده اش با امام صادق عليه السلام روشن مي گردد، او با وجود مناظرات بسياري كه با امام عليه السلام داشت، سرانجام همانند ابن مقفع ملحد در حالت كفر و الحاد كشته شد.

يكي از مناظرات ابن ابي العوجا با امام صادق عليه السلام اين است كه روزي او و دوستش ابن مقفع در مسجد الحرام نشسته بودند، پس ابن مقفع در حالي كه با دست خود به طواف كنندگان اشاره مي كرد به ابن ابي العوجا گفت: اين مردم را كه مي بيني، هيچ كدام از آنان را نمي توان انسان ناميد مگر آن پيرمرد - يعني امام صادق عليه السلام - و اما بقيه ي آنان، افراد بي اراده و بي منطق همچون حيواناتي هستند [كه دور اين خانه مي گردند].

ابن ابي العوجا به او گفت بايد به من ثابت كني كه اين پيرمرد همانند آنان نيست، و نمي توان به وي چنين نسبتي داد. ابن مقفع به او گفت: من چيزهايي از او ديده ام كه از بقيه نديده ام. ابن ابي العوجا گفت: بايد برويم و با او صحبت كنيم تا سخن تو درباره ي او ثابت شود پس ابن مقفع به او گفت: با او سخن مگو، چرا كه مي ترسم وي افكار تو را دگرگون كند. ابن ابي العوجاء گفت: شايد تو مي ترسي به خاطر اين رفتارت [يعني احترام به امام صادق عليه السلام]



[ صفحه 217]



محكوم شوي! ابن مقفع به او گفت: حال كه چنين مي گويي، برخيز تا نزد او برويم، لكن مواظب سخنان خود باش و هر سخني را مطرح مكن، زيرا او تو را محكوم خواهد كرد و دست و پاي تو را خواهد بست پس ابن ابي العوجا برخاست و نزد آن حضرت رفت و چون بازگشت به ابن مقفع گفت: واي بر تو! اين آقا را نمي توان بشر عادي دانست. او مردي روحاني و معنوي است كه اگر بخواهد در قالب انسان ظاهر مي شود و اگر بخواهد، مي تواند پرواز كند و به عالم ديگري برود. ابن مقفع گفت: مگر او چگونه بود؟ ابن ابي العوجا گفت: من نزد او نشستم و چون تنها شديم، رو به من كرد و فرمود: اگر اعتقاد كساني كه به دور كعبه مي گردند صحيح باشد، كه به نظر من صحيح خواهد بود، آنها به سعادت رسيده اند و شما گرفتار عذاب خواهيد شد و اگر اعتقاد شما كه براي عالم مبديي قايل نيستيد صحيح باشد كه البته هرگز صحيح نخواهد بود، شما و آنان مساوي خواهيد بود و به آنان زياني نخواهد رسيد. پس من گفتم: خدا شما را رحمت كند مگر ما چه مي گوييم و آنان چه مي گويند؟ همانا سخن ما و آنان يكي است.

فرمود: چگونه امكان دارد سخن تو و آنان يكي باشد؛ در حالي كه آنان به معاد و جهان آخرت و پاداش و جزاي اخروي اعتقاد دارند و مي گويند آسمان خدايي دارد كه آن را خلق كرده است، و شما مي گوييد خدايي وجود ندارد و آسمان خراب است و احدي در آن نيست. پس من فرصت را غنيمت شمردم و گفتم: اگر براي آسمان خالق و آفريدگاري است پس چرا او خود را بر مخلوقاتش ظاهر نمي كند و آنان را به عبادت خود دعوت نمي كند، تا احدي درباره ي او شك نداشته باشد؟ و چرا او خود را از مخلوقاتش پنهان كرده و پيامبران و رسولاني را از سوي خود به نزد آنان فرستاده است؟ در حالي كه اگر خود مستقيما با مردم تماس پيدا مي كرد، مردم زودتر به او ايمان مي آوردند.

پس او به من فرمود: «واي بر تو! چگونه خدا خود را از تو پنهان كرده، در حالي كه قدرتش را به تو نشان داده است؛ [مگر جز اين است كه] او تو را آفريد در حالي كه تو وجود نداشتي؛ و تو را به رشد و كمال رسانيد بعد از آن كه ناتوان و كوچك بودي؛ و به تو نيرو داد بعد از آن كه ضعيف بودي؛ و تو را ضعيف نمود بعد از آن كه قوي بودي و تو را



[ صفحه 218]



مريض نمود بعد از آن كه سالم بودي؛ و شفا بخشيد بعد از آن كه مريض بودي؛ و خشنود نمود بعد از آن كه خشمناك بودي؛ و خشمناك نمود بعد از آن كه خشنود بودي؛ و محزون نمود بعد از آن كه شاد بودي؛ و شاد نمود بعد از آن كه محزون بودي؛ و تو را محبوب نمود بعد از آن كه مبغوض بودي؛ و مبغوض نمود بعد از آن كه محبوب بودي؛ و به تو نيروي عزم و اراده داد بعد از آن كه كندي و ناتواني داشتي؛ و ناتوان نمود بعد از آن كه توانا و صاحب اراده بودي؛ و علاقه و محبت داد بعد از آن كه كراهت داشتي؛ و كراهت داد بعد از آن كه رغبت و علاقه داشتي؛ و جرأت و رغبت داد بعد از آن كه مي ترسيدي؛ و ترساند بعد از آن كه علاقه و رغبت داشتي؛ و اميدوار نمود بعد از آن كه نااميد بودي؛ و نااميد نمود بعد از آن كه اميدوار بودي و به فكر و خاطر تو آورد چيزهايي را كه تو فكر نمي كردي. سپس فرمود: «چقدر از حقيقت دور است آنچه كه تو به خيال خود به آن معتقد شده اي» سپس همه ي قدرت هاي پروردگار خود را در وجود من برشمرد و من نتوانستم آن را انكار كنم، به گونه اي كه گمان كردم او بر من غالب گشته است. [1] .

ابن ابي العوجا روزي بر امام صادق عليه السلام وارد شد و گفت: آيا شما چنين گمان مي كنيد كه خداي متعال همه چيز را آفريده است؟ امام عليه السلام فرمود: آري. ابن ابي العوجا گفت: من نيز مي توانم چيزي را خلق كنم. امام عليه السلام فرمود: چگونه خلق مي كني؟ او گفت: من نطفه خود را در رحم مي ريزم و صبر مي كنم تا آن به انسان كاملي تبديل شود و در اين صورت من او را خلق كرده ام.

امام صادق عليه السلام به او فرمود: آيا كسي كه چيزي را خلق مي كند، نبايد بداند كه چه تعداد خلق نموده و مخلوق او چگونه است؟ گفت: آري. امام عليه السلام فرمود: آيا تو هنگامي كه نطفه خود را در رحم مي ريزي مي داني او مرد مي شود يا زن؟ و آيا مي داني او چقدر عمر خواهد كرد؟ پس ابن ابي العوجا سكوت نمود و چيزي نگفت.

امام عليه السلام اين مناظره را با جعدة بن درهم نيز داشتند. او نيز مردي گمراه و بدعت گذار بود و به همين علت والي كوفه روز عيد قربان او را گشت. ابن شهر آشوب نقل نموده كه



[ صفحه 219]



جعدة بن درهم، مقداري آب و خاك در شيشه اي ريخت و پس از مدتي آنها تبديل به كرم و حيوانات ريز شد به اصحاب خود گفت: من اينها را خلق نمودم، چرا كه من اسباب به وجود آمدن اين كرم ها را فراهم نمودم . چون اين سخن به گوش امام صادق عليه السلام رسيد فرمود: اگر او خالق است پس بايد بگويد تعداد كرم ها و جنسيت آنها و وزن هر كدام از آنها چقدر و چگونه است و اگر راست مي گويد، دستور دهد كه آن كرم ها به چيز ديگري تبديل شوند. پس جعدة محكوم گرديد و فرار كرد.

ابن ابي العوجا روز دوم نيز نزد امام صادق عليه السلام رفت و در حالي كه ساكت بود كنار آن حضرت نشست. پس امام عليه السلام به او فرمود: مثل اين كه آمده اي سخنان قبل خود را دوباره بازگويي كني؟ او گفت: اي فرزند رسول خدا، چنين اراده نموده ام. امام عليه السلام فرمود: عجيب است كه تو منكر خدا هستي در حالي كه شهادت مي دهي من فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله هستم. ابن ابي العوجاء گفت: عادت مرا به چنين سخني واداشته است. امام عليه السلام به او فرمود: براي چه سخن نمي گويي؟

او گفت: عظمت و بزرگي شما نمي گذارد من سخن بگويم، چرا كه من با علما و متكلمين بوده ام و با آنان نيز سخن گفته ام، ولي چنين هيبتي را كه در شما احساس مي كنم در هيچ كدام از آنان نديده ام. امام عليه السلام رو به او كرد و فرمود: اين چنين است كه مي گويي، ولي من سؤالي از تو دارم. بگو بدانم آيا تو مخلوق هستي يا خالق؟ ابن ابي العوجا گفت: من خالق هستم. امام عليه السلام فرمود: اگر مخلوق بودي چه ويژگي هايي داشتي ؟ او متحير ماند و پاسخي نداد، سپس با دقت به چوبي كه مقابلش بود نگاه كرد و گفت: طويل، عريض، عميق، قصير، متحرك و ساكن، سپس گفت: همه ي اين صفات نشانه هاي مخلوق بودن است. پس امام عليه السلام به او فرمود:

اگر نشانه ي مخلوق بودن همين هاست كه مي گويي پس خود را مخلوق فرض كن و ببين آيا نشانه هاي مخلوق بودن را در خود مي يابي يا نه؟ ابن ابي العوجا گفت: شما از من سؤالي پرسيديد كه تاكنون كسي چنين سؤالي از من نپرسيده و نخواهد پرسيد. امام عليه السلام به او فرمود: اگر كسي تاكنون چنين سؤالي را از تو نپرسيده است، چه اطميناني داري كه



[ صفحه 220]



بعد از اين هم چنين سؤالي از تو پرسيده نشود؟ از طرفي تو سخنان قبلي خود را مبني بر اين كه همه ي چيزها از اول يكسان بوده اند را انكار كرده اي، پس چگونه چيزي را مقدم و چيزي را مؤخر مي داني؟ آيا مي خواهي بيشتر براي تو توضيح بدهيم؟ پس فرمود: بگو بدانم اگر تو كيسه اي داشته باشي كه حاوي درهم و دينار است و كسي از تو بپرسد كه آيا در اين كيسه ديناري هست يا نه؟ و تو در جواب بگويي در اين كيسه ديناري نيست. سپس آن شخص از تو بخواهد كه دينار را برايش توصيف كني، و تو توصيفات دينار را نمي داني؛ آيا صحيح است كه چون صفات دينار را نمي داني، اصل وجود دينار را انكار كني؟ ابن ابي العوجاء گفت: خير.

امام عليه السلام فرمود: عالم از آن كيسه بزرگتر و وسيع تر است و شايد در آن مخلوقاتي باشد كه تو صفات آنان را نمي شناسي و نمي داني چگونه است، آيا مي تواني اصل آنها را انكار كني؟ پس ابن ابي العوجا پاسخي نداد. و بعضي از همراهان او مسلمان شدند؛ ولي او و عده ي ديگري از همراهانش به كفر خود باقي ماندند.

ابن ابي العوجاء روز سوم نيز نزد امام صادق عليه السلام رفت و گفت: من مي خواهم سؤال قبلي خود را دوباره از شما بپرسم. امام صادق عليه السلام فرمود: هر سؤالي كه مي خواهي بپرس. ابن ابي العوجا گفت: دليل حدوث عالم چيست؟

امام عليه السلام فرمود: من هيچ چيز كوچك و بزرگي را نديدم؛ مگر آن كه اگر چيزي از جنس خودش به آن اضافه شود، آن چيز بزرگ تر خواهد شد و اين دليل زوال و انتقال از حالت اول به حالت ديگر است. حال اگر چيزي قديم باشد، تغيير و تبديلي در آن صورت نمي گيرد و اگر چيزي تغيير و تبديل پيدا كند، امكان فرسودگي و نابودي در آن وجود دارد، و همين تبديل و نابودي دليل حدوث آن است. اين بديهي است كه هرگز صفت ازلي بودن با صفت عدم در يك چيز جمع نمي شود. (يعني چيزي كه از ازل وجود داشته عدم و نابودي در آن راه ندارد).

ابن ابي العوجاء گفت: اگر من بپذيرم كه اين دو حالت مختلف در دو زمان، دليل حدوث آن موجود است؛ اين سؤال براي من مطرح مي شود كه اگر اشيا بر حالت صغر خود باقي



[ صفحه 221]



بمانند، شما حدوث آنها را چگونه اثبات مي كنيد؟ امام صادق عليه السلام فرمود: ما در مورد وضعيت اين عالم با تو سخن مي گوييم، حال اگر اين عالم را برداريم و عالم ديگري جاي آن بگذاريم، مسلما استدلال «لا شي ء» دلالت روشن تري بر حدوث عالم خواهد بود زيرا فرض تبديل عالم به عالم ديگر، عين معناي حدوث است. و طبق سؤالي كه پرسيدي، تو معتقدي كه عالم قديم است يعني تبديل و تغييري پيدا نمي كند و به حال خود باقي مي ماند، حال ما پاسخ اين سؤالات را همان گونه كه مطرح كرده اي، برايت بيان مي كنيم. اگر اشيا بر صغر و كوچكي خود نيز باقي بمانند، باز هم اگر چيزي به چيز ديگري اضافه شود در ذهن انسان ثابت است كه آن چيز بزرگ تر خواهد شد. همين كه چيزي قابل تغيير و تبديل باشد، از صفت قديمي بودن خارج مي شود، چنان كه در مثال نيز ثابت شد و خداوند همه چيز را از «لا شي ء» خلق نموده است پس ابن ابي العوجا از سخن باز ماند و سرافكنده گرديد.

طبق سخنان و براهين امام صادق عليه السلام، اگر چيزي از اجزاي اين عالم به چيز ديگري افزوده شود، مسلما آن چيز دوم بزرگ تر خواهد شد و حالت اول خود را از دست خواهد داد و اين نشانه ي حدوث (و مخلوق بودن) است. حتي اگر اين تركيب فرضي باشد، و طبق ادعاي ابن ابي العوجاء اشياء بر صغر خود باقي بمانند باز هم اگر چيزي به چيز ديگري اضافه شود و هر كدام از آنها حالت اول خود را از دست مي دهند و افزايش و يا كاستي پيدا مي كنند، و اين از بديهيات چهارگانه است كه اساس علوم رياضي مي باشد، و امام عليه السلام دليل حدوث عالم را مبتني بر واضح ترين بديهيات نمود كه هيچ كس در آن ترديدي نمي كند. حال آن كه قديم، داراي چنين تحولاتي نيست و هرگز تغيير و تبديلي در آن به وجود نمي آيد.

علاوه ي بر اين امام عليه السلام فرضيه ي ابن ابي العوجا - مبني بر اين كه: فرض كنيم چيزي به اشيا افزوده نشود تا دليل حدوث آنها نباشد - را اين گونه پاسخ داد و فرمود: بر اساس اين فرض يعني در فرض عدم تغيّر، دليل حدوث در حقيقت جواز تغيّر است چرا كه اگر فرض شود اشياء عالم به يكديگر افزوده شوند؛ حالت جديدي پيدا مي كنند و آن دليل



[ صفحه 222]



حدوث آنها خواهد بود. و اگر به فرض اين عالم را برداريم و عالم ديگري به جاي آن قرار دهيم، در آن صورت استدلال حدوث عالم روشن تر خواهد بود (چرا كه فرض تغيير و تبديل عالم به عالم ديگري دليل حدوث آن است).

اين استدلال امام صادق عليه السلام به قدري دقيق و ظريف بود كه ابن ابي العوجا با شنيدن آن سكوت نمود و از پاسخ آن عاجز ماند. ابن ابي العوجا پس از اين مناظره در سال بعد امام صادق عليه السلام را در مكه ملاقات كرد. و بعضي از شيعيان به آن حضرت گفتند: ابن ابي العوجا مسلمان شده است. امام عليه السلام فرمود: او كورتر از اين است كه مسلمان شود. ابن ابي العوجا چون امام عليه السلام را ديد گفت: سيدي و مولايي، امام عليه السلام فرمود: براي چه به اينجا آمده اي؟ او گفت: طبق عادت و سنت معمول و همچنين براي ديدن وضع اين مردم ديوانه به هنگام مراسم حج به اينجا آمده ام.

امام صادق عليه السلام به او فرمود: تو هنوز بر گمراهي و انكار خود باقي مانده اي. و چون او خواست با آن حضرت مباحثه و مجادله كند؛ امام عليه السلام عباي خود را بر سر كشيد و فرمود: جدال در حج حرام است. و پس از مراسم حج به او فرمود: اگر اعتقاد تو صحيح باشد كه هرگز چنين نخواهد بود ما و تو نجات يافته ايم و اگر اعتقاد ما صحيح باشد كه مسلما چنين خواهد بود ما نجات يافته ايم و تو هلاك شده اي. [2] .

روزي ابن ابي العوجا درباره ي آيه (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) [3] با امام صادق عليه السلام مناظره اي كرد و گفت: در اين آيه بيان شده كه اهل دوزخ چون پوست هاي بدنشان سوخته مي شود خداوند پوست هاي جديدي براي آنها قرار مي دهد تا همواره عذاب دوزخ را بچشند سپس گفت: پوست هايي كه با آنها گناه كرده اند حقيقتا مستحق عذاب هستند، ولي پوست هاي جديد براي چه عذاب مي شود؟ امام صادق عليه السلام فرمود: اين پوست هاي جديد را هم مي توان همان پوست هاي قديمي دانست و هم مي توان آنها را پوستي جديد فرض كرد. ابن ابي العوجا گفت: اين سخن را به من بفهمانيد. امام عليه السلام فرمود: آيا اگر كسي خشتي را بشكند و آب بر آن بريزد تا گل شود و سپس خشت تازه اي از



[ صفحه 223]



آن تهيه نمايد، صحيح است كه بگويد اين همان است [از نظر ماده] و آن نيست [از نظر هيئت.] ابن ابي العوجاء گفت: آري، خدا به شما خير دهد. [4] .

استدلال فوق چيزي است كه فلاسفه ي بزرگ از تأمل ها و بحث هاي طولاني درباره ي عذاب گنهكاران در آتش دوزخ، به آن رسيده اند، و شبهه آكل و مأكول را پاسخ داده اند. آن شبهه اين است كه اولا ذرات بدن گنهكار، دائما تغيير مي كند و ثانيا جسم انسان خوراك حيوانات مي شود و يا تبديل به گياه و مواد غذايي مي گردد و ديگران از آن استفاده مي كنند، و آن اجزايي كه با آن معصيت شده، تغيير پيدا مي كند.

امام صادق عليه السلام با بيان زيبا و دقيق و ساده ي خود، پاسخ اين شبهه را بيان فرمود؛ حال آن كه در آن زمان كسي به اين گونه مسايل آگاه نبوده است؛ جز امام عليه السلام كه علم ايشان از جانب خداوند بوده و همين راز اين مسأله است.


پاورقي

[1] كافي ج 1 / 72، كتاب التوحيد باب حدوث العالم و اثبات المحدث.

[2] توحيد صدوق باب حدوث العالم.

[3] النساء / 56.

[4] احتجاج طبرسي ص 354.


شاگردي سفيان بن عيينه در محضر امام صادق


سفيان بن عيينة بن ابي عمران كوفي مكي از شاگردان امام صادق عليه السلام است. او در سال 107 (ه ق) در كوفه متولد شد و در سال 198 (ه ق) در مكه از دنيا رفت. روزگار جواني وي، همزمان با دوراني بود كه ابوحنيفه در كوفه بود.

شاگردي او در محضر امام صادق عليه السلام در كتاب هاي «تهذيب»، «نورالأبصار»،، «مطالب السؤال»، «الصواعق المحرقة»، «ينابيع المودة»، «حلية الأولياء»، «فصول المهمة» و كتب ديگر اهل سنت نقل شده است، چنان كه علماي اهل رجال شيعه نيز آن را نقل نموده اند.