بازگشت

باغ شقايق


- زهرا زماني (دريا)

در رؤيا، سوار بر تكه ابري نيلي به آسمان هاي مدينه سفر كرديم؛ چه زيبا آسماني دارد مدينه!

و... دري از بهشت برين باز مي گردد و ستاره يي بر بال فرشتگان - آرام - بر سرزمين عرب، آرام مي گيرد.

و در آن روز كه ستاره ي زيباي محمد صلي الله عليه و اله را بر دامان آمنه - سلام الله عليها - نشاندند، ستاره ي زيباي جعفر عليه السلام را نيز در آغوش «ام فروه» نهادند.

و نقش نگين حضرتش «الله وليي و عصمتي من خلقه» بود...



[ صفحه 106]



مي دانم بايد صحيفه يي از گلبرگ هاي اقاقيا داشته باشم و از اشك گل هاي بهشتي، مركبي سازم. دست و دهانم را با مشك و گلاب مي شويم، تا بنگارم از صبر و فضيلتش؛ و چه قدر اندك است اين ها براي سرودنش.

نه! نمي توانم. دست هايم مي لرزد؛ مثل دلم و شعر نيز با من كنار نمي آيد. من هرگز با اين واژه ها آشتي نمي كنم. بگذار در تنگناي سينه ام بمانند، تا آن گاه كه عاشقانه به دفتر شعرم تن بسپارند. تمام غم هايم را نگاه مي دارم، تا باران ببارد. وقتي باران مي بارد، من عاشق مي شوم. باور كن راست مي گويم. آن گاه به دريا خواهم گفت كه: او چونان مادرش (زهرا) وصله بر جامه اش را زينت مي دانست. همچون پدرش (علي) شباهنگام كوله باري از عشق بر دوش مي كشيد.

و چه مظلومانه، همانند عمويش، كامش زهرآگين شد و چون بزرگ رشيد اسلام، شجاع و دلير بود. مانند سجاد عليه السلام ركوع و سجده اش از خاك بود، تا عرش. مثل پدر، «عالم» بود و «طاهر» ... و عاشق تر از باغ شقايق؛ صادق بود و... دريا، هماره تمناي طلوع نگاهش را دارد؛ تا موج بردارد و شانه بر شانه ي باران ببارد.


و من وصية له: لعمرو بن سعيد بن هلال


عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي، عده الشيخ في رجاله تارة من اصحاب الباقر و اخري من اصحاب الصادق عليه السلام، و ذكر المحقق في المعتبر في باب البئر انه فطحي و تبعه العلامة اعلي الله مقامه.

و حكي عن المجلسي الاول توثيقه، و قال صاحب التنقيح بعد ذكر الاقوال فيه و الاستدلال علي ما اختاره: فتلخص مما ذكر ان الرجل امامي ثقة و الله العالم.

(و قد قال له: اني لا ألقاك الا في السنين فأوصني بشي ء حتي اخذ به. قال عليه السلام:)

أوصيك بتقوي الله و الورع و الاجتهاد، و اياك ان تطمح الي من فوقك، و كفي بما قال الله عزوجل لرسول الله صلي الله عليه و آله: «و لا تمدن عينيك الي ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا» و قال: «و لا تعجبك اموالهم و لا أولادهم» فان خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فانما كان قوته من الشعير، و حلواه من التمر و وقوده من السعف اذا وجده. و اذا أصبت بمصيبة في نفسك او مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فان الخلائق لم يصابوا بمثله قط.



[ صفحه 71]




درست بن ابي منصور واسطي


از اصحاب حضرت صادق و حضرت موسي الكاظم عليهماالسلام است. [1] .

شيخ نجاشي فرموده: درست بن ابي منصور محمد واسطي، كتابي دارد كه عده اي همچون: سعد بن محمد طاطري [2] و محمد بن ابي عمير، از او نقل كرده اند. [3] .



[ صفحه 185]



شيخ طوسي در رجالش گفته: درست بن ابي منصور از اصحاب امام صادق (ع) [4] و امام كاظم (ع) بوده، و واقفي مذهب است. [5] و جمعي از بزرگان رجال تصريح كرده اند كه او واقفي است و از اهالي واسط [6] است. هر چند علامه وحيد بهبهاني در وقف او تأمل دارد، ليكن با تصريح بزرگاني چون شيخ و كشي و غيره جاي ترديد نيست. بلي، فقط مي توان گفت كه احاديثي كه او نقل كرده، مورد قبول است. [7] .

مرحوم كليني، در كافي، از طريق درست بن ابي منصور، روايت كرده كه امام صادق (ع) فرمود: «رأس كل خطيئة حب الدنيا»، ريشه و منشأ هر خطا كاري عشق به دنياست. [8] .

و نيز، در كافي، از درست بن ابي منصور، نقل شده كه امام صادق (ع) فرمود كه رسول خدا (ص) فرموده است: كسي كه تعصب (حمايت از عقيده باطل، دفاع از جهل و گمراهي، و پايداري بر عقيده اي كه انسان بطلان آن را فهميده است) بورزد، يا بر او تعصب ورزند (و او راضي باشد) رشته ايمان را از گردن خويش باز كرده است. [9] .



[ صفحه 187]




پاورقي

[1] رجال مامقاني، ج 1، ص 417، رديف 3880.

[2] سعد، عموي علي بن حسن طاطري است. علي از اصحاب امام كاظم (ع) و از فقها و ثقات در حديث (اما واقفي) بوده، و از راويان عمويش، سعد، به شمار مي آيد. آنان را، چون فروشنده پوشاك طاطريه بودند، طاطري گويند.

[3] رجال نجاشي، ص 117 - فهرست طوسي، 134 - خاتمه مستدرك الوسائل، ص 800.

[4] رجال الطوسي، ص 191.

[5] رجال الطوسي، ص 349.

[6] ياقوت حموي در معجم البلدان گويد: واسط نام چند محل است. آن گاه يك به يك آن ها را ذكر كرده و سپس مي گويد: واسط حجاج بن يوسف از همه مشهورتر و بزرگ تر است، و بدان جهت واسط نام گرفته كه در وسط كوفه و بصره واقع، و از هر كدام به فاصله پنجاه فرسخ مي باشد.

يحيي بن مهدي كلال گويد: حجاج در سال 83 هجري شروع به ساختمان واسط و در سال 86 از بناء شهر فارغ شد و براي عبدالملك مروان نوشت كه شهري در سرزمين كرش بنا كرده و نام آن را واسط نهاده است.

اصمعي گويد: حجاج به اطباء دستور داد كه محلي را كه آب و هواي خوش و سالم داشته باشد در نظر بگيرند تا شهري بنا كند، و آنان پس از بررسي كامل در سرزمين عراق منطقه واسط را انتخاب كردند.

حجاج در سال 95 هجري مرد. (معجم البلدان، ج 8، كتاب الواو، ص 387 - 378).

آن گاه حموي (از جنبه ي تعصب) فقط به گوشه اي از جنايات حجاج، آن هم نگاهي گذرا، مي نمايد.

براي شناخت حجاج، گفته شعبي را مي آوريم: «هر امتي اگر بخواهد شقي و خبيث و فاسقش را عرضه بدارد و ما هم حجاج را در برابر آنان عرضه بداريم، بر همه غلبه خواهيم جست». (در تحفة الاحباب، ص 53، اين گفته به عمر بن عبدالعزيز نسبت داده شده است).

[7] رجال مامقاني، ج 1، ص 417، رديف 3880.

[8] اصول كافي، ج 2، باب حب الدنيا، ص 238.

[9] اصول كافي، ج 2، باب عصبيت، ص 232.


التخصص العلمي في مدرسة الإمام


والتفت الإمام في تلك المرحلة لأهمّية الاختصاص ودوره في إنماء الفكر الإسلامي وتطويره، وقدرته في استيعاب الطاقات الكثيرة الوافدة علي مدرسته، وبالتخصّص تتنوّع عطاءاته، فيكون الابداع أعمق نتاجاً وأكثر احتواء، لذا وجّه الإمام (عليه السلام) طلاّبه نحو التخصّصات العلمية، وتصدي بنفسه



[ صفحه 130]



للإشراف فكان يعالج الإشكالات التي تستجد، ويدفع مسيرة الحركة العلمية الي الأمام. ولا يمكن في هذا البحث أن نستوعب كل هذه التخصّصات وإنّما نقتصر علي ذكر بعض النماذج فيما يأتي:


حياة الامام الصادق العلمية


لا أراني بحاجة الي التحدث عن شرف العلم، و فضيلة المعرفة، فلا أبالغ اذا قلت: ان البشر بفطرته يحب العلم و يحترمه.

و نري - اليوم و قبل اليوم - ملايين الأماكن قد تأسست باسم المدارس و الجامعات و المعاهد العلمية علي وجه الكرة الأرضية، و يصرف لأجلها - في كل يوم - ملايين الأموال علي اختلاف نقود البلاد.

و تبذل - في هذ السبيل - كميات هائلة من الجهود و الطاقات، بالاضافة الي صرف الأعمار، و كل ذلك في سبيل تحصيل العلم، و نشر الثقافة و المعرفة.

و الدين الاسلامي في طليعة الأديان التي تحث علي التعلم و التعليم، و يضع بونا شاسعا، و فرقا عظيما بين العالم و الجاهل، كما قال تعالي: «قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون» [1] و غيرها من الآيات الشريفة.



[ صفحه 119]



و قد روي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) انه قال: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة» [2] .

و لا شك أن قيمة العلم بقيمة فائدته، فكلما كانت فائدة العلم أعلي و أغلي و أهم كان ذلك العلم أشرف و أعظم.

و من الواضح أن أوجب الأشياء في حياة الانسان هي معرفة الخالق و الايمان به، فتكون النتيجة أن علم التوحيد هو أهم العلوم و أشرفها، و أعلاها و أغلاها.

و هذا العلم يسمي ب (علم الكلام) و العلماء المتخصصون بهذا الفن يقال لهم: (المتكلمون).

و هذا العلم يشمل اثبات الصانع و توحيده و عدله، و ما يدور في هذا الفلك، من التحدث عن الصفات السبيلة و الثبوتية لله تعالي، و غير ذلك من المباحث التي تحدث عنها الامام الصادق (عليه السلام) في هذا الموضوع.

ثم يأتي بعد ذلك التحدث عن العدل و النبوة و الامامة و المعاد، و يعبر عنها ب (اصول الدين) و هي امور عقائدية، لا يجوز فيها التقليد، بل يجب الاعتقاد بها عن دليل صحيح، و برهان قاطع، و حجة ثابتة.

ان اصول الدين بمنزلة الاسس للبناء، و فروع الدين بمنزلة البناء نفسه، فاذا كانت الاسس قوية و رصينة كان البناء قويا و متينا، و اذا كانت الاسس ضعيفة كان البناء متضعضعا، سريع الانهيار.

ان اصول الدين هي أساس العقيدة الاسلامية، و من الواضح: وجوب الاهتمام بالأساس أكثر من الاهتمام بالبناء.



[ صفحه 120]



و من المؤكد أن العلم الذي حث عليه القرآن الكريم و النبي العظيم، و الأئمة الطاهرون (صلوات الله عليهم أجمعين) هو علم الدين، و كل ما يمت الي الدين بصلة.

و ليس المقصود علم الهندسة و الرياضيات، و الفيزياء و الكيمياء، أو الصنائع و المهن كالخياطة و النجارة، أو ما يعبر عنه - في زماننا - بالتكنولوجيا، و أمثال ذلك.

لأن هذه العلوم لا ترتبط بالدين ارتباطا مباشرا. و ليس معني ذلك سلب فضيلة تلك العلوم، و عدم الاعتراف بنفاستها و شرفها.

نعم، يمكن استخدام هذه العلوم في حقل الدين و القضايا الاسلامية، فعند ذلك يمكن اضافتها الي العلوم الدينية بعنوان ثانوي.

و هذا البحث يحتاج الي شرح و تفصيل و هو خارج عن موضوع هذا الكتاب.

و خلاصة القول: ان الدين هو المركز الأصلي للعلوم، و كل علم يدور في هذا الفلك فهو من الدين، و الا فلا.

و كان الامام الصادق (عليه السلام) يحض أصحابه علي طلب العلم بصورة لا مثيل لها، و لا يكتفي بالحث علي تحصيل العلم، بل يأمر - الي جانب ذلك - بالتخلق بالأخلاق الفاضلة كالحلم و الوقار و التواضع، و ينهي عن طلب العلم لأهداف شيطانية كالرياء و المفاخرة و المجادلة.

و يركز علي طلب العلم من منابع شريفة، و مصادر نظيفة موثوق بها، فان المعلم له كل التأثير علي التلميذ فيما يلقي عليه: من الحق أو الباطل، و يتفاعل التلميذ بما يتعلمه و يتلقاه من الاستاذ، سواء كان صلاحا أم فسادا، و هدي أم ضلالة.



[ صفحه 121]



و لهذا السبب انتشر الصلاح و الفساد، و الهدي و الضلال في المجتمعات البشرية.

و قد امتازت تعاليمه (عليه السلام) الثقافية بمزايا كثيرة:

منها: انه (عليه السلام) أمر أصحابه بتأليف الكتب، و كتابة الأحاديث التي يسمعونها، و الأخبار التي يروونها، و الأمور التي يتعلمونها، حفظا للأحاديث عن الضياع، و صيانة لها عن التحريف و التغيير.

و من الواضح أن تأليف الكتب يعتبر أحسن وسيلة لنقل العلوم و الحقائق، أو الآراء و الأفكار، من جيل الي جيل، بل الي الأجيال القادمة و القرون الآتية، كما تحقق كل هذا، فهي بمنزلة الكنوز التي يتركها السلف للخلف، امتدادا للانتفاع من تلك الكنوز التي لا يمكن تثمينها، لأنها لا تنفد.

و لهذا قال (عليه السلام): «اكتبوا، فانكم لا تحفظون حتي تكتبوا».

و قال: «احتفظوا بكتبكم، فانكم سوف تحتاجون اليها» [3] .

انظر الي هذه التعاليم التي هي أغلي من الدنيا و ما فيها.

فلو لا تلك الأحاديث التي دونت في تلك العصور، و لو لا الكتب التي ألفها المحدثون و الرواة في شتي المواضيع الدينية لكنا - نحن - اليوم نعيش في ظلمات الجهل و الحيرة، و كنا نعاني من حرمان عظيم، و فقر شديد من حيث الثقافة الدينية.

فسلام الله علي الامام الصادق الذي أمر شيعته بتأليف الكتب، و رحمة الله علي الرواة و المحدثين الذين جمعوا الأحاديث و دونوها حتي



[ صفحه 122]



وصلت الينا.

و لهذا السبب صنف اربعمائة رجل من أصحابه اربعمائة كتاب (كل واحد كتابا) و سمي كل كتاب أصلا، حتي عرفت بالأصول الأربعمائة.

و أما بقية المؤلفات التي صنفها الأصحاب في شتي المواضيع فانها تتجاوز المئات، بل و تبلغ الآلاف.

و منها: أنه (عليه السلام) أمر أصحابه بنشر العلوم، و تعليم الجاهل، و تنبيه الغافل، فهو يريد من أصحابه أن يقدموا انتاجات و انجازات تبقي من بعدهم، و تسري الي غيرهم.



[ صفحه 123]




پاورقي

[1] سورة الزمر آية 9.

[2] بحارالأنوار: ج 1 ص 177.

[3] بحارالأنوار: ج 2 ص 152.


اسماعيليه


كساني هستند كه بعد از امام صادق عليه السلام به امامت پسرش اسماعيل به جاي موسي بن جعفر عليه السلام قايل مي باشند


كرامتي ديگر


ابراهيم بن عبدالحميد مي گويد: «از مكه بردي خريدم و با خود پيمان بستم كه اين برد را نگه دارم تا كفن من باشد. به سوي عرفه رفتم و وقوف را به جاي آوردم. سپس به سوي مزدلفه رفتم و نماز مغرب و عشا را خواندم. آن گاه آن



[ صفحه 73]



برد را زير سر نهادم و خوابيدم. چون بيدار شدم، آن را نيافتم. بسيار غمگين شدم. چون نماز صبح را خواندم، به همراه مردم به منا رفتم. به خدا سوگند! من در مسجد خيف بودم كه غلام امام جعفر صادق عليه السلام به سوي من آمد و گفت: جعفر بن محمد، تو را نزد خود مي خواند. بلند شدم و با عجله به سوي حضرت رفتم. حضرت در خيمه گاه خود بود. سلام كردم و نشستم. حضرت متوجه من شد. سپس فرمود: اي ابراهيم! ما دوست داريم كه بردي به تو بدهيم تا كفن تو باشد. گفتم: بردي داشتم كه گم شد. پس به غلامش فرمود تا بردي به من دهد. وقتي بر آن نگريستم، ديدم مثل برد خودم است. گفتم: اين مثل برد من است؟ حضرت فرمود: بگير و خدا را شكر كن كه خدا دوباره به تو رساند». [1] .


پاورقي

[1] نور الابصار، ص 224؛ الفصول المهمة، ج 2، ص 926.


رياست طلبي


استقرار مديريت اجتماعي كار آمد در شرايطي ممكن است كه كارگزاران آن مديريت شايستگي هاي لازم را در جهت تصدي مسئوليت فراهم آورده باشند. اگر كارگزاران آگاهي، تعهد، هوشمندي، نظم، استواري و تحمل را فراهم آورند، مي توانند با استقرار مدير سالم، مديريتي بارور را مستقر سازند.

اگر كارگزاران از خود كامگي، خود محوري، خودستايي و ديگر ستايي منزه و پاك باشند، در استقرار مديريت كارآمد توفيق فراهم مي كنند. اگر كارگزار مقام و موقعيت را نعمت خدا و تعهد آور بداند، در استقرار ارزش ها در حوزه اختيارات خود موفق مي شود. ليكن مدير و كارگزار اگر از خواهش نفساني پيروي كند و اگر تصميم ها را بر اساس خودمحوري و رياست طلبي و پافشاري بر ديدگاه هاي خويش و عدم انعطاف اتخاذ كند، اين گونه روحيه سخت به مديريت آسيب وارد ساخته و از كارآمدي آن مي كاهد.

رهنمون امام صادق عليه السلام در اين راستا اين گونه است كه انسان كارگزار بايد از خود كامگي و خودمحوري در حوزه مديريت خويش بپرهيزد. از پافشاري و دگم شدن بر ديدگاه خويش دوري كند. و بالمآل بايد با ديگران مشاوره نموده و ديدگاه ديگران را ارزش نهد. تفوق طلبي، رياست مأبي از آفات مديريت صحيح و سالم است كه مدير و كارگزار بايد از آن دوري نمايد.

امام در اين راستا مي فرمايد: مدير بايد انعطاف پذير و مهربان باشد؛ نبايد سخن خود را محور قرار دهد، نبايد بر ديدگاه خود پافشاري كند. هنگامي كه فردي خود را رياست مآب معرفي نمود، امام به وي فرمود: اگر تو



[ صفحه 107]



رئيس بودي، خود را مطرح نمي ساختي، لو كنت سيدهم ما قلت انا. [1] كن ذنبا و لا لكن رأسا. [2] «تلاش كن رياست طلب نباشي.» و مي فرمايد، من طلب الرياسة هلك. [3] «كسي كه رياست طلبي كند، نابود مي شود».


پاورقي

[1] اعلام الهداية، ج 8، ص 29.

[2] فروع كافي، ج 8 (روضه)، ص 129.

[3] وسائل، ج 11، ص 279.


جريان بيعت منصور با محمد بن عبدالله


حضرت امام حسن عليه السلام پسري دارد كه نام او هم حسن است. به او مي گويند «حسن مثني» يعني حسن دوم. حسن مثني در كربلا در خدمت امام حسين عليه السلام بود ولي جزء مجروحين بود، و كشته نشده بود. بعد كه آمدند به سراغ مجروحين، يك كسي كه با او خويشاوندي مادري داشت وي را با خودش برد و نزد «عبيدالله زياد»



[ صفحه 70]



شفاعت كرد كه متعرض او نشود.

بعدها حسن مثني با فاطمه دختر امام حسين عليه السلام كه او هم در كربلا بود ازدواج كرد از اين دو فرزنداني به وجود آمد كه يكي از آنها همين عبدالله محض است. عبدالله از طرف مادر نوه ي امام حسين عليه السلام و از طرف پدر نوه ي امام حسن عليه السلام است و به اين جهت افتخار مي كرد و مي گفت من از دو طريق فرزند پيغمبرم، از دو راه فرزند فاطمه ي زهرا عليهاالسلام هستم و به خاطر همين به او «عبدالله محض» مي گفتند يعني خالص از اولاد پيغمبر. عبدالله در زمان حضرت صادق عليه السلام رئيس اولاد امام حسن عليه السلام بود.


ويران كردن كعبه


با اينكه اهميت كعبه به اندازه اي است كه به فرموده ي امام صادق عليه السلام نگاه كردن به آن عبادت است [1] و از طرف ديگر ويران كردن آن در رديف قتل پيامبر و امام قرار گرفته است به طوري كه امام صادق عليه السلام فرمود: رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم فرموده است: «هرگز انسان عملي بزرگتر (از نظر گناه) در نزد خدا انجام نداده است از كسي كه پيامبر يا امامي را بكشد يا خانه ي كعبه را كه خداي عزوجل آن را قبله ي بندگان خود قرار داده است نابود كند» [2] ، اما عبدالملك اين گناه را نيز مرتكب شد و دستور داد خانه ي كعبه را ويران كردند و پرده هاي آن را آتش زدند.

جرجي زيدان در اين باره مي نويسد: موقعي كه عبدالله زبير به خانه ي كعبه پناه برد، حجاج بن يوسف ثقفي كعبه را محاصره كرد و فرمان داد حرم كعبه را با منجنيق ويران سازند. در ابتدا تيراندازان از اجراي اين كار خودداري مي كردند، ولي حجاج به آنان گفت كعبه را تيرباران كنيد و از هداياي عبدالملك بهره مند شويد [3] آن ها نيز مبادرت به تيراندازي كردند.



[ صفحه 105]




پاورقي

[1] «النظر الي الكعبة عبادة» (فروغ كافي، ج 4، ص 240). احاديث ديگري نيز در اين باره رسيده است كه براي مطالعه ي آن ها مي توان به همين مدرك مراجعه كرد.

[2] «لن يعمل ابن آدم عملا اعظم عندالله تعالي من رجل قتل نبيا او اماما او هدم الكعبة التي جعلها الله عزوجل قبلة لعباده» (سفينة البحار، ج 2، ص 481).

[3] تاريخ تمدن اسلام، ص 65؛ بلوغ الارب، ج 1، ص 233.


حد نصاب خوف و رجا


خوف و رجا امري تشكيكي و ذو مراتب است و داراي حد نصابي است كه مؤمن بايد حداقل مرتبه ي آن را داشته باشد. اگر اميد انسان به رحمت خداوند به گونه اي باشد كه فكر كند كارهاي او ديگر دخالتي در آن ندارد و آن قدر رحمت خدا واسع است كه همه را مي آمرزد، باعث مي شود تا انسان گستاخ شود و از ارتكاب گناهان باكي نداشته باشد. اين اميد، در واقع يك رجاي كاذب است و واقعيت ندارد؛ زيرا خداوند بر اساس اعمال خود افراد، آنها را مي آمرزد و به بهشت مي برد و يا عذاب نموده و به جهنم مي برد. بنابراين، داشتن مرتبه اي از خوف كه مانع از گناه مي شود و نيز حدي از رجا كه موجب انجام اعمال خوب مي گردد، واجب و لازم است. البته بين اين دو عامل بايد توازن برقرار باشد.

اگر رجا طوري باشد كه بر خوف غلبه كند و خوف كم شود به حدي كه ديگر انگيزه ي ترك گناه در انسان باقي نماند، انسان مبتلا به گناه مي شود كه در آن هلاكت است. اگر خوف هم بيش از رجا باشد خطا است؛ يعني فرد نبايد فكر كند كه چون مرتكب گناهي شده است حتما خدا او را به جهنم خواهد برد. چنين فردي بايد توبه كند و با انجام كارهاي خوب، به رحمت و آمرزش خداوند اميدوار باشد.

مراتب ديگر خوف و رجا مخصوص كساني است كه درجه ايمان و معرفتشان بيش تر است. معرفت اين گونه افراد بعضا تا بدان جا مي رسد كه حتي مي توانند سرنوشت خودشان را ببينند و از اين كه خداوند در آن عالم چه چيزهايي به آنها خواهد داد، خبردار شوند. البته شايد تصور اين حالت براي ما مشكل باشد. كساني هم هستند كه صرف توجه به صفات جلاليه ي الهي موجب خوفشان مي شود و يا از اين كه خداوند چه عذاب هايي دارد، لرزه بر اندامشان مي افتد.



[ صفحه 99]




خصلت تاريخ نويسي


علت ديگر را در خصلت تاريخ نويسي و تاريخ نويسان بايد جستجو كرد. يك جمع محكوم و مظلوم اگر در تاريخ رسمي نامي هم داشته باشد و خاطره اي هم از او ثبت شود، بي شك چنان خواهد بود كه جريان حاكم و ظالم، خواسته و گفته و وانمود كرده است. براي مورخ رسمي، غير از سخنان دل آزار درباره ي محكومان كه مي بايد به سعي و تلاش فراوان از اينجا و آنجا جست و با بيم فراوان ثبت كرد، خبرها و سخنهاي بسياري از حاكمان در دست هست كه بي زحمت و نيز بي دغدغه مي توان به دست آورد و مزد گرفت و خطر نكرد!



[ صفحه 59]




مرحله سوم از تاريخ حرم ائمه بقيع


مرحله سوم از تاريخ حرم ائمه بقيع، از قرن پنجم و با ساختن گنبد در روي قبور آنان شروع مي شود.

براي آشنايي خوانندگان عزيز با اين بخش از تاريخ اين حرم شريف و سهولت نيل



[ صفحه 89]



علاقه مندان به چگونگي آن در طول هشت قرن، به نقل گفتار بعضي از مورخان و جهانگردان در اين مورد مي پردازيم:

طبق دلائل مسلم تاريخي، گنبد و بارگاه حرم ائمه بقيع كه از نظر استحكام و ارتفاع، ظرافت و زيبايي بر همه قبه هاي موجود در بقيع، تفوق داشته و به مدت هشتصد سال سر بر آسمان مي سوده و توجه مورخان و جهانگردان را به خود جلب و در صفحات تاريخ عظمت آن منعكس گرديده است به دستور مجدالملك ابوالفضل اسعد بن محمد ابن موسي البراوستاني القمي وزير بركيارق از سلاطين سلجوقي [1] ساخته شده است.

در اين زمينه مورخ معروف ابن اثير متوفاي 630 هـ. ق. در كتاب خود (الكامل) در حوادث سال 495 هـ. مي گويد: در اين سال منظور بن عمارة حسيني امير مدينه از دنيا رفت و او معماري را كه از اهالي قم بود و از سوي مجدالملك بلاساني [2] براي ساختن قبه حسن بن علي و عباس عموي پيامبر (صلي الله عليه وآله) در مدينه به سر مي برد به قتل رسانيد.

سپس مي گويد: اين قتل پس از كشته شدن خود مجدالملك (در ايران) و پس از آن به وقوع پيوست كه معمار ياد شده به مكه فرار نموده و امير بر وي تأمين جاني داده بود. [3] .

مرحوم عبدالجليل قزويني زنده در سال 556 در كتاب النقض مي گويد: و قبه ي حسن ابن علي (عليه السلام) كه عباس بن عبدالمطلب پدر خلفا هم آنجا مدفون است مجد الملك فرموده است. [4] .



[ صفحه 90]



مرحوم قاضي نورالله شوشتري مي گويد:

و از آثار مجد الملك قبه حسن بن علي (عليه السلام) در بقيع است كه علي؛ زين العابدين، محمد باقر، جعفر صادق و عباس بن عبدالمطلب در آنجا آسوده اند.

سپس مي گويد:... و چهار طاق عثمان بن مظعون را... او بنا كرده است و مشهد امام موساي كاظم و امام محمد تقي در مقابر قريش در بغداد را هم او بنا نموده است و مشهد سيد عبدالعظيم حسني در ري [5] و غير آن از مشاهير سادات علوي و اشراف فاطمي (عليهم السلام) از آثار اوست. [6] .

مرحوم محدث قمي مي گويد: براوستان قريه اي است از قراي قم و از آنجاست ابوالفضل اسعد بن محمد بن موسي مجدالملك شيعي وزير بركيارق و از براي اوست آثار حسنه؛ مانند قبه ائمه بقيع و مشهد امام موسي و امام محمد تقي (عليهما السلام) و مشهد جناب عبدالعظيم و غير ذلك. [7] .


پاورقي

[1] بركيارق بن ملكشاه سلجوقي ملقب به ركن الدين و مكني به ابوالمظفر از پادشاهان مشهور سلسله سلاجقه و چهارمين پادشاه (498 ـ 486 هـ. ق.) از اين سلسله است. نگا: لغتنامه دهخدا.

[2] صحيح آن براوستاني است. ياقوت حموي مي گويد: براوستان از روستاهاي قم و از آنجاست مجدالملك وزير بركيارق كه در سال 472 به قتل رسيد.

[3] الكامل چاپ دارالكتاب العربي، بيروت، ج8، ص214.

مرحوم قاضي نورالله شوشتري مطلبي نقل مي كند كه دليل بر متهم بودن مجدالملك به كشتن يك نفر از اهل سنت مي باشد، آنگاه اين موضوع را مورد ترديد قرار مي دهد. به نظر مي رسد قتل معمار ياد شده هم با اين قتل ارتباط داشته و موضوع داراي اهميت بوده كه در تاريخ منعكس شده است.

[4] النقض، ص58، قزويني از بزرگان علما و متكلمين در قرن ششم مي باشد. از آثار اوست كتاب النقض معروف به «بعض مثالب النواصب» كه براي اولين بار به همت مرحوم محدث ارموي در سال 1331 در بيش از هفتصد صفحه چاپ شده است.

[5] اصل اين قبه از آثار مجدالملك، ولي ايوانهاي اطراف از آثار سلاطين صفوي است.

[6] مجالس المؤمنين، ج2، ص458.

[7] هدية الاحباب، ص119.


التثبت بالقول


و دعا الامام عليه السلام أصحابه الي التثبت في القول، و أن يكونوا علي علم مما يقولونه خيرا كان أو شرا قال: «لا يقول رجل: في رجل من الخير ما لا يعلم الا أوشك أن يقال فيه من الشر ما لا يعلم...» [1] .


پاورقي

[1] عيون الأخبار لأبن قتيبة 1 / 275.


وفاته


توفي في يثرب عن عمر يناهز (57 عاما) [1] و قيل (74 عاما) [2] و دفن ببقيع الغرقد مجاورا لأبيه زين العابدين و أخيه الباقر.


پاورقي

[1] معجم رجال الحديث 6 / 44.

[2] عمدة الطالب 2 / 29.


تحصيل روزي حلال


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

تحصيل روزي حلال را رها مكن؛ زيرا روزي حلال تو را در دينت بيشتر كمك مي كند. زانوي اشترت را ببند و آنگاه توكل كن. [1] .



[ صفحه 70]




پاورقي

[1] امالي شيخ صدوق: 193 / 326 همان، همان، 22579.


منشأ بلاها


انسان معمولا به منشأ گرفتاري ها اهميتي نمي دهد و زماني كه بلايي به سرش مي آيد نمي داند چرا در اين مخمصه گرفتار آمده است. حال آن كه هيچ يك از اين امور بي سبب نيست و چه بسا در لحظات حساس استقامت نكرده است. اگر در كتاب هاي روايي جست و جو كنيم و رواياتي را كه در اين زمينه آمده است كنار هم بگذاريم، حجمي به اندازه يك كتاب پيدا مي كند.

انبيا و اوليا و صديقين هنگامي كه بلايي بر سرشان مي آمد از خداوند مي پرسيدند: خدايا، آيا خطايي از ما سر زده كه به اين روز افتاده ايم؟ پاسخ چنين پرسشي گاهي مثبت و گاهي منفي است. بيشتر بلاهايي كه بر سر مؤمنان مي آيد نتيجه كوتاهي آنها است. گم شدن حضرت يوسف عليه السلام براي حضرت يعقوب بسيار سخت و دردناك بود؛ چرا كه يوسف را بسيار دوست مي داشت. او در فراغ يوسف آن قدر گريه كرد كه ديدگانش را از دست داد. اين عذاب فقط بدان سبب بود كه حضرت يعقوب عليه السلام گرسنه اي را رد كرده بود. تشخيص پروردگار بسيار دقيق است و هيچ چيز از يادش نمي رود. همه كارهاي ايزد منان از روي دقت است. خوب است ديگران نيز بدانند بلاهايي كه سرشان مي آيد، نتيجه اعمال خودشان است. فقط فرق انسان هاي معمولي با پيامبران در اين است كه آنها علم انبيا را ندارند و نمي دانند از چه رو اين بلاها به سرشان آمده است. البته در روايات متواتر، ذكر شده است كه چه چيزهايي از جانب خداوند و چه بلاهايي از جانب خود انسان ها است. خداي متعال مي فرمايد: «مآ أصابك من حسنة فمن الله و مآ أصابك من سيئة فمن نفسك [1] ؛ هر چه خوبي به تو مي رسد از جانب خدا است و هر بدي كه به تو مي رسد از خود تو است». بر حسب روايات و احاديث ملاك اين است كه اگر انسان به وظايف خود عمل كرد و با اين حال به فقر و گرفتاري مبتلا گرديد، اين گرفتاري ها امتحان الهي است، اما اگر در اداي وظايف خويش كوتاهي كرد، بلاهايي كه بر سرش



[ صفحه 133]



مي آيد نتيجه اعمال خود اوست.

در روايت آمده است كه خداوند دعاي دو نفر را مستجاب نمي كند: يكي آن كه دنبال كسب و كار و تحصيل روزي نمي رود و اهل كار و زحمت نيست و با اين حال مي گويد خدايا، تو رزاقي، پس روزي مرا برسان، ديگري مريضي كه دنبال مداوا نمي رود، اما از خدا مي خواهد كه او را شفا دهد. حضرت موسي عليه السلام به خداوند عرض كرد: خدايا، علاجم كن. خطاب آمد كه نزد طبيب برو و با دارو و درمان معالجه كن. اگر در حد توان و امكان به دنبال طبيب و دارو و درمان رفتيم، اما شفا پيدا نكرديم، اين جا ديگر بايد از خداي متعال شفا بخواهيم. قانون الهي اين است. شخصي كه توان دفاع از خويشتن در برابر ظلم را دارد، اما از خود دفاع نمي كند، دعايش مستجاب نمي شود. ماجراي مظلوميت اميرمؤمنان عليه السلام و حضرت زهرا عليهاالسلام استثنا است و دليل خاصي داشت. آن حضرت به منظور بقاي اسلام و اداي وظيفه ي خاصي كه بر عهده داشتند، اين مصايب را تحمل نمودند و گرنه حضرت علي عليه السلام مي توانست عكس العمل نشان دهد. كساني كه با اميرمؤمنان عليه السلام بيعت كرده بودند مي بايست امتحان پس مي دادند. روايت هاي متعددي از پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم از طريق شيعه و سني نقل شده است كه در آنها پيامبر اسلام حضرت علي عليه السلام را محك اسلام خوانده اند. در صحاح سته اهل سنت و كتب اربعه شيعه نيز آمده است كه اگر حضرت امير عليه السلام در آن زمان دست به شمشير مي بردند امت پيامبر امتحان پس نمي داد. سكوت ايشان وظيفه اي خاص، و براي بقاي اسلام لازم بود.


پاورقي

[1] نساء، آيه 79.


محبت دنيا


محبت دنيا يعني دل بستن به دنيا و فريفته مال و جاه و مقام دنيا گشتن. منتها نه به حد متعارف و از راه معمول، بلكه زياده از حد و تلاش براي به دست آوردن آنها از هر طريق كه شد و به هر كيفيتي كه فراهم گشت. معلوم است كه چنين آدمي به همه جوانب چشم دوخته است و فقط هدف خود را مي نگرد و مي خواهد به آن برسد. وي به اين موضوع توجهي ندارد كه كارهايي كه براي نيل به مقصود خود مي كند، خوب اند يا بد؟ ايمان و وجدان اجازه انجام آنها را مي دهد يا خير؟ و حتي ممكن است در سر راه اين گونه اشخاص كارهاي خلافي باشد كه بي باكانه آنها را به خاطر دست يافتن به مال و مقام انجام دهند. بنابراين توجه كامل به ماديات، دور بودن از معنويات و غفلت از خدا و جهان آخرت،اساس اعمال ناشايست است و سبب مي شود كه آدمي بي بند و بار شود و هر عمل ناپسندي در نظر او پسنديده آيد و دست به هر كار خلاف شرعي بزند.

حب الدنيا راس كل خطيئة. [1] .

دوست داشتن دنيا، سر (منشأ) هر گناهي است.


پاورقي

[1] خصال. ج 1، ص 25.


مسائلي از فقه


################

پاورقي

################

منشاء خطاها


هر كس كه از انسان (اين موجود زنده) مطلع باشد به خوبي مي داند كه همواره آدمي در معرض خطا و اشتباه قرار مي گيرد گوئي گناه و معصيت اختصاص به بشر يعني اولاد



[ صفحه 302]



آدم دارد زيرا عصيان و خطا با سرشت و غريزه ي او تركيب يافته و تنها عقل و اراده است كه مي تواند او را از خطا و اشتباه باز دارد و اگر آدمي عقل و اراده ي خود را به كار نبرد مسلما مرتكب گناه مي شود و به هلاكت و بدبختي مي افتد و بهترين راه نجات و رستگاري آن است كه اگر انسان ندانسته مرتكب گناه و خطائي شد به سرعت و بلافاصله استغفار و توبه كند زيرا عصيان و گناه پيش از آنكه به منصه ي ظهور برسد چون زنجيري بر گردن او بسته شده است و اصرار و پافشاري در گناه و معصيت سخت آدمي را به هلاكت و فلاكت مي كشاند.

امام جعفر (ع) فرمود: تأخير و مسامحه در توبه جز پشيماني سودي ندارد. دشمني و ستم بر خداوند موجب هلاكت و بدبختي است و اصرار بر گناه از مكر خدا است و تنها زيانكارانند كه به مكر خداوندي گرفتار [1] مي شوند و درباره ي قول خداي تعالي كه فرمود: «انما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة» گويد:



[ صفحه 303]



گناه از اعمال بندگان است و هر چند او عالم بدان باشد باز از روي جهل و ناداني و غفلت مرتكب آن مي شود. و به قول خداي تعالي در آنجا كه يوسف براي برادران خود ماجراي زندگيش را شرح داده استدلال كرده كه فرمود:

«هل علمتم ما فعلتم بيوسف و اخيه اذ انتم جاهلون»

پس آنها را به جهل و ناداني نسبت داد زيرا آنها خوب مي دانستند كه مرتكب معصيت [2] شده اند.

امام جعفر (ع) با اين رأي و عقيده به مردم فهماند كه بايد با نفس خود مبارزه كنند تا از متابعت هوي و هوس رهائي يابند و در وجود انسان نيروئي است كه مي تواند با آن شر و مفسده و حوادث و اتفاقات را از خود دور نمايد و آن نيرو عقل است كه چون سلاح و سپري مانع از معصيت و گناه مي گردد و شهوات و اميال نفساني را از بين مي برد.

البته منظور امام جعفر (ع) از اين بيان آن نيست كه



[ صفحه 304]



آدمي به اين عذر كه خطا و گناه با غريزه و فطرت او تركيب يافته مرتكب گناه شود بلكه مي خواست به اين وسيله آنان را از ارتكاب معاصي دور سازد چنانكه گويد: آن كس كه بدون داشتن طرفدار و هواخواه و طايفه طالب عزت و سعادت است و بدون آنكه حكومت و سلطنت داشته باشد خواهان بزرگي و عظمت است بايد خود را از چاه معصيت و گناه بيرون كشد و قدم در دايره ي [3] اطاعت و بندگي گذارد و منظور امام صادق (ع) از اين سخن آن است كه مردم را به زينت بندگي و اطاعت خداي متعال و نوع پروري آراسته گرداند.


پاورقي

[1] الطبقات الكبري ج 1 ص 32- الفصول المهمه ص 210.

[2] الكشكول - تأليف شيخ بهائي از طبرسي ص 39 و از ابن عباس و عطاء و مجاهد و قتاده نيز به همين ترتيب روايت شده است.

[3] اسعاف الراغبين ص 228.


تغيير سطح زندگي مردم با بعثت حضرت رسول


آنچه مسلم است با بعثت پيغمبر اسلام سطح زندگي مردم عرب به كلي دگرگون گشت و با ظهور نهضت و انقلاب علمي اسلام خط مشي نويني در تهذيب اخلاق و تربيت فردي و اجتماعي آنان به وجود آمد. بعد از رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم در زمان خلفا اين انقلاب نه تنها اين شيطان صفتان را تغيير



[ صفحه 99]



نداد بلكه آنان تظاهر و ريا را در اعمال خود آوردند و بدان گونه كه در باطن با فطرت پست خود بودند اما در ظاهر از خط مشي اسلام پيروي مي كردند و تا اندازه اي اين مسير محفوظ ماند. فلذا ايران و روم و ساير ملل ترك و ديلم و هند و بربر تربيت اسلامي را پذيرفتند و با آيين مقدس آن آشنا شدند و با علاقه تمام بدان گرايش يافتند. ولي در نتيجه پديد آمدن انحرافات فكري و اخلاقي خلفا بعد از پيغمبر و خلفاي بني اميه و بني مروان قدم فراتر نهاده و با كردار ضد اسلامي خويش مفاسد اخلاقي را در اجتماع اسلامي رواج دادند اما در مقابل اين زمامداران محكوم پيروان حقيقي اسلامي تربيت هاي عاليه قرآن را حفظ كرده بودند. اين افراد برجسته اسلامي در عصر خلفاي بعد از رسول صلي الله عليه و آله و سلم و در عصر خلفاي بني اميه ناظر كج رويهاي زمامداران خودسر بودند. گاهي به عنوان نصيحت با خلفا روبرو شده و گاهي خلفا را با پرخاشهاي تند مورد عتاب و خطاب قرار مي دادند و خطاها و خلاف كاري آنان را با استفاده از سيره مقدس اسلام فاش مي كردند. شاهد زنده اين مقدمه صفحات تاريخ و آثار معتبر گذشتگان است. با گذشت زمان اسرار اختلاف در خلافت اسلامي و كردار سران بني اميه پرده از رخ برداشت در اين مورد انكار معاويه ابن يزيد و كردار عمر بن عبدالعزيز را نبايد فراموش كرد. افكار و احساسات مختلف قوت گرفت. تربيت ها و تهذيب هاي اخلاقي اسلامي تبديل به عقايد ملي گرديد و هر كس طبق ميل و سليقه خود لباس تازه اي به دين مبين اسلام پوشاند و عقايد متفاوتي در آن به وجود آورد و تابعين مرام اهل بيت در هر



[ صفحه 100]



زمان و قرني تماشاگر اين خيمه شب بازي شيطان و افراد تحت سلطه بودند.

به هر ميزان كه نفوذ و قدرت شيطاني افزون مي گشت اين اصحاب راستين حق با اراده اي پولادين در دوستي با اين خاندان (خاندان پيغمبر) پيوند ناگسستني مي بستند.


امامت امام صادق


قال (ص) من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهلية

در اينجا دو موضوع مورد بحث است يكي اصل امامت و ديگري فرقه اماميه و اكنون درباره امامت حضرت صادق آل محمد عليه السلام نقل خبر مي كنيم تا به فرقه اماميه برسيم -!!

مسلمين اساسا بر مذهب اماميه مي باشند زيرا سنت پيغمبر مورد توجه خاص همه



[ صفحه 84]



مسلمانان بوده و فرقه اماميه هم پيرو خاندان رسالت و اهل بيت عترت مي باشند - كه اجراي همان سنت را بر عهده داشته و تاكنون يعني از زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم تا عصر حاضر اختلافي در روش اجراي احكام شرعي نداشته اند و مذاهب ديگر در نيمه آخر قرن دوم پديدار گرديد - و لذا امام ششم روش مذهب مستقيم اسلام را با تعليمات عاليه خود روشن ساخت كه به نام مذهب جعفري شهرت يافت وگرنه مذهب جعفري با اصول عقايد و فروع احكام اسلام هيچگونه اختلافي چنانچه ساير مذاهب دارد نداشت و تمام احكام آن نقل مستقيم از گفتار پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم مي باشد.

و امامت از اصول عقايد است كه از توحيد و نبوت و معاد و عدل الهي تفكيك پذير نيست.

و لذا اماميه معتقدند كه بايد پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم وصي خود را مخصوصا منصوب نمايد و او داراي شرايطي است كه آنها در يك فرد جمع نمي گردد مگر در وجود امام و آن شرايط را حضرت امام رضا عليه السلام به نقل شيخ صدوق بيان فرموده سي شرط است كه علم و عصمت و تقوي سرلوحه آنها مي باشد.

و امام با اين شرايط مي تواند جامع افراد پراكنده بشر گردد و مشعل دار هدايت خلق باشد - و مردم را به اعلام شريعت به يك نهضت و جنبش ديني حركت دهد و روحيه آنها را بر روش علم و فضيلت و دين و حكمت پرورش دهد.

و لذا از سياست دقيق صاحب شريعت و بدايع حكمت مقام رسالت اين بود كه خلق را به معرفت امام موظف فرمود بدين بيان آسماني كه:

هر كس بميرد و امام زمان خود را نشناسد مرده است مانند مردن جاهليت يعني از صفاي معنوي و روحانيت نفس محروم است چنانچه در كتب قبل مفصل شرح داده ايم و چنين استنباط مي شود كساني كه امام زمان خود را نشناخته اند از ربقه اسلام خارجند و دنباله عصر جاهليت را گذرانده تا مرده اند - و بعد فرمود مسلمين همه جيش و قشون واحد هستند كه امام رهبر آنها مي باشد و اين پس از معرفت امام عليه السلام مي باشد - كه چون امام را بشناسند پروانه وار گرد محور وجودش طواف خواهند كرد - و احكام حرام و حلال زندگي را كه ناچار و ناگزير بايد بداند از امام و پيشواي خود فرامي گيريد.

اين زعامت و پيشوائي چون سرحلقه تمام نيازهاي زندگي مادي و معنوي مي گردد



[ صفحه 85]



ميدان مسابقه قرار مي گيرد و هر كس تصور مي كند مي تواند از اين عهده برآيد همين فكر نابجا و خطا بود كه جمعي را بر آن داشت كه در مقام احراز و تصاحب اين كرسي آسماني برآيند و بمنطوقه حب الشئي يعمي و يصم شهوت جاه طلبي چشم و گوش آنها را بست و قيام براي تصرف و غصب مقام كردند ولو به ريختن خون مردم باشد بر آن شدند كه به اين منصب برسند حتي با نهب اموال عمومي و سفك دماء خلق و ارتكاب جنحه و جنايات خدعه آميز و حيرت انگيز باشد و كردند آنچه كردند تا مفتضح شدند و فهميدند اين مقام منصوب و منصوص آسماني است و شرايط آن موهبت الهي است.

فرقه اماميه از صدر اول تاكنون اين حقيقت را تشخيص داد و به دنباله عقايد پاك و منزهي كه به نص آيات و حديث هزاران هزار مردم را به كرنش و تعظيم برابر فرامين الهي و اطاعت از پيغمبرش وادار ساخت و به دنباله رهبري از سلمان فارسي و اباذر غفاري و مقداد - عمار و حذيفه و غيره ايرانيان پاك نهاد امام خود را شناختند و پروانه صفت در گرد شمع وجودش مي سوختند تا به حق رسيدند و متعاقب آن هر سال كه گذشت امام را به همان صفات خاصه امتحان مي كردند و چنانچه شرايط را در او مي ديدند تسليم امر او مي شدند و در سر و علن سر از ربقه اطاعت او نمي كشيدند.

امام در نظر اماميه آن كس نبود كه بر مسند امامت و زعامت جا گرفته بلكه آن كس بود كه از شرايط معنوي امامت خوب به در آمده و واجد آن صفات و جامع آن كلمات باشد - و مردم را به خدا دلالت كند نه از خدا دور سازد و به خويشتن بخواند - امام خداپرستي را فقط هدف خود و خلق مي دانست نه خودپرستي را - اماميه امام را از اعمالش مي شناختند به گفتار و كردارش مي نگريستند به روش پرورش او توجه داشتند تا اگر مستقيم از قرآن و پيغمبر اتخاذ سند كرده به دنبال او مي رفتند اگر انحراف و فتوري در او مي ديدند برمي گشتند.

به عقيده فرقه اماميه امام حامل لواء توحيد و حافظ اسرار نبوت و ودايع رسالت و نشانه هاي ولايت است.

در ميدان مسابقه امام به منظور جلب منافع و حب شهرت شركت نمي كند بلكه جنگ و صلح - سر و علن - قيام و قعود او همه به مصلحت رهبري افكار به سوي حق است هر كجا هر چه مصلحت ايجاد كند كه او با علم و تقواي موهبتي مي داند عمل مي كند.



گاهي به كشته گشتن و گاهي به كشتن است

ترويج دين به هر چه زمان اقتضا كند





[ صفحه 86]



براي هر امام از نظر امامت دلائلي وجود داشته كه بدان مي توان شناخت.

1- وصيت پدرش كه قبلا به امامت و ولايت شناخته شده تا برسد به وصيت پيغمبر خدا (ص) چنانچه در كتاب پيشواي اسلام كتاب اميرالمؤمنين عليه السلام و كتاب منتقم حقيقي اين بحث مفصل نقل شده.

2- نص بر امامت از پدرش تا به شارع اسلام برسد و آن نص از قرآن و حديث استفاده شده است اما وصيت پدرش چنانچه شيخ مفيد در ارشاد مي فرمايد.

كان الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب عليهم السلام من بين اخوته خليفة ابيه و وصيه و القائم بالامامه من بعده.

جعفر صادق بين فرزندان امام محمدباقر وصي و خليفه و جانشين و امام بر حق و حجت بر خلق مي باشد و در نص پدرش بر امامت او باز شيخ مفيد در ارشاد مي نويسد.

وصي له ابوجعفر وصية ظاهره و نص عليه بالامامة نصا جليا.

يعني امام ابوجعفر محمدباقر در حضور جمعي وصيت كرد كه فرزندش جعفرصادق وصي او است و منصوص به امامت است و چنانچه در كتاب امام محمدباقر عليه السلام نوشتيم وقتي خواست وصيت كند فرمود جمعي از اكابر و اعيان مدينه را حاضر كردند تا در حضور آنها جعفر را به وصايت و خلافت و امامت پس از خود معرفي نمايد.

شيخ مفيد و كليني و سايرين اخباري كه متضمن نص امامت حضرت جعفر بن محمدالصادق عليه السلام است نقل كرده و از آن جمله روايت از حسين بن محمد ازابي الصباح كناني است و سايرين كه تصريح به امامت او كرده و فرموده انه افضل اهل زمانه علما و عملا و زهدا و ورعا و عبادة و حلما و سخاءا و كرما و في جميع الصفات الفضل فيكون احق بالامامه والخلافة يقبح تقديم المفضول علي الفاضل عقلا و امتناع خلو الزمان من الامام.

امام جعفرصادق با فضيلت ترين مردم در علم و عمل و زهد و تقوي و پارسائي و بندگي و شكيبائي گذشت سخاوت و كرم بود و در جميع صفات از همه برتر و بالاتر بود و لذا احق به امامت بود زيرا عقلا هر كس ارجح و اقدم و اعلم باشد بايد مقدم بر ديگران باشد و او امام بايد باشد نه زيردستان او.

و شيخ مفيد مي گويد ان الامام لا يكون الا الافضل و دليل امامت او فضل و زهد و تقواي او است كه تقدم و تفوق او را بر ديگران ثابت مي كند.



[ صفحه 87]



و ابن حجر مي گويد خلف الباقر ستة اولاد افضلهم و اكملهم جعفرالصادق و من ثم كان خليفته و وصيه كه دليل خلافت و امامت او را همان فضل و كمال عالي او دانسته است.

بنابراين دلايل امامت حضرت جعفر بن محمد عليه السلام نص پدرش و وصايت و امامت و وصيت او و افضليت او و اظهار معجزات و خوارق عادات او و اخبار مغيبات و استجابت دعواة او است كه شمه ي نقل شده - و مهمتر از همه خزينه داري و گنجوري سلاح رسول الله و ودايع نبوت مي باشد كه به دست امام است و غير امام نمي تواند حامل و حافظ آن باشد - چنانچه در جاي خود گفته شد.

امامت امام جعفرصادق عليه السلام به يك نص كلي كه همه ائمه دوازده گانه در آن شركت داشتند مشترك است و در نص خاص او هم كه در وصيت پدرش نقل شده اخبار متواتر مورد اتفاق فريقين در دست است.


علم كلام چيست؟


در اصطلاح علمي مراد از علم كلام در اسلام عبارت از بحث در وجود و وحدانيت و صفات و لوازم آنچه در اطراف توحيد باشد و بحث درباره عقيد و ملل و اهوا و نحل و آراء و نبوت عامه و خاصه و امامت و خلافت و معاد و ادله عقيله مبتني بر اساس منطقي صحيح را علم كلام گويند.

در اين فن جدل و مغالطه به كلام منطقي مشتبه گرديده و بسياري جدل مي كنند و خيال مي نمايند در كلام منطقي و بحث مستدل مبني بر اصول علمي سخن مي گويند.

پيدايش علم كلام به شرحي كه در كتاب سير حكمت در اسلام نوشتيم روي مباني ظهور آراء و عقايد و افكار انحرافي و افراطي است كه چون مباني علوم اسلام را از منبع و مأخذ اصلي نگرفته منحرف و معوج رفته اند به خطا افتاده به جدل و مغالطه پيوسته است.

اگر اصول عقايد ديني و فروع احكام شريعت روي مباني و مآخذ صحيح از طريق مستقيم باب مدينه علم نبوت كه زبان وحي است گرفته شود اين مبتدعات و اين انحرافات رخ نمي دهد.

اول كسي كه درباره كلام بر اساس علم و فضيلت و استدلال و عقل و منطق و برهان شروع به بيان ادله عقليه نموده و از راه محسوسات معقولات را مورد توجه انديشه و افكار قرار داد حضرت اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام بوده كه در خطب مهيج و مستدل خود توحيد را با تمام جهات و جوانب متصوره از توحيد ذات - صفات - عبادات - افعال و بيان صفات جلال و جمال و از ثبوتيه و سلبيه همه را با يك بيان مستدلي بسيار ساده و روشن و سهل الفهم در خطب متعدد بيان و تعليم فرموده است و همين اندازه كاملا نشان مي دهد كه اين مرد آسماني تا چه پايه در علم رباني احاطه و سلطه داشته است و علوم و دانش او با منبع علوم رباني ارتباط داشت و از سرچشمه علوم ربوبي استفاده مي كرد و از منبع فياض الهي سيراب



[ صفحه 68]



مي شدي و لذا پيغمبر اكرم فرمود انا مدينة العلم و علي بابها و در زير آسمان دانشمندي چون او نيامد.

و همين منطق بود كه امام صادق در احياي معارف جدش قيام كرد و فرمود افضل العبادة العلم بالله.

علوم اسلامي دو قسمت است يك قسمت اصول عقايد است كه بايد به نيروي عقل دريافت تقليد در آن راه ندارد و ديگر احكام فروع است كه بايد تقليد كرد عقل و راي و فتواي خودسرانه در آن راه ندارد و در اين نقل بايد عقل راهنما باشد كه از چه كسي بايد تقليد نمود و فطرت انسان خود بر اين روش حكم مي كند و لذا فهم و درك توحيد را مبتني بر فطرت قرار داده كه فرمود افي الله شك فاطر السموات و الارض كه از راه محسوس به معقول مي توان رسيد و فطرت راهنماي اين ادراكات است.

در اخبار و احاديث نبوي ادله ي بر اين اصول هست كه به نام كلام ناميده مي شود تا از اصول و مباني به مفاهيم عقلي برسيم و لذا فرموده العقل دليل المؤمن و باز فرمود دعامه الانسان العقل و فرمود لا يفلح من لا يعقل و حضرت امام موسي كاظم عليه السلام براي هشام آثار عقل و نتايج آن را در رساله ي مرقوم فرموده است و اين طريق نيل به كمال از راه كمال است كه در روش اهل بيت عترت معمول بوده و در كتب احتجاج هم همين روش كاملا مشهود مي باشد چنانچه در احتجاجات نقل كرديم.


حساب اربعه متناسبه


علم حساب تناسب چهار رقمي است كه مجهولات عددي به وسيله تناسب استخراج مي گردد به طوري كه نسبت رقم اولي به دومي مانند نسبت رقم سومي به چهارمي است كه تناسب گويند و لازم است سطح



[ صفحه 43]



نسبت در طرفين و وسطين آن مساوي باشد كه اكثر امور اقتصادي و مرابحه در تناسب حل مي گردد كه زمان - مبلغ - مدت - سود اركان آن است - مثلا يك هزار ريال در يك سال صد ريال سود مي دهد پس يك ريال هم در 35 سال از قرار صدي چقدر سود مي دهد.


عامل موفقيت انبيا


در جمع بندي مطالبي كه در مورد انبياي مكرم الهي گفته شد، مي توان عامل موفقيت آنان را علاوه بر روشهاي گفته شده، در روح دعوت آنان دانست. به طوري كه شگردهاي آنان در مناظراتشان حاوي بنياد و پايه هاي مستحكمي بوده كه به اين شيوه قدرت نفوذ بخشيده است.

قرآن كريم عامل موفقيت پيامبر اسلام را كه مسلما در مورد انبياي ديگر نيز چنين است به اين صورت بيان مي كند:

ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن [1] .

اي رسول مردمان را با حكمت و برهان و موعظه نيكو به راه خدا دعوت نما و با بهترين شيوه با آنها مناظره كن.

در اينجا عامل موفقيت را سه امر شمرده است؛ يعني سه وسيله براي پيشبرد اهداف پيامبران لازم است كه عبارتند از:


پاورقي

[1] نحل / 125.


عفو و گذشت كريمانه


قال رسول الله عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد الا عزاً فتعافوا يعزكم الله. [1] .

رسول خدا صلي الله عليه و اله وسلم فرمود: بر شما باد عفو و گذشت؛ زيرا بطور يقين، گذشت،عزت بنده را مي افزايد؛ پس از همديگر درگذريد تا خداوند شما را عزيز گرداند.

امام صادق عليه السلام

مردي نزد امام صادق عليه السلام آمد و اظهار نمود كه يكي از بستگانتان شما را ناسزا مي گويد؛ در اين حال كه مرا تعجب فرا گرفته بود، حضرت عليه السلام وضو گرفت و در حالي كه پيوسته به او دعا مي نمود؛ دو ركعت نماز گزارد و فرمود:

«پروردگارا! آن حق من است [كه او زير پا نهاده است]؛ از حقم گذشتم و تو بخشنده و كريم تر از من هستي؛ بخاطر من از او درگذر و او را مؤاخذه مفرما.» [2] .



[ صفحه 176]




پاورقي

[1] الكافي 2 / 108 و مشكاة الانوار /228.

[2] مستدرك الوسائل 6 / 396، بحارالانوار 88 / 385 و مشكاة الانوار/267.


نفرين امام


- سرورم! معلي بن خنيس يكي از شاگردان و ياران نيك حضرت عالي بود. داوود بن عرو فرماندار مدينه از طرف منصور عباسي، او را احضار كرد و به او گفت: نامهاي شيعيان را بنويس و ليست آنها را به ما بده. معلي گفت:



[ صفحه 141]



«من آنها را نمي شناسم».

داوود گفت: «نام آنها را بنويس و گرنه، گردنت را مي زنم.»

معلي گفت: «آيا مرا به مرگ تهديد مي كني؟ سوگند به خدا اگر آنها در زير قدم من باشند، پايم را بلند نمي كنم.»

داوود دستور داد گردن معلي را زدند. سپس جسد بي سرش را بر دار آويزان نمود. حضرت عالي با شنيدن اين فاجعه نزد داوود رفتيد و با خشم به او چه فرموديد؟

گفتم: «اي داوود، غلام آزاد كرده ي من و وكيل مرا كشتي؟ به اين هم اكتفا نكردي و جسدش را به دار آويختي؟ سوگند به خدا تو را نفرين مي كنم تا خداوند تو را بكشد.»

- در اين لحظه داوود چه گفت؟

گفت: «آيا مرا از نفرين خود تهديد مي كني؟ اگر نفرينت به استجابت مي رسد نفرين كن. پس از آن از نزد داوود خارج شدم و سپس غسل نموده و رو به قبله گفتم اي خداوندي كه بر همه چيز احاطه داري! داوود را هدف تيري از تيرهايت قرار بده، به گونه اي كه آن تير قلبش را دگرگون كند. بعد به غلامم گفتم از خانه بيرون برو و صداي گريه را بشنو كه همان وقت خبر رسيد كه داوود به هلاكت رسيده است.» [1] .



[ صفحه 142]



از محمد بن عبدالله اسكندري شنيدم كه گفت من از جمله ي نديمان ابوجعفر دوانيقي و محرم اسرار او بودم. روزي به نزد او رفتم و او را بسيار غمگين يافتم آه مي كشيد و اندوهناك بود، گفتم: ايها الأمير سبب تفكر و اندوه تو چيست؟ گفت: صد نفر از اولاد فاطمه را هلاك كردم و سيد و بزرگ ايشان مانده است و در باب او چاره نمي توانم كرد گفتم كيست؟ گفت: جعفر بن محمد صادق عليه السلام گفتم: ايها الأمير، او مردي است كه بسياري عبادت او را كاهيده و اشتغال او به قرب و محبت خدا، او را از طلب ملك و خلافت غافل گردانيده، گفت: مي دانم كه تو اعتقاد به امامت او داري و بزرگي او را نيز مي دانم، ليكن ملك عقيم است و من سوگند ياد كرده ام كه پيش از آن كه شب شود خود را از اندوه او فارغ گردانم. راوي گفت كه چون اين سخن از او شنيدم زمين بر من تنگ شد و بسيار غمگين گشت، سپس جلادي را طلبيد و گفت وقتي من ابوعبدالله صادق را طلب خواستم و مشغول صحبت شدم و كلاه خود را از سر برداشتم و بر زمين گذاشتم، گردن او را بزن و اين بين من و تو علامتي است.

و در همان ساعت شخصي را فرستاد و حضرت را طلبيد چون حضرت داخل قصر شد ديدم كه قصر به حركت درآمد مانند كشتي كه در ميان درياي مواج سرگردان باشد و ديدم كه منصور بلند شد و با سر و پاي برهنه به استقبال آن حضرت دويد در حالي كه بند بند بدنش مي لرزيد و



[ صفحه 143]



دنداهايش بر هم مي خورد و ساعتي سرخ و ساعتي زرد مي شد. آن حضرت را با عزت و احترام بسيار آورد و بر روي تخت خود نشانيد و خود دو زانو در خدمت او نشست، مانند بنده كه در خدمت آقاي خود بنشيند و گفت: يابن رسول الله به خاطر چه اين موقع تشريف آوردي؟ حضرت فرمود كه براي اطاعت خدا و رسول و فرمانبرداري تو آمدم. گفت من شما را نطلبيدم، فرستاده اشتباه كرده است و اكنون كه تشريف آورده اي هر حاجت كه داري بطلب.

حضرت فرمود: «حاجت من آن است كه مرا بي ضرورتي طلب ننمائي.» گفت چنين باشد و حضرت برخاست و بيرون آمد و من خدا را حمد بسيار كردم كه آسيبي از منصور به آن حضرت نرسيد. و بعد از آن كه آن حضرت بيرون رفت منصور لحاف طلبيده خوابيد و بيدار نشد تا نصف شب و چون بيدار شد ديد من بر بالين او نشسته ام گفت بيرون مرو تا من نمازهاي خود را قضا كنم و قصه اي براي تو نقل نمايم. چون از نماز فارغ شد گفت چون حضرت صادق را به عزم كشتن طلبيدم و داخل قصر من شد ديدم كه اژدهاي عظيمي پيدا شد و دهان خود را گشود و كام بالاي خود را بر بالاي قصر من گذاشت و كام پايين خود را در زير قصر گذاشت و دم خود را بر دور قصر و خانه ي من گردانيد و به زبان عربي فصيح با من گفت كه اگر نيت بدي اراده كني، تو را و خانه و قصر تو را فرومي برم و به اين سبب عقل من



[ صفحه 144]



پريشان شد و بدن من به لرزه درآمد، به حدي كه دندانهاي من بر هم مي خورد. من گفتم اينها از او عجب نيست زيرا نزد او اسمها و دعائي است. كه اگر بر شب بخواند، روز مي شود و اگر بر روز بخواند ، شب مي شود. اگر بر موج درياها، بخواند ساكن مي گردد. پس از چند روز رخصت طلبيدم كه به زيارت آن حضرت بروم . مرا دستوري داد و ابا نكرد و چون به خدمت حضرت رفتم و از آن حضرت التماس كردم آن دعا كه در وقت داخل شدن به مجلس منصور خواندند را به من تعليم نمايند.



[ صفحه 145]




پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 47، ص 181.


جرجيس بن جبرائيل


عيون الأنباء والقفطي.

هو جرجيس بن جبرائيل الجنديسابوري [1] كان في صدر الدولة العباسية وكانت له خبرة كاملة وإطلاع تام بصناعة الطب وإطلاع وافر بمداواة المرضي وعلاجهم وكان فاضلاً رئيساً لمدرسة جنديسابور.

إستدعاه المنصور العباسي لمداواته من علته التي عجز أطباء بغداد عن علاجها وهي فساد معدته كما تقدم، ولما ورد بغداد ومثل بين يديه أعجب به لحلاوة منطقه ورزانة عقله. ولما ذكر له العلة طمنه، ثم عالجه حتي بريء بسرعة

بقي جرجيس عند الخليفة مدة، ثم أراد الرجوع إلي بلده، فلم يأذن له الخليفة وطلب إليه البقاء في بغداد، بعد أن أغدق عليه الأموال والعطايا، فاضطر للبقاء في بغداد يعالج المرضي. وفي هذه المدة التي كان في العاصمة، أخذ ينقل للمنصور كتباً كثيرة في الطب إلي اللغة العربية فعظم مقامه عند الخليفة والناس ثم مرض سنة 152هـ وطلب من الخليفة الرجوع إلي أهله ليري عياله وأطفاله وليدفن في وطنه إذا مات، فاذن له بعد أن خلف تلميذه ـ عيسي بن شهلافا ـ مكانه، فأرسل المنصور معه خادماً خاصاً وأمره أن جرجيس إذا مات في الطريق حمله إلي أهله ليدفن عندهم كما أراد لكنه وصل إلي بلاده حياً وبقي تلميذه بخدمة الخليفة كطبيب خاص للبلاط.


پاورقي

[1] وفي تاريخ الحكماء جورجيس بن بختيشوع.


تطهير الاناء و الثوب و البدن


روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: اذا أصاب ثوبك خمر، أو نبيذ فاغسله و سئل عن الابريق و غيره يكون فيه خمر، أيصلح أن يكون فيه ماء؟ قال: اذا غسل فلا بأس.

اذا تنجس الاناء بغير و لوغ الكلب و الخنزير، و موت الجرذ يطهر بمجرد ملاقاته للماء الكثير، أو بصب الماء عليه مرة واحدة. و كذلك الثوب و البدن اذا تنجسا بغير البول. و قلنا: مرة واحدة، لأن الامام لم يقيد الغسل بالمرتين أو



[ صفحه 51]



الثلاث.. و جاء في بعض الروايات عن الامام عليه السلام: «اغسله ثلاث مرات».

و قال صاحب المدارك: «المعتمد الاجزاء بالمرة المزيلة للعين مطلقا، لأن الشارع أمر بغسل ما أصابته النجاسة، و الامتثال يتحقق بالمرة، أما اجماع الفقهاء علي النجاسة فهو منتف بعد الغسلة الواحدة».


الفضة


قال الامام عليه السلام: ليس في أقل من مائتي درهم شي ء، و ليس في النيف - أي الزائد عن المائتين - شي ء حتي يتم اربعون، فيكون فيه واحد.


اجازة المكره


قال الشيخ الأنصاري:«المشهور بين المتأخرين ان المكره لو رضي بعد ذلك بما فعله صح العقد، بل نقل الاتفاق عليه، لأنه عقد حقيقي، فيؤثر أثره».

ذلك ان المانع من صحة العقد الاكراه و عدم الرضا، فاذا ارتفع الاكراه، و وجد الرضا بالعقد كان شأنه شأن العقود الصحيحة التي يجب الوفاء بها، أما



[ صفحه 71]



اقتران العقد بعدم الاكراه فلا دليل عليه، فيكفي - اذن - مطلق الرضا تقدم أو تأخر.

و بكلمة ان العقد موجود، ولكنه اقترن بوجود المانع من نفاذه، فاذا ارتفع المانع، و هو الاكراه اثر العقد اثره.

و لا يعتد برضا الهازل و الساهي و النائم و من اليه، لعدم الاتجاه الي آثار العقد حين التلفظ به، بل ان النائم و السكران و المغمي عليه مسلوبو العبارة. و اذا رضي المكره بعد العقد، فهل يكون رضاه كاشفا عن ترتب آثار العقد من حين انشائه، أو ناقلا الملكية حين الرضا به؟. و علي الأول يكون النماء المتخلل بين العقد و الرضا للقابل، و علي الثاني يكون للموجب.

و قال الشيخ الأنصاري:«الأقوي بحسب الأدلة النقلية هو الكشف، لا النقل، كما سيجي ء في مسألة الفضولي». و يأتي الكلام عنه في الفصل التالي.


الرضا


اتفق الفقهاء علي أنه لا بد في الحوالة من رضا المحيل و المحال، أما رضا المحيل فلأن من عليه الدين لا يجبر علي وفائه من جهة دون جهة من أمواله، و أما رضا المحال فلأن دينه ثابت في ذمة معينة فلا يتحول الي غيرها الا برضاه، أما المحال عليه فقد اتفقوا علي اعتبار رضاه اذا كان غير مدين للمحيل اطلاقا أو



[ صفحه 62]



مدينا له بغير جنس المال المحال به، كما لو كان مدينا بحنطة فيحال عليه ينقد، لأن الاستيفاء في هذه الحال، مع عدم الرضا استيفاء للحق من غير من هو عليه.

و اختلفوا في رضا المحال عليه المدين للمحيل بمثل المال المحال به، فذهب المشهور الي اعتباره أيضا، لأنه لا دليل علي صحة الحوالة دون رضاه، و الأصل بقاء ما كان علي ما كان من اشتغال ذمة المحيل بدين محال، و اشتغال ذمة المحال عليه بدين المحيل بعد التحويل من غير رضاه.

و قال أكثر من واحد، لا يعتبر رضا المحال عليه، ما دام مطلوبا للمحيل بمثل ما أحال عليه، لأن الناس مسلطون علي أموالهم، سواء أكانت في الخارج، أو في الذمة، فكما يجوز لصاحب الحق أن يقول لمن هو عليه: اعطه من الحق الذي عليه، و ان يصالح عليه من شاء بما شاء رضي من عليه الحق أو لم يرض كذلك تجوز الحوالة عليه شاء، أو أبي.

و بناء علي القول المشهور من اعتبار رضا المحال عليه اطلاقا بريئا كان، أو مدينا بالمثل أو بغيره، بناء علي ذلك لابد من رضا الثلاثة: المحيل، و المحال، و المحال عليه بشتي أقسامه علي أن يتم عقد الحوالة بالايجاب من المحيل، و القبول من المحال فقط، أما رضا المحال عليه فهو شرط لصحة العقد، لا جزء منه، و يصح منه متقدما علي العقد، و متأخرا عنه، و مقارنا له.. و قيل: ان عقد الحوالة مركب من الايجاب من المحيل، و من قبولين: أحدهما من المحال، و الآخر من المحال عليه..

و مهما يكن، فان العلامة الحلي في القواعد قد عرف الحوالة بأنها عقد شرع لتحويل المال من ذمة الي أخري، و عرفها كثيرون غيره بأنها تحويل المال من ذمة الي ذمة مشغولة بمثله، و يبتني التعريف الأول علي أن الحوالة نتحقق مع



[ صفحه 63]



براءة ذمة المحال عليه، و يبتني التعريف الثاني علي ان الحوالة لا تتحقق الا مع اشتغال ذمة المحال عليه، هذا، مع العلم بأن الجميع علي وفاق في أن التعهد من البري ء يقع صحيحا، ولكنه يسمي ضمانا و حوالة عند أهل التعريف الأول، و يسمي ضمانا فقط و لا يسمي حوالة عند أهل التعريف الثاني، فالاختلاف - اذن - في الشكل و التسمية، لا في الجوهر.

و هذا ملخص أقوال الفقهاء، أما الناس العاديون فانهم يفهمون من معني الحوالة أن المدين يحيل الدائن في وفاء دينه علي غيره، و لا يلتفتون اطلاقا الي أن المحال عليه مطلوب للمحيل، أو غير مطلوب.


معناه


الوقف يجمع علي وقوف، و أوقاف، و الفعل وقف، أما أوقف فشاذ، و معناه لغة الحبس و المنع، تقول: وقفت عن السير، أي امتنعت عنه.

و في الشرع نوع من العطية، يقضي بتحبيس الأصل، و اطلاق المنفعة، و معني تحبيس الأصل المنع عن الارث و التصرف في العين الموقوفة بالبيع أو الهبة أو الرهن أو الاجارة أو الاعارة، و ما الي ذاك، أما تسبيل المنفعة فهو صرفها علي الجهة التي عينها الواقف من دون عوض.


القاضي و المفتي و المجتهد و الفقيه


ان وظيفة القاضي هي الزام أحد المتخاصمين بما عليه للآخر بعد أن يثبت ذلك لديه، و وظيفة المفتي بيان الحكم الشرعي، حتي مع عدم الخصومة، و المجتهد من يستدل علي الحكم، و الفقيه هو العالم بالحكم عن دليله.. و صفات الجميع واحدة، و التغاير بالحيثية فقط، فالشخص الواحد الجامع للصفات يسمي قاضيا باعتبار حكمه علي الافراد بأحكام خاصة، و مفتيا باعتبار اخباره عن



[ صفحه 61]



الحكم، و مجتهدا باعتبار استدلاله عليه، و فقيها باعتبار علمه به.


لاسمعتكم منطق الطير


روي عن صفوان بن يحيي، عن جابر قال:

كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فاذا نحن برجل قد أضجع جديا ليذبحه فصاح الجدي.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: كم ثمن هذا الجدي؟

فقال: أربعة دراهم، فحلها من كمه، و دفعها اليه.

و قال: خل سبيله.



[ صفحه 114]



قال: فسرنا فاذا الصقر قد انقض علي دراجة فصاحت الدراجة، فأومأ أبوعبدالله عليه السلام الي الصقر بكمه، فرجع عن الدراجة.

فقلت: لقد رأينا عجيبا من أمرك.

قال: نعم ان الجدي لما أضجعة الرجل و بصر بي قال: أستجير بالله و بكم أهل البيت مما يراد مني، و كذلك قالت الدراجة، ولو أن شيعتنا استقامت لاسمعتكم منطق الطير. [1] .


پاورقي

[1] الخرائج و الجرائح ص 232. و بحارالانوار: ج 47.


فلسفة الامام الصادق


شيخ محمد جواد جزايري (1378 - 1298 ق)، چاپ دوم، بيروت، مكتبة الاتحاد، 1970 م، رقعي، 191 ص.


الجهاز التناسلي


لو كان فرج الرجل مسترخيا، كيف كان يصل إلي قعر الرحم، حتي يفرغ النطفة فيه؟ و لو كان منعضا [1] أبدا كيف كان الرجل يتقلب في الفراش، أو يمشي بين الناس و شي ء شاخص أمامه، ثم يكون في ذلك مع قبح المنظر، تحريك الشهوة في كل وقت من الرجال و النساء جميعا، فقدر الله جل اسمه أن يكون أكثر ذلك لا يبدو للبصر في كل وقت، و لا يكون علي الرجال منه مؤونة، بل جعل فيه قوة الانتصاب وقت الحاجة إلي ذلك، لما قدر أن يكون فيه من دوام النسل و بقائه.


پاورقي

[1] المنعض: كأنه مأخوذ من العض و هو القرن يريد أنه صلب شديد.


من خصائص المعصومين


فروع الكافي 1 / 159، ح 13: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبدالرحمن بن سالم،...

عن مفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: من غسل فاطمة عليه السلام؟ قال:

ذاك أميرالمؤمنين عليه السلام، كأنما استفظعت ذلك من قوله.

فقال لي: كأنك ضقت مما أخبرتك؟

فقلت: قد كان ذلك جعلت فداك.

فقال لي: لا تضيقن فانها صديقة لم يكن تغسلها الا صديق، أما علمت أن مريم عليه السلام لم يغسلها الا عيسي عليه السلام.


الحيوان المؤذي


[فروع الكافي 2 / 363 ح 1: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

كل من خاف المحرم علي نفسه من السباع و الحيات و غيرها فليقتله فان لم يردك فلا ترده.


في أيام رجب


اقبال الأعمال 644: و من الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا فقال: دعاء علمه أبو عبدالله عليه السلام محمد السجاد و هو محمد بن ذكوان يعرف بالسجاد قالوا: سجد وبكي في سجوده حتي عمي (روي) أبوالحسن علي بن محمد البرسي - رضي الله عنه - قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن شيبان قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عمران البرقي، عن محمد بن علي الهمداني، قال: أخبرني محمد بن سنان، عن محمد السجاد في حديث طويل: قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك هذا رجب علمني [فيه خ ل] دعاء ينفعني الله [به خ ل] قال: فقال لي أبو عبدالله عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم و قل في كل يوم من رجب صباحا و مساء و في أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:...

يا من أرجوه لكل خير، و آمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي



[ صفحه 34]



الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله و من لم يعرفه، تحننا منه و رحمة، أعطني بمسألتي اياك جميع خير الدنيا و جميع خير الآخرة، و اصرف عني بمسألتي اياك جميع شر الدنيا و جميع شر الآخرة، فانه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم.

قال: ثم مد أبو عبدالله عليه السلام يده اليسري فقبض علي لحيته و دعا بهذا الدعاء و هو يلوذ بسبابته اليمني قال بعد ذلك:

(يا ذاالجلال و الاكرام يا ذا النعماء و الجود يا ذا المن و الطول حرم شيبتي علي النار).

وفي حديث آخر ثم وضع يده علي لحيته و لم يرفعها الا و قد امتلأ ظهر كفه دموعا.


المرأة


في فقه الإمام عناية بالغة بالنساء في الزواج و الطلاق و الميراث... و هي دعائم الأسرة و قوائم المجتمع. و قد عرضنا لبعضه... قبل. لكن اهتمامه الاجتماعي بالأسرة أو بالمرأة لايقف عند الحكم الفقهي و إنما يتعداه إلي الترغيب و التهذيب بالنصح الدؤوب. فمرآة المجتمع العظيم الأسرة السعيدة، و زينتها و حليتها المرأة الصالحة. و هي نصف الناس، و أم الجميع.

يقول الإمام : «اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم و النساء».

و يقول: «البنات حسنات و البنون نعم. الحسنات يثاب عليها. و النعم مسئول عنها».

و إذا كان البنات حسنات يلقي بهن المرء بارئه، فيزدنه درجات، فالإمام يجعل للأمهات درجة في طاعة أوامرهن، فيأمر بالمبادرة بطاعة الأم، إذا دعا الأبوان.

و يلقي علي الأم في دارها واجب استثمار الزمن في خدمة الأسرة و الأمة. و يفرض علي المجتمع واجب إحصان أفراده بالتيسير في المهور. و علي المرأة واجب التعاون في إنجاح الزوجية بالوفاء بحق الزوج. و يجمع بين حسن التبعل و بين حسن الجوار. فيقول: «الشؤم في المرأة كثرة صداقها و عقوق زوجها - و في الدار ضيق ساحتها و شر جيرانها».

يقول عليه الصلاة و السلام: «علموا أبناءكم السباحة و الرماية و نعم لهو المرأة في بيتها المغزل».

فهن مطالبات ألا يفتحن الأبواب للشيطان بالفراغ... مطالبات بأن يعملن ما يجمل بهن. و المرأة التي تمسك المغزل بيد، و تهز مهد الطفل بيد، تضم بين ذراعيها أسرة



[ صفحه 329]



سعيدة. و لقد كان النساء آخر ما أوصي به صلي الله عليه و آله و سلم.

يقول الإمام: «صلاح حال التعايش علي مكيال ثلثاه فطنة و ثلثه تغافل».

و هذه الأثلاث تتردد في مضامين ثلاثيات شتي. تجتمع و تفترق. لكنها كلها أركان لسعادة المجتمع الكبير الذي هو الأمة، و الصغير الذي هو الأسرة. و قد سلف علينا في ثلاثية سابقة كيف قرن نكد الزوجية، بالنكد في الجيرة و السلطان الجائر. و هنا يستلفت الأنظار إلي ما يجب من إحسان العشرة، بالسلوك الرفيع و الإنفاق اللازم، و احترام الذات حيث يقول: «إن المرء يحتاج في منزله و عياله إلي ثلاث خلال يتكلفها، و إن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، و غيرة بتحصن».

ثم يقول ليبين أثر المرأة في سلام الأسرة: «ثلاث من ابتلي بهن كان طائح العقل: نعمة مولية، و زوجة فاسدة، و فجيعة نجيب».

فهو يضع فسادها في منزلة بين المنزلتين؛ النعمة الضائعة، و الفجيعة الحالة. في حين يقدمها عند صلاح حالها علي فلذة الكبد و الصديق الصافي إذ يقول: «الأنس في ثلاثة: الزوجة الموافقة، و الولد البار، و الصديق الصافي».

و الرجل رأس الأسرة، لا يلقي مقاده أو مقادها إلي الزوجة، و إلا غرقت السفينة. يقول الإمام: «ثلاثة من استعملها فسد دينه و دنياه: من ساء ظنه، و أمكن من سمعه، و أعطي قياده حليلته».

و في هذه الثلاثية تجتمع سلبيات خلقية ثلاثة في دنيا الرجل. فتحل الأشباح محل الأشياء، و الأصداء محل الأصوات، و النساء محل الرجال. و ليس هذا عالم المسلمين.

و في ثلاثية أخري نري تصنيفا من نوع خاص: «النساء ثلاثة: واحدة لك. و واحدة عليك ولك. و واحدة عليك. أما التي لك فهي العذراء. و التي لك و عليك فهي الثيب. أما التي عليك فهي المتبع التي لها ولد من غيرك».

و إنما ينبه الإمام الرجال ليزداد برهم بمن يمكن أن تكون لهم أو عليهم، كي يتكلفوا لها خصالا نص عليها: معاشرة جميلة وسعة بتقدير و غيرة بتحصن.



[ صفحه 330]




احاديث الامام في مؤلفات الاتباع


أما الأصول الأربعماية التي تميزت من بين مؤلفات الرواة لحديث الامام الصادق، فقد ضبطت أسماء بعضها كتب الفهرسة و الرجال و أغفلت البعض الآخر، و لعل ذلك من جهة أن الذي عرف هو ذلك البعض فقط، و لا يعني عدم ذكر كتب الفهرسة و الرجال لأسماء الأصول كاملة.. أن لا تكون الأصول أربعماية بل مائة.. [1] و التزام الشيخ الطوسي و النجاشي باستيفاء ذكر جميع الأصول و الكتب لا يدلل علي أن ما ذكراه هو تمام الأصول، اذ ربما يكون مقصودهما استيفاء ما بلغهما من أسماء كتب الأصول.. كما نحتمل أن



[ صفحه 319]



تكون هناك بعض الكتب مما هو في واقعه كان معدودا من الأصول، ولكنه لم يثبت للشيخ و النجاشي كونه منها.. و ربما نستفيد ذلك من قول النجاشي في ترجمة أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي.. أن له كتاب النوادر، و من أصحابنا من عنده من جملة الأصول [2] .. فلا ملزم لنا للشك في صحة ما اشتهر بين العلماء من أن كتب الأصول أربعمائة.. كما يدل علي ذلك أيضا قول الشيخ في مقدمة الفهرست في معرض حديثه عن الدوافع لتأليف الكتاب: فاذا سهل الله اتمام هذا الكتاب فانه يطلع علي أكثر من عمل من التصانيف و الأصول، و يعرف به قدر صالح من الرجال و طرائقهم و لم أضمن أني أستوفي ذلك الي آخره فان تصانيف أصحابنا و أصولهم لا تكاد تضبط لانتشار أصحابنا في البلدان و أقاصي الأرض، غير أن علي الجهد في ذلك و الاستقصاء فيما أقدر عليه و يبلغه و سعي و وجدي [3] ..

أما امتياز الأصول عن غيرها من الكتب و المصنفات الأخري، فلعله من جهة أنها أكثر ضبطا من غيرها، و أشد التزاما و تقيدا بالنص المسموع من الامام، و من هنا كان الاعتماد عليها أكثر عند الأكثر كما يظهر من كثير من كلمات العلماء



[ صفحه 320]



و المحدثين، و هذا المعني يتناسب جدا مع المفاد الذي توحي به كلمة الأصل، فكأن ما ورد فيه من الأخبار و الأحاديث.. هي بنفسها النصوص الأصيلة التي ألقاها الامام الي الرواة في اجاباته و املاءاته، فكلمة الأصل تكون بمثابة كلمة المرجع في التعبير الحديث، أو الكتاب الأم كما يعبر في بعض الحالات و بذلك لا تخرج الكلمة عن معناها اللغوي في مفادها و معناها.

و الذي يظهر لنا أن كلمة الأصل كانت معروفة قبل القرن الخامس الهجري، و ليست اصطلاحا جديدا، استنادا الي ما ذكره الشيخ في الفهرست من أن ابن الغضائري عمل كتابين.. أحدهما ذكر فيه المصنفات، و الآخر ذكر فيه الأصول، [4] و هو ما يدلل علي أن اصطلاح الأصول كان اصطلاحا متداولا بين العلماء، يميز هذه النوعية الخاصة من الكتب عن غيرها، و ليس شيئا جديدا لم يكن من ذي قبل - و الا لكان علي ابن الغضائري أن يذكر السبب في عملية الفرز التي ميز فيها كتبا معينة و أسماها بالأصول، فمن عدم ذكره لذلك يمكننا الاطمئنان بأن الاصطلاح لم يكن أمرا حادثا، بل هو أمر سابق معروف متسالم عليه تلقاه العلماء عن أسلافهم..

و ربما يستفاد من بعض كلمات الاعلام.. أن تميز هذه الكتب الأصول عن غيرها، لأن اعتبارها أمر متسالم عليه،



[ صفحه 321]



و لا يقدح في ذلك فساد مذاهب بعض مؤلفيها.. يقول الشيخ الطوسي:

ان كثيرا من مصنفي أصحابنا و أصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة، و ان كانت كتبهم معتمدة..» [5] .

و يقول المحقق الداماد: المشهور أن الأصول الأربعماية لأربعماية مصنف من رجال أبي عبدالله الصادق (ع) بل و في مجالس السماع و الرواية عنه، و رجاله زهاء أربعة آلاف رجل و كتبهم و مصنفاتهم كثيرة، الا أن ما استقر الأمر علي اعتبارها و التعويل عليها و تسميتها بالأصول هذه الأربعماية..» [6] .

و يقول الشيخ البهائي في مشرق الشمسين: من جملة ما يوجب حكم قدماء الأصحاب بصحة الحديث ما نصه: «.. منها وجوده في كثير من الأصول الأربعماية المشهورة، أو تكرره في أصل واحد أو أصلين منها، بأسانيد مختلفة متعددة، أو وجوده في أصل رجل واحد من أصحاب الاجماع..» [7] .

و هذه الكلمات توحي بأن هذه الكتب الأصول كانت موضع اعتماد القدماء ان لم يكن كلهم فجلهم، و ثبوت فساد المذهب لبعضهم، و عدم ثبوت توثيق للبعض الآخر لا يخل في دعوي الاعتماد، اذ من المحتمل أن يكون قد ثبت لهم ما لم



[ صفحه 322]



يثبت لغيرهم من امارات الوثوق و دلائل الاعتبار.

و لم تكن هذه الأصول الأربعماءة هي وحدها النتاج العلمي لمدرسة الامام، بل ربما يتصاعد العدد الي أضعاف ذلك، و قد ضبط الكثير منها في كتب الفهرسة و الرجال، و قد نقل أن راويا واحدا و هو أبان بن تغلب روي عن الامام ثلاثين ألف حديث.. و هو عطاء لم تعرفه أي مدرسة علمية في تلك العهود.. ولكن أكثر تلك الكتب الا النزر القليل منها قد ضاع في مجاهل التاريخ، و لعل السبب في ضياع الكثير منها ما كان يتعرض له أصحاب الامام من ضغوط الحكم الظالم.. و مما يشعر بذلك ما رواه في الكافي عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال:

قلت لأبي جعفر الثاني: جعلت فداك ان مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبدالله و كانت التقية شديدة، فكتموا كتبهم و لم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب الينا.. فقال: حدثوا بها فانها حق.. [8] .

فقد قضي الخوف علي هؤلاء أن يحجبوا قضايا المعرفة التي تلقوها عن الامام عن طالبيها تقية و لو اذا بالسلامة من تجاوزات الحكم الظالم، و قضية ابن أبي عمير التي تعتبر من أقسي مآسي الفكر في عصره، فقد نقل الرواة أنه كتب أربعة و تسعين



[ صفحه 323]



كتابا في مختلف مجالات العلم [9] يقول الجاحظ في كتابه البيان و التبيين:

.. حدثني ابراهيم بن داحة عن أبن أبي عمير.. و كان وجها من وجوه الرافضة، و كان حبس أيام الرشيد، فقيل: ليلي القضاء، و قيل انه ولي ذلك، و قيل بل ليدل علي الشيعة و أصحاب موسي بن جعفر و روي أنه ضرب أسواطا بلغت منه، فكاد أن يقر لعظم الألم، فسمع يونس بن عبدالرحمن و هو يقول: اتق الله يا محمد بن أبي عمير، فصبر ففرج الله عنه.. و روي أنه حبسه المأمون حتي ولاه قضاء البلاد، و قيل أن أخته دفنت كتبه في حال استتارها و كونه في الحبس أربع سنين، فهلكت تلك الكتب.. و قيل بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدث من حفظه و مما كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا يسكنون الي مراسيله، و قد صنف كتبا كثيرة.. [10] .

و هذه الحادثة تدلل بوضوح علي الواقع المأساوي الذي كان يعيشه تلامذة الامام من تجاوزات الحكم الظالم، و ما كنا لنفتقد تلك الآثار العلمية الكبيرة لو قدر لهؤلاء الحاكمين أن يملكوا التقييم الصحيح للعلم و قضايا الفكر، ولكن أمة يحكمها أمثال هؤلاء لا غرابة أن يكون تراثها طعمة للتراب و أكلة لمياه المطر..



[ صفحه 324]



و ليست أهمية تراث ابن أبي عمير الفكري من جهة ارتباطه به فحسب، بل من جهة أنه أحد صيغ التعبير الأوثق عن العطاء الفكري السليم للامام الصادق (ع)، و الذي هو قمة العطاء في ثورة الفكر الاسلامي..

و لم يكن مصير تراث هشام بن الحكم بأفضل من مصير تراث ابن أبي عمير، فقد لاحقه شبح الخوف من الحكم حتي حكم عليه بالموت، فهرب متخفيا و مات هلعا.. و كان يقول في مرضه عندما يسأل عن علته: علتي فزع القلب مما قد أصابني من الخوف.. و قد كان قدم ليضرب عنقه، ففزع قلبه من ذلك حتي مات.. [11] .

و ضاعت بموته آثاره الكبيرة التي هي مأساة أخري تنضم اليها مآس أخري لغيره من أفذاذ تلامذة الامام الصادق و حملة علمه، و يحق لنا أن نعبر عن تلك المآسي بأنها آلام المعرفة التي جمدت دموعها علي صفحات التاريخ الحزين..

و رغم كل ما فعلته الأحداث الساخنة من تذويب للمعطيات الخيرة لجهود الامام المتمثلة في ذلك الزخم العلمي الذي قدمه للأمة، ودثر لأغلب التراث الذي سكب فيه تلامذة الامام عصارة حياتهم مما تلقوه عن الامام و عرفوه عنه، رغم كل ذلك فقد حفظ التاريخ بقايا من ذلك التراث، ولكنها تمثل في



[ صفحه 325]



كثرتها و تنوعها زخما علميا ضخما في مختلف مجالات الفكر و المعرفة.. تقصر عن استيعابها عشرات المجلدات، ولو أن الأحداث سمحت لذلك التراث أن يبقي في ضمانة التاريخ لانحل الكثير من عقد الفكر، و لتبدلت مفاهيم و بناءات في جملة من قضايا العقيدة و التشريع و غيرها من سائر أنحاء المعرفة.. و يمكننا من خلال التحديد لنسبة ما ضاع من التراث المعطاء الذي قدمه الامام للأمة، الي ما وصلنا منه مما غفلت عنه نوائب الزمن.. أن نقيم عظمة المدرسة الرائدة و معلمها الأول..

أما تلامذة الامام فقد أحصت الكثير منهم كتب الرجال، و قد جمع الحافظ ابن عقدة الزيدي في كتاب رجاله أسماء الرواة عنه من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل مع ذكر مصنفاتهم.. [12] و استدرك ابن الفضائري علي ابن عقدة فزاد عليهم، و من العسير أن نحصل علي احصائية محددة لعدد تلامذة الامام الصادق ولكننا نقف عند احصائية اقليمية مرئية، يمكننا من خلالها أن نتأكد من أن عدد التلامذة يتجاوز كثيرا ما ذكره ابن عقدة، و ما أضافه اليه ابن الغضائري، خصوصا بملاحظة التحديد النوعي في احصائية ابن عقدة، و هو أنه لم يضبط فيما ادعاه الا الثقات من رواة الامام.. يقول الراوية الثقة الحسن بن علي الوشا:



[ صفحه 326]



.. أدركت في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة - تسعماية شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد..

و معني هذا أن مسجد الكوفة وحده احتوي تسعمائة راوية استمدوا حديثهم من مدرسة الامام الصادق و لا تشك في أن نسبة خريجي تلك المدرسة تتضاعف في المدينة و تفوقها في مكة، باعتبارهما الموقع الأساسي لمدرسة الامام، أضف الي ذلك سائر الحواضر الاسلامية الأخري التي كانت تبعث بفلذات أكبادها من أجل أن تتخرج علي مدرسة الامام و تنهل من معين وردها..

و قد كانت مدرسة الامام مقصدا لكل قاصد من سائر الحواضر الاسلامية، و ملتقي كافة الاتجاهات المتناقضة في وجهات النظر المبدئية و الفكرية، و كثيرا ما نجد من خريجي مدرسة الامام من يلتزم اتجاها معينا في اتجاهه الفكري، يختلف اختلافا كليا أو جزئيا مع منهج أستاذه الامام أو رفاقه الآخرين..

فلم تكن مدرسة الامام وقفا علي شيعته و مواليه كما يقول الشهرستاني في معرض حديثه عن الامام الصادق:

.. و هو ذو علم غزير في الدين، و أدب كامل في الحكمة، و زهد في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات، و قد أقام بالمدينة



[ صفحه 327]



مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه و يفيض علي الموالين له أسرار العلوم.. [13] .

يقول الرفاعي في كتابه صحاح الأخبار في حديثه عن الامام الصادق: و قد نقل الناس عنه علي اختلاف مذاهبهم و دياناتهم ما سارت به الركبان.. [14] .

و لم تكن مسؤوليات الامام الكبيرة لتسمح بأن يقوم بتربية ذلك العدد الهائل من طلاب المعرفة بنفسه، فكان يعهد لتلامذته بالقيام بدور المعلم للتلامذة الجدد، بعد أن كان قد أكمل نضجهم فكريا و علميا، و اطمأن الي مواقعهم كأساتذة يمكنهم الاستقلال في ممارساتهم التربوية، و قد طلب منه شامي أن يعلمه.. فقال الامام لهشام: علمه فاني أحب أن يكون تلميذا لك.. [15] و طلب منه زنديق مصري أن يجعله من تلامذته بعد أن آمن علي يديه فقال الامام لهشام: يا هشام بن الحكم خذه اليك و علمه.. فعلمه هشام [16] .

و كان لكل واحد من تلامذة الامام البارزين حلقه علمية يلقي فيها دروسه علي طالبي المعرفة، و في نفس الوقت كانت



[ صفحه 328]



تلك الحلقات تمارس دور الاعلام في طرح القضايا الاسلامية من وجهة نظر أهل البيت، و تحتج لقضيتهم العادلة بما يثبت حقهم، و يدين التجاوزات الغير الشرعية التي مارسها الآخرون عليهم..

و قد تمكن تلامذة الامام من خلال تلك الحلقات أن يعطوا للتشيع لأهل البيت كمذهب اسلامي أصيل بعدا دوليا ناجحا، فقد كانت حلقاتهم تشتمل علي مجموعات مختلفة من شتي أقطار المجموعة الاسلامية، و كان حماسهم مثيرا في تركيز روح الولاء و التشيع لأهل البيت، و بناء تلك المجموعات بما ينسجم مع تلك الروح، من خلال ما يملكونه من قوي علمية راسخة، و نضوج فكري متكامل..

كما أن تلك الحلقات المسالمة بذاتها كانت تمثل في نظر الحكم حركة التحدي الخطر، التي تستمد قوتها من الامام و تهدد باتساع رقعة الوعي الرسالي المسؤول ازاء الأوضاع الغير المسؤولة التي يمارسها الحكم، و من هنا نجد الحاكمين بما يملكونه من أجهزة و كوادر يتوسلون بشتي الأساليب للقضاء علي اتساع فاعلية تلك الحركة و امتداد قطرها..


پاورقي

[1] دائرة المعارف الشيعية.

[2] رجال النجاشي ص 50 طبعة طهران مركز نشر الكتاب.

[3] الفهرست الشيخ الطوسي ص 25 المطبعة الحيدرية النجف.

[4] نفس المصدر ص 24.

[5] الفهرست الشيخ الطوسي ص 25.

[6] دائرة المعارف الشيعية ج 5 ص 37.

[7] دائرة المعارف الشيعية ج 5 ص 37.

[8] الكافي الكليني ج 1 / 53.

[9] مجمع الرجال القهبائي ج 5 / 120.

[10] النجاشي.

[11] رجال الكشي ص 222.

[12] الارشاد للمفيد.

[13] الملل و النحل الشهرستاني ج 1 / 272 ط 1.

[14] صحاح الأخبار الرفاعي ص 44.

[15] الكشي ص 236.

[16] الكافي ج 1 ص 84.


في رحاب الطب


من المعلوم أن علم الطب من العلوم التي برع فيها الامام الصادق عليه السلام، ولكن من هو أستاذه في هذا العلم؟ و أين تعلم الطب؟ و كيف؟ كل هذه الأسئلة نرغب بشوق الي معرفتها.

في مجلس الحاكم العباسي أبي جعفر المنصور طبيب هندي، كان يقرأ في كتاب طبي مفتوح بين يديه، و المجلس غاص بأعيان الدولة و علمائها. و الامام الصادق عليه السلام جالس معهم الي يمين المنصور مصغ اليه. قال الطبيب الهندي للامام عليه السلام:

يا أباجعفر أتريد مما معي شيئا؟ دون سائر الحاضرين من علماء و فقهاء و سياسيين؟.

مما يبدو أن المنصور قد تآمر مع الطبيب الهندي ضد الامام الصادق ليظهره مظهر الضعيف أمام الحاضرين، و ليجعل من ذلك دعاية يشوه بها سمعته عند الفقهاء خاصة... و جماهير الشعب عامة، و لا يخفي أن الجميع يصفي الامام الحب و الاجلال و يستمد منه شعاعا مقدسا من جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هذه الرؤية الجماهيرية كانت تؤذي المنصور، تجعله يتجرع غصصا لا يطيقها، لذلك كان ينصب له شراكا متتابعة للكيد منه بين الحين و الحين. و يعيد الهندي السؤال بأعلي صوته: يا أباجعفر أتريد مما معي شيئا؟.

فأجابه الامام بثقة مطلقة، و لا يخفي عليه ما كان يرمي من سؤاله: «لا، ما



[ صفحه 129]



معي خير مما معك».

عظم وقع كلمات الامام علي الهندي، و هو في مجلس عامر بأركان الدولة و علي رأسهم المنصور، المتلهف لفشل الامام. الامام الصادق يعرف نفسه قمة رفيعة في علم الطب، فهل يكون عند الهندي ما لا يعرفه؟؟.

نظر الهندي الي الصادق و قال له: و ما هو؟؟.

قال الامام عليه السلام: أداوي الحار بالبارد. و البارد بالحار، و الرطب باليابس... و اليابس بالرطب... و أرد الأمر كله الي الله عزوجل و اعلم أن المعدة بيت الداء، و أن الحمية هي الدواء، و أعود البدن ما اعتاد».

فقال الهندي: و هل الطب الا هذا؟؟.

فقال الصادق: أتراني عن كتب الطب أخذت؟.

قال: نعم.

قال: لا والله ما أخذت لا عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟.

قال الهندي: أنا.

فقال الصادق: فأسألك شيئا.

فألقي عليه الامام ثمانية عشر سؤالا تتعلق كلها بجسم الانسان، من رأسه حتي أخمص قدميه، و كان جواب الهندي علي كل سؤال: لا أدري.

و روح الهندي و أرواح المجلس جميعا متعطشون ليرتووا من معين الامام الصادق فيقول الهندي، خفيض الجناح أمام الحاضرين:

«لو أنعمت علي بمعرفة جواب هذه الأسئلة».

نظر الامام عليه السلام الي المنصور و كل من في المجلس فوجدهم يتطلعون بعيون جائعة الي نعيم المعرفة.. و كأنهم رفيف فراشات ترف علي مصباح يتوقد نورا، و الامام يشرق وجهه غبطة و نفسه تتألق بهجة و عزة؛ و يشرح ببيان وحدانية الله.. و منطق التشريح جواب كل سؤال... و عندها تهب أنسام الحبور في المجلس اعجابا بحفيد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. أما الهندي فبهت و سكر من وهج الدهشة



[ صفحه 130]



و حرارة الاعجاب و قال بأعلي صوته:

«من أين لك هذا العلم؟؟.

فأجابه عليه السلام: أخذته عن آبائي، عن أجدادي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن جبرائيل، عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأبدان و الأرواح».

و كما حدث لسحرة فرعون، حين رأوا آية عصا موسي التي عجز عنها البشر عندما ألقاها عليه السلام من يده فاذا هي حية تسعي باذن الله. و قال السحرة: آمنا برب العالمين.

هكذا كان شأن الطبيب الهندي، فقد انسلخ من جلد الحاده و قال للامام: «صدقت. و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك أعلم أهل زمانه» [1] .

و ما يثير الدهشة و الاعجاب أنه لم يكن في عصر الامام الصادق مختبرات و أشعة و أدوات طبية للتشريح... و بالرغم من ذلك فاننا نري في أقواله ما يجعلنا نقول: انه عالم كبير في علمي الطب و التشريخ... يقول الدكتور محمد يحيي الهاشمي:

«ان مثل هذه الأخلاق في الحقيقة هي التي تفتق كنوز الحكمة، و هي أساس الالهام في التحري العلمي، و فيها أيضا اشارة لطيفة للاعتبار بآيات الكون، و الانتقال من الظاهر الي الباطن، من المصنوع الي الصانع الحكيم، حتي أن الصادق لم يقل طريده اقرأ كتاب الفقه الفلاني، أو كتاب تفسير، أو حديث، أو غير ذلك، بل طلب منه التوغل في العلوم الكونية، لأنها الأساس في اقناع الملحدين، لكنه لم يطلب منه تعلم العلوم الطبيعية و الوقوف عندها في شكلها الظاهري فقط، بل الانتقال الي الباطن ليكون من المعتبرين «و اعتبروا يا أولي الأبصار» [2] .

و الامام الصادق عليه السلام يدعونا أن نطلق لعقولنا حرية التفكير في حواس



[ صفحه 131]



الانسان الخمس التي يطيب بها عيش الانسان و هي كنوز الشمس في حياة المخلوقات. اذا فقدت احداها حرم صاحبها من متعة كبيرة جدا لا تضاهيها متعة أخري.


پاورقي

[1] الامام الصادق محمد حسين المظفري ج 1 ص 224 عن بحارالأنوار.

[2] الامام الصادق ص 125 و سورة الحشر الآية 2.


آيا جبر است يا قدر؟


از امام صادق - عليه السلام - راجع به جبر و قدر پرسش شد.

حضرت فرمود: نه جبر است و نه قدر، بلكه منزلي (و مرتبه اي) است ميان آن دو كه حق آنجاست، و آن منزل (و مرتبه) را نداند جز دانا يا كسي كه عالم آن را به وي آموخته است. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 1 ص 222 ح 10.


توسل به صادق آل محمد




مرغ دلم به ناله و زاري قيام كرد

از اشك هر دو ديده ي خود همچو جام كرد



پرواز كرد بر طرف يثرب از ملال

در گلستان جعفر صادق مقام كرد



بوي خزان شنيد كشيد آه سوزناك

فرياد و ناله از ستم آن مستظام كرد



روز وفات اوست از آن با غم و الم

رخسار خود ز اشك بصر لعل فام كرد



اي ديده اشك ريز ز بهر امام حق

خود را فدا بدين حق لا ينام كرد



بنگر به حال حضرت صادق صباح و شام

بر رونق شريعت و دين اهتمام كرد



احيا نمود دين رسول گرام را

آئين جعفريست كه بر ما تمام كرد



ليل و نهار درس حقيقت به خلق داد

وصف از زكوة و حج و صلوة و صيام كرد



ترويج دين زصادق آل محمد است

خدمت به دين ختم رسالت مدام كرد



منصور چون گذاشت به سر تاج سلطنت

برجور آن لواي هدايت قيام كرد



آورد چند بار به مجلس به غيظ و خشم

بر كشتن امام چه سعيي تمام كرد



گه قصد قتل كرد گهي گفت ناسزا

از دست آن لعين چه صباح و چه شام كرد



زهر جفا چو داد در انگور بر امام

بركشتن امام دل خويش رام كرد



مسموم گشت عاقبت آن سيد عرب

رحلت بسوي خلد ز دار الملام كرد



از هجرت رسول دو هفتاد و چار رفت 148

از ظلم اهل كينه ز دنيا سلام كرد



عمرش رسيده بود در آن وقت شصت و پنج

آمد اجل بدار امامت پيام كرد



در بيست و پنجم مه شوال همچو ماه

خود را ز جور و ظلم به زير غمام كرد



غسل و كفن به باب عزيزش پسر نمود

آندم نماز بر پدر هفتم امام كرد



بر ضجه آمد اهل مدينه در آن زمان

تشييع بر جنازه همه خاص و عام كرد



فايز بنال در غم آل علي مدام

دنيا جفا به عترت فخر الانام كرد



[ صفحه 294]




حديث 059


2 شنبه

الحق منيف فاعملوا به.

حق، بلند پايه است پس به آن عمل كنيد.

بحار، ج 69، ص 232


ان عنده ديوان الشيعة


محمد بن الحسن الصفار: عن عبدالله بن محمد، عمن رواه، عن محمد ابن الحسن السري، عن عمه علي بن السري الكرخي قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه شيخ و معه ابنه، فقال له الشيخ: جعلت فداك أمن شيعتكم أنا؟ فأخرج اليه أبو عبدالله عليه السلام صحيفة مثل فخذ البعير، فناوله طرفها ثم قال له: أدرج، فأدرجه حتي أوقفه علي حرف من حروف المعجم، فاذا اسم ابنه قبل اسمه، فصاح الابن فرحا: اسمي و الله، فرحم الشيخ ثم قال له: أدرج، فأدرج، ثم أوقفه أيضا علي اسمه كذلك [1] .

عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف ابن ناصح و غيره، عمن رواه، عن حبابة الوالبية قالت: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ان لي ابن أخ و هو يعرف فضلكم و أنا أحب أن تعلمني أمن شيعتكم هو؟ قال: و ما اسمه؟ قالت: قلت: فلان ابن فلان قالت: فقال: يا فلانة هات الناموس، فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها فنظر فيها، فقال: نعم هو ذا اسمه و اسم أبيه ههنا [2] .

و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي حمزة قال: خرجت بأبي بصير أقوده الي باب أبي عبدالله عليه السلام قال: فقال لي: لا تتكلم و لا تقل شيئا، فانتهيت به الي الباب فتنحنح فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يا فلانة افتحي لأبي محمد الباب، قال: فدخلنا و السراج



[ صفحه 84]



بين يديه، فاذا سفط [3] بين يديه مفتوح، قال: فوقعت علي الرعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه الي فقال: أبزاز أنت؟ قلت: نعم جعلني الله فداك، قال: فرمي الي بملاءة قوهية [4] كانت علي المرفقة، فقال: اطو هذه فطويتها، ثم قال: أبزاز أنت؟ و هو ينظر في الصحيفة، قال: فازددت رعدة. قال: فلما خرجنا قلت: يا أبا محمد رأيت ما مر بي الليلة، اني وجدت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام سفطا، قد أخرج منه صحيفة، فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة، قال، فضرب أبوبصير يده علي جبهته ثم قال: ويحك ألا أخبرتني؟ فتلك و الله الصحيفة التي فيها أسماء الشيعة، و لو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها [5] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 174 ج 4 باب 3 ح 10.

[2] بصائرالدرجات: ص 172 ج 4 باب 3 ح 1.

[3] السفط: وعاء كالقفة أو الجوالق يخبأ فيه الطيب.

[4] الملاءة: الريطة. كل ثوب يشبه الملحفة، و المرفقة: المخدة.

[5] بصائرالدرجات: ص 173 ج 4 باب 3 ح 5.


پرنده ي عجيب


راوي حديث مي گويد: از حضرت امام جعفرصادق عليه السلام كمترين مرتبه الحاد و كفر را پرسيدم، امام در پاسخ فرمود: كبر نازل ترين درجات كفر است.

صفوان بن جمال روايت مي كند كه روزي در خدمت امام جعفرصادق عليه السلام بودم شخصي به نام ربيع به آن جا آمد و گفت: يا اباعبدالله، خليفه تو را مي خواند، اجابت كن. آن حضرت راهي منزل خليفه شد و بعد از زمان كوتاهي مراجعت نمود. گفتم: يابن رسول الله، چقدر زود از مجلس خليفه بيرون آمديد. فرمود: بلي، او از من سؤالي داشت، پاسخ دادم و برگشتم.

صفوان مي گويد: من با ربيع دوست بودم، هنگامي كه او را ديدم از او پرسيدم كه آن روز كه خليفه؛ جعفر بن محمد عليه السلام را طلبيد از او چه سؤالي كرد؟ ربيع گفت: در آن روز من امر عجيبي را مشاهده نمودم. جمعي از اعراب در ميان پشته ها مرغي عجيب يافته بودند و به مجلس خليفه آوردند. در آن وقت كه ابوعبدالله به مجلس مي آمد، خليفه دستور داد كه آن مرغ را مخفي كنند، چون آن حضرت به مجلس آمد خليفه گفت: يا اباعبدالله در هوا فوق آن چه مرئي است و ديده مي شود ذيحيات مي باشد؟

آن حضرت فرمود: بلي، حق سبحانه و تعالي جانوري خلق



[ صفحه 133]



كرده كه بدنش مثل ماهي است و سرش مانند سر مرغ و تاجي بر سر دارد شبيه به تاج خروس و بالهايش مانند ساير پرنده هاست و سفيدتر از نقره جلا داده شده است. پس خليفه دستور داد تا آن طشت را حاضر كردند، همان مرغ در آن طشت بود با همان هيأت و صورت كه حضرت از آن خبر داده بود. بعد از رفتن ابي عبدالله خليفه گفت: اي ربيع! اين شخص مانند سوزني است مقرض در حلق من و افضل از جميع اهل زمين است در زمان خود.



[ صفحه 134]




كتابه لعمر بن أذينة في الذبائح والأطعمة


عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة [1] قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله عن الرّجل ينعت له الدّواء من ريح البواسير فيشربه بقدر سكرجة من نبيذ صلب ليس يريد به اللّذة إنّما يريد به الدّواء؟ فقال: لا وَلا جُرعَةً.

وقال: إنَّ اللهَ عزوجل لَم يَجعَل في شَي ءٍ مِمَّا حَرَّم دَواءً وَلا شِفاءً. [2] .



[ صفحه 58]




پاورقي

[1] راجع: الكتاب الثّالث والأربعون.

[2] تهذيب الأحكام: ج9 ص113 ح488، الكافي: ج6 ص413 ح2، بحار الأنوار: ج62 ص86 ح10.


درس هاي اين وصيت


1. هرگاه مي خواهيم سفارش به كاري كنيم و پيامي به كسي بدهيم، اول با سلام آغاز كرده و اظهار محبت نماييم.

2. همه ي ما موظفيم اين كلمات گهربار را به همه ي دوستان و مواليان امامان معصوم عليهم السلام برسانيم.

3. مقيد باشيم در مسير تقوا و راستي و حقيقت حركت كنيم.

4. توانمندان جامعه (چه از نظر مادي و چه از نظر معنوي) حال زيردستان را مراعات كنند و از آنان دستگيري نمايند و كوشش كنند ارتباط بيش تري بين اقشار مختلف جامعه برقرار باشد.

5. مواليان اهل بيت عليهم السلام در فكر اين باشند كه بزرگ ترين وظيفه ي آن ها، زنده كردن نام و ياد و آيين اهل بيت عليهم السلام است؛ يعني آشنايي با قرآن و عترت و عمل نمودن به فرامين اين دو امانت، موجب سعادت دنيا و آخرت و مايه ي رستگاري و نجات



[ صفحه 110]



ماست، و رحمت واسعه ي خداوند متعال را شامل حامل ما خواهد كرد.

6. اين را بدانيم كه خاندان عترت و طهارت از ما چيزي جز عمل نمودن به راهنمايي هاي قرآن و عترت نمي خواهند؛ تنها توقع آن بزرگواران ، توجه به ثقلين است كه آن هم نهايتا به سود خود ما خواهد بود.

7. هنگامي ولايت اهل بيت عليهم السلام از ما پذيرفته خواهد شد و به اين مقام مي رسيم كه ورع و پرهيزكاري را اصل و اساس زندگي خود قرار داده و متقي باشيم، تا ان شاءالله به درجه ي فائزين برسيم، و شامل اين حديث شريف شويم:

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: علي و شيعته هم الفائزون [1] .

پيغمبر صلي الله عليه و آله فرمود: علي و شيعيان او رستگارانند.

8. يكي از اسامي روز قيامت، يوم الحسرة مي باشد. خداي سبحان در قرآن كريم مي فرمايد:

(و انذرهم يوم الحسرة) [2] .

آن ها را از روز حسرت بترسان.

از اين رو در پايان اين وصيت، مي بينيم كه حضرت مي فرمايد: كوشش كنيد جزء كساني نباشيد كه فرداي قيامت حسرت و اندوه داشته باشند. بزرگ ترين حسرت مردم در روز قيامت اين است كه توصيف عدل را مي دانستند، اما عامل به آن نبودند.



[ صفحه 111]




پاورقي

[1] بشارة المصطفي، ص 187، ضمن حديث 2؛ مناقب اميرالمؤمنين، محمد بن سليمان الكوفي، ج 2، ص 596، ح 1100.

[2] مريم، 39.


خلق الأصناف الثلاثة من الحيوان


فكر يا مفضل في هذه الأصناف الثلاثة من الحيوان و في خلقها، علي ما هي عليه مما فيه صلاح كل واحد منها. فالانس لما قدروا أن يكونوا ذوي ذهن و فطنة و علاج



[ صفحه 69]



لمثل هذه الصناعات من البناء و التجارة و الصياغة و الخياطة، و غير ذلك خلقت لهم أكف كبار ذوات أصابع غلاظ ليتمكنوا من القبض علي الاشياء، و اوكدها هذه الصناعات.


يك درس هم از بند كفش


امام صادق عليه السلام به همراه برخي از ياران خويش براي تسليت به خانه يكي از خويشاوندان مي رفتند، در بين راه بند كفش امام عليه السلام پاره شد؛ به طوري كه كفش ها از پاي حضرت در مي آمد و راه رفتن را براي ايشان مشكل كرده بود. امام عليه السلام پس از آن كه مقداري راه رفت، ايستاد و كفش ها را در آورده به دست گرفت و پابرهنه به راه ادامه داد.

ابن ابي يعفور كه از بزرگان صحابه ي آن امام بود، فوري بند كفش خود را باز كرد، كه به آن حضرت بدهد تا پابرهنه نباشد. ولي امام حاضر نشد كه بند كفش او را قبول كند. سپس (به عنوان درس) فرمودند: اگر مشكلي براي كسي پيش آمد، خود به تحمل آن از ديگران سزاوارتر است و معنا ندارد كه به خاطر به وجود آمدن حادثه اي براي يك نفر، ديگري به رنج و زحمت بيفتد. [1] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 6، ص 464.


ابوبكر بن محمد


أبوبكر بن محمد بن عمر بن حزم المتوفي سنة 121 ه كان من العلماء و من رجال الصحاح، و تولي قضاء المدينة، ثم ولي امرتها بعد عثمان بن حيان المري.

و كان عثمان قد عزم علي التنكيل بأبي بكر و أن يحلق رأسه و لحيته، ولكن عاجله أمر سليمان بتولية أبي بكر و عزله، و تقييده بالحديد و ذلك في سنة 96.

أقام أبوبكر بولاية المدينة من سنة 96 ه إلي سنة 101 ه فعزله يزيد و ولي مكانه عبدالرحمن بن الضحاك الفهري، و اشتد علي أبي بكر و عذبه بما يطول ذكره.



[ صفحه 137]




المناقب


من الأمور التي تستدعي النظر و الإهتمام هو الغلو في المناقب، و ذلك لقوة نزعة التعصب، و بالأخص عند احتدام النزاع و التخاصم بين الفرق، فكل يحاول تأييد مذهبه و تعزيز رأيه، و يتخذ شتي الوسائل لتكون له الغلبة علي غيره، حتي كان الحق في جانب و المغالون في جانب آخر مما أدي إلي حصور عقبات دون الباحث الذي يريد أن يتعرف علي شخصية من شخصيات التاريخ. و قد تقدم بعض تلك المناقب التي انتحلوها لأبي حنيفة تعزيزا لمركزه و تقويما لشخصيته حتي ذهبوا إلي أبعد حد من ثبوت العبقرية الإدعائية من وفور علمه، و علو منزلته، و شرف بيته حتي قالوا: إن أهل الكوفة كلهم موالي لأبي حنيفة - أي عبيد فأعتقهم - [1] .

و هل ينكر أحد أن أباحنيفة كان مولي لبيت من بيوت الكوفة، و لهم ولاؤه؟ ولكن المغالطات و الادعاءات الفارغة لا حد لها و لا نهاية، فهي واسعة بمقدار اتساع الغرض، و تسير طيعة للهوي و النزعة التي تقتضيها، و يعود ذلك إلي المعركة الجدلية التي جرت في القرن الرابع و بالأخص بين الحنيفة والشافعية، فملأت كتب المناقب بالإغراق و المبالغة، حتي بلغت مغالاة أمة من الحنيفة أن امامهم أعلم من رسول الله و حدت علي بن جرير:

أن رجلين تماريا في مسألة فقال أحدهما: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال الآخر كان أبوحنيفة أعلم بالقضاء [2] و هذا منتهي الإغراق في الغلو و قد مر قسم من ذلك في الجزء الأول.

أما المالكية فانهم أهون في تقحم الخطر علي مركب الغلو من الحنيفة في وضع المناقب، و قد خلت كتبهم كن التحامل و الطعن علي غيرهم، علي أنهم لم يخلوا من شائبة الغلو و المدح و الإطراء، بما لا يخلو من اضطراب، كما أنهم أكثروا في الأطياف و الرؤيا بما يعود لمالك و علو منزلته بما يحصل فيه لشخصيته امتياز عن غيره، و تلك مبالغات مصدرها الغلو و حب الغلبة و الشهرة. و إليك بعضا من مناقبه:



[ صفحه 493]




پاورقي

[1] مناقب أبي حنيفة للمكي ج 1 ص 174.

[2] تاريخ بغداد ج 13 ص 414 - 413.


الصفرية


و هم أتباع زياد بن الأصفر، و قولهم في الجملة كقول الازارقة في أن أصحاب الذنوب مشركون، لكنهم أقل تطرفا منهم، و أشد من غيرهم؛ فلا يرون قتل أطفال مخالفيهم و نسائهم، و الأزارقة يرون ذلك. و اختلفوا في مرتكب الكبائر فلم يتفقوا علي اشراكه، فمنهم من يري أن ما كان من الأعمال عليه حد واقع لا يسمي صاحبه الا بالاسم الموضوع له، و سماه الله به كالسارق و الزاني، و ما ليس فيه حد فمرتكبه كافر.

و من زعماء الصفرية: أبوهلال مرداس، الذي خرج أيام يزيد بن معاوية بناحية البصرة، علي عبيدالله بن زياد.

و منهم: عمران بن حطان، و قد انتخبه الخوارج اماما لهم، و هو القائل يمدح عبدالرحمن بن ملجم المرادي:



يا ضربة من منيب ما أراد بها

الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا



اني لأذكره يوما فأحسبه

أوفي البرية عندالله ميزانا



و أجابه جماعة، منهم عبدالقادر البغدادي المتوفي 429 ه:



يا ضربة من كفور ما استفادبها

الا الجزاء بما يصليه نيرانا



اني لألعنه دينا و ألعن من

يرجو له أبدا عفوا و غفرانا



ذاك الشقي لأشقي الناس كلهم

أخفهم عند رب الناس ميزانا



و عمران بن حطان قد خرج حديثه البخاري و وثقه، و هذا من مزايا صحيحه و امتيازه.


خلاصة الصراع بين دعوة الامام الاصلاحية و دولة المنصور العباسية


رأينا فيما مضي من الابحاث السابقة عن حياة الامام الصادق عليه السلام، كيف كانت دعوته الاصلاحية في ذلك العصر الذي سادت فيه موجة عاتية من الفتن، عندما انطلقت الافكار، و عصفت الآراء، و اختلف الناس فيما بينهم، فتكالبوا علي حب الذات و الظفر، و تطاحنوا علي الغلبة و التفوق، فانتشرت البدع و الخرافات، و ظهرت الفرق التي تتشح بثوب الاسلام، ولكنها تتجافي عن تعاليمه و تتنكر لمبادئه، و التي هي في الواقع أشد ضررا علي الاسلام من سائر الملل و الديانات الأخري، و كان اعظمها عليه اولئك المندسين في صفوف المسلمين و فيهم من يدعي حب أهل البيت، و الانتماء اليهم، ولكنهم خصوم لهم و اعداء لدعوتهم، لذلك كان اهتمامه عليه السلام في امرهم عظيما، و موقفه تجاهم حاسما، فحاربهم حتي استأصل شافتهم و محي صفحتهم، و قد اشرنا لذلك فيما سبق.

ولكن المغرضين من خصوم الشيعة اتخذوا ذلك وسيلة للتحامل عليهم و الوقيعة فيهم، و وصفهم بكل ما هو شائن. و بمزيد الأسف أن يتأثر بتلك الدعاية كثير من ذوي الثقافة فوقعوا في اثم الاتهام الكاذب، و تلبسوا بجريمة مخالفة الواقع.

و علي أي حال: فقد كان الامام الصادق يدعو الي الاصلاح بين الناس و التمسك بتعاليم الدين، و الأخذ بمبادي ء الاسلام لحياتهم الفردية، و الاجتماعية و القتصادية، و نبذ الآراء المختلفة، و ترك الهوي و الانقسام في الدين، و التفرق فيه، لتتكون وحدة اسلامية تجمع المسلمين تحت راية القرآن. و تعاليم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و لتحصل الأخوة العامة، و المساواة التامة، و التضامن الاجتماعي، و ما يقوم عليه من تعاون و تعاطف، وتراحم و عدل و احسان، و صدق و صبر، و بر و خير، اذ أن الدين الاسلامي قد وضع نظام المعاونة و المساعدة بين أفراده لتحصل بينهم روابط الالفة و المحبة، و قد سبق جميع الأمم الي هذا النظام.

كما قد رأينا فيما سبق كيف اعتزل الامام الصادق عليه السلام السياسة، و نهج منهج التماسك، و احتفظ بمكانته العلمية، و هو الشخصية التي كانت الانظار متجهة اليه، و الناس ينظرون اليه نظرة اجلال و اكبار، لما منحه الله تعالي من طهارة النفس، و شرف المحتد، و فضل القربي، و قوة العقل، و الادراك،



[ صفحه 431]



و الفقه في الدين، مما جعل مدرسته يؤمها طلاب العلم من مختلف الاقطار، علي اختلافهم في النزعات و الآراء، فكان يعلم الجاهل، و يرشد الضال، و يهدي الي سواء السبيل.

و حسبنا دلالة علي ذلك انتماء العلماء المبرزين لمدرسته من الذين اصبحوا رؤساء مذاهب، و أئمة فرق، و كل معترف بفضله و مقر بعلمه، و مفتخر بانتمائه لمدرسته.

و هذه حقيقة لا يمكن اخفاؤها، الا من قبيل المغالطة و المكابرة، و التهرب عن الحق، و لسنا الآن بصدد البحث عن هذا فقد مربيان ذلك.

سار الامام الصادق في طريق الدعوة الاصلاحية و ترك الجانب العباسي، و لم يزج نفسه في المعترك الذي عظم خطره، لأنه كان يري أن الوقت غير ملائم. و لم يكن له من العدة و العدد ما يستطيع أن يخوض تلك المعركة، فاراد عليه السلام أن يخوض معركة علمية عن طريق التوجيه و الاصلاح الاجتماعي، ليهذب النفوس من نزعات الشر و الفساد، و قد رأينا كيف كانت دعوته، و كيف انه الزم الدعاة الي العمل بما يدعون اليه، كما عبر عن ذلك عليه السلام بالدعوة الصامتة.

و قد كان أثر هذه الدعوة الي الاصلاح الذي كان ينشده الامام الصادق عظيما علي المنصور، فلم ترق في عينه و لم تقع منه موقعا حسنا، بل كان يظهر غضبه مرة و يكتمه أخري، لأنه يعتبر اقبال الناس علي الامام الصادق عليه السلام و انتشار دعوته الي الاصلاح الاجتماعي، منهاج ثورة يستفحل خطرها و ليس في امكانه اخمادها.

لذلك بقي المنصور متخوفا من آل علي بصورة عامة و من الامام الصادق بصورة خاصة، و كان يعبر عنه «بالشجي المعترض بحلقه» فلم يزل يقلب وجوه الرأي و يدبر المكيدة و ينصب له حبال الحيل، لكي يقع الامام الصادق في قبضته، فزور الكتب و أرسل اليه من يستميله الي الثورة، ولكنه عليه السلام كان امنع من عقاب الجو، فحلق بسداد رأيه و صفاء تفكيره، و علمه بما وراء الحوادث، فكشف القناع عن تلك الدسائس، و فشل المنصور بما افتعله من تهم ليدين الامام بذلك فيأخذه بحجة الخروج علي الدولة التي ادعي انها دولة شرعية، و الخروج عليها خروج علي سلطان الله.

و لقد استعمل المنصور تلك الخطط مع زعماء آل علي، فكانت هناك ثورات دموية استطاع المنصور أن يقضي بواسطتها علي البقية من آل علي و الظفر



[ صفحه 432]



بهم، و قتلهم بصورة بشعة، بعد أن أذاقهم أنواع الاذي و ضروب التنكيل و المحن، و هذا ما كان يخشاه الصادق عليهم عندما امرهم بالتريث و عدم الاستجابة للدعاة في الثورة.

و كانت الدولة العباسية منذ نشأتها الأولي تنتحل وراثة النبي، و انهم أولي الناس بأمر الأمة، و هم الذين يمثلون الخلافة الراشدة، من العدل في الحكم، و الاستقامة في الأمر، و المحافظة علي الاسلام، لأنهم حاولوا أن يصبغوا دولتهم بصبغة الدين، و ان يظهروا امام الناس بمظهر المحافظة علي مبادئه، و أن سلطانهم هو سلطان الله، و يحكمون بأمره، و يسيرون علي هدي الرسول، فمنحوا أنفسهم القاب الحماية عن الدين، و امامة المسلمين، و انهم يسيرون بالعدل، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، و انهم اهل بيت النبي و ورثته، الي غير ذلك من الألفاظ الفارغة التي يحاولون من ورائها الاستئثار بالحكم، و عدم السماح لأي أحد أن يصيح في وجوههم مطالبا بحق، أو يرفع صوته استنكارا لسوء السيرة التي ساروا عليها في حكمهم، لأنهم يريدون أن يبقي الناس مسخرين لارادتهم، و أداة طيعة لهم، اذ يزعمون أن الله أوجب حقهم و أن سلطانهم هو سلطان الله، و انهم جاءوا لخير الناس و لا يعملون الا الصالح، و يتجنبون الضار.

فالخليفة عندهم ليس ملكا علي دولة سياسية فقط، بل هو ملك علي دولة دينية تحيط به رسوم دينية، و يريد أن يعتبر اماما للمسلمين، و انه خليفة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في قيادة الأمة قيادة روحية، و أن الله منحه منزلة خاصة، فبينما كان الأمويون يتقلدون الصولجان و يلبسون الخاتم رمزا علي الحكم، و علي انهم ورثوا ذلك عن اسلافهم، تري العباسيين يتقلدون البردة، التي كان الرسول صلي الله عليه و آله و سلم منحها لكعب بن زهير، عندما مدحه بقصيدة (بانت سعاد) و كان الخليفة العباسي الأول هو أول من سن هذا التقليد، ثم ورثها الخلفاء من بعده، فكانوا يلبسون هذه البردة في حفلات البيعة و غيرها، حتي في الحفلات الحربية و كثيرا ما كانوا يلبسونها في صلاة الجماعة.

يقول هلال الصبابي عند كلامه عن جلوس الخلفاء و ما يلبسونه في المواكب: الذي جرت به العادة أن جلوس الخليفة علي كرسي مرتفع، و يكون لباسه السواد، و يجعل علي رأسه عمامة سوداء رصافية، و يتقلد سيف النبي صلي الله عليه و آله و سلم و يلبس خفا أحمرا و يضع بين يديه مصحف عثمان رحمه الله، الموجودة في



[ صفحه 433]



الخزائن، و علي كتفيه بردة النبي) صلي الله عليه و آله و سلم [1] .

و بهذه الصفة و المظاهر الخلابة استطاعوا التأثير علي مشاعر الكثير من الناس، لينظروا اليهم نظرة التقديس و الاعتقاد بأنهم ورثة النبي و هم أحق بالأمر، و هنا يعتبر كل من انكر أعمالهم أو خرج عليهم خارجا علي المسلمين، متعد لحدود الله.

و سري هذا الاعتقاد في نفوس البسطاء منذ نشأة الدولة، يحدثنا الطبري: أن وفدا دخل علي أبي العباس السفاح يقدمهم غيلان بن عبدالله الخزاعي، فقال للسفاح: اشهد انك أميرالمؤمنين و انك حبل الله المتين، و انك امام المتقين. فقال السفاح: حاجتك يا غيلان. قال: استغفرك. قال السفاح: غفر الله لك.

و في الحقيقة و الواقع أن نجاخ العباسيين في مهمة هذه الادعاءات كان بحاجة الي بذل الجهد الي دعاة قوية، لتركيز هذه العقيدة، و وضع كثير من الأساطير حولها، و ادعاة البشارة الدولة الجديدة التي تكفل للناس سعادتهم، و تقضي علي الشقاء الذي عاناه الناس في العهد الاموي، و قد قام علماء الدولة، و هم الذين تمكن الضعف من نفوسهم و أخذ الطمع بزمام عقولهم، في نشر تلك الدعوة الكاذبة، و حياكة الأساطير و خلق الأحاديث، حتي استمر الاعتقاد يعمل عمله في نفوس كثير من الناس، فأصبح من لا يؤمن بشرعية السلطان العباسي زنديقا، و هذا ما نعبر عنه بالزندقة السياسية التي و سم بها كثير من الناس الذين استنكروا علي العباسيين سوء سيرتهم، و أدركوا علي مرور الأيام و تكرر الحوادث زيف ما يدعونه من العدل الشامل و الحكم العادل، و انهم ورثة النبي و أهل بيته، و هم أحق الناس بالأمر و أولادهم بالحكم، فكان المنكرون لتلك الأوضاع يتهمون بالزندقة و يكون نصيبهم القتل، لأنهم عارضوا سلطان الله و خليفة رسوله، مع تظاهره بما يخالف ذلك، و انهم ابعد ما يكون عن اتباع أوامر الاسلام، ففي عهد السفاح سفكت دماء بريئة و هدمت قري آمنة، و استبيحت حرمات و هتكت اعراض.

و كان القواد يستعملون مادة الفناء و الابادة اتباعا لأمر الخليفة العباسي و هي: من اتهمته فاقتله [2] و لما ولي يحيي ابن محمد العباسي علي الموصل من قبل أخيه السفاح، بعد أن أنكروا أعمال عامله السابق و هو محمد بن صول،



[ صفحه 434]



فلما دخل يحيي بلد الموصل لم يظهر لأهله شيئا ينكرونه، و لم يعترضهم فيما يفعلونه، ثم دعاهم فقتل منهم اثني عشر رجلا، فنفر أهل البلد و حملوا السلاح فأعطاهم الامان، و أمر فنودي من دخل الجامع فهو آمن، فأتاه الناس يهرعون اليه، فأقام يحيي الرجال علي ابواب الجماع فقتلوا الناس قتلا ذريعا أسرفوا فيه، فقيل انه قتل عشرين ألفا ممن لهم خواتيم، فلما كان الليل سمع يحيي صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن فسأل عن ذلك فأخبر به، فقال: اذا كان الغد فاقتلوا النساء و الصبيان. ففعلوا ذلك و استباح الزنوج نساء البلد، فملا فرغ يحيي من قتل أهل الموصل ركب في اليوم الرابع و بين يديه الحراب و السيوف المسلولة، فاعترضته امرأة و أخذت بعنان دابته فأراد أصحابه قتلها فنهاهم عن ذلك فقالت له: الست ابن عم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ أما تأنف للعربيات المسلمات! فأمسك عن جوابها و سير معها من يبلغها مأمنها، فلما كان من الغد جمع الزنوج للعطاء و كان عددهم أربعة آلاف فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم [3] الي غير ذلك من الأمور التي جرت في عهده علي قلة أيامه.

أما في عهد المنصور فكان الأمر أدهي و أمر، فقد واجه الناس في عهده ألوانا من الظلم، مما لا عهد لهم به من قبل، كما صب جام نقمته علي العلويين، فعاملهم معاملة لم يشهد التاريخ مثلها، و طاردهم و ضيق عليهم الدنيا، و أذاقهم أنواع الأذي و ضروب المحن، فلم يرحم كبيرا و لم يعطف علي صغير، و لم ينكسر لصوت ثاكل و نياح امرأة.

و مع هذا كله فقد كان يسبغ علي اعماله أبراد القداسة، و ينتحل السلطان الشرعي، و أن ما يفعله بارادة الله و اذنه، فقد صرح بذلك علي المنبر في عدة مواطن، و كما جاء في بعض خطبه يوم عرفه بقوله:

أيها الناس انما انا سلطان الله في أرضه اسوسكم بتوفيقه و تسديده، و أنا خازنه علي فيئه اعمل بمشيئته، و اعطيكم باذنه، فقد جعلني الله عليه قفلا، اذا شاء أن يفتحني لاعطياتكم و قسم فيئكم فتحني، و اذا شاء أن يقفلني اقفلني، فارغبوا الي الله أيها الناس، و سلوه في هذا اليوم الشريف أن يوفقني للصواب، و يسددني للرشاد، و يلهمني الرأفة فيكم، و الاحسان اليكم [4] .

فانت تري أن المنصور يحاول أن يوجه الناس الي الاعتقاد بشخصيته، اعتقادا يجعلهم يؤمنون بصحة أعماله، لانها تصدر بمشيئة الله، اذ جعله واليا



[ صفحه 435]



للأمر، حاكما للأمة، ليركز بذلك عرشه الذي بات يضطرب فوق تيارات المؤاخذات، بل الثورات المتلاحقة، لسوء سيرته التي لا تتناسب مع واقع ادعائه، و مع علمه بأن قلوب أكثر الناس مع أهل البيت، كما ازعجه موقف الامام الصادق و انتشار ذكره.

و يمكننا أن نعتبر ما يصدر منه من تقريب العلماء و التظاهر بالزهد، و الاصغاء للوعظ، انما هي اساليب يستعين بها علي تحقيق أهدافه، و ليجعل في شخصيته ثقة للناس الذين تخدعهم المظاهر، و تسحرهم الالفاظ، كما يحاول أن يهدم ثقة الناس بمن هو أولي به من أهل البيت.

فنراه يصغي لوعظ عمرو بن عبيد و يبكي أمامه من خشية الله كأنه لم يرتكب جريمة، خشية من الله و خوفا من عقابه.

بلغه ان محمد بن عبدالله، النفس الزكية، كتب الي عمرو بن عبيد - رئيس المعتزلة - يستميله، فضاق المنصور بذلك ذرعا و ارسل الي عمرو بن عبيد، فلما وصله أكرمه و شرفه، و قال: بلغني أن محمد بن عبدالله كتب اليك كتابا، قال عمرو: قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه، فقال المنصور، فبم أجبته؟

قال عمرو: لم أجبه الي ما أراد. ثم قال المنصور لعمرو: عظنا يا اباعثمان.

فقال عمرو: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد... الي آخرها.

فبكي المنصور بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك الآيات الا الساعة.

ثم قال عمرو: اتق الله قد أعطاك الدنيا بأسرها فافتد نفسك ببعضها، و اعلم أن الأمر الذي صار اليك انما كان بيد غيرك ممن كان قبلك، ثم أفضي اليك.الخ.

فعاد المنصور الي بكائه حتي كادت نفسه تفيض [5] .

هكذا أظهر امنصور نفسه امام رجل من العلماء و زعيم من زعماء الطوائف بمظهر السلطان الخائف من الله، الباكي من خشيته، لتنطبع في ذهنه صورة عن امام المسلمين، فيبلغها أصحابه حتي تبرد عزائمهم عن مؤاخذته، و الانكار علي اعماله، و قد نجحت حيلة المنصور، فان المعتزلة لم بخرجوا عليه و لم يستنكروا اعماله حتي مات عمرو بن عبيد.



[ صفحه 436]



و علي أي حال: فالمنصور لم يزل يقلب وجوه الرأي، و يدبر الحيل في القضاء علي الامام الصادق، و لا تروق له تلك الشهرة العلمية التي اكتسبتها مدرسته، و لذلك حاول أن يحصر الفتوي بمالك بن أنس عندما رفع منزلته، و نوه باسمه و نادي مناديه (ان لا يفتين الا مالك) كما طلب من مالك ان يضع كتابا يكون هو المرجع في الفقه رسميا، فلا يمكن الرجوع لغيره، او الأخذ عن أحد سواه.

و انما خص مالكا بذلك دون غيره من علماء المدينة لعلمه بانحرافه عن آل علي، و أن نزعته نزعة أموية.

و استمر المنصور في تقديم العلماء ليسند عرشه الذي أصبح مهددا من خطر الدعوة لأهل البيت، و عدم الاعتراف له بأهلية الخلافة، لما اتصف به من العسف و الجور، و مخالفة أحكام الاسلام.

و قد اشتهرت كلمة الامام الصادق عندما سئل عمن يصلح للخلافة فأجاب عليه السلام:

ان الامامة لا تصلح الا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم و حلم يملك به غضبه، و حسن الخلافة علي من ولي حتي يكون له كالوالد الرحيم.

و هذه الكلمة تجرد المنصور من أهلية الخلافة، لعدم اتصافه بواحدة منها، فلا يمكن الاعتراف له بذلك.

كما انه عليه السلام منع الناس من الترافع الي الحكام و وصفهم بأنهم حكام جور و أئمة ضلال، فحكمهم غير نافذ، و طاعتهم غير لازمة، و أن الركون اليهم، و العمل لهم ضياع للحق و معاونة علي الظلم.

و كان يؤنب أصحابه الذين يتعاملون مع رجال الدولة و ينهاهم عن ذلك قال لعذافر: بلغني انك تعامل اباأيوب و الربيع [6] فما حالك اذا نودي بك في أعوان الظلمة.

و نهي عن العمل لهم حتي في بناء المساجد و كرايه الأنهر، و عندما سئل عن ذلك أجاب بقوله: ما أحب أن اعقد لهم عقدة، أو و كيت لهم وكاء.

و يقول عليه السلام: العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء.



[ صفحه 437]



و يقول عليه السلام: من أعان ظالما علي مظلوم لم يزل الله عليه ساخطا حتي ينزع عن معونته.

و لم يهن علي الدولة كل هذه الأمور التي تقف في سبيل تحقيق أهدافها، كما عظم عليها اختصاص مدرسة الامام بطابع الانفصال عن الدولة، فلم يمكنهم التدخل في شؤونها، او تكون لهم يد في توجيهها، و تطبيق نظامها، و لم تكن بينها و بين الدولة رابطة من روابط الالفة و الانسجام، و معني ذلك عدم الاعتراف بشرعية الدولة، و انها دولة جائرة لا يمكن الركون اليها، و ان تظاهر الحكام بالمحافظة علي المبادي ء الاسلامية، فتلك أمور سياسية لا واقع لها في نفس الواقع.

و كما قدمنا بأن الصراع بين مدرسة الامام و بين الدولة يشتد علي ممر الأيام، و قد اتخذت أنواع الاساليب، و استعملت شتي الحيل لاخضاع تلك المدرسة لأوامر الدولة، و السير في ركابها، فلم تنجح الوسائل و لم تنفع الأساليب. و هكذا يستمر هذا الصراع علي ممر الدهور و مدرسة الامام الصادق عرضة لأخطار النقمة، و هدفا لسهام الاتهام، و قد رمي المنتمون اليها بالزندقة و الالحاد و الخروج علي سلطان الله، و ذلك طبقا لمنطق السياسة.

و لعل الرجوع الي ما كتبناه سابقا عن هذا الصراع، كافيا عن الاطالة في ذلك، فانا قد ذكرنا هناك عوامل انتشار المذاهب، و مقومات شخصيات رؤسائها، و ان العامل الوحيد هو قوة السلطان و مناصرة الدولة، كما أشرنا اليه في البحث عن عوامل المذهب الحنفي، و المالكي، و الشافعي، و الآن نشرع في ذكر المذهب الرابع، و هو الحنبلي فلننتقل بك أيها القاري ء الكريم الي دراسة صحيحة عن حياة رئيس المذهب الحنبلي - الامام أحمد بن حنبل - لنري علي ضوء المعلومات التاريخية، مقومات شخصية، و عوامل انتشار مذهبه، و الله المسدد للصواب.



[ صفحه 441]




پاورقي

[1] نظرة عامة في تاريخ الفقه الاسلامي ص 193.

[2] الطبري ج 9 ص 142 حوادث سنة 132 ه.

[3] الكامل لابن الأثير ج 5 ص 212 حوادث سنة 135 ه.

[4] الكامل لابن الأثير ج 6 ص 12.

[5] حور العين لاحمد بن فارس ص 210.

[6] أبوأيوب هو سليمان بن مخلد كاتب المنصور و المقرب عنده، ثم قلده الدواوين و الوزارة و اصبحت له عند المنصور منزلة عظيمة دون سائر الناس، حتي قالت العامة انه قد سحر أباجعفر، و بعد ذلك غضب عليه و نكبه و صادر أمواله، و ذلك في سنة 153 ه.

أما الربيع بن يونس: فهو الربيع بن يونس بن أبي فروة مولي كيسان، كان من أعيان الدولة و تولي نفقات المنصور ثم قلده الوزارة و قلد ابنه الفضل بن الربيع الحجابة.


المستدرك


لأبي عبدالله الحاكم أخرجه من طريق زيد بن أرقم رضي الله عنه: قال لما رجع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم من حجة الوداع و نزل غديرخم، أمر بدوحات فقمن فقال:

«كأني قد دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله و عترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، ثم قال: ان الله مولاي، و أنا مولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه - الحديث [1] .


پاورقي

[1] مستدرك الحاكم ج 3 ص 109.


محمد ابوزهرة


الشيخ محمد ابوزهرة استاذ الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق، جامعة القاهرة، يقول - [1] بعد ذكر الاسباب التي ادت الي الفتن في عهد عثمان -: و لقد كان من نتائج هذا تولية (عثمان) ولاة من اقاربه، أن حرك عوامل الاتهام بالمحاباة، و بعض هؤلاء لم يكونوا من ذوي السبق في الاسلام و بعضهم كان النبي صلي الله عليه و سلم قد اباح دمه اذ ارتد بعد ايمان «كعبدالله ابن سعد بن ابي سرح» و قد ولاه (عثمان) بعد عمرو بن العاص و قد اخذ



[ صفحه 459]



هذا (اي ابن العاص) يؤلب الناس علي «عثمان» بسبب ذلك حتي كان يقول: «و الله ان كنت لالقي الراعي فاحرضه عليه» (اي علي عثمان) و انتشرت بتولية عبدالله قالة السوء عنه: اذ اخذ الناس يتحدثون عنه، و هو الرجل الذي آمن ثم كفر ثم كذب علي رسول الله صلي الله عليه و سلم...

الي أن يقول: و من الاسباب و هو اعظمها وجود طوائف من الناقمين علي الاسلام الذين يكيدون لاهله، و يعيشون في ظله، و كان أولئك يلبسون لباس الاسلام، و قد دخلوا في الاسلام ظاهرا، و اضمروا الكفر باطنا، فأخذوا يشيعون السوء عن ذي النورين «عثمان» و يذكرون «علي بن ابي طالب» رضي الله عنه بالخير و ينشرون روح النقمة في البلاد، و يتخذون مما يفعله بعض الولاة ذريعة لدعايتهم، و كان الطاغوت الأكبر لهؤلاء: عبدالله بن سبأ و قد قال فيه ابن جرير الطبري:

كان عبدالله بن سبأ يهوديا من اهل صنعاء أمه سوداء فاسلم زمان عثمان ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالهم فبدأ ببلاد الحجاز، ثم البصرة ثم الشام فلم يقدر علي ما يريد عند أحد من أهل الشام فاخرجوه حتي اتي مصر فقال لهم فيما يقول: لعجب ممن يزعم أن عيسي يرجع و يكذب بان محمدا يرجع، و قد قال الله تعالي ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الي معاد، ثم محمد أحق بالرجعة من عيسي....

ثم قال لهم بعد ذلك: انه كان الف نبي، و لكل نبي وصي، و كان علي وصي محمد صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال: محمد خاتم النبيين و علي خاتم الأوصياء.

ثم قال بعد ذلك: ان عثمان اخذها بغير حق، و هذا وصي رسول الله صلي الله عليه و سلم. فانهضوا في هذا الامر فحركوه، و ايدوه بالطعن علي امرائكم، و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، لتستميلوا الناس... فبث دعاته و كان ممن استفسد في الامصار و كاتبوه و دعوا في السر الي ما عليه رايهم، و اظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و جعلوا يكتبون الي الامصار كتبا، يضعونها في عيوب ولاتهم، و يكاتبهم اخوانهم بمثل ذلك، و وسعوا الارض اذاعة، و هم يريدون غير ما يظهرون و يسرون غير ما يبدون.

و هكذا نري شيخ المؤرخين «الطبري» بين كيف كانت مؤامرة هؤلاء لافساد المسلمين و اتخذوا من الشكوي من بعض ولاة عثمان ذريعة للدعوة الي الانتفاض و بث الافكار المنحرفة، المفرقة الي أن يقول:



[ صفحه 460]



و في ظل هذه الفتن نبت المذهب الشيعي و ان كان الشيعة و معهم غيرهم يقول: ان جذوره تمتد الي وقت وفاة النبي صلي الله عليه و سلم... انظر المذاهب الاسلامية ص 47 - 46


پاورقي

[1] انظر المذاهب الاسلامية 47: 46.


الحكام


تابع الامام الصادق عمل آبائه في التنبيه علي قواعد الحكم الصالح، و منها حقوق العامة - و هي جسم الجماعة - بنصوص دستورية يوجزها، لتحفظ عنه و تنقل منه، و اليك أمثالا:

يقول: «أفضل الملوك من أعطي ثلاث خصال: الرحمة، والجود، والبذل» [1] .

و يقول: «ليس للملوك أن يفرطوا في ثلاثة: حفظ الثغور، و تفقد المظالم، و اختيار الصالحين لأعمالهم» [2] .

و ما هي الا أركان الدولة الثلاثة: الجيش، و القضاء، و الادارة. أو مبادئ الحكم الثلاثة: المنعة في الخارج بالجيش، و العزة في الداخل بالعدل، و الحكم الصالح بالادارة الحسنة.

و الرسول يقول: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم» [3] و هو مقال موجه للعامة



[ صفحه 407]



و الخاصة في أمة خصيصتها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أول المسؤولين عنهما: الولاة و العلماء و القادرون.

و الصادق يقول لكل هؤلاء: «خير الناس أكثرهم خدمة للناس» [4] ، و يقول للحكام: «كفارة عمل السلطان قضاء حاجات الاخوان» [5] ، و يقول: «المستبد برأيه موقوف علي مداحض الزلل (العثرات)» [6] و هي مقولة تنطق بها سجلات الطغيان حيثما كان، و في جميع الحقب. فالزلة الواحدة تزعزع قوام الطاغية أو المتعصب أو المتحكم، فهو كالواقف علي قدم واحدة.

و تعاليم الصادق في العدل و الرفق بالرعية مقولات دستورية في الأمة، يقول: «ما أوسع العدل و ان قل» [7] و يقول: «أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم» [8] .

و يقول لوالي المنصور علي الأهواز اذ استنصحه [9] .



[ صفحه 408]



«... فاعلم أن خلاصك و نجاتك في حقن الدماء، و كف الأذي عن أولياء الله، و الرفق بالرعية. و الثاني: حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف، و شدة في غير عنف...، و اياك و السعاة و أهل النمائم...، و لا تستصغرن من حلو و فضل طعام في بطون خالية...، اياك يا عبدالله أن تخيف مؤمنا» [10] .

تلك دروس جده صلي الله عليه و سلم، و هو القائل: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة: امام عادل...» فبدأ بالعدل [11] .

بل يقول عليه الصلاة و السلام: «عدل السلطان يوما يعدل عبادة سبعين سنة» [12] .

و الدنيا قد تدوم، و الدولة قد تقوم، مع العدل و الكفر، لكنها لا تبقي مع الظلم و ان كان الظلم واقعا علي غير مسلم، والله تعالي يقول في محكم كتابه [13] (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجر منكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي) [14] .

يقول الامام الصادق: «من نكد العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذيئة» [15] فالسلطان الجائر أذي دائم، و منكر مستمر، تضيق الدنيا به و ان رحبت، كما يضيق



[ صفحه 409]



المكان - علي رحبه - بالجار السوء، و تضيق الحياة - و ان طالت أو اتسعت - مع المرأة الطويلة اللسان.

و الامام يبدأ بالسلطان الجائر لأن أذاه يفسد الدنيا و ان صلحت، و الأسرة و ان هنؤت، و اذا عم العدل احتمل الناس همومهم حيث هم.

و من فساد السلطان أن يتولي سدته المتكبرون و المتعالون، في دخيلتهم منحطون، يقول الصادق: «ما من أحد يتيه [16] الا من ذلة وجدها في نفسه» [17] .

و من ذلك ينحي عن الرياسات من يجرون أزرهم خيلاء، فهؤلاء لا ينتفعون بتجربة من أنفسهم و الا لما تكبروا علي الناس، أو من غيرهم و الا لما غرهم الغرور، يقول: «لا يطمع القليل التجربة المعجب برأيه في الرياسة» [18] و يقول: «من طلب الرياسة هلك» [19] .

فاذا ولي الحاكم فليخش الله في الناس، و ليعلم أن فيهم ضعفا، و أنه مطالب بالعفو و الصفح الجميل، يقول الامام: «أولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من دونه، و لم يصفح عمن اعتذر اليه» [20] .

و الناس مطالبون بأن يمحضوا النصح باخلاص، و ليس الاخلاص مجرد النية الحسنة أو البدار بالكلام، و انما هو الفكر الجاد، و تقليب الأمور علي وجوهها، و الاستماع الي المخالفين،



[ صفحه 410]



فالامام يقول: «لا تكن أول مشير، و اياك و الرأي الفطير» [21] .

و كثيرا ما تأذي الناصح بنصحه، و ركبت المنصوح شياطين غلوائه، و قد يستفيد الظنة المتنصح.

و ينبه الامام الأمة علي ألا تشتري الراحة بالرياء، اذ «المؤمن يداري و لا يماري» [22] كما يقول، و ينبه الناس - و منهم الحكام - علي أن يسارعوا الي الخيرات باصلاح عيوبهم، و اعلانها دون تأثم أو تحرج.

و الناس يمدون أيديهم الي من يصارحهم بمصاعبه، فيشركونه في متاعبه، يقول: «أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس الي عيب نفسه، و أشدها مؤونة اخفاء الفاقة...» [23] .

و كما يقول: «من لم يتفقد النقص في نفسه دام نقصه، و من دام نقصه فالموت خير له...» [24] .

و لعل أنفع الناس للمرء، من يهدي اليه عيوبه: بأن ينبهه عليها.


پاورقي

[1] وردت هكذا في المصادر: «الرأفة، والجود، و العدل» لاحظ: تحف العقول: ص 319، بحارالأنوار: ج 75 ص 232، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 442.

[2] هو تكملة الحديث السابق، راجع المصادر السابقة، الا صاحب البحار فقد جعلها حديثين، أعطي للأول تسلسل رقم 37، و للثاني تسلسل 38.

[3] مجمع الزوائد للهيثمي: ج 1 ص 87 و ج 2 ص 248، المعجم الصغير للطبراني: ج 2 ص 50، المعجم الأوسط للطبراني: ج 7 ص 270، العهود المحمدية للشعراني: ص 308، كنز العمال: ج 9 ص 40، وورد بلفظ «من أصبح لا يهتم...» في: فقه الرضا: ص 369، الكافي: ج 2 ص 164، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 29، وسائل الشيعة: ج 16 ص 337، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 383، النوادر للراوندي: ص 142، بحارالأنوار: ج 71 ص 339.

[4] لم يرد هذا الحديث بلفظ «أكثرهم خدمة» كما ذكر المؤلف، بل بلفظ «أنفعهم للناس» تارة و بلفظ: «من انتفع به الناس» أخري، و الحديث بلفظيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، الناقل له في كتب الشيعة الامام الصادق عليه السلام، راجع: مستدرك الوسائل: ج 17 ص 78 و 388، الاختصاص للمفيد: ص 243، أمالي الصدوق: ص 14، بحارالأنوار: ج 72 ص 23 و 281، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 122.

[5] من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 176 ح 366 و ص 378 ح 4329، وسائل الشيعة: ج 17 ص 192 و ج 22 ص 403، مشكاة الأنوار: ص 183 و 546. و في بعض المصادر بلفظ: «الاحسان الي الاخوان» بدل من «قضاء...» راجع بحارالأنوار: ج 10 ص 247 و ح 72 ص 206.

[6] بحارالأنوار: ج 72 ص 105، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 16، نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: ص 112.

[7] الحديث هو: «ما أوسع العدل اذا عدل فيه و ان قل»، لاحظ: الكافي: ج 2 ص 146 و ص 148، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 410 و ص 414، وسائل الشيعة: ج 15 ص 293، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 317، الاختصاص للمفيد: ص 261، بحارالأنوار: ج 72 ص 36.

[8] الكافي: ج 2 ص 334، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 386، وسائل الشيعة: ج 16 ص 49، بحارالانوار: ج 72 ص 328، وورد أيضا بلفظ «... من دنيا المظلوم» بدلا من «مال المظلوم» في: الأمالي للصدوق: ص 326، ثواب الأعمال للصدوق: ص 272، وسائل الشيعة: ج 16 ص 50 و 52، بحارالأنوار: ج 72 ص 311 و ج 75 ص 188، درر الأخبار: ص 516.

[9] الوالي هو عبدالله النجاشي، من أصحاب و أتباع الامام الصادق عليه السلام، ابتلي بولاية الأهواز، فطلب من الامام الصادق عليه السلام أن يهديه للصواب، قال: «عسي أن يخلصني الله تعالي بهدايتك و ولايتك، فانك حجة الله علي خلقه، و أمينه في بلاده، لا زالت نعمته عليك». (منهاج الفقاهة للسيد الروحاني: ج 2 ص 221).

[10] وسائل الشيعة: ج 17 ص 207 و ما بعدها، بحارالأنوار: ج 75 ص 271 و ما بعدها.

[11] الخصال للشيخ الصدوق: ص 343، وسائل الشيعة: ج 5 ص 199، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 127، بحارالأنوار: ج 26 ص 261، صحيح البخاري: ج 1 ص 161 و ج 2 ص 116 و ج 8 ص 20، صحيح مسلم: ج 3 ص 93، سنن الترمذي: ج 4 ص 24، سنن النسائي: ج 8 ص 222.

[12] لم يرد بهذا اللفظ لا في كتب السنة و لا في كتب الشيعة، و لكنه ورد بألفاظ مقاربة: «عدل ساعة يعدل عبادة سبعين سنة» الرسالة السعدية للعلامة الحلي: ص 154، مشكاة الأنوار: ص 544 و لكن بلفظ: «خير من» بدلا من «يعدل» و كذا البحار: ج 72 ص 352: «ساعة امام عادل أفضل من عبادة سبعين سنة» المهذب البارع لابن فهد الحلي: ج 5 ص 12، مستند الشيعة للنراقي: ج 6 ص 26، الكافي: ج 7 ص 175، وسائل الشيعة: ج 28 ص 13. و بلفظ: «عدل حكم ساعة خير من عبادة سبعين سنة» في كشف الخفاء للعجلوني: ج 2 ص 58.

[13] المائدة: 8.

[14] لما فتح هولاكو بغداد استفتي العلماء: أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أو سلطان المسلم الجائر؟ فجمعوا لذلك بالمدرسة المستنصرية. و كان علي بن طاوس حاضرا، و هو المقدم المحترم، فتناول الفتيا و وضع خطه عليها بتفضيل العادل الكافر علي المسلم الجائر، و وضع العلماء خطوطهم علي ذلك. (منه).

[15] لم يرد الحديث بهذا اللفظ، بل ورد بلفظ: «ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذية» لا حظ: تحف العقول لابن شعبة: ص 320، درر الأخبار: ص 546، بحارالأنوار: ج 75 ص 234، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 507، و البذية: السفيهة و التي تفحش في منطقها.

[16] «يتيه» بمعني: يتكبر.

[17] الكافي: ج 8 ص 312، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 331، وسائل الشيعة: ج 15 ص 380، بحارالأنوار: ج 70 ص 225، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 13.

[18] وردت بقوله عليه السلام: «لا يطمعن القليل التجربة، المعجب برأيه، في رياسة» البحار: ج 72 ص 98.

و ذكرها جماعة من الأعلام ضمن جملة أمور، بقوله عليه السلام: «لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن... و لا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة» راجع: الخصال للصدوق: ص 434، بحارالأنوار: ج 69 ص 190 و ج 72 ص 67 و ج 75 ص 195.

[19] الكافي: ج 2 ص 297، معاني الاخبار للصدوق: ص 179، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 301، ج 11 ص 328، وسائل الشيعة ج 15 ص 350، الفصول المهمة: ج 1 ص 525، بحارالأنوار: ج 70 ص 150.

[20] بحارالأنوار: ج 75 ص 228 و ص 278، نزهة الناظر: ص 112. و خرجها جماعة عن المنصور العباسي من وصية له لولده المهدي: تاريخ بغداد: ج 10 ص 57، تاريخ دمشق: ج 16 ص 314 - 315، سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 85، البداية و النهاية: ج 10 ص 131، و أخرجها ابن عساكر في موضع آخر من تاريخ دمشق عن خالد بن صفوان: ج 16 ص 114.

[21] نص الحديث «لا تكونن» بدل «لا تكن»، بحارالأنوار: ج 72 ص 104 و ج 75 ص 228، الدرة الباهرة: ص 34. و الفطير: كل ما أعجل عن ادراكه، و الرأي الفطير: مالم يترو فيه و لم يتعمق.

[22] بحارالأنوار: ج 75 ص 277 و أخرجه محمد بن الحسين الآجري في كتاب الغرباء: ص 81 عن الحسن عليه السلام.

[23] الكافي: ج 8 ص 343، تحف العقول: ص 366، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 333، مشكاة الأنوار: ص 424، بحارالأنوار: ج 75 ص 249.

[24] النص هو: «من لم يتفقد النقصان» لا «النقص» راجع: البحار: ج 75 ص 277، نزهة الناظر ص 107. و ورد بألفاظ أخري كقوله: «من لم يتعاهد النقص» الأمالي للصدوق: ص 478، و غيرها من المصادر بعبارات شتي.


تجمل الامام الصادق


كان الامام متجملا بلباسه، يتخير منه ما يناسب الحال، و يظهر فيه عز الاسلام، و جمال الحياة، و أثر النعمة، و قد يعجب من ذلك من لا دراية له بالحال، و لا خبرة لديه بأحوال الرجال، فيري ذلك مما لا يتفق و قداسة الامام، فيرده الامام بلطف و رفق، و قد يوقفه علي أمر لا يخطر له ببال.



[ صفحه 439]



ان كثيرا من التساؤلات غير البريئة من قبل بعض المتزهدين الذين يحاولون الايغال في متاهات من الاعتراض لا تمت الي الزهد بصلة، بينما نجد الامام و هو يظهر التجمل، ينزع الي الصفاء الواقعي لاذلال النفس بين يدي الله تعالي، لا بين يدي عباده الآخرين، و يتقرب الي ربه في شدة من أمر ذاته، بعيدا عن مظاهر الاصطفاف الاجتماعي، فعن الحسين بن كثير الخزاز، قال:

رأيت أباعبدالله عليه السلام و عليه قميص خشن تحت ثيابه، و فوقه جبة صوف، و فوقها قميص غليظ، فمسستها، فقلت: جعلت فداك ان الناس يكرهون ثياب الصوف، فقال: كلا.. كان أبي محمد بن علي يلبسها، و كان علي بن الحسين يلبسها، و كانوا يلبسون أغلظ ثيابهم اذا قاموا الي الصلاة، و نحن نفعل ذلك.. [1] .

و هنا نلحظ حالتين، الأولي: أن الامام حينما يتجمل فتجمله ليظهر بالمظهر المناسب أمام الناس، و الثانية: حينما يلتقي مع الله و يقف بين يديه، فانه يرتدي ما غلظ من الثياب زهدا، فالحالة الأولي تجاري المجتمع في لباسه، و الحالة الثانية ترضي واقع نفسه مع الله تعالي.

فقد روي محمد بن طلحة عن سفيان الثوري، قال: دخلت علي جعفر بن محمد و عليه جبة خز دكناء، و كساء خز، فجعلت أنظر اليه تعجبا، فقال:

يا ثوري مالك تنظر الينا، لعلك تعجب مما تري؟

فقلت: يابن رسول الله ليس هذا من لباسك و لا لباس أبائك!!.

قال: يا ثوري كان ذلك زمان اقتار و افتقار، و كانوا يعلمون علي قدر اقتاره و افتقاره، و هذا قد أسبل كل شي ء عز اليه، ثم حسر ردن جبته، فاذا تحتها جبة صوف بيضاء، يقصر الذيل عن الذيل، و الردن عن الردن، و قال: يا ثوري



[ صفحه 440]



لبسنا هذا لله تعالي، و هذا لكم، و ما كان لله أخفيناه، و ما كان لكم أبديناه [2] .

و باستمرار تجمل الامام بما ينبغي له من الأناقة و اظهار نعمة الله عليه، كان تكرار اعتراض سفيان الثوري عليه دون مبرر من شرع أو عرف، الا أن الامام ينفتح بموضوعية، و يجيب بواقعية، و قد يختصر الموضوع، و قد يطنب بعض الشي ء، فكما للبليغ أن يوجز فله أن يطيل مراعاة لمقتضي الحال كما يقول البلاغيون.

فقد رأي سفيان الثوري الامام و عليه ثياب بياض كأنها نمرقي ء البيض، فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك!!.

فقال له الامام: اسمع مني وع ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا و آجلا ان مت علي السنة و الحق، و لم تمت علي بدعة، أخبرك أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان في زمان فقر جدب، فأما اذا أقبلت الدنيا، فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري؟ [3] .

و كان سفيان بن عينية يحاكي سفيان الثوري حالا بحال في هذا الملحظ، فقد قال للامام الصادق: يروي أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن من الثياب، و أنت تلبس القوهي المروي [4] .

قال الامام: و يحك ان عليا عليه السلام كان في زمان ضيق، فاذا اتسع الزمان، فأبرار الزمان أولي [5] .

و يبدو أن الامام عليه السلام كان في معرض المعاناة في أناقته و حسن المظهر، و كان



[ صفحه 441]



الترصد حوله و الترقب نوعا من الفضول حينا، أو ضربا من الرياء حينا آخر، فقد جذب عباد بن كثير البصرة ثوب الامام الصادق و هو في الطواف قائلا:

يا جعفر تلبس مثل هذه الثياب في هذا الموضع من المكان الذي أنت فيه من علي عليه السلام؟

فقال الامام: ثوب فرقبي اشتريته بدينار، و كان علي عليه السلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه، و لو لبست مثل هذا اللباس في زماننا، لقال الناس: هذا مراء مثل عباد [6] .

و ليت شعري هل يدعو الي الانكار؟ و يجذب رداء الامام دون حياء، لأنه يلبس ما قيمته دينار؟ و لكن الامام لا يعتني بأقوال المراهقين رياء، و لا الضالين نفاقا، لأنه فوق ما يحاك حوله من مؤامرات.

و كان الامام يتوخي اعزاز نفسه، و لا يتهاون بشأن ادارته، فقد يأمر بما يناسب مقامه، و قد يرتفع الي التفضل علي الآخرين كما هو شأنه، و قد يقبل الهدية من أوليائه دون غضاضة أو استعلاء، فقد صنع عمران بن عبدالله القمي و هو من مواليه مضارب للرجال و النساء و قدمها للامام، بناء علي طلب سابق فيما يبدو فجهزت المضارب و استدعي عمران فأقبل، و قال للامام: هذه المضارب التي أمرتني أن أعملها لك.

فقال الامام: بكم ارتفعت؟ فقال له: جعلت فداك ان الكرابيس من صنعتي، و عملتها لك، فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها هدية، و قد رددت المال الذي أعطيتنيه، قال: فقبض أبوعبدالله عليه السلام علي يده ثم قال: اسأل الله تعالي أن يصلي علي محمد و آل محمد، و أن يظلك يوم لا ظل الا ظله [7] .



[ صفحه 442]




پاورقي

[1] ظ: محمدجواد فضل الله الامام الصادق 49 و أنظر مصدره.

[2] المجلسي: بحارالأنوار 47 / 221.

[3] الكليني: الكافي 5 / 65.

[4] ضرب من الثياب البيض منسوب الي قوهستان، و هي من أعمال خراسان.

[5] الكشي: الرجال 248.

[6] الكليني: الكافي 6 / 443.

[7] ظ: المفيد: الاختصاص 68، المجلسي: البحار 47 / 335.


رعايته لأصحابه


بما أن الشيعة خلقوا من فاضل طينة أهل البيت عليهم السلام، فقلوبهم تهوي اليهم، فهم أبناء يحنون الي آبائهم، و الآباء أشد حنانا و عطفا علي أبنائهم، لأن الأبناء قطعة من آبائهم، و ثمرة من قلوبهم، و ليس الآباء كذلك.

فلذا رعي الامام الصادق عليه السلام أصحابه، كما يرعي الأب المسؤول



[ صفحه 256]



ولده، بكل جوانب حياته، و كما يرعي الفسيل لكي يمتد جذوره في الأرض فيقوي، و يقف متحديا الرياح التي تعتريه.

فقد راعي جانب الشيعة بالاشراف عليها، و التخطيط لسلوكها، بوصفها المجموعة المرتبطة به، كما راعي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم جانب الأصحاب، و كذا الأئمة من بعده عليهم السلام.

ولكن أصحاب الرسول صلي الله عليه و آله و سلم كان عندهم طاقة حرارية دون وعي كامل، و ثقافة مركزة، لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم عاش الدعوة السرية في بداية أمره، ثم الخوف و الاضطهاد، الي أن استقر في المدينة، و بقي بها حوالي العشر سنوات الي أن انتقل الي الرفيق الأعلي.

و في هذه المدة الوجيزة، غزا صلي الله عليه و آله و سلم عشرات الغزوات، فلم تسنح له الفرصة، للتربية الكاملة من جميع النواحي، سواء كانت الأخلاقية أو العقائدية أو العلمية و...

و هناك فرق بين الطاقة الحرارية، و الوعي.

فلذا كان من الواجب و المحتوم استمرار الدعوة المعصومية، لأن الابن لم يصل الي حالة الرشد الكامل، و الفسيل لما يقوي بعد!!.

فالرعاية للأصحاب لم تقتصر علي الجانب العلمي فحسب، بل كان ينطلق بها من موضع التطبيق العملي.

و الرعاية لها جوانب متعددة في الحياة و لنذكر بعضها.


الأمر


الأمر: هو اللفظ الموضوع لطلب الفعل علي سبيل الاستعلاء [1] .

و للأمر صيغ متعددة منها [2] .

1- صيغة الأمر المعروفة (افعل): كقوله تعالي: (أقم الصلوة لدلوك الشمس) [3] .

2- صيغة الفعل المضارع المقترن بلام الأمر: كقوله تعالي: «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» [4] .

3- الجملة الخبرية التي يقصد بها الأمر و الطلب بالاختبار: كقوله تعالي: «- والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» [5] .

4- تعابير أخري كثيرة مثل (كتب) في قوله تعالي: «كتب عليكم القصاص في القتلي» [6] و غيرها أوجه استعمال الأمر:

يستعمل الأمر لمعان كثيرة منها: الوجوب، و الندب، و الاباحة، و التهديد، و الاشادة، و التأديب و التعجيز و الدعاء... و غير ذلك من المعاني [7] .



[ صفحه 105]



و قد اختلف العلماء فيما أريد بالأمر من معني علي وجه الحقيقة، أو بتعبير آخر، اختلفوا في المعني الذي وضعت له صيغة الأمر عند تجردها من القرائن الدالة علي المعني المراد.

و لا خلاف بين العلماء في أن صيغة الأمر ليست حقيقة في جميع الوجوه و المعاني، فهي مجاز في غير الوجوب و الندب و الاباحة. لأن خصوصية التعجيز، والتهديد و التأديب و غيرها، غير مستفادة من مجرد صيغة الأمر، بل انما تفهم تلك من القرائن [8] .

حيث ان للقرينة دورا كبيرا في اعتبار وجه الاستعمال [9] .

و كذلك لا خلاف في أن صيغة الأمر تنصرف الي ما تحدده المقترنة بها عند الاتفاق علي هذه القرينة.

و انما الخلاف في المعاني الثلاثة (الواجب، و الندب، و الاباحة) بمعني هل الأمر وضع في الأصل للدلالة علي هذه المعاني الثلاثة أو بعضها أو علي واحد منها بعينه؟ و للعلماء في ذلك آراء مختلفة منها:

1- قال الجمهور: ان الأمر حقيقة في الوجوب، لا يصرف الي غيره الا بقرينة، فان كانت القرينة تصرف الأمر للاباحة فهو مباح، و هكذا. و هذا هو القول الصحيح، و علي أساسه يجب أن تفهم النصوص و تستنبط الأحكام [10] .

2- و قال بعض العلماء: انه حقيقة في الندب [11] .



[ صفحه 106]



3- و قال بعض المالكية: انه حقيقة في الاباحة لأنه المحقق و الأصل عدم الطلب [12] .

4- و قيل: انه مشترك لفظي بين الوجوب و الندب و الاباحة.

5- و قيل: انه مشترك معنوي بين الوجوب و الندب، و قيل: غير ذلك [13] .

فاذا تمهد ذلك:

فاني قد وجدت في فقه الامام جعفر الصادق ما يدل علي موافقته لمذهب الجمهور من أن الأمر يفيد الوجوب. كما في النموذج الآتي:


پاورقي

[1] التوضيح: 1 / 140؛ مرقاة الوصول و حاشية الأزميري: 1 / 156 - 155؛ الآمدي: 2 / 240.

[2] انظر الوجيز: 242 - 241؛ أسباب اختلاف الفقهاء للزلمي: 91.

[3] سورة الاسراء: 78.

[4] سورة البقرة: 185.

[5] سورة البقرة: 233.

[6] سورة البقرة: 178.

[7] انظر أسباب اختلاف الفقهاء: 94 - 93 - 92.

[8] انظر المحصول للرازي: 1 / 62.

[9] مسلم الثبوت: 1 / 300؛ ارشاد الفحول: 93؛ المستصفي للغزالي: 293؛ شرح الكواكب المنير: 320، البيضاوي مع الأسنوي: 2 / 13.

[10] أصول السرخسي: 1 / 18؛ اللمع في أصول الفقه: 7؛ الأحكام لابن حزم: 3 / 259؛ شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول: 1 / 127، الوجيز: 244 - 243؛ أسباب اختلاف الفقهاء: 96.

[11] البيضاوي مع الأسنوي: 2 / 18.

[12] الأسنوي: 2 / 18.

[13] أسباب اختلاف الفقهاء: 97.


الغرور


الغرور داء يصعب شفاؤه و قيل: سكر الغفلة و الغرور ابعد افاقة من سكر الخمور، و غرور الامل يفسد العمل، و جماع الشر في الاغترار بالمهل و الاتكال علي العمل. و قال الامام الصادق عليه السلام: من وثق بثلاثة كان مغرورا: من صدق بما لا يكون، و ركن الي من لا يثق به، و طمع فيما لا يملك [1] .



[ صفحه 303]



و قيل من يزرع الغرور و يسقيه بالفجور حل به الويل و الثبور. و جاء في الزبور: ابن آدم لما رزقتكم اللسان و اطلقت لكم الاوصال و رزقتكم الاموال، جعلتم الاوصال كلها عونا علي المعاصي، كانكم بي تغترون و بعقوبتي تتلاعبون [2] .

و علي الموحد ان لا يغتر بالله، و لا يغتر بصلاحه و علمه و عمله و بره و عبادته و لا يغتر بالعاجلة (الدنيا) و يزهد في الآخرة، فمن اغتر بالدنيا اغتر بالمني، و سكون النفس الي الدنيا من اعظم الغرور.

و يحذر شيوخ المذهب ممن يتظاهرون بالطاعة، ان صلوا يطيلون و ان صاموا يداومون، و يتظاهرون بالصدقة، لان التقوي في القلب كما قال الصادق عليه السلام: لا يغرنك بكاؤهم فان التقوي في القلب.

و لا يستطيع الانسان المؤمن ان يخرج من غروره الا بصدق العودة الي الله تعالي، و معرفة عيوبه، و قد قال الامام الصادق عليه السلام: المغرور في الدنيا مسكين، و في الآخرة مغبون، لانه باع الافضل بالادني، و لا تعجب من نفسك فربما اغتررت بمالك و صحة جسمك ان لعلك تبقي.

و ربما اغتررت بطول عمرك و اولادك و اصحابك لعلك تنجو بهم.

و ربما اغتررت بحالك و منيتك، و اصابتك مأمولك و هواك،



[ صفحه 304]



و ظننت انك صادق و مصيب.

و ربما اغتررت بما تري الخلق من الندم علي تقصيرك في العبادة، و لعل الله تعالي يعلم من قلبك بخلاف ذلك.

و ربما اقمت نفسك علي العبادة متكلفا و الله يريد الاخلاص.

و ربما افتخرت بعلمك و نسبك، و انت غافل عن مضمرات ما في غيب الله.

و ربما تدعو الله و انت تدعو سواه.

و ربما حسبت انك ناصح للخلق و انت تريدهم لنفسك ان يميلوا اليك.

و ربما ذممت نفسك و انت تمدحها علي الحقيقة.

و اعلم انك لن تخرج من ظلمات الغرور و التمني الا بصدق الانابة الي الله تعالي، و الاخبات له، و معرفة عيوب احوالك من حيث لا يوافق العمل و العلم، و لا يحتمله الدين و الشريعة و سنن القدوة و ائمة الهدي، و ان كنت راضيا بما انت فيه فما احد اشقي بعمله منك واضيع عمرا و اورث حسرة يوم القيامة [3] .



[ صفحه 305]




پاورقي

[1] تحف العقول: 319.

[2] البحار: 77 / 40 / 08.

[3] مصباح الشريعة: 211.


برهان البخاري الدمشقي


53. و كتب الباحث الأستاذ برهان البخاري الدمشقي: «ان أهم ما تميز به القرن الثاني للهجرة هو نشوء المذاهب الفقهية، حيث ظهرت مجموعة من الفقهاء أبرزهم حسب تسلسل تاريخ الوفاة: جعفر الصادق (148 - 80) أبوحنيفة (150 - 80)، الأوزاعي (157 - 88)، الليث بن سعد (179 - 94)، مالك (179 - 93)، الشافعي



[ صفحه 27]



(204 -150) أحمد بن حنبل (241 - 164)، لقد أسس كل واحد من هؤلاء الفقهاء السبعة مذهبا خاصا به، و استمرت هذه المذاهب حتي يومنا هذا، عدا مذهبي الأوزاعي و الليث بن سعد، و من بين هؤلاء الفقهاء السبعة برز الامام الصادق عليه السلام علامة فارقة من حيث الترتيب الزمني، و تأثيره علي الذين جاؤوا بعده، و الأهم من ذلك تفرده كسليل لآل بيت النبوة وفقيههم المتميز، و ليس هذا الحين أن يفي ولو بجزء بسيط من مناقب الصادق، فلقد وضعت فيه مؤلفات عديدة، و شهد له العدو قبل الصديق، يكفي أن أباجعفر المنصور الذي بطش بالطالبيين بطشة لم يجاره بها أحد كان يجله و يهابه، و يحسب له ألف حساب. ان أهم ما تميز به الصادق في نظري هو عمق النظرة و شموليتها... كانت غيرته علي الدين واضحة، و وقوفه ضد الوضاعين و الغلاة معروفة، و مجابهته للتطرف أثبتها أكثر من موقف... و لا أدل علي مكانة الصادق عند بقية المذاهب و عند السنة بخاصة من عدد المصادر التي ترجمت له أو أوردت طرفا من أخباره و التي بلغت (64) أربعة و ستين مصدرا سنيا حسب احصاءاتنا، و لقد تلمذ علي يديه عدد من كبار العلماء، علي رأسهم الامامان أبوحنيفة و مالك، و تورد المصادر مدي اعجاب أبي حنيفة بالصادق...» [1] .

و قال: «ان الصادق يمكن أن يشكل أحد أهم نقاط الارتكاز بالنسبة لأي تقارب اسلامي - اسلامي، فمن الثابت أنه يشكل نقطة التقاء لا خلاف عليها بالنسبة لجميع المذاهب و الفرق التي نشأت بعد وفاته، أما فيما يخص مكانته الفقهية فيكفي القول أن الأحاديث المسندة اليه وحده حسب احصاءاتنا تشكل 64 درصد من التراث الامامي الاثني عشري... و اذا كنا أوجدنا أسسا للحوار مع بقية الديانات أفلا نستطيع أن نوجد أسسا لحوار جاد و فعال بين المذاهب داخل الدين الواحد؟ أم أن هذا الأمر ما زال ضمن حدود منطقة التابو؟!» [2] .



[ صفحه 28]




پاورقي

[1] كراسة الامام الصادق: 17، 18، 20.

[2] نفس المصدر: 29.


مناظرته في صدقة


لا ريب في أن الناس تقع بالجهل والتيه اذا اعتمدوا علي أنفسهم دون أن يرجعوا الي أهل العلم الصادق، فيكون الجاهل تائها في قفار الجهل و يحسب أنه عالم بالشريعة، و من الذي يرشده الي الهدي و الناس مثله اذا لم يكن المرشد العالم بالشريعة كما جاءت.

و لقد كانت بين الصادق عليه السلام و بين جاهل يدعي العلم مناظرة في صدقة يحدثنا عنها الصادق نفسه فيقول:

ان من اتبع هواه و اعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء الناس تعظمه و تصفه، فأحببت لقاءه حيث لا يعرفني، فرأيته قد أحدق به كثير من غثاء العامة، فما زال يراوغهم حتي فارقهم و لم يقر فتبعته، فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله و أخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم أقول: و ما حاجته اذن الي المسارقة، ثم لم أزل أتبعه حتي مر بصاحب رمان، فما زال به حتي تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم أقول: و ما حاجته اذن الي المسارقة، ثم لم أزل



[ صفحه 219]



أتبعه حتي مر بمريض فوضع الرغيفين و الرمانتين بين يديه.

ثم سألته عن فعله فقال: لعلك جعفر بن محمد، قلت: بلي، فقال لي: و ما ينفعك شرف أصلك مع جهلك؟ فقلت: و ما الذي جهلت منه؟ قال: قول الله عزوجل «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها» [1] و اني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، و لما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، فهذا أربع سيئات فلما تصدقت بكل واحدة منها كان لي أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيئات و بقي لي ست و ثلاثون حسنة، فقلت: ثكلتك امك انت الجاهل بكتاب الله، أما سمعت الله تعالي يقول «انما يتقبل الله من المتقين» انك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين، و لما سرقت رمانتين كانت أيضا سيئتين، و لما دفعتها الي غير صاحبها بغير أمر صاحبها كنت انما أضفت أربع سيئات الي أربع سيئات، و لم تضف أربعين حسنة الي أربع سيئات، فجعل يلا حظني فانصرفت و تركته.

قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون و يضلون. [2] .

أقول: و ما اكثر أمثال هذا المتأول و لا غرابة بعد أن أعرضوا عن المنهل واستقوا من السراب.

و هذه شذرات من مناظرات الصادق عليه السلام و محاججاته مع من تنكب عن سبيل الهدي، و حاد عن سنن الحق، و هي قطرة من غيث، جئنا بها نموذجا من تلك الحياة العلمية في الحجج و الأدلة.



[ صفحه 220]




پاورقي

[1] الأنعام: 160.

[2] وسائل الشيعة: 2 / 57 باب استحباب الصدقة بأطيب المال.


ابوحنيفة


منهم أبوحنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي من الموالي و أصله من كابل ولد بالكوفة، و بها نشأ و درس، و كانت له فيها حوزة و انتقل الي بغداد و بها مات عام 150، و قبره بها معروف، و هو أحد المذاهب الأربعة عند أهل السنة، و حاله أشهر من أن يذكر.

و أخذه عن الصادق عليه السلام معروف، و ممن ذكر ذلك الشبلنجي في نور الأبصار، و ابن حجر في الصواعق، والشيخ سليمان في الينابيع، و ابن الصباغ في الفصول، الي غير هؤلاء، و قال الآلوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية ص 8: و هذا أبوحنيفة و هو هو بين أهل السنة كان يفتخر و يقول بأفصح لسان: «لولا السنتان لهلك النعمان» يريد السنتين اللتين صحب فيها - لأخذ العلم - الامام جعفر الصادق عليه السلام.


العلم


و مما حفظ عنه عليه السلام في وجوب المعرفة بالله تعالي و بدينه قوله:وجدت علم



[ صفحه 157]



الناس كلهم في أربع:

أولها:أن تعرف ربك .

و الثاني:أن تعرف ما صنع بك .

و الثالث:أن تعرف ما أراد منك .

و الرابع:أن تعرف ما يخرجك عن دينك .

و هذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف ؛ لأنه أول ما يجب علي العبد معرفة ربه جل جلاله ، فاذا علم أن له الها وجب أن يعرف صنعه اليه ، و اذا عرف نعمته وجب عليه شكره ، فاذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله ، و اذا وجبت عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرج عن دينه ليجتنبه فيخلص به طاعة ربه و شكر انعامه .

و مما حفظ عنه عليه السلام في الحكمة و الموعظة قوله:ما كل من نوي شيئا قدر عليه ، و لا كل من قدر علي شي ء وفق له ، و لا كل من وفق أصاب له موضعا، فاذا اجتمعت النية ، و القدرة ، و التوفيق ، و الاصابة فهناك تمت السعادة .

و مما حفظ عنه عليه السلام في الحث علي التوبة ، قوله:تأخير التوبة اغترار ، و طول التسويف حيرة ، و الاعتلال علي الله هلكة ، و الاجتراء علي الذنب أمن من مكر الله ، و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون .

الكافي:... قال أبوعبدالله عليه السلام:قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:طلب العلم فريضة علي كل مسلم ، ألا ان الله يحب بغاة العلم. [1] .



[ صفحه 158]



أمالي المفيد، [2] أمالي الطوسي، [3] بحارالأنوار للعلامة المجلسي [4] :... عن مسعدة بن زياد ، قال:سمعت جعفر بن محمد ] الصادق [ عليه السلام ، و قد سئل عن قوله تعالي:( و لله الحجة البالغة ) قال:اذا كان يوم القيامة قال الله تعالي للعبد:أكنت عالما ؟ فان قال:نعم ، قال:أفلا عملت بما علمت ؟ و ان قال:كنت جاهلا ، قال له:أفلا تعلمت ؟ فتلك الحجة البالغة لله تعالي ] علي عباده [ .

عوالي اللآلي:قال الامام الصادق عليه السلام:لو علم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج و خوض اللجج. [5] .

الكافي:... عن علي بن أبي حمزة ، قال:سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:تفقهوا في الدين فانه من لمن يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي ، ان الله يقول في كتابه العزيز:( ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ) . [6] .

الخصال:... مرفوعا ، قال أبوعبدالله عليه السلام:أربعة لا يشبعن من أربعة:



[ صفحه 159]



الأرض من المطر ، و العين من النظر ، و الانثي من الذكر ، و العالم من العلم. [7] .

أمالي الطوسي:... مرفوعا ، عن أبي قتادة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، أنه قال:لست احب أن أري الشاب منكم الا غاديا في حالتين:اما عالما أو متعلما ، فان لم يفعل فرط ، فان فرط ضيع ، فان ضيع أثم ، و ان أثم سكن النار ، والذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالحق. [8] .

الكافي:... مرفوعا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:سمعته يقول:يغدو الناس علي ثلاث أصناف:عالم و متعلم و غثاء ، فنحن العلماء ، و شيعتنا المتعلمون ، و سائر الناس غثاء. [9] .

الخصال:... مرفوعا الي أبي عبدالله عليه السلام ، قال:الناس اثنان:عالم و متعلم ، و سائر الناس همج ، و الهمج في النار. [10] .

الكافي:علي بن ابراهيم ... عن سفيان بن عيينة ، قال:سمعت



[ صفحه 160]



أباعبدالله عليه السلام يقول:وجدت العلم كله في أربع:أولها:أن تعرف ربك ، و الثاني ، أن تعرف ما صنع بك ، و الثالث:أن تعرف ما أراد منك ، و الرابع:أن تعرف ما يخرجك من دينك. [11] .

و الأخبار فيما حفظ عنه عليه السلام من العلم و الحكمة و البيان و الحجة و الزهد و الموعظة أكثر من أن تحصي بالخطاب أو تحوي بالكتاب ، و فيما أثبتناه منها كفاية في الغرض الذي قصدناه ، والله الموفق للصواب .


پاورقي

[1] الكافي 30:1 ، الحديث الأول.

[2] أمالي المفيد:227 ، الحديث 6.

[3] أمالي الطوسي 8:1.

[4] البحار 29:2 و 180 ، الحديث 3.

[5] عوالي اللآلي 61:4 ، الحديث 9 . و منه البحار:177.

[6] الكافي 31:1 ، الحديث 6.

[7] الخصال:221 ، الحديث 47 و 48.

[8] أمالي الطوسي 310:2.

[9] الكافي 34:1 ، الحديث 4.

[10] الخصال:39 ، الحديث 22. المراد من الهمج ، هم الذين ليس لهم اتجاه مبدئي معين في عقائدهم و أعمالهم ، أتباع كل ناعق ، و يميلون مع كل ريح.

[11] الكافي 50:1 ، الحديث 11.


الحياة الفكرية في (الري)


اعتنق أهل الري بعد فتحها العقيدة الاسلامية و تغلغلت هذه العقيدة في نفوس أبنائها، و نشأت عنهم طبقة جليلة من العلماء و المحدثين و الفقهاء، فأسهموا في ايجاد حركة فكرية واسعة بمدينة (الري) قوامها العلوم الشرعية، لا سيما الحديث النبوي الشريف، حيث اهتموا به رواية و دارية، و تناولته الصفوة من أجيال هذه المدينة بالدراسة و التحليل، حتي انتهي الي عصر الكليني، فبرز فيه وفاق أقرانه.



[ صفحه 264]



و اليك نماذج من أعلام الحركة الفكرية في (الري) ابتداء من القرن الثاني الهجري و انتهاء بعصر الكليني، مكتفين بذكر أسماء بعضم بغض النظر عن الاشارة الي ترجمتهم و مصادرها روما للاختصار، و من هؤلاء الأعلام الامامية:

1- يحيي بن أبي العلاء الرازي، له كتاب، و هو ممن عاصر الامام الصادق عليه السلام.

2- عيسي بن هامان الرازي، و هو من رواة أحاديث الامام الصادق عليه السلام.

3- بكر بن صالح الرازي الضبي مولي، من أصحاب الامام أبي الحسن الثاني الرضا عليه السلام.

4- محمد بن عبدالرحمن بن قبة الرازي، الثقة المعاصر للامام الرضا عليه السلام و المتوفي في عهده.

5- الحسين بن عباس الرازي، من أصحاب الجواد عليه السلام.

6- أحمد بن اسحاق الرازي، الثقة من أصحاب الامام أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام.

7- ابراهيم بن أبي بكر الرازي، أبومحمد، من أصحاب الامام الهادي عليه السلام.

8- صالح بن أبي حماد، من أصحاب الجواد و الهادي و العسكري [1] .

9- محمد بن يزداد، من أصحاب الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام.



[ صفحه 265]



كما اشتهر في الري بتلك الفترة طائفة جليلة من علماء أهل السنة و غيرهم [2] ، و بمختلف علوم الشريعة الاسلامية ممن مهدوا الطريق، مع غيرهم من علماء الامامية، أمام أجيال هذه المدينة للاطلاع علي ماتركوه من تراث فكري و ثروة علمية أدت الي انتعاش الفكر في (الري) و نتج عنه بروز طبقة جليلة من العلماء بمختلف علوم الشريعة.

فلا غرو أن نجد الشيخ الكليني قد عاش هذا النشاط الفكري في بيئته و استغله فاستلهمه و وعاه و عقله، عقل وعاية و دراية، لا عقل رواية فحسب...، بل و وقف بآرائه موقف الناقد البصير في مؤلفاته التي اشتهرت منها موسوعته «الكافي» الذي ضم في موارده بعضا من شيوخ (الري) و أعلام الحركة الفكرية فيها.

و من هؤلاء العلماء الذين أخذ ثقة الاسلام الكليني عنهم الفقه و الحديث، علي سبيل المثال:

1- محمد بن عقيل الكليني الرازي.

2- محمد بن علان الكليني.

3- علي بن محمد بن ابراهيم الكليني.

4- محمد بن جعفر بن عون الأسدي الكوفي، ساكن (الري)، المتوفي سنة 312 هجرية.



[ صفحه 266]



و قد كان لهؤلاء و غيرهم ممن سبق ذكرهم من الأعلام الفضل الكبير في دفع عجلة الحركة الفكرية الي الأمام بخطوات واسعة في تلك المنطقة.

5- يضاف الي هذا وجود بعض الاسر العلمية في (الري) مثل اسرة الشيخ ابراهيم الكليني المعروف بعلان حيث برز من والده، أحمد و محمد ابنا ابراهيم، كما برز من أحفاده علي بن محمد بن ابراهيم، و هو خال الشيخ الكليني و استاذه.

6- و من الاسر العلمية، اسرة يحيي بن أبي العلاء الرازي، الذي اشتهر من ولده جعفر بن يحيي الرازي، الراوي عن الامام الصادق عليه السلام.

و غيرها من الاسر الاخري، التي حافظت علي التراث الفكري لهذه المدينة (الري) و نقلته الي الأبناء و الأحفاد فيما بعد.


پاورقي

[1] و تردد فيه النجاشي، و في الكشي: كان أبومحمد الفضل يرتضيه و يمدحه، و ذكره الفاضل في الحاوي في قسم الحسان.

[2] أعرضنا عن ذكر سائر الأعلام روما للاختصار، و من أراد الاطلاع عليها مفصلا فليراجع رسالة الماجستير الموسوعة ب«الشيخ الكليني البغدادي و كتابه الكافي» للاستاذ ثامر هاشم العميدي، طبعة قم / مؤسسة الاعلام الاسلامي.


من أدعيته في رمضان 08


كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو بهذا الدعاء الجليل، في شهر رمضان وقد نقله السيد إبن طاووس عن جده لامه شيخ الطائفة، وزعيمها الاعلي الشيخ الطوسي رحمه الله، وهذا نصه:

اللهم، بك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الامر كله، علانيته وسره، وأنت منتهي الشأن كله.

اللهم، إني أسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله، اللهم، صل علي محمد وآل محمد وأرضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتي لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت.



[ صفحه 138]



اللهم، وأوسع علي من فضلك، وارزقني بركتك، واستعملني في طاعتك، وتوفني عند انقضاء أجلي علي سبيلك، ولا تول أمري غيرك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب..» [1] .


پاورقي

[1] الاقبال (ص 38).


خاتمة


و ما ننعم به اليوم من رضاء و تقدم، هو بلا ريب نتيجة مجهودات انسانية أدت دورها الاجتماعي عبر التاريخ المتطور.

و كما نعلم فان الصادق جاء بعد أجداده، و كان مرجع الأولين و الآخرين من الشيعة. و لم يكن هكذا فقط بل كان رائد السنة و الشيعة معا. و كان أستاذ الامامين الجليلين أبي حنيفة و مالك في الجانب الديني، و كان رائد العالم جابر بن حيان في الجانب العلمي، و صاحب مدرسة فكرية، و رائد مذهب ما قبل المذاهب.

و قد عرف بالاعتدال فأتي بآراء فكرية كانت العلاج لبعض أدوائنا الاجتماعية. و هو في ذلك لا يخالف كتابا و لا سنة. و قد اتخذ الصادق الانسان أساسا لكل بناء، و كان نموذجا للصدق الذي يحمل اسمه، و حدد أساسه و مضمونه، حيث ان الصدق لا يكون في العبادات و أداء الطقوس الدينية فقط، فهو أضعف أن يحقق للانسان رسالته فالصدق في علاقة الانسان مع المجتمع، أي صدق في النضال، في التحقيق العلمي، و صدق في الكشف عن عورات الناس و في تصوير عواطفهم و مشاعرهم لتوضيح الرؤية التي يهدفها الفيلسوف لاجل الاصلاح.

هذه الحقائق عن الصادق كانت مجهولة بسبب التعصب و المغالاة. و كانت



[ صفحه 118]



كذلك بسبب السياسة التي حاربت المذهب الجعفري كما رأينا، و ادت الي تقلص مذهبه عبر التاريخ بعد انتشاره. و قد أكد ما قلته عن الصادق عباس محمود العقاد بقوله: «و كان الامام الصادق أعلم أبناء عصره بالعلوم الدينية و الكونية، و حسبه من ذلك أنه أستاذ أبي حنيفة في الفقه و أستاذ جابر بن حيان في الكيمياء. و قد كان للصادق مذهب في الفقه قبل أن تختلف مذاهب الأئمة من أهل السنة أو من الشيعة، فهو مرجع لطلاب الأصول و طلاب التوفيق». [1] .

و ما الصادق كما رأيناه في فقهه و مدرسته و فلسفته و تصوفه الا امام اجتماعي كرس نفسه للانسان أي انسان، و كافح لنصرة الحق و رفع شأن العلم. فنحن نقدره لأننا نقدر العلم و رجاله حتي من أعدائنا، ما دام يعود بالنفع علي انساننا و أجيالنا.

و قد نما المذهب الجعفري بفضل فتحه باب الاجتهاد لدراسة كل المشاكل الاجتماعية التي تعتري الانسان حاضرا و مستقبلا. و كذلك كثرة الأقوال فيه جعلت تطبيق مذهبه مرنا مع الأحداث المتعاقبة. و قد انتشر بقوته دون استناد الي سلطة.

و قد تقلص المذهب الجعفري بعد انتشاره لمعارضته لكل اعوجاج حكومي هذا من ناحية، و من ناحية أخري نجد أن كتاب الفرق قد سلكوا طريق الافتراء و التحامل، و لم يكتبوا للعلم بل كانت كتاباتهم يسيطر عليها التعصب و البغض للمذهب الجعفري.

و اذ رجعنا للواقع دون مغالطة و لا تعصب في ضوء التفكير الحر، نري أن الصادق من ضحايا الحقيقة و الصدق. عاش. و مات. من أجل الانسان.



[ صفحه 127]




پاورقي

[1] العقاد، اليوميات 1959 ص 10.


ابراهيم بن ضمرة (الغفاري)


إبراهيم بن ضمرة، وقيل ضميرة المدني، الغفاري بالولاء.

المراجع:

رجال الطوسي 144. تنقيح المقال 1: 21. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 240. جامع الرواة 1: 23. نقد الرجال 10. مجمع الرجال 1: 51. أعيان الشيعة 2: 168. توضيح الاشتباه 14. منهج المقال 22. أضبط المقال 416. منتهي المقال 21. لسان الميزان 1: 69.


سعيد بن أبي حماد الأزدي


سعيد بن أبي حماد الأزدي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 206. تنقيح المقال 2: 24. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 109. جامع الرواة 1: 358. نقد الرجال 150. مجمع الرجال 3: 111. أعيان الشيعة 7: 233. منتهي المقال 147. منهج المقال 160.


محمد بن أسد بن عمر (الطائي)


محمد بن أسد بن عمر، وقيل عمير الطائي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 282. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 80. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 77. نقد الرجال 292. جامع الرواة 2: 67. مجمع الرجال 5: 149. منتهي المقال 253. منهج المقال 283.


امام صادق و ساير علوم


مقصود ما از علومي كه ذكر شد و به امام صادق عليه السلام منسوب گرديد اين نبود كه علوم و دانش آن حضرت محدود و محصور به آنهاست، بلكه به عقيده ي شيعيان اماميه [همان گونه كه گذشت] واجب است. امام عليه السلام به همه ي علوم و اسرار عالم آگاه باشد. و حتي بايد همه ي فنون و لغات و زبان هاي انسان ها و حيوانات را بداند؛ چنان كه حكم عقل نيز درباره ي يك



[ صفحه 206]



رهبر الهي همين است. [1] .

اگر ما در مقام اثبات امامت الهيه براي آن حضرت نباشيم، از ادله ي نقليه نيز مي يابيم كه در هر زماني بايد عالمي از عترت رسول خدا صلي الله عليه و آله وجود داشته باشد كه اسرار قرآن و سنت رسول خدا صلي الله عليه و آله را بداند؛ چنان كه مفاد حديث ثقلين: [اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي...] بيانگر همين است چرا كه كتاب خدا بيان كننده ي همه چيز است و روشن است كه عالم به اين كتاب بايد عالم به همه چيز باشد و مادامي كه كتاب خدا بين مردم است بايد عالم به آن كتاب نيز كه از ميان عترت آن حضرت تعيين شده تا قيامت وجود داشته باشد و ترديدي نيست كه در زمان امام صادق عليه السلام كسي جز آن حضرت عالم به كتاب خدا نبوده و تواريخ و آثار جز اين را نمي گويد.

بنابراين صادق اهل بيت عليهم السلام عالم اهل بيت و عالم عترت و عالم به كتاب خدا و جامع همه ي علوم و فنون است. از اين رو، ما نيازي به اثبات علم امام صادق عليه السلام نسبت به ساير علوم نداريم و اگر در حديثي آمده باشد كه امام صادق عليه السلام به زبان هر ملت و قومي سخن گفته و با هر صاحب فن و عالمي مناظره نموده و علماي نجوم و افلاك و علوم طبيعي و طب و غيرهم در مقابل او خضوع نموده باشند - چنان كه اخبار دلالت بر آن دارد - هيچ استبعادي نخواهد داشت.



[ صفحه 207]




پاورقي

[1] ما اين موضوع را در كتاب «الشيعه و الامامية» اثبات نموده ايم براي تحقيق بيشتر به آن كتاب مراجعه نماييد.


شاگردان امام صادق از بزرگان اهل سنت


بي ترديد عده اي از بزرگان و امامان اهل سنت جزء شاگردان امام صادق عليه السلام بوده اند؛



[ صفحه 439]



البته كاملا مشخص است كه شاگردان امام صادق عليه السلام از اهل سنت، به طور اتفاق آن حضرت را امام مي دانستند و به جلالت و سيادت ايشان معتقد بودند. به گونه اي كه شيخ سليمان قندوزي در كتاب «ينابيع المودة» و نووي در كتاب «تهذيب الأسماء و اللغات» به آن اعتراف نموده اند، و حتي شاگردي خود را در مكتب و محضر امام صادق عليه السلام، توفيق و فضيلتي بزرگ مي دانستند كه به آن دست يافتند. همان گونه كه امام شافعي در كتاب «مطالب السؤال» نيز بيان نموده است. اكنون ما نام عده اي از علماي اهل سنت كه افتخار شاگردي امام صادق عليه السلام را داشته اند را بيان مي كنيم.