بازگشت

از غربت


- سمانه زمان فشمي (شقايق)

حكايت قديم غربت را در ميان غريبي شنيده يي؟ بيا به روزگار عشق و صداقت بازگرديم؛ به ياد آن مرد هميشه تنها؛ آن غريب آشنا! بيا خويشتن خويش را ميهمان كهكشان صداقتش سازيم و با نواي قمريان خوش الحان، تا كوچه هاي غريب، به پرواز آييم؛ به همان دياري كه خورشيد، حنجره اش را نذر بيداري خفتگان مي كرد و جهان، بر مدار روشناي انديشه اش تاب مي خورد. همان راستگوترين



[ صفحه 105]



ژرف انديش دنيا؛ همان قبله ي قبيله ي بيدلان شيدا؛ همان فروغ فروزان دانش و نيايش در دل شب ها؛ عاشق ترين دلجوي تهي دستان بينوا؛ همسايه ي ديوار به ديوار باران و دريا.

بيا، برويم به كوچه پس كوچه هاي بي نام و نشان؛ همان خاك هاي سرد و بي روح ساليان هجران اميرمؤمنان عليه السلام از ريحان - سلام الله عليها - تربت غريب دل خونين من؛ اشك هاي غريبانه ي حسين عليه السلام و زينب - سلام الله عليها - و...

باشد هرگز از جست و جوي نام زيبايش خسته نشويم، كه هر آنچه داريم از فيض مجاهدت هاي اوست؛ همو كه به ما آموخت تا عاشقانه عبادت كنيم، عارفانه بينديشيم، عالمانه بياموزيم و تمام رنج ها، تنگناها و كوتاهي فرصت ها را، تاب آوريم و فقط به خوبي ها و زيبايي ها بنگريم و... شاهدانه در طلب كريمانه ترين مرگ، تا فراخناي مشهد شهادت برانيم.


و من كلام له: يخاطب به حفص بن غياث و غيره من اصحابه


ان قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، و ما عليك ان لم يثن الناس عليك و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس اذا كنت عند الله محمودا...

الي أن قال عليه السلام: ان قدرت علي أن لا تخرج من بيتك فافعل فان عليك في خروجك أن لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد و لا ترائي و لا تتصنع [1] و لا تداهن.

ثم قال: نعم صومعة المسلم بيته، يكف فيه بصره و لسانه و نفسه و فرجه - الحديث.



[ صفحه 70]




پاورقي

[1] تصنع بالتشديد: تكلف التزين، اظهر عن نفسه ما ليس فيه.


ائمه واسطه فيض و رحمت الهي اند


نويسنده گويد: در متن حديث «اگر ما نبوديم نهرها جاري نمي شد...» بدين معني است كه خداوند وجود ولي و امام را واسطه فيض و رحمت و وسيله نزول بركت قرار داده و حيات تمام موجودات را طفيل وجود او گردانيده است.

در زيات جامع كبيره كه از امام هادي (ع) است، مي خوانند: «بكم فتح الله و بك يختم و بكم ينزل الغيث و بكم يمسك السماء ان تقع علي الارض الا باذنه»، خداوند عالم، وجود رابه شما آغاز كرد و به شما نيز ختم كند و به خاطر شما باران را فروريزد و به خاطر شماست كه آسمان را از فروافتادن بر زمين نگهدارد، مگر به اذن خودش.



[ صفحه 184]



در داستان مناظره هشام بن حكم، با عمرو بن عبيد معتزلي، از امام و حجت، تعبير به قلب شده، و مثل امام را مثل روح و قلب گفته [1] ؛ همان طور كه حيات هر موجودي بسته به روح و قلب اوست، حيات جهان نيز بسته به روح آن است كه وجود حجت و امام مي باشد، «لولا الحجة لساخت الارض باهلها».

صدوق (ره)، در كتاب امالي، و كتاب كمال الدين، از اعمش، نقل كرده كه گويد: شنيدم امام صادق (ع)، از پدرش، از جدش، حضرت علي بن الحسين (ع) روايت مي نمود كه حضرت سجاد (ع) فرمود: ماييم پيشوايان مسلمين، و حجت هاي خداوند بر جهانيان، و سرور مؤمنين، و قادة الغرالمحجلين، و دوستان مؤمنين، و ماييم امان اهل زمين همان گونه كه ستارگان امان اهل آسمانند، و ماييم كه خدا به خاطر ما آسمان را از فروافتادن بر زمين نگه داشته، و براي ما زمين را نگه داشته تا بر اهلش موج نزدند، و به خاطر ما باران را مي فرستد، و به واسطه ما رحمتش را بر مردم نشر مي كند، و بركات زمين را خارج مي سازد، و اگر از ما، حجج الهيه، بر روي زمين كسي نباشد، زمين اهلش را فرومي برد.

سپس فرمود: از روزي كه خداوند آدم را آفريده، روزي نبوده كه زمين خالي از حجت باشد، يا حجت ظاهر و آشكار، و يا غايب و مستور از ديدگان، و تا قيامت هم خالي از حجت نماند، كه اگر حجتي روي زمين نباشد، خدا پرستش نمي گردد.

اعمش گويد: از حضرت صادق (ع) سؤال كردم: مردم چگونه مي توانند از حجت مستور و غياب استفاده كنند؟ فرمود: همان طوري كه از خورشيد پس ابر بهره مند مي شوند. [2] .


پاورقي

[1] امالي صدوق، مجلس 86، ح 15، ص 473 - كمال الدين، باب 21، ص 208.

[2] امالي صدوق، مجلس 34، ح 15، ص 156 - كمال الدين، باب 21، ص 207.


خصائص جامعة أهل البيت


1 ـ من مميّزات مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) واختلافها عن باقي المدارس أنّها لم تنغلق في المعرفة علي خصوص العناصر الموالية فحسب وإنّما انفتحت لتضمّ طلاّب العلم من مختلف الاتّجاهات، فهذا أبو حنيفة الذي كان يخالف منهج الإمام (عليه السلام) حيث سلك في القياس مسلكاً استوجب شدّة الإنكار عليه وعلي أصحابه وهو الذي أطلق علي مؤمن الطاقاسم شيطان الطاق كان ممّن يختلف إلي الإمام الصادق (عليه السلام) ويسأله عن كثير من المسائل



[ صفحه 126]



وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وحدّث عنه واتّصل به في المدينة مدّة من الزمن، وناصر زيد بن علي وساهم في الدعوة الي الخروج معه وكان يقول ضاها خروج زيد خروج رسول الله(صلي الله عليه وآله) يوم بدر [1] .

2 ـ انفتحت مدرسة الإمام (عليه السلام) علي مختلف فروع المعرفة الاسلامية والإنسانية فاهتمّت بالقرآن والسنة والفقه والتأريخ والاُصول والعقيدة والكلام والفلسفة الاسلامية كما اهتمّت بعلوم اُخري مثل علم الفلك، والطبّ، والحيوان، والنبات، والكيمياء، والفيزياء.

3 ـ لم تتّخذ مدرسة الإمام طابع الانتماء الي الدولة الاُموية أو العباسية ولم تتلوّث بسياسة الحاكمين ولم تكن أداة لخدمة الحكّام، بل رأت الاُمة أنّ هذه المدرسة هي التي تحقّق لها تطلّعاتها; إذ كانت تري علي رأسها وريث النبوة وعملاق الفكر المحمّدي الإمام أباعبدالله الصادق (عليه السلام) المعروف بمواقفه واستقامته حتي لقّب بالصادق لسموّ أخلاقه وعدم مساومته وخضوعه لسياسة الحكّام المنحرفين.

من هنا شكّلت مدرسته حصناً سياسياً وفكريّاً يلوذ به طلاّب الحقيقة ومَن كان يشعر بالمسؤولية ويريد التخلّص من التيه الذي خلّفته التيارات الفكرية والسياسية المتضاربة في أهدافها ومساراتها.

4 ـ وتميّزت أيضاً جامعة الإمام الصادق (عليه السلام) بمنهجها السليم وعمقها الفكري ولم تكن اُطروحتها في الإعداد العلمي مبتنية علي حشو الذهن، وإنّما كانت تعتمد الفكر والتعمّق والأصالة ونموّ الكفاءات العلمية وتعتبرها اُسساً مهمّة في المنهج العلمي والتربوي.



[ صفحه 127]



5 ـ انتجت هذه الجامعة رموزاً للعلم والتقوي والاستقامة وعرفت بالعطاء العلمي والديني للاُمة وبما أبدعته في تخصّصاتها العلمية وما حققته من إنجازات علي صعيد الدعوة والاصلاح بين الناس، وأصبح الانتساب الي مدرسة الإمام (عليه السلام) مفخرة للمنتسب، كما ناهز عدد طلاّبها الأربعة آلاف طالب.

6 ـ واتّسعت هذه المدرسة فيما بعد وشكّلت عدّة فروع لها في الكوفة والبصرة، وقم، ومصر.

7 ـ إنّ الإمام (عليه السلام) لم يجعل من جامعته العلمية والجهد المبذول فيها نشاطاً منفصلاً عن حركته التغييرية وانشطته الاُخري، بل كانت جزءاً من برنامجه الاصلاحي، لأنها كانت تساهم بحقّ في خلق المناخ المناسب لبناء الفرد الصالح، وكانت امتداداً واعياً ومؤثّراً في المسيرة العامّة للاُمّة فضلاً عن النتائج السياسية الايجابية الخاصّة حيث نجد الكادر العلمي الحاضر في مدرسة الإمام (عليه السلام) هو نفسه الذي يحضر في نشاطات الإمام الخاصّة.

8 ـ تميّزت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) بالارتباط المباشر بمصادر التشريع والمعرفة وهما الكتاب الكريم والسنّة النبوية الشريفة بنحو لا مثيل له.

ومن هنا حرص الإمام الصادق (عليه السلام) علي أن يحقّق من خلال مدرسته إنجازاً بخصوص تدوين الحديث والحفاظ علي مضمونه، بعد أن كان الحديث قد تعرّض في وقت سابق للضياع والتحريف والتوظيف السياسي المنحرف، بسبب المنع من تدوينه. ولم يستجب الأئمّة المعصومون(عليهم السلام) لقرار المنع بالرغم من كل الشعارات التي رفعت لتجعل الهدف من حظر



[ صفحه 128]



تدوين الحديث هو الحفاظ علي القرآن وسلامته من التحريف.

بينما كان الهدف البعيد من منع تدوين الحديث هو تغييب الحديث النبوي الذي كان يؤكّد ربط الاُمّة بأهل البيت (عليهم السلام) فاستهدف الحكّام صرف الناس عن أهل البيت (عليهم السلام); لأنّ الحديث حين كان يؤكّد الارتباط بهم كان يحول بينهم وبين الانسياق وراء كلّ ناعق سياسي أو حاكم جائر.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «... أما والله إنّ عندنا ما لا نحتاج الي أحد والناس يحتاجون الينا. إن عندنا الكتاب بإملاء رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وخطّه علي بيده صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها كل حلال وحرام» [2] .

وجاء عنه (عليه السلام) أنه قال: «علمنا غابر، ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاسماع وإن عندنا الجفر الاحمر، والجفر الابيض، ومصحف فاطمة (عليها السلام) وان عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس اليه» [3] .

9 ـ وتميزت أيضاً مدرسة الإمام (عليه السلام) بالاهتمام بالتدوين بشكل عام بل ومدارسة العلم لإنمائه وإثرائه.

فكان (عليه السلام) يأمر طلاّبه بالكتابة ويؤكد لهم ضرورة التدوين والكتابة كما تجد ذلك في قوله (عليه السلام): «إحتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون اليها» [4] .

وكان يشيّد بنشاط زرارة الحديثي إذ كان يقول: «رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة لا ندرست أحاديث أبي».



[ صفحه 129]



وقال فيه وفي جماعة من أصحابه منهم أبو بصير، ومحمد بن مسلم، وبريد العجلي: «لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا الفقه، هؤلاء حفّاظ الدين واُمناء أبي(عليه السلام) علي حلاله وحرامه وهم السابقون الينا في الدنيا والآخرة» [5] .

وكان يأمر طلاّبه أيضاً بالتدارس والمباحثة فقد قال للمفضّل بن عمر: «اكتب وبث علمك في إخوانك، فإنْ متّ فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي علي الناس زمان هرج لايأنسون فيه إلاّ بكتبهم» [6] .

وعلي هذا الاساس اهتمّ أصحابه بكتابة الأحاديث وتدوينها حتي تألّفت واجتمعت الاُصول الاربعمائة المعروفة [7] ، والتي شكّلت المجاميع الحديثية الاولي عند الشيعة الإمامية.

10 ـ وممّا تميزّت به مدرسة الإمام الصادق(عليه السلام) هو إنماء الفكر الإسلامي وتطويره من خلال التخصص العلمي في مختلف فروع المعرفة الإسلامية وسوف نشير الي هذه الميزة بالتفصيل.


پاورقي

[1] حياة الإمام محمد الباقر: 1 / 75.

[2] بصائر الدرجات: 149.

[3] الارشاد: 2 / 186 وعنه في مناقب آل أبي طالب: 4 / 396، والاحتجاج: 2 / 134، وبحار الأنوار: 47 / 26 وزادوا فيه: فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر فالعلم بما يكون.

[4] الكافي: 1 / 52.

[5] وسائل الشيعة: 8 / 57 ـ 59.

[6] اُصول الكافي: 1 / 52.

[7] وسائل الشيعة: 18 / 57 ـ 59.


حياة الامام الصادق الاقتصادية


لا يستغني الانسان في حياته من المال، لتأمين حياته الاقتصادية من مأكله و ملبسه و مسكنه، و امرار معاشه بصورة عامة.

فهناك من يؤمن حياته الاقتصادية بطرق غير مشروعة، و لا يبالي من أين وصل اليه المال و اين صرفه أ

و لكن اولياء الله يهتمون بهذه الناحية كاهتمامهم بالعبادات، فان طلب الرزق الحلال يعتبر عندهم عبادة يتقربون بها الي الله تعالي.

و الحياة الاقتصادية للأئمة الطاهرين (عليهم السلام) كانت مركزة علي هذه النواحي الشرعية، فتراهم يهتمون بالزراعة، و تأمين جانب من حياتهم الاقتصادية، و يعتبرون الانتاج الزراعي أطهر و أحل الأرزاق.

و ربما استثمروا أموالهم عن طريق التجارة، لا حرصا علي جمع المال، و انما لأجل طلب المعيشة عن طريق الحلال، و تأمين ما يحتاجون اليه، استغناء عن الناس.

و هذا العمل له تأثير عجيب في سمعة الرجل القيادي، بأن لا يكون كلا علي المجتمع و لا تنحصر معيشته علي التبرعات أو الهدايا أو الحقوق



[ صفحه 112]



الشرعية و أمثال ذلك، بل يكون قائما بذاته في حياته الاقتصادية، و لا يحتاج الي أحد.

و من هذا المنطلق كان الامام الصادق (عليه السلام) يقوم في هذه الامور بنفسه، فتراه تارة يحضر في مزرعته، و يسقي الأرض، و يتصبب عرقا، أو يكيل التمر بيده، و أمثال ذلك.

أضف الي ذلك انه (عليه السلام) قدوة و اسوة للمسلمين، من ذلك العهد الي يوم يبعثون، و عمله حجة عند من يعتقد بامامته، فكان يتعب جسمه في هذا السبيل كي يقتدي به شيعته في استثمار الأرض و استخراج بركاتها كي يعيشوا حياة طيبة سعيدة، من ناحية الاستغناء علي الناس، و تحصيل المعاش و الرزق الحلال، و حفظ ماء الوجه.

و اليك بعض الأحاديث التي تؤكد ما ذكرناه:

1- عن محمد بن عذافر، عن أبيه قال: دفع الي أبوعبدالله (عليه السلام) سبعمائة دينا و قال: يا عذافر اصرفها في شي ء، أما علي ذاك ما بي شره [1] و لكن أحببت أن يراني الله (عزوجل) متعرضا لفوائده.

قال عذافر: فربحت فيها مائة دينار، فقلت له في الطواف: جعلت فداك، قد رزق الله (عزوجل) فيها مائة دينار، فقال: أثبتها في رأس مالي [2] .

و رويت هذه الرواية بصورة اخري و هي: عن محمد بن عذافر عن أبيه قال [3] : أعطي أبوعبدالله (عليه السلام) أبي ألفا و سبعمائة دينار فقال



[ صفحه 113]



له: اتجر بها ثم قال: أما انه ليس لي رغبة في ربحها و ان كان الربح مرغوبا فيه و لكني أحببت أن يراني الله (جل و عز) متعرضا لفوائده.

قال: فربحت له فيها مائة دينار ثم لقيته فقلت له: قد ربحت لك فيها مائة دينار. قال: ففرح أبوعبدالله (عليه السلام) بذلك فرحا شديدا فقال لي: أثبتها في رأس مالي.

قال: فمات أبي و المال عنده فأرسل الي أبوعبدالله (عليه السلام) فكتب: عافانا الله و اياك ان لي عند أبي محمد ألفا و ثمانمائة دينار أعطيته يتجر بها فادفعها الي عمر بن يزيد، قال، فنظرت في كتاب أبي فاذا فيه لأبي موسي [4] عندي ألف و سبعمائة دينار و أتجر له فيها مائة دينار، عبدالله ابن سنان و عمر بن يزيد يعرفانه [5] .

2- و عن أبي عمرو الشيباني قال: رأيت أباعبدالله (عليه السلام) و بيده مسحاة و عليه ازار غليظ يعمل في حائط له و العرق يتصاب عن ظهره فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك.

فقال لي: اني احب أن يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة [6] .

3- و عن محمد بن مرازم، عن أبيه أو عمه قال: شهدت أباعبدالله (عليه السلام) و هو يحاسب وكيلا له و الوكيل يكثر أن يقول: والله ما خنت والله ما خنت، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): يا هذا خيانتك



[ صفحه 114]



و تضييعك علي مالي سواء، لأن الخيانة شرها عليك.

ثم قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لو أن أحدكم هرب من رزقه لتبعه حتي يدركه، كما أنه ان هرب من أجله تبعه حتي يدركه، من خان خيانة حسبت عليه من رزقه و كتب عليه وزرها [7] .2- و عن معتب قال: قال لي أبوعبدالله (عليه السلام) - و قد تزيد السعر بالمدينة -: كم عندنا من طعام؟

قال: قلت: عندنا ما يكفينا أشهر كثيرة.

قال: أخرجه و بعه.

قال: قلت له: و ليس بالمدينة طعام.

قال: بعه.

فلما بعته قال: اشتر مع الناس يوما بيوم.

و قال: يا معتب اجعل قوت عيالي نصفا شعيرا و نصفا حنطة فان الله يعلم أني واجد أن أطعمهم الحنطة علي وجهها و لكني احب أن يراني الله قد أحسنت تقدير المعيشة [8] .

5- و عن عبدالأعلي مولي آل سام قال: استقبلت أباعبدالله (عليه السلام) في بعض طرق المدينة في يوم صايف شديد الحر فقلت: جعلت فداك! حالك عند الله (عزوجل) و قرابتك من رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أنت تجهد لنفسك في مثل هذا اليوم؟

فقال: يا عبدالأعلي خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك [9] .



[ صفحه 115]



6- و عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا قال: كان أبوعبدالله (عليه السلام) ربما أطعمنا الفراني و الأخبصة [10] ثم يطعم الخبز و الزيت فقيل له: لو دبرت أمرك حتي تعتدل، فقال: انما نتدبر بأمر الله (عزوجل) فاذا وسع علينا وسعنا و اذا قتر علينا قترنا [11] .

7- و عن داود بن سرحان قال: رأيت أباعبدالله (عليه السلام) يكيل تمرا بيده، فقلت: جعلت فداك لو أمرت بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك.

فقال: يا داود انه لا يصلح المرء المسلم الا ثلاثة: التفقة في الدين و الصبر علي النائبة و حسن التقدير في المعيشة [12] [13] .

8- و عن هارون بن عيسي قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) لمحمد ابنه: يا بني كم فضل معك من تلك النفقة؟

قال: أربعون دينارا.

قال: اخرج فتصدق بها.

قال: انه لم يبق معي غيرها.

قال: تصدق بها فان الله (عزوجل) يخلفها، أما عملت أن لكل



[ صفحه 116]



شي ء مفتاحا و مفتاح الرزق الصدقة فتصدق بها، ففعل.

فما لبث أبوعبدالله (عليه السلام) عشرة أيام حتي جاءه من موضع أربعة آلاف دينار فقال: يا بني أعطينا لله أربعين دينارا فأعطانا الله أربعة آلاف دينار [14] .

9- و عن الحسين الجمال قال: شهدت اسحاق بن عمار يوما و قد شد كيسه و هو يريد أن يقوم فجاءه انسان يطلب دراهم بدينار فحل الكيس فأعطاه دراهم بدينار قال: فقلت له: سبحان الله ما كان فضل هذا الدينار؟

فقال اسحاق: ما فعلت هذا رغبة في فضل الدينار و لكن سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: من استقل قليل الرزق حرم الكثير [15] .

و رويت هذه الرواية بصورة اخري، و هي: عن الحسن بن بسام الجمال قال: كنت عند اسحاق بن عمار الصيرفي فجاء رجل يطلب غلة بدينار و كان قد اغلق باب الحانوت و ختم الكيس فأعطاه غلة بدينار فقلت له: ويحك يا اسحاق ربما حملت لك من السفينة ألف ألف درهم.

قال: فقال لي: تري كان لي هذا، لكني سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: من استقل قليل الرزق حرم كثيره، ثم التفت الي قال: يا اسحاق لا تستقل قليل الرزق فتحرم كثيره [16] .

10- و روي عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: ما توسل الي أحد بوسيلة و لا تذرع بذريعة أقرب له الي ما يريده مني من رجل سلف اليه مني يد أتبعتها اختها و أحسنت ربها، فاني رأيت منع الأواخر يقطع لسان



[ صفحه 117]



شكر الأوائل، و لا سخت نفسي برد بكر الحوائج [17] و قد قال الشاعر:



و اذا بليت ببذل وجهك سائلا

فابذله للمتكرم المفضال



ان الجواد اذا حباك بموعد

أعطاكه سلسا [18] بغير مطال



و اذا السؤال مع النوال قرنته

رجح السؤال و خف كل نوال [19]



11- و عن اسماعيل بن جابر قال: أتيت أباعبدالله (عليه السلام) و اذا هو في حائط له [20] بيده مسحاة و هو يفتح بها الماء و عليه قميص شبه الكرابيس كأنه مخيط عليه، من ضيقه [21] .



[ صفحه 118]




پاورقي

[1] ما بي شره: أي حرص.

[2] الكافي: ج 5 ص 77 ح 16.

[3] ضمير «قال» راجع الي ابن عذافر كما يظهر من آخر الحديث حيث قال (عليه السلام): «ان لي عند أبي محمد».

[4] يعني به أباعبدالله (عليه السلام) فان ابنه موسي (عليه السلام) و لعله كتب هكذا تقية (مرآة العقول).

[5] الكافي: ج 5 ص 76 ح 12.

[6] الكافي: ج 5 ص 76 ح 13.

[7] الكافي: ج 5 ص 304 ح 4.

[8] الكافي، ج 5 ص 166 ح 2.

[9] الكافي: ج 5 ص 74 ح 3.

[10] الفرني: خبز غليظ مستدير. أو خبزة مصعنبة مضمومة الجوانب الي الوسط، تشوي ثم تروي سمنا و لبنا و سكرا. الأخبصة: جمع الخبيص: طعام معمول من التمر و السمن. (اقرب الموارد).

[11] الكافي: ج 6 ص 279 ح 1.

[12] التفقه في الدين هو تحصيل البصيرة في العلوم الدينية. و النائبة: المصيبة. و تقدير المعيشة: تعديلها بحيث لا يميل الي طرفي الاسراف و التقتير، بل يكون قواما بين ذلك كما قال الله (عزوجل). (الوافي).

[13] الكافي: ج 5 ص 87 ح 4.

[14] الكافي: ج 4 ص 9 ح 3.

[15] الكافي: ج 5 ص 311 ح 30.

[16] الكافي: ج 5 ص 318 ح 56.

[17] قال العلامة المجلسي (طاب ثراه): قوله (عليه السلام): «و أحسنت ربها» أي تربيتها بعدم المنع بعد ذلك العطاء، فان منع النعم للأواخر يقطع لسان شكر المنعم عليه علي النعم الأوائل، و لما ذكر أنه يحب اتباع بالنعمة بين أنه لا يرد بكر الحوائج أيضا أي الحاجة الاولي التي لم يسأل السائل قبلها (بحارالأنوار: ج 47 ص 39).

[18] السلس: السهل اللين المنقاد. (أقرب الموارد).

[19] الكافي: ج 4 ص 24 ح 5.

[20] الحائط: البستان (أقرب الموارد).

[21] الكافي: ج 5 ص 76 ح 11.


زيديه


زيديه كساني هستند كه به امامت زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب عليه السلام قائل مي باشند و معتقدند هر كس از بني فاطمه كه با شمشير قيام كرد و جامع خصال پسنديده بود امام است



[ صفحه 225]




سبز شدن درخت خشكيده


گروهي نقل كرده اند در راه مكه همراه جعفر بن محمد عليه السلام بوديم و زير نخل خشكيده اي منزل كرديم. حضرت لبانش حركت مي كرد و دعايي مي خواند كه ما متوجه نمي شديم. سپس امام به نخل توجه كرد و فرمود: «اي درخت! از آنچه خدا در تو نهاده است، بر ما اطعام كن.» در پي دعاي حضرت، نخل خشكيده، سبز و پر خرما شد. پس حضرت ما را دعوت كرد و فرمود: «به نام خدا از آن بخوريد» و ما از رطبي خورديم كه در عمرمان مانند آن نخورده بوديم. در آنجا عربي بود كه گفت: اين سحر است. حضرت فرمود: ما وارث پيامبران هستيم، دعا مي كنيم و خدا دعاي ما را مستجاب مي كند. اگر بخواهي و دعا كنم تو مسخ مي شوي. مرد عرب گفت: آن را از خدا بخواه. حضرت دعا كرد و مرد عرب تبديل به سگ شد. پس چون با آن حال نزد خانواده اش رفت، خانواده اش او را زدند و از خود راندند. پس آن مرد به سوي حضرت برگشت، در حالي كه اشك از چشمانش سرازير بود. پس حضرت بر او رحم آورد و دعا كرد و آن مرد به حال اول برگشت. [1] .


پاورقي

[1] احقاق الحق، ج 12، ص 260، به نقل از: وسيلة النجاة، ص 358.


در انديشه مردم


امامان معصوم در رهنمون و انديشه و نيز در رفتار هماره در انديشه مردم بودند تا ديگران را از خطرهاي عقيدتي و رفتاري برهانند. آنان همان گونه كه در رهنمون مردم تلاش خستگي ناپذير داشتند، در رفتار نيز آن گونه شايسته رفتار نمودند كه الگوي پايدار از خويش به يادگار نهادند.

نوع مردم، در انديشه و ساماندهي زندگي دنيايي خويش هستند؛ ساماندهي زندگي ديگري را بي مسؤليت مي پندارند. ليكن افراد وارسته هماره اين دغدغه را دارند كه ديگران در چه وضعيتي به سر مي برند. اين روحيات در شرايط عادي اندكي بروز مي كنند؛ ليكن در تنگنا و به خصوص شرايط بحراني، اين ويژگي ها زمينه آشكار شدن را فراهم



[ صفحه 105]



مي سازند.

هنگامي كه در جامعه كمبود احساس مي شود، برخي در انديشه انبوه كردن مواد و امكانات دنيايي براي خويش هستند تا در فرصت مناسب از انباشته هاي خويش بهره وري نمايند! حال بر ديگران چه مي گذرد، غفلت دارند! امام صادق عليه السلام در لحظه هاي بحران در انديشه مردم است. توجه كنيد:

در مدينه احساس كمبود مواد غذايي شد و قيمت كالاها بالا رفت. امام از خدمتگزار خود پرسيد قيمت ها بالا رفته است، چه مقدار طعام (گندم) ذخيره داريم. خدمتگزار عرض كرد ما براي ماه هاي زياد ذخيره داريم. امام فرمود گندم ها را ببر در بازار بفروش؛ خدمتگزار گفت در مدينه چيزي يافت نمي شود. امام فرمود ببر و بفروش و نياز هر روز را روزانه تهيه كن. از امروز نصف نان خانه را از گندم و نصف ديگر را از آرد جو تهيه نماييد. من توان آن را دارم كه مصرف نان خانه ام را از گندم تهيه كنم. ليكن من دوست دارم خداي سبحان مرا ببيند كه چه نيكو سطح زندگي ام را تدبير و تقدير نموده ام، و لكني احب ان يراني الله قد احسنت تقدير المعيشة. [1] .

اين رفتار پيام شفاف و الگو و اسوه براي همگان است، به ويژه رهبران و نيز افراد متمول جامعه كه چگونه امام خويش را هم سطح مردم قرار مي دهد. چگونه از نعمت هاي الهي بهره وري مي كند. امام همام چگونه در انديشه مردم است كه زندگي مردم در تنگنا قرار گرفته براي آنان چاره جويي كند، تا در انديشه اندوختن نباشد. بلكه اندوخته ها را در تنگناها در بازار نمايان سازد.



[ صفحه 106]




پاورقي

[1] فروع كافي، ج 5، ص 166، بحار، ج 47، ص 60.


كينه ي منصور


منصور عباسي كه از تمايل و علاقه ي مردم نسبت به اهل بيت رنج مي برده و از توجه و گرايش مسلمين به خاندان عصمت و به شخص امام صادق عليه السلام به سبب علم و تقوايش ناراحت بود و اين علاقه و توجه را «آشوب» نام مي گذاشته است.

گاهي با اين همه بغض و كينه، حق را به زبان مي آورده و مي گفته است: اين شخصيت بزرگ كه همچون استخواني در گلوي من گير كرده داناترين مردم زمان



[ صفحه 69]



خويش است.

روزي منصور در حضور امام صادق عليه السلام چنين اظهار داشت: ما از درياي فضل و دانش لايزال شما جرعه مي نوشيم و به مقام والايتان تقرب مي جوئيم و شما چيزهائي را در جهان مشاهده مي كنيد كه ما از ديدن آنها عاجزيم. نور وجود شما تاريكيها و تيرگيها را روشن ساخته و دست و اراده ي گره گشاي شما، مشكلات را از سر راه انسانها برمي دارد ما زير سايه ي پربركت شما زنده ايم و از اقيانوس ژرف جود و كرم و سخاي شما بهره ور.

منصور بارها مي گفت: جعفر صادق عليه السلام در گلوي من عقده شده و مرا آزار مي دهد. با اينكه امام صادق عليه السلام در گوشه ي مدينه، آزارش به كسي نمي رسيد و ظاهرا به دستگاه منصور صدمه اي نداشت. اما چون شخصيت و محبوبيت امام را در قلوب مردم مي ديد و بي ارزشي خود را در توده ها مشاهده مي كرد اين مقايسه استخواني بود در گلوي او و هميشه او را رنج مي داد.

لذا هنگامي كه عباسيان به قدرت رسيدند، طبيعي بود كه خطر واقعي را از سوي عموزادگان علوي خود احساس كنند، چه آنان به لحاظ پايگاه معنوي نيرومندتر و به لحاظ خويشاوندي، به پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم نزديك تر بودند. از ديدگاه مردم اولادهاي حضرت فاطمه ي زهرا عليهاالسلام براي خلافت بسي موجه تر مي نمودند مخصوصا كه قبلا خود سفاح و منصور با «محمد بن عبدالله» بيعت كرده بودند براي روشن تر شدن موضوع بيعت اجبارا اشاره اي به جريانات قبل و بعد مي كنيم.


كشتار در مكه


با اينكه خانه ي كعبه اين قدر احترام دارد و نبايد حريم حرمت آن شكسته شود اما عبدالملك مروان خليفه ي اموي آن قدر خودرأي و خودكامه بود كه براي پيشرفت كار خود به هر نوع وسيله اي متوسل مي گشت گرچه با احكام قرآن و سنت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم مغاير باشد.



[ صفحه 104]



وي علاوه بر جنايات ديگري كه انجام داد، حرمت خانه ي كعبه را در هم شكست و تمام آيات و رواياتي را كه در اين باره رسيده است ناديده گرفت و به حجاج بن يوسف دستور داد در ميان مسجد كعبه سر عبدالله زبير را ببرد، با اينكه - همان گونه كه گفتيم - كعبه و اطراف آن به موجب قوانين اسلام محل امن است و كشتار در آن حرام مي باشد.


خوف و رجا از خدا، عامل حركت انساني


ما علاوه بر اين كه بايد از برخي امور بترسيم، بايد از كساني هم كه آن امور به دست آنها است حساب ببريم. مثلا، ما علاوه بر اين كه بايد از عذاب آخرت بترسيم، بايد از كسي كه اين عذاب به دست او است نيز حساب ببريم و او را بشناسيم. انسان گاهي از اين مي ترسد كه مبادا مبتلا به وبا، سرطان و يا ايدز گردد و گاهي نيز كسي را مي شناسد كه مي تواند او را به اين بيماري ها مبتلا كند. از اين روي، شناخت كسي كه توانايي وارد كردن عذاب و يا دفع آن را دارد، امري لازم و ضروري است. كساني كه اعتقاد به معاد دارند؛ يعني به زندگي پس از مرگ و نيز عذاب و ثواب آخرت معتقدند، اما نمي دانند كه اختيار اين عذاب ها و ثواب ها در دست كيست، در واقع خداوند را نمي شناسند. از شواهد و قراين موجود چنين به دست مي آيد كه در هزاران سال قبل، انسان هايي مي زيسته اند كه به عالم آخرت معتقد بوده و مي دانسته اند كه در آن جا گرسنگي و ناراحتي هايي هست. برخي از باستان شناسان در كاوش هاي خود به خوشه هاي گندمي برخورد كرده اند كه همراه با اجساد انسان هايي كه گويا از افراد سرشناس زمان خود بوده اند، دفن شده بودند. شايد آنها با اين كار خود مي خواسته اند تا هنگام زنده شدن مردگان در عالم پس از مرگ، براي رفع گرسنگي خود از اين گندم ها تناول كنند تا از گرسنگي تلف نشوند!

بنابراين اسلام فقط منادي وجود جهاني پس از مرگ و اين كه در آن جا عذاب ها و ثواب هايي وجود دارد نيست، بلكه علاوه بر آن درصدد است تا به انسان بفهماند كه اختيار اين عذاب ها و ثواب ها در دست خدا است و انسان اگر مي خواهد به آن عذاب ها مبتلا نشود، بايد از خدا بترسد. البته اين ترس اصالتا ناشي از اعمال خود افراد در اين دنيا است؛ يعني اگر انسان ها كار بدي بكنند، مبتلا به عذابي مي شوند كه آن عذاب را خداوند بر آنها نازل خواهد كرد. انسان بايد نقطه بيم و اميدش خدا باشد تا هم به مصيبت ها و امور نامطلوب و دنيا و آخرت مبتلا نشود و هم امور مطلوب و پسنديده دنيا و آخرت را به دست آورد، و اين امر تنها در پرتو اطاعت از خداوند امكان پذير است.

عامل حركت انساني از ديدگاه معرفت اسلامي، خوف از خدا و رجاي به خداوند است. دو عامل خوف و رجا موجب مي شود تا انسان ها بر حسب مراتب ايمان و معرفت خود، به عبادت خدا بپردازند؛ عبادت برخي افراد به دليل ترس از عذاب جهنم است و



[ صفحه 98]



كساني كه از درجات بالاتر ايمان برخوردارند، از ترس اين كه مبادا از چشم خدا بيفتند او را عبادت مي كنند: فهبني... صبرت علي عذابك فكيف اصبر علي فراقك؛ [1] اگر بر عذابت صبر كنم، چطور مي توانم بر فراقت صبر كنم؟


پاورقي

[1] مفاتيح الجنان، دعاي كميل.


كار پنهاني تشكيلاتي


كار پنهاني و تشكيلاتي به طور معمول در صورتي كه با اصول درست پنهانكاري همراه باشد، بايد همواره پنهان بماند. آن روز مخفي بوده، بعد از آن نيز مخفي مي ماند و رازداري و كتمان صاحبانش نمي گذارد پاي نامحرمي بدان جا برسد. هر گاه آن كار به ثمر برسد و گردانندگان و عاملانش بتوانند قدرت را در دست گيرند، خود، دقايق كار پنهان خود را برملا خواهند كرد. به همين جهت است كه اكنون بسياري از ريزه كاريها و حتي فرمانهاي خصوصي و تماسهاي محرمانه ي سران بني عباس با پيروان افراد تشكيلاتشان در دوران دعوت عباسي در تاريخ ثبت است و همه از آن آگاهند.

بي گمان اگر نهضت علوي نيز به ثمر مي رسيد و قدرت و حكومت در اختيار امامان شيعه يا عناصر برگزيده ي آنان درمي آمد، ما امروز از همه ي رازهاي سر به مهر دعوت علوي و تشكيلات همه جا گسترده و بسيار محرمانه ي آن مطلع مي بوديم.


دفن پيكر مطهر امام صادق در داخل حرم


از اين تحليل تاريخي دو نتيجه بدست مي آيد:

1 ـ ايجاد ساختمان مدفن ائمه بقيع (عليهم السلام) و تبديل خانه عقيل به حرم و زيارتگاه عمومي در دوران خلافت سفاح 136 ـ 132 و يا در اوائل دوران خلافت منصور 158 ـ 137 [1] به وسيله يكي از اين دو خليفه و يا به وسيله ي بني الحسن و شيعيان مدينه و يا با هماهنگي هر دو جناح و با اهداف مختلف صورت گرفته است.

2 ـ همانگونه كه در صفحات گذشته روشن گرديد، اجساد مطهر سه تن از ائمه هدي؛ يعني امام مجتبي، امام سجاد و امام باقر (عليهم السلام) كه ارتحال و شهادت آنان به ترتيب در سالهاي 50، 95 و 114 واقع شـده و در داخل خانه عقيل دفن شده است، ولي پيكر امام صادق (عليه السلام) كه شهادت آن حضرت در سال 148 بوقوع پيوسته، نه تنها در داخل محوطه مسقف و در داخل خانه، بلكه در داخل حرم و پس از تبديل شدن خانه عقيل به «مسجد» و زيارتگاه عمومي در كنار قبور ائمه سه گانه، به خاك سپرده شده است. و اين بود مرحله دوم از تاريخ حرم ائمه بقيع (عليهم السلام).

متأسفانه در مورد تغيير و تحولي كه پس از اين تاريخ تا قرن پنجم، در اين حرم شريف بوجود آمده است، اطلاع دقيق و مستند تاريخي در دست نيست ولي با توجه به



[ صفحه 88]



بحثهاي گذشته، مسلماً اين حرم در طول اين سه قرن نيز مورد توجه عباسيان و شيعيان اهل بيت بوده و از هر فرصت ممكن در تعمير و تجديد بناي آن اهتمام ورزيده اند و بعضي از شواهد تاريخي نيز مؤيد اين حقيقت است.

از جمله، مطلبي است كه مرحوم جزايري كه در سال 1095 هجري به زيارت مدينه رفته است مي نويسد: يكي از شيعيان ساكن مدينه به او گفته است كه در سال پيش، علماي مدينه به تفتيش كتبي كه در خزانه ي بقيع بوده رفته و نسخه اي از «المزار» شيخ مفيد را در آنجا يافتند كه در آن كتاب نسبت به بعضي از صحابه بدگويي شده بود، كتاب را نزد قاضي آورده و از وي خواستند تا اجازه دهد قبه ائمه را تخريب نمايند. او گفت اين قبه را هارون الرشيد براي جدش ساخته و من نمي توانم به تخريب آن فتوا بدهم. [2] .

بطوري كه در مرحله سوم از تاريخ حرم ائمه بقيع خواهيم ديد، قبه اي كه در قرن يازدهم مورد بحث بوده قاضي مدينه ساختمان آن را به هارون الرشيد نسبت مي داده است، همان بقعه و قبه اي است كه در قرن پنجم به دستور مجد الملك ساخته شده است نه به وسيله هـارون الـرشيد ولي گفتار قاضي مدينه نشانگر اين است كه هارون هم در دوران خلافتش 193 ـ 170 به اين حرم شريف توجه و در تعمير آن نقشي داشته است؛ بطوري كه حتي گنبد و بارگاهي كه تقريباً سه قرن پس از او و بدست يكي از وزراي ايراني ساخته شده است، به وي منتسب گرديده است. و همچنين تعمير اين حرم شريف به وسيله مسترشد بالله در سال 519 و به وسيله مستنصر خليفه عباسي در سال 640 كه در صفحات آينده توضيح خواهيم داد دليل توجه خلفاي عباسي به اين حرم شريف مي باشد.


پاورقي

[1] زيرا مخالفت منصور با علويان از سال 145 با قيام محمد و ابراهيم فرزندان عبدالله بن حسن علني گرديد بطوري كه مورخان درباره او گفته اند:

«كان المنصور اول مَن أوقع الفتنة بين العباسيين و العلويين و كانوا قبل شيئاً واحداً. تاريخ الخلفا، ص243.

[2] مجله ميقات، ش4، مقاله: حجاج شيعي در دوره صفوي، ص125 ـ 124.


الاتقاء من الكذب


و كان الامام عليه السلام يحذر ابناءه من الكذب، و يقول لهم: «اتقوا الكذب، الصغير منه و الكبير، في كل جد و هزل. فان الرجل اذا كذب في الصغير اجترأ علي الكبير، أما علمتم أ رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: ما يزال



[ صفحه 93]



العبد يصدق حتي يكتبه الله صديقا، و ما يزال العبد يكذب حتي يكتبه الله كذابا...» [1] .

لقد حذر الامام عليه السلام من الكذب في كل شي ء، لأنه من أفحش الجرائم و أكثرها مقتا عند الله، كما أمر بالتحلي بالصدق لأنه مصدر لكل فضيلة و عنوان لكل شرف، و كرامة.


پاورقي

[1] أصول الكافي 2 / 223.


تقواه و ورعه


كان ورعا تقيا شديد الخوف من الله يقول سعيد صاحب الحسن بن صالح: لم أر أحدا اخوف من الله من الحسن بن صالح حتي قدمت المدينة فرأيت الحسين بن علي بن الحسين فلم أر أشد خوفا منه، كأنما أدخل النار ثم أخرج منها لشدة خوفه [1] .

و روي أحمد بن عيسي عن أبيه قال: كنت أري الحسين بن علي بن الحسين يدعو فكنت أقول: لايضع يده حتي يستجاب له في الخلق اجمعين [2] .



[ صفحه 87]



لقد نشأ الحسين في مركز الورع و التقوي، و معدن الحكمة و الفضيلة في الاسلام، و قد غذاه أبوه الامام زين العابدين بمثله و كمالاته النفسية، فكان كأبيه في اقباله علي الله، و زهده في الدنيا، و تحرجه في الدين.


پاورقي

[1] الارشاد (ص 302).

[2] عمدة الطالب 2 / 29.


جايگاه توكل


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

بي نيازي و عزت به هر طرف در حال گردش اند و چون به جايگاه توكل دست يافتند در آن جا متوطن (ساكن) مي شوند. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 65 / 3، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22550.


حكايت


يكي از علما مي فرمود: سال ها پيش عيالوار بودم و از حيث مالي در تنگناي شديدي قرار داشتم. روزهاي زيادي بود كه از مغازه دارها نسيه خريد مي كردم. يك روز به قصد آن كه براي بچه هايم خوراكي تهيه نمايم، زنبيلي برداشتم و از خانه بيرون رفتم. در آن ايام يخچال نبود كه بتوان خوراك چند روز را در خانه نگه داشت. بلكه خوراك هر روز را همان روز تهيه مي كردند. مي گفت: به وسط كوچه كه رسيدم فكر كردم از كدام مغازه دار ممكن است نسيه بگيرم. هر چه به ذهنم فشار آوردم كسي را نيافتم كه از او نسيه نياورده باشم. از قصاب گرفته تا نانوا و بقال، از همه آنها كم و بيش نسيه گرفته بودم. البته چيزي به من نگفته بودند، اما خجالت مي كشيدم دوباره از آنها نسيه بخرم. با خود گفتم: بهتر است بروم از رفقا پول قرض بگيرم. ديدم از آنها نيز آن قدر پول قرض كرده ام كه نمي توانم دوباره تقاضاي قرض بكنم. مدتي گذشت و من هنوز با همين افكار در كوچه ايستاده بودم و هر چه فكر مي كردم نمي توانستم راهي پيدا كنم. ناگهان اين حديث به ذهنم



[ صفحه 130]



خطور كرد: «ان الله تعالي قد تكفل لطالب العلم برزقه خاصة عما ضمنه لغيره [1] ؛ خداوند روزي طالب علم را خود متكفل شده است» به سوي آسمان نگاهي كردم و گفتم خدايا، من تا جايي كه مي توانستم قرض كردم و با قرض و نسيه روزگار گذراندم، اما ديگر نمي توانم. اين را گفتم و با زنبيل خالي به طرف مدرسه به راه افتادم و مشغول مطالعه شدم. مدتي كه گذشت ناگهان خادم مدرسه مرا صدا زد و گفت: خانمي از منزل شما آمده و با شما كار دارد. خيلي نگران شدم؛ چون زن ها در مواقع عادي اين كار را نمي كردند و به مدرسه نمي آمدند. با خود گفتم: نكند اتفاق بدي افتاده باشد. از جا پريدم و تا وقتي به در مدرسه رسيدم، هزار و يك فكر به ذهنم آمد. ديدم پشت در مدرسه همان زني ايستاده است كه گاهي به منزل ما مي آمد و در مقابل كمكي كه به بچه هاي من مي كرد، ناهار يا شامي مي خورد و مي رفت. كلفت نبود، اما گاهي اوقات مي آمد و كمك مي كرد. گفت: فلان همسايه مي خواهد شما را ببيند و با شما كار فوري دارد. خدا را شكر كردم كه مسئله مهمي نيست و زنبيل خالي ام را برداشتم و به طرف خانه به راه افتادم. به خانه كه رسيدم، بچه هايم سئوال كردند: چرا چيزي نخريده اي؟ گفتم: بعدا مي خرم و به سراغ همسايه رفتم. ديدم خانمي است كه عزم سفر دارد. آن روزها رسم بر اين بود اشخاصي كه به مسافرت مي رفتند پول هاي خود را نزد شخص اميني به امانت مي گذاشتند. خانم گفت: مي خواهم به مسافرت بروم و شايد اين سفر بيش از شش ماه به طول بينجامد، مقداري روپيه [2] دارم كه مي خواهم آنها را نزد شما به امانت بگذارم. مقداري پول به من داد و من آنها را گرفتم. گفتم: اجازه مي دهي اگر محتاج شدم در اين پول ها تصرف نمايم؟ گفت: بله اشكالي ندارد. تو فرد اميني هستي و مال مرا نمي خوري. خداحافظي كردم و چند روپيه از آن پول ها را برداشتم و تمام بدهكاري هايم را ادا كردم. آن روز غذاي بهتري تهيه كردم و به خانه بردم. اين آقا، هم صابر بوده است و هم راضي. مثل آن شخص نبوده است كه قرآن را بردارد و نزد حضرت امير عليه السلام برود.



[ صفحه 131]



رسيدن به اين مقام كار ساده اي نيست. هنر مي خواهد كه انسان قدرت گله كردن داشته باشد ولي شكوه نكند و اين بدون كمك خدا و سعي خود انسان امكان پذير نيست؛ چرا كه كوشش بايد با دعا همراه باشد. بسيارند اموري كه اگر بي استعانت و توسل انجام شوند چندان ثمربخش واقع نمي شوند، هر چند با كوشش فراوان توأم باشند. چه بسا مجتهدي پس از چهل يا پنجاه سال زحمت، به مقام اجتهاد و مرجعيت دست يابد ولي در آخر نداند كه حكم خدا كدام است. بي استعانت از خدا و اهل بيت عليهم السلام ما كجا و فهم حكم خدا كجا؟ خدا مقدمات و اسبابي را فراهم مي كند تا انسان امتحان شود.

يكي از منسوبان ما زن صالح و مؤمني بود كه مي گفتند سالها با مادر شوهرش در يك خانه زندگي مي كرده است، اما هيچ وقت با هم مشكلي نداشته اند. خيلي مهم است كه يك عروس و يك مادر شوهر در يك خانه با هم زندگي كنند و در نهايت هر دو نيز به بهشت بروند. چهل سال پيش كه اين بنده خدا از دنيا رفت، او را در خواب ديده و پرسيده بودند: حالت چطور است؟ گفته بود حالم خوب است. پرسيده بودند: آيا عمه ات [3] را مي بيني؟ گفته بود: آري مي بينم. پرسيده بودند: حالش چطور است؟ گفته بود: درجه او از من بالاتر است. گاهي اوقات او اراده مي كند و مي تواند به ديدن من بيايد، اما من نمي توانم به ديدن او بروم. خداي متعال او را در درجه ي «راضين بقضاء الله» و مرا در درجه «صابرين» قرار داده است.

حضرت در اين جا صبر و رضا را در پي هم آورده و فرموده اند: «بمن صبر و رضي». علما گفته اند «واو» ظهور در اثنينيت دارد؛ يعني معطوف و معطوف عليه به هر حال دو چيزند، نه يك چيز. اين «واو» دلالت مي كند كه رضا غير از صبر است «و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله الا ما هو أهله» ظاهرا «هو» در اين عبارت به «من» بر مي گردد، انساني كه سحر بيدار مي شود و با اين كه خوابش مي آيد وضو مي گيرد و مشغول عبادت مي شود، در واقع پا روي نفس خويش گذاشته است اين شخص با كسي كه خوابيده و عبادتي انجام نداده فرق مي كند، و مطمئنا پاداش اين دو نفر در نزد خدا يكسان نيست.



[ صفحه 132]




پاورقي

[1] منية المريد، ص 160.

[2] در آن روزگار در عراق «روپيه» پول رايج بوده است.

[3] مادر شوهر؛ در عراق به مادر شوهر، عمه مي گويند ولو اينكه خواهر پدر نباشد.


معاشرت با چه كساني؟


اشخاص خوب، خوبان را دوست دارند و با آنان معاشرت مي كنند و پاداش خوبان را مي بينند. اشخاص بد، بدان را مي خواهند و با آنان نشست و برخاست مي كنند و سزاي بدان را نيز خواهند ديد.

پس شما از نيكان باشيد و با نيكان دوست و همنشين شويد تا در روز قيامت با آنان محشور شويد و از مجالست با بدان دوري كنيد و گرنه در روز رستاخيز با آنان خواهيد بود.

حق علي الله عزوجل، ان تصيروا مع من عشتم معه في الدنيا. [1] .

سزاوار است كه خداي متعال، شما را با كساني محشور سازد كه در دنيا با آنان زندگي و معاشرت كرده ايد.



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] وافي. ج 10، ص 27.


امام و تفسير قرآن


################

پاورقي

################

فتوت و جوانمردي


هر چند لفظ فتوت در كتاب و سنت ذكر نشده ولي گويا به مجموعه صفات و فضايلي از قبيل: مروت و شجاعت تعبير مي شود، و باعث امتياز و فضيلت شخص در ميان ديگران مي گردد و اولين كسي كه درباره آن سخن گفت امام صادق (ع) بود. [1] او مردم را بدان دعوت مي نمود زيرا اين لقب جد بزرگوارش علي بن ابيطالب عليه السلام و اهل بيت بود. هر چند فتوت يك صفت فردي است و اگر در اجتماعي وجود



[ صفحه 294]



داشته باشد تشخيص آن ميسر نيست، اما هرگاه كه جامعه آن را پيروي كنند موجب مي شود كه خود آنها تحت يك نظام و ترتيب كلي زندگي كنند [2] و با يكديگر صميمي و مهربان باشند.

اگر گفته شود كه منظور جعفر بن محمد (ع) از اين بيان آن است كه روش و اخلاق خاصي را به مردم و اجتماع توصيه كند اين سخن دور از حقيقت و انصاف است، زيرا او معتقد بود كه «بايد مردم را به نيكي و خيرخواهي با يكديگر و عاطفه و محبت دعوت كرد كه مكارم و فضايل اخلاقي در بين آنها رواج يابد تا هر فرد هنگام احتياج به كمك ديگران بشتابد.»

پس از امام جعفر (ع) ساير ائمه طاهرين و بعد از آنها امام احمد و سهل و جنيد نيز درباره فتوت سخن گفته اند و اقوال مختلفي ذكر كرده اند، اما مرجع و منظور همه [3] يكي است.



[ صفحه 295]



هر چند امام صادق (ع) بيشتر از همه ي مردم شايسته احترام و اجلال بود ولي هرگز خود را بر آنها كه شخصيتي داشتند ترجيح نمي داد و خود را بالاتر از آنها نمي پنداشت.

هيچگاه بين خود و شاگردانش تفاوت و امتيازي قائل نمي شد و فضل و دانش و بزرگي همه را در نظر داشت و همواره دانشمندان و علماء عصر خود را كه طالب علم و دانش او بودند با آغوش باز مي پذيرفت و به سئوالاتشان جواب مي داد. عنوان بصري كه مردي سالخورده بود و نود و چهار سال از عمرش گذشته بود حديث كرده گويد: من سال ها براي حل مسائل و مشكلاتم نزد مالك بن انس مي رفتم و از او جواب مي گرفتم ولي همين كه آوازه شهرت امام صادق (ع) را در حل مشكلات شنيدم به سويش شتافتم و به رفت و آمد در خانه او پرداختم و مسائلم را از او جويا شدم. خيلي علاقه داشتم از او استفاده ببرم همچنان كه از مالك بهره مند مي شدم. روزي امام صادق (ع) مرا مخاطب ساخته فرمود: من از كساني هستم كه همواره مردم به من روي مي آورند و خواسته هايشان را از من مي خواهند ولي من در هر ساعت از اوقات شب و



[ صفحه 296]



صبح و عصر دعاهائي دارم كه بايد بخوانم لذا از تو مي خواهم كه ما را از اين كار باز نداري و مانع توجه من به سوي خداوند متعال نشوي. و همانطوري كه قبلا نزد مالك مي رفتي حالا هم به او مراجعه كن. عنوان اضافه مي كند كه من از اين ماجرا در غم و اندوه فراواني فرورفتم و از حضور او بيرون آمدم در حالي كه پيش خود مي گفتم: اگر او اميد خير و صلاحي در من مي ديد مرا از فيض حضورش محروم نمي كرد و مي توانستم از او استفاده ببرم. پس به مسجد رسول خدا (ص) روانه شدم. بر او سلام كردم و روز بعد به روضه رفتم و در آنجا دو ركعت نماز به جاي آوردم پس دستهايم را به سوي آسمان بلند كردم و گفتم: پروردگارا «از تو مي خواهم كه قلب امام جعفر (ع) را نسبت به من معطوف داري و مرا از علم او روزي دهي كه من از دانش او استفاده برم تا اندازه اي كه به راه راست هدايت شوم» و در حالي كه هنوز اندوهناك و مغموم بودم به طرف خانه خود حركت كردم. از آن روز وجودم آكنده از محبت و دوستي امام جعفر (ع) بود و ديگر از رفتن نزد مالك بن انس منصرف شدم و از خانه خارج نمي شدم مگر براي نمازي كه



[ صفحه 297]



متعهد شده بودم تا اينكه بالاخره صبرم تمام شد و بسيار دلتنگ و ناراحت شده بودم لذا چون از مسجد بازگشتم به قصد ملاقات امام صادق(ع) به سوي خانه او شتافتم و همين كه به حضورش رسيدم و سلام كردم، فرمود: بنشين. من نشستم امام جعفر (ع) سرش را به زير افكنده بود و سخن نمي گفت. بالاخره پس از اندكي سر خود را بلند كرد و مرا مخاطب ساخت و گفت:

پدر تو كه بود؟ گفتم: ابوعبدالله.

فرمود: ابوعبدالله. خداوند تو را ثابت گرداند و تو را موفق بدارد. آيا سؤالي داري؟

من پيش خود گفتم اگر منظور ديگري هم جز همين از اين ملاقات نداشتم همين دعاي امام صادق (ع) براي من كافي بود و همچنان كه من در انديشه بودم امام جعفر (ع) دوباره سر خود را بلند كرد و فرمود: مسئله تو چيست؟

گفتم: من از خداوند درخواست مي كنم كه قلب شما را به سوي من معطوف گرداند و از دانش شما به من روزي دهد و اميد است كه انشاء الله دعايم را مستجاب فرمايد.



[ صفحه 298]



امام جعفر (ع) فرمود: ابوعبدالله، بدانكه علم به تعلم و ياد گرفتن نيست بلكه نوري است كه خداوند در قلب هر كس كه قابل هدايت باشد قرار مي دهد. پس اگر طالب علم و دانش هستي اول حقيقت بندگي و عبوديت را جستجو كن تا او درخواست تو را اجابت فرمايد.

گفتم: اي آقاي شريف و بزرگوار.. كلامم را قطع كرد و فرمود: بگو اي اباعبدالله. حقيقت عبوديت و بندگي چيست؟

فرمود: سه چيز است. اول اينكه آدمي آنچه را كه خدا از روي فضل و احسان به او ارزاني داشته از خود نداند و بداند كه از طرف او است. دوم اينكه انجام امور را به رأي و تدبير خود نداند. سوم آنكه اوامر خداي تعالي را به جاي آورد و از اشتغال به آنچه كه نهي فرموده خودداري كند. پس گفتم: اي اباعبدالله مرا پند و اندرز دهيد.

فرمود: سفارش مي كنم تو را به نه چيز كه آن ها براي هر كس كه بخواهد در راه خدا قدم گذارد مفيد خواهد بود و خداوند تو را نيز موفق و كامياب گرداند پس سه چيز در



[ صفحه 299]



رياضت نفس و سه تاي ديگر در حلم و بردباري و سه چيز هم در علم و دانش است. پس آن سه كه در رياضت و رنج است چنين مي باشد. بپرهيز از اينكه تا اشتها بر تو غالب نشده به خوردن غذا بپردازي زيرا بدون اشتها غذا خوردن جز حماقت و ابلهي و ناداني نتيجه اي نخواهد داشت. هرگز تا گرسنه نشده اي غذا نخور و هنگامي كه مي خواهي غذا بخوري سعي كن كه آن حلال باشد و آنگاه گفته رسول خدا را بيان كرد كه فرموده است:

«هيچ ظرفي مانند شكم پر آدمي را به مفسده و مهلكه نمي كشاند، هر وقت كه احتياج داشتيد غذا ميل كنيد و بايد كه يك سوم براي طعام يك ثلث براي آب و آشاميدني ها و يك ثلث براي (نفس كشيدن) منظور كني و اما آنها كه در حلم و بردباري است يكي آن است كه هرگاه يك كلمه با كسي گفتي بايد ده كلمه بشنوي و به او بگو كه اگر ده كلمه با من سخن بگوئي يك كلمه بيشتر نخواهي شنيد و به آن كس كه تو را دشنام و ناسزا گويد بگو. اگر تو راست مي گوئي. از خداوند مي خواهم كه مرا ببخشد و اگر دروغ مي گوئي از او



[ صفحه 300]



درخواست مي كنم كه از تو درگذرد، و ديگر آنكه اگر كسي تو را به وعده هاي بيهوده و بي اساس خواند او را نصيحت بنما و برايش دعا كن».

اما آن سه چيز كه در علم و دانش است يكي آن است كه آنچه را نمي داني از علماء و دانشمندان بپرس و بپرهيز از اينكه با اكراه و بي ميلي يا براي آزمايش آنها سؤالي بكني و برحذر باش از آنكه به رأي و عقيده ي خود عملي را انجام دهي و اگر حقيقت بيشتر مسائل را هم درك نمودي هرگز احتياط را از دست مده از اظهارنظر و فتوي بترس چنانكه از شير مي گريزي و خود را آلت و وسيله ي تمايلات ديگران قرار مده...

ديگر بس است اي ابوعبدالله. هر چه بايد تو را اندرز گفتم پس موقع آن است كه برخيزي و به كار روزانه ي خود مشغول باشي و مانع دعا و ثناي من نشوي، درود بر كساني كه خواستار هدايت [4] و ارشادند.

رضا و خشنودي و خشم و غضب در صورتي كه هر كدام در جاي خود اعمال شود از صفات مردم باايمان و معتقد است.



[ صفحه 301]



حلال و حرام نيز به جاي خود آشكار است و بايد بدان توجه نمود.

اما خشم و خشنودي هرگاه آدمي را به باطل سوق دهد و ناحق باشد مانند كوهي است كه بايد از صعود بر آن خودداري نمود چنانكه امام صادق (ع) در اين باره گويد:

مؤمن كسي است كه هنگام خشم و غضب از جاده حقيقت منحرف نشود و رضا و خشنودي او سبب اعمال و ايراد ناحق [5] و باطل نگردد.

و اين صفت بيشتر شامل حكام مي شود و آنها بايد بيشتر از محكومين بدان مقيد باشند.


پاورقي

[1] النجوم الزاهره ج 3 ص 164.

[2] الملامتيه ص 24.

[3] به لغت «فتي» در قاموس مراجعه شود.

[4] الكشكول از شيخ بهائي ص 236.

[5] نور الابصار ص 148- الفصول المهمه ص 210.


مذهب جعفري، مذهب اهلبيت


منظور از نوشتن اين چند صفحه اين است كه مذهب شيعه و جعفري



[ صفحه 97]



همان مذهب اهل بيت و عترت پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم است. از روي تعصب مانند ساير مذاهب با قدرت جبر خلفاي وقت ظهور پيدا نكرده است بلكه مرام شيعه همان مرام سلمان و اباذر و مقداد و عمار ياسر و كميل بن زياد و مالك بن نويره و سعد بن عباده و عبدالله بن عباس و قيس بن سعد بن عباده و مالك اشتر و محمد بن ابي بكر و هزاران اشخاص علمي و برجسته اصحاب كبار پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم و صدها تن از تابعين اصحاب صحيح الاراده بوده است كه در آن زمان ابوحنيفه و مالك و شافعي و احمد حنبل وجود نداشته اند زيرا كه اين چهار رييس نوظهور در زمان پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم هنوز به دنيا نيامده بودند و دين مبين اسلام با وجود پيغمبر ظهور كرده و بعد از رحلت آن حضرت ابوحنيفه در سال 80 هجري در كابل متولد و در سال 150 فوت كرد. مالك بن انس در سال 93 هجري، شافعي در سال 150 هجري و احمد بن حنبل در سال 165 به دنيا آمد و شافعي و احمد بن حنبل به ترتيب در سال 198 و 241 درگذشتند. ولي شيعه در زمان پيغمبر از آن حضرت پيروي مي كردند و بعد از رحلت ايشان نيز از عترت و فضيلت و كرامت و علم و دانش حضرت و طبق سنت و رسم رسول خدا تبعيت مي كردند و آن همه شدت عمل و صبر و شكيبايي را در مقابل زجر و شكنجه هاي مخالفين تحمل مي كردند و اين مطالب درباره شيعه در همه اعصار و قرون در دفتر روزگار به ثبت رسيده و به هيچ وجه قابل انكار و ترديد نبوده بلكه تابعين حق و حقيقت (شيعه) معني مرام و آيين جعفري



[ صفحه 98]



را محضر اهل بيت پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم يافته اند و تمام آزارها و جور و جفا و تنبيه هاي بدني آنها را در راه دين سست نمي كند بلكه استوارتر نمود و مردم آنها را مايه سعادت بشر مي دانند. جمعيت شيعه طبق روايات متواتره از رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم اهل بيت پيغمبر را عدل (همرديف) قرآن و كشتي نجات مي دانند.

اما اشتباه برادران اهل تسنن در تعيين اهل بيت پيغمبر پرواضح است و به نظر مي رسد چنان مغرورند كه از شدت تكبر نمي توانند آن را قبول نمايند و معلوم نيست آيا در اين اشتباه متعمد هستند يا تعمد ندارند؛ زيرا كه احاديث بسياري از جمله حديث متواتر از رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم از دانشمندان اهل تسنن در خصوص فضيلت اهل بيت پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نقل شده به حدي كه هيچ منصفي قدرت انكار آن را ندارد مانند حديث منزله و حديث ثقلين و حديث غديرخم و حديث طير مشوي و قضيه مباهله و قضيه خانم بخش و قضيه ليلة المبيت و ساير قضاياي ديگر قطع نظر از تأويل آيات قرآني كه شماره ي آن آيات در اين مختصر نمي گنجد.


دلايل امامت


امام حجت خدا بر خلق است و در اين منصب آسماني دو جهت رعايت شده يكي اعلام امامت به سوي كافه خلق - و ديگري دلايل امامت كه اولي را خود اعلام مي كند و دومي را خلق مطالبه مي كند و اين هر دو سبب معرفت امام مي شود آنگاه زندگي معارفه با امام موجب رشد عقلي مي گردد.

دلايل امامت را براي ما كه از عصر امام دور هستيم بايد از تاريخ استخراج كنيم - و آن در ضمن تفسير آيات و احاديث تصريح و تشريح شده كه گذشتگان به نبوت براي ما به يادگار تحقيقات خود را باقي گذاشته اند و ما از آن مي توانيم يك حجت قطعي به دست آوريم.

و راه ديگر استنباط ما در معرفت امام به حس و شهود است كه مشاهده مي كنيم قبور آنها مأمن و ملجاء ضعفاي ملت ها است و داراي كرامات و معجزات و خرق عاداتي است كه موجب گرديده ميليونها مردم از مال خاص و خالص خود مبالغي گزاف در راه زيارت آنها و تعظيم شعائر مذهبي و به پاس احساسات ديني به نام مقدس آنها صرف مي كنند و وقوفات و نذورات و خيرات



[ صفحه 83]



و مبرات به نام آنها به جا مي گذارند و اين خود حقيقتي است از حقايق جاريه تاريخي در معرفت امام عليه السلام دلايلي كه از قرآن و حديث است در كتب سابق به قدر كفايت نقل شده و اكنون چند دليل تاريخي نقل مي كنيم.

در كافي به اسناد خود از ابن صباح كناني روايت مي كند:

«قال نظر ابوجعفر الي ابي عبدالله عليه السلام يمشي فقال تري هذا من الذين قال الله عزوجل و نريدان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين.

ابوجعفر امام محمدباقر عليه السلام به جعفر نگاه مي كرد كه در كودكي در صحن حيات راه مي رفت آنگاه فرمود اين كه مي بينيد كسي است كه خداوند تعالي درباره او فرموده ما اراده كرديم ضعفاي امت را حمايت كنيم ائمه اي قرار داديم كه پيشوا و زمامدار و وارث پيغمبران باشند و ضعفاي امت را دستگيري نمايند.

سدير صيرفي از امام باقر عليه السلام نقل مي كند كه جعفر همراهش بود فرمود او در خلقت و خلق و كرامت شبيه ترين كس به من است و در روايت طاهر فرموده: «هذا خير البريه وجه الدلاله هو ان الناس لابدلهم من امام لايكون الا هو خير منهم»

باز هم روايتي از جابر از ابي جعفر نقل مي كند كه سؤال از قائم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و مهدي امت كرديم او دست به شانه جعفر كه پهلوي او بود زد فرمود اين است آن قائم آل محمد كه مهدي امت از نسل او است - راوي گويد چون امام محمدباقر عليه السلام درگذشت وارد بر ابي عبدالله (ع) شدم جريان را گفتم فرمود جابر درست نقل كرده زيرا هر امام قائم به دين است پس از امام ديگري و مهدي امت آخرين امام است.

در كافي و وافي و تهذيب و استبصار و مناقب و ساير كتب دلايل امامت امام جعفرصادق عليه السلام مسندا نقل شده و بارزترين دليل امامت آن حضرت علم و تقوا و فضيلت نفساني او بود كه در هيچ كس نظير نداشت او حجت ششم و امام به حق ناطق جعفر بن محمدالصادق (ع) بود.


مكتب تو - مدرس تو




تا به سر مهر تو اي خسرو خاور دارم

كي نظر بر جم و دارا و سكندر دارم



نه پي حشمت والاي سليمان هستم

نه به دل آرزوي جنت و كوثر دارم



در كف خويش ز الطاف تو اي مايه ناز

سر شب تا به سحر باده و ساغر دارم



هي به ياد لب لعل تو بنوشم جامي

چون شوم كام روا خواهش ديگر دارم



دارم اميد نراني ز در خود من را

سالها چشم طمع بر تو و اين در دارم



درس در مكتب تو خوانم و دانش جويم

آنچه در مدرست آموخته ام بردارم



به خدا و به كتاب و به نبي و به وصي

معتقد بوده و اينها همه باور دارم



گر مسلمانم و در مذهب اثني عشري

اين هم از مرحمت حضرت جعفر دارم



صادق آل محمد چو بود رهبر من

چه غم از مردن و از پرسش محشر دارم



(پيروي) در همه احوال تو را مي جويد

تكيه بر لطف تو و رحمت داور دارم





[ صفحه 67]




علم حساب تحليل و تعاكس


كه علم استخراج مجهولات عددي است به عمل به عكس آن كه ضعف يا نصف يا زيادتي و نقصان را به ضرب يا تقسيم يا جذر استخراج مي كنند و يك عدد را از سائل مي پرسد و عدد مطلوب او را به دست مي آورد.


ايجاز بعد از اطناب


مردم با رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم درباره ي عيسي عليه السلام مجادله مي كردند. خداوند متعال نيز اين مسئله را بيان مي كند.

و لما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون - و قالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون [1] .

و چون (آفرينش) پسر مريم مثل زده شد، آن گاه قوم تو از آن بنگ برداشتند - و گفتند: آيا خدايان ما بهترند يا او؟ و اين مثل را براي تو نزدند مگر از راه جدل. آري آنان قومي ستيزه جو هستند.

مردم قريش وقتي ديدند قرآن به داستان عيسي عليه السلام مثل مي زند، آن را



[ صفحه 136]



مسخره كردند و با استفهامي انكاري گفتند: أآلهتنا خير أم هو. آنها مسيح را از ديد مسيحيت كه پسر خدا مي پنداشتند، با الهه خود مقايسه كردند و در رد دعوت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم به توحيد، گفتند: خدا بهتر است يا مسيح؟ علامه طباطبايي مي گويد: اين نوع جدل، سخيف ترين جدال است. چون ضمن آن مي خواستند بگويند كه اوصافي كه در قرآن براي مسيح آمده است، اصلا قابل اعتنا نيست. [2] .

همچنين آيه ي «ان مثل عيسي عندالله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون [3] همانا (آفرينش) عيسي نزد خداوند به مانند (آفرينش) آدم است كه او را از خاك آفريد سپس به او گفت موجود شو و بي درنگ موجود شد» كه درباره ي نصاراي نجران و احتجاج نمودن با آنان نازل شده است كه خلقت وي را به خلقت حضرت آدم عليه السلام شبيه كرده است. در اين آيه ي شريفه دو دليل براي نفي الوهيت عيسي عليه السلام وجود دارد:

1. خدا عيسي را بدون پدر خلق كرد. كسي هم كه مخلوق باشد، ناگزير بنده خدا خواهد بود، نه آنكه مقام الوهيت داشته باشد.

2. آفريدن و خلق عيسي، بالاتر از آفريدن آدم نيست. پس اگر سنخ خلقتش مقتضي الوهيتش باشد، بايد نصاري براي آدم هم مقام الوهيت قائل شوند. حال آنكه درباره ي آدم چنان عقيده اي ندارند. پس درباره ي عيسي هم نبايد به الوهيت او قائل شوند؛ زيرا هر دو در اين كه بدون پدر آفريده شده اند، شبيه يكديگرند. [4] .



[ صفحه 137]




پاورقي

[1] زخرف / 58-57.

[2] ترجمه الميزان في تفسير القرآن، ج 35، ص 184 و 185.

[3] آل عمران / 59.

[4] الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص 232-231.


سود بي نهايت يك تجارت


ثلاثة لا عذر لاحد فيها: أداء الامانة الي البر و الفاجر و الوفاء بالعهد الي البر و الفاجر و بر الوالدين برين كانا او فاجرين. [1] .

هيچ عذري در رابطه با سه چيز از هيچ كس پذيرفته نيست: 1.اداي امانت به نيكو كار و تبهكار 2.وفاي به عهد به نيكوكار و گنهكار 3.نيكي به والدين چه نيكوكار باشند يا زشت كردار.

امام صادق عليه السلام

روزي يكي از ياران امام صادق عليه السلام با خانواده اش عازم مكه بود؛ از اينرو نزد حضرت عليه السلام آمد و ده هزار درهم داد و گفت:

«با اين پول براي من خانه اي خريداري فرما تا پس از بازگشت از مكه در آن ساكن شويم.»

پس از بازگشت از مكه امام صادق عليه السلام او را با خانواده اش در منزل خويش جاي داد و فرمود:

«براي تو خانه اي خريداري نمودم كه محدوده ي نخست آن به



[ صفحه 174]



رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم و از سوي ديگر به علي عليه السلام و سمت ديگرش به امام حسن عليه السلام و طرف ديگر آن به امام حسين عليه السلام مرتبط است.»

او پس از شنيدن اين سخنان گفت:

«قبول كردم و به اين معامله راضي شدم.»

امام صادق عليه السلام آن مبلغ را بين مستمندان خاندان رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم تقسيم نمود و سندي تنظيم كرده و به آن مرد داد.

پس از چندي آن مرد عازم وطن خود شد و بعد از ديدن اقوام و بستگان بيمار گشت و اقوام و خويشان خود را طلبيد و وصيت نمود كه وقتي از دنيا رفت، ورقه اي را كه امام صادق عليه السلام به وي داد، با او دفن كنند. هنگامي كه مرد از دنيا رفت، آن نوشته را با او دفن نمودند و روز بعد كه بر سر مزار او باز گشتند، بر قبر وي نوشته شده بود:

«و في لي جعفر بن محمد.»

جعفر بن محمد به عهد خود وفا نمود. [2] .



[ صفحه 175]




پاورقي

[1] الكافي 5 / 132.

[2] الخرائج 1 / 303 و كشف الغمه 2 / 200.


امام و منصور خليفه ي عباسي


- مولاي من! حضرت عالي به هر حال با منصور، دو گونه برخورد داشتيد و اين دو، كه به مناسبت اقتضاي احوال و بنا بر مصلحت بوده است، كدامند؟

اول، حال عنف و شدت كه در مقام اظهار قدرت حق، در وقتي كه با باطل روبرو مي شويم بود. بديهي است قوه و قدرت ايمان در مواقعي محرك انسان مي شود كه روح طرف فاسد شده و رذيلت او بر فضيلت غالب گرديده باشد، كه در اين موارد مرد مؤمن نمي تواند مجادله كند.

حالت دوم، حالت نرمي و ملايمت و تر و تازگي، مخصوص مردمان



[ صفحه 133]



صالح و شايسته است كه بترسند جبار و ستمگر بي باك، هيجاني پيدا كند و اعمالي از او سر زند كه صلاح نباشد. در اين موقع حكمت و مصلحت اقتضا مي كند كه با نرمي و ملايمت رفتار كند، زيرا شدت در جاي ملايمت بر خلاف بوده، نرمي و شكسته نفسي مؤمن و بشاشت و تر و تازگي او در برابر يك جبار ظالم و قسي القلب، به صلاح مردمان مؤمن و جامعه مي باشد. من در آن حالت يك هدف الهي و يك نتيجه ي خدائي را در نظر داشتم.

- سرورم! روزي منصور خواست به مكر و حيله متوسل شود، لذا تور و شبكه ي خود را بر ساحل عظمت جناب عالي انداخت تا صيدي كند و از قدرت بازوي شما بكاهد و موقعيت شما را سست و متزلزل سازد. لذا نامه اي به جناب عالي نوشت كه چرا مثل سايرين كه نزد ما مي آيند، به نزد ما نمي آييد. حضرت عالي در جوابش چه نوشتيد؟

در جوابش نوشتم: «كاري نكرده ام كه از تو بترسم و از ترس نزد تو بيايم. چيزي از امور آخرت نزد تو نيست كه به اميد آن نزد تو بيايم. تو در نعمتي نيستي كه من به قصد تهنيت و تبريك به نزد تو روانه شوم. نقمت و بلائي بر تو عارض نشده است كه براي تسليت نزد تو بيايم.»

- سرورم! منصور در جواب نامه ي شما چه نوشت؟

نوشت: من براي آن مي خواهم به نزدم بيائي كه ما را ارشاد كني. من در



[ صفحه 134]



جواب نامه ي منصور نوشتم: «اگر كسي دنيا بخواهد، به تو نصيحت نمي كند و كسي كه آخرت بخواهد به نزد تو نخواهد آمد.»

- سرورم! منصور پس از خواندن اين نامه چه گفت؟

گفت: «به خدا قسم جعفر مرا متوجه امري كرد كه قابل توجه است و منازل كساني را كه طالب دنيا بوده و كساني كه طالب آخرتند تعيين كرد و نشان داد، پس چرا به نزد ما نمي آيد؟ [منصور ريسمان خود را انداخت شايد بتواند با آن گوشه اي از دامان پاك امام عليه السلام را آلوده سازد و امام عليه السلام را به مصاحبت خود و در رديف ساير مصاحبين خود درآورد تا به اين وسيله از شرارت و حرارت قلب خود بكاهد؛ سوز دل و ناراحتي خود را كم كند و قلب لرزان خود را كه خوره گرفته و مي سوخت قدري خنك نمايد. زيرا خودش گفته بود «جعفر درياي مواج و متلاطمي است كه به ساحل آن نمي توان رسيد و به عمق آن نمي شود پي برد.»]

[جمله چرا مثل سايرين به نزد ما نمي آئي؟ جمله ايست كه حرف آن با سوء نيت ادا شده و هدف بزرگي در لابلاي اين حروف نهفته بود كه هيچ كس جز امام عليه السلام نمي توانست آن را هجي نمايد و امام مقصود منصور را از آمد و رفت، مي دانست. منصور مي خواست بگويد جعفر بن محمد عليه السلام هم يكي از رعاياي خليفه است كه بايد به نزد اربابش برود و مردم او را ببينند كه در برابر خليفه ايستاده يا در مجلس او نشسته است.



[ صفحه 135]



بلي، منصور مي خواست امامي كه مجمع اعداد بود، يعني همه چيز بود، هميشه در برابرش نشسته باشد و مردم او را مثل ساير رعايا ببينند و با اين عمل، امام عليه السلام را بدنام كند و مقام او را پائين بياورد و آن مجسمه و مجموعه ي علم و تقوي و فضيلت را در نظر مردم تحقير نمايد.

در اين صورت آيا امام عليه السلام بايد صبر كند تا قيد و بند منصور به او برسد و شراره ي آتش كينه و انتقام منصور او را بسوزاند تا بذري كه پاشيده است، سبز شود و به ثمر برسد و بنائي كه مي خواهد پايه ي آن را بسازد بالا رود و تيري كه از كمان كينه اش رها كرده به هدف اصابت كند؟ يا بايد اين ندا را در حنجره گوينده اش خفه كند!؟

امام عليه السلام چون به مقصود او آگاه بود، دست خود را دراز كرد و طنابي كه منصور به طرف او كشيده بود پاره كرد تا نگذارد كه وي به منظور خود برسد. لذا صاعقه ي سوزاني به طرف منصور روانه ساخت و مطلب را روشن كرد تا وسيله ي عبرت گردد و مقام امامت در حال استقامت پايدار و باقي بماند. پيش از آن كه با حضور امام عليه السلام در محضر منصور قند در دهان وي آب شود، از طرف اباعبدالله عليه السلام چنان سيلي به صورت او و مشت محكمي بر دهان او كوبيده شد كه او را در حد اعلاي شرمساري و سرافكندگي انداخت و او را به جاي خود نشانيد.]

- سرورم! به دنبال اين جريانات حضرت عالي چه فرموديد؟



[ صفحه 136]



بر او فرياد زدم و گفتم: «(در نزد ما چيزي نيست كه از تو بترسيم) اين نداي حق، گوش باطل را كر كرد دنيا و مافيها را كه در نظر ما حقير و كوچك بود، به خوبي به مردم و به منصور فهماندم و گفتم؛ دنيا مال تو است و ما سهمي از آن نداريم و تو هر چه مي خواهي انجام دهي، از تو ترسي نداريم. سپس مشت دوم خود را زدم و به منصور گفتم و اعلان كردم كه او خليفه دروغي مسلمانان است و آن ردائي كه پوشيده است (رداي خلافت) رداي دنياست كه به نام آخرت به مردم نشان مي دهد و گفتم: (در امر آخرت چيزي در تو نيست كه من به هواي آن پيش تو بيايم).»

با اين گفته ها، پرده از روي كار او برداشتم و به او و به مردم معلوم كردم كه منصور نمي تواند مردم را به سعادت ابدي برساند.

سپس خواستم كه منصور را سرزنش كنم و به او بفهمانم كه چگونه شخصي است، لذا گفتم: «آنچه در دست تو است و آنچه از سلطنت و مقام داري و اين كشورهاي عريض و طويل كه زير امر تو است، به نظر من نعمتي نيست كه بشود تو را براي آنها تبريك گفت» و «نقمت و مصيبتي هم نيست كه به تو تسليت بگويم.»

- سرورم! روزي منصور به جناب عالي گفت: (يا اباعبدالله لم خلق الله الذباب) اي اباعبدالله خداوند چرا مگس را خلق كرده است؟ شما چه فرموديد؟



[ صفحه 137]



گفتم: تا مردم جبار را ذليل كند.

[منصور ساكت شد، در اين مورد نكته ي مهمي در غرابت جواب امام نيست، زيرا ممكن است اين جواب به ذهن ديگري هم بيايد، بلكه تعجب در اين است كه به آن خليفه ي سفاك خودخواه و بي رحم آن جواب تند را بدهد و ضرري هم به شيعيان امام نرسد و منصور هم ناچار سكوت كند. در حالي كه منصور را همه مي شناختند كه مردي خشن، تندخو، سفاك و حاكمي بي باك بود و در عين حال بسيار باهوش و باذكاوت بوده و ذهن روشني داشت.

اين مرد حالاتي داشت كه چون در خشم و غضب مي رفت، امام در آن حال با او به نرمي رفتار مي كرد و جواب ملايم به او مي داد و جواب نرم امام بنا به اقتضاي وقت و بر طبق مصلحت بود و منصور هم البته در هنگام خشم مراقب گفته هاي خود بود و حداكثر خشونت كلامي او با امام اين بود كه اگر چنين و چنان نبود، تو را مي كشتم. امام عليه السلام در موقع خود سخناني مي فرمود كه او را تكان دهد و به دردش آورد و نرمي جواب امام در موقع خشم منصور طوري نبود كه خود را سبك سازد و عظمت و كبرياي امامت او كاسته شود. به قدر احتياج و ضرورت و محيط مخصوص و در حدود معيني بود و از حدود حق و حقيقت خارج نمي شد، به باطل نمي گرائيد و به ذلت نمي كشيد.]



[ صفحه 138]



[امام عليه السلام گاهي از آن جهت كه به شيعيانش آسيبي نرسد و به ارحام و خويشان او صدمه نرسانند و به آنها ظلم و ستم روا ندارند، ملاحظه و يا ترس داشت. لذا ناچار ملايمت نمي نمود و مجبور مي شد كه مجال زيادي به منصور ندهد تا صدمه ي او به عالم انسانيت نرسد و براي اين مواقع الفاظ مخصوص انتخاب مي كرد تا از اقدامات شديد منصور جلوگيري كند و احيانا به آن جهت نرم مي شد تا قلب منصور را طوري نرم نمايد كه مواعظ و نصايح او را بپذيرد. به او تذكر مي داد كه ظلم چه عواقب وخيمي دارد و حكايت ستمكاران را براي او بيان مي فرمود، عدالت را شرح مي داد، از حلم و بردباري سخن مي گفت، فوائد آن را بيان مي كرد، به او مي فهماند كه بردباري چگونه پايه هاي حكومت را محكم مي سازد، سلطنت را ادامه مي دهد، محبت را در مردم ريشه دار مي سازد و رعيت را نسبت به سلطان مهربان مي سازد.]

- سرورم! يكي از موارد نرمش حضرت عالي، فرمايش شما به منصور است و آن در موقعي بود كه منصور گفت: «شنيده ام كه از من بدگوئي و عيب جوئي مي كني، در آن حال به شدت خشمگين و غضبناك شد و تهديد كرد.» شما چه فرموديد؟

گفتم: نبايد سعايت كساني را كه خداوند بهشت را بر آنها حرام كرده و جاي آنها در آتش است، عليه فاميل و افراد خانواده ي خود بپذيري، زيرا



[ صفحه 139]



سخن چين شاهد روز و شريك ابليس است؛ از آن جهت كه در بين مردم فتنه كرده و آنها را نسبت به هم بدبين مي كند و خداوند متعال فرمود: (يا ايها الذين آمنوا ان جائكم فاسق بنباء فتبينوا) اي كساني كه ايمان آورده ايد، اگر فاسقي براي شما خبري آورد، تحقيق كنيد (ان تصيب قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين) مبادا مردمي را ندانسته آزار دهيد و سپس از عمل خود پشيمان گرديد. ما ياران و انصار تو بوده و از اركان مملكت تو هستيم. وقتي كه امر به معروف و نهي از منكر مي نمايي و در بين رعيت احكام قرآن را اجرا مي نمائي و با اطاعت كردن از خدا، بيني شيطان را به خاك مي مالي و با اطلاعاتي كه از آداب الهي داري، بر تو لازم مي گردد كه با ارحام خود كه با تو قطع رابطه كرده اند، نزديك شوي و به كساني كه تو را محروم نموده اند، عطا و محبت نمائي و از كسي كه به تو ظلم كرده، بگذري. معناي صله ي رحم آن نيست كه به رحم خود در موقع رفت و آمد و دوستي رسيدگي كني، بلكه آن است كه به رحم خود كه از تو بريده برسي و اگر در اين حال، صله ي رحم نمائي خداوند عمر تو را زياد مي كند و حساب تو را در قيامت سبك مي سازد.

- سرورم! در اين موقع منصور چه گفت؟ و شما چه پاسخ فرموديد؟

گفت: از تو براي قدر و منزلتي كه داري گذشتم و چون راست گفتي، از تو صرف نظر كردم. حالا از خود صحبت كن كه من (پند و نصيحت گيرم) و



[ صفحه 140]



مانع و زاجر (هشدار دهنده) من شود و از كارهائي كه وسيله ي انحراف بوده يا اساسا بد است، اجتناب نمايم.

- حضرت عالي چه فرموديد؟

گفتم: «بردبار باش، زيرا حلم پايه ي علم است و تو را با داشتن قدرت، از سوء استفاده باز مي دارد. زيرا اگر تو، به هر چه قدرتت اجازه مي دهد عمل نمائي، مثل كساني هستي كه غيظ خود را خاموش كرده اي و كينه اي را نشانده اي و يا دوست داري تو را به قدرت ياد نمايند. بدان كه اگر كسي را كه مستحق عقاب است مجازات نمائي، نهايت تعريفي كه از تو مي كنند، اين است كه مي گويند عادل هستي ولي حالتي كه موجب سپاس مردم مي شود، حالتي است كه فوق عدالت بوده و تو را مرد باگذشت و بخشنده معرفي مي كند و سپاس مردم بهتر از صبر آنها مي باشد. منصور پس از شنيدن اين كلمات و نصايح گفت: «چه خوب مرا موعظه كردي و چه خوب گفتي و مرا به طور اختصار متوجه وظايفم نمودي.»


الأطباء في عصر الامام


ليس القصد من تخصيص هذا العصر بالبحث والعناية لكونه عصر إنقراض دولة وتأسيس أخري فحسب، ولا لأنه مليء بالحوادث التاريخية والوقائع الحربية والتغييرات السياسية الزمنية. بل لأنه عصر النهضة العلمية في الجزيرة وربوع الرافدين بالخصوص، وإبتداء عهد الحضارة الاسلامية، والمعارف والعلوم العربية من طب وفلسفة وأدب وغيرها من الفنون التي أخذت منها أرقي ما وصل إليه الأولون من الأمم المتمدنة، ثم قدمته بعد التنقيح العلمي وبعد الصقل العقلي، لقمة سائغة مرية إلي الأجيال المتأخرة بقوالبها العربية الجذابة وبيانها الفصيح الخالي من شوائب النقص والتعسف، والمشتمل علي تلك الآراء الجبارة المطابقة للعقل والوجدان والدين والفطرة، فقد صادفت بذرة العلوم يومذاك من مفكري العرب وفلاسفة الاسلام أطيب أرض صالحة أثمرت للأجيال المتعاقبة أشهي الثمر وأمراه فهو والحق يقال، كان كحلقة وصل بين الثقافتين القديمة والحديثة، وواسطة العقد بين العقلية البشرية لدي الأمم السالفة وهذا العصر الحديث.

إذن فلا غرو إذا ما خصص هذا العصر بالبحث، وأعطي من الأهمية والعناية ما هو جدير بهما، سيما وقد بذر الامام أبو عبدالله عليه السلام في نفوس أصحابه وتلاميذه والوافدين عليه من العلماء والحكماء والمفكرين، تلك البذرة التي لم يدرك مغزاها ولم يصل إلي معرفتها إلا جهابذة هذا العصر الحديث بعد تقدم الطب والتجارب العلمية مدة قرون وقرون. وإليك تراجم أولئك الأطباء:



[ صفحه 90]




التطهير من الكلب و الخنزير و الجرذ و البول


سئل الامام عليه السلام عن خنزير يشرب من اناء؟ قال: يغسل سبع مرات.



[ صفحه 50]



و هذا متفق عليه بين الفقهاء.

و قال الامام عليه السلام: اغسل الاناء التي تصيب فيه الجرذ سبع مرات.

أيضا متفق عليه.

و قال عليه السلام: الكلب رجس نجس لا يتوضأ بفضله، فاصبب ذلك الماء، و اغسله بالتراب أول مرة، ثم بالماء مرتين.

أيضا متفق عليه.

و سئل عن البول يصيب الجسد؟ قال: صب عليه الماء مرتين.

أيضا متفق عليه.

و سئل الامام الصادق عليه السلام عن بول الصبي؟ قال: تصب عليه الماء، فان كان قد أكل فاغسله بالماء غسلا، و الغلام و الجارية شرع سواء.

أيضا متفق عليه علي شريطة أن لا يكون الرضيع قد أكل الطعام بعد، و ان يكون للمربية ثوب واحد.


الفقهاء 01


قالوا: ان الروايات عن أهل البيت عليهم السلام تعبر تارة بالدينار، و تارة بالمثقال، و يكشف هذا عن أن الدينار كان يوزن مثقالا في عهدهم، و قال أكثر من واحد من فقهاء هذا العصر: ان الدينار يعادل نصف ليرة عثمانية ذهبا.

و مهما يكن، فان للنقد الذهبي نصابين، الأول: عشرون دينارا، و فيه نصف دينار، أي علي حساب اثنين و نصف بالمائة، و ليس فيما دون العشرين زكاة، حتي، و لو مضي عليه حول كامل. النصاب الثاني: أربعة و عشرين دينار،



[ صفحه 68]



و معني هذا انه ليس فيما دون الأربعة زكاة بعد العشرين، فاذا بلغت أربعة و عشرين اخرجت زكاتها علي حساب اثنين و نصف بالمائة، و هي ثلاثة أخماس الدينار كما قال الامام عليه السلام: و اذا زادت عن ال 24 فليس في الزائد زكاة، حتي يبلغ المجموع 28، فاذا بلغ هذا اخرجت الزكاة علي الحساب المذكور، و هكذا يعتبر الزائد اربعة أربعة ابدا.


الاكراه بحق


استثني الفقهاء من الاكراه ما كان بحق، كاكراه الحاكم المحتكر علي بيع الطعام أيام المجاعة، و بيع مال لوفاء الدين، أو نفقة عيال، أو بيع الحيوان اذا امتنع أو عجز صاحبه عن نفقته، أو طلاق الزوجة لسبب مبرر، الي غير ذلك من الاكراه الذي أمر الله به.


شرعية الحوالة


الحوالة مشروعة اجماعا و نصا، و منه أن الامام الصادق عليه السلام سئل عن الرجل يحيل الرجل بدراهم، أيرجع عليه؟ قال: لا يرجع عليه أبدا الا أن يكون قد أفلس قبل ذلك.


مسائل


1- من أحيا أرضا مواتا، ثم ظهر فيها معدن فهو له تبعا للارض، سواء أكان عالما به حين الاحياء، أو غير عالم.



[ صفحه 53]



2- اذا شرع في احياء المعدن، ثم أهمل أجبره الحاكم علي الاتمام، أو التخلي عنه الي غيره.

3- يجوز لصاحب الدار أن يحفر بالوعة في الطريق العامة التي ينفذ منها الي شارع آخر، يحفرها لحاجته اليها، و تجمع المياه القذرة من داره فيها، علي شريطة أن يسدها سدا محكما بحيث لا تتضرر المارة بسببها، و أيضا يجوز أن يحفر سردابا تحتها بشرط الاحكام و عدم الخسف و الضرر، و اذا حصل الضرر من ذلك علي المارة أو الجار كان ضامنا له.



[ صفحه 54]




معناه


للقضاء معان في اللغة، منها الاتمام، كقوله سبحانه: (الا حاجة في نفس يعقوب قضاها) أي أتمها، و منها القضاء عليه بالقتل، كقوله تعالي: (فوكزه موسي فقضي عليه) أي قتله، و منها الحكم، كقوله سبحانه: (و الله يقضي عليه بالحق).. و هذا هو الذي عقد الفقهاء له باب القضاء، ولكن أرادوا الحكم بين المتخاصمين، لقطع الخصومات، و رفع المنازعات، و منع الظالم عن ظلمه، و تكلموا في هذا الباب عن الحاكم و شروطه، و الطرق التي يستند اليها في حكمه كالاقرار أو الشهادة أو اليمين أو النكول عنها أو الاستفاضة أو القرائن.


دينك علي و عيالك الي عيالي


في المناقب: روي أن الوليد بن صبيح قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام في ليلة اذ يطرق الباب طارق. فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت ثم دخلت فقالت: هذا عمك عبدالله بن علي.

فقال: أدخليه و قال لنا: ادخلوا البيت، فدخلنا بيتا فمسعنا منه حسا ظننا أن الداخل بعض نسائه، فلصق بعضنا ببعض، فلما دخل أقبل علي أبي عبدالله عليه السلام، فلم يدع شيئا من القبيح الا قاله في أبي عبدالله عليه السلام ثم خرج و خرجنا، فأقبل يحدثنا من الموضع الذي قطع كلامه.

فقال بعضنا: لقد استقبلك هذا بشي ء ما ظننا أن أحدا يستقبل به أحدا، حتي لقد هم بعضنا أن يخرج اليه فيوقع به.

فقال: مه، لا تدخلوا فيما بيننا.

فلما مضي من الليل ما مضي طرق الباب طارق.

فقال للجارية: انظري من هذا؟

فخرجت، ثم عادت فقالت: هذا عمك عبدالله بن علي.

قال لنا: عودوا الي مواضعكم، ثم أذن له، فدخل بشهيق و نحيب و بكاء و هو يقول: يا ابن أخي اغفر لي غفر الله لك، اصفح عني صفح الله عنك.

فقال: غفر الله لك يا عم ما الذي أحوجك الي هذا؟



[ صفحه 113]



قال: اني لما أويت الي فراشي أتاني رجلان أسودان فشدا وثاقي ثم قال أحدهما للآخر: انطلاق به الي النار فانطلق بي، فمررت برسول الله صلي الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله لا أعود، فأمره فخلي عني، و اني لاجد ألم الوثاق.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: أوص.

قال: بم أوصي؟ ما لي مال، و ان لي عيالا كثيرا و علي دين.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: دينك علي و عيالك الي عيالي فأوصي، فما خرجنا من المدينة حتي مات، و ضم أبوعبدالله عليه السلام عياله اليه، و قضي دينه، و زوج ابنه ابنته. [1] .


پاورقي

[1] المناقب ج 4 عن الخرائج والجرائح ص 232. و بحارالانوار: ج 47.


الفائق في اصحاب الصادق


عبدالحسين شبستري، قم، دفتر انتشارات اسلامي، 1418 ق /1376 ش، وزيري،



[ صفحه 222]



3ج، 700 + 690 + 700 ص (در اين كتاب، بيش از چهار هزار تن از شاگردان و راويان حضرت معرفي شده است).


من أسرار القلب


أصف لك الآن يا مفضل الفؤاد..

اعلم أن فيه ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرئة تروح عن الفؤاد، حتي لو اختلفت تلك الثقب و تزايل بعضها عن بعض، لما وصل الروح إلي الفؤاد، و لهلك الإنسان أفيستجيز ذو فكرة و روية أن يزعم أن مثل هذا يكون بالإهمال، و لا يجد شاهدا من نفسه يزعه [1] عن هذا القول؟ لو



[ صفحه 83]



رأيت فردا من مصراعين فيه كلوب [2] أكنت تتوهم أنه جعل كذلك بلا معني؟ بل كنت تعلم ضرورة أنه مصنوع يلقي فردا آخر، فيبرزه ليكون في اجتماعهما ضرب من المصلحة، و هكذا تجد الذكر من الحيوان، كأنه فرد من زوج مهيأ من فرد أنثي، فيلتقيان لما فيه من دوام النسل و بقائه، فتبا و خيبة و تعسا لمنتحلي الفلسفة كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة حتي أنكروا التدبير و العمد فيها؟


پاورقي

[1] يزعه: يكفه و يمنعه.

[2] الكلوب: بفتح الأول و تشديد الثاني، مفرد كلاليب: خشبة أو حديدة معطوفة الرأس.


لذريتك التوبة و المغفرة


تفسيرالقمي 1 / 42: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي عبدالله قال:...

لما أعطي الله تبارك و تعالي ابليس ما أعطاه من القوة قال آدم: يا رب سلطته علي ولدي، و أجريته مجري الدم في العروق، و أعطيته ما أعطيته، فما لي و لولدي؟

فقال: لك ولولدك السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة أمثالها.

قال: يا رب زدني.

قال: التوبة مبسوطة الي حين يبلغ النفس الحلقوم.

فقال: يا رب زدني.

قال: أغفر و لا أبالي.

قال: حسبي.

قال: قلت له جعلت فداك بماذا استوجب ابليس من الله أن أعطاه ما أعطاه؟

فقال: بشي ء كان منه شكره الله عليه.

قلت: و ما كان منه جعلت فداك؟



[ صفحه 37]



قال: ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة.


التحريش بين البهائم


[المحاسن 628 ب 12 ح 98: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان...]

عن أبي العباس عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن التحريش بين البهائم؟ فقال:

كله مكروه الا الكلاب.



[ صفحه 40]




رجب والدعاء فيه


اقبال الأعمال 644-463: و من الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا في كتابه فقال أبوالفرج محمد بن موسي القزويني الكاتب «ره» قال: أخبرني أبوعيسي محمد بن أحمد بن محمد بن سنان، عن أبيه، عن جده محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند مولاي أبي عبدالله اذ دخل علينا المعلي بن خنيس في رجب فتذاكروا الدعاء فيه، فقال المعلي: يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها. فقال: قل يا معلي:...

اللهم اني أسألك صبر الشاكرين لك، و عمل الخائفين منك، و يقين العابدين لك، اللهم أنت العلي العظيم، و أنا عبدك البائس الفقير و أنت الغني الحميد، و أنا العبد الذليل، اللهم صل علي محمد و علي آل محمد الأوصياء و امنن بغناك علي فقري، و بحلمك علي جهلي، و بقوتك علي ضعفي، يا قوي يا عزيز، اللهم صل علي محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين، اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.

ثم قال: يا معلي و الله لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن ابراهيم الخليل عليه السلام الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم.


الأخوة


كان طبيعيا أن تمتد هذه المبادئ السياسية و الاجتماعية، الموجهة للأفراد، إلي بيئتهم، و أن يكون المقام العظيم للأصحاب و الصحبة... و هي القرابة التي يختارها المرء لنفسه و لا تفرض عليه من أسلافه. و الصحبة أداة منجحة للتكافل و التكامل. و بها تجتمع «الخلية الأولي» للجماعة الهادفة.

و لعل في اهتمام الإمام بالصحبة و الأخوة دليلا علي اتجاه نحو إيجاد مجتمع أو جماعات تتآخي في التشيع. و بمثل هذه الجماعات قامت الدول الشيعية علي نظم مشهورة في الدعوة لها، خافية أو معلنة، و بخاصة نظم الدعوة الاسماعيلية.

و كما حفلت مجالس الإمام و مقولاته بوصف (الجعفري) و بعبارة (شيعتنا)، حفلت بتوكيد أسباب التعاون بين الاخوان.

هو أولا يجعل المودة بينهم من الدين فيقول: «من حب الرجل دينه حبه إخوانه» ثم ينتقل من الوضع الديني إلي الاجتماعي فيقول: «و طن نفسك علي حسن الصحبة لمن صحبت. و حسن خلقك و كف لسانك و اكظم غيظك. أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره. ليس منا من لم يحسن مجاورة جاره».

و قديما قيل لأبي الأسود الدؤلي تلميذ «علي»: «بعت دارك»؟ قال «بعت جاري» و قيل: «الرفيق قبل الطريق».

و الإمام الصادق يقول: «أيسر حق من حقوق الإخوان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك و أن تكره لأخيك ما تكره لنفسك و أن تتجنب سخطه و تتبع مرضاته و تطيع أمره و تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك. و أن تكون عينه و دليله و مرآته. و لا تشبع و يجوع. و لا تروي و يظمأ. و لا تلبس و يعري. و أن تبر قسمه. و تجيب دعوته. و تعود مريضه. و تشهد جنازته. فإذا علمت أن له حاجة تبادر إلي قضائها و لا تلجئه إلي أن يسألكها».

فكل وجه من الوجوه المشار إليها أداة تراحم... تمكن للأخوة الإسلامية. و كل



[ صفحه 326]



تفريط، مهما قل أمره، أو ضاق زمنه، تنقص من الأخوة الإسلامية. فإذا أطال المسلم قطيعة أخيه، فهي إحدي الكبر. فالمجتمع المتقاطع، هو كالمجتمع بين أعداء... أو كالجزر المتنازحة في اليم، حدود كل منها مصالحها.

يقول النبي عليه الصلاة و السلام: «هجرة الرجل أخاه سنة كسفك دمه».

و ما أدق نصح الإمام في معاشرة الناس: «لا تفتش الناس فتبقي بلا صديق. المؤمن يداري و لا يماري. مجاملة الناس ثلث العقل».

و هو ينهي عن الظنة. فالظنين متهم. يقول: «ضع أمر أخيك علي أحسنه. و لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا».

أما من فرط حيث تجب اليقظة فلا يلو من إلا نفسه - يقول الإمام: «من كتم سره كانت الخيرة بيده» و يقول: «لا تثقن بأخيك كل الثقة فإن سرعة الاسترسال لاتقال» و يقول: «صدرك أوسع لسرك» و «سرك من دمك فلا تجره في غير أوداجك».

و يقول: «من خان لك خانك. و من ظلم لك سيظلمك. و من نم إليك سينم عليك».

و لما سئل عن الرجل العدل قال: «من غض طرفه عن المحارم و لسانه عن المآثم و كفه عن المظالم».

و الإخوان - عند الإمام - هم المواسون، فهم بين ثلاثة: «مواس بنفسه و آخر مواس بماله و هما الصادقان في الإخاء، و آخر يأخذ منك البلغة و يريدك لبعض اللذة فلا تعده من أهل الثقة».

و الإمام يأمر بالرفق بالناس. فينبه الذين يتطاولون ليتطامنوا. فيقول: «من الجور قول الراكب للراجل: (الطريق)» فهو الراكب، و بيده الزمام، و الطريق للناس كافة. و كفي الراجلين أنهم يمشون. و كفاه أنه فوق ظهر.

يقول الإمام عليه السلام «لا تسم الرجل صديقا، سمة معرفة، حتي تختبره بثلاثة: تغضبه فتنظر غضبه أيخرجه عن الحق إلي الباطل. و عند الدينار و الدرهم. و حتي تسافر معه».

و يقول: «ثلاثة لا تعرف إلا في مواطن: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، و لا



[ صفحه 327]



الشجاع إلا عند الحرب. و لا الأخ إلا عند الحاجة» و من التبذل تنقص الكرامة. يقول: «لا تمار فيذهب بهاؤك. و لا تمزح فيجترأ عليك. و لا جهل أضر من العجب».

و الغضب عند الإمام مفتاح كل شر، بما فيه من ذبذبة للذات و زعزعة للتوازن، فعنده أن «من ظهر غضبه ظهر كيده»، بل إن «من لم يملك غضبه لم يملك عقله» في حين أن «المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل».

و يهتف الإمام بالشيعة: «يا شيعة محمد. ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب، و يحسن صحبة من صاحبه، و مرافقة من رافقه، و مخالفة من خالفه».

و أي أدب للنفس و العقل كمثل ذلك الذي يعبر عنه الإمام بإحسان المخالفة! - و ما هو إلا الحلم و الأناة، قرظهما رسول الله للمنذر إذأتاه، و في وفد عبدالقيس، فقال له «فيك خلتان يحبهما الله عزوجل: الحلم و الأناة».

و في عبارات تأخذ شكل ثلاثيات، قليلة العدد جليلة الفحوي، يجمع الإمام آلاف الرذائل المدمرة في ستة أصحاب خرق. هم كالجيوب المخروقة للمجتمع لا تبقي و لا تذر: و هم المرائي و الكسلان و المسرف و المنافق و الحاسد و الظالم، تشتعل بنقائصهم نيران الرذالات جمعاء، و إذ يتكاثرون في كل مكان، بالعدوي و التناتج، و يستهين الناس بخطرهم علي أنفس الأفراد و مقومات الجماعة و قوة الدولة... مع أن أخطارهم السلبية تتوازن في ضررها مع أعظم الإيجابيات فتفقد الأمم تماسكها.

و جمعها في صعيد واحد، و إجمالها في كلمات، آية علي نفاذ البصيرة و إحسان البيان. يقول الإمام:

للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده. و ينشط إذا كان الناس عنده. و يحب أن يحمد بما لم يفعل.

و للكسلان ثلاث علامات: يتواني حتي يفرط. و يفرط حتي يضيع. و يضيع حتي يأثم.

و للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له. و يأكل ما ليس له. و يلبس ما ليس له.



[ صفحه 328]



و للمنافق ثلاث علامات: إذا حدث كذب. و إذا وعد أخلف. و إذا اؤتمن خان.

و للحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب. و يتملق إذا شهد. و يشمت بالمصيبة.

و للظالم ثلاث علامات: يعصي من فوقه. و يعتدي علي من دونه. و يظاهر الظالمين.

و لكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب.


تنوع الأبحاث و الأساليب في مدرسة الامام


أما الدراسة في مدرسة الامام فلم تكن - علي ما يظهر - لترتبط بموضوع محدد و متسلسل علي النمط الذي نشاهده في



[ صفحه 317]



مدارسنا الحديثة، بل هي ترتبط بالطرح الذي يفرضه جو الحلقة التي تنعقد حول الامام، و الأسئلة التي يطرحها التلامذة عليه في القضايا العقائدية و الشرعية و الفلسفية و علوم القرآن، و غيرها من العلوم الأخري التي عرفت فيها مدرسة الامام، فقد كان الامام يجلس و من حوله يجلس طلابه، و تبدأ الأسئلة تطرح عليه تباعا، والامام يجيب عليها، باقتضاب مرة و بتفصيل أخري، حسبما يقتضيه موضوع السؤال، و يملك الطالب في مجلس الامام حريته في الاعتراض و المحاورة، حتي يصل الي القناعة التي يطلبها دون أن يمنعه من ذلك أي اعتبار يتصل بمقام الامام، و يبسط الامام نفسه في اجابابه علي التساؤلات و الاعتراضات، بمرونة الأستاذ المربي و انفتاحة المعلم الرائد، دون أن يؤثر في هدوئه استفزاز مغرض أو تجاهل مقصود، أو الحاح في استجلاء بعض خفايا الفكرة التي يشتمل عليها الموضوع..

و قد نجد الامام في بعض الحالات يبدأ الحديث عن فكرة معينة، عندما لا يكون هناك طرح لسؤال من أحد و هو ما نجده غالبا في الأحاديث التي تتضمن التوجيه الأخلاقي و قضايا العشرة و تهذيب النفس و غيرها، و الي جانب ذلك كانت حلقة الامام تعج بالكتبة و الناسخين.. الذين كانوا يسجلون جميع ما يرد علي الامام من مسائل، و ما يجيب به الامام، حفظا لها من



[ صفحه 318]



الضياع، ثم يلحقون كل مسئلة منها بالباب الذي يختص بها في مدوناتهم، و كان الامام يحثهم علي الكتابة و الحفظ من أجل أن ينتفعوا بهاهم، و ينتفع بها الآخرون من بعدهم ، و كان من حصيلة ذلك.. منوعات من الكتب في مختلف العلوم و الفنون، تميز منها أربعماية كتاب، و هي المعروفة بالأصول الأربعماية و هناك كتب كثيرة لم تعرف.. ام لأن أصحابها أتلفوها خوفا من تجاوزات الحكم الظالم، أو أن الزمن عفي عليها و ضرب عليه بستار من النسيان..


السموم و دفع مضارها


ظهرت براعة جابر بن حيان في علمي الكيمياء و الطب في كتابه القيم (السموم و دفع مضارها) وصف فيه أنواعا من المواد الكيماوية، كالزاج و الزنجار و الاسفيداج، و بين طرق تنقيتها و تصنيع بعضها بالطرق الكيماوية. كما تكلم علي الزئبق بأنواعه: المقتول، و المصعد و الحي. و قال بأن الزئبق الحي غير ضار البتة، اذا أخذ عن طريق الفم، الا أن صبه في الأذن و الأنف فتاك. و القول الأخير ينسب الي أبي بكر الرازي، و الأولي أن يعتبر من انجازات جابر.

و لقد وصف جابر وصفا واضحا التأثير الفارماكوجي لكثير من السموم، و صنفها بحسب تأثيرها. و هو عمل ضخم جدا لم يقم بمثله الرازي و ابن سينا. و يشير جابر في كتاب السموم الي بعض مؤلفاته الطبية منها كتاب الطب الكبير و كتاب المزاج. ولسنا بحاجة الي الحديث عن الصلة الوثيقة بين جابر التلميذ و الامام جعفر عليه السلام الأستاذ، فكل مؤلفات جابر كانت تخضع لتوجيه و رقابة أستاذه الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

و في سنة 1924 م قام المرحوم اسماعيل مظهر بتأليف كتاب «تاريخ الفكر العربي». خصص فيه فصلا كاملا للكلام عن جابر بن حيان و ناقش فيه آراء روسكا. و قد أكد كلامه المرحوم الدكتور يحيي الهاشمي في كتابه: الامام الصادق



[ صفحه 126]



ملهم الكيمياء. فوافق علي ما قاله و أضاف اليها بعض آرائه السديدة.

و لا يخفي علي أحد أن العلماء يستفيدون من خبرات بعضهم لبعض، و لولا ذلك لما تطورت الحضارة الانسانية و اكتشفت الأبحاث العلمية.

يقول الدكتور بدوي: ان العالم الالماني كراوس قد سعي الي معرفة المصادر التي استقي منها جابر نظرياته في المعادن و الاكسير، فعرض بصورة موجزة تطور علم الكيمياء عند اليونان، ثم بحث في صلة كيمياء جابر بأدوار ذلك التطور. و اهتم بصورة خاصة بصلة جابر بكيمياء ذو سيموس و بليناس، و هما من علماء القرن الأول للميلاد غالبا، و انتهي ببحثه الي أن هنالك اختلاف كبير جدا بين كيمياء جابر و كيمياء اليونان القديمة.

ثم قال: «ان كيمياء جابر تمتاز بالميل الي الناحية التجريبية، و استبعاد الخوارق و الاتجاه العلمي العقلي. كما أن جابرا استعمل ملحا لم يعرفه قدماء اليونان و الشرقيون، و يعني ملح النوشاد».

و ما نخلص اليه أن لجابر بن حيان فضلا كبيرا في وضع الأسس الصحيحة لعلم الكيمياء الحديث، و أن أعماله العلمية و الفلسفية كانت تتم تحت اشراف أستاذه الامام الصادق عليه السلام الذي عاش في عصر انفتح فيه الفكر العربي علي جميع العلوم الظاهرة و الخفية، فاستفاد منها كثيرا و أفاد كثيرا.

يقول محمد أبوزهرة بعد أن نقل كلام السيد هبة الدين الشهرستاني في تلمذة جابر علي الامام الصادق عليه السلام: و ان ذلك الكلام يستفاد منه: اتصال جابر بالامام الصادق، و أنه كان يدارسه و يختصه بالانفراد في الدراسة، مما يدل علي أن ما كانا يتدراسانه لا يطيقه كل الناس، لدقه حقائقه، و عمق ما يحتاج اليه من تفكير.

و يستفاد منه: ان للامام الصادق عليه السلام مشاركة فكرية في الرسائل التي كتبها جابر [1] و أن الذي نريد أن نسجله في هذا المقام هو: أن الامام جعفر كان قوة



[ صفحه 127]



فكرية في هذا العصر لم يكتف بالدراسات الاسلامية، و علوم القرآن و السنة، و العقيدة، بل اتجه الي دارسة الكون و أسراره، ثم حلق بعلقه القوي الجبار في سماء الأفلاك، و مدارات الشمس و القمر و النجوم، و بذلك علم مقدار نعمة الله علي عبيده من الانسان في تسخير ما في الكون لهم، ثم علي وحدانية الخالق من ابداع المخلوق، و من تعداد الأشكال و الألوان و القوي في المحدثات» [2] .



[ صفحه 128]




پاورقي

[1] و بعض هذه الرسائل موجود في مكتبة الأسد بدمشق رقم عام 5373 و رقم 9594 و رقم3847 و رقم 10042 و رقم 80 و رقم 1383.

[2] الامام الصادق لمحمد أبوزهرة ص 102 و أخبار العلماء بأخبار الحكماء ص 111 و كشف الظنون ج 2 ص 344 و أعيان الشيعة ج 1 ص 668 - 669.


آيا خدا بندگان را بر گناه مجبور ساخته؟


1- مردي گويد: به امام صادق - عليه السلام - عرض كردم: خدا بندگان را بر گناه مجبور ساخته؟

فرمود: نه.

گفتم: پس كار را به آنها واگذاشته؟

فرمود: نه.

گفتم: پس حقيقت چيست؟

فرمود: لطفي است از پروردگارت ميان اين دو مطلب.

راوي گويد: مردي به امام صادق - عليه السلام - عرض كرد: قربانت گردم؛ آيا خدا بندگان را بر گناه مجبور ساخته است؟

فرمود: خدا دادگرتر از آن است كه ايشان را بر گناه مجبور كند، و سپس به خاطر معصيت عذابشان كند.

آن مرد گفت: قربانت گردم؛ پس كار را به بندگان واگذاشته است؟



[ صفحه 59]



فرمود: اگر به ايشان واگذار كرده بود، در تنگناي امر و نهيشان قرار نمي داد.

عرض كرد: پس ميان اين دو مرتبه منزله ي ديگري است؟

فرمود: آري؛ فراتر از ميان آسمان و زمين. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 1 ص 222 ح 13.


امام موسي الكاظم


كه امام عليه السلام پس از حضرت صادق بود و در حق او فرمود و هذا المولود يعني موسي الكاظم الذي لم يولد فينا مولود اعظم بركة علي شيعتنا منه ثم قال لا تجف اسماعيل [1] .



امام اهل دين موسي بن جعفر

جهان بود از نكهت خلقش معطر



ز روي علم هادي امم بود

بفرط علم در عالم علم بود



ز خويش لايح آثار سعادت

ز رويش لامع انوار سيادت



علو قدر او برتر ز افلاك

ز علمش گشته حيران عقل و ادراك



امامت را وجودش بود لايق

وز آن معني خبر مي داد صادق





[ صفحه 293]




پاورقي

[1] كافي باب نص علي الكاظم.


حديث 058


1 شنبه

لا داء أدوي من الكذب.

هيچ دردي، دردناك تر از دروغگويي نيست.

حلية، ج 3، ص 196


اخباره بالغائب 13


محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار و بريد بن معاوية و زرارة أن عبدالملك ابن أعين قال لأبي عبدالله عليه السلام: ان الزيدية و المعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبدالله فهل له سلطان؟ فقال: و الله ان عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي و كل ملك يملك الأرض، لا و الله ما محمد بن عبدالله في واحد منهما [1] .

محمد بن الحسن الصفار: عن علي بن اسماعيل، عن صفوان بن يحيي، عن العيص بن القاسم، عن المعلي بن خنيس قال: قال أبو عبدالله عليه السلام:



[ صفحه 82]



ما من نبي و لا وصي و لا ملك الا في كتاب عندي، لا و الله ما لمحمد بن عبدالله بن الحسن فيه اسم [2] .

عنه: عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم و جعفر بن بشير، عن عنبسة، عن المعلي بن خنيس قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ أقبل محمد بن عبدالله بن الحسن فسلم ثم ذهب، فرق له أبو عبدالله و دمعت عينه، فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع، قال: رفقت له لأنه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة و لا ملوكها [3] .

و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن جماعة سمعوا أبا عبدالله عليه السلام يقول، و قد سئل عن محمد فقال: ان عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي و كل ملك يملك، و الله ما محمد بن عبدالله في أحدهما [4] .

و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبدالصمد بن بشير، عن فضيل سكرة قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا فضيل أتدري في أي شي ء كنت أنظر فيه قبل؟ قال: قلت: لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة فليس ملك يملك الا و فيه مكتوب اسمه و اسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن فيه شيئا [5] .

و رواه محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبدالصمد بن بشير [6] .



[ صفحه 83]



قلت: قد تقدم الحديث الخامس و الثلاثون و فيه أن محمد بن عبدالله بن حسن خرج بالسيف و قتله المنصور.


پاورقي

[1] الكافي: ج 1 ص 242 ح 7.

[2] بصائرالدرجات: ص 171 ج 4 باب 2 ح 4.

[3] بصائرالدرجات: ص 170 ج 4 باب 2 ح 1.

[4] بصائرالدرجات: ص 170 ج 4 باب 2 ح 2.

[5] بصائرالدرجات: ص 170 ج 4 باب 2 ح 3.

[6] الكافي: ج 1 ص 242 ح 8.


نفرين حضرت به داوود بن علي


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كبر عبارت از اين است كه آدمي، مردم را با ديده پستي و حقارت نگاه كند و حق را خوار و ناچيز بشمرد و آن را بر وفق واقع نبيند.

ابوبصير روايت مي كند كه چون داوود بن علي، معلي بن حنينس را كشت و به دار آويخت، امام جعفر عليه السلام از اين كار زشت بسيار ناراحت شد. به پيش داوود بن علي رفت و فرمود: اي داوود! به چه علت بي گناهي را كشتي و قيم مال و عيال مرا به قتل رساندي.

داوود گفت: من او را نكشتم. حضرت فرمود: پس او را چه كسي كشت؟ گفت: نمي دانم. حضرت فرمود: دروغ نيز مي گويي. به خدا راضي نشدي تا اين كه او را به دشمني و ظلم كشتي و به دار آويختي و خواستي كه نام تو به اين سبب بلند شود. به خدا قسم كه جاه و منزل او پيش حق تعالي عظيم تر از توست. تو را به سبب آن پيش حقتعالي موقفي [1] خواهد بود،: نگاه كن كه چگونه از آن خلاصي خواهي يافت.

به خدا كه از خدا بخواهم تا انتقام او را از تو بكشد. داوود گفت: مرا از دعاي خود مي ترساني. هر دعايي كه مي خواهي بكن.



[ صفحه 131]



پس حضرت از آن مجلس بيرون آمد و چون شب شد، غسل كرد و جامه دعا پوشيد و ساعتي با حضرت ايزد متعال مناجات نمود، بعد از تضرع و زاري گفت: پروردگارا! تيري از تيرهاي خود بر داوود بزن تا دل او بشكافد. چون از دعا فراغت يافت به غلام خود فرمود: اي غلام! گوش كن، آيا هيچ صدايي مي شنوي؟ در اين سخن بودند كه ناگاه فرياد كنندگان فرياد برآوردند و بر داوود بن علي زاري مي كردند.

پس حضرت ابي عبدالله عليه السلام به سجده افتاد و گريه مي كرد تا صبح شد و در سجده مي گفت: شكر العزيز، شكر الكريم، شكر الدائم، شكر القائم، الذي يجيب المضطر و يكشف السوء.

بعد از صبح مردم پيش امام جعفرصادق عليه السلام مي آمدند و آن حضرت را به مردن داوود تهنيت مي دادند و بعد از آن حضرت فرمود: به خدا قسم كه داوود بر دين ابي لهب مرد و من هلاك او را به خاطر معلي از خدا خواستم.

حق تعالي دعاي مرا اجابت كرد و او را به تعجيل به هاويه فرستاد. در كتاب شريف كافي روايت شده كه آن حضرت در اكثر آن شب در ركوع و سجود بود. هنگامي كه سحرگاه شد به سجده رفت و در سجده اين دعا مي خواند:

اللهم اني اسئلك بقوتك القوي و بجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل ان تصلي علي محمد و آل محمد ان تأخذه الساعة و هنوز در سجده بود كه صداي گريه از خانه داوود بن علي بر آمد، پس حضرت سر از سجده برداشت و فرمود: كه حقتعالي به سبب دعاي من ملكي را برانگيخت و آن ملك عصاي آهنين بر مغز داوود زد و او را هلاك گردانيد.



[ صفحه 132]




پاورقي

[1] ايستگاه.


كتابه لجميل بن صالح في النذر


أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن جميل بن صالح [1] قال: كانت عندي جارية بالمدينة فارتفع طمثها فجعلت للَّه علي نذراً إن هي حاضت فعلمت بعد أنّها حاضت قبل أن أجعل النّذر فكتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام وأنا بالمدينة فأجابني:

إن كانَت حاضَت قَبلَ النَّذرِ فَلا عَلَيكَ، وَإن كانَت حاضَت بَعدَ النَّذرِ فَعَلَيكَ. [2] .



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] راجع: في تتمة الكتاب الثّالث والتسعون.

[2] الكافي: ج7 ص455 ح4، تهذيب الأحكام: ج8 ص303 ح4، بحار الأنوار: ج 104 ص 240 ح131.


وصيت 16


وصيت الامام الباقر عليه السلام لخيثمة الجعفي (ره)

عن خيثمة، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام أودعه، فقال: يا خيثمة، أبلغ من تري من موالينا السلام و أوصهم بتقوي الله العظيم، و أن يعود غنيهم علي فقيرهم و قويهم علي ضعيفهم، و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فان لقيا بعضهم بعضا في بيوتهم حياة لامرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا. يا خثيمه: أبلغ موالينا أنا نغني عنهم من الله شيئا الا بعمل، و أنهم لن ينالوا ولايتنا الا بالورع، و ان أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه الي غيره [1] .

خيثمه مي گويد: خدمت امام باقر عليه السلام رسيدم تا با ايشان



[ صفحه 108]



خداحافظي نمايم؛ آن حضرت فرمود: اي خيثمه! هر كدام از دوستان ما را ديدي، سلام مرا به آن ها برسان و آنان را توصيه كن به تقواي خداي بزرگ، و سفارش كن كه دوستان ثروتمند ما به ديدار فقرا بروند و قدرتمندانشان از ضعيفانشان عيادت كنند، و اين كه زنده ها به تشييع جنازه ي مرده هايشان بروند، و به خانه ي يكديگر بروند؛ چرا كه اين كار زنده نمودن امر ماست. خدا رحمت كند كسي را كه امر ما را زنده نمايد.اي خيثمه! به دوستان ما بگو ما آن ها را در برابر خدا بي نياز نمي كنيم، مگر آن كه خود اهل عمل باشند، و آن ها به ولايت ما نمي رسند، مگر با ورع. پرحسرت ترين مردم در روز قيامت كسي است كه عدالتي را توصيف نمايد، آنگاه با آن مخالفت نمايد.

اين وصيت امام باقر عليه السلام بايد سرمشق همه ي كساني كه دم از ولايت اهل بيت عليهم السلام مي زنند، باشد. چنانچه اين كلمات نوراني را سرلوحه ي برنامه ي روزانه ي خود قرار دهيم، فوايد و بركاتي خواهد داشت كه بزرگ ترين و مهم ترين آن ها، نجات ما از گمراهي و انحراف است. همچنين به بركت عمل به اين فرامين مقدس، هيچ گاه در زندگي خود درمانده نخواهيم شد، بلكه مطابق روايتي كه از حضرت نقل شده، مايه ي زينت و آبرو براي اهل بيت مي شويم: «كونوا لنا زينا» [2] حضرت در خطاب به



[ صفحه 109]



دوستان و پيروان مي فرمايد: «با اعمال و رفتارتان براي ما زينت و آبرو باشيد.»

نقل شده است كه روزي امام باقر عليه السلام از كنار گروهي از شيعيان و علاقمندان عبور نمودند و فرمودند:

«والله اني لأحبكم و أحب ريحكم و أرواحكم»

به خدا قسم من شما را دوست دارم، و همچنين بوي شما را و روحتان را دوست دارم [3] .


پاورقي

[1] كافي، ج 2، صص 175-176، باب زيارة الاخوان.

[2] طرائف الحكم، ج 2، ص 66؛ امالي شيخ صدوق، ص 484، ح 657، مجلس 62 (17 (.

[3] امالي شيخ طوسي، ص 722، ح 1522، مجلس 43 (6 (.


اجساد الانعام و ما اعطيت و ما منعت و سبب ذلك


و فكر يا مفضل - بعد هذا - في اجساد الانعام فانها حين خلقت علي ابدان الانس من اللحم و العظم و العصب، اعطيت ايضا السمع و البصر ليبلغ الانسان حاجته، فانها لو كانت عميا صما لما انتفع بها الانسان و لا تصرفت في شي ء من مآربه، ثم منعت الذهن و العقل لتذل للانسان، فلا



[ صفحه 68]



تمتنع عليه، اذا كدها الكد الشديد، و حملها الحمل الثقيل.

فان قال قائل أنه قد يكون للانسان عبيد من الانس، يذلون و يذعنون بالكد الشديد، و هم مع ذلك غير عديمي العقل و الذهن. فيقال في جواب ذلك: ان هذا الصنف من الناس قليل، فأما أكثر الناس فلا يذعنون بما تذعن به الدواب من الحمل و الطحن و ما أشبه ذلك، و لا يغرون بما يحتاج اليه منه... ثم لو كان الناس يزاولون مثل هذه الأعمال بأبدانهم لشغلوا بذلك عن سائر الأعمال، لأنه كان يحتاج مكان الجمل الواحد و البغل الواحد الي عدة أناسي، فكان هذا العمل يستفرغ الناس حتي لا يكون فيهم فضل لشي ء من الصناعات مع ما يلحقه من التعب الفادح في ابدانهم و الضيق و الكد في معاشهم.


مزه مرگ


امام صادق عليه السلام هشت پسر داشت كه بزرگترين آنها اسماعيل بود و حضرت او را بسيار دوست مي داشت. عده اي از شيعيان بدين جهت كه او پسر بزرگ تر و مورد علاقه ي پدر بود، گمان مي كردند او جانشين پدر خواهد شد. روزي امام با ياران خود دور هم نشسته بودند كه وقت غذا رسيد. سفره پهن شد، هنوز غذا نيامده بود كه خبر مرگ اسفبار اسماعيل را به آن حضرت عرض كردند. حضرت پس از شنيدن اين خبر تبسمي زد و دستور داد غذا را آوردند. خود حضرت نيز سر سفره نشست و با اشتها غذا ميل فرمود. غذا را براي ياران مي كشيد و آن ها را دعوت به خوردن مي نمود. حاضرين از اين كه مرگ پسري كه مورد علاقه ي پدر باشد و مرگ او باعث غم و اندوه پدر نشود تعجب مي كردند.

پس از صرف غذا، ياران امام عرض كردند: اي پسر رسول خدا! امر عجيبي از شما مي بينيم، پسري مانند اسماعيل را از دست داده ايد، ولي



[ صفحه 85]



غمگين و ناراحت نيستيد! فرمود: چرا محزون و غمگين باشم، از راستگوترين مردم برايم خبر رسيده است كه خود هم مزه مرگ را خواهم چشيد، و همچنين شما. سپس فرمود: خوشا به حال گروهي كه مرگ را شناختند و نصب العين خود قرار دادند. و خوشا آنان كه تير أجل آن ها را يكي بعد از ديگري هدف قرار مي دهد و آن ها ناراحت نيستند. (و موفق و رستگار) كساني هستند كه امر خويش را به خداوند متعال تسليم و واگذار كرده اند. [1] .


پاورقي

[1] عيون اخبار الرضا عليه السلام، ج 2، ص 2؛ تنبيه الخواطر، ج 2، ص 25.


عثمان بن حيان


عثمان بن حيان المري مولي ام الدرداء أو مولي عتبة بن أبي سفيان.

كان ظالما متعسفا، و أول عمل أجراه في المدينة أنه ارسل علي جماعة من العلماء كانوا يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، منهم محمد بن المكندر أحد العلماء الثقات و من تلامذة الامام الباقر عليه السلام فضربهم، و نكل بهم لما كان من كلامهم، و أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر. كما حدث بذلك مالك بن أنس. [1] .

و نفي العراقيين من المدينة، و حذر كل من آواهم، لأنهم كانوا يستجيرون بالحرم النبوي من الحجاج و جوره، فكان يتتبعم و يرجعهم إلي الحجاج مقيدين بالحديد، و لم يترك أحدا لا تاجرا و لا غير تاجر.

و خطب علي المنبر فقال: أيها الناس إنا وجدناكم أهل غش لأميرالمؤمنين في قديم الدهر و حديثه.

ثم ذكر العراقيين و وصفهم بالشقاق و الغدر. ثم قال: والله ما جربت عراقيا قط إلا وجدت أفضلهم عند نفسه الذي يقول في آل ابي طالب ما يقول و ما هم لهم بشيعة... والله اني لا أوتي بأحد آوي أحدا منهم او أكراه منزلا، إلا هدمت منزله و انزلت به ما هو أهله. [2] .


پاورقي

[1] السخاوي في التحفة ج 3 ص 381.

[2] الطبري ج 8 ص 92.


ولادته


اختلفت الروايات في سنة ولادة مالك كالاختلاف في مدة حمله، فقيل: إنه ولد سنة 90 ه و قيل: سنة 93 ه و قيل: سنة 94 ه و قيل: سنة 95 ه و قيل: سنة 96 ه في المدينة المنورة، و تختلف الروايات في أول من نزل المدينة من أسرة مالك، فقيل: إن أول من نزل هو أبوعامر و انه صحابي و شهد المغازي مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم ما عدا بدرا و لم يذكره أحد في عداد الصحابة. قال الذهبي في التجريد: لم أر من ذكره في الصحابة.

و الصحيح أن أول من انتقل إلي المدينة هو مالك بن أبي عامر جد مالك ابن أنس، و هو من التابعين كما رواه ابن عبد البر، و تدل عليه رواية أبي سهيل عم مالك المتقدمة في بيان نسبهم، ولكن المالكية ذهبوا إلي إثبات الصحبة لأب عامر و ليس لهم علي ذلك دليل، لذلك لم يقبله المحققون و لم يثبتوا له صحبة. فابن حجر في الإصابة لم ينقل عنه شيئا إلا أنه نقل عبارة الذهبي، و ابن عبد البر في الاستيعاب لم يتعرض لذكره. و هذه الدعوي وليدة ظروف متأخرة أثبتتها كتب مناقب مالك، كما أن أنس بن مالك والد مالك - صاحب المذهب - لم يكن له ذكر في كتب الرجال و لم يعرف عنه أنه اشتغل بالعلم، و ليست له معرفة فيه، و لو كان يؤثر عنه شي ء لكان مالك أولي بروايته. نعم ورد في بعض الكتب رواية مالك عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: ثلاث يفرح لهن الجسد فيربو عليهن: الطيب، و الثوب اللين، و شرب العسل، ولكن المحققين من علماء الحديث قالوا: إن هذا الخبر لا يصح عن مالك. [1] .

و بهذا لم يكن لأنس رواية في الحديث و لا رواية واحدة.

قال الخطيب في المتفق بعد ذكر الحديث المتقدم: لا أعلم. روي عن مالك من هذا الوجه و فيه نظر، فهو يطعن بصحته، و قال أيضا: لم يروه عن مالك غير يوسف بن هارون تفرد به القشيري، و أخرجه ابن حبان في الضعفاء، و قال: هذا لم يأت به عن مالك غير يونس - و هو أحد رواة



[ صفحه 491]



الحديث المتقدم - و قد روي عجائب لا تحل الرواية عنه. و أخرجه الدار قطني في غرائب مالك و قال: هذا لا يصح عن مالك، و يونس ضعيف. و ربما يتوهم أن والد مالك بن أنس هو أنس بن مالك الصحابي الشهير، لأن المتسمين بأنس بن مالك هم خمسة:

1 - أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري أبوحمزة المدني المتوفي سنة 93 ه و هو خادم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

2 - أنس بن مالك الكعبي القشيري أبو أميعة، نزل البصرة، و روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم حديثا واحدا.

3 - أنس بن مالك شيخ حمصي، ذكره أبوبكر أحمد بن محمد بن عيسي البغدادي في تاريخ الحمصيين، و ليس له من الحديث شي ء.

4 - أنس بن مالك أبوالقاسم الكوفي حدث عن عبدالرحمن بن الاسود و حماد بن أبي سليمان و غيره، و أحاديثه قليلة.

5 - أنس بن مالك والد الإمام مالك هذا، و لم يكن له ذكر في كتب الحديث، و لم يفصح التاريخ عن شي ء من حياته و لا تاريخ وفاته، بل هو مجهول كما إنا لم نقف علي شي ء من حياته لنتحقق نشأة مالك تحت رعايته و تربيته، و لعله مات قبل أن يولد مالك بمدة، و يقال: إن مالك نشأ تحت رعاية غيره من أسرته، و يدعي أنها مشهورة بالعلم، و لا نعرف منهم إلا نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبوسهيل المتوفي في سنة 34 ه - 35. روي عن ابن عمر و أنس، و عنه ابن أخيه مالك بن أنس و الزهري، و لم يكن له كثير حديث.

و أما أخوه النضر بن أنس أخومالك، فقد روي عن أبيه و ابن عباس و عنه بكر المزني، و يقال: إن مالكا كان ملازما له، و لا يعرف إلا بأخيه، فيقال عند تعريفه: أخو النضر لشهرة أخيه دونه، و لم يكن غير هؤلاء في أسرة مالك من عرف عنه الحديث، و لا يصح أن توصف هذه الأسرة من الأسر العلمية في المدينة، فيكون لها الأثر في توجيه مالك إلي طلب الحديث و الفتيا، لأن الناشي ء تتغذي مواهبه و منازعه من منزع بيته و ما يتجه إليه، فترعرع تحت ظلها المواهب و تتجه المنازع، علي أنهما لم يكونا بتلك المنزلة من الشهرة العلمية، و لم تكن لهما كثير رواية.



[ صفحه 492]




پاورقي

[1] تزيين الممالك ص 5.


الأباضية


و هم أتباع عبدالله بن أباض التميمي، الذي خرج أيام مروان الحمار. آخر ملوك بني أمية، و لا يزال أتباعه الي اليوم في المغرب، و لعلهم هم البقية من جميع فرق الخوارج الكثيرة. فقد انقرضت تلك الفرق و لم تبق منهم باقية الا الأباضية، و هم علي عقيدتهم في تكفير جميع المسلمين، و يعتذرون عنهم بأنهم يذهبون الي تكفيرهم لا علي سبيل الشرك، بل يرون أنهم كفار نعمة.

و من جملة آرائهم: أن دماء مخالفيهم حرام في السر لا في العلانية، و دارهم دار توحيد. و انهم ليسوا مشركين و لا مؤمنين، و يسمونهم كفارا، و لا يحل من غنائمهم في الحرب الا الخيل و السلاح.

و لا يزال الأباضيون يؤلفون جماعات عديدة في أفريقية الشمالية، و يوجد فريق آخر بزنجبار بأفريقية الشرقية. أما الوطن الأصلي للأباضيين الذين يهاجرون الي أفريقية الشرقية فهو بلاد عمان العربية.



[ صفحه 117]



و قد حاولوا في السنوات الأخيرة أن يستنهضوا همتهم و نشاطهم و أن يستعيدوا الشعور بكيانهم. و تقسم الأباضية ذاتها الي ثلاثة شعب هي الحفصية، و الحارثية، و اليزيدية.


مناظرات الامام حول الاسلام و مبادئه


اما مناظراته و احتجاجه علي كثير من أهل الاديان المختلفة، و الفرق المتعددة، فهي كذلك في الكثرة و التعدد بمختلف العلوم و شتي المواضيع، فقد ناظر عليه السلام علماء الأديان الأخري حول الاسلام و نبيه، بأسلوب الاقناع و الحجة الدامغة.

و كذلك ناظر المرتابين و أهل الزيغ و الضلال و المللحدين و الزنادقة، و بمناظرات عديدة يدعوهم فيها الي سبيل الله و توحيده، و نبذ الخضوع لغير الله، و عدم الشرك به، ليخرجهم بذلك من الظلمات الي النور، و يهديهم الي صراط مستقيم، و الاستقامة عليه، بأسلوب قوي نافذ للعقول و القلوب معا، مراعيا في ذلك قابلية المخاطب و استعداده.

و له مناظرات كثيرة من رؤساء الفرق الاسلامية، من معتزلة و مجسمة، و قدرية و جبرية، و مفوضة، و غيرهم. و هو يحاول بذلك نبذ الآراء المختلفة، و ترك الهوي و الانقسام في الدين، و التفرق فيه، فكان له عليه السلام من الحجج البوالغ ما رفع به العذر، و ازال الريب، و علي سبيل المثال نذكر بعضا من مناظراته، و من أراد الاستزادة فليرجع الي كتب العقائد و الكلام و الحديث، فقد تضمنت الشي ء الكثير منها.

جاء أحد الزنادقة ممن يبثون الشبهات حول الدين الي الامام الصادق و هو في البيت الحرام، و بعد أن قابله و تبادلا حديثا قصيرا قال له الامام عليه السلام انتظر حتي أفرغ من الطواف، ثم ائتنا نحدثك فنري ما عندك.

و لما فرغ أبو عبدالله من طوافه و صلاته، أتاه الرجل و جلس و تلامذة الامام - و منهم هشام بن الحكم - مجتمعين عنده.

فقال ابو عبدالله عليه السلام: أتعلم أن للارض فوقا و تحتا؟

قال: نعم.

قال: ابو عبدالله: فهل دخلت تحتها؟

قال: لا.

قال الامام عليه السلام: ما يدريك ما تحتها؟

قال: لا أدري الا أني أظن أن ليس تحتها؟

قال أبو عبدالله: فالظن عجز فلم لا تستيقن؟

ثم أردف الامام الصادق يقول: أفصعدت الي السماء؟



[ صفحه 427]



قال: لا.

قال: أفتدري ما فيها؟

قال: لا.

قال الامام عليه السلام: عجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب، و لم تصعد الي السماء و لم تجز هناك، فلم تعرف ما خلفهن و أنت مع ذلك جاحد بما فيهن؟؟

ثم قال عليه السلام: أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل، فيا عبدالملك - و هو اسم الرجل - افهم عنا فانا لا نشك في الله أبدا، أما تري الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان فلا يشتبهان و يرجعان و اضطروا ليس لهما مكان الا مكانهما؟ فان كانا يقدران علي أن يذهبا فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا؟ لقد اضطروا الي دوامهما و الذي اضطرهما هو اعظم منهما و أكبر.

ثم أخذ عليه السلام يناظره في أمور كثيرة حتي أدي به الأمر الي الاعتراف بخطئه و رجع عن مقالته، فأمر الامام عليه السلام هشام بن الحكم أن يتولي توجيهه [1] .

و له مناظرات مع ابن أبي العوجاء [2] في التوحيد و غيره، و كان ابن أبي العوجاء من الزنادقة المشهورين، و قتل علي الزندقة، و اعترف عند قتله بدسه الأحاديث الكاذبة في أحاديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

فمن تلك المناظرات: انه كان هو و ابن المقفع [3] في المسجد الحرام



[ صفحه 428]



يلاحظان الجمع الذي كان يقوم بالطواف حول الكعبة، فقال ابن المقفع لاصحابه: لاواحد من هؤلاء يستحق اسم الانسانية الا هذا الشيخ الجالس (و اشار الي جعفر بن محمد الصادق) أما الباقون فرعاع و بهائم، فقام ابن أبي العوجاء الي الشيخ و تحدث معه ثم رجع و قال: ما هذا ببشر! و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا.

و حينما اقترب من الامام و أصبحا منفردين قال له الامام الصادق: لو كان الأمر كما يقول هؤلاء (و أشار الي الجمع القائم بالطواف) - و هو حق كما يقولون)- نجا هؤلاء و عطبتم، اما اذا انعكس الحال و كان علي ما تقولون - و هو ليس كما تقولون - فانتم و اياهم سواء.

فسأله ابن أبي العوجاء: رحمك الله أيها الشيخ أي شي ء نقوله نحن، و أي شي ء يقولونه هم؟

فأجابه الامام جعفر: أني لما تقولون ان يكون كما يقولون!؟ هم يقولون بالمعاد، و الوعد و الوعيد، و ان للسماء الها، و بها عمرانا، بينما تزعمون أن السماء خراب و ليس بها أحد.

فقال ابن أبي العوجاء: لو كان الأمر كما تقول، فما منع الله من الظهور لجميع خلقه و دعوتهم الي عبادته حتي لا يصبح اثنان فيهم علي خلاف؟ لماذا اختفي عنهم، و مع ذلك ارسل اليهم رسلا؟ لو كان قد ظهر بذاته لهم، لكان ذلك اسهل الي الاعتقاد به.

فأجابه الامام جعفر: كيف اختفي عنك من أظهر قدرته في نفسك أنت، و في نمائك؟!! و كان جوابا بليغا حتي قال ابن أبي العوجاء لاصحابه: و ظل يحصي لي قدرة الله التي في نفسي، و التي لم استطع رفضها حتي ظننت أن الله قد نزل بينه و بيني [4] .

و له مناظرة اخري:

كان ابن أبي العوجاء و ابن طالوت و ابن المقفع في نفر من الزنادقة مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، و ابو عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام فيه اذ ذاك يفتي الناس و يفسر لهم القرآن، و يجيب عن المسائل بالحجج و البينات، فقال القوم لابن ابي العوجاء: هل لك في تغليط هذا الجالس و سؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به، فقد تري فتنة الناس به و هو علامة زمانه؟



[ صفحه 429]



فقال لهم ابن ابي العوجاء: نعم. ثم تقدم ففرق الناس فقال: يا أبا عبدالله أفتأذن لي في السؤال؟ فقال له أبو عبدالله: سل ان شئت. فقال ابن ابي العوجاء: الي كم تدوسون هذا البيدر، و تلوذون بهذا الحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر، و تهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ من فكر في هذا و قدر علم انه فعل غير حكيم و لا ذي نظر، فقل فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك أسسه و نظامه.

فقال له الامام الصادق عليه السلام: ان من أظله الله و أعمي قلبه، استوخم الحق فلم يستعذبه، و صار الشيطان وليه و ربه، يورده مناهل الهلكة و لا يصدره، و هذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، علي تعظيمه و زيارته، و جعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال، و مجمع العظة و الجلال، خلقه الله قبل دحو الارض، فأحق من أطيع فيما أمر، و النهي عما زجر، هو الله المنشي ء للأرواح و الصور.

فقال لي ابن أبي العوجاء: ذكرت يا أبا عبدالله فأحلت علي غائب.

فقال الامام الصادق عليه السلام: كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد، و هو أقرب اليهم من حبل الوريد، يسمع كلامهم، و يعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان، و لا يكون الي مكان اقرب منه الي مكان، تشهد بذلك آثاره، و تدل عليه أفعاله، و الذي بعث بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة محمد صلي الله عليه و آله و سلم الذي جاءنا بهذه العبادة، فان شككت في شي ء من أمره فاسأل عنه أوضحه لك.

فابلس ابن ابي العوجاء و لم يدر ما يقول، فانصرف من بين يديه، فقال لاصحابه: سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فالقيتموني علي جمرة. فقالوا له: اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك و انقطاعك، و ما رأينا احقر منك اليوم في مجلسه. فقال: ألي تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤوس من ترون، و اومأ بيده الي أهل الموسم.

هذا انموذج من أجوبته عليه السلام و مناظرات في باب التوحيد، و قد اقتصرنا علي هذا البعض و لا يسعنا ذكر اكثر منه لضيق المجال و رعاية للاختصار.



[ صفحه 430]




پاورقي

[1] كتاب الامام الصادق للأستاذ رمضان لاوند ص 185 - 183 و كتاب حياة الامام الصادق للسبيتي ص 79 - 77 و كتاب الامام الصادق للشيخ المظفر ج 1 ص 212 - 211.

[2] ابن أبي العوجاء: هو عبدالكريم بن ابي العوجاء، خال معن بن زائدة، و كان من الزنادقة المشهورين، يقول جرير بن حازم كان بالبصرة ستة من أصحاب الكلام: و اصل ابن عطاء، و عمر بن عبيد، و بشار بن برد، و عبدالكريم بن أبي العوجاء، و رجل من الأزد، فكانوا يجتمعون في مجلس الأزد، فاما عمرو و واصل فقد صارا الي الاعتزال، و أما عبدالكريم و صالح فصححا الثنوية، و أما بشار فبقي متحيرا، و كان عبدالكريم يفسد الأحداث، فتهدده عمر بن عبيد فلحق بالكوفة فدل عليه محمد بن سليمان فقتله و صلبه ذلك سنة 161 ه و لما أخذ لتضرب عنقه قال: لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال و أحلل الحرام - لسان الميزان ج 4 ص 52 - 51.

[3] هو عبدالله بن المقفع، ولد سنة 106 أو 107 ه في قرية من قري فارس اسمها (جور) و موضعها فيروزآباد، و يقول ابن النديم: انه اسمه بالفارسية (روزبه) و معناه (المبارك) و اسم أبيه (داذوبه) فلما أسلم تسمي بعبدالله و تكني بأبي محمد، و كان حسن الأدب، واسع العلم حاد الذكاء، و يعد في طليعة الكتاب الحاذقين، و قد استعمله بعض الولاة و الأمراء للكتابة في دواوينهم. رمي بالزندقة و الالحاد، و حقد عليه المنصور لأمور كثيرة، و قد قتله سفيان بن يزيد قتلة شنيعة، و ذلك انه أمر بتنور فاسجر ثم أمر بابن المقفع فقطع و ألقي في التنور و أطبق عليه.

[4] من تاريخ الالحاد للاستاذ عبدالرحمن بدري ص 69.


المسند


للامام أحمد بن حنبل أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي، و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.

و أخرجه أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم أنه قال: اني أوشك أن أدعي فأجيب و اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الي الأرض، و عترتي أهل بيتي، و ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما.

و أخرجه أيضا بهذا اللفظ في ص 26.


ابوزهو


الشيخ محمد ابوزهو - من علماء الازهر الشريف و استاذ كلية اصول الفقه في الوقت الحاضر - قال تحت عنوان (التشيع ستار لأعداء الاسلام):



[ صفحه 458]



و يقيني أن التشيع كان ستارا احتجب وراءه كثير من اعداء الاسلام، من الفرس و اليهود، و الروم، و غيرهم ليكيدوا لهذا الدين و يقلبوا نظام هذه الدولة الاسلامية...

الي أن يقول: أخذوا (اي اعداء الاسلام) يتحسسون ابواب الضعف، فلم يجدوا بابا انجح لهم من الحيلة و الخداع، فاظهر جماعة منهم الاسلام، و انضموا الي اهل التشيع مظهرين محبة اهل البيت، و سخطهم علي من ظلم عليا رضي الله عنه، ثم اخذوا يسلكون به مفاوز الفتن و المهالك، حتي ابعدوا كثيرا منهم عن التدين الصحيح، بما بثوه فيه من العقائد الزائفة، التي يدور معظمها علي هدم قواعد الدين، و التحلل من تعاليم الاسلام و احكامه، و أصل هذه الفتنة علي ما ذكره المؤرخون: رجل يهودي يدعي عبدالله بن سبأ، غلا في حب علي حتي زعم أن الله تعالي حل فيه، و اخذ يؤلب الناس علي عثمان... الخ.

هذا ما يقره اخونا للشيخ المعاصر محمد ابوزهو و يرسله ارسال المسلمات، فيلقيه في طلابه ليؤدي رسالة الأجيال التي تحمل في طياتها انتصار اليهود علي المسلمين، و ان رجلا واحدا منهم استطاع بمكره و خداعه، أن يسوق اصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم و يستدرجهم لاغراضه، و يفتنهم بدعوته فيستسلمون له بدون تدبر و تفكير، و يقومون بامر لا باعث له الا دعاية رجل يهودي فاستجابوا لدعوته، و خضعوا لارادته و حاشاهم من ذلك، و هم اجل و اسمي، من أن ينزلوا الي هذا الحضيض. و لكن الشيخ (سلمه الله) اقتنع بدون ما يوجب ذلك فنسأل الله لنا و له الهداية.


الشوري و العناية بالعامة


في بداية العهد الي الأشتر أمران: الأول: خاص بالأشتر، و الثاني: خاص بالعامة و الخاصة. و الأمران عصريان في كل عصر، و مطلوبان في كل مكان، و من كل الحكام:

أما الأول: ففيه قوله له: «ان الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم، و انما يستدل علي الصالحين بما يجري بهم علي ألسنة عباده...، فاملك هواك، و شح بنفسك عما لا يحل لك...، و أشعر قلبك الرحمة للرعية و المحبة لهم و اللطف بهم، و لا تكونن عليه سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فانهم صنفان: اما أخ لك في الدين و اما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل و تعرض لهم العلل، و يؤتي علي أيديهم في العمد و الخطأ، فأعطهم من عفوك و صفحك مثل الذي تحب و ترضي أن يعطيك الله» [1] [2] .

و قوله: «و اذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة فانظر الي عظم ملك الله فوقك...، فان الله يذل كل جبار و يهين كل مختال، أنصف الله و أنصف الناس من نفسك و من خاصة أهلك و ممن لك فيه هوي، و ليس شي ء أدعي الي تغيير نعمة الله و تعجيل نقمته من اقامة علي ظلم...» [3] .

و يقول عن الشوري: «و لا تدخلن في مشورتك من يعدل بك عن الفضل و يعدك الفقر،



[ صفحه 404]



و لا جبانا يضعفك عن الأمور، و لا حريصا يزين لك الشر بالجور، فان البخل و الجبن غرائز شتي يجمعها سوء الظن بالله...، والصق بأهل الورع والصدق...، ثم رضهم علي أن لا يطروك...، و لا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة...» [4] .

و أما الثاني: ففيه قوله: «و ليكن أحب الأمور اليك أوسطها في الحق، و أعمها في العدل، و أجمعها لرضي الرعية، فان سخط العامة يجحف برضي الخاصة، و ان سخط الخاصة يغتفر مع رضي العامة، و ليس أحد من الرعية أثقل علي الوالي مؤونة في الرخاء، و أقل معونة في البلاء، و أكره للانصاف، و أسأل بالالحاف، و أقل شكرا عند الاعطاء، و أبطأ عذرا عند المنع، و أخف صبرا عند ملمات الدهر، من أهل الخاصة. و انما عماد الدين، و جماع المسلمين، و العدة للأعداء: العامة من الأمة، فليكن صغوك لهم و ميلك معهم» [5] .

بأبي أنت و أمي يا أميرالمؤمنين! ان رسول الله يقول: «اطلعت في الجنة فوجدت أكثر أهلها الفقراء» [6] و أنت في طليعة أهل الجنة، تحب أكثر أهلها عددا في الحياة الدنيا، و من أجل ذلك تكرم العامة و هم كثرة الأمة، و تؤثر منها الفقراء.

و لقد كنت دائما قدوة، و أردت الخاصة علي أن تكون قدوة، و حذرتها من مطامعها و مزالقها، ولو حذرت للزمت الجادة، و صلح أمر هذه الأمة.

ان من يضع دستورا في العصر الحديث خليق بأن يرتوي من عهدك، ويروي الأمة من ينابيعك، في تطبيق الشريعة، و سيادة القانون، و استقلال القضاء، و أمانة الولاة، و نزاهة الادارة، و احترام العامة، و الزام الخاصة أن تكون قدوة في الأمة.

يقول ابن المقفع في شأن الخاصة بعد مائة عام، في كتابه لأبي جعفر: «و قد علمنا علما لا يخالطه الشك أن عامة قط لم تصلح من قبل نفسها، و لم يأتها الصلاح الا من قبل امامها...، و حاجة الخواص الي الامام الذي يصلحهم الله به كحاجة العامة الي خواصهم



[ صفحه 405]



و أعظم من ذلك».

و يتصدي الامام زين العابدين في «رسالة الحقوق» بالشرح الشامل، و التفصيل الطويل، لسلوك الجماعات و الأفراد و ما يجب لها شرحا و تفصيلا، تقتضيهما حالة الناس و ظروف الزمان في النصف الثاني من القرن: عصر كربلاء، و الحرة، و ضرب الكعبة، و الدولة الهرقلية، و تغير الناس.

و استقصاء السجاد فيها للأحكام مظهر لتحمله مسؤولية تعليم المسلمين أمور دينهم و شؤون دنياهم، فهي تبدأ بحقوق الله عز و جل، و أكبرها ما أوجبه الله تعالي من حقه، فجعل للجوارح حقوقا، و لأفعالها حقوقا «ثم تخرج الحقوق منك الي غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك، و أوجبها عليك: حق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك. فهذه حقوق يتشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة...، و حقوق رعيتك ثلاثة...، و حقوق رحمك كثيرة متصلة...، فأوجبها عليك: حق أمك ثم حق أبيك...، ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم» [7] [8] .



[ صفحه 406]



و تطرقت رسالة الحقوق للعلاقات الحكومية و القضائية والاجتماعية التي تنظم الجماعة الاسلامية، فنظمت آدابها و التزاماتها الخلقية و القانونية بالتفصيل.

و ربما أجزأ في تقريب منهاجها الي الألباب مثل ننقله منها عن معاملة السلاطين، حيث يقول: «و أما حق سائسك بالسلطان فأنت تعلم أنك جعلت له فتنة، و أنه مبتلي فيك بما جعله الله له عليك من السلطان، فعليك أن تخلص له في النصيحة. و لا تماحكه و قد بسطت يده عليك، فتكون سبب هلاك نفسك و هلاكه..، و تلطف لعطائه ما يكفه عنك دون أن يضر بدينه، و تستعين عليه في ذلك بالله فلا تعانده...، فانك ان فعلت ذلك عققته و عققت نفسك و عرضتها للمكروه» [9] .


پاورقي

[1] نهج البلاغة: ج 3 ص 84، تحف العقول: ص 126، بحارالأنوار: ج 33 ص 600 و ج 74 ص 241.

[2] و لما عهد لمحمد بن أبي بكر كان مما جاء في عهده له قوله: «اعلم يا محمد بن أبي بكر، أني قد وليتك أعظم أجنادي في نفسي، أهل مصر، و أنتم يا أهل مصر فليصدق قولكم فعلكم، و سركم علانيتكم، و لا تخالف ألسنتكم قلوبكم». (منه).

[3] المصادر السابقة.

[4] المصادر المتقدمة.

[5] نهج البلاغة: ج 3 ص 86، دعائم الاسلام: ج 1 ص 355، تحف العقول: ص 128، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 147، بحارالأنوار: ج 33 ص 601 و ج 74 ص 242.

[6] بحارالأنوار: ج 69 ص 55. و في مسند اسحاق بن راهويه: ج 1 ص 426، و مسند الشاميين للطبراني: ج 3 ص 319: «المساكين» بدل «الفقراء».

[7] تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 255 - 256، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 154 - 155، بحارالأنوار: ج 71 ص 10، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 621 - ص 622، الخصال: ص 564 - 565، الأمالي للصدوق: ص 453 و 454، وسائل الشيعة: ج 15 ص 175 - 176.

[8] فأما حق الله الأكبر عليك فان تعبده و لا تشك به شيئا، فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك علي نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة...، و أما حق نفسك عليك...، و أما حق اللسان...، و أما حق السمع...، و أما حق بصرك...، و أما حق رجليك...، و أما حق يدك...، و أما حق بطنك...، و أما حق فرجك.

ثم حقوق الأفعال: و حق الصلاة.. و حق الحج...، و أما حق الصوم...، و أما حق الصدقة...، و أما حق الهدي...، ثم حق الائمة...، فأما حق سائسك بالسلطان...، و اما حق سائسك بالعلم...، و أما حق سائسك بالملك...

ثم حقوق الرعية.. فأما حقوق رعيتك بالسلطان.. و العلم.. بملك النكاح.. بملك اليمين.

و أما حق الرحم...، و أما حق أمتك...، و أما حق ولدك...، و أما حق أخيك...، و أما حق المنعم عليك...، و أما حق مولاك الجارية نعمته عليك...، و أما حق ذي المعروف عليك...، و أما حق المؤذن...، و أما حق امامك في صلواتك...، و أما حق الجليس...، وأما حق الجار...، و أما حق الصاحب...، و أما حق الشريك...، و أما حق المال...، و أما حق الغريم المطالب لك...، و أما حق الخليط...، و أما حق الخصم المدعي عليك...، و أما حق الخصم المدعي عليه...، و أما حق المستشير...، و أما حق المشير عليك...، و أما حق المستنصح...، و أما حق الناصح...، و أما حق الكبير...، و أما حق الصغير...، و أما حق السائل...، و أما حق المسؤول...، و أما حق من سرك الله به و علي يديه...، و أما حق من ساءك القضاء عليه...، و أما حق أهل ملتك عامة...، و أما حق.. و أما حق... الخ (منه).

[9] تحف العقول: ص 260، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 158 - 159، بحارالأنوار: ج 71 ص 13 و فيها «فعرضتها لمكروهه و عرضته للهلكة فيك» بدلا من «و عرضتها للمكروه».


الدعوة الي الفرار من الحياة


و لا تحسبن الدعوات الي ترك الدنيا و الفرار من الحياة، تمثل البراءة دائما،



[ صفحه 437]



فلربما صاحبها الرياء و حب الظهور، و ليس هذا عرفانا بوجه من الوجوه، و قد يعبر عن واقع مؤلم لا يقره العرف و لا الدين، فيه مصادرة للآراء المتفتحة، و اضطهاد للعقلية المتنورة، بازاء التطلع الي امتيازات الشهرة و التصنع، و التدافع وراه جلب الانتباه الوهمي، و اصطفاف الأقدام للاحترام المؤقت، و هذا كله مقامرة دنيوية علي المواقع و اصطياد في الماء العكر لا يقره الاسلام.

هذا النوع من السلوك المنحرف قد يرضي أنانية كثير من النفوس التي تشعر بفراغ قاتل، فتحاول خلق نبرات هاتفة بأصداء تجاوزها علي الحقيقة، لأنها لم تسترشد بنور الله، و لم تبتغ وجه الله، فهي تبرز في رداء فضفاض و لكنه غير سليم، و تبدو مغلفة باطار من الرياء غير مقبول، و تتصيد الدنيا بحبائل غير مشروعة.

ان حرمان النفس من الطيبات و الامتهان في الهيئة و المظهر، ينافيان اباحة الاسلام للطيبات، و تأكيده علي الأناقة و الجمال و العزة.

و قد يتذرع هؤلاء بسيرة أميرالمؤمنين عليه السلام و هم بذلك لا يحسنون الموازنة، و يخطئون القياس في المقارنة، فأميرالمؤمنين حاكم عادل، تسلم المسؤولية و هو علي رأس الدولة، و الناس في شظف من العيش، و مسحة من حياة الصحراء، و قد أكل الجشب، و لبس الخشن، و قتر علي نفسه ليتأسي بأقل طبقات الرعية امانية و أبسط الناس حياة، أليس هو القائل:

«ان الله جعلني اماما لخلقه، ففرض علي التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء الناس، كي يقتدي الفقير بفقري و لا يطغي الغني غناه..».

و ما ذاك الا لآنه في مركز المسؤولية في قيادة الدولة الاسلامية، و ليس المراد منا عين المراد منه، و هو القائل موجها:

«ألا و انكم لا تقدرون علي ذلك، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد، و عفة



[ صفحه 438]



و سداد».

و مؤدي هذا الشعور عند أميرالمؤمنين يوحي دون أدني شك أن السيرة المثلي للامام و هو قابض علي زمام المسؤولية في الحكم، قد تختلف عنها و هو لم يتسلم حكما، و لا يمارس مسؤولية الدولة.

و أميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام، هو النموذج الأرقي للمسلم المتكامل، و قد نظم حياته من شبابه حتي شيخوخته علي نوع رفيع من الزهد لا يدانيه فيه أحد، لأنه الخلف الصالح للرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم في مواساته للمسلمين، سواء أكان في موقع المسؤولية الرسمية أو خارجها، فهو امام مفترض الطاعة أتولي الحكم أم لم يتولاه، و شواهد التاريخ الاستقرائية دليل علي سيرته الخاصة التي هي مضرب المثل، و حينما قاد الدولة كان مثال الحاكم العادل في الاسلام، ينطلق من أبعاد تحمله المسؤولية القيادية، فهو يريد أن يتمثل بالمستوي الأدني من العيش ليشعر يتناول ما لا يتناوله المؤمنون، فهو كأحدهم في كل الممارسات، و هو يختلف عنهم فيما فرض علي نفسه من جشوبة العيش زهدا حقيقيا في الدنيا بضرب من التأله و العرفان لا يطيقه مستوي البشر، حتي اذا عاد حاكما تمثل العدالة الاجتماعية منهجا، فأنسي من قبله من الحاكمين و أتعب من بعده، فكان بذلك ظاهرة لن تتكرر؛ الا بحكومة حفيدة صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالي فرجه.


بناء ارادة الأمة لرفض الظلم و الجهاد لاقامة الدين


ان المشروع الاسلامي المتكامل الذي تكفل بتشييده الامام الصادق عليه السلام كان يرتكز علي دعائم أساسية، بحيث لو اختلت احدي دعائمه لانهار المشروع من أساسه.

ففي مقابل تشديده علي التقية و حدودها، نستشف من بريق لآلئ كلمات الامام عليه السلام أن الخنوع للظلم، و الخضوع للظالم، و الانهيار أمام التحديات التي كان يدليها الحكام بين الحين و الآخر، و الانكسار أمام الارهاب الذي كان يستعمله حكام العصر، لهو قتل الدين بسيف الدين.

فلذا كان الامام عليه السلام يحذر أصحابه من التباس الأمر عليهم.

بل لابد أن يكونوا قيد الاشارة، مترقبين الضوء الأخضر، لاكمال مسيرة الكفاح و الجهاد بكل قوة و ثبات، فاذا داهمهم الخطر توقفوا الي اشارة جديدة و هكذا... و هذا لا يتأتي منهم تطبيقه بحذافيره الا أن يكون محور خطهم الحكم الشرعي فيدوروا مداره، و الامام عليه السلام هو مظهر للحكم الشرعي، فلذا كان يشحذ الأنفس بذخائر الروايات، التي تتفجر في المستقبل، مدمرة عروش الطغاة.

فقال عليه السلام: «من أعان ظالما علي مظلوم لم يزل الله عزوجل عليه ساخطا حتي ينزع عن معونته» [1] .

و كل من أعان حاكما في عصر الامام عليه السلام كان يندرج تحت هذه الرواية، اذ أن كل مظلوم بحضرة السلطان، قد ظلم من السلطان و أعوانه، اذ لولا الأعوان لهلك سلطان الزمان.



[ صفحه 251]



و قال ابن أبي يعفور: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: أصلحك الله انه ربما أصاب الرجل منا الضيق أو الشدة، فيدعا الي البناء يبنيه، أو النهر يكريه، أو المسناة يصلحها، فما تقول في ذلك؟

فقال عليه السلام: «ما أحب أني عقدة لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء، و أن لي ما بين لابتيها، لا، و لا مدة بقلم! ان أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار، حتي يحكم الله بين العباد» [2] .

فالأمور الخارجة عن الحكم، كخياطة ثوب، و لو عقدة واحدة فيه، أو جعل متكأ لهم، ليجلسوا براحة و هدوء و... مما يجعل حياتهم مستقرة، أبي الامام عليه السلام تهيأتها لهم.

فهؤلاء الأعوان يبقون مسجونين في خيم من نار، حتي يحكم الله بين العباد جميعهم، ثم بعد ذلك يعين مأوي الأعوان، و هذا كما يبقي المجرم في النظارة، حتي يجري القاضي عليه الحكم النهائي من العفو أو الاعدام.

و مما يستشكل في الأمر، بأن الظالمين قد ملؤا الأرض في أيامنا الحالية، فهل يحرم علي الطباخ أن يعمل لهم الطعام المحلل؟ و علي البناء أن يبني لهم قصورهم؟ أو البستاني أن يسقي لهم زرعهم و...؟

فنقول: ان مما يهون الخطب أن الامام كره ذلك، و لم يحرمه الا أن يعد من أعوانهم و المنسوبين اليهم، أما في هذه الأعمال المباحة فلا بأس بها، و ان كان نبذهم من مجتمعاتنا و افرادهم للدهر الخؤون أحب الي الامام عليه السلام.



[ صفحه 252]



و قال عليه السلام: «من سود اسمه في ديوان ولد فلان حشرة الله عزوجل يوم القيامة خنزيرا» [3] .

و قوله عليه السلام في ديوان ولد فلان للتقية، اذ المقصود منهم بنوالعباس، [4] أما تخصيصه عليه السلام للخنزير، فلأن الخنزير يحب العيش علي المزبلة و أكل النفايات، و أعوان الظلمة يأكلون نفايات الحكام، و الأموال الوسخة التي دنست بالحرام، اضافة الي أنهم يرمون اليهم بعض الأموال جلبا لمحبتهم، كما ترمي قطع اللحم أو النفايات الي الخنزير.

ثم علل عليه السلام وجوب مقاطعتهم فقال: «لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم، و يجبي لهم الفئ، و يقاتل عنهم، و يشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا» [5] .

و ما يظهر أن الامام عليه السلام قال هذه الرواية في حكم بني العباس، ولكنه ذكر بين أمية لوحدة المناط تقية.

و مع تنديده لمن يركن الي الظالمين، أسس عليه السلام أساسا آخرا أقوي من الأول، و هو وجوب الجهاد ضد أعداء الدين عند أول فرصة ملائمة، مع الأجواء المحيطة بالأحداث.

فالأساس الأول، ترسانة دفاعية عن حصون القواعد الاسلامية، و عدم جواز الانحراف عن هذه الترسانة، و ترك ذلك الحصن المشيد، مقابل أموال مزخرفة يطعمها، لقاء تشييد عروض الطواغيت و تحصينها.



[ صفحه 253]



أما الأساس الآخر فهو ترسانة هجومية، فلذا يحتاج الي عقيدة ثابتة و عزيمة صادقة، و هذا الأساس قد ركزه الامام عليه السلام في قلوب أصحابه بعد أن ثبت الركيزة الأولي فقال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «للجنة باب يقال له: باب المجاهدين يمضون اليه فاذا هو مفتوح، و هم متقلدون سيوفهم، و الجمع في الموقف، و الملائكة ترحب بهم، قال: فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا و فقرا في معيشته، و محقا في دينه، ان الله أغني أمتي بسنابك خيلها، و مراكز رماحها» [6] .

ففي الحديث ترغيب و ترهيب، و هذا من أقوي أسلوب الموعظة و الحث علي العمل، و قد ركز القرآن الكريم علي هذا الأسلوب، و خاصة في بداية الدعوة و الصحوة الاسلامية، اضافة الي اشعارهم بالفقر الذي سوف يبتلون به، فمن يرغب في الآخرة، فليتقرب الي الله بالجهاد، و من ركن الي الدنيا فليمضي الي الجهاد مخافة العيلة.

و قال عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «الخير كله في السيف، و تحت ظل السيف، و لا يقيم الناس الا السيف، و السيوف مقاليد الجنة و النار» [7] .

فمفتاح الجنة هو السيف، و هو بيد صاحبه فان شاء فتح و دخل و ان شاء بقي خارجها، و مفتاح النار هو السيف كذلك، فالسيف اذن هو الفاصل بين الجنة و النار، و بهذا يشير الامام عليه السلام الي صحة الانتماء و عدمه.

و عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «ان جبرئيل عليه السلام أخبرني بأمر قرت به عيني، و فرح به قلبي، قال: يا محمد من غزا غزاة (غزوة) في سبيل الله من



[ صفحه 254]



أمتك، فما أصابه قطرة من السماء أو صداع، الا كانت له شهادة يوم القيامة» [8] لأن نيته في جهاده هو احتساب الأجر عندالله عزوجل، حتي ولو استشهد في المعركة لكان أقر لعينه، ولكن الله تعالي أبي الا أن يبقي ثلة مؤمنة، تحرر العالم من براثن الوثنية، فلم يختاره لشهادته في الدنيا، ولكنها تكتب له.

و عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «فوق كل ذي بر بر، حتي يقتل في سبيل الله، فاذا قتل في سبيل الله، فليس فوقه بر» [9] .

فأنفس النفيس هو النفس، و لذا من يقدم نفسه في سبيل الله فقد وصل الي قمة القمم، في الشوق و المحبة لله، و أي تقرب فوق هذا، و قد أذاب المجاهد نفسه، في لجة بحر أحدية الله تعالي؟!!.

و مما يلاحظ في مئات الأحاديث التي وردت في الجهاد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أن أكثرها انما وردت عن الصادق عليه السلام مع أنه كان في زمن الدولتين العباسية و الأموية يبتعد عن المجابهة العلنية، و يحاول مداراة الوضع الجاري، كي لا يجز نفسه و شيعته في تفجير ثورة عليهم.

اضافة الي أن جل الأحاديث في الجهاد، كان ينسبها عليه السلام الي جده صلي الله عليه و آله و سلم و لا ينسبها الي نفسه درء لباب الفتنة، و سدا لشبهة التهمة.

و مع هذه الأحاديث الجمة التي أولاها الامام أكبر اهتماماته، لم يدع عليه السلام الي وجوب الخروج صراحة و علانية علي سلطان العصر، لعدم احانة الوقت، ولكنه هيأ النفوس و أعدها اعدادها مستقبليا.



[ صفحه 255]



فلذا خرج الكثير من أصحابه بثورات متتالية مع ابن عمه زيد، و ولده يحيي و.... «حتي أن أباحنيفة قد أفتي بوجوب الجهاد مع الصادق عليه السلام و قد خرج هو بنفسه مقاتلا مجاهدا، مع راية تحمل شعار علي عليه السلام و كان هذا قبل أن ينحرف الي السطان و يصبح من فقهائهم [10] .

و ما قيام العلماء بالثورات المتتالية علي مر التاريخ، الا من صدي أصوات أهل البيت عليهم السلام.

فلقد أكد التاريخ أن التنكيل و التقتيل بالفقهاء و الأصحاب، لم يكن الا لأجل قيامهم و جهادهم ضد الحكم الظالم.

و أقوي دليل علي ذلك - الجزار (لع) «فقد أحرق أكثر من ثلاثة عشر ألف مخطوطة صادرها من جبل عامل، و أحرقها في أفران عكا، مع ملاحقة العلماء هنا و هناك» [11] .

و ما ثورة العشرين الا شعلة من نور كلماتهم، و الثورة الخمينية أكبر دليل علي ذلك في عصرنا.


پاورقي

[1] ميزان الحكمة ج 5 باب الظلم ص 611 و ما بعد.

[2] نفس المصدر.

[3] نفس المصدر.

[4] و يدل عليه قوله عليه السلام في رواية أخري «من سود اسمه في ديوان ولد سابع، حشره الله يوم القيامة خنزيرا». ولد سابع، مقلوب عباس للتقية أيضا. (المكاسب المحرمة للشيخ الأنصاري) ص 54.

[5] نفس المصدر.

[6] كتاب الجهاد باب 1 - ح 2.

[7] كتاب الجهاد باب 1 - ح 1.

[8] كتاب الجهاد باب 1 - ح 10.

[9] المصدر السابق.

[10] أهل البيت تنوع أدواء وحدة هدف للسيد محمدباقر الصدر ص 70.

[11] الامام جعفر الصادق دراسات و أبحاث ص 133 من كلمة للدكتور حسن عباس نصرالله.


الخاص


الخاص: هو كل لفظ وضع لمعني واحد علي الانفراد، أو لمعني كثير علي سبيل الانحصار، كاثنين أو ثلاثة و سائر الأعداد [1] .

دلالة الخاص:

يدل الخاص علي معناه دلالة قطعية عند جميع العلماء، فاذا ورد لفظ خاص دل علي معناه قطعيا و لا يصرف عن معناه الحقيقي الي معني آخر الا بصارف أو قرينة تدل علي ذلك. فاذا حدد الشارع عددا فانه يدل عليه و لا يجوز الزيادة و لا النقصان منه الا بدليل، كقوله تعالي: «فصيام ثلاثة أيام» [2] فانه من قبيل الخاص فلا يجوز حمله علي ما هو أقل أو أكثر فيكون حجة قطعية فيما يدل عليه [3] .

أنواعه:

للخاص أنواع كثيرة لأنه قد يرد مطلقا عن القيد، و قد يرد مقيدا كما قد يرد بصيغة الأمر و قد يرد بصيغة النهي [4] .

اذن فأهم أنواعه هي:

الأمر، النهي، و المطلق، و المقيد.

و يوجد في فقه الامام جعفر الصادق رضي الله عنه قضايا تتعلق بالأمر، و النهي، و المطلق. و سأتكلم عن كل واحدة بايجاز.



[ صفحه 104]




پاورقي

[1] أصول السرخسي: 1 / 132.

[2] سورة المائدة: 89.

[3] أصول الأحكام و طرق الاستنباط: 300؛ مسائل من الفقه المقارن: 1 / 15.

[4] انظر: أصول الفقه في نسيجه الجديد: 2 / 103.


الكذب


قال تعالي: (و اجتنبوا قول الزور (30) حنفآء لله) (الحج: 30 / 31).

و الموحدون يعتبرون اولي الفضائل صدق اللسان، و يعتبرون ان شر القول الكذب، و ان اعظم الخطايا عندالله سبحانه اللسان الكذوب، و من علامة الايمان عند الانسان ان يؤثر الصدق حيث يضره علي الكذب حين ينفعه، و يوصي شيوخ المذهب بالتحفظ من الكذب لانه ادني الاخلاق قدرا، و هو نوع من الفحش و ضرب من الدناءة.

و المؤمن يمكن ان يكون بخيلا او جبانا، ولكن لا يكون كاذبا. و قال الامام الصادق عليه السلام: و قد سأله الحسن بن محبوب: أيكون المؤمن بخيلا؟ نعم، قلت: فيكون جبانا؟ قال: نعم. قلت فيكون كذابا؟ قال: لا، و لا خائنا، ثم قال: يجبل المؤمن علي



[ صفحه 301]



كل طبيعة الا الخيانة و الكذب [1] .

و عندما سئل الصادق عن الكذاب و هل هو الذي يكذب في الشي ء؟ فقال عليه السلام: لا، ما من احد الا يكون ذاك منه، ولكن المطبوع علي الكذب [2] .

و قال عليه السلام: ان آية الكذاب بان يخبرك خبر السماء و الارض و المشرق و المغرب، فاذا سألته عن حرام الله و حلاله لم يكن عند شي ء.

و قال ايضا: ان الكذاب يهلك بالبينات، و يهلك اتباعه بالشبهات. و عن ثمرة الكذب قال الصادق عليه السلام: لا تكذب فيذهب بهاؤك. و عنه عليه السلام: ليست لبخيل راحة، و لا لحسود لذة، و لا لملوك وفاء، و لا لكذاب مروة.

و يعلم الموحدون ان الكاذب يكتسب بكذبه ثلاثا: سخط الله عليه، و استهانة الناس به، و مقت الملائكة له. و قال الصادق عليه السلام: لا تستعن بكذاب... فان الكذاب يقرب لك البعيد، و يبعد لك القريب. و قال ايضا: ان الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل.

و الكاذب يكشف امره النسيان في كل او بعض ما كذب فيه. و قال الصادق عليه السلام: ان مما اعان الله (به) علي الكذابين النسيان.

و عملا بقوله تعالي: (و من أظلم ممن افتري علي الله كذبا أو



[ صفحه 302]



قال أوحي الي و لم يوح اليه شي ء) (الانعام: 93).

و قوله عزوجل: (و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا علي الله الكذب ان الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون) (النحل: 116). فقد قال الامام الصادق عليه السلام: ان الكذبة لتفطر الصائم - قال احدهم - قلت: و اينا لا يكون ذلك منه؟ قال: ليس حيث ذهبت، انما ذلك الكذب علي الله و علي رسوله و علي الائمة صلي الله عليه و آله و سلم. و عنه ايضا: الكذب علي الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم من الكبائر.

و في استماع الكذب قال تعالي: (و من الذين هادوا سماعون للكذب) (المائدة: 41). و قال الامام عليه السلام: - لما سئل عن القصاص ايحل الاستماع لهم؟ - لا، و قال عليه السلام: من اصغي الي ناطق فقد عبده، فان كان الناطق عن الله فقد عبدالله، و ان كان الناطق عن ابليس فقد عبد ابليس.


پاورقي

[1] البحار: 75 / 172 / 11.

[2] الكافي: 2 / 340 / 12.


سعد القاضي


52. و قال سعد القاضي: «الامام جعفر الصادق رضي الله عنه، انه واحد من عظماء الرجال، و عظماء الرجال كالشموع تحترق لتضي ء الطريق للبشرية في صراعاتها مع الحياة، لتحدد معالم الطريق للمسترشدين، انه واحد من الذين قدموا لأمته عصارة أفكاره و خلاصة علمه، فكان كالنحلة التي تمتص الأزهار المختلفة لتقدم للناس العسل الذي فيه شفاء، انه الامام الذي أقبل علي العبادة و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع، انه الامام الذي اذا نظرت اليه علمت أنه من سلالة الأنبياء، انه الامام المجاب الدعوة، فاذا سأل الله شيئا لا يتم قوله الا و هو بين يديه، انه الامام الذي يطالب الناس أن يفكروا ليعرفوا الله، أن يعرفوا الله بعقولهم ليستقر ايمانهم علي أساس وطيد... و أنشأ في الحياة الفكرية تيارا جديدا خصبا أعلي فيه العقل و النظر و التأمل و العلم... لقد رحل امام الشيعة و شيخ أهل السنة بعد أن ترك ثروة من الفقه و العلم و التأملات، و جمع المعارف كلها، و علوم الدنيا و الدين، انه معلم الفقهاء: الامام جعفر الصادق». [1] .

و قال: «و قالوا عن الامام جعفر الصادق و عن مجلسه العلمي: حياة الرجال لا تقاس بالسنين، ولكن تقاس بما قدموه للبشرية من خير و نفع... و من هذه الدروس الأولية في مجلس الامام جعفر الصادق تعلم الناس أن يسعوا لعمارة الدنيا بالعمل للرزق و مجانبة التواكل و البطانة». [2] .


پاورقي

[1] العارف بالله سيدي الامام جعفر الصادق: 5 - 3 (طبع القاهرة).

[2] نفس المصدر: 7 - 6.


مناظرته في الزهد


دخل سفيان الثوري علي الصادق عليه السلام فرأي ثيابه بيضا كأنها غرقي البيض [1] فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك، فقال له: اسمع مني ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا و آجلا، ان أنت مت علي السنة و الحق



[ صفحه 212]



و لم تمت علي البدعة.

اخبرك أن رسول الله صلي الله عليه و آله كان في زمان مقفر جدب فأما اذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري، فوالله أنني لمع ما تري علي منذ عقلت ما مر صباح و لا مساء و لله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا الا وضعته.

و أتاه قوم ممن يظهر التزهد و يدعو الناس أن يكونوا معهم علي مثل الذي هم عليه من التقشف، فقالوا له: ان صاحبنا حصر عن كلامك و لم تحضره حججه، فقال لهم: فهاتوا حججكم، فقالوا له: حجتنا من كتاب الله، فقال لهم: فادلوا بها، فانها أحق ما اتبع و عمل به، فقالوا: يقول الله تبارك و تعالي مخبرا عن قوم من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله: «و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة [2] و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون» [3] فمدح فعلهم، و قال في موضع آخر: «و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا» [4] فنحن نكتفي بهذا.

فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة و مع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتي تمتعوا أنتم بها، فقال لهم أبوعبدالله: دعوا عنكم ما لا ينتفع به، أخبروني أيها النفر، ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه، و محكمه من متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل و هلك من هلك من هذه الامة؟ فقالوا له: أو بعضه فأما كله فلا، فقال عليه السلام لهم: فمن ههنا



[ صفحه 213]



أتيتم، و كذلك أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله فأما ما ذكرتم من أخبار الله ايانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا و لم يكونوا نهوا عنه، و ثوابهم منه علي الله عزوجل، و ذلك ان الله جل و تقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم و كان نهي تبارك و تعالي رحمة منه للمؤمنين، و نظرا لكي لا يضروا بأنفسهم و عيالاتهم، منهم الضعفة الصغار و الوالدان و الشيخ الفاني و العجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون علي الجوع، فان تصدقت برغيفي و لا رغيف لي غيره ضاعوا و هلكوا جوعا، فمن ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: خمس تمرات أو خمسة قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان و هو يريد أن يمضيها، فأفضلها ما أنفقه الانسان علي والديه، ثم الثانية علي نفسه و عياله، ثم الثالثة علي قرابته من الفقراء، ثم الرابعة علي جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله و هو أفضلها أجرا.

و قال صلي الله عليه و آله للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق و لم يملك غيرهم و له أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، يترك صبيانه يتكففون الناس. [5] .

ثم قال: حدثني أبي أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: ابدء بمن تعول الأدني فالأدني.

ثم قال عليه السلام: هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم و نهيا عنه مفروضا من الله العزير الحكيم قال: «والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما» [6] أفلا ترون أن الله تبارك و تعالي قال غير ما أراكم تدعون اليه من



[ صفحه 214]



الاثرة علي أنفسكم و سمي من فعل ما تدعون اليه مسرفا، و في غير آية من كتاب الله يقول: «انه لا يحب المسرفين» [7] فنهاهم عن الاسراف و نهاهم عن التقتير لكن أمر بين أمرين، لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعوالله أن يرزقه فلا يستجيب له، للحديث الذي جاء عن النبي صلي الله عليه و آله: أن أصنافا من امتي لا يستجاب لهم دعاؤهم، رجل يدعو علي والديه، و رجل يدعو علي غريم ذهب له بمال فلم بكتب عليه و لم يشهد عليه، و رجل يدعو علي امرأته و قد جعل الله عزوجل تخلية سبيلها بيده، و رجل يقعد في بيته و يقول رب ارزقني و لا يخرج و لا يطلب الرزق، فيقول الله عزوجل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل الي الطلب و الضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد اعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لاتباع أمري ولكي لا تكون كلا علي أهلك، فان شئت رزقتك و أن شئت قترت عليك، و أنت معذور عندي.

و رجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني، فيقول الله عزوجل: ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك، و لم تسرف فيه و قد نهيتك عن الاسراف.

و رجل يدعو في قطيعة رحم، ثم علم الله جل اسمه نبيه صلي الله عليه و آله كيف ينفق، و ذلك أنه كان عنده اوقية من الذهب فكره أن تبيت عنده فتصدق بها، فأصبح و ليس عنده شي ء، و جاء من يسأله و لم يكن عنده ما يعطيه فلامه السائل، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه و كان رحيما رقيقا فأدب الله عزوجل نبيه صلي الله عليه و آله بأمره فقال: «و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا» [8] يقول: ان الناس قد



[ صفحه 215]



يسألونك و لا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال.

فهذه أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله يصدقها الكتاب، و الكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، ثم من علمتم من بعده في فضله و زهده سلمان رضي الله عنه و أبوذر رضي الله عنه فأما سلمان فكان اذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنة، حتي يحضر عطاؤه من قابل، فقيل له: يا أباعبدالله أنت في زهدك تصنع هذا و أنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا، فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث [9] علي صاحبها اذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه فاذا أحرزت معيشتها اطمأنت.

و أما أبوذر رحمه الله فكانت له نويقات و شويهات يحلبها و يذبح منها اذا اشتهي اللحم أو نزل به ضيف، أو رأي بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور أو من الشاة علي قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم [10] فيقسمه بينهم و يأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم، و من أزهد من هؤلاء؟ و قد قال فيهم رسول الله صلي الله عليه و آله ما قال، و لم يبلغ من أمرهما أن صار لا يملكان شيئا البتة، كما تأمرون الناس بالقاء أمتعتهم و شيئهم و يؤثرون علي أنفسهم و عيالاتهم.

و اعلموا أيها النفر أني سمعت أبي يروي عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال يوما: ما عجبت من شي ء كعجبي من المؤمن



[ صفحه 216]



انه اذا قرض جسده في دارالدنيا بالمقاريض كان خيرا له، و ان ملك ما بين مشارق الأرض و مغاربها كان خيرا له، و كل ما يصنع به فهو خير له، فليت شعري هل يحق فيكم ما قد شرحت لكم منذ اليوم أم أزيدكم؟

أما علمتم أن الله عزوجل قد فرض علي المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ليس له أن يولي وجهه عنهم، و من ولاهم يومئذ دبره فقد تبوأ [11] مقعده من النار، ثم حولهم من حالهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله عزوجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة.

أقول: لما هاجر المسلمون من مكة الي المدينة بدء الهجرة كانوا لا يجدون مأوي و لا مطعما، فكان الايثار من الأنصار أمرا لازما الي أن يتم للمهاجرين ما يحتاجون اليه، و لما أن تم له ما احتاجوه نسخ الايثار بالتوسط في الانفاق فكان كلام الصادق عليه السلام عن العشرة بدء الجهاد، و عندما كثر المسلمون و أحسن منهم الضعف و العجز و نسخه بالرجلين تنظيرا لكلامه الأول.

ثم قال عليه السلام: و اخبروني أيضا عن القضاة أجورة [12] هم حيث يقضون علي الرجل منكم نفقة امرأته اذا قال: اني زاهد و اني لا شي ء لي؟ فان قلتم جورة ظلمتم أهل الاسلام، و ان قلتم بل عدول خصمتم أنفسكم، و حيث يردون صدقة من تصدق علي المساكين عند الموت باكثر من الثلث.

أقول: و ذلك فيما اذا أوصي أحد باكثر من ثلث ماله بعد الموت، فانها لا تمضي الوصية الا في الثلث دون ما زاد، و قوله «و حيث يردون» أي يرد



[ صفحه 217]



القضاة.

ثم قال عليه السلام: أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم، فعلي من يصدق بكفارة الأيمان و النذور و الصدقات من فرض الذهب و الفضة و التمر و الزبيب و سائر ما أوجب فيه الزكاة من الابل و البقر و الغنم و غير ذلك؟ اذا كان الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا الا قدمه و ان كان به خصاصة، فبئس ما ذهبتم فيه و حملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عزوجل و سنة تنبيه صلي الله عليه و آله و أحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، و ردكم اياها بجهالتكم و ترككم النظر في غرائب القرآن من الناسخ و المنسوخ، و المحكم و المتشابه و الأمر و النهي.

و اخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليهماالسلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله عزوجل اسمه ذلك، و كان يقول الحق و يعمل به، ثم لم نجد الله عزوجل عاب عليه ذلك و لا أحد من المؤمنين، و داود النبي قبله في ملكه و شدة سلطانه.

ثم يوسف النبي عليه السلام حيث قال لملك مصر: اجعلني علي خزائن الأرض اني حفيظ عليم، فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك و ما حولها الي اليمين، و كانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم و كان يقول الحق و يعمل به ، ثم لم نجد احدا عاب عليه ذلك.

فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عزوجل للمؤمنين، اقتصروا علي أمر الله و نهيه، و دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به، و ردوا العلم الي أهله تؤجروا و تعذروا عند الله تبارك و تعالي، و كونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه، و ما أحله الله فيه مما حرم فانه أقرب لكم من الله، و أبعد



[ صفحه 218]



لكم من الجهل، و دعوا الجهالة لأهلها، فان أهل الجهل كثير، و أهل العلم قليل، و قد قال الله عزوجل: «و فوق كل ذي علم عليم» [13] .

أقول: ما أوقع الناس في مهامه الجهالة، و متائه الضلالة الا الاعتماد علي آرائهم و خواطرهم دون ان يراجعوا في الكتاب و السنة الي الثقل الثاني - العترة - علماء الكتاب و السنة، و قد رأيت كيف أوضح لهم الحق في شأن الزهد.


پاورقي

[1] كزبرج: الفشرة الملتزقة ببياض البيض، والتشبيه بها اما لشدة البياض أو للرقة أو لهما معا.

[2] بالفتح الفقر.

[3] الحشر: 9.

[4] الدهر: 8.

[5] تكفف الناس: مد كفه اليهم يستعطي.

[6] الفرقان: 67.

[7] الأنعام: 141.

[8] بني اسرائيل: 29، و الحسر: الانكشاف، و يراد به ههنا العراء من المال.

[9] تختلط.

[10] القرم - محركة - شدة شهوة اللحم.

[11] هيأ.

[12] الهمزة للاستفهام ، و الجورة جمع جائر.

[13] يوسف: 76، و هذه المناظرة في أول كتاب المعيشة من فروع الكافي.


اعلام السنة


أخذ عنه عدة من أعلام السنة و أئمتهم، و ما كان أخذهم عنه كما يأخذ التلميذ عن الاستاذ، بل لم يأخذوا عنه الا و هم متفقون علي امامته و جلالته



[ صفحه 126]



و سيادته، كما يقول الشيخ سليمان في الينابيع، و النووي في تهذيب الأسماء واللغات، بل عدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها، و فضيلة اكتسبوها كما يقول الشافعي في مطالب السؤل، و نحن اولاء نورد لك شطرا من اولئك الأعلام.


العقل


قال الامام الصادق عليه السلام:حديثي حديث أبي ، و حديث أبي حديث جدي ، و حديث جدي حديث علي بن أبي طالب ، و حديث علي أميرالمؤمنين حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، و حديث رسول الله قول الله عزوجل .

أفتتح بحثي بكلام أمير البلغاء:

سئل الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:صف لنا العقل ؟ قال:العاقل الذي يضع الشي ء و في موضعه . و قالوا:صف لنا الأحمق ؟ قال:لقد فعلت .

الكافي:أحمد بن ادريس ... رفعه الي أبي عبدالله عليه السلام ، قال:قلت له عليه السلام:ما العقل ؟

قال:« ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان » . قال:فالذي كان في معاوية ؟ قال:تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، و هي شبيهة بالعقل ، و ليست بالعقل. [1] .



[ صفحه 154]



الكافي:... عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، قال:قلت لأبي عبدالله عليه السلام:فلان من عبادته و دينه و فضله ؟

فقال عليه السلام:كيف عقله ؟ قلت:لا أدري ، فقال:ان الثواب علي قدر العقل . ان رجلا من بني اسرائيل كان يعبدالله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ، ظاهرة الماء ، و ان ملكا من الملائكة مر به فقال:يا رب ، أرني ثواب عبدك هذا . و أراه الله تعالي ذلك ، فاستقله ذلك الملك ، فأوحي الله تعالي اليه أن اصحبه ، فأتاه الملك بصورة انسي فقال له:من أنت ؟ قال:رجل عابد بلغني مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبدالله معك ، فكان معه يومه ذلك .

فلما أصبح قال له الملك:ان مكانك لنزه و ما يصلح الا للعبادة . فقال له العابد:ان لمكاننا هذا عيبا ، فقال له:ما هو ؟ قال:ليس لربنا بهيمة ، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع ، فان هذا الحشيش يضيع ! ! فأوحي لله الي الملك ، انما اثيبه علي قدر عقله. [2] .

أمالي الصدوق:... عن جميل بن دراج ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول:أصل الانسان لبه و عقله و دينه و مروته حيث يجعل نفسه ، و الايام دول ، و الناس الي آدم شرع سواء. [3] .



[ صفحه 155]



الكافي:... عن اسحاق بن عمار ، قال:قال أبوعبدالله عليه السلام:من كان عاقلا كان له دين ، و من كان له دين دخل الجنة. [4] .

الكافي:... عن سماعة بن مهران ، قال:كنت عند أبي عبدالله عليه السلام و عنده جماعة من مواليه ، فجري ذكر العقل و الجهل فقال عليه السلام:اعرفوا العقل و جنده ، و الجهل و جنده تهتدوا .

قال سماعة:فقلت:جعلت فداك ، لا نعرف الا ما عرفتنا.

فقال أبوعبدالله عليه السلام:ان الله عزوجل خلق العقل و هو أول خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره . فقال له:أدبر فأدبر ، ثم قال له:أقبل فأقبل ، فقال الله تبارك و تعالي:خلقتك خلقا عظيما و كرمتك علي جميع خلقي .

قال:ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانيا فقال له:أدبر فأدبر ، ثم قال له:أقبل فلم يقبل ، فقال له:استكبرت ؟ فلقنه ... الخ .

الاختصاص:قال الامام الصادق عليه السلام:اذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون ، فان أنكره فهو عاقل ، و ان صدقه فهو أحمق. [5] .



[ صفحه 156]



الاختصاص:قال الصادق عليه السلام:لا يلسع - لا يلدغ - العاقل من جحر مرتين. [6] .

المحاسن:عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر و أبي عبدالله عليهماالسلام ، قالا:لما خلق الله العقل قال له:أدبر فأدبر ، ثم قال له:أقبل فأقبل ، فقال:و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ، اياك آمر ، و اياك أنهي ، و اياك اثيب ، و اياك اعاقب. [7] .

الكافي:... قال أبوعبدالله عليه السلام:أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا. [8] .

الكافي:... عن حمران و صفوان بن مهران الجمال، قالا:سمعنا أباعبدالله عليه السلام يقول:لا غني أخصب من العقل ، و لا فقر أحط من الحمق ، و لا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه .


پاورقي

[1] الكافي 11:1 ، الحديث 3.

[2] الكافي 11:1 ، الحديث 8 . و أمالي الصدوق:341 ، الحديث 6.

[3] أمالي الصدوق:199 ، الحديث 9. منه البحار 82:1.

[4] الكافي 11:1، الحديث 6.

[5] الاختصاص:245 ، منه البحار 131:1.

[6] نفس المصدر . الجحر:ثقب تسكن فيه الحية أو العقرب.

[7] المحاسن:192 ، الحديث 5. منه البحار 8:1.

[8] الكافي 28:1 ، الحديث 33.


العصر 03: مدرسة قم و الري


كانت مدينة قم منذ أيام الأئمة الأطهار عليهم السلام، مدينة كبيرة من امهات المدن الشيعية، و كانت حصنا من حصون الشعية، و عشا لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم بعد مدفن العلوية الطاهرة فاطمة بنت الامام موسي بن جعفر شقيقة الامام الرضا عليه السلام، و كانت قم موضع عناية خاصة من لدن أهل البيت عليهم السلام. فقد جاء في الحديث أن البلايا مدفوعة عن قم و أهلها، و سيأتي زمان تكون فيه بلدة قم و أهلها حجة علي الخلائق، و ذلك في زمان غيبة قائم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم الي ظهوره عجل الله فرجه، و لولا ذلك لساخت الأرض بأهلها.

و في القرن الرابع الهجري نشطت مدرستي قم و الري و ازدهرت حركة التدريس و الكتابة و البحث، و ظهر في هذه الفترة شيوخ فطاحل من أساتذة الفقه الشيعي الامامي و الحديث، أمثال الشيخ الكليني الذي انتقل الي بغداد فيما بعد و المتوفي فيها سنة 329 ه، و الشيخ ابن بابويه والد الشيخ الصدوق المتوفي سنة 329 أيضا و المدفون في الري، و هي السنة التي بدأت غيبة الامام الحجة بن الحسن عليه السلام، و ابن قولويه تلميذ الشيخ الكليني، و استاذ الشيخ المفيد الذي انتقل الي بغداد أيضا و المتوفي فيها سنة 369 ه، و الشيخ الصدوق المتوفي في الري سنة 381 ه و المدفون فيها، و كذلك الشيخ ابن الجنيد المتوفي في الري سنة 381 ه و المدفون فيها، و غيرهم من مشايخ الفقه و الحديث.

و في الفترة الممتدة من انتقال الشيخ الكليني و العلماء الذين سبق ذكرهم الي بغداد، الي احتلالها من قبل السلاجقة و الحوادث المؤسفة التي نتجت عنها،



[ صفحه 259]



الي هجرة الشيخ الطوسي الي النجف الأشرف سنة 449، كانت الحركة العلمية فيها نشيطة دراسة و تأليفا و بحثا، كما سيأتي بيان ذلك في مدرسة بغداد مفصلا.

اليك نبذة عن تأسيس مدينة قم، و نبذة عن الحياة الفكرية و العلمية فيها.

كان بدء تمصير (قم) في أيام الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 83 هجرية، و ذلك أن عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس، عندما كان أمير سجستان من قبل الحجاج، خرج عليه، فلما أخفق ابن الأشعث رجع الي كابل منهزما، و كان في حملته خمسة اخوة يقال لهم: عبدالله، و الأحوص، عبدالرحمن، و اسحاق، و نعيم، و هم بنو سعد بن عامر الأشعري، وقعوا الي ناحية قم، و كان هناك سبع قري مجاورة استوطنوا فيها، و اجتمع اليهم بنو عمهم، و صارت القري المجاورة لها مستوطنة لهم، و كان متقدم هؤلاء الاخوة كبيرهم عبدالله بن سعد، و كان له ولد قد تربي بالكوفة، فانتقل منها الي قم و كان اماميا، و هو الذي نقل التشيع الي أهلها، فلا يوجد بها سني قط [1] .

و من الجدير بالذرك أن أبناء عبدالله بن سعد القمي و الأشعري، اثنان و هم (عيسي و عمران) و قد ترجم لهما الامام السيد الخوئي رحمة الله في معجم رجال الحديث [2] ، فذكر بعض الروايات الدالة علي تجليل الامام الصادق عليه السلام لعمران، و كذلك أخوه عيسي، فقد ذكر له بعض الروايات الصحيحة عن الامام الصادق عليه السلام تدل علي علو قدره و جلالته، و قد ذكرنا ترجمتها في فصل الثقات.



[ صفحه 260]



و الظاهر أن الذي نقل التشيع الي قم هو عيسي بن عبدالله بن سعد القمي الأشعري.

و علي أي حال: فان مدينة قم التي دخلها بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري، و التحق بهم بنو عمهم، كان رئيسهم هو عبدالله بن سعد، و ولده عيسي هو الذي نقل التشيع الي قم بعد أن تربي في الكوفة و انتقل الي قم و كان اماميا من أصحاب الامام الصادق عليه السلام.

و قد انتشر الأشاعرة في قم فأسهموا في ايجاد حركة فكرية واسعة قوامها العلوم الشرعية لا سيما الحديث النبوي الشريف الذي اهتموا به رواية و دراية، و تناولته الصفوة من أجيال هذه المدينة بالدراسة و التحقيق، حتي انتهي الي عصر آل بابويه و آل قولويه.

و كان من رواد هذه الحركة الفكرية: أبوجرير زكريا بن ادريس، و زكريا ابن آدم، و عيسي بن عبدالله بن سعد القمي الأشعري و غيرهم.

لذا فقد نوه الامام الصادق عليه السلام عن أهل قم، فذكر الكشي في رجاله عن محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن موسي بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، عنه، قال: كنت بالمدينة فاستقبلني الامام جعفر بن محمد عليهاالسلام في بعض أزقتها فقال: اذهب يا يونس، فان بالباب رجلا منا أهل البيت. قال: فجئت الي الباب فاذا عيسي ابن عبدالله القمي الأشعري جالس، قال: فقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رجل من أهل قم. قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبدالله عليه السلام، قال: فدخل علي الامام الدار ثم التفت الينا فقال: ادخلا، ثم قال: يا يونس بن يعقوب، أحسبك أنكرت قولي لك أن عيسي بن عبدالله منا أهل البيت؟ قال: قلت:



[ صفحه 261]



اي و الله جعلت فداك؛ لأن عيسي بن عبدالله رجل من أهل قم، فقال: يا يونس، عيسي بن عبدالله هو منا حيا و هو منا ميتا [3] .

و قد قال الامام الصادق عليه السلام مشيرا الي عيسي بن عبدالله: «سلام الله علي أهل قم، يسقي الله بلادهم الغيث، و ينزل الله عليهم البركات، و يبدل الله سيئاتهم حسنات، هم أهل ركوع و سجود و قيام و قعود، هم الفقهاء العلماء الفهماء، أهل الدراية و حسن العبادة» [4] .

كما كانت الري في هذا التأريخ بلدة عامرة بالمدارس و المكاتب، و حافلة بالعلماء و الفقهاء و المحدثين [5] .

و قد كان أحد أسباب انتقال مدرسة أهل البيت من العراق الي ايران هو الضغط الشديد الذي كان يلاقيه فقهاء الشيعة و علماؤهم من الحكام العباسيين، فقد كانوا يطاردون من يظهر باسم الشعية بختلف ألوان التهم و الأذي و الاضطهاد، فالتجأ فقهاء الشعية و علماؤها الي (قم و الري)، و وجدوا في هاتين البلدتين ركنا آمنا يطمئنون اليه لنشر فقه أهل البيت عليهم السلام و حديثهم، و يظهر أن قم في أوان عصر الغيبة و عهد النواب الأربعة كانت حافلة بعلماء الشيعة و فقهائها، و مركزا كبيرا من مراكز البحث الفقهي بأعلي المستويات في هذا الفترة، فقد خلفت لنا ثروة فكرية و تراثا ضخما من أهم ما أنتجته مدارس الفقه و الحديث الشيعي في تأريخها.



[ صفحه 262]



و لبيان ذلك نذكر بعض أسماء الفقهاء و المحدثين في هذه المدرسة من الذين عاشوا خلال هذه الفترة.

1- علي بن ابراهيم القمي، استاذ الكليني و شيخه في الحديث.

2- سعيد بن عبدالله القمي، شيخ الكليني.

3- عبدالله بن جعفر الحميري القمي، شيخ الكليني.

4- أحمد بن محمد بن الوليد القمي، شيخ الصدوق.

5- محمد بن يحيي العطار القمي، شيخ الكليني.

6- محمد بن يعقوب الكليني، و كان معاصرا لعلي بن الحسين بن بابويه القمي والد الصدوق، و قد توفيا في سنة واحدة.

و أكبر أثر تركه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني من بعده، موسوعته الحديثية «الكافي» اصولا و فروعا و روضة.

7- ابن قولويه - الشيخ أبوالقاسم جعفر بن محمد بن موسي بن قولويه - (368 - 280 ه)، و كان من تلاميذ الشيخ الكليني رحمة الله و الرواي عنه، كما أنه استاذ الشيخ المفيد رحمة الله [6] ، قال عنه النجاشي: كان من ثقات أصحابنا و أجلائهم في الحديث و الفقه.

8- آل بابويه من البيوتات البارزة في الفقه و الحديث في ثم و موضع عناية خاصة من لدن الامام الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه و نوابه الأربعة، و من فقهاء الشيعة و محدثيهم.

و كان علي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق من رؤساء المذهب و فقهائهم الأجلاء.



[ صفحه 263]



يقول العلامة الحلي في «الخلاصة»: ان ابن بابويه القمي شيخ القميين في عصره و فقيههم و ثقتهم.

و ذكر ابن النديم في «الفهرست»: أن الصدوق ذكر مائتي كتاب لوالده.

و ان دل هذا الرقم علي شي ء فانما يدل علي وجود حركة فكرية قوية في مدرسة قم و الري.

و كان والده (الصدوق و أخوه) من كبار فقهاء الشيعة و محدثيهم، و قد وجد هذان العالمان من ملوك آل بويه - و بصورة خاصة ركن الدولة و وزيره (الصاحب ابن عباد) - من الرعاية ما كان يبعثهما علي الكتابة و التأليف و البحث الفقهي و التحقيق.

و كان للصدوق ما يقارب ثلاثمائة مؤلف، أشهرها «من لا يحضره الفقيه»، و هو أحد الكتب الأربعة المعول عليها لدي الشيعة الامامية في استنباط الأحكام الشرعية. و من يراجع فهارس الكتب الشيعية كالذريعة و رجال النجاشي و فهرست الطوسي و معالم العلماء لابن شهرآشوب يجد آلاف الرسائل الفقهية من هذا القبيل.

و كانت مدينتنا (قم والري) تحت حكومة سلاطين آل بويه، و هم معروفون بنزعتهم الشيعية و ولائهم لأهل البيت عليهم السلام.


پاورقي

[1] معجم البلدان7 : 159.

[2] معجم رجال الحديث13 : 142 و 194.

[3] رجال الكشي: 281، الرقم 158، و اختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي) طبع مؤسسة آل البيت2 : 624.

[4] سفينة البحار، الجزء 2، مادة: «قم».

[5] مجالس المؤمنين: 92 و 93.

[6] الكني و الألقاب1 : 379.


من أدعيته في رمضان 07


من الادعية الجليلة، التي كان يدعو بها سليل النبوة، ومعدن العلم والحكمة، في أيام شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء:

«يامن أظهر الجميل، وستر القبيح، يامن لم يهتك الستر، ولم يأخذ بالجريرة، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوي، ومنتهي كل شكوي، يا مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم، قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه، يا أملاه، يا غاية رغبتاه، أسألك بك يا الله، لا تشوه خلقي بالنار، وأن تقضي حوائج آخرتي، ودنياي، صل علي محمد وآل محمد.

وكان عليه السلام، بعد هذا الدعاء، يصلي ركعتين، ثم يستمر في دعائه قائلا:

اللهم، خلقتني فأمرتني، ونهيتني، ورغبتني في ثواب ما به أمرتني، ورهبتني عقاب ما عنه نهيتني، وجعلت لي عدوا يكيدني، وسلطته علي، علي ما لم تسلطني عليه منه، فأسكنته صدري، وأجريته مجري الدم مني، لا يغفل إن غفلت، ولا ينسي إن نسيت، يؤمنني عذابك، ويخوفني بغيرك، إن هممت بفاحشة شجعني، وإن هممت بصالح ثبطني، ينصب لي بالشهوات، ويعرض لي بها، أن وعدني كذبني، وإن مناني أقنطني، وإن اتبعت هواه أضلني، والا تصرف عني



[ صفحه 137]



كيده يستزلني، وإلا تفلتني من حبائله يصدني، وإلا تعصمني منه يفتني، اللهم، فصل علي محمد وآله، واقهر سلطانه علي، بسلطانك عليه، حتي تحبسه عني بكثرة الدعاء لك مني، فأفوز في المعصومين منه بك، ولا حول ولا قوة إلا بك..» [1] .

حكي المقطع الاول، من هذا الدعاء، الطاف الله التي لا تحصي علي عباده، والتي كان من إظهاره، وإشاعته لجميل ما يصدر عنهم، وستره لقبيح أعمالهم، التي لو شاعت عنهم لسقطوا من أعين الناس، إلي غير ذلك، من فيوضاته تعالي عليهم.. وحكي المقطع الثاني، من هذا الدعاء الالتجاء إلي الله تعالي، في الاستعاذة من الشيطان الرجيم، الذي ينفذ إلي أعماق النفس، والذي يحبب لها كل معصية وموبقة، ويبغض لها كل طاعة لله، فقد استعان به تعالي للوقاية، من غروره وشروره.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 172).


من لا يعمل لا يأكل


في هذا المبدأ الحث علي العمل واضح، و من المعلوم أن العلوم العصرية لم تتقدم في طريقها الا بعد الاقرار بمبدأ العمل و التجربة و تحري الحقيقة و دقة الملاحظة و امعان و جهد لا يعرف الكلل و لا الملل.

تلك هي مبادي ء اجتماعية تناسب كل العصور و تعمل لاصلاح الانسان. و بهذا يكون الصادق تقدميا من رواد الاصلاح لعصره و لبعد عصره، و داعيا للحضارة الانسانية من الحث علي العلم و العمل و الحرية و الثقة بالانسان.


ابو إسحاق إبراهيم الصيقل


أبو إسحاق إبراهيم الصيقل.



[ صفحه 47]



محدث إمامي. روي عنه أبان بن عثمان.

المراجع:

رجال الطوسي 154. تنقيح المقال 1: 21. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 175 و 360. جامع الرواة 1: 23. نقد الرجال 10. مجمع الرجال 1: 51. أعيان الشيعة 2: 168. منهج المقال 22.


سعيد بن حكيم العبسي


أبو زيد سعيد بن حكيم العبسي، وقيل القيسي، الكوفي.

محدث إمامي، وثقه بعض العامة. روي عنه إبراهيم بن محمد بن ميمون الكندي.

المراجع:

رجال الطوسي 205. تنقيح المقال 2: 26. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 117. جامع الرواة 1: 359. نقد الرجال 151. مجمع الرجال 3: 115. أعيان الشيعة 7: 236. منتهي المقال 147. منهج المقال 161. الثقات 6: 361.


محمد بن إسحاق


أبو بكر، وقيل أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وقيل كوتان الهاشمي وقيل المطلبي بالولاء، وقيل مولي فاطمة بنت عتبة، وقيل مولي قيس بن مخرمة، المدني. كان جده يسار من سبي عين التمر، وهو أول سبي دخل المدينة المنورة. كان عالما بالمغازي والسير، حافظا، مؤرخا، محدثا، مؤلفا، وأول من جمع مغازي النبي صلي الله عليه وآله. ولد بالمدينة المنورة حدود سنة 85. اختلف المؤرخون فيه فمنهم من قال بأنه كان من العامة ويعدونه من ثقاتهم وكان له ميل ومحبة شديدة للشيعة، وقيل لم يكن عاميا بل كان شيعيا مخالطا للعامة، وقال بعض العامة بأنه كان صدوقا يدلس ورمي بالتشيع والقدر. روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا. روي عنه إبراهيم بن سعد، وشعبة بن الحجاج، وعبد الله بن عون وغيرهم. ألف مجموعة من الكتب مثل (السيرة النبوية) المعروف بالمغازي، و (الخلفاء)، و (المبدأ). توفي ببغداد سنة 151، وقيل سنة 150، وقيل سنة 152، وقيل سنة 153، ودفن بها.



[ صفحه 29]



المراجع:

رجال الطوسي 135 وفيه عامي، و 281 وفيه أسند عنه. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 79. مجمع الرجال 5: 148 و 149. خاتمة المستدرك 840. معجم الثقات 343. رجال ابن داود 165 و 269. التحرير الطاووسي 243. روضة المتقين 14: 428. إتقان المقال 337. الوجيزة 46. رجال الأنصاري 149. جامع الرواة 2: 67. نقد الرجال 292. تتمة المنتهي (فارسي) 202. رجال البرقي 10 و 20. رجال الحلي 250. سفينة البحار 1: 315. رجال الكشي 390. معجم رجال الحديث 15: 73 و 75 و 76. الموسوعة الاسلامية 1: 289. الكني والألقاب 1: 202. تأسيس الشيعة 232. ريحانة الأدب (فارسي) 7: 380. فهرست النديم 105. الذريعة 12: 281 و 21: 290. منتهي المقال 261. منهج المقال 283. العبر 1: 216. المعارف 215. مختصر دول الاسلام 1: 79. تاريخ گزيده (فارسي) 258. طبقات ابن سلام 4. تقريب التهذيب 2: 144. الوافي بالوفيات 2: 188. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3: 41. المغني في الضعفاء 2: 552. أحوال الرجال 136 و 187. المراسيل 155. الكني والأسماء 1: 122. الثقات 7: 380. شذرات الذهب 1: 230. تذكرة الحفاظ 1: 163. لسان الميزان 7: 351. ميزان الاعتدال 3: 468. طبقات الحفاظ 75. الطبقات الكبري 7: 321. عيون الأثر 1: 10. معجم الأدباء 18: 5. معجم المؤلفين 9: 44. الأعلام 6: 28. تاريخ آداب اللغة 1: 458. مرآة الجنان 1: 313. تاريخ بغداد 1: 214. وفيات الأعيان 4: 612. ذيل المذيل 139. تهذيب التهذيب 9: 38. البداية والنهاية 10: 109. الكامل في التاريخ 5: 594. هدية العارفين 2: 7. التاريخ الكبير 1: 40. خلاصة تذهيب الكمال 278. النجوم الزاهرة 2: 16. طبقات ابن خياط 271 و 327. الرفع والتكميل 259. الضعفاء الكبير 4: 23. الجرح والتعديل 3: 2: 191. تاريخ الثقات 400. المجموع في الضعفاء والمتروكين 201. تاريخ أسماء الثقات 280. اكتفاء القنوع 64.



[ صفحه 30]




امام صادق و علم كيميا


بسياري از مؤلفين و نويسندگان، علم كيميا را منسوب به امام صادق عليه السلام دانسته و گفته اند شاگرد آن حضرت جابر بن حيان اين علم را از او آموخته و به واسطه ي آن يكهزار و پانصد رساله در يك هزار برگه نوشته است و تمام نوشته هاي او از رسايل امام صادق عليه السلام است. [1] .

از قدما و متأخرين علماي شرق نيز سخنان زيادي در شأن جابر بن حيان نقل شده است. ابن نديم در فهرست خود از (صص 498 تا 503) به تفصيل سخنان آنان را نقل نموده و گفته است: جابر بن حيان داراي كتابها و رسايل فراواني در علوم گوناگون، به ويژه در علم كيميا و طب و فلسفه و كلام است كه عمر طبيعي انسان گنجايش نوشتن آنها را ندارد، جز افراد نابغه اي كه داراي ذكاوت و فهم فراواني باشند و تمام عمر خود را صرف كتابت و تأليف نمايند.



[ صفحه 204]



سپس ابن نديم گفته است: جابر بن حيان تأليفاتي نيز بر اساس مذهب شيعه دارد و به همين دليل او را شيعه دانسته است. شايد دليل شيعه بودن او نيز اين باشد كه او از امام صادق عليه السلام روايت نموده و امام عليه السلام به او اطمينان داشته كه اين علم را در اختيار او قرار داده است.

صاحب «الذريعة» نيز در جلد 2 / صص 452 - 451، هنگامي كه از كتاب «ايضاح» در علم كيميا از جابر بن حيان نام مي برد او را از مؤلفين شيعه مي شمرد.

اگر سخنان «كراوس» دانشمند شرقي را درباره ي رساله هاي جابر بن حيان بنگري به يقين او را شيعه خواهي يافت؛ چرا كه جابر هنگام نقل روايت از امام صادق عليه السلام او را امام مفترض الطاعه مي داند و نظر او را حق مي پندارد. از همين رو، روشن مي شود كه جابر بن حيان تنها علم كيميا را از امام صادق عليه السلام تعليم نگرفته، بلكه علم كلام و غير آن را نيز از آن حضرت تعليم گرفته است.

علما و نويسندگان اسلامي مقام جابر را بزرگ شمرده و او را از مفاخر اسلام دانسته اند و اين از مقام جابر دور نيست، چرا كه مؤلفات او بيش از سه هزار كتاب و رساله است كه در علوم مختلف اسلامي نوشته شده و بيشتر آنها مربوط به علوم نظري و طبيعي و فلسفه و كلام مي باشد كه تأليف آنها نيازمند به زماني طولاني خواهد بود.

البته براي علماي مشرق زمين سنگين است كه يك عرب مسلمان در قرن دوم هجري داراي تأليفات زياد و نظريات قوي بوده و نظراتش اساس و زيربناي علم كيمياي قديم و جديد قرار گرفته باشد. از اين رو، آنها درباره ي كتاب هاي او حيران مانده و گاهي در وجود او، گاهي در زمان حيات او، گاهي در انتساب كتابها به او و گاهي در مطالبي كه به امام صادق عليه السلام نسبت مي دهد شك مي كنند. پاره اي اوقات نيز در ترتيب و اسلوب كتاب هاي او شك مي كنند و مي گويند: در آن زمان چنين ترتيب و اسلوب هايي رايج نبوده است.

از اين رو، رئيس مجله «العصور»، اسماعيل مظهر، در سال 1968 (صص 544 تا 551 و 617 تا 625) اين نسبت ها را خطا دانسته است و استاد احمد زكي صالح مصري نيز در مجله «الرسالة» (سال هشتم ص 1206 - 1204 و 1235 تا 1237 و از 1268 تا 1270 و از



[ صفحه 205]



1299 تا 1302) اين نسبت ها را به شدت محكوم و تقبيح كرده و بارها تصريح نموده كه جابر بن حيان شيعه بوده است.

نامبرده در مناقشه ي خود با نظر استاد «كراوس» (در ص 1299) مي گويد: براي كساني كه از علم كلام مطلع باشند بسيار واضح است كه گروه هاي شيعه در بين مسلمانان با نشاط ترين و پرجوش ترين مسلمانان هستند، چرا كه آنها بهتر از ديگران پايه هاي مذاهب ديني خود را بر اساس فلسفه اسلامي قرار داده اند تا جايي كه برخي از آنان فلسفه ي خاصي را به علي بن ابي طالب عليه السلام نسبت داده اند و از آن پيروي مي كنند.

يادآوري مي شود كه سخنان احمد زكي براي تصحيح اعتقاد جابر بن حيان است كه بين آراي متكلمين و فلاسفه تلفيق نموده [و فلسفه را از انحراف مصون دانسته است.]

حاصل سخن اين كه ترديدي در تشيع جابر و تقدم او در علوم اسلامي بالأخص علم كلام و فلسفه و طب و كيميا و علوم طبيعي نيست و اگر آراي او اساس علم كيميا قرار گرفته به اين علت است كه او دانش خود را از معدن صحيح، يعني وجود مبارك امام صادق عليه السلام گرفته است.

نگارنده گويد: من تعدادي از مصادر را درباره ي جابر بن حيان آماده نموده بودم كه به علت اختصار از ذكر آنها صرف نظر مي نمايم؛ چرا كه اگر ما بخواهيم در هر موضوع سخن را به نهايت برسانيم اين كتاب چندين مجلد خواهد شد و از هدف ما كه تنها بيان زندگي و شخصيت امام صادق عليه السلام است خارج خواهد گرديد.


پاورقي

[1] تاريخ ابن خلكان (در احوالات امام صادق عليه السلام): ج 1 / 105.


روات و شاگردان امام صادق


همان گونه كه قبلا بيان شد، راويان و شاگردان امام صادق عليه السلام چهار هزار نفر يا بيش از آن بوده اند. شيخ مفيد در كتاب «ارشاد» مي گويد: «اهل حديث نام شاگردان موثق امام صادق عليه السلام را با اختلاف نظرها و عقايدي كه در مسايل گوناگون داشته اند، جمع آوري نموده و به چهار هزار نفر رسانده اند.» [1] .

ابن شهر آشوب مي گويد: «ابن عقده نام آنان را جمع آوري نموده است.» و بعضي گفته اند: ابن عقده از هر كدام نيز حديثي نقل نموده است.

طبرسي در كتاب «اعلام الوري» و علامه ي حلي در كتاب «معتبر»، به تعداد آنها اشاره نموده اند، و شيخ طوسي نيز در كتاب رجال خود نام آنها را ذكر نموده است. البته معلوم است كه كثرت راويان و شاگردان؛ براي امام صادق عليه السلام رفعت مقام و شأني ايجاد نمي كند، بلكه شاگردان آن حضرت هستند كه به واسطه ي بهره هايي كه برده اند و رواياتي كه از امام صادق عليه السلام نقل نموده اند افتخار و فضيلتي به دست آورده اند. آري از احوال شاگردان آن حضرت و علوم گوناگون آنان، مقام بلند علمي و شأن والاي امام صادق عليه السلام مشخص مي شود.


پاورقي

[1] ارشاد مفيد، ص 271.