- الهه قرباني

«السلام عليك يا جعفر بن محمد؛ ايها الصادق يابن رسول الله!»

سلام بر تو، اي آبرومند درگاه الاهي! آبرومندي كه به واسطه ي خاندان طاهرت، شما را پاكيزه گردانيد پروردگار متعال از هر پليدي. [1] .

اي هشتمين كوكب هدايت؛ ماه پر فروغ ولايت و ششم حجت



[ صفحه 102]



سرمد! تو گلي از گلشن طاهايي، تو خود مصحف گويا و خلف سيد بطحايي. مشعل عرفان بر دست، فيض هر انجمن دل آرايي. درياي بي پايان دانشي و سرآمد عالمان هر دو سرايي. سپهر معرفت و تقوايي.

ولي الله! رويت قبله ي خلايق است و حضرتت، كاشف الحقايق. شيخ والاي ائمه! تو، مصداق صدقي و مراد مرشدان زمان. مذهبت، مفتاح فلاح است و سيرتت، مايه ي نجاح. سلام بر روي ماه تابانت، اي نور مبين!

سلام بر كلام و گفتارت، اي روشنگر حقايق دين!

اي امام ناطق! كدامين كس، جز حضرتت مي توانست مكتب عرفان و طريقت شريعت و راه حقيقت را، چنين استوار و مانا به يادگار نهد؟ و نام آوراني چونان: ابوبصير، زراره، مفضل، ابن حيان، هشام و... را، پرورش دهد؟

مگر نه آن كه «هارون» ات چون بر تنوري گداخته، وارد گرديد، خدايت آتش را بر وي گلستان گردانيد؟ [2] .

چونان عيسي عليه السلام با نفس هاي مسيحايي ات، بر كالبد دانش، روح دميدي و كرسي بينش ومعرفت را، پايدار نگاه داشتي. بي چراغ هدايتت، علم هرگز علم نبود؛ كه جهل مركب بود؛ از آن رو كه اگر تمامت دانش و دانايي را گرد آورند، فقط نمي از يم بي كران آگاهي ات است.

اي توحيد مجسم؛ اي ولي الله معظم! بر بلنداي قله ي فقه اهل بيت عليهم السلام تا هماره ي زمان ايستاده يي و چونان فاتح هميشه ي تاريخ، اهل اسلام را، اسوه يي جاودانه يي.



[ صفحه 103]



سوگند بر مزار بي شمع و چراغت، كه داغت پيوسته در قلب هامان است؛ داغي كه روزنه يي از حزن و اندوه، بر دل هاي شيعيان گشوده و چشم هامان را خونبار نموده است. به خود مي باليم كه منسوب به تو هستيم و از مكتب سبزت، نور هدايت مي گيريم؛ هر چند پيكر پاكت را از ديده هامان نهان دارند و مظلومانه به غربت غريب بقيع سپارند.

كاشكي مانند غبار غربتت، كنار تربتت مي نشستم؛ خويش را مي شكستم و چراغ مزارت مي گشتم...

اي آفتاب برج هدايت! محتاج قبسي از شعله هاي عشق نامتناهي ات هستم.

(قال: اقبل الي ابوعبدالله عليه السلام فقال: يا مالك)

انتم والله شيعتنا حقا، يا مالك تراك قد أفرطت في القول في فضلنا، انه ليس يقدر احد علي صفة الله و كنه قدرته و عظمته، فكما لا يقدر احد علي كنه صفة الله و كنه قدرته و عظمته (و لله المثل الاعلي) فكذلك لا يقدر أحد علي كنه صفة رسول الله صلي الله عليه و آله و فضلنا و ما اعطانا الله و ما اوجب من حقوقنا، و كما لا يقدر احد أن يصف فضلنا و ما اعطانا الله و ما اوجب الله من حقوقنا فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن و يقوم به مما أوجب الله علي أخيه المؤمن.

و الله يا مالك ان المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه، فما يزال الله تبارك و تعالي ناظرا اليهما بالمحبة و المغفرة، و ان الذنوب



[ صفحه 68]



لتحات [1] عن وجوههما و جوارحهما حتي يفترقا، فمن يقدر علي صفة الله و صفة من هو هكذا عند الله؟!

ثقه جليل القدر، و از اصحاب امام صادق (ع) و امام كاظم (ع) است. [1] .

روزي خدمت امام صادق (ع) عرض كرد: در مسجد رسول خدا (ص)، نزديك قبر مطهر، نماز مي خواندم كه ناگاه از پشت سر شنيدم كسي خواند: «اتريدون ان تهدوا من اضل الله و الله اركسهم بما كسبوا» [2] ؛ نگاه كردم، شخصي را ديدم، ليكن او را نشناختم، اما فهميدم كه آيه شريفه [3] را بر من تأويل كرده، من هم در جواب گفتم: «ان الشياطين



[ صفحه 179]



ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم، و ان اطعتموهم أنكم لمشركون» [4] - ديو نهادان به دوستان خود القا مي كنند تا با شما مجادله كنند، اگر اطاعتشان كنيد، مشرك خواهيد بود - سپس معلوم شد كه او هارون بن سعد زيدي بود. حضرت خنديد و فرمود: جواب صواب كوتاهي دادي، به اذن خدا. [5] .

داود بن فرقد از امام صادق (ع) روايت كرده كه فرمود: در ضمن آن چه خداي عزوجل به موسي بن عمران (ع) وحي كرد، اين بود كه: اي موسي بن عمران! مخلوقي كه نزدم محبوب تر از بنده مؤمن باشد نيافريدم؛ من او را مبتلي كنم به آن چه براي او خير است و عافيت دهم به آن چه برايش خير است؛ آن چه شر اوست از او بگردانم، براي آن چه خير اوست؛ و من به آن چه بنده ام را اصلاح كند داناترم؛ پس بايد بر بلايم صبر كند و نعمتهايم را شكر نمايد، و به قضايم راضي باشد، تا او را در زمره صديقين نزد خود نويسم، زماني كه به رضاي من عمل كند و امر مرا اطاعت نمايد. [6] .

داود بن فرقد داراي كتابي است كه عده اي از اصحاب از او روايت كرده اند. [7] .

لاحظ الإمام الصادق (عليه السلام) تأثير موجات الانحراف الفكري والسياسي علي الاُمّة ومدي إفسادها لعقول الناس، وما لعبته سياسة الاُمويين من خلق أجواء ملائمة لطغيان النزعات الإلحادية والقبلية حتي عمّ الانفلات



[ صفحه 120]



الأخلاقي، كما كثر في زمانه (عليه السلام)رفع شعار الورع والتقوي. كل ذلك أفقد الاُمّة قيمها وأبعدها عن الأخلاق التي أمر بها الرسول (صلي الله عليه وآله) وأرادها لاُمّته.

من هنا كان دور الإمام (عليه السلام) وتوجّهه الروحي والاخلاقي مع الاُمة في عدّة أبعاد:

البعد الأوّل: كونه (عليه السلام) القدوة الصالحة والمثال الواقعي الذي تتجسّد في شخصه أخلاق الرسالة; مما يكون موقعاً لإشعاع الفضيلة ونموّها، ويكشف من جانب آخر زيف الأنانيّة ونزعات الذات.

البعد الثاني: تقديم مجموعة من الوصايا والرسائل والتوجيهات التربويّة والاخلاقيّة التي عالج من خلالها الخواء الروحي والانحراف الأخلاقي الذي نما في سنوات الانحراف.

أما في البعد الأول فنجد الإمام(عليه السلام) كان يدعو الناس الي الفضيلة برفق ولين ويجادلهم بالتي هي أحسن، وكان يسمح للسائلين بطرح اسئلتهم مهما كانت وكان يوضّح لهم ما كان غامضاً عليهم.

كما كان لا يقبل من مقرّبيه أن يتشدّدوا بدعوتهم حيث كان يقول لهم: «لأحملنّ ذنوب سفهائكم علي علمائكم، ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون، وما يدخل به الأذي علينا، أن تأتوه فتؤنّبوه وتعذلوه وتقولوا له قولاً بليغاً» فقال له بعض أصحابه إذاً لا يقبلون منّا، قال: اهجروهم واجتنبوا مجالسهم [1] .

فالإمام هنا يوصي العالم من أصحابه أن لا يتخلي عن رسالته في إرشاد الإنسان الجاهل المنتمي الي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بحجة تماديه وجرأته بارتكاب المخالفات مما يعكس الوجه السلبي لاتّباع الإمام فيؤذي دعاة الإصلاح.



[ صفحه 121]



ففي نظر الإمام (عليه السلام) لا يجوز تركه وإهماله إلاّ بعد اليأس من إصلاحه وازالة الشك من ذهنه.

البعد الثالث: وكان يحرص علي شدّ أواصر المجتمع الإسلامي وإشاعة الفضيلة بين الناس ليقضي علي العداوة والبغضاء، فكان (عليه السلام) يدفع الي بعض أصحابه من ماله ليصلح بين المتخاصمين علي شيء من حطام الدنيا من أجل القضاء علي المقاطعة والهجران لئلاّ يدفعهم التخاصم الي الترافع لحكّام الجور والذي كان قد نهي (عليه السلام) عنه.

قال سعيد بن بيان: مرّ بنا المفضّل بن عمر وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا الي المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده حتّي اذا استوثق كل واحد منّا من صاحبه قال المفضّل: أما إنها ليست من مالي، ولكنّ أبا عبدالله (عليه السلام) أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن اُصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبدالله (عليه السلام) [2] .

وهذا الاُسلوب يأتي كخطوة عمليّة ترفد ذاك التوجيه الذي تضمّن حرمة الترافع إلي حكّام الجور.

وكان (عليه السلام) يحثّهم علي صلة الرحم. ومن حسن سيرته ومكارم أخلاقه أنّه كان يصل من قطعه ويعفو عمّن أساء اليه، كما ورد أنه وقع بينه وبين عبدالله بن الحسن كلام، فأغلظ عبدالله في القول ثم افترقا وذهبا الي المسجد فالتقيا علي الباب فقال الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن الحسن: كيف أمسيت يا أبا



[ صفحه 122]



محمد؟ فقال عبدالله: ـ بخير (كما يقول المغضب) ـ. قال الصادق (عليه السلام): «يا أبا محمد أما علمت أنّ صلة الرحم تخفّف الحساب؟»! ثمّ تلي قوله تعالي: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) [3] فقال عبدالله: فلا تراني بعدها قاطعاً رحماً [4] فكان يصل رحمه ويبذل لهم النصح، كما كان يصل الفقراء في اللّيل سرّاً وهم لا يعرفونه.

قال هشام بن الحكم (رحمه الله) كان أبو عبدالله اذا أعتم وذهب الليل شطره، أخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم فحمله علي عنقه ثمّ ذهب الي أهل الحاجة من أهل المدينة فقسّمه فيهم وهم لا يعرفونه وما عرفوه حتي مضي الي الله تعالي [5] .

وقال مصادف: كنت مع أبي عبدالله (عليه السلام) ما بين مكة والمدينة فمررنا علي رجل في أصل شجرة. وقد ألقي بنفسه، فقال (عليه السلام): «مل بنا الي هذا الرجل فإنّي أخاف أن يكون قد أصابه العطش». فملنا إليه فإذا هو رجل من النصاري طويل الشعر، فسأله الإمام (عليه السلام): أعطشان أنت؟ فقال: نعم، فقال الإمام (عليه السلام): «انزل يا مصادف فاسقه». فنزلت وسقيته ثم ركبت وسرنا. فقلت له: هذا نصراني، أفنتصدق علي نصراني؟ فقال: نعم إذا كانوا بمثل هذه الحالة» [6] .

وكان يري (عليه السلام) أن الإعراض عن المؤمن المحتاج للمساعدة استخفاف به، والاستخفاف بالمؤمن استخفاف بهم (عليهم السلام)، فقد كان عنده جماعة من أصحابه فقال لهم: «ما لكم تستخفّون بنا؟!» فقام إليه رجل من أهل



[ صفحه 123]



خراسان فقال: معاذ الله أن نستخفّ بك أو شيء من أمرك! فقال (عليه السلام): «إنّك أحد من استخفّ بي».

فقال الرجل: معاذ الله أن أستخفّ بك!! فقال له (عليه السلام): «ويحك ألم تسمع فلاناً ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: إحملني قدر ميل فقد والله أعييت. فوالله ما رفعتَ له رأساً، لقد إستخففت به ومن استخفّ بمؤمن فينا استخفّ وضيّع حرمة الله عزّوجلّ» [7] .

أما البعد الثاني: فكما قلنا كان يتمثّل في مجموعة الوصايا والرسائل والمناظرات والتوجيهات التي عالج الإمام(عليه السلام) من خلالها الإخفاق الروحي الذي كانت الاُمّة قد تعرّضت لايصالها الي المستوي الايماني الذي كانت تريده الرسالة.

فقد خاطب(عليه السلام) شيعته وأصحابه قائلاً: «فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وأدّي الأمانة وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك، ويدخل عليّ منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان علي غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه، وعاره وقيل: هذا أدب جعفر...» [8] .

وأراد الإمام(عليه السلام) أن يعزّز في نفوسهم صحة مذهبهم باعتباره يمثّل الخط الإلهي، فانتقد من جانب الاتّجاهات المنحرفة عن خطّ الرسالة وفتح شيعته آفاقاً توجيهيّة قائلاً: «أما والله ما أحد من الناس أحبّ اليّ منكم وإن الناس قد سلكوا سُبلاً شتّي فمنهم من أخذ برأيه، ومنهم من اتّبع هواه، ومنهم من اتبع الرواية، وانكم أخذتم بأمر له أصل فعليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز، وعودوا المرضي واحضروا مع قومكم في مساجدهم للصلاة، أما يستحي الرجل أن يعرف جاره حقه،



[ صفحه 124]



ولا يعرف حق جاره» [9] .

كما أوصي أحد أصحابه بأن لا ينتقدوا من هو ضعيف الايمان من بينهم بل يجب شدّ أزره وتقويم ضعفه مادام قد اختار طريق الحقّ وذلك كما في قوله(عليه السلام): «يا ابن جندب لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلاّ خيراً، واستكينوا الي الله في توفيقهم، وسلوا التوبة لهم، فكل من قصدنا وولانا، ولم يوال عدوّنا، وقال ما يعلم وسكت عما لا يعلم أو اشكل عليه فهو في الجنة» [10] وتجد الإمام يغرس فيأصحابه صفة التواضع التي من علاماتها السلام علي كل من يلقاه فإنّ ذلك يتمّ عن سلامة النفس، واعتبر من التواضع ترك المناقشة العقيمة خصوصاً في المسائل العلمية فيما اذا كانت تنطلق من الشعور بالتفوّق، واعتبر أيضاً من علامات التواضع أن لا يحب الشخص بأن يمتدح علي ما يتمتع به من علم وأدب وتقوي فإنّ حبّه لذلك حبّ للظهور والعظمة وليس من التواضع في شيء.

قال(عليه السلام): «من التواضع أن ترضي بالمجلس دون المجلس وأن تسلّم علي من تلقي وأن تترك المراء وان كنت محقّاً، ولا تحب أن تحمد علي التقوي» [11] .

وكان (عليه السلام) يوصي أصحابه بالتسليم للحق في الحوار أو النقد وعدم التأثر بالعصبية للقوم أو العشيرة أو المذهب فيكون الانحياز حائلاً دون سماع الحقيقة التي هي شعار أهل البيت(عليهم السلام) فقال: «المُسلّم للحق أوّل ما يصل الي الله...» [12] .



[ صفحه 125]



البعد الرابع: ومن الاُمور التربوية التي أكّدها الإمام (عليه السلام) في نفوس أصحابه ـ ليكونوا بالمستوي المطلوب من النضج والسلامة في التفكير ولئلاّ تكون مشاريعهم وتخطيطاتهم عرضة للفساد ـ هي الدعوة الي التثبّت في الاُمور.

قال (عليه السلام): «مع التثبّت تكون السلامة ومع العجلة تكون الندامة، ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه» [13] .

13- و عن الشقران [1] مولي رسول الله (صلي الله عليه و آله): خرج العطاء أيام أبي جعفر و ما لي شفيع، فبقيت علي الباب متحيرا، و اذا أنا بجعفر الصادق (عليه السلام) فقمت اليه فقلت له: جعلني الله فداك أنا مولاك الشقران [2] فرحب بي، و ذكرت له حاجتي فنزل و دخل و خرج و أعطاني من كمه فصبه في كمي ثم قال: «يا شقران [3] الي الحسن من كل أحد حسن و انه منك أحسن لمكانك منا، و ان القبيح من كل أحد قبيح و انه منك أقبح» وعظه علي جهة التعريض لأنه كان يشرب [4] .

كلمه ي شيعه به معناي تابع و پيرو است و اين كلمه از زمان رسول اكرم صلي الله عليه و آله استعمال مي شده و بعضي از صحابه را شيعه مي گفتند مثل سلمان فارسي و ابوذر غفاري و مقداد و عمار ياسر و حذيفه و خزيمه و جابر و ابو سعيد خدري و ابو ايوب و خالد بن سعيد بن العاص و قيس بن سعد و بعضي ديگر به اين دسته از اصحاب شيعه مي گفتند و اين صفت را از زمان رسول خدا صلي الله عليه و آله داشتند ولي در اين اواخر مخصوص كساني شده است كه به علي بن ابيطالب عليه السلام و اهل بيت او علاقه داشته و ولايت آنها را پذيرفته اند

در احقاق الحق، از نسخه خطي مفتاح المعارف اثر عبدالفتاح بن محمد نعمان حنفي آمده است: «پيرزني گاوي داشت كه مرده بود و براي از دست دادن آن پيوسته مي گريست. امام صادق عليه السلام كه از آنجا مي گذشت، گفت: چرا گريه مي كني؟ پيرزن گفت: گاوي داشتم كه خود و اولادم با شير آن زندگي مي كرديم، ولي مرده است. حضرت فرمود: مي خواهي از خدا بخواهم آن را زنده كند. پيرزن گفت: مرا مسخره مي كنيد. پس حضرت دعا كرد و از خدا خواست آن را زنده كند. آن گاه پاي خود را به آن حيوان زد و حيوان زنده شد». [1] .

اين رهنمود امام صادق عليه السلام پيام فراگير دارد. نخست اين كه پيرو امام صادق عليه السلام با تمام انسان ها از هر مليت و مذهب بايد خوش رفتار و با روي گشاده برخورد نمايد. پيرو امام صادق عليه السلام نبايد در معاشرت با ديگران موجب رنجش آنان شود و به احساسات ديگران آسيب رساند.

همچنين اين رهنمود امام صادق عليه السلام اين پيام را براي پيروان حضرت دارد كه در درون جامعه اسلامي بايد پيروان حضرت، مراقب رفتار خويش باشند. بايد به گونه اي رفتار كنند كه در عين حالي كه از موضع حق خويش حمايت مي نمايند، از تحريك و توهين به ديگران پرهيز كنند. از برقراري مراسم و اجراي برنامه هايي كه بهانه به دست ديگران مي دهد، پرهيز كنند. پيرو امام صادق عليه السلام نبايد راضي شود كه به نام پيروان حضرت، رفتاري كه موجب بهانه جويي و تحريك و يا بدگويي آنان به امام صادق عليه السلام و پيروانش شود، انجام دهد.

اين گونه رفتارها نه تنها موجب رضايت و خوشنودي اهل بيت عليه السلام نيست، بلكه بر خلاف موضع امام صادق عليه السلام مي باشد. دفاع از باورهاي تشيع، دفاع از مظلوميت هاي عترت، لزوما بدين معنا نيست كه كسي با توهين و رفتاري ناهنجار موجب تحريك و بهانه جويي ديگران شود. بلكه در برخورد با ديگران و نيز دفاع از حقايق و معارف حق، و طرح مظلوميت ها بايد با منطق و تدبير پيش رفت. چرا كه برد منطق هماره با سرعت خواهد بود تا رفتارهاي غير معقول و اختلاف انگيز.



[ صفحه 103]



اين رهنمود امام صادق عليه السلام از آموزه هاي عرشي است كه پيروان آن حضرت هماره بايد در رفتار خويش از آنان الهام گيرند. كساني كه به پيام رهنمود امام صادق عليه السلام توجه نكنند، نمي توانند خود را پيرون حضرتش بخوانند.

ابومسلم در يكي از نامه هاي خود به منصور نوشت: «خداوند پس از گمنامي و حقارت و خواري، شما را بالا آورد، سپس مرا نيز با تو نجات بخشيد».

منصور هم اين موضوع را نزد عمويش، عبدالصمد بن علي، به صراحت بازگفته بود كه ما در ميان مردمي هستيم كه مي دانند ديروز رعيت بوده و امروز به خلافت رسيده ايم. بنابراين بايد گذشته را فراموش كرد و دستگاه مجازات را به كار انداخت تا بدين وسيله هيبت خود را بر دلهايشان چيره سازيم.

ابومسلم خود چندين نهضت را كه از طرف علويان برپا شده بود خنثي كرد، به قول خوارزمي، ابومسلم طرفداران علويان را در هر دشت و بيابان و زير هر سنگ و كلوخي كه مي يافت، شديدا تعقيب مي كرد.

هنگامي كه ابراهيم بن هرمه در زمان منصور به مدينه وارد شد، يكي از علويان نزدش آمد. ابراهيم به او گفت: «از من دور شو، مرا مهدورالدم مكن...» [1] .

در هيچ يك از اين شگردها عباسيان كارايي نديدند و جريان امور پيوسته برخلاف مصالح ايشان مي رفت. بنابراين، بهتر آن ديدند كه باب منطق و استدلال را برابر علويان نگشايند.



[ صفحه 67]

علت ديگري كه باعث زوال حكومت سلسله ي اموي گرديد، بي اعتنايي و توهين به حرم خدا (مكه ي معظمه) و حرم پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم (مدينه ي منوره) بود.

براي اينكه بيشتر به جنايات عظيمي كه برخي از خلفاي بني اميه در خانه ي كعبه مرتكب شدند پي ببريم، بي مناسبت نيست ابتدا به طور مختصر به اهميت خانه ي خدا و احترام آن از نظر قرآن بپردازيم تا از عمق جنايات خلفاي اموي بيشتر آگاه شويم.

امام صادق عليه السلام در اين بخش از وصيت خود به ابن جندب، نجات يافتگان از عذاب الهي را كساني معرفي مي كند كه خوف و رجاي حقيقي و متعادل در دل هايشان وجود دارد: يهلك المتكل علي عمله و لا ينجوا المتجري ء علي الذنوب الواثق برحمة الله قلت فمن ينجو؟ قال الذينهم بين الرجاء و الخوف كان قلوبهم في مخلب طائر شوقا الي الثواب و خوفا من العذاب؛ كسي كه به اعمال [خوب] خود اعتماد دارد، به هلاكت مي رسد و كسي هم كه به اميد رحمت خداوند، بر انجام گناهان تجري پيدا مي كند نجات نخواهد يافت. [ابن جندب] سؤال كرد پس چه كسي نجات پيدا مي كند؟ حضرت فرمودند: كساني كه حالشان ميان خوف و رجا باشد [يعني نه خوفشان آن چنان است كه از آمرزش گناهانشان نااميد باشند و نه اميدواري آنان به رحمت خداوند آن چنان است كه جرأت ارتكاب گناه را داشته باشند.] گويي قلب هاي آنان در چنگال پرنده اي است [كه هر لحظه احتمال مي رود آن را در چنگال خود بفشارد يا آن را رها كند و آنان رهايي يابند] هم شوق به ثواب در دل هايشان وجود دارد و هم خوف از عذاب.

رواياتي از ائمه ي معصومين عليهم السلام آمده است كه بيان مي دارد در دل مؤمن دو نور وجود دارد؛ يكي نور خوف و يكي هم نور رجا كه اگر آنها را در دو كفه ي يك ترازو قرار دهند، هيچ كدام از ديگري سنگين تر نخواهد بود. [1] .



[ صفحه 94]



انسان براي انجام كارهاي اختياري خود حتما بايد انگيزه اي داشته باشد، به تعبير فلاسفه، بايد مبادي اراده، يعني حالاتي روحي و قلبي در فرد پديد آيد تا وادار به انجام كاري شود. مهم ترين انگيزه اي كه باعث مي شود تا انسان كاري را انجام دهد و يا اموري را ترك نمايد، احساس لذت و درد است. اگر انسان اطمينان داشته باشد كه با انجام يك كار خاص احساس لذتي برايش فراهم خواهد شد، آن كار را با انگيزه و اميدواري انجام مي دهد و برعكس، براي در امان ماندن از ناراحتي و درد و رنج، يك سري كارها را ترك خواهد كرد. اين حالت، مشترك بين انسان و حيوان و هر موجودي است كه داراي قدرت اراده و اختيار مي باشد. انسان براي رسيدن به لذت و يا فرار از درد، بايد مقدماتي را فراهم كند. مثلا يك نفر كه از صبح تا شب كار مي كند و زحمت مي كشد، اميد دارد تا لقمه ناني به دست بياورد و با خوردن آن لذت ببرد. فلاسفه بعضا براي اين گونه لذت هايي كه احتياج به انجام مقدماتي دارد، تعبير «نفع» را به كار مي برند؛ مثلا مي گويند خوردن دارو نافع است؛ يعني صرف خوردن آن لذتي ندارد، بلكه مقدمه اي است براي اين كه انسان به سلامتي برسد. اما انگيزه ي انجام يك سري كارها، نه لذت است و نه نفع، بلكه «مصلحت» است. مثلا كسي كه بيمارستاني را احداث كرده است، نه مستقيما از ساختن آن لذت برده و نه نفعي براي او خواهد داشت، اما كاري است كه مصلحت دارد.

او وقتي كه مي بيند بيماراني با بستري شدن در آن بيمارستان از مرگ حتمي نجات پيدا مي كنند و بهبودي مي يابند، احساس رضايت و لذت مي كند. اموري هم چون تحصيل علم و انجام عبادت نيز جزو اين گونه كارها هستند.

بنابراين مي توانيم بگوييم هر كاري كه يك موجود زنده ي با اراده انجام مي دهد، براي اين است كه به مطلوب و فايده اي برسد و يا از امري نامطلوب در امان باشد. در امور مطلوب، تحقق خير و صلاح فرد يا جامعه ملاك عمل است و متقابلا در امور نامطلوب پرهيز از درد، ضرر و كارهايي كه به صلاح فرد يا جامعه نيست مدنظر مي باشد.

برخي امور مطلوب به گونه اي هستند كه انسان براي به دست آوردن آنها هيچ تلاشي نمي كند. مثلا براي همه ي ما مطلوب است كه نفس بكشيم تا زنده بمانيم، اما هيچ تلاشي براي آن انجام نمي دهيم. برخي نيز به گونه اي هستند كه براي رسيدن به آنها بايد مقدماتي فراهم كنيم. اگر امري مطلوب ما باشد ولي بدانيم تحقق آن اصلا امكان پذير



[ صفحه 95]



نيست، براي رسيدن به آن هيچ گاه تلاش نمي كنيم، اما اگر يقين داشته باشيم كه شدني است و يا حتي احتمال تحقق آن را هم در آينده بدهيم، حتما براي آن تلاش خواهيم كرد. به وجود آمدن چنين حالتي در انسان، «اميد» يا «رجا» نام دارد. رجا يعني اين كه انسان به تحقق امري مطلوب، كه يقين دارد يا احتمال مي دهد در آينده به وقوع مي پيوندد، اميد داشته باشد. در مقابل، خوف يعني اين كه انسان از تحقق امري نامطلوب، كه يقين دارد يا احتمال مي دهد در آينده به وقوع بپيوندد، ترس و واهمه داشته باشد.

بنابراين انسان همواره براي انجام دادن و يا انجام ندادن اعمال اختياري خود، به دو عامل اميد و ترس توجه دارد؛ اميد به اين كه در اثر كاري خوب، امري مطلوب حاصل مي شود و ترس از اين كه در اثر كاري بد، امري نامطلوب تحقق مي يابد. البته هر كدام از دو عامل اميد و ترس داراي دو وجه مي باشد؛ يعني انسان هم مي تواند اميد داشته باشد كه امر مطلوبي حاصل شود و هم اميد داشته باشد كه امر نامطلوبي دفع گردد. مثلا انسان هم مي تواند اميد داشته باشد كه سلامتي اش را به دست آورد و هم اميد داشته باشد كه بيماري اش برطرف شود. انسان هم مي تواند از اين كه امري مطلوب از دست برود و يا امري نامطلوب حاصل شود ترس و واهمه داشته باشد؛ مثلا هم از اين بترسد كه سلامتي اش از بين برود، و هم از اين كه ناخوشي و مرضي پيدا كند.

از نخستين روز برانگيختگي امام تا لحظه ي بدرود زندگي پرتلاش و پرثمرش 33 سال طول كشيد. در اين مدت، فراز و نشيبها و تحولات سياسي و اجتماعي، شرايط زندگي امام و شيعيان را بارها تغيير داد. شاهين ترازوي پيكار، به سود و به زيان جبهه ي تشيع، نوسانها ديد. گاه چنان شد كه خوشبين ترها پيروزي شيعه را بسي



[ صفحه 57]



نزديك و در دسترس ديدند و حتي در آمادگي اوضاع براي قدرت نمايي نظامي مبالغه كردند؛ و گاه چنان شد كه اختناق و فشار، مجال تنفس نيز به امام و ياران نزديكش نمي داد و همه ي آرزوها را بر باد رفته وانمود مي كرد... و امام صادق عليه السلام در همه ي اين احوال، همان رهرو و راهبر مصمم و آگاه و نستوهي بود كه در ميان صدها آيت يأس و آهنگ اميد، تنها و تنها به رفتن و راه دراز را هر چه بيشتر طي كردن و مرحله هاي ناگزير را پشت سر نهادن، مي انديشد و بس. امام مايه هاي عشق و اخلاص و ايمانش را در همه حال و در هر زمان و با شيوه ي متناسب، بي دريغ مبذول مي داشت و بار سنگين تكليف الهي را به سر منزل، نزديك مي ساخت.

با كوتاه شدن دست خاندان اموي از خلافت و انتقال آن به بني عباس كه با روي كارآمدن سفاح 136 ـ 132 به وقوع پيوست و به مقتضاي شرايط و دگرگوني اوضاع سياسي، خلفاي عباسي در صدد مقابله با سياست امويها برآمدند و بهره برداري سياسي جهت تقويت و تثبيت حكومت اين خاندان از راه حديث سازي شروع گرديد و حديثهاي ساختگي فراوان در تحكيم سلاطين عباسي به كار گرفته شد و طبيعي است به



[ صفحه 85]



موازات استفاده از اين نوع حديثها كه درباره يكايك اين خلفا و درباره جناب عباس [1] سرسلسله اين خاندان بوجود آمد، بهره برداري از تغيير و توسعه مدفن او نيز به عمل آمده است؛ زيرا اگر بني اميه علي رغم افكار عمومي و برخلاف ميل باطني مردم، از اين سياست استفاده مي نمود، چرا سفاح و منصور از همين سياست كه مطابق ميل مسلمانان و موافق با افكار آنان نيز بود استفاده نكنند و مدفن عباس وخانه عقيل را كه آن روز مدفن سه تن از فرزندان رسول خدا و فاطمه (عليها السلام) بود به صورت «مسجد» و زيارتگاه عمومي درنياورند و از اين طريق ضمن معرفي خاندان خويش و پيوند آن با رسول خدا (صلي الله عليه وآله) كه بزرگترين عامل پيروزي آنان بر بني اميه بود به اثبات نرسانند و با احترام ضمني بر اهل بيت كه با شعار حمايت از آنان، بني اميه را از صحنه خارج كرده بود اين شعار را به صورت مجسم در معرض تماشاي همگان قرار ندهند؟

و اگر بني اميه تلاش مي نمود بدون توجه به افكار عمومي با ضميمه كردن محل دفن عثمان به گورستان مسلمانان و انتقال سنگ قبر ابن مظعون به قبر ابن عفان سياست خود را اعمال كند، چرا بني عباس با توسعه و تعمير محل دفن عباس عموي پيامبر (صلي الله عليه وآله) كه به انگيزه اعتبار و احترام، در كنار بقيع و در مقبره خصوصي و خانوادگي دفن شده بود از به كارگيري اين سياست محروم شود؟

واگر معاويه مي خواست با نبش قبر حضرت حمزه و ساير شهداي احد، آثار جنايت تاريخي خود و خاندانش را از صفحه تاريخ بزدايد و خاطره تلخ و نكبت بارِ شكافتن



[ صفحه 86]



سينه ي حضرت حمزه عموي رسول خدا (صلي الله عليه وآله) و جويدن جگرِ اين مدافع شجاع و قهرمان اسلام را كه به وسيله هند انجام گرفت به فراموشي بسپارد، چرا بني عباس با احداث ساختمان در روي قبرمطهر آن حضرت ضمن معرفي و پيوند خويش با وي و اعلان شهامت و شجاعت و تجديد خاطره او كه به نفع اين خاندان و بر ضد بني اميه بود استفاده نكند؟

و تحدث الامام عليه السلام عن الصفات الشريفة التي يتصف بها المؤمن قال: «من اخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الاقتار [1] و التوسعة علي قدر التوسع، و انصاف الناس، و ابتداؤه اياهم بالسلام عليهم...» [2] .

ان من أخلاق المؤمن التوازن في حياته الاقتصادية، فلا يسرف عند الاقتار، و يتوسع عند السعة، كما أن أخلاق المؤمن انصافه للناس، حتي من نفسه فان ذلك دليل علي ورعه، و من أخلاقه ابتداؤه بالسلام علي الناس فانه ينم عن حسن اخلاقه، و عدم تكبره و استعلائه.

كان من العلماء البارزين في عصره، و قد روي حديثا كثيرا عن ابيه، و عمته السيدة فاطمة بنت الامام الحسين (ع)، و أخيه الامام أبي جعفر (ع) [1] و روي عنه محمد ابنه الحديث الوارد عن رسول الله (ص) في الاخبار عن قتل ولده الامام الحسين (ع) [2] .

حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

از (نشانه ي) توكل اين است كه از كسي جز خدا نترسي. [1] .

همان طور كه گفته شد، «لن» براي افاده نفي ابدي به كار مي رود. خداوند حكيم براساس مصلحت خويش با بندگان خود رفتار مي كند و از روز اول كه آنها را خلق كرده، قدم به قدم آنان را به طرف صلاح و مصلحت خويش سوق مي دهد. سخت ترين مصيبتي كه واقع شده مصيبت سيد الشهدا عليه السلام بود كه طي آن آل پيامبر دشواري هاي بسياري تحمل كردند اما چون مصلحت امام عليه السلام در اين بود، اراده خداوند بر وقوع اين مصيبت ها تعلق گرفت. صرف راحتي دنيا مصلحت انسان نيست، بلكه مصلحت آن است كه تمام اوضاع و احوال انسان سنجيده شود و دنيا و آخرت او مد نظر قرار گيرد. سپس، براساس همه اينها مصلحت او مشخص شود. انسان ها نيز در حد عقل و فهم خويش بر اين امر واقفند و در كارهاي دنياي خويش اين ملاحظات را به كار مي بندند؛ به عنوان مثال كسي كه پول زيادي اندوخته، اما سفر طولاني يا امر خيري همچون ازدواج در پيش دارد، به پس انداز خود دست نمي زند و آن را خرج نمي كند. بنابراين، هر كس در حد عقل و فهم خويش مصلحت انديش است. كارهاي خداي حكيم نيز بر همين اساس استوار است و مقام ربوبي اش با هر بنده اي طبق مصلحت او رفتار مي نمايد. آنچه بر سر بندگان مي آيد قطعا به صلاح آنها است، چه با آن موافق باشند چه نباشند. ايزد منان هر كسي را به طرف مصلحتش سوق مي دهد، و انسان است كه بايد در مواقف و مراحلي كه خوشايند او نيست بردباري به خرج دهد و راضي به رضاي الهي باشد.

احترام مسجد بسيار است. مسجد مكان مقدسي است. خداي بزرگ در آنجا عبادت مي شود و بايد براي اين كار از هر حيث آمادگي وجود داشته باشد. موانعي كه در جاهاي ديگر براي عبادت وجود دارد، نبايد در مسجد باشد، تا به انسان حالت خضوع و خشوعي دست دهد و به خداوند توجه پيدا كند. بايد ميان مسجد و جاهاي ديگر تفاوت و فرقي باشد و انسان حداكثر استفاده را از آن محل مقدس كرده باشد.

جنبوا مساجدكم الشراء والبيع، والمجانين، و الصبيان، والضالة الضالة، و الأحكام، و الحدود، و رفع الصوت. [1] .

مساجد خودتان را از خريد و فروش، ديوانگان، كودكان، تحقيق براي پيدا كردن گمشده و يا صاحب آن، قضاوتها، اقامه ي حدود (اجراي كيفرها) و آواز بلند (كه از حد متعارف بلندتر باشد) دور نگه داريد.

################

زندگاني امام جعفر (ع) نمونه اي از مسالمت و آرامش و عزلت بود، از مردم كناره مي گرفت و همواره مي گفت: سعادت و نيكبختي در آن است كه آدمي با خود خلوت كند [1] و از ورود در ميان مردم خودداري نمايد و دور از آنها به زندگي ادامه دهد. با اين وصف وي هرگز چشم از نظارت بر شئون و امور دولت برنمي گرفت و هميشه در اين فكر بود كه از اوضاع و احوال سياسي دولت آگاه باشد و هيچگاه از تضعيف يا تقويت نيروي حكومت وقت غافل نمي شد، و مثل اينكه به واسطه تعصب خويشي و قرابت مايل بود كه حكومت به دست



[ صفحه 279]



عموزادگان او قرار گيرد چنانچه در اين باره فرمايد:

«دنيا هرگز جز به وجود عموزادگان من پابرجا نمي شود. به آنها كه همواره به نيكي و خير توجه دارند و با يك ديگر باادب و احترام برخورد مي كنند و حس نوع پروري ياري و نصرت و اتحاد و اتفاق ميانشان حكمفرما است و هرگز به بدگوئي و دشنام نمي پردازند، بلي به وجود اين افراد است كه عمر دولت ها طولاني مي شود و پايه هاي ملكشان استوار مي گردد، علاوه بر اين وضع حكومت و بقاء آن را اين طور بيان مي فرمود:

«وقتي طايفه اي به عزت و سعادت رسيدند هرگز خوار و زبون نمي شوند مگر آنكه ضعيف گردند، و ضعيف و خوار نمي شوند مگر آنكه بين آنها تفرقه و اختلاف پيدا شود، و متفرق نخواهند شد مگر هنگامي كه نسبت به يكديگر خشمناك شوند و هرگز غضبناك نمي شوند مگر آنكه حس كينه جوئي و حسد در آنها پيدا شود و حسد از آنجا پيدا مي شود كه بعضي نسبت [2] به بالاتر از خود بخل مي ورزند و مي خواهند



[ صفحه 280]



از آنها بهتر باشند پس بر ضد آنها قيام مي كنند.

آيا پس از اين بيانات كسي تصور مي كند كه سخنان امام جعفر (ع) جز انتقاد از حكومت عباسيان باشد كه عموزادگان او را كشتند؟ و آيا جز تهديد براي دولت مزبور و دور داشتن آنها از زوال و نيستي است؟

هيچكس بيانات او را به منزله پند و نصيحت ندانسته زيرا مبدأ و منشأ هر يك از وقايع و حوادث همين پيش بيني ها بود و سخنان امام جعفر (ع) همواره با واقع و حقيقت مطابق بود و سخنان و آراء او درباره ي حكومت ها به زودي ثابت مي شد.

ديري نگذشت كه دولت عباسي رو به انحطاط و زوال رفت. به اين ترتيب كه همان روش امويان را در پيش گرفتند و در همان راه قدم گذاشتند و آنقدر به دنيا دل بستند كه هرگز جز نام شهرهاي مركزي كه رئيس حكومت در آن سكني داشت چيزي تغيير نكرد و نام آن بلاد اول دمشق و بعد بغداد بود.

براي امام صادق (ع) تعجب آور و شگفت نبود كه



[ صفحه 281]



دولت عباسي در راه زوال و نيستي سير مي كرد زيرا او مقدمات انحطاط آنها را قبلا به چشم ديد و علل آن را مي دانست و به علاوه براي كسي كه از مسير حوادث و جريانات آگاه بود و نيروئي داشت كه احيانا مي توانست مسير اتفاقات را به ميل خود عوض كند و آشنا به علم غيب بود و مقدمات انقراض دولت عباسي را فراهم مي ديد تعيين نتيجه در برابرش بسيار سهل و آسان بود.

امام جعفر (ع) در زمان خود ميل داشت كه دولتي از عموزادگان دور و نزديك خود كه رابطه خويشي و دوستي بين آنها برقرار بود تشكيل شود.

البته تاريخ نه تنها جريانات و حوادث و اتفاقات واقع شده در زمان پادشاهان و روساء و فرمانروايان و لشگريان آنها را ثبت مي كند بلكه از هر شخصي كه در عصر آنها وجود داشته و از اوضاع و احوال حكومت و سياست و ظاهر و باطن امور آگاه بوده نام مي برد و هر اندازه كه قدرت و مقام و تأثير او در حكومت افزوده گرديده باشد به همان نسبت به طور بيشتري در تاريخ به نام او يادداشت شده است، پس امام صادق



[ صفحه 282]



كسي است كه بايد قلم تاريخ در دست او باشد زيرا رأي او در هر امري شايسته اجرا و آن قدر عالي بود كه شرح علم او از قلم ساخته نيست، پيشوائي بود كه در هر موضوع صاحب نظر و از جريان اوضاع و احوال به خوبي آگاه بود.

چه بسيارند حكام و امرائي كه تاريخ تنها به ذكر نام و نشان آنها اكتفا مي كند، و چه نادرند كساني كه مانند امام صادق كه هر چند حكومت و فرمانروائي نداشته است با اين وصف تاريخ حيات و شرح اعمال نيك كار آنها را كاملا ثبت كرده است، زيرا هر چند او جزء حكام و فرمانروايان نبود با اين حال زندگاني او تاريخ گويائي براي ملت بود و تا امروز نيز باقي و جاويد مانده است گرچه بسياري مردم قادر به درك آن نمي باشند.

وقتي كه حكام به تدوين تاريخ حيات و زندگي خود مي پردازند از آن رو كه فرمانروايي دارند مزايا و امتيازات را منحصر به خود مي دانند و كسي را حق حيات نمي دهند و به همين جهت علماء و زهاد مطلع و كاردان كه در اطراف آنها زندگي مي كنند در عذاب و ناراحتي به سر مي برند زيرا فرمانروايان



[ صفحه 283]



معمولا از زير بار واجبات و فرائض شانه خالي مي كردند.

حال وضع جعفر بن محمد (ع) و حكام زمان او را كه همه مستبد و خودرأي بودند و حقوق و مزايا را منحصر به خود مي دانستند مقايسه كنيد و بدون ترديد حق با امام صادق (ع) بود و فرق او با بسياري از حكام به اين ترتيب بود كه آنها با اينكه مزاياي حياتي را منحصر به خود نموده بودند و زندگي را بر علماء و دانشمندان و زهاد تنگ مي گرفتند با اين حال هميشه در اضطراب و ناراحتي بودند ولي امام صادق (ع) كه پابند واجبات و فرائض دين بود زندگي را در كمال اطمينان و مجد و عظمت و اعتماد به نفس بسر مي برد و برخلاف بسياري از امراء كه بيم داشتند مقام و منزلتشان به وسيله اشخاص متزلزل شود او همچنان آزاد و آرام مي زيست و اما گوشه گيري و عزلت امام جعفر (ع) تنها به خاطر توجه و خلوت با خدا است كه تنها او را شايسته ي عبادت و پرستش مي دانست و به مردم مي فهماند كه در برابر كسي غير از خدا سر تعظيم فرود نياورند و در برابر ديگري احساس مذلت و خواري نكنند و



[ صفحه 284]



عزلت و كناره گيري او براي رابطه جسمي و ظاهري با مردم نبود بلكه آن را نوعي از اعمال قلبي و معنوي مي پنداشت چنانكه ممكن است گاهي آدمي با حضور قلب و صفاي باطن در اجتماع شركت كند و زماني همواره در خلوت و عزلت بسر برد و در ميان جامعه كمتر ديده شود ولي هرگز اين جدائي موجب تاريكي و ابهام براي او نگرديده و قلبش را تيره و تار نكند.

البته منظور امام صادق (ع) از انقطاع با مردم و توجه به خدا آن است كه آدمي بايد حوادث و اتفاقاتي را كه بر او وارد مي شود تنها از طرف خداوند بداند و به آنچه بر او وارد گرديده بدون گله و شكايت راضي و خشنود باشد.

چنانچه خود امام جعفر (ع) در اين مورد فرموده است:

«بايد بداني، انقطاع و توجه به خداوند اين است كه آنچه را كه بر تو روا داشته و دستور داده جز براي خير و نيكي به تو نبوده است و او هرگز برخلاف صلاح و مصلحت با تو رفتار نمي كند و بايد توجه داشته باشي كه او از هر كس



[ صفحه 285]



نسبت به تو مهربانتر و مشفق تر است. پس اگر اين خوي و سرشت در ميان مردم منتشر شود و بدان معتقد گردند از كبر و خودپسندي و غرور دست مي كشند و به كسي جز او توجه نمي كنند زيرا ديگر مقصود و هدفي جز خداوند نخواهند داشت. و اگر كسي در ميان آنها ذليل و خوار باشد از سياه چال مذلت به اوج ترقي و سعادت صعود خواهد كرد؛ زيرا اميد او تنها به خداوند است و چه بسيارند مردمي كه در عين مذلت و تنگدستي حس رضا و خشنودي در خود برمي انگيزند و به آرامي و اعتماد به نفس خو مي گيرند و به آنچه كه خداوند براي آنها مقدر نموده راضي و خرسند مي گردند. اما پادشاه و حاكم اگر كسي به دربارش نرود و در برابر او تعظيم نكند نگران و ناراحت مي شود».

با آنكه امام جعفر (ع) مردم را به رضا و خشنودي از آنچه خداوند تعالي برايشان مقدر فرموده تشويق مي كرد اما متأسفانه پرده اي از حرص و طمع جلو چشم آنها را گرفته بود و آنها را در فراهم كردن زينت و مال دنيا حريص نموده چنانچه فقير و غني از كار و وضع خود رضايت نداشتند.



[ صفحه 286]



پس امام صادق (ع) با اين ناملايمات به مبارزه پرداخت و با احاديث رسول خدا (ص) و علي (ع) و از جانب خود آنها را به آرامش و رضا و خشنودي دعوت مي كرد، زيرا او مي دانست كه طمع و حرص در دنيا جز مذلت و خواري ثمري نخواهد داشت. اگر حاكم و پادشاهي عادل و باايمان باشد زندگي ملت او مرفه و آسوده خواهد بود و آنها وضع خوبي خواهند داشت، اما برعكس اگر رشته امور در دست ستمكاران باشد و فرمانروايان ملتي داراي اين خوي پست باشند كه جز سلاح و زور و مال چيز ديگري نشناسند آن وقت است كه محيط زندگي مردم و وضع معيشت آنها دگرگون مي گردد. اما اين تنگي و فشار و سختي كه زندگي زهاد و پرهيزكاران را احاطه كرده جز يك امر خيالي نيست و تنها در جلو چشم ظاهربين ما چنين مي نمايد و گرنه در درون و باطن آنها انوار درخشاني است كه ما هرگز قادر به درك آن نيستيم و اين نوع زندگي زائيده فكر و به ميل خود ايشان است تا از گرفتاري در گرداب ناملايمات و ظلم ستمكاران در امان



[ صفحه 287]



باشند.

در اين موقع كه مردم درباره فقراء و مساكين و زهاد كه پابند به مال دنيا نبودند چنين فكر مي كردند، امام جعفر (ع) پا در ميدان گذاشت و فقرا و مساكين را با گفته رسول خدا (ص) اطمينان بخشيد كه فرموده است:

«اي گروه مساكين و فقراء نفس هاي خودتان را پاكيزه گردانيد و دل هاي خود را به آنچه كه خواست خداوندي است راضي و خشنود گردانيد، تا خداي عزوجل در برابر فقرتان به شما پاداش نيكو عطا فرمايد ولي اگر در مقابل فقر و بيچارگي تحمل نداشته باشيد و اظهار عدم خرسندي و رضايت كنيد ثواب [3] و پاداشي برايتان نخواهد بود» و همچنين بيانات علي (ع) را كه بر بالاي منبر ايراد كرده است به آنها گوشزد مي كرد كه فرموده است «هرگز آدمي طعم ايمان را نمي چشد مگر آنكه معتقد شود كه آنچه به او رسيده مقدر بوده و براي آن نيست كه او را به خطا و عصيان بكشاند و بايد آنچه را كه موجب اشتباه و گناه براي او مي شود و هر خطائي را كه ندانسته



[ صفحه 288]



مرتكب مي شود از روي قضا و قدر بداند».

امام صادق (ع) عقيده داشت كه مردم گوشه نشين و زهاد بايد از حكام و فرمانروايان كناره بگيرند و يا اصولا از رفت و آمد با آنها خودداري كنند، زيرا سعادت و نيكبختي با مجاورت و نزديكي و تقرب سلطان فراهم نمي شود. چه بسيار اوقات كه امام جعفر (ع) علاوه بر اينكه مردم را به اجراي اين امر دعوت مي نمود خود نيز بدان عمل مي كرد و روش خود را عملا به آنها نشان مي داد. چنانچه وقتي سفيان ثوري به خدمتش رسيد همين كه به مجلس او وارد شد امام صادق (ع) او را مخاطب ساخت و فرمود: اي سفيان تو مردي هستي كه همواره هواخواه حكومت و سلطنت هستي، در صورتي كه من از آن بيزارم و پرهيز مي كنم برخيز و از مجلس ما بيرون برو.

سفيان ثوري گويد:

امام جعفر (ع) همچنان كه سخن مي گفت از جاي خود برخواست و من نيز امر او را اطاعت كرده و برخاستم و بيرون رفتم.



[ صفحه 289]



وقتي كه مجاورت و نزديكي با سلطان ستمكار براي مردم حرام باشد پس مسلما براي فقها حرام تر و زشت تر است و فقها در نظر امام جعفر (ع) ائمه مردم هستند به شرط آنكه به فكر ازدياد مال دنيا نباشند، پس دنبال دنيا و هوي و هوس نروند و به عنوان حفظ الصحه بر مقدار احتياج نيفزايند و به اسراف نپردازند و نيز امام جعفر (ع) فرمود:

فقها جزء اشخاص مورد اعتماد و اطمينانند مشروط بر آنكه به دربار پادشاهان نشتابند ولي با اين حال لزوم اطاعت از سلطان عادل و خيرخواه را انكار نكرده و اطاعت و احترام از او را واجب و ضروري شمرد و اضافه كرد: اهالي هر مملكت و شهر از سه كس بي نياز نيستند و براي انجام امور دنيا و آخرت بايد بدان سه روي آورند زيرا زندگي بدون وجود ايشان سخت و غيرممكن است و آن سه عبارت از فقيه و دانشمند و پارسا و فرمانرواي خيرخواه و كاردان و طبيب حاذق و مورد اعتماد است و اگر كشوري از اين سه كس خالي باشد زندگي براي مردم آن بيهوده [4] و بي نتيجه است.



[ صفحه 290]

در زمان خلافت معتصم عباسي نيز شيعيان قدرت و نفوذ بيشتري يافتند و گاهگاهي هم عليه دستگاه آن زمان شورش مي كردند سران و امراء دولت از پيشگيري آنان عاجز و ناتوان مي ماندند. حتي در تشييع جنازه حضرت امام جواد عليه السلام دوازده هزار تن از شيعيان شمشير آبگون خود را از نيام بركشيده و آماده جنگ با مخالفين اسلام شدند؛ چنانكه دشمنان از اين همه عظمت بر خود مي لرزيدند و جنازه حضرت را با عزت و جلالت خاصي تشييع كرده و دفن نمودند.

از شرايط امامت اين است كه ودايع نبوت دست به دست گشته و به او به وديعت سپرده شده است و چنانچه ديديم از آدم تا خاتم آثار انبياء مانند عصاي آدم و عصاي عيسي و صندوق عهد و غيره به شرحي كه در كتاب تاريخ انبياء نوشتيم همه دست به دست به وصي منصوص خود سپرده اند و در اسلام هم پيغمبر خاتم النبيين صلي الله عليه و آله و سلم رسيد و او هم دست به دست با آنچه كه از خودش باقي مانده همه را در خاندان رسالت و نبوت سپرد و ائمه معصومين كه ائمه اثني عشر و خاندان علم و عصمت بودند حامل اين ودايع آسماني بود و اكنون هم آنها دست امام زمان حجة بن الحسن العسكري عج مي باشد.

علامه مجلسي روايت مي كند از حضرت امام جعفرصادق عليه السلام كه فرمود:

ان عندي سيف رسول الله و ان عندي لراية رسول الله المقلبه و ان عندي لخاتم سليمان بن داود و ان عندي الطشت الذي كان موسي يقرب بها القربان و ان عندي الاسم الذي كان رسول الله صلي الله عليه و آله اذل وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين الي المسلمين فشابه و ان عندي لمثل الذي جائت به الملائكة و مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني اسرائيل [1] .



[ صفحه 81]



فرمود نزد من شمشير پيغمبر و پرچم فتح و ظفر رسول الله و انگشتر سليمان بن داود و طشت موسي و اسم اعظم كه پيغمبر به وسيله آن همه جا تفوق و تقدم و فتح و ظفر داشت و نشانه هائي كه به ملائكه و فرشتگان داده شد تا به سوي آن بروند و اين سلاح و تجهيزات در ميان آل محمد مانند تابوت بني اسرائيل نشانه نبوت در بني اسرائيل و اين ها نمونه بارز امامت مي باشد - در روايت اعمش مي فرمايد:

قال (ع) الواح موسي عندنا و عصي موسي عندنا و نحن ورثة النبيين و قال (ع) علمنا غابر و مزبور و نكت في القلب و نقر في الاسماع و ان عندنا الجفر الاحمر والجفر الابيض و مصحف فاطمة و ان عندنا الجامعه فيها جميع ما يحتاج الناس اليه

فرمود الواح موسي و عصاي موسي نزد ما است كه ما ورثه انبياء هستيم و اضافه فرمود كه غابر - مزبور و نكت و جفر سياه و سفيد و مصحف فاطمه كه همه چيز در آن است و جامعه كه تمام علوم را مشحون است نزد ما است.

قال عليه السلام



كنا نجوما يستضاء بنا

وللبرية نحن اليوم برهان



نحن البحور التي فيها لغابضكم

در ثمين و ياقوت و مرجان



مساكن القدس و الفردوس نملكها

و نحن للقدس والفردوس خزان



من شذعنا فبرهوت مساكنه

و من اتانا فجنات و ولدان [2] .

شيعه احكام دين را به آساني از امام ششم نقل مي كردند و اصول عقايد شيعه به دين جهت ممتاز است كه بر مذهب جعفري و تعليمات فقه امام جعفر صادق عليه السلام عمل مي كنند و اين راه مستقيمي است كه از خاندان پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم



[ صفحه 63]



رسيده و به سعادت و رستگاري منتهي مي گردد.

عقايد شيعه در غالب كتب مندرج است شيخ صدوق - شيخ مفيد - سيد رضي و مرتضي علامه حلي و شيخ بهائي رضوان الله عليهم اجمعين كه از پيشوايان بزرگ اين فرقه مي باشند كاملا عقايد خود را تشريح كرده و در دسترس عموم مسلمانان گذاشته اند و هر كجا به احتجاج برخورد كرده فتح و ظفر با اين فرقه بوده است چنانچه مأمون الرشيد بر اين عقيده بوده و احتجاجات مفصلي با كليه ي علماء معاصر خود كرد و ثابت نمود دين صحيح و راه مستقيم تعليمات خانداني است كه قرآن در آن خاندان وارد شده است.

ما عقايد شيعه و علل تفوق آنها را در مدارج علوم و فنون اسلامي در كتاب سر تفوق شيعه نگاشته ايم در اينجا منظور از سخن ما فداكاري و پافشاري حضرت امام جعفر صادق عليه السلام در مقابل ابراز عقايد متنوع و بطلان افكار پريشان بود كه در عصر آن حضرت هزارها حديث جعل كردند تا چهره زيباي حقيقت را بپوشانند و با برك و سازهاي احاديث جعلي شائبه هائي ببندند تا حقيقت را از مجاز تشخيص نتوان داد و آن قدر در اين راه بر آن حضرت سخت گرفتند و تهديد كردند كه از تعليمات خود دست بردارد تا پس از چندين مرتبه كه شمشيري به سوي آن حضرت كشيدند او را به زهر مسموم و شهيد ساختند صلي الله عليه و عليه السلام ابدا ما بقيت و بقي الليل و النهار.

شيعه ايمان به خداوند متعال و ملائكه و رسل و كتب آسماني و روز قيامت و قضا و قدر و بدا دارد - شيعه تصديق و اعتراف دارد كه پيغمبر خاتم حضرت محمد رسول خدا در تمام آنچه كه از آسمان فرود آمده مي باشد.

قلب شيعه اذعان دارد كه عبادات و معاملات و اوامر و نواهي و خضوع و انقياد ظاهرا و باطنا متبع و به همين جهت در زبان شهادت به حقيقت وقوع آن مي دهد.

شيعه اماميه معتقد است كه تعاليم اسلام سه نحو مي باشد: عقايد - عبادات - قوانين مقرره كه حفظ سلسله نظام بشر بر آن مبتني است.

قوانين عبارت است از معاملات - حقوق متبادله - اصول اداره شئون مسلمين كه محيط دين اسلام در تمام نقاط كره زمين در هر جمع و جامعه اي از لحاظ شئون دنيوي و سياست مدن و احكام و حقوق اجتماعي و آموزش و پرورش بر حسب زمان و مقياس سطح انديشه و فكر و رقاء ملي مي تواند از آن قوانين به حد كمال استفاده نمايد و با تطورات ملل جهان



[ صفحه 64]



تطور و سير كمالي قانون را دريابد. فقه اسلام عبارت است از عبادات - احكام - عقود - ايقاعات كه در فقه شيعه از طهارت تاديات مضبوط است.

شيعه اماميه معتقد است كه دين اسلام جز علم و عمل نيست دين اسلام جز وظايف عقل و جسد نيست شيعه به تمام اصول عقيده و ايمان دين اسلام معتقد و به فروع آن از دستور خاندان نبوت عاملست.

در كتاب معاني الاخبار از حضرت صادق عليه السلام روايت مي كنند كه يكي از اصحاب آن حضرت عرض كرد: «ان من مواليكم من يعملون بالمعاصي و يقولون نرجو».

بعضي از دوستان شما اعمال ناشايستي مي كند و مي گويند اميدواريم به آمرزش يعني آمرزش را مرهون دوستي اهل بيت مي دانند و مرتكب زشت كاري مي شوند.

آن حضرت فرمود: «كذبوا والله ليسوا من موالينا فان من رجي شيئا عمل له و من خاف من شيي ء هرب منه.» حضرت صادق عليه السلام فرمود به خدا قسم كه دروغ مي گويند از دوستان ما نيستند.

زيرا هر كه چيزي را بخواهد بايد براي به دست آوردن آن مجاهده نمايد و از هر چيز بترسد از او بگريزد و پرهيز كند.

يعني پيروان ما كه شيعيان باشند بايد براي به دست آوردن رضاي خدا و بخشش پروردگار آنچه كه موجب آمرزش مي شود و آنچه كه سبب ترضيه خاطرها مي باشد مبارزه كند محبت ما تنها براي آمرزش كافي نيست بايد اصول عقايد و فروع احكام هم چنان با تقوي و پرهيزكاري عمل شود كه «انما يتقبل الله من المتقين» آنگاه دوستي و محبت ما راهنماي سعادت است براي ايشان.

در روايات ديگر هم از اين گونه مباحث بسيار است كه مي فرمايد جاي خلافكار در جهنم است اگر سيد قريشي باشد و پرهيزكار در بهشت است اگر سياه حبشي باشد.

و نيز شيعه را به كسي اطلاق مي كند كه قدم به قدم بدون افراط و تفريط تابع و مطيع اوامر اهل بيت اطهار (ع) بوده باشد.

پس با اين مقدمه فقط صرف اميد - صرف مسلماني - صرف تظاهر و رياكاري از نظر نتيجه اميدبخش نيست.

در امامت ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام گويند:



[ صفحه 65]



ابان بن تغلب از حضرت صادق عليه السلام روايت مي كند كه فرمود در تفسير آيه «هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون» [1] .

فرمود نحن الذين يعلمون و عدونا الذين لا يعلمون و شيعتنا اولوالالباب

و آن علم شناختن طرق استدلال بر وقايع خير و شر است كه به اشكال مخصوصي استعمال مي كنند و غرض از آن استخراج مطالب مجهوله به اشكال رمليه است كه 16 شكل در شانزده خانه دارد كه چهار شكل آن را امهات و چهار شكل را بنات و چهار مولدات و چهار شواهد يا زوايد است كه به صورت نقطه: يا خط يا خط و نقطه با هم: كه نقطه را فرد و خط را زوج گويند كه نقطه آن از فروع حساب و خط آن از فروع هندسه است.

هدف پيامبران از يادآوري نعمتهاي الهي در خلال بحث و گفت و گوهاي خود، علاوه بر هدايت مردم به توحيد، ايجاد روحيه ي خودباوري، اعتماد به نفس، و زنده نمودن عزت نفس ايماني در مخاطبان بود. معلوم است خود اين حالت نيز مي تواند راه را براي پذيرش كامل دعوت هموارتر سازد.

حضرت موسي عليه السلام ضمن اين كه قوم را به خودش نسبت مي دهد، در بسياري از مناظرات و گفت وگوها، مردم را نسبت به نعمتهاي الهي بي شماري كه از آن برخوردار بودند، آگاه مي نمود. در اين بيانات، وي بيشتر به ذكر نعمتهاي اجتماعي و معنوي، مانند فضيلت هايي كه خداوند به بني اسرائيل عطا فرموده بود، مي پردازد تا نعمتهاي ظاهري و دنيوي.

و اذ قال موسي لقومه ذكروا نعمة الله عليكم اذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب و يذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم و في ذلكم بلاء من ربكم عظيم. [1] .

و چون موسي به قومش گفت: نعمت هاي الهي بر خودتان را به ياد آوريد كه شما را از آل فرعون كه عذابي سخت را به شما مي چشانيدند و پسران شما را مي كشتند و زنانتان را زنده نگاه مي داشتند (براي بردگي)، نجات داد و در آن امتحان بزرگي از سوي



[ صفحه 133]



پروردگارتان بود.

موسي عليه السلام خطاب به بني اسرائيل مي فرمايد:

... يا قوم اذكروا نعمت الله عليكم اذ جعل فيكم أنبياء و جعلكم ملوكا و آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين [2] .

اي قوم من نعمت خداوند را بر خودتان به ياد آوريد آن هنگام كه در ميان شما پيامبراني قرار داد و شما را پادشاه كرد و به شما چيزهايي بخشيد كه به هيچ كس از جهانيان نداده است.

يا بني اسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم و واعدناكم جانب الطور الأيمن و نزلنا عليكم المن والسلوي [3] .

اي بني اسرائيل به راستي شما را از دشمنانتان نجات داديم و با شما در جانب طور ايمن وعده گذارديم و براي شما منّ و سلوي فرو فرستاديم.

از سوي ديگر حضرت موسي عليه السلام وظيفه دارد، «ايام الله»، وقايع، و سرگذشت امتهاي پيشين را براي انذار، هشدار، و عبرت گرفتن آنان بازگو نمايد و به اين وسيله آنها را هدايت نمايد.

و لقد أرسلنا موسي بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات الي النور و ذكرهم بأيام الله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور [4] .

و به راستي كه موسي را با معجزات خود فرستاديم كه قومت را از تاريكي ها به سوي روشنايي ببر و ايام الله را به آنها تذكر بده كه همانا در اين براي هر شكيباي شاكري، نشانه هايي است.

براي ايام الله مصاديق متعددي ذكر كرده اند: از جمله وقايعي كه بر امتهاي معروف و بزرگ پيشين همچون قوم نوح، عاد، و ثمود گذشته و يا



[ صفحه 134]



آنچه از ابن عباس نقل شده است كه گفت:

ايام الله عبارتند از: نعمتها و بلاهاي الهي؛ نعمت الهي، ابرهاي غليظي است كه باعث برف و باران مي شوند، همچنين شكافته شدن دريا براي عبور بني اسرائيل و موارد ديگر. بلاي الهي نيز عبارت است از هلاكت برخي از امتهاي گذشته. [5] .

لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار. [1] .

به ستمگران ميل پيدا مكنيد؛ زيرا آتش به شما مي رسد.

خداوند متعال

امام صادق عليه السلام فرمود:

«در زمان حضرت موسي عليه السلام پادشاه ستمگري تقاضاي مرد مؤمني را به وساطت شخص صالحي بر آورد. اتفاقاً در يك روز هم پادشاه و هم آن مرد صالح از دنيا رفتند؛ مردم سه روز بازارها را بسته و جنازه ي شاه را با تجليل و احترام تشييع و مراسم تعزيه ي او را بر پا نمودند و جنازه ي آن مرد صالح در آن سه روز ميان خانه اش ماند و خوراك جانوران شد تا اينكه حضرت موسي عليه السلام اطلاع يافت و عرض كرد:«خدايا! آن دشمن تو و اين دوست تو بود.»

خطاب آمد كه اي موسي! آن مرد مؤمن از آن فرمانرواي ستمگر درخواستي نمود و او برآورد؛ پاداش آن ستمكار را جهت برآورده ساختن حاجت مؤمن اينگونه و جزاي اين مؤمن را نيز براي تقاضا و



[ صفحه 167]



در خواستش از ستمكار به اين طريق دادم.» [2] .

همچنين روزي يكي از ياران امام صادق عليه السلام از حضرت پرسيد:

«چه بسا از طرف دستگاه حكومتي [ستمگر] براي ايجاد بنا و ساختمان يا احداث آبراه و نهر و سد و آب بند از ما دعوت به عمل آيد؛ آيا شما قبول اينگونه امور را از ما به جهت تنگدستي و سختي و مشقت زندگي مان روا مي دانيد؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«من ميل ندارم براي ايشان نخي را گره بزنم يا سر كيسه يا ظرفي را ببندم و با اينكه تمام مدينه و اطرافش را به من دهند؛ نه، نه، راضي نيستم در راستاي ياري ايشان قلمي را بكار برم؛ كمك كنندگان به ستمگران روز قيامت تا صدور حكم خداوند در رابطه با بندگانش در سراپرده اي از آتشند.»

و اينگونه بود كه روزي يكي از كاتبان عهد بني اميه، بنابر راهنماييهاي دوستش، نزد امام صادق عليه السلام آمد و گفت:

«جانم فدايتان؛ من در دستگاه آنان اموال زيادي را به دست آورده و اهميتي به اينكه اين اموال از كجا آمده بودند، نمي دادم.»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«اگر بني اميه كساني مثل شما را نمي يافتند كه براي آنان كتابت كرده و ماليات جمع آوري نموده و در جنگ از ايشان دفاع كرده و در



[ صفحه 168]



جماعاتشان حاضر شوند، حق ما را زير پا نمي گذارد و هرچه مي خواستند برايشان آماده و مهيا نمي شد.»

در اينحال آن جوان پرسيد كه آيا اكنون مي تواند از اين مصيبت و مشكل بزرگ رها شود يا نه؟ و حضرت عليه السلام فرمود:

«اگر راه را نشانت دهم، انجامش مي دهي؟»

وقتي او جواب مثبت داد، حضرت عليه السلام فرمود:

«آنچه در آن شغل به دست آوردي، مقداري را كه صاحبش را مي شناسي، به او برگردان و آن مقدار كه صاحبش را نمي شناسي، از طرف وي صدقه بده كه در اين صورت من ضامن بهشت تو مي شوم.»

آن جوان به كوفه برگشت و تمام اموالش حتي لباسهاي تنش را كنار گذارد و آنگونه كه حضرت فرموده بود، مو به مو به نحوي انجام داد كه دوستان و آشنايان براي او لباس و آذوقه تهيه كردند و چندي نگذشت كه مريض شد و اطرافيان به عيادت وي رفته و او را در حال احتضار ديدند و وقتي متوجه ورود اطرافيان شد، گفت:

«امام صادق عليه السلام به عهد خود وفا نمود» و بي درنگ مرد و پس از كفن و دفنش، همان دوستان و آشنايانش نزد امام صادق عليه السلام رفتند و به محض ورودشان، حضرت عليه السلام فرمود:

«قسم به خدا كه ما به وعده خود در رابطه با دوستتان عمل كرديم.»

و ايشان نيز گفته هاي او را هنگام احتضار، به حضرت بيان نمودند. [3] .



[ صفحه 169]

[از فرقه هاي مختلف اسلام كه شماره ي آنها بالغ بر هفتاد و سه فرقه



[ صفحه 113]



مي باشد، چند دسته ي كلي كه هر يك شامل چندين فرقه ي فرعي است، در زمان حضرت صادق عليه السلام وجود داشته است.

1- مرجئه: يك دسته از اهل سنت بودند كه ايمان بدون عمل را كافي مي دانستند. [1] .

اين دسته در مقابل شيعه و خوارج ظهور كرده بودند.

ارجاء در لغت به معني تأخير است، چون آنان عقيده داشتند كه علي عليه السلام از درجه ي اولي به درجه ي چهارمي تأخير كرده است. [2] .

مرجئه خود به شش فرقه ي فرعي تقسيم مي شدند.

2- خوارج: اين دسته از جريان حكميت كه در جنگ صفين اتفاق افتاد، به وجود آمده و خود داراي چندين فرقه بودند.



[ صفحه 114]



3- معتزله: اين دسته بر 7 فرقه تقسيم مي شدند و در پاره اي از اصول عقايد بر خلاف اشاعره بودند.

4- فرقه هاي زيديه، راونديه و غاليه هم از مذهب شيعه منشعب (يا منحرف) شده بودند.

تمام فرقه هاي موجود در اصل عقايد و فروع دين با همديگر اختلافاتي داشتند و چون مباني ديني را از خاندان عصمت و طهارت نگرفته بودند، خواه ناخواه با مذاهب شيعه هم در موارد مزبور تضاد و اختلاف نظر وجود داشته است.

همچنين موضوع اشاعه ي زندقه و الحاد در اوايل خلافت عباسيان، افكار عمومي مسلمانان را متشتت مي كرد.]

خود را به دوستي او و متقابلا دوستي او را به دوستي خود محكم پيوند داده اي



[ صفحه 116]

الحرص شدة الكدح والاسراف في الطلب، وفوقه الشره، وكلاهما داء ينتاب الروح والنفس بسبب غلبة القوة البهيمية علي العقل وإندحار العقل أمامها مغلوباً وما الحريص المصاب بهذا الداء إلا فقير كلما إزداد حرصه إزداد فقره، لأن الفقر هو الحاجة، والحريص والشره مازالا محتاجين، إذ لم يقنعا بكل ما أعطيا ولم تفتأ نفساهما تطلب الزيادة علي مافي أيديهما فهما فقيران علي وقد قيل: الغني هو غني النفس والقناعة كنز لايفني.

وعلي هذا قال الامام «ع»: أغني غني من لم يكن للحرص أسيراً [1] .

وقال «ع»: من قنع بما رزقه الله فهو أغني الناس [2] .

وقال «ع»: الحرص مفتاح التعب ومطية النصب، وداع إلي التقحم في الذنوب والشره جامع للعيوب [3] .

وقال «ع»: حرم الحريص خصلتين. ولزمته خصلتان. حرم القناعة فأفتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد اليقين [4] .



[ صفحه 88]

المطهرات هي التي تطهر غيرها مع النجاسة، و هي علي أنواع:

و لا تجب الزكاة في هذه الانعام الثلاث بمجرد بلوغ النصاب، و اكمال العدد الذي ذكرناه، بل لابد من شروط أخر، و هي ثلاثة بلاضافة الي شرط النصاب:

الأول: السوم، و هو أن تعيش كل واحدة من الانعام التي تحسب من أفراد



[ صفحه 66]



النصاب، أن تعيش علي المرعي الطبيعي، لا علي العلف، فاذا صدق عليها اسم المعلوفة لا تتعلق بها الزكاة اجماعا و نصا، و منه قول الامام عليه السلام: ليس علي ما يعلف شي ء، انما الصدقة علي السائمة المرسلة في مرجها - أي مرعاها - عامها الذي يقتنيها فيه الرجل، فاما ما سوي ذلك، فليس فيه شي ء.

الثاني: ان لا تكون من العوامل، أي لا يعمل عليها، فلو استعملت للركوب أو الحرث أو الحمل تسقط عنها الزكاة اجماعا و نصا، و منه قول الامام عليه السلام: «ليس علي العوامل شي ء» و ما خالف هذا من الروايات فشاذ متروك.

الثالث: أن يمضي عليها حول ابتداء من اليوم الذي تستغني به عن حليب امها بالمرعي، و لا عبرة باليوم الذي تولد فيه علي المشهور.

هذا ملخص الشروط في زكاة الانعام، و هي بلوغ النصاب، و الرعي، و عدم العمل، و الحول، و لا شي ء غيرها، فاذا اختل واحد من هذه الشروط في فرد من أفراد النصاب اثناء الحول، بطل الحول و انتفت الزكاة، كما لو نقصت عن النصاب، أو استبدل المالك بعض افرادها، أو استعمله للركوب، أو الحرث أو الحمل، او علف في بعض الشهور أو الاسابيع، حتي انتفي عنه اسم السوم.

و اذا اشترك اثنان أو اكثر علي قطيع يبلغ بمجموعه النصاب فلا زكاة الا اذا بلغ سهم كل النصاب علي حدة، حتي و لو كان المرعي و المشرب و المحلب و الفحل واحد بالاجماع، و اذا كان للانسان انعام متفرقة هنا و هناك يعتبر النصاب في مجموعها، و ان تباعدت و لم يبلغ كل منها النصاب علي حدة، و بكلمة ان العبرة بوحدة المالك للنصاب، و ان تعدد محل النصاب، لا بوحدة النصاب، و ان تعدد المالك، و بهذا نجد تفسير قول الامام الصادق عليه السلام: «لا يجمع بين المتفرق، و لا يفرق بين المجتمع».



[ صفحه 67]

اذا اضطر انسان الي بيع داره - مثلا - مع حاجته اليها، ولكن دعت الضرورة الي حاجة اشد، كوفاء الدين، أو الانفاق علي العيال، أو التطبيب، الي غير ذلك مما تستدعيه الظروف الخاصة، اذا كان الامر كذلك يتم البيع و يصح.

و تقول: ان المضطر تماما كالمكره كلاهما أوقع البيع دفعا للضرر الأشد،



[ صفحه 69]



فكيف صح بيع المضطر، دون المكره؟.

الجواب:

أولا: أجل، ان كلا من المضطر و المكره لم يقصد البيع الا دفعا لأشد الضررين، و لكن الفرق أن المضطر قد ألجأته ظروفه الخاصة الي البيع، دون أن تتوسط ارادة الظالم في هذا الاضطرار، أما المكره فانه في سعة من ظروفه، و ربما في غني عن بيع داره، و انما الجأه اليه ضغط الظالم و اكراهه عليه، لذا صح في الأول دون الثاني، و بكلمة ان الذي يفسد البيع هو الاكراه، لا مجرد الكراهية.

ثانيا: ان احكام الشريعة الاسلامية ترتكز علي التوسعة، و عدم الحرج و الضيق، و لو قلنا بفساد بيع المضطر الذي ألجأته ظروفه اليه للزم بقاؤه فيما هو أشد ضيقا و حرجا، و يتنافي هذا مع مقاصد الشريعة السمحة، فبيع المضطر اشبه بمن اختار قطع عضو من اعضائه لحفظ حياته، كما قال السيد اليزدي.

و هذا بعكس من اكرهه الظالم علي البيع، حيث يلزم من القول بصحة بيعه تبرير الظلم، و اقرار الظالم علي ظلمه. و بالاختصار ان مصلحة كل من المضطر و المكره، و الاحتفاظ بحريته و كرامته يستدعي صحة معاملة المضطر دون المكره.

ثالثا: ان العرف يفرقون بين المضطر و المكره، و يرون صحة بيع الأول دون الثاني، و تجدر الاشارة الي أن المضطر و المكره يشتركان معا في رفع الحكم التكليفي كالوجوب و الحرمة، فمن اضطر الي أكل لحم الميتة - مثلا - لا يؤاخذ بشي ء، تماما كمن أكره عليه، ذلك أن السبب لرفع التكليف و المؤاخذة هو دفع الضرر المتحقق في المكره و المضطر. و يفترقان في الحكم الوضعي، كالصحة و الفساد، حيث نحكم بصحة معاملة المضطر دون المكره، و السر أن الاكراه يرفع



[ صفحه 70]



التكليف و الوضع معا، لا التكليف فقط، كما هي الحال في الاضطرار.

1 - اذا اختلف الضامن و المضمون له في مقدار الدين المضمون، أو في مقدار



[ صفحه 57]



ما ضمن منه، أو في اشتراط تعجيل الموجل فالقول قول الضامن، لأن الأصل عدم الزيادة.

و اذا اختلفا في وفاء الحق، أو الابراء منه كلا أو بعضا،أو في تأجيل الحال فالقول قول المضمون له، لأن الاصل بقاء ما كان علي ما كان.

2 - اذا اختلف الضامن و المضمون عنه في الاذن، فقال الضامن: أذنت لي بالضمان عنك، و قال المضمون عنه: كلا، لم آذن فالقول قوله، و علي الضامن البينة، و اذا قال الضامن: قد وفيت الدين عنك للمضمون له، و أنكر المضمون عنه الوفاء سئل المضمون له، قال صدق الضامن ألزم المضمون عنه بالأداء، لأن اقرار المضمون له بوصول حقه اليه حجة عليه، و ان انكر المضمون له الوفاء فعلي الضامن البينة.

3 - اذا انكر الضامن الضمان من الأساس، و أقام المضمون له البينة علي ضمانه، و استوفي الحق منه كاملا فلا يجوز للضامن ان يطالب المضمون عنه بشي ء، لأن انكاره لأصل الضمان يشكل اعترافا منه بأن المضمون عنه لم يأذن له بالضمان، و سبق أنه مع عدم الاذن لا يحق له الرجوع عليه.

4 - اذا كان عليك دين لشخص، و أذنت لاحد معارفك أن يفي ما عليك من الدين من غير أن يكون قد ضمنه للدائن، و بعد أمد قال: قد وفيت عنك تلبية لرغبتك، فاذا أنكرت قوله كان عليك الاثبات بأن الدين باق علي ما هو، و عليه اليمين مع العلم بأنه مدع، و أنت المنكر، لأنه أمين بعد الاذن له بالوفاء، و ليس علي الأمين الا اليمين. هذا اذا لم يعترف الدائن بالوفاء. و مع اعترافه به لا يبقي موضوع للنزاع و الاختلاف.



[ صفحه 61]

للمياه أقسام:

1- ما أحرز في ظرف أو حوض، و نحوه، و هذا الماء ملك لمن أحرزه بالاجماع، لا يجوز لأحد أن يتصرف فيه الا باذنه.



[ صفحه 50]



2- ان يحفر بئرا في ملكه، أو في أرض ميتة بقصد احيائها و تملكها، فاذا بلغ الماء فهو ملك له، يتصرف فيه كيف يشاء.

و قيل: لا يملك هذا الماء و لا غيره من أقسام المياه لقول الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: الناس شركاء في ثلاث: النار، و الماء، و الكلأ.

و قال الشيخ الطوسي: ان صاحب البئر لا يملك ماءها، ولكنه أولي به بقدر حاجته لشربه و شرب ماشيته، و سقي زرعه، و ما يفضل عنه فعليه أن يبذله بلا عوض لمن يحتاج لشربه و شرب ماشيته، و لا يجب أن يبذله لسقي زرع الجار، ولكن يستحب.

و اذا حفر جاره بئرا في ملكه فذهب الماء من بئره أو نقص ينظر: فان كانت الثانية قد جذبت الماء الموجود بالفعل في البئر الأولي فعلي صاحب البئر الثانية أن يتدارك الضرر، لأنه أخذ الماء المملوك لغيره، تماما كمن أخذ الصيد من شبكة الغير.. و ان صادف ان البئر الثانية استوعبت الماء الجاري تحت الأرض قبل وصوله الي البئر الأولي فلا يجب التدارك، لأن الماء، و الحال هذي، غير مملوك لصاحب البئر الأولي، فأشبه من اصطاد صيدا كان في الاتجاه الي شبكة الغير، بحيث لو ترك و شأنه لوقع فيها.

3- مياه العيون و الأمطار و الآبار في الأرض المباحة، و هذي لمن سبق اليها لا يختص بها انسان دون انسان.. أجل، اذا نزل ماء المطر و تجمع في أرض مملوكة، و قصد المالك تملكه كان له وحده لا يجوز لغيره التصرف فيه الا باذنه.

4- مياه النهر الكبير، كالفرات و النيل، و الناس في هذه شرع سواء، لكل أن يستقي منها ما شاء متي شاء.

5- مياه النهر الصغير غير المملوك، فاذا لم يف ماؤه بسقي ما يقرب منه



[ صفحه 51]



من الأرض، و تنازع أصحابها عليه فانه يبدأ بمن في أول النهر فيأخذ منه مقدار حاجته للزرع أو الشجر بشتي أنواعه، ثم يرسل الماء الي الذي يليه، فيصنع كذلك الي أن ينتهي الماء، و اذا لم يفضل شي ء عن الأول أو الثاني فلا شي ء لمن يليه، و لو أدي الي تلف زرعه أو شجرعه. قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف أجده في أصل الحكم، مضافا الي النصوص الواردة في ذلك من طريق السنة و الشيعة، منها أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قضي في شرب نهر في سيل أن للاعلي أن يسقي قبل الأسفل، ثم يرسله الي الأسفل.

6- اذا حفر نهرا و قناة في ملكه، أو في أرض ميتة بقصد احيائها، و وصله بنهر كبير كالفرات، فهل يملك الماء الذي فيه، أو يكون أولي به من غيره دون أن يملكه؟

ذهب المشهور بشهادة صاحب الجواهر و المسالك الي أنه يملك الماء، قال صاحب المسالك: «اذا حفر نهرا و أوصله بالنهر بالمباح فدخل فيه الماء فلا خلاف في أولية الحافر بالماء، و أنه ليس لأحد مزاحمته فيه للسقي و لا غيره، و لا في ملكية نفس الأرض المحفورة.. و انما الخلاف في ملكية الماء الذي يدخل فيه، فالمشهور بين الفقهاء خصوصا المتأخرين أنه يملك أيضا، كما يملك الماء بحفر البئر و العين، لاشتراكهما في المقتضي و هو الاخراج.. و ذهب الشيخ الي عدم ملكية الماء بذلك، لأنه مباح دخل في ملكه، فيبقي علي أصل الاباحة، و انما يكون الحافر أولي به، لأن يده عليه، كما اذا جري الفيض الي ملك رجل، و اجتمع فيه فانه لا يملكه».

و علي القولين يجوز الشرب منه و الوضوء و الغسل فيه، و ما الي ذلك مما هو مألوف و معروف للسيرة القطعية الا مع العلم بأن صاحب الماء يكره ذلك



[ صفحه 52]



و يمنع منه.

الايلاء أن يحلف الزوج بالله علي ترك وطء زوجته، و الأصل فيه الآية 226 من سورة البقرة: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فان فاؤا فان الله غفور رحيم، و ان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم).

و اشترط الفقهاء أن تكون الزوجة مدخولا بها، و الا لم يقع الايلاء.

و اتفقوا علي أن الايلاء يقع اذا حلف الزوج علي ترك وطء الزوجة مدة حياتها، أو مدة تزيد علي أربعة أشهر. [1] .

و اتفقوا علي أنه اذا وطأ في الأربعة الأشهر يكفر، و يزول المانع من استمرار الزواج.

و ان مضي أكثر من الأربعة أشهر، و لم يطأ، فان صبرت و رضيت فلها ذلك، و لا يحق لأحد أن يعترض، و ان لم تصبر رفعت أمرها الي الحاكم، و بعد مضي الأربعة الأشهر [2] يجبره علي الرجوع أو الطلاق، فان امتنع ضيق عليه، و حبسه حتي يختار أحد الأمرين، و ال يحق للحاكم أن يطلق قهرا عن الزوج.



[ صفحه 58]



و اتفقوا علي أن كفارة اليمين أن يخير الحالف بين اطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فان لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

و كل يمين لا تنعقد الا اذا كان المقسم به ذات الله المقدسة، و لا تنعقد أيضا من الولد و الزوجة مع منع الوالد و الزوج الا في فعل الواجب، أو ترك المحرم. و لا تنعقد أيضا من أحد كائنا من كان اذا حلف علي الاتيان بفعل تركه أولي من فعله، أو حلف علي ترك فعل فعله أولي من تركه، الا يمين الايلاء فانها تنعقد مع أن تركها أولي.

من نوادر علي بن اسباط: عن علي بن الحسن بن القاسم السكري المعروف بابن الطبال، عن أبي جعفر محمد بن معروف الهلالي، و كان قد أتت عليه مائة و ثمان و عشرون سنة قال: مضيت الي الحيرة الي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام وقت السفاح، فوجدته قد تداك الناس عليه ثلاثة أيام متواليات، فما كان لي فيه حيلة، و لا قدرت عليه من كثرة الناس، و تكاثفهم عليه، فلما كان في اليوم الرابع رآني، و قد خف الناس عنه، فأدناني، و مضي الي قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فتبعته، فلما صار في بعض الطريق غمزه البول، فاعتزل عن الجادة ناحية، و نبش الرمل بيده، فخرج له الماء فتطهر للصلاة، ثم قام فصلي ركعتين، ثم دعا ربه و كان في دعائه (اللهم لا تجعلني ممن تقدم فمرق، و لا ممن تخلف فمحق و اجعلني من النمط الاوسط) ثم مشي و مشيت معه.

فقال: يا غلام، البحر لا جار له، و الملك لا صديق له، و العافية لا ثمن لها، كم من ناعم و لا يعلم.

ثم قال: تمسكوا بالخمس و قدموا الاستخارة، و تبركوا بالسهولة، و تزينوا بالحلم، و اجتنبوا الكذب و أوفوا المكيال والميزان.

ثم قال: الهرب الهرب اذا خلعت العرب أعنتها و منع البرجانبه، و انقطع الحج.



[ صفحه 109]



ثم قال: حجوا قبل أن لا تحجوا، و أومأ الي القبلة بابهامه و قال: يقتل في هذا الوجه سبعون ألفا أو يزيدون.

قال علي بن الحسن: فقد قتل في العير و غيره شبيه بهذا.

و قال أبوعبدالله عليه السلام في هذا الخبر: لابد أن يخرج رجل من آل محمد، و لابد أن يمسك الراية البيضاء قال علي بن الحسين: فاجتمع أهل بني رواس، و مضوا يريدون الصلاة في المسجد الجامع في سنة خمسين و مائتين، و كانوا قد عقدوا عمامة بيضاء علي قناة فأمسكها محمد بن معروف وقت خروج يحيي بن عمر.

و قال عليه السلام: في هذا الخبر و يجف فراتكم، فجف الفرات.

و قال أيضا: يحويكم قوم صغار الاعين، فيخرجونكم من دوركم قال علي بن الحسن فجاءنا كيجور و الاتراك معه، فأخرجوا الناس من دورهم.

و قال أبوعبدالله عليه السلام أيضا: و تجي ء السباع الي دوركم.

قال علي: فجاءت السباع الي دورنا.

و قال عليه السلام: يخرج رجل أشرق ذو سبال، ينصب له كرسي علي باب دار عمرو بن حريث يدعوا الي البراءة من علي بن أبي طالب عليه السلام و يقتل خلقا من الخلق، و يقتل في يومه.

قال: فرأينا ذلك [1] .



[ صفحه 110]

شيخ محمد خليلي، چاپ چهارم، بيروت، دار الاضواء، 1409 ق / 1989 م، وزيري، 112 ص (اين كتاب به فارسي ترجمه شده است).

فكر يا مفضل: لم صار المخ الرقيق محصنا في أنابيب العظام؟ و هل ذلك إلا ليحفظه و يصونه؟ لم صار الدم السائل محصورا في العروق بمنزلة الماء في الظروف، إلا لتضبطه فلا يفيض؟ لم صارت الأظفار علي أطراف الأصابع إلا وقاية لها و معونة علي العمل؟ لم صار داخل الأذن ملتويا كهيئة اللولب [1] إلا ليطرد فيه الصوت، حتي ينتهي إلي السمع، و ليكسر حمة الريح، فلا ينكأ في السمع؟ لم حمل الإنسان علي فخذيه



[ صفحه 82]



إليتيه هذا اللحم، إلا ليقيه من الأرض، فلا يتألم من الجلوس عليها، كما يألم من نحل جسمه و قل لحمه، إذا لم يكن بينه و بين الأرض حائل يقيه صلابتها.

علل الشرائع 579، ب 384، ح 9: أبي رحمه الله قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن محمد الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

ان القبضة التي قبضها الله عزوجل من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام أرسل اليها جبرئيل عليه السلام أن يقبضها، فقالت الأرض: أعوذ بالله أن تأخذ مني شيئا، فرجع الي ربه فقال: يا رب تعوذت بك مني، فأرسل اليها اسرافيل فقالت مثل ذلك، فأرسل اليها ميكائيل فقالت مثل ذلك، فأرسل اليها ملك الموت فتعوذت بالله منه أن يأخذ منها شيئا، فقال ملك الموت: و أنا أعوذ بالله أن أرجع اليه حتي أقبض منك، قال: و انما سمي آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض.

[المحاسن 627 ب ح 97: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:...]

أما يستحي أحدكم أن يغني علي ظهر دابته و هي تسبح.

بحارالأنوار 98 / 292، عن البلد الأمين قال: ادع في الأضحي بهذا الدعاء و هو مروي عن الصادق عليه السلام:...

اللهم صل علي وليك و أخي نبيك (و وزيره و حبيبه و خليله و موضع سره و خيرته من أسرته، و وصيه و صفوته و خالصته و أمينه و وليه، و أشرف عترته الذين آمنوا، و أبي ذريته، و باب حكمته، و الناطق بحجته، والداعي الي شريعته، والماضي علي سنته، و خليفته علي أمته، سيد المسلمين،



[ صفحه 32]



و أميرالمؤمنين، و قائد الغر المحجلين أفضل ما صليت علي أحد من خلقك و أصفيائك و أوصياء أنبيائك.

اللهم اني أشهد أنه قد بلغ عن نبيك صلي الله عليه و آله و سلم ما حمل، ورعي ما استحفظ، و حفظ ما استودع، و حلل حلالك، و حرم حرامك، و أقام أحكامك، و دعا الي سبيلك و الي أوليائك، و عادي أعدائك، و جاهد الناكثين عن سبيلك، والقاسطين والمارقين عن أمرك، صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم، حتي بلغ في ذلك الرضا، و سلم اليك القضاء، و عبدك مخلصا و نصح لك مجتهدا حتي أتاه اليقين فقبضته اليك شهيدا سعيدا، وليا رضيا زكيا، هاديا مهديا.

اللهم صل علي محمد و عليه أفضل ما صليت علي أحد من أنبيائك و أصفيائك يا رب العالمين.

يقول أبوالدرداء: «من رأي أن الغدوة إلي العلم ليست بجهاد فقد نقص في عقله و دينه» و الصادق لا يكتفي بالتعليم بل يحض علي الجهاد بالنفس و المال و يقول للمسلمين: «الجهاد واجب مع إمام عادل. و من قتل دون ماله فهو شهيد».

و يري الانحياز إلي الظالمين تمكينا لهم. و الجهاد مع العادلين تثبيتا للاسلام. سأل يوما عبدالملك بن عمرو: «لم لا تخرج إلي هذه الديار التي يخرج إليها أهل بلادك؟ - أي تجاهد مع الولاة - قال عبدالملك: أنتظر أمركم و الاقتداء بكم. قال الإمام: اي و الله لو كان خيرا ما سبقونا إليه. قال عبدالملك: إن الزيدية يقولون: ليس بيننا و بين جعفر خلاف إلا أنه لا يري الجهاد. قال الإمام: «أنا لا أري الجهاد...؟ بلي و الله. إني أراه. لكني أكره أن أدع حلمي إلي جهلهم».

و لقد كان عظيما جهاد جده الحسين في جيوش معاوية، بل جهاد الحسين ضد معاوية نفسه، إذ يخاطبه بقوله: «ثم سلطته (زيادا) علي العراقيين يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و يصلبهم علي جذوع النخل... فكتبت إليه أن اقتل كل من كان علي دين علي، فقتلهم و مثل بهم بأمرك...».

أمر كربلاء فملحمة في الإسلام.

فإذا كان الجهاد للدفاع عن الإسلام إذا ما تهدده العدو، أو حين يغزو أرض المسلمين عدو، فذلك فرض عين علي كل فرد، ولو كان تحت إمرة أمير جائر. سئل الإمام الرضا عن الرجل يرابط تجاه العدو... كيف يصنع؟ قال: يقاتل عن بيضة الإسلام لا عن هؤلاء (يقصد الحكام الظلمة).

و المرابطة في الثغور إن كانت للاستطلاع فلها مدة. و هي مستحبة. و إذا كانت لملاقاة العدو فهي واجبة. و الرجل المسلم كف ء لرجلين عند اللقاء يقول الامام الصادق: «من فر من رجلين فقد فر و من فر من ثلاثة فلم يفر».

و الجهاد لغير الدفاع... أي لمجرد الغزو، فرض كفائي، قال الصادق: «جاء رجل إلي



[ صفحه 321]



رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فقال: إني راغب في الجهاد نشيط. فقال له (صلي الله عليه و آله و سلم) «فجاهد في سبيل الله» قال الرجل: إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي و يكرهان خروجي. قال النبي: «أقم مع والديك. و الذي نفسي بيده لأنسك بهما يوما و ليلة خير من جهاد سنة».

و الامام بهذا يعلم الناس إيثار الوالدين بالرعاية. فهما النواة التي تزدوج لتصنع الأسرة. و هي بدورها نواة الأمة. و التمكين لهذه تكوين لتلك. أما إذا احتيج للرجل لكفاءة خاصة فيه فالجهاد فرض عين عليه.

و الصادق يعلم المسلمين قوانين الإسلام في الحروب فيقول: «إذا أخذت أسيرا فعجز عن المشي و لم يكن معك محمل فأرسله و لا تقتله» و يعلن أن «إطعام الأسير حق علي من أسره. و إن كان يراد من الغد قتله. فإنه ينبغي أن يطعم و يسقي و يرفق به، كافرا كان أو غيره».

و يعلم المسلمين «أن رسول الله كان إذا بعث سرية دعا أميرها فأجلسه إلي جنبه و أجلس أصحابه بين يديه ثم قال: سيروا باسم الله و علي سبيل الله... و لا تغدروا. و لا تغلوا. و لا تمثلوا. و لا تقطعوا شجرة إلا أن تضطروا إليها. و لا تقتلوا شيخا فانيا. و لا صبيا. و لا امرأة».

و ينهي الصادق عن قتل الرسل، أو قتل الرهائن، أو استعمال السم، حتي في حرب المشركين. فإذا كانت حرب فلتكن حربا نظيفة، أي إسلامية.

و لنتذكر في هذا المقام قول «علي» و هو يبعث الجند للقتال: «لا تقاتلوهم حتي يبدأوكم. فإنكم بحمدالله علي حجة. و ترككم إياهم حتي يبدأوكم حجة أخري عليهم. فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبرا و لا تجهزوا علي جريح. و لا تهيجوا النساء بأذي... إن كنا لنؤمر بالكف عنهن و هن مشركات...».

و قول الصادق «نهي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أن يلقي السم في جهاد المشركين... و عن قتل النساء و الولدان في دار الحرب. و عن الأعمي. و الشيخ الفاني... و ما بيت عدوا قط في ليل...».



[ صفحه 322]



و قول الصادق لإحسان معاملة أهل الذمة «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قبل الجزية من أهل الذمة علي ألا يأكلوا الربا و لا لحم الخنزير، و لا ينكحوا الأخوات و بنات الأخ و بنات الأخت. فمن فعل ذلك منهم فقد برئت منه ذمة الله و ذمة رسوله».

فعلي المسلمين ألا يتعرضوا لأهل الذمة بسوء. بل إن عليهم أن يدافعوا عنهم، ماداموا لا ينشرون الدعوة ضد الإسلام، و لا يتظاهرون بارتكاب المنكرات، و لا يؤون إليهم أعداء الإسلام.

و كل من له كتاب كاليهودي و النصراني، أو شبه كتاب، كالمجوس، فهو ذمي، إذا قبل شروط الذمة و التزم بها. فإذا لم يلتزم فحكمه حكم الحربي.

و مدرسة الامام.. هي البداية الرائدة، و طليعة الانطلاقة الواسعة لحركة المذاهب الاسلامية، التي ترجع اليه بجذورها البعيدة.. فقد كان من أبرز خريجيها مباشرة، بعض أئمة المذاهب الاسلامية و كبارهم.. كأبي حنيفة، و مالك ابن أنس، و السفيانان، و شعبة بن الحجاج، و يحيي بن سعيد، و أيوب السختياني، و ابن جريح.. و غيرهم من أئمة الحديث و الفقه، أما الشافعي و أحمد بن حنبل فقد تخرجا علي بعض تلامذة الامام و خريجي مدرسته.. يقول ابن أبي الحديد في حديثه عن المدارس الفقهية و جذورها، و أن مرجعها الأول هو الامام علي (ع):

«.. و من العلوم علم الفقه، و هو (الامام علي) عليه السلام أصله و أساسه، و كل فقيه في الاسلام عيال عليه، و مستفيد من فقهه.. أما أصحاب أبي حنيفة، كأبي يوسف و محمد و غيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة، و أما الشافعي فقرأ علي محمد ابن الحسن، فيرجع فقهه أيضا الي أبي حنيفة، و أما أحمد ابن حنبل فقرأ علي الشافعي، فيرجع فقهه الي أبي حنيفة،



[ صفحه 308]



و أبوحنيفة قرأ علي جعفر بن محمد عليه السلام، وقرأ جعفر علي أبيه عليه السلام، و ينتهي الأمر الي علي عليه السلام، و أما مالك بن أنس فقرأ علي ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة علي عكرمة، وقرأ عكرمة علي عبدالله بن العباس، وقرأ عبدالله بن عباس علي علي بن أبي طالب و ان شئت فرددت اليه فقه الشافعي بقراءته علي مالك كان لك ذلك.. فهؤلاء الفقهاء الأربعة..» [1] .

ولكن الغريب من الشارح المعتزلي أنه لم يذكر تلمذ مالك ابن أنس علي الامام الصادق و تخرجه عليه، مع أن مالك نفسه يعترف باختلافه اليه للأخذ عنه.. يقول مالك:

«جعفر بن محمد.. اختلفت اليه زمانا فما كنت أراه الا علي أحدي ثلاث خصال: اما مصل و اما صائم و اما يقرأ القرآن..» [2] .

و كل من ترجم لمالك أو للامام من المحدثين و الرجاليين، يذكر تلمذه علي الامام الصادق و تخرجه عليه و روايته عنه، يقول ابن حجر:

«و روي عنه الأئمة الأكابر - كيحيي بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفيانين و أبي حنيفة و شعبة و أيوب السختياني» [3] .



[ صفحه 309]



و في مطالب السؤل: نقل عنه الحديث، و استفاد منه العلم جماعة من أعيان الأمة و أعلامهم، مثل يحيي بن سعيد الأنصاري و ابن جريح و مالك بن أنس..» [4] .

و في النجوم الزاهرة: حدث عنه أبوحنيفة و ابن جريح و شعبة و السفيانان و مالك و غيرهم..» [5] .

و يقول ابن وهيب البغدادي: و روي عنه الأئمة الكبار كيحي و مالك و ابن حنيفة و غيرهم..» [6] .

و هكذا غيرهم من المؤرخين و المحدثين و الرجاليين ممن ترجم لهما، فانه يذكر تلمذ مالك علي الامام و تخرجه عليه فتكون مدرسة الامام الصادق أحد المناهل الرائدة التي استقي منها مالك، و ارتوي من معينها.. و الواسطة المهمة التي يرتفع بها مالك في فقهه الي الامام علي (ع)..

ثم لا نعني برجوع المذاهب الاسلامية في جذورها القريبة و البعيدة لمدرسة الامام الصادق.. أن تلك المذاهب تستقي في عطائها من ورده، و تتنسب اليه في محتواها.. و ما تلتزم به من آراء و نظريات.. بل ما نعنيه بالذات: أن نضوج أئمتها علميا، و انفتاحهم فكريا، كان نتيجة جهود الامام التي بذلها



[ صفحه 310]



في سبيل رفع مستوي الأمة فكريا، و دفعها للانفتاح علي مجالات المعرفة و التمرس في منطلقاتها..

و الا فان طابع مدرسة الامام كمذهب تشريعي و عقائدي.. يختلف في كثير من تفصيلاته، عن الطابع العام و الخاص لمختلف المذاهب الاسلامية الأخري تشريعيا و عقائديا.. و دور المدرسة معهم كان دور الاعداد و التنشئة و التثقيف.. و قد ينفصل الطالب بعد تخرجه عن الاتجاه المعين للمدرسة، ليستقل في اتجاه خاص يتفرد به، تبعا لأجوائه النفسية و الاجتماعية و ربما السياسية..

فأبو حنيفة مثلا تلميذ الامام الصادق، و أحد الذين كان يعتبر من مفاخره تخرجه علي مدرسته.. كما يوحيه قوله: لولا السنتان لهلك النعمان.. ولكنه في اتجاهه الفكري ينفصل كليا عن اتجاه مدرسة الامام.. فهو يتعمد الرأي بعد الكتاب لاستنباطاته كقاعدة أساسية، بينما نجد اتجاه المدرسة يعتمد الكتاب و السنة المستقاة من منبع الرسالة كقاعدة أساسية لمعرفة الأحكام.. و لعل منشأ هذا الانفصال، هو تأثير الأجواء الفكرية التي عاشها أبوحنيفة في العراق و تأثر بها.. و من المعروف أن مدرسة العراق كانت تعتمد الرأي بنسبة كبيرة، مما أصبح الظاهرة التي تتميز بها بين المدارس الاسلامية.. اما لبعدها عن الأجواء التي يتوفر فيها التمرس بالحديث، و الاطلاع



[ صفحه 311]



علي السنة عن قرب، كما في المدينة المنورة مهد الصحابة و التابعين كما قيل.. و أما من جهة عدم الوثوق برواة الحديث و الاطمئنان بهم، كما نقل ذلك عن أبي حنيفة.. أنه لم يصح عنده الا سبعة عشر حديثا.. لتشدده في شروط الرواية و التحمل، و ضعف رواية الحديث اليقين اذا عارضه الفعل النفسي [7] .. فالعامل النفسي أيضا ربما يكون له دوره في اختيار الحكم عند أبي حنيفة و لو عارضه الخبر اليقين.. كما يقول ابن خلدون.. و يؤيده ما عن الأوزاعي أنه قال: اننا لا ننقم علي أبي حنيفة أنه رأي، كلنا يري، ولكننا ننقم عليه أنه يجيئه الحديث عن النبي (ص) فيخالفه الي غيره [8] .

و مالك مثلا.. فانه اعتمد السنة النبوية بعد الكتاب أساسا لاستنباطاته، ولكنه انفصل عن أستاذه الامام الصادق في الطريق اليها.. فطريق الامام اليها هو سلسلة العترة الطاهرة التي أمر النبي (ص) بالتمسك بها، و علق عدم ضلالة الأمة علي التمسك بها و التعلق بحبلها.. فهو يأخذ عن أبيه الامام الباقر (ع) و هو يأخذ عن أبيه عن آبائه عن رسول الله (ص)، يقول الامام فيما رواه عنه هشام بن سالم و حماد بن عثمان قالا سمعنا أبا عبدالله يقول:



[ صفحه 312]



«.. حديثي حديث أبي و حديث أبي حديث جدي و حديث جدي حديث الحسين و حديث الحسين حديث الحسن و حديث الحسن حديث أميرالمؤمنين و حديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله (ص) و حديث رسول الله (ص) قول الله عزوجل..» [9] .

أما طريق مالك.. فالآخرون من التابعين و غيرهم الذين سمعوا من الصحابة ممن يوثق به و ممن لا يوثق به.. أما لماذا لم يجعل طريقه طريق أستاذه الامام الذي يعتمد في وساطته في أخذ السنة علي آبائه الطاهرين، سادات العترة و معلمي الاسلام، فذلك أمر يعرفه مالك نفسه.. و كذا الحال بالنسبة لأبي حنيفة و غيره من أرباب المذاهب، و ربما يكون الدافع أمرا نفسيا و ربما يكون سياسيا و ربما يكون شبهة!! و ربما يكون شيئا آخر..

و قد ندد الامام علي أبي حنيفة انفصاله عن مدرسة الحديث و اعتماده مدرسة الرأي و القياس، كطريق أساسي للتشريع فمن ذلك أنه قال له:

«يا أباحنيفة.. بلغني أنك تقيس..

قال: نعم..



[ صفحه 313]



قال: لا تقس فان أول من قاس ابليس حين قال: خلقتني من نار و خلقته من طين.. فقاس ما بين النار و الطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار، عرف فضل ما بين النورين، و صفاء أحدهما علي الآخر..» [10] .

كما ندد علي حملة الحديث في انحرافهم عنه و عن أهل البيت و التزامهم بطرق غيرهم.. فقد دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة، و ابن شريح فقيه أهل مكة، و سأله عباد فقال: في كم ثوب كفن رسول الله (ص)؟..

قال الامام: في ثلاثة أثواب، ثوبين صحاريين، و ثوب حبرة، و كان في البرد قلة..

فكأنما أزور عباد بن كثير من ذلك.. فقال الامام:

ان نخلة مريم انما كانت عجوة، و نزلت من السماء، فما نبت من أصلها كان عجوة، و ما كان من لقاط فهو لون..

فلما خرجوا من عنده - قال عباد بن كثير لابن شريح و الله ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبدالله..

فقال ابن شريح: هذا الغلام يخبرك فانه منهم.. مشيرا الي ميمون القداح مولي أبي جعفر (ع) و كان حاضرا..

فسأله.. فقال ميمون: أما تعلم ما قال لك؟



[ صفحه 314]



قال: لا والله..

قال: انه ضرب لك مثل نفسه.. فأخبرك أنه ولد من ولد رسول الله (ص)، و علم رسول الله (ص) عندهم فما جاء من عندهم فهو صواب، و ما جاء من عند غيرهم فهو لقاط [11] .

كما ندد من قبله أبوه الامام الباقر (ع) علي الحكم بن عتيبة في فتوي أفتاها بقوله: فليشرق الحكم و ليغرب أما و الله لا يصيب العلم ألا من أهل بيت نزل فيه جبرئيل.. [12] .

و قد أخرج ابن سعد أنه (ص) قال: في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين، ألا و ان أئمتكم وفدكم الي الله عزوجل، فانظروا من توفدون...

و سنتحدث قريبا عن موقف الامام من مدرسة الرأي، و بقية المدارس الأخري التي يختلف معها في المنهج و الطريق.. من خلال كلماته و أحاديثه، و ما يهمنا بيانه هنا: هو أن الاختلاف في المنهج و الطريق.. الذي نشأ بين مدرسة الامام و المدارس الأخري التي ابتدعها بعض تلامذته.. لا يتنافي مع انتمائهم لمدرسته علميا و فكريا.. و تخرجهم عليه..



[ صفحه 315]

هذه كلمات بعض أعلام الشرق و الغرب تفيد نسبة هذا العلم الي الامام الصادق عليه السلام و أن جابر بن حيان أخذه عنه، و منه تعلم الأوروبيون. نذكر من ذلك:

- قال شمس الدين أحمد بن أبي بكر بن خلكان المتوفي سنة 681 ه بعد أن تحدث عن الامام الصادق عليه السلام: و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي [1] قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة، تتضمن رسائل جعفر الصادق



[ صفحه 115]



و هي خمسمائة رسالة [2] .

و قال الأديب بطرس البستاني: و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و فضله عظيم و له مقالات في صناعة الكيمياء [3] .

- و نشرت جريدة الثورة (البغدادية) تحت عنوان: العرب رواد الحضارة الأوروبية قالت: الامام جعفر الصادق أول مكتشف (حامض النتريك) والماء الملكي و قالت: ان كتب العملاق العربي، جابر بن حيان، تترجم الي اللاتينية حال الحصول عليها، و ان الكيميائي الانكليزي، بريستلي، يتعلم اللغة العربية ليطلع بنفسه علي روائع جابر بن حيان [4] .

و قالت أيضا: عالم كيميائي غربي يعتبر عصر الامام الصادق عليه السلام مساويا لعصر (بريستلي) و (لافوازييه).

- و قال السيد محسن الأمين في ترجمته لجابر: من أصحاب الامام جعفر الصادق عليه السلام و أحد أبوابه، و من كبار الشيعة، و ما يأتي عند تعدد مؤلفاته يدل علي أنه كان عجائب الكون و نوادر الدهر، و ان عالما يؤلف ما يزيد علي 3900 كتاب في علوم جلها عقلية و فلسفية لهو حقا من عجائب الدنيا... و مع ذلك يشتغل بصناعة الكيمياء، حتي صار أشهر من أن ينسب اليه هذا العلم و ذلك يحتاج الي زمن طويل، و جهد عظيم، و يكفي في تفرد الرجل أن كتبه بقي كثير منها محفوظا في مكاتب الغرب و الشرق و طبع جملة منها و ترجم جملة منها» [5] .

- و قال هبة الدين الشهرستاني: أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الكوفي، من أشهر مشاهير تلاميذ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام و قد سماه الافرنج: أستاذ الحكمة، و لذكره تجليل و تبجيل لديهم، و اعترفوا له بأنه المكتشف لتسعة عشر عنصرا من عناصر المواد التي بلغت اليوم فوق المائة. و له مؤلفات كثيرة في



[ صفحه 116]



الهيئة و النجوم طبعت في المانيا قبل مئات السنين [6] .

و قال: لقد نسبوا الي جابر كشف الراديوم أيضا. حيث قال في بعض رسائلة: ان الذي يحب أن يري الشمس في منتصف ليل حالك، فليضع كذا و كذا، و الراديوم المذكور كشفته مدام كوري البولونية في عصرنا و أنه يشع بنور أبيض أبدي، و يدفي ء حجرتها الي عشرين درجة من الحرارة دون أن يقل وزنه أو حجمه أو حرارته.

و ذكر ابن النديم المصادر التي ترجمت لجابر و ذكرت اشتغاله بالكيمياء قال: 300 كتاب تقريبا في الكيمياء و ذكر أنه ألف 300 كتاب في الفلسفة و 1300 كتاب في الحيل، و 1300 كتاب في صنائع مجموعة و آلات الحرب و 500 كتاب في الطب [7] .



[ صفحه 117]

از امام صادق - عليه السلام - درباره ي فرمايش خداي عزوجل: «و او را به راه خير و شر هدايت كرديم» سئوال شد؟



[ صفحه 58]



حضرت فرمود: مراد راه خير و راه شر است. [1] .

از پسران ديگر علي بن جعفر است كه از رواة موثق و از پدر و برادرش روايت مي كند و به امامت برادرش نيز اعتراف داشت [1] .

جمعه

تهادوا تحابوا.

به همديگر هديه دهيد، تا دوستدار يكديگر شويد.

الفقيه، ج 3، ص 299



[ صفحه 16]

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسي، عن النضر بن سويد، عن أبي داود، عن اسماعيل بن فروة، عن محمد بن عيسي عن سعد ابن الأصقع قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا فدخل عليه الحسين بن السري الكرخي قال: سله فقال أبو عبدالله عليه السلام له و جاراه في شي ء فقال: ليس هو كذلك ثلاث مرات، ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: أتري من جعله الله حجة علي خلقه يخفي عليه شي ء من أمورهم [1] .

حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هيچ انساني خودبين و متجاوز نمي شود و به تكبر و جباريت آلوده نمي گردد، مگر به سبب ذلت و حقارت كه در ضمير خود احساس مي كند.

بشير نبال روايت مي كند كه روزي نزد حضرت ابي عبدالله عليه السلام بودم كه شخصي اجازه ورود خواست. بعد از كسب اجازه به مجلس آن حضرت وارد شد و جامه هاي بسيار سفيد پوشيده بود. آن حضرت فرمود: جامه تو عجب پاكيزه است. گفت: يابن رسول الله جامه هاي سرزمين ما اين چنين است. بعد از آن غلامي را صدا زد و غلام آمد و انباني پيش حضرت گذاشت. آن شخص چندين جامه از همان جنس جامه خود بيرون آورد و به رسم هديه پيش آن حضرت گذاشت و ساعتي نشست و سپس برخاست و راهي مدينه شد.

حضرت فرمود: چون هنگام گرفتن انتقام مظلومان از ظالمان برسد، اين شخص است كه از جانب خراسان با سپاه بيرون آيد و جهان را جلوي چشم ظالمان تباه كار از كثرت سپاه، سياه گرداند.

پس آن حضرت به غلامي فرمود: خود را به اين شخص



[ صفحه 127]



برسان و نام او را بپرس. چون غلام بازگشت، خبر داد كه آن شخص عبدالرحمن نام دارد. حضرت فرمود: والله كه اوست، سوگند به رب كعبه كه او است. راوي گويد: در آن وقت كه ابومسلم مروزي خروج كرد به مجلس او رفتم. چون نظرم به او افتاد او را شناختم. همان شخص بود كه امام جعفرصادق عليه السلام فرموده بود.



[ صفحه 128]

عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة [1] قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله عن رجل له خشب فباعه ممّن يتّخذ منه برابط؟ فقال: لا بأسَ.

وعن رجل له خشب فباعه ممّن يتّخذه صلبان؟ قال: لا. [2] .

أيضاً: عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عُمَيْر عن عمر بن أُذَيْنَة قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله عن الرّجل يؤاجر سفينته ودابّته ممّن يحمل فيها أو عليها الخمر والخنازير؟ قال: لا بأسَ. [3] .

أيضاً: عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله عن رجل له كرم أيبيع العنب والتّمر ممّن يعلم أنّه يجعله خمراً أو سكراً؟ فقال:

إنَّما باعَهُ حَلالاً في الإبَّانِ الَّذي يَحِلُّ شُربُهُ أو أكلُهُ، فَلا بأسَ بِبَيعِهِ. [4] .



[ صفحه 55]

علامه سلماسي كه از شاگردان و نزديكان سيد بحرالعلوم است، مي گويد: در خدمت سيد بحرالعلوم به مكه ي معظمه مشرف شديم. مرحوم سيد در مكه حوزه ي تدريس تشكيل داد. جود و كرم خاصي از او ديدم؛ آنچه داشت به افراد بخشش مي كرد. يك شب به ايشان عرض كردم: اين جا عراق و نجف اشرف نيست كه اين گونه بخشش مي كنيد، اين جا اكثرا سني هستند و اگر در اين ولايت غربت پولمان تمام شود، از چه كسي بگيريم؟ سيد سكوت كرد. وي هر روز كارش اين بود كه صبح زود به حرم خدا (مسجد الحرام) مشرف مي شد؛ طواف و نماز طواف را انجام مي داد و سپس نماز صبح و تعقيب آن را مي خواند، و اول طلوع آفتاب به منزل بازمي گشت، صبحانه ميل مي كرد، سپس مردم گروه گروه مي آمدند



[ صفحه 105]



و از محضرش بهره مند مي شدند.

فرداي آن شب كه به او گفتم پول تمام شده و از كجا پول بياوريم، وقتي صبح از حرم بازگشت؛ چند لحظه بعد شنيدم در را مي كوبند؛ در صورتي كه آن وقت هنگام آمدن افراد معولي نبود. مي خواستم بروم در را باز كنم، ديدم سيد بحرالعلوم با شتاب حركت كرد و به من فرمود: نيا. من تعجب كردم.

سيد رفت و در را باز كرد؛ ناگاه ديدم شخص بزرگواري سوار بر مركب است. سيد بيرون ديد و سلام كرد و عرض ادب نمود و ركاب را گرفت و آن بزرگوار پياده شد. سيد بحرالعلوم عرض كرد: اي آقاي من! بفرما. آن بزرگوار وارد منزل شد و در اتاق سيد بحرالعلوم به جاي سيد نشست. پس از ساعتي صحبت، آن بزرگوار حركت كرد و بر مركب سوار شد و رفت.

سيد برگشت و بسيار شاد بود. به من حواله اي داد كه بروم بازار صفا و مروه، و طبق آن حواله پول بگيرم. به بازار رفتم، به همان مغازه اي كه سيد فرموده بود، رسيدم و ديدم صاحب مغازه منتظر من است. حواله را به او دادم، بوسيد و گفت: برو حمال بياور. رفتم، چند حمال اجير كردم، آمدند و چند جوال از پول هاي رايج را به منزل سيد آورديم. بعد كه مطلب را با سيد به طور خصوصي در ميان گذاشتم، فرمود: تا زنده ام به كسي نگو، حواله از حضرت صاحب الأمر امام مهدي (عج) بود؛ همان كسي كه ديروز صبح با مركب به منزل ما تشريف آوردند [1] .



[ صفحه 106]

قال المفضل: فلما كان اليوم الثاني بكرت الي مولاي فاستؤذن لي فدخلت، فأمرني بالجلوس فجلست فقال: -.

الحمدلله مدبر الأدوار، و معيد الأكوار، طبقا عن طبق، و عالما بعد عالم، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، و يجزي الذين أحسنوا بالحسني، عدلا منه، تقدست أسماؤه، و جلت آلاؤه، لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، يشهد بذلك قوله جل قدمه «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - و من يعمل مثقال ذرة شرا يره»

في نظائر لها في كتابه الذي فيه تبيان كل شي ء و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه (تنزيل من حكيم حميد) و لذلك قال سيدنا محمد صلوات الله عليه و علي آله: «انما هي أعمالكم ترد اليكم».

ثم أطرق الامام هنيئة و قال: يا مفضل الخلق حياري



[ صفحه 66]



عمهون سكاري في طغيانهم يترددون، و بشياطينهم و طواغيتهم يقتدون، بصراء عمي لا يبصرون، نطقاء بكم لا يعقلون، سمعاء صم لا يسمعون، رضوا بالدون، و حسبوا، انهم مهتدون، حادوا عن مدرجة الاكياس و رتعوا في مرعي الارجاس الانجاس، كأنهم من مفاجآت الموت آمنون، و عن المجازات مزحزحون، يا ويلهم ما أشقاهم، و أطول عناءهم وشد بلاءهم «يوم لا يغني مولي عن مولي شيئا و لا هم ينصرون - الا من رحم الله»!

قال المفضل: فبكيت لما سمعت منه!... فقال: لا تبك تخلصت اذ قبلت، و نجوت اذ عرفت.

محمد بن زياد ازدي مي گويد: از مالك بن انس، فقيه مدينه، شنيدم كه مي گفت: هر وقت خدمت جعفر بن محمد عليهماالسلام مي رسيديم... هيچ گاه فارغ از يكي از سه كار نبود: يا روزه دار بود يا به نماز ايستاده بود و يا مشغول ذكر خدا بود. آن حضرت از عباد بزرگ و زهاد بزرگوار بود؛ آنان كه از خداي عزوجل مي ترسند. امام بسيار حديث مي گفت و خوش مجلس بود و محضري پر فيض داشت. هر گاه كه مي گفت رسول خدا فرموده، رنگش گاهي سبز و گاهي زرد مي شد، به طوري كه آن ها كه حضرت را مي شناختند، به علت تغيير رنگ صورت، آن بزرگوار را نمي شناختند. من سالي در خدمتش به حج رفتم. چون وقت احرام بر مركب به زمين افتاد، عرض كردم: پسر پيامبر، لبيك بگو و ناچار بايد بگويي. فرمود: اي پسر



[ صفحه 83]



ابي عامر! چگونه جرأت لبيك گفتن داشته باشم، در صورتي كه مي ترسم خداي عزوجل در جواب من بگويد: لا لبيك و لا سعديك؟ [1] .

تقدمت ترجمته و طرف من سيرته و كان محبا لأهل البيت، و هو الذي رد عليهم فدكا و منع سب علي عليه السلام بعد أن اتخذته الدولة الاموية شعارا لها و قد تقدم بيان ذلك.

و كان الامام الباقر عليه السلام يوصي عمر بن عبدالعزيز بالعدل فمن وصيته له: «أوصيك ان تتخذ صغير المسلمين ولدا، و أوسطهم أخا، و أكبرهم أبا، فارحم ولدك و صل أخاك، و بر والدك، فاذا صنعت معروفا فربه» بمعني أدمه و لا تقطعه.

ولي امرة المدينة في سنة 87 ه و بقي واليا إلي سنة 93 ه و فيها عزله الوليد عن المدينة لأن عمر بن عبدالعزيز كتب إلي الوليد بعسف الحجاج و ظلمه، و استبداه و جوره في حكمه، و اعتدائه علي الناس بغير حق و لا جناية.

فبلغ الحجاج ذلك و كتب إلي الوليد: إن من قبلي من مراق العراق و أهل الشقاق لجأوا إلي المدينة و مكة و ان ذلك و هن.

فاستشاره الوليد عمن يوليه المدينة فاشار الحجاج عليه بعثمان بن حيان و خالد بن عبدالله القسري، فولي خالدا مكة و عثمان المدينة، و عزل عمر ابن عبدالعزيز.

و في سنة 88 ه شرع عمر بن عبدالعزيز ببناء مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و توسعته بأمر الوليد.

تقدمت الإشارة في الجزء الأول لمعركة أهل الحديث و أهل الرأي و ما أحدثه ذلك النزاع في صفوف الأمة من تصدع و خلافات أدت إلي الهجاء و القول بما لا تحمد عقباه، و كان من نتائجه أن تظهر شخصية مالك في الحجاز و شخصية أبي حنيفة في العراق. كما أنه لم تخف أغراض السياسة من وراء انتصارها لأهل الرأي و سخطها علي أهل الحديث.

و قد افترق المسلمون إلي فرقتين: أهل الحديث و أهل الرأي، و زعيم الفرقة الأولي مالك، و الثانية أبوحنيفة، حتي أدت النتائج إلي الخروج عن حدود العلم، و تخطت إلي الهجاء و القذف و السباب، ولكن تلك المعركة لم تطل أيامها، فقد رأينا بعد قليل تلتقي أطراف ذلك الإفتراق، و يجتمع أهل الحديث و أهل الرأي، و كأن القضية كانت لتحقيق أمر و قد حصل ذلك.

و كان مالك بن أنس عرضة لسخط الدولة، حتي منعوه من الحديث، و ضربوه بالسياط لأجل فتوي أفتاها لم توافق غرض الدولة، ولكنه بعد قليل من الزمن أصبح مقدما في الدولة ملحوظا بالعناية، محفوفا بالكرامة، و كانت بابه تزدحم عليها الناس كأنها باب الأمير، بل كان الأمراء يتهيبون شخصه، و تقصر خطاهم عن الوصول إليه.

و هذا التحول الغريب يحملنا علي التساؤل: هل أن الدولة كانت تبغضه لشي ء فتركه تقية أو تبدل رأيه عن ذلك؟ أم أنه ثبت علي ما يراه و تحملت الدولة له ذلك، و وجدت نفسها مضطرة إلي مجاراته؟ أم أن هناك شي ء آخر؟

و يمكننا أن نستحصل الإجابة عن هذه الأسئلة عند دراستنا لحياته و وقوفنا علي عوامل شخصيته و بواعث انتشار ذكره، إذا لنتعرف علي الإمام مالك و ندرس شخصيته دراسة تاريخية، و نستعرض حوادث عصره و سياسته لنكون علي بينة من الأمر و معرفة من الواقع.



[ صفحه 488]

و هم أتباع نافع بن الأزرق، و كان من أكبر فقهائهم. و قد كفر جميع المسلمين. و قال: انه لا يحل لأحد من أصحابه أن يجيبوا أحدا من غيرهم اذا دعاهم الي الصلاة، و لا أن يأكلوا من ذبائحهم، و لا أن يتزوجوا منهم، و لا يتوارث الخارجي و غيره، و هم مثل كفار العرب و عبدة الأوثان، لا يقبل منهم الا السلام أو السيف. و دارهم دار حرب، و يحل قتل أطفالهم و نسائهم، و لا تحل التقية، و استحل الغدر بمن خالفه.



[ صفحه 116]



و أسقطوا الرجم عن الزاني اذ ليس له في القرآن ذكر، كما أسقطوا حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد علي قاذف المحصنات من النساء. و قالوا: يجوز أن يبعث الله نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته، أو كان كافرا قبل البعثة.

و كان أصحاب نافع من أقوي فرق الخوارج و أكثرهم عددا، خرجوا من البصرة معه، فتغلبوا علي الأهواز و ما وراءها من بلدان فارس و كرمان، و قتلوا عمال تلك النواحي و اشتدت شوكتهم و وقعت حروب بينهم و بين الدولة الأموية بما لا يسع المجال لذكرها.

قال عليه السلام بعد أن تحدث عن السماء و لونها، و ما فيه من صواب التدبير و عظم الحكمة: فكر يا مفضل في طلوع الشمس و غروبها، لاقامة دولتي الليل و النهار، فلولا طلوعها لبطل امر العالم كله، فلم يكن الناس يسعون في معاشهم و يتصرفون في امورهم و الدنيا مظلمة عليهم، و لم يكن يتهنأون مع فقدهم لذة النور و روحه، و الارب في طلوعها ظاهر، مستغن بظهوره عن الاطناب في ذكره و الزيادة في شرحه، بل تأمل المنفعة في غروبها، فلولا غروبها لم يكن للناس هدوء و لا قرار، مع عظم حاجتهم الي الهدوء و الراحة، لسكون ابدانهم و وجوم حواسهم، و انبعاث القوة الهاضمة لهضم الطعام و تنفيذ الغذاء الي الاعضاء، ثم كان الحرص يستحملهم من مداومة العمل و مطاولته، علي ما يعظم نكايته في ابدانهم، فان كثيرا من الناس لولا جثوم هذا الليل لظلمته عليهم لم يكن لهم هدوء و لا قرار، حرصا علي الكسب و الجمع و الادخار، ثم كانت الأرض تستحمي بدوام الشمس، و تحمي كل ما عليها من حيوان و نبات، فقدرها الله بحكمته و تدبيره، تطلع وقتا و تغرب وقتا.

ثم تعرض لبعض العقاقير و خواصها و منافعها الي آخر الفصل.

لمسلم بن الحجاج المتوفي سنة 261 ه، و هو أحد الصحيحين المعمول بكل ما فيها، و الموثوق عند الجميع، و قد قالوا فيه: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم [1] .

أخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم خطبة النبي صلي الله عليه و اله و سلم يوم الغدير و قوله فيها:

«و أنا تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدي و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به، فحث علي كتاب الله و رغب فيه ثم قال: و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي [2] .

يقول المؤلف في بداية الحديث تحت هذا العنوان -:

نسير في التاريخ السياسي للشيعة بروح الاديب لا بروح المؤرخ. نسجل اثره الادبي، و فواعله النفسية، فذلك بموضوعنا أليق:

منذ وفاة الرسول صلي الله عليه و اله و سلم - و شيعة علي تتطلب الخلافة له و لنسله - لامور تجلت قبل، لذلك ظلت حياتهم بين وثبة و استعداد للوثبة، و غدا تاريخهم صفحة دامية، تذيب القلب و تستنزف الدمع.

ثم يستمر الاستاذ في الحديث فيتعرض لخلافة علي عليه السلام و نكث طلحة و الزبير للبيعة، و يمضي للحديث عن صفين و بيان التحكيم... و كل هذا لا نريد أن نتحدث عنه، و لا تناقش الاستاذ في شي ء منه لا لأن كل ما ذكره هو وجه الصواب ففيه ما يستوجب النقاش و لفت النظر، و لكن ضيق المجال يدعو لأن نقتصر علي امور نشير اليها بايجاز لأن استيعاب ذلك امر ليس من الممكن حصوله الآن، لأننا في معرض التنبيه عن امور خاصة فلا نتعرض لأخطائه في سياسة الامام علي عليه السلام كما في ص 35 و لنترك حديثه حول الصلح كما اننا نسدل الستار بيننا و بين حديثه حول واقعة كربلا و استشهاده علي صفة قتل الحسين عليه السلام بقول زجر بن قيس اذ يصف ذلك عند يزيد كما في ص 37 ذلك الوصف الذي يمثل الحسين عليه السلام و اصحابه في معرض الهزيمة و الاندحار، و لكن الاديب المؤلف قد دله ذوقه الادبي أن يستشهد باحد قواد المعركة و هو رجل بمنتهي الاجرام، و قد مثل دور الوثنية، و عهود الجاهلية فيها.

ألا كان من المناسب - او حسن الادب - أن يستعرض واقعة كربلا بدراسة واقعية، بعيدة كل البعد عن اتباع ذوي الآراء الشاذة، ممن انغمسوا في أتون العصبية، فافترضوا بتحاملهم البغيض فروضا بعيدة عن الحق لا



[ صفحه 453]



تتفق مع مقام الحسين عليه السلام و مكانته.

نعم لو درس دراسة واقعية لاعطي البحث حقه، و لوقف علي حقيقة الأمر، و ظهر له أن من النقص أن يستشهد بقول رجل مجرم - كزجر ابن قيس الذي اشترك في قتل ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سبي عياله، و حمل رأسه، الي يزيد طاغية زمانه، و عدو الاسلام اللدود، لنترك مناقشة المؤلف هنا و نعرض عن هذا الحديث - فهو حديث شجون - كما أننا نفضل الاختصار في الرد و الايجاز في النقد، و نمضي بسرعة و نترك المؤلف حائرا يجيل و جهات النظر في المعاذير لمعاوية بن ابي سفيان في اعلانه سب علي بن ابي طالب عليه السلام علي المنابر و يحلو له ان تعج تلك المنابر بسب علي و آله.

و يقف المؤلف هنا حائرا و هو يخاطب نفسه فيقول في ص 30: لن نستطيع أن نجمع بين امرين، دين معاوية و حلمه، و دهائه يحسبه الجاهل خورا، حلما يتسع به صدره الي ان يسمع الاقذاع من الناس، و النقد لسياسته، فيقابل اساءتهم بالصفح، و اقذاعهم بالعطاء ثم هو مع ذلك يحلو له أن تعج منابره بسبب علي و آله.

بهذا كاني يفكر الاستاذ و يجيل النظر حتي اهتدي الي حل هذه المشكلة بقوله:

و لعل معاوية - كساسة اليوم - قد علم ان الدعاية من اشد اسلحة الحرب مضاء، و ابلغها نفاذا، فاستعمل هذا السلاح ليصرف الناس عن آل البيت و يحول قلوبهم عنهم، و في هذا دوام ملكه، فاستحل سياسيا ما حرمه الدين، و وضع لمن بعده شرعة السباب لهذا البيت الكريم،، فاستعملها خلفاء بني امية حتي غدت سخرية الناس و تندرهم الي ان ابطلها امام عادل... الخ

و بهذا انحلت تلك المشكلة تقف امام الاستاذ في دراسته، فمعاوية استساغ سب علي لاجل الدعاية و ذلك لا ينافي الدين كما يظن الاستاذ و هكذا يبدو المؤلف بهذا الموضوع بتفكيره الجديد في حل هذه المشكلة رغم عظيم وقعها.

و نحن كما قلنا لا نريد أن نقف هنا طويلا، و من الخير أن نشير الي انكار الصحابة؛ منهم: أم المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها فقد انكرت علي معاوية فيما ارتكبه، فانها ارسلت الي معاوية تقول له:

(انكم تلعنون الله و رسوله، اذ تلعنون علي بن ابي طالب و من يحبه و اشهد



[ صفحه 454]



أن الله و رسوله يحبانه).

و مر ابن عباس بقوم يسبون عليا عليه السلام فقال لقائده: اما سمعت هؤلاء ما يقولون؟!

قال: سبوا عليا. قال: فردني اليهم. فرده فقال:

ايكم الساب لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟!

قالوا: سبحان الله من سب رسول الله فقد كفر!!

فقال: ايكم الساب لعلي؟

قالوا: أما هذا فقد كان. قال ابن عباس: فانا أشهد بالله لسمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: من سب عليا فقد سبني، و من سبني فقد سب الله و من سب الله عزوجل اكبه الله علي منخريه في النار. [1] .

و لدينا امثلة اخري من انكار الصحابة علي معاوية فيما ارتكبه من سب علي عليه السلام، و اصبح ذلك امرا عاما في جميع اطراف الممكلة، و لكن المسلمين كانوا يقابلون ذلك بالانكار، لأن صوت رسول الله يقرع اسماعهم في اعلانه بأن عليا نفسه، و هو منه كما اخرج البخاري أن النبي

قال لعلي: (انت مني و أنا منك) [2] و اخرج ابن النجار عن ابن عمر و النضيري عن عائشة ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: (علي نفسي).

و لسنابحاجة الي ايراد كل ما صرح به صلي الله عليه و آله و سلم من بيان منزلة علي عليه السلام و انه نفسه و انه (منه بمنزلة رأسه من بدنه). [3] .

و قد شهد اصحابه صلي الله عليه و آله و سلم بشتي المناسبات بأنه كان يشرك عليا في عمله؛ و ينزله منزلة نفسه.

قال غرفة بن الحرث الكندي: شهدت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اتي بالبدن فقال صلي الله عليه و آله و سلم: ادعو لي اباحسن. فدعي له. فقال صلي الله عليه و آله و سلم: خذ باسفل الحربة؛ و أخذ صلي الله عليه و آله و سلم باعلاها، ثم طعنا بها البدن. (يوم النحر) فلما فرغ صلي الله عليه و آله و سلم ركب و اردف عليا [4] .

قال الحافظ: اشترك صلي الله عليه و آله و سلم هو و علي في نحر ثلاث و ثلاثين بدنة. فهو صلي الله عليه و آله و سلم كان ينزل عليا منزلة نفسه كما خصه الله تعالي في ذلك بقوله عز



[ صفحه 455]



و جل: قل تعالوا ندعو ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم.

و يحدثنا البيهقي: أن رجلا قام في مجلس ابن ابي عائشة فقال: يا أبا عبدالرحمن، من أفضل اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال: ابوبكر، و عمر و عثمان، و طلحة، و الزبير.

فقال الرجل: فاين علي بن ابي طالب؟!! فقال ابن ابي عائشة: تستفتيني عن اصحابه ام عن نفسه صلي الله عليه و آله و سلم؟

فقال الرجل: عن اصحابه. فقال ابن ابي عائشة: ان الله تبارك و تعالي يقول: (قل تعالوا ندعو ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم الاية) فكيف يكون اصحابه صلي الله عليه و آله و سلم مثل نفسه؟

اذا فكيف يجتمع الدين مع اعلان السب لله و رسوله! و هل يكون الانسان معذورا اذا وجد طريقا سياسيا لمخالفة الدين؟ هذا من جهة، و من جهة اخري فان ذلك السب منبعث عن البغض لعلي عليه السلام و بغض علي علامة النفاق. و ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار.

و كذلك نترك الاستاذ المؤلف يماشي الشيخ الخضري و يذهب مذهبه في توجيه اللائمة علي الحسين عليه السلام في خروجه علي يزيد بن معاوية، [5] لأننا نفضل ترك الخوض في هذا الموضوع لانه يخرجنا عن الصدد في استعراض اخطاء الشيخ الخضري، و تهجمه علي مقام الحسين عليه السلام مما يدل علي نزعته، و انحرافه عن طريق الصواب.

و المؤلف فيما يظهر يؤيد ما ذهب اليه عن قناعة غير ناشئة عن تفهم الموضوع تفهما واقعيا، لكنه استعذب القول فنقله بدون تريث كما هو شأنه في كثير من آرائه التي لا يعترف بها العقل و لا يقرها المنطق.

و علي اي حال فليس من قصدنا أن نستوعب جميع ما في الكتاب من اشياء تستوجب النقد و الرد.

و لنتحول الآن الي أهم ما قصدناه في هذا العرض واردنا ايضاحه و هو قضية ابن سبأ فلنجعلها بعنوان مستقل و نبحثها علي ضوء الواقع لنقف علي الحقيقة التي هي اسمي هدف للمنصفين.



[ صفحه 456]

لقد خطب في اليوم التالي لمبايعته، فقال: «أما بعد.. ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار، و فجروا الأنهار، و ركبوا الخيول الفارهة، و اتخذوا الوصائف الرقيقة، و صار ذلك عليهم عارا و شنارا، اذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه، و أصرتهم الي



[ صفحه 396]



حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك و يستنكرون و يقولون: حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا» [1] .

فلما كان الغد غدا الناس لقبض حقوقهم، فأمر كاتبه عبيدالله بن أبي رافع أن يبدأ بالمهاجرين، و أعطي كل من حضر منهم ثلاثة دنانير، ثم ثني بالأنصار، ثم سائر الناس كلهم، سوي بينهم الأحمر فيهم و الأسود، فقال له سهل بن حنيف: هذا غلامي أعتقته بالأمس! قال: «نعطيه كما نعطيك ثلاثة دنانير».

و قد تخلف عن هذه القسمة طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقاص، و عبدالله بن عمر، و سعيد بن العاص، و مروان بن الحكم [2] .

و قال علي: «ألا ان كل قطيعة أقطعها عثمان، و كل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فان الحق قديم لا يبطله شي ء، ولو وجدته قد تزوج به النساء و فرقه في البلدان لرددته الي حاله، فان في العدل سعة، و من ضاق عنه الحق فالجور عنه أضيق» [3] .

و لما جاء ته امرأتان فسوي بينهما، قالت احداهما: اني امرأة من العرب، و هذه أعجمية! فقال: «اني لا أري لبني اسماعيل في هذا الغني فضلا علي بني اسحاق» [4] .

و غضب البعض مما يصنع أميرالمؤمنين، و كتب عمرو بن العاص الي معاوية يقول: «ما كنت صانعا فاصنع...» [5] .

و دعا البعض في السر الي رفض علي لمساواته بينهم و بين الأعاجم [6] و لما بلغه ذلك صعد المنبر متقلدا سيفه و قال: «.. ليس لأحد عندنا فضل الا بطاعة الله و طاعة الرسول...



[ صفحه 397]



قال الله تعالي: (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم)» [7] ، ثم صاح بأعلي صوته: «أطيعوا الله و أطيعوا الرسول، فان توليتم فان الله لا يحب الكافرين» [8] .

في هذه الأيام الأولي وضح منهاجه الدستوري: المساواة في الحقوق، و العدل بين الناس. و منهاجه الاقصادي: المساواة في العطاء بين فئات الشعب. و منهاجه الاجتماعي: ليس في الاسلام شريف و مشروف، و لا أحمر و أسود، و لا عربي و أعجمي، و انما أكرم الناس أتقاهم.

و كان عدله مع الذين حاربوه أو كفروه أو قتلوه دروسا في الفقه:

روي الغزالي في «المستصفي»: أن قضاته استشاروه في شهادة الخوارج بالبصرة، فأمر بقبولها كما كانت تقبل قبل خروجهم عليه، لأنهم انما حاربوا علي تأويل، و في رد شهادتهم تعصب و اثارة خلاف [9] .

حتي قاتله عبدالرحمان بن ملجم نهي عن المثلة به [10] .

و بالمساواة التي هي خصيصة الاسلام الأولي، بعد التوحيد، أهرع أبناء البلاد المفتوحة - من غير العرب - الي اعتناق الاسلام. ثم اختار كثير منهم الانضمام تحت لواء الشيعة.

و لما سادت الدعوة لأهل البيت في خراسان أقبلت جيوشها تقيم دولة الدين علي أنقاض بني أمية و بني مروان. و كانت تولية «الرضا» من «أهل البيت» و التسوية بين «الموالي العرب»، شعار الدولة التي أقامها أبومسلم الخراساني و التي سرقها بنو العباس من بني علي، كما أوضحنا قبل [11] .



[ صفحه 398]



و لقد و هم الذين نسبوا أسباب التشيع [12] في خراسان الي ما زعموه من تشابه تتابع الخلافة النبوية و الدينية في بيت الرسول، و توارث الملك عند الفرس في الدولة الكسروية، و حكم كسري «بالحق الالهي» [13] .



[ صفحه 399]



فلقد ترك الفرس دين كسري بتمامه الي الاسلام و قواعده.

انما كانت تفرقة الولاة و الحكام بين العجم و بين العرب سببا لتصبح المساواة صيحة التجمع منهم علي أميرالمؤمنين علي و بنيه، و كان أهل البيت مضطهدين، تهوي اليهم الأفئدة، و كانوا شجعانا يستشهدون، فاجتمع علي ايجاب الانضمام اليهم: الدين و العقل و المصلحة، و هي دوافع كافية للجهاد ضد بني أمية.

أما زعم الزاعمين [14] أن اصهار الحسين الي الفرس في أم زين العابدين كان سببا لتشيعهم، فينقضه أن ابني عمر و أبي بكر أصهرا اليهم في أختين لها، و مع ذلك لم يتعصب الفرس لأبويهما.

لامراء كان طلب المساواة هو الباعث علي التشيع لعلي، من قوم سلبت حقوقهم في المساواة، و هم في قمة المجتمع العلمي و الديني، يحملون مسؤوليات الدين الجديد مع العرب [15] .

و الدول العظيمة، و الحروب الدامية، و تغيير التاريخ، لا يحدثها الغضب من أجل النسب، و انما تحدثها المبادي ء الخالدة، و البطولات الرائعة، و ابتغاء مستقبل أفضل. و تفسير التاريخ علي أساس النسب تفسير أوربي يدفع المستشرقين اليه سوابق «الزواج السياسي» بين ملوكهم، و «حروب الوراثة» بين دولهم.

لم يكن الامام الصادق عليه السلام ملك نفسه، بل هو ملك لأمته و رسالته، و ممارسته العامة في الحياة نابعة من روح الاسلام، و موقفه في مجابهة الانحراف لم يكن شكليا، و انما يغوص فيه الي أعماق النفس الانسانية، و اتجاهه في تغيير الواقع المعاصر و تحريره من الأوهام و الأساطير ضرورة رسالية.

و كانت نظرة الامام عليه السلام الي التناقضات السلوكية في عصره تتطلب منه المعالجة بتوءدة و أناة، بعيدا عن الضجيج و الاثارة، فكان ان ادرع لذلك بالحكمة، و العودة بالمسلم الي الاسلام شكلا و مضمونا، و كانت تلك مهمة ضخمة تجاه التزمت الموروث، و قضية حساسة في تعقيدها و تشعبها، الا أن الامام صمد لها صمدا فيه كثير من التروي و الموضوعية، فهو عليه السلام ازاء سيل جارف من التحديات الاجتماعية و السياسية و السلوكية.

لقد سأم الشعب المسلم حياة التعسف الجماعي، و حملات الابادة المنظمة، و مصادرة الآراء، و احتجان الأموال، فمال رعيل كبير منه الي التظاهر بالأعراض عن الدنيا و سبلها، و الفرار من الواقع الي الزهد و العزلة، و انكمش الناس عن ممارسة الانتاج و مواكبة الحياة، مما أوجد ثغرة معمقة في كيان الأمة قد تدفع به الي الضياع و الانحلال.



[ صفحه 434]



و كان سواد الناس في دوامة من التوجه المتأرجح، فقد تنطلي المظاهر البراقة عليه، و قد تختفي الواقعية المثلي في نظرته للأحداث، فمال بطبيعة ساذجة الي المظهر المصطنع و السلوك الغائم و القاتم، فانعدمت لديه الرؤية الواضحة في معالم دينه و مراسم شريعته، لاعتبارات خارجية قد تتنافي مع هدي الاسلام، بل قد تصطدم مع جوهر الاسلام البري ء من التناقض و التداعي الرخيص الواهن.

و هنا نجد الامام الصادق عليه السلام متحفزا لتلافي الأخطار المحيطة بالكيان الاسلامي قدر المستطاع.

و الامام الصادق حيثما يتصرف بشكل من الأشكال، فانما يتصرف عقلانيا من خلال موقعه القيادي، فهو حينما يلحظ الادراك يسير القهقري، و الوعي في رقدة قاتلة، يتحرك وفق منظوره الخاص لتحرير العقول من التفكير السطحي، فيؤكد علي المبدأ الثابت في التقوي و الورع و الامتثال، و يشجب الشكليات المغلفة التي تصاحب المظاهر المتزمتة، لأنها غير قريبة من الانابة لله تعالي، و هي غير بريئة في السلوك المضاد لمسلمات التشريع، فالورع الحقيقي ليس تحريما لما أحل الله عزوجل، و لا تضييقا لما وسع المشرع الأعظم، و انما هو التوقف عند الشبهات لا أكثر و لا أقل، و الزهد الواقعي ليس شكلا مظهريا يتمحور في لباس الذل و الهوان، و انما هو الكف عن محارم الله أولا، و عدم الانجذاب كليا بمباهج الحياة حتي الغفلة، و اذا كان الأمر كذلك، و هو كذلك، فالشوائب العالقة من هنا و هناك لا تمثل وجه التشريع المشرق، و التقوقع علي الذات لا ينسجم مع العرفان الروحي المتفائل، و الدعوة الي الكسل و الضجر و الملل ليست من الدين في شي ء، و العبث في الملبس و الهيئة بما يثير الهزء و السخرية لا يجسد نظرة الرسالة الغراء، و التصوف الذي يخرج الانسان عن الطبيعة الشائعة للانسانية قد لا يحقق الا الزيغ عن النهج السوي.

هذا كله مما جبهه الامام الصادق عليه السلام بالتحدي و النزال، ليخلص بذلك



[ صفحه 435]



صريح الدين، و يذهب الزبد جفاء.

فعنده عليه السلام: أن التنعم في الحياة دون اسراف، و أناقة الشكل في المظهر، و طيب العيش مع التقوي، و معايشة العصر في الحد الأدني من التجمل، ليس ركونا للدنيا، و لا انفصالا عن الآخرة، و انما هو من وضع الشي ء بموقعه حينما يراد عز المؤمن، و ظهوره بما يناسب الطابع العام من الاعتيادية و الكرامة في النفس و الشكل و الذوق.

الزهد الحق هو الذي يبتعد بالانسان عن الشهوة المحرمة، فلا يقترف لذة محظورة، و لا يمارس حال شاذة، أما الطيبات التي أحلها الله تعالي، فلا محرم لها علي الاطلاق.

منيت الأمة في العصرين الأموي و اوائل الحكم العباسي، بعملية تنازلية، و أصبح الاسلام اسلاما مشوها ممسوخا.



[ صفحه 241]



و قد أدرك الامام عليه السلام الاسلام المريض و هو يتنفس أنفاسه الأخيرة، اذ أصبح كتلة هامدة.

فما هي الأطروحة التي يقدمها الامام في سبيل اعادة الأمة الي سيرها الطبيعي، و هو في عملية مصيرية، تشل الأمة، أو تحييها؟

فهل يقوم بالسيف، و حرب الأعصاب، خصوصا بعد أن قامت الدولة العباسية بالدعوة الي الصادق من آل البيت، فيستثمر تلك الطاقة الحرارية، و التيار العاطفي؟ أم يهئ جيشا عقائديا، لأن البناء علي ركائز فاسدة سرعان ما ينهار؟

فأختار الامام عليه السلام الثورة الهادئة و هي ثورة القلم، لأن الوعي و النضوج الفكري، هو العامل الوحيد لنشل الأمة من الانحراف.

ولكن ما أن أقر علي عمله مدة قصيرة، الا واستفحلت الدولة العباسية، و استمدت قوتها من الطابع المزيف الذي تتحلي به و تتظاهر بكونه شعارا لها، و هو اقامة الصرح لبناء دولة اسلامية منتصرة للشعوب.

و كان العكس هو الصحيح، فما أن شعرت بأن الأمة قد التفت حول الامام الصادق الا و بدأت الضربات الواحدة تلو الأخري تنهال علي الامام، و سياط التعذيب علي أصحابه.

أما المسيرة التي قادها الامام فلم تنته بعد، و لم يصل بأصحابه الي الخط التكاملي الذي رسمه لهم، فلم تترسخ المعالم الصحيحة، بل لم يتقوم الانحراف بعد، فعند ذلك اضطر عليه السلام الي اكمال مسيرته بالخفاء، فبين و أرسي معالم التقية.

و أشد ما كانت التقية في زمن الامام الصادق عليه السلام، و بالخصوص في



[ صفحه 242]



أواخر حياته عليه السلام اذ اقتضت المصلحة سلك هذا السبيل البعيد عن الأنظار الحكومية، مع الاستمرار في المسيرة دون توقف، حفاظا علي سلامة النفس و المواقف، مع عدم ضرورة تقتضي زج النفس في التهلكة، مع عدم الخوف علي الدين أو علي تشويه سمعته، أو علي نفس مؤمن.

و ليس معني ذلك نعت الشيعة بالباطنية، و انهم منضوون علي أنفسهم، و يعبدون الله سرا مع الكتم علي معالم دينهم، بل ان الذي لم يستق تعاليم الاسلام، و لم يستشف طعمه، و صم الشيعة بوصمة عار، اذ نعتهم بأنهم يعبدون الله سرا، و يكذبون في دينهم، و يتحاشون عن اظهار معالمه.

ولكن نقول ان الانسان عدو ما يجهل، فهذه الكتب الاسلامية الشيعية معروضة للجميع، لينظر في أحكام الدين من شاء، أما العبادة في المساجد و الأماكن المقدسة فأكثر من أن تحصي، و نحن ننهج منهاج القرآن الكريم في التقية، اذ قال تعالي: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولباء من دون المؤمنين، و من يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا أن تتقوا منهم تقاة) [1] ، فتنهي الآية الكريمة عن تأييد مواقف الكفار، و دعم حكمهم، و الانتماء الي خطهم، لأن الكفر و الايمان خطان عكسيان، الا أن الآية تستثني طائفة رخص لها ذلك، و هو حال التقية و اللابدية و الاضطرارية، بحيث تقتضي المصلحة العليا والأهم، السير علي هذا الخط، مع الاحتفاظ علي العلاقة القلبية مع المؤمنين، و نبذ الانتماء العاطفي النفسي مع الكافرين، كي لا يكون الانتماء حقيقيا و واقعيا.

و قصة عمار بن ياسر مشهورة، عندما عذبه المشركون، و قتلوا والديه أمام عينيه، و أكرهوه علي التفوه بكلمة الكفر، و سب محمد صلي الله عليه و آله و سلم فأجابهم،



[ صفحه 243]



ولكنه أفل راجعا باكيا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قائلا: لم أترك يا رسول الله و قد أكرهوني حتي نلت منك، و ذكرت آلهتهم بخير.

فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم كيف تجد قلبك يا عمار؟ قال: انه مطمئن بالايمان يا رسول الله.

فقال: ما عليك فان عادوا اليك فعد لما يريدون فقد أنزل الله فيك (الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان) [2] .

و لما رأي الامام الصادق عليه السلام الأصحاب في خطر من مداهمة السلطة لهم، و اعتقالهم، و في هذا شل لحركة التشيع، لعدم القدرة علي المجابهة العلنية، للضغوط القاسية المفروضة حينها، كما كان الخوف يداهم من يعتنق الاسلام بداية الرسالة، فالعلة واحدة، و الهدف واحد، فأمر عندئذ الامام الصادق عليه السلام أصحابه بملازمة التقية، و كتمان الأسرار، و عدم جواز اباحة الأفكار.

و قد تواترت الأحاديث المصرحة بجواز أو وجوب العمل بالتقية، و اليك بعضها.

فعن أبي عبدالله عليه السلام «التقية ترس المؤمن، و التقية حرز المؤمن، و لا ايمان لمن لا تقية له [3] و قوله عليه السلام: «و الله ما عبدالله بشئ أحب اليه من الخب ء، قال هشام الكندي: و ما الخب ء؟ قال: التقية» [4] .

هل التقية وليدة عصر الامام الصادق عليه السلام؟



[ صفحه 244]



بزغت التقية في الاسلام منذ اطلالة رسالة السلام، و لولا التقية الذي سار عليها أهل البيت عليهم السلام لما بقي للاسلام اسم و لا للقرآن رسم.

و بقي العمل مستمرا بها في زمن علي عليه السلام، و عمل بها الأصحاب و التابعين في زمن معاوية.

فقد استعمل معاوية شتي الوسائل في معاقبة الناس الذين يروون عن علي عليه السلام لا سيما اذا رووا فضيلة من فضائله عليه السلام فكان المحدثون يكنون عنه بأبي زينب، أو الشيخ، أو....

و قد أقر علي عليه السلام أصحابه علي العمل بالتقية بل حثهم عليها.

فقد قيل لأبي عبدالله عليه السلام: ان الناس يروون أن عليا قال علي منبر الكوفة:

أيها الناس: انكم ستدعون الي سبي فسبوني، ثم تدعون الي البرائة مني، فلا تتبرؤوا مني.

فقال: «ما أكثر ما يكذب الناس علي علي عليه السلام ثم قال عليه السلام: انما قال: انكم ستدعون الي سبي فسبوني، ثم تدعون الي البراءة مني، و اني لعلي دين محمد، و لم يقل لا تتبرؤوا مني، فقال له السائل: أرأيت ان اختار القتل علي البراءة؟ فقال: و الله ما ذلك عليه، و ما له الا ما مضي عليه عمار بن ياسر، حيث أكرهه أهل مكة، و قلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله عزوجل فيه (الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان) [5] .

فاذن التقية ما هي الا لتحصين المؤمنين من أيدي الكفرة، و هي رخصة



[ صفحه 245]



الهية، و ليست عزيمة اذا كان الضرر بسيطا، و قد تكون عزيمة و واجبة اذا كان الضرر بليغا، و الانسان بصير، بمواقع عثراته.

و قد لخص عليه السلام علة تشريع التقية قائلا لبعض بنية: «و آمرك أن تستعمل التقية في دينك - الي أن قال - و تصون بذلك من عرف من أوليائنا و اخواننا فان ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك، و تنقطع به عن عمل في الدين و صلاح اخوانك المؤمنين، و اياك ثم اياك أن تترك التقية التي أمرتك بها، فانك شاحط بدمائك و دماء اخوانك، متعرض لنفسك و لنفسهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء الدين، و قد أمرك الله باعزازهم، فانك ان خالفت وصيتي كان ضررك علي اخوانك و نفسك، أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا» [6] .

لأن ناصب العداء لآل البيت عليهم السلام و الكافر ضررهما علي أنفسهما، و هم آمنون في أوطانهم، حاقنون لدمائهم بانتمائهم الي السلطة التي تأمن مكرهم، أما المعلن بانتمائه الي آل بيت النبوة، مجريا و متبعا أحكامهم، و مطبقا تعاليمهم، فانه يضر بمصالح السلطة، فلا بد أن يلاحق من قبل جلاوزة الكفر، و يتتبع آثار أصحابه، و بذلك يقضي علي تلك الفئة الموالية و الموازرة لآل البيت عليهم السلام الي أن تطمس معالم آثارهم.

أما الامام زين العابدين عليه السلام فقد قال «وددت و الله أني افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي: النزق و قلة الكتمان» [7] .

أما الامام الصادق عليه السلام فانه أكل في يوم الصيام تقية.

فقد قال عليه السلام و هو بالحيرة في زمن أبي العباس: «اني دخلت عليه و قد



[ صفحه 246]



شك الناس في الصوم، و هو و الله من شهر رمضان، فسلمت عليه، فقال يا أباعبدالله، أصمت اليوم؟ فقلت: لا، و المائدة بين يديه، قال: فادن فكل، قال: فدنوت فأكلت، قال: و قلت: الصوم معك و الفطر معك، فقال الرجل لأبي عبدالله عليه السلام: تفطر يوما من شهر رمضان؟ فقال: أي و الله، أفطر يوما من شهر رمضان أحب الي من أن يضرب عنقي» [8] و الأحاديث متضافرة في هذا المعني.

اذ أن من فوائد الصوم حفظ سلامة جسم الانسان من الآفات، و التقية أهم منه لأنها لحفظ روح الانسان من الويلات.

و قد أعلن الامام الصادق عليه السلام مقاطعته لأصحابه الذين يفشون أسرار الامامة و الشيعة، و يعلنون في مواضع الريبة والضغوط القاسية الحرجة علي الملأ بأنهم من أصحاب الأئمة عليهم السلام، و يعرضون أنفسهم و أصحابهم للخطر الفادح.

قال شريك المفضل: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: «خلق من المسجد، يشهرونا و يشهرون أنفسهم، أولئك ليسوا منا، و لا نحن منهم، أنطلق فأداري و استر، فيهتكون ستري، هتك الله سترهم، يقولون: امام، و الله ما أنا بامام الا من أطاعني، فأما من عصاني فلست له بامام، لم يتعلقون باسمي، ألا يكفون اسمي من أفواههم! فوالله لا يجمعني الله و اياهم في دار» [9] .

و هذا السخط الذي بلغ أوجه في أسلوب الامام عليه السلام، كان في زمن المنصور الذي كان يقتل علي التهمة، بمجرد الانتماء الي الأسرة العلوية و الولاء لهم [10] .



[ صفحه 247]



فلذا لم ترد روايات في التقية عن الأئمة عليهم السلام كما وردت عن الامام الصادق عليه السلام و ذلك لشدة المعاناة و المحن التي واجهها اذ قال: «كونوا لنا دعاة صامتين» [11] .

و قال عليه السلام: يابن النعمان: اني لأحدث الرجل منكم بحديث فيتحدث به عني، فأستحل بذلك لعنه و البراءة منه، فاني أبي كان يقول: و أي شئ أقر للعين من التقية، ان التقية جنة المؤمن، و لولا التقية ما عبدالله.

يابن النعمان: ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا.

يابن النعمان: لا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات، فأذعتموه، فأخره الله، و الله ما لكم سر الا و عدوكم أعلم به منكم.

يابن النعمان: لا يكون العبد مؤمنا حتي يكون فيه ثلاث سنن سنة من الله، و سنة من رسوله، و سنة من الامام، فأما السنة من الله عزوجل، فهو أن يكون كتوما للأسرار...» [12] .

و هكذا شن الامام الصادق عليه السلام حملة الغضب علي أصحابه الذين يستعجلون جني الثمر قبل أوان نضجه، فتهدر الطاقات، و يفسد المحصول، فيخضم من الحكام خضما، و تكون الكتلة الصالحة التي رعاها أهل البيت عليهم السلام لقمة سائغة يستسيغها الولاة، علي مائدة هيئت سريعا بأيدي الموالين، بتقصير منهم بحفظ المؤمنين.



[ صفحه 248]

مذهب الامام جعفر الصادق: أن خروج الدم لا ينقض الوضوء.

نقل ذلك عنه صاحب الروض النضير [1] .

و روي عن سيدتنا عائشة و أبي هريرة و جابر و ابن أبي أوفي و سالم بن عبدالله و القاسم بن محمد و طاووس و مكحول و أبي سوار العدوي و سعيد بن جرير و محمد الباقر و ربيعة و ابن حزم و عطاء و أبي ثور و هو رواية عن ابن



[ صفحه 100]



عمر و ابن عباس و سعيد بن المسيب و زيد بن علي و اليه ذهب مالك و الشافعي [2] .

و الحجة لهم:

1 - ما روي عن جابر أن النبي صلي الله عليه و سلم: «كان في غزوة ذات الرقاع فرمي رجل بسهم فنزفه الدم فركع و سجد و مضي في صلاته» ذكره البخاري تعليقا و وصله أبوداود. و قال النووي. حديث حسن [3] .

وجه الدلالة: فيه دليل علي أن خروج الدم لا أثر له علي الوضوء و الا لما جاز له اتمام الصلاة ثم ان النبي صلي الله عليه و سلم علم به فلم ينكر عليه [4] .

2- و صح «أن سيدنا عمر رضي الله عنه صلي و جرحه ينبع دما» [5] .

و خالف ذلك جماعة فذهبوا الي أن الدم اذا خرج و سال نقض الوضوء.

روي ذلك عن: سيدنا عمر و علي و ابن مسعود و علقمة و عروة و النخعي و الزهري و الأوزاعي و حماد و قتادة و مجاهد و اليه ذهب أبوحنيفة و أحمد [6] .

جاء قوله تعالي في الرياء: (و لا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئآء الناس و يصدون عن سبيل الله و الله بما يعملون محيط (47)) (الانفال: 47).

و قوله عزوجل: (يأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذي كالذي ينفق ماله رئآء الناس و لا يؤمن بالله و اليوم الأخر) (البقرة: 264)، و قوله ايضا: (و اذا قاموا الي الصلوة قاموا كسالي يرآءون الناس و لا يذكرون الله الا قليلا) (النساء: 142).

و مذهب التوحيد يذم الرياء عملا بكتاب الله و سنة رسوله و اقوال الائمة، لان المرائي جميل مظهره عليل باطنه، يري



[ صفحه 293]



الناس عبادة و قلبه فاجر، و يظهر نفسه للناس خاشعا متواضعا فيما هو مصر علي المعاصي و الذنوب، و المراؤون اجسامهم عامرة و قلوبهم دامرة، و يجتلبون الدنيا بالدين، و يلبسون جلود الضان و قلوبهم قلوب الذئاب، و كلامهم احلي من العسل و افعالهم امر من الصبر.

و المرائي يعمل لغير الله و قد قال الامام الصادق عليه السلام: اياك و الرياء فانه من عمل لغير الله و كله الله الي من عمل له. و قال ايضا: من عمل للناس كان ثوابه علي الناس و من عمل لله كان ثوابه علي الله و ان كل رياء شرك و عمل المرائي غير مقبول، و جاء عن الامام الصادق عليه السلام: قال الله عزوجل: انا خير شريك من اشرك معي غيري في عمل عمله لم اقبله الا ما كان لي خالصا. و قوله ايضا: قال الله عزوجل من عمل لي و لغيري فهو لمن عمل له.

و في الرياء و الشرك قال الامام عليه السلام: في قوله عزوجل: فمن كان يرجو لقاء ربه...) الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكية الناس، يشتهي ان يسمع به الناس فهذا الذي اشرك بعبادة ربه.

و ائمة المذهب التوحيدي يعتبرون يسير الرياء شرك و قال الامام الصادق عليه السلام: كل رياء شرك انه من عمل للناس كان ثوابه علي الناس.

و جاء عن الصادق عليه السلام في علامات المرائي: قال لقمان لابنه للمرائي ثلاث علامات: يكسل اذا كان وحده، و ينشط اذا



[ صفحه 294]



كان الناس عنده، و يتعرض في كل امر للمحمدة [1] .

و في عظمة العبادة سرا و خفاء جاء عن لسان الصادق عليه السلام: اذا كان يوم القيامة نظر رضوان خازن الجنة الي قوم لم يمروا به فيقول: من انتم؟، و من اين دخلتم؟ يقولون: ايها عنا فانا قوم عبدنا الله سرا فادخلنا الله الجنة سرا [2] .

و عليه فان التحفظ عن عبادة الجهر الذي يمارسه الموحدون - اكثر الاحيان - نتيجة للأجر المضاعف لعبادة السر بين الخالق و عبده، و قيل اعظم العبادة اجرا اخفاها. و جاء علي لسان الامام الصادق قوله عليه السلام: ما كان من الصدقة و الصلاة و الصوم و اعمال البر كلها تطوعا فافضله ما كان سرا، و ما كان ذلك واجبا مفروضا فافضله ان يعلن به.

و قال ايضا الرياء مع المنافق في داره عبادة و مع المؤمن شرك [3] .



[ صفحه 295]

50. و قال الشيخ الأزهري محمد أبوزهرة: «ما أجمع علماء الاسلام علي اختلاف طوائفهم في أمر كما أجمعوا علي فضل الامام الصادق و علمه». [1] .

سأل رجل من الزنادقة أباجعفر الأحول [1] فقال: أخبرني عن قول الله تعالي: «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة [2] «و قال تعالي في آخر السورة «و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل» [3] فبين القولين فرق؟ فقال أبوجعفر الأحول: فلم يكن عندي جواب فقدمت المدينة فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن الآيتين، فقال: أما قوله «فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة» فانما عني في النفقة، و قوله «و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم» فانما عني في المودة، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة، فرجع أبوجعفر الي الرجل فأخبره، فقال: هذا حملته من الحجاز. [4] .

أقول: حاول هذا الزنديق أن يناقض بين الآيتين لأن الثانية جعلت العدل غير مستطاع، ولكن هذا التناقض انما يصح اذا كان متعلق الآيتين واحدا، و أما اذا كان متعلق الاولي النفقة و الثانية المودة فلا تناقض بين العدلين.

و هو الامام بعد أبيه الصادق عليه السلام علي رأي الامامية و عسي أن نتوفق يوما لتأليف كتاب في حياته، و منه تعالي نستمد المعونة و التوفيق.



[ صفحه 125]

و قد حث عليه السلام في جملة من تعاليمه علي طلب المال من حله ، و يدعو أصحابه الي التكسب في الأسواق ، و يجعل ذلك عزا للانسان .

يقول المعلي بن خنيس:رآني أبوعبدالله عليه السلام و قد تأخرت عن السوق ، فقال لي:اغدو الي عزك .

و قال لآخر - وقد ترك غدوه الي السوق -:ما لي أراك و قد تركت غدوك الي عزك ؟ ! !



[ صفحه 147]



فهو عليه السلام يدعو لكسب المال من حله لينال المرء عزة في نفسه و لا يكون كلا علي الناس فيهان .

و لقد أخبر عن رجل قال:لأقعدن و لاصلين ، و لأصومن و لأعبدن الله ، فأما رزقي فيأتيني . قال عليه السلام:هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم .

و قال له رجل:انا لنطلب الدنيا و نحب أن نؤتاها . قال عليه السلام:ماذا تحب أن تصنع بها؟

فقال الرجل:اوسع بها علي نفسي و عيالي ، و أصل بها قرابتي ، و أتصدق و أحج و أعتمر .

فقال أبوعبدالله عليه السلام:ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة .

و كان هو بنفسه يطلب الرزق الحلال.

قال أبوعمر الشيباني:رأيت أباعبدالله الصادق و بيده مسحاة يعمل في حائط له و العرق يتصبب ، فقلت:جعلت فداك ، أعطني أكفك .

فقال لي:اني احب أن يتأذي الرجل بحر شمس في طلب المعيشة.

و قال المفضل بن قرة:دخلنا علي أبي عبدالله في حائط له ( أي بستان ) و بيده مسحاة يفتح بها الماء و عليه قميص ، و كان يقول:اني لأعمل في بعض ضياعي و ان لي من يكفيني ليعلم الله أني أطلب الرزق الحلال .

و خرج عليه السلام في يوم صائف شديد الحر فاستقبله عبد الأعلي - مولي آل سام - في بعض طرق المدينة ، فقال له:يا ابن رسول الله ، حالك عند الله عزوجل ، و قرابتك من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، و أنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم ! !

فقال عليه السلام:يا عبدالأعلي ، خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك .



[ صفحه 148]

هو عصر الصحابة و التابعين، و قد ظهر مع ظهور المجتمع الاسلامي في المدينة المنورة و استمر الي أيام الامام الصادق عليه السلام، و بلغ الازدهار الفكري أوجه و غايته في عهد الامامين الباقر و الصادق عليهماالسلام.



[ صفحه 254]

من أدعية الامام الصادق عليه السلام، في شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء:

«اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء، وشماتة الاعداء، وسوء القضاء، ودرك الشقاء، ومن الضرر في المعيشة، وأن لا تبتليني بما لا طاقة لي به، أو تسلط علي طاغيا، أو تهتك لي سترا، أو تبدي لي عورة، أو تحاسبني يوم القيامة مناقشا، أحوج ما أكون إلي عفوك، وتجاوزك عني فيما سلف.



[ صفحه 135]



اللهم إني أسألك باسمك الكريم، وكلماتك التامة أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعلني من عتقائك وطلقائك من النار..» [1] .

لقد طلب الامام عليه السلام، في هذا الدعاء من الله تعالي أمورا، هي أسمي وأجل ما في هذه الحياة، فقد طلب خير الدنيا وخير الآخرة، وبذلك فقد علمنا كيف نسأل ونطلب من الخالق العظيم.

و نقصد فيه اعتماد الصادق في الارث و جعل الأولاد و الآباء أولي بالارث من الاخوة. و للصادق مبدأ متبع بهذا الخصوص ليس المجال هنا للتوسيع بهذا المبدأ الفقهي المعروف عند الصادق.

إبراهيم الشعيري، وقيل صاحب الشعير.

محدث إمامي مجهول الحال، وقيل كان من الثقات. روي عنه محمد بن أبي عمير.

المراجع:

جامع الرواة 1: 22. أعيان الشيعة 2: 144. معجم رجال الحديث 1: 360. منتهي المقال 21. منهج المقال 22.

سعيد بن حسان المخزومي، المكي.

محدث إمامي مجهول الحال، قليل الحديث، وثقه بعض العامة، وكان قاصا، وقيل كان من قضاة مكة المكرمة، روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا. روي عنه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح.

المراجع:

رجال الطوسي 204. تنقيح المقال 2: 26. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 117. جامع الرواة 1: 359. نقد الرجال 151. مجمع الرجال 3: 114 و 115. أعيان الشيعة 7: 236. منتهي المقال 147. منهج المقال 161. الثقات 6: 357. خلاصة تذهيب الكمال 116. الجرح والتعديل 2: 1: 12. تاريخ أسماء الثقات 143. التاريخ الكبير 2: 1: 464. تهذيب التهذيب 4: 16. تقريب التهذيب 1: 293. الطبقات لابن خياط 283. لسان الميزان 7: 227. ميزان الاعتدال 2: 131. الطبقات الكبري 5: 494. العقد الثمين 4: 556.

محمد بن إسحاق الكوفي، المعروف بصاحب الشقاق.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 281. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 78. خاتمة المستدرك 840. رجال ابن داود 165. معجم رجال الحديث 15: 75. نقد الرجال 292. جامع الرواة 2: 65. مجمع الرجال 5: 147. منتهي المقال 253. منهج المقال 282.

ترديدي نيست كه كتاب خدا تبيان كل شي ء است و هر دانشي در آن جمع گرديده است، و اسرار علم طب نيز چنان كه گفته شده در دو كلمه از قرآن خلاصه شده است و آن در آيه ي 31 سوره ي اعراف است كه مي فرمايد: (كلوا و اشربوا و لا تسرفوا)؛ يعني: «بخوريد و بياشاميد و اسراف و زياده روي مكنيد.» كه [اميرالمؤمنين نيز در سخني به فرزند خود امام حسن عليه السلام فرمود: «چهار چيز را رعايت كن تا نياز به طبيب پيدا نكني: 1- تا گرسنه نشده اي غذا مخور؛ 2- تا سير نشده اي دست از غذا بردار؛ 3- غذا را در دهان كاملا آسياب كن؛ 4- قبل از خوابيدن خود را سبك نما.»]

از سويي، هيچ ترديدي نيست كه معصومين عليهم السلام كه عالم به اسرار قرآن هستند به اسرار طب نيز آگاهند. شاهد اين مدعا اين است كه آنان با بيان زيبايي خاصيت ها و طبايع و مزاج هاي سرد و گرم و منافع و ضررهاي خوردني ها و غير آنها را بيان نموده اند و بعضي از علماي گذشته بسياري از سخنان آنان را درباره ي طب به صورت كتابي به نام «طب الائمة» منتشر نموده اند. البته به گمان من امروزه تمام اين كتاب در دست ما نيست و تنها مرحوم مجلسي رحمه الله در كتاب «بحارالانوار» و شيخ حر عاملي نيز در كتاب «وسائل الشيعه» بخش هاي زيادي از آن را نقل نموده اند.

امام صادق عليه السلام در توحيد مفضل اسراري از طب را بيان كرده و طبيعت ها و مزاج ها و آثار و فوايد ادويه و معالجه ي انواع جراحت ها كه در علم تشريح مورد بررسي قرار مي گيرد را نيز بيان نموده است. و در مباحث آينده نيز مناظره ي آن حضرت با طبيب هندي خواهد آمد كه دلالت بر اطلاع كامل آن حضرت از علم طب مي كند، حتي مي توان [با جمع آوري]



[ صفحه 202]



سخنان آن حضرت راجع به طب و فوايد و خواص خوراكي ها و داروها [كه آن حضرت] براي معالجه ي انواع بيماري ها [بيان نموده] و دستورات لازمي كه براي پرهيز و خودداري از بعضي خوراكي ها و غيره بيان نموده است كتابي تهيه نمود [؛ چنان كه كتابي به نام «طب الصادق عليه السلام» نيز نوشته شده است].

سخنان آن حضرت درباره ي طب در لابه لاي كتب حديث و غيره متفرق است. شايد بعضي از دستورات آن حضرت در طب بعد از گذشت سال ها و قرن ها از تحقيقات پزشكي پذيرفته شود، مانند اين كه امام عليه السلام فرموده است معالجه ي تب [شديد] را بايد با آب سرد انجام داد و الآن طب جديد نيز به همين نتيجه رسيده است. يا مي فرمايد: «هر ميوه اي سمي همراه خود دارد و شما بايد قبل از استفاده كردن آن را بشوييد.» در سخنان آن حضرت از اين گونه مطالب فراوان ديده مي شود و ما شما را به كتاب اطعمه و اشربه ي وسائل الشيعه (ج 3، صص 276 تا 311) ارجاع مي دهيم تا سخنان فراوان آن حضرت را در آن جا بيابيد.

در احوالات عباس بن جعفر عليه السلام، در كتب رجالي و تاريخي چيز زيادي بيان نشده است جز مقدار مختصري چنان كه شيخ مفيد (رضوان الله تعالي عليه) در كتاب «ارشاد» مي فرمايد: «عباس بن جعفر عليه السلام مردي فاضل و بزرگوار مي باشد.» [1] .