بازگشت

واپسين وصيت


- محراب صادق نيا

مردي از نسل رسالت، خسته از نامردمي ها و رنجور از زهري كه به او خورانيده اند، در بستر احتضار، رو به آفتاب داشت.

گرداگرد اين بستر، چشماني نگران اين باغ با كرامت، شاهد بودند كه چه گونه ششمين شاخه سار رحمت پروردگار، سايه از خلايق



[ صفحه 98]



برمي كشيد و به آغوش گشاده ي حيدر، پيوند مي خورد.

به ناگاه حضرت، ديدگان خويش گشوده، فرمودند:

«هر كه را با من خويشي دارد، نزد من آريد!»

خويشان آمدند و همچون پروانه هايي شيدا به گرد شمع سوزانش حلقه زدند. به جماعت، نظري كرد و فرمود:

«آن كه نماز را سبك شمارد، از شفاعت ما بهره يي نخواهد برد.» [1] .

با گفتن واپسين و درخشان ترين وصيت، براي رفتن آماده شد. مردي كه خورشيد، شصت و پنج سال براي ديدنش طلوع مي كرد و بهار به پابوسش مي آمد، اينك آسوده و آرام، آماده ي رفتن است.

اينك «بقيع» ، قبله ي قبيله ي عشاق، با آغوشي فراخ، آماده ي پذيرش ميهماني ديگر است.

«خدايا! بر جعفر بن محمد صادق، چشمه ي جوشان دانش و آن كه به روشنايي حق، مردم را به سوي تو فراخواند، درود فرست!» [2] .

و ما را در زمره ي شيعيان او، قرار ده.

آمين



[ صفحه 99]




پاورقي

[1] مضمون اين حديث و واپسين وصيت حضرتش را، برخي شاعران و نويسندگان معاصر، همچون: استاد جواد محدثي، مجتبي تونه اي، سارا احمدپور، مهدي خليليان و... در آثار خود آورده، آن را در قالب شعر و نثر، ارائه كرده اند.

[2] مفاتيح الجنان؛ قسمتي از ذكر صلوات بر آن حضرت.


و من دعاء له: عند تلاوة القرآن


اللهم اني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك علي رسولك محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله، و كلامك الناطق علي لسان نبيك، جعلته هاديا منك الي خلقك و حبلا متصلا فيما بينك و بين عبادك.

اللهم اني نشرت عهدك و كتابك. اللهم فاجعل نظري فيه عبادة و قراءتي فيه فكرا و فكري فيه اعتبارا، و اجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه و اجتنب معاصيك، و لا تطبع عند قراءتي علي سمعي، و لا تجعل علي بصري غشاوة، و لا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها بل اجعلني اتدبر آياته و أحكامه آخذا بشرائع دينك، و لا تجعل نظري فيه غفلة و لا قراءتي هذرا [1] انك انت الرؤف الرحيم.



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] الهذر في الكلام: الهذي، اي التكلم بما لا ينبغي.


داود بن زربي كوفي


از شيعيان با اخلاص حضرت موسي بن جعفر (ع) و از ثقات و اهل علم و ورع و تقوي بوده [1] و همانند علي بن يقطين، از خواص رشيد است. [2] .

بعضي از بزرگان او را از خواص منصور دانسته و گفته اند كه او براي مدتي از محضر امام صادق (ع) استفاده نموده و جزء اصحاب آن بزرگوار شمرده شده است. [3] .

محمد بن اسماعيل رازي، از احمد بن سليمان، از داود رقي نقل كرده كه گفت: وارد شدم بر امام صادق (ع) و از آن حضرت از دفعات شستن اعضاي وضوء سؤال كردم، فرمود: آن چه خدا واجب كرده، يكي است؛ وليكن رسول خدا (ص) به جهت ضعف مردم يكي بر آن اضافه نمود، و هر كس سه بار بشويد، براي او نمازي نيست. در اين حال، داود زربي وارد شد و همين سؤال را نمود، حضرت فرمود كه هر يك از اعضاء بايد سه دفعه شسته شود. اين شبيه وضوي اهل سنت و جماعت بود كه حضرت به او دستور مي داد. از اختلاف كلام حضرت، مرا لرزه گرفت و نزديك بود كه شيطان بر من مسلط گردد كه امام متوجه من شد و مرا امر به سكون نموده و فرمود: «اسكن يا داود هذا هوالكفر او ضرب الاعناق». [4] .

بالجمله، داود زربي در وضوء به همين نحو عمل مي كرد تا آن كه وقتي در همسايگي باغ منصور، وضوء مي گرفت، و منصور از خارج تماشا مي كرد. پس منصور او را طلبيد و گفت: درباره تو سعايت كرده و گفته بودند كه تو رافضي و شيعه مي باشي، و من از وضوي تو



[ صفحه 176]



فهميدم كه رافضي و شيعه نيسيتي، مرا حلال كن. و صد هزار درهم به وي داد.

بعد از مدتي، داود رقي، و داود زربي، به خدمت امام صادق (ع) شرفياب شدند؛ داود زربي به امام عرض كرد: فدايت شوم، خون مرا حفظ كردي، در دنيا، و اميدوارم به يمن و بركت تو داخل بهشت شويم، فرداي قيامت. حضرت فرمود: خدا چنين كند به تو و جميع برادران تو. آن گاه فرمود: حكايت خود را براي داود رقي بگو، تا دلش آرام شود. داود زربي حكايت خود را نقل كرد. حضرت فرمود: من از اين جهت او را بدين نحو فتوي دادم كه مشرف بر قتل بود، و در خطر اين دشمن. سپس به داود زربي فرمود: بعد از اين اعضاي وضوء را دو دفعه بشوي (مانند عمل شيعه). [5] .


پاورقي

[1] ارشاد مفيد، فصل نص بر امام رضا (ع)، ص 278.

[2] رجال كشي، ص 263.

[3] رجال الطوسي، ص 190.

[4] اي داود! آرام بگير كه اين جايگاهي است بين حق و كفر از يك طرف، و مرگ و نابودي از طرف ديگر.

[5] رجال كشي، ص 265 - 263.


طرح المنهج الصحيح لفهم الشريعة


إنّ الإمام الصادق(عليه السلام) في الوقت الذي كان يواجه هذه التيارات الالحادية الخطيرة علي الاُمّة كان مشغولاً أيضاً بمواجهة التيّارات التي تتبنّي المناهج الفقهية التي تتنافي مع روح التشريع الاسلامي، والتي تكمن خطورتها في كونها تعرّض الدين الي المحق الداخلي والتغيير في محتواه، من هنا كان الإمام(عليه السلام) ينهي أصحابه عن العمل بها حتّي قال لأبان: «يا أبان! إنّ السُنة إذا قيست محق الدين» [1] .

وكان للإمام نشاط واسع لإثبات بطلان هذه المناهج وبيان عدم شرعيتها.



[ صفحه 113]



لقد كان أبو حنيفة يتبنّي مذهب القياس ويعمل به كمصدر من مصادر التشريع في استنباط الاحكام، لكنّ الإمام(عليه السلام) كان ينكر عليه ذلك ويبيّن له بطلان مذهبه.

وإليك بعض المحاورات التي جرت بينه وبين الإمام(عليه السلام):

ذكروا أنه وفد ابن شبرمة مع أبي حنيفة علي الإمام الصادق (عليه السلام) فقال لابن شبرمة: «مَن هذا الذي معك؟»

فأجابه قائلاً: رجل له بصر، ونفاذ في أمر الدين.

فقال له (عليه السلام): «لعله الذي يقيس أمر الدين برأيه؟» فأجابه: نعم.

والتفت الإمام (عليه السلام) الي أبي حنيفة قائلاً له: «ما اسمك؟» فقال: النعمان.

فسأله (عليه السلام): «يا نعمان! هل قست رأسك؟»

فأجابه: كيف أقيس رأسي؟.

فقال له (عليه السلام): «ما أراك تحسن شيئاً. هل علمت ما الملوحة في العينين؟ والمرارة في الاُذنين، والبرودة في المنخرين والعذوبة في الشفتين؟

فبهر أبو حنيفة وأنكر معرفة ذلك ووجّه الإمام إليه السؤال التالي: «هل علمت كلمة أوّلها كفر، وآخرها إيمان؟» فقال:لا.

والتمس أبو حنيفة من الإمام أن يوضّح له هذه الاُمور فقال له (عليه السلام): «أخبرني أبي عن جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه قال: إن الله تعالي بفضله ومنّه جعل لابن آدم الملوحة في العينين ليلتقطا ما يقع فيهما من القذي، وجعل المرارة في الاذنين حجاباً من الدوابّ فإذا دخلت الرأس دابّة، والتمست الي الدماغ، فإن ذاقت المرارة التمست الخروج، وجعل الله البرودة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لانتن الدماغ، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد لذة استطعام كل شيء».



[ صفحه 114]



والتفت أبو حنيفة الي الإمام (عليه السلام) قائلاً: أخبرني عن الكلمة التي أوّلها كفر وآخرها إيمان؟

فقال له (عليه السلام): «إن العبد إذا قال: لا إله فقد كفر فإذا قال إلاّ الله فهو الإيمان».

وأقبل الإمام علي أبي حنيفة ينهاه عن العمل بالقياس حيث قال له: «يا نعمان حدثني أبي عن جدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) إنه قال: أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس، قال له الله تعالي: اسجد لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)» [2] .

والتقي أبو حنيفة مرّة اُخري بالإمام الصادق (عليه السلام) فقال له الإمام: «ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟».

فأجابه أبو حنيفة: ياابن رسول الله ما أعلم ما فيه.

فقال له (عليه السلام): «ألا تعلم أن الظبي لا تكون له رباعية، وهو ثني أبداً؟!» [3] .

ثم التقي أبو حنيفة مرّة ثالثة بالإمام الصادق، وسأله الإمام (عليه السلام) عن بعض المسائل، فلم يجبه عنها.

وكان من بين ما سأله الإمام هو: «أيّهما أعظم عند الله القتل أو الزنا؟» فأجاب: بل القتل.

فقال (عليه السلام): «كيف رضي في القتل بشاهدين، ولم يرضَ في الزنا إلاّ بأربعة؟»

وهنا لم يمتلك أبو حنيفة جواباً حيث ردّ الإمام قياسه بشكل واضح.

ثم وجّه الإمام (عليه السلام) الي أبي حنيفة السؤال التالي: «الصلاة أفضل أم الصيام؟» فقال: بل الصلاة أفضل.



[ صفحه 115]



فقال الإمام (عليه السلام): «فيجب ـ علي قياس قولك ـ علي الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، وقد أوجب الله تعالي قضاء الصوم دون الصلاة؟!».

وبهذا أراد الإمام أن يثبت لأبي حنيفة أن الدين لا يُدرك بالقياس والاستحسان. ثم أخذ الإمام يركّز علي بطلان مسلكه القياسي فوجّه له سؤالاً آخر هو: «البول أقذر أم المني؟» فقال له: البول أقذر.

فقال الإمام (عليه السلام): «يجب علي قياسك أن يجب الغسل من البول; لأنه أقذر، دون المنيّ، وقد أوجب الله تعالي الغسل من المني دون البول».

ثم استأنف الإمام (عليه السلام) حديثه في الردّ عليه قائلاً: «ما تري في رجل كان له عبد فتزوّج، وزوّج عبده في ليلة واحدة فدخلا بأمراتيهما في ليلة واحدة، ثم سافرا وجعلا إمرأتيهما في بيت واحد وولدتا غلامين فسقط البيت عليهم فقتلت المرأتان، وبقي الغلامان أيهما في رأيك المالك؟ وأيّهما المملوكوأيّهما الوارث؟ وأيّهما الموروث؟».

وهنا أيضاً صرح أبو حنيفة بعجزه قائلاً: إنما أنا صاحب حدود.

وهنا وجّه اليه الإمام السؤال التالي: «ما تري في رجل أعمي فقأ عين صحيح، وقطع يد رجل كيف يقام عليهما الحدّ؟».

واعترف مرة اُخري بعجزه فقال: أنا رجل عالم بمباعث الانبياء...

وهنا وجّه له الإمام السؤال التالي: «أخبرني عن قول الله لموسي وهارون حين بعثهما الي فرعون (لعلّه يتذكّر أو يخشي) [4] ـ ولعلّ منك شكّ؟) فقال: نعم. فقال له الإمام (عليه السلام): «وكذلك من الله شكّ إذ قال: لعله؟!» فقال: لا علم لي.

وأخذ الإمام باستفراغ كل ما في ذهن أبي حنيفة من القياس قائلاً له:



[ صفحه 116]



«تزعم أنك تفتي بكتاب الله، ولست ممّن ورثه، وتزعم أنك صاحب قياس، وأوّل من قاس إبليس لعنه الله ولم يُبنَ دينُ الاسلام علي القياس وتزعم أنك صاحب رأي، وكان الرأي من رسول الله (صلي الله عليه وآله) صواباً ومن دونه خطأ، لأنّ الله تعالي قال: (فاحكم بينهم بما أراك الله)ولم يقل ذلك لغيره، وتزعم أنك صاحب حدود، ومن أُنزلت عليه أولي بعلمها منك وتزعم أنك عالم بمباعث الانبياء، وخاتم الانبياء أعلم بمباعثهم منك.

لولا أن يقال دخل علي إبن رسول الله (صلي الله عليه وآله) فلم يسأله عن شيء ماسألتك عن شيء. فقس إن كنت مقيساً.

وهنا قال أبو حنيفة للإمام (عليه السلام): لا أتكلم بالرأي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس.

وأجابه الإمام (عليه السلام): «كلاّ إنّ حبّ الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك» [5] .

وهكذا وقف الإمام (عليه السلام) موقفاً لا هوادة فيه ضدّ هذه التوجّهات الخطيرة علي الاسلام فكثّف من نشاطه حولها ولاحق العناصر التي كانت تتبنّي هذه الافكار الدخيلة ليغيّر من قناعاتها.

ونجد للإمام (عليه السلام) موقفاً مع ابن أبي ليلي وهو القاضي الرسمي للحكومة الاُموية وكان يفتي بالرأي قبل أبي حنيفة وقد قابل الإمام الصادق (عليه السلام) وكان معه سعيد بن أبي الخضيب فقال (عليه السلام): «من هذا الذي معك؟» قال سعيد: ابن أبي ليلي قاضي المسلمين.

فسأله الإمام (عليه السلام) قائلاً: «تأخذ مال هذا فتعطيه هذا وتفرّق بين المرء وزوجه ولا تخاف في هذا أحداً؟!» قال:نعم.



[ صفحه 117]



قال: «بأيّ شيء تقضي؟»قال: بما بلغني عن رسول الله(صلي الله عليه وآله) وعن أبي بكر وعمر».

قال: فبلغك أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: «أقضاكم عليّ بعدي؟» قال: نعم قال: «كيف تقضي بغير قضاء علي، وقد بلغك هذا؟»

وهكذا عرف ابن أبي ليلي أنه قد جانب الحق فيما حكم وأفتي به.

ثم قال له الإمام (عليه السلام): «التمس مثلاً لنفسك، فوالله لا اكلّمك من رأسي كلمة أبداً» [6] .

وقال نوح بن درّاج [7] لابن أبي ليلي: أكنت تاركاً قولاً قلته أو قضاء قضيته لقول أحد؟ قال: لا، إلاّ رجل واحد، قلت: مَنْ هو؟ قال: جعفر بن محمد (عليه السلام) [8] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 104 / 405 عن المحاسن للبرقي.

[2] اُصول الكافي: 1 / 58 ح 20 وعنه في بحار الأنوار: 47 / 226 ح 16.

[3] مرآة الجنان: 1 / 304، ونزهة الجليس: 2 / 57.

[4] طه (20): 44.

[5] الاحتجاج للطبرسي: 2 / 110 ـ 117.

[6] الاحتجاج: 2 / 102.

[7] نوح بن درّاج من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) / تنقيح المقال: 3 / 275 وابن أبي ليلي هو محمد بن عبدالرحمن مفتي الكوفة وقاضيها، راجع سير اعلام النبلاء: 6 / 310.

[8] حلية الاولياء: 3 / 193.


اتق الله... و لا تعجل


11- و عن جرير بن مرازم قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) اني اريد العمرة فأوصني.

فقال: اتق الله و لا تعجل.



[ صفحه 109]



فقلت: أوصني! فلم يزدني علي هذا، فخرجت من عنده من المدينة فلقيني رجل شامي يريد مكة فصحبني، و كان معي سفرة فأخرجتها و أخرج سفرته و جعلنا نأكل، فذكر أهل البصرة فشتمهم، ثم ذكر أهل الكوفة فشتمهم ثم ذكر الصادق (عليه السلام) فوقع فيه، فأردت أن أرفع يدي فاهشم أنفه و احدث نفسي بقتله أحيانا، فجعلت اتذكر قوله: «اتق الله و لا تعجل» و أنا أسمع شتمه، فلم أعد ما أمرني [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 47 ص 34.


مرجئه


ارجاء در لغت به معني تأخير است و مرجئه كساني هستند كه علي بن ابيطالب عليه السلام را در درجه ي چهارم تأخير انداخته و او را خليفه ي چهارم رسول صلي الله عليه و آله مي دانند و اين رائي است كه بيشتر مسلمانان جهان بر آن هستند


استجابت نفرين


ابن حجر هيثمي در صواعق آورده است: «چون منصور به حج رفت، كسي از جعفر بن محمد نزد وي بدگويي كرد.[منصور، امام صادق را احضار كرد.] پس حضرت به آن مرد گفت: آيا سوگند مي خوري؟ گفت آري و به خداي عظيم سوگند خورد كه آنچه گفته راست است. امام صادق عليه السلام به منصور فرمود: او بايد آن گونه كه من مي گويم، سوگند ياد كند. سپس حضرت فرمود: بگو: «برئت من حول الله و قوته و التجأت الي حولي و قوتي، لقد فعل جعفر كذا و كذا؛

اگر آنچه در مورد جعفر بن محمد صادق گفتم كه چنين كاري انجام داد راست نباشد، از ذمه حول و قوت خدا خارج و به حول و قوت خود پناه برده ام».

مرد از تكرار سوگند سرباز مي زد، ولي سرانجام پذيرفت. هنوز سخنش تمام نشده بود كه همان جا مرد. پس منصور به حضرت گفت: اكنون مشكلي بر تو نيست و ساحت تو نزد ما مبراست و نزد ما، تو فردي مأمون از هر فتنه اي هستي. پس حضرت برگشت و در پي آن هديه اي به ايشان دادند». [1] .



[ صفحه 70]



همچنين نقل شده است كه يكي از طاغيان، شخصي از ياران آن حضرت را كشت. حضرت پيوسته آن شب مشغول نماز بود. سپس وقت سحر بر قاتلش نفرين كرد كه ناگهان صداهاي ناله در مرگ او بلند شد. [2] .

نيز گفته اند: داوود بن علي بن عباس، معلي بن خنيس [3] را كه يكي از ياران حضرت بود، كشت و مال او را گرفت. خبر به حضرت صادق عليه السلام كه رسيد، پيوسته آن شب را مشغول نماز بود. چون وقت صبح شد، شنيدند حضرت مي گويد: «يا ذا القوة القوية و يا ذالمحال الشديد و يا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل، اكفنا هذه الطاغية و انتقم لنا منه.» چيزي نگذشته بود كه صداي ناله اي بلند شد كه در پي آن گفتند داوود مرد». [4] .


پاورقي

[1] الصواعق، ج 2، ص 587؛ الفصول المهمة، ج 2، ص 918. در اين منابع، ماجرا به تفصيل ذكر شده است.

[2] الصواعق، ج 2، ص 588.

[3] معلي بن خنيس از ياران و دوستان خالص امام صادق عليه السلام و وكيل آن حضرت بود. او مردي فاضل و خير بود. رواياتي در مدح او موجود است. نك: بحارالانوار، ج 47، ص 342، ح 32.

[4] نور الابصار، ص 222؛ الفصول المهمة، ج 2، صص 919 و 920.


همت بلند


از القاب زيبا و زيبنده قامت امامان معصوم عليه السلام لقب «همام» است. خاستگاه اين لقب همت بلند آنان است. امامان از سختي و دشواري ها و خطرها هيچ گاه نهراسيدند. زندگي آنان هميشه در آغوش خطر بوده است كه اگر آنان افرادي سست اراده مي بودند، الگو براي همگان نبودند.

بلنداي انديشه آنان به قامت بي پايان عرش الهي است و رفتار سترگ و مقاوم آنان به كوه هاي استوار، همت و استواري مي آموزد.

امام صادق عليه السلام در اين مورد اين گونه مي فرمايد: آن كه در دل درياي ژرف قدم مي نهد، هيچ گاه به پيمودن شط قانع نخواهد بود، من غرق في البحر لم يقف في شط. [1] انساني بلند همت است كه در آغوش خطرها قدم



[ صفحه 99]



استوار مي نهد. انسان جسور است كه كارهاي بزرگ را كوچك مي شمارد و سختي ها را آسان مي بيند. زيرا كه روح بلند چنين انساني از فراز و بزرگي سختي ها بلند تر و فراتر است؛ دشواري ها را هموار و آسان مي نگرد.

به خاطر همين همت بلند است كه آنان در زندگي پربار خويش در عرصه هاي گوناگون اقتصادي و اجتماعي و فرهنگي و سياسي كارهاي بزرگي از خويش به يادگار نهادند. آنان در تحولات اجتماعي و ايجاد جريان هاي اجتماعي هماره پرچم دار عرصه ها بودند. در ايجاد جريان هاي فكري و فرهنگي محور بودند. در ستيز با ستمگران طاغي و زورمداران پرچم دار بودند. هيچگاه از خشم و تهديد آنان نهراسيدند. اين انديشه بالنده و اين روش استوار بر همگان اسوه است.

اين رهنمود صادق آل محمد عليه السلام است كه انسان سترگ كه به اوج قله كمال صعود مي نمايد از سقوط در هراس نيست، من ترقي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط. [2] «كسي كه به قله پيروزي صعود نموده است از سقوط نمي هراسد.» بسياري از وحشت سقوط صعود نمي كنند. از اين نگران هستند كه اگر به فراز بلندي قرار گرفتند، سقوط خواهند كرد. ليكن انسان مصمم كه عزمي راسخ دارد، از اين روش فاصله دارد. هيچ گاه از خطر سقوط از صعود باز نمي ماند. اين سيره بر همگان مي آموزد كه هيبت و بزرگي كار، نبايد سترگي و استواري را در هم بپيچد، بلكه بلندي همت و خطر پذير بودن، بايد با هيبت تمام پيچ و خم ها و دشواري ها را در هم نوردد.



[ صفحه 100]




پاورقي

[1] ينابيع المودة، ج 2، ص 440.

[2] همان.


مذهب در خدمت منصور


روزي منصور يكي از مأموران خود را پاي منبر محمد بن عبدالله فرستاد تا ببيند او چه مي گويد. پس از بازگشت تعريف كرد كه محمد مي گفت: «شما ترديدي نداريد كه من مهدي هستم، آري به راستي من خود مهدي هستم.» منصور از شنيدن اين كلام گفت: «دروغ مي گويد دشمن خدا، چرا كه او مهدي نيست بلكه فرزند من مهدي است.» [1] .



[ صفحه 64]



منصور چون ديد كه همه ي مردم (به جز امام صادق عليه السلام) مهدي بودن «محمد بن عبدالله» را پذيرفته اند. تصميم گرفت كه اين پديده را پايمال كند. لذا فرزند خود را مهدي لقب داد تا چون به خلافت برسد تكرار اين لقب ذهن مردم را كم كم از محمد بن عبدالله دور گرداند.


پاورقي

[1] المهدية في الاسلام / ص 117.


شهادت سعيد بن جبير


سعيد بن جبير از بزرگان تابعين (يعني طبقه ي بعد از اصحاب پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم) محسوب مي شود و شاگرد عبدالله بن عباس صحابي معروف بود. سعيد در فقه وتفسير قرآن وساير فنون ديني مهارت تمام داشت و از خواص امام چهارم حضرت علي بن الحسين عليه السلام به شمار مي رفت. وي يكي از پنج نفري بود كه در آن روزگار تاريك در تشيع و ارادت به آن حضرت ثابت قدم ماند. ايمان قوي و روح بزرگ و استقامت او در دوستي خاندان پيغمبر و شخص امير مؤمنان ضرب المثل است. امام ششم فرمود: علت شهادت سعيد بن جبير اين بود كه به امام چهارم ارادت مي ورزيد.

چون حجاج از عقيده ي جبير آگاه گشت، به تعقيب وي پرداخت و به جاسوسان خود دستور داد او را دستگير كنند و نزدش بياورند.

سعيد به اصفهان گريخت، حجاج به حكمران اصفهان نوشت كه سعيد را گرفته نزد وي بفرستد، ولي فرماندار اصفهان پاس احترام سعيد را نگاه داشت و به وي پيغام داد كه هرچه زودتر اصفهان را ترك گويد. سعيد از اصفهان به آذربايجان رفت و مدتي در آنجا زيست، ولي طول توقف در آذربايجان او را اندوهگين ساخت، ناگزير به عراق آمد و در لشكر عبدالرحمن بن محمد بن اشعث كه عليه حجاج قيام كرده بود، شركت جست و چون عبدالرحمن



[ صفحه 96]



شكست خورد، به مكه ي معظمه شتافت و با عده اي كه مانند او از بيم حجاج متواري شده بودند، به طور ناشناس در جوار خانه ي خدا اقامت گزيد. در آن ايام خالد بن عبدالله كه مردي سنگدل و بد انديش بود، از طرف وليد بن عبدالملك مروان خليفه ي اموي به حكومت مكه منصوب گشت. بعد از آنكه خالد در مكه مستقر شد، وليد به وي نوشت: «مردان نامي عراق را كه به مكه پناهنده شده اند، دستگير كن و به نزد حجاج بفرست».

حاكم مكه سعيد را گرفته در زنجير كرد و به سوي كوفه فرستاد. سعيد را به همان هيئت، نخست به خانه اش آوردند. با ورود وي تمام قاريان قرآن و دانشمندان كوفه به ديدنش آمدند. سعيد از فرصت استفاده نمود و در آن مجمع، در حالي كه تبسم بر لب داشت، شروع به نقل احاديث كرد. آنگاه او را به نزد حجاج بردند. حجاج از مشاهده ي سعيد برآشفت و پرسيد: نامت چيست؟

گفت: سعيد بن جبير.

حجاج: نه، تو شقي بن كسيري.

سعيد: پدر و مادرم بهتر مي دانستند كه مرا سعيد بن جبير ناميدند.

حجاج: تو و پدرت هر دو شقي هستيد.

سعيد: تنها خداوند عالم به غيب است.

حجاج: من تو را در همين دنيا در آتش دوزخ مي افكنم.

سعيد: اگر مي دانستم اين كار به دست تو است، جز تو كسي را خدا نمي دانستم.

حجاج: درباره ي خلفا چه مي گويي؟

سعيد: چه كار به آن ها داري؟ مگر تو وكيل آن ها هستي؟!

حجاج: علي را بيشتر دوست مي داري يا خلفا را؟

سعيد: هر كدام كه نزد خداي خود پسنديده تر باشند.

حجاج: كدام يك نزد خداوند پسنديده ترند؟

سعيد: اين را كسي مي داند كه از مافي الضمير آن ها آگاه است.

حجاج: نمي خواهي راستش را به من بگويي؟



[ صفحه 97]



سعيد: نمي خواهم به تو دروغ بگويم.

حجاج: اين را بدان كه در هر حال من تو را مي كشم.

سعيد: در اين صورت من سعادتمند خواهم بود، چنانكه مادرم نيز مرا سعيد ناميده است!

حجاج: چگونه مي خواهي تو را به قتل رسانم؟

سعيد: اي بدبخت، تو خود بايد طرز آن را انتخاب كني. به خدا قسم هر طور كه امروز مرا بكشي در سراي ديگر تو را به همان گونه مي كشند.

حجاج جلاد را خواست و دستور داد كه سعيد را طبق معمول پيش روي او به قتل رساند.

هنگامي كه جلاد او را آماده ي كشتن ساخت و رو به قبله نمود، سعيد اين آيه ي قرآن را تلاوت كرد: «من روي خود را به سوي كسي گردانيدم كه آسمان ها و زمين را آفريد. من ايمان دارم و از مشركان نيستم» [1] .

حجاج گفت روي او را از سمت قبله به جانب ديگر بگردانند. چون او را بگردانيدند، گفت: «هر جا روي بگردانيد به سوي خدا است» [2] .

حجاج گفت او را به روي بخوابانند. موقعي كه سعيد را به روي خوابانيدند، گفت: «شما را از خاك آفريديم و هم به خاك باز مي گردانيم و بار ديگر نيز از خاك بيرون مي آوريم» [3] .

سپس گفت: خداوندا، به حجاج مهلت و اجازه مده كه بعد از من كسي را به قتل برساند.

و با اين سخن سر آن مرد بزرگ را بيرحمانه از تن جدا كردند.

اين واقعه در سال 94 هجري روي داد. سعيد هنگام شهادت چهل و نه سال داشت. حجاج بلافاصله بعد از كشتن سعيد حالش دگرگون شد و دچار



[ صفحه 98]



اختلال حواس گرديد. بعد از اين پيشامد بيشتر از پانزده شب زنده نماند و در اين مدت ديگر كسي را نكشت. چون به خواب مي رفت، مي ديد كه سعيد به وي حمله مي كند و مي گويد: اي دشمن خدا، گناه من چه بود؟ چرا مرا كشتي؟

حجاج هنگام مرگ به سختي جان داد، گاهي بيهوش مي شد و زماني به هوش مي آمد و پي درپي مي گفت: مرا با سعيد بن جبير چه كار؟ [4] .


پاورقي

[1] «اني وجهت وجهي للذي فطر السموات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين» (انعام/79).

[2] «فاينما تولو فثم وجه الله» (بقره/115).

[3] «منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخري» (طه/55).

[4] البداية و النهاية، ج 4، ص 99 - 96؛ الكامل ابن اثير، ج 4، ص 579؛ شذرات الذهب، ج 1، ص 108.


مسأله مستضعف فكري


پرسشي كه در اين جا مطرح مي شود اين است كه تكليف كساني كه به دليل قرار گرفتن در شرايطي خاص نمي توانند حقايق اسلام را تشخيص دهند، چيست؟ شايد تصور اين حالت براي امثال من و شما خيلي آسان نباشد، اما اگر اين مقدار چشممان را بازتر كنيم خواهيم ديد كه اكثريت مردم روي زمين را اين گونه افراد تشكيل مي دهند. شرايط



[ صفحه 91]



بسياري از جوامع طوري نيست كه مردم همه ي حقايق را درك كنند. اگر خدا بر ما منت گذاشته و اين معارف را به ما عنايت فرموده است تا ايمان واقعي پيدا كنيم و حقايق اسلام را بشناسيم، بايد بسيار شكرگزار باشيم. بسياري از مردم در شرايطي واقع شده اند كه خيال مي كنند حقيقت آن است كه آنها مي گويند و جز آن نيست. براي مثال بسياري از فرقه هاي اسلامي در كشورهاي غير شيعه نشين هستند كه به دليل انس زياد با شرايط محيطي - اجتماعي خودشان، اصلا تصور نمي كنند راه ديگري صحيح باشد. آنها شيعيان را مشرك مي دانند و معتقدند قرآن شيعيان قرآني ديگر است، شيعيان نماز نمي خوانند و اگر هم بخوانند، چيز ديگري است و با نماز مسلمانان تفاوت دارد! و.... حتي روايت مجعولي به اين مضمون درست كرده اند كه شيعه ها معتقدند جبرئيل امين خيانت كرده و به جاي اين كه وحي را به اميرالمؤمنين عليه السلام نازل كند، اشتباهي به پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نازل كرده است! از اين رو آنها [شيعيان!] وقتي نمازشان تمام مي شود، به جاي گفتن الله اكبر، سه مرتبه مي گويند: «خان الامين»! يعني - نعوذبالله - جبرئيل امين خيانت كرده است! آن چنان تبليغات گسترده اي بر ضد شيعه صورت گرفته است كه اگر ما هزار بار قسم بخوريم كه چنين چيزهايي واقعيت ندارد، و حتي يك نفر شيعه نيز در كشور ما چنين كاري انجام نمي دهد، آنها باور نمي كنند. چنين كساني اصلا در صدد بر نمي آيند كه ببينند تشيع حق است يا باطل.

اكنون فرض كنيم كساني به دليل قرار گرفتن در چنين شرايطي، ولايت اميرالمؤمنين عليه السلام را قبول نداشته باشند، و خلفاي ثلاثه را حق و حضرت علي عليه السلام را هم خليفه ي چهارم بدانند؛ چنين افرادي آيا بهشتي هستند يا جهنمي؟ آيا آن روايتي كه مي گويد: اگر كسي ولايت ما را نداشته باشد به جهنم مي رود، شامل اين افراد نيز مي شود يا خير؟

به اين گونه افراد كه اصلا احتمال حقانيت مذهبي ديگر به ذهنشان نمي آيد، اصطلاحا «مستضعف» مي گويند. مستضعف، به اندازه ي استضعافش معاف و معذور است. البته اگر فردي در يك امر فرعي استضعاف داشت، معنايش اين نيست كه مستضعف مطلق است.

اگر كسي فقط در بعضي از مسايل اعتقادي مستضعف باشد، به هر اندازه كه حجت برايش تمام شده باشد - چه از راه عقل و چه از راه نقل - به همان اندازه مسؤول است.

بنابراين ملاك سعادت انسان ايمان است، به شرط آن كه تا آخرين لحظه آن را حفظ كرده باشد. ايمان وقتي باقي مي ماند كه انسان به لوازم آن ملتزم باشد، در غير اين صورت



[ صفحه 92]



به تدريج ضعيف مي شود و از بين مي رود. حتي ممكن است خود فرد نيز متوجه نشود كه كافر شده است، اما ته دلش مي بيند شك و ترديد دارد و برخي از احكام الهي را نمي تواند قبول كند. عمل تنها بدون ايمان گرچه مي تواند آثاري در دنيا داشته باشد، اما فايده اي براي آخرت ندارد.

اكنون آيا كساني كه اعتقادات صحيح و كاملي دارند؛ يعني علاوه بر اين كه ساير اصول دين را قبول دارند، به امامت ائمه معصومين عليهم السلام معتقدند، اما گاهي هم مرتكب گناهي شده اند، آيا ما بايد با آنها دشمن شويم و طردشان كنيم؟ تمام انسان ها كه معصوم نيستند. مسلما تعداد معصومان از غير معصومان بسيار كم تر است. البته اگر كسي تجاهر به فسق دارد، نبايد با او معاشرت كنيم. اگر كسي داراي بعضي از صفات زشت است، خوب نيست انسان با او رفاقت كند؛ زيرا ممكن است خودش نيز به آن صفات زشت مبتلا گردد. اما نبايد به او فحش و ناسزا بدهد، بلكه بايد نسبت به او دلسوزي داشته باشد و سعي نمايد او را ارشاد كند و با تضرع و زاري از خداوند بخواهد كه خدا توفيقش دهد تا گناهانش را ترك و توبه كند.

در هر حال اگر كساني ايمانشان را حفظ كنند، بالاخره به بهشت مي روند. البته اين سخن بدين معنا نيست كه ايمان تنها كافي است و گناه هيچ اثري ندارد: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. و من يعمل مثقال ذرة شرا يره؛ [1] هر كس به قدر ذره اي كار نيك كرده [پاداش] آن را خواهد ديد و هر كس به قدر ذره اي كار زشتي مرتكب شده [كيفر آن را] خواهد ديد.

هيچ كاري بي حساب نيست. شفاعت هم نصيب كساني مي شود كه لياقت شفاعت را كسب كرده باشند و بايد توجه داشت كه ارتكاب بعضي از گناهان باعث از بين رفتن لياقت شفاعت مي گردد. امام صادق عليه السلام در آخرين لحظات حيات پربركتشان فرمودند، به اهل بيت و دوستان من بگوييد: ان شفاعتنا لن تنال مستخفا بالصلاة؛ [2] كسي كه نماز را سبك بشمارد، مشمول شفاعت ما نمي شود. بنابراين همان طور كه توبه موجب آمرزيده شدن گناهان مي شود، برخي از كارهاي ديگر انسان نيز مي تواند استحقاق شفاعت برايش ايجاد كند يا قابليت شفاعت را از وي سلب كند.



[ صفحه 93]




پاورقي

[1] زلزله (99)،7 - 8.

[2] بحارالانوار، ج 82، ص 235.


منظور از «قيام كننده» كيست؟


منظور از قيام كننده چيست؟ آيا مقصود مي تواند «قيام به تبليغ و ارشاد و بيان احكام دين» باشد؟ يا مفهومي كه ما امروز از اين تعبير مي فهميم؟ بايد گفت نه؛ قيام در عرف ائمه عليهم السلام و شيعه، داراي همان مفهومي است كه امروز از اين كلمه فهميده مي شود: قيام كننده كسي است كه بر ضد قدرت مسلط، قدرتمندانه كمر مي بندد و به پا مي خيزد. اين مفهوم، لزوما با قدرت نمايي نظامي همراه نيست؛ ولي به هر جهت نمايشگر يك تعرض و هجوم است؛ نمايشگر اقدام به كار سنگين و خطير است؛ در زمينه ي فعاليتهاي فكري، يا سازندگي افراد، يا ايجاد تشكل و رهبري يك نهضت پنهاني، ولي به هر صورت آميخته با قهر و تعرض.

بنابراين طبق گفته ي امام باقر عليه السلام، در اين كه فرزندش جعفر بن محمد قيام خواهد كرد، بحثي نيست. بي گمان وي مي بايد حركت تعرض آميز خود را آغاز كند؛ گر چه اين موضوع كه آيا حركت و قيام او به مرحله ي نهايي - يعني اقدام نظامي و سرانجام، پيروزي و به دست آوردن قدرت فائقه - خواهد انجاميد يا نه، چيزي است كه تعيين آن با حوادث آينده و چگونگي پيشرفت امور است... و گويا بدين جهت است كه در حديثي ديگر، سرنوشت حركت و اقدام امام صادق عليه السلام با لحني اگر چه نه بدان قاطعيت، ولي نااميدانه ادا شده است. در اين روايت نيز امام باقر عليه السلام با يكي از ياران نزديك روبه رو است.



[ صفحه 55]



ابوالصباح كناني گويد: امام باقر عليه السلام به پسرش ابي عبدالله نگريست و گفت: او را مي بيني؟ او از كساني است كه خدا درباره ي آنان فرموده است: «اراده ي ما چنان است كه بر مستضعفان زمين منت نهيم و آنان را زمامداران و وارثان زمين سازيم.». شايد تحت تأثير همين بيانات بود كه انديشه ي قيام و خلافت امام صادق عليه السلام در ميان شيعيان خاص نيز رواج يافته بود و نزديك ترين ياران امام و پدر بزرگوارش آن را همچون آينده ايي محتوم به خود نويد مي دادند.


توضيح اين قرينه تاريخي


در احداث ساختمان و تعمير مدفن و قبور شخصيتهاي مذهبي و افراد معروف و سرشناس، معمولاً يكي از دو انگيزه وجود دارد؛ يا جنبه ي سمبليك و سياسي دارد و يا داراي انگيزه هاي معنوي و شعار مذهبي است و البته گاهي نيز ممكن است هر دو انگيزه همزمان وجود داشته باشد كه حرم ائمه بقيع با توجه به وجود قبر جناب عباس ـ سرسلسله خلفاي عباسي ـ در داخل آن، مخصوصاً در مقطع ياد شده، از هر دو جنبه برخوردار بوده است و در عين حال با سياست سلاطين اموي و عملكرد آنان در همين زمينه، ارتباط پيدا مي كند.


طينة المؤمن و الكافر


و أدلي الامام عليه في حديث له عن الطينة التي خلق منها المؤمن، و الكافر، قال: «ان الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين؛ قلوبهم و ابدانهم، و خلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، و جعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك. و خلق الكفار من طينة سجين: قلوبهم و أبدانهم فخلط بين



[ صفحه 91]



الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر، و يلد الكافر المؤمن، و من ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن الي ما خلقوا منه، و قلوب الكافرين تحن الي ما خلقوا منه..» [1] .

لقد استفاضت النصوص في أن الله تعالي خلق الانسان من طين، قال تعالي: «هو الذي خلقكم من طين» [2] و قال تعالي: «و بدأ خلق الانسان من طين» [3] و قد خلق الانبياء و المؤمنين من أقدس البقاع و أطهرها، و لذلك كانوا هداة و قدوة، و منقذين و محررين للناس، و خلق الكفار و المنحرفين من احط بقعة و أقذرها، و من ثم كانوا حجر عثرة في تقدم الانسان و تطوير حياته الاجتماعية... و قد قضت حكمة الله تعالي أن تختلط هاتان الطينتان فيخرج منهما ما يعاكس و يباين طبيعتيهما، فقد يولد من النبيين و المؤمنين بعض الشقاة و الملحدين كنبي الله نوح، فقد ولد منه ضال عن الطريق، منحرف عن العدل، كافر برسالة أبيه، و قد أغرقه الله مع الكافرين؛ فاشفق عليه نوح فناجي ربه في شأنه فأجاله تعالي: «انه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح» كما أن بعض الكافرين و الضالين قد يولد منهم المؤمنون و الصالحون، و كان ذلك من نتائج اختلاط الطينتين كما قال الامام عليه السلام.


پاورقي

[1] أصول الكافي 2 / 2.

[2] سورة الأنعام آية (2).

[3] سورة السجدة آية (7).


مع المسعودي


بقي هنا شي ء، و و ان المؤرخ الكبير المسعودي ذكر أن زيدا شاور أخاه أباجعفر في الخروج الي العراق لأعلان الثورة علي الأمويين، فاشار عليه الامام بأن لا يركن لأهل الكوفة لأنهم أهل غدر و مكر، فقد قتلوا جده الامام أميرالمؤمنين (ع) و طعنوا عمه الحسن، و قتلوا جده الحسين، فأبي زيد الا ما عزم عليه من المطالبة بالحق، فقال له أبوجعفر: اني أخاف أن تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة، و ودعه أبوجعفر و اعلمه أنهما لا يلتقيان [1] و يشعر كلامه بأن الامام الباقر (ع) كان حيا حال خروج زيد، كما فهم ذلك بعض من كتب عن زيد، و هذا لا واقع له فان الامام أباجعفر توفي سنة (114ه) [2] و استشهد زيد سنة (122ه) و لعل المسعودي أراد أن زيدا في ذلك الوقت حدثته نفسه بالخروج علي بني أمية، و هذا له مجال من الصحة... و بهذا ينتهي بنا الحديث عن حياة زيد و ثورته التي هي من ألمع الثورات في ذلك العصر و اكثرها عطاء للمجتمع.


پاورقي

[1] مروج الذهب 3 / 139.

[2] تاريخ ابن الاثير 4 / 217 البستان الجامع لعماد الدين الاصفهاني مصور في مكتبة الحكيم.


حق تقوا از خداوند


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام در پاسخ به سؤال از آيه ي (اتقوا الله حق تقاته) فرمودند:

(حق تقوا از خداوند اين است) كه اطاعت شود و نافرماني نشود و پيوسته ياد شود و هرگز فراموش نگردد و سپاسگزاري شود و ناسپاسي نشود. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 70 / 291 / 31، ميزان الحكمه: ج 14، ح 22458.


امام سجاد و نيازمند


امام سجاد عليه السلام از انگور خوششان مي آمد. يكي از خدمتكاران ايشان از بازار عبور مي كرد. ديد انگور خوب و تازه اي آورده اند. بدون اين كه به حضرت خبر دهد، با پول خود مقداري انگور خريد و به هنگام افطار در مقابل آن حضرت نهاد. حضرت تبسمي كردند. معلوم بود كه از انگور خوششان آمده است، دست دراز كردند تا دانه اي از انگور را در دهان مباركشان بگذارند كه ناگهان فقيري در زد و عرض كرد: وقت افطار است و من گرسنه ام، غذايي به من بدهيد. حضرت به آن خدمتكار فرمود: اين انگورها را برداريد و به او بدهيد. خدمتكار عرض كرد: يابن رسول الله، آن شخص همه انگورها را لازم ندارد، مقداري از اين انگورها را به او بدهيد و بقيه را خودتان ميل كنيد. حضرت فرمودند: همه ي را بردار و به او بده. خدمتكار نيز به امر حضرت اين كار را كرد و ايشان با غذاي ديگري افطار كردند. فرداي آن روز نيز دوباره امام روزه دار بودند. خدمتكار مجددا به بازار رفت و از همان انگور خريد و به هنگام افطار در مقابل ايشان نهاد حضرت نيز مجددا اظهار خرسندي كردند و خواستند با انگور افطار كنند كه مجددا فقير ديگري در زد و غذا خواست. امام مجددا تمام انگور را به خدمتكار دادند كه به فقير بدهد. روز سوم نيز خدمتكار به بازار رفت و انگور خريد و در وقت افطار انگور را در مقابل امام نهاد مجددا فقيري در زد و غذا خواست امام بار ديگر تمام انگور را به فقير داد. خدمتكار روز چهارم نيز انگور خريد و در هنگام افطار در مقابل امام قرار داد، آن شب



[ صفحه 124]



فقيري نيامد و حضرت از آن انگور ميل كردند [1] احسان به نفس كه در قرآن و روايات از آن سخن به ميان آمده است همين است. اين كار تصميم و نيز دعاي قبل از تصميم مي خواهد؛ چرا كه ما نيروي كمي داريم و نمي توانيم تزكيه نفس كنيم و بايد از خداي متعال بخواهيم تا در اين راه به ما كمك كند. همان طور كه براي امور دنيايي دعا كنيم بايد در امور اخروي نيز دعا كنيم.

بسيارند كساني كه چهل روز زيارت عاشورا را با حضور قلب مي خوانند تا حاجتشان برآورده شود. آيا نبايد چهل روز زيارت عاشورا را بخواند تا خدا به او كمك كند و توفيق تزكيه نفس پيدا كند؟ گرفتاري هاي دنيا هر چه باشند بر طرف مي شوند و حتي اگر برطرف نشوند باكي نيست، اما مشكلات اخروي كه حل شدني نيست. صد سال، هزار سال، بلكه بيشتر و بيشتر ادامه دارند و برطرف نمي شوند.

يكي از مراجع تقليد گذشته براي بنده نقل مي كرد: قبل از اين كه مرجع تقليد شوم، كم تر با مردم محشور بودم و وقتي متصدي امور مرجعيت شدم تصميم گرفتم نه از كسي گله اي داشته باشم و نه توقع. به كار بستن تصميم مشكل است، ايشان با خود عهد كرده بود كه از كسي گله نكند؛ مثلا اگر كسي بعد از سال ها رفاقت ديگر در نماز جماعتش حاضر نشد از او گله نكند و من هيچ وقت نديدم از كسي شكوه كند. نيز عهد كرده بود كه از كسي توقعي نداشته باشد. اين يك عمل دروني است. انسان معمولا از ديگران توقع دارد، اما براي اين كه خوار نشود و از چشم ديگران نيفتد نمي گويد. ولي آن توقع دروني اعصابش را به هم مي ريزد.

به هر حال كسي كه به ديگران خدمت مي كند، پول مي دهد، كار خير انجام مي دهد، در واقع در حال پر بار كردن نامه اعمال خويش است و اين كار را بايد آن قدر تكرار كند تا ملكه شود. تا اين مقام به دست نيايد درك آن مشكل است.



[ صفحه 125]




پاورقي

[1] كافي، ج 6، ص 350.


ناداني


دانايي علايمي دارد كه در رفتار و گفتار انسان نمايان است. آدم دانا هر چه مي كند، و هر چه مي گويد، از روي عقل و بينش است. متين مي گويد و گفته ي او از نزاكت خارج نيست و ايمان محكمي نيز دارد. پس مي توان فهميد يا لااقل حدس زد كه صاحب اين گونه كردار و سخن، آدم دانايي است.

ناداني نيز نشانه هايي دارد كه از روي آنها مي توان به وجود آن پي برد؛ آدم نادان بصيرت ندارد، كار و گفتارش نسنجيده است. و ايماني هم در كار او نيست.الجهل في ثلاث: الكبر، و شدة المرآء، و الجهل با لله. [1] .

بي خردي در سه چيز است: تكبرورزي، ستيزه جويي و خدانشناسي.


پاورقي

[1] بحار. ج 1، ص 131.


صله ي رحم


################

پاورقي

[1] عصبه، مثل كفره، پسران و خويشان پدري را مي گويند، مانند برادران و عموها كه دور پدر جمع مي شوند.

[2] مرحوم علامه ي مجلسي در بحار (ج 74، ص 109) صرفا طرح اشكال كرده وآيه ي «فهل عسيتم ان توليتم...» را برخلاف اشكال مزبور دليل بر دخول در مفهوم رحم دانسته است.

[3] محمد / 22.

[4] مرآة العقول (چاپ جديد)، ج 8، ص 362.


امام صادق در كوفه


وقتي كه ابراهيم بن عبدالله برادر محمد در كوفه كشته شد منصور دستور داد، كه هر كس از اولاد حسن باقي است به كوفه برند. جعفر بن محمد (ع) نيز با آنها بود. يونس بن ابي يعقوب گويد: جعفر بن محمد (ع) براي ما حديث كرد و من خود از لبان مباركش شنيدم كه فرمود هنگامي كه ابراهيم بن عبدالله در باخمرا [1] به قتل رسيد نگذاشتند در مدينه بمانيم و كوچك و بزرگ را به طرف كوفه روانه كردند و هيچكس در آنجا باقي نماند تا اينكه به كوفه وارد شديم و مدت يك ماه در آنجا مانديم در حالي كه هر آن به انتظار قتل و كشتار بسر مي برديم، پس ربيع دربان منصور به سوي ما آمد و گفت:

كجا هستند علويون؟ و افزود بايد دو نفر از ميان شما كه بزرگتر از ديگران باشد نزد اميرالمؤمنين (منصور) برود.



[ صفحه 268]



امام جعفر (ع) فرمود: من با حسن بن زيد نزد او رفتيم وقتي به او نزديك شديم مرا مخاطب ساخت و گفت: آيا شما هستيد كه از غيب خبر مي دهيد؟

گفتم: (لا يعلم الغيب الا الله) هيچكس جز خداوند از غيب خبر ندارد!

گفت: كسي كه مي گويند ماليات و خراج شهر را نزد او مي آورند شمائيد؟

گفتم: ماليات را نزد شما مي آورند.

منصور گفت: مي دانيد كه براي چه شما را به اينجا خواندم؟

گفتم: خير.

گفت: براي اينكه خانه هاي شما را خراب كنم و شما را بترسانم و از امور و اعمال شما آگاه شوم و نخلستان هاي شما را از ريشه بركنم، آنگاه شما را به طرف (سراة) [2] بفرستم تا هيچكس از اهالي عراق و حجاز به شما نزديك



[ صفحه 269]



نشود.

امام جعفر (ع) خطاب به منصور گفت: سليمان مورد عطاء و بخشش قرار گرفت شكر و سپاس به جاي آورد. ايوب در برابر گرفتاري و ابتلاء صبر كرد و يوسف كه مورد ستم واقع شد عفو كرد. تو نيز از همان طايفه و نسل مي باشي.

امام جعفر (ع) فرمود: آنگاه منصور تبسم كرد و گفت: باز هم نزد ما بيائيد و افزود: راستي كه مانند شما بايد زعيم و پيشواي قوم باشد و شما در خور چنين مقامي مي باشيد. من عفو كردم شما را و خراج و ماليات بصره را نيز به شما واگذار كردم. گويند: آن روز سخنان امام صادق (ع) تأثير بسزايي در جعفر منصور كرد و آرام و شاد شد و به او گفت: نزد ما زياد بيائيد. پس عطر خوش بوئي به روي مبارك او بپاشيد. كه بوي آن در فضا پيچيد و منتشر شد. آنگاه با او توديع كرد و گفت: شما در حفظ و حراست و در پناه خداوند هستيد. و امام صادق (ع) مجلس او را ترك كرد.

و به دنبال او ربيع همراه با جوائز گرانبها و لباس هاي



[ صفحه 270]



فاخر بيرون [3] آمد.

جالب آن است كه منصور هر وقت به ياد امام صادق (ع) مي افتاد در فكر فرومي رفت گوئي از خشم و غضب دندان هاي خود را مي فشرد و قسم ياد مي كرد كه او را خواهد كشت. و هر وقت به ديدن او مي آمد از تهديدش خودداري نمي كرد چنانكه روزي كه بين آنها ملاقاتي روي داد منصور ابتدا با خشم و غضب عجيبي با او به سخن پرداخت و به اين ترتيب تا جلوي او بيامد و در برابرش قرار گرفت در حالي كه هنوز تندي و خشم او ادامه داشت اما امام (ع) برعكس با نرمي و ملايمت و ملاطفت با وي سخن مي گفت و او را به مقام و منزلتي كه بايد داشته باشد هدايت مي كرد.

در سال 147 كه منصور از سفر حج بازمي گشت تصميم گرفت كه امام جعفر (ع) را با خود به عراق ببرد. گويند اين امر نيز به سادگي تمام نشد و بلكه امام صادق (ع) ابتدا از وي خواست كه او را معذور بدارد و به او گفت اجازه [4] دهد كه



[ صفحه 271]



در همانجا بماند و كارهاي مردم را كه مختل مانده اصلاح كند اما منصور قبول نكرد و امام (ع) را با خود برد [5] .

به اين ترتيب امتياز مابين امام صادق (ع) و منصور آشكار شد كه در يكجا اجتماع كرده و در جاي ديگر اختلاف آنها معلوم گرديد و مقام هر يك نيز ثابت شد كه بين آنها تفاوت فاحشي موجود است. چنانكه يكي (منصور) به زودي خشم و غضب بر او چيره مي شد و نمي توانست خود را حفظ كند. و موقعي كه عصاي شاهي و خلافت او شكسته شد انقلاب و اضطراب شديدي در او به وجود آمد. اما امام جعفر (ع) چون كوه همواره در يك حال و آرام و عزيز و كريم و بزرگ و محترم و رفتارش پسنديده و نيكو بود. و اصلا شرح بزرگي و شخصيت و نيكي امام جعفر (ع) از قلم ساخته نيست. روح نجيب و شريفي را در نظر آوريد كه در ميان عده اي از مردم نادان و دور از عدل و انصاف قرار گرفته و رنج مي برد و مي سازد.



[ صفحه 272]



پس كدام يك از اين دو مرد سزاوارند كه اميرالمؤمنين خوانده شوند؟


پاورقي

[1] باخمراء محلي است بين كوفه و واسط و به كوفه نزديكتر است گويند فاصله ميان كوفه و باخمرا هفده فرسنگ است.

[2] (السراة) كوهي است مشرف بر عرفات نزديك صنعاء معجم البلدان ج 5 ص 59.

[3] نور الابصار ص 146- صفة الصفوة ج 2 ص 97 مقاتل الطالبيين ص 351 نزهة الجليس ج 2 ص 36.

[4] نور الابصار ص 146- صفة الصفوة ج 2 ص 97 مقاتل الطالبيين ص 351 نزهة الجليس ج 2 ص 36.

[5] النجوم الزاهرة ج 2 ص 7.


مخالفت هارون الرشيد با جانشيني علي


مي گويند هارون عباسي در اوايل خلافت حتي راضي نمي شد كه مردم علي بن ابيطالب عليه السلام را خليفه چهارم بدانند. ابومعاويه شخصيت معروف و برجسته آن زمان مي گويد روزي در مجلس هارون الرشيد بودم هارون به محض ديدن من گفت: «تصميم گرفته ام كه اگر شخصي علي بن ابيطالب عليه السلام را خليفه چهارم بداند تنبيه و مؤاخذه نمايم». ابومعاويه در جواب چنين مي گويد: «اي اميرالمؤمنين طايفه تيم (ابي بكر) و طايفه عدي (عمر) و طايفه بني اميه (عثمان) خلفا از ما است اي بني هاشم نصيب فخر شما را از خلافت كجا رفت؟ ابومعاويه با اين گفتار هارون را از تصميم خويش منصرف گردانيد.


لباس امام جعفرصادق


«قال الصادق عليه السلام ان الله عزوجل يحب الجمال والتجميل و يبغض البؤس والتباوس»

حضرت ابوعبدالله امام جعفرصادق عليه السلام بسيار خوش هيكل و زيبا اندام و متناسب و فربه بود لباس قيمتي و پربها مي پوشيد مي فرمود خداوند تعالي جمال و تجمل را دوست دارد چه خودش جمال و جميل است و از تنگي و تنگدستي متنفر است - اين همه نعم دنيا را براي مردم آفريده و به آنها گفته با كليد عقل و خرد از همه آن وسايل استفاده كنند و خود را جميل يا تجمل و زيبا مي نمايند.



[ صفحه 78]



«قال عليه السلام اذا انعم الله علي عبده بنعمة احب ان يراها عليه لانه جميل و يحب الجمال»

فرمود وقتي خداوند نعمت را به بنده اش عنايت فرمود دوست دارد كه بنده از آن متنعم و بهره مند گردد چه خودش جميل و جمال زيبا را دوست دارد و شكي نيست كه زيبائي خلق به لباس آنها است.

«و قال عليه السلام اني لاكره للرجل ان يكون عليه من الله نعمته فلا يظهره»

فرمود بدم مي آيد از كسي كه داراي همه تمكن مالي باشد و خداوند نعمت خود را به او ارزاني داشته باشد و خود را بدان نعمت ظاهر نسازد فرمود «و اما بنعمة ربك فحدث» كه مراد از ظهور اين نعمت و حديث نعمت استفاده از آن است شيخ طوسي اين روايت را نقل كرده كه مي فرمايد «و ليكن من حلال» لباس جميل و زيبا از راه حلال مورد پسند است پرسيدند چگونه بايد لباس جميل پوشيد فرمود لباس بايد هميشه پاكيزه و تميز و با بوي خوش باشد فرمود جميل و تجمل اين است كه لباس نظيف باشد بوي خوش استعمال نمايد - خانه سفيد باشد - مسكن تميز باشد چراغ قبل از غروب روشن گردد كه اين شرايط فقر را مي برد و بي نيازي مي آورد.

كليني روايت مي كند كه در مكه هميشه لباس كتان سفيدي ثمين مي پوشيد - و مي فرمود چنانچه غير از اين لباس بپوشم مانند مردم عادي به حقارت بر من مي نگرند - پارچه لباسهاي امام صادق عليه السلام بيشتر از مرو و از قهستان و خز و ديبا بود و هيچ وقت به لباس بي ارزش تظاهر نمي كرد.


ذوالزمام السابق


يكي از القاب امام جعفر صادق عليه السلام ذوالزمام السابق است اين كلمه يعني داراي رياست گذشته يا زمامدار دين به نحو سابق يا مجدد زمام شريعت اين صفتي است كه اختصاص به امام جعفر صادق دارد و پس از او تا امام عصر كسي اين منصب را ندارد چه در ميان ائمه دين عليهم صلوات الله اجمعين سه نفر بودند كه مفهوم و منطوق و مدلول دين را علما و عملا مستدلا و مبرهنا به مردم آموختند و جزئيات احكام و شريعت را در يك فرصت كافي در قالب الفاظ ريختند و مكتبي به وجود آوردند كه در صحنه عالم وجود نظير نداشته و ندارد.

اول اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام كه باب مدينه علم بوده و منادي سلوني قبل ان تفقدوني و مفتخر بلو كشف الغطاء ما ازددت يقينا بوده كتاب نهج البلاغه و قريب چهارده هزار كلمات قصار او بهترين معرف مقام علمي آن حضرت بوده است.

دوم امام جعفر صادق عليه السلام است كه همان طومار بسته را گشود و همان صحيفه علوي را گسترد و علوم جدش را رونق داد و مكتب جعفري را گشود و بساط علم و فضيلت را گسترد.

سوم صاحب الزمان حجة بن الحسن العسكريست كه در ظهور خود همان صحيفه را باز مي كند و علوم دين را مي گستراند و تجديد عهد مي نمايد و شريعت را زنده مي كند و همان منطق را از نو آغاز مي نمايد.

بقيه ائمه دين در اعصار خود اين فرصت را نيافتند كه بدين شرح بسط علم و دين دهند و دين را از نظر علم بگشايند و اسلام را بدين صورت معرفي كنند ولي بهر نحوي بوده به مقتضاي محيط روز تا آنجا كه مي شد مشكلات روز را برطرف ساختند.

امام صادق عليه السلام پس از جدش شروع به تجديد عهد علم و دانش نموده و چون اصحاب و تابعين از بين رفته بودند و جز اندكي باقي نمانده بود و اگر فاصله بيشتر مي خورد ممكن



[ صفحه 61]



بود به كلي احكام حلال و حرام دين و مسائل علمي اسلام و قوانين اجتماعي آسماني قرآن از بين برود و لذا با فترت سياسي بين اموي و عباسي اين فرصت بسيار طولاني كه قريب نيم قرن طول كشيد بيست سال آن را امام محمد باقر و سي سال آن را امام جعفر صادق عليهماالسلام به نشر و اعلاء كلمه ي توحيد و گستردن بساط علم و دانش پرداخت و تمام علماء اعلام اسلام و فقها و محدثين و متكلمين - مفسرين همه را علم و فضيلت آموخته و اين لقبي بوده كه طبقه فاضله كشورها به آن حضرت دادند و گفتند «هو الناطق و ذوالزمام السابق» سبقت امام در حسب و نسب محرز است زيرا او از پدر پيغمبر به خاتم النبيين و به علي بن ابيطالب باب مدينه علم مي پيوندد و از طرف مادر به ابوبكر از يك طرف و به پادشاهان ايران از طرف جده اش شهربانو مادر امام سجاد متصل مي گردد.

چنانچه ابن خلكان مي گويد قاسم و علي بن الحسين هر دو خاله زاده بودند كه مادرشان دختر يزجرد بود و او در بين عرب و عجم دو بزرگي و جلالت شأن جمع كرده است و وارث عظمت روحي اخلاقي هر دو بود كه در نسب علم و دين را به ميراث برده و در حسب اخلاق و فضيلت را بدان آموخته است.

امام صادق به جهاتي ذوالزمام السابق بوده از جهت علم و عبادت و زهد و تقوي و ورع و فضيلت و كمال از جهت منادي سلوني قبل ان تفقدوني - از جهت لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا از جهت تجديد احكام شريعت و احياي دين از جهت استدلال و برهان بر توحيد از تمام عناصر و مواليد گوي سبقت را ربوده و زمام سابقه دين و علم را به دست گرفته و علم و فضيلت را عملا به دنياي بشريت نشان داد تا چيزي مكتوم نماند.

امام صادق تمام رشته هاي علمي را تعليم كرد هيچ فني نبوده كه از نظر او در تقسيم علوم و آموزش و پرورش مخفي و مكتوم بماند يا فراموش گردد او بود كه ثابت كرد كه حضرت محمد خاتم النبيين داراي علوم اولين و آخرين بوده و اهل بيت او شايسته ترين افراد به ارث علم و فضيلت او بودند و لذا براي آنكه دنياي بشريت پس از 14 قرن اعتراف كنند پيروان مكتب جعفري در علم و فضيلت و استدلال و كمال بر تمام فرق عالم برتري دارند مكتب جعفر بن محمد را با فرصتي بسط داد و سنن نبوي را رونق داد و طوايف مختلف مسلمين را ريزه خوار خوان او كرد.

اكنون اي بشر دنيا اي خوانندگان باوجدان وقتي شايسته و صلاح باشد كه از ائمه



[ صفحه 62]



اربعه سنت كه شاگردان امام جعفر صادق بوده اند بشود تقليد و پيروي كرد آيا نمي توان از استاد بزرگوارشان كه در هر جهت برتري دارد تقليد و پيروي نمود؟!

آنها شاخه هاي شجره نبوت بودند كه از ريشه و منبع علم و فضيلت آسماني استفاده مي كردند و اين خود دليلي روشن بر بقاء و ثبات و ايقان و استحكام مذهب جعفري مي باشد و بهترين دليل بر تمسك شيعه بدين مكتب است كه مشحون علم دين و فضيلت مي باشد.


علم حساب درهم و دينار


در اين علم مجهولات عددي اسعار به دست مي آيد و از جهت معيار مسكوك يا مضروب اعم از كاغذ يا فلز و تبديل آن به سكه و فلز مسكوك ديگر و كسر و نقصان عيار آن معلوم مي گردد.


اولويت امر به معروف و نهي از منكر


پيامبران براي اين كه جامعه را از آفات و انحرافات پاك نمايند، همواره قوم خود را از منكرات نهي مي كردند و آنها را به كارهاي پسنديده و حسنه



[ صفحه 128]



دعوت مي نمود. لذا امر به معروف و نهي از منكر را سر لوحه ي دعوت خود و از جمله اولويت هاي كاري خود قرار مي دادند.

حضرت لوط عليه السلام در اين راستا با انحرافات اخلاقي و عادات زشت قومش مبارزه كرد و به شيوه هاي مختلف با اين پديده ي سوء، مقابله مي نمود. در قرآن هرگاه سخن از لوط به ميان آمده، روشهاي مبارزه بي امان او با اين آفات اخلاقي و اجتماعي خطرناك و خانمان سوز مشاهده مي گردد.

و لوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين [1] .

و لوط را فرستاديم، هنگامي كه به قوم خود گفت: آيا آن كار زشت را مرتكب مي شويد كه هيچ كس از جهانيان در آن بر شما پيشي نگرفته است؟

انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون [2] .

شما از روي شهوت با مردان، به جاي زنان در مي آميزيد، آري شما قومي تجاوزكاريد.

و لوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة و أنتم تبصرون. [3] .

و لوط را به ياد آور هنگامي كه به قومش گفت: آيا شما به سراغ كاري بسيار قبيح مي رويد. در حالي كه (زشتي و نتايج شوم آن را) مي بينيد؟

أانكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون [4] .

آيا شما از روي شهوت به جاي زنان به سراغ مردان مي رويد؟ آري شما قومي جاهل هستيد.



[ صفحه 129]



حضرت لوط عليه السلام با بيان عواقب مرگ بار اين عمل، مي خواهد وجدان آنها را بيدار كند. اين استفهام تقريري است. به طوري كه مي خواهد پاسخ را از درون وجدان خودشان بشنوند تا مؤثرتر واقع شود، ولي آنها به جاي اين كه به حضرت جواب قانع كننده اي بدهند، او را تهديد به اخراج مي كنند:

و ما كان جواب قومه الا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم انهم أناس يتطهرون [5] .

و پاسخ قوم او جز اين نبود كه مي گفتند: آنان را از شهرتان بيرون كنيد؛ چرا كه آنها مردماني هستند كه اين كار را پليد دانسته و از آن تنزه مي جويند.

حضرت با بياني شيوا و مستدل آنها را از اين عمل زشت باز مي دارد و به آنها نشان مي دهد اين كار نتيجه ي جهل، ناداني، و بي خبري از قانون آفرينش و همه ي ارزشهاي انساني است، ولي چون آنها پاسخي نداشتند، گفتند كه خاندان لوط را از شهر و ديار خود بيرون كنيد؛ چرا كه اينها پاك هستند و حاضر نيستند با ما هماهنگ شوند.

حضرت شعيب عليه السلام نيز امر به معروف و نهي از منكر را سر لوحه ي دعوت خويش قرار داده بود و قوم خود را پس از دعوت به توحيد، كه اصل و پايه دين است، به اداي درست پيمانه و ميزان، و اجتناب از كم فروشي، كه در آن زمان متداول بود، دعوت نمود:

قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين [6] .



[ صفحه 130]



به راستي حجتي روشن از سوي پروردگارتان براي شما آمده است. پس پيمانه و ترازو را درست بدهيد و به مردم اجناسشان را كم ندهيد و در زمين بعد از آن كه به صلاح آمده است، فساد نكنيد كه اگر مؤمن باشيد برايتان بهتر است.

حضرت شعيب عليه السلام علت امر به معروف و دعوت به توحيد را اينگونه بيان مي كند كه اين كارها براي شما بهتر است اگر ايمان داشته باشيد. اين اوامر به موازات نهي از منكر در سيره ي وي مشاهده مي شود. از جمله نهي از منكرهاي حضرت شعيب مي توان به موارد زير اشاره كرد:

نهي از تقلب وغش در معامله، [7] فسادانگيزي [8] ادا نكردن حق پيمانه و ترازو (كم فروشي)، [9] زيان رساندن به ديگران، [10] و فساد پس از اصلاح. [11] همچنين از قوم خود مي خواهد كه مانع گسترش دين خدا نشوند:

و لا تقعدوا بكل صراط توعدون و تصدون عن سبيل الله من آمن به و تبغونها عوجا و اذكروا اذ كنتم قليلا فكثركم و انظروا كيف كان عاقبة المفسدين [12] .

و بر سر هر راهي منشينيد كه مردم را بترسانيد و هر كسي را كه ايمان دارد از راه خدا باز داريد و آن را ناهموار و ناهنجار مشماريد و به ياد آوريد زماني را كه اندك بوديد سپس شما را زياد كرد و بنگريد كه سرانجام اهل فساد چگونه بود.

قوم حضرت شعيب نيز مانند قوم حضرت لوط، هود، و نوح نه تنها به او ايمان نياوردند، بلكه او را تهديد نمودند كه اگر از دين توحيد دست



[ صفحه 131]



بر ندارد، او را از شهر اخراج مي كنند. كفار قوم حضرت شعيب، پيروان شعيب و كساني را كه مي خواستند به او ايمان بياورند، تهديد مي كردند:

و قال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون. [13] .

و بزرگان قومش كه كفر ورزيده بودند گفتند: اگر از شعيب پيروي كنيد همانا شما از زيانكاران خواهيد بود.

و شعيب نيز آنها را از ارتكاب اين كار نهي مي كرد. [14] .


پاورقي

[1] اعراف / 80.

[2] همان / 81.

[3] نمل / 54.

[4] همان / 55.

[5] اعراف / 82.

[6] همان / 85.

[7] هود / 85.

[8] همان / 84.

[9] سوره هاي اعراف / 85؛ هود / 85-84؛ شعراء / 182-181.

[10] شعراء / 181.

[11] اعراف / 85.

[12] همان / 86.

[13] همان / 90.

[14] الميزان في تفسير القرآن، ج 8، ص 201-200.


اموال خود را از هر گزند با صدقه حفظ كنيد


باكروا بالصدقة فان البلايا لاتتخطاها. [1] .

صبح تان را با صدقه آغاز كنيد كه بلايا از آن نمي گذرد.

امام صادق عليه السلام

حضرت امام صادق عليه السلام با عده اي كه كالاي زيادي براي فروش با خود داشتند، همسفر بود كه بين راه اهل كاروان مطلع شدند كه راهزنان در راهند؛ از اينرو آثار ترس در چهره ي همراهان حضرت نمايان شد؛ در اين حال امام عليه السلام فرمود:

«ناراحتي شما از چيست؟ چرا اينقدر ترسيده ايد؟»

ايشان گفتند:

«ترس آن داريم كه اين سرمايه و كالاهاي تجاري مان را از دست بدهيم؛ آيا آنها را شما تحويل مي گيريد؟ اگر راهزنان بدانند كه آن كالاها از آن شماست، شايد چشم طمع نداشته باشند.»

در اينحال امام صادق عليه السلام فرمود:

«از كجا مي دانيد؛ شايد آنها براي سرقت اموال من آمده و شما بي جهت سرمايه ي خود را در معرض تلف شدن قرار دهيد.»

ايشان اظهار داشتند:



[ صفحه 161]



«پس چه كنيم؟ آيا صلاح مي دانيد آنها را در زمين پنهان كنيم.»

حضرت عليه السلام فرمود:

«اين كار بيشتر باعث تباهي آنها مي شود؛ زيرا ممكن است كسي آنها را بردارد يا در بازگشت جايش را پيدا نكنيد.»

در اينحال آنان از حضرت راهكاري طلبيدند و امام صادق عليه السلام فرمود:

«اموالتان را به كسي بسپاريد كه آن را از هر گزندي محافظت نموده و به شما باز گردانده و چند برابر رشد مي دهد؛ بطوريكه هر قسمت و جزئي از آن، بيشتر از دنيا و آنچه در اوست ارزش پيدا مي كند و هنگامي به شما باز دهد كه شديداً به آن اموال، احتياج داشته باشيد.»

در اين حال ايشان از حضرت عليه السلام خواستند كه او را معرفي فرمايد و از اينرو امام صادق عليه السلام فرمود:

«او پروردگار جهان است.»

ايشان از حضرت چگونگي انجام اين كار را پرسيدند و امام صادق عليه السلام فرمود:

«بر فقرا و مستمندان مسلمانان صدقه دهيد.»

اهل كاروان گفتند:

«اينجا بيچاره و مستمندي نيست كه به آنها صدقه دهيم.»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«تصميم بگيريد يك سوم از اين اموال را صدقه بدهيد تا خداوند بقيه را از پيشامدي كه مي ترسيد، نگه دارد.»

ايشان اينگونه تصميم گرفتند و حضرت عليه السلام فرمود:



[ صفحه 162]



«اينك شما در پناه خداوند مي باشيد؛ به راه خود دامه دهيد.»

آنان مقداري آمدند و راهزنان نمايان شدند؛ از اين رو ايشان را ترس فرا گرفت و حضرت عليه السلام فرمود:

«با اينكه در پناه خداوند متعال هستيد، ديگر از چه مي ترسيد؟!»

همينكه چشم راهزنان به حضرت صادق عليه السلام افتاد، پياده شده و دست آن جناب را بوسيده و گفتند:

«ديشب پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله را در خواب ديدم و ما را امر فرمود كه امروز به خدمتتان برسيم و در محضر شما و همراهانتان دشمنان و راهزنان را از شما دور كنيم.»

در اين حال امام صادق عليه السلام فرمود:

به شما نيازي نداريم؛ كسي كه ما را از شر شما محافظت فرمود، از گزند آنها نيز حفظ مي نمايد.»

سرانجام، مسافران به سلامت، سفر را به پايان رسانده و يك سوم از كالاي خود را صدقه دادند و سرمايه ي تجاري شان با ده برابر سود مواجه شد وبه يكديگر درباره ي وجود پر بركت امام صادق عليه السلام با شگفتي تمام سخن مي گفتند كه امام عليه السلام فرمود:

«اين بركت را در معامله ي با خدا ديديد؛ از اينرو از اين پس به همين روش ادامه دهيد» [2] .



[ صفحه 163]




پاورقي

[1] وسائل الشيعه ج 6/ حديث 12300.

[2] عيون اخبار الرضا ج 2 / 5 و بحارالانوار 93 / 120.


گناه


- سرورم! حضرت عالي در خصوص عدم توجه به كوچكي گناه چه فرموديد؟

گفتم: به كوچكي گناه نگاه نكنيد، ببينيد گناه چه كسي را مي كنيد. [1] .

[مالك بن انس مي گويد: چشمان من، كسي را كه فاضل تر از جعفر بن محمد عليه السلام باشد، چه از حيث دانش و چه از لحاظ تقوي، نديده است و او (امام صادق) هيچگاه از سه خصلت فارغ نبود. يا روزه داشت، يا در حال



[ صفحه 109]



نماز و عبادت و يا مشغول ذكر خدا بود.

جعفر بن محمد عليه السلام از بزرگان زهاد و عبادي بود كه از خدا مي ترسيد و حديث بسيار نقل مي فرمود و خوش محضر و خوش مجلس بود و محضرش بسيار مفيد و هر وقت مي گفت: «قال رسول الله» رنگش تغيير مي كرد، گاهي زرد و گاهي سبز مي شد، به قسمي كه ممكن بود شناخته نشود.

او را علم ناطق و امام صادق مي گفتند و به انجام كارهاي بزرگ و نيك معروف بود. درهاي بدي را بسته و درهاي نيكوكاري را باز نموده بود.

امام صادق عليه السلام عيب جو، بدگو، طماع، اهل خدعه، پرخور، عجول، ملول، طعنه زن، لعنت كن، پشت چشم زن و پول جمع كن نبود (و هيچ يك از اين صفات در امام عليه السلام ديده نمي شد.)]

- سرورم! مؤمن بايد داراي چند خصلت باشد؟

مؤمن بايد داراي هشت خصلت باشد: 1- در موارد اضطراب وقار خود را از دست ندهد، 2- در بلاها صبور و متحمل باشد 3- در حال رفاه شاكر و سپاسگزار باشد، 4- به آنچه خدا به او داده است قانع گردد، 5- ظلم نكند حتي به دشمنان خود، 6- با دوستان خود با سرسنگيني صحبت نكند، 7- (در خدمت به بندگان شايسته خدا) خود را خسته كند، 8- مردم از ناحيه ي او راحت باشند.



[ صفحه 110]



و نيز

مؤمن كسي است كه در دين خود قوي بوده و در عين نرمي و ملايمت استوار و دورانديش باشد، ايمانش مبتني بر يقين باشد و در فهم مطالب حريص و در هدايت مردم نشاط داشته باشد، در خيرخواهي ادامه دهد و در عين دانشمندي بردبار باشد، در راه حق با سخاوت و در عين ملايمت و نرمي باهوش باشد، در عين بي نيازي مقتصد و ميانه رو بوده و داراي تحمل باشد. ولي تحمل او از روي فهم باشد و در حال قدرت داراي گذشت باشد، شهوات او محدود و از روي رغبت و ميل قلبي باشد، با ورع گردد و در شدت سختي ها صبور باشد. مؤمن كسي است كه در اضطرابات با وقار و بردبار و در رفاه شكور باشد و غيبت نكند و متكبر نباشد. قطع رحم نكند، سست و سخت و خشن نباشد. چشمان او در اختيار خودش بوده و شكمش او را مفتضح ننمايد. خورسندي او از چيزي او را از وقار و سنگيني بيرون نبرد و نسبت به مردم حسادت نكند. مردم را سرزنش ننمايد، دزدي نكند، يار مظلوم باشد و به مسكينان ترحم كند و نفس او در زحمت باشد، ولي مردم در پرتو او راحت باشند. طالب عزت دنيا نباشد و از ذلت آن ناراحت نشود. هم او در كارش باشد، در حكم او نقص ديده نشود و رأي او سست نباشد. دين او كامل باشد و هر كس از او مشورتي خواست، او را راهنمائي كند. به هر كس به او كمك كرد، ياري كند و از



[ صفحه 111]



ناداني و بي چيزي بترسد.


پاورقي

[1] مجموعه ي مقالات، ص 28.


الكبر


الكبر في الانسان حالة تعتري النفس تدعو إلي مجاوزة الحد في إعظامها واحتقار غيرها، وبعبارة أوضح: هو إستعظام النفس ورؤية قدرها فوق قدر الغير

وهو داء عضال في النفوس الواطئة يحدث عن ضيق دائرة نظر المتكبر إلي نفسه، عندما يري فيها فضيلة ليست عند غيره، دون أن ينظر إلي نقصه وكمال غيره وإن لهذا الداء من العوارض المرضية النفسية ما يوقع صاحبه في كثير من الرذال المستقبحة، كاغتراره بالظلم وعدم إحتفائه بحقوق الناس والحقد والحسد



[ صفحه 86]



الانقياد للحق، وعدم قبول النصيحة وإعراضه عن الارشاد، وغير ذلك مما يلجي تكبر المتكبر إلي إرتكابها والابتعاد عن مكارم الأخلاق. وقد أشار الامام «ع» إلي تعريفة بقوله: ما من أحد يتيه من ذلة يجدها في نفسه [1] .

وقال «ع»: لايطمع ذو كبر في الثناء الحسن [2] .

وقال «ع»: لاجهل أضر من العجب [3] .

وقال «ع»:رأس الحزم التواضع [4] .

وقال «ع»: ثلاثة مكسبة البغضاء: العجب والنفاق والظلم [5] .


پاورقي

[1] الكافي باب الكبر.

[2] الكافي في باب العشرة.

[3] تحف العقول.

[4] البحار ج 17.

[5] تحف العقول.


اشتباه الطاهر بالنجس


سئل الامام الرضا حفيد الامام الصادق عليه السلام عن رجل معه ثوبان، فأصاب أحدهما بول، و لم يدر أيهما هو، و حضرت الصلاة، و خاف فوتها، و ليس عنده ماء، كيف يصنع؟

قال: «يصلي فيهما جميعا».

أي يكرر الصلاة مرتين في كل واحد من الثوبين بالاتفاق، لأنه علم بوجوب الصلاة في الطهارة، و هو قادر علي تأديتها بالاحتياط، فيجب أن يحتاط، لأن العلم بشغل الذمة يستدعي العلم بفراغها.



[ صفحه 48]




الغنم


قال الامام الصادق عليه السلام: في كل اربعين شاة شاة. و ليس فيما دون الأربعين شي ء، ثم ليس فيها شي ء، حتي تبلغ عشرين و مائة، فاذا بلغت عشرين و مائة ففيها مثل ذلك شاة واحدة، فاذا زادت علي مائة و عشرين ففيها شاتان، و ليس فيها أكثر من شاتين، حتي تبلغ مائتين، فاذا بلغت المائتين ففيها مثل ذلك، فاذا زادت علي المائتين شاة واحدة ففيها ثلاث شياه، ثم ليس فيها شي ء أكثر من ذلك، حتي تبلغ ثلاثمائة، فاذا بلغت ثلاثمائة شاة ففيها مثل ذلك ثلاث شياه، فاذا زادت واحدة ففيها أربع شياه، حتي تبلغ اربعمائة، فاذا تمت أربعمائة كان علي كل مائة شاة، و سقط الأمر الأول - أي زيادة الشاة علي المائة -.


الاكراه


اذا قصد الانشاء طلبا لآثاره، و العمل عليها، و لكن تولد هذا القصد من الضغط و الاكراه، فلا أثر، لقصده هذا بالاجماع، لقول الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم: رفع عن أمتي الخطأ و النسيان، و ما استكرهوا عليه، و قول الامام الصادق عليه السلام: لا يقع الطلاق باكراه، و لا سكر، و لا علي غضب.

و تقول: كيف يجتمع الاكراه و القصد، مع العلم بأن الاكراه هو عدم القصد، أو مستلزم له؟.

و نجيب بأن الظالم القوي لو هددك و توعدك اذا امتنعت عن بيع دارك تولد في نفسك خوف الضرر و من هذا الخوف تتولد الرغبة في البيع دفعا لما هو أكثر ضررا، و اعظم خطرا، فاجتمع، و الحال هذه، قصد البيع مع السبب الباعث عليه، و هو الاكراه، قال السيد اليزدي: «ان المكره مريد للفعل في الخارج... و الحامل له علي الفعل ليس الا عقله الحاكم بوجوب دفع المفاسد، و ارتكاب ما هو أقل ضررا». و قال الشيخ الأنصاري: «ان المكره يختار الفعل لاستقلال العقل بوجوب اختياره دفعا للضرر، أو ترجيحا لأقل الضررين».

هذا، و ليس من الضروري أن يقصد المكره (بالفتح) البيع، و ينوي انتقال العين من ملكه، بل قد يتلفظ بالايجاب غير قاصد لمدلوله فيقع باطلا لعدم القصد، لا للاكراه، و لكن لو افترض أنه قصد و نوي البيع و التمليك يكون قصده هدرا لا أثر له، ما دام ناشئا عن الاكراه، و بكلمة ان الاكراه يتعلق بالمقدور،



[ صفحه 68]



و القصد غير مقدور، فلا اكراه عليه بالذات، و انما الاكراه علي نفس الفعل، و مع ذلك لو حدث الفعل المكره عليه عن قصد لا يترتب عليه أثر اذا كان القصد موافقا لغرض الظالم المكره.


ترامي الضمناء


يصح أن يضمن ثان عن الضامن الأول، و يضمن عن الثاني ثالث، و هكذا، لأنه عقد تام الشروط فيجب الوفاء به، و يرجع الثالث بما اداه علي الثاني، و الثاني يرجع علي الأول، و الأول علي المضمون له الأصيل، و الشروط في الجميع هي الشروط.


تحديد الحريم


للفظ الحريم معان شتي. و المراد به هنا الارتفاق الذي يكون تابعا لدار، أو عقار، أو بئر، أو حائط، و غير ذلك.

و سبقت الاشارة الي أن الحريم لا يجوز احياؤه، و جاء في روايات أهل البيت عليهم السلام تحديدهم لحريم بعض الأشياء. فعن الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا اختلفتم في الطريق فاجعلوه سبعة أذرع».. و روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «حريم البئر العادية أربعون ذراعا حولها.. و حريم المسجد أربعون ذراعا من كل ناحية».



[ صفحه 47]



و قال صاحب الجواهر: «حريم الحائط مقدر مطرح ترابه بلا خلاف».. و بعد أن أفتي الفقهاء بموجب النصوص قالوا: ان التحديد لهذه الأشياء انما يثبت اذا اريد انشاؤها في الأرض الموات، أما الأملاك المتلاصقة الموجودة بالفعل فلا حريم لأحد علي جاره، و لكل ان يتصرف في ملكه كيف يشاء.

و الذي أراه ان الحريم يقدر بحسب الحاجة و المصلحة، و هي تختلف باختلاف البلدان و الأزمان، أما النص الوارد في تحديد الطريق و ما اليه فيحمل علي ما دعت اليه الحاجة و المصلحة في ذاك العهد.. و في كتاب أصول الاثبات عقدت فصلا مستقلا بعنوان: «هل تتغير الاحكام بحسب الأزمان؟» و قلت فيما قلت: ان من الاحكام ما شرع وفقا لطبيعة الانسان بما هو انسان، و هذه الاحكام لا يمكن أن تتغير بحال مهما تغيرت الأزمان، و ضربت أمثلة علي ذلك.. و من الاحكام ما شرع للانسان بالنظر الي مجتمعه الذي يعيش فيه، و العادات و التقاليد المألوفة في ذاك العهد، و هذا النوع من الاحكام يتبدل بتبدل المجتمع، و منه حد الطريق سبعة أذرع، حيث لم تدع الحاجة الي الزيادة يومذاك.. أما اليوم فاذا أريد انشاء قرية أو مدينة فيترك تحديد الطريق و جميع المرافق الي معرفة المهندسين، و ما يراه أهل الاختصاص من المصلحة، و ليس من شك أن الشرع يقر كل ما فيه الخير و الصالح العام.. و بكلمة ان الروايات حددت المرافق بما يتفق و ذاك العصر، حيث لا سيارات و شاحنات و مطارات، أما اليوم فليس لها من موضوع.. و مهما شككت فاني لا أشك أن الامام عليه السلام لو كان حاضرا، و أراد أن ينشي ء قرية أو مدينة لأوكل الأمر الي أهل الفن و الاختصاص في تحديد المرافق بكاملها.



[ صفحه 48]




خلاصة الأقوال


و نستخلص من هذه الأقوال ان هؤلاء الفقهاء قد أباحوا لحاكم الشرعي أن يطلق لعدم الانفاق سوي أن بعضهم خص ذلك بزوجة المعسر العاجز، كابن الجنيد و صاحب الرياض، و بعضهم خصه بزوجة الممتنع عنه مع القدرة عليه، كصاحب الحدائق و الجواهر، و بعضهم عممه لهما معا، كالسيد الحكيم و السيد اليزدي.

و نحن نميل الي رأيهما، و نري أن المعيار لجواز الطلاق هو تعذر الانفاق، سواء أكان سببه فقر الزوج و عجزه، أم عناده و عصيانه، و سواء أكان الزوج حاضرا، أم غائبا، لأن السبب الموجب هو عدم وصول الزوجة الي حقها في



[ صفحه 54]



النفقة، و لأن قول الامام عليه السلام: «لم يطعمها ما يقيم صلبها كان حقا علي الامام أن يفرق بينهما» عام و شامل لكل زوج لا ينفق علي زوجته لعسر أو عصيان، حاضرا كان أو غائبا. و في ايامنا العلماء الكبار العديد من النساء، لا متناع الزوج عن الانفاق، فالسيد محسن الأمين طلق زوجة رجل حكم عليه بالسجن المؤبد، و السيد عبدالحسين شرف الدين طلق زوجة مهاجر من الغازية، و السيد أبوالحسن الاصفهاني و كل بعض الشيوخ بطلاق العشرات من النساء العامليات، و بالأمس القريب و كل السيد الحكيم بطلاق زوجة مهاجر من صور.

و قد ذاكرت الكثير ممن أثق بعلمهم في ذلك فرأيتهم علي يقين نم جواز الطلاق لعدم الانفاق، ولكنهم يحجمون خوفا أن تشيع الفوضي، و يتطفل من ليس أهلا للعلم، و لا أمينا علي الدين، فيجري الطلاق قهرا عن الزوج دون أن تتوافر المسوغات الشرعية، و الأسباب الموجبة.. و الحل الوحيد أن يتولي ذلك من تسالم العارفون به علي اجتهاده و عدالته و تحفظه.



[ صفحه 55]




نري ابراهيم ملكوت السموات و الارض


عن عثمان بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (و كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات و الأرض) [1] .

قال: و كنت مطرقا الي الارض، فرفع يده الي فوق ثم قال الي: ارفع رأسك فرفعت رأسي، فنظرت الي السقف قد انفجر حتي خلص بصري الي نور ساطع حار بصري دونه.

قال: ثم قال لي: رأي ابراهيم عليه السلام ملكوت السماوات و الارض هكذا ثم قال لي: أطرق فأطرقت.

ثم قال لي: ارفع رأسك فرفعت رأسي فاذا السقف علي حاله.

قال: ثم أخذ بيدي و قام و أخرجني من البيت الذي كنت فيه، و أدخلني بيتا آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه و لبس ثيابا غيرها.

ثم قال لي: غمض بصرك فغمضت بصري و قال لي: لا تفتح عينيك، فلبثت ساعة.

ثم قال لي: أتدري أين أنت؟

قلت: لا جعلت فداك.



[ صفحه 106]



فقال لي: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين.

فقلت له: جعلت فداك أتاذن لي أن أفتح عيني؟

فقال لي: افتح فانك لا تري شيئا ففتحت عيني فاذا أنا في الظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي ثم سار قليلا و وقف.

فقال لي: هل تدري أين أنت؟

قلت: لا.

قال: أنت واقف علي عين الحياة التي شرب منها الخضر عليه السلام و سرنا و خرجنا من ذلك العالم الي عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه، و مساكنه و أهله، ثم خرجنا الي عالم ثالث كهيئة الاول والثاني حتي وردنا خمسة عوالم.

قال: ثم قال: هذه ملكوت الارض و لم يرها ابراهيم عليه السلام و انما رأي ملكوت السماوات و هي اثني عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضي منا امام سكن أحد هذه العوالم حتي يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه.

قال: ثم قال لي: غض بصرك فغضضت بصري، ثم أخذ بيدي فاذا نحن في البيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب، و لبس الثياب التي كانت علي، و عدنا الي مجلسنا فقلت: جعلت فداك كم مضي من النهار قال عليه السلام: ثلاث ساعات. [2] .



[ صفحه 107]



بيان: قوله عليه السلام: (و لم يرها ابراهيم) لعل المعني أن ابراهيم لم ير ملكوت جميع الارضين و انما رأي ملكوت أرض واحد، و لذا أتي الله تعالي الارض بصيغة المفرد و يحتمل أن يكون في قراءتهم عليهم السلام الارض بالنصب. [3] .


پاورقي

[1] الانعام: 75.

[2] بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 119. بحارالأنوار: ج 47.

[3] بحارالانوار: ج 47.


الصادق جعفر


حسين شاكري، قم، 1418 ق / 1376 ش، وزيري، 2ج، 1280 ص (از سري «موسوعة المصطفي و العتره، 8»).


حكمة المنافذ في الإنسان


من جعل لمنافذ البول و الغائط أشراجا [1] تضبطهما، لئلا يجريا جريانا دائما، فيفسد علي الإنسان عيشه فكم عسي أن يحصي المحصي من هذا، بل الذي لا يحصي منه و لا يعلمه الناس أكثر.


پاورقي

[1] الأشراج: في الأصل الشقاق في القوس، و قد استعار الإمام عليه السلام منها معني لمنافذ البول و الغائط.


كلمة التوحيد


صفات الشيعة 5، ح 6، حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن عمران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

من قال: لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة، و اخلاصه بها أن يحجزه لا اله الا الله عما حرم الله.



[ صفحه 35]




التداوي بالحرام


[فروع الكافي 4 / 414 ح 4: أبوعلي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيي...]

عن ابن مسكان عن الحلبي قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن دواء عجن بالخمر؟ فقال:

لا والله، ما أحب أن أنظر اليه، فكيف أتداوي به!

انه بمنزلة شحم الخنزير أو لحم الخنزير و أن أناسا ليتداوون به.


في كل ليلة


اقبال الأعمال 199: في رواية عن ابن أبي عمير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان كل ليلة:...

أعوذ بجلال وجهك الكريم، أن ينقضي عني شهر رمضان، أو يطلع عني شهر رمضان، أو يطلع الفجر من ليلتي هذه و بقي لك عندي تبعة أو ذنب تعذبني عليه يوم ألقاك.


الحكام


تابع الإمام الصادق عمل آبائه في التنبيه علي قواعد الحكم الصالح و منها حقوق



[ صفحه 314]



العامة - و هي جسم الجماعة - بنصوص دستورية يوجزها، لتحفظ عنه و تنقل منه...

يقول: «أفضل الملوك من أعطي ثلاث خصال: الرحمة و الجود و البذل».

و يقول: «ليس للملوك أن يفرطوا في ثلاثة: حفظ الثغور و تفقد المظالم و اختيار الصالحين لأعمالهم».

و ما هي إلا أركان الدولة الثلاثة: الجيش و القضاء و الإدارة.

أو مبادئ الحكم الثلاثة: المنعة في الخارج بالجيش. و العزة في الداخل بالعدل. و الحكم الصالح بالإدارة الحسنة. و الرسول يقول: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم» و هو مقال موجه للعامة و الخاصة في أمة خصيصتها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و أول المسؤولين عنهما الولاة و العلماء و القادرون.

و الصادق يقول لكل هؤلاء «خير الناس أكثرهم خدمة للناس»، يقول للحكام: «كفارة عمل السلطان قضاء حاجات الإخوان» و يقول: «المستبد برأيه موقوف علي مداحض الزلل» (العثرات). و هي مقولة تنطق بها سجلات الطغيان، حيثما كان، و في جميع الحقب. فالزلة الواحدة تزعزع قوام الطاغية أو المتعصب أو المتحكم. فهو كالواقف علي قدم واحدة.

و تعاليم الصادق في العدل و الرفق بالرعية مقولات دستورية في الأمة.

يقول: «ما أوسع العدل و إن قل» و يقول: «أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم».

و يقول لوالي المنصور علي الأهواز إذ استنصحه:

«... فاعلم أن خلاصك و نجاتك في حقن الدماء و كف الأذي عن أولياء الله و الرفق بالرعية. و الثاني حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف. و شدة في غير عنف... و إياك و السعاة و أهل النمائم... و لا تستصغرن من حلو و فضل طعام في بطون خالية ... إياك يا عبدالله أن تخيف مؤمنا».

تلك دروس جده صلي الله عليه و آله و سلم؛ و هو القائل: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة؛ إمام عادل...» فبدأ بالعدل.



[ صفحه 315]



بل يقول عليه الصلاة و السلام: «عدل السلطان يوما يعدل عبادة سبعين سنة...».

و الدنيا قدم تدوم، و الدولة قد تقوم، مع العدل و الكفر. لكنها لا تبقي مع الظلم، و إن كان الظلم واقعا علي غير مسلم. و الله تعالي يقول في محكم كتابه:

«كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. و لا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوي». [1] .

يقول الإمام الصادق: «من نكد العيش السلطان الجائر و الجار السوء و المرأة البذيئة». فالسطان الجائر أذي دائم، و منكر مستمر، تضيق الدنيا به، و إن رحبت، كما يضيق المكان - علي رحبه - بالجار السوء، و تضيق الحياة - و إن طالت أو اتسعت - مع المرأة الطويلة اللسان.

و الإمام يبدأ بالسلطان الجائر لأن أذاه يفسد الدنيا و إن صلحت، و الأسرة و إن هنؤت. و إذا عم العدل احتمل الناس همومهم حيث هم.

و من فساد السلطان أن يتولي سدته المتكبرون؛ و المتعالون في دخيلتهم منحطون. يقول الصادق: «ما من أحد يتيه إلا من ذلة وجدها في نفسه».

و من ذلك ينحي عن الرياسات من يجرون أزرهم خيلاء، فهؤلاء لا ينتفعون بتجربة من أنفسهم، و إلا لما تكبروا علي الناس، أو من غيرهم، و إلا لما غرهم الغرور. يقول: «لا يطمع القليل التجربة المعجب برأيه في الرياسة». و يقول: «من طلب الرياسة هلك».

فإذا ولي الحاكم فليخش الله في الناس، و ليعلم أن فيهم ضعفا، و أنه مطالب بالعفو و الصفح الجميل. يقول الإمام: «أولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة. و أنقص الناس عقلا من ظلم من دونه، و لم يصفح عمن اعتذر إليه».



[ صفحه 316]



و الناس مطالبون بأن يمحضوا النصح بإخلاص. و ليس الإخلاص مجرد النية الحسنة أو البدار بالكلام، و إنما هو الفكر الجاد، و تقليب الأمور علي وجوهها، و الاستماع إلي المخالفين. فالإمام يقول: «لا تكن أول مشير. و إياك و الرأي الفطير».

و كثيرا ما تأذي الناصح بنصحه، و ركبت المنصوح شياطين غلوائه. و قد يستفيد الظنة المتنصح.

و ينبه الإمام الأمة علي ألا تشتري الراحة بالرياء إذ «المؤمن يداري و لا يماري» كما يقول. و ينبه الناس - و منهم الحكام - علي أن يسارعوا إلي الخيرات بإصلاح عيوبهم، و إعلانها دون تأثم أو تحرج.

و الناس يمدون أيديهم إلي من يصارحم بمصاعبه، فيشركونه في متاعبه. يقول «أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلي عيب نفسه و أشدها مؤنة إخفاء الفاقة...». و كما يقول: «من لم يتفقد النقص في نفسه دام نقصه. و من دام نقصه فالموت خير له».

و لعل أنفع الناس للمرء، من يهدي إليه عيوبه، بأن ينبه عليها.


پاورقي

[1] لما فتح هولاكو بغداد استفتي العلماء؛ أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ فجمعوا لذلك بالمدرسة المستنصرية. و كان علي بن طاوس حاضرا، و هو المقدم المحترم. فتناول الفتيا و وضع خطه عليها بتفضيل العادل الكافر علي المسلم الجائر. و وضع العلماء خطوطهم علي ذلك.


الأسباب الداخلية في نجاح المدرسة


أما السبب الداخلي في نجاح مدرسة الامام، و استقطابها هذا العدد الهائل من التلامذة، الذين تمكن الرجاليون من احصاء أربعة آلاف منهم، فلعلنا نتمكن من معرفة ما تقدم من فصول الدراسة، و يمكننا أن نلقي عليه بعض الضوء هنا، من خلال بعض التفصيلات، لتكون الرؤيا أمامنا متكاملة من دون نقص.. و لعل السبب الذي جعل من الامام رائد الفكر و المعرفة في عصره، هو السبب الأهم في نجاح مدرسته، و نلخص ذلك في أمور ثلاثة:

1- شخصية الامام الصادق و أصالتها العلمية.. فقد سيطرت شخصية الامام بقوتها الروحية، و نبوغها العلمي، علي جميع مراكز القوي الروحية و الفكرية، و كانت موضع الاحترام من كافة طبقات الأمة، بما في ذلك الأجهزة الحاكمة رغم انفصال المواقف، و عدم التقاء الخطي بينها، يقول المنصور في كلمته السابقة.. «هذا الشجي المعترض في حلقي من أعلم الناس في زمانه..».. و هي تعبير صريح عما تملكه شخصية الامام من امتياز فذ، يتجاوز في روعته جميع المستويات القائمة يومذاك في المجتمع الاسلامي.. و لا شك أن لشخصية الرائد أثر كبير في نجاح المؤسسة التي تنتمي اليه و تخضع لرعايته..

2- الينابيع الأصيلة التي كانت تستقي منها مدرسة الامام،



[ صفحه 296]



فقد كان عطاؤها امتدادا لعطاء النبوة، الذي هو عطاء الرسالة في ينابيعها الأولي.. فلم تكن الروافد التي استقي منها الامام معطياته، من تلك التي تأثرت بوجود الأفكار الدخيلة و الأهواء و الغايات الغير المستقيمة، بل من صفو روافد النبوة و ينابيعها فعن النبي (ص) أنه قال:

«من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، و ليقتدي بأهل بيتي من بعدي، فانهم عترتي، خلقوا من طينتي، و رزقوا فهمي و علمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين صلتي، لا أنالهم شفاعتي» [1] .

و لم يكن التصور العام غائبا عن الواقع، عندما وجد في الامام الصادق أحد هؤلاء الذين عناهم النبي (ص) بكلمته هذه، و دل عليهم، و جعلهم عيبة علمه، و الأمناء علي رسالته.. و لم تكن الأمة بعد، قد تأثرت بالعصبيات المذهبية و الانقسامات الحزبية، بل كانت لا تزال في دور برائتها، تنشد المنهل العذب لتستقي منه فكرها و معرفتها.. و أي منهل أعذب من رافد النبوة الذي يمثله الامام الصادق في عصره.. بعلمه و ايمانه و رساله..

3- المحتوي الفكري للمدرسة و منهجها التربوي المتحرر.. الذي كان له أكبر الأثر في نمو المدرسة و نجاحها،



[ صفحه 297]



فقد فتحت المدرسة مثلا للعلماء باب الاجتهاد و النظر، في حدود النصوص المأثورة، و القواعد العلمية العامة، مما يعطي للفكر انفتاحا أكثر علي مشاكل العصر النفسية و الاقتصادية و الاجتماعية و علاجها.. بما يتناسب مع معطيات الشريعة و آثارها.. كما أنه يعطي للفكر التشريعي مرونة في مسايرة الحياة و أوضاعها المتجددة، و تقييم ما يستجد من مشاكل و تعقيدات، علي امتداد حركة التطور العام للحضارة، و فرض الحلول المقبولة لها..

و من الطبيعي أن اغلاق باب الاجتهاد علي مذهب فكري معين، يقلص فيه قابلية النمو، و يحدد بناء نظرياته ضمن اطار منغلق علي نفسه، يعزله عن مشاكل العصر و قضاياه المستجدة، و يكون مصيره أخيرا التجمد و التقوقع بعيدا عن منطلقات الحياة.

و من هنا نجد أن المذهب الجعفري، الذي هو امتداد لمدرسة الامام، يمتاز بالقوة و الشمول في بناء نظرياته، و انفتاح أكثر علي قضايا الحياة.. بنيما نري المذاهب الاسلامية الأخري التي بقيت تقتات من اجتهادات سالفه، و اقتصرت علي عطاء تختلف الظروف التي اقتضته عن الظروف المتطورة التي تعقبتها بامتداد الزمن.. تقف أمام قضايا العصر و مشاكله المستحدثة.. موقف اللاهث الذي يبحث عن المخرج، دون أن يحاول



[ صفحه 298]



المس بقدسية ما تلقاه من اجتهادات محددة.. فرض عليه الالتزام بها، و عدم تجاوز مضامينها..

و بهذا نتعرف جيدا علي القيمة المثلي للمحتوي الفكري لمدرسة الامام، و أثره في نجاحها و نموها هذا النمو المستمر، والذي هو من أهم انجازات الامام الفكرية الكبري، الذي حفظ فيها للشريعة مزونتها و قوتها علي مسايرة عجلة التطور في امتداد الحياة..

يضاف الي ذلك أيضا الجامعية العلمية و المشاركة الفكرية، لشتي أنواع العلوم و ما تضمنته من روائع الأفكار، فقد نبغ في مدرسة الامام، علماء في الحديث و الفقه و التفسير و الأخلاق و الطب و الكيمياء، و ما يرجع لقضايا الكون، و غيرها من العلوم التي حفلت بها المدرسة.. و هو ما يعطيها قوة و شمولا و تمكنا أكثر في النمو و البقاء..


پاورقي

[1] كنز العمال ج 6 ص 217 الحديث 3819.


الامام الصادق موسوعة علمية و علوم انسانية


كان للأئمة الاثني عشر أهل بيت رسول الله، دور هام في بناء تاريخ الاسلام و ترسيخ معانيه في قلوب الناس. و من يدرس هذا التاريح يجد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام قوة هائلة ساهمت في رفع راية الاسلام علي دنيا الله، و صارعت الظالمين و الكفار و الاستكبار، و ذلك بفضل بأسه الشديد و علمه المستنير بنورانية الاسلام.

ثم جاء بعده الامام الحسن عليه السلام فمثل دورا بارزا في حقن دماء المسلمين، و بقاء الاسلام قوة قاهرة ضد الكفار و المارقين، بما أبرمه مع معاوية بن أبي سفيان من مواثيق لم يكد تجف مدادها حتي نكث معاوية كل ما أبرمه، و حكم حكما دكتاتوريا و كسرويا. و لم يكتف بذلك حتي نصب ابنه يزيد الفاجر المارق بحد السيف حاكما علي المسلمين و قد وصفه المؤرخون بأنه: ماجن سكير عربيد ظهرت هذه الخصال كلها في أقواله و أفعاله ظلما سقي مرارته جماهير الشعب بلا شفقة و لا رحمة.

و جاء دور الامام الحسين عليه السلام فوجد كتاب الله يدعوه الي الثورة علي مفاسد عصره و ظلم الحكام الأمويين و انحرافهم عن الخط الاسلامي فقدم نفسه شهيدا مجاهدا ليعيد الي الاسلام نضارته الرحمانية و للمسلمين الحياة السعيدة الهانئة التي نعموا بمذاقها أيام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و لبي الامام الحسين عليه السلام نداء القرآن، و قدم دمه الطاهر و دماء أهله و صحبه الأبطال قربانا لله في سبيل الاسلام



[ صفحه 106]



و رفع راية الاسلام. فكانت هذه الدماء الزكية المسلسلة من دم جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الطاقة القوية الصلبة التي أعادت للاسلام عزته و زحزحت كابوس الظلم و العذاب عن قلوب جماهير الشعب.

يروي لنا التاريخ أن عبدالملك بن مروان كان يفتح القرآن الكريم و يتلو بضع آيات منه بين الحين و الحين... و بينما هو يقلب بصره فيه يوم بشر بأنه أصبح للمسلمين حاكما.. طبق القرآن و ألقي به جانبا و قال له: هذا آخر العهد بك».

و قد سرت هذه الروح أثناء حكمه في خلايا طبقة المترفين.. فانصرفت قلوبهم الي الدنيا و شغلوا بمباهجها و ملذاتها. ثم تسربت عدوي تلك الروح الي سواد الشعب... و بصر الامام زين العابدين الشهوات الآئمة تستحوز علي مشاعر عامة الناس، فبدأ بمعالجة الوضع عن طريق الأدعية التي تستمد مباهجها الساحرة من أنوار الذكر الحكيم، فكان لها الدور الواضح في تحويل الناس الي التمسك بحبل الله المتين بما أشعلته في أعصابهم من الحنين الي الله رب العالمين و ما لبثوا أن اتخذوا منها دواء ناجعا لأوجاع الظلم التي ينفثها في أحاسيسهم الحكام المستهترون.

و يأتي دور الامام الباقر عليه السلام فيري ظلام الجهل يخيم في أرض الاسلام فوق قبته الخضراء... مما دعاه الي انشاء مدرسة فقهية تعني بتربية الأجيال الصاعدة علي نهج الاسلام القويم و خطه المستقيم، فتقدمت البلاد في عهده تقدما حضاريا مباركا لا غبار عليه.

ثم جاء بعده ولده الامام الصادق عليه السلام في عصر تكاد تطفأ فيه شمعة الحكم الأموي و تشتعل شمعة الحكم العباسي.

أمعن الامام الصادق النظر في أوضاع المجتمع الاسلامي، فدرسها دراسة وافية من جميع نواحيها: الثقافية و الاقتصادية و العمرانية و العلمية فرأي تخلفا اجتماعيا و حضاريا، و لا دواء له سوي العلم وحده، فهو مفتاح كل الخزائن العمرانية و الحضارية و الاقتصادية، مما دفعه الي عقد العزم علي توسيع مدرسة أبيه حتي يجعل منها جامعة اسلامية عليا تضم في أحضانها آلاف الطلاب



[ صفحه 107]



و تخرج آلاف الفقهاء و المجتهدين حتي استقطبت أربعة آلاف طالب من بينهم رؤساء المذاهب الأخري [1] .

و انطلاقا من حزمه الصادق و عمله الواعي و المخلص، و في ظل الأوضاع السياسية السائدة حينذاك، حقق باذن الله ما كان يصبو اليه في مدرسته الذائعة الصيت.

روي الحسن بن علي الوشا الذي جاء بعد الامام الصادق فقال: «أدركت في هذا المسجد، مسجد الكوفة، تسعماية شيخ كل يقول: حدثني: جعفر بن محمد» [2] .

أما عن الأرصدة التي كانت تعطي في جامعة الامام الصادق عليه السلام كانت متنوعة كالأرصدة التي تعطي اليوم في جامعاتنا. و هي:

1- الفقه و التشريع.

2- تفسير القرآن و علومه.

3- الفلسفة و علم الكلام في منهج قرآني.

4- أصول علم الفقه.

5- علم الأخلاق.

6- علم الطب.

7- علم الكيمياء.

8- علم الفلك.

9- العلوم الكونية.

10- علم الأحياء.

يحدثنا عن هذه العلوم أحد علماء الأزهر الشريف، الشيخ محمد أبوزهرة



[ صفحه 108]



فيقول: «ان الامام جعفر الصادق كان قوة فكرية في هذا العصر، لم يكتف بالدراسات الاسلامية، و علوم القرآن و السنة، و العقيدة بل اتجه الي دراسة الكون و أسراره، ثم حلق بعقله الجبار في سماء الأفلاك، و مدارات الشمس و القمر و النجوم، ثم علم وحدانية الخالق من ابداع المخلوق، و من تعدد الأشكال و الألوان، و انه و ان كان قد درس الكون، و أصل الكون، و خاض مع الفلاسفة الذين كانوا يشككون الناس في اعتقادهم، متتبعين من سبقهم من مشركي اليونان - قد عني عناية كبري بدراسة النفس الانسانية» [3] .

و قد كان لمدرسة أو جامعة الامام الصادق صدي واسع المدي، بعث الحركة العلمية و الثقافية التي ساهمت في تطوير العالم الاسلامي تطويرا خلاقا مبدعا. و قد ورد في كتاب مختصر تاريخ العرب للسيد أمير علي الهندي وصفا حيا لذلك البعث المبارك فقال:

«لا مشاحة أن انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد علي فك الفكر من عقاله، فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي، و لا يفوتنا أن نشير الي أن الذي تزعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب المسمي بالامام الصادق» ثم يزيد شارحا عن فكر الامام الثاقب وسعة علومه:

«و هو رجل رحب أفق الفكر، بعيد أغوار العقل، ملم كل الالمام بعلوم عصره»

و عن الجامعة التي باتت روضة معطاء علي ألسنة العالم يقول:

«ان طلاب العلم كانوا يأتونها من كل فج عميق لكي يغنوا عقولهم من ثرواتها العلمية.. ثم يعودوا الي بلدانهم لينشروا فيها ذلك الغني ثقافة و مدنية و عمرانا وحبا.

و لم يكن يحضر حلقاته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب



[ صفحه 109]



الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الأنحاء القاصية» [4] .

و في منجد الأعلام يقولون: ان جامعة الامام الصادق كانت امتدادا لمدرسة أبيه الامام الباقر عليه السلام و كانت عشا ذهبيا لطلاب العلوم، و قد سعدت بما كانت تنشده من تلقيح الأذهان بسحر البهاء الثقافي... و نجحت نجاحا كبيرا في نشر الثقافة الاسلامية.

و قالوا: من شؤون الصادق نسخ الحياة العلمية.. و الفاعل الحي في تقدمها و سموها... ألا و هو التأليف و التدوين. الذي كان من أهم انجازات الامام الصادق.. و كان قبله قليل الحدوث.

و لا مناص لك من أن تأخذ الدهشة بلبك حين يطلعونك علي عدد الكتب التي ألفها تلاميذه في ذلك الزمن، و بلغ ما ألفه تلاميذه أربعمائة كتاب لأربعمائة مؤلف» [5] .

و هذا ابن حجر، الشافعي المذهب، يخبرنا عن علوم الامام الصادق و انبساطها في العالم انبساط ضياء الصباح، قال: «و نقل الناس عن الصادق من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان» [6] و هكذا كما تري تجاوز الحديث عن جامعة الامام الصادق الي خارج العالم العربي و الاسلامي، فعلماء الغرب قد رووا علم الامام الصادق و عرفوا أن وجوده كان منارة للمجتمع الانساني بأسره، بما نثر من درر علومه و حكمته علي طلابه في أفياء بستانه الأنيق في المدينة المنورة. و المستشرق المعروف (روندلسن) يعرض علينا لوحة فيها مشهد تاريخي بارز للامام الصادق و يؤكد وجود شبه بين مدرسة الامام و بين مدرسة الفيلسوف اليوناني سقراط. قال: «و من الوصف الذي تقرؤه عن اكرام جعفر الصادق ضيوفه في بستانه الجميل في المدينة، و استقباله الناس علي مختلف



[ صفحه 110]



مذاهبهم يظهر لنا أنه كانت له مدرسة شبه سقراطية» [7] .

و في الفصل الرابع من كتابه تحت عنوان: «المدرسة الكبري» صدره بقول الامام الشافعي:



يا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله، في القرآن أنزله



كفاكم من عظيم القدر أنكم

من لم يصل عليكم لا صلاة له



و يتابع قائلا في هذا الفصل ص 205 «الامام جعفر يمثل صميم الاسلام يجتمع في نسبه النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أبوبكر و علي... و هو امام الدين و الفقه و بحر في العلوم الطبيعية... و هذا البحر امام يهتدي بهديه و اجتهاده أئمة أهل السنة كافة».

و يطل علينا ثانية الشيخ محمد أبوزهرة ليقدم لنا جديدا عن الامام الصادق فيقارن بين الامام الصادق و سقراط و يقول: لا جدال أن سقراط أحدث ثورة في الفلسفة بأسلوبه و فكره... و الامام الصادق جعل من الفلسفة منهاجا فخلق ثورة علي الجمود و أذهل عقول الملحدين... ولكن، هل وقف الامام عند حدود الفلسفة؟ يزيد الشيخ أبوزهرة: «و اذا كان تاريخ الفلسفة يقرر أن سقراط قد أنزل الفلسفة من السماء الي الانسان، فالامام الصادق قد درس السماء و الأرض و الانسان و شرائع الديان.

و لدراسته للكون و الانسان، فهم الأخلاق الانسانية علي وجهها، و ما يقوم الانسان، و ما يهديه، و فهم أثر الدين فيه، و فهم الطبائع و الغرائز و ما يهذبها» [8] .

فالفرق واضح تماما، فسقراط وقفت ثورته عند حدود الفلسفة أما الصادق فقد تجاوز حدود الفلسفة: «التوحيد... و الاجتماع و الاقتصاد... و كثير من العلوم... فدرس الكون ثم نفذ الي أعماق الروح الانسانية فدرسها... و هذه الدراسة يسرت له فهم أخلاق الناس و طبائعهم و سيرهم. و هذا الفهم سهل عليه أن



[ صفحه 111]



يهذب أخلاقهم و أمزجتهم، و يقوم طبائعهم و عاداتهم، و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

و الحقيقة أن أفضل كلمة نستطيع وصف الامام الصادق بها هي كلمة: عبقرية. لقد كان متألقا في أخلاقه المحمدية.. الاسلامية.. الانسانية، متألقا في أصول العلوم الدينية، و السياسية و الاجتماعية، و الاقتصادية، و العلمية... و فروعها...

و الامام الصادق كان يصنع العلماء و يربيهم، لأنه يمتلك عبقريتين: عبقرية علمية و عبقرية أخلاقية. فحياته المقدسة في كل جوانبها الروحية و المادية خير و حق و نور. أني سار و كيفما اتجه و حيثما حل. كان كالماء للأرض العطشي و كالهواء المنعش للانسان و كأشعة الشمس تتغلغل في خلايا الكون فتنعشه... و تنيره. قال الأستاذ رمضان لاوند في ذكره مدرسة الامام الصادق عليه السلام و من خرجتهم من كبار العلماء:

«كانت حياة الامام الصادق اشعاعا لا ينقطع، يصوغ به العلماء، و يشبع به حب المعرفة، كما كانت حياته شعاعا لا ينقطع يضوغ به الحب سخاء في اليد، وسعة في الصدر، و نبلا في النفس، و نقاء في الضمير» [9] .

و في تاريخ الاسلام نجد مدرسته تنطق خصبا و علما و وعيا، و ما من كاتب أو باحث يبحث عن يقظة الفكر العربي - الاسلامي، الا و يشير باصبع من نور الي جامعة الصادق التي تتدفق منها جداول في رحاب العالم فتعلو بها قباب العمران، و تخضر منها جنات الحضارات، و تسمو بها سماء الانسانية. ذلك السمو العلمي المتعدد الجوانب يجعل من الامام الصادق دائرة معارف، يسعي لينهل من نمير علومها كل طالب نابه من طلاب عصره، يتطلع الي التخصص في المادة العلمية التي يتعشقها، فحقق لهم ما أرادوا فكان منهم الفقهاء و العلماء و الأدباء و طلاب العلوم في جميع أنواعها مثل الفقه و الفلسفة و علم الكلام و التفسير و الكيمياء... يذكر أصحاب «منجد الأعلام» فيقولون: «الصادق هو نسخ الحياة العلمية... و الفاعل الحي في تقدمها و سموها ألا و هو: التأليف و التدوين» [10] .



[ صفحه 112]




پاورقي

[1] راجع الامام الصادق لمحمد أبوزهرة صفحة 113 و عباس محمود العقاد في كتابه: أبوالشهداء الحسين بن علي ص 43 - 44.

[2] الامام الصادق محمد جواد فصل الله خصائصه مميزاته 129،.

[3] الامام الصادق محمد أبوزهرة ص 128.

[4] الامام الصادق محمد جواد فضل الله ص 128.

[5] منجد الأعلام مادة صدق.

[6] الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ص 201.

[7] الامام الصادق لعبد الحليم الجندي المستشار الثقافي في المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية في مصر القاهرة 1977 م ص 219.

[8] الامام الصادق الشيخ محمد أبوزهرة ص 20.

[9] الامام الصادق رمضان لاوند ص 17.

[10] منجد الأعلام مادة صدق.


قضا و قدر چيست؟


1- روايت شده است: مردي از امام صادق - عليه السلام - درباره ي قضا و قدر سؤال كرد؟

حضرت فرمودند: آنچه كه مي تواني انسان را به خاطر آن ملامت و مورد سرزنش قرار دهي آن عمل از ناحيه ي خود انسان است (و كار خدا نيست)، و آنچه كه به خاطر آن نمي تواني انسان را ملامت و سرزنش كني آن از ناحيه ي خدا (و فعل او) است.

خداوند متعال به بنده مي گويد: چرا معصيت كردي؟ چرا فسق كردي؟ چرا شراب خوردي؟ چرا زنا كردي؟ پس اينها كار انسان است.

ولي به او نمي گويد: چرا بيمار شدي؟ چرا كوتاه شدي؟ چرا سفيد شدي؟ چرا سياه شدي؟ زيرا اين امور فعل خداست. [1] .

2- جميل گويد: از امام صادق - عليه السلام - درباره ي قضا و قدر سؤال نمودم.

حضرت فرمود: آنها دو مخلوق از مخلوقات خدا هستند، و خداوند در مخلوق خود هر طوري كه بخواهد كم و زياد مي كند.

جميل گويد: خواستم درباره ي مشيت سؤال كنم، حضرت به من نگاه كردند، و فرمودند: در اين زمينه به تو پاسخ نمي دهم. [2] .

3- ابن اذينه گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: فدايت شوم؛ درباره ي قضا و قدر چه مي گوئي؟



[ صفحه 54]



حضرت فرمود: خداوند هنگامي كه روز قيامت بندگان را جمع مي كند، از عهدي كه بين او و آنها هست سؤال خواهد نمود، ولي از چيزي كه بر آنها مقدر نموده سؤال نخواهد كرد. [3] .



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 5 ص 59 ح 109.

[2] بحارالأنوار: ج 5 ص 120 ح 62.

[3] بحارالأنوار: ج 5 ص 112 ح 38.


اسحاق


يكي ديگر از اولادهاي حضرت صادق عليه السلام اسحاق است كه اهل ورع پارسائي بود و از رواة موثق است او در امامت برادرش شك و ترديدي نداشت و از پدرش نصوصي بر امامت برادرش نقل كرد.


حديث 054


4 شنبه

المرء كثير بأخيه.

آدمي به وسيله ي برادر (و دوستانش) زياد مي شود.

تحف، ص 368


طاعة الجن


محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسي، عن أبي عبدالله المؤمن، عن أبي حنيفة سائق الحاج، عن بعض أصحابنا قال: أتيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت له: أقيم عليك حتي تشخص؟ فقال: لا امض حتي يقدم علينا أبوالفضل سدير، فان تهيأ لنا بعض ما نريد كتبنا اليك، قال: فسرنا يومين و ليلة، قال: فأتي رجل طويل آدم بكتاب خاتمه رطب و الكتاب رطب، قال: فقرأته: فاذا فيه ان أباالفضل قدم علينا و نحن شاخصون ان شاء الله فأقم حتي نأتيك. قال: فأتاني فقلت: جعلت فداك انه أتاني الكتاب رطبا و الخاتم رطب قال: فقال: ان لنا أتباعا من الجن كما أن لنا أتباعا من الانس، فاذا أردنا أمرا بعثناهم [1] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات ص 109 ج 2 باب 18 ح 14.


از اعتقاد خود برگشتم


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: به شما سفارش مي كنم پرهيزكار باشيد و با ارتكاب گناه، مردم را بر خود مسلط نكنيد و خويشتن را دچار ذلت و خواري ننمائيد.

حسن بن سعيد از عبدالعزيز روايت مي كند كه گفت: من به جعفر بن محمد عليه السلام اعتقاد خدايي داشتم. روزي به مجلس آن حضرت رفتم، فرمود: اي عبدالعزيز ابريق بياور كه اراده طهارت كردن دارم. چون آب حاضر كردم، حضرت به درون مستراح رفت و به قضاء حاجت مشغول شد. من با خود گفتم كه اين شخص به قضاي حاجت مي رود. از آن اعتقاد منحرف شدم. چون آن حضرت بيرون آمد فرمود: اي عبدالعزيز آن مقدار بار بر روي بنا بايد گذاشت كه طاقت آن را داشته باشد. تا آن بنا ويران نشود. به تحقيق ما بنده ها هستيم كه خلق شده ايم از براي عبادت حق جل شأنه.



[ صفحه 125]




كتابه إلي الإمام الكاظم في كتمان الشهادة


سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمّد بن منصور الخزاعيّ عن عليّ بن سويد السّائيّ عن أبي الحسن عليه السلام قال: كتب أبي في رسالته إليَّ وسألته عن الشّهادة لهم:

فَأقِمِ الشَّهادَةَ للَّهِِ وَلَو عَلي نَفسِكَ أو الوالِدَينِ وَالأقرَبينَ فيما بَينَكَ وَبَينَهُم فإن خِفتَ عَلي أخيكَ ضَيماً فَلا.

الحسين بن محمّد عن محمّد بن أحمد النّهديّ عن إسماعيل بن مهران مثله. [1] .



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] الكافي: ج 7 ص381 ح3، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 276 ح 757.


وصيت 15


وصية الامام عليه السلام لأبي الجارود

عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له عليه السلام، أوصني فقال أوصيك بتقوي الله و أن تلزم بيتك و تقعد في دهماء هؤلاء الناس، و اياك و الخوارج منا؛ فانهم ليسوا علي شي ء و لا الي شي ء، و اعلم أن لبني امية ملكا لا يستطيع الناس أن تردعه و أن لأهل الحق دولة اذا جاء ت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلي و ان قبضة الله قبل ذلك خار له، واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا الا صرعتهم المنية و البلية حتي تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول الله صلي الله عليه و آله لا يواري قتيلهم و لا يرفع صريعهم و لا يداوي جريحهم، قلت: من هم؟ قال: الملائكة [1] .



[ صفحه 102]



ابوجارود مي گويد: از امام باقر عليه السلام تقاضاي وصيت نمودم. حضرت فرمود: سفارش مي كنم تو را به تقواي الهي، و اين كه در خانه بماني و در سر و صداي اين مردم خانه نشين باشي، و دوري كني از خروج كننده هاي ما؛ چرا كه آنان چيزي نيستند و به سوي هدف درستي نمي روند و بدان كه بني اميه حكومتي دارند كه مردم نمي توانند از آن جلوگيري كنند، و اهل حق دولتي دارند كه هرگاه نوبت آن برسد، خداوند به هر كدام از ما اهل بيت بخواهد، عطا خواهد نمود. هر كدام از شما آن زمان را درك كند، با ما در جايگاه بالا و مقام رفيع خواهد بود، و اگر پيش از آن كه آن را درك كند، از دنيا برود، خداوند آن را برايش اختيار نموده است. و بدان قيام نمي كند گروهي براي دفع ظلم با عزيز نمودن دين، مگر اين كه گرفتار مرگ و بلاها مي شوند، تا اين كه گروهي قيام كنند كه در بدر با رسول خدا صلي الله عليه و آله بوده اند؛ آن ها كشته شده هايشان را دفن نمي نمايند و بر زمين افتاده هايشان را بلند نمي كنند و مجروحانشان را مداوا نمي نمايند.

ابوجارود مي گويد كه پرسيدم: اين ها كيانند؟

فرمود: فرشتگان.

مكتب اهل بيت عليهم السلام مكتبي است الهي كه ريشه و اساس آن از وحي است و تأمين كننده ي سعادت پيروان و دوستان و ارادتمندانش مي باشد، از اين رو پيغمبر عظيم الشأن اسلام صلي الله عليه و آله فرمود: «تا زماني كه در مسير اهل بيت من باشيد، هلاك نمي شويد و آسيبي



[ صفحه 103]



به شما نخواهد رسيد و همواره بر حق خواهيد بود، زيرا حق با آنان است.»

در اين وصيت مي بينيم كه چگونه دوستانشان را متوجه مسايل حال و آينده مي كنند و با راهنمايي هاي دوستانه و منطقي، راه حق و حقيقت را روشن مي نمايند. همچنين گمراه و منحرف را معرفي مي كنند، تا پيروانشان هوشيار باشند و فريب حكام جور و ستم را نخورند. آري؛ اين وظيفه ي امام بر حق و جانشين راستين پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله است.


پاورقي

[1] كتاب الغيبه، نعماني، ص 194، ح 1، باب 11.


انقراض الحيوان لو لم يلد ذكورا و اناثا


و لو لم يولد من الحيوان الا ذكر فقط أو انثي فقط ألم يكن النسل منقطعا و باد مع أجناس الحيوان، فصار بعض الأولاد يأتي ذكورا و بعضها يأتي اناثا ليدوم التناسل و لا ينقطع.



[ صفحه 63]




خوف از عذاب الهي


روزي امام صادق عليه السلام براي خوردن غذا، در كنار سفره نشست، كاسه آبگوشتي نزدش گذاشتند، آبگوشت داغ بود، وقتي كه امام لقمه را در ميان آبگوشت گذاشت داغي آن را احساس كرد، در همين لحظه به ياد داغي حرارت آتش دوزخ افتاد، دستش را از غذا كشيد و چند بار به طور مكرر فرمود:

«نستجير بالله من النار، نعوذ بالله من النار» [1] .

در خواست پناهندگي مي كنيم از خدا از آتش دوزخ، پناه مي بريم به خدا از آتش دوزخ.



[ صفحه 82]



هنگامي كه امام صادق عليه السلام نماز مي خواند، آن چنان در خوف و اضطراب فرو مي رفت كه رنگ چهره اش سرخ و زرد مي شد، گويي به طور مستقيم رو در رو با شخصي سخن مي گويد.


پاورقي

[1] الكافي، ج 8، ص 164.


ولاة المدينة في العهد الأموي


أما ولاة المدينة المنورة فنحن نتعرض لمن وليها في العهدين الاموي و العباسي في حياة الامام الصادق عليه السلام بايجاز، لتقف علي بعض الحوادث التي شاهدها الامام الصادق عليه السلام، و تجرع مرارة ذلك الظلم الذي لقيته الامة و تحمله رجالها الابرار.

و قد تعاب علي المدينة ولاة جاروا في الحكم، و استهانوا بحرمة هذا البلد، و منهم الحجاج بن يوسف فقد ولي المدينة بعد قتل ابن الزبير سنة 74 و أقام فيها ثلاثة اشهر و تغيب عنه أهلها، و قد استهان بصحابة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و ختم أيديهم و أعناقهم بالرصاص ليذلهم، ثم عزله عبدالملك سنة 75 و ولاه



[ صفحه 133]



العراق، و أمر علي المدينة أبان بن عثمان بن عفان، ثم عزله عبدالملك سنة 82 و ولي هشام بن اسماعيل المخزومي.

و نحن لا نريد أن نتعرض بالحديث عن الولاة الذي سبقوا عهد الامام الصادق عليه السلام و أيام حياته، بل يختص بحثنا بمن ولي المدينة في ايامه عليه السلام و هم:


تظاهر المنصور بالعدل


و الذي يلفت النظر: هو محاولة المنصور تغطية أعماله بأقوال فارغة، و ادعاء كاذب و تظاهر بالزهد.

قيل لجعفر بن محمد عليه السلام: إن أباجعفر يعرف بلباس جبة هروية مرقوعة و إنه يرقع قميصه.

فقال جعفر عليه السلام: الحمدلله الذي ابتلاه بفقر نفسه في ملكه. [1] .

و ضرب كاتبه محمد بن جميل خمس عشرة درة لأنه لبس سراويل كتان و قال له: إن هذا من السرف، و هو يحاول بذلك أن يفهم الناس بأنه أمين علي أموال الأمة، و دينه بمنعه بأن يري كاتبه يسرف في لباسه.

و خطب في يوم عرفة فقال:

أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه و تسديده، و أنا خازنه علي فيئه أعمل بمشيئته، و أقسمه بإرادته و أعطيه باذنه، فقد جعلني الله عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني لأعطياتكم و قسم فيئكم فتحني، و إذا شاء أن يقفلني أقفلني، فارغبوا إلي الله أيها الناس و سلوه - في هذا اليوم الشريف [2] - أن يوفقني للصواب و يسددني للرشاد، و يلهمني الرأفة بكم و الإحسان اليكم و يفتحني لأعطياتكم!.

فهو يحاول أن يتبرأ من عهدة بخله و يدعي طهارة ثوبه مما علق به من الدماء، و أنه أمر يعود إلي الله و بأمره، إذ هو سلطانه فيتبع الحق و يخالف الباطل، ولكن الواقع غير ما يقول.

ثم نراه يصل إلي درجة أخري من القداسة بموافقة أعماله لما يرضي الله ولكنها أمور ادعائية لا صلة لها بالواقع. فهو يقول في خطبة أخري:

الحمدلله أحمده و أستعينه و أؤمن به و أتوكل عليه، و أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له. فاعترضه معترض عن يمينه - و هو أبوالجوزاء - فقال: أيها الإنسان أذكرك من ذكرت به؟.



[ صفحه 479]



فقطع الخطبة، ثم قال: سمعا سمعا لمن حفظ عن الله و ذكر به، و أعوذ بالله أن أكون جبارا عنيدا. ثم التفت اليه قائلا له: و إياك و إياكم معشر الناس أختها، فان الحكمة علينا نزلت، و من عندنا فصلت فردوا الأمر إلي أهله توردوه موارده، و تصدروه مصادره، و عاد إلي خطبته.

فهو بهذا الرد يخيف الناس و يهدد من يرد عليه أو ينقد عمله، لأنه يظهر نفسه بالمحافظة علي الدين، و أنه يحكم بأمر الله، و لا يتبع الهوي، و أنه رجل عدل، و مثال تقوي، اذ هو سلطان الله، يعمل بمشيئته و لا يخالف حكمه؛ و كان ينقد سياسة الأمويين و أعمالهم مع أن عهده كان امتدادا للحكم الأموي و زيادة.

قال المنصور يوما لعبد الرحمن الافريقي: كيف سلطاني من سلطان بني أمية؟.

فقال عبدالرحمن: ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور إلا رأيته في سلطانك. [3] .

و كان عبدالرحمن هذا من أهل افريقيا يطلب العلم مع المنصور قبل الخلافة، فلما ولي المنصور و ظهر الجور في عهده قدم عبدالرحمن علي المنصور فأقام ببابه شهرا لا يمكنه الدخول عليه.

فلما أذن له بالدخول قال له المنصور: ما أقدمك؟

قال: ظهر الجور ببلادنا فجئت لأعلمك، فاذا الجور يخرج من دارك. و رأيت أعمالا سيئة، و ظلما فاشيا، ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم. فغضب المنصور، و أمر بإخراجه. [4] .

و لما حج المنصور في السنة التي مات فيها فبينما هو يطوف بالبيت إذ سمع قائلا يقول: اللهم إني أشكو اليك ظهور البغي و الفساد في الأرض و ما يحول بين الحق و أهله من الطمع.

فخرج المنصور إلي ناحية من المسجد و دعا بالقائل فسأله عن قوله؟ فقال: يا أميرالمؤمنين إن أمنتني أنبأتك بالأمور علي جليتها، فقال: أنت آمن علي نفسك و مالك.

فقال: إن الذي دخله الطمع حتي حال بين الحق و أهله هو أنت.



[ صفحه 480]



فقال: و يحك فكيف يدخلني الطمع و السفراء و البيضاء عندي؟!

فقال: يا أميرالمؤمنين لأن الله استرعاك للمسلمين و أموالهم، فجعلت بينك و بينهم حجابا من الحص و الآجر، و أبوابا من الحديد، و حجابا معهم من الأسلحة، و أمرتهم أن لا يدخل عليك إلا فلان و فلان، و لم تأمر بإيصال المظلوم، و لا الملهوف، و لا الضعيف، و لا الفقير، و لا الجائع، و لا العاري، و ما منهم إلا و له في هذا المال حق، فلما رآك هؤلاء النفر الذين استخلصتهم لنفسك و آثرتهم علي رعيتك تجبي الأموال فلا تعطيها، و تجمعها فلا تقسمها، قالوا: هذا قد خان الله تعالي فمالنا لا نخونه و قد سخر لنا نفسه، فاتفقوا علي أن لا يصل اليك من أخبار الناس إلا ما أرادوا، و لا يخرج لك عامل إلا اقصوه و نفوه، حتي تسقط منزلته، فلما اشتهر هذه عنك و عنهم عظمهم الناس و هابوهم، فكان أول من صانعهم عمالك في الهدايا، ليقووا بهم علي ظلم رعيتك، ثم فعل ذلك ذوو القدرة و الثروة، لينالوا بهم ظلم من دونهم، فامتلأت بلاد الله بالطمع ظلما و فسادا، و صار هؤلاء شركاؤك في سلطانك و أنت غافل، فان جاء متظلم حيل بينه و بين الدخول عليك، فان أراد رفع قصته اليه و جدك قد منعت من ذلك و جعلت رجلا للمظالم، فلا يزال المظلوم يختلف اليه و هو يدافعه خوفا من بطانتك، و إذا صرخ بين يديك ضرب ليكون نكالا لغيره، و أنت تنظر و لا تفكر فما بقاء الإسلام علي هذا. [5] .

و قال له عمه عبدالصعد بن علي: لقد هجمت بالعقوبة حتي كأنك لم تسمع بالعفو؟!! فقال: لأن بني مروان لم تبل رممهم و آل أبي طالب لم تغمد سيوفهم، و نحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة، و اليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو و استعمال العقوبة. [6] .

و وقفت في طريقه - يوم دخل المدينة - ابنة صغيرة لعبد الله بن الحسن و هي تسنعطفه و تطلب منه الرحمة و الاشفاق، عندما يقع نظره عليها و هي بتلك الخالة و تخاطبه برقة و استعطاف:



ارحم كبيرا سنه متهدم

في السجن بين سلاسل و قيود



ان جدت بالرحم القريبة بيننا

ما جدكم من جدنا ببعيد



و كانت تأمل إطلاق أسيرها رحمة بحالها، ولكن المنصور عندما سمع صوتها قال: أذكر تنيه ثم أمر به فأحدر بالمطبق و ضيق عليه سجنه و كان السجن



[ صفحه 481]



خاتمة مطاف ذلك الأسير و نهاية حياته.

و رغم هذه الأعمال و ما اتضح للناس من سوء السيرة و الإجحاف بحقوق الرعية، فقد كان يحاول أن يصبغ الدولة بصبغة دينية، و أنه الوارث الشرعي لهذا الحق، و هو القائم بالعدل.

كان المنصور يطارد العلماء الذين يأمرونه بالمعروف و ينكرون أعماله، و يقرب آخرين ممن خضع لغير الحق.

و كان يريق دماء أبناء رسول الله و يملأ السجون منهم، بينما نراه يحتفظ بحصيرة بالية قد مرت عليها السنون، يقال إنها كانت لرسول الله صلي الله عليه وآله و سلم، فيتبرك بها أمام الناس، و جعل لها موضعا خاصا، و خادما يحتفظ بها يحملها أوقات الصلاة أمام الناس ليظهر لهم أنه محافظ علي آثار النبي صلي الله عليه و آله و سلم تمويها و خداعا.

و كان يطلب من الزهاد و الوعاظ أن يعظوه بمجلسه، فيرق عند سماع الوعظ و يبكي، ولكنه بدون اتعاظ، و تجري دموعه و لكن بدون خشوع و إنما هو من باب: كف تذبح و أخري تسبح، إلي غير ذلك من الأمور التي كان يفعلها إغراء للناس ليغطي أعماله التي ارتكبها.

و سار علي ذلك أحفاده و وضعت في دولتهم بشائر عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم ليكون لهم في قلوب الناس اعتقاد راسخ و سلطة دينية، فمن الأحاديث التي وضعت لإعلاء شأنهم (اللهم اغفر للعباس و ولد العباس و لمن أحبهم). [7] .

و بصورة أخري: «اللهم اغفر للعباس و ولد العباس و لمن أحبهم، اللهم اغفر للعباس ما أسر و ما أعلن و ما أبدي و ما أخفي، و ما كان و ما يكون منه و من ذريته إلي يوم القيامة». [8] و هذه أحاديث مكذوبة كما حققها الحفاظ من علماء الحديث.

و بهذا يريدون أن يكونوا في سلامة من المؤاخذة و عليهم حصانة من العقاب، كما حاولوا أن تكون دولتهم هي الدولة الصالحة التي يبشر بها النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فرووا عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: يخرج منا رجل في انقطاع من الزمن و ظهور من الفتن يسمي السفاح [9] و بلفظ آخر عن المهدي بن المنصور عن آبائه مرفوعا: ليكونن منا السفاح و المنصور و المهدي. [10] .



[ صفحه 482]



يقول الدكتور أحمد أمين: فوضعت الاساطير حول العباس، و عبدالله ابن العباس، و غيرهما من آل العباس، من مثل ما يروي أن عمر بن الخطاب استسقي بالعباس عام الرمادة لما اشتد القحط، فسقاهم الله تعالي به، و أخصبت الأرض، فقال عمر: هذا و الله الوسيلة إلي الله و المكان منه، و لما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس و يقولون له: ساقي الحرمين. [11] .

و تصوير بعض المؤرخين بأنه - أي عبدالله بن العباس - سياسي محنك قدير، كان يرسم الخطط لعلي بن أبي طالب، مع أن أكبر مزية له في الواقع هي سعة علمه إلي غير ذلك. [12] .

و قد حقق الحفاظ هذه الأحاديث و غيرها الواردة في حق بني العباس و قد نصوا علي انها موضوعة من قبل أناس تقربوا إليهم بالكذب علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم عندما لمسوا رغبتهم في تأييد سلطانهم، و أنهم خلفاء الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و أولياء الأمر. و إن ارتكبوا الجرائم و خالفوا الإسلام.

و علي أي حال فان المنصور الدوانيقي كان سيي ء السيرة مع أبناء علي عليه السلام و قد قابل الإمام الصادق عليه السلام بكل جفاء و غلظة، و تشدد في أمره و حاول الفتك به مرارا حتي حان الوقت، و حل الأجل فدس إليه السم، و قضي عليه في سنة 148 ه.

و قد تحمل الإمام الصادق عليه السلام من طاغية زمانه أكثر مما تحمله من خصومه الأمويين، ولكنه عليه السلام لم تهن عزيمته، و سار في نهجه الذي نهجه لنفسه، من الدعوة إلي الله، و مناصرة المظلومين، و إعلان الغضب علي المنصور و وجوب مقاطعته، و عدم المؤازرة له و المعاونة معه، لأن حكومته غير شرعية فهو ظالم غاشم و حاكم مستبد.

و لم تلن قناته يوما ما، أو يخدع بحيل المنصور فيتحول عن رأيه، أو يتنازل عن أحقيته للامرة دونه ولكن الوقت لم يأت، و الزمان ليس بزمانه لا يريد أن يزج الأمة في حرب طاحنة، تكون نتائجها غير مرضية. فسلك عليه السلام طريق التريث و النظر إلي العواقب و نهض إلي إصلاح المجتمع ليصلح وضع الدولة و حاول تطهير القلوب من رواسب الخلافات التي خلفها العهد الأموي، و وسع دائرتها العهد العباسي.



[ صفحه 483]




پاورقي

[1] الكامل لابن الأثير ج 6 ص 13.

[2] الطبري ج 6 ص 330.

[3] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 105.

[4] تاريخ بغداد ج 10 ص 215.

[5] تاريخ ابن الساعي ص 19.

[6] تاريخ الخلفاء للسيوطي 104.

[7] تاريخ بغداد ج 10 ص 39.

[8] انظر شرح الهمزية لابن حجر ص 318.

[9] تاريخ بغداد ج 1 ص 48.

[10] نفس المصدر.

[11] أسد الغابة ج 3 ص 111.

[12] ضحي الاسلام.


آراء الخوارج و فرقهم


اتفق جمهور الخوارج علي نظريتين:

1- نظرية الخلافة: و هي أن الخليفة لا يكون الا بانتخاب حر صحيح من



[ صفحه 115]



المسلمين، و يستمر الخليفة ما قام بالعدل مبتعدا عن الزيغ و الخطأ، فان حاد وجب عزله أو قتله.

2- ان العمل جزء من الايمان، و ليس الايمان الاعتقاد وحده، فمن لم يعمل بفروض الدين و ارتكب الكبائر فهو عندهم كافر. و لم يفرقوا بين ذنب يرتكب عن قصد و سوء نية و خطأ في الرأي و الاجتهاد يؤدي الي مخالفة الصواب، و بهذا كفروا جميع فرق المسلمين و أباحوا دماءهم.

و الخوارج لا يرون أن يختص الخليفة ببيت من العرب، فليست الخلافة في قريش عندهم، و ليست لعربي دون أعجمي، و الجميع فيها سواء، بل يفضلون أن يكون الخليفة من غير قريش ليسهل عزله أو قتله.

و بهذا استمالوا العناصر غير العربية، و جلبوا الموالي اليهم، لأن آراء الخوارج من شأنها أن تجعل للموالي الحق في أن يكونوا خلفاء، لذلك التحق بعم عدد كثير من الموالي، و لولا تعصب بعض الخوارج عليهم لازداد عددهم، لأن هذه الآراء تفسح المجال لتدخل الدخلاء في الاسلام، و مع ذلك فقد تكونت فرقة منهم انضمت لفرقة الخوارج، و هم اليزيدية اتباع يزيد بن أنيسة الخارجي، و ادعوا أن الله سبحانه و تعالي يبعث رسولا من العجم ينزل عليه كتابا ينسخ الشريعة المحمدية. و كذلك تكونت فرقة الميمونية، اتباع ميمون العجردي؛ و أظهورا عقائد المجوس، فكانوا يبيحون نكاح بنات الأؤلاد و بنات اولاد الأخوة، و بنات أولاد الأخوات.


في خلق الانسان


قال عليه السلام بعد أن ذكر الملحدين و أسباب شكهم و تهيئة هذا العالم و تأليف أجزائه: نبتدي يا مفضل بذكلر خلق الانسان فاعتبر به، فأؤل ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم، و هو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، و ظلمه الرحم، و ظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء و لا دفع أذي، و لا استجلاب منفعة، و لا دفع مضرة، فانه يجري اليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاءه حتي اذا كمل خلقه، و استحكم بدنه، و قوي أديمه علي مباشرة الهواء و بصره علي ملاقاة الضياء، هاج الطلق بأمه فأزعجه أشد ازعاج و اعنفه حتي يولد، و اذا ولد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم امه الي ثدييها، فانقلب ذلك الطعم و اللون الي ضرب آخر من الغذاء و هو أشد موافقة للمولود من الدم، فيوافيه في وقت حاجته اليه، فحين يولد تلمظ و حرك شفتيه طلبا للرضاع، فهو يجد ثدي امه كاداوتين لحاجته اليه، فلا يزال يغتذي باللبن ما دام رطب البدن رقيق الامعاء لين الاعضاء، حتي اذا تحرك و احتاج الي غذاء فيه صلابة ليشتد و يقوي بدنه، طلعت له الطواحن من الأسنان و الأضراس، ليمضغ بها الطعام و يسهل له اساغته، فلا يزال كذلك حتي يدرك...

ثم قال عليه السلام: اعتبر يا مفضل فيما يدبر الانسان في هذه الأحوال المختلفة، هل يمكن أن تكون بالاهمال؟ الي أن يقول عليه السلام: فمن هذا الذي يرصده حتي يوافيه بكل شي ء من هذه المآرب؟ الا الذي انشأه خلقا بعد ان لم يكن، تم توكل له بمصلحته بعد أن كان، فان كان الاهمال يأتي بمثل هذا التدبير فقد كان يجب أن يكون العمد و التقدير يأتيان بالخطأ و المحال، لانهما ضد الاهمال، و هذا فظيع من القول، و جهل من قائله، لأن الاهمال لا يأتي بالصواب، و التضاد لا يأتي بالنظام، تعالي الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.

ثم قال عليه السلام: و لو كان المولود يولد فاهما عاقلا لأنكر العالم عند ولادته، و لبقي حيران تائه العقل اذا رأي ما لم يعرف، و ورد عليه ما لم ير مثله، من اختلاف صور العالم من البهائم و الطير، الي غير ذلك مما يشاهده ساعة بعد ساعة و يوما بعد يوم.

ثم لو ولد عاقلا كان يجد غضاضة اذا رأي نفسه محمولا مرضعا، معصبا بالخرق مسجي في المهد لانه لا يستغني عن هذا كله لرقة بدنه و رطوبته حين



[ صفحه 423]



يولد، ثم لا يوجد له من الحلاوة و الوقع من القلوب ما يوجد للطفل، فصار يخرج الي الدنيا غبيا غافلا عما فيه أهله، يتلقي الاشياء بذهن ضعيف، و معرفة ناقصة، ثم لا يزال يتزايد في المعرفة قليلا قليلا، و شيئا بعد شي ء، و حالا بعد حال، حتي يألف الأشياء و يتمرن و يستمر عليها، فيخرج من حد التأمل لها و الحيرة فيها الي التصرف و الاضطرار الي المعاش بعقله و حيلته، و الي الاعتبار و الطاعة، و السهو و الغفلة و المعصية، و في هذا أيضا وجوه أخر: فانه لو كان يولد تام العقل مستقلا بنفسه لذهب موضع حلاوة تربية الأولاد، و ما قدر أن يكون للوالد في الاشتغال بالولد من المصلحة، و ما يوجب التربية للآباء علي الأبناء من المكافأة بالبر، و العطف عليهم عند حاجتهم الي ذلك منهم،ثم كان الأولاد لا يألفون آباءهم، و لا يألف الآباء أبناءهم، لأن الأبناء اذا كانوا يستغنون عن تربية الآباء، و حياطتهم، فيتفرقون عنهم حين يولدون، فلا يعرف الرجل أباه و أمه. ثم ذكر عليه السلام فوائد البكاء للطفل، و ساق البيان الي ذكر أعضاء البدن علي الشكل الموجود.

فقال المفضل: يا مولاي ان قوما يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة.

فأجابه الامام عليه السلام: سلهم عن هذه الطبيعة أهي شي ء له علم و قدرة علي هذه الأفعال؟ أم ليست كذلك؟ فان أوجبوا لها العلم و القدرة، فما يمنعهم من اثبات الخالق، فان هذه صفته، و ان زعموا انها تفعل هذه الافعال بغير علم و لا عمد، و كان في أفعالها ما قد تراه من الصواب و الحكمة، علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم، و أن الذي سموه طبيعة هو سنته في خلقه الجارية علي ما أجراه عليه.

و يستمر عليه السلام في بيان وصول الغذاء الي البدن، و كيفية انتقال صفوه من المعدة الي الكبد، في عروق رقاق، ثم كيفية تقسيمه في البدن، و بروز الفضلة منه، و ذكر نشوء الابدان و نموها، و الحواس التي خص الله بها الانسان. الي أن يقول: لو رأيت تمثال الانسان مصورا علي حائط فقال لك قائل: ان هذا ظهر ههنا من تلقاء نفسه، لم يصنعه صانع. أكنت تقبل ذلك؟ بل كنت تستهزي ء به، فكيف تنكر هذا في تمثال مصور جماد، و لا تنكر في الانسان الحي الناطق؟ ثم أخذ في البيان عن خلقة الانسان و عجيب صنعه و ما أودع فيه من القوي.



[ صفحه 424]




آراء الامام الصادق


نتحول مع المؤلف من القسم الأول من كتابه الي القسم الثاني و هو البحث عن آراء الامام الصادق و فقهه.

و هذا القسم هو أهم من القسم الأول بكثير، و اللازم هنا أن نقف مع المؤلف موقف الدقة في النقاش، و أن نشتد معه في الحساب، و لا نعني أننا نريد أن نغير من منهجنا الذي التزمنا أن ننهجه معه في القسم الأول، من الالتزام بآداب البحث، و شروط النقد، أو نتعدي حدود خدمة الحقيقة و اظهار الواقع.

ان هذا القسم - كما قلت - مهم في حد ذاته، و المؤلف يريد أن يتحدث عن آراء الامام الصادق و فقهه، و نحن نصغي لحديثه، لنعرف مدي المامه بالموضوع، و احاطته باطرافه، فهل تشبعت روحه في هضم مادته ليستخلص النتائج التي تعطي عن الموضوع صورة واقعية؟

و هل خضع لما تقتضيه النتائج فسار علي ذلك؟ أم أنه يريد أن يخضع الموضوع لطبيعته من التساهل و استعمال الافتراض، و اللابدية، و امكان ما لا يمكن، فيتساهل في النقل و يتسرع في الحكم و اعطاء النتيجة من دون قياس، و يتصرف حسب ذوقه الخاص؟!

و هل فكر قبل أن ينسب الفكرة للامام الصادق ليتحقق صدق النسبة اليه؟

و هل يحاول أن يكشف علي أضواء الادلة الصحيحة حقائق كانت وراء ظلمات من الأوهام و التخيلات؟

و هل عالج المواضيع أو المشاكل - كما يقول - بعلاج ناجع؟!

و ما هي النتائج التي استخرجها من بحثه و تنقيبه، و نحن نسايره هنا و مل ء صدورنا أمل بأن يكون مؤديا لما يجب عليه من بذل الجهد و استفراغ الوسع لحل هذه المشاكل التي يقف أمامها لاستخلاص الآراء الثابتة كما يقول في ص 184: و ان استخلاص الآراء الثابتة للامام من أعسر الأمور علي الكاتب الذي يريد تحري الحقيقة بعد أن ينحي أفكار الذين غالوا في تقديره حتي رفعوه الي مرتبة النبوة.

و نحن هنا ندعو الله للكاتب المحترم و الشيخ (المحقق) بأن يمده بالعون



[ صفحه 126]



و يلهمه الصواب للوصول الي الحقيقة التي يتطلبها كل منصف.

كما ندعو الله بأن يوفق الشيخ لنبذ أفكار منحرفة عن الواقع في فهم حقيقة التشيع و جوهره، ليخفف من تكرار عبارات الغلو في تقدير الامام و يهون من خطب دعايات السوء التي أحيطت بها مفاهيم المذهب الشيعي.

و ان الذي يحقق الأمل في هذا الفصل هو أن الشيخ المؤلف قد جعل من نفسه قاضيا في محكمة التاريخ كما يقول: (فاننا ندرس المقدمات كما يدرس القاضي البينات يستنطقها و لا يوجهها و يأخذ عنها و لا يتزيد عليها حتي اذا انتهي الي الحكم نطق به).

و حيث أن الشيخ قد جعل من نفسه قاضيا في محكمة التاريخ، فلابد أن يتسع صدره لمشقة الدراسة، ليقضي بالحق، و يحكم بالعدل، ان الواجب يقضي عليه أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و يتحري الحقيقة في نسبة الآراء و العقائد، و ان لا يعتمد الا علي المراجع المعتبرة، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات، و لا يأخذ بأقوال المخالفين و المتحاملين.

و أن يجعل نصب عينه سياسة الحكام الذين تدخلوا في شؤون الأمة فأثاروا الخلاف، و روجوا الشائعات و استعملوا دعايتهم ضد من يعارض سياستهم، و قد استخدموا أقلاما مسمومة، سخروها لأغراضهم، فكانت أمضي جرحا من السيف، و قد ذهبوا جميعا و بقيت تلك الآثار السيئة، يستعملها من يريد تفرق الأمة طمعا في تحقيق أهدافه.

فاللازم عليه بأن يتثبت قبل الحكم و يتأكد من صدق البينات، و ان تكون له خلوة مع أوراقه و مع ضميره و مع ربه، و يجعل حسابه نصب عينيه.

و نود هنا أن نسائل فضيلة الأستاذ المؤلف أو القاضي المحترم عن بينته الصادقة في قوله ص 195 بعد ذكره لحديث الوصاية: «هذا خبر روي عن الصادق نفسه».

نسائله بوجدانه و بحرمة العدل هل قرأ هذا الخبر في الكافي نفسه فأصدر حكمه فيه؟ انه يجيب بأنه لم يقرأ الخبر و لم ينقله عن الكافي كما يقول في صدر الصحيفة: (و قد نقلنا هذا من قبل و ننقله هنا فقد روي الكليني... الخ).

و اذا رجعنا الي الوراء نجده قد نقله في ص 35 من القسم الأول و لكن عمن نقله و أي انسان حدثه به!!؟ نعم مصدره كتاب الوشيعة لموسي جار الله.

و هنا يحق لنا ان نطالب الشيخ بالعدل و الانصاف لتساهله في قبول البينات



[ صفحه 127]



و نقله عن كتاب خصم للشيعة، و قد سود صحائفه بالطعن و الافتراء في القول و الكذب في النقل، فهو ناقد حاقد و كاتب متطرف لا يتقيد بأصول النقد و لا يتثبت في النقل.

كتاب حاول فيه مؤلفه أن يعيد مآسي التاريخ المؤلمة، و يشهر المسلم سيفه علي أخيه بدل أن يشهره علي عدوه، و يثير الحرب بين أبناء التوحيد بدل أن تثار في محاربة المشركين.

كتاب رقمه صاحبه بقلم يقطر سما، و قلب يمتلي ء حقدا، و يكاد يتيمز من الغيظ لتقارب المسلمين بعد التباعد.

كتاب أوحته طائفية رعناء بل رجة عصبية و حركة لا شعورية، و هو يأمل من ورائها تحقيق قصد، و الله من وراء القصد، و الله يدافع عن الذين آمنوا، و كفي الله الأمة الاسلامية شر ذلك الكتاب.

و المؤلف في اعتماده علي ما ينقله صاحب كتاب الوشيعة لابد و انه يصدقه بكل ما قال كما قرر ذلك في ص 201.

و بالطبع انه باعتماده علي كتاب الوشيعة لابد و أن يتأثر، لما فيه من مغالطة للحقيقة، و اتهام للابرياء، و وصف الشيعة بصفات تؤثر في النفس، و تحدث ثورة يكون أثرها محسوسا في حكمه.

و علي كل حال: فان جعل كتاب الوشيعة مصدرا للبحث و بينة للحكم أمر مخالف للعدل، و شي ء نستغربه و نؤاخذ الأستاذ عليه، لأنه في ذلك يصبح مشجعا لهؤلاء المتمردين علي مفاهيم الاسلام، و الضاربين علي وتر الطائفية ليثيروا احقادا كامنة و يفتحوا أبواب فتن موصدة.

و نسائله أيضا - و أملنا أن يتسع صدره و لا يضيق حرجا - عن البينة التي حكم بها علي الدكتور الهاشمي بأنه شيعي اثنا عشري و ذلك قوله في ص 198: هذا كلام عالم محقق فاضل و هو اثنا عشري.

أطلق فضيلته هذا القول بعد البحث في التشكيك بما يروي في كتب الشيعة، و بالأخص الكافي فيقول في ص 196: (و اننا نشك في صدق هذه الأخبار لأن رواية أكثرها عن طريق الكافي و نحن نضع رواياته دائما في الميزان).

و اني لأعجب من الأستاد في اطلاق هذا القول من فمه و تحريره له بقلمه، و كأنه يصدر ذلك و هو الحافظ الحجة، الذي خاض في علم السنة، و عرف الصحيح و الضعيف. و الموضوع و المسند و المرسل، و نقد الاسانيد بقانون علمي، و وزنها بميزان صحيح.



[ صفحه 128]



اني لأعجب و أبتسم لذلك، لأني أعرف أن المؤلف لم يقرأ كتاب الكافي، و لم يطلع عليه، بل نقل عنه بوسائط غير صحيحة كما سيتضح ذلك فيما بعد.

كما أني أعرف عن المؤلف و ليس له خبرة بعلم الحديث و لا دراية له بعلم الدراية، و لست بظالم له في ذلك.

و المؤلف كأنه يريد أن يبين لقرائه أمورا هامة في هذا الموضوع، و لكن القاري ء عندما يقف علي ما كتبه هنا، فانه لا يعدو التشكيك فيما تعتقده الشيعة في الامامة و منزلة الامام و علمه و عصمته، فيسوق أقوالا و يورد أحاديث، فيوجه و يشكك، و هو يظن بأنها هي أدلة الشيعة علي ذلك لا غير، حتي يأتي الي حديث الثقلين و هو الحديث المشهور عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم بلزوم التمسك بالكتاب و العترة للنجاة من الضلال بعده و الابتعاد عن الهلكة.

و هنا يلتوي الطريق في المؤلف و تتحكم فيه عاطفة التأثر و تتلاطم به أمواج التفكير فتلقيه علي ساحل التحريف لهذا الحديث و تغييره عن أصله فيقول سلمه الله في ص 199:

و نقول ان اخواننا الامامية يقولون ان رواية (و عترتي) هي شبه متواترة، و لكنا نقول ان كتب السنة التي ذكرته بلفظ سنتي أوثق من الكتب التي روته بلفظ عترتي.


تعقيب


و لا أدري ما هو قصد الأستاذ من قوله: ان الأدب الأموي الذي تظاهرت علي انضاجه عقول صقلها الاسلام و هذبها كتاب الله؟

أكان يقصد أدب الخطباء الذين كانوا ينالون من أهل البيت و يعلنون سبهم؟ أهذه هي العقول التي صقلها الاسلام، و هذبها كتاب الله؟!!!! أم يقصد أدب الشعراء الذين يتقربون للأمويين في هجاء العلويين و أنصارهم؟



[ صفحه 440]



أمن العقول التي صقلها الاسلام و هذبها كتاب الله عقل حكيم بن عباس الأعور الكلبي الذي يفتخر بقتل زيد فيقول:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم نر مهديا علي الجذع يصلب



و قستم بعثمان عليا سفاهة

و عثمان خير من علي و أطيب؟!



قال ابن عساكر: فلما بلغ شعره الي أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام رفع يديه الي السماء و هما تنتفضان رعدة فقال عليه السلام: اللهم ان كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك، فخرج حكيم من الكوفة فأدلج فافترسه الأسد فأكله، و أتي البشير أبا عبدالله و هو في مسجد النبي صلي الله عليه و اله و سلم فخر لله ساجدا، و قال: الحمد لله الذي أصدقنا و عده [1] .

أهذا الأدب الذي أنضجته عقول صقلها الاسلام، و هذبها كتاب الله؟! و يكون شعر الكميت الشاعر الشيعي في رثاء زيد بن علي عليه السلام شعرا عاطفيا محضا فمن قوله:



يعز علي أحمد بالذي

أصاب ابنه أمس من يوسف



- يقصد يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام - و لا نضرب الأمثال، اذ ليس من قصدنا التوسع في المقارنة و ضرب الأمثلة في هذا الموضوع فهو واسع لا يحصي بقليل من البيان.

و أصارح الأستاذ بأن ما ذهب اليه في هذا الموضوع خطأ و ان حصلت عنده قناعة شخصية فهي تزول بقليل من التأمل.

أما قوله: ان الأدب الشيعي يصور العاطفة المتأججة و الحب الصادق و انه أدب يمجد آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

فهذا هو الواقع فان الشيعة قد أحبوا أهل البيت حبا صادقا، و اعتقدوا بهم اعتقادا لم يخرجوا به عن حدود ما رسمه الاسلام.

فهم أهل بيت الرسول الذين أمر الله بمودتهم، و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أوحي باكرامهم، و حفظهم، و قد قرنهم بالكتاب العزيز، و هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به، و هم كسفينة نوح من ركبها نجا، و من تأخر عنها غرق و هوي و... و...

فحبهم كان لله و رسوله لاحب دنيا و في ذلك يقول الشاعر العبلي الأموي النسب، و العلوي العقيدة:



[ صفحه 441]





شردوا بي عند امتداحي عليا

و رأوا ذاك في داء دويا



فو ربي لا أبرح الدهر حتي

تختلي مهجتي بحي عليا



و بنيه لحب أحمد أني

كنت أحببتهم لحب النبيا



حب دين لا حب دنيا و شر الحب

حب يكون دنياويا



و يقول شاعر هم الكميت:



ما أبالي اذا حفظت أبا القاسم

فيه ملامة اللوام



لا أبالي ولن أبالي فيهم

أبدا رغم ساخطين رغام



و علي هذا يسير الأدب الشيعي في طريق أهل البيت، و ما أكثر الأمثال علي ذلك و لا أخطي ء ان قلت انه أكثر من أن يحصي. فحب الشيعة لأهل البيت انما هو حب لله و لرسوله، امتثالا لامره صلي الله عليه و آله و سلم اذ يقول:

«أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، و أحبوني بحب الله و أحبوا أهل بيتي بحبي» أخرجه الترمذي عن ابن عباس [2] .

و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: أيها الناس اني أوشك أن أدعي الي لقاء ربي فأجيب و اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي، و ان اللطيف الخبير أخبرني: أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروا بماذا تخلفوني فيهما [3] .

الي كثير من وصاياه صلي الله عليه و آله و سلم التي أكد فيها وجوب المحافظة علي العترة، و الولاء لهم بما يطول المقام بذكر بعضها و قد أشرنا الي البعض من وصاياه صلي الله عليه و آله و سلم فيما سبق.

و الخلاصة ان حب الشيعة حب صادق لا لغرض من حطام الدنيا و قد تحمل الشيعة في سبيل المحافظة علي وصايا الرسول ما لا يمكن انكاره.

و ان العاطفة التي يذكرها الاستاذ انما هي شعور بالمسؤولية التي تدعو الي التضحية في جميع المجالات، و هذا الشعور هو الذي جعل الشيعة أمة ثورية مما دعا الي تجمع القوي المختلفة ضدها، فكان ما كان من دعاية و تهريج و اتهام بالباطل، و الرمي بكل كريهة... الخ

و الأستاذ يدرك هذا و قد أشار اليه في بعض أبحاثه و تعرضنا له من قبل.



[ صفحه 442]



3 - و أما النقطة الثالثة فانها بادرة حسنة، و الأزهر الشريف جدير بأن يقوم بهذا العب ء و نحن نناشد المصلحين من الكتاب و المؤلفين الذين يدرسون تاريخ الشيعة أن تكون دراستهم لنشدان الحق، و وجه العلم بعيدة عن التعصب و التحيز، و لا سيما في هذا العصر الذي اشتد فيه وعي المسلمين - بعد طول تجارب - الي الدعوة في جمع كلمة الأمة الاسلامية، و قد سعي المصلحون الي تقاربهم عن طريق التفاهم، و الشعور بوجوب ترك ما خلفته العصبية السوداء و الطائفية، العمياء، و نسيان مآسي الماضي في عصور اشتد بها النزاع الحاد بين المسلمين، و ما جري بسببه من دمار و انهيار.

و نسأل الله جلت قدرته أن يهيي ء للمسلمين من أمرهم رشدا، و أن يجمع بين قلوبهم، و ينزع ما في صدورهم من غل - علي بعضهم البعض - فيصبحوا بنعمته اخوانا كما أراد الله لهم ذلك، و جاء به رسوله الأعظم...

ثم يتحول الأستاذ من اختصاصه بالأدب الي محدث ناقد، و رواية مختص فهو بحكمم تخصصه بالأدب يجتاز ذلك فيتناول موضوع الأحاديث الموضوعة، و يسير علي نفس الطريقة التي سار عليها غيره من الكتاب في اتهام الشيعة بوضع الحديث تقوية لما يدعونه، و حجة يثقصدون بها تقوية مذهبهم كما يقول في ص 14:

و هذه الدعاوي (أي الشيعية) لابد لها من حجج تعضدها و تقويها، فالتمسوها في القرآن يؤولون آياته، و الحديث يفسرون نصوصه، و ليس من سبيل الي اختراع قرآن يتفق مع مذهبهم، و يسد حاجة نفوسهم، فعصم الله قرآنه منهم، و لكن السبيل سهل ميسور الي اختراع الأحاديث، و الكذب علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و التقول علي أبنائه عليهم السلام فوضع الشيعة الأحاديث في فضل علي... الخ.

و نحن نقول

ليتسع صدر الأستاذ بأن أصارحه بقولي: ان هذه العبارات أو هذا التعبير لم يكن بالشي ء الجديد و لم يكن هو صاحب هذه الفكرة و انها وليدة دراسته الأدبية. انها ألفاظ مجها السمع لكثرة تردادها، و ملت الصحائف منها لكثرة سوادها.



[ صفحه 443]



هذا عين ما نطق به المستشرقون [4] و تبعهم المقلدون، و كنا قريبا نناقش الاستاذ الذهبي حول هذه الفكرة و التي لا يخلو منها كتاب جديد و ما هو بالشي ء الجديد.

و أقول لماذا يتكلف محبو علي عليه السلام الي وضع أحاديث في فضله حتي (تتحمل وزره الي يوم الدين) كما يقول المؤلف.

و كأن الامام عليا عليه السلام لم تكن له فضائل واقعية حتي يلجأ محبوه الي الفصائل الادعائية؟! و هل هناك مسلم ينكر ما جاء لعلي من الفضائل؟!

ان قول المؤلف هذا هو بعيد عن الواقع، و لو أنه تعمق في الدراسة، و نظر الموضوع بعين الانصاف لما عبر بقوله في ص 15 فما لعلي و المهدي المنتظر، و ما لعلي و التحدث عن الدول المستقبلة، و موقعة كربلا، و ولاية الحجاج، و ما سيكون! و لكن الشيعة تريد أن تدعي لعلي من الفضائل ما لا يتحمله بشر، و تضعه في منزلة - تساوي ان لم تفق مقام الرسالة...

انها لعمر الله جرأة علي الحق، انه يشير بطرف خفي الي التشكيك في نهج البلاغة، و الذي أحدث هذا التشكيك هو ابن خلكان في القرن السابع الهجري، و أخذه من بعده المغرضون، فوسعوا دائرته من دون رعاية للحق.

و لهذا فقد التزام المنصفون الي رد ابن خلكان، و اثبات ما أورده الشريف الرضي من مصادر قبله بعدة سنين.

و قد كانت خطب الامام علي في القرون السالفة هي المعول عليها عند الخطباء و عليها تدور خطاباتهم.

(و قد حفظ الناس عنه الخطب، فانه خطب بأربع مئة خطبة، حفظت عنه و هي التي تدور بين الناس، و يستعملونها في خطبهم و كلامهم) [5] .

هكذا يقول المؤرخ ابن واضح و هو من أعلام القرن الثالث الهجري و ليس من قصدنا في هذا العرض أن نتعرض لهذه المسألة، و لكن المؤلف ينشد الحق و وجه العلم، و من الحق تنبيهه علي خطئه و سوء تعبيره.

و ما أبعد قوله هذا عن الحق و وجه العلم و نقول أيضا ان رميه للشيعة بادعاء الفضائل لعلي عليه السلام.... الخ لم يكن الا انصياعا للعاطفة، و خروجا علي الحق و ابتعادا عن العلم.

ان علي بن أبي طالب لم يكن بحاجة الي الفضائل الادعائية، فهو أجل من ذلك.



[ صفحه 444]



و لنترك ما جاء من طريق الشيعة و نولي وجهنا شطر ما ورد في كتب المسلمين من غير الشيعة، فهل بامكان أحد أن يدعي ذلك بأنه من الأمور الادعائية نصرة للمذهب بقول الامام أحمد بن حنبل: ما ورد لاحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثلما ورد لعلي عليه السلام [6] .

و بهذا قال اسماعيل القاضي و النسائي و أبو علي النيسابوري و غيرهم [7] .

و علي أي حال فان علي بن أبي طالب عليه السلام قد اختص بمزيد فضل و علو منزلة لا يدانيه فيها أحد فقد رباه النبي في حجره و نشأ في ظله و تغذي تعاليمه منه، و أودعه أسراره [8] و لازمه طول حياته، و سبق الي تصديقه في الرسالة قبل كل أحد و لبي دعوته في مؤازرته يوم نزلت (و أنذر عشيرتك الأقربين) و فداه بنفسه يوم أزمع كفار قريش علي قتله صلي الله عليه و آله و سلم و أمره الله بالهجرة [9] .

و اختصه النبي بمواخاته يوم آخي بين أصحابه فأخذ بيد علي عليه السلام و قال: هذا أخي [10] و هو منه صلي الله عليه و آله و سلم بمنزلة هرون من موسي [11] و كان أصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم يعبرون عمن سب عليا بأنه قد سب النبي صلي الله عليه و آله و سلم [12] كما كانوا يعرفون المنافقين ببغضهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: (يا علي، لا يحبك الا مؤمن و لا يبغضك الا منافق) [13] .

قال جابر بن عبدالله، ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم عليا و مثله عن أبي سعيد الخدري [14] .

و قد شهد النبي لعلي في اقدامه و شدة بلائه في الله و قوة ايمانه و محبته لله و رسوله و محبة الله و رسوله له بقوله صلي الله عليه و آله و سلم يوم خيبر (لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله و يحب الله و رسوله يفتح الله علي يديه).

أخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه و مسلم و أحمد بن حنبل و أبوداود و الترمذي و ابن ماجة و غيرهم.



[ صفحه 445]



ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم شهد لعلي عليه السلام بهذه الشهادة في أحرج المواقف عندما اعتصم اليهود في حصونهم و لم يستطع أحد من الاقدام فيكون الفتح علي يديه فأعلن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأن الفتح لا يكون الا عند رجل هذه صفته و هو علي عليه السلام الذي يحبه الله و رسوله، و يحب الله و رسوله.

قال ابن تيمية: ان في ذلك شهادة لعلي عليه السلام بايمانه باطنا و ظاهرا و اثباتا لموالاته لله تعالي و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و وجوب موالاة المؤمنين له [15] .

و يمكننا أن نقول بايجاز: لو لم تكن السياسة قد كمنت وراء الواقع و نصبت حبالها لمن ينطق بالحق فذهب ضحية ذلك كثير من الحقائق لما استطاع أحد أن يتجاهل أمورا هي كالشمس في رائعة النهار و لما وضعت علي خصائص علي علامة استفهام و تعجب.

و ان الاستاذ الأديب في اثارته لهذا الموضوع ليثير عندنا كثيرا من الشكوك في تفهمه للقضايا و تعمقه في دراسة الموضوع و حيث كنا بمعزل عن قصد الخوض في مثل هذه الأبحاث فانا نترك بسط القول فيه و نكتفي بأن نلفت نظر الاستاذ الي التوسع في الدراسة ليقف علي أمور تكشف له حقيقة الواقع.

و اذا أردنا الخوض في هذا الموضوع فباستطاعتنا أن نقدم له آلاف المناقب المفتعلة لأناس هم دون علي و لا يجارونه في الفضل و شرف المحتد و علو المنزلة و نحن نؤثر أن نترك هذا الموضوع فما هو بالشي ء الجديد أو البحث الذي لم يدرس.

يقول المؤلف في ص 16

اقرأ - ان شئت - في أوثق كتبهم و أصحها عندهم لتري كيف أصبح التشيع بعد القرن الثاني - خاصة - عقيدة تشل الفكر و تميت العقل كما أصبحت خطرا علي الاسلام و المسلمين و شرا مستطيرا علي الدين... ثم ينقل عن أحمد أمين في ضحي الاسلام 213: 3 حديثا عن الكافي و ان الكافي هو كالبخاري عند أهل السنة.



[ صفحه 446]



اقول

أورد المؤلف هذا بعد كلام طويل أعرضنا عنه لأن الخوض فيه يدعو الي الاطالة و فيه أيضا تعبير عما يضمره الاستاذ من فكرة خاطئة حول الشيعة و تطور نظرية الامامة و لم تكن هذه الأفكار الخاطئة بالشي ء الجديد فرأينا الاعراض عنها أولي من التعرض لها.

و هنا يحكم الأستاذ الأديب بأن عقيدة الشيعة - أو التشيع - تشل الكفر و تميت العقل بمعني أنها عقيدة جامدة لا مجال فيها للعقل و حكمه و لا حق للتفكير فيها هكذا يقول.

و الأستاذ لم يحسن التعبير فان هذا القول المفتعل أو هذه النظرة لم تكن من بنات أفكاره و انما هو مقلد فيها للمستشرقين فهم قد قرروا ذلك [16] و لم يستطع الاستاذ أن يطلق لفكره العنان في صحة ذلك و نكتفي بالجواب عما أورده هنا برد الاستاذ عباس محمود العقاد لهذه الشبهة التي أثارها المستشرقون اذ يقول - في بحثه حول الاختلاف فيما يتعلق بمواضع النظر و أسباب الفهم و التفكير -:

هكذا خطر لبعض المستشرقين و كتاب الغرب، الذين بحثوا في علاقة اختلاف الشعوب باختلاف مذاهب النظر و الاجتهاد، فظن بعضهم ان طوائف الشيعة آمنت بالامام، لأنها ورثت تقديس الرؤساء و الاحبار، و قيدت من حق العقل في البحث و الفهم، بمقدار ما اطلقت من سلطان الامام، و وكلت اليه من حق القيادة و الارشاد.

و في هذا الظن من المستشرقين و هم لا شك فيه، لأن هذه المسألة بذاتها - مسألة الدراسة العقلية - قد كانت في طليعة المسائل التي اشتغل بها الشيعة الاماميون، و من افوه الشيعة الاماميين تلقي اساطين الفلسفة الاسلامية كلامهم في العقل و النفس، و في مذهب الافلاطونية الحديثة، و مذهب افلوطين منها علي التخصيص، و يقول الشيخ الرئيس ابن سينا فيما رواه عنه تلميذه الجوزجاني «كان ابي ممن اجاب داعي المصريين و يعد من الاسماعيلية، و قد سمعت منهم ذكر النفس و العقل، علي الوجه الذي يقولونه، و يعرفونه و كذلك اخي».

و الفارابي استاذ ابن سينا بالاطلاع و القدوة نشأ فيما وراء النهر، و وعي اقوال الشيعة الامامية في شروط الامامة، و مزج بينها و بين شروط افلاطون في كتاب الجمهورية، فجعل الامام صفوة الخلق في كمال الصفات،



[ صفحه 447]



و اجتماع الفضائل العقلية و النفسية، بل فضائل الجسد التي نزهت عن شوائب الضعف و المرض، و كان اخوان الصفا يدينون بمذهب في الامامة كهذا المذهب، و يؤلفون الراسائل مع هذا في المنطق، و في علوم الرياضة، و الفلك و ما اليها، من علومهم العقلية.

فالدراسات المنطقية، و سائر الدراسات العقلية - كانت من شواغل الشيعة الاماميين، و لم يكن ايمانهم بالامامة مما يصرف العقل عن التوسع في علم من العلوم، و ربما اخذت عليهم طوائف المسلمين افراطا في هذا الباب، و لم تأخذ عليهم تفريطا فيه يتعمدونه او يساقون اليه علي غير عمد [17] .

هذا ما اقتطفناه من كلمة الاستاذ العقاد في رده علي المستشرقين حول فكرتهم الخاطئة - و كم لهم من أخطاء - فيما يكتبونه عن الاسلام بصورة عامة، و عن الشيعة بصورة خاصة، للاسباب التي مر ذكرها [18] .

و من المؤسف له - أن كثيرا من الكتاب قد تأثروا تأثرا اخرجهم عن حدود ما يجب عليهم أن يتبعوه في كتاباتهم و منهم المؤلف.

و ان القول بأن الشيعة قد قيدوا العقل أو أنهم جامدون الي آخر ما في حقيبتهم من تفكيرهم الخاطي ء من اقوال، انما هو قول باطل، و لكن ما اضيع الحق في مجال التعصب.

يقول الدكتور محمد ضياء الدين الريس، استاذ التاريخ الاسلامي بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة:

ان اول من كتبوا في «الامامة» كتابة علمية، و اول من تصدوا الي اثبات مذهبهم بالادله المنطقية، سواء أكانت الأدلة مبنية علي اساس «ديني» - ثيولوجي - أم عقلي هم: الشيعة، فالشيعة لهم الفضل في خلق هذا النوع من العلم المسمي بالامامة و هم الذين اوجدوه، و افردوا له مكانا بين مباحث علم الكلام، و اذا كان من المعروف أن «علم الكلام» فيما يختص بالعقائد الدينية انما نشأ كنتيجة للمناقشة و الجدل بين الشيعة و المعتزلة و اهل الحديث، فكذلك مباحث الامامة - و هي الجانب السياسي منه - انما وجدت للنقاش بين الشيعة و مخالفيهم: من خوارج، و معتزلة، و اهل سنة.



[ صفحه 448]



و هذه الحقيقة ذات دلالة كبيرة، اذ أنه ترتب علي أن الشيعة هم الذين اوجدوا هذا العلم و أنهم طبعوه بطابعهم، و صاغوه الصياغة التي ارتضوها.

و مراعاة هذه الفكرة تفسر لنا اشياء كثيرة: فالشيعة - في الغالب - هم الذين اختاروا للامامة مصطلاحاتها الفنية، بل هم الذين سموها بهذا الاسم، و هم الذين قسموا العلم و بوبوا ابوابه و عينوا مجاله، و رسموا حدوده، و هذا يشرح: لماذا ظل علم الامامة او علم «النظريات السياسية الاسلامية» محصورا هكذا في نطاق محدود لا يعدوه، و لماذا لم يتسع نطاق البحث فيه حتي يشمل مسائل هامة كان ينبغي لفكري الاسلام أن يبحثوها؟ فالحقيقة أن الشيعة هم الذين وضعوا الاساس، و أنه كان علي غيرهم من أهل الفرق الاخري أن يملأوا الفراغ الذي حدد بها الأساس، و أن يقيموا البناء معتمدا عليه، أو قل بتعبير آخر: ان ابحات الفرق الاخري انما كانت محصورة في انها اجوبة علي الاسئلة التي يضعها الشيعة، و لم تكن الا مجموعة من الردود علي الدعاوي التي كان الشيعة يبدأون باثارتها. بهذا شابهت صيغة الجواب صيغة السؤال، و جاء مطابقا للدعوي التي اريد منه أن يدفعها. [19] .

و لو اطلق الاستاذ مؤلف كتاب أدب الشيعة لتفكيره العنان، و جعل لأدبه دورا في هذا الموضوع لما وقف جامدا علي اقوال المستشرقين في اتهامهم للمسلمين بكل ما يوافق نعراتهم التعصبية.

و ان هذا القول الذي تقبله بدون تمحيص، و جزم بصحته دون أن يلمس واقع الامر انما يدل علي عدم خبرته و عدم تعمقه في الدراسة، و الا كيف يعقل أن تكون عقيدة الشيعة في الامامة (تشل الفكر و تميت العقل) - علي حد تعبير المؤلف - و قد كان القرن الثاني عصر جدل و مناظرات حادة و كانت المجالس تعقد للمناظرة؛ و تشد الرحال للمدارسة و الاحتجاج، و لا سيما في الامامة.

و قد انبري للرد علي الشيعة كل من الخوارج، و المعتزلة، فكان مناظرات و جدل و قد اشتهرت مناظرات هشام بن الحكم المتكلم الشيعي المتوفي سنة 197 و هو من كبار تلامذة الامام الصادق عليه السلام فقد ناظر علماء المعتزلة كعمر بن عبيد، و ابي الهذيل، و ابي بكر الاصم.

و كان هشام متفوقا في علم الكلام، و سرعة الجواب، و ممن فتق الكلام



[ صفحه 449]



في الامامة، و هذب المذهب و النظر، و كان حاذقا بصناعة الكلام [20] و وضع كتابا في الامامة.

و لسنا بحاجة الي التعرض الي رجال الشيعة المتكلمين الذين تفوقوا بوضوح البرهان و قوة الحجة، كعلي بن اسماعيل التمار مؤلف كتاب الامامة و الاستحقاق، و هشام بن سالم و محمد بن النعمان و آل نوبخت الذين اختصوا بعلم الكلام و خاضوا تلك المنازعات الكلامية و غيرهم كنصير الدين الطوسي الذي (كان آية في التحقيق و حل المواضع المشكلة، سيما لطف التحرير الذي لم يلتفت اليه المتقدمون). [21] .


پاورقي

[1] تهذيب تاريخ ابن عساكر 423: 4.

[2] انظر صحيح الترمذي 308: 1 مناقب اهل البيت و شرح المواهب اللدنية 9: 7.

[3] مصادر هذا الحديث كثيرة و صحيحة و قد رواه مسلم و الترمذي و النسائي و غيرهم كما ذكره المفسرون و قد اشرنا له في الجزء الاول و الخامس ط 1 من هذا الكتاب و ذكرنا بعض مصادره فلا حاجة الي التكرار.

[4] انظر حضارة الاسلام ص 250.

[5] انظر مشاكلة الناس لزمانهم - 15.

[6] مناقب احمد لابن الجوزي 163.

[7] مناقب الامام علي للعيني - 12.

[8] انظر مناقب الامام علي (ع) للعيني.

[9] انظر سيرة ابن هشام 95: 2.

[10] الرياض النضرة و كنز العمال، الاصابة و غيرها.

[11] اخرجه البخاري و مسلم و خروجه الحفاظ بطرق بطرق متعددة.

[12] الرياض النضرة 219: 2 و خصائص النسائي 24.

[13] اخرجه مسلم 64: 2 من شرح النووي.

[14] صحيح الترمذي 298: 2.

[15] انظر فتح المجيد لعبد الرحمن حفيد محمد بن بن عبدالوهاب - 90.

[16] الاسلام للمستشرق هنري ماسية 195.

[17] انظر التفكير فريضة اسلامية للاستاذ عباس محمود العقاد ص 61 - 60.

[18] انظر الجزء الخامس من هذا الكتاب ط 1، ص 29.

[19] النظريات السياسية في الاسلام للدكتور محمد ضياء الدين الريس 82 - 81.

[20] فهرست ابن النديم 249.

[21] مفتاح السعادة 261: 1.


في السياسة و الاجتماع


«و انما عماد الدين، و جماع المسلمين، والعدة للأعداء: العامة، فليكن صغوك لهم، و ميلك معهم» [1] .

(أبوجعفر المنصور)

لم تكن خلافة أميرالمؤمنين علي هادئة أو هانئة، ولو هدأت لحمل الناس علي الجادة بعلمه و عدله، و شجاعة رأيه و زهده. والزهد آية علي صدق الولاة، و سبيل معبدة لهم الي أنفس الرعية، فالشجاعة تروعها، أما الزهادة فتقنعها.

و علي رضي الله عنه امام الزاهدين و المتقشفين من الصحابة، أجمع عليه العلماء و الفقهاء و البلغاء و أبطال الحروب و الحكماء و كل محب لأهل بيت النبي صلي الله عليه و سلم.

و الصوفية يمدون اليه بالأسباب، فيضعونه في قمتهم، كما يصرح بذلك: الشبلي، و الجنيد، و سري السقطي، و أبويزيد البسطامي، و معروف الكرخي. و هم يسندون اليه الخرقة التي يتخذونها شعارا لزهدهم.

و أحمد بن حنبل - والصوفية يعتبرونه من أئمتهم - يقول: انه «ما اجتمعت لأحد من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما اجتمع لعلي» [2] ، يقابله الجاحظ زعيم المعتزلة، أي في الطرف



[ صفحه 394]



الأقصي من الخصومة لأحمد، و مع ذلك يتلاقي الطرفان في «علي» حيث يقول الجاحظ: «لا يعلم رجل من أهل الأرض: متي ذكر السبق في الاسلام و التقدم فيه، و متي ذكرت النخوة و الذب عن الاسلام، و متي ذكر الفقه في الدين، و متي ذكر الزهد في الأمور التي يتناحر الناس عليها، كان مذكورا في هذه الخلال كلها، الا علي» [3] .

و المعتزلة يمدون اليه أسبابهم الفكرية عن طريق حفيده أبي هاشم بن محمد بن الحنفية.

و في مكان بعيد جدا من المعتزلة يقف محيي الدين بن عربي، من فلاسفة المتصوفة، ليقول: «علي من أصحاب العلم، و ممن يعلمون من الله ما لا يعلمه غيره».

و يقول السراج الطوسي [4] «لأميرالمؤمنين علي رضي الله عنه من بين جميع أصحاب رسول الله «خصوصية» بمعاني جليلة، و اشارات لطيفة، و ألفاظ مفردة، و عبارات و معان للتوحيد و المعرفة و الايمان و العلم، و غير ذلك، و خصال شريفة تعلق و تخلق بها أهل الحقائق من الصوفية».

و لقد طالما افتتن بشخصيته الناس و منهم المستشرقون الذين يتحدثون عنه علي طريقتهم في الايضاح عن آرائهم، مثل «كارادي فو» [5] حيث يتصوره «ذلك البطل المتوجع



[ صفحه 395]



المتألم، و الفارس الصوفي، و الامام ذو الروح العميق القرار، التي يكمن في مكامنها سر العذاب الالهي».

و اذا ذكرت كلمة «الامام» مطلقة، انصرفت الي علي بن أبي طالب دون سائر الصحابة.

و لم يكن النهج العلمي الذي أجزنا الاشارة اليه قبل، الا استعمالا لأصول تهدي الي معرفة حكم الشرع و دليله، لبلوغ السعادة في الدنيا و الآخرة. و كان طبيعيا، و قد تضافرت في رسم حدود هذه السعادة و ضوابطها، و العلاقات الهادية اليها نصوص القرآن و السنة، أن تجلي الامام علي في هذه المجال، و أن يتخلف لنا من حياته و سنوات حكمه، علي قصرها، و انحسار سلطته فيها، مواقف معلمة، و نصوص شارحة، و أن يتتابع في نسقها أعمال الأئمة من بنيه، ليتشكل منها مذهب سياسي و اجتماعي و اقتصادي متكامل.

فنري الحسن يضرب مثلا في العطاء و حقن الدماء، و نري الحسين يضرب مثلا للجهاد في حروب الأمة و للاستشهاد في سبيل الحق، و نري الأئمة الثلاثة بعدهما يفصلون القواعد للمجتمع العظيم، و الدولة المثلي، و الأسرة الفاضلة، والانسان الذي يتغيا الكمال.

و كان لزاما، أن تكون بين تعاليمهم تعاليم دستورية و اقتصادية و اجتماعية، فالامام علي و الأئمة من عقبه بناة دول و حماة مجتمعات، ازدهرت فيها الأسرة، و صلح بها الرجل و المرأة، و استغني الناس فيها بكدهم و كدحهم.


پاورقي

[1] نهج البلاغة: ج 3 ص 86 تحقيق الشيخ محمد عبدة، طبعة بيروت.

[2] العمدة للحافظ ابن البطريق: ص 6، خصائص الوحي المبين أيضا: ص 30، مناقب أحمد لابن الجوزي الحنبلي: ص 163، قاموس شتائم لحسن بن علي السقاف: ص 198.

ووردت بلفظ آخر هو: «ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم من الفضائل ما جاء لعلي عليه السلام». بحارالأنوار: ج 40 ص 124، المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 107، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك، تاريخ دمشق: ج 3 ص 63 ح 1108، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 19 ح 7 و 8 و 9، المناقب للخوارزمي: ص 3، كفاية الطالب للكنجي: ص 253، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 168، نظم درر السمطين للزرندي: ص 80، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 72، ينابيع المودة للقندوزي: ص 121، الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 3 ص 399، السيرة الحلبية: ج 2 ص 207، الروض الأزهر: ص 96 و 102، السيرة النبوية لدحلان: ج 2 ص 11، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 148، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: ج 1 ص 87، فرائط السمطين: ج 1 ص 379 ح 309.

[3] ينقلها الشيخ الأميني في الغدير: ج 10 ص 17 عن الثعالبي في ثمار القلوب: ص 67. و راجع أيضا: الاسلام و الحضارة العربية: ج 7 ص 145، و حياة الامام الحسين للقرشي: ج 2 ص 161.

[4] السراج الطوسي: من جملة مشايخ طوس و فقهائهم و زهادهم، مات بنيسابور و هو ساجد، وله بطوس عقب باق ابنه المعروف بأبي نصر السراج، و هو المنظور اليه في ناحيته في الفتوة و لسان القوم و فهم أحكامهم و علومهم مع الاستظهار بعلم الشريعة و الكتاب والسنة. (تاريخ دمشق: ج 31 ص 75).

[5] هو الذي ترجم كتاب التنبيه و الاشراف للمسعودي الي اللغة الفرنسية. راجع معجم المطبوعات العربية لالياس سركيس: ج 2 ص 1744 و يذهب الي أن التشيع رد فعل لفكر حر طليق كان يقاوم جمودا عقليا بدأ في مذهب أهل السنة. راجع أسس الفلسفة للدكتور توفيق الطويل المصري: ص 390 طبعة 1955.


الأدب في مواكبة العلم


و كان من رأي الامام الصادق عليه السلام أن العلم و الأدب يعمقان ايمان المؤمن،



[ صفحه 428]



و أن قيمة كل امري ء ما يحسنه، و كان يري أن ايمان العالم أعمق من ايمان العامي، و ان العامي لن يعرف حدود ايمانه و مبدأه و منتهاه، و لن يسلم من التغيير و التبديل الا اذا تعلم و أصبح ايمانه ايمان علم و وعي و فهم و ادراك.

و رأي الامام عليه السلام أن الاسلام انتشر في ربوع الأرض انتشارا سريعا و دخله الناس أفواجا، و لكن أهل العلم و الأدب في الأمم الأخري تريثوا حتي استيقنوا من حقيقة الاسلام، و عرفوا نظمه، و اتضحت لهم مزاياه الاجتماعية و المعنوية، ثم أقبلوا عليه و سخروا ملكاتهم العلمية في استيعاب الدين و علوم القرآن، و فهمها و نشرها.

و تعريف الأدب عند الامام عليه السلام تعريف فريد ليس له مثيل، فهو يقول: ان الأدب هو لباس العلم و الفكر الذي يقر بهما من فهم السامع و القاري ء. و بهذا التعريف وضع الأدب في موضعه الحقيقي، دون أن ينتقص من منزلة العلم و الفكر، بل جعله مواكبا لهما، فللعلم قيمته، و للأدب زينته، و هو الوسيلة التي تقرب العلم الي الأذهان.

و هذا أشمل تعريف للأدب منذ وفاة الامام عليه السلام، فلم يأت أحد بتعريف أجمع منه و أوجز.

و للامام تعريف آخر للأدب مؤداه: أن الأدب قد لا يكون علما، و لكن لا علم يخلو من أدب. و هذا أيضا تعريف جامع موجز لعلاقة الأدب بالعلم.

و كان الامام الصادق يقول:



ليس اليتيم الذي قد مات والده

ان اليتيم يتيم العلم و الأدب



و بفضل الامام الصادق عليه السلام و تشجيعه للأدب عند العرب، ظهرت كتابات منثورة اعتبارا من عصره.

و قد قيل: ان الامام الصادق عليه السلام هو أول من رصد جائزة أدبية في تاريخ



[ صفحه 429]



العرب، و كانت الجوائز تمنح للشعراء من الولاة ازاء مدحهم ليس غير.

و لكن العرب لم تألف تقريب أصحاب الأدب المنثور، أو مؤلفي الدراسات الأدبية و التاريخية الي الولاة، و هنا جاء صنيع الامام الصادق عليه السلام صنيعا مقدرا.

و شجع الامام الأدب نثرا و شعرا، و عين جائزة له، و كانت هيئة التحكيم من الامام نفسه و اثنين من تلاميذه، ثم أصبحت تتألف من خمسة أعضاء، و تعطي الجائزة باتفاق ثلاثة منهم.

و كان الامام يعطي الحرية للأديب في اختيار موضوعه، و يرحب بالأثر الأدبي نثرا و نظما، و يتقبله برحابة صدر [1] .


پاورقي

[1] ظ: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 236 بتصرف.


الرد علي الغلاة


لما أكرم الله جل جلاله صفوة خلقه بالكرامات الباهرة، و جعل لهم الولاية التكوينية علي جميع مخلوقاته، و فوض لهم الاحياء و الاماتة باذنه، كما كان نبي الله عيسي عليه السلام يحيي الموتي باذن الله و كما كان سيد المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم يتكلم مع الجمادات و الحيوانات كما هو معروف في سيرته، فكذا كان أوصياؤه عليهم السلام.

و مع هذه الكرامات التي حباهم الله تعالي بها، لم يشؤا عليهم السلام اظهار جميع فضائلهم و كرامتهم، لأن عقولهم البشرية كانت فوق عقول الناس، فالاناء لا يملأ فوق طاقته.

ولكنهم عليهم السلام يضطرون أحيانا لتقوية قلوب شيعتهم، أو لدفع بلية أو... لابراز كرامة من كراماتهم، فهم عليهم السلام بين حدين اما بين اظهارها أو كتمها كي لا يشكك في دينه من يعبد الله علي شفا حفرة.

فرأوا عليهم السلام أن اظهار الكرامات بين الحين و الآخر أولي، لشد قلوب شيعتهم، و هداية من شاء الهداية، اذا أبصر ما لا يعمي الا علي من ران الله علي بصيرته، أما متزلزل العقيدة فلا حاجة لهم فيه.

و قد حذر في مقابل ذلك أهل البيت عليهم السلام مرارا من الغلو، فقال الامام الصادق عليه السلام عن آبائه قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لا ترفعوني فوق حقي، فان الله



[ صفحه 218]



تعالي اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا [1] - و قال الامام علي عليه السلام «هلك في رجلان: محب غال، و مبغض قال [2] - و قال الصادق عليه السلام لكامل التمار: «يا كامل اجعل لنا ربا نؤب اليه، و قولوا فينا ما شئتم» [3] .

و مع ذلك التحذير المستمر فقد ظهرت الغلاة تدعي كونهم عليهم السلام آلهة، و علي رأسهم أبوالخطاب الذي تنتمي اليه الفرقة الخطابية.

كان أبوالخطاب الأسدي محمد بن أبي زينب، مستقيما في بادئ أمره، ولكنه مما أعير الايمان كما ورد عن لسان الامام، و كان قبل أن يفسد يحمل المسائل لأصحاب الامام عليه السلام و يأتي بجواباتها، ثم غالي بالامام الصادق عليه السلام فطرده و تبرأ منه و لعنه.

قال زيد النرسي: لما ظهر أبوالخطاب بالكوفة و ادعي في أبي عبدالله عليه السلام ما ادعي دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام مع عبيد بن زرارة فقلت له: جعلت فداك لقد ادعي أبوالخطاب و أصحابه فيك أمرا عظيما، اذ لبي بلبيك جعفر، و لبيك معراج.

و زعم أصحابه أن أباالخطاب أسري به اليك، فلما هبط الي الأرض دعا اليك، و لذا لبي بك.

قال: فرأيت أباعبدالله عليه السلام قد أرسل دمعته من حماليق عينيه و هو يقول:

يا رب برئت اليك مما ادعي في الأجدع، عبد بني أسد، خشع لك شعري و بشري عبد لك ابن عبد لك، خاضع ذليل، ثم أطرق ساعة في



[ صفحه 219]



الأرض كأنه يناجي شيئا، ثم رفع رأسه و هو يقول: أجل أجل عبد خاضع خاشع ذليل لربه، صاغر راغم من ربه، خائف و جل، لي والله رب أعبده لا أشرك به شيئا، ما له أخزاه الله و أرعبه، و لا آمن روعته يوم القيامة، ما كانت تلبية الأنبياء هكذا، و لا تلبيتي و لا تلبية الرسل، انما لبيت بلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك.

ثم قمنا من عنده فقال: يا زيد انما قلت لك هذا لأستقر في قبري، يا زيد استر ذلك عن الأعداء [4] .

و لعل قوله عليه السلام استر ذلك عن الأعداء لما رؤي من جزع الامام عليه السلام من هذه الكارثة التي حلت بالمسلمين، فشماتة الأعداء بالامام عليه السلام عندئذ من أعظم التوهين.

و لم يكتف أبوالخطاب بادعائه الوهية جعفر عليه السلام بل ادعي النبوة، و أنه مرسل من قبله عليه السلام.

فدعا عليه الامام عليه السلام فقال: اللهم العن أباالخطاب، فانه خوفني قائما و قاعدا، و علي فراشي، اللهم أذقه حر الحديد [5] .

و قال عليه السلام لمفضل بن يزيد: يا مفضل لا تقاعدوهم، و لا تؤاكلوهم و لا تشاربوهم، و لا تصافحوهم، و لا توارثوهم [6] .

و بهذا قطع الامام عليه السلام أواصر العلاقة بينهم و بين أصحابه، كي لا تمتد يدهم الخؤونة، و ألسنتهم الملعونة، بسوء الي الاسلام، و بهذه المقاطعة البتة، جعلهم ينضوون علي أنفسهم، فاحجم أمرهم، و تقلصت



[ صفحه 220]



دعوتهم، فهم اذن كفار نجسون، لا يجوز التزوج منهم و لا تزويجهم و لا تحل ذبيحتهم، و لا يدفنوا في مقابر المسلمين، و لا يرثون من مسلم الي آخر ماللكفار من أحكام عندالمسلمين.

ففي رواية صحيحة عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل هل أنبئكم علي من تنزل الشياطين، تنزل علي كل أفاك أثيم) قال: هم سبعة: المغيرة، و بنان، و صائد النهدي، و حمزة بن عمارة الزيدي (البربري) و الحارث الشامي، و عبدالله بن عمرو بن الحارث، و أبوالخطاب [7] فالامام عليه السلام كان دوما يفضح أمرهم، و يشهر بهم بين أصحابه، و يلعنهم و يتبرأ منهم و... بل قام عليه السلام عن الغلاة «ان فيهم من يكذب حتي أن الشيطان ليحتاج الي كذبه» [8] و لم نر هجوما قط من الامام عليه السلام علي طائفة أو مذهب، كما هاجم فكرة الغلاة الذين زعموا كون أهل البيت عليهم السلام آلهة.

فقال عليه السلام: «ان ممن ينتحل هذا الأمر لمن هو شر من اليهود و النصاري و المجوس و الذين أشركوا» [9] اذ ان اليهود والنصاري ممن لهم كتاب منزل و يعتقدون بوجود اله خالق، و أما المجوس فمنهم من فزع و تقرب الي الكواكب، و منهم الي الأصنام، و منهم الي النار، و... و ليست العبادة الحقيقية لهذه الأشياء، بل لتقربهم الي الله زلفي [10] أما المشركون فانهم يعتقدون بوجود اله جل جلاله، و ان أشركوا معه غيره.

أما الغلاة و هم أبوالخطاب و أصحابه فقالوا: بالوهية جعفر و الوهية آبائه، و الألوهية عندهم نور في النبوة، و النبوة نور في الامامة، و لا يخلو



[ صفحه 221]



العالم من هذه الأنوار و الآثار، و جعفر هو الاله في زمانه، و ليس هو المحسوس الذي يرونه، ولكنه لما نزل الي هذا العالم لبس تلك الصورة ليراه الناس فيها [11] .

و كان البعض يري في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الأئمة عنصرا ملكوتيا يميزهم عن سائر البشر تمييزا جوهريا، أي هم مخلوقون من عنصرين بشري و ملكوتي، و قد قام عليه السلام بتكفير هؤلاء قائلا: ان جدي و آبائي خلقوا كغيرهم من الناس، و ان القرآن يقول عن رسوله، «قل انما أنا بشر مثلكم» فدحض هذه الشبهات قبل أن يتفرق المسلمون كالمسيحيين» [12] و كانت عاقبة أباالخطاب عاجلة في الدنيا، و آجلة في الآخرة، اذ استجاب الله تعالي دعاء الامام عليه السلام في حقه علي يد عيسي بن موسي عامل المنصور علي الكوفة، فحاصره مع جماعته و كانوا سبعين رجلا في مسجد الكوفة، فقتلهم جميعا، فلم يفلت منهم الا رجل واحد [13] ، أصابته جراحات فعد في القتلي فتخلص، و حمل أبوالخطاب أسيرا فقتله عيسي بن موسي علي شاطئ الفرات، و صلبه مع جماعة منهم، ثم أمر باحراقهم فأحرقوا، و بعث برؤوسهم الي المنصور، فصلبها علي باب المدينة ثلاثة أيام، ثم أحرقت [14] .

و من أتباع أبي الخطاب الذين كانت لهم اليد الطولي في نشر دعوته، ثم أنشئت فرقة باسمه و هم (المغيرية) أتباع المغيرة بن سعيد، فلقد قال عنه الامام الصادق عليه السلام «لعن الله المغيرة بن سعيد، و لعن يهودية كان يختلف



[ صفحه 222]



اليها» [15] و قال عليه السلام: لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علي أبي، فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، و لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا.. [16] .

و قويت شوكة المغيرة، فثار في الكوفة، مع بيان في ستة نفر، و كانوا يسمون الوصفاء، و كان المغيرة ساحرا، و كان يقول: لو أردت أن أحيي عادا و ثمودا و قرونا بين ذلك كثيرا لفعلت، و بلغ خالد بن عبدالله القسري خروجهم بظهر الكوفة و هو يخطب، ففزع منهم، و كأنه شكك في صحة أمره و سحره، فصار يقول و هو علي منبره «اطعموني ماء» [17] .

ولكنه بعد ذلك تمكن منهم فأخذهم، و أمر بالقصب و النفط، فأحرقهم.

و كان رأي المغيرة الوهية علي عليه السلام، و كان يحرم ماء الفرات و كل نهر أو عين أو بئر وقعت فيه نجاسة [18] .

و كان أبوعبدالله عليه السلام يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب علي أبي، و يأخذ كتب أصحابه، و كان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي، فيدفعونها الي المغيرة، فكان يدس فيها الكفر و الزندقة، و يسندها الي أبي ثم يدفعها الي أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم [19] .



[ صفحه 223]



فلم يستطع ادخال التشويه علي الاسلام الا من خلال المنافقين الذين دخلوا في مدرسة الامام عليه السلام و اندسوا بين الأصحاب، مدعين الزهد و التقي و حب العلم و اللهفة اليه، يستعيرون بعض كتب الأصحاب و قد انطوت الحيلة عليهم، الي أن كشف أمرهم أخيرا، فهم من خلال تغلغلهم مع الأصحاب، يرسمون صورة ناصعة لوجوههم، و يلبسون زي التنسك و العبادة، و بدعوتهم تلك الي محبة أهل البيت - و خاصة في الكوفة التي كانت مركز التشيع - سوف يلقون دعما من بعض السذج الذين تنطوي عليهم تلك الحيلة.

و في الحقيقة أنه لم يكن أخبث من المغيرة و أصحابه في الكوفة، فلقد دخلوا الاسلام من خلال اليهود، لتشويه صورة الاسلام عامة و التشيع خاصة، فهم يكفرون أهل البيت و الشيعة أجمع.

ولكن بجهد الامام الصادق عليه السلام المتواصل بما لم يعهد له مثيل، شل حركتهم، و فرق جمعهم، حتي أصبحوا في خبر كان، و لم يبق من تلك الفرق المغالية الا الاسم في التاريخ و بادت بمدة قصيرة [20] .

و من الغلاة الذين نشطوا في الدعوة الشيطانية بشار الشعيري، فعن المدائني عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: يا مرازم من بشار؟ قلت: بياع الشعير. قال: لعن الله بشارا. قال: ثم قال لي: يا مرازم! قل لهم، ويلكم توبوا الي الله، فانكم كافرون مشركون [21] .

و قال عليه السلام: ان اليهود قالوا ما قالوا و وحدوا الله، و ان النصاري قالوا ما قالوا و وحدوا الله، و ان بشارا قال قولا عظيما، فاذا قدمت الكوفة فائته، و قل له: يقول لك جعفر: يا كافر، يا فاسق، يا مشرك، أنا برئ منك.



[ صفحه 224]



قال مرازم: فلما قدمت الكوفة وضعت متاعي و جئت اليه و دعوت الجارية، فقلت: قولي لأبي اسماعيل: هذا مرازم، فخرج الي فقلت له: يقول لك جعفر بن محمد عليه السلام يا كافر، يا فاسق، يا مشرك، أنا برئ منك.

فقال لي: و قد ذكرني سيدي؟ قال: قلت: نعم، ذكرك بهذا الذي قلت لك. فقال: جزاك الله خيرا و فعل بك، و أقبل يدعوا الي

و ما هذا الفعل من الشعيري الا للتمويه علي السذج و البسطاء، بأنه يفدي نفسه في محبة سيده جعفر، و ان ذكره له و ان كان بالسوء، ما هو الا لرضاه عنه، و لو لم يكن له شأن عظيم عنده، و اهتمام خاص تجاهه، لما ولاه هذا الاهتمام البالغ.

و كان بشار يقول ان عليا هو الرب، و ان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم هو عبد لعلي عليه السلام، و ان معني الأشخاص الثلاثة فاطمة و الحسن و الحسين تلبيس، فهذه الأشخاص ما هي الا صورة خيالية عن علي عليه السلام و في الحقيقة انهم جميعهم شخص علي عليه السلام [22] .

و قد قال عنه الصادق عليه السلام: «ان بشارا الشعيري شيطان ابن شيطان، خرج من البحر، فأغوي أصحابي و شيعتي» [23] .

و أما قوله عليه السلام خرج من البحر، لأن بشارا كان يقول بمقالة العليائية، و سموا عليائية علي اسم طائر في البحر اسمه عليا، زعم بعضهم أن بشارا مسخ علي صورة هذا الطير، فيمكن أن الامام عليه السلام نعته بهذا الوصف الذي وصف به.



[ صفحه 225]



و بعد أن حذره الامام عليه السلام مرارا فلم يحذر، حاول التقرب الي الامام ليكون من رجاله، ليطلي أفكاره بصبغة اسلامية، ليوهم أصحابه شرعة أقواله، ولكن الامام عليه السلام لم تنطو عليه هذه الحيلة، و كشف له بواطن سره، فعندما دخل عليه قال له عليه السلام: «أخرج عني لعنك الله، و الله لا يظلني و اياك سقف بيت أبدا، فلما خرج قال: ويله ألا قال بما قالت به اليهود؟ ألا قال بما قالت به النصاري؟ ألا قال بما قالت المجوس؟ أو بما قالت الصابئة؟...» [24] .

هذا غيض من فيض من حركة الغلاة الذين تسللوا بين المسلمين، و خاصة الشيعة و نشطوا في عهد الامام الصادق عليه السلام، و كانت حركتهم تلك حملة يهودية مدبرة. اذ عندما رأي اليهود الحملة الثقافية الواسعة، التي كسحت تعاليم اليهودية و النصرانية، و التي لم يعهد لها مثيل في جميع الأديان السماوية، و حتي في عصر خاتم الرسل صلي الله عليه و آله و سلم و رأوا أن تعاليمهم قد شيبت بالأساطير و الخرافات، شنوا حملة مضادة للاسلام، لا بقوة السلاح و لا بالعدة و العدد، لعدم امكان ذلك، بل بادخال الفكر الغربي و الكذب و التشويه و الأباطيل في التعاليم الاسلامية.

و هذا ما يحصل في زمننا الحاضر بصورة غير مباشرة، فدس الأزياء، و الأفكار اليهودية من عدم الاشكال بالمساكنة بين الذكر و الأنثي كأصدقاء في منزل واحد دون عقد شرعي، و تزي الرجال بلباس النساء و العكس و التشبه باليهود بحلق اللحية. و التلفظ بالألفاظ الأجنبية، و ادخال الغناء و الموسيقي في الحفلات، و اختلاط الرجال بالنساء، و رفع التعاليم الدينية من المدارس أو جعلها من المواد الجانبية و...



[ صفحه 226]



مما لا يحصي كثرة، ما هي الا من شعائر اليهود، فما الفرق بين دعوة الغلاة الي ربوبية الأئمة بلباس الدين، و بين دعوتهم الي التحرر من القيود التي يفرضها المسلمون علي أنفسهم باسم الدين؟!!!.

و العجب من محمد فريد و جدي و غيره، في نسبتهم الغلاة الي الشيعة، مع أن الشيعة منهم براء، و ما ذكرناه من كلمات للأئمة عليهم السلام في هذا الصدد كفاية [25] .

القول في قدم القرآن و حدوثه

لم يحدث في الاسلام مصارعة في الآراء، و نطاح في الأفكار، كما حدث في مسألة بسيطة لا تمس العقيدة بشئ، و لا تدخل في صلب الدين و الاسلام، بل ان الايمان بها و عدمه سواء، و هي مسألة قدم القرآن و أزليته؟ أم خلقه و حدوثه؟

و قد أدت المصارعة في هذه المسألة الي تكفير بعض المسلمين بعضا، و الي التعذيب و السجن و القتل، بل كادت أن تحدث نزيفا دمويا بين المسلمين يبقي أثره و صمة عار علي جبين كل موحد الي يوم القيامة، بل الي تفكك و تمزق المسلمين قاطبة، و كان وراء هذه الفتنة أيدي مشبوهة، تنهش أجساد المسلمين و تمص دماءهم، لتبقي وحيدة علي حلبة المصارعة دون منازع.

اما الحكومة فكانت تختبر العلماء بشكل مباشر أو غير مباشر ليدلوا بآرائهم في هذه المسألة، و من خالف رأيها وضع في زنزانة التعذيب أو قتل، الي أن أحجم الكثير عن التصريح بالحقيقة.



[ صفحه 227]



و قد بدأت هذه المحنة بين المسلمين في أواخر العهد الأموي، ولكنها لم تتفاقم الا في أيام هارون الرشيد و ما بعده. و كان الرأي الأقوي في زمانه و الذي يعذب و يقتل علي من يدين بخلافه، هو القول بقدم القرآن و أزليته مع الله عزوجل، و أنه غير حادث، لأن كلام الله هو ذات الله.

فهذا خالد بن عبدالله القسري، حاكم الكوفة في زمن بني أمية، قتل جعد بن درهم، لأنه يقول بخلق القرآن و حدوثه [26] .

و هذا هارون الرشيد قال يوما: بلغني أن بشر المريسي يقول القرآن مخلوق، و الله الله لئن أظفرني الله به، لأقتلنه قتلة ما قتلها أحد. و لما علم بذلك بشر ظل متواريا أيام الرشيد [27] .

و قال بعضهم: دخلت علي الرشيد و بين يديه رجل مضروب العنق، و السياف يمسح سيفه في قفا الرجل المقتول، فقال الرشيد: قتلته لأنه قال القرآن مخلوق [28] و كان أمام المالكية مالك بن أنس ذا مكانة مرموقة عند هارون الرشيد، و كان هارون يجلس بين يديه تعظيما له، و يأخذ بأقواله، و سار مالك بسيرة الدولة القائلة بقدم القرآن، فقد دخل عليه - علي مالك - رجل فقال: ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه. فقال الرجل: يا أباعبدالله انما أحكي كلاما سمعته، قال مالك: لم أسمعه من أحد انما سمعته منك» [29] .



[ صفحه 228]



و بقيت المعتزلة تتجنب التصريح برأيها و هو القول بحدوث القرآن، خوفا من هارون الرشيد و سطوته، الي عهد المأمون، فحينئذ انفرجوا أشد الانفراج، و انقشعت عنهم المحنة التي استولت علي قلوبهم، و أرقت مضاجعهم، اذ وجدوا في المأمون مأربهم، بعد أن قربهم و أكرمهم، و أخذ بأقوالهم، بل أجبر العلماء علي القول بخلق القرآن، و أجبر عامة الناس في جميع الأقطار علي الاعتراف بفكرته، ولكن بسياسة حكيمة، فقد كتب الي الأمصار رسالة تتضمن الأدلة القطعية علي صحة القول بخلق القرآن و حدوثه، التي منها قوله تعالي: (انا أنزلناه قرآنا عربيا) [30] فكل ما أنزله الله فقد خلقه. «كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق» [31] و القص يقتضي الحدوث. «الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير» [32] فالتفصيل يقتضي الجعل و الحدوث...

الي آخر ما كتب الي الرعية...

و بعد سياسته تلك، فمن بقي مصرا علي رأيه أخذه بالمحنة و التعذيب.

و لعظم هذا الأمر و شدته، كتب المأمون تلك المسألة في وصيته عند موته فقال: هذا ما أشهد عليه عبدالله بن هارون الرشيد... و أنه خالق، و ما سواه مخلوق، و لا يخلو القرآن أن يكون شيئا له مثل كل شئ، و لا شئ مثله تبارك و تعالي.

و جاء في وسط الوصية: يا أبااسحاق أدن مني (كنية المعتصم) و اتعظ بما يري، و خذ بسيرة أخيك في خلق القرآن [33] .



[ صفحه 229]



فكأن هذه المسألة أصبحت من أولويات الاعتقادات في الاسلام، و أنه من مات علي غير الاعتقاد بها فهو كافر، كما في شهادة الألوهية، و ذلك لاعتقاده بأن القول بعدم خلق القرآن يضاهي قول النصاري في المسيح، و يؤدي الي القول بتعدد القدماء.

و قد سار المعتصم علي نهج أخيه الي زمن الواثق بالله [34] ، و قد سمي العهد من زمن المأمون الي الواثق عهد محنة القرآن، فصمت الآذان، و أبكمت الأفواه، و لم يجرؤ أحد علي التفوه ببنت شفة، نعم ضحي الشاذ النادر في سبيل عقيدته التي يزعم بصحتها، و هم نفر قليل، و علي رأسهم: امام الحنابلة أحمد بن حنبل، فقد بقي علي موقفه مصرا علي القول بقدم القرآن و أزليته مع الله عزوجل.

و قد بقي ثمانية عشر شهرا بين أيدي الجلادين يسومونه سوء العذاب، و كان يكفر من يقول بخلق القرآن، فقال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر، و بانت منه امرأته، و لا تقبل توبته، بل تضرب عنقه، و لا يدفن في مقابر المسلمين، و لا تشيع جنازته، و لا يصلي عليه، حتي لقد شاعت فكرته عند النساء أيضا، فقد جاءت امرأة الي قاضي الشرقية عبدالله بن محمد الحنفي فقالت: ان زوجي لا يقول بمقالة أميرالمؤمنين في القرآن، ففرق بيني و بينه.



[ صفحه 230]



و لابد أن قولها هذا لم يكن فهي عهد المأمون الي الواثق بالله - 232 - 196 ه بل كان بعد ذلك أي في عهد المتوكل العباسي الذي أرجع القول بقدم القرآن، و ناصر أحمد بن حنبل، فانفرجت أساريره، و انتشر صيته، و وضع المتوكل القضاة علي طبق عقيدته، فلم يجرؤ أحد علي الحكم بخلاف مذهبه.

و تطور ابن حنبل في كلامه فقال: «من زعم أن القرآن كلام الله و وقف و لم يقل مخلوق و لا غير مخلوق فهو أخبث من الأول، و من زعم أن ألفاظنا بالقرآن و تلاوتنا له مخلوقة، و القرآن كلام الله، فهو جهمي، و من لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم، و كلم الله موسي تكليما، من الله سمع موسي يقينا، ناوله التوراة بيده، و لم يزل الله متكلما عالما، تبارك الله أحسن الخالقين.

فمن أن ابن حنبل من أهل الحديث، و هم يلتزمون الصمت في كل ما لم يرو فيه نص، الا أنه و من اتبعه خالفوا القاعدة في هذه المسألة.

و تبعتهم علي ذلك الأشاعرة، فقال أبوالحسن الأشعري «ان القرآن كلام الله غير مخلوق، و ان من قال بخلق القرآن فهو كافر» [35] .

موقف أهل البيت عليهم السلام في محنة خلق القرآن

ان النظرة الشمولية عند أهل البيت عليهم السلام لجميع جوانب الحياة، بما فيها السياسية و الاجتماعية و البدنية و الروحية و... جعلتهم يراقبون تحركات المجتمع ككل، و يعطون آرائهم في كل صغيرة و كبيرة، حتي في أبسط الأمور



[ صفحه 231]



الحياتية كآداب الطعام و الشراب و الجلوس و التكلم و المشي و... مما لا يحصي كثرة في أحاديثهم.

و في محنة شملت جميع الأقطار الاسلامية، و عتت رياحها الي كل دار من دور المسلمين، حتي قصفت رؤوس التابعين، و اختبأ آخرون وراء الجدران، الي أن هدأت العاصفة الهوجاء، بعد أن دمرت ما دمرت في طريقها،- نري أنه من العجب الذي تشخص نحوه الأبصار مذهولة و متسائلة، لم سكت أهل البيت عليهم السلام عن مسألة كهذه و أبوا التدخل في مضمار الحديث عنها، حتي مع استفسار أصحابهم منهم عليهم السلام؟!! ولكن بعد الرجوع الي طبيعة الأحداث و الأجواء التي عاشها الحكام في عصر النهضة العلمية، و الخوف الذي كان يداهمهم في جميع تحركاتهم، من الفئة الواعية المثقفة بالخصوص، جعل الحكام يخططون لاشغال العلماء بعضها مع بعض، و القاء شبهات كلامية فيما بينها، ليتفرغوا لحل مشاكلهم العويصة، و ليصبوا اهتماماتهم في قالب ظاهرة أنيق، و باطنة عميق، و محتواه ركيك.

و بهذا الصراع الفكري فيما بينهم، سيتركوا الحكام متربعين علي دسة الحكم، متفرجين علي التناطح القاتل دون شفقة أو رحمة، مصفقين للفريق الغالب، ناسبين أنفسهم له، فهم اتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيؤا بنور العلم، و لم يلجأوا الي ركن وثيق.

أما الفريق المغلوب، فانه سوف يختبي ء، عندما يري الحكام، قد كشرت أنيابها نحوه، تريد أن تمزق لحمه، و تمص دمه.

فالمسألة لم تعد مسألة علمية بحتة، بل هي مسألة سياسية تفككية بين المسلمين، يراد من خلفياتها الوصول الي الهدف و الغاية التي يسعي اليها الحكام.



[ صفحه 232]



اضافة الي أن الأئمة عليهم السلام لو أفصحوا عن رأيهم في المسألة، فستتفرق كلمة المسلمين، اذ سيجنح لهم طرف، و يميل آخرون، فالمائل الي الحكام سيقوي بهم، و ستعلن العداوة صراحة بين الأئمة و الحكام، و خاصة في أشد المحنة أيام هارون الرشيد، اذ أنه ارتأي قولا مخالفا لقول أهل البيت عليهم السلام عندما قال بقدم القرآن، مع أن الصحيح الذي عليه أئمتنا عليهم السلام هو القول بحدوث القرآن و خلقه.

و لو كان هارون حقيقة يتحسر علي مسألة كلامية كهذه، و يبتغي الوصول الي نتيجة حتمية، لسأل صادق أهل البيت عن رأيه، و لأطفأ ثائرة الثورة بزفرة بسيطة، ولكننا نراه يشعل فتيلها و يوقدها بأجساد أناس لم ينتقم منها الا أن آمنوا بأن الخالق هو الله و ما عداه فهو مخلوق.

و أما الذين سوف يميلون الي أهل البيت عليهم السلام فسيكون مصيرهم التعذيب و السجن و القتل، و هنا ستتفكك أصحاب الأئمة عليهم السلام و يقضي عليهم، و سيكونون رهانا لنبال الصائدين يحيطون بهم اني اتجهوا، و ستخلق هناك ذريعة يتذرع بها الحكام للانقضاض علي الشجرة الطيبة التي طالما تكفلها أهل البيت عليهم السلام و انبتوها نباتا حسنا.

فبسكوت أهل البيت عليهم السلام عن التصريح برأيهم، وجهوا ضربة عنيفة الي الحكام، اذ سدوا في وجوههم أبواب المطامع التي كانوا يسعون الي الدخول فيها، من خلال القاعدة اليهودية «فرق تسد».

و لو كان الأمر مما يمس بالدين، لاوردوا عليهم السلام، مئات الروايات في ذلك، كما ورد في حرمة القياس و العمل بالرأي.

و أما من الروايات الواردة عنهم عليهم السلام في المقام فهي.



[ صفحه 233]



روي علي بن سالم عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد فقلت له: يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟

فقال: «هو كلام الله، و قول الله، و كتاب الله، و وحي الله، و تنزيله، و هو الكتاب العزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، تنزيل من حكم حميد» [36] .

أما الامام الكاظم عليه السلام فقد سأله سليمان بن جعفر الجعفري قائلا: يابن رسول الله، ما تقول في القرآن؟ فقد اختلف فيه من قبلنا، فقام قوم انه مخلوق، و قال قوم انه غير مخلوق.

فقال عليه السلام: «أما أني لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول انه كلام الله» [37] .

أما الامام الرضا عليه السلام: فقد سأله الريان بن الصادق فقال له: ما تقول في القرآن؟.

فقال عليه السلام: كلام الله لا تتجاوزوه و لا تطلبوا الهدي في غيره فتضلوا [38] .

و قال الحسين بن خالد: قلت للرضا علي بن موسي عليه السلام يابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أم مخلوق؟ فقال: ليس بخالق و لا مخلوق، ولكنه كلام الله عزوجل [39] .



[ صفحه 234]



و هكذا بقي التحفظ من الاباحة بالسر و الحقيقة، كيما تزول الكوابيس التي أرقت مضاجع المسلمين قاطبة.

أما الامام الهادي علي بن محمد عليه السلام فقد صدع بالحقيقة عندما رأي الفرصة قد سنحت و زال الخطر عن المسلمين.

فقد روي محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني أنه كتب علي بن محمد ابن علي بن موسي الرضا عليه السلام الي بعض شيعته ببغداد: «بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله و اياك من الفتنة، فان يفعل فقد أعظم بها نعمة، و ان لا يفعل فهي الهلكة. نحن نري أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فيتعاطي السائل ما ليس له، و يتكلف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق الا الله عزوجل، و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله و اياك من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون» [40] .

فهنا نري أن الامام الهادي عليه السلام هو المبادر الي توضيح ما التبس علي المسلمين ما يقارب القرن من الزمن، و يبدأ قوله بالدعاء الي الله عزوجل بالعصمة من الفتنة، فانه يؤكد عليه السلام انه ما أثيرت هذه المسألة علي بساط البحث لحفظ ماء وجه الاسلام و المسلمين، بل للنكاية و الشماتة فيهم، ثم أكثر علي عدم جواز الخوض في لجاج في هذه المسألة، و لو كانت من الأهمية بمكان لذكرها الله جل اسمه في كتابه، أو لوضحها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كما وضح قضية الامامة و غيرها.

نعم بعد البحث و التدقيق وجدت روايتين [41] عن الصادق عليه السلام يؤكد



[ صفحه 235]



فيهما القول بحدوث القرآن و خلقه، و قد يسأل سائل لم لم يرجع الي قوله عليه السلام في ذلك؟.

ولكن بعد النظر الي السند لم تثبت صحة كل من الروايتين الي الامام عليه السلام.



[ صفحه 239]




پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 25 / 265.

[2] ميزان الحكمة ج 7 / 280.

[3] بحار ج 25 / 283.

[4] بحارالأنوار ج 47 / 378.

[5] معجم رجال الحديث ج 14 / 245.

[6] المصدر السابق.

[7] معجم رجال الحديث ج 14 / 250.

[8] المصدر السابق.

[9] المصدر السابق.

[10] دائرة معارف القرن العشرين ج 8 / 446 - الملل و النحل ج 1 / 211.

[11] دائرة معارف القرن العشرين ج 3 / 720.

[12] الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 141.

[13] و هو سالم بن مكرم، أبوخديجة، ثم صار بعد ذلك من أصحاب الامام الصادق الخلص الثقات، و كان فيما بعد ممن يروي الحديث.

[14] معجم رجال الحديث ج 14 / 256 - الامام الصادق للمظفر ج 1 / 54 نقلا عن فرق الشيعة ص 69.

[15] معجم رجال الحديث ج 18 / 275.

[16] نفس المصدر.

[17] معجم رجال الحديث ج 18 / 275.

[18] تاريخ ابن الأثير ج 3 / 359 الملل و النحل ج 1 / 158.

[19] المعجم - التنقيح (ترجمته).

[20] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 / 234.

[21] معجم رجال الحديث ج 3 / 310.

[22] نفس المصدر.

[23] نفس المصدر.

[24] نفس المصدر.

[25] دائرة معارف القرن العشرين ج 7 / 84 الأنوار النعمانية للجزائري ج 2 / 234 فقد عد الغلاة من الشيعة و جعلهم ثمانية عشر فرقة، الملل و النحل ج 1 / 154 عد الغوالي من الشيعة و عدهم اثني عشر فرقة.

[26] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 2 / 451.

[27] النجوم الزاهرة ج 1 / 674 ميزان الاعتدال ج 1 / 322.

[28] تاريخ ابن كثير ج 1 / 215.

[29] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 / 507 نقلا عن مناقب مالك للزاوي ص 30- تزيين مالك للسيوطي ص 14.

[30] يوسف / 2.

[31] طه / 99.

[32] هود / 1.

[33] ابن حنبل لمحمد أبوزهرة ص 47 (الامام الصادق و المذاهب الأربعة 457 ج 2).

[34] امتحن الواثق بالله الناس في خلق القرآن، فكتب الي القضاة أن يفعلوا ذلك في سائر البلدان، و أن لا يجيزوا شهادة الا من قال بالتوحيد، فحبس بهذا السبب عالما كثيرا.

و كتب طاغية الروم الي الواثق كثرة من بيده من أساري المسلمين و دعاه الي الفداء، فأجابه الي ذلك، و كان كلما مر رجل من الأسري امتحنوه في القرآن، فمن قال انه مخلوق فودي به، و دفع اليه ديناران و ثوبان، فبلغ عدة من فودي به خمسمائة رجل و سبعمائة امرأة، و كان هذا في المحرم سنة 231.

و امتحن ابن أبي داوود في القرآن فأبي أن يقول انه مخلوق، فشتمه الواثق، فرد عليه، فضرب عنقه وصلبه بسر من رأي، و وجه برأسه، فنصب ببغداد في الجانب الشرقي. تاريخ اليعقوبي ج 2 / 482.

[35] الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة ص 162 - الالهيات ج 1 / 205 - الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 / 201 نقلا عن تاريخ بغداد ج 1 / 201 - توضيح المراد للحلي 471 - نهج الحق و كشف الصدق (للعلامة الحلي) ص 61.

[36] الالهيات ج 1 ص 219 نقلا عن توحيد الصدوق باب القرآن ما هو.

[37] المصدر السابق.

[38] المصدر السابق.

[39] المصدر السابق.

[40] المصدر السابق.

[41] توضيح المراد ص 469.


حكم شهادة الواحد بدخول رمضان


مذهب الامام جعفر الصادق: تقبل شهادة الواحد في الغيم لاحتمال اخفائه علي غيره، لا للصحو، فانه يشترط فيه جماعة لبعد خفائه. نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [1] .

و هذا الحكم هو أحد قولي المؤيد بالله و اليه ذهب أبوحنيفة [2] .

و الحجة لهم:

قالوا من المستعبد أن تنظر الجماعة الكبيرة الي مطلع الهلال و لا يراه الا واحد أو أثنان مع سلامة أبصارهم، و عدم المانع من الرؤية، فتفرد هؤلاء بالرؤية من بين سائر الناس يوهم الغلط فيجب التوقف فيه [3] .



[ صفحه 97]



و ذهب بعض العلماء الي: قبول شهادة الواحد العدل علي دخول رمضان سواء كان في السماء علة أم لا.

و هو مروي عن سيدنا عمر و ابنه عبدالله و عطاء و ابن المبارك و عمر بن عبدالعزيز و الليث و اسحاق و ابن الماجشون و به قالت الظاهرية و بعض الزيدية و اليه ذهب الشافعي و أحمد في صحيح مذهبهما [4] .

و الحجة لهم:

1- ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «تراآي الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلي الله عليه و سلم أني رأيته فصام رسول الله صلي الله عليه و سلم و أمر الناس بصيامه» [5] .

2- ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاء أعرابي الي النبي صلي الله عليه و سلم فقال: اني أبصرت الهلال الليلة قال: أتشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله؟ فقال: نعم، فقال يا بلال: أذن في الناس فليصوموا غدا» [6] .

و قال مالك و أكثر الزيدية و قول للشافعي و لأحمد: يثبت الهلال بشهادة رجلين عدلين في الدخول و الخروج سواء كان في السماء علة أم لا [7] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 3 / 245، 246.

[2] المصدر السابق، الهداية: 1 / 121.

[3] مسائل من الفقه المقارن: 2 / 222.

[4] المجموع: 6 / 282، المحلي: 6 / 235، البدائع: 2 / 985، المدونة: 1 / 194، البحر الزخار: 3 / 245، نيل الأوطار: 5 / 191.

[5] سنن أبي داود: 2 / 302، السنن الكبري: 4 / 212.

[6] النسائي: 2 / 68.

[7] ينظر المصادر السابقة، الشرح الكبير للدردير: 509، مغني المحتاج: 1 / 420، تحفة الأحوذي: 2 / 34.


الغيبة


حرم مذهب التوحيد الغيبة عملا بقوله تعالي: (و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا الله ان الله تواب رحيم (12)) (الحجرات: 12).

و عملا باقوال الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و الائمة من بعده، و كان للامام الصادق اقوال وردت في مواعظ و ارشاد الموحدين تحث علي الابتعاد عن الغيبة سيما و انها (الغيبة) جهد العاجز، و آية المنافق، و ان الله حرم الغيبة كما حرم المال و الدم، و قد قال الصادق عليه السلام: لا تغتب فتغتب، و لا تحفر لاخيك حفرة فتقع فيها فانك كما تدين تدان.

و من المعلوم ان الغيبة تمقت الانسان الي الله و الناس و تحبط اجره، و قال الصادق عليه السلام: لا يطمعن... المغتاب في السلامة.

و عنه عليه السلام: قال رجل لعلي بن الحسين عليه السلام ان فلانا ينسبك



[ صفحه 287]



الي انك ضال مبتدع، فقال له علي بن الحسين عليه السلام ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت الينا حديثه، و لا اديت حقي حيث ابلغتني عن اخي ما لست اعلمه:... اياك و الغيبة فانها ادام كلاب النار، و اعلم ان من اكثر من ذكر عيوب الناس شهد عليه الاكثار انه انما يطلبها بقدر ما فيه.

و من الناس يحبون اشاعة معايب الناس ليتسع لهم العذر في معايبهم و عن الامام الصادق قوله عليه السلام: من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته اذناه، فهو من الذين قال الله عزوجل: (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) [1] .

و قال عليه السلام: لا تدع اليقين بالشك و المكشوف بالخفي، و لا تحكم علي مالم تره بما يروي لك عنه، و قد عظم الله عزوجل امر الغيبة و سوء الظن، باخوانك المؤمنين.

و جاء في تعاليم مذهب التوحيد ان الغيبة اسرع في دين الرجل المسلم الموحد من الآكلة في جوفه. و من اغتاب اخاه لم يقبل الله صلاته و لا صيامه اربعين يوما و ليلة، الا ان يغفر له صاحبه.

و في المواعظ التوحيدية يطلب من المسلم الموحد ان لا يسوءه ما يقول الناس فيه، فان كان كما يقولون كان ذنبا عجلت عقوبته، و ان كان علي خلاف ما قالوا كانت حسنة لم يعملها.



[ صفحه 288]



و عن الامام الصادق عليه السلام: من روي علي مؤمن رواية يريد بها شينه و هدم مروته ليسقط من اعين الناس، اخرجه الله عزوجل من ولايته الي ولاية الشيطان [2] .

و عنه ايضا: الغيبة ان تقول في اخيك ما ستره الله عليه، و اما الامر الظاهر فيه مثل الحدة و العجلة فلا [3] .

و قال عليه السلام فيمن يحرم اغتيابه: ثلاث من كن فيه اوجبن له اربعا علي الناس، من اذا حدثهم لم يكذبهم، و اذا خالطهم لم يظلمهم، و اذا وعدهم لم يخلفهم توجب ان يظهر في الناس عدالته، و يظهر فيهم مروته، و ان تحرم عليهم غيتبهم، و ان تجب عليهم اخوته.

و عنه عليه السلام: من لم تره بعينك يرتكب ذنبا او لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من اهل العدالة و الستر، و شهادته مقبوله، و ان كان في نفسه مذنبا، و من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عزوجل، داخل في ولاية الشيطان.

و قال الامام فيمن يجوز اغتيابه: اذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له و لا غيبة.

و قال الامام الصادق عليه السلام عن اصل الغيبة: اصل الغيبة تتنوع بعشرة انواع: شفاء غيظ، و مساءة قوم، و تصديق خبر، و تهمة و تصديق خبر بلا كشفه، و سوء ظن، و حسد، و سخرية، و تعجب،



[ صفحه 289]



و تبرم، فان اردت السلامة فاذكر الخالق لا المخلوق فيصير لك مكان الغيبة عبرة، و مكان الاثم ثوابا [4] .

و يذهب شيوخ التوحيد الي القول بان السامع للغيبة كالمغتاب، و ان من حق السمع ان تنزهه عن سماع الغيبة و سماع ما لا يحل سماعه كفحش القول و يعتبرون ان المغتاب قد نظر الي اخبث ما في وعائه و افرغه في وعاء غيره.


پاورقي

[1] الكافي 2 / 357 / 02.

[2] البحار: 75 / 254 / 36.

[3] البحار: 75 / 246 / 07.

[4] مصباح الشريعة 277.


محمد أمين السويدي


48.و قال محمد أمين السويدي (م 1246): «جعفر الصادق كان من بين أخوته خليفة أبيه، و وصيه، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، و كان اماما في الحديث... و مناقبه كثيرة». [1] .


پاورقي

[1] سبائك الذهب: 74.


مناظرته مع طبيب


حضر أبوعبدالله عليه السلام مجلس المنصور يوما و عنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب فجعل أبوعبدالله الصادق عليه السلام ينصت لقراءته، فلا فرغ الهندي قال له: يا أباعبدالله أتريد مما معي شيئا؟ قال: لا: فان معي ما هو خير مما معك، قال: و ما هو؟ قال: اداوي الحار بالبارد و البارد بالحار، و الرطب باليابس و اليابس بالرطب، و أرد الأمر كله الي الله عزوجل، و أستعمل مما قاله رسول صلي الله عليه و آله، و اعلم أن المعدة بيت الداء و أن الحمية هي الدواء، و اعود البدن ما اعتاد، فقال الهندي: و هل الطب الا هذا؟ فقال الصادق: أفتراني عن كتب الطب أخذت، قال: نعم، قال: لا و الله ما أخذت الا عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟ فقال الهندي: لا بل أنا، فقال الصادق عليه السلام: فأسألك شيئا، قال: سل.



[ صفحه 203]



قال: أخبرني يا هندي لم كان في الرأس شؤن؟ [1] قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟ قال: لا أعلم.

قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان لها تخطيط و أسارير؟ [2] قال: لا أعلم، قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟ قال: لا أعلم، قال فلم جعل العينان كاللوزتين؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الأنف فيما بينهما؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان ثقب الأنف في أسفله؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت الشفة و الشارب من فوق الفم؟ قال: لا أعلم، قال فلم احتد السن و عرض الضرس [3] و طال الناب؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟ قال: لا أعلم، قال فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال: لا أعلم، قال فلم خلا الظفر و الشعر من الحياة؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان القلب كحب الصنوبر [4] قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الرئة قطعتين، و جعل حركتها في موضعها؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكبد حدباء؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبياء؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعل طي الركبتين الي خلف؟ قال: لا أعلم، قال: فلم تخصرت القدم [5] قال: لا أعلم، فقال الصادق عليه السلام: لكني أعلم، قال: فأجب.



[ صفحه 204]



قال الصادق عليه السلام: كان في الرأس شؤن لأن المجوف اذا كان بلا فصل أسرع اليه الصداع، فاذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد و جعل الشعر من فوقه لتوصل بوصوله الأدهان الي الدماغ و يخرج بأطرافه البخار منه، و يرد الحر و البرد عليه، و خلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور الي العينين [6] و جعل فيها التخطيط و الأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس الي العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه و هو كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه، و جعل الحاجبان من فوق العينين ليردا [7] عليهما من النور قدر الكفاية، ألا تري يا هندي أن من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه، و جعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين الي كل عين سواء، و كانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء و يخرج منها الداء و لو كانت مربعة أو مدورة ما جري فيها الميل و ما وصل اليها دواء و لا خرج منها داء، و جعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المتحدرة من الدماغ و يصعد في الأراييح الي المشام، و لو كان في أعلاه لما نزل منه داء و لا وجد رائحة، و جعل الشارب و الشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ الي الفم لئلا يتنغص علي الانسان طعامه و شرابه فيميطه عن نفسه، و جعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف [8] في المنظر و يعلم بها الذكر من الانثي، و جعل السن حادا لأنه به يقع العض، و جعل الضرس عريضا لأنه به يقع الطحن و المضغ، و كان الناب طويلا ليسند [9] الأضراس و الأسنان كالاسطوانة في البناء و خلا الكفان من الشعر لأن بهما يقع



[ صفحه 205]



اللمس، فلو كان فيهم شعر مادري الانسان ما يقابله و يلمسه، و خلا الشعر و الظفر من الحياة لأن طولهما سمج يقبح و قصهما حسن فلو كانت فيهما حياة لألم الانسان قصهما، و كان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فيتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره [10] و جعلت الرئة قطعتين ليدخل [11] بين مضاغطها [12] فيتروح عنه بحركتها، و كانت الكبد حدباء لتثقل المعدة و يقع جميعها عليها فيعصرها ليخرج [13] ما فيها من البخار، و جعلت الكلية كحب اللوبياء لأن عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة الاولي الي الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، اذا المني ينزل من فقار الظهر الي الكلية، فهي كالدودة تنقبض و تنبسط ترميه أولا فأولا الي المثانة كالبندقة من القوس، و جعل طي الركبة الي خلف لأن الانسان يمشي الي ما بين يديه فتعتدل الحركتان [14] و لولا ذلك لسقط في المشي، و جعلت القدم مخصرة [15] لأن المشي اذا وقع علي الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحي، فاذا كان علي طرفه [16] دفعه الصبي، و اذا وقع علي وجهه صعب نقله علي الرجل.

فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله عن جبرئيل عن رب



[ صفحه 206]



العالمين جل جلاله الذي خلق الأبدان و الأرواح، فقال الهندي: صدقت و أنا أشهد أن لا اله الا الله و ان محمد رسول الله و عبده و أنك أعلم أهل زمانه. [17] .


پاورقي

[1] روي في البحار في شرح هذه المناظرة عن ابن سينا في التشريح أن الجمجمة مركبة من سبعة أعظم أربعة كالجدران و واحد كالقاعدة و الباقيان يتألف منها العجف و بعضها موصول الي بعض بدروز يقال لها الشؤن: أقول: لعله يريد بالعجف: العظام الفصار.

[2] الأسارير: الخطوط.

[3] يراد منه الطواحن خاصة.

[4] الصنوبر شجر لا يزال مخضرا و هو رفيع الورق و حبه مستدير طويل.

[5] مخصرالقدم: من تمس قدمه الأرض من مقدمها و عقبها و يخوي أخمصها مع دقة فيه.

[6] فلو كان في الجبهة لحال دون النور.

[7] ليورد في نسخة.

[8] أي كشف العورة.

[9] و في نسخة ليشد. و المعني عليهما معا لا يختلف.

[10] لاتصال ما بين القلب و الدماغ بالشرايين فاذا احتر القلب احتر الدماغ.

[11] أي القلب.

[12] و في نسخة مساقطها.

[13] و في نسخة فيخرج.

[14] و في نسخة الحركات.

[15] متخصرة في نسخة.

[16] و في نسخة حرفه.

[17] بحارالأنوار: 10 / 207.


علي


بلغ علي بن جعفر من الجلالة شأوا لا يلحق، و من الفضل محلا لا يسبق، و أما حديثه و ثقته فيه، فهو مما لا يختلف فيه اثنان، و من سبر كتب الحديث عرف ما له من أخبار جمة يرويها عن أخيه الكاظم عليه السلام تكشف عن علم و معرفة.



[ صفحه 122]



و قال فيه الشيخ المفيد طاب ثراه في ارشاده: و كان علي بن جعفر راوية للحديث، سديد الطريق، شديد الورع، كثير الفضل، و لزم أخاه موسي عليه السلام، و روي عنه شيئا كثيرا من الأخبار، و قال في النص عليه، و كان شديد التمسك به، والانقطاع اليه، والتوفر علي أخذ معالم الدين منه، و له مسائل مشهورة عنه، و جوابات سماعا عنه، و النص علي أخيه الكاظم عليه السلام روي من أخويه اسحاق و علي ابني جعفر، و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان.

و من شدة ورعه اعترافه بالأئمة بعد أخيه الكاظم عليه السلام مع كبر سنه و جلالة قدره، و كبير فضله، و لم تثنه هذه الشؤون عن الاعتراف بالحق والعمل به، بل زادته بصيرة و هدي.

كان رجل يظن فيه علي بن جعفر أنه من الواقفة سأله عن أخيه الكاظم فقال له علي: انه قدمات، فقال له السائل: و ما يدريك بذلك؟ قال له: اقتسمت أمواله، و نكحت نساؤه، و نطق الناطق بعده، قال: و من الناطق بعده؟ قال علي: ابنه، قال: فما فعل؟ قال له: مات، قال: و ما يدريك أنه مات؟ قال علي: قسمت أمواله، و نكحت نساؤه، و نطق الناطق من بعده، قال: و من الناطق من بعده؟ قال علي: ابنه أبوجعفر، فقال له الرجل: أنت في سنك و قدرك و أبوك جعفر بن محمد عليهماالسلام، تقول هذا القول في هذا الغلام، فقال له علي: ما أراك الا شيطانا، ثم أخذ علي بلحيته فرفعها الي السماء ثم قال: فما حيلتي ان كان الله رآه أهلا لهذا و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا. [1] .



[ صفحه 123]



هذا لعمر الحق هو الورع، و رضوخ النفس للحق، و عدم الاغترار بشؤون التقدم من الفضل والسن والجلالة، التي قد تغتر النفس الأمارة بما دونها من الخصال العالية.

و كان يعمل أبدا مع أبي جعفر عمل المأموم العارف بمنزلة الامام، دون أن يحجزه عن هذا أنه عم أبيه، بل ربما تمني أن يفديه بنفسه، أراد أبوجعفر عليه السلام ليفتصد و دنا الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر فقال: يا سيدي يبد أني لتكون حدة الحديد في قبلك، ثم أراد أبوجعفر عليه السلام النهوض فقام علي بن جعفر فسوي له نعليه حتي يلبسهما. [2] .

و دخل أبوجعفر عليه السلام يوما مسجد الرسول صلي الله عليه و آله فلما بصر به علي بن جعفر و ثب بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه فقال له أبوجعفر: يا عم اجلس رحمك الله، فقال: يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم، فلما رجع أبوجعفر الي مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عم أبيه، و أنت تفعل به هذا الفعل، فقال: اسكتوا اذا كان الله عزوجل - و قبض علي لحيته - لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتي و وضعه حيث وضعه أنكر فضله، نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا له عبد. [3] .

هذه هي النفس القدسية التي عرفت الحق فاتبعته، و ما اقتفت أثر الحمية والعصبية، و اغترت بالنفس، بل كان من حب النفس أن يطيع المرء خالقه جل شأنه في أوليائه و اولي الأمر من عباده.

هذه بعض حال علي بن جعفر التي تكشف عما انطوي عليه ضميره من



[ صفحه 124]



القدس و النسك و الطاعة و العلم بالله و بالحجج من خلقه.

و كان رضوان الله عليه يسمي بالعريضي، نسبة الي العريض - بضم و فتح - محل قرب المدينة كان يسكنه، و به مات اسماعيل، و لعلي أولاد ينسبون اليه بعنوان العريضي.


پاورقي

[1] الكشي: ص 429 / 803.

[2] الكشي: 804 / 429.

[3] الكافي، كتاب الحجة، باب النص علي أبي جعفر الثاني عليه السلام، و لا يراد من العبودية في مثل المقام الرقية و الملكية و الأمتثال: 1 / 322 / 12.


حثه علي صلة الرحم


و هو عليه السلام يحاول أن يزيل من القلوب ضغائن الأحقاد التي تبعث علي الكراهة و الفرقة ، و كان هو عليه السلام من حسن سيرته و مكارم أخلاقه يصل من قطعه ، و يعفو عمن أساء اليه ، كما ورد أنه وقع بينه و بين عبدالله بن الحسن كلام ، فأغلظ عبدالله في القول ، ثم افترقا و ذهبا الي المسجد ، فالتقيا علي الباب ، فقال الصادق عليه السلام لعبد الله بن الحسن:كيف أمسيت يا أبامحمد ؟

فقال عبدالله:بخير - كما يقول المغضب - .

قال الصادق عليه السلام:يا أبامحمد، أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب ؟ ثم تلي قوله تعالي:( و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب ) .



[ صفحه 140]



فقال عبدالله:فلا تراني بعدها قاطعا رحما .

و كان يقول:قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:لا تقطع رحمك و ان قطعك .

و جاء اليه رجل فشكا أقاربه ، فقال عليه السلام:اكظم غيظهم . فقال الرجل:انهم يفعلون و يفعلون . فقال عليه السلام:أتريد أن تكون مثلهم فلا ينظر الله اليكم ! !

و قال عليه السلام:ان رجلا أتي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال:يا رسول الله ، ان لي أهلا قد كنت أصلهم و هم يؤذوني ، و قد أردت رفضهم . فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:ان الله يرفضكم جميعا.

قال الرجل:و كيف أصنع ؟

قال صلي الله عليه و آله و سلم:تعطي من حرمك ، و تصل من قطعك ، و تعفو عمن ظلمك ، فاذا فعلت ذلك كان الله عزوجل لك عليهم ظهيرا .

فكان عليه السلام يصل رحمه و يبذل لهم النصح ، و يدعوهم الي ما فيه صلاح أنفسهم ، و اصلاح الأوضاع التي اضطرب حبل استقامتها في عصرهم ، و كان يصل فقراءهم بالليل سرا و هم لا يعرفونه ، كما كان عليه السلام يبذل النصح لجميع المسلمين ، و يدعوهم الي الالتزام بأوامر الدين .

و كان يحث في كثير من تعاليمه علي مساعدة الضعفاء و معاونة المعوزين ، و صلة الفقراء و المساكين ، و يقوم هو بنفسه بصلتهم و معاونتهم ، و يوزع عليهم من ماله ، و اذا جن الليل قام بصدقة السر ، يطوف علي بيوت الفقراء .

قال هشام بن الحكم رحمه الله:كان أبوعبدالله الصادق عليه السلام اذا أعتم [1] و ذهب من الليل شطره ، أخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم فيحمله ، ثم يذهب فيه الي



[ صفحه 141]



أهل الحاجة من أهل المدينة ، فيقسمه فيهم ، و هم لا يعرفونه ، فلما مضي أبوعبدالله فقدوا ذلك ، فعلموا أنه كان هو أبوعبدالله الصادق عليه السلام .


پاورقي

[1] أعتم الرجل:دخل في العتمة ، و هي ظلام الليل ، أو ثلثه الأول ، و قيل:وقت صلاة العشاء.


تأريخ الفقه الشيعي و تطور الدراسة الفقهية لدي شيعة أهل البيت


أسس الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم مدرسة المدينة المنورة بعد الهجرة اليها و بناء مسجده الجامع فيها واتخاذه مقرا و مركزا لبث العلوم و المعارف كافة، و حتي تعليم الفروسية و غيرها من العلوم المطلوبة و المعمولة حينذاك.

و تخرج من هذه المدرسة الرعيل الأول من فطاحل العلماء و خيرة الصحابة، و الذين حفظوا لنا الدين و نشروا العلوم القرآنية و الاسلامية في العالم كافة، و الي الأجيال الصاعدة، كأمثال: سلمان المحمدي (الفارسي)، و أبي ذر الغفاري، و عمار بن ياسر، و المقداد بن عمرو (الأسود)، و عبدالله بن عباس، و عبدالله ابن مسعود، و غيرهم ممن تتلمذوا علي يده صلي الله عليه و آله و سلم و من بعده علي باب علم الرسول الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و كانوا يكتبون الأحاديث و يدونونها و ينشرونها.

و بعد رحيل النبي الأكرم و التحاقه بالرفيق الأعلي و تسنم الخلفاء بعده سدة الحكم، لا سيما في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، الذي منع تدوين الحديث و كتابته لحجة يراها، و قال: حسبنا كتاب الله.

و بقدر ما أبعد الرعيل الأول من الصحابة و حملة الحديث و منعهم، قرب اليه



[ صفحه 246]



حملة الأفكار الهدامة و أعداء الاسلام أمثال كعب الأحبار و عبدالله بن سلام و عبدالله بن ابي و غيرهم، و أطلق لهم عنان الحديث لبث الاسرائيليات الضالة بين المسلمين.

فقد جمد الحديث و اقتصر بالحفظ في صدور بعض الصحابة و صاروا يتناقلونه شفاها، فأصاب المدرسة ركود و جمود، عدا مدرسة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، فان الحديث كان مدونا عنده و محفوظا كما سمعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، كما كان أتباعه و حواريوه يدونون الحديث علي رغم الحظر الصادر من عمر بن الخطاب و التشديد عليه.

و بقي هذا الركود و الجمود ساريا قرنا كاملا بين الصحابة و التابعين بسبب الحظر الذي فرضه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الا في صدر بعض الصحابة الذين حفظوا الأحاديث التي سمعوها و الأحكام التي وعوها من الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم.

و بمرور الأيام و موت أو استشهاد الكثير من الصحابة في زمان الفتوحات الاسلامية التي حصلت أيام خلافة عمر بن الخطاب، و تقدم الباقين منهم في السن، و نسيان الكثير منهم بعضا من الأحاديث و الأحكام التي سمعوها، جعل الشريعة عرضة للنسيان و الاضمحلال.

و من جهة اخري تسلط بني امية علي سدة الحكم بعد استشهاد الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فركزوا علي اشاعة الانحلال الخلقي بالميوعة و اظهار التخنث و الفساد في صفوف الناس - لا سيما الشباب منهم -، خصوصا في المدينتين المقدستين - مكة المكرمة و المدينة المنورة - لهدف لا يخفي علي الفطن اللبيب، خاصة أيام حكم معاوية بن أبي سفيان، و مارسوا شتي أنواع الضغوط



[ صفحه 247]



علي مدرسة أهل البيت و أتباعهم، و علي رأسهم الامام الحسن بن علي و من بعده أخيه الامام الحسين عليهماالسلام، و بذلوا الأموال الطائلة الي الوضاعين المرتزقة لخلق أحاديث كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان. أمثال: سمرة بن جندب، و أبي هريرة، و بعض وعاظ السلاطين، الذي بدلوا أسماء الأشخاص الذين نزلت الآيات القرآنية فيم أو صدرت الأحاديث النبوية بحقهم الي غيرهم.

و اشتدت هذه الحالة علي مرور الأيام، حتي أصبحت الشريعة التي جاء بها الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم نسيا منسيا، و استبدل بمكانها الحكم الجاهلي.

و من أجل هذا ثار الامام السبط سيدالشهداء الحسين بن علي بوجه الطغاة الظلمة لتصحيح مسيرة شريعة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اعادة الدين الي نصابه، فكانت فاجعة الطف الكبري في كربلاء يوم عاشوراء التي راح ضحيتها الامام الحسين بن علي سيدالشهداء و اخوته و أتباعه و أهل بيته و الخلص من أصحابه عليهم السلام، و قدم كل شي ء يملكه فداء للاسلام، و من ثم غزو الجيش الاموي المدينة المنورة و اباحتها الي جيش الضلال ثلاثة أيام، فهتكت الأعراض و نهبت الأموال و قتل الشيوخ و الأطفال الأبرياء و شاعت الفوضي و الدمار، و لم يكتف يزيد الطاغية بذلك حتي عدا علي مكة المقدسة، حرم الله و حرم خليله ابراهيم عليه السلام، و رمي الكعبة المشرفة بالراجمات و هدمها و حرقها، الي غير ذلك من الأعمال الوحشية التي ما قام بها البرابرة و الوحوش قبله في العالم.

بعد ذلك صحا السملمون و وعوا علي ما هم عليه، و وجدوا أنفسهم مكبلين، فلاموا أنفسهم علي ما فرطوا بحق الامام علي عليه السلام باتباعهم النفر الذين سارعوا الي زحزحة الخلافة عن رواسيها، فخالفوا بذلك ما أمر الله به و رسوله.

و بعد ما اصيب العالم الاسلامي و الحركة الفكرية بالتدهور و الانتكاسة،



[ صفحه 248]



لا سيما في المدرسة التي أسسها الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، و تدهورت الحالة العلمية و الثقافية الي حد خطير بفعل الممارسات الاموية التي كانت تهدف الي القضاء علي الفكر الاسلامي الأصيل المتمثل بالخط الرسالي الذي يقوده أئمة الهدي من أهل البيت عليهم السلام بصفتهم الوريث الشرعي للرسول صلي الله عليه و آله و سلم و لرسالة السماء، و كونهم الثقل الأصغر الذي حث النبي صلي الله عليه و آله علي الالتزام به و التمسك بحبله بعد القرآن الكريم.

و قد رأي الامام زين العابدين عليه السلام ذبول الحياة العلمية و الحركة العقلية، و ما منيت به الامة من الجهل بالمبادي ء الصحيحة للاسلام.

و من خلال هذه الممارسات الخطيرة التي قام بها حكام بني امية و الوسط القلق المضطرب المشحون بالارهاب أصبح لزاما علي الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أن يجد طريقا جديدا يواجه به مثل هذه الظروف القاسية، فانبري عليه السلام الي تأسيس مدرسته الكبري التي ضمت جمهرة من كبار العلماء و أصحاب الفكر.

و خطط الامام عليه السلام في تحريك الضمير الثوري عند الانسان المسلم أولا، و التركيز علي ايقاظ شعوره بالاثم و ضرورة التكفير عنه، و حث الامة علي المقاومة لرفض الذل و الخنوع و الهوان.

و حث من جهة اخري علي احياء شريعة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في بث العلوم و الأحكام، و جعل من الدعاء سلاحا يشهره بوجه الطغاة، و جرد كلماته و آراءه كبديل عن العنف الثوري كي لا يستفز الحكام الظالمين أعداء الدين، و ان كانت في واقعها و تأثيرها في النفوس أشد من العنف والثورة.

و ما «الصحيفة السجادية» زبور آل محممد صلي الله عليه و آله و سلم، و ما حوته من التراث



[ صفحه 249]



و الثروات الفكرية المتميزة في وضع قواعد الأخلاق و اصول القيم و الفضائل و علوم التوحيد و كيفية التوجه و التضرع بالدعاء في ذلك الجو المشحون بالرذائل و فقدان القيم، و لا عادة المسلمين الي مسارهم الصحيح، ما هي الا واحدة من ثمرات تلك المدرسة و الآثار القيمة التي تركها لنا الامام زين العابدين عليه السلام.

و بالتخطيط الفكري في توعية الروح العقائدية في الامة، يعتبر الامام السجاد عليه السلام المؤسس الثاني لمدرسة أهل البيت بعد المؤسس الأول صلي الله عليه و آله و المشيد علي ذلك الصرح الامام علي أميرالمؤمنين عليه السلام.

كان منزل الامام السجاد عليه السلام مدرسة، و مسجد الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله مركزا لمدرسته، و معهدا لتعليم طلابه، و نقطة انطلاق لتدريب تلامذته لبث العلوم الدينية الي العالم و الي الأجيال الصاعدة، فكان يلقي محاضراته و بحوثه علي العلماء و الفقهاء، و كانت تلك البحوث تتناول العلوم الاسلامية المهمة و الحساسة، منها علم التفسير، و علم الفقه، و الحديث، و الفلسفة، و علم الكلام، و قواعد السلوك، و الأخلاق.

كما كان يلقي في كل جمعة خطابا عاما جامعا علي الناس يعظهم فيه، و يزهدهم في الدنيا و يرغبهم في الآخرة، و كان الناس يحفظون كلامه و يكتبونه [1] ، و قد التف العلماء و الفقهاء و القراء حول الامام عليه السلام لا يفارقونه حتي في سفره الي حج بيت الله الحرام، يستمعن الي حديثه و يسجلون فتاواه، و يدونون ما يمليه عليهم من علوم و معارف و حكم و آداب. و قد تخرج في مدرسته مجموعة كبيرة من فطاحل العلماء و الفقهاء الذي اشتهروا بالرواية عنه عليه السلام. منهم علي سبيل



[ صفحه 250]



المثال: أبان بن تغلب، و المنهال بن عمرو الأسدي، و محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، و سعيد بن المسيب، و أبوحمزة الثمالي، و سعيد بن جبير، و يروي أن سفيان ابن عيينة، و نافع بن جبير، و طاووس بن كيسان، ومحمد بن اسحاق، قد أخذوا عن الامام السجاد عليه السلام بعض الأحاديث، و غيرهم مما لا يسعني بهذه الوجازة حصرهم [2] .

كما أن رسالة الحقوق، و دعاءه يوم عرفة، و مناجاته الخمسة عشر، و مناجاته في جوف الكعبة بعد منتصف الليل، وغيرها من الأدعية و الناجاة في ساعات تهجده و عبادته المشحونة بالحكم و العلوم و التربية و الآداب مما جعله أساسا لمنهج تدريسه و تأديبه للامة.

و قد أحصي الشيخ الطوسي في رجاله، و غيره من أصحاب التراجم، أكثر من مائة و ستين من التابعين و الموالي، كانوا ينهلون من معينه و يروون عنه في مختلف المواضيع، و عدوا منهم: سعيد بن المسيب، و سعيد بن جبير، و محمد ابن جبير بن مطعم، و القاسم بن محمد بن أبي بكر، و جابر بن عبدالله الأنصاري، و يحيي بن أم الطويل، و أمثال هذه الطبقة من أعلام الصحابة و التابعين.


پاورقي

[1] الروضة من الكافي للشيخ الكليني 72: 8، و قد سرد له خطبة طويلة، فراجع.

[2] راجع: باقر القرشي في كتابه «حياة الامام زين العابدين، دراسة و تحليل»2 : 259 و ما بعدها. و راجع تهذيب الكمال للمزي20 : 382، الرقم 4050، و تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني7 : 268.


من أدعيته في رمضان 03


من الادعية الجليلة، التي كان يدعو بها الامام الصادق عليه السلام، في شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء، وكان يدعو به عقيب صلاة ركعتين:

«اللهم إني أسألك بعزائم مغفرتك، وبواجب رحمتك السلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم دعاك الداعون ودعوتك وسألك السائلون، وسألتك، وطلبك الطالبون، وطلبتك،

اللهم، أنت الثقة والرجاء، وإليك منتهي الرغبة والدعاء، في الشدة والرخاء، اللهم فصل علي محمد وآل محمد، واجعل اليقين في قلبي، والنور في بصري، والنصيحة في صدري، وذكرك بالليل والنهار علي لساني، ورزقا واسعا غير ممنوع ولا ممنون، ولا محظور، فارزقني، وبارك لي في ما رزقتني، واجعل غناي في نفسي، ورغبتي في ما عندك، برحمتك يا أرحم الرحمين.» [1] .

لقد علمنا سليل النبوة كيف نسأل الله تعالي نتضرع إليه في قضاء حوائجنا واعطانا بهذا الدعاء منهجا مشرقا لذلك.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 37).


المساواة


و نعني بذلك أن جميع الناس سواء أمام القانون، و هذا يرفض تفاوت البشر



[ صفحه 116]



و جعلهم طبقات متفاوتة بل متقاربة. و هذا الاعتقاد بالمساواة هو السبب في القضاء علي عقدة النقص، عدوة كل بحث علمي بهذا وقف الصادق في وجه الدولة مبشرا بالمحبة دون استئثار لسلطة أو نفوذ، فمصلحة الجماعة فوق كل مصلحة.


ابراهيم بن شعيب المزني


إبراهيم بن شعيب المزني، الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 145. تنقيح المقال 1: 19. خاتمة المستدرك 778. رجال ابن داود 226. معجم الثقات 240. معجم رجال الحديث 1: 235. جامع الرواة 1: 22. رجال الحلي 197. نقد الرجال 9. مجمع الرجال 1: 48. أعيان الشيعة 2: 144. منتهي المقال 21. منهج المقال 22.


سعيد بن أبي الجهم القابوسي


أبو الحسين سعيد بن أبي الجهم القابوسي، اللخمي، الكوفي، من ولد القابوس

ابن النعمان. محدث إمامي ثقة، ومن وجوه الشيعة بالكوفة، وله كتاب في الفقه والقضايا والسنن، روي عن الإمام الكاظم عليه السلام أيضا. روي عنه محمد بن علي. وكان حيا قبل سنة 183.

المراجع:

رجال الطوسي 206. رجال النجاشي 128. تنقيح المقال 2: 23. رجال ابن داود 102. معجم الثقات 58. معجم رجال الحديث 8: 109. جامع الرواة 1: 358. رجال الحلي 79. نقد الرجال 150. توضيح الاشتباه 169. مجمع الرجال 3: 111. هداية المحدثين 72. أعيان الشيعة 7: 233. بهجة الآمال 4: 346. منتهي المقال 146. منهج المقال 160. جامع المقال 70. نضد الايضاح 154. وسائل الشيعة 20: 205. روضة المتقين 14: 368. إتقان المقال 66. الوجيزة 35.


محمد بن إسحاق بن عتاب (البرجمي)


محمد بن إسحاق بن عتاب، وقيل غياث البرجمي، الكوفي، ويحتمل بعضهم اتحاده مع محمد بن إسحاق بن أبي عثمان. إمامي.



[ صفحه 27]



المراجع:

رجال الطوسي 281. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 78. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 69. نقد الرجال 292. جامع الرواة 2: 66. مجمع الرجال 5: 147. منهج المقال 282.


معناي حدوث و امكان [و پاسخ به شبهات]


ترديدي نيست كه صفت مكان و زمان و كيفيت و حيثيت [و حالت] و حركت و انتقال و امثال اينها مستلزم حدوث است و برخي از قائلين به تجسم از ظاهر بعضي از آيات [مانند: (ان الله علي العرش استوي) و (يد الله فوق أيديهم) و (فثم وجه الله)] درباره ي خداوند قايل به تجسم شده اند. از اين رو، امام صادق عليه السلام [چنان كه گذشت] اين توهمات را با بيان زيباي خود پاسخ داده است.

برخي ديگر نيز از آيه ي شريفه ي (ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم) [1] استفاده ي تجسم نموده اند.

لذا امام صادق عليه السلام [در سخناني كه گذشت] در پاسخ آنها فرمود: «هو واحد و أحدي الذات بائن من خلقه»، يعني: «خداوند يگانه ي مطلق و بالذات است و به مخلوق خود هيچ شباهتي ندارد. و اين گونه خود را توصيف نموده است: او به هر چيزي احاطه دارد و احاطه ي او به اشراف و قدرت [و علم] است. از اين رو، كوچك ترين ذره اي در آسمان ها و زمين از علم و قدرت و احاطه ي او برون نيست و معناي (هو معهم) همين است. بنابراين احاطه ي خداوند به معناي علم و قدرت است، نه احاطه ي [جسماني و] بالذات؛ چرا كه اماكن محدود به حدود چهارگانه [طول و عرض و عمق و...] مي باشند و اگر معيت



[ صفحه 196]



بالذات باشد لازم مي آيد كه او نيز همانند اجسام و اماكن داراي طول و عرض و عمق و... باشد و او منزه از جسمانيت است.»

در سخن ديگري امام صادق عليه السلام با بيان كوتاه تري به اين شبهه پاسخ داده و مي فرمايد: «كسي كه فكر كند خداوند از چيزي به وجود آمده، خدا را حادث دانسته، و كسي كه گمان كند خداوند در چيزي [يعني در مكان و يا زمان] قرار گرفته، او را محصور و محدود نموده، و كسي كه گمان كند خداوند بر چيزي قرار دارد او را محمول و نيازمند به مكان دانسته است.» [2] .

محمد بن نعمان از امام صادق عليه السلام در مورد آيه ي شريفه ي (و هو الله في السموات و في الأرض) [3] سؤال نمود. امام عليه السلام فرمود: «آري، خداوند در هر مكاني حاضر است.» محمد بن نعمان گفت: آيا ذات او حاضر است؟ امام عليه السلام فرمود: «خدا تو را رحمت كند، چنين مگو! همانا اماكن محدود به اندازه است و اگر تو بگويي خداوند بذاته در مكاني قرار دارد بايد بگويي خدا نيز محدود به حدود و اندازه است [و در آن صورت او همانند مخلوق خود خواهد بود]، در حالي كه او هيچ شباهتي به مخلوق ندارد. او از جهت علم و قدرت به خلق خود احاطه دارد و علم او نسبت به اهل زمين كمتر از علم او به اهل آسمان نيست و چيزي از علم او پنهان نخواهد بود و بر همه ي اشيا و موجودات عالم به طور يكسان از جهت علم و قدرت و سلطنت احاطه دارد.» [4] .

سليمان بن مهران اعمش نيز به آن حضرت گفت: آيا شما مي توانيد بگوييد: خداوند در مكاني قرار دارد؟ امام صادق عليه السلام فرمود: «خداوند منزه از مكان است. او اگر در مكاني باشد ناچار بايد مخلوق باشد؛ چرا كه در آن صورت نيازمند به مكان خواهد بود و نياز از صفات مخلوق است، نه از صفات خالق قديم.» [5] .

امام صادق عليه السلام به ابوبصير فرمود:

«خداي تبارك و تعالي موصوف به زمان و مكان و حركت و انتقال و سكون نيست،



[ صفحه 197]



بلكه او خالق زمان و مكان و حركت و سكون است منزه از صفات مخلوق است.» [6] .

و به عبدالله بن سنان فرمود: «خداوند را نمي توان داراي كيفيت و مكان و زمان دانست.» سپس فرمود: «چگونه من او را اين گونه توصيف نمايم، در حالي كه او خود كيفيت را آفريد تا ما آن را شناختيم؟ و چگونه او را توصيف به مكان نمايم، در حالي كه او خود مكان را آفريد تا ما آن را شناختيم؟ و چگونه او را توصيف به زمان نمايم؟ در حالي كه او زمان را آفريد تا ما آن را شناختيم؟ از اين رو، مي گوييم: خداوند تبارك و تعالي [از نظر قدرت و علم و احاطه] داخل در هر مكاني است و [چون جسماني نيست] خارج از هر مكاني است؛ [چرا كه نياز به مكان ندارد] (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار) [7] .

نگارنده گويد: مراد از كيفيت و مكان و زمان در اين حديث مي تواند به صورت سؤال باشد و مي تواند به صورت خبر از وضعيت ممكنات و آفريننده ي آنها باشد. خلاصه ي سخن آن حضرت اين است كه اگر ما بگوييم خدا چگونه است و در كجاست و در چه زماني بوده و يا نبوده، ناچار خدا را جسم دانسته ايم كه نياز به مكان و زمان و كيفيت دارد و در آن صورت بايد او براي ما قابل رؤيت باشد، در حالي كه او جسم نيست تا چشم ها او را ببيند؛ (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار).

در مناظره اي كه بين امام صادق عليه السلام و ابن ابي العوجاي ملحد [8] رخ داد، ابن ابي العوجاء گفت: شما خدايي را ياد نمودي كه غايب و پنهان است [پس چگونه ما او را باور كنيم؟] امام صادق عليه السلام فرمود: «واي بر تو! چگونه غايب است خدايي كه شاهد بر مخلوق خود مي باشد و از رگ گردن به آنان نزديك تر است و سخن آنان را مي شنود و آنان را مي بيند و اسرارشان را مي داند؟» ابن ابي العوجا گفت: آيا او در هر مكاني حاضر است؟ پس اگر او در آسمان باشد چگونه در روي زمين است و اگر در روي زمين باشد چگونه در آسمان است؟ امام صادق عليه السلام فرمود: «تو او را همانند مخلوق پنداشتي كه اگر در مكاني حضور



[ صفحه 198]



داشته باشد، نمي تواند در مكان ديگري حاضر باشد، و اگر در مكاني باشد از مكان ديگر آگاه نخواهد بود، در حالي كه هيچ مكاني از خداوند بزرگ و حاكم و عالم خالي نيست [؛ چرا كه علم و قدرت او به همه چيز احاطه دارد]، و هيچ مكاني نيز به او مشغول نيست [؛ چرا كه او جسم نيست كه نيازمند به مكان باشد]، و به هيچ مكاني نزديك تر از مكان ديگر نيست [9] [؛ چرا كه همه ي مخلوقات عالم مقهور قدرت و علم و احاطه ي اوست].»

نگارنده گويد: سخنان امام صادق عليه السلام در تنزيه و تقديس خداوند از صفات مخلوقين فراوان است و ما به علت اختصار به همين اندازه اكتفا نموديم.


پاورقي

[1] مجادله / 7.

[2] توحيد صدوق، باب الحركة و الانتقال.

[3] انعام / 3.

[4] بحارالانوار 3 / 323.

[5] توحيد صدوق، باب نفي الزمان و المكان.

[6] همان.

[7] توحيد صدوق، ص 112، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه.

[8] نام او عبدالكريم است و سيد مرتضي در كتاب «امالي» خود او را از ملحدين مشهور عرب دانسته و محمد بن سليمان والي منصور او را به سبب الحاد به قتل رسانده است.

[9] توحيد صدوق، باب الحركة و الانتقال.


محمد بن جعفر


محمد فرزند امام صادق عليه السلام مردي شجاع و با سخاوت [و اهل عبادت] بود. او هميشه يك روز روزه مي گرفت و روز ديگر افطار مي نمود. همسر او خديجه، دختر عبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب عليهم السلام، مي گويد: «محمد هيچ روزي از خانه بيرون نمي رفت جز آن كه لباس خود را به فقيري داده بود و هر روز براي مهمانان خود يك گوسفند ذبح مي نمود [1] و از بس زيبا و جميل بود او را ديباجه مي ناميدند.»

وي همانند زيديه بر اين اعتقاد بود كه امام بايد قيام مسلحانه كند. از اين رو در سال 199 در مكه عليه مأمون قيام نمود و زيديه و جاروديه از او پيروي نمودند. [2] .

هنگامي كه مردم با او به عنوان خليفه بيعت نمودند و گرد او جمع شدند و او را اميرالمؤمنين خواندند، حضرت رضا عليه السلام نزد او رفت و به او فرمود: «اي عمو، با اين عمل پدر و برادر خود را تكذيب مكن، زيرا چنين چيزي براي تو انجام نخواهد گرفت.» پس



[ صفحه 431]



چيزي نگذشت كه والي مأمون در مكه، به نام عيسي جلودي، عليه او قيام نمود و چون محمد مغلوب گشت، درخواست امان كرد و همانند عباسيان به عنوان تسليم لباس سياه پوشيد و بالاي منبر رفت و خود را خلع نمود و گفت: «خلافت حق مأمون است و من در آن حقي ندارم.» [3] .

و چون خواست به لشكر جلودي بپيوندد، حضرت رضا عليه السلام غلام خود، مسافر، را نزد او فرستاد و فرمود: «به او بگوييد فردا خارج مشو كه مغلوب خواهي شد و ياران تو كشته مي شوند و اگر گفت: از كجا دانستي بگو: در خواب ديدم.» چون غلام حضرت رضا عليه السلام نزد او آمد و او را از حركت و قيام نهي نمود، او از علت آن سؤال نمود و غلام گفت كه من در خواب چنين ديدم. محمد گفت: «اين غلام بدون اين كه عورت خود را بشويد، خوابيده و چنين ديده است.» اما همان گونه كه امام عليه السلام به غلام گفته بود، محمد چون قيام كرد، مغلوب گرديد و ياران او كشته شدند. [4] .

و چون خود را از خلافت خلع نمود، جلودي او را نزد مأمون فرستاد و چون مأمون او را ديد به او اكرام نمود و در كنار خود نشاند و به او احسان نمود و جايزه نيكي به او داد. پس در خراسان ماند و با عموزاده هاي خود نزد مأمون رفت و آمد مي كرد و مأمون بيش از مردم ديگر در حق او احترام مي نمود.

تا اين كه روزي مأمون به خاطر همراه شدن محمد با عده اي از طالبيين - كه عليه مأمون در سال 200 (ه ق) خروج نموده بودند و به آنان امان داده بود - اظهار كراهت نمود و نامه اي نيز به دست آنان رسيد كه با محمد بن جعفر نياييد؛ بلكه با عبدالله بن الحسين بياييد. پس آنها اين دستور را نپذيرفتند و در خانه هاي خود نشستند و نزد مأمون نرفتند؛ تا اين كه نامه ي ديگري آمد كه با هر كه مي خواهيد بياييد، پس آنها با محمد بن جعفر مي آمدند و با او بازمي گشتند. [5] تا اين كه روزي چون محمد با همراهان خود بر مأمون وارد شد، حضرت رضا عليه السلام از او دوري نمود و فرمود: «من با خود عهد كرده ام كه هرگز با



[ صفحه 432]



محمد زير يك سقف قرارنگيرم» عمر بن يزيد كه در آن مجلس حاضر بود مي گويد:

«من پيش خود گفتم كه امام عليه السلام همواره امر به احسان و صله رحم مي كند و اكنون به عموي خود بي اعتنايي مي نمايد! پس حضرت رضا عليه السلام به من توجه نمود و فرمود:اين كار نيز احسان و صله مي باشد، زيرا او هر زماني نزد من مي آيد از من تعريف مي كند و مردم او را تصديق مي نمايند [و اين براي من و او در حكومت مأمون خطرناك خواهد بود]؛ اما اگر نزد منم نيايد و من نزد او نروم، سخنان او درباره ي من پذيرفته نخواهد بود [و رعايت تقيه خواهد شد].» [6] .

از معجزات حضرت رضا عليه السلام درباره ي محمد بن جعفر اين است كه چون او بيمار گرديد و به آن حضرت خبر دادند كه محمد بيمار گرديده، به گونه اي كه چانه ي او را بسته اند. حضرت رضا عليه السلام با عده اي از اصحاب خود به عيادت او آمد و ديد محاسن او را بسته اند و برادر او اسحاق و فرزندان او و عده اي از علويين گرد او نشسته و گريه مي كنند. حضرت رضا عليه السلام بالاي سر او نشست و به او نگاه نمود و تبسم كرد، كساني كه در آن مجلس بودند از آن حضرت گلايه كردند و گفتند: تبسم آن حضرت شماتت به عموي خود مي باشد. و چون امام عليه السلام براي نماز خارج گرديد و به مسجد رفت. بعضي از اصحاب گفتند: فداي شما شويم چون شما تبسم نموديد ما از اينها چيزهاي ناشايسته اي درباره ي شما شنيديم. حضرت رضا عليه السلام فرمود: من از گريه اسحاق بر او تعجب نمودم، زيرا او قبل از محمد خواهد مرد و محمد براي او گريه خواهد كرد و همان گونه كه آن حضرت فرموده بود، محمد بهبودي پيدا كرد و اسحاق از دنيا رفت. [7] .

هنگامي كه محمد در خراسان ساكن گرديد، نفس قدرت طلب او اجازه نمي داد كه در مقابل او شخصي مانند مأمون داراي تاج و تخت باشد. او گرچه در واقع زنداني آن شهر و تحت سلطه ي مأمون بود؛ اما نفس او مايل به خضوع و تحمل حاكميت مأمون نبود. از اين رو روزي به او گفتند: غلامان وزير مأمون «ذي الرياستين» غلامان تو را براي دريافت هيزمي كه خريده بودند، كتك زده اند. پس محمد لباس مخصوص خود را پوشيد و



[ صفحه 433]



عصاي خود را برگرفت و رجز خواند و گفت: «مرگ براي من بهتر از زندگي با ذلت است. سپس با عده اي از مردم آمد و غلامان وزير مأمون را كتك زدند و هيزم ها را از آنان پس گرفتند. چون اين خبر به مأمون رسيد. مأمون به ذوالرياستين گفت: «بايد نزد محمد بن جعفر بروي و از او عذرخواهي كني و غلامان خود را در اختيار او قرار دهي.»

پس ذوالرياستين به طرف محمد حركت نمود و چون به محمد گفته شد كه اين وزير مأمون است كه به طرف تو مي آيد. محمد گفت: «او بايد در مقابل من روي زمين بنشيند.» پس دستور داد فرش ها را جمع كردند و تنها براي او بالش و جايگاهي براي نشستن باقي گذاردند. چون ذوالرياستين وارد شد، محمد براي او مجلس خود را آماده نمود؛ اما او روي زمين نشست و از محمد عذرخواهي نمود و غلامان خود را در اختيار او قرار داد.

و چون محمد بن جعفر در خراسان از دنيا رفت، مأمون براي تشييع جنازه ي او حركت كرد؛ اما هنگامي رسيد كه جنازه را حركت داده بودند. پس مأمون پياده شد و خود را به جنازه رساند و همواره زير جنازه حركت نمود تا آن را بر روي زمين گذاردند. پس مأمون جلو رفت و بر او نماز خواند و همراه جنازه رفت تا به قبر رسيد و خود داخل قبر رفت و ايستاد تا جنازه را دفن كردند. پس عبدالله الحسين به او دعا كرد و گفت: «يا اميرالمؤمنين، شما خود را به زحمت انداختيد، خوب بود سوار مي شديد.» مأمون گفت: «اين عمل رعايت خويشي و صله ي رحمي بود كه از دويست سال قبل تاكنون قطع شده بود.»

هنگامي كه محمد بن جعفر از دنيا رفت، دين زيادي داشت. پس فرزند او اسماعيل بن محمد موقعيت را غنيمت دانست كه از مأمون بخواهد دين او را بپردازد. پس به برادر خود كه در كنار مأمون ايستاده بود گفت: «خوب است ما درباره ي دين پدر خود با مأمون صحبت كنيم، زيرا فرصتي بهتر از اين نيست.» پس مأمون خود شروع به سخن نمود و گفت: «دين او چه قدر است؟» اسماعيل گفت: «بيست و پنج هزار دينار. مأمون گفت: «خداوند دين او را پرداخت نمود، بگوييد بدانم وصي او كيست؟» گفتند: «وصي او يحيي مي باشد كه در مدينه است.» مأمون گفت: «او در مدينه نيست بلكه در مصر مي باشد و ما مي دانيم او در مصر است، اما نخواستيم به او خبر دهيم كه از مدينه خارج گرديده است و



[ صفحه 434]



چون او مي دانست ما از خروج او كراهت داريم، ما اين خبر را به او نداديم تا آزرده نشود.» [8] .


پاورقي

[1] ارشاد مفيد، ص 286.

[2] همان.

[3] بحارالأنوار ج 47 / 246.

[4] ارشاد، ص 314.

[5] همان، ص 286.

[6] بحارالأنوار ج 47 / 246.

[7] عيون اخبار الرضا عليه السلام، 42، ص 206.

[8] ارشاد مفيد، ص 287.