بازگشت

دير و زود


- سيد محمد سادات اخوي



دل را براي ياد شما پروريده ييم

ما، هم كمي ز رنج شما را چشيده ييم



ما رهروان راه شماييم و چون شما

از هر طرف، سخن به ملامت شنيده ييم



اي حرمت قلم! به سكوت قلم، كه ما

بار غم سكوت شما را كشيده ييم



لطف خداست اين كه شما را شناختيم

دير آمديم و زود به مقصد رسيده ييم



ما شيعه ييم و مكتب ما، مذهب شماست

مثل شما ز غير ولايت بريده ييم





[ صفحه 96]





امروز از بقيع شما، دور مانده ييم

بر آستان ياد شما آرميده ييم



آسودگي به سادگي از پيش تان گذشت

مردي چنين شكسته و تنها نديده ييم



گر طعم داغ كرب و بلا، مونس شماست

ما نيز داغ مثل شما را چشيده ييم




و من وصية له: لسفيان الثوري


سفيان بن سعيد بن مسروق الصوفي الكوفي، هو من اعلام السنة الذين يروون عن الصادق عليه السلام، ذكره علماء الجمهور و اثوا عليه و قالوا فيه: انه كان ربما دلس و جاء ذكره في كتب الرجال للشيعة، و يظهر من بعض الروايات انكار الصادق عليه السلام لبعض آرائه. ورد بغداد عدة مرات، و ولادته في نيف و تسعين ارتحل الي البصرة و مات فيها سنة 161.

يقول: لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فقلت: يابن رسول الله أوصني. فقال لي:

يا سفيان لا مروة لكذوب، و لا اخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسي ء الخلق.

فقلت: يابن رسول الله زدني. فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا، و ارض بما قسم الله لك تكن غنيا، و احسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر يعلمك من فجوره، و شاور في امرك الذين يخشون الله عزوجل.

فقلت: يابن رسول الله زدني. فقال لي: يا سفيان من أراد عزا



[ صفحه 63]



بلا عشيرة و غني بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته.

قلت: زدني يابن رسول الله. فقال لي: يا سفيان امرني والدي عليه السلام بثلات و نهاني عن ثلاث، فكان فيما قال: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، و من يدخل مداخل السوء يتهم، و من لا يملك لسانه نبذ.


خالد بجلي


خالد از اصحاب امام صادق (ع) [1] و مردي صالح بود. [2] او داراي كتابي است كه حسن بن محبوب از او نقل كرده است. [3] .

خالد از كساني است كه دين خود را بر امام صادق عليه السلام، عرضه داشت:

شيخ كشي (ره)، از ابي سلمه جمال، روايت كرده كه گفت: در خدمت امام صادق (ع) بودم كه خالد بجلي وارد شد، و به امام عرض كرد، فدايت گردم، مي خواهم دينم را بر شما عرضه بدارم - و قبلا به حضرت گفته بود كه از شما سؤالي دارم، حضرت هم فرموده بود: بپرس، به خدا، از هر چه بپرسي برايت به اندازه اي كه لازم است، جواب مي گويم و كتمان نمي كنم -

آن گاه خالد گفت: اول، آن چه معتقدم، عرض مي كنم: شهادت بر وحدانيت خداوند و اينكه خدايي جز او نيست و شريكي ندارد. امام صادق (ع) فرمود: همين طور است پروردگار ما، خداي ديگري با او نيست. سپس خالد گفت: شهادت مي دهم كه محمد (ص) اقرار به بندگي خدا دارد و فرستاده خداست. حضرت فرمود: همين طور است، محمد (ص) مقر است به بندگي خدا؛ و فرستاده، از جانب حضرت حق، بر خلق است. سپس گفت: علي (ع) اطاعتش بر بندگان فرض است، همچنان كه اطاعت پيغمبر (ص) بر خلق لازم است. حضرت فرمود: چنين است. سپس گفت: شهادت مي دهم كه اطاعت حضرت حسن (ع) مانند رسول خدا (ص) و علي (ع) واجب است. امام فرمود: صحيح است. سپس گفت: شهادت مي دهم



[ صفحه 172]



كه اطاعت امام حسين (ع) بعد از امام حسن (ع) بر مردم لازم است همان گونه كه اطاعت پيغمبر و علي و حسن عليهم السلام لازم است. حضرت فرمود: اطاعت حضرت حسين (ع) لازم است. سپس گفت: شهادت مي دهم كه حضرت زين العابدين (ع) اطاعتش مانند اطاعت حضرت حسين (ع) لازم و واجب بر خلق است. حضرت فرمود: چنين است. سپس گفت: شهادت مي دهم كه اطاعت حضرت علي بن الحسين (ع) لازم است. حضرت فرمود: اطاعت حضرت محمد بن علي (ع) لازم است. سپس گفت: شهادت مي دهم كه خداوند شما را وارث آنان قرار داده و آن چه به آنان مرحمت كرده، به شما نيز عنايت فرموده، و اطاعتت را بر خلق لازم قرار داده. امام صادق (ع) فرمود: بس كن كه الان سخن حق را گفتي... [4] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 185.

[2] رجال كشي، ص 295.

[3] رجال نجاشي، ص 108.

[4] رجال كشي، ص 359.


مواجهة التيارات الإلحادية


ومن الخطوات التي خطاها الإمام (عليه السلام) هي مواجهة الافكار الالحادية سابقة الذكر حيث ناقشها بعدة أساليب حتي استفرغ محتواها ووقف امام تحقيقها لأهدافها.

نختار نماذج من تحرّك الإمام ونشاطه في هذا المجال.

1 ـ جرت بين الإمام وأحد أقطاب حركة الكفر والالحاد (أبو شاكر الديصاني) عدة مناظرات أفحمه الإمام فيها وأبطل مزاعمه الواهية وكان من بينها المناظرة التي وجّه فيها أبو شاكر السؤال التالي للإمام (عليه السلام): قائلاً: ما الدليل علي أنّ لك صانعاً؟

فأجابه الإمام (عليه السلام): «وجدت نفسي لا تخلو من إحدي جهتين: إما أن أكون صنعتها أنا أو صنعها غيري. فان كنت صنعتها فلا أخلو من أحد معنيين: إما أن اكون صنعتها وكانت موجودة فقد استغنيت بوجودها عن صنعتها، وإن كانت معدومة فإنك تعلم أنّ المعدوم لا يحدث شيئاً، فقد ثبت المعني الثالث: أنّ لي صانعاً وهو ربّ العالمين» [1] .

2 ـ دخل الديصاني علي الإمام الصادق (عليه السلام) فقال له: يا جعفر بن محمد دُلّني علي معبودي... وكان الي جانب الإمام غلام بيده بيضة فأخذها منه، وقال له: «يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن



[ صفحه 108]



صلاحها، ولا دخل فيها داخل مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خُلقت أم للانثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أتري لها مدبّراً؟».

وأطرق الديصاني مليّاً الي الارض، واعلن التوبة والبراءة ممّا قاله [2] .

3 ـ ووفد زنديق آخر علي الإمام (عليه السلام) وهو من الزنادقة البارزين في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) وقد قدّم للإمام عدة مسائل حسّاسة فأجاب عنها الإمام(عليه السلام) نذكر بعضاً منها:

1 ـ سأله: كيف يعبد اللهَ الخلقُ ولم يروه؟

فأجابه (عليه السلام): «رأته القلوب بنور الايمان، وأثبتته العقول بيقظتها اثبات العيان وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب وإحكام التأليف، ثم الرسل وآياتها، والكتب ومحكماتها، واقتصرت العلماء علي ما رأت من عظمته دون رؤيته» [3] .

ويتضمّن جواب الإمام (عليه السلام) بعض الادلة الوجدانية علي وجود الخالق من خلقه للمجرّات في الفضاء والتي لا تعتمد علي شيء سوي قدرة الله تعالي.

ثم إنّ العقول الواعية والقلوب المطمئنّة بالإيمان هي التي تري الله بما تبصره من بدائع مخلوقاته، إذ الأثر يدلّ علي المؤثّر والمعلول يدلّ علي علّته.

2 ـ وسأله: من أين أثبت أنبياءَ ورسلاً؟

فأجاب (عليه السلام): «إنا لمّا اثبتنا أنّ لنا خالقاً، صانعاً، متعالياً عنّا، وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيماً، لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا أن يلامسوه ولا أن يباشرهم ويباشروه، ويحاجّهم ويحاجّوه، ثبت أنّ له سفراء في خلقه، وعباد يدلّونهم علي مصالحهم



[ صفحه 109]



ومنافعهم، وما به بقاؤهم، وفي تركه فناؤهم. فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه، وثبت عند ذلك أنّ له معبّرين هم أنبياء الله وصفوته من خلقه، حكماء مؤدّبين بالحكمة مبعوثين عنه، مشاركين للناس في أحوالهم علي مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب، مؤيّدين من عند الحكيم العليم بالحكمة والدلائل والبراهين والشواهد من إحياء الموتي وإبراء الأكمه والأبرص، فلا تخلو الارض من حجة يكون معه علمٌ يدلّ علي صدق مقال الرسول ووجود عدالته.

وأضاف الإمام الصادق (عليه السلام) قائلاً: «نحن نزعم أنّ الأرض لا تخلو من حجة ولا تكون الحجة إلاّ من عقب الانبياء وما بعث الله نبياً قطّ من غير نسل الانبياء، وذلك أن الله شرع لبني آدم طريقاً منيراً، وأخرج من آدم نسلاً طاهراً طيّباً، أخرج منه الانبياء والرسل، هم صفوة الله وخلص الجوهر، طهروا في الاصلاب، وحفظوا في الارحام، لم يصبهم سفاح الجاهلية ولا شاب أنسابهم، لأنّ الله عزّوجلّ جعلهم في موضع لا يكون أعلي درجة وشرفاً منه، فمن كان خازن علم الله، وأمين غيبه، ومستودع سرّه، وحجّته علي خلقه، وترجمانه ولسانه لا يكون إلاّ بهذه الصفة، فالحجّة لا تكون إلاّ من نسلهم، يقوم مقام النبي (صلي الله عليه وآله) في الخلق بالعلم الذي عنده وورثه عن الرسول، إن جحده الناس سكت، وكان بقاء ما عليه الناس قليلاً ممّا في أيديهم من علم الرسول علي اختلاف منهم فيه، قد أقاموا بينهم الرأي والقياس، وانّهم إن أقرّوا به وأطاعوه وأخذوا عنه ظهر العدل، وذهب الاختلاف والتشاجر، واستوي الأمر، وأبان الدين، وغلب علي الشك اليقين، ولا يكاد أن يقرّ الناس به، ولا يطيعوا له، أو يحفظوا له بعد فقد الرسول، وما مضي رسول ولا نبيّ قط لم تختلف اُمّته من بعده».

3 ـ وسأله: ما يصنع بالحجة إذا كان بهذهِ الصفة؟

فأجابه (عليه السلام): «يقتدي به، ويخرج عنه الشيء بعد الشيء، مكانه منفعة الخلق،



[ صفحه 110]



وصلاحهم فإن أحدثوا في دين الله شيئاً أعلمهم، وإن زادوا فيه أخبرهم، وإن نقصوا منه شيئاً أفادهم» [4] .

وبهذا المستوي من الحوار وعمقه يستمرّ الإمام(عليه السلام) في أجوبته العملاقة حتي تصل الأسئلة والأجوبة الي خمسة وتسعين [5] ، ونظراً لسعتها اقتصرنا علي الثلاث الاُول منها.


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 3 / 50 عن التوحيد للصدوق.

[2] اُصول الكافي: 1 / 80، والاحتجاج: 2 / 71 ـ 72.

[3] الاحتجاج: 2 / 77.

[4] الاحتجاج للطبرسي: 2 / 77 ـ 78.

[5] الاحتجاج: 2 / 77 ـ 100 عن يونس بن ظبيان وعبدالدين سنان، ولم يسمّيا الزنديق ولم يرويا توبته!.


لا تظهر فقرك للناس فتهون عليهم


9- عن مفضل بن قيس بن رمانة قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فذكرت له بعض حالي، فقال: يا جارية هات ذلك الكيس، هذه أربعمائة دينار وصلني بها أبوجعفر [1] فخدها و تفرج بها.

قال: فقلت: لا والله - جعلت فداك - ما هذا دهري [2] و لكن أحببت أن تدعو الله (عزوجل) لي.

قال: فقال: اني سأفعل و لكن اياك أن تخبر الناس بكل حالك فتهون



[ صفحه 108]



عليهم [3] .


پاورقي

[1] المراد بأبي جعفر: المنصور الدوانيقي.

[2] أي ليس هذا من عادتي و همتي، فان الدهر يقال للهمة و العادة.

[3] الكافي: ج 4 ص 21 ح 7.


معاشرت و مصاحبت


امام عليه السلام مي فرمايد از دوستي و معاشرت با مردم دنيا طلب دوري كن زيرا معاشرت با آنها دين را از دستتان مي گيرد و به نفاق بين خود مي كشاند و نفاق درد بسياري بدي است كه شفائي ندارد و قساوت قلب مي آورد و خشوع را از شما دور مي كند و خوب است با مردم متعارف و اكثريت مردم و افراد متوسط معاشرت نمائيد و معادن جواهر را در بين آنها بيابيد و مبادا چشمان شما به چيزهائي باشد كه در دست مردم است زيرا هر كس چشم به مال و وضع ديگران بدوزد اندوه و غمش زياد مي گردد و غيض قلبي او فرو نمي نشيند و هر كس نعمت خدا را بر خود كوچك بشمارد قهرا شكرش كم خواهد شد

به زير دستان خود توجه كنيد نه به بالا دستان تا به نعمتهاي خداوند شكرگذار شويد و خدا به علت آنكه شاكر شده ايد نعمت خود را بر شما زياد خواهد كرد



[ صفحه 222]



و از معدن جود و كرم خود تو را بي نياز مي كند

در معاشرت و مصاحبت با مردم صميمي باش خلقت را نيكو گردان و زبانت را نگاهدار و غيض خود را فرو نشان و حرف لغو و بيهوده مزن اي بندگان خدا هميشه با تقوي بوده و حسن خلق و حسن جوار داشته باشيد آيا مردي كه براي خود بر همسايه حقي مي شناسد ولي حق همسايه خود را به جا نمي آورد حيا نمي كند و كسي كه حق همسايه ي خود را نداند از ما نيست

امام عليه السلام مي فرمايد از دوستانم كسي را بيشتر دوست دارم كه عيب مرا به من بگويد

مؤمن به يكي از اين سه خصلت محتاج است - توفيق از طرف خدا در نفس خود واعظي داشته باشد - قبول نصيحت ناصحين

مشورت كردن با اشخاص شروط و حدودي دارد كه اگر رعايت نشود ضررش بر مشورت كننده مي رسد اول آنكه با شخص عاقل مشورت نمائي دوم آنكه آن مرد متدين و آزاد مرد باشد سوم آنكه دوست با صفاي تو باشد چهارم آنكه اگر سرت را به او گفتي مثل خودت آن را حفظ نمايد و مثل آن باشد كه به كسي نگفته اي زيرا اگر عاقل بود از مشورت با او استفاده مي نمائي و اگر آزاد مرد و متدين بود در نصيحت تو صميميت به خرج مي دهد و اگر در دوستي با تو صفا و حقيقت داشته باشد سر تو را پنهان مي كند

و همچنين فرمود با عقلا و مردم با تقوي مشورت نمائيد زيرا چنين مردمي جز به خير شما نظري نمي دهند و از مخالفت با نظر آنها بپرهيزيد زيرا سبب فساد دين و دنياي شما مي گردد


العدل، و نزاهة الحكم


في حياة علي (عليه السلام) و مبادئه، و خطبه و قضائه، عن هذين، مالا نظير له في أي عصر، و المقام يضيق عن الاستقصاء. فحسبنا ان نقف قليلا عند فقرات من عهده لمالك بن الحارث (الأشتر النخعي)، فهذا عهد مقطوع القرين في شكله و موضوعه، في التراث العالمي و الاسلامي، و بخاصة في السياسة الاسلامية، و الحكم الصالح، سواء في صياغته أو محتوياته.

و هذا العهد يضع اسم علي (عليه السلام) في ذروة المؤسسين للدول (واضعي الدساتير) حيث يتكلم عما يسمي في الدساتير العصرية بالمقومات الأساسية، و واجبات الولاة نحو الأمة، و طريقة قيامهم بحقوق الجماعة، بالتفصيل اللازم. و التنبيه علي مل ء الفراغ، فيما سكت عنه، بالرجوع الي اصل الشريعة: القرآن و السنة.

و لقد تتابعت علي هذا العهد شروح الأئمة من بعد. فرأينا لزين العابدين في رسالة الحقوق تفصيلات جديدة يقتضيها الزمان، و شهدنا الامام جعفر الصادق يضيف التطبيق ، و التفصيل الدقيق، لما تضمنته رسالة زين العابدين و عهد علي (عليهماالسلام) -



[ صفحه 308]



فيجعل من تنفيذهما و شروحه لهما، عهدا جديدا للمسلمين و للشيعة، تبلغ به مجتمعاتهم أو دولهم مبالغها كلما التزموهما أو قاربوا الالتزام بهما.

يبدأ «عهد علي» بتحديد مهمة الوالي (حين ولاه مصر، جباية خراجها و جهاد عدوها و إصلاح أهلها و عمارة بلادها) فهو قد جمع له ولاية الخراج و ولاية الحكم و قال: «و اعلم ان الرعية طبقات. لا يصلح بعضها إلا ببعض. و لا غني ببعضها عن بعض؛ فمنها جنود الله، و منها كتاب العامة و الخاصة، و منها قضاة العدل. [1] و منها عمال الانصاف و الرفق. و منها أهل الجزية و الخراج من أهل الذمة و مسلمة الناس. و منها التجار و أهل الصناعات. و منها الطبقة السفلي من ذوي الحاجة و المسكنة. و كلا قد سمي الله سهمه. و وضع علي حده فريضة في كتابه أو سنة نبيه (صلي الله عليه و آله و سلم) عهدا منه عندنا محفوظا.

فالجنود بإذن الله حصون الرعية؛ و زين الولاة؛ و عزالدين؛ و سبل الأمن؛ و ليس تقوم الرعية إلا بهم، ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله تعالي لهم من الخراج... ثم لا قوام لهذين الصنفين إلا بالصنف الثالث من القضاة و العمال و الكتاب، لما يحكمون من المعاقد و يجمعون من المنافع و يؤتمنون عليه من خواص الأمور و عوامها.

و لا قوام لهم جميعا إلا بالتجار و ذوي الصناعات... ثم الطبقة السفلي من أهل الحاجة و المسكنة الذين يحق رفدهم و معونتهم. و في الله لكل سعة. و علي الوالي حق بقدر ما يصلحه»...

أما ولاية الإدارة عامة، و العمال و الكتاب خاصة، فيقول عنها:

«فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله و رسوله و لإمامك. و أطهرهم جيبا و أفضلهم حلما، ثم الصق بذوي المروءات. ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالدان من ولدهما... و لا تحقرن لطفا تتعاهدهم به و ان قل... و ليكن آثر جندك عندك من واساهم



[ صفحه 309]



في معونته... و ان أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد بظهور مودة الرعية...».

و أما عن العدالة، و قوامها القضاء، فيبدأ المشترع العظيم - في التعبير الأوربي - الكلام فيها عن القانون الواجب التطبيق فيقول:

«و أردد الي الله و رسوله ما يضلعك من الخطوب و يشتبه عليك من الأمور. فقد قال الله تعالي لقوم أحب إرشادهم «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فان تنازعتم في شي ء فردوه الي الله و الرسول» - فالرد الي الله الأخذ بمحكم كتابه، و الرد الي الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة».

و يقرن القانون الإلهي بالقاضي كما يتطلبه الاسلام، فيقول: «ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور، و لا تمحكه الخصوم، و لا يتمادي في الزلة، و لا يحصر عن الفي ء الي الحق اذا عرفه، و لا تشرف نفسه علي طمع، و لا يكتفي بأدني فهم دون أقصاه؛ أوقفهم في الشبهات، و آخذهم بالحجج، و أقلهم تبرما بمراجعة الخصم، و أصبرهم علي تكشيف الأمور، و أصرمهم عند اتضاح الحكم... ممن لا يزهيه اطراء و لا يستميله إغراء. و أولئك قليل. ثم أكثر تعاهد قضائه و أفسح له في البذل ما يزيح علته و تقل حاجته الي الناس. و أعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع في غيره من خاصتك، ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك».

و لئن كانت رسالة عمر الي أبي موسي الأشعري قد جمعت جمل الأحكام في كلمات مختصرة، لا يجد محق عنها معدلا، ان عهد علي (عليه السلام) للأشتر كان في زمان مختلف، فجاء جامعا، بل مضيفا - في الموضوع الذي وردت فيه رسالة عمر - أمورا شتي يحتاجها زمان علي و كل زمان بعده.

و ورود القانون، و الدعوي، و اختيار القاضي، و سلوكه، و طريقة القضاء، و استقلال القضاء، في فقرتين بين فقرات ذلك العهد، مظهر من مظاهر شموله و اتساع نطاقه، و أسباب خلوده.

أما الإدارة العامة - عمال الوالي - ففيهم يقول أميرالمؤمنين (عليه السلام):



[ صفحه 310]



«انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختيارا و لا تولهم محاباة و أثرة... و توخ منهم أهل التجربة و الحياء من أهل البيوتات الصالحة و القدم في الإسلام، فإنهم أكرم أخلاقا و أصح أعراضا ... ثم أسبغ عليهم الأرزاق فإن ذلك قوة لهم علي استصلاح أنفسهم، و غني لهم عن تناول ما تحت أيديهم، و حجة عليهم إن خالفوا أمرك أو خانوا أمانتك... ثم تفقد أعمالهم...».

و أما الكتاب ففيهم قوله:

«ثم انظر في حال كتابك، فول علي أمورك خيرهم و اخصص رسائلك التي تدخل فيها مكائدك و أسرارك، بأجمعهم لوجوه صالح الأخلاق، ممن لا تبطره الكرامة فيجترئ بها عليك في خلاف لك بحضرة ملأ... ثم لا يكن اختيارك إياهم علي فراستك و استقامتك و حسن الظن منك... و لكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فاعمد لأحسنهم في العامة أثرا...».

ثم يقول عن الضعفة:

«و تعهد أهل اليتم و ذوي الرقة في السن ممن لا حيلة، له و لا ينصب للمسألة نفسه... و اجعل لذوي الحاجات منك مجلسا عاما... فلا تكونن منفرا و لا مضيعا. فإن في الناس من به العلة و له الحاجة. و قد سألت رسول صلي الله عليه و آله و سلم حين وجهني إلي اليمن كيف أصلي بهم، فقال: صل بهم كصلاة أضعفهم و كن بالمؤمنين رحيما».


پاورقي

[1] يراجع شرح القسم القضائي من هذا العهد في كتابنا (المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن (160 - 145).


سوء قصد نافرجام


قندوزي در ينابيع المودة از كتاب فصل الخطاب نوشته خواجه پارساي بخاري آورده است:

«شبي منصور، وزيرش را خواند و گفت: جعفر صادق را نزد من بياور تا او را بكشم. وزيرش گفت: او مردي است كه از دنيا روي گردانده و غرق در عبادت خداست. منصور گفت: آيا تو به امامت او قائل هستي؟ به خدا سوگند كه او امام تو و من و امام تمام خلايق است، (ولي چه كنم) كه ملك عقيم است.



[ صفحه 68]



وزير گويد: رفتم. امام صادق عليه السلام را در حال نماز ديدم. پس از پايان نماز گفتم: منصور تو را مي خواند. پس حضرت با من آمد. منصور هم به نوكرانش دستور داده بود كه هرگاه ديديد من كلاه از سر برداشتم، جعفر بن محمد را بكشيد، ولي وقتي ما وارد شديم، منصور تا دم در به استقبال امام صادق عليه السلام آمد. سپس حضرت را در صدر مجلس نشاند و خود روبه روي حضرت دست به سينه خم شد و گفت: اي پسر پيامبر! حاجت خود را از من بخواه. حضرت فرمود: حاجت من اين است كه از من دست برداري و مرا به اختيار خودم بگذاري كه من به عبادت با خدايم بپردازم. منصور گفت: خواست تو برآورده است.

پس حضرت برگشت و منصور در هراس عجيبي بود و سپس به خواب رفت. من لحاف روي او انداختم. منصور گفت: اين جا باش تا من بيدار شوم. او به خواب سنگيني رفت، به گونه اي كه نمازهايش هم قضا شد. پس بيدار شد و قضاي نمازهايش را خواند. پرسيدم كه چه اتفاقي افتاد؟ گفت: چون جعفر صادق به خانه ام وارد شد، اژدهاي بزرگي ديدم كه دهان باز كرده بود و يك طرف دهانش بر پايين تخت و طرف ديگرش بر بالاي آن بود و به زبان فصيح مي گفت: اگر آزاري به او برساني، تو را همراه تختت مي بلعم». [1] .

فضيل بن روزبهان نيز اين ماجرا را با اندكي اختلاف آورده است كه مفصل تر از نقل پيشين است. وي مي نويسد: «اين اشارات است. بدان كه حضرت در واقعه قصد ابوجعفر دوانيقي به حرز الهي پناه برد و بر آن دشمن غدار كه قصد آن حضرت كرده بود، فايق آمد. بحمدلله تعالي اين فقير ضعيف، آن [حرز حضرت صادق عليه السلام] را به ياد دارم و از اوراد فقير است كه سال هاست بدان مواظبت مي كنم و تمام عمرم در پناه آن حرز بحمدلله از شر دشمنان در امانم». [2] .



[ صفحه 69]




پاورقي

[1] ينابيع المودة، ج 3، صص 162 و 163.

[2] وسيلة الخادم، صص 186 - 184.


ايثار مال


همان گونه كه انديشه هاي بلند و عرشي عترت، الگو براي همگان است، رفتار عترت نيز كه همگون با انديشه هاي آنان بوده، الگو بر همگان مي باشد. امام صادق عليه السلام كه هماره سخن از انفاق و هزينه كردن مال در راه خدا و براي اهداف خير دارد. در رفتار نيز خود الگوي رفتاري اين فضيلت مي باشد.

امام صادق عليه السلام اين حقيقت را عنوان نمود كه با رفتار خويش ديگران را به ارزش هاي الهي و انساني فرا خوانيد، كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم. [1] «با رفتار خويش ديگران را به نيكي ها فرا خوانيد.» امام در رفتار خويش آن



[ صفحه 97]



مقدار در راه خدا انفاق مي نمايد كه براي مصرف خويش چيزي باقي نمي ماند، و كان يطعم حتي لا يبقي لعياله شيء. [2] .

اين فضيلت نصيب هر كسي نمي شود كه در صرف مال ايثار نمايد. بسياري از انسان ها در اثر وابستگي به دنيا از مال حرام نيز پرهيز ندارند و بسياري از پرداخت انفاق هاي واجب نيز محروم هستند. آن كسي وارسته و رسته از وابستگي هاست، كه در اين راستا خود را از زنجيرها رهانيده باشد و راحت بتواند از امكانات خويش در راه خير بهره ببرد. انفاق مال در راه خدا يكي از اين فضيلت ها مي باشد كه در رفتار امام صادق عليه السلام متجلي است.


پاورقي

[1] بحار، ج 67، ص 309.

[2] كشف الغمة، ج 2، ص 369.


گفتگوي منصور با مرد عرب


در كتاب قصص العرب يك نقل است كه از نظر محتوا گفتگوي بسيار جالبي است كه براي روشن شدن وضعيت داخلي حكومت منصور عباسي، خواندن آن خوب است.

منصور به حج رفته بود در طواف بود كه ناگاه شنيد شخصي چنين با خود زمزمه مي كند.

اللهم اني اشكو اليك البعي و الفساد في الارض و ما يحول بين الحق و اهله من الطمع.

خدايا به تو شكايت مي كنم از ظلم و فساد در روي زمين و از طمعي كه باعث فاصله ي بين حق و اهل حق شده است.

منصور از طواف بيرون آمد و در كناري نشست و فرستاد آن مرد را بياورند آن مرد را آوردند، منصور گفت:

شنيدم از ظهور ظلم و فساد شكايت مي كردي، به خدا قسم كه مرا ناراحت ساختي.

آن مرد گفت: يا اميرالمؤمنين اگر مرا امان بدهي، از وضعيت مردم به تو خبر مي دهم در غير اين صورت مانند ديگران پرده پوشي خواهم نمود و به فكر جان خود خواهم بود.

منصور گفت: تو در امان هستي هر چه كه مي خواهي بگو.



[ صفحه 61]



آن مرد گفت: آن مردي كه طمع او مانع شده و نمي گذارد كه حق ظاهر شود آن مرد تو هستي.

منصور گفت: واي بر تو، چگونه طمع مرا گرفته و حال آن كه همه گونه جواهرات زرد و سفيد و طلا و نقره، در دست من است و آنچه كه داراي لذتي است در قبضه ي من است. كسي كه همه چيز در دست اوست ديگر طمع ندارد.

آن مرد گفت: ان الله استرعاك المسلمين و اموالهم

خداوند تو را براي رعايت مسلمين قرار داد لكن تو غفلت از امور آنها داري، تمام همت خود را صرف جمع اموال مردم كرده اي و بين خودت و مردم حجابها و موانعي قرار داده اي و درهاي آهني به روي خود بسته اي و محافظان براي خود قرار داده اي كه با سلاح تو را از مردم حفظ مي كنند. مردم را از خودت دور كرده اي به طوري كه كسي دستش به تو نمي رسد كه درد دل خود را به تو بگويد. به غير از چند نفر كه اسم آنها معين است كسي حق ورود بر تو را ندارد.

هيچ وقت به فكر حال مظلومان، گرسنگان و برهنگان و فقرا نيستي، در صورتي كه حقوق اين مردم در آن اموالي است كه نزد تو مي آورند. دسته اي را جزو خواص خود قرار داده اي و بر توده ي مردم آنها را برتري داده اي و دستور داده اي براي آنها مانعي و حاجبي نباشد، آنها اموال مردم را مي گيرند و در بين اهلش تقسيم نمي كنند. آنها مي گويند: خود «منصور» كه رهبر است خيانت مي كند چرا ما خيانت نكنيم، اين عده براي منافع خود همه ي راهها را بر تو بسته اند و نمي گذارند تو از حال مردم خبردار شوي، فقط آن كس را كه بخواهند به تو راه مي دهند. اگر كسي خلاف ميل آنها رفتار كند او را از نظر تو مي اندازند و از كار بركنار مي كنند. اين اعمال چون از اطرافيان تو سر زد مردم كينه ي تو را در دل گرفتند، اول كسي كه با خواص تو سازش كردند كاركنان دولتي تو بودند كه با آوردن تحف و هدايا نزد آنان قوت و مقرب مي شوند تا بتوانند بر مردم ظلم و ستم كنند. اين طرز رفتار الگوئي شد براي ديگران، به طوري كه هر كس توانست به واسطه ي ثروت و قدرت اساس و بنيان ظلم



[ صفحه 62]



را استوار كرد.

پس تو اي منصور! زمين خدا را مملو از طمع و ظلم و فساد كرده اي، و آن دسته كه با تو همكاري مي كنند در تمام مظالم مردم با تو شريكند. به عنوان مثال اگر چنانچه كسي براي دادرسي بخواهد نزد تو بيايد اطرافيانت او را راه نمي دهند به دليل آنكه تو دستور داده اي كسي به ديدارت نيايد. پس ملت چگونه حرف خود را به تو برسانند و ظلم كارمندانت را به تو بگويند.

آنگاه آن مرد گفت: يك زماني من به چين رفته بودم پادشاه چين كر شده بود، شب و روز گريه مي كرد، نزديكانش او را تسليت مي دادند پادشاه گفت: من براي كري گوش گريه نمي كنم، لكن گريه من براي اين است كه من ناله ي مظلومين را نمي شنوم. سپس پادشاه گفت: حال كه گوش من كر است، چشمان من كه كور نيست. دستور داد منادي ندا دهد كه از امروز هر كس حقش پايمال شد لباس سرخ بپوشد، اين علامت مظلومين باشد. آن گاه از آن به بعد خودش سوار مركبش مي شد و در شهر مي گشت تا ببيند آيا مظلومي ديده مي شود.

آنگاه آن مرد عرب به منصور گفت: اين در حالي است كه آن پادشاه مشرك بود كه رأفت او به طمع او غلبه كرده بود.

اما تو اي منصور، مؤمن به خدا هستي، چرا طمع خود را كم نمي كني؟ اگر جمع اموال مردم براي اولاد خود مي كني، ببين طفل كه از شكم مادر متولد مي شود، دستش تهي است وقتي بزرگ مي شود خداوند همه چيز به او مي دهد. «بني اميه» با آن همه كه طلا و نقره جمع كردند و با آن همه قدرت و سطوت، خداوند همه را از آنها گرفت.

سپس آن مرد به منصور گفت: كسي كه خلاف دستور تو را اجرا كند او را مي كشي؟

منصور گفت: آري.

مرد عرب گفت: پس چگونه جواب خداوندي را مي دهي كه اين ملك و



[ صفحه 63]



مملكت را به تو داده است. حال اگر خلاف دستورات او را اجرا كني عقاب تو قتل نيست بلكه خلود در عذاب اليم است.

خداوند علم به نيت تو دارد و آنچه را كه به دست و گوش و چشم انجام مي دهي از هر قدم تو سؤال مي كند آيا در موقع قيامت، اين اموال را كه جمع كرده اي تو را بي نياز مي كند، آيا كسي به تو كمك مي كند. در اين وقت منصور به گريه افتاد و گفت: اي كاش متولد نشده بودم. پس از اندكي آن مرد عرب ناپديد شد. ظاهرا آن مرد جناب خضر بوده است. [1] .


پاورقي

[1] قصص العرب.


زندان حجاج


حجاج بن يوسف كه مدت بيست سال [1] با كمال استبداد و خشونت از طرف خلفاي اموي در شهر كوفه بر عراق و ايران حكومت مي كرد. وقتي از طرف عبدالملك مروان تعيين شد، زنداني در شهر واسط (شهري ميان كوفه و بصره) ساخت كه يكصد و هشتاد هزار نفر در آن محبوس بودند. اين زندان به وسعت يك شهر بود ولي بدون هيچ گونه امكانات رفاهي، حتي بدون سقفي كه زندانيان را از گرماي سوزان آفتاب تابستان و سرماي سخت زمستان حفظ كند. بعد از مرگش پنجاه هزار مرد و سي هزار زن در زندان او بودند كه شانزده هزار تن از زنان برهنه بودند [2] چون زندان او محوطه ي وسيع و بي سقفي بود كه



[ صفحه 92]



دور آن را ديوار كشيده بودند، هرگاه يكي از زندانيان مي خواست از گرماي كشنده به سايه ي ديوار پناه ببرد، نگهبانان با سنگ او را از آنجا مي راندند تا همچنان در آفتاب سوزان بسر برد و زجر ببيند [3] آن ها تنها به اين آزارها اكتفا نمي كردند، بلكه مورخان انواع مختلفي از شكنجه هاي آنان را در تاريخ ثبت كرده اند كه نمونه هايي از آن را يادآور مي شويم:

1. غذاي زندانيان نان جو بود كه آن را با مقداري نمك و خاكستر مخلوط مي ساختند و هنگامي كه زندانيان مدتي از آن تغذيه مي كردند رنگ صورتشان دگرگون مي شد و گاه بكلي سياه مي شدند [4] .

مرحوم محدث قمي نقل مي كند: پسر بچه اي را در زندان حجاج زنداني كرده بودند. بعد از مدتي كه به مادرش اجازه ي ملاقات با او را دادند، وقتي با پسرش روبرو شد، او را نشناخت و اصرار داشت كه اين فرزند من نيست. پسر گفت مادرم، به خدا سوگند كه من فرزند توام. و سپس نشانه هاي متعددي داد، از جمله اسم پدر خودش و همچنين نام پدر مادرش را برد. مادر ناباورانه همچنان در قيافه ي فرزند دقت مي كرد. وقتي از مجموع قرائن يقين پيدا كرد كه او فرزند اوست، فريادي كشيد و روي زمين افتاد و جان به جان آفرين داد [5] .

نقل مي كنند روزي حجاج سوار بر اسب به اصطلاح براي نماز جمعه مي رفت. ناگهان صداي فرياد و ناله هايي را شنيد كه قلب را از جا تكان مي داد. سؤال كرد اين صدا از كجا است؟ گفتند زندانيان هستند كه از شدت درد و رنج و ناراحتي ناله سر داده اند و فرياد مي كشند. حجاج بدون كمترين اعتنايي از آنجا گذشت و آيه اي را تلاوت كرد كه درباره ي دوزخيان است تا آن ها را بدين طريق تحقير كرده باشد [6] آيه اين است: «دور شويد در دوزخ و با من سخن مگوييد» [7] .

به طور كلي در اين زندان ها چيزي جز درد و رنج و بلا و شكنجه هاي



[ صفحه 93]



جسمي و روحي وجود نداشت. از آن بدتر اينكه غالبا چنان آن ها را ممنوع الملاقات مي كردند تا ايشان را از دوستان و خويشاوندان بيگانه مي ساختند.

آري، اين بود گوشه اي از جنايات بني اميه و كارگزاران جنايتكار اين رژيم خونخوار و ضد انساني كه تكيه بر جاي پيامبر اسلام زده بودند و به نام اسلام حكومت مي كردند و اين يكي از علل سقوط آنان بود.

يكي از علماي اهل تسنن به نام شعبي مي گويد: اگر تمام امت ها افراد پست و فاسق خود را بيرون آورند و ما حجاج را در مقابل آن ها قرار دهيم، او بر همه ي آن ها برتري خواهد داشت [8] .

اين كثرت زندانيان - كه غالبا زندانيان سياسي بودند - از يك سو حاكي از آن است كه تا چه حد فشار و خفقان و ظلم و جور در عصر بني اميه بالا گرفته و تعداد زندان ها و زندانيان به رقم سرسام آوري رسيده بود و از سوي ديگر نشان مي دهد كه تا چه حد بني اميه منفور بودند كه در همه ي مناطق كشور اسلامي مردم بر ضد آن ها سخن مي گفتند و فعاليت داشتند. بعلاوه سند زنده اي است كه انحطاط اخلاقي بني اميه و بيرحمي و شقاوت بي نظير آن ها را ثابت مي كند. كوچكترين بهانه كافي بود كه انسان با شخصيتي را به خاطر آن به زندان بيفكنند و گاه تا آخر عمرش در زندان بماند و جان دهد.


پاورقي

[1] سفينة البحار، ج 1، ص 224.

[2] همان مأخذ و صفحه.

[3] همان مأخذ و صفحه.

[4] همان مأخذ و صفحه.

[5] همان مأخذ و صفحه.

[6] همان مأخذ و صفحه.

[7] «اخسئوا فيها و لا تكلمون» (مؤمنون /108).

[8] سفينة البحار، ج 1، ص 224.


تلازم ايمان و عمل


يك مسأله اعتقادي مهم اين است كه آيا ايمان و عمل هر دو، شرط سعادت هستند يا ايمان به تنهايي و يا عمل به تنهايي كافي است؟ به عبارت ديگر آيا اصل ايمان است يا عمل، يا هر دو؟

پاسخ اجمالي اين سؤال اين است كه بدون شك از نظر قرآن كريم، عمل بدون ايمان ارزشي ندارد. اگر كسي خداوند، روز قيامت، پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم و ائمه معصومين عليهم السلام را قبول نداشته باشد، هر كار خوبي هم كه انجام دهد، باعث سعادت آخرتش نمي شود. اصولا كسي كه اعتقادي به بهشت و جهنم و روز قيامت ندارد چگونه مي خواهد به بهشت برود؟! خداوند در قرآن كريم مي فرمايد: و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي اذا جاءه لم يجده شيئا و وجد الله عنده فوفاه حسابه و الله سريع الحساب؛ [1] و آنان كه كافرند، اعمالشان در مثل به سرابي ماند در بيابان هموار بي آب كه شخص تشنه آن را آب پندارد و به جانب آن شتابد، چون بدان جا رسد هيچ آب نيابد و آن كافر، خدا را حاضر و ناظر اعمال خويش ببيند كه به حساب كارش تمام و كامل برسد [و كيفر كفرش بدهد] و خدا با سرعت به حساب تمام خلايق رسيدگي مي كند.



[ صفحه 86]



مردم معمولا كساني را كه كارهاي خوب زياد و بزرگي انجام مي دهند، مثلا بيمارستان مي سازند يا پول هاي خيلي كلان خرج مي كنند، بسيار محترم مي شمارند، حال آن كه شايد به دليل عدم اعتقاد به روز قيامت و... كارهاي آنها در نظر خداوند ارزشي نداشته باشد. ممكن است بعضي بپرسند، مگر مي شود كسي كه برق را اختراع كرده و امروزه مردم تمام دنيا از اختراع او استفاده مي كنند به بهشت نرود؟ پاسخ اين است كه از نظر قرآن اگر همين فردي كه برق را اختراع كرده است، وجود خداوند، و حقانيت اسلام، پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم، قرآن و ائمه ي اثنا عشر عليهم السلام نيز برايش ثابت شده باشد ولي تمام آنها را از روي عناد انكار كرده باشد، به بهشت نمي رود.

كسي كه از روي عمد حقيقتي را انكار كند و با اين كه مي فهمد يا مي تواند بفهمد، كوتاهي كند، هر كار خوبي هم كه انجام دهد، موجب سعادت اخرويش نمي شود. البته ممكن است خداوند در دنيا جزاي كار خوب او را بدهد، اما در رسيدگي به اعمال او در آخرت تأثيري ندارد.

بنابراين از نظر اسلام و قرآن، اگر كسي ايمان نداشته باشد؛ يعني معارف الهي برايش ثابت شده باشد و عمدا آنها را انكار كند، نه تنها به بهشت نمي رود، حتي بوي بهشت را هم استشمام نمي كند: «لايجد ريح الجنة». عكس اين مطلب نيز ممكن است وجود داشته باشد؛ يعني كسي كه ايمان دارد اما هيچ كار خوبي انجام نمي دهد. البته شايد اصلا فرض اين كه كسي ايمان داشته باشد و هيچ عمل صالحي انجام ندهد، درست نباشد؛ چون كسي كه ايمان دارد حداقل يك «الله اكبر» مي گويد، يك سجده براي خدا مي كند، در پيشگاه الهي خضوع دارد و.... معناي ايمان اين است كه شخص، اينها را قبول دارد و قطعا اين عقيده در زندگي او اثري - هر چند محدود و كم - خواهد داشت. غير ممكن است كسي به مطلبي ايمان داشته باشد ولي هيچ اثري در زندگي او بر جاي نگذارد. اگر قبول دارد كه «خدا هست»، حتي اگر لال باشد و نتواند «الله اكبر» بگويد، حداقل در دلش خضوعي براي خدا انجام مي دهد. بنابراين فرض اين كه كسي ايمان واقعي داشته باشد ولي هيچ عمل صالحي انجام ندهد، بسيار مشكل است. فرض معقولش مثلا اين است كه نوجواني در ابتداي رسيدن به سن تكليف، خدا را بشناسد و ايمان بياورد ولي به محض ايمان آوردن، از دنيا برود و فرصت نكند عمل صالحي انجام دهد.

در هر حال، ايمان به تنهايي مي تواند منشأ سعادت باشد به شرط آن كه فرض



[ صفحه 87]



صحيحي داشته باشد. ادعاي كساني كه مي گويند ايمان داريم اما در تمام عمرشان نه تنها يك كار خير انجام نمي دهند بلكه مرتكب جنايات فراواني نيز مي شوند، منطبق با واقعيت نيست و دروغ مي گويند. ايمان واقعي با ترك همه ي اعمال صالح امكان ندارد؛ مگر اين كه كسي فرصت انجام چنين اعمالي را پيدا نكرده باشد. اصل اين كه ايمان مي تواند منشأ سعادت بشود، في نفسه صحيح است اما لازمه ي ايمان، عمل صالح است به شرط اين كه شرايط آن فراهم باشد و شخص فرصت داشته باشد تا عمل صالحي انجام دهد.

اما اگر لازمه ي ايمان، عمل صالح است و انسان مؤمن گناه نمي كند، پس چرا مؤمنان فراواني هستند كه مرتكب گناه مي شوند؟ در پاسخ به اين سؤال بايد بگوييم كه آنها مؤمن هستند اما ايمانشان ضعيف است؛ يعني وقتي شهوت و غضب بر آنها غالب مي شود، لازمه ي ايمان را فراموش مي كنند و مرتكب گناه مي شوند. با توجه به رواياتي كه در اين زمينه وجود دارد، به هنگام انجام گناه، روح ايمان از فرد مؤمن جدا مي شود و در آن لحظه مؤمن نيست - اما كافر هم نمي شود - و وقتي شهوت و يا غضبش فروكش كرد، دوباره روح ايمان برمي گردد. انسان مؤمني كه في الجمله عمل صالحي هم انجام داده است، ولي به دليل غلبه ي شهوت و غضب مرتكب گناه مي شود، اگر انجام همان گناه، موجب شود كه به طور كلي معتقدات و لوازم ايمان را فراموش كند و هر روز بر گناهانش - آن گناهان كبيره - افزوده شود، چنين فردي در معرض كفر قرار دارد: ثم كان عاقبة الذين أساؤا السواي أن كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤن؛ [2] سرانجام كار آنان كه به آن اعمال زشت و كردار بد پرداختند اين شد كه كافر شده و آيات خدا را تكذيب و تمسخر كردند. طبيعي است دلي كه اين قدر به گناه آلوده شده است، ديگر لياقت ايمان ندارد. ايمان چنين فردي كم كم ضعيف مي شود و بعد به طور كلي از بين مي رود و ديگر باز نمي گردد.

البته انساني كه ايمان صحيحي دارد و كار خير هم انجام مي دهد، باز هم بايد خطر را هميشه جلوي چشم خود ببيند؛ زيرا اگر خداي ناكرده به دليل حب شهوت و شهرت و مقام، حرص دنيا، حسد و... به گناه آلوده شود، ممكن است در معرض كفر قرار گيرد.

بنابراين ايمان بايد بقا داشته باشد تا موجب سعادت گردد. البته هر ايماني هم موجب سعادت ابدي نمي شود. اگر انساني تا روز آخر عمر با ايمان باشد، اما در لحظه ي مرگ فاقد ايمان شود، مثل اين است كه از اول كافر بوده است. عكس اين مطلب نيز صادق است؛



[ صفحه 88]



يعني اگر كسي فقط لحظه ي آخر عمر واقعا ايمان بياورد، گناهان گذشته ي او آمرزيده مي شود.

يك فرض ديگر اين است كه سرنوشت اخروي انسان مؤمني كه عمل صالحي انجام داده ولي از سوي ديگر مرتكب گناهان زيادي نيز شده است و قبل از مرگ موفق به توبه نمي شود، چيست؟ چنين فردي آيا به بهشت مي رود يا به جهنم؟

در توضيح اين مسأله بايد بگوييم، انسان اگر قبل از مرگ موفق به توبه - آن هم توبه ي نصوح و واقعي - شود، همه ي گناهانش آمرزيده مي شود. ممكن است كساني بگويند بيان اين گونه مطالب موجب تجري بيش تر گناه كاران مي شود؛ اما ما مي گوييم چه كسي مي تواند مطمئن باشد كه موفق به توبه ي نصوح مي شود؟ در هر حال اگر موفق به توبه شد، خداوند ضمانت كرده گناهان او را بيامرزد: الا من تاب و آمن و عمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما؛ [3] مگر آن كساني كه از گناه توبه كنند و با ايمان به خدا عمل صالح به جاي آرند، پس خدا گناهان آنها را بدل به ثواب گرداند كه خداوند در حق بندگان بسيار آمرزنده و مهربان است.

هم چنين انساني كه در مدت عمر خود كباير را ترك كرده و تنها مرتكب صغايري شده كه به حد كبيره نرسيده است، اگر در لحظات آخر موفق به توبه نشود، خداوند او را مي آمرزد: ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما؛ [4] چنان چه از گناهان بزرگي ]گناهان كبيره[ كه شما را از آن نهي كرده اند دوري گزينيد ما از گناهان ديگر شما در گذريم و شما را [در دو عالم] به مقامي بلند و نيكو برسانيم. البته اين در صورتي است كه سيئات و صغاير چنين فردي به حد كبيره نرسيده باشد؛ زيرا اصرار بر صغاير، خود گناهي است كبيره.

اما فردي كه قبل از مرگ موفق نشده از گناه كبيره اش توبه كند چطور؟ بر اساس رواياتي كه در اين زمينه داريم، ملك الموت جان اين گونه افراد را سخت مي گيرد. اگر با همان سخت گرفتن جانشان، حسابشان پاك شد، به بهشت مي روند و گرنه ممكن است مدتي در عالم برزخ معذب بوده و في الجمله عقاب هايي داشته باشند. اين كه شب اول قبر و در عالم برزخ چه معامله اي با آنها مي كنند، خدا مي داند. ممكن است حتي در



[ صفحه 89]



محشر، ناراحتي ها، گرفتاري ها، گرسنگي ها و تشنگي هايي داشته باشند. اگر با اين عقاب ها، حسابشان پاك شد، مشمول آمرزش مي شوند و به شفاعت پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم و ائمه معصومين عليهم السلام به بهشت مي روند. البته شرط رفتن به بهشت، اين است كه اصل ايمانشان لطمه نخورده باشد و تا لحظه ي مرگ آن را حفظ كرده باشند.

البته ناگفته نماند كه در باب «مرتكب كبيره» خوارج معتقد بودند اگر كسي مرتكب گناه كبيره - آن هم كبيره اي كه خود آنها كبيره مي دانستند - شود، كافر است. بر اين اساس بود كه حضرت علي عليه السلام را كافر مي دانستند؛ زيرا پذيرفتن حكميت از سوي آن حضرت را يك گناه كبيره مي پنداشتند. آنها به دليل همان عقايد انحرافي كه داشتند شيعيان را سر مي بريدند و به زن هايشان تجاوز مي كردند. آري، همان هايي كه قائم الليل و صائم النهار و حافظ قرآن بودند، چنين عقيده ي فاسدي داشتند. در هر صورت، اين قول خوارج كه هر كبيره اي موجب كفر مي شود، غلط است. البته اگر كسي گناه كبيره اي انجام دهد و موفق به توبه هم نشود، گرفتار عذاب الهي مي گردد اما كافر نمي شود، بلكه اگر ايمانش محفوظ مانده باشد، هر چند مرتكب كبيره اي هم شده باشد، بعد از تحمل عذاب، نهايتا وارد بهشت مي شود. بنابراين براي رفتن به بهشت، ايمان شرط اساسي است؛ بدون ايمان كسي به بهشت نمي رود.


پاورقي

[1] نور (24)،39.

[2] روم (30)،10.

[3] فرقان (25)،70.

[4] نساء (4)،31.


دشواري دعوت امام


دشواري كار دعوت راستين امامت در همين نكته نهفته است. يك دعوت مسلكي كامل كه مي خواهد قدرت را از هر گونه زورگويي و تجاوزطلبي و تعدي به حق آزادي مردم دور نگاه داشته، اصول و موازين اساسي اسلام را مراعات كند، ناگزير بايد با تكيه بر شعور و درك مردم و در زمينه ي احساس نياز خواست طبيعي آنان، رشد و پيشرفت خود را ادامه دهد. و به عكس، مبارزاتي كه هر چند به ظاهر با شعارهاي مسلكي و مكتبي كار خود را آغاز مي كند، ولي در عمل، دست به قدرت نماييهايي همچون همه ي قدرتمندان مي زند و از اصول اخلاقي و اجتماعي خود چشم مي پوشد، از اين دشواري فارغ است؛ و اين است راز طولاني بودن جريان نهضت امامت، و نيز سر پيشرفت نهضتهاي موازي نهضت امامت - مانند بني عباس - و شكست نسبي اين نهضت. (اين مطلب را با اتكاء به مدارك تاريخي و با شرح بيشتر در آينده مطرح خواهيم ساخت).


ابوسفيان در فضاي بيرون خانه عقيل


شرح حال نويسان همچنين درباره ابوسفيان بن حارث بن عبدالمطلب پسر عموي رسول خدا (صلي الله عليه وآله) [1] نقل نموده اند كه روزي عقيل بن ابي طالب ابوسفيان را كه سخت مريض بود ديد كه در ميان مقابر (خصوصي) قدم مي زند، علت اين امر را از وي سؤال نمود، ابوسفيان پاسخ داد در پي محل مناسبي هستم كه مرا در آنجا بخاك بسپارند، عقيل او را بسوي خانه خود هدايت و در فضاي بيروني اين منزل محلي را مشخص نمود كه در آن محل براي ابوسفيان قبري آماده گرديد و پس از چند روز كه از دنيا رفت در همان قبر بخاك سپرده شد. (وَاَمَرَ بِقَبْر فَحُفِرَ في قاعَتِها [2] وَدُفِنَ فيها) [3] تصميم اين دو صحابي



[ صفحه 81]



براي دفن شدن در خارج بقيع كه مدفن رسمي و همگاني مردم مدينه بود حاكي از نوعي اطلاع آنها نسبت به اهميت و آينده درخشان اين محل است كه به جز از طريق گفتار و اخبار رسول خدا امكان پذير نيست.


پاورقي

[1] ابوسفيان بن حارث بن عبدالمطلب پسر عموي رسول خدا و برادر رضاعي آن حضرت است و از فضلاي صحابه به شمار مي آيد. در فتح مكه و جنگ حنين شركت جسته و در سال بيست وفات نموده است. نكـ: اسد الغابه.

[2] اقرب الموارد مي گويد: فضاي بدون سقف و بنا را كه در وسط خانه هاي محله اي واقع شود «قاعة» مي گويند.

[3] اصابه، ج4، ص90؛ تاريخ المدينه ابن شبه، ج 1، ص 127؛ وفاءالوفا، ج 3، ص 911؛ عمدة الاخبار، ص156.


كلمة أخيرة


هذه الاطلالة السريعة علي آثار الامام الصادق عليه السلام الأدبية الرائعة من أجوبة، و مناظرات، و وصايا و حكم؛ لا تظهره في الرعيل الأول من ناشري لغة الضاد فحسب، و انما في طليعة العلماء المفكرين الأفذاذ، و دعاة الأخلاق و مصلحي الأمم.

في آثار الامام الصادق عليه السلام هذه تلتقي روعة الأدب و بلاغة الأسلوب بعمق الأفكار و صدق الهدف؛ اذ أن الامام عليه السلام أراد أن يربي الجيل الاسلامي، من خلال حكمه و وصاياه علي الأخلاق و المبادي ء السامية التي أرادها الله و رسوله؛ كما أراد أن يثبت الايمان في الصدور من خلال الاستدلال العقلي في العقائد و الأحكام و حتي في الأخلاق.

و لا ريب أن الامام كان يوجه وصاياه و أفكاره الي



[ صفحه 227]



المسلمين، لكل المسلمين في كل زمن و حين، اذ أنها أفكار الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و مبادي ء الرسالة الخالدة، فحري بنا أن نضعها موضع العمل و التطبيق.

و الله من وراء القصد


التواضع


أما التواضع فهو من محاسن الأخلاق التي يشرف بها الانسان، و قد حث الامام عليه السلام علي التحلي به قال: «لا حسب لقرشي، و لا لعربي الا بتواضع، و لا كرم الا بتقوي، و لا عمل الا بنية، ألآ و ان أبغض الناس الي الله عزوجل من يقتدي بسنة امام، و لا يقتدي باعماله...» [1] .


پاورقي

[1] الخصال (ص 19).


سخط المسلمين


و سخط المسلمون لمقتل الشهيد العظيم زيد، و نقموا علي بني أمية كأشد ما تكون النقمة فقد انتهكوا في قتله حرمة الرسول (ص) التي هي أولي بالرعاية و العطف من كل شي ء.

فلم تمض حفنة من السنين علي اقتراف الامويين لمجزرة كربلا الرهيبة، و اذا بهم قد عمدوا الي قتل زيد الذي هو من أعلام الأسرة النبوية، و لم يكتفوا بقتله، و انما نبشوا قبره و صلبوه علي الجذع، و لم يسمحوا بموازاته لاظهار التشفي الآثم باهل البيت (ع) و قد خالفوا بذلك ما أمر به النبي (ص) من المودة لأهل بيته، كما خالفوا ما أمر به الاسلام من احترام الاموات و تحريم المثلة بهم.

لقد كانت فاجعة زيد المروعة من الاحداث الجسام التي ذعر منها المسلمون، و استعظموها و قد اندفع شعراؤهم الي رثائه بما صور مدي الحزن و اللوعة التي مني بها المسلمون يقول الفضل بن العباس:



الا يا عين لا ترقي وجودي

بدمعك ليس ذا حين الجمود



غداة ابن النبي أبوحسين

صليب بالكناسة فوق عود



يظل علي عمودهم و يمسي

بنفسي اعظم فوق العمود



تعدي الكافر الجبار فيه

فأخرجه من القبر اللحيد



فظلوا ينبشون أباحسين

خضيبا بينهم بدم جسيد



فطال به تلعبهم عتوا

و ما قدروا علي الروح الصعيد



و جاور في الجنان بني أبية

واجدادا هم خير الجدود



فكم من والد لأبي حسين

من الشهداء أوعم شهيد



و من ابناء اعمام سيلقي

هم أولي به عند الورود





[ صفحه 82]





دماء معشر نكثوا أباه

حسينا بعد توكيد العهود



فسار اليهم حق أتاهم

فما أرعوا علي تلك العقود [1] .



هذه بعض القصيدة و قد صور فيها الشاعر حزنه العميق علي الشهيد العظيم الذي ثكل به المسلمون فهو يطلب من عينيه أن يجودا بالدموع، و لا يضنا عليه، و ذلك لعظم الخطب الفادح، ثم هو يستعظم كأشد ما يكون الاستعظام علي اخراج زيد من قبره و صلبه، ولكن مما يهون عليه الخطب انهم و ان تلاعبوا بجسد الثائر العظيم الا انهم لم يقدروا علي ارغام روحه الطاهرة التي صارعت الباطل و قاومت المنكر و الجور، و انها قد أقامت في الجنان مع أرواح الشهداء الخالدين الذين صرعوا في كربلا دفاعا عن حقوق المظلومين و المضطهدين، ثم انه بعد ذلك ينعي علي أهل الكوفة غدرهم بزيد، كما غدروا من قبل بجده الحسين (ع) فكان الغدر من خصائص الكوفيين و ذاتياتهم، و قد قيل:

«الكوفي لا يوفي»

و ممن رثي زيدا بذوب روحه أبوثميلة الأبار يقول:



أباالحسين أعار فقدك لوعة

من يلق ما لاقيت منها يكمد



فغدا السهاد و لو سواك رمت به

الأقدار حيث رمت به لم يشهد



و نقول: لا تبعد و بعدك دلؤنا

و كذاك من يلقي المنية يبعد



كنت المؤمل للعظائم و النهي

ترجي لأمر الامة المتأود



فقتلت حين رضيت كل مناضل

و صعدت في العلياء كل مصعد



فطلبت غاية سابقين فنلتها

بالله في سير كريم المورد



و ابي آلهك أن تموت و لم تسر

فيهم بسيرة صادق مستنجد





[ صفحه 83]





و القتل في ذات الاله سجية

منكم و أحري بالفعال الامجد



و الناس قد أمنوا و آل محمد

من بين مقتول و بين مشرد



نصب اذا القي الظلام ستوره

رقد الحمام و ليلهم لم يرقد



يا ليت شعري و الخطوب كثيرة

أسباب موردها و ما لم يورد



ما حجة المستبشرين بقتله

بالامس أو ما عذر أهل المسجد [2] .



و قد رسم الشاعر في هذه الابيات شجونه و احزانه المرهقة علي زيد الثائر العظيم، و ذكر الخسارة العظمي التي منيت بها الامة بفقدها لزيد، فقد كان المؤمل لشدائدها و ازماتها، و اضاف انه بشهادته قد أنار الطريق للمناضلين و الاحرار، و ملأ قلوبهم رضا و مسرة بنهضته الجبارة التي استهدفت القضايا المصيرية لامته، و قد نال زيد بشهادته الغاية القصوي التي نالها الشهداء المجدون من آبائه الذين رفعوا راية الحق ملطخة بدمائهم الزكية... و اضاف ان الله أبي لزيد أن يموت، و لا يسير بين الناس بسيرة المنقذين و المحررين لامتهم و أوطانهم، فان القتل في سبيل الله كانت سجية العلويين و قد أثر عن بعضهم أنه قال: «القتل لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة».

و عرض أبوثميلة في ابياته الاخيرة الي المحن القاسية التي عانها العلويون من حكام بني أمية و التي كان منها انهم قد حرموا من الأمن فانهم بين مقتول و مشرد يطارده الرعب و الفزع و الخوف، في حين أن الطير ترقد في ليلها آمنة مطمئنة و آل النبي (ص) لم يرقدوا في ليلهم خوفا من بني أمية، و ندد بالمستبشرين بقتل زيد الذي ثار لتحقيق العدالة الاجتماعية في الارض، كما ندد بالذين بايعوه، و خذلوه، فدخلوا جامع الكوفة، و قد طلب منهم



[ صفحه 84]



أن يقوموا بنجدته و حماية ثورته، فلم يستجيبوا له


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين (ص 148 - 149).

[2] مقاتل الطالبيين (ص 150).


تقوي و رزق و روزي


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

خداوند براي كسي كه از او پروا دارد ضمانت كرده است كه هر ناخوشايندي را براي او به آنچه خوشايندش مي باشد تغيير دهد و از جايي كه گمانش را هم نمي برد روزيش را مي رساند. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 70 / 285 / 80، ميزان الحكمه: ج 4، ح 22434.


صدقه و بي نيازي


در روايت آمده است كه شخصي خدمت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم رسيد و به آن حضرت عرض كرد: من فقير هستم و چيزي ندارم. حضرت فرمودند: صدقه بده. عرض كرد: يا رسول الله، ندارم. حضرت فرمودند: قرض كن، و صدقه بده. او نيز صدقه داد و گره از كارش گشوده شد. با اين كار هم مشكل دنيايش بر طرف شد و هم ثوابي براي آخرت ذخيره كرد. البته، كار خير را نبايد با منت گذاشتن از بين برد. اگر كسي پول هنگفتي براي خودش در بانك پس انداز كند آيا درست است كه بر ديگران منت گذارد؟ اين كار خنده آور و مضحكي است. آن كه براي ديگران كار خيري انجام مي دهد و به دنبال آن بر آنها منت مي گذارد، كار مضحكي انجام داده است. هم چنان كه بارها اشاره شد ايجاد ملكه در



[ صفحه 122]



وجود انسان نياز به تكرار فراوان دارد، بايد بر نفس فشار آورد تا رام شود نفس بسيار سركش است و حتي بعد از آن كه رام شد گاهي يادش مي رود و سركشي مي كند، ولي بايد به آن فشار آورد تا اگر يك بار افسارش رها شد كار خراب نشود.


منافق


مسلمان بودن فقط به نماز خواندن و روزه گرفتن نيست. مسلمان بايد عباداتش را به جا آورد و درستكار نيز باشد.

ثلاث من كن فيه فهو منافق، و ان صام و صلي: من اذا حدث



[ صفحه 53]



كذب، و اذا وعد اخلف، و اذا ائتمن خان [1] .

چنانچه سه صفت در كسي باشد آن كس منافق است، اگر چه نماز بخواند و روزه بگيرد: كسي كه هنگام سخن گفتن دروغ بگويد، اگر وعده اي داد خلف وعده كند و در امانت خيانت نمايد.


پاورقي

[1] تحف. ص 316.


نصايح و اندرزها


################

پاورقي

################

كبر و خودپسندي منصور


منصور در سال 146 كه به طرف حج روانه شد به رسم معمول خود در (ربذه) پياده شد. امام صادق (ع) در آنجا با وي ملاقات كرد و درباره چشمه ابي زياد به او گفت: (عين ابي زياد) را به من بازگردان تا بتوانم از آن استفاده برم، اما منصور جواب مثبت نداد و با جسارت عجيبي گفت: شما اين سخن را بر زبان مي آوريد؟ آنگاه امام جعفر (ع) خطاب به منصور فرمود خيلي عجله نداشته باش و خود را فراموش مكن. من اكنون قدم به شصت و سومين سال زندگي گذاشته ام و در همين سنين بود كه پدر و جدم دنيا را ترك كردند (منظور او اميرالمؤمنين علي (ع) و جدش پيغمبر (ص) بود).

آنگاه منصور به امام صادق گفت: مي بيني چگونه



[ صفحه 262]



اهالي مدينه به جنگ با من اتفاق كرده بر من شوريده اند؟ خيال دارم كساني را به طرف آنها بفرستم تا تمام املاك و چشمه ها و نخلستان هاي آنها را بگيرند.

پس امام صادق (ع) فرمود: بدان كه سليمان موقعي كه مورد عطاء و بخشش قرار گرفت سپاس و شكر خداي را به جا آورد. ايوب گرفتار و مبتلي شد پس به صبر و شكيبائي متوسل شد. يوسف هنگامي كه قدرت و نيروئي يافت برادران خود را عفو كرد، پس تو نيز به هر يك از اينها كه مي خواهي اقتدا كن و از آنها پيروي نما، خداوند تو را از نسلي بيافريد كه مرداني با گذشت و جوانمرد بودند.

البته منظور امام جعفر (ع) از اين سخنان جلب رضايت و خشنودي منصور و يا از روي تملق نبود. بلكه او را موعظه كرد و پند داد و از او خواست كه صبر و بردباري و گذشت را پيشه خود سازد. و مي خواست كه از پيشوايان و بزرگان پيروي كند و به آنها تمسك جويد و مقام و منزلت و عفو و بخششي كه بني هاشم داشتند و او نيز از آنها ياد بگيرد.

باري ابوجعفر منصور مردي متكبر و خودپسند بود و



[ صفحه 263]



دوست داشت كه همه كس در برابرش خم شود و او را تعظيم كند، گويند هنگامي كه محمد بن محض به قتل رسيد زني كه داراي دو كودك بود از روي تظلم و اعتراض نزد منصور آمد و در حالي كه او را مخاطب ساخته بود گفت: اميرالمؤمنين من زن محمد بن عبدالله هستم و اين دو فرزندان او مي باشند كه شمشير تو آنها را يتيم و بي پدر كرده و از بيم و هراس تو است كه خوار و ذليل شده و به اين روز افتاده اند. اي اميرالمؤمنين تو را به خداوند قسم مي دهم قدري از كبر و غرور خود دست برداري و حسن عاطفه و نوع دوستي را فراموش ننمائي و اموال اين كودكان و يتيمان را به آنها واگذار كني. پس آنگاه منصور به دربان خود ربيع گفت: اموال و ملك پدر اين كودكان را به آنها بازگردان. از آن پس منصور مي گفت: ميل دارم تمام زنان بني هاشم مانند اين زن به من رو آورند و كارهاي خود را به من رجوع كنند.

به اين ترتيب منصور زني را راضي و آرام كرد. اما مثل اينكه آنچه را كه امام صادق (ع) بر او خواند و به او آموخت و به پند و اندرز او پرداخت نپذيرفت و هنوز موعظه



[ صفحه 264]



او كه به شكر و سپاس و صبر و بردباري او را مي خواند تمام نشده بود كه وي با جسارت هر چه بيشتر گفت: ما از لحاظ علم و حلم بي نياز هستيم و لزومي ندارد كه كسي ما را بياموزد. البته من گفتم كه قصد آزار اشخاص را دارم اما شما چنين كاري را از من مشاهده نكرديد و با قدرت و نيروئي كه بر آنها داشتم، اما از دشمني و آزار آنها خودداري كردم [1] پس بين آنها سخني رد و بدل شد و امام صادق (ع) از مجلس او بيرون رفت.

پس از آن عده اي گويند: منصور ملك او را برگرداند و برخي برآنند كه به او رد نكرد.


پاورقي

[1] زهر آلاداب ج 1 ص 123.


منصور و انتقامجويي از ذريه ي رسول الله


دوره احمد سفاح بدين منوال و با تظاهر سپري گشت و نوبت زمامداري به دست برادرش منصور رسيد. منصور در تثبيت مقام و در پيش بيني از رفع خطرات سلطنت خود يگانه ي روزگار بود و براي رفع



[ صفحه 91]



خطرات احتمالي از هيچ گونه خونريزي و هتك حرمت پروايي نداشت و به همين دليل سياستش اقتضا مي كرد كه عاطفه ي خود را در درجه ي اول از بني هاشم (بعضي از عباسيان) قطع كند. او نه تنها اهل مدينه را مورد بي اعتنايي خود قرار داد بلكه دست جنايتكار خود را براي ريختن خون بي گناهان دراز كرد.

تمامي دانشمندان اهل مدينه را از نظر انداخت و پست و مبتذل شمرد. آنان را در نظر ديگران بي ارزش و بي حرمت معرفي نمود و دانشمندان كوفه را كه در اكثر عقايد اسلامي مخالف با عقايد اهل بيت پيغمبر بودند به خود جلب مي كرد و نهايت محبت خويش را درباره ي دانشمندان بي اراده ي كوفه بذل مي نمود.


وصف صاحب روضة الصفا


خواند مير مي نويسد: صيت مكارم ذات و محاسن صفات امام جعفرصادق مانند پرتو آفتاب درخشان انتشار يافته و وفور كرامات و خوارق عادات آن مهر سپهر امامت بسان فيض سخاب در بسيط غبرا صفت اشتهار پذيرفته ضمير منيرش مظهر اسرار علوم دينيه خاطر منورش مهبط انوار معارف يقينيه است.

حقايق آيات بينات كلام الهي از تحرير دل پذيرش مبين و حقيقت امامتش نزد كافه علماي امم اسلامي مسلم است.


انتشار مذهب جعفري در جهان


شكي نيست كه مذهب جعفري صد در صد همان مذهب حقيقي اسلام است كه از پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم به اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب و از او به امام حسن و امام حسين و از او به امام سجاد و امام محمد باقر رسيد و در عصر حضرت صادق انبساط كامل پيدا كرد و به نام مذهب جعفري شهرت يافت و هيچ چيز از اصل يا فرع آن از زمان پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم تا آن عصر و از آن روز تا كنون تغيير نيافته است پس آن چه از اسلام واقع شهرت يافت مذهب جعفري بود. نهايت چون سياست امويين و عباسيين راه انحراف پيش گرفتند و امام صادق عليه السلام اين انحراف را ثابت نمود و راه مستقيم روشن را مستدلا بيان فرمود و روش پرورش خود را بر اصول و فروع زمان پيغمبر قرار داد مذهب جعفري جهان انتشار يافت و كم و بيش پيروان مذاهب مبدعه ديگري كه بعد پيدا شد روي عدم تعمق علم و اطلاع شهرت گرفتند و مذهب جعفري همچنان در عالم از حجاز - شام - جبل عامل - حمص - حلب - افريقا - جاوه - مصر - هند - قطيف - احساء - قطر - افغان - امريكاء - چين - روسيه - عراق - ايران - تركيه و غيره از گذشته ي ايام همچنان ادامه دارد و شرح آن را در كتاب جهان اسلام و اسلام در جهان نوشته ام كه چگونه اسلام به اين كشورها وارد شد و تطورات تاريخي و تحولات گوناگوني پيدا كرد و شواهد زنده آن چگونه و در چه شرايط است.


علم تكسير


كه اين علم براي استخراج اوضاع و صور و تسهيل امورات اقتصادي و سياسي و علمي به كار مي رود و آن به طريقي است كه كلمات را مي شكنند و هر حرفي را به جاي حرفي ديگر مي گذارند معكوسا يا متوسط يا منحرف به تقدم و تأخر به طور افقي يا عمودي يا مورب و منحرف، گاهي حروفي از جهت ارقام عددي ضرب در صورت ديگر همان حروف مي كنند و حاصل عدد صور ممكنه از تبادل حروف را استخراج مي نمايند و بدين ترتيب دو حرف دو صورت و سه حرف شش صورت و چهار حرف بيست و چهار صورت پيدا مي كند.

مثال: لفظ كلمه:

(ك ل م ه) در تقدم و تأخر - افقي و عمودي و مورب 24 صورت مي توان داد و از اين علم در جفر و اوفاق استفاده مي كنند و مطالب بسياري استخراج مي نمايند.


تحريك وجدان با تكيه بر عنصر عقلانيت


از آنجا كه شيوه هاي مختلف تبليغي، از جمله مناظره، علاوه بر انديشه و خرد، با قلبها و عواطف نيز سر و كار دارد، انبيا و مبلغان الهي به تناسب شرايط و مخاطبان گوناگون، از استدلال عقلي و يا بيان عاطفي براي تأثيرگذاري و اقناع آنها بهره جسته اند.



[ صفحه 120]



در روش عاطفي، قرآن مطالب استدلالي و برهاني را با لطافت خاص مطرح مي نمايد و عواطف انساني را تحريك مي كند. به طوري كه در قلب مي نشيند و در انسان تغييرات ريشه اي و عميق ايجاد مي نمايد. با نگاهي به مناظره هاي انبيا و نوع كلمات و عبارات به كار رفته در آنها روشن مي گردد كه در كنار هدف قرار دادن عقل و انديشه مخاطبان، دل، وجدان، و فطرت آنان نيز مورد توجه و خطاب واقع مي شود.

حضرت ابراهيم عليه السلام پس از ارائه پرسشي تكان دهنده كه در آن عقل و انديشه افراد را مورد خطاب قرار داده است، مي فرمايد:

أفرأيتم ما كنتم تعبدون [1] .

آيا در آنچه كه مي پرستيد تأمل كرده ايد؟

حضرت در ادامه جهت خطاب را از عقل مخاطب به دل او مي كشاند و مي گويد:

أنتم و آباؤكم الاقدمون - فانهم عدو لي الا رب العالمين [2] .

شما و پدران گذشته تان - (بدانيد) هر آنچه را كه مي پرستيد دشمن من هستيد جز پروردگار جهانيان.

همچنين پس از جدالهاي عقلاني پياپي كه منجر به شكستن بت ها به دست او مي گردد، وقتي كه به او يورش مي آورند، لحن و خطابش متوجه دلها متوجه مي شود:

و قال اني ذاهب الي ربي سيهدين - رب هب لي من الصالحين [3] .

و ابراهيم گفت: من رونده ي به سوي پروردگارم هستم كه به زودي مرا راهنمايي خواهد كرد - پروردگارا به من (فرزندي) از صالحان



[ صفحه 121]



ببخش.

در محاجه با ستاره پرستان نيز، پس از گفت و شنودي استدلالي، جانها را مورد خطاب قرار مي دهد:

اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا و ما أنا من المشركين [4] .

همانا من با ديني پاك، روي به سوي كسي دارم كه آسمان ها و زمين را آفريده است و من از مشركان نيستم.

حضرت ابراهيم عليه السلام عليه بت ها تصميم قاطعي مي گيرد و در موقعيتي مناسب آنها را در هم مي شكند. همه بت ها جز بت بزرگ را تكه تكه مي كند و اميدوار است كه مردم با ديدن اين صحنه بت بزرگ را متهم نمايند.

و تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين - فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون [5] .

به خداوند سوگند بعد از اين كه روي گردان شديد در مورد بت هايتان تصميم مي گيرم - آن گاه آنها را تكه تكه كرد مگر بزرگترشان را، شايد كه به او روي آورند (او را متهم نمايند).

وقتي مردم شهر متوجه اين اوضاع شدند، به سراغ ابراهيم عليه السلام رفته و با ايشان محاجه مي نمايند. حضرت نيز با استدلالاتي كه عقل و دلشان را خطاب قرار مي دهد، آنها را مجاب مي نمايد.

وقتي كه حضرت ابراهيم را حاضر مي كنند و چنان كه از شواهد پيداست محل اين جلسه در بتخانه بوده از او مي پرسند:



[ صفحه 122]



...أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم [6] .

اي ابراهيم آيا تو اين كار را با خدايان ما انجام دادي؟

ابراهيم به منظور الزام خصم و ابطال الوهيت اصنام در جواب مي فرمايد:

... بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم ان كانوا ينطقون [7] .

بلكه اين بزرگشان اين كار را كرده است. از آنها بپرسيد اگر سخن مي گويند.

بدين ترتيب از آنها مي خواهد حقيقت را از خود بت بپرسند كه چه كسي اين كار را انجام داده است؛ البته اگر بت ها مي توانند حرف بزنند.

حضرت با اين سؤال مي خواهد اين نتيجه را بگيرد كه بت ها نمي توانند حرف بزنند. لذا الوهيت آنها باطل مي شود و خود مردم هم با رجوع به عقل خود به اين امر اعتراف مي كنند.

چرا كه وقتي مردم كلام حضرت ابراهيم را شنيدند و متوجه شدند كه اصنام جماداتي بي شعورند و حرف نمي زنند، حجت بر آنان تمام شده و هر يك در دل، خود را خطاكار دانسته و حكم كرد به اين كه خود او ظالم است نه ابراهيم:

فرجعوا الي أنفسهم فقالوا انكم أنتم الظالمون [8] .

پس به خودشان آمدند و گفتند: همانا شما خود ستمگريد.

ولي براي باطل جلوه دادن حق و حق جلوه دادن خود، با اين كه حق را مي دانستند، ابراهيم عليه السلام را حق ستيز خواندند و گفتند: تو كه مي داني كه اينها حرف نمي زنند و به اين خاطر اين سخن را مي گويي كه از خود دفاع



[ صفحه 123]



كني.

ثم نكسوا علي رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون [9] .

سپس سرهايشان را تكان دادند (و گفتند) تو خوب مي داني كه بت ها سخن نمي گويند.

حضرت ابراهيم وقتي كه ديد وجدانها تا اندازه اي متنبه شده بود، عقل آنها را خطاب قرار داد و بعد از ابطال الوهيت بت ها آنها را توبيخ نموده و مي فرمايد:

... أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا و لا يضركم - أف لكم و لما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون [10] .

آيا به جاي خداوند چيزي را مي پرستيد كه نه سودي به شما مي رساند و نه زياني؟ اف بر شما و بر آنچه كه به جاي خداوند مي پرستيد. آيا انديشه و تعقل نمي كنيد؟ [11] .

حضرت موسي عليه السلام نيز گاهي از استفهامي كه موجب تحريك عواطف مي شد، بهره مي جويد. حضرت پس از بازگشت از ميقات و مواجه شدن با گمراهي قوم، از روش عاطفي استفاده مي كند.

فرجع موسي الي قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي [12] .

آن گاه موسي خشمگين و اندوهگين به سوي قومش بازگشت و گفت: اي قوم من آيا پروردگارتان شما را وعده ي نيكو نداد و آيا اين عهد، طولاني شد يا خواستيد خشم پروردگارتان بر شما فرود آيد كه



[ صفحه 124]



در وعده تان با من خلاف كرديد.

يكي از راههاي اعمال اين شيوه، تصريح به رابطه مخاطب با مبلغ است كه خيرخواهي و دلسوزي مبلغ را تلقين مي كند. مانند عبارت «يا قوم» كه بارها در صدر جملات حضرت موسي عليه السلام آمده و يا كاربرد عبارت «ربي و ربكم» به جاي كلمه «الله و رب» كه همه حكايت از سرنوشت واحد طرفين مي نمايد و به وجود آورنده جو تفاهم و همدردي است.

گاهي نيز با اشاره به ستمي كه بر خويشتن روا داشته اند، دلشان را مخاطب قرار مي دهد:

و اذ قال موسي لقومه يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم [13] .

و چون موسي به قومش گفت: اي قوم من همانا شما با گوساله پرستي بر خودتان ستم كرده ايد. پس به درگاه آفريدگارتان توبه كنيد و نفس هايتان را بكشيد كه اين در نزد پروردگارتان براي شما بهتر است. پس خداوند از شما در مي گذرد؛ چرا كه او توبه پذير مهربان است.

يكي از مهمترين آفات و خطرات براي هر مكتب، انحراف مردم پس از هدايت است. وقتي بني اسرائيل پس از هلاكت فرعون، وارث زمين و عهده دار حكومت شدند، در معرض آزمايشي حساس قرار گرفتند و در مسير بازگشت از حركت شبانه خود، بر قومي بت پرست گذشتند. رسوبات فرهنگ شركت و بت پرستي در ذهن و دل اين مردم موجب گشت



[ صفحه 125]



اين كار در نظرشان مطلوب افتد و از موسي خواستند معبودي برايشان قرار دهد:

قالوا يا موسي اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون [14] .

گفتند: اي موسي براي ما خدايي قرار بده همان طور كه آنان خداياني دارند. (حضرت موسي) گفت: به راستي كه شما قومي نادان هستيد.

موسي، بي درنگ با پاسخي قاطع و ناشي از خشمي فرو خفته، آنان را به ناداني نسبت داد و دلايل قانع كننده اي بر بطلان خواسته ي آنها عرضه فرمود:

ان هؤلاء متبر ما هم فيه و باطل ما كانوا يعملون [15] .

در حقيقت آنچه ايشان در آنند نابود و زايل و آنچه انجام مي دادند باطل است.

وي به اين استدلال بسنده نكرد و با تغيير لحن خطاب از عقل به دل، وجدان ايشان را پريشان و تحت تأثير قرار داد:

قال أغير الله أبغيكم الها و هو فضلكم علي العالمين [16] .

گفت: آيا جز خداوند را خداي شما بپسندم و حال آن كه او شما را بر جهانيان برتري بخشيده است.


پاورقي

[1] شعراء / 75.

[2] همان / 76 و 77.

[3] صافات /100.

[4] انعام / 79.

[5] انبيا / 57 و 58.

[6] همان / 62.

[7] همان / 63.

[8] همان / 64.

[9] همان / 65.

[10] همان / 66 و 67.

[11] الميزان في تفسير القرآن، ج 14، ص 456-443.

[12] طه / 86.

[13] بقره / 54.

[14] اعراف / 138.

[15] همان / 139.

[16] همان / 140.


حقوق برادران ديني


ما عبدالله بشيء افضل من اداء حق المؤمن. [1] .

خداوند متعال به چيزي چون اداء حق مؤمن بندگي و عبادت نمي شود.

امام صادق عليه السلام

روزي معلي بن خنيس از امام صادق عليه السلام پرسيد:

«حقوق مسلمانان بر عهده ي هم چيست؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«بر عهده ي هر مسلماني نسبت به مسلمان ديگر، هفت حق واجب است كه اگر يكي از ايشان، حقي از اين حقوق را ضايع نمايد، از ولايت خدا و طاعت او خارج مي شود و هيچ حظ و بهره اي نزد خداوند متعال ندارد.»

معلي بن خنيس والهانه از حضرت عليه السلام خواست كه آن هفت حق را به وي بياموزد و ليكن امام صادق عليه السلام فرمود:

«اي معلي! تو مورد علاقه ي من هستي؛ از اينرو مي ترسم آنها را پس از آموختن، ضايع نموده و انجام ندهي.» [2] .

معلي گفت:

«لا قوة الا بالله. (براي انجام آنها از خداوند ياري مي خواهم.)»



[ صفحه 157]



امام صادق عليه السلام فرمود:

«آسان ترين آن حقوق اين است كه:

1.هر چه براي خود مي خواهي براي او نيز همان را خواسته و آنچه براي خود ناپسند مي شماري، براي او هم دوست نداشته باشي.

2. باعث خشم و ناراحتي او نشوي و در پي جلب رضايت او باشي و فرمانش را پيروي كني. [3] .

3. به جان و مال و زبان و دست و پاي خود، او را كمك كني.

4. راهنما و چون آينه ي او باشي.

5. مبادا او گرسنه و تشنه و شكم تو آكنده از غذا و سيراب و او بي پوشاك و تو پوشان باشي.

6. اگر تو خدمتگزار داري و او نه، براي شستن لباس و تهيه ي غذا و ساير كارهاي خانه، خدمتگزار خود را بفرستي تا كارهاي او را انجام دهد.

7. سوگند او را پذيرفته و دعوتش را اجابت كني و هنگام مريضي اش به عيادتش رفته و بر جنازه اش حاضر شوي؛ اگر فهميدي احتياجي دارد، قبل از آن كه درخواست كند، خواسته اش را برآوري؛ چنانچه به اين دستورات عمل كني، دوستي و رابطه اي كه لازم است بين دو مسلمان وجود داشته باشد، برقرار كرده و پيوند ايماني را رعايت نموده اي.» [4] .



[ صفحه 158]




پاورقي

[1] الكافي ج 2 / 170.

[2] در روايت بعدي در همان آدرس مي فرمايد:«مي ترسم كه كافر شويد.».

[3] واضح است كه مراد خشنود ساختن او و پيروي از فرامين وي در امور الهي است و آنچه خلاف دين باشد، از مصداق حقوق واجب خارج مي باشد.

[4] الكافي 2 / 169 «غير مترجم».


ظالم نباش


- مولاي من! حضرت عالي در خصوص ظالم و كمك به ظالم چه فرموده ايد؟

گفتم: «هيچ ظالمي بالاتر از آن نيست كه انسان به كسي ظلم كند كه يار و ياوري ندارد تا ظلم ظالم را از مظلوم دور كند.»

كسي كه ظلم كند و هر كس ظالمي را ياري نمايد و آن كس كه راضي به ظلم كسي باشد، هر سه با هم شريك هستند و كسي كه ستمگري را معذور بدارد، خداوند او را گرفتار همان ستمگر خواهد كرد. چنين شخصي اگر دعا كند، مستجاب نمي شود و اگر مظلوم شد اجري به او از جانب خداوند داده نخواهد شد و هر كس صبح كند و قصد ظلم به ديگري را نداشته باشد خداوند گناهان او را در آن روز مي آمرزد (در صورتي كه خون كسي را نريزد و مال كسي را نخورد) و هر كس شرش به مردم برسد، نبايد از شر مردم دلگير شود زيرا مگر نه اين است كه: هر چه كاشتي درو خواهي كرد و هيچ وقت از تلخي، شيريني به دست نمي آيد.



[ صفحه 108]




الكذب


الكذب إنحراف النفس عن صحة الصدق والتواء الروح عن أداء وأجبها الانساني وهو مرض فردي وأجتماعي خطير إذ يحدث في صاحبه الكثير من أعراض الرذائل كالغش والنفاق والمداهنة والغدر والخيانة والرياء وخلف الوعد ونقض العهد مما كان الصدق واقياً منها وحافظاً للنفس من الوقوع فيها. علي أن الكذب هو نفسه لا يليق بالانسان معتدل المزاج أن يتصف به فيكون عضوا فاسداً في مجتمعه، يهلك نفسه ويعدي الآخرين فيمرض بمرضه.



[ صفحه 84]



وقد قال الامام «ع» فيه: لاداء أدوي من الكذب [1] .

وقال «ع»: من كثر كذبه ذهب بهاؤه [2] .

وقال «ع»: من صدق لسانه زكا عمله [3] .

وقال «ع»: إن الله خلق للشر أقفالاً ومفاتيح تلك الاقفال الشراب والكذب شر من الشراب [4] .

وقال «ع»: إياك وصحبة الكذاب، فان الكذاب يريد أن ينفعك فيضرك ويقرب لك البعيد، ويبعد لك القريب [5] .


پاورقي

[1] الحلية ج 7.

[2] الوسائل.

[3] الكافي.

[4] جامع السعادات.

[5] كتاب العترة.


الصلاة بالنجاسة جاهلا


سئل الامام عن رجل يري في ثوب أخيه دما، و هو يصلي؟ قال: لا يؤذيه، حتي ينصرف.



[ صفحه 46]



من رأي انسانا يصلي، و علي ثوبه أو بدنه نجاسة، فلا يجب عليه أن يعلمه بها و ينبهه اليها بالاتفاق، بل اتفقوا علي أن للرائي أن يأثم جماعة بهذا المصلي اذا تأكد أنه جاهل بالنجاسة، لا أنه كان عالما، ثم ذهل و نسي.

و قال الامام الصادق عليه السلام: ان اصاب ثوب الرجل الدم، فصلي فيه و هو لا يعلم، فلا اعادة عليه، و ان هو علم قبل أن يصلي، فنسي و صلي فيه فعليه الاعادة.

من صلي بالنجاسة عالما متعمدا بطلت صلاته بلاتفاق، و من صلي بها جاهلا بالحكم عالما بالموضوع بطلت صلاته أيضا بالاتفاق، و مثاله أن يعلم بأن هذا دم، و يجهل بوجوب ازالته عن الثوب و البدن لأجل الصلاة. و من صلي بالنجاسة عالما بالحكم جاهلا بالموضوع صحت صلاته بالاتفاق، و مثاله ان يعلم بوجوب ازالة الدم و نحوه عن البدن و الثوب من أجل الصلاة، و يجهل بأن علي بدنه أو ثوبه نجاسة، فصلي بها، ثم علم. و من كان عالما بالحكم و الموضوع معا، ثم نسي و صلي، فصلاته باطلة بالاتفاق، و مثاله أن يري دما علي ثوبه، و يعلم بحكمه و وجوب ازالته، ثم ذهل عنه و صلي.

و السر لهذا التفصيل ان الناسي أحد أفراد العالم، فلا يكون معذورا، و ان الجاهل بالموضوع معذور، و لا يجب عليه البحث و الفحص، أما الجاهل بالحكم فغير معذور، و يجب عليه البحث و التعلم الا أن يكون قاصرا لا أهلية و لا قابلية له للتعلم و التفهم، بحيث يكون عاجزا كالحيوانات. [1] .



[ صفحه 47]




پاورقي

[1] من غريب ما قرأته في هذا الباب ما جاء في كتاب الفروق للقرافي ج 4 الفرق 93 ما نصه بالحرف: «من أقدم مع الجهل فقد أثم خصوصا في الاعتقادات.. و لو بذل جهده و استفرغ وسعه في رفع الجهل فانه آثم كافر.. و يخلد في النار علي المشهور من المذاهب - أي مذاهب السنة - مع أنه قد أوصل الاجتهاد حده، و صار الجهل له ضرورة لا يمكنه دفعه عن نفسه، و مع ذلك فلم يعذر، حتي صارت هذه الصورة فيما يعتقد أنها من باب تكليف ما لا يطاق».


البقر


قال الامامان الباقر و الصادق عليهماالسلام: البقر في كل ثلاثين بقرة تبيع حولي - أي ما دخل في السنة الثانية - و ليس في أقل من ذلك شي ء، و في أربعين بقرة مسنة - أي ما دخلت في الثالثة - و ليس فيما بين الثلاثين الي الأربعين شي ء، حتي تبلغ الأربعين، فاذا بلغت أربعين ففيها بقرة مسنة، و ليس فيها بين الأربعين الي الستين شي ء، فاذا بلغت ستين ففيها تبيعان الي السبعين، فاذا بلغت السبعين ففيها تبيع و مسنة الي الثمانين، فاذا بلغت ثمانين ففي كل أربعين مسنة الي تسعين فاذا بلغت تسعين ففيها ثلاث تبايع حوليات، فاذا بلغت عشرين و مائة ففي كل اربعين مسنة.


القصد بلا اكراه


معني القصد بلا اكراه الذي يترتب عليه الأثر الشرعي أن يريد المتعاقدان انشاء العقد طلبا لآثاره، و الأخذ بها، دون ضغط و اكراه من أحد - مثلا - اذا قال: بعتك داري بكذا، و كان قاصدا الانشاء، و ما يترتب عليه من انتقال الدار من ملكه الي ملك القابل بلا اكراه كان الايجاب صحيحا، و اذا علمنا أنه تلفظ به من غير قصد، أو كان قاصدا للانشاء، ولكنه غير قاصد لآثاره، أو قصدها، ولكن هذا القصد نشأ و تسبب عن الاكراه بطل العقد، و يتفرع علي ذلك الكثير من الفروع و الثمرات، نشير فيما يلي الي طرف منها.


لا سبيل للمضمون له، علي المضمون عنه


اتفقوا كلمة واحدة بشهادة صاحب الجواهر، و صاحب الحدائق، و غيرهما علي أن شروط الضمان متي تحققت بكاملها انتقل المال من ذمة المضمون عنه الي ذمة الضامن، و لا يجوز للمضمون له أن يطالب المضمون عنه بشي ء، لأن الضمان عند الفقهاء الجعفريين انتقال المال من ذمة الي ذمة، لا ضم ذمة الي ذمة، المعروف بالتكافل و التضامن، لأن المال الواحد لا تشتغل به ذمتان في آن واحد، و لا ذمة واحدة علي سبيل الترديد و عدم التعيين، و يدل عليه قول الامام الصادق عليه السلام: «اذا رضي الغرماء برئت ذمة الميت» فانه صريح في براءة ذمة المضمون عند بعد الضمان.



[ صفحه 54]




الشروط


لا أحد يملك التصرف بواسطة الاحياء الا بشروط، و هي بعد القصد و النية:

1- انتفاء يد الغير عما يراد احياؤه، لأن اليد امارة الملك، حتي يثبت العكس، و يعلم أنها ثبتت علي الشي ء من غير سبب مشروع. قال الشهيد الثاني في المسالك: «لو علم اثبات اليد بغير سبب مملك، و لا موجب، أو أولوية فلا عبرة بها، كما لو استندت الي مجرد التغلب علي الأرض، أو بسبب اصطلاح أهل القرية علي قسمة بعض المباحات. كما يتفق ذلك كثيرا، أو لكونه محييا لها في الأصل. و قد زالت آثاره، ان قلنا بزوال ملكه، و نحو ذلك».

2- ان لا يكون الموات حريما تابعا لعقار أو بئر، و ما اليها، - يأتي الكلام عن الحريم بفقرة خاصة - لأن الحريم بحكم العامر.

قال صاحب الجواهر:

«بلا خلاف أجده، كما اعترف به غير واحد، بل في التذكرة لا نعلم فيه خلافا بين علماء الأمصار في أن كل ما يتعلق بمصالح العامر، كالطريق، و الشرب، و مسيل ماء العامر، و مطرح قمامته، و ملقي ترابه، و آلاته، أو لمصالح القرية كقنانها، و مرعي ماشيتها، و محطبها، و مسيل مياهها - كل ذلك - لا يصح لأحد احياؤه، و لا يملك بالاحياء، و كذا حريم الآبار، و الأنهار، و الحائط ون كل مملوك لا



[ صفحه 45]



يجوز احياء ما يتعلق بمصالحه، لحديث: «من أحيا ميتة في غير حق مسلم فهي له».

3- ان لا يكون محلا للعبادة و المناسك، كعرفة و مني و المشعر، و غير ذلك من الأماكن المشرفة، قال صاحب الجواهر: «ان هذه في الحقيقة ليست من الموات الذي هو بمعني المعطل عن الانتفاع.. هذا الي وضع يد المسلمين عليها؛ و تعلق حقوقهم بها، بل هي أعظم من الوقف الذي يتعلق به حق الموقوف عليهم بجريان الصيغة من الواقف».

4- أن لا يسبق الي الأرض الموات سابق بالتحجير، و ذلك أن يفعل شيئا لم يبلغ حد الاحياء، كما لو وضع علامات تدل علي سبقه من تسوير الأرض، أو جمع التراب، أو حفر قناة، و ما الي ذاك.

و التحجير لا يثبت ملكا و لا حقا، بل يكون المحجر أولي الناس باحياء الأرض المحجرة من غيره، علي شريطة أن لا يهمل تعميرها أكثرا من المألوف، و الا أجبره الحاكم علي احياء الأرض، أو تركها لمن يحييها، قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف أجده بين من تعرض لهذا الحكم من الفقهاء معللين ذلك بقبح تعطيل العمارة التي هي منفعة للاسلام».. و اعترف صاحب الجواهر، و صاحب مفتاح الكرامة بعدم وجود النص علي أن التحجير يوجب الأولية، و لكن به أفتي الفقهاء.


الروايات


جاء في صحيح ربعي و الفضيل بن يسار عن الامام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالي: (و من قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله) أنه قال: اذا انفق عليها ما يقيم حياتها مع كسوة، و الا فرق بينهما.

و في صحيح أبي بصير قال: سمعت الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليه السلام يقول: من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها، و يطعمها ما يقيم صلبها كان حقا علي الامام أن يفرق بينهما.

و قد وصف هاتين الروايتين بالصحة جماعة من الفقهاء، منهم صاحب الجواهر، و صاحب الحدائق، و صاحب الرياض، و السيد كاظم اليزدي في ملحقات العروة الوثقي.


لنا خزائن الارض و مفاتيحها


عن الحميري عن يونس بن ظبيان، و المفضل بن عمر، و أبي سلمة السراج، و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: لنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول باحدي رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لاخرجت.

قال: فقال: باحدي رجليه فخطها في الارض خطا فانفجرت الارض ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها فقال: انظروا فيها حسا حسنا حتي لا تشكوا.

ثم قال: انظروا في الأرض فاذا سبائك في الارض كثيرة، بعضها علي بعض يتلالا.

فقال له بعضنا: جعلت فداك اعطيتم كل هذا و شيعتكم محتاجون؟!

فقال: ان الله سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة، و يدخلهم جنات النعيم، و يدخل عدونا الجحيم [1] .



[ صفحه 103]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات ج 7 باب 2 ص 109.


رسالة في سياسة الامام الصادق


توفيق فكيكي (1389 - 1321 ق) بغداد، 1366 ق، 50 ص.

ر.ك: الذريعه، ج 15، ص 3 و نقباء البشر، ج 1، ص 273.


الحلق و المري ء


من جعل في الحلق منفذين أحدهما لمخرج الصوت و هو الحلقوم المتصل بالرئة، و الآخر منفذا للغذاء، و هو المري ء المتصل بالمعدة الموصول الغذاء إليها، و جعل علي الحلقوم طبقا يمنع الطعام أن يصل إلي الرئة فيقتل.


ابواب جهنم


تفسيرالعياشي 2 / 243، ح 19: عن أبي بصير: عن جعفر بن محمد عليه السلام قال:...

يؤتي بجهنم لها سبعة أبواب: بابها الأول للظالم و هو زريق، و بابها الثاني لحبتر، و الباب الثالث للثالث، و الرابع لمعاوية، و الباب الخامس لعبد الملك، و الباب السادس لعسكر بن هوسر، و الباب السابع لأبي سلامة، فهم أبواب لمن أتبعهم.


مراجعة الطبيب غير المسلم


[دعائم الاسلام 2 / 144 ح 501:...]

عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه سئل عن الرجل يداويه اليهودي و النصراني؟ قال:



[ صفحه 38]



لا بأس بذلك، انما الشفاء بيد الله تعالي.


من أدعية ليالي القدر


اقبال الأعمال 187، والبحار 98 / 146: ذكرنا اسناده و حديثه في كتاب اغاثة الداعي و نذكر ههنا المراد منه، و هو عن مولانا الصادق صلوات الله عليه، قال:...

خذ المصحف فدعه علي رأسك و قل (اللهم بحق هذا القرآن، و بحق من أرسلته به، و بحق كل مؤمن مدحته فيه، و بحقك عليهم، فلا أحد أعرف بحقك منك، بك يا الله - عشر مرات - ثم تقول: بمحمد - عشر مرات - بعلي - عشر مرات - بفاطمة - عشر مرات - بالحسن - عشر مرات - بالحسين - عشر مرات - بعلي بن الحسين - عشر مرات بمحمد بن علي - عشر مرات بجعفر بن محمد - عشر مرات - بموسي بن جعفر - عشر مرات - بعلي بن موسي - عشر مرات - بمحمد بن علي - عشر مرات - بعلي بن محمد - عشر مرات - بالحسن بن علي - عشر مرات - بالحجة - عشر مرات - و تسأل حاجتك و ذكر في حديثه اجابة الداعي و قضاء حوائجه.



[ صفحه 30]




نتائج الاستقلال


و لقد كان لهذه الحرية التي أصر عليها الامام لمدرسته، و امتناعه عن ربطها بعجلة الحكم، نتائج رسالية ذات أهمية فكرية و سياسية علي المستوي العام للأمة، فمن ذلك بعث روح فكرية متحررة، تنفصل في ممارساتها عن مجالات الحكم و تأثيراته، و هو ما يعطي للفكر واقعية بعيدة عن المؤثرات الخارجية، و مرونة تجعله أكثر انفتاحا علي الحقيقة و أفضل انتاجا و ابداعا، و أبعد عمقا، و هذا ما نلحظه في المدارس الفكرية التي جعلت من مدرسة الامام و نهجه امتدادا أصيلا لها.. و التي ضمن لها الاستمرار و البقاء، أتباع الامام و شيعته الذين أصروا في مختلف أدوار التاريخ التي مرت، علي الالتزام بالنهج الاستقلالي المتحرر الذي وضع قاعدته الامام، و بني علي أساسه مدرسته الرسالية الشامخة، و قد تسبب عن هذا الالتزام الصامد، تدهور العلاقات المستمرة بين الحكم و بين التشيع، انطلاقا من الحرية التي يمارسها الفكر الشيعي في بنائه لنظرياته، و عدم خضوعه عمليا للمؤثرات الخارجية التي ربما تقلب المفاهيم الأصيلة، و تعكس الواقع الضروري، الي واقع ضروري معاكس..

و لقد نشأ من هذا الاصرار الصامد من الامام الصادق و أتباعه، علي التمسك باستقلاليتهم تفكيرا و عملا.. ان أصبح التشيع في



[ صفحه 291]



مختلف الأدوار و العصور.. يمثل القوة المعارضة، و الرقيب الدائم الذي يكشف للأمة مساوي ء الحكم، و يعرفها علي مواطن الفساد و الضعف في ممارساته الغير المبدئية، التي تبتعد في محتواها عن معطيات الرسالة و أهدافها، اذ لم يكن مبدأ التشيع الذي ينطلق من روح الاسلام، ليؤمن بالخضوع للسلطان بقانون الولاية الزائف..

و من هنا نجد عدم ارتباط التشيع المستمر بالحكم، و انفصاله عنه أبدا.. و الذي يؤيده هذا الاضطهاد الدائم الذي يتعرض له من قبل أجهزة الحكم المتعاقبة، و الذي يحدثنا عنه التاريخ منذ أن وجد هذا الاتجاه، من حين انتقال النبي (ص) للرفيق الأعلي مباشرة.. و هي علامة فارقة في تاريخ الأمة المسلمة يشرف التشيع أن تكون من امتيازاته و مشخصاته، و الامام الصادق بمبدئه الاصلاحي هذا.. قد قدم للأمة أعظم هبة اصلاحية واعية، لو قدر للأمة أن تتفهم أبعادها الانسانية، و معطياتها الخيرة..


حواره مع النعمان بن ثابت (أبي حنيفة)


- روي عن البشير بن يحيي العامري عن ابن أبي ليلي قال: دخلت أنا و النعمان أبوحنيفة علي جعفر بن محمد، فرحب بنا و قال: يا ابن أبي ليلي من هذا الرجل؟ فقلت: جعلت فداك من أهل الكوفة له رأي و بصيرة و نفاذ.

قال عليه السلام: فلعله الذي يقيس الأشياء برأيه؟ ثم قال: يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك؟ قال: لا، قال: ما أراك تحسن أن تقيس شيئا فهل عرفت الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، و البرودة في المنخرين، و العذوبة في الفم؟ قال: لا.

قال: فهل عرفت كلمة أولها كفر و آخرها ايمان؟ قال: لا.

قال ابن أبي ليلي: قلت: جعلت فداك لا تدعنا في عمياء مما وصفت.



[ صفحه 98]



قال: نعم حدثني أبي عن آبائه عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان الله خلق عيني ابن آدم شحمتين فجعل فيهما الملوحة، فلولا ذلك لذابتا و لم يقع فيهما شي ء من القذي الا أذابه، و الملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذي، و جعل المرارة في الأذنين حجابا للدماغ و ليس من دابة تقع في الأذن الا التمست الخروج، و لولا ذلك لوصلت الي الدماغ فأفسدته، و جعل الله البرودة في المنخرين حجابا للدماغ و لولا ذلك لسال الدماغ، و جعل العذوبة في الفم منا من الله تعالي علي ابن آدم ليجد لذة الطعام، و الشراب.

و أما كلمة أولها كفر و آخرها ايمان فقول لا اله الا الله. ثم قال عليه السلام: يا نعمان اياك و القياس. فان أبي حدثني عن آبائه عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه الله تبارك و تعالي مع ابليس، فانه أول من قاس، حيث قال: خلقتني من نار و خلقته من طين، فدعوا الرأي و القياس فان دين الله لم يوضع علي القياس.

و في رواية أخري أن الصادق عليه السلام قال لأبي حنيفة، لما دخل عليه: من أنت؟ قال: أبوحنيفة. قال عليه السلام: مفتي أهل العراق؟ قال: نعم. قال: بماذا تفتيهم؟ قال: بكتاب الله، قال عليه السلام: و انك لعالم بكتاب الله، ناسخه و منسوخه، و محكمه و متشابهه؟ قال: نعم.

قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل «و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و أياما آمنين» [1] أي موضع هو؟.

قال أبوحنيفة: هو ما بين مكة و المدينة، أبو عبدالله الي جلسائه، و قال: نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة و المدينة و لا تأمنون علي دمائكم من القتل، و علي أموالكم من السرق؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال أبو عبدالله عليه السلام: و يحك يا أباحنيفة ان الله لا يقول الا حقا. أخبرني عن قوله تعالي:

«و من دخله كان آمنا» [2] أي موضع هو. قال: ذلك بيت الله الحرام،



[ صفحه 99]



فالتفت أبو عبدالله الي جلسائه و قال: نشدتكم بالله هل تعلمون: ان عبدالله بن الزبير و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟. قالوا: اللهم نعم.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: ويحك يا أباحنيفة، ان الله لا يقول الا حقا فقال أبوحنيفة: ليس لي علم بكتاب الله، انما أنا صاحب قياس قال أبو عبدالله: فانظر في قياسك ان كنت مقيسا أيما أعظم عندالله القتل أو الزنا؟ قال: بل القتل:

قال عليه السلام: فكيف رضي في القتل بشاهدين، و لم يرض في الزني الا بأربعة؟ ثم قال له: الصلاة أفضل أم الصيام؟.

قال: بل الصلاة أفضل.

قال عليه السلام: فيجب علي قياس قولك علي الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، و قد أوجب الله تعالي عليها قضاء الصوم دون الصلاة.

ثم قال له عليه السلام: البول أقذر أم المني؟ قال: البول أقذر قال عليه السلام: يجب علي قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني و قد أوجب الله تعالي الغسل من المني دون البول.

قال أبوحنيفة انما انا صاحب رأي.

قال عليه السلام: فما تري في رجل كان له عبد فتزوج و زوج عبده في ليلة واحدة فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة ثم سافرا و جعلا امرأتيهما في بيت واحد ولدتا غلامين فسقط البيت عليهم فقتلت المرأتين و بقي الغلامان، أيهما في رأيك المالك و أيهما المملوك؟ و أيهما الوارث و أيهما الموروث؟.

قال: انما أنا صاحب حدود.

قال عليه السلام فما تري في رجل أعمي فقأ عين صحيح و أقطع قطع يد رجل، كيف يقام عليهما الحد؟ قال: انما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء.

قال عليه السلام: فأخبرني عن قول الله لموسي و هارون حيث بعثهما الي فرعون



[ صفحه 100]



«لعله يتذكر أو يخشي» [3] . و لعل منك شك؟.

قال: نعم.

قال: و كذلك من الله شك اذ قال: «لعله»؟ قال أبوحنيفة: لا علم لي. قال عليه السلام: تزعم أنك تفتي بكتاب الله و لست ممن ورثه، و تزعم أنك صاحب قياس و أول من قاس ابليس لعنه الله و لم يبن دين الاسلام علي القياس، تزعم انك صاحب رأي و كان الرأي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صوابا، و من دونه خطأ، لأن الله تعالي قال: «فاحكم بينهم بما أراك الله» و لم يقل ذلك لغيره. و تزعم أنك صاحب حدود، و من أنزلت عليه أولي بعلمها منك، و تزعم أنك عالم بمباعث الأنبياء و لخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك، و لولا أن يقال: دخل علي ابن رسول الله فلم يسأله عن شي ء ما سألتك عن شي ء، فقس ان كنت مقيسا. قال أبوحنيفة:

لا أتكلم بالرأي و القياس في دين الله بعد هذا المجلس [4] .


پاورقي

[1] سبأ الآية 18.

[2] آل عمران الآية 97.

[3] طه الآية 44.

[4] الاحتجاج لأبي منصور الطبرسي ص 362 - وفات الأعيان ج 1 ص 292.


چه فرقي است در حال دعا بين برداشتن دستها و برنداشتن آن؟


سؤال كننده گفت: چه فرقي است بين اينكه دست خود را به طرف آسمان برداريد و بين اينكه پائين بگيريد (اگر خدا در جاي خاصي نيست)؟

امام صادق - عليه السلام - فرمودند: اين مطلب از نظر علم و احاطه و قدرت خدا يكسان است، ولي خداوند عزوجل بندگان و اوليائش را امر فرمود دستهاي خود را به طرف آسمان، و به سوي عرش بردارند چون آن را معدن روزي قرار داد.

و لذا ما آنچه را قرآن و روايات پيغمبر اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم - ثابت نموده ثابت مي كنيم، زيرا پيامبر فرمودند: «دستهاي خود را به طرف خداوند بالا ببريد» و اين مطلبي است كه مورد اتفاق تمامي فرقه هاي امت است. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 10 ص 199.


اسماعيل


اسماعيل بزرگترين اولاد حضرت صادق عليه السلام اسماعيل است كه مورد مهر و علاقه پدر بود [1] شيخ مفيد مي نويسد:

اين پسر ارجمند در زمان حيات پدر از جهان درگذشت برخي از مردم گمان كردند او امام پس از صادق عليه السلام بود و براي آنكه امامت مورد اختلاف واقع نشود قبل از دفن حضرت صادق صورت پسر خود را به مردم نشان داد فرمود اين پاره جگر من بود كه از دنيا رفت و سي نفر از اصحاب كه ابوبصير و حمران بن اعين و داود رقي و مفضل بن عمر در آن دسته بودند حضور داشته و درگذشت اسماعيل را خود مشاهده كردند و حضرت امير به تجهيز كفن و دفن او داد [2] و بسيار محزون و مغموم گرديد و در اين ساعات بيشتر به نماز و سجده شكر اشتغال داشت با اين حال گروهي بسيار به امامت او معتقد شدند و قريب پنجاه ميليون اسماعيلي در هند هستند اسماعيل در عريض نزديك مدينه وفات كرد و در مدينه دفن گرديد [3] .



[ صفحه 292]




پاورقي

[1] ارشاد شيخ مفيد ص 262.

[2] مناقب ص 188 ج 1.

[3] ارشاد مفيد ص 331.


حديث 052


2 شنبه

القلب يتكل علي الكتابة.

دل، بر نوشتن تكيه دارد.

كافي، ج 1، ص 52


مغيرة بن عبدالرحمان


ابن سعد او را از تابعين مي داند و درباره اش مي نويسد:

«مات بالمدينة و أوصي أن يدفن بأحد مع الشهداء فلم يفعل أهله و دفنوه بالبقيع».


طاعة السبع له و اتيانه بالكيس و اخباره بالغائب


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي الحسين محمد بن هارون ابن موسي، عن أحمد بن الحسين، عن أخيه، عن بعض رجاله، عن عبدالله ابن محمد بن منصور بزرج، عن اسماعيل بن جابر، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا أباخالد خذ رقعتي فائت غيضة قد سماها فانشرها، فأي سبع جاء معك فجئني به، قال: قلت: اعفني من ذلك جعلت فداك، قال: فقال لي: اذهب يا أباخالد، قال: فقلت في نفسي: يا أباخالد لو أمرك تأتي جبارا عنيدا ثم خالفته كيف اذا كان حالك؟

قال: ففعلت ذلك حتي اذا صرت الي الغيضة و نشرت الرقعة جاء معي واحد منها، فلما صار بين يدي أبي عبدالله عليه السلام نظرت اليه واقفا ما يحرك من شعره شعرة، فأومأ بكلام لم أفهمه، قال: فلبثت عنده و أنا متعجب من سكون السبع بين يديه، قال: فقال لي: يا أباخالد ما لك تفكر؟ قال: قلت أفكر في اعظام السبع، قال: ثم مضي السبع فما لبث الا وقتا حتي طلع السبع و معه كيس في فيه، قال: قلت: جعلت فداك هذا لشي ء عجيب، قال: يا أباخالد هذا كيس وجه به الي فلان مع المفضل، و احتجت الي ما فيه و كان الطريق مخوفا فبعثت هذا السبع فجاء به، قال فقلت في نفسي: و الله لا أبرح حتي يقدم المفضل بن عمر و أعلم ذلك، قال فضحك أبو عبدالله عليه السلام ثم قال لي: نعم يا أباخالد لا تبرح حتي يأتي المفضل، قال: فتداخلني و الله من ذلك حيرة، ثم قال قلت: أقلني جعلت فداك، و أقمت أياما.

ثم قدم المفضل و بعث الي أبو عبدالله عليه السلام فقال المفضل: جعلني الله فداك ان فلانا بعث الي كيسا فيه مال، فلما صرت في موضع كذا و كذا جاء سبع و حال بيننا و بين رحالنا، فلما مضي السبع طلبت الكيس في الرحل



[ صفحه 78]



فلم أجده، قال أبو عبدالله عليه السلام: يا مفضل أتعرف الكيس؟ قال: نعم جعلني الله فداك، فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا جارية هاتي الكيس فأتت به الجارية، فلما نظر اليه المفضل قال: نعم هذا هو الكيس، ثم قال: يا مفضل تعرف السبع؟ قال: جعلني الله فداك كان في قلبي في ذلك الوقت رعب، فقال عليه السلام له: أدن مني، فدنا منه ثم وضع يده عليه ثم قال لأبي خالد: امض برقعتي الي الغيضة فائتنا بالسبع، فلما صرت الي الغيضة ففعلت مثل الفعل الأول فجاء السبع معي، فلما صار بين يدي أبي عبدالله عليه السلام نظرت الي اعظامه اياه فاستغفرت في نفسي، ثم قال: يا مفضل هذا هو؟ قال: نعم جعلني الله فداك، فقال: يا مفضل أبشر فانك معنا [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 128.


ديدن مطلع و مغرب آفتاب


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كه رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم اسماء قبيح مردم و بلاد را تغيير مي داد.

ابراهيم بن سعيد روايت مي كند كه روزي در خدمت امام جعفرصادق عليه السلام بودم كه ماهي با نمك سوده پيش ايشان حاضر كردند. آن حضرت دست مبارك به آن ماهي ماليد، ماهي به حركت آمده آغاز رفتن نمود. پس حضرت دست مبارك بر زمين زد، دجله و فرات را در زير پاي او ديدم كه كشتيها بر روي آن جاري بود و بعد از آن مطلع و مغرب آفتاب را به ما نشان داد و همه در يك چشم بر هم زدن بود.



[ صفحه 123]




كتابه إلي عمر بن أذينة في الحج والعمرة


عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة [1] ، قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العبّاس.

فجاء الجواب بإملائه: سَأَلتَ عَن قَولِ الله عزوجل: «وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» [2] يَعني بِهِ الحَجَّ وَالعُمرَةَ جَميعاً؛ لِأَنَّهُما مَفروضانِ. وسألته عن قول الله عزوجل: «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للَّه» [3] .

قال: يَعني بِتَمامِهِما أَداءَهُما وَاتِّقاءَ ما يَتَّقي المُحرِمُ فيهِما.

وسألته عن قوله تعالي: «الْحَجِّ الأَْكْبَرِ» [4] ما يعني بالحجّ الأكبر؟

فقال: الحَجُّ الأَكبرُ الوُقوفُ بِعَرَفَةَ وَرَميُ الجِمارِ وَالحَجُّ الأصغَرُ العُمرَةُ. [5] .

أيضاً: عليّ عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله عن رجلٍ حجّ ولا يدري ولا يعرف هذا الأمر، ثمّ منّ الله عليه بمعرفته والدّينونة به، أعليه حجّة الإسلام، أم قد قضي؟

قال: قَد قَضي فَريضَةَ الله، وَالحَجُّ أحَبُّ إِلَيَّ.

وعن رجلٍ هو في بعض هذه الأصناف من أهل القبلة ناصب متديّن، ثمّ منّ الله عليه فعرف هذا الأمر، أيقضي عنه حجّة الإسلام، أو عليه أن يحجّ من قابل؟

قال: الحَجُّ أَحَبُّ إِلَيَّ. [6] .



[ صفحه 51]




پاورقي

[1] راجع: الكتاب الثّالث والأربعون.

[2] آل عمران: 97.

[3] البقرة: 196.

[4] التوبة: 3.

[5] الكافي: ج4 ص264 ح1، وسائل الشيعة: ج 11 ص 7 ح 14108.

[6] الكافي:ج 4 ص275 ح4، تهذيب الأحكام: ج 5 ص 10 ح 25 وفيه عن «محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن...».


درس هاي اين وصيت


1. به ياد گذشتگان باشيم و براي آنان دعا و طلب مغفرت نماييم.

2. امام باقر عليه السلام مظلوم زيست و مظلومانه به زهر جفاي هشام



[ صفحه 98]



بن عبدالملك (لع) به شهادت رسيد، و وصيت كرد در مني (موسم حج) برايش مجلس عزا برپا نمايند و براي اين كار هم بودجه اي تعيين نمود تا براي مظلوميتش گريه كنند، و همه ي مردم بدانند اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله مظلوم اند و حقوقشان ضايع شده است. اين وصيت جنبه ي تبليغاتي و نوعي رسوايي براي دشمنان دارد؛ چنان كه امام صادق عليه السلام فرمود: پدرم اين عمل را سنت مي دانست كه قبري براي او درست شود و هميشه كنار مزارش بيايند و آب روي آن بريزند، و براي ايشان نوحه خواني و عزاداري كنند.

3. اين وصيت مجوزي است براي ما كه براي عزيزان از دست رفته ي خود عزاداري كنيم؛ خصوصا براي مظلوميت خاندان پيغمبر صلي الله عليه و آله و مصائبي كه بر آنان وارد شد.

4. از اين وصيت و از تاريخ زندگاني امام باقر عليه السلام مشخص مي شود كه در زمان حيات حضرت، حقوق ايشان را غصب نمودند و به او اذيت و آزار رساندند، ايشان را تبعيد نموده و زنداني كردند و مردم را از فيض وجود مباركش و از بركات علومش محروم نمودند. در حقيقت، اين وصيت تاريخي فرياد مظلوميت امام باقر عليه السلام است، زيرا بعد از شهادت آن بزرگوار هم دست از قبر منورش برنداشتند و با فتواي علماي وهابي، در روز 8 شوال سال 1344 هجري قمري، قبر و بارگاه ملكوتي ايشان و بقيه ي امامان معصوم عليهم السلام در قبرستان بقيع - يعني امام حسن مجتبي و امام سجاد و امام جعفرصادق عليهم السلام - و قبور دختران پيغمبر صلي الله عليه و آله و همسران او و همچنين عمه هاي پيغمبر صلي الله عليه و آله و قبر حضرت ام البنين (مادر حضرت ابالفضل العباس) و قبر حضرت



[ صفحه 99]



حمزه و شهداي احد، و قبر حضرت خديجه و قبور ديگر را كه در مدينه و مكه قرار داشت، ويران نمودند و با خاك يكسان كردند.

ابوجارود مي گويد كه به امام باقر عليه السلام عرض كردم:اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله! آيا دوستي و پيوند قلبي و پيروي مرا نسبت به خودتان مي دانيد؟

امام فرمود: آري؛ مي دانم.

ابوجارود: عرض كرد سؤالي دارم و چون نابينا هستم، هميشه نمي توانم خدمت برسم.

امام فرمود: حاجتت چيست؟

ابوجارود گفت: ديني را كه شما و خاندان شما، خدا را بر اساس آن دين مي پرستيد، به من بفرماييد كه چگونه است، تا من بر اساس آن خدا را عبادت كنم.

امام باقر عليه السلام فرمود: سؤال مهمي نمودي و مطلب كوتاه. سوگند به خدا همان ديني را كه خودم و پدرانم با آن دينداري مي كنيم، به تو مي گويم، و آن دين عبارت است از:

1. گواهي به يكتايي خدا و بي همتايي او؛

2. گواهي به رسالت محمد صلي الله عليه و آله و اقرار به آنچه از طرف خدا آورده است؛

3. گواهي به رهبري و امامت ولي ما و دشمني با دشمنان ما؛

4. اطاعت كردن از فرمان ما؛

5. انتظار قائم ما (حضرت حجت بن الحسن المهدي) ؛



[ صفحه 100]



6. كوشش در انجام واجبات و ترك محرمات [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 2، ص 172.


نمو أبدان الحيوان و توقفها و سبب ذلك


لم صارت أبدان الحيوان - و هي تغتذي أبدا - لا تنمي، بل تنتهي الي غاية من النمو، ثم تقف و لا تتجاوزها، لولا التدبير، في ذلك، فان تدبير الحكيم فيها أن تكون ابدان كل صنف منها علي مقدار معلوم غير متفاوت في الكبير و الصغير، و صارت تنمي حتي تصل الي غايتها، ثم تقف ثم لا تزيد، و الغذاء مع ذلك دائم لا ينقطع و لو تنمي نموا دائما لعظمت ابدانها، و اشتبهت مقاديرها حتي لا يكون لشي ء منها حد يعرف.


عبادت و نيايش


بنده ي با اخلاص بايد در تمام زمينه ها بدون هيچ قيد و شرطي از مولاي



[ صفحه 80]



مولاي خود فرمانبرداري كند. عبوديت كامل آن است كه بنده جز در راه رضاي خداوند قدم بر ندارد و غير او، حتي خويشتن را فراموش كند. عبادت، محبوب ترين و پسنديده ترين راه شكرگزاري بنده از آفريدگار خويش مي باشد. امام صادق عليه السلام براي خود اين راه را برگزيده است.

از آن جايي كه عبوديت اوج تكامل انسان و قرب او به معبود خويش مي باشد امام صادق عليه السلام در اين راه زحمات طاقت فرسايي را متحمل مي شد.


ابراهيم بن الوليد


هو ابراهيم بن وليد بن عبدالملك بن مروان، و امه ام ولد اسمها نعمة.

ولي الامر بعد أخيه يزيد بعهد منه زوره الموكل بالخاتم و هو مولاهم قطن كما تقدم. و ذلك في ذي الحجة سنة 126 ه و لم يتم له الامر لكثرة الثورات و اختلاف الكلمة، و سقوط هيبة الدولة، و كان اتباعه يسلمون عليه تارة بالخلافة و تارة بالامارة، و كانت مدة ولايته ثلاثة اشهر، و قيل شهرين و أيام. و قد خلع نفسه و سلم الامر لمروان الآتي ذكره، و ذلك في صفر سنة 127 ه. و قيل ان مروان قتله بعد أن ظفر به و صلبه و قتل جميع أصحابه، و قيل غرق في الزاب أو أنه قتل فيه. [1] .


پاورقي

[1] مروج الذهب ج 3 ص 239 و جوامع السيرة ص 364 و الاناقة ج 1 ص 161.


سياسة المنصور تجاه العلويين


اقتضت سياسة المنصور أن يعامل العلويين معاملة قاسية، لم يشهد التاريخ مثلها، لأنه يعلم و يعلم كل أحد أن الأمة تري أهلية أهل البيت للخلافة، و هم أولي بالأمر من غيرهم، لقربهم من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نسبا، و لما اتصفوا به من المؤهلات لذلك من وفور العلم و التمسك بالدين، و قد برهنوا علي عدلهم في الحكم.

و قد كان العباسيون و العلويون من قبل يجمعهم السخط علي أعمال الأمويين كما ملأ سمع الدنيا انتصار العباسيين لأبناء عمهم، فقد أظهروا للناس التودد لأهل البيت، و كانوا يتفجعون لما نالهم من الأمويين، و يمسحون دموعهم المصطنعة بتلك الأيدي التي خضبوها من دمائهم فيما بعد، و كانوا يظهرون للناس إنكارهم الشديد علي الأمويين الأعمالهم السيئة، و ما قابلوا به أهل البيت بقلوب لا عهد لها بالرحمة، كما أوضحوا ذلك في كثير من مواقفهم و أقوالهم، و قد قطعوا علي أنفسهم عهدا في نصرة آل محمد. و لما تم الأمر و نالوا غايتهم و نجحت خططهم التي دبروها في استغلال تلك الفرصة، و تم لهم ما أرادوا نراهم يذيقون العلويين أنواع الأذي و ضروب المحن، و عاملوهم أعظم مما كان الأمويون يعاملونهم به.

فقد كان المنصور يطارد العلويين و يضيق عليهم الدنيا، و يذيقهم أنواع العذاب، و لنا بما فعله مع أسرائهم منهم كفاية علي عظيم ما كان يتحمله من الغيظ و الحقد.

فقد جمع منهم جماعة في الربذة و أثقلهم بالحديد، و ضربهم بالسياط، حتي اختلطت بدمائهم و لحومهم، ثم حملهم إلي العراق علي أخشن مركب



[ صفحه 475]



و توجه بهم إلي الكوفة، فكانت خاتمة مطافهم ذلك السجن الضيق الذي لا يعرفون فيه الليل من النهار، و سلط عليهم شرطة ابتعدوا عن الرقة كابتعاده عن الإنسانية فقد عذبوهم بأمره.

كما أنه أمر أن تترك أجساد الموتي منهم في السجن. فاشتدت رائحة الجثث علي الأحياء، فكان الوحد منهم يخر ميتا إلي جنب أخيه.

و لما قتل ابراهيم بن عبدالله أرسل برأسه إلي أبيه مع الربيع و هو في السجن، و كان أبوه عبدالله يصلي فقال له أخوه إدريس، اسرع في صلاتك يا أبامحمد فالتفت اليه و أخذ رأس ولده، و قال: أهلا و سهلا يا أباالقاسم، و الله لقد كنت من الذين قال الله عزوجل فيه: (الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل...). فقال له الربيع: كيف أبوالقاسم في نفسه؟. قال: كما قال الشاعر:



فتي كان يحميه من الذل سيفه

و يكفيه أن يأتي الذنوب اجتنابها



ثم التفت إلي الربيع فقال: قل لصاحبك قد مضي من يومنا أيام و الملتقي القيامة.

فمكثوا في ذلك السجن، لا يعرفون أوقات صلاتهم إلا بأجزاء من القرآن، حتي كانت نهاية أمرهم أن أمر المنصور بهدم السجن علي الأحياء منهم [1] ليذوقوا الموت من بين ألم القيود و ثقل السقوف و الجدران، و كان منهم من سمر يديه في الحائط. و هكذا اقتضت سياسة المنصور أن يعامل العلويين بهذه المعاملة القاسية، و قد أمر ببعضهم فوضع بالبناء حيا.

و لما خشي المنصور عاقبة فعله مع أبناء الحسن خشي الإنكار عليه، فقام خطيبا بالهاشمية فحمد الله و أثني عليه، ثم قال:

يا أهل خراسان أنتم شيعتنا و أنصارنا، ولو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيرا منا، و ان ولد ابن ابي طالب تركناهم و الذي لا إله إلا هو فلم نعرض لهم لا بقليل و لا بكثير إلي أن يقول: ثم وثب بنوأمية علينا فأماتوا شرفنا و أذهبوا عزنا، و الله ما كانوا لهم عندنا ترة يطلبونها، و ما كان ذلك كله إلا بسببهم و خروجهم - يعني العلويين - فنفونا من البلاد، فصرنا مرة بالطائف و مرة بالشام و مرة بالسراة، حتي ابتعثكم الله لنا شيعة و أنصارا، فأحيي الله شرفنا و عزنا بكم و أظهر حقنا، و أصار الينا ميراثنا من نبينا صلي الله عليه و سلم، فقر الحق في قراره، و أظهر الله مناره و أعز أنصاره، و قطع دابر القوم الذين



[ صفحه 476]



ظلموا و الحمد الله رب العالمين. فلما استقرت الأمور فينا علي قرارها من فضل الله و حكمه العدل، و ثبوا علينا حسدا منهم، و بغيا لهم بما فضلنا الله به عليهم و أكرمنا من خلافته ميراثنا من نبيه... إلي آخر خطبته. [2] .

و لا يخفي ما في هذه الخطبة من الأمور المخالفة للواقع، و إنما استعمل هذه اللهجة وسيلة لإرضاء أنصاره، و خشية من إنكارهم عليه، فهو يحاول أن يحل تلك المشكلة بهذه اللهجة الباردة، والواقع أن العلويين لم ينهضوا حبا للملك و طمعا في السيادة، و إنما كانت مواقفهم مشرفة يدعوهم للنهوض إباؤهم للضيم و رعايتهم لمصلحة الأمة.

و يعلل ابن الساعي نهضة العلويين بقوله: إن من يمعن النظر كل الإمعان بتاريخ الإسلام يعلم علما يقينا أن كل من خرج من أهل البيت ما كان ذلك إلا عن مصيبة نابتة، و ذل إهانة، فان الأمويين كانوا يمنون علي الموالي و صعاليك العرب بمئات الألوف من الدنانير، و يعطونهم الاقطاع و الضيعات، و يستعملونهم علي الممالك، و يستوزرونهم، و يقترون علي الفاطميين حتي يصير الفاطمي في ضيق و محنة شديدة، و يري الذين يفرطون لبني أمية و يتمسخرون لهم في مجالسهم و يشاركونهم في شرابهم و فسقهم و فجورهم، يتقلبون بأنواع الرفاهة. فهنالك يهز الجماعة الفاطمية شرفهم و نخوتهم، فيخرجون لا خروجا عن الطاعة و لا نقضا لبيعة. [3] و لكن يقولون أرض الله واسعة، فيهاجر أحدهم إلي ناحية من الأرض فيها قوم من أمة جده، فاذا وصلهم حركتهم نخوة الدين فاحترموه و أكرموه و ألفته قلوبهم و اجتمعوا عليه، فمتي بلغ خبره الأمويين قالوا خرج و رب الكعبة، و ساقوا عليه القواد و الجنود و لا يزالون حتي يتركوه شهيدا. و كذلك بنوالعباس.... [4] .

و يجب هنا أن نلحظ الفرق بين خطة الأمويين في معاملة أهل البيت و بين خطة العباسيين فانهم يختلفون عن الامويين. فأولئك قد تظاهروا بالعداء لأهل البيت بكل ما للتظاهر من صورة واقعية. و لم يتكتموا في شي ء من عدائهم. و هل بعد قتل الحسين عليه السلام و سبي نسائه و إعلان سب أميرالمؤمنين و جعل ذلك سنة متبعة من شي ء يدعو إلي التكتم، ولكن العباسيين لم يسلكوا ذلك الطريق بل تظاهروا بالولاء لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، طمعا في السيطرة، و حبا للإمرة.



[ صفحه 477]



و قد تحقق ذلك عندما ولي المنصور، و تثبتت دعائم الدولة فأوقع بالعلويين، فكانوا أول الضحايا، و في مقدمة القوافل التي تساق للسجون و ساحات الإعدام. و قد تحدثنا عن بعض أعمال المنصور مع العلويين و تشريدهم و إراقة دمائهم. و لعل أفجع حادث و أشجي حديث هو حديث الخزانة و اليك بيان ذلك:


پاورقي

[1] مروج الذهب ج 3 ص 299، ابن الأثير ج 4 ص 371.

[2] المسعودي ج 3 ص 327.

[3] لم تكن للعباسيين بيعة في رقاب العلويين فانهم لم يعترفوا بولايتهم و لم يلزموا بالبيعة لهم و علي هذا ساروا و تبعهم انصارهم.

[4] تاريخ ابن الساعي ص 36.


تمهيد


لعل خير ما يعكس لنا أهمية الدور الذي لعبته مدرسة الامام الصادق عليه السلام و النشاط العلمي الذي قامت به في ذلك العصر، و اتساع نفوذها و كثرة روادها هعو ما نجده في أنتماء رجال من أهل العلم اليها، و حضورهم عنده لانتهال العلم، و أخذ الأحكام، فقد كانت مدرسته عليه السلام جامعة اسلامية، يؤمها المسلمون من مختلف الطوائف، و شتي الفرق، فهي مدار الحركة الكفرية، و المحور الذي تدور عليه آمال الموجهين و حملة الدعوة الاسلامية، و قد أثرت تعاليمه عليه السلام في كثير من أولئك الرجال فاعتدلوا في آرائهم.

و الامام أبوحنيفة الذي عرف بكثرة القياس و طرح أكثر الأحاديث يكشف لنا أهمية هذه المدرسة و عظيم أثرها اذ يقول: (لولا السنتان لهلك النعمان) و السنتان هما اللتان حضر بهما عند الامام الصادق و كان الامام الصادق يشتد عليه، في كثرة القياس و يناظره في ذلك، و بهذا يتضح أن أباحنيفة في أخذه أقوال الامام الصادق، و اتباع أمره يعد نفسه في نجاة من الهلكة، و ربما يكون ذلك في تركه القياس، و أخذه بالأحاديث الصحيحة.

و مهما يكن من أمر فقد حدثنا التاريخ عن أولئك الرجال الذين ينتمون لفرق مختلفة قد حضروا عند الامام الصادق و ناظرهم، و فند كثيرا من آرائهم فلا بدلنا من التعرف علي أهم تلك الفرق الاسلامية، التي نشأت في عصره أو سبقته بدون احاطة أن اسهاب في البيان.


سلوك الوالي مع الرعية


و سأله عبدالله النجاشي: [1] عما يقربه الي الله تعالي و الي رسوله بما يعمله في ولايته مع الرعية.

فأجابه عليه السلام بجواب طويل و رسالة مفصلة منها قوله: فاني ملخص لك جميع ما سألت منه ان أنت عملت به و لم تجاوزه رجوت أن تنجو ان شاء الله تعالي؛ أخبرني أبي عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه و آله أنه قال: من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه، و اعلم أني سأشير عليك برأي ان أنت عملت به تخلصت مما انت متخوفه، و اعلم أن خلاصك و نجاتك في حقن الدماء، و كف الأذي عن أولياء الله و الرفق بالرعية، و التأني و حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف، و شدة في غير عنف، و مداراة صاحبك



[ صفحه 420]



و من يرد عليك من رسله، و ارتق فتق رعيتك بأن توافقهم علي ما وافق الحق و العدل ان شاء الله.

و اياك و السعاة و أهل النمائم، فلا يلتزقن منهم بك أحد، و لا يراك الله يوما و ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط الله عليك...

و منها: و لا تستصغرن من حلو أو فضل طعام تصرفه في بطون خالية، ليسكن بها غضب الله تبارك و تعالي، و اعلم اني سمعت من أبي يحدث عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: ما آمن بالله و اليوم الآخر من بات شبعانا و جاره جائع. فقالوا: هلكنا يا رسول الله. فقال صلي الله عليه و آله و سلم: من فضل طعامكم و من فضل تمركم و رزقكم تطفون بها غضب الرب....

يا عبدالله اياك ان تخيف مؤمنا، فان أبي محمد حدثني عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب أنه كان يقول: من نظر الي مؤمن نظرة ليخيفه بها اخافه الله يوم لا ظل الا ظله.

ثم أخذ عليه السلام يوجه له نصائحه و يذكر له مكارم الأخلاق و ما يلزم ان يتجلي بها كل مسلم، و يروي له أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في ذلك، و يختم جوابه بقوله، أوصيك بتقوي الله و ايثار طاعته، و الاعتصام بحبله، فانه من اعتصم بحبل الله فقد هدي الي صراط مستقيم، فاتق الله و لا تؤثر أحدا علي رضاه، واعلم بأن الخلائق لم يوكلوا بشي ء اعظم من التقوي، و انه وصيتنا أهل البيت، فان استطعت ألا تنال شيئا من الدنيا تسأل عنه غدا فافعل.

وذكر الحلواني في نزهة الناظر ان كاتب المهدي المعروف بأبي عبدالله سأل الامام الصادق عما يستطيع به مداراة السلطان و تدبير أمره، فأجابه الامام عليه السلام بما يرشده لذلك، و شرح له طرق السلوك في مداراة السلطان، و أوصاه بأمور هامة، و نصحه في أشياء كثيرة، و لا يخفي أن السائل كان كاتبا للمهدي و هو في ولاية عهده، و كان ممن يوالي أهل البيت شأنه شأن كثير من القواد و الأمراء و الكتاب، الذين دخلوا في سلطان بني العباس لمساعدة الضعفاء، و دفع الظلم عنهم قدر استطاعتهم.



[ صفحه 421]




پاورقي

[1] هو أبوبجير عبدالله بن غنيم بن سمعان الاسدي البصري. كان واليا المنصور علي الأهواز، و كان يري رأي الزيدية، و قدم المدينة و دخل علي الامام الصادق، و سأله بمسائل عديدة فخرج منه و قد عدل عن رأيه و قال: هذا عالم آل محمد (ص) و لا زال يراسل الامام و يسأله عن أهم الأمور.


خارجة


أبوزيد المدني خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري المتوفي سنة 100 - 99 ه أحد الفقهاء السبعة كان قليل الحديث و كان فقيه رأي و لم يذكره الذهبي في حفاظ الحديث، لأنه قليل الرواية، و لكن الأستاذ أبوزهرة حكم له بكثرة الرواية و كثرة الافتاء بالرأي.


ادب الشيعة


اذا أردنا أن نتحدث عن أدب الشيعة فلا نعدو الحقيقة ان قلنا بأنه قد تأثر بآداب الاسلام و ثقافته أحسن تأثر، و أن لهم ذهنية صقلتها التجارب فكانت أكثر مما تعني بالافكار العميقة، و المعاني الدقيقة، و هم يمتازون بالعواطف الثورية الهائجة، لاستنهاض الأمة من كبوتها، و ايقاظها من غفلتها.

و قد منحهم ابتعادهم عن الدولة و انتصارهم لآل البيت أسلوب الصراحة لا أثر فيه للخداع و الغش، و لا يشوهه الحرص الممقوت علي الصلات و الجوائز.

و ان نظرة خاطفة علي مواقف أولئك الأبطال - في مقابلة حكام عصرهم و ولاة الأمور الذين انحرفوا عن طريق الحق و ساروا بالأمة كما يريدون لا كما يريد العدل - تعطينا صورة صادقة عن موقف البطولات التي يتصف بها العربي المخلص لأمته، و المسلم المتفاني في عقيدته، و قد اشتهر منهم رجال كانت لهم زعامة الأدب و قد حازوا قصب السبق في جميع الأدوار حتي قيل: و هل تري أديبا غير شيعي؟.

و اذا أرادوا أن يبالغوا في رقة شعر الرجل و حسن ابداعه، و مهارته في التصوير، قالوا: يترفض في شعره.

و لشعراء الشيعة و أدبائهم في المجتمع العربي الأصيل مكانة هامة، فهم من أعيان تلك المدرسة، و فرسان تلك الحلبة منهم:

الفرزدق بن همام بن غالب التميمي المتوفي سنة 110.

و أبوصخر كثير - بالتصغير - بن عبدالرحمن المعروف بكثير عزة المتوفي سنة 105.

و الكميت بن زيد الأسدي صاحب الهاشميات المتوفي سنة 126.

و اسماعيل بن محمد المعروف بالسيد الحميري توفي ببغداد سنة 179.

و دعبل بن علي الخزاعي و قيل اسمه الحسن و لقبه دعبل المتوفي سنة 246.

حبيب بن أوس أبوتمام الطائي صاحب ديوان الحماسة المتوفي سنة 231.

و أبوالفضل منصور بن سلمة المتوفي في عصر الرشيد.

و السيد الشريف أبوالحسن محمد بن الحسين الرضي المتوفي سنة 406.

و أمير الشعراء أبو فراس الحمداني المتوفي سنة 375. و غيرهم:



[ صفحه 437]



كابن التعاويذي المتوفي سنة 428 و الحسين بن الحجاج المتوفي سنة 391.

و مهيار الديلمي المتوفي سنة 428 و الحسن بن هاني المتوفي سنة 196. و الوزير الصاحب بن عباد المتوفي سنة 326 و الحسن بن هاني الأندلسي المتوفي سنة 362.

و الناشي ء الصغير المتوفي سنة 366 و غيرهم من شعراء و كتاب و خطباء.

و ليس الحديث هنا عن أدب الشيعة و أثره في المجتمع كما يقتضيه العنوان. و يتبادر الي ذهن القاري ء، و لكننا تحت هذا العنوان نريد أن نشير الي كتاب صدر بهذا الاسم و هو: (أدب الشيعة الي نهاية القرن الثاني عشر الهجري) طبع في القاهرة سنة 1376 ه 1956 م.

و مؤلف هذا الكتاب هو الأستاذ عبدالحسيب طه أحميده المدرس في كلية الأدب العربي بمصر.

و الكتاب لم يكن موضوعه أدب الشيعة فحسب، و لكنه يتعرض الي تاريخ التشيع و تطوره و نشأته، و عقائد الشيعة و فرقهم، فهو كتاب تاريخ أكثر منه كتاب أدب.

و الشي ء الذي يسترعي الانتباه هو: أن المؤلف قد اعتمد علي آراء المستشرقين في أبحاثه، و اقتبس عبارات كتاب رددوها من قديم فلم يأت بشي ء جديد في بداية بحثه، و جزم بأشياء كان الأجدر به اما تركها، أو مناقشتها حسب ذوقه الأدبي أو التاريخي.

و لا أقصد هنا أن أنقد الكتاب أو أطريه، فهو لا يخلو من دواعي النقد أو الاطراء في آن واحد، و عسي أن تتاح لنا فرصة نستوفي الكلام حوله.

ان قصدي - و الله من وراء القصد - تنبيه الاستاذ علي أشياء تستوجب التنبيه عسي أن يتدارك ذلك فيما بعد، ليؤدي بذلك خدمة للحق الذي ينشده كل مسلم، و اظهارا للحقيقة التي هي هدف كل باحث منصف، فقد انحجبت أنوارها عن أعين عشاقها بسحب الدجل و التمويه و الافتراء، و القول بالباطل، فاننا في عصر كئود يجب أن نهدف الي تحقيق مبادي ء الاسلام، لنجلو عن الحقيقة تلك الغشاوة التي حجبتها عن بعض الأنظار مدة من الزمن، و نتبع الحق و الحق أحق أن يتبع.

و كيف كان فاني أبدي بعض ملاحظاتي علي ما ورد في هذا الكتاب و كلي أمل أن يتسع صدر الأستاذ لما أبديه، و لا يحمل ذلك علي تحامل أو حقد، فلست بالناقد الحاقد.



[ صفحه 438]



و أهم شي ء أحاول تحقيقه في هذا البحث هو: رفع سوء الفهم لقضية ابن سبأ، و اتخاذها عند كثير من الكتاب كأساس تبني عليها حقائق، و يستنتج منها نتائج صحيحة تقع في أدلة الاحتجاج، مع أن كبري ذلك القياس و صغراه غير صحيحتين فالنتيجة باطلة.

و سنتناول هنا قضية ابن سبأ - و ان أشرنا اليها من قبل و لكن الأستاذ الأديب قد اعتمد عليها أكثر من غيره، و جعلها دليلا يسير عليه ليصل الي الغاية. و ما هي الا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء - و نحن نأمل أن نوفق الي حسن القصد و سواء السبيل و الله وحده ولي التوفيق.


مقدمة


«ان العلم هو علم محمد صلي الله عليه و سلم، في ميراث محمد صلي الله عليه و سلم» [1] .

(ابن تيمية)

في الباب الحالي فصول ثلاثة تحاول تصوير منهج الامام الصادق العلمي و الحضاري و السياسي و الاقتصادي، كما رسم خطوطه بالفعل و بالقول، و كما اقتفي آثاره و بني عليه علماء الاسلام، الفقهاء منهم و الرياضيون و التطبيقيون، مستمتعين بحرية الفكر و البحث التي وردت بها نصوص الكتاب العزيز و أمرت بها السنة. و كان الامام الصادق من الأوائل في تعليمها للمسلمين، ممن انتسبوا اليه، و ممن أخذوا عنهم، يستوي في ذلك الشيعة و فقهاء أهل السنة.

علي هؤلاء الفقهاء و العلماء تعلم أهل أوربة منهج النزاهة العلمية و الواقعية الذي تبلور في طريقة «التجربة و الاستخلاص»، و الذي أعلنه جابر بن حيان، أول من استحق في العالم لقب «كيميائي» كما يعبر عنه الأوربيون [2] .

و من المنهج الحضاري: المنهج السياسي و الاقصادي الذي يستهدف عمارة الدنيا بالعدل في الناس، و العمل للحياة، و التكافل بين أعضاء الجماعة، والسعي لاستثمار طاقات الناس و أموالهم. و هي قواعد بلغ بها الفقه الشيعي غايته، ابتداء من منهج أميرالمؤمنين علي، معمولا به في حياته أو خلافته، أو منصوصا في عهده للأشتر النخعي، و كله سياسة و اجتماع و اقتصاد، الي رسالة حفيده زين العابدين في الحقوق، و هي تجري في آثاره، الي برنامج



[ صفحه 358]



حفيده جعفر الصادق العلمي و الحضاري، السياسي و الاقتصادي، يدلي به للناس، و يطبقه بنفسه، و يضع به الأسس لدول، أو مجتمعات، أو جماعات، أو جمعيات، تعمل بمنهاجه لتبلغ أوجها به.

و هذه خصيصة لا يجاري الصادق فيها عالم من العلماء في التاريخ.

و حسبنا في هذا المقام كلمات، كالاشارات، تضمنتها الفصول الثلاثة التي حواها هذا الباب.



[ صفحه 359]




پاورقي

[1] الزهد و الورع و العبادة: ج 1 ص 96، مجموع الفتاوي: ج 10 ص 664 بتغيير طفيف فيهما.

[2] انظر تدوين الحديث و تاريخ الفقه: ص 22.


علم الأفلاك و الكواكب


لم يكن الامام الصادق عليه السلام فلكيا، و لم يكن منجما، و لكنه كان من علماء الفلك و الهيئة و الكواكب، و فرق بين امتهان الشي ء و العلم به.

و للامام نظريات دقيقة في هذا الفن، جلبت اليه انتباه علماء عصره، فقد كان يحاججهم و يناظرهم، و يضع يده علي مواطن الضعف في تخصصهم، فيصحح الأخطاء، و يجلوا الحقائق، و يقف بهم عند الصواب.

و طالما قصده المنجمون للافادة من علمه، فيصحح لهم الآراء، و يبين مبهمات الأمر، و له في هذا الملحظ محاورات و طرائف سجلها التاريخ فقد قصده هاشم الخفاف، و هو فلكي عراقي، فقال للامام: ما خلفت في العراق أبصر مني بالنجوم، فقال الامام: كيف دوران الفلك عندكم؟

قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها.

فقال الامام: ان كان الأمر علي ما نقول، فما بال بنات النعش و الجدي و الفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟

قلت: و الله هذا شي ء لا أعرفه، و لا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره.

فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها؟

قلت: هذا و الله نجم ما سمعت به، و لا سمعت أحدا من الناس يذكره.

قال الامام: سبحان الله، فأسقطتم نجما بأسره، فعلي ما تحسبون؟



[ صفحه 410]



الي أن قال عليه السلام: صدقت، أصل الحساب حق، و لكن لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم... [1] .

و للامام عليه السلام مداخلة علمية في النجوم، يرويها أبان بن تغلب، نجتزي ء منها بموضع الاستدلال فحسب.

قال: دخل علي الامام الصادق عليه السلام منجم يماني، و بعد الترحيب به، سأله الامام: ما صناعتك يا سعد؟

قال: أنا من أهل بيت ننظر في النجوم.

قال الامام: كم ضوء الشمس علي ضوء القمر درجة؟

قال: لا أدري.

قال الامام: فكم ضوء القمر علي ضوء الزهرة درجة؟

قال: لا أدري.

قال: فكم للمشتري من ضوء عطارد؟

قال: لا أدري.

قال: فما اسم النجوم التي اذا طلعت هاجت البقر؟

قال: لا أدري.

قال الامام: يا أخا أهل اليمن، عندكم علماء؟

قال: نعم، ان عالمهم ليزجر الطير، و يقفوا الأثر في الساعة الواحدة مسير الراكب المجد.

فقال الامام عليه السلام: ان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن، لأن عالم المدينة ينتهي الي حيث لا يقفوا الأثر و يزجر الطير، و يعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة



[ صفحه 411]



الشمس...

قال: ما ظننت أن أحدا يعلم هذا و يدري [2] .

و قد استنتج باحث أو ربي معاصر، أنه كان من توجيهات الامام الصادق عليه السلام و ارشاداته في علوم الهيئة و الفلك أن اهتم تلامذته بهذه العلوم، و اشتغلوا بالأرصاد و الأزياج و التقاويم و الاختبارات و غير ذلك من فروع علم الفلك من أقدم الأزمنة [3] .

و لا يخلو هذا الرأي من وجه وجيه، اذ من الممكن توجيه الامام بعض تلامذته لمدارسة بعض العلوم التي قد يحتاجها الشعب المسلم في حياته، فينهض بذلك طائفة منهم لتلبية ذلك الاحتياج.

علي أن كتب الببلغرافيا و الفهرسة قد زودتنا بنماذج من تلامذة الامام المتخصصين في النجوم.

فقد ذكروا أن أبااسحاق ابراهيم بن حبيب الفزاري (ت 161 ه) و هو من أصحاب الامامين الصادق و الكاظم عليهماالسلام كان أول من عمل الاصطرلاب في الاسلام [4] و له في ذلك كتب مذكورة في محلها من تصنيف العلوم.

كما أن أباعلي الحسن بن فضال، و هو من أصحاب الامام الرضا عليه السلام له كتاب في النجوم [5] .

و يبدو أن كثيرا من العلماء قد اشتغلوا في هذا المجال مضافا الي تخصصهم الذي هم عليه، و منهم محمد بن مسعود العياشي الذي ذكره ابن النديم بالقول



[ صفحه 412]



أنه: «من فقهاء الامامية، أو حد أهل دهره و زمانه في غزارة العلم، و له كتاب في النجوم [6] .

و كان أحمد بن الحسن بن أبي الحسن الفلكي الطوسي قد تخصص في علم الفلك حتي اشتهر به، و له في النجوم كتاب «ريحان المجالس و تحفة المؤانس» و قد تحدث فيه عن الكواكب و أسرارها و اختيارها [7] .

و كان الخواجة نصير الدين الطوسي قدس سره، قد عرف بأنه مصمم مرصد (مراغة) و هو أعظم رصد في الاسلام في القرن السابع.

و اذا تركنا هذا الجانب و رصدنا نظريات الامام عليه السلام في ضوء النجوم، و حياة المجرات، و عوالم الكون، وقفنا علي ثروة علمية طائلة، فاللامام نظرية مهمة - كما ذكر ذلك أحد كبار الأوربيين - تتعلق بضوء النجوم مؤادها: أن بين النجوم التي نراها في الليل ما هو أضخم من الشمس، و ان شمسنا تعتبر بالقياس اليها صغيرة الحجم ضئيلة الضياء.

و قد أثبت العلم الحديث صحة نظرية الامام الصادق اذ تبين للعلماء أن هناك مجموعات من النجوم السواطع تتضاءل الشمس ازاء حجمها و ضوئها، و يطلق اسم (الكوازر) علي هذه المجرات.

و قد سبق للامام الصادق عليه السلام أن ذهب أن الكون لا ينحصر في عالمنا وحده، و انما هناك عوالم أخري، و قد أثبت العلم صحة ذلك، و أقام الأدلة أن هناك آلافا من العوالم، و المنظومات الشمسية الشبيهة بعالمنا و منظومتنا الشمسية، و انها تفني و تزول ما عدا مجرات (الكوازر) فهي باقية علي الدوام.

و قد قسم الامام الصادق عليه السلام العالم الي قسمين، هما:



[ صفحه 413]



العالم الأكبر و العالم الأصغر، أما العالم الأوسط فهو طبيعي.

و عندما سئل الامام الصادق عن عدد العوالم في كل قسم، قال: انها كثيرة، و لا يعلم ذلك الا الله، و هي حقيقة أثبتها العلم الحديث.

و الفرق بين العالم الكبير و العالم الصغير عند الصادق هو فرق في الحجم لا في الكتلة، و هذه أيضا نظرية أخري أثبتها علم الفيزياء.

و تذهب نظرية الامام الصادق الي أن لكل ما في العالم الأصغر شبيها في العالم الأكبر، و لكن علي ضخامة في الحجم وسعة، و أن لكل ما في العالم الأكبر شبيها في العالم الأصغر، علي قلة في الحجم. و من هنا يستطاع تحويل العالم الأصغر الي عالم كبير، و العالم الأكبر الي عالم صغير.

و نحن حين نستمع الي هذا الكلام منقولا من ملفات القرون الماضية، نحس و كأننا نصغي الي حديث عالم فيزيائي في عصرنا الحاضر، أو كأننا نقرأ كتابا في علم الفيزياء الحديث.

و لقد سئل الامام الصادق عليه السلام: متي خلق العالم؟

فكان رده: ان العالم خلقه الله، و لا سبيل الي تحديد زمانه أو وقته [8] .

و نظرية الامام الصادق بشأن الأرض في حركتها و دورانها قد سبقت التوجه المعاصر في اكتشافها، و قد يقال، و القول صحيح في حدود معينة: أن العالم الألماني (كبلر) بوضعه قوانينه الفلكية الثلاثة المشهورة بحركة السيارات، و منها قوله: أن الكرة الأرضية تدور حول نفسها، أنه قد أثبت للعالم نبوغه العلمي، و لكن هذا يتقاطع مع ما سبقت الاشارة اليه: أن الامام الصادق اكتشف هذه الحقيقة قبل ثلاثة عشر قرنا، و قال: ان الأرض تدور حول نفسها، و أن تعاقب الليل و النهر ليس سببه حركة الشمس حول الأرض، ثم قال: ان مثل هذه



[ صفحه 414]



الحركة مستحيلة مع دوران الشمس في منطقة البروج، و أن الليل و النهار ناشئان عن حركة الأرض حول نفسها، فيصبح نصفه الكرة الأرضية في نهار مشرق، و يصبح نصفها الآخر في ليل مظلم [9] .

و أثبت الامام عليه السلام ما نحن بصدده من أن الأرض تدور حول نفسها، ثم تتحرك في دائرة أوسع حول الشمس، و أسقط نظرية دوران الشمس حول الأرض [10] .

و الذي يثير الدهشة في الأمر أن الامام عليه السلام، قد اكتشف هذه الحقائق العلمية دون منظار فلكي، أو تلسكوب مجهري، أو علم صناعي تقني يساعد علي الكشف و المشاهدة، و انما توصل الي ذلك الفكرة الثاقب و نظره العلمي الدقيق دون أجهزة مساعدة.

و دوران الأرض حول نفسها، و ان كان ثابتا في حقيقته، و لكنه عند الفلكيين ظل مقتصرا علي المستوي النظري دون التطبيق عمليا، حتي قال باحث أو ربي معاصر:

«و دوران الأرض حول نفسها لم يثبت علميا الا بعد ما وضع الانسان قدميه علي سطح القمر، و شاهد الكرة الأرضية من هناك و سجل حركتها أما قائدو المركبات الفضائية فلم يتمكنوا من تسجيل حركة الأرض حول نفسها قبل وصول البشر الي القمر، لأن مراكب الفضاء كانت تنطلق بسرعة فائقة، و تدور حول الأرض مرة في كل تسعين دقيقة، و لم تثبت أقدام رواد الفضاء في نقطة ما، ليشاهدوا منها حركة الأرض، و لكن هذا تحقق من سطح القمر، و مع أجهزة التصوير الدقيقة، فشاهدوا عندئذ حركة الأرض، و صوروها أيضا» [11] .



[ صفحه 415]



و نظرية الامام الصادق في انقباض العالم و انبساطه قد سجلت له سبقا علميا في الموضوع، فهو يري أن العوالم الموجودة لا تبقي علي حال دائم من الأحوال، فهي تتسع تارة، و تنقبض أخري.

و قد أثبت العلم الحديث أن الكتل الضوئية المحيطة بمجموعتنا الشمسية تتحرك و تبتعد عنها، و هو ما يؤكد نظرية الامام الصادق عليه السلام القائلة: ان العالم المحيط بمنظومتنا الشمسية يتمدد و يتسع.

و الحديث عن الأجسام المظلمة التي تمتص أشعة الضوء عند سقوطها عليها فتنقبض و تتقلص، يؤكد نظرية الامام بشأن انقباض أطراف العوالم الأخري.

و ربما تعرض جزء من العالم - و ليس العالم بأسره - للانقباض و التمدد، و هذا يؤكد ما قاله الامام من أن في الكون عوالم كثيرة، فيها ما يجنح الي الانقباض، و منها ما يميل الي التمدد و الانبساط، أما العالم الذي ينقبض فليس فيه أثر للمادة [12] .

و للامام الصادق عليه السلام آراء جريئة بالنسبة لعصره جري ذكرها و التأكيد عليها في توحيد المفضل بن عمر الكوفي، و هو من أمالي الامام من أجل الاستدلال علي التوحيد، و فيه الاضطلاع بطائفة من الظواهر الكونية، شملت الحديث عن: طلوع الشمس لاقامة دولتي الليل و النهار، و غروب الشمس و أثره في الراحة و الهدوء و القرار، و الفصول الأربعة نتيجة ارتفاع الشمس و انحطاطها لاقامة هذه الأزمنة، و خصائص كل من الشتاء و الربيع و الصيف و الخريف، و بيان دور الشمس عند تنقلها في البروج الاثني عشر لاقامة دور السنة، و اعتباره السنة مقدار سير الشمس، و حياة الشمس في نظامها الدقيق لدي الشروق حتي الغروب، و ما في ذلك من التنظيم الذي لولاه لتغيرت مجاري الحياة و منيت بالدمار الشامل.



[ صفحه 416]



يلي ذلك كله؛ استدلاله بالقمر علي معرفة الشهور، و تفريقه الدقيق بين السنة الشمسية و القمرية بما لم يضف له العلم الفلكي الحديث شيئا.

و كان تصويره لانارة القمر تصويرا رائعا، فكما يحتاج الانسان الي الظلام لهدوئه، و كذلك الحيوان لراحته و سباته، فكذلك يحتاج الي الضياء للانارة و العمل و الانتشار، و تصريف أحوال القمر في اهلاله و محاقه، و زيادته و نقصانه، بما يعتبر به المعتبرون.

و ثني الامام بالحديث عن النجوم، و اختلاف سيرها و حركتها، الثوابت منها و السيارة، و بيان الحكمة في ذلك، و هي تسبح الله في هذا الفضاء الرحب و تسبح به، بكا كشف عن أبعاده علم الفلك المعاصر.

و قد شمل حديث الامام قضايا الكواكب الثابتة و آثارها علي الأرض، و اختفاء بعضها في بعض الفصول، و ظهورها في فصول أخري، و ضرب لذلك مثلا في كل من: الثريا، الجوزاء، الشعري، سهيل.

و أن هذه الكواكب لو ظهرت بأسرها في وقت واحد، لم يكن لواحد منها علي حياله دلالات يعرفها الناس.

و تناول حديث الامام التفصيلي عن الأفلاك: تقارب الأجرام السماوية و تباعدها عن الأرض، كل بحسب دوره الفلكي المرسوم له بعناية الله و تقديره، فلو اقتربت لخطفت الأبصار بوهجها و شعاعها كما يحدث للبرق أحيانا في تأثيره علي العيون، فقدر الله لمسيرها البعد البعيد لكيلا تضر في الأبصار، و زودها بسرعة هائلة تمثل الاجتياح في تصريف النظام.

و أردف الامام هذا بيان ناصع عن دوران الفلك بشمسه و قمره و نجومه و بروجه ضمن تقدير دقيق، و وزن معلوم، في حكمة من مقدر حكيم، و ما في ذلك من المصلحة العليا لأصناف الانسان و الحيوان و النبات، يضاف اليه حديثه



[ صفحه 417]



عن ساعات الليل و النهار، و عوائدهما في تنظيم شؤون الكون و الحياة [13] .

ان هذا الاتساع العظيم في قضايا الكواكب و النجوم و الأفلاك، و القدرة الاحصائية الفائقة في موازينها و مقاديرها، و اضاءة الأذهان بفلسفة السماء، جعل النظر العقلي متجها لتقييم الامام الصادق في مصاف عظماء الانسانية، و اعتبره جزءا لا يتجزأ من حضارة الانسان، و هو ما دعا الأستاذ محمد أبوزهرة الي القول:

«ان قوي الامام جعفر الصادق العقلية، ما كانت لتقف به عند دراسة الفقه و الحديث و القرآن، بل انه لتفرغه للعلم و العبادة، قد شغل عقله بعلم الكون و ما اشتمل عليه... كان الامام قوة فكرية في هذا العصر، و لم يكتف بالدراسات الاسلامية و علوم القرآن و السنة و العقيدة، بل اتجه الي دراسة الكون و أسراره، ثم حلق بعقله القوي الجبار في سماء الأفلاك و مدارات الشمس و القمر و النجوم... و عني عناية كبري بدراسة النفس الانسانية.

و اذا كان تاريخ الفلسفة يقرر أن (سقراط) قد أنزل الفلسفة من السماء الي الانسان، فالامام الصادق قد درس السماء و الأرض، و الانسان، و شرائع الديان» [14] .

و بهذه الاضاءة النيرة نختتم هذا المبحث.



[ صفحه 421]




پاورقي

[1] الكليني: الكافي 8 / 351، ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 387 بتصرف.

[2] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 379، المجلسي: البحار 47 / 218.

[3] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 59.

[4] عبدالله نعمة: فلاسفة الشيعة 74.

[5] ابن النديم: الفهرست 312.

[6] المصدر نفسه: 274.

[7] آغا بزرگ الطهراني: الذريعة الي تصانيف الشيعة.

[8] ظ: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 301 و ما بعدها بتصرف.

[9] ظ: نظرية الامام مفصلة في الموضوع، الكليني: الكافي 8 / 351، المناقب: 4 / 265.

[10] ظ: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 171.

[11] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 169.

[12] ظ: المرجع نفسه: 313 و ما بعدها بتصرف.

[13] ظ: المفضل بن عمر، كتاب توحيد المفضل.

[14] محمد أبو زهرة: الامام الصادق 30 - 29.


الاسماعيلية


و بينما الامام عليه السلام في صراع فكري بين الفرق و المذاهب، يشذب الواحدة تلو الأخري، و يوضح الحقيقة ناصعة من الغبار الذي اعتراها من أيدي المندسين و المنافقين، سواء كانوا من الناقمين أو المندفعين من قبل الحاكمين، و اذ بفرقة جديدة تقف في قارعة الطريق تعين خط الامامة و مسيرتها.

و قد كان الامام الصادق عليه السلام قد تحسب من نشأة فرقة جديدة تسمي «الاسماعيلية» فأرصد لها جميع امكانياته و استعداداته قبل تكتلها و اجتماعها كي لا يرفع لها شعار و لتبقي فكرة في محور ضيق، لا تستطيع المهاجمة بل التحرك اذ لن تجد لها أنصارا، ولكن التعبئة التي قام بها أنصار الاسماعيلية كانت قوية فضل قوم و ضلل آخرون، فاستطاعوا أن يتغلغلوا بين الصفوف مختفين هنا، و هناك، حتي ظهر أمرهم علانية، فحاورهم الامام عليه السلام و ناظرهم، فساس بعضهم الي جادة الحق، و بقي آخرون يتخبطون في حيرتهم.

أما سبب القول بامامة اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام فيرجع الي عدة أمور.



[ صفحه 211]



أولا: انه كان أكبر ولده عليه السلام و كان له من الفضل ما نشر صيته عند الشيعة حتي ظن بعضهم بأنه الامام بعد أبيه أو اعتقد ذلك، و في رواية صحيحة [1] ، أن الامامة تكون في أكبر ولد الامام عليه السلام الا أن تكون به عاهة، فهم أخذوا بصدر الرواية و تركوا عجزها، اذ أن اسماعيل كان أعرجا.

ثانيا: ما روي بعضهم بأن الصادق عليه السلام لم يتزوج علي أمه بواحدة من النساء و لا تسري بجارية، ما كانت في حياته، فشأنها شأن خديجة من محمد صلي الله عليه و آله و سلم و فاطمة من علي عليه السلام، فولدها لم يفضل عليه أحد [2] .

ثالثا: دعاء الامام المتواصل له، بأن يشفيه و يبقيه ذخرا له، و محبته الخاصة، مما جعل قلوب الأصحاب تتولع بمحبته.

ولكن مع هذا كله لم يترك الامام عليه السلام أصحابه حياري، بل بين لهم مرات عديدة، و بأساليب مختلفة عدم لياقة اسماعيل بمقام الخلافة، بقوله عاص عاص لا يشبهني و لا يشبه أحد من آبائي». المقصود بذلك أنه غير معصوم فقد تصدر منه المعصية و يتوب، و الامام معصوم لا تصدر منه المعصية مطلقا.

و بعد هذه الشبهة التي حاول الامام ازاحتها من النفوس، ولكنها بقيت ثابتة في مكانها، أراد الله عزوجل اماتته في حياة أبيه، مع دعاء الامام الصادق عليه السلام له بالحياة، ولكن الله أبي أن يجري الأمور الا وفق حكمته.

و لما مات اسماعيل أمر الامام عليه السلام أن يكشف عن وجهه مرات عديدة مؤكدا للأصحاب موته، فرجع جماعة عن القول بامامته و بقي آخرون مصرون



[ صفحه 212]



علي ذلك، و أنه حي لا يموت، و أقر آخرون بموته، ولكنهم لم يرجعوا عن القول بامامته، بل قالوا انها انتقلت الي ولده محمد من بعده، و منهم من وقف عنده، و منهم من تعدي بها الي ولده من بعده.

و علي أي حال فان هذه الفرقة لم تنقض، بل يوجد طائفة منهم في المغرب و طائفة في سوريا، و منهم في العراق و باكستان و الهند، ولكنهم قلة لا يكادون يذكرون [3] .


پاورقي

[1] انظر بحث أولاده عليهم السلام في أول الكتاب فاننا تحدثنا عن اسماعيل بالتفصيل.

[2] الملل و النحل ج 1 / 170.

[3] الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة ص 79 - 78. البحار ج 47 ص 242 - حياة الامام الصادق للقرشي ج 6 / 47.


قتل الجماعة بالواحد


اختلف الفقهاء في حكم الجماعة اذا اشتركوا في قتل رجل واحد هل يقتص منهم جميعا أم لا.

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن الجماعة لا تقتل بالواحد، بل يختار الورثة واحدا من الجماعة [1] .

و روي ذلك عن: معاذ بن جبل و ابن الزبير و الزهري و ابن سيرين و الباقر و الناصر و هو رواية عن الشافعي و الامامية [2] .

و الحجة لهم:

قوله تعالي: «و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس» [3] .

و مقتضي هذا الحكم أن لا يؤخذ بالنفس أكثر من نفس واحدة.



[ صفحه 95]



و قال ابن المنذر: لا حجة لمن أوجب قتل الجماعة بالواحد [4] .

و هذا فيه نظر: و ذلك لما روي عن ابن عمر قال: ان غلاما قتل غيلة فقال عمر: لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلهم [5] و لم يعرف له مخالف في عصره فكان اجماعا [6] .

ثم ان الحكمة من تشريع القصاص بين العباد و هو حماية النفس من الاعتداء عليها. و أن فيه حياة للناس كما قال الله تعالي «و لكم في القصاص حيوة» [7] .

فلو قيل بعدم قتل الجماعة بالواحد لكن هذا سببا يتذرع به أهل الشر الي قتل النفوس.

و قال الجمهور و منهم أبوحنيفة و مالك و الشافعي و رواية عن أحمد: نقتل الجماعة بالواحد.

و قال بعضهم: لا يقتل الجماعة بالواحد و انما تجب عليهم الدية.

و روي ذلك عن ربيعة و هو قول داود و ابن المنذر و رواية عن أحمد [8] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 6 / 218.

[2] المصدر السابق، الأشراف: 3 / النفر يقتلون الواحد، المغني: 9 / 336، حلية العلماء: 7 / 457، بداية المجتهد: 2 / 402، الانصاف: 9 / 448، ضوء النهار: 4 / 2343، سبل السلام: 3 / 243، شرائع الاسلام: 4 / 202.

[3] سورة المائدة، آية 45.

[4] المغني: 8 / 230.

[5] البخاري مع الفتح: 15 / 249، الموطأ مع تنوير الحوالك: 3 / 73.

[6] المغني: 8 / 230، عمدة القارئ: 24 / 55.

[7] سورة البقرة: آية 179.

[8] المصادر السابقة في الرأي الأول: شرح منح الجليل: 4 / 356، حاشية ابن عابدين: 6 / 556، السيل الجرار: 397، الهداية: 4 / 168، المهذب: 2 / 186، أعلام الموقعين: 3 / 125، معالم السنن: 4 / 5، اللباب: 242، الاختيار: 4 / 29، نصب الراية: 4 / 354.


الحج


الحج هو الركن الخامس في الاسلام و هو لمن استطاع اليه سبيلا، قال تعالي: (ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) (آل عمران: 97)، و قال الامام جعفر الصادق عليه السلام في فلسفة الحج: ان من اضله الله اعمي قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه. و صار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره.

و هذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم علي تعظيمه و زيارته، و قد جعله محل الانبياء و قبلة للمصلين له، و هو شعبة من رضوانه، و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال و مجتمع العظمة.



[ صفحه 278]



و قال عليه السلام: عليكم بحج هذا البيت فادمنوه، فان في ادمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم، و اهوال يوم القيامة.

و في دفع الحج للفقر قال الصادق عليه السلام: من حج حجتين لم يزل في خير حتي يموت [1] .

و عنه ايضا: من حج ثلاث حجج لم يصبه فقر ابدا [2] .

و عنه عليه السلام: ما رأيت شيئا اسرع غني و لا انفي للفقر من ادمان حج البيت. و جاء قوله عليه السلام في عاقبة ترك الحج: من مات و لم يحج حجة الاسلام، و لم تمنعه من ذلك حاجة تجحف به، او فرض لا يطيق الحج من اجله، او سلطان يمنعه، فليمت ان شاء يهوديا، و ان شاء نصرانيا [3] .

و قال عليه السلام في ادب الحاج: اذا احرمت فعليك بتقوي الله و ذكر الله كثيرا، و قلة الكلام الا بخير، فان من تمام الحج و العمرة ان يحفظ المرء لسانه الا من خير، كما قال الله تعالي، فان الله عزوجل يقول: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث) [4] .

و قال الصادق عليه السلام في آداب المارقبين لله عزوجل:

اذا اردت الحج فجرد قلبك لله تعالي من قبل عزمك من كل شاغل و حجاب كل حاجب، و فوض امورك كلها الي خالقك، و توكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكناتك، و سلم



[ صفحه 279]



لقضائه و حكمه و قدره، و ودع الدنيا و الراحة و الخلق، و اخرج، حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، و لا تعتمد علي زادك و راحلتك و اصحابك و قوتك و شبابك و مالك مخافة ان يصير ذلك عدوا و وبالا، فان من ادعي رضا الله و اعتمد علي شي ء صيره عليه عدوا و وبالا، ليعلم ان ليس له قوة و لا حيلة و لا لاحد الا بعصمة الله و توفيقه.

و استعد استعدادا من لا يرجو الرجوع، و احسن الصحبة، و راع اوقات فرائض الله و سنن نبيه صلي الله عليه و آله و سلم، و ما يجب عليك من الادب و الاحتمال و الصبر و الشكر و الشفقة و السخاء و ايثار الزاد علي دوام الاوقات.

ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، و البس كسوة الصدق و الصفاء و الخضوع و الخشوع.

و أحرم من كل شي ء يمنعك من ذكر الله و يحجبك عن طاعته.

ولب بمعني اجابة صافية زاكية لله عزوجل في دعوتك له متمسكا بالعروة الوثقي.

وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش تطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت.

و هرول هرولة من هواك، و تبريا من جميع حولك و قوتك،

فاخرج من غفلتك و زلاتك بخروجك الي مني، و لا تتمن ما لا يحل لك، و لا تستخفه.



[ صفحه 280]



و اعترف بالخطايا بعرفات، وجدد عهدك عندالله بوحدانيته.

و تقرب الي الله و اتقه بمزدلفة.

و اصعد بروحك الي الملأ الاعلي بصعودك الي الجبل. و اذبح حنجرتي الهوي و الطمع عند الذبيحة.

و ارم الشهوات و الخساسة و الدناءة و الافعال الذميمة عند رمي الجمرات. و احلق العيوب الظاهرة و الباطنة بحلق رأسك.

و ادخل بامان الله و كنفه و ستره و كلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم.

وزر البيت متحققا لتعظيم صاحبه و معرفة جلاله و سلطانه، و استلم الحجر رضا بقسمته و خضوعا لعزته، و ودع ما سواه بطواف الوداع.

وصف روحك و سرك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك علي الصفاء. و كن ذا مروة من الله تقيا اوصافك عند المروة.

و استقم علي شرط حجك هذا و وفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك و اوجبته الي يوم القيامة [5] .

و قال الصادق عليه السلام في ادب الاحرام: اذا اكتسب الرجل مالا من غير حله، ثم حج فلبي، نودي: لا لبيك و لا سعديك. و ان كان من حله فلبي، نودي: لبيك و سعديك.

و قال عليه السلام عن اصناف الحج: الحج حجان: حج لله، و حج



[ صفحه 281]



للناس، فمن حج لله كان ثوابه علي الله، و من كان حجه للناس كان ثوابه علي الناس يوم القيامة.

و عنه عليه السلام: في علامات ظهور المهدي عليه السلام:... و رأيت طلب الحج و الجهاد لغير الله... فكن علي حذر، و اطلب من الله النجاة.

و عنه عليه السلام: من حج يريد الله عزوجل لا يريد به رياء و لا سمعة غفر الله له البتة [6] .

و عن الامام الصادق عليه السلام في ثواب من مات في طريق الحج: من مات في طريق مكة ذاهبا او جائيا، امن من الفزع الاكبر يوم القيامة.

و قال الامام في قوله تعالي: (و من دخله كان ءامنا) -: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن من سخط الله، و من دخله من الوحش و الطير كان آمنا من ان يهاج او يؤذي حتي يخرج من الحرم.

و عنه ايضا عليه السلام: ان سرق سارق بغير مكة او حتي جناية علي نفسه ففر الي مكة، لم يؤخذ ما دام في الحرم حتي يخرج منه، ولكن يمنع من السوق، فلا يبايع و لا يجالس حتي يخرج منه فيؤخذ، و ان احدث في الحرم ذلك الحدث اخذ فيه.



[ صفحه 282]




پاورقي

[1] الخصال 60 / 81 - 117 / 101.

[2] الخصال 60 / 81 - 117 / 101.

[3] ثواب الاعمال 282 / 2.

[4] الكافي 4 / 338 / 3.

[5] مصباح الشريعة: 142.

[6] ثواب الاعمال 74 / 17.


السيد عباس المكي


46. و قال السيد عباس المكي (م 1180): «الامام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أحد الأئمة الاثني عشر، كان من سادات أهل البيت، لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و فضله أشهر من نار علي علم، كيف لا و هو ابن سيد الأمم». [1] .

و قال أيضا: «... و صنف الخافية في علم الحروف، و قد ازدحم علي بابه العلماء، و اقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، و كان يتكلم بغوامض الأسرار و العلوم الحقيقية و هو ابن سبع سنين، و قد جعل في خافيته الباب الكبير (ا ب ت ث) الي آخرها،



[ صفحه 25]



و الباب الصغير (أبجد هوز) الي (قرشت)، و هو مصوب و مقلوب». [2] .


پاورقي

[1] نزهة الجليس 35:2.

[2] نفس المصدر 50:2.


مناظراته


لأبي عبدالله عليه السلام الكثير من الحجج البوالغ التي أظهر فيها الحق و قطع فيها العذر، نوافيك بشطر منها لأنها ناحية من نواحي حياته العلمية المليئة بالعبر و العظات لا يستغني المسلم عن الوقوف عليها.


اسحاق


كان من أهل الفضل و الصلاح، و الورع و الاجتهاد، و روي عنه الناس الحديث و الآثار، و كان ابن كاسب [1] اذا حدث عنه يقول:

حدثني الثقة الرضي اسحاق بن جعفر، و كان يقول بامامة أخيه موسي



[ صفحه 117]



عليه السلام، و روي عن أبيه النص علي أخيه موسي عليه السلام، كما روي النص بها عليه من اخوته علي بن جعفر أيضا، و كانا من الفضل و الورع علي مالا يختلف فيه اثنان. [2] .

و كان اسحاق من شهود الوصية التي أوصي بها الكاظم عليه السلام الي ابنه الرضا عليه السلام، و مما يشهد لفضله و ورعه مدافعته عن الرضا عليه السلام، فانه لما مضي الكاظم عليه السلام قدم أبناء الكاظم أخاهم الرضا الي القاضي فقال العباس بن موسي عليه السلام: أصلحك الله و أمتع بك ان في أسفل الكتاب كنزا و جوهرا، و يريد أن يحتجبه، و يأخذه هو دوننا، و لم يدع أبونا رحمه الله شيئا الا ألجأه اليه و تركنا عالة، و لولا أني اكف نفسي لأخبرتك بشي ء علي رؤوس الملأ، فوثب اليه ابراهيم بن محمد [3] فقال: اذن والله تخبر ما لا نقبله منك، و لا نصدقك عليه، ثم تكون عندنا ملوما مدحورا، نعرفك بالكذب صغيرا و كبيرا، و كان أبوك أعرف بك لو كان فيك خير، و ان كان أبوك لعارفا بك في الظاهر و الباطن، و ما كان ليأمنك عي تمرتين، ثم وثب اليه عمه اسحاق بن جعفر هذا فأخذ بتلبيبه فقال له: انك لسفيه ضعيف أحمق، أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك، و أعانه القوم أجمعون. [4] .

و ممن روي عنه غير ابن كاسب و ابن عيينة جماعة: منهم بكر بن محمد الأزدي، و يعقوب بن جعفر الجعفري، و عبدالله بن ابراهيم الجعفري، و الوشا [5] .



[ صفحه 118]




پاورقي

[1] لم أجد قدر الوسع في التتبع ذكرا لابن كاسب في كتب الرجال و جعل الطريحي و الكاظمي تمييز اسحاق برواية ابن كاسب عنه و لم يذكرا اسمه و لا شيئا من حاله، و هذه الكلمة في حق اسحاق تنسب الي سفيان بن عيينة أيضا و ليس هو ابن كاسب.

[2] ارشاد الشيخ المفيد في أحوال الصادق و الكاظم عليهماالسلام: 289.

[3] الظاهر أنه ابن اسماعيل بن الصادق عليه السلام.

[4] الكافي، كتاب الحجة، باب النص علي الرضا عليه السلام: 1 / 318.

[5] أما بكر فهو ممن روي عن الصادق و الكاظم و الرضا عليه السلام و كان من ثقات الرواة و روي عن الثقات، و أما يعقوب فهو يروي عن اسحاق و روي عنه الكليني في باب مولد أبي الحسن الكاظم عليه السلام و في باب السحاق من أبواب النكاح، و هذا مما يشهد لوثاقته، ولكن أرباب الرجال لم يذكروا له ترجمة مستقلة، و ما اكثر من أهملوه، و هو ابن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، و أما عبدالله فهو عم يعقوب المتقدم، و هو أبومحمد الثقة الصدوق و أما الوشا فهو الحسن بن علي بن زياد من أصحاب الرضا عليه السلام و رواته الثقات.


نهيه عن المنازعات و فض الخصومة لدي حكام الجور


قال أبوحنيفة - واسمه سعيد بن بيان [1] -:مربنا المفضل بن عمر و أنا و ختن لي



[ صفحه 137]



نتشاجر في ميراث ، فوقف علينا ساعة ، ثم قال لنا:تعالوا الي المنزل ، فأتيناه و أصلح بيننا بأربعمائة درهم ، فدفعها الينا حتي اذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل:أما انها ليست من مالي ، ولكن أباعبدالله الصادق أمرني:اذا تنازع رجلان من أصحابنا أن اصلح بينهما و أفتديهما من ماله ، فهذا مال أبي عبدالله الصادق .

و هكذا يكشف لنا عظيم اهتمامه بجمع الكلمة و عدم الفرقة أولا ، و انهاء الخصومات علي يد من أقامه من قبله لذلك ثانيا .

لأنه عليه السلام منع عن المرافعة الي حكام الجور و أمر بمقاطعتهم ، و قد أقام جماعة من كبار أصحابه حكاما من قبله ، ينظرون في الخصومات ، و يحكمون بحكم الله عزوجل ، و قد أمر الامام الصادق بالرجوع اليهم ، و المرافعة عندهم و قال:

أيما رجل كانت بينه و بين أخ له مماراة في حق ، فدعاه الي رجل من اخوانكم ليحكم بينه و بينه ، فأبي الا أن يرفعه الي هؤلاء ، كان بمنزلة الذين قال الله عزوجل فيهم:( ألم تر الي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل اليك و ما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت و قد امروا أن يكفروا به ) .

و كان يعلن عليه السلام بأن المرافعة الي اولئك الحكام اثم ، و أن حكمهم غير نافذ ، لأن الحكومة للامام العادل بالحكم ، العالم بالقضاء ، كالنبي أو وصيه ، و هو عليه السلام أحق بالحكم ، فأمر بالرجوع لمن جعله من قبله للحكم بين المتنازعين .

و قد ورد عنه عليه السلام أنه قال:

اياكم أن يخاصكم بعضكم بعضا الي أهل الجور ، و أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومة الي قاض أو سلطان جائر فقضي عليه بغير حكم الله فقد شركه في الاثم .



[ صفحه 138]



والمراد بقوله:بغير حكم الله ، مطلق ما يحكمون به ، سواء كان الحكم بالحق أم بالباطل ، لأنهم حكام جور ، و ليس لهم حق الحكومة بأحكام الله ، فحكمهم غير حكم الله .

و كما كان ينهي عن المرافعة اليهم ، كان ينهي عن معاونتهم و العمل لهم ، حتي في البناء و كراية الأنهر ، و قال في جواب من سأله عن ذلك:ما احب أن أعقد لهم عقدة ، أو وكيت لهم وكاء ، ان الظلمة و أعوان الظلمة في سرادق من نار ، حتي يحكم الله بين العباد.


پاورقي

[1] و هو غير أبي حنيفة النعمان بن ثابت:امام المذاهب الحنفي.


مصحف فاطمة


و من التراث العلمي عند الشيعة ما يسمي ب«مصحف فاطمة». سئل الامام جعفر الصادق عليه السلام عن جدته فاطمة الزهراء عليهاالسلام فأجاب قائلا: «ان جدتي فاطمة مكثت بعد أبيها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خمسة و سبعين يوما، و كان قد دخل عليها الحزن علي أبيها، و كان جبريل يأتيها فيحسن عزاءها و يطيب نفسها و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة».

فليس هذا مصحفا بالمعني الخاص بكتاب الله تعالي، و انما هو المدونات.

و نزول الجبرئيل الأمين انما لم يكن بعد رسول الله بعنوان الوحي و التشريع، لأن برحلة النبي صلي الله عليه و آله و سلم انقطع الوحي، أما للحديث مع سيدة النساء فلا ضير فيه،



[ صفحه 234]



كما كلم جبرئيل ام موسي - في قوله سبحانه و تعالي: (و أوحينا الي ام موسي...) -، و كذلك كلم السيدة مريم بنت عمران لما جاءها المخاض، و كان جبرئيل يكلم الخضر و هو ليس بنبي... الخ.

و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يحث علي تدوين الحديث، فقد روي الصدوق عليه الرحمة في «الأمالي»: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: المؤمن مات و ترك ورقة واحدة عليها علم تكون لك الورقة يوم القيامة سترا بينه و بين النار».

قال المستشار الجندي في كتابه «الامام جعفر الصادق عليه السلام» (طبعة مصر، الصفحة 25)، ما لفظه: «منع عمر بن الخطاب تدوين الحديث الشريف، مخافة أن يخلط القرآن بشي ء، و بهذا أبطأ التدوين عند علماء أهل السنة قرنا بتمامه، و انفتحت أبواب الجرح و التعديل و الوضع و الضياع، أما الامام علي عليه السلام فقد دون أول يوم مات فيه النبي صلي الله عليه و آله و سلم ما سمعه منه من الأحاديث و السنن، و لعله ما دون صار مرجع الصحابة بما فيهم عمر». و تبع الامام علي عليه السلام شيعته في التدوين.

و هذا الاتجاه العلمي للتدوين، يؤازره اتجاه ديني فقهي، و سياسي، و اقتصادي لتوزع الحقوق.

أخرج الحاكم في تأريخه، بالاسناد الي أبي بكر عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: «من كتب علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي العلم أو الحديث».

و عزم أبوبكر أيام خلافته علي تدوين الحديث، فجمع خمسائة حديثا، فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: «أي بنية، قاتي التي عندك»، فجئت بها فأحرقها.



[ صفحه 235]




من ادعيته في رمضان 01


ومن أدعية الامام الصادق عليه السلام، في شهر رمضان المعظم، هذا الدعاء وكان يدعو به، عقب ركعتين من الصلاة، وهذا نصه:

«اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما دعاك به عبادك الذين



[ صفحه 132]



اصطفيتهم لنفسك، المأمونون علي سرك، المحتجبون بغيبك، المستترون بدينك المعلنون به، الواصفون لعظمتك، المنزهون عن معاصيك، الداعون إلي سبيلك، السابقون في علمك، الفائزون بكرامتك، أدعوك علي مواضع حدودك، وكمال طاعتك، وما يدعوك به ولاة أمرك، أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله.» [1] .

وتوسل الامام عليه السلام إلي الله تعالي بعباده الصالحين المتحرجين في دينهم أن يقضي مهامه وحوائجه.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 29).


نقد القياس


لنقد القياس أهمية كبري في التحري العلمي و التعمق في الواقع. و الصادق ممن نقده و رفضه، كما ذكرت آنفا بعضا من أقواله.


ابراهيم بن السندي الكوفي


إبراهيم بن السندي الكوفي.

محدث إمامي. روي عنه محمد بن عبد الحميد، وثعلبة بن ميمون، ومحمد بن عمرو وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 144. تنقيح المقال 1: 19. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 230. جامع الرواة 1: 22. نقد الرجال 9. مجمع الرجال 1: 46. أعيان



[ صفحه 45]



الشيعة 2: 143. منهج المقال 22.


سعيد بياع الأكفان


سعيد بياع الأكفان.

أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم لم يذكروه في كتبهم.

المراجع:

رجال البرقي 38. معجم رجال الحديث 8: 144.


محمد بن إسحاق بن خليد البكري (الوائلي)


محمد بن إسحاق بن خليد البكري، الوائلي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 281. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 78 وفيه اسم جده خليل بدل خليد. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 69. نقد الرجال 292. جامع الرواة 2: 65. مجمع الرجال 5: 146. منهج المقال 282 وفيه اسم جده خليل بدل خليد.


كلمات قصار امام صادق درباره ي خداشناسي


قدرت بيان يكي از مواهب بزرگ الهي است و شما مي بينيد كه امام صادق عليه السلام ضمن اين كه براي اثبات توحيد و خداشناسي در حديث مفضل و غيره بيان طولاني و مفصل ارايه نموده، در مقاطع ديگري نيز با كوتاه ترين سخن و رساترين برهان مسأله توحيد را اثبات كرده است كه براي نمونه به چند مورد آن اشاره مي شود:

1- امام صادق عليه السلام در پاسخ كسي كه گفت، دليل بر خداشناسي چيست؟ فرمود: «ما بالناس من حاجة»؛ يعني: «نياز مردم دليل بر وجود خداوند است.»

نگارنده گويد: چقدر اين سخن كوتاه است و چه برهان قوي و بزرگي است، چرا كه ما نياز مردم را به طور پياپي در شئون مختلف زندگي مي يابيم و اين نياز دلالت مي كند كه آنان بايد يك مرجع بي نياز داشته باشند و آن مرجع بايد يكتا و يگانه باشد و گرنه سير عالم و نظام آفرينش هماهنگ نخواهد بود.

2- روزي هشام بن حكم به امام صادق عليه السلام عرض كرد: دليل بر يگانگي خداوند چيست؟ امام عليه السلام به او فرمود «اتصال التدبير و تمام الصنع» [1] ؛ يعني: «دليل بر يگانگي خداوند اتصال تدبير و تماميت صنع و تقدير امور است [؛ چرا كه اگر مدبر يكي نباشد جريان امور مختل خواهد شد و به اتمام نخواهد رسيد و هماهنگي بين آنان نخواهد بود]».

نگارنده گويد: هر كدام از اين دو جمله دليل جداگانه اي بر يگانگي خداوند است؛ چرا كه اتصال تدبير شاهد يگانگي مدبر است، زيرا اگر مدبر دو نفر يا بيشتر باشند اختلاف بين آنان سبب درگيري و ناتمام ماندن امور مي شود. از اين رو، تدبير متصل نخواهد بود. تماميت صنع و جريان امور و خلقت نيز شاهد ديگري بر يگانگي و وحدانيت خداوند است. به دليل اين كه اگر تدبير به دست دو نفر باشد امور و تقديرات عالم همواره يكنواخت انجام نمي گيرد چنان كه ما مشاهده مي كنيم اگر كارخانه آب رساني به دست دو نفر باشد و آنان اختلاف پيدا كنند، ولو كوتاه مدت باشد، مردم گرفتار بي آبي مي شوند، چه رسد به اين كه امور همه ي عالم به دست دو نفر يا بيشتر باشد كه در آن صورت وضع



[ صفحه 191]



عالم دگرگون خواهد شد. بنابراين تماميت و هماهنگي تقدير نشانه ي يگانگي مدير و مدبر است.

3- ابوشاكر ديصاني ملحد، از امام صادق عليه السلام پرسيد: دليل اين كه خلقت شما نياز به صانع و خالق دارد چيست؟ [ما الدليل علي أن لك صانعا؟] امام عليه السلام در پاسخ او فرمود: «از دو حال بيرون نيست: يا ديگري مرا آفريده، و يا خود خود را آفريده ام. اگر خود خود را آفريده باشم نيز از دو حال خارج نيست: يا موجود بوده ام و خود را آفريده ام كه در اين صورت نيازي به وجود نداشته ام، و يا معدوم بوده ام و تو مي داني كه از معدوم چيزي به وجود نمي آيد. پس روشن مي شود كه ديگري مرا آفريده و او رب العالمين است.» پس ابوشاكر متحير ماند و از امام صادق عليه السلام دور شد.

4- امام صادق عليه السلام روزي به ابن ابي العوجاي ملحد و كافر فرمود: «أمصنوع أنت أو غير مصنوع؟» يعني:«آيا تو را كسي خلق نموده و يا خود به خود به وجود آمده اي؟» ابن ابي العوجاء گفت: من خود به خود به وجود آمده ام. امام صادق عليه السلام به او فرمود: «اگر تو آفريده شده بودي چگونه بودي؟» پس ابن ابي العوجاء متحير ماند و پاسخي نداد و چوبي كه مقابل او بود را برانداز نمود و با خود گفت: طويل، عريض، عميق، قصير، متحرك، ساكن. سپس گفت: همه ي اين حالات نشانه ي مخلوق بودن است.

امام صادق عليه السلام به او فرمود: «اگر تو نشانه هاي مخلوق را از غير مخلوق نمي شناسي، به خود بنگر ببين آيا صفات مخلوق را در خود مي يابي.» ابن ابي العوجاء گفت: شما از من سؤالي كردي كه تاكنون كسي اين سؤال را از من نكرده و نخواهد كرد. [2] .

نگارنده گويد: ترديدي نيست كه عوارضي مثل طول و عرض و عمق و تحرك و سكون براي انسان دليل مخلوق و مصنوع بودن اوست؛ چرا كه طولاني بودن او بعد از كوتاه بودن و اختلاف احوال او در عمق و عرض و حركت و سكون دليل بر وجود بعد از عدم و خلقت و مصنوعيت مجدد اوست و شكي نيست كه هر مصنوعي نياز به صانع و هر مخلوقي نياز به خالق دارد.



[ صفحه 192]




پاورقي

[1] توحيد صدوق، باب الرد علي الثنوية و الزنادقة، ص 243.

[2] توحيد صدوق، باب اثبات حدوث عالم، ص 292.


عبدالله افطح


عبدالله، بعد از اسماعيل بزرگ ترين فرزند امام صادق عليه السلام است و به همين علت بعضي از مردم در مسأله ي امامت گرفتار اشتباه شدند و او را امام دانستند، تنها به دليل اين كه امامت بايد به فرزند بزرگ تر انتقال داده شود، غافل از اين كه نبايد هيچ گونه آفت و بيماري در او باشد. در حالي كه عبدالله «افطح الرجلين» بود [يعني پاهاي او دراز بود] و به همين علت به او افطح مي گفتند و پيروان او را نيز فطحيه مي ناميدند. از سويي او متهم به فساد عقيده و مخالفت با پدر خود بود و با حشويه رابطه داشت و به مذهب مرجئه و خوارج متمايل بود؛ به همين علت منزلت او نزد امام صادق عليه السلام مانند برادران ديگرش نبود. [1] .

امام صادق عليه السلام عبدالله را بسيار موعظه و ملامت مي نمود؛ ولي نصايح امام عليه السلام در او هيچ تأثيري نداشت. امام صادق عليه السلام روزي به او فرمود: «آيا مانعي دارد كه تو همانند برادرت موسي باشي؟ به خدا سوگند! من در صورت موسي احساس نور مي كنم. عبدالله گفت: براي چه؟ مگر پدر من و او يكي نيست و مادر من و او يكي نيست؟! امام صادق عليه السلام فرمود: آري، اما او از من به وجود آمده [و از من خو گرفته] و تو تنها فرزند من هستي.» [2] گمان مي شود كه مقصود امام صادق عليه السلام از تعبير: «برادرت» فقط اسماعيل باشد، زيرا عبدالله جواب داد: مگر پدر من و او يكي نيست؟ و مادر من و او يكي نيست؟ در حالي كه عبدالله با اسماعيل از يك پدر و مادر بود، نه با موسي.

همين حديث براي اثبات فضيلت و منزلت اسماعيل نزد خداوند و نزد امام



[ صفحه 427]



صادق عليه السلام و همچنين براي اثبات جهالت عبدالله و پستي او نزد خدا و نزد امام صادق عليه السلام كافي خواهد بود؛ زيرا عبدالله بعد از پدر به دليل اين كه بزرگتر از برادران ديگر خود بود، ادعاي امامت نمود و امام صادق عليه السلام پيش از آن به فرزند خود موسي بن جعفر خبر داد كه عبدالله پس از من ادعاي امامت خواهد نمود و خود را در جايگاه من قرار خواهد داد و به او سفارش نمود كه با عبدالله نزاع نكند و با او سخن نگويد و فرمود: «عبدالله پيش از ديگران به من ملحق خواهد شد.» و آنچه آن حضرت خبر داده بود به وقوع پيوست. [3] .

و چون عبدالله بعد از پدر خود ادعاي امامت نمود، عده اي از اصحاب امام صادق عليه السلام از او پيروي كردند، اما هنگامي كه ناتواني او را در امر امامت ديدند و مقام بلند و قوت و حقانيت موسي بن جعفر عليه السلام را مشاهده كردند، بيشتر آنان از عبدالله جدا شدند و به امامت آن حضرت بازگشتند. [4] .

از جمله كساني كه نزد عبدالله رفتند تا او را بيازمايند و صحت ادعاي او را بيابند؛ هشام بن سالم و مؤمن طاق بودند. اين دو نفر [كه از شاگردان امام صادق عليه السلام و از دانشمندان شيعه بودند] نزد عبدالله آمدند و چون مردم را ديدند كه گرد او جمع شده اند. به عبدالله گفتند : نصاب زكات و مقدار آن چيست؟ عبدالله گفت: از دويست درهم، پنج درهم. گفتند: از صد درهم چقدر؟ عبدالله گفت: دو درهم و نيم. به او گفتند: به خدا سوگند! مرجئه چنين چيزي را نمي گويند. عبدالله دست خود را بالا نمود و گفت: به خدا سوگند! من نمي دانم مرجئه چه مي گويند. پس آنان دانستند كه عبدالله چيزي نمي داند در حالي كه نمي دانستند به چه كسي روي آورند [و از چه راهي امام خود را بيابند] از اين رو، از نزد او خارج شدند. و در بعضي از كوچه هاي مدينه نشستند در حالي كه گريان و حيران بودند و با خود مي گفتند: نمي دانيم به طرف چه كسي برويم آيا به طرف مرجئه برويم و يا به طرف قدريه [و جبريه] و يا به طرف زيديه و يا به طرف معتزله و يا به طرف خوارج؟!



[ صفحه 428]



در اين هنگام هشام، پيرمرد ناشناسي را ديد كه به او اشاره مي كرد. پس هشام ترسيد كه او از جاسوس هاي منصور باشد - منصور در مدينه جاسوس هايي قرار داده بود تا ببينند شيعيان امام صادق عليه السلام چه كسي را امام خود مي دانند تا گردن او را بزنند - از اين رو هشام به مؤمن طاق گفت: تو از من دور شو، زيرا من بر جان خود و تو مي ترسم و اين مرد مرا صدا مي زند و با تو كاري ندارد، تو خود را گرفتار مكن.

پس مؤمن طاق از هشام جدا شد و از دور او را مي نگريست تا آن كه آن پيرمرد هشام را به در خانه ي موسي بن جعفر عليه السلام رساند و به دنبال كار خود رفت. و خادمي كه بر در خانه بود به هشام گفت: وارد شود، خدا تو را رحمت كند. هشام چون خدمت امام كاظم عليه السلام رسيد، امام عليه السلام شروع به سخن نمود و فرمود: نزد من بياييد، نزد من بياييد، نزد من بياييد، نيازي به گروه، قدريه، زيديه، معتزلة و خوارج نيست [و چون] هشام [مقصود خود را به دست آورد] از منزل امام كاظم عليه السلام خارج گرديد. مؤمن طاق به او گفت: چه يافتي؟ هشام گفت: امام و هادي خود را يافتم و ماجراي ملاقات خود را با امام كاظم عليه السلام براي او بيان نمود.

مفضل و ابوبصير نيز نزد عبدالله رفتند و چون سلام كردند و سخنان عبدالله را شنيدند از او سؤالاتي نمودند و او را مجاب و محكوم كردند. سپس هشام با گروه هاي شيعه ملاقات نمود و مسأله امامت را براي آنان روشن كرد و همه ي مردم سخنان هشام را پذيرفتند و امامت موسي بن جعفر عليه السلام را باور نمودند، جز عده ي كمي مانند عمار ساباطي و ياران او. از اين رو عبدالله تنها ماند و اكثر مردم از گرد او پراكنده شدند و چون فهميد كه هشام مردم را از گرد او پراكنده نموده، عده اي را در مدينه در كمين هشام قرار داد تا او را كتك بزنند. هر چند دوران زندگي عبدالله بعد از ادعاي امامت، بيش از هفتاد روز نبود اما بر ادعاي خود اصرار داشت تا اين كه مرگش فرا رسيد، و چون از دنيا رفت همه ي كساني كه گرد او بودند به امامت موسي بن جعفر عليهماالسلام بازگشتند جز گروه اندكي از آنان به نام فطحيه كه به امامت او باقي ماندند [5] و پس از گذشت مدت كوتاهي، گروه فطحيه نيز از بين رفتند و آخرين آنان بنو فضال بودند كه آنان نيز منقرض شدند.



[ صفحه 429]




پاورقي

[1] كافي ج 1 / 310، كتاب الحجة، باب النص علي الامام كاظم عليه السلام.

[2] همان.

[3] بحارالأنوار ج 47 / 261؛ رجال كشي، ص 165.

[4] ارشاد مفيد، ص 285؛ رجال كشي، ص 165.

[5] ارشاد مفيد، ص 286.