بازگشت

چراغ علم


- استاد حاج ناصر



تجلي دارد از دانش مقام جعفر صادق

قيام علم و حكمت شد قيام جعفر صادق



در اين عصر فضا ذره شكافان و فيزيك دانان

ستايش مي نمايند از مقام جعفر صادق



چراغ علم را بگرفت جابر كاشف شيمي

ز دانشگاه اعلاي امام جعفر صادق



به فرق كاخ منشور ملل بر اهتزاز آيد

درفش معرفت از اهتمام جعفر صادق



براي رشد افكار كمالات بشر بگذشت

به ترويج حقايق صبح و شام جعفر صادق



منور كرد دلها را به نور دانش قرآن

ز حكمت شد گهرافشان كلام جعفر صادق





[ صفحه 95]





به آيين تعالي بخش خود هر جعفري مذهب

به دنيا فخر مي ورزد به نام جعفر صادق



به پاداش حلاوت هاي دانش ريختند افسوس

شرنگ ظلم را دونان به كام جعفر صادق



به چشم دل به قبرستان غمناك بقيع بنگر

كه قبرش نيست لايق بر مقام جعفر صادق



به دنيا جهل و ناداني خود را مي كند اظهار

تبه كاران به هتك احترام جعفر صادق



اگر (ناصر) شهان بر تخت و تاج و سلطنت بالند

بر اين بالم كه هستم من غلام جعفر صادق




و من وصية له: لجماعة من أصحابه


اسمعوا مني كلاما هو خير من الدهم الموقفة [1] لا يتكلم احدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتي يجد له موضعا،



[ صفحه 62]



فرب متكلم في غير موضعه جني علي نفسه بكلامه. و لا يمارين أحدكم سفيها و لا حليما، فان من ماري حليما أقصاه و من ماري سفيها أرداه.

و اذكروا أخاكم اذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به اذا غبتم، و اعملوا عمل من يعلم انه مجازي بالاحسان.


پاورقي

[1] الدهم: الخيل الشديدة السواد. و الموقفة جمع موقف من الخيل: الابرش اعلي الاذنين، كأنهما منقوشان بالبياض.


حيان سراج


كيساني مذهب [1] و قائل به امامت محمد بن حنفيه بوده، و او را زنده مي دانسته. امام صادق (ع) با او احتجاجاتي دارد، كه به چند مورد آن اشاره مي شود:

شيخ كشي (ره)، در رجالش، از حمدويه، از محمد بن اصبغ، از مروان بن مسلم، از بريد عجلي، نقل كرده كه گفت: وارد شدم بر حضرت صادق (ع)، حضرت فرمود: اگر كمي زودتر مي آمدي، حيان سراج را در اينجا مي ديدي كه در اين گوشه اطاق نشسته بود، و سخن از محمد حنفيه در بين بود، او محمد را مدح مي كرد، مانند مدحي كه براي زنده ها مي گويند؛ به او گفتم: اي حيان! آيا شما و ديگران نمي گوييد، و چنين گمان نمي كنيد، كه همانند آن چه در بني اسرائيل اتفاق افتاد، بايد در اين امت اتفاق افتد؟ گفت: آري. گفتم: آيا ما و شما ديده و يا شنيده ايم كه عالمي مقابل چشم مردم، مرده باشد، و زنانش شوهر رفته باشند، و اموالش تقسيم شده باشد، و در عين حال زنده باشد؟ او چيزي نگفت، و از جا برخاست، و رفت. [2] .

شيخ صدوقي، در اكمال الدين، از حسين بن مختار، نقل كرده كه گفت: حيان بن سراج بر امام صادق (ع) وارد شد، حضرت فرمود: حيان! يارانت درباره محمد بن حنفيه چه مي گويند، و چه اعتقادي دارند؟ حيان گفت: مي گويند كه زنده است و روزي مي خورد. حضرت فرمود: پدرم، براي من، نقل فرمود كه او جزء اشخاصي بوده كه به عيادت محمد رفته، و چانه اش را بسته و در خاك دفنش كرده، و اموالش را تقسيم نمودند. حيان عرض كرد: مثل محمد، مثل عيسي بن مريم (ع) است كه مردم گمان كردند، به دار آويخته شده و مرده است (و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم) [3] ، و امر بر آنان مشتبه شد. حضرت فرمود: براي دوستان، يا دشمنانش؟ عرض كرد: براي دشمنانش. فرمود: گمان مي كني كه حضرت محمد بن علي (ع)، دشمن محمد حنفيه است؟ گفت: نه... [4] .

عبدالرحمن بن حجاج گويد: امام صادق (ع) به من فرمود: يكي از پسر عموهايم آمد، براي حيان سراج، از من اجازه ملاقات خواست، اجازه دادم؛ حيان وارد شد و گفت: يا اباعبدالله (كنيه حضرت)، مي خواهم از مطلبي پرسش كنم كه خودم به آن آگاهم، ليكن



[ صفحه 170]



دوست دارم كه آن را از شما بپرسم؛ به من خبر ده از عمويت، محمد بن علي (حنفيه)، آيا مرده است، يا نه؟

امام صادق (ع) فرمود: من در جواب گفتم كه پدرم، به من، چنين خبر داد: در مزرعه خودم بودم كه شخصي آمد، و گفت: عمويت را درياب. من به منزل عمويم رفتم، ديدم حالت غش به او دست داده، ناگهان به هوش آمد، و به من گفت: به محل زراعت برگرد. من ابا كردم. گفت: بايد برگردي. برگشتم. هنوز به مزرعه ام نرسيده بودم كه باز آمدند و گفتند: عمويت را درياب. برگشتم، ديدم زبانش بسته شده، اما مشغول به نوشتن وصيت نامه است. از جايم برنخاستم تا چشمش را بستند، و غسلش دادند، و كفن بر او پوشاندند، و نماز بر وي خوانديم، و سپس به خاكش سپرديم. اگر اين موت و مرگ است، و الله، او مرده است. حيان گفت: خدا تو را بيامرزد، بر پدرت مطلب اشتباه شده، گمان كرده كه محمد (حنفيه) مرده است... [5] .



[ صفحه 171]




پاورقي

[1] خلاصة الاقوال، علامه حلي، ص 105.

[2] رجال كشي، ص 266.

[3] سوره نساء، آيه 157 - نه او را كشتند و نه به دار كشيدند، بلكه بر آنها امر مشتبه شد.

[4] كمال الدين، ج 1، ص 36.

[5] رجال كشي، ص 267 - 266.


المحور العقائدي السياسي


وفي هذا المحور ركّز الإمام علي عدة نشاطات:

النشاط الأول: التثقيف علي عدم شرعيّة الحكومات الجائرة ورتّب علي ذلك تحريم الرجوع اليها لحل النزاع والخصومات كما ورد عنه: «إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضاً الي أهل الجور، ولكن انظروا الي رجل منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضياً فتحاكموا اليه» [1] .

وقال أيضاً: (إيّما مؤمن قدّم مؤمناً في خصومة الي قاض أو سلطان جائر فقضي عليه بغير حكم الله فقد شركه في الاثم) [2] .

وعن أبي بصير عنه (عليه السلام) قال: «أيّما رجل كان بينه وبين أخ له ممارات في حق فدعاه الي رجل من اخوانه ليحكم بينه وبينه فأبي إلاّ أن يرافعه الي هؤلاء، كان بمنزلة الذين قال الله عزّ وجل: (ألم تر الي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل اليك وما اُنزل من



[ صفحه 103]



قبلك يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت وقد اُمروا أن كفروا به) [3] .

وعن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبدالله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما الي السلطان أو الي القضاء أيحل ذلك؟ فقال: من تحاكم اليهم في حق أو باطل فإنّما تحاكم الي طاغوت وما يحكم له فانما يأخذ سحتاً وأن كان حقه ثابتاً، لأنه اخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالي: (يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت وقد اُمروا أن يكفروا به) [4] .

وفي توجيه آخر حرّم أيضاً التعاون مع الأنظمة الجائرة فمن توصياته بهذا الخصوص، قوله (عليه السلام): «إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتي يحكم الله بين العباد» [5] .

وقال (عليه السلام): لا تُعِنْهم ـ أي حكام الجور ـ علي بناء مسجد [6] .

وقال (عليه السلام) لبعض أصحابه: «يا عذافر نبئت أنّك تعامل أبا أيوب والربيع فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة؟!!» [7] .

وعن علي بن حمزة، قال كان لي صديق من كتّاب بني اُمية فقال لي: استأذن لي علي أبي عبدالله (عليه السلام) فاستأذنت له، فلما دخل سلّم وجلس، ثم قال: جعلت فداك اني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالاً كثيراً، وأغمضت في مطالبه.

فقال ابو عبدالله (عليه السلام) لو أن بني اُمية لم يجدوا من يكتب لهم، ويجبي لهم



[ صفحه 104]



الفيء [8] ويقاتل عنهم، ويشهد جماعتهم، لما سلبونا حقّنا، ولو تركهم الناس وما في ايديهم، ما وجدوا شيئاً إلا وقع في ايديهم. فقال الفتي: جعلت فداك فهل لي من مخرج منه؟

قال: إن قلت لك تفعل؟ قال: أفعل، قال: اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، ومَن لم تعرف تصدّقت به [9] .

النشاط الثاني: مارس فيه التثقيف علي الصيغة السياسية السليمة من خلال تبيان موقع الولاية المغصوب واستخدم الخطاب القرآني في هذا المجال الذي حاولت فيه المدارس الفكرية الاخري تجميد النص بحدود الظاهر. فقد علّق(عليه السلام) علي قوله تعالي: (وإذ ابتلي ابراهيم ربّه بكلمات فأتمّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين) [10] .

ان الله عزّ وجلّ اتخذ ابراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبيّاً، وان الله اتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولاً وان الله اتّخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً وأنّ الله اتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً، فلما جمع له الأشياء قال: (إني جاعلك للناس إماماً).

قال (عليه السلام): «فَمن عِظَمِها ـ أي الامامة ـ في عين ابراهيم (عليه السلام) قال: ومن ذرّيتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين، قال: لا يكون السفيه إمام التقي» [11] .

كما فسّر (عليه السلام) قوله تعالي: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له



[ صفحه 105]



عابدون) [12] بأن الصبغة هي الاسلام [13] وفي قول آخر عنه (عليه السلام) بأن الصبغة هي صبغ المؤمنين بالولاية ـ يعني الولاية لإمام الحق. امير المؤمنين (عليه السلام) في الميثاق [14] .

وعلّق العلاّمة الطباطبائي علي ذلك بقوله: وهو من باطن الآية [15] .

كما نجده (عليه السلام) يتحدث عن الإمام امير المؤمنين ويذكّر الناس بحدث الغدير، ذلك الحدث السياسي الخطير في حياه الاُمّة، ويذكّرهم به لئلا يتعرض هذا الحدث للنسيان والإلغاء. قال في حق علي (عليه السلام) «المدعو له بالولاية المثبت له الامامة يوم غديم خم، بقول الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم): ألست أولي بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلي قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأعن من أعانه [16] .

وعندما التقي وفد من المعتزلة في مستوي رفيع ضم أعلامهم ورؤوسهم فكان من بينهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم، وذلك بعد قتل الوليد واختلاف اهل الشام، وقد أجمع رأي المعتزلة علي محمد ابن الحسن للخلافة الاسلامية وبعد أن اسندوا أمرهم في الرأي الي زعيمهم الروحي عمرو بن عبيد ودار حوار طويل بينه وبين الإمام خاطبه الإمام قائلاً: «يا عمرو لو أنّ الاُمة قلّدتك أمرها فملكته بغير قتال، ولا مؤنة فقيل لك: ولِّها من شئت، من كنت تولّي؟..



[ صفحه 106]



وبادر عمرو فقال: أجعلها شوري بين المسلمين..».

قال: بين كلهم..؟ قال: نعم. قال: بين فقهائهم وخيارهم؟.. قال نعم... قال: قريش وغيرهم؟ قال: قال له: العرب والعجم؟

قال (عليه السلام): أخبرني يا عمرو أتتولّي أبا بكر وعمر أو تتبرّأ منهما؟.). قال: (أتولاّها..).

فقال له الإمام (عليه السلام): «يا عمرو إن كنت رجلاً تتبرّأ منهما فانه يجوز لك الخلاف عليهما، وإنت كنت تتولاّهما فقد خالفتهما. فقد عهد عمر الي أبي بكر فبايعه، ولم يشاور أحداً، ثم ردّها أبو بكر عليه ولم يشاور احداً، ثم جعلها عمر شوري بين ستة، فأخرج منها الانصار غير اولئك الستة من قريش، ثم أوصي الناس فيهم ـ أي في الستة الذين انتخبهم ـ بشيء ما أراك ترضي أنت ولا أصحابك به.

وسأل عمرو الإمام (عليه السلام) عما صنع عمر قائلاً: ما صنع؟..

قال الإمام (عليه السلام) أمر صهيباً أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأن يتشاور اولئك الستّة ليس فيهم أحد سواهم إلاّ ابن عمر، ويشاورونه، وليس له من الأمر شيء، وأوصي من كان بحضرته من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيّام ولم يفرغوا ويبايعوا، أن تضرب أعناق الستة جميعاً وان اجتمع اربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيّام وخالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين.. أفترضون بذا فيما تجعلون من الشوري بين المسلمين؟... [17] .



[ صفحه 107]




پاورقي

[1] وسائل الشيعة 18: 4.

[2] المصدر السابق: 18 / 2.

[3] النساء: 4 / 60.

[4] النساء: 4 / 60، وسائل الشيعة: 18 / 3.

[5] وسائل الشيعة: 6 / 129.

[6] المصدر السابق: 6 / 130.

[7] المصدر السابق: 6 / 128.

[8] الفيء: الخراج.

[9] المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 365، بحار الأنوار: 47 / 138، والكافي: 5 / 106.

[10] البقرة: 2 / 124.

[11] الميزان: 1 / 276.

[12] البقرة: 2 / 138.

[13] تفسير الصافي: 1 / 176.

[14] تفسير العياشي: 1 / 62.

[15] الميزان: 1 / 315.

[16] عوالم العلوم والمعارف: 15 / 3 ـ (270 ـ 271) وراجع أيضاً شواهد التنزيل: 1 / 187 والدر المنثور: 2 / 298 وفتح القدير: 3 / 57 وروح المعاني: 6 / 168.

[17] الاحتجاج 2 / 118 ـ 122.


نعم... لطلب العلم لا... لهتك استار الناس


8- عن عمرو بن جميع قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من جاءنا يلتمس الفقه و القرآن و تفسيره فدعوه، و من جاءنا يبدي عورة [1] قد سترها الله فنحوه.

فقال له رجل من القوم: جعلت فداك والله انني لمقيم علي ذنب منذ دهر اريد أن أتحول عنه الي غيره فما أقدر عليه.

فقال له: ان كنت صادقا فان الله يحبك و ما يمنعه أن ينقلك منه الي غيره الا لكي تخافه [2] .


پاورقي

[1] العورة: كل ما يستحيي منه و يسوء صاحبه أن يري ذلك منه (مجمع البحرين) و الظاهر أن المراد هتك أستار الناس.

[2] اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 44 ح 4.


وعظهاي امام به صورت انكار


امام عليه السلام مي فرمايد

اگر ميداني كه خداوند كفيل روزي تو است پس چرا ناراحتي؟

و اگر روزي مقسوم است حرص زياد چرا؟

اگر حساب حق است پس جمع مال براي چه؟

اگر خداوند بايد ثواب دهد پس تنبلي براي چه؟

اگر خداوند خلف وعده نمي كند پس بخل براي چيست؟

اگر عقوبت خداوند آتش است پس معصيت چرا؟

اگر مردن حق است پس خوشنودي چيست؟

اگر اعمال مردم بر خدا عرضه مي شود پس حيله گري چرا؟

اگر شيطان دشمن است پس غفلت براي چه؟

اگر عبور از صراط راست و حق است پس خودخواهي چرا؟

و اگر هر چيزي با قضا و قدر است پس غصه و اندوه چرا؟

اگر دنيا فاني است پس اطمينان براي چيست؟

و سپس مي فرمايد - اي مردم شما مقيد به اجل هائي هستيد و روزگار شما معدود بوده و مرگ حتمي است و ناگهان مي رسد و هر كس خيري بكارد خوشي و خرمي درو خواهد كرد و كسي كه شر مي كارد ندامت و پشيماني درو خواهد كرد و زرع هر زارعي مال او است آن كس كه به دنبال روزي ندود باز هم سهم او به او مي رسد و هر كس دنبال آن بدود و حرص بزند باز هم آنچه مقدر او است به او مي رسد به هر كس خيري رسد خدا به او رسانيده و هر كس كه شري محفوظ بماند خداوند او را حفظ كرده است به عقب انداختن توبه غرور است و هر كاري را امروز و فردا كردن سر گرداني است و عذر آوردن براي خدا



[ صفحه 221]



موجب هلاكت است و كسي كه اصرار بر گناه مي كند از مكر خدا ايمن است و كساني كه از مكر خدا ايمن هستند همان مردمان زيان ديده مي باشند - هر كس كه از خدا بپرهيزد به خدا نزديك مي شود و كسي كه خدا را شكر نمايد نعمت خود را مي افزايد و هر كس كه به خدا قرض دهد خدا جزاي او را مي دهد

اي انسان مگر محزون نمي شوي و مگر مهموم نمي گردي و مگر متألم ميشوي در صورتي كه اسباب حزن و اندوه از خود تو است مرگ را به ياد بياور و تنهائي خود را در قبر و آنكه چشمان تو بر روي صورت تو مي ريزد و بند بندت از هم جدا مي شود و كرمان گوشت تو را مي خورند و انقطاع خود را از دنيا همه را در نظر بگير اين تذكرات تو را بر عمل صحيح تحريض مي كند و از كارهاي بد جلوگيري خواهد كرد


المساواة اساس الدولة


لقد خطب في اليوم التالي لمبايعته فقال: «أما بعد ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار و فجروا الأنهار و ركبوا الخيول الفارهة و اتخذوا الوصائف الرقيقة و صار ذلك عليهم عارا و شنارا، إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه و أصرتهم الي حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك و يستنكرون و يقولون حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا».

فلما كان الغد غدا الناس لقبض حقوقهم. فأمر كاتبه عبيدالله بن أبي رافع أن يبدأ بالمهاجرين. و أعطي كل من حضر منهم ثلاثة دنانير، ثم ثني بالأنصار، ثم سائر الناس كلهم... سوي بينهم الأحمر فيهم و الأسود. فقال له سهل بن حنيف: هذا غلامي أعتقته بالأمس. قال: نعطيه كما نعطيك ثلاثة دنانير.

و قد تخلف عن هذه القسمة طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عبدالله بن عمر و سعيد بن العاص و مروان بن الحكم.

و قال علي (عليه السلام): «ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان و كل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق قديم لا يبطله شي ء، و الله لو تزوج به النساء و ملك به الإماء لرددته. فإن في العدل سعة. و من ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق».

و لما جاءته امرأتان فسوي بينهما، قالت إحداهما: إني امرأة من العرب، و هذه أعجمية! فقال: «إني لا أري لبني اسماعيل في هذا الغني فضلا علي بني اسحق».

و غضب البعض مما يصنع أميرالمؤمنين (عليه السلام). و كتب عمرو بن العاص الي



[ صفحه 304]



معاوية يقول: «ما كنت صانعا فاصنع...».

و دعي البعض في السر الي رفض علي لمساواته بينهم و بين الأعاجم. و لما بلغه ذلك صعد المنبر متقلدا سيفه و قال: «... ليس لأحد عندنا فضل إلا بطاعة الله و طاعة الرسول... قال الله تعالي «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

ثم صاح بأعلي صوته: «أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فإن توليتم فإن الله لا يحب الكافرين»...

في هذه الأيام الأولي، وضع منهاجه الدستوري: المساواة في الحقوق، و العدل بين الناس. و منهاجه الاقتصادي: المساواة في العطاء بين فئات الشعب. و منهاجه الاجتماعي: ليس في الاسلام شريف و مشروف، و لا أحمر و أسود، و لا عربي و أعجمي و انما أكرم الناس أتقاهم.

و كان عدله (عليه السلام) مع الذين حاربوه أو كفروه أو قتلوه دروسا في الفقه:

روي الغزالي في المستصفي أن قضاته استشاروه في شهادة الخوارج بالبصرة فأمر بقبولها، كما كانت تقبل قبل خروجهم عليه، لأنهم إنما حاربوا علي تأويل. و في رد شهادتهم تعصب و إثارة خلاف...

حتي قاتله عبدالرحمن بن ملجم نهي عن المثلة به.

و بالمساواة التي هي خصيصة الإسلام الأولي، بعد التوحيد، هرع أبناء البلاد - من غير العرب - الي اعتناق الاسلام. ثم اختار كثير منهم الانضمام تحت لواء الشيعة.

و لما سادت الدعوة لأهل البيت (عليهم السلام) في خراسان أقبلت جيوشها تقيم دولة الدين علي انقاض بني أمية و بني مروان. و كانت الدعوة الي «الرضا» من «أهل البيت» و المساواة بين «الموالي و العرب»، شعار الدولة التي أقامها أبومسلم الخراساني و التي



[ صفحه 305]



سرقها بنوالعباس من بني علي (عليه السلام)، كما أوضحنا قبل. [1] .



[ صفحه 306]



و لقد و هم الذين نسبوا أسباب التشيع في خراسان الي ما زعموه من تشابه تتابع الخلافة النبوية و الدينية في بيت الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم)، و توارث الملك عند الفرس في الدولة الكسروية، و حكم كسري «بالحق الآلهي».

فلقد ترك الفرس دين كسري بتمامه الي الإسلام و قواعده.

إنما كانت تفرقة الولاة و الحكام بين العجم و بين العرب سببا لتصبح المساواة صيحة التجمع منهم علي أميرالمؤمنين علي و بنيه (عليهم السلام). و كان أهل البيت مضطهدين، تهوي اليهم الأفئدة. و كانوا شجعانا يستشهدون. فاجتمع علي ايجاب الانضمام اليهم الدين و العقل و المصلحة. و هي دوافع كافية للجهاد ضد بني أمية.



[ صفحه 307]



أما زعم الزاعمين ان إصهار الحسين (عليه السلام) الي الفرس في أم زين العابدين كان سببا لتشيعهم، فينقضه ان ابني عمرو و أبي بكر اصهرا اليهم في اختين لها، و مع ذلك لم يتعصب الفرس لأبويهما.

لا مراء، كان طلب المساواة هو الباعث علي التشيع لعلي (عليه السلام)، من قوم سلبت حقوقهم في المساواة... و هم في قمة المجتمع العلمي و الديني يحملون مسؤوليات الدين الجديد مع العرب.

و الدول العظيمة، و الحروب الدامية، و تغيير التاريخ، لا يحدثها الغضب من أجل النسب. و انما تحدثها المبادئ الخالدة و البطولات الرائعة و ابتغاء مستقبل أفضل. و تفسير التاريخ علي أساس النسب تفسير أوربي يدفع المستشرقين اليه سوابق «الزواج السياسي» بين ملوكهم و «حروب الوراثة» بين دولهم.


پاورقي

[1] كان بنوأمية يجعلون للعرب درجة علي الموالي - و سمي العرب الموالي بالعلوج.

بل قال جرير:



قالوا نبيعكه بيعا فقلت لهم

بيعوا الموالي و استغنوا عن العرب



و المبرد يقول: «و تزعم الرواة ان الذي أنفت منه جلة الموالي هذا البيت لأنه حطهم و وضعهم».

و تزوج أعجمي من عربية من بني سليم فشكاهما محتسب الي والي المدينة (ابراهيم بن هشام صهر الخليفة عبدالملك بن مروان) ففرق بينهما لعدم الكفاءة، و عزر الزوج لأنه ارتكب جريمة! بأن ضربه مائتي جلدة ثم حلق لحيته و شاربه. فقالوا عن الوالي:



قضيت بسنة و حكمت عدلا

و لم ترث الحكومة من بعيد



و ابراهيم بن هشام خال الخليفة هشام بن عبدالملك.

و سأل هشام جليسه في فاتحة القرن الثاني للهجرة عن فقهاء الأمصار. قال: من فقيه المدينة؟ قال: نافع مولي ابن عمر. قال: فمن فقيه أهل مكة؟

قال: عطاء بن أبي رباح. قال: مولي أم عربي؟

قال: مولي. قال فمن فقيه اليمن؟

قال: طاووس بن كيسان. قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي.

قال: فمن فقيه أهل اليمامة؟

قال: يحيي بن أبي كثير. قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي.

قال: فمن فقيه أهل الشام؟

قال: مكحول. قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي.

قال: فمن فقيه أهل الجزيرة؟

قال: ميمون بن مهران. قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي.

قال: فمن فقيه أهل الجزيرة؟

قال: الضحاك بن مزاحم. قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي.

قال: فمن فقيه أهل البصرة؟

قال: الحسن و ابن سيرين. قال: موليان أم عربيان؟ قال: موليان.

قال: قال فمن فقيه أهل الكوفة؟

قال: ابراهيم النخعي. قال: مولي أم عربي؟

قال: عربي.

قال: كادت نفسي تزهق و لا تقول واحد عربي!

و من هذا التعصب للعرق و تمييز العرب ثار من عدا العرب في خراسان (ماوراء العراق حتي وسط آسيا) و أجاء أهل خراسان ببني العباس الي الخلافة بشعارين يكمل كل منهما الآخر:

1) إعادة حكم الدين و تولية أهل البيت. 2) مساواة الموالي و العرب. و انطبعت الدولة العباسية في أغلب أمرها. بطابع غير عربي.

يقول الجاحظ عن المائة الأولي من عمرها: «دولتهم أعجمية خراسانية، و دولة بني أمية عربية أعرابية».

و كان مؤسسو الدولة العباسية يشيرون الي خراسان علي انها (باب الدولة).

و في خواتيم المائة الأولي، حاول الرشيد ان يستعيد مقاليد الامور من الفرس فكانت مصارع البرامكة. فلم يلبث الفرس إلا سنين حتي قتلت جيوشهم الأمين - العربي الأب و الأم - و جاءوا بالمأمون الي عرش الخلافة و أمه خراسانية.

و شهدت المائة الثانية من عمر الدولة دولا قادمة من خراسان تستقل بممالكها أو تحكم الدولة العباسية كلها: بني سامان (389 - 261) يحكمون في الشرق من خراسان في (248) و الدولة الصفارية في عهد المعتز (252) ثم بني بويه (423 - 324) يحكمون فارس و الري و اصفهان و الجبل. و لم تنشأ دولة عربية إلا في الموصل و دياربكر و ربيعة، و هي دولة بني حمدان (358 - 317).


نجات يافتن از شر منصور


جمال الدين مزي به سند خود در تهذيب الكمال آورده است: «ربيع گويد: منصور مرا فراخواند و گفت: همانا جعفر بن محمد در حكومت من نافرماني مي كند. خدا مرا بكشد اگر او را نكشم. پس من به دستور منصور، امام صادق عليه السلام را به نزد منصور احضار كردم. پس حضرت لباس پوشيد و با طهارت به نزد منصور آمد. من از منصور اجازه ورود خواستم، منصور گفت: او را نزد من بياور، خدا مرا بكشد اگر او را نكشم. پس چون حضرت داخل شد و چشم منصور به ايشان افتاد، از جاي خود بلند شد و خود را به حضرت رساند و گفت: آفرين بر مرد پاكيزه كه دامنش از هر خيانت و دغل پاك است. برادرم و پسر عمويم.

پس حضرت را بر جاي خود نشاند و رو به حضرت كرد و از حال ايشان پرسيد. سپس گفت: حوايج خود را بيان كن. امام فرمود: همانا نسبت به مردم مكه و مدينه بخل كرده و حق آنان را نداده اي. دستور ده حقوق آنان را پرداخت كنند. گفت: اين كار را مي كنم. سپس دستور داد تشتي از بوي خوش حاضر كردند. آن گاه غاليه [1] و عنبر از آن تشت بر مي داشت و به محاسن حضرت مي ماليد... پس حضرت بلند شد و برگشت. در پي او رفتم و گفتم: اي پسر پيامبر! شما را من به نزد منصور آوردم و شكي نداشتم كه او قصد كشتن شما را دارد، ولي او اين گونه با احترام با شما برخورد كرد. من ديدم شما وقت داخل شدن چيزي زير لب زمزمه مي كرديد، آن چه دعايي بود؟ حضرت فرمود: «گفتم أللهم احرسني بعينك التي لاتنام...». [2] .



[ صفحه 67]



ابوبكر بن دريد از زرام ابوقيس نقل مي كند: «منصور مرا به سوي جعفر بن محمد بن علي بن حسين فرستاد تا حضرت را نزدش ببرم. در ميان راه كه حضرت را به سوي منصور كه در حيره بود، مي بردم، چون به بلندي نجف رسيديم، جعفر بن محمد از مركب پياده شد و وضويي ساخت و دو ركعت نماز گزارد. سپس دست به دعا برداشت. پس من به او نزديك شدم و شنيدم كه مي گفت:

بار خدايا! از تو كمك و فتح مي خواهم و از تو نجات مي طلبم و به پيامبر و بنده ات محمد متوسل مي شوم. بار خدايا! حزن و اندوه او را بر من آسان گردان و سختي ها را بر من هموار ساز و از خير و نيكي بيش از آنچه اميد دارم، به من بده و شر و بدي را بيش از مقداري كه مي ترسم، از من دور گردان.

سپس حضرت سوار مركب شد و به راه افتاد؛ چون به درگاه منصور رسيد و منصور از حضور حضرت با خبر شد، بلند شد. درها را باز كرد و چون حضرت نزد منصور رسيد، منصور براي حضرت بلند شد و دست حضرت را گرفت و در كنار خود نشاند. سپس از حال امام صادق پرسيد». [3] .


پاورقي

[1] بوي خوش مركب از مشك و عنبر و رنگ سياه كه موي را بدان خضاب مي كنند. (فرهنگ معين).

[2] تهذيب الكمال، ج 3، صص 430 و 431؛ العقد الفريد، ج 2، صص 34 و 35، (با اندكي اختلاف)؛ سير اعلام النبلاء، ج 6، صص 266 و 267.

[3] وفيات الاعيان، ج 1، ص 436.


خدا شناسي


عبدالكريم بن ابي العوجاء فردي زنديق و بد عاقبتي بود كه در نهايت به دستور منصور به دست والي كوفه محمد بن سليمان به قتل رسيد. [1] وي كه



[ صفحه 96]



فردي ملحد است به يكي از ياران امام صادق عليه السلام (مؤمن الطاق [2] ) گفت هر كسي چيزي را پديد آورد، خالق آن خواهد بود. وي گفت: به من يكي دو ماه مهلت دهيد، آنگاه نزد من بياييد.

مؤمن الطاق مي گويد من آن سال به حج رفتم؛ به خدمت امام صادق عليه السلام رسيدم. امام در مورد توطئه ابي العوجاء فرمود: وي ظرفي را آماده مي كند كه در درون آن تعدادي كرم توليد نموده است و در حضور ديگران به شما خواهد گفت كه من خالق اين ها هستم. وقتي چنين چيزي گفت از وي بپرس اگر تو خالق اينها هستي كدام يك از اين ها نر و كدام يك ماده مي باشد. زيرا خدا و خالق از تمام ويژگي هاي مخلوق خويش آگاه است. هنگامي كه اين سؤال را مطرح ساختم، ابي العوجاء كه رسوا شده بود، گفت اين سخن از تو نيست، اين سخن را از حجاز آورده اي، هذه التي حملته الابل من الحجاز. [3] .


پاورقي

[1] تنقيح المقال، ج 2، ص 159، شماره 6679.

[2] محمد بن علي بن النعمان ابو جعفر الاحول.

[3] رجال كشي، ص 189.


تشريفات كاخ منصور


«فضل بن ربيع» وزير منصور مردم را منع مي كرد كه از خليفه ي مسلمين احوالپرسي كنند. او دستور داده بود كه اگر خواستيد چيزي بگوئيد به صورت دعا بگوئيد مثلا نگوئيد «كيف اصبح الامير» حال امير چطور است. بلكه بگوئيد «صبح الله الأمير بالكرامة» خداوند صبح امير را به خير و خوشي بگذراند و اگر خواستيد احوال او را بپرسيد بگوئيد: خداوند شفاي عاجل عنايت فرمايد نه آنكه به طور سئوال از احوال او جويا شويد. زيرا سئوال محتاج به جواب است اگر امير جواب ندهد بد است و



[ صفحه 59]



اگر جواب بدهد بر او ناگوار است كه مرتبا جواب اين قبيل سئوالات را بدهد. و در مورد عطسه هم رويه ي اسلامي را منع كرد.

«سديف بن ميمون» يكي از بزرگاني بود كه به منصور علاقه ي كامل داشت. و جداً از بني عباس طرفداري مي كرد و وقتي منصور به خلافت رسيد هزار دينار طلا به او داد. همين شخص چون كه با محمد و ابراهيم فرزندان عبدالله بن حسن دوست بود. منصور پس از قتل آن دو عموزادگان جوان خود در صدد شد «سديف» را بكشد ولي به او دست نيافت تا آنكه والي مدينه «عبدالصمد بن علي» به «سديف» امان داد و سديف در مدينه بود تا وقتي كه منصور به مدينه آمد. آن گاه سديف را احضار كرد و امر كرد او را در گوني انداخته و آن قدر با چوب او را زدند كه گوشت و استخوان آن مرد كه سالها به خانواده ي او خدمت كرده بود با هم كوبيده شد و هنوز رمقي داشت كه او را در چاه انداختند.

منصور دوانيقي فرمانداري يكي از شهرهاي غير عربي را به مردي محول نموده بود به نام «عمرو سلم قتيبه» او در دوران مأموريت خود ستم بسيار كرد و مردم از ظلم او به جان آمدند ناچار يكي از افراد دانا و فهميده ي خود را برگزيدند و از او خواستند به دربار منصور برود و از ستم «عمرو» شكايت كند. او چون به دربار آمد با «ربيع» حاجب بزرگ برخورد نمود. گفت: من از فلان ناحيه آمده ام و مردم مرا فرستاده اند تا حال آنان را شرح دهم و بگويم از ستم فرماندار بر اهالي چه مي گذرد. اما پيش از شرح حال سئوالي دارم و آن اينكه آيا شما «عمرو سلم قتيبه» را شناخته بوديد كه او را به فرمانداري شهر ما برگزيديد يا آنكه نمي شناختيد؟ ربيع پاسخ داد مي شناختيم.

فرستاده ي مردم بدون آن كه سخني بگويد بازگشت و رفت. «ربيع» تعجب كرد و دستور داد او را بازگرداندند. چون بيامد ربيع پرسيد مقصودت از اين سئوال چه بود كه بدان اكتفا كردي و حاجت ديگري نخواستي؟

نماينده ي مردم گفت اگر شما او را نمي شناختيد و از ستمكاري وي آگاه نمي بوديد



[ صفحه 60]



من جريان كارهايش را مي گفتم، ولي بعد از آنكه گفتيد او را مي شناختيم و آگاهانه براي فرمانداري ما فرستاده ايد جاي سخن باقي نماند. ناچار بايد به خدا بازگرديم و كفايت امر خود را از او بخواهيم. [1] .


پاورقي

[1] جوامع الحكايات / ص 391.


شهادت صيفي بن فسيل شيباني


ياران حجر را نيز به دستور ابن زياد دستگير مي كردند و به شهادت مي رساندند كه يكي از آنان صيفي بن فسيل شيباني بود. هنگامي كه او را دستگير كردند و نزد زياد آوردند، زياد به او خطاب كرد و گفت: اي دشمن خدا، درباره ي ابوتراب چه مي گويي؟

صيفي: من ابوتراب را نمي شناسم.

زياد: او را خوب مي شناسي.

صيفي: نمي شناسم.

زياد: علي بن ابي طالب را نمي شناسي؟

صيفي: چرا، مي شناسم.

زياد: همان علي ابوتراب است.

صيفي: نه، علي ابوالحسن و ابوالحسين است كه درود بر او باد.

رئيس انتظامات زياد گفت: امير به تو مي گويد او ابوتراب است و تو مي گويي ابوالحسن است؟

صيفي: اگر امير دورغ مي گويد من هم بايد دروغ بگويم و اگر او بر سخن باطلي شهادت مي دهد من هم بايد شهادت دهم؟

زياد گفت: اين نيز گناه ديگري است كه مرتكب شدي. سپس گفت: عصاي مرا بياوريد!

عصا را آوردند. گفت: عقيده ات درباره ي علي چيست؟



[ صفحه 91]



گفت: نيكوترين اعتقادي كه درباره ي بنده اي از بندگان شايسته ي خدا مي توان داشت.

نعره ي زياد بلند شد: با چوب آن قدر به گردنش بكوبيد تا نقش زمين شود.

چندان او را زدند كه بر زمين غلتيد. آنگاه گفت او را رها كنند. پس از كتك هاي فراواني كه به او زدند، باز زياد پرسيد: عقيده ات درباره ي علي چيست؟

صيفي گفت: به خدا سوگند اگر با شمشير قطعه قطعه ام كني جز آنچه شنيدي سخن ديگري از من نخواهي شنيد.

زياد گفت: بايد او را لعن كني يا گردنت را خواهم زد.

گفت: در اين صورت گردنم را خواهي زد و اگر چنين كني، به خدا من خشنودم و تو بدبختي.

زياد فرمان داد او را با زنجير آهنين ببندند و در زندان بيفكنند تا اينكه سرانجام پس از چند روز او را به شهادت رساند [1] .


پاورقي

[1] تاريخ طبري، ج 4، ص 198.


تأثير ولايت اهل بيت در سعادت انسان؛ مطلق يا مشروط


يك مسأله اساسي كه منشأ خيلي از ابهامات شده، اين است كه برخي گمان مي كنند چون ولايت ائمه اطهار عليهم السلام را قبول دارند، اگر هر گناهي را انجام دهند، آمرزيده مي شوند و از طرف ديگر اگر كسي ولايت ائمه عليهم السلام را قبول نداشته باشد، هر چند عبادات زيادي انجام دهد، خداوند از او نمي گذرد و به جهنم مي رود.

بر اين اساس - و با توجه به روايات زيادي كه در اين باره وجود دارد - كساني تصور مي كنند همين كه شيعه هستند و ائمه اثنا عشر را دوست دارند، اگر گناهي نيز مرتكب شوند، مشمول شفاعت ائمه معصومين عليهم السلام قرار مي گيرند. آنها چنين مي پندارند كه اگر بر فرض در روضه ي امام حسين عليه السلام شركت كنند و خود را شبيه گريه كنندگان قرار دهند، با توجه به روايت: «من بكي او ابكي او تباكي للحسين وجبت له الجنة» [1] همه ي گناهانشان



[ صفحه 85]



آمرزيده مي شود. اگر كسي با اين ديد به روايت نگاه كند، از يك طرف باعث مي شود ديگر هيچ ابايي از گناه كردن نداشته باشد؛ زيرا فكر مي كند مثلا سينه زدن در يك شب عاشورا و تباكي براي سيدالشهدا عليه السلام، جبران همه ي گناهان او را مي كند، از سوي ديگر چنين فردي نسبت به كساني كه امامت ائمه معصومين عليهم السلام را قبول ندارند، بيش از حد بدبين مي شود. روايتي هم به اين مضمون داريم كه اگر كسي ولايت اهل بيت عليهم السلام را قبول نداشته باشد، اگر بين ركن و مقام عبادت كند به طوري كه مثل مشك خشكيده اي شود، خداوند او را به جهنم مي برد.

صرف نظر از اين كه آيا سند چنين رواياتي صحيح است يا خير، بيان چند نكته در اين خصوص ضروري است كه در ادامه به آنها اشاره مي كنيم.


پاورقي

[1] البته عين اين عبارت در روايات نيامده است، ولي شبيه و مضمون آن را در روايات داريم. براي نمونه ر. ك: حاج شيخ عباس قمي، نفس المهموم، فصل دوم، ح 13 و 14.


استراتژي كلي امام صادق


استراتژي كلي امامت، ايجاد انقلاب توحيدي و علوي است؛ در فضايي كه گروه لازمي از مردم ايدئولوژي امامت را دانسته و پذيرفته و مشتاقانه در انتظار عينيت يافتن آن بوده و گروه لازم ديگري به جمع مصمم تشكيلات مبارز پيوسته باشند. لازمه ي منطقي اين خط مشي كلي، دعوتي همه گير است در سراسر محيط عالم اسلام تلطيف جو اشاعه ي فكر شيعي در همه ي اقطار، و دعوتي ديگر



[ صفحه 53]



است براي آماده سازي افراد مستعد و فداكار اعضاي تشكيلات پنهاني شيعه.


وصيت سعد بن ابي وقاص


مورخان و مدينه شناسان درباره محل دفن سعدبن ابي وقاص [1] مطلبي را نقل نموده اند كه اجمال آن اين است او در اواخر عمرش يكي از دوستانش را به زاويه ي شرقي خانه عقيل در كنار بقيع برده و از وي خواسته است خاكهاي سطحي زمين را كنار بزند سپس چند عدد ميخ كه به همراه داشته بعنوان علامت و نشانه به آنجا كوبيده و وصيت نموده است بدن او را در آن محل بخاك بسپارند و پس از مدتي كه در قصر خود در وادي عقيق و بيرون شهر از دنيا رفته بدنش را به مدينه منتقل و طبق وصيت او در همان محل كه علامت گذاري و ميخكوبي شده بود دفن نموده اند (فَوَجَدُوا الاَوْتادَ فَحَفَرُوا لَهُ هُناكَ وَدَفَنوُهُ). [2] .


پاورقي

[1] مرگ سعدبن ابي وقاص در سال 56 واقع شده است.

[2] اسدالغابه، ج2، ص293؛ تاريخ المدينه، ج1، ص116؛ عمدة الاخبار، ص152؛ وفاء الوفا، ج 3، ص899.


حكم الامام الصادق الشعرية


1- قال عليه السلام:



تعصي الاله فأنت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع



لو كان حبك صادقا لأطعته

ان المحب لمن أحب مطيع



2- قال عليه السلام: في الصبر:



و اذا بليت بعسرة فاصبر لها

صبر الكريم فان ذلك أحزم



لا تشكون الي العباد فانما

تشكو الرحيم الي الذي لا يرحم



3- كان رجل من التجار يختلف الي الامام عليه السلام و يعرفه بحسن حاله، فتغيرت حاله فجعل يشكو اليه فقال عليه السلام:



فلا تجزع و ان أعسرت يوما

فد أيسرت في زمن طويل





[ صفحه 225]



و لا تيأس فان اليأس كفر

لعل الله يغني عن قليل



و لا تظنن بربك ظن سوء

فان الله أولي بالجميل



4- قال عليه السلام في التحذير و الترغيب:



أتأمن النفس النفيسة ربها

فليس لها في الخلق كلهم ثمن



بها يشتري الجنات ان أنا بعتها

بشي ء سواها ان ذلكم غبن



اذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها

فقد ذهبت نفسي و قد ذهب الثمن



5- قال عليه السلام: في وفاء الناس:



ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب

و الناس بين مخاتل و موارب



يفشون بينهم المودة و الصفا

و قلوبهم محشوة بعقارب



6- و قال عليه السلام: في التذكير بالموت:



اعمل علي مهل فانك ميت

و اختر لنفسك أيها الانسان





[ صفحه 226]




طبقات الناس


و تحدث الامام عليه السلام مع زرارة بن أوفي عن طبقات الناس، فقال له له: يا زرارة، الناس في زماننا علي ست طبقات: أسد، و ذئب و ثعلب، و كلب، و خنزير، وشاة، فأما الأسد فملوك الدنيا يحب كل واحد منهم أن يغلب، و لا يغلب، و أما الذئب فتجاركم يذمون اذا اشتروا و يمدحون اذا باعوا، و أما الثعلب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم و لا يكون في قلوبهم ما يصفون بالسنتهم، و أما الكلب فهو الذي يهر علي الناس بلسانه، و يكرمه الناس من شر لسانه، و أما الخنزير فهولاء المخنثون و اشباههم لا يدعون الي فاحشة الا أجابوا، و أما الشاة فالمؤمنون الذين تجز شعورهم، و يؤكل لحومهم، و يكسر عظمهم، فكيف تصنع الشاة بين أسد، و ذئب، و ثعلب، و كلب، و خنزير؟...» [1] .



[ صفحه 90]



لقد نظر الامام عليه السلام بعمق و شمول الي المجتمع الذي عاش فيه فحلله الي طبقات ست: و ذكر خصائص كل طبقة بما ينطبق عليها، و لا يتخلف عنها.


پاورقي

[1] الخصال (ص 308).


التنكيل بأنصار زيد


و امعنت السلطة الاموية بعدما قضت علي ثورة زيد في اشاعة الذعر و الخوف في الكوفة، فأخذت البري ء بالسقيم، و المقبل بالمدبر، و عمدت الي التنكيل القاسي بانصار زيد فاشاعت فيهم القتل و الاعدام، و اسرفت في ذلك الي حد بعيد، و تعدي التنكيل من الرجال الي النساء، و كان ذلك محظورا حتي في العرف الجاهلي الا ان الامويين قد استباحوا ذلك في سبيل أهدافهم السياسية، و يقول المؤرخون: ان الطاغية السفاك يوسف ابن عمر أمر بالقاء القبض علي امرأة كانت قد اعانت زيدا، و لما مثلت عنده أمر بقطع يدها و رجلها، فطلبت قطع رجلها أولا حتي تجمع عليها ثيابها فما استجابوا له فقطعوا يدها و رجلها، و أخذ ينزف دمها حتي ماتت، ثم انه أمر باحضار زوجها و ضرب عنقه، فنفذ فيه ذلك [1] كما أوعز بالقاء القبض علي امرأة كانت قد زوجت بنتها الي زيد، فأمر بشق ثيابها، و جلدها بالسياط، فجلدت و توفيت تحت السياط، و رموا بجثتها في الصحراء، فأخذها قومها و دفنوها في مقابرهم [2] .

و اقترف الطاغية كثيرا من أمثال هذه الجرائم التي تنم عن انسان ممسوخ، ميت الضمير و الاحساس.



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] انساب الاشراف 3 / 255.

[2] أنساب الاشراف 3 / 255.


عزت تقوا چيست؟


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

خداوند عزوجل هيچ بنده اي را از ذلت گناهان به عزت تقوا منتقل نكرد؛ مگر اين كه او را بدون هيچ مالي توانگر ساخت و بدون ايل و عشيره اي قدرتمند نمود و بي آنكه كسي با او باشد، او را از تنهايي به درآورد. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 70 / 282 / 1، همان، همان، 22409.


خدمت به خلق و آخرت


در روايات متعددي آمده است كه: اگر كسي را يافتيد كه نياز عالم آخرت شما را با خود به آن جا ببرد و در آن جا به شما باز گرداند فورا احتياج او را برآورده كنيد. زاد و توشه و نياز آخرت چيزي جز خوش اخلاقي، صدقه دادن، خيرات كردن، منبر رفتن، تدريس كردن، هديه دادن، خدمت به خلق و برآوردن حاجت ديگران نيست. پول در دنيا خيلي كارها مي كند، و براي پول دارها نوعي خوشي است؛ چرا كه به هنگام گرفتاري و احتياج، ديگر لازم نيست به اين و آن رو بيندازند و پول قرض كنند. پس پول داشتن در دنيا يك امتياز است. عقل اين مطلب را قبول دارد و كاملا منطقي است. اما بايد به نفس قبولاند كه وقتي كار خيري براي ديگران انجام مي شود، در واقع مانند آن است كه فاعل آن خير براي خودش پول جمع مي كند و بودجه آخرت خود را تأمين مي كند، پس اگر در دنيا گره از كار كسي گشود و مشكلي را حل كرد، در آخرت صدها گره از كارهايش باز مي شود. اين است معناي احسان به خويشتن، نه اين كه انسان خوب بخورد، يا راحت بخوابد. از دنيا و پول فقط آنچه صرف آخرت و خدمت به خلق خدا مي شود ارزش دارد و بقيه اش ضرر است.

در كتاب هاي قديمي آمده است كه شخصي با سوزاندن اسكناس آب سماوري را جوش مي آورد. اين كار، كار جاهلانه و بي ارزشي است كه حكايت از بي عقلي شخص دارد؛ چرا كه با آن پول هايي كه سوزانده دو استكان چاي نصيبش شده است و حال آن كه مي توانست با مقدار اندكي از آن پول ها ميليون ها استكان چاي بنوشد. عمري كه، صرف خوش گذراني مي شود حكايت همان اسكناس هايي است كه براي به جوش آمدن سماور مصرف مي شود. از تمام عمر فقط لحظاتي ارزش دارد كه صرف تأمين آخرت گردد و با آن مايحتاج جهان ديگر فراهم شود و بقيه اش تباه كردن سرمايه گران بهاي عمر و جواني



[ صفحه 121]



است. تلف كردن عمر هيچ فرقي با سوزاندن اسكناس نمي كند، بلكه ضرر تلف شدن عمر بيشتر است، چرا كه با سرمايه ي عمر مي توان آخرت را آباد كرد و صرف عمر در عياشي و خوش گذراني نابود كردن پربهاترين سرمايه در راه هاي بي ارزش است. كسي كه سرمايه عمر و جواني خود را بر باد مي دهد از كسي كه پول خود را هيزم سماور مي كند به مراتب بي خردتر است.

«و أحسنوا الي أنفسكم ما استطعتم» استطاعت يعني توانستن، يك شرط عقلي است، نه شرعي. فرض كنيم شخصي يكي از نزديكانش مريض شده و پولي براي مداواي او نداشته باشد. آن شخص مي توانسته پولي از كسي قرض كند و مريض خود را نجات دهد، اما اين كار را نكرده و بيمار او در گذشته است. اگر از او بپرسند: آيا نمي توانستي پول قرض كني و با آن مريض خود را مداوا نمايي؟ در جواب خواهد گفت: چرا مي توانستم. اين معناي استطاعت است. كسي كه براي امرار معاش خود كاسبي مي كند اگر يك روز اصلا كاسبي نكند و به خانه بيايد، به اهل و عيال خود بگويد: من امروز كاسبي نكرده ام، در نتيجه شما هم غذايي براي خوردن نداريد، آيا اين جمله پذيرفتني است؟ آيا عقلاي عالم چنين سخني را قبول خواهند كرد؟

معصومين عليهم السلام از ما خواسته اند با استطاعتي كه داريم آخرت خويش را آباد كنيم.


هر كسي مي گويد


انسان به طور كلي طالب درستي و مخالف نادرستي است بنابراين هركس در هر وضعي كه باشد و هر مرام و مسلكي كه داشته باشد و به هر ترتيبي كه زندگي كند، خود را در آن وضع و مرام و كيفيت زندگاني، محق مي داند و به نظر خودش راه صحيح را مي پيمايد و خطا و اشتباه نمي كند. چه در غير اين صورت، راه خويش را عوض كرده روش ديگري را انتخاب مي كند.

ثلاث خلال يقول كل انسان انه علي صواب منها: دينه الذي يعتقده، و هواه الذي، يستعلي عليه، و تدبيره في اموره. [1] .

سه چيز است كه هر انساني مي گويد من درست و صحيح آن را دارا هستم؛ ديني كه بدان اعتقاد دارد، ميل و خواسته اي كه بر او مسلط است (و او را به كار وادار مي كند ) ، تدبير و سياست او در امور زندگي خود.


پاورقي

[1] تحف. ص 321.


و اما حق خويشاوندان


################

پاورقي

################

قانون مصادرات


همين كه آتش جنگ شعله ور گرديد منصور با سرعت عجيبي به طرف كوفه رهسپار شده سپاه خود را با عيسي بن موسي به مدينه فرستاد حميد بن قحطبه را به فرماندهي سپاه منصوب كرد. پس لشگريان به مدينه وارد شدند.

در اثر اين جنگ محمد بن عبدالله محض به سال يكصد و چهل و پنج همان سال كه قيام كرده بود به قتل رسيد. [1] .

چيزي كه پس از پايان اين نبرد سخت بيش از هر چيز شگفت آور به نظر مي رسيد خشم و غضب شديد منصور بود كه نسبت به امام صادق (ع) پيدا كرده بود، زيرا امام جعفر (ع) هر چند خود از شركت فرزندان خود در نبرد جلوگيري ننمود و آنها در نبرد با محمد همراه بودند. چون شعله آن خاموش گرديد و محمد صريح كشته شد حسن بن زيد متواري



[ صفحه 258]



گرديد.

و بالاخره به خانه عموي خود امام جعفر (ع) پناه برد و در آنجا اقامت گزيد. و از همان موقع كه پدرش زيد ديده از جهان فروبست امام صادق (ع) او را در خانه خويش تحت كفالت و نگهداري درآورد. پس امام جعفر (ع) به تعليم او پرداخت، چنان كه گوئي فرزند سومي براي او محسوب مي شد. پس از چندي مردم نيز از علم و دانش او كه تحت سرپرستي امام صادق (ع) به دست آورده بود استفاده شاياني مي بردند، همين كه منصور از اين موضوع آگاه شد كينه امام صادق (ع) را بدل گرفت و آتش حسد در سينه او شعله ور شد.

و هنوز چيزي از قتل محمد و ابراهيم نگذشته بود كه امام جعفر (ع) (يحيي) برادر آنها را نيز نزد خود آورد و به تربيت و حفظ او بكوشيد.

به اين ترتيب يحيي كم كم پا به سن مي گذاشت در حالي كه علاقه و محبت عجيبي از امام صادق (ع) در دل داشت و همواره او را به نام (حبيب) و دوست ياد مي كرد و هر وقت كه حديثي از او نقل مي كرد مي گفت: «حديث كرد مرا دوستم



[ صفحه 259]



جعفر بن محمد».

و او به مثابه فرزند چهارمي براي امام صادق (ع) بود كه از مخالفين و دشمنان منصور به شمار مي رفت.

در قيام و انقلاب صريح عده اي از خواص امام باقر ارجمند امام جعفر (ع) نيز حضور داشتند. و عبدالله بن عطاء نيز در موقع نبرد و قتل با او همراه بود و همانطور كه قبلا اشاره شد آنچه كه در اين ميان بيش از همه مهمتر به نظر مي رسيد شور و هيجاني بود كه منصور درباره امام صادق (ع) از خود نشان مي داد، وقتي كه منصور فرمانده سپاه و برادرزاده خود عيسي بن موسي را به جنگ محمد صريح فرستاد و دستور داد اموال هر كس از بني هاشم كه با وي همراه نشده اند مصادره كند. و گويا اين اولين باري بود كه در دوران عباسي قانون مصادره اموال اجراء مي شد.

يكي از كساني كه از شركت در جنگ خودداري كرد جعفر بن محمد بود كه او مدينه را ترك كرد، و به قريه (فرع) [2] .



[ صفحه 260]



رهسپار گرديد. پس عيسي زميني را كه به او تعلق داشت و به نام عين ابي زياد معروف بود و اموال و املاك بني حسن را هر چه بود مصادره كرد.

(سعيد رومي) كه يكي از غلامان جعفر بن محمد (ع) بود حديث كرده گويد:

روزي امام جعفر (ع) مرا فرستاد تا اعمال شورشيان را مشاهده كنم پس به حضور او برگشتم و به او خبر دادم كه محمد در اين جنگ به قتل رسيده و اعين ابي زياد را عيسي به تصرف خود درآورده. امام جعفر(ع) سر خود را به زير افكند و مدتي سكوت كرد آنگاه سر خود را بلند كرد و گفت: منظور عيسي از دشمني با ما و قطع ارحام ما چيست؟

به خدا سوگند نه خود و نه اولادش از آن بهره اي نخواهند برد. [3] .



[ صفحه 261]




پاورقي

[1] المعارف ص 164.

[2] فرع به ضم فا و سكون راء يا به ضم هر دو قريه اي است در نواحي (ربذه) نزديك سقيا كه آن هم نام محلي است و فاصله آن از راه مكه تا مدينه هشت فرسنگ و يا چهار شب مي باشد. در اين قريه درختان خرما و چشمه هاي آب فراوان است. گويند اين قريه اي است كه اسماعيل و مادرش كه تمر خوانده مي شد وقتي به مكه مي رفتند از آنجا عبور كردند - معجم البلدان ج 6 ص 363.

[3] مقاتل الطالبيين ص 273.


تحكيم مباني سياسي بني عباس و محبت صوري آنان به خاندان محمد


در بدو تأسيس سلسله منحوس بني عباس سران آنان براي تحكيم مباني سياسي خويش محبت هاي صوري خويش را در خصوص خاندان



[ صفحه 90]



پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم كاملا مراعات مي كردند و آنان در باطن از عرب مخصوصا از اهل مدينه وحشت زيادي داشتند؛ زيرا مي دانستند اهل مدينه بر اين عقيده هستند كه منصب زمامداري مسلمين حق مسلم اهل بيت پيغمبر مي باشد. احمد سفاح در مقابل اين وحشت باطني با مهارت و تدبير سياسي خود قلوب مردم را فريفت و منشأ پيدايش انقلاب ها را از بين برد. اولين دسيسه وي اظهار حزن و سوگواري بر ظلم هايي كه از جانب بني اميه بر ذريه پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم روا شده بود. براي انتقامجويي از بني اميه شدت عملهايي نشان داد كه در تاريخ به ثبت رسيده است. هميشه از ظلم هاي بني اميه و مظلوميت اهل بيت پيغمبر مخصوصا از قضيه جانگداز كربلا صحبت مي كرد و بر خون هاي به ناحق ريخته شده ي بني هاشم خود را هميشه محزون و خونخواه و منتقم اصلي اين حادثه نشان مي داد. زماني كه اشعار و مرثيه هايي كه درباره مظلوميت اولاد رسول در مجلس وي قرائت مي شد گريه هايي شديد مي كرد و مي گفت: «من از خون هايي كه اين قوم (بني اميه) ريخته اند بازخواست و انتقام خواهم گرفت.»


شيخ عطار در وصف امام صادق گويد


آن سلطان ملت مصطفوي آن برهان حجت نبوي آن عالم صديق آن عالم تحقيق آن ميوه دل اولياء آن جگر گوشه سيد انبياء آن وارث نبي و آن عارف عاشق ابوعبدالله جعفر صادق... او از اهل بيت است و سخن اهل طريقت بيشتر از آن حضرت روايت است.

آن حضرت مقتداي مطلق بود - او قدوه مشايخ است و اعتماد همه بر وي - او الهيان را شفيع بود - محمديان را امام - اهل ذوق را پيشرو - اهل عشق را پيشوا - عباد را مقدم زهاد را مكرم - صاحب تصنيف و حقايق بود - در لطايف تفسير و اسرار بر تنزيل بي نظير بود.

مي نويسد آن كس كه به حضرت رسالت ايمان دارد اهل بيت او را هم دوست دارد و اگر دوست ندارد ايمان او درست نيست و ابوحنيفه در دوستي اهل بيت به حدي بود كه او را برفض نسبت دادند و زندانش كردند اين شعر را گفت:



لو كان رفضا حب آل محمد

فليشهد الثقلان اني رافض




فقهاي حوزه درس صادق


فقه جعفري كه احكام و قوانين اسلام است و بيان صريح ائمه اطهار اهل بيت رسالت مي باشد به وسيله حضرت امام جعفر صادق عليه السلام تدريس و تعليم و تشريح گرديد و فقهاي معروف حوزه درس آن حضرت عبارت است از مالك و ابوحنيفه، سفيانين، ايوب و غيره كه ابن ابي الحديد در باب فقه مذاهب اربعه شرح آن را داده است. [1] .



[ صفحه 58]



شكي نيست كه فقه (قانون اجتماع) نظام عالم بشريت و ناموس اجتماع است و اين علم را حضرت صادق مشروحا تعليم فرموده و در سطح فرهنگ و معارف بشري قانوني براي حفظ نظام اجتماع از فقه جعفري استوارتر و جامعتر نيست.

امام جعفر صادق عليه السلام مي فرمايد مقام شيعيان ما را از فقه آنها دريابيد كه افق انديشه و فكرشان تا كجا توسعه يافته.

اعرفوا منزل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنافا نالا نعد الفقيه منهم فقيها حتي يرون محدثا [2] .

و درباره روايت و فضيلت آن مي فرمايد:

الرواية للحديث المتفقه في الدين افضل من الف عابد لا فقه له و لا رواية


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغه ص 6 ج 1.

[2] بحارالانوار ص 89 ج 1 - حيات الصادق 4 ع ص 161 ج 1.


علم حساب دور


و آن حسابي است كه تعلق به وصايا دارد كه با رعايت حقوق ديون و فرايض كه هر يك متوقف بر بعضي ديگر مي باشد.


مناظره با رئيس گروه


از جمله آداب مناظره اين است كه بايد با افرادي صورت پذيرد كه صاحب نظر، برجسته، معروف، و تأثير گذار باشند تا در صورت محكوميت، بحث و گفت و گو به سرانجام مطلوب برسد. از اين رو پيامبران الهي در فرصت هاي مختلف با رؤساي گروههاي فكري و عقيدتي مناظره مي كردند.

حضرت ابراهيم عليه السلام براي دعوت به توحيد به احتجاج با نمرود پادشاه معاصرش مي پردازد؛ چرا كه نمرود نيز مانند بسياري از جباران ادعاي ربوبيت كرده بود.



[ صفحه 115]



ألم تر الي الذي حاج ابراهيم في ربه أن آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي و يميت قال أنا أحيي و أميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين [1] .

آيا كسي كه خداوند به او ملك و پادشاهي بخشيده بود را نديدي كه با ابراهيم درباره پروردگارش محاجه مي كرد؟ آن هنگام كه ابراهيم گفت: پروردگار من كسي است كه زنده مي كند و مي ميراند. او گفت: من نيز زنده مي كنم و مي ميرانم. ابراهيم گفت: همانا خداوند خورشيد را از مشرق برمي آورد پس تو آن را از مغرب بياور. پس آن كس كه كفر ورزيده بود مبهوت و سرگشته ماند و خداوند قوم ستمكار را هدايت نمي كند.

نمرود نيز مانند ديگر جباران با وجود اين كه بت پرست بود، خود را در سلك خدايان در مي آورد. در قرآن كريم از فرعون حكايت شده كه مي گفت: «أنا ربكم الاعلي» [2] نمرود نيز چنين ادعايي داشت و مي گفت: «أنا أحيي و أميت؛ من زنده مي كنم و مي ميرانم».

محور بحث حضرت ابراهيم و نمرود اين بود كه حضرت مي گفت پروردگارش تنها خداي يگانه است و نمرود ادعا داشت كه او خداي ابراهيم و ديگران است.

از اين رو نمرود در جواب ابراهيم عليه السلام كه فرمود ربي الذي يحيي و يميت، گفت: أنا أحيي و أميت. نمرود مغالطه كرد، حيات و ممات را به معناي مجازي گرفت، و گفت: اين افعال كار من است.

وقتي حضرت ابراهيم ديد كه با اثبات اين حجت نمي تواند مردمي را



[ صفحه 116]



كه ادعاي نمرود را كوركورانه تصديق مي كنند، هدايت نمايد، دليل ديگري آورد كه كسي نتواند با آن معارضه كند و فرمود: فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب اگر اين امور نيز به تو استناد دارد و منوط به اراده توست، پس خورشيد را از مغرب بر آور. لذا نمرود كه جوابي نداشت، متحير و مبهوت شد؛ چرا كه خداوند، گروه ستمكاران را به مقصد نمي رساند. بدين ترتيب مشاهده مي كنيم كه حضرت ابراهيم حجت و استدلالي آورد كه جدال پذير و قابل مناقشه نبود.

حضرت موسي عليه السلام نيز در آغاز اعلام رسالت خويش به سوي فرعون و ملأ او رفت:

ثم بعثنا من بعدهم موسي بآياتنا الي فرعون و ملائه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين [3] .

سپس بعد از ايشان موسي را با معجزات خويش به سوي فرعون و بزرگان قومش فرستاديم سپس آنها در حق آيات ما ستم كردند. پس بنگر كه عاقبت اهل فساد چگونه بوده است.

ثم بعثنا من بعدهم موسي و هارون الي فرعون و ملائه بآياتنا فاستكبروا و كانوا قوما مجرمين [4] .

سپس بعد از آنان موسي و هارون را با معجزات خويش به سوي فرعون و بزرگان قومش فرستاديم، پس آنها استكبار ورزيدند و قومي گناهكار بودند.

ارسال انبيا به سوي اشراف و بزرگان قوم به اين خاطر است كه مفاسد اجتماعي و انحرافهاي محيط تنها با اصلاحات فردي و موضعي حل نخواهد شد، بلكه بايد سردمداران جامعه و آن هايي كه نبض سياست،



[ صفحه 117]



اقتصاد، و فرهنگ را در دست دارند در درجه اول اصلاح گردند تا زمينه براي اصلاح بقيه افراد نيز فراهم گردد. اين درسي است كه قرآن كريم به همه مسلمانان براي اصلاح جوامع اسلامي مي دهد. [5] .

حضرت موسي در نخستين برخوردش با فرعون او را چنين خطاب مي كند: «يا فرعون»، خطابي كه در عين رعايت ادب، از هر گونه تملق، چاپلوسي، و اظهار عبوديت تهي بود:

و قال موسي يا فرعون اني رسول من رب العالمين [6] .

و موسي گفت: اي فرعون همانا من پيامبري از سوي پروردگار جهانيان هستم.

همان پيامبر نرمخو و آسان گير در مراحل نخستين گفت و گو با فرعون، آنگاه كه با دشمني هاي غير منطقي، عناد روز افزون، و حتي تهديدهاي شديد فرعون و درباريان او مواجه مي شود، با شجاعت وصف ناپذيري در برابر تمام قدرت و شوكت فرعون مي ايستد و پاسخهاي دندان شكني را ابراز مي دارد؛ چرا كه در منطق انبيا و سيره رسولان، نرمخويي تا زمان مشروع است كه به تساهل و محافظه كاري نينجامد.

زماني كه فرعون به قوم گفت: رسولي كه به سوي شما فرستاده شده مجنون است، موسي عليه السلام اظهار داشت كه اگر شما عاقليد، پروردگار من خالق آسمانها، زمين و آنچه ميان آن هاست، مي باشد:

قال رب المشرق والمغرب و ما بينهما ان كنتم تعلقون [7] .

موسي گفت: او پروردگار مشرق و مغرب و آنچه در ميان آن هاست، مي باشد اگر تعقل كنيد.



[ صفحه 118]



سپس فرعون شروع به تهديد مي كند:

قال لئن اتخذت الها غيري لأجعلنك من المسجونين [8] .

فرعون گفت: اگر خدايي جز من را برگزيني، به تحقيق تو را از زندانيان قرار خواهم داد.

موسي در پاسخ او با صراحت مي گويد:

قال أولوجئتك بشي ء مبين [9] .

موسي گفت: حتي اگر معجزه اي آشكار برايت بياورم؟

همچنين خداوند به حضرت موسي و هارون عليهماالسلام مي فرمايد: به دنبال بيان رسالت خود، آزادي بني اسرائيل را مطالبه كنيد:

فأتيا فرعون فقولا انا رسول رب العالمين - أن أرسل معنا بني اسرائيل [10] .

پس به سوي فرعون برويد و بگوييد كه همانا ما پيامبر پروردگار جهانيانيم - براي اين كه بني اسرائيل را همراه ما بفرستي.

فرعون با جمله هايي حساب شده براي نفي رسالت آنها كوشيد و نخست رو به موسي كرد و گفت:

قال ألم نربك فينا وليدا و لبثت فينا من عمرك سنين [11] .

آيا ما تو را در كودكي در ميان خود پرورش نداديم؟ و سالهايي از عمرت را در نزد ما به سر نبردي؟

سپس به ايراد ديگري نسبت به موسي پرداخته و مي گويد:

و فعلت فعلتك التي فعلت و أنت من الكافرين [12] .

و تو كاري را كه كرده بودي (كشتن يكي از قبطيان و طرفداران



[ صفحه 119]



فرعون)، انجام دادي و تو از كافران هستي (كفر نعمت كردي).

موسي عليه السلام هم پس از شنيدن سخنان فرعون، به پاسخ هر سه ايراد پرداخت، ولي به خاطر اهميت، پاسخ ايراد دوم فرعون را مقدم شمرد و چنين گفت:

قال فعلتها اذا و أنا من الضالين - ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما و جعلني من المرسلين [13] .

گفت: من اين كار را انجام دادم در حالي كه از بي خبران بودم - سپس از شما گريختم چون از شما مي ترسيدم. سپس پروردگارم به من حكمت بخشيد و مرا از پيامبران گردانيد.

سپس به پاسخ منتي كه فرعون در مورد پرورش او در دوران طفوليت و نوجواني بر گردن او گذارد، پرداخته و با لحن قاطع و اعتراض آميزي مي گويد:

و تلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني اسرائيل [14] .

آيا اين نعمتي است كه بر من منت مي گذاري كه بني اسرائيل را بنده و برده ي خود ساخته اي؟ [15] .


پاورقي

[1] بقره / 258.

[2] نازعات / 24.

[3] اعراف / 103.

[4] يونس / 75.

[5] تفسير نمونه، ج 6، ص 28.

[6] اعراف/104.

[7] شعراء / 28.

[8] همان / 29.

[9] همان / 30.

[10] همان / 17 و 16.

[11] همان / 18.

[12] همان / 19.

[13] همان / 21 و 20.

[14] همان / 22.

[15] تفسير نمونه، ج 15، ص 207-201.


يكتا طريق كوي يار


ليس العلم بالتعلم؛ انما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالي ان يهديه؛ فان اردت العلم فاطلب اولاً في نفسك حقية العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك. [1] .

علم و دانش با تعلم به دست نمي آيد؛ جز اين نيست كه آن، نوري است در قلب آنكه خداوند خواهان هدايتش است؛ پس اگر مي خواهي عالم شوي، نخست بدنبال نهادينه ساختن حقيقت بندگي در خود باش و با عمل به علم، آنرا بدست آر و از خداوند خواه تا نيروي فهم و ادراك عطا فرمايد.

امام صادق عليه السلام

عنوان بصري كه عمري را پاي درس مالك بن انس به سر برده و با كوله باري از تجربه ي زندگي، بر سر سفره ي تجارب دوران جواني نشسته بود [2] ، وقتي امام صادق عليه السلام وارد مدينه شد، نزد حضرت رفت و آمد را



[ صفحه 150]



شروع كرد و روزي اجازه خواست تا پاي درس حضرت حاضر شود و ليكن امام صادق عليه السلام فرمود:

«مأمورين دستگاه دنبالم هستند و مراقب رفت و آمد من مي باشند؛ [3] علاوه بر اين، مرا در ساعات مختلف شب و روز راز و نياز و مناجاتي است؛ همانگونه كه تا به حال نزد مالك بن انس مي رفتي، باز همانجا برو.»

عنوان بصري را حزن و اندوه فرا گرفت و با خود گفت:

«اگر در من خيري مي ديد، مرا از خود نمي راند.»

در اين حال به مسجد رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم رفت و بر مقبره ي حضرتش ايستاد و ضمن عرض سلام به حضرت، در مسجد دو ركعت نماز گذارد و از محضر بزرگوارش مسئلت نمود و گفت:

«يا الله! يا الله! از تو مسئلت دارم كه دل جعفر [عليه السلام] را بر من معطوف ساخته و از علم و دانشش، آنچه را كه بر صراط مستقيم تو هدايت شوم، روزي ام گرداني.»

در اين حال با باري از غم و اندوه به خانه رفت و آمد و شدش به نزد مالك بن انس را كنار گذاشت؛ به گونه اي كه جز براي نماز واجب از خانه بيرون نمي رفت تا آنكه روزي دلش گرفت و پس از نماز عصر، نعلين به پا كرد و عبا به دوش انداخت و سوي امام صادق عليه السلام راه افتاد؛ وقتي به



[ صفحه 151]



در خانه ي حضرت رسيد، اجازه ي ورود خواست و خادم حضرت آمد و پرسيد:

«كارتان چيست؟»

عنوان بصري گفت:

«سلام بر شريف.» [4] خادم اظهار داشت كه حضرت به نماز ايستاده است؛ از اينرو عنوان مقابل در خانه نشست؛ اندكي نگذشته بود كه خادم آمد و گفت:

«بفرماييد.»

پس از ورود و اظهار سلام، حضرت جواب سلام را داد و فرمود:

«بنشين كه خداوند بيامرزدت.»

پس از آنكه عنوان نشست، حضرت سر به زير انداخت و سپس سر بلند نمود و كنيه ي او را پرسيد و عنوان گفت:

«ابوعبدالله.»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«خداوند كنيه ات را ثابت و پايدار نمايد و توفيقت دهد؛ خواسته ات چيست؟»

عنوان بصري در دل گفت كه اگر اين زيارت حضرت، چيزي جز اين دعا به ارمغان نداشته باشد، برايم بس است؛ عنوان در اين فكر بود كه حضرت دوباره پرسيدند:



[ صفحه 152]



«آيا خواسته اي داشتي؟»

عنوان بصري بيان داشت:

«از خداوند متعال خواستم كه شما را بر من معطوف داشته و از علم و دانش شما روزي ام نمايد. به خدا اميد دارم كه خواسته ام را درباره ي شما اجابت فرمايد.»

در اين حال، امام صادق عليه السلام فرمود:

«اي اباعبدالله! جز اين نيست كه دانشي كه مخصوص ماست آموختني نيست؛ بلكه نوري است كه در دل آنكه خداوند خواهان هدايت اوست، واقع مي شود؛ پس اگر خواستي از چنان دانشي بهره مند شوي، در پي حقيقت بندگي و عبوديت در جان خود باش و با عمل به دانسته هايت، دنبال علم و دانش باش و از خداوند متعال بخواه فهم عطايت فرمايد تا ترا فهم دهد.»

عنوان بصري پرسيد:

«اباعبدالله! حقيقت بندگي و عبوديت چيست؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«حقيقت بندگي و عبوديت سه چيز است:

1. بنده ي خدا از آنچه خدا در اختيارش قرار داده است، چيزي را ملك خود نداند؛ زيرا عبد و بنده از خود چيزي ندارد؛ همه ي مالش را مال خدا دانسته و آنرا در جايي كه خداوند بخواهد، هزينه مي كند.

2. از پيش خود براي خود تدبير و برنامه ي زندگي مقرر نمي كند (برنامه ي زندگي اش طبق فرمايشات الهي مي باشد).



[ صفحه 153]



3. همه ي اشتغال و كارش صرف انجام اوامر و اجتناب از نواهي پروردگار متعال مي گذرد.

وقتي عبد و بنده ي خدا خود را مالك چيزي نداند، انفاق در راه خدا برايش آسان مي شود و با سپردن تدبير خود به دست خداوند متعال، سختي ها و مصائب دنيا آسان مي نمايد و با دل سپردن به انجام اوامر و اجتناب از نواهي الهي، فرصتي دست نمي دهد كه به مجادله و مراء و مباهات و فخر فروشي به اين و آن بپردازد؛ وقتي خداي متعال بنده اي را به اين سه صفت بيارايد، دنيا و شيطان و خلق، همگي نزد او خوار مي شوند؛ ديگر به دنبال دنيا براي تكاثر و تفاخر و به دنبال خلق براي كسب عزت و بزرگي نمي رود و عمرش را به بطالت نمي گذراند؛ اينها اول مرتبت تقوا مي باشند كه خداوند متعال فرمود:

تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض و لا فساداً و العاقبة للمتقين. [5] .

آن خانه ي آخرت را براي كساني كه اراده ي برتري طلبي و فساد بر روي زمين ندارند، قرار مي دهيم و سرانجام از آن تقوا پيشگان است.

عنوان بصري اينجا از امام صادق عليه السلام خواست كه او را سفارش و وصيتي فرمايد و حضرت عليه السلام فرمود:

«ترا و كساني را كه خواهان سير و سلوك به سوي خداوند متعال هستند، به نه امر وصيت و سفارش مي نمايم؛ از خداوند مي خواهم كه ترا



[ صفحه 154]



بر انجام آنها توفيق دهد؛ سه مورد از آنها درباره ي رياضت و مبارزه با نفس و سه امر ديگر در راستاي حلم و بردباري و سه بخش درباره ي علم و دانش است؛ خوب مراعات كن؛ مبادا آنها را سبك بشماري.»

عنوان بصري بطور كامل گوش جان سپرده بود كه امام صادق عليه السلام فرمود:

«اموري كه درباره ي رياضت و مبارزه ي با نفس است عبارتند از:

1. پرهيز از خوردن چيزي كه اشتهايش را نداري؛ زيرا خوردن آن؛ مورث حماقت و ابلهي است؛ جز هنگام گرسنگي چيزي مخور.

2. تمام خوردني [و آشاميدني ات] حلال باشد و هنگام خوردن و آشاميدن نام خدا را ببر.

3. به ياد حديث رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم باش كه فرمود آدمي ظرفي را كه شرش بيش از شر شكمش باشد، پر نكرد؛ از آنجا كه چاره اي از خوردن و آشاميدن نيست، يك سوم شكم براي غذا و يك سوم براي نوشيدن و يك سوم براي نفس كشيدن باشد.

و اما آنها كه درباره ي بردباري است:

1. اگر كسي به تو گويد كه اگر يكي بگويي، ده جواب مي شنوي، به او بگو كه اگر ده سخن ناروا بگويي، يك پاسخ از من نخواهي شنيد.

2. كسي كه تو را ناسزا گويد، به او بگو كه اگر در آنچه مي گويي راستگو باشي، از خدا مي خواهم كه مرا بيامرزد و اگر دروغ بگويي، از خدا مي خواهم كه ترا بيامرزد.

3. با بدزبانان، به نيكي رفتار كن و نصيحت و دعا به اصلاحشان نما.



[ صفحه 155]



و اما آنها كه درباره ي علم و دانش است:

1. هر چه را نمي داني، از دانشمندان بپرس و مبادا به جهت عيب يابي و خواري و خرده گرفتن بر ايشان و يا آزمايش شان سؤال نمايي.

2. مبادا به رأي خود عمل كني (بلكه به دين كه رأي و نظر خداست عمل كن)؛ تا مي تواني راه احتياط را از دست مده.

3. از فتوا دادن هم چنانكه از شير مي گريزي، بگريز و گردنت را پل پيروزي ديگران مكن.

اي اباعبدالله! برخيز كه نصيحت لازم را به تو نمودم و ورد و ذكر مرا بر هم مزن كه من درباره ي خود مرد بخيلي هستم. والسلام علي من اتبع الهدي.» [6] .



[ صفحه 156]




پاورقي

[1] بحارالانوار 1/ 224.

[2] در بحارالانوار عمرش «اربع و تسعون(94)» و برخي «اربع و سبعون(74)» نقل كرده اند كه ناشي از تصحيف مي باشد.

[3] عبارت «اني رجل مطلوب» است و احتمال دارد مراد از «مطلوب» اين باشد كه خداي متعال وظايفي را از من خواسته كه بايد انجام دهم.

[4] عنوان شريف بر ذريه ي رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم اطلاق مي شد.

[5] سوره ي قصص /83.

[6] بحارالانوار 1 / 224.


عبادت كيفي نه كمي


- سرورم! فرمايش حضرت عالي را به خاطر داريم كه فرموديد: «ما اكثر الضجيج و العجيج و اقل الحجيج».

«ضجيج كسي است كه به تلبيه گفتن ناله و زاري كند. و عجيج آن كه به



[ صفحه 105]



تلبيه گفتن بانگ كم!»

وقتي [ابا محمد] از جناب عالي سؤال مي كند كه: «برتري ما بر خلاف ما چيست كه سوگند به خدا، انساني را (مخالف را) مي بينم دل آسوده تر و مال دارتر و خوش زندگي تر و نيكو حال تر و به بهشت آزمندتر است.» جناب عالي پاسخ نداديد تا به سرزمين ابطح رسيديد، ابامحمد مردم را ديد كه ناله و زاري شان به سوي خدا بلند است. جناب عالي به وي چه فرموديد؟

گفتم: «اي ابامحمد! آيا مي شنوي، آنچه را من مي شنوم؟».

گفت: ضجه مردم را به سوي خداوند مي شنوم.»

گفتم: «چه بسيارند ناله و زاري كننده و بانگ و فرياد برآرنده به تلبيه ولي حج گذار واقعي كم. سوگند به آن كسي كه محمد صلي الله عليه و آله و سلم را به پيغمبري برانگيخت و روح او را به سوي بهشت رهسپار فرمود، خداوند نمي پذيرد، مگر فقط از تو و از ياران تو».

آنگاه دست به صورتش كشيدم كه نگاه كرد؛ ديد بيشتر مردم خوك و درازگوش و بوزينه اند، مگر عده معدودي. [1] .

- مولاي من! حضرت عالي براي حفص بن غياث حكايتي نقل فرموديد، خواهش مي كنم جهت استفاده ي پيروانتان آن حكايت را بازگو فرمائيد؟



[ صفحه 106]



«روزي ابليس بر حضرت يحيي عليه السلام ظاهر شد در حالي كه ريسمان هاي فراواني به گردنش آويخته بود؛ حضرت يحيي عليه السلام پرسيد: «اين ريسمان ها چيست؟»

ابليس گفت: «اينها شهوات و خواسته هاي نفساني بني آدم است كه با آنها گرفتارشان مي كنم.»

حضرت يحيي عليه السلام پرسيد: «آيا چيزي از ريسمان ها هم، براي من هست؟»

ابليس گفت: «بعضي اوقات پرخوري كرده اي كه تو را از نماز و ياد خدا غافل كرده است.»

حضرت يحيي عليه السلام فرمود: «به خدا قسم، از اين به بعد هيچ گاه شكمم را از غذا سير نخواهم كرد.»

ابليس گفت: «به خدا قسم، من هم از اين به بعد هيچ مسلمان و موحدي را نصيحت نمي كنم».

در پايان اين ماجرا به حفص گفتم:

«اي حفص! به خدا قسم، بر جعفر و آل جعفر لازم است هيچ گاه شكم شان را از غذا پر نكنند. به خدا قسم، بر جعفر و آل جعفر لازم است



[ صفحه 107]



هيچ گاه براي دنيا كار نكنند!» [2] .


پاورقي

[1] ده رساله ي فارسي، ص 228 و 229.

[2] صراط سلوك، ص 41.


الغضب


الغضب حالة في النفس تثيرها أمور منتظرة أوغير منتظرة فتخرج العقل عن إستقامته وتصد الغضوب عن رشده وصوابه، وتفقده سلطانه علي فكره وإدراكه فيختل مزاج الذهن، وتتهيأ الأعضاء فيها للفتك والانتقام، ذلك لأن الدم يثور فيها فيسرع إلي القلب ثم ينتشر منه في العروق ويرتفع الي أعالي الرأس فيحمر الوجه وتنتفخ الودجان ثم يجيش في الصدر فيعبس الوجه وتنكمش الشفتان عن الأسنان وهناك تتأهب الأعضاء بسبب هذا الثوران في الدم للفتك والانتقام وقد قيل فيه:



ولم أر في الأعداء حين إختبرتهم

عدواً لعقل المرء أعدي من الغضب



وأهم أسبابه الوراثة والامراض. أما الأسباب المهيئة له فكثيرة، منها المزاج العصي والتسممات الحادثة من المآكل الحادة والمشروبات الروحية، كما أن للمحيط والبيئة والتربية الأثر البليغ في أحداث الغضب وشدة وطأته.

قال بعضهم: إن الأسباب المهيجة للغضب الزهو والعجب والمزاح والهزء والممارت والغدر وشدة الحرص علي فضول المال والجاه، وهي باجمعها أخلاق رديئة مذمومة. ولاخلاص منه مع بقاء هذه الاسباب إلا بازالتها إلي أضدادها

وللغضب عواقب كثيرة من الأمراض التي لا يستهان بها كالاصابة بالسل الرئوي وسوء الهضم وإلتهاب الأعصاب والنزيف الدموية بأنواعه، وقيل ان الغضوب قد يصاب بحالة شبيهة بداء الكلب بحيث إذا عض أحداً أدي إلي موته وهذا مما يدل علي أن في ريق الغضبان سماً زعافاً لا يؤثر علي صاحبه فقط بل يؤثر علي من يقع عليه.

فالغضب داء روحي ومرض خطير يضر بصاحبه أولاً وكثيراً ما يتعداه



[ صفحه 83]



إلي غيره ويوقع صاحبه في إرتكاب الجرائم من غير وعي أو إدراك.

وكم عالج الحكماء والفلاسفة والاطباء والعلماء هذا الداء بأنواع العلاجات رجاء شفائه فلم يفلحوا ولكن الدين الإسلامي الحكيم قد عالجه باخف العلاجات وأنجعها وصده صداً بمختلف الواقيات كما في الحديث الشريف قوله (ص):

إذا وجد أحدكم من ذلك (الغضب) سيئاً فان كان قائماً فليجلس أو جالساً فليقم، فان لم يزل بذلك فليتوضأ بالماء البارد أو يغتسل فان النار لا يطفيها إلا الماء [1] .

وقال الإمام الصادق «ع»: الغضب مفتاح كل شر [2] .

وقال «ع»: الغضب ممحقة لقلب الحكيم [3] .

وقال «ع»: من لم يملك غضبه لم يملك عقله [4] .

وقال «ع»: إذا لم تكن حليماً فتحلم. وفي حديث آخر: كفي بالحلم ناصراً [5] .

وقال «ع»: من ظهر غضبه ظهر كيده، ومن قوي هواه ضعف حزمه [6] .


پاورقي

[1] البحار وكشف الاخطار.

[2] الكافي.

[3] الكافي.

[4] الكافي.

[5] الكافي.

[6] البحار ج 14.


من شروط الصلاة


ذكرنا في فصل النجاسات الروايات الدالة علي وجوب ازالة النجاسة، و قال صاحب المدارك:

«انما تجب ازالة النجاسة عن الثوب و البدن لأجل الصلاة و الطواف اذا كانا واجبين. و كانت النجاسة مما لا يعفي عنها، و لم يكن عنده غير الثوب النجس.. و يدل علي اعتبار الطهارة في الثوب و الجسد لأجل الصلاة اجماع العلماء، و الاخبار المستفيضة المتضمنة للأمر بغسل الثوب و الجسد من النجاسات، اذ من المعلوم ان الغسل لا يجب لنفسه، و انما هو لأجل العبادة».

و نعلق علي هذا بأن الصلاة كما أنها صلة بين الله و الانسان فانها في الوقت نفسه مقابلة الهية سامية، و لابد لهذه المقابلة من اهبة و استعداد و تمهيد باخلاص النية، و أخذ الزينة بنظافة الجسم و الثوب، و المحافظة التامة علي الموعد المحدد.


الفقهاء 01


قالوا: نصاب الابل اثناعشر و هي:

1- خمس، و فيها شاة، و ليس فيما نقص عنها شي ء.



[ صفحه 62]



2- فاذا بلغت العشرة ففيها شاتان، و ليس في الزائدة عليها شي ء، حتي تبلغ خمس عشرة.

3- فاذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث شياه، و ليس عليها شي ء، حتي تبلغ العشرين.

4- فاذا بلغت العشرين ففيها أربع شياه.

5- ان تبلغ خمسا و عشرين، و فيها خمس شياه، و هذه الأنصبة الخمسة في كل واحد منها شاة، كما رأيت.

6- ان تبلغ ستا و عشرين، و فيها بنت مخاض، و هي من الابل التي دخلت في السنة الثانية.

7- ان تبلغ ستا و ثلاثين، و فيها بنت لبون، و هي التي دخلت في السنة الثالثة.

8- ان تبلغ ستا و أربعين، و فيها حقة، و هي التي دخلت في الرابعة.

9- ان تبلغ احدي و ستين، و فيها جذعة، و هي التي دخلت في الخامسة.

10- ان تبلغ ستا و سبعين، و فيها بنتا لبون.

11- ان تبلغ احدي و تسعين، و فيها حقتان.

12- ان تبلغ مائة و احدي و عشرين، ففي كل خمسين حقة، و في كل أربعين بنت لبون، و معني في كل 50 حقة، و في كل 40 بنت لبون ان المزكي يختار ما هو الأرجح للفقراء، فان كانت الابل 121 فقط عدها بالأربعين، و دفع ثلاثة من بنات اللبون، و ان كانت 150 عدها بالخمسين و دفع ثلاثا من الحقق التي هي أكبر من بنات اللبون، و ان كان العدد بهما معا علي حد سواء بالقياس الي الفقراء، كما لو بلغت 200 فهو مخير بين أن يكون بالأربعين، و يدفع خمسا من بنات اللبون، و بين أن يعد بالخمسين، و يدفع اربعا من الحقق، هذا، ان كان ثمن.



[ صفحه 63]



الخمس يعادل ثمن الأربع، و الاقدم الأرجح و الأصلح للفقير.


العبرة بالقصد


اتفقوا قولا واحدا علي أن الألفاظ و الافعال بما هي لا اثر لها اطلاقا في المعاملات و الايقاعات و الاقرارات و الشهادات و غيرها، و انما تكون حجة يترتب عليها الأثر الشرعي من حيث تعبيرها عن القصد، فهو الأصل و الاساس، قال الرسول صلي الله عليه و اله و سلم: انما الأعمال بالنيات.

و قال الامام الصادق عليه السلام: لا طلاق الا لمن اراد الطلاق. الي غير ذلك من أحاديث الرسول، و روايات أهل البيت عن جدهم. فاذا علمنا بطريق من الطرق عدم قصد المعني من اللفظ يكون وجوده و عدمه سواء.

و تكرر ذلك في كتب الفقه، بخاصة المعاملات، قال السيد اليزدي في حاشية المكاسب: «لو علم من المتكلم عدم القصد الي اللفظ، أو مدلوله، أو عدم قصد الانشاء بطل».

و قال الشيخ التستري في المقاييس: «ان العقد غير المقصود ليس عقدا في الحقيقة، لأن تأثير الصيغة ليس تعبدا محضا، كما هي الحال في اذكار الصلاة، و انما تسمي الصيغة عقدا بضميمة المقصود منها ايجابا و قبولا». و قال الشيخ الاصفهاني في حاشيته علي المكاسب: «لا صيغة بلا قصد» الي غير ذلك من



[ صفحه 66]



العبارات التي لا يبلغها الاحصاء، و كلها تدل علي أن العقد يستمد وجوده من القصد، لا من شكل العقد، و وجوده كيف اتفق، و الا لم يجز الطعن فيه بعدم القصد، أو الاكراه، و قد اشتهر أن العقود تتبع القصود.

و تقول: اذا كان القصد من مقومات العقد، فلماذا ذكره الفقهاء مع شروط المتعاقدين، لا مع شروط العقد؟.

و الجواب، أجل هو من مقدمات العقد، و انما ذكره الفقهاء مع شروط المتعاقدين، لشدة ارتباطه بهما، و عدم انفصاله عنهما، تماما كالعقل و البلوغ.


ضمان درك البناء و الغرس


اذا اشتري شخص من آخر قطعة أرض - مثلا - و بني المشتري فيها دارا، أو غرسها بستانا، ثم ظهرت مستحقة للغير، و أزال المالك البناء و الغرس كان درك ذلك علي البائع باتفاق الفقهاء جميعا اذا كان المشتري جاهلا بذلك، لأن البائع، و الحال هذي، قد غرر بالمشتري، و المغرور يرجع علي من غره.. و هل يجوز



[ صفحه 53]



لثالث أن يضمن للمشتري درك ما يحدث في القطعة اذا خرجت مستحقة للغير.

ذهب المشهور بشهادة صاحب العروة الوثقي الي عدم صحة هذا الضمان، لأن المشتري لا يستحق شيئا علي البائع قبل ازالة البناء و الغرس، حتي يصح الضمان.. فيكون - اذن - ضمانا لما لم يجب.

و سبق أكثر من مرة أن كل ما يصدق عليه اسم العقد عند أهل العرف يصح و يجب الوفاء به، و ان وجوب الوفاء بكل عقد علي حسب مقتضاه، و عليه يصح مثل هذا الضمان، و يجب الوفاء به عند ازالة البناء و الغرس، و بهذا أفتي الشهيد الأول و الثاني و صاحب العروة الوثقي.

أما ضمان البائع للمشتري درك الثمن، أو درك البناء و الغرس اذا خرج المبيع مستحقا للغير فوجوده و عدمه سواء لأنه ضامن بنفس العقد، بل لو تبرأ من الضمان لم يبرأ.


الأرض الموات و احياؤها


نريد بالأرض الموات التي لا يملكها أحد و لم يتعلق بها حق لأحد، و لا ينتفع بها أحد، لعدم وصول الماء اليها، أو لغلبته و فيضانه عليها، أو لسوء تربتها، أو لما فيها من العوائق، كالأحجار و الصخور و الأشواك، و ما الي ذلك مما يحول دون الانتفاع بها.. و بهذا نجد تفسير قول الفقهاء: «ان موات الأرض ما خلا عن الاختصاص، و لا ينتفع به، اما لعطلته؛ لانقطاع الماء عنه، أو لاستيلاء الماء عليه، أو لاستيجامه، أو غير ذلك». و الاستيجام أن يكون كثير القصب، أو ما اليه مما يمنع من الانتفاع بالأرض.

و كل من بذل جهدا، لاحياء الأرض، و ازال الأسباب التي تحول دون الانتفاع بها فهو أحق بها من غيره، لحديث الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: «من أحيا أرضا ميتة فهي له، و هو أحق بها» و قول الامام الصادق عليه السلام: «ايما قوم أحيوا شيئا من الأرض، أو عمروها فهم أحق بها، و هي لهم». و لا فرق في ذلك بين أن تكون الأرض الميتة في البلاد التي فتحت عنوة، أو أسلم أهلها طوعا، أو وقع الصلح بينهم و بين المسلمين، أو كانت من الأنفال.. و أيضا لا فرق بين أن يكون محيي الأرض مسلما أو غير مسلم، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن شراء الأرض من أهل الذمة؟ فقال: «لا بأس بأن يشتري منهم اذا عمروها، و أحيوها فهي لهم».

و قال صاحب الجواهر: «لا فرق فيما ذكرنا بين الموات في بلاد الاسلام،



[ صفحه 44]



و غيره، لاطلاق الأدلة، و لا بين الذمي و غيره من أقسام الكفار».

أما الأرض العامرة فهي ملك لمن هي في يده، مسلما كان أو غير مسلم، و لا يجوز لأحد معارضته الا مع العلم بأنه غاصب.


اهمية المسألة


لا أعرف مسألة فقهية تدعو الحاجة الي تمحصها، و الجرأة في بيان الحق أكثر من هذه بعد أن عمت بها البلوي، و كثرت الشكوي من عدم الحلول لهذه المعضلة الاجتماعية.

و ليس من ريب أن فكرة طلاق الحاكم الشرعي عن الزوج من حيث هي ثابتة في الفقه الجعفري، فقد أفتي فقهاء المذهب بأن للحاكم أن يطلق زوجة المفقود بالشروط التي سبق ذكرها في: «فصل العدة - فقرة زوجة المفقود».

و أيضا أفتوا بأن له أن يطلق عن المجنون اذا اقتضت مصلحته ذلك، و سبق الكلام عنه في: «فصل الطلاق - فقرة طلاق الولي».. اذن، فكرة الطلاق الجبري موجودة عند الامامية، و ان الحديث المشهور: «الطلاق بيد من أخذ بالساق» لم يبق علي اطلاقه، بل خرج عن شموله لطلاق الحاكم عن المفقود، و عن فاسد العقل.



[ صفحه 51]



و تتسائل: هل خرج أيضا عن حديث: «الطلاق يد من أخذ بالساق» طلاق الحاكم الشرعي قهرا عن الزواج لعدم الانفاق علي زوجته لعسر، أو عصيان، أو لمانع آخر، كالغائب يملك ثروة لا يستطيع تحويلها أو تحويل بعضها الي مكان الزوجة؟

و نذكر أولا ما جاء عن أهل البيت عليهم السلام من النصوص علي ذلك، ثم نعرض أقوال الفقهاء ثم نعقب بما نراه.


اذا فعل ذلك كان معنا في درجتنا


عن معلي بن محمد، عن أحمد بن عبدالله، عن عبدالله ابن اسحاق، عن علي، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا أبامحمد ما فعل أبوحمزة؟ قال: جعلت فداك خلفته صالحا.

فقال: اذا رجعت اليه فاقرأه السلام، و أعلمه أنه يموت يوم كذا و كذا من شهر كذا و كذا.

قال أبوبصير: جعلت فداك لقد كان فيه انس و كان لكم شيعة.

قال: صدقت يا أبامحمد ما عندنا خير له.

قلت: جعلت فداك شيعتكم؟

قال: نعم اذا خاف الله، و راقبه، و توقي الذنوب، فاذا فعل ذلك كان معنا في درجتنا.

قال أبوبصير: فرجعت فما لبث أبوحمزة حتي هلك تلك الساعة في ذلك اليوم [1] .



[ صفحه 102]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 73. و مثله في المناقب ج 3 ص 349.


سطور مضيئة عن الامام الصادق و حياتنا و تقاليدنا


محمد علي اسبر، بيروت، دارالاصاله، 1980 م، رقعي، 214 ص.


الفؤاد و مدرعته


يا مفضل: من غيب الفؤاد في جوف الصدر، و كساه المدرعة التي [هي - خ] غشاؤه، و حصنه بالجوانح و ما عليها من اللحم و العصب، لئلا يصل إليه ما ينكأه. [1] .


پاورقي

[1] نكأه: جرحه و آذاه.


المتكبرون و عذابهم


تفسيرالقمي 2 / 258 - 257: حدثني أبي: عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

ان في النار لنارا يتعوذ منها أهل النار، ما خلقت الا لكل متكبر جبار عنيد و لكل شيطان مريد، و لكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، و كل ناصب العداوة لآل محمد.

و قال: ان أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل في ضحضاح من نار، عليه نعلان من نار، و شراكان من نار، يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل، ما يري أن في النار أحدا أشد عذابا منه، و ما في النار أحد أهون عذابا منه.



[ صفحه 34]




لنا و لشيعتنا


[أصول الكافي 1 / 409 ح 5 محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبدالله بن أحمد، عن علي بن النعمان، عن صالح بن حمزة، عن أبان بن مصعب،...]

عن يونس بن ظبيان أو المعلي بن خنيس قال: قلت: لأبي عبدالله عليه السلام: مالكم من هذه الأرض؟ فتبسم عليه السلام ثم قال:

ان الله تبارك و تعالي بعث جبرئيل عليه السلام و أمره أن يخرق بابهامه أنهار في الأرض منها: سيحان، و جيحان، و هو نهر بلخ، و الخشوع و هو نهر الشاش، و مهران و هو نهر الهند، و نيل مصر، و دجلة و الفرات، فما سقت أو استقت فهو لنا، و ما كان لنا فهو لشيعتنا و ليس لعدونا منه شي ء الا ما غصب عليه، و ان ولينا لفي أوسع مما بين ذه الي ذه - يعني بين السماء و الأرض -.


قبل التلاوة


اقبال الأعمال 110: من دعاء يدعي به عند نشر المصحف لقراءة القرآن روينا ذلك باسنادنا الي يونس بن عبدالرحمن، عن علي بن ميمون الصائغ أبي الأكراد، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان من دعائه اذا أخذ مصحف القرآن و الجامع قبل أن يقرأ القرآن و قبل أن ينشره، يقول حين يأخذه بيمينه:...

بسم الله الهم اني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك علي



[ صفحه 29]



رسولك محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم و كتابك الناطق علي لسان رسولك و فيه حكمك و شرائع دينك أنزلته علي نبيك، و جعلته عهدا منك الي خلقك، وحبلا متصلا فيما بينك و بين عبادك، اللهم اني نشرت عهدك و كتابك اللهم فاجعل نظري فيه عبادة و قراءتي تفكرا و فكري اعتبارا و اجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه، و أجتنب معاصيك، و لا تطبع عند قراءتي علي قلبي و لا علي سمعي، و لا تجعل علي بصري غشاوة، و لا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل اجعلني أتدبر آياته و أحكامه آخذا بشرايع دينك، و لا تجعل نظري فيه غفلة، و لا قراءتي هذرمة انك أنت الرؤوف الرحيم.


استقلال مدرسته عن مواقع الحكم


و لقد أصر الامام الصادق بقوة، علي جعل مدرسته مستقلة في مسيرتها الفكرية، و بعيدة عن أجواء الحكم المشبوهة، من أجل أن تبقي للعم هويته المستقلة، التي يمكنه بها من القيام بممارساته الرسالية، دون أن يكون للحكم أي تأثير نفسي أو فكري علي منطلقاته و تطلعاته..

و يحدد الامام مفهومه لرسالة العلم بقوله فيما روي عنه:

«.. الفقهاء أمناء الرسل فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم..» [1] .

و علي أساس هذا المفهوم الرسالي، الذي يعطي لرسالة العلم قيمتها الانسانية، بني الامام قواعد مدرسته الكبري التي أغنت الفكر الاسلامي و الانساني بأروع معطيات العلم و المعرفة..

ولكن هذا المنهج الاستقلالي المتحرر المنفصل عن واقع



[ صفحه 283]



الحكم و منطلقاته.. الذي التزمه الامام في مسيرته الفكرية، لم يوافق مزاج الحكم المتعنت، نفسيا و سياسيا، الذي رأي في استقلالية منطلقات الامام، ثغرة خطرة، قد تهدد كيانه بالاختلال، و تطلعاته باهتزاز الرؤية، فحاول أن يتلافي ذلك الخطر بالاغراءات المحببة .. ولكن الامام لم يكن بالذي يؤخذ ببريق الاغراء و رهجه.. و يخضع ببساطة لرغبات نفسية، تتناقض في معطياتها مع القيم الرسالية التي عظمت بها نفسه، و ارتفعت بسببها الي قمم الكمال الانساني، و منطلقات الصفاء الروحي و الايماني، و وجد الحكم نفسه مدفوعا لتمزيق ذلك الكيان الفكري الرائد، بأساليب رعناء ظالمة، و انتهاكات عدائية تتسم بالحقد و الكراهية..

و بدأت الملاحقات الظالمة للامام و من هم في اطاره، ممن وجدوا في نهج الامام الرافض لأساليب الحكم و مسلكيته المنحرفة الخط الواقعي الأصيل للنهج الرسالي الواعي، الذي يبتعد عن كل ما هو زيف و باطل و نفاق علي حساب الايمان و الحق..

و لم تكن الدعوات المتكررة للامام، في الخروج الي العراق موطن الخلافة يومذاك، الا محاولة لشل نشاطات الامام الفكرية و التربوية.. و تمييع للقاعدة التي بناها الامام في أوساط الأمة، و اشعار الآخرين بالضرورة الأمنية في الابتعاد عن مثل أجواء الامام التي تخضع للرقابة الصارمة من أجهزة السلطة الحاكمة..



[ صفحه 284]



ولكن علاقة الأمة بالامام كانت أعمق مما يتصور الحكم، و أعمق مما تحدده رؤياه.. اذ لم تكن علاقتها به منطلقة من منطلق سياسي أو مصلحي، بل من منطلق رسالي بعيد، تفرضه ضرورة استيعاب مفاهيم الرسالة من ينابيعها الرائدة الأصيلة.. و اذا لم يكن الامام الصادق يمثل تلك الينابيع في ايمانه و استقامته، و قيمه و علمه.. فمن يا تري يمثلها..؟

و من الغريب أننا نجد الحكم العباسي يهتم بقضية الامام الصادق، و يوليه قسطا وافرا من تفكيره، فرغم أن السفاح أول الخلفاء العباسيين، كان يعيش في دوامة من الأحداث الخطيرة، التي تفرضها طبيعة انتقال السلطة من حكم الي حكم، و تنظيم أجهزة الدولة الشابة، و القضاء علي الجيوب المتبقية للحكم السالف، رغم كل هذا.. لم يغفل وجود الامام الصادق، فأرسل من يحمله اليه من المدينة، كي يبقيه تحت نظارة الحكم و رقابته، بالرغم من معرفته بموقف الامام السلبي من تأييد أي تحرك انقلابي ضدهم، و رفضه لدعوة أبي سلمة الخلال في الانقلاب علي العباسيين، و ارجاع الأمر اليه..

و لا نفهم تعليلا منطقيا لهذا الاجراء السلبي.. سوي شعور الحكم بخطورة ذلك الالتفاف الواسع الذي حظيت به مدرسة الامام، من طلاب العلم، و الباحثين عن المعرفة.

ولكن وجود الامام تحت نظارة الحكم و علي مقربة منه،



[ صفحه 285]



لا يعني اغلاق مدرسته، و فصل الأمة عن ينبوع رسالتها الأصيل، فقد حدث محمد بن معروف الهلامي فقال:

«.. مضيت الي الحيرة الي جعفر بن محمد أيام السفاح فوجدته قد تداك الناس عليه ثلاثة أيام متواليات فما كان لي حيلة و لا قدرت عليه من كثرة الناس و تكاثفهم عليه...».. [2] .

و لم يعجب الحكم هذا الانكفاء العفوي علي مجلس الامام، للانتهال من علمه و التزود من حكمته، فأصدر السفاح أوامره باحتجاز الامام، و منع الناس من الاتصال به، و هو ما يحدد لنا المدي البعيد للقلق النفسي الذي كان يعانيه الحكم من نفوذ شخصية الامام، و سيطرتها العفوية علي مشاعر الآخرين فقد حدث هارون بن خارجة فقال:

«.. كان رجل من أصحابنا طلق امرأته ثلاثا، فسأل أصحابنا فقالوا: ليس بشي ء، فقالت امرأته: لا أرضي حتي تسأل أبا عبدالله (ع)، و كان بالحيرة اذ ذاك أيام أبي العباس.. فذهبت الي الحيرة و لم أقدر علي كلامه، اذ منع الخليفة الناس من الدخول عليه، و أنا أنظر كيف التمس لقاءه، فاذا سوادي عليه جبة صوف يبيع خيارا، فقلت له: بكم خيارك هذا كله؟. قال: بدرهم.. فأعطيته درهما، و قلت له أعطني جبتك هذه،



[ صفحه 286]



فأخذتها و لبستها، و ناديت من يشتري خيارا و دنوت منه، فاذا غلام من ناحية ينادي: يا صاحب الخيار.. فقال الامام لما دنوت منه: ما أجود ما احتلت به أي شي ء حاجتك؟..

قلت: اني ابتليت فطلقت أهلي في دفعة ثلاثا، فسألت أصحابنا فقالوا: ليس بشي ء، و ان المرأة قالت: لا أرضي حتي تسأل أبا عبدالله (ع)..

فقال الامام: ارجع الي أهلك فليس عليك شي ء..» [3] .

ثم نجد المنصور بعد هذا يتخذ نفس الأسلوب، فيمنع الامام من الجلوس للناس، و افتائهم و تحديثهم بما يحل لهم مشاكلهم العامة و الخاصة، و يفرض عليه رقابة صارمة يتهدد كل من يحاول الوصول اليه و الأخذ عنه فعن المفضل بن عمر قال:

«.. ان المنصور قد كان هم بقتل أبي عبدالله (ع) غير مرة، فكان اذا بعث اليه ليقتله، فاذا نظر اليه هابه و لم يقتله، غير أنه منع الناس عنه، و منعه من التعود للناس، و استقصي عليه أشد الاستقصاء، حتي أنه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه، في نكاح أو طلاق أو غير ذلك، فلا يكون علم ذلك عندهم، و لا يصلون اليه، فيعتزل الرجل أهله، فشق ذلك علي شيعته



[ صفحه 287]



و صعب عليهم..» [4] .

و يستريح المنصور نفسيا لهذا الاجراء المتعنت، و يحسب أنه بذلك قد حسم قضية الامام، و أحكم الحاجز النفسي بينه و بين الأمة المؤمنة، ولكنه يخطي ء في نظريته، فقد كانت تلك الاجراءات سببا في تعميق العلاقة الروحية بينه و بين جمهوره الواسع الذي آمن به، كقائد حق، و رائد ايمان، و أمين رسالة و قد رأينا في حديث منع السفاح من دخول الناس عليه، كيف كان البعض من المؤمنين به، يحتال للوصول اليه، من أجل مسألة عرضت له، لم يتأكد من حكمها، و هو ما يجسد لنا الاصرار العنيد من الآخرين، علي رفض التقيد بتلك الاجراءات، و البناء علي تجاوزها بشتي الطرق و الأساليب..

و تأخذ المنصور في حالة استثنائية عابرة، اريحية مثيرة عندما طلب من الامام أن يتحفه بشي ء لا يكون لأحد غيره فيرسل له الامام بمخصرة كانت للنبي (ص)، فترتاح اليها نفسه، و يشعر بأن هذا العطاء الفريد من الامام، بمثابة تعبير عملي عن الثقة و المحبة، فيقابل ذلك منه، باطلاق الامام من عزلته، و اعطائه حرية الحركة في مجالاته الفكرية و التربوية ولكنه يشترط عليه بأن يبتعد عنه، و لا يحل في بلد هو فيه، لأن ذلك ربما يثير انفعالاته النفسية الغيورة، و كوامن حقده



[ صفحه 288]



و حسده.. و يقول المفضل في تتمة حديثه السابق:

«.. حتي ألقي الله في روع المنصور أن يسأل الصادق (ع) ليتحفه بشي ء من عنده، لا يكون لأحد مثله، فبعث اليه بمخصرة كانت للنبي (ص) طولها ذراع، ففرح بها فرحا شديدا، و أمر أن تشق له أربعة أرباع، و قسمها في أربعة مواضع، ثم قال له: ما جزاؤك عندي الا أن أطلق لك، و تفشي علمك لشيعتك و لا أتعرض لك و لا لهم، فاقعد غير محتشم و أفت الناس، و لا تكن في بلد أنا فيه.. ففشي العلم عن الصادق (ع)..» [5] .

فكانت هذه الفترة من أروع الفترات التي مرت علي مدرسة الامام، و أغناها بالعطاء و البذل، ولكن المنصور يعود الي طبيعته بعد هذا فيمنع الامام عن ممارسة عمله الرسالي، و يعزله عن منطلقات الأمة، و كان يستدعيه بين الفينة و الأخري من المدينة الي العراق، امعانا في التنكيل و تعنتا في الاضطهاد، و نجد الامام في غضون تلك الفترات القاتمة يضيق بعزلته التي تمنعه عن مواصلة عمله الرسالي في توجيه الأمة و بنائها روحيا بمعارف الرسالة و مناهجها القويمة، و يبدي انفعاله من أهل المدينة، الذين تأثروا باجراءات الحكم و رقابته، فعن منصور بن يونس عن عنبسة قال:



[ صفحه 289]



«.. سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: أشكو الي الله وحدتي، و تقلقلي من أهل المدينة، حتي تقدموا و أراكم و أسربكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته، و اسكنتكم معي، و أضمن له أن لا يجيئه من ناحيتنا مكروه أبدا..» [6] .

و في حديث آخر عن العيص بن القاسم أنه قال:

«.. يا ليتني و اياكم بالطائف، أحدثكم و تؤنسوني، و أضمن لهم أن لا نخرج عليهم أبدا..» [7] .

ولكن الواقع الصريح.. أن المكروه الذي يثير قلق الحكم و يلهب من انفعالاته، ليس الخشبية من أن يقوم الامام بتحرك ثوري يواجه به الحكم، و يهدد به كيانه، بل ذلك الالتفاف الواسع من حوله، الذي ينذر الحكم بقيام ثورة الوعي الرسالي اجتماعيا و سياسيا، المتمرد علي الانحراف و قواعده، و الذي يمثله الحكم في مسلكيته و اتجاهاته المضللة، فالامام بعيدا عن أي تحرك بارز مثير، يمثل في مدرسته الفكرية، ثورة عملية بعيدة المدي، لو قدر لها أن تعمل بحرية، و تمارس نشاطها بعيدا عن رقابة الحكم و مضايقاته، لكان لها مع الحكم المنحرف عن خط الشرعية الملتزمة حديث طويل، و تناول التعبير كثيرا من المفاهيم الاجتماعية و السياسية السائدة علي امتداد التاريخ..



[ صفحه 290]




پاورقي

[1] حلية الأولياء ج 3 .

[2] سفينة البحار عباس القمي ج 2 / 20.

[3] الخرائج و الجرائح ص 234.

[4] المناقب ج 3 ص 364.

[5] المصدر السابق.

[6] رجال الكشي ص 310 ترجمة عنبسة بن مصعب.

[7] نفس المصدر ص 308 ترجمة العيص بن القاسم.


الرد علي الزنادقة


جاء أحد الزنادقة ممن يبثون الشبهات حول الدين الي الامام الصادق و هو في البيت الحرام، و بعد أن قابله و تبادلا حديثا قصيرا قال له الامام عليه السلام انتظر حتي أفرغ من الطواف، ثم ائتنا نحدثك فنري ما عندك.

و لما فرغ أبو عبدالله من طوافه و صلاته، أتاه الرجل و جلس تلامذة الامام مجتمعين عنده، و منهم هشام بن الحكم.

قال أبو عبدالله عليه السلام: أتعلم أن للأرض فوقا و تحتا؟.

قال: نعم. قال أبو عبدالله: فهل دخلت تحتها؟ قال: لا، قال الامام عليه السلام: ما يدريك ما تحتها؟ لا أدري الا أني أظن أن ليس تحتها شي ء.

قال الامام عليه السلام: فالظن عجز فلم لا تستيقن؟.

ثم أردف الامام الصادق يقول: أفصعدت الي السماء؟ قال: لا. قال: أفتدري ما فيها؟ قال: لا.

قال الامام عليه السلام: عجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب، و لم تصعد الي السماء و لم تجز هناك، فلم تعرف ما خلفهن و أنت مع ذلك جاحد بما فيهن؟.

ثم قال عليه السلام: أيها الرجل، لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل، افهم عنا فانا لا نشك في الله أبدا، أما تري الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان و اضطرا ليس لهما مكان الا مكانهما؟ فان كانا يقدران علي أن يذهبا فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا؟ لقد اضطرا الي دوامها و الذي اضطرهما هو أعظم منهما و أكبر.

ثم أخذ عليه السلام يناظره في أمور كثيرة حتي أدي به الأمر الي الاعتراف بخطئه و رجع عن مقالته، فأمر هشام بن الحكم أن يتولي توجيهه [1] .



[ صفحه 92]



و له عليه السلام مناظرات مع ابن أبي العوجاء [2] في التوحيد غيره، و كان ابن أبي العوجاء و من الزنادقة المشهورين في عصره، و قتل علي الزندقة و اعترف عند قتله بدسه الأحاديث الكاذبة في أحاديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

فمن تلك المناظرات: أنه كان هو و ابن المقفع [3] في المسجد الحرام يلاحظان الجمع الذي كان يقوم بالطواف حول الكعبة، فقال ابن المقفع لأصحابة: لا واحد من هؤلاء يستحق اسم الانسانية الا هذا الشيخ الجالس (أشار الي جعفر بن محمد الصادق) أما الباقون فرعاع و بهائم، فقام ابن أبي العوجاء الي الشيخ و تحدث معه رجع و قال: ما هذا ببشر! و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا.

و حينما اقترب من الامام و أصبحا منفردين قال له الامام الصادق عليه السلام: لو كان الأمر كما يقول هؤلاء (و أشار الي الجمع القائم بالطواف) و هو حق كما يقولون - نجا هؤلاء و عطبتم، أما اذا انعكس الحال و كان علي ما تقولون - و هو ليس كما تقولون - فأنتم و اياهم سواء.

فسأله ابن أبي العوجاء: رحمك الله أيها الشيخ أي شي ء نقوله نحن، و أي



[ صفحه 93]



شي ء يقولونه هم؟.

فأجابه الامام جعفر عليه السلام: اني لما تقولون أن يكون كما تقولون!؟ هم يقولون بالمعاد، و الوعد و الوعيد، و ان للسماء الها، و بها عمرانا، بينما تزعمون أن السماء خراب و ليس بها أحد.

فقال ابن أبي العوجاء: لو كان الأمر كما تقول، فما منع الله من الظهور لجميع خلقه و دعوتهم الي عبادته حتي لا يصبح اثنان فيهم علي خلاف. لماذا اختفي عنهم، و مع ذلك أرسل اليهم رسلا؟ لو كان قد ظهر بذاته لهم، لكان ذلك أسهل الي الاعتقاد به. فأجابه الامام جعفر عليه السلام: كيف اختفي عنك من أظهر قدرته في نفسك أنت، و في نمائك؟!! و كان جوابا بليغا حتي قال ابن أبي العوجاء لأصحابه: و ظل يحصي لي قدرة الله التي في نفسي، و التي لم أستطع رفضها حتي ظننت أن الله قد نزل بينه و بيني».

- و عن عيسي بن يونس قال: «كان ابن أبي العوجاء من تلامذة حسن البصري، فانحرف عن التوحيد، فقيل له: تركت مذهب صاحبك و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة؟.

قال: ان صاحبي كان مخلطا يقول طورا بالقدر و طورا بالجبر، فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه، فقدم مكة متمردا، و انكارا علي من يحجه، و كان العلماء يكرهون مجالسته لخبث لسانه، و فساد ضميره فأتي أبا عبدالله عليه السلام فجلس اليه في جماعة من نظرائه، فقال: يا أبا عبدالله ان المجالس بالأمانات، و لا بد لكل من به سعال أن يسعل أفتأذن لي في الكلام؟ فقال تكلم، فقال: الي كم تدوسون هذا البيدر، و تلوذون بهذا الحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر و تهرولون حوله كهرولة البعير اذا نفر، ان من فكر في هذا و قدر و علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم و لا ذي نظر، فقل فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك رأسه و نظامه!.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: ان من أضله الله و أعمي قلبه، استوخم الحق و لم يستعذبه و صار الشيطان وليه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، و هذا بيت استعبدالله به عباده ليختبر طاعتهم في اتيانه، و حثهم علي تعظيمه و زيارته، جعله



[ صفحه 94]



محل أنبيائه و قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال، و مجتمع العظمة و الجلال، خلقه الله قبل دحوالأرض بألفي عام، فأحق من أطيع أمر و النهي عما زجر، هو الله المنشي ء للأرواح و الصور.

فقال ابن أبي العوجاء: ذكرت الله فأحلت علي الغائب.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: و يلك!! كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد و اليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم و يري أشخاصهم و يعلم أسرارهم؟!.

فقال ابن أبي العوجاء: فهو في كل مكان، أليس اذا كان في السماء كيف يكون في الأرض و اذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: انما وصفت المخلوق الذي اذا انتقل من مكان اشتغل به مكان، و خلا منه مكان، فلا يدري في المكان الذي صار اليه ما حدث في المكان الذي كان فيه، فأما الله العظيم الشأن، الملك الديان، فلا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان، و لا يكون الي مكان أقرب منه الي مكان.

- و عن يونس بن ظبيان قال: «دخل رجل علي أبي عبدالله عليه السلام: قال: أرأيت الله حين عبدته؟ قال: ما كنت أعبد شيئا سلم أره، قال: فكيف رأيته؟ قال: لم تره الأبصار بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، لا يدرك بالحواس، و لا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه» [4] .

قال الزنديق: فمن أين أثبت أنبياء أو رسلا؟.

فقال عليه السلام: انا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما لم يجز أن يشاهده خلقه، و لا أن يلامسوه، و لا أن يباشرهم و يباشروه و يحاجهم و يحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه و عباده يدلونهم علي مصالحهم و منافعهم، و ما به بقاؤهم، و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، و ثبت عند ذلك أن له معبرين،



[ صفحه 95]



و هم أنبياء الله وصفوته من خلقه، و هم حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين عنه، مشاركين للناس في أحوالهم علي مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب مؤيدين من عندالحكيم العليم بالحكمة و الدلائل و البراهين و الشواهد: من احياء الموتي و ابراء الأكمه و الأبرص، فلاتخلو الأرض من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقال الرسول و وجوب عدالته» [5] .

سأله الزنديق: أخبرني عن قول الله تعالي: «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة» [6] و قال في آخر السورة: «و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل».

قال الصادق عليه السلام: أما قول تعالي: «فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة» فانما عني بالنفقة. و قوله تعالي: «و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم».

فانما عني بها المودة، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة» [7] .

- قال هشام بن الحكم: قال أبوشاكر الديصاني:

ان في القرآن آية هي قوة لنا. قلت: و ما هي؟ فقال: «و هو الذي في السماء اله و في الأرض اله» فلم أدر بما أجيبه، فحججت فخبرت أبا عبدالله عليه السلام فقال: هذا كلام زنديق خبيث، اذا رجعت اليه فقل له: ما اسمك بالكوفة؟ فانه يقول فلان. و ما اسمك بالبصرة؟ فانه يقول: فلان. فقل كذلك الله ربنا في السماء اله، و في الأرض اله، و في البحار اله، و في كل مكان اله.

قال فقدمت أباشاكر فأخبرته فقال: هذه نقلت من الحجاز [8] ..

- و جاء الديصاني هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟...

فقال: بلي. قال: قادر؟ قال: قادر قاهر.



[ صفحه 96]



قال: هل يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة، لا يكبر البيضة و لا يصغر الدنيا؟ فقال هشام: النظرة.

قال له: انظرتك حولا، ثم خرج عنه.

فركب هشام الي أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له، فقال: يا ابن رسول الله أتاني عبدالله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها الا علي الله و عليك. فقال أبو عبدالله عليه السلام ماذا سألك؟ فقال: لي: كيت كيت...

فقال أبو عبدالله عليه السلام كم حواسك؟ قال: خمس.

فقال أيها أصغر؟ فقال: الناظر. (العين). قال: و كم قدر الناظر؟ قال: مثل العدسة أو أقل منها: فقال يا هشام: فانظر أمامك و فوقك أمامك و فوقك و أخبرني بما تري.

فقال: أري سماء و أرضا و دورا و قصورا و ترابا و جبالا و أنهارا...

فقال أبو عبدالله عليه السلام: ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة، و لا يصغر الدنيا و لا يكبر البيضة.

فانكب هشام عليه يقبل يديه و رأسه ورجليه، و قال: حسبي يا ابن رسول الله. فانصرف الي منزله، و غدا اليه الديصاني فقال: يا هشام اني جئتك مسلما و لم أجئك متقاضيا.

فقال له هشام: ان كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب.

فخرج عنه الديصاني و أخبر أن هشاما دخل علي أبي عبدالله عليه السلام، فعلمنا الجواب.

فمضي عبدالله الديصاني حتي أتي باب أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي.

فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما اسمك؟.

فخرج عنه و لم يخبره باسمه. فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت له: (عبدالله) كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد؟ فقالوا له: عد اليه يدلك علي معبودك و لا يسألك عن اسمك فرجع اليه و قال له: يا جعفر



[ صفحه 97]



دلني علي معبودي و لا تسألني عن اسمي فقال له أبوعبدالله عليه السلام اجلس، و اذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها. فقال أبو عبدالله عليه السلام: ناولني يا غلام البيضة فناوله اياها، فقال أبو عبدالله عليه السلام يا ديصاني هذا حصن حصين مكنون، له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، و فضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المعايعة، هي علي حالها لم يخرج منه مصلح فيخبر عن اصلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي تنفلق عن أمثال ألوان الطواويس، أتري له مدبرا؟.

فأطرق مليا ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه [9] .

هذه بعض نماذج من مناظرات الامام الصادق مع الزنادقة و الملحدين من حملة الباطل لكن له حوارات و مناقشات مع فقهاء عصره و مفكريهم من المسلمين و هذه نماذج من هذه الحوارات علي سبيل الذكر.


پاورقي

[1] راجع كتاب الامام الصادق للأستاذ رمضان لاوند ص 182 - 185 و كتاب الامام الصادق للشيخ المظفر ج 1 ص 211 - 212.

[2] هو عبدالكريم بن أبي العوجاء، خال معن بن زائدة، يقول جرير بن حازم كان بالبصرة ستة من أصحاب الكلام: واصل بن عطاء، و عمر بن عبيد، و بشار بن برد و عبدالكريم ابن أبي العوجاء، و رجل من الأزد، فكانوا يجتمعون في مجلس الأزد فأما عمر و واصل فقد صارا الي الاعتزال، و أما عبدالكريم و صالح فصححا الثنوية و أما بشار فبقي متحيرا و كان عبدالكرم يفسد الأحاديث فتهدده عمرو بن عبيد فلحق بالكوفة فدل عليه محمد بن سليمان فقتله وصلبه و ذلك سنة 161 ه و لما أخذ لتضرب عنقه قال: وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم الحلال و أحل الحرام لسان الميزان ج 4 ص 51.

[3] هو عبدالله بن المقفع ولد سنة 106 في قرية من قري فارس اسمها جور و موضعها فيروزآباد، و يقول ابن النديم: ان اسمه بالفارسية (روزبة) و معناه المبارك و أسلم أبوه (راذويه) فتسمي روزبة بعبدالله و تكني بأبي محمد و كان حسن الأدب، واسع العلم، حاد الذكاء، و يعد في طليعة الكتاب الحاذقين و قد استعمله بعض الولاة للكتابة في دواوينهم. رمي بالزندقة و الالحاد و حقد عليه المنصور لأمور سياسية، و فقتله سفيان بن يزيد قتله شنيعة حيث أمر بتنور فأسجر ثم أمر بابن المقفع فقطع و ألقي في التنور و أطبق عليه.

[4] الاحتجاج لأبي منصور الطبرسي ص 335 و في كتاب الكافي للكليني و غيرهما مناظرات رائعة للامام أبي عبدالله مع الزنادقة.

[5] نفسه ج 2 ص 78.

[6] النساء الآية 3.

[7] المناقب ج 2 ص 337 و البحار ج 4 ص 1137.

[8] أئمتنا لعلي محمد علي دخيل ص 462 عن التوحيد ص 133.

[9] التوحيد ص 124.


آيا خدا شريك و يا ضد دارد؟


زنديق گفت: خبر ده به من آيا خداي عزوجل در ملكش شريك دارد، يا ضدي در تدبير او هست؟

حضرت فرمود: نه.

زنديق گفت: پس اين فساد موجود در جهان چيست؟ اين حيوانات درنده، و اين حشرات مخوف، و اين مخلوقات معلول، و كرمها و پشه ها و مارها و گژدمها در حالي كه تو مدعي شدي او نمي آفريند، چيزي را مگر به علتي (و حكمتي)، زيرا او كار عبث و بيهوده انجام نمي دهد.

امام - عليه السلام - فرمودند: مگر نه اينكه تو مي گوئي عقربها براي درد مثانه، و ريگ (سنگ مثانه)، و كسي كه مبتلا به شب ادراري در بستر است نافع و مفيد است؟ و مگر نه اينكه تو مي گوئي بهترين دوا براي پاره اي از بيماريها گوشت مارها است، و اينكه هرگاه مبتلا به جذام از گوشت آنها به ضميمه ي «شب» بخورد براي او مفيد است؟ و مي گوئي كرم سرخي كه لاي خاك زمين يافت مي شود براي بيماري «آكلة» نافع و مفيد است.

گفت: بله.

حضرت فرمودند: اما پشه و كك پس بعضي از آنها بدين جهت آفريده شده است تا روزي پرندگان باشد.

و اگر جبار ستمگري كه بر خداوند تمرد كرد و ربوبيت و پروردگاري او را منكر شد به وسيله ي پشه به ذلت كشانده شود، آن هنگام خداوند ضعيف ترين



[ صفحه 52]



مخلوق خود را بر او مسلط مي كند تا اين كه قدرت و عظمت خود را به او نشان دهد تا اينكه اين پشه به بيني او وارد شده تا به مغز او برسد، و او را بكشد.

و بدان اگر ما بر اسرار و خصوصيات هر چيزي كه خدا آفريده است مطلع شويم، و بدانيم چرا آفريده، و براي چه آفريده است؟ در اين موقع با او در دانشش مساوي خواهيم شد، و هنگامي كه هر چه او مي داند ما نيز بدانيم از او بي نياز خواهيم شد، و با او در دانش و علم يكسان خواهيم شد. [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج: ج 2 ص 226، و 227 ح 223، بحارالأنوار: ج 10 ص 173.


اولاد حضرت صادق


شيخ كمال الدين محمد بن طلحه شافعي در مناقب خود مي نويسد: امام جعفر صادق عليه السلام داراي شش فرزند ذكور و يك دختر بود حافظ عبدالعزيز بني الاحصر گويد 7 پسر و 4 دختر شيخ مفيد اولاد آن حضرت را ده نفر.

اسماعيل و عبدالله و ام فروه از فاطمه بنت حسين بن علي عليه السلام

موسي الكاظم و اسحق و محمد از حميده بربريه.

عباس و علي و فاطمه و اسماء از زنهاي ديگر بوده اند.

بزرگترين اولاد امام صادق اسماعيل است كه مورد علاقه حضرت موسي كاظم بود و در حيات پدر در منزل عريض وفات كرد و جنازه اش را به بقيع بردند و بسياري از مردم ساده لوح او را امام شناخته و قريب پنجاه ميليون هند اسماعيلي مذهب هستند [1] .


پاورقي

[1] مطالب السئول مناقب شافعي ص 81 - ارشاد مفيد ص 249 - حبيب السير ص 208 ج 1 - تذكره ابن جوزي ص 193.


حديث 051


1 شنبه

عليك بالتلاد.

دوست قديمي و آزموده را نگهدار.

كافي، ج8، ص 249


سالم بن عبدالله


ابن عمر بن خطاب و از تابعين بود. ابن سعد در خصوص او مي نويسد:

«صلّي هشام بن عبدالملك علي سالم بن عبدالله بالبقيع لكثرة الناس».


اخباره بالغائب و طاعة الجن


محمد بن الحسن الصفار في باب «في أن الأئمة عليهم السلام تأتيهم الجن و يرسلونهم في حوائجهم» من بصائر الدرجات: عن عبدالله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم، قال: حدثنا بشر، عن فضالة عن محمد بن مسلم، عن المفضل بن عمر قال: حمل الي أبي عبدالله عليه السلام مال من خراسان مع رجلين من أصحابه، فلم يزالا يتفقدان المال حتي مرا بالري، فدفع اليهما رجل من أصحابهما كيسا فيه ألف درهم، فجعلا يتفقدان المال في كل يوم و الكيس حتي دنيا من المدينة، فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتي ننظر ما حال المال فنظرا فاذا المال علي حاله ما خلا كيس الرازي، فقال أحدهما لصاحبه: الله المستعان ما نقول الساعة لأبي عبدالله عليه السلام؟ فقال أحدهما: انه عليه السلام كريم، و أرجو أن يكون علم ما نقول عنده، فلما دخلا المدينة فصارا اليه فسلما اليه المال، فقال لهما: أين كيس الرازي؟ فأخبراه بالقصة، فقال لهما: اذا رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا: نعم، قال: يا جارية علي بكيس كذا و كذا، فأخرجت الكيس فدفعه أبو عبدالله عليه السلام اليهما، فقال: أتعرفانه؟ قالا: هو ذا قال: اني احتجت في جوف الليل الي مال، فوجهت رجلا من الجن من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس من متاعكما [1] .

و روي هذا الحديث السيد المرتضي في عيون المعجزات: عن بصائر الدرجات و في روايته في آخر الحديث فقال صلوات الله عليه: اني احتجت في جوف الليل الي مال، فوجهت جنيا من شيعتنا، فجاءني بهذا الكيس من متاعكما [2] .



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات ص 106 ج 2 باب 18 ح 9.

[2] عيون المعجزات ص 90.


دعاي حضرت براي گرگ


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: من جوان بودم و در عبادت مستحب بسيار كوشا، پدرم به من فرمود: فرزندم از اين كمتر عمل كن، وقتي بنده اي محبوب خدا باشد، خدا با عمل كم، از او راضي مي شود.

روايت شده روزي حضرت امام جعفر عليه السلام با اصحاب خود به مزرعه اي از مزارع خود مي رفت و در اثناي راه گرگي به طرف ايشان آمد. غلامان آن حضرت قصد كشتن گرگ را داشتند. حضرت فرمود: او را به حال خود بگذاريد كه او حاجتي دارد. پس گرگ آمد تا به نزديك آن حضرت رسيد و در خاك افتاد و مي گريست. حضرت سر مبارك پيش گرگ آورد و گرگ سخني با حضرت گفت: كه مردم متوجه نشدند. حضرت نيز مانند او سخني گفت. سپس گرگ باز گرديد. اصحاب گفتند: به ما هم از اين گرگ خبر دهيد. حضرت فرمود: او جفت خود را در پس اين كوه در غاري گذاشته است. جفت او را درد زائيدن بي تاب كرده و براي او مي ترسد. از من تقاضا داشت دعا كنم تا حقتعالي او را از آن درد رهايي بخشد و فرزند پسر او را روزي كند كه دوستدار ما باشد.



[ صفحه 121]



من آن را براي او ضامن شدم. پس حضرت به اتفاق اصحاب به مزرعه خود تشريف بردند و چند ماه در آن محل بودند. راوي مي گويد: كه هنگام بازگشت، همان گرگ را با جفت و بچه اش ديدم كه پيش آن حضرت آمدند و روي خود را به پاي مبارك آن حضرت مي ماليدند و با حضرت به زبان خود صحبت مي كردند و حضرت نيز با ايشان صحبت نمود و بعد از آن رفتند. اصحاب از آن حضرت پرسيدند كه گرگ چه مي گفت: حضرت فرمود: مرا و شما را دعا كردند و من نيز به ايشان سفارش نمودم كه دوستان اهل بيت مرا آزار نكنيد و آنها قبول نمودند.



[ صفحه 122]




املاؤه لعجلان أبي صالح في الصدقة


الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عجلان أبي صالح [1] قال: أملأ عليّ أبو عبد الله عليه السلام:

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ

هذا ما تَصَدَّقَ اللهَ بِهِ فُلانُ بنُ فُلانُ وَهوَ حَيٌّ سَويٌّ بِدارِهِ الَّتي في بَني فُلانٍ بِحُدودِها، صَدَقَةً لا تُباعُ وَلا تُوهَبُ وَلا تُورَثُ حَتَّي يَرِثَها وارِثُ السَّماواتِ وَالأَرضِ، وإِنَّه قَد أَسكَنَ صَدَقَتَهُ هذِهِ فُلاناً وَعَقِبَهُ، فَإِذا انقَرَضوا فَهيَ عَلي ذي الحَاجَةِ مِنَ المُسلِمينَ. [2] .



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] عجلان - عجلان أبو صالح

قال الكشّي: محمّد بن مسعود، قال: سمعت عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، يقول: عجلان أبو صالح ثقة، قال: قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا عجلان كأنّي أنظر إليك إلي جنبي والنّاس يعرضون عليّ. فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام وروي عنه أبو أيّوب الخزّاز وأبو يحيي الواسطي وأبان بن عثمان ودرست الواسطي وحفص بن البختري وسعدان ومحمّد بن زياد بيّاع السّابري وهشام بن سالم ويونس بن عبد الرّحمن. ثمّ روي الشّيخ بسنده عن فضالة بن أيّوب عن بشر الهذلي عن عجلان أبي صالح عن أبي عبد الله عليه السلام. (راجع: معجم رجال الحديث: ج11 ص132 الرّقم 7637).

[2] الكافي: ج7 ص39 ح40، تهذيب الأحكام:ج9 ص131 ح558، دعائم الإسلام:ج2 ص343 ح 1285 نحوه.


وصيت 14


عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: قال لي أبي: - في وصية له - يا جعفر، أوقف لي من مالي كذا و كذا لنوادب تندبني عشر سنين بمني - أيام الحج في مني -

و في وصية أخري لولده الصادق عليه السلام: و أوصي بثمانمئة درهم لمأتمه [1] .

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: پدرم به من وصيت فرمود: اي جعفر! فلان مبلغ از مال من وقف كن تا نوحه گران به مدت ده سال در سرزمين مني در ايام حج برايم عزاداري كنند.

و در وصيت ديگري آمده است: حضرت هشتصد



[ صفحه 97]



درهم را براي عزاداري خويش قرار داد.

اين وصيت از بزرگ ترين نشانه هاي مظلوميت اهل بيت عليه السلام است، و به ما مي آموزد كه يكي از بهترين راه ها جهت معرفي شخصيت امامان عليهم السلام و بيان مظلوميت آنان، برپا كردن مجالس سوگواري و شرح فضايل و مناقب امامان معصوم عليهم السلام است. سفارش امام باقر عليه السلام به عزاداري براي ايشان به مدت ده سال در سرزمين مني بود؛ در اجتماعي عظيم و در مكان و موقعيتي بسيار حساس و ارزنده كه جمع زيادي از كشورها و مليت هاي مختلف حضور دارند و جهت اداي فريضه ي حج جمع شده اند؛ حجي كه از اركان عظيم اسلام است كه هر كس آن را عمدا ترك كند، در حالي كه استطاعت داشته باشد، در پايان عمر به او خطاب مي شود: بمير به دين يهود و يا نصاري [2] .

آري؛ بيان مظلوميت امامان معصوم عليهم السلام و تاريخ زندگاني آنان، در حقيقت بزرگ ترين عبادت است؛ چرا كه مردم را با امام خود آشنا نموده، باعث مي شود معرفت بيش تري نسبت به معارف ديني پيدا كنند.


پاورقي

[1] سفينة البحار، ج 2، ص 662؛ وسائل الشيعه، ج 12، ص 88، ح 1.

[2] وسائل الشيعة، ج 8، صص 18-19، ح 1.


اختلاف صور الناس و تشابه الوحوش و الطير و غيرها و الحكمة في ذلك


اعتبر لم لا يتشابه الناس واحد بالآخر، كما تتشابه الوحوش و الطير و غير ذلك، فانك تري السرب من الظباء و القطا تتشابه حتي لا يفرق بين واحد منها و بين الأخري، و تري الناس مختلفة صورهم و خلقهم، حتي لا يكاد اثنان



[ صفحه 60]



منهم يجتمعان في صفة واحدة. و العلة في ذلك أن الناس محتاجون الي أن يتعارفوا بأعيانهم و حلاهم، لما يجري بينهم من المعاملات و ليس يجري بين البهائم مثل ذلك، فيحتاج الي معرفة كل واحد منها بعينه و حليته. ألا تري أن التشابه في الطير و الوحش لا يضرها شيئا، ليس كذلك الانسان، فانه ربما تشابه التوأم تشابها شديدا فتعظم المؤنة علي الناس في معاملتهما، حتي يعطي أحدهما بالآخر، و يؤخذ احدهما بذنب الآخر، و قد يحدث مثل هذا في تشابه الأشياء. فضلا عن تشابه الصور، فمن لطف بعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال، حتي وقف بها علي الصواب، الا من وسعت رحمته كل شي ء.

لو رأيت تمثال الانسان مصورا علي حائط، و قال لك قائل: ان هذا ظهر هنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع!... أكنت تقبل ذلك، بل كنت تستهزي ء به، فكيف تنكر هذا في تمثال مصور جماد، و لا تنكر في الانسان الحي الناطق.



[ صفحه 61]




عطاي پنهاني


ابوجعفر خثعمي نقل مي كند: روزي امام صادق عليه السلام همياني زر به من داد و فرمود: اين را به فلان مرد هاشمي بده و نگو چه كسي داده است. آن مال را چون به آن مرد دادم، گفت: خدا جزاي خير دهد به آن كه اين مال را براي من فرستاده كه هميشه براي من مي فرستد و من با آن زندگاني مي كنم، ولي جعفرصادق عليه السلام با آن كه مال بسيار دارد، حتي يك درهم براي من نمي دهد. [1] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 2، ص 329؛ تهذيب الأحكام، ج 2، ص 299؛ عوالي اللئالي، ج 3، ص 92.


يزيد الناقص


يزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان و أمه شاهفريد بنت فيروز بن يزدجرد ملك الفرس.

ولي الامر بعد قتل الوليد سنة 126 ه، و بقي الي ان مات يوم الاحد في ذي الحجة من السنة المذكورة، و مدة حكمه خمسة اشهر و ليلتين.

و انما سمي بالناقص لأنه نقص الزيادة التي كان الوليد زادها في عطيات الناس و هي عشرة عشرة، ورد العطاء الي ما كان أيام هشام.

و في أيامه اضطرب حبل الدولة أشد مما كان عليه من قبل، و وقع خلاف بين ولاة، الامصار، و ثار أهل حمص، و وثب اهل فلسطين، و وقع الحرب بين أهل اليمامة و عاملهم الي غير ذلك من الامور، و مات يزيد و لم يعهد لأحد من بعده.

و كان مولاه قطن و هو الموكل بخاتم الخلافة قد افتعل عهدا علي لسان يزيد بن الوليد لابراهيم بن الوليد، و دعا اناسا فشهدوا عليه زورا. [1] .


پاورقي

[1] العقد الفريد 194 - 3.


الإمام الصادق و ولاة المنصور


و كانت له مواقف مع ولاة المنصور الذين كانوا يتحدون مقامه، و يحاولون إيقاع الأذي تبعا لرئيسهم، و امتثالا لأمره، منها: -

أن أحد ولاة المدينة خطب يوم الجمعة، و كان الإمام حاضرا، فحمد الله، ثم ذكر عليا و تعرض له، فقام أبوعبدالله الصادق بذاك الحفل و قال له:

و نحن نحمد الله و نصلي علي محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين. أما ما قلت من خير، فنحن أهله، شو ما قلت من سوء، فأنت و صاحبك به أولي، فاختبر يا من ركب غير راحلته، و أكل غير زاده! إرجع مأزورا.

ثم أقبل علي الناس، فقال: ألا أنبئكم بأخلي الناس ميزانا يوم القيامة و أبينهم خسرانا، من باع آخرته بدنيا غيره، و هو هذا الفاسق. فسكت الوالي، و لم ينطق بحرف، و خرج من المسجد.

و مثل هذا لا يتحمله المنصور، لأنه لا يخفي عليه، فان الرصد و العيون يوصلون اليه كل ما يصدر من الإمام الصادق، فهو يتقد بنار غيظه، و يتحين الفرص لإطفائها عندما يظفر به.

و لما كان داود بن علي واليا علي المدينة، بالغ في إيذاء العلويين، و تتبع أنصارهم. و في أيامه قتل المعلي بن خنيس، قتله السيرافي صاحب شرطة داود.



[ صفحه 472]



و كان المعلي رحمه الله من موالي جعفر بن محمد و أتباعه، و صودرت أمواله، و تحمل ما تحمل في سبيل نصرة أهل البيت. و قد ذكروا في سبب قتله أقوالا: منها: - أن المعلي طلب منه داود أن يدله علي المخلصين من شيعة أهل البيت، فامتنع، و هدده بالقتل، و أصر علي امتناعه و تفانيه و إخلاصه لأهل البيت، فأمر داود بقتله.

و منهم من يري أن قتله كان بسبب القيام بالدعوة لمحمد بن عبدالله ذي النفس الزكية، و كان لهذا الحادث الأثر العظيم في نفس الإمام الصادق «و قد رأي في هذا الاعتداء اعتداء علي حقه، و حربا معلنة عليه، يدل علي ذلك عنف الاحتجاج الذي احتج به علي الأمير، و التهديد الذي هدده به، فقد أجمعت روايات الباحثين في سيرته علي أنه مشي إلي ديوان الأمير، و هو محنق علي خلاف عادته، و ألقي خطابا موجزا قال فيه:

«قتلت مولاي، و أخذت مالي، أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الحرب؟ و قد جري إثر الخطاب أخذ ورد بين الإمام و الأمير لا يخلوان من العنف، ولكن الأمير حاول التنصل و إحالة التقصير علي صاحب شرطته. فكان الحجة واهية. و لم يكن للأمير مهرب من القود، فأمر بقتل السيرافي، و لما أخذ ليقتل، صرح القاتل قائلا: يأمرونني بقتل الناس فأقتلهم لهم. فيأمرون بقتلي.

و هي كلمة تدل علي أن القاتل كان مأمورا بإزهاق روح المعلي بن خنيس و انه امتثل أمر الأمير داود بذلك». [1] .

و كما قلنا: إن الإمام الصادق كان يلجأ إلي الله في مهماته، فقد أهمه قتل المعلي و دعا علي داود حتي سمعوه يقول: الساعة الساعة، فما استتم دعاؤه حتي سمعت الصيحة في دار داود.

و انه قال في دعائه: اللهم إني أسألك بنورك الذي لا يطفي، و بعزائمك التي لا تخفي، و يعزك الذي لا ينقضي، و بنعمتك التي لا تحصي، و بسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسي. [2] .

و هكذا بقي أبوعبدالله يتحمل ضروب الأذي و أنواع المحن و كان الخطر محدقا به، و يدل علي ذلك حديثه المشهور و كلمته الخالدة: «عزت السلامة حتي لقد خفي مطلبها».



[ صفحه 473]



و كان سفيان الثوري يكثر الدخول عليه قبل أن يشتد الأمر علي الإمام، و لما دخل عليه في تلك الأيام يطلب منه أن يحدثه قال: يا سفيان أنت رجل يطلبك السلطان و أنا رجل أتقي السلطان قم فاخرج غير مطرود.

و خلاصة القول إن الإمام الصادق عليه السلام لقي في أيام المنصور محنا و واجه صعوبات لم يلق بعضا منها في العهد الأموي. كما أن المنصور اقتضت سياسته عند اشتداد ملكه أن يقضي علي الإمام الصادق، و اتخذ شتي الوسائل في ذلك. فمرة يحضره للفتك به كما تقدم و كانت سلامته في تلك المواقف اعجوبة، لأن المنصور لا يتوقف عن إراقة الدماء، و ليس له وازع يحجزه عن ارتكاب المحارم، ولكن عناية الله و عينه التي كانت ترعي الإمام دفعت عنه كيده.

يحدثنا علي بن ميسرة، قال: لما قدم أبوعبدالله علي أبي جعفر أقام أبوجعفر مولي له علي رأسه، و قال له: إذا دخل جعفر بن محمد فاضرب عنقه، فلما دخل أبوعبدالله نظر إلي أبي جعفر و أسر شيئا في نفسه ثم أظهره: «يا من يكفي خلقه كلهم و لا يكفيه أحد، اكفني شر عبدالله بن علي...» فسلمه الله من شره و استجاب دعاءه. [3] .

و كان يعرف كيد المنصور و وسائله التي اتخذها ضده، فمرة يرسل أموالا إلي العلويين علي يد رجال من أعوانه يتظاهرون بأنهم غرباء من أهل خراسان فاذا دفعوا المال إلي أحد من العلويين يأخذون منه كتابا بوصول المال.

و جاء أحد هؤلاء الرجال إلي الإمام الصادق، و قد أرسل معه المنصور مالا جزيلا ليدفعه اليه و إلي عبدالله بن الحسن، فجاء الرجل إلي المسجد و كان الصادق يصلي فيه فجلس خلفه ينتظره. فالتفت الإمام اليه و قال: يا هذا إتق الله، و قل لصاحبك - يعني المنصور - اتق الله و لا تغرن أهل بيت محمد، فانهم قريبو العهد بدولة بني مروان، و كلهم محتاج.... [4] .

و كذلك كان المنصور يكتب رسائل مزورة علي لسان بعض شيعة أهل البيت و يرسلها بيد أعوانه، و يحاول أن ينال غرضه عندما يحل علي جواب من الإمام لتلك الكتب و الرسائل، ولكنه لم يظفر بشي ء من ذلك للخطة التي اتخذها الإمام، و لنظره الصائب و رأيه السديد.

و كثرت السعايات به إلي المنصور، و اجتهد الوشاة بكل حيلة أن ينالوا



[ صفحه 474]



قصدهم و غرضهم بذلك التقرب إلي المنصور بما يرفعونه اليه من أخبار الإمام التي تدور حول اتصاله بأنصاره و أوليائه في الحجاز و العراق و خراسان، و انهم كانوا يحملون زكاة أموالهم اليه، و قد زوروا علي لسانه كتبا إلي هؤلاء الأنصار يدعوهم فيها إلي خلع بني العباس.

و علي أي حال فان المنصور كان يهتم بأمر العلويين عامة، و بجعفر بن محمد خاصة، لأن شبح الثورة يلوح علي الدوام في مخيلته، فهو يقض و لا يقر له حال، و يبذل كل ما في وسعه لتحصيل غايته.


پاورقي

[1] مؤرخ العراق لابن الفوطي.

[2] الكافي ج 2 ص 557 ط 2.

[3] الكافي ج 2 ص 561.

[4] ابن شهر آشوب ج 2 ص 302.


وصية الامام موسي له


قال الامام موسي بن جعفر عليه السلام موصيا هشاما: يا هشام، من أراد الغني بلا مال، و راحة القلب من الحسد، و السلامة



[ صفحه 108]



في الدين، فليتضرع الي الله في مسألته بأن يكمل له عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، و من قنع بما يكفيه استغني، و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغني أبدا.

يا هشام، من صدق لسانه زكي عمله، و من حسنت نيته زيد في رزقه، و من حسن بره باخوانه و أهله مد في عمره.

يا هشام، لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم.

يا هشام، كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا.

يا هشام، ان أميرالمؤمنين عليه السلام كان يقول: لا يجلس في صدر المجلس الا رجل فيه ثلاث خصال: يجيب اذا سئل، و ينطق اذا عجز القول عن الكلام، و يشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله. فمن لم يكن فيه شي ء منهن فجلس فهو أحمق.

يا هشام، ان العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، و لا يسأل من يخاف منعه، و لا يعد ما لا يقدر عليه، و لا يرجو ما يعنف برجائه، و لا يتقدم علي ما يخاف العجز عنه.

يا هشام، رحم الله من استحيا من الله حقا الحياء فحفظ الرأس و ما حوي، و البطن و ما وعي، و ذكر الموت و البلي، و علم أن الجنة محفوفة بالمكاره، و النار محفوفة بالشهوات.

يا هشام، من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله عثرته يوم القيامة، و من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.

يا هشام، تعلم، من العلم ما جهلت، و علم الجاهل مما علمت. عظم العالم لعلمه، و صغر الجاهل لجهله و لا تطرده و لكن قربه و علمه.

يا هشام، عليك بالرفق، فان الرفق يمن، و الخرق شؤم، ان الرفق و البر و حسن الخلق يعمر الديار، و يزد في الأعمار.

يا هشام، ان مثل ادنيا مثل الحية مسها لين، و في جوفها السم القاتل. يحذرها الرجال ذوو العقول، و يهوي اليها الصبيان بأيديهم.

يا هشام، ان الزرع ينبت في السهل و لا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، و لا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل، و جعل التكبر آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ الي السقف شجه، و من خفض رأسه استظل تحته و أكنه، و كذلك من لم يتواضع لله خفضه الله و من تواضع لله رفعه.



[ صفحه 109]



يا هشام، اياك و مخالطة الناس و الأنس بهم، الا أن تجد بهم عاقلا و مأمونا فآنس به، و اهرب من سائرهم كهربك من سباع الضارية. و ينبغي للعاقل اذا عمل عملا أن يستحي من الهل. و اذا مر بك أمر ان لا تدري أيهما خير و أصوب فانظر أيهما أقرب الي هواك فخالفه، فان كثير الصواب في مخالفة هواك.

ياهشام، من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه. و ما أوتي عبد هواك. علما فازداد من الدنيا حبا الا ازداد من الله بعدا، و ازداد الله عليه غضبا.

يا هشام، اياك و الطمع، و عليك باليأس مما في أيدي الناس، و أمت الطمع من المخلوقين فان الطمع مفتاح للذل و اختلاس العقل، و اختلاق المروءات و تدنيس العرض، و الذهاب بالعلم. و عليك بالاعتصام بربك و التوكل عليه، و جاهد نفسك لتردها عن هواها، فانه واجب عليك كجهاد عدوك.

قال هشام: قلت أي الأعداء أوجبهم مجاهدة؟

قال عليه السلام: أقربهم اليك، و أعداهم لك، و أضرهم بك، و أعظمهم لك عداوة، و أخفاهم لك شخصا - مع دنوه منك..

يا هشام، من أكرمه الله بثلاث فقد لطف له: عقل يكفيه مؤنة هواه، و علم يكفيه مؤنة جهله، و غني يكفيه مخافة الفقر.

يا هشام، احذر هذه الدنيا و احذر أهلها، فان الناس فيها علي أربعة أصناف: رجل متردي معانق لهواه، و متعلم مقري ء كلما ازداد علما ازداد كبرا يستعلي بقراءته و علمه علي من هو دونه، و عابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته، يحب أن يعظم و يوقر، و ذو بصيرة و لا يقدر علي القيام بما يعرفه فهو محزون مغموم بذلك، فهو أمثل أهل زمانه و أوجبهم عقلا.

ثم ذكر عليه السلام العقل و جنده و الجهل و جنده. و تركنا ذلك اختصارا.

و خلاصة القول: ان هشام بن الحكم قد عز بولائه لأهل البيت، و ناظر جميع أهل الفرق في التوحيد و الامامة، و ضحي براحته في سبيل مبدئه، و بذل أقصي الجهد من أجل اصلاح العقيدة و القضاء علي البدعة. و كان يستمد تعاليمه من ينبوع أهل بيت النبوة، هداة الخلق، و أئمة العدل. و قد لقي العنت من حساده و منافسيه، و كان عرضة للخطر من قبل سلطان عصره حتي أصبح مشردا عن البلاد. و قد طلبه هارون الرشيد أشد الطلب حتي أدركه



[ صفحه 110]



الموت بالكوفة مختفيا، و أوصي أن يحمل في جوف الليل، و يدفن بالكناسة، و تكتب رقعة علي قبره: هذا قبر هشام بن الحكم - الذي طلبه أميرالمؤمنين - مات حتف أنفه.

و بلغ هارون الرشيد ذلك فقال: الحمدلله الذي كفانا أمره. و كان هارون قد أخذ به خلقا كثيرا من تلامذته و أصحابه. منهم اخوانه. فأفرج عنهم بعد موته و أطلقهم.

لقد كان هشام من المفكرين المصلحين، الذين خدموا الأمة باخلاص النية و صدق العزيمة و رجاحة الرأي. و له القدح المعلي في نصرة مذهب أهل البيت و انك عندما تتبع آثاره الخالدة تجده يلتفت الي النوادر من الفروع. و الي الغوامض من المسائل و له كلمات خالدة ذكرها العلماء في مختلف المواضيع: في التوحيد، و النبوة و الامامة، و قد ضاق المجال عن استقصائها.

و قد كانت لي رغبة شديدة في احياء مآثره و الاحاطة بدراسة شخصيته دراسة وافية غير أني لما وجدت شيخنا المظفر قد كتب رسالة كبيرة قيمة فيه. تركت الميدان لفارس الحلبة. فرحم الله هشاما، لقد أوذي في سبيل نصرة الحق، و كان من (الذين آمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون) [1] .

و هنا ينتهي حديثنا عن أصحاب الامام الصادق، تاركين كثيرا منهم طلبا للاختصار. و ستأتي الاشارة الي الأعيان منهم كهشام بن سالم الجواليقي، و هشام بن الأحمر، و هشام بن المثني الرازي، و غيرهم، و بالله نستعين و منه نستمد التوفيق.



[ صفحه 113]




پاورقي

[1] الانعام 82.


طرق معيشة العباد


و سأله سائل فقال: كم جهات معائش العباد التي فيها الاكتساب و التعامل و وجوه النفقات؟

فقال عليه السلام: جميع المعائش كلها من وجوه المعاملات فيما بينهم مما يكون لهم فيها المكاسب اربع جهات من المعاملات.

فقال السائل: أكل هذه الأربع جهات حلال، أؤ كلها حرام، أو بعضها حلال و بعضها حرام؟

فقال عليه السلام: في هذه الاجناس الأربعة حلال من جهة، و حرام من جهة، و هذه الاجناس معروفات، فأول هذه الجهات الأربع الولاية و تولية بعضهم علي بعض.

ثم التجارة في جميع البيع و الشراء بعضهم من بعض، ثم الصناعات من جميع صنوفها.

ثم الاجارات، و كل هذه تكون حلالا من جهة و حراما من جهة، و الفرض من الله علي العباد في هذه المعاملات الدخول في جهات الحلال منها، و العمل بذلك الحلال و اجتناب جهة الحرام منها.

ثم أخذ عليه السلام في التفصيل: فذكر الولاية و قسمها الي حلاله، و هي ولاية ولاة العدل الذين أمر الله بولايتهم و توليتهم علي الناس.



[ صفحه 419]



و أما الحرام منها، فهي الولاية لأئمة الجور و العمل لهم، و الكسب معهم بجهة الولاية لهم، فهو حرام و محرم، معذب من فعل ذلك قليلا او كثيرا.

و علل ذلك عليه السلام بأن ولاية الوالي الجائر دروس للحق كله، و احياء الباطل كله، و اظهار الظلم و الفساد، و ابطال الكتب، و هدم المساجد، و تبديل سنة الله و شرائعه، و لذلك حرم العمل معهم و معونتهم، و الكسب معهم الا بجهة الضرورة، نظير الضرورة الي الدم و الميتة.

ثم ذكر التجارة و ما يحل من البيع و ما يحرم منه، فالحلال ما هو غذاء العباد و قوامهم في أمورهم، في وجوه الصلاح الذي لا يقيمهم غيره الي آخر بيانه في ذلك.

و الحرام منه هو كل أمر يكون فيه الفساد مما هو منهي عنه من جهة أكله و شربه، أو كسبه أو نكاحه، أو ملكه، أو امساكه، أو هبته او عاريته.

ثم ذكر عليه السلام بقية الجهات من الصناعة و الاجارة، و وجوه اخراج الأموال و انفاقها و ما يحل للانسان أكله و ما لا يحل، و ما يجوز من اللباس و ما لا يجوز، الي آخر بيانه و تفصيله في جوابه لسائله.


سليمان


أبوأيوب سليمان بن يسار أخو عطاء، مولي ميمونة المتوفي سنة 100 ه أو 107 ه كان أكثر ما يروي عن عائشة و أبي هريرة.


و قبل الختام نقول


ان الذي يسترعي الانتباه: هو أن المؤلف قسم التفسير بالرأي الي قسمين: الأول: التفسير بالرأي الجائز و فيه يذكر كتب التفسير للسنة كتفسير الرازي و البيضاوي و غيرهما من ص 288 الي ص 362 ج 1.

الثاني: التفسير بالرأي المذموم، أو تفسير الفرق المبتدعة، و تبتدي ء من ص 363 الي ص 482 من الجزء الأول.

و هنا يتكلم أولا عن المعتزلة و موقفهم من تفسير القرآن، و أول ما يذكر من تفاسيرهم: تفسير القاضي عبدالجبار، ثم يذكر أمالي السيد المرتضي علم الهدي المتوفي سنة 436 و هو من كبار علماء الشيعة الامامية، و علم من أعلامهم، و لكن الاستاذ نسبه للاعتزال و جعل أماليه من تفاسير المعتزلة بدون استناد.

نعم ذهب لهذا المستشرق جولد تسهير في كتابه مذاهب التفسير الاسلامي عند ما ذكر اتحاد طريقة السيد المرتضي في التفسير مع طريقة أبي علي الجبائي من حيث اللغة، و حمل العبارات الدالة علي التشبيه، أو التي لا تليق بمقام الألوهية، علي تأويلات أليق و أبعد عن التشبيه... الخ [1] .

و الأستاذ المؤلف سار علي ذلك الفرض فجزم بأن السيد المرتضي معتزلي و جعل تفسيره لهم تقليدا للمستشرقين و اتباعا لهم فيما يذهبون اليه في آرائهم المخالفة للحقيقة.

ثم ذكر تفسير الكشاف للزمخشري و ينتهي في آخر الجزء من البحث حول المعتزلة أو الفرقة المبتدعة.

و في أول الجزء الثاني يأتي دور الفرقة الثانية و هم الشيعة و منهم الامامية الاثنا عشرية، و هناك يتكلم الاستاذ حسب ذوقه و ادراكه، و هو اذ يتناول البحث عنهم فانما يري أن طعنهم شي ء مستحسن، بل من الدين ذلك كما يراه، لأنهم مبتدعة، و كل بدعة ضلالة فهم ضالون في نظره و الاسلام محتكر له - عافاه - الله - فهو يري من الدين أن يبرزهم في اطار التضليل و الابتعاد عن الاسلام. و هذا رأي خاطي ء، و نظر قاصر.

و علي هذا التفكير و ضوء هذه النظرة سار في بحثه معتمدا علي أباطيل المستشرقين، و خرافات المغرضين.



[ صفحه 435]



و من هذا و ذاك - فانه لم ينظر الي الحقائق بصفته أستاذا في علوم القرآن و الحديث، بل سار في طريق بحثه مكبلا بقيود التعصب، ينظر الأمور بمنظار قاتم، و قد ترك الحقيقة وراء ظهره، فلم يسند أقواله بدليل استقاه من تعمقه بالبحث، أو استنجه من تتبعه في دراسة الموضوع، و لم يقف علي الأمور التي هي جديرة بالنظر موقف متأمل ليعرف الحق لأنه حق بالبرهان و يعرف الباطل لأنه باطل بالبرهان من دون تحيز و تعصب.

ان الواجب يقضي عليه أن لا يتعصب أو يتحيز، لأنه أستاذ في جامعة اسلامية كبري تربي جيلا - هم حملة رسالة المستقبل، و عليهم تقع مسؤولية كبري، و يجب عليه أن يدلهم علي طريق الاستقامة، و الحيطة في النقد الصحيح، و الدعوة الي الحق لذات الحق.

و الي هنا ينتهي حديثنا مع الأستاذ و هنتا أسدل الستار عن بقية أخطائه لأني لم أجد وقتا يساعد علي الاستمرار معه، و عسي أن تسمح الظروف بالعودة الي مناقشته و العود أحمد و نسأل الله لنا و له الهداية و التوفيق و الي اللقاء - ان شاء الله - أيها الأستاذ المحدث.



[ صفحه 436]




پاورقي

[1] انظر كتاب مذاهب التفسير الاسلامي 140:136.


الرجعة


لقد خلط المؤلف بين مفهوم «الرجعة» و مفهوم «المهدي». و الرجعة كما يعرفها الشيخ المفيد في أوائل المقالات: ص 77، «هي أن الله تعالي يرد قوما من الأموات الي الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقا و يذل فريقا، و يديل المحقين من المبطلين، و المظلومين منهم من الظالمين، و ذلك عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلام، و الراجعين الي الدنيا فريقان: أحدهما: من علت درجته في الايمان و كثرت أعماله الصالحات...، فيريه الله دولة الحق و يعزه بها...، و الآخر: من بلغ الغاية في الفساد...، و كثر ظلمه لأولياء الله...، فينتصر الله - تعالي - لمن تعدي عليه قبل الممات».

و قال في ص 46: «و اتفقت الامامية علي وجوب رجعة كثير من الأموات الي الدنيا قبل يوم القيامة و ان كان بينهم في معني الرجعة اختلاف». و قد شرح الاختلاف في ص 152 فراجع.

و قد استدل لها الشيعة بعدة آيات و روايات و الفت في ذلك الكتب و الرسائل، و هي ليست قضية المهدي المنتظر عليه السلام. فان منكر الرجعة عند الشيعة ليس بكافر، و ان منكر المهدي كافر.

القول «برجعة» المهدي المنتظر ليس مجمعا عليه في الفكر الشيعي، فمنهم من لا يعتبرها عقيدة، و منهم من يأخذ بها، كما أخذ بعض أهل السنة ببعض أنباء الغيب و حوادث المستقبل و أشراط الساعة، مثل: نزول عيسي من السماء، و ظهور الدجال الذي يظهر قبل الامام بقليل فيقتله الامام، و خروج السفياني الذي يخرج من الوادي اليابس حتي ينزل بدمشق، فلذلك اختراع لحساب بني أمية في الأندلس. و ثمة سفياني قيل: ان خالد بن يزيد اخترعه لحساب بني أمية ضد بني مروان، و من قبلهم وجد (القحطاني) المنتظر - رجل في قحطان - يسوق العرب بعصاه، بل ادعي عبدالرحمان بن الأشعث أنه القحطاني المنتظر [1] .

بل أن سعيد بن المسيب - علامة التابعين - يعتبر عمر بن عبدالعزيز المهدي المنتظر للمدينة [2] و قد سمي العباسيون لهم مهديا (الخليفة المهدي بن المنصور) [3] .



[ صفحه 352]



و أبوجعفر المنصور يقول عن محمد النفس الزكية: «هذا مهدينا أهل البيت» [4] ولقد سمي الكثيرون من يتولونهم بالمهدي:

فأتباع محمد بن الحنفية لقبوه بالمهدي [5] ، و ابن صرد يلقب الحسين بالمهدي، و أشياع المختار الثقفي لقبوه بالمهدي، بل أن كثرة الزيدية يقولون: ان كل واحد من الأئمة مهدي! فزيد مهدي، و ابنه يحيي مهدي، و محمد بن عبدالله ابن الحسن «النفس الزكية» مهدي، و كل فاطمي شجاع عالم زاهد يدعو الي الحق بالجهاد فهو لدي الزيدية امام [6] مهدي [7] و من الناس من ينتظر عودة من يسمونهم كذلك.

و في مسند أحمد بن حنبل: سمعت عليا يقول: قال رسول الله: «لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله عز و جل رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا» [8] .



[ صفحه 353]



و يقول بعض الشيعة: ان عقيدة البعث أصل مجمع عليه، و انه عندما يؤخذ القول بالرجعة علي أنها بعث فلا وجه لنفي العدالة عمن يفهمها كذلك [9] .

و لقد رددت كتب السنن الكلام في المهدي و ظهوره، و منها: سنن أبي داود [10] و الترمذي [11] و النسائي [12] و ابن ماجة [13] ، و لم يرد ذكره في صحيحي البخاري و مسلم، و تكلم البعض في أسناد الأحاديث المروية في السنن.

و في الوقت ذاته نجد السيوطي في كتابه «العرف الوردي في خبار المهدي» [14] و ابن حجر في كتابه «القول المختصر في أخبار المهدي» [15] و هما من فحول علماء أهل السنة، و آخرين غيرهم، يكتبون عن المهدي، و يروون أحاديث في ظهوره.

و في تفسير الأحاديث اذا صحت تتغاير الأنظار [16] .



[ صفحه 354]



و ابن الجوزي الحنبلي يسمي القائلين بالرجعة في كتابه «تلبيس ابليس»: الرجعية [17] و لقد أسلفنا تضعيف بعض محدثي أهل السنة للقائلين بالرجعة.



[ صفحه 357]




پاورقي

[1] أرجع في هذه الأمور الي كتاب «معجم أحاديث الامام المهدي» للشيخ علي الكوراني، فقد فصل في ذلك كثيرا، و نقل كل ما يقع في هذه الموضوعات من أحاديث و آراء و أقوال.

[2] تاريخ دمشق: ج 45 ص 188. و ذهب الي هذا المعني جماعة؛ لأن هناك من يروي أن الامام المهدي من ولد عمر بن الخطاب، كما في حلية الأولياء: ج 5 ص 254، و كنز العمال: ج 14 ص 26 ح 37847. و قد حاولوا تطبيقها علي عمر بن عبدالعزيز باعتباره من ولد عمر من جهة الأم. و منهم الجريري انظر مسند أحمد: ج 3 ص 317.

و عن ابراهيم بن ميسرة، قال: قلت لطاوس: عمر بن عبدالعزيز هو المهدي؟ قال: مهدي و ليس به أنه لم يستكمل العدل كله. راجع: تاريخ مدينة دمشق: ج 45 ص 189، و سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 130.

[3] فقد حاول العباسيون تعيين صفات المهدي عليه السلام علي المهدي العباسي و غيره بعد محاولتهم تطبيق أحاديث الرايات السود علي حركتهم و راياتهم. (معجم أحاديث المهدي: ج 1 ص 64).

[4] مقاتل الطالبيين: ص 142 و 162، عمدة الطالب: ص 104.

[5] و هم فرقة الكيسانية. راجع فرق الشيعة للنوبختي: ص 23، السرائر: ج 3 ص 162، المختصر النافع: ص 157، جامع المقاصد: ج 9 ص 42، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 543، شرح الأخبار: ج 3 ص 316، الفصول المختارة: ص 300، الفصول العشرة: ص 109، رسائل في الغيبة: ج 2 ص 14.

[6] انظر: من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 543، أوائل المقالات: ص 39، المسائل الجارودية: ص 12، الارشاد: 268، فرق الشيعة: ص 58، الملل و النحل: ص 137، الفرق بين الفرق: ص 34.

[7] يقول الامام محمد آل كاشف الغطاء من أئمة الشيعة الامامية المعاصرين: «و ليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم، و لا انكارها بضار و ان كانت ضرورية عندهم، لكن لا يناط التشيع بها وجودا أو عدما». و يقول: «و حديث الطعن بالرجعة كان هجيري علماء السنة...، فكان علماء الجرح و التعديل اذا ذكر بعض العظماء من رواة الشيعة و محدثيهم و لم يجدوا مجالا للطعن فيه لوثاقته و ورعه و أمانته نبذوه بأنه يقول بالرجعة، فكأنهم يقولون: يعبد صنما أو يجعل لله شريكا! و نادرة مؤمن الطاق مع أبي حنيفة معروفة، و أنا لا أريد أن أثبت في مقامي هذا و لا غيره صحة القول بالرجعة، و ليس لها عندي من الاهتمام قدر قلامة ظفر...». (منه).

[8] مسند أحمد: ج 1 ص 99. و ذكره أيضا و بألفاظ متعددة: سنن ابن ماجة: ج 2 ص 929، سنن أبي داود، ج 2 ص 309، عون المعبود: ج 11 ص 251، حديث خثيمة: ص 192، صحيح ابن حبان: ج 13 ص 283، المعجم الأوسط: ج 2 ص 55، المعجم الكبير: ج 10 ص 133 و ص 135، موارد الظمآن: ص 463، الجامع الصغير: ج 2 ص 428، كنز العمال: ج 14 ص 264 و 266 و 267 و 269، فيض القدير: ج 5 ص 423، الدر المنثور: ج 6 ص 58، ذكر أخبار اصبهان: ج 2 ص 195، تاريخ ابن خلدون: ج 1 ص 312، كشف الغمة: ج 3 ص 235.

[9] يقول الشيخ محمدرضا المظفر في كتابه «عقائد الشيعة»: «من يستغرب الرجعة يكون بمثابة من يستغرب البعث فيقول: (من يحيي العظام و هي رميم) فيقال: (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم)...» و ينهي بحثه في هذا الصدد بقوله: «علي كل حال، فالرجعة ليست من الأصول التي يجب الاعتقاد بها، و انما اعتقادنا بها كان تبعا للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت الذين ندين بعصمتهم من الكذب، و هي من الأمور الغيبية التي أخبروا بها و لا يمتنع وقوعها». (منه).

[10] سنن أبي داود: ج 4 ص 107 ح 4283 و 4284 و 4285.

[11] سنن الترمذي: ج 4 ص 505 ح 2230 و 2231، و ج 4 ص 506 ح 2233. و قال عنها: هذا حديث حسن صحيح. و ذكر حديثا رابعا في: ج 4 ص 506 ح 2232 و قال عنه: هذا حديث حسن.

[12] لم أجده في النسائي.

[13] سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1368، و ج 2 ص 1336.

[14] العرف الوردي، و هو في عشرة أبواب و مقدمة، الباب الأول: في الأحاديث النبوية و الاخبار عنه، و جملة أحواله. و الثاني: في نسبه، و أنه من أهل البيت، و من نسل الحسين... و هو مطبوع ضمن كتاب الحاوي للفتاوي.

[15] و قد ذكره أيضا العجلوني في كشف الخفاء: ج 2 ص 288، و اسماعيل باشا في ايضاح المكنون: ج 2 ص 253، و لكن بعنوان: «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر «و كذا في هدية العارفين: ج 1 ص 146.

[16] في كتب أهل السنة أقاويل شتي: يتكلم الشعراني عن الولاية: أنها «مواهب مخصوصة للأوتاد و الأبدال و الأئمة من أصحاب الدوائر و الأعداد و أصحاب النوب و الأفراد» ثم يقول: «و قد اجتمعت هذه المراتب كلها في خاتم الولاية المحمدية، و هو المهدي أخو عيسي عليهماالسلام، في الختمية لقوله في حقه: «يقفو أثري و لا يخطي ء». كما جمع له مرتبة الدعوة الي الله تعالي بالسيف و اقامة الحجة، و هذه هي مرتبة العصمة التي لا يتصف بها الا نبي أو خليفة الله تعالي... ثم اعلم أن العلوم الحاصلة عن طريق الكسب و الوهب من علوم التوحيد يجب سترها عن الناس؛ لما فيها من الغرابة و التبري من المعقول و المنقول، و قد اقتفت الكمل من الأولياء هذه الآثار عن الصحابة و التابعين؛ شفقة علي ضعفة الناس الجاهلين بهذه الطريقة، اتباعا لقوله صلي الله عليه و سلم: «حدثوا الناس بما يفهمون، أتحبون أن يكذب الله و رسوله...».

و من الآخذين بسبيل التصوف قائلون بعلم الباطن و ما فيه، و في قواميسهم شطحات و مقولات كثيرا ما تتجه اتجاهات غريبة عن الاسلام؛ كمقولات: «وحدة الوجود» و «الفناء» و «المحو» و «الحلول»، و ما قول الحلاج من أقوالهم ببعيد: «أنا الحق و ما في جيبي الا الحق»!!!

و لقد ازدهرت في القرنين السادس و السابع الهجري أفكار فلسفية غريبة علي تصوف أهل السنة، و هو متمثل في زهد الصحابة وحده، و من هذه الأفكار: فكرة تطهير الروح بالارتياض و الخلاص من مطالب الجسد! يصل بها الاشراقيون الي القول بأن الرياضة الروحية و تهذيب النفس هما الوسيلة الوحيدة للمعرفة. أما الغلاة فيعذبون الجسد تعذيب البراهمة و البوذيين الهنود، و آخرون يأخذون منه الهنود فكرة الوحده الثابتة الجامعة لكل ما في الوجود! فالكل واحد.

و الحلاج (309) و من ذهب مذاهبه يقولون بالحلول الالهي في بعض المخلوقين!!

و من المسلمين من أصبحت «الوحدة» أنشودة علي لسانه؛ مثل محي الدين ابن عربي، و منهم من وصل الذات الانسانية الفانية بذات الله الخالدة وصلا، سبيله المحبة التي تبلغ درجة السكر و الغيبوبة عن الحس؛ مثل ابن الفارض (638) و ابن عطاء السكندري. و عند بعضهم كلام جيد يفهمه البعض فهما ضارا، و قد ترتب علي هذه الأفكار نشوء أفكار أخري؛ كالايمان بالخوارق و كرامات الأولياء، و أصبح الولي عند البعض مكشوفا عنه الحجاب مادام يفني في ذات الله و يخرج عن المألوف!! (منه).

[17] لم أعثر علي كتابه، و لكن وجدت مقالته في كتاب «تاريخ الامامية» لفياض: ص 101.


الطب الوقائي


و يتخذ الطلب الوقائي في افاضات الامام الصادق عليه السلام مناحي جديدة في تقرير الوقاية من الأمراض، أكد صحتها الطب في العصر الحديث.

تذكر دراسة أوربية معاصرة أن الفيروس المسبب لفقدان المناعة (مرض الايدز) يفقد قدرته علي النمو و الانتشار في وجود الثوم، و ذلك من خلال دراسة للفيروس في مزرعة من الأنسجة [1] .

و قد وردت روايات عديدة عن الامام الصادق في تناول الثوم.

فعن أبي بصير، قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عن أكل الثوم و البصل، فقال: لا بأس بأكله نيا و في القدر [2] .

و الأطباء اليوم يحثون عليه لدوره في حفظ توازن ضغط الدم، و مكافحة



[ صفحه 407]



تصلب الشرايين، و هو مادة مطهرة للفم و الجهاز الهضمي من الجراثيم و الطفيليات.

و في استحباب السواك، و تطهيره للأسنان، و اصلاحه اللثة، نموذج للوقاية من كثير من الأعراض.

ورد عن الامام الصادق أنه قال: «في السواك عشر خصال: هو من السنة، و هو مطهرة للفم، و مجلاة للبصر، و يرضي الرحمن، و يبيض الأسنان، و يذهب بالحفر، و يشد اللثة، و يشهي الطعام، و يذهب بالبلغم، و يزيد في الحفظ، و يضاعف الحسنات، و يفرح الملائكة» [3] .

و قال أيضا عليه السلام: «السواك يذهب بالدمعة، و يجلو البصر» [4] .

و في موازنة الحاجة الي تناول الماء بقدر و دون افراط، يقول الامام: «لا يشرب أحدكم الماء حتي يشتهيه، فاذا اشتهاه فليقل منه» [5] .

و في هذا وقاية من فساد المعدة، و ارباك عملية الهضم، و ترهل البطن، و ازدياد نسبة السوائل في الجسم دون حاجة، و عدم الارتواء.

و هناك اشارة للكحل، و هو مما يتزين به الي عهد قريب، و هو مما تداوله الناس في عصر الامام عليه السلام، و قد اعتبره أداة واقية عن ضعف البصر، و تساقط أشفار العينين، فقد روي عنه أنه قال:

«الكحل يزيد في ضوء البصر، و ينبت الأشفار» [6] .

و ربما كان من الوقاية الاعتماد علي المناعة في جسم الانسان بدل الدواء،



[ صفحه 408]



و احتمال الداء فترة ما، عسي أن يتشافي المرء دون دواء، و قد ثبت طبيا أن في جسم الانسان عدة معامل كيمياوية قد تصلح جملة من الأمراض دون حاجة الي استعمال الدواء، و قد ورد عن الامام الصادق أنه قال:

«اجتنب الدواء ما احتمل بذلك الداء» [7] .

و ربما كان الاقتصاد في المأكل، و الاقتصار علي ما قل و كفي، من الوقاية التي هي خير من العلاج، فعن الامام الصادق أنه قال:

«أقرب ما يكون العبد من الله اذا خف بطنه، و أبغض ما يكون العبد من الله اذا امتلأ بطنه» [8] .

و يتحدث الامام للوقاية من أمراض شتي حديثا يستوعب آداب الأكل، قال عليه السلام: «من أراد أن لا يضره طعام، لا يأكل طعاما حتي يجوع، تنقي معدته، فاذا أكل فليسم الله، و ليجد المضغ، و ليكف عن الطعام و هو يشتهيه و يحتاج اليه» [9] .

و بهذا ننهي الحديث عن معالم الطب عند الامام الصادق عليه السلام و قد اختزلناها اختزالا كبيرا، لأنها من الوفرة في الكمية و المادة العلمية بحيث لا يتسع لها هذا الموجز من البيان، و من أراد التوسع في الموضوع فعليه بالمطولات من المصنفات.



[ صفحه 409]




پاورقي

[1] ظ: محسن عقيل: طب الامام الصادق 90.

[2] المجلسي: بحارالأنوار 63 / 249.

[3] المصدر نفسه: 63 / 129.

[4] المصدر نفسه: 59 / 145.

[5] الحر العاملي: وسائل الشيعة 17 / 190.

[6] المجلسي: بحارالأنوار 73 / 95.

[7] الحر العاملي: وسائل الشيعة 17 / 190.

[8] المصدر نفسه: طبعة مؤسسة آل البيت 24 / 239.

[9] المصدر نفسه: 16 / 540.


الزيدية


و هم القائلون بامامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

عثا بنوأمية فسادا في الأرض، و أهلكوا الحرث و النسل، حتي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد سب في مجلس هشام بن الحكم فلم يغير شيئا و لم ينكر علي القائل، و في المقابل ما لقي شيعة آل البيت منهم، فمن مشرد في البراري، الي قابع في السجون، الي ممنوع من العطاء الخ... عندئذ قال زيد: فوالله لو لم يكن الا أنا و آخر لخرجت عليه [1] - أي علي هشام - و كان زيد عالما سخيا شجاعا، خرج للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و لأصلاح ما فسد في البلاد و العباد، فكان يري الخروج بالسيف، و أنه السبيل الأوحد، لدحر الظالمين، و كسر عنفوانهم و عتوهم، فقال كلمته المشهورة: «ما أحب امرأ الحياة الا ذل» [2] و لما كان علي درجة عظيمة من التقي و الورع، و عليه سيماء الصالحين أدعيت له الامامة، اذ أن صفات الامام قد تمثلت به، و أن الامام هو الذي يخرج بالسيف، لا المتوقع في زاوية بيته.

ولكن زيدا لم يدع الامامة لنفسه، بل لم يرض بذلك، انما دعا للرضا من آل محمد و دعا الي جعفر بن محمد سرا، و قد استفاضت الروايات في مدحه مما لا يقبل الشك مطلقا، و ان سبيله سبيل الامام الحسين عليه السلام [3] .



[ صفحه 208]



و قد اشتبه الأمر علي كثير من الأصحاب و حتي الفقهاء أيضا في امامته، اذ حسبوا أن قوة السيف هي السبيل الوحيد، لتقويم الاعوجاج، و تثبيت الارتجاج من الحاكم و المحكومين، و غفلوا عن أن الثورة الهادئة التي قام بها الامام الصادق عليه السلام و هي ثورة الفكر، التي تحرك الضمائر الميتة علي المدي البعيد، أصلب عودا، و أبطأ خمودا.

فلذا نبههم زيد علي ذلك.

فعن عمار الساباطي قال: كان سليمان ابن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج. قال: فقال له رجل - و نحن وقوف في ناحية و زيد واقف في ناحية - ما تقول في زيد هو خير أم جعفر؟! قال سليمان: قلت: و الله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا. قال: فحرك دابته و أتي زيدا و قص عليه القصة، فمضيت نحوه فانتهيت الي زيد و هو يقول: جعفر امامنا في الحلال و الحرام [4] .

فهو يبعد الشبهة عن أصحابه و يؤكد لهم بأنه منقاد لامام الأمة أجمع، و هو جعفر بن محمد عليه السلام.

بل كان ولده يحيي الشهيد يؤكد بأن أباه ليس امام فقال: ان أبي أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق، انما قال: أدعوكم الي الرضا من آل محمد، و عني بذلك ابن أخيه جعفرا عليه السلام. لكن أنصار زيد بن علي قووا حتي انتشروا في الآفاق يدعون الي امامته، فما كان من الامام جعفر الصادق عليه السلام الا أن أكد لهم نية عمه زيدا، و أنه لم يدع الامامة لنفسه فلم تلصقون به تهما نزعها عن نفسه؟!.



[ صفحه 209]



فعن الفضيل الرسان قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام بعدما قتل زيد بن علي فقال عليه السلام: رحمه الله اما انه كان مؤمنا و كان عارفا و كان عالما و كان صدوقا، أما أنه لو ظفر لوفي، أما انه لو ملك لعرف كيف يضعها [5] .

فمدح الامام عليه السلام بقوله كان و كان المتكرر، و تأكيده علي أنه لو ظفر و ملك، لعرف الحق و وضعه في موضعه، ليؤكد لأصحابه، خطأ الصورة التي يعكسونها من نظرتهم لعمه زيد.

بل أكد عليه السلام بقوله: لا تقولوا خرج زيد فان زيدا كان عالما و كان صدوقا و لم يدعكم الي نفسه، انما دعاكم الي الرضا من آل محمد و لو ظهر لوفي بما دعاكم اليه، انما خرج الي سلطان مجتمع لينقضه [6] .

و مع كل الجهود التي بذلها الامام الصادق عليه السلام لوقف الدعاية الي امامة زيد، نري بأن آثار تلك الفرقة قد بقيت ظاهرة، و دعاة المذهب قد قووا بعد خمسين عاما من وفاة زيد، حتي انتشر مذهبهم في البلاد، فبقي أهل البيت عليهم السلام و منهم الامام الرضا عليه السلام يبين أن زيدا لم يدع ما ليس له بحق، انه كان اتقي لله من ذلك.

انه قال: أدعوكم الي الرضا من آل محمد... [7] .

و بقيت دعوة الزيدية سارية المفعول الي يومنا هذا، و هم مازالوا يعيشون في اليمن في عصرنا الحاضر [8] .



[ صفحه 210]



و اننا سيرا علي خط آل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم ندعوهم للمناظرة في صحة وقوفهم علي الامام الرابع دون ما سواه، لعلها تنفع تلك المناظرة، دون أي مكابرة، تمسكا بالعروة الوثقي، و المحجة البيضاء.


پاورقي

[1] سفينة البحار ج 1 / 577.

[2] الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة ص 67.

[3] معجم رجال الشيعة ج 7 / 345 - سفينة البحار ج 1 / 577 و ما بعد... .

[4] المصدر السابق.

[5] معجم رجال الحديث ج 7 / ترجمته.

[6] المصدر السابق.

[7] الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة 68 - سفينة البحار ج 1 / 576.

[8] افترقت الزيدية الي عدة فرق بعد ذلك، ولكن الجميع يعتقدون بامامة زيد فمنهم البترية و قد قال الامام الصادق عليه السلام عنهم «لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق الي المغرب ما أعز الله بهم دينا». الملل و النحل ج 1 / 138 - و الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة 70.

انظر ترجمة الحكم بن عتيبة - الكشي. و منهم الجارودية و قد قال عنهم عليه السلام (كذابون مكذبون، كفار عليهم لعنة الله) ترجمة زياد بن المنذر أبوالجارود.


المصالح المرسلة


تنقسم المصالح بالنظر لاعتبار الشرع لها و عدم اعتباره الي ثلاثة أقسام:

مصالح معتبرة، و مصالح ملغاة، و مصالح مرسلة.

أولا: المصالح المعتبرة:

و هي التي شرع الشارع أحكاما لتحقيقها. دل الدليل علي أنه قصدها عند تشريعه كحفظ الدين، و النفس، و العقل، و العرض و المال فقد شرع الشارع الجهاد لحفظ الدين و القصاص لحفظ النفس، و حد الشرب لحفظ العقل، و حد الزني و القذف لحفظ العرض، و حد السرقة لحفظ المال.



[ صفحه 92]



و هذه المصالح لا خلاف بين علماء المسلمين في بناء التشريع عليها، لأن اعتبار الشارع لها بمثابة اذن منه يجعله أساسا للتشريع، فالاستدلال بها علي الأحكام يعتبر اقتداء بالشارع.

ثانيا: المصالح الملغاة:

و هي المصالح التي دل الشارع علي الغائها، و علم مخالفتها لمقتضي الأدلة الشرعية، و من أمثلتها: القول بمساواة الابن و البنت في الميراث علي ظن أن هذه مصلحة ولكنها مصلحة دل الدليل علي الغائها و هو قوله تعالي: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين» [1] .

و يدخل في ذلك أيضا: كل مصلحة تبدو للناس أنها مصلحة لكنها تصادم نصا في الشريعة، أو مبدأ مقررا فيها. و هذه لا خلاف فيها بين العلماء: في انه لا يبني عليها تشريع و لا يصح أن يقصد تحقيقها بحكم من الأحكام.

ثالثا: المصالح المرسلة:

هي المصالح التي يحصل من ربط الحكم بها، و بنائه عليها جلب مصلحة أو دفع مفسدة عن الخلق و لم يقم دليل معني يدل علي اعتبارها أو الغائها.

و هذا التعريف: اختاره الأستاذ زكي الدين شعبان في أصوله.

و سميت مرسلة لأنها مطلقة عن اعتبار الشارع أو الغائه، و يسميها بعضهم (الاستدلال المرسل) كما يطلق عليها البعض الأخر اسم (الاستصلاح).

و واضح من هذا التعريف: ان المصالح المرسلة لا تكون الا في الوقائع التي سكت الشارع عنها، و ليس لها أصل معين تقاس عليه و يوجد فيها معني مناسب يصلح أن يكون مناطا لحكم شرعي.

حجية المصالح المرسلة:

لا خلاف بين العلماء: في أن العبادات لا يجري فيها العمل بالمصالح



[ صفحه 93]



المرسلة، لأن أمور العبادات سبيلها التوقيف، فلا مجال فيها للاجتهاد و الرأي لأن المقصود من العبادات الانقياد لله تعالي و الخضوع و الامتثال لأمره دون النظر الي المصالح فيها.

أما في المعاملات: التي لا نص فيها و لا اجماع، و لم يسبق لها نظير تلحق به.

فقد اختلف العلماء في حجيتها و جعلها دليلا من أدلة الأحكام.

و قال الدكتور عبدالكريم زيدان: و هذا الخلاف يحكي في كتب الأصول علي نحو واسع، ولكننا لا نجد آثاره بهذه السعة و الكثرة في كتب الفقه، فالفقهاء المنسوب اليهم عدم الأخذ بالمصالح المرسلة، وجدت لهم اجتهادات قامت علي أساس المصلحة المرسلة، كما نجده في فقه الشافعية و الحنفية، و علي أية حال: فمما لا شك فيه أن فريقا من العلماء أنكر حجية المصالح المرسلة و من هؤلاء الظاهرية فهم ينكرون القياس فمن الأولي أن ينكروا المصالح المرسلة و قد نسب الي الشافعية و الحنفية القول بانكار المصلحة المرسلة، ولكننا نجد في فقههم اجتهادات الشافعية و الحنفية القول بانكار المصلحة المرسلة، ولكننا نجد في فقههم اجتهادات قامت علي أساس المصلحة... و فريق آخر أخذ بالمصالح المرسلة، و اعتبرها حجة شرعية و مصدرا من مصادر التشريع، و أشهر من عرف عنه هذا الاتجاه الامام مالك ثم أحمد بن حنبل و بين هذين الفريقين من قال: بالمصلحة بشروط تجعلها من قبيل الضرورات التي لا يختلف العلماء في الأخذ بها، كالغزالي فقد أخذ بالمصلحة بشروط أن تكون ضرورية، قطعية كلية [2] .

و مما تجدر الاشارة اليه:

هو أن الامام أحمد، علي الرغم من أن أتباعه لم ينصوا علي اسم المصالح المرسلة في جملة ما نصوا عليه من أصوله التي اعتمدها في الاجتهاد،



[ صفحه 94]



فانه لم يكن بمنجاة عن الأخذ بها، و سبب عدم ذكرها في أصول اجتهاده أنه لم يعد المصالح المرسلة أصلا بل كان يعتبرها معني من معاني القياس [3] .

و اذا عرفنا ذلك: فاني قد وجدت في فقه الامام جعفر الصادق ما يدل علي اعتماده علي المصلحة المرسلة كمصدر من مصادر التشريع. و فيما يأتي أسوق هذا النموذج علي ذلك:


پاورقي

[1] سورة النساء: آية 11.

[2] الوجيز: 200.

[3] ينظر تفاصيل هذا المبحث في مصادرها الآتية: المصدر السابق: 198 و ما بعده، المستصفي: 1 / 284 و ما بعده الأحكام للآمدي: 4 / 215 و ما بعدها، روضة الناظر: 86، 87، المسودة في أصول الفقه: 450، أصول الفقه لزكي الدين شعبان: 168، الامام أحمد بن حنبل للشيخ أبي زهرة: 297، أصول الفقه لبدران أبي العينين بدران 312، وما بعدها.


الزكاة


الزكاة ركن من اركان الاسلام، و لا تقل اهميتة عن الصلاة و قد حث عليها الله سبحانه و تعالي و رسوله و الأئمة، و كان للامام الصادق عليه السلام اقوال عدة فيها و منها:

- انما وضعت الزكاة اختبارا للاغنياء و معونة للفقراء، ولو ان الناس ادوا زكاة اموالهم ما بقي مسلم فقيرا محتاجا، و لاستغني بما فرض الله عزوجل له و ان الناس ما افتقروا، و لا احتاجوا، و لا جاعوا، و لا عروا الا بذنوب الاغنياء [1] .

و قال عليه السلام: لا صلاة لمن لا زكاة له، و لا زكاة لمن لا ورع له. و قال: ما فرض الله علي هذه الامة شيئا اشد عليهم من الزكاة، و لما تهلك عامتهم الا فيها.

و قال لاحدهم، قل لاصحابك يضعون الزكاة في اهلها و اني ضامن لما ذهب لهم [2] .

و جاء قوله عليه السلام في تحصين المال بالزكاة: ما ضاع مال في



[ صفحه 275]



بر و لا بحر الا بتضييع الزكاة فحصنوا اموالكم بالزكاة.

و جاء قوله في مانع الزكاة: من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت و هو قول الله عزوجل: (حتي اذا جآء أحدهم الموت قال رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت) (المؤمنون: 99).

و قال عليه السلام: السراق ثلاثة: مانع الزكاة، و مستحل مهور النساء، و كذلك من استدان و لم ينو قضاءه.

و عنه عليه السلام اذا قام القائم اخذ مانع الزكاة فضرب عنقه.

و قال عليه السلام في كفر مانع الزكاة: من منع قيراطا من الزكاة فليمت ان شاء يهوديا و ان شاء نصرانيا [3] .

وثمة حق معلوم غير الزكاة اشار اليه تعالي بقوله: (و الذين في أموالهم حق معلوم (24) للسائل و المحروم (25)) (المعارج 24 - 25).

فجاء قول الصادق عليه السلام: ولكن الله عزوجل فرض في اموال الاغنياء حقوقا غير الزكاة فقال عزوجل: و الذين في اموالهم حق معلوم.. فالحق المعلوم من غير الزكاة و هو الشي ء يفرضه الرجل علي نفسه في ماله، و يجب عليه ان يفرضه علي قدر طاقته وسعة ماله فيؤدي الذي فرضه علي نفسه ان شاء في كل يوم، و ان شاء في كل جمعة، و ان شاء في كل شهر [4] .

و جاء في احد مصادر الموحدين ما يلي:



[ صفحه 276]



جاء رجل الي أبي عبدالله عليه السلام فقال له يا أبا عبدالله: قرض الي ميسرة، فقال له ابو عبدالله عليه السلام: الي غلة تدرك؟ فقال الرجل: لا والله، قال: فالي تجارة تؤب؟ قال: لا والله، قال: الي عقدة تباع؟ فقال: لا والله.

فقال ابو عبدالله عليه السلام: فانت ممن جعل الله له في اموالنا حقا ثم دعا بكيس فيه دراهم فادخل يده فيه فناوله منه قبضة ثم قال له: اتق الله و لا تسرف و لا تقتر، ولكن بين ذلك قواما [5] .

و جاء قول الصادق عليه السلام في قوله تعالي: (انما الصدقات للفقراء المساكين و العاملين...) الفقير الذي لا يسأل الناس، و المسكين اجهد منه و البائس اجهدهم [6] .

و الزكاة عند الامام الصادق عليه السلام ظاهرة و باطنة فجاء عنه عليه السلام لما سأله رجل في كم تجب الزكاة من المال؟: الزكاة الظاهرة ام الباطنة تريد؟ قال: اريدهما جميعا. فقال: اما الظاهرة ففي كل الف خمسة و عشرون درهما. و اما الباطنة فلا تستأثر علي اخيك بما هو احوج اليه منك [7] .

و عند الامام الصادق لكل شي ء زكاة فقال عليه السلام: ان لكل شي ء زكاة و زكاة العلم ان يعلمه اهله.

و عنه عليه السلام: المعروف زكاة النعم، و الشفاعة زكاة الجاه،



[ صفحه 277]



و العلل زكاة الابدان، و العفو زكاة الظفر، و ما اديت زكاته فهو مأمون السلب. و عنه ايضا: علي كل جزء من اجزائك زكاة واجبة لله عزوجل، بل علي كل شعرة، بل علي كل لحظة، فزكاة العين النظر بالعبرة و الغض عن الشهوات و ما يضاهيها، و زكاة الاذن استماع العلم و الحكمة و القرآن.

و اعتبر الامام عليه السلام ان العلل زكاة الابدان. و قال في زكاة الفطرة: ان من تمام الصوم اعطاء الزكاة - يعني الفطرة - فكما ان الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم من تمام الصلاة، لانه من صام و لم يؤد الزكاة فلا صوم له اذا تركها متعمدا.


پاورقي

[1] الفقيه 2 / 7 / 1579.

[2] البحار 78 / 381 / 1.

[3] ثواب الاعمال 281 / 7.

[4] الكافي: 3 / 498 / 8.

[5] الكافي: 3 / 501 / 14.

[6] المرجع السابق 3 / 501 / 16.

[7] معاني الاخبار 153 / 1.


الشبراوي


45. و قال الشبراوي (م 1172): «السادس من الأئمة جعفر الصادق، ذوالمناقب الكثيرة، و الفضائل الشهيرة، روي عنه الحديث أئمة كثيرون... و غرر فضائله و شرفه علي جبهات الأيام كامله، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهله...» [1] .


پاورقي

[1] الاتحاف بحب الأشراف: 146.


كيف صار مذهبا


ان المذهب في عرف أهل الاسلام هو المرجع في أحكام الدين، و هذا لا يقتضي أن يكون الصادق عليه السلام دون الائمة الأثني عشر مذهبا، لأن الشيعة الامامية تري أن كل امام من اولئك الأئمة من علي أميرالمؤمنين الي الغائب المنتظر يجب الأخذ بقوله و العمل برأيه، لأن علمهم - كما يرون - علم واحد موروث من الرسول صلي الله عليه و آله لا يختلفون في أخذه و لا يروون عن غيره، و علمهم سلسلة واحدة يرثه الابن عن أبيه من دون اجتهاد فيه و لا تحريف في أخذه و نقله.

بيد أن الفرص لم تسنح لواحد منهم في اظهار ما استودعهم الرسول صلي الله عليه و آله و ابلاغ ما استحفظهم عليه، كما سنحت للصادق جعفر عليه السلام فان الذي ساعد علي بثه للمعارف و نشره للعلوم الموروثة لهم من سيد الرسل صلي الله عليه و آله اجتماع عدة امور:

1- ان زمن استقلاله بالامامة قد طال حتي جاوز الثلاثين عاما، و لئن كان جده زين العابدين و ابنه موسي الكاظم و حفيده علي الهادي عليه السلام قد شاركوه في طول الزمن، و كانت أيام امامتهم تجاوزت الثلاثين عاما أيضا فانه لم يتفق لهم ما اتفق له مما يأتي.



[ صفحه 185]



2- ان أيامه كانت أيام علم وفقه، و كلام و مناظرة و حديث و رواية، و بدع و ضلالة، و آراء و مذاهب، و هذه فرصة جديرة بأن يبدي العالم فيها علمه، ليقمع بذلك الأضاليل و الأباطيل، و يبطل الآراء و الأهواء، و يصدع بالحق، و ينشر الحقيقة.

3- انه مرت عليه فترة من الرفاهية علي بني هاشم لم تمر علي غيره من الائمة، فلم يتفق له علي الأكثر ما كان يحول دون آبائه و أبنائه من الجهر بمعارفهم بالتضييق عليهم و منع الناس عنهم و منعهم عن الناس من ملوك أيامهم.

و لم يملك من الائمة زمام الأمر سوي اميرالمؤمنين عليه السلام، ولكن كانت أيامه علي قصرها بين حرب و كفاح و بين مناهضة للبدع و الضلالات فحملوه علي السير في محجة لا يجد مناصا من السلوك فيها، عي أنه لم تكن في أيامه ما كان في عهد الصادق من انتشار العلم بين طبقات الناس و ظهور الأهواء و الآراء و النحل و المذاهب.

أما الصادق فقد عاصر الدولتين المروانية و العباسية و وجد فترة لا يخشي فيها سطوة ظالم و لا وعيد جبار، و تلك الفترة امتزجت من اخريات دولة بني مروان و اوليات دولة بني العباس، لأن الامويين و أهل الشام لما أجهزوا علي الوليد بن يزيد و قتلوه انتقضت عليهم أطراف البلاد و تضعضعت أركان سلطانهم، و كانت الدعوة لبني هاشم قد انتشرت في جهات البلاد فكانت تلك الامور كلها صوارف لبني مروان عما عليه الصادق عليه السلام من الحياة العلمية، و لما انكفأ بهم الزمن و سالم بني العباس اشتغل بنوالعباس بتطهير الأرض من امية و بتأسيس الدولة الجديدة، و أنت تعلم بما يحتاجه الملك الغض من الزمن لتأسيسه و رسوخه، فكان انصرافهم لبناء الملك و احاطته شاغلا لهم برهة من



[ صفحه 186]



الزمن عن شأن الصادق في بثه العلوم و المعارف و ان لم يتناسه السفاح ولكن لم يجد عنده ما يخشاه، و لما جاء دور المنصور وصفي الملك له ناصب العداء للصادق فكان يضيق عليه مرة و يتغاضي عنه اخري.

روي العلامة ابن شهر آشوب [1] في كتاب المناقب في أحوال الصادق عن المفضل بن عمر: «أن المنصور قد هم بقتل أبي عبدالله عليه السلام غير مرة، فكان اذا بعث اليه و دعاه ليقتله فاذا نظر اليه هابه و لم يقتله، غير أنه منع الناس عنه و منعه عن القعود للناس و استقصي عليه أشد الاستقصاء حتي أنه كان يعق لأحدهم مسألة في دينه في نكاح أو طلاق أو غير ذلك، فلا يكون علم ذلك عندهم و لا يصلون اليه فيعتزل الرجل أهله، فشق ذلك علي شيعته و صعب عليهم، و حتي ألقي الله عزوجل في روع المنصور أن يسأل الصادق عليه السلام ليتحفه بشي من عنده لا يكون لأحد مثله، فبعث اليه بمخصرة [2] كانت للنبي صلي الله عليه و آله طولها ذراع، ففرح بها فرحا شديدا و أمر أن تشق أربعة أرباع، و قسمها في أربعة مواضع، ثم قال له: ما جزاؤك عندي الا أن اطلق لك و تفشي علمك لشيعتك، و لا أتعرض لك و لا لهم فاقعد غير محتشم [3] و افت الناس و لا تكن في بلد أنا فيه، ففشي العلم عن الصادق، و أجاز في المنتهي».

فلهذا و غيره قد فشي عن الصادق عليه السلام من العلوم ما لم تسمح الظروف به لسواه من الأئمة، و هذه كتب الحديث و الفقه و الأخلاق و الاحتجاج و غيرها من كتب المعارف و العلوم ترشدك الي ما كان منه، و كفت كثرة رواته و الرواية عنه، و لقد كتب عن رواته جملة من المؤلفين و ذكروا أن



[ صفحه 187]



عددهم أربعة آلاف أو يزيدون، و من المؤلفين ابن عقدة [4] ، فاذا كانت الرواة عنه أربعة آلاف فكم كانت الرواية؟ و اذا كان راو واحد يروي عنه ثلاثين ألف حديث فكم تكون رواية الباقين؟ و كم هي العلوم و المعارف التي اسندت اليه؟

و جملة القول أن الصادق عليه السلام انما عرف بأنه مذهب تنتسب اليه الامامية و الجعفرية، لما انتشر عنه من العلم و حفظ منه من الحديث حتي أن اكثر ما في كتب الحديث الشيعية مروي عنه.

و ما كانت الرواية عنه مقصورة علي الشيعة بل أخذ عنه اكابر معاصريه من أهل السنة، و منهم مالك و أبوحنيفة و السفيانان و أيوب و ابن جريح و شعبة و غيرهم، بل أرجع ابن أبي الحديد فقه المذاهب الأربعة اليه، كما في شرح النهج: (1 / 6)

و كان انتساب الشيعة اليه من عهده، و هو القائل في وصاياه لأصحابه: فان الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق الحديث و أدي الأمانة و حسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري و يسرني ذلك، و اذا كان علي غير ذلك دخل علي بلاؤه و عاره و قيل: هذا أدب جعفر. [5] .

و كانت هذه النسبة معروفة في ذلك العهد حتي أن شريكا القاضي شهد



[ صفحه 188]



عنده شيعيان و هما محمد بن مسلم الثقة الشهير المعروف بصحبته للصادق و أبوكريبة الأزدي، فنظر شريك في وجهيهما مليا ثم قال: جعفريان فاطميان. [6] .

فنعرف من هذا أن النسبة كانت من أيامه و استمرت الي هذا اليوم.



[ صفحه 189]




پاورقي

[1] آشرنا الي شي ء من حاله في تعليقه ص 78.

[2] بالكسر و السكون فالفتح ما يتوكأ عليه كالعصا و نحوها و ما يأخذه الملك بيده يشير به اذا خاطب.

[3] علي زنة اسم الفاعل، أي غير هائب و منقبض.

[4] هو أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، و كان زيديا جاروديا، و شأنه في الجلالة و الوثاقة و كثرة الحفظ معروف مشهور، و قد حكي عنه أنه قال: أحفظ مائة و عشرين ألف حديث بأسانيدها و اذاكر بثلمائة ألف حديث، و له كتب كثيرة منها كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام و هم أربعة آلاف رجل، و أخرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه، و لم يعرف اليوم كتابه في الوجود، مات بالكوفة عام 233.

[5] الكافي: 2 / 636 / 5.

[6] بحارالأنوار: 47 / 393 / 115.


عبدالله الأفطح


كان عبدالله اكبر ولد الصادق عليه السلام بعد اسماعيل، و من ثم اشتبه



[ صفحه 114]



الأمر علي فئة فقالوا بامامته، لأن الامامة في الأكبر و جهلوا أنها في الأكبر ما لم يكن ذا عاهة، و عبدالله كان أفطح الرجلين، و لذا سمي الأفطح، و القائلون بامامته - الفطحية -.

و كان متهما في الخلاف علي أبيه في الاعتقاد، و يقال أنه يخالط الحشوية و يميل الي مذهب المرجئة، و لذلك لم تكن منزلته عند أبيه كمنزلة غيره من ولده في الاكرام. [1] .

و لربما عاتبه أبوه و لامه و وعظه، ولكن ما كان ليجدي معه ذلك الوعظ و العتب، و قد قال له يوما: ما منعك أن تكون مثل أخيك فوالله اني لأعرف النور في وجهه، فقال عبدالله: لم أليس أبي و أبوه واحدا؟ و امي و امه واحدة، فقال له الصادق عليه السلام: انه من نفسي و أنت ابني. [2] .

أحسب أنه أراد الصادق عليه السلام من قوله - أخيك - اسماعيل خاصة و لذا أجابه عبدالله بقوله: أليس أبي و أبوه واحدا؟ و امي و امه واحدة؟ لأن أخاه من الأبوين هو اسماعيل لا موسي.

و كفي بهذا الحديث دلالة علي فضل اسماعيل و علو مقامه عندالله و عند أبيه، و علي جهل عبدالله و انحطاط منزلته عندالله و عند أبيه.

وادعي عبدالله الامامة بعد أبيه محتجا بأنه اكبر اخوته، و لقد أنبأ الصادق ولده الكاظم عليهماالسلام بأن عبدالله سوف يدعي الامامة بعده و يجلس مجلسه، و أمره ألا ينازعه و لا يكلمه لأنه أول أهله لحوقا به، فكان الأمر كما أنبأ عليه السلام. [3] .



[ صفحه 115]



و لما ادعي الامامة تبعه جماعة من أصحاب الصادق عليه السلام رجع اكثرهم بعده ذلك الي القول بامامة موسي الكاظم عليه السلام، لما تبينوا ضعف دعواه: و قوة الحجة من أبي الحسن عليه السلام و دلالة امامته. [4] .

و ممن دخل عليه مستعلما صحة دعواه هشام بن سالم و مؤمن الطاق، و الناس مجتمعون حوله محدقون به، فسألاه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال: في مائتين خمسة، قالا: ففي مائة؟ قال: درهمان و نصف، فقالا له: فوالله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يده الي السماء فقال: لا و الله ما أدري ما تقول المرجئة، فعلما أنه ليس عنده شي ء، فخرجا من عنده ضلالا لا يدريان أين يتوجهان فقعدا في بعض أزقة المدينة باكيين حيرانين و هما يقولان: لا ندري الي من نقصد الي من نتوجه الي المرجئة، الي القدرية، الي الزيدية، الي المعتزلة، الي الخوارج، فبيناهما كذلك اذ رأي هشام شيخا لا يعرفه يؤمي اليه بيده، فخاف أن يكون من عيون المنصور، لأنه كان له جواسيس و عيون بالمدينة ينظرون علي من اتفق شيعة جعفر عليه السلام فيضربون عنقه، فقال لمؤمن الطاق: تنح عني فاني أخاف علي نفسي و عليك، و انما يريدني ليس يريدك، فتنح عني لا تهلك و تعين علي نفسك، فتنحي أبوجعفر غير بعيد، و تبع هشام الشيخ، فما زال يتبعه حتي أورده باب أبي الحسن موسي عليه السلام، ثم خلاه و مضي، فاذا خادم بالباب، فقال له: ادخل رحمك الله، فلما دخل قال له أبوالحسن عليه السلام ابتداء: الي الي الي، لا الي المرجئة، و لا الي القدرية، و لا الي الزيدية، و لا الي المعتزلة، و لا الي الخوارج.

ثم خرج هشام من عند الكاظم عليه السلام و لقي أباجعفر مؤمن الطاق



[ صفحه 116]



فقال له: ماوراك؟ قال: الهدي، فحدثه بالقصة، ثم لقي المفضل بن عمر و أبابصير فدخلوا عليه و سلموا و سمعوا كلامه و سألوه ثم قطعوا عليه، ثم لقي هشام الناس أفواجا فكان كل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة مثل عمار الساباطي و أصحابه، فبقي عبدالله لا يدخل عليه الا قليل من الناس، فلما علم عبدالله أن هشاما هو السبب في صد الناس عنه أقعد له بالمدينة غير واحد ليضربوه. [5] .

و بقي عبدالله مصرا علي دعوي الامامة الي أن مات، و ما كانت أيامه بعد أبيه الا سبعين يوما، فلما مات رجع الباقون الي القول بامامة أبي الحسن عليه السلام الا شاذا منهم [6] و هم الذين لزمهم لقب الفطحية، و انما لزمهم هذا اللقب لقولهم بامامة عبدالله و هو أفطح الرجلين [7] أو أفطح الرأس، و انقطع أثر هذه الطائفة بعد ذلك العهد بقليل، و كان آخرهم بنوفضال.


پاورقي

[1] ارشاد الشيخ المفيد: 285.

[2] الكافي، كتاب الحجة، باب النص علي الامام الكاظم عليه السلام: 1 / 310 / 10.

[3] بحارالأنوار: 47 / 261 / 29، و الكشي: 165.

[4] ارشاد الشيخ المفيد: 285، و الكشي: 165.

[5] رجال الكشي: 165.

[6] رجال الكشي : 165.

[7] ارشاد الشيخ المفيد طاب ثراه: 286.


من سيرته و أخلاقه


كان الامام الصادق عليه السلام مثالا كاملا لدعاة الاصلاح ، و علما من الأعلام ، يأمر بالأخلاق الفاضلة و السجايا الحميدة ، و اكتساب الفضائل و الابتعاد عن الرذائل ، و لا يدخر النصح عن أحد .

كان يدعو الناس بلين و رفق ، و يجادلهم بالتي هي أحسن ، لا يتشدد علي الشاك في الدين ، بل كان يوضح له ما أشكل ، و يبين له ما أبهم ، حتي يظهر له الحق و يجلو له السبيل .

و كان يتشدد علي أصحابه المتشددين في معاملة المنحرفين عن الحق و يأمرهم بأن يدعوهم بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و يقول لهم:« لا حملن ذنوب سفهائكم علي علمائكم ، ما يمنعكم اذا بلغكم عن رجل منكم ما تكرهون ، و ما يدخل به الأذي علينا ، أن تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه و تقولوا له قولا بليغا » .

فقال له بعض أصحابه:اذا لا يقبلون منا .

قال عليه السلام:اهجروهم و اجتنبوا مجالسهم .

فهو يوجب علي العالم أن لا يتخلي عن تعليم الجاهل الذي يتردي لجهالته ، فيرتكب ما يخالف الدين ، و يدخل به الأذي علي دعاة الاصلاح و حماة المسلمين ، و لا يصح لهم هجرة الا بعد اليأس من اصلاحه ، و ازالة الغشاوة التي أعمت بصره ، ففي هذه الحالة تكون مواصلته تشجيعا ، و مجالسته اغراء .

و كان عليه السلام يبذل جهده في توجيه الناس و تقويم أخلاقهم و اصلاح شؤونهم ما استطاع ، و يريد منهم أن يلتزموا الجوهر و يتركوا العرض ، و يأمرهم بالعمل ، و يدعو ذوي اليسر الي الانفاق علي ذوي العسرة ، و أن يوسعوا علي المضيق منهم



[ صفحه 136]



حتي يمنعوهم من ذل السؤال ، و كان عليه السلام ينفق حتي لا يبقي شي ء لعياله، [1] كما يحدث عنه الهياج بن بسطام .

يقول شعيب بن ميثم:قال لي الصادق:يا شعيب ، أحسن الي نفسك ، وصل قرابتك ، و تعاهد اخوانك ، و لا تستبد بالشي ء فتقول:ذا لنفسي و عيالي ، ان الذي خلقهم هو يرزقهم .

الي غير ذلك من أقواله و أفعاله التي كان يبعث فيها الشعور لسامعيه علي لزوم التخلق بالسجايا الحسنة اقتداء به ، لأنه عليه السلام كان حريصا علي توجيه المجتمع و التحلي بآداب الاسلام ، فهو يدعو الأغنياء لمواساة الفقراء و الاحسان اليهم ، لتزول عوامل العداء و الحسد و البغضاء ، و يكون الجميع اخوة ، كل يحب الخير لأخيه ، فلا اثرة و لا بخل ، و لا اهانة بعض لبعض ، و لا خصومة و لا مشاحنة ، الي غير ذلك مما دعا الاسلام كل مسلم أن يتصف به .

و لحرصه عليه السلام علي تأليف القلوب و ازالة الشحناء و اطفاء نار العداوة و البغضاء ، كان يدفع الي بعض أصحابه من ماله ليصلح به بين المتخاصمين علي شي ء من حطام الدنيا تسوية للخلاف ، و دفعا للتقاطع و التهاجر ، و منعا من الترافع لحكام الجور .


پاورقي

[1] القرباتي:128 ، و كشف الغمة للاربلي 223:1.


المصحف الخاص


أخذ أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علي نفسه بعد الفراغ من تجهيز الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم أن لا يرتدي الا للصلاة أو يجمع القرآن، فجمعه مرتبا علي حسب نزوله، و أشار الي عامه و خاصه، و مطلقه و مقيده، و محكمه و متشابهه، و ناسخه و منسوخه، و عزائمه و رخصه، و سننه و آدابه، و نبه علي أسباب النزول فيه، و كذلك دون الامام ما سمعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من الأحاديث و السنن، و من جلالة شأن هذا الكتاب، قال فيه محمد بن سيرين: لو أصبت هذا الكتاب كان فيه العلم كله.

فهو كما يظهر من محتوياته مصحف خاص و كتاب اصولي من ايحاء النبي صلي الله عليه و آله سلم و خط الامام علي عليه السلام.

و الجامعة: كتاب طوله سبعون ذراعا من املاء النبي صلي الله عليه و آله و سلم و خط الامام علي عليه السلام، فيه ما يحتاج اليه الناس من الحلال و الحرام و غيره حتي ليصل بالتفصيل الي أرش الخدش. و قد وصفها الامامان الباقر و الصادق عليه السلام، و شهدها عندهما الثقات من أصحابها، منهم أبوبصير.

قال الامام الصادق عليه السلام: «أما و الله ما لا نحتاج الي أحد، و الناس يحتاجون الينا، ان عندنا الكتاب باملاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خط علي بيده، صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها كل حلال و حرام».

و قال: «ان الجامعة لم تدع لأحد كلاما، فيها الحلال، و فيها الحرام، و ان أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدهم من الحق الا بعدا، و ان دين



[ صفحه 233]



الله لا يصاب بالقياس» [1] .

كنز العمال: [2] عن علي عليه السلام، قال: «و الله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم الا كتاب الله و هذه الصحيفة - معلقة بسيفه - أخذتها من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فيها فرائض الصدقة.

و سميت الصحيفة، أو كتاب علي، أو الصحيفة العتقية [3] .


پاورقي

[1] البحار26 : 17، الحديث 33. الكافي1 : 57، الحديث 14.

[2] كنز العمال6 : 552، الحديث 16906.

[3] و الظاهر أن هذه الصحيفة غير الجامعة.


دعاؤه في رمضان


من أدعية الامام الصادق عليه السلام، في شهر رمضان هذا الدعاء، وكان يدعو به، بعد أن يصلي ركعتين نافلة:

«الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي يحيي الموتي، ويميت الاحياء وهو علي كل شئ قدير، والحمد لله الذي تواضع كل شئ لعظمته، والحمد لله الذي ذل كل شئ لعزته، والحمد لله الذي استسلم كل شئ لقدرته، والحمد لله الذي خضع كل شئ لمملكته، والحمد لله الذي يفعل ما يشاء، ولا يفعل ما يشاء غيره، اللهم، صل علي محمد وآل محمد وأدخلني في كل خير، أدخلت فيه محمدا وآل محمد وأخرجني من كل سوء، أخرجت منه محمدا وآل محمد صلي الله عليه وعليهم، والسلام عليه وعليهم، ورحمة الله وبركاته، وسلم تسليما كثيرا..» [1] .

وأنت تري في هذا الدعاء مدي تذلل الامام عليه السلام للخالق العظيم، وتضرعه إليه وخشيته منه ورجائه له.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 28).


خصائص الفقه الجعفري


و قد اشتهر الصادق و أصبح صاحب مذهب بفضل اهتمامه بالقسم الثاني من الفقهيات، عنيت به المعاملات الاجتماعية التي يحتاجها كل انسان. كما نعلم ان له فتاوي متعددة في مسائل متنوعة تتعلق بنظم و سلوك الانسان. و قد أخذت المجتمعات الحديثة ببعض الأنظمة الانسانية الصالحة من الصادق، و خاصة في المواريث و الوصايا و الزواج المؤقت، هذا الأخير الذي تطور و أصبح يعرف في القرن العشرين باسم زواج التجربة حرصا علي سلامة المجتمع من العقد النفسية كما يقولون.



[ صفحه 115]



هذه التنظيمات الاجتماعية و غيرها مما ذكرها الصادق ما زالت حتي عصرنا الحاضر، تهتم بالانسان و تعمل كتنظيمات اجتماعية مقبولة جنبا الي جنب، لا تعارض فيها مع القوانين المدنية المتبعة هنا و هناك في امصار معروفة تسير علي منهج الفقه الجعفري، الذي تميز بخصائص اجتماعية موافقة لمجتمعاتنا الحديثة. و قد ذكر بعضها من المحدثين الأستاذ محمد جواد مغنية [1] و أوردها كذلك الدكتور محمديحيي الهاشمي [2] في كتابه عن الصادق. هذه الخصائص الاجتماعية التي تميز بها الفقه الجعفري تقدر الانسان في كل زمان و مكان، هي معلومة عند الكثير. سأذكر بعضا منها لمعرفة أهميتها في الاستنباط العلمي و الذي يتطور المجتمع بفضله:


پاورقي

[1] محمدجواد مغنية، أهل البيت بيروت 1956 ص 920 و ما بعدها.

[2] محمديحيي الهاشمي، الامام الصادق ملهم الكيمياء 1959 ص 15 - 152 - 153.


ابراهيم بن سنان


محدث.

روي عنه الحسن بن علي بن النعمان.

المراجع:

رجال البرقي 28. تنقيح المقال 1: 19. معجم رجال الحديث 1: 230. جامع الرواة 1: 22. منهج المقال 22. لسان الميزان 1: 66.


سعيد ابن أبي الأصبغ


سعيد بن أبي الأصبغ الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 206. تنقيح المقال 2: 23. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 108. رجال البرقي 38. جامع الرواة 1: 358. توضيح الاشتباه 169. نقد الرجال 150. مجمع الرجال 3: 111. أعيان الشيعة 7: 233. منتهي المقال 147. منهج المقال 160.


محمد بن إسحاق الخراساني


محمد بن إسحاق الخراساني.

كسابقه.

المراجع:

رجال البرقي 20. معجم رجال الحديث 15: 74.



[ صفحه 26]




حديث اهليجه و هدايت يافتن طبيب هندي


اين حديث كه به حديث اهليلجه معروف است. نامگذاري آن به اين علت است كه امام صادق عليه السلام با طبيبي از هند ملاقات نمود كه منكر وجود خداوند بود و مي گفت هر چيزي بايد با يكي از حواس پنجگانه فهميده شود و حواس پنجگانه عبارت اند از حس ديدن و شنيدن و بوييدن و لمس كردن و چشيدن، و اگر چيزي از غير راه اين حواس ادعا شود قابل درك و قبول نيست.

از سويي، مفضل نامه اي به آن حضرت نوشت كه عده اي از مردم منكر وجود خداوند شده اند و مردم را به گمراهي و بي خدايي دعوت مي كنند و از آن حضرت در خواست نمود كه پاسخ آنان را در اين مسأله همانند مسايل ديگر به طور كامل بيان فرمايد.

پس امام صادق عليه السلام در پاسخ او نوشت: «نوشته ي تو به دست من رسيد و من در پاسخ تو



[ صفحه 186]



مناظره اي كه با بعضي از منكرين وجود خداوند داشته ام را نوشتم و آن اين است كه طبيبي از بلاد هند نزد من آمد و همواره با من به بحث و مناظره و جدال پرداخت تا اين كه روزي در دست او اهليلجي [يعني دانه اي از درخت اهليلج كه در هند مي رويد و اطبا براي معالجه امراض از آن استفاده مي كنند] را ديدم كه آن را با داروي ديگري مخلوط مي نمود و او همواره سخن خود را تكرار مي كرد و مي گفت: «دنيا هميشه بوده و خواهد بود و آن مانند درختي است كه مي رويد و چون كهنه مي شود درخت ديگري به جاي او سبز مي گردد و يا يكي به دنيا مي آيد و چون مي ميرد ديگري به جاي او به دنيا مي آيد»، و گمان مي كرد كه اعتقاد من به ذات مقدس الهي يك ادعاي بدون دليل است و خداپرستي چيزي است كه از گذشتگان به دست ما رسيده و فرزندان از پدران خود تقليد نموده اند، و مي گفت: همه ي چيزها بايد با يكي از حواس پنجگانه درك شود و حواس پنجگانه چشم و گوش و بويايي و لمس و ذايقه است. سپس سخن خود را بر همين اساس ادامه داد و گفت: هيچ كدام از حواس پنجگانه ي من خدا را درك نمي كند. سپس گفت: شما با چه دليلي مي توانيد خدايي را كه قادر و رب العالمين مي دانيد ثابت كنيد، در حالي كه قلب انسان هر چيزي را به وسيله ي همان حواس پنجگانه مي شناسد و درك مي كند؟

به او گفتم: من به وسيله ي عقلي كه در قلب من نهفته است درباره ي خداشناسي با تو سخن مي گويم. او گفت: چگونه چنين چيزي امكان دارد، در حالي كه تو مي داني كه قلب [1] جز از راه حواس پنجگانه چيزي را درك نمي كند. سپس گفت: آيا شما با چشم خود خدا را ديده اي، و يا با گوش خود صداي او را شنيده اي، با قوه شامه ي خود او را بوييده اي، با دهان خود او را چشيده اي، با دست خود او را لمس كرده اي تا بدين وسيله قلب تو از آن آگاه گردد؟

پس من به او گفتم: آيا مي پذيري كه در اين ميدان يا من با اقرار به وجود مبدأ هستي [و نشانه هاي بي شماري كه در عالم وجود از حكمت و قدرت و تدبير او مي دانم] صادق و راستگو هستم و يا تو كه گمان كرده اي چون با يكي از حواس پنجگانه، او را درك نمي كني



[ صفحه 187]



نبايد به وجود او اعتراف كني؟ او گفت: آري. به او گفتم: آيا اگر سخن تو حق باشد براي من خسارت و خطري پيش بيني مي كني آن گونه كه من براي تو احساس خطر و كيفر مي نمايم؟ گفت: خير. گفتم: بگو بدانم اگر سخن من حق باشد آيا تو با انكار حق، خود را گرفتار عذاب و كيفر الهي نكرده اي؟ گفت: آري. گفتم: در آن صورت، كدام يك از ما نزديك تر به نجات هستيم؟ گفت: شما. ولي من سخن شما را ادعايي بيش نمي دانم و اعتقاد خود را صحيح و مورد يقين مي دانم؛ چرا كه حواس پنجگانه ي من خدايي را كه تو مي گويي درك نمي كند و چيزي را كه حواس من درك نكند وجود نخواهد داشت.

به او گفتم: تو به علت اين كه حواس پنجگانه ات خدا را درك نكرده منكر خدا شده اي، لكن من چون ديدم حواس من از درك او عاجز مانده به يقين او را تصديق نمودم. طبيب هندي گفت: چگونه چنين چيزي را مي گويي؟ گفتم: به دليل اين كه هر چيزي كه داراي تركيب و اجزا باشد جسم خواهد بود و هر چيزي كه چشم او را ببيند [داراي] رنگ خواهد بود. بنابراين هر چه را كه چشم ببيند و حواس انسان آن را درك كند او خدا نخواهد بود؛ چرا كه خدا به خلق خود شباهت ندارد و خلق او نيز به خداوند شباهت ندارند و اين مخلوق هستند كه تغيير و زوال دارند و هرگز مخلوق مانند خالق خود نخواهد بود و خالق نيز مانند مخلوق خود نخواهد بود.»

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «سپس به او گفتم: بگو بدانم آيا تو به همه ي مخلوقات عالم احاطه نموده اي و همه جاي عالم را سير كرده اي؟ گفت: خير. گفتم: آيا به آسماني كه مي بيني بالا رفته اي و آيا به نقاط پايين زمين وارد شده اي و آيا به همه ي نقاط روي زمين قدم گذارده اي؟ و آيا به عمق درياها فرو رفته اي؟ و [به طور كلي] آيا در فضاهاي فوق آسمان ها و زير آسمان ها تا به زمين سير نموده اي و آنها را خالي از مدبر حكيم و عالم و بصير ديده اي؟ گفت: خير. گفتم: تو چه مي داني، شايد خدايي كه مي گويي قلب تو آن را نمي پذيرد [آثار او] در آن جا باشد و هنوز حواس تو او را درك نكرده و علم تو به او احاطه پيدا ننموده باشد؟ طبيب هندي گفت: نمي دانم، شايد چنين باشد و شايد چنين نباشد.»

نگارنده گويد: ممكن است كسي فكر كند كه در سخن امام صادق عليه السلام اشعاري به جسم



[ صفحه 188]



بودن خداوند باشد؛ چرا كه آن حضرت طبيب هندي را مردد نمود و فرمود: «آيا تو همه ي عالم را سير كرده اي كه مي گويي من با حواس خود خدا را درك نكرده ام.» در حالي كه امام صادق عليه السلام مي خواست سخن طبيب را كه فكر مي كرد نيافتن دليل نبودن است ابطال نمايد و بگويد نيافتن تو دليل نبودن نيست. اين گونه استدلال براي ابطال حجت طرف مقابل با استفاده از عقيده ي خود اوست، نه اين كه اثبات مكان براي ذات مقدس الهي باشد.

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: سپس به او گفتم: حال كه از درجه ي انكار به درجه ي شك بازگشتي اميد مي رود از شك نيز بازگردي و به معرفت و يقين به وجود خداوند برسي.

طبيب هندي گفت: من به اين علت شك پيدا كردم كه شما چيزي را از من سؤال كردي كه من از آن آگاهي نداشتم [يعني همه ي عالم را سير نكرده بودم تا يقين به وجود و يا عدم وجود خدا پيدا كنم] لكن چگونه مي توانم از راه غير حواس پنجگانه ي خود به وجود خدا يقين پيدا كنم؟ گفتم: از راه همين اهليلجه [و دانه ي گياهي] كه در دست داري. طبيب گفت: اگر چنين باشد من بهتر به يقين مي رسم؛ چرا كه در اين مسير علمي خواهد بود كه من به آن آگاه هستم.»

سپس امام صادق عليه السلام سؤالاتي از او درباره ي آن اهليلجه و كيفيت به وجود آمدن آن و امثال آن نمود و طبيب مي كوشيد كه به وجود خالق و صانع و آفريننده ي عالم اعتراف نكند. تا اين كه سخن به جايي رسيد كه طبيب چاره اي جز پذيرفتن وجود خداوند را نداشت، چرا كه امام صادق عليه السلام از او اعتراف گرفت كه آن اهليلجه از درختي به وجود آمده است. سپس به او فرمود: «مگر اين دانه قبل از آن كه در پوست خود پيوسته و مستحكم گردد آبي بدون هسته و گوشت و جلد و رنگ و طعم نبود؟ طبيب گفت: آري. امام عليه السلام به او فرمود: آيا آفريننده اين دانه اگر آن آب اول را كه مانند خردل بسيار كوچك بود با حكمت خود نيرو و توان و صورت نبخشيده بود به همان حال اول باقي نمي ماند؟ و آيا اگر رشد مي كرد به همان حال اول باقي نمي ماند؟ و آيا هرگز داراي صورت و اندازه گيري و تدبير كنوني مي گرديد؟

سپس طبيب اعتراف نمود و گفت: آري. تصوير آن درخت و تأليف خلقت، ميوه، رشد



[ صفحه 189]



و تركيب آن روشن ترين دليل و نشانه ي خداشناسي است. و من سخن شما را كه مي گويي همه ي اشياء مصنوع خالقي هستند تصديق مي كنم، لكن باز احتمال مي دهم كه شايد اين اهليلجه و چيزهاي ديگر خود به خود به وجود آمده باشند. امام عليه السلام سپس براي او ثابت نمود كه موجودات عالم خود به خود به وجود نيامده اند و آفريننده اي دارند؛ چرا كه قبلا چيزي نبوده اند و عجايبي كه در خلقت آنها ديده مي شود دليل بر اين است كه آفريننده ي آنها حكيم و عالم [و توانا] است. اضافه بر آن كه ادله ي فراوان ديگري براي اثبات صانع حكيم وجود دارد.

امام صادق عليه السلام بر اساس همان اهليلجه سخن خود را با آن طبيب ادامه داد تا بحث ستارگان و منجمين به ميان آمد و طبيب به وجود خداي يگانه اعتراف نمود و مسلمان شد، سپس امام صادق عليه السلام با بيان زيباي خود علامت ها و نشانه هاي خداشناسي و حكمت و قدرت و علم و بصيرت آفريدگار عالم را براي طبيب هندي روشن نمود و وضع خلقت آسمان ها و زمين و درخت و گياه و حيوانات و كيفيت دلالت آنها را بر وجود خداوند [خالق آفريننده و دانا و توانا و حكيم] بيان نمود.

آنگاه صفات خداوند مانند: لطيف، عليم، قدير، سميع، بصير، رؤوف، رحيم و مريد را بيان كرد [و طبيب هندي همواره به وجود خداوند اعتراف مي نمود]. [2] .

نگارنده گويد: دليل اين كه ما تمام اين رساله را بيان نكرديم و به گوشه هايي از آن اشاره نموديم رعايت اختصار بود. البته روشن است كه اين رساله جامع فنوني از علم است و امام صادق عليه السلام با استدلالي قوي و بياني زيبا راه خداشناسي را تعليم نموده، در حالي كه محور سخن جز يك اهليلجه نبوده كه يكي از ضعيف ترين و كوچك ترين مخلوقات الهي است.



[ صفحه 190]




پاورقي

[1] مقصود از عقل در اين عبارت همان عقل و قوه ي دراكه ي انساني است.

[2] بحارالانوار ج 3 / 170 - 152.


اسماعيل بن جعفر


اسماعيل بزرگ ترين فرزند امام صادق عليه السلام است و بسيار مورد علاقه آن حضرت بوده و امام عليه السلام در حق او بسيار محبت و احسان مي نموده است. [1] تا جايي كه به مفضل - كه از وكلا و خواص اصحابشان بود و موسي بن جعفر عليهما السلام كه در آن هنگام فرزند خردسالي بود - اول فرمود: «اين مولود، يعني موسي كاظم، براي شيعيان بابركت ترين فرزندان من مي باشد». و سپس فرمود: «اي مفضل، مواظب باش در حق اسماعيل جفا نكني.» [2] .

از اين سخن روشن مي شود كه امامت بعد از امام صادق عليه السلام به امام كاظم عليه السلام منتقل گرديده؛ و چون امام صادق عليه السلام هراس داشت كه اين مسأله سبب عدم توجه و احترام به اسماعيل شود به مفضل چنين فرمود.



[ صفحه 421]



امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «دو مرتبه براي اسماعيل خطر جاني رخ داد و من از خداوند خواستم تا خطر از او برطرف گردد.» [3] .

آري از گفتار و كردار امام صادق عليه السلام مشخص مي شود كه آن حضرت علاقه و محبت شديدي نسبت به اسماعيل داشته است، تا جايي كه عده اي از شيعيان گمان مي كردند او امام بعد از پدر خود مي باشد، زيرا او مورد علاقه شديد پدر بود و بزرگ ترين فرزند آن حضرت نيز محسوب مي شد اما با مرگ او قبل از رحلت امام صادق عليه السلام، اين شبهه برطرف گرديد.

از اين رو امام صادق عليه السلام مرگ اسماعيل را بر همه ي مردم آشكار ساخت و عجيب اين بود كه چون اسماعيل از دنيا رفت و او را كفن كردند، امام عليه السلام دستور داد تا صورت او را باز كنند و سپس پيشاني و چانه و گلوي او را بوسيد و براي دومين بار نيز دستور داد تا صورت او را باز كنند و همان عمل را دوباره انجام داد و چون او را غسل دادند و كفن نمودند باز هم دستور داد صورت او را باز كنند و براي سومين بار پيشاني و چانه و گلوي او را بوسيد و سپس او را به قرآن تعويذ نمود [و در پناه قرآن قرار داد] سپس دستور داد تا او را دفن نمودند [و اين عمل براي اين بود كه كسي در مرگ او شكي نداشته باشد].

در روايت ديگري آمده كه امام عليه السلام به مفضل دستور داد تا عده اي از اصحاب را حاضر نمايد، پس سي نفر از اصحاب كه در بين آنان ابوبصير و حمران بن اعين و داود رقي نيز بودند، حاضر شدند. و به داود فرمود: «صورت اسماعيل را باز كن و چون باز نمود به او فرمود: خوب بنگر او زنده است يا مرده؟ داود گفت: او مرده است. پس امام عليه السلام يكايك آن سي نفر را امر نمود تا او را بنگرند و از همه ي آنها گواهي گرفت كه اسماعيل مرده است، سپس فرمود: خدايا تو نيز شاهد باش. سپس امر به غسل و تجهيز او نمود و چون او را كفن نمودند به مفضل فرمود: صورت او را باز كن و چون مفضل صورت اسماعيل را باز نمود، باز امام صادق عليه السلام به همه ي آنان فرمود: آيا او زنده است است يا مرده؟ خوب او را ببينيد، پس آنان گفتند: آري اي مولاي ما، او مرده است فرمود: آيا همگي شاهد بوديد و خوب



[ صفحه 422]



دانستيد؟ گفتند: آري و از عمل آن حضرت تعجب نمودند. سپس فرمود: خدايا تو نيز بر آنها گواه باشد تا اين كه اسماعيل را داخل قبر نمودند و چون او را در لحد قرار دادند، باز به مفضل فرمود: صورت او را باز كن و به آن جمعيت فرمود: بنگريد آيا او زنده است يا مرده؟ پس آنان گفتند: اي ولي خدا، اسماعيل مرده است، پس فرمود: خدايا تو نيز گواه باش. سپس اين عمل را بعد از دفن كردن دوباره تكرار نمود و آنان گواهي دادند كه اسماعيل مرده است. پس به آنان فرمود: اين ميتي كه كفن و حنوط گرديده و در لحد قرار گرفته كيست؟ آنان گفتند: او اسماعيل فرزند شماست. پس فرمود: خدايا، تو نيز گواه باش.» [4] .

ممكن است انسان از اصرار امام صادق عليه السلام در اثبات مرگ اسماعيل و گواهي گرفتن از مردم براي مرگ او تعجب نمايد؛ اما تعجبي ندارد زيرا امام عليه السلام مي دانستند كه گروهي پيدا خواهند شد كه او را امام مي دانند و گمان مي كنند كه او از دنيا نرفته است و در حقيقت عمل امام صادق عليه السلام براي اتمام حجت نسبت به آنان بوده است.

امام صادق عليه السلام علت اصرار خود را پس از اين كه اسماعيل در لحد قرار گرفت و مردم را بر مرگ او گواه گرفت روشن نمود و با اشاره به فرزند خود موسي فرمود: «زود باشد كه اهل باطل اراده ي خاموش نمودن نور خدا را بكنند» و نيز هنگامي كه اسماعيل به خاك سپرده شد و امام صادق عليه السلام مردم را به گواهي بر مرگ او دعوت نمود؛ دست فرزند خود موسي عليه السلام را گرفت و فرمود: «او امام بر حق است و حق همواره با اوست تا خداوند وارث زمين و اهل آن شود» [5] .

هنگامي كه مرگ اسماعيل فرا رسيد، امام صادق عليه السلام اندوه شديدي پيدا كرد و سجده ي طولاني نمود سپس سر خود را بلند كرد و قدري در صورت اسماعيل تأمل نمود و باز سر به سجده گذارد و سجده ي طولاني تري انجام داد؛ سپس سر از سجده برداشت و چشمان اسماعيل را بست و محاسن او را منظم نمود و پارچه اي روي او كشيد و از جاي خود برخاست در حالي كه صداي او بسيار تغيير نموده بود و براي همه ي مردم محسوس بود.



[ صفحه 423]



سپس داخل منزل شد و پس از ساعتي خارج گرديد در حالي كه آثار شادي بر او ظاهر شده و آثار حزن و اندوه از او برطرف گرديده بود. پس دستورات لازم را در مورد تجهيز اسماعيل انجام داد و چون از غسل او فارغ گرديد، دستور داد تا كفن او را آماده كردند و در كنار آن نوشت: «اسماعيل يشهد أن لا اله الا الله» [6] پس مردم از تغيير حال امام صادق عليه السلام از حزن و اندوه به شادي و مسرت تعجب نمودند و يكي از اصحاب گفت: فداي شما شوم، ما گمان كرديم به علت اين حادثه و حزن شديد تا مدتي ما از وجود شما نمي توانيم استفاده كنيم، چگونه شد كه يكباره حزن شما به شادي مبدل گرديد؟

امام صادق عليه السلام فرمود: «ما خانواده اي هستيم كه قبل از آمدن مصيبت اندوه پيدا مي كنيم، اما هنگامي كه مصيبت وارد مي شود صبر مي كنيم» پس امام عليه السلام براي اصحاب خود سفره ي طعامي گسترانيد و بهترين غذاها را فراهم نمود و آنان را به خوردن آنها ترغيب فرمود و آثار مصيبت و اندوه از صورت مباركشان برطرف گرديد و چون از علت آن سؤال شد فرمود: چگونه من چنين نباشم، در حالي كه خداي متعال كه اصدق صادقين است به پيامبر خود مي فرمايد: «تو و همه ي مردم خواهيد مرد؛ (انك ميت و انهم لميتون)».

هنگامي كه جنازه ي اسماعيل را به طرف قبرستان حركت دادند، امام صادق عليه السلام بدون كفش و عبا، جلوي جنازه حركت مي كرد - و اين بزرگ ترين شعار و نشانه ي حزن و اندوه مي باشد - و در بين راه چندين مرتبه دستور داد - جنازه را زمين گذارند و صورت اسماعيل را باز كنند تا مرگ او براي مردم آشكار شود تا اين كه به محل قبر رسيدند و او را دفن كردند [7] چون مراسم دفن تمام شد، امام عليه السلام نشست و اصحاب گرد او جمع شدند در حالي كه امام سر مبارك خود را پايين انداخته بود، سپس سر مبارك را بالا نمود و به آنان فرمود: «اي مردم اين دنيا خانه ي بقا نيست، بلكه خانه ي فراق و جدايي است و خانه ي تغيير و دگرگوني است و خانه هميشگي و دائمي نيست، گر چه آتش فراق دوستان غير قابل انكار



[ صفحه 424]



و غير قابل جلوگيري است، و تنها تفاوت اين است كه فكر و استقامت مردم در مقابل تلخي ها متفاوت است، كسي كه داغ فراق برادر خويش را نبيند برادر او، داغ فراق او را خواهد ديد و كسي كه فرزندي پيش نفرستد، خود پيش از فرزند خود طعمه ي مرگ خواهد شد.» سپس به شعر ابي خراش هذلي تمثل نمود كه مي گويد:



و لا تحسبن أني تناسيت عهده

و لكن صبري يا أميم جميل [8] .



هنگامي كه اسماعيل از دنيا رفت، امام صادق عليه السلام يكي از شيعيان خود را فراخواند و مقداري پول به او داد تا براي اسماعيل حج به جا آورد، سپس به او فرمود: «هنگامي كه براي اسماعيل حج به جا آوري، پاداش تو نه دهم خواهد بود و پاداش اسماعيل يك دهم.» [9] .

اسماعيل در اطراف مدينه و در محل عريض از دنيا رفت و بدن او را مردم به دوش گرفتند و به مدينه آوردند. [10] محل قبر او در مدينه مشهور بود، ولي سعودي ها آن را خراب كردند همان گونه كه قبور پدران او را در بقيع خراب نمودند و تاكنون كسي اقدام به بناي مجدد آنها نكرده است.

حاصل سخن اين كه برخوردها و سخنان امام صادق عليه السلام درباره ي فرزندشان اسماعيل نشانگر علاقه و محبت شديد ايشان به او و تقوا و فضيلت بسيار اوست. از ديدگاه ما احاديثي كه در رد شخصيت و قداست اسماعيل نقل شده، غير قابل قبول است و حتي برخي از احاديث بر دروغ بودن اين گونه اخبار دلالت دارد كه به راستي اين گونه توهين ها به اسماعيل، اهداف خاصي داشته كه براي ما روشن نيست، مانند روايتي كه در كتاب «الخرائج و الجرائح» از وليد بن صبيح نقل شده كه مي گويد:

«مردي نزد من آمد و گفت: بيا تا فرزند خداي تو را به تو نشان دهم. پس همراه او رفتم و او مرا نزد جمعيتي برد كه شراب مي خوردند و بين آنان اسماعيل فرزند جعفر [عليه السلام] بود. پس من با اندوه از بين آنان خارج گرديدم و داخل حجر اسماعيل شدم، ناگهان ديدم



[ صفحه 425]



اسماعيل بن جعفر پرده ي كعبه را گرفته و آنقدر گريه كرده كه با اشك خود پرده كعبه را تر نموده است. پس من به سرعت به آن جلسه بازگشتم و ديدم اسماعيل بين آن جمعيت نشسته است، پس دوباره به كنار كعبه بازگشتم و ديدم اسماعيل همچنان پرده ي كعبه را گرفته و گريه مي كند و چون اين ماجرا را به امام صادق عليه السلام گفتم، ايشان فرمود: فرزندم اسماعيل گرفتار شيطاني شده، كه او خود را به شكل اسماعيل در مي آورد».

اين حديث خود بهترين دليل بر جعلي بودن اين گونه احاديث مي باشد، بنابراين بايد احاديثي كه در مذمت اسماعيل بن جعفر وارد شده، كنار گذارده شود و يا حمل بر معاني ديگري گردد؛ و اگر اسماعيل عيبي مي داشت امام صادق عليه السلام در سفر و حضر ملازم او نمي بود و او را از خود دور مي نمود، همان گونه كه فرزند ديگر خود عبدالله را از خود دور نمود.

هنگامي كه اسماعيل از دنيا رفت، كساني كه گمان كرده بودند او بعد از پدر خود به مقام امامت مي رسد؛ نسبت به امامت او سكوت كردند اما پس از شهادت امام صادق عليه السلام باز سخن از امامت او به ميان آمد و كساني كه او را امام دانستند به اسماعيليه معروف گرديدند و ما در اول اين كتاب وضعيت آنان را بيان نموديم.

شيخ مفيد (رضوان الله تعالي عليه) در كتاب ارشاد درباره ي اسماعيليه مي گويد: «كساني كه معتقد به زنده بودن اسماعيل فرزند امام صادق عليه السلام هستند و او را امام بعد از آن حضرت مي دانند، عده ي كمي هستند كه نه جزء اصحاب امام صادق عليه السلام مي باشند و نه از راويان ايشان هستند، بلكه از غريبه ها مي باشند.»

حاصل سخن اين كه هنگامي كه امام صادق عليه السلام از دنيا رحلت نمود، عده اي از اسماعيليه امامت موسي بن جعفر عليه السلام را پذيرفتند و بقيه ي آنان دو دسته شدند؛ گروهي از اعتقاد به زنده بودن اسماعيل بازگشتند و به امامت فرزند او، محمد بن اسماعيل معتقد شدند، به گمان اين كه امامت از اسماعيل به فرزندش محمد منتقل شده و فرزند اسماعيل سزاوارتر به مقام پدر مي باشد تا برادرش [يعني موسي بن جعفر] و گروهي همچنان بر اعتقاد خود به زنده بودن اسماعيل باقي ماندند كه امروز احدي از آنان باقي



[ صفحه 426]



نمانده است و اين دو گروه به اسماعيليه معروف شدند و اكنون اسماعيليه كساني هستند كه گمان مي كنند امامت بعد از اسماعيل تا قيامت در فرزندان او قرار خواهد داشت. [11] .


پاورقي

[1] ارشاد مفيد، ص 284.

[2] كافي ج 1 / 309، كتاب الحجة؛ باب النص علي الكاظم عليه السلام.

[3] بحار ج 4 / 127.

[4] بحارالأنوار ج 47 / 254.

[5] بحارالأنوار ج 1 / 188.

[6] و پس از آن همواره مردم اين جمله را بر كفن هاي اموات خود مي نوشتند و به گوش من رسيد كه بعضي از روي جمود نام اسماعيل را نيز براي شهادت به يگانگي خداوند مي نوشته اند.

[7] ارشاد مفيد، ص 285.

[8] اكمال الدين ج 1 / 163؛ امالي شيخ صدوق، ص 237.

[9] بحار ج 47 / 255.

[10] ارشاد مفيد، ص 285.

[11] ارشاد، ج 2 / 201، مترجم، چاپ اسلاميه.