بازگشت

صبح صادق


عنوان شعر، از بازنويس است.

- استاد محمد علي مجاهدي (پروانه)



اي كوي تو، كعبه ي خلايق

طالع زرخ تو، صبح صادق



گفته ست خرد، بس آفرينت

اي صد چو «هشام» ، خوشه چينت





[ صفحه 93]





گردش، ز فلك، اشاره از تو

استاد خرد، «زراره» از تو



چون «مؤمن طاق» از تو آموخت

لب بر لب هر چه مدعي دوخت



انديشه هر آنچه بود مجمل

بشنيد مفصل از «مفضل»



گر طالع «بختري» خجسته ست

در حلقه ي درس تو نشسته ست



كي مكتب تو، نظير دارد؟

صدها چو «ابوبصير» دارد



تا مشعل علم، «جابر» افروخت

بس نكته، خرد كه از وي آموخت



شد شهره به دهر، مذهب تو

«حمران» و «ابان» ، مكتب تو



فاني نه! كه جاودانه يي تو

دريايي و بيكرانه يي تو




و من كلام له: مع مفضل بن عمر


يا مفضل اياك و الذنوب و حذرها شيعتنا، فو الله ما هي الي أحد



[ صفحه 59]



أسرع منها اليكم، ان أحدكم لتصيبه المعرة [1] من السلطان و ما ذلك الا بذنوبه، و انه ليصيبه السقم و ما ذلك الا بذنوبه، و انه ليحبس عنه الرزق و ما هو الا بذنوبه، و انه ليشدد عليه عند الموت و ما ذاك الا بذنوبه حتي يقول من حضره: لقد غم بالموت.

قال المفضل: فلما رأي ما قد دخلني قال: أتدري لم ذاك؟ قلت: لا. قال: ذاك و الله انكم لا تؤاخذون بها في الآخرة و عجلت لكم في الدنيا.


پاورقي

[1] المعرة: المساءة و الاثم و الاذي، الغرم، الجناية، العيب، الامر القبيح الشدة و المسبة، تلون الوجه غضبا. و المراد بها هنا المعني الثالث.


حنان بن سدير صيرفي


از اصحاب حضرت صادق و حضرت موسي بن جعفر عليهماالسلام شمرده شده، و واقفي مذهب [1] و ثقه است. [2] .

شيخ كشي او را امامي و صحيح العقيده مي داند. [3] .

بالجمله، او كثيرالروايه است و بزرگان و عيون روايت، از او روايت كرده اند. او كتابي در وصف بهشت و جهنم دارد. [4] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 346.

[2] فهرست شيخ طوسي، ص 119 - اختيار معرفة الرجال، ص 555.

[3] تنقيح المقال، مامقاني، ج 1، ص 381.

[4] رجال نجاشي، ص 106.


الغلو


تعتبر حركة الغلاة في نظر المؤرخين من أخطر الحركات هدماً وضرراً للمجتمع الإسلامي آنذاك لأنّها حركة سياسية عقائدية قد استهدفت ضرب الاسلام من الداخل، كما أنّ دراسة هذهِ الحركة من قبل المؤرّخين لا زالت غامضة حتي اليوم ; إذ لم تدوّن أفكار هذهِ الحركة بأقلام دعاتها.

وحركة الغلاة لم تدم طويلاً لأنها ظهرت علي المسرح السياسي ثم اختفت بسرعة وقد حاصرها الإمام الصادق (عليه السلام) حيث أدرك خطورتها فأعلن البراءة منها ومن مبادئها ولعن دعاتها كأبي الخطاب وحذّر الناس من أهدافها الخبيثة.

لقد نشطت هذه الحركة في أواخر الحكم الاُموي فبثّ أبو الخطاب أفكاره بسريّة في مدينة الكوفة في الوقت الذي كانت تموج بها التيارات السياسية، والدعوة العباسية ناشطة في شق طريقها الي النجاح. وكان اختيار أبي الخطاب للكوفة لعلمه بأنها قاعدة لتجمع الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) وبهذا يمكن تشويه هذه القاعدة الواعية وضرب اتباع أهل البيت عن هذا الطريق.

قال أبو عباس البغوي: دخلنا علي فثيون النصراني وكان في دار الروم بالجانب الغربي، فجري الحديث الي أن سألته عن ابن كلاب فقال فثيون: رحم الله عبدالله (ابن كلاب) كان يجيئني فيجلس الي تلك الزاوية ـوأشار الي ناحية من البيعة وهي الكنيسة ـ وعني أخذ هذا القول، ولو عاش لنصّرنا المسلمين [1] ـ أي لجعلناهم نصاري.

أن ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمرٌ لا ينكره عاقل: أما في جانب الخير، فكظهور جبرئيل (عليه السلام) ببعض الأشخاص، والتصوير بصورة أعرابي، والتمثّل بصورة البشر.



[ صفحه 98]



وأما في جانب الشر، فكظهور الشيطان بصورة إنسان، حتي يعمل الشر بصورته وظهور الجن بصورة بشر حتي يتكلم بلسانه.. فكذلك يقال: إن الله تعالي ظهر بصورة أشخاص ولما لم يكن بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) شخص أفضل من علي (رضي الله عنه) وبعده أولاده المخصوصون وهم خير البرية فظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذ بأيديهم فعن هذا أطلقوا اسم الالهية عليهم!! وانما أثبتوا هذا الاختصاص «لعلي» (رضي الله عنه) دون غيره لأنه كان مخصوصاً بتأييد إلهي من عند الله تعالي فيما يتعلق بباطن الاسرار [2] .

ثم زعم أبو الخطاب أن الأئمة أنبياء ثم آلهة! وقال بإلهية جعفر بن محمد! وإلهية آبائه (رضي الله عنهم) وهم أبناء الله وأحباؤه! والإلهية نور في النبوة والنبوة نور في الإمامة، ولا يخلو العالم من هذه الآثار والأنوار. وزعم أنّ جعفراً هو الإله في زمانه!! وليس هو المحسوس الذي يرونه! ولكن لما نزل الي هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها [3] .



[ صفحه 99]




پاورقي

[1] الفهرست لابن النديم: 255 ـ 256.

[2] الملل والنحل للشهرستاني: 1 / 168.

[3] الملل والنحل للشهرستاني: 1 / 159.


العفة الجنسية و الورع عن المحارم


6- و عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة، و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني و اني أتيت الباب فاستفتحت، ففتحت لي الجارية، فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: يا مهزم أين كان أقصي أثرك اليوم؟

فقلت له: ما برحت المسجد.

فقال: أما تعلم ان أمرنا الا بالورع؟! [1] .

و هناك رواية مشابهة لهذه الرواية مروية عن ابراهيم بن مهزم الأسدي و جاء فيها قول الامام الصادق (عليه السلام) له: «أما عملت أن ولايتنا لا تنال الا بالورع؟!» [2] .

و في رواية ثالثة مشابهة، مروية عن أبي كهمس، و لعله كنية ابراهيم ابن مهزم، و ان لم يصرح به أحد من علماء الرجال [3] .



[ صفحه 106]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات: ص 263 ح 2.

[2] بحارالأنوار ج 47 ص 101.

[3] بحارالأنوار ج 47 ص 71.


ظالم نباش


امام عليه السلام مي فرمايد هيچ ظلمي بالاتر از آن نيست كه انسان به كسي ظلم كند كه يار و ياوري ندارد تا ظلم تو را از او دور كند

كسي كه به ظلم كمك كند يا به ظالمي ياري نمايد و يا راضي به ظلم كسي باشد هر سه با هم شريك هستند و كسي كه ستمگري را معذور بدارد خداوند او را گرفتار همان ستمگر خواهد كرد چنين شخصي اگر دعا كند مستجاب نمي شود و اگر مظلوم شد اجري به او از جانب خداوند داده نخواهد شد و هر كس صبح كند و قصد ظلم به ديگري را نداشته باشد خداوند گناهان او را در آن روز مي آمرزد (در صورتي كه خون كسي را نريزد و مال كسي را نخورد) و هر كس شرش به مردم برسد نبايد از رسيدن شر مردم به او دلگير شود زيرا مگر نه اين است كه هر چه كاشتي درو خواهي كرد و هيچ وقت از تلخي شيريني به دست نمي آيد و به عكس



[ صفحه 219]




في السياسة و الاجتماع


«و إنما عماد الدين و جماع المسلمين و العدة اللأعداء العامة من الأمة. فليكن صغوك لهم. و ميلك معهم»

«علي بن أبي طالب عليه السلام»



[ صفحه 301]



لم تكن خلافة أميرالمؤمنين علي هادئة أو هانئة. ولو هدأت لحمل الناس علي الجادة بعلمه و عدله، و شجاعة رأيه و زهده. و الزهد آية علي صدق الولاة، و سبيل معبدة لهم الي أنفس الرعية. فالشجاعة تروعها. أما الزهادة فتقنعها.

و علي (عليه السلام) إمام الزاهدين و المتقشفين من الصحابة. أجمع عليه العلماء، و الفقهاء و البلغاء و أبطال الحروب و الحكماء، و كل محب لأهل بيت النبي (صلي الله عليه و آله و سلم).

و الصوفية يمدون اليه بالأسباب، فيضعونه في قمتهم، كما يصرح بذلك: الشبلي، و الجنيد، و سري السقطي، و أبويزيد البسطامي، و معروف الكرخي. و هم يسندون اليه الخرقة التي يتخذونها شعارا لزهدهم.

و أحمد بن حنبل - و الصوفية يعتبرونه من أئمتهم - يقول إنه: «ما اجتمعت لأحد من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما اجتمع لعلي»، يقابله الجاحظ زعيم المعتزلة - أي في الطرف الأقصي من الخصومة لأحمد - و مع ذلك يتلاقي الطرفان في «علي» حيث يقول الجاحظ: «لا يعلم رجل من أهل الأرض: متي ذكر السبق في الاسلام و التقدم فيه، و متي ذكرت النخوة و الذب عن الاسلام، و متي ذكر الفقه في الدين، و متي ذكر الزهد في الأمور التي يتناحر الناس عليها، كان مذكورا في هذه الخلال كلها، إلا علي».

و المعتزلة يمدون اليه أسبابهم الفكرية عن طريق حفيده أبي هاشم بن محمد بن الحنفية.

و في مكان بعيد جدا من المعتزلة يقف محيي الدين بن عربي، من فلاسفة المتصوفة، ليقول: «علي من أصحاب العلم و ممن يعلمون من الله ما لا يعلمه غيره»، و يقول السراج الطوسي: «لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) من بين جميع أصحاب



[ صفحه 302]



رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم (خصوصية) بمعاني جليلة و إشارات لطيفة و ألفاظ مفردة و عبارات و معان للتوحيد و المعرفة و الايمان و العلم، و غير ذلك، و خصال شريفة تعلق و تخلق بها أهل الحقائق من الصوفية».

و لقد طالما افتتن بشخصيته الناس؛ و منهم المستشرقون الذين يتحدثون عنه، علي طريقتهم في الإيضاح عن آرائهم، مثل كارادي فو، حيث يتصوره «ذلك البطل المتوجع المتألم، و الفارس الصوفي، و الامام ذو الروح العميق القرار، التي يكمن في مكامنها سر العذاب الإلهي».

و إذا ذكرت كلمة (الإمام) مطلقة، انصرفت الي علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون سائر الصحابة.

و لم يكن النهج العلمي الذي أوجزنا الإشارة اليه، قبل، إلا استعمالا لأصول تهدي الي معرفة حكم الشرع و دليله، لبلوغ «السعادة في الدنيا و الآخرة». و كان طبيعيا، و قد تضافرت في رسم حدود هذه السعادة، و ضوابطها، و العلاقات الهادية اليها نصوص القرآن و السنة أن تجلي الامام علي (عليه السلام) في هذا المجال، و ان يتخلف لنا من حياته و سنوات حكمه علي قصرها و انحسار سلطته فيها، مواقف معلمة و نصوص شارحة، و ان يتتابع في نسقها أعمال الأئمة من بنيه ليتشكل منها «مذهب سياسي و اجتماعي و اقتصادي» متكامل:

فتري الحسن (عليه السلام) يضرب مثلا في العطاء و حقن الدماء. و نري الحسين (عليه السلام) مثلا يضرب مثلا للجهاد في حروب الأمة و للاستشهاد في سبيل الحق. و نري الائمة الثلاثة بعدهما يفصلون القواعد للمجتمع العظيم، و الدولة المثلي، و الاسرة الفاضلة، و الانسان الذي ينشد.

و كان لزاما، ان تكون بين تعاليمهم تعاليم دستورية و اقتصادية و اجتماعية. فالامام علي، و الأئمة من عقبه، بناة دول، و حماة مجتمعات، ازدهرت فيها الأسرة و صلح بها الرجل و المرأة، و استغني الناس فيها بكدهم وكدحهم.



[ صفحه 303]




قيام محمد نفس زكيه


پس از قيام و شهادت زيد، بني هاشم از عباسي، و علوي، جز امام صادق عليه السلام و تني چند، بر بيعت محمد بن عبدالله بن حسن گردن نهادند. البته بديهي است



[ صفحه 63]



كه شركت عباسيان در اين قيام صرفا به دليل استفاده از قيام محمد در راستاي منافع و اهداف خود بود.

امام صادق عليه السلام از همان آغاز با قيامشان مخالف بود و به آنان گوشزد مي كرد كه شما به حكومت نمي رسيد و محمد كشته مي شود و بدين گونه آنان را از اين كار باز مي داشت. منابع تاريخي، ماجراي بيعت علويان و عباسيان را با محمد كه عبدالله او را به عنوان «قائم آل محمد» معرفي مي كرد، به تفصيل نوشته اند، ولي خلاصه آن اين است كه گروهي از بني هاشم انجمني در ابواء تشكيل دادند كه در آن ميان، چون سخن از حضور امام صادق عليه السلام به ميان آمد، عبدالله (پدر نفس زكيه) گفت: او را اينجا نمي خواهيم كه مبادا او كار را بر شما تباه كند (يعني با قيام شما مخالفت كند). [1] .

امام در آن جمع حاضر شد و فرمود: اين كار را نكنيد؛ زيرا هنوز زمان آن (قيام مهدي موعود) نرسيده است. سپس خطاب به عبدالله فرمود: اگر تو گمان كرده اي كه اين پسرت، مهدي (موعود) است، چنين نيست و اكنون زمان آمدن او نيست. عبدالله خشمگين شد و گفت: خود مي داني كه مطلب آن گونه كه تو مي گويي نيست، ولي حسدي كه نسبت به فرزند من داري، شما را وادار به اين سخن كرده است.

حضرت فرمود: به خدا سوگند! حسد مرا وادار نكرد تا اين سخنان را بگويم، بلكه اين مرد و برادران و فرزندانشان - دست به پشت ابوالعباس زد - به خلافت مي رسند، نه شما.

آن گاه دست به شانه عبدالله بن حسن زد و فرمود: به خدا سوگند، منصب خلافت به تو و فرزندانت نخواهد رسيد، بلكه اين منصب بدان ها مي رسد و پسران تو كشته خواهند شد. اين سخن را گفت و به دست عبدالعزيز بن عمران زهري تكيه



[ صفحه 64]



كرد و از جا برخاست. سپس رو به عيسي بن عبدالله كرد و فرمود: آن كه را رداي زرد به دوش داشت ديدي؟ (مراد حضرت ابوجعفر منصور بود) عرض كردم: آري. فرمود: به خدا سوگند. مي بينم كه او محمد بن عبدالله را مي كشد. من با تعجب پرسيدم: محمد را مي كشد؟ فرمود: آري.... [2] .

بيعت ياد شده به جايي نرسيد و عباسيان به قدرت رسيدند. بعدها نفس زكيه شورش خود را آغاز كرد و در سال 145 ه. ق در مدينه شوريد و اندكي بعد به دست نيروهاي منصور كشته شد.



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين، ص 217.

[2] همان، ص 218.


روي كردي ديگر


سفيان كه همواره زبان تيز بر حضرت مي گشود، وارد بر حضرت شد؛ هنگامي كه لباس هاي فاخر بر اندام حضرت مشاهده كرد، به حضرت خيره شد. حضرت به وي فرمود چرا اين گونه نگاه مي كني، آيا از لباس هاي من در شگفتي! پاسخ مي گويد اين لباسها نه لباس تو و نه لباس پدران تو مي باشد. امام لباس هاي رويي را كنار زده لباس پشمي خشني كه در زير پوشيده بود به وي نشان مي دهد. آنگاه به وي مي گويد اين لباس را براي خدا و ديگري را براي شما پوشيده ام! لبسنا هذا لله تعالي و هذا لكم و ما كان لله أخفيناه و ما كان لكم أبديناه. [1] اين پاسخ يعني، لباس زهد و تقوا نيازي به خود نمايي ندارد؛ براي خداست. اما در ميان مردم لباس معمولي بر تن دارد. لباسي نمي پوشد كه انگشت نما شود.



[ صفحه 92]



آنگاه امام براي اين كه درون سفيان ثوري را آشكار سازد، لباس هاي رويي سفيان را كه لباس هاي خشن و زبر بودند، كنار زد، زير آنها لباس هاي نرم و نازنين را نمايان ساخت. به وي فرمود تو لباس زهد را براي مردم پوشيده اي و لباس نرم را براي خويش، لبست هذا الاعلي للناس و لبست هذا لنفسك تسرها. [2] .

امام همام با اين رفتار پرده از نفاق وي برمي دارد؛ تو كه درمورد لباس امام اين گونه سؤال مطرح مي كني، خودت دچار چنين نفاقي هستي. خودت داري زهد فروشي مي كني. اين رفتار امام به خوبي شفاف مي سازد كه چه كسي زاهد است، آيا سفيان كه براي فريب مردم لباس خشن روي لباس هاي نرم و نازنين مي پوشد، زاهد است! يا امام همام كه لباس هاي پشمي خشن را زير لباس هاي خود پوشيده است؟!

در مورد ديگر فرمودند اگر علي عليه السلام زمان خودش اين گونه لباس مي پوشيد، انگشت نما مي شد. بهترين لباس، لباس زندگي زمان هر فرد است، و لو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به فخير لباس كل زمان لباس أهله. [3] بر خلاف رفتار زهد فروشان كه در عين سخت ترين وابستگي ها به خواهش هاي نفساني، لباس زهد مي پوشند و رفتاري زاهدانه دارند.

اينك به خوبي شفاف است كه كدام رفتار خدا پسندانه است؟ كدام رفتار اصلاح كج راهگي هاست؟ در اين تحليل، شفاف امام همام دو نوع زهد را نكوهش نموده است؛ نخست زهد رياكاري و نفاق، يعني همان زهد فروشي مانند سفيان ثوري كه زهد دروغين خود را به رخ مردم مي كشيد. ديگر زهد دروغين افراد نادان كه دوري از نعمت هاي الهي را زهد



[ صفحه 93]



مي پندارند. امام همام زهد واقعي را بر همگان تبيين و شفاف ساخت. و اين دو نگرش غلط و كج راهه را نيز اصلاح نمود.


پاورقي

[1] كشف الغمة، ج 2، ص 343، حلية الاولياء، ج 3، ص 226.

[2] كافي، ج 6، ص 443.

[3] كافي، ج 6، ص 444، بحار، ج 47، ص 55.


دوستي منصور با منكرين خدا


منصور با گروه «راونديه» كه او را خداي خود مي دانستند معاشرت داشت و هرگز آنان را از اين اعتقاد نهي نمي كرد. وقتي يكي از مسلمانان ايران در اين باره از



[ صفحه 58]



وي سئوال كرد. پاسخ داد آنان بر خدا عصيان مي ورزند ولي ما را كه اطاعت مي كنند.


شكنجه و كشتار شيعيان


معاويه از شكنجه و كشتار شيعيان علي عليه السلام تا آنجا كه در توان



[ صفحه 86]



داشت كوتاهي نكرد و عده اي از ياران رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و پيروان و شيعيان مخلص و فداكار اميرمؤمنان عليه السلام را به شهادت رساند كه از جمله ي آنان حجر بن عدي است كه در سال 51 هجري قمري به قتل رسيد.


شرط نجات بخش بودن ولايت اهل بيت


يا ابن جندب، لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم الا خيرا و استكينوا الي الله في توفيقهم و سلوا التوبة لهم فكل من قصدنا و تولانا و لم يوال عدونا و قال ما يعلم و سكت عما لا يعلم او اشكل عليه فهو في الجنة.


امامت، سرچشمه ي دو جريان حياتبخش


در اين فضاي مسموم و خفه و تاريك و در اين روزگار پربلا و دشوار بود كه امام صادق عليه السلام بار امانت الهي را بر دوش گرفت.... و به راستي چه ضروري و حياتي است «امامت» با آن مفهوم مترقي كه در فرهنگ شيعي شناخته و دانسته ايم، براي امت سرگشته و فريب خورده و ستمديده و بد فهميده ي چنان روزگار مظلم و پربلايي. قبلا ديديم كه امامت، سرچشمه ي دو جريان حياتبخش است: تفكر درست اسلامي و نظام عادلانه ي توحيدي؛ و امام عهده دار اين دو تكليف است: نخست، تبيين و تطبيق و تفسير مكتب - كه خود متضمن مبارزه ي با تحريفها و دستكاريهاي جاهلانه و مغرضانه است - و آنگاه پي ريزي و زمينه سازي نظام قسط و حق توحيد (و در صورت وجود چنين نظامي، دوام بخشيدن به آن).

اكنون در چنين اوضاع و احوال نابساماني، امام صادق عليه السلام بار اين امانت را بر دوش مي گيرد و عهده دار آن دو تكليف مي شود. در آن واحد، هر دو وظيفه در برابر او قرار گرفته است؛ به كدام زودتر اقدام خواهد كرد؟


حضور رسول خدا در كنار خانه عقيل از ملاحم است


از طرفي احاديث ملاحم كه دو نمونه از آن را ملاحظه فرموديد نشانگر اين است كه حوادث دور و نزديك مربوط به خاندان و فرزندان رسول خدا (صلي الله عليه وآله) از نظر آن حضرت به دور نبوده و از طرق مختلف گاهي با بيان و گفتار و گاهي با عملي گويا از وقوع چنين حوادث خبر داده است و از طرف ديگر هيچ عمل و گفتار آن حضرت نمي تواند بدون جهت و بدون يك هدف و مقصد مشخصي انجام پذيرد و لذا مي توان چنين استنباط و اظهار نظر نمود كه حضور مستمر رسول خدا در مقابل در خانه عقيل بن ابي طالب از همان ملاحم و پيشگويي ها است كه آن حضرت مي خواسته عملا اهميت اين خانه را كه در آينده نزديك به آرامگاه چهارتن از اوصياي الهي و مدفن چهار تن از فرزندان و اهل بيت پيامبر مبدل خواهد گرديد بيان كند، همانگونه كه در مقابل خانه ي امير مومنان عليه السلام چنين عملي را به مدت نه ماه انجام داده است.

آري رسول خدا (صلي الله عليه وآله) خواسته است كه با «موقف» قرار دادن در خانه عقيل اين معني را تفهيم كند كه اگر امروز اين خانه خشت و گلي متعلق به عقيل بن ابي طالب است در



[ صفحه 77]



آينده به يكي از بيوتي كه (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) مبدل خواهد گرديد و اگر اين در و ديوار امروز جنبه ي شخصي دارد، فردا محل تسبيح و تحليل مرداني خواهد شد كه (لاتُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلابَيْعٌ عَنْ ذِكْرِاللهِ...) و اگر امروز اين خانه مطمح انظار ومورد توجه عامه مردم نيست بمرور زمان، مهبط ملائكه و محل نزول فرشتگان و مورد رحمت و بركت خداوند متعال خواهد گرديد. مگر نه اين است كه روزي مسجد پيامبر و محل تربت پاك او نيز در چنين شرايطي قرار داشت.

چگونه ممكن است پيامبر اكرم (صلي الله عليه وآله) از حادثه اي كه پس از صد و پنجاه سال در يكي از ميادين مدينه واقع مي شود سخن بگويد و اهميت آن را گوشزد كند و توجه صحابه و مسلمانان را به شخصيت نفس زكيه جلب و احجار زيت را كه غرق در خون خواهد گرديد پيشاپيش در اذهان تجسيم و ترسيم نمايد، اما از مدفن چهار تن از ائمه اهل بيت خويش كه علت مبقيه ي اسلام و حفظه ي اسرار خداوند و رحمت موصوله و آيت مخزونه او هستند، سخن نگويد! چگونه ممكن است پيامبر خدا با پياده شدن از مركب خويش و نماز خواندن در بيابان فخ و اعلان شهادت يكي از فرزندانش كه پس از صد و شصت سال اتفاق مي افتد نام اين بيابان و خاطره ي اين حادثه را زنده و جاويدان سازد اما خاطره و ياد جايگاهي را كه ابواب ايمان و امناء رحمان و ائمه معصومين در آن خواهند آرميد، بفراموشي سپارد؟!

خلاصه: به عقيده نگارنده با توجه به نمونه ها و شواهد ياد شده، رسول خدا (صلي الله عليه وآله) كه از طريق گفتارش ائمه هدي رامعرفي مي نمود و مي فرمود: «مِنْ وُلْدي أَحَدَ عَشَرَ نَقيبَاً نُجَباءُ مُحَدِثُونَ» [1] و «يَكُونُ اِثني عَشَرَ اَمِيراً كُلُهُمْ مِنْ قُرَيْش» [2] با موقف قرار دادن كنار خانه ي عقيل مي خواست اين خانه را عملا به مسلمانان معرفي و توجه آنان را به عظمت و اهميت اين مكان شريف جلب نمايد و به امت اسلام اعلام كند كه اين جايگاه در آينده يكي از كانون هاي مهم توحيد و معرفت خواهد گرديد و تا قيامت بصورت يكي از



[ صفحه 78]



بزرگترين قله هاي نور و برهان و حكمت و عرفان خواهد درخشيد.

با اين توجيه، علت استحباب و استجابت دعا در كنار خانه ي عقيل روشن مي شود كه اين استحباب و استجابت نه در اثر وجود قبر عقيل و عبدالله جعفر در گوشه اين خانه است و حتي نه تنها در اثر توقف رسول خدا (صلي الله عليه وآله) در اين جايگاه بوده است، بلكه بايد در اين محل حقيقت ديگري را جستجو كرد و در پي كشف واقعيت مهمتري گرديد كه شخص رسول خدا (صلي الله عليه وآله) هم براي اعلان آن حقيقت، اين جايگاه را محل دعا و مناجات خويش قرار داده است. و دعاي آن حضرت در اين جايگاه فضيلت آن را مضاعف نموده است.

و اگر ابن زباله مدينه شناس معروف و سمهودي و هم فكرانشان بجاي ظاهر اين خانه، به باطن آن راه مي يافتند و بجاي «بيت» با «اهل بيت» آشنا مي شدند، به اين واقعيت مي رسيدند كه به يمن وجود قبر پاك و مطهر چهار تن از اهل بيت در اين خانه است كه خداوند متعال همانگونه كه آنان را تطهير نموده دعا در كنار قبورشان را نيز مستجاب فرموده است.

و درمي يافتند كه نه تنها دعاي آنانكه ولايت اين خاندان را پذيرفته و به داخل خانه و حرم امنشان راه يافته اند مورد قبول است، بلكه حتي كساني كه به اين مرحله نرسيده اند اما توانسته اند بطور ناخود آگاه به حريم حرمشان و به بيرون خانه ي امنشان قدم بگذارند باز هم به بركت قبور پاكشان از فضل و رحمت خدا مأيوس نيستند و وعده ي: (... اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...) شامل حال آنان نيز خواهد گرديد.


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 1، ص 534.

[2] صحيح بخاري، ج 9 ـ كتاب الفتن باب الإستخلاف و كتاب الاحكام ـ صحيح مسلم، ج 6، كتاب الامارة.


حكمه في العلاقات الاجتماعية


1- قال عليه السلام: من لم يؤاخ الا من لا عيب فيه قل صديقه.

2- قال عليه السلام: اذا أحببت رجلا فأخبره.

3- قال عليه السلام: انما المؤمنون اخوة بنو أب و أم، و اذا ضرب علي رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

4- قال عليه السلام: المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله، لا يخونه، و لا يظلمه و لا يغشه و لا يعده عدة فيخلفه.

5- قال عليه السلام: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد اذا اشتكي شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، و أرواحهما من روح واحدة.

6- قال عليه السلام: المرء كثير بأخيه.



[ صفحه 216]



7- قال عليه السلام: من لم يرغب في الاستكثار من الاخوان ابتلي بالخسران.

8- قال عليه السلام: لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك و أبق منها، فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء، و بقاء الحشمة بقاء المودة.

9- قال عليه السلام: تحتاج الاخوة فيما بينهم الي ثلاثة أشياء، فان استعملوها و الا تباينوا و تباغضوا و هي: التناصف و التراحم و نفي الحسد.

10- قال عليه السلام: ملعون ملعون رجل يبدأه أخوه بالصلح فلم يصالحه.

11- قال عليه السلام: أحب اخواني الي، من أهدي عيوبي الي.

12- قال عليه السلام: اختبروا اخوانكم بخصلتين فان كانتا فيهم و الا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب: محافظة علي الصلوات في مواقيتها، و البر بالاخوان في العسر و اليسر.



[ صفحه 217]



13- قال عليه السلام: من رأي أخاه علي أمر يكرهه، فلم يرده عنه، و هو يقدر عليه، فقد خانه.

14- قال عليه السلام: من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فانما أكرم الله عزوجل.

15- قال عليه السلام: ان من عظم دينه عظم اخوانه، و من استخف بدينه استخف باخوانه.

16- قال عليه السلام: الله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه.

17- قال عليه السلام: أيما مؤمن أوصل الي أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

18- قال عليه السلام: لا يسي ء محضر اخوانه الا من ولد علي غير فراش أبيه.

19- قال عليه السلام: ما التقي مؤمنان قط الا كان أفضلهما أشدهما حبا لأخيه.



[ صفحه 218]



20- قال عليه السلام: ما عبدالله بشي ء أفضل من أداء حق المؤمن.

21- قال عليه السلام: حق المسلم علي المسلم أن لا يشبع و يجوع أخوه، و لا يروي و يعطش أخوه، و لا يكتسي و يعري أخوه.

22- قال عليه السلام: لا يري أحدكم اذا أدخل علي مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا، بل والله علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

23- قال عليه السلام: أيما مسلم لقي مسلما فسره سره الله عزوجل.

24- قال عليه السلام: من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة، و خرج من قبره و هو ثلج الفؤاد.

25- قال عليه السلام: أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة و هو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا و الآخرة.



[ صفحه 219]



26- قال عليه السلام: يسلم الصغير علي الكبير، و المار علي القاعد، و القليل علي الكثير.

27- قال عليه السلام: من غضب عليك من اخوانك ثلاث مرات، فلم يقل فيك شرا فاتخذه لنفسك صديقا.

28- قال عليه السلام: لا تعتد بمودة أحد حتي تغضبه ثلاث مرات.

29- قال عليه السلام: لا تسم الرجل صديقا سمة معرفة، حتي تختبره بثلاث: تغضبه فتنظر فيخرجه من الحق الي الباطل، و عند الدينار و الدرهم و حتي تسافر معه.

30- قال عليه السلام: احذر من الناس ثلاث: الخائن، و الظلوم و النمام؛ لأن من خان لك خانك، و من ظلم لك سيظلمك، و من نم اليك سينم عليك.

31- قال عليه السلام: اذا كان الزمان زمان جور، و أهله أهل غدر، فالطمأنينة الي كل أحد عجز.



[ صفحه 220]



32- قال عليه السلام: من تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة.

33- قال عليه السلام: من الحقوق الواجبات للمؤمن علي المؤمن أن يجيب دعوته.

34- قال عليه السلام: اذا أتاك أخوك فأته بما عندك، فاذا دعوته فتكلف له.

35- عن المفضل بن عمر قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام: ما أدني حق المؤمن علي أخيه؟ قال: أن لا يستأثر عليه بما هو أحوج منه اليه.

36- قال عليه السلام: تقربوا الي الله بمواساة اخوانكم.

37- عن المعلي بن خنيس قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما حق المؤمن علي المؤمن؟ قال: سبعة حقوق واجبات ما فيها حق الا و هو واجب عليه و ان خالفه خرج من ولاية الله و ترك طاعته و لم يكن لله عزوجل فيه نصيب. قال: قلت:



[ صفحه 221]



جعلت فداك حدثني ما هي؟ قال: ويحك يا معلي اني شفيق عليك أخشي أن تضيع و لا تحفظ، و تعلم و لا تعمل، قلت: لا قوة الا بالله، قال: أيسر منها أن تحب له ما تحب لنفسك، و تكره لنفسك، و الحق الثاني أن تمشي في حاجته و تبتغي رضاه و لا تخالف قوله، و الحق الثالث أن تصله بنفسك و مالك و يدك و رجلك و لسانك. و الحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و قميصه. والحق الخامس أن لا تشبع و يجوع، و لا تلبس و يعري، و لا تروي و يظمأ، و الحق السادس ان يكون لك امرأة و خادم و ليس لأخيك امرأة و لا خادم أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه، و تصنع طعامه، و تمهد فراشه، فان ذلك كله انما جعل بينك و بينه، و الحق السابع أن تبر قسمه و تجيب دعوته، و تشهد جنازته و تعوده في مرضه، و تشخص بدنك في قضاء حاجته، و لا تحوجه الي أن يسألك ولكن تبادر الي قضاء حوائجه، فاذا فعلت ذلك به وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولاية الله عزوجل.



[ صفحه 222]




علامات المؤمن


قال الامام عليه السلام: «علامات المؤمن خمس: فقال له طاووس اليماني: و ما هي يا ابن رسول الله؟ قال: الورع في الخلوة، و الصدقة في القلة، و الصبر عند المصيبة، و الحلم عند الغضب، و الصدق عند الخوف.» [1] ان هذه الصفات الخمس تدل علي ايمان من يتصف بها، و انه من عباد الله الصالحين الذين أترعت نفوسهم بالتقوي.


پاورقي

[1] الخصال (ص 245).


الخيانة و الغدر


و خان أهل الكوفة بزيد و غدروا به بعدما عاهدوا الله علي نصرته و الذب عنه فقد اسلموه عند الوثبة، و تركوه مع القلة من اصحابه في ميدان الجهاد، و لما رأي زيد تخاذلهم راح يقول:

«فعلوها حسينية».

لقد غدروا به كما غدروا بجده الحسين من قبل، و ايقن زيد بفشل ثورته، و استبان له ان لاذمة لأهل الكوفة، و لا وفاء لهم، و قد خاض مع أصحابه الحرب في شوارع الكوفة و ازقتها، و ابلي في المعركة بلاءا حسنا، و ما رأي الناس قط فارسا اشجع منه [1] .


پاورقي

[1] انساب الاشراف 3 / 202.


دستان را براي خدا بگشاييد


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

در حالي كه موسي بن عمران ياران خود را اندرز مي داد ناگاه مردي برخاست و پيراهن خود را دريد. خداوند عزوجل به او وحي فرمود: كه اي موسي، به او بگو: پيراهنت را از هم ندر، بلكه دست خود را براي من بگشاي. [1] .



[ صفحه 64]




پاورقي

[1] كافي: 8 / 129 / 98 همان، همان، ح 22216.


موانع استجابت دعا


حضرت امير عليه السلام مشغول خواندن خطبه اي بودند. در ميان خطبه شخصي درباره قول خداوند متعال كه مي فرمايد: «ادعوني أستجب لكم [1] ؛ بخوانيد مرا تا اجابت كنم شما را» پرسيد و به حضرت عرض كرد: «فما بالنا ندعو فلا يجاب [2] ؛ چرا ما دعا مي كنيم، ولي مستجاب نمي شود؟» حضرت در جواب آن شخص فرمودند: «ان قلوبكم خانت بثمان خصال؛ هشت چيز است كه مانع استجابت دعاي شما است: «أولها انكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا؛ اول اينكه خدا را شناختيد، اما حق معرفت او را ادا نكرديد. از اين رو اين شناخت سودي به شما نرساند.» شخصي كه به ما احسان مي كند، فراموش نمي كنيم و هميشه سعي مي كنيم در حد توان، احسان او را جبران كنيم خداي كريم به ما بسيار احسان كرده و آنچه داريم از جانب او است. پس بايد در حد توان خويشتن به فكر جبران باشيم و اين كار تأمل و تدبر مي خواهد. خدا در قرآن با تعابير مختلفي چون «افلا يتدبرون»، «افلا يتفكرون»، و «افلا يعقلون» مردم را به تدبر و تعقل بيشتر فراخوانده است.

«و الثانيه انكم آمنتم برسوله، ثم خالفتم سنته، و أمتم شريعته، فأين ثمرة ايمانكم؛ دوم اين كه ابتدا به رسول خدا ايمان آورديد، سپس به مخالفت با او پرداختيد و شريعت آن حضرت را از بين برديد، پس فايده ايمان شما چه بوده است؟»



[ صفحه 112]



انسانها بايد خود را با سنت پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم تطبيق دهند و ملاحظه نمايند كه چند درصد از شريعت در وجود آنها زنده است؟

«و الثالثة انكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به و قلتم سمعنا و أطعنا، ثم خالفتم؛ سوم اينكه آيات كتاب خدا را قرائت كرديد، اما به آن عمل نكرديد و به مخالفت با قرآن برخاستيد.»

«و الرابعة قلتم انكم تخافون من النار و أنتم في كل وقت تقدمون اليها بمعاصيكم، فأين خوفكم؛ چهارم اين كه گفتيد از آتش دوزخ مي ترسيد، اما هميشه با ارتكاب گناه به سوي آن پيش مي رويد. پس ترستان كجاست؟»

«و الخامسة انكم قلتم انكم ترغبون في الجنة و أنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها فأين رغبتكم فيها؛ پنجم اين كه گفتيد بهشت را مي خواهيد اما هميشه مرتكب اعمالي مي شويد كه شما را از بهشت دور مي كند. پس علاقه شما به بهشت كجاست؟» طلبه اي كه بيشتر اوقاتش را بيهوده مي گذارند نمي خواهد عالم شود. فرد كاسبي كه در روز فقط پانزده دقيقه مغازه اش را باز مي كند كاسب نيست و در حقيقت نمي خواهد كاسبي كند كسي كه خواهان بهشت است، اما عملي براي آخرت خويش انجام نمي دهد، در واقع نمي خواهد به بهشت راه يابد.

«و السادسة انكم أكلتم نعمة المولي و لم تشكروا عليها؛ ششم اينكه از نعمت هاي الهي استفاده مي كنيد، اما شكر آن را به جا نمي آوريد.» تمام اطراف شما و حتي وجود انسانها را نعمت هاي الهي فراگرفته است: نعمت زبان، گوش، دست، پا و.... انسان در حالت عادي متوجه نعمت ها نيست و تنها در هنگام از دست دادن نعمت است كه قدر آن را مي فهمد. كسي كه زبان ندارد، نمي تواند خواسته هايش را تفهيم كند. كسي كه گوش ندارد، نمي تواند بشنود. اعضاي بدن نعمت هاي خدا هستند. در روايات آمده است كه اين كوتاه فكري و كوتاه بيني است كه فقط نعمت هاي ظاهري خداوند را به حساب آوريم.

«و السابعة أن الله أمركم بعداوة الشيطان و قال: (ان الشيطن لكم عدو فاتخذوه عدوا) [3] ،



[ صفحه 113]



فعاديتموه بلا قول [بالقول] و واليتموه بلا مخالفة [بالمخالفة] ؛ هفتم آن كه خدا شما را به دشمني با شيطان فرمان داد و فرمود: «شيطان دشمن شما است پس او را دشمن بداريد». ولي شما با او از در دوستي درآمديد. با زبان گفتيد كه شيطان را دشمن به حساب مي آوريد، اما با اعمال زشت دوست او هستيد.

«و الثامنة أنكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم و عيوبكم وراء ظهوركم؛ هشتم آن كه عيب هاي مردم را پيش رو و عيب هاي خود را در پشت سر خود قرار داديد».

«تلومون من أنت أحق باللوم منه فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا و قد سددتم أبوابه و طرقه؛ كسي را ملامت مي كنيد كه خود براي ملامت از او سزاوارتريد با اين اوضاع و احوال كه درهاي استجابت را بسته ايد ديگر چطور انتظار داريد دعاهايتان مستجاب گردد؟»

اگر كسي يكي از اين عيب ها را داشته باشد، استجابت دعايش مشكل است، چه رسد به اين كه مشكلات و گناهانش دو چندان باشد. حضرت در ادامه، راه بيرون شدن از اين مشكل را چنين تصوير مي كنند:

«فاتقوا الله و أصلحوا اعمالكم و أخلصوا سرائركم و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر فيستجيب الله لكم دعائكم [4] ؛ اعمال خود را اصلاح، درون خود را خالص كنيد و امر به معروف و نهي از منكر را به جا آوريد تا خدا دعاي شما را مستجاب كند».

امام صادق عليه السلام در حديثي درباره موانع استجابت دعا مي فرمايند: «التي ترد الدعاء و تظلم الهواء عقوق الوالدين [5] ؛ از جمله كارهايي كه باعث مردود شدن دعا و تيرگي هوا مي شود نافرماني والدين است» عقوق به معني ترك است. از آن رو به گوسفندي كه براي بچه سر مي برند «عقيقه» مي گويند كه او را از بلا دور مي كند. معناي عاق والدين فقط اين نيست كه پدر و مادر، فرزند خود را عاق نمايند. انجام دادن كاري برخلاف ميل پدر و مادر نيز، بين آنها فاصله ايجاد مي كند و مانع از استجابت دعا مي گردد. احترام پدر و مادر و تأمين خواسته هاي آنان بسيار مهم است. خداي متعال در قرآن مي فرمايد:



[ صفحه 114]



«و ان جهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا [6] ؛ و اگر تو را وادارند تا درباره چيزي كه تو را بدان دانشي نيست به من شرك ورزي، از آنان فرمان مبر و[لي] در دنيا به خوبي با آنان معاشرت كن».

فقط در جايي كه فرزند را امر به شرك مي كنند اطاعت از آنها لازم نيست. در بقيه موارد تأمين نظر آنها لازم است. كسي كه با پدر و مادرش تندي مي كند، دعايش بالا نمي رود و مستجاب نمي شود.

«عن نوف عن اميرالمؤمنين عليه السلام، قال: ان الله أوحي الي عيسي بن مريم... قل لهم اعلموا اني غير مستجيب لأحد منكم دعوة و لأحد من خلقي قبله مظلمة [7] ؛ خداوند به عيسي بن مريم مي فرمايد: اي عيسي، به بني اسرائيل بگو: اگر كسي به افرادي ظلم كند تا زماني كه ظلم باقي باشد دعاي كسي مستجاب نمي شود».

در دنباله همين حديث حضرت مي فرمايند: «يا نوف، اياك أن تكون عشارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا [8] ؛ اي نوف، مبادا مأمور ستاندن ماليات، شاعر، پاسبان، يا نماينده ظالم باشي.» شايد منظور از شاعر در اين جا شاعراني باشند كه مدح اهل باطل مي كنند و به دروغ شعر مي سرايند.

ائمه عليهم السلام شعرا را به سرودن شعرهاي خوب ترغيب مي كردند و به آنها جايزه مي دادند تا شعر خوب بسرايند. شاعري [9] نزد امام كاظم عليه السلام بود امام عليه السلام فرمودند: اين شعر از شما است:



فالان صرت الي امية

و الأمور الي مصائر [10] .



اين شعر كه امام عليه السلام به آن اشاره فرموده شعر طولانيي است كه مي گويد: خلافت



[ صفحه 115]



امروز به بني اميه رسيد و بني اميه براي خلافت درست شده و سزاوار خلافتند.

شاعران بد در برابر مال بي ارزش دنيا ارباب زر و زور را مي ستايند. خدا دعاي چنين شاعراني را مستجاب نخواهد كرد.

«عريف» يعني كسي كه مردم را نزد ظالم معرفي مي كند و «شرطه» كسي است كه مظلوم را جلب مي كند.

«فان نبي الله داود خرج ذات ليلة فنظر الي السماء فقال انها الساعة التي لا ترد فيها دعوة الا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر [11] ؛ حضرت داوود شبي به آسمان نگاه كرد و گفت در اين شب دعاي همگان مستجاب خواهد شد الا دعاي عريف و شاعر و عاشر».

مختصر اين كه دعا بايد با عمل همراه باشد و دعاي بدون عمل و عمل بدون دعا فايده اي ندارد. مقام دعا مقام بسيار بلندي است كه خداي متعال به انسان عطا فرموده است. شخصي كه عالم يا پولدار مي شود، ديگر مردم را به ملاقات خود راه نمي دهد، اما خداي بزرگ كه مالك همه هستي است، به انسانها اجازه داده است كه دعا كنند. اگر خدا رخصت دعا كردن را به انسان ها نمي داد، چه راهي براي ارتباط با خداوند وجود داشت؟

اما اين مقام كه خداوند به انسان عطا كرده، شرطهاي متعددي دارد كه به جاي آوردن آنها كار مشكلي است و اگر كسي بتواند كتابي بنويسد و در آن موانع استجابت دعا را گردآوري كند كه بسيار پسنديده اي انجام داده است. اين كار باعث مي شود كه مردم بفهمند به سبب چه اعمالي دعاي آنها مستجاب نمي گردد.

مرحوم سيد بن طاووس در مهج الدعوات يكي از شروط استجابت دعا را چنين بيان كرده است: «أن لا يكون عاذرا لظالم علي ظلمه [12] ؛ اين كه توجيه كننده ستم ستمگران نباشد». توجيه كار ظالمان و عذر تراشيدن براي آنان باعث مي شود كه دعاي انسان مستجاب نگردد.



[ صفحه 117]




پاورقي

[1] غافر، آيه 60.

[2] مستدرك الوسائل، ج 5، ص 268، باب وجوب ترك الداعي الذنوب.

[3] فاطر، آيه ي 6.

[4] مستدرك الوسائل، ج 5، ص 269.

[5] كافي، ج 2، ص 448.

[6] لقمان، آيه 15.

[7] بحارالانوار، ج 74، ص 401.

[8] همان.

[9] اين شاعر كميت بن زيد است كه از ستايندگان اهل بيت عليهم السلام و از شاعران خوب است. در بعضي از متون تاريخي آمده است كه شاعر جواب داد: «قد قلت ذلك فوالله ما رجعت عن ايماني و اني لكم لموال ولكني قلته علي التقية؛ بله من آن را سروده ام، ولي به خدا قسم از عقيده ام نسبت به شما بر نگشته ام، و البته از پيروان و مواليان شمايم، و آنچه را (در اين شعر) گفته ام از روي تقيه بوده است (و نه از روي عقيده)».

[10] مستدرك الوسائل، ج 13، ص 127.

[11] بحارالانوار، ج 74، ص 401.

[12] همان، ج 90، ص 351.


دعاي مستجاب


دعا كردن، تحت شرايطي به اجابت خواهد رسيد و اثر خواهد كرد. البته دعاي عده اي از مردم در موقعيت خاص اجابت مي شود، مثل شخص دل شكسته، كسي كه توجه خاص و كامل به خدا دارد و شخصي كه در حال انجام وظيفه ي ديني است.

ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحآج، فانظروا كيف تخلفونه



[ صفحه 51]



و الغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه. و المريض فلا تغيظوه و لا تضجروه. [1] .

سه نفرند كه دعاي آنان مستجاب است: كسي كه به حج رفته است، پس بنگريد كه در غياب او چگونه با اهل بيت او رفتار مي نماييد. كسي كه در راه خدا جنگ مي كند، پس ببينيد پشت سر او با عائله اش چگونه خواهيد بود و مريض، پس او را به خشم مياوريد و ناراحت مكنيد.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 509.


سپس حقوق پيشوايان


تيتر در كتاب تحف العقول آمده است.

15. اما حق پيشواي حكومت بر تو اين است كه بداني تو وسيله ي آزمايش هستي و او نيز به خاطر تسلطي كه خدا به وي داده دچار و گرفتار شماست. بايد خيرخواه او باشي و با او درنيفتي زيرا كه او بر تو نفوذ دارد. اگر با او درافتي، سبب هلاك خود و او گردي. تا آنجا كه زيانش به تو و به دين تو نرسد در مقابلش نرمش و فروتني كن تا رضايتش را به دست آوري و در اين راستا از خدا بر او كمك بگير. بر او افتخار نفروش و با او گردنكشي نكن، زيرا اگر چنين كردي او را و خود را به بدي كشانده و او را هم از طريق خود به هلاكت رسانده اي. و سزاوار است تو كمك او شمرده شوي بر زيان خود، و شريك او باشي در هر چه با تو كند، و لا قوة الا بالله. [1] .

16. و اما حق معلم و استاد تو بزرگداشت او و احترام مجلس اوست كه كاملا به او گوش دهي و به او رو كني [2] ، و ياريش



[ صفحه 209]



رساني تا آنچه را كه نياز داري به تو بياموزد به اينكه عقلت را براي او آماده كني و هوشت را به او بسپاري و دل بدو دهي و كاملا چشمت را به او اندازي و به اطراف خود نگاه نكني و از لذتها و شهوتها كم كني و بداني كه هر چه به تو مي آموزد بايد پيام آور او باشي و آن را به نادانان برساني، و بر تو لازم است اين رسالت را از طرف او به خوبي اداء كني و در اداء آن خيانت نورزي، كه تو آن را به گردن گرفته اي، و لا حول و لا قوة الا بالله.

17. اما حق مالك و مولاي تو مانند حق پيشواي حكومت توست جز اينكه مالك، اختيارات بيشتري نسبت به تو دارد: اطاعت مالك در كار كوچك و بزرگ بر تو واجب است مگر اينكه بخواهد تو را از حق واجب خدا بيرون كند و ميان تو و حق خدا و حق مردم حايل شود. [3] و چون حق خدا را انجام دادي، نوبت حق مالك مي شود و بايد به آن مشغول شوي.


پاورقي

[1] جمله ي «و سزاوار است تو كمك او شمرده شوي» در نسخه هاي امالي و خصال و من لا يحضره الفقيه وجود ندارد و تنها تحف العقول آن را نوشته است. بنابراين، ترجمه ي آنها چنين است: «متعرض خشم و سخط او نشوي تا خود را به دست خويشتن به هلاكت اندازي و در بديهايي كه به تو مي كند با او شريك گردي.».

[2] در نسخه هاي غير تحف العقول بعد از اين جمله چنين آمده است:

«... صدايت را در برابر او بلند نكني، اگر كسي از او سؤال مي كند تو پاسخ او را نده و بگذار خود جواب بدهد، در محضر او سخن از كسي به ميان مياور از كسي غيبت مكن، اگر كسي نزد تو سخن ناروايي از او گفت از وي دفاع كن، عيوبش را بپوشان و خوبيهايش را اظهار كن، با دشمنانش همنشيني مكن و با دوستانش دشمني مورز. هرگاه چنين كني، فرشتگان خدا براي تو گواهي خواهند داد كه قصد تو خداست و براي رضاي او درس مي خواني نه براي مردم.».

[3] در غير تحف العقول افزوده شده است: «... لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».


بني عباس


خلافت بني عباس به زودي از سفاح به منصور انتقال يافت و منصور به جاي او بر مسند خلافت و حكومت جلوس كرد. با اينكه منصور ابتدا با محمد بن عبدالله محض همراه



[ صفحه 246]



بود با اين وصف نتوانست عبدالله و فرزندانش را ببيند و بر آن شد كه آنها را تحت نفوذ و انقياد خويش درآورد و بر آنها نيز غلبه كند.

عبدالله محض كه مردي خير و نيكوكار محسوب مي شد از ياران سفاح بود و سفاح نيز با او نظر لطف و مساعد داشت، و از اكرام و محبت نسبت به او خودداري نمي كرد و ابتدا تا مدتي او را در عراق جاي داده و دستور داد كه در آنجا بماند اما پس از چندي او را روانه مدينه كرد. [1] .

وقتي منصور به خلافت رسيد بر عبدالله محض به واسطه كبر سني كه داشت اعتراضي نكرد و همچنان در مدينه باقي ماند، اما فرزندانش متواري شدند و كسي از محل آنها اطلاع نداشت.

چون سال صد و چهل فرارسيد منصور براي حج بيت الله الحرام حركت كرد و در مدينه پياده شده نزد عبدالله رفت و از او درباره دو فرزندش جويا شد. عبدالله ابتدا اظهار بي اطلاعي كرد و محل آنها را به منصور نشان نداد. منصور



[ صفحه 247]



به اين سخن اكتفا نكرد و راضي نشد و از وي خواست كه منصور را از محل ايشان آگاه سازد و كلمات بسياري بين آنها مبادله شد، تا آنجا كه هر دو به خشم آمدند و بر يكديگر تندي و غضب نمودند.

منصور بار ديگر از مدينه به مكه رفت، در حالي كه فهميد موقعي كه با عبدالله به خشم و غضب سخن گفت مرتكب خطا و اشتباه جبران ناپذيري شده است. وقتي به قريه اي از بلاد هوازن به نام «اوطاس» [2] رسيد، عده اي از طالبيين و بني عباس كه عبدالله محض نيز جزء آنها بود او را دعوت كردند و با وي ملاقات نمودند.

منصور دوباره سخن خود را تكرار كرد، اما اين بار با ملايمت و نرمي با عبدالله سخن گفت و از وي خواست كه به فرزندانش اطلاع دهد كه به اطاعت او در آيند. اما عبدالله پاسخي نگفته و در سكوت عجيبي فرورفته بود. پس منصور يكبار ديگر به خشم و غضب آمد و دستور داد عبدالله محض



[ صفحه 248]



را به زندان برند.

وقتي موسم حج پايان يافت و منصور از سفر خود بازگشت اين بار در مدينه پياده نشد و به «ربذه» [3] رفت و از آنجا قاصدي براي بردن اولاد حسن فرستاد.

پس آنها را از مدينه بيرون آوردند كه نزد منصور ببرند. به دنبال آنها عبدالله محض و برادرانش حسن، داود و ابراهيم را با كتف هاي بسته از مدينه بيرون آوردند و در «ربذه» در محل (باب خبائه ) آنها را جاي دادند آنگاه عبدالله اجازه خواست كه به حضور منصور برود، اما او اجازه نداد و بالاخره تا موقعي كه منصور از دنيا رفت به ديدن او موفق نگرديد. عبدالله نيز با برادرانش در زندان جان سپردند. [4] .

حسن بن زيد حديث كرده و گويد: روزي در مدينه بين قبر و منبر ايستاده بودم ناگهان عده اي توجه مرا جلب



[ صفحه 249]



كرده و آنها اولاد حسن بودند كه از خانه مروان با ابي ازهر به «ربذه» مي بردند تا آنها را اذيت و آزار كنند.

پس جعفر بن محمد (ع) نزد من فرستاد وقتي به حضورش رسيدم فرمود: چه ديدي؟ گفتم: اولاد حسن را ديدم كه آنها را با محمل و كارواني مي بردند، پس امام جعفر (ع) فرمود: بنشين، من نيز اطاعت كردم و نزديك او نشستم. آنگاه دست هاي خود را به سوي آسمان بلند كرد و دعاي بسيار خواند، سپس غلام خود را صدا كرد و به او فرمود: برو از حال آنها خبري بياور و ببين چگونه آنها را مي برند. غلام نيز دستور امام (ع) را اجرا كرد و به زودي نزد حضرت بازگشت و گفت هنوز در حال حركت هستند و آنها را مي برند و كم كم نزديك مي شوند، مي توانيد آنها را ببينيد.

امام جعفر (ع) برخاست و از پشت پرده نازك و سفيدي به تماشاي آنها پرداخت. همين كه متوجه آنها گرديد سيل اشك از چشمانش جاري شد.

حسن بن زيد گويد: آنگاه امام جعفر (ع) رو كرد به من و گفت: اباعبدالله به خدا سوگند. حرمت خدا را در اين امر



[ صفحه 250]



مراعات نكردند. و افزود: به خدا سوگند انصار نيز وقتي رسول اكرم (ص) خواست كه در عقبه بيعت كنند به عهد رسول خدا «ص» وفا نكردند و ميل او را انجام ندادند!

امام جعفر (ع) فرمود: حديث كرد مرا پدرم از پدر خود و او نيز جد خود از علي بن ابيطالب عليه السلام كه رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم فرمود (از مردم بخواه كه در عقبه بيعت كنند) علي (ع) گفت: چگونه آنها را به بيعت بخوانم فرمود: (آنها را دعوت كن كه با خدا و رسول او بيعت كنند و به اطاعت خدا درآيند و معصيت و گناه او را مرتكب نشوند.)

و آنها را آگاه كن كه رسول خدا (ص) و ذريه او را از آنچه را كه انصار و شما و اولاد و احفاد شما از آن منع شده ايد بري و دور بدانند). امام جعفر (ع) فرمود:

به خدا سوگند دستور او را وفا نكردند و دستورات او را اجرا نكردند، تا اينكه از ميان آنها رفت و از انظار مخفي گرديد، هر چند كه بيشتر مردم دست بيعت به سوي او دراز كردند، اما انصار از اين امر خودداري كردند (بار خدايا گرفتاري و



[ صفحه 251]



فشار را بر انصار زيادتر گردان.) [5] .

باري اولاد حسن به ربذه رفتند و عبدالله و برادرانش و اهل بيت او را در حالي كه آنها در بند بودند از راه نجف به عراق روانه كردند و در قصر ابن هبيره در مشرق كوفه و نزديك بغداد [6] به زندان افكندند. عبدالله همچنان در زندان با رنج و حرمان بسر برد تا اينكه مردم اطلاع يافتند كه به قتل رسيده است.



[ صفحه 252]




پاورقي

[1] الحور العين ص 271.

[2] اوطاس محلي است كه جنگ حنين در آنجا اتفاق افتاد معجم البلدان ج 1 ص 375.

[3] ربذه، قريه اي است كه در اطراف مدينه و بسيار آباد و فاصله آن تقريبا سه ميل است و قبر اباذر غفاري نيز در آنجا است معجم البلدان ج 4 ص 222.

[4] الحور العين ص 272.

[5] مقاتل الطالبيين ص 219 در كتب سيره ديده نشده كه علي عليه السلام به اخذ بيعت عقبه پرداخته باشد و آنچه در آن كتاب ها موجود است به نام عباس مي باشد و نيز در كتب سيره ذكر نكرده اند كه رسول اكرم (ص) خواسته باشد كه ذريه او را از اين امر منع كرده باشند. پس خبر كتاب مقاتل الطالبيين منحصر به فرد است و ديگران آن را ذكر نكرده اند.

[6] مقاتل الطالبيين ص 225.


رد عقيده علماي يك هزار و يك صد سال قبل


امام جعفرصادق عليه السلام هزار و يكصد سال پيش از علماي قرن هجدهم ميلادي اروپا كه اجزاء هوا را كشف و از هم جدا كرده بودند فرمود: باد (هوا) يك عنصر نيست بلكه از چند عنصر به وجود آمده است.


يك تذكر و رفع اشتباه


چند نفر از نويسندگان بزرگ مانند بطرس بستاني و برخي ديگر كه از ملل غربي بوده اند يا از دور از روي آثار قضاوت كرده اند به اشتباهي دچار شدند و ان نسبت علم زجر و فال و اختلاج الاعضاء به حضرت امام جعفرصادق عليه السلام است در حالي كه اين نسبت اشتباه و لغزشي بوده كه به سبب تشابه اسماء شده و مخصوصا مستشرقين و كساني كه در خاندان اهل بيت تتبع و تحقيق و آشنائي كامل نداشتند اشتباهاتي بسيار در معني لغات و آيات و احاديث و نسبت علوم كرده اند كه در ضمن برخي از كتب بعضي از آنها را نگاشته ايم و اينك هم بايد گفت كه چون جعفر بن ابي معشر بلخي معروف بابي معشر فلكي در علم زجر و فال و تنجيم شهرتي داشته و مردم اين



[ صفحه 70]



علوم را از او در عصر خودش نقل كرده اند.

و از طرفي امام عليه السلام درباره مفاخره علمي و بيان دانش خود فرموده است.

«علمنا غابر و مزبور نقش في القلوب و نقر في الاسماع عندنا الجفر الاحمر و الابيض و مصحف فاطمة فيها جميع ما يحتاج الناس اليه» كه بعد شرح آن را در جفر و جامعه خواهم داد.

مردم گمان مي كردند علم زجر وفال هم از آن حضرت است و اين زجر وفال از اعمال مذمومه و منتهيه در اسلام است و كار ابومعشر بلخي بود كه برخي به اشتباه به امام جعفرصادق عليه السلام نسبت داده اند و اين تحقيق براي بسياري از علماء مورد تأييد قرار گرفته است. [1] .


پاورقي

[1] البداية و النهاية ص 51 ج 11 - امام الصادق و المذاهب الاربعه ص 57.


زندگاني علمي و روحاني امام جعفر صادق


جاي هيچ ترديد نيست كه زندگاني بدون دانش و بينش خور و خواب و خشم و شهوت حيواني است و در اين زندگي - سعادت و روحانيت نيست خلود در قشر مادي و جمود در لوث كدورات طبيعي و خمود در حضيض دنائت و پستي حاصل زندگي حيواني است.

علم و دانش علت مبقيه زندگي و بقاء نفساني و روحانيت آدمي مي باشد با علم سعادت فردي و اجتماعي تأمين مي گردد. با علم رشد عقل و رقاء اجتماعي حاصل مي شود - عالم دستي به تمام عوالم نشئه طبيعت و محيط ماوراء دارد و حيوان خبر ندارد از اين مقام آدميت - ديده دوربين عالم و دانشمند است كه از اعماق زمين و اوج آسمان ديدن مي كند.



آنچه بيند عالم اندر خشت خام

مي نه بيند جاهل اندر آينه



هيچ چيزي در عالم زندگي براي فرد و جمع بيش از علم مورد احتياج نيست با دانش مي توان به تمام اسرار وجود راه يافت و با علم مي توان به كليه موجودات و عناصر وجود و مواليد عالم طبع دست احاطه و تسلط انداخت.

بقاء و جاوداني براي انسان فقط به وسيله علم و دانش ميسر مي شود و فاقد علم از همه مزاياي زندگي محروم است در قرآن و حديث بيش از هر چيز توجه به علم و آموختن شده و مدت را از گهواره تا گور دانسته و ادب و آداب آموزش و پرورش را بهتر از ملت و قومي بيان كرده است.

اين علم و دانش مخصوص علم دين است و از دين منفك نيست - علم و دين غيرقابل تفكيك است و چون ما در اين موضوع كتابي نوشته ايم اينجا هم ميدان تنگ است از شرح آن مي گذريم.

علم دين را هم بايد از مكتب ربوبي بوسيله نبي و وصي فراگرفت و چنانچه گفتيم در دين استوارترين اديان آسماني از لحاظ علمي و فضيلت و قانون گذاريست پس از اميرالمؤمنين



[ صفحه 56]



علي عليه السلام فرصتي براي نشر علم نشد تا زمان حضرت امام محمد باقر كه زمينه حاضر فرمود تا افكار عمومي را به علم و دانش جلب كرد و حضرت صادق عليه السلام از مقتضيات زمان و مكان استفاده كرده مكتب جعفري را گشود و آن حقايق علمي را به مردم آموخت و آن درجات و مقام روحاني و رقايق لطيفه معنوي را كه مولود و محصول علم و دانش است به مسلمين ارائه داد.

علم ائمه عليهم صلوات الله اجمعين علم الهامي كه در مكتب ربوبي و دانشگاه نبوي آموخته بودند و هر وقت محتاج مي شدند به ارتباط مستقيم و كاملي كه با منبع فيوضات غيبي داشتند الهام مي گرفتند و به همه چيز واقف و محيط بودند. علوم انبياء و اولياء مانند دو دستگاه بي سيمي كه ميزان شده و با هم وضع و محاذات يافته از منبع علم لا يتناهي الهي سرچشمه و الهام گرفته و به تمام علوم تكويني و تشريعي دست مي انداختند و تا عميق ترين مراحل آنها مي پيمودند.

مدرسه علميه و دانشگاه جعفريه كه در نيمه قرن تأسيس شده سيزده قرن است ادامه دارد و حوزه علميه آن منشعب به هزاران كشور و شهرهاي اسلامي شده و دست به دست منتقل و توسعه داده مي شود.

در مدرسه علميه جعفري بيش از 12 هزار دانشجو تربيت شد كه از كلاس اول تا آخرين حد اجتهاد و استنباط به رهبري امام عليه السلام پيمودند و آنها جهان اسلامي را از علم و دانش سيراب كردند.

چهار هزار نفر آنها در يك عصر شروع به تدريس و آموختن كرده و يك قول گفتند حدثنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

اهميت مكتب جعفري در اين بود كه شاگردان خود را اول تربيت مي كرد و آنگاه تعليم مي نمود و همه را چنين آموخت كه علم را براي عمل بخوانند و دانش را براي خدمت به دين و حفظ شرافت نفس و ناموس اجتماع فراگيرند.

امام صادق عليه السلام فرمود هر كس علم را به غير از اين هدف فراگيرد از علم دور مي شود و سعدي اين بيان را متين ترجمه كرده



علم چندان كه بيشتر خواني

چون عمل در تو نيست ناداني



سنائي گفته:



علم كز آن تو را نه بستايد

جهل از آن علم بيشتر شايد





[ صفحه 57]



دانش براي ايجاد بينش است و اگر انسان به حد بينش رسيد دانش او اثري ندارد و اين خود بحثي است و اگر انسان به حد مفصل كه امام عليه السلام به مردم آموخته - فرمود راستي را قبل از گفتن بايد ملكه كنيد تا هر چه مي شنويد و مي گوئيد راست و درست باشد تعلموا الصدق قبل الحديث [1] .

فصل روش و تعليم و تربيت امام صادق عليه السلام يك كتاب مشبعي مي باشد كه بايد در خلال احاديث مرويه جستجو كرد چنانچه برخي را شيخ مفيد در كتاب مجالس خود نقل مي نمايد [2] .


پاورقي

[1] 1- در كتب رجال عموما اين حديث را نقل كرده اند و در كافي باب الصادق و اداء الامانه آورده است.

[2] مجالس شيخ مفيد - مجلسي 17 - 11.


علم الحروف


در اين علم اقسام حروف با انطباق با اعداد و ارقام و اسرار و خواص عددي آن شناخته مي شود كه به ترتيب حروف ابجد ابتث - اهطم - ابقع - اجهز - انسغ. تا 14 نوع وضع شده.

و حروف صامت و ناطق و حروف مفرد و تثنيه يا دو حرفي و سه حرفي يا بيشتر و حروف ملفوظه و غيرملفوظه و ملبوبه و مسروريه - نورانيه - ظلمانيه - مفاصله - مواصله كه در زبرالحروف و بيان ها مضبوط است استفاده مي شود.


برخي از اشعاري كه در مدح آن امام سروده شده است


در كتاب سوق العروس از دامغاني آمده است كه عبدالله بن مبارك، امام صادق (ع) را استقبال كرد و اين اشعار را خواند:



انت يا جعفر فوق ال

مدح و المدح عناء [1] .





[ صفحه 109]





انما الاشراف ارض

و لهم انت سماء [2] .



جاز حد المدح من قد

ولدته الانبياء [3] .



و نيز گفت:



الله اظهر دينه

و اعزه بمحمد [4] .



و الله اكرم بالخلا

فة جعفر بن محمد [5] .



شيخ مفيد در ارشاد مي نويسد: سيد اسماعيل بن محمد حميري وقتي كه از مذهب كيسانيه روي برتافته بود و خبردار شد كه امام صادق (ع)، ادعاي او را انكار كرده، اين اشعار را درباره ي آن امام سرود:



ايا راكبا نحو المدينه جسرة

عذافرة يطوي بها كل سبسب [6] .



اذا ما هداك الله عاينت جعفرا

فقل لولي الله و ابن المهذب [7] .



الا يا ولي الله و ابن وليه

اتوب الي الرحمن ثم تأوبي [8] .



اليك من الذنب الذي كنت مطنبا

اجاهد فيه دائبا كل معرب [9] .



و ما كان قولي في ابن خولة دائنا

معاندة مني لنسل المطيب [10] .



و لكن رونيا عن وصي محمد

و لم يك في ما قاله بالمكذب [11] .



بان ولي الامر يفقد لا يري

سنين كفعل الخائف المترقب [12] .



فيقسم اموال الفقيد كانما

تغيبه بين الصفيح المنصب [13] .



فان قلت لا فالحق قولك و الذي

تقول فحتم غير ما متعصب [14] .





[ صفحه 110]





و اشهد ربي ان قولك حجة

علي الخلق طرا من مطيع و مذنب [15] .



بان ولي الامر و القائم الذي

تطلع نفسي نحوه و تطربي [16] .



له غيبة لابد ان سيغيبها

فصلي عليه الله من متغيب [17] .



فيمكث حيناثم يظهر امره

فيملأ عدلا كل شرق و مغرب [18] .



شيخ مفيد گويد: اين شعر دليل بر رجوع سيد حميري از مذهب كيسانيه و اعتراف به امامت امام صادق (ع) است.


پاورقي

[1] اي جعفر تو برتر از مدح و ستايشي و ستايش تو خود را به رنج افكندن است.

[2] جز اين نيست كه بزرگان و اشراف، زمين اند و تو براي ايشان آسماني.

[3] از حد و مرز مدح فراتر رفت كسي كه زاده ي پيامبران است.

[4] خداوند دينش را ظاهر ساخت و آن را به محمد (ص) عزت بخشيد.

[5] و خدا با خلافت جعفر بن محمد (ع) اكرام كرد.

[6] اي كسي كه بر شتر سخت و تندرو سوار شده اي و به سوي مدينه رهسپاري و به وسيله آن شترها راههاي دور و دراز را درهم مي نوردي.

[7] خدا تو را هدايت كند، چون جعفر بن محمد را ديدار كردي پس به آن ولي خدا و فرزند پاكيزه بگو:.

[8] هان اي ولي خدا و اي پسر ولي او، من به سوي خداوند بخشنده توبه و بازگشت مي كنم.

[9] و نيز به سوي تو توبه مي كنم از گناهي كه دير زماني به راه آن مي رفتم و پيوسته در راه آن با هر مرد سخنوري مبارزه مي كردم.

[10] اعتقاد من درباره ي خوله (محمد بن حنفيه) ديني نبود كه من به خاطر آن مجبور به دشمني با تبار پاك شما شوم.

[11] اما از وصي محمد (ص) براي ما چنين روايت شده، و البته او در آنچه گفته دروغگو نيست؛.

[12] كه ولي امر سالها ناپديد گردد و ديده نشود مانند شخص ترسان و نگران.

[13] و اموال آن گمشده را قسمت كنند به طوري كه گويي او از دنيا رفته و در ميان سنگهاي قبر نهان شده است.

[14] پس اگر تو مي گويي چنين نيست سخن تو حق است و آنچه تو گويي، بي آن كه تعصبي در آن باشد، مسلم و صحيح است.

[15] گواه گيرم پروردگارم را كه گفتار تو بر تمام مردم، از گنهكار و فرمانبردار، حجت و برهان است.

[16] به اين كه ولي امر و قائمي كه جان من به سوي او اوج مي گيرد و شاد مي شود.

[17] وي را غيبتي است كه ناچار بايد غايب شود پس درود خدا بر آن امام پنهان از نظر باد.

[18] پس مدتي در غيبت به سر برد و آنگاه كار خويش را آشكار كند و مشرق و مغرب را از عدالت پر كند.


انذار و اتمام حجت با مشركان


انبيا در راستاي دعوت توحيدي خود، همواره مردم را از عذاب الهي بيم مي دادند و به اين وسيله آنها را به توحيد دعوت مي كردند. اكثر بت پرستان به خاطر اين كه مورد خشم و غضب بت ها قرار نگيرند، آنها را



[ صفحه 104]



مي پرستيدند و لذا پيامبران نيز در مقابله با آنان مي گفتند كه خدا آنان را خلق كرده و امور آنان را تدبير مي كند. بنابراين پروردگار آنها تنها خداست و جز او هيچ معبود ديگري شايسته پرستش نيست. از اين رو بايد از عذاب او بترسند و فقط او را پرستش كنند.

قوم نوح به خاطر شرك و گناه در معرض عذاب بودند. حضرت نوح به آنها هشدار مي داد، آنان را از بيم آن عذاب مي ترساند و به آنها مي فرمود كه اگر از بت پرستي و شرك دست بر ندارند، عذاب حتما خواهد آمد.

نوح عليه السلام براي تحريك قلوب قوم خود آنها را انذار مي دهد تا تقوا پيشه كنند و در نهايت به رحمت الهي متصل شوند. [1] .

انا أرسلنا نوحا الي قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم - قال يا قوم اني لكم نذير مبين [2] .

ما نوح را به سوي قومش فرستاديم كه قوم خود را قبل از آن كه عذابي دردناك آنها را فرا گيرد انذار كن - نوح گفت: اي قوم! همانا من براي شما بيم دهنده اي روشنگرم.

و لقد أرسلنا نوحا الي قومه اني لكم نذير مبين - أن لا تعبدوا الا الله اني أخاف عليكم عذاب يوم أليم [3] .

به تحقيق ما نوح را به سوي قومش فرستاديم كه من براي شما بيم دهنده اي آشكارم - تا شما جز خدا را نپرستيد. همانا من از عذاب سخت روز قيامت بر شما مي ترسم.

اذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون - اني لكم رسول أمين - فاتقوا



[ صفحه 105]



الله و أطيعون [4] .

چون برادرشان نوح به آنها گفت: آيا تقواي الهي پيشه نمي كنيد - من براي شما پيامبري امين هستم - پس تقواي الهي پيشه كنيد و از من پيروي نماييد.

در حالي كه نوح مردم خود را به پرستش خداي يگانه، رعايت تقوا، پرهيز از معاصي امر مي كند، اشراف قوم، به هر نحو ممكن قصد داشتند مردم را از پذيرش دعوت او منصرف كنند. اما اين پيامبر به استدلال هاي باطل آنها جواب مي دهد، ولي آنها از روي لجاجت و عناد، نمي پذيرند. از اينجاست كه رو به جانب پروردگار خود مي كند و مي گويد: خدايا، مرا در مقابل تكذيب اين قوم ياري نما.

حضرت هود عليه السلام نيز پس از ذكر برخي از نعمتهاي الهي، مخاطبان را با بيان عذاب نافرماني و حق ناپذيري بيم مي دهد:

و اتقوا الذي أمدكم بما تعلمون - أمدكم بأنعام و بنين - و جنات و عيون - اني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم [5] .

و از آن كسي كه شما را به آنچه مي دانيد ياريتان داد، پروا كنيد - شما را با بخشيدن چارپايان و پسران ياري داد - و نيز باغها و چشمه ساران - من از عذاب روزي هولناك بر شما مي ترسم.

واذكر أخا عاد اذ أنذر قومه بالأحقاف و قد خلت النذر من بين يديه و من خلفه ألا تعبدوا الا الله اني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم [6] .

به ياد آور برادر عاد (هود پيغمبر) را هنگامي كه قومش را در احقاف



[ صفحه 106]



(جنوب شبه جزيره عربستان) انذار نمود و قبل از وي و پس از وي نيز انذار كنندگاني در ميان آنها آمده بودند (و مي گفتند) كه جز خداوند را نپرستيد. همانا من بر عذاب روزي بزرگ بر شما مي ترسم.

حضرت صالح عليه السلام بعد از بيان نعمتهاي الهي قومش را بيم مي دهد كه از خداوند بترسند و او را اطاعت نمايند:

فاتقوا الله و أطيعون [7] .

تقواي الهي پيشه كنيد و از من پيروي نماييد.

ولي آنها نيز مانند قوم مشرك نوح و هود عليهماالسلام به جاي اين كه با استغفار و توبه خواستار رحمت الهي باشند، به درخواست عذاب مبادرت نمودند.

قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لو لا تستغفرون الله لعلكم ترحمون [8] .

حضرت به آنها فرمود اي قوم من چرا شتاب داريد كه حادثه بد پيش از حادثه خوب فرا رسد. چرا از خداي يكتا آمرزش نمي خواهيد شايد مشمول رحمت شويد.

با اين سخن روشن مي شود كه حضرت صالح اين توبيخ را زماني عنوان كرد كه قوم، ناقه را كشته بودند و به صالح گفتند كه:

... يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين [9] .

اي صالح، اگر از پيامبران هستي، آنچه را كه از عذاب به ما وعده مي دهي، بياور.

منظور آنها همان عذابي بود كه در آيات قبل به آنها هشدار داده بود كه



[ صفحه 107]



اگر ناقه را بكشند، به آن گرفتار خواهند شد.

... قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم [10] .

از جانب پروردگارتان حجتي روشن براي شما آمده است. اين شتر خداست كه معجزه اي است براي شما. پس او را رها كنيد تا در زمين خدا چرا كند و آسيبي به او نرسانيد كه خداوند شما را به عذابي دردناك گرفتار مي كند.

حضرت شعيب عليه السلام نيز مانند انبياي ديگر در گفت و گوها و برخوردهاي خود با قومش، آنها را از عذاب الهي بيم مي دهد و عاقبت سوء كفر، شرك، و اخلاق رذيله را به آنها هشدار مي دهد. حضرت شعيب قومش را به عمل بر اساس احكام الهي سفارش مي كند و به آنها هشدار مي دهد كه در صورت نافرماني، عذاب الهي آنها را فرا خواهد گرفت.

و يا قوم اعملوا علي مكانتكم اني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه و من هو كاذب و ارتقبوا اني معكم رقيب [11] .

و اي قوم من شما هر چه مي توانيد عمل كنيد، من نيز عمل مي كنم. به زودي خواهيد دانست كه عذاب رسوا كننده بر چه كسي فرود مي آيد و دروغگو كيست و انتظار بكشيد كه من هم با شما منتظرم.

بعد از امر به معروف، آنها را از عذاب روزي كه آنها را فرا گيرد، بيم مي دهد:

و اني أخاف عليكم عذاب يوم محيط [12] .

و من از عذاب روزي فراگير بر شما بيمناكم.

هر چند حضرت شعيب عليه السلام قومش را به آنچه مأمور بود، دعوت كرد و



[ صفحه 108]



با وعده و وعيد آنان را موعظه كرد و آنها را نسبت به عذابهايي كه به قوم نوح، هود، و صالح رسيده بود، آگاه نمود، ولي آنان به طغيان و كفر خود افزودند و جز تعداد اندكي ايمان نياوردند و علاوه بر اين به تمسخر و تهديد مؤمنان پرداختند و خود حضرت شعيب را نيز به دروغگويي متهم كردند.

قالوا انما أنت من المسحرين - و ما أنت الا بشر مثلنا و ان نظنك لمن الكاذبين [13] .

گفتند: جز اين نيست كه تو از سحر شدگان هستي - و تو جز بشري مانند ما نيستي و بدون ترديد ما تو را از دروغگويان مي دانيم.

قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أ و لو كنا كارهين [14] .

بزرگان قومش كه استكبار ورزيده بودند گفتند: اي شعيب همانا تو و كساني كه به همراه تو ايمان آورده اند را از شهرمان بيرون مي كنيم يا اين كه به آيين ما باز گرديد. شعيب گفت: حتي اگر از اين كار متنفر باشيم؟

وقتي حضرت از ايمان آوردنشان نااميد شد، از خداوند فتح و پيروزي طلب كرد. خداوند نيز آنها را به وسيله عذابش نابود كرد و شعيب و همراهانش را نجات داد.

زماني كه حواريون از مسيح عليه السلام تقاضاي معجزه اي مخصوص كردند، به اين صورت كه خداوند اگر توانايي دارد براي آنها مائده اي آسماني بياورد. حضرت آنها را توبيخ مي كند؛ چرا كه درخواستشان مشتمل بر پرسش از قدرت پروردگار است. ولي آنها در پاسخ مي گويند:



[ صفحه 109]



اذ قال الحواريون يا عيسي ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين - قالوا نريد أن نأكل منها و تطمئن قلوبنا و نعلم أن قد صدقتنا و نكون عليها من الشاهدين [15] .

آن هنگام كه حواريون گفتند: اي عيسي بن مريم آيا پروردگارت مي تواند براي ما مائده اي از آسمان نازل كند؟ گفت: تقواي الهي پيشه كنيد اگر مؤمن مي باشيد - آنها گفتند: مي خواهيم از آن بخوريم و دل هايمان آرام گيرد و بدانيم كه به ما راست گفته اي و خود از گواهان آن باشيم.

حضرت نيز از خداوند نزول اين مائده را طلب مي كند:

قال عيسي ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا و آخرنا و آية منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين - قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين [16] .

عيسي بن مريم گفت: پروردگارا براي ما مائده اي از آسمان نازل فرما كه عيدي براي امروزيان و آيندگانمان و معجزه اي از تو باشد و ما را روزي ببخش كه تو از بهترين روزي دهندگاني - خداوند فرمود: من فرو فرستنده ي آن براي شما هستم پس از آن هر كس كفر بورزد همانا من او را به چنان عذابي گرفتار مي كنم كه هيچ يك از جهانيان را عذاب نكرده باشم.

علامه طباطبايي مي نويسد: خداوند هم دعاي او را اجابت كرد و فرمود، اگر بعد از آن باز هم كسي كفر بورزد، بايد بداند كه چنان او را



[ صفحه 110]



عذاب مي كنم كه احدي از عالميان را به چنان عذابي دچار نكردم. [17] .

و چون عيسي معجزه هاي آشكار آورد گفت: به راستي براي شما حكمت آورده ام و براي شما بعضي از اموري را كه در آن اختلاف داريد، روشن مي سازم. پس تقواي الهي پيشه كنيد و از من پيروي نماييد.

در اين جمله، تقوا را به خدا و اطاعت را به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم نسبت داده است. از اين رو اين معنا مسجل مي شود كه حضرت جز رسالت ادعايي ندارد. [18] .


پاورقي

[1] في ظلال القرآن، ج 3، ص 1310.

[2] نوح / 2 و 1.

[3] هود / 25 و 26.

[4] شعراء / 108-106. استفهام در اين آيه، استفهام توبيخي است به اين معنا كه چرا تقوا پيشه نمي كنيد. (ترجمه الميزان، ج 30، ص 166).

[5] همان / 135-132.

[6] احقاف / 21.

[7] شعراء / 150.

[8] نمل / 46.

[9] اعراف / 77.

[10] همان / 73.

[11] هود / 93.

[12] همان / 84.

[13] شعراء / 185-186.

[14] اعراف / 88.

[15] مائده / 112 و 113.

[16] همان / 115-114.

[17] ترجمه الميزان في تفسير القرآن، ج 12، صص 72-55، مترجم: محمد باقر موسوي همداني، دار الكتب الاسلامية، تهران، 1363، ه ش.

[18] ترجمه الميزان في تفسير القرآن، ج 35، ص 192.


تربيت مقدم بر آموزش


اطلبوا العلم و تزينوا معه بالحلم و الوقار. [1] .

علم و دانش بياموزيد و به حلم و بردباري و وقار زينت يابيد.

امام صادق عليه السلام

يكي از ياران امام صادق عليه السلام براي دانستن «اسم اعظم» هر روز خدمت آن حضرت شرفياب مي شد مي خواست تا حرفي از حروف «اسم اعظم» را به او بياموزد؛ ولي امام صادق عليه السلام او را از اين امر بر حذر مي داشت و مي فرمود:

«هنوز قابليت و ظرفيت لازم را پيدا نكرده اي!»

وليكن از آنجا كه او بر خواسته اش اصرار مي ورزيد و هر روز بر آن پافشاري مي نمود، روزي امام صادق عليه السلام به وي فرمود:

«امروز نزديك ظهر، به خارج از شهر رفته و كنار پل باريكي كه آنجاست مي نشيني و پيشآمدي را كه آنجا خواهي ديد، به دقت نظاره كرده و براي من بازگو مي كني.»

او دستور امام عليه السلام را اطاعت كرد و به محل مورد نظر رفت؛ چيزي نگذشته بود كه پيرمرد قد خميده اي را ديد كه با پشته ي نسبتاً بزرگي از خار



[ صفحه 146]



و خاشاك آهسته آهسته به آن پل نزديك مي شد و با زحمت بسيار، دوسوم از مسير پل را طي كرد و در آن حال، سواري جوان و تازيانه به دست، از طرف مقابل قصد عبور از آن پل باريك را كه در آن واحد دو رهگذر پياده و سواره توان عبور از آن را نداشت، آمد و به آن مرد كهنسال نهيب زد كه راه آمده را برگردد تا وي از پل عبور كند! و پيرمرد به او گفت:

من دو سوم پل را پشت سر گذاشته ام؛ با اين بار سنگين و ضعف جسماني ام، انصاف نيست كه از من چنين توقعي داشته باشي؛ بلكه انصاف بر اين است كه تو به خاطر جواني و سوار بر اسب بودن، فاصله ي كوتاهي را كه آمده اي باز گردي و راه را بر من نبندي.

جوان مغرور با شنيدن سخن پيرمرد، او را به باد تازيانه گرفت و با نواختن ضربات پي در پي او را به برگشت از پل واداشت!

پيرمرد راه آمده اش را برگشت و پس از رفتن سوار، دوباره با كوله بار سنگيني كه بر دوش داشت، راه رفته را مجدداً طي نمود و پس از عبور از پل به طرف خيمه اي كه در آن حوالي بود رهسپار شد.

آن مرد كه ستم آشكار جوان سوار را بر آن مرد سالخورده ديد، به محضر امام صادق عليه السلام شرفياب شد و ماجرا را با ناراحتي براي حضرت تعريف نمود و امام عليه السلام از او پرسيد:

اگر تو حرفي از حروف اسم اعظم را مي دانستي، با آن جوان سركش و مغرور چه مي كردي؟

جوان گفت:



[ صفحه 147]



«به سختي ادبش مي كردم؛ به گونه اي كه تا پايان عمر آن را فراموش نكند.»

امام عليه السلام فرمود:

«آن سالخورده ي خاركن از اصحاب سر ما بوده و اسم اعظم را مي داند وليكن از آن، براي مقابله با آن جوان، استفاده ننمود و قابليت خويش را براي چندمين بار به اثبات رسانيد.»

در اين حال، او به خواسته ي نابجاي خود از امام عليه السلام پي برد و از آن پس، در صدد تزكيه ي نفس بر آمد و فهميد كه اگر قابليت شنيدن اسرار را داشته باشد، حضرات معصومين عليهم السلام از او مضايقه نمي كنند. [2] .



[ صفحه 148]




پاورقي

[1] الكافي 1 / 36 و بحارالانوار2 / 41.

[2] اين قصه را از شيخ جعفر مجتهدي رحمه الله كه طبق فرمايش آية الله العظمي مرعشي نجفي رحمه الله، او ارتباط مستقيم با ائمه ي اطهار عليهم السلام داشت و مورد عنايت ديگر مراجع تقليد بود، نقل مي كنيم. در محضر لاهوتيان /289.


اهميت قرآن


- مولاي من! در خصوص اهميت قرآن و توجه به آن در پاسخ به عرض يعقوب احمر كه گفت: دين زيادي بر عهده دارم و اين سبب شد كه قرآن از من سلب شود و آن را از دست بدهم. شما چه فرموديد؟



[ صفحه 101]



گفتم: «همانا كه آيه و سوره اي از قرآن در قيامت مي آيد كه هزار درجه در بهشت صعود مي نمايد و مي گويد: اگر مرا حفظ مي نمودي تو را بدين جا مي رساندم.» [1] .

- سرورم! حضرت عالي از ابوحنيفه پرسيديد: «حكم شخص محرمي كه دندان رباعي آهو را شكسته است چيست؟» ابوحنيفه گفت: اي فرزند رسول خدا! نمي دانم. شما چه فرموديد؟

گفتم: تو مدعي فضل و خردي! ليكن نمي داني كه آهو دندان رباعي ندارد، و دندان هايش ثنايي است. [2] .


پاورقي

[1] انسان و قرآن، ص 79.

[2] رساله ي امامت، ص 189.


من كلماته الخالدة في الطب


إن للامام أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام من الكلمات الطبية الخالدة والآراء القيمة الحكيمة مالونظر بها وعمل عليها لصلحت أن تكون أسساً ثابتة عامة تقوم عليها دعائم الطب وأركان حفظ الصحة في كل عصر ومصر ولكل جيل من الأجيال، فلعمري أنها الكلم القصار التي قصرت عن فهم كنه مراميها نطس الاطباء وفحول العلماء اللهم إلا بعد مرور العصور وتعاقب الاحوال



[ صفحه 70]



وتقدم العقل البشري وكثرة التجارب العلمية والعملية الواسعة.

وإليك فيما يلي بعض ماعثرنا عليه من تلكم الكلم الطيب نقدمها كشاهد عدل علي مانقول:

قال الإمام عليه السلام: كان الطبيب يسمي المعالج، فقال موسي بن عمران عليه السلام: يارب ممن الداء؟ قال: مني، فقال موسي: وممن الدواء قال: مني، قال موسي: فما يصنع الناس بالمعالج؟ قال تعالي: يطيب بذلك أنفسهم، فسمي المعالج لذلك طبيباً [1] .

وقال ((ع)) إجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء [2] .

أقول: الغرض من ذلك هو إرجاع إصلاح البدن إلي الطبيعة البدنية دون أن تعارضها الادوية التي ربما أحدثت مضاعفات أخري غير المرض.

وقال «ع»: من ظهرت صحته علي سقمه فعالج نفسه بشيء فمات فأنا إلي الله منه بريء. وفي لفظ، فقد أعان علي نفسه [3] .

أقول: قد ورد هذا المعني في غير واحد من أحاديث أهل البيت، والمراد سحق الأدواء بالطبيعة مهما تمكنت منه وعدم تعديل المزاج بالعلاج. قال الإمام الرضا «ع» إن معالجة البدن كتعمير الدار وإصلاحه فان قليله يفضي إلي كثيره وبعبارة أخري ان المرض هو تخلف عن القوانين الطبيعية والدواء مما يظهر هذا التخلف والانحراف وهذان الانحرافان إذا إجتمعا علي البدن أبعداه عن الصحة السريعة.

وقال «ع»: غسل الاناء وكسح الفناء مجلبة للرزق [4] .



[ صفحه 71]



أقول: الظاهر من هذا الحديث هو الامر بالنظافة والحث علي الاهتمام بها فانها من أركان الصحة والراحة وهما من النعم والرزق الذي تجلبه هذه النظافة إذ ليس الرزق هو تحصيل المال فقط كما نتصوره، والكسح هو الكنس والفناء ساحة الدار.

وقال عليه السلام: اقلل من شرب الماء فانه يمد كل داء [5] .

أقول: من المسلم طباً أن إكثار شرب الماء لا سيما علي الغذاء وبعضهم يقول حتي في اثناء الأكل مما يبطي الهضم في المعدة بمعني أنه يضعف عمل إفرازات الغدد المعدية الهاضمة، فاذا إختل الهضم أختل التغذي وإذا إختل التغذي لم يستفد البدن منه فيضعف ويصبح مستعداً لقبول أي عارض من عوارض المرض، وهذا هو مراد الإمام «ع» بقوله: يمد كل داء.

وقال «ع»: ينبغي للشيخ الكبير أن لاينام إلا وجوفه ممتليء من الطعام فانه أهدأ لنومه واطيب لنكهته [6] .

اقول: من المشهور أن تقليل الطعام ليلاً عند النوم من صالح المعدة ومما يهديء الأعصاب ويريح النائم أما الشيخ الكبير فانه لما كان لا يمكنه أن يأكل كثيراً بل لايستطيع إلا المايعات والخفيف من الاغذية كان هذا القليل المايع يهضم عنده بمدة قليلة لذلك فهو يحتاج إلي أن يأكل هذا القليل بمدد متقاربة متعددة وعليه فاذا أكل الشيخ القليل ثم هضم في أثناء النوم وخلت معدته ظهر عليه الضعف فلا يستقر في نومته ولأجل ذلك كان عليه أن لاينام إلا وهو ممتليء الجوف ليهدأ نومه وتطيب نكهته.

وقال «ع» لعنوان البصري: إياك وأن تأكل مالا تشتهيه، فانه يورث الحماقة والبله، ولاتأكل إلاعند الجوع. وإذا أكلت فكل حلالاً وسم بالله واذكر حديث رسول الله (ص): ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، فاذا كان ولا بد فثلث



[ صفحه 72]



لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه [7] .

أقول: الاشتهاء هو الجوع أي طلب البدن للطعام عن حاجة، او هو الرغبة والميل إلي الأكل، والمراد من قوله «ع» مالا تشتهيه أي مالا تميل إليه ولاترغب به فان ماأكل خلاف الرغبة أورث في البدن عكس المطلوب ومنها النفرة والانقلاب والمزاج كما ينفر من الدواء البشع، وبذلك يختل نظام البدن فلا يحصل من الغذاء ذلك الوقود اللازم وهنا تضعف الاعصاب وتضطرب وقد يسري هذا الضعف العصبي إلي الدماغ بالمداومة لأنه المنشأ للاعصاب فيحصل الخطر فيه وهو المشار إليه بقوله «ع» يورث الحماقة والبله، وقد قال بعض الحكماء: ما أكلته وأنت تشتهيه فقد أكلته وما أكلته وأنت لا تشتهيه فقد أكلك أي أمرضك وأسقمك.

أما قوله «ع»: فكل حلالاً وسم بالله، فذلك لأن وسائل الصحة وسلامة الأبدان لو تأملتها تجدها غير منحصرة في الماديات فقط بل أن للمعنويات والروحيات اليد الطولي في ذلك وأهمها الاطمينان النفسي والسكون القلبي اللذان بهما تستقر النفوس وترتاح القلوب، ولما كان الغذاء الحلال مما يرضي النفس والروح ويملاً القلب إطميناناً وسكوناً كان للقمة الحلال والتسمية التي تنهض العقيدة والايمان أهمية كبري في نشاط البدن وإرتياحه بخلاف الحرام الذي يضطرب منه القلب ويفلق الروح، لذلك عالج الامام «ع» أو بالأحري حفظ الصحة بهذه الوصية الروحية وإنهاض العقيدة الساكنة.

أما قول النبي (ص): ما ملأ آدمي وعاء شراً إلخ. فانه أمر واضح لا يحتاج إلي شرح وهو كقوله (ص) المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء لانها إذا ملئت ثقل عملها وإذا ثقل العمل تصاعدت الابخرة والغازات إلي الأعلي أي إلي الدماغ فوقف الفكر، لذلك يمنع الاطباء المطالعة بعد الطعام بلا فاصلة ثم يعتري الدماغ الفتور والميل إلي النوم والدعة كما قد يحدث لممتليء المعدة عند النوم رؤيا مخيفة



[ صفحه 73]



مزعجة وموحشة وقد تحصل له خيالات فاسدة وأفكار مشوشة، وهذا هو ما أراده الامام «ع» بقوله الحمق والبلاهة أيضاً لذلك فقد أمر النبي (ص) أن تقسم المعدة إلي ثلاثة أقسام ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للتنفس، وعلي هذا قال بعض الأطباء إن ما تأكله لا تستفيد إلاّ من ثلثه أما الثلثان فهما من فائدة الطبيب المعالج لك بعد هذه الأكلة فتأمل وفكر.

وقال «ع»: كل داء من التخمة إلا الحمي، فانها ترد وروداً [8] .

أقول: لقد ثبت طباً أن الحميات مطلقاً لاتنشاً إلا عن جراثيم خاصة وميكروبات مرضية معينة قد إكتشفها العلم الحديث خلافاً لما كان يعتقده القدماء من أنها لا تحدث إلا عن فساد الأخلاط الأربعة. ولكن علماء العصرين متفقان علي أن إمتلاء المعدة والتخمة من أهم ما تحدث الأدواء المختلفة والاسقام المتعددة لأن المعدة بودقة وقود البدن ومبعث الغذاء الذي به يكون قوام الجسم والروح فاذا فسدت المعدة بالتخمة ضعفاً وأصبحا قابلين لكل عارض ممرض يعتريهما روحيا كان أو بدنيا، ولذلك قال الامام «ع»: كل داء من التخمة بخلاف الحمي التي ترد وروداً أي تعرض علي البدن من الخارج لأن الجراثيم تدخل البدن من الهواء ومن الماء ومن كلما يرد إلي البدن من حاملات الميكروب.

وقال «ع»: إن عامة هذه الارواح (جمع ريح) من المرة الغالبة أو الدم المحترق أو البلغم الغالب، فليشغل الرجل بمراعاة نفسه، قبل أن يغلب عليه شيء من هذه الطبائع فيهلكه [9] .

أقول: إن بدن الانسان مركب من جامد ونصف جامد ومايع، فالجامد كالعظام ونصف الجامد كالغضاريف والمايعات كالأخلاط الاربعة وهي الدم والصفراء والبلغم والسوداء فالدم في العروق والصفراء في الكبد والمرارة والبلغم



[ صفحه 74]



في العروق اللمفاوية والسوداء وهي الذرات الجامدة المختلطة مع الدم والمحترقة تماماً ومحلها الطحال وهذا علي رأي بقراط الذي يسند كل الامراض إلي فساد الاخلاط ومنها تتولد الأرواح المؤلمة ولكن الطب الحديث يقول إن الغذاء إذا إحترق أوجد حرارة في البدن وإذا نقص إحتراقه حدثت فيه رسوبات قد تنتشر في الاعضاء فتتولد منها أمراض مختلفة، وهذا هو عين قول القتدماء مع تغيير في المصطلحات والألفاظ ولأجل لفاظ ولأجل هذا أوصي الامام عليه السلام بان يراعي الرجل نفسه فلا يسرف في الأكل ولا يخلط الأغذية ولا يستعمل المواد المحترقة الحادة والحريفة أو أي شيء يفسد الاخلاط فينقص الاحتراق ويحدث مالا تحمد عقباه بتغلب أحد تلك الاخلاط الفاسدة التي إصطلح عليها هنا (بالطبائع) فيتولد من ذلك ما يهلك أو ينهك وما إلي ذلك.

وقال «ع»: إن المشي للمريض نكس [10] .

أقول: وفي هذا الحديث حث وتأكيد علي الراحة المطلوبة لكل مريض لاسيما الناقه وعلي هذا جري جل أطباء هذا العصر بل كلهم.

وقال «ع»: لو إقتصد الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم [11] .

أقول: المراد من الاقتصاد هنا هو الاعتدال في الأكل وعدم الاسراف فيه لا تقليل الأكل إلي حد يقل عن الواجب للتغذية نعم إن الشره والتنوع في الطعام يجمع المتناقضات والتضادات في أكلة واحدة أوكثرة الأكل إلي حد التخمة التي هي أم الامراض بل باب الموت المحتم فان كل ذلك خلاف الاقتصاد ليس للبدن معها إستقامة أو سلامة.

وقال عليه السلام: النوم راحة الجسد والنطق راحة الروح والسكوت راحة العقل [12] .



[ صفحه 75]



أقول: بديهي أنه إذا لم يكن نوم تستريح وتستجم به الأعضاء قواها لم يمكنها أداء وظائفها كما يرام فيضعف البدن وتسقط قواه ولكن النوم يريحه والروح التي تريد إبداء مافي النفس من مآب وما في القلب من خاطرات وما في الفكر من نتائج فلابد لها من نطق تستريح به في إبداء كلما تريد وتطلب، أما السكوت فهو إجمام العقل وراحته لينظر إلي عواقب الامور ويرمق الحوادث عن كثب فيقيس ويستنتج ويحكم باعتدال.

وقال «ع»: ليس فيما أصلح البدن إسراف، إنما الإسراف فيما أتلف المال وأضر البدن [13] .

وقال «ع»: الدواء اربعة: الحجامة والطلاء والقي والحقنة [14] .

أقول: يعتقد القدماء من الأطباء أن أكثر الأمراض تحصل من فساد الأخلاط وبعبارة أخري إذا كثفت المايعات داخل البدن، ويقولون أيضاً أن جميع مايعات البدن تتولد من الدم، فاذا كان الدم صافياً نقيا سليماً كانت المايعات سالمة فيكون البدن صحيحاً وإلا فيمرض، إذن فيجب أن يصفي الدم إذا كثف لكيلا تكون كثافته سبباً لعروض الجراثيم المرضية عليها فتتولد الامراض

وقد إتخذوا لتصفية الدم وسائل مختلفة من جملتها الحجامة التي هي اليوم مورد الخلاف لدي أطباء هذا العصر إذ يعتبر الدم مادة الحياة وليس من الصحيح للمريض المنهك القوي أن ينقص من دمه الذي هو القوة والحياة، ونقول أن هذه الملحوظة مقبولة معقولة في جميع الأمراض التي يصاحبها فقر الدم أو التي تنشاء عن فقر الدم، اما في غير هذه الأمراض ولدي الأشخاص كثيري الدم أو كثيفي الدم أو ما أشبههم فان الحجامة لهم من أفيد العلاجات وهكذا إذا ملئت المعدة بالطعام الزائد أو المواد الكثيفة فان أحسن علاج لها هو القيء لإخراجه من الفم أو الحقنة لإخراجه من



[ صفحه 76]



الاسفل أما إذا كانت أوجاع البدن تحت الجلد من غازات منتشرة أو مواد فاسدة فانه يعالج بالطلاء الموضعي من أدهان وأمثالها لأن تأثيرها أقرب وأسرع لذلك

قال «ع» الدواء أربعة كما فصلناه.

وقال «ع»: لاتدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفيء عنك وهج المعدة وهو أقوي للبدن، ولا تدخل وأنت ممتليء من الطعام [15] .

أقول: يقال أن حرارة الجوف تشتد إذا حمي البدن في الحمام وعند ذلك تهيج المعدة فان كانت خالية ضعفت لخلوها كما أن ذلك يضر بها إذ كانت ممتلئة كثيراُ لذلك فقد أمر الإمام «ع» أن يكون مافي المعدة معتدلاً ليقوي البدن.

وقال عليه السلام: الاستلقاء بعد الشبع يسمن البدن ويمريء الطعام ويسل الداء [16] .

أقول: ذلك لأن الأعضاء إذا إستراحت وهدأت بعد الطعام عملت بوظيفتها علي مايرام فهضم الطعام كاملاً واستخرج منه الغذاء الجيد الوافي والدم الصالح ثم وزع علي البدن وبالمداومة يسمن البدن ويقوي وإذا قوي كافح الداء واستله من البدن.

قال ((ع)) وقيل عن الرضا«ع» لاتقربوا النساء من أول الليل صيفاً أوشتاء، وذلك لأن المعدة والعروق تكون ممتلية، وهو غير محمود إذ يتولد منه القولنج والفالج واللقوة والنقرس والحصاة أو تقطير البول أو الفتق أو ضعف البصر فان أردت ذلك فليكن في آخر الليل فانه أصح للبدن وأرخي للولد وأذكي للعقل في الولد. ولا تجامع إمرأة حتي تلاعبها وتكثر مداعبتها وتغمز ثديها، فانك إذا فعلت ذلك غلبت شهوتها واجتمع ماؤها لأن ماءها يخرج من ثديها والشهوة تظهر في وجهها وعينيها، ثم اشتهت منك مثل الذي تشتهيه منها، ولا تجامع إمرأة إلا وهي طاهرة



[ صفحه 77]



فاذا فعلت ذلك فلا تقم قائما ولا تجلس جالساً ولكن تميل علي يمينك، ثم إنهض للبول إذا فرغت من ساعتك فانك تأمن من الحصاة، ثم إغتسل [17] .

أقول: إن تهيأة المرأة بهذه الطريقة التي أرشدنا إليها الامام «ع» لهي التي تحفظ حياة الطرفين لا سيما نفس المرأة. وإن عدم رعاية هذا الإرشاد أو أن يفعل كما يفعل البعض من المنع بواسطة أوبغير واسطة لمما يحدث بعض العوارض المنهكة كالحريق والحكة في المجري، ذلك لأن المني إذا خرج من محله ثم منع من الوصول إلي محله الآخر من المرأة بقي منها مواد وأجزاء متخلفة في المجري فيتكون منها الحصاة، مضافاً إلي أن شهوة المرأة لا تطفي تماماً بهذا العمل غير الطبيعي إذ لم تكتمل المقاربة فيحدث من ذلك الهستريا بأنواعها.

وقال «ع»: إن للدم وهيجانه ثلاث علامات: البثرة في الجسد والحكة في الجلد ودبيب الدواب (وما يتخيله الانسان كدبيب النمل في بدنه) [18] .

وقال «ع»: الحمي تخرج في ثلاث: في العرق، والبطن، والقيء.

أقول الحمي هي إفراط الحرارة الغريزية والصحة إعتدالها والضعف قلتها والموت إنعدامها. وهذه الحرارة هي الخادمة الطبيعية للبدن وهي التي توجد فيه النشاط والقوة والحركة، لاكنها اذا صادفت مواد سامة او اجزاء معدنية فجة منتشرة في البدن أو جامدة في زاوية من زواياه (سدة) فإنها تشتد وتفرط لغرض اذابة تلك المواد ودفعها اصلاحا للبدن فتكون علي هذا الحمي، وعليه فلا بد من إعانة هذه الخادمة علي عملها الاصلاحي بما أمر به «ع» وأرشدنا إليه وذلك بالتعريق أو إسهال البطن أوالقيء فان كلاً من هذه الثلاثة تعين علي تلك السمومات.

وقال «ع»: خير ما تداويتم به الحجامة والطلي والحمام والحقنة.



[ صفحه 78]



أقول: قد مر تفصيل ذلك فلا حاجة للتكرار.

وقال عليه السلام: إغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده فانه ينفي الفقر ويزيد في العمر.

أقول: بهذا أمر الامام الصادق «ع» أصحابه وتابعيه، وحثهم علي العمل به مشوقاً إياهم بقوله: إنه ينفي الفقر ويزيد في العمر، وأنت جد خبير بأن نفي الفقر وأطالة العمر هما من نتاج الصحة الحاصلة من غسل اليدين قبل الطعام وبعده. وقد أثبت الطب وحكمت التجارب العلمية والعملية الكثيرة أن عدم غسلها مماتوجب الامراض المختلفة التي قد ينتهي بعضها بالموت أو الفقر المحتم، فان اليد الملوثة بجراثيم الامراض بواسطة لمس الاجسام الخارجية إذا مالمسنا بها الطعام ولم نغسلها ثم أكلناه ملوثاً إنتقل الميكروب إلي الفم ومنه إلي المعدة ومنها إلي الكبد والقلب ثم سار في انحاء البدن. ومن البديهي أن الميكروب يفتك اين ما وجد مجالاً للفتك أو محلاً مستعداً لقبول نموه وتفريخه وبالأخير الفتك به والاضرار بجميع البدن، فاذا مرض الانسان بواسطة هذا الميكروب المنتقل ألي البدن بواسطة اليد الملوثة فانه سوف يخسر ماله بالمداواة وعمره باستفحال ذلك المرض، أما إذا إلتزم بغسل اليدين ولم يجعل مجالاً لدخول الميكروبات إلي جسمه إكتسب الصحة ولم يخسر ماله فينفي عنه الفقر ولا عمره إذ تطول حياته وهذا هو المقصود من قول الإمام «ع» أنه ينفي الفقر ويزيد في العمر.

وإني إنما شرحت هذه الكلمات ولو علي وجه الاجمال لأبين لك أن الإمام عليه السلام كان يجمل في القول ويشير في أكثر كلمه القيمة إلي أفيد الخواص وأنفع ما يمكن أن يدركه السامع، وكأنه كان يلاحظ علي الدوام حال المستمع وقابلية السامع وينظر إلي القول المشهور: كلم الناس علي قدر عقولهم ـ حرصاً علي الفائدة وطلباً للنفع العام، علي أن كلامه كان بعيد المرمي عظيم المغزي يدركه كل عقل علي حسب تقدمه وتدرجه. لذلك تري في هذا العصر قد إكتمل العقل، أخذ



[ صفحه 79]



يدرك منه ما لم تكن تدركه تلك العقول الماضية، وهذا وأيم الله هو الكلام الملهم والعلم السماوي الذي علمهم إياه جدهم النبي الامين صلي الله عليه وآله عن جبرائيل عن الله جل جلاله.

وماأبلغ قول القائل:



وتابع أناساً قولهـم وحديثهم

روي جدنا عن جبرئيل عن الباري




پاورقي

[1] البحار 14.

[2] الفصول المهمة.

[3] الفصول المهمة.

[4] كتاب الاثني عشرية.

[5] كشف الأخطار.

[6] كشف الأخطار.

[7] البحار ج 1 وفي الكني والالقاب للقمي في ترجمة البصري.

[8] رواه البرقي في المحاسن.

[9] البحار ج 14ـ 546.

[10] الكافي.

[11] الفصول المهمة.

[12] مجالس الصدوق.

[13] الفصول المهمة.

[14] نفس المصدر.

[15] الفصول المهمة.

[16] بحار الأنوار.

[17] البحار وغيره.

[18] أيضاً البحار ج 14.


تطهير المساجد


روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: جنبوا مساجدكم النجاسة. اتفق الفقهاء علي أن من رأي نجاسة في المجسد فعليه ان يزيلها وجوبا كفائيا.



[ صفحه 43]



و أيضا تجب ازالة النجاسة عن المصحف و غلافه و ورقه، لأن بقاءها هتك لحرمات الله.


الفقهاء


قالوا: تجب الزكاة في نوع خاص من الأنعام و من الزرع، و من النقد، و يجمعها جميعا التسعة المذكورة في كلام الامامين، و هي الابل و البقر و الغنم من الانعام، و الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب من الزرع، و الذهب و الفضة من النقد، و ما عداها تستحب فيه الزكاة، و لا تجب، و استدلوا بما ذكرنا من الروايات، و غيرها مما جاء في معناها.

أما غير هذه التسعة فتستحب فيها الزكاة، و لا تجب، و هي كل ما يكال و يوزن من الحبوب عدا الحنطة و الشعير، كالحمص و الأرز و العدس، و الثمار كالتفاح و المشمش، دون الخضار و البقول، و تستحب ايضا في مال التجارة، و في الاناث من الخيل دون الذكور، و دون البغال و الحمير، و في الأملاك العقارية التي تستثمر و تؤجر، كالبساتين و الحوانيت و البنايات المعدة للايجار، لأنها تدخل في مال التجارة، كما قال صاحب الجواهر.

أما الدليل علي استحباب الزكاة في هذه الأشياء فهو وجود روايات عن أهل البيت عليهم السلام تدل بظاهر علي وجوب الزكاة فيها، و لكن الفقهاء حملوها علي الاستحباب، و قالوا: ان المراد ثبوت الزكاة فيها علي سبيل الندب، لا علي سبيل الوجوب، جمعا بينها و بين الروايات التي أكدت وجوب الزكاة في التسعة، و نفته عن غيرها. و قد تسالم الفقهاء، و اشتهر بينهم أنه اذا ورد دليلان احدهما يثبت



[ صفحه 59]



الوجوب و الالزام، و الآخر ينفيه أن يحملوا المثبت علي الوجوب، و بالأصح يبقوه علي ظاهره، و يحملوا النافي علي الاستحباب، حتي أصبح ذلك عندهم قاعدة كلية في جميع أبواب الفقه كما قال صاحب الحدائق في أول المجلد الخامس باب الزكاة، و علي هذا يكون الحمل أشبه بالجمع العرفي مثل حمل العام علي الخاص، و المطلق علي المقيد، لا بالجمع الشرعي الذي يحتاج الي دليل ثالث يفصل و يفرق بين الموارد، فيخصص المثبت في مورد، و النافي في مورد آخر، و كذلك اذا ورد دليل يحرم هذا الشي ء، و آخر ينفي التحريم عنه، فيبقي الدال علي التحريم كما هو، و يحمل النافي علي الكراهة.

و حيث يشترط شروط خاصة في كل من الانعام الثلاثة، و المزروعات الأربعة و النقدين، بالاضافة الي الشروط التي ذكرناها فيمن تجب عليه الزكاة كان لزاما أن نفرد لكل نوع فصلا مستقلا.



[ صفحه 61]




عقده


المشهور بين فقهاء المذهب أن عقد المميز - غير البالغ - باطل، حتي و لو اذن الولي، سواء اوقعه أصالة عن نفسه، أو نيابة عن غيره، و سواء أكان في الاشياء الحقيرة، أم الخطيرة الا ما استثني من الصدقة و الوصية في الخير. لقول الرسول الاعظم صلي الله عليه و اله و سلم: رفع القلم عن الصبي، حتي يحتلم. و قول الامام الصادق عليه السلام: عمد الصبي و خطأه واحد. و معني هذا أن ما يفعله الصبي متعمدا تماما كالذي يفعله الكبير مخطئا، و عقد الكبير عن الخطأ لا أثر له فكذلك عقد الصبي عن عمد. قال الشيخ الانصاري في المكاسب:«اذ جمعنا الادلة بعضها الي بعض فمقتضاها عدم الاعتبار مما يصدر عن الصبي - أي المميزه و غيره - من الأفعال التي يعتبر فيها القصد، كانشاء العقود اصالة و وكالة، و القبض و الاقباض، و كل التزام علي نفسه من ضمان أو اقرار أو نذر أو ايجاز».

و خالف المشهور جماعة من الفقهاء، و قالوا بجواز معاملة الصبي المميز و صحتها مع اذن الولي، و من هؤلاء فخر المحققين ابن العلامة الحلي، و السيد



[ صفحه 61]



كاظم اليزدي، و الشيخ الأردبيلي، و السيد الحكيم، قال هذا السيد في نهج الفقاهة: ص 183 طبعة 1371 ه:

«لا ينبغي التأمل في ثبوت سيرة العقلاء علي ذلك في جميع الاعصار، و لم يثبت الردع عنها و الظاهر ان سيرة المتشرعة [1] كذلك، فلا ينبغي التأمل في حجيتها... اذن لا يبعد القول بصحة عقد الصبي اذا كان باذن الولي، كما اختاره جماعة، منهم المحقق الاردبيلي، و قبله فخر المحققين في الايضاح».

و قال آخرون: تجوز معاملة المميز في الاشياء الحقيرة فقط، كشراء باقة البقل، و البيضة، و الرغيف، و ما الي ذاك، و لا تصح في غيرها.

و الحق الذي نؤمن به أن الصبي الفطن المأمون يملك جميع التصرفات التي تعود عليه بالنفع و الصلاح، لأن البلوغ وسيلة لا غاية، و لذا لو بلغ غير راشد يحجر عليه، فالعبرة - اذن - بالرشد، لا بالبلوغ، و نقول لمن لا يؤمن الا «بالقيل و القال»: لم نتفرد نحن بذلك، فقد جاء في كتاب المقاييس للتستري ج: 2 ص 4 طبعة 1322 ه ما نصه بالحرف: «بيع من بلغ عشرا و شراؤه حكي فيه قول بالجواز، و عزاه بعضهم الي الشيخ - أي الطوسي شيخ الطائفة - و ذكره العلامة في التذكرة وجه لاصحابنا... و قال في التحرير: و في رواية صحة بيع الصبي اذا بلغ عشر سنين رشيدا، و ذكر الصيمري نحو ذلك».

و جاء في مفتاح الكرامة كتاب المتاجر ص 170:«و نسب الي الشيخ تارة، و بعض الاصحاب أخري جواز بيعه اذا بلغ عشرا عاقلا... و الموجود في كتاب



[ صفحه 62]



المبسوط روي أنه اذا بلغ عشر سنين و كان رشيدا كان جائز التصرف».

و هذه الرواية تخصص الروايات الاخر، و يكون معناها مجتمعة أن أمر الصبي لا يجوز في الشراء و البيع، حتي يبلغ 15 سنة [2] أو يحتلم، أو يشعر، أو يبلغ العشر راشدا.

و يؤيد ذلك قول المحقق الاردبيلي في شرح الارشاد:«اذا جاز عتق الصبي و وصيته بالمعروف، و غيرها كما هو ظاهر الكثير من الروايات فلا يبعد جواز بيعه و شرائه، و سائر معاملاته اذا كان بصيرا رشيدا مميزا، يعرف نفعه و ضره في المال، و طريق الحفظ و التصرف، كما نجده في كثير من الصبيان، فانه قد يوجد بينهم من هو أعظم في هذه الأمور من آبائهم، فلا مانع أن يوقع الصغير العقد، خصوصا مع اذن الولي، و حضوره بعد تعيين الثمن».

فقوله خصوصا اذن الولي صريح في أن معاملة الصبي جائزة بدون اذن الولي، ولكنها تتأكد معه. وكلنا يعلم مكانة الاردبيلي الدينية و العلمية، حتي اشتهر بالمقدس، و وصف بالمحقق عند الجميع (ت سنة 993 ه).


پاورقي

[1] الفرق بين سيرة العقلاء، و بين سيرة المتشرعة أن الأولي عبارة عن استمرار عمل العقلاء علي شي ء بما هم عقلاء، بصرف النظر عن الدين و التدين، حتي ان الملحدين يدخلون فيها، و هي المعبر عنها بالعرف، أما الثانية فهي استمرار الفقهاء المسلمين علي العمل بما هم فقهاء ملتزمون باحكام الشريعة.

[2] و في بعض الروايات ثلاث عشرة سنة، و هي تعزز ما قلناه.


الحق المضمون


قالوا: يشترط في الحق المضمون أن يكون ثابتا في الذمة، فلا يصح أن تقول لشخص: اعط فلانا علي حسابي، و علي ضمان ما تعطيه، لأنه لم يثبت في الذمة شي ء يتعلق به الضمان، و قد أجمع الفقهاء علي ذلك قولا واحدا.

ولكن العقلاء و أهل العرف يرون مثل هذا القائل مسؤولا و ملزما بتعهده، فما هو طريق الجمع بين بناء العقلاء علي صحة هذا التعهد، و اجماع العلماء علي فساد الضمان؟

الجواب: ليس من الضروري اذا لم يصح ضمانا مثل قوله: اعط فلانا، و أنا أعطيك عنه أن لا يصح اطلاقا.. لأن الصحة لا تنحصر بالضمان، و لا بالعقود



[ صفحه 49]



المسماة، فالمهم أن يصدق علي التعهد اسم العقد حقيقة عند أهل العرف، و التعهد المذكور يصدق عليه اسم العقد كما هو المفروض، فيشمله الا أن تكون تجارة عن تراض، و اوفوا بالعقود، و المؤمنون عند شروطهم.

و يجوز ضمان ما ثبت في الذمة ثبوتا جائزا، لا لازما، كالمهر قبل الدخول، و ثمن المبيع في زمن الخيار، لأن تمام المهر لا يستقر الا بالدخول، كما أن ثمن المبيع لا يستقر الا بعد مضي ز من الخيار، مع عدم الفسخ.

و قال الفقهاء: يجوز أن تضمن النفقة السابقة للزوجة، و لا يجوز ضمان النفقة المستقبلة، لأنها غير ثابتة بالفعل، كما أنها عرضة لعدم الثبوت في المستقبل بالنشوز أو الطلاق أو الموت.

و الذي نراه هو صحة ضمان النفقة المستقبلية، لا لوجود المقتضي فقط، و هو الزوجية، بل لأن هذا التعهد يصدق عليه اسم العقد في نظر العرف، فيشمله (أوفوا بالعقود) تماما كما هو الشأن في تعهد من قال: أعط فلانا و أنا أعطيك عنه، أما ان الزوجة عرضة للنشوز و الطلاق و موت الزوج فجوابه ان وجوب الوفاء بكل عقد علي حسب مقتضاه، فيجب أن ينفق المتعهد علي الزوجة مادام سبب الانفاق قائما.

و قال الشيخ أحمد كاشف الغطاء في «وسيلة النجاة» باب الضمان: القول بصحة نفقة الزوجة للمستقبل ليس ببعيد ان لم يكن اجماع. و قال السيد كاظم اليزدي في العروة الوثقي باب الضمان مسألة 38: «لا مانع من ضمان ما لم يجب بعد ثبوت المقتضي، و لا دليل علي عدم صحته من نص أو اجماع، و ان اشتهر في الألسن، بل في جملة من الموارد حكموا بصحته. و قال في المسألة 35: لا يبعد صحة ضمان النفقة المستقبلة للزوجة لكفاية وجود المقتضي و هو الزوجية.



[ صفحه 50]



و لا يشترط في صحة الضمان علم الضامن بمقدار الدين و جنسه، قال الامام الصادق عليه السلام: لما حضر محمد بن اسامة الموت دخل عليه بنوهاشم، فقال لهم: لقد عرفتم قرابتي و منزلتي منكم، و علي دين أحب أن تقضوه عني، فقال علي بن الحسين عليه السلام: علي دينك كله.

فقد ضمن الامام عليه السلام ديون ابن اسامة دون أن يعلم مقدارها، أجل، لابد من المعرفة بالجنس و المقدار عنه الوفاء، لتوقفه عليه.

و لا يلزم الضمان الا بوفاء ما ثبت من الدين بالبينة، أو ما علم به هو بطريق من الطرق، علي أن يكون ثابتا وقت الضمان، لا ما يتجدد بعده كما قال الفقهاء، و لا ما يقر به المدين بعد الضمان، لأن الاقرار حجة قاصرة علي المقر وحده، و لا تتعداه الي غيره.

و اذا كان الضمان مطلقا غير مقيد بوقت من الأوقات يكون تابعا للدين لأنه فرع عنه فيؤجل الوفاء من الضامن ان كان الدين المضمون مؤجلا، و يعجل ان كان معجلا.

و يجوز ضمان الدين الحال بمؤجل، و المؤجل بمعجل، أو بزيادة الاجل، و بكلمة ان كل ما يتفق عليه الضامن و المضمون له فيما يعود الي التأجيل و التعجيل فهو صحيح و جائز، لأن الاجل حق لمن هو له فيجوز تأخيره، و تقديمه برضا الطرف الآخر، و يجوز له اسقاطه اطلاقا، و في جميع الحالات لا يجوز للضامن أن يرجع علي المضمون عنه الا بأمرين: الأول أن يحل أجل الدين، لا أجل الضمان، الثاني أن يؤدي الضامن الدين للمضمون له، فاذا لم يؤده فلا يرجع علي المضمون عنه، حتي ولو حل أجل الدين، و اذا لم يحل الا جل فلا يرجع عليه، حتي ولو أدي الدين.



[ صفحه 51]



و يجوز لكل من الضامن و المضمون اشتراط الخيار مدة معينة، لعموم أدلة وجوب الوفاء بالشرط.


مسائل


1- لا تجب المبادرة الي التكفير فورا، بل يجوز التأخير و التراخي الا مع خوف الفوات، لعدم الدليل علي وجوب الفور، و الأصل العدم، حتي يثبت العكس.

2- الكفارة المالية كالطعام و الكسوة يجب اخراجها من أصل التركة، أوصي بها الميت أو لم يوص اذا علمنا باشتغال ذمته، تماما كغيرها من الديون. أما البدنية كالصوم فان أوصي بها خرجت من الثلث، و ان لم يوص فلا يجب اخراجها، حتي مع العلم باشتغال ذمته.

3- لا تدفع الكفارة الي الطفل و المجنون ان كانت دقيقا أو حبوبا، أو ثمرة كالزبيب و ما اليه، حيث لا أهلية لهما لقبول التمليك و التملك، و تدفع لوليهما، كما هو الشأن في غير الكفارة.

4- لا تصرف الكفارة الي من تجب نفقته علي الدافع، كالأب و الأم و الأولاد و الزوجة، قال الامام الصادق عليه السلام: خمسة لا يعطون من الزكاة شيئا: الأب و الأم و الأولاد و المملوك و الزوجة، و ذلك أنهم عياله لازمون له».

فقول الامام عليه السلام لانهم عيال دليل علي أن العيال لا يعطون شيئا من الصدقات زكاة كانت، أو غيرها.. هذا، الي أن ما يعطيه لعياله يعود اليه بالنتيجة، فيكون كمن تصدق علي نفسه.

5- قال صاحب الشرائع و الجواهر: «لا يجزي دفع القيمة في الكفارة، بل لا بد من الاطعام، أو دفع الحبوب و ما اليها، لأن الذمة قد اشتغلت بها، لا بقيمتها التي لا تندرج في اطلاق الأمر.. و الاجتزاء بها في الزكاة و نحوها للدليل الخاص، و من هنا لم يكن خلاف عندنا في ذلك، بل في المسالك هو اجماع».



[ صفحه 40]



ولكن يجوز أن يعطي للفقير الثمن، و يوكله بالشراء لنفسه، علي أن الامام الصادق عليه السلام سئل عن زكاة الفطر، أيجوز أن يؤديها فضة بقيمة هذه الاشياء التي سماها؟ قال: نعم، ان ذلك انفع له، يشتري ما يريد.

فان قول الامام عليه السلام: «انفع له يشتري ما يريد» دليل عام يشمل الكفارات، و ليس خاصا بالزكاة، كما قال صاحب الجواهر.

6- كل من وجب عليه صوم شهرين متتابعين فعجز صام بدلا عنهما ثمانية عشر يوما، فان عجز تصدق عن كل يوم بمد من طعام، فان عجز استغفر الله سبحانه، و لا شي ء عليه. قال صاحب الجواهر: «ظاهر الفقهاء الاتفاق علي البدلية مع العجز عن خصال الكفارة، ما عدا الظهار».. فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل يكون عليه صيام شهرين متتابعين فلم يقدر علي الصيام، و لم يقدر علي العتق، و لم يقدر علي الصدقة؟ قال: فليصم ثمانية عشر يوما عن كل عشرة مساكين ثلاثة أيام.

و قال عليه السلام: كل من عجز عن الكفارة التي تجب عليه من صوم أو عتق أو صدقة في يمين أو نذر أو قتل، أو غير ذلك مما يجب علي صاحبه فيه الكفارة فالاستغفار له كفارة، ما خلا يمين الظهار.

و استثني الظهار، لأن المماسة لا تحل الا بعد التكفير، تماما كالمطلقة التي لا تحل الا بعد الرجعة الصحيحة.



[ صفحه 41]




التنازع


1- اذا اختلفا في أصل العدة، فقالت هي: لا عدة لي، لأنك لم تدخل، و عليه فلا رجعة لك علي. و قال هو: بل عليك العدة، ولي الرجوع، لأني دخلت



[ صفحه 48]



فالقول قولها مع اليمين، لأن الأصل عدم الدخول، حتي يثبت العكس.

2- اذا اتفقا علي العدة، و اختلفا في الرجوع، فقال هو: رجعت. و قالت هي: كلا. فان كان ذلك أثناء العدة فان ادعاءه هو الرجوع بعينه، تماما كما لو أنكر الطلاق من رأس، و ان كان بعد انقضاء العدة فعليه الاثبات أن الرجعة حصلت في العدة، و مع عجزه يؤخذ بقولها مع اليمين، لأن الأصل عدم الرجوع، و بقاء أثر الطلاق، حتي يثبت العكس، و تحلف هي أنه لم يرجع اذا ادعي الرجوع اليها بالفعل، كالوطء و نحوه، و علي عدم العلم بالرجوع اذ ادعي الرجوع بالقول، و انها علي علم به.

3- اذا اتفقا علي أن عليها العدة، و اختلفا في بقائها و انتهائها، فقالت هي: انتهت العدة، كي لا يصح له الرجوع اليها، أو قال هو: انتهت العدة، كي لا ينفق عليها فقد ذهب أكثر الفقهاء أو الكثير مهنم الي أن القول قولها بيمينها اذا كانت معتدة بالاقراء، و قوله بيمينه اذا كانت معتدة بالأشهر.

و الصواب ان القول قولها في كل ما يعود الي العدة، سواء أكان النزاع في بقائها، أم في نفيها، و سواء أكانت معتدة بالاقراء، أم بالأشهر، لاتفاق الفقهاء بشهادة صاحب الجواهر علي أن الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليهماالسلام قال: الحيض و العدة الي النساء اذا ادعت صدقت.. و ان الامام الصادق عليه السلام قال: فوض الله الي النساء ثلاثة أشياء: الحيض و الطهر و الحمل.

فقد جعل الامام عليه السلام أمر العدة للمرأة، و أنه يجب أن تصدق فيها، و لم يفصل بين العدة بالاقراء، و بين العدة في الشهور، و بديهة أن ترك التفصيل دليل علي العموم.. و من هنا قال السيد صاحب العروة و ملحقاتها: «لو اختلفا في انقضاء العدة بالاقراء و عدمه قدم قولها، لأن أمر العدة راجع اليها، بل و كذا لو



[ صفحه 49]



اختلفا في الانقضاء بالأشهر و عدمه علي الأقوي». و قال صاحب الجواهر: «ان قول الامام عليه السلام: اذا ادعت صدقت يقتضي تصديقها متي كان صدقها محتملا.. لأن احتمال صدقها كاف في تصديقها».

و يتفرع علي ذلك فروع كثيرة، منها اذا اختلفا في أصل الحمل، فادعته هي، و أنكره هو، أو اتفقا علي الحمل، و اختلفا في وضعه، أو في تقديمه أو تأخيره علي الطلاق فالقول قولها في جميع ذلك، لأن الامام عليه السلام قال: فوض اليها الحمل، و لم يقل وضع الحمل أو تقديم الوضع أو تأخيره، و الاطلاق يقتضي العموم و الشمول.

و منها اذا اتفقا علي العدة و الرجوع، و اختلفا في التقديم و التأخير، و ان الرجوع هل كان بعد انتهاء العدة أو في اثنائها فان القول قولها، لقول الامام عليه السلام «العدة اليها اذا ادعت صدقت» حيث أرسل قوله هذا دون قيد أو شرط.



[ صفحه 50]




ان شئت فسل و ان شئت أخبرناك


محمد بن اسماعيل، عن علي بن الحكم، عن شهاب بن عبد ربه قال: أتيت أباعبدالله عليه السلام أسأله فابتدأني فقال: ان شئت فسل يا شهاب، و ان شئت أخبرناك بما جئت له.

قلت: أخبرني جعلت فداك.

قال: جئت لتسأل عن الجنب يغرف الماء من الحب بالكوز، فيصيب يده الماء؟

قلت: نعم.

قال: ليس به بأس.

قال: و ان شئت سل، و ان شئت أخبرتك.



[ صفحه 99]



قال: قلت له: أخبرني.

قال: جئت تسأل عن الجنب يسهو و يغمر يده في الماء قبل أن يغسلها؟

قلت: و ذاك جعلت فداك.

قال: اذا لم يكن أصاب يده شي ء فلا بأس بذاك، سل و ان شئت أخبرتك.

قلت: أخبرني.

قال: جئت لتسألني عن الجنب يغتسل، فيقطر الماء من جسمه في الاناء، أو ينضع الماء من الارض فيقع في الاناء؟

قلت: نعم جعلت فداك.

قال: ليس بهذا بأس كله.

فسل و ان شئت أخبرتك.

قلت: أخبرني.

قال: جئت لتسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة أتوضأ منه أولا؟

قلت: نعم.

قال: فتوضأ من الجانب الآخر الا أن يغلب علي الماء الريح.

و جئت لتسأل عن الماء الراكد من البئر.

قال: فما لم يكن فيه تغيير أو ريح غالبة.



[ صفحه 100]



قلت: فما التغيير؟

قال: الصفرة، فتوضأ منه، و كلما غلب عليه كثرة الماء فهو طاهر. [1] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64. و في المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 347 مثله.


ذكري ميلاد الامام الصادق


گروه نويسندگان، كربلا، مكتب ذكريات المعصومين، 1385 ق، رقعي، 40 ص.


صادق آل محمد


«فائز»



مرغ دلم به ناله و زاري قيام كرد

از اشك هر دو ديده ي خود همچو جام كرد



پرواز كرد بر طرف يثرب از ملال

در گلستان جعفر صادق مقام كرد



بوي خزان شنيد، كشيد آه سوزناك

فرياد و ناله از ستم آن مستظام كرد



روز وفات اوست از آن با غم و الم

رخسار خود ز اشك بصر، لعل فام كرد



اي ديده، اشك ريز ز بهر امام حق

خود را فدا به دين حق لا ينام كرد



بنگر به حال حضرت صادق، صباح و شام

بر رونق شريعت و دين اهتمام كرد





[ صفحه 117]





احيا نمود، دين رسول گرام را

آيين جعفريست كه بر ما تمام كرد



ليل و نهار، درس حقيقت به خلق داد

وصف از زكوة و حج و صلاة و صيام كرد



ترويج دين ز صادق آل محمد است

خدمت بدين ختم رسالت، مدام كرد



منصور چون گذاشت به سر تاج سلطنت

بر جور آن لواي هدايت قيام كرد



آورد چند بار به مجلس، به غيظ و خشم

بر كشتن امام، چه سعيي تمام كرد



گه قصد قتل كرد، گهي گفت ناسزا

از دست آن لعين، چه صباح و چه شام كرد



زهر جفا چو داد، در انگور بر امام

بر كشتن امام، دل خويش رام كرد



مسموم گشت عاقبت، آن سيد عرب

رحلت به سوي خلد، ز دارالملام كرد



از هجرت رسول دو هفتاد و چار رفت [1] .

از ظلم اهل كينه، ز دنيا سلام كرد





[ صفحه 118]





عمرش رسيده بود، در آن وقت شصت و پنج

آمد اجل بدار امامت پيام كرد



در بيست و پنجم مه شوال، همچو ماه

خود را ز جور و ظلم به زير غمام [2] كرد



غسل و كفن به باب [3] عزيزش پسر نمود

آندم نماز بر پدر، هفتم امام كرد



بر ضجه آمد، اهل مدينه در آن زمان

تشييع بر جنازه، همه خاص و عام كرد



«فائز» بنال در غم آل علي مدام

دنيا، جفا به عترت فخرالانام كرد


پاورقي

[1] يعني سال 148 ه كه سال شهادت امام صادق (ع) است.

[2] ابر.

[3] پدر.


الجهاز العصبي


و لو رأيت الدماغ إذا كشف عنه لرأيته قد لف بحجب بعضها فوق بعض لتصونه من الأعراض، و تمسكه فلا يضطرب، و لرأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة، كيما تقيه هد الصدمة و الصكة التي ربما وقعت في الرأس ثم قد جللت الجمجمة بالشعر، حتي صارت بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحر و البرد، فمن حصن الدماغ هذا التحصين، إلا الذي خلقه و جعله ينبوع الحس، و المستحق للحيطة و الصيانة، بعلو منزلته من البدن، و ارتفاع درجته، و خطير مرتبته.



[ صفحه 80]




الجنة درجات


كتاب الزهد 99، ب 19، ح 270، القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:...

لا تقولوا جنة واحدة، ان الله عزوجل يقول: (درجت) بعضها فوق بعض.


المهن المحرمة


[الخصال 1 / 297 ح 67 حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي الكوفي، عن اسحاق بن ابراهيم، عن نصر بن قابوس، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...]

المنجم ملعون، و الكاهن ملعون، و الساحر ملعون، و المغنية ملعونة، و من آواها و أكل كسبها ملعون.



[ صفحه 37]



و قال عليه السلام: المنجم كالكاهن، و الكاهن كالساحر، و الساحر كالكافر و الكافر في النار.


لكي ترزق الحج


بحارالأنوار 99 / 27، الحديث 3 عن المحاسن، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

من قال: ألف مرة لا حول و لا قوة الا بالله، رزقه الله تعالي الحج فان كان قد قرب أجله أخره الله في أجله حتي يرزقه الحج.


لماذا أهمل التاريخ مواقف الأئمة


أما لماذا أهمل التاريخ الاسلامي العام مواقف الامام هذه.. و لم يحدثنا عنها كما حدثنا عن تفاصيل كثيرة لأحداث و قضايا لم تكن لتمثل أي أهمية تاريخية أو فكرية؟.. بالرغم من أن هذه المواقف النضالية في معترك الايمان و الفكر، بتفاصيلها الغنية بالعطاء، تعكس لنا صورة أمينة عن أسلوب الحوار و المناظرة في ذلك العصر، و طبيعة الجبهات الفكرية المناوئة، و مستوياتها و منطق الاسلام في مواجهة ارهاصاتها و ما افترضته من شكوك و شبهات..

و لعلنا نبتعد كثيرا عن الموضوعية اذا أبعدنا عن تفكيرنا تأثير العوامل السياسية و اتجاهاتها المتناقضة و العصبيات المذهبية و انحرافاتها، في فرض ذلك الاهمال و تأكيده، كعمل سياسي بعيد العمق، لحسم عنصر الخطر الذي يكمن في موقف الأئمة



[ صفحه 269]



من أهل البيت ازاء السياسات القائمة، و التحريفية الفكرية و الروحية و المسلكية التي يمثلها الحكم و بطانته من ذوي الأطماع و أرباب الامتيازات..

و لم تكن للمؤرخ حرية الاختيار الموضوعي في كتابة التاريخ و عرض الأحداث بعيدا عن ميول السياسة و اتجاهاتها، و التأثرات النفسية و المذهبية الناشرة..

و من هنا نري أن كتابة التاريخ تختلف في العرض و التحليل بحسب اختلاف العوامل و المنطلقات، فقد يكون بتأثير من العامل السياسي الذي يفرض علي المؤرخ أن ينسجم في تصوير الأحداث مع الأوضاع التي يعيش في منطلقها، و قد يكون بتأثير من العامل المذهبي الذي يفرض عليه أن يوجه الأحداث، الوجهة التي تتلائم مع معتقداته و ميوله المذهبية أو العنصرية..

و علي أساس هذه الرؤيا يمكننا أن نفسر هذه الظاهرة و نوجه للتاريخ انحيازه المتعمد عن الأئمة من أهل البيت، و عدم اهتمامه بمنطلقاتهم و قضاياهم.. رغم وفرة العطاء الذي قدموه في مجالات الفكر و المعرفة و العمل الرسالي..

انها السياسة الحاقدة التي وجدت في الأئمة من أهل البيت كيانا يتناقض في مظهره و محتواه مع الكيان الذي يمثل واجهة الحكم.. و يصطدم في اتجاهه و مسلكيته مع الاتجاه



[ صفحه 270]



و المسلكية التي يمارسها الحاكمون.. فكان أن فرضت علي التاريخ بتأثير سلطتها و استبدادها أن يتناسي منطلقاتهم و ممارساتهم و ما قدموه من عطاء الا ما يتناسب مع طبيعة الحكم و منطلقاته..

و التاريخ الذي لم يترك زاوية من زوايا الحياة العامة و الخاصة الا و أثبت منها صورا دقيقة و متكاملة، ليعكس للأجيال بأمانة و اخلاص رؤيا واضحة عن منطلقات العصر الذي يؤرخ له، و يتناسي الدور الرسالي الضخم الذي مارسه الأئمة من أهل البيت في مجالات الحياة العامة و الخاصة و معطياتهم، كتاريخ غريب، يحتاج الي أن يقف الباحث عند كثير من تصوراته و معطياته بحذر و ارتياب..

و حسنة للتاريخ لا يمكننا أن نتناساها أو نغفل عن معطياتها.. و هي عرضه الدقيق لتفاصيل الحياة الماضية و اللا أخلاقية التي كانت تمثل طابع الخلافة العام.. في الدورين الأموي و العباسي و التي تعكس لنا الواقع المنحرف الذي كان عليه الحكم و المسلكية المائعة التي كانت تمارسها الخلافة بين أحضان الجواري و المغنيات، استهتارا بالقيم الرسالية و المثل الروحية السامية..

و قد أعطانا التاريخ بما عرضه من ذلك - من غير قصد - تبريرا واقعيا للموقف السلبي الذي وقفه أئمة أهل البيت ازاء الحكم و بطانته و امتناعهم عن منحه سمة الشرعية في مشاركتهم له



[ صفحه 271]



في المسؤولية و انفتاحهم معه في المجالات العامة و الخاصة..

و لنا مع التاريخ وقفة أخري فيما يأتي من فصول الكتاب..


مفردات حركة الامام الخاصة


و أما علي مستوي التنظيم الداخلي و تأهيل الأفراد، من أجل بناء جهاز الأمة الخاص فللامام عليه السلام برنامج دقيق للتنمية كميا و كيفيا. و هذه بعض النصوص علي سبيل الذكر:

- و قال عليه السلام: «أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا، فان رسول الله كان يأمر بأداء الخيط و المخيط، صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزكم و عودوا مرضاكم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منك اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري و يسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور و قيل: هذا أدب جعفر، و اذا كان غير ذلك دخل علي بلاؤة و عاره، و قيل هذا أدب جعفر» [1] .

- و عن علي بن الحسين عليه السلام قال:«ان أولياء الله و أولياء رسوله من شيعتنا من اذا قال صدق، و اذا وعد وفي، و اذا ائتمن أدي، و اذا حمل احتمل في الحق، و اذا سئل الواجب أعطي، و اذا أمر بالحق فعل، شيعتنا من لا يعدو عمله سمعه، شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا، و لا يواصل لنا مبغضا، و لايجالس لنا خائنا، و ان لقي مؤمنا أكرمه، و ان لقي جاهلا هجره، شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، و لا يطمع طمع الغراب، و لا يسأل أحدا الا من اخوانه و ان مات جوعا، شيعتنا من قال بقولنا و فارق أحبته فينا، و أدني البعداء، في حبنا و أبعد الغرباء في بغضنا» [2] .

- و قال ابراهيم بن مهزم: «خرجت من عند أبي عبدالله عليه السلام ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة و كانت أمي معي فوقع بيني و بينها كلام فأغلظت لها فلما أن كان من الغد صليت الغداة و أتيت أبا عبدالله فلما دخلت عليه قال لي مبتدئا: يا أبامهزم مالك و للوالدة أغلظت في كلامها البارحة، أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته، و أن حجرها مهد قد غمزته و ثديها و عاء قد شربته؟ قال: قلت بلي، قال: فلا تغلظ لها» [3] .



[ صفحه 90]



و اذا تتبعنا حركة الأئمة عليهم السلام من الناحية التاريخية وجدناهم جميعا يهتمون بالحركتين معا، العام و الخاص. و قد كانت مساحة عمل أي امام علي صعيد هذا المحور أو ذاك، تضيق أو تتسع حسب الظروف المحيطة به و الامكانات المتاحة له.


پاورقي

[1] الامام الصادق (ع) محمد حسين المظفر ج 2 ص 53.

[2] المصدر نفسه.

[3] بصائر الدرجات ج 5 الباب 11 ص 243.


بقية العلوم


الحقيقة ان ما بقي بين أيدينا من المخطوطات المحفوظة، لا يكشف بوضوح عن جوانب المعرفة الاخري التي شارك فيها الامام. و لكن هذا لا يعني أنه كان عنها غريبا، ومنها بعيدا، و لمعانيها جاهلا. فان مجرد اقتتاعنا بانسانية الثقافة كما شرحتها اول هذا الفصل يفرض علينا ان تقول بمشاركته في هذه العلوم. اللهم غير الفقه الذي اخذه انصاره عنه، و غير علم الاصول الذي نقلوا عنه قواعده و خطوطه الاساسية، و الا الحديث النبوي الذي تواترت الروايات علي وجود عدد كبير من ثقات الرواة الذين أخذوه عنه.

فقد روي جامعو أخباره أن اربعة آلاف من هؤلاء الثقات قد رووا عنه الحديث.

أما اشهر هؤلاء الرواة فمن رجال السنة:

أبوحنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي من الموالي، ولد بالكوفة، و نشأ فيها، و درس علي شيوخها؛ و هو أحد أصحاب المذاهب الاربعة عند اهل



[ صفحه 196]



السنة. أما الذين ذكروا أخذه من الامام فهم: الشبلنجي في نور الابصار، و الشيخ سليمان في الينابيع، و ابن حجر في الصواعق و غيرهم.

مالك بن انس: و هو احد اصحاب المذاهب الاربعة و من ابناء المدينة المنورة. و قد ذكر اخذه عن الامام، ابن حجر في الصواعق،و ابونعيم في حلية الاولياء، و ابن الصباغ في الفصول و غيرهم.

سفيان الثوري: و هو من ابناء الكوفة؛ ناظر الصادق و اخذ عنه. و قد ذكر اخذه عن الامام، ابونعيم في حلية الاولياء، و الشافعي في المطالب، و الشيخ سليمان بن الينابيع، و غيرهم. و هو في اهمية اصحاب المذاهب. فله مذهب معروف و طريقة كانت شائعة.

يحيي بن سعيد الانصاري، و ابن جريج، و القطان، و ايوب السجستاني، و محمد ابن اسحاق و غيرهم ممن ذكرهم اصحاب الكتب التالية:الخلاصة، و الينا بيع، و المطالب، و نور الابصار، و الصواعق الخ.

و أما أشهرهم من الشيعة فمنهم:

أبان بن تغلب: و قد روي عن الامام 30 «ثلاثين» الف حديث.

و كان متخصصا بالحديث و الكلام.

اسحاق الصيرفي: و هو من بيت شيعي كبير روي عن الامام الصادق و ولده الامام الكاظم رحمهماالله.

اسماعيل الصيرفي، ابوحمزة الثمالي، و جابر الجعفي، و بكير بن أعين، و جميل بن دراج، و حفص بن سالم، و حماد بن عثمان، و هشام بن الحكم،



[ صفحه 197]



و المفضل بن عمر، و غيرهم كثير جدا ممن وردت اسماءهم و تراجمهم عند الكشي في رجاله، و الشيخ في رجاله، و العلامة في الخلاصة الخ.


حكم كسي كه مدعي رؤيت خدا شود چيست؟


ابراهيم كرخي گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: مردي (مردي مدعي است كه) خدا را در خواب ديده، نظر شما درباره ي آن چيست؟

حضرت فرمود: او مردي بي دين است، خداوند متعال نه در بيداري ديده مي شود و نه در خواب، و نه در دنيا و نه در آخرت. [1] .


پاورقي

[1] أمالي صدوق، ص 610 ح 5.


رحلت امام ششم


علامه مجلسي مي نويسد حضرت امام جعفر الصادق عليه السلام در سن 71 سالگي دوشنبه 25 شوال 148 مسموما درگذشت.

و در اينكه بوسيله سم در انگور به فرمان منصور مسموم گرديد مورد اتفاق مورخين شيعه است و كفعمي در مصباح تأئيد نموده است [1] .

آخرين سخن حضرت صادق اين بود كه در حال احتضار تمام فاميل خود را خواند و چون همه حاضر شدند فرمود اين شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلوة [2] .

و اين حقيقتي است كه پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله وسلم و مولاي متقيان و همچنين حسين بن علي عليه السلام عملا همين سخن را گفتند و مردم مسلمان را به عظمت نماز و حفظ تعظيم شعائر دين وصيت نمودند.



[ صفحه 291]




پاورقي

[1] اسعاف الراغبين - نورالابصار - تذكرةالخواص ابن جوزي ص 194 صواعق المحرقه ابن حجر ص حيات الصادق ص 112.

[2] كشف الغمه ص 217 مناقب ابن شهرآشوب ص ج 2.


حديث 049


جمعه

نحن مفتاح الكتاب

ما اهل بيت كليد قرآنيم.

بحار، ج 26، ص 256



[ صفحه 15]




نافع شيخ القراء


ابن خلكان گويد:

نافع شيخ القُرّاء از طبقه سوم بعد از پيامبر بود و به امام اهل المدينه اشتهار داشت.حافظ ابونعيم، اصلش را از اصفهان دانسته است.

او قرائت قرآن را از تابعين مدينه چون: عبدالرّحمان بن هرمز، ابوجعفر قاري، عبدالرّحمان بن قاسم و ابوعبدالله مُسلم بياموخت و يكي از قُرّاء سبعه تاريخ اسلام شد.

ابوقره موسي گفته است:

نافع، قرائت را نزد هفتاد نفر از تابعين بياموخت و بسياري از قاريان مشهور اسلام به شاگرديش پرداخته، نحوه قرائتش را روايت كرده، آن را اشاعه دادند.

قرائت نافع، به دو روايت از دو شاگردش در دسترس ماست:

عيسي بن مينا مشهور به قالون (120 / 220 هـ. ق.) و عثمان بن سعيد (= ابوسعيد) مشهور به «ورْش» متوفاي 197 هـ. ق.

نافع، هفتاد سال براي مردم مدينه قرآن خواند و علم قرائت، آموزش داد. با مرگ او، مدينه ديگر رياست قرائت قرآن نيافت.

در روايت، به استثناي احمد، او را ثقه دانسته اند. پس از وفات در قبرستان بقيع مدفون شد. قبرش مجاور شرقي قبور «مالك بن انس» و «نافع مولي ابن عمر» جاي دارد كه تاكنون مشهور اهل مدينه است.


اخباره بالغائب 10


محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن عمار السجستاني قال: كان عبدالله النجاشي منقطعا الي عبدالله بن الحسن يقول بالزيدية، فقضي أني خرجت و هو الي مكة، فذهب هذا الي عبدالله بن الحسن و جئت أنا الي أبي عبدالله عليه السلام، قال: فلقيني بعد فقال لي: استأذن لي علي صاحبك، فقلت لأبي عبدالله عليه السلام انه سألني الاذن له عليك قال: فقال: ائذن له، قال: فدخل عليه فسأله. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما دعاك الي ما صنعت؟ تذكر يوم كذا: يوم مررت علي باب



[ صفحه 74]



قوم، فسال عليك ميزاب من الدار، فسألتهم فقالوا: انه قذر؛ فطرحت نفسك في النهر مع ثيابك و عليك مصبغة، فاجتمعوا عليك الصبيان يضحكونك و يضحكون منك!

قال عمار: فالتفت الرجل الي فقال: ما دعاك الي أن تخبر بذا أبا عبدالله؟! فقلت: لا و الله ما أخبرته، هو ذا قدامي يسمع كلامي. قال: فلما خرجنا قال لي: يا عمار هذا صاحبي دون غيره.

و رواه ابن شهرآشوب في المناقب: عن عمار السجستاني قال: دخل عبدالله النجاشي علي الصادق عليه السلام و كان زيديا منقطعا الي عبدالله بن الحسن [1] و ذكر الحديث.

و رواه صاحب ثاقب المناقب: الا أن في روايته فاجتمع عليك الصبيان يضحكون منك و يضحكون عليك؟ قال عمار: فالتفت الي و قال: ما دعاك الي أن تخبر به أبا عبدالله؟ فقلت: لا و الله، ما أخبرته، و ها هو ذا قدامي يسمع كلامي. قال فلما خرجنا قال لي يا عمار هذا صاحبي دون غيره [2] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات ص 245 ج 5 باب 11 ح 6.

[2] الثاقب في المناقب ص 411 ح 10.


در حال جنابت خدمت حضرت رسيدم


حضرت امام صادق عليه السلام از رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم روايت كرده است كه فرمود: بزرگترين پاداش براي عباداتي است كه پنهاني و در خفا انجام شود.

هم چنين ابوبصير روايت مي كند كه روزي به مدينه طيبه داخل شدم و مرا جنابت رسيده بود و رفقاي من به خدمت آن حضرت مي رفتند. براي من سخت بود كه دوستانم قبل از من آن حضرت را ببينند. پس تصميم گرفتم با همان حال خدمت حضرت بروم. چون به خدمت شريف آن حضرت رسيدم، حضرت فرمود: اي ابوبصير! مگر نمي داني كه به خانه انبياء و اولياء خدا جنب وارد نمي شوند. من شرمنده شدم و گفتم: ترسيدم كه دوستان من قبل از من به خدمت شما مشرف شوند و بعد از آن توبه كردم كه ديگر اين كار را تكرار نكنم.



[ صفحه 118]




كتابه في الغنائم و وجوب الخمس


################

پاورقي

################

عمري با جهاد اكبر و اصغر سپري كرد


عمار ياسر، يكي از سران و اعضاي مركزي سازمان «شرطة الخميس» بود. او از ياران مخصوص پيامبر صلي الله عليه و آله و حضرت علي عليه السلام بود، و هرگز در كوران هاي حوادث عصر پيامبر صلي الله عليه و آله و بعد از آن نلغزيد و به سوي چپ و راست نرفت، و چون كوهي استوار در خط پيامبر صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام ماند.

پيامبر صلي الله عليه و آله درباره ي عمار فرمود: «ايمان سراپاي عمار را گرفته، و با گوشت بدنش آميخته شده است» [1] .

و روزي به او فرمود:

ستقتلك الفئة الباغية و آخر زادك ضياح من لبن [2] .

پس از چند سالي گروه متجاوز (سپاه معاويه) تو را مي كشند، و آخرين غذاي تو در دنيا، شير مخلوط به آب است.

عمار ياسر در زمان خلافت علي عليه السلام از سرداران سپاه آن حضرت



[ صفحه 94]



در جمل و صفين بود. وي در جنگ صفين 94 سال داشت، ولي با اين سن و سال، همچون قهرماني جوان با دشمن مي جنگيد.

حبه عرني مي گويد: عمار در همان روز شهادتش (چند لحظه قبل از شهادت) به جمعي از ياران گفت: آخرين روزي دنيوي مرا بدهيد؛ مقداري شير مخلوط با آب برايش آوردند. از آن نوشيد و گفت: امروز با دوستانم - حضرت محمد صلي الله عليه و اله و حزبش - ملاقات خواهم كرد. سپس گفت:

والله لو ضربونا حتي بلغونا سعفات هجر لعلمت اننا علي الحق.

سوگند به خدا اگر دشمنان، ما را آن چنان ضربه بزنند كه همچون شاخه هاي خشك نخل خرماي سرزمين هجر (قريه اي بين بحرين و عربستان) بريده بريده شويم، يقين دارم كه ما بر حق هستيم.

عمار ياسر، اين مرد بزرگ و اين صحابي جليل القدر، در يكي از روزهاي جنگ صفين به ميدان شتافت و شجاعانه با دشمن جنگيد. سرانجام بر اثر ضربت نيزه ي يكي از دشمنان، از پشت اسب به زمين افتاد و به شهادت رسيد. شب فرارسيد. حضرت علي عليه السلام در ميان كشته ها مي گشت، چشمش به پيكر غرق خون عمار افتد؛ منقلب شد و قطرات اشك از ديدگانش جاري گشت. در كنار پيكرش نشست، سر عمار را به بالين گرفت و با قلبي آكنده از اندوه و چشمي پر از اشك، اين اشعار را در سوگ عمار خواند:



أيا موت كم هذا التفرق عنوة

فلست تبغي لي خليل خليل





[ صفحه 95]



اي مرگ! چه بسيار موجب جدايي اجباري مي شوي؛ چرا كه براي من هيچ دوستي باقي نگذاشتي.



ألا أيها الموت الذي لست تاركي

ارحني فقد افنيت كل خليل



الا اي مرگ كه قطعا سراغ من نيز مي آيي، مرا راحت كن كه همه ي دوستانم را از دستم گرفتي.



أراك بصيرا بالذين احبهم

كانك تمضي نحوهم بدليل



تو را نسبت به دوستانم تيزبين مي بينم، كه گويي چراغ به دست دنبال آن ها مي گردي.

و به روايتي فرمود: كسي كه خبر شهادت عمار را بشنود و متأثر نگردد، بهره اي از اسلام ندارد [3] .

به اين ترتيب، مي بينيم كه حضرت علي عليه السلام نسبت به دوستان مخلص و باوفايش اظهار محبت مي كرد، و صميمانه بر آن ها درود مي فرستاد. اميد آن كه ما نيز از اين موهبت محروم نشويم. ان شاءالله.


پاورقي

[1] كنز العمال، ج 11، ص 722، ح 33530.

[2] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 391.

[3] سفينة البحار، ج 2، ص 277.


الأشياء المخلوقة لمآرب الانسان و ايضاح ذلك


فكر يا مفضل في هذه الآشياء التي تراها موجودة معدة في العالم من مآربهم، فالتراب للبناء، و الحديد للصناعات، و الخشب للسفن و غيرها و الحجارة للأرحاء و غيرها، و النحاس للأواني. و الذهب و الفضة للمعاملة و الذخيرة، و الحبوب للغذاء، و الثمار للتفكه، و اللحم



[ صفحه 57]



للمآكل، و الطيب للتلذذ، و الأدوية للتصحح و الدواب للحمولة. و الحطب للتوقد، و الرماد للكلس، و الرمل للأرض، و كم عسي أن يحصي المحصي من هذا و شبهه... أرأيت لو أن داخلا دخل دارا، فنظر الي خزائن مملوءة من كل ما يحتاج اليه الناس، و رأي كل ما فيها مجموعا معدا لأسباب معروفة أكان يتوهم أنمثل هذا يكون بالاهمال، و من غير عمد؟ فكيف يستجيز قائل أن يقول هذا من صنع الطبيعة في العالم، و ما اعد فيه من هذه الأشياء.

اعتبر يا مفضل بأشياء لمآرب الانسان، و ما فيها من التدبير فانه خلق له الحب لطعامه، و كلف طحنه و عجنه و خبزه، و خلق له الوبر لكسوته، فكلف ندفه و غزله و نسجه، و خلق له الشجر، فكلف غرسها وسقيها و القيام عليها، و خلقت له العقاقير لأدويته، فكلف لقطها و خطلها و صنعها، و كذلك تجد سائر الأشياء علي هذا المثال.

فانظر كيف كفي الخلقة التي لم يكن عنده فيها حيلة. و ترك عليه في كل شي ء من الأشياء موضع عمل و حركة، لما له في ذلك من الصلاح لأنه لو كفي هذا كله، حتي لا يكون له في الأشياء موضع شغل و عمل، لما حملته الأرض



[ صفحه 58]



اشرا و بطرا و لبلغ به ذلك الي أن يتعاطي أمورا فيها تلف نفسه، و لو كفي الناس كل ما يحتاجون اليه لما تهنأوا بالعيش و لا وجدوا له لذة... ألا تري لو أن امرءا نزل بقوم، فأقام حينا بلغ جميع ما يحتاج اليه من مطعم و مشرب و خدمة، لتبرم بالفراغ و نازعته نفسه الي التشاغل بشي ء، فكيف لو كان طول عمره مكفيا لا يحتاج الي شي ء؟ فكان من صواب التدبير في هذه الأشياء التي خلقت للانسان: أن جعل له فيها موضع شغل: لكيلا تبرمه البطالة، ولتكفه عن تعاطي ما لا يناله، و لا خير فيه ان ناله.


سايبان بني ساعده


معلي بن خنيس در شبي تاريك و باراني، امام صادق عليه السلام را مي بيند كه از منزل خارج شده و در كوچه به راه افتاده است. او كه از ياران و نزديكان امام بود و خريد روزانه ي منزل نيز بر عهده ي او بود، كنجكاو شده و پشت سر امام عليه السلام آرام به راه افتاد. در ميان راه ديد كه چيزي از دوش امام بر زمين افتاد. در آن حال صداي حضرت را شنيد كه مي فرمود: خداوندا اينها را به من برگردان.

معلي مي گويد، نزديك رفتم و سلام كردم، آن حضرت صدا را شناخت و فرمود: معلي تو هستي. عرض كردم: بلي. امام فرمود: اينها را از زمين جمع كن و به من بده. خم شده و دستم را روي زمين كشيدم. آن موقع فهميدم كه حضرت چه چيزي بر دوش خود حمل مي كرده است. قرص هاي ناني بود كه از كيسه ي بزرگ روي دوش حضرت بر زمين ريخته بود. پس از اين كه آن ها را به حضرت دادم، به ايشان گفتم: اجازه بدهيد من آن ها را بياورم. امام فرمود: نه! من براي حمل آن ها شايسته ترم.

با حضرت به راه افتاديم تا اين كه به قبيله بني ساعده رسيديم. در آنجا مكاني بود كه فقراي مدينه استراحت مي كردند و شب را به صبح مي رساندند، به همين دليل به سايبان بني ساعده معروف شده بود. امام



[ صفحه 79]



نان ها را يكي يكي در زير لباس آن ها مي گذاشت بي آن كه با خبر شوند.

پس از آن كه خواستند، باز گردند، عرض كردم: آيا اينان از شيعيان و محبان شما اهل بيت هستند؟ امام فرمودند: نه، اينان معتقد به امامت نيستند. اگر چنين بودند، در تمام اموالمان حتي نمك نيز آن ها را شريك مي كرديم. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 47، ص 21.


الوليد بن عبدالملك


هو الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان، و أمه أم الحجاج بنت محمد ابن يوسف أخي الحجاج الثقفي.

ولي الامر بعد هشام بعهد من يزيد بن عبدالملك، و تربع علي دست الحكم يوم الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الاول سنة 125 ه. و قبل لعشر خلون من ربيع.

بقي في الحكم الي ان قتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر جمادي الآخرة سنة 126 ه. فكانت ولايته سئة واحدة و شهرين.

قال ابن حزم: و كان الوليد فاسقا خليعا ماجنا. [1] .

و قال ابن فضل الله في المسالك: الوليد بن يزيد فرعون ذلك العصر الذاهب، يأتي يوم القيامة فيورد قومه النار، و يرديهم العار، و بئس الورد المورود، رشق المصحف بالسهام، و لم يخش الآثام.

و قال القلقشندي: و كان مصروف الهمة الي اللهو، و الاكل، و الشرب و سماع الغناء.... [2] .

و قال ابن كثير: كان هذا الرجل مجاهرا بالفواحش، مصرا عليها، منتهكا محارم الله عزوجل لا يتحاشي من معصية، و ربما اتهمه بعضهم بالزندقة و الانحلال.



[ صفحه 128]



و لما ولي هشام أكرم ابن أخيه الوليد، حتي ظهر عليه أمر الشراب، و خلطاء السوء، و مجالس اللهو....

و قال هشام للوليد: ويحك والله ما أدري أعلي دين الاسلام انت أم لا؟ فانك لم تدع شيئا من المنكرات إلا اثبته غير متحاش و لا متستر. فكتب اليه الوليد:



يا أيها السائل عن ديننا

ديني علي دين أبي شاكر [3] .



و أبوشاكر هو مسلمة بن هشام بن عبدالملك.

و علي أي حال فان للوليد أعمالا منكرة، و جرائم لا توصف، و قبائح تشمئز لها النفس، و يقف القلم عند بيانها خجلا.

و كانت له جرأة عظيمة علي انتهاك حرمة الاسلام، فمن ذلك أنه كان يستهدف بالمصحف و يقول:



تهدد كل جبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد



اذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل يا رب خرقني الوليد [4] .



و هو الذي كتب الي عامه علي الكوفة يوسف بن عمر: خذ عجل أهل العراق فأنزله جذعة (يعني زيد بن علي عليه السلام) و أحرقه بالنار ثم انسفه باليم. فأمر يوسف به فأحرقه ثم رضه و حمله في سفينة، ثم ذراه في الفرات. [5] .

و قد وردت في الوليد أحاديث بأنه فرعون هذه الأمة منها: ما أخرجه الامام أحمد عن عمر بن الخطاب أنه ولد لأخي أم سلمة غلاما فسموه الوليد فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «سميتموه باسم فراعينكم، ليكونن في هذه الامة رجل يقال له الوليد، لهو أشد فسادا لهذه الامة من فرعون لقومه» و في لفظ لهو أضر علي أمتي.

و أخرج البيهقي عن زينب ام سلمة عن امها قالت: دخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم و عندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد، فقال صلي الله عليه و آله و سلم: من هذا



[ صفحه 129]



يا أم سلمة؟ قالت: هذا الوليد. فقال صلي الله عليه و آله و سلم: «قد اتخذتم الوليد حنانا؛ غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الامة فرعون يقال له الوليد». [6] .

و عندما ولي كانت يكتب الي الناس:



ضمنت لكم ان لم تعقني منيتي

بأن سماء الضر عنكم ستقلع [7] .



و لما عم ظلمه و جوره و فسقه و استهتاره، قال فيه الشاعر العربي حمزة ابن بيض:



وصلت سماء الضر بالضر بعدما

زعمت سماء الضر عنا ستقلع



فليت هشاما كان حيا يسومنا

و كنا كما كنا نرجي و نطمع



و قال أيضا:



يا وليد الخنا تركت الطريقا

واضحا و ارتكبت فجا عميقا



و تماديت و اعتديت و أسرفت

و أغويت و انبعثت فسوقا



أنت سكران ما تفيق فما ترتق

فتقا و قد فتقت الفتوقا [8] .



و كتب اليه عامله علي خراسان: بتردي الاوضاع، و حدوث ثورات فأجابه: اني مشغول بالعريض و معبد و ابن أبي عائشة. و هم المغنون الذين أحضرهم عنده. [9] .

و اشتدت النقمة علي الوليد، و ثار الناس عليه بقيادة ابن عمه يزيد ابن الوليد، و قال له يزيد بن عنبسة: ما ننقم عليك في انفسنا، لكن ننقم عليك انتهاك حرم الله، و شرب الخمر، و نكاح امهات أولاد أبيك، و استخفافك بأمر الله. [10] .

و قتل يوم الخميس لليلتين من جمادي الآخرة سنة 126 ه و حمل رأسه الي يزيد بن الوليد، فأمر أن يطاف به في البلد.



[ صفحه 130]




پاورقي

[1] السيرة ص 363.

[2] الانافة في مآثر الخلافة ج 1 ص 156.

[3] تاريخ ابن كثير ج 10 ص 6 - 2.

[4] البدء و التأريخ للمقدسي ج 3 ص 53، و تاريخ الخميس ج 2 ص 320، و ابن الاثير ج 5 ص 137 و الحور العين لابن نشوان ص 190 و غيرها.

[5] الطبري ج 8 ص 122 و ابن الاثير ج 5 ص 127.

[6] ابن كثير ج 10 ص 6 و تأريخ الاسلام للذهبي ج 5 ص 173.

[7] البدء و التأريخ ج 3 ص 51.

[8] ابن الاثير ج 5 ص 133.

[9] البدء و التأريخ ج 3 ص 53.

[10] تاريخ الاسلامي للذهبي ج 5 ص 178.


تمهيد


انتقل الأمر بعد السفاح إلي أخيه أبي جعفر المنصور سنة 136 ه و كان السفاح لين الجانب مع أبناء عمه، يصلهم و يتظاهر بالعطف عليهم، و يتحمس لما نالهم من الأذي و ما حل بهم من نكبات في العهد الأموي، و يعلن بأخذ ثأرهم و الانتقام من عدوهم.

و كان العلويون و العباسيون علي وئام و لم تنقطع بينهم الصلات، و لم يحدث بينهم ما يثير الأحقاد و يفرق الكلمة، و إن كان العباسيون قد استأثروا بالأمر و نقضوا بيعتهم التي عقدوها بالإبواء لآل علي عليهم السلام.

و لكن المنصور الدوانيقي عندما ولي الحكم و مهد له الأمر غدر بأبناء علي عليه السلام و تعرضوا في عهده لخطر شديد، و نالهم من الأذي ما لم يكن بالحسبان.

يوقل السيوطي [1] : و المنصور أول من أوقع الفتنة بين العباسيين و العلويين، و كانوا شيئا واحدا.

و إن سيرة حياته مليئة بتلك الحوادث المحزنة التي لقيها آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم في عهده من قتل و سجن و تشريد كما أشرنا له من قبل.

لقد كان المنصور قوي النزعة الي انتهاز الفرصة للإيقاع بمن يظن به نشاطا سياسيا أو علميا، فهو يتوصل بكل وسيلة إلي نيل مقصده ولا يتوقف بأن يسي ء الي من أحسنوا اليه، و يتنكر لمن قدموا له المعروف و غمروه بفضلهم.

و علي أي حال فقد تقدم في الأبحاث السابقة من الجزء الأول بعض أخباره مع الإمام الصادق عليه السلام و محاولته الفتك به مرارا ولكن الله بالغ أمره قد جعل لكل شي ء قدرا. فقد عصمه الله منه و دفع شره عنه.


پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء ص 102.


عود علي بدء


ان دراسة حياة هشام و الوقوف علي آرائه و أقواله توقف القاري ء النبيه علي أسباب اتهامه بتلك التهم الشنيعة التي تناقض الحقيقة، و لا تتفق مع عقيدته و ايمانه.

وقدأشرنا لبعض الأسباب التي دعت خصومه لرميه في ذلك، و هناك شي ء آخر و هو: أن هشاما كان ذو شخصية قوية و فكر واسع و رأي صائب، و هو صلب في ايمانه، قوي في عقيدته، لا يتنازل عنها لسلطان، و لا يجاري الأغلبية الساحقة، و لم ينهزم يوما ما أمام مناظر، أو يفلج في قول أو يغلب في حجاج، و كانت المعركة الفكرية تدور حول الامامة و ما شاكلها، و كان هشام يخالف في رأيه لسلطان عصره، و يناظر علي صحة قوله و صواب رأيه، فهو مع أهل البيت يناضل عن حقهم، و يحاجج في لزوم اتباعهم، و لم يعبأ في مخالفة الأغلبية، و لم يبال بالاضطهاد المنتظر بحق كل من يخالف رأي الدولة. و ان كان رأيها هو الرأي السائد و القول المتبع.

فلذلك تكونت حول شخصيته تلك المؤامرات و الدسائس، التي تتكيف بمزاج العصر و أوضاعه؛ لأن أعظم سلاح يقاوم به من يخالف آراء ملوك ذلك العصر هو الاتهام بالبدعة، و الرمي بالالحاد و الزندقة.

و يكفي للاستدلال علي براءة هشام من ذلك قول الامام الصادق عليه السلام: يا هشام لا زلت مؤيدا بروح القدس. و قوله: هذا ناصرنا بقلبه و لسانه.

و قوله: هشام رائد حقنا المؤيد لصدقنا، و الدافع لباطل أعدائنا، من تبعه و تبع أمره تبعنا، و من خالفه فقد عادانا.

و قال علم الهدي: فكيف يتوهم عاقل - مع ما ذكرناه - علي هشام هذا القول: بأن ربه سبعة أشبار بشبره، و هل ادعاء ذلك عليه (رضوان الله عليه) مع اختصاصه المعلوم بالصادق، و قربه منه و أخذه عنه الاقدح في أمر الصادق، و نسبته للمشاركة في الاعتقاد الذي نحلوه هشاما، و الا كيف لم يظهر عنه من النكير عليه، و التبعيد له بما يستحقه المقدم علي هذا الاعتقاد المنكر، و المذهب الشنيع [1] .

و وردت في حقه روايات مدح من بقية الأئمة عليهم السلام كقول الامام



[ صفحه 100]



الرضا عليه السلام عندما سئل عن هشام: رحمه الله كان عبدا ناصحا و أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له.

و قال الامام الجواد عليه السلام: هشام بن الحكم رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية.

و صفوة القول: ان هشام بن الحكم كان عظيم المنزلة، رفيع المكانة ثقة في الحديث، مبرزا في الفقه و التفسير و سائر العلوم و الفنون.

و الشي ء الذي يلفت النظر، هو وجود بعض الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام تنص علي الطعن في عقيدة هشام، و قد ذكرها الأصحاب في معرض النقد و الرد، اذ هي - بدون شك - مكذوبة لا صلة لها بالصحة.

فمن ذلك: ما أشاعوه عن الامام الرضا عليه السلام أنه قال في هشام: انه ضال مضل، شرك في دم أبي الحسن الكاظم عليه السلام و لما شاعت هذه المقالة قدم جماعة من الشيعة الي الامام الرضا عليه السلام يسألونه عن ذلك القول، و عن مبلغه من الصحة لكي يتبرأوا من هشام ان صح ذلك.

فتقدم اليه موسي بن المشرقي يسأله عن ذلك القول، و هل يتولون هشاما أم يتبرأون منه؟

فأجابه الامام بلزوم موالاة هشام، و قال له: تولوه، اذا قلت لك فاعمل به و لا تريد أن تغالب به، أخرج الآن فقل لهم - أي الشيعة -: قد أمرني بولاية هشام.

و قال عليه السلام رحمه الله - أي هشاما - كان عبدا ناصحا و أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له [2] .

و منها: عن محمد بن زياد قال: سمعت يونس بن ظبيان يقول: دخلت علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام فقلت له: ان هشام بن الحكم يقول قولا عظيما الا أني أختصر لك منه حرفا: يزعم أن الله جسم لأن الأشياء شيئان: جسم و فعل فلا يجوز أن يكون الصانع بمعني الفعل، و يجوز أن يكون بمعني الفاعل.

فقال أبو عبدالله: و يله، أما علم أن الجسم محدود متناه، و القدرة محدودة متناهية، فاذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان، و اذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا.

هكذا ادعي يونس بن ظبيان أنه سمع ذلك في حق هشام. و يونس، هذا



[ صفحه 101]



هو ممن يكيد لهشام و يبغضه، لأن يونس من الغالين الذين شوهوا سمعة المذهب، و هو من أصحاب أبي الخطاب. قال ابن الغضائري: يونس بن ظبيان كوفي غال كذاب، و ضاع للحديث. روي عن أبي عبدالله لا يلتفت الي الحديثه.

و قال النجاشي: انه مولي ضعيف جدا لا يلتفت الي ما رواه، كل كتبه تخليط، و قد ورد لعنه علي لسان الأئمة.

و علي أي حال، فان هشام بن الحكم من المعذبين في الله، و هو أجل من أن تنسب اليه تلك الأمور، و أعظم منزلة من كل ما يرمونه به، فلا يلتفت الي تلك الخرافات و الأوهام و الدسائس التي حيكت حول شخصيته.


پاورقي

[1] الشافي ص 12.

[2] جامع الرواة ج 2 ص 213.


تمهيد


تقدم القول أن عصر الامام الصادق عليه السلام كان عصر مجادلات و نظر، اذ اتسعت فيه دائرة الخلافات العقائدية، و انتشرت فيه المقالات المختلفة، و ظهرت هناك عقائد و مذاهب لا تتمشي مع روح الاسلام، كما أن شبه الزنادقة و الملحدين قد ظهرت بصورة علنية، و لقد وجد يومئذ من ينكر وجود الله، مستعينا علي اثبات وجهة نظره بالمنطق اليوناني، اذ ظهرت نتائج التفاعل الفكري بين المسلمين و حضارة اليونان، و انتشرت مبادي ء المنطق اليوناني و الفكر الاغريقي.

و دار الجدل و النقاش حول مسائل أهمها مسألة التشبيه و التجسيم و الصفات و مسألة تحمل الانسان مسؤولية عمله، أو رفع كل مسؤولية عنه، و براءته من كل اثم، الي غير ذلك من المسائل: كقدم العالم و حدوثه و فكرة العدل، و الكبائر، مما هو مذكور في أمهات الكتب من الخلافات عندما ظهرت التيارات المختلفة، التي ارتسمت في آفاق الفكر الاسلامي.

و قد رأينا فيما سبق موقف الامام في رد تلك المزاعم، و دفع تلك الشبهات، و أول ما كان يسعي اليه هو اثبات وجود الله و وحدانيته، و علاقة صفاته به، بأدلة عقلية مبتنية علي أسس منطقية صحيحة، يحاول فيها اظهار الحق، و كشف الحقيقة بما أوتي من مواهب غزيرة، و مقدرة علي البيان، فمرة يأتي بأوجز بيان في برهانه مع الوفاء بالقصد، و أخري يطنب في الدليل و يوضح الحجة، و يسترسل في البيان كما في توحيد المفضل و غيره، فمن ايجازه حينما يسأل عن الدليل علي الخالق فيقول عليه السلام: (ما بالناس من حاجة).

فما أوجزها من كلمة و أكبرها من حجة، فانا نجد الناس في حاجة مستمرة في كل شأن من شؤون الحياة، و هذه الحاجة تدل علي وجود مآل لهم في حوائجهم، غني عنهم بذاته، و أن ذلك المآل واحد، و الا لاختلف السير و النظام. و يسأله مرة هشام بن الحكم بقوله ما الدليل علي أن الله واحد؟ فيقول عليه السلام: اتصال التدبير و تمام الصنع [1] .



[ صفحه 410]




پاورقي

[1] الامام الصادق للشيخ المظفر.


عبدالرحمن


أبوبكر عبدالله بن الحارث المتوفي سنة 94 ه.

كان أبوه الحارث أخا لأبي جهل لأمه، و كان عبدالرحمن في جيش البصرة مع عائشة، و كان صغيرا فرد هو و عروة بن الزبير عن القتال و كان أعمي.


آية الولاية


يزعم الاستاذ أن نزول آية الولاية - في الامام علي عندما تصدق بخاتمه - و هي قوله تعالي: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) انما كان من وضع الشيعة و أكاذيبهم، و هو اذ يطلق هذا القول و يصدر هذا الحكم و لا يحسب للمؤاخذة عليه أي حساب و هو رجل له منزلة في مجتمعه اذ هو يتولي تدريس الحديث و التفسير فلا بد أن يكون له علم بكتب التفسير أو له المام بما ذكره المفسرون و الحفاظ من علماء السنة حول نزول هذه الآية.

أقول لا يعقل ذلك حسب رتبته و شهادته التي أهلته لأن يكون مدرسا في أكبر مؤسسة اسلامية و يوجه جيلا يتولي توجيه الأمة و ارشادها. و من الغريب أن الاستاذ المؤلف في كثير من أبحاثه يتواري وراء ستار شفاف ينم عما وراءه فيفضح أسراره و يكشف نواياه.

انه يؤاخذه المفسرين من الشيعة كرجل من أهل الحديث [1] و اذا كان كذلك كيف يجهل أو يتجاهل ما ذكره المفسرون و الحفاظ حول هذا الموضوع؟!!

و نحن هنا نقدم للقراء - كدليل علي ما نقوله - بعضا من أولئك الرجال الذين ذكروا أن نزول هذه الآية في الامام علي عليه السلام ملتزمين طريقة الاختصار علي البعض خشية الاطالة و اتساع الموضوع.

قال الواحدي في أسباب النزول: ان هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب لأنه أعطي خاتمه سائلا و هو راكع.

و عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم خرج الي المسجد و الناس بين قائم و راكع فنظر سائلا فقال صلي الله عليه و آله و سلم: هل أعطاك أحد شيئا؟

قال: نعم خاتم.

قال صلي الله عليه و آله و سلم: من أعطاكه؟

قال: ذاك القائم و أشار بيده الي علي عليه السلام.

فقال صلي الله عليه و اله و سلم علي أي حال أعطاكه؟

قال: أعطاني و هو راكع فكبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم قرأ: و من يتولي الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم المفلحون. اه [2] .



[ صفحه 430]



و قال السيوطي في اللباب: و له شاهد قال عبدالرازق حدثنا عبدالوهاب عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالي: (انما وليكم الله والذين آمنوا) الآية نزلت في علي بن أبي طالب.

و أخرج ابن جرير عن مجاهد و ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله [3] .

و ذكر محب الدين أبوالعباس الطبري أن هذه الآية نزلت في علي و هي من بعض الآي الذي نزل في حقه [4] .

أخرج ابن جرير في تفسيره - 165:6 بطريق عن مجاهد أنه قال: في قوله تعالي: (انما وليكم الله... الآية): انها نزلت في علي بن أبي طالب.

و أخرج عن عبدالملك أنه قال: سألت أباجعفر عن قول الله: (انما وليكم الله و رسوله... الآية).

قال: نزلت في علي بن أبي طالب تصدق و هو راكع. و أخرج مثله عن هناد عن عبدالملك.

و أخرج بطريق عن عتبة بن حكيم في هذه الآية (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا) قال: هو علي بن أبي طالب.

و قال نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري في تفسيره: روي أن عبدالله ابن سلام قال: لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله أنا رأيت عليا تصدق بخاتمه علي محتاج و هو راكع فنحن نتولاه.

و روي عن أبي ذر أنه قال: صليت مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوما صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد الرسول فما أعطاني أحد شيئا. و علي عليه السلام كان راكعا فأومأ اليه بخنصره اليمني و كان فيها خاتم فأقبل السائل حتي أخذ الخاتم ثم قرأ النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال اللهم ان أخي موسي سألك فقال: رب اشرح لي صدري: الي قوله و أشركه في أمري. فأنزلت قرآنا ناطقا: سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا، اللهم و أنا محمد نبيك و صفيك فاسرح لي صدري و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به أزري.



[ صفحه 431]



قال أبوذر: ما أتم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هذه الكلمة حتي نزل جبرائيل فقال يا محمد اقرأ: انما وليكم الله... الآية [5] .

و قال الزمخشري: انها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل و هو راكع في صلاته فطرح له خاتمه، كأنه كان مرجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد فيه صلاته.

ثم أورد علي نفسه فقال: فان قلت: كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه و اللفظ لفظ جماعة؟

قلت: جي ء به عن لفظ الجمع و ان كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا ثوابه و لينبه علي أن سجية المؤمنين يجب أن تكون علي هذه الغاية من الحرص علي البر و الاحسان و تفقد الفقراء حتي ان لزمهم أمر لا يقبل التأخير و هم في الصلاة لم يؤخروه الي الفراغ منها [6] .

و قال أبوبكر الجصاص الحنفي: روي عن أبي جعفر و عتبة بن حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه.

و قال - بعد ذكره لقوله تعالي: (و يؤتون الزكاة و هم راكعون): بدل علي أن صدقة التطوع تسمي زكاة لأن عليا تصدق بخاتمه تطوعا [7] .

و قال السيوطي: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال تصدق علي بخاتمه و هو راكع فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟

قال: ذاك الراكع فأنزل الله تعالي: (انما وليكم الله و رسوله).

و أخرج عبدالرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و أبوالشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: (انما وليكم الله و رسوله... الآية) قال: نزلت علي بن أبي طالب.

و أخرج الطبراني في الأوسط و ابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلي سائل و هو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتي رسول الله فأعلمه ذلك فنزلت علي النبي هذه الآية: (انما وليكم الله و رسوله الآية).

و أخرج ابن مردويه و أبوالشيخ عن علي مثله... و ذكر السيوطي عدة طرق في أسباب نزول هذه الآية و أنها نزلت في علي عليه السلام [8] .



[ صفحه 432]



و قد خرج حديث نزول هذه الآية كثير من الحفاظ و المفسرين ما يربو عددهم علي الستين.

كالحافظ أبي عبدالرحمن النسائي المتوفي سنة 303 في سننه.

والحافظ أبي القاسم الطبراني المتوفي سنة 360 في الأوسط.

و الفقيه ابن المغازلي الشافعي المتوفي سنة 483 من خمسة طرق.

و الحافظ أبي عبدالله محمد بن عمر الواقدي المتوفي سنة 207.

و غيرهم ممن ذكرناهم آنفا و ممن لم نذكرهم اختصارا للموضوع و في هذا القدر - بل بعضه - كفاية علي رد ما يزعمه الاستاذ حول وضع حديث نزول هذه الآية في الامام علي و انها من موضوعات الشيعة و لم يكن لقوله هذا حجة و لا لحكمه برهان.

و الدعاوي ان لم تقم عليها بينات أبناؤها أدعياء

و غريب من الاستاذ هذا الجمود الفكري و لم يجعل لتفكيره مجالا و لعقليته حق التمييز بين الصدق و الكذب و الحق و الباطل.


پاورقي

[1] التفسير و المفسرون 288:2.

[2] اسباب النزول للواحدي - 148.

[3] لباب النقول في اسباب النزول للسيوطي - 9.

[4] انظر ذخائر العقبي - 88.

[5] تفسير النيسابوري 145:6 بهامش تفسير ابن جرير.

[6] الكشاف 218:1.

[7] احكام القرآن للجصاص 543 - 542:2.

[8] الدر المنثور 293:2.


التفسير بالتأويل


يروي الشيعة عن النبي أنه قال: «ان للقرآن ظاهرا و باطنا، و لبطنه بطن الي سبعة أبطن» [1] ويروون عن علي أنه قال: «ما من آية قرآنية الا ولها ظاهر و باطن، و حد و مطلع» [2] ويروي هذا البيان عن سهل التستري [3] ، من المفسرين الصوفيين. و أنه أضاف:



[ صفحه 345]



فالظاهر: التلاوة، والباطن: الفهم، و الحد: حلالها و حرامها، والمطلع: اشراف القلب علي المراد به فقها عن الله عزوجل... قيل له: ما الباطن؟ قال: فهمه [4] .

و يروون عن الامام الصادق أنه قال: «ان في كتاب الله أمورا أربعة: العبارات، و الاشارات، و الحقائق، و اللطائف. فالعبارات: للعوام. و الاشارات: للخواص، و اللطائف: للأولياء، و الحقائق: لأنبياء الله» [5] .

و المتتبع لتفسيرات الامام الصادق و أجوبته علي المسائل يجدها تنبع من بحر عميق في فهم القرآن و اللسان العربي، أمكنه أن يكشف للناس بين الفينة و الفينة ما فيه من شمول، و ما بينه و بين السنة من صلة الأصل بفرعه، و بذلك قدر الامام أن يفسر القرآن بالقرآن - ففي بيته نزل - و أن يجد للحديث الواحد أصولا عدة، في آيات متفرقة، بمجرد أن يدلي اليه سائل بسؤال! و هو منهج سيتتابع عليه عظماء الأئمة من أهل السنة، و في طليعتهم أحمد بن حنبل.

ولا يسوغ لنا أن نعتبر تفسيرات الصادق من أضرب التفسير بالرأي، أو بالمأثور، أو بهما - و هي مصنفة بين عقلي و نقلي و صوفي و رمزي و قصصي و... الخ - و في البعض منها تأويل باطني.

و ابن عطية [6] من كبار مفسري أهل السنة، ينفي صحة نسبة تفسير باطني أو رمزي الي



[ صفحه 346]



الامام الصادق، و يقول «... و هذا قول جار علي طريقة الرموز، و لا يصح عن جعفر بن محمد رضي الله عنه، و لا ينبغي أن يلتفت اليه» [7] .

اليك مثلا - بين نظائر تجل عن الحصر - لاستعمال اللسان العربي في التفسير: يقول زرارة للامام الصادق: من أين علمت أن المسح ببعض الرأس؟ و يجيب الامام: لمكان الباء في قوله تعالي [8] (وامسحوا برؤوسكم) [9] يقصد: أن الباء للبعضية [10] .

و لقد تتابع علي هذا التفسير الأئمة في اللغة و الفقه [11] جاء في المصباح المنير في مادة «بعض»: أن الباء في قوله تعالي: «وامسحوا برؤوسكم) للتبعيض...، و نص علي مجيئها للبعض ابن قتيبة...، و أبوعلي الفارسي و ابن جني...، و ذهب الي مجي ء الباء بمعني البعض الشافعي و هو من أئمة اللسان، و قال بمقتضاه أحم و أبوحنيفة.

و من استعمال ظاهر اللسان العربي تفسير «الكوثر» بأنه الذرية الكثيرة، في قوله تعالي: (انا أعطيناك الكوثر) فهي صيغة مبالغة من الكثرة «فوعل»، يؤيد ذلك الآية التي تجي ء فيما بعد (ان شانئك هو الأبتر) و الأبتر: من لا عقب له. و بهذا ساغ تفسير الشيعة بأن الكوثر هو الذرية [12] ، و قد رزق الله النبي الذرية الكثيرة من فاطمة، فهي الكوثر المقصود. و الآخرون



[ صفحه 347]



يقولون: ان الكوثر نهر في الجنة [13] و غيرهم يؤولونه بأنه النبوة [14] .

و لقد أسلفنا طائفة من تفسيرات الامام؛ كالخوف من عدم العدل بين النساء، والانفاق من رزق الله، و رؤية الله جل شأنه، و قتل النفس باخراجه من الهدي الي الضلال، و التفسيرات التي جعلت أباحنيفة يقول عن آية (و ما نقموا الا أن أغناهم الله و رسوله من فضله) [15] لكأني ما قرأتها قط في كتاب الله، و لا سمعتها الا في هذا الموقف [16] و هي جميعا صادرة عن فهم دقيق للسان العربي الذي نزل به القرآن.

و التفسير بالظاهر ممن يفهم البلاغة العربية و مجازاتها المتعددة، و الاستعارة، و الايجاز اللفظي، و هو بعض خصائص الاعجاز البياني في القرآن، لا ينفي استعمال العقل، بل فيه مجال واسع له، و لا ينفي القيمة العظيمة لتفسير الزمخشري المعتزلي [17] ، و هو حجة في اللغة، و حجة في الجمع بين الظاهر و بين وجوه الرأي بالمعاني الدقيقة و أسرار البلاغة [18] .



[ صفحه 348]



و ممن أثارهم الاعجاب به: الامام يحيي بن حمزة العلوي [19] (749) صاحب كتاب «الطراز».

و ما من تفسير ثبت عن امام عن أهل البيت الا تلقته العقول بالقبول، لأنه لا يغاير النص من القرآن و السنة، و انما يشرحهما في نورانية باهرة [20] ، في حين أن المعتزلة يؤولون ليخضعوا المعني لأصولهم الخمسة [21] و هذا خلاف عظيم بين المؤولين و بين الامام جعفر والشيعة الامامية.

أما الاسماعيلية فلهم بعض التأويلات الباطنية التي تهمل المعني الظاهر، و تحمل الألفاظ ما لا تحتمله. والاسماعيلية فرقة شيعية، لم تظهر الا بعد موت الامام جعفر بقرن أو أكثر.


پاورقي

[1] عوالي اللئالي: ج 4 ص 107، مستدرك السفينة البحار: ج 8 ص 455، تفسير فرات: ص 17 و لكن فيه: «الي سبعين بطنا».

[2] تفسير الصافي: ج 1 ص 31، تفسير الميزان: ج 3 ص 73، فيض القدير: ج 2 ص 500.

[3] سهل بن عبدالله بن يونس التستري؛ أبومحمد، أحد أئمة الصوفية و علمائهم، و المتكلمين في علوم الاخلاص و الرياضيات و عيوب الأفعال، له كتاب في تفسير القرآن مختصر، و كتاب رقائق المحبين، و قصص الأنبياء ولد في شوشتر سنة 200 ه، و توفي بالبصرة سنة 283 ه. (طبقات الصوفية: 206، وفيات الأعيان: ج 1 ص 218، حلية الأولياء: ج 10 ص 159، الأعلام: ج 3 ص 143).

[4] العبارة ذكرها الفيض الكاشاني عن أميرالمؤمنين في تفسير الصافي: ج 1 ص 31، و كذا تفسير الميزان: ج 3 ص 73، و ذكرها الزركشي في البرهان: ج 2 ص 154 دون اشارة الي القائل.

[5] بحارالأنوار: ج 89 ص 103، نزهة الناظر: ص 110، تفسير الصافي: ج 1 ص 31. ووردت عن أميرالمؤمنين عليه السلام، رواها: عوالي اللئالي: ج 4 ص 105، تفسير الصافي: ج 1 ص 29، بحارالأنوار: ج 75 ص 278. ووردت عن الحسين بن علي عليه السلام، رواها: بحارالأنوار: ج 89 ص 20، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 450، و لا تنافي.

[6] عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمان بن عطية المحاربي، من محارب قيس، الغرناطي، مفسر، فقيه أندلسي من أهل غرناطة، عارف بالأحكام و الحديث، وله شعر، ولي قضاء المرية، و كان يكثر الغزوات في جيوش الملثمين، توفي بلورقة سنة 542 ه، له كتاب «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» في عشر مجلدات. (نفح الطيب: ج 1 ص 593، الأعلام: ج 3 ص 282).

[7] حكاه عنه في تفسير القرطبي: ج 7 ص 4، و تفسير الثعالبي: ج 2 ص 474، و فتح القدير: ج 2 ص 123.

[8] الكافي: ج 2 ص 30، من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 103، علل الشرائع: ج 1 ص 279، الاستبصار: ج 1 ص 62، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 61، وسائل الشيعة: ج 1 ص 413، مستدرك الوسائل: ج 2 ص 539، عوالي اللئالي: ج 2 ص 194.

[9] المائدة: 6.

[10] بحارالأنوار: ج 77 ص 445.

[11] راجع: المبسوط للسرخسي: ج 1 ص 63 و ج 18 ص 2، تحفة الفقهاء: ج 1 ص 9، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 428 و 429 و 490، مجمع البحرين للطريحي: ج 1 ص 146 و 220، تاج العروس: ج 10 ص 430.

[12] راجع: مجمع البيان: ج 10 ص 460 و 461، تفسير غريب القرآن: ص 275، بحارالأنوار: ج 8 ص 17 و ج 16 ص 311، مجمع البحرين: ج 4 ص 20.

[13] انظر: رسائل المرتضي: ج 1 ص 438، الاقناع: ج 1 ص 45، مغني المحتاج: ج 1 ص 60، تفسير القمي: ج 2 ص 10 و 445، تفسير فرات الكوفي: ص 609، التبيان للطوسي: ج 10 ص 417، مجمع البيان: ج 10 ص 458.

[14] الكوثر: النبوة و الكتاب علي ما قال عكرمة، و قيل: هو القرآن عن الحسن، و قيل: هو كثرة الأصحاب والأشياع عن أبي بكر بن عباس. مجمع البيان: ج 10 ص 460.

[15] التوبة: 74.

[16] راجع: وسائل الشيعة: ج 24 ص 351، كتاب الغنية: ص 151، بحارالأنوار: ج 10 ص 216، درر الأخبار: ص 354.

[17] و هو كتاب الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل، لجار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفي سنة 528 ه. و لقب (جار الله) لأنه سافر الي مكة و جاور بها زمانا، و قيل: انه كان أعرج برجل واحدة. راجع مقدمة الكشاف.

[18] يؤول المعتزلة الألفاظ ليفسروا معاني الآيات طبقا لاصولهم، و علي ذلك أولوا الآيات التي قد تتم عن التشبيه و الجهة و الجسمية. والتفسير بالرأي يقوم علي قاعدة كصمام الامان للذين ينهجونه، فبالكتاب آيات محكمات و أخر متشابهات، و المحكمة آيات لا يتماري في معناها أحد، فاذا وردت آية متشابهة فسرت علي أساس الآية المحكمة، مثل قوله تعالي: (الي ربها ناظرة) تفسر علي أساس قوله تعالي: (لا تدركه الأبصار) فيكون معناها: الرضي عنها و توفع النعمة من الله. و مثل قوله: (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) تفسر علي أساس قوله: (ان الله لا يأمر بالفحشاء). و أكثر المؤولين يلجأون للمجاز، و في القرآن كثير منه، مثل قوله تعالي: (يد الله فوق أيديهم) فمعناها: القدرة - و هم ككل المفسرين - يبدأون من أن الله تعالي ليس كمثله شي ء.

أما التفسير بالمأثور فتصدره مدرسة الامام الطبري، يجمع الأقوال و الآثار و يختار منها. (منه).

[19] يحيي بن حمزة بن علي بن ابراهيم الحسيني العلوي الطالبي، من اكابر أئمة الزيدية و علمائهم في اليمن، يروي أن كراريس تصانيفه زادت علي عدد أيام عمره. ولد في صنعاء سنة 669 ه، و أظهر الدعوة بعد وفاة (المهدي) محمد بن المطهر سنة 729 ه، و تلقب بالمؤيد بالله أو المؤيد برب العزة، و استمر الي أن توفي في حصن هران (قبلي ذمار) سنة 745 ه، من تصانيفه: الشامل في أصول الدين، نهاية الوصول الي علم الأصول، الطراز المتضمن لأسرار البلاغة و علوم حقائق الاعجاز. (الأعلام: ج 8 ص 143، بلوغ المرام: ج 51 ص 414، البدر الطالع: ج 2 ص 331).

[20] اليك مثلا تفسير «الامام العسكري» للحروف المقطعة مثل: (ا. ل. م...) في فواتح السور، يراها تنبيها علي أن هذا الكتاب الذي أنزله الله هو هذه الحروف المقطعة، و أنه بلغتكم و هجائكم فأتوا بمثله ان كنتم صادقين. و ما يزال هذا التفسير في طليعة تفسير الحروف المقطعة، في أوائل السور. (منه).

[21] أصول المعتزلة الخمسة:

1- التوحيد الذي ينفي عن الذات صفات الأجسام و المكان، و أهل السنة يرون صفات الله خاصة به، و أنه تعالي «كما وصف نفسه»، فليس في ذلك تشبيه لله بخلقه.

2- العدل، و فحواه أن الله لا يأمر الا بالحسن، و لا ينهي الا عن القبيح، و ما يفعله الناس عمل من أعمالهم، و لذلك يثابون و يعاقبون، و أهل السنة يقولون: ان الله خالق العمل، و العبد كاسب له.

3- الوعد و الوعيد، أو الثواب و العقاب ملا زمان للفعل، و أهل السنة يرون التوبة قد يقبلها الله من مرتكب الكبيرة.

4- المنزلة بين المنزلتين، فمرتكب الكبيرة لا مؤمن و لا كافر، بل فاسق و ان كان عقابه أقل من الكافر.

5- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مع اشتدادهم في ذلك عندما كانت السلطة في أيديهم. (منه).


طب الأطفال


و في مجال طب الأطفال يلحظ الامام الصادق ظاهرة البكاء عند الأطفال حديثي الولادة، فيتعقبها بالاضافة و الأفاضة، و يسرد ما في دخائلها من فوائد صحية ظلت مجهولة الي ما بعد عصره بعدة قرون، و قد أثبت الطب الحديث صحة ما تناوله الامام عليه السلام، و اعتبره من الحقائق العلمية التي تواكب صحة الطفل، و سيرورة انعاشه و يقظته من الخمول الي الحركة الدائبة، مما يضمن صحة العين بخاصة و بدن الطفل بعامة.

يقول الامام لتلميذه المفضل بن عمر الجعفي الكوفي: «اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة، و اعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة ان بقيت فيها أحدثت أحداثا جليلة و عللا عظيمة، من ذهاب البصر و غيره، و البكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم، فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم، و السلامة في أبصارهم، أفليس قد جار أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء، و والده لا يعرفان ذلك، فهما دائبان يسكنانه، و يتوخيان في الأمور مرضاته، لئلا يبكي، و هما لا يعلمان أن البكاء أصلح له و أجمل عاقبة، فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالاهمال، و لو عرفوا ذلك لم يقضوا علي الشي ء أنه لا منفعة فيه، من أجل أنهم لا يعرفونه، و لا يعلمون السبب فيه، فان كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون، و كثيرا مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه، و علت كلمته» [1] .

و يتحدث الامام عن ظاهرة أخري لدي الأطفال في حداثة أسنانهم فيشخصها و يقول: «فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريق (اللعاب) ففي ذلك خروج



[ صفحه 405]



الرطوبة، و لو بقيت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة، كمن تراه قد غلبت عليه الرطوبة فأخرجته الي حد البله و الجنون و التخليط الي غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج و اللقوة، و ما أشبهها فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم، فتفضل علي خلقه بما جهلوه، و نظر لهم بما لم يعرفوه...» [2] .

و واضح أن هذين النصين تحدثا عن ظاهرتين مصاحبتين للأطفال عند الصغر، و قد أظهر الامام من عائدتيهما علي الطفل ما جهله الآخرون، و قد يشذ الفكر في معرفة دقائق الحكمة الالهية، و قد لا يتوصل الي علل ذلك كما رأيت.


پاورقي

[1] المفضل بن عمر: توحيد المفضل 53.

[2] المفضل بن عمر: توحيد المفضل 53.


التصدي للمنحرفين عن خط الامامه


لم تقتصر الثورة العلمية التي قام بها الامام الصادق عليه السلام علي مواجهة فريق دون آخر، بل كانت مواجهة كاسحة في شتي الميادين و علي جميع الصعد و علي كل الخطوط سواء كان للمنحرفين عن الدين أو عن المذهب، و جميعها كانت في عرض واحد و آن واحد.

فقد ناظر عليه السلام أصحاب الأديان السماوية، اليهود و النصاري الي من يعتبرون أنفسهم بأن لهم دين، كالزرداشتية [1] و المانوية [2] ، و المزدكية [3] الي من لا يعترفون بصانع لهذا الكون كالزنادقة و الملاحدة.

الي المذاهب الاسلامية المختلفة الآراء، من مدرسة الرأي، الي مدرسة الحديث [4] و بما أن الامام عليه السلام كان يصب جل اهتمامه علي ارساء مذهب التشيع خاصة، و الوصول به سليما الي شاطئ الأمان، و صقله مما



[ صفحه 202]



علق به من زبد في الأذهان، فلذا تصدي لبعض المذاهب الشيعية أيضا المنحرفة عن السلسلة الذهبية التي بدأت بعلي عليه السلام و لا تختم الا بالامام المهدي المنتظر عليه السلام.

و من تلك الفرق المنحرفة عن خط الامامة:


پاورقي

[1] الزرداشتية: قوم من المجوس، و هم أصحاب زردشت ابن بورشب من اذربيجان، و قد زعموا أن روح زردشت جعلها الله في شجرة أنشأها في أعلي عليين و أحف بها سبعين ألف ملك، و غرسها في قلة جبل من جبال آذربيجان، ثم مزج الله روح زردشت بلبن بقرة فشربه أبوزردشت فصار نطفة ثم مضغة في رحم أمه، ثم بعثه الله نبيا.

و من عقائد الزردشتية استقبال الشمس و السجود لها علي ركبة واحدة، و لا يذبحون الحيوان حتي يهرم، و منهم من يعبد النيران.

[2] المانوية: قوم من الثنوية، يزعمون أن النور و الظلمة أزليان قديمان، و هم أصحاب ماني بن فاتك، و قد أحدث دينا بين المجوسية و النصرانية، فكان يقول بنبوة عيسي و ينفي نبوة موسي عليه السلام.

[3] المزدكية: قوم من الثنوية، يزعمون وجود الهين اله الخير و اله الشر، و هم أصحاب «مزدك». و كان ينهي الناس عن المباغضة و المخالفة و القتال، و لما كان أكثر ذلك انما يقع بسبب النساء و الأموال، فقد أحل النساء و أباح الأموال، و جعل الناس شركة فيهما، كاشتراكهم في الماء و الأرض و النار، و حكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر.

الملل و الخل ج 1 / 218 - 224 - 229 - دائرة معارف القرن العشرين ج 8 / 426 - 453.

[4] الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة 56 - دائرة معارف القرن العشرين ج 8 / 244 - الملل و النحل ج 1 / 131.


الاستحسان


الاستحسان في اللغة: عد الشي ء حسنا [1] .

و في الاصطلاح: عرف بعدة تعريفات [2] منها:

ما عرفه الكرخي من الحنفية: هو أن يعدل الانسان عن أن يحكم في المسألة بمثل ما حكم به في نظائرها الي خلافه لوجه يقتضي العدول عن الأول [3] .



[ صفحه 88]



و عرفه البزدوي: هو العدول عن موجب قياس الي قياس أقوي منه، أو هو تخصيص قياس بدليل أقوي منه [4] .

و عرفه بعضهم: هو العدول بحكم المسألة عن نظائرها لدليل شرعي خاص [5] .

و يلاحظ أن هذه التعريفات تشير الي أن الاستحسان يطلق باطلاقين هما:

الأول: أنه قياس خفيت علته لبعده عن الذهن في مقابلة قياس ظهرت علته لتبادرها اليه.

الثاني: استثناء مسألة جزئية من أصل كلي دليلا كان أو قاعدة لدليل خاص يقتضي هذا الاستثناء من نص أو اجماع أو ضرورة أو عرف أو مصلحة أو غيرها [6] .

أما النسبة للاطلاق الأول هو أن بعض المسائل التي لم يرد فيها نص أو اجماع فيكون لها شبه بأصلين مثبت لكل منها حكم شرعي، و أحد الشبهين قريب يتبادر الي الأذهان. و الآخر بعيد بالنسبة الي الشبه الأول فيجتمع فيها قياسان متعارضان، أحدهما ظاهر جلي و الآخر خفي يسمي استحسانا و يسمي الحكم الثابت به حكما مستحسنا و ثابتا علي خلاف القياس الأصولي المعروف.

أما الاستحسان بالنسبة للاطلاق الثاني، فيتضح اذا عرضت حادثة للمجتهد تندرج تحت دليل من الأدلة الشرعية العامة أو قاعدة من القواعد الكلية، الا أنه وجد تحت دليل خاص بها من نص أو اجماع اقتضي استثنائها أو اعطائها حكما مخالفا للحكم العام و القاعدة الكلية، فاذا عدل عن اعطاء هذه المسألة حكم نظائرها المندرجة تحت الدليل العام أو القاعدة الي حكم آخر نظرا للدليل الخاص الذي وجده المجتهد كان العدول هو الاستحسان [7] .



[ صفحه 89]



حجيته:

اختلف العلماء في الاحتجاج بالاستحسان و في عده دليلا و مصدرا من مصادر الأحكام الشرعية فذهب الامام أبوحنيفة و مالك و أحمد: الي أنه حجة شرعية تثبت بها الأحكام كسائر الأدلة الأخري. [8] .

و ذهب الامام الشافعي و غيره من الأصوليين الي أنه ليس دليلا شرعيا، حتي نقل عن الامام الشافعي أنه قال: (الاستحسان تلذذ و قول بالهوي) و قال: (من استحسن فقد شرع) [9] .

و الذي يبدو: عند التحقيق أن الخلاف و النزاع ليس حقيقيا لأن الاستحسان ان كان هو القول بما يستحسنه الانسان و يشتهيه من غير دليل شرعي فهو باطل بالاتفاق، و لا يقول به مسلم، و أما ان كان الاستحسان: هو العدول عن موجب دليل الي موجب دليل آخر أقوي منه فهذا ما لا ينكره أحد، و لا ينبغي أن يكون محل خلاف و نزاع. فالاستحسان اذن كما عرفه علماء الحنفية و استعملوه حق باتفاق جمهور العلماء. و الخلاف فيه راجع الي التسمية، فالحنفية يطلقون علي هذا الدليل الاستحسان، و المخالفون لهم لا يسمونه بهذه التسمية، و انما يجعلونه دليلا مندرجا تحت أدلة أخري و لا مشاحة في الاصطلاح [10] .

أنواعه [11] .

و يتنوع الاستحسان الي ستة أنواع تبعا للدليل الذي يثبت به و هي:

1- الاستحسان بالنص.



[ صفحه 90]



2- الاستحسان بالاجماع.

3- الاستحسان بالعرف.

4- الاستحسان بالضرورة.

5- الاستحسان بالمصلحة.

6- الاستحسان بالقياس الخفي.

والذي يعنينا من هذه الأنواع هنا هو الاستحسان بالنص لأني قد وجدت في فقه الامام جعفر الصادق ما يدل علي احتجاجه به.

و الاستحسان بالنص: و هو أن يرد من الشارع نص خاص في جزئية يقتضي حكما لها علي خلاف الحكم الثابت لنظائرها بمقتضي الأصل الكلي [12] .

فالقاعدة العامة و الأصل الكلي، يقتضيان بطلان بيع المعدوم، ولكن استثني السلم و هو بيع الانسان ما ليس عنده وقت العقد، بنص خاص.

و مثله أيضا خيار الشرط فقد جاز استحسانا لورود النص في السنة النبوية بجوازه الي ثلاثة أيام استثناء من الأصل الكلي في العقود القاضي بلزومها [13] .

و فيما يأتي ذكر النموذج الآتي:


پاورقي

[1] مختار الصحاح: 137.

[2] روضة الناظر: 1 / 407، الآمدي: 4 / 209، كشف الأسرار: 4 / 1134، المسودة: 455.

[3] كشف الأسرار: 4 / 1124.

[4] نفس المصدر.

[5] الوجيز: 193.

[6] أصول الفقه لبدران أبي العينين: 297.

[7] أصول الفقه لبدران أبي العينين: 298، أصول الفقه لزكي شعبان: 153.

[8] الآمدي: 4 / 209، روضة الناظر: 85، أصول السرخسي: 2 / 199، كشف الأسرار للنسفي: 2 / 299.

[9] الآمدي: 4 / 209.

[10] ينظر أصول الأحكام و طرق الاستنباط: 121 و ما بعدها، الوجيز: 197.

[11] ينظر تفصيل ذلك في: الوجيز: 195 و ما بعدها، مسائل من الفقه المقارن: 44 أصول الأحكام: 129.

[12] الوجيز: 196،195.

[13] المصدر السابق.


الصلاة


كان للامام الصادق عليه السلام اقوال في الصلاة مدونة في بعض المراجع لدي الموحدين بالاضافة الي قوله تعالي: (حافظوا علي الصلوات و الصلوة الوسطي و قوموا لله قانتين (238)) (البقرة: 238) و قوله سبحانه: (فأقيموا الصلوة ان الصلوة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا) (النساء: 103).

و من اقواله في الصلاة عليه السلام:

- لما سئل عن افضل الاعمال بعد المعرفة: ما من شي ء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة.

- و قوله: احب الاعمال الي الله عزوجل الصلاة و هي آخر وصايا الانبياء.

- ان طاعة الله خدمته في الارض، فليس شي ء في خدمته



[ صفحه 270]



يعدل الصلاة.

- اعلم ان الصلاة حجزة الله في الارض، فمن احب ان يعلم ما ادرك من نفع صلاته، فلينظر: فان كانت حجزته عن الفواحش و المنكر فانما ادرك من نفعها بقدرما احتجز [1] .

- من صلي ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف و ليس بينه و بين الله عزوجل ذنب الا غفره له.

و قوله عليه السلام: قال الله تبارك و تعالي في الحديث القدسي: انما اقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي، و يكف نفسه عن الشهوات من اجلي، و يقطع نهاره بذكري، و لا يتعاظم علي خلقي، و يطعم الجائع، و يكسو العاري، و يرحم المصاب، و يؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، اجعل له في الظلمات نورا، و في الجهالة علما [2] .

- من نظر الي ابويه نظر ماقت و هما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة [3] .

و الله انه ليأتي علي الرجل خمسون سنة و ما قبل الله منه صلاة واحدة، فأي شيء أشد من هذا والله انكم لتعرفون من جيرانكم و اصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها، ان الله عزوجل لا يقبل الا الحسن، فكيف تقبل ما يستخف به؟



[ صفحه 271]



لا تقبل صلاة شارب المسكر اربعين يوما، الا ان يتوب [4] ، و قال عليه السلام: من صلي و اقبل علي صلاته لم يحدث نفسه و لم يسد فيها، اقبل الله عليه ما اقبل عليها، فربما رفع نصفها و ثلثها و ربعها و خمسها، و انما امر بالسنة ليكمل ما ذهب من المكتوبة.

- اني لأحب للرجل منكم المؤمن اذا قام في صلاة فريضة ان يقبل بقلبه الي الله و لا يشغل قلبه بامر الدنيا، فليس من مؤمن يؤمن بقلبه في صلاته الي الله الا اقبل الله اليه بوجهه، و اقبل بقلوب المؤمنين اليه بالمحبة له بعد حب الله عزوجل اياه [5] .

- اذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف ان لا يعود اليها ابدا، ثم اصرف ببصرك الي موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك و شمالك لاحسنت صلاتك، و اعلم انك بين يدي من يراك و لا تراه [6] .

- اذا قام العبد الي الصلاة اقبل الله عزوجل عليه بوجهه، فلا يزال مقبلا عليه حتي يلتفت ثلاث مرات، فاذا التفت ثلاث مرات اعرض عنه [7] .



[ صفحه 272]



- لا صلاة لحاقن و لا لحاقب و لا لحاذق، فالحاقن الذي به البول، و الحاقب الذي به الغائط، و الحاذق الذي به ضغط الخف [8] .

و قوله عليه السلام لما سئل عن علة تسمية تارك الصلاة كافرا دون الزاني: لان الزاني و ما اشبهه انما يفعل ذلك لمكان الشهوة لانها تغلبه، و تارك الصلاة لا يتركها الا استخفافا بها.

و قال عليه السلام في صلاة الليل: شرف المؤمن صلاته بالليل، و عز المؤمن كفه عن اعراض الناس.

و قال عليه السلام: عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم، و دأب الصالحين قبلكم، و مطردة الداء من اجسادكم.


پاورقي

[1] معاني الاخبار 237 / 1.

[2] ثواب الاعمال 1 / 67 / 1.

[3] الكافي: 2 / 391 / 5.

[4] البحار 84 / 317 / 2.

[5] ثواب الاعمال: 163 / 1 و ص 273 / 1.

[6] أمالي الصدوق: 212 / 10.

[7] أمالي الصدوق: 212 / 10.

[8] امالي الصدوق 337 / 12.


شهاب الدين الخفاجي


43. و قال شهاب الدين الخفاجي (م 1069): «... اتفقوا علي امامته، و جلالته، و سيادته...» [1] .


پاورقي

[1] موسوعة الامام الصادق 57:27.


الكيمياء و جابر بن حيان


ذكر علم الصادق عليه السلام بالكيمياء كثير من المؤلفين، و أن تلميذه جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي أخذ عنه هذا العلم، و ألف خمسمائة رسالة فيه في ألف و رقة، و هي تتضمن رسائل جعفر الصادق عليه السلام. [1] .

و للقدماء و المتأخرين من المستشرقين كلام كثير في شأن جابر و قد ذكره



[ صفحه 181]



ابن النديم في الفهرست ص 503 - 498، و أطال فيه الكلام و ذكر له من الكتب و الرسائل في مختلف العلوم لا سيما الكيمياء و الطب و الفلسفة و الكلام شيئا كثيرا لا يكاد يتسع وقت الانسان في العمر الطبيعي لتأليفها، نعم الا لأفذاذ في الدهر منحوا ذكاء و فطنة مفرطين و انكبوا علي الكتابة و التأليف، و ذكر أن له تآليف علي مذاهب الشيعة و من ثم استظهر تشيعه و لعل أخذه عن الصادق و ائتمان الصادق به علي هذا العلم شاهد علي تشيعه.

و ذكره في الذريعة في عداد مؤلفي الشيعة في 2 / 452 - 451 عند ذكره لكتابه (الايضاح) في الكيمياء.

و لو تصفحت شيئت من رسائله التي نشرها المستشرق «كراوس» لأيقنت بتشيعه و أخذه عن الامام الصادق، لأنه أخذ عنه كامام مفترض الطاعة متبع الرأي، و لعرفت أنه لم يأخذ عنه الكيمياء فحسب، بل الكلام و غيره.

و قد اكبر مؤلفو الاسلام منزلة جابر و عدوه مفخرة من مفاخر الاسلام و لا بدع فان من تزيد مؤلفاته علي ثلاثة آلاف كتاب و رسالة في مختلف العلوم، و جلها من العلوم النظرية و الطبيعية التي تحتاج الي زمن طويل من تجاربها و تطبيقها - هذا عدا الفلسفة و الكلام - لجدير بالتقدير و الاكبار و أن يكون مفخرة يعتز به.

و قد كبر علي المستشرقين أن يكون عربي مسلم و من أهل القرن الثاني للهجرة يمتاز بتلك الآراء السديدة و تكون نظرياته الاسس العامة التي قام عليها علم الكيمياء قديمه و حديثه، فصاروا يخبطون في تعرضهم لكتبه كحاطب ليل، فمرة يشكون في وجوده، و تارة في زمانه، و اخري فيما نسب اليه من تلك الكتب، و رابعة في نسبة البعض مما يرويه عن استاذه الصادق عليه السلام، و خامسة في التبويب و الوضع و الاسلوب لأنه لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر، الي غير ذلك،



[ صفحه 182]



و قد فند بعض تلك الشكوك و المزاعم الكاتب اسماعيل مظهر صاحب مجلة العصور فيما نشره في المقتطف ( 68 / 551 - 544 و من 625 - 617) و جلي في هذه الحلبة الاستاذ أحمد زكي صالح فيما كتبه في مجلة الرسالة المصرية السنة الثامنة (ص 1206 - 1204 و من 1237 - 1235 و من 1270 - 1268 و من 1302 - 1299) و لقد فند تلك الأوهام و المزاعم تفنيدا حكيما علميا.

و صرح مرارا بتشيعه، و قال في مناقشة رأي الاستاذ (كراوس) ص 1299: و من الجلي الواضح لدي كل من درس علم الكلام أن فرق الشيعة كانت أنشط الفرق الاسلامية حركة، و كانت أولي من أسس المذاهب الدينية علي أسس فلسفية، حتي أن البعض ينسب فلسفة خاصة لعلي بن أبي طالب.

و كان هذا الكلام من أحمد زكي لتصحيح ما ينسب الي جابر من المقارنة بين الآراء الكلامية و الفلسفية.

و جملة القول أنه قد أصبح من الواضح تشيع جابر و تقدمه في عدة علوم لا سيما الكلام و الفلسفة و الطب و الكيمياء و الطبيعيات عامة، و ما كادت لتكون آراؤه الاس العام لدعائم علم الكيمياء الا لأنه أخذ ذلك من معدنه الصحيح الامام الصادق عليه السلام.

و كنت قد جمعت عدة مصادر عن جابر لا تبسط في ترجمته غير أني اكتفيت بهذا الوجيز عن الاطالة فيها، فانا لو استقصينا الكلام علي كل ما يقتضي التوسعة في البحث عنه لكان هذا الكتاب عدة أجزاء، و هو و ان كان لا يخلو من فائدة، غير أنه يكون أبعد عن حياة الصادق الخاصة.


پاورقي

[1] تاريخ ابن خلكان في أحوال الصادق: 1 / 105.


أولاده


اختلفوا في عدد أولاده و المشهور فيهم ما ذكره الشيخ المفيد طاب ثراه في الارشاد، قال: و كان أولاد أبي عبدالله عليه السلام عشرة: اسماعيل و عبدالله و ام فروة امهم فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علي عليهماالسلام و موسي عليه السلام و اسحاق و محمد لام ولد [1] و العباس و علي و أسماء و فاطمة لامهات شتي.


پاورقي

[1] و تكني ام حميدة.


هيبته


أضفي الله علي جعفر بن محمد الصادق جلالا و نورا من نوره ، و ذلك لكثرة عبادته ، و صمته عن لغو القول ، و انصرافه عما يرغب فيه الناس ، و جلده للحوادث ، كل هذا جعل له مهابة في القلوب ، فوق ما يجري في عروقه من دم طاهر نبيل ، و ما يحمل من تأريخ مجيد لاسرته ، و ما آتاه الله من سمت حسن و منظر مهيب و علو عن الصغائر و اتجاه الي المعالي ، و حسبك ما ذكرنا من أن أباحنيفة عندما رآه



[ صفحه 133]



في الحيرة و هو جالس مع المنصور الذي لا تغيب الشمس عن سلطانه ، راعه منظر الصادق و اعتراه من الهيبة له مالم يعتره من الهيبة للمنصور صاحب الحول و الطول و القوة ، و لقد كانت هيبته تهدي الضال و ترشد الحائر و تقوم المنحرف ، و كان يلقي الرجل من دعاة رؤوس الفرق المنحرفة ، فاذا رأي ما عليه الامام من مهابة و جلال و روعة ، تلعثم بين يديه ، و هو اللجوج في دعايته ، ذو البيان القوي ، فاذا جادله الامام بعد أن أخذته مهابته لا يلبث أن يقول ما يقول الامام ، و يردد ما يرشده اليه.

و قد التقي مرة بابن أبي العوجاء ، و هو داعية من دعاة الزنادقة بالعراق ، فلما رأي الصادق و استرعاه ما عليه من سمت ، و أخذ الصادق يتكلم لم يحر جوابا حتي تعجب الصادق و الحاضرون فقال له:ما يمنعك من الكلام ؟

و يقول الزنديق:ما ينطق لساني بين يديك ، فاني شاهدت العلماء و ناظرت المتكلمين فما داخلتني هيبة قط مثلما داخلني من هيبتك .

و يختم الاستاذ هذا الفصل بقوله:تلك بعض سجايا الصادق ، و انه ببعض هذه الصفات يعلو الرجال علي أجيالهم و يرتفعون الي أعلي مراتب القيادة الفكرية ، فكيف و قد تحلي بهذه الصفات و بغيرها ، و قد كان عطوفا ألوفا لين الجانب حلو العشرة ، و كان زاهدا عابدا قنوتا شاكرا صابرا.

هذا ما أردنا ذكره - علي انفراد - من انطباعات الاستاذ أبي زهرة عن شخصية الامام الصادق عليه السلام في كتابه الذي خصصه لدراسة حياته عليه السلام .


تدوين الحديث عند شيعة أهل البيت... و أهل السنة


مند أن التحق النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالرفيق الأعلي و تسنم الشيخان أبوبكر و عمر سدة الحكم منعا تدوين الحديث و شددا في منعه، حتي أصبح كبار الصحابة و من دونهم محذورا عليهم لا تدوين الحديث فحسب بل حتي منع عليهم ذكر الحديث و الاستشهاد به في مناظراتهم و غيرها.

و حرم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بصورة خاصة تدوين الحديث ابان تسنمه سدة الحكم، بقولة قالها «حسبنا كتاب الله» استدراكا لما فعله الخليفة الأول أبوبكر بن أبي قحافة حينما أحرق الأحاديث التي كانت عنده و التي سمعها و دونهما من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هي تربو علي الخمسمائة حديث.

في حين بقيت الامة حائرة و هي بأمس الحاجة الي تدوين الحديث لمعرفة أحكامها الفقهية من الحلال و الحرام و الحدود في الدماء و الفروج و الأموال، و مسائلها العائدية، و امورها الحياتية، الي أن أجاز عمر بن عبدالعزيز تدوين الحديث بعد القرن الأول من الهجرة.

غير أن شيعة أهل البيت رفضت القرار المزبور، و دونت الحديث رغم الحظر الشديد، و ذلك ابتداء من عصر النبي صلي الله عليه و آله و سلم مرورا بعصر الامام علي عليه السلام فما بعد،



[ صفحه 220]



و اهتمت بحفظ هذه الثروة العظيمة و هذا التراث المجيد الذي أخذته من باب مدينة علم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و من بعده أخذت شيعة أهل البيت عن أبنائه الأئمة الطاهرين عليهم السلام.

و أول من دون الحديث سلمان المحمدي الفارسي و أبوذر الغفاري، و من بعدهم أبو رافع مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ابنه علي و عبيدالله، و كانا كاتبين لأميرالمؤمنين علي عليه السلام، و الأصبغ بن نباتة، و سليم بن قيس الهلاكي و كثير غيرهم، و كلهم من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام و خواصه.

و علي أي حال، فان اهتمام شيعة أهل البيت عليهم السلام بحفظ الحديث و تدوينه كانوا الرواد له و السابقين الي ضبطه.

و يقول الاستاذ مصطفي عبدالرزاق، عند ذكره لأول من دون الحديث، و علي أي حال فان ذلك لا يخلو من دلالة علي أن النزوع الي تدوين الفقه كان أسرع الي الشيعة، لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة، كان حريا أن يسوقهم الي الحث علي تدوين [الحديث] في أقضيتهم و فتاواهم [1] .

و الواقع التأريخي يقر بأن الحكام الامويين منعوا الناس عن التحدث بعلم علي عليه السلام خاصة أو نقل فتاويه و أقواله للناس [2] .

فقد كان للاضطهاد الاموي لأهل البيت عليهم السلام و أتباعهم أثره العميق في منع الناس عن رواية الحديث عنهم، فالتجأ الي التورية بقولهم: قال أبوزينب، أو قال الشيخ، بدلا من ذكر الرواة و المحدثين اسم علي.



[ صفحه 221]



و كيف يستطيع أحد أن يذكره بخبر أو يسند عنه حديثا و منابرهم تعج بسبه، و ألسنة مشايخهم تلهج بذمه، و قصاصيهم يختمون أحاديثهم بلعنه [3] ، الي غير ذلك من الوسائل التي حاول الامويون القضاء علي مآثره عليه السلام.

و يستدل في كثير من الأعمال الدبلوماسية التي قام بها معاوية في عهده الطويل الأمد، أنه كان قد قرر التوفر علي حملة واسعة النطاق لتحطيم المبادي ء العلوية، أو قل تحطيم جوهرية الاسلام متمثلة في دعوة علي و أولاده المطهرين عليهم السلام.

و يظهر أنه كان ثمة أربعة أهداف تمكن وراء هذه الحملة.

1- شل الكتلة الشيعية - و هي الكتلة الحرة - و القضاء تدريجيا علي كل منتم الي التشيع و تمزيق جامعتهم.

2- خلق الاضطرابات المقصودة في المناطق المنتمية لأهل البيت و المعروفة بتشيعها لهم، ثم التنكيل بهؤلاء الآمنين بحجة تسبيب الشغب.

3- عزل أهل البيت عن العالم الاسلامي، و فرض نسيانهم علي المسلمين الا بالذكر السي ء، و الحؤول - بكل الوسائل - دون تيسر النفوذ لهم، ثم العمل علي ابادتهم من طريق الغيلة.

4- تشديد حرب الأعصاب.

و لمعاوية في الميدان الأخير جولات ظالمة سيطول حسابها عندالله عزوجل كما طال حسابها في التأريخ، و سيجرنا البحث الي عرض نماذج منها عند الكلام علي مخالفاته لشروط الصلح.



[ صفحه 222]



و كان من أبرز هذه الجولات في سبيل مناوأته لعلي و أولاده و لمبادئهم و أهدافهم، أنه فرض لعنهم في جميع البلدان الخاضعة لنفوذه، بما ينطوي تحت مفاد «اللعن» من انكار حقهم، و منع رواية الحديث في فضلهم، و أخذ الناس بالبراءة منهم، فكان - بهذا - أول من فتح باب اللعن في الصحابة، و هي السابقة التي لا يحسده عليها مسلم يغار علي دينه، و توصل الي استنزال الرأي العام علي ارادته في هذه الاحدوثة المنكرة، بتدابير محبوكة، تبتعد عن مبادي ء الله عزوجل، بمقدار ما تلتحم بمبادي ء معاوية.

و ان من شذوذ أحوال المجتمع، أنه سريع التأثر بالدعاوات الجارفة القوية - مهما كان لونها - و لا سيما اذا كانت مشفوعة بمطامع المال و مطامع الجاه من جهة، و الارهاب و التنكيل من جهة اخري.

و ما يدرينا بم رضي الناس من معاوية، فلعنوا معه عليا و حسنا و حسينا عليهم السلام؟ و ما يدرينا بما ذا نقم الناس علي أهل البيت فنالوا منهم كما شاء معاوية أن ينالوا؟!

ربما يكون قد أقنعهم بأن عليا و أولاده، هم الذين حاربوا النبي صلي الله عليه و آله ابان دعوته، و انهم هم الذين حرموا ما أحل الله و أحلوا ما حرم الله، و هم الذين ألحقوا العهار بالنسب، و هم الذين نقضوا المواثيق و حنثوا بالأيمان، و قتلوا كبار المسلمين صبرا، و دفنوا الأبرياء أحياء، و صلوا الجمعة يوم الأربعاء [4] .

و ربما يكون قد أطمعهم دون أن يقنعهم، و ربما يكون قد أخافهم دون أن يطمعهم، فكان ما أراد «و ارتقي بهم الأمر في طاعته الي أن جعلوا لعن علي سنة



[ صفحه 223]



ينشأ عليها الصغير و يهلك الكبير». [5] و المرجع أن معاوية هو الذي فضل تسمية هذه البدعة ب(السنة)، فسماها معه المغرورون بزعامته و المأخوذون بطاعته كما أحب، و ظل الناس بعده علي بدعته، الي أن ألغاها عمر بن عبدالعزيز «و أخذ خطيب جامع (حران) يخطب ثم ختم خطبته و لم يقل شيئا من سب أبي تراب كعادته، فتصايح الناس من كل جانب: ويحك ويحك السنة السنة، تركت السنة».

ثم كانت (سنة معاوية) هي الأصل التأريخي لتكوين هذه الكلمة تكوينا اصطلاحيا آخر، تناسل مع الأجيال، و تنوسيت معه مناسباته السياسية الاولي.

و لنتذكر هنا، أن عليا عليه السلام سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين، فنهاهم، و قال لهم: «اني أكره لكم أن تكونوا سبابين، و لكنكم لو وصفتم أعمالهم، و ذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، و أبلغ في العذر، و قلتم مكان سبكم اياهم: اللهم احقن دماءنا و دمائهم، و أصلح ذات بيننا و بينهم، و اهدهم من ضلالتهم حتي يعرف الحق من جهله، و يرعوي عن الغي و العدوان من لهج به [6] .

و ظل سب علي عليه السلام و شمته من علي المنابر طيلة ألف شهر، و فرض البراءة منه و من دينه الذي هو دين الاسلام، و اللعن علي شيعته و محبيه، حتي نشأت عليه أجيال، و غرس جذور العداء بين المسلمين، و حتي هرم الكبير و شاب الصغير، و كأنهم بذلك يدفعون به الي عنان السماء و يرفعونه عاليا حتي أصبحت أقدامه فوق رؤسهم.



[ صفحه 224]



قال الشافعي لما سأله أحد أصحابه عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: [7] ما أقول في رجل أسر أولياءه مناقبه تقية، و كتمها أعداؤه حنقا و عداوة، و مع ذلك فقد شاع ما بين الكتمانين ما ملأ الخافقين؟!!

و سئل الخليل بن أحمد الفراهيدي: [8] لم هجر الناس عليا عليه السلام و قرباه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

قال: ما أقول في امري ء كتمت مناقبه أولياؤه خوفا، و أعداؤه حسدا، ثم ظهر ما بين الكتمانين ما ملأ الخالفين؟!!

و سئل: ما الدليل علي أن عليا عليه السلام امام الكل في الكل؟ قال: احتياج الكل اليه و استغنائه عن الكل، دليل علي أنه امام الكل.

و علي رغم تلكم المعارضات و الحواجز التي وضعها الامويون أمام نشر الرسالة الاسلامية، و اثارة الشكوك في اتهام شيعة أهل البيت عليهم السلام بامور ما أنزل الله بها من سلطان، و خلاف المنطق والمعقول، مثل قولهم: مبتدع، أو زائغ عن الحق، أو سي ء المذهب، و غير ذلك من الكلام الذي يلقونه علي عواهنه دون أي دليل أو اثبات، كل ذلك القصد منهم تشويه سمعتهم بالقاء الشبهات عليهم من الوجهة الدينية؛ لأنهم أنصار العلويين في مقاومة الحكم الاموي.

و اذا أردنا أن نسأل عن المصداقية الموجبة لهذه التهم و البهتان، فلا نجد جوابا شافيا الا الخضوع لحكم السلطات المعادية لأهل البيت و شيعتهم.



[ صفحه 225]



قال علي بن المديني: لو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي - أي التشيع - خربت الكتب.

و قال الخطيب البغدادي: قوله: خربت الكتب، يعني لذهب الحديث. [9] و روي الخطيب عن محمد بن أحمد، عن ممحمد بن نعمي الضبي، قال: سمعت أباعبدالله محمد بن يعقوب - و سئل عن الفضل بن محمد الشعراني؟ - قال: صدوق في الرواية، الا أنه من الغالين في التشيع، و قيل له: فقد حدثت عنه في الصحيح؟ فقال: لأن كتاب استاذي ملآن من حديث الشعية، يعني مسلم بن الحجاج [10] .

و قد وضعوا علي ألسنة أئمة المذاهب أقولا مؤداها الامتناع عن قبول رواية الشعية كذبا و بهتانا.

في حين كان أبوحنيفه النعمان و مالك بن أنس من تلامذة الامام الصادق عليه السلام، و الشافعي تلميذ مالك، و أحمد بن حنبل تلميذ الشافعي، و الكل قد رووا عن رجال الشيعة و خرجوا أحاديثهم، و هؤلاء لم يرد عنهم حول روايات الشعية ما يدل علي الطعن.

ثم نأتي الي رواة الحديث و أهل الصحاح فنجد كتبهم ملأي بروايات الشعية و أحاديثهم، فهذا البخاري كان شيوخه من الشيعة يربون علي العشرين شيخا، و كذلك المسلم، و الترمذي و غيرهم من رواة الحديث.

و من المؤسف حقا أنك تجد في عصرنا الحاضر كتابا في علوم الحديث أو التأريخ يتغافلون عن الحقائق الراهنة، و يلبسونها أبراد من التمويه، ليغذوا عقول



[ صفحه 226]



الناشئة بأباطيل عصور التطاحن، فينالون بأقلامهم المسموعة الحديث عن شيعة أهل البيت عليهم السلام كل ما توحيد اليهم عاطفتهم، فيصفون الشيعة بما يرون لهم من الأوصاف التي لا يصلح وصفهم بها، و لكن التعصب الأعمي يوجد من لا شي ء أشياء.

و لابد أن نلفت انتباه القراء الكرام الي تعبير بعضهم عندما يترجمون لرجل من ثقاة الشيعة، فيقولون مثلا: صدوق و لكن مذهبه مذهب الشيعة، أو أنه صدقو و لكنما نقموا عليه التشيع، أو أنه سي ء المذهب، أو مبتدع، أو غير ذلك.

و ربما يتساءل المنصف فيقول: ما هو الموجب لهذه التهم؟ و هل التشيع لعلي عليه السلام و أهل بيته بدعة في الاسلام؟ و لمصلحة من كل هذه الضجة و النقمة علي من يتشيع لعلي و آله؟ و لا نجد جوابا الا الاتهامات التي تكمن ورائها أغراض الخصومة لأهل البيت عليهم السلام، و هي من مخلفات العهد الجاهلي، و يرمون أتباع أهل البيت بكل موبقة و حتي الزندقة و هم براء منها.

و ليس من العسير أن يقف المتتبع علي بواعث تلك الاتهامات المفتعلة فهي لا تعدو أن تكون لأغراض سياسية تخدم مصالح الحاكمين الذين أسرفوا في التنكيل بشيعة أهل البيت عليهم السلام.

و سيأتي ترجمة بعض الثقاة من أصحاب الامام الصادق عليه السلام.

أعود من حيث انقطعت، فأقول:

و جاء دور الحكم الاموي بعدهما بأكثر نكيرا و تشديدا بذكر الحديث فضلا عن تدوينه، حتي انتهي القرن الأول و المنع لا زال قائما. و في عهد عمر ابن عبد العزيز أطلق هذا القيد نسبيا، و لكن شبح رعب الحذر و المنع كان كامنا



[ صفحه 227]



في نفوس البقية الباقية من حملة الحديث، الا أن أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يبالوا بهذا المنع و كانوا مستمرين ببث ما دونوه من الأحاديث. و بعد انقراض الحكم الاموي و استيلاء بني العباس علي الحكم سنة 132 و بعد صراع مرير دار بين حكام بني امية الذي عاثوا في الأرض فسادا و أبادوا الحرث و النسل، و بين بني العباس و دعاتهم في بادي ء نهضتهم الذين رفعوا شعار «الرضا من آل محمد» كذبا و بهتانا، ليستغلوا نفوس الموالين و المحبين لأهل البيت عليهم السلام.

و كان أبوالعباس السفاح أول حكامهم ثم خلفه أبوجعفر المنصور الدوانيقي، و بقي في الحكم اثنين و عشرين سنة (158 - 136 ه)، و طد فيها أركان الدولة العباسية و ثبت دعائم حكمها، و أخضع الخارجين عليها في كل أرجاء (الامبراطورية) بالحديد و النار و النفي و التعذيب و ملأ السجون، و قد كشرت عن أنيابها، و كشفت قناعها الحقيقي، و لم تعد دولة دينية كما دعت اليها في بدء نهضتها في صراعها مع الحكم الاموي البغيض.

و غصبت هذه الدولة حق أبناء علي عليه السلام و التي قامت باسمهم، و رفعت شعارهم «الرضا من أهل البيت»، و كان أحق بها منهم الامام جعفر الصادق عليه السلام، و كان الامام عليه السلام عازفا عنها لمعرفته بحقيقة أمر بني العباس و زيف دعواهم، و غزوفه و رفضه فكرة التعاون الايجاني بصراحة مع القوي المعارضة للحكم الاموي، و الاكتفاء بالوقوف قربا من الأحداث، و التطلع بحذر الي ما يجزي في الساحة و ما ستتكشف عنه الوقايع بين الطرفين المتنازعين، لا يعني هذا عدم استجابة الامام لنداء الامة الصامت بالتخلص من مآسي الحكم الاموي البغيض و تجاوزاته التي أغفلت دور الرسالة في صنع الحياة الكريمة المعطاء للانسان المسلم.



[ صفحه 228]



و لم تكن دوافع الامام في اعتزاله و عزوفه عن العمل السياسي التأثر بدوافع زهدية، أو لأن ذلك لا يعنيه، بل باعتبار أن تقلبات الأحداث فرضت وضعا سياسيا معينا، و لعدم ثقته بالقوي التي يفترض فيها أن تكسب الجولة الأخيرة في الصراع، أدي الي أن يفقد الامام دوره الطليعي الطبيعي في وسط الصراع، فهو حين لا يملك مبررات التحرك الثوري و نتائجه الايجابية لنفسه، فمن البديهي أن لا يملك المبرر لتحمل مسؤولية التغيير، الذي لا يتحرك من مطلقات رسالية مخلصة، بل من منطلقات غريزية و ذاتية، ظهرت آثارها علي تصرفات الحكم و سلوكه فيما بعد، فكرس حياته كوالده عليهاالسلام، و اشتغل في تعليم المسلمين و بث معارف الدين و معالم الرسالة المحمدية السمحاء، و بث علوم آل محمد، و منهاج السماء الذي ورثه عن آبائه كابرا عن كابر.

جرت الامور مجراها الطبيعي للغالبين علي الحكم، يطوون أضلاعهم علي الخوف، و الحقد و الحذر من الذين رفعوا شعارهم، و يشهرون أسلحتهم في كل مكان علي الشبهة و الظنة للمحافظة علي دولتهم و عروشهم المزيفة و بقائها، و كان ذوو القربي في طليعة اولئك الذي اتخذوا الحذر منهم، و جعلوهم هدفا لسهامهم، لأنهم يدركون أحقيتهم بالخلافة و شعور المسلمين اتجاههم، فأسعر العباسيون الشحناء عليهم دون هوادة و سالت الدماء بينهم.

و الامام جعفر الصادق عليه السلام لعلمه المسبق بنفسية الغاصبين و تصميمهم علي البقاء في الحكم مهما كانت النتائج، و ترفع الامام و عزوفه و استعلائه عن هذا الصراع المرير جنبه تلك المذابح، و لكن بعده عنها لا يقيه بطش الحاكم الجبار الحذر المتنمر الذي تدعوه نفسه الشريرة الي المواجهة الشرسة، و ما توسوس له هواجسه الخبيثة، مخافة أهل البيت و شيعتهم.



[ صفحه 229]



و كان توفيق السماء حليف الامام عليه السلام في مواجهاته مع الجبابرة، و ان بقيت الدولة علي حذرها، تنزل بأهل البيت العذاب و التنكيل و القتل و التمثيل و تجعلهم في اسطوانات البناء و هم أحياء للتخلص منهم و ابادتهم، و السعي فيهم بشتي الوسائل حتي تقطع أثرهم.

انتهز الامامان الصادقان أبوجعفر الباقر و ابنه أبوعبدالله الصادق عليه السلام فرصة اضمحلال الحكم الاموي و انشغال بني العباس بتأسيس دولته و تثبيت أركان حكمهم، فشيدا البناء علي الاسس التي ركز دعائمها الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و أبنائه الكرام، ثم بني علي أساسها الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام و أظهر مدرسته الفقهية «فقه آل محمد» في المدينة المنورة، و تعاظمت مدرسته يوما بعد يوم و كثر عدد أفرادها علي رغم اشتداد الرقابة عليه من قبل الامويين بصورة لا مجال لأحد أن يتظاهر بالانتماء لتلك المدرسة، الا عن طريق المخاطرة بحياته، و مع هذه الشدة و تلك الرقابة، فقد كانت سيرة مدرسة أهل البيت محسوسة و كفاحها متواصلا، و قد خرجت عددا كبيرا من أساطين علماء الامة الذين أصبحوا مصدرا للحديث و مرجعا للأحكام و الفتوي، ثم جاء دور الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام و بني علي أساس ذلك الصرح العظيم و توسع، و في عهد الامام جعفر الصادق عليه السلام و صلت النهضة العلمية أوجها، حيث تتلمذ عليه ما يزيد علي الأربعة آلاف طالب، فكانوا المثل الأعلي في العزوف عن الحكم و السلطان و الانصراف الي بث العلم و تعليم الناس العلم الصحيح و العمل الصالح و الاسوة الحسنة لأخلافهم.

و ممن تتلمذ علي الامام الصادق: أبوحنيفة و مالك، و هما من أئمة مذاهب أهل السنة، و تأثرا كثيرا به، في الفقه أو في الطريقة، و مالك شيخ الشافعي،



[ صفحه 230]



و الشافعي يدلي الي أبناء صلي الله عليه و آله و سلم بأسباب العلم و المحبة، و قد تتلمذ عليه أحمد ابن حنبل سنوات عشرة، فهؤلاء أئمة أهل السنة الأربعة تلاميذ مباشرون و غير مباشرين للامام الصادق عليه السلام.

و الامام جعفر الصادق عليه السلام يقف شامخا في فقه أهل البيت، فهو في الفقه امام، و في حياته للمسلمين امام، و المسلمون ليومنا هذا يلتمسون في كنوز هم الذاتية المصادر الأصلية للنهضة العلمية الصحيحة غير مختلطة و لا مستوردة.

و الامام الصادق هو الامام الوحيد من «أهل البيت» الذي اتيحت له الفرصة لبث علومه، و امامته دامت أكثر من ثلث قرن، تمخض فيها للعلم مجلسه دون منازع، و لم يمد عينه الي السلطة التي في أيدي الحكام الغاصبين، و بهذا التخصص و التفرغ علم الأجيال الصاعدة و سلم فطاحل علمائها مفاتيح العلم النبوي الشريف، و منه بدأ التأصيل لمنهج علمي واضح المعالم للفكر الاسلامي، نقلته امم الغرب بعده فبلغت به مبالغها الحالية.

و من الذين عملوا بين يديه: تلميذه (جابر بن حيان)، أول كيميائي، ثم أخذت منه (أوروبا الحديثة) و تبعت منهجه القويم و هو (منهج التجربة و الاستخلاص) و تحكيم العقل مع النزاهة للعلمية.

فالامام الصادق هو فاتح العالم الفكري الجديد، بالمنهج العقلائي و التجريبي.

و الامام الصادق هو الامام الوحيد في التأريخ الاسلامي، و العالم الوحيد في التأريخ العالمي، الذي قامت علي اسس مبادئه الدينية و الفقيهية و الاجتماعية و الاقتصادية دول العالم.

و لعلك تذكر أكبر دولة عرفها التأريخ (الدولة الفاطمية) التي قامت في مصر



[ صفحه 231]



و امتد سلطانها من المحيط الأطلسي الي برزخ السويس، و لولا هزيمة جيوشها أمام الغازين لخفقت ألويتها علي جبال هملايا في وسط آسيا.

و العالم كله مدين لها، ان المسلمين يدينون لها بالجامع الأزهر، الذي أسسه (الفاطميون) والذي حفظ القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و اللغة العربية و علومها كافة من الضياع في تلك البلاد، كما يدينون لتعاليم الامام عليه السلام بقيادة دولة اسلامية كبيرة مثل ايران، و مجمع عظيم بالعراق، و معاهد علمية عريقة يتصدرها النجف الأشرف، و شعوب قوية في الهند و باكستان و أفغانستان و اليمن و وسط اسيا و سوريا و لبنان و شعوب كثيرة منتشرة في العالم كافة، يدينون بمذهب، أهل البيت عليهم السلام و في طليعتهم الامام جعفر الصادق عليه السلام الذي علم بالمواقف التي وقفها قدر ما علم بالمبادي ء التي أرساها.


پاورقي

[1] تمهيد لتأريخ الفلسفة الاسلامية: 252.

[2] ابن عساكر؛ تهذيب التأريخ 3 : 407.

[3] ابن عساكر؛ تهذيب التأريخ 3 : 407.

[4] يراجع عن هذا: مروج الذهب 2 : 72، و عن غيره مما ذكر قبله.

[5] مروج الذهب 2 : 72.

[6] النهج1 : 421 - 420.

[7] الكني و الألقاب، ترجمة الشافعي.

[8] سفينة البحرا، مادة «خلل».

[9] الخطيب البغدادي؛ كفاية الأصول: 129.

[10] نفس المصدر: 131.


دعاؤه في ليالي رمضان


كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو في ليالي رمضان بعد صلاة المغرب بهذا الدعاء:

«اللهم، من طلب حاجته إلي أحد من المخلوقين، فإني لا أطلب حاجتي إلا منك، أسألك بفضلك، ورضوانك، أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من عامي هذا، إلي بيتك الحرام سبيلا، حجة مبرورة، مقبولة زاكية، خالصة لك تقر بها عيني، وترفع بها درجتي، وترزقني أن أغض بصري، وأن أحفظ فرجي، وأن أكف عن جميع محارمك، حتي لا يكون شئ آثر عندي من طاعتك وخشيتك، والعمل بما أحببت، والترك لما كرهت، ونهيت عنه واجعل ذلك في يسر ويسار منك، وعافية، وأوزعني شكر ما أنعمت به علي.. اللهم اجعل لي مع الرسول سبيلا..» [1] .

وكان حقا هذا هو التبتل والاعتصام بالله، فهو لا يرجو قضاء أي حاجة من حوائجه إلا من الله، ولا يرجو أي أحد من المخلوقين الذين هم فقراء إلي الله، وقد كان أعز طلباته منه تعالي هو أن يرزقه حج بيته الحرام، فإنه من أغلي



[ صفحه 130]



أمانيه، كما سأل منه تعالي الكف عن جميع ما لا يرضيه والتوفيق لطاعته وعبادته.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 24).


الاجماع


يمكن تعريفه هو اتفاق المجتهدين المسلمين في عصر من الأعصر علي حكم شرعي. و يستند الفقهاء في تثبيته علي أدلة من الكتاب و السنة و الي حجج عقلية عملا



[ صفحه 110]



بنصح من القرآن الكريم: «و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا» و بدعم من الأحاديث العديدة التي تدعو الي الألفة و الوحدة، و يمكن الأخذ بها شعارا عملا لا قولا، الله مع الجماعة. ان فكرة الاجماع عند المسلمين كانت سياسية في بادي ء الأمر، ثم أصبحت دليلا علي الأحكام و مصدرا من مصادر الاسلام. و الشرط الأساسي لهذا الاجماع المقبول هو الخير العام و المنفعة العامة.

و قد سعي الباحثون الي سند للاجماع و في طليعتهم الشيخ أبوزهرة الذي قال: «ان الاجماع لابد له من سند من أصل في الكتاب أو السنة». [1] يمكن أن يكون هذا الرأي مقبولا منذ عهد قديم، و ذلك لا ثبات كلمة الدين و عدم المساس بجوهره. أما اليوم الرأي المقبول هو كل رأي حسن مهما كان مصدره حتي و لو كان من العدو، و نعيش اليوم في وطن متعدد الطوائف و تقتضي ضرورة المعايشة ذلك أن نكون ملتئمين تحت لواء الوطن متحابين متحدين متساوين في الحقوق و الواجبات، يعمل الكل من أجل الخير العام تحت لواء العلم و الوطنية.

فالنظرية العلمية صحيحة مادام هناك لا رأي يخالفها أو يناقضها و لا تقام حجج ضدها. فالحقيقة شمس يجب ان تشرق في كل نفس تواقة اليها، و لا غرابة بعد وصول الانسان الي القمر.

و لو عدنا الي الصادق نراه مع العلم الذي يقبله الكل و لا يعارض سنده كطريق لتطوير الانسان و لرقي الحضارة. و لم نعثر له علي رأي أو قول صريح في الاجماع كأصل من أصول الفقه الاسلامي. لا في المصادر القديمة و لا الحديثة سوي أحاديث منسوبة لمذهب الامامية بشكل عام. و قد توخيت الصدق و الموضوعة لعدم استشهادي بأقوال منسوبة للصادق في هذا المضمار.

و أخيرا اذا أردنا سندا عصريا يقبله الكل في الاجماع: هو سيادة العلم معبود الجماهير، و مقيم الحضارات. و هذا ما يقبله الصادق و بعده أتباع مذهبه حتي اليوم.



[ صفحه 111]




پاورقي

[1] الشيخ ابوزهرة، المرجع نفسه، ص 478.


ابراهيم بن سليمان


أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة، وقيل ابن حداد، وقيل راحة، وقيل داجة وهي أمه، المزني، وقيل المدني، البصري، مولي آل طلحة بن عبيد الله. من وجوه الشيعة الممدوحين بالبصرة، ومن حسان المحدثين، وكان فقيها، متكلما، أديبا شاعرا، وله كتب. روي عنه أبو عثمان الجاحظ.

المراجع:

رجال النجاشي 11. معجم رجال الحديث 1: 228. هداية المحدثين 167. فهرست الطوسي 4. تأسيس الشيعة 376. نقد الرجال 9. معالم العلماء 5. معجم الثقات 239. رجال الحلي 4. تنقيح المقال 1: 18. رجال ابن داود 32. جامع الرواة 1 22. مجمع الرجال 1: 44 و 45. أعيان الشيعة 2: 141. منتهي المقال 21 وفيه اسم أبيه سالم بدل سليمان. العندبيل 1: 7. منهج المقال 21. بهجة الآمال 1: 528. وسائل الشيعة 20: 119. إتقان المقال 156. رجال الأنصاري 3 و 13. تهذيب المقال 1: 245. معجم المصنفين 3: 145. الحيوان 2: 82 و 153.



[ صفحه 44]




سعيد الأزرق


محدث إمامي. روي عنه محمد بن أبي عمير.

المراجع:

رجال الطوسي 205. ولا ذكر له في نسخة خطية منه. تنقيح المقال 2: 24. معجم رجال الحديث 8: 105. رجال البرقي 38. خاتمة المستدرك 806. جامع الرواة 1: 358.


محمد بن أسامة البكري


أبو عمران محمد بن أسامة البكري، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 283. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 77. خاتمة المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 66. نقد الرجال 291. جامع الرواة 2: 65. مجمع الرجال 5: 146. منهج المقال 282.


از درس هاي امام صادق در توحيد 02


مفضل چون روز سوم خدمت امام صادق عليه السلام رسيد، امام عليه السلام به او فرمود:

«اي مفضل! من خلقت انسان و آنچه در وجود او تعبيه گرديده و احوال مختلف او را كه جاي تدبر و اعتبار است براي تو شرح دادم. همان گونه كه احوال حيوانات و عجايب خلقت آنان را نيز بيان نمودم. اكنون مي خواهم درباره ي آسمان و خورشيد و ماه و ستارگان و افلاك و شب و روز و گرما و سرما و بادها و صخره ها و كوه ها و خاك و سنگ و معادن و درخت و گياه سخن بگويم و اسرار اين موجودات و راه تأمل و عبرت از عجايب خلقت آنها را براي تو شرح بدهم.

اي مفضل! در رنگ آسمان و تدبيري كه در آن شده فكر كن. همانا رنگ آسمان موافق ترين رنگ ها براي چشم انسان است. و اطبا به كسي كه به چشم او آسيب رسيده سفارش نموده اند كه به رنگ آبي و رنگ هاي تيره تر از آن نگاه كند و اطباي حاذق نيز گفته اند: كسي كه چشم او ناتوان گرديده صورت خود را در ظرف آبي رنگي كه پر از آب است فرو ببرد. تو بنگر چگونه خداوند آسمان را به رنگي آفريده كه چشم هاي ناتوان و بيمار از نگاه در آن آزار نمي بينند و خداوند قبل از آن كه اطبا با دقت ها و دانش ها به آن برسند آسمان را چنين آفريده است و اين تدبير و حكمت بسيار بلندي است كه عقلا بايد از آن درس بگيرند و خداي خود را بشناسند و براي كافران و ملحدان نيز حجت باشد؛ (قاتلهم الله أني يؤفكون)

سپس فرمود: «اي مفضل! درباره ي طلوع و غروب خورشيد و روز و شب فكر كن و بنگر كه اگر خورشيد طلوع نمي كرد عالم تاريك و همه چيز مختل مي بود و مردم نمي توانستند به امور زندگي خود بپردازند و اساسا اگر نور نمي بود زندگي تلخ و بدون لذت بود. از اين رو، حكمت خلقت خورشيد براي همه ظاهر و روشن است و نيازي به توضيح و بيان ندارد.



[ صفحه 181]



اي مفضل! درباره ي غروب خورشيد نيز تأمل كن و بدان كه اگر خورشيد غروب نمي نمود مردم راحتي و آسايش پيدا نمي كردند. در حالي كه بدن هاي آنان نياز شديدي به آرامش و آسايش دارد و حواس انسان نيز بايد در ساعاتي سكوت و استراحت پيدا كند و قوه ي هاضمه مشغول هضم غذا و تقسيم آن به اعضاي بدن گردد.

از سويي، اگر خورشيد غروب نكند حرص، مردم را وامي دارد كه دست از كار برندارند و در آن صورت بدن هاي آنان از كار مي افتد و توان خود را از دست مي دهند؛ چرا كه بسياري از مردم اگر شب فرا نرسد و عالم تاريك نشود به سبب حرصي كه در وجود آنان نسبت به كسب و كار و درآمد و جمع مال هست آسايش و آرامش نخواهند داشت.

از سوي ديگر، ادامه ي تابش خورشيد حرارت زمين را بالا مي برد و موجودات روي زمين از جماد و نبات آزار خواهند ديد. از اين رو، حكمت خداوند در تدبير عالم اين است كه خورشيد در ساعاتي بر زمين بتابد و در ساعات ديگر غروب نمايد، همانند چراغي كه براي نياز خانواده ساعاتي روشن است تا اهل خانه نيازهاي خود را انجام دهند و سپس آن را خاموش مي كنند تا بتوانند استراحت و آرامش پيدا كنند.

از اين رو، نور و ظلمت با اين كه دو چيز متضاد هستند به امر الهي مطابق صلاح و قوام عالم ظاهر مي شوند [و اين از حكمت هاي عجيب و شگفت انگيز خداوند در عالم وجود است].»

امام عليه السلام در پايان اين فصل به مفضل فرمود: «اي مفضل! درباره عقاقير و داروها فكر كن و بدان كه هر كدام براي درمان دردي مؤثر خواهد بود. برخي مربوط به مفاصل بدن و بادهاي بدن است. فكر مي كني چه كسي اين آثار و منافع را در آنها قرار داده و چه كسي مردم را به آثار آنها آگاه نموده است؟»

آنگاه فرمود: «هرگز آثار موجودات را با قيمت آنها مقايسه مكن؛ چرا كه ممكن است چيزي در محل به دست آمدن آن قيمت پاييني داشته باشد، لكن در بازار علم و دانش نفيس و با ارزش باشد. بنابراين اگرچيزي در بازار تجارت قيمت ناچيزي داشت تو بدان كه در بازار حكمت و اسرار قيمت بالايي دارد.» سپس فرمود: «اگر طالبين كيميا بدانند كه



[ صفحه 182]



در مدفوع انسان [و حيوان] چه آثاري نهفته است هر آينه با قيمت سنگيني آن را خريداري خواهند نمود.»


ثواب زيارت امام صادق


به طور كلي زيارت مؤمن، خواه زنده باشد و خواه مرده، اگر با قصد قربت باشد در پيشگاه خداوند ارزش و فضيلت فراوان و بي نهايتي دارد. همان گونه كه در سخنان معصومين عليهم السلام فراوان به آن سفارش شده است؛ حال زيارت امامان معصوم عليهم السلام كه همگي برگزيدگان و شايستگان خداوند بوده اند، چه ارزش و اهميتي خواهد داشت؟ آيا جز اين است كه زيارت قبور پيامبران و اوصياي الهي و زنده نگه داشتن نام آنان و ذكر فضايلشان، سبب همبستگي و اتحاد قلبي افراد با آنان مي شود و انسان ها به پيروي و اقتداي به آن بزرگواران ترغيب مي شوند؟ اين امري است كه مورد توجه همه ي عقلا - از امت هاي گذشته تاكنون - بوده است.

آنها همواره سعي مي كرده اند كه آثار بزرگان و شخصيت هاي ديني و علمي خود را



[ صفحه 418]



تجليل نمايند و آنها را زنده نگه دارند و مردم را به پيروي و اقتدا نمودن به سيره ي زندگي آنان تشويق نمايند.

علاوه بر آن كه زيارت قبور پيامبر صلي الله عليه و اله و جانشينان آن حضرت عليهم السلام، سبب بزرگداشت شعاير الهي و اسلامي مي شود و [طبق آيه ي شريفه: (ذلك و من يعظم شعائر الله فانها من تقوي القلوب)] نشانه ي تقواي قلوب و دلهاي مردم نيز مي باشد.

رواياتي كه در فضيلت زيارت امام صادق عليه السلام نقل شده دو دسته است 1- رواياتي كه درباره ي فضيلت زيارت قبور همه ي ائمه عليهم السلام وارد شده است 2- رواياتي كه در خصوص زيارت امام صادق عليه السلام وارد شده است، دسته ي اول روايات بسيار فراوان است و يكي از آنها، روايتي است كه از امام هشتم عليه السلام وارد شده كه فرمود: «براي هر امامي عهدي به گردن دوستان و شيعيان اوست و كمال وفاي به آن عهد، زيارت قبور آنان است؛ پس كساني كه از روي محبت و ميل و تصديق به سخنان آنان به زيارتشان بروند، روز قيامت ائمه عليهم السلام از آنان شفاعت خواهند نمود.» [1] .

اميرالمؤمنين عليه السلام نيز فرمود: «هنگامي كه به زيارت خانه ي خدا مي رويد، سفر خود را با زيارت رسول خدا صلي الله عليه و آله در مدينه به پايان برسانيد؛ زيرا ترك آن جفا و ظلم به آن حضرت مي باشد و شما مأمور به زيارت آن حضرت هستيد و پس از زيارت قبر رسول خدا صلي الله عليه و آله به زيارت قبوري برويد كه خداوند حق صاحبان آن قبور و زيارت آنها را بر شما واجب نموده است، پس نزد آن قبور از خداوند درخواست روزي و اصلاح معاش خود را بكنيد.» [2] .

امام صادق عليه السلام نيز مي فرمايد: «كسي كه قبر امام واجب الاطاعه اي را زيارت نمايد و نزد آن چهار ركعت نماز بخواند، خداوند براي او يك حج و يك عمره مي نويسد.» [3] .

از اين گونه روايات در كتب زيارتي، فراوان نقل شده است [كه براي اطلاع بيشتر مي توان به آنها مراجعه كرد] و اما رواياتي كه در خصوص زيارت امام صادق عليه السلام وارد شده فراوان است و ما به ذكر دو روايت اكتفا مي كنيم:



[ صفحه 419]



1- امام صادق عليه السلام فرمود: «هر كس مرا زيارت كند، آمرزيده خواهد شد و فقير از دنيا نخواهد رفت.» [4] .

2- حضرت عسكري عليه السلام فرمود: «هر كس امام جعفر صادق عليه السلام و يا پدر او، امام باقر عليه السلام را زيارت كند، به بيماري چشم مبتلا نمي شود و هيچ گونه درد و ابتلايي به او نمي رسد.» [5] .



[ صفحه 420]




پاورقي

[1] وسائل الشيعه ج 5 / 253.

[2] وسائل الشيعة ج 5 / 255.

[3] وسائل الشيعة ج 5 / 260.

[4] مقنعه شيخ مفيد، ص 73.

[5] وسائل ج 5 / 426.