بازگشت

موج خيز دانش


- استاد مشفق كاشاني



آن كه دين مصطفي را، رهبرست

صادق آل محمد، جعفرست



مصطفي را، حجت پيغمبري

مرتضي را، آفتاب سروري



جلوه ي هستي؛ حسن را، نور عين

روح پاك فاطمه، جان حسين



گوهر گنجينه ي زين العباد

كاسمان در دامن باقر نهاد



عامل صديق جان عارفان

عالم تحقيق، در كون و مكان





[ صفحه 92]





ميوه ي بستان سراي اوليا

گلبن شاداب باغ انبيا



وارث دين نبي، ختم رسل

بوستان معرفت را، تازه گل



مكتب توحيد را، آيينه دار

پرتو گيتي فروز كردگار



موج خيز دانش برتر، از اوست

چشمه سار زمزم و كوثر، از اوست



دانش از او، مبدأ و منشأ گرفت

دين احمد از فروغش، پا گرفت



يار مظلومان، به هر شهر و ديار

ياور مستضعفان، در روزگار



چون نمي گنجيد در بحر وجود

لاجرم، سوق وصالش در ربود



ساغر از شهد شهادت، دركشيد

مرغ جانش، جانب حق، پر كشيد




و من وصية له: للمعلي بن خنيس و قد أراد سفرا


المعلي بن خنيس هو من اصحاب الامام الصادق، و يظهر من احاديثه و مناظراته انه كان من اهل الفقه و المعرفة لدي الامام. و مما يدل علي عظمته حزن الامام علي قتله و خروجه من داره مغضبا يجر رداءه و اسماعيل ابنه خلفه و هو يقول: ان المرء يصبر علي الثكل و لا يصبر علي الحرب. حتي دخل علي قاتله داود ابن علي العباسي والي المنصور و قال له: يا داود قتلت مولاي و اخذت مالي و ما هدأ حاله حتي اقتص ممن قتله و هو السيرافي صاحب شرطة داود، و لما قدموه لان يقتل اقتصاصا جعل يصيح: يأمروني ان اقتل لهم الناس ثم يقتلونني.

و لما قتل المعلي قال الصادق عليه السلام: اما والله لقد دخل الجنة. و قال: اف للدنيا سلط الله فيها عدوه علي وليه.

و ما قتله داود الا لانه كان من اصحاب الصادق عليه السلام و بعث عليه ليدله علي شيعة الصادق و اصحابه فأبي عليه المعلي فهدده بالقتل ان لم يخبره فأصر علي الكتمان. و ذلك مما يدل علي تفانيه في الله و نصلبه في مبدئه وجوده بنفسه «و الجود بالنفس اقصي غاية الجود».

يا معلي اعزز بالله يعززك. قال: بماذا يابن رسول الله صلي الله عليه و آله؟



[ صفحه 58]



قال عليه السلام: يا معلي خف الله تعالي يخف منك كل شي ء.

يا معلي تحبب الي اخوانك بصلتهم، فان الله تعالي جعل العطاء محبة و المنع مبغضة، فانتم والله ان تسألوني و اعطيكم احب الي من ان لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، و مهما اجري الله عزوجل لكم من شي ء علي يدي فالمحمود هو الله تعالي و لا تبعدون من شكر ما اجري الله لكم علي يدي.


حمزة بن محمد طيار


كنيه او ابوعماره است. او از معاريف اصحاب امام باقر (ع) و امام صادق (ع) است. [1] امام پنجم حضرت باقر (ع) به وجود او مباهات و افتخار مي كرد.

ابوعمرو كشي، از هشام بن حكم، روايت كرده كه حضرت صادق (ع)، بعد از شنيدن خبر مگر حمزه طيار، بر او رحمت فرستاد، و در حقش دعا كرد؛ و فرمود: «رحمه الله و لقيه نضرة و سرورا فقد كان شديد الخصومة عنا اهل البيت» - خدا او را رحمت كند، و خوشي و شادماني نصيبش فرمايد، به راستي او مدافع سرسختي براي ما اهل بيت بود - [2] .

از حمزه طيار منقول است كه گفت: خدمت حضرت صادق (ع) عرضه داشتم كه شنيده ام: مناظره اصحابت را با ديگران خوش نمي داري؟ حضرت فرمود: اما مناظره (امثال) تو را با دشمنان دوست دارم؛ زيرا كه اگر در دامي واقع شوي، مي تواني پرواز نمايي. [3] .

از اين اجازه مخصوص امام صادق (ع) به او در مناظره با مخالفان، مراتب فضل و حذاقت حمزه طيار، در امور ديني معلوم مي گردد.

از حمزة بن طيار روايت شده كه گفت: هنگامي كه امام صادق (ع) دست مرا گرفت، پس ائمه (ع) را يك يك شمرد، و حساب مي كرد به دست خود، تا رسيد به حضرت باقر (ع)، ديگر چيزي نشمرد؛ گفتم: خدا مرا فداي تو كند، هرگاه بشكافي اناري را و بفرمايي پاره اي از آن حلال و پاره ديگر حرام است، من شهادت خواهم داد كه آن چه حرام كردي حرام، و آن چه حلال كردي حلال است. [4] .

از اين سخن، ميزان اخلاص و پايه اعتقاد او به امام و حجت خدا، آشكار مي گردد. در كافي، از حمزة بن طيار، روايت شده كه گفت: شنيدم امام صادق (ع) فرمود: اگر در روي زمين جز دو نفر باقي نمانند، يكي از آن دو بر ديگري امام و حجت است. [5] .



[ صفحه 163]




پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 117، و ص 177.

[2] رجال كشي، ص 298.

[3] اختيار معرفة الرجال، ص 349.

[4] رجال كشي، ص 298.

[5] اصول كافي، ج 1، ص 137.


الخط السياسي للاعتزال


كان الاعتزال مسانداً للحكم القائم في تلك العصور وقد خدم سياسة الحكام عندما أخذ يهاجم المقدسات في ضمير الاُمة وتفكيرها وذلك حين أقرّ المعتزلة بأن الإمامة والخلافة تتم للمفضول ويجوز تقديمه علي الفاضل وبهذا استدلوا علي شرعية خلافة الاُمويين والعباسيين.

قال أحمد أمين: تگن جرأة المعتزلة في نقد الرجال هو بمثابة تأييد قوي



[ صفحه 96]



للاُمويين لأن نقد الخصوم ووضعهم موضع التحليل وتحكم العقل في الحكم عليهم اولهم يزيل علي الاقل فكرة تقديس علي(عليه السلام) التي كانت شائعة عند جماهير الناس [1] .

ولذا نالوا التأييد المطلق والدعم الشامل من قبل الاُمويين وبعد إنهيار الحكم الاُموي انضموا الي الحكم العباسي فكانوا من أجهزته واعوانه وكان المنصور يُكبر عَمْرو بن عبيد أحد كبار المعتزلة [2] .

أما علاقتهم مع الشيعة فكانت في غاية من الخصومة. وتري الشيعة ان الاعتزال فكر طارئ علي الاسلام لأن تقديم المفضول علي الفاضل معناه الخروج عن منطق الحق وإماتة المواهب والقدرات فضلاً عن انّ هذا الاتجاه يُعارض القرآن الكريم الذي يقول: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) [3] .

إنّ الكوارث التي عانتها الاُمة علي مدي تأريخها بعد الرسول(صلي الله عليه وآله وسلم) تعود الي تقديم المفضول علي الفاضل، ولو لا ذلك لسار الفاضل بالاُمة سيراً سجُحاً ولأوردهم منهلاً رويّاً تطفح ضفتاه كما تنبّأت بذلك بضعة الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطابها المبكّر بعد تسنّم أبي بكر الخلافة والتربّع علي منبر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وعزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن هذا الموقع الريادي الذي عيّنه فيه رسول الاسلام.



[ صفحه 97]




پاورقي

[1] فجر الاسلام: 295.

[2] تاريخ بغداد: 4 / 148 ـ 150.

[3] الزمر: 39 / 9.


الدعاء لحل المشاكل


5 - روي عن الطيالسي قال: جئت من مكة الي المدينة، فلما كانت علي ليلتين من المدينة، ذهبت راحلتي و عليها نفقتي و متاعي و أشياء كانت للناس معي.

فأتيت أباعبدالله (عليه السلام) فشكوت اليه، فقال: ادخل المسجد فقل:



[ صفحه 105]



«اللهم اني أتيتك زائرا لبيتك الحرام، و ان راحلتي قد ذهبت، فردها علي» فجعلت أدعو، فاذا منا ينادي علي باب المسجد: يا صاحب الراحلة اخرج فخذ راحلتك، فقد آذيتنا منذ الليلة، فأخذتها و ما فقدت منها خيطا واحدا [1] .


پاورقي

[1] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 638 ح 42. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 107.


اهل ريا نباش


امام عليه السلام مي فرمايد از ريا پرهيز كنيد زيرا ريا عملي است براي غير خدا و خداوند ريا كار را به كسي واگذار مي كند كه براي او كار كرده است

رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم فرمود - هر كس هر چه را در دل نگاه مي دارد خداوند



[ صفحه 218]



رداء آن غير را بر او مي پوشاند (آن سريره چه خوب باشد چه بد) و هر كس در عمل كم و كوچك خود خدا را منظور داشته باشد خداوند بيش از آنچه استحقاق دارد به او مي دهد و هر كس كار زيادي براي غير از خدا كند بدنش خسته شده و شب بيداري او به دردش نمي خورد و خدا او را در نظر مردم كوچك خواهد كرد

و هر كس در دل امري را در نظر مي گيرد اگر نيت او صحيح باشد خداوند آن را در علن و آشكار تقويت مي كند و كسي كه عملي را انجام مي دهد خدا را در كار خود منظور نكند مردم را شريك خدا دانسته است زيرا به قصد تعريف مردم آن كار را انجام داده و هر بنده اي كه كار خيري را در دل نيت كند خداوند ولو هم دير شود شري را از او دور خواهد نمود -

هر ريائي شرك به خداست و هر كس براي مردم كار كند اجرش را هم بايد از مردم بگيرد و هر كس براي خدا كار كند اجرش با خداست


التجربة و الاستخلاص


أما اذا خرجت من الإنكار الي منزلة الشك،

فإني أرجو أن تخرج الي المعرفة.

(جعفر الصادق عليه السلام)

لو أتيح لي الأمر لحرقت كتب أرسطو كلها، لأن دراستها يمكن أن تؤدي الي ضياع الوقت و إحداث الخطأ و نشر الجهالة.

روجير بيكون (1294 ميلادية)

لم يكن روجير بيكون في الحقيقة إلا واحدا من رسل العلم الاسلامي و المنهج الاسلامي الي أوربا المسيحية.

روبر بريفو



[ صفحه 271]



أتيحت للإمام الصادق حقبة طويلة للتعليم يتلقاه أو يلقيه. فلم يحبس كمثل ما حبس الكثيرون من أهل بيته، أو يقتل كما قتل عظماؤهم.

و لم يصطدم مذهبه الفقهي بمذهب فقهي للسطان. فبنو أمية و بنوالعباس، حتي عهده، لم يكن لهم مذهب فقهي - ان لم تظهر المذاهب «رسميا» إلا في أخريات القرن الثاني للهجرة، عندما صير أبويوسف مذهب أبي حنيفة مذهب السلطان. و استعصمت المدينة بفقهها، ثم ظهر الشافعي في أواخر القرن الثاني.

و لم يصطدم الامام بمذهب سياسي للخليفة - إذ لم يظهر اعتناق الدولة للاعتزال إلا في عصر المأمون في مطلع القرن الثالث.

و كان الجهميون و القدريون مستضعفين، و لم يكن لمناقشات أصحاب الملل و النحل شأن يستلفت النظر.

بهذا أتيح للإمام (عليه السلام) في مجلسه العلمي، و اقتداره الذي يسلم به الجميع... ان يرسي في أمنة و اطمئنان، قواعد «منهج علمي» ما يزال يعبر القرون باعتباره فتحا من الفتوح التي فتحها الله علي البشر.

و فحوي المنهج ان العلم «مشاهدة» و «نزاهة فكرية» في «استخلاص» النتائج لا يقبل الله سواها من عالم أو متعلم.

في هذا الفحوي قول الامام (عليه السلام): «اطلبوا العلم، فانه السبب بينكم و بين الله». - و السبب الي الله لا يقوي إلا بقلب خاشع. و من ثم وجب إخلاص النية فيه، و صدق الهمة في تلقيه، و قبول حقائقه دون تلويثها بشوائب الهوي أو الغرض أو المقررات السابقة، أو العوامل الخارجية.



[ صفحه 272]



و بهذه الخصائص تصبح «النزاهة العلمية» سمتا للعبادة و شأوا للسيادة - يقول الامام (عليه السلام): «الملوك حكام علي الناس و العلم حاكم عليهم... حسبك من العلم أن تخشي الله. و حسبك من الجهل أن تعجب بعلمك».

و لتحقيق ذلك يأمر الإمام طالب العلم - من بدء أمره - بالتحلي بخصال، و ينهاه عن نقيضها.

يقول (عليه السلام): «لا تطلب العلم لثلاث؛ لترائي به و لا لتباهي به و لا لتماري به. و لا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل و زهادة في العلم و استحياء من الناس». و ما المراء أو الإصرار علي عدم المعرفة أو تحقير العلم أو خوف النقد إلا خروق واسعة تتساقط منها كنوز العلماء، و مواهب المتعلمين، و واجب الفرد في أن يتعلم، في أمة فرض رسولها العلم علي كل مسلم و مسلمة. فالعلم في الإسلام طريق للبقاء و التقدم.

و يقول لمحمد بن النعمان (مؤمن الطاق)، و هو المناضل الجدل:

يابن النعمان: إياك و المراء فإنه يحبط عملك، و إياك و الجدل فإنه يوبقك. و إياك و كثرة الخصومات فإنها تبعدك من الله. و ان من قبلكم كانوا يتعلمون، و انتم تتعلمون الكلام... إنما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء...

إن أبغضكم إلي المترئسون، المشاءون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم. و انما أوليائي الذين سلموا لأمرنا و اتبعوا آثارنا. و ليست البلاغة بحدة اللسان، و لا بكثرة الهذيان، و لكنها إصابة المعني و قصد الحجة...

يا بن النعمان... إن أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه و لا تجارينه و لا تباهينه. لا تطلع صديقك من سرك إلا علي ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك. فإن الصديق قد يكون عدوك يوما...

و من أدوات المنهج طمأنينة المعلم و المتعلم، بالاستغناء عن الناس، فالإمام يحث تلاميذه علي العمل للرزق، و يمدهم بالمال، ليتجروا، و يستغنوا عن الناس ليستمع اليهم الناس، و ليقدروا علي الاستمرار في التلقي و في الإلقاء.

و من أدواته التعمق و التخصص. فالعلم لا يعطيك بعضه إلا ان تعطيه كلك، كما



[ صفحه 273]



يقول أبويوسف:

فأبان بن تغلب وزرارة بن أعين متخصصان للفقه . يفتيان الناس في مسجد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم).

و حمران بن أعين حجة في علوم القرآن.

و مؤمن الطاق للكلام = علم التوحيد.

و هشام بن الحكم للكلام في العقائد و في الإمامة.

و أبان بن عثمان للكلام في الاستطاعة و ما اليها.

و المنهج شامل: يسأل الإمام (عليه السلام) عن قوله تعالي: «و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا» فيقول: «الحكمة هي المعرفة و التفقه في الدين».

و لما جمع للحكمة المعرفة و التفقه في الدين كان يعلم الناس أن الفقه وحده ليس الحكمة و إنما هو درجة فيها. و هو القائل: «تفقهوا في الدين فإن من لم ينفقه منكم فهو اعرابي».

و لما جعل مطلق المعرفة بعض الحكمة فتح الباب لكل أنواع العلوم. فليست المعرفة قاصرة علي العلم الديني. فهذا ينفيه نصه علي التفقه في الدين معها.

و انما قصد الامام (عليه السلام) العلم عموما؛ و منه العلوم التطبيقية و الفلسفات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية التي كان لها في مجالس الامام الصادق (عليه السلام) مكان، هو أول مكان تلقاه في حلقة إمام للدين في مدارس الاسلام... كمكان جابر بن حيان، و هذه التفرقة بين ألوان المعرفة يوجبها المنهج العلمي علي الدارسين.

و هذا الجمع لشتي العلوم إيذان بتطبيق المنهج الإسلامي في فنون العلم العالمي كما سنري بعد.

و للمنهج - بعد - شعار من حب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)، و تقدير أصحابه «محمد رسول الله و الذين معه»، فلا يقبل العلم من رجل، أو يقبل العلم علي رجل، قصر إيمانه عن صيانتهم.



[ صفحه 274]



و النص علي العقل و استعماله مستمد من القرآن الذي طالما خاطب فطرة البشر «لتعتبر» بما تدركه الحواس من آيات الله، و تتدبرها، و تستصحبها، لتري آلاءه علي عباده، و تشهد تقديره و تدبيره، فتقنعهم بوجوده و وحدانيته و قدرته، فتصبح الدليل ما بعده دليل. [1] .

و كما استعمل الصادق (عليه السلام) العقل، استعمل الحرية، التي منحها القرآن للإنسان: لا يكره الناس علي أن يكونوا مؤمنين، و لا يستعمل في جدالهم إلا التي هي أحسن. و لا في وعظهم إلا الموعظة الحسنة... حتي ثبوت الألوهية لا يرضاه الله بإكراه.

و العقل لا يعمل إلا حرا. و اذا أكره تعطل أو انحرف. و الجدال بعنف تعسف. و للعقل كرامة. و الكرامة هي الحرية.

و الاعتبار بالآثار و الأشياء الميحطة بالناس، بالمشاهدة و الاستخلاص، ثم الحرية و الأمانة في التفكير و التقدير، أي النزاهة الفكرية، هما صميم المنهج.

و هو لا يتجلي قدر ما يتجلي في الدلالة علي الله جل ثناؤه.

اليك مثلا من زنديق تحداه بقوله: كيف يعبد الله الخلق و لم يروه؟

قال الصادق (عليه السلام):

رأته القلوب بنور الإيمان. و أثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب و إحكام التأليف. ثم الرسل و آياتها. و الكتب و محكماتها. و اقتصر العلماء علي ما رأوه من عظمته دون رؤيته.

فلنلاحظ أنه يبدأ بآثار الله التي يراها الناس في نور الايمان، و يثبتها العقل و البصر، ثم يثني بالرسل اللافتين انظار الناس الي آيات الله، و بالنصوص المحكمة التي جاءوا بها. و أخيرا يذكر ما يحصله العلم المحدود بما يراه العلماء من آثار ذلك.

لكن الزنديق يستمر: أليس هو قادرا أن يظهر لهم. فيعرفوه فيعبد علي يقين؟ قال الصادق (عليه السلام): «ليس للمحال جواب». قال الزنديق: فمن أين أثبت أنبياء و رسلا؟



[ صفحه 275]



قال الصادق (عليه السلام): «إنا لما أثبتنا أن لنا خلقا صانعا متعاليا عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما، لم يجز أن يشاهده خلقه أو يلامسوه... ثبت أن له سفراء في خلقه و عباده يدلونهم علي مصالحهم...».

و مثلا مما يروي محمد بن سنان: «حدثني المفضل بن عمر قال: كنت ذات يوم بين القبر و المنبر - قبر الرسول بالمدينة - و أنا أفكر فيما خص به الله تعالي سيدنا محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم)... إذ جاء ابن أبي العوجاء فجلس بحيث أسمع كلامه... فخرجت من المجلس محزونا متفكرا فيما بلي به الاسلام و أهله من كفر هذه العصابة و تعطيلها. فدخلت علي مولاي (عليه السلام)، منكسرا فقال: مالك؟ فأخبرته. فقال: بكر علي غدا... فلما أصبحت غدوت فاستؤذن لي فجلست و قمت بين يديه فقال:

إن الشكاك جهلوا الأسباب و المعاني في خلقه. و قصرت أفهامهم عن تأمل الصواب و الحكمة، فخرجوا بقصر علومهم الي الجحود... فهم في ضلالهم و تجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت أتقن بناء و فرشت بأحسن الفرش... و وضع كل شي ء من ذلك موضعه... فجعلوا يترددون فيها يمينا و شمالا... محجوبة أبصارهم عنها... و الإنسان كالمالك لهذا البيت... ففي هذه دلالة علي ان العالم مخلوق بتقدير و حكمة و نظام و ملاءمة. و أن الخالق له واحد.

و هو هنا يدلل بما تلمسه الحواس علي لزوم وجود ما لا تلمسه، فهو يستعمل العقل و الواقع معا.

و يروي ابن بابويه القمي (381): «كان ابن أبي العوجاء و ابن المقفع يلاحظان الجمع الذي كان يطوف بالكعبة فقال ابن المقفع لأصحابه: لا واحد من هؤلاء يستحق اسم الانسانية إلا هذا الشيخ الجالس - و أشار الي جعفر بن محمد (عليه السلام) - فقام ابن أبي العوجاء الي الشيخ، و تحدث معه ثم رجع الي صاحبه و قال: ما هذا ببشر، ان كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا، أو يتروح إذا شاء باطنا، فهو هذا... ظل يحصي لي قدرة الله التي في نفسي، و التي لم أستطع رفضها، حتي ظننت أن الله قد نزل بيني و بينه.



[ صفحه 276]



و نزول الله بين الامام و بين ملحد، باعتراف الملحد، آية باقتدار المنهج علي بلوغ غرضه، و قدرة مجادل جمع الآيات الربانية حججا بين يدي منكر أخذته حجة الأمر الواقع فأبلس.

فاذا تصدي الإمام (عليه السلام) للمغالطين أزري بالسفسطات، و صدمهم - كدأبه - «بالواقع»، فبهتتهم - كأن لم يشهدوها قبل - حقائق الأمر الواقع.

طلب واحد من تلاميذه بيانا عن قول أبي شاكر الديصاني - زعيم الفرقة الديصانية - و هي طائفة ملحدة تنعم بحرية العقيدة في بلدان الإسلام - ان في القرآن ما يدل علي ان الإله ليس واحدا، ففيه: «و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله» فأجاب الامام بقوله: قل له ما اسمك في الكوفة فيقول: فلان. فقل له ما اسمك في البصرة؟ فيقول: فلان. فقل له فكذلك: ربنا في السموات إله و في الأرض اله و في البحار إله و في كل مكان إله.

و في كتاب الإهليلجة المروي عن طريق المفضل بن عمر يوظف الجدل العلمي، في تنبيه الشكاك علي أنهم في بداية الطريق نحو المعرفة يقول: «أخبرني هل رقيت الي الجهات كلها و بلغت منتهاها؟... فهل رقيت الي السماء التي تري أو انحدرت الي الأرض السفلي فجلت في أقطارها... فما يدريك لعل الذي أنكره قلبك هو بعض مالم تدركه حواسك و لم يحط به علمك... أما إذ خرجت من الإنكار الي منزلة الشك فإني أرجو أن تخرج الي المعرفة».

فلنلاحظ أنه يجادل الرجل بأن يرتفع من الإدراك المادي الي حيث يفكر، و انه يرفع المفكر الي حيث يستيقن، فيطالب الشاك بمزيد من التجربة المحسوبة الملموسة. ليصل من الشك الي المعرفة، و هي مراحل العلم الذي يصل اليه الناس بوسائل مأمونة و مجربة.

و هذا المنهج «الواقعي» القائم علي النزاهة الفكرية و الحرية العقلية هو الآن منهج



[ صفحه 277]



عالمي، يدين بن الجميع للقرآن و أصول الفكر الإسلامي علي ما سنري فيما بعد. [2] .

ففي حين استخلص علماء العالم القديم من اليونان «نظريات» عمموها ليخضعوا لها نتائج الاستنباط، و فرضت سيادة الفكر الأرسطي علي العقل في أوربا منطق النظريات و العمومات، و قاومت الكنيسة في تاريخها القديم حرية التفكير، نري القرآن ينبه «العقل» علي الاعتبار بالمحسوس التي يتمثل في «الواقع» و ان يرفض الاستسلام للعموميات التي تحكم مقدما أي أمر واقع، و يرشد الإنسان الي توظيف فكره بحرية.

بل نري الامام الصادق (عليه السلام) يعتبر «التقليد» مذلة عقلية «و استعبادا للنفس»، و يحاجج في ذلك قرآنيا، و يفسره تفسيره الرائع.

عن أبي بصير عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في معني «اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله» قال: «أما و الله ما دعوهم الي عبادة، ولو دعوهم ما أجابوهم، و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون».

و في تعبير آخر يقول؛ عن أبي بصير عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)؛ اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دول الله قال (عليه السلام): «و الله ما صاموا لهم و لا صلوا، لكن



[ صفحه 278]



أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فاتبعوهم».

فالاتباع دون فهم، في الحلال و الحرام، أو غيرهما، ترك لزمام النفس في قبضة الغير، و إهدار لحريتها و قدرتها، و تلك عبادة لغير الله، و ليس بعد ذلك كفر.

و ليس أبلغ من هذه العبارات في الدعوة للحرية الفكرية و الحث علي الاجتهاد و توظيف العقل.

يقول الشافعي عن مكانة علي في علوم الاسلام: «كان علي كرم الله وجهه قد خص بعلم القرآن و الفقه لأن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) دعا له. و أمره ان يقضي بين الناس. و كانت قضاياه ترفع الي النبي فيمضيها».

و لقد آلي علي نفسه بعد الفراغ من تجهيز الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) ألا يرتدي إلا للصلاة أو يجمع القرآن - كما أسلفنا - فجمعه مهتما بأمور «أصولية» في الشريعة و فقهها تتعلق بالمحكم و المتشابه، أي بما لا يحتمل الاجتهاد و ما يحتمله، و بالنصوص التي نسخت و التي هي واجبة التطبيق، و بالمطلق منها و الذي يحتمل التخصيص، و العزائم و الرخص، و بالفروض و المندوبات، و فيها المحرم و المكروه، و ما هو تهذيب للأمة من فضائل و آداب. [3] .



[ صفحه 279]



و في «نهج البلاغة» طائفة من أصول الفقه التي ينبه عليها أميرالمؤمنين (عليه السلام) و هذه و تلك أساسيات في أصول الفقه.

و الأصول أدلة في طريق أو نهج. و لا إمامة إلا بمنهج.

و الفقه السني يعتبر الشافعي أول من اتجه الي تجلية أصول الفقه في كتابه (الرسالة) و قد وضعه، و الناس يتحلقون حوله، في جوار الكعبة بعد سنة 184.

وليس غريبا ان نجد النبوغ الشافعي يتلاقي و أمورا أساسية أهمت من بادئ الأمر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أو تجد أفكارا «علوية» أو آراء «شيعية» تظهر بقوة في مذهب الشافعي و آرائه. و الشافعي من ابناء عمومة النبي و علي، يباهي بحب أهل البيت (عليهم السلام) و يتحدي به، و هو إمام في اللسان العربي، له لغة خاصة تعلنها قواميس اللغة... طوعت له إمامته فيها أن يفهم القرآن فهم الذين نزل فيهم.

و اتصال اللغة و البلاغة بالفقه في الاسلام أساسي، لأن الفقه فهم للقرآن؛ و القرآن عربي. فالشافعي في استنباطه للأصول من القرآن كان موجها بفهم عربي عميق للكتاب الكريم، الذي صنعت علي أسسه العقلية الاسلامية.

يقول أحمد بن حنبل - و هو الإمام الرابع لأهل السنة في الفقه، فوق أنه إمام في اللغة: «الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، و اختلاف الناس، و المعاني، و الفقه». و هذه هي الأمور الأساسية في كل فقه.

و سواء انبثقت الأصول من اهتمامات علي (عليه السلام)، في جوار قبر النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) بالمدينة غداة عروج النبي الي الرفيق الأعلي، أو ممن نحوا ذلك النحو من الشيعة، أم انبثقت من «رسالة الشافعي» في جوار البيت الحرام بمكة... و سواء اطلع الشافعي علي كتب لأهل البيت (عليهم السلام) أو علي آرائهم، أم لم يطلع، فالأصول قرآنية المبدأ و المنتهي، مشتقة من نصوص القرآن و السنة و منهاجهما و أسلوبهما. و من ذلك شرفها في الفكر الديني و العلمي.

و حرية التفكير توجب «الاجتهاد» علي أساس العلم كما يقرر الشافعي في «رسالته»، مع النزاهة الفكرية الكاملة، غير المقيدة إلا بما تثق بوجوده، و تحقيق المناط



[ صفحه 280]



و تنقيحه، و التدقيق في الفرع و في الأصل؛ و السند، فيما ليس قطعي الورود في السنة أو قطعي الدلالة فيها أو في الكتاب العزيز... و مع اتخاذ الأهبة. و هذه كلها أمور يوجبها القرآن و السنة.

و الحضارة العالمية مدينة بهذا المنهج للإسلام بما طور من فكر الأمم التي دانت به، في أربعة عشر قرنا، و من أساليبها، و وسائلها العلمية، حتي صبغ فكرها، في شكله و موضوعه، صبغة الله... و من أحسن من الله صبغة!

و كما ارتفع العرب درجات بالإسلام انتفع به كل الأمم ممن أسلموا، و ممن لم يسلموا. و من هنا كان الاسلام خيرا للعالم كله. فتلك خصائص رسالته العالمية، و الأبدية. و السمو، و الطريق اليه مفتوحة حتي يرث الله الأرض و من عليها.

و ما تقدم الإنسانية إلا حاصل دفع الله الناس بعضهم ببعض، و أخذ بعضهم بيد البعض - و من أجل ذلك اختص الفقه الاسلامي بميزة القدرة علي إحداث التطور و مواكبته، مع اليسر و حفظ الدين، «بالاجتهاد» الذي أمر به الله علي أصول القرآن و السنة. [4] .

أعلن علي عليه السلام تمسكه «بالاجتهاد» إذ تولي إمارة المؤمنين بعد عمر ابن الخطاب. و من أجل ذلك وحده، لم يبايع له عبدالرحمن بن عوف. و أعلن عثمان التزامه بأن «يتبع» عمل السابقين فجعل عبدالرحمن يبايع له.

«فالاجتهاد» شعار من شعارات «علي» من بادئ الأمر، و شعارات الشيعة من بعده، و من ذلك لم يصخ عظماؤهم الي ذلك الصوت البغيض الذي أعلن إقفال باب الاجتهاد في القرن الرابع الهجري، لتنفتح أبواب التقليد، و تخبو شعلة الفكر، بل شهد الشيعة في القرن الرابع ذاته نهضة شاملة تتراءي في أعمال عظمائهم. فالعقل أصل؛



[ صفحه 281]



و الأصل لا يتعطل.

و ما الاجتهاد إلا الحرية الفكرية في استخلاص النتائج، و النزاهة العلمية أو الاعتبار «بالواقع و الصحيح». و هاتان العجلتان اللتان تحملان موكب الفكر الإنساني المنجب، هما شعار مجالس الامام الصادق (عليه السلام) كما سلف البيان؛ بل هما أساس ما استخلصه تلميذه جابر بن حيان، من تجاربه العلمية، و عنه انتقل الي أوربا المنهج التجريبي، أو منهج «التجربة و الاستخلاص» كما يسمي في العصور الحديثة.

و من نزاهة المنهج في الفقه، كان الإقرار بضعف الإنسان. فليس الاجتهاد مقابلا للحقيقة، و انما هو أحسن أداة توصل المرء اليها. يقول أبوحنيفة: «علمنا هذا رأي فمن جاءنا بأحسن منه كان أولي بالصواب منا».

و لما قال الشافعي (الاجتهاد بالقياس) و إنهما اسمان لمعني واحد، و استطرد فقعد له القواعد، ليجري علماء أهل السنة في مضماره، صلي الأصوليون من أهل السنة بعده في حلبة الفكر العالمي، منذ القرن الثاني للهجرة، و التاسع للميلاد، فوضعوا القواعد التي لم يبدأ في تعريفها الأوربيون إلا بعد ثمانية قرون تحت عناوين اطراد العلة... و انها اذا توفرت ثبت الحكم، أو قانون اطراد الحوادث لوجود «نظام» في الكون، أو تناسق تخضع له الأشياء، طردا و عكسا، باطراد أسبابها و ملابساتها فيها. و هذا ما قرره الأصوليون المسلمون عند تماثل العلل لاستنباط الأحكام.

غير أن الأصوليين المسلمين فاقوا في تمحيصهم «جون ستيوارت مل» في أبحاثه. إذ تعمقوا في مسالك العلة، و دققوا في الاستقراء و الاستنباط، مع الاحتياط الكامل و النزاهة الفكرية المثلي. فكان عندهم لكل ركن من أركان «القياس» أبحاثه، و ضمانات صحته، باتساع الاختبار و امتحان الاستخلاص، و ايجاب أن تجمع الأصل «المقيس عليه» و «الفرع» «المقيس» «علة»، لتنتج ثمرة القياس و هي «الحكم».

و أولي الأصوليون العلة و تخريجها اهتماما منقطع النظير، فشرطوا لها مسالك نقلية من نص أو إجماع، أو عقلية من تحقيق المناط بوجود العلة، و تنقيح المناط بحذف ما لا يدخل في الاعتبار، و بطرائق السبر و التقسيم و الطرد، لحصر الأوصاف التي تصلح



[ صفحه 282]



للعلية، و استبعاد ما لا يصلح منها، و مقارنة الأوصاف للحكم، و دوران العلة مع المعلول وجودا و عدما الخ... مع تكامل اختبار الوقائع و سلامة النتائج ثم قبولها.

كل أولئك دون تأثير لمقررات أو نظريات سابقة. و مع التقرير بأن ما يصل اليه المجتهد ليس الحقيقة و إنما هو الراجح بغلبة الظن، فإن اجتهادا آخر قد يغيره. و الاجتهاد مفتوح. و قانونه الحرية. فإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران. و اذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر.

و علي هذا التحديد أخذ المنهج التجريبي في الوجود: تمحيص الواقعة و الاستخلاص بحرية و نزاهة.

و القرآن يحوي جميع صور الاستدلالات العقلية؛ و منها قياس الأولي و في هذه الصور تبرز طريقة الاعتبار بآيات الله المادية الواقعية المحيطة بالناس و التي تحسها حواسهم. و كذلك كانت طريقة الأنبياء في الاستدلال علي الله بلفت النظر الي آياته أو بقياس الأولي، و هو ما يكون الحكم المطلوب فيه أولي بالثبوت من الصورة المذكورة في الدليل الدال عليه - و كان أحمد بن حنبل يستعمل هذا القياس، و هو القائل إنه لا يصار الي القياس إلا عند الضرورة.

و ابن تيمية يجعل للفطرة مكانها في الميزان الذي تعرف به الأحكام، و يروي ان معرفة الاختلاف و التماثل أمر فطري. و استعماله ضروري. و الميزان عنده هو العدل، و ما يعرف به العدل... و انه هو القياس العقلي القرآني. [5] .



[ صفحه 283]



و الوزير الصنعاني (840) صاحب كتاب (ترجيح أساليب القرآن علي أساليب اليونان)، يذكر ان أئمة أهل البيت لم يعرفوا المنطق (اليوناني و الإرسططاليسي) و لم يصوغوا أدلتهم علي التوحيد في صور منطقية. و انما في «منهج قرآني أساسه الاعتبار». و ان الامام عليا (عليه السلام) لم يعرفه في خطبه و مواعظه، و ان الأئمة قدموا أدلة التوحيد من غير ترتيب مقدمات المنطق و لا تقاسيم المتكلمين. و يقرر الوزير الصنعاني أن أسلوب المسلمين أرجح و أحجي من أسلوب المناطقة: «فهذا أسلوب الأنبياء و الأولياء و الأئمة و السلف في النظر. و خالفهم بعض المتكلمين و أنواع المبتدعة فتكلفوا و تعمقوا و عبروا عن المعاني الجلية بالعبارات الخفية».

و الذين ينكرون القياس، من أهل السنة، كداود (270) امام أهل الظاهر و ابن حزم (456)، أو من المعتزلة كالنظام (ابراهيم بن سيار شيخ الجاحظ)، يعتمدون علي النص وحده - و قد أسعفتهم النصوص في إقامة مذهب بتمامه. و لم تخذلهم قدرتهم الفقهية في استخراج الفقه باستعمال كليات الشريعة في الاجتهاد.

فدل هؤلاء علي أن نصوص الكتاب و السنة تجعل كليات الشرع و قواعده كافية «للعقل» ليبلغ بالفقه الاسلامي مبالغه، فيحقق أن الله تعالي ما فرط في الكتاب من شي ء. فلكل واقعة حكم. و علي المجتهد طلبه بالعقل و النقل معا.

و الشافعي من حرصه علي العمل بهما معا، يندد «بالاستحسان». و يسميه تلذذا. مع ان الاستحسان في جملة أمره استعمال لنص خاص أو قاعدة متعلقة «بالواقعة»



[ صفحه 284]



المطلوب لها الحكم. [6] .

و أهل القياس مجمعون علي ان المنهي عنه هو الاجتهاد في مقابل النص القطعي، أو إطلاق العنان لاستخراج الأحكام دون تقيد بالنصوص الخاصة أو العامة. و هم يجمعون علي قياس العلة و يختلفون فيما عداه.

و من المعاني الجامعة التي تترد في أبواب الاجتهاد أن أحكام الشريعة جميعا - حتي في الأعمال غير التعبدية - فيها معني تعبدي... أي حق لله، يطاع فيه الله و يعبد. فمن أحسن بيعه و شراءه و إجارته و إعارته، أو قضاءه أو فتواه... الخ فهو يطيع الله و يستحق ثوابه. و من ساءت معاملته فهو خاسر في أمرين، قضاء الناس ضده، و غضب الله عليه، لأنه يعصي الله فيما عمل من عمل غير صالح. و من ثمة تأثير الجانب الروحي أو الوازع الديني في الحياة الواقعة، و في الدراسة العلمية، و في طلب الأحكام الفقهية، في المجتمع الاسلامي، و هو امتياز لا تبلغه الأمم الأخري أو مجتمعاتها.

و في منهج الاعتبار بالواقع أو بالآثار الدالة علي المطلوب «واقعية» أدني الي التصديق من مجازفات الفكر. و في الواقع المادي ضمان أن لا يبعد الاستخلاص من الملموس و المحسوس بالحواس الخمس. و هذه الواقعية أو النزاهة الفكرية تسبق واقعية «أوغست كومت» [7] بقرون عشرة، و عقلانية «ديكارت» بقرون تسعة، كما تسبق «جون سيتوارت مل» [8] في نظرية اطراد العلل بقرون عشرة. و بهذه القرون



[ صفحه 285]



يقاس سبق الحضارة الاسلامية.

والي جوار المشاهدة الواقعية و التحقيق النزيه و الاستخلاص الصادق، يضيف الفقه الاسلامي ضمانا جديدا هو اعتبار الاجتهاد سعيا لبلوغ الحق لا بلوغا له. فثمة عوامل أخري قد تكون موجودة أو قد يدركها عقل آخر فتجعله أدني الي السداد، أو تجعله يصل الي السداد.

و هذا الاحتمال الذي يلازم الاجتهاد يحتمل تداخل العناصر. فالنتائج نسبية حتي تقطع التجربية بأنها لا تتخلف أبدا... و هي في الفقه تبقي نسبية حتي تبلغ الحكم الذي شرعه الشارع - فشرع الله هو الثابت... الذي يقصده المجتهدون.

و ربما كان الكلام المنقول عن «جابر بن حيان» أوضح كلام في الدلالة علي المنهج التجريبي الذي تعلمه في مجلس الامام أو من كتب الامام (عليه السلام).

يخاطب جابر الامام في مقدمة كتابه الأحجار بقوله: «و حق سيدي - لو لا ان هذه الكتب باسم سيدي - صلوات الله عليه - لما وصلت الي حرف من ذلك الي الأبد».

و يقول جابر في كتابه الخواص عن طريقته: «اتعب أولا تعبا واحدا. و اعلم. ثم اعمل. فإنك لا تصل أولا. ثم تصل الي ما تريد».

و في كتابه السبعين يقول: «من كان دربا (مجربا) كان عالما حقا. و من لم يكن دربا لم يكن عالما. و حسبك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدرب يحذق و غير الدرب يعطل».

و يحصر جابر طريقته في عبارته المأثورة: «عملته بيدي، و بعقلي، و بحثته حتي صح، و امتحنته فما كذب». و في هذا المقام يقول استاذ الفلسفة الاسلامية في جامعة القاهرة، د. زكي نجيب محمود: «... فلو شئت تلخيصا للمنهج الديكارتي [9] كله لم تجد



[ صفحه 286]



خيرا من هذا النص الذي أسلفناه عن جابر».

و يري الصيدلي المعاصر د. محمد يحيي الهاشمي ان «الواقعية» هي التي سوغت لجابر أن يقسم القياس أو الاستدلال و الاستنباط الي ثلاثة أقسام - المجانسة و مجري العادة و بالآثار - و من دلالة المجانسة دلالة الأنموذج كمن يريك بعض الشي ء دلالة علي كله، و هو استدلال غير قاطع إذ الأنموذج لا يوجب وجود شي ء من جنسه يساويه تماما في الطبيعة و الجوهر. و كذلك دلالة مجري العادة فإنه - كما يقول جابر - «ليس فيه علم يقين واجب اضطراري برهاني اصلا، بل علم إقناعي يبلغ ان يكون: أحري و أولي و أجدر لا غير، لكن استعمال الناس له و تقبلهم فيه و استدلالهم به و العمل في أمورهم عليه أكثر كثيرا جدا... و ليس في هذا الباب علم يقين واجب. و انما وقع منه تعلق و استشهاد الشاهد علي الغائب، لما في النفس من الظن و الحسبان فان الأمور (ينبغي أن تجري علي نظام و مشابهة و مماثلة) فانك تجد أكثر الناس يجرون أمورهم علي هذا الحسبان و الظن».

يقول جابر: «... و بالجملة فليس لأحد أن يدعي انه ليس في الغائب إلا مثل ما شاهد... إنما ينبغي له أن يتوقف حتي يشهد البرهان بوجوده من عدمه...».

فهو ينقد القياس من الناحية المنطقية أو الرياضية ليترك المجال مفتوحا للحقائق القاطعة التي تثبت بالتجارب.

و حسبك دليلا علي دقة طريقة التدليل بآثار الأشياء، أن تجدها احدي المسلمات في المعامل و الجامعات، في القارات جميعا، منذ بدأ الأخذ بطريقة التجربة و الاستخلاص حتي اليوم. و ستبقي أبدا.

و عندما توضع آراء جابر [10] في القرن الثاني للهجرة الي جوار آراء «الحسن بن



[ صفحه 287]



الهيثم» (430 - 354) بعد أكثر من قرنين، و قد عمل في خدمة الدولة الفاطمية، و هي دولة من دول الشيعة، و له 47 كتابا في الرياضيات و 58 كتابا في الهندسة، تتأكد لنا طريقة التجربة و الاستخلاص التي سلكها الامام الصادق (عليه السلام) و أتقن العمل بها و وصفها جابر و الحسن. و قد أحسن الحسن التعبير عنها بمنهج علمي واضح الفحوي محدد العبارات. [11] .



[ صفحه 288]



و يشهد بها من أهل أوربا درايير في كتابه (النزاع بين العلم و الدين) فيقول: «كان الأسلوب الذي توخاه المسلمون سبب تفوقهم في العلم. فإنهم تحققوا أن الأسلوب النظري لا يؤدي الي التقدم. و ان الأمل في معرفة الحقيقة معقود بمشاهدة الحوادث ذاتها. و من هنا كان شعارهم في أبحاثهم هو (الاسلوب التجريبي). و هذا الأسلوب هو الذي أرشدهم الي اكتشاف علم الجبر و غيره من علوم الرياضة و الحياة. و إننا لندهش حينما نري في مؤلفاتهم من الآراء العلمية ما كنا نظنه من ثمرات العلم في هذا العصر».

و القارئ يلاحظ في هذا المقام أمورا؛ منها:

الأول: أن جابرا يقرر - إذ يقسم بالإمام (عليه السلام) - استرشاده في طريقته هذه به. و ان علمه منه هو سبب توفيقه. ولو كان قد تلقي الطريقة عنه دون لقاء له لما نقص الفضل. فذلك شأن العلماء في كل زمان.

الثاني: ان ممارسة جابر لطريقته مع إقرار الامام (عليه السلام) له، قد ضبطتها مدارسة أبي حنيفة للإمام. إذا انبهت القياسين علي وجوب ضبط طريقة القياس بوضع حدود له و استبعاد ما ليس منه. [12] .



[ صفحه 289]



و ظاهر من قبول أبي حنيفة لنهي الامام عن القياس و عدم مجادلته للامام بكلمة، أن أباحنيفة أدرك أن النهي عن القياس نهي عن القول في الدين بالرأي، و ليس مقصودا به النهي عن الاجتهاد و استعمال العقل.

و ظاهر أن الإمام بلغ مراده من أبي حنيفة و ممن تابعوه في القياس. فلم يقل أحد منهم في الدين برأيه. و التزم القائلون بالقياس كل الدقة، بعد إذ جاء الشافعي و فصل شروطه تفصيلا.

الثالث: انه يظهر من محاورة الامام (عليه السلام) لأبي حنيفة يوم استأذن عليه فحجبه فدخل مع أهل الكوفة التي سلف ذكرها أمران:

1 - ان الأحكام التي ذكرها الامام لأبي حنيفة، وارد فيها نصوص، مما يجعل لتحريم القول في الدين بالرأي أو مطلق القياس حجة مسلمة.

2 - ان الإمام ذكر أباحنيفة بقياس إبليس، إذ أعلن انه يخرج عن طاعة الله برأيه. فكان رأيه عصيانا صريحا، لأمر صريح، و خروجا علي نص وارد علي سبيل الجزم.

و ليس عجيبا و إنما هو التواتر علي استعمال العقل، أن يقرر أئمة أهل السنة جميعا أن باب الاجتهاد مفتوح إذا لم يكن ثمة نص، و ان يجمع علماؤهم أن أحدا لا يقول الكلمة الأخيرة فيه، و أن يكون هذا منهج الفقه الشيعي الذي دأب عليه علماؤه.

يقول ابن إدريس (598) من فقهاء الشيعة المتقدمين: «اذا فقدت الثلاثة - الكتاب و السنة و الإجماع - فالمعتمد عند المحققين التمسك بدليل العقل».

و من فحولهم المحقق نجم الدين الحلي (676) يقسم الدليل العقلي قسمين؛ الأول: يتعلق بالخطاب - و فحواه و لحنه و دليله -، و الثاني: ما ينفرد العقل بالدلالة عليه لحسنه أو قبحه.

و الشهيد الأول محمد بن مكي (786) يوسع في القسم الأول و يفصل في القسم الثاني فيزيد البراءة الأصلية، و ما لا دليل عليه، و الأخذ بالأقل عند التردد بين الأكثر و الأقل، و الاستصحاب.



[ صفحه 290]



و ربما أجمل التفصيل في قول بعض المتأخرين [13] من الاصوليين عن الدليل العقلي: إنه كل حكم للعقل يوجب القطع بالحكم الشرعي. فالدليل العقلي يوجب القطع. و ليس بعد القطع حجة.

بالعقل أدرك الإنسان وجود ربه، ودان بالرسالات، و أدرك المعاني و العلل، و قدر علي تمييز القبيح و الحسن بفطرة البشر.

فالقبح مفسدة و الحسن مصلحة. [14] و ما يدركه العقل منهما هو حكم عقلي يستقل الإنسان بتقريره. و ما يستقل العقل بتقريره من مصلحة أو مفسدة هو مصلحة أو مفسدة شرعية. و علي كليهما تدور الأحكام. فالشرع هاد للبشر، و البشر مفطورون علي استعمال نعمة الشارع. و لا يمنع هذا التأييد الشرعي للعقل أو التأييد العقلي للشرع، أن توجد بعض مصالح يراها الشرع و لا يفطن لها العقل العادي فيتردد أمامها بظنه.

و اذا كان أصل استعمال العقل يسع كل وسائل النظر، فالفقيه ملزم بالاحتياط - و هو أول ما تستوجبه النزاهة العقلية - لوجود احتمال التزاحم و التعارض. فلا تجوز المجازفة بالتحليل و التحريم مع وجود هذا الاحتمال... و إنما يلجأ الفقيه لاستخراج الحكم، عند عدم ظهور النص، الي استعمال العقل، و بقواعد يمليها العقل و النقل، مثل وجوب دفع الضرر المحتمل، و مثل عدم العقاب بلا بيان.

و العقل إذ يقرر قبح العقاب بلا بيان، يسوغ للمكلف أن يصنع ما يراه عند عدم البيان؛ و بتعبير آخر تصبح الإباحة هي الأصل. و الحرية هي الأصل، حتي تتقيد بنص.

يقول الامام الصادق (عليه السلام): «كل شي ء لك حلال حتي تعلم أنه حرام بعينه».

و من هنا اتسع مجال النشاط الإنساني. فلا حرام إلا ما حرم الله.



[ صفحه 291]



و النص نقطة الثبات، أو حجر الزاوية في الفقه. فلا اجتهاد مع وروده.

و التزام فحواه أو التزام مقاصد الشارع التي ينطق النص بها، أو يدل علي معناها مجموع النصوص، لا يدخل بالمصلحة أو بالقياس شيئا علي الشرع ليس منه.

و الامام الصادق (عليه السلام) يفتح أبواب رحمة الله و يرفع الحرج و يبيح الرخص. يقول: «الوضوء نصف الايمان». و يقول: «إنه توبة من غير استغفار».

و مع هذا سئل عن رجل يكون معه الماء في السفر و يخاف قلته؟ فقال: «يتيمم بالصعيد و يستبقي الماء».

و يقول (عليه السلام): «من خاف عطشا فلا يهريق قطرة. و ليتيمم بالصعيد. فالصعيد أحب الي».

سئل عن رجل ليس معه ماء و الماء عن يمين الطريق و يساره غلوتين أو نحو ذلك (الغلوة مسافة مرمي السهم)؟ فقال: «لا آمره أن يغرر بنفسه فيتعرض له لص أو سبع».

و سئل عن رجل يمر بالركية (البئر) و ليس معه دلو. قال: «ليس عليه أن يدخل الركية، لأن رب الماء هو رب الأرض. فليتيمم. إن الله جعل التراب طهورا كما جعل الماء طهورا».

و يقول: ان أباذر قال: يا رسول الله هلكت. جامعت أهلي علي غير ماء. فقال (صلي الله عليه و آله و سلم): «يا أباذر يكفيك الصعيد عشر سنين».

و سئل عن رجل به القروح و الجراحات فيجنب؟ قال: لا بأس بأن يتيمم و لا يغتسل.

و الفقهاء يقولون: إن نفي الحرج في الشريعة من باب الرخصة لأن تحمل الألم و المشقة غير منهي عنه. و نفي الضرر من باب العزيمة لأن الضرر منهي عنه. يقول تعالي: «و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة».

يقول الامام الصادق (عليه السلام): «لا صلاة إلا الي القبلة»، فقيل له: أين حد القبلة. قال: «ما بين المشرق و المغرب كله قبلة» و يشرح ذلك قوله: «يجزي التحري أبدا إذا لم يعلم وجه القبلة».

و الفقهاء يصرحون بالإذن لمن يشك في الدليل بأن يستعمل قواعد الشرع من



[ صفحه 292]



أصول الحل و الطهارة و التخبير و استصحاب الحال - و معناه استدامة ما كان ثابتا، و نفي ما كان منفيا - فمن شك في قيامه بالوضوء قبل أن يصلي فعليه أن يتوضأ. لأن الوضوء شرط واجب قبل الصلاة، و الحال قبل الوضوء للصلاة حال تقتضي الوضوء. و من توضأ ثم شك في نقض الوضوء فهو علي وضوء. و من شك في أنه توضأ بعد أن دخل في الصلاة قطعها و توضأ، ليحرز شرط الصلاة. فإن شك بعد إتمام الصلاة فليس عليه أن يعيدها. فقد فرغ منها. لكن عليه أن يتوضأ لصلاة تالية لأنه لم يبدأها و لم ينته منها. أي لم يتجاوز الشي ء الذي شك فيه الي غيره.

سئل الامام الصادق (عليه السلام) عن رجل شك في الأذان، و قد دخل في الإقامة؟ قال: يمضي. قيل له: شك في الإقامة، و قد كبر؟ قال: يمضي... و في التكبير، و قد قرأ؟ قال: يمضي... و في القراءة، و قد ركع؟ قال: يمضي... و في الركوع، و قد سجد؟ قال: يمضي... الي ان قال: «اذا خرجت من شي ء ثم دخلت في غيره فشكك ليس بشي ء».

يقول: «اذا شككت في شية من الوضوء و قد دخلت في غيره فليس شكك بشي ء. انما الشك اذا كنت في شي ء لم تجزه».

و سئل عن رجل يشك كثيرا في صلاته، فقال فيما قال: «ان الشيطان خبيث معتاد لما عود. فليمض أحدكم في الوهم» أي لا يحفل به... و بني الفقهاء علي ذلك قاعدة: (لا شك لكثير الشك).

يقول الامام الصادق (عليه السلام): «من كان علي يقين ثم شك فلا ينقض اليقين بالشك».

و هذا اعلان عن دليل استصحاب الحال، و اعتماد الواقع و الظاهر كمن استأجر ارضا و شاع أمره في الناس يعامل معاملة المستأجر، و لا يقبل منه ادعاء الملك إلا بدليل. و تتعاون مع هذا الأصل أصول أخري مثل أصل البراءة و الإباحة حتي يرد منع الشارع.

و يستثني الفقهاء الشيعة من المنع من القياس في حالتين:

1 - حالة العلة المنصوصة... و كثير ما هي في الكتاب و السنة.

2 - حالة مفهوم الأولوية، كقول أف للوالدين اذ نهي الله عنها، فمن باب أولي ما هو أشد.



[ صفحه 293]



و يفرعون علي العمومات و المبادئ الكلية الواردة في النصوص و الإجماع... كمثل قواعد الوفاء بالعقود، و درء الحدود بالشبهات، و جواز كل شرط إلا أن يحل حراما أو يحرم حلالا.

و علي هذه الكليات مدار الفقه. و الاجتهاد بها واجب. و بالاجتهاد بلغ الفقه الشيعي ما بلغه فقه أهل السنة؛ كل علي شاكلته.

ندب الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) عليا (عليه السلام) الي اليمن. فسأله الامام: أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يري ما لا يري الغائب؟ - أي اجتهد رأيي فيما بين يدي مما ليس بين يديك - قال عليه الصلاة و السلام: «بل الشاهد يري ما لا يراه الغائب». فهو يأذن له أن يجتهد، أو يأمره أن يجتهد.

و يقول ابن مسعود للقضاة و المفتين و المجتهدين: «من عرض له منكم قضاء فليقض بما في كتاب الله. فان لم يكن في كتاب الله فليقض بما قضي به نبيه (صلي الله عليه و آله و سلم). فإن جاء أمر ليس في كتاب الله و لم يقض به نبيه فليقض بما قضي به الصالحون - فإن جاء أمر ليس في كتاب الله و لم يقض به الصالحون فليجتهد رأيه. فإن لم يحسن فليقم و لا يستحي».

و الشيعة في اجتهادهم يعملون بأصل الاحتياط الواجب، مع العلم بالتكليف الملزم، و أصل التخبير اذا تردد الفعل بين الوجوب و الحرمة. و يرون الحسن و القبح أمرين «عقليين» ثابتين بالعقل. و ما أمر الشارع و نهيه في صددهما إلا لأن العقل يأمر بهما. فلا حاجة إذن لسؤال الشرع ابتداء، بل يسأل العقل. فعدم العلم بالنهي كاف للحل. و لا تحتاج الإباحة لدليل ، و انما يحتاج ادعاء عكسها الي دليله. فالاختراعات الحديثة مباحة استنادا الي ما ثبت شرعا من أن كل شي ء مطلق حتي يرد فيه نهي.

و الجواز في التصرف مطلق لا يقيده إلا التثبت من حق الغير.

فالمعاملات، أية كانت، صحيحة مالم تزاحم حقا عاما أو خصا أو يوجد نص أو معني يحرمها.



[ صفحه 294]



و في كثير من الأحيان، يكون عمل الفقيه مجرد تحكيم النصوص بعضها علي بعض، مثل قوله تعالي: «و ما جعل عليكم في الدين من حرج»، و قول الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم): «لا ضرر و لا ضرار» و قاعدة «ان الله يأمر بالعدل و الإحسان» و هذه أمثال للأدلة الحاكمة علي أدلة سواها. فالعمل بها ليس تخصيصا للنص بالمصلحة، و انما هو حكومة نص علي نص. أي رفع اليد علي الكتاب و السنة بدليل منهما - أيضا - مجعول في ظرف خاص يزاحم الدليل الآخر أو يحكم عليه.

و الشيعة إذ يبنون فهمهم علي ان الله يأمر بالفعل لمصلحة، و ينهي عن الفعل لمفسدة، لا يعتبرون مخالفا للأمر و النهي من يوجد في حالة اضطرار، و انما يشترطون أن تكون المخالفة علي قدر الضرورة، و ارتفاع المسوغ حالة انتهاء الاضطرار، أو عند تجاوز المقدار. يقول تعالي «و ما جعل عليكم في الدين من حرج» و «يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر» و «يريد الله ان يخفف عنكم».

و بالانتفاع بهذه الرخص يظهر ان الاضطرار نسبي. بل يظهر انه ليس إلا خيار، و فيه إرادة.

و الإجبار هو ما يعدم الاختيار بما يزيل من القدرة - و هي شرط التكليف.

فالمضطر في الواقع «يختار» الفعل لعامل خارجي أو داخلي (نفسي)... كمن لا يملك إلا ثوبا واحدا يلبسه ليستره (و يختار) أن يبيعه ليأكل، إذ يؤثر العري علي الجوع إذا لم يقدر أن يواجه جوعه بطريق آخر.

و لا عجب أن تتآمر كثرة الأوربيين بالصمت عن مناهج العلم الحديث المنقولة من نهج المسلمين، كدأبهم في التنكر لآباء العلوم الرياضية و الهندسية، و المهد الذي نشأت فيه. فذلك استمرار للحرب الصليبية، و إخضاع للحقائق العلمية للتعصب الديني المتأصل في الحضارة الأوروبية. فهم لا يذكرون أن فيثاغورس و ارخميدس و إقليدس آباء الرياضيات ألقوا الدروس و تلقوها في مدرسة الإسكندرية بمصر - و لا يذكرون أنهم لم يعرفوا كتاب إقليدس المسمي (الأساسيات) أو (العناصر) إلا عن



[ صفحه 295]



نسخة عربية. و لا يذكرون أن أوروبا المعاصرة أخذت عن العلم الاسلامي المنهج العلمي المعاصر، أي منهج التجربة و الاستخلاص.

يقول الشاعر محمد إقبال [15] إن دبرنج Dubring يقول: «ان آراء روجير بيكون أصدق و أوضح من آراء سلفه... و من أين استمد روجير بيكون دراسته العلمية؟ من الجامعات الاسلامية في الأندلس».

و يقول بريفو [16] Robert Briffault: «إنه لا ينسب الي روجير بيكون (1294) [17] و لا



[ صفحه 296]



الي سميه الآخر فرانسيس بيكون (1626) أي فضل في اكتشاف المنهج التجريبي في



[ صفحه 297]



أوربا. و لم يكن روجير بيكون في الحقيقة إلا واحدا من رسل الحضارة الاسلامية و المنهج الاسلامي الي أوربا المسيحية. و لم يكف بيكون عن القول بأن معرفة العرب و علمهم هما الطريق الوحيد للمعرفة... و لقد انتشر منهج العرب التجريبي في عصر بيكون و تعلمه الناس في أوربا يحدوهم الي هذا رغبة ملحة».

و يضيف: «انه ليس هناك وجهة نظر من وجهات العلم الأوربي لم يكن للثقافة الاسلامية عليها تأثير اساسي، و ان أهم أثر للثقافة الاسلامية هو تأثيرها في العلم الطبيعي و الروح العلمي و هما القوتان المميزتان للعلم الحديث».

ثم يضيف:

«ان ما يدين به علمنا للعرب ليس ما قدموه لنا من اكتشاف نظريات مبتكرة غير ساكنة. ان العلم مدين للثقافة الاسلامية بأكثر من هذا. فقد أبدع اليونان المذاهب و عمموا الأحكام. لكن طرق البحث و جمع المعرفة الوضعية و تركيزها و مناهج العلم الدقيقة و الملاحظة المفصلة العميقة و البحث التجريبي كانت كلها غريبة عن المزاج اليوناني... ان ما ندعوه بالعلم ظهر في أوربا نتيجة لروح جديدة في البحث، و لطرق جديدة في الاستقصاء... طريقة التجربة و الملاحظة و القياس. و لتطور الرياضيات، صورة لم يعرفها اليونان. و هذه الروح و هذه المناهج أدخلها العرب الي العالم الأوربي».



[ صفحه 298]



أو كما يقول المستشرق المعاصر برنارد لويس : «ان أوربا القرون الوسطي تحمل دينا مزدوجا لمعاصريها العرب. و هم الواسطة التي انتقل بها الي اوربا جزء كبير من ذلك التراث الثمين. كما تعلمت أوربا من العرب طريقة جديدة وضعت العقل فوق السلطة، ونادت بوجوب البحث المستقل و التجربة. و كان لهذين الأساسين الفضل الكبير في القضاء علي العصور الوسطي و الإيذان بعصر النهضة».

و روجير بيكون يعلن تأثره المنهج العربي و رفضه للمنهج الأرسطي الذي سيطر علي الفكر الأوروبي من جراء الفساد في بعض استنتاجاته في العلوم الطبيعية فيقول:

«لو أتيح لي الأمر لأحرقت كل كتب أرسطو، لأن دراستها يمكن أن تؤدي الي ضياع الوقت و الوقوع في الخطأ و نشر الجهالة». [18] .

و كما قال (غوستاف لوبون) بعد ستة قرون من وفاة بيكون: «أدرك العرب بعد لأي أن التجربة و المشاهدة خير من أفضل الكتب. و لذلك سبقوا اوربا الي هذه الحقيقة. فالمسلمون أسبق الي نظام التجربة في العلوم».



[ صفحه 299]




پاورقي

[1] (المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن) للمؤلف مطبعة دار الاتحاد العربي صفحات 11 الي 54.

[2] و الارتباط بين فروع المعرفة أحد «الأساسيات» العلمية، و هي جميعها تستعمل الطريقة التجريبية و تلتزم حقائق الحياة الواقعة و قوانين الكون التي لا تتخلف و لا تدع مجالا للفراغ أو المجازفة أو الصدفة؛ كل شي ء بمقدار. و كل أمر موزون - في الانسان و الحيوان و النبات و الجماد، و فيما بينها، و في العلوم الطبيعية و الرياضية و في العلوم الاجتماعية و الانسانية. و العلميون يستعملون مقولات: الوحدة و التفاضل و التكامل... و اطراد العلل و النتائج. و الآخرون يستعملون مقولات الوحدة، و التناسب و التناسق، و التزاوج و الانسجام، و في الاشياء و الأشكال و الألوان و الأحجام. و يستوي في ذلك الذين يلتزمون بالدين أو الذين يلتزمون بإنكاره.

و من الموضوعية «سلطان الإرادة» الإنسانية في التعاقد، أي حريتها، مع تقيدها بالقانون الذي يجتمع عليه الناس. و هذا مظهر الحرية الشخصية و الفكرية التي أتاحها الله لعباده و أمرهم أن يستعملوها لأنها وسيلة للحياة الكريمة و للتقدم. و هو معلم من معالم السبق التشريعي الاسلامي.

[3] بهذا كان علي عليه السلام إمام المفسرين.

قال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: ألمن قتل مؤمنا متعمدا توبة؟ قال: لا. فتلوت عليه الآية التي في «الفرقان» قال: هذه مكية نسختها آية مدنية «و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا».

ورووا ان ابن عباس ناظر عليا في الآية، فقال علي: من أين لك أنها محكمة؟ قال: «تكاثف الوعيد». قال علي: ان الله نسخها بآيتين آية قبلها و آية بعدها في النظم. الأولي قوله تعالي «ان الله لا يغفر ان يشرك به و يغفر مادون ذلك لمن يشاء. و من يشرك بالله فقد افتري إثما عظيما» و أما التي بعدها في النظم فهي قوله تعالي «ان الله لا يغفر أن يشرك به و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا» و المفسرون يضيفون الي الآيات قوله تعالي «و الذين لا يدعون مع الله الها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق» الي قوله تعالي «و يخلد فيها مهانا» ثم استثني بقوله «إلا من تاب و آمن و عمل صالحا».

لكم صدق ابن عباس حينما سئل عن علمه و علم ابن عمه علي عليه السلام فقال: كالقطرة الي جوار البحر المحيط.

[4] كتاب نحو تقنين جديد للمعاملات و العقوبات من الفقه الاسلامي: للمؤلف (طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية سنة 1947 الفقرات 3 الي 73 و الفقرات 93 الي 127).

[5] يقول: «فليست العلوم النبوية مقصورة علي مجرد الخبر، كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام، و يجعلون ما يعلم بالعقل قسيما للعلوم النبوية، و هذا خطأ، ان العلم هو علم محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و علم في ميراث محمد صلي الله عليه و آله و سلم. و غير هذا العلم لا يكون علما. لقد بين صلي الله عليه و اله و سلم - مختتما دورة الرسالة العظمي - العلوم العقلية التي يتم بها دين الناس علما و عملا، و ضرب الأمثال، فكانت الفطرة بما ينبهها عليه... و لذلك أتي الخبر من السماء - القرآن و الحديث - بهذا يبين الحقائق لا بطريقة خبرية فقط بل (بالمقاييس العقلية)، فبين التسوية بين المتماثلين و التفرقة بين المختلفين».

و يضرب ان تيمية أمثالا من الآيات للتسوية بين متماثلين و التفرقة بين مختلفين، و يقول: «و كذلك أنزل الله سبحانه الميزان في القلوب... لما بينت الرسل العدل و ما يوزن به عرفت القلوب ذلك. فأنزل الله علي القلوب من العلم ما تزن به الأمور حتي تعرف التماثل و الاختلاف و تضع من الآلات الحسية ما يحتاج له في ذلك. كما وضعت موازين النقد و غير ذلك... قال الله تعالي (و السماء رفعها و وضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان، و أقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان) فالميزان هو العدل و هو ما يعرف به العدل. و هو القياس القرآني المنزل، ليتعرف به صحيح الفكر من باطله... بالإضافة الي أن نزن الأمور عامة حسية أو عقلية».

[6] كان داود بن خلف الأصفهاني صاحب المذهب الظاهري شافعيا ثم صار ظاهريا ينكر القياس و يعتمد علي النص وحده. قالوا انه سئل لم تركت مذهب الشافعي قال: قرأت كتاب إبطال الاستحسان للشافعي فوجدت كل الأدلة التي يبطل بها الاستحسان يبطل بها القياس.

[7] أوغست كومت Auguste Comte 1798 - 1857 صاحب الفلسفة الواقعية في القرن الماضي. انتفع بمؤلفات لبنتز و ديكارت و فرنسيس بيكون و القديس توماس الأكويني و روجير بيكون؛ و الأخيران من أكبر من نشروا العلم الاسلامي و تأثروا به... و كثير من كتاباتهما تستعمل تعبيرات اسلامية.

[8] جون ستيوارت مل 1873 - 1806.

[9] ديكارت 1650 - 1596.

[10] يقول جابر: «و كذلك ينبغي إذا ذهب الدهري (القائلون: انما يخلقنا و يهلكنا الدهر - لا الله) يمنع أن يكون العالم مكونا مصنوعا، لأنه لم يشاهد، و لا واحد من الناس، بدء تكوينه، أن يقال له: ما ينكر أن يكون وجود الناس بعد وجود العالم بوقت طويل... و تذكر كون مدينة أو قصر و لا يذكر أحد من أهل بلده ابتداء بنائه؟ فسلم أن يثبت قدم ذلك بالعلة التي أثبت بها قدم العالم. و اذا قال: انما علمت ان المدينة و القصر التي لم نشاهد، و لا من توفي، ابتداء بنائها، أنها مبنية من قبل، اني رأيت مثلها بني، و لم أر مثل العالم مبنيا - قيل له: ان هذا بعينه ما نقول. و ندفع كونه في طريق الاستدلال - فمن أين قلت: إن كل عالم تشاهده، و ليس له شبيه و لا مثيل، موجود. و ان كل ما لم تشاهده و ليس له شبيه و لا مثيل فليس بموجود! إذ قد بان تقصيرك و تقصير أمثالك عن مشاهدة جميع الموجودات، فأمكن أن يكون أكثر الموجودات مما لم نشاهده».

[11] راجع مقدمة كتاب الدكتور مصطفي نظيف... مدير جامعة (عين شمس) - بالقاهرة - عن الحسن بن الحسن الهيثم البصري أكبر عالم في الرياضيات و الطبيعة في العصور الوسطي. وفد الحسن من العراق الي القاهرة ليعمل مهندسا في خدمة الدولة الفاطمية في عصر الحاكم بأمر الله. و كان من رأيه جواز إقامة آلات علي النيل يحركها تيار مياهه. و الدكتور نظيف يقول: انه ينبغي لنا أن نستبدل بأسماء روجير بيكون و مور ليكوس و دافنشي و كبلر و دلابورثا، اسم الحسن بن الهيثم. فعلي يد الحسن أخذ علم الضوء وجهة جديدة بمنهجه الاسلامي و هو (استقراء الموجودات و تصفح أحوال المبصرات و تمييز خواص الجزئيات و ما يخص البصر في حال الإبصار. و ما هو مطرد لا يتغير و ظاهر لا يشتبه من كيفية الاحساس. ثم نترقي في البحث و المقاييس علي التدرج و الترتيب، مع انتقاد المقدمات و التحفظ في النتائج. و نجعل غرضنا في جميع ما نستقرئه و نتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوي. و نتحري في سائر ما نميزه و ننقده طلب الحق لا الميل مع الآراء، فلعلنا ننتهي بهذا الطريق الي الحق الذي يثلج الصدور، و نصل بالتدريج و التلطف الي الغاية التي عندها يقع اليقين. و نظفر مع النقد و التحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف و تنحسم بها مواد الشبهات.

فهذا جمع للاستقراء و القياس... و ما هو إلا منهج علماء الرياضيات و الطبيعة المسلمين تابعهم فيه ابن الهيثم و نقله علماء أوربا، ابتداء من الكندي (252) عالم الطبيعة و الفيلسوف، و الرازي (320) جالينوس العرب أو الطبيب الفيلسوف الذي يتخذ الإحساسات بالجزئيات أساسا لكل عمله و يدلل بالكائنات الحية علي وجود الخالق. و ابن سينا (428) الرئيس... أو الفيلسوف الطبيب الذي يمثل فكرة المثل الأعلي في العصور الوسطي كما يقول سارتون. و للأخير صورتان معلقتان علي جدران جامعة باريس، الآن، مع جراح العظام ابن زهر... راجع (الامام الشافعي) للمؤلف - ص 175 - 174، الطبعة الثانية، طبعة المجلس الاعلي للشؤون الاسلامية.

يراجع كذلك (المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن) - للمؤلف - مطبعة دار الاتحاد العربي للطباعة سنة 1976 م حيث تفصيل الأدلة علي أخذ أوربا المنهج العلمي المعاصر عن علماء المسلمين.

[12] يقول أحمد بن حنبل: «أنا أذهب الي كل حديث جاء و لا أقيس عليه» و «سألت الشافعي عن القياس فقال: انما يصار اليه عند الضرورة». و في حالة الضرورة هذه أباح أحمد: «أن يقاس الشي ء اذا كان مثله في كل أحواله. فأما إذا أشبهه في حال و خالفه في حال فأردت أن تقيس عليه فهذا خطأ. فإذا كان مثله في كل أحواله فما أقبلت به و أدبرت به فليس في نفسي شي ء منه».

[13] الشيخ محمدرضا المظفر.

[14] الحسن و القبيح قضية يمسك بطرفيها الأشاعرة فيقولون ان الشرع وحده هو الذي يعطي الفعل وصفه. و الشيعة، و يتبعهم في ذلك المعتزلة، يقررون انهما و صفان ذاتيان يستقل العقل بإدراكهما. فالصدق و المروءة أمران حسنان. و الكذب و انعدام المروءة أمران قبيحان.

[15] في كتابه إعادة تكوين الفكر الديني في الاسلام:

The Reconstruction of Religious Thinking.

[16] في كتاب صنع الإنسانية Making of Humanity.

[17] مات روجير بيكون سنة 1294 و استمرت الجامعات العربية و العرب في الأندلس قرنين بعد ذلك، الي جوار المعاهد التي أنشئت لترجمة علومهم في فرنسا و الأندلس و إيطاليا و ألمانيا.

و كان يجبيد اللغة العربية و العبرية، و يمارس التجارب العلمية في الطبيعة و الكيمياء، و قاومه معاصروه لكن البابا شد أزره. و كان جزاؤه السجن في باريس من أجل كتاباته. و هي تعتبر طلائع لكشوف علمية حديثة (كالعدسات و السيارات ذات المحرك البدائي و الطائرات) و هو القائل: «الفلسفة مستمدة من العربية. فاللاتيني - علي هذا - لا يستطيع فهم الكتب المقدسة و الفلسفة إلا اذا عرف اللغة التي نقلت عنها». و من قبل ذلك بقرون - و علي التحديد في سنة 920، طلب ملك الصقالبة الي الخليفة أن يبعث اليه معلمين و فقهاء فصنع. و كان الجغرافيون العرب في أرمينية منذ القرن التاسع للميلاد.

كذلك تلقي البابا سلفستر (1003 - 999) علومه بجامع قرطبة، و كان اسمه الراهب جلبير، قبل أن يصير رئيسا لدير رافنا. و هو ناقل العلوم و العربية و الأرقام العربية الي أوربا. و قد أنشأ مدرسة في ايطاليا و أخري في ريمس بالمانيا لنقل العلوم العربية. و ثابت ان مدرسة الوعاظ في طليطلة نشأت مدرسة لتدريس اللغة العربية سنة 1250 م ثم أمر مجلس فينا سنة 1311 م بتدريس العلوم العربية في باريس و سلامنكا و غيرها.

و في سنة 1207 أنشأت جنوه جامعة لنقل الكتب العربية، و في سنة 1209، 1215 قرر المجمع المقدس منع تدريس كتب ابن رشد و ابن سينا لما فيها من حرية فكرية.

و في سنة 1296 قرر المجمع اللاهوتي تحريم تدريس الفلسفة العربية و حرمان (كل من يعتقد ان العقل الانساني واحد في كل الناس)... و كان الامبراطور فردريك الثاني قد أنشأ جامعة نابولي لنقل العلوم العربية فوق ما تنقله مدرسة سالرنو المجاورة. و أنشأ العرب المطرودون من اسبانيا مدرسة مونيليه في بروفانس بجنوب فرنسا. و الشريف الأدريسي هو معلم روجار ملك صقلية. صنع له كرة ارضية من فضة، سنة 1153، قبل أن تعرف أوربا ان الأرض كروية.

و من الثابت أن فيبر و ناتشي Fibronacci أول عالم اشتغل بعلم الجبر قد رحل الي مصر و سويا في عصر الملك فردريك الثاني ملك صقلية، و ان أدلارد الباثي Adilard of bath درس علي العرب علمي الفلك و الهندسة. و ما هؤلاء إلا طلائع للعصر الذي عاشوا فيه.

و في العصر ذاته كانت مدرسة صقلية، و كمثلها مدرسة سالرنو في جنوب ايطاليا و جامعة نابولي التي أنشأها الامبراطور فردريك الثاني تذيع العلوم العربية، و احتل العرب جزر البحر الأبيض ابتداء من كريت سنة 212 الي صقلية سنة 216، أي في النصف الأول من القرن التاسع للميلاد، كما استولوا علي باري و برنديزي في وسط ايطاليا، و توطدت سيطرتهم علي مقاطعتي كاميينا و أبروزي و أقاموا فيهما امارات عربية. و امتد سلطان عرب الأندلس الي جنوب فرنسا في مقاطعة بروفانس. و حاصروا روما.

و كانت ملابس البابا موشاة بالأحروف العربية. و تأثر دانتي بالثقافة العربية واضح في الكوميديا الإلهية. و هو يذكر صلاح الدين الأيوبي و الدوق جود فري (الملك جود فري ملك بيت المقدس في حرب الصلبيين) في كتابه. و كانت السفارات بين الملوك و الأمراء الفرنجة و السلاطين تمد الي اوربا اسباب الحضارة. و كانت كتب ابن رشد و الغزالي أيامئذ تقدم الغذاء العلمي للفكر الأوروبي. و كتابات القديس توماس الأكويني (القديس توما) ناطقة بالتاثر الظاهر أو بالنقل الكامل.

و في سنة 1250 أنشأت جماعة الوعاظ في طليطلة - مدرسة لتدريس اللغة العربية و العبرية بقصد تنصير المسلمين كما ألفت الكتب للدفاع عن المسيحية ضد المسلمين. و كان الأسقف ستيفن في باريس يناقش كتب ابن رشد. و في آخر أيام المسلمين بالأندلس أنشئت محاكم التفتيش لمقاومة العلم و الفلسفة اللذين خيف انتشارهما من كتب المسلمين.

و في بحر ثمانية عشر عاما من (1499 - 1481) أحرقت هذه المحاكم 220، 10 رجلا أحياء، و شنقت 6860. و عاقبت سبعة و تسعين ألفا. و في سنة 1502 قرر مجمع لاترانا لعن من ينظر في فلسفة ابن رشد، لأنه يقول بحرية العقل . يراجع الفصل الثاني؛ و عنوانه (قوة الحضارة العلمية) من الباب الأول في كتابنا (توحيد الأمة العربية. فقرات 4 الي 18).

و أول مرصد فلكي أقيم في أوربا أقامه العرب بأشبيلية و أول مدرسة طبية في أوربا هي التي أقاموها في ساليرت. و منذ سنة 970 كان في غرناطة بأسبانيا 120 مدرسة منها 17 مدرسة كبيرة و 27 مدرسة مجانية يتعلم فيها نبلاء أوربا علوما عربية.

و لما سقطت طليطلة في سنة 1085 في أيدي الأسبان أقاموا المدارس لترجمة العلوم العربية فيها و لم يتوقف النقل بل أتيحت له مصادر جديدة بسقوط قرطبة سنة 1236 ثم بسقوط غرناطة سنة 1492.

و كان بلاط الفونسو السادس بعد سقوط طليطلة مصطبغا بالثقافة العربية. بل هو أعلن نفسه أمبراطور العقيدتين: المسلمة و المسيحية. و كان الفونسو الخامس الملقب بالحكيم ملك قشتالة من سنة 1252 الي 1284 أكبر دعاة الثقافة العربية. و قد جمع له اليهود كل كتب العرب.

[18] If it had my way, I should burn all books of Aristotle , for the study ofthem can lead to a loss of time , produce eror, increase ignorance.


قيام زيد بن علي


قيام و شهادت زيد بن علي در سال 122 ه. ق و در زمان حكومت هشام بن عبدالملك رخ داد. درباره زيد، روايت هاي متضادي در منابع شيعي موجود است. بيشتر دانشمندان شيعه بر اين باورند كه زيد مردي جليل القدر و عالم بود و روايت هايي كه در نكوهش وي هست، مورد اعتماد نيست.

ابوالفرج اصفهاني در روايتي از حضرت علي عليه السلام آورده است كه حضرت فرمود:

در پشت شهر كوفه، مردي قيام كند كه نامش زيد است. او داراي ابهت و شوكتي است كه پيشينيان بدان نرسيده اند و آيندگان بدان نرسند؛ مگر آن كس كه به مانند او رفتار كند. در روز قيامت، او و يارانش كه طومارهايي با آنهاست، همچنان پيش روند تا از روي سر و گردن مردم بگذرند. فرشتگان به سوي حق. رسول خدا به استقبال آنان آيد و گويد: اي فرزندان من! به راستي آنچه را بدان مأمور بوديد، انجام داديد. اينك بي حساب داخل بهشت شويد. [1] .



[ صفحه 62]



در منابع تاريخي و حديثي، سخناني از امام صادق عليه السلام درباره زيد نقل شده است كه نشان مي دهد شخصيت و قيام زيد مورد تأييد امام بوده و امام از شهادت زيد اندوهگين شده است. ابوالفرج اصفهاني در الاغاني از فضيل بن رسان نقل مي كند: «بر جعفر بن محمد وارد شدم تا او را در شهادت زيد تسليت بگويم. سپس گفتم: آيا شعري از سيد حميري را بخوانم؟ حضرت فرمود: بخوان». [2] .

حافظ مرزباني هم در كتاب اخبار السيد از فضيل نقل مي كند كه گفت: «پس از شهادت زيد بر ابي عبدالله (امام صادق) وارد شدم. ديدم حضرت گريه مي كند و مي فرمايد: خدا رحمت كند زيد را كه عالمي صدوق بود و اگر مالك امري مي شد، مي دانست كه به چه كسي واگذار كند». [3] .

در نقل ديگري آمده است حضرت از ابوولاد كاهلي درباره زيد پرسيد و او گفت: او را در حالي كه مصلوب بود، ديدم. كساني او را شماتت و افرادي نيز ستايش مي كردند. حضرت فرمود: «ستايش كنندگان با او در بهشت و شماتت كنندگانش، شريك خون او هستند». [4] .

از مجموع اين نقل ها برمي آيد كه قيام و شخصيت زيد مورد تأييد امام بوده است. خود زيد نيز به امامت امام صادق عليه السلام معتقد بود.


پاورقي

[1] ابوالفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، ترجمه: سيد هاشم محلاتي، تهران، دفتر نشر فرهنگ، 1380، چ 1، ص 154.

[2] ابوالفرج اصفهاني، الاغاني، ج 7، ص 272.

[3] الغدير، ج 2، ص 121، به نقل از: سيد الحميري، اخبار، ص 159.

[4] نثر الدر، ج 1، ص 353.


تفاوت زمان


در برخي از گفتار امام همام، پاسخ اين رفتار را به دگرگوني و تفاوت زمان ها بازگشت مي دهد كه اكنون مردم در زماني زندگي مي كنند كه از امكانات مناسب بهره مند هستند؛ با زمان تنگنايي مردم تفاوت دارد.

سفيان ثوري به امام صادق عليه السلام عرض مي كند سيره علي بن ابي طالب عليه السلام اين گونه بوده است كه لباس هاي زبر و خشن مي پوشيده، چگونه شما لباس فاخر مي پوشيد. امام در پاسخ وي مي فرمايد علي عليه السلام در زمان تنگنا زندگي مي كرد، اينك كه اوضاع زندگي گشايش پيدا كرده نيكان زمان، در بهره وري از نعمت هاي خدا سزاوارتر از ديگرانند، ان عليا كان في زمان ضيق



[ صفحه 91]



فاذا اتسع الزمان فابرار الزمان اولي به. [1] .

نيز سفيان هنگامي كه وارد بر حضرت مي شود و حضرت را با لباس فاخر مي بيند، از وي مي پرسد مردان شما اين گونه لباس فاخر نمي پوشيدند. حضرت در پاسخ مي گويد، آنان در شرايط تنگ دستي بودند. اكنون نعمت هاي الهي فراوان شده است. افراد نيك در بهره وري از نعمت هاي خدا سزاوارترند، هذا الزمان قد أرخت الدنيا عز اليها فاحق اهلها بها ابرارهم. [2] .

امام زندگي يكسان با مردم دارد. اگر مردم در تنگنا قرار دارند، وي نيز هم سطح مردم خواهد بود. اگر اوضاع ديگري بود كه مردم از وسعت و گشاده دستي بهره مند بودند، امام نيز از نعمت هاي دنيايي بيشتر متنعم مي شود.


پاورقي

[1] رجال كشي، ص 392، بحار، ج 47، ص 354.

[2] كافي، ج 6، ص 442، بحار، ج 47، ص 354.


منصور دوستان خود را به قتل مي رساند


ابوالجهم از بزرگترين مبلغين بني عباس بود و فوق العاده در نزد آنها قرب و منزلت داشت. او كسي است كه «سفاح» را از محلي كه «ابوسلمه خلال» او را مخفي كرده بود درآورد و از او نگهداري نمود تا آنكه مردم با او بيعت كردند و سفاح هم هميشه از او قدرداني مي كرد و همچنين ابومسلم فوق العاده به او اعتماد و اطمينان داشت.

اين مرد با اين وضع مورد غضب «منصور» واقع گرديد. هنگامي كه منصور ستمگريهاي خود را بيش از حد گذرانيد، روزي ابوالجهم به او گفت: اي منصور ما با تو در اين كار بيعت نكرده ايم، بيعت ما بر اساس عدالت گستري بوده است.

منصور كه اين حرف را شنيد آن را در دل خود حفظ كرد تا آنكه يك روزي ابوالجهم را دعوت كرد و با هم غذا خوردند و بعد از صرف نهار شربت زهرآگين بادام به او داد به مجرد آنكه شربت به معده اش رسيد درد دل سختي بر او عارض شد و يقين كرد منصور او را زهر داده است. ابوالجهم فورا از جا برخاست.

منصور به او گفت: كجا مي روي، ابوالجهم گفت: به جائي مي روم كه مرا فرستادي و پس از يكي دو روز فوت كرد.


صعصعة بن صوحان


اما زندانيان او از مردان و زنان شيعه آن قدر زياد بودند كه زندان هايش پر شده بود. گاهي از اوقات كه مي خواست دلش آرام گيرد و آتش كينه اش خاموش شود، به زندان مي آمد تا زندانيان را ببيند و از اين طريق احساس آرامش كند، ولي هنگام ملاقات و گفتگو با آنان جملاتي مي شنيد كه آتش



[ صفحه 84]



كينه اش شعله ورتر مي شد كه يك نمونه ي آن از نظرتان مي گذرد:

معاويه، صعصعة بن صوحان عبدي و عبدالله بن كواء يشكري و جمعي از دوستان علي عليه السلام و گروهي از بزرگان قريش را به زندان افكنده بود. روزي در زندان بر ايشان وارد شد و گفت: شما را به خدا سوگند مي دهم كه پاسخ مرا جز به راستي و درستي مدهيد. مرا چگونه خليفه اي مي بينيد؟

ابن كواء گفت: اگر ما را سوگند نداده بودي به تو پاسخ نمي گفتيم، زيرا تو ستمگري كينه جويي كه در قتل نيكان از خشم خدا نمي انديشي. ولي اينك ناگزير مي گوييم: تا آنجا كه ما دانسته ايم تو دنيايي فراخ و آخرتي تنگ داري، ظلمات را نور مي نمايي و نور را ظلمات جلوه مي دهي!

معاويه - شايد براي اينكه سخن را بگرداند - گفت: خدايتعالي امر خلافت را به ياري اهل شام گرامي داشت كه مدافعان حريم او و ترك كنندگان محرمات اويند و همچون اهل عراق نيستند كه محارم خدا را سبك شمارند و حرام خدا را حلال سازند و حلال خدا را حرام دانند.

عبدالله گفت: اي پسر ابوسفيان، هر سخني را پاسخي است، ولي ما از قهر و سطوت تو بيمناكيم و اگر ما را در سخن آزاد گذاري، با زباني تيز و برنده - كه در راه خدا هيچ ملامتگري مانع آن نتواند شد - از اهل عراق دفاع مي كنيم، وگرنه شكيبايي پيشه مي سازيم تا فرمان خدا در رسد و گشايش خود را ارزاني دارد.

معاويه گفت: به خدا ديگر هرگز زبان تو را آزاد نخواهم گذاشت.

آنگاه صعصعه لب به سخن گشود و گفت: سخن گفتي - اي پسر ابوسفيان - و مقصود خود را ادا كردي و از آنچه مي خواستي، چيزي فرونگذاشتي! ولي حقيقت آن نيست كه تو گفتي! آن كس كه به زور به اريكه ي حكومت نشيند و با مردم به كبر و غرور رفتار كند و با ابزار باطل همچون دروغ و فريب بر خلق استيلا يابد، كجا و چگونه خليفه تواند بود؟ همانا به خدا سوگند كه تو در جنگ بدر نه ضربتي زده اي و نه تيري افكنده اي، بلكه در آن واقعه مصداق اين



[ صفحه 85]



سخن بودي: «لا حلي و لا سيري» [1] تو و پدرت در «عير» و «نفير» از جمله كساني بوديد كه مردم را بر رسول خدا شورانديد. تو و پدرت از جمله كساني بوديد كه رسول خدا آزادشان كرد، و چگونه خلافت زيبنده ي برده ي آزاد شده اي تواند بود؟

معاويه در پاسخ اين سخنان همين اندازه گفت: اگر اين شعر ابوطالب را كه مي گويد «ناداني آنان را با حلم و گذشت پاسخ گفتم و عفو با قدرت، نوعي از بزرگواري است» سرمشق خود قرار نداده بودم، بي ترديد شما را به قتل مي رسانيدم.

نوبتي ديگر معاويه از صعصعه پرسيد: نيكان و فاسقان چه كسانند؟

صعصعه گفت: ترك خدعه و بي پرده سخن گفتن است. علي و يارانش از پيشوايان نيك اند و تو و يارانت از آن دسته ي ديگريد.

سؤال كرد: نظرت درباره ي مردم شام چيست؟

گفت: در برابر مخلوق از همه فرمانبر دارترند و در برابر خدا از همه نافرمانتر؛ عاصيان فرمان خداي جبارند و طفيليان بساط قدرت اشرار. بر ايشان باد مرگ و تباهي و از ايشان باد ننگ و سياهي!

معاويه گفت: به خدا - اي پسر صوحان - ديري است كه پيمانه ي زندگيت لبريز شده مگر كه حلم پسر ابوسفيان از تو دفاع مي كند!

صعصعه گفت: اين فرمان خدا و قدرت اوست كه از من دفاع مي كند و بي ترديد آنچه بر من مي گذرد، از ازل بر لوح تقدير نوشته شده است [2] .


پاورقي

[1] اصل مثال اين است كه «لا حاء و لا ساء» و اين از ضرب المثل هاي عرب است كنايه از اينكه در آن روز تو هيچ كاري انجام ندادي (مروج الذهب، ج 3، پانويس ص 50).

[2] مروج الذهب، ج 3، ص 50.


تأثير مصلحت الهي بر بهره مندي مؤمنان از نعمت هاي دنيا


بايد توجه داشته باشيم كه آنچه براي نمونه از امتيازات شيعيان و مؤمنان واقعي در اين روايت نقل شده قاعده ي كلي و هميشگي نيست، بلكه اقتضائاتي است كه امام صادق عليه السلام برخي از آنها را در خصوص آنان ذكر كرده اند؛ يعني چنين كساني اين گونه اقتضايي در وجودشان هست كه خداوند مثلا، در گرماي هوا ابري بفرستد تا بر سرشان سايه بيندازد يا ملايكه با آنها مصافحه كنند. اما بايد توجه داشت كه اگر خداوند براي بعضي از بندگان مؤمنش اين كارها را نكرده به دليل مصالحي بالاتر است؛ يعني اين اقتضا براي آنان وجود دارد كه روزهايشان آفتابي باشد و اگر قرار باشد باراني ببارد، در شب برايشان بفرستد و...، اما ممكن است به دليل برخي مصالح والاتر، اين امتيازات را به آنها ندهد.

از جمله امتيازاتي كه خداوند به چنين بندگاني عطا مي كند اين است كه: لا كلوا من فوقهم و من تحت ارجلهم؛ آنان روزي خود را، هم از بالاي سروهم از زير پايشان دريافت مي كنند. شايد اين تعبير كنايي بوده و منظور اين باشد كه نعمت از هر طرف به سوي آنان سرازير مي شود. به همين مضمون، در قرآن هم مي فرمايد: و لو أن أهل القري آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض؛ [1] اگر اهل زمين ايمان مي آوردند و تقوا پيشه مي كردند (شناخت و استقامت)، از آسمان و زمين بر آنها درهاي بركات را مي گشوديم. مصداق كامل چنين كساني شيعيان خالص اهل بيت عليهم السلام هستند كه هيچ چيز از خدا نمي خواهند مگر اين كه دعايشان را مستجاب مي گرداند: لما سألوا الله شيئا الا اعطاهم.



[ صفحه 83]




پاورقي

[1] اعراف (7)،96.


فصل پرماجراي دوران بني اميه


امام باقر عليه السلام در 57 سالگي و در روزگار سلطنت يكي از مقتدرترين خلفاي بني اميه - هشام بن عبدالملك - درگذشت. اوضاع و احوال آشفته و گرفتاريها و سرگرميهاي بي شمار حكومت اموي در سراسر كشور پهناور مسلمان مانع از آن نبود كه هشام از توطئه و بدسگالي نسبت به قلب تپنده ي تشكيلات شيعي - يعني امام باقر عليه السلام - غافل بماند. به توصيه ي او، مزدورانش امام را مسموم كردند و طاغيه ي جبار اموي لذت و سرمستي فتوحاتش در مرزهاي غربي و شرقي كشور را با قتل بزرگ ترين و خطرناك ترين دشمن خود در داخل كشور، كامل كرد.

به طوري كه اشاره شد، رژيم بني اميه در ساليان آخر زندگي امام باقر عليه السلام و نيز سالهاي آغاز امامت فرزندش امام صادق عليه السلام، يكي از پرماجراترين فصول خود را مي گذرانيد. قدرت نماييهاي نظامي در مرزهاي شمال شرقي (تركستان و



[ صفحه 49]



خراسان) و شمال (آسياي صغير و آذربايجان) و مغرب (آفريقا و آندلس و اروپا) از سويي، و شورشهاي پي در پي در نواحي عراق عرب و خراسان و شمال آفريقا كه عموما و يا غالبا به وسيله ي بوميان ناراضي و زير ستم، و گاه به تحريك يا كمك سرداران مغول اموي به پا مي شد، [1] از سوي ديگر، همچنين وضع نابسامان و پريشان در همه جا و مخصوصا در عراق - مقر تيولداران بزرگ بني اميه و جايگاه املاك حاصلخيز و پربركت كه غالبا مخصوص خليفه و يا متعلق به سران دولت او بود - و حيف و ميلهاي افسانه اي هشام و استاندار مقتدرش در عراق - خالد بن عبدالله قسري [2] - و بالاخره قحطي و طاعون در نقاط مختلف، از جمله در خراسان و عراق و شام، حالت عجيبي به كشور گسترده ي مسلمان نشين كه به وسيله ي رژيم بني اميه و به دست يكي از معروف ترين زمامداران آن اداره مي شد، داده بود. بر اين همه، بايد مهم ترين ضايعه ي عالم اسلام را افزود؛ ضايعه ي معنوي، فكري و روحي.

در فضاي پريشان و غمزده ي كشور اسلامي كه فقر و جنگ و بيماري همچون



[ صفحه 50]



صاعقه ي برخاسته از قدرت طلبي و استبداد حكمرانان اموي بر سر مردم بينوا فرود مي آمد و مي سوخت و خاكستر مي كرد، پرورش نهال فضيلت و تقوا و اخلاق و معنويت، چيزي در شمار محالات مي نمود. رجال روحاني و قضات و محدثان و مفسران كه مي بايست ملجأ و پناه مردم بينوا و مظلوم باشند، نه فقط به كار گره گشايي نمي آمدند، غالبا خود نيز به گونه اي و گاه خطرناك تر از رجال سياست، بر مشكلات مردم مي افزودند. نام آوران و چهره هاي مشهور فقه و كلام و حديث و تصوف، از قبيل حسن بصري، قتاده بن دعامه، محمد بن شهاب زهري، ابن بشر، محمد بن المنكدر، ابن ابي ليلي و دهها تن از قبيل آنان، در حقيقت مهره هايي در دستگاه عظيم خلافت و يا بازيچه هايي در دست اميران و فرمانروايان بودند.

تأسف آور است اگر گفته شود كه بررسي احوال اين شخصيتهاي موجه و آبرومند، آنان را در چهره ي مرداني سر در آخور تمنيات پليد، همچون قدرت طلبي و نامجويي و كامجويي، يا بينواياني جبان و پست و عافيت طلب، يا زاهداني رياكار و ابله، و يا عالم نماياني سرگرم مباحثات خونين كلامي و اعتقادي، در ذهن مطالعه گر مجسم مي سازد. [3] .

قرآن و حديث كه مي بايست نهال معرفت و خصلتهاي نيك را زنده و بارور



[ صفحه 51]



بدارد، به ابزاري در دست قدرتمندان يا اشتغالي براي عمر بي ثمر اين تبهكاران و تبه روزان تبديل شده بود.


پاورقي

[1] و مورخ، همه ي آنها را بي استثناء به خوارج منسوب مي كند، كه اين خود نمايانگر انگ مخصوص دستگاه خلافت بر اين شورشها و قيامهاي غالبا و يا لااقل بعضا حق طلبانه مي تواند بود.

[2] خالد بن عبدالله قسري متهم شد كه درآمد سالانه اش سيزده ميليون است. هشام به او نوشت: كسي غله نفروشد تا غله ي اميرالمؤمنين به فروش برسد! خالد كه قلبا با خليفه يكرنگ نبود، در خطبه مي گفت: مردم گمان مي كنند نرخها را من بالا مي برم. هر كه نرخها را بالا برد، لعنت خدا بر او باد. (مي خواست بگويد اين كار خليفه است). زن هشام لباسي داشت كه تارهاي آن از طلا بود و بر آن نگينهاي گرانبها آويخته؛ چندان كه از سنگيني آن، ياراي راه رفتن نداشت. قيمت گذاران هرگز نتوانستند براي آن بهائي معين كنند.... و خود او فرشي داشت به طول 100 و عرض 50 زراع، بافته از حرير و طلا.... (ابن اثير، ج 5، ص 220 / و بين الخفاء و الخلفاء، ص 28 و 56).

[3] از هزاران نمونه موضع گيري ننگين و خيانت آميز و در عين حال ابلهانه ي اين حضرات، اين يك نمونه است و نمايشگر حديث مفصل: حسن بصري مبارزه ي با حجاج بن يوسف - آن طغيانگر خون آشام و متجاوز و بي نماز - را جايز ندانست و با اين كار مخالفت كرد و چنين گفت: رأي من آن است كه با وي مستيزيد؛ چه اگر وي عقوبتي باشد كه خدا بر شما مسلط كرده، شما را قدرت آن نيست كه عقوبت خدايي را با شمشير دور سازيد؛ و اگر بلايي باشد كه نازل شده، صبر كنيد تا خدا خودش حكم كند؛ كه او بهترين حكم كنندگان است! (طبقات ابن سعد، ج 1، ص 119، به نقل از نظرية الأمامة محمود صبحي، ص 23).


جنگ خونبار در بيابان فخ


[«فخ» نام بياباني است در شش ميلي مكه به سوي مدينه كه اين منطقه امروز جزء شهر مكه شده و خيابان آن محل، شارع الشهدا و بيمارستان آن محل مستشفي الشهداء ناميده مي شود و اين جانب مكرر به زيارت قبور شهداي فخ در اين محل نائل شده ام. و جنگ فخ چنين بود كه حسين بن علي كه از فرزندان امام مجتبي (عليه السلام) است در مدينه بر ضد خليفه هادي عباسي قيام كرد و عده اي با وي در مبارزه با خليفه وقت بيعت و به سوي مكه حركت نمودند كه در فخ با نيروهاي خليفه درگير و به شهادت رسيدند، سرهاي شهدا را به نزد هادي فرستادند و اجسادشان سه روز در بيابان ماند و طعمه درندگان گرديد و از اينجاست كه گفته اند پس از فاجعه كربلا هولناكتر از حادثه فخ واقع نگرديده است. تاريخ طبري كامل ابن اثير و تاريخ ابن كثير حوادث سال 169. معجم البلدان، ج 4، ص 238 ـ تذكرة الخواص، ص 240 ـ تتمة المنتهي، ص 164.]

بر اساس نقل ابوالفرج اصفهاني رسول خدا (صلي الله عليه وآله) در مسير خود به مكه چون به بيابان «فخ» رسيد از مركب خويش پياده گرديد و در اين سرزمين دو ركعت نماز خواند و در



[ صفحه 76]



حال نماز گريه شديد نمود كه اصحاب و ياران آن حضرت متأثر و محزون شدند و چون علت اندوه و گريه آن حضرت را جويا شدند، فرمود: چون ركعت اول نماز را خواندم جبرئيل با اين پيام بر من نازل شد: يا محمد يكي از فرزندان تو در اين محل به شهادت مي رسد و كسي كه در ركاب او شهيد شود به ثواب دو شهيد نائل خواهد گرديد (نَزَلَ عَلَيَ جَبْرَئِيلُ فَقالَ: يا مُحَمدُ اِنَ رَجُلا مِنْ وُلُدِكَ يُقْتَلُ في هذا الْمَكانِ وَ اَجْرُ الْشهيد مَعَهُ اَجْرُ شَهيدَيْنِ» [1] .

پياده شدن رسول خدا (صلي الله عليه وآله) در بيابان خشك و شنزار (فخ) و نماز خواندن آن حضرت قبل از اينكه پيام جبرئيل را اعلان كند، عملا اخبار از يك ملحمه و حادثه ديگري است كه در روز ترويه سال 169 در اين بيابان اتفاق افتاد و حسين بن علي بن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) كه بر ضد هادي عباسي قيام كرده بود بشهادت رسيد.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين، ص 290.


حكم الامام الصادق حول الدنيا و الآخرة


1- قال عليه السلام: الدنيا سجن المؤمن، فأي سجن جاء منه خير.

2- قال عليه السلام: الرغبة في الدنيا تورث الغم و الحزن، و الزهد في الدنيا راحة القلب و البدن.

3- قال عليه السلام: من أصبح علي الدنيا حزينا، أصبح علي الله ساخطا.

4- قال عليه السلام: ان استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا تسأل عنه غدا فافعل.

5- قال عليه السلام: ما منزلة الدنيا في نفسي الا بمنزلة الميتة، اذا اضطررت اليها أكلت منها.



[ صفحه 212]



6- قال عليه السلام: من تعلق قلبه بالدنيا، تعلق قلبه بثلاث خصال: هم لا يفني، و أمل لا يدرك و رجاء لا ينال.

7- قال عليه السلام: الدنيا سجن المؤمن، و القبر حصنه، و الجنة مأواه، و الدنيا جنة الكافر و القبر سجنه و النار مأواه.

8- قال عليه السلام: اذا أقبلت الدنيا علي المرء أعطته محاسن غيره، و اذا أعرضت عنه سلبته محاسن نفسه.

9- قال عليه السلام: من آثر الدنيا علي الآخرة حشره الله يوم القيامة أعمي.

10- قال عليه السلام: ان للقبر كلاما، في كل يوم يقول: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، أنا القبر، أنا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.

11- قال عليه السلام: اذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك الي قبره، فاذا أدخل قبره أتاه منكر و نكير فيقصدانه و يقولان له: من ربك؟ و ما دينك؟ و من نبيك؟ فيقول: ربي



[ صفحه 213]



الله، و محمد نبيي، و الاسلام ديني، فيفسحان له في قبره مد بصره، و يأتيانه بالطعام من الجنة و يدخلان عليه الروح و الريحان.

12- قال عليه السلام: اذا دخل المؤمن في قبره كانت الصلاة عن يمينه، و الزكاة عن يساره، و البر مظل عليه، و يتنحي الصبر ناحية فاذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة و الزكاة و البر: دونكم صاحبكم فان عجزتم فأنا دونه.

13- قال عليه السلام: اذا نظرت الي القبر فقل: اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة و لا تجعلها حفرة من حفر النار.

14- قال عليه السلام: من كسل عن طهوره و صلاته فليس فيه خير لأمر آخرته، و من كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر دنياه.

15- قال عليه السلام: أكبر ما يكون الانسان يوم يولد، و أصغر ما يكون يوم يموت.



[ صفحه 214]



16- قال عليه السلام: عليكم بحسن الصلاة، و اعملوا لآخرتكم و اختاروا لأنفسكم، فان الرجل قد يكون كيسا في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلانا؛ و انما الكيس كيس الآخرة.

17- قال عليه السلام: ما خلق الله عزوجل يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت.

18- قال عليه السلام: نعم العون الدنيا علي الآخرة.

19- قال عليه السلام: هلك من استأمن الي الدنيا، و أمهرها دينه، فهو حيثما مالت مال اليها، قد اتخذها همه و معبوده.



[ صفحه 215]




خصال رفيعة


و تحدث الامام عليه السلام عن بعض الصفات الرفيعة التي ينبغي أن يتصف بها المسلم، و التي يكمل بها اسلامه قال (ع):

«اربع من كن فيه كمل اسلامه، و محصت عنه ذنوبه، و لقي ربه عزوجل و هو عنه راض: من وفي لله عزوجل بما يجعل علي نفسه للناس، و صدق لسانه مع الناس، و استحيا من كل قبيح عند الله و عند الناس، و حسن خلقه مع أهله...» [1] ان من يتصف بهذه الصفات الرفيعة فهو المؤمن حقا المستكمل ايمانه، الذي يلقي الله و هو عنه راض.


پاورقي

[1] الخصال (ص 203).


الثورة الكبري


و ثار زيد علي الحكم الأموي بوحي من عقيدته التي تمثل روح الاسلام و هديه، فقد رأي باطلا يحيي، و صادقا يكذب، و أثرة بغير تقي، و رأي جورا شاملا، و استبدادا في أمور المسلمين فلم يسعه السكوت، يقول بعض شيعته: خرجت معه الي مكة فلما كان نصف الليل، و استوت الثريا قال لي:

«أما تري هذه الثريا؟ اتري أحدا ينالها؟...»

«لا».

«و الله لوددت أن يدي ملصقة بها فاقع الي الارض أو حيث أقع فاتقطع قطعة قطعة، و ان الله يصلح بين أمة محمد (ص)...» [1] .

و دل حديثه علي مدي نزعته الاصلاحية و اخلاصه العظيم لأمة جده (ص) و تفانيه في سبيل الاصلاح العام.

و روي عيسي بن عبدالله عن جده محمد بن عمر بن علي (ع) قال: كنت مع زيد بن علي حين بعث بنا هشام الي يوسف بن عمر، فلما خرجنا من عنده، و سرنا حتي كنا بالقادسية قال زيد: اعزلوا متاعي عن أمتعتكم، فقال له ابنه: ما تريد أن تصنع؟ قال: أريد أن ارجع الي الكوفة، فو الله لو علمت أن رضي الله عزوجل عني في أن أقدح نارا



[ صفحه 74]



بيدي حتي اذا اضطرمت رميت نفسي فيها لفعلت!! ولكن ما أعلم شيئا ارضي لله عزوجل عني من جهاد بني أمية [2] .

انه لم يفجر ثورته الكبري طمعا بالخلافة و الملك، و انما كان يبغي وجه الله و الدار الآخرة، و قد رأي أن مناهضة اولئك الظالمين من أعظم ما يقربه الي الله.

و يمم زيد وجهه نحو الكوفة لأنها المركز العام للشيعة، و ان أهلها طلبوا منه القدوم اليهم ليأخذ منهم البيعة علي مناهضة الحكم الاموي و الاطاحة به، و يقول المؤرخون ان جماعة من المخلصين لزيد حذروه من القدوم الي الكوفة، و عذلوه من الوثوق بالكوفيين لما عرفوا به من الغدر و نقض العهود الا انه لم يعن بذلك فانه لم يجد موطنا تتوفر فيه الاستراتجية للثورة سوي الكوفة، و جعل زيد يتمثل بقول عنترة العبسي:



بكرت تخوفني المنون كأنني

اصبحت عن عرض الحياة بمعزل



فأجبتها أن المنية منهل

لابد أن أسقي بكأس المنهل [3] .



و دل هذا الشعر علي عزمه و تصميمه علي الخوض في ميادين الكفاح المسلح، و انه يسعي بكل جرأة و اقدام ليحتسي كأس المنية و لا يعيش ذليلا مضاما شأنه شأن جده الامام الحسين سيد الاحرار و الاباة في الاسلام.

و لما انتهي زيد الي الكوفة بادر أهلها اليه فرحبوا به ترحيبا حارا، و أسرعوا اليه يبايعونه حتي بلغ عدد المبايعين خمسة عشر الفا، و قيل اكثر من ذلك وبايعه الفقهاء و القضاة و اعلام الفكر و الأدب كالاعمش، و سعد



[ صفحه 75]



ابن كدام، و قيس بن الربيع و الحسن بن عمارة و غيرهم [4] و سئل ابوحنيفة عن خروج زيد فقال: «ضاهي خروج رسول الله (ص) يوم بدر» و قال: «لو علمت أن الناس لا يخذلونه كما خذلوا أباه لجاهدت معه لأنه أمام بحق، ولكن أعينه بمال» [5] .

أما صيغة البيعة التي أخذها زيد علي من بايعه فهي: «انا ندعوكم الي كتاب الله، و سنة نبيه، و جهاد الظالمين، و الدفع عن المستضعفين، و اعطاء المحرومين، و قسم هذا الفي ء بين أهله، ورد المظالم، و نصرة أهل الحق...» [6] .

و تعطي هذه الصيغة صورة عن المبادي ء الاصلية التي ثار من أجلها زيد و هي:

1- الدعوة الي احياء كتاب الله، و سنة نبيه، فقد اقصمتهما السياسة الأموية عن واقع الحياة.

2- جهاد الظالمين من حكام بني أمية الذين ساسوا المسلمين بالظلم و الجور و ارغموهم علي ما يكرهون.

3- الدفاع عن حقوق المستضعفين، و توفير العطاء للمحرومين، فقد حرموا من جميع حقوقهم الشرعية طيلة الحكم الأموي.

4- قسمة الفي ء، و سائر الحقوق المالية علي المسلمين بالسواء، فقد نهبها الامويون، و انفقوها علي ملاذهم و رغباتهم الخاصة.

5- نصرة دعاة الحق الذين يعنون بشؤون الأمة، و يسهرون علي



[ صفحه 76]



صالحها، و هم الهداة من أهل البيت (ع).

لقد ثار زيد من أجل أن يحقق هذه الاهداف العظيمة في ربوع الوطن الاسلامي الكبير، و ينقذ الأمة من عسف الامويين و ظلمهم و بطشهم.

و بعد ما توفرت لزيد القوة العسكرية الهائلة التي يبلغ عددها - فيما يقول بعض المؤرخين - أربعين الفا، رأي أن يفجر الثورة، و يزحف بجيوشه الي احتلال الكوفة و الاطاحة بالحكم الأموي.

و انطلقت جيوشه من جبانة سالم [7] و هي تهتف بجياة زعيمها العظيم زيد و سقوط الحكم الاموي، و تنادي بشعار الشيعة «يا منصور امت» [8] و لما رأي زيد الرايات تخفق علي رأسه قال: «الحمد لله الذي هداني و الله اني كنت استحي من رسول الله (ص) أن أرد الحوض و لم آمر بمعروف» [9] و خطب في جيوشه فقال لهم: «عليكم بسيرة أميرالمؤمنين علي بالبصرة و الشام لا تتبعوا مدبرا و لا تجهزوا علي جريح، و لا تفتحوا مغلقا، و الله علي ما نقول وكيل.» [10] .

و بدأت الحرب في ليلة شديدة البرد [11] لسبع بقين من المحرم سنة (122ه) و جرت مناوشات و اصطدام مسلح بين اتباع زيد و بين الجيوش الاموية تحت قيادة و الي الكوفة يوسف بن عمر.



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين (ص 129).

[2] تيسير المطالب (ص 108 - 109).

[3] الروض النضير 1 / 75.

[4] مقاتل الطالبيين.

[5] الكامل 5 / 56.

[6] مقاتل الطالبيين.

[7] انساب الاشراف 3 / 203.

[8] الطبري 8 / 273.

[9] عمدة الطالب 2 / ورقة 127 من مصورات مكتبة الحكيم.

[10] الحدائق الوردية 1 / 148.

[11] انساب الاشراف 3 / 202.


انسان سعادتمند


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

انسان سعادتمند اندرز به تقوا را آويزه ي گوش خود مي كند، هر چند مخاطب آن اندرز كسي ديگر باشد. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 8 / 151 / 132 همان، همان، ح 22211.


شروط استجابت دعا


«عن أبي عبدالله، قال: كان بين قوله قد اجيبت دعوتكما و بين أن اخذ فرعون أربعون سنة [1] ؛ از امام صادق عليه السلام روايت شده است كه فرمودند: بين اين گفته خدا كه فرمود: دعاي شما مستجاب شد، و مرگ فرعون چهل سال طول كشيد».

خداي متعال به موسي و هارون عليهماالسلام مي فرمايد: «دعاي شما مستجاب شد»، اما اين استجابت چهل سال طول كشيد.

«ان رجلا اتي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال ادع الله أن يستجيب دعائي فقال اذا أردت ذلك فأطب كسبك [2] ؛ مردي خدمت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم رسيد و از ايشان خواست تا از خدا بخواهد دعاي او مستجاب گردد. رسول خدا فرمودند: اگر مي خواهي خدا دعاي تو را مستجاب نمايد، كسب خود را پاكيزه كن و در جامعه غل و غش نكن.» اين يكي از شروط استجابت دعا است. بنابراين كسي كه مي خواهد دعايش مستجاب گردد نبايد ديگران را در معامله فريب دهد.



[ صفحه 110]



«روي أن موسي رأي رجلا يتضرع تضرعا عظيما و يدعوا رافعا يديه و يبتهل [3] ؛ روايت شده است كه حضرت موسي عليه السلام شخصي را ديد كه سخت در حال تضرع است و در حالي كه دست هايش را بلند كرده، با زاري به درگاه خدا دعا مي كند».

ابتهال انواعي دارد. يكي از آنها اين است كه انسان دست هايش را به سوي خداي متعال بلند نمايد و آنها را از يكديگر باز كرده، دعا نمايد. حضرت موسي شخصي را ديد كه با اين حال به درگاه خداي متعال دعا مي كرد به حضرت موسي وحي شد كه: «لو فعل كذا و كذا لما استجبت دعائه، لأن في بطنه حراما، و علي ظهره حراما و في بيته حراما [4] ؛ اين مرد هر قدر دعا كند دعاي او را مستجاب نخواهم كرد چرا كه لباسش حرام، خوراكش حرام و در خانه اش نيز حرام است». كنايه از اين كه وسايل خانه اش دزدي است يا زنش كار حرام انجام مي داده است. به هر حال مراد حرامي است كه انسان در برابر آن مسئول است، و الا اگر در حرام نقشي نداشته باشد عقوبت ندارد.

غرض اين كه استجابت دعا نيز مانند بسياري از كارهاي روزمره ما شروط و قيودي دارد. كسي كه مي خواهد ازدواج كند، چه بسا با همسرش شرط و شروط مي گذارد، آن كه مي خواهد خانه اي معامله كند با شرط و شروط معامله مي كند. هر كاري شرط و شروطي دارد و استجابت دعا نيز از اين قاعده بيرون نيست. نقل شده است كه رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم فرمودند: «ان الله يحب السائل اللحوح [5] ؛ خداي متعال بنده اي را كه در خواهش خود پافشاري مي كند، دوست مي دارد.»

بندگان خداوند پافشاري و اصرار را دوست ندارند و اگر كسي چيزي از آنها بخواهد و پاسخشان منفي باشد، ولي اصرار فراوان طرف مقابل را ببينند به ستوه مي آيند. اما خداي متعال چنين نيست و اصرار و الحاح بندگان خود را دوست دارد. پس اگر چيزي از خدا خواستيد و يك بار، دو بار، سه بار، ده بار، يا صد بار گفتيد و برآورده نشد، خسته نشويد



[ صفحه 111]



و دوباره از خدا بخواهيد؛ چرا كه تكرار يكي از شروط استجابت دعا است. در همين زمينه روايتي از امام باقر عليه السلام نقل شده است كه فرمودند: «و الله لا يلح عبد مؤمن علي الله في حاجة الا قضاها له [6] ؛ هيچ بنده مؤمني نيست كه با اصرار از خداي متعال حاجتي بخواهد و خدا آن حاجت را برآورده نكند».


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 13، ص 140.

[2] مستدرك الوسائل، ج 5، ص 217.

[3] همان.

[4] همان.

[5] وسائل الشيعه، ج 7، ص 60.

[6] مستدرك الوسائل، ج 5، ص 193.


خوشبختي


گاهي بدون آنكه شخصي اختياري از خود داشته باشد در اثر نيت خير، خوشبختي به او روي مي آورد و علايم آن آشكار مي شود. اكنون گوش فرا داريد و نشانه هاي آن را بشنويد:

ثلاثة من السعادة: الزوجة المواتية، و الاولاد البآرون و الرجل يرزق معيشته في بلده يغدو الي اهله و يروح. [1] .

سه چيز از سعادت است: زن مطيع، فرزندان نيك و فرمانبردار و فراهم شدن هزينه ي زندگي شخص در شهر خودش كه بامداد و شام نزد خانواده ي خود باشد.


پاورقي

[1] وافي. ج 10، ص 58.


سپس حقوق افعال


اين تيتر در كتاب تحف العقول وجود دارد.

10. و اما حق نماز اين است كه بداني نماز ورود به درگاه خداست و تو در حال نماز در حضور خدا ايستاده اي. وقتي كه اين را فهميدي، شايسته است مانند بنده ي ذليلي در نماز بايستي كه خواهان و پارسا، بيمناك و اميدوار، و گدا و زاري كن باشد و با آرامي و سربزيري و خشوع اعضاء و فروتني دل او را تعظيم مي كند و از صميم قلب با او راز و نياز مي گويد و مي خواهد از زير بار گناهان كه تو را فراگرفته است، و به پرتگاه



[ صفحه 206]



نابوديت كشانده اند آزاد كند. و لا قوة الا بالله.

11. و حق حج اين است كه بداني حج ورود به پيشگاه پروردگار و فرار از گناهانت به سوي اوست كه بدين وسيله توبه ات پذيرفته مي شود و فرايضي كه بر تو واجب شده اند انجام مي گيرند. [1] .

12. و اما حق روزه اين است كه بداني روزه پرده اي است كه خداوند بر زبان و گوش و چشم و عورت و شكمت افكنده تا تو را از دوزخ بپوشاند. اين چنين در حديث آمده كه «روزه سپري است از آتش دوزخ». اگر اعضاء و جوارحت را در پس آن پرده اسكان دادي، مي تواني اميدوار باشي كه محفوظ شوي و اگر آنها را به حال خود واگذاشتي تا ناآرامي كنند و اطراف پرده را بالا بزني و به آنجا كه نبايد نگاه كني سر بكشي و نگاه شهوت انگيز و خارج از تقوا داشته باشي، هرگز در امان نخواهي بود كه مبادا پرده دريده شود و تو از آن بيرون انداخته شوي! و لا قوة الا بالله.

13. و حق صدقه اين است كه بداني صدقه پس انداز توست نزد پروردگارت و امانت توست كه (استردادش) بي نياز از گواه است. اگر اين را باور كني، به آنچه كه در نهان پس انداز كني بيشتر اعتماد خواهي كرد تا به آنچه كه آشكارا مي سپاري [2] و



[ صفحه 207]



بدان كه صدقه در دنيا بيماريها و بلاها و در آخرت جهنم را از تو دور مي كند؛ بنابراين، مي سزد كه هر چه را مي خواهي عيان كني، در نهان به خدا بسپاري كه اين راز ميان تو و او در هر حال خواهد ماند، و از هيچ چشم و گوش و ديده اي براي اثبات سپرده ي خود - به عنوان اينكه به اينها بيشتر اعتماد داري، نه به عنوان اينكه به پس انداز خود نزد خدا اعتماد نداري - كمك نخواهي. سپس براي صدقه ي خود بر احدي منت مگذار، زيرا آن براي توست و اگر بدان منت نهي، مبادا به روز همان كسي گرفتار شوي كه با اين صدقه بر او منت نهادي، چون خود دليل بر اين است كه تو آن را براي خويش نخواستي و اگر آن را براي خود مي خواستي، بر احدي منت نمي نهادي. و لا قوة الا بالله.

14. و اما حق قرباني اين است كه آن را با اخلاص كامل براي پروردگارت انجام دهي و تنها به منظور به دست آوردن رحمت خدا و قبولي او باشد نه براي جلب نظر مردم. اگر اين چنين باشي، خودفروش و ظاهرساز نخواهي بود و قصد خدا را داري، و بدان كه خدا را از طريق آسان بايد خواست نه از طريق دشوار، چنانكه خدا هم بر آفريدگان خود تكليف آسان كرده است نه تكليف دشوار. همچنين، فروتني براي تو بهتر است از تدهقن و خان منشي، زيرا خانها هستند كه خودفروشي و ولخرجي مي كنند، اما فروتني و فقير مآبي نه كلفت دارد و نه خرج، چون هر دو موافق سرشت آفرينش و در نهاد همه ي آفريدگانند. و لا قوة الا بالله.



[ صفحه 208]




پاورقي

[1] حق حج در تحف العقول نيامده است.

[2] رمز اينكه صدقه در روز قيامت نيازي به شاهد آوردن ندارد اين است كه در روايات گفته اند: صدقه اولين چيزي است كه قبل از آنكه به دست سائل برسد به دست خداي تعالي مي رسد و خداي تعالي آن را براي صاحبش رشد مي دهد. همچنين، در روايات آمده است: خداوند براي هر چيزي كه آفريده است خازني قرار داده كه آن را نگهداري كند مگر براي صدقه كه خداي سبحان خودش متصدي امر صدقه و نگهدارنده ي آن است. بنابراين، اگر خداوند خود خازن و نگهدارنده ي آن باشد، صدقه دهنده هرگز نيازي به شاهد آوردن نخواهد داشت.


نفس زكيه


محمد بن عبدالله محض فرزند حسن مثني به سال يك صد هجري پا به عرصه وجود گذاشت، پدرش يكي از شيوخ و بزرگان اولاد حسن بن علي بود، در آن موقع عمر بن عبدالعزيز اميرمؤمنين خوانده مي شد. او همين كه از تولد محمد آگاه شد بين خويشان و ذريه و اخلاف خود براي او مقام و [1] منزلتي خاص قائل شد و از لحاظ خويشاوندي فرائض و واجباتي برقرار كرد.

محمد كم كم پا به سن مي گذاشت و در ميان اهل بيت خود در علم به كتاب خدا و حفظ آن و آشنائي به مطالب فقهي و ديني و شجاعت و شهامت و جود و بخشش و در هر يك از صفات نيكي و خير و آنچه كه در فضل و بزرگي به ارث برده بود و آنچه را كه خود كسب كرده بود در زمان خود گوي سبقت را از ديگران ربود.



[ صفحه 244]



و چون شايع شده بود كه محمد به نام مهدي خوانده مي شود پس با مشاهده اين صفات و مزايا ديگر جاي ترديد براي آنها باقي نماند و افكار عمومي بيشتر متوجه او گرديد، آنگاه محمد به نام نفس زكيه و صريح قريش معروف شد. و عده بسياري از رجال و بزرگان بني هاشم از آل ابوطالب و آل عباس و ساير بني هاشم با او بيعت كردند. او را صريح قريش از لحاظ پدر و مادر مي دانستند و فرزندان وي او را به نام مهدي مي خواندند و روايات و احاديث [2] بسياري كه در اين باره نقل شده مربوط به او مي دانستند، اما دانشمندان آل ابوطالب خاصه جعفر بن محمد (ع) معتقد بودند كه نفس زكيه همان است و همان كسي است كه در محل (احجارزيت) [3] كشته خواهد شد.

در ميان قريش از همان وقت كه كودكي بيش و در



[ صفحه 245]



آبادي ها و قريه ها متواري بود به همين نام يعني صريح خوانده مي شد. پس مردم به دعوت به طرف او پرداختند و معتقد بودند كه او مهدي مي باشد.

پس از قتل وليد بن يزيد اموي كه در نتيجه آن بين اولاد مروان اختلاف شديدي روي داد بر تعداد كساني كه از بني هاشم قيام كرده بودند افزوده گرديد. عده اي مردم را به طرف آل علي (ع) مي خواندند و قومي بني عباس را انتخاب كرده بودند. عده اي مردم را به سوي آنها دعوت مي كردند. ديري نگذشت كه از ميان دسته هاي مختلف بني عباس در افق خلافت آشكار شدند و بر اريكه خلافت و سلطنت نشستند.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين ص 237.

[2] غاية الاختصار ص 14، 12.

[3] مقاتل الطالبيين ص 239، 233- معجم البلدان ج 1 ص 133 ج 13 و احجار الزيت محلي است نزديك مسجد بازار مدينه محل وزراء و آن نيز مركز انجام نماز استسقاست.


اولين شخصي كه عقيده به عناصر اربعه را متزلزل كرد


نويسنده كتاب مغز متفكر جهان شيعه مي نويسد: روزي در محضر درس حضرت امام باقر عليه السلام به اين قسمت از فيزيك ارسطو رسيد كه در جهان بيش از چهار عنصر وجود ندارد و آن عبارت است از خاك و آب و باد و آتش. امام جعفرصادق عليه السلام اين جمله ارسطو را مورد اشكال و فقر علمي ديد و فرمود حيرت مي كنم از فردي چون ارسطو چگونه متوجه نشده كه خاك يك عنصر نيست بلكه در خاك عناصر متعددي وجود دارد و هر يك از فلزات كه در خاك مي باشند يك عنصر جداگانه به شمار مي روند. از زمان ارسطو تا دوره جعفرصادق عليه السلام نزديك به هزار سال گذشته بود و در انديشه



[ صفحه 88]



هيچ شخصي خطور نكرده بود كه با آن عقيده (عقيده ارسطو) مخالفت كند. بعد از هزار سال يك پسربچه كه هنوز بيش از دوازده سال از عمرش نمي گذشت اين مطلب را عنوان نمود كه: خاك يك عنصر نيست. همين پسر بعد از اين كه خود شروع به تدريس كرد عنصرهاي ديگر را هم از لحاظ بسيط بودن تخطئه كرد.


امام جعفرصادق در نظر مورخين و دانشمندان


تاريخ آئينه سر تا پا نماي مردان و خصال آنها است و تاريخ اميني است كه خيانت نمي كند نهايت براي تحقيق مطلب بايد به همه تواريخ و آثار همه نويسندگان مراجعه كرد و اكنون ببينيم مورخين و دانشمندان اين امام را چگونه شناخته اند.

ابن كثير كه از بي حقيقت ترين مردان تاريخ است از زندگاني امام صادق عليه السلام هيچ نقل نكرده فقط در حوادث سال 148 نوشته است و فيها مات الامام جعفرالصادق

و از آن عجب تر محمد محيي الدين كه در تتبع و ضبط الفاظ شهرتي دارد به نام امام هم ضبط نكرده بلكه نوشته وفات محمد بن جعفر العلوي [1] معلوم نيست غلط غلط مطبعي يا ناسخ كتاب يا غيره بوده است.



[ صفحه 54]



در شخصيت علمي امام جعفرصادق عليه السلام هيچ كس قدرت انكار و تأمل ندارد زيرا حداقل چهار هزار عالم دانشمند بي نظير مفتخر به شاگردي او بودند كه هر يك مرجع علمي يك كشوري گرديدند.

سيد حيدر مي نويسد: كان اعلم اهل عصره و هو اولي الناس بحفظ امانت الدين

او بزرگترين دانشمند عصر بود كه از جهت زعامت و پيشوائي دين براي حفاظت و حراست بر همه تقدم و تفوق داشت و اكنون معرفي امام صادق عليه السلام را از زبان رجال بزرگ علم و دين ببينيم؟!

زيد بن علي بن الحسين مي فرمايد: في كل زمان رجل منا اهل البيت يحتج الله به علي خلقه و حجة زماننا ابن اخي جعفر لا يضل من تبعه و لا يهتدي من خالفه [2] .

در هر زماني يكي از اهل بيت حجت خدا بر خلق مي باشند و پسر برادرم جعفر امروز حجت خدا مي باشد پيروان او گمراه نمي شوند و مخالفان او هدايت نمي شوند.

منصور دوانيقي مي گويد: ان جعفرا كان ممن قال الله فيه «ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» و كان ممن اصطفاه الله و كان من السابقين في الخيرات و انه ليس من اهل بيت الا و فيهم محدث و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [3] .

جعفر از آن دسته اي است كه خداوند درباره آنها فرموده وارث كتاب آسماني بندگاني هستند كه ما برگزيده ايم او از برگزيدگان و از كساني است كه در نيكوكاري گوي سبقت را ربوده در هر خاندان باشد بهترين محدث است و هر فاميل يك محدثي مي خواهد او اكنون محدث ما مي باشد.

مالك بن انس مي گويد: جعفر بن محمد از شخصيت هائي است كه درباره او اختلاف كرده اند و من هيچ وقت او را نديدم مگر آنكه در يكي از سه كار بود - يا نماز مي گذاشت يا روزه بود يا قرائت قرآن مي كرد و هيچ چشم و گوش مردي به عظمت علمي او نديده است او در علم و عبادت و رنج بي نظير بوده است. [4] .

عمرو بن ابي المقدام گويد: كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت انه من سلالة النبيين. [5] .



[ صفحه 55]



من هر گاه به جعفر بن محمد مي نگريستم مي ديدم عظمت او را كه در حقيقت از دودمان خاندان نبوت است آشكار مي ديدم.

ابوحنيفه گويد: ما رأيت افقه من جعفر بن محمد هيچ مردي را فقيه تر از جعفر بن محمد نديدم.

ابن ابي العوجاء گويد: ما هذا يبشر و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاعد و يتروح اذا شاء فهو هذا و اشار الي الصادق.

اين مرد «اشاره به صادق آل محمد» شبيه به بشر نيست اگر چه در دنيا است بلكه يك روحاني است كه در قالب جسماني در آمده و هر وقت بخواهد بشري است عنصري و اشاره به حضرت صادق نمود.

قرماني مورخ گويد: الامام الصادق عليه السلام كان من بين اخوته خليفة ابيه نقل عنه من العلوم مالم ينقل عن غيره - كان راسأ في الحديث روي عنه يحيي بن سعيد و ابن جريح و مالك بن انس و ابن عيينه و ابوايوب السجستاني و غيرهم.

امام صادق عليه السلام بين برادرانش جانشين پدرش بود و علوم بسياري آموخته است و او به منزله منبع و مخزن و سر به منزله بدن بود و از او يحيي بن سعيد و ابن جريح و مالك بن انس و ابن عيينه و ابوايوب سجستاني و غيره روايت كرده اند.

ابوالفتح محمد بن عبدالكريم شهرستاني گويد: جعفر بن محمد الصادق هو ذوعلم غزير و ادب كامل في الحكمة و زهد في الدنيا و ورع تام عن الشهوات و قد اقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه و يفيض علي الموالين له اسرار العلوم ثم دخل العراق و اقام بها مدة ما تعرض الامامة قط و لا نازع في الخلافة احدا و من غرق في بحر المعرفه لم يقع في شط و من تعلا الي ذروة الحقيقه لم تجف من حط [6] .

جعفر بن محمد داراي يك غريزه علمي كامل در حكمت و زهد دنيا و پارسائي تام در شهوات بوده مدتها در مدينه به افاده علوم اشتغال داشت و اسرار و رموز علوم را مي آموخت سپس به عراق رفت و مدتي هم امام منحصر آنجا بود و در خلافت احدي نزاع نكرد او در درياي علم و معرفت حقايق را تعليم مي كرد و هر كس از درياي دانش او بهره مند مي شد هرگز كميتش لنگ نمي گرديد.



[ صفحه 56]



ابن حيان گويد: جعفر بن محمد كان من سادات اهل البيت فقها و علما و فضلا جعفر بن محمد از سادات اهل بيت در فقه و علم و فضيلت بوده است.

حافظ ابوحاتم گويد: جعفر بن محمد ثقة لا يسئل عن مثله او فقيه موثقي بود كه مثل و مانند نداشت.

كمال الدين محمد بن طلحه شافعي گويد: جعفر بن محمد هومن علماء اهل البيت و ساداتهم ذو علوم جمه و عبادة موفوره و اوراد متواصله و زهادة بينة و تلاوة كثيرة يتتبع معاني القرآن و يستخرج من بحره جواهره و يستنتج عجائبه و يقسم اوقاته علي انواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه رؤيته تذكر بالاخره و استماع كلامه يزهد في الدنيا و الاقتداء بهدية يورث الجنه نور قسماته شاهد انه من سلالة النبوه و طهارة افعاله تصدع انه من ذريه الرساله نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من اعيان الامه و اعلامهم مثل يحيي بن سعيد الانصاري و ابن جريح و مالك بن انس و الثوري و ابن عيينه و ايوب السجستاني و غيرهم وعدوا اخذ هم منه منقية شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها. [7] .

جعفر بن محمد از علماء اهل بيت است و از سادات و بزرگان آن خاندان و داراي علوم بسياري بود در عبادت به حد وفور و در اوراد و اذكار و زهد و تلاوت قرآن پيوسته شب و روز خود را مي گذرانيد - او معاني قرآن را تتبع مي كرد و استخراج مي نمود او از درياي بي پايان علوم قرآن جواهري استنتاج مي كرد كه شگفت آور و كار هر كس نبود - استفاده او از قرآن غير از سايرين بود او نكات حساس و دقيقي درك مي كرد كه ديگران چنان نمي فهميدند - و اوقات شبانه روز خود را به انواع اطاعت و عبادت تقسيم كرده و نفس خود را در آن پرورش آسماني تربيت مي كرد او هميشه متذكر آخرت بوده شنيدن سخنان او زهد و ورع ايجاد مي كرد و هدايت و ارشاد او رهبري به بهشت مي نمود نور جمالش نمونه بارز آثار نبوت بود كه از سيماي زيبايش آشكار مي شد و كارهاي موقر و متين و محكم او نشان مي داد كه از خاندان رسالت است بسياري از علماي بزرگ افتخار شاگردي او را داشتند و گروهي از اعيان دانش و شاخصين رجال قوم در محضرش زانوي ادب بر زمين مي زدند كه اعلام آنها يحيي بن سعيد - ابن جريح - مالك ابن انس و غيره مي باشند.



[ صفحه 57]



ابن جوزي نوشته: جعفر بن محمد بن الحسين كان مشغولا بالعبادة عن حب الرئاسه [8] .

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين از رياست كناره گرفت و به عبادت پرداخت.

ابونعيم گويد: جعفر بن محمد الامام الناطق ذوالزمام السابق ابوعبدالله جعفر بن محمدالصادق اقبل علي العباده والخضوع و اثر العزله والخشوع و نهي عن الرئاسه. [9] .

جعفر بن محمد امام ناطق و گوينده توانا و زمامدار باسابقه فاميلي بود ابوعبدالله صادق عبادت را استقبال مي كرد و خضوع و خشيت نشان مي داد و عزلت پيش گرفت و زير بار رياست و خلافت نرفت.

ابوالمظفر يوسف شمس الدين نوشته: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن ابي طالب و كنيته ابواسماعيل و يلقب بالصادق و الطاهر و الفاضل و اشهر القابه الصادق. [10] .

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن ابيطالب مكني به ابواسماعيل و ملقب به صادق و طاهر و فاضل بود مشهورترين القاب او صادق است كه به اين صفت مشهور و ممتاز بود.

حسن بن علي الوشاء مي نويسد: ادركت في هذا المسجد (يعني الكوفه) تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد. [11] .

عبدالرحمن بن محمد حنفي بسطامي مي نويسد: جعفر بن محمد ازدحم علي بابه العلماء و اقتبس من مشكاة انواره الاصفياء و كان يتكلم بغوامض الاسرار و علوم الحقيقه و ابن سبع سنين. [12] .

جعفر بن محمد يك شخصيت علمي بود كه منزلش مجلس و محفل علماء بود بسياري از بزرگان مي آمدند از مشكاة انوار علوم و صفا و وفا و فضيلت علمي او بهره مند مي شدند او غوامض مسائل را تجزيه و تحليل مي كرد و به حقايق علوم آشنا بود در حالي كه بيش از هفت سال نداشت.



[ صفحه 58]



ابوبحر جاحظ گويد: جعفر بن محمد الذي ملاء الدنيا علمه و فقهه و يقال ان اباحنيفه من تلامذته و كذلك سفيان الثوري و حسبك بهما في هذا الباب. [13] .

مي گويد جعفر بن محمد دانشمند آسماني است كه علم و فقه و دانش او دنيا را پر كرد و گفته اند ابوحنيفه و سفيان ثوري كه دو شخصيت بزرگ علمي و پيشواي دو فرقه بزرگ سني و صوفي هستند از شاگردان او بوده و براي عظمت او اين كافي است.

ابن حجر عسقلاني گويد: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب فقيه صدوق. [14] .

جعفر بن محمد فقيهي راستگو و موثق بود.

وزير ابوالفتح اربلي گويد: مناقب الصادق فاضله و صفات في الشرف كاملة جري علي سنن آبائه الكرام و اخذ بهديه و هديهم عليه و عليهم السلام و وقف نفسه الشريفه علي العباده و حبسها علي الطاعة و الزهاده و اشتغل باوراده و تهجده و صلاته و تعبده لوطاوله الفلك لتزحريج عن مكانه. [15] .

امام صادق عليه السلام مناقب فاضله اي صفات كامله اي در شرافت دارد ابوسيره پدران گرامي سير مي كرد و همان مشعل هدايت و ارشاد را دست گرفت در طاعت و زهد و پارسائي نفس خود را پرورش داد در اوراد و اذكار و تهجد و صلات و تعبد به جائي رسيد كه دست كمتر كسي بدانجا مي رسد.

نقيب حلب محمد بن حمزة بن زهره گويد: ابوعبدالله الامام المعظم جعفر الصادق عليه السلام صاحب الخارقات الظاهره والايات الباهره الخبر بالمغيبات الكائنه امه و ام اخيه عبدالله ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر و امها اسماء بنت عبدالرحمن بن ابي بكر و لذا كان جعفر بن محمد عليه الرضوان يقول و لدني ابوبكر مرتين ولد سنه 83 و توفي سنه 148 و دفن بالبقيع. [16] .

ابوعبدالله الامام اعظم جعفرصادق عليه السلام صاحب خوارق عادات بود او از مغيبات خبر مي داد مادرش و مادر برادرش عبدالله ام فروه بود كه دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر است و مادر او اسماء دختر عبدالرحمن بن ابي بكر بود و لذا جعفر بن محمد عليه الرضوان



[ صفحه 59]



مي فرمود ابوبكر دو بار ما را زائيد يعني از دو دختر او من و برادرم به وجود آمده ايم و تولدش 83 و رحلتش 148 رخ داد و در بقيع مدفون گرديد.

ابن حجر هيثمي گويد: جعفر بن محمدالصادق نقل الناس عنه ممن العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان و روي عنه الائمة الاكابر كيحي بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفيانين و ابي حنيفه و شعبة و ايوب السجستاني. [17] .

مي گويد جعفرصادق پيشواي علمي است كه بسياري از خلق از او علم و دانش فراگرفته اند و در اطراف پراكنده شده اند وصيت علمي او را به همه شهرها و كشورها رسانده اند - بلكه بسياري از بزرگان اقوام و فرق اسلامي از او روايت نموده اند مانند يحيي بن سعيد ابن جريح - مالك - سفيان ثوري و سفيان عيينه - ابوحنيفه - شعبه - ايوب سجستاني كه هر يك از مفاخر علمي و ادبي بودند از آن حضرت بهره مند گرديدند.

محمد سراج الدين رفاعي: ولد الصادق بالمدينه يوم الجمعه عند طلوع الفجر سنه 83 و عاش 65 سنة و كانت امامته اربعا و ثلاثين سنه وقد نقل الناس عنه علي اختلاف مذاهبهم و دياناتهم ماسارت به الركبان وقد عد اسماء الرواة فكانوا اربعة آلاف رجل توفي في شوال سنة 148 و دفن بالبقيع مع ابيه وجده و قبل قتله المنصور الدوانيقي بالسم. [18] .

مي گويد صادق در مدينه هنگام طلوع فجر روز جمعه سال 83 متولد شد و 65 سال عمر كرد كه 34 سال امامت نمود و اكثر مردم با آنكه مذاهب مختلفي داشتند از محضر درس او بهره مند مي شدند و به اطراف و اكناف نام او را شهرت مي دادند آنگاه نام برخي از شاگردان و راويان احاديث او را نقل كرده گويد تعداد آنها چهار هزار نفر بالغ بود و در ماه شوال سال 148 به سم منصور دوانيقي درگذشت و در بقيع غرقد كنار قبر پدر و جدش مدفون گرديد.

عمرو بن دردي گويد: جعفرالصادق بن محمدالباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب رضي الله عنهم سمي الصادق لصدقه و ينسب اليه كلام في صفة الكيمياء و الزجر و الفال ولد سنه 80 بالمدينه و دفن بالبقيع. [19] .

گويد جعفرصادق فرزند محمدباقر پسر علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب كه



[ صفحه 60]



خدا از آنها راضي باشد به نام صادق مشهور شد زيرا صادق و راستگو بود و علومي را به او نسبت مي دهند كه از آن جمله فن كيميا و عمل مكانيكي و علم اعداد و حروف است تولدش سال 80 در مدينه و دفنش در بقيع است.

جمال الدين ابوالمحاسن گويد: جعفرالصادق بن محمدالباقر زين العابدين الامام السيد ابوعبدالله الهاشمي العلوي الحسيني المدني و كان يلقب بالصابر و الفاضل و الطاهر و اشهر القابه الصادق حدث عنه ابوحنيفه و ابن جريح و شعبه و السفيانان و مالك و غيرهم.

جعفرصادق فرزند محمدباقر فرزند زين العابدين پيشوا و بزرگ و هاشمي - علوي حسيني و مدني بود لقبش صابر - فاضل - طاهر كه مشهورترين القابش صادق است و او استاد ابوحنيفه و ابن جريح و دو سفيان معروف بود.

در قاموس الاعلام تركي مي نويسد: جعفرالصادق بن محمدالباقر بن زين العابدين بن حسين بن علي بن ابيطالب السادس من الائمه الاثني عشر والدته ام فروه كريمة القاسم بن محمد بن ابي بكر (رض) ولد الامام جعفر في المدينة المنوره سنه 82 هجرية و هو اكبر اولاد الامام محمدالباقر تلمذ علي والده مزيد زمانه في العلم و افضل - استمر علي حلقه تدريس و افادات جعفرالصادق الامام الاعظم ابوحنيفه و استفاد منه و لا في المعارف الظاهريه والباطنية و كان لامام اليد الطولا في الجفر و الكيميا و الامام بساير العلوم و كان ممن بتلمذ علي الامام موجد في الكيميا جابر ولم يكن له نظير في الزهد و التقوي و القناعه و حسن الاخلاق و لصدق حسبه سمي الصادق.

و كان ابوجعفر المنصور ثاني خلفاء العباسيين يدعو الي تعظيم الامام و تكريمه و يستنير بارائه و ارشاداته و نصائحه و عرض ابومسلم الخراساني الخلافه ابتداء علي الامام جعفرالصادق فلم يقبلها كان له من الاولاد سبعة ابناء و ثلاث بنات - توفي في سنة 148 عن عمر ناهز 65 سنه في المدينه المنوره و دفن بجوار جده و والده والمذهب الشيعي عرفوا صاحب الترجمه بامام ولانتمائهم اليه سمعوا بالجعفريه. [20] .

مي گويد جعفرصادق فرزند محمدباقر پسر زين العابدين بن الحسين بن ابيطالب ششمين



[ صفحه 61]



ائمه اثني عشر است مادرش ام فروه دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر و تولدش در مدينه سال 82 ه رخ داده او بزرگترين اولاد امام محمدباقر است كه در محضر درس پدرش كه يگانه عصر در علم و فضيلت بود شاگردي نمود و در حلقه درس او كه (35 سال) استمرار داشت ابوحنيفه استفاده كرد و از معارف ظاهريه و باطنيه استفاده نمود - امام صادق عليه السلام يد طولائي در جفر و كيميا و ساير علوم داشت و جابر كه از مؤسسين اين علم بود از شاگردان اين امام است.

امام صادق در زهد و تقوي و قناعت و حسن اخلاق نظير نداشته و چون لهجه و حسبي عالي داشت او را صادق مي گفتند.

ابومسلم خراساني در دعوت خود عليه امويين خلافت را پيشنهاد به حضرت كرد و او قبول نفرمود.

او هفت پسر و سه دختر داشت وفاتش در سال 148 و عمرش 65 سال و دفنش در جوار جدش و پدرش در بقيع مدينه بود و شيعيان او او را به امام مؤسس مذهب جعفري مي شناسند.

محمد بن طاهر بن علي المقدسي گويد: جعفر بن محمدالصادق و هو ابن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب الهاشمي رضي الله عنهم يكني اباعبدالله و امه ام فروه بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق و امه فروه اسماء بنت عبدالرحمن ابن ابي بكر و كان من سادات اهل البيت سمع اباه و محمد بن المنكدر و عطاء بن ابن رياح - روي عنه عبدالوهاب الثقفي و حاتم بن اسماعيل و وهيب بن خالد و حسن بن عياش و سليمان بن بلال والثوري و الدار وردي و يحيي بن سعيد الانصاري و حفص بن غياث و مالك بن انس و ابن جريح - ولد سنة ثمانين و مات سنة ثمان و اربعين و مائه و هو ابن اربعه و ستين سنة [21] .

مقدسي گويد: جعفر بن محمد هاشمي بود و مادرش ام فروه دختر قاسم بن ابي بكر صديق بود كه مادر او اسماء دختر عبدالرحمن بن ابي بكر بود و اين امام از سادات اهل بيت است كه از پدرش و چند نفر ديگر حديث شنيده و بسياري از او روايت كرده اند مانند عبدالوهاب ثقفي و حاتم بن اسماعيل و غيره تولدش سال 80 وفاتش سال 148 و عمرش 64 مي باشد. اين مورخ در حساب اشتباه كرده زيرا 148 منهاي 80 مساوي است با 68 سال در حالي كه 64 سال نوشته و بايد روايتي كه سال 84 نوشته معتبر بدانيم تا سال 64 درست شود.



[ صفحه 62]



خيرالدين زركلي گويد: جعفرالصادق ابوعبدالله جعفر بن محمدالباقر بن زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي سادس الائمة الاثني عشر عند الاماميه كان من اجل التابعين و له منزلة و رفيعة في العلم اخذ عنه جماعة منهم ابوحنيفه و مالك و جابر بن حيان و لقب بالصادق لانه لم يعرف عنه الكذب قط له اخبار مع الخلفاء من بني العباس و كان جريئا عليهم صداعا في الحق و صنف تلميذه جابر بن حيان كتابا في الف ورقه يتضمن «رسائل الامام جعفرالصادق» و هي عدد 500 رسالة مولده و وفاته بالمدينه. [22] .

ابوعبدالله جعفر بن محمدالصادق سبط هاشمي قرشي و ششمين ائمه اثني عشري در نظر اماميه است. او از بزرگان تابعين بود منزلت رفيعي در علم و فضيلت نفساني دارد. بسياري از محضرش به شاگردي افتخار مي كنند مانند ابوحنيفه - مالك - جابر بن حيان و غيره لقبش صادق است براي آنكه يك كلمه دروغ و نادرست از او شنيده نشد با خلفاي عباسي اخبار بسياري دارد او در اجراء حق جدي بليغ داشت - شاگردش جابر بن حيان كتابي در هزار ورق تأليف كرد كه متضمن رسائل امام صادق عليه السلام بود و پانصد رساله داشته مولد و وفاتش در مدينه رخ داده است.

ابوحنيفه گويد: لولا السنتان لهلك نعمان. [23] .

آلوسي مي گويد: ابوحنيفه از اهل سنت است و مفتخر است كه اگر دو سال شاگردي امام جعفرصادق عليه السلام نبود ابوحنيفه كه نامش نعمان است هلاك شده بود زيرا او از 34 سال مكتب جعفري فقط دو سال شاگرد امام صادق عليه السلام بود و مي گويد اگر اين مكتب و مدرس را در اين دو سال درك نكرده بودم هلاك مي شدم.

شيخ عبدالرحمن السلمي گويد: جعفرالصادق فاق جميع اقرانه من اهل البيت و هو ذو علم غزير و زهد بالغ في الدنيا و ورع تام عن الشهوات و ادب كامل في الحكمه.

يعني جعفرصادق عليه السلام برتر و بالاتر از همه اقرانش بود او از اهل بيت عترت و طهارت است داراي يك شم علمي و غريزه مخصوص در فهم مطالب بود مردي زاهد و پارسا و پرهيزكار و از شهوات بر حذر و داراي ادب كامل و حكمت و معرفت بود.

سويدي گويد: جعفرالصادق عليه السلام كان من بين اخوته خليفة ابيه و وصيه نقل عنه



[ صفحه 63]



في العلوم مالم ينقل عن غيره و كان اماما في الحديث و مناقبه كثيره. [24] .

يعني جعفرصادق عليه السلام بين برادرانش به جانشيني پدر برگزيده شد و وصي او گرديد و علوم و فنون بسياري از امام باقر عليه السلام نقل كرد كه هيچ كس از او نقل نكرده بود او امام و پيشوائي در حديث بود كه همه بر قفاي او مي رفتند و داراي مناقب بي شماري بوده است.

جمال الدين الداودي حسني گويد: جعفرالصادق عليه السلام عمود الشرف و مناقبه متواتره بين الانام مشهورة بين الخاص و العام و قصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله. [25] .

يعني جعفرصادق عليه السلام ركن و پايه شرافت و اساس منقبت بود مناقب او بين مردم متواتر است و در نظر خاص و عام شهرتي بسزا در علم و فضيلت داشت منصور چندين بار خواست او را بكشد و خداوندش حفظ كرد.

سيد ميرعلي هندي گويد: ولا مشاحة ان انتشار العلم في ذلك الحسن قد ساعد علي الفكر من عقاله فاصبحت المناقشات الفلسفيه عامه في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي و لا يفوتنا ان نشير الي ان الذي تزعم تلك الحركه هو حفيد علي بن ابيطالب المسمي بالامام الصادق و هو رجل رحب افق التفكير بعيد اغوار الفعل ملم كل الالمام بعلوم عصره و يعتبر في الواقع انه اول من اسس المدارس افلسفيه المشهوره في الاسلام و لم يكن يحضر حلقته العلميه اولئك الذين اصبحوا مؤسسوا المذاهب الفقهيه فحسب بل كان يحضرها طلاب الفلسفه والمتفلسفون من الانحاء القاصيه. [26] .

ترديدي نيست كه نشر معارف دين اثر فكر بكر پيشوائي بود كه با نيروي انديشه عميق خويش مناقشات فلسفي را خاتمه داده و در هر يك از اعصار گذشته عالم اسلامي اين بحث را حل شده تلقي نمود و شكي نيست زعيم و پيشواي اين حركت فكري از دودمان علي بن ابيطالب باب مدينه علم به نام امام صادق بود كه او داراي فكر آزاد و روشن و ظرف عقلش مملو از علم و دانش و او اول مؤسس مدرسه فلسفيه اسلامي است همانطور كه مؤسس فقه اسلامي بود و تمام حلقات و حوزه هاي علمي و درسي به محفل و مدرس او منتهي مي گردد كه قول او حجت قطعي و منطق او مستدل و مبرهن است و تمام طلاب علوم ديني و عقلي ريزه خوار خوان افاضات عاليه او مي باشند.



[ صفحه 64]



محمود بن وهيب بغدادي گويد: جعفرالصادق بن محمدالباقر بن علي زين العابدين بن حسين بن علي بن ابيطالب رضي الله عنهم اجمعين و كنيته ابوعبدالله و قيل ابواسماعيل و القابه الصادق و الفاضل و الطاهر و اشهرها الاول نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان و روي عنه الائمة - الكبار كيحيي و مالك و ابي حنيفه. [27] .

مي نويسد جعفر بن محمد از دودمان علي بن ابيطالب مكني به ابوعبدالله و ابواسماعيل ملقب به صادق و فاضل و طاهر است كه مشهورترين لقب او صادق است و تمام مردم دانشمند آن عصر از او نقل روايت كرده اند و از حوزه درس او به اطراف دنيا سير و سفر نموده صيت علمي او را به جهان طنين انداز كرده اند و از او بزرگاني چون يحيي و مالك - ابوحنيفه نقل روايت كرده و مفتخر به شاگردي او بوده اند.

ابوزكريا محي الدين بن شرف مي نويسد: الامام ابوعبدالله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب رضي الله عنهم الهاشمي المدني الصادق امه ام فروه بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم روي عن ابيه و القاسم بن محمد و نافع و عطاء و محمد بن المكندر والزهري و غيرهم و روي عنه محمد بن اسحق و يحيي الانصاري و مالك و السفيانيان و ابن جريح و شعبه و يحيي القطان و اخرون و اتفقوا علي امامته و جلالته قال عمر بن ابي المقدام كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد انه من سلالة النبيين. [28] .

مي گويد امام ابوعبدالله جعفرالصادق از نسل علي بن ابيطالب است او هاشمي و مدني و صادق القول بود مادرش ام فروه دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر است و از او بسياري از علماء بزرگ كه اسامي آنها را برده روايت كرده اند و همه آنها كه از محضرش استفاده كرده اند اتفاق دارند كه در جلالت قدر و امامت و اعلميت بي نظير بود و چون به او مي نگري بي اختيار اعتراف مي كني كه از دودمان نبوت است.

احمد شهاب الدين خفاجي گويد: جعفرالصادق ابوعبدالله محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب روي عنه كثيرون كمالك و السفيانان و ابن جريح و ابن اسحاق و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته ولد سنة 80 توفي سنة 148 قيل مسموما



[ صفحه 65]



«وثقة في روايته الشافعي و ابن معين و ابوحاتم والذهبي و هو من فضلاء اهل البيت و علمائهم». [29] .

يعني جعفر بن محمدالصادق از نسل علي بن ابيطالب است و در مقام فضيلت استاد بسياري بود مانند سفيان و ابن جريح و غيره كه همه بر امامت و جلالت و سيادت او اعتراف كرده اند و تولدش سال 80 وفاتش سال 148 مسموما رخ داده است و شاگردان او هم از بزرگان ائمه علم و دانش به شمار مي روند.

شبلنجي مي گويد: «كان جعفر بن محمدالصادق مستجاب الدعوه اذا سأل الله شيئا لايتم قوله الا و هو بين يديه».

يعني جعفر بن محمد مستجاب الدعوه بود و هر وقت چيزي از او سؤال مي شد يا او خود از خدا مي خواست هنوز سخنش تمام نشده بود كه آن چيز پيش رويش حاضر مي شد.

ذهبي گويد: «جعفر بن محمد سيد بني هاشم ابوعبدالله العلوي»

يعني جعفر بن محمد مرد بزرگ بني هاشم و او علوي و بزرگوار بود.

زرقاني گويد: «جعفر بن محمد ابوعبدالله فقيه صدوق»

يعني او فقيهي راستگو و درست گفتار بود.

ابن خلكان گويد: ابوعبدالله جعفر بن محمدالباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي ابن ابيطالب رضي الله عنهم اجمعين احد الائمة الاثني عشر علي مذهب الاماميه و كان من سادات آل البيت و لقب بالصادق لصدقه و فضله اشهر من ان يذكر.

يعني ابوعبدالله جعفر بن محمد كه پدرش باقرالعلوم بود و از دودمان علي بن ابيطالب است كه خدا از همه آنها راضي باشد او يكي از ائمه دوازده گانه بر مذهب اماميه است و از سادات و بزرگان اهل بيت است و لقبش صادق بوده به سبب صدق لهجه و فضل او بيش از آن است كه ذكر شود.

يافعي مي نويسد: سلالة النبوه و معدن الفتوه ابوعبدالله جعفرالصادق بن ابي جعفر محمدالباقر ابن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي العلوي و امه ام فروه بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر فهو علوي الاب بكري الام ولد سنة 80 في المدينه



[ صفحه 66]



و فيها توفي و دفن بالبقيع في قبر فيه ابوه محمدالباقر وجده زين العابدين و عمه وجده الحسن بن علي رضوان الله عليهم اجمعين و اكرم بذلك و ماجمع من الاشراف الكرام اولي المناقب و انما لقب بالصادق لصدقه في مقالته و له كلام نفيس في علوم التوحيد و غيرها و قد الف تلميذه جابر بن حيان الصدقي كتابا يشتمل علي اف ورقه يتضمن رسائله و هي خمس مائه رساله. [30] .

يعني ابوعبدالله جعفرصادق از سلاله نبوت و معدن فتوت و جوانمردي است او هاشمي علوي است مادرش ام فروه دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر بود پس از جانب پدر علوي و از طرف مادر بكري بوده كه مولدش سال 80 در مدينه رخ داد و در بقيع مدفون شد در كنار قبر جدش و پدرش و عمش حسن بن علي كه خدا از همه آنها راضي باشد همه اشراف و اعيان در مناقب و عظمت او اعتراف كرده اند ملقب به صادق است براي صدق لهجه اي كه داشته و سخنانش در علوم توحيد و ساير علوم به قدري بود كه جابر بن حيان صدقي كتابي در پانصد علم در هزار ورق از رسائل استادش جعفرصادق به يادگار گذاشته است.

شيخ مناوي گويد: الامام جعفرالصادق و كانت له كرامات كثيره و مكاشفات شهيرة. [31] .

آنگاه يكي از معجزات او را در مسجدالحرام نقل مي كند كه فرمود سوگند ياد كن بدين طريق كه بگو برئت من حول الله و قوته والنجات الي حولي و قوتي چون چنين گفت به فاصله كمي ناگهان مرد و ديگري شاعري كه عمش زيد را هجي گفت دعا فرمود خداوند او را طعمه سگ نمايد چنين هم شد و چندين معجزه و خرق عادت و كرامت از آن حضرت نقل كرده است. [32] .

عبدالله شبراوي گويد: السادس من الائمه جعفرالصادق ذوالمناقب الكثيره و الفضائل الشهيره و روي عنه الحديث كثيرون مثل مالك بن انس و ابي حنيفه و يحيي بن سعيد و ابن جريح و الثوري ولد رضي الله عنه بالمدينة المنوره سنة ثمانين من الهجره و غرر فضائله علي جبهات الايام كامله وائذبه المجد والعز مفاخره و مآثره اهله و توفي رضي الله عنه سنة 148. [33] .



[ صفحه 67]



ششمين ائمه جعفرصادق عليه السلام است كه داراي مناقب بسيار و فضايل مشهوري بود بسياري از او حديث نقل كرده اند مانند مالك ابي حنيفه - يحيي بن سعيد - ابن جريح و ثوري و غيره تولدش در مدينه سال 80 هجري رخ داد فضائل و كلماتش در اطراف جهان پراكنده گرديد و مناداي مجد وعظمتش در همه جا سفر مي كرد و مآثرش آشكارا بود.

جزري مي نويسد: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب الهاشمي ابوعبدالله الصادق المدني احد الاعلام حدث عن ابيه وجده و ابي امه القاسم بن محمد و عروة و عنه خلق لا يحصون فمنهم ابنا موسي و شعبه و السفيانان قال الشافعي و ابن معين و ابوحاتم ثقة مات سنة 148. [34] .

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب هاشمي است مكني به ابوعبدالله ملقب به صادق كه در مدتي بساط علم گسترد او از اعلام و شخصيتهاي بارز علم و فضيلت بود - از پدرش و جدش و پدر مادرش روايت كرده و بسياري مانند پسران موسي و شعبه و سفيانها و شافعي - ابن معين ابوحاتم از او روايت كرده اند و شاگردي آنها كافي است بر عظمت و توثيق او كه در سال 148 درگذشت.

محمد خضري گويد: ابوعبدالله جعفرالصادق كان من سادات اهل البيت و لقب بالصادق لصدقه في مقالته ولد سنه 80 ثمانين و روي عنه مالك بن انس و ابوحنيفه و كثيرون من علماء المدينه. [35] .

مي نويسد: ابوعبدالله جعفرصادق عليه السلام از بزرگان و سادات اهل بيت است كه لقبش صادق بود به جهت صدق لهجه و درستي گفتار او تولدش سال 80 و از او بسياري از مشاهير علماي مدينه و عراق علم و دانش آموخته اند.

دكتر احمد امين گويد: و اكبر شخصيات ذلك العصر في التشريع الشيعي بل ربما كان اكبر الشخصيات في ذلك في العصور المختلفه الامام جعفرالصادق و علي الجملة فقد كان الامام جعفر من اعظم الشخصيات في عصره و بعد عصره و قدمات في العام العاشر من حكم المنصور.

يكي از بزرگترين شخصيتهاي قرن دوم در تشريع و مذهب تشيع بلكه بزرگترين شخصيت آن عصر و همه اعصار اسلامي امام جعفرصادق عليه السلام است كه او در زمان خود و پس از خود



[ صفحه 68]



مشعلدار حركت فكري و رشد علمي بوده و مي باشد و در سال دهم خلافت منصور درگذشت.

عبدالعزيز سيدالاهل گويد: جعفر بن محمد كان اماما مفخرة من مفاخر المسلمين لم تذهب قط و انما بقي منها في كل غدقادم حتي القيامه صوت صارخ يعلم الزهاد زهدا و يكسب العلماء علما يهدي المضطرب و يشجع المقتحم - يهدم الظلم و يبني للعداله و هو ينادي بالمسلمين جميعا ان هلموا و اجتمعوا و ان قوما لم يختلفوا في ربهم و في نبيهم لمجموعون فيما اختلفوا في يوم قريب. [36] .

مي گويد جعفر بن محمد پيشوائي است كه مسلمين بدان مفاخره مي كنند و ديگر نظير نياورده آثار علمي او هر صبح و شام تا روز قيامت بر سر زبانها است و نداي حق و حقيقت او درس به زهاد و پارسايان داده علماء از او دانش و فضيلت مي آموزند سرگردانان متحير از ارشاد او هدايت مي شوند - بيمناكان شجاع و نيرومند مي گردند كاخ ظلم و ستم به آموزش و پرورش او ويران و منهدم مي گردد و اركان عدالت محكم و متقن مي شود او بود كه مسلمانان را با اتحاد و اتفاق و حركت فكري وحدت عقيده و ايمان دعوت كرد و گفت درباره خدا و پيغمبران او اختلاف نكنيد روز معاد و قيامت حتمي است و شك و ترديد جايز نيست.

سيد محمدصادق نشات استاد دانشگاه الازهر گويد: كان بيت جعفرالصادق كالجامعه يزدان علي الدوام بالعلماء الكبار في الحديث و التفسير و الحكمة و الكلام فكان يحضر مجلس درسه في اغلب الاوقات الفان و بعض الاحيان اربعة الاف من العلماء المشهورين و قد الف تلاميذه من جميع الاحاديث و الدروس التي كانوا يتلقونها في مجلسه مجموعة من الكتب تعد بمثابة دائرة المعارف للمذهب الشيعي او الجعفري.

خاندان جعفرصادق مثل جامعه روزافزون علماء و بزرگان و دانشمندان بود كه در حديث تفسير و حكمت - كلام در محضرش حاضر مي شدند و استفاده مي كردند مجلس درس او از دو هزار اكثر اوقات كمتر نبود و بعضي مواقع چهار هزار نفر از مشاهير علماي ممالك اسلامي براي كسب علم و فضيلت به محضرش حاضر مي شدند - شاگردان او از كليه تعليمات عاليه او تأليف و تدوين نمودند و آنچه امام صادق مي فرمود تقريرات او را مي نوشتند كه مجموعه هر يك آنها چون دائرة المعارف پهناوري بود و در مذهب شيعي و جعفري از منابع و معادن علمي محسوب مي شود.



[ صفحه 69]



فريد وجدي گويد: ابوعبدالله جعفرالصادق بن محمدالباقر بن زين العابدين هو احد الائمة الاثني عشر علي مذهب الاماميه كان من سادات اهل البيت النبوي لقب بالصادق لصدقه في كلامه. [37] .

ابوعبدالله جعفرصادق فرزند محمد بن علي باقرالعلوم يكي از دوازده ائمه دين اسلام بر مذهب اماميه است و او از بزرگان و سادات و علماي اهل بيت رسالت است كه به سبب صداقت لهجه و راستي گفتار لقب صادق گرفت.

بطرس بستاني گويد: جعفرالصادق و هو ابن محمدالباقر بن علي بن الحسين زين العابدين كان من سادات اهل البيت و لقب بالصادق لصدقه و فضله عظيم له مقالات في صناعات الكيمياء و الزجر و الفال و كان تلميذه جابر بن حيان قد الف كتابا يشتمل علي الف ورقه تتضمن (رسائل الصادق) و هي خمس مائة رسالة و اليه ينسب كتاب الجفر و سيذكر و كان جعفر اديبا تقيا دينيا حكيما في سيرته. [38] .

مي نويسد جعفرصادق فرزند محمدباقر پسر زين العابدين از سادات و بزرگان اهل بيت است كه به سبب صدق لهجه اش صادق گفتند و داراي فضايل بزرگ و بي شمار نفساني است مقالاتي در صناعات شيمي و علوم طبيعي و مواد عنصري دارد شاگرد مشهورش جابر بن حيان هزار ورق تعليمات طبعي او را به نام رسائل صادق در پانصد رساله نگاشته و همه را منتسب به تعليمات عاليه آن حضرت نموده است و كتاب جفر نيز از آموزش او است اين پيشواي علم و دانش و اديبي پرهيزكار و متديني حكيم و دانشمندي متفكر بود.


پاورقي

[1] مروج الذهب ص 212 ج 3 چاپ دارالرجاء.

[2] مناقب ابن شهرآشوب ص 147 ج 2.

[3] تاريخ يعقوبي ص 117 ج 3 مناقب 302 ج 2.

[4] تهذيب التهذيب ص 104 ج 2.

[5] تهذيب التهذيب ص 104 ج 2.

[6] ملل و نحل شهرستاني ص 272 ج 1 - ط 2.

[7] مطالب السئول ص 55 ج 2.

[8] صفوة الصفوه ص 94 ج 2.

[9] حلية الاولياء ص 192 ج 3.

[10] تذكره الخواص ص 351.

[11] المجالس سيد الامين ص 209 ج 5.

[12] مناهل التوسل ص 106.

[13] رساله جاحظ براي سندولي ص 106.

[14] تقريب التهذيب ص 68.

[15] غاية الاختصار ص 62.

[16] تقريب التهذيب ص 68.

[17] الصواعق المحرقه ص 120.

[18] صحاح الاخبار ص 44.

[19] النجوم الزاهره ص 8 ج 2.

[20] قاموس الاعلام تأليف ش سامي ص 1821 ج 3 چاپ استامبول نقل از لغت تركي.

[21] الجمع بين رجال الصحيحين ص 70 ج 1.

[22] الاعلام الزركلي ص 186 ج 1.

[23] التحفه الاثني عشريه ص 8 ط 1.

[24] سبائك فالذهب سويدي.

[25] تاريخ العرب ص 179.

[26] جواهر الكلام ص 13 ط بغداد.

[27] عمدة الطالب.

[28] تهذيب الاسماء ص 155 ج 1.

[29] شرح شفا خفاجي.

[30] مرآت الجنان ص 304 ج 1.

[31] كواكب الدريه ص 94 ج 1.

[32] اتحاف الاشراف ص 54.

[33] اتحاف الاشراف 54 شبراوي.

[34] تاريخ جزري ص 67 ج 2.

[35] التشريع الاسلامي ص 263.

[36] كتاب جعفر بن محمد ص 6.

[37] دائرة المعارف فريد وجدي.

[38] دائرة المعارف بستاني ص 468 ج 6.


مذهب تشيع در ادوار تاريخ


تشيع در ادوار تاريخ از زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم خاتم النبيين تا امروز مراحل مختلفي را طي كرده است ولي در تمام ادوار مختلف از خط سير خود كه اتخاذ احكام از اهل بيت عترت و طهارت باشد خارج نشده و همواره احكام خود را مستقيم از دست اول از اهل بيت پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم گرفته است و اين طبقه خلافت الهيه را غير از به دست علي نمي شناسند و از او هم به اولاد امجادش كه مجموعا چهارده معصوم مي باشد بوده و از اين خاندان خارج نشده و انبساط و التطاف بسيطي يافته است و اصحاب تشيع اين احكام را از مقام نبوت دست به دست گرفته و سپرده اند و روي مباني آن حركت فكري و اجتهاد طبق اصول مسلم فقه نموده و نهضت مهم آن در عصر امام صادق عليه السلام بوده كه مذهب جعفري شهرت يافت و هم چنان ادامه دارد.



[ صفحه 55]




علم تعابي


علم تعبيه قشون است كه در جنگ ها صفوف قشون را طوري منظم مي كردند و طبقات مختلف ارتش را از جهت استعداد و تخصص و جا و مكان و مسئوليت و تقدم و تأخر در انجام وظيفه و بزرگ و كوچك نشان دادن آنها از اين حساب استفاده مي شود كه مهمترين نتيجه اين علم دفاع از هجوم دشمن يا هجوم به دشمن است كه بايد اسرار و خواص عددي را در اين فن بدانند.


سخن امام صادق درباره ي شعرا و اشعاري كه از آن حضرت باقي مانده است


«آبي» در نثر الدرر نقل كرده است كه امام صادق (ع) فرمود: از ستيز با شاعران بپرهيزيد، كه آنان به مدح كردن بخيل و در هجو كردن سخاوتمندند.

در مناقب ابن شهرآشوب آمده است كه امام صادق (ع) مي فرمود:



فينا يقينا يعد الوفاء

و فينا تفرخ افراخه [1] .



رأيت الوفاء يزين الرجال

كما زين العذق شمراخه [2] .



در مناقب آمده است كه سائلي از آن حضرت درخواستي كه امام (ع)، هم حاجت او را روا كرد. سائل زبان به شكر و سپاس باز كرد. آنگاه امام صادق (ع) فرمود:



ذا ما طلبت خصال الندي

و قد عضك الدهر من جهده [3] .



فلا تطلبن الي كالح

اصاب اليسارة من كده [4] .



و لكن عليك باهل العلي

و من ورث المجد عن جده [5] .



فذاك اذا جئته طالبا

ستحبي اليسارة من جده [6] .



همچنين ابن شهرآشوب مي نويسد: از امام صادق (ع) روايت شده است كه فرمود:



تعصي الاله و انت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع [7] .



لو كان حبك صادقا لاطعته

ان المحب لمن احب مطيع [8] .



نگارنده: قبلا از كتاب تحف العقول نقل كرديم كه امام باقر (ع) اين دو بيت را سروده بود. همچنين در مناقب اين ابيات به آن حضرت نسبت داده شده است:



علم المحجة واضح لمريده

و اري القلوب عن المحجة في عمي [9] .





[ صفحه 107]





و لقد عجبت لهالك و نجاته

موجودة و لقد عجبت لمن نجا [10] .



در مناقب به نقل از تفسير ثعلبي آمده است كه اصمعي اين اشعار را از امام صادق (ع) روايت كرد:



اثامن بالنفس النفيسة ربها

فليس لها في الخلق كلهم ثمن [11] .



بها يشتري الجنات ان انا بعتها

بشي ء سواها ان ذلكم غبن [12] .



اذا ذهبت نفسي بدنيا اصبتها

فقد ذهبت نفسي و قد ذهب ثمن [13] .



در مناقب ابن شهرآشوب آمده است كه سفيان ثوري اين اشعار را از قول امام صادق (ع) نقل كرد:



لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا

و لا لازمة دهر نظهر الجزعا [14] .



ان سرنا الدهر لم نبهج لصحته

او ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا [15] .



مثل النجوم علي مضمار اولنا

اذا تغيب نجم آخر طلعا [16] .



ابن شهرآشوب گويد، اين اشعار را نيز از امام صادق (ع) روايت كرده اند:



اعمل علي مهل فانك ميت

و اختر لنفسك ايها الانسان [17] .



فكأن ما قد كان لم يك اذ مضي

و كأنما هو كائن قد كان [18] .



ابن شهرآشوب مي نويسد: اين اشعار نيز از امام صادق (ع) روايت شده است:



في الاصل كنا نجوما يستضاء بنا

و للبرية نحن اليوم برهان [19] .



نحن البحور التي فيها لغائصكم

در ثمين و ياقوت و مرجان [20] .



[ صفحه 108]



مساكن القدس و الفردوس نملكها

و نحن للقدس و الفردوس خزان [21] .



حافظ عبدالعزيز بن اخضر جنابذي در كتاب معالم العترة الطاهره گويد: ابراهيم بن مسعود گفت: مردي از بازرگانان به خانه ي جعفر بن محمد (ع) رفت و آمد داشت و با او دوست بود و امام او را به نيكويي حال مي شناخت. اما پس از مدتي وضعش دگرگون شد و از اين بابت به جعفر بن محمد (ع) شكايت برد. امام (ع) به او فرمود:



فلا تجزع و ان اعسرت يوما

فقد ايسرت في زمن طويل [22] .



و لا تيأس فان اليأس كفر

لعل الله يغني عن قليل [23] .



و لا تظنن بربك ظن سوء

فان الله اولي بالجميل [24] .



در كتاب العدد القوية آمده است كه سفيان ثوري به جعفر بن محمد (ع) عرض كرد: اي فرزند رسول خدا! آيا از مردم كناره گرفتي؟ پاسخ داد: اي سفيان! روزگار تباه شده است و برادران تغيير كرده اند پس ديدم گوشه گيري براي دل، آرام بخش تر است. سپس اين ابيات را خواند:



ذهب الوفاء ذهاب امس الذاهب

والناس بين مخاتل و موارب [25] .



يفشون بينهم المودة و الصفا

و قلوبهم محشوة بعقارب [26] .



همچنين در حاشيه مجموعة الامثال الشعرية اين بيت به امام صادق (ع) نسبت داده شده است:



لا تجز عن من المداد، فانه

عطر الرجال و حلية الآداب [27] .




پاورقي

[1] يقين را در ما وفا محسوب كنند و در حب و دوستي ماست كه جوجگان سر از تخم بدر مي آورند.

[2] ديدم وفا را كه مردان را زينت مي دهد همان گونه كه خرما، سر شاخ (خوشه ي) خود را زينت مي دهد.

[3] هرگاه خصال جوانمردان و بخششگران را خواهان شده باشي، در حالي كه روزگار تو را از سختيهايش گزيده باشد.

[4] پس آنها (خصال) را از تروشرويي كه با زحمت و رنج به توانگري رسيده، مجوي.

[5] اما تو بايد آن خصال را از بلندپايگان و كساني كه بزرگواري را از جد خويش به ارث برده اند، خواهان شوي.

[6] پس چون نزد او به حاجت خواهي بروي، به زودي توانگري را از جد خويش هديه مي كند.

[7] خداي را معصيت مي كني در حالي كه دوستي او را ادعا داري اين به جان خودت قسم در ميان كردارها، امري نو است.

[8] اگر دوستي تو صادقانه مي بود خداي را اطاعت مي كردي، زيرا عاشق مطيع كسي است كه او را دوست دارد.

[9] آگاهي از راه براي كسي كه آن را مي خواهد آشكار است و قلبها را مي بينم كه از ديدن راهها كورند.

[10] من از كسي كه هلاك شد در حالي كه نجاتش فراهم بود، به شگفت آمدم و نيز از كسي كه نجات يافت در شگفت شدم.

[11] با اين نفس گرانبها، پروردگارش را قيمت كردم پس براي اين نفس در تمام پديده ها بهايي نيست.

[12] بدين نفس بهشتها خريداري شود اگر من آن را به غير از بهشت بفروشم به درستي كه اين كار فريب خوردگي و بي انصافي است.

[13] چون نفسم به دنيا رود، آن را بگيرم كه در اين حال نفسم و نيز بهاي آن از ميان رفته است.

[14] گشايش يكباره ما را دربر نمي گيرد تا خوشحالمان سازد و نه آن لازمه ي روزگار است تا ناله و فرياد كنيم.

[15] اگر گردش چرخ ما را شاد كند به خاطر گردش آن بر وفق مراد خوشحال نمي شويم، يا اگر خاطر ما را آشفته و بد سازد به خاطر او بي تاب و بي قرار نمي شويم.

[16] مثل ستارگان اند كه بر مضمار نخست ما سر مي زنند كه چون ستاره اي پنهان شود ستاره اي ديگر سر بر زند.

[17] به آرامي كار كن كه تو مي ميري و اي انسان براي خود (يكي از اين دو امر را) انتخاب كن.

[18] فرض كن آنچه بود، پس از آن كه رفت، نبوده است و فرض كن آنچه هست همان است كه بود.

[19] در بنيان، ما ستارگاني بوديم كه از ما نور مي طلبيدند و امروز براي خلايق برهانيم.

[20] ما درياها هستيم كه در آنها براي غواص شما در گرانبها و ياقوت و مرجان است.

[21] مسكنهاي قدس و پاكي و بهشت در تملك ما است و ما نگاهبانان قدس و فردوسيم.

[22] پس ناله مكن اگر روزي به تنگي افتادي، در حالي كه روزگاري دراز در راحت و گشايش به سر بردي.

[23] و نااميد مشو كه نوميدي كفر است، شايد خداوند تو را اندكي بعد بي نياز گرداند.

[24] به پروردگارت گمان بد مبر، كه خداوند به گمان نيكو سزاوارتر است.

[25] وفا مثل رفتن ديروز، از ميان مردم رخت بر بست، و مردم يا دو رنگند و يا منحرف.

[26] در ظاهر با هم دوستي و يك رنگي نشان مي دهند و حال آنكه دلهايشان آكنده از عقربها است.

[27] از بخشش شكايت مكن كه آن عطر مردان و زيور آداب است.


استدلال از طريق محسوسات


حضرت ابراهيم عليه السلام به منظور هدايت و راهنمايي مخاطبان براي آشنا نمودن آنها با پيامهاي الهي، امور محسوس و مشهود را مبناي استدلال خود قرار مي داد تا ضمن تركيب حس و عقل، امكان فهم كامل تعاليم الهي را به همه مخاطبان، با هر ميزان از درك و شعور، فراهم آورد. به همين خاطر از ابزارهاي متنوع و امور محسوس جهت اين امر بهره مي گرفت. خورشيد، ماه و ديگر اجرام آسماني، سخن گفتن بت ها، بينايي و شنوايي بت ها و تراشيدن سنگ، از جمله امور محسوسي بودند كه در مناظرات ابراهيمي مورد استفاده قرار مي گرفت.

اين كار حضرت ابراهيم به آن خاطر بوده كه مي خواسته با مردم از راه محسوسات خودشان احتجاج كند. از اين رو «هذا ربي» را وقتي گفت كه هر يك از اجرام سه گانه را درخشان و در حال طلوع ديد و «لا أحب الآفلين» را هنگام افول آنها بيان كرد. [1] .


پاورقي

[1] همان، ج 7، ص 163.


شادي پيروان ائمه


اما علمت ان الله تبارك و تعالي يكرم الشباب منكم و يستحيي من الكهول؟! [1] .

آيا نمي داني كه خداوند، جوانان شما را اكرام و از پيرانتان شرم مي كند؟

امام صادق عليه السلام

روزي ابوبصير در سنين پيري، نفس زنان، نزد امام صادق عليه السلام آمد و پرسيد:

«جانم فدايتان؛ با سن بالا، استخوانهايم ضعيف و سفر آخرتم نزديك شده و از سرانجام كارم بي خبر و نگرانم.»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«تو اين حرف را مي زني؟! آيا نمي داني كه خداوند متعال جوانان شما را اكرام و از پيرانتان شرم مي كند؟!»

ابوبصير گفت:



[ صفحه 138]



«جانم فدايتان؛ چگونه؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«اكرام جوانان شما به پرهيز از عذاب و شرم از پيران به پرهيز از محاسبه شان است.»

ابوبصير پرسيد:

«جانم فدايتان؛ اين مختص ما (پيروان ائمه عليهم السلام) است يا شامل همه ي اهل توحيد است؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«اين مختص شماست؛ مردم چندين فرقه شدند و شما با پيروي از اهل بيت پيغمبرتان عليهم السلام، برگزيدگان الهي را برگزيديد؛ پس مژده و بشارت بر شما باد؛ به خدا سوگند، شما مورد رحمت الهي هستيد كه خداوند از نيكوكارتان پذيرفته و از گنهكارتان در گذرد؛ كسي كه بر طريق شما نباشد، روز قيامت خداوند از او كار نيكي را نپذيرفته و از گناهي در نمي گذرد؛ اي ابا محمد! آيا خوشحالت كردم؟»

ابوبصير با شادماني از حضرت تقاضا نمود تا ادامه دهد؛ از اينرو امام عليه السلام فرمود:

«بي ترديد فرشتگاني هستند كه گناهان پيرو ما را همچون ريزش برگ درختان از ايشان دور مي سازند و اين همان معناي آيه ي شريفه ي:

الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد



[ صفحه 139]



ربهم........ و يستغفرون للذين آمنوا [2] .

فرشتگاني كه عرش الهي و كساني را كه بر دور آن هستند، حمل كرده و با حمد و سپاس پروردگارشان، خداوند متعال را تسبيح و پاك و منزه مي شمارند.... و براي ايمان داران آمرزش مي طلبند.

است؛ به خدا قسم، آمرزش ايشان مختص شماست؛ ابامحمد! آيا خوشحالت كردم؟!»

ابوبصير دوباره خواستار ادامه ي فرمايشات حضرت شد و از اينرو امام عليه السلام فرمود:

«خداوند درباره ي شما در كتابش مي فرمايد:

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً [3] .

از مؤمنان كساني هستند كه به عهد خويش با خداوند متعال پايبندند؛ از اينرو برخي از ايشان ميثاقشان را به انجام رسانده و برخي در انتظار انجامند و آن را تبديل ننمودند.

بي گمان شما به ميثاقتان با خداوند كه همان ولايت ماست پايبند هستيد و عهد و ميثاقتان را به غير ما تبديل ننموديد؛ آيا ترا شادمان نمودم؟»

ابوبصير همچنان خواستار ادامه ي بيانات حضرت شد و امام عليه السلام فرمود:



[ صفحه 140]



«خداوند متعال با بيان:

اخواناً علي سرر متقابلين [4] .

برادراني كه روبروي هم [در بهشت] بر تختها نشسته اند.

به خدا قسم، غير از شما را اراده نفرموده است؛ آيا ترا مسرور نمودم؟»

ابوبصير تقاضاي خويش را تكرار نمود و حضرت فرمود:

«از آيه ي شريفه ي:

الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين [5] .

دوستان جز باتقوايان در روز قيامت دشمن يكديگر خواهند بود.

به خدا سوگند، غير از شما را خداوند اراده نفرمود؛ آيا شادمانت نمودم؟»

شوق سرشار ابوبصير، موجب شد كه حضرت فرمود:

«خداوند متعال در آيه ي شريفه ي:

و من يطع الله و رسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهدا و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً [6] .

و آنان كه از خداوند و رسولش اطاعت كنند، با



[ صفحه 141]



كساني اند كه خداوند به ايشان نعمت عطا فرموده است كه آنها از پيامبران و صديقين و شهدا و نيكان مي باشند و ايشان از حيث رفاقت و دوستي خوب و زيبايند.

شما را ياد نموده است، محمد صلي الله عليه و اله و سلم پيامبر و ما صديقان و شهدا، و شما صالحان هستيد؛ همچنانكه خداوند شما را به صلاح و نيكي ياد فرمود، صالح و نيكو باشيد. به خدا سوگند، در اين آيه غير از شما، مراد نيست؛ آيا خوشحالت نمودم؟»

ابوبصير باز خواستار ادامه ي بيان حضرت شد و امام عليه السلام فرمود:

«خداوند متعال ما و دوستانمان و دشمنانمان را در آيه ي شريفه ي:

هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب [7] .

آيا دانايان و نادانان با هم برابرند؛ جز اين نيست كه خردمندان متذكر مي شوند.

يكجا ذكر نموده است؛ مراد از دانايان ما و نادانان دشمنانمان و خردمندان پيروان ما هستند. آيا خرم و خوشحالت نمودم؟»

ابوبصير خواستار ادامه ي بيان حضرت شد و امام عليه السلام فرمود:

«خداوند متعال در آيه ي شريفه ي:

ما لنا لا نري رجالاً كنا نعدهم من الاشرار اتخذناهم سخرياً



[ صفحه 142]



ام زاغت عنهم الابصار [8] .

بر ما چه شده است؛ افرادي را كه از اشرار مي شمرديم [در دوزخ] نمي بينيم؛ آيا ما ايشان را مسخره كرديم [در دنيا و اكنون به اشتباه خود پي برديم] يا [به اندازه اي حقيرند كه] چشم ها آنها را نمي بينند.

اهل جهنم شما را از اشرار شمرده و حال آنكه شما در بهشت در شادي و نعمت به سر مي بريد. ابامحمد! آيا شاد و خوشحالت نمودم.»

پس از درخواست ابوبصير، امام عليه السلام ادامه داد:

«خداوند متعال آنجا كه مي فرمايد:

ان عبادي ليس لك عليهم سلطان [9] .

بي ترديد ترا بر بندگانم سيطره و چيرگي نيست.

به خدا قسم، ما و شما را اراده فرمود. آيا شاد و خرمت نمودم؟»

ابوبصير از شور اشتياق، خواستار ادامه ي فرمايشات نوراني حضرت شد و از اينرو امام عليه السلام فرمود:

«به خدا قسم، خداوند متعال آنجا كه مي فرمايد:

يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً [10] .



[ صفحه 143]



اي بندگانم! كساني كه بر خويشتن اسراف نموديد؛ از رحمت الهي نااميد نشويد؛ زيرا خداوند متعال همه ي گناهان را مي آمرزد.

شما را در قرآن ياد فرمود و مغفرت و آمرزش را براي شما واجب گردانيد. وقتي همه ي گناهان را خداوند متعال بيامرزد، ديگر چه كسي عذاب مي كند؟! به خدا قسم، مراد الهي از اين آيه شريفه، غير از ما و شما كسي ديگر نيست. آيا شاد و مسرورت نمودم؟»

ابوبصير خواستار ادامه بيانات گهربار حضرت شد و امام صادق عليه السلام فرمود:

«به خدا قسم، خداوند متعال هيچ يك از اوصياي پيامبران و پيروانشان غير از علي، اميرالمؤمنين عليه السلام، و پيروانش را آنجا كه فرمود:

يوم لا يغني مولي عن مولي شيئاً و لا هم ينصرون الا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم [11] .

روزي كه حمايت هيچ خويش و ياوري كسي را از عذاب نرهاند و جز كساني كه مورد رحمت الهي باشند، هيچكس ياوري نخواهد داشت؛ زيرا خداوند توانمند و مهربان است.

اراده نفرمود.»



[ صفحه 144]



ابوبصير چون تشنه اي كه به آب رسيده، از حضرت تقاضايش را تكرار نمود و امام عليه السلام فرمود:

«علي بن الحسين عليه السلام فرمود: «غير از ما و پيروانمان، هيچكس بر فطرت اسلام نيستند. ابامحمد! هر آيه اي كه بهشت و بهشتيان را بيان مي كند، مراد ما و پيروانمان و هر آيه اي كه دوزخ و دوزخيان را بيان مي كند، مراد دشمنان و مخالفان ما مي باشد. آيا شادمانت نمودم.» [12] .



[ صفحه 145]




پاورقي

[1] الكافي 8 / 33 و بحارالانوار 47 / 390.

[2] المؤمن/7.

[3] الاحزاب /23.

[4] الحجر / 47.

[5] الزخرف/67.

[6] النساء/69.

[7] الزمر /9.

[8] سوره ص /62 و 63.

[9] الحجر42.

[10] الزمر 53.

[11] الدخان /42 و 43.

[12] بحارالانوار 47 / 390 -393 و الكافي 8 / 33 -36.


دوربين الهي


- مولاي من! جناب عالي به پيروانتان توصيه فرموديد كه از خداوند بترسند. چگونه مواظب اعمال خود باشند؟

گفتم: از خداوند طوري ترس داشته باشيد مثل آنكه او را مي بينيد و اگر تو او را نمي بيني او تو را مي بيند. اگر معتقد باشي كه او تو را نمي بيند كافر شده اي و اگر بداني مي بيند و كار بد كني، او را از هر ناظري ضعيف تر فرض كرده اي. هر كس خدا را شناخت از او مي ترسد و عبادت خدا، همان شدت



[ صفحه 100]



ترس اوست».

مؤمن هميشه بين دو ترس واقع شده. ترس از عقوبت گناهان گذشته خود كه نمي داند خداوند با او از آن بابت چه كرده است و ترس از اعمالي كه در باقي مانده ي عمر خود خواهد كرد.

حسن ظن به خدا آن ست كه جز به خدا به ديگري اميد نداشته باشي و از گناهان خود بيم در دلت باشد. مؤمن در وقتي مؤمن است كه در حال بيم و اميد باشد و بيم و اميد در وقتي است كه شخص از آنچه كه مي ترسد، دوري كند و به آنچه موجب اميدواري است، عمل كند.

كسي كه صبح و عصر در فكر دنيا است و همت و تلاش او فقط براي دنياست، خداوند فقر را بين دو چشم او قرار مي دهد و امور زندگي او پريشان مي گردد و چيزي از دنيا به او نمي رسد جز آنچه قسمت اوست و هر كس همت و تلاشش براي آخرت است، قلبش مطمئن و از همه چيز بي نياز مي باشد و امور زندگيش منظم مي گردد.


الهندبا


عن أبي عبدالله «ع»: نعم البقلة الهندبا [1] .

وعنه أيضاً: عليك بالهندباء فانها تزيد في الماء وتحسن الولد [2] .

وعنه أيضاً: من بات وفي جوفه سبع طاقات من الهندباء أمن من القولنج ليلته [3] .

قال الاطباء: ان الهندباء تفيد في ضعف الاعصاب، وضعف البصر، وفساد الدم، وانها ترد قوي الاجسام بعد الضعف والهزال، وتنشيط القلب والكبد والكليتين، وتنفع الرحم في تعديل مزاجه وتنقيته، وتقضي علي الحميات.

اقول: يالله ما أبلغ كلمة الإمام «ع» وما أجمعها لجل تلك الخواص التي ذكرها الاطباء بعد تلك المدة غير القصيرة. تأمل تجد أن في كلمة (يزيد في الماء ويحسن الولد) خاصتين وفائدتين لم يحصلا إلا بعد تعديل مزاج الرحم وتنقيته، وبعد أن يقوي القلب والعصب وبعد أن تعود قوي الاجسام بعد الضعف والهزال فكأنه عليه السلام قد جمع كل تلك الآثار والمنافع بذكر نتائجها من الزيادة في الماء وتحسين الولد.

إلي هنا نكتفي بهذا النزر القليل مما ورد عن الامام أبي عبد الله عليه السلام من الخواص والمنافع التي ذكرها للفواكه والخضر كنموذج لبيان وفور علمه وجزيل معرفته بهذا العلم الجليل. إذلو أردنا سرد جميع ماعثرنا عليه فضلاً عما لم



[ صفحه 69]



نوفق للعثور عليه في الكتب والمجاميع لضاق بنا هذا المختصر علي أن الباحث مهما يراجع كتاب الأطعمة والأشربة من فقه أهل البيت، ويمعن النظر فيه وفيما حوي من الآداب الجمة الواردة في الاكل والشرب، قبلهما وبعدهما وفي أثنائهما، وما جاء من البحث في وقتهما، وبيان أقسام المأكولات والمشروبات ومضارهما ومنافعها والتفصيل الوارد في اللحوم والحبوب والفواكه والالبان والأدهان وغيرها فانه يجد هناك علماً جماً وأبحاثاً ضافية قيمة في الطب والوقاية وحفظ الصحة مما يجعلك ويجعل الباحث مذعنا خاضعا بأن الإمام الصادق «ع» في مقدم المتخصصين بعلم الأبدان قبل علم الشرايع والاديان ويخبت [4] إلي أنه صلوات الله عليه هو الحافل بعبئه الثقيل وعنده بجدته وهو ابن بجدته [5] وبيده عقدته وهو ابن عذره [6] وهو العالم الوحيد بحقائقه ودقائقه وعنده فذاذاته وجذاذاته [7] فكما هو المصدر والمورد في العلوم الدينية كذلك تنتهي إليه تلكم الدروس العالية في علم الأبدان.


پاورقي

[1] في البحار ج 14.

[2] في البحار ج 14.

[3] في البحار ج 14.

[4] يطمئن ويخضع.

[5] يقال للعالم بالأمر والبجدة باطن الامر وحقيقته.

[6] يقال لمن بيده الحل والعقد، والعالم بكل جزيئات المسألة.

[7] الفذاذات القطع الصغار تتساقط من الذهب، والجذاذات قطع الفضة ويراد منه الاحاطة بكل جزيئات الامر ودقائقه.


ما لا تتم به الصلاة


قال الامام الصادق عليه السلام: كل ما كان علي الانسان، أو معه مما لا تجوز - أي لا تتم - الصلاة فيه وحده فلا بأس أن يصلي فيه، و ان كان فيه قذر، مثل القلنسوة و التكة و الكمرة و النعل، و ما أشبه ذلك.

و لذا اتفقوا علي أن ما يحمله الانسان مما لا يمكن ان يكون سائرا، و كان نجسا، تصح الصلاة فيه، علي شريطة ان لا يكون من اجزاء الميتة، و لا من نجس العين كالكلب و الخنزير.


الأعيان التي تجب فيه الزكاة


قال الامامان الباقر و الصادق عليهماالسلام: فرض الله الزكاة مع الصلاة في الأموال، و سنها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في تسعة أشياء، و عفا عما سواهن، و التسعة هي: الذهب، و الفضة، و الابل، و البقر، و الغنم، و الحنطة، و الشعير، و التمر، و الزبيب، و عفا رسول الله عما سوي ذلك.

و قال الامام الباقر أبو الامام الصادق عليهماالسلام: ليس في شي ء مما انبتت الأرض من الأرز و الذرة و الحمص و العدس، و سائر الحبوب و الفواكه شي ء غير هذه الأربعة الأصناف، و ان كثر ثمنه الا ان يصير مالا يباع بذهب أو فضة تكنزه، ثم يحول عليه الحول.

و سئل الامام الصادق عليه السلام عن الزكاة؟ فقال: وضع رسول الله الزكاة علي تسعة، و عفا عما سوي ذلك: الحنطة و الشعير، و التمر و الزبيب، و الذهب و الفضة، و الابل و البقر و الغنم. فقال السائل: و الذرة؟ فغضب الامام و قال: كان والله علي عهد رسول الله السمسم و الذرة و الدخن و جميع ذلك. فقال السائل:



[ صفحه 58]



يقولون: لم يكن علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم غير التسعة، فغضب و قال: كذبوا، فهل يكون العفو الا عن شي ء قد كان.. لا والله، لا أعرف شيئا عليه الزكاة غير هذا، فمن شاء فليؤمن، و من شاء فليكفر.


تملكه بالحيازة


يملك المميز ما يحوزه من المباحات، كالمياه و الاعشاب و الحطب، و ما اليه، و كذا يملك ما يلتقطه اذا كان دون الدرهم، علي قول، و له الحق فيما يحييه من أرض الموات، و الاولية فيما يسبق اليه من الامكنة العامة، كالمساجد و الساحات و الاندية.


المضمون عنه


لا يشترط في المضمون عنه العقل و لا البلوغ و لا الرشد و لا رضاه في الضمان التبرعي، بل و لا حياته، فيصح الضمان عن المجنون و الصبي و السفيه و المفلس و المجهول، لأن الضمان تماما كقضاء الدين لا يعتبر فيه رضا المدين، و لأن العقد يتحقق بالايجاب من الضامن، و الرضا من المضمون له، فتشمله أدلة الوفاء بالعقود.

أجل، لابد من تمييز المضمون عنه بما يصح معه القصد، ولو بجهة من الجهات، أما اذا كان مجهولا و مرددا بين اثنين أو أكثر فلا يصح، مثل أن يكون لشخص دين علي اثنين، فتقول: ضمنت ما في ذمة أحد هذين.


الكسوة


حددت بعض الروايات الكسوة الواجبة بثوب واحد لكل مسكين، و بعض بثوبين. و لاختلاف الروايتين اختلفت أقوال الفقهاء، فمنهم من اكتفي بثوب، و آخر أوجب ثوبين، و قال ثالث: الواحد واجب، و الثاني مستحب، و قال رابع: يجب ثوبان مع القدرة، و ثوب مع العجز.

و الحق ان العبرة بتحقق الكسوة، فان كان الثوب الواحد كبيرا يكسو البدن، كالجبة و القفطان كفي الثوب الواحد، و ان لم تتحقق كسوة البدن الا بثوبين كالقميص و السروال تعينا، و بهذا يمكن الجمع بين رواية الثوب الواحد، و رواية الثوبين.



[ صفحه 39]




الارتداد اثناء العدة


اذا كانت معتدة من طلاق رجعي، و ارتدت عن الاسلام قبل انقضاء العدة، فهل يصح له مراجعتها في حال الارتداد؟

ذهب المشهور بشهادة صاحب الحدايق الي عدم جواز المراجعة، لأن المرتدة لا يصح زواجها ابتداء فلا يصح استدامته أيضا.


فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة


عن ابن أبي حمزة قال: خرجت بأبي بصير أقوده الي باب أبي عبدالله عليه السلام: قال: فقال لي: لا تتكلم و لا تقل شيئا فانتهيت به الي الباب، فتنحنح فسمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: يا فلانة افتحي لابي محمد الباب.

قال: فدخلنا و السراج بين يديه، فاذا سفط بين يديه مفتوح قال: فوقعت علي الرعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه الي فقال: أبزاز أنت؟

قلت: نعم جعلني الله فداك.

قال: فرمي الي بملاءة قوهية [1] كانت علي المرفقة.

فقال: اطو هذه، فطويتها.

ثم قال: أبزاز أنت؟

و هو ينظر في الصحيفة.

قال: فازددت رعدة.

قال: فلما خرجنا.



[ صفحه 98]



قلت: يا أبامحمد ما رأيت كما مر بي الليلة، اني وجدت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام سفطا قد أخرج منه صحيفة، فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة.

قال: فضرب أبوبصير يده علي جبهته ثم قال: ويحك ألا أخبرتني، فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها. [2] .


پاورقي

[1] نسبة الي قوهستان معرب كوهستان و يعني موضع الجبال و هي كورة بين نيسابور و هراة و قصبتها قاين، و أيضا بلد بكرمان قرب جيرفت، و منه ثوب قوهي فما ينسج بها أو كل ثوب أشبهه يقال له قوهي و ان لم يكن من قوهستان. (بحارالأنوار).

[2] بصائر الدرجات ج 4 باب 3 ص 46.


ذكري الامام الصادق بعد مرور ثلاثة عشر قرنا


عيسي عبدالحميد خاقاني، قم، 1384 ق، وزيري، 232 ص.



[ صفحه 221]




در عزاي امام صادق


«حسان»



اي مهر تو بهترين علايق

جانها به زيارت تو شايق



ما را نبود به جز خيالت

ياري خوش و همدمي موافق



بيماري روح را دوا نيست

جز مهر تو، اي طبيب حاذق



از نور جمال كبريايي

اي نور تو زينت مشارق



روزي كه دميد نور خلقت

رخسار تو بود صبح صادق



از جلوه ي تو، تبارك الله

فرمود به خلقت تو خالق





[ صفحه 115]





حسن تو خود از جمال زهراست

اي زاده ي بهترين خلايق



بر تخت كمال و تاج عصمت

آخر كه بود به جز تو لايق



تفسير كلام ايزدي بود

گفتار تو اي امام صادق



باشد سخن تو جاوداني

بوده است چو با عمل مطابق



افسوس شدي شهيد آخر

از حيله ي ناكس منافق



از داغ تو شد جهان عزادار

زيرا به تو عالمي است عاشق



هر چند كه موسم بهار است

پژمان شده گلشن حقايق



از غصه ي تو بنفشه غمگين

از داغ تو خون جگر شقايق





[ صفحه 116]




حكمة الأعضاء و الجوارح


قد أنبأتك بما في الأعضاء من الغناء في صنعة الكلام و إقامة الحروف، و فيها مع الذي ذكرت لك مآرب أخري، فالحنجرة ليسلك فيها هذا النسيم إلي الرئة، فتروح علي الفؤاد بالنفس الدائم المتتابع الذي لو حبس شيئا يسيرا لهلك الإنسان، و باللسان تذاق الطعوم، فيميز بينها،



[ صفحه 79]



و يعرف كل واحد منها حلوها من مرها، و حامضها من مرها، و مالحها من عذبها، و طبيها من خبيثها، و فيه مع ذلك معونة علي إساغة الطعام و الشراب، و الأسنان لمضغ الطعام حتي يلين و تسهل إساغته، و هي مع ذلك كالسند للشفتين تمسكهما و تدعهما من داخل الفم و اعتبر ذلك فإنك تري من سقطت أسنانه مسترخي الشفة و مضطربها، و بالشفتين يترشف [1] الشراب، حتي يكون الذي يصل إلي الجوف منه بقصد و قدر، لا يثج [2] ثجا، فيغص به الشارب، أو ينكأ في الجوف، ثم همي [3] بعد ذلك كالباب المطبق علي الفم يفتحها الإنسان إذا شاء و يطبقها اذا شاء، و فيما و صفنان من هذا البيان أن كل واحد من هذه الأعضاء يتصرف، و ينقسم إلي وجوه من المنافع كما تتصرف الأداة الواحدة في أعمال شتي، و ذلك كالفأس تستعمل في النجارة و الحفر و غيرهما من الأعمال.


پاورقي

[1] ترشف الشراب: أي بالغ في مصه.

[2] ثج يثج ثجا: أساله.

[3] همي الماء: سال لا يثنيه شي ء.


مقياس التشيع


صفات الشيعة 50، ح 69: حدثنا احمد بن الحسن القطان رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن عمارة، عن أبيه، قال: قال الصادق عليه السلام:...

ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء: المعراج، و المساءلة في القبر؛ و خلق الجنة و النار، و الشفاعة.



[ صفحه 33]




من حقوق المستدين


[الاختصاص 86: أبوغالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثنا محمد بن المحسن السجاد،...]

عن علي بن ابراهيم بن هشام، عن أبيه قال: كان بن أبي عمير حبس سبع عشرة سنة فذهب ماله و كان له علي رجل عشرة آلاف درهم قال: فباع داره و حمل اليه حقه، فقال له ابن أبي عمير: من أين لك هذا المال؟ وجدت كنزا أو ورثت عن انسان؟ لابد أن تخبرني، قال: بعت داري. فقال: حدثني ذريح المحاربي عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

لايخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين.


الحج اذا اشتقت اليه


المحاسن 42، ب 40، الحديث 55: في رواية قال: قال أبو عبدالله عليه السلام قال:...

من قال: ما شاء الله ألف مرة في دفعة واحدة رزق الحج من عامه، فان لم يرزق، أخره الله حتي يرزقه.


موقف الامام من حركة الزندقة


من التغيرات الفكرية الطارئة في عصر الامام الصادق، نشاط حركة الزندقة، و بروز نوعيات من الفكر الالحادية الخطرة، و ليست الخطورة في تسرب تلك النوعيات الفكرية في منطلقات الفكر الاسلامي فحسب، و انما الخطورة أيضا في النوعيات الشخصية التي تحملت مسؤولية تسريبها و اعطائها قوة الثبات و الدفع..

و نحن لا نريد أن نتحدث بتوسع عن موضوع الزندقة و مشكلاتها و دوافع وجودها تاريخيا و سياسيا، ولكننا سنحاول أن نعرض شيئا من ذلك مما يرتبط بموضوع الكتاب..

كما اننا لا نريد من كلمة الزندقة في حديثنا ما تحتمله من مفهوم تاريخي موسع، و انما نريد منها بالتحديد ما يرجع الي



[ صفحه 242]



علم الكلام من قضية الالحاد و انكار الغيب و ما وراء الطبيعة و الانحراف في الاعتقاد..

و لم تكن الزندقة بمفهومها الالحادي بموضوع طاري ء و غريب عن واقع الرسالة الاسلامية منذ بدء انطلاقها، فهناك في القرآن آيات كثيرة وردت في معرض الاستدلال علي وجود الله و توحيده، مما يشعر بأن قضية الالحاد كانت من أهم المشاكل التي تعرضت الرسالة لمعالجتها و حسمها بما يتناسب و فطرة الانسان و بساطة تفكيره، بعيدا عن عقد الشبهات الفلسفية و الالتباسات الفكرية الغامضة:

«كيف تكفرون بالله و كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون» [1] .

ولكن الجديد في الموضوع أن قضية الالحاد و الزندقة في عصر الامام الصادق اتخذت شكلا علميا معمقا.. و جعلت من عقيدة الالوهية مشكلة فكرية معقدة.. ذات طابع فلسفي غامض..

و لعل من أهم أسباب طرؤ هذا التغير الفكري.. هو انتشار البحوث الكلامية المعمقة، و التوسع في جهاتها بمنهجية تحليلة غريبة عن البساطة الفطرية و الصفاء الذهني و الوجداني



[ صفحه 243]



للانسان.. و سبب مهم آخر أيضا.. هو الانفتاح العلمي المفاجي ء علي مدارس الفلسفة اليونانية و الفلسفات الأخري التي طورت الذهنية العلمية، و أعطت للحوار العقائدي بين العلماء و المفكرين مجالا واسعا و عميقا.. بما تحمله من نظريات غامضة و شبهات و تشكيكات قد تبتعد بالانسان عن معطياته الفطرية السليمة..

ولسنا نملك تحديدا واقعيا و علميا للدوافع التي أدت الي انتشار حركة الزندقة و بواعثها.. و هل كانت حركة تخريبية أم أنها اتجاها فكريا و التزاما مبدئيا جادا.. و الرأي التاريخي يطرح القضية من زاوية عنصرية تخريبية يقول ابن حزم:

... و الأصل في خروج أكثر هذه الطوائف عن ديانة الاسلام، أن الفرس كانوا من سعة الملك و علو اليد علي جميع الأمم، و جلالة الخطر في أنفسهم، حتي أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار و الأبناء، و كانوا يعدون الناس عبيدا لهم، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم علي أيدي العرب و كانت العرب أقل الأمم عند الفرس، تعاظمهم الأمر و تضاعفت لديهم المصيبة، و راموا كيدا للاسلام، بالمحاربة في أوقات شتي.. [2] .

ولكننا نتحفظ ازاء هذا الرأي في عموميته الغير البريئة، التي كان للسياسة دور كبير في جعلها حقيقة مسلمة غير قابلة



[ صفحه 244]



للنقد و التجريح.. علي أننا لا ننكر بأن النزعات العنصرية عند البعض من هؤلاء المنحرفين... كانت حافزا لترويح الزندقة و اشاعتها بقصد تهديم الاسلام و اضعافه .. و لكن أيضا كان للفكر الفسلفي الغريب الذي و فدت به رياح الحضارات الأخري من يونانية و فارسية و روميه و غيرها.. و انفتاح المفكرين المسلمين علي معطياته.. أثر كبير في ذلك، في الوقت الذي لم يكن الفكر الفلسفي عند المسلمين قد بلغ مرحلة العمق و النضج..

علي أننا نبتعد عن الموضوعية عندما نحكم: بأن الدوافع للزندقة فقط هو العنصرية الفارسية التي كان دعاتها يحلمون في اعادة الكسروية بعد أن يهدموا قواعد الاسلام، الذي نكبهم و أزال دولتهم علي يد العرب.. فالمانوية و المزدكية و الزردشتية و غيرها من أديان الفرس لم تكن لتمثل أي قوة فعلية في مواجهة الاسلام، الذي أصبح بحكم سيطرته الواسعة عقائديا و سياسيا و عسكريا، الدولة الأعظم قوة و منعة علي وجه الأرض، و كما كان هناك زنادقة من الفرس كان هناك زنادقة من العرب، مما يدلنا علي أن حركة الزندقة في بعض منطلقاتها علي الأقل كانت اتجاها فكريا لا تحركا فارسيا تخريبيا فحسب...

و لكن هذا كله لا يعني الاستهانة بخطر الزندقة و تأثيرها في خلق بعض التأثرات السلبية في الواقع الاسلامي و منطلقاته، فكريا و عقائديا و ربما سياسيا...



[ صفحه 245]



و يفترض بعض المؤرخين أن زنادقة الفرس و غيرهم لم يكن لهم طريق لتخريب الاسلام و تشويه معالم الرسالية الأصيلة... الا بالدخول بالاسلام، و تحميله ما كانوا يؤمنون به من مبادي ء أسلافهم و معتقداتهم، من يهودية و نصرانية و زردشتية و هندية و غيرها، و قد وجدوا في التشيع منطلقا خصبا و أرضية لينة تستقر بها غراسهم الخبيثة يقول أحمد أمين:

«.. و الحق أن التشيع كان مأوي يلجأ اليه كل من أراد هدم الاسلام لعداوة أو حقد و من كان يريد أن يدخل تعاليم آبائه من يهودية و نصرانية و زردشتية و هندية، و من كان يريد استغلال بلاده و الخروج علي مملكته كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم..» [3] .

و لعلنا من خلال هذه الكلمات التي تمثل وجهة نظر العديد من المؤرخين، يمكننا أن نتبين بتجرد أن الكثيرين ممن اتهموا بالزندقة و التحرف علي الاسلام، لم يكن اتهامهم بها واقعيا، بل هو منهج سياسي جرت عليه سياسة الدولتين الأموية و العباسية في عدائهما الصريح لأهل البيت، فكان الانتساب لأهل البيت مذهبيا، و التشيع لهم يعتبر في نظر الحاكمين و مؤرخي سياساتهم انحرافا عن الاسلام، و تخريبا لقواعده، امعانا منهم في الحرب النفسية الظالمة ضد التشيع و المنتسبين اليه.. حتي عدوا من



[ صفحه 246]



الزنادقة هشام بن الحكم الذي يعتبر من أقوي الحصون الفكرية الشامخة للتشيع، و الذي ترك في أعماق مناوئي التشيع و خصومه جراحا لا تزال تنز بالحقد و البغضاء و حتي عصرنا الحاضر.. و سنعرض للحديث بتوسع فيما يأتي من فصول الكتاب..

و قد تصدت القوي الاسلامية المختلفة، لمقاومة خطر الزندقة و استئصال جذورها، و اختلفت أساليب المجابهة، فكان أسلوب الحكم هو الشدة و العنف، حين وجد أن أقصر الطرق لاستئصالهم و ابادتهم هو ذلك.. حتي أن المهدي العباسي أنشأ ديوانا خاصا للبحث عن الزنادقة و التفتيش عنهم و عهد به الي رجل أطلق عليه اسم «صاحب الزنادقة» [4] .. ولكن هذا الطريق قد لا يكون أقصر الطرق في مكافحة ذلك الخطر و استئصاله، لأن العنف قد يعطي للخصم لجاجة الصمود، و لذا نري المهدي يأمر بأن تكتب الكتب و الرسائل للرد عليهم، و مناظرتهم و حيت لا يجدي معهم ذلك يلجأ الي العنف، فيسرف في قتلهم و التنكيل بهم.. [5] .

ولكننا لا نملك فعلا فيما بأيدينا من مصادر صورة عن تلك



[ صفحه 247]



المناظرات التي جرت لاقناع الزنادقة و الاحتجاج عليهم من قبل الخلافة، لنحكم بدقة علي مدي قوتها و صلاحيتها للرد..

أما الأسلوب الذي اعتمده الامام الصادق (ع) في حربه معهم، فهو المناظرة الهادئة و الحوار الموضوعي الذي يعتمد البساطة في تقريب الفكرة و العمق في مضمونها، مع مراعات بعض التأثيرات النفسية في بعض الحالات.. التي تبتعد بالخصم عفويا عن أجواء الشك الطاري ء، و تضعه في الجو الفطري البري ء، المجرد عن كل ما هو غريب عن انسانيته و فطرته..

و قد وجد الزنادقة في الامام الصادق أخطر خصم يواجهونه في حربهم مع الاسلام، فكانوا يحاولون اثارته بجدلهم المتعنت و تحدياتهم المثيرة، ولكنه كان يواجه كل ذلك بهدوء المطمئن لموقفه، الواثق بحجته، و بروح المسؤولية الرسالية التي تعتمد الكلمة الهادئة، و البيان المؤمن الوديع، دون أن يفسح المجال للاثارة أن تملك عليه موقفه، لتحقق للخصم انتصارا نفسيا، عندما يجعل من ذلك نقطة ضعف بارزة في موقف الامام تكون منفذا للتحدي و التشهير.. و دعما لموقفهم العدائي من الايمان.. و قد أعطي هذا الأسلوب الرسالي للامام ضمانة التقدير و الاحترام حتي في نفوس الزنادقة أنفسهم، فقد ورد أن ابن المقفع و هو من أقطاب الزنادقة في عصر الامام قال:

«هذا الخلق - و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد



[ صفحه 248]



أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس - يعني الامام الصادق - فأما الباقون فرعاع و بهائم..» [6] .

و يتساءل ابن أبي العوجاء و هو من أقطابهم أيضا.. و كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء قال ابن المقفع: لاني رأيت عنده ما لم أره عندهم..

فقال ابن أبي العوجاء: لابد من اختبار ما قلت فيه منه..

فقال له ابن المقفع: لا تفعل فاني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك..

فقال: ليس ذا رأيك، ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في احلالك اياه المحل الذي وصفت..

فقال ابن المقفع: أما اذا توهمت علي هذا فقم اليه و تحفظ ما استطعت من الزلل، و لا تثني عنانك الي استرسال فيسلمك الي عقال، وسمه مالك و ما عليك..

و يذهب ابن أبي العوجاء ليلتقي بالامام ثم لا يلبث أن يرجع مخاطبا ابن المقفع قائلا: ويلك يا ابن المقفع ما هذا بشر.. و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا..

فقال له ابن المقفع: و كيف ذلك؟..



[ صفحه 249]



قال: جلست اليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال:

.. ان يكن الأمر علي ما يقول هؤلاء - مشيرا لمن في المطاف - و هو كما يقولون، فقد سلموا و عطبتم، و ان يكن الأمر علي ما تقولون و ليس كما تقولون فقد استويتم و هم..

فقلت له: يرحمك الله و أي شي ء نقول و أي شي ء يقولون؟ ما قولي و قولهم الا واحدا..

فقال: و كيف يكون قولك و قولهم واحدا، و هم يقولون أن لهم معادا و ثوابا و عقابا و يدينون بأن في السماء الها و انها عمران، و أنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد..

قال فاغتنمتها منه فقلت له: ما منعه ان كان الأمر كما يقولون أن يظهر لخلقه و يدعوهم الي عبادته حتي لا يختلف عليه منهم اثنان؟ و لم احتجب عنهم و أرسل اليهم الرسل، ولو باشرهم بنفسه كان أقرب الي الايمان به؟..

فقال لي: ويلك و كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك، نشوءك و لم تكن، و كبرك بعد صغرك، و قوتك بعد ضعفك، و ضعفك بعد قوتك، و سقمك بعد صحتك، و صحتك بعد سقمك، و رضاك بعد غضبك و غضبك بعد رضاك، و حزنك بعد فرحك و فرحك بعد حزنك، و حبك بعد بغضك و بغضك بعد حبك، و عزمك بعد أناتك و أناتك بعد عزمك، و شهوتك بعد كراهتك و كراهتك بعد شهوتك، و رغبتك



[ صفحه 250]



بعد رهبتك و رهبتك بعد رغبتك، و رجاءك بعد يأسك و يأسك بعد رجائك، و خاطرك بما لم يكن في وهمك، و غروب ما أنت معتقده في ذهنك، و ما زال يعدد علي قدرته التي هي في نفسي حتي ظننت أنه سيظهر فيما بيني و بينه.. [7] .

و ينهزم ابن أبي العوجاء أمام هذا المنطق الفطري الرائع، و يؤخذ لا شعوريا ببساطة الحجة التي أغلقت في نفسه منافذ الشك و الاعتراض، فتعقد الحيرة لسانه، و يختلط عليه موقف الحوار، ليتصور أن هذا الذي يحاوره انسان ولكن ليس من جنس البشر..

و قد حاول الامام أولا في حواره أن يحتكم الي رؤيا واقع مصيري، تنعكس علي مصير الانسان، فسلوك سبيل الايمان علي أي وجه افترضناه، يبقي الوجهة الأسلم التي يضمن بها الانسان سلامة مصيره، و هو أمر من مسلمات الفطرة و بديهيات العقل..

و لم يكن بيان الامام هذا بصدد اثبات شي ء أو نفيه.. و انما هو تصور لرؤيا المصير الذي سينتهي اليه الانسان المؤمن و الكافر، عند انتهاء وجوده في هذه الحياة، و في نفس الوقت تهيئة الأرضية الصالحة للحوار الجدي الذي يعتمد القناعة كهدف فيما يلقي من حجة، و ما يعرض من حلول، بعيدا عن العناد



[ صفحه 251]



و المكابرة و اللجاج، الذي يفتقد الحوار معها دوره في البناء و التقييم..

ولكن ابن أبي العوجاء حاول أن يستثير مشاعر الامام بتحدياته، و يضعه أمام منفذ مغلق من الحجة، فتساءل: لماذا لم يظهر الله لخلقه، و ينهي بذلك مشكلة الخلاف بين الكفر و الايمان فكانت اجابة الامام في بساطتها، بمثابة عملية تطهير داخلي، و غسل للواقع النفسي المتعفن للمتسائل..

و كأن الامام وجد أن دوره في الحوار هنا.. هو أن يهيأ الأرضية النفسية البريئة، البعيدة عن شوائب الشبهات و التصورات الغريبة عن رؤيا الفطرة، ليضع الخصم في الجو النفسي الفطري دون أن يفسح المجال للتصورات الموهمة أن تفرض تساؤلاتها في منطلق الحوار، و لذا نجد ابن أبي العوجاء يعترف بتأثير اجابة الامام عليه نفسيا، و أنه تصور أن الله سيظهر أمامه من تعداد الامام للحالات المتناقضة التي تطرأ علي تصرفات الانسان، و تأثراته النفسية و الجسدية المتباينة، و التي يستدل بها علي وجود الله.. حيث أن الوجود لا يتوقف التسليم به علي الرؤيا البصرية و الحسية فحسب، بل ربما يكون أقوي بتوسط الرؤيا العقلانية التي تستند الي دلالة الاثار و المحدثات، و كيف يشك في وجود من لا يخلو الانسان لحظة من لحظات حياته، من آثاره و ابداعاته..



[ صفحه 252]



و استدلال الامام بالنفس و حالاتها و عوارضها، انما هو للدلالة علي أن الانسان لا يحتاج في معرفة الله و الايمان بوجوده الي ملاحظة أي شي ء خارج عن واقع ذاته، بل يكفيه ذلك في حصوله علي يقين المعرفة، و الاعتراف بوجود الله سبحانه..

و لم يكن ابن أبي العوجاء مناظرا موضوعيا في بحثه عن الحقيقة و تطلعه نحو المعرفة، بل كان يتعمد في حواره اظهار عدم الاقتناع بروح جدلية يبدو عليها الانهزام و الضياع، فقد عاود الامام في اليوم الثاني ليستأنف حواره معه، ولكنه عندما جلس بين يدي الامام التبست عليه بداية الحوار و لم يعرف من أين يبدأ؟

و يدرك الامام ما كان يتخبط به من موقف حائر، فيبادره متسائلا: كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه؟.

فقال: أردت ذلك يا ابن رسول الله..

فقال له الامام: ما أعجب هذا؟ تنكر الله و تشهد أني ابن رسول الله؟

فقال: العادة تحملني علي ذلك..

فقال له الامام: ما يمنعك من الكلام؟

قال: اجلالا لك و مهابة ما ينطلق لساني بين يديك، فاني شاهدت العلماء و ناظرت المتكلمين فما تداخلني هيبة قط مثل ما تداخلني من هيبتك..



[ صفحه 253]



قال الامام: يكون ذلك ولكن افتح عليك بسؤال.. و أقبل عليه فقال له: أمصنوع أنت أم غير مصنوع؟..

فقال: بل أنا غير مصنوع..

فقال له الامام: فصف لي لو كنت صنوعا كيف كنت تكون؟.. فبقي ابن أبي العوجاء مليا لا يحير جوابا، و ولع بخشبة كانت بين يديه و هو يقول: طويل عريض عميق قصير متحرك ساكن كل ذلك صفة خلقه..

فقال له الامام: فان كنت لم تعلم صفة الصنعة غيرها، فاجعل نفسك مصنوعا لما تجد في نفسك يحدث من هذه الأمور..

فقال له: سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، و لا يسألني أحد بعدك عن مثلها..

فقال له الامام: يا عبدالكريم هبك علمت أنك لم تسأل فيما مضي، فما علمك أنك لا تسأل عنها فيما بعد.. علي أنك يا عبدالكريم نقضت قولك، لأنك تزعم أن الأشياء من الأول سواء فكيف قدمت و أخرت...

ثم قال الامام: يا عبدالكريم أزيدك وضوحا.. أرأيت لو كان معك كيس فيه جواهر فقال لك قائل: هل في الكيس دينار؟ فنفيت كون الدينار في الكيس، فقال لك: صف لي الدينار، و كنت غير عالم بصفته، هل كان لك أن تنفي كون الدينار في الكيس و أنت لا تعلم؟



[ صفحه 254]



قال: لا..

فقال الامام: فالعالم أكبر و أطول و أعرض من الكيس، فلعل في العالم صنعة من حيث لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة؟..

فانقطع ابن أبي العوجاء و أجاب الي الاسلام بعض أصحابه و بقي معه بعض.. [8] .

و ملخص حديث الامام: أن الانسان لايخلو في وجوده بين أن يكون مصنوعا أو غير مصنوع فان قلنا بأنه مصنوع فهو المطلوب، و ان قلنا بأنه غير مصنوع، فلابد من تصور صفة الصنعة بنحو غير ما هو عليه الانسان من الحالات و الصفات، لنميز بين ما هو مصنوع و غير مصنوع، و هذا يتوقف علي معرفة جميع ما اشتمل عليه النظام الكوني من وجودات و تحققات و ليس لنا أن نحكم بعدم وجود الصنعة في الانسان و نحن لا نميز بين ما هو مصنوع و غير مصنوع، لأنه حكم علي مجهول، فربما يكون الانسان مصنوعا، كما لا يمكننا الاحاطة بجميع ما في الكون من الموجودات لنعرف ما اذا كان هناك مصنوع، اذ الحكم بعدم كون الانسان مصنوعا، لا يقتضي الحكم بعدم وجود الصانع، و حين لا نحكم بذلك لا ينتفي احتمال أن يكون الانسان مصنوعا لذلك الصانع..



[ صفحه 255]



و يظهر من هذا أن اجابة الامام كانت تعتمد في صيغتها علي القاء التشكيك في نفس الخصم بالنسبة لما اعتقده في نفسه و اظهار عجزه عن اثبات ما التزم به، و لم يكن بصدد اثبات وجود الله، كما يظهر ذلك من التمثيل بكيس الجواهر و الدينار..

كما أنه يمكن اثبات وجود الصانع أيضا بهذا البيان.. لأنه اذا ثبت امكان الصنعة في الانسان من احتمال كونه مصنوعا فقد دل ذلك علي حدوثه، و لا شبهة في أن الحادث مصنوع..

ولكن ابن أبي العوجاء لا يريد أن ينهزم أمام منطق الايمان.. رغم اقتناعه عملا، و وقوفه في الحوار أمام باب مغلق لا يبدو أنه ينفتح عليه بشي ء، فيعاود الحوار في يوم ثالث، ولكنه، في هذه المرة يبدو متماسكا في حديثه، فيفرض مبدأ الحوار و يقف موقف المتسائل الذي يملك الحجة لنفسه بعد أن وجد من الامام انبساطا و انفتاحا و سهولة في الحوار و المناظرة.

قال ابن أبي العوجاء: أقلب السؤال ..

فقال الامام: سل عما شئت..

فقال: ما الدليل علي حدوث الأجسام؟

فقال: اني ما وجدت شيئا صغيرا و لا كبيرا الا و اذا ضم اليه مثله صار أكبر، و في ذلك زوال و انتقال عن الحالة الأولي، ولو كان قديما ما زال و لا حال، لأن الذي يزول و يحول



[ صفحه 256]



يجوز أن يوجد و يبطل، فيكون بوجوده بعد عدم دخوله في الحدث، و في كونه في الأزل دخوله في العدم و لن تجتمع صفة الأزل و العدم و الحدوث و القدم في شي ء واحد..

فقال ابن أبي العوجاء: هبك علمت في جري الحالتين و الزمانين علي ما ذكرت، و استدللت بذلك علي حدوثها.. فلو بقيت الأشياء علي صغرها، من أين كان لك أن تستدل علي حدوثها؟..

فقال الامام: انما نتكلم علي هذا العالم الموضوع، فلو رفضناه و وضعنا عالما آخر، كان لا شي ء أدل علي الحدث من رفعنا اياه و وضعنا غيره.. ولكن أجيبك من حيث قدرت أن تلزمنا فنقول: ان الأشياء لو دامت علي صغرها، لكان في الوهم.. أنه متي ضم شي ء الي مثله كان أكبر، و جواز التغير عليه خروجه من القدم، كما ان في تغييره دخوله في الحدث، ليس وراءه شي ء يا عبدالكريم.. فانقطع و لم يحر جوابا.. [9] .

و هذا التساؤل من ابن أبي العوجاء اصرار منه في اللجاج و العناد، فقد كانت نتيجة الحوار السابق كما بينا هو ثبوت الحدوث للانسان، و بملاكه يثبت الحدوث للأجسام، ولكن الامام أراد أن يقطع الحجة عليه دون أن يدع له منفذا للشك و الاحتمال..



[ صفحه 257]



و تقريب اجابة الامام.. أن الفرق بين الحادث و القديم يتحدد: في أن القديم لا يتأثر بالعوارض و لا تجري عليه طواري ء التغيير و الانتقال، بل هو ثابت كما هو في الأزل، و ينعكس الحال بالنسبة للحادث، و عندما نشاهد الأجسام و حالاتها المتباينة، و ما يطرؤ عليها من تطورات انتقالية، يكون في ثبوت اللاحق منها زوال للسابق، نحكم بأنها حادثة.. لأن القديم لا يمكن، في حقه الزوال و الانتقال، و علي هذا فعندما نفترض للأجسام صفة القدم، يلزمنا أن نجمع بين المتناقضات، اذ مع فرض حدوثها بدلالة التغير و الانتقال، معناه أن وجودها مسبوق بالعدم، و مع فرض قدمها معناه أن أزليتها ملحوقة بالعدم، لفرض سبق وجودها بالعدم، و لا يمكن أن يجتمع الأزل و العدم و الحدوث و القدم في شي ء واحد..

ولكن ابن أبي العوجاء لا يريد التخلي عن جدليته، فيفترض جدلا أن الأشياء لو ثبتت علي حالة واحدة و هي الصغر مثلا، فمن أين لنا اثبات الحدوث لها؟..

و لم يكن هذا الافتراض سوي مغالطة جدلية، أوضحها الامام ببساطة، بأن بناء الحوار قائم علي ما هو الواقع و ليس علي التصورات و الافتراضات، فان عملية الرفع و الوضع هذه، بنفسها تصلح دليلا علي حدوث كل من الموضوع و المرفوع.. ولو ألغينا هذا الدفع، فدوام الأشياء علي حالة الصغر لا ينفي



[ صفحه 258]



حدوثها، اذ دوام الأجسام علي حالة الصغر بحسب الوقوع، لا يمنع من تصور أن كل واحد اذا ضم الي مثله صار أكبر.. و هذا ما ينفي عنه صفة القدم، لأن القديم لا يجوز عليه التغيير مطلقا و حين لا يكون هناك حالة ثالثة فلابد من اللجوء الي القول بأنها حادثة..

و الملاحظ أن انتقال ابن أبي العوجاء في حديثه من الواقع الي الافتراض، تسليم منه بثبوت الحدوث للأجسام مما هو ثابت و واقع، و اعتراف بالعجز عن اثبات خلافه، ولكنه أراد أن يسجل لنفسه نقطة انتصار في الحوار، ولو كان ذلك عن طريق الافتراض.. ولكنه عندما وجد أن افتراضاته لا تلبث أن تتلاشي أمام بساطة الحجة و وضوحها انقطع عن الجواب..

و رغم أن الامام كان يعلم بالعناد الجدلي الذي كان يصر عليه ابن أبي العوجاء، و المكابرة في اظهار المخالفة و عدم الاقتناع، ولكنه كان يعالج الحوار معه بهدوء و موضوعية و انفتاح، و بروح رسالية مسؤولة تبتعد عن موجبات الانفعال و الاثارة النفسية، التي ربما يستغلها الخصم كنقطة ضعف للتأثير علي ضعاف الفكر و ذوي الاعتقاد المهزوز، و يجعلها منفذا للتشكيك و التشهير و الافتعال..

كما أن الامام أراد أن يثبت للآخرين، الذين ربما تتأثر اتجاهاتهم بتلبيسات هؤلاء الزنادقة بأن ما أخذوا به لا يعتمد علي



[ صفحه 259]



أساس اعتقادي ثابت.. و انما هي أوهام و تشكيكات غريبة عن المعطيات الانسانية الفطرية، و البناءات العقلية السليمة، و لذا نجد أن البعض ممن وقع تحت تأثير تشكيكات ابن أبي العوجاء و تلبيساته قد عاد الي منتجع الايمان، عندما شاهد هزيمة الشك و الضلال أمام منطق المعرفة و الايمان.. كما تقدم في الفصل الثاني من الحوار..

و قد شعر ابن أبي العوجاء بالهزيمة تهز موقفه، و بالحيرة تختلط بها تصوراته، و تتمزق بها نفسه كلما اتسع الحوار بينه و بين الامام، فانقطع عن مواجهة الامام حتي التقي به في العام القادم في الحرم فقيل للامام بأنه قد أسلم، فقال: هو أعمي من ذلك لا يسلم.. لما يعرف من عناده للحق، و اصراره علي الضلال.. و رغم هذا فقد بادره الامام متسائلا بغرابة: ما جاء بك الي هذا الموضع؟..

فقال: عادة الجسد و سنة البلد، و لننظر ما الناس فيه من الجنون و الحلق و رمي الحجارة..

فقال له الامام: أنت بعد علي عتوك و ضلالك؟

فذهب يتكلم فقال له الامام: لا جدال في الحج و نفض ردائه و قال: ان يكن الأمر كما تقول و ليس كما تقول فقد نجونا و نجوت.. و ان كان الأمر كما تقول و هو كما نقول



[ صفحه 260]



فقد نجونا و هلكت.. [10] .

و كأن الامام أراد بذلك أن ينهي حواره معه، بعد أن دلل هذا علي لجاجة في العناد و اغراق في المكابرة.. و انتهاء الامام في حواره بما ابتدأ به سابقا.. تدليل علي أن الحجة تفقد عطاءها عندما لا تكون لدي الخصم ارادة المعرفة و الاقتناع، و هو ما كشف عنه ابن أبي العوجاء عبر حواره مع الامام في فصوله الثلاث..

و مرة حاول ابن أبي العوجاء أن يستثير هدوء الامام بتحدياته و لم يكن علي ما يبدو قد التقي بالامام قبل ذلك، كما يوحي به مطلع الحديث، فقد حدث عيسي بن يونس قال:

كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد، فقيل له: تركت مذهب صاحبك و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة..

قال: ان صاحبي كان مخلطا، يقول طورا بالقدر و طورا بالجبر، فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه..

فقدم مكة متمردا و انكارا علي من يحجه، و كانت العلماء تكره مجالسته لخبث لسانه و فساد ضميره، فأتي أبا عبدالله فجلس اليه في جماعة من نظرائه فقال:



[ صفحه 261]



يا أبا عبدالله ان المجالس بالأمانات و لابد لكل من به سعال أن يسعل، أفتأذن لي بالكلام؟..

فقال: تكلم..

فقال: الي كم تدوسون هذا البيدر، و تلوذون بهذا الحجر و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر، و تهرولون حوله كهرولة البعير اذا نفر، ان من فكر في هذا و قدر علمه أن هذا فعل أسسه غير حكيم و لاذي نظر، فقل فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك أسه و نظامه..

فقال الامام: ان من أضله الله و أعمي قلبه، و استوخم العواقب و لم يستعذ به، و صار الشيطان وليه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، و هذا بيت استعبد الله به عباده، ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم علي تعظيمه و زيارته، و جعله محل أنبيائه، و قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، و طريق يؤدي الي غفرانه..

فقال ابن أبي العوجاء: ذكرت الله فأحلت علي الغائب..

فقال الامام: كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد، و اليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، و يري أشخاصهم، و يعلم أسرارهم..

فقال: فهو في كل مكان، أليس اذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ و اذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟.



[ صفحه 262]



فقال الامام: انما وصفت المخلوق، الذي اذا انتقل من مكان اشتغل به مكان و خلا منه مكان، فلا يدري في المكان الذي صار اليه، ما حدث في المكان الذي كان فيه، فأما الله العظيم الشان الملك الديان، فلا يخلو منه مكان، و لا يشتغل به مكان، و لا يكون الي مكان أقرب منه الي مكان.. [11] .

و الذي توحيه هذه التساؤلات.. ان ابن أبي العوجاء لم يكن في مستوي الحوار العلمي أدبيا، و لم يكن دافعه للتساؤل هو التماس القناعة و طلب المعرفة، بل التحدي و الاثارة، و من هنا كانت اجابات الامام تقتصر في صيغتها علي نتيجة الحجة، ببيان ما هو الواقع من نظرية الايمان، و عندما لا يكون الخصم جديا في موقفه من الحوار، لا يكون لبيان الحجة أي معني أدبي و مع كل هذا.. كان الامام هادئا في اجابته انسجاما مع أسلوبه الرسالي و موقعه القيادي، و هو بهذا يرد التحدي المتعمد، لأن الاثارة هي الهدف المقصود للخصم من ارادة الحوار و تحريكه..

و من ابن أبي العوجاء ننقل الحديث الي زنديق آخر هو أبوشاكر عبدالله الديصاني، الذي افتتح حواره مع الامام من خلال هشام بن الحكم، فقد التقي هشاما و سأله: ألك رب؟..

فقال هشام: بلي..

قال الديصاني: أقادر هو؟..



[ صفحه 263]



قال هشام: نعم قادر قاهر..

قال الديصاني: يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة، لا تكبر البيضة و لا تصغر الدنيا؟..

قال هشام: النظرة..

قال الديصاني: قد أنظرتك حولا..

و كان هذا السؤال من الديصاني مفاجأة لهشام.. اذ لم يكن قد عرض له مثله فيما سبق، فيتجه الي الامام مستفهما، فيجيبه الامام بمنطق الجدل الذي ينسجم مع طبيعة السؤال لا بمنطق الحجة القاطعة:

قال الامام: يا هشام كم حواسك؟..

قال هشام: خمس..

قال الامام: أيها أصغر؟.

قال هشام: الناظر..

قال الامام: و كم قدر الناظر؟

قال هشام: مثل العدسة أو أقل منها..

قال الامام: يا هشام أنظر أمامك و فوقك و أخبرني بما تري..

قال هشام: أري سماء و أرضا و دورا و قصورا و براري و جبالا و أنهارا..



[ صفحه 264]



قال الامام: ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه في العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تصغر الدنيا و لا تكبر البيضة..

و كأن الامام أراد أن يقطع الحجة علي الديصاني بالنقض جدلا بشي ء يدركه بالحس البديهي، بعد أن لم يكن الديصاني جديا في البحث عن الحل الواقعي..

و لعل الحجة العلمية في الرد: أن عدم تعلق قدرته تعالي بذلك ليس لنقصان في قدرته، و قصور في عمومها و شمولها لكل شي ء، بل انما ذلك لعدم قابلية الموضوع، و استحالة ظرفية الشي ء الصغير لما هو أكبر منه، فالامتناع ذاتي، و قدرته تعالي لا تتعلق بما هو مستحيل و ممتنع..

و لا تحسب أن الديصاني لا يدرك حقيقة الامتناع الذاتي و الاستحالة الموضوعية هنا، ولكنه أراد أن يسجل علي هشام موقفا حائرا أمام مغالطة غير بريئة من التحدي و السخرية..

و يدخل الديصاني بعدها علي الامام و يستأذنه في المناظرة فيأذن له، فقال له: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي..

فتناول الامام بيضة كانت في يد غلام له في المجلس يلعب بها و قال: يا ديصاني.. هذا حصن مكنون له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة و فضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط مع الفضة



[ صفحه 265]



الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط مع الذهبة المائعة، فهي علي حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها، و لا دخل لها داخل مفسد فيخبر عن فسادها لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أتري لها مدبرا؟..

فأطرق الديصاني مليا و أسلم كما قيل.. [12] .

و قد كانت وقفة متأملة رائعة من الامام، أمام الاعجاز المحير في خلق البيضة و تكوينها، فوجي ء بها الديصاني، و فوجئت بها نوازع الشك في نفسه، و كيف له أن ينكر أن لها مدبرا، و هي بهذه الدقة من التكوين و الابداع، الا أن يتناسي في نفسه موازين انسانيته التي تعتمد الوجدان قاعدة لها في التسليم و الفهم..

و مع لون آخر من الوان الزندقة، يخوض الامام معركة الايمان فقد ذكر هشام بن الحكم أن ثنويا ناظر الامام، و كان من حديث الامام معه:

لا يخلو قولك أنهما اثنان من أن يكونا قديمين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويا و الآخر ضعيفا، فان كان قويين فلم لم يدفع كل واحد منها صاحبه و يتفرد بالتدبير و ان كان أحدهما قويا و الآخر ضعيفا، ثبت أنه واحد للعجز الظاهر في الثاني..



[ صفحه 266]



فان قلت أنهما اثنان، لم يخل أن يكونا متفقين من كل جهة، أو مفترقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، و الفلك جاريا، و التدبير واحدا، و الليل و النهار و الشمس و القمر، دل صحة الأمر و التدبير و ائتلاف الأمر علي أن المدبر واحد..

ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فرجة ما بينها حتي يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معها فيلزمك ثلاثة، فان ادعيت ثلاثة، لزمك ما قلت في الاثنين حتي تكون بينهم فرجة فيكون خمسة ثم يتناهي العدد الي ما لا نهاية له في الكثرة..

فقال الزنديق: فما الدليل عليه؟.

قال الامام: وجود الأفاعيل دلت علي أن صانعا صنعها، ألا تري اذا نظرت الي بناء مشيد مبني، علمت أن له بانيا، و ان كنت لم تر الباني و لم تشاهده..

فقال الزنديق: فما هو؟..

قال الامام: شي ء بخلاف الأشياء، أرجع بقولي الي اثبات معني، و أنه شي ء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم و لا صورة و لا يحس و لا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه الأوهام، و لا تنقصه الدهور، و لا تغيره الأعوام.. [13] .



[ صفحه 267]



و قد أثبت الامام هنا وحدة المبدأ الأول للعالم و تفرده، و عدم معقولية تعدده علي تقدير وجوده، ببيان منتظم و منهجي في التقدير و الافتراض، دون أن يترك للخصم مجالا للتساؤل و التشكيك، و نعتقد أن بيان الامام هنا من السهولة و الوضوح، بنحو لا يحتاج الي أكثر من عرضه، ليتصور القاري ء النتيجة الواقعية التي أراد الامام أن يقطع بها حجة الخصم..

و يكفينا هذه النماذج المتنوعة من لقاءات الامام الرسالية مع زنادقة عصره، لتكون في تصورنا رؤيا متكاملة عن المنهج السليم الذي اعتمده الامام في كفاحه الطويل مع الضلال و الباطل، و الذي نستخلصه من هذا العرض الموجز.. ان أسلوب الامام في العرض و الاستدلال، مبدئيا، يتفق في صورته مع الأسلوب القرآني السهل، بوضع الخصم في أجواء التأمل الفطري، بعيدا عن تعقيدات الشكوك و زيف الافتراضات الموهمة.. التي تبتعد بالانسان عن معطيات فطرته الأصيلة، و لعل هذا الأسلوب في الدلالة علي الايمان من أخصب الأساليب العلمية عطاءا، لو كانت ارادة الاقتناع الجدية واردة لدي الخصم، أما عندما لا يكون البحث عن الحقيقة هي منطلق الخصم، بل الدافع له هو التحدي و العناد و مجرد تسجيل موقف جدلي زائف، فان أسلوب الامام يتغير بما ينسجم و طبيعة الجو الذي فرضته صيغة الحوار من جانب الخصم..



[ صفحه 268]



و لعلنا نستطيع أن نكون فكرة واضحة عن الجانب الفكري الفلسفي الذي يتعلق بفكرة المبدأ و المعاد عند الامام.. من خلال اجاباته و مناقشاته التي أوردناها هنا في لقاءاته مع الزنادقة، و من غيرها مما سنتعرض له في فصل المناظرات.. و هو يعتمد المعطيات الفكرية و المسلمات العقلية المتدرجة، منطلقا للتفكير و أساسا للنتيجة ، مع وضوح في البيان و التقريب، و عمق في بناء الفكرة و مضمون الحجة..


پاورقي

[1] سورة البقرة آية 28.

[2] الفصل في الملل و النحل ج 2 ص 155.

[3] فجر الاسلام، أحمد أمين ص 276.

[4] مروج الذهب المسعودي ج 2 ص 236، تاريخ السيوطي ص 107، تاريخ اليعقوبي 3 / 133.

[5] الطبري 10 / 42.

[6] الكافي 1 / 74.

[7] الكافي 1 / 74 / 75.

[8] الكافي ج 1 / 76 - 78.

[9] الكافي ج 1 ص 77.

[10] الكافي 1 / 78.

[11] الكافي ج 1 ص 125 - 126.

[12] الكافي: ج 1 ص 80.

[13] الكافي ج 1 ص 80.


العمومية و الخصوصية في عمل الامام


تميزت أعمال الأئمة عليهم السلام من أجل التغيير الاسلامي بمحورين اثنين هما:

أ- عموم أعمال الأمة.

ب - الأعمال الخاصة.

اهتم الامام الصادق عليه السلام كغيره من الأئمة السابقين عليهم السلام بالحقل العام. تناول المستوي الفكري للأمة بكل همومها و شجونها، و الحدب عليها، و التخفيف من الظلم و الظالمين و ما الي ذلك من أمور اجتماعية هامة في ظل ظروف سياسية صعبة.



[ صفحه 88]



ففي الاطار الخاص اهتم الامام في اختيار الأشخاص القادرين علي تحمل أعباء المسؤولية، و من ثم تأهيلهم تأهيلا ناجحا روحيا و فكريا و سلوكيا لتحمل المسؤولية في هموم الرسالة و مباشرة عملية التغيير الايجابي في مسيرة الأمة.

و حول هذه الحركة التغييرية مصاديق جمة استخلصناها من سيرتهم الطاهرة. و هذه بعض مفردات حركة الامام الصادق عليه السلام العامة:

- عن زكريا بن ابراهيم قال: «كنت نصرانيا، فأسلمت و حججت فدخلت علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام بمني، و الناس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله، و هذا يسأله» [1] .

- قال اسحاق بن ابراهيم: كنت عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام اذ دخل عليه رجل من خراسان فقال: يا ابن رسول الله أنا من مواليكم، و بيني و بينكم شقة بعيدة و قد قل ذات يدي، و لا أقدر أن أتوجه الي أهلي الا أن تعينوني، فنظر أبو عبدالله و قال: أما تسمعون ما يقول أخوكم؟ انما المعروف ابتداء، فأما ما أعطيت بعدما سأل انما هو مكافأة لما يذل من ماء وجهه، أفيبيت ليلته متأرقا متململا بين اليأس و الرجاء لا يدري أن يتوجه بحاجته، فيعزم علي القصد اليك، فأتاك و قلبه يحب، و فرائصه ترتعد، و قد نزل دمه في وجهه، و بعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكابة الرد، أم بسرور النجح، فان أعطيته رأيت أنك قد وصلته و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«و الذي فلق الحب، وبرأ النسمة، و بعثني بالحق نبيا، لما يتجشم من مسألته اياك أعظم مما نال من مصروفك» قال اسحاق: فجمعوا له خمسمائة درهم و دفعوها اليه.

كان عليه السلام يوجه المجتمع بتعاليمه الي جميع مهمات الحياة، و يحث الانسان علي عزة النفس فيقول: ان الله فوض الي المؤمن أموره كلها و لم يفوض اليه أن يكون ذليلا. أما تسمع قول الله: «و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين».



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ج 2 ص 145.


حكمه


كانت الحكمة و ما تزال عند كل شعب، و في كل عصر، سجلا تتلخص فيه الشخصية، و تتبلور فيه الاخلاق و الخصائص الفردية و الجماعية. و الحكمة من تارتمخ كل أمة هي أول محاولة لتفسير الوجود، و تنظيم العلاقات، و تهذيب النفوس، و تفسير كثير من الحقائق الاجتماعية و النفسية و السياسية. بل أكاد أقول:ان الحكمة هي جماع ثقافة الامة قبل ظهور التخصص و التفريع و التنظيم الدقيق، أي قبل ظهورالمنهجية العلمية و المنطق العقلاني المنظم.

فالعرب في الجاهلية قبل الاسلام لم تحفظ لهم، غيرالامثال السائرة، و الحكم الناضجة، التي صيغت صياغة تعبيرية رائعة، تتميز بالوضوح و البلاغة.

و جاء العصر الاسلامي فلم تفقد الحكمة قوتها بل أضيفت الي تراثها القديم، مكتسبات جديدة، و خبرات متنوعة مختلفة، فرضتها أحوال



[ صفحه 190]



المعيشة الجديدة بعد انتقال العرب من البداوة الي الحضارة، و من الرحلة الدائمة الي الاستقرار الدائم، و من القلة الي الكثرة، و من نظام القبيلة الي نظام المدينة، و من سلطة الشيخ الي سلطة الحكومة المنظمة. فلبست الحكمة بفضل هذه الظروف الجديدة، لبوسا آخر غير لبوسها، و حاولت علي طريقتها في التلخيص الشديد أن تعطي حلولها القصيرة الواضحة لأعقد المشكلات التي كانت تعترض المجتمعات الاسلامية يومذاك.

و نحن رغم اعترافنا بظهور المجلدات الكبيرة التي يعالج أصحابها مشكلة أخلاقية علي حدة، او مشلكة سياسية، و أخري اجتماعية، فاننا لا يسعنا الا أن نعترف أيضا بأن الحكمة قد بقيت في أوساط هذه المجتمعات، متداولة بين الناس، تمثل جانبا مهما من ثقافتهم، و تصور جزءأ غير ضئيل من معني حضارتهم.

و ما تزال ثقافة العامة حتي يومنا هذا ثقافة مركزة في مجموعة الحكم التي يتداولها الابناء عن الآباء،و التي بها يفصلون في كثير من القضايا، و التي بها يحددون سيرهم و سلوكهم و النجاح الاجتماعي الذي سجلوه.

فاذا صح ما ذكرناه في الفقرات السابقة، فقد وجب علينا أن نري في حكم الامام الصادق، هذا اللون من الثقافة التي تحمل طابعا قوميا و حضاريا في الوقت نفسه.

و ها نحن نورد فيما يلي بعضا من هذه الحكم.

1- ان الثواب علي قدر العقل.

2 - أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا.



[ صفحه 191]



3 - كمال العقل في ثلاث: التواضع لله، و حسن اليقين، و الصمت الا من خير. 4 - من فرط تورط، و من خان العاقبة تثبت عن الدخول فيما لا يعلم.

5 - العلماء أمناء، و الانقياء حصون، و الاوصياء سادة.

6 - لا يقبل الله عملا الا بمعرفة،و لا معرفة الا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة، علي العمل، و من لا يعمل فلا معرفة له، ألا ان الايمان بعضه من بعض.

7 - المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه من حق، و اذا رضي لم يدخله رضاه في باطل.

8 - ان الله بعدله و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين و الرضا، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط.

9 - لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات، فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت.

10 - من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.

11- ان الحسد يأكل الايمان ما تأكل النار الحطب.

12 - ما من أحد يتيه الا من ذلة في نفسه.

13 - أولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من دونه، و لم يصفح عمن اعتذر اليه.

14 - احذر من الناس ثلاثة: الخائن، و الظلوم، و النمام، لأن من خان لك خانك، و من ظلم لك سيظلمك، و من نم اليك سينم عليك.



[ صفحه 192]



15- ثلاثة اشياء يحتاج اليها الناس طرا: الامن، و العدل، و الخصب.

16 - ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذيئة.

17 - لا تفتش الناس فتبقي بلا صديق.

18- ان من أجاب علي كلما يسأل لمجنون.

19- المؤمن يداري و لا يماري.

20 - من حقيقة الايمان أن تؤثر الحق و ان ضرك، علي الباطل و ان نفعك، و الا يجوز منطقك عملك.

هذه عشرون حكمة أوردها لا علي سبيل الحصر بل في معرض التمثيل.

فقد روي كل من أصحاب: الكافي و حلية الاولياء و البحار و غيرهم عشرات من مثل هذه الحكم التي لخص بها الامام تلخيصا معجبا حقا، وجهة نظره في كثير من قضايا الانسان و المجتمع.

و قد حاولت كما يلاحظ القاري ء أن أنقل من هذه الحكم أصنافا متنوعة بحيث يستطيع بعد قراءتها أن يكون فكرة عن تقريبية عن شخصية الامام و طريقة معالجته لكل ما يعرض له.

و في رأيي أن هذه الخطوط، التي نسميها الحكم، تستطيع ان تعطي لو جمعت و نسقت و نظمت، اللوحة التالية:

يقول الامام: ما معناه «أنا مؤمن بالانسان العاقل، لان العقل في نظري هو دليل صاحبه الي الحقيقة، و الحقيقة الكبري هي الله. و اذن



[ صفحه 193]



فطريق المؤمن الي الله هو طريق العقل. ينتج عن هذا، أن الثواب الذي يثاب به المؤمن هو في حدود ما يعقله من الخير و يؤمن به. فلا يفعل الخير تقليدا و خضوعا لمن هو اكبر منه،او خوفا من المجتمع الذي يراقبه، بل يفعله لانه مقتنع به، مؤمن بضرورته، واثق من حسن نتائجه، مدرك لرضا الله عنه.

و ليس العقل في رأيي عملية وعي و ادراك فقط، ففعاليته لا تكون الا حين يرتبط بمفهوم أخلاقي خاص. يرتبط بالتواضع، و الصدق، و الاستقامة، و حسن الظن بالناس، و الصمت عن كل شي ء الا فيما ينفع الناس و يرضي الله. و هو مرتبط ايضا بالاعتدال في كل شي ء، في الحب و الكره، و الكرم و البخل، و السرعة و البط ء، فلا افراط و لا تفريط.

أما العلم ففي قاعدته حسن الاخلاق. و قيمة العلم في تطبيقه. لان المعرفة التي لا تدفع صاحبها الي العمل شي ء غير موجود.

و ينتقل الامام بعد ذلك فيحدثنا بما معناه، عما نسميه اليوم ب «الخلق المتحضر. فلا يسير فيه المرء مع شهواته و ينسي ما التزمه من قواعد العمل في حياته، حين يستفزه الغضب، او يرضيه الغني و السلطان، فالمؤمن اي المتحضر الذي يعيش انسانيته عيشا حقيقيا هو الذي لا ينسي الحق عند غضبه و لا يقبل بالدخول في الباطل عنده رضاه.

و كم يعجبني أن اكتشف خلال هذه الحكم خطوطا رائعة يصور بها الامام أحوال النفس الانسانية، في اطمئنانها و قلقها، و حزمها و ترددها، و شكواها و رضاها، و ما يكمن فيها من عقد نفسية عجيبة، تحاول أن



[ صفحه 194]



تعوض عنها تعويضا، يهوي بصاحبها في مهاوي الهلكة و الفضيحة. و كم يعجبني أيضا ان يصور في هذه الحكم معني النبل في القوة، و السماحة في القدرة.

أو ليس قد جعل الهم و الحزن، في الشك والسخط، و الحزم، في العمل للمستقبل، و نسيان الماضي و اخطائه؟ و جعل التخريب النفسي الهدام، فيما يورثه الحسد لصاحبه؟ أو ليس قد جعل من التيه، تعويضا عن شعور الانسان بحقارة نفسه؛ فهو يحاول بمظاهر تيهه و كبريائه أن يخفي شعوره بالحقارة؟

و قل مثل ذلك حين يحدثنا عن الامن، و العدل، و الخصب، و يخوفنا من جور السلطان، و جار السوء، و المرأة البذيئة في عصر كانت مصائر الناس فيه مرتبطة بارادة حاكم فرد.

و كم هو رقيق و لطيف حين يصر علينا ألا نبالغ في محاسبة الصديق فنخسره، و الاغترار بعلمنا فننفضح، و الشدة في مداراة الناس فنقع في رذيلة النفاق و الممالأة.

و أخيرا يرسل الامام مقياسه الدقيق لانسانية الانسان فيقول ما معناه: ان ايثار الحق مع ضرره، و مجانبة الباطل مع نفعه، و العمل في حدود منطقنا و تفكيرنا هو شي ء من الايمان بل هو حقيقة الايمان.

و الخلاصة ان الامام هنا انما يضع بين ايدي الاحفاد خلاصة تجاربه، و كتاب حياته، مرسلا عبر الدهور، معلما، و فيصلا بين الحق و الباطل. انه في هذه الكلمات يبدو صاحب منهج علمي و رائد سلوك أخلاقي، و واضع قاعدة للعقلانية في ثقافة المسلمين، و داعيا الي الله، بحق الله



[ صفحه 195]



عليه في الدعوة الي الخير، و محللا لجوانب خفية من عقد النفس الانسانية و التواءاتها. و لعل اطلاع القاري ء علي مجموع هذه الحكم في مصادرها المذكورة آنفا ان يساعده علي تكميل صورة الامام باضافة خطوط جديدة اليها.


آيا پيامبر پروردگارش را ديد؟


هشام گويد: نزد امام صادق - عليه السلام - بودم آنگاه كه معاويه بن وهب و عبد الملك بن اعين بر ايشان وارد شدند پس معاويه به ايشان گفت: اي فرزند رسول خدا؛ چه مي گوئي درباره ي روايتي كه در آن آمده است كه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - پروردگارش را ديد، بر چه صورتي او را ديد؟



[ صفحه 50]



و آن روايتي كه (اهل سنت) روايت مي كنند كه مؤمنين پروردگارشان را در بهشت مي بينند بر چه صورتي او را مي بينند؟

حضرت تبسمي كردند سپس فرمودند: اي معاويه؛ چقدر زشت است براي مردي كه هفتاد سال يا هشتاد سال بر او بگذرد، و در ملك خدا زندگي كند، و از نعمتهايش بهره مند شود، با اين حال خدا را حق المعرفه و آن سان كه سزاوار است نشناسد.

سپس حضرت گفتند: اي معاويه؛ همانا محمد - صلي الله عليه و آله و سلم - پروردگار - تبارك و تعالي - را با چشم سر نديد و رؤيت و ديدن به دو صورت است: رؤيت قلبي و رؤيت چشم، پس اگر مرادشان از رؤيت؛ رؤيت قلبي است صحيح مي گويند.

و اگر مرادشان رؤيت چشم باشد در اين صورت به خدا و آياتش كافر شده اند، زيرا رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - فرمودند: هر كه خدا را به مخلوقش تشبيه كند كافر شده است. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 4 ص 33 ح 10.


دفعه هفتم


بار هفتم به نقل شريف ابوالقاسم واسطه احضار محمد بن عبدالله اسكندري نديم منصور بود گفت من از دست اولاد فاطمه جانم به لب آمده گفتم از دست كي گفت از دست جعفر بن محمد آنگاه شمشير خواست و به من گفت او را حاضر كن من رفتم خدمت امام ديدم قلنسوه اي بر سر دارد و مشغول حديث گفتن و درس دادن است عرض كردم خليفه شما را احضار كرده با همان لباس نزد منصور رفتيم و باز منصور از گفتار سعايت كنندگان نسبتها داد و امام صادق انكار فرمود من گفتم او وارث علم انبياء است خليفه گفت او را به منزل خود با احترام برگردان و اين آخرين بار بود كه شبانه موجب ناراحتي امام صادق عليه السلام شدند [1] .

قطب راوندي مي نويسد:

روزي منصور شمشير برهنه اي به غلام خود داد گفت چون جعفر بن محمد آمد از پشت سر گردن او را بزن - و فرستاد امام ششم را احضار كرد در آن هواي گرم كه پيرمرد بزرگوار به مجلس او آمد هر چه اشاره به غلام كرد اثري نديد آنگاه گفت يا بن رسول الله با اين هواي گرم شما را زحمت دادم براي ملاقات بود اگر ميل داري به منزل بازگرد امام آن ساعت برگشت منصور از غلام پرسيد چرا هر چه اشاره كردم امتثال امر نكري غلام گفت والله ما ابصرته و ابصرتك حتي خرج به خدا سوگند كه نه او را مي ديدم و نه ترا تا وقتي كه بيرون رفت منصور



[ صفحه 290]



گفت اگر اين اسرار را فاش كردي ترا خواهم كشت.

ابن حمدون مي نويسد منصور عباسي به امام جعفر صادق عليه السلام نوشت چرا نزد ما نمي آئي و آمد و رفت نمي كني حضرت در پاسخ او نوشت نه ما را از كار خود ترس و نه در نزد تو اميدي و نه آنچه تو داري در خور تهنيت است و نه آنرا نقمت شماري كه تعزيت گفته شود بنابراين نزد تو كاري ندارم.

منصور نوشت منظور من آن است كه به مصاحبت تو ما را نصيحت كني امام جواب داد من اراد الدنيا لا ينصحك و من اراد الاخره لا يصحبك يعني كسي كه در پي دنياست ترا نصيحت نمي كند و كسي كه در تأمين آخرت است به مصاحبت و مجالست تو مايل نيست.

امام ششم با ميل و اراده هيچ وقت به منزل منصور نرفت و اكثر مأمور مي فرستاد با اصرار آن حضرت را به دربار خود مي برد و با قهر و سوءنظر احضارش مي كرد و خداوند او را از شر او مصون مي داشت تا وقتي كه اجلش فرارسيد و به خدعه منصور مسموم شد [2] .


پاورقي

[1] حيات الصادق ص 110 ج 1.

[2] به كتب زير مراجعه شود- نورالابصار شبلنجي - تذكره ابن جوزي - مطالب السئول ابن طلحه شافعي فصول المهمه ابن صباغ مالكي - صواعق ابن حجر عسقلاني - ينابيع الموده شيخ سليمان قندوزي - كافي كليني - حيات الصادق - بحارمجلسي ج 11 - مناقب ابن شهرآشوب ج 2 - ارشاد شيخ مفيد - ج به نقل حيات الصادق ص 126 ج 1.


حديث 048


5 شنبه

مع العجلة تكون الندامة.

با شتابزدگي، پشيماني همراه است.

بحار، ج 68، ص 338


مالك بن انس


«الأصبحي الحميري» مُكنّي به ابوعبدالله، به امام دارالهجرة مشهور است و يكي از ائمه چهارگانه اهل سنت (مذهب مالكي) محسوب مي شود.

تولّد و وفات «مالك» در مدينه بود و توانست يكي از جوامع صحاح ستّه را به نام خود و با نام «الموطأ» ثبت كند.

فقه را از ربيعة الرّأي اخذ كرد و از امرا و ملوك دوري گزيد. از حديث گفتن در حال شتاب و ايستاده پرهيز مي كرد و در مدينه به احترام مرقد پيامبر اسلام (عليه السلام) هرگز بر مركبي سوار نشد. امام شافعي درباره اش گفت:

«مالك حجة الله تعالي علي خلقه بعد التابعين».

وي در سال 174 يا 178 يا 179 هـ. ق. در مدينه وفات يافت و در بقيع به خاك سپرده شد. مقبره «مالك» در پنجاه متري شرق درِ بقيع جاي دارد. اين محل در شمال شرقي



[ صفحه 525]



مقبره عقيل بن ابي طالب و مجاورت سمت غربي قبر نافع ـ شيخ القُرّاء ـ و همجوار با قبر شيخش نافع مدني مي باشد.



[ صفحه 526]




اخباره بالغائب 9


محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن حرب الطحان قال: أخبرني أحمد - و كان من أصحاب أبي الجارود -، عن الحارث بن حضيرة الأسدي الأزدي قال: قدم رجل من أهل الكوفة الي خراسان، فدعا الناس الي ولاية جعفر بن محمد عليه السلام، قال: ففرقة أطاعت و أجابت و فرقة جحدت و أنكرت و فرقة ورعت و وقفت، قال: خرج من كل فرقة رجل، فدخلوا علي أبي عبدالله عليه السلام. قال: فكان المتكلم منهم الذي ورع و وقف، و قد كان مع بعض القوم جارية فخلا بها الرجل و وقع عليها، فلما دخل علي أبي عبدالله عليه السلام كان هو المتكلم فقال له: أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة، فدعا الناس الي طاعتك و ولايتك فأجاب قوم و أنكر قوم و ورع قوم فوقفوا. قال عليه السلام: فمن أي الثلاث أنت؟ قال: أنا من



[ صفحه 73]



الفرقة التي ورعت و وقفت، قال: فأين كان ورعك ليلة نهر بلخ يوم كذا و كذا؟ قال: فارتاب الرجل [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن عبدالله - و كان من أصحاب أبي الجارود - قال: قدم من الكوفة الي خراسان يدعو الناس الي ولاية جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، ففرقة صالحت و أجابت و فرقه جحدت و أنكرت و فرقة ورعت و وقفت، فخرج من كل فرقة رجل، فدخلوا علي أبي عبدالله عليه السلام، فكان منهم الذي ذكر أنه تورع و وقف، و قد كان مع بعض القوم جارية، فخلا بها الرجل و وقع عليها. فلما دخلوا علي أبي عبدالله عليه السلام كان هو المتكلم، قال: أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة يدعو الناس الي ولايتك و طاعتك، فأجاب قوم و أنكر قوم و ورع قوم و وقفوا، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: من أي الثلاث أنت؟ قال: أنا من الفرقة التي وقفت و ورعت، فقال أبو عبدالله عليه السلام أين كان ورعك يوم كذا و كذا مع الجارية؟! قال: فارتاب الرجل و سكت [2] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات ص 245 ج 5 باب 11 ح 5.

[2] دلائل الامامة: ص 130.


مشاهده ي سگ و خوك در طواف


دو نفر به مخاصمه، شرفياب محضر حضرت امام صادق عليه السلام شدند و هر يك براي غلبه بر ديگري تلاش مي كرد. امام عليه السلام فرمود: آن كس كه با ظلم و ستم بر خصم خود غلبه مي كند بايد بداند كه پيروزي خوب و شرافتمندانه اي به دست نياورده است.

هم چنين ابوبصير روايت مي كند كه سالي در خدمت امام جعفرصادق عليه السلام به حج مي رفتم، در هنگام طواف خدمت آن حضرت عرض كردم يابن رسول الله حق سبحانه و تعالي اين خلق را مي آمرزد؟

حضرت فرمود: اي ابوبصير اين جماعتي را كه مي بيني، بيشتر ايشان سگان و خوكانند. گفتم: ايشان را چنان چه هستند به من نشان ده. پس آن حضرت سخن چند بر زبان مبارك جاري ساخت و دست بر چشم من كشيد. من آن جماعت را چنان كه آن حضرت فرمود ديدم.

پس خدمت آن حضرت عرض كردم، كه چشم مرا به حالت اول برگردان. چنان كرد، پس ايشان را مثل اول ديدم. سپس آن حضرت فرمود: يا ابامحمد انتم في الجتة تجرون و بين اطباق النار تطلبون فلا توجدون. يعني شما در بهشت شادمان و خوشحال باشيد و شما را در طبقات جهنم طلب كنند و نيابند.



[ صفحه 117]




كتابه إلي أبي بصير في الخمس


أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير [1] ، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كَتَبتُ إلَيهِ في الرَّجُلِ يُهدي لَهُ مَولاهُ وَالمُنقَطِعُ إلَيهِ هَدَّيِةً تَبلُغُ ألفَي درِهَمٍ، [أو [2] ]. أقلَّ أو أكثَرَ، هَل عَلَيهِ فيها الخُمسُ؟

فكتَبَ عليه السلام: الخُمسُ في ذلِكَ.

وَعَن الرَّجُلِ يَكونُ في دارِهِ البُستانُ، فيهِ الفاكِهَةُ، يَأكُلُها العِيالُ، وَإنَّما يَبيعُ مِنهُ الشّي ءَ بمئة دِرهَمٍ أو خَمسينَ دِرهَماً، هَل عَلَيهِ الخُمسُ؟

فكتَب: أمّا ما أكَلَ، فَلا، وَأمّا البَيعُ، فَنَعَمَ، هُوَ كَساءِ الضِّياعِ. [3] .



[ صفحه 47]




پاورقي

[1] أبو بصير

أبو بصير: يكنّي به جماعة: يحيي بن القاسم، وليث بن البختري، وعبد الله بن محمّد الأسدي وأبو بصير الأسديّ، ويحيي بن أبي القاسم، وأبو محمّد وأبو بصير المراديّ وهو ليث المراديّ. ثقة، وجيه، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، مات سنة خمسين ومائة. قال الكشي: إنّ أبا بصير الأسديّ أحد من اجتمعت العصابة علي تصديقه والإقرار له بالفقه. (راجع: رجال النجاشي: ج 2 ص 411 الرقم 1188، رجال الطوسي: الرقم 1491 و 1568 و 1650 و 3970 و 5099، رجال الكشي: ج 1 ص 396، الفهرست: ص 205 الرقم 585).

[2] ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق.

[3] مستطرفات السرائر: ص100 ح 28.


درس هاي اين وصيت


1. در زندگي خود به گونه اي عمل كنيم كه جلوه گري خاصي نداشته باشيم. به عبارت ديگر، از مطرح شدن در اذهان عمومي فاصله گرفته، آمد و شد خود را علني نسازيم. حضرت اميرالمؤمنين عليه السلام فرمود: «در بين مردم و جامعه باش، ولي از افكار و



[ صفحه 89]



راه هاي مردم بپرهيز» [1] و در كلام حكما آمده: استر ذهبك و ذهابك و مذهبك [2] يعني: دارايي، رفت و آمد، و مرام و عقيده ي خود را - حتي المقدور - براي همگان آشكار نكن.

و در روايت ديگر آمده است كه «اوليا و بندگان صالح خدا در بين مردم هستند، ولي هميشه مخفي مي باشند.» [3] كاملا آشكار است كه مخفي بودن، هرگز به معناي پنهان شدن در گوشه اي و عزلت گرفتن نيست، بلكه به معناي زندگي معمولي داشتن و دوري از مورد توجه قرار گرفتن مي باشد.

2. نوع برخورد ديگران با ما نبايد موجب شود از مرز عدالت خارج شويم. اين مطلب طي پنج توصيه ي زير آمده است:

الف. اگر بر تو ستم شد، ظلم و ستم مكن؛

ب. اگر خيانت ديدي، تو به كسي خيانت مكن؛

ج. اگر دروغ شنيدي، تو به كسي دروغ مگو؛

د. اگر كسي تو را مدح و ثنا كرد، شاد مشو؛

ه. اگر كسي تو را مذمت و نكوهش نمود، بي تابي مكن.

3. هميشه كوشش كنيم كه خود را بهتر بشناسيم و خدا را از خود راضي كنيم. مراقب باشيم از رحمت و لطف الهي دور نشويم؛ از چشم مردم افتادن اهميت ندارد؛ به قول شاعر:



يا رب نظر تو برنگردد

برگشتن روزگار سهل است



4. هميشه با قرآن (اين كتاب و فرمان الهي) انس داشته باشيم و به



[ صفحه 90]



فرمانش عمل كنيم، و زندگي خود را در مسيري كه قرآن فرموده قرار دهيم. كاري به مدح و ذم ديگران نداشته باشيم؛ همان كاري را انجام بدهيم كه خداوند از ما خواسته است.

5. جهاد با هواي نفس را كه جهاد اكبر است، فراموش نكنيم. چنانچه خلافي و يا معصيتي از ما سر زد، فورا توبه كنيم، تا از قافله ي نور دور نشويم.

6. تقوا را رعايت كنيم و در مسير متقين بوده، از مكر و حيله ي شيطان برحذر باشيم.

7. هميشه بر نعمت هاي الهي شاكر بوده، خود را در مسير اطاعت خداوند قرار داده، و عبادات و اعمال خويش را فقط براي خدا انجام دهيم.

8. هميشه بيدار و هوشيار باشيم و از غفلت (كه خطر بزرگي براي ماست - دوري كنيم.

9. بهترين راهنما براي ما علم و عقل است، از اين دو نعمت الهي كمال استفاده را برده، كوشش كنيم كه خيرمان به ديگران برسد.

10. اعمالي را براي روز جزا ذخيره كنيم، كه در آن روز خيلي نيازمند خواهيم بود.

11. زندگي را با قناعت همراه كنيم، و از حرص و طمع - كه منشأ ذلت و خواري است - دوري نماييم. پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله فرمود: عزيز است كسي كه قانع باشد، و ذليل است هر كه حريص و طماع باشد [4] .

12. آرزوهاي خود را محدود كرده، زاهدانه زندگي نماييم.



[ صفحه 91]



همچنين از عجب و تكبر و خودخواهي - كه اين هر سه منشأ بدبختي و بيچارگي است - دور باشيم.

13. تندرستي و عافيت از بزرگ ترين نعمت هاي الهي است. كوشش كنيم تندرست و سالم باشيم، زيرا حفظ صحت از واجبات است. در حديث شريف آمده است:

(نعمتان مجهولتان الصحة و الأمان) [5] .

دو نعمت ارزشمند است كه اهميت آن ها براي مردم ناشناخته است: عافيت و سلامت، و در امن و امان بودن.

14. مراقب سلامت روح و قلبمان باشيم. در همين زمينه پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله مي فرمايد: به درستي كه در درون هر جسمي قطعه گوشتي به نام قلب قرار گرفته است؛ اگر آن را به سلامت نگه داشتي، هميشه سالم خواهي بود، اما چنانچه قلبت فاسد و تاريك شد، همه چيز تو فاسد و تاريك خواهد شد.

15. از فرصت ها نهايت استفاده را ببريم و بر ذكر خدا مداومت داشته باشيم. هر كس به ياد خدا باشد، خداوند متعال هم به ياد او خواهد بود، و در نتيجه شيطان از او دور خواهد شد.

16. به گونه اي رفتار كنيم كه محبوب خداوند متعال باشيم، و در انجام اعمال خير عجله نماييم، زيرا شيطان با امروز و فردا كردن، توفيق انجام كار خير را از انسان مي گيرد.

17. مبادا در كارهاي خداپسندانه غفلت كنيم، كه مايه ي قساوت قلب مي شود.



[ صفحه 92]



18. هميشه به خداي متعال اميد داشته باشيم، تا از رحمت بي انتهاي او بهره مند شويم. در حديث قدسي آمده است:

لأقطعن أمل كل مؤمل غيري [6] .

اميد هر كس به ديگري را قطع مي كنم، جز اميد به خودم.

19. مقداري از شب را به نماز و دعا و مناجات و راز و نياز با خداي تبارك و تعالي اختصاص دهيم و اطمينان داشته باشيم كه اهميت به نماز نافله ي شب - كه 11 ركعت است - بركات عجيبي در دنيا و آخرت دارد.

20. دايم شكر نعمت هاي الهي را به زبان بياوريم، زيرا با اين عمل، نعمت بيش تري را جلب مي كنيم، و البته خداوند، بندگان شاكر را بسيار عزيز مي دارد؛ در قرآن هم آمده است:

(لئن شكرتم لأزيدنكم) [7] .

21. تا مي توانيم بايد به فكر آخرتمان باشيم. در اين دنيا، توشه و ذخيره فراهم كرده، خود را آماده ي سفر آخرت نماييم، و بدانيم عزت و ذلت، و حيات و مرگ به دست تواناي خداوند متعال است.

23. در انجام فرايض الهي كوشش كنيم، زيرا عزت دنيا و آخرت در پيروي از دستورات ديني است، پس در اين راه كوتاهي نكنيم. در بين مردم عادلانه رفتار نماييم و انصاف داشته باشيم.

24. بدانيم هيچ ظلم و تعدي به اندازه ي پيروي از هواي نفس براي صاحبش ضرر ندارد و خسارت به بار نمي آورد.



[ صفحه 93]



25. هيچ غم و غصه اي بالاتر از گناه و معصيت نيست. از اين رو حضرت اميرالمؤمنين علي عليه السلام فرمود: از مرگ نترس؛ از گناهي كه مرتكب شده اي بترس.

26. از جهاد در راه خدا غفلت نكنيم و بدانيم بالاترين جهاد، جهاد اكبر ناميده شده كه مبارزه با هواي نفس است.


پاورقي

[1] كتاب الغيبة - للنعمايي، صص 209 -210، ح 17.

[2] التحفة السنية، ص 330 مخلوط.

[3] بحارالانوار، ج 75، ص 187، ح 27.

[4] شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد، ج 19، ص 50.

[5] الحديث، ج 1، ص 329.

[6] كافي، ج 2، ص 66، ح 7، باب التفويض الي الله.

[7] ابراهيم، 7.


الأحلام و امتزاج صادقها بكاذبها و سر ذلك


فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها، فانها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، و لو كانت كلها تكذب، لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلا لا معني له، فصارت تصدق أحيانا، فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يتحذر منها، و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد.


انفاق و بخشش


انسان مؤمن بايد معتقد باشد كه روزي از خداست و دارايي و



[ صفحه 77]



امكانات، مرهون نيرو و مواهب و استعدادهايي است كه خداوند به بندگانش عطا فرموده است. همچنين بايد بداند كه همه ي مخلوقات روزي خوار خداوند هستند و توانگر و بينوا در استفاده از نعمت هاي خدايي سهيم اند و تفاوت درجات در روزي طبق حكمت و مصلحت الهي است. چنانچه مي فرمايد:

(و من يقنت منكن لله و رسوله و تعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين و أعتدنا لها رزقا كريما) [1] .

هر كس از شما براي خدا و پيامبرش خضوع كند و عمل صالح انجام دهد، پاداش او را دو چندان خواهيم ساخت، و روزي پر ارزشي براي او آماده كرده ايم.

كسي كه چنين عقيده اي داشته باشد، نه تنها از بذل و بخشش ناراحت نمي شود، بلكه همه را برادر خويش مي داند و بين غني و فقير فرقي نمي گذارد و بدين سبب جهان تنازع، به جهان تعاون تبديل و بسياري از مشكلات اجتماعي حل مي شود.

قرآن كريم به موضوع بخشش توجه بيشتري نموده و صدقات و انفاق را يكي از صفات متقين و در رديف فريضه نماز به حساب آورده است. [2] و در جاي ديگر گذشتن از گذرگاه هاي سخت قيامت را به آزاد كردن برده ها و اداي دين بدهكاران ناتوان و اطعام بر يتيمان و مسكينان مشروط مي نمايد.

و در مرتبه اي، رسيدن به مقام نيكوكاران واقعي و بهشت جاويدان را مربوط به بخشش اموالي مي داند كه مورد علاقه و محبت انسان مي باشد. بدين ترتيب مي بينيم كه بخشش و انفاق و اطعام يكي از پايه هاي اساسي ايمان و پرهيزكاري مي باشد.

امامان عليهم السلام در زندگي فردي و خرج هاي خصوصي به حداقل قناعت



[ صفحه 78]



مي كرد، به طوري كه اكثر اوقات به نان خشك و مقدار كمي سركه و نمك بسنده مي كردند و گاهي چند روز گرسنگي مي كشيدند.

اما در زندگي اجتماعي و مراجعات و خواسته هاي مردم دست و دل باز بوده و بخشش هاي شگفت آور و احسان و انفاق هاي فوق العاده آنان در صفحه هاي تاريخ زندگيشان مي درخشد.

در اين جا درباره ي انفاق و بخشش امام صادق عليه السلام به مواردي اشاره مي شود:


پاورقي

[1] سوره ي احزاب، آيه ي 31.

[2] سوره ي بقره، آيه ي 3.


مقتل زيد بن علي و ملابساته


و نود ان نوضح هنا - بايجاز - نقطة ذات أهمية في الموضوع و هي:

ان المشهور بأن الشيعة اجتمعوا الي زيد فسألوه عن أبي بكر و عمر و ما هو رأيه فيهما؟ أو انهم سألوه البراءة منهما، فاجابهم بخلاف ما أرادوه من الطعن في الشيخين. فتفرقوا عنه فسماهم الرافضة.

و عل هذا فقد وسم الشيعة باسم الرافضة، و انهم الذين رفضوا الشيخين أو رفضوا زيدا الي غير ذلك مما هو مشهور في هذه القضية.

و عندما نرجع الي الواقع و ندرس الحوادث علي ضوء العلم و عدم التحيز و نتثبت - قدر الامكان - من صحة القول فبدون شك يبدو لنا عدم صحته، و رب مشهور لا أصل له.

و حقيقة الأمر أن الشيعة لم يسألوا زيدا عن الشيخين و رأيه فيهما بذلك الموقف الحرج، و انما كان ذلك من قبل المندسين في صفوف جيشه، و انها كانت حيلة من قبل الوالي يوسف بن عمر ليوقع الفرقة، و يثير غبار الخلاف لأن جيش زيد كان يتألف من عناصر مختلفة الآراء و العقائد، ففيهم الخوارج و فيهم الناقمون الي الامويين، و فيهم الجواسيس و غير هؤلاء.

قال ابن عساكر: فخرج زيد في أربعة آلاف بالكوفة، فاحتال عليه بعض من كان يهوي هشاما، فدخلوا عليه و قالوا: ما تقول في أبي بكر و عمر؟.

فقال زيد: رحم الله ابابكر و عمر صاحبي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال:



[ صفحه 126]



أين كنتم قبل اليوم؟!! [1] .

و كان الغرض من القاء هذا السؤال في ذلك الموقف الحرج في ساعة حرب و تجمع، و هياج و تحزب، هو أحد أمرين و في كليهما نجاح تلك الخدعة، و تحقيق هدف تلك المؤامرة، فاما أن يتبرأ زيد من الشيخين و يسي ء القول فيها، فيكون حينئذ أقوي سبب لقتل زيد، لانه يسي ء القول في الشيخين و تلك وسيلة اتخذها الامويون و من بعدهم للقضاء علي خصومهم.

و إما أن لا يتبرأ فيقولون كيف لا يتبرأ ممن ظلمهم حقهم، و بالفعل قالوا و نجحت هذه المؤامرة، و تفرق أهل الغدر و ذووا الاطماع، و كانت هذه الحيلة من الوالي يوسف بن عمر اقوي سلاح لجأ اليه.

يقول الاستاذ الخربوطلي: و لجأ يوسف بن عمر الي الحيلة فدس لزيد بين أنصاره من يسأله عن رأيه في أبوبكر و عمر... الخ. [2] .

كما أنه أعطي لبعض جواسيسه الاموال ليتعرف علي أصحاب زيد [3] .

و إن الامر لا يحتاج الي مزيد من اقامة الشواهد علي اهتمام الامويين في اتخاذ الوسائل لفشل ثورة زيد، و أن نفسيات الاكثرية التي انضمت اليه قد طبعت علي الغدر و نقض العهود.

و ان قول زيد لمن سائله: اين كنتم قبل هذه؟ ليدل بصراحة علي ما في الامر من هدف معين و أمر مبيت.

إن الشيعة هم محور تلك الثورة، و ليس من الصحيح أن ينسب اليهم اثارة موضوع هم في غني عنه، و هم لا يجهلون رأي أهل البيت في ذلك الامر فما معني هذا السؤال في ذلك الموقف الحرج؟ كما انهم يعرفون الجيش اختلاطه من عناصر مختلفة، فكيف يهبط بهم الشذوذ في التفكير الي هذا المستوي الذي لا يتفق مع عقائدهم و لا يسير مع خططهم الثورية؟ و الحقيقة و الواقع ان الشيعة لم يثيروا هذا الموضوع لأنهم لا يجهلون خطره في ذلك الموقف الحرج، و انما كانت اثارته من الخدع السياسية، و الحيل الأموية.

و لقد نجحت تلك المؤامرة و تسربت الفرقة بين صفوف الجيش، و تفرق عن زيد من لم يأت لنصرته عن عقيدة ثابتة، و لم يبق معه إلا الخلص من



[ صفحه 127]



الشيعة، فدافعوا عنه دفاع الابطال، و ثبتوا معه الي أن قتل رحمة الله عليه، و قد قتل بين يديه جماعة منهم، و آخرون صحبوا ولده يحيي و قاتلوا معه، و لم ترفض الشيعة زيدا بل انما رفض المعاونة معه انصار الامويين و أعوان الظلمة.

و ليس باستطاعتنا التفصيل لهذه القضية الآن و الاحاطة بها من جميع الوجوه، ليتضح الامر كما يرام و سيأتي ان شاء الله مزيد بيان في دراسة هذا الموضوع و الوقوف علي الحوادث التي ادت الي فشل ثورة زيد بن علي عليه السلام.


پاورقي

[1] تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 23.

[2] الدولة العربية الاسلامية ص 305.

[3] الطبري ج 8 ص 277.


الامام الباقر و عبدالملك


و كان عبدالملك بن مروان يبتعد عن التعرض للامام الباقر عليه السلام و اهل بيته و كتب الي عامله في الحجاز: جنبني دماء آل أبي طالب فاني رأيت آل حرب لما تهجموا بها لم ينصروا. [1] .

فهو لا يجهل منزلتهم و يعرف مكانتهم، و لكن حرصه علي ملكه و طمعه في دنياه يدعوه الي نصب العداء لهم؟ لأنهم أوقع منه في نفوس الامة و اليهم تهوي افئدة المسلمين. و كان يلجأ اليهم في اكثر الامور التي تهمه، و لا يجد المخرج منها إلا بهم لعلمه بمكانتهم مع تكتمه و عدم اظهار ذلك.



[ صفحه 459]



و لما كتب اليه ملك الروم يتوعده فضاق عليه الجواب، فكتب الي الحجاج و هو اذ ذاك علي الحجاز: أن ابعث الي علي بن الحسين زين العابدين فتوعده و تهدده و اغلظ له، ثم انظر ماذا يجيبك؟ فاكتب به الي.

ففعل الحجاج ذلك. فقال له علي بن الحسين عليه السلام: إن لله في كل يوم ثلاثمائة و ستين لحظة، و ارجو أن يكفينيك في أول لحظة من لحظاته. فكتب الحجاج الي عبدالملك بذلك.

و لما كتب ملك الروم لعبد الملك بن مروان يتهدده أن يذكر النبي صلي الله عليه و آله و سلم في الدنانير بما يكرهون، فعظم ذلك علي عبد الملك و استشار الناس فلم يجد عند أحد منهم رأيا. [2] .

فقال له روح بن زنباع: إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر، ولكنك تتعمد تركه، فقال ويحك من؟ فقال: عليك بالباقر من أهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: صدقت ولكنه ارتج الرأي فيه.

فكتب الي عامله بالمدينة: ان أشخص الي محمد بن علي بن الحسين مكرما، و متعه بمائة الف درهم لجهازه و بثلاثمائة الف لنفقته، و أرح عليه في جهازه و جهاز من يخرج معه من اصحابه، و حبس عبدالملك رسول ملك الروم الي موافاة محمد بن علي الباقر، فلما و افاه أخبره الخبر، فقال له محمد الباقر: لا يعظم عليك فانه ليس بشي ء من جهتين: إحداهما أن الله عزوجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و الثاني وجود الحيلة فيه قال: و ما هي؟ قال: تدعو بصاغة فيضربون بين يديك سككا للدراهم و الدنانير و تجعل النقش عليها سورة التوحيد الي آخر القصة. [3] .

و علي أي حال فالامام ابوجعفر الباقر أعلم أهل زمانه و سيد الهاشميين و أفضلهم في عصره، و لم يكن ليحيا حياة العزلة أو ينضم في زاوية الخمول، بل كانت له شهرة، و لمدرسته أثر في توجيه الفكر. تخرج منها علماء الامة الذين هم مفخرة الزمن.

و قد نظر اليه رجال السلطة نظر تهيب و تحفظ، و وقفوا امام نشر تعاليمه و انتشار ذكره موقف المعارضة، لان ذلك يهدد مناصبهم التي أحاطت بها هالة من الجهل، و التف حولها اعداء الفضيلة و خصوم الحق، و قد تحمل



[ صفحه 460]



صلوات الله عليه ضروب الاذي، و ثبت أمام تلك المصاعب مجاهدا لاحياء الدين و تأييد الشريعة و خدمة الانسانية، و دعا المسلمين لما فيه صلاح دينهم و دنياهم ليصبحوا امة ابرارا، يتعاونون علي البر و التقوي و العدل و الاحسان، حتي قضي صابرا محتسبا، سنة 114 ه مسموما و دفن بالبقيع مع ابيه زين العابدين عليه السلام و الحسن السبط عليه السلام.

فسلام عليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا. و قد أوصي لولده الإمام جعفر بن محمد الصادق بما أوصاه به أبوه زين العابدين عندما حضرته الوفاة بقوله:

يا بني إن العقل رائد الروح، و العلم رائد العقل، و العقل ترجمان العلم، و اعلم أن العلم أبقي و اللسان اكثر هذرا، الي أن قال له: ان الساعات تذهب عمرك و انك لا تنال نعمة الا بفراق اخري، فاياك و الامل الطويل فكم من مؤمل أملا لا يبلغه، و جامع مال لا يأكله، و مانع ما سوف يتركه. الي آخر وصيته ثم قال: اوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة:

اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله.

و كان له من الاولاد خمسة من الذكور: الإمام جعفر الصادق عليه السلام و كان يكني به، و عبدالله الأفطح و أمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، و عبدالله و ابراهيم أمهما أم حكيم بنت أسد الثقفية، و علي و أمه أم ولد.

و علي كل حال فالامام أبوعبدالله جعفر الصادق وارث ابيه و خليفته من بعده، و قد نشأ في ظله و تغذي من علومه و استمد مواهبه منه، و قد دب و درج في حجور طابت و طهرت و نشأ في ربوع الوحي و ترعرع في مهد الرسالة، و هو من أهل بيت النبوة و معدن العلم و مهبط الوحي، و هم كما يقول القائل:



اذا ولد المولود منهم تهللت

له الأرض و اهتزت اليه المنابر



فهم حكام الاسلام و أعلام الأنام:



لو كان يوجد عرف مجد قبلهم

لوجدته منهم علي أميال



إن جئتهم أبصرت بين بيوتهم

كرما يقيك مواقف التسآل



نور النبوة و المكارم فيهم

متوقد في الشيب و الاطفال [4] .



و لهم في كتاب الله غني مدح المادحين و وصف الواصفين:

(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا).



[ صفحه 463]




پاورقي

[1] اليعقوبي ج 3 ص 47.

[2] شذور العقود للمقريزي ص 7.

[3] الدميري ج 2 ص 55، و المحاسن و المساوي للبيهقي، و العقد المنير ص 18 و هامش شذور العقود ص 7 و قد نسب ابن الاثير هذه الفكرة لخالد بن يزيد و هي خطأ.

[4] زهر الآداب ج 1 ص 58.


رسالة الجاحظ في تفضيل علي


قال، هذا كتاب من اعتزال الشك و الظن، و الدعوي و الأهواء، و أخذ باليقين و الثقة من طاعة الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، و باجماع الأمة بعد نبيها عليه



[ صفحه 95]



السلام مما يتضمنه الكتاب و السنه، و ترك القول بالآراء، فانها تخطي ء و تصيب، لأن الأمة أجمعت أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم شاور أصحابه في الأسري ببدر، و اتفق علي قبول الفداء منهم فأنزل الله تعالي:

«ما كان لنبي أن يكون له».

فقد بان لك: أن الرأي يخطي ء و يصيب و لا يعطي اليقين، و انما الحجة لله و رسوله و ما أجمعت عليه الأمة من كتاب الله و سنة نبيها. و نحن لم ندرك النبي صلي الله عليه و آله و سلم و لا أحدا من أصحابه الذين اختلفت الأمة في أحقهم، فنعلم أيهم أولي، و نكون معهم كما قال تعالي: «و كونوا مع الصادقين» و نعلم أيهم علي الباطل فنتجنبهم؟

و كما قال تعالي: «و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا» حتي أدركنا العلم فطلبنا معرفة الدين و أهله، و أهل الصدق و الحق، فوجدنا الناس مختلفين يبرأ بعضهم من بعض، و يجمعهم في حال اختلافهم فريقان:

أحدهما، قالوا: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم مات و لم يستخلف أحدا. و جعل ذلك الي المسلمين يختارونه، فاختاروا أبابكر.

و الآخرون، قالوا: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم استخلف عليا، فجعله اماما للمسلمين بعده. و ادعي كل فريق منهم الحق. فلما رأينا ذلك وقفنا الفريقين لنبحث و نعلم المحق من المبطل؟

فسألناهم جميعا: هل للناس بد من و ال يقيم أعيادهم، و يجبي زكاتهم، و يفرقها علي مستحقيها، و يقضي بينهم، و يأخذ لضعيفهم من قويهم و يقيم حدودهم؟

فقالوا: لابد من ذلك.

فقلنا: هل لأحد يختار أحدا فيوليه، بغير نظر من كتاب الله و سنة نبيه؟

فقالوا: لايجوز ذلك الا بالنظر.

فسألناهم جميعا عن الاسلام الذي أمر الله به؟

فقالوا: انه الشهادتان، و الاقرار بما جاء من عندالله، و الصلاة، و الصوم، و الحج - بشرط الاستطاعة - و العمل بالقرآن يحل حلاله و يحرم حرامه.

فقبلنا ذلك منهم لاجماعهم.

ثم سألناهم جميعا:

هل لله خيرة من خلقه، اصطفاهم و اختارهم؟



[ صفحه 96]



فقالوا: نعم.

فقلنا: ما برهانكم؟

فقالوا: قوله تعالي: «و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم».

فسألناهم: من الخيرة؟

فقالوا: هم المتقون.

فقلنا: ما برهانكم؟

فقالوا: قوله تعالي: «ان أكرمكم عندالله أتقاكم».

فقلنا: هل لله خيرة من المتقين؟

قالوا: نعم، المجاهدون بأموالهم بدليل قوله تعالي: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة).

فقلنا: نهل لله خيرة من المجاهدين؟

قالوا جميعا: نعم - السابقون من المهاجرين الي الجهاد بدليل قوله تعالي: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل).

فقبلنا ذلك منهم لاجماعهم عليه: علمحنا أن خيرة الله منخلقه المجاهدون السابقون الي الجهاد. ثم قلنا:

هل لله منهم خيرة؟

قالوا: نعم. قلنا: من هم؟

قالوا: أكثرهم عناء في الجهاد، و طعنا و ضربا و قتلا في سبيل الله، بدليل قوله تعالي: (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره) (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عندالله).

فقبلنا منهم ذلك، و علمنا و عرفنا: أن خيرة الخيرة أكثرهم في الجهاد عناء، و أبذلهم لنفسه في طاعة الله، و أقتلهم لعدوه.

فسألناهم عن هذين الرجلين - علي بن أبي طالب و أبي بكر - أيهما كان أكثر عناء في الحرب، و أحين بلاء في سبيل الله؟

فأجمع الفريقان علي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان أكثر طعنا و ضربا و أشد قتالا، و أذب عن دين الله و رسوله.

فثبت بما ذكرناه من اجماع الفريقين، و دلالة الكتاب و السنة أن عليا أفضل.

و سألناهم - ثانيا - عن خيرته من المتقين؟



[ صفحه 97]



فقالوا: هم الخاشعون، بدليل قوله تعالي: «و أزلفت الجنة للمتقين غير بعيد، هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب و جاء بقلب منيب». و قال تعالي: «أعدت للمتقين الذين يخشون ربهم».

ثم سألناهم: من الخاشعون؟

فقالوا، هم العلماء، لقوله تعالي: (انما يخشي الله من عباده العلماء).

ثم سألناهم جميعا: من أعلم الناس؟

قالوا أعلمهم بالقول، و أهداهم الي الحق، و أحقهم أن يكون متبوعا و لا يكون تابعا بدليل قوله تعالي: (يحكم به ذوا عدل منكم) فجعل الحكومة لأهل العدل.

فقبلنا ذلك منهم، و سألناهم عن أعلم الناس بالعدل من هو؟

قالوا: أدلهم عليه.

قلنا: فمن أدل الناس عليه؟

قالوا: أهداهم الي الحق. و أحقهم أن يكون متبوعا و لا يكون تابعا بدليل قوله تعالي: (أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي الا أن يهدي) فدل كتاب الله و سنة نبيه عليه السلام و الاجماع: أن أفضل الأمة بعد نبيها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، لأنه اذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم، و اذا كان أتقاهم كان أخشاهم، و اذا كان أخشاهم كان أعلمهم، و اذا كان أعلمهم كان أدل علي العدل، و اذا كان أدل علي العدل كان أهدي الأمة الي الحق، و اذا كان أهدي كان أولي أن يكون متبوعا، و ان يكون حاكما لا تابعا و لا محكوما.

و أجمعت الأمة - بعد نبيها صلي الله عليه و آله و سلم - أنه خلف كتاب الله تعالي ذكره و أمرهم بالرجوع اليه اذا نابهم أمر، و الي سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم فيتدبرونهما و يستنبطوا منهما ما يزول به الاشتباه فاذا قرأ قارئهم: (و ربك يخلق ما يشاء و يختار) فيقال له: اثبتها، ثم يقرأ: (ان أكرمكم عند الله أتقاكم) و في قراءة ابن مسعود - ان خيركم عندالله أتقاكم - (و أزلفت الجنة للمتقين غير بعيد، هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب).

فدلت هذه الآية علي أن المتقين هم الخاشون.

ثم يقرأ فاذا بلغ قوله: (انما يخشي الله من عباده العلماء) فيقال له: اقرأ حتي ننظر هل العلماء أفضل من غيرهم أم لا؟ فاذا بلغ قوله تعالي: (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) علم أن العلماء أفضل من غيرهم.



[ صفحه 98]



ثم يقال: اقرأ، فاذا بلغ الي قوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات).

قيل: قد دلت هذه الآية علي أن الله قد اختار العلماء و فضلهم و رفعهم درجات، و قد اجمعت الأمة علي أن العلماء من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذين يؤخذ عنهم العلم كانوا أربعة: علي بن أبي طالب، و عبدالله بن العباس و ابن مسعود، و زيد بن ثابت.

و قالت طائفة: عمر، فسألنا الأمة:

من أولي الناس بالتقديم اذا حضرت الصلاة؟

فقالوا: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: يؤم القوم أقرؤهم. ثم أجمعوا علي أن الأربعة كانوا أقرأ من عمر فسقط عمر، ثم سألنا الأمة: أي هؤلاء الأربعة أقرأ لكتاب الله، و أفقه لدينه فاختلفوا، فأوقفناهم حتي نعلم. ثم سألناهم:

أيهم أولي بالامامة؟

فأجمعوا علي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: الأمة من قريش. فسقط ابن مسعود و زيد بن ثابت. و بقي علي بن أبي طالب و ابن عباس، فسألنا:

أيهما أولي بالامامة؟

فأجمعوا: علي أن النبي قال: اذا كان عالمان فقيهان من قريش فأكبرهما سنا و أقدمهما هجرة. فسقط عبدالله بن العباس و بقي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فيكون أحق بالامامة، لما أجمعت عليه الأمة و لدلالة الكتاب و السنة عليه. انتهي.

ذكر هذه الرسالة [1] أبوالحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسي بن أبي الفتح الأربلي و قال: انها نسخت عن مجموع للأمير أبي محمد الحسن بن عيسي المقتدر بالله.

و بهذا نكتفي عن الحديث حول الجاحظ، كما أنا لا نود أن نتعرض لكر ابن حزم و تشنيعه علي هشام و قسوته في اتهامه، و يكفينا في ابن حزم ما عرف عنه من التهجم علي العلماء بدون استناد حتي قيل: لسان ابن حزم و سيف الحجاج شقيقان. اذ كل واحد منهما يفتك بالمسلمين ظلما و عدوانا.

و قد تحامل ابن حزم علي الشيعة بما لا يتقبله العقل: و لا ندري من أي مصدر استقي ذلك. فلنترك مناقشته و علي الله حسابه.



[ صفحه 99]




پاورقي

[1] كشف الغمه ص 13 - 12.


المنحرفون عن الحق و الشيعة


و نعود الي أولئك المنحرفين عن الصواب، الذين جعلوا من التشيع ستارا لأعداء الدين، بل زاد بعضهم فجعل التشيع مبدأ تفرق هذه الأمة، لأن أصول التشيع من ابتداع اليهود، كما يقول لسيد رشيد رضا: (كان التشيع للخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مبدأ تفرق هذه الأمة في دينها و في سياستها:

و كان مبتدع أصوله يهودي اسمه عبدالله بن سبأ، أظهر الاسلام خداعا. و دعا الي الغلو في علي كرم الله وجهه، لأجل تفريق هذه الأمة و افساد دينها و دنياها) [1] .

نعم نعود فنسائلهم عن هذا التجني الفاضح هل أخذوه من مصدر يوثق به؟ أم هل وقفوا علي شي ء من ذلك في كتب الشيعة مما يؤيد ما ذهبوا اليه؟

ما ذنب الشيعة عندما اقتضت الظروف القاسية أن تحمل أعداءهم علي التدخل في صفوفهم، لتشويه السمعة و فتح باب المواخذة؟

و هل كل من يدعي الانتساب لقوم يؤخذون بجرمه مع بيان الفارق، و عدم العلاقة و اظهار البراءة و الابتعاد عنه.

أي علاقة بين الشيعة و بين الغلاة، و هل يوجد ربط في العقائد بين الفئتين؟ اللهم الا من باب المغالطة و التجاهل، فما هذا التجني يا أيها الكتاب؟ لقد أبيتم الا أن تجعلوا حب أهل البيت غلوا، و ثبوت الوصاية لعلي خروجا عن الاسلام.

انظروا الي عواقب هذا التطرف و الشذوذ، و كيف أدي الي تفريق الصف



[ صفحه 401]



و تشتيت الشمل، و تغلب أعداء الاسلام عليهم و حكمهم لبلادهم و استغلالهم لثرواتهم.

و ان تلك الافتراءات التي يصوغها المتحاملون، و يحوكها المتعصبون، فهي لا تقوي علي مقابلة الحق، بل تذوب أمام أضوائه، و تتحطم تحت ضرباته، و الذين يصرون علي مثل هذه الأمور، و يأبون التورع عن مثل هذا الانحدار، انما هم أعداء الأمة الاسلامية جمعاء، و جعلوا من الشيعة هدفا لأغراضهم، ليثيروا الفتنة و البغضاء بين صفوف المسلمين فتحققت بذلك أغراضهم السيئة.

أما قضية ابن سبأ فهي أسطورة قديمة و لعبة سياسية، و تهمة اتهم بها كبار الصحابة من حملة لواء التشيع، كأبي ذر و عمار و غيرهم.

يقول الدكتور أحمد أمين في فجر الاسلام بعد ذكر مزدك [2] و مذهبه الثنوي: و قد اعتنق مذهبه آلاف من الناس، ولكن قباذ نكل به و بقومه، و دبر لهم مذبحة سنة 523 ه كاد يستأصلهم بها.

و مع هذا فقد ظل قوم يتبعون مذهبه، حتي الي ما بعد الاسلام، الي أن يقول: و نلمح وجه شبه بين رأي أبي ذر الغفاري، و بين رأي مزدك في الناحية المالية فقط، فالطبري يحدثنا أن أباذر؛ (قام بالشام و جعل يقول: يا معشر الأغنياء و اسوا الفقراء، بشر الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله بمكاو من نار تكوي بها جباههم و ظهورهم) [3] .

من هذه الدعوة التي قام بها أبوذر الغفاري يستنتج الأستاذ أحمد أمين أن أباذر أخذ هذا الرأي من مزدك أو قريب من رأيه. و بعد ذلك يتساءل الأستاذ عن كيفية أخذ أبي ذر لهذا الرأي، فيستدل بما رواه الطبري: أن ابن السوداء لقي أباذر فأوعز اليه بذلك ثم يقول: و نحن نعلم أن ابن السوداء هذا لقب به عبدالله بن سبأ، و كان يهوديا من صنعاء، أظهر الاسلام في عهد عثمان، و أنه حاول أن يفسد علي المسلمين دينهم، و بث في البلاد عقائد كثيرة ضارة، قد نتعرض لها فيما بعد، و كان قد طوف في بلاد كثيرة: في الحجاز و البصرة،



[ صفحه 402]



و الكوفة، و الشام و مصر، فمن المحتمل القريب أن يكون قد تلقي هذه الفكرة من مزدكية العراق أو اليمن، و اعتنقها أبوذر حسن النية، و صبغها بصبغة الزهد التي كانت تجنح اليها نفسه...

و يقول الدكتور حسن ابراهيم في كتابه (تاريخ الاسلام السياسي) بعد أن ذكر بيان الحالة التي كان عليها المسلمون في أخريات خلافة عثمان: فكان الجو ملائما تمام الملاءمة، و مهيئا لقبول دعوة عبدالله بن سبأ، و التأثر بها الي أبعد حد.

و قد أذكي نيران هذه الثورة صحابي قديم، اشتهر بالورع و التقوي، و كان من كبار أئمة الحديث، و هو أبوذر الغفاري [4] الذي تحدي سياسة عثمان، و معاوية و اليه علي الشام، بتحريض رجل من أهل صنعاء هو عبدالله بن سبأ، و كان يهوديا فأسلم، ثم تنقل في البلاد الاسلامية، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، فالكوفة، و الشام و مصر.

فأنت تري أن هذا الصحابي الجليل، الذي امتاز بصدق اللهجة، و وضوح الحجة، فاستحق أن يقول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم عن أخلاقه: (ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر) [5] قد تجني عليه بما نسبوه اليه من التأثر بآراء مزدك بواسطة ابن السوداء عبدالله بن سبأ، كما يزعم هؤلاء الأساتذة الذين لاخبرة لهم بالتاريخ و لا معرفة بأحوال الرجال.

و نحن اذ نستعرض مثل هذه الآراء، لا نريد من ورائها الا اعطاء صورة عن الشذوذ الفكري، و الخروج عن قواعد الاستنتاج.

كيف يصح القول بأن أباذر قد اعتنق رأي (مزدك)؟؟ و هو خريج مدرسة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و المنتهل من علومه، و الممتثل لتعاليمه، و قد وصفه صلي الله عليه و آله و سلم بما سمعت آنفا كما وصفه الامام علي عليه السلام بقوله: (أبوذر و عاء ملي ء



[ صفحه 403]



علما ثم أوكي ء عليه) [6] .

و من كان كذلك أيحتاج بآرائه و أقواله الي يهودي، فيتأثر بأقواله و آرائه؟ فتكون أساسا لدعوته التي قام بها.

ولكن عوامل السياسة، و مؤثرات الدعاية توجد من لا شي ء شيئا، عودما اقتضت الظروف تبرير معاوية في عمله، و حمله علي الصحة، و أن انكار أبي ذر عليه كان بدافع عن اعتقاد خارج عن الاسلام، و لهذا فقد التجأ أنصار معاوية و المدافعون عنه أن يلبسوا دعوة أبي ذر بصبغة التأثر بآراء غير المسلمين. ليسلم معاوية من الطعن، و ان أصاب الطعن صميم تعاليم الاسلام.

هذا و مع التنزل من صحة قصة ابن سبأ الذي جعلوا منه بطلا لجميع الحركات في ذلك العهد، فهو الذي رفع صوته بالكوفة انكارا علي عثمان، فاستجابت له الجماهير، و رحل الي مصر فغير القلوب، و جهز الجيوش لحرب عثمان، و أقام في المدينة، فحول الأمور عن مجراها و أغري بعض الصحابة، أمثال أبي ذر، و عمار بن ياسر [7] و محمد بن حذيفة [8] و عبدالرحمن بن عديس [9] و محمد بن أبي بكر [10] و صعصعة بن صوحان



[ صفحه 404]



العبدي [11] و مالك الأشتر: [12] و غيرهم من صلحاء الصحابة و كبار التابعين.

الي آخر ما نسبوه اليه من أعمال، و كل ذلك لا يمت الي الوقع بصلة، لأن قصة ابن سبأ هي من القصص الخرافية، و قد تفرد الطبري بذكرها مستندا الي سيف بن عمرو التميمي البرجمي الكوفي، و اذا رجعنا الي ترجمته لنقف علي قيمة ما يرويه، فانا نجدهم يصفونه بالوضع للحديث، ساقط الرواية، يروي الموضوعات عن الثقاة، عامة أحاديثه منكرة، متهم بالوضع و الزندقة [13] الي آخر ما ورد في وصفه عن علماء الرجال كابن معين و أبي حاتم، و أبي داود، و الدار قطني، و ابن عدي و ابن يحيي، و ابن حبان و غيرهم. و ذلك لا يدع مجالا للشك بأن هذا الرجل قد وضع هذه القصة، و لا يقصد من ورائها الا الوقيعة في رجال المسلمين، و اثارة الفتنة فيما بينهم، طبقا للخطط التي وضعها الزنادقة في ذلك العصر، و قد نجح هذا المخطط، فأصبح ابن سبأ بطلا مشهورا يردده الكتاب و المؤرخون.

و تجدر الاشارة هنا الي ارتباط هذا الاتهام بذلك التحسس الديني الذي أثارته سياسة عثمان، و التي كانت أول البوادر للتحكم و الاستبداد، و أول ظاهرة في الحكم الاسلامي، و من أجل ذلك قام أولئك الصحابة الذين تخرجوا من مدرسة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم فأنكروا تلك الأفعال، و عارضوا تلك السياسة، فعظم ذلك علي الأمويين، و قابلوا أعمالهم بالعنف من جهة، و بالحط من كرامتهم من جهة أخري.

و ان نظرة بسيطة الي واقع الأمر، فانا نجد اتهام الصحابة بتلك الأمور انما هو من أعمال أنصار الأمويين، لتشويه سيرة أولئك العظماء الذين نقموا علي عثمان، و أنكروا عليه سياسته التي جرت عليه نقد الصحابة و اعلان الثورة.

و الحاصل أن وضع أسطورة ابن سبأ هي لغرض الحط من كرامة المنكرين علي عثمان، ولكن المنصفين من الباحثين لم يستطيعوا السكوت عن هذه



[ صفحه 405]



الخرافة البالية، و الأسطورة المضحكة، و الفرية الباطلة، فصرحوا بما هو الحق، و أظهروا للناس بطلانها، و ناقشوا نقاط الضعف التي تحوط بها، فنحن نشكر للمنصفين انتباهم، كما أننا نأسف لأولئك المخدوعين لانزلاقهم في هوة التعصب، و انقيادهم للهوي و استجابتهم لداعية التفرقة، فنحن نمر بلغوهم مر الكرام، و لنسدل الستار عن فضائح جناياتهم علي الحقيقة، و نكل أمرهم لذوي العقول الراجحة، و الأفكار الثاقبة الذين يقيسون الأمور بمقياس العلم، و تقترن أقوالهم بالواقع، و لا يقيمون للخرافات و زنا و لا يجعلون للتقليد الأعمي قيمة.



[ صفحه 409]




پاورقي

[1] كتاب السنة و الشيعة أو الوهابية و الرافضة ص 9-4 طبع مصر سنة 1366 ه 1947 و الكتاب يقع في 281 صفحة و كله سباب و تهجم و تقول بالباطل علي رجال الشيعة و اعيانهم و قد وضع له (الشيخ احمد حامد الفقي) خاتمة، و أي خاتمة هي انه قد تكلم بلسان لا عهد له بالأداب، و لاصلة له بالصدق، و قد اعرضنا عن مناقشته تهاونا و احتقارا.

[2] ظهر مزدك في فارسي سنة 487 ه و هو من أهل نيسابور، و دعا الي مذهب ثنوي جديد، و كان يقول بالنور و الظلمة، و امتاز بتعاليمه الاشتراكية، و أحل النساء و أباح الأموال، و جعل الناس شركة فيها كاشتراكهم في الماء و النار و الكلأ، فقوي أمره و عظمت شوكته، و اتبعه السفلة، و اغتنموا دعوته فرصة، فابتلي الناس بهم و قوي امرهم حتي كانوا يدخلون علي الرجل في داره فيغلبونه علي منزله و نسائه و أمواله....

[3] فجر الاسلام ص 110.

[4] ابوذر هو جندب بن جنادة الغفاري، المتوفي سنة 31 ه أمه أم رملة بنت الوقيعة الغفارية، و هو رابع أربعة سبقوا الي الاسلام، و كان من المتألهين في الجاهلية الذين عبدوا الله و تركوا الأصنام، و لما اسلم أجهر في اسلامه في البيت الحرام بمكة فضربه رجال من قريش حتي ضرجوه بدمه، و اغمي عليه فتركوه ظنا منهم انه مات، و قد ورد عن النبي (ص) احاديث كثيرة في مدحه، و رحل الي الشام في خلافة عثمان، فانكر علي معاوية سيرته و سوء عمله، و اعلن بالانكار عليه، فكشاه معاوية الي الخليفة، و أخرجه من الشام و نفاه الي الربذة حيث توفي بها وحده، فكان كما قال فيه النبي (ص): (رحم الله أباذر يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده).

و لما انتقل رسول الله (ص) الي جوار ربه كان أبوذر غائبا فعاد و قد ولي أبوبكر، فقال: أصبتم قناعة و تركتم قرابة، لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم اثنان.

[5] الاستيعاب بهامش الاصابة ج 1 ص 216 و الاصابة ج 1 ص 64.

[6] الاصابة ج 4 ص 64.

[7] هو أبواليقضان عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن قيس من بني ثعلبة و امه سمية، و هو سابع سبية أظهروا الاسلام و جاهروا به، و قد قال فيه رسول الله (ص): ان عمارا ملي ء ايمانا الي مشاشه.

و كان من المعذبين في الله هو و ابوه و امه، و قدمات والده متأثرا من تعذيب قريش اياه علي اسلامه، و كان عمار مع علي في حرب الجمل و صفين؛ و قتل بصفين مساء الخميس 9 صفر سنة 37 ه قتله أهل الشام، فكان قتله مصداقا لقول رسول الله (ص): (يا عمار تقتلك الفئة الباغية).

[8] هو أبوالقاسم محمد بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبدشمس بن عبدمناف، و أمه سهلة بنت سهيل بن عمر العامرية، ولد بأرض الحبشة علي عهد رسول الله، و كان من أشد الناس انكارا علي عثمان، و ذهب الي مصر، فأخرج نائب عبدالله بن أبي سرح من مصر، و بايعه أهل مصر، و لما ولي علي (ع) أقر محمد بن حذيفة علي مصر، و بقي علي امارته، و قد غدر به معاوية و سجنه بدمشق و قتله.

[9] عبدالرحمن بن عديس البلوي المقتول سنة 36 ه كان ممن شهد الحديبية، و بايع تحت الشجرة، و كان ممن أظهر الانكار علي عثمان، و قاد جيش المصريين لحربه يوم الدار، و قد سجنه معاوية، و غدر به بعد المهادنة و قتله.

[10] محمد بن ابي بكر و امه اسماء بنت عميس، نشأ في حجر علي، و شهد معه حروبه، ثم ولاه مصر سنة 37 ه فجهز اليه معاوية جيشا و قتل صبرا، و ادخلوا جسده في بطن حمار ميت فاحرقوه و ذلك في سنة 38 ه.

[11] صعصعة بن صوحان بن حجير بن الهجرس العبدي، أسلم علي عهد رسول الله (ص) و كان خطيبا فصيحا، شهد صفين مع علي (ع) و لما استولي معاوية بعد الصلح نفاه الي البحرين فمات بها.

[12] هو مالك بن الحرث بن عبد يغوث بن مسلمة بن الحرث بن جذيمة بن مالك النخعي، أدرك رسول الله، و كان رئيس قومه، شهد اليرموك فشترت عينه بها؛ و لقب بالأشتر، صحب عليا و شهد الجمل و صفين، و أرسله علي واليا علي مصر فدس معاوية اليه السم في العسل علي يد رجل صحبه في الطريق، ارسله معاوية لهذا الغرض، و توفي متأثرا من السم و ذلك سنة 38 ه.

[13] ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 438، و تهذيب التهذيب ج 4 ص 297، و فهرست ابن النديم ص 137.


عروة


أبوعبدالله المدني عروة بن الزبير بن العوام المتوفي سنة 92 ه.

كان من المبرزين في الدولة، و كان كثير الرواية عن خالته أم المؤمنين عائشة، و كان عبدالملك يشيد بذكره حتي قال: من سره أن ينظر الي رجل من أهل الجنة فلينظر الي عروة بن الزبير و قد حضر الجمل مع أبيه الزبير في حرب علي.


آية المودة في القربي


لم يختلف المفسرون في أن هذه الآية نزلت في قرابة النبي و مودتهم و انما الخلاف بينهم في المقصود منهم.

قال علاء الدين المعروف بالخازن: و اختلفوا في قرابته صلي الله عليه و آله و سلم فقيل: علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنهم.

و قيل: من تحرم عليهم الصدقة من أقاربه و هم بنوهاشم و بنوالمطلب [1] .

و قال أبومحمد الحسين الفراء: و اختلفوا في قرابته فاطمة الزهراء و علي و ابناهما و فيهم نزل انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا...

و قيل هم الذين تحرم عليهم الصدقة من أقاربه و يقسم فيهم الخمس. [2] و قد أخرج الحفاظ عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: علي و فاطمة و ابناهما.

أخرجه أحمد في المناقب و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و الواحدي و الثعالبي و أبونعيم و البغوي و غيرهم.

و رواه السيوطي عن ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و ابن مردويه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس [3] .

و رواه ابن حجر عن أحمد و الحاكم و الطبراني عن ابن عباس [4] ثم ذكر أبيات ابن العربي و هي:



رأيت ولائي آل طه فريضة

علي رغم أهل البعد يورثني القربي



فما طلب المبعوث أجرا علي الهدي

بتبليغه الا المودة في القربي



قال: و أخرج أحمد عن ابن عباس في قوله تعالي (و من يقترف حسنة) قال هي المودة لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

روي النيسابوري في تفسيره عن سعيد بن جبير لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله: من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم لقرابتك فقال صلي الله عليه و آله و سلم: علي و فاطمة و ابناهما.

قال النيسابوري: ان هذا فخر عظيم و شرف تام، و يؤيده ما روي أن عليا رضي الله عنه: شكا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حسد الناس فيه.



[ صفحه 423]



فقال صلي الله عليه و آله و سلم: أما ترضي أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين و أزواجنا عن أيماننا و شمائلنا.

و عنه صلي الله عليه و آله و سلم حرمت الجنة علي من ظلم أهل بيتي، و آذاني في عترتي، و من اصطنع صنعة الي أحد من ولد عبدالمطلب و لم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها.

و كان يقول: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها، و ثبت بالنقل المتواتر أنه صلي الله عليه و آله و سلم كان يحب الحسن و الحسين و اذا كان كذلك وجب علينا محبتهم لقوله تعالي (فاتبعوه) و كفي شرفا لآل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و فخرا ختم التشهد بذكرهم و الصلاة عليهم [5] .

هذا ما يقوله النيسابوري نظام الدين الحسن بن محمد في تفسيره لهذه الآية و هو باعتراف المؤلف ليس من تفاسير الشيعة و لا شي ء يدل علي تشيعه فيه.

و أخرج ابن جرير في تفسيره بسنده عن أبي الديلم قال: لما جي ء بعلي ابن الحسين عليه السلام فأقيم علي درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمدلله الذي قتلكم و استأصلكم و قطع قرني الفتنة.

فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه: أقرأت القرآن، قال نعم. قال: أقرأت؟ قال قرأت....

قال قرأت، قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي؟

قال: و انكم لأنتم هم؟!!. قال نعم [6] .

و أخرج الحافظ الكنجي في الكفاية:

عن جابر بن عبدالله: جاء أعرابي الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قال: يا محمد أعرض علي الاسلام.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: تشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا و عبده و رسوله.

قال: تسألني عليه أجرا؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم: لا الا المودة في القربي.

قال قرابتي أو قرابتك؟

قال صلي الله عليه و آله و سلم: قرابتي. قال: هات أبايعك فعلي من لا يحب قرابتك لعنة الله.

فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم آمين [7] .



[ صفحه 424]



و قال الزمخشري في تفسيره: و القربي كالزلفي مصدر بمعني القرابة، و المراد في أهل القربي: روي أنها لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال صلي الله عليه و آله و سلم: علي و فاطمة و ابناهما.

و يدل عليه ما روي عن علي عليه السلام. شكوت الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حسد الناس لي.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: أما ترضي أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة - أنا و أنت و الحسن و الحسين. و أزواجنا عن أيماننا و شمائلنا، و ذريتنا خلف أزواجنا.

و روي أن الأنصار قالوا: فعلنا و فعلنا، كأنهم افتخروا، فقال عباس و ابن عباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأتاهم في مجالسهم.

فقال: يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال صلي الله عليه و آله و سلم: ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلي يا رسول الله.

قال صلي الله عليه و آله و سلم: أفلا تجيبونني،، قالوا ما نقول يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه و آله و سلم: تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك؟! أولم يكذبوك فصدقناك؟ أو لم يخذلوك فنصرناك؟ فما زال يقول حتي جثوا علي الركب، و قالوا: أموالنا و ما في أيدينا لله و لرسوله. فنزلت هذه الآية [8] و هي: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي).

و قال الفخر الرازي: - في تفسير هذه الآية - المسألة الثالثة نقل صاحب الكشاف عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال:

من مات علي حب آل محمد مات شهيدا، ألا و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له، ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا، ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان، ألا و من مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير، ألا و من مات علي حب آل محمد يزف الي الجنة كما تزف العروس، ألا و من مات علي حب آل محمد



[ صفحه 425]



فتح الله له في قبره بابين الي الجنة، ألا و من مات علي حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا و من مات علي حب آل محمد مات علي السنة و الجماعة.

ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا، ألا و من مات علي بغض آل محمد لا يشم رائحة الجنة.

قال الفخر الرازي: هذا هو الذي رواه صاحب الكشاف و أنا أقول: آل محمد هم الذين يؤول أمرهم اليه، فكل من كان أمرهم اليه أشد و أكمل كانوا هم الآل. و لا شك أن فاطمة و عليا و الحسن و الحسين كان التعلق بينهم و بين رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أشد التعلقات، و هذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل.

و أيضا اختلف الناس في الآل فقيل: هم الأقارب و قيل هم أمته فان حملناه علي القرابة فهم الآل و ان حملناه علي الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل فثبت علي جميع التقديرات هم الآل أي علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و أما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه.

و روي صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: علي و فاطمة و ابناهما.

فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم، و يدل عليه وجوه:

الأول: قوله تعالي: (الا المودة في القربي) و وجه الاستدلال به ما سبق:

الثاني: لا شك أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يحب فاطمة عليهاالسلام قال صلي الله عليه و آله و سلم: «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها»، و ثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلي الله عليه و آله و سلم أنه كان يحب عليا و الحسن و الحسين و اذا ثبت ذلك وجب علي كل الأمة مثله (حب علي و فاطمة و الحسن والحسين) لقوله تعالي: (و اتبعوه لعلكم تهتدون) و لقوله تعالي: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) و لقوله تعالي: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله)، و لقوله سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

الثالث: أن الدعاء للآل منصب عظيم، و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة و هو قوله: اللهم صل علي محمد و علي آل محمد و ارحم



[ صفحه 426]



محمد و آل محمد.

و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل علي أن حب آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم واجب و قال الشافعي:



يا راكبا قف بالمحصب من مني

و اهتف بساكن خفيها و الناهض



سحرا اذا فاض الحجيج الي مني

فيضا كما نظم الفرات الفائض



ان كان رفضا حب آل محمد

فليشهد الثقلان أني رافضي [9] .



هذا ما ذكره الفخر الرازي في تفسيره و هذا ما استدل به علي أن لفظ الآل و القربي هو منحصر في علي و فاطمة و الحسن والحسين عليهم السلام و قد وردت في ذلك روايات كثيرة عن صاحب الرسالة الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم.

قال السيد صديق بن حسن القنوحي البخاري في تفسيره لهذه الآية: و عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في هذه الآية: تحفظوني في أهل بيتي و تود و هم بي، أخرجه الديلمي و أبونعيم [10] .

و عنه - أي عن ابن عباس - قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال صلي الله عليه و آله و سلم: علي و فاطمة و ولداهما. أخرجه ابن المنذر، و ابن أبي حاتم، و الطبراني، و ابن مردويه. [11] .

و رواه ابن حيان في تفسيره الكبير عن ابن عباس بلفظ: من قرابتك الذين أمرنا بمودتهم؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: علي و فاطمة و ابناهما [12] .

و رواه أيضا الشيخ اسماعيل حقي البروشوي المتوفي سنة 1137 في تفسيره عن ابن عباس بهذا اللفظ و قال و يدل عليه ما روي عن علي عليه السلام أنه قال شكوت الي رسول الله حسد الناس لي فقال صلي الله عليه و آله و سلم: أما ترضي أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين. الحديث [13] .

ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و منها يقول قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من مات علي حب آل محمد مات شهيدا ألا و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا.... الخ كما تقدم ذكره عن الفخر الرازي.



[ صفحه 427]



و عقبه بقوله: و آل محمد هم الذين يؤول أمرهم اليه صلي الله عليه و آله و سلم فكل من كان مآل أمرهم اليه أكمل و أشد كانوا هم، و لا شك أن فاطمة و عليا و الحسن و الحسين كان التعلق بينهم و بين رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أشد التعلقات بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل [14] .

و لو أردنا أن نمضي في هذا الموضوع من تتبع أقوال المفسرين و تخريج الحفاظ لطال بن المدي و اتسع الموضوع و لكنا نكتفي بهذا القدر القليل من أقوال هؤلاء العلماء.

و لو أردنا أنتا نمضي في هذا الموضوع من تتبع أقوال المفسرين و تخريج الحفاظ لطال بنا المدي و اتسع الموضوع و لكنا نكتفي بهذا القدر القليل من أقوال هؤلاء العلماء.

و قول المؤلف بأن ما أورده الطبرسي و غيره من مفسري الشيعة في هذه الآية، أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين من الأخبار الموضوعة أمر يدعو الي الاستغراب.

و الغريب أيضا أنه لم يأت بدليل قاطع يثبت ما يدعيه، و انما كل ما يحاوله أنه وارد من طريق الشيعة فحسب، و ما أوردناه هنا يكفي أن يكون مقنعا له، ان كان هدفه الحقيقة، و هي هدف كل باحث منصف.

و لا أدري لماذا يستنكر الاستاذ ورود أمثال هذه الآية و غيرها في أهل البيت؟! و قد وردت عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في لزوم حبهم أحاديث هي أكثر من أن تحصي و قد خرجها حفاظ الحديث من علماء السنة. منها؛:

أخرج الترمذي عن علي عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بيد حسن و حسين فقال من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة [15] .

و أخرج من طريق أسامة بن زيد قال: طرقت باب لنبي ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو مشتمل علي شي ء لا أدري ما هو، فما فرغت قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ قال: فكشفه فاذا حسن و حسين علي و ركيه.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم هذان ابناي، و ابنا ابتني، اللهم اني أحبهما و أحب من يحبهما [16] و أخرج من طريق أبي هريرة مثله.

و روي ابن كثير أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم بينما هو يخطب اذ رأي الحسن و الحسين



[ صفحه 428]



عليهماالسلام فنزل اليهما، فاحتضنهما، و أخذهما معه الي المنبر و قال صلي الله عليه و آله و سلم صدق الله (انما أموالكم و أولادكم فتنة). اني رأيت هذين يمشيان و يعثر ان فلم أملك أن نزلت اليهما. ثم قال صلي الله عليه و آله و سلم: انكم لمن روح الله و انكم لتبجلون و تحببون [17] .

و روي ابن كثير عن أحمد بن حنبل بطريق عن أبي هريرة قال: نظر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي علي و حسن و حسين و فاطمة فقال صلي الله عليه و اله و سلم: أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم [18] .

و عن أبي هريرة أيضا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: (الحسن و الحسين من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني). [19] .

و أخرج البخاري عن البراء بن عازب قال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الحسن علي عاتقه يقول اللهم اني أحبه فأحبه [20] .

و أخرجه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال للحسن عليه السلام: اللهم اني أحبه فأحبه و أحب من يحبه [21] .

و أخرج البخاري في ج 5 ص 26 أن النبي قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني. و مثله رواه في ص 36.

الي غير ذلك من الأحاديث الصحيحة و الآية الشريفة الواردة في حقهم علي العموم كحديث الثقلين و غيره.

و آية التطهير و أمثالها أو علي خصوص كل واحد منهم صلوات الله عليهم مما نطق به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الزاما للأمة بمحبتهم و اتباعهم لأنهم أزمة الحق و أعلام الدين و ألسنة الصدق كما يقول الامام علي عليه السلام.

و هم كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و هوي و وصايا رسول الله في آله كثيرة لا تحصي، و لو اتسع المقام الذكرنا شطرا منها و لكنها نظرة خاطفة و قبسة عجلان.



[ صفحه 429]




پاورقي

[1] تفسير الخازن 102:6.

[2] انظر تفسير معالم التنزيل 101:6 بهامش تفسير الخازن.

[3] انظر الدر المنثور 7:6.

[4] انظر الصواعق المحرقة 101.

[5] انظر تفسير غرائب القرآن ج 25 ص 31 بهامش تفسير الطبري ط 1 الميمنية بمصر.

[6] تفسير الطبري 14:25.

[7] كفاية الطالب.

[8] الكشاف 296:2 ط بولاق.

[9] انظر التفسير الكبير للفخر الرازي 166 - 165:27.

[10] تفسير فتح البيان لمقاصد القرآن للسيد صديق بن حسن 270:8.

[11] نفس المصدر.

[12] انظر تفسير البحر المحيط 516:7.

[13] انظر تفسير روح البيان 311:8.

[14] روح البيان 8 ص 312.

[15] صحيح الترمذي 301:2.

[16] صحيح الترمذي 309:2.

[17] تاريخ ابن كثير 33:8.

[18] تاريخ ابن كثير 368.

[19] المصدر السابق.

[20] البخاري 33:5 و اخرجه مسلم 127:7.

[21] صحيح مسلم 127:7.


متعة الحج


ينشي ء الحاج احرامه من ميقاته (أماكن القصد الي البيت الحرام) و المتمتع يأتي مكة و يطوف بالبيت، ثم يقصر و يحل من احرامه و يقيم بعد ذلك حلالا، ثم يفيض الي المشعر الحرام، ثم يأتي بأفعال الحج باحرام جديد. و هذان: التقصير و الاحلال، تيسير باباحة محظورات الاحرام في المدة المتخللة بين الاحرامين [1] و هذا ما كرهه عمر و حرمه قائلا: هي سنة رسول الله، لكني أخشي أن يعرسوا بهن - نسائهم - تحت الأراك [2] ، ثم يروحون بهن حجاجا، فخطب و نهي عن هذه المتعة مع متعة الزواج [3] .



[ صفحه 344]



و مع ذلك فابن عمر يقول عن عمل أبيه: أرأيت ان نهي عنها أبي و صنعها رسول الله، أأمر أبي أتبع أم أمر رسول الله؟ [4] و ابن عباس كعلي لا يحرمان ما حرمه عمر [5] .

و لما قدم علي من اليمن وجد فاطمة الزهراء قد حلت و لبست صبيغا، و اكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: ان أبي أمرني بهذا، فذهب الي رسول الله، فقال: «صدقت صدقت» [6] والشيعة لهذا يرون متعة الحج [7] .


پاورقي

[1] راجع: الانتصار: ص 238 و مابعدها، المعتبر: ج 2 ص 782 و مابعدها، ارشاد الاذهان: ج 1 ص 313 و مابعدها، رسائل الكركي: ج 2 ص 158 و مابعدها، جامع المقاصد: ج 3 ص 110.

[2] الأراك: شجر معروف، و هو شجر السواك. (كتاب العين: ج 5 ص 404).

[3] مسند أحمد: ج 1 ص 49، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 992، السنن الكبري: ج 5 ص 20، الفائق في غريب الحديث: ج 2 ص 351، كنز العمال: ج 5 ص 165.

[4] وردت بلسانين أوردهما: صحيح الترمذي: ج 2 ص 159، تفسير القرطبي: ج 2 ص 365، زادالمعاد: ج 1 ص 194، هامش شرح المواهب للزرقاني: ج 2 ص 252، ضعيف سنن الترمذي للالباني: ص 96، جامع المدارك: ج 4 ص 289، وسائل الشيعة: ج 1 ص 19، بحارالأنوار: ج 20 ص 624، مسند أحمد: ج 2 ص 95، النص و الاجتهاد: ص 206، الغدير: ج 6 ص 202، تفسير الميزان: ج 2 ص 88.

[5] سنن النسائي: ج 5 ص 153، كنز العمال: ج 5 ص 164، مسند أحمد: ج 1 ص 136، صحيح مسلم: ج 4 ص 46، السنن الكبري للبيهقي: ج 5 ص 22، مسند أبي داود: ص 16، مسند أبي يعلي: ج 1 ص 284، السنن الكبري للنسائي: ج 2 ص 349، البداية و النهاية: ج 5 ص 146، السيرة النبوية لابن كثير: ج 4 ص 252.

[6] مسند أحمد: ج 3 ص 320، صحيح مسلم: ج 4 ص 40، سنن النسائي: ج 5 ص 144، السنن الكبري للبيهقي: ج 5 ص 8، المصنف لابن أبي شيبة: ج 4 ص 424، منتخب مسند عبد بن حميد: ص 342، السنن الكبري للنسائي: ج 2 ص 342، مسند أبي يعلي: ج 4 ص 95، المنتقي من السنن المسندة: ص 122، المعجم الكبير للطبراني: ج 22 ص 413، نصب الراية: ج 3 ص 130، المغني لابن قدامة: ج 3 ص 307، الشرح الكبير: ج 3 ص 326.

[7] راجع في ذلك: منتهي المطلب: ج 2 ص 788، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 336 و ج 7 ص 325.


الأمراض الباطنية


و هي تشمل مفردات عديدة كالحمي، و مرض القلب، و أمراض المعدة و توابعها، و أمراض الصدر سيما الربو، و سوي ذلك.

أ) في علاج الحمي، ورد عن محمد بن مسلم، قال:

سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: «ما وجدنا للحمي مثل الماء البارد و الدعاء..» [1] .

و عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق عليه السلام، و قد ذكرت له الحمي فقال: «انا أهل البيت لا نتداوي الا بافاضة الماء البارد يصب علينا، و أكل التفاح» [2] .

و عنه عليه السلام: «كل التفاح فانه يطفي ء الحرارة، و يبرد الجوف، و يذهب بالحمي..» [3] .

و قد أكدت الدراسات الطبية التجريبية صحة هذا الاتجاه في علاج الحمي، حتي تجاوزته في الحرارة العالية الدرجة الي الكمادات و قطع الثلج، توضع علي



[ صفحه 400]



جبهة المريض و بعض أعضائه.

ب) و في علاج القلب ينظر الامام الصادق الي ما ينعش القلب و يبدد آلامه، و يدفع بشي ء من الضنا و لو مرحليا، فليس هناك ما يوسع الشرايين عقارا، و لا جراحة القلب بمعروفة، و لذا نجده عليه السلام يستدفع المكروه بما ينفع القلب علاجا أو وقاية أو قوة.

و هناك روايتان في هذا الجانب، يؤكد فيهما الامام علي أكل الكمثري، فعن أبي بصير عنه عليه السلام، قال:

«كلوا الكمثري فانه يجلو القلب، و يسكن أوجاع الجوف بأذن الله تعالي» [4] .

و شكار رجل للامام عليه السلام وجعا يجده في قلبه، و غطاء عليه، فقال الامام: «كل الكمثري».

و ما يدرينا فلعل من خصائصه ما يوسع الشرايين التاجية للقلب.

ج) و في أمراض المعدة و الضغط، يبدو التأكيد في تعليمات أهل البيت عليهم السلام علي التحذير من السرف و التخمة في الأكل، فقد قال الامام الصادق في رواية: «لو اقتصد الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم..» [5] .

و الاستقامة في المأكل يتم معها ضبط ضغط الدم، و موازنة داء السكر، و معالجة أمراض العدة و القلب، حتي لقد ربط بعض الدارسين الأوربيين بينها و بين اطالة عمر الانسان في نظرية الامام الصادق فقال:

«و من النظريات العلمية البارعة ذات الأهمية الكبري نظرية الامام الصادق عليه السلام التي تدور حول عمر الانسان، فمن رأيه أن الانسان خلق لكي يعمر طويلا، و لكنه يتسبب في تقصيره عمره بنفسه، و لو أن كل انسان اتقي ربه، و أدي



[ صفحه 401]



الفرائض، و عف عن المحرمات، و لم يسرف في المأكل و المشرب، و ذلك ما أمر به القرآن الكريم لاستمتع بحياة أطول.

و لا ريب في أن عمر الانسان يتوقف بعد مشيئة الله، علي أمرين هما: العناية بالصحة و الاعتدال في الطعام» [6] .

و الامام في هذا المنظور يربط بين الحظر الشرعي و الملحظ الطبي في اطار موحد، و يفيد من ذلك الاستشراف الصحيح في رفض العلاج بالمحرمات فالله عزوجل حينما حرمها لم يقدر فيها شفاء و لا دواء، كما أثبت ذلك الطب في مذاهبه الحديثة.

لقد وصف لرجل الخمر في علاج مرضه، فقال الامام عليه السلام:

«لا و لا جرعة، و قال: ان الله عزوجل لم يجعل في شي ء مما حرم شفاء و لا دواء» [7] .

و هذا ما تعضده رواية أخري مسندة عن قائد بن طلحة، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن النبيذ يجعل في دواء؟

فقال عليه السلام: لا ينبغي لأحد أن يستشفي بالحرام» [8] .

د) و أشار الامام عليه السلام الي الاحساس النفسي بالمرض، ففي بعض حكمه المأثورة: «الانسان اذا مرض أو وجع عرف نفسه».

و لئن قال الصادق عليه السلام هذه الحكمة في سالف الزمان و هو في المدينة المنورة، الا أنها شاعت في كل من آسيا و افريقيا و أوروبا و أمريكا، و من سمعها عرف أن قائلها أصاب الحقيقة، ففي هذا العصر نري العالم النفسي الكندي (مارشال ماك



[ صفحه 402]



لوهان) يعد هذه الحكمة من قوانين علم النفس، فيقول ان الانسان نفسه فقط عندما يحل به ألم، اذ أنه كثيرا ما ينسي نفسه و وجوده في غياب الألم و توافر الصحة.

و مما ساعد علي انتشار هذه الحكمة الجعفرية في العالم: أنها حكمة صحيحة و سهلة الفهم في آن واحد، و في وسع كل منا أن يتحقق من صدقها، فيعرف أن الانسان لا ينسي نفسه، أو ينسي أنه حي اذا أصابه ألم أو مرض.

فمهما تكن قدرة الانسان علي الصبر و التحمل، فلا يسعه في حالة المرض أن ينسي نفسه، لأن الألم يشعره طول الوقت بأنه حي، و يصدق هذا في حالة اصابة الانسان بألم روحي يزيد من شعوره بأنه حي يتأمل [9] .

و يبدو أن هذه الحكمة قد أصبحت أهم دساتير الطب النفسي لأنها تتسم بالأصالة و الواقعية، فهذه المعرفة توقف الانسان علي حقيقة قدرته الواهنة لدي الاصطدام بالأمراض فجأة، فهو لا يستطيع دفعها و لا القضاء عليها، و تبدو له الارادة ضئيلة محدودة التصرف، كما أنه - عندئذ - لا يمكنه أن ينسي لحظات الألم و ساعات المحنة، و قد ينسي الكثير من الأحداث كما ينسي النفس عند السعادة و الفرح الغامر و الفهم لهذه الحكمة ينبغي أن يكون مزوجا ايجابيا و سلبيا في وقت واحد، و هو ما يلوح من اطلاق هذه النظرية.

ه) و في الأمراض الصدرية يبرز الربو و تضيق القصبات في الواجهة الأمامية منها، و يعتبر - في العصر الحاضر - تناول العسل علميا من أفضل ما يمكن أن يخفف من النوبات الربوية، و يسكن من حدة السعال، و يساعد علي توسيع القصبات.



[ صفحه 403]



يقول الامام عليه السلام: «ما استشفي الناس بمثل لعق العسل» [10] .

و الامام في هذا الاطلاق الطبي انما ينظر الي قوله تعالي: (و أوحي ربك الي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون - ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون) [11] .

فالعسل اذن بحسب منطوق الاية فيه شفاء للناس، و هذا الشفاء عام لا خاص، و مطلق لا مقيد، و قد نكر لفظ (شفاء) للدلالة علي عظم هذا الشفاء و استطالته.

و فيما يتعلق بالأمراض الصدرية استشفاء به، يذهب باحث معاصر أن استعمال المنشقات (التبخير) في العسل كان متعارفا في الأجيال السابقة، اذ أعطي ذلك نتائج جيدة في معالجة مجاري التنفس و القصبات، و عولج به المصابون بآفات ضمورية في طرق التنفس العليا، و ذلك باستعمال محاليل العسل المائية بنسبة 10 % ضمن أجهزة الاستنشاق العادية حيث يصل تأثير الرذاذ العسلي الي الحويصلات الرئوية، متجاوزا أغشية الأنف و البلعوم، و منها الي الدم، كما استعمل رذاذ محاليل العسل بنسبة 30 - 20 % لمعالجة الأنف و البلعوم الضموري، و التهاب الأنف الحاد المزمن.

و كذلك عولج بنجاح التهاب الجيوب الأنفية بغسلها بمحاليل عسلية، و التهاب الأذن الوسطي القيحي [12] .

أما استعمال العسل شرابا أو ممزوجا بالماء الدافي ء، فهو تجريبيا نافع للنزلات



[ صفحه 404]



الشعبية في الصدر، و مساعد علي تخفيف حدة الربو.


پاورقي

[1] المجلسي: بحارالأنوار 59 / 96.

[2] المصدر نفسه: 59 / 93.

[3] المصدر نفسه: 59 / 93.

[4] الكليني: الكافي 6 / 358.

[5] المجلسي: بحارالأنوار 59 / 266.

[6] جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 373.

[7] المجلسي: بحارالأنوار 59 / 97.

[8] المصدر نفسه: 59 / 87.

[9] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 179 و ما بعدها.

[10] المجلسي: بحارالأنوار 63 / 291.

[11] سورة النحل: 69 - 68.

[12] ظ: محسن عقيل: طب الامام الصادق 244 بتصرف.


مقارعة العمل بالقياس


بما أن مدينة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم كانت مهبط الوحي، فقد ارتأي أولاده عليهم السلام أن تبقي المدينة مصدر التشريع بوجودهم في المدينة، فبوجودهم عليهم السلام لم يكن ثمة حاجة للقياس أو للعمل بالرأي، أو للتوقف في مسألة، فلذا كان أهل المدينة أهل حديث، لقربهم من مصدر التشريع، و هم أهل البيت، بخلاف أهل العراق فقد كانوا أهل قياس.

و كان في بداية الأمر يدور نزاع حول الفتيا، و يبقي في دائرة النقاش العلمي، الي أن انجر الأمر الي التعصب الأعمي كل لفرقته، و مالت السلطة الي أقوي الفريقين.



[ صفحه 192]



و اتسع نطاق الخلاف فتري مالك بن أنس يحط من كرامة العراقيين و يتحامل عليهم و يعلن قوله: انزلوهم منزلة أهل الكتاب، لا تصدقوهم و لا تكذبوهم و قولوا آمنا بالذي أنزل الينا و أنزل اليكم و الهنا والهكم واحد [1] و كان يقرأ اذا نظر الي العراقيين «تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر». و كان يسمي أهل الكوفة دار الضرب يعني أنها تضع الأحاديث.

و نظر عطاء الي أبي حنيفة فقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا [2] .

و كان زعيم أهل الرأي و القياس أبوحنيفة [3] و أصحابه و كثير من أهل العراق.

و بهذا افترقت الأمة فرقتين: أهل حديث - يقفون علي الحديث و لا يتعدونه - و أهل رأي و قياس، - فكل ما لا يوجد فيه نص يفتون فيه بآرائهم - حتي عرفوا بذلك فكان يقال لمن يعمل بالقياس، أعراقي أنت؟.

و أبوحنيفة قائد المسيرة كان تلميذا للامام الصادق عليه السلام فالعلم الذي كمنه في قلبه أحدث عنده انفجارا في الغرور و حب الظهور، و التهافت علي



[ صفحه 193]



السلطة و الرياسة؛ فمنعاه من الرضوخ للحقيقة، فجر الي التعاسة، فاذا فقد نصا، و حارت به الأمور، فانه يأبي أن يجر رداء الخيبة، لأن في هذا سقوط تاج الهيبة، انه فقيه أهل العراق، فلا بد عتدئذ لبقاء سلطته الفقهية أن يبرز علي مناوئيه و لو باختراع قاعدة يلتجئ اليها، و قد ناظره الامام الصادق مرات عديدة، ليرده الي رشده، فلم يبال؛ و استمر يضرب علي عوده ليطرب سامعيه، و يسمر جالسيه، و مع ذلك فقد كان أبوحنيفة يزور الامام الصادق عليه السلام و يحب لقاءه، و النهل من علمه، و يعترف بعجزه أمامه، بل يسأله مستفهما، لكنه لم يغير مسلكه.

روي أنه دخل ابن شبرمة و أبوحنيفة علي الصادق عليه السلام فقال له الامام عليه السلام: اتق الله و لا تقس الدين برأيك، فان أول من قاس ابليس، اذ أمره الله تعالي بالسجود فقال: أنا خير منه خلقتني من نار، و خلقته من طين، ثم قال عليه السلام: هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك؟

قال: لا.

قال: فأخبرني عن الملوحة في العينين، و المرارة في الأذنين، و البرودة في المنخرين، و العذوبة في الشفتين لأي شي ء جعل ذلك؟

قال: لا أدري.

فقال عليه السلام: ان الله تعالي خلق العينين فجعلها شحمتين، و جعل الملوحة فيهما منا علي بني آدم، و لولا ذلك لذابتا، و جعل المرارة في الأذنين منا منه علي بني آدم، و لولا ذلك لقحمت الدواب فأكلت دماغه، و جعل الماء في المنخرين ليصعد النفس و ينزل و يجد منه الريح الطيبة و الرديئة، و جعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه و مشربه.



[ صفحه 194]



ثم قال له: أخبرني عن كلمة أولها شرك و آخرها ايمان.

قال: لا أدري.

قال: لا اله الا الله.

ثم قال: أيما أعظم عند الله تعالي القتل أو الزنا؟

فقال: بل القتل.

قال: فان الله تعالي قد رضي في القتل بشاهدين و لم يرض في الزنا الا بأربعة.

ثم قال: ان الشاهد علي الزنا شهد علي اثنين، و في القتل علي واحد، لأن القتل فعل واحد، و الزنا فعلان.

ثم قال: أيما أعظم عند الله تعالي: الصوم أو الصلاة؟

قال: لا بل الصلاة.

قال: فما بال المرأة اذا حاضت تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟

ثم قال: لأنها تخرج الي صلاة فتداومها و لا تخرج الي صوم.

ثم قال: المرأة أضعف أم الرجل؟

قال: المرأة.

قال: فما بال المرأة و هي ضعيفة لها سهم واحد، و الرجل قوي له سهمان.

ثم قال: لأن الرجل يجبر علي الانفاق علي المرأة، و لا تجبر المرأة علي الانفاق علي الرجل.



[ صفحه 195]



ثم قال: البول أقذر أم المني؟.

قال: البول.

قال: يجب علي قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني، و قد أوجب الله تعالي الغسل من المني دون البول.

ثم قال: لأن المني اختيار و يخرج من جميع الجسد و يكون في الأيام، و البول ضرورة و يكون في اليوم مرات.

قال أبوحنيفة: كيف يخرج من جميع الجسد و الله يقول: يخرج من بين الصلب و الترائب؟.

قال أبوعبدالله عليه السلام: فهل قال: لا يخرج من غير هذين الموضعين؟.

ثم قال: لم لا تحيض المرأة اذا حبلت؟

قال: لا أدري.

قال عليه الصلاة و السلام: حبس الله تعالي الدم فجعله غذاء للولد.

ثم قال عليه السلام: أين مقعد الكاتبين؟

قال: لا أدري.

قال: مقعدهما علي الناجذين، و الفم الدواة، و اللسان القلم، و الريق المداد.

ثم قال: لم يضع الرجل يده علي مقدم رأسه عند المصيبة و المرأة علي خدها؟

قال: لا أدري.



[ صفحه 196]



فقال عليه السلام: اقتداء بآدم و حواء حيث أهبطا من الجنة، أما تري أن من شأن الرجل الاكتئاب (الاكباب) عند المصيبة، و من شأن المرأة رفعها رأسها الي السماء اذا بكت. الي أن قال عليه السلام أخبرني عن قول الله تعالي: و قدرنا فيها السير، سيروا فيها ليالي و أياما آمنين أي موضع هو؟.

قال: هو ما بين مكة و المدينة.

قال عليه السلام: نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة و المدينة، تأمنون علي دمائكم من القتل، و علي أموالكم من السرقة؟

ثم قال: و أخبرني عن قوله «و من دخله كان آمنا» أي موضع هو؟.

قال: ذاك بيت الله الحرام.

فقال: نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبدالله بن الزبير و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟.

قال: فاعفني يابن رسول الله.

قال: فأنت الذي تقول: سأنزل مثل ما أنزل الله؟

قال: أعوذ بالله من هذا القول.

قال: اذ سئلت فما تصنع؟

قال: أجيب عن الكتاب أو السنة أو الاجتهاد.

قال: اذا اجتهدت من رأيت وجب علي المسلمين قبوله؟

قال: نعم.

قال: و كذلك وجب قبول ما أنزل الله، فكأنك قلت: سأنزل مثل ما



[ صفحه 197]



أنزل الله [4] و قد عده الامام الصادق عليه السلام من الذين شاركوا الله في سلطانه، و نازعوه رداءه، اذ جعل نفسه مشرعا في قبال أحكام الله تعالي.

و بما أن أباحنيفة هو الذي سن القياس في الاسلام - و حذا حذوه أصحابه و تلامذته، بل سري القياس الي المذاهب الأربعة، بما فيهم مذهب مالك، الذي عارض القياس و أهل العراق بوضعهم الأحاديث، ولكنه عمليا بعد ذلك عمل بالقياس أيضا، ففي كتاب مالك للشيخ أبوزهرة، قال: الأصول التي عليها مالك هي أربعة: الكتاب و السنة و عمل أهل المدينة و القياس.

و قال ابن القيم الحنبلي في أعلام الموقعين ج 1 الفصل الرابع: «ليس أحد من الأئمة الا و هو موافق علي هذا الأصل من حيث الجملة». و قال صاحب كشف الأسرار الحنفي: «القياس مدرك في احكام الشرع، و دليل يوقف به علي الحكم». و قال الغزالي الشافعي في كتاب المنخول: «القياس أمارة الحكم شرعا [5] - فلذا نري أن الامام الصادق عليه السلام قد صب جهده علي مناظرة أبي حنيفة بالخصوص، لغسل أفكاره مما علق بها من شوائب وادران، ما أنزل الله بها من سلطان، فخاصمه بالحجة و البرهان، ثم باللعنة و الخصام، لكن أفكاره انتشرت في الأصقاع والبلدان، بفضل تلميذه أبي يوسف القاضي للسلطان [6] ، فالسياسة التي حوت و استقطبت قليلي الايمان، هي الأساس في نشر القياس الذي حرمه الخالق المنان.



[ صفحه 198]



و قد ورد أكثر من ثلاثمائة رواية عن أهل البيت عليهم السلام [7] في حرمة العمل بالقياس و الرأي، و أنه لا بد من الرجوع الي الكتاب و السنة، التي فيها أحاديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و سنة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم متمثلة بهم، من حيث أنهم ناقلون للسنة لا مشرعون في قبال الله تعالي، فكأنهم يقولون: اذا لم تقبلوا قولنا لعدم عصمتنا في نظركم فلا أقل من كوننا ناقلين.

و هذا ما أكد عليه الامام الصادق عليه السلام بقوله: «حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث الحسين، و حديث الحسين حديث الحسن، و حديث الحسن حديث أميرالمؤمنين عليهم السلام، و حديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و حديث رسول الله قول الله عزوجل [8] .

و سأله رجل عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت ان كان كذا و كذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه ما أجبتك فيه من شي ء فهو عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لسنا من أرأيت في شي ء [9] .

فلما اكتشف الامام عليه السلام من فحوي كلام السائل أنه أفتاه برأيه جريا علي سيرة فقهاء العراق، عند عدم ايجاد نص، نبهه علي الخطأ الذي ارتكبه، بأن أحكامنا هي وراثة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لا من أنفسنا.

و أكد الامام عليه السلام بأنه لا يجوز الرجوع الي القياس لأنه ظن بالحكم الشرعي ما دامت علة الحكم التامة المنحصرة غير معلومه و قد قال تعالي، (و ان الظن لا يغني من الحق شيئا) [10] «ما فرطنا في الكتاب من شي ء» [11] .



[ صفحه 199]



فهل الشريعة الاسلامية ناقصة الأحكام حتي يمنوا علي الأمة باكمال النقص بعقول بشرية؟ ألم يقل تعالي (اليوم أكملت لكم دينكم) [12] .

فلذا قال عليه السلام «ما من شي ء الا و فيه كتاب أو سنة» [13] .

فهنا حصر الامام عليه السلام مدارك الأحكام الشرعية في مدركين فقط، و هما الكتاب و السنة، أما العقل و الاجماع، الذي يعدهما الامامية من المدارك، فانهما يرجعان الي الكتاب و السنة، لأن العقل كاشف عن حكم الشرع، و ليس له استقلال في مقابل الشرع، و كل ما حكم به العقل حكم به الشرع لأنه سيد العقلاء، أما الاجماع فهو كاشف عن مدرك شرعي من نص أو أمارة.

فالقياس المنهي عنه هو تطبيق حكم جزئي علي قاعدة كلية، لمشابهة بين حكمين، أما لو كانت علة الحكم قطعية (تامة منحصرة) لجاز القياس دون اشكال، و هو حينئذ لا يسمي قياسا شرعا، بل هو تطبيق الأحكام الجزئية علي القواعد الكلية، كما اذا كان منصوص العلة، فلذا كان أهل البيت عليهم السلام يبينون علة الأحكام في كثير من الموارد، خوف الوقوع في محظور القياس، مثال ذلك قول الصادق عليه السلام «لا بأس بالصلاة فيما كان من صوف الميتة، ان الصوف ليس فيه روح» [14] فان قوله ليس فيه روح تعليل لطهارة كل ما لا تحله الحياة من أجزاء الميتة، سواء كان صوفا أو ظفرا أو سنا أو قرنا، و هذه قاعدة كلية و يتفرع عنها كثير من الأحكام الجزئية. و هذا التطبيق مطابق لرواية هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام: «انما علينا أن نلقي اليكم الأصول، و عليكم أن تفرعوا» [15] .



[ صفحه 200]



أما اذا لم تعلم العلة التامة المنحصرة للحكم فلا يجوز التعويل عليه لمجرد الاحتمال أو الظن و قد أشار الامام الصادق عليه السلام لأبان بن تغلب الي ذلك عند عدم معرفته بالعلة التامة.

قال أبان: ما تقول في رجل قطع اصبعا من أصابع المرأة، كم فيها؟

قال: عشر من الابل.

قال: قطع اثنتين؟ (اثنين).

قال: عشرون.

قال: قطع ثلاثة؟

قال: ثلاثون.

قال: قطع أربعا؟

قال: عشرون.

قال أبان: سبحان الله! يقطع ثلاثا فيكون عليه ثلاثون، و يقطع أربعا فيكون عليه عشرون!؟ ان هذا كان يبلغنا و نحن بالعراق، فنبرأ مما قاله، و نقول: الذي جاء به شيطان.

فقال عليه السلام: مهلا يا أبان! هذا حكم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان المرأة تعاقل الرجل الي ثلث الدية، فاذا بلغت الثلث رجعت الي النصف: يا أبان! انك أخذتني بالقياس، و السنة اذا قيست محق الدين [16] .

فهنا يبين الامام عليه السلام بأن دين الله لا يصاب بالعقول، و هذا حكم تعبدي محض.



[ صفحه 201]




پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 / 152.

[2] المصدر السابق.

[3] قال المستشار عبدالحليم الجندي - من الأخوة العامة - في كتابه الامام الصادق، مدافعا عن أي حنيفة، ان أباحنيفة أدرك أن النهي عن القياس، هو نهي عن العمل بالرأي في الدين، و ليس نهيا عن الاجتهاد و العمل بالعقل، و أن الأحكام التي ذكرها الامام لأبي حنيفة فيها نصوص و لم يدر بها أبوحنيفة، و القياس بنفسه غير محرم و الا لما أقر الامام تلميذه جابر بن حيان، عندما وضع طريقة القياس، بل يقرر أئمة المذاهب أجمع أنه يجوز العمل علي طبق العقل اذا لم يرد فيه نص. ص 293. ولكن يرد عليه: بأنه قد خلط بين حكم العقل القطعي و بين الدليل الظني الذي لم يرد فيه نص، و أن القياس المنطقي مما لا شك في جواز العمل به، لأنه تطبيق حكم كلي علي جزئي، فأين كلامه و دفاعه هذا من كلام الأئمة عليهم السلام؟!!

[4] مناقب ابن شهرآشوب ج 3 / 254 - بحارالأنوار ج 10 / 212.

[5] علم أصول الفقه بثوبه الجديد (للشيخ مغنية) ص 248 - الأصول العامة للفقه المقارن ص 321.

[6] أبويوسف القاضي (يعقوب بن ابراهيم الأنصاري) نشأ فقيرا اتصل بأبي حنيفة و انقطع اليه، فتولي نفقته و نفقة عياله عشر سنين، و بعد وفاة أبي حنيفة وزفران الهذيل استقل أبويوسف برئاسة أصحاب أبي حنيفة، و ساعدته الظروف السياسية، فولي القضاء و لثلاثة من بني العباس، المهدي، و الهادي و الرشيد فنشر مذهب أبي حنيفة في الأقطار علي أيدي القضاة الذي كان يعينهم أبويوسف.

الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 / 308.

[7] وسائل الشيعة أول باب القضاء - الكافي ج 1 / 54.

[8] الكافي ج 1 / 53.

[9] الكافي ج 1 ص 58.

[10] النجم / 28.

[11] الأنعام / 38.

[12] المائدة / 3.

[13] الكافي ص 59.

[14] فقه الامام جعفر الصادق ج 6 / 342.

[15] الامام الصادق (لعبد الحليم الجندي) 239.

[16] فقه الامام جعفر الصادق ج 6 / 342.


المصادر المختلف فيها بين الجمهور


تمهيد

تكلمنا فيما سبق عن المصادر التي اتفق جمهور العلماء علي عدها من مصادر الأحكام و هي: الكتاب و السنة و الاجماع و القياس.

و سنتكلم الآن عن المصادر المختلف فيها بين العلماء و هي كثيرة ولكن الذي يعنينا منها أربعة، فهذه هي التي وجدت فيما عثرت عليه من فقه الامام جعفر الصادق رضي الله عنه و هذه المصادر هي:

1- الاستحسان.

2- سد الذرائع.

3- المصلحة المرسلة.

4- قول الصحابي.

و سأفرد لكل واحد منها مطلبا مستقلا، أذكر فيه بايجاز التعريف بالمصدر ثم أتبعه بذكر نماذج من فقه الامام جعفر الصادق رضي الله عنه يتبين أخذه به و استعماله في استنباط الأحكام. و سيتضمن هذا المبحث أربعة مطالب:


الزهد


الزهد عند الموحدين متجر رابح، و يمدحه الكل و يتركه الجل، و قد تميز بعض اولياء مذهب التوحيد بالتمسك في الزهد لانه شيمة المتقين و سجية الاوابين، و ما عبدالله بشي ء بأفضل من الزهد في الدنيا، و الله سبحانه و تعالي ما اتخذ نبيا الا زاهدا، فالزهد اصل الدين و اساس اليقين، و الزاهد لا يأسي علي ما فات و لا يفرح بما هو آت، و جاء قول تعالي عن حقيقة الزهد: (اذ تصعدون و لا تلون علي أحد و الرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا علي ما فاتكم و لا مآ



[ صفحه 268]



أصابكم و الله خبير بما تعملون (153)) (آل عمران: 153) و قوله عزوجل: (لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بمآ ءاتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور (23)) (الحديد: 23)، فحقيقة الزهد ان لا يأسي علي الماضي و لا يفرح بالآتي.

و جاء في احد مصادر الوعظ للموحدين اقوال للامام الصادق عليه السلام في الزهد بالاضافة الي اقوال آبائه و اجداده عليه السلام و منها:

- جعل الخير كله في بيت و جعل مفتاحه الزهد في الدنيا، و قوله عليه السلام: الزهد مفتاح باب الآخرة، و البراءة من النار، و هو تركك كل شي ء يشغلك عن الله، من غير تأسف علي فوتها، و لا اعجاب في تركها، و لا انتطار فرج منها، و لا طلب محمدة عليها، و لا عوض منها، بل تري فوتها راحة، و كونها آفة، و تكون ابدا هاربا من الآفة، معتصما بالراحة [1] .

- و لما سئل عليه السلام عن الزاهد في الدنيا: الذي يترك حلالها مخافة حسابه، و يترك حرامها مخافة عذابه.

و قال عليه السلام: ليس الزهد في الدنيا باضاعة المال، و لا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا ان لا تكون بما في يدك اوثق منك بما في يد الله عزوجل [2] و قال الزاهد الذي يختار الآخرة علي الدنيا، و الذل علي العز، و الجهد علي الراحة، و الجوع علي الشبع، و عاقبة الآجل علي محبة العاجل، و الذكر علي الغفلة،



[ صفحه 269]



و تكون نفسه في الدنيا و قلبه في الآخرة.

و قال عليه السلام: الرغبة في الدنيا تورث الغم و الحزن، و الزهد في الدنيا راحة القلب و البدن، و قال ايضا: انما ارادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.

و قال عليه السلام في صفات الزهاد: ان الزهاد في الدنيا نور الجلال عليهم، و اثر الخدمة بين اعينهم، و كيف لا يكونون كذلك؟ و ان الرجل لينقطع الي بعض ملوك الدنيا فيري عليه اثره فكيف بمن ينقطع الي الله تعالي لا يري اثره عليه.


پاورقي

[1] تحف العقول: 358.

[2] البحار 70 / 310 / 04.


المناوي


42. و قال المناوي (م 1031): «و كانت له كرامات كثيرة، و مكاشفات شهيرة...» [1] .


پاورقي

[1] الكوكب الدرية 94:1؛ علي ما في موسوعة الامام الصادق عليه السلام 57:2.


الجفر


الجفر في الأصل ولد الشاة اذا عظم و استكرش، و لعل مبدأ هذا العلم كان يكتب علي جلد ولد الشاة فسمي به، و علم الجفر علم الحروف الذي تعرف به الحوادث المستقبلة، و جاء عن الصادق عليه السلام أن عندهم الجفر و فسره بأنه وعاء من أدم فيه علم النبيين و علم العلماء الذين مضوا من بني اسرائيل، و جاء



[ صفحه 180]



عنهم الشي ء الكثير عن الجفر الذي عندهم، و انا و ان لم نعرف هذا العلم و ما القصد منه الا أننا نعرف من هاتيك الأحاديث التي ذكرت الجفر و أنه من مصادرهم أن هذا العلم شريف منحهم الله اياه، و جاء في الكافي أحاديث كثيرة عن الجفر الذي عندهم.

و ذكر بعض علماء أهل السنة الجفر و أنه مما يعلمه الصادق عليه السلام، قال الشبلنجي في نور الأبصار ص 131: و في حياة الحيوان الكبري فائدة، قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب: و كتاب الجفر كتبه الامام جعفر الصادق بن محمدالباقر، فيه كل ما يحتاجون الي علمه الي يوم القيامة، و الي هذا الجفر أشار أبوالعلاء بقوله:



لقد عجبوا لآل البيت لما

أتاهم علمهم في جلد جفر



فمرآة المنجم و هي صغري

تريه كل عامرة و قفر



و قال في الفصول المهمة: نقل بعض اهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثونه بنو عبدالمؤمن بن علي من كلام جعفرالصادق، و له فيه المنقبة السنية، و الدرجة التي في مقام الفضل عليه.


زيارته


ان لزيارة المؤمن في الله حيا و ميتا من الفضل ما لا يبلغ مداه، كما يشهد به النقل، فيكف بامام المؤمنين، علي أن في زيارة مراقد الأنبياء و الأوصياء احياء لذكرهم و اشادة بفضلهم، و جمعا للقلوب عليهم، و ترغيبا للناس علي الاقتداء بأعمالهم، و ذلك ما تحبذه جميع عقلاء الامم لاحياء مآثر العظماء و تجديد ذكري فضلهم و التشجيع علي الاحتذاء بهديهم، مضافا الي أن في زيارة مراقد النبي و الأئمة تعظيما لشعائر الله تعالي و هو من تقوي القلوب.

والنقل في فضل زيارته عليه السلام من وجهين، الأول: مما جاء في فضل زيارة قبورهم عامة، الثاني: مما جاء في فضل زيارة قبره خاصة.

أما الأول فكثير جدا، و منه قول الرضا عليه السلام: ان لكل امام عهدا في عنق أوليائه و شيعته، و ان من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم، فمن زادهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة. [1] .



[ صفحه 107]



و قول أميرالمؤمنين عليه السلام: أتموا برسول الله صلي الله عليه و آله اذا خرجتم الي بيت الله الحرام، فان تركه جفاء، و بذلك امرتم، و أتموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها و زيارتها و اطلبوا الرزق عندها. [2] .

و قول الصادق عليه السلام: من زار اماما مفترض الطاعة و صلي عنده أربع ركعات كتب الله له حجة و عمرة [3] الي ما لا يحصي من أمثال هذه الأحاديث، و قد ذكرت كثيرا منها كتب المزارات.

و أما الثاني فمثل قول الصادق عليه السلام: من زارني غفرت له ذنوبه و لم يمت فقيرا. [4] .

و قول العسكري عليه السلام: من زار جعفرا أو أباه لم تشتك عينه، و لم يصبه سقم، و لم يمت مبتلي [5] ، الي كثير سواها.



[ صفحه 108]




پاورقي

[1] وسائل الشيعة: 5 / 253 / 5.

[2] وسائل الشيعة: 5 / 255 / 10.

[3] وسائل الشيعة، كتاب المزار من كتاب الحج: 5 / 260 / 25.

[4] المقنعة للشيخ المفيد: ص 73.

[5] وسائل الشيعة 5 / 426 / 2.


فراسته


كان الصادق ذا فراسة قوية ، ولعل فراسته هي التي منعته أن يقتحم في السياسة ، و يستجيب لما كان يدعوه اليه مريدوه ، مع ما يراه من حال شيعته في العراق من أنهم يكثر قولهم و يقل عملهم ، و قد اعتبر بما كان منهم لأبي الشهداء الامام الحسين رضي الله عنه ، ثم لزيد و أولاده ، ثم لأولاد عبدالله بن الحسن ، و لذا لم يطعهم في اجابة رغباتهم في الخروج ، و كان ينهي كل الذين خرجوا في عهده عن الخروج .

و ان الأحداث التي نزلت باسرته و وقعت حوله ، و احيط به في بعضها قد جعلته ذا احساس قوي يدرك به مغبة الامور ، مع ذكائه الألمعي و زكاة نفسه فكان بهذا من أشد الناس فراسة و ألمعية ، و أقواهم يقظة حس و قوة ادراك ... الخ .


مواقف الامام الصادق من المنصور العباسي


ابتلي الامام الصادق عليه السلام بطاغية زمانه و جبابره المنصور الدوانيقي. كان المنصور في زمن بني امية معتدا بنفسه و متعاليا علي غيره، و لم يكن عنده و عند من سبقه أي أمل في الحكم و الخلافة لولا بعض التصريحات التي صدرت من الامام الباقر عليه السلام في التنبؤ بوصول بني العباس و بالأخص أبوجعفر المنصور الي سدة الحكم، و تأكيد الامام الصادق عليه السلام علي صاحب القباء الأصفر، و بعدم نجاح ثورة العلويين في قصة مفصلة ذكرناها [1] ، و رجوع الأمر لبني العباس، و علي رغم جبروته كان يتردد علي الامام الصادق، و يتودد اليه بشتي الصور لعله يظفر بشي ء من علمه، و كان يعلم علم اليقين أن الامام عليه السلام لا يرغب في الخوض في تلك الصراعات السياسية، لعلمه المسبق بعدم جدوي ذل في سيطرة العلويين علي الحكم.

كان المنصور يجلس الي الامام الصادق عليه السلام و يستمع الي أحاديثه، عسي أن يظفر منه علي تصريح آخر يؤكد تصريحاته و تصريحات أبيه الباقر عليه السلام.



[ صفحه 200]



و بعد أن زال عهد الامويين و انتقلت السلطة الي أخيه السفاح ثم اليه، استدعي الامام عليه السلام و أحضر ولده المهدي، و قال له: يا أباعبدالله، حديث كنت حدثتنيه في صلة الرحم، أعده علي ليسمعه ولدي المهدي. قال الامام عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاث سنين فيصيرها الله عزوجل ثلاثين سنة، و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنه فيصيرها الله ثلاث سنين، ثم تلا قوله تعالي: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب). فقال المنصور: هذا حسن يا أباعبدالله، و ليس اياه أردت.

فقال أبوعبدالله: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده علي عليه السلام، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: صلة الرحم تعمر الديار و تزيد في الأعمار و ان كان أهلها غير أخيار، فقال المنصور: هذا حسن و لكني أردت غيره.

فقال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: صلة الرحم تهون الحساب، فقال المنصور: هذا هو الذي أردت.

تقرب المنصور من الامام عليه السلام كان بهدف مصانعة العلويين لحين القضاء علي خصومه من بني امية.

من هذه الرواية و غيرها يظهر أن المنصور كان علي صلة بالامام و يستمع الي أحاديثه، و لم يكن لديه ما يوجب قطيعته و جفاؤه، و بعد أن أصبحت الدنيا طوع ارادته وانقرض عهد أعدائه الامويين لم يعد يخشي غير العلويين الذين كان يطالب بحقهم بالأمس و يدعو الناس لمقاومة الامويين باظهار مظلوميتهم، و بعد أن استتب له الأمر أصبح لا يخشي سواهم و تصور أن وجود الامام جعفر



[ صفحه 201]



ابن محمد يشكل خطرا علي عرشه و علي اسرته بكاملها فحاول أكثر من مرة أن يفتك به - قائف هذا الشجي المعترض في حلقي، يعني الامام الصادق عليه السلام: و لكن مشيئة الله كانت تحول بينه و بين ما يريد.

و جاء في بعض المرويات عن الربيع حاجب المنصور أنه قال: لما استقرت الخلافة لأبي جعفر المنصور و استتبت له الامور قال لي: يا ربيع ابعث الي جعفر ابن محمد و ائتني به، فذهبت اليه و قلت: يا أباعبدالله، أجب أميرالمؤمنين. فقام معي، فلما دنونا من الباب جعل الامام الصادق يحرك شفتيه و يتكلم بكلام لم أفهمه، ثم دخل علي المنصور و سلم عليه فلم يرد السلام و رفع رأسه الي الامام و قال: يا جعفر، أنت الذي تؤلب علي الناس و تحرضهم علي الثورة، فأنكر عليه الامام و تنصل من القيام بأي عمل ضده، فسكن غضبه و قال: اجلس يا أباعبدالله، و دعا بمسك و جعل يدهن الامام بيده و المسك يقطر من بين أنامله، ثم اعتذر اليه و قال: انصرف يا أباعبدالله ان شئت، و أمرني أن اضاعف له الجائزة. و مضي الربيع يقول: فخرجت مع أبي عبدالله و قلت له: شهدت ما لم تشهد يا ابن رسول الله و سمعت ما لم تسمع و قد دخلت عليه و هو حاقد عليك، و رأيتك تحرك شفتيك عند دخولك عليه، فما أسرع ما تغير موقفه منك! فقال الامام عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان اذا حزنه أمر دعا بدعاء الفرج فيكشف الله ما به من هم و سوء، و أنا حينما استدعاني علمت بأنه يريد بي السوء، و قد كفاني الله شره ببركة هذا الدعاء.

و في رواية اخري عن الربيع أيضا: أن المنصور أرسل الي الامام الصادق عليه السلام من يأتيه به لشي ء بلغه عنه، فلما دنا الصادق من باب المنصور خرج اليه الحاجب و قال: اعيذك بالله من سطوة هذا الجبار يا أباعبدالله،



[ صفحه 202]



فاني رأيت ضرره عليك شديدا. فقال الامام: علي من الله واقية تعينني عليه ان شاء الله، استأذن لي عليه، فلما أذن له و دخل الامام، قال له المنصور: يا جعفر، قد علمت أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لأبيك علي بن أبي طالب: لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصاري في المسيح لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس الا و أخذوا التراب من تحت قدميك. و قال علي: يهلك في اثنان و لا ذنب لي: محب غال و مبغض مفرط [2] ، و انما قال ذلك اعتذارا لأنه لا يرضي بما يقوله فيه المحب و العدو، و أنت تعلم ما يقال فيك، و قد زعم أوغاد الحجاز و رعاع الناس أنه حبر الدهر و حجة المعبود و ترجمانه و عيبة علمه، فقل فان أول من قال الحق جدك و أول من صدقه عليه أبوك، و أنت حري أن تقتفي آثارهما و تسلك سبيلهما.

فقال الامام الصادق عليه السلام: أنا فرع من تلك الزيتونة. فقال المنصور: لقد أحالني علي بحر لا يدريك طرفه و لا يبلغ عمقه، هذا هو الشجي المعترض في حلوق الخلفاء الذي لا يجوز نفيه و لا يحل قتله، و لولا ما يجمعني و اياه من شجرة طاب أصلها و بسق فرعها و عذب ثمرها لكان مني اليه ما لا تحمد عقباه لما يبلغني عنه من شدة عيبه لنا و سوء القول فينا، فأنكر عليه الامام ذلك باسلوب يوحي بالاعتذار.

ثم التفت اليه المنصور و قال: لقد صفحت عنك يا أباعبدالله لصدقك، فحدثني بحديث أنتفع به و يكون لي زجرا من الموبقات.

فقال الامام عليه السلام: عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة فانك ان تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا و تداوي حقدا و يحب



[ صفحه 203]



أن يذكر بالصولة، و اعلم بأنك ان عاقبت مستحقا لم يكن غاية ما توصف به الا العدل، و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر. فقال المنصور: لقد وعظت فأحسنت و قلت فأوجزت.

و جاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي أن المنصور و فد علي المدينة سنة 144 في طريقه لأداء فريضة الحج فقال للفضل بن الربيع: ابعث الي جعفر بن محمد من يأتيني به متعبا، قتلني الله ان لم أقتله. قال الفضل: فتغافلت عن ذلك طمعا في أن ينسي المنصور و تهدأ نفسه، فأعاد علي طلبه ثانيا و ثالثا، فلم أربدا من أن أستدعيه، فأرسلت اليه، فلما حضر قلت له: يا أباعبدالله لقد أرسل اليك لأمر عظيم و ما أظنك بناج منه، فقال الامام عليه السلام: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم دخل علي المنصور و سلم عليه فلم يرد السلام و قال له: لقد اتخذك أهل العراق اماما يجبون لك الأموال من الزكاة و غيرها و تلحد في سلطاني و تبغيه الغوائل، قتلني الله ان لم أقتلك. فقال الامام عليه السلام: يا أميرالمؤمنين، ان سليمان النبي اعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف بن يعقوب ظلم فغفر، فاقتد بأيهم شئت.

لم يجد الامام عليه السلام بدا من مقابلته و هو بتلك الحالة من الحقد و الغضب عليه الا بهذا الاسلوب الهادي ء اللين الذي هو من أبلغ ما يمكن أن يكون في مثل هذه الحالات.

لقد أراد الامام عليه السلام أن يضع حدا لغضبه فقال له ما مضمونه: ان الله اذا أنعم علي عباده استحق شكرهم كم شكره سليمان علي نعمه، و أنت محاط بنعم الله من جميع جوانبك، و التنكيل بالأبرياء علي الظنة و التهمة كفر و جحود لنعم الله، و اذا كنت تراني بلاء عليك فلو صبرت علي هذا البلاء كما صبر أيوب علي أسوأ



[ صفحه 204]



أنواع البلاء أجر الصابرين، و اذا كنت تراني ظالما لك فلو اقتديت بيوسف و عفوت كما عفا عمن ظلمه كان ذلك أقرب للتقوي و الله يحب المحسنين.

و كان لجواب الامام أثر في نفس المنصور و أطرق برأسه قليلا ثم رفعه و اتجه الي الامام بغير الوجه الذي قابله فيه من قبل فأدناه اليه و مسح علي لحيته الكريمة بالغالية و اعتذر منه، ثم قال للفضل بن الربيع كما جاء في الرواية: هيي ء لأبي عبدالله جائزة حسنة و ودعه الي خارج قصره فعاد الامام الي بيته تحرسه عناية الله سبحانه من اولئك الجبابرة الذين كان وجود الامام ثقيلا عليهم كما كان وجود آبائه ثقيلا علي طغاة الامويين لا لشي ء الا لأن أهل البيت كانوا يجسدون الحق و الخير و العدالة و الاحسان في جميع أعمالهم، و اولئك يجسدون الباطل و الظلم و الطغيان في سلوكهم و تصرفاتهم.

و مرة اخري أرسل اليه محمد بن الربيع و أمره أن يأتي به علي الحالة التي يجده عليها، قال محمد بن الربيع: لقد دخلت عليه الدار فوجدته يصلي و لما فرغ من صلاته قلت له: أجب أميرالمؤمنين. فقال: دعني ألبس ثيابي، فقلت: ليس الي تركك من سبيل، لأني مأمور أن أحملك علي الحالة التي تكون عليها. فجئت به علي حالته و أدخلته علي المنصور و هو حاقد عليه فلما نظر اليه قال: يا جعفر، أما تدع حسدك و بغيك علي أهل هذا البيت من بني العباس؟ و ما يزيدك ذلك الا شدة الحسد و لست ببالغ ما تقدره. فقال الامام عليه السلام: و الله يا أميرالمؤمنين ما فعلت شيئا من هذا، و لقد كنت في ولاية بني امية و أنت تعلم بانهم أعدي الخلق لنا و لكم و انهم لا حق لهم في هذا الأمر، فو الله ما بغيت عليهم و لا بلغهم عين سوء، فكيف أصنع هذا و أنت ابن عمي و أمس الخلق بي رحما. فأطرق المنصور ساعة ثم رفع و سادة كانت الي جنبه و أخرج من تحتها اضبارة كتب و رمي بها اليه،



[ صفحه 205]



و قال: هذه كتبك الي أهل خراسان تدعوهم الي نقض بيعتي و أن يبايعوك دوني. فقال الامام عليه السلام: و الله ما فعلت، و لقد بلغت ما قد أضعفني عن ذلك لو أردته، ثم أطرق المنصور و ضرب يده الي السيف فسل منه مقدار شبر، ثم رده و قال: يا جعفر، أما تستحي مع هذه الشيبة و هذا السن أن تنطقه بالباطل و تشق عصا المسلمين، أتريد أن تريق الدماء و تثير الفتنة بين الرعية؟! و مضي يخاطبه بهذا الاسلوب المشحون بالحقد و البغضاء و الامام عليه السلام يقول: و الله ما فعلت و لا هذه كتبي و لا خطي و لا خاتمي، و ما زال يحلف له و يتبرأ مما نسب اليه حتي سكن المنصور و قال: أظنك صادقا، كما روي ذلك المجلسي في البحار.

محمد بن يعقوب، باسناده عن المفضل بن عمر قال، وجه أبوجعفر المنصور الي الحسن بن زيد، و هو واليه علي الحرمين: أن أحرق علي جعفر بن محمد داره، فألقي النار في دار أبي عبدالله عليه السلام فأخذت النار في البابل و الدهليز، فخرج أبوعبدالله عليه السلام يتخطي النار و يمشي فيها و يقول: أنا ابن أعراق الثري، أنا ابن ابراهيم الخليل عليه السلام [3] .

و حدث عبدالله بن الفضل بن الربيع، قال: حج المنصور في سنة سبع و أربعين و مائة، قدم المدينة، قال للربيع ابعث الي جعفر بن محمد من يأتينا به سعيا، قتلني الله ان لم أقتله. فتغافل الربيع عنه و ناساه، فأعاد عليه في اليوم الثاني و أغلظ له في القول، فأرسل اليه الربيع. فلما حضر قال له الربيع: يا أباعبدالله، اذكر الله تعالي فانه قد أرسل اليك ما لا دافع له غير الله، و اني أتخوف عليك. فقال جعفر:



[ صفحه 206]



لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم ان الربيع دخل به علي المنصور، فلما رآه المنصور أغلظ له بالقول، فقال: يا عدو الله، اتخذك أهل العراق اماما يجبون اليك زكاة أموالهم، و تلحد في [سلطاني و تبغيه] الغوائل، قتلني الله ان لم أقتلك. فقال جعفر: يا أميرالمؤمنين، ان سليمان اعطي فشكر و ان أيوب ابتلي فصبر و ان يوسف ظلم فغفر، فهؤلاء أنبياء الله و اليهم يرجع نسبك و لك فيهم اسوة حسنة. فقال المنصور: أجل، لقد صدقت يا أباعبدالله، ارتفع الي هاهنا عندي، ثم قال: يا أباعبدالله ان فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك. فقال: أحضره يا أميرالمؤمنين ليوافقني علي ذلك. فاحضر الرجل الذي سعي به الي المنصور، فقال له المنصور: أحقا ما حكيت لي عن جعفر، فقال: نعم يا أميرالمؤمنين. قال جعفر: فاستحلفه علي ذلك، فبدر الرجل و قال: و الله العظيم الذي لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، و أخذ يعدد في صفات الله. فقال جعفر: يا أميرالمؤمنين، يحلف بما أستحلفه و يترك يمينه هذا، فقال المنصور: حلفه بما تختار، فقال جعفر عليه السلام: قل برأت من حول الله و قوته و التجأت الي حولي و قوتي، لقد فعل كذا و كذا. فامتنع الرجل، فنظر اليه المنصور منكرا، فحلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض و قضي ميتا مكانه في المجلس، فقال المنصور جروا برجله و أخروجه لعنه الله. ثم قال: لا عليك يا أباعبدالله، أنت البري ء الساحة، السليم الناحية، المأمون الغائلة، علي بالطيب و الغالية، فأتوا بالغالية، فجعل يغلف بها لحيته الي أن تركها تقطر، و قال في حفظ الله وكلائته، و ألحقه الربيع بجوائز حسنة و كسوة سنية. قال الربيع: فلحقته بذلك، ثم قلت له: يا أباعبدالله، اني رأيت قبلك و ما لم تره أنت، و رأيت بعد ذلك ما رأيت، و رأيتك تحرك شفتيك،



[ صفحه 207]



و كلما حركتها سكن الغضب، بأي شي ء كنت تحركهما جعلت فداك؟ قال: بدعاء جدي الحسين عليه السلام، قلت: و ما هو يا سيدي؟ قال: قلت:

(اللهم يا عدني عند شدتي، يا غوثي عند كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، و اكفني بركنك الذي لا يرام، و ارحمني بقدرتك علي فلان، اللهم لا أهلك و أنت رجائي، اللهم انك أكبر و أجل و أقدر مما أخاف و أحذر، اللهم بك أدرأ في نحره و أستعيذ بك من شره، انك علي كل شي ء قدير).

قال الربيع: فما نزلت بي شدة قط و دعوت به الا فرج الله عني، قال الربيع: و قلت لأبي عبدالله منعت الساعي بك الي المنصور من أن يحلف يمينه و أخلفته أنت تلك اليمين، فما كان الا أخذ لوقته فتعجبت من ذلك ما فيه؟ قال: لأن في يمينه التي أراد أن يحلف بها توحيد الله و تمجيده و تنزيهه، فقلت: يحلم الله عليه و يؤخر عنه العقوبة، و أحببت تعجيلها فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله لوقته.

و يدعي الرواة أنه استدعاه نحوا من ثماني مرات و هو حاقد عليه يريد قتله ثم يتراجع بعد الاجتماع به و يجد نسفه من حيث لا يريد مضطرا لاكرامه و تعظيمه.

يقول السيد هاشم معروف: و ان كنت أشك في أكثر ما يرويه بعض الرواة حول تلك المواقف المزعومة، ذلك لأن المنصور يعلم بأن الصادق كان منصرفا عن الخلافة و عن الثورة علي نظام حكمه، و لم يكن علي وفاق معي بني أعمامه الذين كانوا يخرجون بين الحين و الآخر و قد أخبرهم بفشل جميع محاولاتهم الرامية الي الاستيلاء علي السلطة و انتزاعها من أيدي العباسيين، و لعلمه بما وصل اليه من آبائه و أجداده قد أخبر بقيام دولة بني العباس و استتباب الأمر لهم، و قد تلقي المنصور نفسه منه هذا النبأ بارتياح و غبطة كما ذكرنا من قبل و كان المنصور يجله و يعظمه و لا يري لأحد فضلا عليه، و لا أظنه قد حاول قتله أو فكر بذلك لعلمه



[ صفحه 208]



بأن عملا من هذا النوع يكلفه ما لا يطيق.

هذا بالاضافة الي أن تلك المرويات تصور الامام الصادق في موقف الذليل الذي يستجدي عفو المنصور و رضاه مع أن أكثر الروايات تنص علي أنه لم يهادن أحدا علي حساب دينه و كان ينقض عليه و علي غيره من الظلمة كالصاعقة أحيانا.

فقد جاء في رواية أبي نعيم في حلية الأولياء أن المنصور استدعي الامام الصادق يوما و أجلسه الي جانبه يحادثه بكل اجلال و احترام، فوقع الذباب علي وجه المنصور و لم يزل يقع علي وجهه و أنفه حتي ضجر منه المنصور، فقال: لم خلق الله الذباب يا أباعبدالله؟ فقال الصادق: ليذل به أنف الجبابرة، فوجم المنصور و تغير لونه و لم يتكلم معه بما يسي ء اليه كلمة واحدة.

كما يروي الرواة أنه استدعاه اليه يعاتبه علي قطيعته له و كان قد زار المدينة و لم يدخل عليه الامام الصادق فيمن زاره من الوجوه و الأشراف، فقال له: لم لم تغشنا كما يغشانا الناس؟ فأجابه الامام عليه السلام: ليس لنا من أمر الدنيا ما نخافك عليه، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوه منك، و لا أنت في نعمة نهنئك بها، و لا في نقمة فنعزيك. فقال له المنصور: تصحبنا لتنصحنا، فرد عليه الامام بقوله: ان من يريد الدنيا لا ينصحك، و من يريد الآخرة لا يصحبك. و ما أكثر مواقفه التي كان يندد فيها بالحكام و الجبابرة و يصفهم بأقبح الصفات و يحذرهم من سخط الله و عقابه و التمادي في الظلم و الطغيان.

كما أن مواقفه مع ولاة المنصور كانت تتسم بالشدة عندما تدعو الحاجة لذلك، فقد جاء في بعض المرويات أن أحد ولاة المنصور في المدينة خطب يوم الجمعة بحضور الامام و نال من أميرالمؤمنين عليه السلام، فقام الامام بعد أن فرغ الوالي من خطابه و قال - بعد أن حمدالله و صلي علي رسوله -: أما ما قلت من خير



[ صفحه 209]



فنحن أهله، و ما قلت من سوء فأنت و صاحبك أولي به، ثم التفت الي الناس و قال: ألا انبئكم بأخف الناس ميزانا و أبينهم خسرانا يوم القيامة، ألا و ان من أخف الناس ميزانا و أسوأهم حالا من باع آخرته بدنيا غيره، و هو هذا الفاسق، فسكت الوالي و خرج من المسجد مذموما مدحورا.

و لما كان داود بن علي واليا علي المدينة بالغ في ايذاء العلويين و تتبع أنصارهم و طلب من المعلي بن خنيس أن يخبره بحالهم بامتنع المعلي فهدده بالقتل و أصر علي امتناعه، فأمر داود بن علي السيرافي قائد شرطته بقتله، و لما بلغ الامام الصادق ما جري علي المعلي تأسف عليه و اشتد به الغضب و مضي بنفسه الي مقر الوالي و لم يكن ذلك من عادته فقال له: لقد قتلت مولاي و أخذت مالي، أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الضيم؟ و دار بين الامام و الوالي جدال عنيف حول هذا الأمر كان الوالي يحاول أن يتنصل من مسؤولية ما جري و يحملها السيرافي، و ترك لأولياء الدم أن يقتصوا من القاتل، و لما اخذ ليقتل صرخ بأعلي صوته: يأمرونني بقتل الناس فأقتلهم لهم، ثم يتهربون من مسؤولية ذلك و يأمرون بقتلي.

و في رواية: أنه عليه السلام حينما بلغه قتل المعلي بن خنيس، دخل الي داره، و لم يزل ليله كله قائما الي الصباح، و لما كان وقت السحر سمع منه و هو يقول في مناجاته: «يا ذالقوة القوية، و يا ذا المحال الشديد، و يا ذالعزة التي كل خلقك لها ذليل، اكنفا هذا الطاغية، و انتقم لنا منه» فما كان الا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ و العويل. و قيل: مات داود بن علي فجأة.

ابن شهرآشوب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر: أن المنصور الدوانيقي قد كان هم بقتل أبي عبدالله الصادق عليه السلام غير مرة، فكان اذا بعث اليه



[ صفحه 210]



دعاه لقتله - ليقتله - فاذا نظر اليه هابه و لم يقتله، غير أنه منع الناس عنه، و منعه من القعود للناس، و استقصي [عليه] أشد الاستقصاء حتي [انه] كان يقع لأحدهم مسألة في دينه [من شيعته] في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم، و لا يصلون اليه فيعتزل الرجل أهله، فشق ذلك علي شيعته و صعب عليهم، حتي ألقي الله عزوجل في روع المنصور أن سأل الامام الصادق عليه السلام ليتحفه بشي ء من عنده لا يكون لأحد مثله، فبعث اليه بمخصرة كانت للنبي صلي الله عليه و آله و سلم طولها ذراع، فرح بها المنصور فرحا شديدا، و أمر أن تشق له أربعة أرباع، و قسمها في أربعة مواضع، ثم قال له: جزاؤك عندي الا أن أطلق لك، و تفشي علمك لشيعتك، و لا أتعرض لك و لا لهم، فاقعد غير محتشم و افت الناس و لا تكون في بلدنا تقية، ففشا العلم عن الصادق عليه السلام [4] .

و توسعت مدرسته حتي بلغت أربعة آلاف طالب في الكوفة.

محمد بن يعقوب، باسناده عن ظريف بن ناصح، قال: لما بعث المنصور الدوانيقي الي أبي عبدالله عليه السلام، رفع يده الي السماء ثم قال: اللهم انك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما، فاحفظني بصلاح آبائي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و علي، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي عليهم السلام، اللهم اني أدرأ بك في نحره، و أعوذبك من شره.

ثم قال للجمال: سر، فلما اسقبله الربيع بباب المنصور الدوانيقي قال له: يا أباعبدالله ما أشد باطنه عليك! لقد سمعته يقول: و الله ما تركت لهم نخلا الا عقرته، و لا مالا الا نهبته، و لا ذرية الا سبيتها، قال: فهمس عليه السلام بشي ء خفي



[ صفحه 211]



و حرك شفيته، فلما دخل و سلم و قعد فرد عليه السلام، ثم قال: أما و الله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا الا عقرته، و لا مالا الا أخذته.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا أميرالمؤمنين، ان الله عزوجل ابتلي أيوب فصبر، و أعطي داود [سليمان] فشكر، و قدر يوسف فغفر، و أنت من ذلك النسل، و لا يأتي ذلك النسل الا ما يشبهه، فقال المنصور: صدقت فقد عفوت عنكم، فقال له: يا أميرالمؤمنين، انه لم ينل منا أهل البيت أحد دما الا سلبه الله ملكه، فغضب [المنصور] لذلك و استشاط، فقال عليه السلام: علي رسلك يا أميرالمؤمنين، ان هذا الملك كان في آل أبي سفيان، فلما قتل يزيد لعنه الله حسينا عليه السلام، سلبه الله ملكه، فورثه الله آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه، فورثه مروان بن محمد، فلما قتل مروان ابراهيم [5] سلبه الله ملكه، فأعطاكموها، فقال المنصور: صدقت، هات ارفع حوائجك. فقال عليه السلام: الاذن، فقال: هو في يدك متي شئت، فخرج. فقال له الربيع: قد أمر لك بعشرة آلاف درهم. قال: لا حاجة لي بها. قال: اذن يغضب. فقال عليه السلام: هاتها، فأخذها ثم تصدق بها [6] .

و لما بلغ جعفر الصادق عليه السلام قول الحكم بن عباس الكلبي:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب



فرفع جعفر يديه الي السماء و هما يرتعشان، فقال: اللهم سلط علي الحكم



[ صفحه 212]



ابن العباس الكلبي كلبا من كلابك، فبعثه بنو امية الي الكوفة فافترسه الأسد في الطريق. و اتصل ذلك بالصادق فخر ساجدا. و قال: الحمدلله الذي أنجزنا ما وعدنا.

و عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: لما رفعت الي أبي جعفر المنصور بعد قتل محمد بن عبدالله الحسن نهرني و كلمني بكلام غليظ، ثم قال لي: يا جعفر، قد علمت بفعل محمد بن عبدالله الذي يسمونه النفس الزكية، و ما نزل به و انما أنتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فالحق الصغير بالكبير. قال: فقلت: يا أميرالمؤمنين، حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه الحسين، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصله الله تعالي الي ثلاث و ثلاثين سنة، و ان الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فيصيرها الله تعالي الي ثلاث سنين، قال: فقال لي: الله عليك سمعت هذا من أبيك، فقلت: و الله لقد سمعتها. فردها علي ثلاثا، ثم قال: انصرف.

و تنص بعض المروايات أنه بعد قتل السيرافي دعا علي داود بن علي و قال في دعائه - كما جاء في رواية الكافي -: اللهم اني أسألك بنورك الذي لا يطفي، و بعزائمك التي لا تخفي، و بعزك الذي لا ينقصي، و بنعمتك الذي لا تحصي، و بسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسي، اكفني داود بن علي الساعة الساعة انك قريب سميع الدعاء، فما استتم دعاءه حتي سمعت الصيحة من دار داود بن علي.

و مجمل القول أن الامام الصادق عليه السلام واجه في أيام المنصور من المحن و الشدائد ما لم يواجهه في العهد الاموي، و كان وجوده ثقيلا عليه لأنه أينما ذهب و حيثما حل يراه حديث الجماهير، و يري العلماء و طلاب العلم يتزاحمون من كل حدب و صوب علي بابه في مدينة الرسول و هو يزودهم بتعاليمه، و يلقي



[ صفحه 213]



عليهم من فيض علمه و حديثه، و كانت الدعوة الي الحق و مناصرة العدل و مساندة المظلوم و اجتناب الظلمة الذين تسلطوا علي الامة و استبدوا بمقدراتها و كرامتها، و استهتروا بالقيم و الأخلاق، كانت هذه النواحي تحتل المكانة الاولي في تعاليمه و ارشاداته.

أقول: ان ما ذكره السيد هاشم معروف الحسين معلقا - في كتابه «سيرة الأئمة الاثني عشر» - صحيح و وارد، غير أن عتو الجبار المارد منصور الدوانيقي، و هلعه و خوفه علي حكمه، بالاضافة الي وشاية وعاظ السلاطين، و الحاسدين و الحاقدين، و رسائلهم المتكررة المملوءة بالبهت، تجعله يفقد صوابه و سيطرته علي زمام نفسه، و لكن هيبة الامامة و قوة شخصية عند ما يقابله تجعله يتضاءل أمام عظمة الامام و رسالته، حتي آل الأمر الي أن دس اليه السم الناقع بالطرق اليت ذكرها أرباب السير.

و كان مع ذلك يقول:

ان الامامة لا تصلح الا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم، و حلم يملك به غضبه، و حسن الخلافة علي من ولي حتي يكون بهم كالوالد الرحيم.

هذا، و المنصور يسمع و يري كل ذلك، و لكنه كان يقدر ان التحرش بالامام الصادق و الفتك به ستكون له من المضاعفات التي لا يمكن حصر نتائجها، و أخطارها، و لولا ذلك لمثل معه نفس الدور الذي مثله مع العلويين من اسرته، و كان قد ملأ بهم المعتقلات و السجون المظلمة و سلط عليهم أعوانه يسومونهم سوء العذاب، حتي اذا مات أحدهم في سجنه من التعذيب تركوه الي جانب الأحياء ينظرون اليه و يتململون من رائحته، و بلغ بهم الحال أنهم كانوا لا يعرفون أوقات الصلاة الا بتلاوة أجزاء من القرآن يوزعونها علي الليل و النهار، و كانت



[ صفحه 214]



نهاية أمرهم أن أمر المنصور بهدم السجن عليهم فمات من بقي منهم تحت الركام.

و قد روي جميع المؤرخين حديث الخزانة التي أوصي بها للمهدي و دفع مفاتحها الي ريطة زوجة المهدي و أوصاها أن لا تدفعها لغيره عندما تتأكد من موته، و كانت ريطة تظن بأن محتوياتها من المجوهرات و النفائس و الأموال.

و حدث الطبري في تأريخه أن المنصور لما عزم علي الحج دعا ريطة بنت أبي العباس زوجة المهدي، و كان زوجها غائبا عندما عزم المنصور علي السفر الي الحجاز، و أوصاها بما أراد و عهد اليها ثم دفع لها مفاتيح الخزائن و أخذ عليها العهود و المواثيق أن لا تفتح الخزائن و لا تطلع عليها غير المهدي، كما أكد عليها أن لا تطلع هي عليها الا بعد أن تتأكد من موته، فاذا تأكدت تجتمع مع المهدي و يفتحانها معا، و لما رجع المهدي الي المدينة السلام - بغداد - دفعت اليه المفاتيح و أخبرته بما أوصاها به المنصور، فلما انتهي اليه نبأ وفاته و تولي الخلافة فتح الخزائن بحضور زوجته، فوجد فيها جماعة من قتلي الطالبيين و في آذانهم رقاع فيها أنسابهم و فيهم أطفال و رجال شباب و شيوخ و هم عدد كبير، فلما رأي ذلك ارتاع و تغير و أمر أن تحفر لهم حفيرة كبيرة فحفروا لهم و دفنوهم بها.

و أظن أن المنصور بوصيته الصامتة هذه الي خليفته المهدي أراد أن يقول له: اذ أردت الملك فاحذر آل علي و عاملهم بمثل ذلك، و لعله احتفظ بتلك الجثث الزواكي و أوصي بتسليمها اليه ليشجعه علي اختيار اسلوب العنف و القسوة في سياسته.

و في كتاب الدلائل للحميري رحمة الله عن زرارة بن مسلم رحمه الله مولي خالد ابن عبدالله القسري، قال: ان المنصور قال لحاجبه: اذا دخل علي جعفر بن محمد فاقتله قبل أن يصل الي، فدخل أبوعبدالله عليه السلام و جلس، فأرسل الي الحاجب



[ صفحه 215]



فنظر اليه فوجده قاعدا. قال: ثم قال: عد مكانك. قال: فأقبل يضرب يدا علي يد، فلما قام أبوعبدالله عليه السلام و خرج دعا حاجبه و قال: بأي شي ء أمرتك؟ فقال: و الله ما رأيته حين دخل و لا حين خرج الا عندك و هو قاعد.

و في كتاب مشارق الأنوار روي أن المنصور لما أراد قتل الصادق عليه السلام دعا قوما من الأعاجم لا يعرفون الاسلام و لا يفهمون و لا يعقلون، فخلع عليهم الديباج و الوشي و حمل اليهم الأموال ثم استدعاهم و كانوا مائة رجل، فقال للترجمان: قل لهم: ان للملك عدوا يدخل عليه الليلة فاقتلوه اذا دخل عليه، قال: فأخذوا أسلحتهم ممتثلين لأمره. فاستدعي جعفرا عليه السلام و أمره أن يدخل عليه وحده، ثم قال للترجمان: قل لهم هذا عدوي فقطعوه، فلما دخل عليه السلام و نظروا اليه تعاووا كعوي الكلاب و رموا أسلحتهم و كتفوا أيديهم الي ظهورهم و خروا له سجدا و مرغوا وجوههم علي التراب، فلما رأي المنصور ذلك خاف علي نفسه و قال: ما جاء بك؟ قال عليه السلام: أرسلت الي فأجبتك و ما جئتك الا مغتسلا متحنطا. فقال المنصور: معاذ الله أن يكون ما تزعم ارجع راشدا. فرجع جعفر عليه السلام و القوم علي وجوههم سجدا، فقال المنصور للترجمان: قل لهم لم لا قتلتم عدو الملك؟ فقالوا: نقتل ولينا و الذي يلقانا كل يوم و يدبر امورنا كما يدبر الرجل ولده و لا نعرف لنا وليا سواه، فخاف المنصور من قولهم و سرحهم تحت ظلام الليل ثم قتله بعد ذلك بالسم.

و قد طلبه مرارا و عزم علي قتله سرا و جهارا، و حيث لم يحتم المقدور صرف الله تعالي عنه ذلك البلاء و الشرور. فلما أحب الله تعالي شهادته و حضر وقته و أحب لقائه أغار عليه المنصور، فدس اليه سما نقيعا في عنب و رمان بواسطة عامله علي المدينة، فأكله سلام الله عليه فجعل يجود بنفسه و قد اخضر لونه و صار يتقيا



[ صفحه 216]



كبده قطعا قطعا حتي قضي نحبه و لقي ربه شهيدا مظلوما، فلما مات عليه السلام تزعزعت المدينة بسكانها، و خرجت المخدرات من خدورها و أوطانها، ناشرات للشعور، هاتكات للستور، شاقات للجيوب، خامشات للوجوه، لاطمات للخدود، خادشات للنواصي و العيون، كل تنادي: وا اماماه، وا جعفراه، وا سيداه، و خرج المساكين و الأيتام ينادون: وا ضيعتاه، وا محنتاه، وا قلة ناصراه.

و بكاه ابنه موسي الكاظم عليه السلام قائلا: يا أبتاه من [لنا] بعدك، وا طول حزناه، وا حسرتاه من بعدك يا أبتاه، وا انقطاع ظهراه. و قد نص علي ابنه موسي ابن جعفر و أسر اليه تلك الوصاية و أظهرها و أشهد عليها جملة من الأوصياء و الأعداء، فقام موسي عليه السلام في جهاز أبيه عليه السلام فغسله و حنطه كما أمره و كفنه و عيناه تهملان دموعا، و حمل جنازته عليه السلام الي البقيع و دفنه جوار أبيه و عمه عليهم السلام.

و قد روي أنه لما حملت جنازته و رفع سريره و رثاه أبوهريرة الأبار [7] في تلك الحال فأنشأ يقول:



أقول و قد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه و عاتق



أتدرون من ذا تحملون علي الثري

ثبير ثوي من رأس علياء شاهق



غداة حثا الحاثون فوق ضريحه

ترابا و أولي كان فوق المرافق



فيا صادق بن الصادقين ألية

بآبائك الأطهار حلفة صادق





[ صفحه 217]





فحق بكم ذو العرش أقسم في الوري

فقال تعالي الله رب المشارق



نجوم هي اثنا عشر قد كن سبقا

الي الناس في علم من الناس سابق



و لا عجبا لو أنزلوك الي الثري

فلولاك فيها لم تكن في الحقائق



و ساخت بأهليها و لم تك ساعة

بسالمة من حل تلك البوائق



سأبكيك ما دامت عيوني في الثري

الي يوم حشري عند ربي و خالقي



ألا لعن الله الذين تبوأوا

مقاما منكم لا سيما ابن الدوانق



أتقتل يا شر البرية جعفرا

و من قال فيه خالقي خير صادق



و تترك هذا الدين من غير واليا

و صامته أضحي به غير ناطق



سألبس أثواب الضنا مدة البقا

و أهجر صفو العيش غير مرافق



و كيف تلذ العين غمضا و قد جري

علي خير خلق الله شمس المشارق



فيا نكبة ما مثلها قط نكبة

لقد عطلت تلك السما بعد طارق



صلاة اله العرش مثل سلامه

و تسليمه ما ذر نور المشارق



كما رثاه الشاعر حيث يقول:



فلله خطب قبل وقع حلوله

بكته السماء دما و غار به البحر



و زلزلت الأرض حزنا و أعولت

ملائكة التسبيح و امتنع القطر



و كيف لا تبكي العيون لوقعة

و قد هدم الدين الحنيفي و الأمر



و عطلت الأحكام بعد عميدها

و لم يك للاسلام من بعده نصر



ألا لعن الله الرجيم و من سعي

لمنصور عباس و من دأبه الغدر



فنفسي تفديه و أهلي و جيرتي

و ما أستطيع الآن و المال و الذخر



رزيته أحيت رزية كربلا

و قد شابه اليوم المشوم له العشر



ألا لعن الله المهيمن عصبة

لقد جن في أرواحها الغدر و الكفر





[ صفحه 218]



و لله در من قال:



يا صادق الوعد الذي

صدق الاله بما قضا



فلك المقام العافي

السر المقدر و القضا



قابلت مقدور الاله

علي المضاضة و القضا



مما دهتك به امية

و العبابسة القضا



بل أنت باب للعلوم

و سبق ربي المنتضا



و حجة الباري و معتكف

التصبر و الرضا



ليت النفوس فدتك من

سوء المكاره اذ قضا



و عليك صلي خالقي

ما لاح نجم أو أضا



و قال شاعر آخر:



فيا لك يا منصور لا فزت بالولا

لجعفر قد آبت عليك الفوادح



تسربلت سربالا من النار ضافيا

فويلك قد صاحت عليك الطوائح



و عما قليل تلق ما أنت قادم

عليه و قد قامت عليك النوائح



أتقتل من قد عظم الله قدره

و جلله اذ يممته المدائح



من النص و القرآن نصا منزلا

من الله هاد للبرايا و واضح



فوا لهف نفسي اذ تغيب شخصه

و قد مات مسموما فدته الجرائح





[ صفحه 219]




پاورقي

[1] ذكرنا ذلك مفصلا في المجلد الثامن من هذه الموسوعة عن حياة الامام الباقر عليه السلام.

[2] في بعض الروايات: «مبغض قال».

[3] الكافي 1 : 473، الحديث 2. و حلية الأبرار4 : 71، الحديث الأول: الثاقب في المناقب: 127. مناقب ابن شهرآشوب 40 : 236. كما أخرجه البحار 47 : 136، الحديث 186.

[4] مناقب ابن شهراشوب 4 : 238. و عنه البحار7 : 180. الحديث 27.

[5] ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، زعيم حركة العباسيين قبل ظهورها - و كان معروفا بالامام -.

[6] الكافي 2 : 562، الحديث 22. و عنه البحار47 : 208، الحديث 51. حليةالأبرار: 4 : 73، الحديث 5.

[7] عده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت المتقين، في معالم العلماء: 140، و ذكره المرحوم السماوي في الطليعة، و السيد الأمين في أعيان الشيعة، و وصفه السماوي بالعجلي أيضا، و قال: كان راوية شاعرا فاسقا، لقي الباقر و الصادق عليهماالسلام، و كان يسكن البصرة. أنظر بحارالأنوار 47 : 332.


دعاؤه عند حضور رمضان


كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو في أوائل رمضان، بهذا الدعاء الجليل، وهذا نصه:

«اللهم، هذا شهر رمضان المبارك، الذي أنزلت فيه القرآن، وجعلته هدي للناس، وبينات من الهدي والفرقان، قد حضر فسلمنا فيه، وسلمه لنا، وتسلمه منا في يسر منك وعافية، وأسألك اللهم أن تغفر



[ صفحه 124]



لي في شهري هذا، وترحمني فيه، وتعتق رقبتي من النار، وتعطيني فيه خير ما أعطيت أحدا من خلقك، وخير ما أنت معطيه، ولا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك، منذ أن أسكنتني أرضك إلي يومي هذا، واجعله علي أتمه نعمة، وأعمه عافية، وأوسعه رزقا وأجزله وأهنأه.

اللهم، إني أعوذ بك، وبوجهك الكريم، وملكك العظيم، أن تغرب الشمس من يومي هذا، أو ينقضي بقية هذا اليوم، أو يطلع الفجر من ليلتي هذه، أو يخرج هذا الشهر ولك قبلي معه تبعة، أو ذنب، أو خطيئة، تريد أن تقابلني بها، أو تؤاخذني، أو توقفني موقف خزي، في الدنيا والآخرة، أو تعذبني بها يوم القاك يا أرحم الراحمين.

اللهم، فكما كان من شأنك، ما أردتني به من مسألتك، ورحمتني به من ذكرك، فليكن من شأنك سيدي الاجابة فيما دعوتك، والنجاة فيما قد فزعت إليك منه، اللهم صل علي محمد وآل محمد، وافتح لي من خزائن رحمتك، رحمة لا تعذبني بعدها أبدا، في الدنيا والآخرة، وارزقني من فضلك الواسع، رزقا حلالا طيبا، لا تفقرني بعده إلي أحد سواك أبدا، تزيدني بذلك لك شكرا، وإليك فاقة وبك عمن سواك غني، وتعففا.

اللهم، إني أعوذ بك أن يكون جزاء إحسانك، الاساءة مني، اللهم، إني أعوذ بك أن أصلح عملي فيما بيني وبين الناس، وأفسده فيما بيني وبينك، اللهم، إني أعوذ بك أن تحول سريرتي بيني وبينك أو تكون مخالفة لطاعتك.

اللهم، إني أعوذ بك أن تكون شئ من الاشياء، أثر عندي من



[ صفحه 125]



طاعتك، اللهم، إني أعوذ بك أن أعمل عملا من طاعتك قليلا أو كثيرا أريد به أحدا غيرك، أو أعمل عملا يخالطه رياء، اللهم، إني أعوذ بك من هوي يردي من ركبه، اللهم، أني أعوذ بك أن أجعل شيئا من شكري في ما أنعمت به علي لغيرك، أطلب به رضا خلقك، اللهم، إني أعوذ بك أن أتعدي حدا من حدودك، أتزين بذلك للناس وأركن به للدنيا.

اللهم، إني أعوذ بعفوك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بطاعتك من معصيتك وأعوذ بك منك جل ثناؤك ووجهك، لا أحصي الثناء عليك ولو حرصت، وأنت كما أثنيت علي نفسك سبحانك وبحمدك.

اللهم، إني أستغفرك، وأتوب إليك، من مظالم كثيرة لعبادك عندي، فأي عبد من عبادك، أو أمة من إمائك، كانت له قبلي مظلمة ظلمته إياها في ماله، أو بدنه، أو عرضه، لا أستطيع أداء ذلك إليه، ولا أتحللها منه، فصل علي محمد وآل محمد، وأرضه أنت عني بما شئت، وكيف شئت، وهبها لي، وما تصنع يا سيدي بعذابي، وقد وسعت رحمتك كل شئ، وما عليك يا رب أن تكرمني برحمتك، ولا تهينني بعذابك، ولا ينقصك يا رب أن تفعل بي ما سألتك، وأنت واجد لكل شئ.

اللهم إني أستغفرك، وأتوب إليك من كل ذنب تبت إليك منه، ثم عدت فيه، ومما ضيعت من فرائضك وأداء حقك من الصلاة، والزكاة، والصيام والجهاد، والحج والعمرة، وإسباغ الوضوء، والغسل من الجنابة، وقيام الليل، وكثرة الذكر، وكفارة اليمين، والاسترجاع في المعصية، والصدود، ومن كل شئ قصرت فيه، من فريضة، أو سنة



[ صفحه 126]



فإني أستغفرك، وأتوب إليك منه، ومما ركبت من الكبائر، وأتيت من المعاصي، وعملت من الذنوب، واجترحت من السيئات، وأصبت من الشهوات، وباشرت من الخطايا مما عملته من ذلك عمدا أو خطأ، سرا أو علانية، فإني أتوب إليك منه، ومن سفك الدم، وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات، وأكل أموال اليتامي، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، وأن أشتري بعهدك في نفسي ثمنا قليلا، وأكل الربا، والغلول، والسحت والسحر، والاكتهان، والطيرة، والشرك، والرياء، والسرقة وشرب الخمر، ونقص المكيال، وبخس الميزان، والشقاق، والنفاق، ونقض العهد، والفرية والخيانة، والغدر، وإخفار الذمة، والحلف، والغيبة والنميمة، والبهتان، والهمز واللمز، والتنابز بالالقاب، وأذي الجار، ودخول بيت بغير إذن، والفخر، والكبر، والاشراك، والاصرار، والاستكبار، والمشي في الارض مرحا، والجور في الحكم، والاعتداء في الغضب، وركوب الحمية، وعضد الظالم، والعود علي الاثم والعدوان، وقلة العدد في الاهل والولد، وركوب الظن، واتباع الهوي، والعمل بالشهوة، وعدم الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والفساد في الارض، وجحود الحق، والادلاء إلي الحكام بغير حق، والمكر والخديعة، والقول فيما لا أعلم، وأكل الميتة والدم، ولحم الخنزير، وما أهل به لغير الله، والحسد، والبغي والدعاء إلي الفاحشة، والتمني بما فضل الله، والاعجاب بالنفس، والمن بالعطية، وارتكاب الظلم، وجحود القرآن، وقهر اليتيم، وإنتهار السائل، والحنث في الايمان، وكل يمين كاذبة فاجرة، وظلم أحد من



[ صفحه 127]



خلقك في أموالهم، وأشعارهم، وأعراضهم وأبشارهم، وما رآه بصري، وسمعه سمعي، ونطق به لساني، وبسطت إليه يدي، ونقلت إليه قدمي، وباشره جلدي وحدثت به نفسي، مما هو لك معصية، وكل يمين زور، ومن كل فاحشة وذنب وخطيئة، عملتها في سواد الليل وبياض النهار في ملاء أو خلاء، مما علمته أو لم أعلمه، ذكرته أم لم أذكره، سمعته أم لم أسمعه، عصيتك فيه ربي طرفة عين، وما سواها، من حل أو حرام، تعديت فيه أو قصرت عنه، منذ يوم خلقتني إلي أن جلست مجلسي هذا، فإني أتوب إليك منه، وأنت يا كريم تواب رحيم.

اللهم، يا ذا المن والفضل، والمحامد التي لا تحصي، صل علي محمد وآل محمد، واقبل توبتي، ولا تردها لكثرة ذنوبي، وما أسرفت علي نفسي حتي لا أرجع في ذنب تبت إليك منه، فاجعلها يا عزيز توبة نصوحا صادقة مبرورة لديك مقبولة، مرفوعة عندك، في خزائنك التي ذخرتها لاوليائك حين قبلتها منهم، ورضيت بها عنهم،

اللهم، إن هذه النفس نفس عبدك، وأسألك أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعلها في حصن حصين منيع لا يصل إليها ذنب، ولا خطيئة، ولا يفسدها عيب ولا معصية حتي ألقاك يوم القيامة، وأنت عني راض، وأنا مسرور تغبطني ملائكتك، وأنبياؤك وجميع خلقك، وقد قبلتني وجعلتني تائبا طاهرا زاكيا عندك من الصادقين.

اللهم، إني أعترف لك بذنوبي، فصل علي محمد وآل محمد، واجعلها ذنوبا لا تظهرها لاحد من خلقك، يا غفار الذنوب، يا أرحم الراحمين، سبحانك اللهم وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي، فصل علي محمد وآل محمد، واغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم.



[ صفحه 128]



اللهم، إن كان من عطائك، وفضلك، وفي علمك وقضائك، أن ترزقني التوبة، فصل علي محمد وآله، واعصمني بقية عمري، وأحسن معونتي في الجد، والاجتهاد، والمسارعة إلي ما تحب وترضي، والنشاط والفرح والصحة حتي أبلغ في عبادتك، وطاعتك التي يحق لك علي رضاك، وأن ترزقني برحمتك، ما أقيم به حدود دينك، وحتي أعمل في ذلك بسنن نبيك، صلواتك عليه وآله، وافعل ذلك بجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها.. اللهم إنك تشكر اليسير، وتغفر الكثير وأنت الغفور الرحيم..

وكان يكرر ذلك ثلاث مرات.

اللهم إقسم لي كل ما تطفئ به عني، نائرة كل جاهل، وتخمد عني شعلة كل قائل، وأعطني هدي عن كل ضلالة، وغني من كل فقر، وقوة من كل ضعف، وعزا من كل ذل، ورفعة من كل ضعة، وأمنا من كل خوف، وعافية من كل بلاء،

اللهم، ارزقني عملا يفتح لي باب كل يقين، ويقينا يسد عني باب كل شبهة، ودعاء تبسط لي فيه الاجابة، وخوفا يتيسر لي به كل رحمة، وعصمة تحول بيني وبين الذنوب، برحمتك يا أرحم الراحمين.» [1] .

ويعتبر هذا الدعاء من أمهات أدعية الامام الصادق عليه السلام، وذلك لما حواه من المضامين العظيمة، والمطالب الجليلة، التي كان منها عظيم إخلاصه في طاعة الله تعالي، إخلاصا لا حدود له، كما حفل هذا الدعاء



[ صفحه 129]



بالتحذير من اقتراف الجرائم والذنوب، التي تمسخ الانسان، وتهبط به إلي مستوي سحيق ما له من قرار، وقد ذكر سجلا منها، وحذر كأشد ما يكون التحذير منها، وبذلك فقد اعطي منهجا متكاملا للحياة الاسلامية المتطورة، التي تسود بمناهجها الرائعة، جميع مجتمعات العالم، حقا لقد كان هذا الدعاء من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن مناجم ثرواتهم الفكرية.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 47 - 50) وهناك بقية لهذا الدعاء آثرنا عدم ذكرها لعدم علمنا بأنها من الامام الصادق عليه السلام.


السنة


هي ما نقل عن صاحب الشريعة الاسلامية: قولا أو فعلا أو تقريرا. و المهم أن العلم بالحديث دليل صحته، و تلك نقطة هامة ترتبط بفقه الصادق. فالذي يرويه السني أو الشيعي معا أو أحدهما دون فرق، فالمهم الصدق و ليس التعصب لأحد دون الآخر. و هذا لب فقه الصادق كمذهب ما قبل المذاهب، ذلك المذهب الذي يروي أنه يجب أن تختلف الآراء لمصلحة المادة و موضوعها في الناس و تطور الأزمان و الحاجات حتي تكون حقا حسب نص القرآن الداعي الي التطور الفكري فيتبعوا أحسنه.

و الذي لا شك فيه أن آيات التشريع لا تفي بكل ما يحتاجه الانسان من أحكام الوقائع و الحوادث، لاسيما و قد تطورت و تجددت مع الزمن. و من أجل ذلك كانت الحوادث غير متناهية. و كانت الآيات قد وضعت المبادي ء العامة في الغالب و تركت تحديد الموضوعات و ماهياتها.

لهذه الأسباب كانت الحاجة الي السنة لبيان ما قصدته الآيات الكريمة و توضيح المشكلات. فالسنة تكون بهذا المعني متممة للكتاب و كلاهما من مصدر واحد، و هي مصدر أو أصل من أصول الأحكام.



[ صفحه 109]



و لم أجد في المصادر القديمة أحاديث للصادق بل أقوالا عامة منسوبة للامامية سوي هذا الحديث له عن فضل النبي محمد علي جميع الأنبياء بسنده للمجلسي. قال أبوخنيش الكوفي حضرت مجلس الصادق و عنده جماعة من أهل الكتاب فقالوا: فضل موسي و عيسي و محمد سواء لأنهم أصحاب شرائع فقال الصادق: محمد أفضل منهما و الدليل من الله و أعطاه الله من العلم ما لم يعطه لغيره. و يظهر في قوله عن موسي (و كتبنا له في الألواح من كل شي ء)؟ و يظهر في قوله عن عيسي: (و ليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه). و يظهر واضحا في قوله لمحمد: (و جئنا بك شهيدا علي هؤلاء، و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ء). [1] .

و حديث آخر أورده الشيخ أبوزهرة بسنده للكافي و قد جاء علي لسانه: «عن أبي عبدالله قال: قال رسول الله: ان علي كل حق حقيقة، و علي كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، و ما خالف كتاب الله فدعوه» و قد سئل الصادق عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به، و منهم من لا نثق به. فقال: اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو قول رسول الله فخذوه، و الا فالذي جاءكم به أولي». [2] و المفهوم من قول الصادق أن السنة لا تأتي بما يخالف كتاب الله، و اذا خالفته فتعد مرفوضة و غير صحيحة، فالمهم بالنسبة عند الصادق الصدق في الحديث، و كأنه جعل له معيارا مستمدا من القرآن، و بهذا تكون السنة متممة لما ذكره القرآن مبينة الحقيقة لطالبها.


پاورقي

[1] الملحق الثاني ص 33 - 34.

[2] الشيخ ابوزهرة، المرجع نفسه، ص 406.


ابراهيم بن سلمة (الكناني)


إبراهيم بن سلمة، وقيل مسلمة الكناني.

المراجع:

رجال الطوسي 144. تنقيح المقال 1: 18. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 228. جامع الرواة 1: 21. نقد الرجال 9. مجمع الرجال 1: 44. أعيان الشيعة 2: 141. توضيح الاشتباه 12. منهج المقال 21. منتهي المقال 21.


سعدان بن واصل الأزدي


سعدان بن واصل الأزدي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 206. تنقيح المقال 2: 23. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 102. جامع الرواة 1: 358. توضيح الاشتباه 169. نقد الرجال 150. مجمع الرجال 3: 110. أعيان الشيعة 7: 232. منهج المقال 160.


محمد بن أحمد العجلي


أبو عمارة محمد بن أحمد، وقيل أحمد العجلي، الكوفي.

إمامي حسن الحال. توفي سنة 173، وولد سنة 92.

المراجع:

رجال الطوسي 282 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 2: قسم الميم 76. خاتمة



[ صفحه 25]



المستدرك 840. معجم رجال الحديث 15: 55. نقد الرجال 291. جامع الرواة 2: 65. مجمع الرجال 5: 145. منتهي المقال 260. منهج المقال 282. إتقان المقال 223.


از درس هاي امام صادق در توحيد 01


امام صادق عليه السلام در روز دوم براي مفضل فصل ديگري را در باب خداشناسي در مورد حيوانات بيان نمود و فرمود: «اي مفضل! من سخن خود را درباره ي حيوانات براي تو شروع مي نمايم تا همان گونه كه خدا از خلقت انسان شناختي از خلقت حيوانات نيز بشناسي.»

سپس فرمود: «اگر به خلقت و ساختار حيوانات بنگري خواهي ديد كه بدن آنها نه مانند سنگ چنان سخت است كه قابل التيام و استفاده انسان ها نباشد و نه آن گونه رقيق و سست است كه [براي استفاده انسان ها] طاقت و استقامت نداشته باشد، بلكه آنها از گوشت نرم آفريده شده و با استخوان و رگ ها و عروق و پي ها محكم گرديده و به وسيله ي پوست لباس مناسب بر آنها پوشيده شده باشد.

همانند وسايلي كه براي نواختن موسيقي از چوب تهيه مي شود و با پارچه پوشيده و به وسيله ي نخ پيوسته و محكم مي شود و با صمغ رنگ آميزي مي گردد. چوب ها به منزله ي استخوان و پارچه ها به منزله ي گوشت و نخ ها به منزله ي رگ ها و پي ها و رنگ ها به منزله ي پوست بدن حيوان مي باشد. اگر شما بگوييد حيوان زنده و متحرك خود به خود آفريده شده و خالق و صانعي نداشته است بايد بگويد آلت بي جان و مرده ي ياد شده نيز بدون كيفيت خود به خود به وجود آمده باشد به طريق اولي بايد نپذيريد كه آن حيوان زنده متحرك [با آن خواص] بدون صانع و آفريننده باشد» سپس فرمود: «اي مفضل! درباره ي حيوانات چهارپا دقت كن؛ چرا كه آنها نيز همانند انسان از گوشت و استخوان و پي آفريده شده اند و داراي شنوايي و بينايي هستند تا انسان بتواند نياز خود را به وسيله ي آنها برطرف نمايد و اگر آنها كور و كر مي بودند انسان نمي توانست از آنها استفاده نمايد.



[ صفحه 178]



از سويي، خداوند حيوانات چهارپا را از عقل و شعور بي بهره نموده تا براي انسان رام و ذليل باشند و انسان بتواند بارهاي سنگين را بر دوش آنان قرار دهد؛ چرا كه اگر آنها عقل و شعور مي داشتند تسليم خواسته هاي انسان نمي شدند.

و اگر كسي بگويد: غلامان نيز تسليم انسان ها هستند و كارهاي سختي از آنان گرفته مي شود، در حالي كه داراي عقل و شعور مي باشند، پاسخ اين است كه اين گونه افراد كمياب هستند و بيشتر انسان ها حاضر نمي شوند كه مانند حيوانات از آنان كار گرفته شود.

از سويي، اگر خداوند حيوانات را براي انسان ذليل نفرموده بود و انسان ها خود مي خواستند اين بارهاي سنگيني را كه بر دوش حيوانات مي گذارند به دوش بگيرند از بقيه ي كارهاي زندگي خود باز مي ماندند و به جاي يك شتر و يك اسب لازم مي بود عده اي از انسان ها به كار گرفته شوند و در آن صورت از مشاغل اجتماعي و شخصي خود باز مي ماندند و رنج و مشقت فراواني براي آنان به وجود مي آمد.

امام صادق عليه السلام سپس به وضع خلقت انسان ها و حيوانات گوشت خوار و علف خوار اشاره نمود و فرمود: اعضاي هر كدام از آنها متناسب با نياز او آفريده شده است و اگر تو در آنها دقت كني به لطايف حكمت و عجايب قدرت و زيبايي خلقت آنها پي خواهي برد. براي نمونه ببين چگونه دو چشم حيوان مقابل صورت او قرار گرفته و دهان او در پايين به صورت شكاف است [تا بتواند با دهان خود از علوفه استفاده كند] و دهان او مانند دهان انسان نيست [چرا كه انسان با دست خود مي تواند غذا را به دهان وارد كند] و اين گونه حكمت ها در خلقت انسان و حيوان فراوان است.

يكي از عجايب خلقت اين است كه خداوند بعضي از حيوانات را مانند بزكوهي كه خوراك او خوردن مار است هدايت نموده كه پس از خوردن مار آب روي آن ننوشد؛ چرا كه اگر چنين كند مي ميرد. يا روباه را مي بيني كه چون گرسنه مي شود به پشت مي خوابد و شكم خود را باد مي كند تا پرندگان فكر كنند مرده است به اين وسيله آنها را صيد مي كند. از اين گونه هوشمندي ها در حيوانات زياد ديده مي شود كه حكمت آن تأمين نياز آنان مي باشد.»



[ صفحه 179]



امام صادق عليه السلام پس از بيان اين فراز فرمود: «اي مفضل! تو فكر مي كني چه كسي اين هوشمندي را در طبيعت حيوان براي تأمين نياز او قرار داده است؟» سپس به خلقت حيوانات ريز، مانند انواع مورچه [ذره و نمله و ليث] اشاره نمود و فرمود: «اين حيوان با حجم كوچك داراي خلقت كامل است و خداوند او را هدايت نموده كه قوت خود را چگونه به دست آورد. مورچه بزرگ كه ليث ناميده مي شود را ببين كه چگونه هدايت يافته كه مگس ها را صيد كند.»

تا اين كه فرمود: «اي مفضل! تو به اين حيوان كوچك بنگر كه چگونه كاري را كه انسان به سختي مي تواند انجام دهد او به آساني انجام مي دهد. آري، اي مفضل! نگاه به كوچكي مورچه و امثال آن مكن بلكه بنگر كه در اين موجود كوچك عجايبي از خلقت نهفته است و اين حيوان با اين جثه ي كوچك عظمت پروردگار خود را نشان مي دهد.»

سپس به ذكر پرندگان پرداخت و فرمود: «بنگر كه چگونه خداوند جسم آنان را سبك و بدنشان را نيرومند قرار داده و سينه ي آنها را به گونه اي قرار داده تا بتوانند هوا را بشكافند و پرواز كنند.» سپس امثال اين حكمت ها را در خلقت مرغ و گنجشك و خفاش و زنبور عسل و ملخ و پرندگان كوچك ديگر بيان نمود و فرمود: «ببين چگونه خداوند در طبيعت آنان نيرويي قرار داده تا نياز خود را تأمين نمايند.»

سپس خلقت ماهي و تناسب خلقت او را نسبت به استفاده و بهره برداري انسان ها از او بيان نمود و فرمود: «اي مفضل اگر تو خواسته باشي به حكمت بي پايان خدا و محدود بودن علم و دانش مخلوق پي ببري، بنگر كه خداوند در درياها چه موجوداتي را، مانند ماهي ها و چهارپايان دريايي و اقسام صدف ها و موجودات بي شمار ديگر، آفريده كه منافع آنها براي آيندگان به تدريج روشن خواهد شد...» تا آخر كلام آن حضرت كه ما به همين مقدار بسنده كرديم.

آري از بيان امام صادق عليه السلام نسبت به اسرار مخلوقات مانند انسان و حيوان و غيره تعجبي نيست، بلكه تعجب از كسي است كه اين عالم را با آن همه عجايب خلقت مشاهده مي كند و منكر خالق و آفريننده ي آنها مي شود، در حالي كه اگر انسان فقط در



[ صفحه 180]



عجايب خلقت خود مطالعه كند خلقت انسان بزرگ ترين برهان براي وجود و يگانگي خداوند خواهد بود.


شمايل و صفات امام صادق


محمد بن شهر آشوب در كتاب «مناقب» در احوالات آن حضرت مي گويد: «امام صادق عليه السلام داراي قامتي كوتاه و صورتي نوراني و موهايي سياه و پيچيده و بيني كشيده و خال سياهي در صورت مبارك بود».