أما الطابع الخاص للحياة الأدبية، فهو ما يحكيه شعراء ذلك العصر في شعرهم، فهو - من المؤسف - لم يمثل أي مشكلة اجتماعية من مشاكل ذلك العصر علي كثرتها كما أنه لم يمثل جدا في الحياة العقلية و الأدبية، و انما كان شعرا قبليا يحكي فيه كل شاعر ما امتازت به قبيلته من كرم الضيافة، و الشجاعة، و وفرة المال و العدد، و غير ذلك مما يفخرون به، كما غدا سوقا للهجاء المر، و التنابز بالألقاب مما جعله أداة للتخريب، و قد برز ذلك بصورة ظاهرة في شعر الفرزدق و جرير، فانك تجد أكثر شعرهما في الهجاء، و السباب و القذف، حتي لم تبق في قاموس الهجاء و الشتم كلمة الا و قد نظمت في هجاء كل منهما للآخر، و ان دل ذلك علي شي ء فعلي أن الحياة الجاهلية الأولي التي حاربها الاسلام قد عادت بجميع صورها القذرة في أيام الحكم



[ صفحه 416]



الأموي... و قد انتهز هذه الفرصة شاعر الاسلام الأكبر الكميت الأسدي، فأشاد بمناقب قومه المضريين، و فضلهم علي القحطانيين فأثار بذلك الفتنة بين القبائل، مما يعتبر من العوامل الأصلية في الاطاحة بالحكم الأموي، اسمعوا ما يقول في مدح قومه و هجاء القحطانيين.



لنا قمر السماء و كل نجم

تشير اليه أيدي المهتدينا



وجدت الله اذ سمي نزارا

و أسكنهم بمكة قاطنينا



لنا جعل المكارم خالصات

و للناس القفا و لنا الجبينا



و ما خرجت هجائن من نزار

فوالح من فحول الأعجمينا [1] .



و ما حملوا الحمير علي عتاق

مطهمة فيلفوا مبغلينا [2] .



و ما ولدت بنات بني نزار

حلائل أسودين و أحمرينا



بني الاعمام أنكحنا الايامي

و بالآباء سمينا البنينا [3] .



لقد فخر بهذه الابيات علي القحطانيين، فقد نسب لقومه قمر السماء و الكواكب المضيئة من رجالهم، و قد اختصوا بالمكارم و المآثر و أما خصومهم من القحطانيين فقد عيرهم بأنهم يزوجون بناتهم من الحبش و الفرس فيولدن السود و الحمر، و كان هذا النسل يشبه تلقيح الحمير للخيل العتاق التي تنتج البغال... و قد اثار هذا الهجاء حفائظ القحطانيين، و أجج نار الفتنة و البغضاء فيما بينهم و بين المضريين، و قد انبري شاعر العقيدة دعبل الخزاعي للرد علي الكميت و الاشادة بقومه القحطانيين و قد بلغت قصيدته ستمائة بيت، و مما جاء فيها.



أفيقي من ملامك يا ظعينا

كفاك اللوم مر الاربعينا



ألم تحزنك أحداث الليالي

يشيبن الذوائب و القرونا



أحيي الغر من سروات قومي

لقد حييت عنايا مدينا



فان يك آل اسرائيل منكم

و كنتم بالأعاجم فاخرينا





[ صفحه 417]





فلا تنس الخنازير اللواتي

مسخن مع القرود الخاسئينا



بأيلة و الخليج لهم رسوم

و آثار قد من و ما محينا



و ما طلب الكميت طلاب وتر

و لكنا لنصرتنا هجينا



لقد علمت نزار أن قومي

الي نصر النبوة فاخرينا



و يقول المؤرخون: انه تتابع فخر النزارية علي اليمنية، و فخر اليمنية علي النزارية حتي تخربت البلاد، و ثارت العصبية في البدو و الحضر. [4] .

و علي أي حال فان الطابع للأدب و الشعر في العصر الأموي كان هو التفاخر و التنابز، و ليس فيه أي جد و انطلاق في الحياة الفكرية، كما لم يكن فيه أية دعوة الي الخير و الفضيلة، بل الي الانحطاط و التأخر... و بهذا ينتهي بنا الحديث عن عصر الامام عليه السلام.



[ صفحه 419]

حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:



[ صفحه 269]



دورترين بنده از خدا آن مردي است كه با مردي طرح دوستي افكند و لغرش هاي او را نگه دارد تا روزي به واسطه ي آنها او را سرزنش كند. [1] .

تفسير العياشي 1 / 261، ح 211:....

عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: قول الناس لعلي عليه السلام: إن كان له حق فما منعه أن يقول به؟ قال: فقال:

إن الله لا يكلف هذا الإنسان [إلا - خ] واحدا إلا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك و حرض المؤمنين) [1] فليس هذا إلا للرسول، و قال لغيره: (إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلي فئة) [2] فلم يكن يومئذ فئة يعينونه علي أمره.

أ: الخصال 1 / 101، ح 56.

ب: أصول الكافي 2 / 65، ح 6.

ج: المحاسن 3، ب 1، ح 1: حدثنا أبي: قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثني أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمد ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال:...

يا معاوية من أعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من أعطي الدعاء أعطي الاجابة، و من أعطي الشكر أعطي الزيادة، و من أعطي التوكل أعطي الكفاية، فان الله عزوجل يقول في كتابه:

(و من يتوكل علي الله فهو حسبنه) [1] و يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) [2] و يقول: (ادعوني أستجب لكم) [3] .

[أمالي الطوسي 2 / 289 ب 37، الحديث 8: الشيخ الطوسي، عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسين بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق...].

عن يحيي بن العلا و اسحاق بن عمار جميعا، عن أبي عبدالله عليه السلام قالا: ما ودعنا (أي: أباعبدالله عليه السلام) قط الا أوصانا بخصلتين:



[ صفحه 233]



عليكم بصدق الحديث و أداء الأمانة الي البر و الفاجر، فانهما مفتاح الرزق.

المحاسن 531، ب 110، ح 782: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم السلام قال:...

كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب، و في زمن التمر التمر.

محمد بن ابوحمزه گويد: به امام صادق - عليه السلام - عرض كردم: چرا تسبيح (تسبيحات) در دو ركعت آخر نماز بهتر از قرائت است؟



[ صفحه 371]



حضرت فرمود: زيرا هنگامي كه او (پيامبر اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم -) در دو ركعت آخر نماز بود به ياد عظمت خدا كه بر او آشكار مي شد افتاد، و لذا مدهوش شد و فرمود: «سبحان الله والحمدلله، و لا اله الا الله والله اكبر» و بدين علت تسبيح (تسبيحات) بهتر از قرائت شد. [1] .

أبو عبد الله، وقيل أبو الحسن بسام بن عبد الله الصيرفي، الكوفي، الأسدي وقيل الهاشمي بالولاء. محدث إمامي ممدوح، وثقه بعض العامة، وله كتاب. روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا. روي عنه أبان بن عثمان، وخلاد بن يحيي، ومحمد بن نضيل وقيل فضيل الضبي وغيرهم استشهد علي يد المنصور الدوانيقي قبل سنة 148.

المراجع:

رجال الطوسي 110 و 159 وفيه أسند عنه. تنقيح المقال 1: 168. خاتمة المستدرك 785. رجال النجاشي 81. رجال ابن داود 56. معجم الثقات 256. رجال البرقي 15. معجم رجال الحديث 3: 298. المناقب 4: 281. نقد الرجال 55. رجال الكشي 244. مجمع الرجال 1: 258. أعيان الشيعة 3: 565. توضيح الاشتباه 76. تأسيس الشيعة 286. منتهي المقال 64. العندبيل 1: 68 وفيه من الضعفاء. منهج المقال 68. التحرير الطاووسي 55. الوجيزة للمجلسي 28. نضد الايضاح 67.



[ صفحه 225]



تهذيب التهذيب 1: 434. خلاصة تذهيب الكمال 46. التاريخ الكبير 2: 144. تقريب التهذيب 1: 96. الجرح والتعديل 1: 1: 433. تهذيب الكمال 4: 58. الطبقات الكبري 6: 366. تاريخ أسماء الثقات 79. الاكمال 1: 278. الثقات لابن حبان 6: 119.

عبد الرحمن الخثعمي، وقيل الجعفي.

محدث. روي عنه عبد الله بن المغيرة.

المراجع:

معجم رجال الحديث 9: 355. خاتمة المستدرك 816. تنقيح المقال 2: 143. جامع الرواة 1: 450. منتهي المقال 175.

محمد بن نصر، وقيل نصير بن عبد الرحمن البارقي، الكوفي.

إمامي.



[ صفحه 207]



المراجع:

رجال الطوسي 303. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 195. خاتمة المستدرك 848. معجم رجال الحديث 17: 297. نقد الرجال 336. جامع الرواة 2: 207. مجمع الرجال 6: 62. منهج المقال 327. الوجيزة 50.