و علم المختار أن عبدالملك أرسل جيشا مكثفا بقيادة الجلاد عبيدالله بن زياد لفتح الكوفة، و عهد اليه أن يبيحها ثلاثة أيام لجنده، كما فعل مثل ذلك يزيد ابن معاوية في مدينة النبي (ص)، فانتدب المختار



[ صفحه 400]



لمناجزته جيشا عقائديا قد أترعت نفوس الكثيرين منه بالولاء لآل النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و بالعداء لبني أمية و كان عهد بقيادته الي الزعيم الموهوب ابراهيم بن مالك الأشتر، و كان جيش ابن زياد يفوق جيش المختار عدة و عددا، الا أنه كانت تنقصه الروح المعنوية، و الايمان بالحرب، و قد التحم الجيشان في معركة رهيبة، و قد كتب الله النصر لجند الاسلام و الايمان، فانهزم جيش الشام شر هزيمة، و خسر خسائر فادحة في الأرواح و العتاد و قد حصد الزعيم ابراهيم بسيفه رأس الكفر و الضلال ابن مرجانة، و قتل الحصين بن نمير، كما قتل أكثر القادة العسكريين من أهل الشام و حمل رأس ابن مرجانة الي المختار، فسر بذلك سرورا بالغا، و يقول المؤرخون: ان حية دخلت في فم رأس ابن مرجانة ثم خرجت من منخره و قد فعلت ذلك مرارا، [1] و وجه المختار بالرأس الخبيث الي الامام علي بن الحسين، و عهد الي رسوله بأن يضع الرأس بين يدي الامام، وقت ما يوضع الطعام علي الخوان بعد الفراغ من صلاة الظهر، و جاء الرسول الي باب الامام، و قد دخل الناس لتناول الطعام، فرفع الرجل عقيرته و نادي:

«يا أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مهبط الملائكة، و منزل الوحي، أنا رسول المختار بن أبي عبيدة و معي رأس عبيدالله بن زياد..» و لم تبق علوية في دور بني هاشم الا صرخت [2] فقد تذكرت ما اقترفه ابن مرجانة من الجرائم تجاه حرائر النبوة و عقائل الوحي، و لما رأي الامام رأس الطاغية سجد لله شكرا، و قال:

«الحمد لله الذي لم يمتني حتي أنجز ما وعد، و أدرك ثاري من عدوي..» [3] والتفت الامام الي الحاضرين، فقال لهم:

«سبحان الله!! ما اغتر بالدنيا الا من ليس لله في عنقه نعمة، لقد أدخل رأس أبي عبدالله علي ابن زياد، و هو يتغدي...». [4] .



[ صفحه 401]



و يقول المؤرخون: ان الامام زين العابدين عليه السلام لم ير ضاحكا منذ أن استشهد أبوه الا في اليوم الذي رأي فيه رأس ابن مرجانة، و قد كانت له ابل تحمل اليه الفاكهة من الشام، و في ذلك اليوم قدمت اليه، فأمر عليه السلام بتوزيعها علي أهالي المدينة [5] لهذه المناسبة الخالدة.

لقد كان لمقتل الطاغية صدي فرح و استبشار في جميع الأوساط الاسلامية و لعنه الناس جميعا، و قد هجاه الشعراء و سبوه و أظهروا الشماتة في قتله يقول يزيد بن المفرغ:



ان المنايا اذا ما زرن طاغية

هتكن استار حجاب و أبواب



أقول: بعدا و سحقا عند مصرعه

لابن الخبيثة، و ابن الكودن الكابي



لا أنت زوحمت عن ملك فتمنعه

و لا متتت الي قوم بأسباب



لامن نزار و لاه من جذم ذي يمن

جلمود اذا القيت من بين الهاب



لا تقبل الأرض موتاهم

و كيف تقبل رجسا بين أثواب [6] .



و يقول:



ان الذي عاش ختارا بذمته

و مات عبدا قتيل الله بالزاب [7] .



و قال سراقة البارقي: يمدح ابراهيم الأشتر لقتله لهذا الرجس.



أتاكم غلام من عرانين مذحج

جري ء علي الأعداء غير نكول



فيا بن زياد بؤ بأعظم هالك

وذق حد ماضي الشفرتين صقيل



جزي الله خيرا شرطة الله انهم

شفوا من عبيدالله أمس غليلي [8] .



و قال عمير بن الحباب السلمي يهجو الجيش الذي كان مع ابن زياد في هذه المعركة:



[ صفحه 402]





و ما كان جيش يجمع الخمر و الزنا

محلا اذا لاقي العدو لينصرا [9] .



ان الجيش الذي خف معه كان مؤلفا من عصابة مجرمة لم تؤمن بالله و لا باليوم الآخر، وانما انطلقت معه سعيا وراء مصالحها و أغراضها، و علي أي حال فقد أدخل المختار السرور علي قلوب العلويين بقتله لهذا الطاغية الأثيم، و غيره من الجناة الذين شاركوا في قتل سيد شباب أهل الجنة، و لم يقتصر المختار علي هذه المبرة الكبري للعلويين و انما كان يمدهم بالمال الجزيل فقد بعث بعشرين ألف دينار الي الامام زين العابدين، فقبلها، و بني بها دور بني عقيل التي هدمتها بنوأمية [10] و أوصل الامام عليه السلام بمال كثير كما أوصل محمد بن الحنفية، و سائر العلويين بأموال كثيرة.

لقد كان المختار من حسنات الدنيا، و من مفاخر الأمة العربية و الاسلامية و من ابطال التاريخ، فقد ثار للحق، و تبني القضايا المصيرية للأمة و قد شفي الله بثورته الخالدة قلوب المؤمنين، فقد قضي علي تلك الزمرة الخائنة، و أذاقها وبال ما جنت أيديها، و بهذا ينتهي بنا الحديث عن ثورة المختار.

حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

هر كس به منظور خوردن از مال مردم قرآن بخواند روز قيامت در حالي بيايد كه چهره اش استخوان است و گوشتي در آن نيست. [1] .



[ صفحه 260]

علل الشرائع 1 / 182، ب 146، ح 1: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا شعيب بن واقد قال: حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسي بن زيد بن علي، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:....

إنما سميت فاطمة عليهاالسلام محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة إن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك علي نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدثهم و يحدثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة علي نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إن مريم كانت سيدة نساء عالمها، و إن الله عزوجل جعلك سيدة نساء عالمك و عالمها و سيدة نساء الأولين و الآخرين.

المحاسن 457، ب 51، ح 390: عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

ما أكل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم متكئا منذ بعثه الله حتي قبض و كان يأكل أكل العبد، و يجلس جلسة العبد.

قلت: و لم ذلك؟

قال: تواضعا لله.



[ صفحه 243]

[المحاسن 435، ب 34، ح 375: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن علي، سليمان بن سفيان، عن موسي العطار، عن جعفر بن عثمان الرواسي، عن سماعة بن مهران قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:...].

يا سماعة أكلا و حمدا لا أكلا و صمتا.

مكارم الأخلاق 161: عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

اللحم و اللبن ينبتان اللحم، و يشدان العظم، واللحم يزيد في السمع و البصر، واللحم بالبيض يزيد في الباءة.

از حضرت صادق - عليه السلام - سؤال كردم راجع به زني كه همسرش را به غضب درآورده است آيا نمازش قبول است؟ و خلاصه او چه حكمي دارد؟

حضرت فرمود: در حال معصيت است تا زماني كه شوهرش از او راضي شود. [1] .

بدر بن رشيد البكري بالولاء، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 159. تنقيح المقال 1: 161. خاتمة المستدرك 784. معجم رجال الحديث 3: 272. جامع الرواة 1: 115. نقد الرجال 53. مجمع الرجال 1: 250. أعيان الشيعة 3: 546. منتهي المقال 63. العندبيل 1: 63. منهج المقال 65. لسان الميزان 2: 4.

عبد الخالق الصيقل، الكوفي.



[ صفحه 204]



محدث إمامي. روي عنه أبو خالد القماط.

المراجع:

رجال الطوسي 236 و 267. تنقيح المقال 2: 137. خاتمة المستدرك 816. رجال البرقي 25. جامع الرواة 1: 441. معجم رجال الحديث 9: 286. مجمع الرجال 4: 70. منهج المقال 190.

محمد بن منصور بن عامر الطائي، الكوفي.

إمامي حسن الحال.

المراجع:

رجال الطوسي 301 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 192. معجم رجال الحديث 17: 276. خاتمة المستدرك 847. نقد الرجال 335. جامع الرواة 2: 203. مجمع الرجال 6: 57. منتهي المقال 294. منهج المقال 326. إتقان المقال 234. الوجيزة 50.