بازگشت

دست هاي باران


ترديدي نداشتم؛ اما مي خواستم دلم محكم تر شود؛ فقط همين! نمي دانستم از كجا شروع كنم. نزديكش شدم. تپش قلبم، تمام وجودم را مي لرزاند. سلام كردم؛ جواب داد. چشم هايم را بستم. احساس



[ صفحه 85]



خوبي داشتم. بايد حرفم را مي زدم:

- در پي نشانه يي آمده ام! مي دانيد دلم...

لبخندي بر لب هايش نشست؛

- حرف دلت را بزن.

داشتم خودم را آماده مي كردم. به خودم مي گفتم «درد را بايد گفت» ، اما چه قدر سخت بود؛

- به شما شك ندارم، ولي دلم....

صدايش آرامشم مي داد؛

- آن كليدي را كه در آستينت پنهان كرده يي، بده!

همين برايم كافي بود؛ مگر من چه مي خواستم؟ با وجود اين، كليد را تقديم كردم. ناگهان شير درنده يي از دست هايش ظاهر شد. ديگر بار، صداي زيبايش در دلم طنين انداخت:

- بگير آن را و نترس.

به دست هاي باراني اش نگاهي كردم. تمام بدنم داغ شد. و در دست هايم فقط يك كليد بود. [1] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 47، ص 117؛ از زبان «ابوالصامت».


و من كلام له 02


اياكم و عشرة الملوك و ابناء الدنيا، ففي ذلك ذهاب دينكم و يعقبكم نفاقا، و ذلك داء ردي ء لا شفاء له، و يورث قساوة القلب و يسلبكم الخشوع، و عليكم بالأشكال من الناس و الأوساط من الناس فعندهم تجدون معادن الجواهر، و اياكم أن تمدوا أطرافكم الي ما في ايدي ابناء الدنيا، فمن مد طرفه الي ذلك طال حزنه و لم يشف غيظه و استصغر نعمة الله عنده، فيقل شكره لله.

و انظر الي من هو دونك فتكون لانعم الله شاكرا و لمزيده مستوجبا و لجوده ساكنا.


حكم بن عيص


در صفحه 361 كتاب اختيار معرفة الرجال، (دانشگاه مشهد)، شبيه روايت فوق از حكم بن مسكين از عيص نقل شده است؛ كه در صورت وقوع تحريف در سند، حكم بن عيص را بايستي حكم بن مسكين بدانيم.

پسر خواهر سليمان بن خالد است. روزي با دايي اش بر امام صادق (ع) وارد شد، حضرت چون او را ديد، از سليمان پرسيد: اين جوان كيست؟ سليمان گفت: پسر خواهر من است. فرمود: آيا اين امر (امامت) را مي شناسد؟ گفت: آري. حضرت فرمود: الحمدالله، خداوند او را شيطان خلق نكرده است. [1] .

حال مترجم مجهول است، و به هر حال از فرمايش امام مدحي براي او استفاده نمي شود.


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال، ص 458.


التحريف في المجال التاريخي


حاولت مجموعة من الروايات الموضوعة أن ترسم لنا شخصية الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله وسلم) بصورة هزيلة ومتناقضة في سلوكها. منها:



[ صفحه 93]



1 ـ إن النبيّ كان يستمع الي الجواري يغنّين ويضربن الدفوف.

2 ـ ان النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يحمل زوجته عائشة علي عاتقه لتنظر الي لعب السودان وخدّه علي خدّها.

3 ـ إن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) قد عشق زوجة ابنه بالتبنيّ بعد أن رآها بصورة مثيرة!.. [1] .


پاورقي

[1] صحيح البخاري: 1 / 169، وصحيح مسلم باب صلاة العيدين: 2 / 607، ومسند أحمد: 6 / 38.


هذا أدب جعفر


1- روي عن زيد الشحام قال: قال لي ابوعبدالله (عليه السلام):

«أقرأ - علي من تري أنه يطيعني منهم، و يأخذ بقولي - السلام، و اوصيكم بتقوي الله (عزوجل) و الورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلي الله عليه و آله).

أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها، برا أو فاجرا، فان رسول الله (صلي الله عليه و آله) كان يأمر بأداء الخيط و المخيط.

صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس قيل: «هذا جعفري» فيسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: «هذا أدب جعفر».

و اذا كان علي غير ذلك، دخل علي بلاؤه و عاره، و قيل: «هذا أدب جعفر».



[ صفحه 100]



فوالله لحدثني أبي (عليه السلام): ان الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها، آداهم للأمانة [1] و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم للحديث، اليه وصاياهم و ودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول [العشيرة]: من مثل فلان؟ انه لآدانا للامانة و أصدقنا للحديث [2] .


پاورقي

[1] أي: اكثرهم اداء للأمانة.

[2] الكافي: ج 2 ص 636 ح 5.


پروردگار خود را بشناس


امام عليه السلام مي فرمايد كه اگر مردم بدانند در معرفت خدا چه فضيلتي است چشمان خود را به آنچه خداوند به ديگران داده است نمي دوزند و دنياي آنها را زير پاي خود مي گذارند و با معرفت خدا مشغول و لذت مي برند و در بهشت خوشي متنعم هستند و همان معرفت وسيله ي انس آنها از وحشت بوده و در تنهائي دوست ايشان و در تاريكي نور روشنائي آنها است و در موارد ضعف موجب تقويت آنها مي گردد و شفاي هر درد و ناراحتي است - پيش از شما مردماني بودند كه مي كشتند و مي سوزانيدند واره مي نمودند و دنياي با آن وسعت براي آنها تنگ شده و ديديم كه چه به سر آنها آمد و آزارهائي كه به مردم مي دادند فقط از اين جهت بود كه آن مردم به خدا قايل بودند پس خوب است خود را به درجات خداشناسان برسانيد و بر مصائب روزگار صبر نمائيد



[ صفحه 215]




التفسير بالتأويل


يروي الشيعة عن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) أنه قال: «ان للقرآن ظاهرا و باطنا، و لبطنه بطن الي سبعة أبطن» و يروون عن علي (عليه السلام) أنه قال: «ما من آية قرآنية إلا و لها ظاهر و باطن، وحد و مطلع». و يروي هذا البيان عن «سهل التستري»، من المفسرين الصوفيين، و انه أضافه. فالظاهر: التلاوة. و الباطن: الفهم. والحد: حلالها و حرامها. و المطلع: إشراف القلب علي المراد به فقها عن الله عزوجل. قيل له ما الباطن؟ قال: فهمه.

و يروون عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: «ان في كتاب الله أمورا أربعة: العبارات و الإشارات، و الحقائق و اللطائف. فالعبارات للعوام. و الإشارات للخواص. و اللطائف للأولياء. و الحقائق لأنبياء الله».

و المتتبع لتفسيرات الامام الصادق و أجوبته علي المسائل يجدها تنبع من بحر عميق في فهم القرآن و اللسان العربي، أمكنه أن يكشف للناس بين الفينة و الفينة ما فيه من شمول و ما بينه و بين السنة من صلة الأصل بفرعه.

و بذلك قدر الامام (عليه السلام) أن يفسر القرآن بالقرآن - ففي بيته نزل - و ان يجد للحديث الواحد أصولا عدة، في آيات متفرقة، بمجرد ان يدلي اليه سائل بسؤال! و هو منهج سيتتابع عليه عظماء الأئمة من أهل السنة، و في طليعتهم أحمد بن حنبل.

و لا يسوغ لنا أن نعتبر تفسيرات الامام الصادق (عليه السلام) من أضرب التفسير بالرأي أو بالمأثور أو بهما - و هي مصنفة بين عقلي و نقلي و صوفي و رمزي و قصصي... الخ - و في البعض منها تأويل باطني.

و ابن عطية من كبار مفسري أهل السنة ينفي صحة نسبة تفسير باطني أو رمزي الي الامام الصادق، و يقول: «... و هذا قول جار علي طريقة الرموز. و لا يصح عن جعفر



[ صفحه 259]



بن محمد - رضي الله عنه - و لا ينبغي أن يلتفت اليه».

اليك مثلا - بين نظائر تجل عن الحصر - لاستعمال اللسان العربي في التفسير: يقول زرارة للامام الصادق (عليه السلام): من أين علمت أن المسح ببعض الرأس؟ و يجيب الامام: لمكان الباء في قوله تعالي «و امسحوا برؤوسكم». يقصد أن الباء للبعضية.

و لقد تتابع علي هذا التفسير الائمة في اللغة و الفقه. جاء في المصباح المنير في مادة (بعض) ان الباء في قوله تعالي (و امسحوا برؤوسكم) للتبعيض... و نص علي مجيئها للبعض ابن قتيبة، و أبوعلي الفارسي، و ابن جني. و ذهب الي مجي ء الباء بمعني البعض الشافعي، و هو من أئمة اللسان. و قال بمقتضاه أحمد و أبوحنيفة.

و من استعمال ظاهر اللسان العربي تفسير «الكوثر» بأنه الذرية الكثيرة، في قوله تعالي: «إنا أعطيناك الكوثر». فهي صيغة مبالغة من الكثرة (فوعل)، يؤيد ذلك.

الآية التي تجي ء فيما بعد «ان شانئك هو الأبتر»، و الأبتر من لا عقب له. و بهذا ساغ تفسير الشيعة بأن الكوثر هو الذرية. و قد رزق الله النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) الذرية الكثيرة من فاطمة (عليهاالسلام). فهي الكوثر المقصود. و الآخرون يقولون ان الكوثر نهر في الجنة، و غيرهم يؤولونه بأنه النبوة.

و لقد أسلفنا طائفة من تفسيرات الامام، كالخوف من عدم العدل بين النساء، و الإنفاق من رزق الله، و رؤية الله جل شأنه، و قتل النفس بإخراجها من الهدي الي الضلال، و التفسيرات التي جعلت أباحنيفة يقول عن آية «و ما نقموا إلا أن أغناهم الله و رسوله من فضله»، لكأني ما قرأتها قط في كتاب الله و لا سمعتها إلا في هذا الموقف. و هي جميعا صادرة عن فهم دقيق للسان العربي الذي نزل به القرآن.

و التفسير بالظاهر ممن يفهم البلاغة العربية و مجازاتها المتعددة و الاستعارة، و الإيجاز اللفظي، و هو بعض خصائص الإعجاز البياني في القرآن، لا ينفي استعمال العقل، بل فيه مجال واسع له، و لا ينفي القيمة العظيمة لتفسير الزمخشري المعتزلي، و هو حجة في اللغة، و حجة في الجمع بين الظاهر و بين وجوه «الرأي»، بالمعاني



[ صفحه 260]



الدقيقة و أسرار البلاغة. [1] .

و ممن أثارهم الإعجاب به الامام يحيي بن حمزة العلوي (749) صاحب كتاب الطراز.

و ما من تفسير ثبت عن إمام عن أهل البيت (عليهم السلام) إلا تلقته العقول بالقبول، لأنه لا يغاير النص من القرآن و السنة، و إنما يشرحهما في نورانية باهرة، [2] في حين ان المعتزلة يؤولون ليخضعوا المعني لأصولهم الخمسة. [3] و هذا خلاف عظيم بين



[ صفحه 261]



المؤولين، و بين الامام الصادق و الشيعة الامامية.

أما الاسماعيلية، فلهم بعض التأويلات الباطنية التي تهمل المعني الظاهر و تحمل الألفاظ ما لا تحتمله.

و الاسماعيلية فرقة شيعية لم تظهر إلا بعد موت الامام جعفر الصادق (عليه السلام) بقرن أو أكثر.


پاورقي

[1] يؤول المعتزلة الألفاظ ليفسروا معاني الآيات طبقا لأصولهم. و علي ذلك أولوا الآيات التي قد تنم عن التشبيه و الجهة الجسمية.

و التفسير بالرأي يقوم علي قاعدة كصمام الامان للذين ينهجونه. فبالكتاب آيات محكمات و أخر متشابهات و المحكمة آيات لا يتماري في معناها أحد. فإذا وردت آية متشابهة فسرت علي اساس الآية المحكمة؛ مثل قوله تعالي (الي ربها ناظرة) تفسر علي اساس قوله تعالي (لا تدركه الأبصار) فيكون معناها الرضي عنها و توقع النعمة من الله. و مثل قوله (أمرنا متر فيها ففسقوا فيها) تفسر علي اساس قوله (ان الله لا يأمر بالفحشاء). و أكثر المؤولين يلجأون للمجاز. و في القرآن كثير منه مثل قوله تعالي (يد الله فوق أيديهم) فمعناها القدرة - و هم ككل المفسرين - يبدأون من أن الله تعالي ليس كمثله شي ء. أما التفسير بالمأثور فتتصدره مدرسة الامام الطبري: يجمع الأقوال و الآثار و يختار بها.

[2] اليك مثلا تفسير «الامام العسكري عليه السلام» للحروف المقطعة مثل (ا. ل. م....) في فواتح السور يراها تنبيها علي ان هذا الكتاب الذي أنزله الله هو هذه الحروف المقطعة. و انه بلغتكم و هجائكم فأتوا بمثله ان كنتم صادقين. و ما يزال هذا التفسير في طليعة تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور.

[3] أصول المعتزلة الخمسة - 1 - التوحيد الذي ينفي عن الذات صفات الاجسام و المكان. و أهل السنة يرون صفات الله خاصة به و أنه تعالي «كما وصف نفسه». فليس في ذلك تشبيه لله بخلقه - 2 - العدل؛ و فحواه ان الله لا يأمر إلا بالحسن و لا ينهي إلا عن القبيح. و ما يفعله الناس عمل من أعمالهم؛ و لذلك يثابون و يعاقبون. و أهل السنة يقولون ان الله خالق العمل؛ و العبد كاسب له - 3 - الوعد و الوعيد (أو الثواب و العقاب) ملازمان للفعل. و أهل السنة يرون التوبة قد يقبلها الله من مرتكب الكبيرة - 4 - المنزلة بين المنزلتين. فمرتكب الكبيرة لا مؤمن و لا كافر بل فاسق و ان كان عقابه أقل من الكافر - 5 - الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مع اشتدادهم في ذلك عندما كانت السلطة في أيديهم.


شهادت امام صادق


امام صادق عليه السلام در سال 148 ه. ق، رحلت فرمود. به اعتقاد شيعه، منصور عباسي، حضرت را مسموم كرد. از علماي اهل سنت نيز رواياتي در اين زمينه، نقل شده است. از جمله، ابن صباغ مالكي و شبراوي مي نويسند: «يقال انه مات بالسم في أيام منصور؛ گفته اند حضرت با سم در زمان خلافت منصور از دنيا رفت». [1] .

ابن حجر هم در الصواعق [2] مي گويد حضرت با سم از دنيا رفت، ولي ابوزهره آن را نادرست شمرده و براي اثبات اينكه حضرت با سم از دنيا نرفته، به ستايش منصور از امام صادق عليه السلام و اظهار تأسفش از رحلت آن حضرت كه يعقوبي در تاريخ خود آورده، استناد جسته است. [3] وي اين اقدام منصور را مخالف روش وي در تحكيم پايه هاي خلافتش مي داند. [4] البته پيداست كه هيچ كدام از اين دو امر، دليل بر شهيد نشدن آن حضرت نيست؛ زيرا اظهار تأسف منصور به عنوان يك خليفه - كه نمي خواهد به ظاهر بپذيرد كه امام صادق عليه السلام به دستور وي شهيد شده باشد - امري كاملا طبيعي است و روش و سيره همه خلفا و پادشاهان است. بيشتر قتل هاي سياسي به دستور آنان صورت



[ صفحه 55]



مي گرفت، ولي آنان اظهار بي اطلاعي و تأسف مي كردند. اين روش را در رفتار يزيد بن معاويه در شهادت امام حسين عليه السلام نيز مشاهده مي كنيم.

افزون بر اين، دشمني منصور با علويان و كشتن آنان به دستور وي امري بود كه بدون وقفه ادامه داشت. منصور پيش تر نيز امام صادق عليه السلام را تهديد كرده بود.


پاورقي

[1] الاتحاف، ص 54؛ الفصول المهمة، ج 2، ص 928.

[2] الصواعق، ج 590،2. قرماني در اخبار الدول مي نويسد: «مات مسموما في زمن المنصور» اخبار الدول 7 ص 112.

[3] احمد بن اسحاق يعقوبي، تاريخ يعقوبي، تحقيق: خليل المنصور، بيروت، دارالكتب، 1419 ه. ق، چ 1، ص 268.

[4] ابوزهره، الامامالصادق عليه السلام، ص 64.


سخاوت


از گرايش هاي طبيعي انسان علاقه به مال اندوزي است.انسان مي خواهد بهره وري نعمت هاي الهي را به خويش اختصاص دهد. گرايش طبيعي انسان در اين ميدان آنگونه پيش تاز است كه اين بيماري را در اعماق جان انسان رسوخ مي دهد. طبع حريص انسان همه چيز را براي خويش خواسته و از بهره وري ديگران منع مي كند، ان الانسان خلق هلوعا [1] ، اذا امسه منوعا [2] ؛ «انسان آزمند آفريده شد،... انسان هنگامي كه خيري به او رسد ديگران را منع مي كند».

قرآن اين بيماري را درمان مي كند. با تعالي بخشيدن به روح، انسان را وادار مي سازد كه از بخل ورزي و شح نفس دوري گزيند. بخل را مهار مي كند تا به رستگاري برسد، و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. [3] «كساني كه بخل نفس خود را مهار نمايند، آنها رستگار مي باشند».

قرآن در همين راستا داستان فردي را كه درخت ميوه اش (خرما) در حياط فرد فقيري سر كشيده بود مطرح مي سازد. وي بچه هاي خردسال همسايه را از بهره گيري خرماهايي كه به داخل حياط وي مي ريخت سخت منع مي نمود. شخصي به نام «ابو دحداح» از وي خواست درختش را به قيمت گزاف (چهل درخت) مبادله كند. با اين قيمت گزاف آن درخت را از وي خريد به فرد فقير بخشيد. قرآن فرد بخيل را نكوهش مي نمايد، امّا من بخل و استغني، [4] و از فردي چون «ابو دحداح» ستايش مي كند كه با تقواترين



[ صفحه 84]



است، فما من اعطي و اتقي. [5] از وي به عنوان با تقواترين ياد مي كند، و سيجنبها الاتقي. [6] .

اين بخل و شح نفس است كه روا نمي دارد از ميوه درخت كه نعمت الهي است فرزندان فقير همسايه بهره ببينند. سرشت طبيعي تا اين مقدار انسان را سقوط مي دهد. اينك به تماشاي صفت كرم و سخاوت صادق آل محمد عليه السلام مي نشينيم تا بر ما آشكار گردد كه عترت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كه قرآن عينيت يافته در جامعه مي باشند، چگونه خويشتن را تزكيه نموده اند؛ تا چه درجه اي در پاكي و بلند مرتبه اي بار يافته اند. مشاهده كنيم عترت آل رسول چگونه بخل را مهار نموده اند و چگونه مظهر صفت حسناي الهي، كرم و بخشش قرار دارند.

امام صادق عليه السلام در مدينه باغ خرمايي احداث كرده بودند كه خود با ياران به آن رسيدگي مي نمودند تا به ثمر برسد. اين روش عترت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بود كه همواره به توليد و عمران و آبادگري توجه شاياني داشتند. هنگامي كه باغ به ثمر مي نشست و وقت بهره برداري فرا مي رسيد، حضرت دستور مي دادند از آخر باغ قسمتي از ديوار باغ را سوراخ كنند تا ديگران و رهگذران بتوانند از ميوه باغ بهره ببرند، فاذا نضج الثمر امر الوكلاء أن يثلموا في حيطانها الثلم ليدخل الناس و يأكلوا من الثمر. [7] .

اين رفتار امام صادق عليه السلام كمال پاكي و دوري از بخل و اوج شكوفايي صفت سخاوت است. نه تنها بهره وري ديگران را مانع نمي شود، بلكه راه را براي استفاده ديگران هموار مي سازد. چند نكته مهم و آموزنده از اين رفتار مي توان بهره وري نمود:



[ صفحه 85]



1- امام بخل و گرايش طبيعي نفس خويش را آنگونه به زنجير كشيده است كه هيچ گونه چالشگري از اين خواهش نفساني و هيچ گونه خطري متوجه تقوا و پاكي حضرت نمي شود. بلكه به راحتي از اموال حلال خويش انفاق مي نمايد.

2- در بهره وري ديگران هيچ گونه محدوديتي به وجود نمي آورد كه فرد نيازمند يا رهگذر چه مقدار از اين باغ استفاده كند، بلكه شرايط بهره وري را براي همگان فراهم مي سازد.

3- در بهره وري نيازمندان آنان را وادار به سؤال نمي كند تا عرق شرمندگي سؤال در چهره آنان ننشيند. بلكه دري فرعي كه محل رفت و آمد صاحب باغ نيست و دور از چشم صاحب باغ است را فراهم مي آورد تا نيازمند براي سير كردن شكمش كرامتش آسيب نبيند و شرمنده صاحب نعمت نشود.

4- مقدار بهره وري را تعيين نمي كند؛ بلكه در اختيار انصاف نيازمند مي گذارد كه خودش به مقدار نيازش بهره مند شود.

5- افراد خاص را مورد عنايت قرار نمي دهد، بلكه با ايجاد راه فرعي راه را براي همگان هموار مي سازد. نه تنها فقرا بلكه ديگران نيز در صورت علاقه مندي مي توانند از ميوه هاي باغ حضرت بهره ببرند. اين است الگوي كرم و سخاوت و اين است الگوي رفتار زندگي انساني. كجا و در كدامين مكتب اين گونه ارزش را مي توان سراغ گرفت؟!



[ صفحه 88]




پاورقي

[1] معارج، 19.

[2] همان، 21.

[3] حشر، 9.

[4] الليل، 8.

[5] همان، 5.

[6] همان، 17؛ الكشاف، ج 4، ص 764؛ نور الثقلين، ج 5، ص 589؛ درا المنثور، ج 6، ص 375.

[7] اعلام الهداية، ج 8، ص 26.


كارهاي ابومسلم


ابوحنفيه دينوري [1] مي گويد: در آن روزگار در خراسان كه ستاره ي اقبال ابومسلم بالا گرفت مردم از هر طرف، از هرات، مرو، و طالقان، و طوس، سرخس، بلخ و طخارستان بر ابومسلم روي آوردند، و وقتي كه ابراهيم امام توسط مروان كشته شد همه جامه ي سياه پوشيدند و شماره ي آنها حدود يكصد هزار بود.

ابو مسلم براي استقرار دولت عباسي كوشش زيادي نمود و نفوذ عجيب در خراسان داشت، كار عباسيان را او به سرانجام رساند، براي سفاح به عنوان خلافت و براي برادرش منصور به عنوان ولايتعهدي بيعت گرفت.

ابومسلم توانست تمام شهرهاي خراسان را به تصرف خود درآورد تا به جائي كه لشكريان او به عراق هم رفتند. ابومسلم ششصد هزار نفر را كشت و با مردم با نهايت شقاوت و سختي و ظلم رفتار مي كرد.


پاورقي

[1] صاحب اخبار الطوال.


برادر خواندگي زياد بن ابيه (استلحاق)


اين كار (استلحاق) معاويه نخستين واقعه اي بود كه احكام شرع را به طور علني رد كرد [1] ، توضيح اينكه ابوسفيان با زن هرزه و بي بند و باري به نام سميه



[ صفحه 79]



در شهر طائف عمل نامشروعي انجام داد كه «زياد» ثمره ي آن بود. معاويه براي اينكه توجه «زياد» را به خود جلب كند، مصلحت ديد كه او را به پدر خود ملحق كند و فرزند او بخواند. به اين جهت عده اي از مردم را خواست تا در جلسه اي كه به اين مناسبت تشكيل گرديد حاضر شوند، سپس چند نفر را كه از جمله ي آنان مردي به نام ابومريم سلولي بود (وي در زمان جاهليت زنان بدكاره را در اختيار جوانان عياش عرب قرار مي داد) دعوت كرد تا درباره ي زياد شهادت دهند. آنگاه معاويه به ابومريم گفت: در اين باره چه مي گويي؟

ابومريم گفت: من در زمان جاهليت در طائف ميفروش بودم. يك روز كه ابوسفيان از سفر بازگشت، نزد من آمد و يكي از زنان هرزه و بدكاره را از من خواست. به او گفتم غير از سميه زن ديگري سراغ ندارم. گفت همان را بياور.

سپس از قول ابوسفيان سخناني در مذمت سميه گفت كه زياد ناراحت شد و گفت: ابومريم، ساكت باش! تو را براي شهادت دادن آورده اند نه فحش دادن.

ابامريم گفت: اگر مرا از شهادت معذور مي داشتيد بهتر بود، ولي آنچه را خود مشاهده كردم مي گويم.

آنگاه سخنان ديگري كه بين او و ابوسفيان رد و بدل شده بود نقل كرد. پس از آن زياد از جا بلند شد و گفت: اي مردم، آنچه را اين شاهد شهادت داد، شنيديد.

سپس شخصي به نام يونس به معاويه گفت: اي معاويه، رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم اين گونه قضاوت كرد كه «فرزند از آن بستر و



[ صفحه 80]



نصيب زناكار سنگ است» [2] ، ولي تو برخلاف كتاب خدا و قرآن و به خاطر اهميت ندادن و ناديده گرفتن سنت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم حكم كردي كه فرزند از آن زناكار و سنگ نصيب صاحب بستر است.


پاورقي

[1] الكامل ابن اثير، ج 3، ص 444.

حسن بصري با اينكه از دشمنان اميرمؤمنان عليه السلام به شمار مي رفت ولي جنايت هاي معاويه را برمي شمرد و محكوم مي كرد، از جمله مي گفت: «اربع خصال كن في معاويه لو لم يكن فيه منهن الا واحدة لكانت موبقة انتزاؤه علي هذه الامة بالسفهاء حتي ابتزها امرها بغير مشورة منهم و فيهم بقايا الصحابه و ذوالفضيلة و استخلاف ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس حرير و يضرب بالطنابير و ادعائه زيادا و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الولد للفراش و للعاهر الحجر و قتله حجرا ويلا له من حجر و اصحاب حجر قالها مرتين» يعني چهار خصلت [نكوهيده] در معاويه بود (و به ديگر سخن مرتكب چهار خيانت شد) كه هر يك از آن ها براي اينكه او را گرفتار عذاب خدا كند كافي است و آن چهار خيانت عبارتند از: 1) بدون اينكه با مسلمين مشورت كند، به كمك گروهي از سفها و نابخردان بر امت اسلام مسلط شد، با اينكه در ميان آنان عده اي از اصحاب پيامبر و مردان با فضيلت بودند؛ 2) فرزند خود [يزيد] را كه شراب مي خورد و لباس حرير مي پوشيد و ساز و آواز مي نواخت و هميشه سرگرم لهو و لعب بود، به عنوان وليعهد خويش معرفي كرد؛ 3) با اينكه پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم فرمود «فرزند از آن شوهر زن است و زناكار بايد سنگسار شود» ولي زياد بن ابيه را كه از راه نامشروع متولد شده بود بر خود خواند؛ 4)چهارمين جنايت او كشتن حجر [بن عدي] بود. سپس حسن بصري دو بار گفت: بدا به حال او (معاويه) به خاطر كشتن حجر و يارانش (الغدير، ج 10، ص 225).

[2] الولد للفراش و للعاهر الحجر». براي اطلاع بيشتر در اين مورد رجوع شود به مروج الذهب، ج 3، ص 16 - 14؛ الكامل ابن اثير، ج 3، ص 445 - 441؛ تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 208؛ سفينة البحار، ج 2، ص 465؛ صحيح بخاري، ج 2، ص 199؛ صحيح مسلم، ج 1، ص 471، صحيح ترمذي، ج 1، ص 150 و ج 2، ص 34؛ سنن نسائي، ج 2، ص 110؛ سنن ابي داود، ج 1، ص 310؛ سنن بيهقي، ج 7 ص 412 - 402 و... (نقل از الغدير، ج 10، ص 227 - 216).


سعادت، مطلوب فطري انسان


همه ي مردم طالب سعادت و فطرتا به دنبال خوشبختي اند، از گرفتاري ها به تنگ مي آيند و براي خلاصي از آنها تلاش مي كنند. اما در چند زمينه با همديگر اختلاف نظر دارند؛ يكي از آنها تعيين «مصداق سعادت» است. همه مي خواهند خوشبخت باشند و هيچ وقت دچار گرفتاري و بدبختي نشوند، اما بسياري از آنها نمي دانند كه خوشبختي واقعي كدام است.

بسياري از مردم تصور مي كنند مطلوب فطري آنها همين لذت هاي زودگذر دنيوي



[ صفحه 76]



است. از اين رو، همه ي توان خود را صرف رسيدن به آن مي كنند و دنبال چيز ديگري نمي روند. اينها تلاش نمي كنند تا دريابند سعادت واقعي كدام است.

دسته اي ديگر از مردم اجمالا مي دانند كه لذت هاي زودگذر لياقت دل بستگي را ندارد. آنها مي بينند كه هر روز مردم به چيزي دل مي بندند و توجهشان را صرف به دست آوردن آن مي كنند، ولي هر قدر هم نسبت به چيزي علاقه مند بوده و از رسيدن به آن خرسند شده باشند، برايشان باقي نمي ماند و از بين مي رود. مي بينند كه آنچه مردم زندگيشان را صرف به دست آوردن آن كرده بودند پايدار نمي ماند و به اصطلاح، «آنچه را نپايد دل بستگي را نشايد.» درمي يابند كه اينها لياقت دل بستن ندارند، اما نمي دانند آنچه را بايد دنبال كنند چيست. اين قبيل افراد دو دسته اند:

يك دسته كساني اند كه به كمك عقل و راهنمايي هاي افرادي كه از سوي خداوند آمده اند هدف اصلي شان را مي شناسند و مي فهمند سعادت واقعي چيست؛ همان كه در اصطلاح، از آن به «قرب خداوند» تعبير مي كنيم و به تعبير قرآن: خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض. [1] اين دسته به اين نتيجه مي رسند كه سعادت واقعي اين است كه انسان نزد خداوند از خوشبختي ابدي و بي نهايت بهره مند باشد.

اما دسته ي ديگر وقت صرف مي كنند، فكر مي كنند، بحث مي كنند، اما در شرايطي قرار مي گيرند كه موفق نمي شوند حقيقت را بفهمند. دچار شك و شبهه هاي واهي و وسوسه هاي شيطاني مي شوند؛ نه خدا را درست مي شناسند و نه قيامت را درست باور دارند؛ كوتاهي نمي كنند، اما تشخيص هم نمي دهند.

كساني كه سعي مي كنند راه درست را مي شناسند و مي فهمند كه سعادت واقعي در قرب خدا و جوار رحمت او است، بايد در صدد برآيند كه راه صحيح رسيدن به آن را بشناسند. اما برخي از افراد در اين زمينه وقت كافي نمي گذارند و به قدر كافي تحقيق نمي كنند. آنان متوجه مي شوند كه سعادت حقيقي در ايمان به خدا و روز جزا است، در اين است كه انسان نزد خداوند معزز و مقرب باشد، اما سعي نمي كنند كه بفهمند راه آن كدام است. به حرف هر كس اعتماد مي كنند و تحت تأثير شرايط حاكم بر جامعه قرار مي گيرند و به قدر كافي به تحقيق نمي پردازند. ديگراني هم كه در اطراف آنها هستند،



[ صفحه 77]



نمي توانند راه صحيح را به آنها نشان دهند. البته نشناختن اين دسته مراتبي دارد؛ برخي در مسايل فردي به شناخت كافي نمي رسند و برخي در مسايل اجتماعي يا سياسي يا غير آن.

در هر صورت، برخي افراد موفق مي شوند به شناخت كافي برسند؛ اما شناخت پيدا كردن كافي نيست و پس از آن، نوبت «عمل» مي رسد؛ يعني رسيدن چنين اشخاصي به سعادت مطلوبشان در گرو اين است كه چقدر در اين راه پاي مردي نمايند، از راه صحيح منحرف نشوند و افراط و تفريط ننمايند.


پاورقي

[1] هود (11)،107.


پرهيز از پيكار روياروي


با اين همه، امام از درگير شدن با قدرت مسلط در صحنه اي حاد و پيكاري روياروي اجتناب مي ورزد؛ دست به شمشير نمي برد و دستهايي را هم كه عجولانه و چپ روانه قبضه ي شمشير را فشرده، برمي گشايد و آنها را به تيزبيني و موقع شناسي بيشتر وادار مي سازد و شمشير زبان را نيز تا آنجا كه ضرورت عمل بنيادين ايجاب نكرده است، در نيام مي گذارد. به برادرش زيد كه در تنگناي غليان احساسات از تاب رفته و به جان آمده است، رخصت خروج (قيام) نمي دهد. در ارتباطات معمولي زندگي و در رابطه با عناصر ناآزموده، بيشترين تكيه را بر فعاليتهاي فرهنگي و فكري مي كند؛ كاري كه در عين حال، هم شالوده ريزي ايدئولوژيك است و هم تقيه ي سياسي؛ ليكن - همان طور كه در اشارتهاي كوتاه پيشين دانسته شد - اين تاكتيك حكيمانه هرگز موجب آن نمي شود كه امام سمت كلي حركت امامت را براي ياران نزديك و شيعيان راستين كه به راه او گرويده اند، مطرح نسازد و آرمان بزرگ شيعي را - كه همان ايجاد نظامي اسلامي و حكومتي علوي از راه مبارزه اي اجتناب ناپذير است - در دل آنان زنده نسازد؛ حتي در مواقع مناسب، احساسات را نيز به اندازه ي لازم در اين راه برنيانگيزد.


پاسخ سمهودي و توجيه او!


سمهودي پس از بيان تعليل و توجيه ابن زباله و با قبول اصل روايت و استجابت دعا در اين جايگاه و در كنار اين خانه، به رد گفتار ابن زباله پرداخته، مي گويد: من تاكنون در گفتار هيچ يك از مورخان و مدينه شناسان دليل و نشاني از دفن شدن عبدالله بن جعفر در اين محل نيافته ام، بلكه مورخان در اصل محل دفن وي، اختلاف نظر دارند كه آيا در مدينه است يا در ابواء. [1] .

سمهودي سپس مي گويد: اما دليل استجابت دعا در اين محل نه دفن شدن عبدالله بن جعفر بلكه همان است كه در گفتار جعفر بن محمد (عليه السلام) آمده است كه اين محل جايگاه دعاي رسول خدا (صلي الله عليه وآله) بوده است و در تأييد آن اضافه مي كند: و از اينجاست كه دعا كردن



[ صفحه 72]



در تمام اماكن و نقاطي كه پيامبر (صلي الله عليه وآله) در آنها دعا نموده است مستحب و مستحسن است؛ زيرا در اين اماكن به بركت دعاي آن حضرت اميد اجابت دعا و نيل به آمال بيش از نقاط ديگر است. [2] .

و اين بود نظريه و توجيه سمهودي و اشكال وي به توجيه ابن زباله در بيان علت استجابت دعا در كنار خانه عقيل.


پاورقي

[1] وبنا به نقل رافعي در «عنوان النجابة فيمن دفن بالمدينة من الصحابة» محتمل است قبر عبدالله در مكه باشد.

[2] وفاء الوفا، ج 3، ص 890.


در مدح و عظمت صادق آل محمد




اي مهر تو بهترين علايق

جان ها به زيارت تو شايق



ما را نبود به جز خيالت

ياري خوش و همدمي موافق



بيماري روح را دوا نيست

جز مهر تو اي طبيب حاذق



اي نور جمال كبريائي

اي نور تو زينت مشارق



روزي كه دميد نور خلقت

رخسار تو بود صبح صادق



از جلوه تو، تبارك اللّه

فرمود به خلقت تو خالق



حسن تو خود از جمال زهرا ست

اي زاده بهترين خلايق



بر تخت كمال و تاج عصمت

آخر كه بود به جز تو لايق



تفسير كلام ايزدي بود

گفتار تو اي امام صادق



باشد سخن تو جاوداني

بوده است چو با عمل مطابق



افسوس شدي شهيد، آخر

از حيله ناكس منافق



از داغ تو شد جهان عزادار

زيرا به تو عالمي است عاشق [1] .




پاورقي

[1] اشعار از شاعر محترم: آقاي حسان.


دعاؤه في العشر الأوائل من ذي الحجة


كان يدعو بهذا الدعاء من أول يوم من عشر ذي الحجة الي عشية عرفة، في دبر صلاة الصبح، و قبل المغرب:

اللهم هذه الأيام التي فضلتها علي غيرها من الأيام و شرفتها و قد بلغتنيها بمنك و رحمتك، فأنزل علينا من بركاتك و أسبغ علينا فيها من نعمائك. اللهم اني أسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد فيها، و أن تهدينا فيها سبيل



[ صفحه 135]



الهدي و ترزقنا فيها التقوي و العفاف و الغني و العمل فيها بما تحب و ترضي. اللهم اني أسألك يا موضع كل شكوي، و يا سامع كل نجوي، و يا شاهد كل ملا، و يا عالم كل خفية، أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تكشف عنا فيها البلاء، و استجب لنا فيها الدعاء و تقوينا فيها و تغنينا و توفقنا فيها ربنا لما تحب و ترضي و علي ما افترضت علينا من طاعتك و طاعة رسولك و أهل ولايتك. اللهم اني أسألك يا أرحم الراحمين أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تهب لنا فيها الرضا انك سميع الدعاء و لا تحرمنا خير ما نزل فيها من السماء و طهرنا من الذنوب يا علام الغيوب و أوجب لنا فيها دار الخلود اللهم صل علي محمد و آل محمد و لا تترك لنا فيها ذنبا الا غفرته و لا هما الا فرجته و لا دينا الا قضيته و لا غائبا الا أديته و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة الا سهلتها و يسرتها انك علي كل شي ء قدير. اللهم يا عالم الخفيات يا راحم العبرات يا



[ صفحه 136]



مجيب الدعوات يا رب الأرضين و السموات يا من لا تتشابه عليه الأصوات صل علي محمد و آل محمد و اجعلنا فيها من عتقائك من النار و الفائزين بجنتك الناجين برحمتك يا أرحم الراحمين و صلي الله علي محمد و آله أجمعين و سلم تسليما. [1] .



[ صفحه 138]




پاورقي

[1] اقبال الأعمال: 631، أدعية الامامين الباقر و الصادق عليهماالسلام، 219.


الأمر بالمعروف


و من أبرز المبادي ء الاسلامية الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، فقد تبني ذلك الاسلام بصورة ايجابية، من أجل أن تسود العدالة الاجتماعية بين الناس، و لا يبقي منكر، و لا اعتداء، و لا ظلم، علي واقع الحياة العامة بين الناس، و قد تواترت الاخبار عن أئمة الهدي عليهم السلام علي ضرورته و لزومه، يقول الامام زين العابدين عليه السلام: «التارك للأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، الا أن يتقي تقاة، فقيل له: ما تقاته؟ قال: يخاف جبارا أن يفرط عليه، أو أن يطغي...» [1] .

ان الخوف من الجبار العنيد يسقط وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عن المكلف، و قد ذكر الفقهاء في رسائلهم العملية شروط القيام بهذا الواجب الاسلامي الخطير.



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] حلية الأولياء / 3 / 140 طبقات ابن سعد 2135.


علمه و أدبه


و كان زيد من علماء عصره البارزين، و كان موسوعة في الحديث و الفقه و التفسير و اللغة و الأدب، و علم الكلام، و قد سأل جابر الامام الباقر (ع) عن زيد فأجابه (ع) «سألتني عن رجل ملي ء ايمانا و علما من أطراف شعره الي قدمه.» [1] .

و قال (ع) فيه: «ان زيدا أعطي من العلم بسطة» [2] و قد تحدث زيد عن سعة علومه و معارفه حينما أعد نفسه لقيادة الأمة، و الثورة علي الحكم الأموي، يقول:

«و الله ما خرجت، و لا قمت مقامي، هذا، حتي قرأت القرآن، و اتقنت الفرائض و احكمت السنة و الآداب، و عرفت التأويل كما عرفت التنزيل، و فهمت الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه، و الخاص و العام، و ما تحتاج اليه الأمة في دينها مما لابد لها منه، و لا غني عنه و اني لعلي بينة من ربي...» [3] .

لقد كان زيد من اعلام الفقهاء و من كبار رواة الحديث، و قد أخذ علومه من أبيه الامام زين العابدين (ع) و من أخيه الامام الباقر (ع) الذي بقر العلم حسبما أخبر عنه جده الرسول (ص) و قد غذياه بانواع العلوم و أخذ عنهما أصول الاعتقاد و الفروع و التفسير، فكان من الطراز الأول في فضله و علمه...



[ صفحه 65]



و ان من أوهي الاقوال ما ذهب اليه الشهرستاني من انه تتلمذ لواصل بن عطاء و أخذ عنه الاعتزال يقول: «اراد - يعني زيدا - أن يحصل الاصول و الفروع حتي يتحلي بالعلم فتتلمذ في الاصول لواصل بن عطاء رأس المعتزلة مع اعتقاد و أصل بأن جده علي بن أبي طالب (ع) في حروبه التي جرت بينه و بين أصحاب الجمل و أصحاب الشام ما كان علي يقين من الصواب، و ان أحد الفريقين منهما كان علي خطأ لا بعينه فاقتبس منه الأعتزال...» [4] .

أما هذا الرأي فلا يحمل أي طابع من التوازن و التحقيق فان زيدا لم يقتبس علومه من واصل، و انما أخذها من أبيه و أخيه اللذين أضاءا الحياة الفكرية و العلمية في الاسلام.

و قد استمد الفقهاء و رؤساء للمذاهب الاسلامية علومهم مما أخذوه من أئمة اهل البيت (ع) أما مباشرة أو من أحد تلامذتهم، فكيف يذهب زيد الي واصل [5] لأخذ العلم عنه؟ و يذهب الشيخ أبوزهرة الي أن التقاء زيد بواصل كان التقاء مذاكرة و ليس التقاء تلميذ عن استاذ فان السن متقاربة، و زيد كان ناضجا... و اضاف قائلا: انه تلقي فروع



[ صفحه 66]



الاحكام من أسرته، و في المدينة مهد علم الفروع [6] .

لقد أخذ زيد علومه من أبيه و أخيه، و كان من اعلام الفقهاء في عصره و قد روي عنه أبوخالد الواسطي مجموعة في الفقه تتناول العبادات و المعاملات اسماها (مسند الامام زيد) و قد ذكرنا ما يواجه هذا الكتاب من المؤخذات في درستنا عن عقائد الزيدية [7] .

أما مكانة زيد الأدبية فقد كان من الطراز الأول في الأدب و البلاغة و كان يشبه جده الامام أميرالمؤمنين (ع) في فصاحته و بلاغته [8] و يقول المؤرخون: انه جرت بين زيد و بين جعفر بن الحسن منازعة في وصية فكانا اذا تنازعا انثال الناس عليهما ليسمعوا محاورتهما فكان الرجل يحفظ علي صاحبه اللفظة من كلام جعفر و يحفظ الآخر اللفظة من كلام زيد فاذا انفصلا و تفرق الناس فيكتبون ما قالاه: ثم يتعلمونه كما يتعلم الواجب من الفرض و النادر من الشعر و السائر من المثل و كانا اعجوبة دهرهما و احدوثة عصرهما [9] و كان سيبويه يحتج بما أثر عن زيد من الشعر، و يستشهد به فيما يذهب اليه و اعترف خصمه الطاغية هشام بقدراته الأدبية، و براعته في الكلام فقال: «انه حلو اللسان، شديد البيان، خليق بتمويه الكلام» [10] و قد حفلت مصادر الأدب و التأريخ



[ صفحه 67]



بالشي ء الكثير من روائع حكمه و هي من غرر الكلام العربي.


پاورقي

[1] مقدمة مسند الامام زيد (ص 8).

[2] مقدمة مسند الامام زيد (ص 7).

[3] الخطط و الآثار للمقريزي 2 / 440.

[4] الملل و النحل المطبوع علي هامش الفصل 2 / 208.

[5] كان واصل بن عطاء الثغ قبيح اللثغة في الراء، فكان يخلص كلامه من الراء و فيه يقول الشاعر:



و يجعل البر قمحا في تصرفه

و خالف الراء حتي احتال للشعر



و لم يطق مطرا و القول يعجله

فعاد بالغيث اشفاقا من المطر



جاء ذلك في وفيات الاعيان 5 / 60.

[6] الامام زيد (ص 225) لمحمد أبوزهرة.

[7] طبع بعض هذا الكتاب في المسائل الدينية التي تصدر في كربلا و البعض الآخر لا يزال مخطوطا.

[8] الحدائق الوردية 1 / 144.

[9] زهر الآداب 1 / 87.

[10] تاريخ اليعقوبي 2 / 390.


بهترين داستان


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

راست ترين سخن و رساترين پند و بهترين داستان، كتاب خداست. [1] .


پاورقي

[1] امالي شيخ صدوق: 394 / 1 ميزان الحكمه: ج 14، ح 12022.


حكايت


در تفسيرها و كتاب هاي روايي حكايتي نقل شده است كه ذكر آن خالي از لطف نيست. در جنگ بدر، پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم تمام غنايم را بين لشكر اسلام تقسيم كردند. ايشان اسلحه، لباس، اسب، طلا، جواهر، همه و همه را تقسيم فرمودند و هيچ چيز براي خودشان بر نداشتند [1] در گير و دار تقسيم، يك قطيفه ي سرخ رنگ از غنائم گم شد. يكي از مسلمان ها كه در جنگ شركت كرده بود، و پشت سر رسول خدا نماز مي خواند، در مجالس آن حضرت حضور داشت، و خلاصه يكي از دوستان پيامبر به شمار مي آمد، پشت سر رسول خدا شايع كرد كه خود پيامبر آن قطيفه را دزديده است. مسئله به جاهاي باريك كشيده، و باعث دو دستگي بين مسلمانان شد. رسول خدا با آن كه مي دانستند چه كسي اين حرف را زده، رسوايش نكردند. واقعا اگر هيچ پند ديگري وجود نداشت، براي آنان كه اهل علم، تدبير، و ارشادند همين ماجرا كفايت مي كرد. من در اين جا



[ صفحه 99]



به خوانندگان توصيه مي كنم كه حتما اين ماجراي تاريخي را به نحو مفصل مطالعه [2] و در آن دقت كنند.

در ميان خصوصيت هاي اخلاقي رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم خسته و مأيوس نشدن از كوشش، از ديگر ويژگي هاي ايشان برجسته تر بود. يكي از مسلمان ها [3] مي گويد: پيامبر از بس به من اصرار كرد، من از روي ايشان خجالت كشيدم و اسلام آوردم.

پيامبر گرامي وقتي به برخي افراد اسلام را عرضه مي كردند بي درنگ اسلام مي آوردند، اما بعضي افراد بارها و بارها پيشنهاد آن حضرت را رد مي كردند. عده اي نيز به رغم كوشش هاي پي گير و خستگي ناپذير ايشان، به ظاهر اسلام مي آوردند. همه افراد مثل هم نيستند. خداوند متعال تمام اين صحنه ها را براي امتحان بشر نهاده است.

با صبر و شكيبايي پيروزي حاصل مي گردد. تزكيه نفس نيز چنين است. افرادي كه از تزكيه نفس خود مأيوس مي گردند، يأسشان به سبب خستگي است. آري، درست است كه صفات پسنديده با يك بار و دو بار تمرين به دست نمي آيند، اما با صد بار و هزار بار، به دست مي آيند! بر اثر تمرين بسيار سرانجام موفقيت حاصل مي شود. علماي گذشته با سختي مطالعه مي كردند، به سختي مطلبي ياد مي گرفتند و با چه خون دل خوردن، كتاب مي نوشتند، تا به دست من و شما برسد. بنده به دليل علاقه شخصي از قديم الايام كما بيش در اين موضوع مطالعه داشته ام و موارد بسياري از اين زحمت ها و مرارت ها را كه علما متحمل مي شدند خوانده ام. پشتوانه اين همه زحمت چه بوده است؟


پاورقي

[1] عادت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم چنين بود كه هيچ وقت چيزي از غنائم براي خود بر نمي داشتند.

[2] بحارالانوار، ج 19، ص 202، باب غزوة بدر الكبري.

[3] عثمان بن مظعون.


آرزوها


آرزوهاي بسيار جز اينكه انسان را بدبخت كنند و اضطراب به وجود بياورند، ثمري ندارند. پس انسان خوشبخت، كسي است كه آرزوهاي خود را محدود كند و فكر خود را از نفوذ اضطرابات بي جا محفوظ بدارد.

اين موضوعي است كه اخيرا روان شناسان به آن توجه كرده اند [1] .

و امام ششم ما، متجاوز از هزار سال پيش آن را فرموده است.

تجنبوا المني، فانها تذهب بهجة ما خولتم، و تستصغرون بها مواهب الله عزوجل عندكم و تعقبكم الحسرات فيما و همتم به



[ صفحه 48]



انفسكم. [2] .

از آرزوهاي (دور و دراز) اجتناب كنيد زيرا آرزوها، خوشي نعمتهايي را كه به شما داده شده از بين مي برد. و به واسطه ي آرزوها، مواهبي را كه خداوند به شما عنايت فرموده، كوچك مي شمريد. و چون آنچه را كه در وهم و خيال خود تصور كرده ايد فراهم نمي شود، حسرت و افسوس براي شما بار مي آورد.


پاورقي

[1] در جستجوي خوشبختي. ص 236.

[2] وافي. ج 10. ص 15.


مشكله ي استغفار معصوم


عقيده ي شيعه ي دوازده امامي بر اين است كه تمام پيغمبران خدا و امامان از اهل بيت پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله قبل از رسيدن به مقام نبوت و امامت و بعد از آن از هر گناهي، اعم از صغيره و كبيره، مصون و معصوم بوده اند چندان كه مرتكب هيچ گناهي نشده اند، ولي وقتي كه برخي از دعاهاي وارده از سوي آنان را مي خوانند و مي بينند خودشان در مقام دعا و مناجات اعتراف به تقصير و خروج از فرمان خدا كرده اند، دچار حيرت و آشفتگي مي شوند! مانند اين دعاي امام سجاد عليه السلام:

اللهم انه يحجبني عن مسألتك خلال ثلاث و تحدوني عليها خلة واحدة؛ يحجبني امر امرت به فابطأت عنه و نهي نهيتني عنه فاسرعت اليه و نعمة انعمت بها علي فقصرت في شكرها [1] .

خداوندا، سه خصلت مرا از مسئلت تو بازمي دارد و يك خصلت مرا بدان برمي انگيزد: بازمي دارد مرا فرماني كه صادر كرده اي و من از امتثال آن كندي كرده ام، و نهيي كه فرموده اي و



[ صفحه 189]



من به مخالفتش شتافته ام، و نعمتي كه آن را به من بخشيده اي و من در شكرش تقصير كرده ام.

و مانند حضرت امام موسي بن جعفر عليه السلام كه در سجده ي شكر بعد از نماز شب مي گفت:

«پروردگارا، من تو را با زبان خود نافرماني كردم كه اگر مي خواستي به عزتت قسم مرا لال مي كردي، و تو را با چشم خود گناه كردم كه اگر مي خواستي به عزتت قسم مرا كور مي ساختي، و تو را با گوش خود معصيت كردم كه اگر مي خواستي به عزتت قسم مرا ناشنوا مي كردي، و تو را با دست خود بزهكار شدم كه اگر مي خواستي به عزتت قسم مرا خشك مي كردي، و تو را با عورت خود گنه كردم كه اگر مي خواستي به عزتت قسم مرا استاغ و نازا مي كردي، و تو را با پاي خود عصيان ورزيدم كه اگر مي خواستي به عزتت قسم پايم را قطع مي كردي، و تو را با تمام اعضاي بدنم كه به من ارزاني داشتي نافرماني كردم كه سزاي تو اين نبود.» [2] .


پاورقي

[1] صحيفه ي كامله، دعاي دوازدهم (دعاي اعتراف و طلب توبه).

[2] كشف الغمه ي اربلي، ج 3، ص 42.


مذهب اصلي و حقيقي


امام جعفر (ع) با نيروي عجيب و بي سابقه اي از معنويت و شخصيت كه در وجود او نهفته بود با پيروان عم خود محمد



[ صفحه 216]



بن حنفيه و كساني كه از اولاد امام حسين (ع) پيروي نمي كردند سخت به مبارزه برخاست و با دلايل محكم و مستدل بطلان عقيده آنها را ثابت مي كرده آنگاه بسياري از آنها از عقيده خود برگشته و به يكي از بزرگان خانواده امام حسين گرويدند و امامت را به او منحصر كردند و كاميابي و موفقيت در اين مبارزه نصيب امام جعفر (ع) گرديد، در خانواده ي امام حسين (ع) به بزرگي مشهور بود پس بيشتر كساني كه از محمد حنفيه پيروي مي كردند از عقيده ي خود منصرف شده و به امام صادق (ع) گرويدند.

اين مبارزات و حوادث بيشتر با بزرگان و روساء اقوام مانند حميري شاعر معروف و حيان سراج [1] انجام مي شد، زيرا كه به زودي معلوم شد كه عقيده ي آنها از ابن حنفيه منصرف گشته است. امام جعفر (ع) ايشان را تعليم مي فرمود و با دليل و برهان آنها را قانع مي كرد و به حديث مي پرداخت و از مرگ محمد ابن حنفيه و دفن و تقسيم ارث او با نظارت و مشاهده پدر خود محمد بن علي (ع) و عده اي از مردم خبر داد تا اينكه مردم



[ صفحه 217]



از حال ترديد بيرون آمدند و بر اخبار او يقين پيدا كردند. او به مردم خبر مي داد و مي گفت: محمد بن حنفيه دنيا را ترك نكرد مگر اينكه ي به امامت علي بن الحسين اعتراف [2] نمود.

امام جعفر (ع) وضع و ترتيب امامت را پس از خود نيز بر مردم آشكار ساخت زيرا ترديدي نبود كه امامت پس از او تنها به اولاد و احفاد او اختصاص داشت و به اين ترتيب به مردم فهماند كه پس از امام حسن و امام حسين عليهماالسلام هرگز امامت به دو برادر نخواهد رسيد. معلوم نيست كه آيا آراء و عقايد پيشوايان مذاهب و اديان مختلف كه تا به حال به وجود آمده بر طبق حقيقت و واقع است يا نه.

آنچه مسلم است آن است كه بيشتر اين نوع اديان عبارت از مشتي رأي و فتوي است كه بدون رعايت صحت و درستي از طرف پيشوايان صادر شده و ياران و پيروانشان كم كم به جمع كردن آنها پرداخته و از ميان اديان ديگر مشخص مي سازند و به صورت يك مذهب جداگانه اي درمي آورند.

اما نكته جالب آن است كه امام جعفر (ع) در مذهب



[ صفحه 218]



خود بصيرت و اطلاع كامل داشت و ديني كه او بر مسلمين ارائه كرد متكي بر علم و اطلاع بود.

بايد دانست محبت و عطوفت و مهرباني كه در ميان اهل بيت ديده مي شد بيشتر در اثر علم و دانش و اطلاع آنها از اوضاع و احوال و احكام بود هر چند از لحاظ نبوت نيز شايسته چنين اخلاق و روش بودند و به ارث در ميان آنها باقي مانده بود اما علم و دانش آنها بيشتر اين موضوع را ايجاب مي كرد و از اين روست كه امام صادق (ع) در اين باره سعي و كوشش فراواني از خود نشان مي داد و مردم را به مهرباني و دوستي و عاطفه مي خواند زيرا علم و اطلاع او از امور شهره آفاق بود و همه كس به فضل و دانش او اعتراف داشت.

او با هوش و درايت عجيبي كه در وجودش نهفته بود خوب مي دانست كه راه مبارزه از طريق اهل بيت و يا دفاع از مذهب آنها جز با ايجاد محبت و علاقه بين افراد ميسر نيست او مي گفت بايد در پرتو نوراني قرآن و مملو از محبت به تعليم احكام ديني و مذهب بپردازند. تعليمات و مفاهيم و آثار ديني كه امام صادق (ع) به انصار و ياران خود گوشزد



[ صفحه 219]



مي فرمود خود قدم بزرگي در راه مبارزه با جهل و بي ديني به شمار مي رفت، او خوب مي دانست و آگاه بود كه تنها درستي يك عقيده و ابراز آن باعث پيشرفت و تعميم آن نخواهد شد و مي گفت:

اگر عده اي از بزرگان و دانشمندان به ياري و اشاعه آن بپردازند فتح و پيروزي بر آنها نوشته شده. لذا به مبارزه و دفاع از آن مي كوشيد تا آن را عمومي مي ساخت و در ميان خاص و عام منتشر مي كرد و از همين رو است كه آراء و عقايد امام جعفر (ع) در زمان خود و پس از خود همچنان باقي و برقرار خواهد بود و عموم مردم از آنها استفاده خواهند كرد.


پاورقي

[1] محمد بن الحنفيه ص 86.

[2] محمد بن الحنفيه ص 74.


شركت امام صادق در تجديد بناي مسجد مدينه


باز در كتاب نامبرده مي نويسد: «مسلمين روزي كه شروع به تجديد بناي مسجد مدينه كردند، امام جعفرصادق عليه السلام پنج يا هشت ساله بود. او به پدر پيشنهاد كرد كه در كارهاي ساختماني اين مسجد شركت كند و



[ صفحه 84]



گفت ميل دارم كه همانند جدم پيغمبر در كارهاي ساختماني همين مسجد رسيدگي نمايم. حضور جعفرصادق عليه السلام در كارهاي بنايي بسيار شگف آور بود و به اندازه جثه كوچك و تواناي خود به كارگران در كار بنايي كمك مي كرد. [1] .

محضر علمي امام محمدباقر عليه السلام يك مدرسه عالي بود مورخين متفق القولند كه جعفر بن محمد در ده سالگي در مجلس درس پدر حاضر مي شد و علوم عالي را فرامي گرفت.


پاورقي

[1] مغز متفكر جهان شيعه.


مهماني و شراب


در كافي از هارون بن جهم روايت شده كه وقتي امام جعفرصادق عليه السلام به خانه ابومنصور دوانيقي رفت يكي از امراء منصور پسري داشت او را ختنه كرده بود و جمعي را به مهماني دعوت كرد و آن حضرت را هم دعوت نمود امام صادق عليه السلام



[ صفحه 52]



بي ريا به مهماني رفتند چون سفره گستردند يكي از حضار آب خواست براي او قدحي شراب آوردند - امام جعفرصادق عليه السلام از سر سفره برخاست پرسيدند چرا بلند شدي فرمود رسول خدا فرموده است ملعون است ملعون است كسي كه به اختيار خود بر سر سفره ي بنشيند كه در آن خمر و شراب بنوشند.

اين درسي بود براي مردان پارسا و باتقوي كه با شارب الخمر ننشينند و با آنها هم غذا نشوند و از اين طبقه احتراز جويند.


هسته مركزي و تكون تشيع


مقريزي در كتاب خود گمان كرده است تشيع بدعتي از بدعتهاي يهود است كه به دست عبدالله بن سباء به ظهور پيوسته پس از او مورخين در اين باره تحقيق و تتبع كردند معلوم شد كه مقريزي به خطا رفته تشيع از زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم ظاهر گرديده است و بعد هم هر چه خواستند با بميان آوردن اشياع و شيعيان بني اميه و بني عباس و غيره اين نام را كتمان كنند و بپوشانند نشد و اينك شمه اي از مظاهر آن را به نظر خوانندگان مي رسانيم.

ترديدي نيست كه پيشرفت اسلام چه از جهت فتوحات و جنگها و مجاهدات و مدافعات چه از نظر اشاعه علم و احكام شريعت و عمل به فروع و تعليمات قرآن سهم بزرگي نصيب حضرت علي بن ابيطالب ارواحنا فداه مي باشد كه از خصايص ممتازه اوست و فداكاري او در اين طريق از مميزات مخصوص بلكه منحصر به او بوده و لذا نسخه فرد گفته اند - هر قدر خواسته اند كتمان كنند و بپوشانند ميسر نشده است سبقت او در اسلام كه اول مرد مسلمان و اول مؤمن بقرآن است - توفيق مجاهدت و فداكاري او در مكه از كوه صفا - در تبعيد - در دعوت و بيتوته در بستر پيغمبر خدا با علم به آنكه چهل نماينده از چهل عشيره قصد كشتن پيغمبر را دارند - تقدم و تفوق او در علم و قدرت فصاحت و بلاغت - نيروي بازوي او در جنگ



[ صفحه 48]



فتوحات متوالي او در مدت دعوت اسلام - جود و سخاوت بزرگمنشي او عبادت و زهد و تقواي او همه از مميزات و مخصوص و منحصريست كه در هيچ كس به اين اندازه ظهور و بروز نداشته و قوت و قدرت نگرفته.

با اين حال پيغمبر اكرم صلي الله عليه و اله و سلم اگر غير از علي را به خلافت و وصايت معرفي كرده بود شايد مورد اعتراض قرار مي گرفت.

نصب و نص بر خلافت، وزارت و وصايت و ولايت اميرالمؤمنين آسماني بوده و هيچ كس را نمي رسد كه درباره او شك و ترديد نمايد.

حضرت علي بن ابي طالب در هر واقعه از وقايع موجب پيشرفت اسلام و سهمي به سزا داشت و در تمام مراتب و مراحل هم به حد كمال و علو مقام ارتقاء و اعتلا رسيد.

در جنگ بدر شصت و چند نفر از كفار را علي به تنهائي كشت و بيست و چند نفر را علي با قوم با هم كشتند.

در واقعه حنين همه فرار كردند مگر هفت نفر كه شش نفر محافظ پيغمر بودند و علي به تنهائي با دشمن مي جنگيد.

شگفتي هاي كار او يكي و دو تا نيست و قابل شماره و حساب نمي باشد و همين حوادث موجب مي شد از يك طرف علي محبوب عامه مي گرديد از طرف ديگر محسود و مبغوص خواص مي شد.

در زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و اله و سلم مكرر فرمود يا علي انت و شيعتكم الفائزون كه او را با شيعيانش و دوستان ثابت قدمش پيغمبر وعده رستگاري داده است و ما در كتاب سر تفوق الشيعه اين حقيقت را به اثبات رسانيده ايم.

چون پيغمبر خدا (ص) علي را در غدير خم به صراحت لهجه و خصوصيات ديگر شخصا سردست بلند كرد با تمام مميزات معرفي و منصوب فرمود سبب بغض و عداوت و كينه و حسد دشمن شده و سقيفه بني ساعده را در حالي كه هنوز جسد پيغمبر صلي الله عليه و اله و سلم روي زمين بود برپا كردند و القاء شبهه نمودند كه پيغمبر خليفه معين نكرده است و خود به خود طبق نقشه مقام خلافت را به اسامي مختلفه خلافت الله خلافت رسول الله خلافة الخلق احراز كردند و بعد به صورت ولايتعهدي بدست يكديگر چون گوي سپرده دست به دست دادند.

ولي براي بزرگ نمودن خود و تحقير علي بن ابي طالب ناچار شدند جعل حديث كنند تا بر گردن مردم سوار شوند و ديديم كه چه احاديثي جعل شد و چه عواملي پيدا شد تا 25



[ صفحه 49]



سال گذشت ناچار علي را آوردند و بر مسند خلافت نشاندند اما رقيب ديگري به ميان آمد و جنگهاي جمل و صفين - نهروان را برپا كرد و عقايد ملل و نحل مختلفي پديدار گرديد و راه اغوا و ضلالت رهبري شد تا بالاخره علي را كشتند و به كام دل رسيدند.

اما آنها كه گوهر وجود شخصيت علمي علي را شناخته بودند از عقايد خود برنگشتند و انحرافي نيافتند و سخت دنبال كار خود به پيروي علي عليه السلام مي رفتند.

پس تشيع از زمان خود پيغمبر در ميان بود و قرآن هم حاكي اين كلمه و معاني عاليه او درباره پيغمبران و اولياي او در گذشته بوده و خاتم النبيين هم علي را به بزرگواري و پيروان او به شيعه ياد و دعا فرمود و شيعه در همان عصر و اعصار پس از او همچنان بر كار خود ادامه مي داد تا به كمال خود رسيد.

يكي از مميزات شيعه اين است كه از باب مدينه علم درس كمال و فضيلت آموخته اند و در مشعلداري دانش و بينش پرچم معارف و فرهنگ هميشه به دست آنها بوده است.

شيعه همواره نگهبان علم و دانش بوده و پيوسته حمايت از احكام و اصول و فروع شريعت مي كرده است و در نشر معارف از فضايل و مناقب رهبر بزرگوار خود كه اين همه علم و دانش به آنها آموخته ياد كرده و سپاس و تشكر و تقدير نموده است.

شيعيان علي عليه السلام از طبقه فاضله بشر و از دانشمندان و منبر زين صفوف آدميان هستند و اكثر آنها عمر خود را در ميان كتابخانه ها و مدارس و مساجد طي كرده و حقايق علمي را كه از شاه ولايت فراگرفته اند به ديگران آموخته اند.

نكات و دقايق علمي - اسرار و حقايق تاريخي - حكمت و فلسفه عقلي و دقت در علوم طبيعي و رياضي همه از خواص اين طايفه فاضله است اين ها بودند كه هميشه مورد خشم و غضب در درجه اول به سعايت بدانديشان و بعد مورد لطف و محبت سلاطين امرا و بزرگان قرار مي گرفتند - و طبقه فاضله مسلمين و مؤمنين را اين صف تشكيل دادند.

شيعه اماميه بود كه زندگاني خود را وقف اعتلا و ارتقاء احكام دين نمود و در نشر و اشاعه علوم و فنون اسلامي فداكاري و مجاهدت بي حد و حصري كرد - آنها همانطور كه در زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم به تهذيب نفس مشغول بودند در ادوار بعد هم به نشر علوم و تنزيه خويش و ديگران مي پرداختند و چه فداكاري و از خودگذشتيگها كه نشان دادند - چه جانبازي و قرباني كه نمودند تا دين را حفظ كردند و به پيروي از ائمه معصومين مصالح نوع



[ صفحه 50]



را بر منافع شخصي ترجيح دادند تا به كمال مطلوب رسيدند.

سيوطي در الدر المنثور در تفسير آيه شريفه اولئك هم خير البريه مي نويسد ابن عساكر از جابر بن عبدالله انصاري روايت كرده كه پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم علي را صدا كرد فرمود

والذي نفسي بيده ان هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيمه و نزلت ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك هم خير البريه

يعني به حق خدائي كه جان محمد به دست قدرت اوست اين علي و شيعيانش در روز قيامت رستگاران هستند و اين آيه درباره آنها نازل شده كه مي فرمايد كساني كه ايمان آورده اند و عمل نيكو دارند آنها بهترين نيكوكاران مي باشند - يعني علي و شيعيان او بهترين طبقه فاضله نيكوكار امت اسلام هستند.

ابن عدي از ابن عباس روايت كرده كه امام صادق عليه السلام فرمود در شأن نزول آيه ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات

پيغمبر به علي فرمود انت و شيعتك يوم القيامة راضون مرضيون

مردويه از علي عليه السلام نقل مي كند كه پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم به من فرمود قال لي رسول الله الم تسمع قول الله ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك هم خير البريه اولئك انت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض اذا جائت الامم للحساب تدعون غمرا محجلين انتهي

فرمود آن كساني كه ايمان آورده و عمل صالح كرده اند آنها بهترين نيكوكاران هستند و آنها تو و شيعيان تو مي باشيد كه وعده گاه ما سر حوض كوثر است وقتي كه همه امم براي حساب دعوت مي شوند تو آنها را به حساب مي خواني.

ابن حجر در الصواعق از دار قطني نقل مي كند كه ام سلمه گفت شنيدم پيغمبر به علي عليه السلام فرمود يا علي انت و اصحابك في الجنة انت و شيعتك في الجنة تو و يارانت و تو و دوستانت و پيروانت در بهشت هستيد.

ابن اثير در نهايت در ماده قمح مي نويسد ان رسول الله قال لعلي انت ستقدم علي انت و شيعتك راضين مرضيين... عليك عدوك غضابا مقمحين ثم جمع يديه الي عنقه ليريهم كيف الأقماح

يعني يا علي تو و شيعيانت راضي و مرضي هستيد و دشمنان بر شما دست تجاوز بهم



[ صفحه 51]



مي دهند - سر به هوا مي باشند - آنگاه دست را در پشت گردن به هم بست فرمود اين طور است معني اقماح - يعني براي غصب حق تو دست به دست هم مي دهند.

زمخشري در ربيع الابرار از پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نقل كرده كه فرمود.

اذا كان يوم القيامة اخذت بحجزة الله تعالي و اخذت انت بحجزتي و اخذ ولدك بحجزتك و اخذ شيعة ولدك بحجزهم فتري اين يؤمر بنا

فرمود يا علي روز قيامت كه مي شود من ساق عرش الهي را مي نگرم و تو ذيل دامن مرا خواهي گرفت و فرزندان تو لباس تو را به دست مي گيرند و شيعيان تو دامن آنها را مي گيرند آن وقت معلوم مي شود كي به ما ايمان آورده و كي از ما روگردان شده است.

ما اين احاديث را براي عظمت مقام شيعه آورديم تا صواب كار و راه راست و صحيح آنها روشن گردد و اهل تتبع و تحقيق مي دانند با داشتن اين اخبار و احاديث كه بزرگان اهل سنت درباره علي و شيعيان او روايت كرده اند تعصب و رنگ مذهبي نيست بلكه حقيقت و راه مستقيم و صاف و روشن و كوتاه متصل به مطلوب است اين روش از قوت ايمان و يقين به صحت روايات نبوي و بزرگواري و كرامت علي عليه السلام مي باشد كه جمعي را بر تحكيم مباني تشيع و مزايا و مختصات آن واداشت و حق دارند بدان مفاخره كنند چه اگر در حقيقت و صفا و وفا به دنبال آن بروند به كمال مطلوب مي رسند.

پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم و اصحابش علي را شناختند و ايرانيان گوهر وجود او را دريافتند و او را از اركان علم و فضيلت و دين دانستند - و به فرمان پيغمبر اطاعت او را واجب شمردند.

علي بن ابيطالب مردي بود كه دين به وجود او شناخته شد مفهوم شجاعت - عبادت انفاق - ايثار - فداكاري از وجود او پديدار شد - او باب مدينه علم، منادي سلوني قبل ان تفقدوني مباهي به لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا بوده

و شيعيان علي آنها كه به اماميه شهرت يافتند آن گوهر تابناك را شناختند و به پيشوائي او مفتخر هستند كي آنها را رهبري مي كند كه به حتم و يقين در آغوش سعادت مي رساند.

ابومحمد حسن نوبختي در كتاب «الفرق و المقالات» مي نويسد

الشيعه هم فرقة علي بن ابيطالب المسمون بشيعة علي زين النبي و بالعدة معروفون بانقطاعهم اليه والقول بامامته منهم المقداد بن الاسود و سلمان الفارسي



[ صفحه 52]



و ابوذر الغفاري و عمار بن ياسر و من دافق مودته مودة علي و هم اول من سمي باسم التشيع من هذه الامة

شيعه فرقه اي هستند كه پيروان علي در زمان پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم بدان شهرت يافتند و آنها معروف به پيروي علي و امامت او مي باشند و مشهورترين آنها زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم مقداد بن اسود و سلمان فارسي - ابوذر غفاري - عمار بن ياسر و غيره مي باشند و آنها اول كسي هستند كه به تشيع شهرت داشته اند.

حاجي خليفه در كشف الظنون از كتاب الزينة تأليف ابن حاتم سهل بن محمد سجستاني چنين نقل كرده:

ان لفظ الشيعه في عهد رسول الله كان لقب اربعة من الصحابه سلمان الفارسي - ابي ذرالغفاري - مقداد بن الاسود الكندي - عمار بن ياسر.

ابن ابي الحديد مي گويد: ان القول بتفضيل علي قول قديم قال به كثير من الصحابه و التابعين فمن الصحابه و المقداد و ابوذر و سلمان و جابر بن عبدالله و ابي بن كعب و حذيفة و بريده و ابوايوب و سهل و عثمان ابن حنيف و ابوالهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذوالشهادتين و ابوالطفيل و العباس بن عبدالمطلب و بنوه و بنوهاشم كافة و بنو عبدالمطلب كافة و كان الزبير من القائلين به في بدء الامر ثم رجع و كان من بني اميه قوم يقولون بذلك ثم قال و اما من قال بتفضيله علي الناس كافة من التابعين فخلق كثير كاوس القرني و زيد بن صوحان و صعصة اخيه و جندب الخير و غيرهم ممن لا يحصي

يعني در تفضيل علي بن ابيطالب قدماء قائل بودند و از اصحاب و تابعين بسيار هستند كه اين اسامي را مي شمارد و مي گويد قابل اشاره و احصاء نيستند و همه آنها به تشيع شهرت داشتند - و معتقد به تفضيل علي بن ابيطالب عليه السلام بوده اند.


علم خواص الاعداد


و آن شناختن خواص اعداد است كه گفته اند هر عددي خاصيتي دارد قريب و بعيد - تام و ناقص - زوج و فرد دارد هر حالي از آن اثر و خاصيتي دارد كه ابوعلي سينا و اغلب حكماي اسلام و شعرا از آن استفاده نموده اند ابوعلي در كتاب المعزمين خود شرحي بر اين علم نوشته است.


گزيده اي از وصاياي آن حضرت خطاب به عبدالله بن جندب كه در تحف العقول ذكر شده است


اي فرزند جندب! بر هر مسلماني كه ما را مي شناسد لازم است كه كردار هر روز و شب خود را بر خويشتن عرضه بدارد و خود حسابگر خويش باشد. پس اگر در اعمال خود، كردار نيكويي ديد از خدا خواستار زيادت آن شود و اگر در آنها كردار ناپسندي ديد از براي آن از



[ صفحه 100]



خداوند آمرزش خواهد. خوشا به حال بنده اي كه به خاطر نعمتها و زرق و برقهاي دنيوي كه به خطاكاران داده شده، غبطه ي آنان را نخورد و خوشا به حال بنده اي كه در پي به دست آوردن آخرت باشد و به خاطر آن تلاش كند. خوشا به حال بنده اي كه آرزوهاي دروغين او را به خود سرگرم نسازد. اي پسر جندب! كسي كه با برادرش ناخالصي كند و او را كوچك شمارد و با او دشمني كند خداوند آتش را جايگاه او قرار مي دهد. و كسي كه به مؤمني حسادت كرد ايمان در قلب او حل مي شود (از بين مي رود) چنان كه نمك در آب. اي زاده ي جندب! كسي كه در راه برآورده ساختن نياز برادرش گام برمي دارد چونان كسي است كه ميان صفا و مروه سعي مي كند. و كسي كه نياز برادرش را به جاي آورد همچون كسي است كه در راه خدا در خون خويش غلتيده است. و خداوند هيچ مردمي را عذاب نكرد مگر هنگامي كه حقوق برادران تهيدستشان را خوار و سبك شمردند. اي فرزند جندب! به شيعيان ما اين پغام را برسان و بديشان بگوي مذاهب گوناگون شما را از راه به در نبرد. به خدا سوگند! ولايت و دوستي ما مگر با پرهيزگاري و اجتهاد در دنيا و ياري كردن برادران در راه خدا، نصيب نمي شود و كسي كه به مردم ستم مي كند از شيعيان ما نيست. اي فرزند جندب! هر كه خود را از دستاوردش محروم سازد همانا براي ديگري گرد آورده است و كسي كه از هواي خويش پيروي كرد همانا از دشمنش فرمان برده است و آن كس كه به خداوند اطمينان كرد خداوند نيز او را از مهمات امور دنيوي و اخرويش كفايت مي كند و آنچه را كه از او پوشيده است برايش نگه مي دارد. به تحقيق ناتوان شد كسي كه براي هر مصيبتي، صبري چاره نكرد و براي هر نعمتي، شكري به جاي نياورد و براي هر سختي آساني مهيا نساخت. خودت را در هر مصيبتي كه در فرزندان يا مال و يا هر سختي كه پيشآمد مي كند صبوري ده، زيرا خداوند امانتي را كه داده مي ستاند و آنچه را كه بخشيده مي گيرد تا ميزان صبر و سپاسگزاري تو را با آنها امتحان كند. به خداوند اميدوار باش اميدي كه تو را بر نافرماني اش دلير نكند و از او بترس، ترسي كه از رحمتش نوميد مكند. بدانچه خداوند برايت قرار داد قناعت كن و چيزي را كه نمي توان بدان دست يابي تمنا مكن به وقت ثروت (و راحت) خوشحال و مغرور و وقت فقر بي تاب و ناشكيبا مباش. هيچ گاه درشت خوي و بدخلق مباش كه مردم نزديكي با تو را ناخوش دارند و هيچ گاه سبكي مكن كه هر كس تو را شناخت، تحقيرت كند. با كسي كه برتر از تو است بدسلوكي مكن و كسي را كه فرودست تو است به ريشخند مگير. از سبك عقلان اطاعت مكن. هيچ گاه بر كفايت كسي تكيه و اعتماد مكن و هنگام انجام هر كاري به نيكي تأمل كن تا پيش از آنكه در ورطه ي آن درافتي و پشيمان شوي، راه ورود بدان را از راه خروجش بازشناسي. نفس خود را دشمني فرض كن كه با آن جهاد مي كني و امانتي بگير كه آن را بازپس مي دهي به درستي كه تو خود طبيب نفست



[ صفحه 101]



هستي و نشانه ي سلامتش را مي شناسي. درد برايت آشكار شده است و بر درمان نيز ره يافته اي. اگر چيزي به كسي بخشيده اي آن را با بسيار منت گزاردن و ياد آوردن تباه مكن، بلكه به دنبال چيزي كه بخشنده اي، بهتر از آن را بياور زيرا اين زيبنده تر به اخلاق تو و ايجاب كننده تر براي گرفتن پاداش در آخرت تو است. بر تو باد خاموشي. اگر خاموشي گزيني تو را چه جاهل باشي و چه عالم، از افراد حليم مي شمرند. همانا خاموشي زينتي است براي تو در نزد دانشمندان و پرده اي است براي تو در نزد نادانان.

خوشا به حال كسي كه بينايي خود را در قلبش قرار داد و آن را در چشمش قرار نداد. در عيبهاي مرمان مانند خدايگان ننگريد، بل همچون بنده اي در عيوب خود نظر كنيد. مردم بر دو دسته اند: گروهي مبتلا و گروهي در سلامت. پس به مبتلايان رحمت آوريد و خداي را به خاطر نعمت عافيت سپاس گوييد.

اي پسر جندب! با كسي كه از تو بريده بپيوند و به كسي كه تو را بي بهره گذارده ببخش و به كسي كه به تو بدي كرده، نكويي كن و بر كسي كه به تو دشنام داده، سلام گوي و با كسي كه با تو به ستيز برخاسته، به انصاف رفتار كن و از كسي كه به تو ستم روا داشته، درگذر همان طور كه تو دوست مي داري او از تو درگذرد به گذشت و عفو خدا از خود نظر كن. مگر نمي بيني خورشيدش بر نيكان و بدان مي تابد و بارانش بر درست كاران و خطاكاران مي بارد.

اي فرزند جندب! در برابر چشمان مردم صدقه مده تا تو را پاك شمارند، اگر چنين كني پاداشت همان است كه گرفتي، اما آن چنان رفتار كن كه اگر صدقه را به دست راستت دادي دست چپت از آن بويي نبرد، همانا كسي كه به خاطرش در نهان صدقه مي دهي تو را به آشكار پاداش خواهد داد.

هرگز براي كسي زيبنده نيست در حالي كه در جايگاههاي نيكان قرار دارد به كردار بدان طمع بندد. اي زاده ي جندب! خداوند، عزوجل در قسمتي از آنچه كه وحي كرد، فرموده است: به درستي كه نماز را از كسي مي پذيرم كه براي عظمت من فروتني كند و به خاطر من خود را از شهوات دور بدارد. روزش را با ذكر من به سر برد و بر خلق من بزرگي نكند. گرسنه را خوراك دهد و عريان را جامه بپوشاند. به مصيبت ديده رحمت آورد و غريب و بي پناه را جاي و پناه دهد. پس اين كسي است كه نورش چونان خورشيد مي درخشد، من او را در كنف عزت خود حفظ مي كنم و فرشتگانم را به نگاهباني از او مي گمارم. او مرا مي خواند من نيز اجابتش مي كنم و از من خواهش مي كند و من نيز به او مي بخشم.



[ صفحه 102]




گفتار آرام و رعايت ادب در برابر تهمت ها


بدون شك، گفتار نرم و آرام يكي از روش هاي مشترك تمام مبلغان الهي است كه با مخاطبان خويش از هر گروه و طبقه اي كه باشند با زبان نرم و گفتار دلپذير تكلم كنند و از تندخويي و سختگيري بپرهيزند.

محبت و مهرورزي مبلغ با مخاطبان، تأثير شگرفي در بازدهي و موفقيت تبليغ ديني مي گذارد؛ چرا كه ابراز محبت، مخاطب را جذب مي كند و او را به تبعيت و دلدادگي مي كشاند.

انبيا عليهم السلام همواره كرامت ذاتي و عزت معنوي انسان را در نظر داشته در برخوردها حرمت ها را در هر شرايطي حتي در مواجهه با تهمت هاي بي اساس رعايت مي كردند. لذا به جاي تندخويي و حتي برخورد مشابه با



[ صفحه 80]



آنها، فقط اتهام مطرح شده را نفي مي كنند.

از شيوه هاي مشترك و اصول اوليه دعوت مبلغان آسماني، گفتار نرم و دلنشين با مخاطبان است، مگر در جايي كه اميد به هدايت آنان به كلي قطع شود و مستحق عذاب الهي شوند و يا در برابر حق تعالي به عناد و لجاج روي آورند. اين نحوه برخورد، شيوه و عادت بزرگواران است:

و اذا مروا باللغو مروا كراما [1] .

هرگاه به عمل لغوي بگذرند، بزرگوارانه از آن در گذرند.

و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما [2] .

و هر گاه مردم جاهل به آنها خطاب و عتابي كنند، با سلامت نفس پاسخ مي دهند.

و بدين ترتيب، با توجهات دلسوزانه و خطاب هاي مملو از عاطفه و محبت، پيام هاي توحيدي خود را به دل و انديشه مخاطبان عرضه مي كنند.

در سيره ي تبليغي حضرت ابراهيم عليه السلام آثار رحمت و شفقت بر مخاطبان مشهود است. روحيه بزرگواري او براي هدايت و نجات افراد، موجب اين روحيه لطيف و شفقت بي پايان شده بود. تا جايي كه بي احترامي و خشونت را با نيكي و نرمش پاسخ مي داد.

با توجه به عمق عاطفه پدري، زماني كه عاطفه پدري و خويشاوندي با محبت ايماني پيوند خورد، علاقه اي عميق تر و دو چندان ميان مبلغ و مخاطب برقرار خواهد گرديد و اين امر مي تواند انگيزه اي قوي براي همراهي و همبستگي طرفين باشد.



[ صفحه 81]



در مناظره با پدر او را بارها با نداي «يا ابت» كه نشانه ي دلسوزي وافر نسبت به اوست مورد خطاب قرار مي دهد. او خطابش را با لفظ «أبت» كه گوياي رابطه پدري، يعني يكي از قوي ترين پيوندها، شروع كرد كه قاعدتا دو طرف را به سرنوشت يكديگر حساس و دلسوز مي گرداند و چون با تهديد شديد پدر مواجه مي شود، به جاي پاسخ مشابه، بزرگوارانه به او سلام مي دهد.

علامه طباطبايي در اين باره مي گويد: «اما اين كه به او سلام كرد، چون سلام عادت بزرگواران است و با تقديم آن جهالت پدر را تلافي كرد و در مقابل تهديد به رجم و طرد، وعده سلامتي به امنيت و احسان داد. حتي بنابر همان عاطفه و محبت وافر به مخاطب، به او وعده استغفار مي دهد كه شايد خدا راهي براي هدايت او بگشايد:

قال سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا [3] .

ابراهيم (به آزر) گفت: سلام بر تو من به زودي از خداوند براي تو آمرزش مي طلبم كه خدا بسيار در حق من مهربان است.

علي رغم تهديد و سخنان شديد اللحن پدر، ابراهيم براي او بر اساس وعده قبلي خود، استغفار مي كند:

و اغفر لأبي انه كان من الضالين [4] .

و پدرم را بيامرز، همانا او از گمراهان است.

پس از آن كه پدر او را از خود طرد مي كند و فرمان هجران مي دهد، پاسخ ابراهيم بسيار نرم تر و ملايم تر است:

و أعتزلكم و ما تدعون من دون الله و أدعوا ربي عسي ألا أكون



[ صفحه 82]



بدعاء ربي شقيا و اهجرني مليا [5] .

و من از شما و آنچه غير از خدا مي خوانيد دوري مي جويم و پروردگارم را مي خوانم و اميدوارم كه چون او را بخوانم مرا از درگاهش محروم نگرداند.

انذار توأم با شفقت ابراهيم نسبت به پدر، به خوبي نشان مي دهد كه محور تلاش تبليغي او مهر و عاطفه است نه قهر و غلبه. همچنين همدلي و همبستگي عاطفي او با مؤمنان به حدي است كه تمام مؤمنان را از خود مي شمرد، براي نافرمانان و حق ناشناسان نيز غفران مي طلبد.

...فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم [6] .

پس هر كسي از من پيروي كند، بي گمان او از من است و هر كس مرا نافرماني كند، به يقين تو آمرزنده و مهربان هستي.

گفت و گويي كه اوج شفقت و مهر حضرت ابراهيم را به انسان ها نشان مي دهد، فرجام خواهي مصرانه براي قوم لوط است كه بر اثر پافشاري بر انحرافات عقيدتي و اخلاقي بر گناهي شرم آور، مستحق عذاب الهي شده بودند.

فلما ذهب عن ابراهيم الروع و جاءته البشري يجادلنا في قوم لوط - ان ابراهيم لحليم أواه منيب [7] .

پس وقتي ترس ابراهيم زايل شد و مژده فرزنددار شدن به او رسيد، در آن حال براي نجات قوم لوط با ما به گفت و گو پرداخت - همانا ابراهيم بسيار حليم و رئوف بود و از درگاه خدا در حق خود و ديگران آمرزش مي طلبيد.



[ صفحه 83]



سيد قطب در اين خصوص مي گويد: [8] «حليم» آن است كه عوامل غضب را تحمل نموده و صبر و شكيبايي مي كند و دست به اقدامي نمي زند و «أواه» كسي است كه با تضرع و از روي خداترسي و تقوا دعا مي كند و «منيب»، آن است كه با شتاب به سوي خدا باز مي گردد. اين صفات برجسته، ابراهيم عليه السلام را واداشت تا با ملائكه درباره سرنوشت قوم لوط مجادله كند.

همچنين وقتي حضرت ابراهيم آزر را به توحيد دعوت كرد و از عبادت بت ها نهي نمود اما او بدون توجه به محتواي دلپذير و عقلايي دعوت حضرت ابراهيم عليه السلام بي هيچ برهاني، تنها به تهديد مبادرت مي ورزد.

قال أراغب أنت عن آلهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك و اهجرني مليا [9] .

گفت اي ابراهيم آيا تو از خدايا من روگردان هستي؟ اگر از مخالفت بت ها دست بر نداري تو را سنگسار مي كنم و يا اين كه سال ها از من دور باش.

اما علي رغم اين حق ناشناسي و پاسخ بي ربط، ابراهيم با مهرباني ويژه انبيا، به او سلامي مي دهد. سلامي كه در آن احسان و امنيت است و در واقع، مجادله را با اين عبارت صلح آفرين به پايان مي برد تا به آينده اميدوار باشد، و تنها به اعتزال و كناره گيري از بت ها و بت پرستان و دعا به درگاه الهي اكتفا مي كند.

حضرت لوط عليه السلام براي رعايت كرامت انساني و با هدف نفوذ در دل



[ صفحه 84]



قومش، تا زماني كه اندك اميدي به هدايت مخاطبان مانده بود، با نرمخويي و دلسوزي و خيرخواهي برخورد مي كرد.

اذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون - اني لكم رسول أمين - فاتقوا الله و أطيعون [10] .

آن گاه كه برادرشان لوط به آنان گفت: آيا خداترس و پرهيزكار نمي شويد؟ همانا من براي شما فرستاده اي امين هستم - پس از خدا بترسيد و مرا اطاعت كنيد.

وقتي حضرت را به اخراج از شهر تهديد مي كنند، تنها از عملشان اظهار ناخشنودي مي كند و با آنها با تندخويي سخن نمي گويد:

قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين [11] .

گفتند: اي لوط اگر دست برنداري قطعا تو را اخراج خواهيم كرد.

لحن گفتار او و دلسوزي عميق و فوق العاده اش نشان مي دهد كه همچون يك برادر سخن مي گويد. گفتار نرم و دلپذير حضرت مانع از اين نيست كه حتي پس از عناد و اصرار قوم بر شرك و گناه و انحراف، باز هم با آنها به اين شيوه برخورد نمايد، بلكه در اين شرايطي كه موعظه و انذار و گفتار دلسوزانه بر آنها اثر نمي كند، وي از اعمال زشت آنها برائت جسته و ناخشنودي خويش را از آنها بيان مي كند.

قال اني لعملكم من القالين [12] .

گفت: براستي من دشمن كردار شما هستم.

گاهي نيز به دليل پاسخ هاي معاندانه منحرفان، به خدا پناه مي برد:

قال رب انصرني علي القوم المفسدين [13] .



[ صفحه 85]



لوط گفت: اي پروردگار من، مرا در برابر اين قوم فاسد ياري كن.

حضرت شعيب عليه السلام هرگز با درشتي و تندي با قومش سخن نگفت. وي همواره چون پدري مهربان و دلسوز آنها را به توحيد و نفي شرك دعوت مي كرد [14] و از جمله مي فرمود: «من براي شما فرستاده اي امين هستم. از خدا بترسيد و مرا اطاعت كنيد و بر اين رسالت از شما اجري طلب نمي كنم. اجر من جز بر عهده پروردگار جهانيان نيست». در حالي كه آنان در پاسخ به حضرت شعيب گفتند: «تو واقعا از افسون شدگاني و جز بشري مثل ما نيستي و ما تو را از دروغگويان مي دانيم».

حضرت شعيب عليه السلام در پاسخ به تهمت سحر و جادو و دروغ مخالفان به آنها مي گويد:

قال ربي أعلم بما تعملون [15] .

گفت: پروردگارم به آنچه انجام مي دهيد، داناتر است.

و در جاي ديگر چون او را به اخراج از شهر تهديد كردند، گفت:

ان ربي بما تعملون محيط [16] .

همانا پروردگار من بر هر آنچه شما مي كنيد، احاطه دارد.

همچنين در برابر تهديد به رجم با صلابت مي گويد:

... قال أو لو كنا كارهين - قد افترينا علي الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها و ما يكون لنا أن نعود فيها الا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شي ء علما علي الله توكلنا ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين [17] .



[ صفحه 86]



گفت: آيا هر چند كراهت داشته باشيم؟ - اگر بعد از آنكه خدا ما را از آن نجات بخشيده باز به آيين شما باز گرديم در حقيقت به خدا دروغ بسته ايم و ما را سزاوار نيست كه به آن باز گرديم مگر آن كه خدا، پروردگار ما بخواهد، كه علم او همه چيز را در بر مي گيرد. بر خدا، توكل كرديم. پروردگارا ميان ما و قوم ما به حق داوري كن كه تو بهترين حكم كنندگاني.

بزرگواري و عظمت شخصيت پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم كه خداي تعالي بدان تصريح فرموده كه: «و انك لعلي خلق عظيم [18] ، و همانا تو به نيكو خلقي عظيم آراسته اي»، مورد اذعان مخالفان او نيز بوده است؛ چرا كه پيامبر اين موضوع را از جمله استراتژي هاي دعوت خويش قرار داده است. بسياري از مخالفان سرسخت او پيش از آنكه با مناطق زبان يا شمشير پيامبر، تسليم شوند، از درون، مقهور عظمت اخلاق نبوي شدند.

يكي از ويژگي هاي پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم اين است كه بايد خلقي آرام و متين داشته باشد؛ زيرا اگر تندخو باشد مردم از دورش پراكنده مي شوند:

فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك [19] .

رحمت خدا تو را با خلق مهربان گردانيد و اگر تندخو و سخت دل بودي مردم از اطراف تو پراكنده مي شدند.

در اينجا به نكته ي مهمي كه در اين زمينه در مفاد آيه انذار وجود دارد، اشاره مي كنيم:

و أنذر عشيرتك الأقربين - و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين [20] .



[ صفحه 87]



و نخست خويشان نزديك خود را از خدا بترسان - آن گاه پر و بال رحمت بر تمام مؤمناني كه از تو پيروي مي كنند، بگستران.

اين آيه در واقع جمع ميان دو شيوه متقابل سازش ناپذيري و شيوه نرمش و مداراست و نشان مي دهد كه در اصل دعوت برخوردي جدي و غير قابل انعطاف يعني انذار و هشدار ضرورت دارد، ولي بال گشودن كه كنايه از رفق و مدارا است، ويژه معاشرت و برخورد و خصوصا در برخورد با مؤمنان است. همانگونه كه مؤلف سيره ي نبوي مي نويسد:

«در اينجا مداهنه و سازش را با محبت و رفق جمع نمود، كه در دعوت ديني استثنا راه ندارد و اين دعوت، خويش و بيگانه نمي شناسد و براي اين تحول اساسي فرمود: پر و بال رحمت و محبت خويش را بر مؤمنان بگستران». [21] .

نگاهي به مناظره هاي ميان پيامبر و مخالفان، به ويژه جريان مباهله و گفت و گو با يهود، نصاري و برخي از سران قريش، حاكي از اين است كه پيامبر پيوسته با كرامت نفس و بزرگ منشي با آنها سخن مي گفت. به عنوان مثال ابن هشام در سيره خود مي گويد:

علما و احبار يهود، بسيار از پيامبر، پرسش هاي عيب جويانه و معاندانه مي كردند و شبهاتي به منظور خلط حق و باطل مطرح مي ساختند و پيامبر با راهنمايي قرآن، به طور كامل پاسخ آنها را مي داد، مؤمنين نيز مسائلي درباره ي حلال و حرام مي پرسيدند كه پاسخ كافي داده مي شد. [22] .



[ صفحه 88]



مؤلف كتاب الاحتجاج نيز ضمن بيان يكي از مناظرات پيامبر با مشركان به نقل از امام حسن عسكري عليه السلام مي نويسد:

رسول خدا در پاسخ به شبهه ها و تهمت هاي عبدالله بن أبي بن أميه مخزومي فرمود: اما اين كه گفتي: تو جز مردي سحر شده نيستي، چگونه من چنين باشم در حالي كه شما نيك مي دانيد از حيث قدرت تشخيص و تفكر از شما بالاتر هستم؟ آيا در زماني كه ميان شما از هنگام تولد تا چهل سالگي بوده ام از من عيبي، لغزشي، دروغي، خيانتي يا خطايي در سخن يا نظر بي جايي ديده ايد؟ آيا گمان مي كنيد يك نفر مي تواند با اتكا به خود اينگونه باشد يا نيازمند حول و قوه الهي است؟ [23] .

پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم در مسائل فردي و شخصي، نرم و ملايم بود، نه در مسائل اصولي. پيامبر در زندگي فردي، معاشرت ها و برخوردهاي خود با ديگران، به سادگي از آنچه در اختيار داشت، مي گذشت و هرگز درباره ديگران سختگيري نمي كرد. به طوري كه برخي نويسندگان تسامح و نرمش اخلاقي را يكي از اصول و محورهاي حاكم بر شيوه هاي دعوت و زندگي او شمرده اند. [24] .

در منطق انبيا هر كس داراي حرمت و ارزش انساني است و نمي توان حتي به دليل بي ايماني، كسي را مورد اهانت قرار داد، اما احترام پيامبر دليل مهم تري نيز دارد؛ و آن ايجاد زمينه براي نفوذ در دل مخاطب و ابلاغ اصول ايماني به اوست.



[ صفحه 89]



«مردي وارد مسجد شد، در حالي كه پيامبر تنها نشسته بود. حضرت بلند شد و جا باز كرد. مرد (در شگفت شد) و گفت: اي رسول خدا، جا كه بسيار است. فرمود: حق مسلمان بر مسلمان است كه اگر ديد برادرش مي نشيند احترامش كند و بلند شود و برايش جا باز كند». [25] .


پاورقي

[1] فرقان / 72.

[2] همان / 63.

[3] مريم / 47.

[4] شعراء / 86.

[5] مريم / 48.

[6] ابراهيم / 36.

[7] هود / 74 و 75.

[8] في ظلال القرآن، قطب سيد، ج 5، ص 2604، دار الشروق، بيروت، 1404 ه.

[9] مريم / 46.

[10] شعراء / 163-161.

[11] همان / 167.

[12] همان / 168.

[13] عنكبوت / 30.

[14] شعراء، آيات 178 تا 182 و 185 و 186 و 188.

[15] شعراء / 188.

[16] هود / 92.

[17] اعراف / 88 و 89.

[18] قلم / 4.

[19] آل عمران / 159.

[20] شعراء / 214 و 215.

[21] سيره ي نبوي، دلشاد تهراني، مصطفي، دفتر دوم (سيره ي اجتماعي)، ص 16، وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامي، 1372.

[22] السيرة النبوية، ابومحمد عبدالملك بن هشام، ج 1، ص 513، دار الفكر، بيروت، 415 ه.

[23] الاحتجاج، الطبرسي، احمد بن ابي طالب، ص 38، كتابفروشي قدس محمدي و دارالنعمان، نجف اشرف، 1386 ه.

[24] اسلوب الدعوة في القرآن الكريم، فضل الله، محمد حسين، ص 32، دار الزهراء، بيروت، 1399 ه.

[25] سفينة البحار و مدينة الحكم والاثار، قمي، شيخ عباس، ج 1، ص 416، دار المرتضي، بيروت، بي تا.


آزمايش


انما اوليايي الذين سلموا لامرنا و اقتدوا بنا في كل امورنا.

جز اين نيست كه اولياء و دوستان من كساني اند كه سر به فرمان ما دارند و در همه ي كارهاي ما از ما پيروي مي كنند. [1] .

امام صادق عليه السلام

روزي سهل بن حسن خراساني از ياران امام صادق عليه السلام نزد حضرت آمد و گفت:

«اي فرزند رسول خدا! شما اهل بيت امامت هستيد؛ چه چيز شما را از حق خواهي تان باز مي دارد و حال آنكه صد و بيست هزار شيعه ي شمشير به دست، آماده ي فرمان شما هستند.»

امام صادق عليه السلام ضمن دعوت او به نشستن، به حنيفه، دستور داد تا تنور را بيافروزد؛ وقتي تنور شعله ور شد، حضرت از سهل خواست تا در



[ صفحه 124]



تنور آتشين بنشيند و ليكن او گفت:

«اي آقاي من! اي فرزند رسول خدا! مرا به اين آتش شكنجه منما؛ عفو و گذشت الهي شامل حالتان شود، از من در گذريد.»

در اينحال، يكي از خواص ياران حضرت، هارون مكي، كفش به دست وارد شد و پس از سلام دادن، امام صادق عليه السلام به او فرمود:

«كفشت را رها كن و در تنور بنشين.»

هارون مكي بي درنگ كفش را به زمين انداخت و در تنور نشست و امام عليه السلام رو به سهل بن حسن كرد و فرمود:

«بپا خيز و تنور را بنگر.»

سهل وقتي در تنور نگريست، هارون را صحيح و سالم در آن مشاهده كرد كه چهار زانو نشسته و بپاخاست و از تنور بيرون آمد و بر ما سلام كرد و امام عليه السلام رو به سهل كرد و فرمود:

«همانند اين، چند نفر را مي شناسي؟»

سهل بن حسن گفت:

«قسم به خدا، يك نفر مثل او را نمي شناسم.»

در اينحال، امام صادق عليه السلام فرمود:

«آگاه باش؛ در زماني كه پنج نفر مثل او موجود نيست، قيام نمي كنيم؛ ما به وقت آن آگاهتريم.» [2] .



[ صفحه 125]




پاورقي

[1] تحف العقول/321.

[2] بحارالانوار 47 / 123.


وصيت به فرزند


- مولاي خوبان عالم! وصيت نتيجه حيات يك انسان و سفارشات مهم اوست، حضرت عالي چه وصيتي به فرزند بزرگوارتان امام موسي كاظم عليه السلام داشتيد؟

وصيت كردم كه: پسرم! هر كس به آنچه خداوند نصيب او كرده راضي باشد، بي نياز مي گردد و هر كس دست به سوي چيزي دراز كند كه در دست ديگري است، خداوند او را فقير مي سازد. هر كس راضي به سهم خود نباشد، هميشه افسرده است و هر كس لغزش خود را كوچك شمارد، لغزش



[ صفحه 91]



ديگران در نظر او بزرگ جلوه مي كند. هر كس خطاي ديگران را بزرگ دانست، خطاي خود را كوچك مي شمارد.

پسرم! هر كس پرده مردم را پس بزند، عيوب خانه اش در نظر مردم فاش مي شود و هر كس شمشير ظلم بكشد، با آن كشته خواهد شد. هر كس چاهي براي برادر خود بكند، در آن مي افتد و هر كس با مردم نادان معاشرت كند، حقير مي گردد. هر كس به مكان هاي بدنام رود، متهم مي شود.

پسرم! از بدگويي مردم بپرهيز تا از تو بد نگويند، در كارهايي كه به تو مربوط نيست، وارد نشو و گرنه تحقير مي شوي.

پسرم! حق را بگو ولو عليه تو باشد.

فرزندم! هميشه قرآن (كتاب خدا) را بخوان و اسلام را اشاعه بده و امر به معروف و نهي از منكر كن. هر كس از تو بريد، تو با او پيوند كن. هر كس با تو حرف نزد، تو با او حرف بزن. هر كس از تو چيزي خواست، به او بده و از سخن چيني بپرهيز، زيرا نمامي دشمني مي آورد و عيب هاي مردم را بازگو نكن، زيرا مرد عيب جو، هدف مردم خواهد شد.

فرزندم! اگر مي خواهي دنبال مردم كريم و بخشنده بروي، به سوي كساني برو كه معدن كرم هستند و معادن كرم هم داراي ريشه ها و رگه هائي هستند. هر رگه ي آن شاخه هاي زيادي دارد و هر شاخه، ميوه هائي دارد. هر ميوه، خوش خوراك نمي شود مگر آن كه در شاخه ي درخت برسد و هيچ شاخه ي بدون اصل نمي شود و هيچ اصلي ثابت نيست مگر آن كه در معدن



[ صفحه 92]



خود فرو رفته باشد.

فرزندم! اگر خواستي به ديدن مردم بروي، به ديدن مردم نيكوكار برو و از گناهكاران و فجار ديدن نكن، زيرا آنها سنگهاي سختي هستند كه هيچ وقت از آن چشمه هاي گوارائي بيرون نمي آيد آنها درختهائي هستند كه برگهاي آنها سبز نمي گردد.



[ صفحه 93]




السفرجل


قال فيه الإمام الصادق «ع»: السفرجل يحسن ماء الوجه، ويجم الفؤاد [1] .

وقال: من أكل سفرجلة علي الريق طاب ماؤه وحسن ولده [2] .

وقال «ع»: أكل السفرجل قوة للقلب وذكاء للفؤاد [3] .

هكذا وصفه الإمام «ع» وهو لعمري لا يعدو أقوال الاطباء بعد التحقيق العلمي والعملي، قال الاطباء: السفرجل يحسن الوجه، وهو مفرح ومقو للقلب والدماغ والمعدة، ومسرر للروح الحيواني والنفساني، ومنعش لكثير من الاعضاء علي عملها كالكلية والمثانة لذلك يدر البول ويلين المعدة ويخفف من آلامها.

أقول: ويحتوي كل 100غرام منه علي (10 فيتامين ـ أ ـ) و (8 فيتامين ـ ب1 ـ) و (21 فيتامين ـ ب2 ـ) و (48 فيتامين ـ سي ـ) مضافاً إلي مافيه من مقدار كثير من الاملاح المعدنية كالحديد والمنغنيز، وقليل من الكلور والكالسيوم.



[ صفحه 66]




پاورقي

[1] الوسائل 301.

[2] الوسائل 301.

[3] الوسائل 301.


خبر الواحد


اتفق الفقهاء علي أن خبر الثقة الواحد يؤخذ به في الأحكام فاذا روي عن



[ صفحه 40]



المعصوم أن هذا حلال، و ذاك حرام، كان حجة معتبرة، و اتفقوا أيضا علي أن الحق لا يثبت وحده في باب التقاضي و التخاصم. و اختلفوا: هل تثبت الموضوعات الخارجية بقوله في غير باب التخاصم أو لا، فلو قال: هذا نجس و لم يخاصمه أحد في ذلك هل يكون حجة؟

ذهب أكثر العلماء الي عدم الاعتماد علي الخبر الواحد في الموضوعات، حتي مع عدم التخاصم.

و قال الشيخ الهمداني في المصباح: الاقوي الاعتماد عليه، و الأخذ به مستدلا ببناء العقلاء، و بأنه ثبت شرعا الاعتماد علي أذان الثقة في دخول الوقت.

و الحق أن خبر الواحد ليس بشي ء في الموضوعات الا اذا كان سببا للاطمئنان و ركون النفس، و عليه يكون المعول علي الاطمئنان.


معني الزكاة


معني الزكاة في اللغة النمو، و منه قول العرب زكا الزرع: أي نما و طاب، و منه أيضا قوله تعالي: (أقتلت نفسا زكية بغير نفس). [1] .

و في الشرع اسم للصدقة الواجبة من المال، لأن فاعلها، يزكو بفعلها عند الله سبحانه، و يصير من الطاهرين المطهرين، و تومي ء الي هذا المعني الآية الكريمة: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها). [2] .


پاورقي

[1] الكهف: 75.

[2] التوبة: 104.


وصيته و صدقته


المشهور بين الفقهاء ان الصبي المميز اذا بلغ عشرا جازت وصيته و صدقته في وجوه المعروف، و فيه روايات كثيرة و صحيحة عن أهل البيت عليهم السلام، منها قول الامام الصادق عليه السلام: اذا بلغ الغلام عشر سنين جازت وصيته... اذا أتي علي الغلام عشر سنين فانه يجوز له فيما اعتق، أو تصدق، أو أوصي علي المعروف.

قال صاحب الجواهر:«هذا هو المشهور نقلا و تحصيلا، بل نسبه بعضهم الي الفقهاء مشعرا بدعوي الاجماع».

و ألحق بعض الفقهاء وقف الصبي بوصيته في وجه البر استنادا الي رواية تقول: ان الامام الصادق عليه السلام سئل عن صدقة الغلام؟ فقال: نعم اذا وضعها في موضع الصدقة.

و المشهور بين الفقهاء عدم جواز الوقف منه، لأن الصدقة شي ء، و الوقف شي ء آخر، و لذا خصص لكل منهما باب مستقل في الفقه.


كراهية الضمان و الكفالة


يكره التعرض و التصدي للضمان و الكفالة، قال الامام الصادق عليه السلام: مالك و للكفالات.. أما علمت أنها أهلكت القرون الأولي!..

و قال: اياكم و الحقوق و اصبروا علي النوائب.

و قال: مكتوب في التوراة الكفالة ندامة غرامة.

و ليس من شك أن قوله هذا من باب الارشاد و النصيحة، لا من باب تأسيس حكم في الشريعة، فهو أشبه بقول من قال: «اياك و حروف الشوك» أي الشركة و الوكالة و الكفالة. فان النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الأئمة قد يتكلمون بوصفهم من أفراد الناس، كما يتكلمون بصفتهم الشرعية و بيان أحكام الشريعة.


وطي الزوجة في الحيض


انظر الجزء الأول من هذا الكتاب، فصل «الحيض و الاستحاضة و النفاس - فقرة: ما يحرم علي الحائض».



[ صفحه 37]




معناها و شرعيتها


معني الرجعة أن يرد المطلق المرأة اليه، و يستبقيها في عصمته، و الأصل فيها الكتاب و السنة و الاجماع، قال تعالي: (و بعولتهن أحق بردهن) [1] و قال: (فاذا بلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف). [2] أي اذا أشرفن علي انتهاء أجل عدتهن فراجعوهن بقصد المعاشرة بالمعروف، لا بقصد الاضرار.

و قال الامام الصادق عليه السلام: المطلقة تكتحل و تختضب و تلبس ما شاءت من الثياب، لأن الله عزوجل يقول: لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، لعلها تقع في نفسه، فيراجعها.

و بكلمة: ان ثبوت الرجعة و جوازها من ضرورات دين الاسلام.


پاورقي

[1] البقرة: 228.

[2] الطلاق: 2.


وصية الامام الصادق لابنه الكاظم


دخل عليه بعض شيعته و موسي ولده بين يديه و هو يوصيه، فكان مما أوصاه به أن قال:

يا بني اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا، و تمت حميدا، يا بني ان من قنع استغني، و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، و من استصغر



[ صفحه 93]



زلة نفسه استكبر زلة غيره، يا بني من كشف حجاب غيره انكشف عورته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم، يا بني قل الحق لك أو عليك، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن اصولا، و للاصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب، يا بني اذا زرت فزر الأخيار، و لا تزر الأشرار، فانهم صخرة صماء لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها [1] .


پاورقي

[1] نور الأبصار للشبلنجي: 163، و حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم: 3 / 135.


حياة الصادق


شيخ موسي سبيتي عاملي، نجف، مطبعة الحيدريه، 1356 ق، رقعي، 120 ص.


اژدهاي رعب انگيز


«محمد بن عبدالله اسكندري» نقل كرد كه: «من از جمله نديمان منصور دوانيقي و محرم اسرار او بودم. روزي نزد او رفتم و او را بسيار مغموم و اندوهناك ديدم در حالي كه آه مي كشيد.

گفتم: «ايها الامير! سبب اندوه شما چيست؟»

گفت: «بسياري از اولاد فاطمه را هلاك كردم ولي رهبر بزرگ ايشان هنوز مانده است و نمي دانم با او چه كنم؟»

گفتم: «او كيست؟»

گفت: «جعفر بن محمد»

گفتم: «اي امير! او مردي است كه بسياري عبادت، او را كاهيده و اشتغال به قرب و محبت خدا او را از طلب دنيا و رياست غافل كرده است.»

گفت: «مي دانم كه تو اعتقاد به امامت او داري ولي من امروز سوگند ياد كرده ام كه پيش از رسيدن شب او را خلاص كنم.» آنگاه جلاد را طلبيد و گفت:

«همين كه جعفر بن محمد وارد مجلس شد و من كلاه خود



[ صفحه 104]



را از سر برداشتم، بي درنگ گردن او را بزن و اين علامتي است ميان من و تو.» سپس پيك خود را به دنبال حضرت فرستاد.»

راوي داستان گويد: «همين كه جعفر بن محمد داخل قصر شد، ديدم كه قصر به حركت درآمد مانند پر كاهي كه در ميان درياي امواج باشد و منصور را ديدم كه برجست و با سر و پاي برهنه به استقبال حضرت دويد و بندهاي بدنش مي لرزيد و دندان هايش بر هم مي خورد و مدام رنگ صورت او سرخ و زرد مي شد. پس آن حضرت را بسيار احترام و اكرام كرد و دست او را گرفت و بر روي تخت خود نشانيد و دو زانو در خدمت جعفر بن محمد نشست مانند بنده اي كه در خدمت آقاي خود بنشيند و با صداي لرزان گفت: «يابن رسول الله! به چه سبب در اين وقت تشريف آورده ايد؟»

حضرت فرمود: «براي اجابت دعوت تو!»

گفت: «من شما را نطلبيدم و گويا پيك اشتباه كرده است، اكنون اگر حاجتي داريد در خدمت شما هستم.»

حضرت فرمود: «حاجتم آن است كه مرا بدون ضرورت طلب ننمايي.»

گفت: «چشم و معذرت مي خواهم.»

آنگاه حضرت برخاست و از قصر خارج شد.»

پس منصور كه همچون بيماران شده بود لحاف طلبيد و تا نيمه شب خوابيد و چون به حال عادي برگشت گفت: «هنگامي كه جعفر بن محمد داخل قصر شد ديدم اژدهاي عظيم



[ صفحه 105]



و رعب انگيزي پيدا شد و دهان خود را گشود و كام بالاي خود را بر بالاي قصر و كام پايين خود را در زير قصر گذاشت و دم خود را به دور قصر من گردانيد و به زبان عربي فصيح گفت:

«اگر نسبت به امام، اراده ي كوچكترين بدي نمايي تو و قصرت را يكجا فرو مي برم.» و به همين خاطر بود كه عقل من پريشان شد و تمام وجودم به لرزه درآمد.»

راوي گويد:

«من گفتم: «اينها از او عجيب نيست زيرا كه نزد او اسمها و دعاهايي هست كه اگر بر شب بخواند، روز مي شود و اگر بر روز بخواند شب مي شود و اگر بر موج دريا بخواند ساكن مي گردد.» [1] .



[ صفحه 106]




پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 47، ص 202.


نعمة الحواس و العقل


فكر يا مفضل فيمن عدم البصر من الناس، و ما يناله من الخلل في أموره، فإنه لا يعرف موضع قدميه، و لا يبصر ما بين يديه، فلا يفرق بين الألوان، و بين المنظر الحسن و القبيح، و لا يري حفرة إن هجم عليها و لا عدوا إن أهوي إليه بسيف، و لا يكون له سبيل إلي أن يعمل شيئا من هذه الصناعات مثل الكتابة و التجارة و الصياغة، حتي أنه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر الملقي.

و كذلك من عدم السمع، يختل في أمور كثيرة، فإنه يفقد روح المخاطبة و المحاورة، و يعدم لذة الأصوات و اللحون المشجية و المطربة، و تعظم المؤونة علي الناس في محاورته، حتي يتبرموا به، و لا يسمع شيئا من أخبار الناس و أحاديثهم، حتي يكون كالغائب و هو شاهد، أو كالميت و هو حي.

فأما من عدم العقل، فإنه يلحق بمنزلة البهائم، بل يجهل كثيرا مما تهتدي إليه البهائم. أفلا تري كيف صارت الجوارح و العقل، و سائر الخلال [1] التي بها صلاح الإنسان، و التي لو فقد منها شيئا لعظم ما يناله في ذلك من الخلل، يوافي [2] خلقه علي التمام حتي لا يفقد شيئا منها، فلم كان كذلك؟ إلا أنه خلق بعلم و تقدير.



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] الخلال: جمع خلة و هي الخصلة.

[2] يوافي: خبر صارت الجوارح و العقل.


الصراط صراطان


معاني الأخبار 32، ب 22، ح 1: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبوجعفر أحمد بن عيسي بن أبي مريم العجلي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري،...

عن المفضل بن عمر، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن الصراط؟ فقال:



[ صفحه 30]



هو الطريق الي معرفة الله عزوجل، و هما صراطان:

صراط في الدنيا و صراط في الآخرة، و أما الصراط الذي في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا و اقتدي بهداه مر علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، و من لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردي في نار جهنم.


الميت اذا برد


[التهذيب 1 / 429، ح 1366، ب 23، ح 11: الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن حريز،...]

عن اسماعيل بن جابر قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام حين مات ابنه اسماعيل الأكبر فجعل يقبله و هو ميت. فقلت: جعلت فداك أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت؟ و من مسه فعليه الغسل؟ فقال:

أما بحرارته فلا بأس، انما ذلك اذا برد.


من آداب الركوب


أمان الأخطار 109، ب 7:..

في رواية صفوان بن مهران الجمال أن الصادق عليه السلام لما ركب الجمل قال:



[ صفحه 27]



بسم الله و لا حول و لا قوة الا بالله، سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين، و انا الي ربنا لمنقلبون.


الموقف السلبي من الحكم جزء من خطة رسالية


و بعد هذا نتساءل..

هل أن سلبية الامام في التعاون مع الحكم و أجهزته، كانت سلوكا شخصيا يتحدد في ممارسته الخاصة فحسب؟.. أم انها كانت اتجاها مبدئيا عاما.. و نهجا سياسيا عمليا علي مستوي الرسالة، في مواجهة سياسة الحكم الظالم و ممارساته الغير المشروعة..؟

و الواقع الذي تكشف عنه بعض الملاحظات التي كان يبديها الامام، تنديدا علي بعض المتملقين للحكم، و العاملين في أجهزته، و تعليماته الصارمة في التجنب عن ممارسة أي عمل للحكم.. هو أن سلبية الامام كانت موقفا جبهويا شاملا علي مستوي الأمة، و ليست موقفا شخصيا يتحدد في اطار السلوك الشخصي الضيق.. فقد مارس الامام دوره في هذا المجال، بحكم مسؤوليته الرسالية في توجيه الأمة نحو المنطلق النضالي السليم، الذي يجب أن تتحرك منه، نحو بناء مجتمعها العادل، الذي يمليه عطاء الرسالة و مضمونها، و رفض كل ما يصطدم



[ صفحه 198]



بذلك العطاء و المضمون.. الذي يمثل البغي و الاضطهاد و الظلم.

و لم يكن الامام ليملك القوة علي مواجهة الحكم بالرفض الريح لتكوينه، و دعوة الأمة للقيام بعمل انقلابي ثائر، من أجل تصحيح الانحرافات، و اقامة دولة العدل الاجتماعي، بل الذي كان في متناول القدرة لدي الامام أن يوضح للأمة مضمون رسالتها، و ما تمليه الضرورة المرحلية في مواجهة خطر التحريف في تطبيق الحكم الاسلامي من قبل الحاكمين.. من العمل الرسالي الحكيم، الذي يفتت أسس الحكم الظالم، و يضعف من تماسك بنائه..

و كان طرح الامام العملي في المواجهة مرحليا.. هو رفض العمل للحكم، و السلبية في التعاون معه، كمنطق مبدئي.. يعقبه بعد ذلك مواجهة صريحة ثائرة، عندما يكون الحكم قد فقد عنصره القوة في المنطلقات العامة، بفعل السلبية العملية التي مارستها الأمة ازاء العمل له و التعاون معه..

و قد بدأ الامام بنفسه عندما أعلن اعتزاله لكل عمل يتصل بمسؤوليات الحكم، و رفض جميع محاولات المنصور في التقرب اليه و الانتماء لأجهزته.. جاعلا من سلوكه هذا منطلقا سليما لدعوة الأمة الي رسالتها - و مبدءا للتشهير بالحكم و العمل علي ازالته، فقد سأله بعضهم عن البناء لهم و كراية النهر فأجاب:

«ما أحب أن أعقد لهم عقدة.. أو و كيت لهم وكاء.. و أن



[ صفحه 199]



لي ما بين لابتيها، لا و لا مدة بقلم، ان أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتي يحكم الله بين العباد..» [1] .

و يخاطب بعض أصحابه فيقول: «اتقوا الله و صونوا دينكم بالورع، و قووه بالتقية و الاستغناء بالله عزوجل، انه من خضع لصاحب سلطان و لمن يخالفه علي دينه، طلبا لما في يديه من دنياه، أخمله الله عزوجل و مقته عليه و وكله اليه، فان هو غلب علي شي ء من دنياه فصار اليه منه شي ء، نزع الله عزوجل اسمه البركة منه، و لم يأجره علي شي ء ينفقه في حج و لا عتق و لا بر..» [2] .

و لم تكن صلابة الامام في منعه العمل للسلطان و الانتماء لأجهزته.. الا سياسة عملية تؤدي في مضمونها الي اضعاف الروابط العملية بين السلطان و الرعية، و بناء حاجز نفسي بينهما يؤدي في النهاية الي انهيار الحكم و تبعثر نظامه.. و لذا نري الامام في حديثه هنا يركز علي الجانب الايماني في علاقة الانسان المؤمن بالسلطان.. و الجانب الحياتي في الدنيا، و الجانب المصيري فيما بعد الموت، و جعل سلامة الجوانب الثلاث، تتوقف علي رفض الايجابية في تلك العلاقة، و التمنع عن مزاولة أي عمل



[ صفحه 200]



مهما كانت معطياته، يستفيد منه السلطان في اقامة دولته، و تركيز بناء حكمه..

و عندما يشعر الانسان المؤمن، بأن ايمانه في خطر، و أن حياته في الدنيا و الآخرة ربما تتعرض لسخط الله و نقمته.. فانة يبتعد ما أمكنه عن ممارسة أي عمل يستوجب ذلك و يؤول اليه..

و يعلق الامام في بعض اجاباته، سلامة الدين علي الابتعاد عن العمل للسلطان و التقرب اليه فقد سأل الامام أحد أصحابه فقال له: «أما تغشي سلطان هؤلاء؟..

فقال: لا..

قال: و لم.؟

قال: فرارا بديني..

قال: فعزمت علي ذلك؟..

قال: نعم..

فقال له الامام: الآن سلم لك دينك..» [3] .

و يحاول البعض أن يجد لنفسه مخرجا لدي الامام، في تولي أعمال السلطان، بأن يأخذ علي نفسه العدل و الانصاف في عمله، و الابتعاد عن الجور و الظلم، بعد أن كان قد طلب من



[ صفحه 201]



الامام وساطته مع داوود بن علي ليدخله في بعض الولايات و الأعمال، فقال له الامام: «لا أفعل..

يقول فأتيته فقلت له: جعلت فداك اني فكرت في ابائك علي، فظننت أنك انما منعتني و كرهت ذلك مخافة أن أجور أو أظلم، و ان كل امرأة لي طالق، و كل مملوك حر علي، و علي ان ظلمت أحدا أو جرت عليه و لم أعدل..

قال: كيف قلت؟..

قال: فأعدت عليه الايمان.. فرفع رأسه الي السماء فقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك..» [4] .

ورد الامام هنا يعتمد في مضمونه علي حقيقة واضحة: و هي أن العمل للسلطان الظالم بذاته ظلم و تعد.. لأن فيه تقوية له و ضمانة لاستقراره و استمراره، فقضية الظلم اذن تنطلق من ذاتية العمل لا من معطياته و فعلياته.. و يسأله آخر:

«اني وليت عملا فهل لي من ذلك مخرج؟..

فقال: ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه..

فقلت: فما تري؟..

قال: أري أن تتقي الله عزوجل و لا تعده..» [5] .

و يمكننا أن نتفهم المضمون الصريح لسياسة الامام هذه، من



[ صفحه 202]



خلال حديث أوضح فيه الامام هدفه الرسالي من هذه الحرب النفسية، التي يشنها علي الحكم الظالم.. و جاء فيه:

ان أحد كتاب الدولة الأموية دخل عليه و قال له: «جعلت فداك.. اني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا و أغمضت في مطالبه..

فقال أبو عبدالله (ع): لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم و يجبي لهم الضي ء، و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا، ولو تركهم الناس و ما في أيديهم ما وجدوا شيئا الا ما وقع في أيديهم..

فقال الفتي: جعلت فداك فهل مخرج منه؟..

قال: ان قلت لك تفعل؟..

قال: أفعل..

قال: فأخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، و من لم تعرف تصدقت به، و أنا أضمن لك علي الله الجنة..

فأطرق الفتي رأسه طويلا.. ثم قال: قد فعلت جعلت فداك..» [6] .

فليس هدف الامام من هذه الحرب الصامتة، التي،



[ صفحه 203]



التزم بها و ألزم بها أصحابه، وندد علي المخالفين لمضمونها عملا.. الا انهاء تماسك الأجهزة التي يتقوم بها الحكم، و شل حركتها من الداخل، و هو أمضي سلاح يمكن أن تواجه به قوي الظلم المتسلطة، فحين تمتنع الطاقات عن عطائها للحكم و تكف الجماعة يدها عن العمل له و حماية مكاسبه، تتقلص قدرته و يتداعي بناء أجهزته الظالمة، و عندها يمكن أن تستعيد الأمة كرامتها باقامة دولة العدل الاجتماعي، التي هي الهدف الأسمي لرسالتها الانسانية..

و هناك حالات استثنائية كان الامام يشترط فيها علي من أراد العمل للسلطان أن يتصدي لقضاء حوائج اخوانه من المؤمنين و دفع الظلم عنهم.. ولكنه مع ذلك لا يبدو مقتنعا بشرعية العمل لأن فيه تجاوزا علي مصلحة الأمة و رسالتها، باعطاء التحريفية المتمثلة بالحاكمين الظلمة قوة علي الاستمرار و البقاء، فعن مهران ابن محمد بن أبي نصر قال:

سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: «ما من جبار الا و معه مؤمن يدفع الله به عن المؤمنين و هو أقلهم حظا في الآخرة..».

فرغم أن العمل هنا يشتمل في مضمونه علي مصلحة ايمانية ملحة.. ولكنها عندما تصطدم بمصلحة العدالة الاجتماعية ككل.. لا يكون له عندالله أي أثر يكون به امتياز جزائي..

و الذي نستخلصه من مجموع هذه الروايات: أن سياسة



[ صفحه 204]



المقاطعة للحكم، التي اعتمدها الامام في حربه المبدئية معه، كانت ثورة عملية ذات بعد سياسي عميق، ولكن نجاحها يتوقف علي الدعم الذي كان من الممكن أن تمارسه الأمة باستجابتها للعمل علي طبق مخططها الاصلاحي الفريد.. الا أن افتقادها لذلك الدعم، أبطل فاعليتها، و تسبب بتقليصها و فشلها..

و لم يكن الامام بما يملك من حس مرهف، و بعد في النظر، و معرفة بالواقع النفسي العام لمختلف فئات الأمة، بالبعيد عن رؤيا النتائج الواقعية لمثل هذا التحرك، ولكنه أراد أن يقدم للأمة طرحه العملي في مواجهة الظلم، و مقاومة نفوذه، بما يتفق و ظروف المرحلة القائمة يومذاك.. و انسجاما مع مسؤولياته الرسالية في النصح للأمة و تسديدها، عندما يشتبه عليها الحق، و تلتبس أمامها معالم الهدي و الصلاح..

و علي الأمة بعد هذا أن تختار لنفسها المصير الذي تشاء.. فاما الاستجابة و العمل.. و بذلك تنتصر لرسالتها و حقها في الحياة الكريمة.. و اما الرضا بالواقع المعاش.. و بذلك تكون قد فرضت علي نفسها أن تحيا بعيدا عن رسالتها، في أوضاع لا سمة لها سوي الزيف و الانجراف..


پاورقي

[1] الكافي للكليني ج 5 ص 107.

[2] نفس المصدر ج 5 ص 106.

[3] المصدر السابق.

[4] المصدر السابق ج 5 ص 108، 109.

[5] المصدر السابق ج 5 ص 108، 109.

[6] نفس المصدر ج 5 ص 106.


مصلحة الامة الاسلامية و رعاية شؤونها


احتلت الأمة الاسلامية في خط الامام عليه السلام الاصلاحي موقعا هاما بعد مصلحة الاسلام كدين و رسالة.

و تتجلي هذه الأهمية في محاور عدة منها.



[ صفحه 83]



أ- محور الحرص علي المسلمين كأمة.

ب- محور الحرص علي رفع غائلة الظلم الذي يلحق بالمسلمين بسبب التطبيق المنحرف للتشريع الاسلامي.

و للأمام عليه السلام مصاديق عمل كثيرة في هذا المجال علي كلا المستويين.

- قال سعيد بن بيان: مر بنا المفضل بن عمر و أنا و ختن لي نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا الي المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعماية درهم فدفعها الينا من عنده، حتي اذا استوثق كل واحد منا صاحبه، قال المفضل: أما انها ليست من مالي، ولكن أبا عبدالله الصادق أمرني اذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح بينهما و أفديهما من ماله، فهذا مال أبي عبدالله» [1] .

- و عن طاهر بن عيسي، عن جعفر بن أحمد، عن أبي الخير، عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر، عن مفضل بن قيس بن رمانة قال:

«دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فشكوت اليه بعض حالي و سألته الدعاء فقال: يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبوجعفر فجاءت بكيس فقال: هذا كيس فيه أربعمائة دينار، فاستعن به قال: قلت: والله جعلت فداك، ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء لي فقال لي: و لا أدع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم» [2] .

- و عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن حنان بن شعيب قال: تكارينا لأبي عبدالله عليه السلام قوما يعملون في بستان له و كان أجلهم الي العصر فلما فرغوا قال لمعتب: اعطهم أجورهم قبل أن يخف عرقهم» [3] .

- و عن ابن فضال، عن ابن بكير عن بعض أصحابه قال:



[ صفحه 84]



«كان أبو عبدالله ربما أطعمنا الفراني و الأخبصة، ثم يطعم الخبز و الزيت فقيل له: لو دبرت أمرك حتي يعتدل فقال: انما تدبير أمرنا من الله اذا وسع علينا وسعنا و اذا قتر قترنا» [4] .

- و عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد عن أبيه، عن علي بن وهبان، عن عمه هارون بن عيسي قال: قال أبو عبدالله عليه السلام لمحمد ابنه: كم فضل معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون دينارا قال: أخرج و تصدق بها قال: انه لم يبق معي غيرها قال: تصدق بها فان الله عزوجل يخلفها، أما علمت أن لكل شي ء مفتاحا؟ و مفتاح الرزق الصدقة، فتصدق بها، ففعل فما لبث أبو عبدالله الا عشرة حتي جاءه من موضع أربعة آلاف دينار، فقال: «يا بني أعطينا لله أربعين دينارا فأعطانا الله أربعة آلاف دينار» [5] .

- و قال ابن بسطام: «كان جعفر بن محمد يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء». و كان اذا صلي العشاء و ذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم فحمله علي عنقه، ثم ذهب به الي أهل الحاجة من المدينة فقسمه فيهم و لا يعرفونه فلما مات فقدوا ذلك فعرفوه» [6] .

- و قال له رجل من أصحابه جعلت فداك بلغني أنك تفعل في عين زياد - اسم ضيعة - شيئا أحب أن أسمعه منك.

فقال عليه السلام: «نعم، كنت آمر اذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر أن يوضع عشر بنيات يقعد علي كل بنية عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة أخري يلقي لكل منهم مد من الرطب، و كنت آمر لجيران الضيعة كلهم: الشيخ و العجوز و المريض و الصبي و المرأة، و من لا يقدر أن يجي ء فيكال لكل انسان مد فاذا وفيت القوام و الوكلاء أجرتهم، و أحمل الباقي الي المدينة ففرقت في أهل البيوتات و المستحقين علي قدر استحقاقهم، و حصل لي



[ صفحه 85]



بعد ذلك أربعمائة دينار، و كان غلتها أربعة آلاف دينار» [7] .


پاورقي

[1] المناقب ج 2 ص 345 و الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 2 ص 35 و الامام الصادق للمظفري ج 1 ص 259.

[2] رجال الكشي ص 121.

[3] الكافي ج 5 ص 289.

[4] المحاسن ص 400.

[5] الكافي ج 4 ص 9.

[6] راجع حلية الأولياء ج 3 ص 194 و أعيان الشيعة ج 4 ص 31.

[7] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 4 ص 39.


علم الكلام


هو من العلوم التي فرضتها ظروف المجتمع الاسلامي يومذاك. انه نتيجة طبيعية لضعف نشوة الايمان الساذج في نفوس المؤمنين، و ظهور موجات من التساؤل حول كثير من القضايا و الحقائق التي كان يسلم بها المؤمنون من قبل، اما لسلامة فطرتهم، ان لانشغالهم بالفتوح و همومها، و الجهاد و مسؤولياته، عنها.

و لكن الواقع أن العرب المسلمين لم يكادوا يتصلون بأصحاب الاديان الاخري من عرب و عجم، و لم يكادوا يستقرون فيما فتح الله عليهم من الارض، و رزقهم من الطيبات، و هيأ لهم من السلطان، حتي بدأت التناقضات تظهر عندهم، و الاسئلة المتعلقة بالايمان و الذات الالهية و حرية الانسان و الخلود و الوجود و العدم تبعث رغبة عنيفة في أنفسهم، في التعرف علي أجوبتها. و كانت هذه الرغبة بادي ء الامر رغبة حيية خجلة، قلقة الخطي، غامضة المحجة، ثم اشتد عودها و ظهرت ضرورتها، فأقبل المفكرون من المسلمين يعيدون النظر في كل ما كان عندهم من المسلمات و البدهيات الاعتقادية، يستعينون تارة بمنطق اليونانيين، و تارة أخري بفلسفة الافلاطوينة الحديثة التي كان لها تأثير كبير في توجية التفكير الاسلامي.

لقد وجد يومئذ من ينكر وجود الله مستعينا علي اثبات وجهة نظره بالمنطق اليوناني و التراث الافلاطوني الحديث أيضا، و وجد يومئذ من يحمل



[ صفحه 180]



الانسان مسؤولية عمله، او من يرفع عنه كل مسؤولية و يبرؤه من كل اثم. و قد استعان كل منهما بالمنطق اليوناني او بالتراث اللاهوتي الذي عرفته مدارس الاسكندرية و الرها و قنسرين او غيرها من مدارس الشرق الاوسط.

و أصبح الاسلام في حاجة ماسة الي من يدفع عنه شبهات الزنادقة، و الدهرية، و خصومه من سدنة الاديان الاخري. أصبح الاسلام في حاجة الي من يكشف عن روعة التوحيد فيه، و معني المسؤولية الاخلاقية عنده، و معني الحشر و الحساب و العقاب و الجنة و النار الخ. فظهرت التيارات المختلفة و ارتسمت في آفاق الفكر الاسلام، المذاهب المتباينة في وسائلها، و المتفقة في اهدافها و مقاصدها. فسميت مجموعة هذه الاجتهادات، و الدفوعات المبنية علي المنطق المنظم و الاستدلال العقلي (بعلم الكلام.)

و طبيعي أننا سنكتفي فيما يلي بعرض خلاصة قصيرة جدا لمشاركة الامام الصادق ابي عبدالله رحمه الله في تحقيق قضايا هذا العلم و تمحيص مشكلاته.

روي عنه أنه قد املي علي المفضل ابن ابي العوجاء رسالة في الوجود و التوحيد، و هي رسالة ضافية لا سبيل الي نقل نصوصها كاملة كما وردت لطولها. و ذلك نكتفي بذكر اهم ما ورد منها:

بدأ الصادق رسالته هذه بالتحدث عن عقلانية معني وجود الله، و ان نظام الطبيعة الخارق في دقته، و الرائع في تسلسل حلقاته، و المماسك في أجزائه، يفرض علينا ان نرفض فكرة المصادفة في تجمع هذه الكائنات، و فكرة خلود المادة، تلك التي يقول بها الدهرية و الملحدون.

هذا فيما يتعلق بالحلقة الاولي من الرسالة. أما في الحلقة الثانية فقد



[ صفحه 181]



تحدث رحمه الله عن الحيوان و أنواعه، و الحكمة في خلقه مفصلا موضحا مفندا اقوال الخصوم، ثم ربط تفصيله لخصائص الكائنات الحية، انواعها، و طبقاتها، بفكرة الله و وجود الخالق و المخلوق.

و في اليوم الثالث بدأ يملي حلقته الثالثة؛ فتحدث مطولا عن نظام الكواكب العجيب، و عقلانية تنظيم الاجواء، و علاقة الانسان بهذه و تلك رابطا هذا كله ايضا بفكرة الوجود الالهي و وحدانيته.

و في اليوم الرابع تحدث عن الاوبئة و الامراض و الآفات المختلفة التي تصيب الانسان و الحيوان و النبات و عقلانية علاقتها بخالق الوجود و وحدانيته أيضا. كما نسبت الي الامام الصادق رسالة «الاهليلجة» التي انكر صاحب الفهرست، ابن النديم، نسبتها اليه، و قرر استحالة هذه النسبة. و لكن الجمهور من اتباع الامام يؤكدون صحة نسبتها رغم خلوها من الاسانيد التاريخية الي تسندها. و تأكيدهم هذا راجع الي ما في الرسالة من اشارات تدل دلالة واضحة علي ضرورة صدورها عن الامام.

و مهما يكن الامر فان الامام الصادق كان أحد رواد علم الكلام ما في ذلك ريب، و أول ما كان يسعي اليه هؤلاء الرواد و علي رأسهم الامام نفسه، هو اثبات وجود الله و وحدانيته و علاقة صفاته به.

و رسالة الاهليلجة محاولة تشبه الرسالة السابقة التي أملاها الامام الصادق علي المفضل ابن ابي العوجاء و خلاصتها: الزام أحد الاطباء المنكرين لوجود الله، خلاف ما يذهب اليه، و ذلك عن طريق تبني مقدماته الخاصة



[ صفحه 182]



بنظرياته الطبية، و الاستشهاد بحقائقة الطبية المسلمة، ثم الخروج منها كلها الي اثبات الوجود الالهي و وحدانيته و تنزيهه عن التجسيم.

و خلاصة رأي الامام في هذه القضايا الكلامية هي ما يلي:

1- أن الله موجود، واحد، خالد أبدي، خلق الخلق من العدم، بارادته كانوا، و بارادته يزولون.

2- أن الله لا يوصف بصفات مادية، فليس كمثله شي ء. قال الامام خلال بعض ردوده فيما رواه الكافي في باب «النهي عن الجسم و الصورة»: «لا جسم و لا صورة، و هو مجسم الاجسام، و مصور الصور، لم يتجزأ و لم يتناه، و لم يتزايد و لم يتناقص. لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق و لا بين المنشي ء و المنشأ، لكن هو المنشي ء، فرق بين جسمه و صوره و أنشأه، اذ لا يشبهه شي ء و لا يشبه هو شيئا. 2

3- أن الله قديم غير حادث. و قد فند الامام حجج القائلين بالحدوث مؤولا الآيات القرآنية المتشابهة التي قد يفهم منها، غير الراسخين في العلم، شيئا يدل علي الحدوث من مثل قول الله تعالي: «ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا أدني من ذلك و لا أكثر الا هو معهم أينما كانوا» الاية. فقال الصادق مؤولا هذا النص القرآني الحكيم كما ورد في باب الحركة و الانتقال من كتاب «التوحيد»:

«هو واحد، واحدي الذات؛ بائن من خلقه، و بذلك وصف نفسه. و هو بكل شي ء محيط بالاشراف و الاحاطة و القدرة. لا يغرب عنه ذرة في السموات و لا في الارض، و لا أصغر و لا أكبر، بالاحاطة و العلم لا



[ صفحه 183]



بالذات، لان الاماكن عنده محدودة تحويها حدود اربعة، فاذا كان بالذات لزمتها الحواية.»

4 - أن الله ذات لا تدركها الابصار في الدنيا و آخرة، في حياة و موت، يستوي في ذلك،كل الناس، و كل المخلوقات علي اختلاف درجاتهم و تباين أعمالهم و حظوظهم من رضي الله و رضوانه.

و قد اجاب الامام علي سؤال معاوية بن وهب حول: هل رأي رسول الله ربه؟ و علي اي صورة رآه؟ و ما جاء في السنة من ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيمة في الجنة؟ فكانت خلاصة جوابه: ان رؤية النبي عليه السلام هي رؤية بالقلب لا بالبصر و كذلك شأن المؤمنين حين يكونون ففي الجنة فيرون ربهم.

أما القضايا الكلامية الاخري، التي امتلأت بها كتب علماء الكلام، من مثل فكرة العدل و قدم القرآن و حدوثه و مسؤلية الانسان عن اعماله مما دبجت له آلاف الصفحات في مئات الكتب فلم يشارك فيها الامام مشاركة مباشرة فعالة واسعة المدي في حدود تصديه لقضية «الكلام» الاساسية التي هي وجودالله و وحدانيته و تنزيهه عزوجل.


معني فرمايش خدا: «كرسي خدا آسمانها و زمين را در بر دارد» چيست؟


فضيل گويد: از امام صادق - عليه السلام - راجع به معني فرمايش خدا پرسيدم: (وسع كرسيه السماوات والأرض) [1] «كرسي خدا آسمانها و زمين را در بر دارد» چيست؟

فرمود: اي فضيل؛ همه چيز در كرسي است، آسمانها و زمين؛ و هر چيز در



[ صفحه 48]



كرسي است. [2] .

از امام صادق - عليه السلام - درباره ي معني كرسي در فرمايش خدا: «كرسي خدا آسمانها و زمين را در بر گرفته» سؤال شد.

حضرت فرمود: يعني علم او. [3] .


پاورقي

[1] سوره ي بقره آيه ي 255.

[2] اصول كافي: ج 1 ص 179 ح 3.

[3] العقائد و التوحيد: 239، بحارالأنوار: ج 55 ص 9 ح 6.


دفعه سوم


بار سوم خليفه از امام دعوت كرد به ربذه (بين مكه و مدينه همانجا كه عثمان ابوذر غفاري را شهيد كرد) برود و اين دفعه مخزم كندي با او بود و باز منصور سوگند ياد كرد كه او را خواهم كشت ابراهيم مي گويد امام خودداري



[ صفحه 286]



كرد از رفتن و خليفه آمد به مسجد ابوذر و آن حضرت را خواست شروع به شماتت كرد و حضرت صادق عليه السلام خود را تبرئه فرمود و باز شمشير كشيد به عزم قتل امام و پس از لحظه ي منصرف شد و با احترام تمام او را به منزل برگردانيد چون از حضرت سئوال كردند فرمود اين دعا را خواندم:

اللهم انت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة تا آخر دعا. و چون به درب مسجد رسيدم اين دعا را خواندم يا اله جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و آله ابراهيم و اسحق و محمد (ص) تول في هذه الغدة عافيتي و لا تسلط علي احدا من خلقك بشي ء لا طاقة به


حديث 044


1 شنبه

لا تكونوا علماء جبارين.

دانشمندان متكبر و گردن فراز نباشيد.

كافي، ج 1، ص 36


مقبره سعد بن ابيوقاص


او فرزند «ابيوقّاص مالك بن اهيب» بود كه از قريشيان زهري به شمار مي آمد. سعد، مُكنّي به ابواسحاق و از امراء عرب، صحابه پيامبر، فاتح عراق، مدائن، قادسيّه عصر ساساني بود و به فارس الإسلام شهرت داشت.



[ صفحه 511]



او احاديثي را از پيامبر حديث كرد و از او نيز روايت ها كرده اند.

در شوراي انتخاب خليفه، از طرف عمر بن خطّاب برگزيده شد و مدّت ها والي كوفه بود. وي در خلافت علي بن ابي طالب انزوا پيشه كرد و در خانه اش در «وادي عقيق» بماند؛ تا اين كه در 83 يا 74 سالگي به سال 51 / 58 هـ. ق. درگذشت. جنازه اش را از خانه تا بقيع تشييع كردند و مروان بن حكم بر او نماز گزارد و در كنار عثمان بن مظعون و اسعد و خنيس به خاك سپرده شد.

مقبره او در بيست متري شرق مقبره مالك بن انس كه قبر او نيز در پنجاه متري شرق باب بقيع در جهت شمال شرقي مقبره عقيل است، قرار دارد.


وفاؤه بضمان الجنة و اخباره بالغائب


محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن أبي بصير قال: كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالا، فأعد قيانا فكان يجمع الجميع اليه و يشرب المسكر و يؤذيني، فشكوته الي نفسه غير مرة فلم ينته، فلما أن ألححت عليه قال لي: يا هذا أنا رجل مبتلي و أنت رجل معافي، فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك، فوقع ذلك له في قلبي، فلما صرت الي أبي عبدالله عليه السلام ذكرت له حاله فقال لي:



[ صفحه 69]



اذا رجعت الي الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد عليه السلام: دع ما أنت عليه و أضمن لك علي الله الجنة.

فلما رجعت الي الكوفة أتاني فيمن أتي، فاحتبسته عندي حتي خلا منزلي، ثم قلت له: يا هذا اني ذكرتك لأبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال لي: اذا رجعت الي الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد عليه السلام: دع ما أنت عليه و أضمن لك علي الله الجنة، قال: فبكي ثم قال لي: آلله لقد قال لك أبو عبدالله عليه السلام هذا؟ قال: فحلفت له أنه قد قال لي ما قلت. فقال لي: حسبك و مضي، فلما كان بعد ثلاثة أيام بعث الي فدعاني و اذا هو خلف داره عريان، فقال لي: يا أبابصير لا و الله ما بقي لي شي ء الا و قد أخرجته و أنا كما تري، قال فمضيت الي اخواننا فجمعت له ما كسوته به، ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتي بعث الي اني عليل فائتني، فجعلت أختلف اليه و أعالجه، حتي نزل به الموت فكنت عنده جالسا و هو يجود بنفسه، فغشي عليه غشية ثم أفاق، فقال لي: يا أبابصير قد وفي صاحبك لنا، ثم قبض - رحمة الله عليه -. فلما حججت أتيت أبا عبدالله عليه السلام فاستأذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت و احدي رجلي في الصحن و الأخري في دهليز داره: يا أبابصير! قد وفينا لصاحبك [1] .


پاورقي

[1] الكافي: ج 1 ص 474 ح 5.


عذاب زن خيانتكار


حضرت امام صادق عليه السلام از رسول اكرم صلي الله عليه و آله روايت كرده است كه فرمود: از ازدواج با احمق بپرهيزيد زيرا هم نشيني با احمق مايه اندوه و بلا و فرزندش نيز مهمل و بدبخت است.

صبيح بن اشعث بزاز كوفي روايت مي كند كه روزي پيش مفضل بودم. نامه اي از امام جعفر صادق عليه السلام براي او آمد.

چون نامه را خواند، برخاست و به اتفاق هم به خدمت آن حضرت رفتيم، و بعد از اجازه به مجلس شريف ايشان داخل شديم. ديديم كه آن حضرت بر كرسي نشسته و زني پيش او ايستاده است.

پس حضرت فرمود: اي مفضل اين زن را به بيرون شهر ببر و ساعتي صبر كن تا ببيني كار او چه مي شود و زود به نزد من مراجعت كن. مفضل گويد: كه من به فرموده آن حضرت عمل نموده و آن زن را به بيرون شهر بردم. چون به ميان بيابان رسيدم، ندايي شنيدم كه حذر كن اي مفضل. پس من به كنار آمدم، ديدم كه ابري سياه پيدا شد و سنگ بر آن زن مي باريد تا آن كه هلاك شد. من از مشاهده اين ماجرا ترسيدم و با عجله فراوان به خدمت امام جعفر عليه السلام مراجعت نمودم. پس آن حضرت



[ صفحه 112]



از من زودتر فرمود: اي مفضل، آن زن، زن فضال بن عامر بود. من او را به فارس فرستاده بودم تا در آن جا به اصحاب ما درس فقه آموزش دهد.

شوهرش هنگام رفتن به او گفت: مولاي من جعفر عليه السلام شاهد تو است، به من خيانت نكن. زن گفت: آري اگر به تو خيانت كنم در نفس خود، حقتعالي از آسمان بر من عذابي ببارد. پس در شبي از شبها به شوهرش خيانت كرد و حقتعالي عذابي كه خودش گفته بود بر او نازل ساخت.

اي مفضل چون زن پرده عصمت خود بدرد، حجاب خداي را دريده است و عقوبت و عذاب به عارفان زودتر مي رسد از جمعي كه عارف و مطلع نباشند.



[ صفحه 113]




كتابه إلي سنان في الجنابة في شهر رمضان


أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن ابن سِنان قال: كتب أبي إلي أبي عبد الله عليه السلام - وكان يقضي شهر رمضان - وقال: إنّي أصبَحتُ بِالغُسلِ وَأصابَتني جَنابَةٌ فَلَم أغتَسِل حَتّي طَلَعَ الفَجرُ؟

فأجابَهُ عليه السلام: لا تَصُم هذا اليَومَ وَصُم غَداً. [1] .



[ صفحه 43]




پاورقي

[1] الكافي: ج 4 ص105 ح4، وسائل الشيعة: ج 10 ص 67 ح 12844.


درس هاي اين وصيت


1. تأكيد بر رعايت تقوا و پرهيزكاري در سفر و حضر. روايت شده: مردي به محضر حضرت اميرالمؤمنين عليه السلام شرفياب شد و عرض كرد: شما هميشه سفارش به تقوا مي كنيد؛ خصوصا در خطبه هاي نمازجمعه؛ تقوا چيست؟ حضرت فرمود: همانا تقوا اطاعت از خدا و دوري از گناه و معصيت است.

2. امام عليه السلام از كثرت مزاح و شوخي نهي مي فرمايد، زيرا هيبت و وقار مؤمن را از بين مي برد و از آبرويش نزد مردم مي كاهد؛ همچنان كه در جامعه ي كنوني نيز افرادي كه زياد شوخي مي كنند، چندان وجهه اي در ميان مردم ندارند. افرادي كه با سخنان بيهوده مردم را سرگرم مي كنند، هم آبروي خود را مي برند و هم توجه انسان را از واقعيت ها دور مي كنند. به اين حديث شريف توجه نماييد:



[ صفحه 76]



حضرت علي عليه السلام فرمود: كسي كه تو را به مطالب باطل خشنود سازد و با سخنان غير واقعي سرگرم نمايد، (حقايق را از تو پنهان داشته و) در حقت خيانت كرده است [1] .

3. دعا نمودن، آن هم در حق ديگران، اهميت زيادي دارد. در روايت آمده كه دعا مغز عبادت است. [2] از امام باقر عليه السلام روايت شده كه فرمود: دعا براي ديگران روزي را زياد مي كند.

آري؛ دعا از عبادات بزرگ است و توفيقي است از جانب خداوند تبارك و تعالي. همه ي حضرات معصومين، انبياي عظام و اولياي خدا عليهم السلام اهل دعا و نيايش و گريه و مناجات با خداوند متعال در تمامي حالات بودند.


پاورقي

[1] عيون الحكم و المواعظ، ص 349.

[2] وسائل الشيعه، ج 4، ص 1087، ح 14، باب استحباب الاكثار من الدعاء.


اختصاص الانسان بالحياء دون بقية الحيوانات


انظر يا مفضل الي ما خص به الانسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق، الجليل قدره العظيم غناؤه، اعني: الحياء. فلولاه لم يقر ضيف و لم يوف بالعداة، و لم تقض الحوائج، و لم يتحر الجميل، و لم يتنكب القبيح في شي ء من الأشياء، حتي أن كثيرا من الأمور المفترضة أيضا انما يفعل للحياء فان من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه و لم يصل ذا رحم، و لم يؤد امانة، و لم يعف عن فاحشة... أفلا تري كيف و في الانسان جميع الخلال التي فيها صلاحه و تمام أمره.


طبق خرما


سدير صيرفي مي گويد: در خواب پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم را ديدم، در حالي كه طبقي كه دستمالي رويش بود، جلو او بود. نزديك رفته، سلام كردم. جواب داد و دستمال را برداشت. ديدم رطب در طبق است. نزديك رفته، گفتم: يا رسول الله! يك خرما به من بده، ايشان هم يك خرما داد و خوردم، باز گفتم: يا رسول الله! يكي ديگر بده، باز داد و خوردم. ديگري خواستم تا هشت خرما مرحمت فرمود و خوردم، چون باز طلب كردم فرمود: بس است، پس از خواب بيدار شدم.

فردا كه خدمت امام صادق عليه السلام رسيدم، ديدم طبقي سرپوشيده مثل همان كه در خواب ديده بودم، در برابر او است. سلام كردم، امام جواب داد دستمال را كه از روي طبق برداشت، ديدم در آن خرما است. مشغول خوردن شد، من از تطابق اين قصه با خواب تعجب كردم. گفتم: قربانت شوم يك خرما هم به من بده، داد و خوردم، باز ديگري خواستم، باز داد و خوردم تا هشت دانه، سپس ديگري خواستم فرمود: اگر جدم پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم زياد كرده بود، ما هم زياد مي كرديم؛ پس قصه را براي آن حضرت نقل كردم، تبسمي كرد، معلوم بود كه ايشان از جريان باخبر است. [1] .


پاورقي

[1] أمالي شيخ طوسي، ص 114؛ اثبات الهداة، ج 5، ص 372.


اخطاء تاريخية


ذكر بعض المؤرخين: أن عمر بن عبدالعزيز صعد المنبر ذات يوم بمكة فقال:

أيها الناس من كانت له ظلامة فليتقدم. فتقدم علي بن الحسين بن علي عليه السلام فقال: إن لي ظلامة عندك. فقال: و ما ظلامتك؟

فقال علي بن الحسين: مقامك هذا الذي أنت فيه. فقال عمر: اني لا أعلم ذلك، ولكن لو علمت أن الناس يتركونه لك والله لتركته. [1] .

و نحن لا ننكر اعتراف عمر بن عبدالعزيز بأحقية أهل البيت للأمر، و لا ننكر مطالبة أهل البيت في حقهم عند سنوح الفرص، و انهم مظلومون، و أيديهم من حقهم صفرات.

ولكننا اتخاذ امثال هذه الوسائل من إمام عصره، و سيد أهل البيت زين العابدين، فهو أعرف الناس بالأوضاع السائدة، و أعلمهم بالظروف و مناسباتها.

هذا من جهة و من جهة أخري أن التاريخ لا يقر ذلك، فان وفاة الامام زين العابدين عليه السلام كانت في سنة 95 ه و ولاية عمر بن عبدالعزيز في سنة 99 ه فكيف يصح ذلك؟



[ صفحه 121]



و مثل هذه ما ذكره بعضهم: أن علي بن الحسين عليه السلام اقترض من مروان بن الحكم أربعة آلاف دينار، فلم يتعرض له أحد من بني مروان حتي استخلف هشام، فقال لعلي بن الحسين: ما فعل حقنا قبلك؟ فقال عليه السلام؛ موفور و مشكور. فقال هشام: هو لك.

و هذا لا يصح من جهات أهمها التاريخ فان خلافة هشام كانت سنة 105 ه كما سيأتي، و وفاة علي بن الحسين كانت سنة 95 ه أي قبل أن يلي الأمر هشام بعشر سنوات. [2] .


پاورقي

[1] سمط النجوم العوالي للمكي ج 3 ص 204.

[2] تاريخ ابن كثير ج 9 ص 252.


حكمه


- كفي بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عليه من نفسه.

- أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله علي كل حال، و انصافك من نفسك، و مواساة الاخ في المال.

- إذا رأيتم القاري ء يحب الأغنياء فهو صاحب دنيا، و اذا رأيتموه يلزم السلطان فهو لص.

- ما شيب شي ء بشي ء أحسن من علم بحلم.

- إن استطعت أن لا تعامل أحدا إلا و لك الفضل عليه فافعل.

- من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.

- إياك و الكسل و الضجر فانهما مفتاح كل شر، فان من كسل لم يؤد حقا، و من ضجر لم يصبر علي حق.

- التواضع: الرضا بالمجلس دون شرفه، و ان تسلم علي من لقيت، و ان تترك المراء و إن كنت محقا.

- إن لله عقوبات في القلوب و الابدان: ضنك في المعيشة، و وهن في العبادة، و ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.

- الحياء و الايمان مقرونان، فاذا ذهب أحدهما ذهب صاحبه.

- إن هذا اللسان مفتاح كل خير و شر، فينبغي للمؤمن أن يختم علي لسانه كما يختم علي ذهبه و فضته، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: رحم الله مؤمنا امسك لسانه من كل شر، فان ذلك صدقة منه علي نفسه.

- عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الامانة الي من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا، فلو أن قاتل علي بن أبي طالب ائتمني علي امانة لأديتها اليه.

- اعلم ان طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده.



[ صفحه 455]



-الكسل يضر بالدين و الدنيا.

- لا يقبل عمل إلا بمعرفة، و لا معرفة إلا بعمل، و من عرف دلته معرفته علي العمل، و من لم يعرف فلا عمل له.

- من صدق لسانه زكي عمله، و من حسنت نيته زيد في رزقه، و من حسن بره في أهله زيد في عمره.

- ثلاثة من مكارم الدنيا و الآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، و تصل من قطعك، و تحلم إذا جهل عليك.

- سلاح اللئام قبيح الكلام.

و قد نظمه بعضهم:



لقد صدق الباقر المرتضي

سليل الامام عليه السلام



بما قال في بعض الفاظه

سلاح اللئام قبيح الكلام [1] .



- قم بالحق و اعتزل ما لا يعنيك، و تجنب عدوك، و احذر صديقك و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه عن سرك، و استشر في امرك الذين يخشون الله.

- إنما مثل الحاجة الي من أصحابه ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الافعي أنت إليه محتاج و أنت منها علي خطر.

- قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فان الله يبغض اللعان السباب الطعان علي المؤمنين، و يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف.

- إن المؤمن أخو المؤمن لا يشتمه و لا يحزنه و لا يسي ء به الظن.


پاورقي

[1] الاتحاف ص 76.


اجوبته و مناظراته


نشأ هشام تحت ظلال مدرسة أهل البيت، و تغذي منها تعاليه القيمة، و ثقافته العالية. و امتاز بقوة شخصيته التي جعلته محطا لأنظار علماء عصره، و قد تجرد لنصرة مذهب أهل البيت، و ناضل في الدفاع عنهم، و لم تقعد به ملاقاة عنت أو تكبد أذي. و كان يقصده الكثير من علماء عصره الذين عرفوا بقوة المناظرة ليناظروه و يحاجوه في مختلف العلوم. و كان هو كذلك يتعرض لمناظرتهم و يقصد علماء الأمصار و رؤساء الحلقات العلمية للمناظرة، طلبا لاظهار الحق و دفعا للباطل.

و نظرا لما كان يمتاز به هشام من قوة العارضة، و غزارة العلم، و سرعة الجواب، فقد ترأس مجلس المناظرة الذي كان يعقده يحيي بن خالد البرمكي مساء كل جمعة ببغداد، و هو يضم جميع علماء الفرق، و رؤساء الأديان، و أهل الآراء، فكانوا لا يخوضون في مسألة حتي يحضر هشام فيكون قوله الفصل، و حكمه العدل. و كان الرشيد يحضر ذلك المجلس من وراء الستار - في بعض الأوقاف - يستمع لتلك المناظرات و يصغي لتلك الأقوال. و أراد بعضهم أن يوقع الشر في قلب الرشيد علي هشام، فألقي اليه سؤالا في قضية مخاصمة العباس لعلي عليه السلام في ميراث النبي، و هو لا يعلم بمكان الرشيد.

قال السائل: يا أبامحمد (و هي كنية هشام) أما علمت أن عليا نازع العباس الي أبي بكر؟

قال هشام: نعم.

قال السائل: فأيهما كان الظالم لصاحبه؟ فتوقف هشام و قال في نفسه: ان قلت: العباس خفت الرشيد، و ان قلت: عليا ناقضت قولي و عقيدتي.

ثم قال هشام: لم يكن فيهما ظالم.

فقال السائل: أفيختصم اثنان في أمر و هما محقان جميعا؟

قال هشام: نعم، اختصم الملكان الي داود و ليس فيهما ظالم، و انما أرادا أن ينبهاه. كذلك اختصم هذان الي أبي بكر ليعلماه ظلمه. فأمسك الرجل [1] و وقع الجواب عند الرشيد موقع القبول و مال قلبه لهشام.

و له كثير من أمثال هذا من الأجوبة المسكتة، و الكلمات التي كان يتفوق



[ صفحه 85]



بها علي خصومه. قال ابن النديم بعد وصفه بقوة الحجة وسعة التفكير: و كان هشام يقول: ما رأيت مثل مخالفينا؟! عمدوا الي من ولاه الله من سمائه فعزلوه (يعني عليا) و الي من عزله الله من سمائه فولوه (يعني أبابكر). و يذكر قصة مبلغ سورة براءة، و مرد أبي بكر، و ايراد علي عليه السلام بعد نزول جبرائيل عليه السلام قائلا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لايؤديها عنك الا أنت أو رجل منك. فرد أبابكر و أنفذ عليا عليه السلام [2] .

و علي أي حال فان لهشام بن الحكم أجوبة و مناظرات قد احتفظ التاريخ ببعضها، وهي خير شاهد لقوة شخصيته في شتي العلوم.

و لا يسعنا الآن بسط القول فيها، بل نذكر نموذجا منها، و اليك ثبتا في بعضها:

1- مناظرته مع الاباضية.

2- «مع أحد البراهمة.»

3- في ضرورة احتياج الناس الي حجة.

4- مع جماعة من أهل الشام في مجالس متفرقة في أمور شتي.

5- في بيان أحقية علي بالخلافة دون غيره.

6- في أفضلية علي عليه السلام عي جميع الأمة و تفنيد الاستدلال بآية (ثاني اثنين).

7- في اثبات وجوب الموالاة لعلي عليه السلام.

8- في لزوم طاعة الامام الحق.

9- مع أبي شاكر الديصاني.

10- مع الجاثليق.

11- في نفي الجهة و عدم الاثنينية.

12- مع ابن أبي العوجاء.

13- مع أبي حنيفة في عدة مواطن.

14- مع ابراهيم بن يسار المعتزلي.

15- مع أبي الهذيل العلاف.

و غير ذلك كثير متفرق في الكتب التاريخية و الأدبية.



[ صفحه 86]




پاورقي

[1] العقد الفريد ج 1 ص 360، و عيون الاخبار لابن قتيبة ج 150 ،2 و ضحي الاسلام ج 3 ص 268.

[2] تكملة فهرست ابن النديم ص 7.


حركة الغلاة ضد الاسلام


عرفنا أن هذه الفئة الضالة، تكمن وراء قوة الدس و الوقيعة و التفرقة، و بعث الشك و الريبة في النفوس، و لو طال بها الزمن لاستطاعت أن تؤثر، بطريق مباشر أو غير مباشر، علي ذوي العقول الضعيفة، و تجرفهم بتيارها، و لكن لم يثبت التاريخ أنهم أثروا علي أحد ممن له صلة بأهل البيت، فمال الي أقوالهم.



[ صفحه 389]



و ليس في مقدور أي أحد أن يغفل حقيقة هامة، و هي أن هؤلاء المتدخلين في صفوف الأمة، قد دفعهم بغضهم للاسلام علي أي لون كان، و أن الذين انتحلوا حب أهل البيت منهم انكا كان الباعث لهم هو العداء لأهل البيت، و بغض دعوتهم الاصلاحية، و هم يعلمون ما لأهل البيت من أثر في نفوس المسلمين، و ان اتساع شهرة الامام الصادق العلمية، و كثرة الوفود علي مدرسته لانتهال العلم، انما هو دليل قاطع علي قوة تمسك المسلمين بمبادئهم، و هذا أمر لا يروق لفئة تحاول محو تلك المبادي ء. و تضليل الناس. و انهم اتخذوا الكوفة مقرا لنشر الدعوة الالحادية، لأن في الكوفة نشاطا شيعيا، و حركة فكرية، و فيها ما يزيد علي ألف محدث، يحدث عن الامام الصادق، و فيها من العناصر المختلفة، من غيرالمسلمين، و لكن الكوفة، بصفتها العامة، عربية مسلمة، توالي أهل البيت.

لهذا جعلت الدعوة في مركز من المراكز الحساسة، لكي يبثوا سمومهم، و ينشروا آراءهم و عقائدهم الفاسدة، فيتناقلها الناس، و مصدرها الكوفة. و الكوفة، شيعية فتسجل تلك العقائد علي سجل الشيعة، الذين هو شوكة في عيون السلطة، التي يحلو لها أن توسع هذه الشقة و تؤيد هذه الدعاية.

و لقد راح أولئك الخصوم يشيعون الأكاذيب و يتقولون الأقاويل علي أهل البيت، طبقا للمخطط الذي رسموه في محاربة الدعوة الاصلاحية، التي قام بها الامام الصادق عليه السلام - كما تقدم ذكرها - و قد وجدوا العون و الحماية، من قوم يروق لهم ذلك، و تحلو لهم الوقيعة لشيعة علي عليه السلام عندما ترتبط الزمرة الملحدة بعجلة التشيع، فيكون ذلك دليلا علي ما يتقولونه في ذم الشيعة، و شل نشاط حركتهم، فيعصر تحرر الفكر و ازدهار العلم.

و لا يفوتنا أن نقول بأؤن هذاالتعاون مع خصوم أهلا لبيت قد بقي الي العصور المتأخرة، فهم ينشرون تلك الافتراءات البالية، و يلبسونها ثوبا جديدا، تضليلا للناس و حبا في اثارة الشغب، فكلما أراد المصلحون حل مشكلة الفرقة و الدعوة الي التقارب، ذهب الكثيرون - ممن لا يروق لهم الصفاء و التقارب - الي زيادة التعقيد، واتساع شقة الخلاف، في نشر دفائن السلف، و عرض الأفكار البالية، و هو أسلوب يتخذونه لشل كل محاولة ساعية نحو الاصلاح، بحيث يجعلون من المستحيل علي القوي المتخاصمة أن تتفق أو تتعاون.

انهم يريدون أن نبقي متخاصمين الي أن يحطم أحدنا الآخر، و هذا هو



[ صفحه 390]



ما يصبو اليه أعداء الاسلام و يسعون بكل جهدهم لتحقيقه.

انهم يريدون أن يبقي المسلم لا يطمئن الي أخيه المسلم و لا يتعاون معه.

اننا في أيامنا هذه يتهددنا عدو قد تزايد خطره، عدو قد سطي علي مبادئنا و مجتمعنا، يبث سمومه و يتستر بمختلف الأثواب، و يستعمل شتي الأساليب، فجرف بعض شبابنا بدعابته الكاذبة، و أقواله الفارغة.

اننا أمام موجة الحادية عارمة، تسندها أمة ذات قوة وعدة، تحاول أن تفصل بيننا و بين قوتنا الروحية، وعقيدتنا الاسلامية.

انها قوة تنذر بالخطر، و تدعو الي الاهتمام، و اتخاذ التدابير في ردها و دفع خطرها، و لا يمكننا ذلك و نحن يكفر بعضنا بعضا، و يبتعد بعضنا عن بعض، ويتهم بعضنا الآخر، بأمور أكل الدهر عليها و شرب، تلك أشياء وجدت لغاية التفرقة بين المسلمين، لأن في اتحادهم هدما لمعاقل الحكم الجائر، و لا يمكن لحكام الاستبداد أن يعيشوا في مجتمع تسوده مشاعر المحبة و الوئام.

اننا أمام تيارات دولية، و أطماع استعمارية و أعاصير فكرية، فهل ننتبه لهذه الأخطار المحيطة بنا، و يكفينا ما حل بنا من وراء المنازعات الطائفية، التي اتخذها المتعطشون علي السيادة أقوي وسيلة لتحقيق أهدافهم و اشباع رغباتهم

يجب علينا أن ندرس الظروف القاسية التي حلت بالمسلمين فأدت بهم الي هذا التأخر و الانحطاط، فكل ذلك ناجم عن التفرقة و الخصومة و التعصب.

يجب علينا أن نتفاهم و أن نسعي لازالة الحواجز التي تحول بيننا و بين تقاربنا، اننا علي حق و الحق يعلو و لا يعلي عليه، و الاسلام فوق كل شي ء، و تحت رايته تتحقق السعادة، و في مبادئه تسعد الانسانية.

نحن أبناء اليوم و المطلوب منا أن نحتفظ بأمانة الاسلام، و أن نداع عنه بكل ما نتمكن، فان أمامنا أخطار المبادي ء الهدامة، التي تحارب التوحيد، و تنصر الالحاد، و قد أعدت العدة و أكملت القوة و نحن نبقي عاكفين علي نبش الدفائن، و اثارة الضغائن بأفكار بالية و آراء شاذة.

ان تلك الخرافات و الأوهام قد أصبحت في خبر كان، و قد زالت علي أيدي دعاة هدي و أئمة رشاد، اذ حفروا لها قبورا بمعاول الحق، فزال أثرها و نسي خبرها.

دعونا من فتح سجلات الماضي، و ليقف كل واحد منا الي جانب أخيه المسلم، يشد أزره، فان الأمة الاسلامية أحوج الي وحدة الصف أكثر من أي وقت مضي، لأنها تمر بنفس المراحل الأولي التي تعرضت فيها لحملات دعاة الفرقة.



[ صفحه 391]




و نقول بصراحة


ان أمر الأستاذ مريب، و موقفه يبعث علي الدهشة، نحن نسير علي المنهج الواقعي، و هو يبتعد عن ذلك، اننا نحاول أن نصل الي الأمور بالبرهان، و هو يريد الفرض و التخمين، و مع ذلك يصف ما يذهب اليه بالصدق، فما ادري أي الأمرين أعجب: افتراضه في تصوره؟! ام وصف ذلك بالصدق، و اسباغه صبغة القبول عليه؟!

هذه أمور لا ترجع الي تصور و لا تخمين، بل هي تعود للواقع من حيث هو.

و لماذا هذا التمحل و لأي شي ء هذا الابتعاد عن الواقع؟! و ما المانع من تلقي الامام الصادق علم علي عليه السلام من جده زين العابدين، و أبيه الباقر فقط و أنه استقي من ذلك المنهل كما استقي ابن عباس و غيره.

و قد قلت سابقا في الجزء الثالث من هذا الكتاب: ان القول بحضور الامام الصادق عند أحد من التابعين، أو روايته عنهم لا يثبته التتبع، و هو بعيد عن الصواب، بل هي كلمات يلوكها من يرسل القول علي عواهنه، و يعطي الآراء جزافا، و ينتفل الأقوال بدون تثبت و تمحيص، لأننا لم نجد في حديثه، و ما أكثر حديثه و أصدقه، أنه أسند عن أي واحد من الناس سوي آبائه الطاهرين عليهم السلام، فاذا أراد أن يسند فسلسلة حديثه هكذا:

حدثني أبي الباقر، قال: حدثني أبي زين العابدين، قال: حدثن أبي الحسين، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال حدثني رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم.

و هو أصح الاسانيد عند علماء الحديث كما تقدم، و هو الترياق المجرب كما سماه العلماء.

و ربما أرسل حديثه عليه السلام بدون اسناد، و لكنه أعطي قاعدة مشهورة اذ قال: حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث أبيه، و حديث أبيه حديث علي بن أبي طالب، و حديث علي حديث رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم.

و نحن علي هذا النهج نسير، فلا دخل للافتراض، و لا معني للالتزام بالتصورات الخيالية، و ليس بمستطاع لأي أحد أن يأتينا برواية للامام الصادق و في سندها أحد غير آبائه الذين هم أصدق الناس قولا، و أعلمهم بما جاء به النبي صلي الله عليه و اله و سلم.



[ صفحه 115]



و من المؤسف أن الأستاذ يبرز نفسه بمظهر الاعتزاز بها، و الاعتماد علي ما توحيه اليه مخيلته من دون التفات الي ما وراء ذلك من نقص.

انه يري علم أهل البيت لا يكمل حتي يدخل معهم غيرهم ولو كان واحدا، و اننا ننفي ذلك، و هو مصر علي رأيه، و لا ندري الي أي حد يصل بنا هذا الافتراق، اذ لا نسلم له حتي من باب الجدل و التنازل. و نحن نطلب منه التوسع في الدراسة و الرجوع الي المصادر و ترك الافتراض و التخمين.


و الخلاصة


اننا نستوضح من هذه الأقوال و نستكشف من هذه الآراء التي قدمناها هنا للقراء عن هؤلاء الأساتذة: أن كتابة المستشرقين عن الاسلام لم يكن مقصودا بها خدمة الحق و التاريخ، - الا المنصفين منهم و قليل ما هم - بل انما كانت كتاباتهم بدافع الحقد و العداء للاسلام و أهله، و ان ذلك يدعو الي ضياع الحق و تشويه الحقيقة التي هي رائد كل كاتب حر.

و ان الذي يعنينا الآن هو الاشارة الي الأثر السيي ء الذي ترتب علي انخداع كثير من كتابنا بتلك الآراء، و أخذهم بتلك الأقوال المخالفة للواقع، و كأنها عندهم هي الصواب بعينه أو اليقين الذي لا يتطرق اليه شك، و لعل الكثير منهم كان يتعمد الاعتماد عليها لما فيها من الحط فيمن يتحامل عليه، النصياعا لنزعة الطائفية او الخلافات المذهبية.

و نود أن نعود للاستاذ مصطفي السباعي لتكملة ما يتعلق بهذا الموضوع في حديثه اذ هو قد أعطي صورة واضحة عن هؤلاء المستشرقين، و من تابعهم بالقول، ثم نعود لبيان الموضوع.

يقول الدكتور السباعي - بعد بيان طويل -: لا يزال حتي اليوم أكثر الذين يشتغلون منهم بهذه الدراسات من رجال الدين، الذين يعنون بتحريف الاسلام و تشويه جماله، أو من رجال الاستعمار الذين يعنون ببلبلة بلاد الاسلام في ثقافتها، و تشويه حضارتها في أذهان المسلمين، و تتسم بحوث هؤلاء بالظواهر الآتية:

1 - سوء الظن و الفهم لكل ما يتصل بالاسلام و أهدافه و مقاصده.

2 - سوء الظن بالمسلمين و علمائهم و عظمائهم.

3 - تصوير المجتمع الاسلامي في مختلف العصور و خاصة في العصر الأول بمجتمع متفكك تقتل الأنانية رجاله و عظماءه.

4 - تصوير الحضارة الاسلامية تصويرا دون الواقع بكثير تهوينا لشأنها،



[ صفحه 387]



و احتقارا لآثارها.

5 - جهلهم بطبيعة المجتمع الاسلامي علي حقيقته، و الحكم عليه من خلال ما يعرفونه من أخلاق شعوبهم، و عادات بلادهم.

6 - اخضاعهم النصوص للكفرة التي يفرضونها حسب أهوائهم، و التحكم فيما يفرضونه، و يقبلونه من النصوص.

7 - تحريفهم للنصوص في كثير من الأحيان تحريفا مقصودا و اساءتهم فهم العبارات حين لا يجدون مجالا للتحريف.

8 - تحكمهم بالمصادر التي ينقلون منها، فهم ينقلون مثلا من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث، و من كتاب التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه، و يصحون ما ينقله «الدميري» في كتاب الحيوان، و يكذبون ما يرويه «مالك» في «الموطأ» كل ذلك انسياقا مع الهوي، و انحرافا عن الحق.

و بهذه الصفات المشوبة بروح العداء للاسلام و المعبرة عن جهلهم الفاضح عبر السباعي عن هؤلاء الكتاب من المستشرقين الذين أصبحت مؤلفاتهم مصدرا لكتاب عصرنا الحاضر - الا القليل منهم - و قد أوضح الأستاذ ذلك أيضا بقوله:

و قد أتاح لهم أي للمستشرقين تشجيع حكوماتهم، و وفرة المصادر بين أيديهم، و تفرغهم للدراسة، و اختصاص كل واحد منهم بفن أو ناحية من نواحي ذلك الفن، يفرغ له جهده في حياته كلها، ساعدهم ذلك كله علي أن يصبغوا بحوثهم بصبغة علمية، و أن يحيطوا بثروة من الكتب و النصوص ما لم يحط به علماؤنا الذين يعيشون في مجتمع مضطرب في سياسته و ثروته و أوضاعه، فلا يجدون متسعا للتفرغ لما يتفرغ له أولئك المستشرقين، و كان من أثر ذلك أن أصبحت كتبهم و بحوثهم مرجعا للمثقفين منا ثقافة غربية، و الملمين بلغات أجنبية، و قد خدع أكثر هؤلاء المثقفين ببحوثهم، و اعتقدوا بمقدرتهم العلمية و اخلاصهم للحق... و جروا وراء آرائهم ينقلونها كما هي و منهم من يفاخر بأخذها عنهم، و منهم من يلبسها ثوبا اسلاميا جديدا، و لا أريد أن أضرب لك الأمثال فقد رأيت من صنيع الأستاذ «أحمد أمين» في فجر الاسلام مثلا لتلامذة مدرسة المستشرقين من المسلمين [1] .



[ صفحه 388]



هذا ما قرره السباعي و قد وصفهم من قبل أنهم عملاء للاستعمار يرتبطون ارتباطا مباشرا بوزارة الخارجية الاستعمارية كما وصفهم غيره بذلك.

و قد اتضح لنا مما سبق انخداع كثير من الكتاب بما يدسه المستشرقون في كتبهم من الطعن علي الاسلام و ما أكثر الشواهد علي ذلك.

و لا نعدو الحقيقة ان قلنا ان الأستاذ أحمد أمين من أشد أولئك الكتاب الذين تعرضوا للشيعة في كتبهم مستندين علي أقوال المستشرقين.

و القاري ء لما كتبه أحمد أمين يجد هناك عظيم تعصبه علي الشيعة و انحرافه عن الحق فيما ذكره حولهم لأنه أخذ كل معلوماته عن اساتذته المستشرقين و الذي كان من أبرز تلامذتهم.

و قد تعرضنا لبعض أقواله في الشيعة التي استمدها من أستاذه (و لهوسن) و (دوزي) [2] .

و كتاب أحمد أمين فجر الاسلام قد تضمن تلك الآراء مصبوغة بعباراته و تعبيره مما يدل بوضوح علي عدم تعمقه و قلة اطلاعه و قد أصبح كتابه مصدرا لكتاب آخرين و هكذا تتوسع دائرة الابتعاد عن الحق.

و هكذا هو في بقية كتبه يقدم للأمة ما يثير الضغائن و يبعث في نفوس بعضهم الحقد علي البعض الآخر.

و هو في جميع مؤلفاته يسير علي نهج واحد من اتباع المستشرقين و التقليد لهم.

و قد جاء في فجر الاسلام أيضا كثير من ذلك و للمثال هنا نذكر ما يلي:

يقول الدكتور أحمد أمين - بعد أن يذكر قول المستشرق (برون) في نظرية الحق الالهي لملوك الفرس -:

هذه مذاهب الفرس الدينية و قد ذابت في المملكة الاسلامية بعد الفتح و كثير منهم أسلموا و لم يتجردوا من كل عقائدهم التي توارثوها أجيالا، و بمرور الزمان صبغوا آراءهم القديمة بصبغة اسلامية فنظرة الشيعة في علي و أبنائه هي نظرة آبائهم الأولين من الملوك الساسانيين و ثنوية الفرس كانوا منبعا يستقي منه «الرافضة» في الاسلام... الخ [3] .

و هذه النظرية استقاها من أستاذته و لا زال يردد هذه النغمة المؤلمة و قد صرح بهذا أساتذته و من امتص آراءه منهم [4] .



[ صفحه 389]



و أنت تري في تعبير أحمد أمين في قوله: فنظرة الشيعة في علي و أبنائه هي نظرة آبائهم الأولين... الخ.

فهو يري أن التشيع فارسي في الأصل فارسي في العقيدة الي آخر ما يتذوقه الأستاذ في اتباع لأساتذته. و قد جني علي التاريخ و أساء بما جري عليه من متابعة المستشرقين و تقليدهم في جهله لمذهب الشيعة و مقوماته.

و كأنه نشأ في عصور متأخرة و ليس له قبول في النفوس الا عند الفرس فقط، و قد خلت منه البلاد العربية و لم يكن منشأ الحجاز في عهد صاحب الرسالة صلي الله عليه و آله و سلم و انتشر في البلاد الاسلامية علي أيدي كبار قادة المسلمين و عظماء الأمة.

و علي أي حال فيكفينا الجزم بأنه متعصب و قد جره تعصبه الي الاعتماد علي أقوال من يفترون علي المسلمين الكذب.

و لئن كان أحمد أمين أبرز تلامذة مدرسة المستشرقين في عصره - علي حد تعبير السباعي - فانا نري أن الأستاذ (الذهبي) مؤلف كتاب (التفسير و المفسرون) من أولئك التلامذة الذين انخدعوا بتلك الأساليب، و تشبعت روحهم بتلك الأبحاث، و انعكست فيهم تلك الآراء الشاذة، و لعبت بعقولهم تلك الأهواء المردية، فراحوا يحققون ما للمستشرقين من أهداف.

و لقد تجلت في هذا الرجل روح شيخ المستشرقين في الجليل الماضي و هو المستشرق اليهودي المجري «جولد تسهير» الذي كان أشدهم خطرا و أوسعهم باعا و أكثرهم خبثا و افسادا، و أشدهم طعنا في العقائد الاسلامية.

فلقد كانت بحوث هذا المستشرق مرجعا خصبا و مصدرا للدكتور الذهبي و ان من يقارن بين ما كتبه في كتابه (التفسير و المفسرون) حول الشيعة و بين ما كتبه المستشرق «جولد تسهير» في كتابه مذاهب التفسير الاسلامي فانه يجد روح ذلك المستشرق و نزعته تتجلي فيما كتبه الذهبي.

كما أنه أخذ كثيرا من الأبحاث عن أحمد أمين الذي تأثر بتلك الروح، و ظهر في كتاباته ما يدل علي أن المشرب واحد.

و أود هنا اعطاء نظرة عن كتاب التفسير و المفسرون للاستاذ الذهبي و ليس بوسعنا نقد جميع اخطائه و بيان الأمور التي ارتكبها متبعا خطي المستشرقين الذين زلت أقدامهم عن طريق الصواب و أود أن أشير بايجاز الي منهجه في بحثه و بيان اتجاهه في دراسته و المخطط الذي سار عليه في ذلك، و لعل الفرص تواتينا فنعود لمناقشته و نسأل الله أن يفسح لنا في الأجل لادراك هذا الغرض.



[ صفحه 390]




پاورقي

[1] انظر كتاب السنة للدكتور السباعي ص 366.

[2] انظر ج 36 - 30:3 ط 1 من هذا الكتاب.

[3] انظر ظهر الاسلام.

[4] انظر الخوارج و الشيعة للمستشرق «فلهوزن» ص 249 - 235 تجد ذلك و ان احمد امين ليس له الا الترجمة و بعض التعبير.


الهفت و الأظلة


حاولت في بحثي عن الاسماعيلية و الامامة أن أحصل علي أغلب المصادر و الكتب التي تختص بالاسماعيلية، و أن تكون من مظانها و تصدر من أصحاب العلاقة.

و قد نشر معهد الدراسات الشرقية في بيروت كتابا سمي: بالهفت و الأظلة. و قدم له الأستاذ الاسماعيلي عارف تامر بضميمة الأب عبده خليفة اليسوعي، و هو ينسب للمفضل بن عمر، و الكتاب جاء كمجالس متعددة تتضمن أسئلة متفرقة من المفضل بن عمر الي الامام الصادق يوجهها المفضل، و الامام الصادق عليه السلام يجيب.

و انتشر الكتاب بعنوان أنه من كتب الاسماعيلية، ثم صدر كتاب (الهفت الشريف) تقديم و تحقيق الأستاذ الاسماعيلي مصطفي غالب.

و الكتاب مجهول المؤلف و معدوم السند، بل يفقد كل عوامل الصحة و مقومات القبول، و مع الفرض أن المؤلف معروف و اسمه مشهور و الاسناد موجود، فان العقل يحكم بأن الكتاب نوع من أنواع المهازل، و صورة من صور الخرافات المؤلمة التي مني بها المجتمع الاسلامي، فكم ابتلينا بدساسين، و أثقل كاهل المسلمين بما وضعه الذين يفترون الكذب علي الله و رسوله من أفكار و أقوال و ما سطرته تلك الأيدي من كتب نسبوها الي رجال الأمة من حملة العلم و رؤساء المذاهب مما لا ينسجم مع ما عرف عنهم و ما هم فيه من المنزلة، و لولا واجب الحق و اظهار الحقيقة لألقيناه في سلة المهملات أسوة بغيره من الكتب المكذوبة التي تضم الأراجيف و الخرافات، و تعلن عن نفسها بنفسها لوضوح مضامينها و ما تضم بين صفحاتها، و لا ندري ما الدافع علي نشر الكتاب اذا كان الناشر نفسه يعترف بأنه يحتاج الي مناقشته بابا بابا، و فكرة فكرة، ففيه مالا يقبله العقل كما يعترف بقوله:



[ صفحه 499]



(ان الامام الصادق - و هو الحكيم الموحد المعروف بسعة علمه و ايمانه - يترفع عن تعميم هذه الأفكار لتلاميذه و تبليغها لمريديه).

و أول ما يسترعي الانتباه من الناشر قوله: (مما لا جدال فيه أنه قد نؤاخذ علي محاولتنا هذه، و قد نلام من الأصدقاء و الاخوان، لأن الكتاب الذي ننشره الآن من الكتب السرية التي لا يجوز نشرها علي العامة، لأن فيها تعاليم ربما يساء فهمها و تؤول علي غير حقيقتها، مما يحدث آثارا سيئة في النفوس و يمزق وحدة الصفوف، و ما أحوجنا اليها في هذه الظروف، ولكن لابد من القول و نحن أمام موضوع خطير بأنه كم يثلج صدورنا اذا ما فتح هذا الكتاب أمام علماء و أدباء و باحثين لابراز نصوص علمية تدحض، و اثبات أشياء تخالف الوقائع، فنحن لا يهمنا الا جلاء الحقيقة وحدها، و ابراز الواقع بوجهه الناصع، و الحقيقة تأبي الا الظهور مهما اعترضها من عقبات).

يخيل للقاري ء عند الوقوف علي هذه العبارات أنه سيقف علي شي ء في النهاية يستحق الخوض في قراءة أو تحقيق أمور مخالفة للحقيقة و يرفضها الواقع، أو أن في ثناياها بعد التشذيب عطاء فكريا أو دلالة عقائدية أو نتاجا أدبيا يقدمه الأستاذ تامر الي العالم خدمة للحقيقة و قياما بواجبه العلمي كما يشير الي ذلك بقوله:

(اذ نضع هذا الكتاب بين أيدي العلماء نعلم علم اليقين بأننا قد أدينا جزءا من واجبنا نحو العلم و الحقيقة التي عاهدنا الله أن نجعلها هدفنا و مثلنا الأعلي في الحياة).

مما يشعرنا بأن الأستاذ عارف قد أطلق هذه الكلمة نتيجة لدراسة موضوع علمي بطريقة منهجية هادفة الي كشف حقيقة أو اظهار تفاصيل أو دقائق في اتباع أصول التحقيق لابراز ما يخدم العلم و يظهر الحقيقة نتيجة ما اكتسبه من خبرة في ممارسته، و عندما نقف علي الكتاب نصاب بخيبة الأمل و للوهلة الأولي، اذ لا نعثر فيه علي أمر يناسب قوله، فليس في الكتاب مواضيع معقولة، فضلا عن أن يكون علما أو فكرا أو نحوهما.

ليس فيه من المعرفة المتسعة المنسقة و المرتبطة بنظام يعني من الأقوال أو الأفكار شي ء، بل فيه كل ما يمجه الذوق و يرفضه العقل و لا يقره العرف.

و نعود للاستغراب عندما نقف علي قوله أن نشر هذا الكتاب لابد أن يلقي استنكارا... الخ.



[ صفحه 500]



و حق أن يكون الكتاب موضع استنكار و استخفاف لكل من يقرأه، فكيف لا يستنكر مثل هذه الأمور التي تفاجأ بها الأمة في عصر الثقافة و العلم، و في زمن التقدم و التطور، ينفذ الينا من بوابة عضادتاها أحد المختصين الاسماعيليين و أحد الآباء المسيحيين، و الغريب أن يطبع طبعة أولي عام 1960 م و طبعة ثانية عام 1965 م. و اني لأكبر الذوق الأدبي و البحث العلمي عن هذا الفهم السقيم و الذوق الهابط حتي يكون هناك اقبال علي تناول هذا الكتاب الا للاستهزاء و السخرية، و علي الأغلب تكون من قبل أعداء الاسلام و الساعين بكل جهد و قدرة للنيل من أبنائه، و اعطاء صورة مشوهة عن مجتمعه. و لا أدري أي شي ء في الكتاب يدل علي صحته و يشير الي ثبوته حتي يحتاج الي دحض، و أي عمل يوصف بالموضوعة و المنطق حتي يدعو الي نقد؟؟!

و لابد أن نتساءل بموضوعية عن مقومات أي بحث تاريخي أو أثر علمي، أليس المضمون أو المنهج أو المعالجة أو الوصف التاريخي هي الأسباب التي تكسب البحث أهمية و الأثر دلالة؟ فيتوخي منه الفائدة، و يرجي منه المعرفة. أما اذا كان الأثر و الكتبا يحدث آثارا سيئة لعدم هذه الأسباب و لخلوه من الأهمية، فلا مبرر لذكره فضلا عن التفكير في نشره، و ان كان من صنف (الهفت) بخرافاته و أباطيله و أكاذيبه، فعلي المرء - أي امري ء مسلم - أن يسعي الي اتلافه و يعمل علي محوه، لما يحدثه من آثار سلبية تمس وحدة المجتمع.

أضف الي أن الكتاب منحول من قبل شخص لا يجيد الوضع، و لا يحسن الألفاظ التي صاغ بها أكاذيبه.

و الكتاب مجهول المؤلف و معدوم السند، فكيف أقدم الاثنان علي تكليف نفسيهما اشاعة عمل لا تتوافر فيه عناصر الصحة. و ان يكن عتب فعتب علي عارف تامر لكونه اسماعيلي المذهب، و في مثل هذا العمل اساءة بالغة سيما اذا كانت تصدر من اسماعيلي. و نستغرب متساءلين: ما هو الدافع و ما هي الخدمة التي يسديها بنشر هذا الكتاب؟ فليس من خدمة العلم و الحقيقة في شي ء أن تنشر هذه الأقوال الكاذبة و الخرافات الشائنة و تنسب الي شخصية (خارقة متفوقة ذات مستوي رفيع هامت بجلائل الأعمال) هي شخصية الامام الصادق عميد أول مدرسة فكرية في الاسلام و رئيس أول مركز لتعليم الفلسفة، و مخرج العقل في العصور الاسلامية من نطاقه المحدود الي فضاء رحيب تسيطر علي أرجائه حرية الفكر العلمي السليم القائم علي



[ صفحه 501]



الحقيقة و المنطق و الواقع، و أن مدرسته عليه السلام قد أنجبت خيرة المفكرين و صفوة الفلاسفة و جهابذة العلماء - كما يقول عارف نفسه - [1] .

و لم يستبق الناشر النتائج بوعيه عندما يقول و يعترف أن الكتاب لا يليق بالنشر، و ذلك ما يدعو الي الحيرة، فان النتائج هي أحداثه الفرقة في المجتمع، و تعريض وحدة الصف الي التمزق لأنه لا يضم بين دفتيه الا الاساءة لجميع طوائف المسلمين و التهجم علي العقائد، و الطعن برجالهم.

و لا يدري أحد منا الا الناشر نفسه ما هي الأسباب التي تكمن وراء نشر الكتاب و هو يصرح برأيه فيه.

كان اللازم - كما يقضي واجب النشر و أمانة النقل - أن يتأكد الناشر من صحة الكتاب و نسبته للمفضل، و أن يتحري صفة المؤلف من الكتاب، فاذا عدم الاسم استدل بالأثر، فهل كان المؤلف ثقة في النقل و رجال أسانيده كذلك. فاذا كان الأثر عبارة عن أكاذيب و مفتريات و خرافات، فالمنتحل أبعد ما يكون عن صفات الثقة و الأمانة.

و لا أجد تبريرا أو احتمالا مناسبا يجعلنا علي علم بارتكاب مثل هذا الخطأ، و قد كنت بحسن الظن أحاول ذلك باعتبار الأستاذ عارف من الكتاب الذين ينادون بحرية الكلمة و الموضوعية. اذن لابد أن هناك أسبابا خاصة و عوامل غامضة حدت به الي أن يقوم بطبع الكتاب، فيقدم للمكتبة العربية و الأمة الاسلامية كتابا لا يحتوي - باعترافه - الا آراء غريبة و شاذة، الأمر الذي يصبح أمامه موضوع العلم و الحقيقة مجرد ادعاء و صبغة يحاول أن يطلي نفسه بها دوما، فأي حقيقة فيما يدور بين الأشباح و الأظلة، و ما يعرضه أمامنا من عالم المهووسين و المصابين، و تزكم أنوفنا رائحة الدس التي تفوح من الآراء و الحوادث التي وردت في الكتاب كالأظلة و الأشباح و المسوخية و الناسوتية و الأدوار و الأكوار و الرسخ و المسخ و الزواخر و حجب الآدميين و قد القدود و سطح السطوح و الحجب الشجي... الخ... و نظريات أخري تتعلق بالامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام و سلمان الفارسي، و بدء الخليفة، و تقمص المرأة... و افتراء علي الامام الصادق عليه السلام في كثير من تأولاته، فيقول بكل جرأة



[ صفحه 502]



ان الامام الصادق هو مؤسس الباطنية في الاسلام، و في عهده نمت و ترعرعت البذور التي غرست حتي بذور ابن سبأ، فتراه هنا يثير قضية لا صلة لها بالواقع، فحكمه بأن تأسيس الباطنية يعود الي الامام الصادق هو من جملة المفتريات التي أشرنا اليها في بدء الحديث و قلنا أن قدم الاعتقادات الاسماعيلية و اتصالها بالمدارس الفلسفية و المذاهب القديمة التي سبقت الاسلام حملها علي الافتراء و الالتصاق بالامام الصادق، و نسبة المعتقدات التي ظهرت بعد انحرافهم عن مسار الوصاية و الامامة الي الامام الصادق و أهل البيت و كل أحكامهم بلا بينة و جميع أقوالهم بلا دليل، لأن عزل النصوص عن مقاصدها و سوق الأفعال التي تصدر عن الامام الصادق أو غيره من الأئمة المعصومين في غير ظرفها تجن واضح و افتئات مشين.

و يبدي لنا الأستاذ علي صفحات الكتاب رأيه في قضية ابن سبأ، و أن آراءه قد ترعرعت بذورها في ذلك العهد، فاذا به يتعري تماما من صفات التحقيق و التثبت. و قضية ابن سبأ لا تقل خرافية و كذبا عن (الهفت) الذي قدمه عارف ثامر فما هي الا شخصية و همية أوجدتها العناصر المعادية للاسلام، و غذتها الطائفية الرعناء، و كان غرسها و نسج خيوطها في القرن الثالث الهجري. و قد بحثناها في غير موضع في أجزاء الكتاب السابقة.

و لا نجهد أنفسنا بأكثر من ذلك في الرد علي عارف، بل نحيل الرد علي الأستاذ الاسماعيلي مصطفي غالب فيقول:

و لابد لنا و نحن نستعرض بعض ما كتبه عارف ثامر من أن نشير الي الكتابين اللذين أصدرهما مؤخرا و هما: (الامامة في الاسلام و القرامطة) لما أورد فيهما من الأراجيف و الخرافات المضحكة، مع علمنا الأكيد بأنه هو نفسه يعرف حقيقة تلك الأراجيف و الأساطير التي لا تتفق مع المنطق و التاريخ، و تتناقض أشد التناقض، ولكنه جاء بها لينال ما يرضي شهوته و يشبع نهمه، معتمدا في ذلك علي المبدأ الذي يقول: (خالف تعرف) و لقد شحن هذين الكتابين بكل ما هو غريب و مخالف لجميع من سبقه من الكتاب و المؤرخين، و ان كنا نعجب لمن يختلق مثل هذه الروايات، و يفتعل النصوص، و يحرف الوثائق، نقول و الألم يعصر قلوبنا و يحز في أعماقنا أن الغاية لدي هذا الانسان تبرر الواسطة، حتي ولو كانت الواسطة تقويض دعائم الدين، و طعنه في الصميم، و الاجهاز علي آخر رمق من الضمير الانساني، علما بأنه لو أردنا



[ صفحه 503]



الرجوع الي أي كتاب من الكتب التي حققها أو ألفها عارف ثامر نجد نقيض ما قال في الآخر، فهو يأتي بالفكرة أو المصدر أو الرأي في هذا الكتاب، في حين أنه يخالفه أشد المخالفة، و ينقضه أبشع النقض في كتاب آخر، ذلك لأن كل كتاب سار فيه حسب الهوي الجارف [2] .

و عن الهفت و الأظلة يتحدث الأستاذ مصطفي غالب حول ما ارتكبه الأستاذ ثامر من التحريف و الزيادة و ان كان (الهفت) الذي شرفوه - و انما يشرفون الخرافة و الافتراء - في متنه هو من جنس ما قدمه ثامر، ولكن مصطفي غالب يدعي أنه لفرقة باطنية أخري، و لا يعنينا ذلك لأن العبرة في المضمون و في الاتجاه الباطني الذي نخالفه. و علي أن أسوق القول علي طوله لمقتضيات البحث:

(مما لا جدال فيه أننا نعيش في عصر تطور فيه العلم و الفكر، و انطلقت عصارات الأدمغة المفكرة لتفعل و تبني صروح البشرية علي أساس علمي صحيح رائده الخلق و التقدم و الابداع، و لتنير الطريق الصحيح أمام الأجيال الصاعدة التواقة الي الارتشاف من منهل العلم و المعرفة، و أصبح للفكر رسالة مقدسة هدفها التوضيح و التوعية و الأمانة بعيدا عن الارتزاق و الهواية و التحريف. فانسان هذا القرن (التكنولوجي) أصبح ينظر الي العلم بمنظار الواقع و الحقيقة و الصدق في تتبع الأحداث التاريخية و الوقائع العلمية... دعاني لاطلاق هذه الصرخة الداوية ما لمسته مؤخرا أن بعض الأيدي قد عبثت و لا تزال تعبث في تراثنا الفكري، و خاصة ما يتعلق منه بآثار الفرق الباطنية السرية. نعم لقد امتدت الأيدي (غير الأمينة) فتلاعبت بما عثرت من نصوص مخطوطة فغيرت و بدلت فيها بدون رادع من ضمير أو وازع مناقبي.

في مطلع عام 1958 ميلادية طلب الي المستشرق الالماني الكبير البروفسور (شتروتمان) أن أعيره نسخة خطية من الكتاب الهفت الشريف الذي كان في ذلك الوقت يعمل علي نشره و تحقيقه في (هامبورغ)... فقد لبيت طلبه و أرسلت له النسخة المطلوبة...

و راحت الأيام تدور، و اذا بي أفاجأ بكتاب معروض في الأسواق أصدرته



[ صفحه 504]



المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1960 م علي حساب دائرة (البحوث و الدراسات بادارة معهد الآداب الشرقية) عنوانه (الهفت و الأظلة) المنسوب الي المفضل بن عمر الجعفي، و قد قام بتحقيقه و التقديم له عارف ثامر و الأب أ.عبده خليفة اليسوعي.

الله. الله. كيف تبدل عنوان الكتاب بهذه السرعة الصاروخية من الهفت الشريف الي الهفت و الأظلة؟ فقلت لنفسي: ربما كان هذا كتابا آخر. أم أن هنالك بعض النسخ المخطوطة تحمل هذا العنوان. فرحت أبحث و أنقب خلال ثلاث سنوات حتي تمكنت من الاطلاع علي أكثر من ثلاثين مخطوطة، و قد جاءت كلها بعنوان واحد هو (الهفت الشريف)... فأخذت أراجع النسخ المطبوعة و أطابقها علي نصوص النسخ الخطية فوجدت مع الأسف الشديد بأن التلاعب و التزوير قد وقع بالفعل، و لما كنت أحرص علي أن يكون المؤرخ أو العالم أو المحقق متصفا علي الأقل بالامانة العلمية و الدقة و الاخلاص و التجرد و النزاهة، فقد عمدت الي تحقيق الكتاب مشيرا الي الزيادات و التحريفات بقدر الامكان..

ثم يخاطب الأستاذ غالب الأستاذ ثامر:

نحن لا ننكر الخدمات التي قدمتها للمكتبة الاسماعيلية حيث قمت بنشر و تحقيق بعض المؤلفات بالرغم من أنها جاءت مشوهة مقلوبة رأسا علي عقب، و بصراحة أقول: اننا نفضل ألف ألف مرة أن تبقي تلك الآثار في طي الكتمان و الاهمال علي أن تتناولها الأيدي مبتورة. تلاعب التحقيق بنصوصها و حتي بعناوينها...) [3] .

و أعود و أعتذر لهذا النص الطويل، ولكنه من ضرورات اكتمال السياق و عرض الصورة بأبعادها، و نحن أخذنا من الأستاذ غالب ما اكتشفه في عمل الأستاذ تامر من تلاعب بالنصوص، و هي ثورة حقيق بها أمر ذو بال و أهمية. و الذي يبدو أن المحتوي و المضمون في الآثار الاسماعيلية لا يحتل أهمية بقدر ما يحتل النص و المنقول. و كان مما يناسب عصر العلم و التكنولوجيا أن يتجه نقد الأستاذ غالب الي النص ذاته و الي حقيقة هذه الخرافات و الافتراءات، و ليس الأمر مجرد آثار محفوظة و سرية مما يضن به علي الآخرين، و لا يطلع عليه الا المنتسبون الي الجماعات السرية الباطنية. و من



[ صفحه 505]



المؤسف أن يكون الفصل في تقرير أهمية النص أو صحته بأيدي المستشرقين، فيلجأ اليهم في تحديد واقعية النصوص و ربما العقائد.

و الغريب أن يكون لهذا الهفت الساقط نسخ عديدة و كثيرة. و مهما كانت المكانة التي يحتلها الكتاب، فان وجود مثل هذه النصوص أمر غير محسوم من جهة الاسماعيلية و الفرق الباطنية الأخري بدلالة ما وقع بين الأستاذين بهذا الخصوص و نحن استشهدنا بأقوال الأستاذ غالب في مؤاخذته علي الأستاذ ثامر لاظهار ما عليه الأخير من عدم التثبت و عدم الدقة، أما الناحية الأخري و هي المهمة فان لهذه النصوص وجودا و أثرا في الحياة الدينية للفرق الباطنية لأنها تتفق مع نمط العقائد و طريقة العلاقات و المراسيم، و لذلك من الصعب أن يحكم الانسان علي اغفالها من قبل الاسماعيلية أخذا بأقال الأساتذة من الاسماعيلية، و انه لمما يحز في النفس حقيقة أن تبقي عناوين الأغلفة بعباراتها، و تظل أسماء هذه الكتب بألفاظها [4] .

فالشيعي عندما يقول: مولانا الامام الصادق. يدرك ماذا وراء هذه العبارة، و يعبر عن معتقده بهذا القول، لأن الامام الصادق عليه السلام هو سادس الأئمة الأطهار وهبه الله المعرفة و الحكمة، و منحه الامام و الولاية، و اجتاز بالعقيدة الاسلامية ذلك المعترك القاتل و المحنة القاسية، فحفظ الله علي يديه تراث آل محمد، و أنقذ الله به شيعة آل محمد في نفس الوقت الذي حفظ به الاسلام و حصنه.

ان النزعات الباطنية و الميول الخفية في المعتقدات التي التقت بالاسماعيلية اعتمدت بعض الوجوه التي عليها في السير بعض الغموض، و هنا كان الاختيار، و قد وقع علي المفضل الجعفي، و قد تأثروا بالاختلاط الذي وقع في الأقوال عنه، و بما حصل من تدافع، غيرأن الأغلب و الأرجح هو تعديل المفضل و الركون اليه عندنا، و كلما قيل عنه من تحول و اختلاط في النظرة اليه و القول فيه من قبل المصنفين قد هذبه و عدله رواية علمائنا عنه كالشيخ الصدوق و الشيخ المفيد. و غلبه مدح الأئمة، مما يكشف لنا أن قادة الاتجاه الباطني يختارون ما يمكن النفاذ منه بالبناء علي الخلط و الجرح، و ما علموا أن الحقائق و العقائد السليمة يموت حولها ما يعلق من شوائب، هذا اذا كان الاختلاط في النظرة الي المفضل مقصورا علي الكتب القليلة التي خاضت



[ صفحه 506]



فيه. أما القول الحق فهو ما أخذ من حقائق سيرته و من وقائع حياته، و ينحسر ما علق بصورة المفضل من غموض اذا تجنبنا ملابسات انشقاق الاسماعيلية عن مسار الامامة، كما لا يخفي دور الزنادقة في الاساءة الي المفضل لتصديه لهم، و رده عليهم. فان بعض الروايات التي لا يركن اليها تصور المفضل بأنه وراء انحراف اسماعيل بن الامام الصادق عن أبيه، و أنه كان منقطعا اليه، يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعده. أما الزنادقة فان من آثار الامام الصادق العلمية و أجوبته الخالدة هو كتاب (التوحيد) في أجوبة الامام للمفضل بن عمر حينما سمع كلام ابن أبي العوجاء و انكاره الصانع، فناظره المفضل، ثم بادر الي الصادق عليه السلام و طلب منه أن يملي عليه ما يقوي به علي مناظرة الزنادقة، فأجابه بدلائل التوحيد و محكم البراهين علي وجود الصانع الحكيم [5] فاختار الكذابون الذين وصفوا (هفتهم) ذات الطريقة في الاملاء بمجالس، و حسبوا أنهم سيسلمون من الفضيحة أو ينجون من العقاب. و لا ننسي أن نذكر أن طبيعة الدعوة الباطنية و غموضها يساعد علي هذا الافتراء، و ذلك للانقياد الأعمي و الاستسلام التام، و اذا ما خرج بعضها الي نور الحقيقة انهارت و تبددت.


پاورقي

[1] القرامطة ص 49.

[2] تاريخ الدعوة الاسماعيلية ص 20-19.

[3] مقدمة كتاب: الهفت الشريف من فضائل مولانا جعفر الصادق عليه السلام رواه المفضل بن عمر الجعفي.

[4] الكتاب بعنوانين، أحدهما خارجي: كتاب الهفت الشريف من فضائل مولانا جعفر الصادق عليه السلام رواه المفضل بن عمر الجعفي، و داخلي: كتاب الهفت الشريف رواه المفضل الجعفي.

[5] انظر بعض هذه المجالس التي أملي فيها الامام الصادق أجوبته في المجلد الثاني / الجزء الرابع من الامام الصادق و المذاهب الأربعة.


في الزواج


- المهر لا يقدر قلة و لا كثرة، الا أن يقصر عن التقويم، كأن يقول: حبة قمح! أما الكثرة ففيها قول الله: (و آتيتم احداهن قنطارا) [1] و ان كان يكره تجاوز مهر السنة الذي أصدقه النبي زوجاته، و هو خمسمائة درهم [2] .

- و يجوز النظر الي وجه المطلوب زواجها دون استئذان، و مع الوجه الكفين، و ينظرها قائمة و ماشية. و للمرأة أن تنظر الي الرجل [3] و لا يجوز العزل عن المرأة الا باذنها [4] .

- و للمرأة - بكرا أو ثيبا - أن تزوج نفسها ممن تريد اذا بلغت رشدها و ان كان من المستحسن أن تستأذن وليها في ذلك [5] .


پاورقي

[1] النساء: 20.

[2] راجع فيما ذكره المؤلف: نهاية المرام: ج 1 ص 362، فقد استعرض أغلب آراء العلماء فيه.

[3] راجع في ذلك: ايضاح الفوائد: ج 3 ص 5، اللمعة الدمشقية: ص 160، جامع المقاصد: ج 12 ص 28 و ص 31، شرح اللمعة: ج 5 ص 97، مسالك الافهام: ج 7 ص 40.

[4] راجع: الخلاف: ج 4 ص 359، المبسوط: ج 4 ص 266، المهذب: ج 2 ص 223، شرائع الاسلام: ج 2 ص 496، المختصر النافع: ص 172.

[5] راجع: المقنعة: ص 510 - 511، الانتصار: ص 583 - 585، المهذب: ج 2 ص 193.


خلق الانسان و الطبيعة الأرضية


يري الامام الصادق عليه السلام أن جسم الانسان يتألف من نفس العناصر الموجودة في الأرض، و لكن بنسب متفاوتة، فهناك عناصر توجد في جسم الانسان بنسبة أكبر من نسبة وجودها في الأرض، و هناك عناصر أخري توجد بنسبة أقل منها، و هناك أربعة أشياء توجد في جسم الانسان بصورة أكبر من سواها، كما أن هناك ثمانية أشياء تأتي في مرحلة ثانية، و ثمانية أشياء أقل مما في القسمين الأولين.

و لا ريب أن ما قاله الامام الصادق عليه السلام عن تشريح جسم الانسان يكتب له بين المعاصرين له من المشتغلين بعلم الأحياء منزلة النبوغ، لا سيما و قد برهن التمحيص العلمي الدقيق أن نظرية الامام نظرية صحيحة.

و قد قال الصادق عليه السلام ان العناصر الموجودة في الأرض، و عددها مائة و اثنان، موجودة في جسم الانسان بدرجات متفاوتة، و ان بعضها يذهب من القلة مذهبا يحول دون تعيين مقداره و حجمه بالدقة المطلوبة.

و قد قسم الامام هذه المواد و العناصر الي ثلاثة أقسام، يتضمن القسم الأول منها العناصر الأربعة الأساسية التي يتوفر وجودها في جسم الانسان بكثرة، و هي: الأوكسجين، و الكربون، و الهيدروجين، و النتروجين.

و يتضمن القسم الثاني ثمانية عناصر توجد بنسبة أقل و هي المغنسيوم،



[ صفحه 392]



الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفوسفور، الكلور، الكبريت، الحديد.

و يتضمن القسم الثالث ثمانية عناصر هي أقلها توفرا، و توجد بجسم الانسان بمقدار ضئيل و هي: الموليبدنوم، و السلنيوم، و الفلور، و الكويلت، و المنغنيز، و اليود، و النحاس و الرصاص الخالصان.

صحيح أن الامام الصادق لم يسم هذه العناصر بأسمائها العلمية المعروفة اليوم، و لكنه استطاع تمييزها بعقله المستنير، في حين أن العلماء المحدثين لم يتسن لهم الاهتداء اليها الا بعد بحث و تحقيق علميين، و تجارب واسعة، و عمليات تشريح دقيقة، استمرت منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي، و كان لفرنسا و النمسا دور بارز ريادي في أوربا في علم التشريح.

و هكذا جاءت التجارب العلمية التي أجريت في فترة تربو علي مائة و خمسين عاما مؤكدة النظرية التي أتي بها الامام الصادق عليه السلام [1] .


پاورقي

[1] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 251 و ما بعدها بتصرف.


التصدي للانحرافات


اخترقت البنية الفكرية الاسلامية بتسرب الأفكار و الكتب الدخيلة، من قبل الثقافة اليونانية، و من الاسرائيليات، و قد دعمت الحكومات الجائرة تلك الأفكار و روجت لها، بل آوت و حضنت العلماء الذين نسوا أو تناسوا ضمائرهم و باعوا دينهم بأرخص الأثمان، فانهالوا علي المفاهيم الاسلامية، و كان الكثير من العلماء هم من الموالي و اليهود [1] الذين تذوقوا طعم



[ صفحه 176]



الاسلام، دون رشف أو عب، فاستلذوا بتلك اللقمة و استساغوها، فانحرفوا الي السلاطين متزينين بزي الاسلام، و ببزة العلماء، ليجلسوا علي مائدة قوامها غصب حقوق الآخرين و حرياتهم.

و في خضم هذا الصراع الفكري الذي عايشه الامام عليه السلام شمر عن ساعد العمل، متصديا لهذه الانحرافات التي بدأت بوفاة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و التي قواها معاوية و أتباعه، بل شيد أفكارا عدائية للاسلام حتي صارت مذهبا.

فقام الامام عليه السلام بتدمير البني المتزلزلة، و وضع الأسس الصحيحة في عرض واحد.

و من تلك الانحرافات التي تصدي لها عليه السلام.


پاورقي

[1] الحسن بن زياد اللؤلؤي، مولي الأنصار، و قد ولي القضاء في عهد العباسيين، و كان كذاب ضعيف متروك الحديث، لا يكتب حديثه، و قيل لوكيع السنة مجدبة، فقال: كيف لا تجدب و حسن اللؤلؤي قاض، و محمد بن الحسن الشيباني مولاهم، كان يرمي بالكذب، و بالارجاء...

انظر: الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 / 162.


حكم شعر الكلب و الخنزير


مذهب الامام جعفر الصادق: ان شعر الكلب و الخنزير طاهر كشعر الميتة، نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار و غيره [1] .

روي عن: الباقر و الناصر.

و روي عن: الباقر و الناصر و داود القول بطهارة شعر الخنزير [2] .

و روي عن الامام مالك: أن الكلب و الخنزير كله طاهر و الشعر من ضمنه [3] .

و الحجة لهم:

1- قوله تعالي: «أو لحم خنزير فانه رجس» [4] .

وجه الدلالة:

دلت الآية علي تحريم لحمه و التعليل بكونه رجسا لذلك و المراد



[ صفحه 83]



بالرجس هنا الحرام كما يقيده سياق الآية و المقصود منها، فانها وردت فيما يحرم أكله لا فيما هو نجس. فان الله تعالي قال «قل لآ أجد في ما أوحي الي محرما علي طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس» أي حرام.

و لا تلازم بين التحريم و النجاسة فقد يكون الشي ء حراما و هو طاهر [5] .

2- عن ابن عمر رضي الله عنه قال «كانت الكلاب تبول و تقبل و تدبر في المسجد في زمان رسول الله صلي الله عليه و سلم فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك» رواه البخاري [6] .

و من المؤكد أن هذه الكلاب كانت تترك أثرا من الشعر و غيره.


پاورقي

[1] البحر الزخار: 2 / 12، الروض النضير: 1 / 165 - 164.

[2] المصادر السابقة، الاختيار: 1 / 61.

[3] الشرح الكبير علي مختصر خليل: 1 / 58، الشرح الصغير: 1 / 43، القوانين الفقهية: 37، البدائع، 1 / 63، حاشية الدسوقي: 1 / 49، أسني المطالب: 1 / 21، كشاف القناع: 1 / 56.

[4] سورة الانعام: آية 145.

[5] السيل الجرار: 1 / 38.

[6] البخاري مع فتح الباري: 1 / 289.


في الرزق و احواله


لقد ورد في ارشاد الموحدين ما يتعلق بالرزق و بسطه و قبضه و ضمانه و غير ذلك اذ جاء قوله تعالي: (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين (58)) (الذاريات 58)، و قد ورد في الوحي القديم: يابن آدم خلقتك من تراب ثم من نطفة فلم اعي بخلقك او يعيني رغيف اسوقه اليك في حينه،

و ان الله تبارك و تعالي خلق الانسان في ثلاثة احوال من امره و اتاه رزقه و لم يكن له في واحدة منها كسب و لا حيلة، فقد رزقه في رحم امه، ثم رزقه من حليب امه، كما رزقه من كسب ابويه،



[ صفحه 251]



حتي اذا كبر و عقل و اكتسب لنفسه ضاق به امره و ظن الظنون بربه و جحد الحقوق في ماله و قتر علي عياله، مخافة اقتار رزق، و سوء يقين بالخلف من الله تعالي و تبارك.

و قد جاء قوله عزوجل: (ان ربك يبسط الرزق لمن يشآء و يقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا (30)) (الاسراء: 30). و قوله: (قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشآء و يقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون (36)) (سبأ: 36) و هذا يفيد بانه لا يملك امساك الارزاق و ادرارها الا الرزاق و الله سبحانه قسم الأرزاق بين العباد و أحصي آثارهم و أعمالهم، و عدد أنفاسهم.

و الله سبحانه يختبر عباده بالاموال و الاولاد ليتبين الساخط لرزقه، و الراضي بقسمه، و يبتلي عباده بالارزاق عند اكثارها او اقلالها، و قسمتها علي الضيق و السعة ليمتحن من اراد بميسورها و معسورها، و ليختبر بذلك الشكر و الصبر من غنيها و فقيرها.

ولله سبحانه حكمة في القبض و البسط في الرزق، و يظهر ذلك من قوله تعالي: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشآء انه بعباده خبير بصير (27)) (الشوري: 27).

و الرزق مضمون لطالبه، و قال الامام الصادق عليه السلام لمن طلب ان يدعو له ان لا يجعل رزقه علي ايدي العباد: ابي الله عليك ذلك الا ان يجعل ارزاق العباد بعضهم من بعض، ولكن ادع الله ان يجعل رزقك علي ايدي خيار خلقه، فانه من السعادة، و عنه عليه السلام: لا تدع طلب الرزق من حله فانه عون لك علي دينك، و اعقل راحلتك و توكل.



[ صفحه 252]



و جاء في ارشاد الموحدين ان علي الموحد الديان ان لا يشغل نفسه بما هو مضمون (أي الرزق) عما هو مفروض عمله (العبادات) و لا يخشي الموحد ان يفوته رزقه، او يشك في خالق السموات و الارض في سعة رزقه، سيما و انه يرزق الحمقي و البهائم، و قد قال الصادق عليه السلام: ان الله تعالي وسع ارزاق الحمقي ليعتبر العقلاء و يعلموا ان الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل و لا حيلة. و قد اوحي الله تعالي الي بعض انبيائه: اتدري لماذا رزقت الاحمق؟ قال: لا، قال: ليعلم العاقل ان طلب الرزق ليس بالاحتيال.

و علي الموحد ان لا يجاهد الطلب جهاد الغالب، و لا يتكل علي القدر اتكال المستسلم فان ابتغاء الفضل من السنة. و الاجمال في الطلب من العفة، و ليست العفة بدافعة رزقا. و لا الحرص بجالب فضلا، فان الرزق مقسوم، و استعمال الحرص استعمال المآثم.

و قد جاء عن لسان الصادق عليه السلام: انزل نفسك بمنزلة المنصف المتعفف (في طلب الرزق) ترفع نفسك عن منزلة الواهي الضعيف و تكسب ما لابد للمؤمن منه.

و علي الموحد ان يتمسك بقوله تعالي: (و من يتق الله يجعل له مخرجا (2) و يرزقه من حيث لا يحتسب) (الطلاق: 2 - 3)، و جاء عن الامام عليه السلام: ابي الله عزوجل الا ان يجعل ارزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون. و عنه عليه السلام: ان الله عزوجل جعل ارزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، و ذلك ان العبد اذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.



[ صفحه 253]



و علي الموحد ان لا يهتم برزقه اهتماما بنسبة ما يتوجب عليه تجاه خالقه، و لا يهتم برزق غد فان كل غد يأتي برزقه. و قال الامام عليه السلام: من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة.

و علي الموحد ان لا يستبطي ء الرزق، و لا يتهم الله في قضائه. و قال الامام عليه السلام: اذا استبطأت الرزق فاكثر من الاستغفار فان الله عزوجل قال في كتابه: (استغفروا ربكم انه كان غفارا (10) يرسل السمآء عليكم مدرارا (11) و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات) يعني في الآخرة. (نوح: 10 - 12)

و قال الامام عليه السلام ان الله قسم الارزاق بين عباده، و افضل فضلا كبيرا لم يقسمه بين احد قال الله (و سئلوا الله من فضله) (النساء: 32).

و علي الموحد الاديب و العاقل اللبيب ان يرضي بما قسمه الله من الرزق كثيرا ام قليلا، و قد قال الامام الصادق عليه السلام: من رضي من الله باليسير من المعاش، رضي الله منه باليسير من العمل.

و عنه عليه السلام: مكتوب في التوراة... من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته و زكت مكسبته، و خرج من حد الفجور.

و قد اوحي الله تعالي الي عزيز عليه السلام: اذا اتيت رزقا مني فلا تنظر الي قلته ولكن انظر الي من اهداه.

و ليعلم الموحد ان حسن الخلق يزيد في الرزق، و ان في



[ صفحه 254]



سعة الاخلاق كنوز الارزاق، و ان العسر يفسد الاخلاق، و التسهل يدر الارزاق. و قال الامام الصادق عليه السلام: من حسن بره اهل بيته زيد في رزقه.

كما يجب علي الموحد ان يتجنب ارتكاب الذنوب لانها تزوي عن المذنب الرزق، و ان يتجنب الحرام، و قد قال الامام عليه السلام: كثرة السحت يمحق الرزق.

و علي المؤمن ان يجاهد في طلب الحلال، و الكاد علي عياله كالمجاهد في سبيل الله، و عن الامام عليه السلام: لا خير فيمن لا يحب جمع المال من الحلال فيكف به وجهه، و يقضي به دينه. و عنه عليه السلام: من طلب الدنيا استغناء عن الناس و تعطفا علي الجار لقي الله وجهه كالقمر ليلة البدر. و طلب الحلال فريضة علي كل موحد و موحدة و قال الامام عليه السلام: اكرم ما يكون العبد الي الله ان يطلب درهما فلا يقدر عليه.

و قد نهي ائمة مذهب التوحيد عن الاتكال و تضييع العيال عملا بقول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: ملعون ملعون من ضيع من يعول. و قال الامام الصادق عليه السلام: كفي بالمرء اثما ان يضيع من يعول.


الجزري


38. و قال الجزري (م 923): «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبدالله الصادق المدني، أحد الأعلام، حدث عن أبيه و جده و أبي أمه القاسم بن محمد و عروة، و عنه خلق لا يحصون، فمنهم ابنا موسي و شعبة و السفيانان...» [1] .


پاورقي

[1] الخلاصة: 76؛ علي ما في الامام الصادق عليه السلام و المذاهب الأربعة 61:1؛ موسوعة الامام الصادق عليه السلام 31:2.


نفي التجسيم


لعل شبهة التجسيم جاءت من قبل بعض الزنادقة فدخلت في بعض معتقدات أهل الآراء و المذاهب من المسلمين، الذين يجمدون في الدين علي الظواهر، فان أهل الزندقة لما خابوا في الدعوة الي التعطيل و الالحاد أفلحوا في دس هذه الشبهة، لأنا نجد الكلام عنها كثيرا في ذلك العصر، و نقرأ الكثير عنها في الأسئلة التي توجه الي الامام، فمن ذلك قوله في الجواب عن هذه الشبهة:

ان الجسم محدود متناه، و الصورة محدودة متناهية، فاذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان، و اذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا.



[ صفحه 171]



قال السائل: فما أقول؟ قال عليه السلام: لا جسم و لا صورة و هو مجسم الأجسام، و مصور الصور، لم يتجزأ و لم يتناه، و لم يتزايد و لم يتناقص، لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق، و لا بين المنشي ء و المنشأ، لكن هو المنشي ء فرق بين جسمه و صوره و أنشأه، اذ لا يشبهه شي ء و لا يشبه هو شيئا. [1] .

أقول: كاد أن يسيل هذا البيان رقة و لطفا مع قوة الحجة و متانة التركيب و قد أغني بوضوحه عن ايضاحه.

و قال مرة اخري: فمن زعم أن الله في شي ء أو علي شي ء أو يحول من شي ء الي شي ء أو يخلو منه شي ء او يشتغل به شي ء فقد وصفه بصفة المخلوقين و الله خالق كل شي ء لا يقاس بالقياس، و لا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان، قريب في بعده بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا اله غيره. [2] .

أقول: ما أبدع هذا الوصف منه عليه السلام، و أدق معني قوله «قريب في بعده بعيد في قربه» و يحتاج ادراكه الي لطف فريحة و فطرة ثانية.

و ما اكثر ما جاء عنه عليه السلام في هذا المعني و نجتزي عنه بهذا القدر. و مما يجب أن يعلم أن نفي الجسم و الصورة عنه - تقدست ذاته - مما يقتضيه حكم العقل، و قد استوفت البيان عنه كتب الكلام، و أن النبي و أهل بيته عليهم السلام جميعا أجمعوا علي هذا التنزيه ارشادا الي حكم العقل، و ما اكثر ما جاء عن سيد الرسل صلي الله عليه و آله من البيان عن هذا التنزيه، و من التأويل لما جاء ظاهرا في التجسيم من التنزيل، أمثال قوله تعالي: «علي العرش



[ صفحه 172]



استوي» و قوله «يدالله فوق أيديهم» و قوله: «فثم وجه الله» و غيرها، و لولا أن نخرج عن الصدد لوافيناك ببعض كلامه، بيد أننا نذكر كلمة واحدة فحسب و هو ما يروي عن ابن عباس، قال: قدم يهودي علي رسول الله صلي الله عليه و آله يقال له نعثل فقال:يا محمد اني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري مند حين، فان أنت أجبتني عنها أسلمت علي يدك، قال: سل يا أباعمارة، فقال: يا محمد صف لي ربك، فقال صلي الله عليه و آله: ان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه، و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، و الأوهام أن تناله، و الخطرات أن تحده، و الأبصار عن الاحاطة به جل عما يصفه الواصفون، نأي في قربه، و قرب في نأيه، كيف الكيفية فلا يقال له كيف، و أين الأين فلا يقال له أين، فهو الأحد الصمد، كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد.

قال: صدقت يا محمد، أخبرني عن قولك: أنه واحد لا شبيه له، أليس الله واحدا و الانسان واحدا، فوحدانيته شبهت وحدانية الانسان، فقال صلي الله عليه و آله: الله واحد واحدي المعني، و الانسان ثنوي المعني، جسم و عرض و بدن و روح، فانما التشبيه في المعاني لاغير، قال: صدقت يا محمد. [3] .

أقول: فهذه الكلمة من الرسول صلي الله عليه و آله صريحة في تنزيهه تعالي عما يشابه الخليقة في الذات و الصفات، و القرآن ينادي بفصيحه في ذلك التنزية بأمثال قوله تعالي: «لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار» [4] فليت شعري أما يكفي في تأويل هاتيك الآيات الظاهرة مثل هذه الآيات الصريحة،



[ صفحه 173]



و مثل كلام الرسول السالف، و مثل ما جاء عنه و عن آله في تفسير تلك الظواهر، و من ورائها جميعا حكم العقل بنزاهته تعالي عن مشابهة الحوادث و مجانسة الممكنات.

و لا أدري كيف نفث ذلك السحر فأعمي بعض الأبصار و البصائر، فجعل ناسا من الأوائل يخبطون خبط عشواء في التوحيد؟


پاورقي

[1] الكافي: باب النهي عن الجسم و الصورة، و توحيد الصدوق: باب أنه ليس بجسم و لا صورة.

[2] بحارالأنوار: 3 / 287 / 2.

[3] بحارالأنوار: 3 / 303 / 40.

[4] الأنعام: 103.


عند الموت


و لما كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كل من بينه و بينهم قرابة، و بعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطبا لهم: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة. [1] .

و هذا يدلنا علي عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة، فلم تشغل امامنا عليه السلام ساعة الموت عن هذه الوصية، و ما ذاك الا لأنه الامام الذي يهمه أمر الامة و ارشادها الي الصلاح حتي آخر نفس من حياته، و كانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت اليه.

و أحسب انما خص أقرباءه بهذه الوصية، لأن الناس ترتقب منهم الاصلاح و الارشاد فيكون تبليغ هذه الوصية علي ألسنتهم أنفذ، و لأنهم عترة الرسول فعسي أن يتوهموا أن قربهم من النبي وسيلة للشفاعة بهم و ان تسامحوا في بعض أحكام الشريعة، فأراد الصادق أن يلفتهم الي أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا



[ صفحه 103]



قائمين بفرائض الله.

و كانت زوجته ام حميدة [2] تعجب من تلك الحال و أن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه الوصية، فكانت تبكي اذا تذكرت حالته تلك. [3] .

و أمر أيضا و هو بتلك الحال لكل واحد من ذوي رحمه بصلة، و للحسن الأفطس [4] بسبعين دينارا، فقالت له مولاته سالمة: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال: تريدين ألا أكون من الذين قال الله عزوجل فيهم: «و الذين يصلون ما أمرالله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» [5] نعم يا سالمة ان الله خلق الجنة فطيب ريحها، و ان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم. [6] .

و هذا أيضا يرشدنا الي أهمية صلة الأرحام بعد الصلاة و قد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.

و ما اكتفي عليه السلام بصلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل من هم بقتله، تلك الأخلاق النبوية العالية.


پاورقي

[1] بحارالأنوار: 47 / 2 / 5، محاسن البرقي: 1 / 80.

[2] هي ام الكاظم عليه السلام.

[3] محاسن البرقي: 1 / 80 / 6.

[4] أشرنا الي شي ء من حاله في تعليقة ج1 229.

[5] الرعد: 21.

[6] المناقب، 4 / 273، و الغيبة للشيخ الطوسي: 128.


جلده و صبره


لقد كان أبوعبدالله الصادق ذا جلد و صبر و قوة نفس ، و ضبط لها ، و ان الصابرين هم الذين يعلون علي الأحداث ، و لا يزعجهم اضطراب الامور عليهم و نيلهم بالأذي ، و كان الامام الصادق صبورا قادرا علي العمل المستمر الذي لا ينقطع ، فقد كان في دراسة دائمة .

و كان مع ذلك الصبر و ضبط النفس عبدا شكورا ، و أنا أري أن الصبر و الشكر معنيان متلاقيان في نفس المؤمن القوي الايمان ، فمن شكر النعمة فهو الصابر عند نزول البلاء ، بل ان شكر النعمة يحتاج الي صبر ، و الصبر في البلاء لا يتحقق الا من قلب شاكر يذكر النعمة في وقت النقمة ، و الصبر في أدق معناه لا يكون الا كذلك ، اذ الصبر الحقيقي يتقضي الرضا ، و هو الصبر الجميل .

و لقد كان أبوعبدالله صابرا شاكرا خاشعا قانتا عابدا ، صبر في الشدائد ،



[ صفحه 128]



وصبر في فراق الأحبة ، و صبر في فقد الولد ، مات بين يديه ولد له صغير من غصة اعترته فبكي و تذكر النعمة في هذا الوقت ، و قال:لئن أخذت لقد أبقيت ، و لئن ابتليت فقد عافيت .

ثم حمله الي النساء ، فصرخن حين رأينه ، فأقسم عليهن ألا يصرخن ، ثم أخرجه الي الدفن و هو يقول:سبحان من يقبض أولادنا و لا نزداد له الا حبا . و يقول بعد أن واراه التراب:ان قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب فيعطينا ، فاذا أنزل ما نكره في من نحب رضينا .

و ها أنت ذا تري أنه رضي الله عنه يذكر عطاء الله فيما أنعم ، في وقت نزول ما يكره ، و ذلك هو الشكر الكامل مع الصبر الكامل .

و ان الصبر مع التململ لا يعد صبرا ، انما هو الضجر ، و الضجر و الصبر متضادان ، و انا نقول بحق ان أوضح الرجال الذين يلتقي فيهم الصبر مع الشكر ، هو الامام الصادق .


موقف الامام من ثورة محمد ذي النفس الزكية


كانت ثورة محمد بن عبدالله بن الحسن احدي الأحداث الخطيرة التي عاصرها الامام الصادق عليه السلام، و التي قامت في وجه المنصور بعد أخيه أبي العباس السفاح. [1] و لقد جهد المنصور في القبض علي محمد بن عبدالله



[ صفحه 180]



و علي أخيه ابراهيم، فلما أعيته الحلية أخذ ينكل بالعلويين، و حملهم الي الكوفة و حبسهم في سراديب تحت الأرض حتي مات أكثرهم [2] .

و أعلن محمد ثورته في المدينة سنة 145 ه فاستقطبت أكبر عدد من رجالات العلويين، و حظيت بتأييد واسع من فقهاء المسلمين، حتي أن الامام مالك بن أنس أفتي لأهل المدينة بالخروج معه و خلع بيعة المنصور لأنها بيعة اكراه، و ليس علي مكره يمين [3] .

أما الامام الصادق عليه السلام فقد رفض أن يعطي البيعة لمحمد بن عبدالله، لأنه قام بثورته علي أساس أنه صاحب الحق، و دعا الناس الي نفسه. [4] مع أن بني الحسن كانوا يعرفون أن الامام الصادق عليه السلام كان صاحب الحق [5] فمبايعة الامام له تصطدم مع أحقيته في الخلافة دون غيره من سائر الناس، و لقد حاول عبدالله أن يستميل الامام الصادق عليه السلام الي ولده لما للامام من مركز علمي و اجتماعي، و لتقدمه بالفضل علي غيره فقال له: قد علمت - جعلت فداك - أن السن لي عليك، و أن في قومك من هو أسن منك، و لكن الله قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك، و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك، و أعلم أنك ان أجبتني



[ صفحه 181]



لم يتخلف عني أحد من أصحابك، و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم. فقال له الامام: «انك تجد غيري أطوع لك مني، و لا حاجة لك في، فو الله انك لتعلم أني اريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها، و اريد الحج فما ادركه الا بعد كد و تعب و مشقة علي نفسي، فاطلب غيري و سله ذلك، و لا تعلمهم انك جئتني». فقال عبدالله: ان الناس مادون أعناقهم اليك، و ان أجنبتني لم يتخلف عني أحد، و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها [6] .

و تذهب جهود عبدالله بن الحسن سدي في محاولة اقناع الامام الصادق عليه السلام بأخذ البيعة لولده محمد. فلقد نصحه الامام يعدم التعرض هذا الأمر، و حذره مغبته، بل و أكثر من ذلك أظهر له حبه و عطفه و صدق نيته تجاهه «يا ابن عم: اني اعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه. و اني خائف عليك أن يكسبك شرا». فيقول له عبدالله: بل يغني الله عنك، و لتعودن أو ليفي الله بك و بغيرك، و ما أردت بهذا الا امتناع غيرك، و أن تكون ذريعتهم الي ذلك. فقال الامام: «الله يعلم ما اريد الا نصحك و رشدك و ما علي الا الجهد» [7] .

و هناك من يذهب الي القول بأن امتناع الامام الصادق عن تأييد محمد لأن ثورته فتنة، و الامام لا يؤيد الفتن، مستندا الي قول الامام الصادق عليه السلام: «انها فتنة يقتل فيها محمد عند بيت رومي، و يقتل أخوه بالعراق و حوافر فرسه في الماء» [8] .

و لما لم يفلح محمد بن عبدالله في احراز تأييد الامام و بيعته، تعرض الامام



[ صفحه 182]



الصادق عليه السلام لأقسي مواجهة من بني عمه حتي جي ء به و اوقف بين يدي محمد، فقال له عيسي بن زيد: اسلم تسلم. فقال الامام: «أحدثت نبوة بعد محمد صلي الله عليه و آله سلم؟» فقاله له محمد: لا، و لكن بايع تأمن علي نفسك و مالك و ولدك، و لا تكلفن حربا. فكان جواب الامام له الرفض و عدم التأييد. فقال له: و الله لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك. فلما أبي عليه و رفض مبايعته أمر به الي السجن [9] مع أن الامام الصادق عليه السلام كان يشفق عليه و يرق له لأنه يدعي أمرا ليس له [10] .

ان موقف الامام الصادق عليه السلام ازاء الثورات العلوية كان يختلف باختلاف المضمون الذي تتحرك علي أساسه، و حين لا يصطدم ذلك المضون مع مبدأ انحصار الامامة و الخلافة بالائمة من أهل البيت عليهم السلام، و الذي يمثل وجهة نظر الامام باعتباره أحدهم، لا يكون أي تناقض في المواقف. كما هو الحال بالنسبة لثورة عمه زيد بن علي. أما حين يصطدم مضمون الثورة مع المبدأ المذكور، فلا مناص من تناقض المواقف و اصطدامها، كما هو الحال بالنسبة لثورة محمد و أخيه ابراهيم [11] .

و رغم تناقض الموقف تجاه الثورة ما بين الامام الصادق و بني الحسن، الا أن الكارثة التي المت ببني الحسن أخذت من الامام مأخذا عظيما، فامتلأ قلبه بالحزن و الأسي و فاضت عيناه و جرت دموعه علي لحيته و هو ينظر الي بني الحسن بعد أن قبض عليم المنصور و سيرهم من المدينة قال: «... و الله لا تحفظ لله حرمة



[ صفحه 183]



بعد هذا [12] ، و الله ما وفت الأنصار و لا أبناء الأنصار لرسول الله بما أعطوه من البيعة علي العقبة» [13] .

و مما يدل علي أن الجماعة المحمولين كانوا معذورين و مظلومين عند الامام الصادق عليه السلام هو بكاؤه عليهم حتي علا صوته عندما اتصل به خبر مصارعهم [14] .

و بالرغم من عدم رضا الامام الصادق عليه السلام عن ثورة محمد و أخيه، الا أنه سمع لابنيه موسي و عبدالله بالانضمام للثورة، و ارجعهما بعد أن أعفاهما محمد بن عبدالله و قال لهما: «ارجعا فما كنت أبخل بنفسي و بكما عنه» [15] .

ان هذه المواقف تدل علي أن الامام الصادق عليه السلام لم يمتنع عن نصرة محمد لرفضه الثورة، بل لأنه يراه غير كف ء، أو علي الأقل يوجد من هو أكفأ منه.


پاورقي

[1] تأريخ الطبري: 471.

[2] تأريخ الطبري7 : 549 - 517. و ابن الأثير؛ الكامل في التأريخ5 : 146 - 142.

[3] تأريخ الطبري7 : 560. و الاصفهاني؛ مقاتل الطالبيين: 249. و الدينوري؛ الأخبار الطوال: 381. و المقدسي؛ البدء والتأريخ6 : 85.

[4] تأريخ الطبري 7 : 558. و الكليني؛ أصول الكافي 1 : 362. و الذهبي؛ دول الاسلام: 87. المجلسي؛ بحارالأنوار 11 : 283.

[5] الكليني؛ اصول الكافي 1 : 306 - 305.

[6] الكليني؛ اصول الكافي 1 : 359. و المجلسي؛ بحارالأنوار11 : 280.

[7] الكليني؛ اصول الكافي 1 : 359 و 360. و المجلسي؛ بحار الأنوار 11 : 282 - 280.

[8] تأريخ الطبري 7 : 600 و 601. و محمد أبوزهرة؛ الامام الصادق: 25.

[9] الكليني؛ اصول الكافي1 : 363.

[10] الكليني؛ روضة الكافي: 323. و المجلسي؛ بحارالأنوار11 : 272.

[11] محمد جواد فضل الله؛ الامام الصادق: 231.

[12] تأريخ الطبري 7 : 540. و المسعودي؛ مروج الذهب 3 : 299.

[13] الاصفهاني: مقاتل الطالبيين: 196. و الصدوق؛ عيون أخبار الرضا 1 : 111. المجلسي؛ بحارالأنوار11 : 305.

[14] المجلسي؛ بحارالأنوار11 : 302 - 299.

[15] الاصفهاني، مقاتل الطالبيين: 223.


دعاؤه عند رؤية هلال رمضان


كان الامام الصادق عليه السلام، إذا رأي هلال رمضان، فرح واستبشر، ودعا الله تعالي بهذا الدعاء:

«اللهم أهله علينا بالامن والايمان، والسلامة والاسلام، والمسارعة إلي ما تحب، وترضي، اللهم بارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا خيره وعونه، واصرف عنا ضره وشره وبلاءه وفتنته..» [1] .



[ صفحه 120]



لقد طلب الامام عليه السلام، أجل وأثمن ما في هذه الحياة، فقد طلب من الله الامن والايمان، والسلامة، والاسلام والمسارعة إلي ما يحبه تعالي ويرضاه، وهذه الامور أسمي متطلبات الحياة عند الاولياء.


پاورقي

[1] الاقبال (ص 18).


خاتمة


الصادق لم يكن بعيدا عن المذاهب الكلامية المتصارعة قبل عصره و في عصره كتيار يؤثر فيما حوله، و بعد عصره في آرائه و تراثه الذي أثر فيما بعده و احتفظ بمكانته و اصالته. عبر قرون عديدة.

و قد ناقش في المسائل الميتافيزيقية في حجابه مع الزنادقة و غيرهم معتمدا علي العقل و استنباطه، و كان القرآن رائده في كل المعارف، و قد ربط بين العلوم العقلية و الدينية في تراثه العقلي.

و لا غرابة في ذلك حيث يلاحظ بعد عصر الصادق بتسعة قرون أن «باسكال» العالم الفرنسي الرياضي، و الفيلسوف الديني، كان رجل دين و علم معا، و لا تعارض بين عقليته العلمية و الدينية أبدا...



[ صفحه 105]




ابراهيم بن زياد (الخزاز)


أبو أيوب إبراهيم بن زياد، وقيل عثمان، وقيل عيسي الخزاز، الكوفي، وقيل الكرخي. تأتي ترجمته في أبي أيوب إبراهيم بن عيسي الخزاز، رقم 72.


سعد بن يزيد الفزاري


سعد بن يزيد الفزاري بالولاء، الكوفي، الجعفري، وقيل الجفري، وقيل

الخفري. إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 203. تنقيح المقال 2: 22. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 94. جامع الرواة 1: 357. مجمع الرجال 3: 110. أعيان الشيعة 7: 231. منهج المقال 160.


محمد بن إبراهيم الخياط


محمد بن إبراهيم الخياط، وقيل الحناط، الكوفي.

إمامي صحب الإمام الباقر عليه السلام أيضا.

المراجع:

رجال الطوسي 280. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 56. خاتمة المستدرك 839



[ صفحه 23]



وفيه الخياطي بدل الخياط. معجم رجال الحديث 14: 226. نقد الرجال 282. جامع الرواة 2: 44. مجمع الرجال 5: 98. منهج المقال 273.


اهل بيت و علم كلام


مقصود از علم كلام علمي است كه درباره ي وجود ذات مقدس پروردگار و يگانگي و صفات او و نبوت پيامبران و امامت ائمه عليهم السلام و معاد سخن مي گويد و بر اساس ادله ي عقليه و منطق صحيح و منابع اصيل اسلامي و معادن علوم الهي تأسيس گرديده است و مقصود



[ صفحه 168]



از علوم عقليه، هرگز علم جدل نيست، زيرا علم جدل موجب تحير بسياري از مردم گرديده و منشأ آن افكار بشري است كه برخاسته از نفسيات و حب و بغض ها است و پايه ي محكمي ندارد.

در روايات نيز اگر مذمت و نكوهشي نسبت به متكلمين ديده مي شود مربوط به كساني است كه علم جدل را براي غلبه بر ديگران فرا مي گيرند و از چشمه هاي علوم واقعي بهره مند نگرديده و اعتنايي به لوازم فاسد افكار خويش ندارند.

اما كساني كه دانش خود را از منبع صحيح گرفته و بر اساس اصول متين و پايه هاي محكم استوار نموده و راه تعقل را از بيان اولياي خدا آموخته اند هرگز در امور عقلاني لغزش پيدا نمي كنند.

نخستين كسي كه با ادله ي عقليه و آثار محسوسه استدلال بر وجوب ذات مقدس پروردگار و لوازم آن نموده شخص اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام است؛ به گونه اي كه بعضي از افراد بي اطلاع و يا مغرض در سخنان آن حضرت تشكيك نموده و گفته اند: دانشي كه از اين اصول عقلاني به دست مي آيد معروف و معهود نيست. به گويندگان اين سخن جاهلان بايد گفت: اگر شما باور نكرده ايد كه دانش اميرالمؤمنين عليه السلام الهامي و از ناحيه ي خداوند است سخن رسول خدا صلي الله عليه و آله را كه فرمود: «أنا مدينة العلم و علي بابها» انكار مي نماييد!

اكنون مي گوييم دانش فرزندان آن حضرت، يعني امامان معصوم بعد از او نيز همين گونه است. آنان نيز از همان علوم الهيه درباره ي وجود ذات مقدس الهي و اعتقادات ديگر از راه تعقل مردم را آگاه نموده و فرموده اند: چگونه امكان دارد مردم خدايي را پرستش نمايند كه او را نشناخته باشند و يا از پيامبري اطاعت كنند كه نسبت به او نادان باشند و يا از امامي پيروي نمايند كه معرفت به او پيدا نكرده اند؟ بنابراين معرفت و شناخت مقدم بر هر دانش و افضل از هر علمي است. از اين رو، امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «بهترين عبادت شناخت ذات مقدس الهي است.» [1] .



[ صفحه 169]



آشكار است كه نقل در اين قواعد و اصول عقليه راه ندارد؛ چرا كه ارباب عقول مي دانند كه تقليد در مسايل عقليه صحيح نيست. آري. ممكن است دليلي نقلي نيز در يك استدلال عقلي وارد شود، لكن آن نيز راهنمايي است به حكم عقل و فطرت. براي مثال خداوند در قرآن مي فرمايد: (أفي الله شك فاطر السموات و الأرض) [2] امثال اين آيه در قرآن فراوان به چشم مي خورد. و اين روشن است كه آيه فوق كسي را به اعتقاد به وجود ذات مقدس الهي مكلف نمي كند، بلكه عقل انساني را آگاه مي سازد كه از مشاهده ي اثر به مؤثر و خالق پي ببرد.

بنابراين اگر از ناحيه ي پيامبر خدا صلي الله عليه و آله و امامان بعد از او سخناني در مورد اصول عقليه رسيده باشد ارشاد و تقويت حكم عقل است و در حقيقت آنان راهنماي مردم و تقويت كننده ي اصول عقلاني بوده و عقل را راهنما و پايه ي تفكر انسان مي دانسته اند.

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «العقل دليل المؤمن» [3] ؛ يعني: «عقل راهنماي مؤمن است» و يا مي فرمايد: «دعامة المؤمن العقل» [4] ؛ يعني: «اساس تفكر مؤمن عقل اوست.» و يا مي فرمايد: «لا يفلح من لا يعقل»؛ [5] يعني: «كسي كه از عقل خود استفاده نمي كند رستگار نخواهد شد.»

اگر كسي سخنان امام كاظم عليه السلام را به هشام بن حكم درباره ي عقل و عقلا مطالعه كند شأن عقل و عقلا و استفاده ي از نور عقل را مي يابد. [6] .

استدلال به مسائل عقلاني در سخنان معصومين عليهم السلام فراوان به چشم مي خورد. از اميرالمؤمنين عليه السلام در «نهج البلاغه» سخنان فراواني نقل شده كه به مسايل عقلاني تكيه نموده و عقول مردم و دانشمندان را متحير نموده است. در كتب حديث و كلام نيز اين گونه استدلال هاي عقلي فراوان ديده مي شود. براي نمونه مي توان به كتاب «احتجاج» طبرسي و «اصول كافي» و «توحيد» صدوق و جلد اول و دوم «بحارالانوار» و مجلدات ديگري كه



[ صفحه 170]



در احوالات يكايك ائمه عليهم السلام نوشته شده و سخنان آن بزرگواران در آنها نقل گرديده و كتب ديگر حديث اشاره نمود و ما در اين جا بخش هايي از سخنان امام صادق عليه السلام را كه در مسايل عقلاني و ارشاد عقول مردم آمده مطرح مي نماييم.


پاورقي

[1] بحارالانوار ج 15 / 212.

[2] ابراهيم / 10.

[3] كافي ج 1 / 13.

[4] بغية الباحث، ص 257.

[5] كافي ج 1 / 26.

[6] كافي ج 1 / 13.


شهادت امام صادق


شهادت امام صادق عليه السلام [بنابر قول مشهور] در 25 شوال و بنا به گفته ي عده اي در 15 رجب واقع شده است. و - چنان كه گذشت - شيعه و سني به اتفاق شهادت آن حضرت را در سال 148 (ه ق) دانسته اند. مورخين شيعه نيز معتقدند كه شهادت آن حضرت با



[ صفحه 414]



توطئه منصور دوانيقي و به وسيله ي سم، توسط عامل او در مدينه انجام گرفته است.

مرحوم كفعمي در كتاب «مصباح» گفته است: والي منصور، سمي را در انگور قرار داد و آن حضرت را به شهادت رساند. در بين اهل سنت نيز نويسندگان كتاب هاي «اسعاف الراغبين» و «نورالابصار» و «تذكره الخواص» و «الصواعق المحرقه» و ديگر نويسندگان، شهادت آن حضرت را به وسيله سم دانسته اند.