«كوه از خوابي سنگين پر بود.

دير مي گذشت.

خوابش بخار شد.» [1] .

در جست و جوي نشانه يي بودم؛ نشاني از آن بي نشان، كه كوه ها فريادش مي كردند و چشم هايش به باران مي مانست. مثل كوه ها، تنها بوديم؛ ميان مكه و مدينه. با خود مي گفتم:

«در دلم آنچه نهان است، بگويم، يا نه؟»

كمي مي ترسيدم، اما سرانجام پرسيدم:

- نشانه ي «امامت» چيست؟

بي درنگ فرمود:

- همين كوه، فرمانبردارش شود!

به انگشتش نگاه كردم. كوه، به ما نزديك مي شد! [2] .

و من كلام له: يعاتب به العلماء الذين تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أعرضوا عن توجيه الناس و انذارهم
لاحملن ذنوب سفهائكم الي علمائكم... الي ان قال عليه السلام: ما يمنعكم اذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به الاذي ان تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه [1] و تقولوا له قولا بليغا. فقيل له: جعلت فداك اذا لا يقبلون منا؟ قال: اهجروهم و اجتنبوا مجالسهم.

شيخ صدوق (ره)، و ديگران، نقل كرده اند كه عبدالعظيم رحمه الله، گفت: خدمت حضرت امام علي النقي (ع) وارد شدم، همين كه حضرت مرا ديد، فرمود: مرحبا به تواي ابوالقاسم! (انت ولينا حقا) تو دوست ما هستي حقا. گفتم: يا ابن رسول الله، مي خواهم دين خود را در خدمت شما عرضه بدارم، چنانچه اعتقادات من مورد رضايت خداست، بر همان ثابت باشم تا مرگ مرا دريابد. فرمود: بگو. عرض كردم:

من معتقدم كه خداوند تبارك و تعالي يكي است و مانند او چيزي نيست، يك نوع اعتقادي كه ذات اقدسش را از دو حد ابطال و تشبيه خارج نمايد. و اينكه نه جسم است، و



[ صفحه 149]



نه صورت [1] ، و نه عرض [2] ، و نه جوهر [3] ، بلكه او به وجود آورنده اجسام و تشكيل دهنده صورت ها و خالق اعراض و جواهر است و پرورش دهنده هر چيز و مالك و موجد او است.

و متعقدم بر اينكه حضرت محمد (ص) بنده و پيغمبر اوست. و خاتم پيامبران است، و تا روز قيامت پيغمبري بعد از او نيست؛ و شريعت او ختم كننده جميع اديان و شرايع است، و شريعتي، تا روز قيامت، بعد از آن نيست. و امام و جانشين و ولي امر بعد از او، اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب (ع) است. پس از او امام حسن (ع)، و بعد از او، امام حسين (ع)، و بعد از او، علي بن الحسن بن الحسين زين العابدين (ع)، و پس از آن جناب، امام باقر (ع)، و پس از ايشان، حضرت صادق (ع)، و بعد از آن بزرگوار، حضرت موسي بن جعفر (ع)، و بعد از ايشان، حضرت علي بن موسي الرضا (ع)، و بعد از آن جناب، حضرت محمد بن علي، جواد الائمه (ع)، و بعد از ايشان شما هستيد.

آن گاه حضرت فرمود: بعد از من، فرزندم حسن بن علي (امام عسگري) است. سپس فرمود: چگونه است حال مردم بعد از فرزندم، در زمان جانشين او. عرض كردم: براي چه، يا ابن رسول الله؟ فرمود: زيرا و ديده نمي شود، و حرام است بردن نامش تا اينكه ظهور نمايد، و دنيا را پر از عدل و داد كند، بعد از آن كه پر از ظلم و جور شده باشد.

گفتم: به امامت آنان هم اقرار مي كنم؛ و معتقدم كه دوست شما، دوست خداست و دشمن شما، دشمن خداست و پيروي شما، پيروي خداست و مخالفت شما، مخالفت خداست. و نيز مي گويم: معراج (سير حضرت رسول در يك شب به آسمان ها)، و سؤال در قبر، و بهشت و جهنم و صراط (راهي كه مشرف بر جهنم است)، و ميزان (وسيله سنجش اعمال مردم) حق است، و واقعيت دارد. و روز قيامت خواهد آمد، و هيچ شكي در آن نيست، و خداوند بر مي انگيزاند هر كه در قبرهاست.

و اعتقاد دارم كه امور واجب و لازم، بعد از ولايت شما خاندان، نماز، روزه، زكات، حج، جهاد، امر به معروف و نهي از منكر است.

در اين موقع حضرت فرمود: اي ابوالقاسم! هذا و الله دين الله الذي ارتضاه لعباده



[ صفحه 150]



فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا و الاخرة» - به خدا قسم، اين است همان ديني كه خداوند خواسته است از براي بندگان خود، بر اين اعتقاد ثابت باش، خداوند تو را، به گفتار استوار و محكم، در دنيا و آخرت باقي بدارد. [4] .

1 ـ جاء في صحيح الترمذي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) أنه قال لمعاوية: اللّهم



[ صفحه 92]



إجعله هادياً مهدياً واهدبه [1] .

2 ـ وعن عمير بن سعيد قال: لا تذكروا معاوية إلاّ بخير فإني سمعت رسول الله يقول: اللّهم أهدبه؟ [2] .

3 ـ وروي أحمد وأبو داود والبغوي والطبراني وغيرهم أن النبيّ قال: «عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، إن الله قد توكل بالشام وأهله [3] .

4 ـ وعن كعب الأحبار: أن النبيّ قال: أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم ممّن عصاه [4] .

5 ـ روي عن النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «وصاحب سري معاوية بن أبي سفيان» [5] .

6 ـ وقيل إنّ ابن أبي العوجاء (وهو أحد الزنادقة) لما اُخذ لتضرب عنقه قال: وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، اُحرّم فيها الحلال وأحلّ الحرام [6] .

ان المعلمين و المدرسين و الأساتذة الذين يدرسون في المدارس و الكليات لا يهتمون - علي الأكثر - الا بتدريس المواد التي كلفوا بتدريسها، كالعلوم و الرياضيات، و التاريخ و الجغرافيا و الكيمياء و الفيزياء و أمثال ذلك، و لا يهتمون بالنواحي المعنوية و تزكية النفوس، و بث روح الأخلاق و الفضيلة في الطلاب.

و انما يقوم بهذه الامور الرجال الالهيون، الذي يؤمنون بالله و باليوم الآخر، و يعملون لله، و طلبا لمرضاته، لا للراتب، و لا اسقاطا للتكليف، و لا رئاء و لا سمعة.

و من الواضح أن المربي يجب أن يكون عارفا باصول التربية و فنونها، و ان يكون له المام كبير بعلم النفس، و البلاغة، حتي يورد الكلام بما يقتضي الحال، فتكون النتيجة قطعية و مضمونة اذا كانت النفس مستعدة للقبول، و اذا لم يكن هناك مانع نفسي كالعناد و الجحود و أمثال ذلك من موجبات الضلالة و الانحراف.

بعد هذه المقدمة الوجيزة نقول:



[ صفحه 98]



ان الامام الصادق (عليه السلام) كان يري أن من وظائف الامام الشرعية هي تربية المجتمع البشري بصورة عامة، و المجتمع الاسلامي بصورة خاصة، و المجتمع الشيعي بصورة أخص.

فاذا كان الامام لا يجد آذانا صاغية واعية الا عند شيعته - المعتقدين بامامته المحسوبين عليه بسبب انتمائهم اليه - فان ذلك كان يدفعه الي تضاعف الاهتمام بأداء الواجب الديني و الأخلاقي المقدس الملقي علي عاتقه، تجاه الخط الموالي له، المتجارب معه.

و كما لا يخفي ان التدريس قد يكون علميا و قد يكون عمليا، و بعبارة اخري: قد يكون التعليم باللسان و البيان، و قد يكون بتجسيم الموضوع في الأفعال.

فقد يأمر الاستاذ تلميذه بحسن الخلق، و يذكر له شرف هذه الفضيلة عند الله و عند الناس، في الدنيا و في الآخرة.

و قد يعلم الاستاذ حسن الخلق عمليا، فتظهر من الاستاذ الأخلاق الطيبة، و الصفات الكريمة في لقاءاته مع الأفراد، من السلام الحار، و بشاشة الوجه، و رحابة الصدر، و الاحترام اللائق، و المجاملة، و رعاية العواطف، و أمثال ذلك مما يطول الكلام بذكرها.

فاذا رأي التلميذ من استاذه هذه الصفات - التي يحبها كل قلب سليم، و يستحسنها كل ذي طبع صحيح - فمن الطبيعي انه يتعلم ذلك، لأن الطبيعة سراقة.

أيها القارئ الكريم: كانت الاصول التربوية عند الامام الصادق (عليه السلام) تشمل القسمين كليهما، فكان (عليه السلام) يأمر بمكارم الأخلاق، و الصفات الحميدة، و تصدر منه تلك الأخلاق و الصفات.



[ صفحه 99]



و لا ابالغ اذا قلت: ان مئات الأحاديث الواردة في موسوعتنا - موسوعة الامام الصادق (عليه السلام) - تشمل أحد القسمين أو تشملهما معا.

و القارئ النبيه سوف ينتبه الي هذه النقاط و النكات أثناء مطالعته للأحاديث الموجودة هناك.

و لأجل أن لا يخلو هذا البحث من المثال نذكر - هنا - بعض النماذج، من هذه الاحاديث:

أما القسم الأول: و هو التربية باللسان و البيان فاليك ما يلي:

امام عليه السلام فرمود:

(ا) شرك به خدا - (ان الله لا يغفر ان يشرك به) خداوند شرك به خود را نمي آمرزد

(ب) يأس از روح (رحمت) خدا (و لا ييأس من روح الله الا الكافرون) از رحمت خدا نوميد نمي شوند مگر كافران

(ج) عاق والدين (و برابو الدتي و لم يجعلني جبارا شقيا) و به مادرم مهربان بوده و نيكوئي مي كنم و خداوند مرا ستمكار و بدبخت نيافريده است

(د) قتل نفس - (رومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه الله و اعد له عذابا عظيما) هر كس مؤمني را عمدا بكشد جزاي او جهنم است كه هميشه در آن بوده و خداوند بر او غضب كرده و او را لعنت مي كند و عذاب بزرگي براي او تهيه كرده است

(ه) خوردن مال يتيم (ان الذين يأكلون اموال اليتامي ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا) آنها كه مال يتيم را به زور مي خورند آتش مي خورند و به زودي سعير جهنم به آنها مي رسد



[ صفحه 213]



(و) فرار از ميدان جنگ (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) هر كس از آنها پشت به ميدان جنگ كند و از جنگ دور شود يا به منظور آنكه خود را به دسته اي ببندد مورد غضب خدا شده و جايگاه او جهنم كه عاقبت بدي است خواهد بود

(ز) خوردن رباء - (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) آنهائي كه ربا مي خورند مثل كساني هستند كه شيطان آنها را دست انداخته است

(ح) زنا (و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا) به زنا نزديك نشويد زيرا كار بد و راه بدي است

(ط) قسم دروغ - (ان الذين يشترون بعهد الله و ايمانهم ثمنا قليلا لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم) كساني كه عهد و ميثاق خدا و ايمان خود را با بهاي كم مي فروشند در آخرت خيري به آنها نمي رسد و خداوند در قيامت با آنها صحبت نمي كند و به آنها نگاه نمي كند (مقصود نظر لطف و مرحمت است) و آنها را تزكيه نمي نمايد و عذاب دردناكي خواهند داشت

(ي) منع زكوة - والذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم - يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جياههم و جنوبهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) آنهائي كه طلا و نقره را ذخيره مي كنند و در راه خدا انفاق نمي نمايند آنها را به عذاب دردناك بشارت بده روزي كه پيشاني و پهلوي آنها را با همان طلا و نقره در آتش جهنم داغ مي نمايند و به آنها مي گويند حالا نتيجه ي عمل خود را بچشيد



[ صفحه 214]



(ك) كتمان شهادت (و من يكتمها فانه آثم قلبه) هر كس شهادت خود را كتمان كند قلبش گناهكار است

(ل) نقض عهد و قطع رحم است (الذين ينقضو عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما امر الله به ان يوصل و يفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون) كساني كه عهد خدا را پس از بستن مي شكنند و آنچه را كه خدا امر به وصل آن نموده است قطع مي نمايند و فساد بر روي زمين راه ميندازند آنها زيان ديده اند

(م) كفران نعمت - (و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) اگر كفران نعمت نمائيد عذاب من شديد است

(ن) كم فروشي - (ويل للمطففين) واي بر كم فروشان كه اگر چيزي را بخرند زياد مي گيرند و اگر بفروشند كم مي فروشند

ينوي الحاج إحرامه من ميقاته (أماكن القصد الي البيت الحرام) و المتمتع يأتي مكة و يطوف بالبيت، ثم يقصر و يحل من إحرامه و يقيم بعد ذلك حلالا، ثم يفيض الي المشعر الحرام، ثم يأتي بأفعال الحج بإحرام جديد. و هذان التقصير و الإحلال تيسير بإباحة محظورات الإحرام في المدة المتخللة بين الإحرامين. و هذا ما كرهه عمر و حرمه قائلا: هي سنة رسول الله لكني أخشي أن يعرسوا بهن - نسائهم - تحت الأراك ثم يروحون بهن حجاجا، فخطب و نهي عن هذه المتعة مع متعة الزواج.

و مع ذلك فابن عمر يقول عن عمل أبيه: أرأيت إن نهي عنها أبي، و صنعها رسول الله! أأمر أبي أتبع أم أمر رسول الله؟ و ابن عباس كعلي لا يحرمان ما حرمه عمر.

و لما قدم علي من اليمن وجد فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) قد حلت و لبست صبيغا، و اكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: ان أبي أمرني بهذا. فذهب الي



[ صفحه 258]



رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فقال: صدقت صدقت.

و الشيعة لهذا يرون متعة الحج.

منصور چون در مرحله اول، از تخريب چهره علمي حضرت نااميد شد، سرانجام قصد جان حضرت كرد. ابن عنبه مي نويسد: «و قصد المنصور



[ صفحه 52]



الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله؛ منصور بارها قصد كشتن حضرت را داشت، ولي خداوند ايشان را (از گزند منصور) حفظ كرد». [1] .

ابن خلكان نيز مي نويسد: «منصور در سفري كه به مدينه داشت، مي خواست حضرت را همراه خود به عراق ببرد. حضرت نپذيرفت و عذر خواست تا مدتي در مدينه بماند و بعد از اصلاح برخي امور خود به عراق برود، ولي منصور نپذيرفت...». [2] .

در نهايت، منصور پذيرفت امام صادق عليه السلام در مدينه بماند. از اين ماجرا به خوبي روشن مي شود كه منصور تا چه اندازه از حضرت بيم داشت كه حتي به بودن امام صادق عليه السلام در مدينه راضي نبود.

ابن صباغ مالكي نقل مي كند چون در سال 147 ه. ق منصور به مدينه آمد، به ربيع گفت: «كسي بفرست تا جعفر بن محمد را هر چه سريع تر نزد ما بياورد. خدا مرا بكشد اگر او را نكشم... چون حضرت به حضور منصور تشريف آورد و چشم منصور به حضرت افتاد، سخنان تند و تهديدآميزي بر زبان راند و گفت: اي دشمن خدا! مردم عراق تو را به امامت برگزيده اند و زكات خود را به سوي تو مي فرستند». [3] .

از اين سوگند منصور براي قتل امام و جملاتي كه به ايشان مي گويد، نهايت دشمني وي با حضرت معلوم مي شود. منصور چنان كينه اي به امام داشت كه دستور مي دهد در دل شب ايشان را به حضورش آورند تا حضرت



[ صفحه 53]



را بكشد. به دستور وي، حضرت را در دل شب و در حال نماز از عبادت گاهش بيرون مي كشند و نزد منصور مي برند. [4] .

منصور چنان كينه اي از علويان و امام صادق عليه السلام به دل داشت كه پس از قيام نفس زكيه كه با سال هاي پاياني عمر حضرت صادق عليه السلام هم زمان بود، براي درهم كوبيدن علويان، شخص سنگدل و بي رحمي به نام رباح بن عثمان را والي مدينه كرد. به نقل ابن اثير، رباح نيز مردم مدينه و علويان را در مسجد جمع كرد و فرمان تهديدآميز منصور را براي آنان خواند. [5] .

موج كشتار و شكنجه منصور چنان بيداد كرده و علويان را در فشار قرار داده بود كه سيوطي مي نويسد:

روزي عموي منصور به وي گفت: تو چنان با خشونت به مردم هجوم آورده اي كه انگار كلمه عفو به گوش تو نخورده است. منصور در پاسخ گفت: هنوز استخوان هاي بني مروان نپوسيده و شمشيرهاي آل ابي طالب در غلاف نرفته و ما در ميان مردمي به سر مي بريم كه ديروز ما را اشخاصي عادي مي ديدند و بنابراين، امروز خلافت و هيبت ما جز با فراموشي عفو و به كارگيري عقوبت در دل ها جاي نمي گيرد. [6] .

منصور، امام صادق عليه السلام را بزرگ ترين تهديد در برابر حكومت سفاك بني عباس مي ديد و از توجه مردم به ويژه شيعيان به حضرت صادق عليه السلام هراسان بود. منصور مي دانست كه امام صادق عليه السلام با نشر و تبيين آيين ناب محمدي، مردم را از اسلام آگاه مي كند و به هوشياري در برابر فتنه ها فرامي خواند. بديهي بود كه آگاهي مردم از دستورهاي اسلام، موقعيت بني عباس



[ صفحه 54]



را در ديد آنان متزلزل مي ساخت. از سخنان امام صادق عليه السلام است كه مي فرمود: «هشيار باشيد كه هر كس از فتنه غافل باشد، طعمه فتنه خواهد شد». [7] .

انسان كريم كه خواهش هاي نفساني را مهار نموده است، همواره مظهر تبلور صفات نيك مي باشد. چنين انساني به راحتي موفق به شكوفا نمودن ارزش هاي والاي انساني در وجود خويش مي گردد.

يكي از صفات پسنديده انساني كرامت و سخاوت و مهمان نوازي مي باشد. انسان بخيل و گرفته هيچ گاه موفق به انجام چنين مسؤليتي نمي گردد و هماره از پذيرش مهمان گريزان است و اگر شرايطي هم فراهم شود كه كسي مهمان چنين انساني شود با چهره عبوس و گرفته و رفتاري نابجا روبرو مي گردد.

ليكن انسان وارسته و خود ساخته كه صفت گشاده دستي را در خودش شكوفا ساخته با چهره اي بشاش و روحي سخي از مهمان پذيرايي مي نمايد. چنين فردي حتي اگر از امكانات كافي بهره مند نباشد، چون روحي بلند و متعالي دارد در حقيقت با روح بلند خويش مهمان را پذيرايي نموده و در حد توان خويش مهمان را مي پذيرد. برترين جود و سخاوت را هم چنين فردي شكوفا ساخته است، افضل الجود بذل الموجود.

قرآن براي شكوفايي اين ارزش انساني و پرهيز از بخل ورزي و گرفتگي، از مهمان نوازي ابراهيم خليل ستايش مي نمايد. در جريان فرود فرشتگان بر ابراهيم خليل كه به صورت انسان و به عنوان مهمان بر وي وارد شدند، ابراهيم عليه السلام بي درنگ به بهترين شكل از آنان پذيرايي نمود. بدون اينكه مهمان را منتظر گذارد؛ با ذبح و بريان نمودن گوساله اي چاق و چله از آنان



[ صفحه 82]



پذيرايي نمود، فما لبث ان جاء بعجل حنيذ، [1] «بي درنگ گوساله ي بريان شده براي آنان آورد».

در سيره انسان هاي والا نيز اين مهمان نوازي به عنوان يك ارزش الهي و انساني جلوه گر است. درمورد امام مجتبي عليه السلام مهمان نوازي و سفره حضرت زبان زد همگان است. درمورد امام سجاد عليه السلام آمده است كه ديگ غذا را كه آماده ساخت، از همه مهمانان و ديگران پذيرايي نمود، حتي براي شخص حضرت يك پرس غذا هم باقي نماند.

اينك اين صفت پسنديده درمورد امام صادق عليه السلام اين گونه از رفتار وي متجلي است كه حضرت با رويي گشاده و روحي سخي مهمان را مي پذيرد و از آنان نيكو پذيرايي مي نمايد و به آنان اصرار مي ورزد تا بدون هيچ گونه شرم و حيا به مقدار كافي از سفره حضرت بهره مند شوند. و حتي به مهمانان اظهار مي دارد كسي ما را بيشتر دوست دارد كه از اين سفره بيشتر تناول كند و بيشتر بهره مند شود، اشد كم حبا لنا اشدكم اكلا. [2] .

و كان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات من الطعام، يتغدي علي كل ثبنة عشرة. [3] «حضرت هر روز دستور مي داد ده ظرف غذا كه در هر كدام ده نفر صبحانه مي خورند براي ديگران صبحانه فراهم كنند.» روح مهمان نوازي و سخي حضرت اين گونه الگوي علاقه مندان مي باشد.



[ صفحه 83]

منصور گفت: خدا مرا بكشد اگر تو را نكشم، و يك مرتبه دست به هم زد ناگهان افراد مسلح پشت پرده ريختند اول با شمشير پاهاي ابومسلم را قطع كردند. ابومسلم گفت: امير مرا براي دشمنانت نگهدار، منصور گفت: كدام دشمن براي من از تو بالاتر است! زنده نباشم اگر تو را زنده بگذارم. آري اينگونه بود كه ابومسلم را كشتند.

ابن قتيبه در كتاب السياسه و الامامة مي نويسد: منصور دستور داد سر ابومسلم را نزد لشكرش انداختند، هيجاني در بين لشكر به وجود آمد رعب و وحشت همه را گرفت و از طرفي منصور دستور داد عطايا و هداياي زيادي ميان لشكر تقسيم كردند. لشكريان موقتا سكوت كردند اما وقتي خبر قتل ابومسلم به خراسان رسيد طرفداران او از نيشابور و ري طبرستان قيام كردند خبر به منصور رسيد. منصور ده هزار لشكر به فرماندهي «جمهور بن مراد» فرستاد و در حوالي همدان و ري دو لشكر به هم رسيدند. و عده ي بسياري از هر دو طرف كشته شدند تا آنكه قيام كننده ها شكست خوردند.



[ صفحه 53]

علت ديگر منقرض شدن سلسله ي اموي مخالفت علني آنان با قرآن و سنت پيامبر بود. بني اميه رسالت و خلافت را سلطنت و حكومت مي دانستند و به چيز ديگري نمي انديشيدند و اين همان است كه معاويه گفت: «اي مردم كوفه، آيا گمان مي كنيد من به خاطر نماز و روزه و حج و زكات با شما مي جنگم؟ من مي دانم كه شما نماز مي خوانيد، روزه مي گيريد و حج مي رويد. نه، چنين نيست بلكه فقط به خاطر اين جنگ مي كنم كه بر شما حكومت كنم و همه ي شرطهايي را كه با [امام] حسن [عليه السلام] كرده و امضا نمودم زير پا گذاشتم» [1] .

جرج جرداق مي نويسد: بارزترين نمونه ي امويين براي نشان دادن صفات و روحيه ي بني اميه معاوية بن ابوسفيان است. وقتي درباره ي او دقت مي كنيم، مي بينيم كه او بويي از انسانيت اسلام و اخلاق مسلمين نبرده است. معاويه لباس ابريشمي مي پوشيد و در ظرف طلا و نقره غذا مي خورد و هنگامي كه ابودرداء به او مي گويد «از رسول خدا شنيدم كسي كه در ظرف طلا و نقره غذا بخورد شكم او را از آتش جهنم پرمي كنند»، در پاسخ بدون هيچ ملاحظه اي مي گويد: اما من اشكالي در اين كار نمي بينم [2] .



[ صفحه 78]



از سخنان او به خوبي استفاده مي شود كه جز سلطنت هدفي ندارد و حكومت را براي حكومت مي خواهد نه به خاطر خدمت به خلق و ترويج دين. از اين رو سياست او فقط در اطراف استوار ساختن پايه هاي سلطنت و امارت دور مي زد و براي نگهداري و استحكام و افزايش قدرت و سلطنت خويش به هر وسيله اي كه براي او امكان داشت، متوسل مي شد. معاويه علاوه بر اينكه دين برخي از جاعلان حديث را به اندكي از مال دنيا خريد و براي تحريف آيات قرآن پول زيادي خرج كرد، به اين كار بسنده نكرد بلكه خود در مقام عمل برخلاف قرآن و سنت پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم رفتار مي كرد و آنگاه كه به خلافت رسيد، به منظور دست يافتن به مقاصد شوم و نيات پليد خويش و مساعد كردن شرايط، دست به كارهاي ناروايي زد و بدعت هايي در دين به وجود آورد كه به قسمتي از آن ها به طور اختصار اشاره مي كنيم.

يا ابن جندب لو ان شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة و لا ظلهم الغمام و لا شرقوا نهارا و لأكلوا من فوقهم و من تحت ارجلهم و لما سألوا الله شيئا الا اعطاهم.

اي پسر جندب، اگر شيعيان ما استقامت داشته باشند (يعني به وظايف ديني شان درست عمل كنند و به آنچه معتقدند، پاي بند باشند و در پيروي ما از راه صحيح خارج نشوند) فرشتگان با آنان مصافحه مي كنند و (در حرارت آفتاب) ابرها بر سرشان سايه مي اندازند (حتي هنگامي كه قرار است باران ببارد، خداوند باران را در شب نازل مي كند تا در روز هوا برايشان آفتابي باشد) و از بالاي سر و زير پا برايشان روزي مي فرستد (يعني نعمت از اطراف بر آنها مي ريزد) و هيچ درخواستي از خدا نمي كنند، مگر اين كه به آنها عطا مي كند.

اكنون به شهر مدينه رسيده اند. اهل شهر طبق فرمان، دروازه ها را مي بندند و از فروختن توشه امتناع مي كنند. ياران امام از گرسنگي و تشنگي به شكوه آمده اند.



[ صفحه 42]



امام بر فراز بلندي كه بر شهر مشرف است، مي رود و با رساترين فرياد خود، بر اهل شهر نهيب مي زند: «اي مردم شهر ستم پيشگان! منم ذخيره ي خدا، كه خدا درباره ي آن گفته است: ذخيره براي شما نيكوتر است، اگر مؤمن باشيد.». ناگهان يك هوشياري و شهامت بجا توطئه را خنثي مي كند. مردي از اهل شهر، همشهريان فريب خورده و بي خبر را هشدار مي دهد و به آنان يادآور مي گردد كه اين همان نهيبي است كه شعيب پيامبر بر سر گمراهان زمان خود زد. و به آنان تفهيم مي كند كه هم اكنون در برابر همان پيامي قرار دارند كه روزي گذشتگانشان در برابر آن قرار داشتند؛ و امروز اينان گذشتگان خود را به خاطر نشنيده گرفتن آن پيام، لعن و نفرين مي كنند. آري، تاريخ تكرار شده است؛ اينك همان پيام و همان پيام آور و همان مخاطبان.... اين سخن بجا بر دلها مي نشيند. دروازه ها را مي گشايند و به رغم زمينه چينيهاي دستگاه خلافت، دشمن آن دستگاه را مي پذيرد. [1] .

آخرين بخش اين روايت تاريخي - كه از جهاتي چند مي تواند نمايانگر وضع سياسي و اختناق و نيز تحميق همه گير آن زمان از سويي، و از سوي ديگر روشن كننده ي موضع ويژه ي امام باقر عليه السلام در برابر دستگاه حكومت بني اميه باشد - چنين است: وقتي خبر مدينه را به هشام رساندند، دستور داد پيش از هر چيز، آن مرد گستاخ را كه جرأت كرده برخلاف نقشه ي سران رژيم خلافت سخن گويد و مردم را از غفلتي بزرگ برهاند، به سزاي اين خيانت برسانند. و به دستور خليفه، او را به قتل رساندند.



[ صفحه 43]

سمهودي پس از نقل اين روايت از ابن زباله، از وي چنين بازگو مي كند كه: اين خانه متعلق به عقيل و همان خانه است كه او و برادر زاده اش عبدالله بن جعفر در آن دفن شده اند و استادم (زين مراغي) مي گفت: بهتر است مسلمانان در اين محل به دعا و مناجات بپردازند و من شخصاً از افراد زيادي از اهل دعا و معنا شنيده ام كه دعا در كنار اين خانه و در نزديكي اين قبر مستجاب است. آنگاه اضافه مي كند: و اين استجابت دعا شايد به بركت وجود قبر عقيل و يا به جهت قبر عبدالله بن جعفر است كه خداوند به پاداش كثرت بذل و جودش استجابت دعا و قضاي حوائج را در كنار قبر وي قرار داده است.

ابن زباله سپس مي گويد: و از اتفاقات جالبي كه در اين محل براي يكي از افراد متدين و مورد وثوق رخ داده است اين است كه او به هنگامي كه در اين محل مشغول دعا و راز و نياز بوده چشمش به صفحه كاغذي كه در پيش رويش بوده مي افتد و بعنوان تفأل آن را بر مي دارد و با حيرت و تعجب مشاهده مي كند كه در هر دو طرف صفحه، اين آيه نوشته شده است: «وَقالَ رَبُكُمْ اَدعوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ»

1 مرحوم قطب الدّين راوندي روايت كرده است:

روزي از امام جعفر صادق عليه السلام سوال كردند: روزگار خود را چگونه سپري مي فرمائي؟

حضرت در جواب فرمود: عمر خويش را بر چهار پايه و ركن اساسي سپري مي نمايم:

مي دانم آنچه كه روزي براي من مقدر شده است، به من خواهد رسيد و نصيب ديگري نمي گردد.

مي دانم داراي وظائف و مسئوليت هائي هستم، كه غير از خودم كسي توان انجام آن ها را ندارد.

مي دانم مرا مرگ در مي يابد و ناگهان بدون خبر قبلي مرا مي ربايد؛ پس بايد هر لحظه آماده مرگ باشم.

و مي دانم خداي متعال بر تمام امور و حالات من آگاه و شاهد است و بايد مواظب اعمال و حركات خود باشم. [1] .

2 در روايات متعدّدي وارد شده است:

هرگاه كه امام جعفر صادق عليه السلام در باغستان و مزرعه، بيل در دست داشته و مشغول كشاورزي و كارگري مي بود؛ و اصحاب و دوستان، حضرت را با آن حالت مشاهده مي كردند، عرضه مي داشتند: ياابن رسول اللّه! چرا در اين موقعيت خود را به زحمت انداخته ايد؟! اجازه فرمائيد تا ما كمك كنيم و شما استراحت نمائيد؟

حضرت در جواب مي فرمود: مرا به حال خود وا گذاريد، من علاقه مندم كه خداوند مرا در حالتي مشاهده نمايد كه با دست خود زحمت مي كشم و كار مي كنم و جسم خود را براي بدست آوردن روزي حلال به زحمت و مشقت انداخته ام. [2] .

3 بعضي از بزرگان همانند مرحوم إربلي حكايت كرده اند:

روزي مگسي بر صورت منصور دوانيقي نشست و منصور با دست خود آن را دور ساخت، مگس بار ديگر برگشت و بر همان جاي اوّل نشست و باز منصور آن را دور كرد.

و اين كار چند مرتبه تكرار شد تا آن كه منصور به خشم آمد، در همان حال، امام جعفر صادق عليه السلام وارد شد.

منصور گفت: ياابن رسول اللّه! خداوند متعال براي چه مگس را آفريده است؟

حضرت در پاسخ فرمود: براي آن كه به وسيله آن، جبّاران را ذليل و متواضع گرداند. [3] .

4 مرحوم نراقي در كتاب ارزشمند خود آورده است:

شخصي نزد امام جعفر صادق عليه السلام حضور يافت؛ و عرضه داشت: ياابن رسول اللّه! پدرم پير و ضعيف گشته است به طوري كه همانند بچه كوچك بايد در خدمت او باشم؛ و نيز او را براي قضاء حاجت بغل مي كنم.

حضرت فرمود: چنانچه توان داشته باشي بايد اين كار را ادامه دهي؛ و نيز بايد با كمال ملاطفت و مهرباني برايش لقمه بگيري و دهانش بگذاري.

و انجام اين امور فرداي قيامت، راه ورود به بهشت را برايت آسان مي گرداند. [4] .

5 صفوان جمّال حكايت كند:

روزي در خدمت آن حضرت بودم، كه فرمود: اي صفوان! آيا تعداد سفيران و پيامبراني را كه خداوند متعال براي هدايت بندگان؛ مبعوث گردانيده است، مي داني؟

عرض كردم: خير، نمي دانم.

امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند يك صد و بيست و چهار هزار پيغمبر بر انگيخت و به همان تعداد نيز وصي و جانشين منصوب و معرفي كرده، كه تمامي آن ها اهل صدق حديث و اداي امانت و زاهد در امور دنيا بوده اند.

سپس حضرت در ادامه فرمايش خود افزود: خداوند متعال پيغمبري بهتر و با فضيلت تر از حضرت محمد مصطفي صلي الله عليه و آله نفرستاد.

و نيز جانشيني بهتر و با فضيلت تر از جانشين آن بزرگوار يعني؛ حضرت اميرالمؤمنين امام علي بن ابي طالب عليه السلام معرّفي نكرده است. [5] .

اللهم اني عبدك و ابن عبديك هارب منك اليك أتيتك وافدا اليك متأويا من ذنوبي اليك زائرا و حق الزائر علي المزور التحفة فاجعل تحفتي منك و تحفتك لي رضاك و الجنة اللهم انك عظمت حرمة شهر رمضان ثم أنزلت فيه القرآن أي رب و جعلت فيه ليلة خيرا من ألف شهر ثم مننت علي بصيامه و قيامه فيما مننت علي فتمم علي منك و رحمتك أي رب ان لك فيه عتقاء فان كنت ممن أعتقتني فيه فتمم علي و لا تردني في ذنب ما أبقيتني و ان لم تكن فعلت يا رب لضعف عمل أو لعظم ذنب فبكرمك و فضلك و رحمتك



[ صفحه 134]



و كتابك الذي أنزلت فيه في شهر رمضان ليلة القدر و ما أنزلت فيها و حرمة من عظمت فيها و بمحمد و علي عليهماالسلام و صلواتك و بك يا الله أتوجه اليك بمحمد و بمن بعده صلي الله عليه و عليهم أتوجه بكم الي الله يا الله أعتقني فيمن أعتقت الساعة بمحمد صلي الله عليه و آله. [1] .

و أكد الامام عليه السلام علي ضرورة شكر المحسن، حتي لا يضيع المعروف، قال (ع): «ان الله تعالي يحب كل قلب حزين، و يحب كل عبد شكور و يقول الله لعبد من عبيده يوم القيامة: اشكرت فلانا؟ فيقول: بل شكرتك يا رب فيقول الله سبحانه: لم تشكرني ان لم تشكره.

و أضاف الامام بعد ذلك قائلا: أشكركم أشكركم للناس...» [1] .

ان شكر المنعم و المحسن ضرورة اسلامية ملحة ليبقي المعروف و الاحسان بين الناس، و يشجع المحسنون علي عمل الخير و البر، و اسداء الخدمات الاجتماعية للناس.

و أخلص زيد في العبادة و الانابة لله، فكان من أبرز المتقين في عصره، يقول عاصم بن عبيد العمري: «رأيته و هو شاب بالمدينة يذكر الله فيغشي عليه، حتي يقول القائل ما يرجع الي الدنيا» [1] و كان يعرف عند أهل المدينة بحليف القرآن [2] و قد أثر السجود بوجهه [3] لكثرة صلاته طوال الليل [4] لقد اتجه بعواطفه و مشاعره نحو الله، و سلك



[ صفحه 64]



كل ما يقربه اليه زلفي.

حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

وضو روي وضو، روشنايي روي روشنايي است. [1] .



[ صفحه 61]

سمعتم قول الله عزوجل لنبيكم صلي الله عليه و آله و سلم (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل و لا تستعجل لهم) [1] ثم قال و (و ان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك، فصبروا علي ما كذبوا و أوذوا) [2] فقد كذب نبي الله و الرسل من قبله و أوذوا مع التكذيب بالحق، فان سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل و من الذين سماهم الله في كتابه في قوله (و جعلنهم أئمة يدعون الي النار) [3] فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه فانه من يجهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به و نهي عنه، ترك دين الله و ركب معاصيه، فاستوجب سخط الله فأكبه الله علي وجهه في النار [4] ؛ اين گفته خداي متعال را شنيده ايد كه به پيامبرتان فرمود: «هم چنان كه پيامبران اولوالعزم صبر كردند، صبر كن و درباره ايشان شتاب مكن» و پس از آن فرمود: «اگر تو را تكذيب كردند، پيش از تو نيز پيامبراني را دروغگو شمردند و آنان بر تكذيب و آزار شكيبايي كردند». بدين ترتيب پيغمبر



[ صفحه 96]



خدا و پيامبران پيش از او مورد تكذيب مردم واقع شدند و علاوه بر تكذيب، در راه حق آزار ديدند. پس اگر از امر خدا درباره آنان مسرور مي شويد - همان امري كه در اصل آنان را براي آن آفريد، در برابر كفري كه در علم خدا گذشت كه ديگران را در اصل براي آن بيافريند (همان كساني كه در قرآن از آنان نام برد و فرمود: و ايشان را پيشوا قرار داديم كه به سوي كفر رهبري مي كنند) - پس در آنچه گفتيم تدبير و انديشه كنيد و آن را ندانسته نگيريد؛ زيرا هر كس اين امر و ديگر چيزهايي را كه خداي متعال در كتابش بدان امر و نهي فرموده است ناديده بگيرد، دين خدا را فرو نهاده و از فرمان او سر پيچيده و سزاوار خشم خدا شده است و خدا او را به رو در آتش دوزخ افكند.

ان در «ان سركم» شرطيه و «ف» در «فتدبروا» جواب و جزاي شرط است؛ يعني اگر امر خداوند در مورد انبيا شما را خشنود مي كند تدبر و تعقل كنيد و سفيه نباشيد.

امام عليه السلام ابتدا داستان صبر پيامبران اولوالعزم [5] را با استفاده از آيات قرآني يادآوري مي كند و مي فرمايد: اين بزرگان در راه تبليغ فرمان خدا صبر پيشه مي كردند. سپس، به مؤمنان مي فرمايد: اگر صبر اين بزرگان، شما را خوشحال مي كند، تدبر و تعقل پيشه كنيد و خود را به جهالت نزنيد كه در اين صورت عذاب الهي در انتظارتان خواهد بود.

براساس فرمايش امام بايد در داستان زندگي پيامبران بزرگ تأمل كنيم و ببينيم اين بزرگواران چگونه در راه تبليغ دين سختي ها را به جان مي خريدند. بايد سرگذشت پيامبران اولوالعزم را مطالعه كنيم تا صبر نوح، ابراهيم، موسي و عيسي را درك كنيم و بدانيم كه اينها تا چه اندازه دشمنان و دوستان نادان را تحمل مي كردند.

در ادامه، شيعيان را به تدبر، تعقل و دوري از جهل امر مي كنند. البته جهل در اين جا در مقابل علم نيست، بلكه به معناي سفه است، يعني انسان چيزي را بداند، اما به علم خويش عمل نكند. شخص عاقل چنين كاري نمي كند، بلكه اين كار فقط از سفيه بر مي آيد.



[ صفحه 97]



اراده ي معناي سفه از لفظ جهل معمول بوده و در قرآن نيز نظير آن آمده است. مانند: «اني أعظك أن تكون من الجهلين [6] ؛ به تو اندرز مي دهم كه مبادا از نادانان باشي». گر چه مخاطب آيه رسول خدا است ولي در واقع ديگران مورد نظرند. به قول عربها: «اياك أعني و اسمعي يا جارة» [7] جهل در اين جا به معني كار جاهلانه است. هم چنين در آيه ي ديگر خداي متعال مي فرمايد: «أن تصيبوا قوما بجهلة [8] ؛ مبادا به ناداني گروهي را آسيب برسانيد». آيات ديگر نيز در اين باب وجود دارد و مرحوم شيخ انصاري نيز در رسائل به اين معنا اشاره كرده است.

حضرت از شيعيان مي خواهند اين ماجراها را به ياد آورند و تعقل و تأمل نمايند و در نهايت به آن بزرگواران تأسي جسته، خود نيز صبر و تحمل پيشه كنند. البته صبري كه پيامبران به خرج مي دادند از ما بر نمي آيد، ولي بايد به اندازه توانمان سعي نماييم [9] .

امام مي فرمايد: «مما افترض الله عليه في كتابه» و اينجا از صبر در مقام تبليغ در مقابل دشمن، به فرض و وجوب تعبير مي كند. بايد دانست كه صبر به عنوان فضيلتي اخلاقي در همه جا واجب نيست، بلكه به احكام پنج گانه حرام، حلال، مكروه، مستحب و مباح تقسيم مي شود. بنابراين گاهي اوقات صبر واجب مي گردد. به عنوان مثال در امر تبليغ دين و احكام، صبر در حد اتمام حجت بر طرف مقابل واجب است. اين صبر به عنوان مقدمه وجود، واجب است. بنابراين، صبر در مقابل دشمن، در مقابل بلاهايي كه در راه تبليغ بر سر انسان مي آيد، و نيز در مقابل دوستان ناداني كه چوب لاي چرخ مي گذارند، واجب است و حكم فريضه را دارد و اگر كسي تا اين حد صبر پيشه نكند طبق فرمايش فرزند رسول خدا، ترك دين خدا كرده و از دين خارج شده است. همان طور كه نماز، حج، خمس و مانند آن جزء دين است، صبر نيز جزء دين است. ترك صبر گناه است و هر كس مرتكب شود مستوجب خشم الهي مي گردد و سرانجام او چنين خواهد بود: «فاكبه الله علي



[ صفحه 98]



وجهه في النار؛ خداوند او را با صورت در آتش خواهد انداخت.»

روايتي به اين مضمون از طريق عامه و خاصه نقل شده است كه روزي يكي از همسران رسول خدا با ايشان تلخي و داد و بيداد كرد و گستاخي را به جايي رسانيد كه به رسول خدا گفت «لا انظر في وجهك أبدا؛ ديگر هيچ وقت به صورت تو نگاه نمي كنم» منظور از ذكر اين ماجرا، دانستن برخورد رسول خدا، آن فخر عالم، در مقابل اين گستاخي است. تا جايي كه من در كتاب هاي روايي بررسي كرده ام، قضيه همان جا خاتمه يافت و پيامبر هيچ عكس العملي از خود نشان ندادند. آري، رسول خدا حكم زدن همسر را «اضربوهن» [10] را بلد بودند چرا كه اين آيه بر ايشان نازل شده بود. خلق خوش محمدي و بردباري ايشان تا روز قيامت براي تمام انسان ها سرمشق است. صبر براي اتمام حجت، بهتر از هر كس ديگري در اخلاق رسول خدا مشهود مي باشد و ايشان بهترين اسوه براي مسلمانان است.

دوستان اگر بخواهند دوستي آنها دوام پيدا كند و پايدار بماند و مادام العمر از مزاياي دوستي با يكديگر برخوردار شوند، بايد چند صفت داشته باشند و مواظب باشند كه هميشه به آن صفات عمل كنند. در غير اين صورت طولي نمي كشد كه كينه و عداوت، جايگزين دوستي بين آنان مي شود.

تحتاج الاخوة فيما بينهم الي ثلاثة اشياء، فان استعملوها و الا تباينوا و تباغضوا و هي التناصف و التراحم و نفي الحسد. [1] .

دوستان در معاشرت با يكديگر احتياج به سه صفت دارند. اگر آن سه صفت را به كار بردند (دوستي آنان باقي خواهد ماند ) ، وگرنه از هم جدا شده و دشمن يكديگر مي شوند. آن سه صفت عبارتند از: انصاف دادن با يكديگر، ترحم كردن بر يكديگر، و حسد نداشتن نسبت به يكديگر.

بين علماي اعلام اختلاف است كه آيا منظور لفظ «حدثنا» يعني حديث كرد ما را كه در اول سند صحيفه آمده است اين حديث كننده كيست؟

شيخ بهائي رحمة الله عليه فرموده كه منظور ابن سكون است. محقق داماد آن را قبول ندارد و مي گويد منظور عميدالرؤساء است.

در هر صورت، منظور هر كدام باشند نتيجه ي مهمي نخواهد داشت، زيرا ابن سكون و عميد الرؤساء هر دو در يك طبقه و از شاگردان ابن عصار لغوي هستند كه صحيفه را از سيد بهاء الشرف كه در اول سند



[ صفحه 186]



ذكر شده نقل كرده اند. و محدث نوري رحمة الله عليه در خاتمه ي مستدرك (صفحه ي 483 طبع قديم) يادآوري كرده است كه اسناد اين صحيفه به شيخ ما شمس الملة و الدين شهيد اول محمد بن مكي دمشقي اعلي الله مقامه پايان مي پذيرد. [1] .



[ صفحه 188]

گويند امام جعفر (ع) بسياري از اوقات با ابوحنيفه به مناظره و گفتگو مي پرداخت و او را از ابراز رأي و قياس در احكام نهي مي فرمود و شايد مناظره و گفتگوي آنها حاكي از اختلاف بين آنها نبود زيرا كه ابوحنيفه با رأي امام صادق (ع) مخالف نبود و از بيانات او سرپيچي نمي كرد و در اين فكر نبود كه حكمي از احكام ديني را نقض كند و آن را رد نمايد.

و همين ابوحنيفه بود كه وقتي امام صادق به او فرمودند شنيده ام كه تو در احكام براي خود قياس مي نمائي، ابوحنيفه پاسخ داد: بلي آنچه را از احكام كه نص صريح درباره آن نيابم به قياس مي پردازم. [1] مناظره و بحث آنها بيشتر پيرامون قدرت بر درك اسرار و اختلاف احكام بود كه البته قدرت و احاطه امام (ع) خيلي بيشتر و بالاتر از نعمان بود و در همان



[ صفحه 206]



موقع مباحثه نيز فضيلت و برتري امام صادق (ع) به خوبي آشكار و واضح بود.

بايد دانست مقام و منزلت و شأن امام صادق (ع) بالاتر از آن بود كه بين آنها در امور ديني خصومت و دشمني وجود داشته باشد و هرگز امام (ع) به چنين امري اقدام نخواهد كرد.

زيرا امام جعفر (ع) مكرر به مردم توصيه مي كرد و مي گفت: برحذر باشيد از اينكه در امور ديني به دشمني و خصومت پردازيد زيرا دشمني در احكام دين قلب آدمي را تيره و تار مي سازد و به نفاق و دوروئي منتهي مي شود. [2] .

برخي گويند بين خانواده نعمان و خاندان علي بن ابيطالب عليه السلام از قديم آشنائي و ارتباط برقرار بوده زيرا يك مرتبه ثابت پدر نعمان در حالي كه هنوز كودك بود به خدمت علي بن ابيطالب (ع) رسيد. پس علي (ع) براي او و خانواده اش دعا كرد و طلب رحمت فرمود. اسماعيل بن حماد بن نعمان بن ثابت گويد: ما از خدا خواستيم آنچه را كه



[ صفحه 207]



علي عليه السلام از خداوند براي ما خواسته بپذيرد و دعاي او را اجابت فرمايد. [3] .

همانطور كه ابوحنيفه و امام صادق (ع) در بعضي از احكام ديني و حدود و ايمان و اعتقاد به قضا و قدر با يكديگر هم عقيده بودند در بعضي از آداب و سنن و رسوم نيز با يكديگر توافق داشتند.

چنانچه ابوحنيفه مانند امام صادق از گذشته و سلف كمتر سخن مي گفت و از دخالت و قضاوت درباره اعمال گذشته خودداري مي نمود. و همانطور كه سخنان عطاء بن ابي رباح را استماع مي كرد نزد امام جعفر (ع) مي رفت و به استماع اخبار و احاديث از او مي پرداخت تا آنجا كه وقتي عده اي نزديكي و تمايل او را به اهل بيت مشاهده كردند او را در عداد شيعه خواندند و درباره او گويند كه فتوي داد و قصد كرد كه با ابراهيم بن عبدالله محض بر منصور بشورند. [4] .



[ صفحه 208]



گويند ابوحنيفه با عده از بزرگان مسلمين كه در ميان آنها بشير رحال، اعمش و عباد بن منصور قاضي يعني همان كسي كه مسجد عباد در بصره به او منسوب است، با مفضل بن محمد و شعبة حافظ و جمعي ديگر از اين قبيل بيعت كرد. و اين امر بيشتر از تأثير خطبه ابراهيم بن عبدالله بود كه در بصره بر منبر رفت و خطبه اي خواند كه مي گفت: خداوندا از حال ما به خوبي آگاه مي باشي و مي بيني كه بر ضد عده اي قيام كرده ايم و البته اين شورش و قيام هرگز در اثر كبر و نخوت و خودپسندي و طمع به دنيا و حرص بر آنها نيست و اگر ملك و مالي را به تصرف درآوريم جز به منظور پخش بين ملت و يا سپردن به بزرگان دين نيست و آشنا ساختن مردم به سنت پيغمبر (ص) امر ديگري نخواهد بود.

همين كه ابوحنيفه صدق و صفاي ابراهيم را مشاهده كرد همراه با عده بسياري به سوي او روي آورد و به پيروي از او پرداخت. زيرا ابراهيم نه تنها يك خطيب سخندان و بليغ محسوب مي شد بلكه آنچه را كه مي گفت به كار مي بست و قول و فعل را تواما اجرا مي كرد چنانچه روزي عده اي



[ صفحه 209]



در بصره مال بسياري نزد او بردند و به او گفتند: يابن رسول الله اين مال را براي كمك و مساعدت نزد تو آورده ايم شايد بتواني از آن استفاده نمائي.

پس ابراهيم خطاب به آنها گفت بدانيد هر كس كه داراي مال و ثروت باشد بايد برادران و همنوع خود را ياري كند. اما اگر از من بخواهيد هرگز اين مال را قبول نخواهم كرد و افزود: اين امر از دو حال خارج نيست يا به سيره و روش علي بن ابيطالب (ع) است و يا به آتش و بدبختي منتهي خواهد شد.

درباره ابوحنيفه نيز گويند روزي در مكه به ملاقات عطاء رفت پس درباره چيزي از او سؤال كرد عطاء در حالي كه او را مخاطب ساخته بود گفت: اهل كجا مي باشي؟ ابوحنيفه گفت: اهل كوفه و عطاء همچنان به سؤال و پرسش از او پرداخت تا آنجا كه از او پرسيد از كدام قوم هستي؟ ابوحنيفه گفت: من از كساني مي باشم كه هرگز به نكوهش و دشنام بر اقوام گذشته نمي پردازم و به قضا و حكم الهي ايمان كامل دارم و هرگز با مشاهده گناهي از يك نفر او را تكفير نمي نمايم. پس



[ صفحه 210]



عطاء گفت: شناختم. آن گاه او را در آغوش كشيد [5] و دست محبت به سوي او دراز كرد.

(ابن شبرمه) گويد روزي با ابوحنيفه به حضور جعفر ابن محمد (ع) رسيديم. پس من به امام صادق (ع) گفتم: اين شخص يكي از فقهاي عراق است. امام جعفر (ع) فورا گفت: شايد همان كسي است كه احكام ديني را به رأي و عقيده خود قياس مي كند آيا نعمان بن ثابت نيست؟ ابن شبرمه گويد: من تا آن روز نام او را نمي دانستم. آنگاه ابوحنيفه به سخن آمد و گفت: بله صحيح است من همان شخص هستم، خداوند شما را موفق بدارد، آنگاه امام جعفر (ع) به او فرمود بپرهيز از خدا و هرگز براي خود در امور ديني قياس مكن. زيرا اولين كسي كه در دين قياس كرد و براي خود عمل كرد شيطان بود.

موقعي كه خداوند به او دستور داد كه آدم را سجده كند امتناع كرد و گفت «انا خير منه» من از او بهتر و بالاتر هستم پس به خطا و اشتباه رفت و گمراه شد.



[ صفحه 211]



سپس امام جعفر (ع) از او پرسيد: گناه كدام يك از قتل نفس به ناحق كه خداوند حرام كرده و يا زنا بيشتر است؟

ابوحنيفه گفت: به نظر من گناه قتل نفس بيشتر است. امام جعفر (ع) فرمود: خداوند تعالي در مورد قتل نفس دو شاهد مي پذيرد در صورتي كه در زنا چهار شاهد لازم است. پس اين خود نوعي قياس است كه تو بدان قائل هستي امام جعفر (ع) به سخن ادامه داد و از او پرسيد: ارزش روزه و نماز كدام يك نزد خداي متعال بيشتر و بالاتر است؟

ابوحنيفه گفت: نماز، آنگاه امام صادق (ع) فرمود: پس سبب چيست زني كه در ايام حيض روزه نگرفته بايد قضاي آن را به جاي آورد و اما قضاي نماز براي او لازم نيست؟ بپرهيز از خدا و هرگز در احكام و امور ديني به رأي و عقيده خود قياس مكن و بدان كه ما در روز جزا و قيامت هر چه گوئيم از قول خداوند و رسول بوده و گفتار تو برخلاف آن است و گوئي (شنيديم و ديديم) پس خداي تعالي آنچه را كه اراده كند و هر چه كه بخواهد درباره ي [6] ما و شما اجرا خواهد



[ صفحه 212]



كرد.

بيانات فوق قسمتي از مسائلي است كه بين امام صادق و نعمان جريان يافت و شايد هم بيشتر آنها باشد. زيرا در ظاهر ابوحنيفه سخنان امام صادق (ع) را رد نكرد و منكر بيانات او نشد و آنچه را از مسائل فقهي كه ابوحنيفه ترك كرد شايد در قرآن و يا حديث حكم ثابتي درباره ي آن نيافته بود! بعضي از اهل قياس كه مي خواهند موضوع را نيكو جلوه دهند و صحت راي خود را ثابت كنند در مورد زنا گويند علت اينكه در آن چهار شاهد لازم است براي آن است كه يك امر مخفي و سري است.

عده اي برآنند كه چون گناه از دو طرف انجام مي شود لذا بر هر يك دو شاهد لازم است. گويند زن حايض كه نماز خود را قضا نمي نمايد براي رنج و مشقت بسيار عادي است كه بايد تحمل نمايد و نماز در هر شبانه روز پنج بار تكرار مي شود. اما درباره روزه در سال يكبار بيشتر لازم نيست از



[ صفحه 213]



مطالبي كه فوقا اشاره شد برنمي آيد كه ابوحنيفه در چنين قضايائي كه ميان او و امام جعفر (ع) جريان داشت از احكام ديني خارج شده باشد، او مي دانست احكام ديني كه از طرف خداوند نازل شده در هر يك اسراري نهفته است و بيانات او نيز مخالف با اين احكام نبوده و منظور او از بحث و مناظره جز درك بعضي از همين اسرار چيز ديگري نبود. به عقيده من ابوحنيفه در رأي خود چندان متعصب نبود و مي گفت: هرگاه رأي و عقيده اي از من موجود باشد و در عين حال حديثي بر ضد آن بيابم كه نسبت آن به رسول اكرم (ص) صحيح و مسلم باشد از آن پيروي مي كنم و رأي خود را ترك مي كنم و مذهب و شيوه من همين است.

شافعي نيز مانند او مي گويد اگر حديث صحيح از طرف شارع موجود باشد بايد آن را به كار بست و مذهب من نيز همان است.

البته اين مسائل بيشتر بين راي و حديث است. اما قرآن بدون ترديد بر هر چيز مزيت دارد و احكام آن از هر حكمي بهتر و بالاتر است. و در برابر بيان و احكام قرآني هرگز



[ صفحه 214]



كسي قادر به ابراز رأي و عقيده نخواهد بود،

اين نكته را نبايد از نظر دور داشت كه ابوحنيفه هر چند كه سخنان امام صادق (ع) را استماع كرده و در برابر فقه او اعتراف نمود و آن را قبول كرد. با اين وصف هر وقت كه در مورد قضيه اي به نظر او حكم ديني نازل نشده بود از قياس در آن خودداري نمي كرد و در اين امر پافشاري بسياري از خود نشان مي داد.

چنانچه علي بن عاصم داستاني را كه در ضمن جنبه فكاهي دارد از ابوحنيفه نقل مي كند و مي گويد: روزي به ملاقات ابوحنيفه رفته بود در همان موقع شخص سلماني به اصلاح موهاي او پرداخته بود. پس ابوحنيفه به سلماني گفت: موهائي كه سفيد شده كوتاه كن. سلماني گفت: اگر بخواهم آنها را بزنم خيلي زياد است. ابوحنيفه گفت: خير، اين طور نيست موهاي سياه بيشتر است و آنها را كوتاه كن.

علي بن عاصم گويد: اگر ابوحنيفه به قياس و رأي خود عمل نمي كرد اين امر را به سلماني [7] وامي گذاشت و خود



[ صفحه 215]



ابراز عقيده نمي كرد، جاي اعجاب و شگفتي است كه تا اين درجه درباره بيانات و سخنان امام صادق (ع) ابوحنيفه نعمان سخن گفته و بحث كرده اند و برخي برآنند كه نعمان طي دو سال كه در حضور امام صادق (ع) بود و از او تعليم مي گرفت همواره به بزرگي و عظمت او اعتراف مي كرد و مي گفت:

«هرگز در فقه بالاتر از جعفر بن محمد نديده ام» اما مثل اينكه پيروان آنها از روي خصومت و دشمني به سخن پرداخته و كلمات بين آنها را به اختلاف حمل كرده اند. تا آنجا كه بين پيروان آنها دامنه اختلاف و دشمني توسعه يافت تا حدي كه احيانا كلماتي ناپسند و دور از حقيقت به يكديگر مي گويند و مانند پيروان هر قومي تاريخ زشت و ناروائي از خود برجاي خواهند گذاشت.

در تاريخ آمده است كه هنگامي كه جعفر بن محمد صادق عليه السلام شروع به تدريس كرد، فلسفه و فيزيك هنوز به زبان عربي ترجمه نشده بود و مترجمين به تازگي دست به ترجمه ي آن علوم به زبان عربي زده بودند بدون اين كه بعضي از اصطلاحات فلسفي را بفهمند.

بنابراين، مي توانيم حدس بزنيم كه امام جعفرصادق عليه السلام آن علوم غربي



[ صفحه 82]



را در محضر پدر فراگرفت و خود هم چيزهايي بر آن افزود. [1] .

بعد از چند سطر مي نويسد شيعيان براي توضيح اين موضوع مي گويند كه علم امام جعفرصادق عليه السلام لدني بود. آنها چنين مي گويند شعور باطني هر كسي برخلاف شعور ظاهري وي است، شعور باطني گنجينه تمام معلومات بشري و جهاني است و علوم امروزي به نسبت زياد اين نظريه را تأييد مي كند؛ زيرا با گذشت زمان از مطالعات زيست شناسي اين نتيجه به دست مي آيد «هر مجموعه از سلولهاي بدن تمام آنچه را كه براي او دانستني است از آغاز خلقت تا امروز مي داند.»

و نيز در آن كتاب گويد: به عقيده ي شيعيان هنگامي كه شخصي به پيامبري يا امامت منصوب مي شود حجاب و حايلي كه بين شعور ظاهري و شعور باطني او است از بين مي رود. لذا پيغمبر يا امام به دليل برخورداري از شعور باطني، از دانستني هاي بشري و غيربشري جهاني استفاده مي كنند و نيز بعثت محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم را به همين منوال توضيح مي دهند و مي گويند محمد صلي الله عليه و آله و سلم سواد خواندن و نوشتن نداشت. در شب مبعث در غار حرا در جوار مكه جبرئيل بر او نازل شد. گفت: بخوان پيامبر گفت: نمي توانم بخوانم (الي آخر در مقاله ي آن كتاب اشاره شده است) بر مبناي اين عقيده شيعيان علوم جعفرصادق عليه السلام را علم لدني مي دانند يعني علمي كه در گنجينه شعور باطني نهاني او وجود داشته است و اين عقيده ي مذهبي در نظر مسلمين محترم و قابل قبول مي باشد.



[ صفحه 83]



وي اضافه مي كند: يك مورخ بي طرف اين عقيده را نمي پذيرد؛ زيرا مورخ مدرك تاريخي و مادي را جستجو مي كند تا اين كه بفهمد چگونه مردي چون جعفر ابن محمد عليه السلام كه تا زمان تدريس از عربستان خارج نشده بود (ولي بعد از نيمه ي عمر خود چند بار از عربستان به سفرهاي دور رفت) چگونه فلسفه و فيزيك غربي را تدريس مي كرده است در صورتي كه تا آن تاريخ هيچ يك از مدرسين معروف غرب آن علم را تدريس نكرده بودند. اعتراض نگارنده به نويسنده كتاب نامبرده اين است كه از مورخ بي طرف حمايت كردن ناروا است؛ زيرا مورخ هر كه باشد بالاخره انسان و هر شخص منصفي داراي وجدان است و هر شخصيتي كه اين نيروي باطني را دارا باشد خواه مورخ و يا غيرمورخ نبايد اين قوه و انصاف را زير پا گذاشته و پايمال نمايد و بنا به عقيده ي خود مترجم علم زيست شناسي امروز نيز ثابت مي كند «هر مجموعه از سلولهاي بدن انسان تمام آنچه را كه براي او دانستني است از آغاز خلقت مي داند» با اثبات اين مدرك علمي گفتار مورخ بي اثر است.

هدف اصلي امام صادق عليه السلام دعوت خلق به حق بوده و خودي و بيگانه فرقي نداشت غلامان خود را درس قرآن مي داد به همه آنها مانند يك معلم و مربي مي نشست و دانش مي آموخت تا همه آنها قرآن و احكام شرع را فراگرفتند.

در خرايج مي نويسد امام غلامي داشت به نام «مسلم» غير از معتب و شقراني.

مسلم قرآن بلد نبود آن حضرت يك شب با او تا صبح كار كرد و قرآن را به او تعليم فرمود چون صبح شد قرآن را نيكو تلاوت مي كرد - و بقيه خدمه و خدمتكاران هم اين درس را فراگرفتند.

يكي از فرق شيعه كه اصل و غايت و حقيقت اين فرقه را تشكيل مي دهد شيعه اماميه اثني عشريه است كه آنها را به جعفريه مي شناسند و نسبت اين فرقه به جعفر بن محمدالصادق عليه السلام مي رسد و فقه اسلام از اين امام شهرت و انتشار يافت و به مذهب جعفري مشهور است.

اماميه كساني هستند كه به امامت دوازده نفر امام كه اول آنها علي بن ابي طالب و پس از او حسن بن علي - حسين بن علي - علي بن الحسين السجاد - زين العابدين - محمد بن علي باقرالعلوم - جعفر بن محمد الصادق - موسي بن جعفر الكاظم - علي بن موسي الرضا - محمد بن علي التقي الجواد - علي بن محمد النقي الهادي - حسن بن علي الهادي العسكري حجة بن الحسن صاحب الزمان و خليفة الزمان و امام الانس والجان كه امروز 1379 سال هجري است او غايب از نظرها و مهدي است و قائم آل محمد و دوازدهمين كرسي نشين امامت و خلافت يازدهمين فرزند فاطمه زهرا و نهمين ذريه ي حسين بن علي عليه السلام كه با هزاران خصوصيت منصوب و منصوص است و بنص جلي و خفي و متواتر امامت و هر كس نقل شده و در ساق عرش نام آنها به خط نور تجلي داشته و كتاب منتقم حقيقي ما بهترين معرف آن شخصيت آسماني



[ صفحه 46]



است اين همان مهديست كه در سال 255 سال نور متولد شد و پس از پنج سال از نظرها غائب گرديد و هو المهدي الذي يملاء الارض قسطا و عدلا بعد ملئت ظلما و جورا اماميه معتقدند به نص روشن علي بن ابي طالب خليفه و وزير و امام و وصي و جانشين پيغمبر بود و پس از او تا امام زمان زمين خالي از حجت نبوده و نيست و اين دوازده نفر با فاطمه زهرا و پدرش رسول الله چهارده معصوم هستند كه براي تربيت بشر به مكتب دنيا مامور نشو و نماي نفساني و تربيت روحاني آدميان مي باشند.

اماميه فقه و تفسير و حديث و علوم و فنون اسلامي را از شخص پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم و باب مدينه علم علي بن ابي طالب و پس از او به ترتيب تا امام جعفر صادق اخذ كرده اند و چون امام ششم با فرصتي اين علوم و فنون و احكام و قوانين را به سبك نويني مورد تجزيه و تحليل قرار داد و در دنيا منتشر شد لذا به مذهب جعفري شهرت يافت و اماميه را پيرو امام صادق و متكي به مذهب جعفري مي دانند.

اين فرقه احاديث خود را از دست اول مستقيم و از ثقات و عدول شيعه اماميه كه از زمان خود پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم شهرت داشتند دست به دست گرفته و حفظ كرده و رسانيده و تا كنون رشته متصل منظم علوم و فنون آنها در تحت عنوان روات و روايت و حديث مصون و محفوظ مانده و تمام احكام شريعت از زبان همين معتمدين ثقات كه اكثر آنها مورد اتفاق فريقين در علم و زهد و تقوي بوده اند نقل و تدوين و تصنيف و تأليف و طبع و نشر يافته است.

اماميه به تنهائي معارف و فرهنگ اسلام را معادل 72 فرقه ديگر نوشته و تأليف كرده اند در تمام فنون علمي تبرز داشته تفوق و تقدم و ابتكار با آنها بوده است كتاب الذريعه الي تصانيف الشيعه علامه ارجمند اقاي حاجي شيخ آقا بزرگ تهراني كه تا كنون دوازده جلد آن تا حرف دال طبع و نشر يافته بهترين معرف مطبوعات و معارف شيعه اماميه است.

فلاسفه بزرگ مانند شيخ ابوعلي سينا - خواجه نصيرالدين طوسي - ميرداماد - فاضل اصفهاني - ملاصدرا - حكيم سبزواري و صدها ديگر از رياضيين - دانشمندان علوم طبيعي طب - نجوم - هيئت - فقها و مفسرين مانند شيخ طوسي - كليني - شيخ مفيد - سيد رضي و مرتضي - شيخ طبرسي - ابن بابويه قمي - فيض و محدث نوري و غيره ستارگان رخشنده آسمان فقاهت اسلام از فرق اماميه مي باشند در اصول عقايد و دلايل عقليه و فروع احكام و احاديث نقليه تخصص و تبرزي به سزا داشته اند كه تا كنون هم اعلام شيعه مورد احترام عالم اسلام مي باشند.



[ صفحه 47]



ملاك عمل اين فرقه اماميه - كتاب - سنت - عقل - اجماع است كه اين اركان اربعه مباني فقه اماميه را تشكيل مي دهد كه اخيرا مورد استقبال دانشگاههاي جهان گرديده و فقه جعفري كرسي مشخصي در الازهر و ساير مراكز علمي تسنن يافته و توجه خردمندان را جلب كرده است.

كشور ايران رسما افتخار به تشيع دارد و عراق مخصوصا نجف اشرف بزرگترين دانشگاه هزار ساله شيعه مي باشد كه هر سال جمعيتي انبوه فقيه - حكيم - محدث دانشمند جامع همه علوم عصري تربيت كرده به دنيا ارزاني مي دارد.

و اين فرقه اماميه است كه ملاك عمل و مصداق حقيقي احاديث نبوي بوده و فرقه ناجيه مي باشد زيرا دين را از دست اول از خاندان عصمت و تقوي گرفته و از مهبطي كه وحي در خانه آنها نازل شده است و لذا ترديدي در صحت و توثيق و اعتماد به حقايق علمي ندارد خاصه كه ائمه اثني عشري با براهين مستدل علمي برتري خود را در علم و تقوي به منصه ظهور و بروز رسانيده اند.

علمي است كه بحث مي كند از كيفيت وضع اعداد در خانه هاي جداول وفقي كه از هر طرف مساوي با جمع اعداد شود و به علم وفق اعداد هم گفته اند:

به عبارت ديگر علم اوفاق جدول اعدادي است كه از هر طرف عمودي و افقي حساب كنيد يك رقم ثابت درآورد و حروف در حساب اعداد براي ذم و مدح جدول كشي مي شود چنانچه در فارسي هم فردوسي ذم محمود غزنوي را گفته است.



عطاي شه محمود والاتبار

نه اندر نه آمد سه اندر چهار



كه بر حسب علم انامل و عقود 93 مي شود و اين نهايت بخل را مي رساند.



[ صفحه 40]

اين وصيت در كتاب تحف العقول آمده و صدوق نيز در كتاب خصال آن را به سند خود از سفيان ثوري روايت كرده است. در روايت صدوق آمده است: سفيان گفت: به ديدار صادق بن صادق رفتم و عرض كردم اي پسر فرزند خدا مرا وصيتي فرماي. فرمود: اي سفيان! الخ.

اما در آغاز روايت تحف العقول آمده است كه سفيان ثوري گفت: نزد امام صادق (ع) رفتم و به او عرض كردم: مرا وصيتي فرماي تا آن را پس از تو حفظ كنم. فرمود: اي سفيان! آيا آن



[ صفحه 99]



را به خاطر خواهي سپرد؟ گفتم: آري اي فرزند دختر رسول خدا. فرمود: اي سفيان! مروت و مردانگي براي دروغگو و راحت و آسايش براي حسود و برادري براي ملول و دوستي براي خودبين و سيادت براي بدخوي نيست. آنگاه امام (ع) از سخن بازايستاد. گفتم: اي فرزند دخت رسول خدا! بيش از اين برايم بفرما. فرمود: اي سفيان! به خدا اميد بند، عارف شوي و به قسمتي كه براي تو مقدر كرده خرسند شو، كه بي نياز گردي. و در روايت خصال است كه: و با همسايه ي خود خوش رفتاري كن، مسلم باشي. همراه شو به مانند آنچه با تو همراهي مي كنند، ايمانت افزون شود و با بدكار مصاحب مشو كه از بدكاري خود به تو ياد دهد. و در كار خود با كساني مشورت كن كه از خداوند مي ترسند. سپس امام (ع) از گفتن بازايستاد و من به او عرض كردم: اي فرزند رسول خدا! ادامه بده. فرمود: اي سفيان! هر كس خواهد عزتي بي سلطنت و فراواني بي برادر و شكوهي بي مال (و طبق روايت خصال) هر كس عزتي بي عشيره و قبيله و ثروتي بي مال و هيبتي بي سلطنت خواهد، بايد از ذلت معاصي خدا به عزت طاعت او روي آورد. آنگاه لب از گفتن فروبست و من گفتم: اي فرزند دختر رسول خدا ادامه ده. فرمود: اي سفيان! پدرم مرا به سه خصلت تأديب كرد و از سه خصلت بازداشت: اما آن سه خصلتي كه مرا بدانها تأديب كرد اين بود كه فرمود: اي فرزندم! هر كس مصاحب بدكار شود سالم نماند و آن كس كه گفتارش را مراقبت نكند و زبانش را در اختيار نگيرد پشيمان شود و آن كس كه به راههاي بد گام نهد متهم مي شود. گفتم: اي فرزند رسول خدا! آن سه خصلتي كه تو را از آن بازداشته بود، چه بودند؟ فرمود: پدرم مرا نهي كرد از آن كه با حسودي كننده به نعمت و شاد شونده به مصيبت يا سخن چين، دوستي و رفاقت داشته باشم. و در روايت خصال اضافه شده است كه آنگاه امام (ع) اين دو بيت را برايم خواند:



عود لسانك قول الخير تحظ به

ان اللسان لما عودت معتاد [1] .



موكل بتقاضي ما سننت له

في الخير و الشر فانظر كيف تعتاد [2] .

حضرت نوح عليه السلام به خاطر اين كه به مردم بفهماند كه او خير خواه آنان است و مي خواهد مراتب دلسوزي خود را نسبت به آنان برساند، مي گويد: «يا قوم». سپس اولين پيشنهادي كه به آنان مي كند اين است كه به دين توحيد بگراييد.

لقد أرسلنا نوحا الي قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره... [1] .

همانا نوح را به سوي قومش فرستاديم، پس گفت: اي قوم من خدا را بپرستيد كه جز او شما را خدايي نيست.

در اين آيه علاوه بر اين كه حضرت نوح قوم را به خودش نسبت مي دهد، آنها را به عبادت خداوند و ترك اطاعت از غير او دعوت مي كند. قوم را به خاطر اظهار دلسوزي و مهرباني به خودش نسبت مي دهد و مي خواهد بفرمايد كه شما همگي مردم من هستيد و مجتمع قومي، من و شما را يكجا جمع كرده، بدي و ناراحتي شما، مرا هم ناراحت مي كند و من براي شما جز خير و سعادت چيزي نمي خواهم.

علامه طباطبايي در تفسير الميزان مي نويسد كه نوح در اين سخن ابتدا قومش را به خود نسبت مي دهد تا اين كه سخنش بر مقتضاي نصيحت به آنها باشد؛ چرا كه خود را به عنوان نصيحت كننده به آنها معرفي مي كند. آن گاه آنها را به پرستيدن يك خداي واحد بي شريك دعوت مي كند.



[ صفحه 79]



سپس آنها را نسبت به عذاب روز بزرگ پرهيز مي دهد و آنگاه با نفي ضلالت، خود را به عنوان پيامبر خدا معرفي مي كند و به اين ترتيب سه اصل اعتقادي شريعت خود يعني توحيد، نبوت و معاد را براي آنها بيان مي كند. [2] .

حضرت موسي عليه السلام علاوه بر اين كه قوم را به خودش نسبت مي دهد به آنها امر كرده كه بر خدا توكل كنند و اين امر را مشروط به ايمان كرده و با شرط ديگري كه همان اسلام است، به پايان برده است.

و قال موسي يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين [3] .

و موسي گفت: اي قوم من، اگر به خداوند ايمان آورده ايد و تسليم فرمان او هستيد، پس بر او توكل كنيد.

ان الناس لو اطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه [الاسد] اثقالهم. [1] .

بطور يقين اگر مردم آنچنانكه خداوند متعال را شايسته است اطاعت مي كردند، بارهايشان را بر شير حمل مي نمودند.

امام صادق عليه السلام

امام صادق عليه السلام پس از مدتي اقامت در كوفه، خواست به مدينه برگردد؛ از اينرو علما و دانشمندان جهت مشايعت و بدرقه ي حضرت به راه افتادند.

ابراهيم بن ادهم، عارف و زاهد مشهور، با اينكه تازه وارد كوفه شده بود، خود را به جمع مشايعت كنندگان رساند و در حاليكه در پيشاپيش حضرت مي رفتند، ناگهان بر سر راه، شيري را ديدند و ابراهيم بن ادهم



[ صفحه 122]



گفت:

«بايستيد تا جعفر صادق عليه السلام بيايد و ببينيم چه مي كند.»

وقتي امام عليه السلام آمد و قضيه ي شير را به محضر مباركشان اطلاع دادند، نزديك شير رفته و گوشش را گرفت و از جاده بيرون راند و فرمود:

«اگر مردم آنگونه كه شايسته و سزاوار درگاه الهي است، خداوند را اطاعت مي كردند، بارهايشان را بر روي شير حمل مي كردند.» [2] .



[ صفحه 123]

- سرورم! حضرت عالي در خصوص بهشت و درجات در بهشت چه فرموده ايد؟

گفتم: نگوييد بهشت يكي است؛ زيرا خدا مي فرمايد: «و غير از آن دو، دو بهشت است» و نگوييد: يك درجه است، زيرا خدا مي فرمايد: «درجاتي است كه برخي برتر از برخي ديگرند، همانا تفاضل و برتري قوم به اعمال



[ صفحه 88]



آنهاست.» [1] .

- سرورم! روزي عمر بن يزيد به حضرت عالي عرض مي كند: «من از شما شنيدم كه فرموديد، «همه ي شيعيان ما، با همه ي كارهايشان در بهشتند.» چه فرموديد؟

گفتم: «به تو راست گفتم، به خدا قسم، همه در بهشتند.»

گفت: فدايت شوم! آنها گناهان كبيره را، زياد انجام داده اند؟

گفتم: «در قيامت همه ي شما به شفاعت پيامبر يا وصي وي در بهشتيد، ليكن به خدا قسم، من بر شما از برزخ مي هراسم.»

گفت: برزخ چيست؟

گفتم: «قبر، از هنگام مرگ تا قيامت». [2] .

- سرورم! متكبران در قيامت به چه صورت ظاهر مي شوند؟

گفتم: متكبران در قيامت به صورت مورچگان درمي آيند و مردم آنان را زير پاي خود مي گذارند تا اين كه خداوند از حساب مردم فارغ شود». [3] [4] .



[ صفحه 90]

قال الإمام «ع»: اطعموا صبيانكم الرمان فانه أسرع لشبابهم [1] .

وقال «ع»: كلوا الرمان بشحمه فانه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن [2] .

وقال الأطباء: الرمان مصف للدم، ومولد للخلط الصالح، ومنعظ المحرورين ومفتح للسدد، وملين للبطن، ومدر للبول، ومقو للكبد، ومفيد لليرقان والطحال وخفقان القلب والسعال الحاد، ومصف للصوت، ومحسن لرونق الوجه، ويروي به البدن وينفع من الديدان.



[ صفحه 65]



أقول: تأمل في كلمة (أسرع لشبابهم) تجد جل هذه الخواص التي ذكرها الاطباء موجودة فيها، لانه لايسرع شبابهم أي نموهم الكامل إلا إذا صفا الدم وتولد الخلط الصالح وقوي الكبد وازداد رونق الوجه وحصل رواء البدن، ثم انظر أيضاً إلي كلمته «ع» يدبغ المعدة، تجد أن المعدة إذا دبغت أي جفت رطوبتها الفضلية المرخية لأعصابها قويت علي الهضم، والغذاء إذا هضم أولد الدم النقي الصالح وإذا صلح صلحت تغذية البدن وإذا صلحت التغذية قوي البدن وحصلت المناعة والطاقة التي بها يزول كل ما ذكره الاطباء من الامراض، فيالها من كلمة جامعة لايفهمها أهل ذلك العصر بل أدرك معانيها العلم الحديث قصداً أو بلا قصد.

قال الامام الصادق عليه السلام: «كل شي ء لك حلال، حتي تعلم أنه حرام بعينه فتدعه من قبل نفسك، و ذلك مثل الثوب عليك قد اشتريته، و لعله سرقة. و المرأة تحتك، و هي اختك، أو رضيعتك، و الأشياء كلها علي هذا، حتي يستبين لك غير هذا، أو تقوم به البينة».

ان اثبات الطهارة لا يحتاج الي دليل ما دام مجرد الشك في النجاسة كافيا للحكم بالطهارة، و هذا من الموارد التي يتغلب فيها الضعيف علي القوي. فلو احتملت 90 بالمئة بأن هذا نجس، و 10 بالمئة بأنه طاهر كانت الغلبة للعشرة علي التسعين.

أما النجاسة فلا تثبت الا بدليل، كالحسن، و الاستصحاب، و البينة الشرعية، تماما كغيرها من الموضوعات التي أشار اليها الامام بقوله: «و الأشياء كلها علي هذا، حتي يستبين لك غير هذا، أو تقوم به البينة» أن يظهر لك ذلك بالحس، أو يشهد شاهدان.

1- ينقسم الاعتكاف الي واجب، و مندوب، و الأول ما وجب بنذر، أو عهد، أو يمين. و الثاني ما يتبرع به الانسان بدافع العبادة المقربة من الله سبحانه. و الواجب اذا كان معينا في زمان خاص، كمن نذر أن يعتكف الأيام البيض من



[ صفحه 51]



شعبان، فمتي باشر لا يجوز له العدول عنه، لا في اليوم الأول، و لا في الذي يليه. اما المندوب فله ان يعدل عنه قبل انقضاء اليومين الأول و الثاني، فاذا مضيا وجب الثالث حتما. قال الامام الباقر أبو الامام الصادق عليه السلام: من اعتكف ثلاثة أيام فهو في الرابع بالخيار، ان شاء زاد ثلاثة أيام أخر، و ان شاء خرج من المسجد، فان أقام يومين بعد الثلاثة، فلا يخرج من المسجد حتي يتم ثلاثة أيام أخر.

2- لا يجب أن يكون الصوم خاصا بالاعتكاف، بل يكفي مطلق الصوم، حتي و لو كان لغاية أخري. قال صاحب الجواهر: ان شرط الصوم للاعتكاف كشرط الطهارة للصلاة، لا يعتبر فيه الوقوع له، بل يكفي في صحة الاعتكاف وقوعه معه، و ان لم يكن له، سواء أكان الصوم واجبا، أم ندبا، و سواء أكان الواجب لرمضان، أم لغيره، بلا خلاف فيه.

3- يحرم علي المعتكف مباشرة النساء، و علي المعتكفة مباشرة الرجال، ليلا و نهارا، حتي اللمس و التقبيل بشهوة، قال الامام الصادق عليه السلام: «لا يأتي امرأته ليلا و لا نهارا، و هو معتكف» و اذا جامع امرأته ليلا، أو نهارا في غير شهر رمضان فعليه كفارة، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن معتكف واقع اهله؟ قال: عليه ما علي الذي أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا، عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو اطعام ستين مسكينا. و أيضا سئل عن معتكف وطأ امرأته ليلا في شهر رمضان؟ قال: عليه كفارة. قال السائل فان وطأها نهارا؟ قال: عليه كفارتان - واحدة للاعتكاف، و الثانية للافطار في شهر رمضان -.

و أيضا يحرم علي المعتكف الاستمناء علي ما قاله صاحب الشرائع. و قال صاحب الجواهر و المدارك: لم نقف فيه علي نص بالخصوص.

و أيضا يحرم عليه البيع و الشراء، و شم الطيب، و الرياحين، و المماراة،



[ صفحه 52]



لقول الامام الصادق عليه السلام: المعتكف لا يشم الطيب، و لا يتلذذ بالرياحين، و لا يماري، و لا يشتري، و لا يبيع.

و المراد بالمماراة، المجادلة و المنازعة في شي ء من أشياء الدنيا، أو في مسألة دينية حبا بالغلبة و الظهور. و لا فرق في تحريم المذكورات، و ما اليها بين وقوعها ليلا و نهارا، لأن الاعتكاف واقع فيهما. و بما ان الصوم شرط في الاعتكاف، فكل ما يفسد الصوم يفسد الاعتكاف، بداهة ان المشروط عدم عند عدم شرطه، علي تعبير الفقهاء و الاصوليين.

4- اذا فسد الاعتكاف بشي ء مما ذكرنا، فهل يجب اعادته ثانية أو لا؟

الجواب:

ينظر: فان كان واجبا فلابد من الاعادة بنية القضاء، ان كان وقته معينا، و قد مضي، و بنية الاداء ان لم يمض الوقت، لوجوب الطاعة و الامتثال في الاداء، و للأمر بقضاء ما فات في غيره، و اذا كان الاعتكاف مستحبا، و بطل قبل مضي اليومين فلا شي ء عليه، لعدم الوجوب من الأساس، و الفرع لا يزيد علي الأصل، و ان كان بعد مضيهما وجبت الاعادة، لمكان الوجوب، كما تقدم.



[ صفحه 53]

ذهب المشهور الي أن عبادة الصبي من الصوم و الصلاة و الحج شرعية لا تمرينية، و علي هذا الشيخ الانصاري، و السيد اليزدي، و الشيخ محمد حسين الأصفهاني، قال هذا الشيخ في حاشيته علي المكاسب:«ان ادلة التكليف غير الملزمة لا مانع من شمولها للصبي».

و قول المشهور غير بعيد عن الاصول و القواعد، لأن العبادة حسنة بذاتها، و محبوبة لله سبحانه بطبيعتها، و المميز يدرك ذلك، و يمكنه أن يتقرب بها الي خالقه جل و عز، أما حديث رفع القلم فالمراد به رفع المؤاخذة التي تستدعي رفع الالزام و الوجوب حتما، كما أن رفع الوجوب يستدعي رفع المؤاخذة كذلك. و بكلمة أن معني رفع القلم عن المجنون و الصبي و النائم أنهم غير مكلفين بما يستدعي تركه المؤاخذة و العقاب... و بديهة أن المستحبات لا مؤاخذة و لا عقاب علي تركها، فالحديث - اذن - غير متعرض للمستحبات نفيا و لا اثباتا، و علي هذا فلا يصح الاستدلال به علي نفي التكاليف المستحبة، أو اثباتها. فتبقي الادلة



[ صفحه 58]



المثبتة للاحكام المستحبة علي عمومها أو شمولها لكل مدرك مميز بالغا كان، أو غير بالغ.

الضمان مشروع بالاجماع، و الكتاب، و السنة، قال تعالي: (و لمن جاء به



[ صفحه 44]



حمل بعير و أنا به زعيم) [1] و الزعيم هو الضامن.

و سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل مات، و عليه دين، فيضمنه ضامن للغرماء؟ قال: اذا رضي به الغرماء فقد برئت ذمته.

و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من ضمن لأخيه حاجة لم ينظر الله عزوجل في حاجته حتي يقضيها.

قالوا: اذا شق الرجل ثوبه في موت امرأته، أو ولده فعليه كفارة يمين، و لا شي ء عليه اذا شقه علي غيرهما من اقاربه استنادا الي رواية ضعفها الشهيد في اللمعة و المسالك.

اذا طلق زوجته طلاقا رجعيا فال يجوز له ان يعقد علي أختها الا بعد انقضاء العدة، لأن الرجعية بحكم الزوجة، و اذا كان الطلاق بائنا جاز العقد علي الأخت قبل انتهاء العدة، لانقطاع العصمة بين البائنة و المطلق.



[ صفحه 45]

قال طرخان النخاس: [1] مررت بأبي عبدالله عليه السلام و قد نزل الحيرة.

فقال: ما علاجك؟

قلت: نخاس.

قال: اصب لي بغلة فضخاء.

قلت: جعلت فداك و ما الفضخاء؟

قال: دهماء بيضاء البطن بيضاء الأفخاذ بيضاء الجحفلة [2] .



[ صفحه 92]



فقلت: والله ما رأيت مثل هذه الصحيفة، فرجعت من عنده فساعة دخلت الخندق اذا أنا بغلام قد أسقي بغلة علي هذه الصفة، فسألت الغلام: لمن هذه البغلة؟

قال: لمولاي.

قلت: يبيعها؟

قال: لا أدري، فتبعته حتي أتيت مولاه فاشتريتها منه و أتيته.

فقلت: هذه الصفة التي أردتها جعلت فداك ادع الله لي.

فقال: اكثر الله مالك و ولدك.

قال: فصرت من اكثر أهل الكوفة مالا و ولدا [3] .

در اين قسمت از اين كتاب شريف، از فرصت استفاده كرده و خاتمه ي آن را با ذكر برخي از مواعظ و نصايح نوراني حضرت امام حسن عليه السلام مزين و معطر نموده و اميدواريم كه خداوند متعال، به بركت اين معارف نوراني حسني عليه السلام، توفيق برداشتن گامهاي بيشتر و بزرگتري را در جهت اصلاح رفتارهاي فردي و جمعي، براي نيل به صلاح دنيوي و فلاح أخروي، براي نگارنده و خوانندگان گرامي، عنايت بفرمايد، ان شاء الله تعالي.

(1)

قيل للامام السبط التقي، أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام: ما الزهد؟ قال عليه السلام: الرغبة في التقوي، و الزهادة في الدنيا.

يعني: به حضرت امام حسن مجتبي عليه السلام، عرض شد: معناي زهد چيست؟ آن حضرت عليه السلام فرمود: علاقه مندي به تقوا و پارسايي در دنيا.

(2)

قيل له عليه السلام: فما الحلم؟

قال عليه السلام: كظم الغيظ، و ملك النفس.



[ صفحه 148]



به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي حلم چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: خشم خود را فروخوردن و خويشتن را نگاه داشتن.

(3)

قيل له عليه السلام: ما السداد؟

قال عليه السلام: دفع المنكر بالمعروف.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي سداد چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: كار ناپسند را با كار پسنديده بر كنار كردن.

(4)

قيل: فما الشرف؟

قال عليه السلام: اصطناع العشيرة و حمل الجريرة.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي شرف چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: خويشاوندان را در سايه ي خود نگاه داشتن و از خطايشان در گذشتن.

(5)

قيل: فما النجدة؟

قال عليه السلام: الذب عن الجار و الصبر في المواطن و الاقدام عند الكريهة.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي نجده (و مردانگي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: دفاع از پناهنده، مقاومت در ميدانها، و اقدام در ناملايمات.



[ صفحه 149]



(6)

قيل: فما المجد؟

قال عليه السلام: أن تعطي في الغرم، و أن تعفو عن الجرم.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي مجد (و بزرگواري) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: پرداخت غرامت و گذشت از جرم.

(7)

قيل: فما المروة؟

قال عليه السلام: حفظ الدين و اعزاز النفس و لين الكنف و تعهد الصنيعة و أداء الحقوق و التحبب الي الناس.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي مروت (و جوانمردي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: نگهداري دين، گرامي داشتن نفس، نرمخويي، احسان دايم، اداي حقوق (برادران) و دوستي با مردم.

(8)

قيل: فما الكرم؟

قال عليه السلام: الابتداء بالعطية قبل المسألة و اطعام الطعام في المحل.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي كرم چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: بخشش پيش از درخواست و غذا دادن در قحطي.

(9)

قيل: فما الدنيئة؟

قال عليه السلام: النظر في اليسير و منع الحقير.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي دنيئه (و فرومايگي) چيست؟



[ صفحه 150]



آن حضرت عليه السلام فرمود: خرده بيني و مضايقه در چيزهاي بي ارزش.

(10)

قيل: فما اللؤم؟

قال عليه السلام: قلة الندي و أن ينطق بالخني.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي لؤم (و پستي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: خسيسي و بدزباني.

(11)

قيل: فما السماح؟

قال عليه السلام: البذل في السراء و الضراء.

به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي سماح (و سخاوت) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: بخشش در رفاه و تنگدستي.

(12)

قيل: فما الشح؟

قال عليه السلام: أن تري ما في يديك شرفا و ما أنفقته تلفا.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي شح (و بخل) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: آنچه داري شرف پنداري و آنچه دادي، تلف!

(13)

قيل: فما الاخاء؟

قال عليه السلام: الاخاء في الشدة و الرخاء.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي اخاء (و برادري) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: مساعدت (و مساوات)، در سختي و گشايش.



[ صفحه 151]



(14)

قيل: فما الجبن؟

قال عليه السلام: الجرأة علي الصديق، و النكول علي العدو.

يعني، به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي جبن (و ترس) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: دليري با دوست و عقب نشيني از دشمن.

(15)

قيل: فما الغني؟

قال عليه السلام: رضي النفس بما قسم لها و ان قل.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي غنا (و بي نيازي) چيست؟ آن حضرت عليه السلام، فرمود: رضامندي به قسمت، گرچه اندك باشد.

(16)

قيل: فما الفقر؟

قال عليه السلام: شره النفس الي كل شي ء.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي فقر (و نيازمندي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: آزمندي و شيفتگي نفس، به هر چيز.

(17)

قيل: فما الجود؟

قال عليه السلام: بذل المجهود.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي جود (و بخشندگي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: بذل، به قدر توانايي.



[ صفحه 152]



(18)

قيل: فما الكرم؟

قال عليه السلام: الحفاظ في الشدة و الرخاء.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي كرم، چيست؟

آن حضرت عليه السلام، فرمود: نگهداري (قوم و قبيله)، در سختي و رفاه.

(19)

قيل: فما الجرأة [الجزاء خ ل]؟

قال عليه السلام: موافقة الأقران.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي جرأت (و پردلي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: پيكار با هماوران و هم نبردان.

(20)

قيل: فما المنعة؟

قال عليه السلام: شدة البأس و منازعة أعزاء الناس.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي منعه (و دلاوري)، چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: رزم آوري و درگيري با نيرومندان.

(21)

قيل: فما الذل؟

قال عليه السلام: الفرق عند المصدوقة.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي ذلت (و خواري) چيست؟

آن حضرت عليه السلام، فرمود: دلهره، به هنگام راستگوئي.



[ صفحه 153]



(22)

قيل: فما الخرق؟

قال عليه السلام: مناواتك أميرك و من يقدر علي ضرك.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي خرق (و درشتخويي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: در افتادن با فرمانروا و آن كه بر آزار تو توانا است.

(23)

قيل: فما السناء؟

قال عليه السلام: اتيان الجميل و ترك القبيح.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي سناء (و سربلندي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: انجام زيباييها و ترك زشتيها.

(24)

قيل: فما الحزم؟

قال عليه السلام: طول الأناة و الرفق بالولاة، و الاحتراس من جميع الناس.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي حزم (و دور انديشي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: بردباري فراوان، مدارا با حكمرانان و ملاحظه از همه ي مردم (يعني: عدم اعتماد بر غالب آنها، در امور حساس و مسائل سري).

(25)

قيل: فما الشرف؟

قال عليه السلام: موافقة الاخوان و حفظ الجيران.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي شرف، چيست؟

آن حضرت عليه السلام، فرمود: هماهنگي با برادران، و نگهداري همسايگان!



[ صفحه 154]



(26)

قيل: فما الحرمان؟

قال عليه السلام: تركك حظك و قد عرض عليك.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي حرمان (و محروميت) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: به اقبال روي آورده، پشت پا زدن.

(27)

قيل: فما السفه؟

قال عليه السلام: اتباع الدناة و مصاحبة الغواة.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي سفاهت (و بي خردي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: پيروي از دونان و همدمي با گمراهان.

(28)

قيل: فما العي؟

قال عليه السلام: العبث باللحية و كثرة التنحنح عند المنطق.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي عي (و درماندگي در سخن) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: به هنگام سخن، با ريش خود بازي كردن و مرتب سينه صاف كردن.

(29)

قيل: فما الشجاعة؟



[ صفحه 155]



قال عليه السلام: موافقة الأقران و الصبر عند الطعان.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي شجاعت (و دليري) چيست؟ آن حضرت عليه السلام فرمود: نبرد با اقران و پايداري در ميدان.

(30)

قيل: فما الكلفة؟

قال عليه السلام: كلامك في مالا يعنيك.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي تكلف چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: بيهوده سخن گفتن.

(31)

قيل: و ما السفاه؟

قال عليه السلام: الأحمق في ماله، المتهاون بعرضه.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي سفاه (و نابخردي) چيست؟

آن حضرت عليه السلام فرمود: آنكه در مال خود، احمق و به آبروي خود، بي اعتنا باشد.

(32)

قيل: فما اللؤم؟

قال عليه السلام: احراز المرء نفسه و اسلامه عرسه.

يعني: به آن حضرت عليه السلام عرض شد: معناي لئامت (و ناكسي) چيست؟ آن حضرت عليه السلام فرمود: خود را نگه داشتن و همسر خود را واگذاشتن.

(33)

أيها الناس! انه من نصح لله و أخذ قوله دليلا، هدي للتي هي أقوم و وفقه الله



[ صفحه 156]



للرشاد و سدده للحسني.

يعني: امام حسن عليه السلام فرمود: اي مردم! همانا، كسي كه بخاطر خدا، اندرز دهد و گفتار خدا را راهنماي خود نمايد، به مستقيم ترين راه، هدايت شود و خداوند، به او توفيق رشد داده و او را به روشهاي نيك، (هدايت و) استوارش نمايد.

(34)

فان جار الله آمن محفوظ و عدوه خائف مخذول فاحترسوا من الله بكثرة الذكر.

يعني: امام حسن عليه السلام فرمود: بدون ترديد، پناهنده ي به خدا در امان و دشمن خدا، بيمناك و بي پناه است. با ذكر فراوان، خود را از (عذاب) خدا، نگه داريد.

(35)

واخشوا الله بالتقوي و تقربوا الي الله بالطاعة، فانه قريب مجيب.

يعني: امام حسن عليه السلام فرمود: با پرهيزكاري، از خدا بترسيد! با اطاعت (خدا)، به سوي خدا، تقرب جوييد! زيرا كه او نزديك و خواهش پذير است!

(36)

لا ينبغي لمن عرف عظمة الله، أن يتعاظم، فان رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا، و عز الذين يعرفون ما جلال الله، أن يتذللوا له، و سلامة الذين يعلمون ما قدرة الله، أن يستسلموا له، و لا ينكروا أنفسهم بعد المعرفة، و لا يضلوا بعد الهدي.

يعني: حضرت امام حسن عليه السلام فرمود: آن كس كه عظمت خدا را دريابد، سزاوار نيست كه بزرگي (و گردنكشي) كند! سربلندي آنها كه بزرگي خدا را بشناسند، در فروتني است! عزت آنان كه جلال خدا را درك كنند، به افتادگي



[ صفحه 157]



در برابر اوست! سلامت آن كساني كه قدرت خدا را بشناسند، در اين است كه در پيشگاه او، تسليم شوند! و نفسهاي خود را پس از شناخت، انكار نكرده و پس از هدايت، گمراه نشوند.

(37)

التقوي باب كل توبة و رأس كل حكمة و شرف كل عمل.

يعني: حضرت امام حسن عليه السلام فرمود: تقوا، دروازه ي هر توبه، سرآمد هر حكمت و شرف هر كاري است.

(38)

اتقوا الله عباد الله! و اعلموا أنه من يتق الله، يجعل له مخرجا من الفتن و يسدده في أمره و يهيي له رشده و يفلجه بحجته و يبيض وجهه و يعطه رغبته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.

يعني: حضرت امام حسن عليه السلام فرمود: اي بندگان خدا! تقواي الهي را رعايت كنيد! و اين را بدانيد، كسي كه تقواي الهي را رعايت كند، خدا راهي براي بيرون رفتن از فتنه ها به رويش مي گشايد.

كارش را، به صلاح و سداد، مي رساند! وسيله ي هدايتش را براي او، مهيا نمايد با حجت و برهانش او را پيروز مي گرداند. روي او را سفيد مي كند. خواسته اش را عطا فرمايد او، با آنها كه خدا، نعمتشان بخشيده است؛ يعني: پيامبران، صديقان (راستي پيشگان)، شهيدان (يا گواهان) و شايستگان (همنشين) خواهد بود و آنها، چه رفيقان نيكويي هستند!



[ صفحه 158]



(39)

الخير الذي لا شرفيه: الشكر مع النعمة و الصبر علي النازلة.

يعني: حضرت امام حسن عليه السلام فرمود: آن خير (خالصي) كه (هيچ) شري در آن نيست، يكي شكر و سپاسگزاري به هنگام برخورداري از نعمت و ديگري، صبر و شكيبايي، در هنگام گرفتاري به مصيبت است.

(40)

قطع العلم عذر المتعلمين.

من تذكر بعد السفر، اعتد [1] .

يعني: امام حسن عليه السلام فرمود: علم و دانش، عذر دانش آموزان را برطرف نموده است.

كسي كه دوري سفر (آخرت) را به ياد خود آورد، (براي آن) خود را آماده نمايد.

آخر دعوانا ان الحمد الله رب العالمين

و صلي الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين.

جمعه شب، 17 آذر، 1385 هجري شمسي

قم المقدسة

علي اصغري همداني

نوشته ي قاضي نورالله حسيني مرعشي شوشتري (م 1019 ق)، تأليف عارف ثامر، بيروت، 1957 م.

منصور دوانيقي خليفه ي جبار عباسي به حاكم خود در مكه و مدينه دستور داد كه خانه ي امام صادق عليه السلام را به آتش بكش. حاكم نيز اين دستور را اجرا كرد و خانه ي امام عليه السلام را آتش زد به گونه اي كه شعله هاي آتش به راهرو و حياط خانه كشيده شد و لهيب آتش سوزان، به اطراف زبانه مي كشيد.

ناگاه امام صادق عليه السلام از اطاق بيرون آمد و در حالي كه گريه مي كرد، به درون آتش رفت و در همان حال كه در ميانه ي آتش قدم مي زد، مي فرمود:

«انا بن ابراهيم خليل الله، انا بن اعراق الثري» [1] .

«همانا من پسر ابراهيم خليلم. (كه آتش نمرود بر او سرد و سلامت شد) همانا من پسر ريشه هاي زمين هستم.»

از علت گريه ي امام عليه السلام پرسيدند. آن حضرت فرمود: «هنگامي كه زبانه هاي آتش و شيون بانوان و كودكان خانه را ديدم به ياد



[ صفحه 102]



اهل بيت جدم حسين افتادم و صحنه ي آتش زدن خيام و گرفتاري عمه ام زينب كبري را به ياد آوردم.» [2] .



[ صفحه 103]

فجعل الحواس خمسا تلقي خمسا لكي لا يفوتها شي ء من المحسوسات، فخلق البصر ليدرك الألوان فلو كانت الألوان و لم يكن بصر يدركها، لم تكن فيها منفعة. و خلق السمع ليدرك الأصوات، فلو كانت الأصوات و لم يكن سمع يدركها، لم يكن فيها أرب. و كذلك سائر الحواس. ثم هذا يرجع متكافيا، فلو كان بصر و لم تكن الألوان، لما كان للبصر معني، و لو كان سمع و لم تكن أصوات، لم يكن للسمع موضع.

فانظر كيف قدر بعضها يلقي بعضها، فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه، و لكل محسوس حاسة تدركه، و مع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس و المحسوسات، لا تتم الحواس إلا بها، كمثل الضياء و الهواء، فإنه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر، لم يكن البصر يدرك اللون، و لو لم يكن هواء يؤدي الصوت إلي السمع، لم يكن السمع يدرك الصوت.

فهل يخفي علي من صح نظره و أعمل فكره، أن مثل هذا الذي



[ صفحه 76]



و صفت من تهيئه الحواس و المحسوسات بعضها يلقي بعضا، و تهيئة أشياء أخر بها تتم الحواس، لا يكون إلا بعمل و تقدير من لطيف خبير.

أمالي الصدوق 149، المجلس 33، ح 4: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال:...

الناس يمرون علي الصراط طبقات، و الصراط أدق من الشعر و أحد من السيف، فمنهم من يمر مثل البرق، و منهم من يمر مثل عدو الفرس، و منهم من يمر حبوا، و منهم من يمر مشيا و منهم من يمر متعلقا قد تأخذ النار منه شيئا و تترك شيئا.

[أصول الكافي 1 / 351 - 350، ذيل ح 6: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن محمد بن علي، عن سماعة،...]

عن الكلبي النسابة قال: دخلت علي الامام الصادق عليه السلام لأسأله عن مسائل، فقال لي:

اسأل جئت له.

فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء.

فقال: ويحك أما تقرأ سورة الطلاق؟!

قلت: بلي.

قال: فاقرأ، فقرأت «فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة». [1] .

قال: أتري ههنا نجوم السماء؟

قلت: لا.

قلت: فرجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا.

قال: ترد الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال: لا طلاق الا علي طهر من غير جماع، بشاهدين مقبولين.

فقلت في نفسي: واحدة.

ثم قال: سل.



[ صفحه 31]



قلت: ما تقول في المسح علي الخفين؟

فتبسم ثم قال: اذا كان يوم القيامة، ورد الله كل شي ء الي شيئه، ورد الجلد الي الغنم، فتري أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم؟!

فقلت في نفسي: ثنتان.

ثم التفت الي فقال: سل.

فقلت: أخبرني عن أكل الجري؟

فقال: ان الله عزوجل مسخ طائفة من بني اسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و المارماهي و الزمار و ماسوي ذلك، و ما أخذ منهم برا فالقردة، و الخنازير و الوبر، و الورل و ماسوي ذلك.

فقلت في نفسي: ثلاث.

ثم التفت الي و قال: سل و قم.

فقلت: ما تقول في النبيذ؟

فقال: حلال.

فقلت: انا ننبذ فنطرح فيه العكر و ماسوي ذلك، و شنربه.

فقال: شه شه، تلك الخمرة المنتنة.

فقلت: جعلت فداك فأي نبيذ تعني؟

فقال: ان أهل المدينة شكوا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تغيير الماء، و فساد طبائعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له، فيعمد الي كف من التمر فيقذف به في الشن فمنه شربه و منه طهوره.

فقلت: و كم كان عدد التمر الذي كان في الكف؟

فقال: ما حمل الكف.



[ صفحه 32]



فقلت: واحدة و ثنتان؟

فقال: ربما كانت واحدة، و ربما كانت ثنتين.

فقلت: و كم كان يسع الشن؟

فقال: ما بين الأربعين الي الثمانين الي ما فوق ذلك.

فقلت: بالأرطال؟

فقال: نعم أرطال بمكيال العراق.

قال سماعة: قال الكلبي: ثم نهض عليه السلام و قمت فخرجت و أنا أضرب بيدي علي الأخري، و أنا أقول: ان كان شي ء فهذا، فلم يزل الكلبي يدين الله بحب آل هذا البيت حتي مات.

مكارم الأخلاق 292، ب 10، الفصل 2:...

كان أبو عبدالله عليه السلام اذا قام آخر الليل رفع صوته حتي يسمع أهل الدار يقول:

(اللهم أعني علي هول المطلع، و وسع علي المضطجع، و رزقني خير ما قبل الموت، و ارزقني خير ما بعد الموت).

و لقد رفض الامام الصادق (ع) فكرة التعاون الايجابي بصراحة، مع القوي المعارضة للحكم الأموي و اكتفي بالوقوف قريبا من الأحداث، يتطلع بحذر الي ما ستنكشف عنه الوقائع بين الطرفين، و لا يعني هذا عدم استجابة الامام لنداء الأمة الصامت بالتخلص من مآسي الحكم الأموي و تجاوزاته، التي أغفلت دور الرسالة في صنع الحياة الكريمة المعطاء للانسان المسلم، و بناء الدولة علي أسس العدالة و المساواة بل لعدم ثقته بالقوي التي يفترض فيها أن تكسب الجولة الأخيرة في الصراع، و عدم ايمانه بجدية الشعارات التي رفعتها كمنطلق لارادة التغيير الاجتماعي..

و يفترض بالامام أن يكون في مستوي الأمانة الرسالية، التي يتحمل عب ء مسؤوليتها أمام الله و الأمة و التاريخ و حين لا يكون للتغيير هدف تتطلبه قوي التغيير سوي التغيير نفسه لا يمكن أن يكون للامام مشاركة عملية، في جعل التغيير أمرا واقعا، لأن في ذلك تأكيدا للانحراف و خيانة للأمة، و هو أمر بعيد عن ممارسات الامام، و غريب عن معطياته و مثله..

و لم تكن تصورات الامام لواقع الحكم البديل، مجرد افتراضات غيبية عابرة، بل هي رؤيا صادقة يعكسها مزيج من ايحاءات تلقاها من عطاء النبوة، و تفهم لمنطلقات الأحداث



[ صفحه 192]



و دوافع الأجهزة التي تولت تحريكها..

و حين يتضح للامام أن واقع الحكم البديل، لا ينفصل، في مضمونه عن واقع الحكم الذي جري عليه التغيير، بل ربما تكون أبعاده أكثر ايغالا في التطرف.. لا يسعه الا أن يقف الموقف الذي ينسجم مع صدقه في نصح الأمة، و الحفاظ علي معطيات رسالتها، و ذلك الموقف هو الابتعاد عن المشاركة في تحمل مسؤولية التغيير، الذي لا هدف من ورائه سوي التغيير نفسه..

و لم تكن دوافع الامام في اعتزال العمل السياسي الثائر دوافع زهدية، أو لأن ذلك لا يعنيه، بل باعتبار أن تقلبات الأحداث فرضت وضعا سياسيا معينا، أدي الي أن يفتقد الامام دوره الطبيعي في وسط الصراع.. فهو حين لا يملك مبررات التحرك الثوري، و نتائجه الايجابية لنفسه - كما قدمنا - لا يملك المبرر أيضا، لتحمل مسؤولية التغيير، الذي لا يتحرك من منطلقات رسالية مخلصة بل من منطلقات غريزية و ذاتية، ظهرت آثارها علي تصرفات الحكم و سلوكه فيما بعد..

و قد وقف الامام بصبر أمام جميع الضغوط التي قامت بها المعارضة الهاشمية لفرض موقفها عليه، مما ادي الي وقوع جفوة حادة بينه و بين بني عمه بني الحسن، الذين كانوا يتزعمون التحرك بادي ء ذي بدء..



[ صفحه 193]



فقد رفض الامام أن يستجيب لما اتفق عليه المؤتمرون في الابواء بالبيعة لمحمد بن عبدالله، محذرا بأن هذا الأمر لن يتم، و سوف ينتهي بمأساة مروعة لنهاية الخليفة المنتخب، بعد أن يكون بنو العباس قد ملكوا الخلافة، و تم لهم الاستيلاء علي زمام السلطة.. فقد روي أن الامام قال لعبدالله بن الحسن:

«و الله ما هي اليك و لا لابنيك، ولكنها لهؤلاء، و أن ابنيك لمقتولان..»

و في حديث آخر: و ان هذا - يعني أباجعفر - يقتله علي أحجار الزيت، ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف و قوائم فرسه في الماء [1] .. و في مضمون ذلك أحاديث كثيرة..

ثم هو بعد ذلك يعتزل بعيدا عن المعركة.. عندما بدأت مؤشرات الصدام الفعلي تتحرك بين القوي العلوية المنشقة، بزعامة محمد بن عبدالله، و الحكم العباسي متمثلا بأبي جعفر المنصور، و قد ذكر ابن الجوزي:

«.. أنه لما خرج محمد بن عبدالله.. بالمدينة، هرب جعفر بن محمد الي ماله بالفرع، فأقام معتزلا للقوم، حتي قتل محمد و عاد الي المدينة..» [2] .



[ صفحه 194]



و ليس خروج الامام و اعتزاله تجنبا منه، أو خذلانا للموقف العلوي، بل لأن الامام لم يكن يريد أن يخضع للمؤثرات العاطفية.. أو الاحساسات العرقية، في مواقفه العامة، فهو عندما يريد أن يحدد لنفسه موقفا معينا من أي قضية قد تعرض، يضع في حسابه مبدئيا المعطيات العملية البناءة التي يمكن أن تترتب علي حركة القضية المعروضة، بما فيه نصح و مصلحة للأمة..

و مواقف الامام هنا من قضية محمد، و اعتزاله بعيدا عن مواطن الصراع، ينطلق من أمرين مهمين:

1 - اقتناعه بفشل الثورة... و انتهائها لصالح الحكم، و قد سبق أن حذر الامام محمدا و أهل بيته من ذلك، و لا يمكن أن يدخل الامام في معركة محكوم علي نتائجها مسبقا بالفشل.

2- ايمانه بأن عدم توفر امكانية الثورة المسلحة الناجحة.. لا يعني نهاية العمل الثوري، فهناك ثورة الفكر و المعرفة، التي يقوم عليها بناء الرسالة، و تتركز بها مبادؤها.. و من هنا لم يستجب الامام لنداء العاطفة بالدخول في معركة فاشلة مع الحكم حتي يتمكن من مواصلة نشاطه العملي في مجال الفكر و المعرفة، و اكمال الشوط الذي بدأه بنجاح.. و كان اعتزاله بعيدا عن الصراع، سياسة ناجحة قطعت علي الحكم سبيل الخلاص منه و تصفته..

و قد التزم الامام مع الحكم العباسي موقف المسالمة و الموادعة



[ صفحه 195]



و التجنب عن كل ما يثير مشاعره الانتقامية نحوه.. ولكن ذلك لا يعني اعتراف الامام بشرعية الحكم شكلا و مضمونا، بل علي العكس فقد حاول المنصور أن ينتزع من الامام اعترافا عمليا بذلك و لو شكلا، غير أن الامام كان في غاية الحذر، عندما واجه المنصور بصلابة وجدية، في موقف تتحدد فيه الصيغة الواقعية، لسياسة الامام السلبية مع الحكم.. فقد كتب اليه المنصور مرة:

«لم لا تغشانا كما يغشانا الناس..

فأجابه الامام: ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنيك، و لا تراها نقمة فنعزيك، فيما نصنع عندك؟..

فكتب اليه المنصور: تصحبنا لتنصحنا..

فأجابه الامام: من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك..

فقال المنصور: و الله لقد ميز عندي منازل من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة.. و انه ممن يريد الآخرة..» [3] .

فلم تكن هذه الصراحة من الامام في مواجهة المنصور.. الا انتصارا للحق و العدل، و احتفاظا بالحواجز المبدئية، التي



[ صفحه 196]



تفصل موقفه عن موقف الحكم الظالم، أمام الله و الأمة و التاريخ..

فعندما لا يكون للمسالمة طابع التبرير لشرعية الحكم و مسلكيته، لا يجد الامام أي ضرورة لمواجهة الحكم بالسلبية، و اعطائه مبرر الانتقام، أما عندما يكون للمسالمة ذلك الطابع، فان الأمر يختلف تماما، و لا يسعه عند ذلك الا أن يكشف الورقة التي تفصل موقفه عن موقف الحكم، لئلا تشتبه مقاييس الحق بالضلال، و تلتبس معالم الخط الرسالي الأصيل بالزيف الذي يمثله سلوك الحكم..

و بهذا نكتشف أن موقف الامام في حالات المسالمة، لا ينطوي علي ايجابيات خطرة، تؤثر في تمييع التناقضات القائمة بين منطلقات الحكم و منطلقات الامام الرسالية.. و يؤكد ذلك أن الحاكمين كانوا يشعرون بالمرارة من اعتزال الامام و امتناعه عن ممارسة أي دور ايجابي يشارك في بناء الثقة للحكم و الولاء له، رغم علمهم بابتعاد الامام عن العمل السياسي، و امتناعه عن أي ممارسة ثورية قد تحرج الحكم، الا أن أنانية الحاكمين لا تسمح لهم بأن يكون للامام مركز يستقل بمعطياته عن مركزهم الحاكم، و يؤمن به قطاع كبير من الأمة، علي أساس أنه الامام الذي افترض الله طاعته علي عباده، و اختاره لخلافته دونهم.. فهو اذن خليفة الظل الذي يشاطرهم ولاء الأمة، و يشاركهم في قيادتها، و هذا في حسابهم تجاوز علي النفوذ، و استثناء في استقلال الحكم..



[ صفحه 197]



و من هنا لا يكون لمسالمة الامام أي أثر ايجابي، و لا أي محتوي عملي، يستفيد منه الحكم، لأن القضية لا تعدو عن كونها وضعا شكليا، فرضته طبيعة التفاوت البعيد بين ما يملكه الحكم من قوي، و ما يملكه الامام..

يقول لتابيعه في هذا البرنامج الاصلاحي: «أما بعد فاسألوا الله ربكم العافية، و عليكم بالدعة و الوقار و السكينة، و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم، و اتقوا الله و كفوا ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه الا من خير، و اياكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الزور و البهتان و الاثم و العدوان، فان ذلق الله فيما يكرهه الله و فيما ينهي عنه مرادة للعبد عندالله و مقت من الله، و صم و بكم و عمي يورثه الله اياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله: «صم بكم عمي فهم لا يعقلون» [1] يعني لا ينطقون و لا يؤذن لهم فيعتذرون. و عليكم بالصمت الا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم و يؤجركم عليه، أكثروا من أن تدعوا الله، فان الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه، و قد وعد عباده المؤمنين الاستجابة، والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة عملا يزيدهم في الجنة، فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار، فان الله أمر بكثرة الذكر له، و الله ذاكر من ذكره من المؤمنين، و اعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن و باطنه قال في كتابه و قوله الحق: «وذروا ظاهر الاثم و باطنه» [2] .

و اعلموا ان ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه.

و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا فان أضل الناس عندالله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله، و أحسنوا الي أنفسكم ما استطعتم، فان أحسنتم احسنتم لأنفسكم و ان أسأتم فلها، و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما يصنع الله اليه و صنع به علي ما أحب وكره، و لن يصنع بمن صبر و رضي عن الله الا ما هو أهله، و هو خير له مما أحب وكره.



[ صفحه 82]



و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوما لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم.

و اياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة، و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فان من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرةالله لمن بغي عليه، و من نصره الله غلب، و أصاب الظفر من الله، و اياكم أن يحسد بعضكم بعضا، فان الكفر أصله الحسد، و اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم، فيدعو لله عليكم فيستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله كان يقول صلي الله عليه و آله و سلم: «ان دعوة المسلم المظلوم مستجابة» و ليعن بعضكم بعضا.

فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: ان معاونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام».

و اعلموا أن الاسلام هو التسليم، و التسليم هو الاسلام، فمن سلم فقد أسلم و من لم يسلم فلا اسلام له، و من سره أن يبلغ الي نفسه في الاحسان فليطع الله، فان من أطاع الله فقد أبلغ الي نفسه في الاحسان، و اياكم و معاصي الله أن ترتكبوها، فانه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه، و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة و لأهل الاساءة عند ربهم النار، فاعملوا لطاعة الله و اجتنبوا معاصيه» [3] و للامام الصادق عليه السلام نشاطات تغييرية طبقها عبر مشروع اصلاحي عام يهدف الي بناء الاسلام و ارساء قواعده من هذه النشاطات الهامة في الاصلاح نذكر:

ان اخطر قضايا المعرفة التي جابهت ارتال المفكرين من قمم الحضارات المختلفة هي قضية المنهج. فكما ان العلم صدق في روحه، و صراحة في قواعده، فهو منهج ايضا في طريقة معالجته لقضاياه المختلفة.

لقد كانت المعركة بين الطغيان الفردي و الحكم الديمقراطي معركة منهج، و كانت المعركة بين الكنيسة و علماء القرون الوسيطة معركة منهج ايضا، و كانت المعركة بين صاحب الدعوة الاسلامية و المشركين في بداية عهد العرب بالاسلام معركة منهج، و كانت المعركة بين الفرق الفلسفية و من وراءها من الانصار الرسميين و الشعبيين في التاريخ الاسلامي معركة منهج ايضا.

و لا بدع ان تكون هذه المعارك كلها من اجل منهج مرسوم. لان المنهج هو الطريقة التي يكشف بها عن اشياء الانسان و الطبيعة، هو الاسلوب الذي به يتميز الحق من الباطل و الصواب من الخطأ و الخير من الشر.

لقد احتدمت المعركة بين الطغيان الفردي و الديمقراطية، لان المنهج الطغياني الفردي في المعرفة كما هو في السياسة و الاجتماع، غير قابل للتطور. انه قولبي تظهر خصائصه الموحدة في كل نتاج للفرد و الجماعة. يري في كل تطوير زندقة، و في كل حرية هرطقة. العقل فيه عقل تفرضه سلطة



[ صفحه 175]



عليا معصومة عن الخطأ راغبة عن كل جديد. أما المنهج الديمقراطي في المعرفة كما هو في السياسة و الاجتماع فهو شعبي، متحرك؛ للفرد فيه كما للجماعة طابع خاص، يتطور و يتنوع، تظهر فيه الوحدة متنوعة، و يظهر فيه التنوع ذا وحدة عامة. أما العقل فيه فهو عقل حر، فردي و جماعي في الوقت نفسه، مستعد دائما للرجوع عن خطأه، تصبح عنده الهرطقة خطأ في التفكير، و تتحول الزندقة في نظره، انحرافا عن الوجه المنطقي السليم. و انتصرت الديمقراطية لأن الحرية العقلية في تحركها و تطورها و استعدادها لمحاسبة نفسها قد انتصرت.

و قد احتدمت المعركة بين الكنيسة و بعض علماء القرون الوسطي، لان المنهج الكنسي منهج مرتبط باسرار دينية و مسلمات فكرية لا حول له عنها. و لذلك فهو يشجب كل ما لا يتفق مع مقاصد هذه المسلمات و تلك الاسرار. اما منهج الثائرين من علماء القرون الوسطي فهو منهج يؤمن بالتجربة، و يثق بقدرة العقل علي التفكير الحر، و يشجب الاسرار في كل نشاط اجتماعي أو ديني او سياسي او اقتصادي.

و التجربة لا تكون صحيحة، ما لم تكن حرة في اخضاع كل شي ء، بل في اخضاع كل وجود لوسائلها الفنية و طرائقها التكنولوجية. و انتصر منهج الثائرين من العلماء، لان التجربة التي نادوا بها و انتصروا لها، قد اكتسبت يوما بعد يوم مزيدا من الجنود، و مزيدا من القوة، و مزيدا من الثقة في نفوس الناس. و قد احتمدت المعركة بين الرسول العربي، عليه السلام، و بين المشركين العرب من خصومه؛ لان منهج المشركين، منهج تستغله الفئة الحاكمة من



[ صفحه 176]



قريش؛ تفرض به حقها في جمع الاتاوة من الناس باسم الاصنام التي كان يعبدون، و تذهب بحق الفصل في شؤون الناس، باسم السدانة التي بها كانوا يتمتعون. و تفرض بها الفرقة بين القبائل و العائلات لتحفظ بسلطانها الذي كانوا به يسيطرون. في لحمة حياتها و سداها، نسيج من الاساطير، و السطحية العمياء، و الجمود المنطوي علي نفسه، و طغيان التقاليد. و لان منهج محمد، منهج في طبيعته التوحيد و المساواة، و الكلف بالحرية العقلية، و السخرية بالاساطير و التقاليد، و التحرر من طغيان الاصنام، و الصنمية في مختلف مظاهرها، و هو منهج في طبيعته الحركة و التطور، و تناغم تام بين حرية الفرد و حرية الجماعة. في منهجه ديمقراطية العقيدة التي لا تميز فردا عن فرد و أمة عن أمة، و في منهجه شعبية الفكر الذي به تتسع آفاق العقل، و تفقد به الاسرار السخيفة، و التقاليد الرجعية، عصمتها. و هكذا تزلزلت قاعدة الحياة الجاهلية فسقطت رؤوس طالما حكمت، و طبقات طالما استبدت، و أساطير طالما شاعت و انتشرت، و انتصر المنهج الاسلامي، لان العقل الشعبي الديمقراطي المتحرك قد انتصر و ثبتت ركائزه.

و قد احتدمت المعركة فيما بعد بين الجبرية و القدرية، بين اصحاب الرأي و أصحاب الحديث، بين الاحرار من المفكرين، و بين عبيد الحرف. كانت المعركة بين هؤلاء و أولئك معركة غير فاصلة. كما هي في كل عصر و في كل حضارة، ينتصر فيها أصحاب الرأي تارة و يثبت اصحاب الحديث او الجبريون اقدامهم بها تارة أخري. اما يوم ظهور الامام الصادق، فهو في الحقيقة يوم اصحاب الرأي من احرار الفكر، الذين



[ صفحه 177]



لا يتورعون عن الأخذ بكل جديد، و الدخول في كل تجربة، و القيام بكل محاولة؛ عدتهم في ذلك كله العقل الحر، العقل الذي يبحث عن الحقيقة في مصادرها في غير تردد أو خوف. انه العقل الذي استطاع ان يري في العقيدة شيئا لا يتعارض مع معني وجوده و مبرر نشاطه و نضاله.

انه العقل الذي وجد ليحيا، ليتنفس الهواء النقي، لينطلق عبر الحدود و التخوم، مستهديا بطبيعته التي غرست فيه، مستندا الي ما انطوي في نفسه من توق نحو كل جديد و تحدي كل معضلة. انه العقل الذي يؤمن بالحركة الدائمة، فيعمل و كأن الوجود صفحة خالدة يتنقل أبدا بين سطورها في غير خوف من العدم. لهذا كله كان الأمام الصادق في جبهة تناوئ اعداء حرية العقل؛ فكان رحمه الله يربط بين الحرية العقلية و تمام الايمان، فيقول: «العقل دليل المؤمن [1] » و يقول أيضا: «دعامة الانسان العقل [2] » كما يروي عنه أنه قال: «لا يفلح من لا يعقل [3] .

و لعلي لا أبالغ ان قلت: ان الايمان الاتم في نظر الامام الصادق هو لايمان الذي يستضي ء بنور العقل: «لان التقليد في العقليات لا يصح عند أرباب العقول [4] و الايمان كما اخبرنا الامام في مناسبات مختلفة هو قضية عقلية او علي الاقل من مقتضيات المنهج العقلي السليم. يضاف الي هذا كله ما رويناه في الفقرة السابقة من اعتقاد الامام ان دعامة الانسان هو عقله و ان من لا عقل له لا يمكن أن يفلح ابدا.



[ صفحه 178]



و المعجب حقا أن الامام من القائلين بوجود العقل فطرة. و اذن، فكل ما يحد من نشاط هذا العقل او يقضي عليه، هو محاربة صريحة لفطرة الله التي خلق الناس عليها. و ها هو القرآن الكريم نفسه يشير الي هذه الظاهرة في معرض البرهنة علي وجود الله فيقول: «أفي الله شك فاطر السموات و الارض؟» فكأن القرآن هنا انما يعتبر الشك في وجود اله، شكا في فطرة الناس، في جوهر العقل الذي عرسته العناية الالهية و طالبتنا بتنميته و رعايته.

و هكذا يتبين لنا بعد هذه المقدمات أن الصدق العلمي و المنهج العقلي في تمحيص الحقائق هما القاعدتان اللتان انطلق منهما الامام لا نشاء مدرسته العلمية، و مجابهة المشكلات التي تعترضه. بالحلول التي يستوحيها من هاتين القاعدتين.

و بفضل هاتين القاعدتين ننعم نحن اليوم بتراث حضاري، هو من تراث الانسانية في مركز الصدارة. و لا يزال تراثنا هذا، قادرا علي تزويدنا بأسس نهضة جديدة، و معاودة نشاطنا السابق في الاسهام بخدمة قضايا البشر و التعرف الي حقائق الطبيعة و الانسان.

أما الفروع العلمية و الفكرية التي شارك فيها الامام فهي تلك التي عرفها عصره و تميزت بها حضارة الاسلام في أواخر القرن الاول و اواسط القرن الثاني من الهجرة. و هي:

الحكمة - علم الكلام - علم الطبيعيات و الكيمياء - علم اللغة و النحو و الصرف - علم الحديث - علم الفقه - علم الاصول الخ...



[ صفحه 179]

هشام بن حكم گويد: ابوشاكر ديصاني گفت: آيه اي در قرآن است كه گفته ي ما



[ صفحه 47]



را مي رساند.

گفتم: كدام آيه؟

گفت: (و هو الذي في السماء اله و في الأرض اله) [1] «او است كه در آسمان معبود و در زمين معبود است».

هشام گويد: من نفهميدم چگونه جوابش گويم. پس به حج رفتم و به امام صادق - عليه السلام - جريان را عرض كردم.

حضرت فرمود: اين سخن زنديقي خبيث است. چون به سويش بازگشتي به او بگو: اسم تو در كوفه چيست؟ او مي گويد: فلان، سپس بگو اسم تو در بصره چيست؟ او مي گويد: فلان، پس بگو: همچنين است خداي پروردگار ما در آسمان خدا و معبود است، و در زمين خدا و معبود است، و در درياها خدا و معبود است، و در بيابانها خدا و معبود است، و در همه جا خدا و معبود است.

هشام گويد: من بازگشتم و نزد ابو شاكر آمدم و به او باز گفتم.

او گفت: اين جواب از حجاز آمده است.

(مقصود او اين است كه اين سخن از اهل بيت رسالت - عليهم السلام - صادر شده است و نزد ديگري چنين سخني يافت نمي شود). [2] .

سيد بن طاوس از ربيع حاجب منصور روايت مي كند كه با خليفه به حج مي رفتم و در راه به من گفت يادت باشد كه چون به مدينه رسيديم جعفر بن محمد را غير از من كسي نخواهد كشت چون به مدينه رسيديم من به ياد او نياوردم. وقتي به مكه رسيد يادش آمد گفت چرا متذكر نكردي گفتم فراموش كردم گفت در مراجعت اگر ياد آورم نكردي گردن خودت را خواهم زد چون از مكه به مدينه برگشتيم شبي گفت جعفر بن محمد را حاضر كن خدمت او رفتم عرض كردم يابن رسول الله منصور شما را خواسته و با هم رفتيم و پس از مذاكرات و تهديدات گفت يقين داشته باش كه قاتل تو من هستم پس از لحظه ي متوهش شد و منصرف گرديد و امام صادق عليه السلام را در بغل گرفت و بوسيد و خلعت و اكرام نمود و گفت او را با كمال احترام به خانه خود برگردان چون برگشتم از امام پرسيدم سردعا و انصراف او را فرمود اين دعا را خواندم:

حسبي الرب من المربوبين - حسبي الخالق من المخلوقين تا آخر دعاء [1] .

شنبه

أنفق و لا تخف فقراً.

انفاق كن و از هيچ تنگدستي و فقري نترس.

كافي، ج 2، ص 144

عُفّان فرزند «ابوالعاص بن اميّه» و مادرش مادر عثمان يا مادر عفان «امّ حكيم البيضا» دختر عبدالمطلب بود. او از نخستين كساني بود كه به دست ابوبكر مسلمان شدند.

او را بدان جهت كه همسر رقيّه دختر پيامبر بود و پس از وفاتش امّ كلثوم را به



[ صفحه 509]



همسري برگرفت، ذوالنّورين گفته اند.

عُثمان در غالب نبردهاي پيامبر شركت داشت و موقوفات و بخشش هاي زيادي در جهت آسايش عمومي مسلمانان از خود بجاي نهاد.

موقعيّت قريش و بني اميّه در استحكام بخشيدن به نفوذ و موقعيّت او پس از رحلت پيامبر (صلي الله عليه و آله) نقشي اساسي ايفا نمود و عاقبت در شوراي تعيين خليفه، جانشين عمربن خطّاب گرديد و به عنوان سومين خليفه از خلفاي راشدين در تاريخ اسلام حضوري مسلّم يافت.

در دوران او ارمنستان، قفقاز، خراسان، كرمان، سيستان، قسمتي از افريقا و قبرس به اسلام گرويدند. عثمان مسجدالحرام را بازسازي كرد و مبتكر تأسيس دارالقضا در مدينه بود و در جمع آوري قرآن همّت خاصي از خود نشان داد.

نارضايتي هايي كه بر اثر اعمال بعضي از مأموران خلافتي او بروز كرده بود، موجب روي آوردن عده اي از آنان به مدينه و متعاقب آن محاصره خانه خليفه گرديد.

عاقبت به علت نافرجام ماندن همه اقدامات مصلحت جويانه، پس از چهل روز كه از محاصره خانه او مي گذشت، جمعي ناشناخته به حياتش پايان دادند و اين حادثه آغاز تحولات اجتماعي ـ سياسي مهمّي در سرزمين هاي مسلمان شده، گرديد.



[ صفحه 510]



پس از قتل عثمان، آشوب و التهاب مدينه باعث شد كه نتوانستند جسد خليفه را با تشريفات و احترام خاصّ مربوط به صحابه پيامبر در بقيع به خاك سپارند. لذا جسد او را پس از سه روز بلاتكليفي در محلي به نام «حش كوكب» دفن كردند.

طبري، «حش كوكب» را يكي از باغ هاي مدينه دانسته است كه يهوديان مردگان خود را در آنجا دفن مي كردند. چون بنواميّه به حكومت رسيدند، آن باغ را كه در مجاروت بقيع قرار داشت، جزء بقيع نمودند.

بلاذري، «كوكب» را صاحب آن باغ دانسته است. ابن كثير تصريح مي كند كه معاوية بن ابي سفيان ديوار مابين باغ مذكور و قبرستان بقيع را برداشت و دستور داد تا مردم مردگان خود را در آنجا به خاك سپارند.

ياقوت حموي، «حش» را بوستان تعريف كرده است و مي گويد:

كوكب يكي از انصار بود و عثمان آن باغ را خريداري و ضميمه بقيع نمود و چون مقتول گشت، او را در آنجا به خاك سپردند.

به هر حال «حش كوكب» در انتهاي سمت شرقي قبرستان بقيع جاي دارد و فاصله آن تا قبور شهداي حرّه، 135 متر مي باشد.

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان، عن يحيي بن ابراهيم بن مهاجر قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: فلان يقرئك السلام، و فلان، و فلان فقال: و عليهم السلام قلت: يسألونك الدعاء فقال: و ما لهم؟ قلت: حبسهم أبوجعفر، فقال: و ما لهم؟ و ما له؟ قلت: استعملهم فحبسهم، فقال: و ما لهم؟ و ما له؟ ألم أنههم؟ ألم أنههم؟ ألم أنههم؟ هم النار، هم النار، هم النار، قال: ثم قال: اللهم اخدع عنهم سلطانهم قال: فانصرفنا من مكة فسألنا عنهم، فاذا هم قد أخرجوا بعد هذا الكلام بثلاثة أيام [1] .

حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: از گناهان كبيره نارضائي والدين و نااميدي از رحمت خدا و امن از عذاب الهي است.

ابان بن تغلب روايت مي كند كه روزي طرف صبح بر در خانه حضرت امام جعفرصادق عليه السلام رفتم و قومي را ديدم كه از نزد ايشان بيرون مي آمدند كه هرگز قومي به هيأت و سيماي ايشان نديده بودم. ايشان به وقار و آرامش هر چه تمام تر غايب شدند و گويا زمين ايشان را فرو برد. چون به نزد آن حضرت رفتم به او از آن چه ديده بودم خبر دادم. ايشان فرمودند: فرشتگاني بودند كه مرا زيارت كردند و اكنون به زيارت قبر امام حسين عليه السلام رفتند.



[ صفحه 111]

عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمَير، عن عمر بن أُذَيْنَة [1] ، قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله ما حَدُّ المَرَضِ الّذي يُفطِرُ فيهِ صاحِبُهُ؟ وَالمَرَضِ الّذي يَدَعُ صاحِبُهُ الصَّلاةَ قائِماً؟

قال: بَلِ الإنسانُ علي نَفسِهِ بَصيرَةٌ. وَقالَ: ذاكَ إلَيهِ هُوَ أعلَمُ بِنَفسِهِ. [2] .



[ صفحه 42]

وصيته عليه السلام لحمران بن أعين

عن حمران بن أعين (ره) قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام: فقلت: أوصني، فقال عليه السلام: أوصيك بتقوي الله، و اياك و المزاح فانه يذهب هيبة الرجل و ماء وجهه، و عليك بالدعاء لاخوانك بظهر الغيب فانه يهيل الرزق؛ يقولها ثلاثا [1] .

حمران بن أعين (ره) [2] مي گويد: وارد شدم بر امام باقر عليه السلام



[ صفحه 75]



و عرض كردم به من وصيتي كن! امام باقر عليه السلام فرمود: به شما وصيت مي كنم كه هميشه تقواي الهي داشته باش، و از شوخي كردن (زياد) بپرهيز كه شوخي، آبرو و هيبت انسان را از بين مي برد، و عاقبت به خفت و خواري كشيده خواهد شد؛ و بر شما است كه در غياب برادران ايماني خود، آن ها را دعا كنيد (و براي آنان خير دنيا و آخرت بخواهيد) كه اين كار رزق و روزي را زياد مي كند. و اين جمله را حضرت سه بار تكرار فرمود. (و اين تكرار نشانه ي تأكيد است كه مبادا فراموش شود) .

فانظر الي النعمة علي الانسان في هذه الخلال، و كيف موقع الواحدة منها دون الجميع، و اعظم من النعمة علي الانسان، في الحفظ النعمة في النسيان، فانه لولا النسيان لما سلا أحد عن مصيبة، و لا انقضت له حسرة، و لا مات له حقد، و لا استمتع بشي ء من متاع الدنيا مع تذكر الآفات، و لا رجاء غفلة من سلطان، و لا فترة من حاسد.

أفلا تري كيف جعل في الانسان الحفظ و النسيان و هما مختلفان متضادان، و جعل له في كل منهما ضربا من المصلحة. و ما عسي أن يقول الذين قسموا الأشياء بين خالقين متضادين في هذه الأشياء المتضادة المتباينة، و قد تراها تجتمع علي ما فيه الصلاح و المنفعة.



[ صفحه 49]

سعد اسكاف نقل مي كند: روزي همراه امام صادق عليه السلام بودم كه مردي از اهل جبل. همراه با هدايايي كه با خود آورده بود، وارد شد. در ميان آن ها كيسه اي پر از گوشت خشك، همراه با سبزي خشك بود. حضرت آن را بيرون آورد و فرمود: اينها را بگير و به سگ ها بده. مرد گفت: چرا؟ حضرت فرمود: چون تذكيه نشده است. آن مرد گفت: آن را از مرد مسلماني خريده ام كه مي گفت تذكيه شده است!

امام گوشت ها را به كيسه برگرداند و چيزهايي گفت كه نفهميديم. بعد به آن مرد گفت: برخيز و آن را به اين اطاق ببر و در گوشه اي بگذار. آن مرد نيز چنان كرد. در اين لحظه از گوشت شنيد كه گفت: اي ابوعبدالله! امام و فرزندان انبياء مانند مرا نمي خورند؛ چون من تذكيه نشده ام. آن مرد، كيسه را برداشت و از اطاق بيرون آمد.

آن گاه حضرت پرسيد: آن گوشت چه مي گفت؟ او گفت: آنچه را كه شما خبر داده بودي گفت، و آن اين كه مي گفت من تذكيه نشده ام. حضرت فرمود: اي ابوهارون! آيا نمي داني آنچه را كه مردم نمي دانند، ما عالم به آن هستيم؟

گفتم: بلي. پس آن مرد، گوشت را برداشت و آن را جلو سگ انداخت. [1] .



[ صفحه 70]

كتب عمر بن عبدالعزيز الي عامل الكوفة: أما بعد فإن أهل الكوفة قد أصابهم بلاء و شدة في أحكام الله، و سنة خبيثة سنها عليهم عمال السوء، و ان قوام الدين العدل و الاحسان، فلا يكن شي ء أهم اليك من نفسك، فلا تحملها قليلا من الاثم، و لا تحمل خرابا علي عامر، و خذ منه ما أطاق و أصلحه حتي يعمر، و لا يؤخذن من الغامر الا وظيفة الخراج في رفق و تسكين لأهل الأرض، و لا تأخذن اجور الضرابين، و لا هدية النوروز و المهرجان، و لا ثمن المصحف. و لا أجور الفتوح، و لا أجور البيوت و لا درهم النكاح، و لا خراج علي من أسلم من أهل الأرض، فاتبع في ذلك أمري فإني قد وليتك ما ولاني الله، و لا تعجل دوني بقطع و لا حلب حتي تراجعني فيه، و انظر من أراد من الذرية أن يحج فعجل له مائة ليحج بها والسلام. [1] .



[ صفحه 119]



و قد عامل العلويين معاملة حسنة و فرق فيهم أموالا و كتب الي عامله بالمدينة: أن أقسم في ولد علي بن أبي طالب عشرة آلاف دينار. فكتب اليه العامل: ان عليا قد ولد له في عدة قبائل من قريش ففي أي ولده؟ فكتب اليه عمر: اذا أتاك كتابي هذا فاقسم في ولد علي من فاطمة رضوان الله عليهم عشرة آلاف دينار فطالما تخطتهم حقوقهم والسلام. [2] .

و دخلت عليه فاطمة بنت علي عليه السلام فقال لها يا بنت علي والله ما علي ظهر الأرض اهل بيت أحب إلي منكم، و لا أنتم أحب إلي من أهل بيتي. [3] .

و قال ابن الأثير: و كان سبب محبته عليا أنه قال: كنت بالمدينة أتعلم العلم، و كنت ألزم عبيدالله بن عبدالله عتبة بن مسعود فبلغه عني شي ء من ذلك، فأتيته يوما و هو يصلي، فقال لي: متي علمت ان الله غضب علي أهل بدر و بيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم؟ قلت: لم أسمع ذلك.

قال: ما الذي بلغني عنك في علي عليه السلام؟ قلت: معذرة الي الله و اليك و تركت ما كنت عليه.

و كان أبي اذا خطب فنال من علي رضي الله عنه تلجلج، فقلت: يا أبت انك تمضي في خطبتك، فاذا أتيت علي ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟!

قال: أو فطنت لذلك؟ قلت نعم. فقال: با بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا الي أولاده.

فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الدنيا هم مثل ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجله، فترك ذلك و كتب بتركه و قرأ عوضه: (أن الله يأمر بالعدل و الاحسان. الآية) فحل هذا الفعل عند الناس محلا حسنا و اكثروا مدحه بسببه. [4] .

وصب علي الامويين ترك هذه البدعة، و حاولوا إعادتها بعد عمر بن عبدالعزيز.

حج هشام بن عبدالملك سنة 106 ه فقال له سعيد بن الوليد بن عثمان: يا أميرالمؤمنين ان الله لم يزل ينعم علي أهل بيت أميرالمؤمنين، و ينصر خليفته المظلوم و لم يزالوا يلعنون في هذه المواطن الصالحة أباتراب، فأميرالمؤمنين ينبغي أن يلعنه في هذه المواطن الصالحة، فشق علي هشام ذلك و قطع كلامه



[ صفحه 120]



و قال: ما قدمنا لشتم أحد. [5] .

و علي أي حال فان عمر بن عبدالعزيز قام بأمور مشكورة و وجد الكثيرون في عهده ما لم يجدوه في عهد غيره من الامويين.

و لقد ثقل علي الامويين ما قام به عمر بن عبدالعزيز من الأعمال الصالحة و معالجة مشاكل المجتمع، و لذا قيل: أنه مات بالسم من بني أمية علما منهم أنه ان امتدت أيامه أخرج الامر عنهم، و أنه لا يعهد بعهد الا لمن يصلح للامر فعاجلوه. [6] .

رأينا كيف انهال رجال العلم من التابعين و غيرهم علي مدرسة الامام الباقر عليه السلام مع وجود تلك الخطط اليت ضربها الأمويون ليصرفوا الناس عن أهل البيت، و تقدموا بالتهديد و التوعيد و حذروا من خالف ذلك، و اظهروا كوامن الحقد و قديم الخصومة و لا يروق لهم أن يذكرهم أحد بخير، و قاموا الي جانب ذلك بالمغريات الخداعة من بذل المال و اسناد الوظائف لمن عرفوا منه الانحراف عن آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

و لكن تلك الخطط التي ساروا عليها لم تنجح النجاح المطلوب فاجتاز اكثر المسلمين تلك العقبات، و حفظوا لأهل البيت منزلتهم و عرفوا مقامهم و ما وهبهم الله من علوم هم أحوج ما يكنوا اليها، فتحملوا - في سبيل أخذ



[ صفحه 452]



العلم و نشر الأحكام في جميع الأقطار - مصاعب و واجهوا محنا ولكنها تهون عليهم في سبيل نصرة الحق و إظهار الحقيقة.

و قد نشأ الامام الباقر في عصر قوة الدولة و امتداد سلطانها و شدة نفوذها، و مع ذلك فقذ قام بما يجب عليه من الدعوة لله و نشر تعاليم الاسلام و القاء دروس الاخلاق و العلوم الدينية، و الحث علي التمسك بالدين و الابتعاد عن الظلمة الذين اتخذوا مال الله دولا، فازدحم العلماء علي ابواب مدرسته و انتشروا في أقطار المملكة الاسلامية يحملون للناس أصدق الحديث، و اظهروا الحقائق التي حاول الامويون اخفاءها بأبراد التمويه و الخداع.

و قد كان يؤلمهم موقف الامام الباقر، و تقض مضاجعهم شهرته في الآفاق ولكن ماذا يصنعون و الحجاز يخلص له بالولاء، و المدينة المنورة ترعي جانبه و تقدر منزلته. و لا يستطيعون ان يحركوا جانب المدينة مرة اخري و هي المركز الاسلامي، و اليها تقصد و فودهم في أخذ الاحكام. فكان هو وحيد عصره في ارشاد الناس و تحذيرهم من الزيغ و الضلال، و اليه يرجعون في معضلات المسائل، فيحل لهم عقالها و يوضح لهم ما أشكل عليهم فهمه من أحكام الدين، فكان قوله الفصل و حكمه العدل.

روي مكحول بن ابراهيم عن قيس بن الربيع قال: سألت أبااسحاق عن المسح علي الخفين فقال: أدركت الناس يمسحون حتي لقيت رجلا من بني هاشم لم أر مثله قط و هو محمد بن علي بن الحسين فسألته عن المسح علي الخفين. فنهاني عنه، و قال: لم يكن اميرالمؤمنين يمسح عليهما و كان يقول: سبق الكتاب المسح علي الخفين. قال ابواسحاق: فما مسحت مذ نهاني عنه، و قال قيس بن الربيع: و ما مسحت أنا مذ سمعت أبااسحاق.

و قال زرارة: كنت جالسا الي جنب أبي جعفر عليه السلام و هو مستقبل القبلة فقال: اما ان النظر اليها عبادة، فجاءه رجل من بجيلة فقال لابي جعفر: إن كعب الاحبار [1] كان يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال ابوجعفر. فما تقول فيما قال كعب؟ فقال الرجل: صدق



[ صفحه 453]



كعب، فقال له ابوجعفر: كذبت و كذب كعب الاحبار معك، و غضب. قال زرارة: ما رأيته استقبل أحدا بقوله كذبت غيره.

و كان عليه السلام إذا دخل مكة انثال عليه الناس يستفتون عن أهم مسائل الحلال و الحرام، و يستفتحون ابواب مشاكل العلوم و يغتنمون فرصة الاجتماع به ليزودهم بتعاليمه، و إذا أقام بمكة عقدت له حلقة ينضم فيها طلاب العلم بل علماء الامة، و حج هشام بن عبدالملك فنظر الي اجتماع الناس حوله و حضور العلماء عنده فثقل عليه ذلك، فارسل رجلا من اصحابه و قال له: قل له يقول لك اميرالمؤمنين ما الذي يأكله الناس و يشربوه في المحشر الي أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فلما سأله الرجل قال له الامام الباقر: يحشر الناس مثل قرص النقي [2] فيها أشجار و أنهار يأكلون و يشربون منها حتي يفرغوا من الحساب. فقال هشام للرسول: اذهب اليه فقل له يقول: ما اشغلهم عن الاكل و الشرب يومئذ؟ فقال ابوجعفر: هم في النار اشغل و لم يشتغلوا عن أن قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، فسكت هشام و لم يظفر بما أراد من سؤاله للامام فانه سؤال امتحان لا استفادة.

و دخل عليه رجل من الخوارج فقال له: يا أباجعفر أي شي ء تعبد؟ فقال عليه السلام: الله.

قال الرجل: رأيته؟

قال: بلي، لم تره العيون بمشاهدة الابصار و لكن رأته القلوب بحقائق الايمان، لا يعرف بالقياس، و لا يدرك بالحواس، و لا يشبه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالدلالات، لا يجور في حكمه، ذلك الله الا إله إلا هو.

فخرج الرجل و هو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

و دخل عليه عثمان الاعمي من أهل البصرة و قال له: يا ابن رسول الله إن الحسن البصري زعم ان الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم النار، فقال أبوجعفر: إذا هلك مؤمن آل فرعون و الله مدحه بذلك.

و قصده العلماء للسؤال و كشف الحقائق كعمرو بن عبيد، و طاووس اليماني، و الحسن البصري، و نافع مولي ابن عمر، و غيرهم ممن يطول



[ صفحه 454]



ذكرهم. و قد ناظر أهل الفرق و خاصمهم و بين لهم فساد آرائهم و سوء معتقداتهم الي كثير مما هو مذكور في محله.

و كان عليه السلام يزود الوافيدن بتعاليم قيمة، و يدعو الي الله بالحكمة و الموعظة الحسنة. و نري من الخير أن نذكر بعضا من كلماته و مختارات من مواعظه.

كانت لهشام بن الحكم مؤلفات في شتي العلوم، ذكر منها ابن النديم:

1- كتاب الامامة.

2- كتاب الدلالات علي حدوث الأشياء.

3- كتاب الرد علي الزنادقة.

4- كتاب الرد علي أصحاب الاثنين.

5- كتاب الرد علي هشام الجواليقي.

6- كتاب الرد علي أصحاب الطبائع.

7- كتاب الشيخ و الغلام.

8- كتاب التدبير.

9- كتاب الميزان.

10- كتاب الرد علي من قال بامامة المفضول.

11- كتاب اختلاف الناس في الامامة.

12- كتاب الوصية و الرد علي من أنكرها.

13- كتاب في الجبر و القدر.

14 - كتاب الحكمين.

15- كتاب الرد علي المعتزلة في طلحة و الزبير.

16- كتاب القدر.

17- كتاب الألفاظ.



[ صفحه 84]

و كيف كان فقد ظهر لنا أن حركة الغلاة كانت ضد أهل البيت عليهم السلام بصورة خاصة، و ضد السلام بصورة عامة، فان ما يدعون اليه انما هو ضد ما دعي اليه الاسلام، و أهل البيت هم أقطاب الاسلام و دعاته، و الذين بذلوا أنفسهم في سبيل اعلاء كلمته، و المحافظة علي مبادئه، و نشر تعاليمه، و أن التشيع بمفهومه الواقعي هو اتباع علي عليه السلام و مشايعته مع أن بعض الفئات من الغلاة كانوا يكفرون عليا عليه السلام كالكاملية فكيف يصح عدهم في عداد الشيعة.

و كيف يصح أن تجعل البيانية من فرق الشيعة، و هذا زعيمهم (بيان) يحاول أن يكون الامام الباقر من أتباعه، عندما يكتب اليه يدعوه لنفسه، و الاقرار له، فيقول في رسالته للامام الباقر: أسلم تسلم، و تنج و تغنم، فانك لا تدري أين يجعل الله النبوة و الرسالة، و قد أعذر من أنذر.

فهل بعد هذا من مجال لمتقول أو زاعم، بأن تجعل هذه الحركة من حركات الشيعة، ولكن الخصومة توجد من لا شي ء شيئا، و تفسر الحديث بما تشتهي.

و المغيرية و أتباعها يذهبون الي تكفير أهل البيت و الشيعة أجمع، لأنهم يرون كفر من خالفهم، و وجوب قتله، و هل وجدت دعوتهم معارضة من قبل فئة كما وجدت من قبل الأئمة و شيعتهم، فكيف يصح عدهم في سجل



[ صفحه 388]



الشيعة؟ و هكذا الي آخر ما وقفنا عليه.

و الشي ء الذي نريد أن نقوله هو: ان حركة الغلاة قد شلت في تلك المعارضة التي صدرت عن الامام الصادق و زالت آثارهم بسرعة. ولكن الأغراض السياسية العمياء عندما حاولت الحط من كرامة أهل البيت قد جعلت حركة الزنادقة مرتبطة بالتشيع، (و أنه كانت هناك رابطة بين الزندقة و الشيعة، اذ رأينا كيف كان الانتساب الي الشيعة الرافضة دليلا علي الزندقة، و داعيا الي الاتهام بها) [1] .

و قد قامت الدولة في أيام المهدي بمطاردة من يتهم بالزندقة و القضاء عليه، فقتل بتلك التهمة خلق كثير، و لم يكن كل هؤلاء الذين يتهمون بالزندقة زنادقة حقا، و انما كان منهم من يتهم بالزندقة لأسباب سياسية، فقد اتخذ الخلفاء من هذا الاتهام وسيلة للقضاء علي خصومهم، ممن لم يساير ركبهم أو يتحسسون فيه عدم الميل اليهم، كما كانوا يتهمون بذلك بعض الهاشميين الذين يريدون القضاء عليهم، فقد اتهم ابن من أبناء داود بن علي العباسي، ثم يعقوب بن الفضل و أتي بهما الي الخليفة المهدي.

و علي هذا النحو فقد فتح باب التشفي و الانتقام بتهمة الزندقة، ليكون ذلك مبررا لقتلهم، و لم يقتصر الأمر علي الخلفاء في اتهامهم الخصوم بالزندقة بل كان هناك من الوزراء من يتخذون الاتهام - الباطل غالبا - بالزندقة سبيلا الكيد و الوقيعة بنظرائهم، أو خصومهم الذين يحقدون عليهم [2] .

و بهذا فتحت أبواب التهم علي الشيعة لأنهم الحزب المعارض للدولة و الخصوم لحكام الجور فكان ما كان من تهم و تقول و افتراء.

يتحدث المؤلف عن الامام الصادق عليه السلام و انصرافه للعلم - بعد أن مهد للبحث - و انه عليه السلام قد انصرف الي العلم انصرافا كليا الي أن يقول:

و لقد خاض في عدة علوم، و بلغ في أكثرها الذروة (بل في جميعها) فهو نجم بين علماء الحديث، قد علم أحاديث آل البيت العلوي، و علم أحاديث غيرهم، و خصوصا أحاديث عائشة، و عبدالله بن عباس عن جده أبي أمه القاسم بن محمد، و استمر علي منهاجه في القاء الحديث.

الي ان يقول في ص 95: و ساد علماء عصره في الفقه حتي كان يعلم اختلاف الفقهاء، و كان العلماء يتلقون عنه التخريجات الفقهية، و تفسير الآيات القرآنية المتعلقة بالاحكام الفقهية...

و قد عني بدراسة علوم القرآن، فكان علي علم دقيق بتفسيره، و كان علي علم بتأويله، يعلم الناسخ و المنسوخ، و كان ذلك مما تناول العلماء الكلام فيه، و قد قلنا ان القاسم بن محمد روي عن ابن عباس، و كان ابن عباس اشد المتأخرين من الصحابة الذين عنوا بالقرآن الكريم حتي وصف بأنه ترجمان القرآن، و نحن قد فرضنا فرضا صادقا أن علم القاسم بن محمد قد آل الي حفيده الامام الصادق فيما آل اليه من علم التابعين.



[ صفحه 114]

يقول الاستاذ السباعي: اتضحت لي - عن المستشرقين - الحقائق التالية:

أولا: أن المستشرقين - في جمهورهم - لا يخلو أحدهم من أن يكون قسيسا أو يهوديا و قد يشذ عن ذلك أفراد.

ثانيا: أن الاستشراق في الدول الغربية غير الاستعمارية - كالدول الاسكندينافية أضعف منه عند الدول الاستعمارية.

ثالثا: أن المستشرقين المعاصرين في الدول الاستعمارية يتخلون عن (جولد تسهير) و آرائه بعد أن انكشفت أهدافه.

رابعا: أن الاستشراق بصورة عامة ينبعث من الكنيسة و في الدول الاستعمارية يسير مع الكنيسة و وزارة الخارجية جنبا الي جنب يلقي منهما كل تأييد.

خامسا: أن الدول الاستعمارية كبريطانيا و فرنسا ما تزال حريصة علي توجيه الاستشراق وجهته التقليدية، من كونه أداة هدم للاسلام، و تشويها لسمعة المسلمين.

ففي فرنسا لا يزال «بلا شير» و «ماسينيون» و هما شيخا المستشرقين في وقتنا الحاضر يعملان في وزارة الخارجية الفرنسية كخبيرين في شؤون العرب و المسلمين.

و في انجلترا رأينا - كما ذكرت - أن الاستشراق له مكان محترم في جامعات لندن، و أكسفورد، و كمبردج و أدنبره و جلاسجو و غيرها، و يشرف عليها يهود و انجليز استعماريون و مبشرون و هم يحرصون علي أن تظل مولفات جولد سهير، و مرجليوث [1] - ثم شاخت من بعدهما - هي المراجع الأصلية لطلاب الاستشراق من الغربيين، و للراغبين في حمل شهادة الدكتوراه عنددهم من العرب و المسلمين، و هم لا يوافقون أبدا علي رسالة لطلب الدكتوراه



[ صفحه 381]



يكون موضوعها انصاف الاسلام، و كشف دسائس أولئك المستشرقين.

الي أن يقول:

و من المؤلم أن طلاب العالم الاسلامي الذين يدرسون باللغة الانجليزية في بلادهم لا يزالون مضطرين الي دخول الجامعات الانجليزية، فلا يجد طلاب الدراسات الاسلامية أمامهم مراجع لدراساتهم التي ينالون بها الدكتوراه غير تلك المراجع المسمومة و هم لا يعرفون اللغة العربية، فتقرر عندهم أن تلك الدسائس مأخوذة من كتب الفقهاء و العلماء المسلمين أنفسهم [2] .

هذا بعض ما ذكره الدكتور مصطفي السباعي عن حقيقة المستشرقين و قد ذكر أشياء كثيرة ينقم فيها عليهم لسوء ما ارتكبوه في حق المسلمين من تحامل و عداء، و تشويه للحقائق، و تحريف للنصوص، و تأويل للوقائع التاريخية وفق مخطط مرسوم و هدف معين و هو العداء للاسلام....

و يقول الأستاذ مالك بن نبي [3] .

و انه لمما يثير العجب أن نري كثيرين من الشباب المسلم المثقف يتلقون اليوم معتقداتهم الدينية، و أحيانا دوافعهم الروحية نفسها من خلال كتابات المتخصصين الاوروبيين. ان الدراسات الاسلامية التي تظهر في أوروبا بأقلام كبار المسشرقين واقع لاجدال فيه، ولكن هل يمكن أن نتصور المكانة التي يحتلها هذا الواقع في الحركة الفكرية الحديثة في البلاد الاسلامية؟

ان الأعمال الأدبية لهؤلاء المستشرقين قد بلغت في الواقع درجة خطيرة من الاشعاع لا نكاد نتصورها، و حسبنا دليلا علي ذلك أن يضم مجمع اللغة العربية في مصر بين أعضائه عالما فرنسيا، و ربما أمكننا أن ندرك ذلك اذا لاحظنا عدد رسالات الدكتوراه، و طبعة هذه الرسالات التي يقدمها الطلبة السوريون و المصريون كل عام الي جامعة باريس وحدها. و في هذه الرسالات كلها يصر أساتذة الثقافة العربية في الغد اولئك الذين سيكونون باعثي النهضة الاسلامية يصرون - كما أوجبوا علي أنفسهم علي ترديد الأفكار التي زكاها أساتذتهم الغربيون.

و عن هذا الطريق أوغل الاستشراق في الحياة العقلية للبلاد الاسلامية محددا لها اتجاهها التاريخي الي درجة كبيرة.

و أياما كان الأمر فان الشباب المسلم المثقف في بعض ديار الاسلام يري



[ صفحه 382]



نفسه مضطرا الي أن يلجأ الي مصادر المؤلفين الأجانب خضوعا لمقتضيات عقلية جديد، و لعله يقدم الي حد كبير منهجها الوضعي الديكارتي و هناك أيضا قضاة و شيوخ و معممون مدرسون يتذوقون فيها رشاقتها الهندسية.

هذا كله لاغبار عليه لو لم يضم الاستشراق بمناهجه سوي الموضوع العلمي ولكن الهوي السياسي الديني قد كشف عن نفسه بكل أسف في تأليف هؤلاء المتخصصين الأوربيين في الدراسات الاسلامية برغم أنها تدعو الي الاعجاب حقا.

فلم يكن الأب لامانس [4] الذي ظل نموذجا للمستشرق الطاعن علي الاسلام و رجاله - الحالة الوحيدة التي يمكن أن تلحظ فيها العمل الصامت لتقويض دعائم الاسلام فقد كان لهذا الرجل (الشاطر فضل في الكشف عن بغضه الشديد للقرآن و لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم.

و يوضح لنا الأمير شكيب ارسلان جانبا مهما من دسائسهم و يحذر المسلمين عن الانخداع بما يكتبون فيقول:

(انه مما يجدر بأن يطلع عليه الشرقيون و المسلمون خاصة، ما يصدر في أوربا من الكتابات المتعلقة بهم، و التصانيف الباحثة عن مصيرهم، و المقالات المصورة لأحوالهم و شؤونهم بلون مخيلات الكتاب الذين حرورها، الناطقة عن هوي الأحزاب الذي ينتمي هؤلاء الكتاب اليها، بحيث يعرف منها الشرقي أو المسلم أو المستضعف علي أمره كائنا من كان ماذا يطبخ له في الخفاء و ماذا يدس بحقه تحت الستار، و ماذا يدبر عليه بدون علمه، مما لا يطلع عليه الا في الندري و مما هو رام الي ادامة استغلاله [5] .

و في موضع آخر يوضح لنا الأمير صورة عن دراستهم و أنهم: اذا عثروا علي حكاية شاذة؛ او نكتة فاردة في زاوية كتاب قد يكون محرفا سقطوا عليها تهافت الذباب علي الحلوي، و جعلوها معيارا و مقياسا - لابل صيروها محكا يعرضون عليه سائر الحوادث، و يغفلون أو يتغافلون عن الأحوال الخاصة، و الأسباب المستثناة، و يرجع كل هذا التهور الي قلة الاطلاع في الأصل،



[ صفحه 383]



هذا اذا لم يشب ذلك سوء قصد، لأن الغربي لم يبرح عدوا للشرقي و رقيبا له و النادر لا يعتد به [6] .

و يقول الاستاذ أحمد شاكر - حول نظرة المستشرقين للقرآن -:

فهم (المستشرقون) يرون أن علماء الاسلام، و قراء القرآن كاذبون مفترون اخترعوا هذه الروايات و هذه القراءات توجيها لما يتحمله رسم المصحف تشكيكا منهم في هذا الكتاب المحفوظ بحفظ الله و تكذيبا للوعد بحفظه، و بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و ثأرا من المسلمين باتهامهم بالتحريف كما اتهم الذين من قبلهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه الي أن يقول:

ذلك بانهم أصحاب هوي، و ذلك بأنهم لا يؤمنون بصدق رسالة الرسول صلي الله عليه و سلم، و ذلك بأنهم يؤمنون بأن اصحاب رسول الله و تابعيهم من بعدهم لاخلاق لهم، يصدرون عن هوي و عصبية فيظنون فيهم ما في غيرهم من الكذب علي الدين، و الجرأة علي الله و حاشا الله.

و ذلك بأنهم - أي المستشرقون - يتبعون الشاذ من الروايات الذي أخطأ فيها بعض رواتها أو الذي كذب فيها بعض الوضاعين، و هما اللذان بينهما علماء الاسلام و خاصة علماء الحديث أدق بيان و أوثقه و أوضحه، فيجعلون هذا الشاذ المنكر أصلا يبنون قواعدهم التي افتعلوها و نسبوها للاسلام و علماء الاسلام، و يدعون الجادة الواضحة وضوح الشمس، و يغمضون عنها أعينهم و يجعلون أصابعهم في آذانهم، ثم يستهوون منا من ضعفت مداركهم، و ضؤل علمهم بقديمهم من المعجبين بهم، و المعظميهم الذين نشأوا في حجورهم و رضعوا من لبانهم، فأخذوا عنهم العلوم حتي علوم الفقه، و القرآن فكانوا قوما لا يفقهون [7] .

و يقول الشيخ محمد زاهد الكوثري حول نظرة المستشرقين للقرآن أيضا:

و نري في المدة الأخيرة اهتماما خاصا لمستشرقي الغرب بنشر مؤلفات علماء الاسلام الأقدمين مما يتعلق بالقرآن الكريم و علومه، من كتب القراءات و كتب الطبقات، بل يواصلون سعيهم في ذلك، و في نشر ما للاقدمين من المؤلفات في الحديث و الفقه و اللغة، الي غير ذلك من المشرقيات، و مسعي أغلبيتهم قصدهم لاحياء عهد الصليبيين بطريقة أخري في الحملات الممتلئة



[ صفحه 384]



تعصبا و جهلا نحو النور الوضاء، الذي أشرق من القرآن علي هذه الكرة المظلمة حتي استنارت بذلك النور الوهاج، فدخل الناس في دين الله أفواجا، فتبدلت الأرض.

و غاية هذا الفريق مكشوفة جدا مهما تظاهر بمظهر البحث العلمي البري ء كذبا و زورا و خداعا.

و بتلك الالمامة اليسيرة في تأريخ القرآن الكريم يظهر أن محاولتهم هذه ما هي الا محاولة خائبة منكوسة، و انهم لو ابتغوا نفقا في الأرض أو سلما في السماء ليأتوا بما له مساس بكتاب اله المنزل علي حبيبه المرسل - صلوات الله عليه و علي سائر الأنبياء - من قرب أو بعد لما وجدوا الي ذلك أدني سبيل... الخ [8] .

و يقول الاستاذ عبدالباقي سرور - في حديثه عن المستشرقين و بالأخص المستشرق اليهودي جولد تسهير - و من الأفق الغربي تأتي حملة أخري عي الروحانية الاسلامية، حملة أشد خبثا و أدهي أسلوبا، حملة سحرت أعين الناس، و جاءت بما يستهوي الأفئدة لأنها تتقنع بالعلم و تتستر بالمعرفة، و تتواري وراء كلمات براقة خداعة هي حرية البحث أو قداسة العلم!!

فرأينا يهوديا هو - جولد تسهير [9] - يكتب عن العقيدة و الشريعة في الاسلام، و يفسر القرآن كما يهوي، و يجرح صحابة الرسول كما يحب، و يخطئهم في فهمهم لدينهم، ثم يبتدع هو ما يشاء تفسيرا لروح القرآن و هدي الرسول، و نهج العقيدة في الاسلام.

الي أن يقول: و يأتي في أعقاب هذا اليهودي اخوان له خدع بهم الشرق، بل خدعت بهم طائفة غير قليلة من رجال القلم و الفكر عندنا فظنوهم سدنة العلم الاسلامي و حملة مفاتيح كنوزه [10] .

و يقول الاستاذ أحمد فارس الشدياق عن المستشرقين و كيفية خبطهم في الأبحاث و خلطهم للأشياء: ان هؤلاء الأساتيذ لم يأخذوا العلم عن شيوخه...



[ صفحه 385]



و انما تطفلوا عليه تطفلا، و توثبوا توثبا، و من تخرج فيه بشي ء فانما تخرج علي القسس... اذ أدخل رأسه في اضغاث أحلام أو أدخل أضغاث أحلام في رأسه، و توهم أنه يعرف شيئا و هو يجهله، و كل منهم اذا درس في احدي لغات الشرق أو ترجم شيئا منها تراه يخبط فيها خبط عشواء فما اشتبه عليه منها رقعه من عنده بما شاء و ما كان بين الشبهة و اليقين حدس فيه و خمن فرجح منه المرجوح و فضل المفضول [11] .

و يصف الأستاذ قدري حافظ طوقان تحامل المستشرقين علي العرب خاصة بقوله:

و نظرة بسيطة الي ما ألفه الغربيون في التراث اليوناني، ولدي الاطلاع علي آرائهم في نتاج القريحة العربية يظهر التحامل جليا واضحا، و يثبت الاجحاف، و ان بعض علماء الغرب عمدوا الي الانتقاص من قدر الحضارة العربية، و قد قصدوا تشويه صفحات لامعات في تاريخ العرب لمآرب غير خافية علي احد [12] .

و يقول الاستاذ ابراهيم هاشم:

لقد اشتهر كتاب الغرب بعمق التفكير، و غزارة المادة و دراسة الموضوع الذي يريدون الكتابة عنه دراسة مستفيضة حتي لا تفوتهم صغيرة و لا كبيرة من شؤونه. هذه حقيقة لا سبيل الي نكرانها، و لكن لمست الي جانب هذه الحقيقة حقيقة أخري و هي: أنهم لم يستطيعوا علي غزارة علمهم أن يتخلوا و لو قليلا عن ماديتهم. الي أن يقول:

و يفترضون فروضا و همية، ليصلوا الي بعض الحقائق العلمية، و قد تؤدي تلك الفروض الوهمية الي النتائج المطلوبة، يرون كل ذلك و يؤمنون به ثم يقفون جامدين مكابرين لبعض الحقائق التي عجزت عقولهم عن ادراكها في مجال العقائد الدينية، و لا يكلفون أنفسهم عناء النقاش، و قرع الحجة بالحجة خشية الاندحار...

و آفة أخري تتبين لنا خلال سطورهم في كل ما يكتبون عن الاسلام و نبي الاسلام، تلك هي: روح العداء المستحكم للدين الاسلامي و معتنقيه، و هذه الروح العدائية للاسلام و المسلمين بقية من بقايا العداء الصليبي ما



[ صفحه 386]



استطاعوا أن ينقوا أعماقهم منها، رغم تمدحهم بالتسامح الذي يزعمونه لأنفسهم، و الي أن يخلصوا من هاتين الآفتين، و نرجو أن تتخلص عقليتهم مما يزري بها في مجال التفكير السليم [13] .

فان الحاكم كانت تبدو عليه منذ حداثة سنه مظاهر التفوق و الذكاء و قوة الشخصية، و قسمات الانسان المتميز عن الأشباه و الأقران، و كان صاحب اهتمامات ثقافية و فكرية مبكرة، لا في مجال الفلسفة و التشيع و الفلك و التنجيم فقط - كما اشتهر عنه - بل و في مجال التذوق الأدبي للشعر و النثر، و المشاركة في مجالسهما و مخالطة أعلامهما في ذلك الحين [1] .

و برز في عهده اسماء كان لها أثرها في انتشار الاسماعيلية كأحمد حميدالدين الكرماني، و القاضي عبدالعزيز بن محمد بن النعمان، و الحسن بن الحسن بن الهيثم و غيرهم من الدعاة و رجال الفكر الاسماعيلي.

أي أن الحركة العلمية التي بدأها المغز الفاطمي مع بنائه القاهرة لم تهدأ، و بقيت علي و تائرها المتعددة، منها ما يتعلق بالفكر الاسماعيلي، و منها ما يتصل بالحياة الفكرية و الأدبية المختلفة، و التي تدين للمعز الفاطمي بأعماله و عنايته، كما تدين العلوم الاسلامية لعمله الأزهر بالفضل. و لا جدال في أن عصر المعز لدين الله من أزهي العصور، و كيفما اتجهت اليه النظرة، فان عصره يمتاز بامارات التقدم و الترقي و الحضارة.

و يحتل في العقيدة الاسماعيلية موقعا متميزا بين أئمتهم، فقد عد بعد امامهم محمد بن اسماعيل مجددا للشريعة، عندما أمر القاضي النعمان بن محمد بتجديد الشريعة و رفع مبانيها و اظهار ظواهرها و معانيها، فألفها في مائتي كتاب تزيد علي عشرين، و زاد علي ذلك عدة كتب، جاء فيها من ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام [2] .



[ صفحه 495]



و هنا لابد من معاودة الاشارة الي أن الفاطميين من الاسماعيلية كانوا في معتقداتهم العامة بالامامة يرددون اعتقاد الشيعة الامامية، و جري في أحوالهم السياسية هذا الاعتقاد، و جهدوا في الحفاظ علي الطابع الذي يخفي آثار الباطنية التي أبعدتهم عن الأركان و الأصول، و عندما تقترب منه نقاط الاختلاف و مواضع الافتراق، تتحول معتقداتهم الي أمور بعيدة عن عقائد الشيعة علي ما تضمنه من اعتراف بمنزلة الامامة و عقيدة الوصاية - فهي كما قلنا سابقا - واحدة في الأصل، لكنها في السياق تفترق من بعد عصر الامام الصادق عليه السلام و يشعر المسلم الشيعي في مراسيم الدولة الفاطمية و أقوال حكامها بالقرب من عقيدة الامامة الشيعية في أصولها و أحكامها، الا أنها سيقت بعد الانشقاق الي أشخاص فيهم صفات الحكام و السلاطين غالبة، و لا يبدو عليهم مهما أضيف اليهم من صفات أخري أي قدر من المنافسة لأصحاب الامامة الحقة و أهل الخلافة الكبري ممن حفظ النص بهم، و جعلت فيهم الولاية و الخلافة و الامامة: (وعد الله الذين ءامنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم).

و لقد كان الأخ الصديق العلامة محمد حسن الأعظمي - عميد كلية اللغة العربية بكراتشي - واقعا تحت تأثير دعوته الايمانية الطيبة الي التقريب و الوحدة عندما حكم بأن الشيعة الامامية يتفقون مع الفاطميين علي المسائل العامة في الفقه. و الصديق الأعظمي يقدم مشاعر التقريب و الاتفاق علي الحقائق التي لا سبيل الي تجاوزها، و قد عرفناه واسع النشاط، غزير المعرفة، صادق الكلمة، يحمل رسالة المودة و الصفاء، و لأقواله أثر في المحافل. لذلك ذهبت مقالته نصا اعتمدها الأستاذ الدكتور محمد غلاب - أستاذ الفلسفة بالدراسة العليا بالأزهر - ولو ترك القول دون أن يعقبه تفصيل لحملناه علي العموم و قلنا ان السيد الأعظمي يريد أن المسلمين جميعا يتفقون في المسائل العامة في الفقه بأصولها، و هو ما يشملنا و الفاطميين. كذلك قوله فيما تختص به الشيعة من الأخذ عن طريق أهل البيت، لكنه يحصر الاختلاف في أمرين أساسيين:

أولا: فيما يتعلق بمواقيت الصيام و الفطر. فالفاطميون يكملون رمضان ثلاثين يوما في كل عام، و لا يلتزمون برؤية الهلال، بل يعتمدون علي التقويم الفاطمي و الحساب، و الاثنا عشريون يقيدون صيامهم اعتمادا علي أحاديث صحت عندهم برؤية الهلال كأهل السنة.



[ صفحه 496]



ثانيا: الاثنا عشريون يجيزون زواج المتعة، أما الفاطميون فلا يجيزون المتعة كأهل السنة.

و ليس الأمر بهذه السهولة، و نخشي أن يخرج الحديث عن موضوعه، فان الأجزاء السابقة من الكتاب ضمت بحوثا عن المتعة، استوفينا بها أوجه الخلاف، و يضيق وسع الكتاب الآن، كما نحذر الدخول في المسائل الفقهية القليلة و القصيرة التي تسربت عن الاسماعيلية، لأن أحكامهم خاصة بهم بعد عصر الافتراق. و قد أخذنا علي أنفسنا التعرض للاعتقادات المهمة، لأنا لا نود أن نحجب الحقائق الدينية، ولكنا لا نتزحرح عن نورها الي ضيق و عتمة الرموز و التأويلات المتكلفة، فالفاطميون يقولون: ان أسرار الدين متوقفة علي تعليم الأئمة من نسل فاطمة الزهراء، و هم الكواكب و النجوم و المصابيح، ترسل نور المعرفة الي قلوب أتباعهم، كما أن العين المبصرة بدون القمر و الشمس و المصباح لا تحقق الفائدة المرجوة، كذلك المسلم لابد له من أن يستمد من الأئمة أنوار العلم و المعرفة. و الا فان العقول وحدها لا تكفي [3] و رووا عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا، و انهما لن يفترقا حتي يراد علي الحوض» [4] و قوله للامام علي: «سوف تقاتل علي تأويله، كما قاتلت علي تنزيله» [5] فهذا كله يدل علي أن الوصي و من تبعه من الأئمة من ذريته هم الذين اختصوا بتأويل القرآن، و لذلك رووا عن علي قوله: «ما نزلت آية من القرآن الا علمت كيف نزلت، و أين نزلت، و في أي شي ء نزلت، سلوني قبل أن تفقدوني».

و نكتفي الي هنا بما أورده السيد الأعظمي حيث تبدأ بعد هذه النقطة مجالات الافتراق عنا و دخولهم في عالمهم الخاص بهم. ففي بدء كل مسألة يساق النص بلفظ أو بآخر، ثم يعقبه عرض بحسب معتقداتهم. فمثلا يأتي لفظ (فالامامة عندهم - الفاطميين - هي قيادة العالم و حمل الحقيقة اليه، و مثل هذا المرشد ضروري وجوده في كل عصر حتي لا يبقي العالم جاهلا) [6] و هو من نصوصهم الخاصة، و لا ينافي



[ صفحه 497]



مضمون الامامة من حيث كون الامام هو الهادي و المرشد الي الطريق الحق، و هو القدوة لقوله تعالي: (واجعلنا للمتقين اماما) و قوله عزوجل: (و جلعناهم أئمة يهدون بأمرنا) و الامامة التي تنطوي عليها الخلافة هي لدوام النبوة و بقاء الرسالة لقوله تعالي: (اني جاعلك للناس اماما) و قوله سبحانه: (و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين) و الشيعة تقيد الامامة بالنص، و تجعلها في اطارها الشرعي و أصلها الديني، فهي من أركان الدين، و ليست من الفروع حتي يمكن أن يجتهد فيها، و تفوض تفاصيلها و أحكامها الي البشر، فيكون للأمويين الرأي في الاسراف في الظلم و اتخاذ مظاهر السلطان و العظمة، و يصبح للعباسيين الحق في قتل أولاد النبي محمد، و ارتكاب المحارم، و صرف أموال الرعية في غير وجوهها و حلها. و قد أطلق الامام الكاظم - كما علمنا - كلمته في شدة المواجهة مع السلطان و الملوكية التي تتلبس بالاسلام، فقال للرشيد قولته: «أنا امام القلوب، و أنت امام الجسوم» لأن مظاهر الخضوع و الموافقة التي تنسجم مع مظاهر الأبهة و السلطنة كانت من مقتضيات القهر و الغلب، و لقد جاء من سوغ اظهار الحكم المتسلط بالسيف و القائم بالغلبة بمظهر الامامة، و اقرار سلطانه مع الفجور، و ذلك من أبعد ما يكون عن الاسلام، و من أغرب ما اختاروه للاساءة الي عقيدة الامامة.

و اذا نظرنا الي الملوك الفاطميين، وجدنا انسياقهم الي مظاهر الملوكية بأوسع صورها. و قد كان المعز - صاحب المواكب و الركوبات التي تبعث علي الدهشة و الانبهار - اذا ما اطلع المرء علي ما كتب عن هذه المواكب و الركوبات التي يترك وصفها في النفس و الذهن صورا خيالية، و هي تجري علي نظام و ترتيب و مراسيم و أعمال لم يكن مثلها في عصر أو قطر آخر [7] و القصد أن مسلك حياتهم أقرب الي الدنيا و السياسة، و أدني الي امامة الجسوم و سلطة الزمان، و هم أوفق بها. أما الامامة الكبري فهي مقيدة بشروطها، و متعلقة بأهلها الذين أحاطهم ولاة الجور بأسوار من الرعب. ولكن نور الامامة لا تحجبه زنزانات الحكام أو عساكرهم، و لم ينل الحكام من تفاني الأئمة الأطهار من أهل البيت في الدعوة الي التمسك بالعقيدة و نشر الأحكام.

و الخلاصة، فان الفاطميين قاموا بدور كبير و مشرف في مجال رفعة شأن



[ صفحه 498]



الاسلام و ابراز عظمة فكره، و قد جذبوا اليهم الكثيرين من المفكرين و الأدباء و الفقهاء فانضموا الي الدولة الفاطمية، و اعتنقوا الاسماعيلية، و أصبحوا قادة فيها، و هم كما قلنا في مظهر عقيدتهم يتوخون ما يتفق مع العقائد و الأحكام، و يتقربون من عقائد الشيعة في مهمات الأمور و الأحداث التاريخية، و لعل صحة النسب و بقاء الانتماء الي الدوحة المطهرة كان من أهم عوامل تميزهم عن بقية الفرق الباطنية.

يختلف الناس في أن مسح القدمين هو الفرض، أو الغسل هو الفرض، لأن رسول الله صلي الله عليه و سلم توضأ و مسح علي قدميه. و الشيعة تستدل يمسح الرسول علي قدميه علي أن المسح هو الفرض [1] و مروي عن ابن عباس أنه قال: «ما صح عن رسول الله الا غسلتين و مسحتين» [2] .



[ صفحه 336]



و يفسرون الآية (و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم) [3] بما يسعفهم في المسح [4] .

روي عن الامام الصادق قوله في بعض دروسه: ان الضوء القوي الساطع يستطيع تحريك الأجسام الثقيلة.

و من مؤدي هذه الرواية يبدو أن الامام قد تنبأ بأساس نظرية: (أشعة الليزر)، و في رأينا أن آراء الامام الصادق في الضوء و حركته و انعكاس أشعته من الأجسام الي العين، أهم من نظرية (أشعة الليزر) لأن هذه النظرية قد عرفت مقدماتها قبل الصادق عليه السلام، و في الأزمنة القديمة، و عند مختلف الأقوام و الشعوب.

و ليست لدينا معلومات دقيقة عن مبدأ هذه الفكرية و تاريخها، و لكننا لو تركنا جانبا موضوع الطاقة الكامنة في الضوء، فان الذي قاله الامام الصادق عليه السلام عن



[ صفحه 391]



الضوء و حركته، يتفق مع ما أثبته البحث العلمي المعاصر تماما و بالضبط.

و غاية ما في الأمر أن العلم الحديث قاس سرعة الضوء، و هي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، و لكن هذا المقياس لا يجدي في قياس المسافات الفلكية الشاسعة في الدراسات الفلكية [1] .

غرقت الدول الاسلامية في القرون الوسطي [1] ، في وحول الجهل، اذ حظر علي أي من العلماء و المفكرين الادلاء برأي يخالف الآراء الثابتة للعلماء القدماء، و كان نصيب من يتجاهر بنظرية معاكسة لهم الاعدام بالمقصلة [2] ، أو الضرب و التعذيب و...

فالعقوبات الصارمة كانت في انتظار أي طالب يجرؤ علي توجيه سؤال غير مألوف، أو خارج عن قواعد الدين، حتي و لو كان في قاعة الدرس و في حرم الجامعة، لأنه يرمي عندئذ بالكفر و الزندقة و الخروج عن الدين، حتي و ان كانت الفكرة نظرية علمية عن حركة دوران الأرض حول نفسها أو حركة الشمس و دوران الأرض حولها و...

فها هي محكمة التفتيش العقائدية تحاكم جاليلو بالسجن و العذاب لمجرد ابداء نظريته بأن الأرض تدور حول الشمس، حتي أكرهته علي التوبة و الاستغفار [3] .

و لقد قضي علي القس الايطالي «برونو» بالموت حرقا، و لم يكن ذنبه الا قوله: ان الانسان متي بلغ سن الرشد، تكونت لديه آراء تتفق مع عقله و استنباطه في شأن الحياة». فرموه بالهرطقة و الكفر، ثم قتلوه بالقائه في النار حيا [4] .



[ صفحه 172]



اضافة الي تحجير العلوم و وقفها علي كبار رجال الدين، فلقد حظرت الكنيسة صغار رجال الدين دخول المكتبة الفاتيكانية، و كان قادة الكنيسة و أساقفتها يرفضون الجلوس جنبا الي جنب مع صغار القساوسة في قاعة المكتبة [5] .

هذا في زمن عصر النهضة العلمية في البلاد الاسلامية، اذ كانت العلوم تناقش و تدرس و تدون علي قدم و ساق.

فقد انتقد الامام الصادق عليه السلام نظرية أرسطو القائلة: ان الأرض ثابتة و لا تتحرك، و ان الشمس و النجوم تدور من حولها و جاء بطليموس بعده بخمسة قرون ليؤكد نظريته، و قد تبنت الكنيسة هذا القول، و اعتقدت أن الأرض هي قاعدة العالم و مركزها الثابت، و أنه لولا ذلك لما ظهر فيها ابن الله (المسيح) و اعتبرت هذه النظرية عقيدة ضرورية لكل مسيحي [6] .

و لو أن هذا النقد الذي وجهه الامام الصادق عليه السلام بقوله: بدوران الأرض حول نفسها و حول الشمس [7] الي نظرية أرسطو و بطليموس، ساق مثله باحث في أوروبا، لأصابه علي أقل تقدير جزاء التكفير و الطرد في المجتمع الديني هذا في المجتمع الأوروبي.

أما في المجتمع الاسلامي فقبل الامام الصادق عليه السلام بمدة من الزمن، كان جزاء من يروي عن رسول اله صلي الله عليه و آله و سلم أو يكثر من الحديث عنه الضرب و الحبس، و كم لاقي وجوه الصحابة من ذلك، و قد حبس عمر ثلاثة حتي استشهدوا في الحبس. ابن مسعود - و أباالدراء - و أبامسعود الأنصاري [8] .



[ صفحه 173]



و كان جزاء من يحدث عن علي عليه السلام في زمن بني أمية المنع من العطاء و السجن و الضرب أو القتل، فكان بعضهم يكنيه قائلا: قال أبوزينب، أو يلقبه قائلا: قال الشيخ...

أما العلوم الأخري غير الأحاديث الواردة عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم سواء كانت علوم دينية كافكار بعض اليهود أو أساطيرهم التي دسوها في الاسلام و التي تسمي بالاسرائيليات، أو أفكار بعض النصاري أو حتي أفكار الملاحدة و الزنادقة، أو العلوم الدنيوية كالكيمياء و الرياضيات و... فلم تعارض، بل لم يكن لها أثر يذكر قبل عهدي الامامين الصادقين عليهماالسلام فلذا قد تعد من القضايا السالبة بانتفاء الموضوع، و اذا كان لها أثر بسيط فلم تعبأ به الدولة، لعدم تأثير ذلك علي كيانها الذي بني علي شفا جرف هار، بل ما دام لا يضعضع بل لا يحرك ساكنا، فشأنهم و أنفسهم.

نعم ثارت ضجة عظيمة في عهد الامام الصادق عليه السلام أدت الي التكفير و التعذيب و السجن و... و هي مسألة خلق القرآن و حدوثه، أم قدمه و أزليته؟ و هذا ما اكم الأفواه، و صم الآذان خوفا من الضغط القاسي الذي مارسته السلطة الغاشمة وقتئذ علي العلماء، بل كان يختبر العلماء سرا، لسل رأيهم في الموضوع، والوشي بذلك الي السلطان.

أما الامام الصادق عليه السلام فقد زحف بالأمة الي القمة، بسن حرية البحث العلمي، و اننا ننسب و نعزي ذلك الي الصادق عليه السلام، لأن حرية البحث كانت شبه ميتة قبله، فناقش سائر التيارات، و كان معها علي صعيد واحد يفتح صدره للمناظرين بكل رحابة، و يسفر وجهه بكل بشاشة، و لم يكن يري في ذلك أي حرج أو حزازة.



[ صفحه 174]



اكتنف الجميع و تقبل مناقشة و مناظرة و محاججة أي منفتح علي العلم أو طالب الحقيقة، و لما لمس و رأي ذلك جمهور العلماء و العوام و البسطاء، فتحوا قلوبهم اليه، و زحفوا اليه جماعات و وحدانا، و اقبلت اليه الوفود من الأمصار و الأصقاع، لتقف تحت منبره، أو لتواجهه بآرائها دون تقلص أو تقمص.

و لقد نوه الي ذلك، و أشاد بالامام حتي أعداؤه، فقال ابن أبي العوجاء للمفضل بن عمر: «ان كنت من أصحاب جعفر بن محمد فما هكذا يخاطبنا، و لا بمثل دليلك يجادلنا، و لقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت، فما أفحش في خطابنا، و لا تعدي في جوابنا، و انه للحليم الرزين، العاقل الرصين، لا يعتريه خرق و لا طيش و لا نزق، يسمع كلامنا و يصغي الينا، و يستغرب حجتنا، حتي اذا استفرغنا ما عندنا، و ظننا أنا قطعناه أدحض حجتنا بكلام يسير، و خطاب قصير، يلزمنا به الحجة، و يقطع العذر، و لا نستطيع لجوابه ردا، فان كنت من أصحابه «فخاطبنا بمثل خطابه» نعم! [9] لأن الحرية في البحث العلمي، وسيلة لتطرق الحقيقة، و لمعرفة مضامين و مبطنات الغوامض، و هذا ما حث عليه الاسلام بقوله: «و جادلهم بالتي هي أحسن» [10] .

فالانسان عدو ما يجهل، فهؤلاء الزنادقة الذين تغلغلوا بين المسلمين، طاوين بين أضلعهم الحقد الدفين، علي الرسالة المحمدية، حاملين خنجرا جارحا بين أحناكهم، يسلونه علي ذوي القلوب الضعيفة و علي البسطاء، ليحققوا غاية أوقدها الشيطان في قلوبهم، و هي اطفاء نور الله في أرضه،



[ صفحه 175]



ولكن الامام عليه السلام أشفق عليهم و رحمهم، لأنهم تاهوا في الطريق، فنراه يخاطبهم بقوله: «يا أخا مصر، يا أخا الشام، و...

و عندما يطلب منه المناظرة، يجلس أوقاتا طويلة معهم يحادثهم بنفسه أو بواسطة أصحابه، مرات عديدة، ثم يتركهم و شأنهم «فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» [11] أما عند الاصرار علي العناد و الالحاد، فانه يأبي بعد ذلك المحادثة، و هذا كما حصل مع عبدالكريم بن أبي العوجاء، فانه بعد مناظرة طويلة، بقي علي عناده، فقال له الامام عليه السلام فان شككت في شي ء من أمره، فسل عنه أوضحه لك؟! فأبلس ابن أبي العوجاء، و جر أذيال الخيبة، و أصر علي كفره.

و في العام المقبل قيل للامام ان ابن أبي العوجاء قد أسلم! فقال عليه السلام: هو أعمي من ذلك لا يسلم، فأراد التحدث الي الامام فأبي عليه السلام و نفض رداءه من يده قائلا: لا جدال في الحج. [12] .

القياس في اللغة يطلق علي معنيين:

الأول: تقدير شي ء بشي ء آخر. فيقال: قست الثوب بالذراع اذا قدرته به.

الثاني: التسوية بين الشيئين و المقارنة بينهما: فيقال: فلان لا يقاس بفلان أو يقاس به اذا كان لا يساويه أو يساويه.

ثم شاع استعمال القياس في التسوية بين الشيئين، حسية كانت التسوية أم معنوية فمثال الأولي: قول القائل: قست الورقة بهذه الرقة بمعني سويتها بها.

و مثال الثانية: قول القائل: علم فلان لا يقاس بعلم فلان أي لا يساوي به [1] .

و في اصطلاح الأصوليين: هو الحاق ما لم يرد فيه نص علي حكمه بما ورد فيه نص علي حكمه في الحكم لاشتراكهما في علة ذلك الحكم [2] .

و من خلال التعريف يتبين لنا أن للقياس أربعة أركان هي:

1- الأصل: و هو الواقعة التي وردت بحكمها نص أو اجماع، و هو المقيس عليه أو المشبه به.

2- حكم الأصل: هو الحكم الشرعي الذي ثبت في الأصل و يراد



[ صفحه 81]



تعديته الي الفرع

3- الفرع: الواقعة التي لم يرد فيها نص أو اجماع و يراد الحاقها بالأصل في حكمه و يسمي بالمقيس أو المشبه.

4- العلة: هي الوصف الذي بني عليه الحكم في الأصل، و هو موجود في الفرع و لذلك يراد تسويتهما في الحكم [3] .

حجية القياس:

القياس حجة في الأمور الدنيوية بالاتفاق، و كذلك القياس الصادر من النبي صلي الله عليه و سلم فهو حجة شرعية بالاتفاق، و وقع الخلاف في القياس الشرعي:

فذهب جمهور علماء الأمة من الصحابة و التابعين و الفقهاء و المتكلمين الي أن القياس يعتبر حجة شرعية و دليلا من أدلة الأحكام. و أنه أصل من أصول الشريعة يستدل به علي الأحكام التي لم يرد بها السمع [4] .

و قد حكي عن الامام جعفر الصادق: أنه أنكر القياس، كما روي عن ابن شبرمة أنه قال: دخلت أنا و أبوحنيفة و ابن أبي ليلي علي جعفر بن محمد، فقال لأبي حنيفة: اتق الله و لا تقيسن الدين برأيك، فان أول من قاس ابليس، اذ أمره بالسجود لآدم فقال: «أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين».

و قال جعفر لأبي حنيفة: يا نعمان أيهما أكبر الصلاة أم الصيام؟

قال: بل الصلاة.

قال: فيما كانت الحائض تقضي ما أفطرت، و لا تقضي ما تركت



[ صفحه 82]



الصلاة، ان دين الله ليس بالقياس و انما هو الاتباع [5] .

و هذا لا شك محمول علي القياس بالهوي، أما الامام الأعظم أبوحنيفة رضي الله عنه، فانه كان يقيس حيث لا نص في المسألة، أما اذا كان هنالك نص، فلا يتجاوزه قط.

و يوجد في فقه الامام جعفر الصادق ما يدل علي أخذه بالقياس و احتجاجه به، كما يتبين في النماذج الآتية:

كان للامام الصادق آثار في مذهب التوحيد من خلال توجيهاته للمسلمين المؤمنين، و تفسيره للآيات الواردة في الكتاب الكريم كقوله تعالي: (يؤتي الحكمة من يشآء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و ما يذكر الآ أولوا الألباب (269)) (البقرة 269)، و قوله: (لقد من الله علي المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم ءايته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و ان كانوا من قبل لفي ضلال مبين (164)). (آل عمران: 164).

و يحث مذهب التوحيد علي التمسك بالحكمة لانها روضة العقلاء، و نزهة النبلاء و هي الشجرة التي تنبت في القلب و تثمر علي اللسان، و للحكمة فضائل عديدة فهي تدل علي الدين، و تشرف العبد علي الحر و ترفع الفقير علي الغني، و تقدم الصغير علي الكبير. و من عرف بها (الحكمة) توجهت اليه الانظار بالوقار و الهيبة. ومن تعمق بالحكمة اصبح اكثر الناس صبرا، و اسرعهم عفوا و تسامحا و اوسعهم اخلاقا.

و مذهب التوحيد يطلق الحكمة علي جميع الكتب المقدسة التي لم تصلها يد التحريف، فالتوراة حكمة و الانجيل و القرآن حكمة. و سنة الرسول و اقوال الائمة حكمة ايضا، و يحث اتباعه علي طلبها ولو كانت عند مشرك، و قد قال الامام عليه السلام: الحكمة ضالة المؤمن فخذوها ولو من افواه المنافقين.

و قد جاء في ارشاد الموحدين: ان علي الحكيم ان لا يقصد



[ صفحه 247]



بحاجته غير كريم، و ان يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته، حتي يجعل الله له من ذلك مخرجا. و علي الحكيم ان يتساوي لديه ثناء الجاهل عليه او هجاؤه له. و عليه مداراة الناس ففي هذا مجاهدة النفس.

و علي الحكيم ان يترك الملذات، و يمقت الفانيات، و يتجنب قول الكافرين و الكافرات.

و مذهب التوحيد يعتبر ان الحكمة هي طاعة الله و معرفة الامام، و الاستمرار في معرفة النفس عملا بقول الامام الصادق عليه السلام: ان الحكمة المعرفة و التفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم. و قوله ايضا: ان اشرف الحديث ذكر الله و رأس الحكمة طاعته. و جاء في ارشاد الموحدين: ان من الحكمة ان لا تنازع من فوقك، و لا تستذل لمن دونك، و لا تتعاطي ما ليس في قدرتك، و لا يخالف لسانك قلبك، و لا قولك فعلك، و لا تتكلم فيما لا تعلم، و لا تترك الامر عند الاقبال، و تطلبه عند الادبار.

و الذي يؤدي الي الحكمة هو الزهد في الدنيا، و قد قال الامام الصادق عليه السلام: من زهد في الدنيا اثبت الله الحكمة في قلبه، و انطق بها لسانه.

و من تعلم الحكمة و لم يعمل بها كانت حجة عليه و وبالا و بلاء و شقاء، و من عمل بها و كان مؤمنا تكون حكمته له نورا و برهانا و شفاء و رحمة، فيعلم ما لم يكن يعلم و يبصر ما لم يكن يبصر، فاول ما يبصر عيوب نفسه حتي يشتغل بها عن عيوب الناس، و يبصره دقائق العلم حتي لا يدخل عليه وساوس الشيطان.



[ صفحه 248]



و لا تكمل الحكمة الا بنزع الشهوات و الشبهات و الابتعاد عن ارتكاب الفواحش و المنكرات.

و لا تجتمع الشهوة و الحكمة و قد قال الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: من اكل طعاما للشهوة حرم الله علي قلبه الحكمة [1] .

و الموحدون لا يفاتحون المنغمسين في شهوات الدنيا بلطائف المعاني الروحانية الا اذا اجتهدوا في طلب ذلك عن طريق الاجابة الصادقة لاوامر الله تعالي و طاعة الامام و بالتالي فهم لا يمنحون الجهلة الحكمة فيظلموها، و لا يمنعون مستحقها فيظلموهم.

و كان للامام الصادق عليه السلام باع طويل في تكريس التقية لدي الموحدين باعتباره هذه التقية تقية معرفية، و يجب ان تبقي ملازمة للتوحيد و وعاء يصون الحكمة عن غير اهلها، و قد قال عليه السلام: التقية ديني و دين آبائي و من لا تقية له لا دين له.

و قال عليه السلام: ان التقية ترس المؤمن، و لا ايمان لمن لا تقية له - قال الراوي: فقلت له: جعلت فداك أرأيت قول الله تبارك و تعالي: (الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان)، و قال: و هل التقية الا هذا [2] .

و قوله عليه السلام: التقية ترس الله بينه و بين خلقه [3] .



[ صفحه 249]



و عنه عليه السلام: اتقوا الله و صونوا دينكم بالورع و قووه بالتقية، و قوله: «انما انتم في الناس كالنحل في الطير، لو ان الطير تعلم ما في اجواف النحل ما بقي منها شي ء الا اكلته». و قوله: «و الله ما عبدالله بشي ء احب اليه من الخب ء، قلت، و ما الخب ء؟ قال التقية».

و قد فسر الامام الصادق عليه السلام قوله تعالي: و يدرأون بالحسنة السيئة - الحسنة التقية، و الاذاعة السيئة.

و لما سئل عن قوله تعالي: (أجعل بينكم و بينهم ردما) قال: التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا) قال: ما استطاعوا له نقبا: اذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلك علي حيلة، و هو الحصن الحصين، و صار بينك و بين اعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا.

قال الراوي: و سألته عن قوله: (فاذا جآء وعد ربي جعله دكآء) قال: رفع التقية عند الكشف فينتقم من اعداء الله [4] .

و هكذا فان الموحدين قد تمسكوا باقوال الائمة عليه السلام لان فيها صيانة الحقائق في مسلك التوحيد، و قد جاءت اقوالهم متطابقة مع التقاليد المتوارثة التي كانت تفرضها مسالك العرفان علي ذويها و تابعيها في جميع العصور و الامصار، سيما و ان بعض الناس لا يستطيعون استيعاب الحقائق الاخيرة للوجود، و عدم تطلبهم لمثل هذا الكشف، و انصرافهم و تلهيهم عنه فهم يكتفون بما نقل اليهم



[ صفحه 250]



من سنن و شرائع و طقوس يتمسكون بها، و يحتجبون عن حقيقة انفسهم، و لذلك فان التقية هي وقاية للعامة من الناس الذين لا يقوون علي هذا المرتقي الجليل - معرفة الحقائق - في معراج التوحيد من ان تختلط الامور في نفوسهم و ما يشكل عليهم من حقيقة التوحيد و العرفان، و قد يقدمون علي اذية رجاله و مريديه نتيجة سوء فهم هذه الحقيقة.

و قد روي احدهم: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب، او نبي مرسل، او عبد امتحن الله قلبه بالايمان.

و لذلك فان العرفاء في مذهب التوحيد يحجبون الحقائق عن المتطفلين و المقصرين في طاعة الله. و الذين لم تسمح له مواهبهم القيام بالظاهر و فهم الباطن. و استشراف التوحيد.

37. و قال السخاوي (م 902):«جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الامام العلم أبو عبدالله، الهاشمي، العلوي، الحسيني، المدني، سبط القاسم بن محمد بن أبي بكر... و كان من سادات أهل البيت فقها و علما و فضلا و جودا، يصلح للخلافة لسؤدده و فضله و علمه و شرفه، و مناقبه كثيرة تحتمل كراريس...». [1] .

تعرف المواهب الغزيرة من المقدرة في البيان، فبينا تجده يطنب في الدليل كما في توحيد المفضل و غيره اذا تراه يأتي بأوجز بيان في البرهان مع الوفاء بالقصد، و ذلك حين يسئل عن الدليل علي الخالق فيقول عليه السلام: ما بالناس من حاجة. [1] .



[ صفحه 169]



أقول: ما أوجزها كلمة، و اكبرها حجة، فانا نجد الناس في حاجة مستمرة في كل شأن من شوؤن الحياة، و هذه الحاجة تدل عي وجود مآل لهم في حوائجهم غني عنهم بذاته، و أن ذلك المآل واحد، الا لاختلف السير و النظام.

و يسأله مرة هشام بن الحكم بقوله: ما الدليل علي أن الله تعالي واحد؟ فيقول عليه السلام: اتصال التدبير، و تمام الصنع. [2] .

أقول: ان كل واحدة من هاتين الكلمتين تصلح لأن تكون دليلا برأسه، و ذلك لأن اتصال التدبير شاهد علي وحدانية المدبر، اذ لو كان اثنين أو اكثر لكان الخلاف بينهما سببا لحدوث فترة أو تضارب، فلا يكون التدبير متصلا، و التقدير دائما، كما أن تمام الصنعة في الخلقة دائما شاهد آخر علي الوحدانية، لأن استمرار الاتفاق في الاثنين مع التكافؤ في كل شأن لا يكون أبدا، كما نشاهده في الذين يديرون دولاب البلاد ، فان حصل اختلاف و لو برهة فسد المخلوق، فأين تمام الصنع؟ فالتمام دليل الوحدة أيضا.

و يسأله أبوشاكر الديصاني بقوله: ما الدليل علي أن لك صانعا؟ فيقول عليه السلام: وجدت نفسي لا تخلو من احدي جهتين اما اكون صنعتها أنا أو صنعها غيري، فان كنت صنعتها فلا أخلو من احدي معنيين، اما أن اكون صنعتها و كانت موجودة فقد استغنت بوجودها عن صنعتها، و ان كانت معدومة فانك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئا، فقد ثبت المعني الثالث أن لي صانعا و هو رب العالمين، فقام و ما أحار جوابا. [3] .

و سأل الصادق مرة ابن أبي العوجاء فقال له: أمصنوع انت أم غير مصنوع؟



[ صفحه 170]



فقال له ابن أبي العوجاء: أنا غير مصنوع، فقال له الصادق عليه السلام: فصف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي مليا لا يحير جوابا و ولع بخشبة كانت بين يديه و هو يقول: طويل عريض عميق قصير متحرك ساكن،كل ذلك من صفة خلقه، فقال له الصادق عليه السلام: فان كنت لم تعلم صفة الصنعة من غيرها فاجعل نفسك مصنوعا لما تجد في نفسك مما يحدث من هذه الامور، فقال ابن أبي العوجاء: سألتني عن مسألة لم يسألني أحد عنها قبلك، و لا يسألني أحد بعدك عن مثلها. [4] .

أقول: ان اثبات هذه العوارض علي الانسان لكونه مصنوعا ظاهر، لأن طوله بعد القصر و اختلافه في العمق و العرض آنا بعد آخر، و سكونه مرة و حركته اخري أحداث دلت علي وجوده بعد العدم و مصنوعيته بعد أن لم يكن، و لا بد للمصنوع من صانع و للمخلوق من خالق.

و قيل: كانت وفاته عليه السلام في الخامس و العشرين من شوال، و قيل:



[ صفحه 102]



في النصف من رجب، و الأول هو المشهور، و اتفق المؤرخون من الفريقين علي أن وفاته كانت عام 148 كما قلنا.

كما اتفق مؤلفو الشيعة علي أن المنصور اغتاله بالسم علي يد عامله بالمدينة، و قيل أن السم كان في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.

و ذكر بعض أهل السنة أيضا موته بالسم، كما في «اسعاف الراغبين» و «نورالأبصار» و «تذكرة الخواص» و «الصواعق المحرقة» و غيرها.

و كان رضي الله عنه حاضر البديهة ، تجيئه أرسال المعاني في وقت الحاجة اليها من غير حبسة في الفكر ، و لا عقدة في اللسان ، و ان مناظراته الفقهية الكثيرة تكشف عن بديهة حاضرة ، و انظر اليه و أبوحنيفة يسأله في أربعين مسألة ، فيجيب عنها من غير تردد و لا تلكؤ ، مبينا اختلاف الفقهاء فيها ، و ما يختار من أقوالهم ، و ما يخالفهم جميعا فيه .

و ان مناظراته التي كان يلقم بها الزنادقة و غيرهم الحجة ، ما كانت ليستقيم فيها الحق لولا بديهة تسعفه بالحق في الوقت المناسب ، و لننقل لك مناظرة له في العدل



[ صفحه 127]



بين الأزواج أثارها زنديق .

قال الزنديق:أخبرني عن قول الله تعالي:( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) ، و قال في آخر السورة:( و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل ) .

قال الصادق:أما قوله تعالي:( فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) فانما عني النفقة و قوله تعالي:( و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم ) فانما عني بها المودة ، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة .

و ان حضور البديهة من ألزم اللوازم لقادة الأفكار و الأئمة المتبعين ، فلا توجد قيادة فكرية لعيي في البيان ، و لا توجد قيادة فكرية لمن عنده حسبة في المعاني .

آلت الخلافة و انتهت الي بني العباس سنة 132 ه بعد صراع مرير دار بين حكام بني امية الذين عاثوا في الأرض فسادا و أبادوا الحرث و النسل، و بين الهاشميين و دعاتهم في بادي ء نهضتهم، رافعين جميعا شعارا (للرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله). و استغل العباسيون هذا الشعار بكل معانيه زورا و بهتانا و كذبا، مستغلين نفوس الموالين و المحبين لأهل البيت عليهم السلام و شيعتهم.

و أول من تربع علي سدة الحكم من العباسيين، أبوالعباس السفاح، ثم خلفه أخوه أبوجعفر المنصور الدوانيقي، و بقي في الحكم اثنين و عشرين سنة (158 - 136 ه) و قد وطد أركان الدولة العباسية، و ثبت دعائم الحكم لها، فأخضعت الخارجين عليها في كل أرجاء العالم الاسلامي بالحديد و النار، و كشرت عن أنيابها، و كشفت القناع عن وجهها الحقيقي، و لم تعد دولة دينية، كما رفع شعارها الأول مدعية «الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله» في بدء نهضتها مع الهاشميين كافة، و في صراعها مع الحكم الاموي البغيض. و بعد انتصارها تغلبت علي الحكم و غصبت حق العلويين و تنكرت لهم و هي التي قامت باسمهم، رافعين شعارهم التليد «الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله»، و كان الامام الصادق أحق بها منهم، غير أن الامام عليه السلام كان عازفا عنها لمعرفته بحقيقة الأمر و خبث نوايا بني العباس و زيف دعواهم و استكلابهم في السيطرة علي الحكم بأي ثمن كان، و عدم استعداد الامام أن يخوض في صراع لا جدوي منه. لذلك كرس حياته كوالده عليه السلام علوم آل محمد صلي الله عليه و آله سلم و منهاج السماء الذي ورثه عن آبائه كابرا



[ صفحه 171]



عن كابر، و تعليم الناس و تثبين أركان المدرسة التي أسسها جده و أبوه عليه السلام و توسعتها.

جرت الامور مجراها الطبيعي للغالبين علي الحكم، يطوون أضالعهم علي الخوف و الحقد و الحذر من الذين رفعوا شعارهم، و شرعوا أسلحتهم في كل مكان علي الشبهة و الظنة للمحافظة علي دولتهم و بنائها، و كان ذوو القربي في طليعة اولئك الذين رفعوا شعارهم، و اتخذوا الحذر منهم، و جعلوهم هدفا لسهامهم، لأنهم يدركون أحقيتهم بالخلافة و اذعان رقاب المسلمين لهم، و شعور الود تجاههم، فأسعر الحكام العباسيون الشحناء عليهم دون هوادة، و تتبعوهم تحت كل حجر و مدر، و سالت الدماء بينهم حتي قال الشاعر:



يا ليت حور بني مراوان دام لنا

وليت عدل بني العباس في النار



و قال البسامي:



تا الله ان كانت امية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتاه بنو اميه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوما



أسفوا علي أن لا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما



و سبب عزوف الامام الصادق عليه السلام عن الصراع علي الخلافة عدة امور منها: علمه المسبق بنفسية الغاصبين، و لمعرفته بحقيقة الأمر، و زيف دعوة بني العباس و تصميمهم علي السيطرة و البقاء في الحكم مهما كانت النتائج، و ترفع الامام و عزوفه و استعلاؤه عن هذا الصراع المرير جنبه تلك المذابح.

و السبب الثاني رفضه فكرة التعاون الايجابي بصراحة مع بني العباس، كما رفض التعاون مع القوي المعارضة للحكم الاموي من قبل، و اكتفي بالوقوف



[ صفحه 172]



قريبا من الأحداث، و التطلع بحذر الي ما يجري في الساحة و ما ستنكشف عنه الوقائع.

و هذا لا يعني عدم استجابة الامام عليه السلام لنداء الامة الصامت بالتخلص من مآسي الحكم و تجاوزاته التي أغفلت دور الرسالة من صنع الحياة الكريمة المعطاء للانسان المسلم.

و لم تكن دوافع الامام عليه السلام في اعتزاله و عزوفه عن العمل السياسي الثائر بدوافع زهدية محضة، أو لأن ذلك لا يعنيه البتة، بل باعتبار أن تقلبات الأحداث فرضت وضعا سياسيا معينا، و مركز الامامة و ثقلها يحتم عليه اتخاذ وضع معين، و لعدم ثقته بالقوي الثائرة التي يفترض فيها أن تكسب الجولة الأخيرة في الصراع، أدي ذلك الي أن يفقد الامام عليه السلام، دوره الطليعي الطبيعي في وسط الصراع.

فهو حين لا يمتلك مبررات التحرك الثوري و نتائجه الايجابية لنفسه، فمن البديهي أن لا يملك المبرر لتحمل مسؤولية التغيير، الذي لا يتحرك من منطلقات رسالية مخلصة، بل من منطلقات غريزية و ذاتية، ظهرت آثارها علي تصرفات الحكام و سولكهم فيما بعد.

و لكن بعده عنها لا يقيه بطش الحاكم الجبار الحذر المتنمر، الذذي تدعوه نفسه الشريرة الي المواجهة الشرسة، ما توسوس له هو اجسه الخبيثة، مخافة ثورة أهل البيت و شيعتهم علي حكمه الجائر.

و كان توفيق السماء حليف الامام الصادق عليه السلام في مواجهاته معه الجابر الشرس (المنصور العباسي)، و ان بقيت الدولة علي حذرها و ما يفتأ بين حين و آخر أن تنزل بأهل البيت و شيعتهم العذاب و الاسترهاب من القتل و التمثيل و جعلهم



[ صفحه 173]



في اسطوانات البناء و هم أحياء لابادتهم و التخلص منهم، و السعي فيهم بشتي الوسائل الممكنة حتي تقطع دابرهم، و من جهة اخري تضاهرهم بالعدل فيهم و حسن سلوكهم معهم.

و بعد اخفاق الحركات العلوية، رأي العباسيون الذين كان لهم الدور الأكبر في العمل علي اضعافها و اخفافها أن الأمور تسير في صالح دعوتهم بعد أن تدارسوا الموقف في الحميمة مع وفود من خراسان، و بأن الوقت قد أصبح ملائما لاعلان الثورة و اختيار قائد لها. فاختير أبومسلم الخراساني لقيادتها، و قد نجح في اعداد و تهيئة جيش ضخم ما لبث أن هزم جيش الخليفة الأموي مروان الحمار عند نهر الزاب، و انتهي الأمر بقتل مروان سنة (132 ه). و في العاشر من المحرم سنة (132 ه)، ظهر السواد شعارا للعباسيين في الكوفة، فكان هذا اعلانا عن سقوط الدولة الاموية و قيام الدولة العباسية [1] .

ان غاية سياسة العباسيين في اعلان السواد شعارا لهم و في اليوم العاشر من المحرم بالذات عند قيام دولتهم تتجسد في أمرين:

الأول: كسب الجانب العلوي الذي يتمتع بر صيد شعبي هائل.

الثاني: اظهار حسن نية العباسيين تجاه العلويين و خلق هذه الفكرة في أذهان الناس في حالة عجزهم عن كسب ولاء القيادات العلوية - و خاصة الامام الصادق عليه السلام - الذين كانوا علي علم تام بنوايا العباسين و أهدافهم.

لقد كان للعباسيين شيعة و موالون في الكوفة، منهم أبوسلمة حفص بن سليمان



[ صفحه 174]



الخلال [2] ، و كان من كبار الشيعة فيها [3] ، و قد استوزره السفاح و لقبه وزير آل محمد [4] ، و بعد القبض علي ابراهيم الامام و قتله في سجن مروان الحمار سنة (132 ه)، أجمع المؤرخون علي ميل أبي سلمة الي تحويل الخلافة من البيت العباسي الي البيت العلوي. [5] فكتب كتابين علي نسخة واحدة الي الامام الصادق عليه السلام، و الي عبدالله بن الحسن يدعو كلا منهما للشخوص اليه ليصرف الدعوة اليه و يجتهد في بيعة أهل خراسان له. [6] و دفع الرسالتين الي رسوله محمد ابن عبدالرحمن [7] ، فوفد المدينة علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام فلقيه ليلا، و أعلمه أنه رسول أبي سلمة و أعطاه كتابه. فقال له الامام الصادق عليه السلام: «و ما أنا و أبوسلمة؟ و أبوسلمة شيعة لغيري». قال: اين رسول، فتقرأ كتابه و تجيبه بما رأيت، فدعا الامام الصادق عليه السلام بسراج ثم أخذ كتاب أبي سلمة فوضعه علي السراج



[ صفحه 175]



حتي احترق، و قال للرسول: «عرف صاحبك بما رأيت»، ثم تمثل بشعر للكميت ابن زيد:



أيا موقدا نارا لغيرك ضوؤها

و يا حاطبا في غير حبلك تحطب [8] .



و بهذه المناسبة أنشد أبوهريرة الأبار العجلي صاحب الامام الصادق عليه السلام هذه الأبيات قائلا:



و لما دعي الداعون مولاي لم يكن

ليثني اليه عزمه بصواب



و لما دعوه بالكتاب أجابهم

بحرق الكتاب دون رد جواب



و ما كان مولاي بمشتري ضلالة

و لا ملبسا منها الردي بثواب



و لكنه و الله في الأرض حجة

دليل الي خير و حسن مآب [9] .



و خرج الرسول بالكتاب الثاني الي عبدالله بن الحسن، فقبل الدعوة و خرج علي الفور ليطلع الامام الصادق عليه السلام علي الكتاب، فلما دخل عليه في داره قال له: هذا كتاب أبي سلمة يدعوني الي ما أقبله، و قد قدمت عليه شيعتنا من أهل خراسان. فأنذر الامام الصادق عليه السلام عبدالله بن الحسن من أبي سلمة و قال له: «يا أبامحمد، و متي كان أهل خراسان شيعة لك؟»، ثم قال له: «أنت بعثت أبامسلم الي خراسان و أنت أمرته بلبس السواد. و هؤلاء الذين قدموا العراق، أنت كنت سبب قدومهم، أو وجهت فيهم، و هل تعرف منهم أحدا؟» [10] ، فلم يأبه عبدالله بن الحسن بمقالة الامام الصادق عليه السلام و قال: انما يريد القوم



[ صفحه 176]



ابني محمدا لأنه مهدي هذه الامة [11] و ترشيح محمد ذي النفس الزكية لمنصب المهدي لم يقتصر تأييده علي أهله و أقاربه فقط، بل أيده المغيرة بن سعيد العجلي [12] فقال الامام الصادق عليه السلام: «و الله ما هو مهدي هذه الامة، و لئن شهر سيفه ليقتلن». غضب عبدالله بن الحسن و قال للامام الصادق عليه السلام: و الله ما يمنعك من ذلك الا الحسد. فقال الامام: «و الله ما هذا الا نصح مني لك، و لقد كتب الي أبوسلمة بمثل ما كتب به اليك، فلم يجد رسوله عندي ما وجد عندك، و لقد أحرقت كتابه من قبل أن أقرأه [13] .

ان موقف الامام الصادق عليه السلام من دعوة أبي سلمة،و احراق كتابه، و تمثله ببيت شعر الكميت، تدل علي أن القوة و كثرة الأنصار قد أصبحت الي جانب العباسيين، و ان أي محاولة للقيام بتحرك عسكري سنصاب بالاخفاق. و لذلك ركن الشعية الي الهدوء في أيام أبي العباس السفاح، فلم يقتل منهم أحدا و لا أجري الي جليس له مكروها [14] .

لقد نشط العباسيون في دعوتهم، لا سيما عندما سمعوا مقالة الامام الصادق عليه السلام حين بايع رجال من بني هاشم و من آل أبي طالب و آل العباس محمد ابن عبدالله بن الحسن، بأنه لا يملك و أن الملك يكون في بني العباس [15] .



[ صفحه 177]



و ذلك في المؤتمر الذي عقده الهاشميون بالأبواء [16] ، و الذي ضم ابراهيم بن محمد ابن علي، و السفاح، و أباجعفر المنصور، و صالح بن علي، و عبدالله بن الحسن و ابنيه - محمد و ابراهيم - و محمد بن عبدالله بن عمر بن عثمان، و تمت في البيعة لمحمد بن عبدالله بن الحسن.

كما ان موقف الامام غير المؤيد لأي حركة عسكرية في تلك الفترة بالذات يدل علي أن الامام الصادق عليه السلام كان علي يقين باستقرار الوضع للعباسيين في خراسان بعد أن اتخذوها مركزا لدعوتهم، و أخذ البيعة فيها لابراهيم الامام، و اجتماع الجيوش لهم بعيدا عن الكوفة لميل أهلها الي العلويين، و عن المدينة لأنها مركز الامام الصادق عليه السلام. و أن الخراسانيين لم تكن الفرق المتشعبة عن أهل البيت تهتهم كثيرا بقدر ما كان يهمهم الانضمام تحت قيادة أي رجل من اهل البيت يخرج علي بني امية. و ان بيعة العباسيين لمحمد بن عبدالله ابن الحسن كانت تخطيطا سياسيا من أجل المحافظة علي دعوتهم. و علي هذا الأساس عنما التفت عبدالله بن الحسن الي خطورة الموقف من قبل العباسيين كتب الي مروان بن محمد بأنه بري ء من ابراهيم الامام و ما أحدث [17] .

و ان مسارعة أبي جعفر المنصور الي أخذ البيعة لمحمد ذي النفس الزكية مع أنه كان في عي [18] ، و لم يكن أكفا بني هاشم، و اقبال داود بن علي علي عبدالله



[ صفحه 178]



ابن الحسن يدعوه لاظهار ابنه محمد [19] انما هو اختيار يمكن العباسيين من انتزاع الأمر اذا آل الي الهاشميين، و لعل المنصور هو الذي وجه نظر عبدالله الي ولده محمد.

و لقد كان الامام الصادق عليه السلام حذرا و متيقظا لكل العروض التي كانت تعرض عليه، و لذلك كتب الي أبي مسلم الخراساني، بعدما أنفذ اليه بأنه قد أظهر الكلمة و دعا الناس الي موالاة أهل البيت و الي الدعوة اليه: «ما أنت من رجالي و لا الزمان زماني» [20] .

ان رفض الامام الصادق عليه السلام لدعوتي أبي مسلم الخراساني و أبي سلمة الخلال يكشف عن عمق نظره للتحركات السياسية التي كانت تجري في فلكها شخصيات ذلك المجتمع، و بعد في الرؤية لعواقب الأمور. و لأن أباامسلم و أباسلمة كانا داعيتين للعباسيين، بل هما من أقطاب دعوتهم [21] .

فالظاهر أن دعوة أبي سلمة للامام الصادق عليه السلام و لعبدالله بن الحسن كانت عملية جن نبض لموقف العلويين، ليعرف الدعاة العباسيون كيف يتحركون بدقة [22] لا حتواء عملهم و اجهاض حركتهم [23] .

و عند قيام الدولة العباسية لم ينشغل أبوالعباس السفاح عن الامام



[ صفحه 179]



الصادق عليه السلام رغم انشغاله في بناء سلطته و ترسيخ دعائمها. فما فرغ من توطيد ملكه حتي أرسل علي الامام الصادق عليه السلام من المدينة الي الحيرة ليفتك به. و ما كان يدفعه الي ذلك الا الحذر من أن يتجه الناس الي الامام الصادق لأنهم كانوا يرون أن الخلافة تجمع السلطتين الروحية و الزمنية، و لا يرونها سلطانا خالصا لا علاقة له بالدين [24] .

و قد ابتدأ السفاح في اللحظة الاولي من خلافته بتبرير حقوق آل العباس بالخلافة ليدفع آل علي عن المطالبة بأحقيتهم في الخلافة، فادعي أن العباسيين هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس. و هم القربي والعشيرة لرسول الله صلي الله عليه و آله، و أن الله أوجب علي الناس حقهم و مودتهم، و وصف نفسه بالسفاح المبيح و الثائر المبير. [25] أما داود بن علي فقد اعتبر أن العباسيين ورثوا الخلافة شرعا، و أنها ستبقي في أيديهم حتي يسلموها الي عيسي بن مريم [26] .

يحتل شهر رمضان المبارك، موقعا متميزا، في نفوس أئمة أهل البيت عليهم السلام، فهم ينظرون إليه، نظرة تقديس، وتعظيم، فيحيون لياليه وأيامه بالعبادة، وقراءة الذكر الحكيم، ويقومون بجميع ألوان البر والاحسان إلي الفقراء والمحرومين، ويعتقون العبيد، ويطعمون الطعام، ويعملون كل ما يقربهم إلي الله زلفي، وكان الامام الصادق عليه السلام، يتفرغ للطاعة والعبادة، في شهر رمضان وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية، وفي ما يلي بعضها:

بعد أن أثبت الصادق أن لنا خالقا متعاليا عنا جميعا و عن جميع ما خلق، و لا يعرف أحد منا أن لذلك الرب رضا و سخطا، و انه لا يعرف رضاه و سخطه الا بوصي



[ صفحه 102]



أو رسول. فالرسول هو الذي يعرفنا بأوامر الله و وجوب طاعته، فيسن لنا القوانين و يفسرها، و علي الانسان الطاعة المفترضة حفاظا علي توازن المجتمعات و استمرارها الكل سواسية أمام الدين، لا فضل لأحد الا بالتقوي.

و تري الأديان أن حفاظا علي الشرائع و المعتقدات الدينية، أرسل الله لنا الرسل لاستمرار بقاء الانسان، و القضاء علي شريعة الغاب التي سيطرت علي الانسان ردحا من الزمان. و قد تشكك البعض بهم كما هو الحال بالخالق، و بعضهم اكتفي بالايمان بالخالق وحده عزوجل، و نفي الرسل لأنهم بشر مثلنا، و ينفي عنهم كذلك القدرة علي المعجزات و الوحي و غير ذلك مما عرف عنهم.

و قد سئل الصادق عن اثبات الرسل فأجاب: «انه لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه، و لا يلامسوه فيباشرهم و يباشروه، و يحاجهم و يحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه الي خلقه و عباده، و يدلونهم علي مصالحهم و منافعهم. و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبرون عنه عزوجل، و هم الانبياء و صفوته. من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها، غير مشاركين للناس - علي مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب - في أحوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثم ثبت ذلك في كل دهر و زمان بما أتت به الرسل و الأنبياء من الدلائل و البراهين لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقالته و جواز عدالته». [1] .

و المعروف من هذا الكلام أن الصادق يثبت الرسل دون تحديد أو تمييز أولئك هم أصحاب البراهين و الدلائل، الأنبياء صفوة الله، الآمرون و الناهون، المتأدبون بحكمته. بهذا يكون قد رد علي المتشككين بهم المنكرين لأفعالهم الغريبة المستمدة من الخالق بقدرته التي وضعها في تصرفهم لصالح الجماعة.

هذا من جهة، و أما من جهة أخري. ان الله أجل و أكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون به. و ان من عرف أن له ربا، فيجب عليه أن يعرف أن له سخطا



[ صفحه 103]



و رضا، و أنه لم نعرف هذا الرضا و السخط الا بوحي من الرسل، فلذا طاعة الرسول واجبة فمن أطاع الرسول أطاع الله، و من أغضب الرسول أغضب الله.

أولئك الرسل و الأنبياء يقسمهم لنا الصادق الي طبقات أربع محددا لنا اياهم فقال: «الأنبياء و المرسلون علي أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها؛ و نبي يري في النوم و يسمع الصوت و لا يعاين في اليقظة و لم يبعث الي أحد و عليه امام مثل ما كان ابراهيم علي لوط؛ و نبي يري في منامه و يسمع الصوت و يعاين الملك، و قد أرسل الي طائفة قلوا أو كثروا كيونس. و الذي يري في نومه و يسمع الصوت و يعاين في اليقظة و هو امام مثل أولي العزم، و قد كان ابراهيم نبيا و ليس بامام». [2] .

و كان الصادق في هذا القول يفرق بين الرسول و النبي و المحدث، فالرسول الذي يسمع الصوت و يري في المنام و يعاين الملك فيكلمه و أما النبي هو الذي يري في منامه و يسمع الصوت و لا يعاين الملك و ربما اجتمعت النبوة و الرسالة لواحد، و المحدث الذي يسمع الصوت و لا يري الصورة. و هكذا فالحجة لا تقوم لله علي خلقه الا بامام حتي يعرف و هي قبل الخلق و بعد الخلق. أي ان الأرض لا تخلو من حجة علي حد تعبير الصادق.

إبراهيم بن زياد الحارثي، وقيل الخارفي، وقيل الخارقي، وقيل المخارقي، الكوفي. محدث إمامي حسن العقيدة، ترحم عليه الإمام عليه السلام وأوصاه بالورع. روي عنه الحسن بن محبوب.

المراجع:

رجال الطوسي 145. تنقيح المقال 1: 17. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 224 و 357 و 358. جامع الرواة 1: 21. نقد الرجال 8. مجمع الرجال 1: 44. أعيان الشيعة 2: 139. توضيح الاشتباه 11. منتهي المقال 21. منهج المقال 21. وسائل الشيعة 20: 119 و 122. رجال الكشي 419. رجال الأنصاري 5. لسان الميزان 1: 61.



[ صفحه 41]

أبو مجاهد، وقيل أبو محامد سعد بن يزيد الطائي بالولاء، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 203. تنقيح المقال 2: 22. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 94. جامع الرواة 1: 357. نقد الرجال 150. مجمع الرجال 3: 110. أعيان الشيعة 7: 231. منهج المقال 160.

محمد بن إبراهيم الأزدي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 280. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 55. خاتمة المستدرك 839. معجم رجال الحديث 14: 218. نقد الرجال 281. مجمع الرجال 5: 97. منهج المقال 273.

ترديدي نيست كه بسياري از احاديث اهل بيت عليهم السلام در بيان و تفسير آيات قرآن است تا جايي كه بعضي از مفسرين در تمام آيات قرآني از سخنان معصومين عليهم السلام استفاده نموده و تفسير خود را مبتني بر حديث نموده اند. از آنان مي توان به تفسير مجمع البيان اشاره نمود كه در بسياري از آيات نظر اهل بيت عليهم السلام را در ذيل آيات به طور مستقل بيان نموده و سخنان امام صادق عليه السلام را نيز [در موارد زيادي] به عنوان تفسير آيات نقل نموده است.



[ صفحه 166]



از سويي، كتاب هاي زيادي را درباره ي آيات مربوط به احكام خواهي ديد كه در تفسير آنها از سخنان اهل بيت عليهم السلام استفاده شده است.

براي روشن شدن اين مسأله بايد به حديث معروف و مشهور بين فريقين توجه نمود كه رسول خدا صلي الله عليه و آله به امت خود فرمود: «اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [1] يعني: «من بعد از خود براي [هدايت] شما كتاب خدا و عترت و اهل بيت خويش را باقي گذاردم مادامي كه شما به آنان تمسك بجوييد هرگز گمراه نخواهيد شد و آنها هرگز از يكديگر جدا نخواهند بود تا در كنار كوثر مرا ملاقات نمايند.»

اين حديث و احاديث ديگري كه مي فرمايد: «در هر زماني از ناحيه ي اهل بيت عليهم السلام عالم و دانشمندي خواهد بود كه به قرآن [و ظاهر و باطن و ناسخ و منسوخ و تأويل و تصريح آن] عالم مي باشد»، براي ما احاطه ي آنان را به قرآن روشن مي نمايد. [اضافه بر روايات زيادي كه مي فرمايد علوم قرآن كلا نزد آنان نهفته است و يا حق با آنان است و آنان با حق هستند و يا رسول خدا صلي الله عليه و آله درباره ي اميرالمؤمنين عليه السلام مي فرمايد: «حق با علي است و علي با حق است و حق مي گردد هر كجا كه علي بگردد.»]

امام صادق عليه السلام خود مي فرمايد: «و الله اني لأعلم كتاب الله من أوله الي آخره كأنه في كفي، فيه خبر السماء و خبر الأرض، و خبر ما كان، و خبر ما هو كائن، قال الله عزوجل: فيه تبيان كل شي ء [2] [3] .

يعني: «به خدا سوگند، من به آغاز تا پايان كتاب خدا دانا هستم و مانند آن مي ماند كه همه ي علوم قرآن در كف دست من نوشته شده باشد، در حالي كه در قرآن خبرهاي آسمان و زمين و گذشته و حال و آينده موجود است چنان كه خداوند مي فرمايد: اي رسول من! ما قرآن را بر تو نازل نموديم و هر چيزي را در آن بيان كرديم.»



[ صفحه 167]



سپس امام صادق عليه السلام انگشتان خود را باز نمود و بر سينه ي مبارك خود گذارد و فرمود: «به خدا سوگند، دانش همه ي قرآن نزد ما موجود است.» [4] .

اضافه بر اخبار و روايات ديگري كه در اين موضوع فراوان آمده است. اساسا در هر زماني بايد عالم و دانشمندي وجود داشته باشد كه قرآن را همان گونه كه نازل شده بداند؛ چنان كه حديث ثقلين فوق به آن شهادت مي دهد.

از سويي، قرآن مانند امامي صامت [و ساكت] است و در آن آيات محكم و متشابه و مجمل و مبين و ناسخ و منسوخ و عام و خاص و مطلق و مقيد و امثال اينها وجود دارد و مردم از آنها آگاه نيستند و هر فرقه و گروهي از مسلمانان قرآن را مصدر و مبناي اعتقاد خود قرار داده گمان مي كند كه معناي آن را مي داند و به حقايق آن دست پيدا كرده است و براي درستي حرف خود شواهدي را نيز از قرآن اقامه مي نمايد. در حقيقت، قرآن به گمان همه ي فرقه ها و گروه هاي اسلامي مصدر و مبناي اعتقادات و احكام آنان است.

حال، اين سؤال مطرح مي شود كه دانشمندي كه همه ي اين گروه ها و فرقه ها به او مراجعه كنند و حقيقت را از او بيابند كيست؟ در حالي كه حديث ثقلين مي گويد: دانشمندان علوم قرآن تنها عترت پيامبر صلي الله عليه و آله و اهل بيت او هستند و آنان در هر عصري مرجع علوم قرآن مي باشند. براي نمونه آيا در عصر امام صادق عليه السلام كسي جز او عالم به علوم قرآن بوده است؟ اگر مي بود بايد شناخته مي شد، در حالي كه احدي از مردم نگفته كه در زمان امام صادق عليه السلام حتي بين اهل بيت عليهم السلام كسي همانند آن حضرت به تفسير قرآن و معارف اسلامي آگاه بوده است.

بين مورخان و اهل حديث چنين معروف و مشهور است كه ولادت امام صادق عليه السلام در بيست و هفتم ربيع الأول سال 80 يا 83 (ه ق) بوده است. البته - چنان كه گذشت - امام عليه السلام در بعضي از ملاقات هاي خود با منصور دوانيقي مي فرمايد: «اكنون عمر من بيش از هفتاد سال مي باشد.» و محمد بن ربيع، حاجب منصور، نيز هنگامي كه شبانه آن حضرت را نزد منصور آورد، از ايشان چنين نقل مي كند كه سن مبارك آن حضرت بيش از هفتاد سال بوده است.

علامه مجلسي نيز در احوالات امام صادق عليه السلام از محمد بن سعيد نقل نموده كه گويد: هنگامي كه آن حضرت از دنيا رحلت نمود، هفتاد و يك سال داشت؛ ولي اين قول با قول اول و دوم سازگار نيست، زيرا مورخان و اهل حديث در مورد شهادت امام صادق عليه السلام در سال 148 (ه ق) اتفاق نظر دارند. بنابراين ولادت آن حضرت بايد سه سال و يا بيش از سه سال قبل از سال 80 واقع شده باشد، به همين علت درباره ي سال رحلت آن حضرت سه دسته روايت نقل شده است: قبل از 80 و 80 و 83 و شايد سال 80 نزديك تر به واقع باشد.