بازگشت

غيبت و بهتان


حضرت صادق عليه السلام فرمود: «غيبت آن است كه درباره ي برادر ديني ات چيزي را بگويي كه خدا آن را پوشانيده باشد؛ اما چيزي را كه در وجود وي آشكار و ظاهر است مثل تندخويي، شتابزدگي و... «گفتن آن» غيبت نيست. بهتان نيز آن است كه درباره ي برادر ديني ات سخني بگويي كه در او نيست.» [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 4، باب الغيبه والبهت.


حرف (و)


وثق ثَقِة، 7، 160؛ 9، 40؛ 34، 10؛ ميثاقُ الاَوَّل، 3، 76.

وجد وُجود، 13، 27؛ 18، 84؛ ايجاد، 53، 32.

وجه وَجْه، 22، 34؛ 25، 63؛ 28، 22؛ 54، 55؛ 78، 36؛ 83، 24؛ جِهَة، 20، 11.

وحد واحد، 1، 2؛ 51، 49؛ وَحْدانيَّة، 1، 2؛ 3، 1؛ 3، 18؛ 18، 18؛ 24، 35؛ 50، 7؛ 78، 35؛ 112، 3‍؛ اَحَد، 51، 49؛ آحاد، 112، 1ـ4؛ اَحَديَّة، 3، 18؛ 51، 55؛ 112، 2؛ تَوْحيد، 1، 1؛ 7، 160؛ 18، 46؛ 46، 13؛ 48، 2؛ 51، 49؛ 53، 3؛ 68، 4؛ 76، 21؛ مُوَحَّد، 18، 46؛ مُوَحِّد، 27، 88؛ 51، 49؛ 56، 30؛ 104، 6.

وحي وَحْي، 21، 83؛ 53، 10.

ودّ مَوَدَّة، 15، 87.

ودع وَديعَة، 43، 68.

ورد مَوارِد، 26، 62؛ 56، 19.

وسط وَسط، 20، 11؛ واسِطة، 50، 7؛ 53، 10.

وسل وَسيلَة، 15، 72؛ 50، 7.

وسوس وَسْوَسَة، وَساوس، 3، 19، 6، 79.

وصف وَصْف، 3، 39؛ 19، 85؛ 112، 3؛ اَوْصاف، 16، 96؛ 19، 93؛ صِفَة، 7، 143؛ 10، 107؛ 43، 71؛ 112، 2؛ صِفات، 1، 2؛ 7، 143؛ 51، 55.

وصل وِصْلَة، 7، 143؛ 9، 111؛ واصِلون، 39، 74؛ مُواصَلَة، 7، 143؛ اِتّصال، 29، 69.

وضع مَوْضِع، 12، 19؛ 14، 32؛ مَواضِع، 9، 111؛ 12، 31؛ تَواضع، 7، 160؛ 11، 96؛ 22، 28؛ 22، 34؛ 25، 7؛ 25، 63.

وطن اَوْطان، 83، 24.

وعد وَعْد، 7، 142؛ ميعاد، 7، 142؛ مواعيد، 54، 55.

وعظ مَوعِظَة، 14، 52؛ 16، 125؛ 20، 3؛ 26، 212؛ 30، 53؛ 73؛ 69، 48.

وفق تَوْفيق، 2، 210؛ 9، 100؛ 10، 58؛ 12، 67؛ 27، 61؛ 51، 55؛ 78، 35؛ 98، 8؛ مُوافَقَة، 3، 110؛ 9، 128؛ 53، 44؛ 57، 10.

وفي وَفاء، 3، 76؛ 4، 59؛ 10، 57؛ 53، 37.

وقت وَقْت، 8، 44؛ 13، 38؛ 18، 110؛ اَوْقات، 28، 24؛ 38، 78؛ ميقات، 7، 143.

وقر وِقار، 7، 160؛ 25، 63.

وقف وُقوف، 16، 97؛ 17، 80؛ 18، 110؛ واقِف، 24، 35؛ مَواقِف، 3، 200.

وقي وِقايَة، 26، 62؛ تَقوي، 3، 102؛ 4، 9؛ مُتَّقي، مُتَّقون، 3، 76؛ 3، 138؛ 19، 85؛ 49، 13.

وكل وَكيل، 17، 65؛ تَوَكُّل، 2، 212؛ 9، 40؛ 18، 30؛ 25، 61؛ 27، 61؛ 33، 10.

وله وَلَه، 25، 61.

ولي وَلي، 18، 18؛ 41، 31؛ 68، 42؛ اَولياء، 1، 1؛ 4، 59؛ 11، 96؛ 24، 63؛ 27، 36؛ 85، 13؛ مَولي، 3، 92؛ وِلايَة، 12، 100؛ 55، 11؛ تَوْليَة، 7، 196؛ 17، 80؛ 18، 18.

وهم وَهْم، 112، 1ـ4، اَوْهام، 1، 1؛ 112، 3.


و من كلام له: حين سئل عن قسم بيت المال؟ فقال:


اهل الاسلام هم ابناء الاسلام اسوي بينهم في العطاء، و فضائلهم بينهم و بين الله، اجعلهم كبني رجل واحد لا يفضل احد منهم لفضله و صلاحه في الميراث علي آخر ضعيف منقوص، و هذا هو فعل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في بدء امره.

و قد قال غيرنا: اقدمهم في العطاء بما قد فضلهم الله بسوابقهم في الاسلام، اذا كان بالاسلام قد أصابوا ذلك فأنزلهم علي مواريث ذوي الارحام بعضهم أقرب من بعض و أوفر نصيبا لقربه من الميت، و انما ورثوا برحمهم، و كذلك كان عمر يفعله.



[ صفحه 52]




حسان بن مهران


برادر صفوان جمال، و از اصحاب حضرت صادق و كاظم عليهماالسلام [1] و بسيار ثقه است؛ و بعضي گفته اند كه از صفا اوجه است. [2] او داراي كتابي مي باشد كه از او روايت شده است. [3] .



[ صفحه 146]




پاورقي

[1] در رجال الطوسي: حسان، از اصحاب امام باقر (ع) و امام صادق (ع) شمرده شده است (ص 118 و 181).

[2] رجال نجاشي، ص 107 - خلاصة الاقول علامه حلي، ص 32.

[3] فهرست طوسي، ص 85.


موقف الإمام من العروض التي قدمت له


العرض الأوّل: روي عن عبد الحميد بن أبي الديلم أنه قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم، وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد يخبرونه أنّ الكوفة شاغرة [1] برجلها وأنه إن أمَرَهُم أن يأخذوها أخذوها. فلمّا قرأ (عليه السلام) كتابهم رمي به، ثمّ قال: ما أنا لهؤلاء بإمام، أما علموا أنّ صاحبهم السفياني؟ [2] .

العرض الثاني:هو الذي تقدّم به جماعة من منطقة خراسان إلي الإمام الصادق(عليه السلام) ولم يكن في الحقيقة عرضاً من أجل الثورة ودعوة الناس لمبايعة الإمام (عليه السلام) وإنّما كان استفساراً حول الدعوة التي قد أشاعها شخص كان قد جاء من الكوفة وادّعي أنّه يمثّل الإمام وهو رسوله إليهم.

لنستمع الي كلام راوي الحدث ـ الحارث بن حصيرة الازدي ـ حيث قال: قدم رجل من أهل الكوفة الي خراسان فدعا الناس إلي ولاية جعفر بن محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: ففرقة أطاعته وأجابت، وفرقة جحدت وأنكرت، وفرقة ورعت ووقفت. قال: فخرج من كلّ فرقة رجل فدخلوا علي أبي عبدالله(عليه السلام) ـوقد كان في بعض القوم جارية فخلا بها الرجل الذي كان يعرف بالورع ووقع عليها ـ فلما دخلنا علي أبي عبدالله (عليه السلام) وكان الرجل الذي خلا بالجارية هو المتكلم فقال لأبي عبدالله(عليه السلام): أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة فدعا الناس إلي طاعتك وولايتك فأجاب قوم، وأنكر قوم، وورع



[ صفحه 86]



قوم ووقفوا. قال: فمن أيّ الثلاث أنت؟ قال: أنا من الفرقة التي ورعت ووقفت قال: فأين كان ورعك ليلة كذا وكذا؟ قال: فارتاب الرجل [3] .

العرض الثالث: أوضح الإمام الصادق (عليه السلام) سياسته في هذه المرحلة أمام حشد من معارضي الاُمويين واشار بشكل غير مباشر إلي الخلل العقائدي والفكري والأهداف التي كان يسعي لها بعض عناصر المعارضة. نلاحظ ذلك فيما روي أن عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وغيرهم من كبار المعتزلة التقوا بالإمام الصادق (عليه السلام) وطرحوا عليه فكرة القيام بالثورة والاستيلاء علي الحكم وطلبوا منه التأييد لهم والانضمام معهم.

هنا لم يجب الإمام علي نفس السؤال ولم يلبّ طلبهم وإنّما عالج مسألة اُخري هي أهمّ من الاستجابة لطلبهم مستخدماً نفس الطريقة السابقة; فإنّ العمل المسلّح لا ينفع إذا كانت نوازع الثائرين لا تختلف عن مباني نوازع الاُمويين في الحكم ولهذا شخّص الإمام (عليه السلام) لهؤلاء الداء الذي سبّب تلك العواقب المظلمة والانحرافات التي ألمّت بالمجتمع الاسلامي.

والحدث كما يرويه لنا عبد الكريم بن عتبة الهاشمي هو كما يلي:

قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) بمكة إذ دخل عليه اُناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم واُناس من رؤسائهم، وذلك حين قتل الوليد بن يزيد واختلف أهل الشام بينهم، فتكلّموا فأكثروا، وخطبوا فأطالوا، فقال لهم أبو عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام): إنّكم قد أكثرتم عليَّ فأطلتم، فأسندوا أمركم إلي رجل منكم، فليتكلّم بحجتكم وليوجز. فأسندوا أمرهم إلي عمرو بن عبيد، فأبلغ وأطال فكان فيما قال: قتل أهل الشام خليفتهم، وضرب الله بعضهم ببعض وتشتّت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروة،



[ صفحه 87]



ومعدن للخلافة، وهو محمد بن عبدالله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه، وندعوا الناس اليه، فمن بايعه كنّا معه، وكان منّا، ومن اعتزلناكففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له علي بغيه، ونرده إلي الحق وأهله، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فإنّه لا غني بنا عن مثلك، لفضلك وكثرة شيعتك.

فلمّا فرغ، قال أبو عبدالله (عليه السلام): أكلّكم علي مثل ما قال عمرو؟ قالوا: نعم.

فحمد الله وأثني عليه وصلّي علي النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) واحتج عليهم بحجج ثم أقبل علي عمرو، وقال: إتّق الله يا عمرو، وأنتم أيها الرهط، فاتّقوا الله فإنّ أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنّة رسوله: أنّ رسول الله (6) قال: «من ضرب الناس بسفه ودعاهم إلي نفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلّف» [4] .

فهؤلاء مع اعترافهم بفضل الإمام (عليه السلام) وتقدّمه علي من سواه كيف كانوا يفكّرون في مبايعة غيره ويتوقّعون تأييد الإمام (عليه السلام) لهم؟! وقد دعاهم إلي أمر معقول ومشروع فلا بدّ لهم من إعادة النظر فيما يريدون الإقدام عليه.

النقطة الثانية: التأكيد علي الموقف المبدئي وتحذير الشيعة من المواقف الانفعالية.


پاورقي

[1] شاغرة: شغر البلد شغوراً: إذا خلي من حافظ يمنعه.

[2] اختيار معرفة الرجال: 2 / 641 / ح662، بحار الأنوار: 47 / 351.

[3] بصائر الدرجات: 264 / ح 5، وبحار الأنوار: 47 / 72.

[4] الكافي: 2 / 118، و 5 / 23، بحار الأنوار: 47 / 213 ـ 216 ح2 و 3.


البيت المقدس


فان البيت الذي فتح الامام الصادق (عليه السلام) عينه فيه كان بمنزلة المعبد المغمور بالروحانية و النورانية، بسبب أنواع العبادة و أخلصها، من صلاة و مناجات و تهليلات و تسبيحات، و خشوع و خضوع لله سبحانه، و تلاوة القرآن التي كانت تؤثر في الجمادات فكيف بذوي الأرواح؟!!

فينطبق علي ذلك البيت - كل الانطباق - قوله تعالي: «في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه - يسبح له فيها بالغدو و الآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار» [1] .

في بيوت كانت لياليها مشرقة متلألأة بالتهجد و البكاء و التضرع بين



[ صفحه 93]



يدي الخالق الذي عظم في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم.

و كيف لا يكونون كذلك؟ و هم أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و قد أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا؟

و في النهار كان ذلك البيت محط آمال المسلمين، و معقد أمانيهم، تتزاحم علي بابه كافة الطبقات، من ارباب الحوائج، و رواد الفضيلة، و هواة العلم و المعرفة، و طلاب الهداية، فيجدون ضالتهم المنشودة، و تتحقق أمانيهم المقصودة، فيرجعون بنفوس مطمئنة، و قلوب صافية زاكية و أفكار مستقيمة، و آراء صائبة، قد وجدوا الحل لمعضلات المسائل، و الجواب الصحيح لمهمات القضايا و الامور الدينية و الدنيوية و الاخروية،قد ارتووا من نمير علم تطفح ضفتاه، و لا يترتق جانباه.


پاورقي

[1] سورة النور آية 36 و 37.


جاهل مدعي علم


امام عليه السلام با جاهلي كه مدعي علم بود مي فرمايد - كسي كه از هواي نفس خود پيروي مي كند و به آراء خود افتخار مي نمايد و خودستائي مي كند جاهلي بيش نيست

اين قبيل مردم مثل كساني مي مانند كه من درباره ي يكي از آنها چيزهائي مي شنيدم بسياري از او تعريف مي كردند خواستم او را ببينم ولي او مرا نشناسد دنبال او رفته و ديدم مردم دور او را گرفته و با آنها چرب زباني مي كند ايستادم تا مردم از دورش متفرق شدند و رفت من هم دنبال او رفتم در بين راه ديدم كه به نانوائي رسيد و او را غافل كرد و دو قرص نان از او برداشت و كار او كه به صورت پنهان و محرمانه و دور از چشم نانوا بود مرا به خيال انداخت ولي پيش خود گفتم شايد با نانوا حسابي دارد و با او طرف معامله است ولي در چنين وضعي احتياج به اين طرز عمل نداشت باري باز هم دنبال او رفتم تا آنكه به انارفروش رسيد با او هم قدري صحبت كرد و او را اغفال نموده دو عدد انار برداشت بسيار تعجب كردم و پيش خود باز هم تصوراتي نمودم دنبال او رفتم تا آنكه به مريضي رسيد و نان و انارها را در برابر او گذارد در آنجا نزديك او شده و



[ صفحه 209]



به رسيدم اين چه حركتي بود

مرد مزبور به من نگاهي كرده و گفت شايد تو جعفر بن محمد هستي گفتم آري گفت شرف و اصل و نسب تو با اين ناداني به چه كارت مي آيد به او گفتم از چه جهت و در چه چيز نادانم در جوابم گفت مگر نمي داني كه خداوند در قرآن مجيد فرموده است (من جاء بالحسنه فله عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الامثلها) هر كس كار نيك كند ده برابر آن به او مي رسد و هر كس كار بد كند فقط يك جزا و عقوبت دارد) من هنگامي كه دو قرص نان دزديدم دو گناه درباره ام نوشتند و چون دو عدد انار برداشتم دو گناه ديگر برنامه ام نوشته شد ولي چون هر چهار عدد نان و انار را به آن مرد مريض در راه خدا دادم چهل حسنه و ثواب درباره ام نوشتند در اين صورت اگر چهار گناه را از جمع (40) ثواب خارج كنند 36 ثواب عايدم گرديده است.

به او گفتم مادرت به عزايت بنشيند توئي كه به كتاب خدا جاهلي مگر نشنيده اي كه خداوند فرموده است (انما يتقبل الله من المتقين) خداوند از مردم پرهيزكار مي پذيرد و تو در وقتي كه دو قرص نان دزديدي دو گناه مرتكب شدي و انارها را كه دزديدي دو گناه ديگر مرتكب گرديدي و چون مال مردم را به غير صاحبش دادي چهار گناه ديگر مرتكب شدي و بس آن مرد جاهل خيره خيره به من نگاه كرده و دور شد


في الزواج


المهر لا يقدر قلة و لا كثرة، إلا ان يقصر عن التقويم كأن يقول حبة قمح! أما الكثرة ففيها قول الله: «و آتيتم إحداهن قنطارا»، و ان كان يكره تجاوز مهر السنة الذي أصدقه النبي صلي الله عليه و آله و سلم زوجاته؛ و هو خمسمائة درهم.

و يجوز النظر الي وجه المطلوب زواجها دون استئذان و مع الوجه الكفين. و ينظرها قائمة وماشية . و للمرأة أن تنظر الي الرجل - و لا يجوز العزل عن المرأة إلا بإذنها.

و للمرأة - بكرا أو ثيبا - أن تزوج نفسها ممن تريد إذا بلغت رشدها، و ان كان من المستحسن أن تستأذن وليها في ذلك.


مناظره امام صادق با ابن ابي العوجاء


عبدالحليم جندي مي نويسد:

ابن ابي العوجاء [1] به مناظره حضرت رفت، ولي لكنت زبان بر او عارض شد. امام از او پرسيد: چرا سخن نمي گويي؟ گفت: به سبب شكوه و جلال و هيبت شما در مقابل شما زبانم ياراي سخن گفتن ندارد. من بسياري از علما را ديده و با متكلمين به بحث و مناظره پرداخته ام، ولي هيبت آنها آن گونه كه ابهت شما مرا گرفته است، در من اثر نگذاشت. [2] .

مناظره اي ديگر ميان امام و ابن ابي العوجاء در اعمال حج و در حرم رخ داد كه امام به او فرمود:

اي عبدالكريم (ابن ابي العوجاء) تو هنوز بر لجاجت و گمراهي هستي.... اگر چنان باشد كه تو مي گويي و آن گونه كه ما مي گوييم نيست، پس هم ما نجات يافته ايم و هم تو و اگر چنان باشد كه ما مي گوييم و نه آن گونه كه تو مي گويي، پس ما نجات يافته ايم و تو هلاك خواهي شد. [3] .


پاورقي

[1] از ملحدان و دهري هاي زمان حضرت بود.

[2] ابوزهره، الامام الصادق عليه السلام، ص 167.

[3] همان.


امام ملك، امام ملكوت


خدا منبع توان مندي و قدرت و عزت است. خدا بر همه چيز ممكن، توان مند است. خدا با اراده خويش پديده ها را پديد مي آورد، اذا اراد الله شيئا ان يقول له كن فيكون. [1] انساني الهي هم كه مظهر اراده ي الهي و صفات حسناي الهي مي شود، باذن الله با اراده خويش مي تواند در نظام هستي نقش ايفا كند و پديده ها را پديدار سازد. درمورد بهشتيان اين گونه مي فرمايد: عينا يشرب بها عبادالله يفجرونها تفجيرا، [2] «چشمه اي كه از آن به بندگان خدا مي نوشند، آن چشمه را با اراده خويش پديد مي آورند»، انسان الهي باذن الله كارهاي خدا را مانند خلق كردن، زنده كردن مرده ها و شفا دادن بيماران انجام مي دهد.

درمورد مسيح عليه السلام مي فرمايد: اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله و أبريء الاكمه و الابرص و أحي الموتي باذن الله و أنبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم. [3] «من «مسيح عليه السلام» از گل مانند شكل پرنده



[ صفحه 73]



مي سازم. آنگاه در آن مي دمم آنگاه باذن الله پرنده مي شود. من بيمار كور مادرزاد و مبتلا به برص (نوعي بيماري پوستي) را شفا مي دهم. من باذن الله مرده ها را زنده مي كنم و از آنچه در خانه هاي خويش ذخيره نموده ايد و يا استفاده مي كنيد خبر مي دهم».

ايفاي نقش در نظام هستي باذن الله و اراده ي الله باوري است حق كه همخواني با توحيد دارد و هماعهنگ با قرآن كريم مي باشد، كسي توان انكار آن را ندارد. عيسي بن مريم چون مظهر اراده الهي است اين گونه نقش ايفا مي نمايد. اين فضيلت اختصاصي فرزند مريم نيست. اين فضيلت از آن بنده مخلص خداست.

امام صادق عليه السلام كه الگوي برتر از عيسي بن مريم است، اين نقش آسانترين براي وي مي باشد. زيرا عترت اساس فضيلت و برتري هاست. فضيلت ديگران حتي انبياء اولي العزم از پرتوي فضيلت عترت است، و ما كلم موسي تكليما الا بولاية علي عليه السلام و لا أقام الله عيسي ابن مريم آية للعالمين الا بالخضوع لعلي عليه السلام. [4] «اگر موسي با خدا سخن مي گويد، اگر عيسي اعجازي پديدار مي سازد، در پرتويي از فضيلت عترت و علي عليه السلام مي باشد».

بعد از شفاف شدن اين نكته مهم، پذيرش اين نكته كه عترت آل رسول صلي الله عليه و آله و سلم چگونه در نظام هستي نقش ايفا مي كند و چگونه بر مسند ولايت تكويني مي باشد، بسيار آسان خواهد بود. برخي از شواهد را در اين باره به تماشا مي نشينيم.

منصور كه بغض اهل بيت عليه السلام در سينه وي موج مي زد، بر والي مدينه «حسن بن زيد» نگاشت منزل امام صادق عليه السلام را بسوزان. غلام حلقه بگوش نيز اين چنين كرد. آنگاه كه شعله هاي مهيب آتش خانه را فرا گرفت. امام



[ صفحه 74]



ملك و ملكوت هنگامي كه در ميان آتش قدم مي زد و راه مي رفت اين گونه مي فرمود كه: من فرزند ابراهيم خليل هستم مرا از آتش هراسي نيست، فخرج ابوعبدالله عليه السلام يتخطي النار و يمشي فيها و يقول أنا ابن أعراق الثري أنا ابن ابراهيم خليل الله! «امام هنگامي كه بر آتش راه مي رفت مي فرمود من فرزند اعراق الثري (ريشه هاي زمين، لقب اسماعيل عليه السلام مي باشد) هستم من فرزند ابراهيم، خليل الله مي باشم».

عبدالله بن سنان مي گويد از امام صادق عليه السلام درمورد «حوض» سؤال نمودم؛ به من فرمود مي خواهي آن را مشاهده كني. گفتم آري. دست مرا گرفت به بيرون شهر مدينه رفتيم. آنگاه پاي خود را بر زمين زد، من ديدم نهر آب سفيدي خنك، از جانب ديگر نهر شير سفيدي خنك، در ميان آن شرابي رنگين تر از ياقوت!! از حضرت پرسيدم اين نهرها از كجا سرچشمه مي گيرند. فرمودند اين ها همان چشمه هايي هستند كه خداي سبحان در قرآن از آنها ياد نموده است؛ هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه. [5] .

معلي بن خنيس كه از كوفه به مدينه آمده بود به محضر امام صادق عليه السلام رسيد. اين در حالي بود كه بيماري «وبا» كوفه را فرا گرفته بود. معلي محزون و نگران نشسته بود. حضرت از وي پرسيد چرا محزون هستي، نگران خانواده خويش مي باشي؛ معلي گفت آري. حضرت فرمود اگر آنها را ببيني و از حال آنها با خبر شوي خوشحال مي شوي، گفت آري. حضرت به وي فرمود روي خويش را بر گردان، هنگامي كه برگشتم خانه خويش را در مقابل چشمانم مشاهده نمودم. وارد خانه شدم و تمام افراد خانواده ام را ملاقات كردم. آنگاه از خانه بيرون آمدم حضرت فرمود روي خود را برگردان وقتي برگشتم چيزي نديدم، فصرفته فلم أر شيئا. [6] .



[ صفحه 75]




پاورقي

[1] يس، 82.

[2] انسان، 6.

[3] آل عمران، 49.

[4] الاختصاص، ص 250.

[5] همان، 321، اشاره به آيه مباركه، فيها أنهار من ماء غير آسن و انهار من لبن لم يتغير طعمه و انهار من خمره لذة للشاربين و انهار من عسل مصفي (محمد، 115).

[6] همان.


مرگ سفاح


سفاح، ابوالعباس نخستين خليفه ي عباسي كه در روز جمعه 13 ربيع الاول سال 132 به خلافت رسيد به مدت چهار سال و 9 ماه حكومت كرد و در روز يك شنبه دهم ذي حجه سال 136 در شهر «انبار» از حوالي «مدينه» كه خود بنا كرده و آن را «هاشميه» ناميده بود، در سن 33 سالگي به هلاكت رسيد. [1] .

منصور دوانيقي در سال 136 پس از مرگ برادرش سفاح به قدرت رسيد و قريب 22 سال حكومت كرد.

سفاح خود را به صورت مهدي ظاهر كرده بود. منصور نيز خود را به صورت مهدي آشكار ساخته بود. اين مطلب از ابيات «ابو دلامه» خطاب به ابومسلم كه به دست وي كشته شده بود، برمي آيد. وي خطاب به ابومسلم مي گويد:



[ صفحه 47]





«اي ابومجرم، خدا هرگز نعمتش را بر بنده اي

تغيير نداده، مگر آنكه بنده خود آن را دگرگون سازد



آيا در حكومت مهدي خواستي نيرنگ به كار بري

نيرنگباز همانا پدران كرد تو هستند. [2] .



منصور دوانيقي لقب منصور را پس از پيروزيش بر علويان بر خود نهاد. منصور كسي بود كه از كشتن برادرزاده ي خود و عمويش عبدالله بن علي و يا ابومسلم بنيانگزار حكومتش، كمترين ترديدي به خود راه نداد و جريان آن در بخش بعد خواهد آمد.



[ صفحه 48]




پاورقي

[1] تتمة المنتهي / شيخ عباس قمي / ص 112.

[2] عيون الاخبار / ابن قتيبه / ج 1 / ص 26.


سمره و تحريف قرآن


سمره آيات قرآن را (غير از روايات جعلي او) تحريف كرد كه يك نمونه را يادآور مي شويم:



[ صفحه 71]



معاويه هزار درهم به سمره داد تا بگويد آيات 204 و 205 سوره ي بقره درباره ي علي بن ابي طالب و آيه ي 207 آن سوره درباره ي ابن ملجم نازل شده است، اما سمره قبول نكرد. معاويه دو هزار درهم به او داد، نپذيرفت؛ سه هزار درهم داد، قبول نكرد؛ چهار هزار درهم فرستاد، پذيرفت و اين گونه آيات قرآن را تحريف كرد [1] .


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغه ي ابن ابي الحديد، ج 4، ص 73.


رابطه ابزار انگاري دين و جهل ديني


يا ابن جندب، قديما عمر الجهل و قوي اساسه و ذلك لاتخاذهم دين الله لعبا حتي لقد كان المتقرب منهم الي الله بعمله يريد سواه اولئك هم الظالمون.


احضار امام باقر به شام


در ميان جريانات مهم اواخر زندگي امام، از همه معروف تر، ماجراي جلب و احضار آن حضرت به شام، پايتخت حكومت اموي است. براي آگاهي از چگونگي موضع امام در برابر دستگاه خلافت، خليفه ي اموي دستور مي دهد امام باقر عليه السلام را



[ صفحه 38]



(و طبق برخي از روايات، امام صادق عليه السلام، فرزند جوان و يار و همكار نزديك پدر را نيز) دستگير و به شام اعزام كنند. امام را به شام و قصر خليفه مي آورند. هشام به مجلسيان و حاشيه نشينان خود دستورهاي لازم را براي هنگام روبه رو شدن با امام، ديكته كرده است. قرار است ابتدا خود خليفه و سپس حضار مجلس - كه همه از رجال و سران هستند - سيل تهمت و شماتت را به سوي امام سرازير نمايند. وي از اين كار دو منظور را تعقيب مي كند:

نخست آنكه با اين تنديها و دشنامها روحيه ي امام را تضعيف كند و زمينه را براي هر كاري كه مقتضي به نظر مي رسد، آماده سازد. و ديگر آنكه خصم را در ديداري كه ميان عالي ترين رهبران دو جبهه ي متخاصم تشكيل شده، محكوم كند و بدين وسيله همه ي افراد جبهه ي او را با نشر خبر اين محكوميت - كه به بركت بلندگوهاي هميشه آماده ي خليفه، مانند خطبا و عمال و جاسوسهاي شخص خليفه بوده و قابل اجرا است - خلع سلاح كند.

امام وارد مي شود و برخلاف رسم و سنت معمول كه هر تازه واردي بايد به خليفه، آن هم با ذكر لقب مخصوص (اميرالمؤمنين) سلام دهد، به همه ي حاضران رو مي كند و با اشاره ي دست، آنان را مخاطب مي سازد و مي گويد: السلام عليكم.... و آنگاه بي آنكه منتظر اجازه بماند، مي نشيند.


قبر امام مجتبي در خانه عقيل


مورخ اخير (احمد بن عبدالحميد) پس از تصريح به اينكه قبر فاطمه و عباس در داخل خانه عقيل قرار گرفته است، مي گويد: مؤيد اين حقيقت تاريخي، مطلبي است كه ابن حِبان آورده است و آن اين كه پس از اقامه نماز به جنازه حسن بن علي (عليهما السلام) بدن او در بقيع و دركنار جده اش فاطمه بنت اسد دفن گرديد. [1] .

و باز در «تاريخ المدينه» و منابع ديگر، آمده است كه حسن بن علي (عليهما السلام) به برادرش وصيت نمود بدن او را در كنار قبر جدش رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به خاك سپارد، سپس فرمود اگر بني اميه مخالفت كنند در كنار مادرم فاطمه دفن كنيد و طبق وصيت آن حضرت در مقبره بني هاشم و در كنار قبر فاطمه به خاك سپرده شد. (فَدُفِنَ في الْمَقْبِرَةِ اِلي جَنْبِ فاطِمةِ) [2] .

شيخ مفيد و طبرسي اين وصيت را چنين نقل نموده اند كه آن حضرت فرمود: «ثُم رُدني اِلي جَدتي فاطِمة بِنْت اَسَدْ فَادْ فِني هُناكَ». [3] .


پاورقي

[1] عمدة الأخبار، ص 153.

[2] تاريخ المدينه، ج 1، ص 111.

[3] ارشاد مفيد، ص 192 ـ اعلام الوري، ص 211.


جزاء من تمرد عن امر الامام و لم يمتثل ذلك و دخل فيما نهي الامام عنه


174- عن يحيي بن ابراهيم بن مهاجر قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: فلان يقرئك السلام و فلان و فلان.

فقال عليه السلام: و عليهم السلام.

قلت: يسألونك الدعاء.

فقال عليه السلام: و مالهم؟

قلت: حبسهم ابوجعفر [1] .

فقال عليه السلام: و ما لهم و ماله؟!

قلت: استعملهم. فحبسهم.

فقال عليه السلام: و مالهم. و ماله. ألم انههم؟! ألم انههم؟! هم النار هم النار. هم النار.



[ صفحه 201]



قال: ثم قال عليه السلام: اللهم اخدع عنهم سلطانهم [2] .

قال: فأنصرفت من مكة.

فسألت عنهم؟!

فأذا هم قد اخرجوا - بعد هذا الكلام بثلاثة ايام - [3] .

175- عن يحيي بن ابراهيم بن مهاجر قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: فلان يقرء عليك السلام و فلان و فلان.

فقال عليه السلام: و عليهم السلام.

قلت: يسألونك الدعاء.

فقال عليه السلام: مالهم؟!

قلت: حبسهم ابوجعفر المنصور.

فقال عليه السلام: و مالهم. و ماله؟!

قلت: استعملهم فحبسهم.

فقال عليه السلام: و مالهم. و ماله؟!

ألم انههم؟! ألم انههم؟! [4] .

هم النار. هم النار.

ثم قال عليه السلام: اللهم اخدع عنهم سلطانه.



[ صفحه 202]



قال: فأنصرفنا.

فأذا هم. قد خرجوا [5] .

176- عن المفضل بن عمر قال: سرت مع أبي عبدالله عليه السلام الي مكة. فصرنا الي بعض الاودية.

فقال عليه السلام: لا تنزلوا في هذا الموضع. و لا تدخلوا الوادي.

فنزلنا.

فما لبثنا أن اظلتنا سحابة.

فهطلت علينا حتي سال الوادي.

فأذي من كان [6] فيه [7] .

177- عن قاسم الصيرفي قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: قوم يزعمون اني لهم امام.

- والله - ما انا لهم بأمام. مالهم. لعنهم الله.

كلما سترت سترا هتكوه.

هتك الله ستورهم.

اقول: كذا. يقولون: انما يعني كذا.

انما انا امام من اطاعني [8] .



[ صفحه 203]




پاورقي

[1] يعني الدوانيقي (نقلا عن هامش المصدر).

[2] كناية عن تحويل قبله عن ضررهم. أو اشتغاله بما يصير سببا لغفلته عنهم.

و ربما يقرء - بالجيم و الدال المهملة - بمعني:

الحبس و القطع - آت - (نقلا عن هامش المصدر و هو منقول عن مرآة العقول (للعلامة المجلسي قدس الله تبارك و تعالي روحه القدوسي).

[3] الكافي: ج5 ص107.

[4] (قال الامام الصادق عليه السلام لبعض اصحابه): لا تخالفوا امري فتندموا (الاختصاص: ص28).

[5] المناقب: ج4 ص233 و234.

[6] أي: من لم يمتثل امر الامام عليه السلام تأذي من سيل الوادي.

(و قال الامام الصادق عليه السلام لبعض اصحابه): لا تخالفوا امري.

فتندموا (الاختصاص: ص28).

[7] المحاسن: ج2 ص113.

[8] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي: ص301.


دفن پدر و خبر از مرگ برادر


يكي از راويان حديث - و از اصحاب امام موسي كاظم صلوات اللّه و سلامه عليه - حكايت كند:

از آن حضرت شنيدم كه فرمود: هنگامي كه نشانه هاي مرگ بر پدرم امام جعفر صادق عليه السلام آشكار گرديد، خطاب به من اظهار داشت:

اي پسرم! كسي غير از تو مرا غسل نمي دهد، همان طور كه من خودم پدرم امام محمد باقر عليه السلام را غسل دادم؛ و او نيز پدرش امام سجاد زين العابدين عليه السلام را غسل داد، چون كه حجت خدا را فقط حجت او بايد غسل دهد؛ و من خود، چشمان پدرم را بر هم نهادم و او را كفن كردم.

سپس پدرم، امام جعفر صادق عليه السلام افزود: اي فرزندم! پس از فوت من، برادرت عبداللّه. ادعاي امامت و خلافت مرا خواهد كرد، او را به حال خود واگذار؛ زيرا او اول كسي است كه به من ملحق خواهد شد.

و هنگامي كه امام صادق عليه السلام به شهادت رسيد، فرزندش حضرت موسي كاظم عليه السلام او را غسل داده و كفن نمود.

ابوبصير گويد: به حضرتش عرض كردم: ياابن رسول اللّه! امسال شما و برادرت، عبداللّه مناسك حج را انجام داديد؛ وليكن عبداللّه يك شتر قرباني و نَحر كرد؟

حضرت فرمود: همين كه حضرت نوح عليه السلام سوار كشتي شد، از هر موجودي يك جفت نر و ماده داخل آن قرار داد؛ مگر زنازاده را كه سوار كشتي ننمود.

ابوبصير گويد: با شنيدن اين سخن، گمان بردم كه امام عليه السلام خبر از مرگ خود مي دهد؛ ولي بر خلاف فكر و تصور من حضرت موسي كاظم عليه السلام اظهار نمود: برادرم عبداللّه، بيش از يك سال زنده نمي ماند.

اصحاب، تاريخ آن روز را يادداشت كردند؛ و عبداللّه فرزند امام جعفر صادق عليه السلام بيش از يك سال ادامه زندگي نداد؛ و بلكه كمتر از آن قبل از پايان يك سال از دنيا رفت. [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامه طبري: ص 328، ح 285.


من دعاء له بعد الفريضة


(اللهم صل علي محمد و آل محمد، اللهم اني أسألك



[ صفحه 127]



من كل خير أحاط به علمك، و أعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم اني أسألك العافية في أموري كلها، و أعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الآخرة، و أعوذ بوجهك الكريم، و سلطانك القديم، و عزتك التي لا ترام، و بقدرتك التي لا يمتنع منها شي ء من شر الدنيا و عذاب الآخرة، و من شر الأوجاع كلها، و من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، توكلت علي الحي الذي لا يموت، و قل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا) [1] .


پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 469 عن الجنة الواقية للداماد.


جزاء أهل الفضل


وحث الامام عليه اصحابه و دعاهم الي اسداء الفضل و المعروف الي الناس، كما دعاهم الي التحلي بالصبر و التأزر فيما بينهم قال (ع): «أذا كان يوم القيامة نادي مناد: ليقم أهل الفضل. فيقوم ناس قبل الحساب، فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة، فتتلقاهم الملائكة و يسألونهم الي أين؟ فيقولون: الي الجنة، فاذا سألوهم عما استحقوا ذلك، يقولون: كنا اذا جهل علينا حلمنا، و اذا ظلمنا صبرنا، و اذا أسي ء الينا غفرنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر. فيقوم ناس، فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة، فتتلقاهم الملائكة و يسألونهم مثل الأول. فيقولون: صبرنا أنفسنا علي طاعة الله، و صبرناها عن معصية الله عزوجل، فيقولون لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله عزوجل، فيقوم ناس، فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة فتسألهم الملائكة عما استحقوا ذلك، و ما مجاورتهم لله عزوجل؟ فيقولون: كنا نتزاور في الله، و نتجالس في الله، و نتبادل في الله، فيقولون: ادخلوا الجنة فنعم أجر العالمين...» [1] .

و في هذا الحديث الشريف دعوة الي التحلي بمكارم الأخلاق، و محاسن الصفات التي توجب رفع مستوي الانسان، و بلوغه ذروة الشرف و الكمال.


پاورقي

[1] حلية الأولياء 3 / 159 تأريخ اليعقوبي 3 / 46.


اخوته


أما علاقة الامام بأخوته فقد كانت وثيقة للغاية تسودها المحبة و الألفة و اجتناب هجر الكلام و مره، و قد قيل له:

«أي اخوانك أحب اليك؟»

فأجاب (ع) أنه لا يفرق بينهم، و أنه يكن لهم جميعا اعظم للمودة و الاخلاص قائلا:

«أما عبدالله فيدي التي ابطش بها [1] و أما عمر فبصري الذي ابصر به، و أما زيد فلساني الذي انطق به، و أما الحسين فحليم يمشي علي الأرض هونا، و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما...» [2] .

لقد توفرت في اخوان الامام (ع) جميع النزعات الكريمة من الورع و التقوي، و الصلاح، قد غذاهم أبوهم الامام زين العابدين (ع) بهديه، و أفاض عليهم أشعة من روحه فأنارت قلوبهم بجوهر الاسلام و واقع الايمان، و نقدم عرضا موجزا لبعض شؤونهم:


پاورقي

[1] عبدالله: هو أخو الامام الباقر لأمه و أبيه.

[2] سفينة البحار 2 / 273.


فرقه فتحيه، پيروان عبدالله بن جعفر صادق


مرحوم شيخ مفيد پس از بيان جريان اسماعيل مي نويسد: پس از اسماعيل، عبدالله بن جعفر بزرگترين برادران خود بود و او در عقيده، مخالف امام صادق بود و به حشويه [1] گرايش داشت و



[ صفحه 239]



از اين رو پيش امام صادق موقعيت و جايگاهي نداشت. طاهر بن محمد، خادم امام صادق گويد: امام را ديدم كه عبدالله را سرزنش مي كرد و نصيحت مي نمود و به او مي فرمود: «ما يمنعك ان تكون مثل اخيك؟ فوالله اني لاعرف النور في وجهه»؛ چرا تو مانند برادرت نيستي؟ به خدا قسم من در چهره ي او نوري مي بينم. عبدالله گفت: مگر من و او از يك مادر نيستيم و ريشه ي من و او يكي نيست؟ حضرت فرمود: انه من نفسي و انت ابني. او جان من است و تو پسر مني. [2] .

در نقل ديگر آمده است كه امام صادق از ادعاي امامت عبدالله به فرزندش موسي كاظم (ع) خبر مي دهد و مي فرمايد: يا بني ان اخاك سيجلس مجلسي و يدعي الامامة بعدي فلا تنازعه بكلمة فانه اول اهلي لحوقا بي؛ پسرم! بعد از من عبدالله برادر تو در جاي من خواهد نشست و ادعاي امامت خواهد نمود. تو با او منازعه مكن؛ زيرا او عمري نخواهد كرد و نخستين كس از خانواده ي من است كه به من ملحق خواهد شد. [3] .


پاورقي

[1] حشويه، با فتح و سكون شين، به معني ظاهرپرست، آيات قرآن را به معني ظاهر تفسير مي كند. يدالله و عين الله را به معني چشم و دست ظاهري معنا مي كنند و اينها طوائفي هستند از مبتدعه، معتزله، مرجئه، جبريه، شيعه، خوارج كه به تجسم خدا قائلند و به نشستن خدا بر تخت و گذشتن او از برابر صفوف ملائكه معتقدند. (تلخيص از لغتنامه ي دهخدا، ج 19، ص 685 - 684).

[2] ارشاد، ص 271.

[3] سيري در تاريخ تشيع، ص 466.


فرشته هاي مأمور فروتني


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

در آسمان دو فرشته بر بندگان گماشته شده اند پس هر كس براي خدا فروتني كند، او را بالا برند و هر كه تكبر ورزد، او را پست گردانند. [1] .



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] كافي: 2 / 122 / 2، همان، ج 14: ح 21884.


مسلمانان و اخلاق پيامبر


فاتقوا الله ايتها العصابة الناجية ان أتم الله لكم ما أعطاكم به، فانه لا يتم الأمر حتي يدخل عليكم مثل الذي دخل علي الصالحين قبلكم، و حتي تبتلوا في أنفسكم و أموالكم [1] ؛ پس از خدا بترسيد اي گروه نجات يافته اگر خدا نعمتي را كه به شما داده است كامل كند؛ چرا كه اين كار كامل نگردد مگر اين كه آنچه به صالحان پيشين رسيد به شما نيز برسد و با جان و مالتان آزموده شويد.

در زبان عربي به دستمالي كه به پيشاني مي بندند عصابه مي گويند. امروز نيز اين كار در بين بعضي از عرب هاي باديه مرسوم است. عصابه در اصطلاح به گروهي مي گويند كه روش و تفكر ويژه اي داشته باشند، مثل احزاب و امثال آن، اما مراد از عصابه در اين عبارت شريف شيعيانند كه آن روز شمارشان فراوان نبوده است.

در اين جا امام صادق عليه السلام ابتدا از شيعيان مي خواهند تقوا داشته باشند. نشانه تقوا داشتن اين است كه مؤمنان خداي متعال را در كارهايشان حاضر و ناظر بدانند.

حضرت، شيعيان و پيروان اهل بيت عليهم السلام را عصابه ناجيه يا گروه اهل نجات خطاب مي كند. در اين جا به مباحث فراواني كه درباره ي فرقه ناجيه مطرح است كاري نداريم، فقط اشاره مي كنيم كه از اطلاق عبارت در اين جا مطالب بسياري استفاده مي شود؛ از



[ صفحه 86]



جمله اين كه كلام حضرت خطاب به تمام شيعيان در تمام ادوار و مراتب است.

در مورد «به» در عبارت «ما اعطاكم به» در منابع گوناگون احتمالات مختلفي آمده است، اما مرحوم علامه مجلسي در مرآة العقول اين كلمه را تفسير نكرده اند. به هر حال «به» در اين جا دو حالت ممكن است داشته باشد: اول، اين كه ضمير در «به» به عصابه ناجيه برگردد كه در اين صورت استخدام لفظي صورت گرفته و از نكات بلاغي است. احتمال دوم آن است كه مرجع ضمير در «به» تقوا باشد. احتمال اول از دو جهت بهتر به نظر مي رسد: نخست اين كه عصابه به ضمير نزديك تر است و اصل آن است كه مرجع با ضمير فاصله زيادي نداشته باشد. البته، اين قاعده در صورتي است كه در كلام قرينه اي قوي تر از اقربيت نباشد.

جهت دوم، آن است كه اگر به تقوا بر گردد در اين صورت بايد تقوا مفروض التحقق محسوب شده باشد و حال آن كه حضرت در كلام خويش نجات را مفروض التحقق به حساب آورده اند، نه تقوا را.

حضرت مي فرمايند: شيعيان اهل نجاتند، به شرط آن كه خداي متعال آنچه به آنها داده (نجات) كامل نمايد.

حال بايد ديد به چه چيز نجات شيعيان كامل مي گردد. «فانه لا يتم الأمر حتي يدخل عليكم مثل الذي دخل علي الصالحين قبلكم و حتي تبتلوا في أنفسكم و أموالكم؛ نعمت نجات براي شيعيان كامل نمي گردد مگر آن كه آنان نيز همانند صالحان قبل از خود در اموال و انفس مورد امتحان قرار گيرند»، بي شك صالحان پيشين كساني جز ائمه اطهار عليهم السلام و اصحاب آن بزرگواران نيستند.

حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم، امامان معصوم عليهم السلام و اصحاب اين بزرگواران چگونه و با چه وسيله اي امتحان مي شدند؟ شيعيان و پيروان آنان نيز تا اين امتحانات را پس ندهند نجاتشان كامل نمي شود.



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] متن نامه.


تجارت


كسي كه مي خواهد تجارت كند، غير از سرمايه اي كه براي اين كار آماده مي كند بايد از طرز معامله كردن،يعني تهيه و خريد جنس و عرضه كردن و فروختن آن به مشتري،اطلاعاتي داشته باشد. پس از چند معامله، كم كم تجاربي به دست مي آورد و مسلط بر كار تجارت مي شود. در آن هنگام مي تواند تشخيص بدهد، چه معامله اي سود دارد و چه معامله اي زيان آور يا كم سود است. معامله اي كه به صرفه ي او تمام مي شود انجام مي دهد و از معاملات مشكوك صرف نظر مي كند. بنابراين خريد و فروش گذشته از آنكه هزينه ي زندگي را تأمين مي كند. نيروي فكر و مغز انسان را نيز به واسطه ي جستجوي راههاي مختلف درآمد، ورزيده مي نمايد.

التجارة تزيد في العقل. [1] .



[ صفحه 45]



تجارت عقل (معاش) را زياد مي كند.


پاورقي

[1] فقيه. ج 3، ص 119.


روايت يحيي بن زيد


################

پاورقي

[1] معجم الادباء، ج 15، ص 75.

[2] بغية الوعاة، ص 352.

[3] معجم الادباء، ج 19، ص 264؛ بغية الوعاة، ص 407.

[4] رياض العلماء مرحوم ميرزا عبدالله افندي تلميذ مجلسي دوم.

[5] تاريخ بغداد، ج 7، ص 421.


صانع اول


رسول اكرم (ص) همواره مؤمنين را از تفكر و بحث درباره ذات خداوند بازمي داشت و معتقد بود كه اين گونه افراد علاوه بر اينكه فكر آنها به جائي نمي رسد و بالاخره آنها را به گمراهي و ضلالت و فلاكت خواهد كشيد؛ چون بيم آن مي رفت كه هر كس در ذات الهي بحث و تفكر كند به گمراهي



[ صفحه 179]



مي رود و از راه مستقيم منحرف مي شود هرگز اجازه چنين امري را به كسي نمي داد و به مردم توصيه مي كرد كه فقط در موجودات و مخلوقات خدا بينديشند، تا از روي آنها به قدرت و عظمت او پي ببرند او معتقد بود كه شناسائي حقيقت وجود ذات باري تعالي از حدود قوه و فهم آدميان خارج است و نزد او مسلم و قطعي بود كه هر كسي در اين باره سعي و كوشش نمايد بدون وصول به حقيقت و كنه ذات او به ضلالت و گمراهي عقل منتهي خواهد شد.

پس از آنكه رسول اكرم (ص) چشم از جهان فروبست بي درنگ بحث مردم در اطراف ذات باري تعالي آغاز شد به اين خيال كه شايد به درك حقيقت او نايل شوند، چنانكه شخصي خدمت علي بن ابي طالب عليه السلام رسيد و از او پرسيد: پروردگار ما پيش از خلق آسمان ها و زمين كجا بود؟ و به لفظ «اين به معني «كجا» از خداوند سؤال كرد. علي (ع) فرمود: «اين» سؤال از مكان است در صورتي كه خداوند قديم است و قبل از آفرينش مكان وجود داشته. [1] .



[ صفحه 180]



روزي يك نفر ديگر به حضور او بيامد و ايشان را مخاطب ساخته و مي گفت: «اين الله» خداوند كجا است؟ پس علي عليه السلام پاسخ داد:

آن كس كه خود «اين» را تعيين نمود و مكان را خلق كرد درباره او «اين» گفته نمي شود و به اين ترتيب علي عليه السلام سؤال بي مورد او را بيان فرمود و به او فهماند «اينيه» و مكان جزء مخلوق او است. در حالي كه خداي سبحان پيش [2] از آن وجود داشته است.

بايد دانست كه هر اندازه آدمي عاقل و دورانديش باشد باز هم قادر به درك ذات و كنه خداوندي نخواهد بود. جعفر بن محمد (ع) نيز به همان روش كه علي عليه السلام پاسخ مردم را مي فرمود رفتار مي كرد چنانچه فرمود: كسي كه خداوند تعالي را در چيزي و يا بر چيزي و يا از چيزي تصور كند مشرك و كافر است. زيرا اگر او را بر چيزي قرار دهند حمل به شيي ء شده و او را به چيزي نسبت داده اند. و اگر او را در چيزي بدانيم او را منحصر ساخته ايم و اگر از



[ صفحه 181]



چيزي فرض كنيم او را حادث خوانده ايم در صورتي كه از قديم است و حادث نمي باشد. و خداوند از همه اينها مبرا [3] و منزه است و بالاتر از آن است كه بتوان حد و اندازه اي براي او تعيين كرد.

البته طريقه اي كه ذكر شد شايد بهترين روش و طريقه نباشد. اما روش ديگري كه قابل ذكر باشد وجود ندارد و اگر اين روش هم وجود نداشت بايد پرسيد كيست كه به درك كنه و ذات باري تعالي موفق گردد؟ نكته قابل ذكر آن است كه معرفت و شناسائي به ذات خداوند امري است مافوق تصور و عقل و قواي بشر و اگر تصور كنيم ما از طريق فكر و فلسفه و ترتيب مقدمات به درك ذات او نايل خواهيم شد امري بيهوده و بي ثمر است و تنها با نور نبوت و ولايت رسول اكرم (ص) و ائمه اطهار است كه مي توان به درك وجود الهي موفق گرديد. و اين نيز امري الهي است و اختصاص به پيامبران و اهل بيت و اخلاف آنها دارد در صورتي كه اعمال آنها را پيروي نمايند و از بدعت و ورود امر جديد در دين خودداري



[ صفحه 182]



كنند و دل را از گزند حوادث تصفيه و پاك گردانند و خود را از افكار بيهوده و فلسفه بافي پاك نمايند ممكن است موفق گردند.

مردمان قديم و دانشمندان معتقد بودند اگر عقل مستقلا به درك حقيقت و احكام آن موفق مي شد احتياجي به بعثت پيامبران نبود و عذري در برابر گناهان محسوب مي شد. در صورتي كه خداوند تعالي فرمود:

«و ما كنا معذبين حتي نبعث رسولا»

و از اين قبيل آيات در قرآن كريم بسيار ديده مي شود. [4] .

نظر اسلام نيز در اين مورد يعني (شناسائي ذات خدا) مطابق با عقل است و رأي شرع و عقل درباره علم به ذات الهي تقريبا متحد و متفق است، البته اگر احيانا بين آن دو اختلافي ديده شود بدان جهت است كه كسي تصور نكند كه دايره علم نزد شارع محدود و معيين ا ست. اسلام همواره در تمام مشاغل و احكام و موارد با عقل موافق است جز موقعي كه دخالت



[ صفحه 183]



عقل در علمي زياني به وجود آورد و از اصول الهي و روش طبيعي منحرف گردد. و بسياري از اوقات نيز عقل و شرع چنانكه به تجربه ثابت شده توافقي ندارند كه يكي از آنها همين مورد يعني شناسائي ذات خداوند و بسياري از فلاسفه كه در اين راه سعي و كوشش بسيار نمودند و فايده و ثمري نيز نگرفتند و ناچار بر وقت گذشته و ايام تلف شده تأسف خوردند و انگشت ندامت بر دهان گرفتند.

فرق بين پيامبران و فلاسفه آن است كه پيامبران براي ايجاد اعتماد و اطمينان و آرامش مردم و جلوگيري از ورود در گمراهي و ضلالت فرستاده شدند اما وجود فلاسفه گويا براي انقلاب افكار و اضطراب و تشويش مردم بود و معلوم نيست آيا پس از اين همه تشتت فكر به اعتماد و اطمينان خاطر مردم موفق خواهند شد و يا براي هميشه در هيجان و اضطراب باقي خواهند ماند، همانطور كه اسلام مردم را به آرامش خواند و با انقلاب افكار و ياوه گوئي هاي فلاسفه مخالف بود.

جعفر بن محمد (ع) نيز در اين مورد به مبارزه پرداخت



[ صفحه 184]



و از فتنه و آشوبي كه درباره عقايد و آراء در اطراف او برپا شده بود با همه آنها چه نزديك و چه آنها كه از او دور بودند سخت مقاومت و جلوگيري مي نمود.

نبرد علمي ميان اقوام و طوايف مختلف بروز كرد و هر دسته با دسته ديگر و هر نيروئي با نيروي ديگر مي خواست هوش و درايت خويش را به رقيب خود بنماياند و در ميان جنگ عقول و فلسفه بافي الحاد شيوع يافته بود و سخن طولاني شد و همچنان ادامه يافت تا آنجا كه بار ديگر سخن از ذات خداوند آغاز شد. همين كه امام جعفر (ع) متوجه اين موضوع گرديد؛ اضطراب و هيجان بي سابقه اي بر او روي آورد و در فكر فرورفت و مردم را از ورود در اين قبيل علوم و افكار غلط و گمراه كننده سخت مانع گرديد و راه و روش فطري و طبيعي را به آنها ارائه كرد و در هدايت و راهنمائي ايشان بكوشيد و به آنها فهماند، آنچه را كه از حدود ادراك بشر خارج و پي بردن به آن از فهم آدمي دور است نبايد در آن بحث و مجادله نمود، زيرا اين امر جز گمراهي و انحراف ثمري ندارد آنگاه امام صادق (ع) با صداي بلند خطاب به آنها فرمود:



[ صفحه 185]



در هر امري ممكن است با دليل و برهان و منطق پيش رفت اما همين كه سخن به ذات خداوند مي رسد قلم ها خشك مي شود و منطق و دليل از بيان حقيقت در برابر او متوقف مي گردد، پس حال كه اين سخن را شنيديد بگوئيد: لا اله الا الله الواحد الذي ليس كمثله شيي [5] نيست خدائي مگر او كه واحد است و مثل و مانند ندارد.


پاورقي

[1] الكامل تأليف مبرد ج 1 ص 59.

[2] الف با ج 1 ص 201.

[3] الانصاف ص 37- الف با ج 1 ص 202.

[4] لوائح الانوار ص 89.

[5] التراث اليوناني في الحضارة الاسلاميه ص 150.


بستن دروازه شهر بر روي حضرت


گويند چون اين خبر به هشام رسيد حضرت را به زندان فرستاد و در شهرها خبر كردند كه دو فرزند جادوگر ابوتراب به دين ترسايان داخل شده اند كسي حق ندارد به ايشان چيزي بفروشد يا وي را ملاقات كند.

چون قاصد به شهر مدين رسيد و اين ندا را به گوش اهل شهر رساند. دروازه مدين را بستند و آن حضرت را دشنام دادند و حضرت علي عليه السلام را ناسزا گفتند آذوقه به آنان نفروختند چون حضرت به نزديك دروازه رسيد با دروازه بانان به نرمي سخن گفت. قبول نكردند. هر چند حضرت آنان را پند و اندرز داد، نپذيرفتند. چون حضرت اصرار آنان را مشاهده كرد در نزديكي كوهي مشرف به شهر مدين بود. حضرت بر بالاي كوه رفت و رو به



[ صفحه 75]



سمت شهر كرد و با صداي بلند آياتي چند را كه در قرآن مجيد درباره ي قصه ي حضرت شعيب پيغمبر فرستاده و مشتمل است بر عذاب اهل مدين تا آنجا كه مي فرمايد: «بقيه الله خير لكم ان كنتم مؤمنين: خدا در اين اثنا باد سياهي را برانگيخت و صداي آن را به گوش اهل مدين رسانيد. اهل مدين وحشت زيادي كردند. پيرمردي از اهل مدين چون حضرت را بدان حال مشاهده كرد با صداي بلند ندا سر داد: «اي اهل شهر از خدا بترسيد». اي اهل مدين اين مرد در مكاني ايستاده و نفرين مي كند كه حضرت شعيب عليه السلام ايستاد و نفرين كرد. به خدا سوگند اگر دروازه را باز نكنيد مانند آن عذاب بر شما فرو خواهد ريخت» اهل مدين ترسيدند. دروازه را باز كرده حضرت وارد شد. روز ديگر حضرت محترمانه از مدين حركت كرد.

گويند والي مدين اين قضيه را به هشام نوشت، هشام آن پيرمرد را طلبيد و پيش از رسيدن به شام پيرمرد در راه به رحمت الهي نايل آمده بود.

اين اولين سفري بود كه حضرت امام صادق عليه السلام با پدرش همراه بود.

جلوه علم و كمال اين دو وارث علوم محمدي تمامي نواحي شام را فراگرفت. علماي نصاري و يهود و ملت هاي ديگر بر عظمت علمي خاندان پيامبر پي بردند و دانستند كه اسلام را غير از زمامداران بني اميه و بني مروان رييس ديگري نيز هست.

چون منصور دوانقي امام صادق عليه السلام را به عراق احضار كرد اهل عراق كه هنوز لذت صوت دلنواز خطبه هاي غراي علي بن ابيطالب عليه السلام را در



[ صفحه 76]



گوشهاي خود داشتند و اشك چشم هايي كه در مصيبت شهادت حضرت حسين عليه السلام هنوز خشك نشده بود و به طور كلي لذت زمامداري علي بن ابيطالب عليه السلام را فراموش نكرده بودند از روي علاقه خاصي كه به خاندان پيامبر داشتند و خلافت و زمامداري را حق مسلم اين خاندان مي دانستند، با ورود حضرت صادق عليه السلام اين خاطره پرشكوه تجديد شد و رشد و نمو مكتب جعفري در آن بلاد آغاز گرديد.


دستور قانون كارگر و كارفرما


امام صادق عليه السلام براي زراعت و باغباني و حرث و زرع املاك و نخلستانهاي خود كارگر مي گرفت و دستور مي داد اجرت آنها را



[ صفحه 49]



زودتر پرداخت نمايند مي فرمود با كارگر مبلغ اجرت كار يا مدت آن را قطع كنيد و پس از انجام آن فوري حق او را بدهيد.

در كتاب كافي از شعيب مرويست كه وقتي قومي را اجير گرفتم براي حضرت صادق عليه السلام تا در يكي از بساتين و باغهاي آن حضرت كار كنند و زمان عمل آنها تا وقت عصر بوده چون فارغ شدند آن حضرت به معتب غلام خود فرمود پيش از آنكه عرق آنها خشك شود اجرت آنها را بده.

محمد بن مرازم از پدر و عمش روايت مي كند كه خدمت امام صادق عليه السلام بودم يكي از وكلاي او آمد تصفيه حساب كنند آن مرد مي گفت قسم به خدا من به شما خيانت نكردم امام صادق (ع) فرمود اي مرد خيانت و تعلل تو يا تسامح و تضييع حق تو در مال من و كار من مساوي است زيرا در هر حال زيان بر من وارد شده نهايت آنكه در خيانت شر آن بر تو باقي است و در تضييع حق و مال زيان به من رسانده اي.


سليمانيه


يك طايفه از فرقه زيديه سليمانيه هستند كه نسبت آنها به سليمان بن جرير مي رسد او هم امامت را از شيخين مي دانست ولي عثمان و طلحه و زبير و عايشه را طعن مي زد و منتسب به كفر مي دانست و امامت را به عقد شوري ولو دو نفر باشند و تقدم مفضول بر فاضل را هم جايز مي دانست و بيعت مردم را با شيخين قبل از بيعت علي عليه السلام موجب كفر و فسق نمي دانست ولي مي گفت امامت نبايد در اولاد غير فاطمه باشد. [1] .


پاورقي

[1] الفرق بين الفرق ص 23 الملل والنحل - حاشيه الفصل ابن حزم ص 164 ج 1.


فروع علم حساب 19 علم است


1 - علم عقد انامل به نام حساب دست و مجهولات عدديه و اوضاع عقود اصابع كه دست ها 28 بند دارد كه با 28 حروف و اعداد تطبيق مي نمايد.


كلمات قصار آن حضرت به نقل از تحف العقول


هر كه از طرف مردم به خود حق دهد، آن حكم را براي ديگران هم مي پسندد. هرگاه دوران، دوران ستم باشد و مردم آن خيانتكار، اعتماد به هر كسي باعث درماندگي است. اگر خواهي بداني دوست تو در رفاقت استوار است يا نه؛ او را به خشم آر پس اگر در دوستي ثابت ماند برادر توست وگرنه برادر تو نيست.

به دوستي برادرت اعتماد مكن مگر آن كه سه بار او را به خشم آوري. اعتماد همه جانبه به برادرت مكن زيرا زمين خوردن از خودباختگي، جبران ناپذير است. كندن كوه آسان تر است از جابه جا كردن دل.

رغبت به دنيا مايه ي غم و اندوه است و زهد در دنيا آسايش دل و بدن است.

آن حضرت به دو مردي كه در حضورش با هم نزاع مي كردند، فرمود: بدانيد كسي كه به ستم پيروز شود به خير نرسد و هر كه با مردم بد كند زشت نداند كه به او هم بد كنند. مؤمن صلاح نيابد مگر به سه خصلت: تفقه در دين، برنامه ريزي در زندگي و صبر بر مصيبت. احسان



[ صفحه 88]



به جا نيست مگر نسبت به كسي كه خانواده يا دين دارد و چه كمياب است كسي كه قدر احسان را بداند.

همانا امر به معروف و نهي از منكر شود مؤمني كه پند مي پذيرد يا جاهلي كه ياد مي گيرد اما صاحب تازيانه و شمشير [1] ، نه. كسي امر به معروف و نهي از منكر مي كند كه داراي سه خصلت باشد: بدانچه امر مي كند داناست و بدانچه نهي مي كند داناست در آنچه امر مي كند عادل است، و در آنچه نهي مي كند عادل است با نرمش امر مي كند و با نرمش نهي مي كند. خداوند با دادن موهبتها بر مردمي انعام مي كند اما آنان سپاس او را نمي گزارند و آن نعمت وبال آنها گردد و مردمي را به بلاها گرفتار سازد و آنان شكيب ورزند پس آن بلا برايشان نعمت مي شود. صلاح حال زندگاني و معاشرت با هم يك پيمانه ي پر است كه دو سومش هوش و يك سومش ناديده گرفتن است. [2] .

انتقامجويي براي صاحبان قدرت چقدر زشت است. از آن حضرت سؤال شد: مروت چيست؟ فرمود: آن است كه خداوند تو را در آنجا كه نهيت كرده نبيند و در آنجا كه فرمانت داده گم نكند. سپاسگزار هر كس را كه به تو نعمت داد و انعام كن بر كسي كه از تو سپاسگزاري كرد كه نعمت با شكر كردن از بين نمي رود و با كفر ورزيدن نمي پايد. شكر افزوني در نعمتها و آسودگي از فقر و تنگدستي است. از دست رفتن حاجت بهتر است از آنكه آن را از نااهل درخواست كني و بدتر از مصيبت كج خويي به خاطر آن است. مردي از امام صادق (ع) خواست كه به او چيزي آموزد تا مايه رسيدن به خير دنيا و آخرت باشد. و كلام را به دراز نكشاند. امام (ع) در پاسخ او فرمود: دروغ مگو.

از آن حضرت سؤال شد بلاغت چيست؟ فرمود: آن كس كه چيزي را شناخت سخنش درباره ي آن اندك گردد و او را بدين خاطر بليغ ناميده اند كه با تلاشي اندك به مقصودش نايل آمده است. وام و بدهكاري اندوه شبانه است و خواري روز. با پدرانتان خوش رفتاري كنيد تا پسرانتان با شما خوش رفتاري كنند و ديده از زنان مردم فروپوشيد تا نگاه از زنانتان پوشيده دارند. هر كه به خائن چيزي به امانت سپارد بر خدا ضمانتي ندارد. آن حضرت به حمران بن اعين فرمود: اي حمران! به كسي نگر كه در نيرو و توان زيردست تو است و به كسي كه برتر از تو است منگر، زيرا كه اين كار بيشتر موجب قناعت تو است، بدانچه خدا براي تو قسمت كرده است و شايسته تر است كه موجب افزوني از سوي خدا عزوجل باشد. و بدان كه عمل مستمر و اندك كه مبتني بر يقين است نزد خداوند، از عمل بسيار غيرمبتني بر



[ صفحه 89]



يقين برتر و بهتر است و بدان كه هيچ پرهيزكاري سودمندتر از دوري از محارم الهي و دست بازداشتن از آزار مؤمنان و غيبت كردن از ايشان نيست و هيچ عيشي گواراتر از خوش اخلاقي و هيچ مالي سودمندتر از قناعت به مال اندك و كافي و هيچ جهلي زيان بارتر از خودبيني نيست. سلام دادن، مستحب و جوابش واجب است. هر كه پيش از گفتن سلام آغاز به سخن كرد، پاسخش مگوييد. كمال تحيت (درود فرستادن) براي مقيم دست دادن و تمام سلام كردن براي مسافر معانقه است. به يكديگر دست دهيد كه كينه را مي برد. هر كه در خشم و رغبت و ترس و شهوت خوددار باشد خدا تنش را بر آتش حرام كند. عافيت نعمت سبكي است كه تا هست فراموش مي شود و تا از بين رود به ياد آيد. كسي كه براي هر بلايي صبري و براي هر نعمتي شكري و براي هر سختي گشايشي مهيا و آماده نكرده، ناتوان و درمانده است. در هر بلا و مصيبتي كه در فرزند يا مال مي رسد، شكيبا باش. زيرا خداوند عاريت و هبه ي خود را باغي ستاند تا شكر و صبر تو را بيازمايد. براي مؤمن سزاوار است كه هشت خصلت داشته باشد: در رويدادهاي تكان دهنده باوقار باشد به هنگام بلايا شكيبايي كند، به هنگام راحت سپاسگزاري كند، بدانچه خدا روزيش داده قانع باشد، به دشمنان ستم نكند، بار دوش دوستان نباشد، پيكرش از وي در رنج و مردم از او در راحت باشند. دانش، دوست مؤمن و حلم وزير او و صبر فرمانده ي لشكر او و نرمش برادرش و مدارا پدر اوست.

ابوعبيده به آن حضرت گفت: براي من دعا كن تا روزيم به دست بندگان نباشد. فرمود: خداوند جز اين نخواسته است كه روزي بندگان را به دست يكديگر بنهد ولي از خدا بخواه كه روزيت را به دست بندگان نيكش بنهد كه اين سعادتي است نه به دست بندگان بدش كه اين تيره روزي است. عامل بي بصيرت چون كسي است كه بي راهه مي رود و شتاب در رفتن جز دور شدن از مقصد را به همراه ندارد. كسي كه خدا را شناخت از او ترسيد و كسي كه از خدا ترسيد دل از دنيا كند. ما دوست داريم كسي را كه خردمند و فهيم و دين شناس و بردبار و مداراكننده و صبور و راستگو و وفادار باشد، زيرا خداوند پيامبران را به مكارم اخلاقي ويژه داشته است. پس اين صفات اگر در هر كس باشد، خداي را شكر گزارد و در هر كه نباشد، به درگاه خداوند زاري كند و آن را طلب كند.

از آن حضرت پرسيده شد: مكارم اخلاقي چيست؟ فرمود: ورع، قناعت، صبر، شكر، حلم، حيا، سخاوت، شجاعت، غيرت، راستگويي نيكوكاري، بازپس دادن امانت، يقين، خوش خويي و مروت.

محكم ترين حلقه هاي ايمان، آن است كه در راه خدا دوست بداري و در راه خدا دشمن بداري و در راه خدا بخشش كني و در راه خدا دريغ كني. پس از مرگ هيچ كس جز سه خصلت به دنبال انسان نمي آيد: صدقه جاريه اي كه وي در دوران حياتش انجام داده كه پس



[ صفحه 90]



از مرگش باقي است، روش هدايتگري كه بدان عمل شود و فرزند صالحي كه برايش دعا كند. روزه، فقط دست بازداشتن از خوردني و نوشيدني نيست. زيرا مريم (ع) فرمود: همانا من براي خداي بخشنده روزه اي نذر [3] كردم و روزه در اينجا يعني سكوت. پس زبانهايتان را نگه داريد و ديدگانتان را فروپوشيد، به هم حسادت نكنيد و با هم ستيز ننماييد كه حسد ايمان را مي خورد چنان كه آتش هيزم را مي خورد. هر كس اخلاقش بد باشد خود را شكنجه كند. احسان چون نام خود باشد و چيزي از احسان برتر نيست جز ثوابش. احسان تحفه الهي است به بنده. نه هر كس خواهد به مردم خوبي كند تواند و نه هر كس بدان رغبت دارد بر آن تواناست و نه هر كس بدان توانا شد، توفيق آن يابد. هرگاه خدا بر بنده منت نهد براي او رغبت در احسان و قدرت و توفيق آن را فراهم سازد و سعادت به كمال رسد و كرامت براي طالب و مطلوب پديد آيد. براي شيطان لشكري سخت تر از زبان و غضب نيست.

خداوند يقين بي شكي نيافريد كه به شك بي يقيني چون مرگ ماننده تر باشد. هرگاه ديديد بنده اي در پي جست وجو از گناهان مردم است و گناه خود را به فراموشي سپرده، بدانيد كه گرفتار مكر خداوند باشد. آن كه بخورد و شكر كند، ثواب روزه داري را كه براي خدا روزه گرفته دارد. و كسي كه تندرست و شكرگزار است ثواب گرفتار صابر را دارد. براي خردمند سزاوار است كه راستگو باشد تا به سخنش ايمان آورند و بسيار شكر گزارد تا مستوجب افزوني باشد. بر تو روا نيست خيانتكاري را كه آزموده اي امين سازي و نيز بر تو روا نيست كه كسي را كه بدو امانتي سپردي متهم كني. زودرنج را دوست نپايد و حسود را توانگري نيايد و نظر كردن فراوان در حكمت، خرد را بارور كند. يك عالم بهتر از هزاران عابد و هزار زاهد و هزار مجتهد است. به راستي براي هر چيزي زكاتي است و زكات دانش آن است كه آن را به اهلش بياموزند. قاضيان چهار گونه اند: سه تا در آتش و يكي در بهشت. مردي كه دانسته به ناحق قضاوت كند در دوزخ است. مردي كه نادانسته به ناحق قضاوت كند در دوزخ است مردي كه ندانسته به حق قضاوت كند در دوزخ است و مردي كه دانسته به حق قضاوت كند در بهشت است.

از آن حضرت درباره ي عدالت پرسيدند، فرمود: هرگاه از محارم چشم پوشد و از گناهان زبان بندد و از مظالم دست بردارد. هر چه را خداوند از بندگان در پرده دارد از آنان ساقط است تا به آنها اعلام كند و بفهماند. آن حضرت (ع) به داود رقي فرمود: دست را تا آرنگ در كام اژدها فروبري بسي بهتر از آن است كه از تازه به دوران رسيده طلب حاجت كني. روايي حاجات از درگاه خداست و پس از خدا وسايل آن بندگان اويند كه حوائج به دست آنان



[ صفحه 91]



جاري مي شود. هر نيازي كه از شما برآورده شد با تشكر از خدايش بپذيرد و هر كدام برنيامد از خدا به رضا و تسليم و صبر پذيرا شويد. اميد است كه آن صلاح شما باشد، زيرا خداوند به صلاح شما آگاه تر است لكن شما نمي دانيد. از دوستي و رفاقت با فرومايگان بپرهيز كه دوستي با آنان هيچ ثمره ي نيكي به بار نياورد. سودمندترين چيز براي انسان آن است كه پيش از ديگران به عيب خود مشغول گردد. پررنج ترين چيز نهان داشتن نداري است، بي ارزش ترين چيز اندرز گفتن به كسي است كه آن را نمي پذيرد و همسايگي با حريص است. بهترين آسايش يأس از مردمان است. پرناله و نگران مباش، خود را براي تحمل كسي كه مخالفت تو و برتر از توست رام كن. همانا تو به برتري او اعتراف كرده اي تا با او مخالفت نكني! هر كه براي ديگري فضلي نشناسد مفتون به رأي خويش است و بدان كه عزت ندارد، كسي كه خدا را رام نيست و رفعت ندارد، كسي كه براي خدا فروتني نمي كند. انگشتري به دست كردن، از سنت است. محبوب ترين دوستانم كسي است كه عيبهايم را به من هديه كنند. دوستي نباشد جز با شرايطي؛ هر كه همه ي اين شرايط يا برخي از آنها را دارا باشد، دوست است وگرنه او را به دوستي نسبت مده. نخست اينكه نهان و آشكارش با تو يكي باشد، دوم اينكه زيبايي تو را از تو داند و زشتي تو را زشتي خود شمارد، سوم اينكه رسيدن به مال و يا منصب او را با تو ديگرگون نكند، چهارم اينكه هر چه را تواند از تو دريغ ندارد، پنجم اينكه جامع همه ي اين خصال است آن هنگام گرفتاريها تو را به حال خود وانگذارد. مدارا با مردم يك سوم خردمندي است. خنده ي مؤمن تبسم است. براي من تفاوتي ندارد كه خائني را امانت سپرم يا كسي را كه از امانت آن چنان كه بايد، نگهداري نمي كند.

آن حضرت (ع) به مفضل فرمود: تو را به شش خصلت سفارش مي كنم تا آنها را به پيروانم برساني. گفتم: آنها كدامند؟ فرمود: پرداخت امانت به كسي كه به تو امانتي سپرده و براي برادرت آن را پسندي كه براي خود مي پسندي. بدان كه هر كاري فرجامي دارد و از فرجام آن برحذر باش و براي هر كاري ناگهانيهايي است از آنها برحذر باش. مبادا صعود بر فراز كوهي بر تو آسان آيد كه به هنگام فرود آمدنت پرتگاه دارد. به برادرت وعده اي مده كه وفاي آن در اختيارت نيست. سه چيز است كه خداوند در آنها براي هيچ كس رخصتي مقرر نكرده است: خوش رفتاري با پدر و مادر چه آنان نيك باشند چه بد، وفاي به پيمان با نيك و بد و پرداخت امانت به خوب و بد. من به سه دسته رحم مي كنم و سزاوارند كه به آنها رحم شود: عزيزي كه ذليل شده، توانگري كه نيازمند شده و دانشمندي كه اهل او و نادانان وي را حقير مي شمارند و خوار مي دارند. هر كه دلش به دوستي دنيا درآويخت به سه زيانش نيز درآويزد: همتي بي نهايت و آرزويي به دست نيامدني و اميدي درنيافتني. مردم چون



[ صفحه 92]



دندانه هاي شانه با هم برابرند. انسان به وسيله ي برادرش فزوني يابد. دوستي با كسي كه براي تو آنچه را كه براي خود مي خواهد در نظر نمي گيرد، فايده اي ندارد. هر كدام از برادرانت كه سه بار بر تو خشمگين گشت و حرف بدي به تو نگفت، او را براي خود ذخيره بشمار. بر مردم زماني آيد كه چيزي كمياب تر از رفيق دل آرام و كسب يك درهم از حلال نيست. هر كه خود را در موضع تهمت قرار دهد نبايد بدگمان به خود را سرزنش كند و هر كه راز خود را نهان دارد اختيارش به دست خود اوست و هر رازي كه از دو كس گذشت فاش شود. كار برادر خود را بر بهترين صورت حمل كن و سخني را كه از دهان برادرت درآيد تا محمل خيري براي آن پيدا مي شود به بد تفسير مكن. بر تو باد به دوستي به برادران صديق كه آنان ذخيره ي روزگار راحت و سپر دوران بلايند. و در سخنت با كساني مشورت كن كه از خدا مي ترسند. برادران خويش را به ميزان تقوايي كه دارند دوست بدار. از زنان بد بپرهيز و از خوبانشان برحذر باش. كسي از شما به حقيقت ايمان نرسد تا بيگانه ترين مردم از خود را براي خدا دوست بدارد و نزديك ترين مردم را به خود، براي خدا دشمن دارد.

چشم پوشي و گذشت زيبا آن است كه بر گناه كيفر نكني و صبر نيكو آن است كه در آن شكايت نباشد. در هر كه چهار چيز باشد مؤمن است: راستگويي، حيا، خوش خويي و شكرگزاري.

چون مرد از سي سالگي گذشت ميانه سال است و چون از چهل گذشت پير است. حشمت ميان خود و برادرت را از ميان مبر و آن را باقي گذار. زيرا از بين رفتن حشمت بي آزرمي است و پايندگي آن پايندگي دوستي است. به آن حضرت عرض شد: آيا در عقيق خلوت گزيده اي؟ انزوا اختيار كرده اي؟ فرمود: اگر تو شيريني تنهايي را چشيده بودي از خودت هم مي هراسيدي، سپس فرمود: كمترين بهره اي كه بنده از تنهايي نصيبش مي گردد آسودگي از مدارا و سازش با مردم است. خدا دري از دنيا به روي بندگانش نگشايد جز اين كه دو برابر بر حرصش بيفزايد.

از آن حضرت (ع) سؤال شد راه آسايش چيست؟ فرمود: در مخالفت با هواي نفس. پرسش شد: چه وقت بنده راحت مي يابد؟ فرمود: از نخستين روزي كه به بهشت رود. با شتاب راه رفتن بهاي مؤمن را ببرد و نورش را خاموش كند. آن حضرت (ع) به يكي از شيعيانش فرمود: چه باك است كه يكي از برادرانت از تو شكايت كند؟ گفت بدين خاطر از من شكايت دارد كه تمام حقم را از او گرفته ام. آن حضرت خشمناك نشست و فرمود: گويا تمام حقت را كه از او گرفتي به وي بد نكردي آيا به تو نشان دهم كه خداوند از مردمي كه از بدي حساب انديشناكند، چه مي گويد؟ يعني مي ترسند خدا بر آنها به ناحق حكم كند؟ نه. بلكه مي ترسند خدا حساب تمام از آنها بكشد و خدا آن را بدحسابي ناميده پس هر كه



[ صفحه 93]



حساب خود را بخواهد بدحسابي كرده است. خوش خويي از دينداري است و روزي را زياد مي كند. بخششگر بزرگوار كسي است كه مالش را در راه خدا انفاق مي كند. از آن حضرت سؤال شد: در وصيت لقمان چه بود؟ فرمود: در آن نكات شگفتي آمده بود و از شگفت آورترين آنها اين بود كه به پسرش گفت: تا آنجا از خدا بترس كه اگر همه ي نيكيهاي جن و انس را به درگاهش بري باز هم عذابت كند و تا آنجا به او اميدوار باش كه اگر گناهان همه ي جن و انس را به درگاهش بري باز هم بر تو رحم آورد. كسي يك كلمه حق نگويد جز آنكه ثواب كسي را كه بدان عمل مي كند، مي برد و اگر به يك كلمه ناحق و گمراهي لب بگشايد گناه هر كسي كه بدان عمل مي كند، شامل او مي شود. چهار چيز از سيرت پيامبران است: نيكي، سخاوت، صبر بر مصيبت و قيام براي گرفتن حق مؤمن. مصيبتي كه بر آن شكيبايت كرده اند و از سوي خداوند براي آن پاداش مقرر شده است. مصيبت مشمار. همانا مصيبت آن است كه صاحبش از اجر و پاداش آن محروم شود، هر گاه در آن صبر و شكيبايي به خرج ندهد. بدانيد كه محبوب ترين بندگان در پيشگاه خدا كسي است كه مؤمن فقيري را در دنيا و نجات زندگيش از فقر كمك دهد و كسي كه ياري دهد و سود بخشد و بدي را از مؤمنان دفع كند. به راستي صله ي رحم و نيكوكاري، حساب را آسان و از ارتكاب به گناهان نگهداري مي كنند. پس با خويشان خود صله رحم كنيد و به برادرانتان نيكي كنيد ولو به خوب سلام كردن و پاسخ سلام گفتن. هر كه به روزي اندك خشنود است خدا از او طاعت كم را بپذيرد و هر كه به كمي از حلال خرسند است هزينه اش سبك و كسبش پاك است و درمانده نباشد. از درستي يقين مسلمان آن است كه مردم را با خشم خداوند خشنود نسازد و آنها را به آنچه خدا روزي كرده سپاس نگزارد و به آنچه خداوند نداده، مردم را سرزنش نكند، زيرا آنچه روزي اوست حرص حريصش به سوي او نكشد و بدخواهي بدخواهش جلوگير نيست و اگر يكي از شما از روزي خود بگريزد، چنان كه مرگ مي گريزد، روزي اش او را دريابد پيش از آن كه بميرد چنان كه مرگش دريابد. سه خصلت است كه عمل به آنها براي بنده سخت تر است: حق دادن مؤمن از طرف خودش، مواسات شخصي با برادرش و ياد خدا در هر حال. از آن حضرت سؤال شد. معناي ذكر خدا در هر حال چيست؟ فرمود: يعني قصد هر نافرماني كه كند خدا را ياد آورد تا ميان او و آن نافرماني حايل شود. از دشنام بپرهيزيد كه دشمني آورد و كينه را موجب شود و همان دشنام كوچك تر باشد.

حسن بن راشد گويد: امام صادق (ع) فرمود: چون ناگواري برايت روي داد به احدي از مخالفان شكايت مبر ولي به يكي از برادرانت بگو كه يكي از چهار اثر را دارد: يا كفايت كار تو كند، يا به واسطه ي مقام خود به تو كمك كند يا برايت دعاي مؤثر مي كند و يا تو را با مشورت خود ياري مي دهد. سخن بيهوده مگو و از سخن مفيد هم كم بگو و به جا گو، چه بسا



[ صفحه 94]



گوينده اي كه سخن درست و سودمند را بي جا گفته و به رنج افتاده است. با نابخرد و بردبار مجادله مكن زيرا بردبار بر تو چيره آيد و نابخرد تو را خوار سازد، در غياب برادرت او را چنان ياد كن كه دوست داري او در غياب تو بگويد. كردار درست همين است، مثل كردار كسي كه مي داند در برابر نكويي پاداش دارد و در برابر گناه مؤاخذه مي شود.

يونس به آن حضرت گفت: همانا اطاعت من از شما و معرفتي كه خدا به من نسبت به حق شما داده بسي محبوب تر است پيش من از همه ي دنيا. يونس گفت: در چهره ي آن حضرت آثار خشم ديدم. سپس فرمود: اي يونس ما را به آنچه شايسته نبود قياس كردي. دنيا و آنچه در آن است، چيست؟ آيا آن به جز رفع گرسنگي و ستر عورتي است؟ در حالي كه تو به وسيله ي ما به زندگي جاويد دست يابي.

اي شيعه ي آل محمد! بدان كه از ما نيست كسي كه هنگام خشم خوددار نباشد و با همنشين خود نكويي نكند و با كسي كه با او مدارا كند نرمي به خرج ندهد و با كسي كه با او آشتي كرده، مصالحه نكند و با مخالف خود مخالفت نكند. اي شيعه ي آل محمد! تا مي توانيد تقوا پيشه كنيد و پرهيزكار كنيد «و لا حول و لا قوة الا بالله».

عبدالله علي گويد: در شهر مدينه در ميان جمعي بودم و آنان درباره ي جود بسيار سخن گفتند. مردي از آنها كه ابودلين خوانده مي شد گفت: او جعفر است. سپس دستش را روي هم گذاشت. امام صادق (ع) فرمود: با مردم مدينه مجالست داري؟ گفتم: آري. فرمود: هر چه به تو گفته اند به من بازگوي. من نيز آن سخنان را برايش گفتم. پس فرمود: واي بر ابودلين او مثل يك پر است كه باد آن را مي برد سپس فرمود: پيامبر گفت: هر احساني صدقه است و بهترين صدقه آن است كه از بي نيازي باشد. ابتدا از عيال خود شروع كن، دست بالا بهتر از پايين است، خداوند بر كسي كه كفاف دارد نكوهش نمي كند. يا گمان مي كنيد كه خداوند بخيل است و باور داريد كسي بخشنده تر از خداست؟ بخشنده ي آقا كسي است كه حق خدا را در جايگاهش بنهد و بخشنده آن نيست كه ثروت را از غير حلال به دست آورد و آنها را در جايي كه سزاوار نيست قرار دهد. بدانيد كه من به خدا سوگند اميدوارم خدا را ملاقات كنم و آنچه بر من حلال نيست نگرفته باشم و هيچ حقي از خدا بر من وارد نشده جز اينكه آن را عمل كردم و هرگز شبي سپري نكردم جز آن كه در عالم حقي باشد و آن را نپرداخته باشم.

پس از برگرفتن از شير، رضاعي نيست و در روزه وصل روزها به هم روا نيست، بيابانگردي شايسته نيست، پس از فتح مكه، هجرت بايسته نيست پيش از نكاح، طلاق درست نيست پيش از مالك شدن، آزاد كردن بنده معنا ندارد. با وجود پدر قسم فرزند صحيح نباشد و نه قسم مملوك با وجود مالك و قسم زن با وجود شوهر. نذر در گناه تحقق نيابد و قسم در قطع



[ صفحه 95]



رحم تأثير ندارد.

احدي نباشد كه گرچه همه كارش درست باشد به عيش و نوشي رسد جز اينكه كدورتي دامنگيرش باشد. و هر كه فرصت را به انتظار رسيدن به كمال مطلوب از دست دهد، روزگارش همان فرصت را بربايد زيرا كار روزگار فرصت ربايي و روش زمانه از دست شدن است.

احسان، زكات نعمتهاست و شفاعت، زكات مقام و بيماريها، زكات كالبدها و عفو زكات، پيروزي است و آنچه زكاتش داده شود از نابودي در امان است.

چون دنيا به مردمي روي آورد نيكيهاي ديگران را هم بر تن آنها پوشد و چون پشت كند نيكيهاي خودشان را هم از آنان بربايد. دختران حسنه اند و پسران نعمت. در برابر حسنه پاداش دهند و در برابر نعمت سؤال كنند.


پاورقي

[1] اين بيان در جايي صادق است كه احتمال تأثير امر به معروف و نهي از منكر در طرف منتفي باشد.

[2] جاحظ اين روايت را در البيان و التبيين نيز آورده است.

[3] مريم / 26: اني نذرت للرحمن صوما.


خودستايي


گاهي مناظره كننده يا با صراحت بيان و يا با اشاره و كنايه به خاطر تأييد سخن خود، و زشت و نادرست جلوه دادن سخن ديگران، به نوعي خودستايي دچار مي شود و غالبا اين حالت دروني را اظهار مي نمايد. در حالي كه خداوند متعال مي فرمايد: «فلا تزكوا أنفسكم [1] و خودستايي نكنيد»

از حكيمي پرسيدند كه آن سخن درستي كه اظهارش زشت و نادرست است، چيست؟ پاسخ داد: اين كه انسان خودش را ستايش و تمجيد نمايد.

مناظره نيز به جهت اين كه طرفين براي اثبات غلبه و تفضيل خود بر ديگري تلاش مي كنند، خالي از خودستايي نمي باشد؛ به عنوان مثال آنجا كه مناظره كننده مي گويد: «من از افرادي نيستم كه اين گونه مطالب براي آنها نا آشنا و مبهم است».

گاهي نيز مناظره كننده به خاطر ترويج سخنانش از روي تكبر و غرور و تفاخر، خودستايي مي كند. بايد توجه داشت كه خودستايي علاوه بر اين كه زشت و ناپسند است، مورد نهي خداوند متعال نيز مي باشد و از قدر و منزلت انسان در نظر ديگران مي كاهد. [2] .



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] نجم / 32.

[2] منية المريد، ص 545؛ محجة البيضاء، ج 1، ص 104.


بد زباني مانع اجابت دعا


اياكم ان تزلقوا السنتكم بقول الزور و البهتان و الاثم و العدوان. [1] .

از اينكه زبانتان را به بيهوده گويي، بهتان و گناه و دشمني بلغزانيد، بپرهيزيد.

امام صادق عليه السلام

روزي امام صادق عليه السلام به يكي از يارانش، عمر بن يزيد، رو كرد و فرمود:

«در بني اسرائيل مردي زندگي مي كرد كه پيوسته دعا به درگاه خداوند متعال مي نمود تا فرزندي به او عطا فرمايد و ليكن دعايش مستجاب نمي شد؛ از اينرو به پروردگار متعال گفت:

«پروردگارا! آيا من از تو دورم و دعايم را نمي شنوي يا اينكه تو نزديكي و دعايم مستجاب نمي شود؟»



[ صفحه 109]



به دنبال اين، او را خواب برد و در خواب هاتفي ندا زد:

«بي ترديد تو خداوند را سه سال پيوسته، بي اخلاص مي خواني و علاوه بر اين، بدزبان و هرزه گو و دلي سركش و بي تقوا داري؛ هرزه گويي و بد زباني را از خود دور كن و با تقوا باش و نيتت را اصلاح نما.[تا دعايت مستجاب شود.]

آن مرد به آنچه توصيه شد، عمل كرد و دعايش مستجاب شد و خداوند متعال به او فرزندي عطا فرمود. [2] .



[ صفحه 110]




پاورقي

[1] الكافي ج 8 / 3.

[2] الكافي 2 / 324.


مناظره امام با ملحدين


- مولاي من! حضرت عالي مناظره اي با زنادقه و ماديون داشته ايد. خواهش مي كنم نمونه اي از آن را براي پيروانتان بفرمائيد؟

مناظره ي من با زنديق مصري به نام عبدالملك كه منكر وجود خدا بود و به قدم جهان قائل بود چنين است:



[ صفحه 72]



سؤال كردم: آيا قبول داري كه زمين زير و زبري دارد

گفت: «آري.»

گفتم: آيا زير زمين رفته اي؟

گفت: «نه.»

گفتم: پس چه مي داني كه زير زمين چيست؟ گفت: نمي دانم ولي گمان مي كنم در زير زمين چيزي نيست. گفتم: گمان، علامت درماندگي است نسبت به چيزي كه به آن يقين نتواني كرد.

سپس گفتم: آيا به آسمان بالا رفته اي و مي داني در آن چيست؟ گفت: نه.

گفتم: شگفتا از تو كه نه به مشرق رسيدي نه به مغرب و نه به زمين فرورفتي و نه به آسمان بالا رفتي و نه از آن گذشتي تا بداني پشت سر آسمانها چيست و با اين حال آنچه را در آنهاست (نظم و تدبيري كه دلالت بر صانع حكيمي دارد) منكر گشتي. مگر آدم عاقل چيزي را كه نفهميده انكار مي كند؟

زنديق گفت: تا حال كسي غير از شما با من اينگونه سخن نگفته است.

گفتم: بنابراين تو در اين موضوع شك داري كه شايد باشد و شايد نباشد، گفت شايد چنين باشد.

گفتم: اي مرد! كسي كه نمي داند بر آنكه مي داند برهاني ندارد. [1] .



[ صفحه 73]



سپس گفتم: ما هرگز درباره ي خدا شك و ترديد نداريم. مگر خورشيد و ماه و شب و روز را نمي بيني كه به افق درآيند و بازگشت كنند و مجبورند و مسيري جز مسير خود ندارند؟

اگر توان رفتن دارند پس چرا برمي گردند و اگر مجبور نيستند چرا شب، روز نمي شود و روز، شب نمي گردد؟

اي برادر اهل مصر! آنها براي هميشه، به خدا نياز دارند و آن خدا ناچارشان كرده و از آنها فرمانرواتر و بزرگتر است.

زنديق گفت: «راست گفتي.»

آنگاه گفتم: اي برادر اهل مصر! به راستي آنچه را كه به او گرويده ايد و گمان مي كنيد كه دهر است، چرا اگر دهر مردم را مي برد آنها را بر نمي گرداند و اگر بر مي گرداند چرا نمي برد؟



[ صفحه 74]



چرا آسمان افراشته و زمين نهاده شده است و چرا آسمان به زمين نمي افتد؟

چرا زمين بالاي طبقاتش سرازير نمي گردد و به آسمان نمي چسبد؟

زنديق طبق اين مباحث ايمان آورد و گفت: خدا كه پروردگار زمين و آسمان است آنها را نگه داشته است و سپس گفت: مرا به شاگردي قبول كنيد.

به هشام (شاگردم در مباحث فلسفي) گفتم: او را نزد خود بدار و تعليمش ده.

[در اين حديث شريف از سه راه براي اثبات صانع استدلال شده است.

اولا: حركت منظم و رفت و برگشت كواكب و سيارات دلالت بر صانع با اراده و مختار آنها دارد زيرا اگر صانع با شعوري براي آنها نباشد حركاتشان يا به طبيعت خود آنهاست و يا به اراده و شعور آنها كه هر دو وجه باطل است. چون حركت طبيعي به يك طرف متوجه است و يك اقتضاء دارد. مانند سقوط جسم سنگين كه هميشه به پائين ميل مي كند (در اثر قوه ي جاذبه زمين) و جسم سبك مانند دود و بخار كه هميشه به بالا مي رود و هرگز بر عكس نمي شود، چون حركت سيارات بر يك نظم معين و دائمي است. پس چاره نداريم جز اينكه بگوئيم آنها مجبورند و زير فرمان قدرتي اراده و شعور اداره مي شوند.

ثانيا: موجودات جهان همه در تغيير و تبديل اند: مي آيند و مي روند،



[ صفحه 75]



موجود و معدوم مي گردند، جوان و پير مي شوند. مذهب دهريه كه همان طبيعيون باشند اين است كه فاعل و علت اين تغييرات همان طبيعت است و اين قول باطل است زيرا نسبت وجود و عدم و جواني و پيري را به طبيعت امكانيه و ماده ي بي شعور دادن، صحيح نيست و ترجيح يك طرف مربوط به اراده ي ديگري است كه آن ذات خداوند حكيم است.

ثالثا: تمام موجودات جهان از زمين و آسمان و آنچه در آنهاست با نظم و ترتيب و طبق حكمت و مصلحت و براي ادامه ي زندگي خلق شده اند و در هيچ گوشه ي جهان بي نظمي و اختلال ديده نمي شود. اين نظام متقن و محكم جهان، جز با تدبير و تسخير پروردگار زنده و حكيم و قادر و قاهر ممكن نگردد] [2] .

- سرورم! روزي عبدالكريم بن ابي العوجاء كه مردي دهري و به مبدأ و معاد عقيده نداشته از حضرت عالي پرسيد دليل بر حدوث اجسام چيست؟ (مقصودش همان بحث مشهور حدوث و قدم ماده بود كه بحث و جدلهاي دامنه داري بين دانشمندان طبيعي و اسلامي به وجود آورده است). چه پاسخ فرموديد؟

گفتم: من هيچ چيز كوچك و بزرگ را نمي بينم مگر اين كه چون چيزي مانند آن ضميمه اش شود بزرگتر و در همين حال است كه آن چيز اول



[ صفحه 76]



از بين مي رود يا به وضع ديگري منتقل مي گردد. حالت اولي او ديگر نيست در صورتي كه اگر آن چيز قديم بود، تغيير حالت نمي داد، از بين نمي رفت و به حالت ديگر منتقل نمي شد.

پس چيزي كه زائل مي شود و به حال ديگر مي رود امكان دارد كه به وجود بيايد و از بين برود بنابراين، بود آن بعد از نبودش دليل حدوث آن است و از اين كه در مرحله ي اول بوده و حالا نيست پس داخل در معدوم شده است و محال است كه چيزي هم ازلي باشد و هم معدوم گردد.

[اين فرمايش امام به تعبيري همان قياس استدلالي منطقيون است كه گويند.

العالم متغير و كل متغير حادث فالعالم حادث]

- سرورم! روز ديگر عبدالكريم بن ابي العوجاء نزد جناب عالي آمد. حضرت عالي پرسيديد آيا تو مصنوعي يا غير مصنوع؟

ابن ابي العوجاء گفت: مصنوع بودن چگونه ممكن است؟

ابن ابي العوجاء مدتي طولاتي سر به گريبان بود و پاسخ نمي داد و به چوبي كه در مقابلش بود ور مي رفت و مي گفت: دراز - كوتاه - پهن - گود - متحرك - ساكن. همه ي اينها صفت مخلوق است.

شما فرموديد: اگر براي مصنوع صفتي جز اينها نداني بايد خودت را هم مصنوع بداني زيرا در وجود خود نيز از اين صفات مي يابي.

او گفت: از من چيزي پرسيدي كه هيچ كس پيش از تو نپرسيده و كسي



[ صفحه 77]



هم بعد از تو نخواهد پرسيد. جناب عالي چه فرموديد؟

گفتم: فرض كنيم گذشته را مي داني كه از تو چنين پرسشي نكرده اند، از كجا مي داني كه در آينده نخواهند پرسيد؟

تو با اين سخن، عقيده ي خود را نقض كردي زيرا تو معتقدي كه همه چيز از اول مساوي و برابر است پس چگونه چيزي را مقدم و چيزي را مؤخر مي داري؟ (يعني تو كه منكر خدا هستي، نسبت وجود و عدم را به اشياء و حوادث برابر مي داني و تقدم و تأخري قائل نيستي پس چگونه در كلامت گذشته و آينده آوردي؟)

سپس پرسيدم: اي عبدالكريم! بگو بدانم اگر تو كيسه ي جواهري داشته باشي و كسي به تو بگويد در اين كيسه اشرفي هست و تو بگوئي نيست ولي او به تو بگويد اشرفي را براي من تعريف كن در حالي كه تو اوصاف آن را نداني آيا مي تواني ندانسته بگوئي اشرفي در كيسه نيست؟ گفت: نه.

گفتم: جهان هستي، عرض و طولش از كيسه ي جواهر بزرگتر است و شايد كه در آن مصنوعي باشد. تو صفت مصنوع را از غير مصنوع تميز نمي دهي و وقتي چيز مصنوعي وجود داشته باشد، قطعا براي او صانعي هم وجود خواهد داشت. ابن ابي العوجاء در جواب عاجز شد. [3] .

- سرورم! در سال ديگر، موسم حج مجددا ابن ابي العوجاء به مكه آمد و



[ صفحه 78]



چون چشمش به جناب عالي افتاد، عرض كرد آقا و مولاي من، شما فرموديد براي چه اينجا آمدي؟

عرض كرد: از روي عادت و سنت ميهني و براي اين كه ديوانگي و سر تراشي و سنگ پراني مردم را تماشا كنم و از شما مي پرسم كه تا كي اين بيابان را لگد كرده و به اين سنگ پناه آورده و اين خانه ي خشت و گلي را مي پرستيد و مثل شتران هروله مي كنيد؟ اگر كسي در اين امور فكر كند مي فهمد كه اين كارها، كار مردان عاقل و حكيم نيست و چون شما رئيس و بزرگ اين مردم بوده و زمام دلها به دست شماست و پدرت (رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم) اساس و پايه ي اين نظام را گزارده است لذا از شما پرسيد. حضرت عالي در پاسخ چه فرموديد؟

گفتم: هر كس را كه خدا گمراه كرد و چشم دلش كور شد حق به ذائقه ي او تلخ مي آيد و شيطان ولي اوست و او نجات نخواهد يافت. اي مرد! اين محل خانه اي است كه خداوند آن را قبله ي نمازگزاران نموده و وسيله ي پرستش خود قرار داده است تا اطاعت مردم را آزمايش كند. خود اين خانه ي گلي پرستش نمي شود بلكه در اينجا كسي پرستش مي شود كه او خالق كاينات است و اين اعمال حج كه تو آنها را ديوانگي نام مي نهي دستوارت و احكامي است كه خداوند براي عبادت بندگانش مقرر فرموده است.

در هر صورت قضيه از دو حال خارج نيست. اگر مطلب آن طور باشد كه تو مي گوئي (كه مسلما آن طورنيست) ما و تو با هم علي السويه هستيم و



[ صفحه 79]



پس از مرگ بازخواستي از ما نخواهد بود. ولي اگر مطلب بدين گونه باشد كه ما مي گوئيم (كه مسلما هم همين طور است) در اين صورت ما نجات يافته و شما به هلاكت افتاده ايد. بگو ببينم آدم عاقل از دو احتمال بالا كدام يك را مي پذيرد؟

ابن ابي العوجاء عاجز ماند و محكوم شد.

- سرورم! روز ديگر ابن ابي العوجاء به جناب عالي عرض كرد: درباره ي اين آيه چه مي گوئيد؟

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها

(هر وقت پوست جهنمي ها سوخت، آن را به پوست ديگر بدل كنيم)

بر فرض كه اين بدن گناه كرده باشد، پوست جديد چه گناهي نموده است؟ چه فرموديد؟

گفتم: اگر كسي خشتي را بشكند و آن را خاك كند و مجددا آن خاك را خشت نمايد اين خشت جديد همان خشت اولي است. [4] .

- مولاي من! ابوشاكر ديصاني كه از پيشوايان مكتب مادي بود روزي به حضور جناب عالي شرفياب شد و گفت: ما عقيده داريم كه جهان ازلي و بي ابتداست. شما كه اين جهان را حادث مي دانيد چه دليلي داريد؟



[ صفحه 80]



جناب عالي وقتي كه تخم مرغي كه در آنجا وجود داشت از زمين برداشتيد، چه فرموديد؟

گفتم: در زير پوست اين تخم مرغ دو مايع غليظ وجود دارد كه هرگز با هم مخلوط نمي شوند. يكي مايع سفيد رنگي كه زير پوست سفيد وجود دارد و ديگري مايع زرد رنگي كه در وسط مايع سفيد قرار گرفته است.

اگر اين تخم مرغ را زير بالهاي گرم مرغي بگذاريم، پس از چند روز اين تخم مرغ از هم مي شكافد و جوجه اي با پر و بال رنگين از آن بيرون مي آيد.

اين تخم مرغ، خودش چند روز پيش وجود نداشته بلكه در اثر تخم گذاري مرغي به وجود آمده است و پس از چندي هم جوجه اي كه اكنون وجود ندارد، از ميان همين تخم مرغ بيرون مي آيد. با اين وصف آيا ما مي توانيم اين تخم مرغ را كه از چند روز پيش به وجود آمده يا آن جوجه را كه پس از چند روز از اين تخم مرغ به وجود خواهد آمد، قديم بدانيم؟

ساير اجزاء جهان را هم، مانند اين تخم مرغ و جوجه، اگر تعقيب كنيم به روزي مي رسيم كه وجود نداشته اند. اگر اين جهان قديم بود بايد اجزايش نيز از قديم وجود مي داشتند.

ابوشاكر گفت: با برهان خود اين مطلب را واضح فرمودي و گفتي و چه نيكو گفتي و در عين اختصار حقيقت را بيان فرمودي. [5] .



[ صفحه 82]




پاورقي

[1] ممكن است به نظر بعضي چنين برسد كه در اين سؤال امام (به زمين فرو رفته اي يا به آسمان بالا رفته اي) مگر خدا هم مانند اجسام محل خاصي دارد كه در زير زمين يا بالاي آسمان باشد و به فرض اين كه زنديق به زمين هم فرو مي رفت يا به آسمان بالا مي رفت باز خدا را نمي ديد.

اين سؤال با اين كه به نظر صحيح مي رسد اما مقصود امام عليه السلام اين نبود كه خداوند در زير زمين يا در فراز آسمان باشد بلكه او مي خواست به زنديق بفهماند كه تو منكر وجود خدا هستي بدون تأمل و منطق ادعا مي كني و دليلي بر اثبات آن نداري، زيرا خداوند مانند اجسام مادي محل و موقع معيني ندارد و زمان و مكان او را در بر نمي گيرد. اما به فرض محال اگر خدا هم مانند ساير موجودات بود، باز چون تو احاطه ي كامل به تمام عالم نداري نمي تواني بگوئي خدا نيست در صورتي كه او منزه از شايبه ي ممكنات بوده و خود، موجد زمان و مكان است.

[2] اصول كافي كتاب توحيد باب حدوث جهان شرح و ترجمه ي حاج سيد جواد مصطفوي.

[3] اصول كافي كتاب توحيد باب حادث بودن جهان و اثبات صانع آن ترجمه ي مصطفوي.

[4] اين مثال براي تقريب ذهن است كه ضمنا پاسخ اقناعي هم مي باشد و الا حقيقت مطلب عميق تر از اينست.

[5] معصوم هشتم - الامام جعفر الصادق تأليف احمد مغنيه ترجمه سيد جعفر غضبان اصول.


القرع (الدبا)


قال الاطباء فيه: الدبا أو القرع وهو اليقطين، مبرد ومرطب للدماغ ومفتح للسدود ومدر للبول وملين للمعدة لاسيما معدة المحرورين، كما يفيد اليرقان والحميات الحادة، ويستعمل كثيراً لذوي الأرق الشديد. أما الذين تعدوا منتصف العمر وانحطت قواهم وعقولهم، فعليهم أن يكثروا من أكل القرع فان فيه مزايا خاصة لتجديد القوة والانجسة.

وقال الامام عليه السلام: الدبا يزيد في العقل والدماغ وهو جيد لوجع القولنج [1] .

أقول: ويقال أنه يحتوي علي فيتامين (أ) فقط.

هذا نموذج من ذكر خواص النباتات علي رأي الإمام «ع» إقتضي الإختصار ذكر هذا القليل.



[ صفحه 62]




پاورقي

[1] كشف الاخطار.


ظاهر شدن اعجاز انگيز آب از زمين


محمد بن معروف هلالي كه از معمرين بوده و صد و بيست و هشت سال عمر كرد مي گويد:در ايام حكومت سفاح در حيره به خدمت حضرت امام جعفر صادق عليه السلام رفتم. ديدم كه مردم دور آن حضرت را گرفته اند به نحوي كه به خدمتش رسيدن ممكن نيست، سه روز متوالي رفتم و هر چقدر تلاش كردم از كثرت جمعيت نتوانستم خود را به آن حضرت برسانم. چون روز چهارم شد، مردم كم شده بودند، حضرت مرا ديد و نزديك طلبيد، سپس حركت كرد كه به زيارت قبر اميرالمؤمنين عليه السلام برود.

من نيز همراه امام صادق عليه السلام رفتم. چون مقداري راه رفتيم، آن حضرت خود را از جاده به كناري كشيد و ريگها را با دست خود پس كرد، پس ناگهان بطور اعجازانگيز، آبي ظاهر شد و ايشان با آن آب براي نماز وضو گرفت، سپس برخاست و دو ركعت نماز بجاي آورد و دعا كرد. [1] .



[ صفحه 75]




پاورقي

[1] منتهي الآمال.


المغالي


من اعتقد بأن عبدا من عباد الله يخلق، أو يرزق، أو يقدر علي ما يقدر الله



[ صفحه 36]



عليه، فهو مغال مشرك نجس، لا يؤاكل، و لا يزوج، و لا يورث بالاتفاق.


اقوال الفلكيين


6- اذا عطفنا حديث «صوموا للرؤية، و افطروا للرؤية» المتفق عليه عند المسلمين جميعا، و أيضا عطفنا اتفاقهم ان المتعين هو صوم شهر رمضان الذي يختلف مع الشهرين الحافين به شعبان و شوال نقصانا و تماما بين 29 و 30 يوما، اذا عطفنا هذين المبدأين علي اختلاف المسلمين و تفاوتهم في صدق من يدعي رؤية الهلال، و ان بعضهم يثق بدعواه دون بعض، اذا عطفنا هذه بعضها علي بعض، و جمعناها في جملة واحدة جاءت النتيجة الحتمية القهرية ان تصوم فئة، و تفطر اخري، و قد يكون الصائم من طائفة و المفطر من طائفة ثانية، و قد يكونان من طائفة واحدة تبعا للوثوق و عدمه، كما حدث في العام الماضي 1964،حيث أفطر مرجع من مراجع النجف الأشرف هو و مقلدوه يوم الجمعة، و أفطر المرجع الآخر في النجف بالذات هو و مقلدوه يوم السبت، و كما حدث أيضا سنة 1939،



[ صفحه 45]



حيث كان عيد الأضحي في مصر يوم الاثنين، و في السعودية يوم الثلاثاء، و في بومباي يوم الأربعاء، مع العلم بأن الجميع من السنة.. و اذن، ليست المسألة مسألة اختلاف بين الطوائف و المذاهب، بل مسألة ثقة و عدم الثقة بمدعي الرؤية.

و غفلة عن هذه الحقيقة شاع، و تردد علي ألسن كثيرين هذا التساؤل: لماذا لا يتفادي المسلمون هذه الفوضي، و هذا الاختلاف - و ان لم يكن طائفيا - يتفادونه بالرجوع الي العلم، و أقوال الفلكيين الذين يولدون الهلال؟.. و أيضا شاع الجواب عن هذا التساؤل بين الشيوخ أو بعضهم بأن الشرع الذي أمرنا بالصوم قد أمرنا أيضا أن نفطر للرؤية، و الذي يفهمه الناس من الرؤية، بخاصة في عهد الرسالة، هي البصرية لا الرؤية العلمية، و مقتضي ذلك أن لا نعتني بغيرها مهما كان، و يكون.

و عندي أن هذا السؤال لا يتجه من الأساس، و كذلك الجواب الذي بني عليه، لأن المبني علي الفاسد فاسد مثله، و اليك البيان:

لقد اتفق المسلمون كافة علي أن احكام الله سبحانه يجب امتثالها و طاعتها بطريق العلم، و لا يجوز الركون الي الظن، ما وجدنا الي العلم سبيلا، لأن الظن لا يغني عن الحق شيئا، أجل، نلجأ الي الظن المعتبر الذي نص الشرع عليه، كالظن الحاصل من البينة و ما اليها، نلجأ الي هذا الظن حيث لا طريق الي العلم اطلاقا، و اذا جاز الركون الي البينة المفيدة للظن فبالاولي ان يجوز العمل بالعلم، بل هو المتعين مع امكانه.

و عليه، فمتي حصل العلم من أقوال الفلكيين وجب علي كل من علم بصدقهم ان يعمل بأقوالهم، و لا يجوز له اطلاقا الأخذ بشهادة الشهود، و لا بحكم الحاكم، و لا بشي ء يخالف علمه.



[ صفحه 46]



و تقول: ان قول الشارع: «صوموا للرؤية، و افطروا للرؤية» يدل علي ان العلم الذي يجب اتباعه في ثبوت الهلال هو خصوص العلم الناشي ء من الرؤية البصرية لا العلم من أي سبب حصل.

و نقول في الجواب: ان العلم حجة من أي سبب تولد، و ليس للشارع، و لا لغير الشارع أن يفرق بين أسبابه، لأن حجية العلم ذاتية، و غير مكتسبة، و ليس لأحد أيا كان أن يلغيها، أو يتصرف بها بالتقليم و التعديل.. أجل، للشارع أن يعتبر العلم جزءا من موضوعات احكامه - كما تقرر في الاصول - و لكن الذي نحن فيه أجنبي عن ذلك، لأن الشارع انما اعتبر الرؤية كوسيلة للعلم بالهلال، لا كغاية في نفسها، كما هو الشأن في كل طريق مجهول لمعرفة الأحكام، و بكلمة أن اسم الطريق يدل عليه.

بقي شي ء واحد، و هو أن أقوال الفلكيين، هل تفيد العلم القاطع لكل شبهة، تماما كما تفيد الرؤية البصرية، أو لا؟

و يعرف الجواب عن ذلك مما قدمنا من ان المسألة تختلف باختلاف الأشخاص، تماما كمسألة الثقة بمن يدعي الرؤية، و بقول الطبيب اذا اخبر بالضرر، أو عدمه، فمن حصل له العلم من اقوال الفلكيين وجب عليه اتباعهم، و لا يجوز له الأخذ بالبينة، و لا بحكم الحاكم، و لا بغيرهما مما يخالف علمه و يقينه، و الا فلا طريق الا الطرق الشرعية الأخري التي ذكرناها من البينة و ما اليها. و مهما يكن، فان لنا و لغيرنا أن نقول: ان كلام الفلكيين حتي الآن مبني علي التقريب، لا علي التحقيق بدليل اختلافهم، و تضارب اقوالهم في تعيين الليلة التي يتولد فيها الهلال، و في ساعة ميلاده، و في مدة بقائه.. و متي جاء الزمن الذي تتوافر فيه للعلماء اسباب المعرفة الدقيقة الكافية، بحيث تصبح كلمتهم واحدة في التوليد، و يتكرر



[ صفحه 47]



صدقهم المرة تلو المرة، حتي تعد اقوالهم من القطعيات، تماما كأيام الاسبوع، فيمكن، و الحال هذه، الاعتماد عليهم و الرجوع اليهم في أمر الهلال و ثبوته، حيث يحصل العلم للجميع من أقوالهم لا لفرد دون فرد، أو فئة دون فئة.



[ صفحه 49]




البلوغ


للبيع أركان ثلاثة: العقد، و المتعاقدان، و المحل المعقود عليه. و تقدم الكلام عن العقد و شروطه، أما شروط المتعاقدين فهي العقل، و البلوغ، و القصد، و الاختبار، و السلطة علي المعقود عليه، و عدم التحجير، لسفه، أو فلس، أو مرض موت، و ننتقل الي التفصيل بعد هذا الاجمال.


وفاء بعض الدين


قال صاحب مفتاح الكرامة في الجزء الخامس ص 201: «لو أدي الراهن بعض الدين بقي المرهون بكامله رهنا بالدين الباقي، لأن الرهن وقع علي كل جزء من الحق بالنظر الي أن الأغلب تعلق الأغراض باستيفاء الدين عن آخره من الرهن».

و هذه مصادرة و مجرد استحسان من صاحب مفتاح الكرامة.. و الذي نراه أن المرتهن ان كان قد اشترط بقاء الرهن الي آخر جزء من الدين بقي الرهن بحاله، و لا ينفك منه شي ء، و ان لم يشترط ذلك، و دفع الراهن بقصد الوفاء، و قبض المرتهن بقصد الاستيفاء انفك من الرهن بقدر ما أدي من الدين عملا بظاهر الحال، و تبعية الرهن للدين في نظر العرف.

و تقدم في فصل الدين فقرة «وفاء بعض الدين» ان الدائن لا يجوز له أن يمتنع عن تسلم بعض حقه، و يفرض علي المدين التسديد دفعة واحدة.


كفارة العهد


انظر الفصل نفسه فقرة «كفارة العهد».


العدة بسبب الفسخ


اذا فسخ الزواج أحد الزوجين للأسباب الموجبة لذلك، و قد مر تفصيلها في باب الزواج عند ذكر العيوب، اذا حصل الفسخ فحكمه تماما حكم الطلاق من عدم وجوب العدة مع انتفاء الدخول و الاعتداد بوضع الحمل ان كانت حاملا، و بالاقراء ان استقام حيضها، و بالشهور ان كانت مسترابة و كان قد دخل بها.


مناظرته في الزهد


دخل سفيان الثوري علي الصادق عليه السلام فرأي ثيابه بيضا كأنها غرقي البيض [1] .

فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك.

فقال له: اسمع مني ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا و آجلا، ان أنت مت علي السنة و الحق و لم تمت علي البدعة.

اخبرك أن رسول الله صلي الله عليه و آله كان في زمان مقفر جدب فأما اذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري، فوالله أنني لمع ما تري علي منذ عقلت ما مر صباح و لا مساء و لله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا الا وضعته.

و أتاه قوم ممن يظهر التزهد و يدعو الناس أن يكونوا معهم علي مثل الذي هم عليه من التقشف.

فقالوا له: ان صاحبنا حصر عن كلامك و لم تحضره حججه.

فقال لهم: فهاتوا حججكم، فقالوا له: حجتنا من كتاب الله.

فقال لهم: فادلوا بها، فانها أحق ما اتبع و عمل به.



[ صفحه 80]



فقالوا: يقول الله تبارك و تعالي مخبرا عن قوم من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله: (و يؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) [2] (و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) [3] فمدح فعلهم.

و قال في موضع آخر: (و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا) [4] فنحن نكتفي بهذا.

فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة و مع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتي تمتعوا أنتم بها.

فقال لهم أبوعبدالله: دعوا عنكم ما لا ينتفع به، أخبروني أيها النفر، ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه، و محكمه عن متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل و هلك من هلك من هذه الأمة؟

فقالوا له: أو بعضه فأما كله فلا.

فقال عليه السلام لهم: فمن ههنا أتيتم، و كذلك أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله فأما ما ذكرتم من أخبار الله ايانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا و لم يكونوا نهوا عنه، و ثوابهم منه علي الله عزوجل، و ذلك أن الله جل و تقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم و كان نهي تبارك و تعالي رحمة منه للمؤمنين، و نظرا لكي لا يضروا



[ صفحه 81]



بأنفسهم و عيالاتهم، منهم الضعفة الصغار و الوالدان و الشيخ الفاني و العجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون علي الجوع، فان تصدقت برغيفي و لا رغيف لي غيره ضاعوا و هلكوا جوعا، فمن ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: خمس تمرات أو خمسة قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان و هو يريد أن يمضيها، فأفضلها ما أنفقه الانسان علي والديه، ثم الثانية علي نفسه و عياله، ثم الثالثة علي قرابته من الفقراء، ثم الرابعة علي جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله و هو أفضلها أجرا.

و قال صلي الله عليه و آله للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق و لم يملك غيرهم و له أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، يترك صبيانه يتكففون الناس. [5] .

ثم قال: حدثني أبي أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: ابدأ بمن تعول الأدني فالأدني.

ثم قال عليه السلام: هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم و نهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم قال: (و الذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما) [6] .

أفلا ترون أن الله تبارك و تعالي قال غير ما أراكم تدعون اليه من الاثرة علي أنفسكم و سمي من فعل ما تدعون اليه مسرفا، و في غير آية من كتاب



[ صفحه 82]



الله يقول: (انه لا يحب المسرفين) [7] .

فنهاهم عن الاسراف و نهاهم عن التقتير لكن أمر بين أمرين، لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له، للحديث الذي جاء عن النبي صلي الله عليه و آله: أن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم، رجل يدعو علي والديه، و رجل يدعو علي غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه و لم يشهد عليه، و رجل يدعو علي امرأته و قد جعل الله عزوجل تخلية سبيلها بيده، و رجل يقعد في بيته و يقول رب ارزقني و لا يخرج و لا يطلب الرزق، فيقول الله عزوجل له:

عبدي ألم أجعل لك السبيل الي الطلب و الضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد اعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لاتباع أمري و لكي لا تكون كلا علي أهلك، فان شئت رزقتك و ان شئت قترت عليك، و أنت معذور عندي.

و رجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني، فيقول الله عزوجل: ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك، و لم تسرف فيه و قد نهيتك عن الاسراف.

و رجل يدعو في قطيعة رحم، ثم علم الله جل اسمه نبيه صلي الله عليه و آله كيف ينفق، و ذلك أنه كان عنده اوقية من الذهب فكره أن تبيت عنده فتصدق بها، فأصبح و ليس عنده شي ء، و جاء من يسأله و لم يكن عنده ما يعطيه فلامه



[ صفحه 83]



السائل، و اغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه و كان رحيما رقيقا فأدب الله عزوجل نبيه صلي الله عليه و آله بأمره فقال: (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) [8] يقول: ان الناس قد يسألونك و لا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال.

فهذه أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله يصدقها الكتاب، و الكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، ثم من علمتم من بعده في فضله و زهده سلمان رضي الله عنه و أبوذر رضي الله عنه فأما سلمان فكان اذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنة، حتي يحضر عطاؤه من قابل، فقيل له: يا أباعبدالله أنت في زهدك تصنع هذا و أنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا، فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث [9] علي صاحبها اذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه فاذا أحرزت معيشتها اطمأنت.

و أما أبوذر رحمه الله فكانت له نويقات و شوبهات يحلبها و يذبح منها اذا اشتهي اللحم أو نزل به ضيف، أو رأي بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور أو من الشاة علي قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم [10] فيقسمه



[ صفحه 84]



بينهم و يأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم، و من أزهد من هؤلاء؟ و قد قال فيهم رسول الله صلي الله عليه و آله ما قال، و لم يبلغ من أمرهما أن صار لا يملكان شيئا ألبتة، كما تأمرون الناس بالقاء أمتعتهم و شيئهم و يؤثرون علي أنفسهم و عيالاتهم.

و اعلموا أيها النفر أني سمعت أبي يروي عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال يوما: ما عجبت من شي ء كعجبي من المؤمن انه اذا قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرا له، و ان ملك ما بين مشارق الأرض و مغاربها كان خيرا له، و كل ما يصنع به فهو خير له، فليت شعري هل يحق فيكم ما قد شرحت لكم منذ اليوم أم أزيدكم؟

أما علمتم أن الله عزوجل قد فرض علي المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ليس له أن يولي وجهه عنهم، و من ولاهم يومئذ دبره فقد تبوأ [11] مقعده من النار، ثم حولهم من حالهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله عزوجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة.

أقول: لما هاجر المسلمون من مكة الي المدينة بدء الهجرة كانوا لا يجدون مأوي و لا مطعما، فكان الايثار من الأنصار أمرا لازما الي أن يتم للمهاجرين ما يحتاجون اليه، و لما أن تم له ما احتاجوه نسخ الايثار بالتوسط في الانفاق فكان كلام الصادق عليه السلام عن العشرة بدء الجهاد، و عندما كثر



[ صفحه 85]



المسلمون و أحسن منهم الضعف و العجز و نسخه بالرجلين تنظيرا كلامه الأول.

ثم قال عليه السلام: و أخبروني أيضا عن القضاة أجورة [12] هم حيث يقضون علي الرجل منكم نفقة امرأته اذا قال: اني زاهد و اني لا شي ء لي؟ فان قلتم جورة ظلمتم أهل الاسلام، و ان قلتم بل عدول خصمتم أنفسكم، و حيث يردون صدقة من تصدق علي المساكين عند الموت باكثر من الثلث.

أقول: و ذلك فيما اذا أوصي أحد باكثر من ثلث ماله بعد الموت، فانها لا تمضي الوصية الا في الثلث دون ما زاد، و قوله «و حيث يردون» أي يرد القضاة.

ثم قال عليه السلام: أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم، فعلي من يصدق بكفارة الأيمان و النذور و الصدقات من فرض الذهب و الفضة و التمر و الزبيب و سائر ما أوجب فيه الزكاة من الابل و البقر و الغنم و غير ذلك؟ اذا كان الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا الا قدمه و ان كان به خصاصة، فبئس ما ذهبتم فيه و حملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عزوجل و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و أحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، و ردكم اياها بجهالتكم و ترككم النظر في غرائب القرآن من الناسخ و المنسوخ، و المحكم و المتشابه و الأمر و النهي.



[ صفحه 86]



و اخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليهماالسلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله عزوجل اسمه ذلك، و كان يقول الحق و يعمل به، ثم لم نجد الله عزوجل عاب عليه ذلك و لا أحد من المؤمنين، و داود النبي قبله في ملكه و شدة سلطانه.

ثم يوسف النبي عليه السلام حيث قال لملك مصر: اجعلني علي خزائن الأرض اني حفيظ عليم، فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك و ما حولها الي اليمين، و كانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم و كان يقول الحق و يعمل به، ثم لم نجد احدا عاب عليه ذلك.

فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عزوجل للمؤمنين، اقتصروا علي أمر الله و نهيه، و دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به، و ردوا العلم الي أهله تؤجروا و تعذروا عند الله تبارك و تعالي، و كونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه، و ما أحله الله فيه مما حرم فانه أقرب لكم من الله، و أبعد لكم من الجهل، و دعوا الجهالة لأهلها، فان أهل الجهل كثير، و أهل العلم قليل، و قد قال الله عزوجل: (و فوق كل ذي علم عليم). [13] .



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] كزبرج: القشرة الملتزقة ببياض البيض، و التشبيه بها اما لشدة البياض أو للرقة أو لهما معا.

[2] بالفتح الفقر.

[3] الحشر: 9.

[4] الدهر: 8.

[5] تكفف الناس: مد كفه اليهم يستعطي.

[6] الفرقان: 67.

[7] الأنعام: 141.

[8] بني اسرائيل: 29، و الحسر: الانكشاف، و يراد به ههنا العراء من المال.

[9] تختلط.

[10] القرم - محركة - شدة شهوة اللحم. (الامام الصادق للمظفر).

[11] هيأ.

[12] الهمزة للاستفهام، و الجورة جمع جائر. (الامام الصادق للمظفر).

[13] يوسف: 76، و هذه المناظرة في أول كتاب المعيشة من فروع الكافي.


دلايل پذيرش صلحنامه


در همان عصر خود امام حسن عليه السلام، افراد و گروه هاي متعددي، به ماجراي پذيرش صلح آن حضرت با معاويه، اعتراض كرده و آن حضرت را سؤال پيچ نمودند.

امام حسن عليه السلام نيز با كمال متانت و بزرگواري، به آن پرسشها پاسخهاي لازم را دادند، كه با بكارگيري دقت كافي در آن پاسخها، دلايل پذيرش صلح با معاويه، توسط آن حضرت، به خوبي آشكار مي گردد.

خلاصه و چكيده ي بخشي از پاسخهاي حضرت امام حسن عليه السلام، در اين رابطه، به قرار ذيل است:

1- من، يار و ياور نداشتم.

2- ياران من، پراكنده و داراي عقايد گوناگون هستند [1] .

(3)

اراده ي خداوند، هر روز شكل مخصوصي (غير از روز قبل) دارد (اكنون، شكل مبارزه بايد به گونه ي ديگري باشد) [2] .



[ صفحه 131]



(4)

من، به خاطر حفظ خون مسلمانان صلح كردم. اگر من، چنين (صلح) نمي كردم، يك نفر از شيعيان ما، در روي زمين باقي نمي ماند [3] .

(5)

داستان صلح من (با معاويه)، همچون داستان خضر و موسي عليهم السلام است، كه خضر عليه السلام كشتي را سوراخ كرد، تا آن (كشتي) به دست صاحبانش برسد، و گرنه طاغوتيان، آن (كشتي) را تصرف مي كردند.

موسي عليه السلام، چون از راز موضوع، بي خبر بود، از كار خضر عليه السلام، خشمگين شد، ولي وقتي كه به راز كار خضر عليه السلام پي برد، آن را پسنديد [4] .

امام حسن عليه السلام، پس از ذكر داستان خضر عليه السلام، فرمود: شما نيز، به خاطر ناآگاهي به راز صلح (من با معاويه)، بر من خشمگين شده ايد و اگر شما راز آن را مي دانستيد، آن را مي پسنديد [5] .

(6)

از عقل و خرد، به دور است كه چيزي (جنگي) را كه شما آماده ي آن نيستيد، به شما تحميل كنم [6] (اشاره است به اينكه شما، در جنگ با معاويه، به خاطر طول كشيدن جنگ صفين، خسته و بيزار شده و ديگر طاقت جنگيدن نداريد).

(7)

صلح من، همانند صلح پيامبر خدا صلي الله عليه و آله با كافراني همچون «بني ضمرة»،



[ صفحه 132]



«بني اشجع»، و «مشركان مكه»، در «صلح حديبيه» بود.

آنانكه، پيامبر خدا صلي الله عليه و آله با آنها صلح كرد، كافر (بر اساس تنزيل ظاهر قرآن) بودند. معاويه و اصحابش، كه من با آنها صلح نمودم، كافر (بر اساس تأويل - باطن قرآن -) هستند.

(8)

واي بر شما! شما، نمي دانيد كه من چه كرده ام! سوگند به خدا! پذيرش صلح (با معاويه از جانب) من، براي شيعيانم از آنچه كه خورشيد بر آن مي تابد و غروب مي كند، بهتر است! [7] [8] .



[ صفحه 133]




پاورقي

[1] احتجاج طبرسي، ج 2، صص 10 و 12 - كامل ابن اثير، ج 3، ص 62.

[2] مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 35.

[3] بحارالأنوار، ج 44، ص 2؛ مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 34.

[4] قرآن كريم، سوره ي كهف، آيه هاي 79،72،71.

[5] بحارالأنوار، ج 44، ص 2.

[6] اخبار الطوال، دينوري، ص 216.

[7] بحارالأنوار، ج 44، ص 2.

[8] سيره ي چهارده معصوم عليه السلام، صص 281 - 282.


جعفر ايها الصديق


كمال السيد، قم، انتشارات انصاريان، 1417 ق، رقعي، 160 ص (اين كتاب به صورت داستان براي نوجوانان است).



[ صفحه 220]




تأخير وفات


غلام «صفوان بن يحيي» از علاقه مندان امام صادق عليه السلام بود و همسرش نيز همانند وي به آن حضرت ارادت خاصي داشت. روزي زوجه اش به وي گفت: «اگر مقدور بود به زيارت خانه خدا شتافته و به محضر جعفر بن محمد مشرف مي شديم، زيرا مدت زيادي است كه آن سرور را زيارت نكرده ايم.»

شوهرش به وي گفت: «ما چيزي نداريم كه هزينه ي راه خود بنماييم.»

زنش به او گفت: «بيا اين لباس ها و زيورآلات مرا بفروش، تا بدين وسيله به ديدار آن حضرت بشتابيم.»

شوهرش با فروختن لباس و زيورآلات همسرش، با وي عازم مدينه شد. نزديك بود به ديدار امام عليه السلام موفق گردند كه آن زن بيمار شده و مرد از او مأيوس گرديد. زن در حال احتضار و جان كندن بود، كه همسرش او را به اميد دعاي امام عليه السلام رها ساخت و عازم حضور آن حضرت گرديد و جريان احتضار همسرش را به اطلاع آن سرور رسانيد! امام ششم فرمودند:



[ صفحه 94]



«مثل اينكه خيلي محزون و دلگير هستيد؟»

آن مرد جواب داد: «بلي».

حضرت فرمودند: «نگران مباش، از خداوند خواستم او را عافيت دهد. هم اكنون به خيمه ات برگرد، كنيزت به او شكر مي خوراند و او كاملا سالم است!!»

او با عجله به خيمه اش برگشت و همسرش را سالم يافت و همان طور كه امام عليه السلام فرموده بود، مشغول خوردن شكر بود، مرد از حال همسرش جويا شد و زن گفت: «من در حال احتضار بودم، عزرائيل را ديدم كه از من قبض روح مي كرد، در اين حال مردي با اين كيفيت و خصوصيات وارد شد و از احوال من سؤال نمود و سپس به عزرائيل گفت: «يا ملك الموت!»

او جواب داد: «لبيك ايها الامام»!

آن مرد بزرگ فرمود: «مگر خداوند شما را مطيع ما نساخته است؟»

جواب داد: «بلي».

او فرمود: «قبض روح اين زن را تا بيست سال ديگر تأخير بيانداز!!»

عزرائيل قبول كرد و من به سلامت برخاستم!!»

شوهر گفت: «او همان امام صادق است كه من هم او را با اين خصوصيت ديدار كردم...» [1] .



[ صفحه 95]




پاورقي

[1] الخرائج و الجرائح، راوندي، ص 294، ش 2.


الدورة الدموية


فكر يا مفضل في وصول الغذاء إلي البدن، و ما فيه من التدبير، فإن الطعام يصير إلي المعدة فتطبخه، و تبعث بصفوه إلي الكبد، في عروق دقاق و اشجة [1] بينهما، و قد جعلت كالمصفي للغذاء، لكيلا يصل إلي الكبد منه شي ء فينكأها [2] و ذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما، و ينفذه إلي البدن كله في المجاري مهيئة لذلك، بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء ليطرد في الأرض كلها، و ينفذ ما يخرج منه من الخبث و الفضول إلي مفائض [3] قد أعدت لذلك، فما كان منه من جنس المرة الصفراء جري إلي المرارة و ما كان من جنس السوداء جري إلي الطحال، و ما كان من البلة و الرطوبة جري إلي المثانة.

فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن، و وضع هذه الأعضاء منه



[ صفحه 74]



مواضعها، و إعداد هذه الأوعية فيه، لتحمل تلك الفضول، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه و تنهكه، فتبارك من أحسن التقدير، و أحكم التدبير، و له الحمد كما هو أهله و مستحقه.


پاورقي

[1] الواشجة: المشتبكة.

[2] نكأ القرحة: قشرها قبل أن تبرأ.

[3] المفائض: المجاري.


يسأل عن خمسة


فروع الكافي 1 / 241، ح 51: عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد الخراساني، عن أبيه رفعه قال: قال عبدالله عليه السلام:...

يسأل الميت في قبره عن خمس: عن صلاته، و زكاته، و حجه،



[ صفحه 26]



و صيامه، و ولايته ايانا أهل البيت، فتقول الولاية من جانب القبر للأربع: ما دخل فيكن من نقص فعلي تمامه.


المستخف بالصلاة


[أ: ثواب الأعمال 272.

ب: المحاسن 80، ب 3 ح 6: حدثني محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي القرشي، عن ابن فضال، عن المثني،...]

عن أبي بصير قال: دخلت علي أم حميدة أعزيها بأبي عبدالله عليه السلام فبكت، و بكيت لبكائها ثم قالت: يا أبامحمد لو رأيت أباعبدالله عليه السلام عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال:

اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة.



[ صفحه 27]



قالت: فلم نترك أحدا الا جمعناه، قالت: فنظر اليهم ثم قال: ان شفاعتنا لاتنال مستخفا بالصلاة.


من آداب السراج


مكارم الأخلاق 288، ب 10، الفصل 2: عن الصادق عليه السلام قال:...

اذا أدخل عليك المصباح فقل: (اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس، و لا تحرمنا نورك يوم نلقاك، اللهم واجعل لنا نورا انك نور لا اله الا أنت).

و اذا انطفأ السراج فقل: (اللهم أخرجنا من الظلمات الي النور).


خصائص عصر الامام


كان عصر الامام الصادق.. عصر حركة و عصر انفتاح..

حركة في الفكر..

و حركة في السياسة..

و انفتاح علي منطلقات عميقة البعد في هذين المجالين.. اقتضته طبيعة التغيير و الانتقال المرحلي.. الذي تفرضه حركة التاريخ، و تطلعات الانسان نحو المنطلق الأفضل.

فقد بلغ النشاط الفكري و العلمي في ذلك العصر، مرحلة مهمة، كانت بمثابة تمهيد لانطلاقات أوسع، و تحركات أشمل.. نحو مختلف آفاق المعرفة، التي حفلت بها العصور الاسلامية فيما بعد..

و من أبرز مميزات ذلك العصر فكريا.. ولادة كثير من المذاهب الاسلامية المختلفة في الفقه و الكلام.. و تشعب منطلقاتها، تبعا لتلون المناخات الفكرية بالأجواء الاسلامية المتنوعة، التي كانت تعيش صراعات داخلية فيما بينها علي



[ صفحه 104]



مستوي الحوار العلمي، الي فترة معينة، ثم اتخذت سبيل العنف فيما بينها بعد أن قرر الحكم.. تبني بعض المذاهب المعينة في الفقه و الكلام.. اما لاقتناعه بواقعيتها.. أن لأهداف سياسية فرضتها طبيعة المزاج الشخصي للحاكم.. أو طبيعة المزاج العام للحكم.. كما نختار ذلك.

و لم يكن هذا التطور الفكري و العلمي حركة غير عادية يفاجأ بها الواقع الاسلامي و انما هو حركة طبيعية لمنهج الاسلام في الحياة في دفعه الانسان نحو أوسع مجالات المعرفة و أشملها.. و توجيه طاقاته نحو البناء الفكري، كأساس من أهم أسس البناء الاجتماعي و الحضاري للأمة..

ولكن ظروف بناء الدعوة في بدء انطلاقها، لم تسمح بممارسة النشاطات الفكرية الواسعة بل الاتجاه العام، كان يعني بتوسيع نشاط الدعوة، وصد الهجمات المناوئة التي كانت تواجهها بعنف و ضراوة..

و من الطبيعي أن ينصرف النشاط في مثل هذه الحالة.. الي تكريس الطاقات للعمل علي اشاعة الدعوة و تركيزها و تفتيت القوي المضادة لها، و هدم كافة الحواجز التي ربما تقف في طريق تقدمها و انتشارها.

علي أنه لا مقتضي في هذه الفترة لبروز أي تحرك فكري خارج عن نطاق الدعوة بعد أن كان منبع الفكر في أصفي



[ صفحه 105]



منطلقاته متوفرا لدي المسلمين.. بوجود النبي (ص) و لم يكن هناك أي مبرر لحدوث أي اختلاف أو تغاير في السلوك الفكري للانسان المسلم..

علي أن الذهنية العامة لم تكن قد وصلت الي مستوي الخلق و الابداع.. أو أن الخلق و الابداع لا مبرر له.. مع وجود الوحي الذي كان يتكفل ببيان جميع احتياجات الأمة التي تتعلق بالشؤون العقائدية و التكليفية..

علي أن الدعوة هي بذاتها.. حركة تغيير جذري و شامل.. لواقع الانسان في ذلك العصر.. و تطوير لمنطلقاته الذهنية و العملية في جميع مجالاته الحياتية..

أما في عصر الخلافة.. فلم يكن الظرف السياسي العام ليسمح بتوفير الجو الملائم لممارسة نشاطات فكرية بعيدة المدي.. حيث كان الاتجاه العام يتحدد بالتفكير في الاستيلاء علي أكبر مساحة ممكنة من الأرض.. و تحطيم جميع القوي التي يخشي أن يؤثر بقاؤها علي مسيرة الدعوة.. أو يؤدي استمرار وجودها الي تحطيم الدعوة و هدمها..

و من هنا نري أن طبيعة الأجواء العامة، كانت تقتضي أن يتمحض التفكير العام للأمة قيادة و أتباعا، في المجال العسكري و السياسي، و ليس من الطبيعي أن توجه الطاقات نحو وجهة لا تتلائم و متطلبات المرحلة، التي تتوقف عليها



[ صفحه 106]



سلامة المصير..

و كانت الظاهرة المتميزة لهذا العصر.. هي الفتوحات الاسلامية، و اعطاء الدعوة تفكيرها، مما لا يسمح بقيام أي انطلاقة فكرية خارج اطار الحفظ الساذج للنص، بحكم ارتباطه بحياة الانسان المسلم تكليفا و وضعا..

و في أواخر فترة خلافة عثمان، احتدمت الخلافات و الفتن الداخلية التي استنزفت الكثير من الجهود و الطاقات، في سبيل ترميم الانهيار و التصدع الذي أصيبت به الجبهة الداخلية و الذي كان نتيجة الانحرافات الخطيرة التي وقعت بها أجهزة الخلافة، و البداية المأساة للانقسامات الكبري، التي عانت منها الأمة أعنف الويلات، و أفدح المآسي..

و تنعكس أحداث هذه الفترة.. بما تزدحم به من سلبيات خطيرة علي أجواء الحكم الاسلامي، عندما تسلم الامام علي (ع) زمام الخلافة..

فقد بدأ صراع القمة، يفتت تماسك القاعدة و وحدتها.. عندما تحركت أطماع الطامحين للخلافة بضراوة و عنف.. في عملية التفاف ظالمة علي نظام الحكم الجديد لاضعافه و حله.. و تمزيق القوي التي يمكن أن تضمن له الاستمرار و البقاء..

و عاشت الأمة مرحلة من التمزق و الانقسام، تحت وطأة الحروب الداخلية المتلاحقة مما لم يدع مجالا لأي انطلاقة



[ صفحه 107]



فكرية أن تتحرك.. فقد كان الشاغل الوحيد لمختلف قطاعات الأمة، هو التطلع برعب، الي النهاية التي سيصل اليها الحكم الاسلامي من جراء تلك الانقسامات و المنازعات التي كرستها المطامع، و عبأتها الأحقاد..

و لقد حاول الامام علي (ع) أن يفتح الذهنية الاسلامية علي منابعها الفكرية الأصلية و يدفع بها نحو منطلقات المعرفة، رغم ما كان يعانيه من مرارة الأحداث التي طرقت أرجاء حكمه، و عملت علي هدمه و تقويضه، ولكن المجتمع القائم، في حينه لم يكن في المستوي الذي يؤهله لتقبل ذلك الانفتاح و الدفع، فلم تزل الروح القبلية بنوازعها و عصبياتها و التفاتاتها الساذجه تسيطر علي التفكير العام للأمة و تصوراتها، و كم مرة عرض الامام نفسه للأمة من أجل أن يكشف لها عن حقائق الحياة و أسرارها، و ما اشتمل عليه الكون من خفايا قائلا:

«.. سلوني قبل أن تفقدوني.. فاني بطرق السماوات أعلم مني بطرق الأرض»

و كانت المأساة أن يقوم اليه انسان من وسط الجمع المحتشد فيسأله عن عدد ما في رأسه و لحيته من شعر.. و حسبنا هذه الحادثة المريرة، لكي نعرف أن الأمة التي كانت تعيش في ظل حكم الامام لم تكن في مستوي الحاكم العظيم الذي أراد لها أن تكون في مستوي القمم التي ينبغي للأمم الكبيرة أن تعيش في رحابها..



[ صفحه 108]



و يكفينا من عطاء الامام الفكري في هذا المجال ما نقله لنا التاريخ من خطبه و كلماته.. التي تنطوي علي الكثير من أسرار الحكمة، و بيان خفايا الكون و كثير من قضايا المعرفة و نظم السياسة و الاجتماع و الأخلاق و غيرها من شؤون الحياة العامة و الخاصة..

و لا يفوتنا أن نشير الي أن من المعطيات الفكرية الهامة لتلك الفترة، وضع الأسس الأولي لقواعد علم النحو، عندما طلب أبوالأسود الدؤلي أحد مبرزي تلامذة الامام علي (ع) من الامام أن يضع القاعدة الأساس لذلك..

و كانت النهاية الحزينة لتلك الفترة، بعد مقتل الامام علي (ع) و صلح ولده الامام الحسن (ع) مع معاوية.. تسلط معاوية علي الحكم الاسلامي، و استقلاله بأمر الخلافة، دون أن يكون هناك أي خلاف عليه، أو منافسة له..

و الذي يفترض هنا.. أن يكون استقرار الحكم في هذه الفترة، باعثا لنهضة فكرية و سياسية، ترتفع بمستوي الأمة الي منطلقات جديدة، تنعتق بها من أجواء المآسي المريرة التي كانت تعيشها بالأمس..

ولكن حكومة الشام لا تريد للأمة أن تتحرر من أجواء الأحداث التي كانت السبب في انتكاساتها المتلاحقة في جبهتها الداخلية..



[ صفحه 109]



فقد حاول الحكم تعميق فجوة الخلاف، بين القوي و الجبهات المتناوئة، عندما تبني بصراحة و عناد، موقفا معينا يلتزم أحد جوانب الصراع، دون أن يكون في ذلك أي نصح للأمة.. أو رعاية لمصلحتها، بل استجابة لبعض النوازع النفسية و العرقية التي كانت تملك علي الحاكمين مشاعرهم و احساساتهم..

و من سلبيات هذه الفترة التي انعكست علي أجواء الفكر الاسلامي فيما بعد، و التي أدت الي تأكيد الانقسامات بين المذاهب الاسلامية و تعميقها، حركة الوضع في الحديث التي خلقت تناقضات مثيرة في البناء الفكري الاسلامي.. و منحت للوضاعين و الدساسين فرصة مغرية، لاعطاء الترسبات الفكرية في نفوسهم، و البعيدة عن روح الاسلام و معطياته، ضمانة الأصالة، بربطها بعطاء الرسالة، و الصاقها زيفا بباعثها..

و لم يكن لذلك ما يبرره سوي.. التقليل من أهمية بعض الأحاديث لتي وردت عن النبي (ص) تأييدا لبعض الجهات المعنية بالنزاع مع الحكم الأموي..

و قد دعا معاوية بقوة و عناد.. الي وضع الحديث، في مقابل عطاءات مالية مغرية و جعل للوضاعين حظوة أثيرة مذهلة لدي بلاط الحكم..

و كان دافعه الأول هو تجريد الصورة التي فرضتها



[ صفحه 110]



الأحاديث النبوية، للامام علي و أهل بيته (ع).. من امتيازاتها و خصائصها الفريدة، و خلق صورة مشابهة تفرضها أحاديث زائفة لشخصيات معينة من الصحابة، كانت لها مواقف تتسم بالسلبية مع الامام علي (ع)..

و كان فيما كتب معاوية الي عماله: «انظروا من قبلكم من شيعة عثمان الذين يروون فضله، و يتحدثون بمناقبه، فأكرموهم و شرفوهم، و اكتبوا الي بما يروي كل واحد منهم فيه، باسمه و اسم أبيه».. و بث اليهم بالصلات و الكسا، و أكثر القطائع للعرب و الموالي، فتنافسوا في المنازل و الضياع، و اتسعت عليهم الدنيا..

ثم كتب الي عماله: «ان الحديث قد كثر في عثمان، فاذا جاءكم كتابي هذا.. فادعوهم الي الرواية في أبي بكر و عمر..» فقرأ كل قاض و أمير كتابه علي الناس، و أخذ الناس في الروايات فيهم و في مناقبهم..

و في مقابل ذلك كتب الي قضاته و ولاته في الأمصار.. أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي شهادة.. من الذين يروون فضله، و يتحدثون بمناقبه.. [1] .

و لم يكن اهتمام معاوية في الدعوة لوضع الحديث في



[ صفحه 111]



الخلفاء الثلاثة.. و تركيزه باصرار عليها.. منطلقا من اعجاب معاوية بهم، و ولاء و محبة.. بل من أجل دعم موقفه في مواجهة الامام، و التقليل من أهمية المستوي الذي كان يمتاز به عن غيره من الصحابة، و الذي أكدته الأحاديث السليمة من الزيف التي وردت عن النبي (ص)..

يقول ابن عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه:

«ان أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة، افتعلت في أيام بني أمية تقربا اليهم بما يظنون انهم يرغمون به أنوف بني هاشم..» [2] .

و قد حرص الكثيرون علي ارضاء الحكم، و الفوز بنيله و عطائه. و منهم القراء و بعض المتلبسين بالنسك و الزهد زيفا و نفاقا.. و بعض مشاهير الرواة.. فاختلفوا من الحديث ما تجاوز في محتواه رغبة الحاكمين.. و لم يقتصر الأمر علي الحديث فقط.. بل تعداه الي القرآن الكريم.. في محاولة لتزييف مقاصده، بتأويلات تنسجم مع رغبات الحكم و مقاصده و من أطرف ما ورد من ذلك:

«أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة الف درهم، حتي يروي أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب (ع):



[ صفحه 112]



«.. و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله علي ما في قلبه و هو ألد الخصام. و اذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد.. البقرة: 204.. 205 «.

و أن هذه الآية نزلت في ابن ملجم و هي قوله تعالي:

«.. و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله.. البقرة: 207 «.

فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلثماية ألف فلم يقبل، فبذل له أربعماية ألف فقبل وروي ذلك..» [3] .

و حدث أبوجعفر الاسكافي: أن معاوية وضع قوما من الصحابة و قوما من التابعين علي رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام، تقتضي الطعن فيه و البراءة منه، و جعل لهم علي ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبوهريرة و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة، و من التابعين عروة بن الزبير..» [4] .

و امتدت جناية الوضع في الحديث امتدادا خطيرا، بعد



[ صفحه 113]



أن فرض الحكم لها حماية رسمية صارمة، مع بذل سخي و عطاء جزل، صادف هوي لدي البعض من ضعاف الايمان، و ذوي المطامع و الأهواء..

فلم تقف حركة الوضع لدي هؤلاء.. عند الحد المعين الذي تنتهي عنده رغبة الحاكمين و هو التقليل من أهمية الأحاديث التي تفرض لعلي و أهل بيته (ع) امتيازا فريدا عن بقية أفراد الأمة.. بافتعال أحاديث زائفة، تفرض لغيرهم من بعض أفراد الصحابة امتيازات مشابهة أو ترجح عليها..

بل انطلقت تلك الحركة الي افتعال كثير من المفاهيم و القضايا، التي تدخل في صميم المحتوي الأساسي للرسالة.. و التي تتغير بها الصورة المثلي لتركيب الأسس الواقعية لها..

كما أن هذه الحركة كانت منطلقا لتحميل الاسلام كثيرا من المفاهيم الغريبة عن واقعه و منهجه.. و البعيدة عن محتوي الأسس التي بني عليها قاعدته في الفكر و العقيدة و السلوك..

فقد برزت من خلال حركة الوضع، بعض القضايا الدخيلة، و التي كانت تعكس بعض الرواسب العقائدية و الفكرية لبعض اليهود، الذين دخلوا في الاسلام لغرض التشويه و الفساد، و لم يكن لهم من الشأن و الاعتبار ما يسمح لهم بممارسة الرواية مباشرة، أو لأنهم متهمون فيما يروونه من أحاديث تنسجم في محتواها مع ما كانوا يلتزمون به من معتقدات و مبادي ء



[ صفحه 114]



قبل اعتناقهم للدين الجديد..

فعمدوا الي بعض من استهوتهم شهوة الرواية و الحديث، ممن لم يكن لهم أي سابقة يحمدون عليها، أو يذكرون بها في تاريخ الدعوة، بل علي العكس.. حيث كانت حياتهم مدعاة للشفقة و الرثاء.. و جعلوا منهم أبواقا يروجون منها لبعض الأفكار و القضايا و المعتقدات علي أنها من معطيات الاسلام و مبادئه.. كما حدث لأبي هريرة الدوسي، الذي لم يكن يملك تاريخا مشرفا في حياة النبي (ص)، يعطيه امتيازا خاصا كغيره من الصحابة فحاول أن يثير من حوله اهتماما يلفت اليه أنظار الآخرين، و لم يكن أمامه غير رواية الحديث عن النبي (ص).. ملتزما عنصر الاثارة في محتوي حديثه.. و رواية بعض ما فيه الغرابة التي تثير فضول الآخرين و تطلعهم نحوه باهتمام..

و قد استغل هذه العقدة النفسية التي تأثر بها سلوك أبي هريرة، فظهرت جلية في تصرفاته و أقواله.. بعض الدخلاء علي الاسلام من اليهود، أمثال كعب الأحبار، و غيره.. فلفقوا له كثيرا من مروياته الغريبة التي تنسجم مع رواسبهم اليهودية، و دفعوه لروايتها و التحديث بها..

و من هنا كان أبوهريرة يعتبر من أقوي العناصر الروائية، التي ساعدت علي اعطاء الاسرائيليات طابعا اسلاميا، بعد



[ صفحه 115]



الصاقها بالرسالة، بطريق التحديث بها عن النبي (ص) زيفا و افتراء..

و قد ساعد هؤلاء علي هذا الاستغلال الخطر.. الفراغ الذي كان يثير القلق في أعماق أبي هريرة من نجاح خطته في اثارة جو من الاهتمام من حوله.. و بناء شخصية متميزة لنفسه في المجتمع الاسلامي.. فلم يكن قد وعي من حديث النبي (ص) ما يكفيه لتسديد حساب عقدته النفسية هذه.. لقصر المدة التي صاحب بها النبي (ص).. و هي سنتين و نيف عاشها في بؤس وضعة مع أصحاب الصفة..

و قد وجد أبوهريرة في هؤلاء ضالته التي ترضي مطامحه و أهدافه، فأكثر من الرواية و الحديث عنهم.. مضيفا اليها شيئا من مختلقاته.. بعد ربطها سماعا أو بتوسط واحد منهم بالنبي (ص) اذا دعته ضرورة لذلك..

و لم يكن أبوهريرة ليقلعه الخطر الذي يتهدد البناء العام للرسالة.. من تصرفاته التحريفية الناشرة، ما دامت تلك التصرفات ستمنحه فرصة التمتع بالظهور أمام الآخرين كانسان يملك امتيازا يرفعه عن كثير من المستويات..

و قد أثار سلوك أبي هريرة الغير المتحفظ في الحديث شكوك المسلمين و مخاوفهم مما دعا الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، الي ضربه بالدرة و قال له:



[ صفحه 116]



«قد أكثرت من الرواية، و أحر بك أن تكون كاذبا علي رسول الله (ص)..» [5] .

و قد روي عن الامام علي (ع) أنه قال:

«.. ألا ان أكذب الناس - أو قال: الاحياء - علي رسول الله (ص)، أبوهريرة الدوسي..» [6] .

و اضطر أبوهريرة ازاء هذا التجريح المر.. الي الصمت في فترة الخلافة، لأن مزاج و جهازه يحتاج الي الزيف الذي كان يعتمده في بناء ذاته.. ولكن الحكم الأموي كان المنطلق الأرحب، الذي برز فيه أبوهريرة كأكبر راوية للحديث يتبناه الحكم و يمنحه من نيله و عطائه و امتيازاته، ما يرضي به مطامحه و رغباته..

و كان لروايات أبي هريرة و أمثاله، ممن خضعوا لاغراءات الحكم الأموي، و استجابوا لدعوته، أثار سلبية انعكست نتائجها علي مجري الفكر الاسلامي فيما بعد.. فقد نشأت بتأثير من تلك التحريفية، فوراق فكرية و عقائدية، كرست عوامل الانقسام بين الجماعات الاسلامية، و عمقت فيما بينها فجوة الخلاف..

و الذي نعتقده أن مسؤولية هذه الفوضي، التي أحدثها



[ صفحه 117]



الحكم الأموي في رواية الحديث، يتحملها الخليفتان الأول و الثاني.. اللذان منعا من تدوين الحديث، معللين ذلك: بأنهما يخشيان من اختلاط الحديث بالقرآن.. كما يخشيان من التزام المسلمين بالحديث و ترك القرآن جانبا..

و قد كان نتيجة هذه الموقف السلبي من الخليفتين ازاء تدوين الحديث.. أن فسحا المجال - عن قصد أو غير قصد - للوضاعين و المتقولين علي النبي (ص)، أن يخلقوا جوا من الفوضي تأثرت به الأجواء الاسلامية العامة فيما بعد.. ولولا منع الخلافة.. لما كان لمعاوية و أمثاله أن يتلاعبوا بالفكر الاسلامي و معطياته، من خلال استخدام طائفة معينة من أصحاب الأطماع و الأهواء، في سبيل التحريف و الوضع.. كخدمة يقدمونها لتحقيق مآرب و مطامح سياسية و عنصرية، في مقابل عطاء مغر و منح جزيلة و مثيرة.. [7] .

و قد تأثرت بأجواء هذه الفترة و انحرافاتها، أجواء الحكم الاسلامي فيما أعقبها من فترات الحكم الأموي..

فلم يكن للعلم و المعرفة أي رعاية تذكر، سوي ما يكون



[ صفحه 118]



فيه مصلحة للحكم بما ينسجم مع أهدافه و تطلعاته السياسية و العنصرية..

و لم يكن يثير اهتمام بلاط الحكم نمو العلم و اتساع منطقات المعرفة. بل كانت اهتماماته في الغالب، حكرا علي اثارة النزاعات و الخلافات، و تحريك النوازع العرقية و القبلية، و التفتيش عن خبايا الناس و خفاياها، فيما يرجع لاتجاهاتها السياسية و المذهبية.

و هذه الحقيقة نلمسها بوضوح عندما نستعرض السلوك الخاص لمعاوية، في مجتمعاته المغلقة و المنفتحة، و في تصرفاته العامة مع الأمة..

و لم تكن تصرفات الحكم من بعده، بامتداد الدولة الأموية، ما عدا بعض الفترات الضيقة لتخرج عن المنهج العام الذي رسمه لطبيعة الحكم العامة..

و لم تكن حركة المعرفة لتمثل في نظر الحكم عنصرا أساسيا في تطور الأمة و انعتاقها من واقع التخلف و الجمود الفكري الذي كان يسيطر عليها..

و لعل السبب في ذلك: هو أن أغلب عناصر الخلافة الأموية، لم يعرف عنها سابقة ممارسة علمية أو فكرية.. لبعدها نشأة و تربية عن أجواء المعرفة و منطلقاتها و لم يكن بيت أبي سفيان أو بيت مروان بن الحكم، ليكترث بغير المنطلقات التي تتحدد في



[ صفحه 119]



اطار الرياسة و الزعامة، و ممارسة الشهوات و الملذات و التماس الطرق الكفيلة بتحقيق الأهداف التي تنحصر في حدود ذلك الاطار..

و من هنا كانت تصرفات الخلافة الأموية و أجهزتها الملتصقة بها، تتسم غالبا بهذا الطابع الذي يعكس الأسس التي قام عليها بناؤها النفسي و الاجتماعي..

و الظاهرة البارزة التي يمكن أن ندعم بها هذه الحقيقة، هي خلو البلاط الأموي من القاعدة العلمية التي تبرز الاهتمام بالعلماء و طلاب المعرفة.. و افتقاده هذا النعصر الرائد، يكشف عن عدم اهتمام الجهاز الحاكم برعاية هذه المنطلقات، رغم توفر القابليات الذهنية العامة، و استعدادها لتحمل أي مسؤولية فكرية و علمية، لو تهيأت لها الأجواء المناسبة، التي يتحمل الحكم القسط الأكبر من مسؤولية توفيرها و اعدادها..

و مما لا شبهة فيه أن الطابع العام لسلوك الحكم، هو المؤشر الفعلي الذي يحدد الاتجاهات العامة للأمة، و يوجه سلوكها، و يتحكم عفويا بتأثير سلطانه في تحديد نوعية بنائهما الاجتماعي و الفكري، لأنه الواجهة البارزة التي تمثل الأمة و تعكس واقعها الحياتي..

و يختلف الأمر بالنسبة للدولة العباسية التي قامت علي أطلال الدولة الأموية فقد عاشت عناصر الخلافة فيها أجواء



[ صفحه 120]



المعرفة في مبدأ نشأتها، و تأثرت نفسيا بتلك المنطلقات، فكان الأثر واضحا في سلوكها في هذا الاتجاه.. عندما قدر لها أن تنتزع الحكم من أمية، و تتخلف علي حكومة المسلمين.. حيث كان البلاط العباسي يعطي لقضايا العلم و العلة اهتماما خاصا، و يقرب العلماء و المفكرين، و يغدق عليهم العطاء الجزل، و يفسح لهم أوسع المجالات للخلق و الابداع في دراساتهم و أبحاثهم..

و لقد كان لقرب العباسيين من آل علي (ع)، و التصاقهم بهم، أثر كبير في تكييف الصيغة النفسية للخلافة العباسية و بنائها فكريا و علميا، ابتداءا من جدهم حبر الأمة عبدالله بن العباس الذي يعتبر من مفاخر مدرسة الامام علي (ع).. و انتهاءا بعناصر الخلافة الأولي كالسفاح و المنصور اللذين لم تخل منهما قبل الخلافة و من غيرهما من العباسيين معاهد العلم التي كان يتعهدها و يشرف علي توجيهها الأئمة من أهل البيت..

و قد ساعد علي التحرك الفكري السريع في مطلع الدولة العباسية، قيام الفترة ما بين الدولتين التي حررت الفكر من رقابة الحكم و قيوده، بتأثير انصراف الحكم لترميم مواقعه، في محاولة لاستعادة السيطرة الشاملة عليها، بعد أن بدأت القوي المنشقة بالتحرك للقضاء عليه، و التي استغلها العباسيون، بشعاراتهم الدعائية الماكرة و تمكنوا بواسطتها من الاستيلاء علي مقاليد الحكم فيما بعد..



[ صفحه 121]



و يمتد الزمن الذي استوعبته الفترة من بدء تولي مروان الحمار.. الذي كان حكمه نهاية الحكم الأموي.. و حتي تولي المنصور الدوانيقي مقاليد الحكم..

فقد انطلق العلماء في هذه الفترة، لبث العلم و المعرفة بحرية و انفتاح، و باركت الأمة هذا التحرك، و تطلعت نحوه باهتمام، و قامت مدارس العلم في الأقاليم، و تنوعت أساليب البحث، و بدأ الصراع بين المدارس الفكرية المختلفة بلغة الحوار العلمي..

و حينما استقر الحكم للعباسيين، و اطمأنت بهم قاعدة السيطرة الشاملة، ضاعفوا من طاقة ذلك التحرك، و منحوه من قوة الحكم قوة دفعت الي أبعد مدي ممكن أن يبلغه في تلك الفترات..

و بهذه المقارنة العلمية بين الواقع النفسي للحكم الأموي و الحكم العباسي.. و المنطلقات التي نشأت فيها عناصر الخلافة في كل منهما.. يمكننا التعرف بوضوح علي العوامل الواقعية التي أدت الي الوقفة الفكرية، و الجمود الذي أصاب حركة العلم و المعرفة في العهد الأموي، و انطلاقها بقوة و عمق في العهد العباسي..

و يحاول البعض أن ينتصر للعهد الأموي بأن:

«الدولة الأموية لو قدر لها أن تستمر في الحكم، الزمن



[ صفحه 122]



الذي حكمته الدولة العباسية، لظهر علي يديها من الحركات العلمية و الاصلاحات الاجتماعية قريب مما ظهر علي يد العباسيين»..

و يدلل علي ذلك بأمرين نختصرهما:

1- ان الحركة العلمية، و المذاهب الدينية، و النظم الاجتماعية، في آخر الدولة الأموية أرقي من أولها.. و يمثل لذلك: بانتظام تعاليم الخوارج و نشأة الاعتزال و قيام حلقات الدروس، و الحوارات العلمية بين العلماء..

2- الحركة العلمية و الفكرية التي رعتها الدولة الأموية في الأندلس، و عدم قصورها عن الحركة العلمية و الفكرية لدي الدولة العباسية [8] .

ولكن النماذج التي تخلفت علي عرش الخلافة الأموية، منذ معاوية و حتي مروان الحمار - ما عدا عمر بن عبدالعزيز - بما عرف عنها من منبت و تربية و عقلية، و نهج فكر و سلوك، لا تشجع الباحث علي الحكم بأنها لو امتدت في حكمها الزمن الذي امتدت به الدولة العباسية، لظهر علي يديها من الحركات العلمية و الاصلاحات الاجتماعية، قريب مما ظهر علي يد العباسيين..



[ صفحه 123]



علي أن الزمن الذي استوعبته الدولة الأموية في الشام، كان يكفي لاقامة دولة العلم، و تركيز أسس الاصلاحات الاجتماعية لو كان هناك للحكم رغبة في هذا الاتجاه..

و يكفينا في نفي ذلك.. ابتعاد الخلافة الأموية عن الأجواء العلمية و الفكرية عمليا و عدم ظهور أدني اهتمام لهم تاريخيا لدعم مثل هذه المنطلقات و تطويرها..

أما انتظام تعاليم الخوارج.. فلا علاقة للأمويين به من قريب أو بعيد.. حتي يكون نصرا علميا للعهد الأموي.. خصوصا و أن الخوارج كانوا من أقوي عناصر الخلاف علي الحكم الأموي.. و لهم مع الأمويين و ولاتهم وقائع و أحداث.. توفرت علي تفاصيلها كتب التاريخ..

كما أن نشأة الاعتزال في العهد الأموي.. كانت غريبة عن واقع الحكم الأموي و بعيدة عن منطلقاته.. فلا معني لاعتبارها انجازا من انجازاته.. و عملا من أعماله.. علي أن حركة الاعتزال بدأت تحركها في أواخر الدولة الأموية و في أيام ضعفها.. و بدء انهيارها.. و في حدود الفترة ما بين الدولتين التي بدأ فيها التحرك العام للنهضة الفكرية و العلمية في الواقع الاسلامي العام.. و لم يكن للدولة أي دور واضح في رعاية ذلك التحرك و الاهتمام بمنطلقاته.. كما كان عليه في مطلع الدولة العباسية.. و علي امتدادها الطويل في عمق التاريخ..



[ صفحه 124]



و نحن لا ننكر أن البناء الفكري للأمة في أواخر الدولة الأموية.. يختلف عما كان عليه في أولها.. ولكننا ننكر أن يكون للحكم أي دور ايجابي في رعاية ذلك البناء و الاهتمام في تنميته و تطويره.. فهو ليس من صنع الحكم بناء و مشاركة.. بل من صنع بعض الظروف التي خلقتها بعض التناقضات في واقع المجتمع الاسلامي.. كما هو الحال بالنسبة الي انتظام تعاليم الخوارج و نشأة الاعتزال.. و غيرها من التحركات.. فقد كانت وليدة تناقضات سياسية أو فكرية.. اقتضتها طبيعة بعض الظروف السياسية الطارئة.. أو بعض الانعطافات فكرية المنبثقة عن خلافات في وجهات النظر.. حول بعض الأسس التي قام عليها بناء التشريع و العقيدة.

و بقراءة هادئة لتاريخ الحكم الأموي.. يمكننا أن ندرك هذه الحقيقة و نتلمسها بوضوح بعيدا عن أي تحيز أو عصبية..

أما استمزاج طبيعة الحكم الأموي في الشام من سلوك بديله في الأندلس.. فهو مغالطة غير بريئة قياسا و استنتاجا.. لأن الظروف التي عاشها الحكم الأموي في الأندلس، تختلف في طبيعتها عن تلك التي عاشها سلفه في الشام، و الواقع الذي نبتت فيه غرسة الحكم الأموي في الأندلس، كان يفرض السلوك الذي يعتمد المعرفة و العلم و الاصلاح الاجتماعي، كأساس لبناء الدولة و تطويرها، بتأثير من معاصرته للدولة



[ صفحه 125]



العباسية، و مجاورته لبلدان أوربا، التي لا يمكن التأثير عليها و كسب احترامها الا عن طريق هذا السلوك..

اذن.. التصور الواقعي للأسباب المعقولة التي اقتضت الوقفة الفكرية، و الجمود في الحركات الاصلاحية الاجتماعية في العهد الأموي في الشام، ما افترضناه سابقا، من سلوك عناصر الخلافة الذي يعكس الواقع التربوي لها البعيد نفسيا عن مثل هذه المنطلقات.. و الذي يؤثر فعليا من قريب أو بعيد علي السلوك العام، و توجيه منطلقاته في أي مجال من مجالات الحياة..

أما ما افترضه أحمد أمين فهو بعيد عن المنطق العلمي لدراسة التاريخ، و يحتاج الي شواهد عامة لم نستطع التوفر عليها، من خلال دراستنا لواقع تلك المرحلة من تاريخ الدولة الأموية و هو وحده يتحمل مسؤولية ذلك الافتراض..

ولكن أحمد أمين في كتابه الآخر (فجر الاسلام) ينسجم مع الفهم المنطقي للتاريخ.. بالنسبة لموقف الدولة الأموية من الحركة العلمية ككل يقول:

«و الذي يظهر أن الأمويين لم يشجعوا من هذه الحركات الثلاث - أي الدينية و التاريخية و الفلسفية - الا الحركة الأدبية و القصص الرسمي، ففتحوا أبوابهم للشعراء و الخطباء، و بذلوا لهم الأموال، و عينوا القصاص في المساجد، و لم يفعلوا شيئا



[ صفحه 126]



من ذلك للعلماء و الفلاسفة، و لعل السبب في ذلك أمران:

1- أن حكم الأمويين بني علي الضغط و القهر، فكانت حاجتهم الي الشعراء و القصاص أشد لأنهم هم الذين يبشرون بهم، و يشيدون بذكرهم، و يقدمون في ذلك مقام الصحافة لأحزابها، و من أجل هذا لم يكن ينال الحظوة عند خلفاء بني أمية الا من كان مادحا لهم فأما الشعراء العلويون و الزبيريون و نحوهم فيحمدون الله أن سلموا منهم..

2- ان نزعة الأمويين نزعة عربية جاهلية لا تتلذذ من فلسفة و لا من بحث ديني عميق، انما يلذ لها الشعر الجيد، و الخطبة البليغة، و الحكمة الرائعة.. [9] .

و هكذا يظهر التناقض الواضح بين فهمه هنا و فهمه هناك..

و قد امتدت الحركة العلمية في عصر الامام الصادق (ع) لتشمل سائر الحواضر الاسلامية الكبري، في انطلاقة فريدة.. كانت بمثابة ثورة فكرية علي الجمود و التخلف.. و تحريك للذهنية العامة لكي تتحرك في اتجاه الخلق و الابداع و الهضم..

و انفتحت أجواء الفكر الاسلامي علي آفاق جديدة من المعرفة بتأثير من التفاعل الطاري ء بين الحضارة الاسلامية،



[ صفحه 127]



و حضارات الأمم التي خضعت لسيطرة الحكم الاسلامي، من خلال الفتوحات الاسلامية التي امتدت في أوسع نطاق..

و من الطبيعي أن يكون لتلك الحضارات بما تملك من تراث فكري و عقائدي، و مناهج فلسفية متنوعة كبير أثر في تعميق الفكر الاسلامي و منهجيته، و بلورة مفاهيمه، و ابراز أصالته، عن طريق قيام الحوارات المقارنة بين ما اعتمد من نظريات تشريعية أو عقائدية.. أو فيما يرجع لفلسفة الكون و الحياة.. و بين النظريات الوافدة لتلك الحضارات التي حملتها موجة الفتوحات الاسلامية..

و من جهة أخري.. فقد نشأت تيارات فكرية متضاربة بين مختلف الجماعات الاسلامية تتأرجح بين الاعتدال و التطرف، سواء ذلك في مجال التشريع أو العقيدة.. فقامت مدارس الفقه و الكلام، و احتدمت الصراعات المذهبية، بين عناصرها المتباينة علي أوسع نطاق، في حدود الحوار و المناظرة، التي ربما كانت تتخذ في بعض الحالات طابع الحدة و العنف..

و اختلفت مناهج البحث و الدراسة، و تنوعت مذاهب الفكر، فكان لكل قطر أسلوبه الخاص و مدرسته المتميزة.. ففي مجال التشريع قامت مدرسة الرأي في العراق، و مدرسة الحديث في الحجاز و توزعت عنها مذاهب شتي، تختلف معها



[ صفحه 128]



في بعض التعديلات، و تتفق معها في المنطلق و المبدأ..

و قامت مدارس الكلام و الجدل بين مختلف الفرق الاسلامية - من أشاعرة و معتزلة و قدرية و مرجئة و غيرها.. الي جانب تيارات الزندقة و الالحاد التي نشطت في مواجهتها قوي الفكر الاسلامي في مبارزات كلامية ضارية، و حوارات جدلية واسعة، كان لها أكبر الأثر في تنمية روح الجدل و بلورتها في الوسط الاسلامي المفكر..

و يبقي بعد هذا أن نعرف الانسان الذي قاد ذلك التحرك الفتي.. و أعطاه من نفسه قوة الدفع و بعد العمق، يقول السيد مير علي الهندي في كتابه تاريخ العرب:

«و لا مشاحة أن انتشار العلم في ذلك الحين، قد ساعد علي فك الفكر من عقاله، فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي.. و لا يفوتنا أن نشير الي أن الذي تزعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب المسمي بالامام الصادق.. و هو رجل رحب أفق الفكر، بعيد أغوار العقل، ملم كل الالمام بعلوم عصره، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية المشهورة في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة



[ صفحه 129]



و المتفلسفون من الأنحاء القاصية» [10] .

و يؤكد هذه الحقيقة أمران:

1- الكلمات الكبيرة التي قيم بها التاريخ شخصية الامام الصادق (ع) علي لسان بعض الكبار من أئمة المذاهب ورواد الفكر، و التي تحدد بصراحة موقع الامام في عصره، و مركزه العلمي الرائد..

2- ذلك العدد الهائل من التلامذة، الذين تخرجوا علي مدرسته، و انتهلوا من معين علومه و كان من بينهم كثير من قادة الفكر و أئمة المذاهب الاسلامية المختلفة..

و لم يكن من المصادفة أن يتزعم تلامذة الامام مراكز العلم و منتجعات الفكر، في مختلف بقاع العالم الاسلامي يومذاك.. و يموجوا حركة الفكر و المعرفة.. بنهضة شابة كانت هي المنطلق الذي انفتحت به مغاليق الذهنية العامة علي آفاق جديدة من العلم، كانت غريبة عنها من ذي قبل..

فقد حدث الراوية المعروف الحسن بن علي الوشا قال:

«أدركت في هذا المسجد - يعني الكوفة - تسعماية شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد..».

و الشيخ في مصطلح الحديث هو الأستاذ الذي يتزعم



[ صفحه 130]



الحلقة التي يحدث بها طلابه.. و بهذا الاعتبار تكون كل حلقة من تلك الحلقات، مدرسة مستقلة تنضم الي بقية المدارس، لتكون جامعة اسلامية كبري، تستمد معارفها عن الرائد الأول في عصره الامام الصادق (ع)..

و من الضروري هنا أن نشير الي أن المدينة و الكوفة، كانتا الحاضرتين الاسلاميتين الرئيسيتين اللتين تعتبران المنطلق الأم، لجميع الانطلاقات الفكرية، و المعهد الرائد لسائر المعاهد العلمية التي قامت في شتي جهات المجموعة الاسلامية..

و لسنا بحاجة لكي نشير الي أن أكثر الأساتذة الكبار الذين تزعموا الحركة الفكرية و العلمية في هاتين الحاضرتين، كانوا ممن تخرج علي مدرسة الامام الصادق (ع) و أخذ عنه، كالامام مالك، و أبي حنيفة و سفيان الثوري، و أيوب السجستاني، و ابن عيينة، و غيرهم من أئمة المذاهب و أقطاب العلم..

و لعل ما وصلنا من بعض الكلمات المعبرة.. لبعض الأقطاب و القادة من مفكري ذلك العصر.. تعكس لنا الصورة المثلي لمركز الامام الرائد..

يقول الامام مالك: ما رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما و عبادة



[ صفحه 131]



و ورعا.. [11] .

و يقول أبوحنيفة: لولا السنتان لهلك النعمان.. [12] .

يعني السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الامام الصادق (ع)..

و يقول ابن أبي العوجاء: ما هذا بشر و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء و يتروح فهو هذا.. و أشار الي الصادق.. [13] .

و يقول ابن المقفع: هذا الخلق - و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية، الا ذلك الشيخ الجالس - يعني الصادق - فأما الباقون فرعاع و بهائم.. [14] .

و يقول المنصور الدوانيقي: هذا الشجي ء المعترض في حلقي من أعلم الناس في زمانه.. [15] .

و يمكننا أن نفهم من هذه الكلمات و غيرها:

1- أن الامام الصادق (ع) باعتراف الكبار من قادة



[ صفحه 132]



الفكر و الحكم في عصره، رغم عدم انسجامه معهم فكريا و مسلكيا.. كان أعلم أهل زمانه و أفضلهم..

2- انه أستاذ الكل و الشاخص العلمي الأول، الذي كان محورا لحركة المعرفة في عصره و مرجعا لحل المشاكل الفكرية التي كانت تعرض في وسط الحوار بين العلماء و المفكرين.. و من ذلك ما ورد من أن أباشاكر الديصاني أحد زنادقة ذلك العصر، اعترض هشام بن الحكم في مسألة فقال له: ان في القرآن آية هي من قولنا.!

قال هشام: و ما هي؟..

فقال: هو الذي في السماء اله و في الأرض اله..

قال هشام: فلم أدر بما أجيبه.. فحجت فخبرت أبا عبدالله (ع) فقال: هذا كلام زنديق خبيث، اذا رجعت اليه فقل له: ما اسمك في الكوفة؟ فانه يقول لك: فلان، فقل له: ما اسمك في البصرة؟.. فانه يقول لك: فلان، فقل له: كذلك ربنا في السماء اله، و في الأرض اله، و في البحار اله، و في القفار اله، و في كل مكان اله..

قال هشام: فقدمت فأتيت أباشاكر فأخبرته..

فقال: هذه نقلت من الحجاز - يعني الامام الصادق -.

و هذه القصة تعكس لنا حقيقتين:



[ صفحه 133]



1- أن الامام الصادق (ع) هو الانسان الوحيد الذي كان يملك الحل لأي مشكلة قد تعرض في مجالات الفكر و العقيدة، عندما يتعذر حلها عند الآخرين..

2- ايمان الآخرين بهذه الحقيقة، و تسليمهم العفوي بها، و لذا نري الديصاني يعترف بعفوية بريئة بأن ما ذكره هشام ليس منه و ليس من أي شخص آخر، بل هو منقول من الحجاز، و يقصد بذلك الامام الصادق..

و يكشف لنا هذا عن عمق الثقة العلمية العامة التي كان يتمتع بها الامام الصادق (ع) عند كافة الأوساط المختلفة في مذاهبها و معتقداتها، و حتي الزنادقة الذين لا يرون الناس الا أمثال البهائم كما روي ذلك عن ابن المقفع في كلمته السابقة..

و قد خضعت شخصية الامام العلمية لاختبارات مثيرة و مغرضة، و في محاولات فاشلة للتقليص من مركزه، و الحد من تلك الثقة المطلقة التي كان يتمتع بها..

فعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور بعث الي فقال: يا أباحنيفة.. ان الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد، فهي ء له من المسائل الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث الي أبوجعفر و هو بالحيره فأتيته، فدخلت عليه و جعفر بن محمد جالس عن يمينه فلما بصرت به، دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني



[ صفحه 134]



لأبي جعفر، فسلمت عليه و أومأ الي فجلست، ثم التفت اليه..

فقال: يا أبا عبدالله هذا أبوحنيفة..

فقال جعفر: نعم، ثم أتبعها: قد أتانا، كأنه كره أن ما يقول فيه قوم: أنه اذا رأي الرجل عرفة..

ثم التفت المنصور الي فقال: يا أباحنيفة الق علي أبي عبدالله من مسائلك..

فجعلت ألقي عليه، فيجيبني فيقول: انتم تقولون: كذا، و أهل المدينة يقولون: كذا، و نحن نقول: كذا، فربما تابعهم و ربما خالفنا جميعا، حتي أتيت علي الأربعين مسألة..

ثم قال أبوحنيفة: ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.. [16] .

و ليس المنصور بذلك الانسان الذي يجهل مركز الامام و قوته العلمية، ولكنه الشجي المعترض بحلقه من أعلم الناس في زمانه، دفعه للقيام بمثل هذه المحاولات الغير البريئة ، فلعل الحوار المتشابك يعثر بالامام مرة من خلال تلك التساؤلات المعدة لامتحانه و احراجه، فيكون في ذلك راحة لنفس المنصور، و اذابة للشجي المعترض في حلقه..



[ صفحه 135]



الا أن الامام خرج من ذلك الحوار منتصرا علي خصمه، و مضاعفا لوخز الشجي في حلقه..

و أمام هذا الموقف و أمثاله.. الذي تعرض فيه الامام لاختبارات مغرضة من قبل خصومه، لا يسع المنصور و هو الخصم الألد للامام، الا أن يعترف بعفوية غريبة، بعظمة الامام، فيحدد شخصيته العلمية بقوله:

«ان جعفرا كان ممن قال الله فيه «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» و كان ممن اصطفاه الله، و كان من السابقين في الخيرات..» [17] .

أما الظروف التي جعلت من الامام الصادق (ع) رائدا لنهضة الفكر و المعرفة في عصره فانها الأوضاع السائدة يومذاك، من سياسية و اجتماعية بما تحمله من انحرافات و أخطار تهدد سلامة الأسس الواقعية، التي يقوم عليها البناء العام للعقيدة الاسلامية و معطياتها..

فقد عاش الامام الصادق (ع) تطورات عصره السياسية عن كثب، و رأي كيف أن قضية الاسلام أصبحت بين يدي الساسة و الطامحين للحكم، ورقة رهان مربحة.. يتقامر بها الخصوم في سبيل الوصول الي أهدافهم و غاياتهم..



[ صفحه 136]



فلم تكن قضية الاسلام و الحق لتمثل عند الفئات المتنازعة علي الحكم في عمق نضالها، منطلقا أساسيا للعمل و النضال، و انما كان المنطلق الواقعي هو الغلبة علي مراكز القوي، و الاستيلاء علي مقاليد الحكم، ولو تسبب عن ذلك تجاوزات علي ما رسمه الاسلام من حدود و أبعاد..

و من هنا كان الخطر يتهدد الواقع السليم للرسالة في أن يقع فريسة مباشرة للانحراف الذي تفرضه طبيعة العمل السياسي الغير المسؤول رساليا، لعدم وجود ضابط نفسي أو مبدئي أصيل يكون التحرك العملي للطامحين علي أساسه..

و هناك خطر آخر ربما يكون أكثر عمقا في تأثيره علي الواقع السليم للرسالة، و هو التفاعل الطاري ء بين الفكر الاسلامي و الأفكار الوافدة التي حملتها موجة الفتوحات الاسلامية، و التي أخذت تدفع بكثير من معطياتها السلبية و الايجابية.. لتشوش صفاء ذهنية الانسان المسلم، و تبعده عن واقعيته الاسلامية بما تثيره من شكوك و شبهات، و ما تنقله من تقاليد و عادات..

و لم يكن الحكم المتمثل بالأجهزة النافذة ليقلقه سلامة الرسالة من عوامل الاهتزاز تحت وطأة الانحرافات الطارئة، بقدر ما كان يقلقه سلامة مواقعه التي يقوم عليها بناؤه، و تتماسك بها قواعده و أسسه..



[ صفحه 137]



و ثمة خطر ثالث.. اقتضته طبيعة ظروف سياسية معينة، و هو التزيد علي النبي (ص) من خلال وضع الأحاديث علي لسانه و نسبتها اليه، و لم تقف حركة الوضع عند حدود بناء جديد لشخصيات صحابية معينة.. يوازن بها البناء الواقعي لشخصية الامام علي و أهل بيته (ع)، ارضاءا لنزوات سياسية و عرقية - كما تقدم - بل انطلقت لتشمل كثيرا من الجوانب الأصيلة للرسالة من العقيدة و السلوك..

و أمام هذه الأخطار و غيرها.. التي تنذر بكارثة رسالية، و هي تمييع المحتوي الواقعي للرسالة و تشويه أصالتها الذاتية، لابد من خلق تحرك مخلص و أمين و قوي، يستطيع أن يواجه صعوبات تلك الأخطار، و يحد من تأثيرها علي واقع الرسالة، و يحفظ للأمة أصالة ثورتها الانسانية المتمثلة بالاسلام.. و مبادئه و مثله.

أما نوعية ذلك التحرك فتتحدد في ضمن أحد اطارين:

1- اطار الثورة الانقلابية المسلحة علي الحكم، و الأجهزة الأخري التي تقف في مواجهته باعتبارها جميعا تلتقي في نوعية الهدف الذي من أجله تخوض غمار الصراع، و هو احتواء السيطرة علي الحكم و التشبث به.. دون أن يكون وراء ذلك أي خلفيات رسالية أو دوافع اسلامية روحية..

ولكن الامام الصادق (ع) بحسب نظرته البعيدة للأحداث



[ صفحه 138]



المحيطة به، و دقته و عمقه في فهم الظروف السياسية القائمة و حدودها النفسية و الاجتماعية، كان بعيدا عن هذا الاطار و متمسكا بابتعاده عنه رغم كثير من المحاولات التي قام بها البعض لتوريطه في هذا المعترك.. و سنأتي علي تفاصيل تلك المحاولات في حديثنا عن السياسة في عصر الامام الصادق..

2- اطار الثورة الفكرية الموجه.. ببناء قاعدة فكرية اسلامية خالصة من شوائب الدخيل الذي اشتركت في اقحامه علي الرسالة عناصر مشبوهة من الداخل و الخارج..

و هذا هو المجال الذي بني عليه الامام الصادق (ع) مخططه العملي ، كبديل أفضل للقيام بأي عمل ثوري مسلح؛ ربما تكون عاقبته المتصورة هي الفشل و السقوط أمام ضربات الباطل و أجهزته..

و قد تمكن الامام بجهوده العملية المواصلة، و حكمته الأصيلة في مقاومة الظروف السياسية و الاجتماعية و النفسية المعاكسة.. أن يهب الأمة عطاء رسالتها و يحفظ لها المحتوي الأصيل لبنائها الفكري و العقائدي و الحضاري..

و ليس أدل علي ذلك من حقيقة بارزة و هي: أن التموج الفكري في ذلك العصر، كان منطلقه في الغالب و بصورة جلية.. هو الحركة التي موجها الامام و أثارها تلامذته..

و من هنا.. كان الامام الصادق (ع) هو الباعث الأول لحركة الفكر الاسلامي، و الرائد لمنطلقاته..



[ صفحه 139]




پاورقي

[1] ابن أبي الحديد: شرح النهج ج 11 ص 44.

[2] نفس المصدر: ج 11 ص 46.

[3] ابن أبي الحديد: شرح النهج ج 4 ص 73.

[4] نفس المصدر: ج 4 ص 63.

[5] ابن أبي الحديد: شرح النهج ج 4 ص 68.

[6] ابن أبي الحديد: شرح النهج ج 4 ص 68.

[7] يقرأ في هذا البحث، السيد عبدالحسين شرف الدين في كتابه أبوهريرة، و الأستاذ محمود أبورية في كتابيه: أضواء علي السنة المحمدية، و شيخ المغيرة أبوهريرة.

[8] أحمد أمين، ضحي الاسلام: ج 1 ص 3 - 2.

[9] فجر الاسلام: ص 114.

[10] مختصر تاريخ العرب: السيد مير علي الهندي ص 179.

[11] التهذيب: ج 2 ص 104.

[12] التحفة الاثني عشرية: ص 8.

[13] الكافي، للكليني: ج 1 ص 75.

[14] نفس المصدر: ص 74.

[15] اثبات الوصية للمسعودي: ص 184.

[16] تذكرة الحفاظ، للذهبي: ج 1 ص 157. جامع أساند أبي حنيفة ج 1 ص 222 مع اختلاف يسير.

[17] تاريخ اليعقوبي: ج 3 ص 177.


مراعاة ظروف الأمة


اهتم الأئمة المعصومون عليهم السلام بصيانة مبادي ء الرسالة الاسلامية التي اعتمدوا عليها في تبليغ الأمة و توجيهها و تثقيفها وفق هذه المبادي ء مراعين في ذلك ظروفها النفسية و الفكرية و السياسية فعن يعقوب السراج قال: «سألني أبو عبدالله عن رجل، فقال: انه لا يحتمل حديثا، فقلت: نعم، قال: فلا يغفل، فان الناس عندنا درجات منهم علي درجة، و منهم علي درجتين، و منهم علي ثلاث، و منهم علي أربع، حتي بلغ سبعا» [1] .

و قدم الامام الصادق مثلا واقعيا عن أساليب العمل الخاطئة بقوله: و سأضرب لكم مثلا تعتبرون به:

كان رجل مسلم و له جار كافر يرافقه دائما، فلم يزل يزين المؤمن للكافر الاسلام حتي أسلم، فغدا عليه المؤمن فاستخرجه من منزله و ذهب به الي المسجد ليصلي معه الفجر جماعة، فلما صلي قال له: لو قعدنا نذكر الله حتي تطلع الشمس، فقعد معه، فقال له: تعلمت القرآن الي أن تزول الشمس و صمت اليوم كان أفضل، فقعد معه وصام حتي صلي الظهر و العصر، فقال له: لو صبرت حتي تصلي المغرب و العشاء الآخر كان أفضل، فقعد معه حتي صلي المغرب و العشاء الآخرة ثم نهضا، و قد بلغ مجهوده، و حمل عليه ما لا يطيق، فلما كان من الغد غدا عليه و هو يريد مثل ما صنع بالأمس، فدق عليه بابه، ثم قال له: أخرج حتي نذهب الي المسجد، فأجابه أن انصرف عني فان هذا دين شديد لا أطيقه، فلا تخرقوا بهم، أما علمت أن امارة بني أمية كانت بالسيف و العسف و الجور، و ان امامتنا بالرفق و التآلف و الوقار و التقية و حسن الخلطة و الورع و الاجتهاد، فرغبوا الناس في دينكم و في ما أنتم فيه» [2] .



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] مختصر بصائر الدرجات ص 97.

[2] وسائل الشعية ج 6 ص 429 - 430.


كيفية وفاته


روي الكليني في الكافي بسنده عن ابي الحسن الاول و هو الكاظم عليه السلام أنه قال: لما حضرت ابي الوفاة قال لي يا بني انه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة! و روي الصدوق في ثواب الأعمال بسنده عن ابي بصير قال: دخلت علي حميدة [1] أعزيها بأبي عبدالله (ع) فبكت و بكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد، لو رأيت أباعبدالله عند الموت لرأيت عجبا: فتح عينيه ثم قال اجمعوا لي كل من بيني و بين قرابة، فلم نترك احدا الا جمعناه، فنظر اليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة! و روي الشيخ في كتاب الغيبة، بسنده عن سالمة مولاة



[ صفحه 162]



ابي عبدالله جعفر بن محمد قالت: كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام، حين حضرته الوفاة و أغمي عليه، فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين، و هو الافطس، سبعين دينارا، و أعطوا فلانا كذا، و فلانا كذا، فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد ان يقتلك؟ قال: تريدين ان لا أكون من الذين قال الله عزوجل فيهم؟: «و الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» نعم يا سالمة! ان الله خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها، و ان ريحها يوجد من مسيرة ألفي عام، و لم يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم. و روي الكليني بسنده عن أبي الحسن الاول قال: أنا كفنت أبي في ثوبين شطويين (نسبة الي شطا او شطاة قرية بمصر من قري دمياط) كان يحرم فيهما و في قميص من قمصه؛ و في عمامة كانت لعلي بن الحسين، و في برد اشتريته بأربعين دينارا، و زاد في رواية أخري: لو كان اليوم لساوي اربعمائة دينار.

و روي عن عيسي بن داب انه لما توفي الصادق (ع) و وضع علي السرير، و حمل الي البقيع و دفن، انشد ابوهريرة العجلي يقول:



أقول و قد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه و عاتق:



أتدرون ماذا تحملون الي الثري؟

ثبيرا ثوي من راس علياء شاهق



غداة حثا الحاثون فوق ضريحه

ترابا، و قبلا كان فوق المفارق



[ صفحه 165]




پاورقي

[1] الذي في الاصل هوام حميدة و هو سهولان حميدة هذه ام ولد كانت للصادق و هي ام ولده الكاظم عليهماالسلام.


ملحق، مهمة البحث في تاريخ الكيمياء


للبحاثة في تاريخ الكيمياء غانتسنموللر (Ganzenmueller).


نظر اسلام درباره ي علم ستاره شناسي چيست؟


زنديق گفت: نظر شما درباره ي علم ستاره شناسي چيست؟

حضرت فرمودند: آن علم و دانشي است كه فوائدش كم و زيانهايش بسيار، زيرا نمي توان به وسيله ي آن مقدرات را دفع نمود، و يا از خطري در امان بود.

اگر منجم از بلا و واقعه اي خبر دهد نمي تواند از مقدر الهي خود را نجات دهد، و چنانچه به خيري خبر دهد نمي تواند در حصول و تحقق آن تعجيلي كند، و اگر مصيبتي بر او وارد شود نمي تواند به وسيله ي اين علم آن را از خود دفع كند.

منجم با علم خدا به وسيله ي ادعاهايش مخالفت مي كند، چون ادعا مي كند كه مي تواند قضاي الهي را در مورد بندگانش تغيير دهد، و آن را دفع كند. [1] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 10 ص 183.


وصاياي امام ششم


گفته شد كه كلمات اشخاص نمونه از روح كلي اشخاص است و به منزله شخصيت آنهاست و هر چه را بيشتر علاقه داشته باشد بدان توجه بيشتري مي كند و در مواقع بارز و حساس از آن سخن مي گويد.

حضرت صادق عليه السلام در وصاياي خود درباره هداة و مرشدين الهي و علماي رباني و مشعل داران هدايت و دعوت بندگان خدا به اخلاص و عمل صالح سخن رانده و در وصيت به حضرت امام موسي الكاظم عليه السلام چنين مي فرمايد:

وصيت حضرت صادق (ع)

يا بني اقبل وصيتي - و احفظ مقالتي - فانك ان حفظها تعش سعيد او تمت حميدا يا بني ان من اقنع استغني و من مدعينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه و من استصغر زلة نفسه استكبر زلة غيره يا بني من كشف حجاب غيره انكشف عورته و من سل سيف البغي قتل من احتفر لاخيه بئرا سقط فيها - و من داخل السفهاء حقر و من خالط العلماء و قر و من دخل مداخل السوء اتهم. يا بني قل الحق لك او عليك و اياك و التميمه فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادلة فان للجود معادن و للمعادن اصولا و للاصول فروعا و للفروع ثمر اولا لايطيب ثمر الا بفرع و لا اصل ثابت الا بمعدن طيب يا بني اذا زرت فزر الاخيار و لا تزر الاشرار فانهم صخرة صمالا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخضر و رقها و ارض لا يظهر عشبها [1] اي فرزند دلبندم وصيت مرا گوش كن و در خاطر بسپار كه اگر آن را عملا حفظ كردي سعادتمند خواهي بود.



[ صفحه 281]



اي پسر عزيزم مردم قانع بي نياز هستند و آنها چشم بدست ديگران مي افكنند در فقر و ذلت خواهند مرد كسي كه به قسمت خود راضي نشد در قضاء الهي متهم است كسي كه نتوانست نفس خود را در اختيار بگيرد اسير ديگران مي شود -اي فرزند كسي كه حجاب ديگري را بدرد پرده ناموسش دريده خواهد شد كسي كه شمشير عداوت بكشد به آن كشته مي شود كسي كه چاهي در راه برادرش بكند در آن خواهد افتاد - اگر در حوزه سفها شركت كني محقور و زبون خواهي شد و اگر گوشه نشين محضر علماء شوي با وقار و محترم مي گردي اي فرزندم حق را بگو خواه بر تو يا عليه تو باشد - از نمامي و دو بهم زني دوري كني كن كه ريشه فساد و كينه ترا در دل مردم مي پروراند - هرگاه خواستي بخشش كني به معدن آن دست انداز زيرا جود معادن دارد و آن معادن اصول و فروعي دارد و شاخه هاي آن ميوه هائي بار مي آورد لذت در آن ميوه است و ميوه از شاخ است و شاخ از اصله است و اصله از ريشه معدن جود و كرم است.

هر گاه خواستي كسي را زيارت كني به ديدار اخيار برو و از ديدار اشرار حذر كن كه آنها سنگ سختي هستند و آب از خلال آنها نمي گذرد آنها درخت بي بري هستند و زمين شوره زاري از آنها حذر و دوري كن.

پس از اين وصيت اصحاب خود را مخاطب قرار داده به هر يك وصيتي مي فرمايد - يعبدالله ابن جندب درباره اخلاق و زندگي زناشوئي، به عبدالله نجاش درباره فقه و روايات، به زيد شحام درباره شيعيان و دوستان - به مؤمن الطاق درباره ريا و شيبه - به حمران بن اعين در توحيد - به مفضل بن عمر در تقوي و پارسائي به جميل بن دراج درباره ي همنشين - به علي بن خنيس درباره سفر و حضر - به سفيان ثوري درباره صدق و راستي و پرهيز از دروغ و حسد - به عنوان بصري درباره بركت و عبادت و به همين ترتيب هر كس آمده وصيتي فرمود كه به راستي سرمشق سعادت دنيا و آخرت است.

امام جعفر صادق عليه السلام در چند موضوع تأكيد فرموده و در وصاياي خود سخن از آن رانده. شكر نعم پروردگار - معاشرت خوب - مصاحب عاقل در سفر - همسايه خوب - قبول نصايح - مشاورت در كار - تزييد برادران ديني - گذشت و كظم غيظ - حفظ حقوق برادران ايماني - مواساة بين برادران - بر و احسان برادران - راستي گفتار و اداء



[ صفحه 282]



امانات مخصوصا در حديث كه هر يك در جاي خود درج شده است [2] .


پاورقي

[1] نورالابصار - حليةالاولياء ابونعيم ص 135 ج 3 حيات الصادق 40 ج 2.

[2] حيات الصادق نهيتي و حيات الصادق محمد حسين المظفر در جلد 3 مراجعه شود.


حديث 039


3 شنبه

ثق بالله تكن عارفاً.

به خدا اعتماد كن تا آگاه و عارف شوي.

بحار، ج 75، ص 261


مقبره خنيس بن حذافه


عمر را كه بعدها همسر پيامبر شد، به عقد خود در آورد. پيامبر بين او و «ابوعبيس بن جابر بن عمرو» از انصارِ بنوحارثه عقد برادري بست. او تنها فرد از بني سهم بود كه در نبرد بدر شركت جست. آنچه مسلم است، او بر اثر زخمي كه در بدر يا احد برداشته بود، به شهادت رسيد.

تاريخ وفات وي را در بيست و پنجمين ماه يا اولين ماه سال سوم هجرت گفته اند. اين تاريخ با توجه به اين كه پيامبر حفصه را پس از سال سوم به عقد خود در آورد، با واقعه مزبور مطابقت دارد.

آنچه مسلم است و ابن سعد اسناد آن را ارائه داشته، پيامبر بر جنازه خنيس نماز گزارد و او را در كنار مقبره عثمان بن مظعون در قبرستان بقيع به خاك سپرد.


اخباره بالغائب 05


محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن رفيد مولي يزيد بن عمرو بن هبيرة قال: سخط علي ابن هبيرة و حلف علي ليقتلني، فهربت منه و عذت بأبي عبدالله عليه السلام فأعلمته خبري، فقال لي: انصرف اليه و أقرئه مني السلام و قل له: اني قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء. فقلت له: جعلت فداك شامي خبيث الرأي، فقال: اذهب اليه كما أقول لك، فأقبلت.

فلما كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابي، فقال: أين تذهب؟ اني أري وجه مقتول، ثم قال لي: أخرج يدك، ففعلت فقال: يد مقتول، ثم قال لي: أبرز رجلك فأبرزت رجلي، فقال رجل مقتول، ثم قال لي: أبرز جسدك ففعلت، فقال جسد مقتول، ثم قال لي: أخرج لسانك، ففعلت،



[ صفحه 61]



فقال لي: امض، فلا بأس عليك، فان في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك. قال: فجئت حتي وقفت علي باب ابن هبيرة، فاستأذنت، فلما دخلت عليه قال: أتتك بخائن رجلاه يا غلام النطع و السيف، ثم أمر بي فكتفت و شد رأسي و قام علي السياف ليضرب عنقي، فقلت: أيها الأمير لم تظفر بي عنوة، و انما جئتك من ذات نفسي، و ههنا أمر أذكره لك، ثم أنت و شأنك، فقال: قل، قلت: أخلني فأمر من حضر فخرجوا، فقلت له: جعفر بن محمد يقرئك السلام و يقول لك: فد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء. فقال: آلله لقد قال لك جعفر بن محمد هذه المقالة و أقرأني السلام؟! فحلفت له فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي، ثم قال: لا يقنعني منك حتي تفعل لي ما فعلت بك، قلت: ما تنطلق يدي بذاك و لا تطيب به نفسي، فقال: و الله ما يقنعني الا ذاك، ففعلت به كما فعل بي فأطلقته، فناولني خاتمه و قال: أموري في يدك فدبر فيها ما شئت [1] .


پاورقي

[1] الكافي: 1 ص 473 ح 3.


قصر و اژدها در ميان دريا


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: خشم، كليد تمام بديها و شرور است.

روايت شده است كه منصور دوانيقي شبي به پسر خود گفت: برو جعفر را بياور تا او را بكشم. وزير منصور گفت: كسي كه در گوشه اي نشسته باشد عزلت گرفته و به عبادت حق مشغول شده و دست از ملك تو كوتاه كرده باشد، كشتن او چه حاصلي دارد و هر چه گفت، سودي نداشت.

ناچار كسي را به دنبال حضرت فرستاد. منصور به غلامان گفت: وقتي كه او آمد و من با او مشغول صحبت شدم و عمامه از سر برداشتم شما همان موقع او را بكشيد. پس چون حضرت داخل مجلس شد، منصور از تخت پايين پريد و پيش پاي او دويد و آن حضرت را در صدر مجلس نشانيد. و خود به رسم ادب زانو زد و گفت: اي مولاي من! چرا زحمت كشيديد.

حضرت فرمود: تو مرا طلبيدي. منصور گفت: امروز هر چه شما بفرمائيد من اطاعت مي كنم. حضرت فرمود: مي خواهم كه ديگر مرا نخواني. منصور گفت: سميع و مطيعم. غلامان و وزير منصور بسيار تعجب كردند. چون امام جعفرصادق عليه السلام از آن مجلس بيرون رفت. منصور از شدت خوف و



[ صفحه 102]



ترس و اضطرابي كه بر وجود او چيره شده بود، لحاف روي سر كشيد و بيهوش افتاد و تا نصف شب به هوش نيامد. چون به هوش آمد وزير از اضطراب او سؤال نمود.

منصور گفت: اي وزير! چون امام جعفرصادق عليه السلام به اين جا وارد شد، من اين قصر خود را ديدم كه موج مي زند چون كشتي در ميان دريا و اژدهايي عظيم ديدم كه يك لب به زير كشتي نهاده و يك لب بر بالاي آن و مي گفت: اي منصور اگر به ايشان تعرض كني يا بيازاري تو را با اين قصر فرو مي برم. چون او را ديدم و شنيدم عقل از من زايل شد و مدهوش شدم.



[ صفحه 103]




ما كتبه في حاشية كفن إسماعيل


أحمد بن محمّد بن يحيي العطار قال: حدّثنا عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عمرو بن عثمان، عن أبي كهمس [1] قال: حضرت موت إسماعيل بن أبي عبدالله عليه السلام فرأيت أبا عبد الله عليه السلام وقد سجد سجدة فأطال السّجود، ثمّ رفع رأسه فنظر إليه قليلاً، ونظر إلي وجهه ثمّ سجد سجدة أُخري أطول مِنَ الأُولي، ثُمّ رفع رأسه وقد حضره الموت، فغمّضه وربط لحييه، وغطّي عليه ملحفة، ثُمّ قام وقد رأيت وجهه وقد دخله منه شي ء الله أعلم به، قال: ثمّ قام فدخل منزله فمكث ساعة ثمّ خرج علينا مدّهناً مكتحلاً، عليه ثياب غير الثيّاب الّتي كانت عليه، ووجهه غير الّذي دخل به، فأمر ونهي في أمره، حتّي إذا فرغ دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن:

إسماعيلُ يَشهَدُ أن لا إلَه إلّا اللهُ [2] [3] .



[ صفحه 38]




پاورقي

[1] ابو كهمس

الهيثم بن عبد الله أبو كهمس: قال النّجاشي: الهيثم بن عبد الله أبو كهمس كوفيّ، عربيّ، له كتاب، ذكره سعد بن عبد الله في الطّبقات. وعدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الصّادق عليه السلام قائلاً: الهيثم بن عبيد الشّيباني أبو كهمس الكوفيّ، أسند عنه. وقال في الكني من الفهرست: أبو كهمس، له كتاب، رويناه بالإسناد الأوّل عن حميد، عن القاسم بن إسماعيل القرشي، عنه. وقال البرقي في أصحاب الصّادق عليه السلام. أبو كهمس، كوفيّ. (راجع: رجال النّجاشي: ج 2 ص 402 الرّقم 1171، رجال الطّوسي: ص 320 الرّقم 4767).

وفي رجال الكشّي: الحسين بن فضّال عن أبي كهمس قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يشهد محمّد بن مسلم الثّقفيّ القصير عند ابن أبي ليلي فيردُّ شهادته؟ فقلت: نعم. فقال: إذا صرت إلي الكوفة فأتيت ابن أبي ليلي فقل له أسألك عن ثلاث مسائل [لا] تُفتني فيهابالقياس ولا تقل: قال أصحابنا... (ج1 ص387 ح277).

[2] في وسائل الشّيعة: نقلاً عن أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسي في الاحتجاج، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن صاحب الزمّان عليه السلام، أنّه كتب إليه قد روي لنا عن الصّادق عليه السلام أنّه كتب علي إزار إسماعيل ابنه: إسماعيل يشهد أن لا إله إلّا الله. فهل يجوز لنا أن نكتب مثل ذلك بطين القبر أم غيره؟ فأجاب: يجوزُ ذلِكَ. (ج2 ص758 ح3).

[3] كمال الدين: ص72، بحار الأنوار: ج81 ص 327 ح 25.


ختامه مسك


پنج چيز مرگ را براي انسان آسان مي كند:

1. پوشاندن لباس بر برادران ديني؛

قال مولانا الصادق عليه السلام: من كسي أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا علي الله أن يكسوه من ثياب الجنة و أن يهون عليه من سكرات الموت و أن يوسع عليه في قبره، و أن يلقي الملائكة اذا اخرج من قبره بالبشري [1] .



[ صفحه 68]



هر كس (براي رضاي خداوند متعال) برهنه اي را لباس - تابستاني يا زمستاني - بپوشاند، خداوند او را از لباس بهشت خواهد پوشاند، و جان دادن برايش آسان مي شود، و قبرش توسعه مي يابد، و هنگام خروج از قبر، فرشتگان را ملاقات نموده و به وي بشارت مي دهند.

2. صله ي رحم؛

قال مولانا الصادق عليه السلام: صلة الرحم يهون سكرات الموت.

صله ي رحم، سكرات و بي خودي هنگام مرگ را آسان مي كند.

3. حسن ظن به خدا؛

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: و حسن الظن بالله.

4. دوستي حضرت علي عليه السلام

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: الا و من أحب عليا هون الله عليه سكرات الموت و جعل قبره روضة من رياض الجنة [2] .

هر كس علي عليه السلام را دوست بدارد، جان دادن براي وي آسان مي شود، و قبرش باغچه اي از باغ هاي بهشت خواهد شد.

5. گريه بر مصائب امام حسين عليه السلام؛

قال أمير المؤمنين عليه السلام: بعد كلام طويل: و البكاء علي الحسين عليه السلام [3] .



[ صفحه 69]




پاورقي

[1] كافي، ج 2، ص 163، ح 1.

[2] فضائل الشيعة، ص 3.

[3] آخرين گفتارها، ج 1، ص 13.


الريق و ما فيه من المنفعة


تأمل الريق و ما فيه من المنفعة، فانه جعل يجري جريانا دائما الي الفم، ليبل الحلق و اللهوات فلا يجف، فان



[ صفحه 43]



هذه المواضيع لو جعلت كذلك، كان فيه هلاك الاسنان ثم كان لا يستطيع أن يسيغ طعاما، اذا لم يكن في الفم بلة تنفذه، تشهد بذلك المشاهدة، و اعلم أن الرطوبة مطية الغذاء و قد تجري من هذه البلة الي مواضع أخر من المرة فيكون في ذلك صلاح تام للانسان، و لو يبست المرة لهلك الانسان.


بهشت، جايگاه شيعيان


ابوبصير نقل مي كند: وقتي در حج با امام صادق عليه السلام در حال طواف بوديم، از ايشان پرسيدم: اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله! آيا خداوند اين مردم را مي بخشد؟ فرمود: بيشتر كساني كه مي بيني، ميمون و خوك هستند. گفتم: آنان را به من نشان بده؟! آن گاه حضرت دعايي كرد و دستش را بر چشم من كشيد آن ها را - همان گونه كه امام فرموده بود - ميمون و خوك ديدم. گفتم: چشمم را به حالت اول برگردان. پس حضرت دعا كرد و آن ها



[ صفحه 67]



را مانند اول ديدم (مردمي مستوي الخلقه بودند).

سپس فرمود: شما در بهشت، نعمت داده مي شويد. و در ميان طبقه هاي آتش جستجو مي شويد، ولي پيدا نمي گرديد. به خدا سوگند! دو نفر از شما در آتش جمع نمي شوند، نه، به خدا سوگند! يك نفر هم جمع نمي شود. [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز، ص 352؛ الخرائج والجرائح، ج 2، ص 821.


الوليد بن عبدالملك


ولي الامر بعد أبيه يوم الخميس في النصف من شوال سنة 86 ه و هو اليوم الذي مات فيه عبدالملك. و كان الوليد ولي عهده، و بقي واليا الي أن مات يوم السبت في النصف من جمادي الاولي سنة خمس و تسعين، و كانت مدة ولايته تسع سنين و سبعة اشهر، و له ست و اربعون سنة.

و امه ولادة بنت العباس بن جزء الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي.

و كان الوليد له سطوة شديدة لا يتوقف اذا غضب، و كان كثير النكاح و الطلاق، يقال أنه تزوج ثلاثا و ستين امرأة [1] غير الاماء. و كان لجوجا كثير الاكل. و كان يغلب عليه اللحن.

و هو الذي بني جامع دمشق، و الذي عرف بالجامع الاموي، و انفق علي ذلك أربعمائة صندوق من الذهب، و في كل صندوق أربعة عشر الف دينار، و قيل كان في كل صندوق ثمانية و عشرون الف دينار، و قد لامه الناس علي ذلك و أنه انفق مال بيت المسلمين فخطبهم و قال: انما هذا كله من مالي لأن الأمويين يعدون الاموال التي تجي ء لهم هي ملكهم يتصرفون بها كيف شاءوا.

كما أنه زاد في مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و زخرفه و نمقه، و رصعه بالفسيفساء و هي الفص المذهب، و ادخل فيه حجر ازواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم و سائر المنازل التي حوله [2] فقال له خبيب بن عبدالله بن الزبير انشدك الله أن تهدم آية من كتاب الله (ان الذين ينادونك من وراء الحجرات) فأمر الوليد بضربه حتي مات، و سيأتي بيان السبب الذي من اجله وسع الوليد مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

و في ايامه مات الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام مسموما، و ذلك في الخامس و العشرين من شهر محرم الحرام سنة 95 ه، و كان



[ صفحه 114]



الوليد هو الذي دس اليه السم و يقال: أن هشام بن عبدالملك هو الذي دس اليه السم بأمر من الوليد [3] و سيأتي بيان ذلك ان شاءالله.


پاورقي

[1] الانافة في مآثر الخلافة ج 1 ص 133.

[2] الاناقة في مآثر الخلافة ج 1 ص 136.

[3] ذكر ذلك جماعة من الحفاظ و المؤرخين كالقرماني في تاريخه، و ابن حجر في صواعقه، و ابن الصباغ المالكي في الفصول، و ابن جرير في دلائل الامامة، و روضة الواعظين للحافظ النيسابوري و غيرهم مما لا يترك مجالا للشك في ذلك.


الامام الباقر


ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ولد في المدينة سنة 57 ه و توفي سنة 114 ه فيكون عمره 57 سنة علي رواية الشيخ المفيد في الارشاد [1] و وافقه ابن كثير في النهاية و ابن الاثير في تاريخه، و قال المسعودي: انه توفي في أيام الوليد.



[ صفحه 434]



و علي أي حال فان الامام الباقر عليه السلام أدرك جده الحسين و شاهد وقعة الطف المحزنة، و أقام معه ثلاث سنين أو أربع سنين، و مع ابيه زين العابدين أربعا و ثلاثين، و بعد ابيه تسع عشرة سنة و قيل ثماني عشرة سنة، و عاشر من ملوك عصره معاوية بن ابي سفيان المتوفي سنة 60 ه، و يزيد بن معاوية، و معاوية بن يزيد، و مروان بن الحكم، و عبداللمك بن مروان، و الوليد ابن عبدالملك، و سليمان بن عبدالملك، و عمر بن عبدالعزيز، و يزيد بن عبدالملك.

و توفي سنة 114 ه كما عليه الاكثر في خلافة هشام بن عبدالملك مسموما.


پاورقي

[1] الارشاد ص 241 و تاريخ ابن كثير ج 9 ص 84 و ابن الاثير ج 5 ص 84.


نسبه و نشأته و أقوال العلماء فيه


«يا هشام لا زلت مؤيدا بروح القدس»

الامام الصادق

«رحم الله هشاما كان عبدا ناصحا»

الامام الرضا

«لسان هشام أوقع في نفوس الناس من ألف سيف»

هارون الرشيد

هشام بن الحكم الكندي [1] أبومحمد البغدادي المتوفي سنة 197 ه.

كانت نشأته بالكوفة و واسط، و يدخل بغداد للتجارة، ولكنه استقام بها بعد مدة من الزمن، و نزل قصر و ضاح بالكرخ من مدينة السلام، و له دار بواسط. و كان يتجول للتجارة ينتقل من بلد آخر و هو برشد الناس و يدافع عن مذهب أهل البيت و يناظر الملحدين فيفحمهم و رجع الكثيرون الي التوحيد تسليما لقوة الحجة و خضوعا للحق، و هو من تلامذة الامام الصادق عليه السلام، و من خواص ولده موسي الكاظم عليه السلام.

نشأ هشام بن الحكم بالكوفة، و كانت الكوفة مصطرعا للآراء، و موطنا لاختلاف المذاهب التي استوطنتها، و قوي بها انتشار علم الكلام، و از دهرت أرجاؤها بحلقات العلم و رجال الفكر، فكانت هناك خصومات و جدل و نزاع بين أصحاب المذاهب المختلفة، و الآراء المتفرقة و الفرق المتعددة. و قد اتخذ كل فريق علم الكلام وسيلة للانتصار علي خصمه، و وسيلة لتأييد رأيه و تصحيح مذهبه.

و كان هشام بن الحكم من أبرز شخصيات ذلك العصر، يمتاز بقوة شخصيته التي جعلته مطمحا لأنظار علماء عصره، لتفوقه و مهارته و شدة خصومته، و قوة حجته؛ و يصف ابن النديم هشاما بقوله:

هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة، ممن فتق الكلام في الامامة، و هذب المذهب و النظر، و كان حاذقا بصناعة الكلام، حاضر الجواب. سئل هشام عن معاوية أشهد بدرا؟ قال: نعم، من ذالك الجانب - أي من جانب المشركين.



[ صفحه 80]



و يقول الشهرستاني: هشام بن الحكم صاحب غور [2] في الأصول لا يجوز أن يغفل عن الزاماته علي المعتزلة، فان الرجل وراء ما يلزمه الخصم، و دون ما يظهره من التشبيه.

و قال الزركلي: هشام بن الحكم فقيه، متكلم، مناظر، من أكابر الامامية، ولد بالكوفة. فانقطع الي يحيي بن خالد، فكان القيم بمجالس كلامه [3] .

و يقول الدكتور أحمد أمين: أما هشام بن الحكم فيظهر أنه أكبر شخصية شيعية في علم الكلام، و كان من تلاميذ جعفر الصادق عليه السلام و كان جدلا قوي الحجة، ناظر المعتزلة و ناظروه، و نقلت في كتب الأدب له مناظرات كثيرة، تدل علي حضور بديهته و قوة حجته، الي أن يقول: والجاحظ يشتد عليه في المناقشة و يغضب في نقده. و ستأني بقية الأقوال فيه.


پاورقي

[1] فهرست بن النديم ص 349، و التكملة ص 7، و الملل و النحل ج 1 ص 308، و لسان الميزان ج 6 ص 194، و المراجعات لشرف الدين ص 301 - 300، و الانتصار للخياط في عدة مواضع، و ضحي الاسلام ج 3 ص 268، و عقد الفريد ج 1 ص 360، و عيون الاخبار لابن قتيبة ج 2 ص 150، و حياة هشام بن الحكم للشيخ محمد الحسين المظفر (مخطوط) و جامع الرواة ج 2 ص 313، و نهج المقال ص 356، و حياة هشام للشيخ محمد صالح الشيخ راضي «مخطوط» و غيرها.

[2] غور كل شي ء قعره، و عمقه، و صاحب غور هو من تعمق في علمه، حتي وصل الي حقيقته، و منه فلان بعيد الغور أي متعمق النظر و هو بحر لا يدرك غوره. انظر في التعليق الملل و النحل ج 1 ص 311.

[3] الاعلام ج 3 ص 1123.


الدعوة الاسلامية و خصومها


تبين مما قدمناه في هذه الأبحاث أن الدعوة الاسلامية قد ثقلت علي كثير من ذوي النفوس المريضة من مختلف العناصر و شتي الطوائف، و قد قابلوا ذلك بالعداء السافر و الحرب الدموية، و لما عجزوا عن المقابلة للاسلام وجها لوجه، التجأوا الي الحرب السرية، و حمل معاول الهدم و التخريب، و استعمال الوسائل التي تدعو الي اثارة الفتنة بين المسلمين، و قد وجدوا أن أقرب طريق يوصلهم الي غاياتهم و تحصيل أمنيتهم هو التدخل في صفوف المسلمين، والعمل علي تفريق الكلمة و بث روح العداء، و تفرقوا لهذا الغرض فرقا و أحزابا، فمن مستجلب ود السلطة لينال مركزا هاما في الدولة يتسطيع بواسطته أن يفسد بعض الأمور و يغير بعض الحقائق.

و منهم من سلك طريق اظهار المحافظة علي الاسلام، و الانتصار له، و الرد علي ما يلصقه به اخوانه، الذين سلكوا سبيله في تشويه سمعة الاسلام.

و منهم من ضرب علي وتر حساس يستطيع به أن يستميل القلوب، و يحرك الشعور، و هو اظهار حب أهل البيت عليهم السلام الذين تألبت جميع الفئات الحاكمة علي ظلمهم من دون مراقبة لله و لا مراعاة لحرمة رسوله.

و صفوة القول انهم توزعوا علي جميع الطوائف الاسلامية، فاندسوا في صفوفهم و امتزجوا في مجتمعهم.

هذا سوسن النصراني كان أول من نطق بالقدر و قد أظهر الاسلام، و عنه أخذ معبد الجهني و أخذ غيلان عن معبد [1] ثم عاد سوسن الي نصرانيته بعد أن بث فكرت.

و هذا ابن كلاب من بابية الحشوية، و كان عباد بن سليمان يقول انه نصراني.

قال أبوعباس البغوي: دخلنا علي فيثون النصراني و كان في دار الروم بالجناب الغربي، فجري الحديث الي أن سألته عن ابن كلاب فقال فيثون: رحم الله عبدالله (اسم ابن كلاب) كان يجئني فيجلس الي تلك الزاوية - و أشار الي ناحية من البيعة - و عني أخذ هذا القول، و لو عاش لنصرنا المسلمين [2] - أي لجعلناهم نصاري.



[ صفحه 374]



ذكرنا هذا علي سبيل المثال لما يفعله أصحاب الديانات الأخري الذين كانوا يستغلون الفرص للتدخل في صفوف المسلمين، فهم لم يتحد غرضهم في الدخول بطائفة أو الانضمام الي جماعة، بل كانوا متفرقين في أهل الحديث و الفقهاء و المؤرخين، و أهل الكلام و الفلسفة، سائر العلوم و ما أكثر الوسائل التي يتبعونها و الأثواب التي يتنكرون بها لحماية أنفسهم و تحقيق أهدافهم.

فقد يتنكر اليهودي في ثوب الاسلام و يدعي لنفسه أهدافه المسلمين و أساليبهم، فيندس وسط جماعات و هيئات هي أبعد ما يكون أن يؤمن بمبادئها و مثلها، و يأخذ علي عاتقه هدم هذه المبادي ء و المثل و التشكيك في قيمها و جدواها، فهو اذ يتظاهر في الانضمام الي طائفة معينة، و يكون حريصا علي تحقيق مبادئها و نشر تعاليمها، انما يفعل ذلك لينجح في مهمته، و هي تحقيق أهدافه الدنيئة عن طريق آخر، و كذلك غير اليهودي من نصراني و مجوسي و وثني و مشرك، و كل من في قلوبهم حقد علي الاسلام و أهله.

فهم يدعون الاسلام من جهة، و يعملون علي هدمه من جهة أخري، و لهم أساليب كثيرة يتوسلون بها لتحقيق أهدافهم و تحصيل أمانيهم. و قبل أن نأتي علي استقصاء أساليبهم في المكر و الخداع و التضليل، نود أن نشير الي أبطال حركة الغلاة في عصر الامام الصادق عليه السلام و معارضة دعوته الاصلاحية، التي قام بها في عصر ازدهار العلم و اتساع نطاق النهضة الفكرية.


پاورقي

[1] انظر الفرق للبغدادي ص 70.

[2] الفهرست لابن النديم 256 - 255.


المصدر


لا اكلف الأستاذ بتتبع المصادر لهذه الكلمة المشهورة في كتب السنة، لأن ذلك يشق عليه، اذ هو مطبوع علي التساهل في النقل، و لهذا أضع بين يديه أقرب كتاب اليه هو (مختصر التحفة الاثنا عشرية) لمحمود شكري الالوسي ففي صفحة 8 من الطبعة الأولي سنة 1301 ه في الهند يقول: (و هذا أبوحنيفة رضي الله عنه و هو من بين أهل السنة كان يفتخر و يقول بافصح لسان: لولا السنتان لهلك النعمان يريد السنتين اللتين صحب فيها لأخذ العلم الامام جعفر الصادق رضي الله عنه).

هذا نص العبارة في الطبعة الأولي و لعل تحصيلها يشق عليه، و لا يتكلف فاني أضع بين يديه الطبعة الثانية المطبوعة في مصر سنة 1373 ه في المطبعة السلفية و العبارة موجودة في الصفحة الثامنة أيضا.

و الشي ء الذي يبعث علي الاستغراب هو عدم وقوف الأستاذ علي هذا الكتاب و اطلاعه عليه، اذ الكتاب له صدي في العالم الاسلامي بما أحدثه من ضجة، و ما أثاره من فتنة، يوم أراد الاستعمار أن يحقق أهدافه في بلاد الهند في اثاره الطائفية، فانتدب لهذه المهمة رجلا يسمي شاه ولي الله الهندي فألف كتابا اسماه التحفة الاثني عشرية و ملأه طعونا علي الشيعة، و مات قبل أن يتمه فاتمه ولده و ترجمه الي العربية رجل يسمي غلام محمد سنة 1227 ه و اختصره محمود شكري الالوسي، و حدث من وراء نشر هذا الكتاب ما حدث من مآسي لحساب الاستعمار في البلاد الاسلامية، مما يؤلم ذكره، و بعد أن هدأت الفتنة و مر الزمن، و أفلس الاستعمار و أحس بشعور التقارب و التفاهم بين المسلمين، أراد أن يرجع عجلة التاريخ، فيلعب لعبته لتربح و رقته و أعيد طبع هذا الكتاب عسي أن يعيد التاريخ نفسه، و لكن خاب الأمل و كفي الله المؤمنين القتال و خسر هنالك المبطلون.



[ صفحه 104]



و بعد ذلك يقول

و لعل هاتين السنتين كانتا عندما خرج أبوحنيفة من العراق مهاجرا بدينه، و فرارا من تعذيب ابن هبيرة له، فانه أقام حينئذ ببلاد الحجاز، و لعله قد لازم الامام جعفرا في هذه المدة.

و قد جاء في حلية الأولياء ما يؤكد رواية هؤلاء الأعلام و غيرهم عن الامام الصادق فقد جاء فيها: و روي عن عدة من التابعين، منهم يحيي بن سعيد الأنصاري، و أيوب السختياني، و أبان بن تغلب و أبوعمر بن العلاء و يزيد بن عبدالله الهادي، و حدث عنه من الأئمة الاعلام مالك بن أنس و شعبة بن القاسم و سفيان بن عيينة، و سليمان بن بلال و اسماعيل بن جعفر [1] .

و قد رأينا كيف غالي بعض المنتسبين الي مذهب الامام جعفر فادعوا له علما لم يكن قد تلقاه بطرق العالم عند البشر، ومن الغريب أننا نجد بجوار هؤلاء من محدثي القرن الثالث من يتشكك في رواية الامام الصادق عترة النبي صلي الله عليه و سلم، و يتكلم في الثقة بحديثه «كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولوا الا كذبا» و لكنه التعصب المذهبي يعمي و يصم، و ليس في قول المغالين، و لا في قول المتشككين ما ينقص من مقام الامام الصادق الجليل، فلم ينقص من مقام جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كذب الكذابين عليه، كما لم يضر عيسي بن مريم عليه السلام افتراء المفترين عليه ما بين منكر لرسالته و مدع لالوهيته.

المؤلف سامحه الله قد تركزت في ذهنه فكرة الغلو فهو يرددها بين آونة و أخري، ليبعث التشكيك في كثير من الأمور، و قد مر بيان ذلك، و نحن هنا نسائل المؤلف عن الغلو و عن المغالين في الامام بعد أن اشرنا لذلك؛ و لكننا نريد أن نسائله عمن يتشكك في رواية الامام الصادق من المحدثين؛ فانا لم نجد منهم من يذهب الي ذلك أبدا، نعم يسبق الي الذهن ما ينسب الي البخاري في توقفه عن تخريج أحاديث الامام الصادق عليه السلام و قد قلنا ان عدم تخريج البخاري لحديث الامام الصادق لا يضر بمقامه عليه السلام بعد أن رأينا البخاري قد خرج أحاديث عن اناس لا يتصفون بالصدق و العدالة، و منهم المتهم في عقيدته و الكاذب في لهجته.



[ صفحه 105]



و المؤلف لم يذكر اسم البخاري، و ربما يتبادر الي الذهن أن هناك من المحدثين من يتشكك في رواية الامام الصادق عليه السلام فأحببنا أن يذكره للاطلاع، و بعد أن نساير الأستاذ مراحل عديدة، نجده يصرح هناك بقوله تحت عنوان فقه الصادق صفحة 252: و كان (أي الامام الصادق) من الثقات عند أهل الحديث...

و قد قالوا ان البخاري لم يقبل الأحاديث المنسوبة اليه، و أن ذلك يحتاج الي نظر، و قد أشرنا من قبل الي أن عدم قبول البخاري للمرويات التي تنسب اليه لا يمكن أن ينال من امامته، و الآن نقول: انه لا يمكن أن يكون البخاري يجعل صدق من لقبه المسلمون جميعا بالصادق موضع كلام و نظر، و انه روي عمن دونه من التابعين فضلا. ثم يوجه ذلك برأيه و رأيه محترم.

و نحن نقول: ان عدم تخريج البخاري لاحاديث الامام هو لشي ء في نفس البخاري لا في الامام الصادق عليه السلام، فقد روي البخاري عن أناس كذابين و آخرين منحرفين و قد مر الكلام حوله في الجزء الأول في هذا الكتاب.

و الخلاصة أن صحيح البخاري قد أحيط بهالة من التعظيم و الاجلال و الاكبار، فهو عدل القرآن، و كل ما فيه صحيح، و قد تهيب أكثر الحفاظ عن نقد أحاديثه، و من أقدم علي ذلك عنف [2] و من أظرف ما نقل في ذلك أن مجلس المبعوثان في عهد الاتراك بالعراق قد قرر مبلغا جسيما لوزارة الحربية جعلوه لقراءة البخاري في الاسطول. فقال الزهاوي و كان عضوا في المجلس: أنا أفهم أن هذا المبلغ في ميزانية الأوقاف، اما في الحربية فالمفهوم ان الاسطول يمشي بالبخار لا بالبخاري فثار عليه المجلس و شغب عليه العامة [3] .

و لا نطيل الحديث حول البخاري فنجرح عاطفة كثير من الناس كما جرح المؤلف عواطف ملايين منهم بتهجمه علي الشيخ الكليني بدون حجة، و نسبه لما لا يليق بشأنه، فهي كلمة لعمر الله قالها المؤلف بدون تأمل و تريث.

يقول المؤلف في ص 71

ولو قلنا علمه (أي الامام الصادق) كان الهاميا خالصا ما كان مجتهدا و ما كان متعرفا للأحكام، بل كانت تلقي عليه القاء كما يتلقي الوحي:



[ صفحه 106]



ذكر هذا بعد أن مهد له تمهيدا لطيفا حول الاشراق النفسي، و بيان الالهام الذي فسره بقوله: و ما من عالم باحث الا شعر بان وراء جهوده الهاما من الله تعالي نسميه توفيقا منه و هو ولي التوفيق انظر ص 69 الي ص 71.

اقول

و لا أدري كيف يصح للأستاذ أن يسمي الالهام بانه وحي ينزل علي الأئمة كما ينزل علي الانبياء!؟ و لا أدري من أين أخذ هذا و بأي دليل يؤيده؟! فان الشيعة لم تدع للأئمة نزول الوحي عليهم، اذ لا نبي بعد خاتم الأنبياء، و انما استقوا علمهم من الرسول الأعظم الذي لا ينطق عن الهوي بل هو وحي يوحي.

فدعوي أن الشيعة يدعون نبوة الأئمة و أن علمهم وحي كالأنبياء، انها دعوي باطلة لا تستند الي برهان و لا يؤيدها دليل، و ما أكثر ما رميت به الشيعة من التهم، و ان ربك لبالمرصاد.

و الذي أراه أن الكاتب قلد في هذا الرأي بعض الكتاب من الغربيين أو غيرهم، من الذين درسوا تاريخ الشيعة تحت ضغط التيارات الطائفية، فنقلوا و تقولوا كلما دعت الظروف القاسية لاختراعه حول الشيعة، لابرازهم بالصورة التي يحب خصومهم أن يبرزوا للمجتمع فيها.

و لا أبعد عن الواقع ان قلت انه أخذ هذا الرأي من كاتب مشهور و هو الأستاذ احمد شلبي الأستاذ في الجامعة الاسلامية باندنوسيا كما تقدم ذكره، أو من كتب المستشرقين الذين يثيرون الشكوك و الريب.


پاورقي

[1] حلية الأولياء ج 3 ص 199.

[2] تهذيب التهذيب ج 8 ص 146.

[3] مجلة الرسالة ص 402 السنة الخامسة.


المصادر الشيعية 24


أما مصادرنا في البحث عن فقه الشيعة فهي من الكثرة بمكان و لا يمكن عدها هنا ولكن أهمها هي:

1- شرائع الاسلام للشيخ المحقق أبوالقاسم الحلي المتوفي سنة 676.

2- المعتبر له رحمه الله طبع ايران.

3- المختصر النافع له طبع مصر نشرته وزارة الاوقاف بمصر.

4- الخلاف لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي المتوفي سنة 460 ه.

5- الانتصار لعلم الهدي الشريف المرتضي المتوفي سنة 436 ه.

6- كشف الغطا: للشيخ الأكبر الشيخ جعفر الكبير المتوفي سنة 1228 ه.

7- وسائل الشيعة: للمحدث الشهير الحر العاملي المتوفي سنة 1104 [1] .

8- جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام للشيخ المحقق الشيخ محمد حسن النجفي المتوفي سنة 1266 [2] .

9- الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة للفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني المتوفي سنة 1186 [3] .

10- تذكرة الفقهاء للشيخ جمال الدين الشهير بالعلامة الحلي المتوفي سنة 726 [4] .

11- تبصرة المتعلمين له تغمده الله برحمته.

12- اللمعة الدمشقية للشهيد الاول و شرحها للشهيد الثاني المتوفي سنة 786 ه.

13- الوسيلة لعمادالدين محمد بن علي بن محمد بن حمزه الطوسي من أعيان القرن الخامس.

14- رياض المسائل في بيان الاحكام بالدلائل للحجة السيد علي الطباطبائي طبع ايران.



[ صفحه 367]



15- نكت النهاية لأبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي.

16- مستمسك العروة الوثقي للامام الحكيم دام ظله.

17- منهاج الصالحين له أيضا.

18- الغنية لعزالدين حمزة بن علي بن زهرة الحلبي - طبع ايران.

19- النهاية لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي - طبع ايران.

و غير هذه الكتب التي لا نستطيع تعدادها الآن.



[ صفحه 368]




پاورقي

[1] يقع الكتاب في اكثر من عشرين مجلدا و قد اعيد طبعه في مصر و لم ينته.

[2] يقع في اكثر من اربعين مجلدا و قد اعيد طبعه في النجف الاشرف - مطبعة النجف.

[3] يقع في اكثر من عشرين مجلدا و اعيد طبعه في النجف الاشرف - مطبعة النجف.

[4] طبع في ايران في مجلدين و اعيد طبعه في النجف في عدة اجزاء - مطبعة النجف.


الاسماعيلية و الامامة


مرت الامامة في عهد أبي جعفر المنصور بأدوار غاية في الصعوبة - كما رأينا - و قد تمكن الامام الصادق عليه السلام أن يجتاز دوائر الهلاك التي وضعها الحاكم الظالم و أن يجنب أصحابه و شيعته ابتلاءات الحديد، و أن لا يعضهم سيف الحكام قدر الامكان، و قد علم الامام الصادق - بما وهبه الله من حكمة و معرفة بالأحوال - ان غدر المنصور لن ينتهي، و أنه يتربص الفرص للانتقام من أهل بيت النبوة، فكان تدبيره الوصية بالشكل الذي يفوت علي المنصور الفرصة، فلما توفي الامام الصادق عليه السلام و بلغ المنصور الخبر، كتب: ان كان أوصي الامام الصادق الي رجل بعينه يقدم و يضرب عنقه. فرجع اليه الجواب أنه أوصي الي خمسة نفر أحدهم أبوجعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبدالله و موسي و حميدة. و في رواية أخري: ان الامام الصادق عليه السلام أوصي الي أبي جعفر المنصور و موسي و محمد بن جعفر أولاده، و مولي لأبي عبدالله عليه السلام. فقال أبوجعفر المنصور: ليس الي قتل هؤلاء سبيل [1] .

و سنري أن أمر الوصية و تدبيرها علي هذا الشكل قد مر بمرحلتين:

الأولي: الاعداد للوصاية و التهيوء للامامة، و اظهار ابنه موسي في منزلتهما لدي شيعة أهل البيت، حتي اذا وضح في أذهان الناس النص و استقروا علي الأمر، أتبعه الامام الصادق بالتدبير التالي و المرحلة الثانية: التي قصد بها كف الأذي عن وصيه و امام الناس من بعده، و هو تدبير أحبط مسعي عدوهم، و أسقط في يده. و لولا هذا التدبير الذي أراده الله، لنفذ الدوانيقي ما كان يتمناه، فكان الرشيد من تولي الجريمة، ولكن بعد أن قام الامام الكاظم بالتبليغ، و نفذ الرسالة و الأحكام، و هكذا الحكام من



[ صفحه 444]



الأمويين و العباسيين يتوارث الخلف عن السلف مهمة قتل أبناء النبوة و انزال المصائب بأهل البيت الكرام.

روي ابن شهر آشوب في المناقب عن داود بن كثير الرقي قال: أتي أعرابي الي أبي حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال: توفي جعفر الصادق، فشهق شهقة و أغمي عليه. فلما أفاق قال: هل أوصي الي أحد؟ قال: نعم، أوصي الي ابنه عبدالله و موسي و أبي جعفر المنصور. فضحك أبوحمزة و قال: الحمدلله الذي هدانا الي الهدي، و بين لنا عن الكبير،و دلنا علي الصغير، و أخفي عن أمر عظيم. فسئل عن قوله؟ فقال: بين عيوب الكبير، و دل علي الصغير لاضافته اياه، و كتم الأمر بالوصية للمنصور، لأنه لو سأل المنصور عن الوصي. لقيل: أنت [2] .

و يورد الشيخ المفيد أمر الوصية مورد الدلالة علي النص بالوصية للامام موسي بن جعفر، و ينفي - رحمه الله - ذكر الامام الصادق لأحد من أولاده مع ولده موسي، و يقول:

و قد تظاهر الخبر فيما كان عن تدبير أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام و حراسة ابنه موسي بن جعفر عليه السلام بعد وفاته من ضرر يلحقه بوصيته اليه، و أشاع الخبر عن الشيعة اذ ذاك باعتقاد امامته من بعده، و الاعتماد علي حجتهم، لذلك علي افراده بوصية مع نصه عليه بنقل خواصه، فعدل عن افراده بالوصية عند وفاته، و جعلها الي خمسة نفر أولهم المنصور، و قدمه علي جماعتهم، اذ هو سلطان الوقت و مدبر أهله، ثم صاحبه الربيع من بعده، ثم قاضي وقته، ثم جاريته و أم ولده حميدة البربرية، و ختمهم بذكر ابنه موسي بن جعفر عليه السلام يستر أمره و يحرس بذلك نفسه، و لم يذكر مع ولده أحدا من أولاده لعلمه بأن منهم من يدعي مقامه من بعده، و يتعلق بادخاله في وصيته، و لو لم يكن موسي عليه السلام ظاهرا مشهورا في أولاده، معروف المكان منه و صحة نسبه و اشتهار فضله و علمه و حكمته و امتثاله و كماله، بل كان مثل ستر الحسن عليه السلام ولده لما ذكره في وصيته، و لاقتصر علي ذكر غيره ممن سميناه، لكنه ختمهم في الذكر به كما بيناه [3] .



[ صفحه 445]



و يتجه القول اذا علمنا أن عبدالله كان يظهر المخالفة لأبيه الامام الصادق، روي الفضل عن طاهر بن محمد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: رأيته يلوم عبدالله ابنه و يعظه و يقول له: «ما يمنعك أن تكون مثل أخيك، فوالله اني لأعرف النور في وجهه؟ فقال عبدالله: و كيف أليس أبي و أبوه واحدا، و أصلي و أصله واحدا؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «انه من نفسي، و أنت ابني» [4] .

و ان عبدالله أفطح الرجلين، ناقص التكوين. يروي الشيخ المفيد أن جماعة من أصحاب الامام الصادق كانوا في المدينة، فسألوا عبدالله - و قد اجتمع عليه من ظن بامامته بعد أبيه - فسألوه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال في كل مائتي درهم خمسة دراهم، فقالوا له: ففي مائة؟ قال درهمان و نصف، فقالوا: والله ما تقول المرجئة هذا. فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة.

و يتبين بذلك جهل عبدالله بأحكام الشريعة، و عدم أهليته لاحتلال مكان أبيه، و قد وشحت أنوار الامامة وجه أخيه موسي منذ كان في المهد، فكان الامام الصادق يقف علي رأسه و هو في المهد و يساره طويلا، و روي الوشاء عن علي بن الحسين، عن صفوان الجمال قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن صاحب هذا الأمر؟ فقال: «ان صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يلعب» فأقبل أبوالحسن عليه السلام و هو صغير و معه بهمة (ولد البقر أو المعز أو الضأن) و هو يقول لها: «أسجدي لربك» فأخذه أبوعبدالله عليه السلام و ضمه اليه و قال: «بأبي و أمي من لا يلهو و لا يلعب» [5] .

و كان الامام الصادق يميزه عن أولاده، و يفضله عليهم و يقول: «هؤلاء أولادي، و هذا سيدهم» [6] و لشدة حب الامام الصادق عليه السلام له قيل له: ما بلغ من حبك لموسي؟ قال عليه السلام: «وددت أن ليس لي ولد غيره، لئلا يشركه في حبي أحد» [7] .

و روي محمد بن الوليد قال: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: سمعت أباجعفر بن محمد عليه السلام يقول لجماعة من خاصته و أصحابه: «استوصوا بابني موسي عليه السلام خيرا، فانه أفضل ولدي، و من أخلف من بعدي، و هو القائم مقامي، و الحجة لله تعالي علي كافة خلقه من بعدي».



[ صفحه 446]



و قد ذكر الشيخ المفيد جماعة ممن رووا صريح النص بالامامة من أبي عبدالله عليه السلام علي ابنه أبي الحسن موسي عليه السلام من شيوخ أصحاب الامام الصادق و خاصته و ثقاته الفقهاء الصالحين رحمةالله عليهم، منهم: المفضل بن عمر الجعفي، و معاذ بن كثير، و عبدالرحمن بن الحجاج، و الفيض بن المختار، و يعقوب السراج، و سليمان بن خالد، و صفوان الجمال و غيرهم ممن يطول ذكرهم. و قد روي ذلك من أخوي الامام الكاظم: اسحاق و علي. و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان.

فروي عن المفضل بن عمر الجعفي رحمه الله قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل أبوابراهيم موسي عليه السلام - و هو غلام - فقال لي أبوعبدالله عليه السلام: «استوص به، وضع أمره عند من تثق من أصحابك».

و روي عن معاذ بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قلت: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال: «قد فعل الله ذلك» قلت: من هو جعلت فداك؟ فأشار الي العبد الصالح و هو راقد فقال: «هذا الراقد» و هو يومئذ غلام.

و عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: دخلت علي جعفر بن محمد عليه السلام في منزله، فاذا هو في بيت كذا من داره، في مسجد له و هو يدعو، و علي يمينه موسي بن جعفر عليه السلام يؤمن علي دعائه. فقلت له: جعلني الله فداك، قد عرفت انقطاعي اليك و خدمتي لك، فمن ولي الأمر بعدك؟ قال: «يا عبدالرحمن، ان موسي قد لبس الدرع و استوت عليه» فقلت له: لا أحتاج بعد هذا الي شي ء.

و عن الفيض بن المختار قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: خذ بيدي من النار، من لنا بعدك؟ قال: فدخل أبوابراهيم و هو يومئذ غلام. فقال: «هذا صاحبكم فتمسك به».

و عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: بأبي أنت و أمي، ان الأنفس يغدا عليها و يراح، فاذا كان ذلك فمن؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: «اذا كان ذلك فهو صاحبكم» و ضرب علي منكب أبي الحسن الأيمن، و هو فيما أعلم يومئذ خماسي.



[ صفحه 447]



و صفوة القول: أن الروايات تتعاضد في اثبات النزعات الي الامامة من بين أولاد الامام الصادق، و هو أمر توهموه بالعاطفة و تمنوه، لأن الامامة تجري بدلائل و تتم بشروط، فيهتدي بيسر الي صاحبها، و تصرح السجايا و الأعمال باكتمال الشروط، و هو أمر معلوم أصحابه في عدد معين و شخوص مثبتين، و قد مر بنا كيف كانت علامات الامامة و امارات الانتساب الي البيت النبوي في جواب الامام الكاظم الي أبي حنيفة.

فذاع عن أصحاب الامام الصادق يومئذ ما كان الامام يقول به في رعاية وصية الامام موسي، و انتشر ما كان يوصيه به. منها: «يا بني اقبل وصيتي، و احفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا، يا بني انه من قنع بما قسم الله استغني و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسم الله عزوجل له اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه. يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من خالط السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم. يا بني قل الحق لك و عليك، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه [8] .

و معلوم أن العصر الذي خضنا في بحثه هو من أخطر العصور السياسية و أشدها علي شيعة أهل بيت النبي و أئمتهم المعصومين عليهم السلام و قد كانت الوصية بالشكل الذي ارتآه من التدبير للابقاء علي حياة وصيه و حمايته من ظلم المنصور و حقده. فتولي الامام الكاظم أعباء الامامة و هو يعلم ما عليه المنصور من ظلم و اعتداء، فحرص علي أن لا يذاع أمره و لا تنتشر أجوبته و مسائله، فقد كان يقول لمن يجيبه: «فاذا أذعت فهو الذبح».

ولكن من خلف المنصور كان أعتي و أعدي، و قد رأينا ماذا كان عليه المهدي، بعد أن أخذ الامام الكاظم في المدينة يحتل مكانته و يقوم باستقبال الوفود و الطلاب من كافة الأقطار. ثم جاءت فترة حكم الرشيد، و بدأ وجود الامام الكاظم يقض مضجع الرشيد



[ صفحه 448]



العباسي، و علي عادتهم اذ كانوا يتخذون الحج ذريعة للوصول الي مواقع الأئمة من أهل البيت، فحج مرة و اجتمع بالامام الكاظم عند الكعبة، و قال له الرشيد: أنت الذي يبايعك الناس سرا؟ فقال الامام عليه السلام: «أنا امام القلوب، و أنت امام الجسوم» [9] .

و لا يدع الامام لهارون الرشيد فرصة يفتخر بها علي المسلمين بالانتساب الي النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و لا يتركه يتمتع و يدل بشرف القرابة التي يستعملها لظلمه، فلما حج هارون الرشيد مرة، فأتي قبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم زائرا له، و حوله قريش و أفياء القبائل، و معه الامام موسي الكاظم، فلما انتهي الي القبر قال الرشيد: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي. افتخارا علي من حوله، فدنا الامام موسي بن جعفر فقال: «السلام عليك يا أبة» فتغير وجه هارون و قال: هذا الفخر يا أباالحسن حقا [10] و في بعض الروايات أن الامام الكاظم أجابه: «و عليك السلام يا عبدالله» فلم يحتملها الرشيد [11] .

و لما قرب الرشيد من المدينة، استقبله الوجوه من أهلها، و تقدمهم الامام الكاظم علي بغلة، فقال له الربيع: ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أميرالمؤمنين، و أنت ان طلبت عليها لم تدرك، و ان طلبت لم تفت؟ فقال: «انها تطأطأت عن خيلاء الخيل، و ارتفعت عن ذلة العير، و خير الأمور أوساطها» [12] .

و لم يكن الامام الكاظم ليخشي الرشيد في أمر هو فيه الحكم و اليه المفزع، فهو صاحب السلطة الروحية، و اليه أمر الشريعة، فسأله محمد بن الحسن يوما - بمحضر الرشيد و هو بمكة - فقال: يجوز للمحرم أن يضلل محمله؟ فقال الامام: «لا يجوز له ذلك مع الاختيار» فقال محمد بن الحسن: أفيجوز له أن يمشي تحت الظلال؟ فقال له: «نعم» فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك. فقال له الامام عليه السلام: «أتعجب من سنة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و تستهزي ء به، ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كشف ظلاله في احرامه، و مشي تحت الظلال و هو محرم، ان أحكام الله لا تقاس، فمن قاس بعضها علي بعض فقد ضل عن سواء السبيل» فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا.



[ صفحه 449]



و تبين الأحاديث و الأسئلة التي دارت بين الرشيد و بين الامام الكاظم طوايا نفس الرشيد، و ما ضمت جوانحه من غيض علي الكاظم لتمتعه بمنزلة الامامة و برتبة الولاية الشرعية التي تنقاد لها القلوب، حتي كان لا يملك اخفاء ذلك، و يقول لبنيه في حق الامام موسي الكاظم: (هذا امام الناس، و حجة الله علي خلقه، و خليفته علي عباده. أنا امام الجماعة في الظاهر و الغلبة و القهر، والله انه لأحق بمقام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مني و من الخلق).

و كان المأمون في خلافته يقول: كان الرشيد سمع جميع ما يجري بيننا (بينه و بين أخيه الأمين) من موسي بن جعفر و لذلك قال ما قال [13] و تصديقا منه لما قاله الامام الكاظم له من أنه امام القلوب و الرشيد امام الجسوم. و يظل الرشيد علي ما تقتضيه سلامة الملك و دوام الحكم باحثا عن ألوان من الاساءة في الألفاظ و التصرف، و ساعيا الي النيل من المنزلة و الرتبة التي حبا الله بهما الامام الكاظم، فيسأل الرشيد الامام الكاظم: أخبرني لم فضلتم علينا و نحن و أنتم من شجرة واحدة، و بنو عبدالمطلب و نحن و أنتم واحد، انا بنوعباس، و أنتم ولد أبي طالب، و هما عما رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قرابتهما منه سواء؟

فقال الامام: «نحن أقرب» قال: و كيف ذاك؟ قال الامام: «لأن عبدالله و أباطالب لأب و أم، و أبوكم العباس ليس هو من أم عبدالله و لا من أم أبي طالب».

قال: فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي صلي الله عليه و آله و سلم و العم يحجب ابن العم، و قبض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قد توفي أبوطالب قبله و العباس عمي حي؟ فقال له: «ان رأي أميرالمؤمنين أن يعفيني عن هذه المسألة، يسألني عن كل باب سواه يريده».

فقال: لا، أوتجيب.

فقال الامام: «فأمني».

قال الرشيد: أمنتك قبل الكلام.

فقال الامام: ان في قولك علي بن أبي طالب عليه السلام انه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثي لأحد سهم الا الأبوين و الزوج و الزوجة، و لم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، و لم ينطق به الكتاب العزيز و السنة، الا أن تيما و عديا و بني أمية



[ صفحه 450]



قالوا: العم والد. رأيا منهم بلا حقيقة، و لا أثر عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و من قال بقول علي من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء. هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي و قد حكم به» الي أن قال عليه السلام: «ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: أقضاكم علي. و كذلك عمر بن الخطاب قال: علي اقضانا. و هو اسم جامع، لأن جميع ما مدح به النبي صلي الله عليه و آله و سلم أصحابه من القرابة و الفرائض و العلم داخل في القضاء».

قال الرشيد: زدني يا موسي.

قال الامام الكاظم: «المجالس بالأمانات، و خاصة مجلسك».

فقال: لا بأس به.

قال الامام الكاظم: «ان النبي لم يورث من لم يهاجر، و لا أثبت له ولاية حتي يهاجر».

فقال: ما حجتك فيه؟

قال الامام: «قول الله تبارك و تعالي: (و الذين ءامنوا و لم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شي ء حتي يهاجروا) و ان عمي العباس لم يهاجر».

فقال له الرشيد: اني أسألك يا موسي، هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا أو أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشي ء؟

فقال الامام: «اللهم لا...» اه.

و نحو ذلك ما أثاره الرشيد التماسا للطعن و الاساءة لأن عامل القرابة من الرسول كان من أهل العوامل التي أقام عليها العباسيون صبغتهم الدينية و صفتهم الشرعية، اذ سأل الامام الكاظم: جوزتم للعامة و الخاصة أن ينسبوكم الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يقولوا لكم: يا بني رسول الله، و أنتم بنوعلي. و انما ينسب المرء الي أبيه، و فاطمة انما هي وعاء. و النبي جدكم من قبل أمكم؟

فقال: «يا أميرالمؤمنين. لو أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم نشر فخطب اليك كريمتك، هل كنت تجيبه؟».

قال: سبحان الله! و لم لا أجيبه، بل افتخر علي العرب و العجم و قريش بذلك.

فقال الامام: «لكنه لا يخطب الي و لا أزوجه».

فقال الرشيد: و لم؟

قال الامام: «لأنه ولدني و لم يلدك».



[ صفحه 451]



فقال: أحسنت يا موسي! ثم قال: كيف قلتم انا ذرية النبي و النبي لم يعقب، و انما العقب الذكر لا الأنثي، و أنتم ولد الابنة، و لا يكون ولدها عقبا له.. الخ حديثه.

فقال الامام: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين)».

فقال: ليس لعيسي أب.

فقال الامام: «انما ألحقناه بذراري الأنبياء عليهم السلام من طريق مريم عليهاالسلام و كذلك ألحقنا بذراري النبي صلي الله عليه و آله و سلم من قبل أمنا فاطمة. أزيدك يا أميرالمؤمنين؟».

قال: هات.

فقال الامام: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فمن حاجك فيه من بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين) و لم يدع أحد أنه أدخله النبي صلي الله عليه و آله و سلم تحت الكساء عند مباهلة النصاري الا علي بن أبي طالب عليه السلام و فاطمة و الحسن و الحسين، أبناءنا: الحسن و الحسين، و نساءنا: فاطمة، و أنفسنا: علي بن أبي طالب عليه السلام. علي أن العلماء قد أجمعوا علي أن جبرئيل قال يوم أحد: «يا محمد ان هذه لهي المواساة من علي» قال: «لأنه مني و أنا منه» فقال جبرئيل: «و أنا منكما يا رسول الله». ثم قال: لا سيف الا ذوالفقار و لا فتي الا علي، فكان كما مدح الله عزوجل به خليله عليه السلام اذ يقول: (قالا سمعنا فتي يذكرهم يقال له ابراهيم) انا نفتخر بقول جبرائيل أنه منا» [14] .

و من جميع الروايات، تظهر لنا صورة الرشيد الحاكم الذي يعاني أشد المعاناة من الوجود الشخصي للامام الكاظم، و يحتال بمختلف السبل للنيل منه أو الغض من المكانة الروحية التي يعجز هو - بحكمه و جبروته - عن تحقيق أربه و غرضه، و لم يظفر بشي ء في كل تلك المحاولات، فالنفوس تهفو الي أهل البيت، و لا يزداد محبوهم الا منعة و تمسكا. و الامام الكاظم احتل منصب الامامة، بالعهد، فكان أهلا لما قدر له و ما جري به سابق علم الرب تعالي، فأي وجه للمدافعة و المقارنة بين سلطة تقوم بأمر الله و هدي الاسلام، و بين حكم يقوم بالقهر و الغلبة. و قد اتفق المخالف و المؤالف علي عظيم منزلة الامام الكاظم. روي الخطيب البغدادي: كان موسي بن جعفر يدعي العبد الصالح من عبادته و اجتهاده. روي أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم



[ صفحه 452]



فسجد سجدة في أول الليل، و سمع و هو يقول في سجوده: «عظيم الذنب عندي، فليحسن العفو عندك يا أهل التقوي يا أهل المغفرة» فجعل يرددها حتي أصبح. و كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار، و كان يصر الصرر ثلاثمائة دينار و أربعمائة دينار و مائتي دينار، ثم يقسمها بالمدينة. و كان مثل صرر موسي بن جعفر اذا جاءت الانسان الصرة فقد استغني [15] .

يقول الشبلخي: كان الامام موسي الكاظم أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم كفا، و أكرمهم نفسا، و كان يتفقد فقراء المدينة، فيحمل اليهم الدراهم و الدنانير الي بيوتهم ليلا، و كذلك النفقات، و لا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك الا بعد موته اه.

و لم يتمكن الرشيد - بسلطانه الغاشم - من أن يحجب نور الامام بحبسه الامام الكاظم، بل كان المكلفون به لا يملكون الا تقديسه و تبجيله، و من وراء القضبان كانت أخبار الامام الكاظم أشد تأثيرا علي العباسيين. عن عمار بن ابان يروي الخطيب، قال: حبس أبوالحسن موسي بن جعفر عند السندي، فسألته أخته أن تتولي حبسه - و كانت تتدين - ففعل، فكانت تلي خدمته، فحكي لنا أنها قال: كان اذا صلي العتمة حمدالله و مجده و دعاه، فلم يزل كذلك حتي يزول الليل، فاذا زال، قام يصلي حتي يصلي الصبح، ثم يذكر قليلا حتي تطلع الشمس، ثم يقعد الي ارتفاع الضحي، ثم يتهيأ و يستاك و يأكل، ثم يرقد الي قبل الزوال، ثم يتوضأ و يصلي حتي يصلي العصر، ثم يذكر في القبلة حتي يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب و العتمة، فكان هذا دأبه. فكانت أخت السندي اذا نظرت اليه قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل، و كان عبدا صالحا... اه. و تروي له الكرامات و الفضائل في السجون الأخري التي كان بها الامام الكاظم، و قد رويت في المصادر التي ذكرت سيرته عليه السلام.

و كان الامام الكاظم لا ينفك في سجنه يصف الرشيد بالطاغية، و يحذر حاشيته مما ينتظرهم علي يديه، و أبي أن يعطي الدنية في دينه فيقر للظلمة بسلطان أو يوافقهم علي ما يريدون، فكان الامام الكاظم غما علي الرشيد ينغص عليه عيشه و ملذاته و لهوه، و قد حيرت الرشيد الدلائل و المعجزات التي ظهرت للامام الكاظم، فاستعان بحيي بن خالد البرمكي و قال له: يا أباعلي أما تري ما نحن فيه من هذه العجائب، ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه؟ فقال له يحيي: الذي أراه لك يا



[ صفحه 453]



أميرالمؤمنين أن تمنن عليه و تصل رحمه، فقد والله أفسد علينا قلوب شيعتنا. فقال هارون: انطلق اليه و أطلق عنه الحديد، و أبلغه عني السلام، و قل له: يقول لك ابن عمك انه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتي تقر لي بالاساءة و تسألني العفو عما سلف منك، و ليس عليك في اقرارك عار و لا في مسألتك اياي منقصة. و لما قام يحيي بالمهمة حذره الامام الكاظم مما ينتظره و قال له: «انظر اذا سار هذا الطاغية الي الرقة و عاد الي العراق لا يراك و لا تراه لنفسك، فاني رأيت في نجمك و نجم ولدك و نجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه» ثم قال: «أبلغه عني: يقول لك موسي بن جعفر، رسولي يأتيك الجمعة، فيخبرك بما تري، و ستعلم غدا اذا حادثتك بين يدي الله من الظالم و المعتدي علي صاحبه و السلام» [16] .

و بعث اليه الامام عليه السلام من الحبس رسالته التي يقول فيها: «انه لن ينقضي عني يوم من البلاء الا انقضي عنك يوم من الرخاء، حتي نقضي جميعا الي يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون» [17] .

و لقد كان من خوف الرشيد و فزعه من الامام الكاظم أنه وضع العيون علي الامام الكاظم و هو في سجنه، فكانوا يرفعون الي الولاة و البلاط العباسي أحواله في العبادة و أوضاعه في الديانة، و كتب بعض العيون التي كانت عليه أنه سمعه عليه السلام يقول في دعائه: «اللهم انك تعلم أني كنت سألتك أن تفرغني لعبادتك، اللهم قد فعلت».

و بالجملة فان الشيعة قد اتجهت الي الامام الكاظم و أخذت الوفود تفد علي المدينة من الأقطار المختلفة للانتهال من علم الامام و الاستفسار عن الأمور التي تهمها، و تحصيل الاجابات المطلوبة، و قد كان أخبار الأموال التي تحمل الي الامام من أكبر الأمور التي جعلت الرشيد في حال من الضيق و الرعب. و نظر الي طبيعة العلاقة بين الامام و بين شيعة أهل البيت نظرته الي اعتبار الجباية و جمع الأموال أساس الملك، لأنها مصدر الاسراف و البذخ في قصور العباسيين، و بها قوة الدولة، و حسب أن اقبال الناس علي الامام الكاظم، و أخبار جوده و سخائه بداية ثورة تقوض ملكه و عرش آبائه. فكان يري أن اختلاف الناس الي امامهم، و حملهم العبادات المالية المفروضة الي جهتها الشرعية تمرد عليه و حركة ضده، سيما و أن الامام عليه السلام كان



[ صفحه 454]



يشعر الرشيد بأن له في السلطان الذي هو فيه رأي، فاضافة الي بيانه عليه السلام للرشيد بأن سلطة الرشيد هي علي الجسوم، و أنه امامها. بمعني قائدها و سلطان زمانها، تنساق وراءه بحكم القوة و القهر، و أما سلطته عليه السلام فهي منصوبة علي الايمان بالعقيدة و الاقتداء بهدي الرسالة المحمدية، فقد بين له الامام عليه السلام أن الدولة التي عليها ملكه و تخضع لحكمه هي بمنزلة ما يخص أهل البيت من الممتلكات، لما قال هارون للامام الكاظم: خذ فدكا. و الامام يمتنع، فلما ألح عليه قال: «ما آخذها الا بحدودها» قال: و ما حدودها؟ قال: «الحد الأول عدن»، فتغير وجه الرشيد قال: و الحد الثاني؟ قال: «سمرقند» فأربد وجهه، قال: و الحد الثالث؟ قال: «أفريقية». فاسود وجهه، قال: و الحد الرابع؟ قال: «سيف البحر مما يلي الخيزر و أرمينية». فقال هارون: فلم يبق لنا شي ء فتحول في مجلسي فقال الامام: «قد أعلمتك أني لو حددتها لم تردها». فعند ذلك عزم الرشيد علي قتله [18] .

و يعمد الرشيد الي انتهاك حرمة بيت من بيوت الله كان موضع عبادة الامام موسي الكاظم و محل حلقته، فيأخذه من المسجد، و لما دخل به اليه، قيده في تلك الساعة. و تدلنا طريقة ترحيله للامام الكاظم علي مدي خوفه من الناس و توقعه أن يثوروا به و لا يتركوا ابن بنت نبيهم صلي الله عليه و آله و سلم يرسف بقيود الرشيد. و لكي يعمي أمره علي الناس استدعي قبتين. فجعله في احداهما علي بغل، و جعل القبة الأخري علي بغل آخر، و خرج البغلان من داره عليهما القبتان مستورتان، و مع كل واحدة منهما خيل. فافترقت الخيل، فمضي بعضها مع احدي القبتين علي طريق البصرة، و الأخري علي طريق الكوفة، و كان الامام في القبة التي مضي بها علي طريق البصرة، و أمر القوم الذين كانوا مع قبة الامام بأن يسلموه الي عيسي بن جعفر بن المنصور - و كان علي البصرة - فحبسه عنده سنة، و تنقل من حبس عيسي الي حبس الفضل بن الربيع. فبقي عنده مدة طويلة، فأراده الرشيد علي شي ء من أمره، فأبي. فكتب اليه بتسليمه الي الفضل بن يحيي، ثم الي السندي بن شاهك [19] .

و توفي الامام في حبس السندي بن شاهك مسموما سنة 183 ه و له خمس و خمسون سنة.



[ صفحه 455]



و ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله رواية محمد بن يعقوب عن شيخ من العامة ممن كان يقبل قوله قال: جمعنا السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين الي الخير، فأدخلنا علي موسي بن جعفر عليه السلام و قال لنا السندي: يا هؤلاء انظروا الي هذا الرجل هل حدث به حدث، فان أميرالمؤمنين لم يرد به سوء و انما ننتظر به أن يقدم ليناظره و هو صحيح موسع عليه في جميع أموره، فسلوه و ليس لنا هم الا النظر الي الرجل في فضله و سمته. فقال موسي بن جعفر عليه السلام «أما ما ذكره من التوسعة و ما أشبهها فهو علي ما ذكر، غير اني أخبركم أيها النفر اني قد سقيت السم في سبع تمرات، و أنا غدا أحتضر، و بعد غد أموت» فنظرت الي السندي بن شاهك يضطرب و يرتعد مثل السعفة [20] .

و خلاصة القول أن الامام موسي بن جعفر كان أكثر أولاد أبيه علما و دينا و زهدا و جودا، أحاطه الامام الصادق بالرعاية مذ كان في مهده باعتباره الوصي و الخليفة من بعده، فكان أجل ولد أبي عبدالله عليه السلام قدرا، و أعظمهم محلا، و أبعدهم في الناس حقبا، و لم ير في زمانه أسخي منه و لا أكرم نفسا و عشرة، و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أجلهم و أفقههم، و اجتمع جمهور الشيعة علي القول بامامته و التعظيم لحقه و التسليم لأمره، ورووا عن أبيه عليه السلام نصوصا كثيرة عليه بالامامة، و اشارات اليه بالخلافة، و أخذوا عنه معالم دينهم، و رووا عنه من الآيات و المعجزات ما يقطع بها علي حجية و صواب القول بامامته [21] .


پاورقي

[1] الغيبة للشيخ الطوسي. و منهج الدعوات للسيد ابن طاووس.

[2] أعيان الشيعة للسيد العاملي ج 4 ص 226.

[3] الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد.

[4] الارشاد ص 271.

[5] الارشاد.

[6] ينابيع المودة للقندوزي الحنفي.

[7] الاتحاف للشبراوي الشافعي.

[8] صفة الصفوة ج 2 ص 95 و 96.

[9] الاتحاف ص 55.

[10] تاريخ بغداد ج 13 ص 31. و تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص 259. و تاريخ ابن كثير ج 10 ص 183.

[11] الاتحاف ص 55.

[12] روضة الواعظين.

[13] حياة الحيوان الكبري للدميري.

[14] الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 165 - 163. و عيون أخبار الرضا للصدوق. و نور الأبصار للشبلخي.

[15] تاريخ بغداد.

[16] انظر الغيبة للشيخ الطوسي ص 20.

[17] صفة الصفوة لابن الجوزي. و تاريخ بغداد.

[18] تذكرة الخواص نقلا عن ربيع الأبرار للزمخشري.

[19] الارشاد ص 281. و الغيبة 23. و روضة الواعظين ص 220. و نور الأبصار ص 151. و الاتحاف ص 56.

[20] الغيبة.

[21] الارشاد.


الامامة


الاسلام دين و دولة. فالدولة تكفل لمبادئ الاسلام التطبيق و الانتشار و انتفاع الجماعة و الأفراد به، و بالدين عزة الفرد و الجماعة و رسوخ أركان الدولة. و الدين للدولة روح للجسد، و هو للفرد دم نقي يجري في عروقه، أو هواء صحي يتنفسه، ولا حياة الا بالدم و التنفس. و كان من آيات الاعجاز الاسلامي أن يبلغ المسلمون الذروة أفرادا أو دولا أو مجتمعات، في عصر أو في أشهر بل في ساعات، بمجرد اخلاصهم في التمسك بالاسلام.

لقد بلغوا ما يدعو اليه الاسلام في «خلافة» أبي بكر و عمر، و السنين الستة الأولي من «خلافة» عثمان، و في أقل من ثلاثين شهرا في «خلافة» عمر ابن عبد العزيز. و الخلافة الراشدة قيادة مسددة.

و لقد بلغ المحاربون مبالغهم، في يوم واحد، هو العاشر من رمضان سنة 1393 [1] ، اذ كانوا يقتحمون حصون اسرائيل و هم يتنادون: الله أكبر، الله أكبر.

والامامة - أو الخلافة - قد تكون خلافة عن النبي في تبليغ الأمور الدينية، أو في الولاية السياسية، أو فيهما جميعا. و هي عند الشيعة دينية و سياسية محصورة في أهل البيت [2] لكنها عند جمهور أهل السنة تجوز لأي قرشي عادل، يختاره المسلمون بشوري صحيحة، و بيعة



[ صفحه 314]



عامة. و لا تبقي الخلافة الا ما بقي الخليفة قائما بالعدل، فاذا انحرف لم تبق خلافة نبوية، بل استحالت سلطة دنيوية، أي ملكا.

و الشافعية و المالكية و الحنابلة يرون القرشي العادل اذا تغلب، فبايعه المسلمون بيعة صحيحة راضين مرضيين، تكون البيعة له صحيحة و ان تأخرت عن الولاية التي نالها بالغلبة، أما الحنفية فيشترطون سبق البيعة ضمانا للحرية، و كفالة للمشورة.

و الشيعة الامامية يرون الامامة ثابتة لاثني عشر اماما بذواتهم، لا بالبيعة لهم، و لكن بالوصية اليهم، و هم علي و بقية الاثني عشر، والله يعلن الامامة لمن قبله فيوصي السلف للخلف، و ليست بيعة الجماعة لهم الا اعلان رضا المسلمين بهم، لا ترشيحهم أو اختيارهم.

و الشيعة الامامية يرون واجبا علي الله تعالي أن ينصب اماما للناس؛ لطفا منه بعباده. و أهل السنة يرون نصب الامام واجبا علي الناس.

أما الخوارج فلا يرون واجبا نصب الامام، بل يرونه «جائزا»، الا اذا قامت الحاجة اليه فيجب. و هم كالمعتزلة يرون أن الخلافة يصلح لها أصلح رجل في الأمة، عربيا أو غير عربي، ويرون أنها تكون بانتخاب حر، و يؤثرون أن ينتخب غير قرشي، لييسر نزعه ان أخطأ.

يقول الامام الصادق: «لا يموت الامام حتي يعلم من يكون من بعده فيوصي له» و يقول: «أترون الموصي منا يوصي الي من يريد؟ لا والله، ولكن عهد من الله و رسوله لرجل فرجل، حتي ينتهي الأمر الي صاحبه» [3] .

و يقول للتلميذ له: يا أبامحمد، ان الله افترض علي أمة محمد صلي الله عليه و سلم خمس فرائض: الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و ولايتنا. فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة [4] ، ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا، لا والله ما فيها رخصة [5] و قال النبي عليه الصلاة



[ صفحه 315]



والسلام: «من مات و ليس عليه امام مات ميتة جاهلية» [6] عليكم الطاعة فقد رأيتم [7] أصحاب علي [8] .

و من توفيق الامام جعفر و أبنائه، أنهم لم يطلبوا لأنفسهم خلافة دنيوية، و بهذا يتميز تاريخ الشيعة الامامية من الشيعة الاسماعيلية، التي ستظهر بعد موت الامام بوقت طويل، والتي كان من أهدافها ولاية السلطة، و اقامة الدول.

قال سليمان بن خالد للامام الصادق: ان الزيدية قوم عرفوا و خرجوا و شهدهم الناس، و ما علي الأرض محمدي أحب اليهم منك، فان أردت أن تدنيهم و تقربهم منك فافعل، فأجاب: «ان كان هؤلاء السفهاء يريدون أن يصدونا عن علمنا الي جهلهم [9] فلا مرحبا بهم، و ان كانوا يسمعون قولنا و ينظرون أمرنا فلابأس» [10] .

و مع أن مؤمن الطاق - تلميذ الامام الصادق - ثبط زيدا عن الخروج، فالصدوق يروي عن الامام الكاظم قول أبيه: «رحم الله عمي زيدا، انه دعا الي الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفي» [11] فزيد لم يدع لنفسه، لأن الامامة كانت للباقر، و انما كان خروجه تجديدا للاستشهاد عندما تدعو دواعيه.

يقول الصادق: «مضي والله عمي زيد و أصحابه شهداء علي مثل ما مضي عليه الحسين بن علي بن أبي طالب و أصحابه» [12] بل هو يعلن الاستعداد للاستشهاد، ويراه واجبا من



[ صفحه 316]



واجبات أهل البيت عامة، والأئمة خاصة، و أبوبصير يروي عنه قوله: «ان الله تعالي أعفي [13] نبيكم أن يلقي من أمته ما لقيت الأنبياء من أممها، و جعل ذلك علينا» [14] .

و الشيعة مجمعون أن عليا أولي بالخلافة - دينية أو دنيوية - من الصديق و من عمر و من عثمان، لكن عليا سما عن أن يترك في الأمة صدعا يوم بايع لأبي بكر [15] ، و قبل استخلاف أبي بكر لعمر، و بايع لعثمان مع المسلمين.

و تسبيب البيعة بأنها كانت لرأب الصدع، فيه تسليم بأن ولاية شؤون الدولة يمكن أن تنفصل عن الخلافة الدينية [16] فلو كانت غير ذلك لما سلم علي في أمر يخالف الدين، و لقد طالما عالن الخلفاء الثلاثة برأيه الشجاع، و أجمعوا دائما علي تقديره، و نزلوا عنده، و سيبقي له في ضمير التاريخ و صحفه أنه دخل في اجماع المسلمين، فذلك درس لهم - من دروسه التي لا تكاد تحصي - ليعتصموا بحبل الله جميعا و لا يتفرقوا.

و الذين يقولون - من أي فريق -: ان عليا بايع «مرغما» يتأولون [17] فعلي أعلي صوتا



[ صفحه 317]



و مكانا من أن يرغم، أو لا يعلن رأيه مواجهة، و لما بايع عمر لأبي بكر يوم السقيفة، كان يومئذ - كعلي يوم بايع - يرأب الصدع بين المهاجرين و الأنصار، و هم بين أظهرهم، و لما جعل عمر الخلافة شوري في الستة بعده، كان مسؤولا عن المسلمين، كما كان أبوبكر يوم استخلفه، و علي في طليعة المسؤولين، و كمثله الأئمة بعده.

و الذين ينسبون الي الشيعة ما صنعه أو فهمه الدهماء منهم من قدح في أبي بكر أو في عمر ظالمون، و من الشيعة مفكرون يعلنون أن من تعود البعض من الشيعة أن يلعنوه في احتفالات مآتم عاشوراء - و قد ظهرت بعد موت الامام جعفر الصادق بقرن، في عهد دولة بني بويه - هو عمر بن سعد قائد الجيش الذي قتل الحسين.

جاء في كتاب الأستاذ أحمد مغنية عن الامام جعفر الصادق: «و قد حورب المذهب الجعفري في عهد العثمانيين والأتراك...، كما أن المفرقين أنفسهم وجدوا في اتفاق الاسمين: عمر بن الخطاب و عمر بن سعد قاتل الحسين، ميدانا واسعا يتسابقون فيه في تشويه الحقائق.. [يعرف الناس جميعهم أن الشيعة يعنون عناية تامة في المآتم الحسينية التي تقام أيام عاشوراء و غير عاشوراء من أيام السنة... و الحسين هو موضوع تلك المآتم...] و كان طبيعيا أن يكون لعنة اللعنات عمر بن سعد، و من من المسلمين و غير المسلمين لا يلعن عمر بن سعد قاتل ابن بنت رسول الله؟... لا أنكر وجود أفراد - بالأمس - من سواد الشيعة و بسطائهم لا يفرقون بين هذين الاسمين، بل لا يعرفون أن في الدنيا التاريخ الاسلامي (عمرين: تقيا و شقيا) [18] و ساعد علي بعد الشقة و توسيع نطاق الفتنة شيوخ جهلة مرتزقة، أئمة من كلتا الطائفتين: السنية و الشيعة...».

و أيا كانت الجهالة أو العصبية فهي بلاء ابتليت به الأمة، يتفجر بذاء و خصومات في المناسبات، و فيما كان يقع بين مذاهب أهل السنة مشابه منها، و المؤكد أن أئمة المذاهب منها براء، و أن الجيل الذي تعلم عليهم بري ء من التعصب أو الافتراء، و أن العلماء الصدق بعيدون



[ صفحه 318]



عن متابعة السواد و البسطاء [19] .

و فقه المذهب غزير في الامامة مذ فتق الكلام فيها التلاميذ في حياة الامام و بعد مماته، مستندين الي أحاديث للنبي صلي الله عليه و سلم و علي آله، وردت في كتبهم و في كتب أهل السنة ذاتها، و يرتبون عليها نظرية الامامية. أما أهل السنة فلهم في شأن هذه الأحاديث و جهات نظر أخري حول السند، و حول المعني اللازم.

اليك «بعض» الأحاديث:

يقول عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس، اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، و عترتي أهل بيتي» [20] .

و يقول: «اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء، و عترتي أهل بيتي، و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [21] .



[ صفحه 319]



و يقول: «اني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله... و عترتي أهل بيتي» [22] .

و يقول: «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل و عترتي... فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [23] أو «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و أهل بيتي، و أنهما لن يفترقا...» [24] .

ذلك أنه لما رجع عليه الصلاة و السلام من حجة الوداع نزل بغدير خم يوم 18 ذي الحجة في السنة العاشرة - والشيعة تعتبره عيدا يسمي عيد الغدير - و كان قد نزل عليه الوحي (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [25] .



[ صفحه 320]



فأمر بدوحات فقممن [26] ، فقال: «كأني دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالي وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض... ثم قال: ان الله عزوجل مولاي، و أنا مولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي و قال: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه» [27] و [28] .

و ابن حجر في صواعقه يقرر أن لهذا الحديث طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا مع اختلاف في المكان، أهو غدير خم أم الطائف أم المدينة [29] أما طرقه عن أهل البيت فنحو ثمانين طريقا [30] .

و في علي قوله صلي الله عليه و سلم: «من أحب أن يحيا حياتي، و يموت ميتتي، و يدخل الجنة التي



[ صفحه 321]



و عدني ربي، فليوال عليا و ذريته من بعده، فانهم لن يخرجوكم من باب هدي، و لن يدخلوكم في باب ضلالة» [31] و [32] .

و في أهل البيت قوله صلي الله عليه و سلم: «ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق» [33] .

و «انما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل، من دخله غفر له» [34] [35] .



[ صفحه 322]



و قوله: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف» [36] [37] .

و الشيعة مؤمنون بأنه لا ينقض حجة هذه الأحاديث علي منزلة أهل البيت و مكانة علي، تأويلها من بعض أهل السنة أو التشكيك فيها من البعض الآخر. و الآخرون يرونها سندا صحيحا في تكريم علي، و لا يرونها سندا في الامامة بالمعني الذي يريده الشيعة.

و لقد كان الصحابة يجلون عليا كل الاجلال، و الكثرة منهم لا تسلم له بأولوية الخلافة



[ صفحه 323]



علي سابقيه من الخلفاء، ثم جاء جيل جديد أصبح فيه انكار هذه الأولوية وسيلة للسلطة لتثبيت شرعيتها، بل طريقا الي أصحاب السلطة، يسلكه من يلتمسون المصلحة أو الجاه أو الراحة.

لكن الأمة بقيت علي حب علي و أبنائه، و كثرتها ككثرة الصحابة في اجلاله، فالشافعي - أكبر عقل علمي - يضع حب أهل البيت بين فرائض الدين، و يذكر المسلمين بأن الصلاة علي أهل البيت جزء من الصلاة لله، يقول:



يا أهل بيت رسول الله حبكمو

فرض من الله في القرآن أنزله



كفاكمو من عظيم القدر أنكمو

من لم يصل عليكم لا صلاة له [38] .



والامام أحمد يقول: «ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي» [39] و تشيع أبوحنيفة محل اقرار أو انكار، و هو القائل: «لولا السنتان لهلك النعمان» [40] قاصدا مدة دراسته علي الامام الصادق، و مالك بن أنس من أنبه تلاميذ الامام جعفر ذكرا [41] والأربعة أئمة أهل السنة.

أخرج أحمد بن حنبل عن عائشة: جاء رجل فوقع في علي و عمار عند عائشة، فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا، و أما عمار فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول فيه: «لا يخير



[ صفحه 324]



بين أمرين الا اختار أرشدهما» [42] .

و لقد كان عمار من أول حياته في الاسلام، حيث كان في آخر يوم في حياته في الدنيا، مع علي و في جنده، مات في صفين و هو في التسعين، قتلته الفئة الباغية عليه و علي علي معه.

و لقد أوصي [43] النبي لعلي أن يغسله صلي الله عليه و سلم و يجهزه و يدفنه، و يفي دينه، و ينجز وعده، و يبرئ ذمته، و يبين للناس ما اخلتفوا فيه، و ما ذلك الا لأن عليا منه و من أهل بيته حيث هو.

من هذه المكانة لعلي كان معه في صفين ثمانون من الصحابة الأحياء كلهم بدري، و هؤلاء من أهل الجنة.

أما معاوية فمعه الواهمون أو أهل الدنيا الذين يعدهم و يمنيهم، لتصير الأمور الي ما انتهت اليه في أيامه و ما بعد أيامه.

و أما الأمة فجعلت مكان معاوية من علي، مثلا سائرا في اللسان العربي: «و أين معاوية من علي» [44] .



[ صفحه 325]



يقول الأحنف بن قيس: دخلت علي معاوية فقدم الي الحار و البارد، والحلو والحامض مما كثر تعجبي منه، ثم قدم لونا لم أعرف ماهو، فقلت: ما هذا؟ قال: هذا مصارين البط محشوة بالمخ!! قد قلي بدهن الفستق، و ذر عليه بالطبرزد [45] فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: ذكرت عليا...، بينا أنا عنده و حضر وقت الطعام و افطاره (اذا كان صائما) وسألني المقام، فجي ء له بجراب مختوم، فقلت ما في الجراب؟ قال: سويق شعير، قلت: خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به؟ قال: لا، و لا أحدهما، و لكني خفت أن يلته الحسن و الحسين بسمن أو زيت، فقلت: محرم هو يا أميرالمؤمنين؟

قال: لا، و لكن يجب علي أئمة الحق أن يعتدوا أنفسهم من ضعفة الناس لئلا يطغي الفقير فقره، فقال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله [46] .

يري الشيعة أهل البيت ثاني الثقلين، و أولهما القرآن، و الثقل: كل خطير نفيس، و هم عدل القرآن في الأمة، و خلفاء الرسول في الحفاظ علي الشريعة. فللأئمة جميع ماله من المناصب، ما عدا رتبة النبوة، ولديهم الكتب التي دون فيها علم النبوة، و فيهم ينحدر الهدي النبوي، و تنحصر الامامة.

و أن الله سبحانه و تعالي يختار للنبوة من يشاء، و يختار للامامة من يشاء، و يأمر نبيه بالنص عليه و تنصيبه للناس بعده للقيام بوظائفه [47] ، الا أن الامام لا يوحي اليه، بل يتلقي الأحكام عن النبي مع تسديد السماء له، فهو مبلغ عن النبي، في حين أن النبي مبلغ عن الله جل شأنه.



[ صفحه 326]



و الامامية يرون الامام انسانا من البشر، لكنه أفضل أهل زمانه، و لا تجوز عبادته، فهذا عمل من خداع ابليس. و أن من هذا شأنه يجب أن يكون معصوما من الخطأ، فالناقص لا يكمل غيره.

و وجه الحاجة الي العصمة فيه و في النبي واحد [48] ، و هو حفظ الأحكام عن الخطأ، و اذ كان ذلك كذلك، فما يرد عن الامام سنة، سواء أكان رواية عن النبي أم كان رأيه؛ لأنه نص، أما مالا لا يرد عن الامام فهو محل للاجتهاد وفق القرآن و السنة و الاجماع و الدليل العقلي.

و أما ولاية الحكم، فقد رأينا الامام الصادق و آباءه لم يطلبوها، كما لم يطلبها الأئمة بعده. يقول الكاظم لهشام: «كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا» [49] فما أحراهم أن يتركوا للملوك ما يتناحرون عليه.

و يعتبر الشيعة الاعتقاد بامامة الأئمة الاثني عشر من أصول الدين عندهم، و أنها «رديفة» التوحيد و النبوة [50] ، و في حين لا يوافق أهل السنة علي ذلك، لا تكفر الشيعة أهل السنة في انكارها هذا الأصل، و لا يكفر أهل السنة الشيعة باعتقادها في الامامة.

و انما يشتد الخلاف من جراء الغلو في الأئمة، و نسبة أشياء اليهم يختلف في بعضها أهل السنة أنفسهم؛ كالرجعة [51] ، أو القدح في بعض الصحابة؛ كعمرو و معاوية و المغيرة، أو يختلف فيها الشيعة أنفسهم؛ كولاية المفضول، والنص علي الامام بالاسم لا بالوصف، مما حدا بالأضداد و الأشياع الي تبادل أزمة الثقة، أما الفاقهون فأدخلوا خلافاتهم في اطار ما يختلف فيه المجتهدون، و أما المتعصبون من كل ملة فيتقاطعون، و ما يتقاطعون الا للمصلحة أو



[ صفحه 327]



للغلواء أو لضيق الأفق [52] .



[ صفحه 328]



و مرد عدم التكفير [53] بين الشيعة و أهل السنة مع الخلاف في الاعتقاد بالامامة، الي أن الأصول - كما يقول الشيعة - ثلاثة: التوحيد، و النبوة، و البعث. و يكفي من التوحيد الايمان بوحدانية الله تعالي، و يكفي من النبوة الايمان بأن محمدا صلي الله عليه و سلم رسول الله صادق فيما أخبر به معصوم، و يكفي من المعاد الاعتقاد بأن كل مكلف يحاسب بعد الموت. أما الفروع التي هي من ضرورات الدين فهي كل حكم اتفقت عليه المذاهب الاسلامية كافة، من غير فرق بين مذهب و مذهب؛ كوجوب الصلاة، فانكار حكم من هذه الأحكام انكار للنبوة، و تكذيب لما ثبت في دين الاسلام بالضرورة.

و ضرورات المذهب الشيعي نوعان: نوع يعود للأصول و هو الامامة، فيجب أن يعتقد كل شيعي امامة الاثني عشر اماما، و النوع الثاني يرجع الي الفروع؛ كنفي العول [54] و نفي



[ صفحه 329]



التعصيب [55] ، فمن أنكر فرعا منها كان غير شيعي و ان كان مسلما.

والايمان و الاسلام عند الشيعة مترادفان، يثبتان لمن آمن بالتوحيد و النبوة و البعث، ويطلقان علي معني أخص هو هذه الأركان، و معها ركن العمل بدعائم الاسلام - و هي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد - و يزيدون ركنا خامسا هو الاعتقاد بالامامة، و أنها منصب الهي كالنبوة، منصوص علي من يليها، و أن الامام أفضل أهل زمانه، و معصوم. فمن اقتصر علي الأركان الأربعة الأوي مسلم مؤمن، و انما الاعتقاد بالامامة له أثر في منازل القرب والكرامة يوم القيامة.

يقول الامام محمد الحسين آل كاشف الغطاء» [56] نعم يظهر أثر التدين «بالامامة» في منازل القرب و الكرامة يوم القيامة، أما في الدنيا فالمسلمون بأجمعهم سواء، و بعضهم لبعض أكفاء، و أما في الآخرة فلا شك أن المسلمين تتفاوت درجاتهم و منازلهم حسب نياتهم و أعمالهم، و أمر ذلك و علمه عند الله سبحانه، و لا مساغ للبت به لأحد من الخلق. و الغرض أن أهم ما امتازت به الشيعة عن سائر فرق المسلمين هو القول بامامة الأئمة الاثني عشر، و به سميت هذه الطائفة الامامية، اذ ليس كل الشيعة تقول بذلك...، و القول بالاثني عشر ليس بغريب عن أصول الاسلام و صحاح كتب المسلمين. فقد روي البخاري و غيره في صحاحه حديث الاثني عشر خليفة بطرق متعددة فيها بسنده عن النبي صلي الله عليه و سلم «أن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة...» [57] .



[ صفحه 330]



والشيعة يعتقدون أن الأرض لا تخلو من حجة علي العباد، من نبي أو وصي، ظاهر أو مستور، فالامام المهدي الثاني عشر غائب منتظر [58] .



[ صفحه 331]



و الامامة منصب ديني لا يجوز التنازل عنه؛ لأنه من الله [59] و لما تنازل علي للخلفاء السابقين عليه، كان التنازل عن الخلافة الدنيوية وحدها، و بناء علي أسباب.


پاورقي

[1] المقصود بها حرب تشرين عام 1973 م.

[2] وقد ألفت عشرات الكتب في ذلك، فيها: كتاب الوصية لهشام بن الحكم، و الوصية للحسين بن سعيد، و الوصية للحكم بن مسكين، والوصية للبرقي، و هؤلاء من أعلام القرن الأول والثاني. و الوصية لعلي ابن رئاب، والوصية للصابوني، و كتاب الوصية والامامة للمسعودي، و الوصية للطوسي، و هم من أعلام القرن الثالث. و أقاموا جميعا الأدلة العقلية و النقلية عليها.

[3] الكافي: ج 1 ص 287 باب أن الامامة عهد من الله عزوجل معهود من واحد الي واحد عليهم السلام ح 2، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 6 ص 90.

[4] كقصر الصلاة و تركها لفاقد الطهورين علي القول به، و للحائض و النفساء، و ترك كثير من أركانها في حال الضرورة والخوف والقتال، و كترك الصيام في السفر و المرض و الكبر، و كترك الحج و الزكاة مع عدم الاستطاعة و المال، و لكنه لم يرخص في ترك الولاية في حال من الأحوال.

[5] الكافي: ج 8 ص 271، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 381.

[6] بصائر الدرجات: ص 529 و 279، قرب الاسناد للحميري: ص 351، الامامة و التبصرة لابن بابويه القمي: ص 33، الكافي: ج 1 ص 397، بحارالأنوار: ج 23 ص 92، الأصول الستة عشر: ص 78، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 151، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 5 ص 223 و 225، كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم: ص 489، مسند أبي يعلي: ج 13 ص 366، المعجم الأوسط: ج 6 ص 70، المستدرك: ج 1 ص 117 و قد وردت الرواية بألفاظ مختلفة: «من مات و ليس عليه امام»، «من مات و ليس له امام»، «من مات لا يعرف امامه»....

[7] أي طاعتهم له، فالمراد خواصه عليه السلام، أو رجوعهم عنه و كفرهم بعد اطاعتهم له؛ كالخوارج.

[8] المحاسن: ج 1 ص 154، الكافي: ج 8 ص 146، بحارالأنوار: ج 23 ص 76 و ج 93 ص 211، تفسير العياشي: ج 2 ص 49.

[9] أي: يريدون أن نتبعهم علي جهالتهم بما يرون من الخروج بالسيف في غير أوانه.

[10] الكافي: ج 8 ص 160، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 182.

[11] وسائل الشيعة: ج 15 ص 54 ح 19974، شرح الأخبار: ج 3 ص 287، بحارالأنوار: ج 46 ص 174، عيون الأخبار: ج 1 ص 194 ح 1، و قريب منه في تهذيب تاريخ دمشق: ج 6 ص 20.

[12] ذكره صاحب كتاب تنبيه الغافلين: ص 135، تحقيق السيد تحسين آل شبيب، و لكن بهذا اللفظ: «ذهب والله عمي زيد و أصحابه علي ما ذهب اليه جده علي بن أبي طالب والحسن و الحسين، شهداء من أهل الجنة». و مثله في مجالس الصدوق: ص 62.

[13] أي وهب الله له العافية، وفيه اظهار لشكر نعمته، حيث انه رضي لهم ما رضي لأوليائه، و الاعفاء نعمة، كل ذلك لمصلحة.

[14] الكافي: ج 8 ص 252، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 246، بحار الأنوار: ج 27 ص 205.

[15] انظر أصل الشيعة و أصولها لمحمدحسين آل كاشف الغطاء: ص 222، و انظر أيضا: خصائص النسائي: ص 96، و مسند أحمد: ج 1 ص 84 و 88، و مستدرك الحاكم: ج 3 ص 109 و 110.

[16] يقول السيد كمال الحيدري في كتابه (مدخل الي الامامة) ص 14 - 15: ان الامامة التي تعتقد بها مدرسة أهل البيت عليهم السلام تختلف اختلافا جوهريا عن دور الامامة التي تنحصر في الخلافة و الحكم؛ و ذلك لأن هذا الاتجاه يري أن للامامة دورا فوق دور القيادة و الزعامة، و هو الدور الذي بينه القرآن الكريم من خلال قوله تعالي: (اني جاعل في الارض خليفة...) البقرة: 30، و أشار اليه بقوله لابراهيم الخليل عليه السلام في قوله تعالي: (اني جاعلك للناس اماما) البقرة: 124، و هي التي عبر عنها الامام الرضا عليه السلام: «هل يعرفون قدر الامامة و محلها من الأمة، فيجوز فيها اختيارهم؟! ان الامام أجل قدرا، و أعظم شأنا، و أعلي مكانا، و أمنع جنبا، و أبعد غورا، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا اماما باختيارهم، ان الامامة خص الله عزوجل بها ابراهيم عليه السلام بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة، و أشاد بها ذكره فقال: (اني جاعلك للناس اماما). و راجع الأصول من الكافي: ج 1 ص 199.

[17] جملة من أعلام السنة و الشيعة يذهبون الي هذا المعني، راجع في ذلك: العقد الفريد: ج 2 ص 252، الجمل للشيخ المفيد: ص 56، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 111.

[18] في المصدر و هكذا: «عمر بن سعد - تقيا أو شقيا - و كل الذي يعرفون أن عمر بن سعد هو الذي قتل مولانا الامام الحسين، و داس صدره الشريف تحت سنابك خيله، و مثل به و بأهل بيته و أصحابه، تمثيلا لم تعرفه الجريمة البشرية من قبل...».

[19] يذكر الراغب الأصفهاني في المحاضرات من قرون مضت: سئل رجل كان يشهد بالكفر علي آخر عند جعفر بن سليمان، فقال: انه رجل معتزلي، ناصبي، حروري، جبري، رافضي، يشتم علي بن الخطاب، و عمر بن أبي قحافة، و عثمان بن أبي طالب، و أبابكر بن عثمان، و يشتم الحجاج الذي هدم الكوفة علي أبي سفيان، و حارب الحسين بن معاوية يوم القطائف!! فقال جعفر: قاتلك الله، ما أدري علي أي شي ء أحسدك، أعلي علمك بالأنساب أم بالأديان أم بالمقالات؟! (منه).

[20] أخرجه الترمذي و النسائي عن جابر. (منه). و كذا يوجد هذا الحديث الشريف في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 232، و ينابيع المودة للقندوزي: ص 33 و 45 و 445، و تفسير ابن كثير: ج 4 ص 113، و مصابيح السنة للبغوي: ج 4 ص 189، و جامع الأصول لابن الأثير: ج 1 ص 187، الحديث 65، و مشكاة المصابيح: ج 3 ص 258، واحياء الميت للسيوطي بهامش الاتحاف: ص 114، و بحارالأنوار: ج 23 ص 118، و كنز العمال: ج 1 ص 44.

[21] اخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم (منه). لاحظ صحيح الترمذي: ج 5 ص 329. و أخرجه أيضا في درر السمطين: ص 231 و الدر المنثور للسيوطي: ج 6 ص 7 و 306، و ذخائر العقبي: ص 16، و الصواعق المحرقة: ص 147 و 226، و أسد الغابة لابن الأثير: ج 2 ص 12، و المعجم الصغير للطبراني: ج 1 ص 135، و ينابيع المودة: ص 33 و 40 و 226 و 355، و تفسير ابن كثير: ج 4 ص 113، و عبقات الأنوار: ج 1 ص 25، و كنز العمال: ج 1 ص 44 ح 874، و الفتح الكبير للنبهاني: ج 1 ص 451، و تفسير الخازن: ج 1 ص 4، و مصابيح السنة: ج 2 ص 279، و جامع الأصول: ج 1 ص 187، و مشكاة المصابيح: ج 3 ص 258، و منتخب تاريخ ابن عساكر: ح 5 ص 436، و تيسير الوصول لابن البديع: ج 1 ص 16، و التاج الجامع للأصول: ج 3 ص 308، و رفع اللبس و الشبهات: ص 52، و أرجح المطالب للشيخ عبدالله الحنفي: ص 336، و السيف اليماني المسلول: ص 10.

[22] اخرجه أحمد بن حنبل بطريقين صحيحين، و أخرجه الطبراني (منه). و يوجد هذا الحديث الشريف أيضا في: الدر المنثور: ج 2 ص 60، و احياء الميت بهامش الاتحاف: ص 116، و ينابيع المودة: ص 38 و 183، و مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 162، و عبقات الأنوار: ج 1 ص 16، و كنز العمال: ج 1 ص 154 ح 873 و 948، والجامع الصغير: ج 1 ص 353، و الفتح الكبير: ج 1 ص 451، و أرجح المطالب: ص 335، و الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة الامام الحسين: ص 28 ح 56، و مسند أحمد بن حنبل: ج 5 ص 182 و 189، و فرائط السمطين للحمويني: ج 2 ص 144.

[23] أخرجه أحمد بن حنبل و آخرون (منه) أقول: أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين: أحدهما في آخر ص 17، و الثاني في آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده. و أخرجه أيضا: ابن أبي شيبة و أبويعلي و ابن سعد عن أبي سعيد، و هو الحديث رقم 945 من أحاديث كنز العمال في ص 165 ج 1 و أيضا في: المناقب لابن المغازلي: ص 235 ح 283، الصواعق المحرقة: ص 148، ذخائر العقبي: ص 16، اسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: ص 108، ينابيع المودة: ص 35 و 40 و 226 و 355، السيرة النبوية لزيني دحلان مطبوع بهامش السيرة الحلبية: ج 3 ص 331، المعجم الصغير للطبراني: ج 1 ص 131، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 104، مجمع الزوائد: ج 9 ص 163، احياء الميت: ص 111، الطبقات الكبري لابن سعد: ج 2 ص 194، جامع الأصول: ج 1 ص 187، المواهب اللدنية: ص 7، راموز الأحاديث للشيخ أحمد الحنفي: ص 144، أرجح المطالب: ص 136، الأنوار المحمدية للنبهاني: ص 435، فرائد السمطين: ج 2 ص 272 ح 538، عبقات الأنوار: ج 1 ص 123 و 134 و 151 و 161 و 164 و 168 و 253 و 265 و 283.

[24] أخرجه الحاكم في المستدرك و آخرون ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط الشيخين و لم يخرجاه (منه). و أخرج أيضا في مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ص 234 ح 281، و المناقب للخوارزمي: ص 23، و فرائد السمطين: ج 2 ص 143 الباب (33) و فيه بعد «و عترتي أهل بيتي»: «ألا وهما الخليفتان من بعدي»، و عبقات الأنوار: ج 1 ص 131، و المستدرك الذي أشار اليه يقع في: ج 3 ص 148.

[25] المائدة: 67.

[26] أي: كنسن.

[27] أخرجه الحاكم من طريقين عن زيد بن أرقم. و أخرجه مسلم في صحيحه حتي كلمة: «الحوض» مع خلاف في بعض الكلمات. (منه).

[28] و أخرج أيضا في: خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: ص 21، المناقب للخوارزمي الحنفي: ص 93، الصواعق المرحقة: ص 136 و ذكر صدر الحديث و صححه، ينابيع المودة: ص 32، كنز العمال: ج 1 ص 167 ح 954 و ج 15 ص 91 ح 255، عبقات الأنوار: ص 117 و 121 و 122 و 125 و 132 و 144 و 152 و 159 و 161 و 177 و 213 و 241. و قد أخرجه مسلم في صحيحه: ج 4 ص 1873 برقم (36)، و الحاكم عن زيد بن أرقم مرفوعا في المستدرك: ج 3 ص 109 ثم قال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين و لم يخرجاه بطوله. و أخرجه أيضا عن طريق آخر عن زيد بن أرقم في: ج 3 ص 533، ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و أورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته. و ممن خرجه أيضا: المسترشد لمحمد بن جرير الطبري: ص 559، و الغدير: ج 1 ص 30 و 306 و 375، و فضائل الصحابة لابن حنبل: ص 15 رقم 45.

[29] قال في الصواعق المحرقة: الفصل الأول باب 11 ص 89: «ثم اعلم أن لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا... و في بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، و في أخري أنه قال بالمدينة في مرضه، و قد امتلأت الحجرة بأصحابه، و في أخري أنه قال ذلك بغدير خم، و في أخري أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف...» ثم قال: «و لا تنافي، اذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن و غيرها؛ اهتماما بشأن الكتاب العزيز و العترة الطاهرة».

[30] لشمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفي سنة 833 كتاب (أسني المطالب في مناقب علي ابن أبي طالب) أثبت فيه تواتر حديث الغدير من ثمانين طريقا. راجع كتاب الشهب الثواقب: ص 76.

و قد روي الحديث أحمد بن حنبل من 40 طريقا، وابن جرير الطبري من نيف و سبعين طريقا، و ابن عقدة من 105 طرق، و أبوسعيد السجستاني من 120 طريقا، و أبوبكر الجعابي من 125 طريقا. و في تعليق هداية العقول ص 30 عن الأمير محمد اليمني أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر أنه له 50 طريقا. راجع الغدير: ج 1 ص 14.

[31] مسند أحمد بن حنبل، ابن حجر، كنز العمال. و بهذا المعني في المستدرك. (منه).

[32] و أخرجه أيضا: منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 32 حلية الأولياء: ج 1 ص 86، شرح نهج البلاغة: ج 9 ص 170، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 214، مجمع الزوائد: ج 9 ص 108، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق: ج 2 ص 95 ح 596، ينابيع المودة: ص 379 و 380 و 382، احقاق الحق: ج 5 ص 111، فرائط السمطين: ج 1 ص 53.

و باختلاف يسير في بعض الألفاظ انظر: الأمالي للشيخ الطوسي: ص 578، الأربعون حديثا لابن بابويه: ص 32، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 5، بحارالأنوار: ج 31 ص 322 و ج 36 ص 227 و ص 247 و 248 و 269 و 314 و ج 38 ص 120 و ج 39 ص 259 و 267 و 275 و 285 و ج 40 ص 81 و 83، تاريخ مدينة دمشق: ج 42 ص 240 و 242، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 325، المنتخب من ذيل المذيل للطبري: ص 83، كفاية الأثر للخزاز القمي: ص 86، مناقب أميرالمؤمنين لمحمد الكوفي: ج 1 ص 426 و ص 427 و ج 2 ص 475، المسترشد لمحمد بن جرير الطبري: ص 359 و 638 و 639، الأمالي للشيخ الصدوق: ص 88، كشف الغمة للأربلي: ج 1 ص 89 و 102، مجموعة رسائل لطف الله الصافي: ج 2 ص 326.

[33] المستدرك للحاكم باسناده الي أبي ذر: ج 3 ص 151، نظم درر السمطين: ص 235، ينابيع المودة: ص 30 و 370، الصواعق المحرقة: ص 184 و 234، اسعاف الراغبين للصبان: ص 109، جواهر البحار: ج 1 ص 361، الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة الامام الحسين: ص 28 ح 55.

و مثل هذا اللفظ لكن بتفاوت يسير انظر: حلية الأولياء: ج 4 ص 306، و المناقب لابن المغازلي: ص 132 ح 173 و 176، و ذخائر العقبي: ص 20، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 168، و احياء الميت: ص 113، والجامع الصغير للسيوطي: ج 2 ص 132، و منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 92، و التفح الكبير للنبهاني: ج 3 ص 123، و ينابيع المودة: ص 187 و 193.

[34] الصواعق لابن حجر. (منه).

[35] هذا الحديث لوحده تارة، و منضما لحديث السفينة اخري، فأخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط: ج 4 ص 10 و ج 6 ص 85 عن أبي سعيد، و أيضا في المعجم الصغير: ج 2 ص 22، و أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 2 ص 343 و ج 3 ص 150.

وراجع أيضا: مجمع الزوائد: ج 9 ص 168، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 378، احياء الميت للسيوطي: ص 113، رشفة الصادي لأبي بكر الحضرمي: ص 79، الصواعق المحرقة: ص 91، كنز العمال: ج 6 ص 153 و 216، تاريخ بغداد: ج 12 ص 19.

و بتغيير ببعض اللفظ انظر: المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 46، و شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 361، و الكامل: ج 4 ص 198، و ينابيع المودة: ج 1 ص 93 و 94. و ج 2 ص 443، و تفسير فرات الكوفي: ص 190، و درر الأخبار: ص 530، و أمان الأمة من الاختلاف للطف الله الصافي: ص 162 و خلاصة عبقات الأنوار: ج 4 ص 85 و 211، و كتاب الأربعين للشيخ الماحوزي: ص 74، و البحار للمجلسي: ج 74 ص 75 و ج 37 ص 87، و ج 36 ص 293 و ج 30 ص 40 و ج 27 ص 113، مناقب ابن شهرآشوب: ج 1 ص 254، والاحتجاج: ج 1 ص 229، و مكارم الأخلاق: ص 459، و الأمالي للطوسي: ص 633 و 526، و كنز الفوائد للكراجكي: ص 215، و كتاب الغيبة للنعماني: ص 44، و شرح الأخبار للقاضي النعمان: ج 2 ص 480.

[36] أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس. (منه) أقول أخرجه في: ج 3 ص 149 ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط الشيخين، و لم يخرجاه. و أخرجه أيضا في: الصواعق المحرقة: ص 91، و احياء الميت للسيوطي: ص 114؛ و منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 93، و ينابيع المودة: ص 298، و جواهر البحار للنبهاني: ج 1 ص 361.

و بلفظ آخر في: ذخائر العقبي للمحب الطبري: ص 17، و نظم دررالسمطين للزرندي: ص 234، و احياء الميت: ص 112، و الجامع الصغير للسيوطي: ج 2 ص 161، و الفتح الكبير للنبهاني: ج 3 ص 267، و اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 128، و فرائط السمطين: ج 2 ص 241 ح 515 و ج 2 ص 252 ح 521، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 174، و الهداية للصدوق: ص 36، و مسند زيد بن علي: ص 463، و علل الشرائع للصدوق: ج 1 ص 123، و عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 30، والامالي للصدوق: ص 253، و اكمال الدين واتمام النعمة: ص 205، و كفاية الأثر: ص 29، و خاتمة المستدرك: ج 3 ص 93، و مناقب أميرالمؤمنين للكوفي: ج 2 ص 133 و 142 و 143 و 144 و 174 و 175، و المسترشد لابن جرير الطبري: ص 579، و شرح الأخبار للقاضي النعمان: ج 2 ص 502، و مقتضب الأثر: ص 15، و الاعتقادات للمفيد: ص 94، و الأمالي للطوسي: ص 259، والغيبة للطوسي: 292، و الاحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 48، و الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1115، و مناقب ابن شهرآشوب: ج 1 ص 245، و الطرائف لابن طاوس: ص 131.

[37] و في مسند أحمد: أن عمر كان أول المهنئين لعلي يوم الغدير، كما هنأه الصحابة الحاضرون. (منه).

[38] خرجناه سابقا.

[39] شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 26، تاريخ دمشق: ضمن ترجمة الامام علي ج 3 ص 83 ح 1117، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 107، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 339، الاستيعاب: ج 3 ص 51، المناقب للخوارزمي: ص 11 و 34، الصواعق المحرقة: ص 118، تفسير الثعلبي (المخطوط): ص 74، التفسير الكبير: ج 12 ص 26، نور الأبصار: 158، خصائص الوحي المبين لابن البطريق: ص 80، قاموس شتائم لحسن بن علي السقاف: ص 198، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 80، ينابيع المودة للقندوزي: ص 275، فرائط السمطين: ج 1 ص 79، تلخيص المستدرك للذهبي: ج 3 ص 107، كفاية الطالب للكنجي: ص 253، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 168، الكامل في التاريخ: ج 3 ص 399، السيرة الحلبية: ج 2 ص 207، الروض الأزهر: ص 96 و 102، السيرة النبوية لزيني دحلان: ج 2 ص 11، اسعاف الراغبين: ص 148 و 149، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: ج 1 ص 87.

[40] التحفة الاثني عشرية للآلوسي: ص 8، الخلاف للشيخ الطوسي: ص 33 و 49، مسند زيد بن علي: ص 103، تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي: ج 1 ص 193، نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 182.

[41] راجع: الصواعق المحرقة: ص 201.

[42] مسند أحمد بن حنبل: ج 6 ص 112. و أخرجه أيضا: كنز العمال: ج 7 ص 73، تاريخ مدينة دمشق: ج 43 ص 407، الغدير للأميني: ج 9 ص 325.

[43] و من نصوص وصية النبي الصريحة بالامامة لعلي: عن محمد بن حميد الرازي - وقد وثقه الأئمة: أحمد، و يحيي، وابن جرير الطبري، و البغوي - عن أبي بريدة: «لكل نبي وصي و وارث، و ان وصيي و وارثي علي بن أبي طالب» و مثله بالمعني مروي عن سلمان الفارسي.

و قال عليه الصلاة والسلام لفاطمة: «يا فاطمة، أما ترضين أن الله عزوجل اطلع الي أهل الأرض فاختار اثنين: أحدهما أبوك، و الآخر بعلك؟».

و عن ابن عباس أن الرسول قال لها: «أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين اسلاما، و أعلمهم علما، و أنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم نساء قومها، أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع الي أهل الأرض فاختار رجلين، فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك؟».

و منها: أن النبي يقول عن الحسين «ابني هذا امام ابن امام أخو امام أبوأئمة، تاسعهم قائمهم». (منه).

[44] و هي عجز بيت من القصيدة الجلجلية المنسوبة لعمرو بن العاص مطلعها:



معاوية الحال لا تجهل

و عن سبل الحق لا تعدل



.. الي أن يقول:



و أين الحصا من نجوم السما

و أين معاوية من علي



فان كنت فيها بلغت المني

ففي عنقي علق الجلجل



كتبها عمرو الي معاوية في جواب كتابه اليه يطلب خراج مصر. توجد منها نسختان في مجموعتين في المكتبة الخديوية بمصر في فهرستها المطبوع سنة 1307 ه في: ج 4 ص 314. و روي جملة منها ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 2 ص 117. راجع الغدير: ج 2 ص 114 - 117.

[45] الطبرزد علي وزن سفرجل: نوع من أنواع السكر.

[46] بهج الصباغة: ج 12 ص 179، نثر الدرر للآبي: ج 1 ص 243 - 244، شيخ المضيرة للشيخ محمود أبورية: ص 208، مواقف الشيعة: ج 3 ص 184، تذكرة الخواص ص 118، نهج السعادة: ج 2 ص 48، حلية الأبرار: ج 2 ص 233، بحارالأنوار: ج 42 ص 118 وزاد من قول معاوية: رحم الله أباالحسن، فلقد سبق من كان قبله، و أعجز من يأتي بعده. شرح نهج البلاغة: ج 11 ص 253.

[47] انظر أصل الشيعة و أصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء: ص 220.

[48] يقول الشريف المرتضي في كتابه «تنزيه الأنبياء»: قالت الشيعة الامامية: لا يجوز عليهم (الأنبياء) شي ء من المعاصي و الذنوب، كبيرا كان أو صغيرا، لا قبل النبوة و لا بعدها، و يقولون في الأئمة مثل ذلك. (منه).

[49] تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 389، بحارالأنوار: ج 1 ص 141 و ج 75 ص 303، نهج السعادة: ج 7 ص 346.

[50] لاحظ أصل الشيعة و أصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء.

[51] قال الطريحي في مجمع البحرين مادة «رجع»: «الرجعة بالفتح هي المرة في الرجوع بعد الموت بعد ظهور المهدي، و هي من ضروريات مذهب الامامية، و عليها من الشواهد القرآنية و أحاديث أهل البيت عليهم السلام ما هو أشهر من أن يذكر، حتي أنه ورد عنهم عليهم السلام: «من لم يؤمن برجعتنا و لم يقر بمتعتنا فليس منا».

[52] دخل ابراهيم بن هرثمة علي المنصور فتهدده لأنه يمدح أهل البيت، و لما خرج ابراهيم لقي علويا سلم عليه، فصاح به: لا تشط بدمي.

و في سنة 350 استعانت الجماهير بالجند ضد الشيعة، و في سنة 363 قتل الكثيرون من أجل اقامة الشيعة لشعائرهم، و في سنة 403 صدر مرسوم بلعن العلويين خلافاء مصر و انكار نسبهم، و كانت موقعة الكرخ فتكا بأموال الشيعة و أرواحهم و أطفالهم، و في سنة 439 كبست دار الطوسي ببغداد، و في سنة 448 و 449 أحرقت مكتبة الطوسي فترك بغداد الي النجف.

و عدوان المالكية علي الشافعي في جامع عمرو مشهور، و طرد المالكية و الحنفية من أجل الشغب في جامع عمرو بعد ذلك بأمر القاضي الحارث بن مسكين معروف، و كذلك فتنة الحنابلة في مجلس الطبري (310)، و في عهد البربهاري و فيما بعده و قد طالما أرهجت بغداد.

و من الازراء بالتعصب المذهبي تتردد علي الألسن سخرية الزمخشري، و هو حنفي:



اذا سألوا عن مذهبي لم أبح به

و أكتمه.. كتمانه لي أسلم



فان حنفيا قلت، قالوا بأنني

أبيح الطلي و هو الشراب المحرم



وان شافعيا قلت، قالوا بأنني

أبيح نكاح البنت و البنت تحرم



و ان مالكيا قلت، قالوا بأنني

أبيح لهم أكل الكلاب و هم هم



و لقد طالما كفرت جماعة جماعة أخري؛ بغيا عليها أو تحاملا منها في التعبير عن الخلاف معها. كان نظام الملك (385) وزيرا عظيما، ينشر العلم و ينشئ المدارس، و يعمل للوحدة، و يحاول أن يجمع الخلافتين: العباسية والفاطمية، أي أهل السنة و الشيعة الاسماعيلية، و كان يجتمع لديه علماء الفرق، فدخل عليه عبدالسلام بن محمد القزويني شيخ المعتزلة و عنده أبومحمد التميمي و رجل آخر أشعري، فقال له: أيها الصدر، لقد اجتمع عندك رؤوس أهل النار:

أنا معتزلي، و ذلك أشعري، و هذا مشبه. و بعضنا يكفر بعضا!!

و في سنة 412 صدر مرسوم في بغداد كفر به الخليفة القادر المعتزلة و أمر باستتابتهم، و قد سبق منهم العمل عند الخلفاء لقهر المحدثين و الفقهاء في عصر المأمون و المعتصم و الواثق.

و في حياة الفيروزآبادي الشافعي قامت الفتنة علي الشافعية سنة 479، و في سنة 507 قال قاضي الحنفية بدمشق: لو كان لي من الأمر شي ء لوضعت الجزية علي الشافعية! و في سنة 567 قال أبوحامد الطوسي المقال نفسه في الحنابلة! و في سنة 554 حرقت الأسواق في أصفهان لنزاع الحنفية و الشافعية، و في سنة 469 هاج الحنابلة في بغداد اذ ولي القشيري الوعظ بالمدرسة النظامية، و من قبل ذلك بعام سنة 468 انتقل السمعاني من مذهب أبي حنيفة الي مذهب الشافعي فثار الحنفية بمدينة مرو في خراسان فنفاه سلطانها حقنا لدمه، و في العصر ذاته أمر ابن تاشفين باحراق كتب الغزالي في احتفال رسمي بمسجد قرطبة!

وذات يوم رأي الوالي الحنفي في بلاد ماوراء النهر في مخرجه للصلاة في الصباح مسجدا للشافعية فقال: أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق؟! و في جيلان كان القوم حنابلة اذا قدم عليهم حنفي قتلوه! و جعلوا ماله فيئا للمسلمين! و أما أهل الأندلس فكانوا مالكية يطردون من الأندلس الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي اذا وفد عليها، فان كان معتزليا فربما قتلوه!

و من سد الذريعة أتفي البعض بتعزير من يترك مذهبا لمذهب!

و في القرن الثامن من الهجرة فصل من التدريس بمصر أبوالعباس الحنبلي (716) لأنه ذكر أن عمر منع تدوين الحديث، و أن ذلك كان سبب تعارض النصوص في الحديث و خلاف العلماء!

و في القرن العاشر علقت علي باب زويلة رأس المولي ظهير الدين الأردبيلي لأنه قال: ان مدح الصحابة ليس بفرض!

و في تركيا قتل في عهد السلطان سليم الأول (926) نحو أربعين ألفا من الشيعة.

و هكذا تدور رحي البطش في كل اتجاه، لكن لها قانونا لا يتخلف، هو: أن الباطشين اليوم مبطوش بهم غدا. (منه).

[53] أهل السنة لا يكفرون الا من يجحد فرائض الاسلام لأنه جاحد للأصل. يقول الغزالي: (أعلم أن شرح ما يكفر به و لا يكفر به يستدعي تفصيلا طويلا. فاقنع الآن بوصية و قانون. أما الوصية فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك، ماداموا قائلين: لا اله الا الله محمد رسول الله. و أما القانون فهم أن تعلم أن النظريات قسمان: قسم يتعلق بأصول القواعد و قسم يتعلق بالفروع. و أصول الايمان ثلاثة: الايمان بالله و برسوله و باليوم الآخر، و ماعداه فروع. واعلم أنه لا تكفير في الفروع أصلا. الا في مسألة واحدة. و هي أن ينكر أصلا دينيا من رسول الله صلي الله عليه و سلم بالتواتر. لكن في بعضها تخطئة كما في الفقهيات...). (منه).

[54] العول: هو زيادة السهام علي الفريضة، فتعول المسألة الي سهام الفريضة، فيدخل النقصان علي سهام أهل الفروض بقدر حصصهم، و عليه فهو رد السهام الزائدة. (معجم ألفاظ الفقه الجعفري للدكتور أحمد فتح الله: ص 118، القاموس الفقهي للدكتور سعدي أبي حبيب: ص 268).

[55] التعصيب: هو رد ما فضل من سهام الارث المفروضة علي كل من كان من عصبة الميت، و هو من يمت الي الميت نسبا، الأقرب فالأقرب، من غير رد علي ذوي السهام. و هو منحصر في صورة وجود البنت المنفردة أو البنتين المنفردتين، و في صورة الأخت المنفردة أو الأختين المنفردتين.

و في المذهب الجعفري (لا تعصيب)، فلا يرد الفاضل من سهام البنت المنفردة أو البنتين المنفردتين، أو الأخت المنفردة أو الأختين المنفردتين علي عصبة المورث؛ كأخيه، أو عمه لأبيه، أو لأبويه، بل يرد الباقي من السهام المفروضة علي أصحاب السهام أنفسهم. (معجم الفاظ الفقه الجعفري: ص 117).

[56] أصل الشيعة و أصولها: ص 213 و 217.

[57] في النصف الأول من القرن الحالي جرت «المراجعات» بين شيخ للأزهر هوالشيخ سليم البشري و بين الامام عبدالحسين شرف الدين الموسوي (290 - 1377) مدة اقامة الأخير بمصر، و هي مراجعات أطراها الطرفان، و ثبت منها التزام المسلمين جميعا أصول الاسلام، وسعة الفقه للخلاف حول الفروع.

و من اتساع الفقه للخلاف وجدنا المأمون المعتزلي الفكر، السني الفقه، يولي عهده عليا الرضا امام الشيعة، و وجدنا الصاحب بن عباد الذي وزر للدولة البويهية ثمانية عشر عاما من 367 الي 385 وزيرا معتزلي الفكر لدولة زيدية العقيدة، تحكم دولة الخلافة السنية، و وجدنا الشريف الرضي نائبا للخليفة العباسي، كما وجدنا الدولة الأدريسية دولة سنية يحكمها الأدارسة و هم شيعة من نسل الحسن ابن علي لكنهم لا يظهرون التشيع، وابن تومرت يقول: انه - كالأدارسة - من نسل الحسن بن علي و مع ذلك لا يقسر الدولة علي التشيع، و كذلك بني حمود من نسل الحسن بن علي يحكمون دولة سنية و لا يقسرونها علي التشيع، بل سنجد فقهاء عظماء - كالطوسي - حجة في المذهب الامامية و في مذاهب أهل السنة.

و في سنة 525 عين الخليفة الفاطمي بمصر قضاة أربعة: ثلاثة من مذاهب السنة و رابعا شيعيا، لأن الشعب كان سنيا والدولة شيعية. و كان الحافظ السلفي (478 - 576) يلقي دروس الشافعية في مدرسة بناها له ابن السلام الوزير الفاطمي.

و في النصف الأخير من القرن الحالي أفتي المرحوم الشيخ محمود شلتوت: «أن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا، كسائر مذاهب أهل السنة، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، و أن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله و ما كانت شريعته تابعة لمذهب، أو مقصورة علي مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالي، يجوز لمن ليس أهلا للنظر و الاجتهاد تقليدهم و العمل بما يقرونه في فقههم، و لا فرق في ذلك بين العبادات و المعاملات».

و قال الشيخ شلتوت عن فتواه بعد: (ثم تهيأ لي بعد ذلك - و قد عهد الي بمنصب مشيخة الأزهر - أن أصدرت فتواي في جواز التعبد علي المذاهب الاسلامية الثابتة الأصول، المعروفة المصادر، المتبعة لسبيل المؤمنين، و منها: مذهب الشيعة الامامية (الاثنا عشرية)...، و ها هو ذا الأزهر الشريف ينزل علي حكم هذا المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة، فيقرر دراسة هذه المذاهب الاسلامية سنيها و شيعيها دراسة تعتمد علي الدليل و البرهان، و تخلو من التعصب لفلان و فلان، كما أنه اهتم في تكوين مجمع البحوث الاسلامية، بأن يكون أعضاؤهم ممثلين لمختلف المذاهب الاسلامية...».

و الشيخ عبد المجيد سليم - شيخ أسبق للأزهر - يقول تحت عنوان «القطعيات والظنيات»: قد علمنا من استقراء المذاهب الفقهية، و آراء الفرق الكلامية: أن في كل منها خطأ و صوابا، و لم نعلم مذهبا من المذاهب الاسلامية المعتبرة خطأ كله أو صوابا كله، و اذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أن تطغي العصبية المذهبية علي المسلمين، و لا ينبغي أن يكون هم الحنفي مثلا هو الانتصار لكل ما جاء في مذهب الحنفية، و لا أن يكون هم الامامي أو الزيدي هو الانتصار و التعصب لكل ما جاء به الامامية و الزيدية،... و هكذا، بل الواجب علي المسلمين أن يأخذوا بما ظهر البرهان صوابه، و أن يكون قصاراهم الرغبة الصادقة في الوصول الي الحق، دون أن يقيموا وزنا لما سوي الحق، بذلك يصبحون فعلا أمة واحدة. (منه).

[58] انظر أصل الشيعة و أصولها للشيخ كاشف الغطاء: ص 223 و تعضده الروايات الشريفة عن النبي صلي الله عليه و سلم و الأئمة عليهم السلام: «لم تخل الأرض من حجة الله فيها، ظاهر مشهور أو غائب مستور» راجع: كمال الدين و تمام النعمة للصدوق: ص 207، والاحتجاج للطبرسي: ج 2ص 48، و بحارالأنوار للمجلسي: ج 23 ص 6، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 1 ص 75.

[59] يقول الشيخ كاشف الغطاء في أصل الشيعة و أصولها: ص 221: «و عرفت أن مرادهم بالامامة: كونها منصبا الهيا يختاره الله بسابق علمه بعباده، كما يختار النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و يأمر النبي بأن يدل الأمة عليه، و يأمرهم باتباعه. و يعتقدون [الشيعة] أن الله سبحانه أمر نبيه بأن ينص علي علي بن أبي طالب، و ينصبه علما للناس من بعده».


قانون الأجسام الصلبة


عرض الامام الصادق عليه السلام في مباحث الفيزياء لمسائل مهمة لم يسبق اليها الي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.

و من ذلك قانون الأجسام الصلبة، فقد صنف الأجسام الي أجسام كدرة، و أخري مصقولة شفافة، اذ قال:

كل جسم صلب جامد يكون كدرا، و كل جسم جامد دافع يكون لماعا و شفافا..

و في الرد علي سؤال: ما الذي يجذب؟ قال عليه السلام: ان الحرارة هي التي تجذب.



[ صفحه 386]



و قد أصبحت هذه النظرية في يومنا الحاضر قانونا علميا في الكهرباء و الفيزياء. أفليس مما يدهش حقا: أن يكون القائل بهذه النظرية منتميا الي منتصف القرن السابع ميلادي؟ و لعنا في يومنا هذا لو سألنا مائة شخص: كيف أن من الأجسام الصلبة ما هو لماع و ما هو كدر؟ لما استطاع أحد منهم أن يجي ء بالجواب الصحيح، أي أن يقول لنا سبب كون الحديد كدرا، أو الألماس و البلور لماعا و شفافا؟

و نعرف في قوانين الفيزياء الحديثة أن كل جسم كدر تصدر عنه أمواج و أشعة حرارية، فيكون موصلا جديدا للحرارة و للأمواج الالكترونية، و أن الأجسام التي لا تنتقل الحرارة منها بسهولة، أي غير الموصلة للحرارة الجاذبة لها أو الناقلة من الأمواج الألكترونية، تعتبر أجساما عائقة، و تكون شفافة لماعة.

و الامام الصادق عليه السلام لم يتحدث عن أمواج كهرطيسية و انما تحدث عن الحرارة، و جاءت أقواله مطابقة لقوانين الفيزياء اليوم القائلة ان الأجسام الكدرة كالحديد تنقل الأمواج الكهرطيسية و تنقل الحرارة أو توصلها ببطء، و تحول دون الأمواج الكهرطيسية أجسام عائقة، و تكون لماعة شفافة.

و تقوم هذه النظرية عند الامام الصادق في كدر الأجسام أو صفائها علي أساس الجاذبية و القدرة علي الشد و القبض.

و لما سئل الامام عليه السلام عن سبب كدر الأجسام أو صفائها؟

قال عليه السلام: ان الجسم القابض للحرارة كدر، و الأجسام التي لا تمتص الحرارة شفافة علي اختلاف مراتبها.

و هذا نفسه يطابق قوانين الفيزياء الحديثة في تعليل كدر الأجسام الصلبة أو صفائها [1] .



[ صفحه 387]




پاورقي

[1] ظ: جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 177 و ما بعدها بتصرف.


هل كان التدوين معدوما قبل الامام الصادق


الامام الصادق عليه السلام و ان كان هو الرائد و المروج للتدوين، بل و ان كان هو الذي أزاح الستر و اقتلع الحاجز و فتح الباب علي مصراعيه، في وجه الكتاب و المؤلفين و المدونين، و كان له اليد الطولي في ذلك، الا أن العرب كانت تحترم الكتابة نوعا، حتي لقد علقت الأشعار علي الكعبة، ولكنها لم تروج للكتابة، بل كانت نادرة الوجود، اذ ان أكثر أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم كانوا أميين.

أما في عهد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فالصحيح أنه لم يمنع من التدوين، فقد روي الشيخ الصدوق في الأمالي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «المؤمن من اذا مات ترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا بينه و بني النار» [1] من كتب عني علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم و الحديث [2] «اكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء، و انما ذهاب العلم بموت العلماء» [3] قيدوا العلم بالكتاب [4] .

فلذا نلاحظ أنه صلي الله عليه و آله و سلم قد حث علي التدوين أيضا [5] ، ولكن الخلفاء بعد



[ صفحه 152]



الرسول صلي الله عليه و آله و سلم منعوا ذلك ففي عهد أبي بكر، منع من التدوين، بل أحرق الكتب التي كانت عند عائشة، و منع من التحدث بأحاديثه صلي الله عليه و آله و سلم، ثم جاء عمر بعده، فقام يستشير أصحابه في تدوينها أو منعها، فأشاروا عليه بالتدوين، فقام يستخير مدة (قيل شهرا) ثم أصبح و هو يقول: «اني كنت أريد أن اكتب السنن، و اني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبوا عليها، و تركوا كتاب الله، و اني و الله لا أشوب كتاب الله بشي ء، ثم أنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها أمر بحرقها، و ظن كثير من الناس أن كتابة الأحاديث محرمة، فهذا عبيدة السلماني يقول سنة 73 ه لابراهيم بن زيد التميمي 93 ه حين علم أنه يكتب عنه، «لا تخلدن عني كتابا. فكان بعضهم يأمر بحرق كتبه بعد موته... ولكن بعض الصحابة لم يعبأوا بهذا النهي، و ثابروا علي تدوينها، أمثال محمد بن الحنفية، و ميثم التمار، و حجر بن عدي، و عروة بن الزبير، و سعيد بن جبير و غيرهم...

ولكن الحديث لم يدون بالشكل المطلوب و بغزارة، الا في زمن الامام الصادق عليه السلام، و ان كان عمر بن عبدالعزيز، قد فتح الباب، و أزاح المحذور من قبل [6] و مما لا ريب فيه أن الحديث المكتوب يمنع غبار الشك أن يطرأ علي الأذهان، و خاصة أن النفاق لم يكن قد اقتلع من قلوب الكثير من الأصحاب كما صرح بذلك القرآن الكريم.



[ صفحه 153]



فلذا سيفتح المجال أمام الوضاعين بدس ما تمليه أهواؤهم من أحاديث تروج بضاعتهم في أسواق الحاكمين، و لقد أحصي العلامة الأميني في الغدير 408684 حديثا مختلقا، مكذوبا أو ملفقا، فتدوين الأحاديث يقلل أو يعدم من التلفيقات. [7] .

اضافة الي أن الخلاف كان قد نشب بين مدرستي الحديث و الرأي، فكتابة الأحاديث تؤكد الحجة لمدرسة الحديث، علي أصحاب الرأي والقياس و الاستحسان، من خوف تسرب الأفكار الموهومة اليهم.

فبفتح الأبواب علي مصراعيها و عدم منع السلطة من ذلك - قيل ان المنصور حث علي ذلك أيضا - و تيسر أدوات الكتابة، أدي الي ردة فعل عكسية عند المسلمين خاصة، من جراء الماضي المرير الذي شد حبل الاعدام علي الأعناق، فكاد أن يخنق لولا تدارك يد الرحمة، برفع المعاناة الطويلة الأمد، التي تمثلت بالامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

أما تيسر أدوات الكتابة، لأنها لم تبق بتلك الصعوبة علي الأكتاف و الجلود، بل استبدل ذلك بالورق.

فلما فتح المسلمون سمرقند سنة 94 ه تعلموا صناعة خميرة الكتاب، و باقي النباتات ذات الألياف من الصينيين، فكانوا يصنعون منها صفحات رقيقة جدا، و في سنة 130 أسكن المسلمون أسراءهم من الصينيين في مدينة سمرقند، و كان شرط تحريرهم، هو الاستمرار بعملهم السابق، فهذا مما أدي الي سهولة الكتابة حينها.



[ صفحه 154]




پاورقي

[1] بحار ج 1 / 198 الامالي ج 2 / 144.

[2] ميزان الحكمة ج 8 / 324 - 325.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر.

[5] اذ لما وقعت غزوة بدر و أسر المسلمون فيها عددا من المشركين كان فيهم من يعرف الكتابة، فجعل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فكاك أسرهم لقاء تعليمهم عشرة من صبيان المسلمين القراءة و الكتابة، فكان صلي الله عليه و آله و سلم أول ناشر للكتابة في مدينته المنورة و بين أصحابه المسلمين. (وسائل الشيعة للحر العاملي المقدمة). و قال صلي الله عليه و آله و سلم لعلي «اكتب ما أملي عليك. قال: يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم: لست أخاف عليك النسيان، و قد دعوت الله أن يحفظك و لا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك. قال: قلت: و من شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدك...» فالنبي صلي الله عليه و آله و سلم كان له نظرة مستقبلية لا آنية. أمالي الطوسي ج 2 / 56.

[6] كتب بحثا وافيا في ذلك الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في مقدمة وسائل الشيعة، و نقل الذهبي و ابن حجر أن مباشرة التدوين، بدأت في منتصف القرن الثاني، و حدد الذهبي سنة التدوين فقال: شرع علماء الاسلام في التدوين والفقه في سنة مائة و ثلاثة و أربعين. الامام الصادق و دراسات و أبحاث 253 محاضرة للدكتور واعظ خراساني.

و بلغت الكتب المدونة الشيعية من الحديث الشريف منذ عهد أميرالمؤمنين عليه السلام الي الامام العسكري عليه السلام ستة آلاف كتاب وسائل الشيعة ج 1 / 64.

[7] الغدير / 290.


حكم المساقاة


المساقاة: هي أن يدفع الرجل شجرة الي آخر ليقوم بسقيه و عمل سائر ما يحتاج بجزء معلوم له من ثمره. ينظر: المغني: 5 / 226.

اختلف العلماء في هذه المسألة:

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن المساقاة تصح علي نصيب من الثمر المستقبل نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار و غيره [1] .

و روي ذلك عن: سيدنا أبي بكر و عمر و عثمان و علي و سالم بن عبدالله و الثوري و الأوزاعي و ابن أبي ليلي و اسحاق و أبي ثور و زيد بن علي



[ صفحه 77]



و الباقر به قال ابن حزم. و اليه ذهب الشافعي و أحمد و أبويوسف و محمد [2] .

و الحجة لهم:

ما روي عن ابن عمر: (أن النبي صلي الله عليه و سلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من زرع أو ثمر) [3] .

و قال أبوحنيفة وزفر: بعدم جواز المساقاة.

و قال الحسن البصري و النخعي: بكراهتها [4] .


پاورقي

[1] البحر الزخار: 5 / 68، 69، الروض النضير: 3 / 60، 59.

[2] المصدران السابقان، شرح معاني الآثار: 4 / 117، الانصاف: 5 / 466، سبل السلام: 3 / 78، عون المعبود: 9 / 273، معالم السنن: 3 / 98، الأشراف: 2 / 62، الهداية: 4 / 45، مغني المحتاج: 2 / 323.

[3] البخاري مع فتح الباري: 5 / 412، مسلم بشرح النووي: 10 / 208، أبوداود مع عون المعبود: 9 / 273.

[4] ينظر: المصادر السابقة في الرأي الأول، المحلي: 8 / 229.


الرضي و التسليم


ان المسلمين الموحدين ملزمون بقضاء الله و قدره، في السراء و الضراء و في الشدة و الرخاء، و يعلمون بان رضاء الله برضاء العبد في قضائه، و جاء قوله تعالي: (رضي الله عنهم و رضوا عنه أولئك حزب الله ألآ ان حزب الله هم المفلحون) [1] و من خشي الله يرضي بقضائه و قدره عملا بقوله تعالي: (رضي الله عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) [2] و عمل الموحدون ايضا باقوال الامام الصادق عليه السلام في هذا الموضوع فنقرأ قوله عليه السلام: «رأس طاعة الله الرضا بما صنع الله فيما احب العبد و فيما كره» و عنه عليه السلام: «رأس طاعة الله الصبر و الرضا عن الله فيما احب العبد او كره، و لا يرضي عبد عن الله فيما احب او كره الا كان خيرا له». و قوله عليه السلام: «الرضا بمكروه القضا من اعلي درجات اليقين». و قال الامام عليه السلام فيما يورث الرضا: «ان اعلم الناس بالله ارضاهم بقضاء الله» و عنه عليه السلام في ثمرات الرضا: «ارض بما قسم الله لك تكن غنيا»: و قوله عليه السلام «الروح و الراحة في الرضا و اليقين، و الهم و الحزن في الشك و السخط». و جاء في ثمرة عدم الرضي قوله عليه السلام: «من لم يرض بما قسم الله عزوجل اتهم الله تعالي في قضائه». و عنه عليه السلام: «من رضي القضاء اتي عليه القضاء، و هو مأجور و من سخط القضاء اتي عليه القضاء و احبط الله اجره».



[ صفحه 228]



و جاء في بعض مواعظ الموحدين عن الامام الصادق في موضوع لجم السنة الناس و صعوبة احراز رضاهم - لما شكي علقمة اليه من السنة الناس - فقال عليه السلام: ان رضا الناس لا يملك و ألسنتهم لا تضبط، و كيف تسلمون مما لم يسلم منه انبياء الله و رسله و حجج الله:... الم ينسبوا نبينا محمد صلي الله عليه و آله و سلم الي انه شاعر مجنون؟... و ما قالوا في الاوصياء اكثر من ذلك... و ان الالسنة التي تتناول ذات الله تعالي ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه».

و جاء قوله تعالي في التسليم: (ان الله و ملائكته يصلون علي النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه و سلموا تسليما (56)) (الاحزاب: 56).

و قوله: (فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما) (النساء: 65).

و نقل عن الامام الصادق عليه السلام قوله: العبد بين ثلاث: بين بلاء، و قضاء، و نعمة، فعليه للبلاء من الله الصبر فريضة، و عليه للقضاء من الله التسليم فريضة، و عليه للنعمة من الله الشكر فريضة.

و عنه عليه السلام: كل من تمسك بالعروة الوثقي فهو ناج، قلت: ما هي؟ قال التسليم.

و عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: يا عباد الله انتم كالمرضي و رب



[ صفحه 229]



العالمين كالطبيب. فصلاح المرضي فيما يعلمه الطبيب و تدبيره به، لا فيما يشتهيه المريض و يقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.


پاورقي

[1] المجادلة: الآية 22.

[2] سورة البينة الآية 8.


ابن صباغ المالكي


33. و قال ابن صباغ المالكي (م 855): «... و هو الامام السادس... كان جعفر



[ صفحه 22]



الصادق عليه السلام من بين أخوته خليفة أبيه و وصيه، و القائم بالامامة من بعده، برز علي جماعة بالفضل، و كان أنبههم ذكرا، و أجلهم قدرا، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته و ذكره في سائر البلدان، و لم ينقل العلماء عن أحد من العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه في الحديث... أما مناقبه فتكاد تفوت من عد الحاسب، و يحير في أنواعها فهم اليقظ الكاتب». [1] .


پاورقي

[1] الفصول المهمة: 222.


علم الكلام


نعني من علم الكلام العلم الذي يبحث عن الوجود و الوحدانية و الصفات و ما يلزم هذه المباحث من نبوة و امامة و معاد، بالأدلة العقلية المبتنية علي اسس منطقية صحيحة، و لا نعني به علم الجدل الذي تاه فيه كثير من الناس لاعتمادهم فيه علي خواطر توحيها اليهم نفوس ساقها الي الكلام حب الغلبة في المجادلة، دون أن يستندوا الي ركن وثيق أو يأخذوا هذا العلم من معدنه الصحيح.

و ان جاء ذم علي ألسنة الأحاديث للمتكلمين فيعني بهم الذين تعلموا الجدل للظهور و الغلبة و لم يستقوا الماء من منبعه، و لم يعبأوا بما يجرهم اليه الكلام من لوازم فاسدة، و أما الذين انتهلوه من مورده الروي و بنوه علي اسس صحيحة و دعائم وجدانية فانهم ألسنة الحق و هداته و دعاة الايمان و أدلاؤه.

و ان أول من برهن علي الوجود و لوازم الوجود بالأدلة العقلية و الآثار المحسوسة أميرالمؤمنين عليه السلام حتي كاد أن يشك في تلك الخطب بعض من يجهل أو يتجاهل مقام أبي الحسن من العلم الرباني بدعوي أن العلم علي تلك الأصول لم يكن معهودا في ذلك الزمن، و ليث شعري ان لم يعترف هذا الجاهل بأن علم أبي الحسن الهامي يستقيه من المنبع الفياض فانه لا يجهل ما قاله النبي صلي الله عليه و آله فيه: أنا مدينة العلم و علي بابها.

ونسج علي منوال أبي الحسن بنوه في هذا العلم فانهم ما زالوا يفيضون علي الناس من علمهم الزاخر عن الوجود و لوازمه، و كيف يعبد الناس ربا لا يعرفونه و يطيعون نبيا يجهلونه و يتبعون اماما لا يفقهون مقامه، فالمعرفة قبل كل علم



[ صفحه 148]



و أفضل كل علم، يقول الصادق عليه السلام: أفضل العبادة العلم بالله. [1] .

و ليس للسمع في تلك القواعد و الاصول مدخل، لأن التقليد في العقليات لا يصح عند أرباب العقول.

بلي قد يجي ء النقل دليل ولكنه من الارشاد الي حكم العقل، أو الاشارة الي الفطرة كما في قوله تعالي: «أفي الله شك فاطر السموات و الأرض» [2] و أمثاله من القرآن المجيد، فان هذه الآية الكريمة لم تحملك علي القول بالوجود حتما، بل لفتتك اليه من جهة الأثر و مشاهدته.

فاذا جاء عن الرسول و عترته أدلة علي هذه الاصول فما كلامهم في هذا الا ارشاد الي حكم العقل، فانهم ما زالوا يدلون علي العقل و يهدون الي دلالته، و هذا الصادق نفسه يقول: العقل دليل المؤمن، و يقول: دعامة الانسان العقل، و يقول: لا يفلح من لا يعقل [3] ، و لو قرأت ما أملاه الكاظم عليه السلام علي هشام بن الحكم في شأن العقل و العقلاء [4] لعرفت كيف عرفوا حقيقة العقل، و دلوا عليه وحثوا علي الاستضاءة بنوره.

و لقد جاء في كلامهم الشي ء الكثير من الاستدلال علي هذه الاصول، و هذا نهج البلاغة قد جمع من البراهين ما أبهر العقول و حير الألباب، كما جمعت كتب الحديث و الكلام كثيرا من تلك الحجج، و من تلك الكتب احتجاج الطبرسي، و اصول الكافي، و توحيد الصدوق، و الأول و الثاني من البحار، و في كتبه الاخري التي يترجم فيها الائمة عليهم السلام و يذكر كلامهم طي



[ صفحه 149]



تراجمهم، الي نظائر هذه الكتب الجليلة.

و نحن الآن نوافيك بشي ء مما جاء عن الصادق عليه السلام في بعض هذه الاصول.


پاورقي

[1] بحارالأنوار: 215 / 21.

[2] ابراهيم: 10.

[3] الكافي: 1 / 26 / 29.

[4] الكافي: 1 / 13 / 12.


البر بالاخوان


ان البر غصن من دوحة المواساة، و قد جاء عن الصادق عليه السلام الحث الكثير عليه فقال في وصيته لجميل بن دراج: و من خالص الايمان البر بالاخوان، و السعي في حوائجهم، و أن البار بالاخوان ليحبه الرحمن - الي أن يقول - يا جميل اخبر بهذا غرر أصحابك، قال: قلت: جعلت فداك و من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر و اليسر. [1] .

و يقول في وصية لعبدالله بن جندب السالفة: أما أنه ما يعبدالله بمثل نقل الأقدام الي بر الاخوان.

و لعظم البر بالاخوان عندالله تعالي يجهد الشيطان في الحيلولة دونه، قال عليه السلام في هذه الوصية: يا ابن جندب ان للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه و مصائده، قال: يا ابن رسول الله و ما هي؟ قال: أما مصائده فصد عن بر الاخوان.

و ما اكثر ما جاء عنه في بر الاخوان و الحث عليه و بما ذكرناه كفاية.


پاورقي

[1] الوسائل، باب استحباب البر بالاخوان .


اخلاقه و صفاته


لقد كان الامام الصادق عليه السلام مثلا أعلي للأخلاق الفاضلة و الصفات الجميلة و المزايا الحميدة ، فهو الصادق في القول و الفعل ، و الناطق بالحق ، و العالم العامل بعلمه ، و الموجه للامة بدعوته ، و ما أجمع علماء الاسلام علي اختلاف نزعاتهم و طوائفهم كما أجمعوا علي فضله و علمه .

لقد كان قويا في دينه ، لا يهن لشدة ، و لا يتزلزل عند النوازل ، و لا يضعف عند النكبة ، بل يتلقي كل ذلك بقلب لا يتسرب اليه الضعف .

و لقد وصفه المنصور الدوانيقي و هو خصمه الألد بقوله:انه ممن اصطفاه الله ، و كان من السابقين في الخيرات .



شهد الأنام بفضله حتي العدا

و الفضل ما شهدت به الأعداء



و قد وصفه تلميذه مالك بن أنس بأنه:كان من العلماء العباد الذين يخشون الله .

و وصفه أبوحنيفة بأنه:أعلم أهل زمانه ، و ما رأي أعلم منه ، و ان هيبته



[ صفحه 121]



تفوق هيبة المنصور صاحب الملك و الصولجان.

و وصفه عمرو بن المقدام بقوله:ما نظرت الي جعفر بن محمد الا و علمت أنه من سلالة النبيين .

و قد ثبت عن الامام زيد بن علي عليه السلام أنه قال:انه ( أي الصادق ) حجة الله ، لا يضل من تبعه ، و لا يهتدي من خالفه .

و نود في هذا المقام أن نقتطف شذرات من عظمة الامام عليه السلام و شخصيته الفذة ، و صفاته الحميدة ، و مزايا الفريدة .

عن الشيخ محمد أبوزهرة من علماء الأزهر الذي كتب مؤلفا عن حياة « الامام الصادق عليه السلام » .


ابراهيم بن الوليد عبدالملك


هو ابراهيم بن الوليد بن عبدالملك بن مروان، و امه ام ولد اسمها نعمة. ولي الأمر بعد أخيه يزيد بعهد منه زوره الموكل بالخاتم و هو مولاهم قطن، و ذلك في ذي الحجة سنة 126 ه، و لم يتم له الأمر لكثرة الثورات و اختلاف الكلمة و سقوط هيبة الدولة، و كان أتباعه يسلمون عليه تارة بالخلافة و تارة بالامارة، و كانت مدة ولايته ثلاثة أشهر، و قيل شهرين و يوم. و قد خلع نفسه و سلم الأمر لمروان، و ذلك في صفر سنة 127 ه. و قيل: ان مروان قتله بعد أن ظفر به و صلبه و قتل جميع أصحابه، و قيل: غرق في الزاب، أو أنه قتل فيه [1] .



[ صفحه 157]




پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعة 131: 1.


دعاؤه في يوم المباهلة


من الايام الخالدة في دنيا الاسلام، يوم المباهلة، وهو اليوم الذي خفت فيه الطلائع العلمية والدينية، من النصاري، إلي الرسول الاعظم صلي الله عليه وآله، لتباهله أمام الله تعالي، علي أن ينصر المحق، ويهلك المبطل منهما:

وتطلعت النصاري، والجماهير الحاشدة من المسلمين، إلي من يخرج مع النبي صلي الله عليه وآله للمباهلة، وباتفاق المؤرخين أن النبي صلي الله عليه وآله أخرج معه خيرة أهل الارض، وأعزهم عند الله، وهم: وصيه، وبابا مدينة علمه، وبضعته الطاهرة سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء عليها السلام، وسيدا شباب أهل الجنة، الامامان: الحسن والحسين عليهما السلام، ولم يخرج معه صنو أبيه العباس بن عبدالمطلب، ولا إحدي السيدات من نسائه، ولا أحد من خيرة أصحابه، من المهاجرين والانصار، فقد اقتصر علي أهل بيت العصمة، ومعدن الفضل والكرامة،

واضطرب المسيحيون، حينما رأوا تلك الوجوه المشرقة، وأيقنوا بالهلاك، والدمار، إن باهلوا النبي صلي الله عليه وآله، وصاح بعضهم: «إني أري مع محمد صلي الله عليه وآله وجوها، لو سئل الله بها أن يزيل جبلا عن محله لازاله..»



[ صفحه 101]



وانسحبوا عن المباهلة، واستجابوا لما أملاه عليهم النبي صلي الله عليه وآله من شروط، ولهذا اليوم العظيم، شأن كبير، في الاسلام فيستحب الغسل فيه وإحياؤه بالعبادة والدعاء، وكان الامام الصادق عليه السلام يدعو فيه بهذا الدعاء الجليل:

اللهم، إني أسألك من بهائك بأبهاه، وكل بهائك بهي، اللهم، إني أسألك ببهائك كله، اللهم إني أسألك من جلالك بأجله، وكل جلالك جليل، اللهم إني أسألك بجلالك كله، اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله، وكل جمالك جميل، اللهم إني أسألك بجمالك كله، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من عظمتك بأعظمها، وكل عظمتك عظيمة، الله إني أسألك بعظمتك كلها، اللهم إني أسألك من نورك بأنوره وكل نورك نير، اللهم إني أسألك بنورك كله، اللهم إني أسألك من رحمتك بأوسعها، وكل رحمتك واسعة، اللهم إني أسألك برحمتك كلها، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من كمالك بأكمله،، وكل كمالك كامل، اللهم إني أسألك بكمالك كله، اللهم إني أسألك من كلماتك بأتمها وكل كلماتك تامة، اللهم إني أسألك بكلماتك كلها، اللهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها، وكل أسمائك كبيرة، اللهم إني أسألك بأسمائك كلها، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من عزتك بأعزها وكل عزتك عزيزة، اللهم إني أسألك بعزتك كلها، اللهم إني أسألك من مشيئتك بأمضاها وكل مشيئتك ماضية، اللهم إني أسألك بمشيئتك كلها، اللهم إني أسألك بقدرتك التي استطلت بها علي كل شئ، وكل قدرتك مستطيلة، اللهم



[ صفحه 102]



إني أسألك بقدرتك كلها، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من علمك بأنفذه وكل علمك نافذ، اللهم إني أسألك بعلمك كله، اللهم إني أسألك من قولك بأرضاه وكل قولك رضي، اللهم إني أسألك بقولك كله، اللهم إني أسألك من مسائلك بأحبها وكلها إليك حبيبة، اللهم إني أسألك بمسائلك كلها، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من شرفك بأشرفه وكل شرفك شريف، اللهم إني أسألك بشرفك كله، اللهم إني أسألك من سلطانك بأدومه وكل سلطانك دائم، اللهم إني أسألك بسلطانك كله، اللهم إني أسألك من ملكك بأفخره، وكل ملكك فاخر، اللهم إني أسألك بملكك كله، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من علائك بأعلاه، وكل علائك عال، اللهم إني أسألك بعلائك كله، اللهم إني أسألك من آياتك بأعجبها وكل آياتك عجيبة، اللهم إني أسألك بآياتك كلها، اللهم إني أسألك من منك بأقدمه وكل منك قديم، اللهم إني أسألك بمنك كله، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما ودعتني، اللهم إني أسألك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، اللهم إني أسألك بكل شأن وكل جبروت.

اللهم إني أسألك بما تجيبني حين أسألك، يا الله، يا لا إله إلا أنت، أسألك ببهاء لا إله إلا أنت، يالا إله إلا أنت أسألك، بجلال لا إله إلا أنت أسألك، بلا إله إلا أنت، اللهم إني أدعوك كما أمرتني، فاستجب لي كما وعدتني، اللهم إني أسألك من رزقك بأعمه وكل رزقك عام، اللهم إني أسألك برزقك كله، اللهم إني أسألك من عطائك بأهنئه



[ صفحه 103]



وكل عطائك هنيئ، اللهم إني أسألك بعطائك كله، اللهم إني أسألك من خيرك بأعجله، وكل خيرك عاجل، اللهم إني أسألك بخيرك كله، اللهم إني أسألك من فضلك بأفضله، وكل فضلك فاضل، اللهم إني أسألك بفضلك كله، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني.

اللهم، صل علي محمد وآل محمد، وابعثني علي الايمان بك، والتصديق برسولك عليه وعلي آله السلام، والولاية لعلي بن أبي طالب، والبراءة من عدوه، والائتمام بالائمة من آل محمد، عليهم السلام، فإني قد رضيت بذلك يا رب.

اللهم صل علي محمد، عبدك ورسولك في الاولين، وصل علي محمد في الآخرين، وصل علي محمد في الملاء الاعلي إلي يوم الدين، وصل علي محمد في المرسلين، اللهم إعط محمدا صلي الله عليه وآله، الوسيلة، والشرف، والدرجة الكبيرة، اللهم وصل علي محمد وآل محمد وأقنعني بما رزقتني، وبارك لي في أعطيتني، واحفظني في غيبتي، وفي كل غائب هو لي، اللهم صل علي محمد وآل محمد، وأسألك خير الخير رضوانك والجنة، وأعوذ بك من شر الشر، سخطك والنار، اللهم صل علي محمد وآل محمد، واحفظني من كل مصيبة، ومن كل بلية، ومن كل عقوبة، ومن كل فتنة، ومن كل بلاء ومن كل شر، ومن كل مكروه، ومن كل مصيبة ومن شر كل آفة نزلت، أو تنزل من السماء إلي الارض، في هذه الساعة، وفي هذه الليلة، وفي هذا اليوم، وفي هذا الشهر، وفي هذه السنة.

اللهم صل علي محمد وآل محمد، واقسم لي من كل سرور،



[ صفحه 104]



ومن كل بهجة، ومن كل استقامة، ومن كل فرح، ومن كل عافية، ومن كل سلامة، ومن كل رزق واسع حلال طيب، ومن كل نعمة، ومن كل سعة، نزلت أو تنزل من السماء إلي الارض في هذه الساعة، وفي هذه الليلة، وفي هذا اليوم، وفي هذا الشهر وفي هذه السنة.

اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي، وحالت بيني وبينك، وغيرت حالي عندك، فإني أسألك بنور وجهك، الذي لا يطفأ، وبوجه محمد صلي الله عليه وآله، حبيبك المصطفي، وبوجه وليك علي المرتضي، وبحق أوليائك، الذين أنتجبتهم، أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ما مضي من ذنوبي، وأن تعصمني فيما بقي من عمري، وأعوذ بك من كل شئ من معاصيك أبدا، ما أبقيتني حتي تتوفاني، وأنا لك مطيع، وأنت عني راض، وأن تختم لي عملي بأحسنه، وتجعل لي ثوابه الجنة، وأن تفعل بي ما أنت أهله، يا أهل التقوي والمغفرة صل علي محمد وآل محمد، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمن.» [1] .

ولقد احتوي، هذا الدعاء، علي أسمي صور التعظيم والتبجيل لله تعالي، الذي ما عرفه حقا، سوي أئمة أهل البيت عليهم السلام، سدنة علوم النبي صلي الله عليه وآله وخزنة حكمه وآدابه.


پاورقي

[1] المصباح (ص 692 - 659) الاقبال (ص 517).


المشيئة


لا ريب أن لنا في أفعالنا الاختيارية مشيئة و ارادة و تقديرا. و هي من الصفات التي ذكرها الصادق مفسرا اياها في مواضع نلمسها عند المجلسي و الكليني و الصدوق و غيرهم ممن تناولوا الصادق بالدراسة. و قد ذكر الكليني أن الصادق قال: «و لم يشأ و شاء و لم يأمر، امر ابليس أن يسجد لآدم و شاء أن لا يسجد، و لو شاء لسجد، و نهي آدم عن أكل الشجرة، و شاء أن يأكل منها و لو لم يشأ لم يأكل». [1] .

ان ارادة الانسان التي تتعلق بفعل نفسه نسبة حقيقية تكوينية تؤثر في الأعضاء الي الفعل. و أما الارادة التي تتعلق منا بفعل الغير اذا أمرنا بشي ء أو نهينا عن شي ء فانها



[ صفحه 91]



ارادة بحسب الوضع و الاعتبار، لا تتعلق بفعل الغير تكوينيا. و قد ذكر هذا التمييز بين ارادتين: تكوينية و تشريعية «الكليني» قاصدا هنا أن ارادة الله التكوينية تتعلق بالشي ء من حيث هو موجود و لا موجود الا و له نسبة الايجاد اليه تعالي بوجوده بنحو يليق بساحة قدسه تعالي. و ارادته التشريعية تتعلق بالفعل من حيث أنه حسن و صالح غير القبيح و الفاسد فاذا تحقق فعل موجود قبيح، كان منسوبا اليه تعالي من حيث الارادة التكوينية بوجه و لو لم يرده لم يوجد، و لم يكن منسوبا اليه تعالي من حيت الارادة التشريعية، فان الله لا يأمر بالفحشاء. و قول الصادق: ان الله نهي آدم عن الأكل و شاء، أراد بالأمر و النهي التشريعيين منهما و بالمشيئة و عدمها التكوينيين منها.و قد ذكر «الصدوق» أن الصادق قال في المشيئة الالهية: «خلق الله المشيئة قبل الأشياء، ثم خلق الأشياء بالمشيئة. و شاء و أراد و لم يحب و لم يرض، شاء أن لا يكون شي ء الا بعلمه». [2] .

و مفاد الكلام هنا أنه تعالي كما لا يعزب عن علمه شي ء لا يعزب عن مشيئتة شي ء، و مع ذلك لم يحب بعض ما شاء، و لم يرض به فنهي عنه كالشريك و الظلم و غيرهما من قبائح العقائد و الأعمال، كما رضي أمورا كثيرة أمر بها. و قد خلق الله المشيئة في العبد و جعله شائيا، فلا يشاؤون الا بعد أن جعلهم الله بحيث يقدرون علي المشيئة، فهم لا يشاؤون بعد أن يهي ء لهم أسباب الفعل و لم يصرفهم عن مشيئتهم، أي ان أسباب المشيئة و نفوذها بقدرته تعالي. و أما مشيئة العباد فهي مشوبة بالعجز يمكنه سبحانه أن يصرفهم عنها اذا شاء.

«عن بكير بن أعين قال: قلت لابي عبدالله: علم الله و مشيئته هما مختلفان أم متفقان؟ فقال: العلم ليس هو المشيئة الا تري أنه تقول: سأفعل كذا ان شاء الله و لا تقول: سأفعل كذا ان علم الله، فقولك: ان شاء الله دليل علي أنه لم يشأ، فاذا شاء كان الذي شاء كما شاء، و علم الله سابق للمشيئة، و خلق الله المشيئة قبل الأشياء ثم خلق الأشياء بالمشيئة». [3] .

و لعل هذا القول من الصادق توضيح و تأكيد لقوله السابق، علي أن المشيئة



[ صفحه 92]



المتأخرة عن العلم الحادثة عن حدوث المعلوم، و قد عرفت أنه في الله تعالي ليس سوي الايجاد. و يحتمل أن يقصد الصادق هنا بيان عدم اتحاد مفهوميهما، اذا ليست الارادة مطلق العلم، اذ العلم يتعلق بكل شي ء، بل هي العلم بكونه خيرا و صلاحا و نافعا، و لا تتعلق الا بما هو كذلك، و فرق آخر بينهما و هو أن علمه تعالي بشي ء لا يستدعي حصوله، بخلاف علمه به علي النحو الخاص، فالسبق علي هذا يكون محمولا علي السبق الذاتي الذي يكون للعام علي الخاص.

و قوله خلق الأشياء بالمشيئة و خلقها بنفسها كناية عن كونها لازمة لذاته تعالي غير متوقفة علي تعلق ارادة أخري. فيكون نسبة الخلق اليها مجازا عن تحققها بنفسها منتزعة عن ذاته بلا توقف علي مشيئة أخري.

و ان للمشيئة معنيين: أحدهما - يتعلق بالشائي و هي صفة كمالية قديمة هي نفس ذاته بحيث يختارها هو، و الآخر يتعلق بالمشي ء و هو حادث المخلوقات و هو ايجاده سبحانه اياها بحسب اختياره، و ليست صفة زائدة علي ذاته و علي المخلوقات بل هي نسبة بينهما تحدث المخلوقات.

و المراد أخيرا بقول ان الاشياء مخلوقة بالمشيئة لعله اشارة من الصادق: علي أن الأشياء انما توجد بالوجود، فاما الوجود نفسه فلا يفتقر الي وجود آخر انما يوجد نفسه، و قد أخذ عنه الفلاسفة الاسلاميون بعده أمثال الكندي و الفارابي و غيرهما مستكملين بوضوح أدق نظرية الوجود الالهي، فهو القائم علي الموجودات و خالقها و وجوده واجب بذاته و لا يفتقر الي وجود آخر.

و نري من خلال استعراض آراء الصادق أنه يتبع مذهب الامامية كما ابتدأت بشرحه لجهة الصفات الالهية، فتراه هنا غير مخالف لكتاب أو سنة، و موضحا العقيدة بايمان راسخ حيث سلك و عبر.


پاورقي

[1] الكليني، تكرر المرجع ص 151.

[2] الصدوق، تكرر المرجع ص 339.

[3] الكليني، تكرر المرجع ص 109.


ابراهيم بن خربوذ (المكي)


إبراهيم بن خربوذ، وقيل خربوز المكي.

المراجع:

رجال الطوسي 145. تنقيح المقال 1: 16. خاتمة المستدرك 778. معجم رجال الحديث 1: 220. جامع الرواة 1: 20. نقد الرجال 8. مجمع الرجال 1: 41. أعيان الشيعة 2: 137. توضيح الاشتباه 10. منهج المقال 21. منتهي المقال 19. لسان الميزان 1: 53 وفيه روي عن الإمام الباقر عليه السلام.


سعد بن عمر (الطائي)


سعد بن عمر، وقيل عمير الطائي، السنبسي، الكوفي.

إمامي.



[ صفحه 22]



المراجع:

رجال الطوسي 203. تنقيح المقال 2: 20. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 88. جامع الرواة 1: 356. نقد الرجال 149. مجمع الرجال 3: 108. أعيان الشيعة 7: 226.


محفوظ بن عبد الله الحضرمي


محفوظ بن عبد الله الحضرمي.

المراجع:

رجال الطوسي 311. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 54. خاتمة المستدرك 839. معجم رجال الحديث 14: 197. نقد الرجال 281. جامع الرواة 2: 43. مجمع الرجال 5: 96. منتهي المقال 250. منهج المقال 272. الوجيزة 45.



[ صفحه 21]




نصايح امام صادق به شاگردان خود


تعليمات و نصايح و مواعظ امام صادق عليه السلام به شاگردان خود فراوان است و ما آنها را در بخش هاي مربوط به خود بيان خواهيم نمود. در اين جا مقداري كه مربوط به تحصيل علم و دانش است بيان مي شود.

عمرو بن ابي المقدام مي گويد: در نخستين ملاقاتي كه من با امام صادق عليه السلام داشتم آن حضرت به من فرمود: «شما بايد قبل از هر حديث و سخني صداقت و راستگويي را ياد بگيريد.» [1] .

مؤلف گويد: اين نصيحت بسيار ارزشمندي است و امام صادق عليه السلام همواره دوستان خود را به صدق و راستي و اداي امانت سفارش مي نموده؛ چرا كه اين دو خصلت سبب سعادت و زيادي مال و آبرو و اطمينان و خشنودي مردم مي شود و هر كسي با راستي و امانتداري مي تواند بر مردم حكومت نمايد.

نصايح آن حضرت درباره ي تحصيل علم و دانش فراوان بوده است او مي فرمود: «من دوست مي دارم كه جوانان شما يا عالم و دانشمند باشند و يا تحصيل علم و دانش كنند، و اگر جز اين باشند عمر خود را ضايع نموده و گناهكار خواهند بود.» [2] و مي فرمود: «علم و دانش خود را به حلم و بردباري و وقار زينت بدهيد.» [3] آري، امام صادق عليه السلام تنها سفارش به تحصيل علم نمي نمود بلكه مي فرمود: «با تحصيل علم حلم و وقار و تواضع خود را زياد كنيد»، چنان كه در سخني فرمود: «استاد بايد در مقابل شاگردان متواضع باشد و شاگردان نيز بايد در مقابل استاد فروتن باشند.» و مي فرمود: «مبادا شما دانشمندان جبار و ستمگري باشيد، كه در آن صورت گفتار حق شما نيز پذيرفته نمي شود.» [4] .

حقا كه اين نصيحت بسيار عالي و ظريفي است؛ چرا كه دانش اگر همراه با تواضع و فروتني نباشد سودي براي دانشمند و دانش آموز نخواهد داشت و به طور كلي مردم از



[ صفحه 157]



افراد متكبر نفرت پيدا مي كنند و سخن دانشمند متكبر هرگز تأثيري نخواهد داشت.

امام صادق عليه السلام، ضمن ارشاد و نصيحت به طالبان علم و دانش، مي فرمايد: «علم و دانش را براي رياكاري، فخر و مباهات، مراء و جدال طلب نكنيد، و از جهل و ناداني، و دوري از علم و دانش و حيا نمودن از تحصيل علم، پرهيز نماييد». سپس فرمود: «علم و دانش اگر حبس شود و به ديگران تعليم داده نشود مانند چراغي مي ماند كه داخل محفظي پوشيده شده باشد و از نور آن استفاده نشود.» [5] .

مؤلف گويد: مقصود امام عليه السلام اين است كه بايد تحصيل علم براي ارزش ذاتي علم و بهره مردم باشد و اگر كسي علم را براي ريا و مباهات و مجادله تحصيل نمايد نه خود بهره مند شده و نه به ديگري سودي رسانده است، بلكه به خود و ديگران ضرر زده است، چنان كه ترك تحصيل علم و باقي ماندن در جهالت كاشف از حماقت است و حيايي كه انسان را از ارزش دور كند و در جهل و ناداني نگه بدارد خيري در آن نيست و همان گونه كه اگر اطراف چراغ پوشيده شود كسي از نور آن استفاده نمي كند علم و دانش نيز اگر نزد صاحبش بماند مردم از آن استفاده نخواهند نمود.

ارزش علم به قدري زياد است كه بايد با هر زحمتي به جستجوي آن رفت؛ چنان كه حضرت زين العابدين عليه السلام مي فرمايد: «اگر مردم ارزش علم را مي دانستند به جستجوي آن مي رفتند و حاضر مي بودند كه خون قلب خود را پاي آن بريزند و يا به قعر درياها بروند.» [6] .

چون علم [دين] جايگاه ويژه اي دارد و خزانه داران آن افراد خاصي هستند معصومين عليهم السلام فرموده اند: «علم را از معدن خود بگيريد و از كساني كه در باطل فرو رفته اند پرهيز كنيد؛ چرا كه آنان شما را از خدا دور مي نمايند.» [7] .

نگارنده گويد: ترديدي نيست كه شاگردان، معنويات و روحيات استاد را به خود جذب مي كنند بنابراين اگر استاد متمايل به مسايل انحرافي بود شاگرد نيز ناخودآگاه



[ صفحه 158]



چنين خواهد شد و اگر استاد متمايل به طريقه حق و هدايت بود شاگرد نيز همان گونه تربيت مي گردد؛ چرا كه گفته هاي استاد در روح متعلم و شاگرد تأثير خواهد داشت.

امام صادق عليه السلام شاگردان خود را تنها به تحصيل علم سفارش نمي نمود، بلكه از آنان مي خواست كه چيزي را كه ياد گرفتند به آن عمل كنند و مي فرمود: «دانشي كه فرا مي گيريد اگر به آن عمل كنيد براي شما سودمند خواهد بود.» و مي فرمود: «دانشمند [دانا] مي كوشد تا به دانش خود عمل كند و دانشمند نادان مي كوشد تا آنچه دانسته است روايت كند. [8] و مي فرمود: «دانشي كه به آن عمل نشود مانند گنجي است كه صاحب آن در جمع آوري آن كوشيده و سودي از آن نبرده است.» [9] .

و مي فرمود: «مثل كسي كه عمل خيري را به ديگران تعليم مي كند و خود به آن عمل نمي كند مثل شمع و چراغي است كه به ديگران نور مي دهد و خود مي سوزد.» [10] .

و مي فرمود: «عالم اگر به علم خود عمل نكند موعظه ي او در قلب ها جاي نمي گيرد، همانند آب باراني كه بر روي سنگ صاف قرار نمي گيرد.» [11] .

امام صادق عليه السلام براي نگهداري علم به شاگردان خود مي فرمود: «آنچه را ياد مي گيريد مكتوب كنيد تا براي شما بماند.» [12] .

از وصيت هاي او به مفضل اين بود كه مي فرمود: «آنچه را كه [از من] تعليم مي گيري بنويس و به برادران خود منتقل كن تا اگر مردي كتاب هاي تو به ارث به فرزندانت برسد؛ چرا كه زماني خواهد آمد كه مردم تنها از نوشته هاي خود استفاده مي كنند.» [13] .

و مي فرمود: «از كتاب ها و نوشته هاي خود نگهداري كنيد كه نياز به آنها پيدا خواهيد نمود.» [14] .

از سخنان فوق استفاده مي شود كه امام صادق عليه السلام ارزش تحصيل دانش را فقط براي مردم زمان خود سفارش نمي نموده، بلكه براي هر عصر و زماني سفارش مي نموده است؛



[ صفحه 159]



چنان كه سفارش آن حضرت به تحصيل علم و دانش اين بوده كه مردم همه ي ارزش ها را دريابند و هر دانشي را تحصيل كنند. اين مطلب از وصيت هاي آن حضرت نيز روشن مي شود.

امام صادق عليه السلام به شاگردان خود مي فرمود: «فان الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق الحديث، و أدي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، و يسرني ذلك و يدخل علي منه السرور و ان كان علي غير ذلك دخل علي بلاؤه و عاره، و قيل، هذا أدب جعفر». [15] يعني: «اگر يكي از شما شيعيان اهل تقوا و پرهيزگاري و راستگويي و امانتداري و حسن خلق بوده باشد مردم مي گويند: او پيرو امام صادق عليه السلام است و من خشنود خواهم شد، و اگر جز اين باشد سبب سرافكندگي من خواهد بود و مردم مي گويند: اين تربيت شده ي امام صادق (عليه السلام) است.»

ترديدي نيست كه امام صادق عليه السلام و پدران و فرزندان آن حضرت مي كوشيده اند تا شيعيان و دوستانشان را به تربيت هاي اسلامي و فضايل و ارزش هاي انساني آراسته نمايند و با برخوردها و سخنان گوناگون شيعيان خود را از صفات زشت دور دارند، لكن اگر شيعيان و دوستان آنان بعضا نصيحت پذير نبوده و از مسير حق و صراط مستقيم دين و پيروي از آن بزرگواران دوري مي كرده اند خود مقصر بوده اند، زيرا خود را از انوار نوراني خاندان نبوت دور داشته اند.

امام صادق عليه السلام به همان اندازه كه شيعيان خود را براي تحصيل علم و دانش سفارش مي نمود احترام و اكرام به علما را نيز بر آنان واجب و لازم مي شمرد؛ چنان كه آن حضرت در يكي از سخنان خود فرمود: «سه چيز روز قيامت به درگاه خداوند شكايت مي كند: مسجدي كه مخروبه شده باشد و كسي در آن نماز نخواند، عالم و دانشمندي كه بين جهال واقع شده باشد و از او استفاده نكنند، قرآني كه غبار بر روي آن نشسته باشد و كسي آن را قرائت نكند.» [16] .

اسحاق بن عمار صيرفي مي گويد: به امام صادق عليه السلام گفتم: بلند شدن انسان از جاي



[ صفحه 160]



خود براي احترام به ديگري چگونه است؟ فرمود: «خوب نيست، مگر براي ديانت آن شخص و يا عالم بودن او.»

و فرمود: هر كس به يك فقيه و دانشمند ديني احترام و اكرام نمايد خداوند در قيامت از او خشنود خواهد بود. و هر كس به يك فقيه مسلمان اهانت نمايد خداوند در قيامت از او خشمناك خواهد بود.» [17] آري، سخنان آن حضرت [و پدران و فرزندان او عليهم السلام] درباره ي احترام و اكرام و تجليل از علما و احترام به شيعيان و تهذيب اخلاق و تعليم و تربيت آنان نسبت به ارزش هاي اسلامي بسيار فراوان است [و براي اختصار به همين اندازه اكتفا شد].


پاورقي

[1] كافي، باب صدوق و اداء امانت.

[2] مجالس الشيخ الصدوق، مجلس / 11.

[3] كافي، ج 1 / 36.

[4] مجالس شيخ، ص 17؛ بحارالانوار ج 2 / 41.

[5] بحارالانوار ج 17 / 270.

[6] كافي ج 1 / 35 / 1. مترجم گويد: اين حديث در كافي چنان است كه ترجمه شد.

[7] به نقل از كتاب «زيد الزراد» اين كتاب از اصول معتبره است.

[8] بحارالانوار ج 2 / 37.

[9] همان.

[10] بحارالانوار ج 2 / 38.

[11] بحارالانوار ج 2 / 39.

[12] بحارالانوار ج 1 / 52.

[13] كافي ج 1 / 52.

[14] همان.

[15] كافي ج 2 / 636.

[16] بحارالانوار ج 92 / 195.

[17] بحارالانوار ج 47 / 44.


سخنان امام صادق درباره ي كمك كردن به برادران ديني


در بخش گذشته، حقوق برادران ديني بيان شد و كمك نمودن به آنان نيز يكي از آن حقوق بود، و در روايات منقول از امام صادق عليه السلام كمك كردن به برادران ديني عنوان ويژه اي نيز دارد.

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «بنگر خداوند چه نعمت هايي به تو داده و [به شكرانه ي آنها] برادران ديني خود را از آنها بهره مند گردان.» [1] .

و يا مي فرمايد: «به وسيله ي كمك و ياري كردن برادران ديني خود، به خداوند تقرب پيدا كنيد.» [2] .

از آن جايي كه كمك و ياري به برادران ديني براي مردم، كار سخت و دشواري است امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «سخت ترين چيزي كه خداوند بر بندگان خود واجب نموده سه چيز است 1- انصاف با برادران مؤمن به گونه اي كه براي برادر مؤمن خود نپسندد، مگر آنچه را براي خود مي پسندد. 2- كمك و ياري به برادران ديني در مال 3- ياد خدا نمودن در همه ي حالات [سپس فرمود:] مقصود از ياد خدا گفتن «سبحان الله و الحمدلله...»



[ صفحه 370]



نيست؛ بلكه مقصود اين است كه هنگام برخورد با حرام، خدا را به ياد بياورد و از حرام دوري نمايد.» [3] .

در حقيقت رعايت اين سه خصلت، براي مردم از سخت ترين اعمال است؛ زيرا با شديدترين غرايز و شهوات نفساني آنان مانند حب نفس و حب مال و حب شهرت روبه رو مي باشد و چون انصاف و كمك به مردم، كار بزرگ و سختي است، امام صادق عليه السلام بر آنها نام واجب و فريضه نهاده، گر چه از نظر فقهي از واجبات نيستند.


پاورقي

[1] وسائل ج 8 / 415.

[2] خصايل صدوق باب الواحد.

[3] وسائل ج 8 / 415.