بازگشت

زوجات الامام الصادق


تزوج الامام الصادق (عليه السلام) بعدد من الحرائر، و اشتري بعض الجواري، و اليك بعض التفصيل:

1- السيدة فاطمة بنت الحسين بن الامام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فهي بنت عم الامام.

و قيل: فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) [1] .

2- ام حميدة، أو حميدة المصفاة البربرية.

3- ام وهب بن وهب ابي البختري.

4- ام سالمة.

و غيرهن.



[ صفحه 691]




پاورقي

[1] كشف الغمة: ج 2 ص 161.


حضرت حمزه در گفتار ائمه


اينك به نقل و بيان گفتار ائمه هدي (عليهم السلام) در اين زمينه مي پردازيم و سخن آن بزرگواران را كه همانند حديث پيامبر (صلي الله عليه وآله) در بيان شخصيت حضرت حمزه به عنوان يكي از افتخارات از خاندان نبوت و در كنار شخصيت وجود مقدس رسول الله و اميرمؤمنان و حسنين وحضرت مهدي (عليهم السلام) عنوان گرديده است، در اختيار خواننده ارجمند قرار مي دهيم:



[ صفحه 338]




زيد العمي


البصري، عده الشيخ من أصحاب الامام زين العابدين عليه السلام [1] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي.


وصيته لبعض اصحابه


و أراد بعض اصحاب الامام (ع) السفر فزوده (ع) بهذه الوصية القيمة، قال له:

«لا تسيرن سيرا و أنت حافي، و لا تنزلن عن دابتك ليلا لقضاء حاجة الا و رجلك في خف، و لا تبولن في نفق، و لا تذوقن بقلة و لا تشمها حتي تعلم ما هي، و لا تشرب من سقاء حتي تعرف ما فيه، و احذر من تعرف و لا تصحب من لا تعرف...» [1] .

لقد أوصاه الامام (ع) بالمناهج الصحية، و الدروس الاخلاقية التي تضمن له الصحة و السلامة.

أما ما يتعلق بالصحة و الوقاية من الأمراض فهي:

أ- أمره أن لا يسير حافيا، فان المشي حافيا كثيرا ما يجلب للأنسان بعض الأمراض التي انتشرت جراثيمها في الارض، و هي مما تنفذ بسرعة الي مسام القدمين مثل البهلرزيا.

ب - أوصاه أن لا ينزل من دابته في الليل حافيا لقضاء حاجته لأنه لا يؤمن أن تلذعه بعض هوام الأرض الكامنة في التراب، و هوي لا يدري.

ج - حذره من أن يبول في النفق لأنه غالبا ما تكمن فيه بعض الحيوانات القاتلة فتنساب اليه، و تسبب هلاكه.

د - نهاه من تناول أحد البقول المنتشرة في الصحراء، ما لم يعرفها فانها قد تكون سامة و هو لا يعلم فتسبب تسممه و تؤدي بحياته أو مرضه.

ه - نهاه عن الشرب من السقاء حتي يعلم ما فيه لأنه قد يكون شرابا فاسدا و مضرا بصحته فيسبب هلاكه أو سقمه، هذه بعض المناهج



[ صفحه 289]



الصحية التي أمره بها و أما الدروس الاخلاقية فقد أوصاه بأمرين:

1- أن يحذر من يعرف، فلا يبيح له بأسراره، كما أن عليه أن يحسن صحبته خوفا منه، فان السفر يكشف عن حقيقة الشخص، و يظهر كوامن سره، و كم سافر جماعة كانت بينهم أعمق المودة فعادوا و هم أعداء يلعن بعضهم بعضا، فعلي الانسان المستقيم أن يكون في سفره علي حذر ممن يعرفه، و ممن لا يعرفه.

2- نهاه عن السفر مع من لا يعرف، فانه قد يسبب له كثيرا من المشاكل التي قد تؤدي الي هلاكه، و قد وقع ذلك بكثرة للمسافرين مع من لا يعرفونهم... هذه بعض وصاياه القيمة.


پاورقي

[1] تذكرة ابن حمدون (ص 27).


انواع سخن


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

سخن سه گونه است: راست، دروغ و آشتي دادن ميان مردم. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 341 / 16، همان، همان، 17477.


حديث اهليلجه


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين، و بعد هذا كتاب مناظرة مولانا الصادق عليه السلام للهندي في معرفة الله جل جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية تدهش الاذهان و يذعن بما بمجرد سماعها الانسان بادني تفكر في هذا البيان حتي اقر الهندي بالالهية و الوحدانية و لعمري ان هذا الكتاب من اشرف الكتب لانه كتاب الاشرف فلنعم ما قيل، كلام الملوك ملوك الكلام.

و في البحار في كتاب التوحيد، حدثني محمد بن محرزة بن سعيد النحوي بدمشق قال حدثني محمد بن ابي مسهر بالرملة عن ابيه عن جده قال كتب المفضل بن عمر الجعفي الي ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يعلمه ان اقواما ظهروا من اهل هذه الملة يجدون الربوبية و يجادلون علي ذلك و يسأله ان يرد عليهم قولهم و يحتج عليهم فيما ادعوا بحسب ما احتج به علي غيرهم فكتب ابوعبدالله عليه السلام.

متن حديث

بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد وفقنا الله و اياك لطاعته و اوجب لنا بذلك رضوانه برحمته وصل كتابك تذكر فيه ما ظهر في ملتنا و ذلك من قوم من اهل الالحاد بالربوبية و قد كثرت عدتهم و اشتدت خصومتهم و تسأل ان اضع الرد عليهم و النقض لما في ايديهم كتابا علي نحو ما رددت علي غيرهم من اهل البدع و الاختلاف و نحن نحمد الله علي النعم السابغة و الحجج البالغة و البلاء المحمود عند الخاصة و العامة فكان من نعمه العظام و آلائه الجسام التي انعم بها تقريره قلوبهم بربوبيته و اخذه ميثاقهم بمعرفته و انزاله عليهم كتابا فيه شفاء لما في الصدور من امراض الخواطر و مشتبهات الامور و لم يدع لهم و لا لشي ء من خلقه حاجة الي من سواه و استغني عنهم و كان الله غنيا حميدا و لعمري ما اتي الجهال من قبل ربهم و انهم ليرون الدلالات الواضحات و العلامات البينات في خلقهم و ما يعاينون من ملكوت السماوات و الارض و الصنع العجيب المتقن الدال علي الصانع و لكنهم قوم فتحوا علي انفسهم ابواب المعاصي و سهلوا



[ صفحه 406]



لها سيل الشهوات فغلبت الاهواء علي قلوبهم و استحوذ الشيطان بظلمهم عليهم و كذلك يطبع الله علي قلوب المعتدين و العجب من مخلوق يزعم ان الله يخفي علي عباده و هو يري أثر الصنع في نفسه بتركيب يبهر عقله و تأليف يبطل حجته.

و لعمري لو تفكروا في هذه الامور العظام لعاينوا من امر التركيب البين و لطف التدبير الظاهر و وجود الاشياء مخلوقة بعد ان لم تكن ثم تحولها من طبيعة الي طبيعة و صنيعة بعد صينعة ما يدلهم ذلك علي الصانع فانه لا يخلو شي ء منها من ان يكون فيه اثر تدبير و تركيب يدل علي ان له خالقا مدبرا و تأليف بتدبير يهدي الي واحد حكيم و قد وافاني كتابك و رسمت لك كتابا كنت نازعت فيه بعض اهل الاديان من اهل الانكار و ذلك انه كان يحضرني طبيب من بلاد الهند و كان لا يزال ينازعني في رايه و يجادلني علي ضلالته فبينا هو يوما يدق اهليلجة ليخلطها دواءا احتجت اليه من ادويته اذ عرض له شي ء من كلامه الذي لم يزل ينازعني فيه من ادعائه.

ان الدنيا لم تزل و لا تزال شجرة تنبت و اخري تسقط و نفس تولد و اخري تتلف و زعم ان انتحالي المعرفة لله تعالي دعوي لا بينة لي عليها و لا حجة لي فيها و ان ذلك امر اخذه الاخر عن الاول و الاصغر عن الاكبر و ان الاشياء المختلفة و لمؤتلفة و الباطنة و الظاهرة انما تعرف بالحواس الخمس نظر العين و سمع الاذن و شم الانف و ذوق الفم و لمس الجوارح ثم قاد منطقه علي الاصل الذي وضعه فقال لم يقع شي ء من حواسي علي خالق يؤدي الي قلبي انكارا لله تعالي ثم.

قال اخبرني بم تحتج في معرفة ربك الذي تصف قدرته و ربوبيته و انما يعرف القلب الاشياء كلها بالدلالات الخمس التي وصفت لك قلت بالعقل الذي في قلبي و الدليل الذي احتج به في معرفته قال فاني يكون ما تقول و انت تعرف ان القلب لا يعرف شيئا بغير الحواس الخمس فهل عاينت ربك او سمعت صوته باذن او شممته بأنف او ذقته بفم او مسسته بيد فادي ذلك المعرفة الي قلبك؟ قلت أرأيت اذا انكرت الله و جحدته لانك زعمت انك لا تحسه بحواسك التي تعرف بها الاشياء و اقررت أنابه فهل بدمن ان يكون احدنا صادقا و الاخر كاذبا؟ قال لا. قلت أرأيت ان كان القول قولك فهل يخاف علي شي ء مما اخوفك به من عقاب الله تعالي؟ قال لا. قلت افرأيت ان كان كما اقول و الحق بيدي الست قد اخذت فيما كنت احاذر من عقاب الخالق بالثقة و انك وقعت بجحودك و انكارك في الهلكة؟ قال بلي.



[ صفحه 407]



قلت فأينا اولي بالحزم و اقرب من النجاة؟ قال انت الا انك من امرك علي ادعاء و شبهة و انا علي يقين و ثقة لاني لا اري حواسي الخمس ادركته و لا تدركه حواسي فليس عندي بموجود. قلت انه لما عجزت حواسك عن ادراك الله تعالي انكرته، و انا لما عجزت حواسي عن ادراك الله صدقت به. قال و كيف ذلك؟ قلت لان كل شي ء جري فيه أثر تركيب لجسم او وقع عليه بصر للون فما ادركته الابصار و نالته الحواس فهو غير الله سبحانه لانه لا يشبه الخلق و لا يشبهه الخلق، و ان هذا الخلق ينتقل بتغيير و زوال و كل شي ء اشبه التغير و الزوال فهو مثله و ليس المخلوق كالخالق و لا المحدث كالمحدث. قال. ان هذا القول لمنكر ما لم تدركه حواسي فتؤديه الي قلبي فلما اعتصم بهذه المقالة و لزم هذه الحجة قلت اما اذا أبيت الا ان تعتصم بالجهالة و تجعل المحاجزة حجة فقد دخلت في مثل ما عبت و امتثلت ما كرهت حيث قلت اني اخترت الدعوي لنفسي لان كل شي ء لم تدركه حواسي عندي بلا شي ء. قال و كيف ذلك؟ قلت لانك نقمت علي أدعائي و دخلت فيه فادعيت امرا لم تحط به خبرا و لم تقله علما فكيف استجزت لنفسك الدعوي في انكارك الله و دفعك اعلام النبوة و الحجة الواضحة و عبتها علي؟ اخبرني هل احطت بالجهات كلها و بلغت منتهاها؟ قال لا. قلت فهل رقيت الي السماء التي تري او انحدرت الي الارض السفلي فجلت في اقطارها او هل خضت في غمرات البحور و اخترقت نواحي الهواء من فوق السماء او تحتها الي الارض و ما اسفل منها فوجدت ذلك خلوا من مدبر حكيم عالم بصير.

قال لا. قلت فما يدريك لعل الذي انكره قلبك هو في بعض ما لم تدركه حواسك و لم يحط به علمك؟ قال لا ادري لعل في بعض ما ذكرت مدبرا و ما ادري لعله ليس في شي ء من ذلك شي ء. قلت اما اذ خرجت من حد الانكار الي منزلة الشك فاني ارجو ان تخرج الي المعرفة.

قال فانما دخل علي الشك لسؤالك اياي عما لم يحط به علمي و لكن من اين يدخل علي اليقين بما لم تدركه حواسي؟ قلت من قبل اهليلجتك هذه. قال ذاك ادا اثبت للحجة لانها من آداب الطب الذي اذعن بمعرفته. قلت انما اردت ان آتيك من قبلها لانها اقرب الاشياء اليك ولو كان شي ء اقرب اليك منها لاتيتك من قبله لان في كل شي ء أثر تركيب و حكمة و شاهدا يدل علي الصنعة الدالة علي من صنعها و لم تكن شيئا و يهلكها حتي لا تكون شيئا. قلت فاخبرني هل تري هذه الاهليلجة؟ قال نعم. قلت افتري غيب ما في جوفها؟. قال لا. قلت افتشهد انها مشتملة علي تواة و لا تراها؟ قال ما يدريني لعل ليس فيها شي ء. قلت افتري ان



[ صفحه 408]



خلف هذا القشر من هذه الاهليلجة غائب لم تره من لحم او ذي لون؟ قال ما ادري لعل ماثم غير ذي لون و لا لحم.

قلت افتقر ان هذه الاهليلجة التي يسميها الناس بالهند موجودة لاجتماع اهل الاختلاف من الامم علي ذكرها؟ قال ما ادري لعل ما اجتمعوا عليه من ذلك باطل. قلت افتقر ان الاهليلجة في ارض تنبت؟ قال تلك الارض و هذه واحدة و قد رأيتهما قلت افما تشهد بحضور هذه الاهليلجة علي وجود ما غاب من اشباهها؟ قال ما ادري لعله ليس في الدنيا اهليلجة غيرها. فلما اعتصم بالجهالة قلت اخبرني عن هذه الاهليلجة اتقرانها خرجت من شجرة او تقول انها هكذا وجدت؟

قال لا بل من شجرة خرجت. قلت فهل ادركت حواسك الخمس ما غاب عنك من تلك الشجرة؟ قال لا. قلت فما اراك الا قد أقررت بوجود شجرة لم تدركها حواسك. قال أجل و لكني اقول ان الاهليلجة و الاشياء المختلفة شي ء لم يزل فهل عندك في هذا شي ء ترد به قولي؟ قلت نعم اخبرني عن هذه الاهليلجة هل كنت عاينت شجرتها و عرفتها قبل ان تكون هذه الاهليلجة فيها؟ قال نعم. قلت فهل كنت تعاين هذه الاهليلجة؟ قال لا. قلت افما تعلم انك كنت عاينت الشجرة و ليس فيها الاهليلجة ثم عدت اليها فوجدت فيها الاهليلجة افما تعلم انه قد حدث فيها مالم تكن؟ قال ما استطيع ان انكر ذلك و لكني اقول انها كانت فيها متفرقة. قلت فاخبرني هل رأيت تلك الاهليلجة التي تنبت منها شجرة هذه الاهليلجة قبل ان تغرس؟ قال نعم. قلت فهل يحتمل عقلك ان الشجرة التي يبلغ اصلها و عروقها و فروعها و لحاؤها و كل ثمرة جنيت و ورقة سقطت ألف ألف رطل كانت كامنة في هذه الاهليلجة؟ قال ما يحتمل هذا العقل و لا يقبله القلب. قلت اقررت انها حدثت في الشجرة. قال نعم و لكني لا اعرف انها مصنوعة فهل تقدر ان تقررني بذلك؟ قلت نعم. أرأيت اني اريتك تدبيرا اتقرأن له مدبرا و تصويرا ان له مصورا؟. قال لابد من ذلك.

قلت الست تعلم ان هذه الاهليلجة لحم ركب علي عظم فوضع في جوف متصل بغصن مركب علي ساق يقوم علي أصل فيتقوي بعروق من تحتها علي جرم متصل بعض ببعض؟ قال بلي. قلت الست تعلم ان هذه الاهليلجة مصورة بتقدير و تخطيط و تأليف و تركيب و تفصيل متداخل بتأليف شي ء في بعض شي ء به طبق بعد طبق و جسم علي جسم و لون مع لون ابيض في صفرة و لين علي شديد في طبايع متفرقة و طرائق مختلفة و اجزاء مؤتلفة مع لحاء



[ صفحه 409]



تسقيها و عروق يجري فيها الماء و ورق يسترها و يقيها من الشمس ان تحرقها و من البرد ان يهلكها و الريح ان تذبلها. قال أفليس لو كان الورق مطبقا عليها كان خيرا لها؟ قلت الله الله أحسن تقديرا لو كان كما تقول لم يصل اليها ريح تروحها و لا برد يشددها و لعفنت عند ذلك ولو لم يصل اليها حر الشمس لما نضجت و لكن شمس مرة و ريح مرة و برد مرة قدر الله ذلك بقوة لطيفة و دبره بحكمة بالغة، قال حسبي من التصوير، فسرلي التدبير الذي زعمت أنك ترنيه، قلت أرأيت الاهليلجة قبل ان تعقد اذهي في قمعها ماء بغير نواة و لا لحم و لا قشر و لا لون و لا طعم و لا شدة؟ قال نعم. قلت أرأيت لو لم يرفق الخالق ذلك الماء الضعيف الذي هو مثل الخردلة في القلة و الذلة و لم يقوه بقوته و يصوره بحكمته و يقدره بقدرته هل كان ذلك الماء يزيد علي ان يكون في قمعه غير مجموع بجسم و قمع و تفصيل فان زاد زاد ماءا متراكبا بعضه فوق بعض غير مصور و لا مخطط و لا مدبر بزيادة اجزاء و لا تأليف اطباق؟ قال قد أريتني من تصوير شجرتها و تأليف خلقتها و حمل ثمرتها و زيادة اجزائها و تفصيل تركيبها اوضح الدلالات و اظهر البينة علي معرفة الصانع و لقد صدقت بان الاشياء مصنوعة و لكني لا ادري لعل الاهليلجة و الاشياء صنعت أنفسها قلت اولست تعلم ان خالق الاشياء و الاهليلجة حكيم عالم بما عاينت من قوة تدبيره؟ قال بلي. قلت فهل ينبغي للذي هو كذلك ان يكون حدثا؟ قال لا. قلت أفلست قد رأيت الاهليلجة حين حدثت و عاينتها بعد ان لم تكن شيئا ثم هلكت كأن لم تكن شيئا؟ قال بلي، و انما اعطيتك ان الاهليلجة حدثت و لم اعطك ان الصانع لا يكون حادثا لا يخلق نفسه. قلت ألم تعطني ان الحكيم الخالق لا يكون حدثا و زعمت الاهليلجة حدثت فقد اعطيتني ان الاهليلجة مصنوعة فهو عزوجل صانع الاهليلجة، و ان رجعت الي ان تقول ان الاهليلجة صنعت نفسها و دبرت خلقها فمازدت ان اقررت بما انكرت و وصفت صانعا مدبرا أصبت صفته و لكنك لم تعرفه فسميته بغير اسمه قال كيف ذلك. قلت لانك اقررت بوجود حكيم لطيف مدبر سألتك من هو قلت الاهليلجة قد اقررت بالله سبحانه و لكنك سميته بغير أسمه ولو عقلت و فكرت لعلمت ان الاهليلجة انقص قوة من ان تخلق نفسها و اضعف حيلة من ان تدبر خلقها. قال هل عندك غير هذا؟ قلت نعم اخبرني عن هذه الاهليلجة التي زعمت أنها صنعت نفسها و دبرت أمرها كيف صنعت نفسها صغيرة القدرة ناقصة القوة لا تمتنع ان تكسر و تعصر و تؤكل و كيف صنعت نفسها مفضولة مأكولة مرة قبيحة المنظر لا بهاء لها و لا ماء. قال لانها لم تقوالا علي ما صنعت نفسها أولم تصنع الا ما هويت



[ صفحه 410]



قلت اذا أبيت الا التمادي في الباطل فاعلمني متي خلقت نفسها و دبرت خلقها قبل ان تكون او بعد ان كانت فان زعمت ان الاهليلجة خلقت نفسها بعد ما كانت فان هذا لمن أبين المحال كيف تكون موجودة مصنوعة تصنع نفسها مرة اخري فيصير كلامك الي أنها مصنوعة مرتين و لان قلت انها خلفت نفسها و دبرت خلقها قبل ان تكون أن هذا من اوضح الباطل و أبين الكذب لانها قبل ان تكون ليس بشي ء فكيف يخلق لا شي ء شيئا و كيف تعيب قولي ان شيئا يصنع لا شيئا و لا تعيب قولك ان لا شي ء لا يصنع لا شيئا فانظر الي القولين اولي بالحق. قال قولك قلت فما يمنعك منه. قال قد قبلته و استبان لي حقه و صدقه بان الاشياء المختلفة و الاهليلجة لم يصنعن أنفسهن و لم يدبرن خلقهن و لكنه تعرض لي ان الشجرة هي التي صنعت الاهليلجة لانها خرجت منها. قلت فمن صنع الشجرة قال الاهليلجة الاخري. قلت اجعل لكلامك غاية انتهي اليها.

فاما ان تقول هو الله سبحانه فيقبل منك، فاما ان تقول الاهليلجة فنسألك

قال سل. قلت اخبرني عن الاهليلجة هل تنبت منها الشجرة الا بعدما ماتت و بليت و بادت؟ قال لا. قلت ان الشجرة بقيت بعد هلاك الاهليلجة مأة سنة فمن كان يحميها و يزيد فيها و يدبر خلقها و يربيها و ينبت ورقها مالك بدمن ان تقول هو الذي خلقها و لان قلت الاهليلجة و هي حية قبل أن تهلك و تبلي و تصير ترابا و قدر بت الشجرة و هي ميتة ان هذا القول مختلف. قال لا اقول ذلك قلت افتقر بان الله خلق الخلق. ام قد بقي في نفسك شي ء من ذلك قال أني من ذلك علي حد وقوف ما اتخلص الي امر ينفذلي في الامر.

قلت اما اذا ابيت الا الجهالة و زعمت ان الاشياء لا تدرك الا بالحواس فاني اخبرك انه ليس للحواس دلالة علي الاشياء و لا فيها معرفة الا بالقلب فانه دليلها و معرفها الاشياء التي تدعي ان القلب لا يعرفها الا بها. فقال اما اذ نطقت بهذا فما اقبل منك بالتخليص و التفحيص منه بايضاح و بيان و حجة و برهان قلت فاول ما ابدأ به انك تعلم انه ربما ذهب الحواس او بعضها و دبر القلب الاشياء التي فيها المضرة و المنفعة من الامور العلانية و الخفية فامر بها و نهي و نفذ فيها أمره و صح فيها امره و صح فيها قضاؤه قال انك تقول في هذا قولا يشبه الحق و لكني أحب ان توضحه لي غير هذا الايضاح. قلت ألست تعلم ان القلب يبقي بعد ذهاب الحواس قال نعم و لكن يبقي بغير دليل علي الاشياء التي تدل عليها الحواس.

قلت أفلست تعلم ان الطفل تضعه امه مضغة ليس تدله الحواس علي شي ء يسمع و لا



[ صفحه 411]



يبصر و لا يذاق و لا يلمس و لا يشم قال بلي قلت فاية الحواس دلته علي طلب اللبن اذا جاع و الضحك بعد البكاء اذا روي من اللبن و أي حواس سباع الطير و لا قط الحب منها دلها علي ان تلقي بين افراخها اللحم و الحب فتهوي سباعها الي اللحم و الاخرون الي الحب و أخبرني عن فراخ طير الماء الست تعلم ان فراخ طير الماء اذا طرح فيه سبحت و اذا طرحت فيه فراخ طير البر غرقت و الحواس واحدة فكيف انتفع بالحواس طير الماء و اعانته علي السباحة و لم تنتفع طير البر في الماء بحواسها؟ و ما بال طير البر اذا غمستها في الماء ساعة ماتت، و أذا امسكت طير الماء عن الماء ساعة ماتت، فلا اري الحواس في هذا الا منكسرا عليك، و لا ينبغي ذلك ان يكون الا من مدبر حكيم جعل للماء خلقا و للبر خلقا.

أم اخبرني ما بال الذرة التي لا تعاين الماء قط تطرح في الماء فتسبح و تلقي الانسان ابن خمسين سنة من اقوي الرجال و اعقلهم لم يتعلم السباحة فيغرق، كيف لم يدله عقله و لبه و تجاربه و بصره بالاشياء مع اجتماع حواسه و صحتها ان يدرك ذلك بحواسه كما ادركته الذرة ان كان ذلك انما يدرك بالحواس افليس ينبغي لك ان تعلم القلب الذي هو معدن العقل في الصبي الذي وصفت و غيره مما سمعت من الحيوان هو الذي يهيج الصبي الي طلب الرضاع و الطير اللاقط الي لقط الحب و السباع علي ابتلاع اللحم؟ قال لست أجد القلب يعلم شيئا الا بالحواس. قلت اما اذا بيت الا النزوع الي الحواس فانا نقبل نزوعك اليها بعد رفضك لها و نجيبك في الحواس حتي يتقرر عندك انها لا تعرف من سائر الاشياء الا الظاهر مما هو دون الرب الاعلي سبحانه و تعالي، فاما ما يخفي و لا يظهر فلست تعرفه و ذلك ان خالق الحواس جعل لها قلبا احتج به علي العباد و جعل للحواس الدلالات علي الظاهر الذي يستدل بها علي الخالق سبحانه فنظرت العين الي خلق متصل بعضه ببعض فدلت القلب علي ما عاينت و تفكر القلب حين دلته العين علي ما عاينت من ملكوت السماوات و ارتفاعها في الهواء بغير عمد بري و لا دعائم تمسكها لا تؤخر مرة فتنكشط و لا تقدم اخري فتزول و لا تهبط مرة فتدنو و لا ترتفع اجري فتنأي و لا تتغير لطول الامد و لا تخلق لاختلاف الليالي و الايام و لا تتداعي منها ناحية و لا ينهار منها طرف مع ما عاينت من النجوم الجارية السبعة المختلفة بسيرها لدوران الفلك و تنقلها في البروج يوما بعد يوم و شهرا بعد شهر و سنة بعد سنة منها السريع و منها البطيي ء و منها المعتدل السير، ثم رجوعها و استقامتها و اخذها عرضا و طولا و خنوسها عن الشمس و هي مشرقة و ظهورها اذا غربت و جري الشمس و القمر في البروج دائبين لا يتغيران في أزمنتهما و اوقاتهما يعرف



[ صفحه 412]



ذلك من يعرف بحساب موضوع و أمر معلوم بحكمة يعرف ذووالالباب انها ليست من حكمة الانس و لا تفتيش الاوهام و لا تقليب التفكر فعرف القلب حين دلته العين علي ما عاينت ان لذلك الخلق و التدبير و الامر العجيب صانعا يمسك السماء المنطبقة ان تهوي الي الارض و ان الذي جعل الشمس و القمر و النجوم فيها خالق السماء، ثم نظرت العين الي ما استقلها من الارض فدلت القلب علي ما عاينت فعرف القلب بعقله ان ممسك الارض الممهدة ان تزول او تهوي في الهواء و هو يري الريشة ترمي فتسقط مكانها و هي في الخفه علي ما هي عليه هو الذي يمسك السماء التي فوقها و انه لولا ذلك لخسفت بما عليها من ثقلها و ثقل الجبال و الانام و الاشجار و البحور و الرمال فعرف القلب بدلالة العين.

ان مدبر الارض هو مدبر السماء، ثم سمعت الاذن صوت الرياح الشديدة العاصفة و اللينة الطيبة و عاينت العين ما تقلع من عظام الشجر و تهدم من وثيق البنيان و تسفي من ثقال الرمال تخلي منها ناحية و تصبها في اخري بلا سائق تبصره العين و لا تسمعه الاذن و لا يدرك بشي ء من الحواس، و ليست مجسدة تلمس و لا محدودة تعاين فلم تزد العين و الاذن و سائر الحواس علي ان دلت القلب ان لها صانعا و ذلك ان القلب يفكر بالعقل الذي فيه فيعرف ان الريح لم تتحرك من تلقائها و انها لو كانت هي المتحركة لم تكفف عن التحرك و لم تهدم طائفة و تعفي اخري و لم تقلع شجرة و تدع أخري الي جنبها و لم تصب ارضا و تنصرف عن اخري فلما تفكر القلب في امر الريح علم ان لها محركا هو الذي يسوقها حيث يشاء و يسكنها اذا شاء و يصيب بها من يشاء و يصرفها عمن يشاء فلما نظر القلب الي ذلك وجدها متصلة بالسماء و ما فيها من الآيات فعرف ان المدبر القادر علي ان يمسك الارض و السماء هو خالق الريح و محركها اذا شاء و ممسكها كيف شاء و مسلطها علي من يشاء، و كذلك دلت العين و الاذن القلب علي هذه الزلزلة و عرف ذلك بغيرهما من حواسه حين حركته فلما دل الحواس علي تحريك هذا الخلق العظيم من الارض في غلظها و ثقلها و طولها و عرضها و ما عليها من ثقل الجبال و المياه و الانام و غير ذلك و انما يتحرك في ناحية و لم يتحرك في اخري و هي ملتحمة جسدا وحدا و خلقا متصلا بلا فصل و لا وصل تهدم ناحية و تخسف بها و نسلم اخري فعندها عرف القلب ان محرك ما حرك منها هو ممسك ما امسك منها و هو محرك الريح و ممسكها و هو مدبر السماء و الارض و ما بينهما و ان الارض لو كانت هي المزلزلة لنفسها لما تزلزلت و لما تحركت و لكنه الذي دبرها و خلقها حرك



[ صفحه 413]



منها ما شاء، نظرت العين الي العظيم من الآيات من السحاب المسخر بين السماء و الارض بمنزلة الدخان لا جسد له يلمس بشي ء من الارض و الجبال يتخلل الشجرة فلا يحرك منها شيئا لا يصهر منها غصنا و لا يعلق منها بشي ء يعترض الركبان فيحول بعضهم من بعض من ظلمته و كثافته و يحتمل من ثقل الماء و كثرته ما لا يقدر علي صفته مع ما فيه من الصواعق الصادعة و البروق اللامعة و الرعد و الثلج و البرد و الجليد مالا تبلغ الاوهام صفته و لا تهتدي القلوب الي كنه عجائبه فيخرج مستقلا في الهواء يجتمع بعد تفرقه و يلتحم بعد تزايله تفرقه الرياح من الجهات كلها الي حيث تسوقه باذن الله تعالي و بها يسفل مرة و يعلو اخري ممسك بما فيه من الماء الكثير الذي اذا ازجاه صارت منه البحور يمر علي الاراضي الكثيرة و البلدان المتنائية لا تنقص منه نقطة حتي ينهي الي ما يحصي من الفراسخ فيرسل ما فيه قطرة بعد قطرة و سيلا بعد سيل متتابع علي رسله حتي ينقع البر و تمتلي الفجاج و تعتلي الاودية بالسيول كامثال الجبال غاصة بسيولها مصمخة الآذان لدويها و هديرها فتحي بها الارض الميتة فتصبح مخضرة بعد ان كانت مغبرة و معشبة بعد ان كانت مجدبة قد كسيت ألوانا من نبات عشب ناظرة زاهرة مزينة معاشا للناس و الانعام فاذا افرغ الغمام ماءه و اقلع و تفرق و ذهب حيث لا يعاين و لا يدري اين تواري فأدت العين ذلك الي القلب فعرف القلب ان ذلك السحاب لو كان بغير مدبر و كان ما وصفت من تلقاء نفسه ما احتمل نصف ذلك من الثقل من الماء و ان كان هو الذي يرسله لما احتمله الفي فرسخ او اكثر و لا درسله فيما هو أقرب من ذلك و لما ارسله قطرة بعد قطرة بل كان يرسله ارسالا فكان يهدم البنيان و يفسد النبات و لما جاز الي بلد و ترك آخر دونه فعرف القلب بالاعلام المنيرة الواضحة ان مدبر الامور واحد و انه لو كان اثنين او ثلاثة لكان في طول هذه الازمنة و الابد و الدهر اختلاف في التدبير و تناقض في الامور و لتأخر بعض و تقدم بعض و لكان تسفل بعض ما قد علا و لعلا بعض ما قد سفل و لطلع شي ء و غاب فتأخر عن وقته او تقدم ما قبله فعرف القلب بذلك أن مدبر الاشياء و ما غاب منها و ما ظهر هو الله الاول خالق السماء و ممسكها و فارش الارض و داحيها و صانع ما بين ذلك مما عددنا و غير ذلك مما لم يحص و كذلك عاينت العين اختلاف الليل و النهار دائبين حديدين لا يبليان في طول كرهما و لا يتغير ان لكثرة اختلافهما و لا تنقصان عن حالهما النهار في نوره و ضيائه، و الليل في سواده و ظلمته يلج احدهما في الآخر حتي ينتهي كل واحد منهما الي غاية محدودة معروفة في الطول و القصر علي مرتبة واحدة



[ صفحه 414]



و مجري واحد مع سكون من يسكن في الليل و انتشار من ينتشر في النهار، و انتشار من ينتشر في الليل و سكون من يسكن في النهار ثم الحر و البرد و حلول احدهما بعقب الآخر حتي تكون الحر بردا و البرد حرا في وقته و أبانه فكل هذا مما يستدل به القلب علي الرب سبحانه، فعرف القلب بعقله ان من دبر هذه الاشياء هو الواحد العزيز الحكيم الذي لم يزل و لا يزال و انه لو كان في السماوات و الارضين آلهة معه سبحانه لذهب كل أله بما خلق و لعلا بعضهم علي بعض و لأفسد كل واحد منهم علي صاحبه، و كذلك سمعت الاذن ما انزل المدبر من الكتب تصديقا لما ادركته القلوب بعقولها بتوفيق الله أياها و عونه لما اذا ارادت ما عنده انه الاول لا شبه له و لا مثل له و لا ضد له و لا تحيط به العيون و لا تدركه الاوهام كيف هو لانه لا تلأيف له و انما الكيف للمكيف المخلوق المحدود المحدث غير انا نوقن انه معروف بخلقه موجود بصنعه فتبارك الله و تعالي اسمه لا شريك له فعرف القلب بعقله انه لو كان معه شريك كان ضعيفا ناقصا ولو كان ناقصا ما خلق الانسان و لا أختلف التدبير و انتقضت الامور مع التقصير الذي يوصف به الارباب المتفردون و الشركاء و المتعانتون.

فقال فقد اتيتني من ابواب لطيفة ما لم يأتني به احد غيرك الا انه لا يمنعني من ترك ما في يدي الا الايضاح و الحجة القوية بما وصفت لي و فسرت. قلت اما اذا حجبت عن الجواب و اختلف منك المقال فسيأتيك من الدلالة من قبل نفسك خاصة ما يستبين لك ان الحواس لا تعرف شيئا الا بالقلب فهل رأيت في المنام انك تأكل و تشرب حتي وصلت لذة ذلك الي قلبك؟ قال نعم.

قلت فهل رأيت انك تضحك و تبكي و تجول في البلدان التي لم ترها و التي قد رأيتها حتي تعلم معالم ما رأيت منها؟ قال نعم ما لا احص. قلت هل رأيت احدا من اقاربك من اخ او اب او ذي رحم قد مات قبل ذلك حتي تعلمه و تعرفه كمعرفتك اياه قبل ان يموت؟ قال اكثر من الكثير.

قلت فاخبرني اي حواسك ادرك هذه الاشياء في منامك حتي دلت قلبك علي معاينة الموتي و كلامهم و اكل طعامهم و الجولان في البلدان و الضحك و البكاء و غير ذلك؟ قال ما اقدر ان اقول لك اي حواسي ادرك ذلك او شيئا منه و كيف تدرك و هي بمنزلة الميت لا تسمع و لا تبصر؟



[ صفحه 415]



قلت فاخبرني حيث استقيضت الست قد ذكرت الذي رأيت في منامك تحفظه و تقصه بعد يقضتك علي اخوانك لا تنسي منه حرفا؟

قال انه كما تقول و ربما رأيت الشي ء في منامي ثم لا امسي حتي اراه يقضتي كما رأيته في منامي. قلت فاخبرني اي حواسك قررت علم ذلك حتي في قلبك ذكرته بعد ما استيقنت؟ قال ان هذا الامر ما دخلت فيه الحواس. قلت افليس ينبغي لك ان تعلم حيث بطلت الحواس في هذا؟ ان الذي عاين تلك الاشياء و حفظها في منامك قلبك الذي جعل الله فيه العقل الذي احتج به علي العباد. قال ان الذي رأيت منامي ليس بشي ء انما هو بمنزلة السراب الذي يعاينه صاحبه و ينظر اليه و لا يشك فيه انه ماء فاذا انتهي الي مكانه لم يجده شيئا فما رأيت في منامي فبهذه المنزلة.

قلت كيف شبهت السراب بما رأيت في منامك من اكلك الطعام الحلو و الحامض و ما رأيت من الفرح و الحزن قال لان السراب حيث انتهيت الي موضعه صار لا شي ء كذلك صار ما رأيت في منامي حين انتبهت. قلت فاخبرني ان اتيتك بامر وجدت لذته في منامك و خفق لذلك قلبك الست تعلم ان الامر علي ما وصفت لك؟ قال بلي قلت فاخبرني هل احتملت قط حتي قضيت في امرأة نهمتك عرفتها ام لم تعرفها قال بلي ما لا احصيه. قلت الست وجدت لذلك لذة علي قدر لذتك في يقضتك فتنتبه و قد انزلت الشهوة حتي تخرج منك بقدر ما يخرج منك في اليقظة؟ هذا كسر لحجتك في السراب. قال ما يري المحتلم في منامه شيئا الا ما كانت حواسه دلت عليه في اليقظة. قلت مازدت علي ان قويت مقالتي و زعمت ان القلب يعقل اشياء و يعرفها بعد ذهاب الحواس و موتها فكيف انكرت ان القلب يعرف الاشياء و هو يقظان مجتمعة له حواسه و ما الذي عرفه اياه بعد موت الحواس و هو لا يسمع و لا يبصر؟ و لكنت حقيقا ان لا تنكر له المعرفة و حواسه حية مجتمعة اذا اقررت انه ينظر الي الامرأة بعد ذهاب حواسه حتي نكحها و اصاب لذته منها فينبغي لمن يعقل حيث وصف القلب بما وصفه به من معرفته بالاشياء و الحواس ذاهبة ان يعرف ان القلب مدبر الحواس و مالكها و رائسها و القاضي عليها فأنه ما جهل الانسان شي ء من كما يجهل ان اليد لا تقدر علي العين ان تقلعها و لا علي اللسان ان تقطعه و انه ليس يقدر شي ء من الحواس ان يفعل بشي ء من الجسد شيئا بغير اذن القلب و دلالته و تدبيره لان الله تبارك و تعالي جعل القلب مدبرا للجسد و به يسمع و به يبصر و هو القاضي و الامير عليه لا يتقدم الجسد أن هو تأخر و لا يتأخر أن هو تقدم و به سمعت الحواس و أبصرت ان أمرها أتمرت و ان نهاها انتهت



[ صفحه 416]



و به ينزل الفرح و الحزن و به ينزل الالم أن فسد شي ء من الحواس بقي علي حاله و ان فسد القلب ذهب جميعا حتي لا يسمع و لا يبصر.

قال لقد كنت اضنك لا تتخلص من هذه المسألة و قد جئت بشي ء لا اقدر علي رده قلت و انا اعطيتك تصديق ما انبأتك به و ما رأيت في منامك في مجلسك الساعة. قال افعل فاني قد تحيرت في هذه المسألة. قلت اخبرني هل تحدث نفسك من تجارة او صناعة او بناء او تقدير شي ء و تأمل به اذا احكمت تقديره في ضنك؟ قال نعم قلت فهل اشرت قلبك في ذلك الفكر شيئا من حواسك قال.

قلت افلا تعلم ان الذي اخبرك به قلبك حق؟ قال اليقين هو فزدني ما يذهب الشك عني و تزيل الشبهة من قلبي. قلت اخبرني هل يعلم أهل بلادك علم النجوم؟ قال انك لغافل عن علم اهل بلادي بالنجوم فليس احد اعلم بذلك منهم قلت أخبرني كيف وقع علمهم بالنجوم و هي مما لا يدرك بالحواس و لا بالفكر قال حساب وضعته الحكماء و توارثته الناس فاذا سألت الرجل منهم عن شي ء قاس الشمس و نظر في منازل الشمس و القمر و ما للطالع من النحوس و ما للباطن من السعود ثم يحسب و لا يخطي ء و يحمل اليه المولود فيحسب له و يخبر بكل علامة فيه و ما هو مصيبه الي يوم يموت، قلت كيف دخل الحساب من مواليد الناس؟ قال لان جميع الناس انما يولدون بهذه النجوم و لولا ذلك لم يستقم هذا الحساب فمن ثم لا يخطي ء اذا علم الساعة و اليوم و الشهر و السنة التي يولد فيها المولود.

قلت لقد توصفت علما عجيبا ليس في علم الدنيا ادق منه و لا اعظم ان كان حقا كما ذكرت يعرف به المولود الصبي و ما فيه من العلامات و منتهي اجله و ما يصيبه في حياته او ليس هذا حساب يولد به جميع اهل الدنيا من كان من الناس؟ قال لا اشك فيه قلت فتعال ننطر بعقولنا كيف علم الناس هذا العلم و هل يستقيم ان يكون لبعض الناس اذا كان جميع الناس يولدون بهذه النجوم و كيف عرفها بسعودها و نحوسها و ساعاتها و اوقاتها و دقائقها و درجاتها و بطيئها و سريعها و مواضها من السماء و مواضعها تحت الارض و دلالتها علي غامض هذه الاشياء التي وصفت في السماء و ما تحت الارض فقد عرفت ان بعض هذه البروج في السماء و بعضها تحت الارض و كذلك النجوم السبعة منها تحت الارض و منها في السماء فما يقبل عقلي ان مخلوقا من اهل الارض قدر علي هذا. قال و ما انكرت من هذا



[ صفحه 417]



قلت انك زعمت ان جميع اهل الارض انما يتوالدون بهذه النجوم فأري الحكيم الذي وضع هذا الحساب بزعمك من بعض اهل الدنيا و لاشك ان كنت صادقا انه ولد ببعض هذه النجوم و الساعات و الحساب الذي كان قبله الا ان تزعم ان ذلك الحكيم لم يولد بهذه النجوم كما ولد سائر الناس قال و هل هذا الحكيم الا كسائر الناس قلت افليس ينبغي ان يدلك عقلك علي انها قد خلقت قبل هذا الحكيم الذي زعمت انه وضع هذا الحساب و قد زعمت أنه ولد ببعض هذه النجوم قال بلي.

قلت فكيف اهتدي لوضع هذه النجوم و هل هذا العلم الا من معلم كان قبلها و هو الذي اسس هذا الحساب الذي زعمت انه اساس المولود و الاساس اقدم من المولود و الحكيم الذي زعمت انه وضع هذا انما يتبع أمر معلم هو اقدم منه و هو الذي خلقه مولودا ببعض هذه النجوم، و هو الذي اسس هذه البروج التي ولد بها غيره من الناس، فواضع الاساس ينبغي ان يكون اقدم منها. هب ان هذا الحكيم عمر منذ كانت الدنيا عشرة اضعاف هل كان نظره في هذه النجوم الا كنظرك اليها معلقة في السماء او تراه كان قادرا علي الدنو منها و هي في السماء حتي يعرف منازلها و مجاريها و نحوسها و سعودها و دقائقها و بأيتها تكسف الشمس و القمر و بأيتها يولد كل مولود و ايها السعد و ايها النحس و ايها البطي ء و ايها السريع؟ ثم يعرف بعد ذلك سعود ساعات النهار و نحوسها و ايها السعد و ايها النحس و كم ساعة يمكث كل نجم منها تحت الارض و في اي ساعة تغيب و اي ساعة تطلع و كم ساعة يمكث طالعا و في اي ساعة تغيب و كم استقام لرجل حكيم كما زعمت من اهل الدنيا ان يعلم علم السماء مما لا تدرك بالحواس و لا يقع عليه الفكر و لا يخطر علي الاوهام و كيف اهتدي ان يقيس الشمس حتي يعرف في اي برج و في اي برج القمر و في اي برج من السماء هذه السبعة السعود و النحوس و ما الطالع منها و ما الباطن و هي معلقة في السماء و هو من اهل الارض لا يراها اذا توارت بضوء الشمس.

الا ان تزعم ان هذا الحكيم الذي وضع هذا العلم قدرتي الي السماء و انا اشهد ان هذا العالم لم يقدر علي هذا العلم الا بمن في السماء لان هذا ليس من علم اهل الارض قال ما بلغني ان احدا من اهل الارض رقي في السماء. قلت فلعل هذا الحكيم فعل ذلك و لم يبلغك. قال ولو بلغني كنت مصدقا، قلت فانا اقول قولك هبه رقي الي السماء هل كان له بدمن ان يجري مع كل برج من هذه البروج و نحم من هذه النجوم من



[ صفحه 418]



حيث يطلع الي حيث يغيب ثم يعود الي الاخر حتي يفعل مثل ذلك حتي يأتي علي آخرها فان منها ما يقطع الماء في ثلاثين سنة و منها ما يقطع دون ذلك. و هل كان له بد من ان يجول في اقطار السماء حتي يعرف مطالع السعود منها و النحوس و البطي ء و السريع حتي يحصي ذلك، اوهبه قدر علي ذلك حتي فرغ مما في السماء هل كان يستقيم له حساب ما في السماء حتي يحكم حساب ما في الارض و ما تحتها و ان يعرف ذلك مثل ما قد عاين في السماء لان مجاريها تحت الارض علي غير مجاريها في السماء فلم يكن يقدر علي احكام حسابها و دقايقها و ساعاتها الا بمعرفة ما غاب عنه تحت الارض منها لانه ينبغي ان يعرف اي ساعة من الليل يطلع طالعها و كم يمكث تح الارض و اي ساعة من النهار يغيب غائبها لانه لا يعاينها و لا ما طلع منها و لا ما غاب و لابد من ان يكون العالم بها واحدا و الالم ينتفع بالحساب الا ان تزعم ان ذلك الحكيم قد دخل في ظلمات الارضين و البحار فسار مع النجوم و الشمس و القمر في مجاريها علي قدر ما سار في السماء حتي علم الغيب منها و علم ما تحت الارض علي قدر ما عاين منها في السماء قال و هل رأيتني اجبتك الي ان احدا من اهل الارض رقي الي السماء و قدر علي ذلك حتي اقول انه دخل في ظلمات الارضين و البحور.

قلت فكيف وقع هذا العلم الذي زعمت ان الحكماء من الناس وضعوه و أن الناس كلهم مولودون به؟ و كيف عرفوا ذلك الحساب و هو اقدم منهم؟ قال ما اجد يستقيم أن اقول ان احدا من اهل الارض وضع علم هذه النجوم المعلقة في السماء. قلت فلابد لك ان تقول انما علمه حكيم عليم بامر السماء و الارض و مدبرهما. قال ان قلت هذا فقد أقررت لك بالاهك الذي تزعم انه في السماء. قلت اما انت فقد اعطيتني ان حساب هذه النجوم حق و ان جميع الناس ولدوا بها قال الشك في غير هذا قلت و كذلك أعطيتني ان أحدا من أهل الارض لم يقدر علي ان يغيب مع هذه النجوم و الشمس و القمر في المغرب حتي يعرف مجاريها و يطلع معها الي المشرق قال الطلوع الي السماء دون هذا. قلت فلا اراك تجدبدا من ان تزعم ان المعلم لهذا العلم من السماء قال لان قلت ان ليس لهذا الحساب معلم لقد قلت اذا غير الحق و لان زعمت ان احدا من اهل الارض علم ما في السماء و ما تحت الارض لقد ابطلت لان اهل الارض لا يقدرون علي علم ما وصفت لك من حال هذه النجوم و البروج بالمعاينة و الدنو منها فلا يقدرون عليه لان علم اهل الدنيا لا يكون عندنا الا بالحواس و ما يدريك علم هذه النجوم التي وصفت بالحواس لانها معلقة في السماء و ما زادت الحواس



[ صفحه 419]



علي النظر اليها حيث تطلع و حيث تغيب، فاما حسابها و دقائقها و نحوسها و سعودها و بطيئها و سريعها و خنوسها و رجوعها فاني تدرك بالحواس او يهتدي اليها بالقياس قلت فاخبرني لو كنت متعلما مستوصفا لهذا الحساب من اهل الارض أحب اليك ان تستوصفه و تتعلمه أم من اهل السماء؟ قال من اهل السماء اذ كانت النجوم معلقة فيها حيث لا يعلمها اهل الارض قلت فأفهم و ادق النظر و ناصح نفسك ألست تعلم انه حيث كان جميع اهل الدنيا انما يولدون بهذه النجوم علي ما وصفت في النجوس و السعود أنهن كن قبل الناس. قال ما امتنع ان اقول هذا. قلت افليس ينبغي لك ان تعلم ان قولك ان الناس لم يزالوا و لا يزالون قد انكر عليك حيث كانت النجوم قبل الناس حدث بعدها و لئن كان النجوم خلقت قبل الناس ما تجدبدا من ان تزعم ان الارض خلقت قبلهم. قال و لم نزعم ان الارض خلقت قبلهم؟ قلت الست تعلم انها لولم تكن الارض جعله الله لخلقه فراشا و مهادا ما استقام الناس و لا غيرهم من الانام و لا قدروا ان يكونوا في الهواء الا ان يكونوا لهم اجنحة. قال و ماذا يغني عنهم الاجنحة اذا لم تكن لهم معيشة قلت ففي شك أنت من ان الناس حدث بعد الارض و البروج؟ قال لا و لكن علي اليقين من ذلك. قلت أتيك ايضا بما تبصره. قال ذلك انفي للشك عني. قلت الست تعلم ان الذي تدور عليه هذه النجوم و الشمس و القمر هذا الفلك؟ قال بلي. قلت افليس قد كان اساسا لهذه النجوم؟ قال بلي. قلت فما اري هذه النجوم التي زعمت انها مواليد الناس الا و قد وضعت بعد هذا الفلك لانه به تدور البروج و تسفل مرة و تصعد اخري... قال قد جئت بامر واضح لا يشكل علي ذي عقل ان الفلك الذي تدور به النجوم هو اساسها الذي وضع لها لانها انما جرت به قلت اقررت ان خالق النجوم التي يولد بها الناس سعودهم و نحوسهم هو خالق الارض لانه لولم يكن خلقها لم يكن ذرء. قال ما اجد بدا من اجابتك الي ذلك. قلت افليس ينبغي لك ان يدلك عقلك علي انه لا يقدر علي خلق السماء الا الذي خلق الارض و الذرء و الشمس و القمر و النجوم و انه لولا السماء. و ما فيها لهلك ذرء الارض.

قال اشهد ان الخالق واحد من غير شك لانك قد أتيتني بحجة ظهرت لعقلي و انقطعت بها حجتي و ما اري يستقيم ان واضع هذا الحساب و معلم هذه النجوم واحد من اهل الارض لانها في السماء و لا مع ذلك يعرف ما تحت الارض منها الا معلم ما في السماء منها و لكن لست ادري كيف سقط اهل الارض علي هذا العلم الذي هو في السماء حتي اتفق حسابهم علي



[ صفحه 420]



ما رأيت من الدقة و الصواب فاني لولم اعرف من هذا الحساب ما اعرفه لانكرته و لاخبرتك أنه باطل في بدي ء الامر فكان اهون علي. قلت فاعطني موثقا أن انا اعطيتك من قبل هذه الاهليلجة التي في يدك و ما تدعي من الطب الذي هو صناعتك و صناعة آبائك حتي يتصل الي الاهليلجة و ما يشبهها من الادوية بالسماء لتذعنن بالحق و لتنصفن من نفسك؟ قال ذلك لك. قلت هل كان الناس علي حال و هم لا يعرفون الطب و منافعه من هذه الاهليلجة و اشباهها قال نعم. قلت فمن اين اهتدوا له؟

قال بالتجربة و طول المقايسة. قلت فكيف خطر علي اوهامهم حتي هموا بتجربته و كيف ظنوا انه مصلحة للاجساد و هم لا يرون فيه الا المضرة؟ او كيف عزموا علي طلب ما لا يعرفون مما لا تدلهم عليه الحواس؟ قال بالتجارب. قلت اخبرني عن واضع هذا الطب و اصف هذه العقاقير المتفرقة بين المشرق و المغرب هل كان بدمن ان يكون الذي وضع ذلك و دل علي هذه العقاقير رجل حكيم من بعض اهل هذه البلدان؟

قال لابد ان يكون كذلك و ان يكون رجلا حكيما وضع ذلك و جمع عليه الحكماء فنظروا في ذلك و فكروا فيه بعقولهم. قلت كأنك تريد الانصاف من نفسك و الوفاء، بما اعطيت من ميثاقك فاعلمني كيف عرف الحكيم ذلك؟ وهبه قد عرف بما في بلاده من الدواء و الزعفران الذي بارض فارس اتراه اتبع جميع نبات الارض فذاقه شجرة شجرة حتي ظهر علي جميع ذلك؟ و هل يدلك عقلك علي ان رجالا حكماء قدروا علي ان يتبعوا جميع بلاد فارس و نباتها شجرة شجرة حتي عرفوا ذلك بحواسهم و ظهروا علي تلك الشجرة التي يكون فيها خلط بعض هذه الادوية التي لم تدرك حواسهم شيئا منها؟ وهبه اصاب تلك الشجرة بعد بحثه عنها و تتبعه جميع شجرة فارس و نباتها كيف عرف انه لا يكون دواء حتي يضم اليه الاهليلج من الهند و المصطكي من الروم و المسك من التبت و الدارصيني من الصين و خصي بيداستر من الترك و الافيون من مصر و الصبر من اليمن و البورق من الارمنية و غير ذلك من اخلاط الادوية التي تكون في اطراف الارض و كيف عرف ان بعض تلك الادوية و هي عقاقير مختلفه يكون المنفعة باجتماعها و لا تكون المنفعة في الحالات بغير اجتماع ام كيف اهتدي لمنابت هذه الادوية و هي الوان مختلفة و عقاقير متباينة في بلدان متفرقه فمنها عروق و منها لحاء و منها ورق و منها ثمر و منها عصير و منها مايع و منها صمغ و منها ما يعصر و يطبخ و منها ما لا يعصر و لا يطبخ مما سمي بلغات شتي لا يصلح بعضها الا ببعض و لا يصير دواء الا باجتماعها و منها مراير السباع



[ صفحه 421]



و الدواب البرية و البحرية و اهل هذه البلدان مع ذلك متعادون مختلفون متفرقون باللغات متغالبون بالمناصبة و متحاربون بالقتل و السبي افتري ذلك الحكيم اتبع هذه البلدان حتي عرف كل لغة و طاف كل وجه و تتبع هذه العقاقير مشرقا و مغربا آمنا صحيحا لا يخاف و لا يمرض سليما لا يعطب حيا لا يموت هاديا لا يضل قاصدا لا يجور حافظا لا ينسي نشيطا لايمل حتي عرف وقت ازمنتها و مواضع منابتها مع اختلاطها و اختلاف صفاتها و تباين الوانها و تفرق أسمائها ثم وضع مثالها علي شبهها و صفتها ثم وصف كل شجرة بنباتها و ورقها و ثمرها و ريحها و طعمها ام هل كان لهذا الحكيم بدمن ان يتبع جميع اشجار الدنيا و بقولها و عروقها شجرة شجرة و ورقة ورقة شيئا شيئا فهبه وقع علي الشجرة التي اراد فكيف دلته حواسه علي انها تصلح لدواء و الشجر مختلف منه الحلو و الحامض و المر و المالح و ان قلت يستوصف في هذه البلدان و يعمل بالسؤال فاني يسأل عما لم يعاين و لم يدركه بحواسه ام كيف يهتدي الي من يسأله عن تلك الشجرة و هو يكلمه بغير لسانه و بغير لغته و الاشياء كثيرة فهبه فعل كيف عرف منافعها و مضارها و تسكينها و تهييجها و باردها و حارها و لينها و يابسها.

فلئن قلت بالظن ان ذلك مما لا يدرك و لا يعرف بالطبايع و الحواس و لان قلت بالتجربة و الشرب لقد كان ينبغي له يموت في اول ما شرب و جرب تلك الادوية بجهالته بها و قلة معرفته بمنافعها و مضارها و اكثرها السم القاتل و لان قلت بل طاف في كل بلد و اقام في كل امة يتعلم لغاتهم و يجرب بهم ادويتهم تقتل الاول فالاول منهم ما كان لتبلغ معرفة الدواء الواحد الابعد قتل قوم كثير فما كان اهل تلك البلدان الذين قتل منهم من قتل بتجربته بالذين ينقادون له بالقتل و لا يدعونه ان يجاورهم، و هبهم تركوه و سلموا لامره و لم ينهوه كيف قوي علي خلطها و عرف قدرها و وزنها و اخذ مثاقيلها و قرط قراريطها و هبه تتبع هذا كله و اكثره سم قاتل ان زيد علي قدرها قتل و ان نقص عن قدرها بطل، و هبه تتبع هذا كله و جال مشارق الارض و مغاربها فطال عمره فيها بتتبعه شجرة شجرة و بقعة بقعة كيف كان له تتبع مالم يدخل في ذلك من مرارة الطير و السباع و دواب البحر هل كان بدحيث زعمت ان ذلك الحكيم تتبع عقاقير الدنيا شجرة شجرة و ثمرة ثمرة حتي جمعها كلها فمنها ما لا يصلح و لا يكون دواءا الا بالمرار هل كان بدمن ان يتبع جميع طير الدنيا و سباعها و دوابها دابة دابة و طائرا طائرا يقتلها و يجرب مرارتها كما بحث عن تلك العقاقير علي ما زعمت بالتجارب ولو كان ذلك فكيف بقيت الدواب و تناسلت و ليست بمنزلة الشجرة اذا قطعت شجرة نبتت اخري، وهبه



[ صفحه 422]



اتي علي طير الدنيا كيف يصنع بما في البحرين من الدواب التي كان ينبغي ان يتبعها بحرا بحرا دابة دابة احاط به كما احاط بجميع عقاقير الدنيا التي بحث عنها حتي عرفها و طلب ذلك في غمرات الماء فانك مهما جهلت شيئا من هذا فانك لا تجهل ان دواب البحر كلها تحت الماء فهل يدل العقل و الحواس علي ان هذا يدرك بالبحث و التجارب؟

قال لقد ضيقت علي المذاهب فما ادري ما اجيبك به قلت فاني آتيك بغير ذلك مما هو اوضح و ابين مما اقتصصت عليك الست تعلم ان هذه العقاقير التي فيها الادوية و المرار من الطير و السباع لا تكون دواء الابعد الاجتماع؟ قال هو كذلك. قلت فاخبرني كيف حواس هذا الحكيم وضع هذه الادوية مثاقيلها و قراريطها فانك من اعلم الناس بذلك لان صناعتك الطب و انت تدخل في الدواء الواحد من اللون الواحد زنة اربعمائة مثقال و من الاخر مثاقيل و قراريط فما فوق ذلك و دونه حتي تجيي ء بقدر واحد معلوم اذا سقيت منه صاحب البطنة بمقدار عقد بطنه و ان سقيت صاحب القولنج اكثر من ذلك استطلق بطنه و الآن كيف أدركت حواسه علي هذا ام كيف عرفت بحواسه ان الذي يسقي لوجع الرأس لا ينجدر الي الرجلين و الانحدار اهون اليه من الصعود و الذي يسقي لوجع القدمين لا يصعد الي الرأس و هو الي الرأس عند السلوك اقرب منه و كذلك كل دواء يسقي صاحبه لكل عضو لا يأخذ الا طريقه في العروق التي تسقي له و كل ذلك يصير الي المعدة و منها يتفرق ام كيف لا يسفل منه ما صعد و لا يصعد منه ما انحدر؟ ام كيف ادركت الحواس هذا حتي علم ان الذي ينبغي للاذن لا ينفع العين و ما ينتفع به للعين لا يغني من وجع الاذن و كذلك جميع الاعضاء يصير كل داء منها الي ذلك الدواء الذي ينبغي له بعينه فكيف ادركت العقول و الحكمة و الحواس هذا و هو غائب في الجوف و العرق في اللحم و فوقه الجلد لا يدرك بسمع و لا ببصر و لا بشم و لا بلمس و لا بذوق؟ قال لقد جئت بما اعرفه الا اننا نقول أن الحكيم الذي وضع هذه الادوية و اختلاطها كان اذا سقي احدا شيئا من هذه الادوية فمات شق بطنه و تتبع عروقه و نظر مجاري تلك الادوية و أتي المواضع التي تلك الادوية فيها. قلت فاخبرني الست تعلم ان الدواء كله اذا وضع في العروق اختلط بالدم فصار شيئا واحدا؟ قال بلي. قلت اما تعلم ان الانسان اذا خرجت نفسه برددمه و جمد؟ قال بلي - قلت فكيف عرف ذلك الحكيم دواؤه الذي سقاه للمريض فعد ما صار غليظا عبيطا ليس بامشاج يستدل عليه بلون فيه غير لون الدم؟ قال لقد حملتني علي مطية صعبة ما حملت علي مثلها قط و لقد جئت باشياء لا اقدر



[ صفحه 423]



علي ردها. قلت فاخبرني من اين علم العباد ما وصفت من هذه الادوية التي فيها المنافع لهم حتي خلطوها و تنبعوا عقاقيرها في هذه الادوية التي فيها المنافع لم حتي خلطوها و تتبعوا عقاقيرها في هذه البلدان المتفرقة و عرفوا مواضعها و معادنها في الاماكن المتباينة و ما يصلح من عروقها و زنتها من مثاقيلها و قراريطها و ما يدخلها من الحجارة و مرار السباع و غير ذلك؟ قال قد اعييت عن اجابتك لغموض مسائلك و ألجائك اياي الي امر لا يدرك علمه بالحواس و لا بالتشبيه و القياس و لابد ان يكون لوضع هذه الادوية واضع لانها لم تصنع هي أنفسها و لا أجتمعت حتي جمعها غيرها بعد معرفته اياها قال فاخبرني كيف علم العباد هذه الادوية التي فيها المنافع حتي خلطوها و طلبوا عقاقيرها في هذه البلدان المتفرقة؟ قلت اني ضارب لك مثلا و ناصب لك دليلا تعرف به واضع هذه الادوية و الدال علي هذه العقاقير المختلفة و باني الجسد و واضع العروق التي ياخذ فيها الدواء الي الداء. قال فان قلت ذلك لم اجد بدا من الانقياد الي ذلك. قلت فاخبرني عن رجل انشأ حديقة عظيمة و بني عليها حايطا وثيقا ثم غرس فيها الاشجار و الاثمار و الرياحين و البقول و تعاهد سقيها و تربيتها و وقاها ما يضرها حتي لا يخفي عليه موضع كل صنف منها فاذا ادركت اشجارها و اينعت اثمارها و أهتزت بقولها ذهبت اليه و سألته ان يطعمك لونا من الثمار و البقول سميته له اتراه كان قادرا علي ان ينطلق قاصدا مستمرا لا يرجع و لا يهوي الي شي ء به من الشجرة و البقول حتي ياتي الشجرة التي سألته ان ياتيك بثمرها و القبلة التي طلبتها حيث كانت من ادني الحديقة او اقصاه فيأتيك بها؟ قال نعم.

قلت افرأيت لو قال لك صاحب الحديقة حيث سألته الثمرة ادخل الحديقة فخذ حاجتك فاني لا اقدر علي ذلك هل كنت تقدر ان تنطلق قاصدا لا تاخذ يمينا و لا شمالا حتي تنتهي الي شجرة فتجني منها؟ قال و كيف اقدر علي ذلك و لا علم لي في اي مواضع الحديقة هي؟ قلت افليس تعلم انك لم تكن لتصيبها دون ان تهجم عليها بتأسف و جولان في جميع الحديقة حتي تستدل عليها ببعض حواسك بعد ما تتصفح فيها من الشجر شجرة شجرة و ثمرة ثمرة حتي تسقط علي الشجرة الي تطلب ببعض حواسك ان تاتيها و ان لم ترها أنصرفت، قال و كيف اقدر علي ذلك و لم اعاين مغرسها حيث غرست و لا منبتها حيث نبتت و لا ثمرها حيث طلعت قلت فانه ينبغي لك أن يدلك عقلك حيث عجزت حواسك عن ادرك ذلك ان الذي غرس هذا البستان العظيم فيما بين المشرق و المغرب و غرس فيه هذه الاشجار



[ صفحه 424]



و البقول هو الذي دل الحكيم الذي زعمت انه وضع الطب علي هذه العقاقير و مواضعها في المشرق و المغرب و كذلك ينبغي لك ان تستدل بعقلك علي انه هو الذي سماها و سمي بلدتها و عرف مواضعها كمعرفة صاحب الحديقة الذي سألته الثمرة و كذلك لا يستقيم و لا ينبغي ان يكون الغارس و الدال عليها الا الدال علي منافعها و مضارها و قراريطها و مثاقيلها.

قال ان هذا لكما تقول. قلت افرأيت لو كان خالق الجسد و ما فيه من العصب و اللحم و الامعاء و العروق التي تاخذ فيه الادوية الي الرأس و الي القدمين و الي ما سوي ذلك غير خالق الحديقة و غارس العقاقير؟ هل كان يعرف زنتها و مثاقيلها و قراريطها و ما يصلح لكل داء منها و ما كان يأخذ في كل عرق قال ذلك و يقدر عليه و هذا لا يدرك بالحواس و ما ينبغي ان يعرف هذا الا الذي غرس الحديقة و عرف كل شجرة و بقلة و ما فيها من المنافع و المضار قلت افليس كذلك ينبغي ان يكون الخالق واحدا لانه لوكان اثنين أحدهما خالق الدواء و الاخر خالق الجسد والداء لم يهتد غارس العقاقير لايصال دوائه الي الداء الذي بالجسد مما لا علم له به و لا أهتدي خالق الجسد الي علم ما يصلح ذلك الداء من تلك العقاقير فلما كان خالق الداء و الدواء و احد أمضي الدواء في العروق التي برأ و صور الي الداء الذي عرف و وضع فعلم مزاجها من حرها و بردها و لينها و شديدها و ما يدخل في كل دواء منه من القراريط و المثاقيل و ما يصعد الي الرأس منها و ما يهبط الي القدمين منها و ما يتفرق منه فيما سوي ذلك.

قال لا اشك في هذا لانه لو كان خالق الجسد غير خالق العقاقير لم يهتد واحد منها الي ما وصفت. قلت فان الذي دل الحكيم الذي وصفت انه اول من خلط هذه الادوية و دل علي عقاقيرها المتفرقة فيما بين المشرق و المغرب و وضع هذا الطب علي ما وصفت لك هو صاحب الحديقة فيما بين المشرق و المغرب و هو باني الجسد و هو دل الحكيم بوحي منه علي صفة كل شجرة و بلدها و ما يصلح منها من العروق و الثمار و الدهن و الورق و الخشب و اللحاء و كذلك دله علي اوزانها من مثاقيلها و قراريطها و ما يصلح لكل داء منها و كذلك هو خالق السباع و الطير و الدواب التي في مرارها المنافع مما يدخل في تلك الادوية فانه لو كان غير خالقها لم يدر ما ينتفع به من مرارها و ما يضر و ما يدخل منها في العقاقير فلما كان الخالق سبحانه واحدا دل علي ما فيه من المنافع منها فسماه بأسمه حتي عرف و ترك مالا منفعة فيه منها فمن ثم علم الحكيم أي السباع و الدواب و الطير فيه المنافع و أيها لا منفعة فيه



[ صفحه 425]



و لولا ان خالق هذه الاشياء دله عليها ما هتدي بها قال ان هذا لكما تقول و قد بطلت الحواس و التجارب عند هذه الصفات.

قلت اما اذا صحت نفسك فتعال ننظر بعقولنا و نستدل بحواسنا أهل كان يستقيم لخالق هذه الحديقة و غارس هذه الاشجار و خالق هذه الدواب و الطير و الناس الذي خلق هذه الاشياء لمنافعهم ان يخلق هذا الخلق و يغرس هذا الغرس في ارض غيره مما اذا شاء منعه ذلك. قال ما ينبغي ان تكون الارض التي خلقت فيها الحديقة العظيمة و غرست فيها الاشجار الا لخالق هذا الخلق و ملك يده. قلت فقد اري الارض ايضا لصاحب الحديقة لاتصال هذه الاشياء بعضها ببعض قال ما في هذا شك.

قلت فاخبرني و ناصح نفسك ألست تعلم ان هذه الحديقة و ما فيها من الخلقة العظيمة من الانس و الدواب و الطير و الشجر و العقاقير و الثمار و غيرها لا يصلحها الا شربها و ريها من الماء الذي لا حياة لشي ء الابه؟ قال بلي. قلت افتري الحديقة و ما فيها من الذرء خالقها واحد و خالق الماء غيره يحبسه عن هذه الحديقة اذا شاء و يفسده اذا شاء فيفسد علي الخالق الحديقة؟ قال ما ينبغي ان يكون خالق هذه الحديقة و ذاري ء هذا الذرء الكثير و غارس هذه الاشجار الا المدبر الاول و ما ينبغي ان يكون ذلك الماء لغيره و ان اليقين عندي لهو الذي يجري هذه المياه من ارضه و جباله لغارس هذه الحديقة و ما فيها من الخليقة لانه لو كان الماء لغير صاحب هذه الحديقة لهلكت الحديقة و ما فيها و لكنه خالق الماء قبل الغرس و الذرء و به استقامت الاشياء و صلحت.

قلت افرأيت لولم يكن لهذه المياه المتفجرة في الحديقة لما يفضل من شربها يحبسه عن الحديقة ان يفيض عليها اليس كان يهلك ما فيها من الخلق علي حسب ما كانوا يهلكون لو لم يكن لها ماء؟ قال بلي. و لكني لا ادري لعل هذا البحر ليس له حابس و انه شي ء لم يزل.

قلت اما انت فقد اعطيتني انه لولا البحر و مغيض المياه اليه لهلكت الحديقة. قال أجل. قلت فاخرني اخبرك عن ذلك بما تستيقن بان خالق البحر هو خالق الحديقة و ما فيها من الخليقة و انه جعله مغيضا لمياه الحديقة مع ما جعل فيه من المنافع للناس. قال فاجعلني من ذلك علي يقين كما جعلتني من غيره قلت ألست تعلم ان فضول ماء الدنيا يصير في البحر؟ قال بلي.



[ صفحه 426]



قلت فهل رأيته زائدا قط في كثرة الماء و تتابع الامطار علي الحد الذي لم يزل عليه او هل رأيته ناقصا في قلة المياه و شدة الحر و شدة القحط؟ قال لا.

قلت افليس ينبغي ان يدلك عقلك علي ان خالقه و خالق الحديقة و ما فيها من الخليقة واحد و انه هو الذي وضع له حدا لا يجاوزه لكثرة الماء و لا لقلته و ان مما يستدل علي ما اقول انه يقبل بالامواج امثال الجبال يشرف علي السهل و الجبل فلو لم تقبض امواجه و لم تحبس في المواضع التي امرت بالاحتباس فيها لا طبقت علي الدنيا حتي اذا انتهت علي تلك المواضع التي لم تزل تنتهي اليها ذلت امواجه و خضع اشراقه قال ان ذلك لكما وصفت و لقد عاينت منه كل الذي ذكرت و لقد اتيتني ببرهان و دلالات ما اقدر علي انكارها و لا جحودها لبيانها. قلت و غير ذلك ساتيك به مما تعرف ايصال الخلق بعضه ببعض و ان ذلك من مدبر حكيم عالم قدير الست تعلم ان عامة الحديقة ليس شربها من الانهار و العيون و ان اعظم ما ينبت فيها من العقاقير و البقول التي في الحديقة و معاش ما فيها من الدواب و الوحش و الطير من البراري التي لا عيون لها و لا انهار انما يسقيه السحاب قال بلي.

قلت افليس ينبغي ان يدلك عقلك و ما ادركت بالحواس التي زعمت ان الاشياء لا تعرف الا بها انه لو كان السحاب الذي يحتمل من المياه الي البلدان و المواضع التي لا ينالها ماء العيون و الانهار و فيها العقاقير و البقول و الشجر و الانام لغير صاحب الحديقة لامسكه عن الحديقة اذا شاء و لكان خالق الحديقة من بقاء خليقته التي ذرأ و برأ علي غرور و وجل خائفا علي خليقته ان يحبس صاحب المطر الماء الذي لا حياة للخليقة الابه. قال ان الذي جئت به لواضح متصل بعضه ببعض و ما ينبغي ان يكون الذي خلق هذه الحديقة و هذه الارض و جعل فيها الخليقة و الخلق لها هذا المغيض و انبت فيها هذه الثمار المختلفة الا خالق السماء و السحاب يرسل منها ما يشاء من الماء اذا شاء ان يسقي الحديقة و يحيي ما في الحديقة من الخليقة و الاشجار و الدواب و البقول و غير ذلك الا اني احب ان تأتيني بحجة ازداد بها يقينا و اخرج بها من الشك. قلت فاني آتيك بها ان شاء الله من قبل اهليلجتك و اتصالها بالحديقة و ما فيها من الاشياء المتصلة باسباب السماء لتعلم ان ذلك بتدبير عليم حكيم. قال و كيف تأتني بما يذهب عني الشك من قبل الاهليلجة؟ قلت فيما أريك فيها من اتقان الصنع و اثر التركيب المؤلف و اتصال ما بين عروقها الي فروعها و احتياج بعض ذلك الي بعض حتي يتصل بالسماء



[ صفحه 427]



قال ان اريتني ذلك لم اشك. قلت الست تعلم ان الاهليلجة نابتة في الارض و ان عروقها مؤلفة الي اصل و ان الاصل متعلق بساق متصل بالغصون و الغصون متصلة بالفروع و الفروع منضومة بالاكمام و الورق و ملبس ذلك كله الورق و يتصل جميعه بظل يقيه حر الزمان و برده؟ قال اما الاهليلجة فقد تبين لي اتصال لحائها و ما بين عروقها و بين ورقها و منبتها من الارض فأشهد ان خالقها واحد لا يشركه في خلقها غيره لاتقان الصنع و اتصال الخلق و ائتلاف التدبير و احكام التقدير.

قلت ان اريتك التدبير مؤتلفا بالحكمة و الاتقان معتدلا بالصنعة محتاجا بعضه الي بعض متصلا بالارض التي خرجت منه الاهليلجة في الحالات كلها اتقر بخالق ذلك؟ قال اذا لا اشك في الوحدانية. فلت فافهم وافقه ما اصف لك ألست تعلم ان الارض متصلة باهليلجتك و اهليلجتك متصلة بالتراب و التراب متصل بالحر و البرد و الحر و البرد متصل بالهواء و الهواء متصل بالريح و الريح متصل بالسحاب و السحاب متصل بالمطر و المطر متصل بالازمنة و الازمنة متصلة بالشمس و القمر و الشمس و القمر متصلتان بدوران الفلك و الفلك متصل بما بين السماء و الارض صنعة ظاهرة و حكمة بالغه و تأليف متقن و تدبير محكم متصل كل هذا ما بين السماء و الارض لا يقوم بعضه الا ببعض و لا يتأخر واحد منهما عن وقته ولو تأخر عن وقته لهلك جميع من في الارض من الانام و النبات. قال ان هذه لهي العلامات البينات و الدلالات الواضحات التي يجري معها اثر التدبير باتقان الخلق و التأليف مع اتقان الصنع لكني لست ادري لعل ما تركت غير متصل بما ذكرت؟ قلت و ما تركت. قال الناس!

قلت الست تعلم ان هذا كله متصل بالناس سخر لها المدبر المدبر الذي اعلمتك انه ان تاخر شي ء مما عددت عليك هلكت الخليقة و اباد جميع ما في الحديقة و ذهبت الاهليلجة التي تزعم ان فيها منافع الناس؟ قال فهل تقدر أن تفسر لي هذا الباب علي مالخصت لي غيره؟ قلت نعم ابين لك ذلك من قبل اهليلجتك حتي تشهد ان ذلك كله مسخر لبني آدم قال و كيف ذلك؟ قلت خلق الله السماء سقفا مرفوعا و لولا ذلك اغتم خلقه لقربها و احترقتهم الشمس لدنوها و خلق لهم شهبا و نجوما يهتدي بها في ظلمات البر و البحر لمنافع الناس و نجوما يعرف بها أصل الحساب فيها الدلالات علي أبطال الحواس و وجود معلمها الذي علمها عباده مما لا يدرك علمها بالعقول فضلا عن الحواس و لا يقع عليها الاوهام و لا يبلغها



[ صفحه 428]



العقول الابه لانه العزيز الجبار الذي دبرها و جعل فيها سراجا و قمرا منيرا يسبحان في فلك يدور بهما دائبين يطلعهما تارة و يؤفلهما اخري فبني عليه الايام و الشهور و السنين التي هي من سبب الشتاء و الصيف و الربيع و الخريف ازمنة مختلفة الاعمال اصلها اختلاف الليل و النهار و الذان لو كان واحد منهما سرمدا علي العباد لما قامت لهم معايش ابدا فجعل مدبر هذه الاشياء و خالقها النهار مبصرا و الليل سكنا و اهبط فيها الحر و البرد متباينين لودام واحد فيهما بغير صاحبه ما نبتت شجرة و لا طلعت ثمرة و لهلكت الخليقة لان ذلك متصل بالريح المتصرفة في الجهات الاربع باردة تبرد أنفاسهم و حارة تلقح اجسادهم و يدفع الاذي عن الاذي عن ابدانهم و معايشهم و رطوبة ترطب طبايعهم و يبوسة تنشف رطوباتهم و بها يتألف المفترق و بها يفترق الغمام المطبق حيث ينبسط في السماء كيف يشاء مدبره فيجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله بقدر معلوم لمعاش مفهوم و ارزاق مقسومة و آجال مكتوبة ولو أحتبس عن ازمنته و وقته لهلكت الخليقة و يبست الحديقة فانزل الله المطر في ايامه و وقته الي الارض التي خلقها لبني آدم و جعلها فراشا و مهادا و حبسها أن تزول بهم و جعل الجبال لها اوتادا و جعل فيها ينابيع تجري في الارض بما تنبت فيها لا تقوم الحديقة و الخليقة الا بها و لا يصلحون الا عليها مع البحار التي يركبونها أو يستخرجون منها حلية يلبسونها و لحما طريا و غيره يأكلونه فعلم ان اله البر و البحر و السماء و الارض و ما بينهما واحد حي قيوم مدبر حكيم و انه لو كان غيره لاختلفت الاشياء و كذلك السماء نطير الارض التي اخرج الذرء منها حبا و عنبا و قضبا و زيتونا و نخلا و حدائق غلبا و فاكهة و ابا بتدبير مؤلف مبين بتصوير الزهرة و الثمرة حياة لبني آدم و معاشا تقوم به اجسادهم و تعيش بها انعامهم التي جعل الله في اصوافها و اوبارها و اشعارها اثاثا و متاعا الي حين و الانتفاع بها و البلاغ علي ظهورها معاشا لهم لا يحيون الابه و صلاحا لا يقومون الا عليه و كذلك ما جهلت من الاشياء فلا تجهل ان جميع ما في الارض شيئان شي ء يولد و شي ء ينبت احدهما آكل و الاخر مأكول و مما يدلك عقلك انه خالقهم ما تري من خلق الانسان و تهيئة جسده لشهوة الطعام و المعدة لطحن الماكول و مجاري العروق لصفوة الطعام و هيألها الامعاء فلو كان خالق المأكول غيره لما خلق الاجساد مشتهية للمأكول و ليس له قدرة عليه.

قال لقد وصفت صفة اعلم انها من مدبر حكيم لطيف قدير عليم قد آمنت و صدقت ان الخالق واحد سبحانه و بحمده غير اني اشك في هذه السمائم القاتلة ان يكون هو الذي



[ صفحه 429]



خلقها لانها ضارة غير نافعة. قلت اليس قد صار عندك انها من غير خلق الله؟ قال نعم لان الخلق عبيده و لم يكن ليخلق ما يضرهم.

قلت سأبصرك من هذا شيئا تعرفه و لا انبئك الا من قبل اهليلجتك هذه و علمك بالطب قال هات. قلت هل تعرف شيئا من النبت ليس فيه مضرة للخلك؟ قال نعم. قلت ما هو قال هذه الاطعمة.

قلت اليس هذا الطعام الذي وصفت يغير الوانهم و يهيج اوجاعهم حتي يكون منها الجذام و البرص و السلال و الماء الاصفر و غير ذلك من الاوجاع؟ قال هو كذلك. قلت أما هذا الباب فقد أنكسر عليك قال اجل. قلت هل تعلم شيئا من النبت ليس فيه منفعة؟ قال نعم قلت اليس يدخل في الادوية التي يدفع بها الاوجاع من الجذام و البرص و السلال و غير ذلك و يدفع الداء و يذهب السقم مما انت اعلم به لطول معالجتك؟ قال انه كذلك.

قلت فاخبرني أي الادوية عندكم اعظم في السمائم القاتلة اليس الترياق؟ قال نعم هو رأسها و اول ما يفزع اليه عند نهش الحيات و لسع الهوام و شرب السمائم. قلت اليس تعلم انه لابد للادوية المرتفعة و الادوية المحترقة في اخلاط الترياق الا ان تطبخ بالافاعي القاتله قال نعم هو كذلك و لا يكون الترياق المنتفع به الدافع للسمائم القاتلة الا بذلك، و قد أنكسر علي هذا الباب فأنا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و انه خالق السمائم القاتلة و الهوام العادية و جميع النبت و الاشجار و غارسها و منبتها و باري ء الاجساد و سائق الرياح و مسخر السحاب و أنه خالق الادواء التي تهيج بالانسان كالسمائم القاتلة التي تجري في اعضائه و عظامه و مستقر الادواء و ما يصلحها من الدواء العارف بالروح و مجري الدم و اقسامه في العروق و اتصاله بالعصب و الاعضاء و العصب و الجسد و انه عارف بما يصلحه من الحر و البرد عالم بكل عضو بما فيه و انه هو الذي وضع هذه النجوم و حسابها و العالم بها و الدال علي نحوسها و سعودها و ما يكون من المواليد و ان التدبير واحد لم يختلف متصل فيما بين السماء و الارض و ما فيها، فبين لي كيف هو الاول و الاخر و هو اللطيف الخبير و اشباه ذلك. قلت هو الاول بلا كيف و هو الاخر بلا نهاية ليس له مثل خلق الخلق و الاشياء لا من شي ء و لا كيف بلا علاج و لا معاناة و لا فكر و لا كيف كما انه لا كيف له و انما الكيف بكيفية المخلوق لانه الاول لا بدء له و لا شبه و لا مثل و لا ضد و لا ند لا يدرك ببصر و لا يحس بلمس و لا يعرف الا بخلقه تبارك و تعالي. قال فصف لي قوته قلت انما سمي ربنا جل جلاله قويا للخلق العظيم القوي الذي خلق مثل



[ صفحه 430]



الارض و ما عليها من جبالها و بحارها و رمالها و اشجارها و ما عليها من الخلق المتحرك من الانس و من الحيوان و تصريف الرياح و السحاب المسخر المثقل بالماء الكثير و الشمس و القمر و عظمها و عظم نورهما الذي لا تدركه الابصار بلوغا و لا منتهي و النجوم الجارية و دوران الفلك و غلظ السماء و عظم الخلق العظيم و السماء المسقفة فوقنا راكدة في الهواء و ما دونها من الارض المبسوطة و ما عليها من الخلق الثقيل و هي راكدة لا تتحرك غير انه ربما حرك فيها ناحية و الناحية الاخري ثابتة و ربما خسف منها ناحية و الناحية الاخري قائمة يرينا قدرته و يدلنا بفعله علي معرفته فلهذا سمي قويا لا لقوة البطش المعروفة من الخلق ولو كانت قوته تشبه قوة الخلق لوقع عليه التشبيه و كان محتملا للزيادة و ما احتمل الزيادة كان ناقصا و ما كان ناقصا لم يكن تاما و ما لم يكن تاما كان عاجزا ضعيفا والله تعالي لا يشبه بشي ء و انما قلنا انه قوي للخلق القوي و كذلك قولنا العظيم و الكبير و لا يشبه بهذه الاسماء، الله تبارك و تعالي قال افرأيت قوله سميع بصير عالم؟ قلت انما يسمي تبارك و تعالي بهذه الاسماء لانه لا يخفي عليه شي ء مما تدركه الابصار من شخص صغير او كبير او دقيق او جليل لا نصفه بصيرا بلحظ عين كالمخلوق و انما سمي سميعا لانه ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا ادني من ذلك و لا اكثر الا هو معهم اينما كانوا يسمع النجوي و دبيب النمل علي الصفا و خفقان الطير في الهواء لا تخفي عليه خافية و لا شي ء مما ادركته الاسماع و الابصار و ما لا تدركه الاسماع و الابصار ما جل من ذلك و ما دق و ما صغر و ما كبر و لم نقل سميعا بصيرا كالسمع المعقول من الخلق و كذلك انما سمي عليما لانه لا يجهل شيئا من الاشياء لا تخفي عليه خافية في الارض و لا في السماء علم ما كان و ما يكون و ما لا يكون و ما لو كان كيف يكون و لم نصف عليما بمعني غريزة يعلم بها كما ان للخلق غريزة يعلمون بها فهذا ما اراد من قوله عليهم فعز من جل عن الصفات و من نزه نفسه عن افعال خلقه فهذا هو المعني و لولا ذلك لما فصل بينه و بين خلقه فسبحانه و تقدست اسماؤه قال ان هذا لكما تقول و لقد علمت انما غرضي ان اسأل عن رد الجواب فيه عند مصرف يسنح عني فاخبرني لعلي احكمه فيكون الحجة قد انشرحت للمتعنت المخالف او السائل المرتاب او الطالب المرتاد مع ما فيه لاهل الموافقة من الازدياد فاخبرني عن قوله لطيف و قد عرفت انه للفعل و لكن قد رجوت ان تشرح لي ذلك بوصفك قلت انما سميناه لطيفا للخلق اللطيف و لعلمه بالشي ء اللطيف مما خلق من البعوض و الذرة و من ما هو اصغر منهما لا يكاد تدركه الابصار و العقول لصغر خلقه من



[ صفحه 431]



عينه و سمعه و صورته لا يعرف من ذلك لصغره الذكر من الانثي و لا الحديث المولود من القديم الوالد فلما رأينا لطف ذلك في صغره و موضع العقل فيه و الشهوة للسفاد و الهرب من الموت و الحدب علي نسله من ولده و معرفة بعضها بعضا و ما كان منها في اللجج البحار و أعناق السماء و المفاوز و القفار و ما هو معنا في منازلنا و يفهم بعضهم بعضا من منطقهم و ما يفهم من اولادها و نقلها الطعام اليها و الماء علمنا ان خالقها لطيف و أنه لطيف يخلق اللطيف كما سميناه قويا يخلق القوي.

قال ان الذي جئت به لواضح فكيف جاز للخلك ان يتسمون باسماء الله؟ قلت ان الله جل ثناؤه و تقدست اسماؤه اباح للناس الاسماء و وهبها لهم و قد قال القائل من الناس للواحد واحد و يقول لله واحد و يقول قوي والله تعالي قوي، و يقول صانع والله صانع و يقول رازق، و يقول سميع بصير والله سميع بصير و ما اشبه ذلك فمن قال للانسان واحد فهذا له أسم و له شبيه والله واحد و هو له أسم و لا شي ء له شبيه و ليس المعني واحدا و اما الاسماء فلهي دلالتنا علي المسمي لانا قد نري الانسان واحدا و انما نخبر واحدا اذا كان مفردا فعلم ان الانسان في نفسه ليس بواحد في المعني لان اعضاءه مختلفة و اجزاءه ليست سواء و لحمه غير دمه، و عظمه غير عصبه، و شعره غير ضفره، و سواده غير بياضه، و كذا سائر الخلك و الانسان واحد في الاسم و ليس بواحد في الاسم و المعني و الخلك فاذا قيل لله فهو الواحد الذي لا واحد غيره لانه لا اختلاف فيه و هو تبارك و تعالي سميع و بصير و قوي و عزيز و حكيم و عليم فتعالي الله أحسن الخالقين. قال فاخبرني عن قوله رؤوف رحيم و عن رضاه و محبته و غضبه و سخطه. قلت ان الرحمة و ما يحدث لنا منها شفقة و منها جود و ان رحمة الله ثوابه لخلقه، و الرحمة من العباد شيئان احدهما يحدث في القلب الرأفة و الرقة لما يري بالمرحوم من الضر و الحاجة و ضروب البلاء و الآخر ما يحدث من بعد الرأفة و اللطف علي المرحوم منا ما نزل به و قد يقول القائل انظر الي رحمة فلان و انما يريد الفعل الذي حدث عن الرأفة التي في قلب فلان، و انما يضاف الي الله تعالي من فعل ما حدث عنا من هذه الاشياء.

و اما المعني الذي هو في اللب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه فهو رحيم لا رحمة رقة، و اما الغضب فهو منا اذا غضبنا تغيرت طبايعنا و ترتعد احيانا مفاصلنا و حالت الواننا ثم نجي ء من بعد ذلك بالعقوبات فسمي غضبا فهذا كلام الناس المعروف و الغضب شيئان أحدهما في القلب و اما المعني الذي هو في القلب فهو منفي عن الله جل جلاله، و كذلك رضاه و سخطه



[ صفحه 432]



و رحمته علي هذه الصفة جل و عز لا شبيه له و لا مثل في شي ء من الاشياء.

قال فاخبرني عن ارادته: قلت ان الارادة من العباد الضمير و ما يبدو بعد ذلك من الفعل و اما من الله عزوجل فالارادة للفعل احداثه انما يقول له كن فيكون بلا تعب و لا كيف. قال قد بلغت حسبك فهذه كافية لمن عقل و الحمد لله الذي هدانا من الضلال و عصمنا من ان نشبهه بشي ء من خلقه و ان نشك في عظمته و قدرته و طيف صنعه و جبروته جل من الاشباه و الاضداد و تكبر عن الشركاء و الانداد. «انتهي»


نامه ديگر به نجاشي


مردي از اهواز آمد عرض كرد يا اباعبدالله در ديوان محاسبات نجاشي من مديون هستم بابت خراج بايد مبلغي بدهم اگر براي او مرقومه اي بفرستي شايد در حساب مراعات كند.

حضرت امام جعفر صادق اين نامه مختصر و موجز و مفيد را براي او نوشت:

بسم الله الرحمن الرحيم سرا خاك يسرك الله

آن مرد مي گويد چون نامه را نزد نجاشي والي خراج اهواز بردم بوسيد و گفت منظور تو چيست سر تو چيست؟ گفتم: مرا اكرام و احترام بسيار نموده و خراج را به من بخشيد.

و كتب الي جماعة منهم


دفعه 05


اين بار منصور حضرت جعفر بن محمد الصادق عليه السلام را به بغداد دعوت كرد و قبل از كشتن محمد و ابراهيم پسران عبدالله الحسين در سال 145 بود و به وسيله محمد بن ربيع حاجب او را در قصر خود مي خواند و با همان لباس خواب و پاي برهنه و سر برهنه امام را نزد خليفه برد در اين موقع امام بيش از 70 سال به نقل محمد بن ربيع داشته و از فرط ضعف و ناتواني نمي توانست با او برود و سوار اسبش كرد و باز مانند ساير موارد سه دفعه شمشير كشيد و غضب كرد و باز شمشير را فروبرد و منصرف شد تا به اكرام و انعام و خلعت آن حضرت را بوسيد و به منزل مراجعت فرمود.

سيد بن طاوس ره در كتاب مهيج الدعوات نقل مي كند كه محمد بن ربيع حاجب منصور دوانيقي (آجودان مخصوص يا وزير دربار) مي گويد روزي منصور در قصر خضراء زير قبه خلافت نشسته بود و آن روز قبه ي حمراء را خواست قبه ي حمرا را روزهاي غضب مي خواست و آن روزها را يوم الذبح مي گفتند يعني روزهائي كه خون مي ريخت.

در آن ايام امام جعفر صادق عليه السلام را از مدينه به مركز خلافت بغداد احضار كرده بود و تمام آن روز را تا شب در قبه ي حمراء نشست چون نيمه شب گذشت پدرم ربيع را احضار كرد گفت تو مي داني در خاطر ما چه مقامي داري اسراري كه من بر احدي فاش نمي كنم به تو گفته و مي گويم تو حافظ اسرار من هستي و انجام مقاصد من به دست تو انجام مي گيرد ربيع گفت آري اين شرافتي است براي من كه به فضل خدا و لطف تو حاصل شده و من هم در اجراي فرامين تو قصور و تقصيري نكرده ام و خود شاهدي كه خيرخواه شما و دولت خواه هستم منصور گفت الساعه برخيز و جعفر بن محمد بن فاطمه را نزد من بياور چون به او رسيدي در هر حال هست مگذار تغيير دهد با همان حال بياور نزد من - ربيع گفت برخاستم و آهسته گفتم انا لله و انا اليه راجعون جان من در گرو اين كار است اگر او را حاضر كنم با لباس غضبي كه خليفه صبح تاكنون پوشيده حتما او را خواهد كشت اگر نكنم جان و مال خود و خاندانم در معرض نابودي است.

در هر حال دنيا بر عاقبت غالب شد برخاست آمد به منزل و مرا كه قسي تر و شجاع تر از ساير فرزندانش بودم صدا كرد گفت برو به خانه جعفر بن محمد عليه السلام و از در خانه وارد نشو بلكه از بام وارد شو كه او نتواند تغيير لباس دهد و به هر حالي او را ديدي همراه بياور و به حضور منصور ببر.



[ صفحه 280]



محمد بن ربيع مي گويد رفتم به سوي خانه جعفر بن محمد عليه السلام چون از بام خانه بالا رفتم ديدم او به نماز ايستاده پيراهني سفيد و بلند پوشيده و منديلي به كمر بسته چون سلام نماز را داد گفتم به زودي اميرالمؤمنين را اجابت كن خواست لباس بپوشد نگذاشتم خواست غسل و تطهير نمايد مانع شدم به همين حال او را با سر و پاي برهنه مي بردم در اين موقع جعفر بن محمد هفتاد سال داشت و در راه ضعف بر او غلبه يافت بر او رقت كردم او را سوار بر استري كردم تا به دربار منصور رسيديم شنيدم كه خليفه به پدرم ربيع مي گفت محمد دير كرد و درباره صادق صحبت مي كرد چون چشم پدرم به امام صادق افتاد گريان شد زيرا او شيعه بود جعفر بن محمد به او گفت ربيع مي دانم مايل به ما هستي بگذار من دو ركعت نماز بگزارم و دعا بخوانم و سپس وارد مي شوم پدرم موافقت كرد امام جعفر صادق عليه السلام دو ركعت نماز كوتاه با دعاي بلند خواند كه نفهميدم چه بود فارغ شد ربيع دست او را گرفت رو به منصور آورد نزديك قصر خضراء لبان امام در حركت بود و چيزي مي خواند چون چشم منصور بر او افتاد مقابل او ايستاد گفت اي جعفر دست از حسد و فساد و تعدي بر بني عباس برنمي داري تا قدرت داري كينه مي ورزي و زحمت مرا مي خواهي امام فرمود به خدا قسم من چنين نكردم و در اين انديشه هم نبوده ام و كار من نيست در دوران حكومت بني اميه كه نهايت دشمني را با ما و شما داشتند و انواع زجر و اذيت را به ما مي كردند و با آنكه آنها حقي به خلافت نداشتند من عليه آنها اقدامي نكردم و از من بدي به آنها نرسيد - با شما كه پسر عم هستم و از هر كس از تو بيشتر عطايا و نيكي به من رسيده چنين كنم منصور سر به زير افكند و مدتي فكر كرد و سر بلند كرد گفت بي جا كردي و از زير متكاي خود نامه هائي بيرون آورد و به سوي امام انداخت گفت اين نامه ها چيست كه به اهل خراسان نوشته اي و آنها را به بيعت خود و نقض بيعت من خواندي و دعوت كردي امام فرمود والله از من نيست و من چنين نكرده ام و به عقيده من اين كار زشت و بي جائي است به علاوه كه من پيري رنجور و در غايت ضعف و بي حالي هستم كه در ميدان مرگ پيش مي روم و بر خلاف آنچه به خليفه گفته اند و تصور كرده مي باشم.

منصور باز سر به زير افكند و شمشيرش را برداشت و به قدر يك شبر از غلاف بيرون كشيد ناگهان رنگش تغيير كرد و شمشير را غلاف كرد و گفت جعفر حيا نمي كني با ريش سفيد و پيري كه تو را فراگرفته بين مسلمين اختلاف مي اندازي و بين دولت و ملت فتنه برمي انگيزي باز امام فرمود به خدا قسم چنين نيست منصور باز شمشير را از غلاف كشيد به اندزه يك ذرع



[ صفحه 281]



و ناگهان به غلاف برد ربيع گفت با خود شهادتين گفتم و با خود گفتم اگر مرا امر به قتل جعفر كند خود منصور را بكشم اگر چه فاميل من نابود شوند.

در اين بار باز منصور به امام عتاب و تشدد كرد و امام عذر خواست و دفاع كرد و ساعتي باز منصور سر به زير انداخت و اين پيرمرد ايستاده بود آنگاه سر بالا كرد گفت گمان مي كنم تو راست بگوئي و رو به ربيع كرد گفت جعبه مشك و عطريات مرا بياور.

ربيع حس كرد كه منصور از غضب فرود آمد و منصرف شده جعبه مشكدان خليفه را آورد منصور گفت محاسن جعفر را خوشبو گردان و بهترين مركب سواري مرا حاضر كن او را به منزل برسان و ده هزار درهم به او عطا كن و مخير است كه نزد ما بماند يا به مدينه بازگردد من بسيار خوشوقت و مسرور شدم و او را با احترام به منزل رساندم و از دعائي كه خواند استفسار كردم و آن دعا را به من آموخت و فرمود آن زميني كه در مدينه دارم و مي خواستي بخري به تو بخشيدم عرض كردم آن دعا را به من بياموزي بهتر از اين است فرمود زمين از آن تو است و اين دعا هم چنين است.

چون برگشتيم نزد منصور از شدت غضب او سؤال كردم كه تبديل به فرط محبت او شد خليفه گفت خلوت كن تا راز خود را با تو بگويم و بايد با كسي به ميان نگذاري چون دفعه اول خواستم جعفر را بكشم و شمشير را كشيدم ناگاه ديدم رسول خدا صلي الله عليه و آله با كمال تغيير حال بين من و جعفر حايل شد شمشير را غلاف كردم دفعه دوم ديدم پيغمبر صلي الله عليه و آله با كمال غضب بر من نگريست و قصد دارد اگر جعفر را بكشم او هم مرا بكشد صرف نظر كردم دفعه سوم باز رسول خدا را با حال غضب ديدم كه نزديك بود دستش به من برسد ترسيدم و منصرف شدم و ناگزير او را با احترام به منزل برگردانيدم. امام جعفر صادق به مدينه حركت كرد و باز سعايت كنندگان در كار او سعايت كردند منصور دستور داد والي مدينه آن حضرت را با انگور رازقي مسموم گرداند و از دنيا رحلت فرمود و بر حسب وصيت او را به دو جامه شتويه كفن كردند و عمامه جدش حضرت زين العابدين عليه السلام را بر او بپوشانيدند و دفن نمودند. [1] .


پاورقي

[1] به نقل حور مقصورات از مهج الدعوات ص 160.


الفقهاء 05


اتفقوا كلمة واحدة علي العمل بهذه الرواية، و قالوا: اذا قصد المسافة الشرعية، و لكنه في الوقت نفسه قصد أن يقيم في اثنائها، و قبل تجاوزها عشرة أيام في مكان خاص.. انقطع سفره، و وجب عليه التمام، و كذا اذا تجاوزها، و لكنه بعد أن وصل الي رأسها نوي الاقامة عشرا، فانه يتم، و لا يعود الي القصر الا اذا انشأ سفرا جديدا مع سائر الشروط، تماما كما يخرج من بيته.

و من تجاوز المسافة، و وصل الي البلد الذي يريد، و لم ينو الاقامة عشرة أيام و بقي فيه مترددا، فانه يقصر و يفطر شهرا كاملا، و عليه بعد انتهاء الشهر أن يتم، حتي و لو يبق له الا ساعة واحدة.


ايام التشريق


ايام التشريق هي الحادي عشر، و الثاني عشر، و الثالث عشر من ذي الحجة، و قيل: ان سبب تسميتها بذلك، انهم كانوا يشرقون فيها لحوم الاضاحي، أي يقددونها، و يبرزونها للشمس.


من الآيات و الروايات


قال تعالي: (قل لا أجد فيما أوحي الي محرما علي طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس أو فسقا أهل لغير الله فمن اضطر غير باغ و لا عاد فان ربك غفور رحيم). [1] .

(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق). [2] .

(يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا). [3] .

(هو الذي خلق لكم في الأرض جميعا). [4] .

و قال الامام علي عليه السلام لبعض اصحابه: اتري الله أحل لك الطيبات، و هو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون علي الله علي ذلك.

و قال الامام الصادق عليه السلام: كل شي ء فيه حلال و حرام فهو لك حلال أبدا حتي تعرف الحرام بعينه فتدعه.


پاورقي

[1] الأنعام: 145.

[2] الاعراف: 32.

[3] البقرة: 28.

[4] البقرة: 28.


لبن الأم


ان أفضل ما يرضع به الصبي هو لبن أمه، لأنه أكثر ملاءمة لمزاجه، و أنسب بطبعه، حيث كان غذاء له، و هو في بطن أمه. قال الامام الصادق عليه السلام: قال علي أميرالمؤمنين عليه السلام: ما من لبن يرضع به الصبي الأعظم عليه بركة من لبن أمه.


السب عن غضب


من سب الجلالة أو أحد المعصومين، و هو غاضب فغضبه ليس بشي ء ينجيه من العقوبة ما دام مالكا لعقله و ارادته، بحيث لا يسقط الغضب عنه التكليف، و كذا تصح جميع معاملاته و طلاق زوجته.. أجل، اذا بلغ الغضب منه حدا أفقده الشعور بحيث لا يعي و لا يعرف ما يقول، تماما كالمجنون فلا شي ء عليه، قال صاحب الجواهر في باب الحدود، مسألة من سب النبي صلي الله عليه و آله و سلم: لم أجد من أفتي بأن الغضب مبرر علي وجه لا يستلب الغضب اختياره علي وجه يسقط عنه التكليف».


نوح و الطوفان


تفسير القمي 1 / 326 إلي 328: قال: حدثني أبي، عن صفوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:....

لما أراد الله عزوجل هلاك قوم نوح عقم أرحام النساء أربعين سنة فلم يولد فيهم مولود، فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره الله أن ينادي بالسريانية: لا يبقي بهيمة و لا حيوان إلا حضر، فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين في السفينة، و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلا فقال الله عزوجل: (احمل فيها من كل زوجين اثنين و أهلك إلا من سبق عليه القول و من ءامن و مآ ءامن معه إلا قليل). [1] .

و كان نجر السفينة في مسجد الكوفة، فلما كان في اليوم الذي أراد لله هلاكهم كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة، و قد كان نوح اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة، و جمع لهم فيها ما يحتاجون من الغذاء، فصاحت



[ صفحه 272]



امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلي التنور، فوضع عليها طينا و ختمه حتي أدخل جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلي التنور ففض الخاتم و رفع الطين، و انكسفت الشمس، و جاء من السماء ماء منهمر صب بلا قطر، و تفجرت الأرض عيونا، و هو قوله عزوجل: (ففتحنآ أبواب السماء بمآء منهمر (11) و فجرنا الأرض عيونا فالتقي المآء علي أمر قد قدر (12) و حملناه علي ذات ألواح و دسر). [2] .

فقال الله عزوجل: (اركبوا فيها بسم الله مجراها و مرساهآ). [3] يقول: مجراها أي: مسيرها، و مرساها: أي موقفها، فدارت السفينة و نظر نوح إلي ابنه يقع و يقوم فقال له: (يا بني اركب معنا و لا تكن مع الكافرين) فقال ابنه كما حكي الله عزوجل: (سئاوي إلي جبل يعصمني من المآء).

فقال نوح: (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) الله ثم قال نوح: (رب إن ابني من أهلي و إن وعدك الحق و أنت أحكم الحاكمين).

فقال الله: (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به، علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين).

فقال نوح كما حكي الله تعالي: (رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين). [4] فكان كما حكي الله: (و حال بينهما الموج فكان من المغرقين). [5] .



[ صفحه 273]



فقال أبوعبدالله عليه السلام: فدارت السفينة و ضربتها الأمواج حتي وافت مكة، و طافت بالبيت و غرق جميع الدنيا طلا موضع البيت، و إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق، فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا، و من الأرض العيون حتي ارتفعت السفينة فمسحت السماء، قال: فرفع نوح يده فقال: يا رهمان اخفرس و تفسيرها: رب احبس، فأمر الله تعالي الأرض أن تبلع ماءها و هو قوله: (و قيل يا أرض ابلعي مآءك و يا سمآء أقلعي) [6] أي: أمسكي (و غيض المآء و قضي الأمر و استوت علي الجودي) [7] فبلعت الأرض ماءها، فأراد ماء السماء أن يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها و قالت: إنما أمرني الله عزوجل أن أبلع مائي، فبقي ماء السماء علي وجه الأرض، و استوت السفينة علي جبل الجودي و هو بالموصل جبل عظيم، فبعث الله جبرئيل فساق الماء إلي البحار حول الدنيا، و أنزل الله علي نوح: (يا نوح اهبط بسلام منا و بركات عليك و علي أمم ممن معك و أمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم). [8] .

فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين و بنوا مدينة الثمانين، و كانت لنوح ابنة ركبت معه في السفينة فتناسل الناس منها، و ذلك قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: نوح أحد الأبوين، ثم قال الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم: (تلك من أنبآء الغيب نوحيهآ إليك ما كنت تعلمهآ أنت و لا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين). [9] .



[ صفحه 274]




پاورقي

[1] سورة هود، الآية: 40.

[2] سورة القمر، الآيات: 13 - 11.

[3] سورة هود، الآية: 41.

[4] سورة هود، الآية: 47.

[5] سورة هود، الآية: 43.

[6] سورة هود، الآية: 44.

[7] سورة هود، الآية: 44.

[8] سورة هود، الآية: 48.

[9] سورة هود، الآية: 49.


الحافظ و أجره


ثواب الأعمال 125: و أصول الكافي 2 / 607، ح 2: حدثني أحمد بن محمد، عن سعيد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسين، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس عن الصباح بن سيابة قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...

من شدد عليه القرآن كان له أجران، و من يسر عليه كان مع الأبرار.


تلاقوا في بيوتكم


[بحارالأنوار 1 / 200، ح 7: عن أمالي الشيخ الطوسي: عن الشيخ السعيد المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسي، عن أحمد بن اسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: سمعته يقول لخيثمة:...].

يا خيثمة اقرأ موالينا السلام، و أوصهم بتقوي الله العظيم عزوجل، و أن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، و أن يتلاقوا في بيوتهم فان لقياهم حياة أمرنا.



[ صفحه 149]



قال: ثم رفع يده عليه السلام فقال: رحم الله امرءا أحيا أمرنا.


الخروج للحق


بحارالأنوار، 46 / 173 عن السرائر...

أبو عبدالله السياري عن رجل من أصحابه قال: ذكر بين يدي أبي عبدالله عليه السلام من خرج من آل محمد عليهم السلام فقال عليه السلام:

لا أزال و شيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد، و لوددت أن الخارجي من آل محمد عليهم السلام خرج، و علي نفقة عياله.


حكم كسي كه پيش از مرگش به امامي معتقد شود؛ چيست؟


ابوالصباح گويد: به امام صادق - عليه السلام - عرض كردم: درباره ي مردي كه به اين امر (يعني تشيع) دعوت شد و او اين مذهب را شناخت و در سرزمين دوري بود



[ صفحه 240]



و در اين حال بود كه خبر فوت امام به او رسيد، و بلافاصله او نيز مرد حكمش چيست؟

حضرت فرمود: او به خدا قسم؛ به منزله ي كسي است كه به سوي خدا هجرت كرده، و در اثناي اين هجرت مرده، اجر و ثواب او بر خداست. [1] .


پاورقي

[1] تفسير العياشي: ص 270، بحارالأنوار: ج 27 ص 297، ح 7.


حديث 280


جمعه

اياكم و التهاون بأمرالله

از سست شمردن دستور خدا بپرهيز.

بحار، ج 69، ص 227



[ صفحه 48]




ادريس بن يوسف


محدث لم يذكره غالب أصحاب كتب الرجال والتراجم في كتبهم.

روي عنه محمد بن جمهور.

المراجع:

رجال البرقي 27. جامع الرواة 1: 77. معجم رجال الحديث 3: 15.


شعيب بن بكر بن عبد الله بن سعد الأشعري


شعيب بن بكر بن عبد الله بن سعد الأشعري، القمي، وقيل في اسمه شعيب بن

عبد الله بن سعد. من محدثي الإمامية، روي عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا ومحلة شعيب آباد بقم منسوبة إليه.

المراجع:

رجال الطوسي في ترجمة أخيه عيسي بن بكر 266. رجال البرقي 29. معجم رجال الحديث 9: 30. تنقيح المقال 2: 86. خاتمة المستدرك 811. نقد الرجال 167. تاريخ قم (فارسي) 40 و 59 و 161. جامع الرواة 1: 400. مجمع الرجال 3: 192. منتهي المقال 161.



[ صفحه 122]




محمد بن عبد العزيز بن هاني الكلابي


محمد بن عبد العزيز بن هاني الكلابي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 294. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 139. خاتمة المستدرك 845. معجم رجال الحديث 16: 224. نقد الرجال 314. جامع الرواة 2: 139. مجمع الرجال 5: 255. منهج المقال 302.