بازگشت

ابوحمزه ي ثمالي


نام شريف او «ثابت بن دينار» است. وي مردي مورد اطمينان، جليل القدر، از زهاد و مشايخ (بزرگان) أهل كوفه و كتابي نيز در تفسير قرآن نگاشته بود. حضرت علي بن موسي امام رضا عليه السلام درباره ي او فرموده است: «ابوحمزه ي ثمالي در زمان خود مانند «سلمان فارسي» بود - سپس در ادامه فرمود - بدين جهت كه محضر چهار نفر از ما اهل بيت عليه السلام (يعني حضرت علي بن الحسين امام سجاد عليه السلام حضرت محمد بن علي امام باقر عليه السلام حضرت جعفر بن امام صادق عليه السلام و



[ صفحه 62]



حضرت موسي بن جعفر امام كاظم عليه السلام) را به نيكي درك نموده بود.» [1] .

شخصيت ممتاز ابوحمزه ي ثمالي چنان مورد اطمينان و وثوق خاندان پيامبر عليه السلام بود، كه نقل شده است: روزي حضرت صادق عليه السلام ابوحمزه را به حضور خويش طلبيد. وقتي وي به محضر امام صادق عليه السلام حاضر شد، آن حضرت عليه السلام به او فرمود: وقتي تو را مي بينم، آسايش مي يابم.


پاورقي

[1] كتاب رجال / علامه حلي.


حرف (ص)


صبر صَبْر، 4، 59؛ 16، 127؛ 21، 83؛ 52، 48.

صحب صُحْبَة، 2، 201، 19، 52؛ 24، 39.

صدر صَدْر، 28، 10؛ صُدور، 10، 57؛ 26، 62.

صدق صِدْق، 4، 9؛ 7، 160؛ 16، 97؛ 17، 80؛ 18، 14؛ 29، 68؛ 38، 20؛ 53، 37؛ 54، 55؛ 112، 2؛ اَهلُ الصِّدق، 3، 200؛ صادِق، 33، 35؛ 78، 35؛ 112، 2. صادِقون، 26، 114؛ صِدّيق، صِدّيقون، 3، 31؛ 12، 19؛ 18، 101؛ 35، 28؛ تَصْديق، 3، 18.

صعق صَعْق، 7، 143.

صفو صَفاء، 2، 158؛ 10، 57؛ 73، 12؛ اَصفياء، 35، 32.

اِصْطِفائيّة، 35، 32.

صلح صَلاح، 3، 28؛ 25، 61.

صلو صَلاة، 29، 45.

صمد صَمَد، 112، 2؛ صَمَديّة، 3، 18.

صنع صُنْع، 1، 2؛ 6، 79؛ 17، 105؛ 18، 84؛ 69، 38.

اِصْطِناع، 17، 101؛ 20، 33.

صور صوَرة، 9، 128؛ 95، 4.


و من كلام له: في وصف الدنيا المذمومة و خسران من اغتر بها


ان هذه الدنيا و ان امتعت ببهجتها و غرت بزبرجها فان آخرها لا يعدو أن يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته ثم يهيج [1] عند انتهاء مدته، و علي من نصح لنفسه و عرف ما عليه و له أن ينظر اليها نظر من عقل عن ربه جل و علا و حذر سوء منقلبه، فان هذه الدنيا خدعت قوما فارقوها أسرع ما كانوا اليها و اكثر ما كانوا اغتباطا بها، طرفتهم آجالهم بياتا و هم نائمون او ضحي و هم يلعبون، فكيف اخرجوا



[ صفحه 44]



عنها و الي ما صاروا بعدها اعقبتهم الألم و اورثتهم الندم و جرعتهم مر المذاق و غصصتهم بكأس الفراق.

فيا ويح من رضي عنها او أقر عينا، أما رأي مصرع ابائه، و من سلف من اعدائه و اوليائه اطول بها حيرة و اقبح بها كرة و اخسر بها صفقة و اكبر بها ترحه [2] ، اذا عاين المغرور بها اجله و قطع بالأماني أمله، و ليعمل علي انه اعطي اطول الأعمار و امدها و بلغ فيها جميع الآمال، هل قصاراه [3] الا الهرم و غايته الا الوخم. [4] .

نسأل الله لنا و لك عملا صالحا بطاعته و مآبا الي رحمته و نزوعا عن معصيته و بصيرة في حقه فانما ذلك له و به.


پاورقي

[1] هاج النبت: يبس.

[2] الحزن و الهم.

[3] القصر بالسكون و القصار بالفتح و الضم و القصاري بالضم: الجهد و الغاية.

[4] الوخم: بالفتح مصدر: داء كالباسور، تعفن الهواء المورث للامراض و يستعار للضرر.


آزمايشگاه جابر


جابر آزمايشگاهي به وجود آورد كه در آن جا به يك رشته از تجارب علمي دست زد و بسياري از عناصر و تركيبات شيميايي را كشف كرد.

آزمايشگاه جابر بن حيان تقريبا دويست سال بر مردم پوشيده بود و با آنكه خلفاء و بزرگان دولت عباسي بسيار راغب بودند، بدانند كارگاه وي در كجاست و در آن چه وسائل و اسباب هايي يافت مي شود، موفق نشدند؛ زيرا در مدتي كه جابر پس از بازگشت از تبعيد، پنهاني در كوفه مي گذراند، جز دو سه تن از صوفيان وارسته، كسي به خانه وي راه نداشت و تنها كنيزي پير، خدمتش را مي كرد كه او نيز بعد از وفات خواجه خويش، چند روزي بيشتر عمر نكرد. بنابراين راه وصول به آزمايشگاه جابر، پيدا نشد تا پس از دويست سال. در ابتداي قرن پنجم هجري، مردي در كوفه نزديك دروازه دمشق، مي خواست بنايي تازه بسازد، در اثناء كندن زمين، ناگهان يك عمارت زيرزميني، با اطاق ها و راهروها، به سبك معماري مخصوص، ظاهر گشت؛ و در آن اطاق ها، وسايل تحقيقات شيميايي، از آلات و ابزار، به دست آمد كه به مرور ايام پوسيده و از هم پاشيده بود، اما مع هذا چند دستگاه چرخ و قرع انبيق هم، به دست آمد كه به وسيله حكمران كوفه، به بغداد فرستاده شد. و در آن وقت بود كه مردم بغداد، به وجود آزمايشگاه، مخفي جابر پي بردند. [1] .



[ صفحه 109]




پاورقي

[1] دانشمندان نامي اسلام، ص 93.


الخط السياسي للإمام الباقر


لقد كان الخيار السياسي للإمام الباقر (عليه السلام) في فترة تصدّيه للإمامة هو الابتعاد عن الصدام والمواجهة مع الاُمويين. وهذا واضح من خلال تصريحه الذي تضمّن بياناً للجوّ السائد وحالة الاُمّة ومستوي وعيها آنذاك: (إنْ دَعَوْناهم لم يستجيبوا لنا..) [1] .

كما نجده فيما بعد: يستوعب سياسة الانفتاح والاعتدال التي أبداها عمر ابن عبد العزيز، سواء كان هذا الاعتدال بدافع ذاتي لعلاقته بالإمام (عليه السلام) أم بدافع الضغوط الخارجيّة وخوفه من انهيار الدولة الاُموية.

إنّ الإمام قد رسم خطّه السياسي في هذه المرحلة باُسلوبين:

الاُسلوب الأول: تصريح الإمام (عليه السلام) برأيه حول عمر بن عبد العزيز وحكومته قبل تصدّي عمر للخلافة. فعن أبي بصير، قال: كنت مع أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في المسجد ودخل عمر بن عبد العزيز وعليه ثوبان ممصّران متكئاً علي مولي له فقال (عليه السلام): لَيَلِيَنَّ هذا الغلام [أي سوف يتولّي السُلطة] فيظهر العدل [2] .

ولكن الإمام (عليه السلام) قدح في ولايته باعتبار وجود من هو أولي منه.

الاُسلوب الثاني: اسلوب المراسلة واللقاء بين الإمام (عليه السلام) وعمر بن عبد العزيز. فقد روي أنّ عمر



[ صفحه 57]



كرّم الإمام أبا جعفر(عليه السلام) وعظّمه وقد أرسل خلفه فنون ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود وكان من عُبّاد أهل الكوفة فاستجاب له الإمام (عليه السلام) وسافر إلي دمشق فاستقبله عمر استقبالا رائعاً واحتفي به وجَرَت بينهما أحاديث وبقي الإمام أيّاماً في ضيافته [3] .

ومن المراسلات ما جاء أنه: كتب عمر للإمام (عليه السلام) بقصد الاختبار فأجابه الإمام برسالة فيها موعظة ونصيحة له [4] ولكن سياسة الابتعاد عن الصدام المباشر لم تمنع الإمام الباقر (عليه السلام) من أن يقف من الاُمة بشكل عام ومن الاُمويين وهشام بن عبد الملك بشكل خاص موقف التحدي الفكري والعقائدي والعلمي لبيان الحق المغتصب وكشف ستار الباطل الذي كان قد أسدله الحكّام علي الحق ورموزه.

وحين حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين وكان قد حجّ في تلك السنة محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) وابنه جعفر، قال جعفر بن محمد(عليه السلام) في بعض كلامه: «الحمد لله الذي بعث محمّداً نبيّاً وأكرمنا به، فنحن صفوة الله علي خلقه وخيرته من عباده فالسعيد من اتّبعنا والشقيّ مَن خالفَنَا، ومن الناس من يقول: إنه يتولاَّنا وهو يتولّي أعدائنا ومن يليهم من جلسائهم وأصحابهم، فهو لم يسمع كلام ربّنا ولم يعمل به...» [5] .

فبيّن (عليه السلام) مفهوم القيادة الإلهية ومصداقها الحقيقي الذي يمثّلها آنئذ.

وهذا الطرح وان كان فيه نوع مجابهة صريحة للحاكم وما يدور في



[ صفحه 58]



أذهان الناس لكنه لم يكن مغامرة; لأنّ الظرف كان بحاجة إلي مثل هذا الطرح والتوضيح بالرغم من أنه قد أدّي إلي أن يستدعي هشام، الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) إلي الشام فيما بعد.


پاورقي

[1] الارشاد، للشيخ المفيد: 284.

[2] سفينة البحار: 2 / 127.

[3] تاريخ دمشق: 51 / 38.

[4] تاريخ اليعقوبي 2 / 305.

[5] دلائل الامامة: 104 ـ 109، بحار الأنوار: 46 / 306.


الحب والصداقة


نري الشيء الجميل أو الشيء الجيد فنجد في أنفسنا صدي انفعالياً لذلك الجمال أو لتلك الجودة، وهذا الشعور النفسي الذي نجده هو الاستحسان، وقد نحس في أنفسنا بعد هذا الشعور انجذاباً رفيقاً أو عنيفاً إلي ذلك الشي. وهذا الانجذاب هو المحبة، فالاستحسان انفعال النفس عند شعورها بالجمال للنفس إذا شعرت به. والمحبة هي رد ذلك الانفعال والاستحسان دعوة الجمال للنفس إذا شعرت به. والمحبة استجابة النفس لتلك الدعوة.

والمحبة في أولي درجاتها ميل إلي الشيء المرغوب، إذا كانت الرغبة فيه لا تكلفتنا ان نتحمل المشاق في تحصيله، فإذا اشتدت الرغبة إليه، وكلفتنا أن نتحمل بعض المشاق سميت "وداً " وإذا بلغت أكثر من ذلك الحد سميت "حباً " وهو أسمي درجات هذا الإحساس. والعرفانيون يتجاوزون في المحبة هذا الحد فيجعلون لها درجات أخري متفاضلة، ولكل واحدة من هذه الدرجات مراتب متعددة.

يقول الفيلسوف: الحب ميل طبيعي إلي المحبوب الملائم، ويقول الاجتماعي: الحب صلة نفسانية متبادلة بين أليفين ورابطة متعادلة بين قلبين، ويقول العارف: الحب قوة خفية تصير المعشوق جزءاً من العاشق. وقد تحيلهما شيئاً واحداً لا يقبل التجزئة. ويقول الأديب: الحب إشراقة الروح علي الروح ومصافحة القلب مع القلب.

أما الإمام الصادق (ع) فإنه يسميه الإيمان حين يقول: " وهل الإيمان إلا الحب " [1] وقد علمنا ان الإيمان الصحيح عند الإمام (ع) هو معني الإنسانية الكاملة. والحديث علي وجازته يدلنا علي منزلة عظيمة للحب في رأي الإمام الصادق (ع) ولكن علينا ان نعرف هذا الحب القدسي الذي يفسر الإمام به الإيمان.

من الأحكام التي لا تقبل التشكيك ان دوام كل عمل أو صفة يكون بمقدار ما لغاية ذلك الشيء من الدوام. والاهتمام به بمقدار ما لغايته من الأهمية. فالذي يطلب رجلاً لحاجة ينتهي طلبه إذا حصل منه علي تلك الحاجة. والذي يقرأ كتابا ليفهم معناه تنتهي قراءته إذا حصل منه علي الغاية, والحب أحد هذه الأشياء التي تطلب لغاياتها، وتدوم بدوامها، وتكون شريفة أو وضيعة بشرف الغاية أو ضعتها. فالذي يحب أحداً لماله ينفد حبه إذا نفد المال، والذي يحب شخصاً لغاية غير شريفة ينتهي حبه إذا حرم منها وقد ينقلب الحب بغضاً.

والإسلام دين المحبة الصادقة، والاخوة الدائمة. لا يعجبه هذا اللون المشوه من الحب، وبالأحري هذا التدنيس لطهارة الحب. حب الشهوة الوضعية والغايات السافلة.

الحب شريف لأنه علاقة بين أرواح فيجب ان يكون شريف الخاتمة، والشريعة الإسلامية مثالية في جميع أحكامها فيجب ان تكون مثالية في حبها. علي ان هذا اللون محدود الغاية فلا يلتئم مع الألفة الدائمة التي يدعو إليها دين الإسلام.

الحب هو الصلة الأولي بين العبد وبين ربه، وهو العلاقة المتينة بين الإنسان وبين دينه. فيلزم أن تكون الصلة بين المسلمين ظلاً لذلك الحب وقبساً من ذلك النور فإن " من حب الرجل دينه حبه أخاه " [2] كما يقول الإمام الصادق عليه السلام و" من حب الشيء حبّ جميع آثاره" كما تقول الفلاسفة. وليس الحب شيئاً يكال جزافاً بالمكاييل، ولا ينشأ مصادفة من غير سبب، يحب الإنسان ربه لأنه المنعم الذي أوجده بعد العدم. ثم كمله بعد النقص وهداه من الضلالة. ولأنه الكامل المطلق الذي يجب ان يحب لأنه كامل. ويحب الإنسان دينه لأنه الطريق الذي يصل به إلي السعادة والوسيلة التي تضمن له الفوز بالخير الأعلي. ويحب الإنسان أباه لأنه سبب وجوده وهو الكافل لتربيته. ويحب المسلم أخاه المسلم أخاه لأنه عديله في الدين وشريكه في الكمال، ويحب الإنسان أخاه الإنسان لأنه مثيله في الحقوق، ونظيره في استحقاق السعادة، هكذا ينظر الدين الإسلامي إلي الحب، وهكذا يجب أن يكون، " وهل الإيمان إلا الحب " والعلاقة بين المتحابين إذا أقيمت علي هذا الأساس تحطمت دونها كل غاية وسهلت في سبيلها كل وسيلة، وكانت متعادلة بينهما فيحس أحدهما لصاحبه بما يحس به الآخر لأنه صلة بين نفسين وبالأحري بين عقلين. أما حب الشهوة فلا تكون له هذه الخاصة لأنه صلة بين غريزة وجسد والجسد لا يحس بما يحس به القلب.

علي أن حب الصديق لكماله يكون أكبر لذة وأكثر اتصالاً وبقاءً، لأنها لذة عقلية. والقوه العقلية أكبر لذة أكبر لذة لأنها أقوي إدراكا وأسمي غاية. ويدلنا علي هذا أنا نجد القلوب مجتمعة علي حب الكمال أينما وجد وعلي تعظيم الكامل أينما حل وان فصلت بيننا وبينه عشرات القرون، فالذي يحب " عنترة " لشجاعته أو يحب " حاتما " لجوده لم يحبهما لغرض يرجع إلي قوة الغضب أو إلي قوة الشهوة، ولكنه يحبهما لأنهما متصفان بصفتين من صفات الكمال، وهو يلتذ بهذا الحب كلما خطرت هذه الناحية في قلبه.

والصداقة مادة من مواد الأخلاق، والصديق صورة ترسم للإنسان مستقبلة وتحدد له سعادته وكماله، وقد قال الشاعر العربي:



عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

أفكل قرين بالمقارن يقتدي



ينشأ الإنسان وتنشأ معه غريزة التأسي وحب المحاكاة، وهو يعلل بها كثيراً من أفعاله، ويبني عليها كثيراً من عاداته. يرتكب الإنسان الجريمة لأن نظيره قد أرتكب مثلها أو أشد منها. ويعمل الإحسان لأن أمثاله يعملون ذلك. حتي الطفل فإنه يصدر كثيراً من إعماله لمجرد الاقتداء وحب المحاكاة وكم لهذه الغريزة من مظهر، وكم لها من نتيجة حسنة أو قبيحة، وبديهي أن هذه الغريزة إذا قارنت الحب والصداقة كانت أشد تأثيراً في الإنسان.

وقد أثبت التجربة ان المجاورة والاتصال يؤثران حتي في الجمادات.



كالريح آخذة مما تمر به

نتناً من النتن أو طيباً من الطبيب



فمن الجدير بالإنسان ان يختار موضعاً لصداقته، لأنه يختار مادة لأخلاقه ويضع رسماً لمستقبلة وحدّاً لسعادته. من حقوق الحب علي الإنسان ان يختار له موضعاً، ومن حقوق النفس ان يختار لها مهذباً. وقد قال الإمام الصادق (ع): "من لم يجتنب مصادقة الأحمق أو شك أن يتخلق بأخلاقه " [3] وقال: " لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره " [4] وللإمام الصادق (ع) كلمات تتضمن قواعد مهمة في الصداقة نذكرها من غير تعليق:

" لا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يري لنفسه"، "إياك ومخالطة السفلة فإن السفلة لا تؤدي إلي خير"، " أحب الأخوان علي قدر التقوي"، " لا تعتد أحد حتي تغضبه ثلاث مرات "، " عليك بإخوان الصدق فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء"، " صحبة عشرين سنة قرابة "، " ضع أمر أخيك علي أحسنه، ولا تطلبن بكلمة خرجت من أخيك محملاً "، " الصفح الجميل ان لا تعاتب علي الذنب، والصبر الجميل الذي ليس فيه شكوي "، " لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وأبق منها، فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء وبقاء الحشمة بقاء المودة "، " أحب أخواني إلي من أهدي إلي عيوبي " [5] ، " إذا أحببت رجلاً فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما " [6] " أنظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإن أحد كما قد أحدث" [7] .


پاورقي

[1] الكافي الحديث5 باب الحب في الله.

[2] مستدرك الوسائل الجزء الثاني ص369.

[3] أمالي الصدوق ص163.

[4] مصدر هذه الكلمات تحف العقول بين ص87و93.

[5] الكافي الحديث5 باب من تجب مصادفته.

[6] الكافي الحديث الأول من نوادر باب المعاشرة.

[7] الكافي الحديث الأول من نوادر باب المعاشرة.


كلمة في البداية


لقد ذكرنا في كثير من مؤلفاتنا: انه كان من الواجب علي كل امام أن ينص علي الامام الذي من بعده، و يعرفه لشيعته، اتماما للحجة، و كشفا للحقيقة، و لئلا يقع الناس في ظلمة الجهالة، و حيرة الضلالة.

و كيف يمكن اهمال هذا التكليف الشرعي، أو الاستخفاف بهذا الحكم الالهي الذي عليه مدار الحق أو الباطل و الايمان و الكفر، و عليه الثواب و العقاب، و الجنة و النار؟!!

لأن (من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

و قد ورد هذا الحديث - في كتب العامة -عن سبعة من الصحابة، و قد وردت اسماؤهم في الصحاح الستة، مما يدل علي صحة رواياتهم عند أصحاب الصحاج، و هم:



[ صفحه 73]



1- زيد بن أرقم.

2- عامر بن ربيعة.

3- عبدالله بن عباس.

4- عبدالله بن عمر بن الخطاب.

5- عويمر بن مالك المعروف بأبي الدرداء.

6- معاذ بن جبل.

7- معاوية بن أبي سفيان.

و قد وردت رواياتهم كما يلي:

عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه و سلم) يقول: «من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية» [1] .

و عن معاوية، مرفوعا: «من مات بغير امام مات ميتة جاهلية» [2] .

و في لفط آخر: «من مات و لا امام له مات ميتة جاهلية» [3] .

و في لفظ آخر: «من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية» [4] .

و قال الشيخ علي القاري في (خاتمة الجواهر المضيئة): و قوله (عليه السلام) في صحيح مسلم: «من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية» معناه: من لم يعرف من يجب عليه الاقتداء و الاهتداء به في أوانه [5] .



[ صفحه 74]



و في لفظ آخر: «من مات و لم يعرف امام زمانه فليمت ان شاء يهوديا و ان شاء نصرانيا» [6] .

و في لفظ آخر «من مات بغير امام مات ميتة جاهلية» [7] .

و في لفظ آخر: «من مات و ليس عليه امام فميتته جاهلية» عن ابن عباس [8] .

و عن معاوية بن أبي سفيان: «من مات و ليس عليه امام مات ميتة جاهلية» [9] .

و في كنز العمال: «من مات و لا بيعة عليه مات ميتة جاهلية» [10] .

أقول: لقد ورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة في أكثر من سبعين مصدرا من مصادر أهل السنة، و رواة الحديث - كما ذكرنا - من الصحابة المتفق علي قبول كلامهم عند العامة.

أيها القارئ الكريم: بعد أن عرفت شيئا من أهمية الاعتقاد بالامامة، و أن من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية، أي ميتة كفر و ضلال، أما ينبغي لنا ان نطيل الكلام حول هذا الموضوع؟!!

و قد مر عليك فيما مضي ان الامامة باقية و مستمرة الي يومنا هذا، و أن الامام في عصرنا الحاضر هو الامام المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي سيظهر في يوم يعلمه الله و يملأ الأرض قسطا و عدلا بعد أن تملأ ظلما و جورا.



[ صفحه 75]



و انما أطلنا الكلام حول مصادر هذا الحديث من كتب العامة، توضيحا للحق، و لعل بعض المسلمين لم يعلم بهذه الأحاديث، و لم يطلع علي هذه المصادر الكثيرة التي لا يمكن تكذيبها و تزييفها الا للمعاند الجاحد للحق الذي تشمله هذه الآية «و ان يروا كل آية لا يؤمنوا بها» [11] .

و ليت شعري ما يكون موقف أهل السنة تجاه هذه الأحاديث؟

فهل لهم امام في زمانهم يعرفونه و يعترفون به؟

و من هو ذلك الامام؟!!

و حاشا نبي العظمة (صلي الله عليه و آله) أن يقصد من كلمة: «امام زمانه» حكام بني امية الطواغيت، أو فراعنة بني العباس.

و هل الحكام الذين يحكمون - اليوم - علي البلاد، هم الأئمة الذين من مات و لم يعرفهم، مات ميتة جاهلية؟

لا أظن أن مسلما عاقلا يعتقد هذا.

أما عند الشيعة فيعتبر هذا الحديث من الأحاديث الثابتة التي لا يشكون في صحتها، و لهذا كانوا يبذلون جهودا كثيرة في سبيل معرفة امام زمانهم و خاصة بعد وفاة كل امام فانهم كانوا يبحثون عن الامام الذي بعده، حتي لا يموتوا ميتة جاهلية.

و أما اليوم: فالشيعة الاثنا عشرية يعتقدون بوجود الامام المهدي (عليه السلام) و يعتبرونه امام زمانهم.

و قد ذكرنا بعض ما يتعلق بهذا الموضوع في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور).



[ صفحه 76]




پاورقي

[1] مسند أبي داود - سليمان بن داود الطيالسي المتوفي 204 ه - ص 259.

[2] مسند احمد بن حنبل: ج 4 ص 96.

[3] صحيح مسلم: ص 29.

[4] جامع المقاصد للتفتازاني ج 2 ص 275، الجمع بين الصحيحين تأليف محمد بن فتوح الحميدي - المتوفي 488 ه -، البريقة المحمودية لأبي سعيد الحنفي - المتوفي 1168 ه - ج 1 ص 116.

[5] الجواهر المضيئة: ج 2 ص 457.

[6] المسائل الخمسون تأليف محمد بن فخر الرازي - المتوفي 606 ه - مسألة 47 ص 384.

[7] شرح نهج البلاغه للمعتزلي - المتوفي 656 ه - ج 9 ص 155، و ج 13 ص 242، و رواه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج 5 ص 218 عن معاوية بن أبي سفيان.

[8] مجمع الزوائد للهيثمي: ج 5 ص 224.

[9] مجمع الزوائد للهيثمي: ج 5 ص 225.

[10] كنز العمال للمتقي الهندي - المتوفي 975 ه -: ج 3 ص 103.

[11] سورة الأعراف آية 146.


مذهب حنبلي


اين مذهب چهارمين مذهب اهل سنت بوده و مؤسس آن احمد بن حنبل است كه در سال 164 در بغداد ولادت يافت و در سال 241 هجري وفات كرد

امام احمد حنبل فقيه رحاله اي بود كه در طلب علم سفر مي كرد و از احاديث نبوي صلي الله عليه و آله و سلم مجموعه ي بزرگي جمع كرد كه به نام مسند امام احمد موسوم است و او از بزرگان شاگردان شافعي بود و بعدا كنار رفت و مذهب مخصوص براي خود انتخاب نمود كه مبتني بر پنج اصل است اول و اهم آنها نصوص كتاب و سنت دوم اجماع صحابه سوم قول بعضي از صحابه در صورت موافقت با كتاب و سنت چهارم حديث مرسل ضعيف و پنجم قياس در موقع ضرورت - و از اين جهت است كه مي گويند مذهب



[ صفحه 153]



امام احمد از مذهب رأي يعني مذهب ابوحنيفه دورتر از ساير مذاهب است و در تمسك به قرآن و حديث بيشتر از ساير مذاهب پابند مي باشد به قسمي كه جمعي او را در عداد محدثين و روات حديث شمرده اند نه مجتهدين يعني اين جنبه را در او قوي تر مي دانند و مذهب حنبلي از ابتداء امر تا به امروز انتشارش كم بوده است.

و اولين كسي كه آن را زنده كرد و حيات به آن بخشيد ابن تيميه و ابن قيم جوزي بودند كه او را در رديف مجتهدين آوردند - و بعدا يعني در قرن 12 هجري 18 ميلادي محمد بن عبدالوهاب به آن حيات تازه اي بخشيد و حركت وهابي در نجد اين مذهب را تجديد كرد -

مذهب حنبلي در اثر پيشرفت وهابيان در اوائل قرن بيستم خاصه در دوره ي عبدالعزيز آل سعود اشاعه يافت و امروزه مذهب رسمي دولت و مملكت عربي سعودي است و وهابيان معتقدند بايد مذاهب گذشتگان كه مبتني بر قرآن و سنت است برگردد


المصحف الخاص أو كتاب الأصول


آلي أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) علي نفسه بعد الفراغ من تجهيز الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) ألا يرتدي إلا للصلاة أو يجمع القرآن، فجمعه مرتبا علي حسب النزول، و أشار الي عامه و خاصه؛ و مطلقه و مقيده؛ و محكمه و متشابهه؛ و ناسخه و منسوخه؛ و عزائمه و رخصه؛ و سننه و آدابه، و نبه علي أسباب النزول فيه.

و من جلال شأن هذا الكتاب، قال فيه محمد بن سيرين: «لو أصبت هذا الكتاب كان فيه العلم». فهو كما يظهر من محتوياته مصحف خاص و كتاب أصول من صنع علي (عليه السلام).

و الجامعة: كتاب طوله سبعون ذراعا من إملاء النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و خط علي (عليه السلام)؛ فيه ما يحتاجه الناس من حلال و حرام و غيره، حتي ليصل في التفصيل الي أرش الخدش (التعويض عنه). و قد وصفها بذلك الباقر و الصادق (عليهماالسلام)، و شهدها عندهما الثقات من أصحابهما و منهم أبوبصير.

قال الصادق (عليه السلام): «أما و الله عندنا ما لا نحتاج الي أحد، و الناس يحتاجون لينا. إن



[ صفحه 190]



عندنا الكتاب بإملاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خط علي عليه السلام بيده... صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها كل حلال و حرام».

و قال: «ان الجامعة لم تدع لأحد كلاما... فيها الحلال و الحرام. ان أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدهم من الحق إلا بعدا. و ان دين الله لا يصاب بالقياس».

قالوا: سميت الجامعة، و الصحيفة، و كتاب علي، و الصحيفة العتيقة.

كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) يخطب الناس فيقول: «و الله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا كتاب الله تعالي و هذه الصحيفة - و كانت معلقة بسيفه - أخذتها عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم».

و لقد دعا الخليفة أبوجعفر المنصور بكتاب علي هذا، فجاء به الامام الصادق و قرأ فيه ان النساء ليس لهن من عقار الرجل - إذا توفي عنهن - شي ء.

و قال أبوجعفر: هذا و الله خط علي و إملاء رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

و أبوجعفر من العلماء كما قال عنه مالك إمام المدينة، و كما أقر له الجاحظ كبير النقاد. فهو قد يقسم لأنه قرأ كتابه قبل ذلك لعلي (عليه السلام)، أو لأن لديه من العلم ما يعرفه أنها باملاء النبي (صلي الله عليه و آله و سلم).

و كتاب الديات؛ و هو يغطي ما يسمي في الفقه المعاصر «المسؤولية المدنية» عن الفعل الضار بالجسم... أورد محتوياته ابن سعد في كتابه المعروف بالجامع، و روي عنه أحمد بن حنبل في المسند الأعظم، و ذكره البخاري و مسلم، و رويا عنه.


شجاعت


شجاعت فقط زور بازو و شمشير زدن نيست. شجاعت، نيرويي دروني و قلبي است كه مظاهر آن در اعضا و جوارح، گاه بر زبان و گاهي بر دست و بازو ظاهر مي شود. اهل بيت پيامبر و از جمله امام صادق عليه السلام تمام مظاهر شجاعت را داشتند كه در موقعيت هاي مختلف ظاهر مي شد. در تاريخ آمده است روزي حضرت در حضور منصور دوانيقي بود. پس مگسي بر صورت منصور نشست. منصور مگس را مي راند، ولي او باز مي گشت تا منصور آزرده خاطر شد. پس به امام صادق عليه السلام رو كرد و گفت: يا اباعبدالله! به چه علت و حكمتي خدا مگس را خلق كرده است؟ حضرت فرمود: «ليذل به الجبابرة؛ تا به وسيله آن متكبران و ستمگران را خوار كند». منصور چون سخن را شنيد، ساكت شد و چيزي نگفت. [1] .

ذهبي مي نويسد:

وقتي نزد حضرت صادق عليه السلام از بخل منصور سخن گفته شد، حضرت فرمود: حمد خدايي را كه او را از دنيايش هم محروم ساخت و دينش را هم بر او باقي نگذارد. [2] .


پاورقي

[1] حليةالاولياء، ج 3، ص 198؛ الفصول المهمة، ج 2، ص 915؛ مطالب السؤول، ص 286؛ شبلنجي، نورالابصار، بيروت، دارالكتب (رحلي)، ص 148؛ تهذيب الكمال، ج 3، ص 429.

[2] سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 445؛ ابي سعيد منصور آبي، نثر الدر، تحقيق: منير محمد مدني، مصر، 1991 م، ج 1، ص 352.


محضر خدا


نماز امام صادق عليه السلام همراه با خشوع بود - كه قرآن از آن ستايش مي نمايد، قد افلح المؤمنون الذينهم في صلواتهم خاشعون. [1] «آن مؤمنان كه در نمازشان خشوع دارند، رستگارند.» هنگام آماده شدن براي نماز رنگ رخسار دگرگون مي شد؛ ستون هاي بدن از خوف خدا به لرزه مي آمد. [2] .

امام صادق عليه السلام سفارش مي كند در هر نمازي كه اقامه مي كني بر اين انديشه باش كه اين نماز آخرين نماز است، اذا صلت فصل لوقتها صلوة مودع تخاف الا تعود اليها. [3] .

درمورد خشوع مي فرمايد: اذا دخلت في صلاتك فعليك بالتخشع و الاقبال



[ صفحه 55]



علي صلاتك، [4] «هنگامي كه به نماز مي ايستي با حضور قلب باشد. با تمام توجه نماز بگذار».

نماز حضور در محضر كمال بي پايان است. نماز گزار هنگام نماز تمام وجودش متوجه قدرت، عظمت و جلالت خداي خويش است. نماز گزار هنگام نماز از تمام غير خدا بريده و به سرچشمه فيض بي كران پيوند خورده است و خويش را در محضر خدا مي بيند كه نماز حضور در محضر خداست.


پاورقي

[1] مؤمنون، 2.

[2] اعلام الهداية، ج 8، ص 32.

[3] محجة البيضاء، ج 1، ص 350.

[4] همان، ص 352.


سرداران بني عباس


بني عباس ابومسلم را به خراسان فرستادند. بني عباس خيلي در اين راه زحمت مي كشيدند. آنها از جان خود گذشته و مكرر مي گفتند كه: يا ما بايد محو شويم و از بين برويم و يا خلافت را از بني اميه بگيريم.

بني عباس دو نفر داعي و مبلغ داشتند كه نهضت آنها را رهبري مي كردند يكي در عراق و كوفه و يكي در خراسان. در كوفه «ابوسلمه ي خلال» و در خراسان «ابومسلم» اين امر را به عهده داشتند.

ابوسلمه در درجه ي اول بود و ابومسلم در درجه ي دوم. ابوسلمه فوق العاده مردي با تدبير و سياستمدار و مدبر و وارد در امور و خوش صحبت بوده است.


اعتقاد غلط ابن ابي العوجاء


وقتي ابن ابي العوجاء به غايب بودن خداوند اعتقاد دارد، حضرت در پاسخ با او برخورد تند مي كند كه «ويلك» چگونه خداوند متعال غايب است در صورتي كه با خلق خود حاضر و شاهد است و به بندگان خود از رگ گردن هم نزديكتر است.


گوشه هايي از جنايات وليد


از جمله جناياتي كه وليد بن يزيد مرتكب شد، تيرباران كردن قرآن است. توضيح اينكه هنگامي كه قرآن را باز كرد و براي پيش بيني آينده ي خود تفأل زد، اين آيه آمد: «آن ها از خدا تقاضاي فتح و پيروزي كردند و هر گردنكش منحرفي نااميد و نابود شد. به دنبال او جهنم خواهد بود و در آنجا از آب بدبوي متعفني نوشانده مي شوند» [1] .

وليد از ديدن اين آيه بيش از حد وحشت كرد و عصباني شد، به طوري كه قرآني را كه در دست داشت پاره كرد و اشعاري سرود:

آيا تويي كه هر جبار عنيد را تهديد مي كني؟ آري، من همان جبار عنيدم.

هنگامي كه پروردگار را در روز رستاخيز ملاقات كردي، بگو خداوندا، وليد مرا پاره كرد [2] .



[ صفحه 56]



از جنايات ديگر او اين است كه پس از شهادت زيد بن علي (تفصيل آن گذشت) دستور داد بدن او را از بالاي دار پايين آوردند و آتش زدند و خاكستر آن را به دريا ريختند.


پاورقي

[1] و استفتحوا و خاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم و يسقي من ماء صديد» (ابراهيم /15 و 16).

[2]

اتوعد كل جبار عنيد

فها انا ذاك جبار عنيد



اذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل يا رب مزقني الوليد



(تفسير قرطبي، ج 9، ص 350)

اما چيزي نگذشت كه وليد پس از پاره كردن قرآن به بدترين وضعي كشته شد و سرش را بريدند و بر بام قصرش آويزان كردند، سپس از آنجا برداشتند و بر دروازه ي شهر آويختند (همان مأخذ).


شرف رزق خداوند بر روزي هاي دنيوي


اين نكته را بايد توجه داشت كه از يك نظر، همه ي رزق ها رزق خدا است، اما آنچه تشريفا



[ صفحه 43]



منسوب به او است از ارزشي والا برخوردار است؛ مثل اين كه كعبه را «بيتي» [1] معرفي مي كند، در حالي كه همه ي بيوت متعلق به او است. چنين اضافه اي را «اضافه تشريفي» مي گويند؛ يعني، به دليل شرافتي كه برخي چيزها دارند، خداوند آنها را به خودش منتسب مي كند. نمونه ي ديگر اين مطلب در عبارت «نفخت فيه من روحي» [2] است. هر جنبنده اي كه روحي دارد روحش از آن خدا است، اما خداوند فقط روح انسان را روح خودش ناميده است.

بنابراين اولا، نعمت هاي دنيوي، همه وسيله ي آزمايش انسان است. ثانيا، هيچ كدام از آنها را نمي توان رزق الهي دانست؛ رزق خدايي، كه مورد نظر خداي متعال است، آن است كه در آخرت نصيب بندگان خاصش مي كند: تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة؛ [3] شما متاع دنيا را مي خواهيد و خدا آخرت را مي خواهد.

با همين مضمون (تحت تأثير قرار نگرفتن از برخورداري دنيايي ديگران) دو آيه ي ديگر هم در قرآن داريم: خداوند مي فرمايد: و لا تعجبك أموالهم و أولادهم انما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا و تزهق أنفسهم و هم كافرون؛ [4] مبادا از (كثرت) اموال و اولاد آنها به شگفت آيي؛ خدا مي خواهد آنها را در زندگي دنيا بدان ها عذاب كند و در حالي كه كافرند جان آنان را بستاند. آيه ي ديگر هم آيه ي 85 سوره ي توبه است كه با يكي دو كلمه اختلاف، دقيقا شبيه همين آيه است. اين آيات درباره ي منافقان نازل شده است.

خداوند در اين آيات كلمه ي «اعجاب» را به كار برده است. «اعجاب» مفهومي عميق تر از اين دارد كه انسان فقط از چيزي خوشش بيايد. هرگاه چيزي انسان را تحت تأثير قرار دهد و او را منفعل كند، مي گوييم او را به اعجاب واداشته است. خداوند به پيامبرش صلي الله عليه و آله و سلم مي فرمايد: كثرت اموال و اولاد آنها تو را دچار دل مشغولي نكند. آنها طعم زندگي و شيريني آن را نخواهند چشيد. اولين دردسر و زحمت افراد مال دوست در جمع كردن مال است، سپس در نگه داري آن. به همين دليل، شيريني زندگي را درك نمي كنند. هنگام مردن هم وقتي مي بينند تمام آنچه را جمع كرده و با زحمت از آن محافظت نموده بودند



[ صفحه 44]



از دست مي دهند، هر چه بيش تر نگران و افسرده مي شوند! اموالي را كه با يك عمر زحمت، ظلم و ستم، حق كشي و تجاوز به حقوق ديگران فراهم كرده بودند، همه را يك جا از دست مي دهند. آن گاه در حالي از دنيا مي روند كه كافرند. در مقام تعبير از مردن چنين كساني، خداوند نمي فرمايد: يموتون بلكه مي فرمايد: «تزهق أنفسهم» يعني جانشان درمي آيد و بدترين ناراحتي ها را متحمل مي شوند. اين همان نتيجه ي سوء آزمايش است كه در هنگام مرگ ظاهر مي شود. خداوند اين تعابير را به كار مي برد تا انسان را از دل بستن و خيره شدن به زر و زيور دنيا بر حذر دارد.

اين كه چرا خداوند كشش و تمايل به سمت اين گونه ظواهر دنيا را در دل انسان قرار داده بحث ديگري است، اما در هر حال روشن است كه اين گونه آيات و روايات درصدد تحذير مردم از چشم دوختن به مظاهر مادي زندگي است.


پاورقي

[1] بقره (2)135.

[2] حجر (15)، 29.

[3] انفال (8)، 67.

[4] توبه (9)، 55.


موضع حقيقي امام در برابر قدرت مسلط


در موارد نادري، موضع حقيقي امام در برابر قدرت مسلط زمان احساس مي شود؛ ليكن نه آن چنان كه امام را آشكارا روياروي وي قرار دهد؛ بلكه فقط به آن اندازه كه تاريخ را و نيز تا حدودي جو نزديك به خود را در جريان عمل و حركت خود بگذارد.

از جمله ي اين نمونه ها، نامه ي نكوهش بار و بي نهايت تكان دهنده اي است كه امام براي يكي از رجال ديني وابسته به دستگاه بني اميه به نام «محمد بن شهاب زهري» مي نويسد؛ كه در واقع بايد گفت امام اين نامه را براي تاريخ و نسلهاي پس از خود مي نويسد، نه براي محمد بن شهاب؛ زيرا محمد كسي نبود كه پس از آن همه وابستگي، از سفره ي چرب و نرم و از نفوذ و اقتدار و نام و نشاني كه به بركت آن دستگاه به دست آورده بود، صرفنظر كند؛ و ديديم كه صرفنظر نكرد؛ در سراسر عمر خود براي آنان و با آنان بود؛ حتي براي آنان كتاب هم نوشت [1] و در جهت



[ صفحه 26]



مصالح آنان حديث هم نقل و يا جعل كرد. [2] پس اين نامه، سندي است از امام سجاد عليه السلام، كه وضع زمان و وضع خود را در برابر اوضاع زمانه تشريح مي كند. متن اين نامه در كتاب شريف «تحف العقول» نقل شده و مي تواند مورد مراجعه قرار گيرد.

نمونه ي ديگر، پاسخي است كه به نامه ي عبدالملك مي دهد. در اين نامه، عبدالملك آن حضرت را بر ازدواج با كنيزك آزاد شده اش شماتت كرده بود و بدين وسيله خواسته بود هم به حضرت بفهماند كه از همه كار او - و حتي از امور داخلي و شخصي او - باخبر است، و هم خويشاوندي خود را به ياد وي آورد و چنان كه شيوه ي امثال او است، در مواردي از طريق استمالت با او كنار آيد. امام در پاسخ او ضمن يادآوري نظر اسلام در اين باره كه مسلماني و ايمان به خدا همه ي امتيازات ديگر را از ميان برمي دارد، با طنزي پنهان، او را به گذشته ي جاهلي پدرانش، و شايد به وضع جاهلي اكنون خودش، سرزنش مي فرمايد:

«فلا لؤم علي امرء مسلم انما الوم لؤم الجاهلية»؛ فرد مسلمان، هيچ پستي و خواري ندارد؛ پستي فقط در فرومايگي جاهليت است و بس.

وقتي نامه به خليفه ي اموي رسيد، پسرش سليمان - كه او نيز همچون پدر، طنز و سرزنش امام را در اين گفتارش حس كرده بود - گفت: عجب تفاخري بر تو كرده است اي اميرالمؤمنين! و خليفه كه از فرزند سبكسر خود عاقل تر و به عواقب درگيري با امام شيعيان واقف تر بود، گفت: چنين مگو پسرم! اين زبان بني هاشم است كه راه مي شكافد.... [3] .

نمونه ي ديگر، پاسخي است كه به تقاضاي عبدالملك بن مروان مي دهد.



[ صفحه 27]



عبدالملك شنيده بود كه شمشير پيامبر صلي الله عليه و آله در اختيار امام است. كسي را نزد آن حضرت فرستاد و تقاضا كرد شمشير را به او هبه كند و ضمنا يادآور شد كه امام هر گونه امري و كاري با او داشته باشد، در انجامش حاضر است. امام جواب عبدالملك را داد. خليفه نامه اي به حضرت نوشت و وي را تهديد كرد كه سهميه ي بيت المال او را قطع خواهد كرد. امام در پاسخ به او نوشت: اما بعد. خداوند عهده دار شده است كه بندگان متقي را از آنچه ناخوشايندشان است، نجات بخشد و از آنجا كه گمان ندارند، روزي دهد... و در قرآن فرموده است: همانا خدا دوست نمي دارد هيچ خيانتگر ناسپاس را.... اكنون بنگر كه كدام از ما دو نفر با اين آيه ي منطبق تريم. [4] .


پاورقي

[1] «مي پنداشتيم از زهري بسيار حديث نقل كرده ايم تا آنگاه كه وليد كشته شد... دفترها بود كه از خزانه ي وليد بر چهارپا بار مي شد و مي گفتند اينها از دانش زهري است». (طبقات ابن سعد، ج 2، جزء 2، ص 136 - 135).

[2] ر. ك: «اجوبة مسائل جارالله» سيد شرف الدين عاملي، ص 60 - 59 و نيز «در اسارت في الكافي و الصحيح»، ص 261.

[3] بحارالانوار، ج 46، ص 147 - 146، به نقل از كافي، ج 5، ص 244.

[4] بحارالانوار، ج 46، ص 95.


فتواهاي وهابيان درباره پيامبر خدا و...


وهابيان نيز به پيروي از ابن تيميه، درباره زيارت قبر رسول خدا (صلي الله عليه وآله) و شخصيت آن حضرت و همچنين درباره مسلمانان، همان ديدگاه ها و فتواها را دارند و چون شرح و توضيح تك تك آنها به درازا مي كشد، از اين فتواها تنها به نقل آنچه مرحوم آية الله سيد محسن امين در كشف الارتياب آورده، بسنده مي كنيم:

آن مرحوم در فصلي تحت عنوان «اعتقاد الوهابيين في النبي (صلي الله عليه وآله) و سائر الانبياء والصالحين و قبورهم» چنين مي گويد:

اعتقاد وهابي ها درباره پيامبر (صلي الله عليه وآله) و شفيع قرار دادن او به پيشگاه خدا و توسل جستن به آن حضرت و مخاطب قرار دادن او به تعبير «يا رسول الله» يا به تعبير «يا رسول الله بر



[ صفحه 50]



من شفاعت كن» و يا «تو را به پيشگاه خدا وسيله قرار مي دهم» و همچنين تبرك جستن به قبر او و نماز خواندن و دعا كردن در كنار اين قبر و تعظيم و احترام آن، همه اين اعمال شرك و كفر و بت پرستي و موجب حلال شدن مال و جان چنين افراد است؛ همان گونه كه سفر كردن براي زيارت قبر وي حرام و منهدم ساختن قبر و گنبد او واجب است و همچنين حرام است تبرك كردن خاك و لمس نمودن و بوسيدن قبر او و اين قبر اينك يكي از بت هاي دنيا بلكه بزرگترين بت ها است؛ همان گونه كه قبور ساير پيامبران و صالحان چنين است. [1] .

و مطالب ديگري كه ذكر آنها دور از ادب و احترام نسبت به ساحت مقدس رسول خدا (صلي الله عليه وآله) مي باشد.

مرحوم آية الله امين عاملي در فصل ديگري تحت عنوان «اعتقادهم في عموم المسلمين» مي نويسد: اعتقاد وهابيان درباره عموم مسلمانان اين است كه مسلمين پس از ايمان، به كفر برگشته اند و پس از توحيد به شرك گراييده اند؛ زيرا آنان در دين بدعت گذاشته و به جهت عبادت و زيارت و پرستش انبيا و صالحين، به كفر و شرك روي آورده اند؛ لذا جنگ با آنان واجب و ريختن خون آنان و تصرف اموالشان بر مسلمانان (وهابيان) حلال است! [2] .


پاورقي

[1] كشف الارتياب، ص127.

[2] همان.


شهداي واقعه حره


در سال 63 هجري به دستور يزيد بن معاويه، «مسلم بن عقبه مُرّي» براي سركوبي مردم مدينه، كه بر ضدّ حكومت يزيد قيام كرده بودند، عازم اين شهر شد و در «حرّه واقم» [1] به قتل عام مردم مدينه پرداخت. در اين قتل عام، حدود هفت هزار نفر از ساكنان شهر مدينه، كه بيشترشان از انصار، مهاجر، سادات و شيعيان بودند، كشته شدند و نواميس مردم مورد تجاوز سپاه بني اميه قرار گرفت. [2] قبور شهداي حرّه كمي بالاتر از قبور مجروحان احد است.


پاورقي

[1] «مدينه» ميان دو حرّه واقع شده كه يكي از آن ها حره واقم است و پيامبر (صلّي الله عليه و آله) ميان اين دو حرّه را حرم قرار دادند. (ر. ك. به: الجندي المكي، فضائل المدينه، ترجمه نگارنده اين سطور، فصلنامه ميقات حج، شماره 5).

[2] ابن اثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 114؛ ابوالفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 123.


منصور الدوانيقي - ابوجعفر - ابوالدوانيق - الدوانيقي - عبدالله الطويل - عبدالله ب


منصور الدوانيقي - ابوجعفر - ابوالدوانيق - الدوانيقي - عبدالله الطويل - عبدالله بن محمد بن علي

110- (عن محمد بن سنان قال: وجه المنصور الي سبعين رجلا من أهل كابل.

فدعاهم. فقال لهم: - ويحكم - انكم تزعمون انكم ورثتم السحر عن آبائكم - ايام موسي - و انكم تفرقون بين المرء و زوجه.

و ان اباعبدالله جعفر محمد ساحر [1] مثلكم. فأعلموا شيئا من السحر. فأنكم ان ابهتموه. اعطيتكم الجائزة العظيمة و المال الجزيل.

فقاموا الي المجلس الذي فيه المنصور.



[ صفحه 117]



و صوروا له سبعين صورة من صور السباع لا يأكلون و لا يشربون. و انما كانت صورا.

و جلس كل واحد منهم تحت صورته.

و جلس المنصور [2] علي سريره و وضع اكليله علي رأسه.

ثم قال لحاجبه: ابعث الي أبي عبدالله. فبعث اليه [3] .

فقام. فدخل [4] عليه [5] .

فلما [6] أن نظر عليه السلام اليه. و اليهم. و ما [7] قد استعدوا له.

رفع عليه السلام يده الي السماء. ثم تكلم بكلام. بعضه جهرا و بعضه خفيا.

ثم قال عليه السلام: - ويحكم [8] - انا الذي ابطلت سحر آبائكم - ايام موسي - و [9] انا الذي ابطل سحركم.

ثم نادي عليه السلام برفيع [10] صوته: قسورة: خذهم [11] .



[ صفحه 118]



فوثب كل [12] سبع منها علي صاحبه. و افترسه [13] في مكانه.

و وقع ابوجعفر [14] المنصور من سريره و هو يقول:

يا اباعبدالله اقلني. فوالله لا عدت الي مثلها - ابدا -.

فقال عليه السلام له: قد اقلتك.

قال: - سيدي - [15] فرد السباع كما كانت [16] .

قال عليه السلام: هيهات. ان عادت [17] عصا موسي. فستعود السباع [18] .

111- حدث الربيع صاحب المنصور قال: وجه المنصور الي سبعين رجلا من أهل بابل.

فدعاهم. و قال: - ويحكم - انتم ورثتم السحر من آبائكم من ايام موسي بن عمران.

و انكم لتفرقون بين المرء و زوجه.

و ان اباعبدالله جعفر بن محمد ساحر كاهن مثلكم.

فاعملوا شيئا من السحر.

فأنكم ان بهتموه اعطيكم به الجائزة العظيمة و المال الجزيل.

فقاموا الي المجلس الذي فيه المنصور.



[ صفحه 119]



فصورورا سبعين صورة من صور السباع.

و جلس كل واحد منهم بجنب صاحبه.

و جلس المنصور علي سرير ملكه و وضع التاج علي رأسه.

ثم قال لحاجبه: ابعث الي ابي عبدالله و احضره - الساعة -.

قال: فلما [حضروا] دخل عليه و نظر اليهم و اليه و ما قد استعد اليه.

غضب عليه السلام و قال: ويلكم أتعرفوني؟!

انا حجة الله الذي ابطل سحر آبائكم في ايام موسي بن عمران [19] .

ثم نادي عليه السلام برفيع صوته: ايها الصور الممثلة. ليأخذ كل واحد منكم صاحبه - بأذن الله تعالي -.

قال: فوثب كل سبع الي صاحبه و افترسه و ابتلعه في مكانه.

و وقع المنصور عن سريره مغشيا عليه.

فلما افاق قال: الله الله - يا اباعبدالله - ارحمني و اقلني.

فأني تبت توبة لا اعود الي مثلها ابدا.

فقال صلوات الله تعالي عليه: قد اقلتك و عفوت عنك.

ثم قال: - يا سيدي - قل للسباع أن يردهم الي ما كانوا.

قال عليه السلام: هيهات. ان اعادت عصا موسي سحرة فرعون. فستعيد السباع هذه السحرة [20] .



[ صفحه 120]



112- قال الربيع الحاجب: أخبرت الصادق عليه السلام بقول المنصور: لأقتلنك و لأقتلن اهلك حتي لا ابقي علي الأرض منكم قامة سوط.

و لأخربن المدينة حتي لا اترك فيها جدارا قائما.

فقال عليه السلام: لا ترع من كلامه و دعه في طغيانه.

فلما صار بين السترين سمعت المنصور يقول: ادخلوه الي سريعا.

فأدخلته عليه.

فقال: مرحبا بابن العم النسيب و بالسيد القريب.

ثم آخذ بيده و اجلسه علي سريره و اقبل عليه.

ثم قال: أتدري لم بعثت اليك؟

فقال عليه السلام: و أني لي علم بالغيب [21] .

قال: ارسلت اليك لتفرق هذه النانير في اهلك و هي عشرة آلاف دينار.

فقال عليه السلام: و لها غيري.

فقال: اقسمت عليك - يا اباعبدالله - لتفرقها علي فقراء اهلك.

ثم عانقه بيده و اجازه و خلع عليه.

و قال: يا ربيع. اصحبه قوما يردونه الي المدينة.

قال: فلما خرج ابوعبدالله عليه السلام قلت له:

يا اميرالمؤمنين لقد كنت من اشد الناس عليه غيظا.

فما الذي أرضاك عنه؟!

قال: يا ربيع لما حضرت الباب رأيت تنينا عظيما يقرض انيابه و هو



[ صفحه 121]



يقول بألسنة الآدميين:

ان انت اشكت [22] ابن رسول الله لأفصلن لحمك من عظمك فأفزعني ذلك. و فعلت به ما رأيت [23] .

113- عن علي بن ميسرة قال: لما استقدم عبدالله بن محمد الدوانيقي اباعبدالله عليه السلام أقام مولي له بسيف مسلول. قد أسبل عليه كمه.

و قال: اذا دخل [24] جعفر و صرت خلفه و اشرت اليك. فأضرب عنقه.

فلما دخل عليه السلام و نظر الي الدوانيقي أسر عليه السلام شيئا فيما بينه و بين نفسه [25] لم ندر ما هو. الا قوله عليه السلام: يا من يكفي خلقه كله. و لا يكفيه احد. اكفني شر عبدالله بن محمد.

فصار ابوجعفر الدوانيقي لا يبصر مولاه فيومي ء اليه.

و صار مولاه لا يبصره و لا يري اباعبدالله عليه السلام.

فقال [26] له: لقد عنيتك [27] - يا جعفر - في هذا الحر.

فأنصرف.



[ صفحه 122]



فأنصرف ابوعبدالله عليه السلام.

فقال الدوانيقي لمولاه: - ويلك - ما منعك من أن تمتثل أمري؟!

قال: لا - والله - ما أبصرته و لا أبصرتك حتي خرج.

و لقد دهمني [28] حجاب. حال بيني و بينه و بينك.

فقال الدوانيقي: لئن تحدثت بهذا لأقتلنك بدلا منه [29] .

114- عن علي بن ميسر قال: لما قدم ابوعبدالله عليه السلام علي أبي جعفر. اقام ابوجعفر مولي له علي رأسه.

و قال له: اذا دخل علي فأضرب عنقه.

فلما دخل ابوعبدالله عليه السلام نظر الي ابي جعفر و أسر عليه السلام شيئا فيما [30] بينه و بين نفسه.

لا يدري ما هو.

ثم اظهر عليه السلام: يا من يكفي خلقه كلهم و لا يكفيه احد. اكفني شر عبدالله بن علي [31] .

قال: [32] فصار ابوجعفر لا يبصر مولاه و - صار مولاه - [33] لا يبصره.



[ صفحه 123]



فقال [34] ابوجعفر: يا جعفر بن محمد. لقد عييتك [35] في هذا الحر. فأنصرف.

فخرج ابوعبدالله عليه السلام من عنده.

فقال ابوجعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما امرتك به؟

فقال: لا - والله - ما ابصرته. و لقد جاء شي ء فحال [36] بيني و بينه.

فقال له [37] ابوجعفر: - والله - لئن حدثت بهذا الحديث احدا [38] لأقتلنك [39] .

115- عن علي بن قيس قال: لما قدم ابوعبدالله عليه السلام علي أبي جعفر. اقام ابوجعفر مولي علي رأسه.

و قال له: اذا دخل علي فأضرب عنقه.

فلما دخل ابوعبدالله عليه السلام علي أبي جعفر.

فنظر عليه السلام الي ابي جعفر فأستر عليه السلام شيئا في نفسه فيما بينه و بين نفسه. و لم يدر ما هو.

ثم اظهر عليه السلام: يا من يكفي خلقه كله و لا يكفيه احد اكفني شر عبدالله بن محمد بن علي.

فصار ابوجعفر لا يبصر مولاه و صار مولاه لا يبصره.

فقال ابوجعفر: يا جعفر بن محمد. لقد غثثتك في هذا الحر.



[ صفحه 124]



فأنصرف.

فخرج أبوعبدالله عليه السلام من عنده.

فقال أبوجعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما امرتك؟!

فقال: لا - والله - ما أبصرته.

و لقد جاء شي ء فحال بيني و بينه.

قال ابوجعفر: - والله - لئن حدثت بهذا الحديث احدا لأقتلنك [40] .

118- عن محمد بن عبيدالله الاسكندري قال: كنت من ندماء ابي جعفر المنصور و خواصه. و كنت صاحب سره.

فبينا انا. اذ دخلت عليه - ذات يوم - فرأيته مغتما.

فقلت له: ما هذه الفكرة - يا اميرالمؤمنين -؟!

قال: فقال لي: - يا محمد - لقد هلك من اولاد فاطمة مائة أو يزيدون. و قد بقي سيدهم و امامهم.

فقلت له: من ذاك يا اميرالمؤمنين؟!

قال: جعفر بن محمد. رأس الروافض و سيدهم.

فقلت له: من ذاك يا اميرالمؤمنين؟!

قال: جعفر بن محمد. رأس الروافض و سيدهم.

فقلت له: يا اميرالمؤمنين انه رجل شغلته العبادة عن طلب الملك و الخلافة.

فقال لي: قد علمت انك تقول به و بأمامته. و لكن الملك عقيم.

و قد آليت علي نفسي أن لا امسي عشيتي هذه حتي افرغ منه.

ثم دعا بسياف. و قال له: اذا انا احضرت اباعبدالله و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي فهو العلامة بيني و بينك.

فأضرب عنقه.



[ صفحه 125]



فأمر بأحضار الصادق عليه السلام.

فأحضر في تلك الساعة.

و لحقته في الدار - و هو عليه السلام - يحرك شفتيه.

فلم ادر ما الذي قرء عليه السلام الا انني رأيت القصر يموج كأنه سفينة.

فرأيت اباجعفر المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيده.

حافي القدمين. مكشوف الرأس.

يحمر - ساعة - و يصفر - اخري -

و أخذ بعضد الصادق عليه السلام و اجلسه علي سرير ملكه في مكانه.

و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه.

ثم قال: ما الذي جاء بك الينا - في هذه الساعة - يابن رسول الله؟!

قال عليه السلام: دعوتني. فأجبتك.

قال: ما دعوتك، و انما الغلط من الرسول.

ثم قال له: سل حاجتك - يابن رسول الله -.

فقال عليه السلام: أسألك أن لا تدعوني لغير شغل.

قال: لك ذاك.

و انصرف ابوعبدالله عليه السلام.

فلما انصرف عليه السلام. نام ابوجعفر و لم ينتبه الي نصف الليل.

فلما انتبه. كنت جالسا عند رأسه. قال لي: لا تبرح - يا محمد - من عندي حتي اقضي ما فاتني من صلاتي و احدثك بحديث.

قلت: سمعا و طاعة - يا اميرالمؤمنين -.



[ صفحه 126]



فلما قضي صلاته قال: اعلم اني لما احضرت سيدك: - اباعبدالله - و هممت بما هممت به من السوء رأيت تنينا قد حوي - بذنبه - جميع داري و قصري. و قد وضع شفته العليا في اعلاها و السفلي في اسفلها.

و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين: - يا منصور - ان الله بعثني اليك و امرني ان انت احدثت في عبدي الصالح الصادق حدثا ابتلعتك و من في الدار جميعا.

فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني.

قال محمد: قلت: ليس هذا بعجيب. فأن اباعبدالله عليه السلام وارث علم النبي و جده اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و عنده من الاسماء و الدعوات التي لو قرأها علي الليل المظلم لأنار و علي النهار المضي ء لأظلم.

فقال محمد بن عبيد [41] الله: فلما مضي [42] عليه السلام.

استأذنت من ابي جعفر لزيارة مولانا الصادق عليه السلام.

فأجاب و لم يأب.

فدخلت عليه عليه السلام و سلمت و قلت له: اسألك - يا مولاي - بحق جدك رسول الله صلي الله عليه و آله أن تعلمني الدعاء الذي قرأته عند دخولك علي أبي جعفر - في ذلك اليوم -؟!



[ صفحه 127]



قال عليه السلام: لك ذلك.

فأملاه عليه السلام علي. ثم قال عليه السلام: هذا حرز جليل و دعاء عظيم نبيل من قرأه صباحا كان في امان الله الي العشاء.

و من قرأه عشاءا كان في حفظ الله تعالي الي الصباح.

و قد علمنيه ابي باقر علم الاولين و الآخرين عن أبيه سيدالعابدين عن أبيه سيدالشهداء عن أخيه سيد الأصفياء عن أبيه سيد الأوصياء عن محمد سيد الأنبياء صلوات الله عليه و آله الطاهرين.

استخرجه من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و هو:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هداني للاسلام و اكرمني [43] .

119- عن محمد بن عبدالله الاسكندري انه قال: كنت من جملة ندماء اميرالمؤمنين المنصور ابي جعفر و خواصه.

و كنت صاحب سره من بين الجميع. فدخلت عليه يوما.

فرأيته مغتما. و هو يتنفس نفسا باردا.

فقلت: ما هذه الفكرة يا اميرالمؤمنين؟!

فقال لي: - يا محمد - لقد هلك من اولاد فاطمة مقدار مائة أو يزيدون. و قد بقي سيدهم و امامهم.



[ صفحه 128]



فقلت له: من ذلك؟!

قال: جعفر بن محمد الصادق.

فقلت له: يا اميرالمؤمنين. انه رجل انحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة.

فقال: يا محمد. و قد علمت أنك تقول به و بأمامته. لكن الملك عقيم.

و قد آليت علي نفسي أن لا امسي عشيتي - هذه - أو افرغ منه.

قال محمد - والله - لقد ضاقت علي الارض برحبها.

ثم دعا سيافا فقال له: اذا انا احضرت اباعبدالله الصادق. و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي.

فهو العلامة بيني و بينك. فأضرب عنقه.

ثم احضر اباعبدالله عليه السلام - في تلك الساعة -.

و لحقته في الدار. و هو عليه السلام يحرك شفتيه فلم ادر ما هو الذي قرأ.

فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار.

فرأيت اباجعفر المنصور و هو يمشي بين يديه.

حافي القدمين مكشوف الرأس.

قد اصطكت اسنانه و ارتعدت فرائصه يحمر - ساعة - و يصفر اخري.

و اخذ بعضد أبي عبدالله الصادق عليه السلام و أجلسه علي سرير ملكه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه.

ثم قال: يابن رسول الله - ما الذي جاءك - في هذه الساعة -؟!

قال عليه السلام: جئتك - يا اميرالمؤمنين - طاعة لله عزوجل



[ صفحه 129]



و لرسوله صلي الله عليه و آله و لاميرالمؤمنين - ادام الله عزه - [44] .

قال: ما دعوتك. و الغلط من الرسول.

ثم قال: سل حاجتك.

فقال عليه السلام: اسألك أن لا تدعوني لغير شغل.

قال: لك ذلك و غير ذلك.

ثم انصرف ابوعبدالله عليه السلام.

و حمدت الله عزوجل كثيرا.

و دعا ابوجعفر المنصور بالروائح.

و نام. و لم ينتبه الا في نصف الليل.

فلما انتبه كنت - عند رأسه - جالسا - فسره ذلك.

و قال لي: لا تخرج حتي اقضي ما فات من صلاتي. فأحدثك بحديث.

فلما قضي صلاته اقبل علي و قال لي: لما احضرت اباعبدالله الصادق و هممت به ما هممت من السوء.

رأيت تنينا قد احتوي - بذنبه - جميع داري و قصري. و قد وضع شفتيه العليا في اعلاها. و السفلي في اسفلها و هو يكلمني بلسان طلق



[ صفحه 130]



ذلق عربي مبين: - يا منصور - ان الله تعالي جده. قد بعثني اليك و أمرني - أن انت احدثت في ابي عبدالله الصادق حدثا - فأنا ابتلعك و من في دارك جميعا.

فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي.

و اصطكت اسناني.

قال محمد بن [45] الاسكندري:

قلت له: ليس هذا بعجيب - يا اميرالمؤمنين -.

فأن اباعبدالله وارث علم النبي و جده اميرالمؤمنين علي عليه السلام و عنده من الاسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها علي الليل لأنار و لو قرأها علي النهار لأظلم و لو قرأها علي الامواج من البحور لسكنت.

قال محمد: فقلت له - بعد ايام -: أتأذن لي - يا اميرالمؤمنين - أن أخرج الي زيارة ابي عبدالله الصادق؟!

فأجاب. فلم يأب.

فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و سلمت و قلت: اسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله صلي الله عليه و آله أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرأه عند دخولك علي أبي جعفر المنصور.

قال عليه السلام. لك ذلك.

ثم قال عليه السلام لي: - يا محمد - هذا الدعاء حرز جليل و دعاء عظيم حفظته علي [46] آبائي الكرام عليهم السلام.



[ صفحه 131]



و هو حرز مستخرج من كتاب الله عزوجل العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد.

و قال عليه السلام لي: اكتب و املي عليه السلام علي ذلك.

و هو حرز جليل و هو دعاء عظيم مبارك مستجاب...

و هذا اول الدعاء:

لا اله الا الله ابدا حقا حقا لا اله الا الله ايمانا و صدقا [47] [48] .

120- قال محمد بن الاسقنطري [49] : كنت من خواص المنصور ابي جعفر الدوانيقي. و كنت اقول بأمامة ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام.



فدخلت - يوما - علي أبي جعفر الدوانيقي. و اذا هو يفرك يديه و يتنفس تنفسا باردا.

فقلت: - يا اميرالمؤمنين - ما هذه الفكرة؟!

فقال: - يا محمد - اني قتلت من ذرية فاطمة بنت رسول الله الفا أو يزيدون. و قد تركت سيدهم المشار اليه.

فقلت له: و من ذلك - يا اميرالمؤمنين -؟!

فقال: ذلك جعفر بن محمد.



[ صفحه 132]



فقلت له: ان جعفر بن محمد رجل قد انحلته العبادة و اشتغل بالله عما سواه و عما في ايدي الملوك.

فقال: يا محمد - قد علمت بأنك تقول بأمامته.

- والله - أنه لأمام هذا الخلق كلهم.

و لكن الملك عقيم.

و آليت علي نفسي أن لا امسي أو افرغ منه.

قال محمد: - فوالله - لقد اظلم علي البيت. من شدة الغم.

ثم دعا المنصور بالموائد. فأكل و شرب ثلاثة ارطال خمر.

ثم امر الحاجب أن يخرج كل من في المجلس.

و لم يبق الا أنا و هو.

ثم دعا بسياف له.

و قال له: - ويلك - يا سياف.

فقال له: لبيك - يا اميرالمؤمنين -.

قال: اذا أنا احضرت جعفر بن محمد و جاريته [50] الحديث. و قلعت القلنسوة عن رأسي. فأضرب عنقه.

فقال: نعم - يا اميرالمؤنين -.

قال محمد: فضاقت علي الأرض برحبها.

فلحقت السياف. فقلت له - سرا -:

- ويلك - تقتل جعفر بن محمد؟! و يكون خصمك رسول الله؟!

فقال السياف: - والله - لأفعلن ذلك.



[ صفحه 133]



قلت: و ما الذي تفعل؟!

قال: اذا حضر ابوعبدالله عليه السلام و اشغله [51] أبوجعفر الدوانيقي بالكلام و أخذ قلنسوته عن رأسه. ضربت عنق أبي جعفر الدوانيقي.

فقلت: قد اصبت الرأي.

و لم ابل [52] بما قد صرت اليه و لا ما يكون من امري.

فأحضر ابوعبدالله جعفر عليه السلام علي حمار مصري.

فلحقته في الستر الأول و هو عليه السلام يقول: يا كافي موسي من فرعون. يا كافي محمد الأحزاب.

ثم لحقته عليه السلام في الستر الذي بينه و بين المنصور.

و هو عليه السلام يقول: يا دائم.

ثم تكلم عليه السلام بكلام و اطبق شفتيه و لم أدر ما الذي قال عليه السلام.

قال: فرأيت القصر يموج بي كأنه سفينة في موج البحار.

و رأيت المنصور و هو يسعي بين يدي ابي عبدالله الصادق عليه السلام حافي القدم مكشوف الراس.

قد اصطكت اسنانه و ارتعدت فرائصه...

يسو - ساعة - و يصفر - ساعة اخري -.

حتي اخذ بعضد ابي عبدالله عليه السلام و أجلسه علي سرسر ملكه.

وجثي بين يديه كما يجثو العبد بين يدي سيده.

ثم قال له: يابن رسول الله ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟!

فقال عليه السلام: دعوتني. فأجبتك.



[ صفحه 134]



فقال له المنصور: سل ما شئت.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: حاجتي أن لا تدعوني حتي اجيئك [53] .

و لا تسأل عني حتي اسأل عنك.

فقال المنصور: لك ذلك.

و خرج ابوعبدالله عليه السلام من عنده.

فدعا المنصور بالدواويح و الفنك و السمور و الحواصل.

و هو يرتعد -.

فنام تحته.

فلم ينتبه الا في نصف الليل.

فلما انتبه - و اني عند رأسه جالس -.

فقال لي: أجالس انت - يا محمد -؟!

قلت: نعم - يا اميرالمؤمنين -.

فقال: ارفق حتي اقضي ما فاتني من الصلاة. و احدثك.

فلما انفتل من الصلاة. اقبل علي.

و قال: - يا محمد - لما احضرت اباعبدالله جعفر بن محمد.

و قد هممت من السوء ما قد هممت به.

رأيت تنينا قد حوي [54] بذنبه في اعلي مقامي و هو ينادي بلسان طلق ذلق عربي مبين و يقول:

يا عبدالله. ان الله جل و عز بعثني و أمرني - ان احدثت بجعفر



[ صفحه 135]



بن محمد حدثا - بأن ابتلعك مع اهل قصرك - هذا -.

فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي.

قال محمد: قلت: أسحر هذا - يا اميرالمؤمنين -؟!

فقال لي: اسكت - ويلك - اما تعلم ان جعفر بن محمد وارث النبيين و الوصيين. و عنده الاسم الاعظم المخزون الذي لو قرأه علي الليل لأنار و علي النهار لأظلم. و علي البحار لسكنت؟!

فقلت له: - يااميرالمؤمنين - فدعه علي شأنه و لا تسأل عنه بعد يومك هذا.

فقال المنصور: - والله - لا سألت عنه ابدا [55] .

فوالله ما سأل [56] عنه المنصور - قط - [57] .

121- (عن الامام الرضا عليه السلام عن أبيه الكاظم عليه السلام) قال: أرسل أبوجعفر الدوانيقي الي جعفر بن محمد عليهماالسلام ليقتله. و طرح له [58] سيفا



[ صفحه 136]



و نطعا. و قال [59] للربيع: اذا انا كلمته ثم ضربت بأحدي يدي علي الأخري. فأضرب عنقه.

فلما دخل جعفر بن محمد عليهماالسلام و نظر [60] اليه من بعيد يحرك [61] شفتيه و ابوجعفر علي فراشه.

و قال: مرحبا و اهلا بك - يا أباعبدالله - ما ارسلنا اليك الا رجاء أن نقضي دينك و نقضي ذمامك.

ثم سائله [62] مسألة لطيفة عن أهل بيته [63] .

و قال [64] : قد قضي الله دينك [65] و أخرج حايزتك [66] .

- يا ربيع - لا تمضين [67] ثالثة حتي يرجع جعفر [68] الي اهله.

فلما خرج عليه السلام [69] قال له الربيع: يا اباعبدالله أرأيت السيف [70] .



[ صفحه 137]



انما كان [71] وضع لك و النطع.

فأي شي ء رأيتك تحرك [72] به شفتيك؟!

قال [73] جعفر عليه السلام: نعم - يا ربيع - لما رأيت الشر في وجهه قلت: حسبي الرب من المربوبين. و [74] حسبي الخالق من المخلوقين و [75] حسبي الرازق من المرزوقين و [76] حسبي الله رب العالمين.

حسبي من هو حسبي. حسبي من لم يزل حسبي.

حسبي الله. لا اله الا هو. عليه توكلت و هو رب العرش العظيم [77] .

122- (و في رواية اخري): ان الربيع قال للدوانيقي: ما بدا لك - يا اميرالمؤمنين - حيث انبسطت الي جعفر بن محمد. بعد ما اضمرت له ما اضمرت؟!

قال: - والله - لقد رأيت - قدامه - أسدين فاغرين فمويهما.

فلو هممت به سوءا لأبتلعاني.

فلذلك تضرعت له و فعلت [78] ما فعلت [79] .



[ صفحه 138]



123- (قال منصور الدوانيقي - عليه اللعنة - للربيع - لما استدعا الامام عليه السلام - مرة خامسة - الي بغداد ليقتله -):

.... يا ربيع كنت مصرا علي قتل جعفر و لا اسمع له قولا و لا اقبل له عذرا.

و كان امره - و ان كان ممن لا يخرج بسيف - اغلظ عندي و اهم علي من امر عبدالله بن حسن.

و قد كنت اعلم هذا منه و من آبائه. علي عهد بني امية.

فلما هممت به في المرة الاولي تمثل لي رسول الله.

فاذا هو حائل بيني و بينه. باسط كفيه. حاسر علي ذراعيه.

قد عبس و قطب في وجهي.

فصرفت وجهي عنه.

ثم هممت به - في المرة الثانية - و انتضيت من السيف اكثر مما انتضيت منه في المرة الاولي فاذا انا برسول الله قد قرب مني و دنا شديدا و هم بي... أن لو فعلت. لفعل.

فأمسكت.

ثم تجاسرت و قلت: هذا بعض افعال الرأي [80] .

ثم انتضيت السيف في الثالثة فتمثل لي رسول الله باسط ذراعيه.

قد تشمر و احمر و عبس و قطب حتي كاد أن يضع يده علي.

فخفت - والله - لو فعلت. لفعل. و كان مني [81] ما رأيت... [82] .



[ صفحه 139]



124- (كان داود اخا للامام الصادق عليه السلام - من الرضاعة - فقبض منصور الدوانيقي عليه و علي جماعة من آل أبي طالب و حبسهم)...

قالت ام داود: فغاب عني حينا بالعراق و لم اسمع له خبرا.

و لم ازل ادعو و اتضرع الي الله جل أسمه و اسأل اخواني - من اهل الديانة و الجد والاجتهاد - أن يدعو الله تعالي لي.

و انا في ذلك - كله - لا اري في دعائي الاجابة.

فدخلت علي أبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله تعالي عليه - يوما - اعوده من [83] علة وجدها.

فسألته عن حاله و دعوت له.

فقال عليه السلام لي: يا ام داود. ما فعل داود؟!

- و كنت قد ارضعته بلبنه -.

فقلت: يا سيدي. و اين داود؟! و قد فارقني منذ مدة طويلة و هو محبوس بالعراق.

فقال عليه السلام: و اين انت عن دعاء الاستفتاح. و هو الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء و يلقي صاحبه الاجابة - من ساعته -.

و ليس لصاحبه عند الله تعالي جزاء الا الجنة.

فقلت له: كيف ذلك - يابن الصادقين -؟!

فقال عليه السلام لي - يا ام داود -... [84] .



[ صفحه 140]



(فقالت ام داود - رضوان الله تعالي عليها -): فكتبت هذا الدعاء و انصرفت.

و دخل شهر رجب و فعلت مثل ما امرني به - تعني الصادق عليه السلام - ثم رقدت تلك الليلة... [85] .

قالت: فأنتبهت. فما لبثت الا قدر مسافة الطريق من العراق الي المدينة - للراكب المجد المسرع العجل - حتي قدم علي داود.

فسألته عن حاله؟

فقال، اني كنت محبوسا في اضيق حبس و اثقل حديد. [86] ... [87] .

... الي يوم النصف من رجب.

فلما كان الليل رأيت في منامي كأن الارض قبضت لي.

فرأيتك [88] علي حصير صلاتك و حولك رجال رؤوسهم في السماء و ارجلهم في الارض.

يسبحون الله تعالي حولك.

فقال لي قائل منهم - حسن الوجه نظيف الثوب. طيب الرائحة -:

خلت [89] جدي رسول الله صلي الله عليه و آله:

ابشر يابن العجوزة الصالحة.

فقد استجاب الله لأمك فيك دعاؤها.



[ صفحه 141]



فأنتبهت. و رسل المنصور علي الباب.

فأدخلت عليه - في جوف الليل -.

فأمر بفك الحديد عني و الاحسان الي.

و أمر لي بعشرة آلاف درهم.

و حملت علي نجيب.

و سوقت بأشد السير و السرعة. حتي دخلت المدينة.

قالت ام داود: فمضيت به الي أبي عبدالله عليه السلام.

فقال عليه السلام: ان المنصور رأي اميرالمؤمنين عليا عليه السلام - في المنام - يقول عليه السلام له: اطلق ولدي و الا القيتك في النار.

و رأي [90] كأن تحت قدميه النار.

فأستيقظ. و قد سقط في يديه - فأطلقك - يا داود -. [91] [92] .

125-(قال احمد بن [93] المقدام الرازي: وقع الذباب علي المنصور. فذبه عنه.

فعاد.

فذبه عنه. حتي أضجره.

فدخل عليه [94] جعفر بن محمد عليهماالسلام.



[ صفحه 142]



فقال له المنصور: يا اباعبدالله [95] لم خلق الله [96] الذباب؟

قال عليه السلام: ليذل به الجبارة [97] .

126-عن الربيع - صاحب المنصور - قال:

قال المنصور - يوما - لأبي عبدالله عليه السلام - و قد وقع علي المنصور ذباب - فذبه عنه.

ثم وقع عليه.

فذبه عنه.

ثم وقع عليه.

فذبه عنه.

فقال: يا اباعبدالله. لأي شي ء خلق الله الذباب؟

قال عليه السلام: ليذل به الجبارين [98] .



[ صفحه 143]




پاورقي

[1] نستغفر الله تبارك و تعالي و نستميح ساحة الامام الصادق عليه السلام المعصومة الطاهرة المقدسة من درج هذه الفقرة و تكرار ما تفوه به هذا الشقي و كتابة هذه الجسارة التي تجاسر بها هذا الدني.

[2] ما بين النجمتين ساقط من نسخة الاختصاص و لم يطبع فيه.

اذا المطبوع فيه فقرات آخر الخبر فقط. و ما قبله بياض - فراجع ثمة.

[3] ما بين النجمتين لم يذكر في دلائل الامامة.

[4] في الاختصاص: فقام حتي دخل.

[5] في الاختصاص بدون كلمة: عليه.

[6] في الاختصاص: فلما بصر به و بهم.

[7] في الاختصاص بدون كلمة: ما.

[8] في الاختصاص: ويلكم.

[9] ما بين النجمتين لم يذكر في دلائل الامامة.

[10] في الاختصاص: يرفع صوته.

[11] في الاختصاص بدون كلمة: خذهم.

[12] في الاختصاص: فوثب كل واحد منهم علي صاحبه.

[13] في الاختصاص: فأفترسه.

[14] في دلائل الامامة بدون كلمة: ابوجعفر.

[15] في الاختصاص بدون كلمة: يا سيدي.

[16] في دلائل الامامة: فرد السباع الي ما اكلوا.

[17] في الاختصاص: ان رد.

[18] دلائل الامامة: ص299 و300 و الاختصاص: ص246 و247 و صدر الخبر لم يطبع في النسخة التي بأيدينا من الاختصاص و محله بياض.

[19] و معني قوله عليه السلام: انا حجة الله الذي ابطل سحر ابائكم. في ايام موسي (أي): اني مثل ذلك الحجة. (نقلا عن مدينة المعاجز).

[20] مدينة المعاجز: ج5 ص- 251 للسيد هاشم البحراني - رضوان الله تعالي عليه -.

[21] انما قال عليه السلام ذلك علي سبيل التقية - فلا تغفل -.

[22] أي: ادخلت الشوك في جسده. مبالغة في تعميم انواع الضرر (نقلا عن هامش المصدر و هو منقول من بحارالانوار للعلامة المجلسي - قدس الله تعالي روحه القدوسي -).

[23] المناقب: ج4 ص231.

[24] في نسخة: اتيت.

[25] في نسخة:... نفسه كلاما.

[26] أي: فقال المنصور - عليه اللعنة - للامام الصادق عليه السلام.

[27] أي: اتعبتك.

[28] دهمه الامر أي: غشيه. و في نسخه: همني.

[29] الخرائج: ج2 ص773 و774.

[30] في بصائر الدرجات بدون كلمة: فيما.

[31] هكذا في المصدرين. و هو محل تأمل. اذ الظاهر - كما في سائر المصادر - أن اسم منصور الدوانيقي. عبارة عن: عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن المطلب.

[32] في بصائر الدرجات بدون كلمة: قال.

[33] ما بين النجمتين لم يذكر في بصائر الدرجات.

[34] في بصائر الدرجات: قال فقال.

[35] في بصائر الدرجات: لقد أتعبتك.

[36] في بصائر الدرجات: حال.

[37] في بصائر الدرجات بدون كلمة: له.

[38] في بصائر الدرجات بدون كلمة: احدا.

[39] الكافي: ج2 ص559 و560 و بصائر الدرجات: ص494 و495.

[40] مختصر بصائر الدرجات: ص8 و9.

[41] هكذا في هذا الموضع من المصدر. و مضي في صدره ان اسمه محمد بن عبيدالله و يذكر اسمه في الحديث الآتي تحت عنوان: محمد بن عبدالله.

و علي أي حال فالظاهر انه وقع سهود مطبعي عند ذكر اسمه اما في صدر الخبر.

و اما في متنه و ذيله - فلا تغفل -.

[42] أي: الامام الصادق صلوات الله تعالي عليه.

[43] و الدعاء طويل جدا. من اراد الاطلاع علي ذلك فليراجع المصدر - ان شاء الله تعالي، مهج الدعوات: ص32 الي ص38.

[44] انظر الي مدي شدة تقية الامام الصادق - صلوات الله تعالي عليه - و هو عليه السلام الحجة لله تعالي علي الخلق اجمعين و خليفته في الأرضين عند مواجهته عليه السلام مع الطاغية: منصور الدوانيقي - عليه اللعنة و الغاوية.

[45] هكذا في هذا الموضع من المصدر و الظاهر: محمد بن عبدالله الاسكندري.

[46] هكذا في المصدر والظاهر: عن.

[47] و الدعاء طويل جدا. فمن اراد الاطلاع عليه فليراجع هذا الموضع من مهج الدعوات.

و اعلم ان متن هذا الدعاء هو غير متن الدعاء الذي ذكر في ذيل الحديث السابق و فقراته تختلف مع فقرات ذلك الدعاء.

اذ هذا الدعاء هو دعاء مستقل. و لا يشبه متنه مع متن ذلك الدعاء. المذكور في ذيل حديث رقم811.

[48] مهج الدعوات: ص248 الي ص258.

[49] هكذا في المصدر و الظاهر: محمد بن عبدالله الاسكندري.

[50] أي: حادثته.

[51] في نسخة: و شغله.

[52] أي: لم ابال من المبالاة و الأعتناء.

[53] في نسخة: اجيبك.

[54] في نسخة: قد جري.

[55] قد كذب منصور الدوانيقي - عليه اللعنة - في حلفه هذا. لأنه الذي كان قد سم الامام الصادق صلوات الله تعالي عليه.

فقبض عليه السلام شهيدا مسموما علي اثر ذلك السم.

[56] أي: لم يعلم محمد الاسكندري - بعد ذلك - و لم يطلع علي استدعاء المنصور الامام عليه السلام بعد تلك االواقعة -. اذ تكرر الاستدعاء. مرات عديدة أو انه مات محمد الاسكندري قبل ان يسم الدوانيقي - عليه اللعنة - الامام الصادق عليه السلام و يقتله عليه السلام مسموما.

[57] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني - رضوان الله تعالي عليه - منشورات مؤسسة المعارف الاسلامية -: ج5 ص241 الي244 نقلا عن عيون المعجزات.

[58] في ملحقات احقاق الحق.: ج12 ص246 بدون كلمة: له.

[59] في ملحقات احقاق الحق: و قال لحاجبه الربيع: يا ربيع اذا.

[60] في ملحقات احقاق الحق: فنظر اليه من بعيد. نزق ابوجعفر علي فراشه و قال: مرحبا و اهلا و سهلا (نزق يعني: تحرك).

و في الملحقات احقاق الحق: علي فراسه (و هو سهو مطبعي ظاهر).

[61] في نسخة من العيون: فحرك.

[62] في ملحقات احقاق الحق: ثم سأله.

[63] في نسخة من العيون: ثم سائله عن اهل بيته.

[64] في ملحقات احقاق الحق: و قال له.

[65] و في نسخة من العيون: قضي الله حاجتك و دينك.

[66] في ملحقات احقاق الحق: جايزتك.

[67] في ملحقات احقاق الحق: لا تمض.

[68] في ملحقات احقاق الحق: جعفر بن محمد.

[69] في ملحقات احقاق الحق: فلما خرج هو و الربيع. قال له: يا اباعبدالله.

[70] في ملحقات احقاق الحق: أرأيت السيف و النطع؟!.

[71] في ملحقات احقاق الحق: انما كان وضعا لك. فأي شي ء.

[72] في ملحقات احقاق الحق: تحركت به شفتاك.

[73] في ملحقات احقاق الحق: قال: - يا ربيع -: لما رأيت.

[74] في ملحقات احقاق الحق بدون كلمة: و.

[75] في ملحقات احقاق الحق بدون كلمة: و.

[76] في ملحقات احقاق الحق بدون كلمة: و.

[77] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج1 ص. 305 و ملحقات احقاق الحق: ج12 ص246.

[78] أي انصرافه من القتل و اكرامه للامام عليه السلام.

[79] ملحقات احقاق الحق: ج12 ص(. 247 و لم تذكر هذه التتمة في العيون).

[80] أي: الرؤيا و الخيال.

[81] أي: انصرافي من قتل الامام عليه السلام و اكرامي له عليه السلام.

[82] مهج الدعوات: ص244 و245.

[83] في نسخة: في علة.

[84] الي آخر الخبر. و يذكر عليه السلام فيه كيفية الدعاء و ما يجب أن يفعل ضمنه من الاعمال.

[85] الي آخر الخبر.

[86] و في رواية: و اثقل قيد.

[87] الي آخر الخبر.

[88] أي: رأي داود امه - في المنام - و هي جالسة في مصلاها علي حصير.

[89] هكذا في المصدر و لا نعرف معناه؟!.

[90] أي: رأي منصور الدوانيقي - عليه اللعنة - كأن تحت قدميه النار و احس بحرارتها فأستيقظ من نومه لذلك.

[91] الي آخر الخبر.

[92] اقبال الاعمال: ج3 ص241 الي ص251 و الحديث طويل ذكرنا منه موضع الحاجة اليه.

[93] في كشف الغمة: احمد بن عمرو بن المقدادم.

[94] في المناقب بدون كلمة: عليه.

[95] في كشف الغمة: يا با عبدالله.

[96] في المناقب: لم خلق الذباب.

[97] المناقب: ج4 ص251 و كشف الغمة: ج2 ص158.

[98] علل الشرايع: ص. 209

و في الخبرين اشعار و تلويح بأمرين: اولا: أن منصور الدوانيق - عليه اللعنة - جبار عات.

و ثانيا: انه - عليه اللعنة - ذليل ضعيف حقير.


جعفر ايها الصديق 26


هل حطمت الشياطين أصفادها و الأغلال فانطلقت تعربد و تدمر و تجدف بكلمة الكفر.

خلع «المفضل» نعليه و قد ولج البقعة المقدسة بين «القبر» و «المنبر»، جلس يتأمل، فلعل نفسه تستعيد طمأنينتها في هذه الروضة.

كانت شمس الأصيل تتهادي في الأفق و ترسل أشعتها الذهبية عبر الكوي و النوافذ فتملأ مسجد النبي بالنور و السكينة و الجلال.

امتعض «ابن المفضل» و هو يري رجلا يقتحم تلك السكينة؛ ليس هناك من لا يعرف «ابن أبي العوجاء».

تساءل ابن المفضل و هو يراقب الرجل و قد اتخذ مجلسه قريبا.

كادت السكينة تعود مرة أخري إلي المكان لولا رجل آخر يلج المسجد ويتجه صوب ابن أبي العوجاء، و يجلس في حضرته جلسة



[ صفحه 128]



المريد في حضرة الساحر، وجد المفضل نفسه يصغي إلي حديث الرجلين، قال ابن أبي العوجاء و هو ينظر إلي قبر آخر الأنبياء:

- لقد بلغ صاحب هذا القبر ذروة المجد.

اجاب صاحبه:

- كان و لا شك فيلسوفا ادعي المنزلة الكبري، و جاء بالمعجزات العظمي فبهر بذلك العقول، فلما دخل الناس في دينه أفواجا قرن اسمه باسم ناموسه، فإذا اسمه يتردد في كل بقاع الدنيا في كل يوم خمس مرات.

أمسك ابن أبي العوجاء خيط الحديث:

- دع ذكر محمد فقد تحير فيه عقلي و حدثني في الأصل الذي يمشي به، و ليس هناك من أصل، فالأشياء موجودة هكذا منذ الأزل لا صنعة فيها و لا تقدير و لا صانع و لا مدبر، و علي هذا كانت الدنيا و لم تزل و ما تزال و ما يهلكنا إلا الدهر.

لم يتحمل المفضل أكثر من هذا، انفجر في أعماقه بركان هائل، و وجد نفسه ينتفض و قد امتلكته ثورة الغضب:

- يا عدو الله ألحدت في دين الله و أنكرت الذي برأك فسواك فخلقك.

رمق ابن أبي العوجاء الرجل الثائر باستخفاف:



[ صفحه 129]



- يا هذا ان كنت من أهل الكلام كلمناك، و إن كنت من أصحاب جعفر الصادق فما هكذا يخاطبنا، و لقد سمع منا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا.

التزم ابن المفضل جانب الصمت و غادر المكان إلي خارج المسجد، و همس بحزن:

- انهم يلحدون حتي في بيوت الله.

كان المفضل يسير غير ملتفت إلي شي ء، قد أضحت المرئيات أمام عينيه سرابا، قدماه تقوادنه إلي منزل رجل ذرف علي الستين، رجل تخاصره الذئاب من كل صوب، و تنفخ علي نوره الأفواه المتحلبة من لحوم الأنبياء تريد إطفاء جذوة تستمد وهجها من شجرة زيتونة لا شرقية و لا غربية.

سأل سليل النبوات و قد رأي علي سيماء صاحبه امارات حزن عميق:

- ما بك يا مفضل؟

أجاب و قد شعر بروحه تغتسل في نبع بارد:

- يؤلمني يا سيدي كفر هؤلاء الدهريين.. ابن أبي العوجاء و أصحابه..

- لا تغتم يا مفضل، لكل أجل كتاب.. لألقين عليك من حكمة



[ صفحه 130]



الباري في خلق العالم و السباع و الطير و الهوام و كل ذي روح من الأنعام و النبات و من الشجر المثمر و غير ذات الثمر و الحبوب و البقول المأكول من ذلك و غير المأكول، ما يعتبر به المعتبرون و يسكن إلي معرفته المؤمنون و يتحير فيه الملحدون، فبكر علي غدا.

هتف المفضل و قد غمرته الفرحة:

- أتأذن لي أن أكتب ما تشرحه؟

- افعل يا مفضل، الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي بينت للناس جميع ما تحتاج إليه.

حتي إذا مرت أربعة أيام، ولد كتاب تشهد فيه الكائنات أن لا إله إلا الله الخالق الباري ء المصور له الأسماء الحسني.



[ صفحه 131]




فضيلت ميهمان بر ميزبان


محمد بن قيس حكايت كند:

روزي در محضر مبارك امام جعفر صادق عليه السلام نام گروهي از مسلمانان به ميان آمد و من گفتم: سوگند به خدا، من شب ها شام نمي خورم، مگر آن كه دو يا سه نفر از اين افراد با من باشند؛ و من آن ها را دعوت مي كنم و مي آيند در منزل ما غذا مي خورند.

امام صادق عليه السلام به من خطاب كرد و فرمود: فضيلت آن ها بر تو بيشتر از فضيلتي است، كه تو بر آن ها داري.

اظهار داشتم: فدايت شوم، چنين چيزي چطور ممكن است؟!

در حالي كه من و خانواده ام خدمتگذار و ميزبان آن ها هستيم؛ و من از مال خودم به آن ها غذا مي دهم؛ و پذيرائي و انفاق مي نمايم!!

حضرت صادق عليه السلام فرمود: چون هنگامي كه آن ها بر تو وارد مي شوند، از جانب خداوند همراه با رزق و روزي فراوان ميهمان تو مي گردند و زماني كه خواستند بيرون بروند، براي تو رحمت و آمرزش به جا خواهند گذاشت. [1] .


پاورقي

[1] محجّة البيضاء: ج 3، ص 33.


من وصية له الي المنصور العباسي


حينما قال له: حدثني عن نفسك بحديث اتعظ به و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات:

فقال عليه السلام: عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك بنفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا، أو تداوي حقدا، أو يحب أن يذكر بالصولة، و اعلم بأنك ان عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به الا العدل و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر.

قال المنصور: وعظت فاحسنت، و قلت فاوجزت [1] .



[ صفحه 99]




پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 440، أمالي الشيخ الصدوق: 491.


الابتهاج بالذنب


ان الابتهاج بالذنب، و الافتخار به ينم عن تمادي الشخص في الجريمة



[ صفحه 70]



قال عليه السلام: «اياك و الابتهاج بالذنب، فان الابتهاج بالذنب أعظم من ركوبه» [1] .


پاورقي

[1] الدر النظيم (ص 173).


وصاياه لولده الباقر


وزود الامام العظيم ولده الباقر و سائر ابنائه بوصايا تربوية حفلت بالآداب العالية و القيم الكريمة التي تضمن لمن عمل بها السلامة و الراحة، و تهي ء له جوا عن الطمأنينية، و البعد عن مشاكل هذه الحياة... و هذه بعضها:

1- قال (ع) لولده الباقر: «يا بني لا تصحبن خمسة، و لا تحادثهم، لا تصحبن الفاسق فانه يبيعك بأكلة فما دونها، قلت: يا أبت و ما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، و لا تصحب البخيل فانه يقطع بك أحوج ما تكون اليه، و لا تصحب الكذاب فانه بمنزلة السراب يبعد عنك القريب، و يقرب منك البعيد، و لا تصحب الاحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك، و قد قيل: عدو عاقل خير من صديق أحمق، و لا تصحب قاطع رحم فانه ملعون في كتاب الله في ثلاثة مواضع: في سورة محمد قال تعالي: «فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الارض و تقطعوا ارحامكم اولئك الذين



[ صفحه 47]



لعنهم الله فاصمهم و أعمي ابصارهم» [1] و في سورة الرعد حيث يقول تعالي: «و الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض اولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار.» [2] .

و في سورة الأحزاب حيث يقول الله تعالي: «ان الذين يؤذن الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و اعد لهم عذابا مهينا.» [3] [4] .

و قد حذر الامام (ع) في هذه الوصية من مزاملة هؤلاء الاشخاص المصابين في اخلاقهم خوفا من انتقال أمراضهم النفسية الي من يصحبهم فان للصحبة أثرا فعالا في تكوين السلوك الشخصي للفرد.

2- و أوصي (ع) ولده الامام الباقر بهذه الوصية القيمة قال له: «افعل الخير الي كل من طلبه منك فان كان أهلا فقد اصبت موضعه، و ان لم يكن باهل كنت أنت أهله، و ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الي يسارك و اعتذر اليك فاقبل عذره....» [5] .

و حفلت هذه الوصية بمكارم الاخلاق التي طبعت عليها نفوس أهل البيت (ع) فان الحث علي فعل الخير، و الصفح عن المسي ء كل ذلك من ذاتياتهم و من أبرز ما عرفوا به.

3- قال الامام الباقر (ع): كان أبي علي بن الحسين يقول لولده: «اتقوا الكذب الصغير منه، و الكبير في كل جد و هزل لأن الرجل اذا



[ صفحه 48]



كذب في الصغير اجترأ علي الكبير...» [6] .

لقد ربي الامام (ع) ولده بمحاسن الاعمال و غرس في نفوسهم النزعات الشريفة، و نهاهم عن كل ما يوجب انحطاط الانسان في سلوكه.

4- و أوصي (ع) ولده الامام الباقر بهذه الوصية الرفيعة قال (ع): «يا بني العقل رائد الروح، و العلم رائد العقل، و العقل ترجمان العلم، و اعلم أن العلم ابقي، اللسان اكثر هذرا، و ان اصلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين بهما اصلاح شأن المعائش مل ء مكتال ثلثاه فظنة و ثلثه تغافل [7] لان الأنسان لا يتغافل عن شي ء قد عرفه ففطن له، و اعلم ان الساعات تذهب عمرك، و انت لا تنال نعمة الا بفراق أخري و اياك و الأمل الطويل فكم من مؤمل لا يبلغه، و جامع مال لا يأكله، و مانع ما سوف يتركه، و لعله من باطل جمعه، و من حق منعه اصابه حراما و ورثه و احتمل اصره، وباء بوزره و ذلك هو الخسران المبين.» [8] .

هذه بعض وصاياه و قد حفلت بالآداب الرفيعة و الحكم القيمة و التوجيه السليم، و لم يضعها لأبنائه فقط، و انما وضعها للناس جميعا علي اختلاف قومياتهم و أديانهم.


پاورقي

[1] سورة محمد: آية 22 و 23.

[2] سورة الرعد: آية 25.

[3] سورة الأحزاب: آية 57.

[4] الاتحاف بحب الأشراف (ص 50).

[5] تحف العقول (ص 282).

[6] وسائل الشيعة 3 / 232.

[7] أثرت هذه الكلمة الذهبية في كثير من المصادر الي الامام الباقر.

[8] كفاية الأثر (ص 319) للخزاز.


بيعت همگان با محمد نفس زكيه، حتي خود منصور و سفاح


در زمان امامت امام صادق دو قيام خونين به رهبري پسران عبدالله محض انجام گرفت.

محمد نفس زكيه در ماه رمضان سال 145 در حوالي مدينه قيام كرد.

به گفته ي ابن طقطقي قبل از سقوط بني اميه، بني هاشم اعم از طالبيان و عباسيان اجتماعي تشكيل دادند و در مورد براندازي حكومت بني اميه گفت و گوها كردند و به اين نتيجه رسيدند كه آل هاشم مورد علاقه ي عام مردم است و بايد از آنها رييس و رهبري انتخاب كنيم. همه ي حاضرين بر شايستگي و لياقت محمد نفس زكيه فرزند عبدالله محض اتفاق نمودند. در آن مجلس، اعيان بني هاشم از علوي و عباسي، و از اعيان طالبيان، جعفر صادق و عبدالله محض حضور



[ صفحه 231]



داشتند. همگي حتي منصور و سفاح به بيعت با محمد نفس زكيه اتفاق كردند [1] جز امام صاق كه رو كرد به عبدالله محض و گفت: فرزند تو به خلافت نخواهد و حز صاحب قباي زرد (يعني منصور كه با قباي زرد در آن مجلس نشسته بود) هرگز كسي بر خلافت دست نخواهد يافت.

منصور گويد: من از همان ساعت عمال و كارگزاران خود را تعيين كردم ولكن گروه حاضر در مجلس سرانجام با نفس زكيه بيعت كردند. سپس روزگار كار خود را كرد و سلطنت به عباسيان منتقل شد و در مدت كمي به دست سفاح بود و سپس به منصور رسيد.

منصور تمام همتش اين بود كه نفس زكيه را بكشد يا او را خلع كند و چيزي كه منصور را در اين تصميم جدي تر مي كرد علاقه ي مردم به نفس زكيه بود. از اين جهت منصور، نفس زكيه و ابراهيم را از پدرش عبدالله مي طلبيد و عبدالله اظهار بي اطلاعي مي كرد. سرانجام فشار به جايي رسيد كه عبدالله گفت: آخر اي منصور چه قدر سخن طولاني مي كني. به خدا سوگند اگر آنها را در زير قدم من بگذارند من قدم از روي آنها برنمي دارم. سبحان الله! من فرزند خود را به تو تحويل دهم تا تو آنها را بكشي؟! منصور خشمگين شد و دستور داد عبدالله و ساير خاندان او و فرزندانش را به زندان انداختند. [2] .

محمد از ترس بني عباس متواري بود. وقتي از زنداني شدن پدر باخبر شد، در مدينه ظهور كرد و اعيان مدينه با وي بيعت كردند. وي مدينه را تسخير كرد و امير منصور را عزل نمود و خود حاكم و قاضي نصب كرد و زندانيان را آزاد ساخت و اين عمل در غره ي رجب 145 بود. منصور مدتي درنگ كرد و در اين مدت بين منصور و محمد نامه ها رد و بدل شد. هر كس بر حقانيت خود و ناحق بودن طرف مقابل دلايلي مي آورد. سرانجام منصور، عيسي بن موسي، پسر برادر خود را براي جنگ با محمد اعزام كرد. در رمضان سال 145 نبرد شديدي اتفاق افتاد و محمد نفس زكيه كشته شد. [3] .

به طوري كه گذشت امام صادق اين سرنوشت تلخ و مرگ محمد را از قبل پيش گويي كرده بود. [4] .


پاورقي

[1] البته محمد بن علي بن طباطبايي معروف به اين طقطقي تاريخ اين جلسه را معين نكرده، از قرائن معلوم مي شود كه اواخر سلطنت بني اميه است كه امام صادق هم حضور داشته و هنوز در بني عباس علائم و نشانه هاي قدرت مشاهده نمي شد كه موجب داعيه و تأسيس قدرتي به دست آنها باشد و در آن مجلس به ناچار با نفس زكيه بيعت كردند و بعد از سقوط بني اميه اصرار داشتند كه او را از بيعت خلع كنند.

[2] تاريخ فخري، ص 224 - 221.

[3] همان، ص 226.

[4] بحار، ج 46: ص 278.


راه نزديك شدن به خداوند


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

با دستگيري از برادرانتان، خود را به خداوند متعال نزديك سازيد. [1] .


پاورقي

[1] خصال: 8 / 26، ميزان الحكمه: ج 14، ح 21711.


سكوت و سخن گفتن


انسان به طور طبيعي دوست دارد سخن بگويد و درباره اموري كه دوست دارد با ديگران گفت و گو كند. سخن گفتن كارآمدترين ابزار براي معرفي شخصيت انسان ها و تمايلات آنان است، اما بايد از اين قوه در جهت درست استفاده نمود و در جايي كه لازم است آن را به كار بست.

سكوت با قطع نظر از ملازمات زماني و مكاني كار پسنديده اي است، اما در برخي موارد صحبت كردن لازم است؛ مثلا اگر در يك جمع علمي كسي مطلبي مي داند كه ديگران نمي دانند، اين جا ديگر جاي سكوت نيست و بايد سخن گفت تا ديگران استفاده نمايند. هم چنين در باب امر به معروف و نهي از منكر، صحبت كردن از لوازم كار است و گاهي بدون سخن گفتن امر به معروف و نهي از منكر تحقق نمي يابد. در چنين جاهايي نه تنها سخن گفتن اشكالي ندارد، بلكه سكوت حرام و سخن گفتن واجب است. همانطور گاهي سكوت كردن واجب مي شود. براي مثال اگر ظالمي از انسان نشاني مظلومي را بخواهد، واجب است سكوت اختيار شود تا جان مظلوم محفوظ بماند.

محمد بن ابي عمير از ياران امام موسي بن جعفر عليه السلام و از محدثان بزرگ اماميه بود كه در زمان هارون الرشيد به سختي شكنجه و زنداني شد. او به دستور هارون الرشيد هفده سال از عمر خود را در زندان سپري كرد و تمام اموالش مصادره گرديد. بلاهايي كه بر سر ابن ابي عمير آمد در طول تاريخ بني العباس سابقه ندارد. تمام اين شكنجه ها براي آن بود كه هارون از او اسم ياران حضرت موسي بن جعفر عليه السلام را مي خواست ولي او از افشاي نام آنان خودداري مي كرد. كافي بود ابن ابي عمير اسم كسي را بگويد تا آن شخص كشته شود. خود ابن ابي عمير مي گويد: روزي زير شكنجه به قدري به تنگ آمده بودم كه نزديك بود نام شيعيان را بر زبان آورم، يك دفعه محمد بن يونس بن عبدالرحمن [1] را ديدم كه به من مي گفت: «يا محمد بن أبي عمير، أذكر موقفك بين يدي الله؛ اي محمد بن ابي عمير، روزي را به يادآر كه بايد در برابر خدا بايستي». از اين سخن نيرو گرفتم و اقرار نكردم. آري ابن ابي عمير



[ صفحه 60]



شكنجه را تحمل كرد و دم بر نياورد؛ چرا كه سكوت در آنجا واجب بود.

مختصر اين كه نفس سكوت پسنديده است، اما اگر پاي مسئله مهم تري به ميان آمد حكم عوض مي شود و گاهي سكوت حرام، و گاهي واجب مي شود، اما در غير اين موارد و در جاهايي كه نه سكوت واجب است و نه صحبت كردن، سكوت پسنديده است. نبايد كلام را بدون استفاده ي اخروي هدر داد. گاهي هدف از سخن گفتن خودنمايي و ارضاي شهوت سخن گفتن است. شهوت سخن به مراتب از شهوت جنسي قوي تر است.

گاهي دانشمندي براي فخرفروشي به سخن گفتن در مسئله اي مي پردازد و داد سخن مي دهد، اما دريغا از يك جو ثواب كه پس از خستگي فراوان نصيبش گردد. تأمل در سخن گفتن، وقت گير نيست. گاهي بايد يك ثانيه تأمل كنيم و از خودمان بپرسيم: آيا اين سخن كه مي خواهم بر زبان آورم، به درد آخرتم مي خورد يا نه؟ بزرگان ما اين نكته را رعايت مي فرمودند و در بسياري از مواقع علي رغم ميل باطني سكوت اختيار مي كردند.

نقل شده است كه پدر شيخ عباس قمي [2] به مسجد امام حسن عسكري عليه السلام رفته بود. در آن مسجد واعظي منبر مي رفت و داستان هاي كتاب منازل الآخرة، نوشته ي شيخ عباس قمي را از روي كتاب براي مردم مي خواند و افراد زيادي پاي منبر او حاضر مي شدند. روزي پدر شيخ عباس به شيخ مي گويد: ببين فلان واعظ كه در مسجد امام حسن عسكري عليه السلام منبر مي رود، چه زيبا موعظه مي كند، تو نيز از او ياد بگير و سعي كن مثل او منبر بروي. شيخ عباس قمي چيزي نمي گويد و پدرش چندين بار اين سخن را تكرار مي كند. مرحوم شيخ حتي يك بار هم نگفت آن كه تو در پاي منبرش حاضر مي شوي، به سبب خواندن كتاب من منبرش چنين رونقي گرفته است.



[ صفحه 61]




پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال، ص 592 - 591.

[2] شيخ عباس قمي فرزند محمدرضا معروف به محدث قمي (م: 1359 ق) از شاگردان و ملا زمان ميرزا حسين نوري بود و داراي آثار بسيار پر ارزشي همچون: بيت الأحزان في مصائب سيدة النسوان، سفينة البحار و مدينة الحكم و الآثار، الكني و الألقاب، منازل الآخرة، منتهي الآمال في مصائب النبي و الآل و مفاتيح الجنان مي باشد (ريحانة الادب، ج 4، ص 487 و 488).


بدزباني


شخص خوش زبان و مؤدب: به علت آنكه با هر كس چنانكه شايسته است سخن مي گويد و هيچ كس را از خود نمي رنجاند، نزد همه محترم است و مردم او را عزيز مي شمارند. در روز واپسين نيز سزاي عفت زبان و نيكي با مردم را مي بيند. ولي شخص بدزبان و بدگو كه مردم را با اين خوي زشت مي آزارد در اين جهان، منفور و ذليل و در آن جهان مستوجب عذاب الهي است.



[ صفحه 37]



البذاء من الجفاء. و الجفاء في النار. [1] بدزباني و ناسزاگويي از تندخويي و ناسازگاري است و پاداش تندخويي و ناسازگاري، آتش جهنم است.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 325.


فريضه ي روزه


امام سجاد عليه السلام در مورد فريضه ي روزه فرموده است:

و الحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهرة شهر رمضان شهر الصيام و شهر الاسلام... فابان فضيلته علي سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموفورة و الفضائل المشهورة فحرم فيه ما احل في غيره اعظاما و حجر فيه المطاعم و المشارب اكراما و جعل له وقتا بينا لا يجيز - جل و عز - ان يقدم قبله و لا يقبل ان



[ صفحه 140]



يؤخر عنه... [1] .

و سپاس خدايي را كه ماه خود، ماه رمضان، ماه روزه و ماه اسلام و ماه پاكيزگي و ماه آزمايش و ماه قيام و به پاخاستن را يكي از راههاي احسان قرار داد... پس، برتري آن را بر ساير ماهها به خاطر احترامهاي فراوان و فضايل نماياني كه برايش قرار داد، آشكار ساخت. از اين رو، در اين ماه براي بزرگداشت آن، چيزهايي را كه در ماههاي ديگر حلال كرده است حرام ساخت و براي گرامي داشتن آن، خوردنيها و نوشيدنيها را در آن منع فرمود و براي آن وقت آشكاري قرار داد كه خداي بزرگ و ارجمند هرگز اجازه نمي دهد از آن وقت پيش انداخته شود و هرگز نمي پذيرد از آن وقت به تأخير افتد...

پس از آن، از خطر ريا و خودنمايي در عبادت برحذر مي دارد، زيرا ريا و خودنمايي موجب شرك به خدا و مغاير با اخلاص خواهد بود؛ لذا فرموده است:

ثم خلص ذلك كله من رئاء المرائين و سمعة المسمعين لا نشرك فيه احدا دونك و لا نبتغي فيه مرادا سواك. [2] .

آنگاه تمام اعمال ما را از رياي رياكاران و از شهرت طلبي شهرت طلبان بپيراي، چندان كه احدي غير از تو را در آن شريك و انباز نگردانيم و جز تو در آن مرادي نجوييم...


پاورقي

[1] از صحيفه ي سجاديه، دعاي رسيدن ماه رمضان.

[2] همان جا.


مسائل فقه


تعداد مسائلي كه در فقه از امام جعفر (ع) نقل شده بي شمار است و آنها خود مذهبي كامل است و همانطور كه از مسائل ديني در آن ها بسيار است از طرز زندگاني مردم و وضع معيشت و صرف اموال، انفاق و نيكي و خيرات و صدقات و خراج و ماليات از لحاظ حكومت بحث كرده است. [1] .


پاورقي

[1] الاحكام السلطانيه تاليف ابي يعلي ص 236.


عزت نفس


قال عليه السلام ثلاثه لا يزيد الله بها المرء المسلم الا عزا الصفح عمن ظلمه و لا عطأ لمن حرمه و الصله لمن قطعه؛ حضرت فرمود: سه صفت است كه بروي صاحبان اين سه صفت خدا درهاي عزت و بزرگواري را مي گشايد:

1- گذشت از كسي كه بر وي ظلم كرده است.

2- بخشش در حق كسي كه او را محروم كرده است.

3- صله رحمي كه با وي قطع كرده است.


شجاعت حضرت صادق


در ايام حضرت صادق عليه السلام جنگي در نگرفت تا از نظر جنگجوئي شجاعت اشخاص ظاهر شود ولي چون شجاعت از پرتو قوه قلب و اطمينان خاطر و ايمان كامل است اين شجاعت از حضرت صادق عليه السلام در ملاقات با منصور عباسي بروز كرد و نشان داد كه تا چه حد داراي قوت قلب و شجاعت بود.

و با كمال شجاعت با آنكه مي گفتند منصور شما را براي قتل طلبيده با ايمان كامل و شجاعت نفس نزد او مي رفت و هيچ تزلزلي در خاطر خود راه نمي داد. [1] .


پاورقي

[1] حيات الصادق شيخ محمدحسين مظفر ص 268 ج 1 - حيات الصادق سبيتي ص.


بين الامرين


در كافي از حضرت صادق عليه السلام روايت صحيح بيان شده است كه فرمود نه جبر است نه تفويض و لكن يك امري است در بين اين دو امر كه راوي پرسيد كدام است امر بين الامرين.

فرمود مثل امر بين اين دو امر مثل آن است كه تو يك كسي را در معصيت كردن بيني و او را از معصيت نهي و منع و زجر نمائي و او قبول نكند و گوش ندهد و وقعي بر سخن تو ننهد تو هم او را ترك گوئي و به خودش واگذاري آنگاه او به اختيار خودش مرتكب معصيت شود تو او را بر عصيان امر نكرده اي.

حاصل سخن اين است كه خداوند قوت و قدرت كاري را داده ولي طريق سلامت و سعادت را هم نموده در اين امر و نهي به اختيار مي توانند مبادرت به عملي بكنند و مي توانند نكنند و سزا و جزا روي اختيار به عمل است اگر مرتكب معصيتي شد جبر نيست و اگر مرتكب خيري شد تفويض نيست بلكه اطاعت امر است.


فلسفه و كلام


چنانچه گفتيم فلسفه علم رسيدن به حقايق موجودات عالم است به قدر استعداد و طاقت بشري و چون در سير تكامل اسلام برخي از براهين مشائي با قوانين اسلام موافقت ندارد.

يك دسته اي از حكماء و فلاسفه در اين نقاط ضعف فلسفي آراء دين را مقدم داشته و بر آن منهج سير كرده اند آنها را متكلمين گويند و علم كلام از اينجا ناشي شد كه علم كلام در مباحث فلسفي از جهت قوانين اسلامي گفتگو مي كند و مبادي آن چهار ركن است.

قرآن - سنت - عقل - اجماع كه قرآن در آراء عقايد و سنت از فقه اسلام و عقل تطبيق آن احكام را با آيات قرآن به دليل اجماع علمائي كه امام اعلم در آن باشد اثبات مي نمايد و عقايد مختلفي كه در اين كلام در عصر امام صادق عليه السلام نشان داديم نتيجه بحث كلامي است كه در فرق مختلف وجود يافته و بسياري از آن محو شده و از بين رفته است.

تقسيم ديگر فلسفه به اشراق و فلسفه ي مشاء است.

حكماء و فلاسفه گويند نيل به سعادت عظمي و ارتقاء به درجه علياي انسانيت به رفع نقص و محو رذايل و ايجاد فضايل است و اين مرتبه حاصل نمي شود مگر از راه فكر و نظر يا راه رياضت و عمل و مجاهدت در طريقه تكامل نفس كه به مراحل تخليه و تحليه و تجليه تعبير كرده اند.

دسته اول را مشائيون گويند كه از راه فكر و استدلال از علوم طبيعي به علوم الهي و به مابعدالطبيعه و الهيات به معني اخص رسيده اند - و جز برهان و استدلال قبول نمي كنند.

دسته دوم كساني هستند كه از راه رياضت نفس و مجاهدت عليه تمايلات و شهوات به اين درجه رسيده اند و آنها را حكماي اشراق يا اشراقيون گويند كه راه استدلال نمي شناسند فقط به رياضت نفس و عبادات به مقاماتي رسيده اند و حكايت ملاقات ابوعلي سينا فيلسوف مشائي با خواجه ابوسعيد ابوالخير حكيم اشراقي مشهور است كه پس از سه روز بحث و فحص هر دو اعتراف كردند كه به يك نقطه رسيده اند.

ابوعلي گفت هر جا من رسيدم ديدم ابوسعيد آنجا است.

ابوسعيد گفت هر جا بودم ابوعلي عصازنان آنجا وارد شد.



[ صفحه 30]



معلوم مي شود حكيم اشراقي با نيروي رياضات بر عالم امكان دست يافته و حكيم مشائي با استدلال و برهان به آن مقام رسيده است.


سياست فشار اقتصادي


ابوجعفر منصور (دومين خليفه عباسي) مردي ستمگر و خونريز و سنگدل بود. او جامعه اسلامي را به بدبختي كشيده جان مردم را به لب رسانده بود و پاسخ كوچكترين انتقاد را با شمشير مي داد.

منصور علاوه بر ستمگري، فوق العاده پول پرست، بخيل، و تنگ نظر بود و در ميان خلفاي عباسي در بخل و پولپرستي زبانزد خاص و عام بود، به طوري كه در كتب تاريخ درباره بخل و مالدوستي افراطي او داستانها نقل كرده اند. ولي سختگيريها و فشارهاي مالي و تضييقات طاقت فرساي اقتصادي او، تنها با عامل بخل و دنيا پرستي قابل توجيه نيست، زيرا او در زمان خلافت خود، اقتصاد جامعه اسلامي را فلج كرد و مردم را از هستي ساقط نمود. او نه تنها اموال عمومي مسلمانان را در خزانه دربار خلافت گنج گردآورد و از صرف آن در راه عمران و آبادي و رفاه و آسايش مردم خودداري كرد، بلكه آنچه هم در دست مردم بود، بزور از آن ها گرفت و براي احدي مال و ثروتي باقي نگذاشت، به طوري كه طبق نوشته برخي از مورخان، مجموع اموالي كه وي از اين طريق جمع كرد، بالغ بر هشتصد ميليون درهم مي شد. [1] .

آري، اين برنامه وسيع و گسترده كه در سطح مملكت اجرا مي شد، برنامه اي نبود كه بتوان آن را صرفاً به بخل ذاتي و پول پرستي افراطي منصور مستند دانست، بلكه قرائن و شواهدي در دست است كه نشان مي دهد برنامه گرسنگي و فلج سازي اقتصادي، يك برنامه حساب شده و فراگير بود كه منصور روي مقاصد خاصي آن را دنبال مي كرد.

هدف منصور از اين سياست شوم اين بود كه مردم، همواره نيازمند و گرسنه و متكي به او باشند و در نتيجه هميشه در فكر سير كردن شكم خود بوده مجال انديشه در مسائل بزرگ اجتماعي را نداشته باشند.

او روزي در حضور جمعي از خواص درباريان خود، با لحن زننده اي، انگيزه خود را از گرسنه نگهداشتن مردم چنين بيان كرد:

«اعراب چادرنشين در ضرب المثل خود خوب گفته اند كه سگ خود را گرسنه نگهدار تا به طمع نان دنبال تو بيايد»!! [2] .

در اين هنگام يكي از حضار كه از اين تعبير زننده سخت ناراحت شده بود، گفت: «مي ترسم شخص ديگري، قرص ناني به اين سگ نشان بدهد و سگ به طمع نان دنبال او برود و تو را رها كند»! [3] .

منصور نه تنها در دوران زمامداري خود، برنامه سياه تحميل گرسنگي را اجرا مي كرد، بلكه اين برنامه ضد انساني را به فرزندش «مهدي» نيز تعليم مي داد. او ضمن يكي از وصيتهاي خود به پسرش «مهدي» گفت:

«من مردم را به طرق مختلف، رام و مطيع ساخته ام. اينك مردم سه دسته اند: گروهي فقير و بيچاره اند و هميشه دست نياز به سوي تو دراز خواهند كرد: گروهي متواري هستند و هميشه بر جان خود مي ترسند، و گروه سوم در گوشه زندانها به سر مي برند و آزادي خود را فقط از رهگذر عفو و بخشش تو آرزو مي كنند. وقتي كه به حكومت رسيدي، خيلي به مردم در طلب رفاه و آسايش ميدان نده»! [4] .

اين حقايق نشان مي دهد كه اين برنامه، به منظور تثبيت پايه هاي حكومت منصور طرح شده و هدف آن جلوگيري از جنبش و مخالفت مردم از طريق تضعيف و محو نيروهاي مبارز بود و تنها حساب صرفه جويي و سختگيري در مصرف اموال دولتي در ميان نبود.


پاورقي

[1] ابن واضح، همان كتاب، ج 3، ص 125.

[2] أجِعة كلبك يتبعك.

[3] شريف القرشي، باقر، حياة الامام موسي بن جعفر (ع)، ط 2، 1389 ه .ق، ج 1، ص 369.

[4] ابن واضح، همان كتاب، ج 3، ص 133.


پيدايش مذهب وهابيها


مؤسس مذهب وهابيه در حقيقت احمد حنبل بوده، چرا؟ زيرا وي ظاهر الفاظ قرآن مجيد و اخبار سنت پيغمبر اسلام را حجت مي دانست و تفسير و تأويل آنها را قبول نداشت، پس از او بود كه چند نفري از قبيل: ابن تيميه و ابن القيم و عبدالوهاب اين مذهب را ترويج كردند.

ابن تيميه كه در قرن هفتم هجري مروج اين مذهب خطرناك بوده هر وقت بالاي منبر مي رفت و فرود مي آمد مي گفت: خدا هم همين طور از عرش به زير مي آيد. پس از وي شاگردانش از قبيل: ابن القيم و ابن عبدالهادي به قدري از اين گونه سخنان نامعقول گفتند كه اهل تسنن زبان به تكفير آنان گشودند.

تا اينكه محمد بن عبدالوهاب بن سليمان تميمي در سنه ي هزار و صد و يازده (1111) در عينيه كه از بلاد نجد به شمار مي رود متولد شد.

محمود شكري آلوسي در كتاب تاريخ نجد مي نگارد: محمد بن عبدالوهاب در ابتداء امر علم فقه احمد حنبل را نزد پدر خود عبدالوهاب خواند، وي در ايام صباوت و كودكي سخناني برخلاف مي گفت كه مردم آنها را انكار مي كردند و چون كسي به او نگرويد لذا به ناچار متوجه مكه ي معظمه و از آنجا به مدينه طيبه رهسپار شد.

او در مدينه نزد شيخ عبدالله بن ابراهيم تحصيل علم مي كرد سرانجام اينكه معلم خود را مورد اعتراضاتي قرار داد. از جمله



[ صفحه 204]



اعتراضات وي بر معلم اين بود كه استغاثه و تبرك جستن به قبر پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله غلط است و...

آن گاه از مدينه ي طيبه متوجه نجد و از آنجا به جانب بصره آمد مدتي در بصره پيش شيخ محمود مجموعي تحصيل نمود، آن گاه به قدري استاد خود را مورد ايراد و اعتراض قرار داد كه دستور داد او را از بصره بيرون كردند.

وي از بصره فرار كرد و در شهر حريمله كه از بلاد نجد است وارد شد و مدتي نزد پدرش عبدالوهاب كه در آنجا بود تحصيل كرد، در اثناء تحصيل به قدري بر پدر خود انكار و اعتراض مي كرد كه مدت دو سال بين آن پدر و پسر جدائي افتاد، در مدت آن دو سال عقائد خود را ترويج مي نمود.

در سنه ي هزار و صد و پنجاه و سه (1153) هجري بود كه عبدالوهاب از اين جهان رخت بر بست و محمد فرزند او جرئتي پيدا كرد و گروهي از افراد ناكس به او پيوستند و تابع وي گرديدند

در سنه ي هزار و صد و شصت هجري بود كه مذهب وهابيها علني و ظاهر گرديد... محمد بن عبدالوهاب آن قدر كار را بر مردم شهر حريمله سخت گرفت كه تصميم گرفتند: او را بكشند لذا از شهر حريمله فرار كرد و به مسقط الرأس خود كه عينيه باشد وارد شد و...

مرحوم علامه: سيد محسن عاملي رحمه الله در كتاب كشف الارتياب كه بر رد مذهب وهابيه نوشته شده مي نگارد: محمد بن عبدالوهاب نزد علماء و مكه و مدينه تحصيل علم مي كرد و ارباب فراست و فطانت گمراهي آينده او را مي ديدند.



[ صفحه 205]



پدرش عبدالوهاب نيز مردم را از مجالست با وي نهي مي كرد و مي گفت: سخنان او را گوش نكنيد، از وي در حذر باشيد و...

محمد بن عبدالوهاب در ابتداء امر به مطالعه كتب آن افرادي كه ادعاي پيغمبري كرده بودند حريص بود، از قبيل: مسيلمه ي كذاب، سجاح، اسود عنسي، طليحه و امثال آنان كه مدعي مقام نبوت شدند.

جد اين محمد بن عبدالوهاب شخصي بود بنام: سليمان بن علي بن محمد كه مردي فقير و شغلش گوسفند چراني بود. يك شب سليمان بن علي در عالم خواب ديد كه آتشي از پشت او خارج شد و در تمام بلاد منتشر گرديد، هر كسي كه به آن آتش نزديك مي شد او را مي سوزانيد.

همين كه اين خواب را نزد معبري نقل كرد گفت: يكي از فرزندان تو يك مذهب و دولتي احداث خواهد كرد. تعبير آن خواب همين مذهب وهابي ها است كه محمد بن عبدالوهاب آن را احداث نمود، فرزندان او را تا بحال اولاد شيخ مي گويند.

موقعي كه محمد بن عبدالوهاب به سن رشد رسيد مذهب خود را مخفيانه ترويج مي كرد و بعد از آن مردم به قوه ي بازوي محمد بن سعود و به ضرب شمشير گروهي از اجلاف عرب تابع وي شدند. محمد بن سعود رئيس دولت و محمد بن عبدالوهاب رئيس مذهب به شمار مي رفتند.

رياست مذهبي به آل عبدالوهاب و رياست دولتي به آل سعود به وراثت نصيب شده و...



[ صفحه 206]



بدين كيفيت بود كه مذهب وهابيها رواج يافت و تاكنون در حجاز طرفداراني دارد.


اخبار آن حضرت با منصور


در مطالب السؤول آمده است: عبدالله بن فضل بن ربيع از پدرش حديث كرد كه گفت: منصور در سال 147 هجري براي زيارت خانه ي خدا به مكه رفت و در همان سال به مدينه آمد و به ربيع گفت: كسي را به دنبال جعفر بن محمد بفرست تا او را با رنج و سختي به نزد ما آورد. اگر او را نابود نكنم خداوند مرا بكشد. ربيع خود را به تغافل زد تا بلكه منصور دستور خود را فراموش كند اما منصور مجددا فرمان خود را تكرار كرد اما ربيع در اجراي فرمان او تغافل نشان داد. اين بار منصور نامه ي سرگشاده و پر از دشنامي براي ربيع نوشت و بر او تندي كرد و بدو فرمان داد تا جعفر بن محمد را حاضر كند. ربيع نيز چنين كرد. چون امام (ع) آمد ربيع به وي گفت: اي ابوعبدالله! خداي را ياد كن. منصور در پي شما فرستاده و چنان در خشم و غضب فرورفته كه جز خداوند هيچ كس را ياراي مقابله با آن نيست. امام (ع) فرمود: «لا حول و لا قوة الا بالله»

سپس ربيع، منصور را از حضور امام آگاه كرد. چون امام صادق (ع) بر منصور وارد شد، وي به تهديد امام پرداخت و با او تندي كرد و گفت: اي دشمن خدا عراقيان تو را پيشواي خود قرار داده، زكات اموال خود را براي تو مي فرستند، تو در حوزه ي سلطنت من نافرماني و فتنه جويي مي كني خداي مرا بكشد اگر تو را از بين نبرم. پس امام صادق (ع) به او فرمود: اي اميرمؤمنان! به سليمان حكومت داده شد، خداي را سپاس گزارد. و ايوب به بلا گرفتار آمد، شكيب ورزيد و يوسف مورد ستم واقع شد، گذشت پيشه كرد. تو از اين زمره اي! چون منصور اين سخن را بشنيد، گفت: اي ابوعبدالله تو در نظر من بي گناه، پاك و كم دردسر هستي. خداوند بهترين پاداش به تو بدهد. پاداشي كه هر فرد نيكي به خويشان خود اعطاء مي كند. سپس منصور دست امام را گرفت و او را در كنار خود بر تخت نشانيد، سپس فرمان داد عطر برايش بياورند. غاليه اي براي او آوردند. منصور به دست خود محاسن امام (ع) را به عطر آغشته كرد به طوري كه قطرات عطر از محاسن آن حضرت سرازير شد. سپس به امام گفت: در پناه خدا برخيز. سپس به ربيع دستور داد كه جايزه و خلعت ابوعبدالله را به وي اعطا كند و سپس خطاب به امام (ع) گفت: اي ابوعبدالله در كنف حمايت و حفاظت الهي



[ صفحه 73]



روانه شو. امام نيز برخاست و از مجلس منصور بيرون آمد. ربيع گويد: در پي امام (ع) روانه شدم و به او رسيده عرض كردم: پيش از تو چيزي ديدم كه قبل از آن نديده بودم و بعد از تو كاري ديدم كه هيچ گاه نديده بودم. به هنگامي كه نزد منصور رفتي چه گفتي؟ فرمود: اين دعا را خواندم.


داشتن اخلاص و انصاف در مناظره


مناظره كننده بايد خود را داعي الي الله بداند و پيوسته رسالت هدايتگري و روشنگري را در جهت اعتلاي كلمه حق، بر دوش خود احساس كند و علم و دانش را با اين هدف كه با نابخردان در افتد، با دانشمندان به جدال و ستيزه برخيزد و يا نظر مردم را به خود معطوف سازد، فرانگيرد؛ بلكه در گفتارش پويايي همان اهدافي باشد كه در پيشگاه خداوند متعال قرار دارد؛ چرا كه آنچه نزد خداست، پايدار و فناناپذير است.

مناظره كننده نبايد طرف مقابل خود را در مناظره در انتقال از دليلي به دليل ديگر و يا از سؤالي به سؤال ديگر باز دارد، بلكه بايد امكاناتي را به



[ صفحه 52]



وجود آورد تا آنچه در ذهن خويش فراهم آورده به كار گرفته و آن را ارائه نمايد و از خلال سخنان وي آنچه را مورد احتياج او در رسيدن به حق و حقيقت است، استخراج نمايد. همان طور كه بيان شد هدف مناظره عبارت از رسيدن به حق است و اگر در ضمن مناظره به آن دست يافت، بايد آن را بپذيرد و خداي متعال را سپاس گويد. [1] .


پاورقي

[1] همان، صص 508-507؛ محجة البيضاء، ج 1، ص 101.


كوتاهي عمر بر اثر آزار ارحام


ان صلة الرحم تزكي الاعمال و تنمي الاموال و تيسر الحساب و تدفع البلوي و تزيد في العمر. [1] .

بطور يقين صله ي ارحام اعمال انسان را پاكيزه و اموال را زياد و حساب آدمي را در روز قيامت آسان و بلا را دفع و عمر را طولاني مي كند.

امام صادق عليه السلام

يكي از ياران امام صادق عليه السلام نزد حضرت آمد و گفت:

«برادران و عموزادگان خانه ام را بر من تنگ نموده و مجبورم كرده اند در يك اتاق زندگي كنم؛ اگر در اين راستا سخني گويم [شايد مرادش شكايت نزد حاكم باشد]، مي توانم سهم خود را از ايشان بگيرم.»



[ صفحه 83]



امام صادق عليه السلام فرمود:

«شكيبا باش؛ بي ترديد خداوند براي تو در اين راستا فرجي قرار مي دهد.»

پس از چندي، مرض وبا ديارشان را فرا گرفت و همه ي آنها مردند و وقتي وي نزد امام صادق عليه السلام آمد و از دنيا رفتن آنان را اظهار نمود، حضرت فرمود:

«آنچه بر سرشان آمد، بخاطر اين بود كه با اذيت و آزارشان ترا، موجبات قطع ارحام را فراهم آورده بودند.» [2] .



[ صفحه 84]



قال الله تعالي:

«الخلق عيالي فاحبهم الي الطفهم بهم و اسعاهم في حوائجهم.» [3] .

آفريده ها عيال من هستند؛ محبوبترين ايشان به من نيكوكارترين و مهربان ترين ايشان به آنها و كوشاترين شان در برآورده كردن حاجات آنان مي باشد.

امام صادق عليه السلام


پاورقي

[1] مستدرك الوسائل 15 / 238.

[2] الكافي 2 / 346.

[3] الجواهر السنيه /264.


تربيت كودك


- مولاي من! وظيفه ي والدين در آموزش كودك، تربيت او و آشنا نمودن وي به فرايض، از زمان سه سالگي به بالا چيست؟

«.. هنگامي كه كودك به سه سالگي رسيد، او را وادار كن تا 7 مرتبه بگويد لا اله الا الله، سپس او را آزاد بگذارد تا سه سال و 7 ماه و بيست روزش تمام شود. آنگاه وادارش كن 7 مرتبه بگويد محمد رسول الله. او را آزاد بگذار تا 4 سال او تمام شود و آنگاه او را وادار كن 7 مرتبه بگويد صلي الله علي محمد و آل محمد. سپس او را آزاد بگذار تا هنگامي كه 5 سالش تمام شود. آنگاه دست راست و چپش را به او ياد بده. وقتي آنها را شناخت، او را به سمت قبله بنشان و به او بگو: «سجده كن». سپس او را تا شش سالگي آزاد بگذار و بعد از آن، از نماز خواندن و ركوع و سجود را به او ياد بده.» هنگامي كه 7 سالش تمام شد به او بگو: «دست و صورتت را بشوي و هنگامي كه شست به او بگو: «نماز بخوان» و بعد او را تا تمام شدن 9 سالگي آزاد بگذار و سپس وضو را به او ياد بده.» [1] .



[ صفحه 42]




پاورقي

[1] وسايل الشيعه، ج 15، ص 193 - انوار نعمانيه، سيد نعمت الله جزايري، ج 2، ص 193.


شدة البول


عن الفضل قال: شكوت إلي أبي عبد الله، إني ألقي من البول شدة، فقال «ع»: خذ من الشونيز آخر الليل فأخذت منه مراراً فعوفيت.


زنده شدن برادر مرده و گواهي به امامت امام صادق


جد محمد بن راشد مي گويد: خواستم كه نزد امام جعفر صادق عليه السلام بروم و درباره ي مسأله اي از ايشان سؤال كنم. گفتند: «سيد حميري شاعر مرده و حضرت براي تشيع جنازه ي او رفته است.»

پس به قبرستان رفته و خدمت ايشان رسيدم و سؤال خود را كردم و آن حضرت پاسخ مرا گفتند. وقتي كه مي خواستم بروم، امام عليه السلام لباس مرا گرفت و نگهداشت و فرمود: «شما جوانها علم را ترك كرديد.»

گفتم: «آيا تو امام زمان هستي؟» فرمود: «بلي.»

گفتم: «دليل و نشانه ي آن چيست؟» فرمود: «از هر چه مي خواهي بخواه ان شاءالله برآورده مي كنم.»

گفتم: «من برادري داشتم كه مرد و او را در اين قبرستان دفن كردم، به اذن خدا وي را براي من زنده كن.»حضرت فرمود: «تو اهل اين كار نيستي ولي برادرت مؤمن بود و اسمش نزد ما احمد است.»

پس نزديك قبر او شد و دعا كرد. ناگهان قبر شكافته شد و برادرم از آن بيرون آمد و رو به من كرد و گفت: «اي برادر! از او (امام صادق عليه السلام) پيروي كن و جدا نشو.» سپس به قبرش بازگشت. [1] .



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] بحارالانوار ج 47.


الميتة


5- قال الامام عليه السلام عن البئر تقع فيها الميتة: ان كان لها ريح نزح منها عشرون دلوا.

و سئل عن الخنفساء و الذباب و الجراد و النملة، و ما أشبه، يموت في البئر و الزيت و السمن؟ قال: كل ما ليس له دم فلا بأس. و في رواية أخري: «لا يفسد الماء الا ما كانت له نفس سائلة».

اتفق الفقهاء علي أن كل ميت له دم سائل فهو نجس، حيوانا كان، أو انسانا قبل الغسل، و لجت الروح فيه، ثم خرجت منه، أو لم تلجه أصلا كالسقط.

و كل ما لا دم سائل له كالحية و الجراد و الذباب، فميتته طاهرة. و كذلك ما لا يخالطه الدم من اجزاء الميتة النجسة، كالشعر و القرن و الظفر و الريش و الصوف و العظم، فانه طاهر الا ما كان من نجس العين، كالكلب و الخنزير، فقد ثتب عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «لا بأس بالصلاة فيما كان من صوف الميتة، ان الصوف ليس فيه روح» فان قوله: ليس فيه روح، تعليل و تبرير لطهارة كل ما لا تحله الحياة من اجزاء الميتة.



[ صفحه 26]



أما العضو المقطوع من جسم حي، فللفقهاء فيه قولان: أحدهما الطهارة، للاصل، و الآخر النجاسة، للاحتياط. و بديهة أن الاحتياط ليس بدليل شرعي. و لذا قال صاحب المدارك: ان غاية ما يستفاد من الأخبار نجاسة جسد الميت، و هو لا يصدق علي الأجزاء قطا.


الصوم و القضاء


من تتبع آثار أهل البيت عليهم السلام، و أقوال الفقهاء في الصوم، و توابعه يجد أن لتناول المفطر في رمضان حالات: منها ما لا يوجب قضاء و لا كفارة، كمن أكل ذاهلا عن صيامه، و منها ما يوجب القضاء و الكفارة معا كمن أكل عالما عامدا، و تقدم الكلام مفصلا في فصل «الكفارة»، و منها ما يوجب الكفارة دون القضاء، و منها ما يوجب القضاء دون الكفارة. و يتعرض هذا الفصل للأخيرين، و ما يتصل بهما، و يناسبهما.


التوافق بين الايجاب و القبول


لا يتم العقد الا بتوارد الايجاب و القبول علي شي ء واحد، لأن اختلاف القبول و مغايرته للايجاب يعتبر رفضا له، قال الشيخ الانصاري: «لو اختلف الايجاب و القبول في المضمون، فاوجب البائع البيع علي وجه، و قبل المشتري علي وجه آخر لم ينعقد، لأن الرضا يجب أن يتعلق بنفس الايجاب... و مثال عدم التوافق أن يقول البائع: بعتك هذا بمئة، فيقول المشتري: اشتريت بعشرة، أو يقول: اشتريت نصفه بخمسين، و نحو ذلك».


الرهن مطلق غير مقيد


الدين يصح أن يكون مطلقا، و أن يكون مؤقتا، أما الرهن فلا يصح فيه التوقيت بحال، و من هنا اتفق الفقهاء بشهادة صاحب الجواهر علي أن شرط الأجل في الرهن فاسد، و مفسد للعقد، سواء أكان الدين مؤقتا، أو غير مؤقت، لأن الغاية من الرهن الاستيثاق للدين، و التوقيت يتنافي مع الاستيثاق، اذا قد لا يتيسر الوفاء في الأمد المضروب، فينتهي الرهن، و يبقي الدين من غير وثيقة، و هو خلاف القصد، فيتعين بقاء الرهن و استمراره الي اداء الدين، أو ابراء الراهن منه، أو اسقاط الراهن حقه في الرهانة.


كفارة اليمين


أجمعوا بشهادة صاحب الجواهر و المسالك علي أن الحانث يخير بين عتق رقبة، أو اطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فان عجز صام ثلاثة أيام، لقوله تعالي: (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم عليه الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام). [1] .

و جاء عن أهل البيت عليهم السلام روايات كثيرة في معني هذه الآية الكريمة



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] المائدة: 89.


عدة من استقام حيضها


اذا طلق الرجل زوجته بعد أن دخل بها، و لم تكن حاملا و لا آيسة، و قد اعتادت أن يأتيها الحيض مرة أو أكثر فيما دون الثلاثة أشهر، اذا كان كذلك فانها تعتد بثلاثة قروء، للآية 228 من سورة البقرة: (و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). و القرء هو الطهر، قال صاحب الجواهر، «عملا و رواية، بل لم أقف فيه علي مخالف».

قال الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليهماالسلام: اذا دخلت في الحيضة الثالثة فقد انقضت عدتها، و حلت للأزواج.. و أيضا قال: ان عليا أميرالمؤمنين عليه السلام قال: انما القرء ما بين الحيضتين. و عليه فاذا طلقها في آخر لحظة من طهرها احتسب من العدة، و اكملت بعده طهرين. و المعتدة بسبب الفسخ، تماما كالمعتدة من الطلاق، أما المتمتع بها فتعتد بحيضتين، و يأتي الكلام عنها.


صدق والله لقد كانوا الي غير هذا أحوج


عن مهاجر بن عمار الخزاعي، قال: بعثني أبوالدوانيق الي المدينة و بعث معي بمال كثير، و أمرني أن أتضرع لأهل هذا البيت و أتحفظ مقالتهم، فلزمت الزاوية التي مما يلي القبلة، فلم أكن أتنحي منها في وقت الصلاة، لا في ليل و لا في نهار، و أقبلت أطرح السؤال الي الذين حول القبر الدارهم و من هو فوقهم الشي ء بعد الشي ء حتي ناولت شبابا من بني الحسن و مشيخة منهم حتي ألفوني و ألفتهم في السر.

و كنت كلما دنوت من أبي عبدالله عليه السلام يلاطفني و يكرمني، حتي اذا كان يوما من الأيام - بعد ما نلت حاجتي ممن كنت أريد من بني الحسن و غيرهم.

دنوت من أبي عبدالله عليه السلام و هو يصلي، فلما قضي صلاته، التفت عليه السلام الي و قال:

(تعال يا مهاجر) - و لم أكن أتسمي باسمي و لا أتكني بكنيتي، فقال عليه السلام: (قل لصاحبك: يقول لك جعفر: (كان أهل بيتك الي غير هذا أحوج منهم الي هذا، تجي ء الي قوم شباب محتاجين فتدس اليهم، فلعل أحدهم يتكلم بكلمة تستحل بها سفك دمه، فلو بررتهم و وصلتهم و أنلتهم و أغنيتهم كانوا الي هذا أحوج مما تريد منهم).

فلما أتيت أباالدوانيق قلت له: جئتك من عند ساحر كذاب كاهن، كان



[ صفحه 56]



من أمره كذا و كذا.

فقال: صدق والله لقد كانوا الي غير هذا أحوج، و اياك أن يسمع هذا الكلام منك انسان. [1] .


پاورقي

[1] الخرائج و الجرائح: 2 / 646، و بحارالأنوار: 47 / 172.


كفاره ي تخم هاي خام شترمرغ


ابن شهرآشوب، روايت كرده است:

مرد عربي، نزد ابوبكر آمد و به او گفت: من در حال احرام، چند تخم، از تخم هاي شترمرغ را، نپخته خورده ام. اكنون، تو بگو كه تكليف من چيست و چه چيزي بر من واجب است؟

ابوبكر، نتوانست پاسخ او را بدهد و به او گفت: قضاوت در مسأله ي تو بر من مشكل است.

آنگاه، ابوبكر آن مرد عرب را، به سوي عمر راهنمايي كرد.

عمر نيز او را به سوي عبدالرحمن، معرفي و راهنماي كرد.

عبدالرحمن، نيز در پاسخ مرد عرب درماند.

پس از آنكه، همگي درمانده شدند، آن مرد عرب را به سوي اميرمؤمنان عليه السلام راهنمايي كردند. وقتي كه آن مرد عرب، نزد اميرمؤمنان عليه السلام آمد، آن حضرت به امام حسن عليه السلام، و امام حسين عليه السلام، اشاره كرده و به مرد، فرمود: از اين دو پسر، از هر كدام كه خواستي، سؤال كن.

امام حسن عليه السلام، رو به مرد عرب كرده و فرمود: آيا تو شتر داري؟

مرد عرب پاسخ داد:آري.



[ صفحه 90]



امام حسن عليه السلام فرمود: به عدد تخم هاي شترمرغ كه خورده اي، شترهاي ماده را، با شترهاي نر جفت گيري كن و هر عدد بچه شتري كه از آن دو پيدا شد، آنها را به خانه ي كعبه هديه كن.

اميرمؤمنان عليه السلام، رو به فرزند خود، امام حسن عليه السلام كرده، فرمود پسر جان! شترها، گاهي بچه مي اندازند و يا بچه ي مرده به دنيا مي آورند؟!

امام حسن عليه السلام، پاسخ داد: اگر شتران، گاهي بچه انداخته يا بچه ي مرده به دنيا مي آورند، تخم مرغان نيز گاهي فاسد و بي خاصيت مي شود!

در اين وقت، حاضران، صدايي شنيدند كه مي گفت:

«معاشر الناس! ان الذي فهم هذا الغلام، هو الذي فهمها سليمان بن داوود».

يعني: «اي مردم! آن چه را كه اين پسر كوچك فهميد، همان بود كه سليمان بن داوود فهميده بود». [1] .



[ صفحه 91]




پاورقي

[1] مناقب، ابن شهرآشوب، ج 4، ص 10؛ زندگاني امام حسن مجتبي عليه السلام، رسول محلاتي، ص 102؛ كلمة الامام الحسن، ص 230؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 354؛ اثبات الهداة، ج 2، ص 546؛ طبق نقل آفتاب مهرباني، صص 45 - 46.


الامام الصادق في مواجهة الزيف


سيد هادي مدرسي، قم، دارالرسول الاعظم، 1406 ق، جيبي، 54 ص.


مظلوميت امام


«سدير صيرفي» يكي از اصحاب امام صادق عليه السلام مي گويد:

«بر جعفر بن محمد وارد شدم و گفتم: «آقا! چرا در خانه نشسته ايد؟»

فرمود: «اي سدير! مگر چه شده؟»

گفتم: «با اين همه دوستان و شيعيان و ياراني كه داري چرا قيام نمي فرمايي؟ به خدا سوگند اگر جدت اميرمؤمنان مانند تو ياوران فراواني مي داشت نمي گذاشت حق او را غصب كنند.»

فرمود: «فكر مي كني چه تعداد يار و ياور دارم؟»

گفتم: «يكصد هزار نفر».

فرمود: «يكصد هزار نفر؟!»

گفتم: «بلكه دويست هزار نفر.»

فرمود: «دويست هزار نفر؟!»

گفتم: «آري و شايد نيمي از جهان.»

حضرت پس از مدتي سكوت و به دنبال اين گفتگو فرمود: «آيا مايلي با من به «ينبع» - مزرعه اي در نزديك مدينه - برويم.»



[ صفحه 69]



گفتم: «آماده ام» و آنگاه با هم حركت كرديم. در آنجا امام گله ي كوچك بزغاله اي را ديد و فرمود: «اي سدير! سوگند به خدا اگر شيعيانم به اندازه ي تعداد اين بزغاله ها بودند ما بر جاي نمي نشستيم و قيام مي كرديم.» [1] .



[ صفحه 70]




پاورقي

[1] كليني، الاصول من الكافي، ج 2، ص 242.


لا تكلموا فيما فوق العرش


بحارالأنوار 3 / 260 - 259، عن تفسير علي بن إبراهيم: قوله: (و أن إلي ربك المنتهي) حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

إذا انتهي الكلام إلي الله فأمسكوا، و تكلموا فيما دون العرش و لا



[ صفحه 62]



تكلموا فيما فوق العرش، فإن قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم حتي كان الرجل ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه، و ينادي من خلفه فيجيب من بين يديه.


ثلاثة لا يزكيهم الله


أصول الكافي 1 / 374، ح 12: الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أبي داود المسترق: عن علي بن ميمون، عن أبن أبي يعفور، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...

ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم:

من ادعي امامة من الله ليست له.

و من جحد اماما من الله.

و من زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.


القضاء العادل


[أمالي الشيخ الطوسي 1 / 62، الجزء 3، ح 3: حدثنا ابن الشيخ الطوسي، عن والده، عن الشيخ المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن عبيد بن حمدون الرواسي، عن الحسن بن ظريف، قال: سمعت أباعبدالله جعفر بن محمد عليه السلام يقول:...]

لاتجد عليا عليه السلام يقضي بقضاء الا وجدت له أصلا في السنة.



[ صفحه 20]



قال: و كان علي عليه السلام يقول: لو اختصم الي رجلان فقضيت بينهما ثم مكثا أحوالا كثيرة ثم أتياني في ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحدا، لأن القضاء لايحول و لايزول.


لولا الالحاح


أصول الكافي 2 / 264، ح 16 و 261، ح 5: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن المفضل قال: قال أبو عبدالله عليه السلام:...

لولا الحاح هذه الشيعة علي الله في طلب الرزق، لنقلهم من الحال التي هم فيها الي ما هو أضيق منها.


كرمه و سخاؤه


الكرم و السخاء ليسا بأمرين غريبين عن الواقع النفسي لأهل البيت، بل هما أمران أصيلان يمتدان عبر الجذور العميقة لتأريخهم، و قد عرف الكرم الهاشمي بالطيبة و العفوية، البعيدة عن عوامل التكلف و الامتنان، و يمتاز عطاء أهل البيت و بذلهم بارتباطه الوثيق بالله، و رعاية جانب التقرب اليه فيه، دون أن يشوبه من نوازع النفس الانسانية ما هو غريب عن هذا الارتباط، فعن مسمع بن عبدالملك قال:



[ صفحه 54]



«.. كنا عند أبي عبدالله بمني و بين أيدينا عنب نأكله، فجاء سائل فسأله، فأمر له بعنقود فأعطاه، فقال السائل: لا حاجة لي في هذا، ان كان درهم؟..

فقال له الامام: يسع الله عليك..

فذهب ثم رجع فقال: ردوا العنقود..

فقال له الامام: يسع الله لك، و لم يعطه..

ثم جاء سائل آخر، فأخذ أبو عبدالله ثلاث حبات عنب فناولها اياه، فأخذها السائل من يده ثم قال: الحمدلله رب العالمين الذي رزقني..

فقال أبوعبدالله (ع): مكانك فحثا مل ء كفيه عنبا فناولها اياه، فأخذها السائل من يده ثم قال: الحمدلله رب العالمين الذي رزقني..

فقال له أبو عبدالله (ع): مكانك، يا غلام أي شي ء معك من الدراهم، فاذا معه نحوا من عشرين درهما فيما حزرناه أو نحوها، فناولها اياه فأخذها، ثم قال: الحمدلله هذا منك وحدك لا شريك لك..

فقال له أبو عبدالله (ع): مكانك، فخلع؟. قميصا كان عليه، فقال: البس هذا، فلبسه فقال: الحمدلله الذي كساني و سترني، يا أبا عبدالله أو قال: جزاك الله خيرا، و لم يدع لأبي عبدالله الا بذا، ثم انصرف فذهب، قال مسمع: فظننا



[ صفحه 55]



أنه لو لم يدع له لم يزل يعطيه..»..

و في هذا الحديث نلاحظ رعاية ذلك الارتباط في العطاء من الامام بصراحه، فحين كان شعور السائل بالامتنان لله خالصا فيما أولاه الامام من احسان، كان عطاء الامام يتضاعف، و عندما أبدي السائل امتنانه للامام بدعائه له أخيرا، كف الامام عنه، أما امتناع الامام عن اعطاء السائل الأول عند عوده اليه ثانيا، فلأن رد السائل لعطاء الامام أولا و استخفافه به، يكشف عن أن السائل لم يكن سؤاله عن حاجة، بل هي حرفة اتخذها لنفسه لجمع المال من سبيل حرام، و كانت عملية الرد هذه عملية تأنيب و تأديب له..

و من صور كرمه و سخائه الفريدة ما ذكره يونس عن بعضهم قال: انه سأل الامام: «جعلت فداك بلغني أنك تفصل في غلة عين زياد شيئا، و أنا أحب أن أسمعه منك..

فقال لي: نعم كنت آمر اذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانه الثلم، ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر في كل يوم أن يوضع عشرة بنيات، يقعد علي كل بنية عشرة، كلما أكل عشرة جاء عشرة أخري، يلقي لكل نفس منهم مد من رطب، و كنت آمر لجيران الضيعة كلهم، الشيخ و العجوز و الصبي و المريض و المرأة، و من لا يقدر أن يجي ء فيأكل منها، لكل انسان منهم مد، فاذا كان الجذاذ، وفيت القوام و الوكلاء



[ صفحه 56]



و الرجال أجرتهم و أحمل الباقي الي المدينة، فغرقت في أهل البيوتات و المستحقين الراحلتين و الثلاثة، و الأقل و الأكثر علي قدر استحقاقهم، و حصل لي بعد ذلك اربعماية دينار، و كان غلتها أربعة آلاف دينار..»..

و من آيات كرمه ما نقله أبونعيم في الحلية عن أبي الهياج ابن بسطام أنه قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتي لا يبقي لعياله شيئا..

و منها ما ذكره مفضل بن قيس بن رمانة قال: «دخلت علي أبي عبدالله (ع) فشكوت اليه بعض حالي، و سألته الدعاء..

فقال: يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبوجعفر، فجاءت بالكيس.. فقال: هذا كيس فيه أربعماية دينار فاستعن به..

فقلت: والله جعلت فداك ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء لي..

فقال لي: و لا أدع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم..»..


رسالته الي جماعة شيعته و أصحابه


قال عليه السلام: «أكثروا من الدعاء فان الله يحب من عباده الذين يدعونه و قد وعد عباده المؤمنين الاستجابة والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة.

و أكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار فان الله أمركم بكثرة الذكر له، و الله ذاكر من ذكره من المؤمنين.

و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموالله قانتين كما أمرالله به المؤمنين في كتابه من قبلكم.

و عليكم بحب المساكين المسلمين فان من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله، و الله له حاقر ماقت.

اياكم و العظمة و الكبر فان الكبر رداء الله فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة.

اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صب الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله. اياكم أن يحسد بعضكم بعضا فان الكفر أصله الحسد.

اياكم أن تشره نفوسكم الي شي ء مما حرم الله عليكم فانه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.



[ صفحه 47]




مؤلفات جعفر الصادق


عرفت لجعفر الصادق مؤلفات كثيرة في فنون شتي من العلم: في الكلام، و التوحيد، و سائر اصول الدين، و الفقه، و اصول الفقه، و الطب، و الاحتجاج، و الحكم، و المواعظ، و الآداب، و غير ذلك مما يكاد لا يحيط به الحصر وتكلفت بجمعه كتب الاخبار و الاحاديث و هاك فيما يلي ما عرف من مؤلفاته:

(1) رسالته الي النجاشي و الي الاهواز المعروفة برسالة عبدالله ابن النجاشي، و قد ذكر النجاشي صاحب الرجال أنه لم ير لابي عبدالله (ع) مصنفا غيرها، و يمكن حمله علي أنه لم يجمع هم (ع) بيده غيرها و الباقي مما حفظه الرواة عنه.

(2) رسالة له (ع) اوردها الصدوق في الخصال، و أورد سنده اليها عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهماالسلام تتضمن شرائع الدين من الوضوء و الغسل بأقسامه، و الصلاة بأقسامها، و الزكاة، زكاة المال و زكاة الفطر، و الحيض و الصيام و الحج و الجهاد و النكاح و الطلاق



[ صفحه 112]



و أحكام الصلاة علي النبي (ص)، و حب أولياء الله، و البراءة من اعداء الله، وبر الوالدين، و حكم المتعتين، و احكام الاولاد و افعال العباد، و الجبر و التفويض، و حكم الاطفال، و عصمة الانبياء و الأئمة، و خلق القرآن و وجوب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و معني الايمان و عذاب القبر و البعث و التكبير في العيدين، و احكام النفساء و الاطعمة و الاشربة و الصيد و الذباحة و الكبائر و غير ذلك.

(3) الكتاب المسمي «بتوحيد المفضل» لأنه رواية، و الا فهو من تأليف الصادق عليه السلام، و هو أحسن كتاب في رد الدهرية و اثبات الصانع، موجود بتمامه مفي ضمن البحار، و قد طبع مستقلا علي الحجر بمصر، و يقال أنه طبع في استانبول.

(4) كتاب الاهليلجة برواية المفضل بن عمر ايضا، و هو موجود في ضمن البحار و في مقدمات البحار، ان كتاب التوحيد و الاهليلجة سياقهما يدل علي صحتهما، و قال السيد علي بن طاوس في كشف المحجة لمثرة المهجة فيما أوصي الي ابنه: انظر كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه عليه الصادق (ع) فيما خلق الله جل جلاله من الآثار. و انظر كتاب الاهليلجة وما فيه من الاعتبار. و لكن في فهرست ابن النديم ما لفظه: كتاب الهليلجة لا يعرف مؤلفه و يقال ألفه الصادق عليه السلام، و هذا محال ا ه و لم يبين وجه المحال.

(5) كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة منسوب الي الصادق عليه السلام، و هو مطبوع مع جامع الاخبار ولكن المجلسي في مقدمات البحار قال: ان فيه بعض ما يريب اللبيب الماهر، و اسلوبه لا يشبه



[ صفحه 113]



سائر كلمات الائمة و آثارهم، و الله اعلم. و قال صاحب الوسائل في آخر كتاب الهداية الثالث: مما ثبت عندنا أنه غير معتمد و لذا لم ننقل منه، كتاب مصباح الشريعة المنسوب الي الصادق (ع)، فان سنده لم يثبت، و فيه اشياء منكرة مخالفة للمتواتر. ا ه.

و قال صاحب رياض العلماء عند ذكر الكتب المجهولة: و من ذلك مصباح الشريعة في الاخبار و المواعظ، كتاب معروف متداول، الي ان قال: بل هو من مؤلفات بعض الصوفية كما لا يخفي، لكن وصي به ابن طاوس حيث قال: و يصحب المسافر معه كتاب الاهليلجة، و هو كتاب مناظرة الصادق (ع) للهندي في معرفة الله جل جلاله بطرق عجيبة ضرورية، حتي أقر الهندي بالالهية و الوحدانية؛ و يصحب معه كتاب المفضل بن عمر الذي رواه عن الصادق عليه السلام في وجوه الحكمة في انشاء العالم السفلي و اظهار اسراره، فانه عجيب في معناه؛ و يصحب معه كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة عن الصادق عليه السلام، فانه كتاب لطيف شريف في التعريف بالتسليك الي الله جل جلاله، و الاقبال عليه و الظفر بالاسرار التي اشتملت عليه ا ه.

و عن الكفعمي في مجموع الغرائب أنه قال: و من كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة، قال الصادق عليه السلام، و نقل منه أشياء كثيرة بلفظ؛ قال الصادق (ع). و عن الشهيد الثاني في كشف الريبة و منية المريد و مسكن الفؤاد و أسرار الصلاة، أنه نقل جملة من أخباره.



[ صفحه 114]



ناسبا لها الي الصادق (ع) بصورة الجزم، و قال في آخر بعضها: هذا كله من كلام الصادق (ع). و عن السيد حسين القزويني في كتابه، جامع الشرائع؛ أنه قال عند بيان الكتب المأخوذ كتابه منها: و مصباح الشريعة المنسوب اليه، يعني الصادق (ع)، بشهادة الشارح الفاضل، يعني الشهيد الثاني و السيد ابن طاوس و مولانا محسن القاشاني و غيرهم، فلا وجه لتشكيك بعض المتأخرين بعد ذلك ا ه.

(6) رسالته الي اصحابه رواها الكليني في اول روضة الكافي، بسنده عن اسماعيل بن جابر عن ابي عبدالله عليه السلام انه كتب بهذه الرسالة الي اصحابه و أمرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها، و العمل بها، و كانوا يضعونها في مساجد بيوتهم، فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.

و بسنده عن اسماعيل بن مخلد السراج قال: خرجت هذه الرسالة من ابي عبدالله (ع) الي اصحابه: بسم الله الرحمن الرحيم. اما بعد فاسألوا الله ربكم العافية. و ذكر الرسالة بطولها و اورد شيئا من اولها في تحف العقول بعنوان «رسالته الي جماعة شيعته و اصحابه.»

(7) رسالته الي اصحاب الرأي و القياس.

(8) رسالته (ع) في الغنائم و وجوب الخمس، اوردها و ما بعدها الي السادس عشر في تحف العقول.

(9) وصيته لعبد الله بن جندب.

(10) وصيته لابي جعفر محمد بن النعمان الاحول.



[ صفحه 115]



(11) نثر الدرر، كما سماه بعض الشيعة.

(12) كلامه في وصف المحبة لاهل البيت، و التوحيد و الايمان و الاسلام و الكفر و الفسق.

(13) رسالته في وجوه معايش العباد و وجوه اخراج الاموال جوابا لسؤال من سأله: كم هي جهات معايش العباد التي فيها الاكتساب و التعامل بينهم و وجوه النفقات؟

(14) رسالته في احتجاجه علي الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق.

(15) كلامه في خلق الانسان و تركيبه.

(16) حكمه القصيرة. و سنختار مما ذكر في تحف العقول ما نودعه في حكمه و آدابه الآتية فيما بعد. و هناك كتب مروية عن الصادق (ع) جمعها أصحابه و رووها عنه، فيصح بهذا الاعتبار نسبتها اليه؛ لان الاملاء احدي طرق التأليف: و قد ذكر خمسة منها النجاشي و ذكر سنده اليها، و يحتمل تداخلها مع بعض ما تقدم و هي:

(17) نسخة ذكرها النجاشي في ترجمة محمد بن ميمون الزعفراني فقال: عامي، غير أنه روي عن أبي عبدالله عليه السلام نسخة.

(18) نسخة رواها الفضيل بن عياض عنه (ع) قال النجاشي في ترجمة الفضيل: بصري ثقة عامي؛ روي عن أبي عبدالله عليه السلام نسخة.

(19) نسخة رواها عبدالله بن أبي اويس بن مالك بن ابي عامر الاصبحي



[ صفحه 116]



حليف بني تميم بن مرة عنه (ع) قال النجاشي: له نسخة عن جعفر بن محمد عليهماالسلام.

(20) نسخة رواها سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي: قال النجاشي: له نسخة عن جعفر بن محمد.

(21) نسخه يرويها ابراهيم بن رجاء الشيباني. قال النجاشي: له عن جعفر عليه السلام نسخة.

(22) كتاب يرويه جعفر بن بشير البجلي. قال الشيخ في الفهرست: له كتاب ينسب الي جعفر بن محمد، رواية علي بن موي الرضا عليهم السلام.

(23) كتاب رسائله، رواه عنه جابر بن حيان الكوفي. قال اليافعي في مرآة الجنان: له كلام نفيس في علوم التوحيد و غيرها، و قد الف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتابا يشتمل علي الف ورقة يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة ا ه.

لم يذكر احد منه اصحابنا الذين الفوا في رجال الشيعة و اصحاب الأئمة كالطوسي و النجاشي، و من عاصرهم أو تقدمهم او تأخر عنهم أن جابر بن حيان من تلاميذ الصادق او من أصحابه، و لا ذكروه في رجال الشيعة، و هم أعرف بهذا الشأن من غيرهم. نعم جاء في فهرست ابن النديم: قالت الشيعة: ان جابر بن حيان من كبارهم و أحد الأبواب فيهم، قال: و زعموا انه كان صاحب جعفر الصادق، الي أن قال: و لهذا الرجل كتب في



[ صفحه 117]



مذاهب الشيعة أنا اوردها في مواضعها؛ و يأتي تفصيل ذلك في ترجمته، و قد تحقق لنا بعد ذلك ان جابر بن حيان كان من تلاميذ الصادق عليه السلام.

(24) تقسيم الرؤيا. في كشف الظنون: تقسيم الرؤيا للامام جعفر الصادق عليه السلام، و في الذريعة لم نجد سندا لهذه النسبة في غيره، فالظاهر انه من تصنيف بعض الشيعة بالرواية عنه.



[ صفحه 121]




التقاء جابر بجعفر


يمكن أن يتبادر الي الذهن أن تلقين التعليم هو رمزي فقط، بدليل أن الانسان لقادر أن يتعلم من أستاذ تفصله عنه سنين عديدة، و لكن هناك اشارات عديدة تدل علي أن جابرا التقي بجعفر، و قد رأينا الكلام عن الطلسم تحاوره مع الامام، و في الزئبق يذكر أن سيده كان يقول، و في هذا المعني يقول أيضا: «و حدثني سيدي عن آبائه واحد بعد واحد قال لي آخر: فأما الناشي ء في زمان الفسق فان الأصغر يكون أولاده كثيرا جدا لا يحصي عددهم الا الله تعالي [1] يذكر ذلك أثناء الكلام عن أخوين له أحدهما عراقي و الآخر فارسي، و طبعا ان جابرا يرمز هنا و لا يتكلم بوضوح. و هذه كلها تشير الي شي ء. انه يوجد نصان أحدهما يقول فيه: (و لقد كنت يوما من الأيام بعد



[ صفحه 125]



ظهور أمري بهذه العلوم و بخدمة سيدي عند يحيي بن خالد و كانت له جارية نفيسة لم يكن لأحد مثلها جمالا و أدبا و عقلا و صنائع توصيف بها، و كانت قد شربت دواء مسهلا لعلة كانت بها فعنف ثم زاد عليها الي أن قامت ما لم يكن من سبيل الخلاص منه و لا شفاء له». ثم يذكر جابر أنه عالجها بترياقه فشفيت علي الفور.

هنا يذكر جابر صراحة أنه كان في خدمة سيده جعفر. و يحكي مثل هذه الحكاية عن انسان انتفخ جانبه الأيمن كله و اخضر حتي صار كالسلق لا بالمثال و لكن بالحقيقة، فسأل عن حاله فقيل له أفعي نهشته، فعالجه كما عالج الجارية فشفي. و هنا يذكر صراحة أنه صادف ذلك عندما كان خارجا من منزله قاصدا دار سيده جعفر.


پاورقي

[1] هكذا في النص: مختار رسائل، ص 335.


چگونه خداوند از ازل شنوا و بينا... بود؟


ابان بن عثمان احمر گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: به من خبر ده آيا



[ صفحه 38]



خدا از ازل بينا و شنوا دانا و قادر و توانا بود؟

فرمود: بله.

گفتم: مردي هست كه مدعي ولايت و تبعيت از شما است مي گويد: خداوند تبارك و تعالي از ازل به وسيله ي گوش، شنوا و به وسيله ي چشم، بينا، و به وسيله ي دانش، دانا، و به وسيله ي قدرت، توانا است.

(راوي گويد:) امام - عليه السلام - غضبناك شدند، سپس فرمودند: هر كه اين حرف را بزند، و به آن عقيده داشته باشد مشرك است، و از ولايت ما بهره اي نبرده است، خداوند تبارك و تعالي ذاتي است دانا، شنوا، بينا، توانا.

- يعني هيچ چيز بين ذات خدا و صفاتش واسطه نيست. [1] .


پاورقي

[1] امالي صدوق رحمه الله: ص 61 ح 6.


ساير علوم


امام صادق عليه السلام در خلال تعليمات خود از علوم مختلفه بحث فرموده است و آنچه كه عقول و مشاعر مردم آن عصر درك مي كرده است از علوم و فنون بشري تعليم و تدريس فرمود - و با لغات مختلف و فنون متنوع هر كس را به آثار خودش علم و دانش مي آموخت و مخصوصا در نجوم و فلكيات - و طبيعيات و طب و اخلاق مكتب او داراي شاگرداني مشهور بوده است.

مورخين عرب و مستشرقين جهان مي نويسند پس از علي مرتضي عليه السلام هيچ امامي عالم تر و داناتر از جعفر بن محمدالصادق عليه السلام نبود - چهار هزار دانشمند مشهور و راوي معروف كه صاحب كتاب و روايت هستند از امام صادق عليه السلام روايت كرده اند كه يكي از آنها ابوموسي جابربن حيان است و علم تجزيه و تركيب را از آن حضرت آموخته.

جرجي زيدان مي نويسد اروپائيان بيشتر از عرب ها در ترجمه حال جابر و تأليفات



[ صفحه 259]



او بررسي كرده و اعتراف صحيح دارند كه اساس علم كيمياء جديد (شيمي) را جابر گذاشته و اين علم را از امام جعفر صادق آموخته است.

ابن خلكان مي نويسد جابر كتابي نوشت در هزار برگ كه مشحون بر سائل جعفر بن محمد بود و پانصد برگ از علوم اخلاقي و اجتماعي و ديني جمع كرده و از اين جهت مذهب شيعه را جعفري گويند كه بر طريقه ي تعليم و تربيت او مي روند.

جرجي زيدان مي نويسد تيزاب سلطاني كه تيزاب طلاخوار گويند و از تركيب اسيد از تيك با اسيد كلرئيدريك حاصل مي شود از مخترعات جابر است نمك و ملح آمانياك و سنگ جهنم نيترات دارژان و بي كلرور مركور از آثار جابر است و اصول علم شيمي و علم جبر را از جابر دانسته و حتي معتقدند كه جبر از جابر اشتقاق يافته زيرا از اثر فكري اوست.


حديث 027


5 شنبه

السلام تطوع و الرد فريضة.

سلام كردن مستحب و جواب سلام دادن واجب است.

كافي، ج 2، ص 644


مقبره فاطمه بنت اسد


او دختر اسد، فرزند هاشم، همسر ابوطالب و مادر علي، جعفر، عقيل، هاني و طالب بود. فاطمه از نخستين مهاجرين و بيعت كنندگان با محمد بود و تنها كسي كه چون فرزندي (= علي) را در خانه كعبه به دنيا آورد، پرهيزكاري و پاكيش شهرتي خاص يافت و عليّ بن ابي طالب به احترام چنين مادري ستوده مي شده است.

او در زمان حيات پيامبر، جهان را بدرود گفت و پيامبر در مرگ او تأثير و غم و اندوه فراوان نشان داد. غسلش داد؛ بر جنازه اش نماز گزارد و در حالي كه مي گريست، در ميان قبرش نهاد.



[ صفحه 479]



ابن زباله محل قبر وي را در بقيع، مقابل حمام ابوقطيفه دانسته است كه در جوار آن قبرهاي ابراهيم و عثمان بن مظعون جاي دارد.

ابن نجّار در «أخبار مدينة الرّسول» اين موفقيت را در سده هفتم هجرت چنين گفته است:

«واليوم مقابلها نخل يعرف بالحمّام و قبر عثمان بن عفان و عليه قبّة عالية و هو قبل فاطمة بنت أسد بقليل و حوله نحل».

اين آراء را مؤلف حقير در سال هاي 1396 / 1399 ق. با موقعيت فعلي شهر مدينه مورد تطبيق قرار داد:

محل قبر فاطمه بنت اسد، در نزديكي قبر سعدبن معاذ و مجاور قبر عثمان بن عفان در سمت شرقي قبرستان بقيع قرار دارد.

دو آرامگاه ابراهيم و عثمان بن مظعون در 20 متري شرق قبر مالك بن انس و 75 متري مقبره شهداي حره جاي گرفته كه تا قبر عثمان بن مظعون 135 متر است. در نتيجه قبر فاطمه بنت اسد، در ركن شمال شرقي بقيع در حدود 50 متري قبر عثمان بن عفان واقع شده است.

ترديدي نيست كه محل «حمّام النّخل» كه قبلا به «حمام ابي قطيفه» شهرت داشته، در شمال قبر ابراهيم بوده است و در زمان نورالدّين سمهودي آن را «الخضاري» مي گفته اند.

«علي بن موسي» چون به بناي قبرستان بقيع در بافت عثماني آن اشاره مي كند، از مقبره فاطمه بنت اسد ياد كرده، دقيقا به نشاني تاريخي آن اشاره مي كند:

«ثمّ من شرقي البقيع قبتين أحدهما فيها مرقد الصحابي الجليل سيدنا أبي سعيد الخدري الأنصاري و بجانبها قبّة سيّدتنا فاطمة بنت أسد والدة



[ صفحه 480]



سيدنا عليّ بن أبي طالب كرّم الله تعالي وجهه. ثمّ البقيع الشريف خارج السور السلطاني».

در همين ايّام «نايب الصّدر شيرازي» مقبره فاطمه بنت اسد را در 1305 ق. زيارت و آن را توصيف مي كند كه بر سر در بقعه مذكور اين عبارت و اشعار تركي منقوش است:

«هذه قبة الوالدة المحترمة حضرة علي رضي الله عنه.»

ياپدي بو قبه پرنوري شهنشاه جهان دست عدوانله اولمشدي مقدم ويران نجل ذي شأنني ياور ايده أوّل پادشه فاطمه بنت اسد مادر شير يزدان


استكفاؤه المنصور 02


قال الشيخ المفيد في ارشاده: قد روي الناس من آيات الله الظاهرة علي يده عليه السلام ما يدل علي امامته و حقه و بطلان مقال من ادعي الامامة لغيره.



[ صفحه 34]



فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من خبره عليه السلام مع المنصور لما أمر الربيع باحضار أبي عبدالله عليه السلام فأحضره، فلما بصر به المنصور قال له: قتلني الله ان لم أقتلك، أتلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل؟! و ذكر الحديث الآتي.

و قال الفضل أبوالحسن أبوعلي الطبرسي في كتاب اعلام الوري: اشتهر في الرواية أن المنصور أمر الربيع باحضار أبي عبدالله عليه السلام فأحضره، فلما بصر به قال: قتلني الله ان لم أقتلك أتلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل؟ فقال له أبو عبدالله عليه السلام: و الله ما فعلت و لا أردت، فان كان بلغك فمن كاذب، و لو كنت فعلت لقد ظلم يوسف فغفر، و ابتلي أيوب فصبر، و أعطي سليمان فشكر، فهؤلاء أنبياء الله و اليهم يرجع نسبك. فقال له المنصور: أجل ارتفع ههنا فارتفع، فقال له: ان فلان ابن فلان أخبرني عنك بما ذكرت، فقال له جعفر: يا أميرالمؤمنين ليواقفني علي ذلك، فأحضر الرجل المذكور، فقال له المنصور: أنت سمعت ما حكيت عن جعفر؟ قال: نعم، قال له أبوعبدالله عليه السلام: فاستحلفه علي ذلك. قال له المنصور: أتحلف؟ قال: نعم، فابتدأ باليمين فقال أبو عبدالله عليه السلام: دعني يا أميرالمؤمنين أحلفه أنا، فقال له: افعل، فقال أبو عبدالله عليه السلام للساعي: قل برئت من حول الله و قوته و التجأت الي حولي و قوتي لقد فعل كذا و كذا و قال كذا و كذا جعفر، فامتنع منها هنيئة ثم حلف بها، فما برح حتي اضطرب برجله، فقال أبوجعفر: جروا برجله فأخرجوه - لعنه الله -.

قال الربيع: و كنت رأيت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام حين دخل علي المنصور يحرك شفتيه فكلما حركهما سكن غضب المنصور، حتي أدناه منه و رضي عنه، فلما خرج أبو عبدالله عليه السلام من عند أبي جعفر تبعته فقلت له: ان هذا الرجل كان أشد الناس غضبا عليك فلما دخلت عليه و حركت شفتيك سكن غضبه، فبأي شي ء كنت تحركهما؟ قال: بدعاء جدي الحسين ابن علي عليهماالسلام فقلت: جعلت فداك و ما هذا الدعاء؟ قال: «يا عدتي عند شدتي و يا غوثي عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام». فقال الربيع: فحفظت هذا الدعاء فما نزلت بي شدة قط فدعوت الله



[ صفحه 35]



به الا فرج الله عني، قال: و قلت لجعفر ابن محمد لم منعت الساعي أن يحلف بالله تعالي؟ قال: كرهت أن يراه الله تعالي يوحده و يمجده فيحلم عنه و يؤخر عقوبته، فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله أخذة رابية [1] .


پاورقي

[1] الارشاد للمفيد: ص 272.


فضل ائمه بر سايرين


حضرت امام صادق عليه السلام از جد گراميش علي عليه السلام روايت كرده است كه فرمود: خداوند جميل است و جمال و زيبايي را دوست دارد و همچنين دوست دارد كه اثر نعمتهاي خود را در مردم مشاهده نمايد.

محمد بن مسلم روايت مي كند كه روزي نزد امام جعفر صادق عليه السلام بودم ناگاه معلي بن خنيس به گريه افتاد. آن حضرت سبب گريه را سؤال نمود. گفت: اي مولاي من! جماعتي در بيرون بودند، چنين اظهار نمودند كه حضرت تو و آباء گرام و اولاد عظام تو با ايشان در فضل مساويند و شما مطلقا فضل بيشتري نسبت به آنان نداريد.

آن حضرت ساعتي ساكت شد، بعد از آن سر بر آورد و طبق خرما طلبيد. از آن خرماها يكي را برداشت و نصف گردانيد و آن خرما را تناول نمود و دانه اش را در زير خاك پنهان كرد. همان ساعت حقتعالي به بركت آن حضرت از آن دانه درختي رويانيد و آن درخت قدي بلند كشيد و بسر [1] بسيار بار آورد.

آن حضرت يكي از خرماها را به دست مبارك چيده و به دو



[ صفحه 81]



نصف كرد و از ميان آن ورقي پيچيده بيرون آورد و آن بسر را در دهان مبارك خود گذاشت، ورق را به دست معلي ابن خنيس داد و فرمود: بخوان. معلي آن ورق را گشود، بر آن ورق نوشته بود، بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله محمد الرسول الله علي المرتضي و الحسن و الحسين عليهماالسلام و اسم يك يك از ائمه معصومين تا حضرت صاحب عليهم السلام بر آن نوشته بود.



[ صفحه 82]




پاورقي

[1] خرماي نارس.


جابر بن حيان


پدرش حيان خراساني بود. در طوس داروخانه اي داشت و به كار داروگري سرگرم بود اما در عين حال مرد سياست هم بود چون با ابومسلم خراساني همكاري محرمانه داشت.

عمال بني اميه وي را مي شناختند و مي دانستند كه او عقيده ي شيعي دارد و از پيروان خاندان نبوت است، ولي كاري به كارش نداشتند.

فقط وقتي كه روابط محرمانه ي او را با ابومسلم دريافتند غافلگيرش كردند و به قتلش رسانيدند.

حيان در خراسان به شهادت رسيد و پسرش جابر از خراسان به



[ صفحه 180]



عربستان آمد و در مدينه به خدمت باقر عليه السلام شرفياب شد. اما اين شرفيابي چندان طول نكشيد كه امام پنجم از اين جهان به ملكوت اعلي رحلت فرمود و مسند امامت را به پسرش صادق سلام الله عليه سپرد.

جابر بن حيان در رديف شاگردان امام صادق قرار گرفت و چون هويت اين جوان در حضرت امام روشن بود لطف و مرحمت امام را بيش از ديگران به خود معطوف ساخت تا آنجا كه مانند يك خانه زاد در خانه ي حضرت صادق بسر مي برد.

دائرة المعارف بريتانيا درباره ي جابر بن حيان چنين مي نويسد

«مشهورترين علماي طبيعي در قرن دوم هجرت جابر بن حيان علوم خفيه را از امام صادق فرا گرفت ولي بعيد نيست كه علوم شيمي را از آن محضر نياموخته باشد».

اما خود جابر بن حيان اعتراف مي كند كه هر چه ياد دارد از امام صادق آموخته و استادي جز ابوعبدالله جعفر نداشته است.

جابر بن حيان مردي از آن عده ي انگشت شمار تاريخ است كه در نبوغ و عبقريت ممتاز و سرشناس بوده است.

تاريخ انسانيت در طول اعصار و قرون از انسان هاي بسياري سخن مي گويد ولي از ميان اين بسيار عده ي معدودي را به عنوان «دها» و «اعجوبه» نام مي برد و يكي از آن دواهي و اعجوبه هاي دوران همين جابر بن حيان است.

جابر نويسنده ي بزرگي بود ابن الندهم در فهرست خود بيش از صد كتاب در علوم پنهاني و شيمي به وي نسبت مي دهد.

از كتابهاي جابر چند جلد به زبان هاي مختلف اروپا ترجمه شده و گمان مي رود كه متن خطي كتاب هاي او در كتابخانه هاي بزرگ مغرب زمين يافت شود.



[ صفحه 181]




كتابه إلي المنصور في جوابه في تميز من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة


قال ابن حمدون: كتب المنصور [1] إلي جعفر بن محمّد: لم لا تغشانا كما يغشانا ساير النّاس؟ فأجابَهُ:

لَيسَ لَنا ما نَخافُكَ مِن أجلِهِ، وَلا عِندَكَ مِن أمرِ الآخِرَةِ ما نَرجوكَ لَهُ، وَلا أنتَ في نِعمَةٍ فَنُهنّيكَ، وَلا تَراها نَقِمَةً فَنُعَزّيكَ بِها، فَما نَصنَعُ عِندَكَ؟.

قال: فكتب إليه: تَصحَبُنا لِتَنصَحَنا. فأجابَهُ عليه السلام:

مَن أرادَ الدُّنيا لا يَنصَحُكَ، وَمَن أرادَ الآخِرَةَ لا يَصحَبُكَ.

فقال المنصور: وَالله لَقَد مَيَّزَ عِندي مَنازِلَ النّاسِ، مَن يُريدُ الدُّنيا مِمَّن يُريدُ الآخِرَةَ، وَإنَّهُ مِمَّن يُريدُ الآخِرَةَ لا الدُّنيا. [2] .



[ صفحه 26]




پاورقي

[1] عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس، أبو جعفر المنصور الدّوانيقي، كان الثّاني من خلفاء بني العبّاس، تولّاه بعد موت أخيه السّفاح سنة ست وثلاثون ومائة، ومات سنة ثمان وخمسين ومائة في طريقه إلي مكّة ودفن بها، وعدّه الشّيخ من أصحاب الصّادق عليه السلام مع غصبه للخلافة، وقتلهُ الإمام وجمعاً كثيراً من ذرّية الرّسول صلي الله عليه وآله، لعلّ ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام لأنّ له روايات عنه عليه السلام ورواها أصحاب السّير. (راجع: مروج الذّهب: ج 3 ص 244، فتح الباري: ج 13 ص 184، رجال الطوسي: ص 229 الرقم 3102).

[2] كشف الغمّة: ج2 ص420، بحار الأنوار: ج46 ص184 ح145 نقلاً عنه.


عمل به سنت پيامبر باعث هدايت يك كافر شد


عصر خلافت امام علي عليه السلام بود. آن حضرت در يكي از سفرها، از فاصله اي دور به طرف كوفه مي آمد. يكي از يهوديان (يا مسيحيان) نيز در همان راه حركت مي كرد و به سوي اطراف كوفه مي رفت، آن كافر به حضرت علي عليه السلام رسيد، ولي حضرت را نمي شناخت و آن ها با هم به سفر خود ادامه دادند، تا بر سر دو راهي رسيدند كه يكي راه كوفه، و ديگري راه اطراف كوفه بود.

آن شخص ديد كه همسفرش (علي عليه السلام) به راه كوفه نرفت، بلكه در همان راه كه خودش حركت مي كرد، حركت نمود. از او پرسيد: مگر نگفتي كه من عازم كوفه هستم؟

امام علي عليه السلام فرمود: آري گفتم.

يهودي گفت: پس چرا به راه كوفه نرفتي و در اين راه با من مي آيي؛ با اين كه راه كوفه را مي داني؟

امام علي عليه السلام فرمود: اين كار براي نيكو پايان دادن به رفاقت است. هر انسان بايد رفيق راهش را، هنگام جدايي، تا چند قدم بدرقه كند؛ چرا كه پيامبر ما اين گونه به ما دستور داده است.

يهودي گفت: به راستي پيامبر شما، اين گونه دستور داده است؟

حضرت فرمود: آري.

يهودي گفت: پس مسلما هر كس از پيامبر شما پيروي كرده، براي اين كارهاي بزرگوارانه و اين خصلت هاي نيكو بوده كه از او



[ صفحه 56]



ديده است. در همين هنگام كه نور درخشان اسلام بر قلب يهودي تابيده بود، گفت: من تو را گواه مي گيرم كه بر دين تو هستم، و دين تو را پذيرفتم. آن گاه به همراه اميرالمؤمنين علي عليه السلام به سوي كوفه آمد. در كوفه آن حضرت را شناخت و فهميد كه وي خليفه ي مسلمانان و اميرمؤمنان است؛ اسلام را پذيرفت و رسما مسلمان شد [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 2، ص 670، ح 5؛ قرب الاسناد، صص 10 -11، ح 33.


الفؤاد و مدرعته


يا مفضل من غيب الفؤاد في جوف الصدر، و كساه المدرعة التي غشاؤه، و حصنه بالجوانح و ما عليها من اللحم و العصب، لئلا يصل اليه ما ينكأه.


تصرف در اشياء


ابوصامت حلاوني نقل مي كند: به امام صادق عليه السلام عرض كردم: چيزي به من عطا كن كه شك را از قلبم بزدايد. فرمود: كليد را از جيبت بيرون آور و به من بده. من نيز كليد را در آوردم و به آن حضرت دادم. ناگهان ديدم آن كليد به صورت شيري در آمد و من ترسيدم.

فرمود: نترس و آن را بگير. وقتي آن را گرفتم، به حال اول خود برگشت. [1] .


پاورقي

[1] الثاقب في المناقب، ص 365؛ مدينة المعاجز، ص 416.


ابان بن تغلب


أبوسعد الكوفي، روي عن السجاد، و الباقر، و الصادق، و مات في أيامه. قال الشيخ في الفهرست: أبان بن تغلب بن رباح ابوسعيد البكري الحريري مولي جرير بن عباد، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي أبامحمد علي بن الحسين و أباجعفر الباقر و روي عنهم، و كانت له عندهم حظوة و قدم، و قال له ابوجعفر الباقر: اجلس في مسجد المدينة و أفت الناس فاني أحب أن يري في شيعتي مثلك و كان غزير العلم متضلعا في عدة علوم و له كتب ذكرها ابن النديم في الفهرست منها كتاب معاني القرآن، كتاب القراءآت، كتاب من الاصول في الرواية علي مذهب الشيعة. [1] .

و قال ابن سعد في الطبقات: أبان الربعي توفي في الكوفة في خلافة أبي جعفر و عيسي بن موسي وال علي الكوفة، و كان ثقة و روي عنه شعبة، و قال



[ صفحه 74]



في التهذيب روي عنه موسي بن عقبة، و شعبة، و حماد بن زيد و ابن عيينة و جماعة و ثقه أحمد، و يحيي، و أبوحاتم، و النسائي.

قال الذهبي في ميزان الاعتدال ابان بن تغلب الكوفي شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه و عليه بدعته [2] و قد و ثقه أحمد بن حنبل و ابن معين و أبوداوود خرج له مسلم و أبوداوود، و الترمذي، و ابن ماجة.

قال الجوزجاني: أبان بن تغلب زائغ مذموم المذهب، قال ابن حجر: و أما الجوزجاني فلا عبرة بحطه علي الكوفيين، فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل عثمان، و ان عليا كان مصيبا في حروبه و ان مخالفه مخطي ء مع تقديم الشيخين، و ربما اعتقد بعضهم ان عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و إذا كان معتقد ذلك و رعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته. [3] .

أبان بن عثمان بن أحمر البجلي أبوعبدالله أصله كوفي، و كان يسكنها تارة و البصرة أخري، و قد أخذ عنه أهلها منهم أبوعبيدة معمر بن المثني و أبوعبدالله محمد بن سلام، و اكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء و النسب و الأيام، روي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام و أبي الحسن موسي عليه السلام و له مؤلفات منها كتاب المبتدي، و البعث و المغازي و الوفاة، و ذكره ابن حبان في الثقات، قال محمد بن أبي عمر: كان ابان من أحفظ الناس بحيث انه يري كتابه فلا يزيد حرفا، توفي علي رأس المئتين. [4] .

و هو من الستة أصحاب ابي عبدالله (ع) الذين أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم و الاقرار لهم بالفقه و هم: جميل بن دراج، و عبدالله ابن مسكان، و عبدالله بن بكير، و حماد بن عيسي، و حماد بن عثمان و ابان بن عثمان.

بكير بن أعين الشيباني أخو زرارة روي أن الباقر و الصادق عليه السلام و مات في أيام الصادق عليه السلام و لما بلغه خبر موته قال: أما والله لقد انزله الله بين رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام. و ذكره يوما فقال: رحم الله بكيرا. و هو من الثقات، و قد روي عنه جماعة.

جميل بن دراج بن عبدالله النخعي روي عن الصادق و الكاظم و توفي أيام



[ صفحه 75]



الرضا، و هو من الستة الذين اجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم.

حماد بن عثمان بن زياد الرواسي الكوفي روي عن الصادق عليه السلام و الكاظم و الرضا عليه السلام، و هو من أصحاب الصادق عليه السلام و من الستة المار ذكرهم توفي سنة 190 ه.

الحارث بن المغيرة النصري روي عن الباقر عليه السلام و عن الصادق (ع) و الكاظم (ع)، كان جليل القدر مقبول الرواية له منزلة عظيمة.

هشام بن الحكم البغدادي الكندي مولي بني شيبان كنيته أبومحمد و قيل أبوالحكم أصله من الكوفة و انتقل إلي بغداد قال ابن النديم: هو من جلة أصحاب أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (ع) و هو من متكلمي الشيعة ممن فتق الكلام في الامامة و هذب المذهب و النظر و كان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب سئل عن معاوية أشهد بدرا؟ فقال: نعم من ذاك الجانب، و كان ينزل الكرخ من مدينة السلام و توفي بعد نكبة البرامكة مستترا، و قيل في خلافة المأمون و له من الكتب كتاب الامامة، كتاب الدلالات، ثم ذكر له اكثر من عشرين مؤلفا.

ودعي له الامام الصادق (ع) قال: «لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك، و كان أولا من أصحاب جهم بن صفوان ثم انتقل إلي القول بالامامة بالدلائل و النظر، و كان الصادق (ع) يقول فيه، هذا ناصرنا بقلبه و لسانه و يده، و يقول أيضا: هشام بن الحكم رائد حقنا و سائق قولنا المؤيد لصدقنا و الدامغ لباطل اعدائنا.

و كان هشام يقول: ما رأيت مثل مخالفينا عمدوا إلي من ولاه الله من سمائه فعزلوه، و إلي من عزله الله من سمائه فنصبوه، و لهشام أخبار كثيرة و محاججات و مناظرات مع خصوم آل محمد، و كان يخوض غمرات البحث فيخرج منها و حليفه النصر.

روي الكليني في الصحيح أنه ورد علي الصادق (ع) رجل من أهل الشام فقال له: إني صاحب كلام و فقه و فرائض و قد جئت لمناظرة أصحابك.

فقال له الصادق (ع): كلامك هذا من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو من عندك؟

فقال الرجل: بعضه من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بعضه من عندي، قال الامام الصادق (ع): فأنت إذا شريك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! قال: لا، فسمعت الوحي عن الله تعالي؟ قال: لا، قال: فتجب طاعتك



[ صفحه 76]



كما تجب طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: لا، فقال الصادق (ع): هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم، ثم أخرج الصادق (ع) رأسه و كان في خيمة في الحرم قبل الحج بأيام فاذا هو ببعير يخب فقال (ع): هشام و رب الكعبة. فاذا هشام بن الحكم قد ورد و هو أول ما اختطت لحيته و ليس في اصحاب الصادق (ع) إلا من هو أكبر سنا منه فوسع له الصادق (ع) و قال: ناصرنا بقلبه و لسانه و يده، ثم قال للشامي: كلم هذا الغلام. يعني هشام بن الحكم.

فقال الشامي لهشام: سلني في إمامة هذا. يعني الصادق (ع). فغضب هشام حتي ارتعد و قال: يا هذا ربك انظر لخلقه أم هم لأنفسهم؟ فقال: بل ربي أنظر لخلقه، قال هشام: فعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال: كلفهم و أقام لهم حجة و دليلا علي ما كلفهم و ازاح في ذلك عللهم.

قال: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟

قال هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فبعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: الكتاب و السنة، قال، فهل ينفعنا اليوم الكتاب و السنة اختلفنا فيه حتي رفع عنا الاختلاف؟

قال: فقال الشامي: نعم. فقال هشام: فلم اختلفنا نحن و انت و جئتنا من الشام تخالفنا و تزعم ان الرأي طريق الدين و أنت تقر أن الرأي لا يجتمع علي القوا الواحد للمختلفين؟ فسكت الشامي كالمفكر فقال له الصادق (ع): مالك لا تتكلم؟ قال: إن قلت ما اختلفنا كابرت، و ان قلت إن الكتاب و السنة يرفعان الاختلاف أبطلت لانهما يحتملان الوجوه، ولكن لي عليه مثل ذلك. فقال الصادق (ع): سله تجده مليا. فقام لهشام: من انظر للخلق ربهم أو أنفسهم؟ قال: بل ربهم، قال: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع احتلافهم و يبين حقهم من باطلهم؟ قال: نعم، قال: من هو؟ قال: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أما بعده فغيره، قال: من هو غيره؟ قال: في وقتنا هذا هو هذا الجالس الذي تشد اليه الرحال. يعني الصادق (ع) إلي آخر ما ذكره. [5] .

المعلي بن خنيس كان من أصحاب الامام و مواليه و من عذب في الله و قتل بحب آل محمد، قتله الأمير داوود بن علي و صادر أمواله - و الأسباب غير مجهولة في ذلك - لأن المعلي كان من خواص الامام الصادق (ع) بصورة تستدعي غضب الوالي، و كان داوود بن علي عندما ولي المدينة أو الجزيرة برمتها



[ صفحه 77]



استعمل العسف و الجور و الاضطهاد للطالبيين فكان شديدا في مطاردتهم و تتبع أنصارهم. و بطبيعة الحال ان مثل المعلي بمواقفه و اتصاله بالامام لا يسلم من شر هذا الوالي و قد تلقي الامام الصادق هذه الحادثة بالاستياء و أثر في نفسه و مشي الي ديوان الامير و هو محنق علي خلاف عادته و قال له: قتلت مولاي و اخذت مالي أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الحرب، و قابله الامام بالشدة و العنف و حاول ذلك الامير أن يسند هذا الجرم لصاحب الشرطة و يبرأ من تبعته، فأمر بقتله ليتستر بذلك، ولكن صاحب الشرطة فضح أمره فأعلن للملأ عندما سيق للاعدام بقوله: يأمرونني بقتل الناس فأقتلهم لهم ثم يأمرون بقتلي.

و قد اختلفت اقوال المؤرخين في الحادثة فتارة يذكرونها في عهد السفاح و اخري في عهد المنصور.

هذا و ليس في امكاننا احصاء اصحابه عليه السلام و رواة الحديث عنه من الشيعة و غيرهم و نكتفي بهذا القدر، و قد أرجأنا ذكر بعض الاعيان منهم الي الجزء الثالث: كعبد الملك بن أعين و زرارة و ابنه، و علي بن يقطين، و عمار الدهني و عمرو بن حنظلة، و الفضيل بن يسار، و أبوبصير، و مؤمن الطاق، و محمد بن مسلم، و معاوية بن عمار، و المفضل بن عمر، و هشام بن سالم، و غيرهم.


پاورقي

[1] ابن النديم ص 308.

[2] لم يكن أبان مبتدعا ولكنه بتفضيله لعلي و قوله بامامته اصبح مبتدعا في نظر الذهبي و اضرابه.

[3] تهذيب التهذيب، ج 3 ص 93.

[4] لسان الميزان ج 1 ص 24.

[5] اصول الكافي ج 1 ص 173 - 172.


وصيته لحفص بن غياث


و قد جاء في وصيته لحفض بن غياث [1] قوله: «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، و ما عليك إن لم يثن الناس عليك، و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا» الي ان قال: «إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، فان عليك في خروجك أن تغتاب و لا تكذب و لا تحسد، و لا ترائي و لا تتصنع، و لا تداهن...». [2] .


پاورقي

[1] حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي المتوفي سنة 194 ه أحد الاعلام روي عن الامام الصادق خرج حديثه اصحاب الصحاح الستة.

[2] الوسائل ج 2 باب الجهاد.


جميل بن دراج


و جميل بن دراج بن عبدالله أبوعلي النخعي [1] مولاهم الكوفي، من أصحاب الامام الصادق عليه السلام و ولده أبي الحسن موسي عليه السلام و كان ثقة. و هو من الستة الذين أجمعوا علي تصحيح ما يصح عنهم. توفي في أيام الامام الرضا عليه السلام و كان كثير الحديث، فقيها، زاهدا، متعبدا، له مؤلفات، منها كتاب اشترك هو و محمد بن حمران فيه. و له كتاب اشترك هو و مرازم بن حكيم فيه، و له أصل يرويه الشيخ الطوسي عن الحسين بن عبيدالله.

روي عنه الحديث خلق كثير كالحسن بن محبوب، و صالح بن عقبة و عبدالله بن جبلة، و أبومالك الحضرمي و محمد بن عمرو و غيرهم.

و كان لجميل أخ يقال له نوح بن دراج، و كان قاضيا في الدولة العباسية و قد اشتدت الملامة عليه من قبل أصحاب الامام الصادق لأن القضاء من قبل الدولة بعد مؤازرة لهم، و كان نوح من رواة حديث الامام الصادق، و لكنه اعتذر أنه لم يتول القضاء حتي سأل أخاه جميلا.



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] فهرست الشيخ الطوسي ص 44، و جامع الرواة ج 1 ص 165، و منهج المقال ص 78 و غيرها.


انطباعات زيد بن علي


قال زيد بن علي: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من تبعه و لا يهتدي من خالفه [1] .

هذا قول رجل من سادات بني هاشم، و علم من أعلام الأمة وفقيه من فقهاء الاسلام، و بطل من أبطال الثورة علي الظلم، و من أباة الضيم، انه يكشف عن منزلة الامام في نفسه، و اعتقاده فيه، و هو معاصره، و أكبر منه سنا، و كذلك يكشف للناس و يبين لهم منزلة الامام الصادق، فهو يري أنه حجة الله في ذلك الزمان، و أن الهداية في اتباعه و الضلال في خلافه، و أن الله لا يحتج الا بمن بلغ درجة الكمال النفساني، و ارتقي أعلي منزلة من طاعة الله و امتثال أوامره، فابتعد عن الدنيا و زينتها، و صدف عن زخارفها، و أخلص لله فاستخلصه و طهره من دنس العيوب و كدر الذنوب.



[ صفحه 334]




پاورقي

[1] المناقب لابن شهر آشوب ج 2 ص 147.


كتاب الامام الصادق لأبي زهرة


يشتمل الكتاب علي خمسمائة و ثلاث و خمسين صفحة و هو حجم لا بأس فيه و أول ما يطالعك من الكتاب شكله و حجمه، و قد طبع علي ورق أبيض و عنوانه (الامام الصادق حياته و عصره، آراؤه و فقهه) و نحن لا نعتبر الظواهر و الأشكال، فربما كبرت الأجسام عن ورم، و حسنت الصور عن تدليس. و الذي يهمنا محتوي الكتاب، و مواده لأهمية البحث في دراسة حياة الامام الصادق و ما يحيط بها من مشاكل، و ما يكتنف عصره من احداث و ملابسات،



[ صفحه 81]



و اعطاء الرأي الذي يقتنع به نتيجة لدراسته، و تشبع روحه بالموضوع و قد قسم الكتاب الي قسمين:

القسم الأول فيما يتعلق بحياة الامام الصادق عليه السلام و عصره مابين سنة 83 ه و هي سنة ولادته عليه السلام و بين سنة 148 ه و هي سنة و فاته.

و القسم الثاني يبدأ من ص 183 و ينتهي الي آخر الكتاب و هو يتعلق بآراء الامام الصادق و فقهه.

و قد تعرض في القسم الأول الي ذكر الفرق و اقسامها، بموجز من البيان عن عقائدها كما هو دأبه في كل كتاب كتبه عن رؤساء المذاهب و غيرهم، يكرر ذلك لان لها علاقة بما يكتبه.

و نحن هنا نساير الأستاذ فيما كتبه عن الامام الصادق و منطقنا الصدق و هدفنا جمع الكلمة، و رضا الله قصدنا.

و نحن كما يقول الاستاذ و اشتراطه علي نفسه: نقوم بحق العلم فان الدارس للتراث الاسلامي عليه ان يقصد اليه في كل نواحيه، و في شتي مذاهبه، لا يحول بينه و بين طلب الحق عصبية و لا مذهبية، و التحيز لطائفة دون طائفة و هذا نهجنا و علي هذا نسير.


الشيعة


مبطلات الصلاة عندهم أشياء هي:

فقد بعض الشرائط في أثناء الصلاة كالستر، و اباحة المكان، و اللباس و نحو ذلك و قد تقدم بيانه.

الحدث الأكبر و الأصغر فانه مبطل أينما وقع فيها و لو قبل الآخر بحرف، من غير فرق بين أن يكون عمدا أو سهوا أو اضطرارا، عدا المسلوس و المبطون و المستحاضة.

تعمد الالتفات بتمام البدن الي الخلف أو اليمين أو اليسار بل و الي ما بينهما علي وجه يخرج عن الاستقبال.

تعمد الكلام بحرفين و لو مهملين غير مفهمين للمعني أو بحرف واحد بشرط كونه مفهما للمعني نحو «ق» فعل أمر من وقي.

و يجوز رد التحية في أثناء الصلاة، بل يجب و يكون الرد بمثل ما سلم، و لو سلم علي جماعة منهم المصلي فرد الجواب غيره لم يجز له الرد، و يكره السلام علي المصلي.



[ صفحه 330]



تعمد القهقهة، و هي الضحك المشتمل علي الصوت و المد.

تعمد البكاء المشتمل علي الصوت، الا أن يكون من خوف الله و لأمور الآخرة.

كل فعل ماح لصورة الصلاة قليلا كان أو كثيرا مما هو مناف للصلاة، و كذا السكوت الطويل الماحي لصورة الصلاة.

الأكل و الشرب عمدا كانا أو سهوا.

الشك في ركعات الثنائية و الثلاثية و الأوليين من الرباعية، علي ما سنبينه ان شاءالله.

زيادة جزء أو نقصانه عمدا، ان لم يكن ركنا و مطلقا ان كان ركنا.


وفاته


لعل وفاة الشافعي من أغرب أعمال التعصب. لأن أرجح الروايات و أقربها الي الصحة هي موته بسبب الاعتداء عليه من جماعة تعصبوا لفتيان - الرجل المالكي - الذي كان يناظر الشافعي كثيرا و يجتمع الناس عليهما، و قد كان في فتيان حدة و طيش و هو من أصحاب مالك بن أنس. و قد هجموا علي الشافعي و ضربوه، فحمل الي منزله، فلم يزل عليلا حتي مات.

و لما توفي أدخلت جنازته علي السيدة نفيسة بنت الحسن التي تلمذ لها في



[ صفحه 421]



الحديث، و صلت عليه في دارها. هكذا حكاه ابن خلكان و ابن كثير [1] .

و قد وضعت نبوءة لابراز أدوار و منازل أصحاب الشافعي التي كانت بعد موته علي أنها تجري كما علمها الشافعي و تنبأ بها. يقول الربيع: دخلنا علي الشافعي أنا و البويطي و محمد بن عبدالله بن الحكم و المزني، فنظر الشافعي الينا ساعة ثم قال للبويطي: أما أنت يا أبايعقوب، فستموت في حديدك. و أما أنت يا مزني فستدرك زمانا تكون أقيس أهل ذلك الزمان. و أما أنت يا محمد فسترجع الي مذهب أبيك أي مذهب مالك. و أما أنت يا ربيع فأنفع لي في نشر كتبي.

توفي الشافعي رحمه الله في شهر رجب سنة 204 بمصر.

و بعد وفاته يقول الربيع:

رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أباعبدالله ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني علي كرسي من ذهب، و نثر علي اللؤلؤ الرطب [2] .


پاورقي

[1] وفيات الأعيان ج 5 ص 57. و البداية و النهاية ج 10 ص 262.

[2] تاريخ بغداد ج 2 ص 70.


المدرسة الكبري




يا أهل بيت رسول الله حبكمو

فرض من الله في القرآن أنزله



كفاكمو من عظيم القدر منزلة

من لم يصل عليكم لا صلاة له [1] .



[ صفحه 237]




پاورقي

[1] هذان البيتان من مدائح الشافعي السائرة، و هما بمكان من الانتشار و الاشتهار، و قد أرسلهما عنه ارسال المسلمات غير واحد من الثقات؛ كابن حجر في تفسير قوله تعالي: «ان الله و ملائكته يصلون علي النبي» في صواعقه: ص 88، و النبهاني في الشرف المؤبد: ص 99 و ذكرهما كل من: ينابيع المودة: ص 254، اسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الأبصار: ص 118، الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي الشافعي: ص 29، نور الأبصار للشبلنجي: ص 105، السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: ج3 0 ص 332، شرح المواهب للزرقاني: ج 2 ص 303، مشارق الانوار للحمزاوي المالكي: ص 88، ديوان الشافعي: ص 72 دار احياء التراث العربي - بيروت، مسند أحمد: ج 6 ص 323، و غيرهم العشرات.

قال الخفاجي في شرح الشفاء: ج 1 ص 453: «يحتمل أن يريد: لا صلاة له صحيحة، فيوافق قوله بوجوب الصلاة علي الآل، و يحتمل: لا صلاة له كاملة، فيوافق أحد قوليه».

و قال الفخر الرازي في تفسيره: ج 7 ص 391: «ان الدعاء للآل منصب عظيم، و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، و قوله: اللهم صلي علي محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد. و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل. فكل ذلك يدل علي أن حب آل محمد واجب. و قال: أهل بيته صلي الله عليه و سلم ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه و عليهم في التشهد، و في السلام، و في السلام، و في الطهارة، و في تحريم الصدقة، و في المحبة».


ولاية أهل البيت


و لم يقف اهتزاز الفكر الكلامي عند شواطي ء الاستقرار، و لا انتهي تشعب الآراء لدي الجدليين الي غاية، فشرق الناس و غربوا و هو لا يلوون علي شي ء، و الحق بين ظهرانيهم أبين من الشمس و أروع من وضح النهار، فنهد الامام الصادق بمهمة التوعية و التصريح بالولاية المطلقة لأهل البيت عليهم السلام من الينابيع الأولي لموارد القرآن الكريم.

ففي قوله تعالي: (و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة فقال



[ صفحه 299]



أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) [1] .

ففي المعاني عن الصادق عليه السلام: «ان الله عزوجل علم آدم أسماء حججه كلها، ثم عرضهم و هم أرواح علي الملائكة، فقال: (أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) [2] ، بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم و تقديسكم من آدم. فقالوا: (سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم) [3] ، قال الله تبارك و تعالي: (يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم..) [4] ، وقفوا علي عظيم منزلتهم عند الله عز ذكره، فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه و حججه علي بريته، ثم غيبهم عن أبصارهم، و استعبدهم بولايتهم و محبتهم، و قال لهم: (ألم أقل لكم اني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون)» [5] [6] .

و أكد الامام الصادق عليه السلام علي مبدأ الامامة من خلال قوله تعالي: (و اذ ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) [7] .

قال الصادق عليه السلام: «ان الله عزوجل اتخذ ابراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، و ان الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، و ان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، و ان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما، فلا جمع له الأشياء قال:



[ صفحه 300]



(اني جاعلك للناس اماما) قال عليه السلام: فمن عظمها - أي الامامة - في عين ابراهيم، قال: (لا ينال عهدي الظالمين). قال: لا يكون السفيه امام التقي» [8] .

و اعتبر الامام الصادق الأئمة حجج الله علي عباده، و هم أبوابه التي منها يؤتي، قال عليه السلام عنهم بأنهم: «أبواب الله التي منها يؤتي، و لولاهم ما عرف الله عزوجل و بهم احتج الله تبارك و تعالي علي خلقه»، و اعتبر الامام هذا الفهم الصائب من مصاديق قوله تعالي: (.. و أتوا البيوت من أبوابها..) [9] .

و خصص الأئمة بالشفاعة في قوله تعالي: (من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه..) [10] ، فقال: «نحن أولئك الشفعاء» [11] .

و في منظور الامام عليه السلام أن الأئمة المعصومين هم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل الكتاب في قوله تعالي: (و ما يعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم..) [12] .

فقال عليه السلام: «نحن الراسخون في العلم، و نحن نعلم تأويله» [13] .

و استدل الامام عليه السلام بآية المباهلة علي القول بالامامة، باعتبار الامام علي عليه السلام نفس رسول الله، و أبناءه ذريته، و هم الامتداد الطبيعي لنبوة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فلا عمه و لا أصحابه و لا أزواجه.

قال تعالي: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي



[ صفحه 301]



الكاذبين) [14] فاتفقوا علي المباهلة.

قال الامام الصادق: «فلما رجعوا - يعني نصاري نجران - الي منازلهم، قال رؤساؤهم السيد و العاقب و الأهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه فانه ليس نبيا، و ان باهلنا بأهل بيته خاصة لم نباهله، فانه لا يقدم الي أهل بيته الا و هو صادق، فلما أصبحوا جاؤوا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و معه أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام.

فقالت النصاري: من هؤلاء؟

فقيل لهم: هذا ابن عمه و وصيه و ختنه علي بن أبي طالب، و هذه ابنته فاطمة، و هذان ابناه الحسن و الحسين. ففرقوا، فقالوا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نعطيك (أي الجزية) فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: (علي الجزية) فانصرفوا» [15] .

و في قوله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم) [16] .

سأل الحسن بن صالح الامام الصادق عن أولي الأمر، فقال الامام عليه السلام: «هم الأئمة من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم» [17] .

و روي ابن شهر آشوب عن تفسير العياشي باسناده عن أبي الصباح الكناني، قال: قال أبوعبدالله: نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال، و لنا صفو المال، و نحن الراسخون في العلم، و نحم المحسودون الذي قال الله في كتابه: (أم يحسدون الناس..) [18] .



[ صفحه 302]



و في قوله تعالي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس) [19] .

أبان الامام الصادق عليه السلام أهمية الولاية الالهية لأميرالمؤمنين علي عليه السلام، و أوضح فرق و جزع بعض المسلمين من هذا الأمر التبليغي، فقال عليه السلام: «لما نصب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليا يوم غدير خم قال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»، فطار ذلك في البلاد، فقد علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم النعمان بن الحارث الفهري، فقال: أمرتنا من الله أن نشهد أن لا اله الا الله، و أنك رسول الله، و أمرتنا بالحج و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلناها، ثم لم ترض حتي نصبت هذا الغلام، فقلت: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فهذا شي ء منك أو أمر من الله تعالي؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: «بلي و الله الذي لا اله الا هو ان هذا أمر من الله» فولي النعمان بن الحارث، و هو يقول: اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء.

فرماه الله بحجر علي رأسه فقتله، فأنزل الله: (سأل سائل بعذاب واقع)» [20] [21] .

و في قوله تعالي: (و علي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم..) [22] .

بين عليه السلام تلك الصلاحية الكبري، و الخصوصية النادرة التي يتمتع بها رجال الأعراف يوم القيامة، و أشار الي ولايتهم الالهية و الي ولايتهم التكوينية، و ذكر ما يترتب عليه الأمر في المآل لمن عرفهم و لمن أنكرهم بقول موجز، بليغ، قاطع، رقيق: «نحن أصحاب الأعراف، من عرفنا فمآله الي الجنة، و من أنكرنا فمآله الي النار» [23] .

و فصل الامام القول في الأعراف، و نداء أهل الأعراف، و حقيقة الموقف



[ صفحه 303]



المشترك بين أهل الجنة و النار، و أكد الدور البارز العظيم النبي و الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

فقال عليه السلام: «الأعراف كثبان بين الجنة و النار، يقف عليه كل نبي، و كل خليفة مع المذنبين من أهل زمانه، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده، و قد سيق المحسنون الي الجنة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه: أنظروا الي اخوانكم المحسنين قد سبقوا، فيسلم عليهم المذنبون، و ذلك قوله: (و نادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) [24] ثم أخبر سبحانه أنهم لم يدخلوها و هم يطمعون - يعني هؤلاء المذنبين - أن يدخلهم الله بشفاعة النبي و الامام، و ينظر هؤلاء المذنبون الي أهل النار فيقولون: (ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) [25] .

ثم ينادي أصحاب الأعراف، و هم الأنبياء و الخلفاء رجالا من أهل النار مقرعين: (.. ما أغني عنكم جمعكم و ما كنتم تستكبرون - أهؤلاء الذين أقسمتم..) [26] يعني: أهؤلاء الضعفاء الذين كنتم تستضعفونهم و تحتقرونهم، و تستطيلون بدنياكم عليهم، ثم يقول لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله بذلك: (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون)» [27] [28] .

و يعتبر الامام الأئمة هم المعنيون بقوله: (و ممن خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون)» [29] [30] .



[ صفحه 304]



و في رواية أخري، قال عليه السلام: «نحن هم». [31] .

و يؤكد الامام منزلة أميرالمؤمنين علي عليه السلام، في موارد القرآن الخاصة به، و ما يجري منه علي الأئمة المعصومين بعده.

1- يري في قوله تعالي: (انما أنت منذر و لكل قوم هاد) [32] .

قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أنا المنذر و علي الهاد»:

ثم التفت الامام الي أبي بصير قائلا: يا أبامحمد هل من هاد اليوم؟

قال أبوبصير: جعلت فداك، ما زال منكم هاد من بعد هاد، حتي رفعت اليك.

فقال: «رحمك الله يا أبامحمد، لو كانت اذا نزلت آية علي رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الاية، مات الكتاب، و لكنه يجري فيمن بقي كما جري فيمن مضي» [33] .

و في رواية أخري قال: «كل امام هاد لكل قوم في زمانهم» [34] .

2- و في السياق نفسه في قوله تعالي: (لهم البشري في الحياة الدنيا و في الآخرة..) [35] .

قال عليه السلام: «ان الرجل اذا وقعت نفسه في صدره رأي.

قال الراوي: قلت: فداك و ما يري؟

قال: يري رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فيقول له: أنا رسول الله أبشر، ثم يري علي بن



[ صفحه 305]



أبي طالب عليه السلام، فيقول له: أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني، أما لأنفعنك اليوم.

قال عثمان بن عقبة قلت: أيكون أحد من الناس يري هذا ثم يرجع الي الدنيا؟

قال عليه السلام: اذا رأي هذا مات، و أعظم ذلك - أي عده عظيما -.

قال: و ذلك في القرآن، و استشهد بالآية أعلاه» [36] .

3- و في قوله تعالي: (براءة من الله و رسوله الي الذين عاهدتم من المشركين) [37] .

يقول الامام الصادق: «فلما نزلت الآيات من سورة براءة، دفعها رسول الله الي أبي بكر و أمره أن يخرج الي مكة، و يقرأها علي الناس بمني يوم النحر، فلما خرج أبوبكر نزل جبرئيل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: يا محمد لا يؤدي عنك الا رجل منك.

فبعث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أميرالمؤمنين عليه السلام في طلب أبي بكر فلحقه بالروحاء و أخذ منه الآيات، فرجع أبوبكر الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: يا رسول الله أنزل الله في شيئا؟ فقال: لا، ان الله أمرني أن لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني» [38] .

4- و في قوله تعالي: (اهدنا الصراط المستقيم) [39] .

قال الامام الصادق: «الصراط المستقيم هو الطريق الي معرفة الله، و هما صراطان صراط في الدنيا و صراط في الآخرة، فأما الصراط في الدنيا فهو الامام



[ صفحه 306]



المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا و اقتدي بهداه، مر علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، و من لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه في الآخرة فتردي في نار جهنم» [40] .

5- و في قوله تعالي: (صبغة الله و من أحسن من الله صبغة..) [41] .

قال الامام: «هي صبغ المؤمنين بالولاية - يعني الولاية لامام الحق، الامام أميرالمؤمنين عليه السلام - في الميثاق».

أورد ذلك الطباطبائي في الميزان عن الكافي و المعاني، و قال: و هو من باطن الآية [42] .

6- و في قوله تعالي: (لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا) [43] .

قال الامام الصادق برواية أبي بصير: «الا من دان بولاية أميرالمؤمنين و الأئمة عليهم السلام من بعده، فهو العهد عند الله..» [44] .

7- و في قوله تعالي: (الله نور السموات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة..) [45] .

أورد الامام الصادق عليه السلام الحديث عنها في عدة وجوه منها: «هو مثل ضربه الله لنا، فالنبي و الأئمة صلوات الله عليهم دلالات الله و آياته التي يهتدي بها الي التوحيد، و مصالح الدين و شرائع الاسلام، و السنن و الفرائض، و لا قوة الا بالله



[ صفحه 307]



العلي العظيم» [46] .

8- روي المفضل بن عمر قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نظر الي علي و الحسن و الحسين فبكي، و قال: «انهم المستضعفون بعدي» قال المفضل، فقلت له: ما معني ذلك؟

قال: معناه انكم الأئمة بعدي، ان الله عزوجل يقول: (و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين) [47] ، فهذه الآية جارية فينا الي يوم القيامة [48] .

9- و في قوله تعالي: (ان الينا ايابهم - ثم ان علينا حسابهم) [49] .

قال الصادق عليه السلام: «كل أمة يحاسبها امام زمانها، و يعرف الأئمة أولياءهم و أعداءهم بسيماهم، و هو قوله: (و علي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)» [50] [51] .

10- و عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون) [52] .

قال الامام الصادق عليه السلام: «هم الأئمة» [53] .

11- و نختتم هذا الباب المتلئب بقوله تعالي: (يا أيتها النفس المطمئنة -



[ صفحه 308]



ارجعي الي ربك راضية مرضية) [54] .

تحدث الامام من خلالها عن حالة الاحتضار للمؤمن، فقال: «و يمثل له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم عليه السلام، فيقال له: هذا رسول الله و أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام رفقاؤك، فيفتح عينيه، فينظر، فينادي روحه مناد من قبل رب العزة، فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة الي محمد و أهل بيته، ارجعي الي ربك راضية بالولاية، مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعني محمدا و أهل بيته، و ادخلي جنتي، فما من شي ء أحب اليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي» [55] .


پاورقي

[1] سورة البقرة: 31.

[2] سورة البقرة: 31.

[3] سورة البقرة: 32.

[4] سورة البقرة: 33.

[5] سورة البقرة: 33.

[6] ظ: الطباطبائي: الميزان 1 / 120 و انظر مصدره.

[7] سورة البقرة: 144.

[8] الطباطبائي: الميزان 1 / 276.

[9] سورة البقرة: 189.

[10] سورة البقرة: 255.

[11] ظ: العياشي: التفسير، تفسيره للآية.

[12] سورة آل عمران: 7.

[13] ظ: الطباطبائي: الميزان 3 / 69، و انظر مصدره.

[14] سورة آل عمران: 61.

[15] ظ: القمي: تفسير القمي، تفسيره للآية.

[16] سورة النساء: 59.

[17] ظ: الطباطبائي: الميزان 4 / 349، و انظر مصدره.

[18] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 344.

[19] سورة المائدة: 67.

[20] سورة المعارج: 1.

[21] ظ: الطبرسي: مجمع البيان، تفسيره للآية.

[22] سورة الأعراف: 46.

[23] الطباطبائي: الميزان 8 / 144، و انظر مصدره.

[24] سورة الأعراف: 46.

[25] سورة الأعراف: 47.

[26] سورة الأعراف: 49 - 48.

[27] سورة الأعراف: 49.

[28] الطبرسي: مجمع البيان، تفسيره لآيات الأعراف.

[29] سورة الأعراف: 181.

[30] ظ: الطباطبائي: الميزان 8 / 367.

[31] ظ: العياشي: التفسير: تفسيره للآية.

[32] سورة الرعد: 7.

[33] ظ: الطباطبائي: الميزان 11 / 328 و انظر مصدره.

[34] الطباطبائي: الميزان 11 / 328 و انظر مصدره.

[35] سورة يونس: 64.

[36] ظ: الطباطبائي: الميزان 10 / 99، و انظر مصدره.

[37] سورة التوبة: 1.

[38] ظ: القمي: التفسير، تفسيره للآية.

[39] سورة الفاتحة: 6.

[40] ظ: الطباطبائي: الميزان 1 / 41، و انظر مصدره.

[41] سورة البقرة: 138.

[42] ظ: الطباطبائي: الميزان 1 / 315.

[43] سورة مريم: 87.

[44] الطباطبائي: الميزان 14 / 114، و انظر مصدره.

[45] سورة النور: 35.

[46] الصدوق: التوحيد، تفسيره للآية.

[47] سورة القصص: 5.

[48] ظ: الطباطبائي: الميزان 16 / 14.

[49] سورة الغاشية: 26 - 25.

[50] سورة الأعراف: 46.

[51] ظ: الطباطبائي: الميزان 20 / 277.

[52] سورة التوبة: 105.

[53] الكليني: الكافي 1 / 219.

[54] سورة الفجر: 28 - 27.

[55] ظ: الطباطبائي: الميزان 20 / 287.


عزم الذات


اذا كان أسلوب الأب قد أضفي علي ابنه جعفر هذا النوع من البروز الملون بتعداد المواهب، فلأن الطاقات الوفيرة في جعفر، و هي الملتهبة بشوق فريد تمكن الامام زين العابدين من توجيهها الي آفاقها المطلة عليها، و هي ذاتها التي تكارمت عليها - بالاخصاب - و فرة المواضيع المطروحة في عمليات التدريس، و التنقيب، و التنقيح، مما ازدادت به جلوة جعفر، و جعلته متمكنا ليكون أستاذا في شرحها علي الطلاب في الجامعة، و ليكون مثالا لكل أستاذ تتطلبه الجامعة ليكون ضليعا فوق أي منبر من منابرها... و هكذا كان له لموع في هذه المواضيع كلها، و التي تبسط فيها: أكانت فلسفة، أو فقها، أو علم كلام، أم تاريخا، أو جغرافية، أو علم اجتماع، أو أدبا، أو فكرا، أو ملحا من مواعظ، أو طبا، أو تشريحا و احصاء لكل ما في الجسم من عظام - أو بنوع من تخصيص مميز و منقي، خصه بالفيزياء و الكيمياء؛ و قد اعتبر الفيزياء مصدر



[ صفحه 134]



الحاجات الحياتية في عالم الانسان، أو مجتمع الانسان، فأولاها درسا طويلا، و اهتماما أكيدا... و نظر الي الكيمياء فرآها أم المعادلات التي تتوكأ عليها: الزراعات، و التجارات، و الصناعات، و الاختراعات، و كل فنون الحياة في مآقيها، و مراميها، و مراقيها الحاذقات... فحدب عليها استطلاعا و استكشافا، و أمل الأمة بمواعيد غنية تقتنصها كلما اشتد بها الغرف من ملاقطها و مخازنها، أو كلما انشد بها الغوص الي مغالقها و مخابئها، و كلها ملي ء بالدهش، و بالأسرار!!!

و اذا كان لنا أن نراقب، و المراقبة حق من حقوقنا المرتبطة بتحقيق المصير لأمة هي لنا في مطلق الحال: أطالها - من خمول الزمان - و هن، أم قصدت أن تلملمها - منه - يقظات الضمير... أجل، فلنراقب أن الأمة هذه - في مصيرها الصاعد أو الهابط - كانت دائما في الدائرة المثلي من اهتمامات الصادق الذي هو لحمة امامين ما ارتبطا بالدنيا الا لانقاذ أمة من و هنها المزمن!!!

تلك هي الامامة المثلثة، و في عنقها جامعة علمية تثقيفية تحضيرية، تمتزج بالأمة امتزاجا كيميائيا، فتحولها من غياب الي اياب، و من خمول الي مثول، و من حرف الي رقم، و من مفرد الي جمع، و من حقد الي حب، و من يبسة الي روضة من زهر وفوح و أريج!!!

ستفعل ذلك كله معادلات الكيمياء، في مجتمع العقل، و مجتمع الوعي، و مجتمع، الانسان! و تلك هي حبيبة الصادق: تعشقها كيميائية تجترح - في الأمة - معجزات الوعي، و معجزات اليقظات!!! و الأمة دائما هي الملاذ - في عرف الصادق، و عرف أبيه، و عرف جده المنتمي الي العلي، و الي النبي، نبي الوعي، و نبي المكرمات!!!

و خف الصادق بعد ارتفاع أبيه الي سماوات، يوسع الجامعة بفرع أنشأه في حيرة الكوفة في العراق، حيث تلملم حوله تسعمائة من الطلاب الذين اشتغل بهم العلم شغله الكيميائي، و حولهم من أمبين الي علماء لا



[ صفحه 135]



نزال حتي اليوم نفخر بأسمائهم: هشام بن الحكم، هشام بن سالم، مؤمن الطاق، زرارة بن أعين، ابان بن تغلب، النعمان أبو حنيفة، مالك بن أنس، سفيان بن عيينة، سفيان الثوري!!!

و هل يجوز أن ينسي التاريخ اسم جابر بن حيان؟ و قد ألف كتبا، في الكيمياء، ملبيا طلب أستاذه العظيم الصادق، باختراع قرطاس - له - لا يحترق؟!

و هل يجوز أن ينسي التاريخ - أيضا - المفضل بن عمر الذي أملي عليه أستاذه الصادق، مواد كتابه الشهير: توحيد المفضل، و فيه وظائف الأعضاء، و دوران الدورة الدموية، و تشريح الانسان، و عدد العظام في بدنه... و فيه بحث في الجراثيم، و كثير من البحوث الطبية، و فوق ذلك: فلسفة الوجود، و حكمة الوجود.

لقد كانت جامعة الباقر قائمة علي أستاذ واحد، أما الآن فهي مع الصادق قائمة عليه ممثلا بعشرة أساتذة في عدة اختصاصات: كالفلسفة، و علم الفقه، و علم الكلام، و علم الجغرافيا، و علم التدوين، و علم الفيزياء، و علم الكيمياء... من دون أن ننسي عالم الأدب، و حقول الحكمة و الوصايا و المواعظ!

و انه أتقن - بعزمه الذاتي - كل هذه الاختصاصات: لأن أباه الباقر فرض عليه كيفية الاتقان، تلبية لحاجات الجامعة، ذات الفروع المتعددة... و لكنه - فوق ذلك - تحسب لحدثان الدهر و واقع الحال... و ها هو يعد للجامعة مجموعة من تلاميذه - و قد أحصينا عددا و فيرا منهم - ليحلوا مكانه - بعد ارتحاله - في مرتبة التعليم... و هكذا تبقي الجامعة، في اطراد نموها، تحضر للأمة بلوغا متناميا بالوعي، و حقيقة الادراك، و سلامة الوصول الي ما هو مرسوم، و الي ما هو منتظر!

جل ما في الأمر: أن هذا البحث ليس لأن يحسب طويلا قليلا، أو قصيرا يسيرا، بل لأن يعتبر تنويها عن عبقرية صادقة و ملتزمة بخط واضح



[ صفحه 136]



الخطوط في ايمانه بالعلم متكأ لأمة يرفعها الي سوية مرموقة تجعلها انسانية حضارية تحترم نفسها، و تحقق قيمة الانسان - و انه الامام الصادق - فلنصدق معه بالحكم، و لنعتبره قمة من القمم، و لنتمنه دائما ضمير المعادلات.



[ صفحه 137]




علم الفلك


مفتاح العلم مع علي أميرالمؤمنين عليه السلام فقام يحث الناس و يستفزهم للدخول الي دار معرفة الكون، الي سعة عظمة الله، الي النظر و التدقيق في عالم السماء.

فقال عليه السلام: أيها الناس: سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض... [1] .

ففتح أفق التفكير، بعقله المنير، و جهده الكبير، ليحقق البصير، فيري حكمة الباري في الكواكب و النجم المنير، فيخشع العالم للحكيم الخبير.

و قد صار علي منواله، ولده جعفر بن محمد الصادق عليه السلام اذ غير نظرية العلماء في كواكب السماء، و أبطل نظرية القدماء، في دوران الكرة الأرضية و حركتها.

و لم يكن الفلك الا اشارة من القرآن الكريم اذ قال تعالي (و الأرض و ما طحاها) [2] ، فيري بعض المفسرين أنها اشارة عابرة الي حركة الأرض، لأن من معاني «الطحو» الدفع الذي يمكن أن يكون اشارة الي حركة الأرض الانتقالية حول الشمس، أو الي حركتها الوضعية حول نفسها، أو الي الحركتين معا [3] .



[ صفحه 101]



و كذا قوله تعالي (الذي جعل لكم الأرض مهدا) [4] و المهد كالسرير الذي يهز هزا بسيطا، و تشير هذه الآية المباركة الي حركة الأرض.

أما الامام الصادق عليه السلام فلقد وضح هذه الحقيقة بقوله: ان الأرض تدور حول نفسها، و أن تعاقب الليل و النهار ليس سببه حركة الشمس حول الأرض، لأن مثل هذه الحركة مستحيلة مع دوران الشمس في منطقة البروج، و أن الليل و النهار ناشئان عن حركة الأرض حول نفسها، فيصبح نصف الكرة الأرضية في نهار مشرق، و نصفها الآخر في ليل مظلم [5] .

و كانت النظرية السائدة منذ عهد بطليموس في القرن الثاني الميلادي، أن الأرض هي مركز العالم، و أن الشمس و القمر و النجوم الأخري تدور حولها، و من قبله أرسطو الذي كان يقول ان الأرض ثابتة و لا تتحرك بل الشمس و النجوم تدور حولها.

و في عصر النهضة قام العالم البولوني كوبر نيكوس في القرن الخامس عشر الميلادي بنظريته الجديدة القائلة «ان الأرض تدور حول الشمس... و كذا جاء غاليلو من بعده، فتأكدت هذه النظرية.

أما الامام جعفر بن محمد الصادق فهو الذي فتح الطريق أمام الباحثين حتي انتهي الأمر الي القول بدوران الأرض حول نفسها و حول الشمس [6] فقال للمفضل: فكر في هذا الفلك بشمسه و قمره و نجومه و بروجه تدور علي العالم هذا الدوران الدائم» توحيد المفضل 76.

و من نظرياته عليه السلام التي استطاع من خلالها العلماء صنع المنظار



[ صفحه 102]



الفلكي قوله عليه السلام «ان الضوء ينعكس من الأجسام علي صفحة العين البشرية، أما الأجسام البعيدة فلا ينعكس منها الا جزء صغير من الضوء و لهذا تتعذر رؤيتها بالوضوح الكافي».

و جاءت نظرية بيكون مطابقة لنظرية الامام عليه السلام.

و بفضل هذه النظرية اخترع ليبرشي الفلامندي المجهر عام 1608.

و لو لا نظرية الضوء عند الامام عليه السلام لما تمكن ليبرشي و من بعده غاليلو من صنع المجهر الفلكي لرصد انعكاس ضوء الشمس علي الكواكب الأخري، و تأكيد نظرية دوران الأرض حول الشمس و الكواكب الأخري [7] اذ قال عليه السلام للمفضل: «انه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر، لم يكن البصر يدرك اللون» [8] .

و من نظريات الامام عليه السلام قوله «ان من بين النجوم التي نراها في الليل ما هو أضخم من الشمس، و أن شمسنا تعتبر بالقياس اليها صغيرة الحجم ضئيلة الضياء» [9] .



[ صفحه 103]



و بعد مضي اثني عشر قرنا و نصف قرن، أثبت العلم صحة نظرية الصادق عليه السلام اذ تبين للعلماء أن هناك مجموعات من النجوم السواطع، تتضاءل تلقاء حجمها و ضيائها الشمس نفسها.

و بعض هذه النجوم يبعد عن الأرض بمقدار تسعة الآف مليون (تسعة مليارات) سنة ضوئية، و تسمي هذه المجرات (الكوزرز) [10] .

فالامام عليه السلام قد فاق العلماء الماضية، و مهد للعلماء الآتية، في درب التمحيص في رؤي الكون الغريبة.

ثم أنه عليه السلام يبادر علماء الفلك بسؤالهم عن مقدار علومهم و كيفيتها، فيجاب بالعجز عن معرفة أسئلته، و هذا التحدي و تعجيز السائل، دليل علي احاطته عليه السلام بأجوبة ما سأل.

فعن هشام الخفاف قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام كيف بصرك بالنجوم؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني، فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها قال: فقال: فان كان الأمر علي ما تقول فما بال بنات نعش [11] و الجدي و الفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال: قلت و الله هذا شي ء لا أعرفه، و لا سمعت احدا من أهل الحساب يذكره، فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها؟ قال: قلت: هذا و الله نجم ما سمعت به و لا سمعت أحدا من الناس يذكره، فقال: سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلي ما تحسبون!؟ ثم قال: فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوئه؟ قال: فقلت: هذا شئ لا يعلمه الا الله عزوجل قال: فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها؟



[ صفحه 104]



قال: فقلت: ما أعرف هذا قال: صدقت. ثم قال: ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب و في هذا حاسب، فيحسب هذا لصاحبه بالظفر، و يحسب هذا لصاحبه بالظفر، ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر، فأين كانت النجوم؟ قال: فقلت: لا و الله ما أعلم ذلك، قال: فقال عليه السلام: صدقت: ان أصل الحساب حق، ولكن لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم [12] .

و اشارة الامام عليه السلام الي هشام أنه لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم، الي أنه عليه السلام يحيط علما بمواليد الخلق، فهذا العلم قد آثر الله تعالي به أهل البيت دون غيرهم، و أحاطوا به احاطة كاملة.

و تأكيده علي مواليد الخلق دون غيرها من العلوم، «أن الله تعالي جعل لكل نجم منها موكل مدبر فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين»، فهي مدبرة باختيار الله عزوجل المنبعث عن أمره.

فمن خلال النجوم يعلم أهل البيت عليهم السلام بالنصر أو الظفر أو الحياة أو الموت و و...

و هذا مما لا اشكال فيه عند الامامية، اذ أنهم عليهم السلام يحيطون علما بعلم النجوم، و انها تدبر بأمره تعالي [13] .

و قد اشتهر هذا العلم بكثرة في أيام الصادق عليه السلام فعن أبان بن تغلب، في حديث سعد اليماني الذي دخل علي أبي عبدالله عليه السلام و سماه باسمه الذي لم يعلمه أحد، و هو سعد، فقال له يا سعد! و ما صناعتك؟ قال أنا من أهل بيت ننظر في النجوم... قال عليه السلام ما اسم النجم الذي اذا طلع هاجت



[ صفحه 105]



الابل؟ فقال: ما أدري، قال: صدقت. ما اسم النجم الذي اذا طلع هاجت البقر؟ قال: لا أدري. قال: ما اسم النجم الذي اذا طلع هاجت الكلاب؟ قال: لا أدري. قال: صدقت في قولك لا أدري... [14] .

فاضافة الي علمه عليه السلام بالفلك و النجوم، احاطته بتأثيرها علي الكون ككل سواء كان من انسان أو حيوان و غير ذلك...

و أين اقباط مصر من هذه العلوم؟ بل أين آثار علومهم؟ و لو كان لبان، اذ ما عارضت سلطة أحدا، و اخفت علومه، كما عورض مذهب أهل البيت عليهم السلام، سواء كان قبل الامام الصادق عليه السلام أم بعده - الا في أيام الصادقين عليهم السلام بان ثقب نور - و مع ذلك انتشر في الآفاق، و خرج من المحاق.

فلو كانت علوم الأقباط أو غيرهم علي قدر عظيم من الشهرة، بحيث أن الامام الصادق عليه السلام تعلم منهم، فلم بان الفرع و اختفي الأصل؟


پاورقي

[1] نهج البلاغة خ 189 / 231.

[2] سورة الشمس / 6.

[3] تفسير الأمثل ج 20 / 216.

[4] سورة طه / 53.

[5] الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 271 - 171.

[6] المصدر السابق.

[7] قال في كتاب الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب، ان محمدا بن فتي و هو من تلامذة الامام الباقر عليه السلام عاد من مصر حاملا معه هدية الي الامام الباقر عليه السلام قوامها كرة أرضية مصغرة مصنوعة من دقيق الخشب، و هي مركبة علي قاعدة مستديرة في سمائها مجموعة من النجوم كما تصورها بطليموس، و صور علي الكرة نفسها اثنتي عشر مجموعة من النجوم، من برج الحمل الي برج الحوت، علي هيئة حزام يطوق الكرة.

فلما رآها جعفر بن محمد قال: اذا كانت الشمس تدور حول الأرض، و تنتقل من برج الي آخر في ثلاثين يوما لتتم دورتها مرة كل سنة، فما هو السر اذن في غياب الشمس كل ليلة لتظهر في صباح اليوم الثاني، و اذا كانت الشمس تستقر في كل برج شهرا واحدا فلا بد اذن أن نراها بصورة مستمرة - 86 - 85.

هذا الرجل المجهول و الأسطورة الذي ذكرت، تلفيق و بدعة ابتدعوها لينسبوا علم الفلك الي أهل مصر، و انه لولاهم لما تضلع الامام في هذا العلم، مع انه لا أثر لهذا الرجل و لا لهذه الحادثة في التاريخ.

[8] توحيد المفضل 22.

[9] الامام الصادق في نظر علماء الغرب ص 317.

[10] الامام الصادق في نظر علماء الغرب ص 324.

[11] بنات نعش الكبري: سبعة كواكب في السماء. دائرة المعارف القرن العشرون ج 10 / 316.

[12] بحارالأنوار ج 47 / 224 - الكافي ج 8 / 351.

[13] المكاسب المحرمة للأنصاري 27.

[14] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 / 255.


و الدليل علي اجتهاد نبي عدة وقائع منها


1- أن رسول الله صلي الله عليه و سلم استشار أصحابه في أسري بدر فأشار أبوبكر الصديق رضي الله عنه بالفداء و أشار عمر رضي الله عنه بقتلهم، فأخذ رسول الله صلي الله عليه و سلم بما قال أبوبكر و أخذ الفداء. فنزل قوله تعالي «ما كان لنبي أن يكون له أسري حتي يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا و الله يريد الأخرة و الله عزيز حكيم (67) « [1] .

2- ما روي عن حذامة بنت وهب قالت: حضرت رسول الله صلي الله عليه و سلم في أناس و هو يقول «لقد هممت أن أنهي عن الغيلة [2] فنظرت الي الروم و فارس فاذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا» [3] .

سبب همه صلي الله عليه و سلم بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد. و الأطباء يقولون: ان ذلك اللبن داء و العرب تكرهه و تتقيه.



[ صفحه 56]



و في هذا الحديث جواز الغيلة فانه لم ينه عنها و بين سبب ترك النهي.

و هذا يدل علي جواز الاجتهاد لرسول الله صلي الله عليه و سلم. و الذي قال به جمهور الأصوليين. ولكن بعضهم قال: لا يجوز لتمكنه من الوحي و الصواب الأول [4] .

فنلاحظ من خلال هذين الدليلين أن الأول يدل علي اجتهاده صلي الله عليه و سلم في الحرب.

و الدليل الثاني يدل علي اجتهاده صلي الله عليه و سلم في الأحكام الشرعية.

و أما اجتهاد الصحابة في عصر الرسول صلي الله عليه و سلم فهنالك وقائع تدل عليه منها ما هو بغير حضرته صلي الله عليه و سلم و هو الغالب. و منها ما يقع بحضرته صلي الله عليه و سلم. و من تلك الوقائع التي وقعت في غير حضرته ما يأتي:

1- ما روي عن عمار بن ياسر قال: بعثني رسول الله صلي الله عليه و سلم في حاجة، فأجنبت فلم أجد الماء، فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة، ثم أتيت النبي صلي الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال «انما يكفيك أن تقول بيدك هكذا ثم ضرب بيده الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال علي اليمين و ظاهر كفيه و وجهه» [5] .

قال النووي: في قصة عمار جواز الاجتهاد في زمن النبي صلي الله عليه و سلم فان عمارا رضي الله عنه اجتهد في صفة التيمم و قد اختلف أصحابنا من أهل الأصول في هذه المسألة علي ثلاثة أوجه. أصحها: يجوز الاجتهاد في زمنه صلي الله عليه و سلم بحضرته و في غير حضرته.

و الثاني: لا يجوز بحال.

و الثالث: لا يجوز بحضرته و يجوز في غير حضرته [6] .

2- ما روي عن ابن عمرو أنه قال: قال النبي صلي الله عليه و سلم يوم الأحزاب لا يصلين أحدكم العصر الا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق.



[ صفحه 57]



فقال بعضهم: لا نصلي حتي نأتيها. و قال بعضهم. بل نصلي لم يرد منا ذلك.

فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه و سلم فلم يعنف واحدا منهم [7] .

و خلاصة ما وقع: أن بعض الصحابة حملوا النهي علي حقيقته و لم يبالوا بخروج الوقت ترجيحا للنهي الثاني علي النهي الأول و هو: ترك تأخير الصلاة عن وقتها.

و حمل البعض الآخر: النهي علي غير الحقيقة و أنه كناية عن الحث و الاستعجال و الاسراع الي بني قريظة [8] .

و من الوقائع التي تدل علي اجتهاد الصحابة بحضرة النبي صلي الله عليه و سلم ما يأتي:

1- ما روي عن أبي سعيد الخدري قال: نزل أهل قريظة علي حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله صلي الله عليه و سلم الي سعد ثم قال: ان هؤلاء نزلوا علي حكمك قال: نقتل مقاتلهم و نسبي ذريتهم: فقال النبي صلي الله عليه و سلم «قضيت بحكم الله» [9] .

قال الحافظ ابن حجر: و فيها جواز الاجتهاد في زمن النبي صلي الله عليه و سلم و هي خلافية في أصول الفقه و المختار الجواز سواء كان ذلك بحضور النبي صلي الله عليه و سلم أم لا.

و انما استبعد المانع وقوع الاعتماد علي الظن مع مكان القطع و لا يضر ذلك لأنه بالتقرير يصير قطعيا [10] .

و هذا يثبت لنا أن الاجتهاد في زمن النبي صلي الله عليه و سلم جائز و واقع. ولكن الاجتهاد في عصره صلي الله عليه و سلم علي الرغم من جوازه ليس مصدرا من مصادر



[ صفحه 58]



الأحكام، و ذلك لأن النبي صلي الله عليه و سلم كان اذا اجتهد في واقعة ما، فان اجتهاده راجع الي الوحي فان وافق مراد الله أقره الوحي و اذا كان غير ذلك نبهه الوحي الي الصواب، قال تعالي: «و ما ينطق عن الهوي (3) ان هو الا وحي يوحي (4) « [11] .

أما اجتهاد الصحابة فما كان بحضرته فانه صلي الله عليه و سلم يقر الصواب منها و يرد غيره. و ما يقره الرسول فهو جزء من السنة.

و ما كان بغير حضرته و هو الغالب فانه يحصل في الحالات التي يعسر فيها رجوعهم الي النبي صلي الله عليه و سلم ولكنهم بعد ذلك يرجعوا باجتهادهم الي رسول الله صلي الله عليه و سلم فيبين لهم حقيقة اجتهادهم من حيث الصواب و عدمه. و هذا يقتضي أن اجتهاد الصحابة في النهاية يرجع الي السنة و السنة ترجع الي الوحي [12] .

فالمصدر الوحيد للأحكام في عصر الرسول صلي الله عليه و سلم هو الوحي لا غير.


پاورقي

[1] سورة الأنفال: آية 67. و انظر القصة في صحيح مسلم هامش النووي: 12 / 86، القرطبي: 8 / 46.

[2] الغيلة: هي أن يجامع امرأته و هي مرضع، و قيل: هي أن ترضع المرأة و هي حامل.

[3] مسلم هامش النووي: 10 / 16.

[4] مسلم هامش النووي: 10 / 16.

[5] مسلم هامش النووي: 4 / 61.

[6] المصدر السابق: 4 / 63.

[7] البخاري هامش الفتح: 7 / 518.

[8] ينظر تفصيل ذلك في الفتح الباري: 7 / 521.

[9] البخاري هامش الفتح: 7 / 523، مسلم هامش النووي: 12 / 95.

[10] فتح الباري: 7 / 529.

[11] سورة النجم: آية 4،3.

[12] ينظر تفصيل ذلك في: تاريخ الفقه الاسلامي: 34، محاضرات في تاريخ الفقه الاسلامي، 67، المنتقي في تاريخ التشريع الاسلامي: 37.


الزكاة


هي تأدية ما علي المؤمن من اموال مفروضة عليه في سبيل دعم عمل الخير لاغناء صندوق الدعوة بما يفيض عن الحاجة، و هذا حسب الظاهر، و في الباطن اعطاء و توزيع العلوم و المعرفة و احكام العقيدة علي المستحقين ممن يرجي فهم الانصياع الي مبادي ء الدعوة الهادية.


الشهرستاني


21. و قال الشهرستاني (م 548): «... جعفر بن محمد الصادق. هو ذو علم غزير في الدين، و أدب كامل في الحكمة، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات». [1] .


پاورقي

[1] الملل و النحل 147:1.


ابتداء التقية و مبرراتها


ما كانت تقية الشيعة مبتدأة من عصر الصادق عليه السلام بل كانت من عهد اميرالمؤمنين عليه السلام حتي أنه كان قد استعمل التقية بنفسه في اكثر أيامه، انك لتعلم أنه من بدء الخلافة كان يري أن الخلافة له، و يراها ثلة من الناس فيه، ولكنه لما لم يجد أنصارا وادع و صمت هو و أصحابه، و لو وجد أربعين ذوي عزم منهم لناهض القوم - علي حد تعبيره نفسه - و ان الناس حتي من يخالفه لتعلم أن له رأيه في القوم و من ثم أرادوه للبيعة في الشوري علي اتباع سيرة السلف فأبي الا علي كتاب الله و سنة رسوله.

و كان يتكتم كثيرا بما يري التقية في ابدائه حتي بعد ما صار الأمر اليه لعلمه بأن في الناس من يخالفه و يناوءه، فلو باح بكل ما عنده لم يأمن خلاف الناس عليه، كيف و قد نكثت طائفة، و قسطت اخري، و مرق آخرون، فلو صارح بكل ما يعلم و يري لا نتقضت عليه أطراف البلاد.

و مع أن الكوفة يغلب عليها الولاء و التشيع و هي عاصمة ملكه ما استطاع أن يغير فيها كل ماورثوه من العهد السابق، كما لم يطق أن يبوح فيها بكل ما يعلم الا القليل، هذا و هو صاحب السلطتين: الروحية و الزمنية، فكيف اذن به يوم كان أعزل، و كيف بأولاده و السطوة و القوة عليهم.

لم يتخذوا التقية جنة الا لما يعلمون بما يجنيه عليهم و علي أوليائهم ذلك الاعلان، و قد أمر بها اميرالمؤمنين قبل بنيه، فانه قال في بعض احتجاجاته كما يرويه الطبرسي [1] في الاحتجاج: و آمرك أن تستعمل التقية في دينك - الي أن



[ صفحه 85]



يقول -: و تصون بذلك من عرف من أوليائنا و اخواننا فان ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك، و تنقطع به عن عمل في الدين و صلاح اخوانك المؤمنين، و اياك ثم اياك أن تترك التقية التي آمرتك بها فانك شاحط بدمك و دماء اخوانك، متعرض لنفسك و لنفسهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء الدين و قد أمرك الله باعزازهم، فانك ان خالفت وصيتي كان ضررك علي اخوانك و نفسك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا.

فانظر كيف يأمر اميرالمؤمنين وليه بالتقية، و يكشف له عن فوائدها و الضرر في خلافها.

ظهر التشيع و الشيعة أيام أميرالمؤمنين لأن السلطان بيده مرجعه و ماله حتي عرفتهم أعداؤهم في كال مصر و قطر، فماذا تري سيحل بهم بعد تفويض سلطانه؟

لقد حاربهم معاوية بكل ما اوتي من حول و قوة و حيلة و خديعة، فكان من تلك الوسائل سبابه لأبي الحسن و أمره به ليربو عليه الصغير و يهرم عليه الكبير كما يقول هو، و في ذلك أي حرب لهم و اذلال، ثم قتل المعروفين من رجالهم، و المشهورين من أبدالهم و كان أكثرهم بالكوفة فاستعمل عليهم زيادا و ضم اليه البصرة و هو بهم عارف، يقول المدائني: فقتلهم تحت كل حجر و مدر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل و سمل العيون و صلبهم علي جذوع النخل و طردهم و شردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم. [2] .

و أما الذين لم يتمكنوا من الهرب لمعروفيتهم في البلاد أو هربوا و أدركهم الطلب فكان نصيبهم الموت الأحمر، أمثال حجر بن عدي و أصحابه،



[ صفحه 86]



و عمرو بن الحمق و أضرابه.

و يقول العبري في تاريخه ص 87: و كان معاوية قد أذكي العيون علي شيعة علي فقتلهم أين أصابهم.

و يقول الباقر عليه السلام عند ذكري النوازل بهم و بأوليائهم: و كان عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة، و قطعت الأيدي و الأرجل علي الظنة، و كان من يذكر بجنا و الانقطاع الينا سجن و نهب ماله و هدمت داره. [3] .

كان معاوية يخشي الحسن عليه السلام، لأن الناس منتظرة لنهضته، و ما صالح معاوية الا علي شروط، منها أن تعود الخلافة اليه بعده و من ثم عاجله بالسم، فالناس طامحة الأنظار لأبي محمد، مادام أبومحمد في قيد الحياة و مع تلك الرهبة من أبي محمد و خشيته جانبه كان تلك فعاله، فكيف حاله مع الشيعة بعد موت الحسن عليه السلام.

و لما عاد الأمر ليزيد و ابن زياد كانا أقوي في الفتك و أجرأ في السفك من معاوية و زياد ، فقد قتل ابن زياد مسلما و هانيا و رشيدا الهجري و ميثما التمار وفتيه شيعية، و ملأ من الشيعة و وجوهها السجون، حتي بلغت في حبسه اثني عشر ألفا، ثم لحق ذلك حادثة الطف.

و ما نسيت هذه المشانق و المرازئ حتي جاء دور الحجاج وفتكه، و لنترك امامنا الباقر عليه السلام يحدثنا عن هذا الدور الذي شاهده بنفسه، فيقول: ثم جاء الحجاج فقتلهم - يعني الشيعة - كل قتلة و أخذهم بكل ظنة و تهمة، حتي أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب اليه من أن يقال له شيعة علي



[ صفحه 87]



عليه السلام. [4] .

فكان هذا دأب الامويين مع العلويين و شيعتهم، و قد عرفت شطر تلك السيرة مما سبق.

و استطردت أنباء العصر العباسي لعلمت أن الدولة العباسية اقتدت بالامة الاموية في سيرتها القاسية مع العلوية و أوليائهم، و أمامك ما سلف مما حدثناك به عن الاموية و العباسية و ما جنتاه علي أهل البيت من قسوة و اعتداء.

أفيستطيع بعد تلك النوائب و المصائب أن يجهر أهل البيت أو شيعتهم بما يرونه من الدين و معارضة السلطة في المبدأ و المعتقد و السيرة و العمل؟

بوجدانك أيها البصير ما كنت صانعا لو تمر عليك و علي أتباعك أمثال تلك الوقائع و أنت رائد و مسؤول، أفتغريهم باعلان ما يجعلهم مجزرة للأعداء و هدفا للناقمين، أم تحتم عليهم الكتمان و التستر هربا من تلك المجازر، و فرارا من مرارة العذاب و التنكيل؟

و اذا كانت العترة أحد الثقلين الذين بهما حفظ الدين و نواميسه تستأصلهم الحراب و الحروب فهل يبقي للدين منار مرفوع أو ظل ممدود.

اذن لا محيص من التقية اذا أرادت العترة ملازمة القرآن و تعليم ما فيه حتي يردا الحوض معا علي رسول الله صلي الله عليه و آله، و اذا أرادوا كشف ما عليه اولئك المسيطرون علي الناس من الظلم و بيان ما عليه اولئك المبتدعون في الدين من الضلالة و الجهالة.

و لذلك يقول الصادق عليه السلام: التقية ديني و دين آبائي و لا دين لمن لا



[ صفحه 88]



تقية له، و ان المذيع لأمرنا كالجاحد به، و قال عليه السلام لجماعة من أصحابه كانوا عنده يحدثهم: لا تذيعوا أمرنا و لا تحدثوا به الا أهله فان المذيع علينا سرنا أشد مؤونة من عدونا، انصرفوا رحكم الله و لا تذيعوا سرنا. [5] .

و يقول عليه السلام: نفس المهموم لظلمنا تسبيح، و همه لنا عبادة، و كتمان سرنا جهاد في سبيل الله. [6] .

و يقول عليه السلام لمدرك بن الهزهز: [7] يا مدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط ولكن بصيانته و كتمانه عن غير أهله، أقرأ أصحابنا السلام و رحمة الله و بركاته، و قل لهم رحم الله امرء اجتر مودة الناس الينا فحدثهم بما يعرفون و ترك ما ينكرون. [8] .

و كانوا دائبين علي تلك الوصايا لأصحابهم حتي أن جابرا الجعفي الثقة الثبت الراوية عن الباقر و الصادق يقول: رويت خمسين ألف حديث ما سمعها أحد مني، بل قيل كانت سبعين و قيل تسعين ألفا عن الباقر فحسب و لم يحدث بها أحدا من الناس. [9] .

و لذلك يقول الصادق عليه السلام للمعلي بن خنيس: لا تكونوا أسري في أيدي الناس بحديثنا، ان شاءوا أمنوا عليكم، و ان شاءوا قتلوكم. و كان يقول عليه السلام: ما قتل المعلي الا من جهة افشائه لحديثنا الصعب. [10] .



[ صفحه 89]



و ما اكثر ما جاء عنه من الردع عن اذاعة سرهم و الافشاء لحديثهم و أن المذيع له قاتلهم عمدا لا خطأ [11] ، فهذه الأحاديث و غيرها تكشف لك سر أمرهم بالتقية، فكأنهم يعلمون بأن الناس سوف تستهدف الشيعة علي التقية فأبانوا الوجه في الزامهم بها و استمرارهم عليها.


پاورقي

[1] أحمد بن علي أبي طالب من علماء الطائفة و شيوخهم، و كتابه الاحتجاج كثير الفوائد جليل النفع.

[2] شرح النهج: 3 / 15.

[3] شرح النهج: 3 / 15.

[4] نفس المصدر.

[5] بحارالأنوار: 2 / 74 / 42 .

[6] بحارالأنوار: 2 / 64 / 1.

[7] أو ابن أبي الهزهاز النخعي الكوفي روي عن الصادق عليه السلام و روي عنه الثقات.

[8] بحارالأنوار: 2 / 77 / 62.

[9] بحارالأنوار، 2 / 69 / 22 - 21.

[10] بحارالأنوار: 21 / 71 / 34.

[11] بحارالأنوار: 2 / 74 / 45.


الاستباق الي الخيرات


ان تهيئة العمل الصالح فرصة لا ينبغي اضاعتها، و لربما كان تقويتها مدعاة للندم، و شؤون الحياة كلها فرص تمر ليس في أيدينا اعادتها، لأن آلاف الأسباب المهيئة لظرف العمل اكثرها خارج عن قدرتنا و ارادتنا، ولكن حث أبوعبدالله عليه السلام علي انتهاز مثل هذه الفرص السوانح فقال:

«اذا هممت بشي ء من الخير فلا تؤخره، فان الله عزوجل ربما اطلع علي العبد و هو علي شي ء من الطاعة فيقول: و عزتي و جلالي لا اعذبك بعدها أبدا» و الكلمات الواردة عنه في ذلك كثيرة.

و كما حث علي المسارعة الي الخير عند العزيمة عليه نهي عن امضاء العزيمة اذا كانت في المعصية فقال عليه السلام:

«و اذا هممت بسيئة فلا تعملها فانه ربما اطلع علي العبد و هو علي شي ء من المعصية فيقول: و عزني و جلالي لا أغفر لك بعدها أبدا». [1] .

و وصاياه في مثل ذلك لا يحيط بها الحصر.



[ صفحه 62]




پاورقي

[1] وسائل الشيعة: 1 / 18.


منهجه التربوي


قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:

« اني لأكره للرجل أن يموت و قد بقيت عليه خلة من خلال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لم يأت بها » . [1] .

لقد اعتني أهل البيت عليهم السلام بتعليم أصحابهم و تلامذتهم و توجيههم الوجهة الصحيحة لتجسيد العقيدة و الأخلاق و الأحكام والمفاهيم الاسلامية سلوكا في واقع الحياة ، و بناء و تربية الانسان المسلم وفق كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم ؛ لايجاد شخصيات اسلامية تحمل منار الهداية و الدعوة الي الاسلام فتشع علي الآخرين العلم و العمل ، و تقودهم نحو الالتزام ، لتكوين تيار اسلامي في المجتمع بعد أن طرأت عليه عوامل التخريب و التحريف ، و القيام بمهمة التغيير و الاصلاح الاجتماعي . و نشاهد هذه الحقيقة متجسدة في سلوكهم و أخلاقهم عليهم السلام ، كما نشاهد هذا الاهتمام و الاتجاه واضحا في وصاياهم و تربيتهم لتلامذتهم و أصحابهم ، فهذا الامام أبوجعفر محمد الباقر عليه السلام يزيح الشبهات التي روجها بعض معاصريه ممن أرادوا



[ صفحه 92]



تحريف الاسلام و هدمه:من أن حب أهل البيت عليهم السلام و الموالاة لهم يكفي الانسان المسلم ، و لا حاجة الي الالتزام بالفرائض و ما أراد الله ، و يوضح لهم المنهج الحق الذي يسير عليه أهل البيت عليهم السلام ، و يجب أن يسير عليه المسلمون و يلتزموا به ، و هو منهج العلم و الاعتقاد الحق ، و العمل و التطبيق لكل ما جاء به القرآن و بلغه نبي الهدي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و سار عليه في حياته . لنستمع له و هو يوضح هذه الحقيقة بقوله:

« والله ما معنا من الله براءة ، و ما بيننا و بين الله قرابة ، و لا لنا علي الله حجة ، و لا يتقرب الي الله الا بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا نفعته ولايتنا ، و من كان منكم عاصيا لم تنفعه ولايتنا » . [2] .

وروي عمرو بن سعيد بن هلال ، قال:

« قلت لأبي جعفر عليه السلام:جعلت فداك ، اني لا أكاد أن ألقاك الا في السنين ، فأوصني بشي ء آخذ به ؟ قال:اوصيك بتقوي الله ، و الورع و الاجتهاد ، و اعلم أنه لم ينفع ورع الا بالاجتهاد » . [3] .

و أوصي الامام جعفر بن محمد الصادق أحد أصحابه - أبااسامة - و أمره أن ينقل هذه الوصية لأتباعه ، نقتطف منها موضع الحاجة .

« فاتقوا الله و كونوا زينا ، و لا تكونوا شينا، جروا الينا كل مودة ، و ادفعوا عنا كل قبيح ، فانه ما قيل لنا فما نحن كذلك ، لنا حق في كتاب الله ، و قرابة من رسول الله ، و تطهير من الله ، و ولادة طيبة لا يدعيها أحد غيرنا الا كذاب، [4] أكثروا ذكر الله و ذكر



[ صفحه 93]



الموت و تلاوة القرآن و الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ، فان للصلاة عليه عشر حسنات » . [5] .

و أوصي الامام الصادق عليه السلام أحد أصحابه - اسماعيل بن عمار - بقوله:

« اوصيك بتقوي الله والورع و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الجوار و كثرة السجود، فبذلك أمرنا محمد صلي الله عليه و آله و سلم» . [6] .

وروي هشام بن سالم ، قال:سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول لحمران:

« انظر الي من هو دونك ، و لا تنظر الي من هو فوقك في المقدرة ، فان ذلك أقنع لك بما قسم لك ، و أحري أن تستوجب الزيادة من الله ، و اعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عندالله من العمل الكثير علي غير يقين ، و اعلم أنه لا ورع أنفع من اجتناب محارم الله و الكف عن أذي المسلمين و اغتيابهم ، و لا شي ء أهنأ من حسن الخلق ، و لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ، و لا جهل أضر من العجب » . [7] .

وروي الصادق عليه السلام في صفة المؤمنين عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:« من ساءته سيئته و سرته حسنة فهو مؤمن » . [8] .

هذه صفة المسلم المثالي الملتزم كما سعي لصناعته و تربيته و تكوينه أهل البيت عليهم السلام ، و هذا هو منهجهم في بناء و تربية الامة المسلمة و المجتمع المسلم ، و هذه دعوتهم التي خاطبو بها امة محمد صلي الله عليه و آله و سلم:الالتزام بكتاب الله و سنة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم ، و بناء الحياة علي أساس ذلك الهدي و هذا المنهج القويم ، فما أحري المسلم أن يهتدي بهداهم و يقتدي بوصاياهم و يستمع الي تذكرتهم !



[ صفحه 94]




پاورقي

[1] الطبرسي ؛ مكارم الأخلاق:39 ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.

[2] الطبرسي ؛ مكارم الأخلاق:67.

[3] الطبرسي ؛ مكارم الأخلاق:66.

[4] يشير الي شرف الانتساب الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن طريق امهم فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

[5] الطبرسي ؛ مكارم الأخلاق:66.

[6] الطبرسي ؛ مكارم الأخلاق:66.

[7] المجلسي ؛ بحارالأنوار 198:78 ، و فروع الكافي 244:8.

[8] الطبرسي ؛ مكارم الأخلاق:77.


تربية الامة علي كراهية الظلم


و تركيز مفهوم العدل، و شرح فكرة الامامة و السياسة، و توضيح اسس الحكم و السياسة في الاسلام، لتنمية الوعي السياسي في الامة، و تعميق حسها و زيادة نقمتها علي الظالمين، و تحريك ركودها، و من يستقري ء ما صدر عن أهل البيت عليهم السلام و ما رووا و نشروا في هذا الشأن من روايت عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يكتشف أهمية هذه الخطوة في ايقاظ الحس السياسي و تعميق الوعي الاسلامي. نذكر نماذج من الروايات و الأحاديث التي تتحدث عن السلطة و مسؤولية الحاكم المسلم، و رفض الاسلام للظلم و دعوته للعدل، لنقف علي جانب من فكر أهل البيت عليهم السلام و منهجهم في مقاومة الظلم و تحريك الركود السياسي و دفع الامة للاصلاح و التغيير.

روي عن الامام الباقر عليه السلام أن شيخا من النخع قال:

«قلت لأبي جعفر عليه السلام: اني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج الي يومي هذا، فهل لي من توبة؟ قال: فسكت، ثم أعدت عليه، فقال: لا؛ حتي تؤدي الي



[ صفحه 130]



كل ذي حق حقه» [1] .

و عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال:

«لما حضرت علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني الي صدره ثم قال: يا بني، اوصيك بما اوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة و بما ذكر بأن أباه أوصاه به، قال: يا بني، اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله» [2] .

و عن الامام الصادق عليه السلام، قال:

«ما من مظلمة أشد من مظلة لا يجد صاحبها عليها عونا الا الله عزوجل» [3] .

و روي الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «اتقو الظلم فانه ظلمات يوم القيامة» [4] .

و عن الصادق عليه السلام:

«ان الله عزوجل أوحي الي نبي من أنبيائه في ملكة جبار من الجبارين أن ائت هذا الجبار فقل له: انني لم أستعملك علي سفك الدماء و اتخاذ الأموال، و انما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين، فاني لم أدع ظلامتهم و ان كانوا كفارا» [5] .

و روي عن الامام الصادق عليه السلام: «العالم بالظلم، و المعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم» [6] .

و قال عليه السلام: «من عذر ظالما بظلمه، سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له، و لم يأجره الله علي ظلامته» [7] .



[ صفحه 131]



و روي أبوبصير قال:

«دخل رجلان علي الامام الصادق عليه السلام في مداراة بينهما و معاملة، فلما أن سمع كلامهما قال: أما انه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم، أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم، أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم. ثم قال: من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر اذا فعل به، أما انه انما يحصد ابن آدم ما يزرع، و ليس يحصد أحد من المر حلوا، و لا من الحلو مرا، فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما» [8] .

و ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«من مشي مع ظالم ليعينه، و هو يعلم أنه ظالم، فشقد خرج عن الاسلام» [9] .

و رووا عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة، قيام ليلها و صيام نهارها، و جور ساعة في حكم أشد و أعظم عندالله من المعاصي ستين سنة» [10] .

و ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله سلم:

«من أرضي سلطانا بسخط الله خرج من دين الله» [11] .

و روي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «من ولي عشرة فلم يعدل بينهم، جاء يوم القيامة و يداه و رجلاه و رأسه في ثقب فأس». [12] .



[ صفحه 132]



و جاء عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «أيما رجل ولي شيئا من امور المسلمين فأغلق بابه دونهم و أرخي ستره، فهو في مقت من الله عزوجل، و لعنه حتي يفتح بابه فيدخل اليه ذوالحاجة و من كانت له مظلمة» [13] .

و هكذا كان منهجهم في تربية أصحابهم و توجيه الرأي العام الاسلامي نحو التغيير و الاصلاح، و الدخول في ميدان العمل السياسي من بابه الطبيعي.


پاورقي

[1] الكليني: الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[2] الكليني؛ الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[3] الكليني؛ الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[4] الكليني؛ الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[5] الكليني؛ الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[6] الكليني؛ الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[7] الكليني؛ الأصول من الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[8] الكليني: الكافي، الجزء الثاني، باب الظلم.

[9] الطبرسي؛ مشكاة الأنوار، فصل الظلم: 315.

[10] الطبرسي؛ مشكاة الأنوار، فصل الظلم: 316.

[11] الطبرسي؛ مشكاة الأنوار، فصل الظلم: 318.

[12] الطبرسي؛ مشكاة الأنوار: 316.

[13] الطبرسي؛ مشكاة الأنوار: 316.


من أدعيته في الوقاية من الكوارث والاخطار


كان الامام الصادق عليه السلام، يفزع إلي الله تعالي، ويلتجئ إليه من طوارق الزمن، وحوادث الايام، ودفع كل ما يحذر ويخاف منه، حتي العلل والاسقام، كما كان يتعوذ بالله من شر أعدائه، والحاقدين عليه، خصوصا حكام عصره، الذين كانوا يبغون له الغوائل، ويكيدونه في غلس الليل، وفي وضح النهار، خصوصا المنصور الدوانيقي، العدو الاول لآل النبي صلي الله عليه وآله، فقد صفاهم جسديا، ونكل بهم كأفضع ما يكون التنكيل، وكان يتربص بالامام، ويبغي له الغوائل، مع علمه بأنه لم يشترك بأي عمل إيجابي ضد حكومته، ولكنه كان يتميز غيظا منه، لما يراه من إجماع المسلمين، علي تعظيم الامام وتقديسه، فأقض ذلك مضجعه، واتخذ جميع الاجراءات القاسية ضده، كما سنوضحه في بعض حلقات هذا الكتاب.

وعلي أي حال، فإنا نعرض بعض الادعية، التي أثرت عنه في هذه الامور.


تفسيره للقرآن


################

پاورقي

[1] Massighnon , Essai sur le lexique. pp 201 - 206.

[2] p. Nwyia "le tafsir" mystique. in Melanges de lUniversite saint Joseph (beyrouth 1968) p.p.181- 230.

[3] الملحق الأول من صمباح الشريعه ص 93.

[4] سورة النور: الآية 35.

[5] سورة النساء، الآية 80.

[6] سورة الأنعام: الآية 59.

[7] سورة الأنفال: الآية 67.

[8] سورة الأنفال: الآية 69.

[9] سورة النحل: الآية 12.

[10] سورة النحل: الآية 97.

[11] سورة الكهف: الآية 84.

[12] سورة الفرقان: الآية 7.

[13] سورة الروم: الآية 17.

[14] p. Nwyia exegese coranique et langage Mystique (Bey routh, 1970) p.165.

[15] ذكر في الملحق الأول ص 112.

[16] الأب نويا، مكرر، ص 175.


ابراهيم بن أدهم


أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد، وقيل زيد بن جابر بن ثعلبة العجلي، وقيل التميمي، البلخي. أحد أئمة التصوف، ومن مشاهير محدثي وقته، وثقه بعض العامة. عرف بالعبادة والزهد. كان من أبناء ملوك ورؤساء بلخ، ولد بها، وعندما نشأ وترعرع ترك الملك



[ صفحه 33]



وتزهد وطاف البلدان وتجول في الأمصار فدخل العراق ومكة المكرمة والشام، وتنسك في بعض جبال لبنان، وكان يأكل من عمل يده. روي عنه شقيق البلخي، وسفيان الثوري، والأوزاعي وغيرهم. توفي بالجزيرة، وقيل بالشام، وقيل في البحر غازيا ضد الروم البيزنطينيين سنة 162، وقيل سنة 161، وقيل سنة 140، ودفن في بعض جزائر البحر من بلاد الروم، وقيل قبره بصور.

المراجع:

روضات الجنات 1: 139. تتمة المنتهي (فارسي) 212. طبقات الصوفية للأنصاري (فارسي) 68. سفينة البحار 1: 76 و 391. الموسوعة الاسلامية 1: 220. الكني والألقاب 16 381 في ترجمة ابن كناسة. حلية الأولياء 7: 367 و 8: 3. تذكرة الأولياء (فارسي) 59. تهذيب تاريخ دمشق 2: 167. التدوين 251. دائرة المعارف الاسلامية 1: 33. الرسالة القشيرية 9. فوات الوفيات 1: 3. وفيات الأعيان 1: 31. الكواكب الدرية 1: 73. صفة الصفوة 4: 127. تهذيب التهذيب 1: 102. طبقات الشعراني 1: 8. العبر 1: 238. تقريب التهذيب 1: 31. أعلام الزركلي 1: 31. تاريخ گزيدة (فارسي) 633 و 790. التوابين 149. طبقات السلمي 27. مرآة الجنان 1: 349. البداية والنهاية 1: 135. الكامل لابن الأثير 6: 56 و 385. شذرات الذهب 1: 255. الكني والأسماء 1: 99. خلاصة تذهيب الكمال 13. التاريخ الكبير 1: 273. الجرح والتعديل 1: 1: 87. تهذيب الكمال 2: 27. الثقات لابن حبان 6: 24. المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 19: 41.


سعاد بن عمران الكلبي


سعاد بن عمران الكلبي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 206. تنقيح المقال 2: 10. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 42. جامع الرواة 1: 352. نقد الرجال 147. مجمع الرجال 3: 99. أعيان الشيعة 7: 219. منتهي المقال 143. منهج المقال 158.


مجاهد بن راشد بن مخراق النهدي


مجاهد بن راشد بن مخراق النهدي، الهمداني، الكوفي.

محدث. روي عنه جرير بن عبد الحميد، وإسرائيل بن يونس.

المراجع:

رجال الطوسي 318. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 53. خاتمة المستدرك 839. مجمع الرجال 5: 95. معجم رجال الحديث 14: 188 وفيه: مجاهد بن راشد مخراق. نقد الرجال 280. جامع الرواة 2: 41. منتهي المقال 250. منهج المقال 272. ميزان الاعتدال 3: 437 وفيه: مجالد بن أبي راشد، قال أحمد بن حنبل: ليس بشئ يرفع أحاديث موقوفة. الجرح والتعديل 4: 1: 320. لسان الميزان 5: 16 وفيه كما في الميزان.



[ صفحه 17]




امامت در اسلام


مسلمانان در مسأله ي امامت عقايد مختلفي دارند؛ گر چه در لزوم اصل امامت اختلافي ندارند؛ چرا كه به وسيله ي امامت و رهبري پراكندگي ها برطرف مي شود و از انحرافات جلوگيري مي گردد و معارف و تعاليم زنده و نجات بخش اسلام گسترش پيدا مي كند.

يكي از سياست هاي ظريف رسول گرامي اسلام صلي الله عليه و آله اين بوده كه شناخت و معرفت به امام عليه السلام را واجب نموده تا جايي كه فرموده است: «كسي كه بميرد و امام زمان خويش را نشناخته باشد، مردن او مانند مردن مردم زمان جاهليت خواهد بود» و مانند اين مي ماند كه در حوزه ي اسلام داخل نگرديده است.

اگر مسلمانان به اين دستور واجب عمل كرده بودند و بعد از شناخت امام عليه السلام از او پيروي نموده بودند همگي زير پرچم يك امام قرار مي گرفتند و كسي از پيش خود در دين خدا بدعت نمي گذارد و كسي كه امام خود را شناخته بود از او تخلف نمي كرد و هيچ شهري از شهرها باقي نمي ماند جز آن كه نداي اسلام در آن بلند بود.

لكن [مع الأسف بعد از رحلت پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله] خلافت و امامت ميدان مسابقه قرار گرفت و هر كس در اين ميدان از ديگري سبقت گرفت و با ريختن خون ها و هتك حرمت ها زمام امور مردم را به دست آورد؛ گر چه از ديانت دور بود و لباس آن را از تن بيرون كرده بود و باكي نداشت كه در مسند حكومت و امامت چه وظيفه اي را بايد انجام دهد.

در اين ميان شيعه ي دوازده امامي از همان روز نخست ارزشي براي اين گونه خلافت و



[ صفحه 78]



زمامداري ها قايل نبوده، و اعتقاد شيعه اين بوده كه خليفه و امام بايد همه ي صفات نيك را دارا و از همه ي زشتي ها و خصال نكوهيده دور باشد و به دستورات دين در آشكارا و پنهان عمل كند و مردم را به اوامر شريعت امر نمايد و از محرمات الهي دور بدارد و خود نيز در آشكارا و پنهان هيچ گناه و خلافي انجام ندهد.

افزون بر اين بايد از ناحيه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله و يا امام قبل از خود به عنوان امام «من عند الله» تعيين گرديده باشد؛ چرا كه خداوند [در اين امر] نسبت به كسي كه صلاحيت چنين مسئوليت خطير و بزرگي را دارد داناتر است ولي مردم از شرايط دروني انسان ها آگاهي كافي ندارند. از اين رو، شيعه ي اماميه امامت هر كسي را كه قدرت و حكومت به دست او آمده نمي پذيرد بلكه كسي را امام مي شناسد كه از طرف خداوند توسط پيامبر صلي الله عليه و آله و از ناحيه ي امام معصوم قبل از خود تعيين گرديده باشد؛ گر چه مردم از او پيروي نكنند و يا در مقابل او قيام كنند و مانع از انجام وظيفه ي امامت او شوند؛ چرا كه حمايت نكردن مردم از امام و يا قيام آنها بر عليه او خدشه اي در امامت و قابليت او وارد نمي كند و اگر مردم [به جاي اطاعت و پيروي از امام به حق] از هر حاكم و صاحب سلطه اي اطاعت كنند، بهره ي خود را توهين به امام و ضايع نمودن راه هدايت قرار خواهند داد.

بنابراين امام و رهبر طبق نظر اماميه كسي است كه قابليت به دوش گرفتن بار امانت الهي را داشته باشد؛ خواه قيام كند و يا قعود نمايد و خواه سخن بگويد يا سكوت كند و خواه مردم او را بپذيرند و يا نپذيرند؛ چرا كه امامت او لباس عاريه اي نيست كه روزي از ديگري به زور گرفته باشد و روزي ديگري از او به زور بگيرد. و چون امام حجت بالغه ي الهي است [و از سوي خداوند تعيين مي گردد] بر او واجب است كه امامت خود را به مردم اعلام نمايد و در وقت نياز نشانه هاي امامت خويش را به وسيله ي معجزه براي آنان آشكار سازد. هم چنان كه بر مردم نيز واجب است هنگامي كه او را شناختند از او پيروي و اطاعت نمايند.

اثبات امامت مي تواند با تصريح و يا اشاره و تلويح باشد؛ چنان كه مي تواند به وسيله ي كرامات و معجزات انجام گيرد و مي تواند به وسيله ي بيان علوم و حقايقي باشد كه ديگران



[ صفحه 79]



از بيان آنها عاجز هستند و اگر شمشير طاغوت ها نيز مانع از بيان معجزات و علوم او بود اعمال و خصلت هاي امام عليه السلام خود گوياي مقام او خواهد بود، گر چه ناچار به سكوت باشد.

مسأله امامت بعد از رسول خدا صلي الله عليه و آله همواره بين مسلمانان محل درگيري و بحث و جدال بوده و قلم ها و زبان ها و شمشيرها و نيزه ها سرنوشت آنها را تعيين مي كرده اند و پايه هاي آن امروز نيز بين مسلمانان مبتني بر همان چيزهايي است كه از اول بر آن مبتني بوده است.

امامت در امروز و فردا نيز مانند گذشته فارق بين فرقه هاي اسلامي بوده و مي باشد؛ گر چه همه ي فرقه ها در موضوع نبوت و قرآن و قبله [و معاد] متفق هستند و جاي تأسف است كه در بين فرقه هاي اسلامي شخصيت هاي صاحب عقل و درايت بوده و هستند كه مي توانند امت اسلامي را با داشتن مواضع مشترك زير يك پرچم جمع كنند و پرده از خيانت «اختلاف بينداز و حكومت كن» بردارند و امامت را كه دشمنان ما آن را وسيله ي اختلاف قرار داده اند براي مردم روشن سازند و فوايد اتحاد و الفت و برادري را براي آنان بيان نمايند و ضررهايي كه تاكنون از ناحيه ي اختلاف و دشمني ها بر مسلمانان وارد شده و به سبب آن گرفتار جدايي و نابودي و حوادث بسيار تلخ و ناگواري شده اند را به آنان گوشزد نمايند [تا وحدت اسلامي كه قدرت بسيار بزرگ ملت مسلمان است به دست آيد].

به بيان ديگر مي توان گفت: همان گونه كه بي توجهي به مسأله ي امامت منشأ خطوط مختلف و گروه بندي هايي شده است مي توان با بيان حقيقت امامت و خصايص امام آن افتراق و جدايي را تبديل به وحدت و يكپارچگي نمود؛ چرا كه اگر مردم حقيقت امامت و شرايط امام عليه السلام را [در مكتب اماميه] بدانند اميد مي رود كه نسيم دل نشين و زيباي وحدت ولو از ناحيه ي عده اي فضا را معطر نمايد و عصبيت و اختلاف كلمه مبدل به وحدت كلمه و اتحاد مسلمانان گردد. از اين رو، من در مقام اين هستم كه خصلت ها و شرايط امام عليه السلام را [در مكتب اماميه] روشن سازم گر چه امكان دارد سخن من هيچ غافلي را بيدار نكند و هيچ بيداري را تكان ندهد، ولي مادامي كه نيت صحيح و هدف عالي و خشنودي خداوند منظور باشد [ان شاء الله] كارساز خواهد بود.



[ صفحه 80]



اكنون مي گويم: آيين و نظامي كه پيامبر گرامي اسلام صلي الله عليه و آله به عنوان آخرين پيامبر خدا صلي الله عليه و آله آورد آيين و نظام جامع و فراگير و دستورالعمل كامل براي انجام دو وظيفه ي برگ اساسي بود: 1- وظيفه ي انسان در مقابل خالق؛ 2 - وظيفه ي انسان در مقابل مخلوق البته روشن است كسي كه چنين نظامي را از طرف خداوند آورده نيروي تطبيق و اجراي آن را نيز خواهد داشت، حتي اگر او بر كرسي دعوت قرار گيرد و دعوت او بر همه ي انسان هاي روي زمين گسترده گردد و همه ي اهل عالم زير خيمه ي شريعت و دين او قرار گيرند.

بنابراين پيامبر گرامي اسلام صلي الله عليه و آله براي تطبيق و اجراي گسترده و مؤثر دين خود توانا بوده است و امت او پس از رحلت آن حضرت بالضرورة دانستند كه آن حضرت براي چه در زمان حيات خود امامت و رهبري امت را تعيين نمود و دانستند كه قيام مردم به وظايف تعيين شده از ناحيه ي پيامبر صلي الله عليه و آله در مورد امامت نيز لازم و حتمي است و هيچ كس نمي تواند چنين مسئوليتي را به دوش بگيرد جز آن كه توانايي امامت و رهبري بر همه ي امت اسلامي را داشته باشد يعني همان توان و نيرو و دانشي كه رسول خدا صلي الله عليه و آله داشته است را دارا باشد و گرنه نظام ديني رسول خدا صلي الله عليه و آله - كه بايد وظيفه ي انسان را در مقابل خدا و در مقابل مخلوق تعيين نمايد بدون قيم و سرپرست و مجري خواهد ماند و زحمات رسول خدا صلي الله عليه و آله ضايع خواهد شد.

خلاصه ي سخن: امامت بر امت به معناي صحيح آن به حكم ضرورت يك امر واجب غير قابل اجتناب است [و بدون شك بايد امام و رهبري كه شايستگي اين امر را همانند رسول خدا صلي الله عليه و آله دارا باشد حاكم ديني و سياسي مردم باشد]، ولي اين سؤال مطرح است كه براي انجام اين مسئوليت بزرگ چه كسي شايسته تر است كه همانند رسول خدا صلي الله عليه و آله هدايت يافته و هدايت كننده ي ديگران باشد؟ و كسي باشد كه بتواند حقيقت را بر مردم ثابت و حجت هاي ديگران را مردود نمايد و در استدلال او ضعف و ناتواني نباشد؟ و هنگامي كه مردم از او معجزه و نشانه اي را طلب نمودند چه از نوع سخن و گفتار و چه از نوع عمل - بدون تأخير و زحمت انجام دهد و اگر نيا بود براي قطع عذر سؤال كننده و يا محكوم نمودن اهل عناد كرامت و معجزه ي شگفت آوري را بدون تأخير و زحمت و كوشش



[ صفحه 81]



فراوان بياورد؟ [و يا شما فكر مي كنيد هر كس بر مردم سلطه پيدا نمود او امام و رهبر خواهد بود؟]

از سويي امام نيز همانند صاحب شريعت [يعني رسول خدا صلي الله عليه و آله] بايد عالم به علوم اسلام و عامل به آن باشد و به تنزيل و تأويل قرآن عارف و به جميع خصال نيك متصف، بلكه در هر خصلت و ارزشي از همه ي مردم كامل تر باشد و از صفات و خصلت هاي ناپسند حتي نسبت به يكي از آنها در يك لحظه نيز دور باشد. در يك كلام، امام و رهبر مسلمين بعد از پيامبر خدا صلي الله عليه و آله بايد در جميع خصلت ها و ملكات نفساني و افعال پسنديده مثال و مصداق شخص آن حضرت باشد.

آيا چنين كسي به مقام امامت و خلافت سزاوارتر است يا كسي كه از اين خصلت هاي نيك بيگانه است؟ و يا برخي را دارد و برخي را ندارد؟ شكي نيست كه شخص اول به نظر خواننده سزاوارتر و احق به اين منصب والاست. مگر امكان دارد انسان دانا و بصير، شخصي نادان را بر انساني دانا مقدم بدارد؟

من گمان مي برم كه تو بگويي: در اين مقام بايد دو چيز اثبات شود:

1- آيا امامي با اين شرايط و خصلت ها و مزايا [توسط رسول خدا صلي الله عليه و آله] نصبت شده است؟ 2- آيا چنين امامي با شرايط و خصلت هايي كه گفته شد در بين امت اسلامي وجود داشته است؟ اگر براي ما ثابت شود كه امام بايد داراي اين خصلت ها و ويژگي ها باشد و چنين امامي نيز بين امت وجود داشته است، بي ترديد، نپذيرفتن امامت او و اطاعت ننمودن از دستورات او عناد محض خواهد بود و هيچ صاحب دين و بصيرتي آن را نمي پسندد.

بنابراين ما بايد اين دو موضوع را اثبات نماييم. به اين اميد كه تو گوش خود را باز نمايي و شاهد بر حق باشي.

اما دليل بر موضوع اول [يعني اثبات امامت امام توسط رسول خدا صلي الله عليه و آله با شرايط ياد شده] - به طور اختصار اين است كه رسول خدا صلي الله عليه و آله داناي به كار خود بوده و از پاسخ به هيچ سؤالي عاجز نمي مانده است. او داراي شريعت و ديني بوده كه اختلاف در آن راه



[ صفحه 82]



نداشته و تا قيامت بايد خالد و برقرار مي بوده است. حلال او تا روز قيامت و حرام او نيز تا روز قيامت حرام بوده است. با اين وضعيت اگر پيامبر خدا صلي الله عليه و آله لگام امامت و خلافت را به دوش امت مي نهاد تا آنان براي خود امامي انتخاب نمايند قطعا ما مشاهده مي نموديم كه امت به احكام دين جاهل بوده و حلال را از حرام و حرام را از حلال تميز نمي دادند و بين آنان داناي به علوم ديني و حاكم عدلي كه بتوان براي اجراي حدود الهي به او مراجعه كني و در مقابل حكم او خاضع باشي وجود نداشت.

به همين دليل بود كه [بعد از رسول خدا صلي الله عليه و آله] مردم به مذاهب و گروه ها و فرقه هايي تقسيم گرديدند و هر گروهي براي سخن خود حجتي اقامه مي نمود و هنگامي كه خواستند براي خود امام و خليفه اي را انتخاب كنند [از روي ناداني] كساني را انتخاب نمودند كه به بسياري از احكام اسلام جاهل و از پاسخ به سؤالات زيادي كه مردم از آنان مي نمودند ناتوان بودند و هرگز آنان حاكم عادل و عادل براي فصل امور و اداي حقوق نبودند.

و چون مردم نزد چنين حكام و رهبراني كه حكومت را به دست گرفتند مطلوب خود را نيافتند هر كسي صاحب نظر گرديد و رأي خود را اعلام نمود، در حالي كه هيچ كدام دليل قاطعي عليه ديگري نداشتند و در نتيجه سخنان و نظرات متعارض و متضادي به وجود آمد و هر كس نظرات خويش را منسوب به شريعت اسلامي ميدانست. تو فكر مي كني در چنين وضعيتي حلال و حرام ثابتي باقي مانده است؟ در حالي كه بايد [طبق سخن رسول خدا صلي الله عليه و آله] تا قيامت حلال و حرام آن حضرت ثابت بماند؟ و آيا شريعت و دين رسول خدا صلي الله عليه و آله كه بايد خالد و جاويد باشد و تا قيامت ثابت بماند؟ ثابت مانده است؟ يا بعد از آن حضرت دين تراشان و بدعت گذاران مذاهب فراواني به وجود آوردند؟

ترديدي نيست كه اين بدعت ها و مذاهب گوناگون به دنبال انتخاب افراد ناشايسته اي به وجود آمد كه داناي به احكام دين نبودند تا بتوانند براي يك ساعت پاسخ گوي شبهات اجانب باشند و يا زبان زورگويان را با برهان و يا با شمشير قطع كنند تا كسي با آنان



[ صفحه 83]



مخالفت نكند و يا از روي هواي نفس به مجادله برنخيزد. از اين رو، رسول خدا صلي الله عليه و آله بر مردم [يعني امت اسلامي] واجب نمود كه امامي را بپذيرند كه به جميع علوم اسلامي و آنچه بر رسول خدا صلي الله عليه و آله نازل شده است عالم باشد و قدرت اجراي احكام الهي را داشته باشد. و داراي دانشي باشد كه بتواند پاسخ هر سؤال كننده اي را بدهد و داراي معجزه و حجتي باشد تا بتواند شبهات و اباطيل و جهالت ها و گمراهي هاي مردم را برطرف نمايد و اسلام را، همان گونه كه رسول خدا صلي الله عليه و آله آورده و تا قيامت بايد پايدار و ثابت بماند، حفظ نمايد تا حلال و حرام آن در طول زمان تغيير پيدا نكند و اين همه مذاهب گوناگون و دين هاي جديد به وجود نيايد.

لكن چگونه مي توان پذيرفت كه امت [استعداد] انتخاب و پذيرفتن چنين امام و حاكم دانايي را داشته باشد؟ و او را بشناسد؟ و بر او اتفاق كلمه پيدا كند؟ در حالي كه مردم داراي افكار مختلف و اغراض گوناگوني هستند؟

از اين رو، بر خداي متعال واجب است كه [از راه لطف] براي مردم چنين امامي را تعيين و توسط پيامبر خود صلي الله عليه و آله به آنان معرفي نمايد؛ چرا كه خداوند به مصالح بندگان خود داناتر و به امامي كه لايق اين منصب خطير و مقام بزرگ باشد آگاه تر است. و چون نصب امام عليه السلام بر او به حكم عقل [و قانون لطف] واجب مي باشد محال است كه مصلحت بندگان خود و هدايت آنان را ناديده بگيرد و مهمل گذارد؛ چنان كه محال است كه رسول خدا صلي الله عليه و آله امر خدا را در اين موضوع ابلاغ نكند و امام بعد از خود را منصوب ننمايد، و اگر ترك اين وظيفه براي او جايز باشد بايد ترك هر وظيفه ي ديگري نيز براي او جايز باشد.

بنابراين به همان دليل كه ارسال رسول بر خداوند واجب و لازم است، نصب امام نيز واجب خواهد بود. و هيچ رسولي بدون امام و هيچ شريعتي بدون مبين و حاكم نخواهد بود.

و اما دليل موضوع دوم يعني اثبات وجود چنين امامي در بين مردم. با بيان گذشته امر سهلي است. به دليل اين كه ما اعتقاد به وجوب نصب امام با صفات و خصايص ياد شده داريم و معتقد هستيم كه خداوند چنين امامي را براي مردم نصب نموده است و معتقد



[ صفحه 84]



هستيم كه ذات مقدس الهي او را مجهول الاسم و نسب نگذارده تا معرفت و شناخت او براي مردم مشكل باشد و در بين امت نيز اماماني را با چنين صفاتي نمي شناسيم كه مردم آنان را به اين نشانه ها شناخته باشند و آنان نيز براي خود چنين ادعايي داشته باشند جز علي بن ابيطالب و فرزندان او عليهم السلام. و اگر آنان امام نباشند لازم مي آيد مسأله وجوب تعيين امام و اطاعت از او لغو و بيهوده باشد پس ناچار بايد از ناحيه ي خود آنان امامت را به دست آوريم. چرا كه آنان علما و دانشمندان و شخصيت هاي عادلي هستند كه هرگز به كسي ستم و ظلمي نمي كنند.

براي نمونه عدالت اميرالمؤمنين عليه السلام چيز آشكاري است و در بين خلفا جز او كسي داراي چنين خصيصه اي نبوده و نياز به توضيح ندارد. علم و دانش آن حضرت نيز چيزي است كه [تمام] مورخين به آن اعتراف نموده اند و تو مي تواني براي رسيدن به اين حقيقت تاريخ را بررسي نمايي و كتابي كه اكنون در دست تو است شمه اي از درياي علم و دانش آن حضرت است. [1] .



[ صفحه 85]




پاورقي

[1] براي توضيح بيشتر مي توانيد به كتاب «الشيعة و الامامة» مراجعه فرماييد.

مترجم گويد: ما نيز بحث امامت و ادله ي مربوط به خلافت بلافصل اميرالمؤمنين و فرزندان او عليهم السلام را در كتاب هاي «ميزان الحق» و «آيات الفضائل» و «دولة المهدي» و «اسوة النساء» بيان نموده ايم.


سخنان امام صادق درباره ي معاشرت و همنشين


از آن جايي كه بررسي تمام نصايح و سفارشات امام صادق عليه السلام در اين مختصر نمي گنجد، تنها به بيان آن دسته از نصايحي مي پردازيم كه بيشتر مورد استفاده و نياز مردم مي باشد. اكنون سخنان امام عليه السلام را در زمينه ي آداب معاشرت بيان مي كنيم.



[ صفحه 357]



ترديدي نيست كه انسان فطرتا داراي روحيه ي جذب و انعطاف و تقليد است و به سبب معاشرت با مردم، خود به خود تأثير مي پذيرد؛ پس اگر هم نشينان او افراد شايسته و صالحي باشند او شايستگي ها و خوي هاي آنان را به خود جذب مي كند و اگر از اشرار و ستمگران باشند زشتي هاي آنان را به خود جذب مي نمايد اين ويژگي در همه ي افراد وجود دارد، از اين رو امام صادق عليه السلام اين نكته را متذكر شده و مي فرمايد:

«از معاشرت و همنشيني با سلاطين و اهل دنيا پرهيز كنيد كه دين شما به سبب همنشيني با آنان از بين خواهد رفت و نفاق جايگزين آن خواهد شد و اين دردي است كه شفا ندارد و سبب قساوت قلب و سلب خشوع مي شود. و بر شما باد كه با امثال و اقران خود از افراد متوسط جامعه معاشرت كنيد كه در بين آنان افراد شايسته اي پيدا خواهيد نمود.

و به اهل دنيا و ثروتمندان و به اموالي كه آنان در اختيار دارند چشم نيندوزيد؛ زيرا هر كه چشم به آنها بدوزد هميشه [نسبت به زندگي خود] ناراضي و اندوهناك است و نعمت هايي كه در اختيار دارد را ناچيز مي شمارد و خدا را كمتر شكر مي كند. بلكه بايد به طبقات پايين تر از خود بنگريد تا شاكر نعمت هاي خدا باشيد و كرم و احسان خدا بر شما بيشتر گردد.» [1] .


پاورقي

[1] از كتاب زيد نرسي مي باشد كه از اصول معتبره شيعه است و تاكنون مخطوط مي باشد.