بازگشت

المثوي الأخير


... و وصل موكب التشييع الي البقيع الغرقد... فاشتد بكاء الناس - و خاصة أولاد الامام - و هم يعيشون اللحظات الأخيرة مع الامام الذي عاشوا معه و انسوا به و استمعوا الي حديثه و سعدوا بالنظر اليه.

و ها هو الجثمان المقدس... سيواري الثري بعد قليل... و يغيب الامام الصادق (عليه السلام) غيبة ابدية!!

... و توجهوا بالجثمان الشريف نحو بقعة أهل البيت (عليهم الصلاة و السلام) و كانوا قد حفروا القبر للامام في تلك البقعة المقدسة.

يالها من بقعة طاهرة... ما أعظمها و أشرفها!

و يالها من تربة زاكية... ما أطهرها و أقدسها!!

و يالها من روضة كريمة... ما اعلاها و اسماها!

روضة تضم أربعة من حجج الله علي الخلق أجمعين.

و تربة تحتضن أربعة من الائمة الطيبين الطاهرين.

و بقعة يرقد فيها أربعة من أبناء رسول الله المعصومين:

1- الامام الحسن المجتبي سيد شباب أهل الجنة.



[ صفحه 670]



2- الامام علي بن الحسين زين العابدين.

3- الامام محمد بن علي باقر علوم الأولين و الآخرين.

و ها هو الامام جعفر الصادق... يلتحق بأبيه و جده و عم جده، و يرقد بجوارهم. (صلوات الله عليهم أجمعين).

قال شيخنا الكليني: «و دفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه و جده و الحسن بن علي (عليهم السلام)» [1] .

و قال ابن الصباغ المالكي: «و قبره بالبقيع، دفن في القبر الذي فيه أبوه و جده و عم جده، فلله دره من قبر ما اكرمه و أشرفه» [2] .

و قال المسعودي: «و كانت علي القبر رخامة قد كتبت عليها اسماؤهم الشريفة علي الترتيب» [3] .

و في نفس هذه البقعة الشريفة مرقد السيدة الطاهرة: فاطمة بنت أسد، زوجة شيخ البطحاء و مؤمن قريش و حامي الرسول: سيدنا أبي طالب (سلام الله عليه) و والدة بطل الاسلام و خليفة الرسالة و عميد الامامة و سيد العترة: الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).

و يزعم بعض المخالفين أن هذا قبر السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها الصلاة و السلام).

و هذا القول غير صحيح، بل الصحيح أنها (سلام الله عليها) اوصت أن تدفن سرا و يخفي موضع قبرها، لأنها كانت ناقمة علي رجال السلطة الغاصبة الحاكمة يومذاك، و لهذا اوصت زوجها الامام عليا أميرالمؤمنين



[ صفحه 671]



(عليه السلام) بأن لا يشهدا جنازتها و لا الصلاة عليها و لا تشييعها...

و نفذ الامام علي (عليه السلام) جميع وصاياها بلا استثناء.

و لهذا فقبرها الشريف كان و لا يزال مجهولا و سوف يبقي مجهولا الي الأبد... ليكون وثيقة خالدة علي سخطها و مظلوميتها (سلام الله عليها).

و ما ادعاه المخالفون - من تعيين موضع قبرها بالبقيع - ليس الا محاولة يائسة منهم علي محو هذه المظلومية و غسل هذا الظلم و الجفاء و الغدر الذي صدر من رجال السلطة تجاه بنت رسول الله و سيدة نساء العالمين.

و هيهات... هيهات... أن يتحقق ذلك.





[ صفحه 672]




پاورقي

[1] الكافي: ج 1 ص 472.

[2] الفصول المهمة: ص 219.

[3] مروج الذهب للمسعودي: ج 3 ص 297.


نگاهي كوتاه به دوران زندگي حضرت حمزه


حمزة بن عبدالمطلب ملقب به «سيدالشهدا»، «اسدالله» و «اسدالرسول» كنيه او ابوعماره و ابويعلي است. مادرش هاله دختر «وهيب» و دختر عموي «آمنه» بنت وهب، مادر رسول خدا (صلي الله عليه وآله) است.

حضرت حمزه عموي پيامبر اسلام و برادر رضاعي او است؛ زيرا هر دو از پستان مادري بنام ثُوَيْبه شير خورده اند.



[ صفحه 331]



حضرت حمزه، بنابر مشهور دو سال از رسول خدا بزرگتر بود و بنا به گفته مشهور مورخان، او در سال دوم بعثت، اسلام را پذيرفته است.

بنا به نقل ابن اثير و گروهي از مورخان، چون حمزه سيدالشهدا ايمان خويش را اظهار كرد، سردمداران قريش فهميدند كه پيامبر از اين پس نيرومند شده و اسلام داراي مدافع قوي گرديده است و با گرويدن وي به اسلام، از طرحها و نقشه هاي زيادي كه بر عليه اسلام و مسلمين ترسيم كرده بودند منصرف شدند.

حضرت حمزه همزمان با هجرت رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به مدينه، هجرت نمود و در صف مهاجرينِ اولين قرار گرفت. او اولين فرمانده و پرچمدار اسلام است كه از سوي رسول خدا در رأس گروهي از مسلمانان براي پاسخ گويي به حمله مشركان، به محلي بنام «سيف البحر» اعزام گرديد.

در جنگهاي متعدد ديگر مانند بدر و احد شركت نمود و در بدر امتحان سختي را از سرگذراند و از سران قريش چند نفر، از جمله شيبة بن ربيعه و طُعَيمة بن عدي را به دست خود هلاك ساخت و در قتل يكي ديگر از مشركان نامي؛ يعني «عتبة بن ربيعه» با اميرمؤمنان (عليه السلام) شركت جست.

شجاعت حضرت حمزه در جنگ ها زبانزد خاص و عام و مورد تأييد دوست و دشمن است؛ زيرا او در جنگ بدر و احد با هر دو دست و با دو شمشير مي جنگيد.

حضرت حمزه در ميدان جنگ با نصب كردن «پرِ شترمرغي» به سينه اش از ديگر فرماندهان و جنگجويان مشخص و برجسته بود و به همين جهت در جنگ بدر يكي از سران دشمن پس از آنكه به اسارت مسلمانان در آمد و چشمش به حمزه افتاد، پرسيد: اين كيست؟ گفتند: حمزة بن عبدالمطلب. وي با تعجب گفت «ذلِكَ فَعَلَ بِنا الأفاعِيل» او بود كه صفوف ما را تار و مار كرد و ما را به روز سياه نشاند!

حضرت حمزه در سال سوم هجرت در جنگ احد پس از كشتن سي و يك تن از سران دشمن به مقام ارجمند شهادت نايل گرديد.



[ صفحه 332]




ربيعة بن أبي عبدالرحمن


روي عن الامام زين العابدين عليه السلام، و روي عنه الفضيل بن عثمان [1] .



[ صفحه 286]




پاورقي

[1] معجم رجال الحديث 7 / 179.


رواية عمار الدهني


و يروي الطبري أن عمار الدهني و فد علي الامام أبي جعفر (ع) يسأله عن مقتل الحسين فأجابه (ع) و قد روي الطبري الرواية متقطعة غير متصلة، و نحن نجمع بين فصولها و لنا فيها مواقع للنظر نذكرها في آخر الرواية، و هذا نصها:

«حدثني زكرياء بن يحيي الضرير، قال: حدثنا أحمد بن جناب المصيصي - ويكني أباالوليد - قال: حدثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبدالله القسري قال: حدثني عمار الدهني، قال: قلت لأبي جعفر: حدثني بمقتل الحسين حتي كأني حضرته.

قال (ع): مات معاوية، و الوليد بن عتبة بن أبي سفيان علي المدينة، فارسل الي الحسين بن علي فقال له: اخرني، و ارفق فأخره، فخرج الي مكة، فأتاه أهل الكوفة، و رسلهم انا قد حبسنا انفسنا عليك، و لسنا نحضر الجمعة مع الوالي، فأقدم علينا، و كان النعمان بن بشير الانصاري علي الكوفة، قال: فبعث الحسين الي مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه، فقال له: سر الي الكوفة فانظر ما كتبوا به الي، فان



[ صفحه 275]



كان حقا خرجنا اليهم، فخرج مسلم حتي أتي المدينة فأخذ منها دليلين، فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين، و كتب مسلم الي الحسين يستعفيه، فكتب اليه الحسين: أن امضي الي الكوفة: فخرج حتي قدمها، و نزل علي رجل من أهلها يقال له ابن عوسجة [1] قال: فلما تحدث أهل الكوفة بمقدمه دبوا اليه فبايعوه، فبايعه اثنا عشر الفا. قال: فقام رجل ممن يهوي يزيد بن معاوية الي النعمان بن بشير فقال له: انك ضعيف أو متضعف، قد فسد البلاد، فقال له النعمان: أن اكون ضعيفا، و أنا في طاعة الله أحب الي من أن اكون قويا في معصية و ما كنت لأهتك سترا ستره الله.

فكتب بقول النعمان الي يزيد فدعا مولي يقال له: سرجون - و كان يستشيره - فأخبره الخبر، فقال له: أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا؟ قال: نعم، قال: فاقبل مني فانه ليس للكوفة الا عبيدالله بن زياد، فولها اياه - و كان يزيد عليه ساخطا، و كان هم بعزله عن البصرة - فكتب اليه برضائه، و انه قد ولاه الكوفة مع البصرة، و كتب اليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله ان وجده.

قال: فاقبل عبيدالله في وجوه أهل البصرة حتي قدم الكوفة متلثما، و لا يمر علي مجلس من مجالسهم فيسلم الا قالوا: عليك السلام يابن بنت رسول الله - و هم يظنون انه الحسين بن علي (ع) - حتي نزل القصر فدعا مولي له فاعطاه ثلاثة آلاف و قال له: اذهب حتي تسأل عن الرجل الذي ببايع له أهل الكوفة فاعلمه أنك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر، و هذا مال تدفعه اليه ليتقوي، فلم يزل يتلطف و يرفق به، حتي



[ صفحه 276]



دل علي شيخ من أهل الكوفة يلي البيعة، فلقيه فأخبره، فقال له الشيخ: لقد سرني لقاؤك اياي، و قد ساءني، فأما ما سرني من ذلك فما هداك الله له، و أما ما ساءني فان أمرنا لم يستحكم بد فادخله اليه فأخذ المال و بايعه و رجع الي عبيدالله فاخبره.

فتحول مسلم حين قدم عبيدالله بن زياد من الدار التي كان فيها الي منزل هاني ء بن عروة المرادي، و كتب مسلم بن عقيل الي الحسين بن علي (ع) يخبره ببيعة اثني عشر الفا من أهل الكوفة، و يأمره بالقدوم، و قال عبيدالله لوجوه أهل الكوفة: مالي أري هاني ء بن عروة لم يأتني فيمن أتاني! قال: فخرج اليه محمد بن الاشعث في ناس من قومه، و هو علي باب داره، فقالوا: ان الأمير قد ذكرك و استبطاك فانطلق اله، فل يزالوا به حتي ركب معهم، و سار حتي دخل علي عبيدالله و عنده شريح القاضي، فلما نظر اليه قال لشريح: «أتتك بحائن رجلاه» فلما سلم عليه، قال: يا هاني ء اين مسلم؟ قال: ما ادري، فأمر عبيدالله مولاه صاحب الدراهم فخرج اليه، فلما رآه قطع به، فقال: أصلح الله الأمير، و الله ما دعوته الي منزلي، و لكنه جاء فطرح نفسه علي، قال ائتني به، قال: و الله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه، قال: ادنوه الي، فأدني فضربه علي حاجبه فشجه، قال: و أهوي هاني ء الي سيف شرطي ليسله، فدفع عن ذلك، و قال: قد أحل الله دمك، فأمر به فحبس في جانب القصر [2] .

و روي الطبري بعد هذا حديثا فيما يتعلق بتفصيل الحادثة ثم ذكر



[ صفحه 277]



كلام الامام أبي جعفر (ع) قال: فبينا هو كذلك اذ خرج الخبر الي مذحج، فاذا علي باب القصر جلبة سمعها عبيدالله، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مذحج، فقال لشريح: اخرج اليهم فاعلمهم أني انما حبسته لأسأله، و بعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول، فمر بهاني ء بن عروة، فقال له هاني ء: اتق الله يا شريح فانه قاتلي، فخرج شريح حتي قام علي باب القصر، فقال: لا بأس عليه، انما حبسه الأمير ليسأله، فقالوا صدق، ليس علي صاحبكم بأس فتفرقوا، فاتي مسلما الخبر، فنادي بشعاره فاجتمع اليه اربعة آلاف من أهل الكوفة، فقدم مقدمته، و عبي ميمنته، و ميسرته و صار في القلب الي عبيدالله، و بعث عبيدالله الي وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فلما سار اليه مسلم فانتهي الي باب القصر أشرفوا علي عشائرهم فجعلوا يكلمونهم، و يردونهم، فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتي امسي في خمسمائة فلما اختلط الظلام ذهب اولئك أيضا.

فلما رأي مسلم انه قد بقي وحده جعل يتردد في الطرق فاني بابا فنزل عليه فخرجت اليه امرأة، فقال لها: اسقيني فسقته، ثم دخلت فمكثت ما شاء الله، ثم خرجت فاذا هو علي الباب، قالت: يا عبدالله ان مجلسك مجلس ريبة، فقم، قال: اني مسلم بن عقيل فهل عندك مأوي؟ قالت: نعم ادخل، و كان ابنها مولي لمحمد بن الأشعث، فلما علم به الغلام انطلق الي محمد فأخبره، فانطلق محمد الي عبيدالله فأخبره، فبعث عبيدالله عمرو بن حريث المخزومي - و كان صاحب شرطه - اليه و معه عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث، فلم يعلم مسلم حتي احيط بالدار، فلما رأي ذلك مسلم خرج اليهم بسيفه فقاتلهم، فاعطاه عبدالرحمن



[ صفحه 278]



الامان فأمكن من يده، فجاء به الي عبيدالله، فأمر به فاصعد الي أعلي القصر فضربت عنقه و القي جثته الي الناس، و أمر بهاني ء فسحب الي الكناسة، فصلب هنالك و قال شاعرهم في ذلك:



فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري

الي هاني ء في السوق و ابن عقيل



أصابهما أمر الامام [3] فأصبحا

أحاديث من يسعي بكل سبيل



أيركب أسماء الهماليج امنا

و قد طلبته مذحج بذحول [4] .



ثم يذكر الطبري روايات أخري عن أبي مخنف و غيره في تفصيل الأحداث ثم عقب ذلك بقوله: حدثنا خالد بن يزيد بن عبدالله القري، قال: حدثنا عمار الدهني قال: قلت لأبي جعفر: حدثني عن مقتل الحسين حتي كأني حضرته قال:

«فاقبل حسين بن علي بكتاب مسلم بن عقيل كان اليه حتي اذا كان بينه و بين القادسية ثلاثة أميال، لقيه الحر بن يزيد التميمي، فقال له: اين تريد؟ قال: أريد هذا المصر قال له: أرجع فاني لم ادع لك خلفي خيرا أرجوه، فهم أن يرجع، و كان معه أخوة مسلم بن عقيل، فقالوا: و الله لا نرجع حتي نصيب بثأرنا أو نقتل، فقال: لا خير في الحياة بعدكم، فسار فلقيته اوائل خيل عبيدالله، فلما رأي ذلك عدل الي كربلا فاسند ظهره الي قصباء و خلا كيلا يقاتل الا من وجه واحد، فنزل و ضرب أبنيته و كان اصحابه خمسة و اربعين فارسا، و مائة راجل و كان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيدالله بن زياد الري و عهد اليه عهده، فقال: اكفي هذا الرجل، قال: اعفني فأبي أن



[ صفحه 279]



يعفيه، قال فانظرني الليلة فأخره فنظر في أمره، فلما اصبح غدا عليه راضيا بما أمر به، فتوجه اليه عمر بن سعد فلما أتاه قال له الحسين: اختر واحدة من ثلاث: أما أن تدعوني فانصرف من حيث جئت، و أما أن تدعوني فاذهب الي يزيد و أما أن تدعوني فألحق بالثغور، فقبل ذلك عمر فكتب اليه عبيدالله لا و لا كرامة، حتي يضع يده في يدي، فقال له الحسين: عشر شابا من أهل بيته، و جاء سهم فاصاب ابنا له معه في حجره، فجعل يمسح الدم عنه و يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا، ثم أمر بحبرة فشقها ثم لبسها، و خرج بسيفه، فقاتل حتي قتل صلوات الله عليه قتله رجل من مذحج و احتز رأسه و انطلق به الي عبيدالله و قال:



أوقر ركابي فضة و ذهبا

فقد قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس أما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون النسا



و أوفده الي يزيد بن معاوية، و سعه الرأس فوضع رأسه بين يديه و عنده ابوبرزة الأسمي فجعل ينكت بالقضيب علي فيه و يقول:



يفلقن هاما من رجل أعزة

علينا و هو كانوا أعق و أظلما



فقال له أبوبرزة: ارفع قضيبك، فو الله لربما رأيت فاه رسول الله (ص) علي فيه يلثمه، و سرح عمر بن سعد بحرمه و عياله الي عبيدالله، و لم يكن بقي من أهل بيت الحسين بن علي عليه السلام الاغلام كان مريضا مع النساء، فأمر به عبيدالله ليقتل فطرحت زينب نفسها عليه، و قالت، و الله لا يقتل حتي تقتلوني!! فرق لها فتركه و كف عنه.

قال: فجهزهم، و حملهم الي يزيد، فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام، ثم ادخلوهم فهنئوه بالفتح، قال رجل منهم



[ صفحه 280]



ازرق أحمر، و نظر الي وصيفة من بناتهم فقال: يا أميرالمؤمنين هب لي هذه، فقالت زينب: الي و الله، و لا كرامة لك، و لا له الا أن يخرج من دين الله، قال فأعادها الازرق، فقال له يزيد كف عن هذا، ثم أدخلهم علي عياله فجهزهم، و حملهم الي المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبدالمطلب ناشرة شعرها، واضعة كمها علي رأسها تلقاهم، و هي تبكي و تقول:



ماذا تقولون: ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم



بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي

منهم أساري و قتلي ضرجوا بدم



ما كان هذا جزائي اذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي [5] .



و انتهت بذلك رواية عمار الدهني عن الامام أبي جعفر (ع) في ذكر كارثة كربلا.


پاورقي

[1] المعروف بين المؤرخين ان مسلم أول ما نزل في دار المختار.

[2] تأريخ الطبري 5 / 347 - 349 طبع دار المعارف بمصر تحقيق أبوالفضل ابراهيم.

[3] في رواية «اصابهما بغي الأمير».

[4] تأريخ الطبري 5 / 349 - 351.

[5] تاريخ الطبري 5 / 389 - 390.


هلاكت دروغگو


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

شخص كذاب، با برهان هاي روشن هلاك مي شود و پيروانش به وسيله ي شبهات. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 339 / 7، همان، همان، 17438.


اما سند حديث


هر كس شرح حال مفضل را نوشته حديث توحيد را به او نسبت داده و شيخ در خاتمه مستدرك مدح او را به همين حديث توحيد منتسب به مفضل نموده است و از كتب قديم و جديد همه توحيد را منتسب به روايت مفضل دانسته در اينكه حديث توحيد را مفضل روايت كرده شكي نيست و همه معترف هستند نهايت در اصل حديث بحثي است.



[ صفحه 394]



سيد ابن طاوس در رساله خود نوشته اين حديث توحيد بسيار شريف است و هر كس بخواهد به سفر برود اين رساله را همراه ببرد از آن بهره مند گردد و در كتاب كشف المحجه به پسرش وصيت كرده كه غافل از خواندن و مطالعه و تذكر از حديث توحيد نباشد.

علامه مجلسي آن را به فارسي ترجمه كرده كه درست صد سال قبل چاپ شده است.

در تحف العقول پس از ابواب مواعظ ائمه عليهم السلام بابي در مواعظ مفضل بن عمر ذكر كرده و از او كلماتي پرقيمت كه از حضرت صادق عليه السلام نقل كرده روايت نموده است از آن جمله حديث اهليلجه است كه پس از اين حديث درباره آن شرح مي دهيم.

نكته قابل توجه اين است كه حديث مفضل قدري مكررات دارد و گاهي سست است و بسيار سطحي است كه از همين جهات اولا كم مايگي علمي مفضل در حين تشرفش خدمت حضرت صادق عليه السلام معلوم مي شود ثانيا اعجاز بيان امام عليه السلام كه درخور استعداد و فهم و لياقت او صحبت فرموده است تا مفضل توحيد را از همين عوامل محسوس درك كند و به علاوه مؤيد عرض ما مي باشد كه چون مفضل مردي ساده لوح ولي بي سواد و متعصب بود در جلسات زنادقه و ملاحده كه آنها مايه علمي داشتند ولي معاند و فاسد العقيده بودند شركت مي كرد و با آنها كارش به دشنام مي كشيد و لذا ديديم كه ابن ابي العوجا به او گفت اگر سواد داري بيا با هم صحبت علمي كنيم اگر سواد نداري اقلا مانند استادت جعفر بن محمد با اخلاق خوب با ما رفتار كن؟!

با اين مقدمات مسلم است كه احاديث بسياري از اين مفضل بن عمر جعفي از حضرت صادق عليه السلام نقل شده و بيشتر آن ساده و روي مباني توحيد از راه محسوسات بود كه علم جماد و نبات و حيوان شناسي را براي طريقيت توحيد به او تعليم فرموده و ساير اخبار او هم در اخلاق و فضايل نفساني است و ما در حديث توحيد ديديم كه در موارد مشكل جنين شناسي يا الياف نباتات يا تكامل حيوانات يا مواد عناصر قابل تجزيه و تحليل همه جا امام عليه السلام براي مفضل به سادگي راه توحيد را آموخته و غوامض مسائل علمي را به جابر بن حيان و ابان بن تغلب و ابن ابي العوجا به ميان گذاشته است و ما براي تشحيذ افكار خوانندگان به اين حد اكتفا كرديم و متتبع در حال راوي را به كتب رجال احاله مي دهيم و اهميت موضوع حديث را از نظر اينكه سلسله علوم طبيعي با دقت و توجه كافي فقط به طريقيت بيان توحيد متذكر مي گرديم حديث هليله پيداست كه پس از حديث توحيد است درست براي كسي



[ صفحه 395]



كه وارد به سبك دروس كلاسيكي باشد روشن مي گردد كه حديث توحيد را در آغاز آشنائي و بسط معلومات مفضل بيان فرموده و چون استعداد و لياقت و تعمق او بيشتر شده براي پاسخ طبيعيين دهريين خطاب به مفضل هليله موضوع سخن قرار داده و تار و پود ساختمان نباتي كه اين ماده از او به دست مي آيد و خواصي كه از او حاصل مي شود و انواع و اقسام آن و عقاقيري كه از آن استخراج مي توان كرد و در فن شيميائي با ساير مواد تركيب نموده و مورد استفاده براي علاج دردها قرار داد همه را با بياني مستدل به نحو سؤال و جواب بيان فرموده و در خلال تشريح اين هليله يك دوره كامل از علوم طبيعي از تشريح بدن و علل و فلسفه اعضاء به اين كيفيت كه هست و علت موجوديت و تصوير آنها به اين صورت و با ذكر آنكه اگر غير از اين تصور مي شد چه مفاسدي رخ مي داد و يك دوره كامل از منطق و علم النفس و روانشناسي براي تشريح نيروهاي ظاهر و باطن بدن آموخت و در هر كجا اثبات قدرت و عظمت خالق عالميان را فرموده است كه هدف اصلي همين تحكيم مباني عقيده توحيد بوده!!


تعليمات امام صادق درباره اخوت و برادري


مكتب جعفري امتيازاتي از ساير مكاتب تربيتي و تعليمي دنيا داشت كه يكي از آن ايجاد اخوت و برادري و تحكيم مباني دوستي و مهر و الفت و علاقه اي بود كه بين شاگردان اين مكتب به وجود آوردند و در سايه آن افاضات علمي عميقي بي حساب يافت و توسعه اي روزافزون گرفت.

اكنون ما شمه ي از اوصاف برادري را كه در كلمات و تعليمات امام ششم آشكار است بيان مي كنيم - ابي بصيره مي گويد از امام صادق عليه السلام شنيدم كه مي فرمود:

المؤمن اخو المؤمن كالجسد الواحد ان اشتكي شيئا منه وجد الم ذلك في ساير جسده و ارواحهما من روح واحدو ان روح المؤمن لاشد اتصالا بروح الله من اتصال الشعاع الشمس بها [1] .

فرمود مؤمن برادر مؤمن است آنها مانند يك جسد واحد هستند كه هرگاه در عضوي دردي و رنجي پيدا شد اعضاء ديگر ناراحت مي گردند و جانهاي مؤمنين از يك جان است



[ صفحه 419]



و همانا اتصال روح مؤمن به روح پروردگار بيش از اتصال شعاع و نور خورشيد به خورشيد است.



جان خوكان و سگان از هم جداست

متحد جانهاي شيران خداست



باز فرمود المسلم اخوالمسلم لا يظلمه و لا يخذله و لايخونه ويحق علي المسلمين الاجتهاد في التواصل و التعاقد علي التعاطف و المواسات لاهل الحاجه و تعاطف بعضهم علي بعض حتي تكونوا كما امركم الله عزوجل رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم علي ما مضي عليه معشر الانصار علي عهد رسول الله

فرمود مسلمان برادر مسلمان است بيدادگري و ظلم و ستم نمي كند خيانت نمي نمايد و برادر مسلمان را بيچاره نكند و لازم است بر هر مسلمان كه كوشش كنند در نزديك شدن افراد به يكديگر و پيمان بندند بر عطوفت و مهرباني با يكديگر و همدردي بنمايند با نيازمندان و هر محتاجي را به نياز خود برسانند و تبادل عواطف كنند و در مال و جان مواسات و برادري نشان دهند تا آنجا كه مورد توجه حق قرار گرفته و مصداق آيه كريمه واقع شوند كه مي فرمايد مسلمانان بين هم مهربان و براي دشمن صف واحدي تشكيل مي دهند آنها با هم در تمام شئون زندگي شريك حزن و شادي و الم و فرح مي باشند در ناگواريها برادرند و در اندوه پشتيبانند و در غايب هم حافظ منافع و حقوق يكديگر هستند اين است معني برادري و برابري و اثر تربيت مكتب اسلام در ميان مسلمين.

قال عليه السلام تواصلوا و تباروا و ترحموا و كونوا اخوة بررة كما امركم الله به اصحاب خود مي فرمود با هم بپيونديد گرم باشيد مهربان و رؤف باشيد نيكي كنيد برابري در مال و برادري در كار نشان دهيد همانطور كه خداوند تعالي شما را به برادري امر فرموده است.


پاورقي

[1] كافي ص 381.


وصاياي امام ششم


گفته شد كه كلمات اشخاص نمونه اي از روح كلي اشخاص است و به منزله ي شخصيت آنها است و هر چه را بيشتر علاقه داشته باشد بدان توجه



[ صفحه 273]



بيشتري مي كند و در مواقع بارز و حساس از آن سخن مي گويد.

حضرت صادق عليه السلام در وصاياي خود درباره هداة و مرشدين الهي و علماي رباني و مشعلداران هدايت و دعوت بندگان خدا به اخلاص و عمل صالح سخن رانده و در وصيت به حضرت امام موسي الكاظم عليه السلام چنين مي فرمايد:


الفقهاء 02


قالوا: تسقط في السفر نافلة الظهر و العصر، و لا تسقط نافلة المغرب و الفجر، و لا صلاة الليل، و اختلفوا: هل تسقط الوتيرة في السفر، و هي نافلة العشاء؟ قال صاحب الجواهر: «المشهور كما حكاه غير واحد السقوط». و بعد أن ناقش القائلين بعدم سقوطها، ورد ادلتهم قال: «و بذلك كله ظهر لك ما في أدلة عدم السقوط، و ان الأولي خلافه» أي الأولي الثبوت، لا السقوط.


الفقهاء 02


قالوا: اذا لم يجد الحاج الهدي، و لا ثمنه انتقل الي البدل عنه، و هو صوم عشرة أيام: ثلاثة منها متتابعات في أيام الحج، و سبعة اذا رجع الي أهله.

و اذا علم الحاج، و تأكد أنه سوف لا يجد الهدي، و لا ثمنة في حينه صام يوم السابع و الثامن و التاسع من ذي الحجة، و لا يشترط فيها نية الاقامة، و اذا لم يعلم صام بعد ايام التشريق، أي بعد اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، و اذا مضت ايام الحج، و لم يصم الثلاثة، تعين عليه أن يستنيب من يذبح عنه بمني في قابل.



[ صفحه 237]



و اذا وجد ثمن الهدي و لم يجد الهدي يعطي الثمن لم يثق به، و يوكله بالذبح في غيابه في شهر ذي الحجة من سنته التي حج فيها، فان لم يجد طوال الشهر المذكور ففي العام المقبل. قال صاحب الجواهر: «هذا هو المشهور، بل عن ظاهر كتاب الغنية الاجماع عليه، بل قد يشهد له التتبع، لانحصار المخالف بابن ادريس».


صورة الذبح


يكون الذبح صحيحا اذا وقع علي الصورة المأمور بها شرعا، و تتحقق هذه الصورة بالشروط التالية بعد قصد الذبح، فان اخل باحدها عامدا كانت الذبيحة ميتة.

1 - استقبال القبلة، مع الامكان اجماعا و نصا، و منه قول الامام عليه السلام: اذا اردت ان تذبح ذبيحتك فاستقبل بها القبلة.

فمن ترك الاستقبال عامدا حرمت، و من تركه نسيانا لم تحرم، فقد سئل الامام عليه السلام عن ذبيحة ذبحت لغير القبلة؟ فقال: كل، لا بأس بذلك، ما لم يتعمد.

و الجاهل بوجوب الاستقبال تماما كالناسي، فقد سئل الامام عليه السلام عن رجل ذبح ذبيحة، جهل أن يوجهها الي القبلة؟ قال: كل منها.

قال صاحب الجواهر: يستفاد من النص ان الجاهل معذور هنا، و ان صدق عليه التعمد. [1] .

أما من ترك الاستقبال متعمدا، لأنه لا يعتقد بوجوب الاستقبال فقال



[ صفحه 358]



صاحب الجواهر و المسالك: تحل ذبيحته، لأنه في معني الجاهل.

و يجب استقبال الذبيحة بمقاديم البدن بكاملها، و لا يكفي الاستقبال بمذبحها فقط، أما الذابح فلا يشترط فيه ذلك بل يستحب، فيجوز أن يذبح، و مقاديم بدنه الي الغرب، أو الشرق، قال صاحب الجواهر: «هذا هو المستفاد من النصوص المعتضدة بفتوي الفقهاء».

2 - محل الذبح، و هو أربعة أعضاء، يجب قطعها: الأول الحلقوم، و هو مجري النفس دخولا و خروجا. الثاني المري، و هو مجري الطعام و الشراب. الثالث و الرابع الودجان، و هما العرقان الغليظان المحيطان بالحلقوم.

و لا بد من قطع هذه الأعضاء الأربعة بكاملها، فلا يكفي قطع، أو شق بعضها، و أيضا لابد أن يكون القطع من الأمام، أي المكان المعروف بالمذبح، فلا يحل الذبح من مؤخر العنق، لقول الامام عليه السلام: «لا يصح أكل ذبيحة لا تذبح من مذبحها».. أجل، لو أدخل السكين تحت الاوداج، و قطعها الي فوق لا تحرم الذبيحة، ولكنه قد فعل ما ينبغي تركه، و اذا قطع من الاوداج الرأس متعمدا فقد أثم.. ولكن الذبيحة لا تحرم، قال الامام الصادق عليه السلام: لا تكسر الرقبة، حتي يبرد الرأس.. و سئل عن رجل ذبح طيرا، و قطع رأسه، أيؤكل منه؟ قال: نعم، ولكن لا يتعمد قطع رأسه.. و النهي هنا يدل علي التحريم دون الفساد.

و قد رأي جماعة من المتأخرين ان قطع الاوداج الأربعة لا يتحقق علي الوجه المطلوب شرعا الا اذا كان الذبح من تحت العقدة المسماة في لسان العرف بالجوزة، بحيث تكون الجوزة مع الرأس.. و ليس في النص عين ولا اثر لذلك، ولكن الفقهاء أخذوه عن أهل الخبرة و المعرفة الذين شهدوا له بأن قطع الاوداج الأربعة لا يتم الا ان تكون الجوزة مع الرأس.. فان صح هذا القول وجب أن تكون



[ صفحه 359]



الجوزة مع الرأس، و الا فلا. [2] .

و لا بد من الاشارة هنا الي ما قاله صاحب المسالك من أنه لا دليل علي وجوب قطع الاوداج الأربعة - غير الحلقوم - الا الشهرة فقط، حيث اكتفي النص بذكر الحلقوم، فقد جاء في صحيح الشحام: «اذا قطع الحلقوم، و خرج الدم فلا بأس به».

و أقصي ما استدل به القائلون بقطع الاوداج الأربعة ما جاء في رواية ابن الحجاج عن الامام عليه السلام: «اذا فري الاوداج فلا بأس بذلك».. وردهم صاحب المسالك بأنه لا تصريح فيها بأسماء الاربعة.

أما صاحب الجواهر فقد جزم و أصر علي قطع الاربعة، ولكنه لم يجد شيئا يرد به علي صاحب المسالك سوي قوله: قامت الشهرة العظيمة، و السيرة القطعية، و اصالة عدم التذكية.

و مهما يكن، فان المهم ان نكون علي علم بأن روايات أهل البيت عليهم السلام لم تنص صراحة الا علي الحلقوم، أما الثلاثة الباقية فلم يرد لها ذكر صريح في كلام الأئمة الأطهار عليهم السلام.

و ليس من شك أن قطع الاربعة يوجب اليقين بحلية الذبيحة، أما قطع الحلقوم فقط فلا تركن النفس اليه، بخاصة بعد وجود السيرة و استمرارها منذ القديم علي قطع الاربعة.



[ صفحه 360]



3 - تتابع قطع الاوداج الاربعة، فيقطعها جميعا دفعة واحدة، أو يقطع الواحد تلو الآخر من غير فاصل معتد به، فاذا فصل و تثاقل أمدا أكثر من المعتاد حرمت الذبيحة.

و الحق ان هذا ليس شرطا بذاته، و انما هو متفرع عن شرط استقرار الحياة في الحيوان عند ذبحه، فاذا قطع بعض الاوداج، و انتظر، حتي أشرفت الذبيحة علي الموت و قطع الاعضاء الباقية تحرم لأن الشرط في حلية الذبيحة ان يستند موتها الي قطع جميع الأعضاء، لا الي قطع بعضها دون البعض.

4 - التسمية بقصد انها علي الذبيحة، فمن تركها عامدا حرمت الذبيحة اجماعا و نصا، و يكفي قول الله اكبر، و الحمدلله، و لا اله الا الله، و بسم الله، و ما اليه، فقد سئل الامام عليه السلام عن رجل ذبح، فسبح، أو كبر، أو هلل، أو حمد الله تعالي؟ قال: هذا كله من اسماء الله تعالي، و لا بأس به.

و لو نسي التسمية لم تحرم الذبيحة اجماعا و نصا، و منه أن الامام الباقر أبا الامام الصادق عليهماالسلام سئل عن رجل ذبح و لم يسم؟ قال: ان كان ناسيا فلا بأس.

و ذهب جماعة من الفقهاء، منهم السيد ابوالحسن الاصفهاني و السيد الحكيم الي أن الذبيحة تحرم لو ترك الذابح التسمية جهلا بوجوبها، لأن الجهل بالحكم ليس بعذر، و الفارق بين الجهل بوجوب الاستقبال، و الجهل بوجوب التسمية هو النص، حيث صرح بأن الأول عذر، فخرج بذلك عن قاعدة «الجهل بالحكم ليس بعذر» و سكت عن الثاني، فبقي من موارد القاعدة و أفرادها.

5 - قال جماعة من الفقهاء، منهم صاحب الشرائع و الجواهر: يكفي في حلية الذبيحة أن يتحرك بعض اطرافها بعد الذبح، حتي ولو كان الطرف الاذن أو العين، أو يخرج منها الدم معتدلا، أي بقوة و دفع، فاذا تحركت الذبيحة، و خرج



[ صفحه 361]



الدم متثاقلا لا معتدلا، أو خرج الدم معتدلا و لم تتحرك فهي حلال، و لا تحرم الا اذا اجتمع الامران معا: عدم الحركة اطلاقا، و خروج الدم متثاقلا - أي سحا -.. قال الامام الصادق عليه السلام: اذا تحرك الذنب، أو طرفت العين، أو الاذن فهو ذكي.. و سئل عن رجل ضرب بقرة بفأس، فسقطت، ثم ذبحها؟ قال: ان خرج الدم معتدلا فكلوا، و اطعموا، و ان كان خرج خروجا متثاقلا فلا تقربوه.

و الحق ان العبرة بأن نعلم استمرار حياة الذبيحة الي تمام الذبح من غير فرق بين أن يحصل من وجود الحركة، أو من خروج الدم بقوة، أو من التنفس، أو أي شي ء.. و ذكر الامام عليه السلام الحركة و الدم المعتدل، لأنهما أظهر العلامات علي الحياة و أغلبها.


پاورقي

[1] الجاهل علي قسمين: جاهل بالحكم، و هو الذي يعرف جهة القبلة، و يجهل وجوب الاستقبال، و جاهل بالموضوع، و هو الذي يعلم بوجوب الاستقبال، و يجهل جهة القبلة، و كلا الجاهلين معذور هنا، مع العلم بأن الفقهاء قالوا: ان الجهل بالموضوع عذر شرعي في كل مورد، و ان الجهل بالحكم ليس بعذر بوجه عام، ولكنهم استثنوا من هذه القاعدة الجاهل بحكم الاستقبال بالذبيحة، لوجود النص.

[2] قال صاحب الجواهر: بقي شي ء كثر السؤال عنه في زماننا، و هو دعوي تعلق الاعضاء الأربعة بالجوزة، فاذا لم يبقها الذابح في الرأس لم يقطع الاربعة أجمع، أو لم يعلم بذلك، و ان قطع نصف الجوزة، و لم أجد لذلك أثر في كلام الفقهاء و لا في النصوص، و المدار علي قطعها، و العارفون أولي من غيرهم في معرفة ذلك، و قد أشير اليهم في بعض النصوص بمن يحسن الذبح و يجيده. توفي صاحب الجواهر 1266 ه.


اقصي مدة الحمل


الشرط الثالث لالحاق الولد أن لا يتجاوز الحمل أقصي مدته، و اتفقوا علي أنها لا تزيد ساعة عن السنة، فاذا طلق الزوج أو مات عنها، ثم ولدت بعد سنة، و لو ساعة لم يلحقه الولد.

و اختلفوا في تحديدها، فذهب المشهور بشهادة صاحب الجواهر الي أنها تسعة أشهر، و قال آخرون: انها عشرة، أما الشريف المرتضي و أبوالصلاح و الشهيد الثاني فقط اختاروا أنها سنة كاملة، و حملوا الروايات الدالة علي التسعة علي الغالب. قال الشهيد الثاني في المسالك: «روي ابن حكيم عن الامام عليه السلام أنه قال في المطلقة يطلقها زوجها، فتقول: أنا حبلي، فتمكث سنة؟ قال الامام: ان جاءت به لأكثر من سنة لم تصدق، و لو ساعة واحدة في دعواها». ثم قال الشهيد: و هذا القول أقرب الي الصواب، اذ لم يرد دليل معتبر علي أن أقصاه أقل من سنة، فاستصحاب حكمه و حكم الفراش أنسب، و ان كان خلاف الغالب، و قد وقع في زماننا ما يدل عليه.


حد القيادة


القواد هو الذي يجمع بين الرجل و المرأة، أو بين الذكر و الذكر علي الحرام. و قد أجمعوا بشهادة صاحب الجواهر و المسالك علي أن حد من يفعل ذلك خمس و سبعون جلدة رجلا كان، أو امرأة، لقول الامام الصادق عليه السلام يضرب ثلاثة أرباع حد الزاني خمسة و سبعين سوطا، و ينفي من المصر الذي هو فيه.

قال صاحب المسالك: «ليس في الباب من الاخبار سوي هذه الرواية». و قال جماعة من الفقهاء: ان الرجل القواد يضرب، و يحلق رأسه، و يشهر، و ينفي من بلده، أما المرأة القوادة فتضرب فقط، و لا حلق عليها، و لا تشهير، و لا نفي، قال الشهيد في شرح اللمعة: «للاصل، و منافاة النفي لما يجب من ستر المرأة».



[ صفحه 271]



و تثبت القيادة بالاقرار مرتين مع كمال المقر بالعقل و البلوغ و الاختيار، و بشهادة رجلين عدلين. قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف و لا اشكال.. و لا تثبت بشهادة النساء منفردات أو منضمات».



[ صفحه 272]




محن الأنبياء


أمالي المفيد 31 و 32، مجلس 5: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا الشريف أبوعبدالله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا يحيي بن زكريا بن شيبان قال: حدثنا محمد بن سنان قال: أخبرني أحمد بن سليمان القمي الكوفي، قال: سمعت أباعبدالله جعفر بن محمد عليه السلام يقول:.....

إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالجوع حتي يموت جوعا، و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالعطش حتي يموت عطشا، و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالعراء حتي يموت عريانا، و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالسقم و الأمراض حتي تتلفه، و إن كان النبي ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله و يدعوهم إلي توحيد الله، و ما معه مبيت ليلة فما يتركونه يفرغ من كلامه و لا يستمعون إليه حتي يقتلوه، و إنما يبتلي الله تبارك و تعالي عباده علي قدر منازلهم عنده.


طعم الماء


بحارالأنوار 66 / 447، ح 1: عن مجمع البيان قال: روي العياشي بالسناده عن الحسين بن علوان قال:...

سئل أبوعبدالله عليه السلام عن طعم الماء؟ قال:

سل تفقها و لا تسأل تعنتا، طعم الماء طعم الحياة، قال الله سبحانه: (و جعنا من المآء كل شي ء حي) [1] .


پاورقي

[1] سورة الأنبياء، الآية: 30.


اما الدنيا ساعة


[تحف العقول 402 - 383: وصيته عليه السلام لهشام و صفته للعقل:...].

ان الله تبارك و تعالي بشر أهل العقل و الفهم في كتابه فقال: «فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب». [1] .

يا هشام بن الحكم ان الله عزوجل أكمل للناس الحجج بالعقول و أفضي اليهم بالبيان، و دلهم علي ربوبيته بالادلاء، فقال: «و الاهكم اله



[ صفحه 127]



واحد لا اله الا هو الرحمان الرحيم». [2] .

«ان في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار» الي قوله «لأيات لقوم يعقلون». [3] .

يا هشام! قد جعل الله عزوجل ذلك دليلا علي معرفته بأن لهم مدبرا فقال: «و سخر لكم الليل و النهار و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره ان في ذلك لأيات لقوم يعقلون». [4] .

و قال: «حم (1) و الكتاب المبين (2) انا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون» [5] و قال: «و من ءاياته يريكم البرق خوفا و طمعا و ينزل من السمآء مآء فيحي به الأرض بعد موتهآ ان في ذلك لأيات لقوم يعقلون». [6] .

يا هشام! ثم وعظ أهل العقل و رغبهم في الآخرة، فقال: «و ما الحيوة الدنيآ الا لعب و لهو و للدار الأخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون» [7] و قال: «و مآ أوتيتم من شي ء فمتاع الحيوة الدنيا و زينتها و ما عند الله خير و أبقي أفلا تعقلون». [8] .

يا هشام! ثم خوف الذين لا يعقلون عذابه، فقال عزوجل: «ثم دمرنا الأخرين (136) و انكم لتمرون عليهم مصبحين (137) و باليل أفلا تعقلون». [9] .



[ صفحه 128]



يا هشام! ثم بين أن العقل مع العلم، فقال: «و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلهآ الا العالمون». [10] .

يا هشام! ثم ذم الذين لا يعقلون، فقال: «و اذا قيل لهم اتبعوا مآ أنزل الله قالوا بل نتبع مآ ألفينا عليه ءابآءنا أولو كان ءابآؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون». [11] و قال: «ان شر الدوآب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون» [12] ، و قال: «و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون». [13] .

ثم ذم الكثرة، فقال: «و ان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله» [14] ، و قال: «ولكن أكثرهم لايعلمون» [15] ، «و أكثرهم لا يعقلون». [16] .

يا هشام! ثم مدح القلة، فقال: «و قليل من عبادي الشكور» [17] ، و قال: «و قليل ما هم» [18] و قال: «و مآ ءامن معه الا قليل». [19] .

يا هشام! ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر و حلاهم بأحسن الحلية، فقال: «يؤتي الحكمة من يشآء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا



[ صفحه 129]



كثيرا و ما يذكر الآ أولوا الألباب». [20] يا هشام! ان الله يقول: «ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب» [21] يعني العقل، و قال: «و لقد ءاتينا لقمان الحكمة» [22] قال: الفهم و العقل.

يا هشام! ان لقمان قال لابنه: «تواضع للحق تكن أعقل الناس، يا بني ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوي الله، و حشوها [جسرها خ ل] الايمان، و شراعها التوكل، و قيمها العقل، و دليلها العلم، و سكانها الصبر».

يا هشام! لكل شي ء دليل، و دليل العاقل التفكر، و دليل التفكر الصمت، و لكل شي ء مطية، و مطية العاقل التواضع، و كفي بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه.

يا هشام! لو كان في يدك جوزة و قال الناس: في يدك لؤلؤة، ما كان ينفعك و أنت تعلم أنها جوزة، و لو كان في يدك لؤلؤة و قال الناس: انها جوزة، ما ضرك و أنت تعلم أنها لؤلؤة.

يا هشام! ما بعث الله انبياءه و رسله الي عباده الا ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله، و أعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا، و أعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا و الآخرة.

يا هشام! ما من عبد الا و ملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع الا رفعه الله و لا يتعاظم الا وضعه الله.



[ صفحه 130]



يا هشام! ان لله علي الناس حجتين: حجة ظاهرة و حجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل و الأنبياء و الأئمة، و أما الباطنة فالعقول.

يا هشام! ان العاقل، الذي لا يشغل الحلال شكره، و لا يغلب الحرام صبره.

يا هشام! من سلط ثلاث علي ثلاث فكأنما أعان هواه علي هدم عقله: من أظلم نور فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، و أطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه علي هدم عقله، و من هدم عقله أفسد عليه دينه و دنياه.

يا هشام! كيف يزكو عند الله عملك و أنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك، و أطعت هواك علي غلبة عقلك.

يا هشام! الصبر علي الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك و تعالي اعتزل أهل الدنيا و الراغبين فيها، و رغب فيما عند ربه، و كان الله آنسه في الوحشة، و صاحبه في الوحدة، و غناه في العيلة، و معزه في غير عشيرة.

يا هشام! نصب الخلق لطاعة الله و لا نجاة الا بالطاعة، و الطاعة بالعلم، و العلم بالتعلم، و التعلم بالعقل يعتقد [يعتقل خ ل] و لا علم الا من عالم رباني، و معرفة العالم بالعقل.

يا هشام! قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، و كثير العمل من أهل الهوي و الجهل مردود.

يا هشام! ان العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة، و لم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم.



[ صفحه 131]



يا هشام! ان كان يغنيك ما يكفيك فأدني ما في الدنيا يكفيك، و ان كان لا يغنيك فليس شي ء من الدنيا يغنيك.

يا هشام! ان العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب، و ترك الدنيا من الفضل و ترك الذنوب من الفرض.

يا هشام! ان العاقل نظر الي الدنيا و الي أهلها فعلم أنها لاتنال الا بالمشقة و نظر الي الآخرة فعلم أنه لاتنال الا بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما.

يا هشام! ان العقلاء زهدوا في الدنيا و رغبوا في الآخرة، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة و مطلوبة، و الآخرة طالبة و مطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتي يستوفي منها رزقه، و من طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه و آخرته.

يا هشام! من أراد الغني بلامال، و راحة القلب من الحسد، و السلامة في الدين، فليتضرع الي الله في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، و من قنع بما يكفيه استغني، و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغني أبدا.

يا هشام! ان الله جل و عز حكي عن قوم صالحين أنهم قالوا: «ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب» [23] حين علموا أن القلوب تزيغ و تعود الي عماها و رداها [24] ، أنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله، و من لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه علي معرفة ثابتة يبصرها



[ صفحه 132]



و يجد حقيقتها في قلبه، و لا يكون أحد كذلك الا من كان قوله لفعله مصدقا، و سره لعلانيته موافقا، لأن الله لم يدل علي الباطن الخفي من العقل الا بظاهر منه و ناطق عنه.

يا هشام! كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: ما من شي ء عبدالله به أفضل من العقل، و ما تم عقل امري ء حتي يكون فيه خصال شتي، الكفر و الشر منه مأمونان، و الرشد و الخير منه مأمولان، و فضل ماله مبذول، و فضل قوله مكفوف، نصيبه من الدنيا القوت، و لايشبع من العلم دهره، الذل أحب اليه مع الله من العز مع غيره، و التواضع أحب اليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، و يستقل كثير المعروف من نفسه، و يري الناس كلهم خيرا منه، و أنه شرهم في نفسه، و هو تمام الأمر.

يا هشام! من صدق لسانه زكي عمله، و من حسنت نيته زيد في رزقه، و من حسن بره باخوانه و أهله مد في عمره.

يا هشام! لاتمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها، و لاتمنعوها أهلها فتظلموهم.

يا هشام! كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا.

يا هشام! لا دين لمن لا مروة له، و لا مروة لمن لا عقل له، و ان أعظم الناس قدرا الذي لا يري الدنيا لنفسه خطرا، أما أن أبدانكم ليس لها ثمن الا الجنة، فلا تبيعوه بغيرها.

يا هشام! ان أميرالمؤمنين عليه السلام كان يقول: «لايجلس في صدر المجلس الا رجل فيه ثلاث خصال: يجيب اذا سئل، و ينطق اذا عجز القوم عن الكلام، و يشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه شي ء منهن فجلس فهو أحمق».



[ صفحه 133]



و قال الحسن بن علي عليهماالسلام: «اذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها».

قيل: يابن رسول الله و من أهلها؟

قال: «الذين قص الله في كتابه و ذكرهم فقال: «انما يتذكر أولوا الألباب» [25] قال: هم أولو العقول».

و قال علي بن الحسين عليهماالسلام: «مجالسة الصالحين داعية الي الصلاح، و أدب العلماء زيادة في العقل، و طاعة ولاة العدل تمام العز، و استثمار المال تمام المروة، و ارشاد المستشير قضاء لحق النعمة، و كف الأذي من كمال العقل و فيه راحة البدن عاجلا و آجلا».

يا هشام! ان العاقل لايحدث من يخاف تكذيبه، و لا يسأل من يخاف منعه، و لايعد ما لا يقدر عليه، و لا يرجو ما يعنف برجائه، و لا يتقدم علي ما يخاف العجز عنه، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يوصي أصحابه يقول: «أوصيكم بالخشية من الله في السر و العلانية، و العدل في الرضا و الغضب، و الاكتساب في الفقر و الغني، و أن تصلوا من قطعكم، و تعفوا عمن ظلمكم، و تعطفوا علي من حرمكم، وليكن نظركم عبرا، و صمتكم فكرا، و قولكم ذكرا، و طبيعتكم السخاء فانه لايدخل الجنة بخيل، و لايدخل النار سخي».

يا هشام! رحم الله من استحيي من الله حق الحياء، فحفظ الرأس و ما حوي و البطن و ما وعي، و ذكر الموت و البلي، و علم أن الجنة محفوفة بالمكاره و النار محفوفة بالشهوات.



[ صفحه 134]



يا هشام! من كف نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة، و من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.

يا هشام! ان العاقل لايكذب و ان كان فيه هواه.

يا هشام! وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان أعتي الناس علي الله من ضرب غير ضاربه و قتل غير قاتله، و من تولي غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله علي نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و من أحدث حدثا، أو آوي محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا.

يا هشام! أفضل ما يتقرب به العبد الي الله بعد المعرفة به: الصلاة، و بر الوالدين، و ترك الحسد و العجب و الفخر.

يا هشام! أصلح أيامك الذي هو أمامك، فانظر أي يوم هو، و أعد له الجواب، فانك موقوف و مسؤول، و خذ موعظتك من الدهر و أهله، فان الدهر طويله قصيره فاعمل كأنك تري ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك، و اعقل عن الله و انظر في تصرف الدهر و أحواله، فان ما هو آت من الدنيا كما ولي منها، فاعتبر بها.

و قال علي بن الحسين عليهماالسلام: «ان جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض و مغاربها بحرها و برها و سهلها و جبلها عند ولي من أولياء الله و أهل المعرفة بحق الله كفي ء الظلال - ثم قال عليه السلام -: أو لا حر يدع هذه اللماظة لأهلها - يعني الدنيا - فليس لأنفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها بغيرها، فانه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس».

يا هشام! ان كل الناس يبصر النجوم، ولكن لا يهتدي بها الا من يعرف مجاريها و منازلها، و كذلك أنتم تدرسون الحكمة، ولكن لا يهتدي بها منكم الا من عمل بها.



[ صفحه 135]



يا هشام! ان المسيح عليه السلام قال للحواريين: «يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة و تذكرون شوكها و مؤونة مراقيها، و تنسون طيب ثمرها و مرافقها، كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده، و تنسون ما تفضون اليه من نعيمها و نورها و ثمرها، يا عبيد السوء نقوا القمح و طيبوه و أدقوا طحنه تجدوا طعمه و يهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الايمان و أكملوه تجدوا حلاوته و ينفعكم غبه [26] ، بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به و لم يمنعكم منه ريح نتنة، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه، و لا يمنعكم منه سوء رغبته فيها.

يا عبيد الدنيا! بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة الا بترك ما تحبون، فلا تنظروا بالتوبة غدا، فان دون غد يوما و ليلة و قضاء الله فيهما يغدو و يروح، بحق أقول لكم: ان من ليس عليه دين من الناس أروح و أقل هما ممن عليه الدين و ان أحسن القضاء، و كذلك من لم يعمل الخطيئة أروح هما ممن عمل الخطيئة و ان أخلص التوبة و أناب، و ان صغار الذنوب و محقراتها من مكائد ابليس، يحقرها لكم و يصغرها في أعينكم فتجتمع و تكثر فتحيط بكم، بحق أقول لكم: ان الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله و صدقها بفعله، و رجل أتقنها بقوله و ضيعها بسوء فعله، فشتان بينهما، فطوبي للعلماء بالفعل و ويل للعلماء بالقول.

يا عبيد السوء! اتخذوا مساجد ربكم سجونا لأجسادكم و جباهكم، و اجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوي، و لاتجعلوا قلوبكم مأوي للشهوات، ان



[ صفحه 136]



أجزعكم عند البلاء لأشدكم حبا للدنيا، و ان أصبركم علي البلاء لأزهدكم في الدنيا.

يا عبيد السوء! لاتكونوا شبيها بالحداء الخاطفة، و لا بالثعالب الخادعة، و لا بالذئاب الغادرة، و لا بالأسد العاتية كما تفعل بالفرائس كذلك تفعلون بالناس، فريقا تخطفون و فريقا تخدعون و فريقا تغدرون بهم.

بحق أقول لكم: «لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا و باطنه فاسدا، كذلك لاتغني أجسادكم التي قد أعجبتكم و قد فسدت قلوبكم، و ما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم و قلوبكم دنسة، لاتكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب و يمسك النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم و يبقي الغل في صدوركم.

يا عبيد الدنيا! انما مثلكم مثل السراج يضي ء للناس و يحرق نفسه، يا بني اسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم و لو جثوا علي الركب، فان الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر».

يا هشام! مكتوب في الانجيل: «طوبي للمتراحمين، أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبي للمصلحين بين الناس، أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبي للمطهرة قلوبهم، أولئك هم المتقون يوم القيامة، طوبي للمتواضعين في الدنيا، أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة».

يا هشام! قلة المنطق حكم عظيم، فعليكم بالصمت، فانه دعة حسنة و قلة وزر و خفة من الذنوب، فحصنوا باب الحلم، فان بابه الصبر، و ان



[ صفحه 137]



الله عزوجل يبغض الضحاك من غير عجب، و المشاء الي غير أرب [27] و الأرب - بفتحتين -: الحاجة، و يجب علي الوالي أن يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته و لايتكبر عليهم، فاستحيوا من الله في سرائركم، كما تستحيون من الناس في علانيتكم، و اعلموا أن الكلمة من الحكمة ضالة المؤمن، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع، و رفعه غيبة عالمكم بين أظهركم.

يا هشام! تعلم من العلم ما جهلت، و علم الجاهل مما علمت، عظم العالم لعلمه و دع منازعته، و صغر الجاهل لجهله، و لاتطرده، ولكن قربه و علمه.

يا هشام! ان كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها، و قال أميرالمؤمنين «صلوات الله عليه»: «ان لله عبادا كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق، و انهم لفصحاء عقلاء، يستبقون الي الله بالأعمال الزكية، لا يستكثرون له الكثير، و لايرضون لهم من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار و أنهم لأكياس و أبرار».

يا هشام! الحياء من الايمان و الايمان في الجنة، و البذاء من الجفاء و الجفاء في النار.

يا هشام! المتكلمون ثلاثة: فرابح و سالم و شاجب [28] فأما الرابح فالذاكر لله، و أما السالم فالساكت، و أما الشاجب فالذي يخوض في الباطل، ان الله حرم الجنة علي كل فاحش بذي، قليل الحياء، لايبالي ما قال و لا ما قيل فيه، و كان أبوذر «رضي الله عنه» يقول: «يا مبتغي العلم



[ صفحه 138]



ان هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر، فاختم علي فيك كما تختم علي ذهبك و ورقك».

يا هشام! بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين، يطري أخاه اذا شاهده [29] و يأكله اذا غاب عنه، ان أعطي حسده و ان ابتلي خذله، ان أسرع الخير ثوابا البر، و أسرع الشر عقوبة البغي، و ان شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه، و هل يكب الناس علي مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم، و من حسن اسلام المرء ترك ما لايعنيه.

يا هشام! لايكون الرجل مؤمنا حتي يكون خائفا راجيا، و لايكون خائفا راجيا حتي يكون عاملا لما يخاف و يرجو.

يا هشام! قال الله جل و عز: و عزتي و جلالي و عظمتي و قدرتي و بهائي و علوي في مكاني لايؤثر عبد هواي علي هواه الا جعلت الغني في نفسه، و همه في آخرته، و كففت في ضيعته [ضعته خ ل] و ضمنت السماوات و الأرض رزقه، و كنت له من وراء تجارة كل تاجر.

يا هشام! الغضب مفتاح الشر، و أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا، و ان خالطت الناس فان استطعت أن لا تخالط أحدا منهم الا من كانت يدك عليه العليا فافعل.

يا هشام! عليك بالرفق، فان الرفق يمن و الخرق شؤم، ان الرفق و البر و حسن الخلق يعمر الديار، و يزيد في الرزق.

يا هشام! قول الله: «هل جزآء الاحسان الا الاحسان» [30] جرت في



[ صفحه 139]



المؤمن و الكافر و البر و الفاجر، من صنع اليه معروف فعليه أن يكافي ء به، و ليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتي تري فضلك، فان صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء.

يا هشام! ان مثل الدنيا مثل الحية مسها لين و في جوفها السم القاتل، يحذرها الرجال ذوو العقول، و يهوي اليها الصبيان بأيديهم.

يا هشام! اصبر علي طاعة الله، و اصبر عن معاصي الله، فانما الدنيا ساعة، فما مضي منها فليس تجد له سرورا و لا حزنا، و ما لم يأت منها فليس تعرفه، فاصبر علي تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت.

يا هشام! مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتي يقتله.

يا هشام! اياك و الكبر، فانه لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، الكبر رداء الله، فمن نازعه رداءه أكبه الله في النار علي وجهه.

يا هشام! ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل حسنا استزاد منه و ان عمل سيئا استغفر الله منه و تاب اليه.

يا هشام! تمثلت الدنيا للمسيح عليه السلام في صورة امرأة زرقاء فقال لها: كم تزوجت؟

فقالت: كثيرا.

قال: فكل طلقك؟

قالت: لا بل كلا قتلت.



[ صفحه 140]



قال المسيح عليه السلام: فويح لأزواجك الباقين، كيف لايعتبرون بالماضين.

يا هشام! ان ضوء الجسد في عينه، فان كان البصر مضيئا استضاء الجسد كله، و ان ضوء الروح العقل، فاذا كان العبد عاقلا كان عالما بربه و اذا كان عالما بربه أبصر دينه، و ان كان جاهلا بربه لم يقم له دين، و كما لايقوم الجسد الا بالنفس الحية فكذلك لايقوم الدين الا بالنية الصادقة، و لاتثبت النية الصادقة الا بالعقل.

يا هشام! ان الزرع ينبت في السهل و لا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، و لا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل، و جعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ الي السقف برأسه شجه، و من خفض رأسه استظل تحته و أكنه، و كذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، و من تواضع لله رفعه.

يا هشام! ما أقبح الفقر بعد الغني، و أقبح الخطيئة بعد النسك، و أقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته.

يا هشام! لا خير في العيش الا لرجلين: لمستمع واع، و عالم ناطق.

يا هشام! ما قسم بين العباد أفضل من العقل، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، و ما بعث الله نبيا الا عاقلا حتي يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين، و ما أدي العبد فريضة من فرائض الله حتي عقل عنه.

يا هشام! قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه،



[ صفحه 141]



فانه يلقي الحكمة، و المؤمن قليل الكلام كثير العمل، و المنافق كثير الكلام قليل العمل».

يا هشام! أوحي الله تعالي الي داود عليه السلام: قل لعبادي: لايجعلوا بيني و بينهم عالما مفتونا بالدنيا فيصدهم عن ذكري، و عن طريق محبتي و مناجاتي، أولئك قطاع الطريق من عبادي، ان أدني ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة عبادتي [محبتي خ ل] و مناجاتي من قلوبهم.

يا هشام! من تعظم في نفسه لعنته ملائكة السماء و ملائكة الأرض، و من تكبر علي اخوانه و استطال عليهم فقد ضاد الله، و من ادعي ما ليس له فهو [أ] عني لغير رشده.

يا هشام! أوحي الله تعالي الي داود عليه السلام: «يا داود حذر و انذر أصحابك عن حب الشهوات، فان المعلقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عني».

يا هشام! اياك و الكبر علي أوليائي، و الاستطالة بعلمك فيمقتك الله، فلا تنفعك بعد مقته دنياك و لا آخرتك، و كن في الدنيا كساكن دار ليست له، انما ينتظر الرحيل.

يا هشام! مجالسة أهل الدين شرف الدنيا و الآخرة، و مشاورة العاقل الناصح يمن و بركة و رشد و توفيق من الله، فاذا أشار عليك العاقل الناصح فاياك و الخلاف فان في ذلك العطب.

يا هشام! اياك و مخالطة الناس و الأنس بهم الا أن تجد منهم عاقلا و مأمونا فآنس به، و اهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية، و ينبغي اذا عمل عملا أن يستحيي من الله، و اذا تفرد له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا غيره، و اذا مر بك أمران لاتدري أيهما خير و أصوب،



[ صفحه 142]



فانظر أيهما أقرب الي هواك فخالفه، فان كثير الصواب في مخالفة هواك، و اياك أن تغلب الحكمة و تضعها في أهل الجهالة.

قال هشام: فقلت له: فان وجدت رجلا طالبا له غير أن عقله لا يتسع لضبط ما ألقي لضبط ما ألقي اليه؟

قال عليه السلام: فتلطف له في النصيحة، فان ضاق قلبه فلا تعرضن نفسك للفتنة، و احذر رد المتكبرين، فان العلم يدل علي أن يملي علي من لا يفيق.

قلت: فان لم أجد من يعقل السؤال عنها قال عليه السلام: فاغتنم جهله عن السؤال حتي تسلم من فتنة القول و عظيم فتنة الرد، و اعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم، ولكن رفعهم بقدر عظمته و مجده، و لم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده، و لم يفرج المحزونين بقدر حزنهم ولكن بقدر رأفته و رحمته، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودد الي من يؤذيه بأوليائه، فكيف بمن يؤذي فيه، و ما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب علي من يعاديه، فكيف بمن يترضاه و يختار عداوة الخلق فيه.

يا هشام! من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، و ما أوتي عبد علما فازداد للدنيا حبا الا ازداد من الله بعدا، و ازداد الله عليه غضبا.

يا هشام! ان العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به، و أكثر الصواب في خلاف الهوي، و من طال أمله ساء عمله.

يا هشام! لو رأيت مسير الأجل لألهاك عن الأمل.

يا هشام! اياك و الطمع، و عليك باليأس مما في أيدي الناس، و أمت الطمع من المخلوقين، فان الطمع مفتاح للذل و اختلاس العقل و اختلاف



[ صفحه 143]



المروات، و تدنيس العرض، و الذهاب بالعلم و عليك بالاعتصام بربك والتوكل عليه، و جاهد نفسك لتردها عن هواها، فانه واجب عليك كجهاد عدوك.

قال هشام: فقلت له: فأي الأعداء أوجبهم مجاهدة؟

قال عليه السلام: أقربهم اليك و أعداهم لك و أضرهم بك و أعظمهم لك عداوة و أخفاهم لك شخصا مع دنوه منك، و من يحرض أعداءك عليك، و هو ابليس الموكل بوسواس من القلوب، فله فلتشتد عداوتك، و لا يكونن أصبر علي مجاهدتك لهلكتك منك علي صبرك لمجاهدته، فانه أضعف منك ركنا في قوته و أقل منك ضررا في كثرة شره، اذا أنت اعتصمت بالله فقد هديت الي صراط مستقيم.

يا هشام! من أكرمه الله بثلاث فقد لطف به: عقل يكفيه مؤونة هواه، و علم يكفيه مؤونة جهله، و غني يكفيه مخافة الفقر.

يا هشام! احذر هذه الدنيا و احذر أهلها، فان الناس فيها علي أربعة أصناف: رجل متردي معانق لهواه، و متعلم مقري كلما ازداد علما ازداد كبرا، يستعلي بقراءته و علمه علي من هو دونه، و عابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته، يحب أن يعظم و يوقر، و ذو بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به، فهو عاجز أو مغلوب و لايقدر علي القيام بما يعرفه، فهو محزون مغموم بذلك، فهو أمثل أهل زمانه و أوجههم عقلا.

يا هشام! أعرف العقل و جنده، و الجهل و جنده تكن من المهتدين.

قال هشام: فقلت: جعلت فداك لا نعرف الا ما عرفتنا؟

فقال عليه السلام: يا هشام ان الله خلق العقل و هو أول خلق خلقه الله من



[ صفحه 144]



الروحانيين عن يمين العرش من نوره، فقال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل.

فقال الله جل و عز: خلقتك خلقا عظيما و كرمتك علي جميع خلقي. ثم خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني، فقال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فلم يقبل. فقال له: استكبرت فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة و سبعين جندا، فلما رأي ما كرم الله به العقل و ما أعطاه أضمر له العداوة، فقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته و كرمته و قويته و أنا ضده و لا قوة لي به، أعطني من الجند مثل ما أعطيته؟

فقال تبارك و تعالي: نعم، فان عصيتني بعد ذلك أخرجتك و جندك من جواري و من رحمتي.

فقال: قد رضيت، فأعطاه الله خمسة و سبعين جندا، فكان مما أعطي العقل من الخمسة و السبعين جندا الخير، و هو وزير العقل، و جعل ضده الشر، و هو وزير الجهل.

الايمان، الكفر. التصديق، التكذيب.

الاخلاص، النفاق. الرجاء، القنوط. العدل، الجور.

الرضي، السخط. الشكر، الكفران. اليأس، الطمع.

التوكل، الحرص. الرأفة، الغلظة. العلم، الجهل.

العفة، التهتك. الزهد، الرغبة. الرفق، الخرق.

الرهبة، الجرأة. التواضع، الكبر. التؤدة، العجلة. الحلم، السفه.

الصمت، الهذر. الاستسلام، الاستكبار. التسليم، التجبر.

العفو، الحقد. الرحمة، القسوة. اليقين، الشك.



[ صفحه 145]



الصبر، الجزع. الصفح، الانتقام. الغني، الفقر.

التفكر، السهو. الحفظ، النسيان. التواصل، القطيعة.

القناعة، الشره. المؤاساة، المنع. المودة، العداوة. الوفاء، الغدر.

الطاعة، المعصية. الخضوع، التطاول. السلامة، البلاء.

الفهم، الغباوة. المعرفة، الانكار. المداراة، المكاشفة.

سلامة الغيب، المماكرة. الكتمان، الافشاء. البر، العقوق.

الحقيقة، التسويف. المعروف، المنكر. التقية، الاذاعة.

الانصاف، الظلم. التقي، الحسد. النظافة، القذر.

الحياء، القحة. القصد، الاسراف. الراحة، التعب.

السهولة، الصعوبة. العافية البلوي. القوام، المكاثرة.

الحكمة، الهوي. الوقار، الخفة. السعادة، الشقاء. التوبة، الاصرار.

المحافظة، التهاون. الدعاء، الاستنكاف. النشاط، الكسل.

الفرح، الحزن. الألفة، الفرقة. السخاء، البخل.

الخشوع، العجب. صون الحديث، النميمة.

الاستغفار، الاغترار. الكياسة، الحمق.

يا هشام! لا تجمع هذه الخصال الا لنبي أو وصي أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، و أما سائر ذلك من المؤمنين فان أحدهم لايخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل حتي يستكمل العقل و يتخلص من جنود الجهل، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام، وفقنا الله و اياكم لطاعته.



[ صفحه 146]




پاورقي

[1] سورة الزمر، الآيتان: 18 - 17.

[2] سورة البقرة، الآية: 163.

[3] سورة البقرة، الآية: 164.

[4] سورة النحل، الآية: 12.

[5] سورة الزخرف، الآيات: 3 - 1.

[6] سورة الروم، الآية: 24.

[7] سورة الأنعام، الآية: 32.

[8] سورة القصص، الآية: 60.

[9] سورة الصافات، الآيات: 138 - 136.

[10] سورة العنكبوت، الآية: 43.

[11] سورة البقرة، الآية: 170.

[12] سورة الأنفال، الآية: 22.

[13] سورة لقمان، الآية: 25.

[14] سورة الأنعام، الآية: 116.

[15] سورة الأنعام، الآية: 37.

[16] سورة المائدة، الآية: 103.

[17] سورة سبأ، الآية: 13.

[18] سورة ص، الآية: 24.

[19] سورة هود، الآية: 40.

[20] سورة البقرة، الآية: 269.

[21] سورة ق، الآية: 37.

[22] سورة لقمان، الآية: 12.

[23] سورة آل عمران، الآية: 8.

[24] الردي: الهلاك.

[25] سورة الزمر، الآية: 9.

[26] الغب - بالكسر -: العاقبة، و أيضا بمعني البعد.

[27] المشاء: الكثير المشي.

[28] الشاجب: الهالك.

[29] أي يحسن الثناء و يبالغ في مدحه اذا شاهده، و يعيبه بالسوء و يذمه اذا غاب.

[30] سورة الرحمن، الآية: 60.


للترفيه علي الشعب


المحاسن 483، ب 69، ح 525: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن اسماعيل بن مهران، عن حماد بن عثمان، عن زيد بن الحسن، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:...

ان أميرالمؤمنين عليه السلام أشبه الناس طعمة برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يأكل الخبز و الخل و الزيت و يطعم الناس الخبز و اللحم.


معني فرمايش پيامبر «سلمان از ما اهل بيت است» چيست؟


فضل بن عيسي هاشمي گويد: من و پدرم خدمت امام صادق - عليه السلام - شرفياب شديم و به حضرتش گفت: آيا اين از فرمايشات رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - است: «سلمان مردي از ما اهل بيت است»؟

حضرت فرمود: بله.

عرض كرد: يعني از فرزندان عبدالمطلب است؟

فرمود: از ما اهل بيت است.

عرض كرد: يعني از اولاد ابي طالب است؟

فرمود: از ما اهل بيت است.

عرض كرد: من او را نمي شناسم؟

فرمود: اي عيسي، بشناس او را، او از ما اهل بيت است.

سپس اشاره فرمود به سينه ي مباركش، سپس فرمود: آن نيست كه تو خيال مي كني، خداوند طينت ما را از عليين آفريد، و طينت شيعيان ما را از پائين تر از آن آفريد، پس آنها از ما هستند.

ولي طينت دشمنان ما را از سجين (جهنم) آفريد و طينت پيروان آنها را از پائين تر از آن آفريد و آنان از آنهايند، و سلمان بهتر از لقمان است. [1] .



[ صفحه 235]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات: 6، بحارالأنوار: ج 22 ص 331 ح 42.


حديث 272


5 شنبه

كثرة السحت يمحق الرزق.

حرام خواري زياد، روزي را از بين مي برد.

تحف، ص 372


ادريس بن عبد الله الأزدي


إدريس بن عبد الله الأزدي، الكوفي.

محدث إمامي لم أقف علي تفاصيل أحواله. روي عنه ابنه عبد الله بن إدريس.

المراجع:

رجال الطوسي 150. تنقيح المقال 1: 105. خاتمة المستدرك 780. معجم رجال



[ صفحه 126]



الحديث 3: 11. جامع الرواة 1: 76. نقد الرجال 37. مجمع الرجال 1: 178. أعيان الشيعة 3: 229. منهج المقال 50. منتهي المقال 47.


شديد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي


شديد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي، الغامدي، الكوفي.

من حسان محدثي الإمامية.

المراجع:

رجال الطوسي 218 واسمه في نسخة خطية منه شريد. تنقيح المقال 2: 82. خاتمة المستدرك 811. معجم رجال الحديث 9: 14. نقد الرجال 167. جامع الرواة 1: 398. مجمع الرجال 3: 189. رجال النجاشي في ترجمة زيد الشحام 125. منتهي المقال 161. منهج المقال 178. إتقان المقال 195.


محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي


محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي، الكوفي.

محدث قال عنه بعض العامة بأنه متروك هو وأبوه وجده. روي عنه يوسف بن الحارث، وسفيان الجريري، وعلي بن الحكم.

المراجع:

رجال الطوسي 293. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 138. خاتمة المستدرك 845. معجم رجال الحديث 16: 222. نقد الرجال 314. جامع الرواة 2: 138. مجمع الرجال 5: 253. منهج المقال 302. روضة المتقين 14: 439. ميزان الاعتدال 3: 627. لسان الميزان 5: 255. الجرح والتعديل 3: 2: 320. المغني في الضعفاء 2: 605.