بازگشت

جميل بن دراج


جميل بن دراج و برادر ديگرش به نام «نوح» هر دو شرف محضر امام صادق عليه السلام را دريافته بودند، ولي جميل بن دراج از برادرش نوح بزرگ تر بود و در اواخر زندگاني خويش از بينايي محروم ماند. اما همچنان به كسب معرفت از خدمت حضرت صادق عليه السلام ادامه داد و هنوز امام صادق عليه السلام حيات داشت كه جميل بن دراج، دعوت حق را اجابت كرد و به سراي باقي شتافت.

فضل به شاذان مي گويد: به خانه ي محمد بن عمير رفتم؛ در حال نمازگزاردن بود. منتظر شدم، ولي سجده هاي او به قدري طولاني بود كه هر وقت به سجده مي رفت گمان نداشتم اين مرد بزرگوار، ديگر سر از سجده بردارد! درباره ي اين سجده هاي طولاني با او صحبت كردم، گفت: اگر سجده هاي جميل بن دراج را مي ديدي، چه مي گفتي؟


خاتمة المطاف


هذه دراسة موجزة لحياة الامام العظيم أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، تتناسب و حجم هذه السلسلة قدمناها بين يديك كفهرس صغير لحياته عليه السلام، و دليل مختصر لترجمته.

و اذا كانت ناحية من نواحي الامام الصادق هي: - الامام الصادق و المذاهب الأربعة - كتب فيها العلامة الشيخ أسد حيدر ثمانية أجزاء و لما ينته منها، فما بالك بالاحاطة بجميع جوانب حياته صلوات الله عليه، فان ذلك يحتاج الي مئات المجلدات.

و حسبنا ما في هذا الكتيب - علي صغره - من حياة الامام الصادق عليه السلام لو أخذناها للعمل و التطبيق، و استلهمنا منها العظات و الدروس، ففيها البلسم الناجح لأمراضنا الاجتماعية، و الترياق المجرب لأدوائنا الخلقية، والله من وراء القصد و هو الموفق للصواب.


حرف (س)


سأل مَسْئَلَة، 50، 7؛ 78، 36.

سبّ سَبَب، اَسْباب، 18، 84؛ 26، 62؛ مُسبِبّ، 18، 84.

سبح تسبيح، 2، 32؛ 20، 33؛ 57، 1.

سبق سَبْق، 53، 32؛ سابق، 1، 2؛ 9، 100؛ 12، 92؛ 19، 8؛ 35، 32؛ 51، 55؛ 53، 32؛ سابِقَة، 3، 28.

سبل سَبيل، 18، 30؛ 24، 39؛ 28، 22؛ 33، 46؛ 61، 5.

ستر اَسْتار، 2، 210؛ استتار، 30، 40؛ 53، 1؛ مستور، 1، 1.

سجد سَجْدَة، 21، 83؛ سُجود، 7، 120؛ 68، 42.

سحر سَحَرَة، 26، 50.

سخط سَخْط، 38، 78.

سخو سَخاء، 7، 160.

سدد سِدْرَة المنتهي، 7، 143.

سرب سَراب، 24، 39.

سرج سِراج، 33، 46.

سرّ سِرّ، 1، 1؛ 3، 138؛ 4، 59؛ 12، 19؛ 12، 20؛ 12، 94؛ 14، 35؛ 20، 27؛ 25، 20؛ 27، 21؛ 28، 10؛ 53، 10؛ 73، 12؛ 76، 21؛ اَسرار، 3، 31؛ 12، 20؛ 12، 111؛ 13، 11؛ 14، 32؛ 17، 105؛ 24، 37؛ 25، 20؛ 26، 220؛ 55، 11؛ سرائر، 10، 25؛ 10، 27؛ 24، 39؛ سُرور، 7، 160؛ 12، 93؛ 76، 21.

سرمد سَرْمَديَّة، 24، 35؛ 112، 3.

سعد سَعادة، 13، 39؛ 30، 53؛ 53، 32.

سعي سَعْي، 18، 30؛ 55، 11.

سفر سَفير، 9، 128.

سكن سَكينَة، 7، 160؛ 15، 87؛ 25، 63؛ سُكون، 53، 8؛ اِستِكانَة، 24، 35.

سلط سُلْطان، 22، 2.

سلك سُلوك، 47، 3.

سلم اِسلام، 1، 2؛ 2، 284؛ 24، 35؛ 25، 61؛ 50، 7؛ 78، 36؛ سَلام، 1، 2؛ 10، 25؛ 112، 2؛ مُسلِم، 2، 128؛ تَسليم، 10، 57؛ 28، 10.

سمع سَمْع، 1، 3؛ 3، 79؛ 50، 7؛ سَماع، 18، 101؛ سَميع، 26، 220؛ سُمْعَة، 51، 56.

سمو اِسْم، 1، 1؛ 4، 125؛ 112، 2؛ اِسْمُ الله الاَعظَم، 15، 87؛ اَسْماء، 1، 1.

سنّ سُنّة، 4، 59؛ 14، 1؛ 20، 82؛ سُنَن، 18، 101؛ 24، 63.

سني سَناء، 1، 1.

سوء سَيِّئة، 28، 10.

سود سَيِّد، 36، 1؛ 48، 2.

سوس سياسَة، 6، 59.

سوف مَسافَة، 7، 143.

سوي سِويه ي، 3، 76؛ 3، 102؛ 3، 138؛ 4، 125؛ 6، 153؛ 12، 20، 13، 9؛ 20، 11؛ 24، 37؛ 25، 71؛ 28، 24؛ 39، 65؛ 40، 16؛ 53، 1؛ 53، 8؛ 33، 10؛ 76، 21؛ 78، 35؛ 104، 6؛ 108، 1.


و من كلام له: في الجهاد و انه لا حياة للمسلمين الا باحياء هذا الواجب المقدس


ان الله عزوجل بعث رسوله بالاسلام الي الناس عشر سنين فأبوا أن يقبلوا حتي أمره بالقتال، فالخير في السيف و تحت السيف و الأمر يعود كما بدأ.


بكير بن اعين بن سنسن شيباني


اعين، غلامي رومي بود به فردي از بني شيبان تعلق داشت، و آن گاه كه قرآن را فرا گرفت او را آزاد كرد(فهرست ابن النديم، ص 308)

«سنبس»، راهبي در ديار روم بود. (فهرست ابن النديم، ص 309)

علامه مامقاني از شيخ طوسي (ره) نقل كرده كه بكير از اصحاب حضرت باقر و حضرت صادق عليهماالسلام بوده و از حواريون آن دو امام به شمار رفته و از آن دو بزرگوار احاديثي نقل كرده است. [1] .



[ صفحه 101]



كنيه بكير ابوعبدالله (و نيز ابوالجهم) است، او برادر زراره و حمران مي باشد. [2] .

بكير داراي شش پسر به نامهاي: عبدالله، جهم، عبدالحميد، عبدالاعلي، عمرو، و زيد است. اولاد جهم از بزرگان اهل حديث و صاحبان تصنيف مي باشند، از جمله حسن بن جهم، جد ابوغالب زراري است. آنان به بكيريون معروف بودند؛ ليكن از زماني كه حضرت هادي (ع)، سليمان بن حسن بن جهم را زراري لقب داد، آنان منسوب به زراره گشتند. [3] .

بكير گويد: روزي محضر امام صادق (ع) رفتم، حضرت مرا پيش خواند و فرمود: از فرزندان اعين مي باشي؟ عرض كردم: آري، بكير بن اعين هستم. حضرت از حال حمران جويا شد. عرض كردم: امسال به حج نيامده با آن كه شوق شديدي داشت كه خدمت شما برسد، ليكن به شما سلام رسانده است. حضرت فرمود: «عليك و عليه السلام» بر تو و بر او سلام و درود. [4] .

بكير در زمان حضرت صادق (ع) از دنيا رفت. حضرت پس از وفات او فرمود: «اما والله لقد انزله الله بين رسوله و اميرالمؤمنين عليهماالسلام» خداوند او را بين رسولش (ص) و اميرالمؤمنين (ع) وارد كرد. [5] .

زماني حضرت صادق (ع) او را ياد كرد و فرمود: «رحم الله بكيرا و قد و الله فعل» خداوند بكير را رحمت كند، و والله، رحمت كرده است. [6] .

بكير در شهر دامغان مدفون است و داراي قبه و بارگاهي است.



[ صفحه 103]




پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال، ص 161 - تنقيح المقال، ج 1، ص 181.

[2] فهرست ابن النديم، ص 309.

[3] تحفة الاحباب، ص 34.

[4] اختيار معرفة الرجال، ص 179.

[5] رجال كشي، ص 160.

[6] رجال كشي، ص 160.


ملامح عصر الإمام زين العابدين ومواقفه


لقد واجه الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعد استشهاد أبيه الحسين (عليه السلام) عدة ما يلي:

1 ـ التعاطف مع أهل البيت (عليهم السلام) تعاطفاً كان يفتقد الوعي ويقتصر علي الشعور الإيجابي بالولاء مع خلوه عن الموقف العملي الجادّ.

2 ـ ثورات انتقاميّة كانت تتحرّك نحو هدف محدود، وثورات نفعية مصلحيّة، ونشوء حركات منافقة، وظهور وعّاظ السلاطين لاسباغ الشرعية علي السلطة القائمة.

3 ـ بروز ظاهرة الشعور بالإثم عند الاُمة بسبب ما ارتكبته من خذلان لأبيه الحسين السبط (عليه السلام) لكن هذا الشعور كما هو معروف كان بلا ترشيد واضح، والعقليات المدبّرة للثورة علي الوضع القائم كانت تفكر بالثأر فحسب. وهنا خطط الإمام زين العابدين (عليه السلام) لعمله علي مرحلتين أو خطوتين:

الخطوة الاولي: تناول الإمام (عليه السلام) ظاهرة الشعور بالاثم وعمل علي ترشيدها بعد أن عمّقها بشكل متواصل عبر تذكيره الاُمة بمأساة كربلاء والمظالم التي لحقت بآل البيت (عليهم السلام). وقد استغرق هذا التذكير زمناً طويلا،



[ صفحه 50]



حيث حاول إعطاء ظاهرة الشعور بالإثم بُعداً فكرياً صحيحاً ليجعل منه أداة دفع وتأثير في عملية البناء والتغيير.

وبعد أن تراكم هذا الشعور شكّل في نهاية الأمر خزيناً داخلياً كانت لاتقوي الاُمة أن تصبر عليه طويلا وأصبح الإلحاح علي مخرج تعبّر به الاُمّة عن ألمها أمراً جدّياً، حتَّي حدثت الثورة الكبري. وطبيعي أنّ هذا الجو المشحون الذي كان ينبئ بالثورة والاطاحة بالاُمويين جعلهم يشددّون الرقابة علي الإمام زين العابدين (عليه السلام) باعتباره الرأس المدبّر لهذه المطالبة ولكونه الوريث الشرعي للخلافة بعد أبيه الحسين (عليه السلام). ومن هنا كانت الحكومة الاُمويّة تفسّر أيّ حركة تصدر من الإمام (عليه السلام) علي أنها تمهيد للثورة.

الخطوة الثانية: توزّع نشاط الإمام(عليه السلام) في هذه الخطوة علي عدّة اتّجاهات.

الاتجاه الأوّل: قام الإمام (عليه السلام) ببلورة العواطف الهائجة وحاول أن يدفعها باتّجاه الفكر الصحيح ويضع لها الاُسس العقائديّة ويجعل منها مقدمة لعملية التغيير التي ينشدها الإمام (عليه السلام)، وقد تمثّلت في إيجاد الفكر الإسلامي الصحيح الذي طالما تعرّض للتشويه والتحريف. ثم إعداد الطليعة الواعية التي تشعر بالمسؤولية وتكون أهلا لحمل الأمانة الإلهيّة.

الاتّجاه الثاني: تحرّك الإمام زين العابدين (عليه السلام) انطلاقاً من مسؤوليته في حماية الإسلام وبقائه كشريعة دون تحريف وتشويه لمحتواه ضمن عدة نشاطات:

1 ـ النشاط الاول: واجه الإمام (عليه السلام) الحركات الانحرافية والفرق الضالّة والمغالية التي كانت تستهدف الفكر الإسلامي وتعتمد الاسرائيليات والنظريات الهندية واليونانية حول الكون والحياة في فهم القرآن والحديث



[ صفحه 51]



الشريف، وقام بنشر مختلف العلوم والفنون وتبيان الصيغة الصحيحة للعلاقات الاجتماعية والسياسية والاخلاقية التي كان قد أصابها الفساد، كما يتّضح ذلك بجلاء في رسالته المعروفة برسالة الحقوق، كما ساهم في حل المشاكل التي كانت تهدد كرامة الدولة الإسلامية كما يلاحظ ذلك جليّاً فيما حدث في جوابه علي رسالة ملك الروم حين هدّد الخليفة بالحصار الاقتصادي [1] .

النشاط الثاني: إن الاُمويين كانوا قد ضيّقوا علي حركة الإمام (عليه السلام) ونشاطه مع الاُمة إلاَّ أن الإمام (عليه السلام) استخدم الدعاء سلاحاً للارتباط الفكري والمعنوي بها. وحيث انّ هذا السلاح لم يستهدف الاُمويين مباشرة، توفّر للإمام (عليه السلام) مجالٌ أوسع لمعالجة الظواهر المرضية والانحرافات الأخلاقية.

الاتّجاه الثالث: التأكيد علي أهمية العمل الثوري ومكافحة الظلم والانحراف وايقاد روح الجهاد التي كانت خمدت في الاُمّةعبر سنوات الانحراف، كما يتجلّي ذلك في دعائه للمختار الذي طالب بثأر الحسين وكان علي اتصال دائم بالإمام(عليه السلام) أثناء ثورته من خلال عمّه محمد بن الحنفيّة.

الاتّجاه الرابع: لم يكن موقف الإمام (عليه السلام) من الحكّام موقف المواجهة والتحدّي المباشر; إذ لو كان قد فعل الإمام زين العابدين (عليه السلام) ذلك لما كان يستطيع أن يحقق ما حققه من مكاسب في الاُمة في مجال التربية، ولما توفّرت أجواء سليمة وفرص واسعة لنشاط الإمام الباقر (عليه السلام) من بعده وللجماعة الصالحة التي ربّاها.

لكن هذا لا يعني أن الإمام (عليه السلام) لم يوضح رأيه في الحكومة فلم يترك



[ صفحه 52]



الأمر ملتبساً علي شيعته بل كانت للإمام زين العابدين (عليه السلام) مواقف مع الحكّام سوف نشير إلي بعض منها، وكان هدفه منها إعطاء خطّ في التربية والتغيير حفاظاً علي الشيعة من الضياع ; إذ لم تكن الجماعة الصالحة علي سبيل المواجهة ولكنها كانت كافية في التحصين في تلك المرحلة علي مستوي التربية والإعداد وتأسيساً لمستقبل سياسي أفضل.

ونستطيع أن نلاحظ موقف الإمام (عليه السلام) مع السلطة من خلال رسالته الجوابية إلي عبد الملك حين لامَ عبدالملك الإمام (عليه السلام) علي زواجه بأمته التي كان قد أعتقها.

إنّ ردّ الإمام (عليه السلام) علي عبد الملك كان يتضمّن تحدّياً للخليفة الذي كان يفكرّ بعقلية جاهلية; فإنّ الإمام (عليه السلام) وضّح فيها الموقف الإسلامي الذي يلغي كل الإمتيازات التي وضعتها الجاهلية بقوله (عليه السلام): «فلا لؤم علي امرئ مسلم إنَّما اللؤمُ لؤم الجاهلية».

يظهر هذا التحدّي ممَّا جاء في مصادر التأريخ من أن الخليفة الاُموي بعد أن قرأها هو وابنه سليمان، قال الابن: يا أمير المؤمنين لَشدَّ ما فخر عليك علي بن الحسين!! فردّ الخليفة علي ابنه قائلا: «يا بنيّ لا تَقل ذلك فإنّها ألسن بني هاشم التي تَفلق الصخر وتغرف من بحر، إنّ عليّ بن الحسين يا بني يرتفع من حيث يتّضع الناس [2] .

وفي هذا الجواب إشارة إلي أنّ المواجهة مع الإمام من قبل الخليفة لاتخدم سلطان بني اُمية.

ومن مواقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) تجاه السلطة أيضاً موقفه من



[ صفحه 53]



الزهري ذلك المحدث الذي كان مرتبطاً بالبلاط الاُموي ـ فقَد أرسل إليه الإمام(عليه السلام) رسالة قَرَعه فيها علي شنيع فعله [3] ، وان كان قد علم الإمام بأنه غارق إلي هامته في موائد السلطان ولهوه، إلاَّ أنّها رسالة للأجيال.

ومن الاحاديث التي وضعها هذا الرجل دعماً لسياسة بني اُمية حينما منعوا حج بيت الله الحرام لمّا كان ابن الزبير مسيطراً علي الحرمين الشريفين ما رواه عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) بقوله: لا تشد الرحال إلاَّ إلي ثلاثة: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصي.


پاورقي

[1] البداية والنهاية: 9 / 122.

[2] بحار الأنوار: 46 / 165. والعقد الفريد: 7 / 121.

[3] تحف العقول عن آل الرسول: 272 ـ 277.


الوفاء


ليس أيسر علي الإنسان من أن يتخذ الصديق أو يعد الوعد، وليس أعسر عليه من أن يفي بهذه الصداقة أو ينجز ذلك الوعد مهما تقلبت الأحوال أو تغيرت الحوادث.

كلنا نرغب ان يكثر أصدقاؤنا وأصحابنا، والابتسامة باب الحب والكلمة الطيبة مفتاح القلب ولكن القيام بشؤون الصداقة غير الرغبة فيها.

وكلنا نود ان نعد غيرنا بالجميل ففي الوعد لذة وفي الشعور باحتياج الغير إلي الإنسان متعة.ولكن إنجاز هذه العدة غير النطق بها.

وفاء الإنسان برهان ثباته علي المبدأ. ودليل ثقته بنفسه؛ لأن ضعيف الإرادة ووضيع النفس لا يمكنه ان يفي بشيء والإمام الصادق (ع) يقول في وفاء الصديق: إذا أردن أن تعرف صحة ما عند أخيك فأغضبه فإن ثبت لك علي المودة فهو أخوك وإلا فلا " [1] ويقول: في الوفاء بالوعد: ((لا تعدن أخاك وعداً ليس في يدك وفاءه)) [2] ويقول: " عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض " [3] يعد الإنسان عدة فيرهن شرفه بهذا الوعد ويحس مروءته بهذا الميثاق، فإذا أخلف بوعده فقد عرض شرفه للثلم ومروءته للانتقاص، وقد ينتحل الأعذار الكاذبة ليسد بها هذا النقص فيضم إلي الجريمة جريمة. والوفاء باب عظيم من الأخلاق يكفل للإنسان النجاح في أعماله والفوز في معاملاته ويكسبه الثقة في النفوس والثقة بالنفس، ومن أجتمع له هذان الوصفان فقد جمع الدنيا إلي الآخرة.


پاورقي

[1] تحف العقول ص87.

[2] تحف العقول ص90.

[3] أصول الكافي الحديث11 باب خلف الوعد.


مواقف عدائية تجاه الامام الصادق


أيها القارئ النبيه!

بعد أن ذكرنا بعض ما يتعلق بحديث الثقلين، و بعض مصادر حديث: «الأئمة بعدي اثنا عشر» تبين لنا - بكل وضوح - ان الامام الصادق (عليه السلام) هو أحد افراد العترة الذين جعلهم الرسول الاطهر (صلي الله عليه و آله) أحد الثقلين:

و ان الامام الصادق هو أحد الأئمة الاثني عشر الذين نص عليهم الرسول الأقدس (صلي الله عليه و آله).

و هناك أقوال ذكرناها في موسوعتنا (موسوعة الامام الصادق (عليه السلام)) عن بعض مشاهير المحدثين و الحفاظ (من العامة) - خلال اثني عشر قرنا - حول شخصية الامام الصادق و رواياتهم عنه، تحت عنوان (الامام الصادق في كتب العامة).

و كان الهدف من سرد تلك الأقوال و الأحاديث هو أن نثبت ان الامام الصادق (عليه السلام) ليس رجلا مجهولا، خاملا، يحتاج الي الاشادة بفضائله، بل كان من أشهر الشخصيات في الأوساط العلمية و الدينية



[ صفحه 62]



و لهذا روي غير الشيعة عنه عددا غير قليل من الأحاديث، و أثنوا عليه بمقدار ما وصل اليه ادراكهم.

بعد هذا كله، أجلب انتباه القارئ الذكي الي الموقف المتطرف الذي اختاره بعض المحدثين و المؤرخين تجاه هذا الامام العظيم و غيره من أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

فمنهم: البخاري: صاحب الصحيح المعروف، فانه لم يحتج بأحاديث الامام الصادق و الأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام)... الا بأحاديث معدودة عن الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقط.

قال العلامة البحاثة المرحوم السيد عبدالحسين شرف الدين (رحمه الله) في كتاب (المراجعات):

(..... و لا يضره [ابان بن تغلب] عدم احتجاج البخاري، فان له أسوة بأئمة أهل البيت: الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد التقي، و الهادي النقي، و الحسن العسكري، اذ لم يحتج بهم، بل لم يحتج بالسبط الأكبر سيد شباب أهل الجنة [الامام الحسن المجتبي].

نعم، اجتج بمروان بن الحكم، و عمران بن حطان، و عكرمة البربري، و غيرهم من أمثالهم) [1] .

و جاء في كتاب (النصائح الكافية): (احتج السنة في صحاحهم بجعفر الصادق الا البخاري، علي انه احتج بمن قدمنا ذكرهم (يعني مروان بن الحكم، و عمران بن حطان، و حريز بن عثمان الرحبي و غيرهم) فقد ذكر - قبل ذلك - أن من رواة الصحاح: مروان بن الحكم، القائل - للحسين



[ صفحه 63]



بن علي -: «انكم أهل بيت ملعونون!!».

و عمران بن حطان الخارجي، القائل الأبيات المشهورة يثني بها علي ابن ملجم، و يثلب الامام علي بن أبي طالب.

و حريز بن عثمان الرحبي الذي نقل عنه صاحب التهذيب انه كان ينتقص عليا و ينال منه، ثم قال:

و أمثال هؤلاء الرواة كثيرون، و لكن هؤلاء الثلاثة - مروان و عمران و عثمان - عنوان و مثال، لأنهم من رواة صحيح البخاري الذي قالوا عنه: انه أصح كتب الحديث.

قال: و قد قيل في هذا المعني:



قضية أشبه بالمرزئة

هذا البخاري امام الفئة



بالصادق الصديق ما احتج في

صحيحه، و احتج بالمرجئة



بمثل عمران بن حطان، أو

مروان، و ابن المرأة المخطئة



مشكلة ذات عوار، الي

حيرة ارباب النهي ملجئة



و حق بيت يممته الوري

مغذة بالسير أو مبطئة



ان الامام الصادق المجتبي

بفضله الآي أتت منبئة



أجل من في عصره رتبة

لم يقترف في عمره سيئة



قلامة من ظفر ابهامه

تعدل من مثل البخاري مئة



أقول: و ما أردي هل رضي وجدان البخاري بهذا التطرف المكشوف المتعمد؟

و هل ارتاح ضميره بالرواية عن جماعة من مشاهير الفساق أمثال المغيرة بن شعبة (أزني ثقيف)؟ و معاريف الكذابين أبي هريرة الذي كان مصنعا للحديث؟!



[ صفحه 64]



مع اعراضه عن أحاديث الامام الصادق (عليه السلام)؟

و ما أدري كيف اختلت المقاييس و انقلبت الموازين عند يحيي بن سعيد الذي جعل نفسه من أئمة الجرح و التعديل فقال: «مجالد أحب الي منه، في قلبي منه شي ء»؟ [2] .

و أي شي ء كان في قلب يحيي تجاه الامام الصادق؟

لعل الجواب: «في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا»!!

و هل يقتدي البخاري بيحيي بن سعيد في كل ما قاله و رآه؟

و من هو مجالد و ما هي مزاياه حتي يكون احب الي يحيي بن سعيد من الامام الصادق؟!

اقرأ ما ذكره علماء الرجال فيه:

قال الذهبي: «مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني مشهور، صاحب حديث، علي لين فيه.

قال ابن معين: لا يحتج به. و قال محمد: يرفع كثيرا ممن لا يرفعه الناس، ليس بشي ء.

و قال النسائي: ليس بالقوي.

و قال الدارقطني: ضعيف.

و قال البخاري: كان يحيي بن سعيد يضعفه. و كان ابن مهدي



[ صفحه 65]



لا يروي عنه.

و قال الفلاس: سمعت يحيي بن سعيد يقول: لو شئت أن يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبدالله، فعل، و قيل لخالد الطحان: دخلت الكوفة، فلم لم تكتب عن مجالد؟ قال: لأنه كان طويل اللحية» [3] .



[ صفحه 66]




پاورقي

[1] المراجعات 110.

[2] قال الذهبي في (الكاشف و التهذيب) و العسقلاني في (تهذيب التهذيب): ج 2 ص 103، قال: سئل يحيي القطان عن جعفر بن محمد؟ فقال: «في نفسي منه شي ء».

و قال الذهبي في (المغني في الضعفاء) ج 1 ص 134: «جعفر بن محمد ثقة، و لم يخرج له البخاري، و قد وثقه ابن معين و ابن عدي، و أما القطان فقال: «مجالد أحب الي منه».

[3] ميزان الاعتدال: ج 3 ص 438، و طول اللحية كناية عن نقصان العقل.


مذهب مالكي


مذهب مالكي را مالك بن انس كه در سال 95 هجري 713 ميلادي (به طور تقريب) در مدينه به دنيا آمد و در سال 179 هجري تقريبي وفات كرد تأسيس نموده است اين مذهب مشهور به محافظه كاري و بر مبناي احاديث بوجه مخصوصي بوده لذا آن را مذهب اهل حديث مي گويند ولي در عين حال به ساير ادله ي شرعي معروف تكيه نموده و به علاوه دليل خاصي هم داشته است كه آن را مصالح مرسله مي ناميدند يعني مصالح مخصوص كه خارج از قياس مصلحتي است و توضيح عبارت مصالح مرسله اين است كه اگر مسئله اي مطرح شود كه نص در مورد آن ديده نشده باشد بايد حكمي به آن داد كه مطابق مصلحت عمومي بوده و ضرورت اقتضاي آن حكم را لازم كرده باشد و اين دليل را مصالح مرسله مي گويند زيرا متعلق به مصالحي است كه نصي در مورد آن نيست و مصالح مزبور مرسله است يعني خارج از منصوصات مي باشد و احكام استثنائي است.

مثلا گرفتن مال مردم بدون حق جايز نيست و قياس در اين مسئله اقتضاي آن را دارد كه فرض ماليات يا جزاي نقدي هم جايز نباشد ولي مصلحت مرسله به دولت اجازه مي دهد كه مالياتي وضع كند تا خرج نظاميان و عمال دولت را از آن محل تأمين نمايد و هم چنين دولت مجاز است كه غرامت هائي عليه مجرمين و متخلفين وضع كند تا آنها را تنبيه كرده باشد.

امام مالك كتابي به نام (الموطاء) تصنيف كرده و اين كتاب مجموعه اي از احاديث نبوي صلي الله عليه و آله و سلم است كه هر دسته ي از آنها را به مناسبت موضوع فقهي نقل نموده است.



[ صفحه 151]



مذهب مالكي در مدينه تأسيس شد و در حجاز و مغرب اندلس رواج گرفت و تا به حال هم مذهب اهل مغرب اقصي و الجزاير و تونس و ليبي مي باشد و عدد پيروان اين مذهب در حدود 45 مليون مسلمان است و امام مالك از كساني است كه از امام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام استفاده ي علمي نموده و در محضر او مي نشسته است.


المدرسة الكبري




يا أهل بيت الله حبكمو

فرض من الله في القرآن أنزله



كفاكموا من عظيم القدر منزلة

من لم يصل عليكم لا صلاة له



الشافعي



[ صفحه 185]



في هذا الباب محاولة لرسم خطوط تقريبية للبنيان العظيم لفكر الشيعة الجعفرية (الاثنا عشرية أو الامامية) الذي كان الامام الصادق (عليه السلام) في طليعة بناته، و الذي يحمل اسمه، و ان شاركت في رفع صرحه مدرسة كاملة من السابقين عليه، و الآخذين إخذه، من تلاميذه و تلاميذهم، بدأت بالنبي (صلي الله عليه و آله و سلم)، مدينة العلم، و علي بابها، و تتابع فيها الصحابة العظماء، و التابعون و تابعو التابعين؛ و في الأجيال الثلاثة الامام علي و الحسن و الحسين ثم زين العابدين فالباقر فالصادق (عليهم السلام).

ثم تتلمذ للإمام الصادق فريق المخضرمين ممن تعلموا علي أبيه أو أبيه وجده، و من الشباب الذين تعاونت قرائحهم في تفتيق الكلام في العقيدة، و تشقيق المعاني في الفقه، ليصبحوا للذين جاءوا بعدهم، حتي اليوم، علامات علي الطريق.

و في مشيخة هذه المدرسة ورد الفصل الأول.

و الفصل الثاني يتناول أمورا أساسية في فكر المدرسة، دون حصر لتفاصيله أو تطرق للاختلاف عليه بينهم و بين أهل السنة، أو بينهم و بين فرقهم، حتي لا نخرج من إطار الصورة التي نحاول رسمها، و تنقيتها مما تبرأ منه الشيعة، و تقع التبعات فيه علي الغلاة المطرودين.

و قد خصصنا بالبيان في هذا الفصل مسألتين أصوليتين؛ لكل منهما أثر في الفقه - سواء أكان فقه معاملات أم فقه عبادات - فبدأنا «بالحديث» و شروط قبوله وثنينا «بالإمامة». و أضفنا كلمات عن مسائل خلافية بين المذهب الجعفري و بين غيره من المذاهب التي تتقاسم أهل السنة... تخيرناها من شتي مناحي التفكير الفقهي، لتتم أبعاد الصورة للقارئ، و يزداد جانبها الخلفي جلاء: أن الدين واحد عند أهل السنة و الشيعة.



[ صفحه 187]




عفو و گذشت


احسان و كرم، سجيه و عادت اهل بيت پيامبر اسلام است. امام صادق عليه السلام نيز در اين بيت رشد يافته و از همان كودكي، درس عفو و گذشت را از پدران بزرگوارش فراگرفته بود. ما در اينجا نمونه هايي از عفو گذشت امام را كه در كتاب هاي اهل سنت آمده است، ذكر مي كنيم.

علامه يوسف بن محمد اندلسي در كتاب الف باء مي نويسد:

روايت شده است حضرت كنيزي داشت كه در ظرفي، آب بر دستان حضرت مي ريخت. پس در اين هنگام، ظرف به پيشاني امام خورد و به شدت درد گرفت. وقتي كنيز متوجه شد، گفت: اي مولاي من «و الكاظمين الغيظ؛ مؤمنان كساني هستند كه در ناراحتي كظم غيظ مي كنند» و



[ صفحه 31]



حضرت فرمود: كظم غيظ كردم. پس گفت: «و العافين عن الناس؛ مؤمنان، اهل گذشت هستند». حضرت فرمود: تو را بخشيدم. كنيز گفت: خدا نيكوكاران را دوست دارد. حضرت فرمود: تو در راه خدا آزادي و هزار درهم نيز به تو بخشيدم. [1] .

عبدالحليم جندي مي نويسد:

آن حضرت اعضاي خانواده اش را از رفتن روي بلندي باز مي داشت. روزي امام به خانه آمد. يكي از كنيزكانش كه كودك او را نگه داري مي كرد و با كودك بالاي نردبان رفته بود، تا چشمش به حضرت افتاد، از خطايي كه كرده بود، هول شد و بدنش لرزيد و كودك از دستش به زمين افتاد و از دنيا رفت. حضرت با چهره اي برافروخته بيرون رفت و هنگامي كه سبب آن را از وي پرسيدند، فرمود: رنگ چهره ام به سبب مردن كودك نيست، بلكه بدين جهت است كه كنيزك از آمدن من به وحشت افتاد. پس از آن به كنيز فرمود: تو در راه خدا آزادي و از تو گذشتم. [2] .


پاورقي

[1] الامام ابي الحجاج يوسف بلوي، الف باء، بيروت، عالم الكتب، 1405 ه. ق، چ 3، ج 2، ص 499.

[2] ابوزهره، الامام الصادق عليه السلام، ص 151.


وضو


خداي سبحان دستورات ديني را راهي براي نورانيت و پاكي انسان قرار داده است. هدف هر دستوري از خدا كه به عنوان عبادت بر انسان متوجه شده است؛ پاكي و نورانيت انسان است.

خداي سبحان هنگامي كه سخن از وضو و غسل و حتي تيمم دارد، هدف آنها را پاكي انسان عنوان مي نمايد. وضو و غسل گرچه شستشوي بدن كه پاكي ظاهري است را در بردارند، ليكن هدف اصلي پاكي روح است كه وضو و غسل روح انسان را پاك مي گردانند. به همين خاطر در مورد تيمم هم كه در ظاهر شستشو بدن نيست، بلكه به عكس خاك مال نمودن بدن است، سخن از پاكي دارد. در پايان دستور وضو و غسل و تيمم مي فرمايد: يريد ليطهركم، [1] خدا مي خواهد شما را با وضو و غسل تيمم پاك گرداند.

امام صادق عليه السلام در مورد نقش وضو در پاكي انسان مي فرمايد: من توضأ فذكر اسم الله طهر جميع جسده و من لم يبسم لم يطهر من جسده الا ما اصابه الماء. [2] «هر كس در هنگام وضو نام خدا را ببرد تمام بدنش پاك خواهد شد و هر كس نام خدا را نبرد تنها اعضاي وضو كه به آنها آب وضو رسيده



[ صفحه 52]



است، پاك خواهند شد».

امام صادق عليه السلام فرمود هنگام وضو اين گونه دعا كن: اللهم اجعلني من المطهرين، [3] «خدايا مرا از پاكان قرار ده.» در هنگام شستن صورت بگو: اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه، [4] «خدايا صورت مرا در روزي كه صورت ها سياه مي شوند سفيد و نوراني گردان.» امام صادق عليه السلام وضو را نور معرفي مي كند و وضو بعد از وضو را نور بر نور معرفي مي نمايد، الوضو علي الوضو نور علي نور. [5] .

امام صادق عليه السلام در مورد غسل مي فرمايد: هنگام غسل بگوييد اللهم طهر قلبي... و اجعلني من المتطهرين. [6] «خدا قلب مرا پاك گردان، مرا از پاكان قرار ده».

امام صادق عليه السلام درمورد تيمم مي فرمايد: خداي آب، خداي خاك نيز مي باشد، ان رب الماء هو رب الارض. [7] خداي سبحان آب و زمين را براي تطهير قرار داده است، ان الله عزوجل جعلهما طهورا. [8] خداي سبحان زمين را مسجد و طهور (سبب پاكي) قرار داده است، جعل الله الارض مسجدا طهورا. [9] .

در همه اين عبارت ها سخن از پاكي است. همه يك هدف را پي



[ صفحه 53]



مي گيرند و آن هدف انگيزه اصلي از زندگي انسان است كه تلاش كند خويش را از همه آلايندگي ها پاك گرداند. انسان از اين مسؤوليت هيچگاه نبايد غافل شود. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: هر كس با وضو در بستر بيآرمد، بستر او مسجد او خواهد بود، من تطهر ثم آوي الي فراشه بات و فراشه كمسجده. [10] حتي اگر در بستر استراحت بدون طهارت و وضو قرار گرفته است، امام صادق عليه السلام فرمود بر همان لباس و رختخواب خويش تيمم كند و با طهارت و پاكي بخوابد تا ياد خدا باشد، كه روح در هنگام خواب پيش خداست، الله يتوفي الا نفس حين موتها و التي لم تمت في منامها. [11] «خدا جان ها را در هنگام مرگ مي گيرد، و آنان كه نمرده اند در هنگام خواب».


پاورقي

[1] مائده، 6.

[2] وسائل، ج 1، ص 298.

[3] وسائل، ج 1، ص 298.

[4] همان، ص 309.

[5] همان، ص 302.

[6] وسائل، ج 1، ص 520.

[7] همان، ج 2، ص 966.

[8] همان، ص 997.

[9] همان، ص 969.

[10] همان، ج 1، ص 265.

[11] زمر، 42.


شعار بني عباس


داعيان عباسيان كه مخفيانه به دعوت مي پرداختند دم از عدالت اسلامي مي زدند و مردم را به «الرضي من آل محمد» مي خواندند پرچمي كه براي مردم خراسان از طرف صاحبان دعوت «كه نامش مخفي نگه داشته مي شد» انتخاب شده بود مشكي بود و اين آيه ي مباركه ي قرآن بر آن ثبت بود.

«أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله علي نصرهم لقدير» [1] .

به ستم ديدگان اذن و اجازه داده شد كه با ستمكاران بجنگند و خداوند به ياري آنان قادر است.


پاورقي

[1] حج / 39.


ابوحنيفه و امام صادق


از حسن بن محبوب روايت شده كه از سماعة شنيدم ابوحنيفه به خدمت امام صادق (عليه السلام) رسيد و پرسيد مسافت ميان شرق و غرب چه مقدار است؟ حضرت پاسخ دادند: مسافت ميان مشرق و مغرب، سير يك روزه آفتاب است، بلكه كمتر از آن. وي گفت: اين امري بس عظيم و عجيب است. حضرت فرمودند: اي عاجز اين آفتاب از مشرق طالع گردد و در مغرب غروب كند.


رواياتي در نكوهش زيد


آنچه گذشت، بعضي از رواياتي بود كه درباره ي مدح و منقبت و فضيلت زيد رسيده است. اينك چند مورد از رواياتي را كه درباره ي قدح و مذمت اوست نام مي بريم، با ذكر اين نكته كه تمام اين روايات از نظر ما مردود است، زيرا اگر كسي در سند آن ها دقت كند و درباره ي راويان اين احاديث بررسي و تحقيق



[ صفحه 53]



نمايد، درخواهد يافت كه علما و دانشمندان شيعه بن اين اخبار بي اعتنا بوده و هيچ يك از آن ها را تأييد نكرده اند. چون بيشتر اين احاديث علاوه بر اينكه از نظر سند ضعيف اند، با اخبار و رواياتي نيز كه درباره ي فضيلت زيد رسيده است معارض اند و بر فرض اينكه بعضي از آن ها درست باشد، در مقام تقيه بوده و نكاتي ديگر كه فعلا جاي بحث درباره ي آن ها نيست. و اينك بعضي از آن روايات:

1. حنان بن سدير مي گويد: نزد حسن بن حسن (حسين) بودم كه ناگهان سعيد بن منصور كه از رؤساي زيديه بود وارد شد. او پرسيد: درباره ي نبيذ (شراب) چه مي گويي؟ چون زيد در محضر ما مي نوشيد. حسن گفت: من تصديق نمي كنم كه او شراب مي نوشيد. گفت: بله، مي نوشيد. حسن بن حسن گفت: اگر هم چنين كاري كرد، او كه نه پيغمبر بود و نه جانشين پيغمبر، او مردي از آل محمد بود. خطا داشت و صواب، و معصوم نبود [1] .

2. نعماني در كتاب غيبت از ابي صباح نقل مي كند كه گفت: خدمت امام صادق عليه السلام شرفياب شدم، فرمود: چه خبر داري؟ عرض كردم: تعجب مي كنم از عمويت زيد. او قيام كرد و گمان مي برد كه خودش قائم اين امت است و او فرزند زني است كه اسير شده و فرزند بهترين كنيزكان است. امام فرمود: دروغ مي گويد، او آن كه مي گويد، نيست. اگر قيام كند، كشته مي شود قبل از اينكه قائم اين امت كه وي فرزند بهترين كنيزكان است قيام كند [2] .

3. كشي در رجال در شرح حال ابي بكر حضرمي و علقمه مي گويد: ابوبكر



[ صفحه 54]



و علقمه وارد بر زيد بن علي شدند و سن علقمه از ابوبكر بيشتر بود. يكي طرف راست و ديگري طرف چپ او نشست و اين دو شنيده بودند كه زيد اين جمله را گفته كه: «امام از ما كسي نيست كه در خانه اش بنشيند و پرده را بيندازد، بلكه امام كسي است كه با شمشير قيام كند». ابوبكر كه از علقمه جرأت بيشتري داشت رو به زيد كرد و گفت: اي اباالحسن، به من بگو آيا علي ابن ابي طالب امام بود و خانه نشين شد يا اينكه امام نبود، بلكه وقتي با شمشير قيام كرد داراي امامت بود؟

مي گويد: زيد در جواب ساكت بود و چيزي نمي گفت. ابوبكر سه بار سؤال خويش را تكرار نمود و در مقابل، زيد جوابي نمي داد. بعد ابوبكر گفت: اگر در موقعي كه علي بن ابي طالب خانه نشين بود امام بود، پس اشكالي ندارد امامي بعد از او چنين كند، و اگر امام نبود و در خانه نشست، پس چه مطلبي تو را به اينجا آورد و سخنت چيست؟

راوي مي گويد: زيد از علقمه خواست تا از ابوبكر بخواهد دست از سرش بردارد و به بحث خاتمه دهد [3] .


پاورقي

[1] معجم رجال الحديث، ج 7، ص 349؛ تنقيح المقال، ج 1، ص 469.

صاحب معجم مي گويد: به گفته ي سعيد بن منصور اعتمادي نيست، چون كه توثيق و مدحي درباره ي او نرسيده و فاسد المذهب است. مرحوم مامقاني مي گويد قطعا اين خبر دورغ محض است و هيچ شبهه اي نيست.

[2] مرحوم آية الله العظمي خوئي در معجم رجال الحديث (ج 7، ص 351) پس از نقل اين حديث مي فرمايد: اين روايت ضعيف است، چون قاسم بن محمد مجهول است و در وثاقت علي بن مغيره بحث است.

[3] رجال كشي، ص 416.

در معجم رجال الحديث (ج 7، ص 350) درباره ي محمد بن جمهور مي گويد: او ضعيف است و بكار مجهول الحال، بنابراين اعتمادي بر اين روايت نيست. در تنقيح المقال (ج 1، ص 469) نيز بعد از نقل اين روايت، آن را مردود مي شمارد. روايات ضعيف ديگري نيز در اين باره رسيده است كه با دقت در اسناد آن، بي اساس بودن آن احاديث روشن مي شود كه به عنوان نمونه به مدرك فوق و ديگر منابع مي توان مراجعه كرد.


نگاه مؤمن به دنيا


طوبي لعبد لم يغبط الخاطئين علي ما اوتوا من نعيم الدنيا و زهرتها، طوبي لعبد طلب الآخرة و سعي لها، طوبي لمن لم تلهه الاماني الكاذبة.


پيوستن عناصر صالح به امام


آن روز كه ولايت واقعي - يعني گره خوردگي و جوشيدگي شيعه با امام - جاي ادعاهاي پوچ را بگيرد و شيعه از لحاظ فكر و عمل و روحيه با امام خود اتصالي جدايي ناپذير بيابد؛ به طوري كه با شمشير هم نتوانند از يكديگر جدايشان كنند، يحيي بن ام طويل نيز همچون بخشي از پيكر تشيع با آنان و از آنان خواهد بود و اين دشمني و جدايي، به برادري و خويشاوندي بدل خواهد شد. و چنين نيز شد؛ بر اثر كوشش و مجاهدت مستمر امام و ياران معدودش - كه نمونه اي از آنان را



[ صفحه 24]



درباره ي يحيي بن ام طويل مي بينيم [1] - عناصر صالح و لايق و كساني كه قابليت آن رسالت دشوار را داشتند، به تدريج به امام و جمع كوچك شيعه پيوستند، كه از امام صادق عليه السلام در حديث ياد شده نقل مي كند: «ثم ان الناس لحقوا و كثروا»؛ سپس مردم ديگري به آنان پيوستند و جمع شيعه انبوه گشت. بدين ترتيب كار امام سجاد عليه السلام آغاز شد و - چنان كه اشاره كرديم - همين شيوه ي عمل و برخي از موضع گيريهاي ديگر امام كه به بخشي از آنها اشاره ي كوتاهي خواهيم كرد، به بهاي جان او و بعضي از نزديك ترين يارانش تمام شد. البته من در زندگي امام چهارم، نشاني از تعرض صريح به دستگاههاي قدرت و حكومت نمي بينم. شيوه ي مدبرانه ي كار نيز همين را ايجاب مي كرده است.


پاورقي

[1] نمونه ي ديگري از روش ياران امام سجاد كه باز درباره ي همين شيعي بزرگوار در حديثي چنين آمده: يحيي بن ام طويل را ديدم كه در كناسه (يكي از محله هاي شهر كوفه) ايستاده بود و با صداي بلند فرياد مي زد: اي گروه دوستان خدا! ما بيزاريم از آنچه مي شنويد. هر كس علي را لعنت كند، لعنت خدا بر او باد. ما بيزاريم از مروانيان و از آنچه به جاي خدا مي پرستند. آنگاه صداي خود را آهسته مي كرد و گويا به عنوان دستوري به دوستان نزديك مي گفت: با آن كس كه اولياي خدا را دشنام مي دهد، منشينيد. با آن كس كه در راه ما شك دارد، كنار مياييد. هر كس به حاجتي از شما نيازمند بماند، به او خيانت كرده ايد. آنگاه اين آيه ي را مي خواند: «انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم...»؛ ما براي ستمگران آتشي فراهم كرده ايم كه لهيب و دود آن همچون خيمه اي آنان را فرا گرفته است [سوره ي كهف، آيه ي 29]. (قاموس الرجال، ج 9، ص 399).


توحيد از نظر وهابيان


به طوري كه قبلاً گفته شد، محمدبن عبدالوهاب پيرو ابن تيميه و احياگر عقايد و مجري آراء و فتاواي او است و لذا آنچه محمد بن عبدالوهاب و پيروان او در مسائل عقيدتي و فتاواي فقهي مطرح نموده اند در دايره و محدوده ي آراء و عقايد ابن تيميه و ابن



[ صفحه 48]



قيم بوده و تأليفات و اقوال آن دو را دليل و مستند خويش قرار مي دهند. و از اينجا است كه وهابيان در مسأله توحيد همان مطالب را تكرار نموده اند كه قبلاً از ابن تيميه نقل نموديم و لذا عبداللطيف نوه محمد بن عبدالوهاب كه از علماي وهابيان است در رساله چهارم از رسائل پنجگانه اش كه «هديه سنيه» ناميده است، در بيان بخشي از عقايد وهابيان مي گويد: «ما معتقديم كه خداوند همان گونه كه خودش فرمود (الرَحْمَنُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوَي) در بالاي عرش نشسته و ما معتقديم خدا داراي دو دست مي باشد؛ زيرا فرموده است: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) و ما معتقديم او داراي چشم و صورت است؛ زيرا فرمود: (وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِكَ) گرچه كيفيت اين اعضا براي ما معلوم نيست و همه حديث ها را هم كه درباره صفات خدا از پيامبر نقل شده است تصديق و اعتراف مي كنيم كه در روز قيامت خدا به ميان بندگانش خواهد آمد و... [1] .


پاورقي

[1] كشف الارتياب، ص125.


سفيان بن حارث


وي كه يكي از صحابه پيامبرخدا (صلّي الله عليه و آله) بود، در سال بيست هجري وفات يافت و در دار عقيل به خاك سپرده شد. [1] عقيل نيز وقتي وفات يافت، كنار او دفن شد. در آن هنگام به اين مكان «مشهد عقيل» مي گفتند.


پاورقي

[1] ابن شبه، همان، ج 1، ص 127. وي شبيه ترين افراد به پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بوده است. آن حضرت او را «سيد فتيان اهل الجنّة»، خوانده اند. (يعقوبي، همان، ج 2، ص 504؛ متقي الهندي، كنزالعمال، ج 2، ص 318).


معمر


104-عن ابن سنان قال: ذكر ابوعبدالله عليه السلام:... معمرا و...

فقال عليه السلام: لعنهم الله.

انا لا نخلو من كذاب [1] أو عاجز الرأي.

كفانا الله مؤنة كل كذاب.

اذاقهم الله حر الحديد [2] .



[ صفحه 113]




پاورقي

[1] في نسخة: من كذاب يكذب علينا.

[2] اختيار معرفة الرجال: ص305.


جعفر ايها الصديق 24


وقف أبوحنيفة ينتظر الإذن بالدخول؛ ولكن دون جدوي؛ غير ان النعمان يدرك أي نبع من العلم يتدفق خلف الحجرات، و أي كوكب دري يغمر بنوره ما بين الخافقين؛ لهذا وقف ينتظر باصرار رغم حرارة الجو في هذا القيظ اللاهب، و جاء رجال من الكوفة فدخلوا و دخل أبوحنيفة؛ و استقر المجلس بالوافدين.

حاول النعمان أن يعدل من جلسته، ولكنه وجد نفسه يجلس كتلميذ في حضرة معلمه، و وجد نفسه ينظر مشدوها إلي رجل من آل محمد.

تساءل عن بواعث هذه الهيبة التي تعتريه لهذا الشيخ! لقد قابل الخلفاء و الأمراء و واجه المنصور فلم يشعر بقيد أنملة من ذلك، تري من أين يستمد جعفر كل هذا الجلال؟!

و كاد أبوحنيفة أن ينسي الأمر الذي جاء من أجله. هناك في



[ صفحه 118]



الكوفة من يشتم الصحابة، و هو لا يتحمل ذلك أبدا.

لملم ثوبه متحفزا للحديث و كان المجلس خاشعا في حضرة الصديق جعفر.

قال النعمان بأدب:

- يابن رسول الله لو أرسلت إلي أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب رسول الله، فاني تركت فيها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم!

قال الصديق:

- انهم لا يقبلون مني.

هتف النعمان:

- و من لا يقبل منك و أنت ابن رسول الله؟!

قال ابن محمد:

- أنت أولهم؛ دخلت بغير إذني و جلست بغير أمري و تكلمت بغير رأيي، و قد بلغني أنك تقول بالقياس؟

أجاب النعمان مؤكدا:

- نعم؛ أقول به.

- ويحك يا نعمان أول من قاس إبليس حين أمر بالسجود لآدم فأبي، و قال: «خلقتني من نار و خلقته من طين».



[ صفحه 119]



و بدا النعمان متحفزا للدفاع عن مذهبه.

سأل الصديق صاحبه و هو يحاوره:

- أيهما أكبر يا نعمان القتل أم الزنا؟

- القتل.

- فلم جعل الله في القتل شاهدين و في الزنا أربعة؟ أيقاس لك هذا؟

- لا.

- فأيهما أكبر البول أم المني؟

- البول.

- فلماذا أمر في البول بالوضوء و أمر في المني بالغسل.أيقاس لك هذا؟

- لا.

- أيهما أكبر الصلاة أم الصوم.

- الصلاة.

- فلم وجب علي الحائض ان تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟

أيقاس ذلك؟

- لا.

- فأيهما أضعف الرجل أم المرأة؟

- المرأة.



[ صفحه 120]



- فلم جعل الله للرجل سهمين في الميراث و للمرأة سهم؟ أيقاس ذلك؟

- لا.

كانت الحقائق تشرق و كانت الأباطيل تتبدد كضباب في ضوء الشمس.

الصمت يغمر المكان بالجلال، دخل خادم يحمل طبقا مليئا بالرطب، ثم أسرع بالخروج ليحضر الماء.

سأل الإمام صاحبه:

- و قد بلغني أنك تقرأ آية من كتاب الله «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم» و تقول: انه الرطب و الماء البارد في اليوم الصائف.

- نعم.

- لو دعاك رجل و أطعمك و سقاك ثم امتن عليك ما كنت تنسب إليه؟

أطرق النعمان و قال مهزوما:

- البخل.

تساءل الصديق:

- أفبخل علينا.

بدت ملامح الحيرة علي وجه النعمان فتساءل عن النعيم:



[ صفحه 121]



- فما هو إذن؟!

- حبنا أهل البيت.

و طافت في فضاء الحجرة الطينية آية مفعمة بالجلال: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا».

و امتدت الأيدي إلي رطب جني، و إلي مياه باردة، و قال رجل من أهل البيت و هو يرفع يديه حمدا:

- اللهم هذا منك و من رسولك.

هتف النعمان ملدوغا:

- يا أباعبدالله أجعلت مع الله شريكا؟

و تمتم ابن رسول السماء بآية:

- «و ما نقموا إلا أن أغناهم الله و رسوله من فضله».

و شعر أبوحنيفة بدوي الإنهيارات في أعماقه، انه في حضرة رجل ليس علي وجه الأرض نظير له، و انبثق عزم في نفسه علي أن يتتلمذ علي يديه و ينهل من فيض علمه، فالنعمان لم يزل في أول الطريق.



[ صفحه 123]




هدايت افراد و كمك محرمانه


مسعدة بن زياد - كه يكي از اصحاب امام صادق عليه السلام و راويان حديث است - حكايت كند:

روزي از روزها در محضر مبارك امام جعفر صادق عليه السلام نشسته بودم، كه شخصي بر آن حضرت وارد شد و عرضه داشت:

ياابن رسول اللّه! پدر و مادرم فدايت باد، من همسايه اي دارم كه صداي موسيقي و رقص و ساز و آواز از منزلشان بلند است.

و من هرگاه براي قضاي حاجت به مستراح مي روم، صداي آن ها را كه مي شنوم، نشستن خود را براي شنيدن آن، طولاني مي كنم؛ آيا اين امر اشكال دارد؟

حضرت در پاسخ فرمود: اين كار را نكن.

آن مرد گفت: به خدا سوگند، من نزد آن ها نمي روم و فقط صداي آن ها را مي شنوم؟

حضرت فرمود: خدا تو را خير دهد، مگر كلام خداوند متعال را نشنيده اي كه مي فرمايد:

إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولاً [1] .

يعني؛ همانا گوش و چشم و قلب - شما انسان ها - مورد سوال قرار خواهند گرفت.

مرد اظهار داشت: بلي، سوگند به خدا، اين آيه شريفه را از هيچكس ‍ نشنيده ام؛ و انشاءاللّه از اين به بعد ديگر چنين كار خلافي را مرتكب نمي شوم و تكرار نخواهم كرد، و از خداوند متعال براي كار خلاف خود طلب مغفرت و آمرزش مي نمايم.

امام جعفر صادق عليه السلام فرمود: تو چه كار زشتي انجام داده اي؛ و روزگار بدي داشته اي، و آيا اگر به همين وضع از دنيا مي رفتي چه مي كردي؟!

و سپس حضرت افزود: بايد از گناه خويش جداً توبه و استغفار نمائي تا خداوند متعال تو را ببخشد و بيامرزد. [2] .

روزي عُبّاد بصري - در حالي كه لباس شهرت بر تن پوشيده بود - به محضر مبارك ابو عبداللّه امام صادق عليه السلام وارد شد. [3] .

امام عليه السلام او را مخاطب قرار داد و فرمود: اي عُبّاد! اين چه لباسي است، كه پوشيده اي؟

عُبّاد در جواب حضرت گفت: آيا اين را هم بر من عيب مي گيري؟

حضرت فرمود: بلي، چون رسول اللّه صلي الله عليه و آله فرموده است: كسي كه لباس شهرت بر تن نمايد و بپوشد، خداوند روز قيامت بر او لباس ‍ ذلّت و خواري مي پوشاند.

عُبّاد گفت: چه كسي اين حديث را به شما گفته است؟!

امام عليه السلام فرمود: آيا مي خواهي مرا متّهم سازي؟

و آن گاه افزود: اين حديث را پدرانم از رسول خدا صلوات اللّه عليهم برايم بازگو كرده اند. [4] .

همچنين آورده اند:

وقتي تاريكي شب همه جا را فرا مي گرفت، امام جعفر صادق عليه السلام كيسه اي را برمي داشت و در آن نان و گوشت مي ريخت و بر دوش مبارك خود حمل مي نمود؛ و نيز با مقداري پول بر مي داشت و به سوي محل سكونت نيازمندان و بي نوايان اهالي مدينه مي برد؛ و آن ها را در بين آن ها تقسيم مي كرد، بدون آن كه آنان امام عليه السلام را بشناسند.

و هنگامي كه آن حضرت به شهادت رسيد و به لقاء اللّه پيوست، فقراء ديدند آن شخص گمنام ديگر نمي آيد، پس از مدّتي فهميدند كه او امام جعفر صادق عليه السلام بوده است. [5] .


پاورقي

[1] سوره إسراء: آيه 36.

[2] جامع أحاديث الشّيعة: ج 17، ص 206، ح 6.

[3] لباس شهرت، لباسي است كه از جهت رنگ، نوع دوخت و... ديگران نپوشند و انگشت نما باشد.

[4] رجال كشّي: ج 2، ص 690، ح 737.

[5] اعيان الشّيعة، ج 1، ص 666.


من وصية له الي سفيان الثوري


قال سفيان الثوري: لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فقلت: يا ابن رسول الله أوصني، فقال: يا سفيان لا مروءة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسيي ء الخلق.



[ صفحه 96]



فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال لي: يا سفيان: ثق بالله تكن مؤمنا، و ارض بما قسم الله لك تكن غنيا، و احسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة، و غني بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال: يا سفيان ادبني والدي بثلاث و نهاني عن ثلاث، فأما اللاتي ادبني بهن فانه قال لي: يا بني من يصحب السوء لا يسلم، و من لا يملك لسانه يندم، و من يدخل مداخل السوء يتهم.



[ صفحه 97]



قلت: يا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن.

قال: نهاني أن أصاحب حاسد نعمة، و شامتا بمصيبة، أو حامل نميمة.

ثم أنشدني:



عود لسانك قول الخير تحظ به

ان اللسان لما عودت معتاد



موكل بتقاضي ما سننت له

في الخير و الشر فانظر كيف تعتاد. [1] .




پاورقي

[1] حياة الامام الصادق للسبيتي: 37، أئمتنا: 1 / 439.


من مأمنه يؤتي الحذر


لقد عرف الجاهليون هذا المثل.

و من كلماته الحكمية الخالدة هذه الكلمات الذهبية الرائعة. قال عليه



[ صفحه 69]



السلام: «من مأمنه يؤتي الحذر، يكتفي اللبيب بوحي الحديث، و ينبو البيان عن قلب الجاهل، و لا ينتفع بالقول، و ان كان بليغا مع سوء الاستماع..» [1] .

أما معطيات هذه الكلمات البليغة فهي:

1 - ان الحذر يؤتي من مأمنه: و معني ذلك أن من يقيم حرسا مكثفا للحفاظ علي حياته كما يفعل الملوك، و الرؤساء، فان ما يحذرونه يأتي - علي الأكثر - من أولئك الحراس، فانهم هم الذين يفتكون بهم كما وقع ذلك كثيرا مع بعض الملوك.

2 - ان اللبيب المتفتح ذهنه هو الذي يفهم الأمور من وحي الحديث، و قرائن الأحوال و لا يحتاج الي التعمق و البسط في القول.

3 - ان البيان يبتعد عن قلب الجاهل، و لا يصل اليه لأنه قد ران عليه الجهل فصده عن فهم الأمور.

4 - ان بلاغة القول و حكمته لا ينتفع بهما مع سوء الاستماع، و انما ينتفع بهما مع الاصغاء.


پاورقي

[1] تذكرة ابن حمدون (ص 26).


رائعة الفرزدق


و حج الامام زين العابدين (ع) بيت الله الحرام، و كان قد حج هشام بن عبدالملك، و قد جهد هشام علي استلام الحجر فلم يستطع لزحام الناس علي الحجر، و نصب له منبر فجلس عليه، و جعل ينظر الي طواف الناس، و اقبل الامام زين العابدين ليؤدي طوافه، فلما بصر به الحجاج غمرتهم هيبته التي تحكي هيبة جده رسول الله (ص) و تعالت الاصوات



[ صفحه 43]



بالتهليل و التكبير، و انفرج الناس له سماطين، و كان السعيد من يراه، و السعيد من يقبل يده، و يلمس كتفه، فانه بقية الله في ارضه، و ذهل اهل الشام، و بهروا، و تطلعت اليه أعناقهم و أبصارهم فان هشام للرشح للخلافة بعد أبيه مع ما أحيط به من هالة التكريم من أهل الشام و احتفاف الشرطة به، فانه لم ينل أي لون من الوان الحفاوة من الحجاج، و بادر أحد اصحابه فقال له:

«من هذا الذي هابه الناس هذه المهابة؟»

و تميز هشام من الغيظ، و انتفخت أوداجه فصاح بالرجل

«لا اعرفه...»

و انما انكر معرفته للأمام مخافة أن يرغب فيه الناس، و كان الفرزدق حاضرا، فلم يملك أهابه فقال لاهل الشام:

«أنا أعرفه»

«من هو يا أبافراس؟»

و صاح هشام بالفرزدق قائلا:

«أنا لا أعرفه»

«بلي تعرفه»

و نهض فانشد هذه الرائعة التي كانت اشد وقعا علي هشام من ضرب السيوف و طعن الرماح قائلا:



هذا سليل حسين و ابن فاطمة

بنت الرسول الذي انجابت به الظلم



هذا الذي تعرف البطحاء و طأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم



هذا ابن خير عبادالله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



اذا رأته قريش قال قائلها:

الي مكارم هذا ينتهي الكرم



يرقي الي ذروة العز الذي قصرت

عن نيلها عرب الاسلام و العجم



[ صفحه 44]



يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم



يغضي حياء و يغضي من مهابته

فلا يكلم الا حين يبتسم



بكفه خيزران ريحها عبق

من كف أروع في عرينينه شمم



من جده دان فضل الانبياء له

و فضل أمته دانت له الامم



ينشق نور الهدي عن نور غرته

كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم



مشتقة من رسول الله نبعته

طابت عناصرها و الخيم و الشيم



هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده انبياء الله قد ختموا



الله شرفه قدما و فضله

جري بذلك له في لوحه القلم



فليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من انكرت و العجم



كلتا يديه غياث عم نفعهما

يستو كفان و لا يعروهما عدم



حمل اثقال أقوام اذا فدحوا

حلو الشمائل تحلو عنده نعم



لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعتزم



من معشر حبهم دين و بغضهم

كفر و قربهم منجي و معتصم



ان عد أهل التقي كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الارض قيل هم



لا يستطيع جواد بعد غايتهم

و لا يداينهم قوم و ان كرموا



هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت

و الاسد أسد الشري و البأس محتدم



لا ينقص العسر بسطا من اكفهم

سيان ذلك ان أثروا و ان عدموا



يستدفع السوء و البلوي بحبهم

و يسترد به الاحسان و النعم



مقدم بعد ذكرالله ذكرهم

في كل أمر و مختوم به الكلم



يأبي لهم أن يحل الذل ساحتهم

خيم كريم و أيد بالندي هضم



أي الخلائق ليست في رقابهم

لاولية هذا أولا نعم



من يشكر الله يشكر أولية ذا

فالدين من بيت هذا بابه الامم



و ثار هشام وود أن الارض قد خاست به، و لا يسمع هذه القصيدة



[ صفحه 45]



العصماء التي دللت علي واقع الامام العظيم، و عرفته لاهل الشام الذين جهلوه و جهلوا آباءه، و أمر بالوقت باعتقال الفرزدق بعسفان بين مكة و المدينة، و بلغ ذلك الامام زين العابدين فبعث اليه بأثني عشر الف درهم فردها الفرزدق، و اعتذر من قبولها، و قال: انما قلت فيكم غضبا لله و رسوله فردها الامام عليه فقبلها، و جعل الفرزدق يهجو هشاما و كان مما هجاه به:



أيحبسني بين المدينة و التي

اليها قلوب الناس يهوي منيبها



يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

و عين له حولاء باد عيوبها [1] .


پاورقي

[1] نهاية الارب 21 / 327 - 331.


محمد بن زيد، پسر چهارم


محمد بن زيد كوچك ترين فرزند زيد شهيد بود. در عراق اعقاب زيادي داشت و فتوت و جوانمردي او معروف است. به طوري كه از داعي صغير نقل شده و بعدا خواهد آمد، وي محمد بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن حسن بن زيد بن حسن بن علي بن ابي طالب كه هفتمين نوه ي امام حسن مجتبي است، بعد از برادرش حسن بن زيد كه به داعي كبير معروف بود، از سال 271 تا 287 در طبرستان حكومت كرد. در پايان هر سال هر چه از بيت المال باقي مي ماند انفاق مي كرد، تا جايي كه ديناري باقي نمي ماند. اول از طبقه ي بني هاشم شروع مي كرد و به عبد مناف و اعقاب و شعبات ديگر عبد مناف پايان مي يافت. روزي مردي آمد و سلسله ي نسب او را پرسيدند. معلوم شد از اعقاب يزيد است. اطرافيان محمد خواستنداو را بكشند اما محمد مانع شد. گفت: ما آل هاشم بايد حق خود را برابر قانون وصول كنيم و او جرمي ندارد. سپس قصه اي از گذشتگان خود نقل كرد:


شيطان و افراد كثير الشك


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام در پاسخ به سوال از تكليف كسي كه در تعداد ركعات نمازش زياد شك مي كند، به طوري كه اصلا نمي داند چند ركعت خوانده و چند ركعت باقي مانده است، فرمودند: بايد نمازش را اعاده كند. (زراره و ابوبصير مي گويند:) عرض كرديم: زياد شك مي كند، به طوري كه هر چه هم اعاده كند باز شك مي كند. حضرت فرمودند: به شك خود اعتنايي نكند (و به نمازش ادامه دهد).

سپس حضرت فرمودند: با شكستن نماز، شيطان پليد را به خودتان عادت ندهيد كه با اين كار او را به طمع مي اندازيد (كه هر لحظه به سروقت شما بيايد و وسوسه تان كند) زيرا شيطان خبيث است و بدان چه عادتش دهند، عادت مي كند، پس هر يك از شما (كه كثيرالشك باشد) به شك خود اعتنا نكند و نمازش را زياد نشكند؛ چون اگر چند مرتبه به شك خود اعتنا نكرد، ديگر دچار شك نخواهد شد.

زراره مي گويد: حضرت سپس فرمودند: شيطان پليد مي خواهد مطاع باشد، لذا اگر نافرماني شود ديگر به طرف كسي از شما نمي آيد. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 3 / 358 / 2. 121688.


اثم و عدوان


«اثم» و «عدوان» دو واژه اي هستند كه در قرآن گاه به تنهايي [1] و گاه با هم ذكر شده اند [2] اما در آن جاهايي كه با هم آمده اند بعضي از مفسران احتمال داده اند عطفي كه بين آنها است، عطف تفسير است؛ چرا كه اثم، يعني گناه و عدوان، و از حد گذشتن. بنابراين، هر اثمي عدوان هم هست. [3] برخي نيز احتمال داده اند كه اگر عدوان پس از ماده ي اثم بيايد به معناي گناه بي اندازه است.

امام صادق عليه السلام در اين بخش از سخنان خود مي فرمايد «اثم» و «عدوان» را ترك كنيد؛ چرا كه اگر يك پا لغزيد پاي ديگر نيز به راحتي مي لغزد. انسان معصيت اول را با ترس و لرز انجام مي دهد، اما ارتكاب معصيت دوم و سوم راحت تر است و اگر هم چنان ادامه دهد كارش به جايي مي رسد كه هرگز از ارتكاب معصيت ناراحت نشود.



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] براي نمونه: فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه (بقره، آيه 173)؛ فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه (بقره، آيه 203)؛ و من يفعل ذلك عدوانا و ظلما (نساء، آيه 30).

[2] براي نمونه: و يتناجون بالاثم و العدوان و معصية الرسول (مجادله، آيه 8)؛ و تري كثيرا منهم يسارعون في الاثم و العدوان (مائده، آيه 62).

[3] مرحوم طبرسي در تفسير آيه 62 از سوره ي مائده آورده است:

«الفرق بين الاثم و العدوان ان الاثم الجرم كائنا ما كان و العدوان الظلم» يعني فرق بين اثم و عدوان اين است كه ارتكاب هر جرمي را اثم مي گويند، اما عدوان به ظلم گفته مي شود. (تفسير مجمع البيان، ج 3، ص 334).


آبادي و طول عمر


هر چيزي علتي دارد و هر كاري سببي. بي دليل نيست اگر بعضي از مناطق آباد است و برخي از مردم ساليان متمادي زندگاني مي كنند و عمر طبيعي دارند و برعكس پاره اي از جاها ويران است و عده اي با عمري كوتاه بدرود حيات مي گويند. اكنون اگر مي خواهيد به سر اين امر واقف شويد و رمز عمران و آبادي و حكمت عمر طولاني را بدانيد، به اين جمله ي كوتاه و بسيار با معنا، گوش فرا داريد.

البر و حسن الخلق، يعمران الديار و يزيدان في الاعمار. [1] .

نيكي كردن و خوش اخلاقي، خانه ها را آباد و عمرها را زياد مي كند.



[ صفحه 36]




پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 100.


خمس


البته خمس هم مثل زكات است جز اينكه چون خمس مربوط به يك دسته ي مخصوص است و جنبه ي همگاني ندارد، يعني چون سادات نمي توانند از سهم زكات استفاده كنند و از نظر كثرت هم مانند زكات گيران نيستند، از اين رو مانند ساير واجبات فقط يك بار از آن نام برده شده است. [1] .



[ صفحه 137]



در هر صورت، صحيفه ي شريفه هر چند به تفصيل درباره ي مسئله ي نماز و زكات بحث نكرده ولي همين كه امام سجاد عليه السلام به آن اشاره فرموده است، خود سند بسيار محكم و باارزشي است كه حكم قطعي آن دو را روشن مي كند و به امت مي فهماند كه مكلف به انجام آنها هستند و وقتي كه به نحو اجمال فهميدند، تكليف دارند و بايد اطاعت كنند كه در جستجوي تفصيل و نحوه ي اجراي آن برآيند.


پاورقي

[1] انفال / 41.


داستان ها


منظور من در اينجا اين نيست كه بگويم جعفر بن محمد شخصي قصه گو و داستانسرا بوده است، زيرا اين كار نزد مسلمين ناپسند و زشت است و از طرفي چون داستان و قصه بسيار ساده و آسان تهيه مي شود و وسيله فهم عوام و مردم عادي است. و در آن مطالب و كلمات دور از حقيقت زياد ديده مي شود. به علاوه مردم از شخص قصه گو انتظار ندارند كه الفاظ و معاني را در جاي مناسب خود استعمال كند و بالاخره به همين جهات مسلمين به داستان و قصه علاقه اي ندارند و مورد اكراه و بدبيني آنها است و بيم دارند از اينكه در ضمن حديث و روايت به داستانسرايي بپردازند. به عقيده شخص من جعفر بن محمد (ع) مسير و روش دين مبين اسلام را از همان وقت كه از آسمان نازل و اهل بيت بدان گرويدند به خوبي مي دانست و بدان آشنا بود و به همين دليل به شرح و بسط قصص و داستان هاي مذهبي كه به طور اجمال در قرآن ذكر شده پرداخت و



[ صفحه 115]



به سئوالات و پرسش هاي در اين مورد پاسخ گفت و رأي و فتوي داد.

هيچكس مانند او از بناي (بيت الله الحرام) [1] و قصه ابراهيم و سفر او به شام و داستان انتقال و تغيير قبله به كعبه پس از آنكه رسول اكرم (ص) سيزده سال در مكه رو به طرف بيت المقدس [2] نماز گزارده بود اطلاع نداشت.

از امام جعفر (ع) روايت شده كه او درباره تقسيم و بخشش زمين به وسيله ي پيغمبر (ص) به اصحاب و ياران، اعطا چاه (قيس) و (الشجره) به علي عليه السلام و واگذاري زمين هاي چهارگانه فقيران و چاه قيس و الشجره و اختصاص (بيع) به عمر بن خطاب [3] بحث كرده است.

با توجه به مطالب فوق روشن مي شود كه امام جعفر (ع) بدون ترديد بر تمام دقايق و رموز زندگي خانواده ابيطالب واقف بوده و سير و روش آنها را مي دانسته و هرگاه



[ صفحه 116]



كه مردم مايل بودند و يا لازم بود امري كه در اين خانواده اتفاق افتاده به اطلاع آنها برسد. امام صادق (ع) با بصيرت و بينائي خاصي مردم را از جريان امر آگاه مي نمود. [4] .

محل قبر مبارك علي عليه السلام را به مردم نشان داد و حاضر نشد كه مخفي و پوشيده بماند و پس از آن مردم را از حوادث و جريانات و غم و اندوه بي سابقه اي كه در زمان يزيد بر جدش امام حسين (ع) گذشته بود آگاه كرد و شرح داد كه بعد از آن زنان بني هاشم از زينت و حنا بستن و سرمه كشيدن خودداري مي كردند و بعد از شهادت امام حسين (ع) هرگز غذاي خوب و كامل تناول نكردند تا اينكه خداوند با كشتن ابن زياد [5] آنها را تسكين بخشيد.

امام جعفر (ع) داستان نبرد بصره را انتشار داد و فضيلت و بزرگي علي (ع) را بر اصحاب و ياراني كه در جنگ جمل در ركاب او بودند بيان فرمود.



[ صفحه 117]



ابويوسف گويد، بعضي از شيوخ و بزرگان از امام جعفر (ع) حديث كرده اند كه فرمود:

علي عليه السلام در روز نبرد بصره به منادي خود دستور داد كه بگويد هر كس را كه از جنگ روگردانيد نبايد دنبال كنند و هرگز اسيري را نكشند و آنكه سلاح به دور افكنده و يا در خانه خويش را بسته و ميل ندارد در جنگ شركت كند در امان است. و بعد امام صادق (ع) اضافه مي كند كه از هيچ كس مال و متاعي به غارت برده نشد. [6] .

داستان مخالفت و خروج ابن حنفيه بر برادرش امام حسين (ع) و اينكه قيام او مطابق ميل و دلخواه امام حسين (ع) بوده و او خود به ابن حنفيه دستور داد كه به كربلا نيايد و در جاي خود بماند نيز به وسيله امام جعفر (ع) بر مردم آشكار شد و فرمود كه با قيام او [7] چندان مخالف نبوده است برخي از اين داستان ها و قصص در قرآن ذكر شده و بعضي نيز ديده نمي شود ولي امام صادق (ع) همه آنچه را مورد نياز و احتياج مردم بود بيان نمي كرد مگر هنگامي كه از او



[ صفحه 118]



سئوال مي كردند. در آن وقت نيز مي كوشيد كه مختصر و خلاصه بر ايشان شرح دهد آشنائي او به قصص و داستان هاي قرآن فقط به نيروي ذهني و علم او بستگي داشت و از طريق استماع يا روايات نبود و در اين مورد علم و اطلاع كافي داشت. گفتار او همواره از روي حقيقت و راستي بود و هرگز خيال افسانه پردازي نداشت.


پاورقي

[1] به كتاب النجوم الزاهره ج 2 ص 8 مراجعه شود.

[2] مجمع البيان ج 1 ص 204.

[3] مجمع البيان ج 1 ص 223 - 207.

[4] الخراج از قرشي ص 78- معجم البلدان جلد 8 ص 576.

[5] محمد بن الحنفيه ص 135.

[6] الخراج از ابي يوسف ص 215.

[7] محمد بن الحنفيه ص 66.


پاك سرشتي


حضرت فرمود: اگر فطرت و سرشت شخص پاك باشد روش هاي پسنديده او نيز قوي تر خواهد شد.


عبادت


عبادت در عرف عمل به اركان است مانند نماز - روزه - حج و غيره و امام ششم در عبادت مانند جدش امام زين العابدين بود. به قدري عبادت مي كرد كه شاگردانش مي گفتند كثرت عبادت او مانع از رياست او شد.

مالك بن انس گويد كان جعفر بن محمد لا يخلو من احدي ثلاث خصال اما صائما و اما قائما و اما ذاكرا و كان من عظماء العباد و اكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل.

هميشه در يكي از سه حال بود يا روزه بود يا به نماز ايستاده بود يا ذكر مي گفت او از بزرگترين عبادت كنندگان و پرهيزكاران بود اما از جهت عبادت قلبي در نشر علم و ارشاد و هدايت و اصلاح اخلاق عمومي مردم و عمل به شريعت مؤسس مكتب جعفري بود كه شرحش جداگانه نوشته شد.


رد هر دو دسته


چون بيان اين بحث كلامي در خور يك كتابي مستقلي است و ما در كتاب سير حكمت در اسلام مفصل طرح موضوع نموده ايم اينجا فقط در خور فهم عمومي مسائل را بسيار ساده نقل مي كنيم از آوردن دلايل فني طرفين و اصطلاحات علمي آنها خودداري مي كنيم تا موضوع روشن گردد.

طبق حديث مسلم متواتر منقول از پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم كه در احاديث قدسي فرموده است خداوند عالم مانند گنجي پنهان بوده و خواست اين همه قدرت و علم را بنمايد لذا خلقي آفريد كه از جن و حيوان و ملك جامع تر و برتر باشد تا مظاهر قدرت خود را در مصاديق كامل انسانيت بنمايد و لذا وقتي خطاب به ملائكه شد كه به ديدن آدم سجده كنيد گفتند پروردگارا نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ما كه تسبيح و تقديس تو مي گوئيم احتياجي به اين معجون نيست كه بيافريني خطاب شد اني اعلم مالا تعلمون آنچه من مي دانم شما نمي دانيد و منظور تربيت انسان كامل است نه مقدس عابد.

متن حديث: كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلفت الخلق لكي اعرف من گنجي پنهان بودم دوست داشتم به اراده خود كسي را بيافرينم كه نيروي معرفت مرا داشته باشد و آن انسان عاقل و كامل است نه مقدس زاهد و عابد.

خداوند عالم براي خلقت انسان كامل تمام وسائلي كه در اختيار جن و حيوان بوده در اختيار انسان گذاشت و او را مظهر جامع جميع صفات جمال و كمال خود قرار داد چنانچه مولوي در حديث آفرينش به دين ترجمه مبادرت كرد.



در حديث آمد كه خلاق مجيد

خلق عالم بر سه گونه آفريد



يك گروه را داد عقل و علم وجود

او فرشته است و نداند جز سجود



يك گروه ديگر از دانش تهي

او بهائم و ز علف در فربهي



او نداند جز كه اصطبل و علف

كز سعادت غافل است و از شرف



آن سوم آن آدمي بالبشر

كز ملائك نيمي و نيمي زخر



نيم خر خود مايل سفلي بود

نيم ديگر مايل علوي بود



آن دو قوم آسوده از جنگ و حراب

اين بشر به ادو مخالف در عذاب





[ صفحه 35]





عقل اگر غالب شود پس مهتر است

از بهائم آن بشر پس بهتر است



شهوت ار غالب شود بس كمتر است

از بهائم آن بشر بس كابتر است



به منطوقه و اذا انعمنا علي الانسان اعرض و نآي بجانبه مانعم خود را بر بشر تمام كرديم ولي گاهي او اعراض مي كند و به نعمت بدون شكر منعم مشغول مي گردد و من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و هر كس از نعم بي انتهاي ما اعراض كند و از ذكر و ياد منعم غافل گردد به معيشت ضنك مبتلا مي شود و معيشت ضنك اين است كه از نعم الهي آن نتيجه كمال مطلوب حاصل نمي شود.

نعم حق هم تنها در ماديات و اغذيه و حبوبات و فواكه و غيره نيست بلكه نعم معنوي دارد كه به مراتب مهمتر است كه بارزترين آن نعمت ولايت مطلقه الهيه مي باشد و مظهرش عقل انسان است كه بايد در آئينه عقل و خرد منعكس گردد و عقل است كه به رهبري ولايت انسان را به كمال حقيقت هدايت و ارشاد مي نمايد و اين همان گنج مخفي است كه ظاهر و آشكار مي گردد اختلاف در امر ولايت سبب تشتت آراء و افكار شد و در نتيجه از اين نعمت موهبت عظمي دور شدند و به عقايد و اوهام پرداختند چنانچه ديديم جبري و معتزلي و مفوضي و صائبي و غيره هر يك دسته عقايدي اظهار نمودند.

جبريها گفتند خدا به تمام موجودات محيط است و هر فعلي را خداوند ايجاد مي كند ولي ندانستند كه خداوند خود منزه از آنست به امور مادي و كاري مبادرت كند آن قوه اي كه در انسان به وديعت سپرده است كار را انجام مي دهد و در عين حال كه خداوند قادر به انجام كار است و تصرف در امور دارد شخصا مبادرت به كاري نمي كند زيرا احتياجي به كار ندارد آن انسانست كه براي تكامل خود بايد كاري انجام دهد تا به مقصد و مقصود برسد اينكه گفتند علم سبب كار بنده است به كلي اشتباه است زيرا اعلم بشي ء دليل و علت فعل شي ء نمي شود علم به مهندسي يك بناي عظيم علت به وجود آمدن آن نيست بلكه شرط اساس علمي آن است ايجاد غير از ايجاب است و علت غير از شرط كمال است دليل آنها ايجاب است نه ايجاد و علم حق علم به مانع و حوادث است نه علت وقوع حادثه.

پس انسان اجبار تام ندارد و اختيار تامه هم ندارد در شئون زندگي در تكوينيات مجبور و در شئون تشريعي مختار و آزاد است.

تعيين تكليف و موظف نمودن بندگان به شرايع آسماني و تعيين و استقرار معاد و ميزان



[ صفحه 36]



و حساب و كيفر و ثواب همه دليل آزادي است اما در خلقت و آمدن و رفتن از اين جهان و كيفيت و كميت آن اختياري براي انسان نيست مجبور في اختياره و مختار في جبره پس اراده انسان در اطاعت اوامر شريعت براي نيل به كمال مطلوب روي آزادي است ولي نمي تواند هر وقت خواست بميرد تا هر وقت خواست توالد و تناسل كند و پسر يا دختر به وجود آورد آنها از قدرت انسان خارج است پس در عين حال كه مريد و مختار است در حيطه تصرف الهي در حدود احكام آزاد است و قبايح اعمال صادره از انسان دليل جهل اوست و ارشاد به دين براي كمال علم و هدايت اوست اما آيات صحيح است همه به جاي خود متقن و محكم نهايت چنانچه در سابق گفتيم اين مردم معني محكم و متشابه و عام و خاص را نفهميده از آيات استنباط غلطي كرده اند زيرا تفسير را از غير خانداني كه قرآن در آن خانه نازل شده اتخاذ نموده اند و آنها جاهل به تفسير قرآن و استنباط از معاني آيات نبوده اند معاني كلمات قضا و قدر و خير و شر و جبر و اختيار را نتوانسته اند با حقيقت آن تطبيق نمايند لذا دچار اين مشكل شده اند و در صفحات بعد خواهيم ديد كه اين كلمات و حروف و جملات در مكتب جعفري چگونه تجزيه و تحليل شده است.

با اين اجمال انسان به منطوقه آيه كريمه ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم در راه آزادي دارد و رو به سعادت هدايت شده مگر آنكه خود منحرف گردد و راه كمال را به نقص تحريف نمايد - اين آزادي و ارائه طريق براي حصول سعادت انسان كامل است و انحراف باعث ذلت و زبوني آدمي چنانچه باز مي فرمايد اما هديناه السبيل اما شاكرا و اما كفورا.

ما هستيم كه هدايت مي كنيم اما دسته اي به شكرانه هدايت به كمال مطلوب مي رسند و دسته اي به جرم كفران نعمت به آتشي كه خود بر مي افروزند مي سوزند.

باري اين دو دسته جنبه هاي افراط و تفريط در معاني آيات قرآن را پيش گرفته و به لغزش افتاده اند و لذا امام صادق (ع) فرمود.

الا انه لاجبر و لا تفويض بل امر بين الامرين

و حضرت امام رضا (ع) در بيان جدش فرمود

لا جبر اي في الافعال العباد و لا تفويض اي في فعل الخالق جل ذكره الاله الخلق والامر كه امر بين الامريين است كه فعل از بنده و امر و نهي از خداي متعال كه بنده فاعل فعل به اطاعت امر است.



[ صفحه 37]




مسلمين در فيزيك


در نهضت علمي اسلامي مسلمين در اكثر فنون رو به ترقي رفتند مخصوصا در فيزيك از شيمي هم پيش تر رفتند خاورشناسان مي گويند:



[ صفحه 26]



مسلمين در فيزيك بيش از همه پيش رفتند يعني قبل از اسلام درباره ي فيزيك بحث روي فرضيه ها بدون تجربه عملي بوده آزمايش در كار نمي شد ولي با شروع مسلمين به كاوش و تحقيق استفاده در آزمايش هاي مختلف آغاز گرديد.

گوستاولوبون مي گويد معروف است كه بيكن اول كسي است كه تجربه را بر گفتار ترجيح داده ولي صحيح اين است كه گفته شود سال ها بلكه قرن ها قبل از بيكن اين فكر در مسلمين بوده است [1] و آثار علمي و فني آنها در كتبشان ضبط و ثبت است. [2] .


پاورقي

[1] تمدن اسلام و عرب ص 575.

[2] مجله ي فروغ علم سال اول شماره 6 - 5 تحت عنوان خدمات مسلمين به علم فيزيك ترجمه ي علي سحابي از اسلاميك ريوير.


انتخاب و برنامه ريزي


آنچه در مورد رد پيشنهاد سران قيام عباسي از طرف امام صادق (ع) گفتيم در اين خلاصه مي شود كه پيشنهاد دهندگان فاقد صلاحيت لازم براي يك قيام اصيل مكتبي بودند. آنان نيروهاي اصلي نبودند كه بتوان به كمك آنها يك نهضت اسلامي خالص را رهبري كرد و اگر نيروهاي اصيل و مكتبي به قدر كافي در اختيار امام بود، حتماً نهضت را در اختيار مي گرفت.

به تعبير ديگر، امام كه وضع و حال امت را از لحاظ فكري و علمي مي دانست و از شرائط سياسي و اجتماعي آگاه بود و محدوديت قدرت و امكانان خويش را كه مي توانست در پرتو آن مبارزه سياسي را آغاز كند مي شناخت، قيام به شمشير و پيروزي مسلحانه و فوري را براي برپا داشتن حكومت اسلامي كافي نمي ديد، چه، براي تشكيل حكومت خالص اسلامي، تنها آماده كردن قوا براي حمله نظامي كافي نبود، بلكه پيش از آن بايستي سپاهي عقيدتي تهيه مي شد كه به امام و عصمت او ايمان و معرفت كامل داشته باشد و هدفهاي بزرگ او را ادارك كند و در زمينه حكومت از برنامه او پشتيباني كرده از دستاوردهايي كه براي امت حاصل مي گرديد، پاسداري نمايد.

گفتگوي امام صادق (ع) با يكي از اصحاب خود، مضمون گفته فوق را آشكار مي سازد: از «سدير صيرفي» روايت است كه گفت: بر امام وارد شدم و گفتم: چرا نشسته ايد؟

گفت: اي سدير چه اتفاقي افتاده است؟

گفتم: از فراواني دوستان و شيعيان و ياران سخن مي گويم.

گفت: فكر مي كني چند تن باشند؟

گفتم: يكصد هزار.

گفت: يكصد هزار؟

گفتم: آري و شايد دويست هزار.

گفت: دويست هزار؟

گفتم: آري و شايد نيمي از جهان.

به دنبال اين گفتگو، امام همراه سدير به «ينبع» رفت و در آن جا گله بزغاله اي را ديد و فرمود: اي سدير، اگر شمار ياران و پيروان ما به تعداد اين بزغاله ها رسيده بود ما بر جاي نمي نشستيم. [1] .

از اين حديث چنين نتيجه مي گيريم كه نظر امام بدرستي اين بود كه تنها در دست گرفتن حكومت كافي نيست و مادام كه حكومت از طرف نيروها و عناصر آگاه مردمي پشتيباني نشود، برنامه دگرگونسازي و اصلاح اسلامي محقق نمي گردد؛ نيروها و عناصري كه هدفهاي آن حكومت را بدانند، به نظريه هاي آن ايمان داشته باشند، در راه پشتيباني آن گام، بردارند، مواضع حكومت را براي توده هاي مردم تفسير كنند و در مقابل گردبادهاي حوادث پايداري و ايستادگي به خرج بدهند.

از گفتگوي امام صادق (ع) در مي يابيم كه اگر امام مي توانست به ياران و نيروهايي تكيه كند كه پس از پيروزي مسلحانه بر خصم هدفهاي اسلام را تحقق مي بخشند، پيوسته آمادگي داشت كه به قيام مسلحانه دست زند، اما اوضاع و احوال و شرائط زمان اجازه اين كار را نمي داد، زيرا اين كار امري بود كه اگر هم قطعا با شكست روبرو نمي شد، باز هم نتايج آن تضمين شده نبود، به عبارت ديگر، با آن شرائط موجود اگر قيام شكست نمي خورد، پيروزي آن نيز مسلم نبود. [2] .


پاورقي

[1] كليني، الاصول من الكافي، ط 2، تهران، مكتبه الصدوق، 1381 ه .ق، ج 2، ص 242.

[2] اديب، عادل، زندگاني، تحليلي پيشوايان ما، ترجمه دكتر اسدالله مبشري، تهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، 1361ه .ش، ص 183- 185 (با اندكي تخليص و اندكي تغيير در عبارت).


محمد بن ادريس شافعي


محمد بن ادريس شافعي كه امام و رهبر گروه شافعيه به شمار مي رود در سنه ي (150) هجري كه سال وفات ابوحنيفه بود در شهر



[ صفحه 200]



غزه كه از شهرهاي شام است متولد شد و در ماه رجب سنه ي (204) هجري در مصر از دنيا رفت و در قرافه ي صغراي مصر دفن گرديد.

اهل تسنن مي گويند: امام شافعي به انتظار موت امام اعظم يعني ابوحنيفه مدت چهار سال در رحم مادر مكث نمود و اين موضوع را يكي از فضائل و مناقب شافعي مي دانند.

نگارنده گويد: اهل تسنن درباره ي مدت حمل اقوالي دارند كه شنيدن آنها بسيار لازم است. لذا ما قسمتي از اقوال آنان را از نظر خوانندگان مي گذرانيم:

اكثر مدت حمل نزد اهل تسنن

محمدجواد مغنيه در كتاب: الفقه علي المذاهب الخمسه مي نگارد: ابوحنيفه مي گويد: اكثر مدت حمل دو سال است، زيرا عائشه گفته: مدت حمل از دو سال بيشتر نخواهد شد.

مالك و شافعي و احمد بن حنبل مي گويند: اكثر مدت حمل چهار سال است، دليل ايشان اين است كه جنين مدت چهار سال در رحم زوجه ي عجلان توقف مي كرد و...

اگر اين استدلال بر مدعاي ايشان دلالت كند بر مقدسي و خوشنيتي اين فقهاء دلالت مي كند و چه بسا مي شود كه منطق مقدس مآب بودن بر منطق واقع و حقيقت غلبه خواهد يافت.



[ صفحه 201]



عباد بن عوام مي گويد: اكثر مدت حمل پنج سال است.

زهري مي گويد: اكثر مدت حمل هفت سال است.

ابوعبيد مي گويد: اكثر مدت حمل حد معلومي ندارد [1] .

بنابر اقوال فقهاي اهل تسنن اگر مردي زن خود را طلاق دهد يا شوهري بميرد و زوجه ي او بعد از طلاق يا پس از فوت ايشان با كسي ازدواج نكند و بعد از دو سال فرزندي بياورد آن فرزند مال آن كسي است كه زن خود را طلاق داده يا آن شخصي كه مرده بعد از چهار سال بنا بر قول شافعي و مالكي و حنبلي و بعد از پنج سال بنا بر قول عباد بن عوام و بعد از هفت سال بنا بر قول زهري و بعد از بيست سال مثلا بنا به قول ابوعبيد آن فرزند مال شوهر قبلي وي خواهد بود؟!!

ولي قضاوت تشريعي مصر ما را از اين اقوال مستغني و بي نياز كرده، زيرا محكمه هاي شرعيه مصر طبق مذهب ابوحنيفه عمل مي كردند تا اينكه قانون شماره ي (25) در سنه ي (1929) به تصويب رسيد و در ماده (15) آن قانون تصريح و تنصيص كرده كه اكثر مدت حمل بيشتر از يك سال نخواهد بود [2] .

اكثر مدت حمل نزد شيعه

علماي شيعه راجع به اكثر مدت حمل اختلاف دارند، بيشتر ايشان مي گويند: اكثر مدت حمل نه ماه است، بعضي مي گويند: ده ماه، بعضي ديگر مي گويند: يك سال. كليه علماي شيعه مي گويند: اكثر مدت حمل از يك سال بيشتر نخواهد شد ولو يك ساعت. بنابراين شخصي كه زن خود را طلاق داد



[ صفحه 202]



يا از دنيا رفت و زوجه اش پس از يك سال ولو يك ساعت وضع حمل نمايد آن مولود از آن مرد نخواهد بود.

زيرا حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله مي فرمايد: موقعي كه مردي زوجه ي خود را طلاق دهد و آن زن بگويد: من حامله هستم و آن زن بعد از يك سال (از تاريخ طلاق) ولو يك ساعت وضع حمل كند قول آن زن مسموع نخواهد بود [3] .


پاورقي

[1] المغني لابن قدامه، طبعة ثالثة، ج 7،ص 477.

[2] الاحوال الشخصيه لمحمد محيي الدين، ص 474.

[3] كتاب جواهر و مسالك و حدائق و سائر كتب فقهي شيعه.


نام فرزندان امام صادق


1- اسماعيل، عبدالله و ام فروه كه مادر اين ها، فاطمه دختر امام حسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب (عليهم السلام) بوده است.

2- امام موسي كاظم (عليه السلام)، اسحاق و محمد كه مادرشان، يكي بوده است.

3- عباس، علي، اسماء، فاطمه و اسماعيل.

اسماعيل بزرگ ترين فرزند امام صادق (عليه السلام) بوده است و در زمان حيات ايشان، اسماعيل وفات كرد.

محمد نيز در زيبايي، كمال، سخاوتمندي و شجاعت معروف بوده است. [1] .



[ صفحه 58]




پاورقي

[1] منتهي الآمال.


برخورد آن حضرت با ابوسلمه ي خلاد، حفص بن سليمان همداني و عبدالله بن حسن مثني


در عمدة الطالب آمده است: چون ابوالعباس سفاح و خانواده اش، پنهاني بر ابوسلمه خلاد كوفي وارد شدند، تصميم ايشان را مخفي داشت و خواست آن را در بين فرزندان علي و فرزندان عباس به شور گذارد تا آنان هر كسي را كه خود مايل هستند اختيار كنند. اما بعدا با خود انديشيد كه من از آن بيم دارم كه نظر آنان با يكديگر هماهنگ نباشد، لذا تصميم گرفت خلافت را به فرزندان علي (ع) از نسل امام حسن (ع) و امام حسين (ع) واگذار كند. پس به سه تن از آنان به نامهاي جعفر بن محمد بن علي بن حسين و عمر بن علي بن حسين و عبدالله بن حسن بن حسن نامه اي نگاشت. ابتدا پيك به سوي جعفر بن محمد رفت و او را خبر داد كه نامه اي از ابوسلمه با او است. امام (ع) گفت: مرا با ابوسلمه چه كار؟ او پيرو كس ديگري است. فرستاده گفت: نامه را بخوان و عقيده ي خود را درباره ي آن بگو. جعفر بن محمد (ع) به خدمتگزارش گفت: چراغ را نزديك آر. خدمتكار چراغ را پيش آورد و امام (ع) نامه ي ابوسلمه را بر آن نهاد و نامه آتش گرفت. فرستاده گفت: آيا آن را پاسخ نمي گويي؟ امام فرمود: پاسخ مرا ديدي. فرستاده از خانه ي امام صادق (ع) بيرون آمد و به نزد عبدالله بن حسن مثني رفت. عبدالله نامه ي او را پذيرفت و به سوي جعفر بن محمد روانه گشت. امام به او فرمود: چه كاري روي داده كه نزد من آمدي؟ اگر مي گفتي من خود به سويت مي آمدم. عبدالله گفت: امر مهمي است كه گفتن آن ساده نيست. فرمود: چيست؟ گفت: اين نامه ابوسلمه است مرا به كاري سترگ فراخوانده و مي پندارد من سزاوارترين مردم به آنم. و مي دانيد كه پيروان ما از خراسان به نزد ابوسلمه آمده اند. امام صادق (ع) پرسيد: اينان از چه هنگام پيروان تو شده اند؟ آيا تو ابومسلم را به خراسان فرستاده اي و او را به پوشيدن جامه ي سياه دستور داده اي؟ آيا يكي از آنان را به اسم و نسب مي شناسي؟ چگونه ايشان پيروان تواند در حالي



[ صفحه 71]



كه تو آنها را نمي شناسي و آنها هم تو را نمي شناسند؟ عبدالله گفت: اين پاسخ از شما چندان محكم نيست. آنگاه امام صادق (ع) فرمود: خداوند به نيكي مي داند كه من بر خود واجب كرده ام كه از نصيحت هيچ مسلماني فروگذار نكنم. پس چگونه مي توانم در حق تو كوتاهي كنم. پس در رؤياهاي باطل فرومرو. اين حكومت فردا به نفع اين جماعت تمام مي شود. و همين نامه كه براي تو آمده براي من نيز فرستاده شده است. پس از اين گفت وگو، عبدالله كه از سخن امام (ع) چندان قانع نشده بود، خانه ي او را ترك كرد.

عمر بن علي بن حسين نيز نامه را رد كرد و گفت: من نويسنده ي آن را نمي شناسم تا پاسخش گويم.

موضعي كه امام صادق (ع) در اين مسئله اتخاذ كرد، خود حاكي از عظمت ژرفنگري و اصابت رأي آن حضرت در مقابل كوته نگري عبدالله در فريفته شدن به اين پيشنهاد و نپذيرفتن نصيحت امام صادق (ع) و ايراد اتهام به امام (ع) پس از شنيدن دلايل و براهين او است.

اما اين سخن امام به عبدالله كه اگر مي گفتي من خود به نزدت مي آمدم، دليل بر بزرگواري اخلاقي و محافظت او بر حق رحم است. در حالي كه عبدالله اسباب مزاحمت و رنجش امام را فراهم كرد. از طرفي وصيت امام صادق (ع) به پنج نفر كه يكي از آنان منصور و چهار تن ديگر ابن سليمان والي مدينه و دو فرزندش عبدالله و موسي و حميده كه كنيزش بود، خود حاكي از ژرف انديشي امام در پنهان داشتن جانشين خويش بود. زيرا مي خواست جانشين حقيقي خود از كشته شدن نجات يابد با آن كه منصور، فرعون بني عباس، نيز در رديف اوصياي آن حضرت جاي داشت.


اولويت امر به معروف و نهي از منكر نسبت به مناظره


اشتغال به مناظره در صورتي درست است كه وظايف و تكاليف ديگري كه مهم تر از آن است، در ميان نباشد، اگر مناظره درباره ي امر واجب به صورت مشروع برگزار گردد، به عنوان انجام يكي از واجبات كفايي



[ صفحه 50]



محسوب مي شود. اما اگر وظيفه و تكليف ديگري كه داراي وجوب عيني و يا كفايي و مهم تر از خود مناظره است در ميان باشد، اقدام به مناظره جايز نخواهد بود.

از جمله اين واجبات امر به معروف و نهي از منكر است كه ممكن است مناظره كننده در مجلس مناظره با يك سلسله از منكرات مواجه گردد. همچنين گاهي مناظره كننده راجع به مسئله اي بحث و مناظره مي كند كه هيچ وقت براي كسي پيش نمي آيد و يا به ندرت اتفاق مي افتد. بنابراين مناظره بايد در مورد مسائل مهمي صورت پذيرد و يا به مسائلي بپردازد كه قريب الوقوع مي باشد؛ چرا كه مناظره در مسائل نادر، رياضت فكري و استدلال و تحقيق بسيار مي طلبد.

بر اساس مراتب امر به معروف و نهي از منكر، مناظره مطلوب و مستحسن مناظره اي است كه مورد نياز بوده و نسبت به ساير مسايل در اولويت قرار گيرد. مناظره بايد به وقايع مهم ديني يا مسئله قريب الوقوع، اختصاص يابد.

به عبارت ديگر بايد موضوع مهم و حياتي را محور قرار دهد نه يك امر جزئي و پيش پا افتاده؛ چرا كه اگر هر مسئله كم ارزش و يا مسائلي كه در آينده بسيار دور اتفاق مي افتد، مورد بحث و مناظره قرار گيرد، موجب اتلاف وقت مي گردد. همچنين مسائل ديني مورد بحث قرار مي گيرد، بايد از جمله موضوعاتي باشد كه طرفين صلاحيت بحث درباره ي آن را داشته باشند. در هر صورت مناظره بايد سرنوشت ساز باشد. [1] .



[ صفحه 51]




پاورقي

[1] منية المريد في آداب المفيد والمستفيد، ص 504.


ثروت فقير در دست غني


لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك و أبق منها فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المودة. [1] .

نبايد شرم و حيا بين تو و برادر ديني ات فرو ريزد؛ اندكي از آن را نگهدار؛ زيرا نبود وقار همان بي حيايي است و با بقاي حشمت و وقار، مودت و دوستي پايدار مي ماند.

امام صادق عليه السلام

روزي ابوبصير نزد امام صادق عليه السلام آمد و گفت:

«يكي از شيعيان با تقواي شما، پيش عيسي بن اعين آمد و درخواست مبلغي پول كرد و ليكن عيسي به او گفت: «نزد من زكات هست و ليكن به



[ صفحه 75]



تو نمي دهم؛ زيرا ديدم كه گوشت و خرما خريدي و اين مقدار خرج اسراف است.»»

امام صادق عليه السلام لحظه اي دست مبارك خويش بر پيشاني گذارد و سپس فرمود:

«خداوند متعال براي فقرا آنچه را كه كفايتشان نمايد، در اموال ثروتمندان قرار داد.» [2] .



[ صفحه 76]




پاورقي

[1] تحت العقول /389 و بحارالانوار 75 / 253.

[2] شرح الكافي 3 / 556 و وسائل الشيعة 9 / 289 ومستدرك الوسائل 7 / 110 و 125.


فايده براي نمازگزار


- سرورم! روزي فرموديد نماز براي نمازگزار سه فايده دارد. خواهش مي كنم براي استفاده پيروانتان توضيح بيشتري بفرمائيد؟

«يكي، اين كه هر گاه كه به نماز مي ايستد از بالاي فضا تا فرق سر او نيكويي ها ريزش دارد. ديگر، اين كه فرشتگان از زير پا تا بالاي آسمان بر او احاطه دارند. سوم، اين كه فرشته اي به او ندا مي دهد كه اي نمازگزار! اگر مي دانستي با كه مناجات مي كني، نماز را به پايان نمي بردي.» [1] .



[ صفحه 39]




پاورقي

[1] ثواب الاعمال، ص 62، بحارالانوار، ج 82، ص 206.


الوضح والبهق


شكا رجل ذلك إلي أبي عبد الله «ع» فقال له: إدخل الحمام وخذ معك الحنا بالنورة وأطل بهما، فانك لا تعاني بعد ذلك شيئاً، قال فوالله ما فعلت ذلك غير مرة واحدة، حتي عافاني الله تعالي.

اقول: إن الوضح والبهق مرضان جلديان كالبقع البيض أو السمر منتشرة



[ صفحه 51]



في الجلد دون ألم أو رطوبة، وقد كان القدماء يعتبرونها عن أسباب داخلية فيعالجونها بالقي والاسهال وتنقية المعدة ويمنعون المصاب عن المآكل الثقيلة والحادة والحريفة، ولعل وصف الإمام «ع» كان بمقتضي الزمان والمكان أو جهات أخري لم ندركها وإلا فان مثل هذين المرضين العسرين في العلاج مما يستبعد مداواتهما بهذه الأدوية وهذه السرعة اللهم إلا أن يكون علاجها من ناحية روحية قدسية لا يقدم عليه إلا روحي ذو قدسية كالإمام عليه السلام.


تبديل شدن عكسهاي حيوانات به حيوانات واقعي


مي گويند: منصور دوانقي چند نفر فرستاد و هفتاد مرد از ساحران بابل را خواست. چون حاضر شدند به آنها گفت: «شما سحر را از عهد موسي عليه السلام از پدران خود به ميراث يافته ايد.

ابوعبدالله جعفر بن محمد نيز مثل شما ساحر و كاهن مي باشد، حال شما بر عليه او سحري بكنيد كه اگر موفق شويد، جايزه هاي بزرگي را به شما اعطاء مي نمايم. پس ايشان برخاستند و در مجلس منصور هفتاد صورت از صورتهاي شير را ساختند و هر يكي از آنها بر ساخته ي خود نشست تا با ورود امام صادق عليه السلام سحر خود را آغاز كنند. منصور نيز در تخت خود نشسته و تاج بر سر نهاده بود. سپس به حاجب خود گفت: «كسي را نزد ابي عبدالله بفرست و او را در اين ساعت حاضر كن.

چون امام صادق عليه السلام آمد به آن صاحبان سر نگاه كرد و از آنچه كه آنها ساخته بودند ناراحت و خشمگين گرديد. پس فرمود: «واي بر شما! مرا مي شناسيد؟ من آن حجت خدا هستم كه سحر پدران شما را در عهد موسي بن عمران باطل گرداند.»

سپس با صداي بلند، گفت: «اي صورتهاي شير! به فرمان خدا هر يك از شما، صاحبان خود را بگيريد.»

پس ناگهان آن صورتهاي شير، به شيري واقعي تبديل شده و هر كدامشان صاحب خود را گرفت و خورد.

منصور از ديدن اين صحنه بيهوش شد از تخت افتاد. چون به هوش آمد گفت: «اي اباعبدالله! ترا به خدا قسم مي دهم كه بر من رحم كني و مرا مورد



[ صفحه 57]



عفو خويش قرار بدهي، من توبه مي كنم كه ديگر هرگز اين چنين كاري را نكنم.»

امام صادق عليه السلام فرمود: «عفو كردم.»

منصور گفت: «اي سيد و مولاي من! به صورتها بگو تا آن مردها را باز گردانند.»

حضرت فرمود: «هرگز، اگر عصاي موسي، سحره ي فرعون را بازگرداند صورتها نيز اين ساحران را باز مي گردانند.» [1] .


پاورقي

[1] خلاصة الأخبار.


الدم


4- قال الامام عليه السلام: «ان أصاب ثوب الرجل الدم، فيصلي فيه، و هو لا يعلم فلا اعادة، و ان هو علم قبل أن يصلي فنسي و صلي فيه، فعليه الاعادة». و سئل عن دم البراغيث؟ قال: ليس به بأس. قال السائل: انه يكثر و يتفاحش. قال: و ان كثر.

كل حيوان له نفس سائلة فدمه نجس، سواء أكان مأكول اللحم، أو غير مأكول، قليلا كان الدم، أو كثيرا، و بهذا و بما تقدم يتبين معنا أن مأكول اللحم بوله و خرؤه طاهران، أما دمه فنجس بالاتفاق.

و للفقهاء هنا كلام طويل، عريض، و يتلخص: هل هناك أصل شرعي يدل علي أن الدم من حيث هو محكوم بالنجاسة الا ما أخرجه الدليل، كدم ما لا نفس سائلة له. و الدم المتخلف في الذبيحة، بحيث نرجع الي هذا الأصل، و نحكم بنجاسة كل دم شككنا في طهارته و نجاسته، أو لا وجود لهذا الأصل من الأساس؟

ذهب أكثر الفقهاء الي نفيه، و عدم وجوده، و قال البعض بوجوده مستدلا بقول الامام عليه السلام: «كل شي ء يتوضأ به مما يشرب منه الطير الا أن تري في منقاره دما» حيث حكم بنجاسة الدم، مع الجهل بحقيقته.

و أجيب بأن هذا ليس بيانا لحكم الدم من حيث هو، و انما هو بيان لحكم ما



[ صفحه 25]



لاقاه الدم الذي علمت نجاسته مسبقا.


العجز عن الكفارة


اذا فعل الصائم ما يوجب التكفير، و عجز عن الكفارة، و لم يستطع ان يصوم شهرين، و لا ان يعتق رقبة، و لا ان يطعم ستين مسكينا فماذا يصنع؟

الجواب:

اذا عجز عن ذلك كله كفاه صيام ثمانية عشر يوما متتابعة، و ان عجز عنها تصدق بما يطيق، و ان عجز عن الصدقة استغفر ربه، و في ذلك روايات عن أهل



[ صفحه 30]



البيت عليهم السلام عمل بها الفقهاء، منها قول الامام الاصادق عليه السلام: كل من عجز عن الكفارة التي تجب عليه في صوم، او عتق، أو صدقة، أو يمين، أو نذر، أو قتل، أو غير ذلك مما يجب علي صاحبه فيه الكفارة فالاستغفار له كفارة ما خلا يمين الظهار.


الموالاة


اتفقوا بشهادة السيد اليزدي ان العقود الجائزة، كالعارية و الوديعة و الوكالة لا تشترط فيها الموالاة بين الايجاب و القبول، و ان الفاصل الطويل بينهما لا يمنع من الصحة، و اختلفوا في العقود اللازمة، كالبيع، و ما اليه، فذهب البعض الي أن الموالاة شرط. و قال آخرون: انها ليست بشرط، و ان الواجب ان تبقي ارادة الموجب قائمة الي حين القبول، فالعبرة ببقاء الايجاب، و عدم رجوع الموجب عنه قبل القبول، أما الفاصل فوجوده و عدمه سواء، قال السيد الحكيم في نهج الفقاهة ص 105 طبعة 1371 ه:

«الظاهر الاكتفاء في تحقق العهد النفساني في نفس الموجب - أي الرضا و الارادة - فاذا كان باقيا الي زمن القبول كفي ذلك عند العرف، حتي مع الفصل الطويل، فاذا قال الموجب: بعتك الفرس بدرهم، فلم يقبل المشتري، فوعظه و نصحه و بين له الفوائد، حتي اقتنع و قبل صدق العقد، و ان كان مع الفصل بكلام اجنبي، كما أنه اذا لم يبادر المشتري الي القبول، حتي اعرض الموجب عن الايجاب، و بعد الاعراض قبل الموجب له لم يتحقق العقد، و هذا هو السر في



[ صفحه 39]



عدم صدق العقد مع الفصل المفرط كسنة، أو أكثر».

و بهذا يتبين ان بقاء المجلس، أو انفضاضه ليس له ادني تأثير بالنسبة الي الايجاب و القبول في الفقه الجعفري، و انما تأثيره بالقياس الي ثبوت الخيار للمتبايعين بعد تمام الايجاب و القبول، و انعقاد العقد، و بكلمة ان العبرة باتحاد شطري العقد، بحيث لا ينعدم احدهما عند وجود الآخر، و هذا لا يرتبط باتحاد المجلس، اذ يمكن التفاهم و التخاطب، و عدم التراخي بينهما مع تعدد المجلس، كما يمكن ذلك مع اتحاده.


العقد


الرهن يحتاج الي عقد، و يعتبر في عقده ما يعتبر في غيره من الايجاب من الراهن و القبول من المرتهن قولا أو فعلا، و تكفي الاشارة المفهمة، مع العجز عن النطق، أما الكتابة فلا يبعد كفايتها مع القصد، حتي ولو كان الكاتب قادرا علي التلفظ، قال صاحب الحدائق في أول باب الرهن ما نصه بالحرف: «مال بعض المحققين الي الاكتفاء بالاشارة و الكتابة المفهمين، مع القدرة علي اللفظ، لأن الغرض فهم ذلك، فحيثما وجد كفي».


يمين اللغو


اليمين التي تدور علي ألسنة الناس، و اعتادوا عليها عند المخاطبات و المحاورات لا أثر لها اطلاقا. قال صاحب مجمع البيان في تفسير قوله تعالي:



[ صفحه 30]



(لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم): المراد باللغو في اليمين ما جرت عليه عادة الناس من قول: لا و الله.. بلي و الله من غير يمين يقطع به مال، أو يظلم به أحد، و هو المروي عن الامامين: الباقر و الصادق عليهماالسلام.


عدة المطلقة الحامل


المطلقة الحامل تعتد بوضع الحمل اجماعا و نصا، و منه قوله تعالي: (و اولات الاحمال اجلهن أن يضعن حملهن). [1] .

و قال الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليه السلام: طلاق الحامل واحدة، فاذا وضعت ما في بطنها فقد بانت منه.

و تخرج من العدة باسقاط الحمل، حتي ولو كان غير تام الخلقة، فقد سئل الامام عليه السلام عن امرأة وضعت سقطا، و كان قد طلقها زوجها؟ قال: كل شي ء يستبين أنه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها، و ان كان مضغة. أي ان المعيار في السقط الذي تخرج به عن العدة أن يعلم أنه مبدأ لتكوين الانسان (غير النطفة قطعا).

و اذا كانت حاملا بأكثر من واحد فلا تخرج من العدة الا بوضع الجميع، لأن



[ صفحه 29]



المفهوم من قوله تعالي: (أن يضعن حملهن) و هو وضع الكل لا وضع البعض دون البعض.

و سبق أن انتهاء المدة في المتمتع بها، و فسخ الزواج بحلك الطلاق، و عليه تكون عدة الحامل من فسخ أو انتهاء مدة المتعة هي وضع الحمل تماما كالمطلقة الحامل.


پاورقي

[1] الطلاق: 4.


استشهاد الامام الصادق


قال السيد أبوالقاسم علي بن طاووس: ان من العجب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد المخلوق من التراب و النطفة الماء المهين الي المعاندة لرب العالمين في الاقدام علي قتل مولانا الصادق جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) بعد تكرار الآيات الباهرات، حتي يكرر احضاره للقتل سبع دفعات بلغ اليه حب الدنيا حتي عميت لأجله القلوب و العيون (أفرأيت أن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغني عنهم ما كانوا يمتعون).

تارة يأمر رزام بن مسلم مولي أبي خالد أن يقتل الامام عليه السلام و هو في



[ صفحه 53]



الحيرة، و تارة يأمر باغتياله مع ابنه موسي بن جعفر عليهماالسلام.

قال قيس بن ربيع: حدثني أبي الربيع قال:

دعاني المنصور يوما قال: أما تري الذي يبلغني عن هذا الحسيني؟

قلت: و من هو يا سيدي؟

قال جعفر بن محمد: و الله لأستأصلن شأفته، ثم دعا بقائد من قواده فقال: انطلق الي المدينة في ألف رجل فاهجم علي جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسي بن جعفر في مسيرك. [1] .

و تارة يأمر باحراق بيته، [2] ، و لم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة من التعذيب و التشريد حتي شرك في دمه و قتله مسموما بالعنب.

فدس الي الامام الصادق عليه السلام السم في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الدوانيقي، فاستشهد عليه السلام مسموما في الخامس و العشرين من شوال 148 ه، بعد عمر ملي ء بالعلم و السعي، و الجهاد و الفضل، و التقوي و الزهد.

و قد دافع الامام الصادق عليه السلام عن الحق و العدل، و دعا الي الله عزوجل و قد تم دفن الامام الصادق عليه السلام في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.



[ صفحه 54]




پاورقي

[1] مهج الدعوات ص 260.

[2] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 280، و بحارالأنوار ج 47 ص 2 رقم 4.


معناي سياست


روزي مردي نزد امام حسن مجتبي عليه السلام آمده و از آن حضرت پرسيد: نظر شما درباره ي سياست چيست؟

امام حسن عليه السلام در پاسخ او فرمود:

«أن تراعي:

(1) حقوق الله.

(2) و حقوق الأحياء.

(3) و حقوق الاموات».

يعني: «معناي سياست، اين است كه (سه دسته از حقوق را)، مراعات كني:

(1) حقوق خداوند متعال را

(2) حقوق زندگان را

(3) حقوق مردگان را».

سپس، امام حسن عليه السلام، نحوه ي رعايت هر يك از حقوق سه گانه را، اينچنين توضيح داد:

(1)



[ صفحه 86]



حقوق خداوند متعال، آن است كه:

1. آنچه كه از تو خواسته است (چه واجب، چه مستحب)، آن را انجام دهي.

2. آنچه را كه (از انجام آن) تو را نهي كرده است (چه حرام چه مكروه)، آن را ترك كني.

(2)

حقوق زندگان، آن است كه:

1. وظايف خود را نسبت به برادران ديني خود، انجام دهي.

2. در خدمتگذاري به همكيشان خود، درنگ نكني.

3. نسبت به رهبر مسلمين، تا وقتي كه نسبت به مردم اخلاص (پيوند خالصانه و بي شايبه) دارد، اخلاص داشته باشي.

4. هرگاه، (رهبر مسلمين) از راه راست منحرف شد، فرياد اعتراض خود را نسبت به او بلند كني.

(3)

حقوق مردگان، آن است كه:

1. از نيكيهاي آنها، ياد كني.

2. از بديهاي آنها، چشم پوشي كني.

زيرا كه آنها خدايي دارند، كه از كردارشان حسابرسي مي كند [1] .



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] حياة الحسن عليه السلام ج 1، ص 42؛ طبق نقل سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، صص 295،296 (با تغيير و تصرف).


الامام الصادق خصائصه، مميزاته


سيد محمد جواد فضل الله، بيروت، دار الزهراء، 1401 ق / 1981 م، وزيري، 406 ص.


پاسخ دندان شكن به ابوحنيفه


روزي ابوحنيفه (پيشواي پيروان مذهب حنفي) به حضور امام صادق عليه السلام مشرف شد تا از محضر حضرتش استفاده علمي كند، پس از ختم مجلس، حضرت در حالي كه به عصا تكيه داده بود از منزل بيرون آمد، ابوحنيفه به امام صادق عليه السلام عرض كرد: «با اينكه سن شما به اندازه اي نرسيده كه محتاج به عصا باشيد، به عصا تكيه مي نماييد.»

حضرت فرمود: «چنين است كه مي گويي ولي چون اين عصاي رسول خدا است خواستم به آن تبرك بجويم.»

ابوحنيفه برجست تا عصا را ببوسد، حضرت دست نازنين خود را گشود و فرمود: «به خدا سوگند مي داني كه اين بشره [1] بشره ي رسول اكرم است و آن را نمي بوسي ولي عصاي چوبين آن حضرت را مي بوسي؟» [2] .



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] بشره يعني پوست بدن.

[2] منتخب التواريخ، خراساني، ص 482.


لا ولد له و لا شريك


التوحيد 48، ب 2، ح 12: حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رحمةالله، عن عمه - محمد بن أبي القاسم - عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن عيسي اليقطيني، عن سليمان بن راشد، عن أبيه، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...

الحمد لله الذي لم يلد فيورث، و لم يولد فيشارك.


لا تدعو علي عبادي


علل الشرائع 2 / 585 و 586، ب 358، ح 31: حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، قال: حدثنا أبوبصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

لما رأي ابراهيم ملكوت السماوات و الأرض التفت فرأي رجلا يزني فدعا عليه فمات، ثم رأي آخر فدعا عليه فمات، حتي رأي ثلاثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحي الله عزوجل اليه: يا ابراهيم دعوتك مجابة فلا تدع علي عبادي، فاني لو شئت لم أخلقهم، اني خلقت خلقي علي ثلاثة أصناف عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فأثيبه، و عبدا يعبد غيري فلن يفوتني، و عبدا يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني، ثم التفت فرأي جيفة علي ساحل البحر بعضها في الماء و بعضها في البر، تجي ء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع، فيشتمل بعضها علي بعض فيأكل بعضها بعضا، و تجي ء سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها علي بعض فيأكل بعضها بعضا، فعند ذلك تعجب ابراهيم عليه السلام مما رأي، و قال: يا رب أرني كيف تحيي الموتي؟ هذه أمم يأكل بعضها بعضا.

قال: أولم تؤمن؟

قال: بلي، و لكن ليطمئن قلبي فتحيي حتي أري هذا كما رأيت الأشياء كلها.

قال: خذ أربعة من الطير فقطعهن و أخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا فأخلطهن ثم اجعل علي كل جبل



[ صفحه 20]



منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا، فلما دعاهن أجبنه و كانت الجبال عشرة.

قال: و كانت الطيور: الديك و الحمامة و الطاووس و الغراب.


من أقسام الكفار


[ثواب الأعمال 255 - 254: حدثني محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني عبدالله بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن الفضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

من ادعي الامامة و ليس من أهلها فهو كافر.


اربعة لا يستجاب لهم


أ: دعوات الراوندي 34-33، ب 1، الفصل 2، ح 75... ب: و أصول الكافي 2 / 511، ح 2... ج: عدة الداعي 126، ب 3: قال الصادق عليه السلام.

أربعة لا يستجاب لهم دعاء: رجل جالس في بيته يقول يا رب ارزقني فيقول له: ألم آمرك بالطلب؟

و رجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقول له: ألم أجعل أمرها بيدك؟ و رجل كان له مال فأفسده فيقول: يا رب ارزقني فيقول له: ألم آمرك بالاقتصاد؟ ألم آمرك بالاصلاح؟ ثم قرأ (والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما) [1] .

و رجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول له: ألم آمرك بالشهادة؟


پاورقي

[1] سورة الفرقان، الآية: 67.


عبادته و معرفته


عبادة الامام تنطلق من صفاء ايمانه، و اشراق اليقين في قلبه، بفعل انفتاحه علي أسرار المعرفة الالهية، و انسجامه روحيا بحقائقها الواقعية السامية..

و من هنا كان الامام أعبد أهل زمانه، فان العبادة عندما تقترن بالمعرفة الواقعية الصادقة، تتجلي فيها أعمق معاني الخشوع و أورعها.. و ليست العبادة الا معني آخر عن الخشوع و الخشية و التبتل، و كلما ازدادت المعرفة تضاعف العمق في تلك..

يقول مالك بن أنس: كان جعفر بن محمد لا يخلو من احدي ثلاث خصال: اما صائما و اما قائما و اما ذاكرا، و كان من عظماء العباد، و أكابر الزهاد الذين يخشون الله



[ صفحه 40]



عزوجل، و قد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الأحرام، كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، و كاد أن يخرمن راحلته..

و قال مالك أيضا: ما رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر الصادق علما و عبادة..

و قال ابن طلحة في مطالب السؤل: ذو علوم جمة، و عبادة موفرة، و أوراد متواصلة، يقسم أوقاته علي أنواع الطاعات..

و عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أباعبدالله يقول و هو رافع يده الي السماء: رب لا تكلني الي نفسي طرفة عين أبدا لا أقل من ذلك و لا أكثر.. فما كان بأسرع من أن تحدرت الدموع من جوانب لحيته..

ثم أقبل علي فقال: يا ابن أبي يعفور.. ان يونس بن متي و كله الله الي نفسه أقل من طرفة عين، فأحدث ذلك الذنب..

قلت: فبلغ كفرا أصلحك الله؟..

قال: لا ولكن الموت علي تلك الحال هلاك..

و في هذا الحديث يتجلي لنا عمق المعرفة التي كانت تنطوي عليها روح الامام، فينطلق لسانه في تبتل خاشع بتلك الكلمات



[ صفحه 41]



المفعمة بالايمان، التي بالأحري أن نسميها دموع المعرفة الصادقة..

و يطيب للامام بمستوي معرفته أن يطيل وقوفه بين يدي ربه في لقاء روحي سعيد، تنسجم احساساته فيه مع خالقه و بارئه، قضاء لحق العبودية الحقة للمعبود الحق..

فعن أبان بن تغلب قال: دخلت علي أبي عبدالله و هو يصلي فعددت له في الركوع و السجود ستين تسبيحة.

و عن حفص بن غياث قال: رأيت أبا عبدالله يتخلل بساتين الكوفة فانتهي الي نخلة فتوضأ عندها، ثم ركع و سجد، فأحصيت في سجوده خمسماية تسبيحة، ثم استند الي النخلة فدعا بدعوات..

و من تعظيمه لربه و خشيته منه ما ذكره مالك بن عطية عن بعض أصحاب أبي عبدالله قال: خرج الينا أبو عبدالله و هو مغضب فقال:

.. اني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة، فهتف بي لبيك يا جعفر بن محمد لبيك.. فرجعت عودي علي بدئي الي منزلي خائفا ذعرا مما قال، حتي سجدت في مسجدي لربي و عفرت له وجهي و ذللت له نفسي، و برئت اليه مما هتف به.. ولو أن عيسي بن مريم عدا ما قال الله فيه، اذا لصم صما لا يسمع بعده أبدا، و عمي عمي لا



[ صفحه 42]



يبصر بعده أبدا، و خرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا.. ثم قال: لعن الله أباالخطاب و قتله بالحديد..

و هو تعبير فريد عن دوافع الخشية المتمكنة من نفس الامام، فهو لا يكتفي بردع من قال بألوهيته ولعنه و البراءة منه، بل يرجع الي منزله خائفا ذعرا من هذا القول، لينفرد مع ربه في خلوة خاشعة، و ليقدم الدليل علي براءته من ذلك القائل عمليا..

و عبادة الامام في روحها امتداد لعبادة جده أميرالمؤمنين (ع) الذي روي عنه قوله: الهي ما عبدتك خوفا من نارك، و لا طمعا في جنتك، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك..

و بعد هذا.. أي عبادة أعمق و أي يقين أوثق..؟


و من وصية له الي بعض أصحابه كتبها اليه جوابا لكتابه


«أما بعد فاني أوصيك بتقوي الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الي ما يحب، ويرزقه من حيث لايحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم، و يأمن العقوبة من ذنبه، فان الله عزوجل لا يخدع عن جنته، و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاءالله» [1] .


پاورقي

[1] أئمتنا للحاج علي دخيل عن الروضة من الكافي ص 49.


اخبار جعفر مع الامام ابي حنيفة


في مناقب ابن شهر اشوب: جاء أبوحنيفة ليسمع منه و خرج أبوعبدالله يتوكأ علي عصا، فقال له أبوحنيفة: يا ابن رسول الله لم تبلغ من السن ما تحتاج معه الي العصا! قال: هو كذلك و لكنها عصا رسول الله (ص) أردت التبرك بها؛ فوثب أبوحنيفة اليه و قال له: أقبلها يا ابن رسول الله فحسر أبوعبدالله عن ذراعيه و قال له: و الله لقد علمت ان هذا بشر رسول الله (ص) و ان هذا من شعره فما قبلته و تقبل عصا؟

و في حلية الأولياء لابي نعيم الأصفهاني: حدثنا عبدالله بن محمد، حدثنا الحسن بن محمد حدثنا سعيد بن عنبسة حدثنا عمرو بن جميع قال: دخلت علي جعفر بن محمد، انا و ابن ابي ليلي و ابوحنيفة، فقال لابن ابي ليلي: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر و نفاذ في كل أمر، قال لعله يقيس امر الدين برأيه؟ قال: نعم! فقال جعفر لابي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان؛ قال: يا نعمان هل قست رأسك بعد؟ قال:



[ صفحه 102]



كيف أقيس رأسي؟ قال: ما أراك تحسن شيئا! هل علمت ما الملوحة في العينين، و المرارة في الاذنين، و الحرارة في المنخرين، و العذوبة في الشفتين؟ قال: لا. قال: ما اراك تحسن شيئا! فهل علمت كلمة اولها كفر و آخرها ايمان؟ فقال ابن ابي ليلي: يا ابن رسول الله اخبرنا بهذه الاشياء التي سألته عنها؛ فقال: اخبرني ابي عن جدي ان رسول الله، صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان الله تعالي بمنه و فضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لانهما شحمتان و لولا ذلك لذابتا، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته لابن آدم جعل المرارة في الاذنين حجابا من الدواب، فان دخلت الرأس دابة و التمست الدخول الي الدماغ، و ذاقت المرارة التمست الخروج، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته لابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح و لولا ذلك لأنتن الدماغ، و ان الله تعالي منه و كرمه و رحمته لابن دم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شي ء و يسمع الناس بهما حلاوة منطقه. قال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر و آخرها ايمان، فقال: اذا قال العبد لا اله فقد كفر، فاذا قال الا الله فهو ايمان! ثم اقبل علي ابي حنيفة فقال: يا نعمان حدثني ابي عن جدي ان رسول الله، صلي الله عليه و آله و سلم، قال: اول من قاس امر الدين برأيه ابليس. قال الله تعالي له: اسجد لآدم، فقال: انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين! فمن قاس برأيه قرنه الله تعالي يوم القيامة بابليس لانه تبعه بالقياس.

و روي أبو نعيم في الحليلة قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا أحمد بن زنجويه، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن عبدالله



[ صفحه 103]



القرشي بمصر حدثنا عبدالله بن شبرمة قال: دخلت انا و ابوحنيفة علي جعفر بن محمد، و ذكر مثله ثم قال: زاد ابن شبرمة في حديثه: ثم قال جعفر: أيهما اعظم، قتل النفس او الزنا؟ قال: قتل النفس، قال: فان الله عزوجل قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا الا اربعة. ثم قال: ايهما اعظم، الصلاة ام الصوم؟ قال: الصلاة: قال: فما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟ فكيف ويحك يقوم لك قياسك؟ اتق الله و لا تقس الدين برأيك.

و روي هذا الحديث الشيخ ابوجعفر الطوسي في أماليه و صاحب الروضة باسنادهما، و في روايتهما زيادة عن رواية الحلية قال في بيان علة قبول الشاهدين في القتل و عدم قبول أقل من اربعة في الزنا مع ان القتل اعظم: ان الشهادة علي الزنا شهادة علي اثنين و في القتل علي واحد لان القتل فعل واحد و الزنا فعلان و قال في علة قضاء الحائض الصوم و عدم قضائها الصلاة مع كون الصلاة أعظم: لانها تخرج الي صلاة فتداومها و لا تخرج الي صوم (يعني ان الصلاة تكون دائما و الصوم لا يكون الا مرة في السنة) ثم قال: المرأة و هي ضعيفة لها سهم واحد و الرجل و هو قوي له سهمان؟ ثم قال: لان الرجل يجبر علي الانفاق علي المرأة و لا تجبر المرأة علي الانفاق علي الرجل. ثم قال: البول اقذر ام المني؟ قال: البول. قال: يجب علي قياسك انه يجب الغسل من البول دون المني، و قد اوجب الله الغسل من المني دون البول، ثم قال: لان المني اختيار و يخرج من جميع الجسد و يكون في الايام، و البول ضرورة و يكون في اليوم مرات. قال أبوحنيفة: كيف يخرج من جميع الجسد و الله يقول: «يخرج من بين الصلب و الترائب» فقال ابوعبدالله فهل قال

و



[ صفحه 104]



لا يخرج من غير هذين الموضعين؟ ثم قال: لم لا تحيض المرأة اذا حبلت؟ قال: لا ادري. قال: حبس الله الدم فجعله غذاء للولد. ثم قال: ما تري في رجل كان له عبد فتزوج و زوج عبده في ليلة واحدة، ثم سافرا و جعلا امرأتيهما في بيت واحد، فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين و بقي الغلامان، أيهما في رأيك المالك و أيهما المملوك، و أيهما الوارث و أيهما الموروث؟ ثم قال: فما تري في رجل اعمي فقأ عين صحيح، و في أقطع قطع يد رجل، فكيف يقام عليهماالحد؟ ثم قال: فأخبرني عن قول الله تعالي لموسي و هرون عليهماالسلام حيث بعثهما الي فرعون «لعله يتذكر او يخشي» و انت نعلم أن لعل منك، شك؟ قال: نعم. قال: فهل هي من الله شك اذا قال لعله؟ ثم قال: و أخبرني عن قوله تعالي «و من دخله كان آمنا» أي موضع هو؟ قال: بيت الله الحرام. فقال: نشدتكم بالله هل تعلمون ان عبدالله بن الزبير و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمناه القتل؟ قال: فاعفني يا ابن رسول الله! قال: فأنت الذي تقول سأنزل مثل ما انزل الله؟ قال: أعوذ بالله من هذا القول! قال: اذا سئلت فما تصنع؟ قال أجيب عن الكتاب او السنة او الاجتهاد. قال: اذا اجتهدت من رأيك وجب علي المسلمين قبوله؟ قال: نعم. قال: و كذلك وجب قبول ما انزل الله فكأنك قلت أنا أنزل مثلما أنزل الله ا ه.

و قال ابن شهر اشوب في المناقب: ذكر ابوالقاسم البغار في مسند ابي حنيفة قال الحسن بن زياد: سمعت أباحنيفة و قدسئل من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور بعث الي فقال: ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهي ء له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث الي ابوجعفر و هو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه



[ صفحه 105]



و جعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لابي جعفر، فسلمت عليه فأومي الي فجلست، ثم التفت اليه فقال: يا اباعبدالله هذا ابوحنيفة؛ قال: نعم اعرفه. ثم التفت الي فقال: ألق علي ابي عبدالله من مسائلك، فجعلت ألقي عليه و يجيبني فيقول: انتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا و نحن نقول كذا، فربما تابعنا و ربما تابعهم و ربما خالفنا جميعا حتي أتيت علي الاربعين مسألة فما أخل منها بشي ء، ثم قال ابوحنيفة: أليس ان اعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟

و روي قاضي القضاة أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي المتوفي سنة 655 في كتاب جامع مسانيد ابي حنيفة، الذي جمعه من خمسة من مسانيد ابي حنيفة، و هي الكتب التي جمعوا فيها ما رواه ابوحنيفة، و اكثرها مكررات في الفصل الرابع الذي هو في فضائل من الباب الثالث الذي في الايمان، المطبوع بحيدرآباد الدكن سنة 1332 في صفحة 222، عن الحافظ طلحة بن محمد في مسنده عن أبي العباس احمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن محمد بن الحسين الحازمي، عن أبي نجيح ابراهيم بن محمد بن الحسين عن الحسن بن زياد عن ابي حنيفة انه قال: جعفر بن محمد أفقه من رأيت! و لقد بعث الي ابوجعفر المنصور ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهي ء له مسائل شداد، فلخصت اربعين مسألة و بعثت بها الي المنصور بالحيرة، ثم ابرد الي [1] فوافيته علي سريره و جعفر بن محمد عن يمينه، فتداخلني من جعفر هيبة لم أجدها من المنصور، فأجلسني ثم التفت الي جعفر قائلا:



[ صفحه 106]



يا اباعبدالله هذا ابوحنيفة؛ فقال: نعم اعرفه، ثم قال المنصور: سله ما بدا لك يا اباحنيفة، فجعلت اسأله و يجيب بالاجابة الحسنة و يفحم حتي اجاب عن اربعين مسألة، فرأيته اعلم الناس باختلاف الفقهاء، فلذلك احكم انه افقه من رأيت.

و في مرآة الجنان لليافعي: ذكر بعض المؤرخين انه سأل اباحنيفة فقال: ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟ فقال: يا ابن رسول الله ما اعلم ما فيه؛ فقال له: انت من الدهاة و لا تعلم ان الظبي لا يكون له رباعية و هو ثني ابدا؟ قال: يعني من الدهاة في قوة الفهم وجودة النظر ا ه.

و في كنز الفوائد للكراجكي: ذكروا ان اباحنيفة اكل طعاما مع الامام الصادق جعفر بن محمد، فلما رفع الصادق يده من اكله قال: الحمدلله رب العالمين، اللهم هذا منك و من رسولك. فقال ابوحنيفة يا اباعبدالله اجعلت مع الله شريكا؟ فقال له ان الله يقول في كتابه «و ما نقموا الا ان اغناهم الله و رسوله من فضله» و يقولون في موضع آخر: «و لو انهم رضوا ما اتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله» فقال ابوحنيفة: و الله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله و لا سمعتهما الا في هذاالوقت.

و قال الآبي في نثر الدرر: قال له ابوحنيفة يا اباعبدالله ما اصبرك علي الصلاة! فقال: ويحك يا نعمان اما علمت ان الصلاة قربان كل تقي، و ان الحج جهاد كل ضعيف، و لكل شي ء زكاة، و زكاة البدن الصيام، و افضل الأعمال انتظار الفرج من الله، و الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، فاحفظ هذه الكلمات يا نعمان.



[ صفحه 107]




پاورقي

[1] أرسل الي بريدا.


طلب الامام جعفر من جابر تسهيل الموضوع


ان هذه النصوص في الحقيقة مختلفة مع القسم الأول أي القسم بالامام.



[ صفحه 122]



و انا رأينا في المواضع التي مر ذكرها سابقا أن جابرا أقسم بامامه أن يقوم في تسهيل الموضوع، و يذكر في بحث التكوين: (و حق سيدي ذكرت ما فيه كفاية و بلاغ)، أو في كتاب الأحجار علي رأي «بليناس»: (و حق سيدي كشفت و أوضحت الطريق) و يذكر في كتاب الخواص الكبير: (فقد - و حق سيدي - سمحت لك في هذا المقال ما لم أسمح به في كثير من كتبي في موضع، اذ من سبيلي شرح العلم و تبديده و تمزيقه في المواضع الكثيرة و السلام. و غير ضائر بعد اذ قد حددنا الأركان التي منها يكون العمل أن نضيف كيف وجه العمل فيها ليكون القول و الكتاب تامين لذلك، اذ قد نشطنا لنكشف الغمة و العمي عن الناس جميعا، و علي الله نتوكل في جميع الأمور، و لقد كان سيدي (أي جعفر) يقول لي كثيرا: اعمل ما شئت و اكشف العلم كيف شئت. فلن يأخذه الا مستأهله بحق و السلام).

يعتقد جابر أنه في هذا التوضيح و كشف العلوم المستعصية قد استوجب من الله الرحمة و الغفران، كما يؤكد له امامه بذلك. هنا أيضا لا نجد شيئا جديدا و اذا ادعي أحد أن هذه الصلة هي مختلقة، فليس عندنا أي دليل علي اثباتها أو نفيها، لأننا نقدر علي وضع أي شخصية من الشخصيات في هذا الموضع، طالما ليس هناك أي نص من النصوص يدل علي التقاء الشخصيتين الكبيرتين، ولدي متابعتنا لدراسة هذه المختارات نجد قولا صريحا بالاقرار بالتعلم.


الله از چه مشتق است؟


هشام بن حكم گويد: از حضرت صادق - عليه السلام - راجع به اسماء خدا و اشتقاق آنها پرسيدم كه «الله» از چه مشتق و گرفته شده است.

فرمود: از «أله» و إله مألوهي (يعني پرستش كننده) لازم دارد، و نام؛ غير صاحب نام است.

كسي كه نام را بدون صاحب نام بپرستد كافر است، وچيزي نپرستيده، و كسي كه نام و صاحب نام را پرستد كافر است و دو چيز پرستيده، و هر كس صاحب نام را پرستد نه نام را؛ اين يگانه پرستي است. اي هشام فهميدي؟

عرض كردم: بيشتر بفرمائيد.

فرمود: خدا را نود و نه نام است؟ اگر هر نامي همان صاحب نام باشد، بايد هر كدام از نامها معبودي باشند، ولي خدا خود معنائي است كه اين نامها بر او دلالت مي كنند، و همه غير خود او هستند.

اي هشام؛ كلمه ي «نان» نامي است براي خوردني، و كلمه «آب» نامي است براي آشاميدني، و كلمه «لباس» نامي است براي پوشيدني، و كلمه «آتش» نامي است براي سوزنده.

اي هشام؛ آيا طوري فهميدي كه بتواني دفاع كني، و در مبارزه با دشمنان ما و كساني كه همراه خدا چيز ديگري را پرستند پيروز شوي؟



[ صفحه 37]



گفتم: آري.

فرمود: اي هشام، خدايت بدان منتفع گرداند، و استوارت دارد.

هشام گويد: از زماني كه از آن مجلس برخاستم تا به امروز كسي نتوانست در مباحثه ي توحيد بر من غلبه كند. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي ج 1 ص 117 ح 2.


طب صادق


قرآن كاملترين كتاب آسماني است كه هر تر و خشكي در آن اشاره شده و كتاب را در دو كلمه «كلوا و اشرابوا و لا تسرفوا» بيان كرده و حضرت رسول صلي الله عليه و آله وسلم فرموده سر را خنك - معده را سبك - پا را گرم نگاه داريد تا هميشه سالم بمانيد و امام صادق براي مفضل خواص طبايع عناصر و فوائد ادويه و تشريح جوارح را در علم تشريح بيان فرموده علاج امراض و اوجاع و تب و ساير امراض و علل و داروي آن را بيان كرده است كه در كتب اخبار و احاديث نقل شده و مثلا درباره تب مي فرمايد - «انا اهل بيت لا نتداوي الحمي الا بافاضة الماء البارد يصب علينا» و در شرح حال پيغمبر صلي الله عليه و آله وسلم



[ صفحه 258]



هم ديديم كه هر وقت تب آن حضرت شدت مي كرد مي فرمود از چند چشمه آب بياورند و مخلوط كرده بر پاي خود و يا بدن خود مي ريخت تب تخفيف مي يافت.


حديث 025


3 شنبه

الجاهل ختور.

نادان، فريبكار و فاسد است.

كافي، ج 1، ص 26


مقبره سوده بنت زمعه


پدرش «زمعة بن قيس بن عبد شمس» و مادرش «شموس بنت قيس بن زيد» بود.

همسر نخست وي سكران بن عمرو بود و پس از مسلماني به حبشه مهاجرت نمودند.

ابن اسحاق و واقدي بر اساس مستنداتي نظر داده اند كه سكران پس از بازگشت از حبشه در مكه وفات يافت؛ ولي موسي بن عقبه و ابومعشر با شيخ طبرسي در «اعلام الوري» ص 148 هم عقيده هستند كه وفات او در حبشه بوده است.

راويان سيره پيامبر به گفته هاي قتاده، ابوعبيده، عقيل و ابن شهاب اشاره كرده اند كه



[ صفحه 476]



پيامبر پس از وفات سكران، سوده را به عقد خود در آورد و او دومين همسر پيامبر بود.

ولي عبدالله بن محمد بن عقيل معتقد است: او پس از عايشه، سومين همسر پيامبر شد.

از آراء مذكور كه بگذريم، به فراز ديگري مي رسيم و آن طلاق سوده بوده است. پيامبر اسلام به دلايلي كه چندان بر مورّخان روشن نيست، تصميم به طلاق سوده مي گيرد؛ ولي سوده كه از اين جهت در نگراني بسر مي برد، از پيامبر خواست بي آن كه طلاقش دهد، از هم متاركه نمايند.

ترمذي به نقل از عكرمه و ابن عباس به اين ماجرا اشاره نموده و طبراني و بيهقي در تأييد واقعه، به گفته ابن منذر روي آورده اند.

بعضي از مفسران، شأن نزول آيه 128 از سوره نساء را همين حادثه دانسته اند. در اين آيه مي خوانيم:

[وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الاَْنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً]

سيوطي در كتاب خود به گفته علي ابن ابي طالب نظر انداخته كه فحواي آن، عدم طلاق زني است كه از همبسترشدن عاجز مانده است و اين به گفته ابن عباس در مورد سوده صادق بوده است. مورخان گفته اند:



[ صفحه 477]



«سوده در سال 50 يا 54 هـ. ق. در مدينه وفات كرد و در كنار ديگر مقابر همسران پيامبر در بقيع به خاك سپرده شد.»


استكفاؤه المنصور و اخباره أنه يموت قبل المنصور


محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله عليه السلام، قال لي رجل أي شي ء قلت حين دخلت علي أبي جعفر بالربذة؟ قال: قلت: اللهم انك تكفي من كل شي ء و لا يكفي منك شي ء فاكفني بما شئت و كيف شئت و من حيث شئت و أني شئت [1] .

الراوندي: روي أن محرمة الكندي قال: ان أباالدوانيق نزل بالربذة، و جعفر الصادق عليه السلام بها. قال: من يعذرني من جعفر، و الله لأقتلنه، فدعاه، فلما دخل عليه جعفر عليه السلام قال: يا أميرالمؤمنين ارفق بي، فوالله لقلما أصحبك. فقال أبوالدوانيق: انصرف، ثم قال لعيسي بن علي: الحقه فسله أبي؟ أم به؟ فخرج يشتد حتي لحقه، فقال: يا أبا عبدالله ان أميرالمؤمنين يقول: أبك؟ أم به؟ قال: لا بل بي [2] .


پاورقي

[1] الكافي: ج 2 ص 559 ح 11.

[2] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 647 ح 56.


التماس بزغاله و پرنده از حضرت


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كسي كه عالم به مقتضيات زمان خود باشد مورد هجوم اشتباهات قرار نمي گيرد.

جابر بن عبدالله انصاري روايت مي كند كه روزي در ملازمت حضرت امام جعفرصادق عليه السلام به راهي مي رفتيم، قصابي را ديدم كه بزغاله اي را خوابانيده و قصد ذبح او را دارد. در آن هنگام بزغاله فريادي كرد. آن حضرت فرمود: اي قصاب، قيمت اين بزغاله را آن چه باشد از من بگير و ذبحش نكن.

قصاب چهار درهم از ملازم آن حضرت گرفته و بزغاله را رها كرد. پس در خدمت آن حضرت مي رفتيم. ناگاه ديدم كه عقابي به دنبال پرنده اي پرواز مي نمود.

نزديك بود كه پرنده را بگيرد، پرنده فريادي كشيد. ديدم كه آن حضرت به آستين مبارك اشاره فرمود. آن عقاب از عقب آن پرنده منحرف گرديد. بعد از آن حضرت فرمود آن بزغاله را كه قصاب قصد ذبحش را داشت، چون مرا ديد گفت: استجير الله و بكم اهل البيت مما ادني. يعني پناه مي برم به خدا و شما كه اهل بيت رسالتيد از آن چه اين مرد قصاب به من قصد دارد. من او را خلاص گردانيدم و هم چنين پرنده التماس نمود من او را از چنگال عقاب رهانيدم.



[ صفحه 79]




حماد بن عيسي


وي را حماد موثق و صدق مي خوانند زيرا اين مرد در زهد و دانش شهره ي عصر بود.



[ صفحه 179]



وي به سال دويست و نه بدرود زندگي گفت.

به هنگام مرگ پيرمردي نود ساله بود.

رضوان الله عليه.


كتابه إلي الشيعة في حثهم علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


عن عليّ بن أسباط، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم [1] ، قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلي الشّيعة: لِيَعطِفَنَّ ذَوو السِّنِّ مِنكُم وَالنُّهي علي ذَوي الجَهلِ وَطُلّابِ الرِّئاسَةِ، أو لَتُصيبَنَّكُم لَعنتي أجمعينَ. [2] .



[ صفحه 24]




پاورقي

################

سماع


قرأ علي مناظرة جعفر بن محمد الصادق مع الرافضي، الفقيه الامام العالم مجد الدين علي [1] بن أبي بكر بن محمد الهكاري الشافعي حفظه الله بحفظ عنايته، و رزقه العلم و العمل، في مجلس واحد، وافق السادس عشر من شوال سنة تسع و ستين و ستمائة، والحمد لله وحده و صلي الله علي محمد و آله و أصحابه.

كتبه الفقير الي الله تعالي يوسف بن محمد بن يوسف [2] .



[ صفحه 140]



حامدا الله، و مصليا علي نبيه و آله و سلم.



[ صفحه 141]




پاورقي

[1] وردت ترجمة في سير أعلام النبلاء (19 / 67)، و لكنها لشبيه لهذا في الترجمة فهي لأبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري شيخ الاسلام المتوفي سنة 486ه. و انظر: الميزان (4 / 195)، و ليس هو بصاحبنا.

[2] ترجمه الذهبي في معجم الشيوخ رقم 992 في (2 / 394) فقال:

يوسف بن أبي عبدالله محمد بن يوسف بن سعد بن الحسن، الفقيه البارع، أقضي القضاة، جلال الدين أبوالمحاسن النابلسي ثم الدمشقي الشافعي، معيد الشامية، ثم قاضي بعلبك ثم نابلس ثم بعلبك و بها مات.

كان ذا دين و خير و تقوي و تواضع و معرفة بالمذهب، سمع المجد الاسفراييني، و الشرف المرسي و شيخ الشيوخ، و ابن عبدالدائم، مات في رمضان سنة 710 ه و قد نيف علي السبعين. و ذكر له حديثا بسنده عن الاسفراييني سنة 646ه. و هذا السماع آخر ما جاء في النسخة التركية أوردته هنا لأنها الأصل المعتمد في التحقيق أولا، و من بعد أضيفت اليها النسخة الظاهرية كما ذكرته في قسم الدراسة، و الحمد لله رب العالمين.


وصيت 07


وصيته عليه السلام لجماعة من المؤمنين

قال مولانا الباقر عليه السلام: صانع المنافق بلسانك، و أخلص مودتك للمؤمن، و ان جالسك يهودي فأحسن مجالسته [1] .

با زبانت با منافق سازش نما، و دوستي و محبت را براي مؤمن خالص گردان، و اگر يك نفر يهودي با تو همنشين شد، با او به خوبي هم مجلس شو.

گروهي از مؤمنان و علاقه مندان به ساحت مقدس اهل بيت عليهم السلام به محضر امام باقر عليه السلام شرفياب شدند، و حضرت مثل هميشه به نصيحت و موعظه و ارشاد آن ها پرداخت. در اين وصيت، حضرت



[ صفحه 54]



به سه مسأله ي اساسي كه جنبه ي اجتماعي دارد، اشاره مي فرمايد.

اين نوع برخورد با افراد كه حضرت به آن سفارش مي نمايد، در جامعه بسيار مؤثر است، و جنبه ي مداراة الناس دارد. در روايت داريم كه پيامبر صلي الله عليه و آله فرمود:

أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني ربي بالفرائض [2] .

خداوند متعال به من امر نموده كه با مردم مدارا كنم؛ همچنان كه مرا به انجام فرايض امر نموده است.

از اين وصيت امام باقر عليه السلام و فرمايش پيغمبر صلي الله عليه و آله استفاده مي شود كه مردم داري و حسن خلق، مورد رضاي خداوند متعال مي باشد، و اين شيوه ي تمام پيامبران الهي است.


پاورقي

[1] طرائف الحكم، ج 1، ص 237؛ تحف العقول، ص 292؛ اماني شيخ مفيد، ص 185، مجلس 23، ح 10. همين روايت از امام صادق عليه السلام نيز نقل شده است. من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 404، ح 5873؛ امالي صدوق، مجلس 91، ح 8؛ روضة الواعظين، ص 371.

[2] كافي، ج 2، ص 117، ح 4، باب المداراة؛ امالي شيخ طوسي، ص 481، مجلس 17، ح 20.


الدماغ و أغشيته و الجمجمة وفائدتها


و لو رأيت الدماغ اذا كشف عنه لرأيته قد لف بحجب بعضها فوق بعض لتصونه من الأعراض، و تمسكه فلا يضطرب. و لرأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة، كيما تقيه هد الصدمة، و الصكة التي ربما وقعت في الرأس ثم قد جللت الجمجمة بالشعر، حتي صارت بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحر و البرد، فمن حصن الدماغ هذا التحصين، الا الذي خلقه و جعله ينبوع الحس، و المستحق للحيطة و الصيانة، بعلو منزلته من البدن، و ارتفاع درجته، و خطير مرتبته.



[ صفحه 34]




تأخير در قبض روح


صفوان، از عبدي نقل مي كند كه گفته است: عيالم به من گفت: خيلي وقت است كه امام صادق عليه السلام را نديده ايم. اگر امسال به حج برويم با امام نيز تجديد ديدار مي كنيم. گفتم: ما كه چيزي در بساط نداريم تا به حج برويم.

گفت: چرا، من مقداري لباس و زينت آلات دارم، آن ها را بفروش تا با آن به حج برويم. من هم چنين كردم.

پس عازم سفر شديم. هنگامي كه نزديك مدينه رسيديم، همسرم به شدت مريض شد تا اين كه رو به مرگ شد. وقتي به مدينه رسيديم، در حالي كه از سلامتي او مأيوس شده بودم، خدمت امام صادق عليه السلام رفتم سلام عرض كردم، حضرت نيز جوابم را داد و از حال همسرم پرسيد. جريان را گفتم و عرضه داشتم كه: از خوب شدن او نااميد شده ام.

حضرت فرمود: به خاطر اين است كه خيلي ناراحتي؟ گفتم: آري. فرمود: خوف نداشته باش! دعا كردم تا خداوند او را عافيت دهد. وقتي كه برگردي خواهي ديد كه خوب شده و نشسته است و به او شيريني مي دهند.

عبدي مي گويد: به سرعت برگشتم و ديدم حال همسرم خوب شده، نشسته و كنيز به او شيريني مي خوراند. از حالش پرسيدم، گفت: خدا به من شفا داده و ميل به شيريني پيدا كردم.

گفتم: وقتي از پيش تو رفتم، نااميد بودم. امام صادق عليه السلام از حال تو پرسيد كه جريان را به او گفتم. فرمود: نترس، وقتي كه برگشتي خواهي ديد كه همسرت نشسته و شيريني مي خورد.

زن گفت: وقتي تو رفتي، من در حال احتضار بودم. مردي داخل شد و پرسيد: چه شده است؟ گفتم: در حال مردن هستم و اين هم ملك الموت است كه براي قبض روح من آمده است.

آن مرد گفت: اي ملك الموت! جواب داد: لبيك اي امام! فرمود: آيا تو



[ صفحه 58]



مأمور به اطاعت از ما نيستي! گفت: چرا هستم. فرمود: به تو دستور مي دهم تا بيست سال ديگر، مرگ او را به تأخير اندازي. گفت: به روي چشم! اطاعت مي كنم.

بعد هر دو از پيش من خارج شدند و رفتند. حال من نيز همان لحظه خوب شد. [1] .


پاورقي

[1] الخرائج والجرائح، ج 1، ص 294؛ الصراط المستقيم، ج 2، ص 185.


مدرسة الامام الصادق


ليس من المبالغة و الخروج عن الواقع وصف مدرسة الامام الصادق بأنها جامعة اسلامية، خلفت ثروة علمية و خرجت عددا وافرا من رجال العلم، و أنجبت خيرة المفكرين و صفوة الفلاسفة و جهابذة العلماء، و قد عدت أسماء تلامذته و المتخرجون من مدرسته فكانوا أربعة آلاف رجل، و قد صنف الحافظ أبوالعباس بن عقدة كتابا جمع فيه رجال الصادق و رواة حديثه و أنهاهم الي أربعة آلاف.

قال الشيخ المفيد في الارشاد: «إن أصحاب الحديث قد جمعوا الرواة عن الصادق من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف».

و قال الشيخ محمد بن علي الفتال: «و قد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا اربعة آلاف».

و قال السيد علي بن عبدالحميد النيلي في كتاب الانوار: «و مما اشتهر بين العامة و الخاصة ان اصحاب الحديث جمعوا اسماء الرواة عنه فكانوا أربعة آلاف».و قال الشيخ الطبرسي في أعلام الوري: «و لم ينقل عن أحد من سائر العلوم ما نقل عنه، فان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات فكانوا أربعة آلاف رجل، و قال في القسم الثالث: «و روي عن الصادق من أهل العلم أربعة آلاف انسان».

و قال ابن شهر آشوب في المناقب: «نقل عن الصادق من العلوم مالا ينقل عن أحد، و قد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقات علي اختلافهم في الآراء فكانوا أربعة آلاف».

و قال المحقق في المعتبر في جملة كلامه عن الصادق: «فانه انتشر عنه من العلوم الجمة ما بهر به العقول و روي عنه جماعة من الرجال ما يقارب أربعة آلاف رجل».

و قال الشهيد في الذكري: إن أباعبدالله جعفر بن محمد الصادق كتب من أجوبة مسائل أربعمائة مصنف لاربعمائة مصنف، و دون من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل من أهل العراق و الشام و الحجاز».



[ صفحه 68]



و قال الشيخ حسين والد العلامة البهبهاني في ذكر الصادق: «و دون العامة و الخاصة ممن تبرز بعلمه من العلماء و الفقهاء أربعة آلاف».

و علي أي حال فان مدرسة الامام الصادق، كانت مصدرا للعلم و ينبوعا يفيض علي الامة بالعلوم و المعارف الاسلامية، و اغدقت علي العالم الاسلامي بخدماتها الجليلة، في بث تلك التعاليم القيمة في عصر ازدهر فيه العلم، و اقبل المسلمون علي انتهاله.

و لو تسني لمدرسة الامام الصادق عليه السلام الظهور التام لأدت رسالتها علي أحسن ما يتطلبه واقع المسلمين و ما هم فيه من الحاجة الي نشر التعاليم القيمة في بث روح الأخوة الاسلامية، و العدالة الاجتماعية، و محو المعتقدات الفاسدة و الآراء الشاذة.

ولكن بمزيد الأسف أن السلطة الحاكمة قد اتخذت جميع التدابير لمحاربة تلك المدرسة، لأن شهرة الامام الصادق عليه السلام في العالم الاسلامي كانت تقض مضاجعهم، و تبعث في قلوبهم الوجل من نشاطه العلمي الي جانب ما لأهل بيته من النشاط السياسي، و لهذا فقد كانوا يضعون الخطط التي يأملون فيها الوصول الي غلق أبواب تلك المدرسة و القضاء علي الامام الصادق بكل وسيلة، لأن الانظار أصبحت متجهة اليه، و كانت وفود رجال الامة و طلاب العلم تتسابق الي الحضور عنده، و الاستماع منه حتي كان ذكره حديث الركبان، و كانت أندية العلم في العواصم الاسلامية تلهج بذكره، و ينتهي الاحتجاج في الاستشهاد بقوله.

«و الحقيقة، أن مدرسة الإمام جعفر الصادق الفكرية قد أنجبت خيرة المفكرين، و صفوة الفلاسفة و جهابذة العلماء، و اذا كانت هناك حقيقة يجب أن تقال فهي: أن الحضارة الاسلامية و الفكر العربي مدينان لهذه المدرسة الفكرية بالتطور و الرقي و الخلود، و لعميدها الصادق بالمجد العلمي و التراث الثمين».

كما انها وجهت الأمة الي قواعد الاستنباط و نقد الحديث و بعثت علي النشاط في مجال التأليف و تبويب الأحكام فكانت ملتقي العلماء، و مجمعا لطلابه رغم تلك المحاولات التي تبذل في طريق شهرتها و الوقوف أمام انتشار ذكرها.

و أود بأن اسارع هنا فأشير الي ما يأتي فيما بعد: بأن مدرسة الامام الصادق عليه السلام: كان طابعها التي طبعت عليه و منهجها الذي اختصت به، هو استقلالها الروحي، و عدم خضوعها لنظام السلطة، و لم تفسح المجال لولاة



[ صفحه 69]



الأمر بأن يتدخلوا في شؤونها، أو تكون لهم يد في توجيهها و تطبيق نظامها لذلك لم يتسن لذوي السلطة استخدامها في مصالحهم الخاصة، أو تتعاون معهم في شؤون الدولة، و من المستحيل ذلك - و ان بذلوا جهدهم في تحقيقه - فهي لا تزال منذ نشأتها الاولي تحارب الظالمين، و لا تركن اليهم كما لا ترتبط و إياهم بروابط الالفة، و لم يحصل بينها و بينهم انسجام، و بهذا النهج الذي سارت عليه، و الطابع الذي اختصت به أصبحت عرضة للخطر، فكان النزاع بينها و بين الدولة، يشتد و العداء يتضخم، الأمر الذي جعل المدرسة عرضة للخطر.

و رغم ذلك كله فقد صمدت لتلك الهجمات التي توجهها الدولة لتمحوها من صفحة الوجود، و قد عانت من بطش الجبارين و عسف الظالمين مالا يحيط به البيان.

و علي كل حال فان مدرسة الامام الصادق عليه السلام كانت بعيدة عن التأثر بآراء الحكام الذين يفرضون ارادتهم علي العلم و العلماء، و يحاولون أن تكون لهم السلطة الدينية الي جانب السلطة التنفيذية.

و قد بذل المنصور كل ما في وسعه لجلب رضا الامام الصادق عليه السلام و الفوز بمسايرته له، ولكنه لم يفلح، فقد أعلن عليه السلام مقاطعته، و أوعز الي اصحابه ذلك، فسارت مدرسته علي ذلك الاستقلال الروحي، و نالت تلك الشهرة العظيمة، و خلفت ذلك التراث الثمين و المجد العلمي، و ان الحضارة الاسلامية مدينة لها بالتطور و الخلود. و سيأتي في الاجزاء القادمة مزيد بيان لذلك.


رسالته الي جماعة من اصحابه


و كتب إلي جماعة من اصحابه: اتقوا الله و كفوا ألسنتكم إلا من خير، إلي ان قال: و عليكم بالصمت إلا ما ينفعكم الله به في آخرتكم و يأجركم عليه، و اكثروا من التهليل و التقديس، و التسبيح و الثناء علي الله، و التضرع اليه و الرغبة فيما عنده من الخير، الذي لا يقدر قدره و لا يبلغ كنهه أحد، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهي الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار من مات عليها و لم يتب الي الله و لم ينزع عنها.

و كتب الي جماعة منهم أيضا نقتطف منها:

أما بعد فسلوا ربكم العافية، و عليكم بالدعة، و الوقار و السكينة و التنزه كما تنزه الصالحون منكم، الي أن قال: و عليكم بحب المساكين المسلمين،



[ صفحه 383]



فإن من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله، و اعلموا ان من حقر أحدا من المسلمين القي الله عليه المقت، فاتقوا الله في اخوانكم فان لهم عليكم حقا ان تحبوهم فان الله أمر نبيه بحبهم، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله، و من عصي الله و رسوله و مات علي ذلك مات من الغاوين.

إياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه، و صارت نصرة الله لمن بغي عليه، و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله.

إياكم أن يحسد بعضكم بعضا فان الكفر أصله الحسد.

إياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم يدعو الله عليكم و يستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان دعوة المظلوم مستجابة.

إياكم أن تشره نفوسكم الي شي ء مما حرم الله عليكم، فان من انتهك ما حرم الله عليه حال الله بينه و بين الجنة.


ابان بن عثمان


أبان بن عثمان يحيي بن زكريا اللؤلؤي [1] المتوفي سنة 200 ه.

كان من أهل الكوفة، و كان يسكنها تارة و يسكن البصرة أخري. و قد أخذ عنه من أهل البصرة: أبوعبيدة معمر بن المثني، و أبو عبدالله محمد بن المثني، و أبو عبدالله محمد بن سلام الجمحي، و أكثروا الحكاية عنه في أخبار



[ صفحه 61]



الشعراء و النسب و الأيام. روي عن أبي عبدالله، و أبي الحسن موسي بن جعفر، و ما عرف من مصنفاته الا كتاب جمع فيه المبدأ، و المبعث، و المغازي، و الوفاة، و السقيفة و الردة.

و لأبان أصل يرويه الشيخ الطوسي عن عدة من الأصحاب.

و كان أبان من الستة الذين أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم، و الاقرار لهم بالفقه، و هم: جميل بن دراج، و عبدالله بن مسكان، و عبدالله ابن بكير، و حماد بن عيسي، و حماد بن عثمان، و أبان بن عثمان.

و قد روي عن أبان خلق كثير، منهم الحسن بن علي الوشا، و علي بن الحكم الكوفي، و فضالة بن أيوب، و الحسن بن سعيد، و صفوان بن يحيي و عيسي الفراء، و جعفر بن سماعة و غيرهم.

و كان هو أيضا يروي عن جماعة من أصحاب الامام، كزرارة، و الفضيل بن يسار، و بعدالرحمن بن أبي عبدالله و غيرهم كما هو موجود في كتب الحديث.


پاورقي

[1] معجم الادباء ج 1 ص 109 - 108، و لسان الميزان ج 1 ص 24، و بغية الوعاة ص 177، و فهرست الشيخ الطوسي ص 18، و منهج المقال ص 16، و جامع الرواة ج 1 ص 15 - 12، و غيرها من كتب الرجال و الأدب.


تمهيد


للامام الصادق شخصية قوية، و مكانة مرموقة، و مركز ملحوظ عند سائز الطوائف و جميع الفرق. شخصية أقر لها العدو بالفضل. شخصية هي مثال للصفات الكاملة و المزايا الحميدة، فهو الصادق في لهجته، و المنزه عما لا يليق بمنزلته، و هو زعيم أهل البيت و سيدهم في عصره.

لقب بالصادق لأنه عرف بصدق الحديث حتي أصبح مضرب المثل في عصره و بعد عصره. قال ابن الحجاج و هو الشاعر المشهور:



يا سيدا أروي أحاديثه

رواية المستبصر الحاذق



كأنني أروي حديث النبي

محمد عن جعفر الصادق



لقد كان عليه السلام مفخرة من مفاخر المسلمين لم تذهب قط، و انما بقي منها حتي القيامة صوت صارخ يعلم الزهاد زهدا، و يكسب العلماء علما.

لقد كانت له هيبة يخضع لها جليسه، و صدق لهجة يطمئن اليه من يحدثه، و حسن بيان ينفذ الي قلوب سامعيه، و قد أعطي من قوة البيان و وضوح الحجة ما جعل المعاندين يصغون لحسن بيانه، و يخضعون لبرهانه.

و كان من السابقين بالخيرات رغبة بما وعد الله، و من دعاة الخير الذين لا يدخرون نصحا عن المسلمين، حتي انطبع في قلوب معاصريه من العلماء تعظيمه و تبجيله، فكانوا يقصدونه من كل الأطراف لاستماع مواعظه و الاستفادة من علومه، و كان مجلسه مكتظا بوجوه الناس من أطراف البلاد النائية، يغتنمون فرصة الاتصال به و الانتهال من نمير تعاليمه، و يطلبون المزيد من وصاياه و حكمه النافعة.


استنتاج و تعقيب


لعل ما قدمناه من البيان ينتهي بنا الي نتيجة يحسن أن يقف عندها الباحثون عن تاريخ الشيعة، و ما اعتراه من ملابسات، و ما أحيط به من



[ صفحه 70]



غموض. و كل ذلك يعود الي الخصومة المتكونة بين الشيعة و بين الدولتين الأموية و العباسية. لأن أهل البيت عليهم السلام هم حملة لواء المعارضة في جميع الأدوار، و شيعتهم ينضمون الي جانبهم مهما كلفهم الأمر، و هم أنصار تلك المعارضة، و حملة تلك الدعوة، و قد نكل بهم الأمويون أشد تنكيل و اضطهدوهم أعظم اضطهاد، و قد بلغ الأمر الي حد مؤلم اذ أصبحت التسمية باسم علي توجب الاتهام بالتشيع، و أصبح اسم علي عليه السلام خطرا علي من يذكره بخير حتي التجأ المحدثون الي ان يكنوا عنه.

قال ابن عساكر [1] : و فد زريق القرشي علي عمر بن عبدالعزيز فقال: يا أميرالمؤمنين اني رجل من أهل المدينة و قد حفظت القرآن و الفرائض، و ليس لي ديوان.

فقال له عمر: من أي الناس أنت؟

قال زريق: أنا رجل من موالي بني هاشم.

فقال عمر: مولي من (انت)؟

قال: رجل من المسلمين.

فقال عمر: أسألك من انت و تكتمني؟

فقال زريق: أنا مولي علي بن أبي طالب و كان بنو أمية لا يذكر علي بين أيديهم فبكي عمر حتي وقعت دموعه علي الأرض و قال: انا مولي علي؛ حدثني سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي: انت مني بمنزلة هارون بن موسي.

و القاري ء يدرك بهذه القصة مدي التكتم من ذكر اسم علي في العهد الأموي و لعلنا في غني عن ذكر الشواهد لذلك، و بيان أعمال العنف التي ارتكبها الأمويون في معاملة شيعة علي و ماسجله التاريخ مما لا يمكن انكاره، و ان كان هناك انكار فهو مكابرة و مغالطة.

اما الدور العباسي فقد اشتدت به الخصومة، و تضاعفت المحنة، و أصبح الأمر أشد نكاية و أعظم وقعا: و قد أظهر العباسيون في بداية الأمر عطفهم علي أبناء علي، و الطلب بثارهم، و الانتقام من خصومهم، كسبا للظرف الراهن. و لكن سرعان ما تبدل الأمر فقد تنكر العباسيون للشيعة، لأنهم قد لمسوا عدم الارتياح منهم لدولتهم، و قد فتك السفاح بمن يتهمه بالميل لآل علي من القواد و الزعماء، مع تظاهره بالعطف علي آل علي عليه السلام.



[ صفحه 71]



و انقضت أيام السفاح، و جاء دور المنصور، و هو داهية العباسيين، و يعد في الواقع هو مؤسس الدولة، فكان يحسب لأهل البيت و أنصارهم ألف حساب، لأنه يخشاهم أكثر من غيرهم، فكان يراقبهم عن كثب، و يغري من يحصي عليهم المؤاخذات.

و قد عامل العلويين بالشدة، و قابلهم بالنقمة، و عامل أنصارهم بأقسي أنواع الظلم و الارهاب، و القتل و التشريد، بعد أن عجز عن جلبهم اليه و استخدامهم في دولته ليأمن جانبهم، و يمضي في حكمه بدون معارضة أو مؤاخذة.

و لكن الشيعة قد آثروا الانفصال عن الدولة، مهما نالهم من تعذيب و تنكيل، اتباعا لأوامر الامام الصادق عليه السلام زعيم أهل البيت في عصره، عندما أعلن غضبه علي الدولة و أمر الناس بعدم الركون الي حكامها.

و هكذا تمر الأدوار، و تعظم الأحداث، و يذهب ملك و يأتي آخر، و موقف الشيعة موقف ثبات و معارضة في جميع الميادين، و قد رسخت أقدامهم علي ما اعتقدوه، و هان عليهم في سبيل الميادين، و قد رسخت أقدامهم علي ما اعتقدوه، و هان عليهم في سبيل ذلك ما يلاقونه، من ضروب المحن، و قدموا التضحيات المجيدة، حتي عرفا في قاموس لغة السياسة (انهم أمة هدامة أو حزب ثوري لا يعترفون بنظام الحكم القائم).

و ليس من الصحيح أن يؤخذ مفهوم الشيعة بامثال هذه التعريفات، فالشيعة يعترفون بنظام الحكم الاسلامي الذي تتخذه الدولة شعارا لها، و لكن المعارضة من الشيعة انما هي لنفس الحكام، اذ لم يسيروا علي ما يوجبه ذلك النظام و قد لعبت بهم الأهواء و الشهوات، و حكموا بنظم مختلفة و آراء مضطربة، لا تتفق مع نظم الاسلام و تعاليمه، و ما يدعونه من المحافظة عليب ذلك فهو بعيد عن الواقع. و ثورة الشيعة و معارضتهم انما هي من أجل تطبيق نظام الاسلام الذي رفضه حكام الجور، و ان أعمالهم التي سجلها التاريخ تعطي صورة عن تلك الأمور المتناقضة، و الانكار علي ذلك من أعظم الأخطار التي تهدد الدولة، فمن واجبها أن تقضي علي المنكرين لتلك الأعمال.

و الشيعة - مما لا جدال فيه - هم حملة لواء المعارضة و باسمهم تقوم الثورات المتتالية علي تلك الأعمال المخالفة للاسلام، و كان شعورهم هم بوجوب القضاء علي ذلك النظام الفاسد يبدو مرة، و يمكن أخري، و يظهر حينا و يختفي حينا آخر، و هكذا حتي أصبحوا قادة المعارضة (و أبدوا في ذلك ضروب البسالة فلم يثنهم ارهاب، و لم تلن لهم قناة، و لقد كانوا موضع



[ صفحه 72]



اعجاب الناس و تقديرهم، و لذا فان الخليفة الذي كان يشد قبضة الارهاب علي الشيعة كان يستفز بمسلكه جمهور المسلمين و يثير حفيظتهم) [2] .

و علي سبيل الاجمال فان المصادر التي بين أيدنا تتضمن تلك الحوادث، و تعطي صورة عن تلك الخصومة و اتساع دائرتها، و هي أصدق تفسير لما كان يرمي به أتباع أهل البيت، من تهم و ما يسند اليهم من آراء و اقوال لا وجود لها. و ان استعمال تلك الأساليب الخداعة، في تضليل الناس عن واقع الأمر، كان أقوي سلاح تستعمله السلطة في محاربة الشيعة، فقد كان يسلم من نقمة المخدوعين (من يعرفونه دهريا، و سوفسطائيا، و لا يتعرضون لمن يدرس كتابا فلسفيا او مانويا، و يقتلون من عرفوه شيعيا، و يسفكون دم اسم من سمي ابنه عليا) [3] .

و نتيجة لتلك الخصومة فقد استطاعت السلطة بقوة الحكم و شدة الارهاب، و أساليب الدعاية، أن يقرن اسم الشيعة بالكفر عند ما يطلق، أو بالضلال عندما يعرف، أو البغي عندما يصدر علماء السوء فتوي في وجوب قتل الشيعة و ابادتهم [4] .

فيجب علي المؤرخ أو الكتاب - ان كان هدفه الوصول الي الحقيقة - أن يأخذ أثر تلك الخصومة التي نشبت بين الشيعة و بين ولاة الأمر علي ممر الأيام، بعين الاعتبار، و يكون النظر الي الحوادث بعين العقل من دون تقليد أو تعصب، اذ الاستسلام لكل قول، و الأخذ بكل رأي من دون تمحيص جناية علي التاريخ.

و قد قلت سابقا: ان مهمة المؤرخ عن الشيعة، هي أعسر من مهمة من يؤرخ لغيرها من طوائف المسلمين؛ لوجود عواطف الاتهام، و زوابع الافتراء، طبقا لرغبات ولاة الأمر، مما أوجد غموضا في الموضوع، و تشويها للحقيقة، و قد اندفع أنصارهم لتأييد ما يقترحونه في اتهام الشيعة، و نشرها في المجتمع، حتي نالت تلك الأوهام علي ممر الأيام صبغة الراقع، اذ لم تجد من يكشف عن واقعها بيد لم تلوث بأدران التعصب.

و المؤرخ أو الكاتب اذا كان مقلدا أو متعصبا لم يتسع أفق تفكيره، بل و يضيق مسلكه، فهو لا يؤدي حق التاريخ و أمانة الأجيال، لأن جموده



[ صفحه 73]



علي عبارات سلف نشأوا في عصور مظلمة بتيارات الخلافات المذهبية يجعله اسير آراء شاذة، و ليس لعقله و حرية تفكيره دخل في دراسته، و لئن بقي الأمر علي ما هو عليه، فستبقي القافلة تتعثر في الظلام، كما تبقي براكين العداء تغلي، و يخشي انفجارها بين آونة و أخري، و في كل فترة يبرز كاتب مأجور، يحمل بيده مقدحة الفتنة، ليوقد نارها فنسطلي بلهيبها، و اعداؤنا يعملون عملهم الجدي، فيما يعود عليهم بالنفع و التقدم، و لا نكسب من ذلك الا الخسران و التأخر.

و نحن الآن، و بعد أن لمسنا أضرار ذلك التفكك و الانقسام، نأمل كما يأمل كثير من الناس؛ أن تطرح المغالطات جانبا، و ان يتركز البحث علي اظهار الحقيقة، ليرفع الستار و تزول الأشباح المخفية الجاثمة من ورائه، و هناك يكون التفاهم، و يحصل التقارب الواقعي، و يخسر هنالك المبطلون الذين يعظم عليهم تقارب المسلمين، لأنهم يعيشون في الماء القذر، و لا يهمهم الا الهوس و التهريج، و اثارة الفتنة، خدمة لأسيادهم و طمعا في الحطام الزائل،

تلك عصور مضت و أيام خلت، و ذهبت بما فيها من آلام و محن، أيام كان المسلمون يتخاصمون و يتنازعون، و يكفر بعضهم بعضا. و قد واجهت الأمة الاسلامية أعظم الأخطار، و هي تحيا حياة التفكك و الانقسام.

و الآن و قد ولت تلك الأدوار بما فيها من محن و كوارث، يلزم ان نلقي ستارا علي آثار تلك الخصومات، و ان نحل الامور تحليلا يوصلنا الي الحق الذي يجب ان نتبعه، و ان نوجه الأضواء الكاشفة عن حقيقة يوصلنا الي الحق الذي يجب ان نتبعه، و ان نوجه و الآراء، و لكثير من طوائف المسلمين و بالاخص الشيعة، لتظهر لنا الحقيقة كاملة و نسير علي ضوء العلم و الواقع.

و نحن بهذا الوقت الحاضر لا يسعنا الا الاعتراف بوجود و عي عام يرجي من ورائه ازالة الحواجز، التي حالت بين المسلمين و بين تقاربهم، و الدعوة الي التآلف و التقارب لتشق طريقها بنجاح بين المسلمين جميعا.

و قد عظم ذلك علي كثيرين من ضعفاء النفوس، و ذوي الأقلام المسمومة، الذين لا يروق لهم اتحاد المسلمين و تقاربهم فراحوا يثيرون الفتن و قلوبهم توقد بنار الغيظ (قل موتوا بغيظكم) فالامة الاسلامية قد اصطدمت بواقعها، و الشعور بوجوب بناء العلاقات الاسلامية علي ما أمر الله به و رسوله قد انتشر، و لا يمكن مقاومة هذا الوعي بما تبثونه من غدر و خيانة في نشر



[ صفحه 74]



الخلاف و بذر الحقد بين صفوف المسلمين.

و الي الله نبتهل بان يجمع كلمة الأمة الاسلامية و يحقق آمال دعاة الاصلاح في لم الشعث و جمع الشمل، بعد أن لعبت بهم الأهواء و فرقتهم الخصومة.

و علي هذا الأمل المنشود، و الأمنية التي هي غاية كل مؤمن، نساير الأستاذ الشيخ محمد ابوزهرة في مناقشاتنا له، ببعض ما ورد في مؤلفه (الامام الصادق) فعلي بساط الواقع، يعقد مجلسنا، و علي ضوء العلم نسجل مؤاخذتنا، و خدمة الأمة هدفنا، و رضا الله قصدنا و هو حسبنا و نعم الوكيل.



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] تاريخ ابن عساكر ج 5 ص 320.

[2] ثورة الزنج ص 36.

[3] المصدر السابق ص 35.

[4] رسائل ابن عابدين ج 1 ص 369 - 368 تجد نص فتوي أبي السعود في وجوب قتل الشيعة و جهادهم و مستنده انهم بفاة علي السلطان.


المالكية


و المبطلات عند المالكية هي:

ترك ركن من أركانها عمدا، و ترك ركن من أركانها سهوا، و لم يتذكر حتي سلم معتقدا الكمال و طال الأمر عرفا.

اما اذا سلم معتقدا الكمال ثم تذكر عن قرب فانه يلغي ركعة النقص، و يبني علي غيرها، و تصح صلاته، و أما اذا لم يسلم معتقدا الكمال بأن لم يسلم



[ صفحه 328]



أصلا أو سلم غلطا - فان كان الركن المتروك من الركعة الأخيرة فانه يأتي به و يتمم صلاته، و ان كان من غير الأخيرة ان لم يعقد ركوع الركعة التالية لركعة النقص فان عقد ركوع الركعة التالية الغي ركعة النقص، و لا يأتي بالركن المتروك (و عقد الركوع يكون برفع الرأس منه مطمئنا الا في ترك الركوع فان عقد التالية يكون بمجرد الانحناء في ركوعها).

و منها: رفض النية و الغاؤها، و زيادة ركن، و القهقهة عمدا أو سهوا، و الأكل و الشرب عمدا، و الكلام لغير اصلاح الصلاة عمدا، فان كان الكلام لاصلاحها: فان الصلاة تبطل بكثيره دون يسيره، و تعمد النفخ بالفم، و التصويت و القي ء عمدا و لو كان قليلا، و السلام حال الشك في تمام الصلاة، و طروء ناقض للوضوء، و سقوط النجاسة علي المصلي أو علمه بها أثناء الصلاة و فتح المصلي علي غير امامه، و العمل الكثير الذي ليس من جنس الصلاة، و طروء شاغل عن اتمام فرض كاحتباس بول يمنع من الطمأنينة مثلا.

و ترك ثلاث سنن من سنن الصلاة سهوا [1] مع ترك السجود لها حتي سلم و طال الأمر عرفا.


پاورقي

[1] انظر مختصر خليل في الفقه المالكي ص 24 و الجواهر الزكية في حل ألفاظ العشماوية 151 و الفقه علي المذاهب الأربعة 222 - 1.


خاتمة و خلاصة


رأينا أحمد في حياته، و رافقناه في محنته [1] و ذكرنا بعضا من أخباره و سيرته، و اتضح لنا نهجه و منحاه العلمي، و أن كثيرا من أخباره و ما تتضمن صور عظمته كانت من اغراق الحنابلة في مدحه، لأن أكثر ما أوردوه في ذلك هو من وحي الخيال و بدافع التعصب، و قد نوهنا بالمنامات و غيرها و التي يقصد الحنابلة في كثير منها ليس الي رفع منزلة أحمد و تهويل مكانته فحسب؛ بل و الي خدمة معتقداتهم في التجسيم. نورد لك منها زيادة، فقد اشتهر عن أحمد الجهر بالرؤية حتي ينقطع نفسه، و الاصرار علي ذلك. وراح أحمد يعضد الرؤية في الآخرة برؤيا له اذ قال أحمد: رأيت الله عزوجل



[ صفحه 213]



في المنام!! فقلت: يا رب ما أفضل ما تقرب به المتقربون اليك؟ قال: بكلامي يا أحمد [2] .

و باسناده قال أحمد بن محمد الكعدي: رأيت أحمد بن حنبل في المنام، فقلت: يا أباعبدالله، ما صنع الله بك؟ قال: غفرلي، ثم قال: يا أحمد ضربت في؟ قال: قلت: نعم يا رب. قال: يا أحمد، هذا وجهي، فانظر اليه، قد أبحتك النظر اليه!!!

قال عبدالله بن الحسين بن موسي: رأيت رجلا من أهل الحديث - توفي - فيما يري النائم، فقلت له: بالله عليك ما فعل الله بك؟ قال: غفرالله لي. فقلت: بالله؟ فقال: بالله انه غفرالله لي. فقلت: بماذا غفرالله لك؟ قال: بمحبتي لأحمد بن حنبل. فقلت: فأنت في راحة؟ فتبسم و قال: أنا في راحة و في فرح [3] .

و يحدث أحد شيوخهم: رأيت رجلا بجامع الرصافة في شهر ربيع الآخر من سنة ستين و أربع مائة. فسألته فقال: قد جئت من ستمائة فرسخ. فقلت في أي حاجة؟ قال: رأيت و أنا ببلدي في ليلة جمعة كأني في صحراء أو في فضاء عظيم، و الخلق قيام، و أبواب السماء قد فتحت، و ملائكة تنزل من السماء تلبس أقواما ثيابا خضرا و تطير بهم في الهواء. فقلت: من هؤلاء الذين قد اختصوا بهذا؟ فقالوا لي: هؤلاء الذين يزورون أحمد بن حنبل. فانتبهت و لم ألبث ان أصلحت أمري، و جئت الي هذا البلد، وزرته دفعات، و أنا عائد الي بلدي ان شاءالله اه. الي ما هنالك من أمور لا تدخل في دائرة البحث التاريخي، و هي عندهم من الأسس المعتمدة في تكوين شخصية أحمد. فرؤياهم النبي المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم - كما يدعون - و أنه أمرههم باتباع أحمد. هو عندهم كأمره في اليقظة، و قد أثر ذلك في التحقيق التاريخي عن ترجمة أحمد.

و انتصار المحدثين علي خصومهم المعتزلة خلق جوا من الاضطراب في أخباره و سيرته، فتحامل خصومه و مغالاة أنصاره مع اقبال الدولة عليه، أوجد فجوة كبيرة. كما أن اهمال العامل السياسي من قبلهم أدي الي تعدد و جهات النظر في الواقع



[ صفحه 214]



التاريخي، علي أن مشكلة خلق القرآن و قيام المأمون بالزام الفقهاء في ذلك أوجد مشكلة كلامية تحتاج الي دراسة واسعة في علم الكلام، و بيان الكلام النفساني، و تعلقه بالذات.

كما أن الأسباب التي دعت المأمون الي هذا الالزام، و حملته علي نشر ذلك بالقوة كذلك تحتاج الي دراسة واسعة.

ثم القول بخلق القرآن، هل هو الاحداث، و لا شك أنه محدث، أم أرادوا الخلقة أو التكوين الحادث للكلام و هو من صفات الله، و ان صفاته عين ذاته، و قد عرضناها في هذا الجزء بقدر ما تقتضيه ضرورة البحث.

و غير بعيد أن الحنابلة قد أوهموا علي الناس في هذه المسألة، و جعلوها في قالب آخر، و أوردوها لهم بصورة ينكرها الجميع، و ذلك بتفسيرهم المخلوق بالمكذوب. فقد ورد في كثير من أقوال العرب اختلق كذا أي كذب فيه. و قد ورد عن الخليل بن أحمد - صاحب كتاب العين - أنه كان يمنع أن يوصف الكلام بالمخلوق و يقول: ان الكلام متي وصف بالخلق فالقصد به الكذب، و لهذا يقال: كلام خلقه فلان أي تقوله - و قد مر بنا ذلك سابقا -.

و في أيام المحنة أن بعض الفقهاء لما سئل في القرآن قال: أصفه بأنه محدث، و لا أقول بأنه مخلوق لقوله تعالي: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث).

فمعني أنه مخلوق أي مكذوب و هو غير منزل. و غير بعيد علي قوة دعاية الحنابلة و تغلغلهم في المجتمع أنهم أفهموا الناس بأن المعتزلة يذهبون الي خلق القرآن أي الي عدم كونه منزلا من الله سبحانه و تعالي. و بهذا هبت عواصف الغضب علي المعتزلة، و انتصر عليهم المحدثون.

كما لا أستبعد أن أكثر الحنابلة - الذين يقومون بنشر هذه الدعاية - لا يفهمون ألا المعني اللغوي، و هو أن المخلوق هو المكذوب، و لم يذهبوا مذهب المعتزلة في الكلام و ما هو معني ذلك.

و كيف يستبعد انتشار أمثال هذه الدعاية في عصر انتشر فيه الجهل و الجمود الفكري، و أصبح الناس يسير أكثرهم وراء عاطفة عمياء لا يميز بين الحق و الباطل،



[ صفحه 215]



ولكن هلم فاعجب من رجل يدعي الالمام بالتاريخ، و كلف نفسه كتابة التاريخ الاسلامي، ولكنه محي أكثر مما كتب، و أفسد أشياء كثيرة، و عقد مسائل واضحة.

هذا الرجل هو جرجي زيدان، يعيش في القرن العشرين، ولكنه يعيش في عقلية قرون الجهل و الجمود، فهو يذكر لنا في تاريخه الذي أسماه (التمدن الاسلامي) 3 / 141 ط 1 أن المأمون تمسك بمذهب الاعتزال، و قرب اليه أشياخه، و صرح بأقوال لم يقو هؤلاء علي التصريح بها خوفا من غضب الفقهاء، و في جملتها القول بخلق القرآن، أي أنه غير منزل.

فأنت تري أن جرجي زيدان ينسب للمعتزلة انكار نزول القرآن، و هذا كفر محض، و هو افتراء محض ناشي ء من سوء الفهم، و عدم الالمام بأطراف المسألة، و جهل بالمسائل الكلامية.

و لا نود هنا أن نقف مع مؤلف التمدن الاسلامي فنكشف أخطاءه المتعمدة و غيرها. فنحن قد سجلنا عليه الكثير من ذلك، و يكفي هنا تغييره لهذه المسألة، و تحويلها من الصراع الفكري الحاد الي جمود لا يتعدي الخلاف بمفهوم اللفظ اللغوي الذي يجعل المسألة من أبسط المسائل و أوضحها. و ان اطلاق المخلوق علي المكذوب أمر لا يحتاج الي أبحاث علمية و منازعات كلامية بين المعتزلة و المحدثين.

و كما قلنا ان الحنابلة قد انتصروا علي خصومهم بما كان لكلمة مخلوق من دلالة، و هي أنه مكذوب. و بهذا استطاعوا أن يحركوا شعور المجتمع ضدهم. ولكن قوة الحكم و عنف المؤاخذة و حمل الناس قسرا علي القول بخلق القرآن جعل للمعتزلة قوة يتحصنون بها. حتي اذا حان الوقت، و زال ذلك الحكم، و تبدل وضع الدولة؛ فشل المعتزلة فشلا ذريعا، و نالهم الأذي، و نسب الناس اليهم كل قبيح. و كان لثبات أحمد، و للظروف التي ساعدته علي ذلك أثر في طلوع نجمه، بعد أن أفل نجم المعتزلة بقيام المتوكل العباسي، و رفعه للمحنة. و لعل من هذا الفهم لكلمة مخلوق، و اتهام المعتزلة بأنهم ينفون وجوده و تنزيله، كان للمتوكل شأن بين المحدثين، فجمع العلماء من الفقهاء و المحدثين و كان فيهم - كما مر بنا - مصعب الزبيري، و اسحاق بن أبي اسرائيل، و ابراهيم الهروي، و عبدالله و عثمان ابنا أبي شيبة، فقسمت بينهم الجوائز، و أجريت عليهم الأرزاق، و أمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، و أن يحدثوا



[ صفحه 216]



بالأحاديث التي فيها الرد علي المعتزلة و الجهمية، و أن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية. فجلس عثمان بن أبي شيبة في مدينة المنصور، و وضع منبرا، و اجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا. و جلس أبوبكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، و اجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا.

و يلاحظ من هذا أن مشكلة خلق القرآن كانت قضية سياسية بدءا و ختاما، فقد قام المأمون بفرض ما يرتئيه، و حمل الناس قسرا علي معتقده، و امتحن الناس بعنف و شدة، فقرب من يقول بمقالته، و عاقب من يخالفه بألوان العذاب. و علي ذلك سار خلفه، و قد حاولوا جعل الاعتقاد بخلق القرآن عقيده رسمية، فقد كان أحمد بن أبي دؤاد يأمر المعلمين في الكتاتيب أن يلقنوا الصبيان أن القرآن مخلوق، و أن يصبح ذلك من الدروس التي يلزم تدريسها في معاهد التعليم، لينشأ الجيل الجديد علي عقيدة الاعتزال التي فرضتها الدولة، و امتحن الناس بها.

أما في النهاية، أي في دور المتوكل، فكان الأمر كسابقه يتصف بالقهر و العنف و الشدة، و حمل الناس علي ما ترتضيه الدولة من القول: بأن القرآن غير مخلوق. و هكذا ضاع جوهر المسألة، و ابتعدت عن مقوماتها العلمية و ما تحتاج اليه من دراسة، و تقديم الطرق العلمية نفيا و اثباتا، بل زاد الأمر تعقيدا باستعمال لفظة مخلوق أي مكذوب، و أشيع في الناس أن المعتزلة يذهبون الي أن القرآن غير منزل من الله تعالي. و المعروف أن المعتزلة علي اختلاف فرقهم و متكلميهم لم يكن أحد منهم يذهب الي ما اتهموا به من الطغي في القرآن و التشكيك في أنه منزل من عندالله، و قد صدروا في نظريتهم عن الصفات، و منها صفة الكلام التي ترتب عليها قولهم بأن القرآن مخلوق عن ايمان صادق حرصوا فيه علي تأكيد وحدانية الله و تنزيهه، حتي وسموا بأهل العدل و التوحيد.

و في عهد المتوكل سار الناس علي غير هدي و لا وضوح للمسألة، بل كان الأمر سياسيا و خارجا عن دائرة النزاع العلمي الذي يؤدي الي نتائج واضحة سلبا أو ايجابا، و لعل أكثرهم يود التعرف علي حقيقة الأمر، و يكتم ذلك خوفا من السلطة و من الأحداث ما يصرح باعتلاج النفوس و ازدحام الأذهان بالتساؤلات التي تدور بين طبقي رحي السلطة و التعنت. فالامام أحمد لايني عن تكفير من تسول له نفسه الاستفسار أو تحري الحق، و لا يتردد في معاملتهم كالمرتدين، فكلام الله غير



[ صفحه 217]



مخلوق، و من قال أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم، و من لم يكفر قائله فهو كافر، أو انهم كفار يستتابون.

و استمر أصحابه علي نهجه، كما باتت فرص تحكمهم في الناس من خلال السلطة أكبر. و ورث أنصارهم هذا المنحي في التعنت و التزمت.

و الي هنا نتوقف عن الحديث عن أحمد.. و ننهي الجزء السابع من كتاب «الامام الصادق» وسيليه الجزء الثامن بعونه تعالي و توفيقه.


پاورقي

[1] راجع الجزء الرابع من «الامام الصادق و المذاهب الأربعة».

[2] الاحياء ج 3 ص 497.

[3] الجرح و التعديل ج 1 ص 308.


الانتقال الي مصر


لا شك أن الشافعي كان طموحا، فلم يتمكن من الاقامة في بغداد الي جانب محمد بن الحسن الشيباني وصفته فيها طالب علم، حتي قال: حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي. و مرة قال: و قر بعير ليس عليه الا سماعي منه [1] و كان في قدومه الأول منقطعا الي الحسن.

و تختلف الروايات في الأسباب التي حملت الشافعي علي الانتقال الي مصر، و نحن نرجح أن يكون اصطدامه بحواجز الشهرة و السلطان التي كانت تقف أمامه و تحيط مكانة محمد بن الحسن، و بلوغه درجة علمية يطمح الي مكانة أعلي لا يبلغها بوجود محمد بن الحسن.

و قد قيل: انه كان يتشوق الي مصر، و رووا له شعرا بذلك:



أري النفس قد أضحت تتوق الي مصر

و من دونها قطع المهامه و القفر



فوالله ما أدري أللفوز و الغني

أساق اليها أم أساق الي القبر؟



و هذه الأبيات تنسب الي الحسن بن هاني المعروف بأبي نؤاس، و ان الشافعي تمثل بها.

و قيل انه قدم مصر رغبة منه في معارضة انتشار أقوال أبي حنيفة و مالك - كما حدث الربيع - قال: سألني الشافعي عن أهل مصر، فقلت: هم فرقتان فرقة مالت الي قول مالك و ناضلت عليه، و فرقة مالت الي قول أبي حنيفة و ناضلت عليه. فقال: أرجو أن أقدم في مصر ان شاءالله فآتيهم بشي ء أشغلهم به عن القولين.

و الحقيقة انه قوبل في مصر كتلميذ لمالك، و كان لمالك ذكر في مصر و تلامذته ينشرون أقواله و يتبعونه، و نزل ضيفا علي محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، فكرم مثواه، و كانت لمحمد هذا مكانة في مصر، و هو من تلامذة مالك و اليه انتهت الرياسة في مصر و لا يعدلون به أحدا.



[ صفحه 410]



و كان نزول الشافعي عنده من عوامل ظهور الشافعي، فهو معدود من تلامذة مالك، و آل الحكم لذلك فقدموا له كلما يحتاجه، و الأغلب أن للشافعي قدومين الي مصر، الأول كان سنة 188 ه و فيه كان نزوله عند آل الحكم، و بعده عاد الي بغداد للمرة الثانية سنة 195 ه فاختلف اليه جماعة من العلماء منهم: أحمد بن حنبل و أبوثور الكرابيسي و الزعفراني، و أملي أقواله و آراءه، و هو ما يعرف بمذهبه القديم. ثم رجع الي مكة و عاد الي العراق سنة 198 ه للمرة الثالثة، فأقام بها مدة يسيرة، و في آخر سنة 199 ه عاد الي مصر و أملي مذهبه الجديد. و هذه التواريخ تقويها أحداث حياة الشافعي المعروفة، و لقد ضمت كتب المناقب و السير أن القدوم الي مصر كان مرة واحدة، و أن بقاءه في بغداد - آخر قدوم له - كان شهرا، ولكن بعض الوقائع تخل بهذا الترتيب.

و الظاهر أن ابن عبدالحكم و أهله لمسوا من الشافعي طموحه، فأخذوا في الأعداد لشهرة الشافعي و لرئاسته، فنري ابن عبدالحكم يقول: لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتي انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية [2] .

و في مصر ظهرت مواهب الشافعي العلمية و مقدرته وسعة اطلاعه، و قصده الناس، و أصبح له تلامذة، و أملي مذهبه الجديد، و كان ابن الحكم المساعد الأول له. فقد أقبل علي مذهب الشافعي و تحمس له، و تحول عن مذهب مالك، و لما استخلف الشافعي البويطي في حلقته، نقم ابن الحكم، و عاد الي المذهب المالكي، و تحول عن الشافعي تماما، و وضع كتاب الرد علي الشافعي فيما خالف الكتاب و السنة. و في مصر تنكر الشافعي لأستاذه مالك. فرد أقواله. و عظم ذلك علي المالكية و تعصبوا عليه، و سعوا به عند السلطان، و قالوا له: أخرجه و الا أفتتن به البلد. فأتاه الشافعي فكلمه فامتنع الوالي و قال: ان هؤلاء كرهوك، و أخشي الفتنة. فقال له الشافعي: أجلني ثلاثة أيام، فمات الوالي فيها [3] و كان الشافعي لما دخل مصر حضر الي السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن علي، و سمع عليها الحديث، و كانت لها منزلة في مصر [4] و هي زوجة اسحاق بن الامام جعفر بن محمد الصادق.



[ صفحه 411]



و أدي اتساع حلقة الشافعي في مصر الي سخط المالكية، و الي تعرضه الي مسلك من التعصب. فذكر الساجي: ان الشافعي انما وضع الكتب علي مالك بسبب أنه بلغه أن قلنسوة لمالك يستسقي بها، و كان يقال لهم: قال رسول الله. فيقولون: قال مالك. فقال الشافعي: انما مالك بشر يخطي ء. فدعاه ذلك الي تصنيف الكتاب في اختلافه معه و كان يقول: استخرت الله في ذلك مدة سنة.

و في مصر بلغ الشافعي درجة من الاجتهاد و النضج العلمي. و لا نشك في ذلك، فان القول القديم و هو العراقي، و القول الجديد و هو المصري، أو مذهبه الجديد و مذهبه القديم، ينمان عن تطور في المدارك، وسعة في التحصيل. و لقد قيل أن السبب في هذا التحول في الأقوال هو من عوامل البيئة و من مظاهر التأثير بالأوضاع، و الأمر قد يتسع للأقوال بهذا الخصوص، ولكنها لا تتسع للادعاء بأنه أعلم الأمة، و أن أمر التشريع انحصر به، و انتهي اليه الفقه. فاذا نظرنا الي المدة فان الشافعي رحمه الله توفي 204 ه فهي لا تكفي ليتحقق هذا الادعاء،و قد وجدنا من المبالغات في مواهبه ما لا يقره الواقع، و لا يحتمله العقل. ولكن عواطف الأصحاب، و الايقاع، و مماحكات التعصب، و ظروف التنازع المذهبي أدت الي تعاطي ما يخالف الحقائق.

و من الانصاف القول أنه لم يبلغ الدرجة التي يستحق أن يكون بها عند أتباعه، لأن الاساءة بوضع الأقوال بتأثير ردود الأفعال واضحة، و الامام الشافعي له من العلم و الفضل الحقيقيين ما يغني، و احتلاله المنزلة التي يراها هو لنفسه خير من عواطف و ردود أفعال مرتجفة.

و قد قلنا و تحدثنا مرارا عن أمواج الادعاءات، و قد كان الشافعي يعترف لأحمد بن حنبل بأنه أعلم منه في الحديث.

لقد امتاز الشافعي عن غيره من أئمة المذاهب بتدوين مذهبه و تأليف كتبه. و قد ذكر له كثير من الكتب، ذكرها ابن النديم و البيهقي و ياقوت، و نسب له المسند، و ليس من تأليفه، و انما استخرجه بعض أصحابه من أسانيد الأم. و قد كان تدوين المذهب، سببا في الادعاء أن الشافعي هو أول من قعد القواعد و أصل الأصول، و هو ما يجافي الحقيقة و لا يتفق مع الواقع، لأن التدوين لا يعني السبق في تقعيد القواعد و تأصيل الأصول، و انما هو تحرير للمذهب و تقرير للرأي، و قد ناقشنا في فصل (تدوين العلم) في الجزء الثاني ذلك، فلا حاجة الي ذكر المزيد هنا.



[ صفحه 412]



و القصد، فان الانتقال الي مصر لم يكن كرحلاته السابقة لطلب العلم، انما اختار بلدا و هو عازم علي أن يكون محلا لاقامته ليس فيه من ينازعه. فقد حل بين رجال يجمعهم اتباع مالك، و لما استقر أخذ في الرد علي أستاذه، و قد انتهي الي مذهبه الجديد و قد كلفه ذلك حياته، اذ اعتدي عليه أتباع مالك.

و كيف كان فقد جاء الشافعي بمذهبه الجديد، و كن قد درس المذهبين: مذهب أهل الرأي و مذهب أهل الحديث. و قد لاحظ ما فيهما من نقص، فبدا له أن يكمل ذلك، و أخذ ينقص بعض التعريفات منه ناحية خروجها من متابعة نظام متحد في طريقة الاستنباط، و ذلك يشعر باتجاهه في الفقه اتجاها جديدا لا يكاد يعني بالجزئيات و الفروع.

و خير ما يلخص مسلكه هو أنه قال: الأصل قرآن و سنة، فان لم يكن، فقياس عليهما. و اذا اتصل الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و صح الاسناد فهو سنة، و الاجماع أكبر من الخبر المفرد، و الحديث علي ظاهره، و ما احتمل معاني فما اشتبه منها ظاهر أولاها به، و اذا تكافأت الأحاديث فأصحها اسنادا أولاها، و ليس المنقطع بشي ء ما عدا منقطع ابن المسيب، و لا يقاس أصل علي أصل، و لا يقال للأصل لم و كيف. و انما يقال للفرع، فاذا صح قياسه صح و قامت به الحجة.

فهو بهذا المسلك و بهذا المنحي قد رد علي مالك، لتركه الأحاديث الصحيحة لقول واحد من الصحابة أو التابعين أو رأي نفسه.

و هاجم أباحنيفة و أصحابه لأنهم يشترطون في الحديث أن يكون مشهورا، و يقدمون القياس علي خبر الآحاد و ان صح سنده، و أنكر عليهم تركهم لبعض السنن لأنها غير مشهورة، و عملهم بأحاديث لم تصح عند علماء الحديث، بدعوي أنها مشهورة. و وقف في القياس موقفا وسطا، فلم يتشدد فيه تشدد مالك، و لم يتوسع فيه توسع أبي حنيفة [5] .

و يقول امام الحرمين الجويني: فمالك أفرط في مراعاة المصالح المطلقة



[ صفحه 413]



المرسلة غير المستندة الي شواهد الشرع، و أبوحنيفة قصر نظره علي الجزئيات و الفروع و التفاصيل من غير مراعاة القواعد و الأصول.

ثم يتعقب ذلك الجويني - كشافعي - فيقول: و الشافعي (رض) جمع بين القواعد و الفروع، فكان مذهبه أقصد المذاهب، و مطلبه أسد المطالب.

و تدلنا الحوادث بوضوح أنه لقي أذي كثيرا في اظهار مخالفته لمالك و رده عليه، كما أنه لم يلق في مصر الاقبال الذي كان يرجوه و يأمله رجل مثله، فقد جفاه الناس و لم يجلس اليه أحد، فقال له بعض من قدم معه: لو قلت شيئا يجتمع اليك الناس.

فقال: اليك عني و أنشأ:



أأنثر درا بين سارحة النعم

و أنظم منثورا لراعية الغنم [6] .



و كان يظهر التذمر و التألم، و يدلنا علي ذلك قوله:



و أنزلني طول النوي دار غربة

اذا شئت لاقيت امرءا لا أشاكله



أجامعه حتي تقال سجية

ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله [7] .



و قال الكندي: لما دخل الشافعي مصر كان ابن المنكدر يصيح خلفه: يا كذا... دخلت هذه البلدة و أمرنا واحد و رأينا واحد؛ ففرقت بيننا و ألقيت بيننا الشر، فرق الله بين روحك و جسمك [8] .


پاورقي

[1] الانتقاء.

[2] تاريخ بغداد.

[3] توالي التأسيس ص 84.

[4] وفيات الأعيان ج 5 ص 57.

[5] انظر تمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية للأستاذ مصطفي عبدالرزاق ص 225. و ضحي الاسلام لأحمد أمين ج 2 ص 224.

[6] معجم الأدباء.

[7] معجم الأدباء.

[8] الولاة و القضاة ص 438.


مع أهل الكوفة و أبي حنيفة


و لقد يقول له قائل: ان لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر و عمر! فيجيب: «بري ء الله من جارك. و الله اني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر» [1] .

أو يسأله السؤال ذاته سالم بن أبي حفصة، فيجيب بما أجاب أبوه الباقر: «يا سالم تولهما و ابرأ من عدوهما، فانهما كانا امامي هدي رضي الله عنهما» [2] .

يقول سالم: قال لي جعفر: «أيسب الرجل جده؟ أبوبكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة ان لم أكن أتولاهما و أبرأ من عدوهما» [3] .

و لقد كان لجده زين العابدين ابن أسماه عمر [4] ، و كان زين العابدين يترحم علي أبي بكر و عمر و عثمان.



[ صفحه 221]



و يقول أبوحنيفة: استأذنت عليه فحجبني، و جاء قوم من أهل الكوفة استأذنوا لهم فدخلت معهم، فلما صرت عنده قلت: يا ابن رسول الله، لو أرسلت الي أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم، فاني تركت فيها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم! فقال: لا يقبلون مني، فقلت: و من لا يقبل منك و أنت ابن رسول الله؟ فقال الصادق: أنت أول من لا يقبل مني، دخلت بغير اذني، و جلست بغير أمري، و تكلمت بغير رأيي، و قد بلغني أنك تقول بالقياس، فقلت: نعم أقول به، فقال: ويحك يا نعمان، أول من قاس ابليس حين أمر بالسجود لآدم فأبي و قال: خلقتني من نار و خلقته من طين! أيهما أكبر يا نعمان: القتل أم الزنا؟ قلت: القتل، قال: فلم جعل الله في القتل شاهدين و في الزنا أربعة؟ أيقاس لك هذا؟ قلت: لا، قال: فأيهما أكبر: البول أو المني؟ قلت: البول، قال: فلماذا أمر في البول بالوضوء و أمر في المني بالغسل؟ أيقاس لك هذا؟ قلت: لا، قال: أيهما أكبر الصلاة أم الصوم؟ قلت: الصلاة، قال: فلم وجب علي الحائض أن تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟ أيقاس ذلك؟ قلت: لا، قال: فأيهما أضعف: المرأة أم الرجل؟ قلت: المرأة، قال: فلم جعل الله للرجل سهمين في الميراث و للمرأة سهما أيقاس ذلك؟ قلت: لا.

قال: و قد بلغني أنك تقرأ آية من كتاب الله (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم): أنه الطعام الطيب و الماء البارد في اليوم الصائف، قلت: نعم، قال: لو دعاك رجل و أطعمك و سقاك ماء باردا، ثم امتن عليك، ما كنت تنسبه اليه؟ قلت: البخل، قال: أفبخل علينا؟ قلت: فما هو؟ قال: حبنا أهل البيت [5] [6] .



[ صفحه 222]



والمسلمون يرفعون أباحنيفة الي مكانته العليا بين كبار المجادلين من أهل الاسلام، و لا يجدونه ساكتا في يوم من الأيام، كهيئة ما كان في ذلك المقام.

فأما تفسير القرآن بما ينفي البخل عن المعطي جل شأنه فحجة الصادق فيه لا راد لها، و أما حجاجه بعدم طاعة أهل الكوفة فظاهر لأبي حنيفة، امام الكوفة في الفقه و الأدب الديني و الاجتماعي، الذي دخل و جلس و تكلم دون أن يطيع، ثلاث مرات.

أما أسئلته عن القياس فقد وضعت القياس موضع التهمة، و لم يحر أبوحنيفة جوابا، و هو



[ صفحه 223]



المقتدر. و لو سأل الصادق أباحنيفة عن حكمة كل حكم لأجاب، و أضاف: أن كل ذلك ليس يمنع القياس عنده. و ربما كان أبوحنيفة يومذاك كهيئته يوم سكت عن الرد بأن الظبي لا تكون له رباعية [7] ، مخافة أن يظن به ظان أنه يريد ردا علي الامام، في حين أنه قد جاء الي مجلسه ليتعلم، أو اجلالا منه لمقام الامام و هو بين يديه، فذلك أدب الأئمة الذي جعل الشافعي و هو يصلي عند قبر أبي حنيفة [8] لا يرفع يديه، و يقول: أدبا مع هذا الامام أن أظهر خلافه بحضرته.

طعم أبوحنيفة يوما مع الامام الصادق، فرفع الامام يده حمدا لله، ثم قال: «اللهم هذا منك و من رسولك»، قال أبوحنيفة: يا أباعبدالله، أجعلت مع الله شريكا؟ قال الامام: ان الله يقول في كتابه: (و ما نقموا الا أن أغناهم الله و رسوله من فضله) [9] فقال أبوحنيفة: لكأني ما قرأتها قط في كتاب، و لا سمعتها الا في هذا الموقف [10] .

و لقد يدخل عليه سفيان الثوري و فيه قول القائل: «ما رأيت الغني أذل منه في مجلس الثوري، و لا الفقير أعز منه في مجلس الثوري» [11] و الذين يجلون ورع الامام أحمد بن حنبل يشبهونه فيه بسفيان الثوري، و سفيان الثوري يسمي أميرالمؤمنين في الحديث [12] ، و حسبه أن



[ صفحه 224]



يكون من تلاميذه في الحديث ابن جريج امام مكة، والأوزاعي امام الشام، و مالك بن أنس امام المدينة، و ابن اسحاق [13] امام المحدثين في السيرة، و هو فوق كل ذلك امام عامل، رمي كتاب المهدي له في دجلة - و فيه توليته للقضاء - و هرب من السلطان، فولي شريكا [14] بدله.

و كان سفيان كثير المغاضبة للخلفاء، و لهذا كثر ما كان الخليفة يطلب دمه، و كان يختفي عن عيونه.

يستأذن سفيان علي الامام، فلا يرفض الاذن بل يدخله ليعلن له أن ظهوره في المجلس العلمي و هو مختف أمر غير سائغ؛ صيانة للمجلس العلمي من أن يكون مجلس المطلوبين، و حماية للمطلوب ذاته، و حفظا لعلاقة الامام بالخليفة، و مع ذلك لا يضن الامام عليه بالحكمة، يقول ابن أبي حازم [15] كنت عند جعفر الصادق يوما و اذا بسفيان الثوري بالباب، فقال: ايذن لي، فدخل، فقال له جعفر: انك رجل يطلبك السلطان في بعض الأحيان، و نحضر عنده، و أنا أتقي السلطان، فاخرج عني غير مطرود [16] قال سفيان: حدثني حديثا أسمعه و أقوم. قال الامام: حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله، و من استبطأ الرزق فليستغفر الله، و من حزنه أمر فليقل: لا حول و لا قوة الا بالله» [17] .

طلب اليه سفيان يوما أن يعظه، فقال: «يا سفيان، لا مروءة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسي ء الخلق». فقال سفيان: زدني، قال: «يا سفيان، ثق بالله تكن



[ صفحه 225]



مؤمنا، و ارض بما قسم الله تكن غنيا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر يعلمك فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون الله عز و جل» فاستزاده سفيان، فقال: «من أراد عزا بغير عشيرة، و غني بغير مال، فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته» [18] .

فاذا أوصي زرارة عندما ولي القضاء، ذكره حساب السماء، قال: «انه اذا كان يوم القيامة و جمع الله الخلائق سألهم عما عهد اليهم، و لم يسألهم عما قضي عليهم» [19] فالقضاء أمانة الله، و اذا كان القاضي يجري عليه قضاء الله فهو مسؤول عما يجري به قضاؤه علي غيره.

و يوصي الامام ابنه موسي الكاظم فيقول: «يا بني، من رضي بما قسمه الله له استغني، و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره. يا بني: من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء و قر، و من دخل مداخل السوء اتهم. يا بني، اياك أن تزري بالرجال فيزري بك، و اياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بني، قل الحق لك أو عليك. يا بني، كن لكتاب الله تاليا، و للاسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف» [20] .



[ صفحه 226]



و تصبح هذه الوصية تراثا للائمة بعده، فيعلن الامام الثامن علي الرضا: أنه «» ما ترك هذه الوصية الي أن توفي» [21] .

ولقد يفد علي المجلس الكميت [22] - شاعر أهل البيت - كما كان يدخل علي زين العابدين [23] و الامام يعرف انبعاث الشاعر، و يخشي عليه من الخيال الصادق في تصوير ظلم يعانيه أهل البيت. و شعر الكميت من أسير الشعر في الأدب العربي - و البرد تنقل للخليفة



[ صفحه 227]



الخب ء من أي شي ء - فيستأذن الكميت الامام قائلا: جعلت فداك، ألا أنشدك؟ فينبهه الامام قائلا: «انها أيام عظام» [24] فيقول الكميت عن القصيدة: انها فيكم، و يقول الامام: هات، فينشده قصيدته التي مطلعها:



ألاهل عم في رأيه متأمل

و هل مدبر بعد الاساءة مقبل



الي أن قال:



كلام النبيين الهداة كلامنا

و أفعال أهل الجاهلية تفعل



رضينا بدنيا لا نريد فراقها

علي أننا فيها نموت و نقتل



و نحن بها مستمسكون كأنها

لنا جنة مما نخاف و نعقل



فكثر البكاء و ارتفعت الأصوات، الي أن قال:



كأن حسينا و البهاليل حوله

لأسيافهم ما يختلي المتبقل



فلم أر مخذولا أجل مصيبة

و أوجب منه نصرة حين يخذل



فرفع جعفرالصادق يديه و قال: «اللهم اغفر للكميت ما قدم و ما أخر، و ما أسر و ما أعلن، و أعطه حتي يرضي» ثم أعطاه ألف دينار و كسوة، قال الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا، ولو أردتها لأتيت من هي لديه، و لكني أحببتكم للآخرة، فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فاني أقبلها لبركتها، أما المال فلا أقبله [25] .


پاورقي

[1] الكامل لعبد الله بن عدي: ج 3 ص 132، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج 35 ص 332، تهذيب الكمال للمزي: ج 5 ص 80، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 6 ص 258، تهذيب التهذيب: ج 2 ص 88.

[2] تهذيب الكمال، ج 5 ص 80 و ج 36 ص 140، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 258، تهذيب التهذيب: ج 9 ص 312.

[3] معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري: ص 51، تاريخ مدينة دمشق: ج 54 ص 285، تهذيب الكمال: ج 5 ص 80، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 258.

[4] و هو الملقب بالأشرف، و ذلك بالنسبة الي عمر الأطرف ابن أميرالمؤمنين عليه السلام، فان هذا لما نال فضيلة النسب الي الزهراء البتول عليهاالسلام و أميرالمؤمنين عليه السلام كان أشرف من الثاني الذي سمي بالأطرف؛ لأن فضيلته من طرف واحد، و هو طرف أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام.

و عمر الأشرف هو جد علم الهدي السيد المرتضي، و قد بينه الشريف المرتضي بقوله: أما عمر بن علي الأشرف فهو فخم السيادة جليل القدر و المنزلة، و كان عالما في دولة بني أمية و بني العباس.

و قد سئل الباقر عليه السلام: أي اخوانك أحب اليك؟ فلما وصل الي عمر قال: «فأما عمر فهو عيني التي بها أري». (منتهي الآمال للقمي: ج 2 ص 69).

[5] يلاحظ أن مدرسة المحدثين ضائقة الصدر بالقياس، و مدرسة المدينة - وعلي رأسها مالك - تقدح في أهل العراق؛ لكثرة ابداء الآراء باستعمال القياس.

و لئن كان لنا أن نلاحظ تأثر أبي حنيفة الكامل بمنهج الامام الصادق في الاعتبار بالآيات الدالة علي الحقائق (أبوحنيفة بطل الحرية و التسامح في الاسلام للمؤلف صفحة 178 طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية) أو تأثر مالك بمنهج الامام الصادق في عدم المجازفة بالرسي (مالك بن أنس للمؤلف صفحة 76 و ما بعدها طبعة دار المعارف) اننا نقطع كذلك بأثره في النهي عن القياس، فلقد نفع النهي القياسين أنفسهم، فضبطوا القياس و تحروا كل الدقة فيه؛ ليتفادوا المجازفة، ثم جاء الشافعي فأصله و قعده، و هو القائل: «و الاجتهاد القياس».

يقول الفخر الرازي: «العجيب أن أباحنيفة كان تعويله علي القياس، و خصومه يذمونه بسبب كثرة القياسات، و لم ينقل عنه و لا عن أحد من أصحابه أنه صنف في اثبات القياس ورقة! و لا أنه ذكر في تقريره شبهة، فضلا عن حجة، و لا أنه أجاب عن دلائل خصومه في انكار القياس، بل أول من قال في هذه المسألة وأورد فيها الدلائل هو الشافعي». فأبو حنيفة استعمل القياس، و الشافعي استعمله و أصله و قعد القواعد للعاملين به.

و قد أفاد الشيعة كثرة ما آل اليهم من السنة و نصوص الحديث، فلم يلجأوا للقياس، كما كانت قواعدهم الأخري كافية لبلوغ غرضهم، و من أسباب الاقبال علي القياس في العراق قلة ما سلموه من نصوص السنة. و انما اتسع فقه أحمد بن حنبل بكثرة السنن التي جمعها و اعتمد أصحابه عليها، مع تعويله علي أصل الصحابة، فزاد مصادر الفقه أصلا بتمامه. و القياس الذي يلجأ اليه المجتهدون من أهل السنة، هو الحاق أمر لم يرد في حكمه نص أو اجماع، بأمر ورد في حكمه نص أو اجماع؛ لاشتراكهما في المعني الذي شرع هذا الحكم من أجله، فثمة أركان أربعة: الأصل و هو النص، والفرع و هو الأمر الذي لم يرد في حكمه نص، والمعني الذي من أجله شرع الحكم، و المطلوب و هو الحكم.

و هم يضعون للقياس شروطا:

1- أن يكون حكم الأصل ثابتا بنص في الكتاب أو السنة أو الاجماع.

2- أن يكون لحكم الأصل علة يدركها العقل: فمن الأحكام ما هو تنفيدي لا يجوز القياس فيه؛ كتحديد عدد الركعات، و مقدار الأنصباء في الأموال التي تجب فيها الزكاة، و تحديد عدد الطواف حول الكعبة. فهذه مقدرات لا يقاس عليها؛ لأن العقل لا يدرك علية مقاديرها.

و جميع الأحكام الا قليلا منها، كالتي سبق، يمكن للعقل ادراك المعاني التي شرعت الأحكام لأجلها.

3- أن يتساوي الفرع و الأصل في المعني الذي شرع حكم الأصل من أجله، و الا كان القياس فيه مع الفارق. و أن يكون المعني ظاهرا؛ لأنه معرف للحكم الخفي، و الخفي لا يعرف الخفي.

4- أن لا يكون في الفرع نص أو اجماع يدل علي حكم يخالف القياس.

5- أن لا يكون حكم الأصل خصوصية من الخصوصيات؛ كاختصاص الرسول بزواج من زدن علي الأربع، و اختصاص خزيمة بأن تعدل شهادته رجلين. و أن لا تكون العلة قاصرة علي الأصل، لا يمكن تعدية حكمها الي الفرع. و بالقياس أمكن أهل السنة البناء علي النصوص، و استعمال العلل في تحقيق مقاصد الشارع. (منه).

[6] ذكره المجلسي و القاضي نعمان مفصلا، و ذكر الباقون موضع الحاجة منه: بحارالانوار للعلامة المجلسي ج 10 ص 220، شرح الاخبار للقاضي النعمان المغربي: ج 3 ص 300 المجدي في أنساب الطالبيين لعلي ابن محمد العلوي ص 94، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني: ج 1 ص 61، دعائم الاسلام للقاضي النعمان: ج 1 ص 91، وسائل الشيعة للحر العاملي: ج 27 ص 46، ص 48، مستدرك الوسائل ج 17 ص 253، مسند أبي حنيفة لابي نعيم الاصبهاني ص 66.

[7] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 1 ص 327، مناقب أهل البيت للمولي حيدر الشيرواني: ص 270.

[8] ذكر صاحب تاريخ بغداد: ج 1 ص 123: أن الشافعي قال: «اني لأتبرك بأبي حنيفة، و أجي ء قبره كل يوم، فاذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين و جئت الي قبره، و سألت الله تعالي الحاجة عنده، فما تبعد أن تقضي».

[9] التوبة: 74.

[10] وقرأ معها الآية: 59 من سورة التوبة: (و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله) راجع: وسائل الشيعة: ج 24 ص 351 و ج 16 ص 482، الغيبة للنعماني: ص 151، كنز الفوائد لأبي الفتح الكراچكي: ص 196، ج 10 ص 216 و ج 47 ص 240 و ج 63 ص 384، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 529، درر الأخبار لحجازي خسرو شاهي: ص 354.

[11] تفسير الثوري لسفيان الثوري: ص 17، الجرح و التعديل للرازي: ج 10 ص 97، ص 100، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج 9 ص 162، و بتغيير بسيط في سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 7 ص 275.

[12] سماه بذلك أحمد بن حنبل، قال: كان [سفيان] يسمي أباالزناد أميرالمؤمنين في الحديث. لا حظ الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي: ج 2 ص 905.

و هذا اللقب ليس من مختصات سفيان الثوري، بل شاركه فيه العشرات من ائمة الحديث؛ كابن راهويه، و محمد بن اسحاق، و مالك بن أنس، و شعبة بن الحجاج، و هشام الدستوائي، و غندر محمد بن جعفر البصري المدني... و غيرهم.

[13] محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار، مولي قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، المولود عام 85 و المتوفي عام 151 ه. يقال له: أميرالمؤمنين في الحديث، في السير و الغازي، قيل: ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها و لا يشاركه فيها أحد، و له فيها كتب. أنظر تاريخ بغداد: ج 1 ص 214 رقم 51.

[14] شريك بن عبدالله بن الحارث النخعي الكوفي؛ أبوعبدالله، عالم بالحديث، فقيه، اشتهر بقوة ذكائه و سرعة بديهته، استقضاه المنصور العباسي علي الكوفة سنة 153 ه، ثم عزله، و أعاده المهدي، فعزله موسي الهادي. و كان عادلا في قضائه، مولده في بخاري سنة 95 ه، و وفاته بالكوفة سنة 177 ه. (الأعلام: ج 3 ص 163).

[15] هو اسحاق بن حازم، و كان يقال: ابن أبي حازم البزاز، مدني، قال الألباني: هو ثقة اتفاقا. لاحظ ارواء الغليل للألباني: ج 4 ص 27، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 190.

[16] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 373، بحارالأنوار: ج 47 ص 29 و ج 75 ص 201، فيض الغدير شرح الجامع الصغير للمناوي: ج 6 ص 117 ح 8540، تاريخ بغداد: ج 3 ص 397، كشف الغمة للاربلي: ج 2 ص 369.

[17] بحارالأنوار: ج 75 ص 201، فيض القدير شرح الجامع الصغير: ج 6 ص 117 ح 8540، تاريخ بغداد: ج 3 ص 397، كشف الغمة: ج 2 ص 369.

[18] ذكر الرواية كاملة في: الخصال للشيخ الصدوق: ص 169، و الأنساب للسمعاني: ج 3 ص 507 و 508. و ذكرها باقي الأعلام ناقصة، أخذوا منها موضع الحاجة، راجع: بحارالأنوار: ج 69 ص 261 و ج 70 ص 297 و ج 75 ص 261، ذكر أخبار اصبهان للحافظ الاصبهاني: ج 2 ص 262.

[19] حديث الامام انما يشير الي القضاء الذي في قبال القدر، لا القضاء بمعني حكم القاضي، و هذا ما تؤكده الروايات:

عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام: جعلت فداك، ما تقول في القضاء و القدر؟ قال عليه السلام: «أقول: ان الله تبارك و تعالي اذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد اليهم، و لم يسألهم عما قضي عليهم». راجع ذلك في: الهداية للشيخ الصدوق: ص 19، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 34، تصحيح الاعتقاد: ص 59، التوحيد للشيخ الصدوق: 365، كنز الفوائد: ص 171 باختلاف يسير في اللفظ، الكافي: ج 1 ص 155، مختصر بصائر الدرجات: ص 134 و 136، الارشاد للمفيد: ج 2 ص 204، بحارالأنوار: ج 5 ص 60 و ص 97 و 101 و ج 7 ص 264 و ج 25 ص 24 و ج 75 ص 228، نور البراهين: ج 2 ص 312، نزهة الناظر للحلواني: ص 118، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 3 ص 419، تفسير كنز الدقائق: ج 2 ص 146، كشف الغمة للاربلي: ج 2 ص 392، مجموعة رسائل لطف الله الصافي: ج 1 ص 302.

[20] بحارالأنوار: ج 75 ص 202 و 204، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 355، تهذيب الكمال: ج 5 ص 89، كشف الغمة: ج 2 ص 370 و 400، العدد القوية لعلي بن يوسف الحلي: ص 151، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 263.

[21] «أنه» الهاء تعود علي الامام الكاظم عليه السلام فقد جاء في كشف الغمة، و في البحار: ج 75 ص 205: قال علي بن موسي الرضا عليه السلام: «فما ترك أبي هذه الوصية الي أن توفي». أما صاحب تهذيب الكمال: ج 5 ص 90 فينقل عن الرضا عليه السلام قوله: «فما تركت هذه الوصية الي أن توفي» و من ذيل رواية المزي نفهم أن المقصود هو الكاظم عليه السلام، و لكن اشتبه في النقل، و الله أعلم.

[22] الكميت بن زيد الأسدي الكوفي، الشاعر الامامي المعروف، مادح أهل البيت، كان عالما بلغات العرب، خبيرا بأيامها، و كان مشهورا بالتشيع لبني هاشم، و قصائده فيهم تسمي الهاشميات، و هي من جيد شعره و مختاره، و كانت أول منظوماته. يقال: ما جمع أحد من علماء العرب و مناقبها و معرفة أنسابها ما جمع الكميت، عاش في أيام بني أمية، ولد سنة 60 ه، و توفي سنة 126 ه. (الكني والألقاب لعباس القمي: ج 1 ص 156).

[23] دخل الكميت علي زين العابدين فأنشده قصيدته التي مطلعها:



من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوة و لا أحلام



و قال الامام: ثوابك نعجز عنه، لكن الله لا يعجز عن مكافأتك، اللهم اغفر للكميت، ثم قسط علي نفسه و علي أهله أربعمائة ألف درهم، أعطاه القسط الأول، قائلا: خذ يا أباالمستهل، قال الكميت: لو وصلتني بدانق كان شرفا لي، و لكن ان أحببت أن تحسن الي فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسمك أتبرك بها، فنزع ثيابه و دفعها اليه كلها ثم قال: اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك و ذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس، و أظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، و أمته شهيدا، و أره الجزاء عاجلا، و أجزل له المثوبة آجلا، فانا قد عجزنا عن مكافأته، قال الكميت فيما بعد: فما زلت أعرف بركات دعائه.

و لئن كان عطاء الشعراء جوائز تشجيع لهم، فان تقسيط العطاء آية سخاء في التشجيع، و ارتباط طويل بالمودة بين من قرض الشعر و بين من أجازه.

و تعجيل العطاء بالاستدانة درس تعلمه زين العابدين علي جده صلي الله عليه و سلم، كان يمكث شهرا ما يستوقد نارا، ان هوا الا التمر و اللبن، و مع ذلك لا يرد أحدا يسأله، بل يعطيه اذا كان عنده و الا وعده، و ذات يوم جاءه رجل، فقال عليه الصلاة و السلام «ما عندي شي ء، ابتع علي، فاذا جاء شي ء قضيناه». قال عمر: يا رسول الله، ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره ما قال عمر، و قال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أنفق و لا تخش من ذي العرش اقلالا، فتبسم صلي الله عليه و سلم و قال: «بهذا أمرت». (منه).

[24] المقصود: أيام التشريق.

[25] الدرجات الرفيعة للسيد علي بن معصوم: 571، الهاشميات و العلويات: ص 61، الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني: ج 17 ص 41، الأعلام للزركلي: ج 6 ص 92، الغدير: ج 2 ص 192 و ص 203، خلاصة عبقات الأنوار للسيد النقوي: ج 9 ص 202.


من أشعة القرآن العظيم


كانت أشعة القرآن العظيم تضفي ببهائها و سنائها في عمق التفكير التأملي لدي الامام الصادق عليه السلام في مجالات شتي، تتوخي الايحاء البناء في حياة الكتاب الكريم، فضلا و كيانا و تفسيرا و دلالة و مدركا، حتي ليحار الباحث التماس شذراته في هذا المحيط الزاخر بالعطاء اللامحدود، و ذلك ينبي ء بمدي اهتمام الامام بكتاب الله الأكبر، و لا غرابة في ذلك فهو عدله في الميزان، و أحد الثقلين في استخلاف النبي صلي الله عليه و آله و سلم له و للعترة الطاهرة.

و الامام يري «ان هذا القرآن فيه منار الهدي، و مصابيح الدجي، فليجل جال بصره، و يفتح للضياء نظره، فان التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» [1] .

و التأمل في القرآن انما يكون بمتابعة قراءته، و استكناه معارفه، و اكتشاف أسراره، حتي يمتلي ء الوفاض به، و يخالط لحم الانسان و دمه، و هو ما يؤكده الامام بقوله: «من قرأ القرآن و هو شاب مؤمن، اختلط القرآن بلحمه و دمه، و جعله الله عزوجل مع السفرة الكرام البررة، و كان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة» [2] .



[ صفحه 290]



أما اذا ارتفع مستوي الي الحفظ و المتابعة، كانت الدرجة الرفيعة في أبعادها التي أشار اليها الامام: «الحافظ القرآن، العامل به، مع السفرة الكرام البررة» [3] ، و تلك منزلة الشهداء و الصديقين و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.

و يحد الامام عليه السلام مهمة القرآن الأساسية بيسر و سماح فيقول: «ان القرآن زاجر و آمر، يأمر بالجنة، و يزجر عن النار» [4] .

و ذلك من خلال تعليماته القيمة في الأمر و النهي، و تطبيقها يدعو الي الجنة و يعصم من النار، لذلك ينبغي للمؤمن أن يتابع قول الامام: «ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتي يتعلم القرآن، أو يكون في تعليمه» [5] .

و منهج الامام الصادق عليه السلام في الاعتداد بالقرآن العظيم ناجم عن منهج آبائه برعاية القرآن حق المراعاة، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «من أعطاه الله القرآن، فرأي أن رجلا أعطي أفضل مما أعطي، فقد صغر عظيما و عظم صغيرا» [6] .

و أية نعمة أعظم من القرآن عطاء، و أكبر منه حباء، و من أعطي ذلك فقد أعطي الخير كله، و قد قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «حملة القرآن عرفاء أهل الجنة» [7] .

و قال أميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام برواية الامام الصادق: «البيت الذي يقرأ فيه القرآن، و يذكر الله عزوجل فيه، تكثر بركته، و تحضره الملائكة، و تهجره الشياطين، و يضي ء لأهل السماء كما تضي ء الكواكب لأهل الأرض» [8] .

و هذا التأشير الحاسم جماع لشتي البركات الالهية بفضل القرآن الكريم،



[ صفحه 291]



و كان تعظيم أميرالمؤمنين للقرآن، و عمله بمحكم آياته، و اقامة حكمه العادل علي ساسه غنيا عن البيان، و شهرته أوسع مما تنطق به الآثار، و يكفي تدليلا علي هذا جمعه لتنزيل القرآن و تأويله، كما قال:

«هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و قد جمعته اللوحين..» [9] .

و لما كان الامام الصادق خريج مدرسة أبيه الامام محمد الباقر في القرآن، التمسنا عشرات الأحاديث له، و هو يدعو الي قراءة القرآن و العمل به، و الاستنارة بهداه، و ترتيله و استظهاره، قال الامام الباقر فيما قال: «من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة، و من قرأة في صلاته جالسا، كتب الله له بكل حرف خمسين حسنة، و من قرأه في غير صلاته، كتب الله له بكل حرف عشر حسنات» [10] .

و ورد مثله عن سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام [11] .

أما الامام زين العابدين فحسبك ما أورده في فضله في الصحيفة السجادية، فلا بدع أن نجد توجه الامام الصادق عليه السلام للقرآن بملاحظ جمة، تهدي الي الصواب، و تدعو الي الحكمة و الصراط المستقيم، و قد بحثنا منها:

توحيد الله تعالي.. ولاية أهل البيت.. تهذيب النفس الانسانية.. آيات الأحكام.


پاورقي

[1] الكليني: أصول الكافي 1 / 600.

[2] المصدر نفسه: 2 / 603.

[3] المصدر نفسه: 2 / 603.

[4] المصدر نفسه: 2 / 601.

[5] المصدر نفسه: 2 / 607.

[6] الكليني: أصول الكافي 2 / 605.

[7] المصدر نفسه: 2 / 606.

[8] المصدر نفسه: 2 / 610.

[9] المصدر نفسه: 2 / 633.

[10] المصدر نفسه: 2 / 611.

[11] المصدر نفسه: 2 / 611.


توجيه الجد


و لقد تحققنا من صدق التوجيه الذي قام به الامام زين العابدين - علي مدي عشر سنين - كيف أنه كان تثقيفا و ترسيخا في دائرة المعارف. و تشديدا علي المثل الكريمة في بنية الانسان، و أن العلم - وحده - هو الهبة الجديرة بانهاض الأمم و منحها أسباب الحياة. و أن الأمة التي جاءها نبيها العظيم بقرآن، لن يكون لها - به - أي اطلاع، ما لم تتزين بحرف قراءة... و طالما أن مداد الحبر لم تغمس فيه - بعد - لا قلمها، و لا أنملها، فهي الباقية ماشية علي حفافي الدروب، تتجرر في بؤسها، و في ذلها!!!

لقد كان التوجيه كله شحذا لعبقرية شديدة الذكاء، كان يراها الجد خاطرة في عيني حفيده، فراح الي تنميتها و دفعها الي عزم يفعل، لأن المرارة التي تذوقها الرجل العظيم و الأبي، بتأخير قرآن جده النبي عن بلوغ مرامه في دفع الأمة الي مداها المشتهي، و بتجميد جده الآخر - علي - في خلوة صغيرة تيبس فيها، و خلف عينيه مجالات من أشعة بقيت مطموسة بين دفتي نهج البلاغة، لتبقي له - من ابنه العظيم الآخر - الشهيد الحسين، شهادة كربلائية فجرت دمه، لتبقيه - فقط - ذكرا عاشورائيا يحيا به الغد الثاني!!! أجل، لأن المرارة المجذرة في أغلفة جنانه، حركت في طوايا ظنونه أملا تتلقط به الأمة و تعود فتبني به حقا ضائعا عن قارعة الطريق! و هكذا ربط بحفيده جعفر روعة الأمل، و راح يحضره - بشوق باهر و ساحر - بأن العلم وحده، هو رجاء الأمة التي هي حصن الفرد، و مآل الجماعة، و هي - اذ تتعلم - تخلد بالنبي، و بعلي، و بالحسين، و بالتاريخ الذي ضاع، و بالحق الذي يعود فيذود عن نفسه، لأنه لم يرد أن يضيع!!!

و لقد أخذ الفتي بقوة المنطق، و بقوة الصدق المدفوع بشوق عميق لا حدود له، وراح يتصور ذاته بأنه المتلقط بالعلم كله، يسكبه علي الأمة



[ صفحه 131]



حللا و أردية، تبرز بها الي مقسح الساحات، و في يدها قرآن مفتوق من علاء، تنشره علي ذاتها، أمام أمم الأرض، لتهدي به أمم الأرض!

أما الجد، فانه هدأ حفيده الي غد مورق صاعد، تترسخ فيه المواعيد، و لن يجذرها الا الجهد الآتي من تحت سقوف المسجد - الجامعة... و ها هو أبوك الباقر يستدرها الي الهامات تكثفها الي أن تمطر... فشد حقويك يا بني، و اسكب عزمك في عزم أبيك الصابر... و الغد الكبير هو في الانتظار!!!

بعد يومين و ليل طويل، غفا الامام زين العابدين... و ترك حفيده جعفر في عهدة أبيه الباقر... و ترك الجامعة تحرس الدار...


علم الجفر


صهر الامام عليه السلام قلوب أصحابه، فانماث الكثير، و طفا الزبد فذهب جفاء، و مكث الأحبة و الموالون، ينتفعون بعلم الامام، فاذا هم زينة لا تضاهي، و حلي لا يساوي.

و مع ذلك فالمعدن فيه نوع غث، فلم يستطع الثبات بقوة و عزيمة، مهما تماسك و تكاتل، لأن عنصره قد فقد ميزة الهية، أما أهل البيت عليهم السلام فقد ترقوا علي معراج الكمال قبل خلق الدنيا، فمهما حاول غيرهم عرض بضاعته، فلن تلفت أنظار مشتريها.

و هكذا آثرهم الله تعالي بعلوم غيبية، لن يصل اليها أحد من البشر سواهم، و هو علم الجفر و هذا العلم الي الآن يجهل العالم كنهه و كيفيته، فقد يأتي زمن يكشف عن بعض أسرار ذلك، عند خروج الامام المهدي المنتظر (عج) لأن هذه الكتب من المتيقن وجودها معه عليه السلام.

و قد ورد في الروايات التي فيها الصحيحة أن الجفر [1] عند أهل البيت عليهم السلام لا غير.



[ صفحه 94]



ففي صحيحة الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان عندي الجفر الأبيض، قال: قلت: فأي شي ء فيه؟ قال: زبور داود، و توراة موسي، و انجيل عيسي، و صحف ابراهيم عليهم السلام، و الحلال و الحرام، و مصحف فاطمة، ما أزعم أن فيه قرآنا، و فيه ما يحتاج الناس الينا، و لا نحتاج الي أحد حتي فيه الجلدة، و نصف الجلدة، و ربع الجلدة، و أرش الخدش.

و عندي الجفر الأحمر، قال: قلت: و أي شي ء في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح و ذلك انما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل...» [2] .

فاذن هناك جفران، فالأبيض هو كتب علم، و الأحمر و هو عدة حرب. و قد فسر الامام الصادق عليه السلام معني الجفر فقال: «انما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب و علم ما يحتاج الناس اليه الي يوم القيامة من حلال و حرام، املاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خط علي عليه السلام بيده و فيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن، و ان عندي خاتم رسول الله و درعه و سيفه و لواءه، و عندي الجفر علي رغم أنف من زعم» [3] ، و قال أبوعبيدة: سأل الصادق عليه السلام أحد أصحابنا عن الجفر، فقال عليه السلام: جلد ثور مملوء علما» [4] .

قد يقف المرء مندهشا أمام هذه العلوم متسائلا، لم اخفي أهل البيت عليهم السلام هذه العلوم، و حرموا منها الأمة، مع حثهم أصحابهم عليهم السلام علي نشر العلوم، أما كان من التودد لشيعتهم خاصة الانتفاع بها و خاصة في غيبتهم عليهم السلام؟ فنقول نعم!! ولكن القلوب أوعية، و من الظلم أن تؤدي



[ صفحه 95]



الحكمة الي من ليس أهلا لها، فيذهب العلم جفاء، أو يقلب الوعاء، أو ينفجر الوكاء، و قد تتلاعب به الأيدي الوخيمة، فينقلب سخيمة علي القلوب الرحيمة.

مع بقاء السيطرة، للعترة البررة، في الدنيا و الآخرة.

و أشار الامام الصادق عليه السلام الي ذلك بقوله «لو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا و الله المستعان» [5] .

ثم ان أهل البيت عليهم السلام كانوا يرجعون الي تلك الكتب في موارد عديدة، موضحين لأصحابهم، انهم مازالوا يستسقون من علوم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المرتبط بالوحي الالهي، و أن امامتهم استمرار لرسالة السماء التي لا تنتعش الا بالولاء، و أن أهل الغيظ و الجفاء قد أحيطوا بالبلاء، لأنهم من العلم الفصل في زواء.


پاورقي

[1] ذكر الشيخ محمد حسين المظفر «أن علم الجفر هو علم الحروف الذي تعرف به الحوادث المستقبلية» ج 1 / 182.

[2] الكافي ج 1 / كتاب الحجة ص / 240.

[3] البحار ج 47 / 272 - الامام الصادق للمظفر ج 1 / 182.

[4] البحار ج 43 / 79.

[5] الكافي ج 1 / 229.


مصادر الأحكام في عهد الرسول


من المعلوم أن الرسول صلي الله عليه و سلم كانت وظيفته التبليغ عن الله تعالي و بيان أحكام القرآن الكريم قال الله تعالي: «يأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته، و الله يعصمك من الناس» [1] .

فقد بلغ الرسول صلي الله عليه و سلم ما أمر بتبليغه و صدع به فلم يزد علي أمر الله و لم ينقص منه. فقال تعالي «و لو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحد عنه حاجزين (47) « [2] و قال أيضا «و اذا تتلي عليهم ءاياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله، من تلقاي نفسي ان أتبع الا ما يوحي الي اني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم (15) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و لا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون (16) « [3] .


پاورقي

[1] سورة المائدة: الآية 67.

[2] سورة الحاقة: آية 47 - 44.

[3] سورة يونس: 16،15.


الطهارة


هي تطهير الجسد بالماء حسب الشريعة و احكامها ظاهرا، و تطهير النفس بالعلوم و المعرفة حسب الباطن، و آيات القرآن هي الماء الروحي المقدس، او الوحي المقدس، او الوحي العقلي النازل من العرش لتطهير الروح من الدنس.


ابونعيم الاصفهاني


19. و قال أبونعيم الاصفهاني (م 430): «... الامام الناطق، ذو الزمام السابق، أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق، أقبل علي العبادة و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع، و نهي عن الرئاسة و الجموع!» [1] .


پاورقي

[1] حلية الأولياء 1 / 192؛ المناقب (ط النجف) 394:3؛ بحارالأنوار 23:47.


تمهيد


مني الامام الصادق عليه السلام من بين الائمة بمعاصرة الدولتين المروانية و العباسية، اللتين حاربتا الشريعة و صاحبها النبي الأمين بمطاوعة الشهوات و التفنن باللذات.

ثم تنبغ من بين هاتيك المعازف و القيان و ذلك الجور و الفجور رجالات البدع و المذاهب، و الآراء و الأهواء، ناصبين فخاخهم لصيد السمعة و الصيت حين لا محاسب و لا معاقب، و لا ناهي و لا آمر، بل كانت السلطة قد تروج تلك الاختلافات، فيما يضعف من مذهب أهل البيت و يقلل من أنصاره.

و لقد كان أبوعبدالله الصادق عليه السلام يشاهد ذلك الصراع القائم بين الدين و الحكومتين، و بين الحق و أرباب هاتيك البدع.

فماذا تراه سيتخذ من موقف في وسط هذا المحيط المائج؟ أيعلن الحرب علي السلطة و البدع و هو يعرف الناس و تخاذلهم عن الحق.

و كم شاهد و سمع من غدرة بعلوي، و نكثة بهاشمي، و لا يهمه ذلك لو كان يصل الي غرضه كما فعل الحسين عليه السلام، فليست نفسه بأعز من الدين عليه، ولكنه يعلم يقينا بأن ذلك سيقضي علي نفيس حياته، دون أن يسدي الي الدين نفعا، و يجر له مغنما أو أنه يلتزم الصمت أمام ذلك الصراع و فيه



[ صفحه 82]



مسؤولية كبري أمام الله و أمام صاحب الشريعة فلا بد اذن من مخرج لتخليص الدين من هذا الصراع، مع سلامة نفسه و صفوة رجاله من مخالب تلك الأسود الضارية.

فكانت سياسته الرشيدة في سبيل ذلك نشر العلوم و المعارف و بث الأحكام و الحكم و افشاء الفضائل، و كبح الضلالات بالحجة في ظل (التقية) التي اتخذ منها جنة و دريئة لتنفيذ سياسته الحكيمة ، فكانت تعاليمه خدمة للشريعة، و عباداته ارشادا للناس، و مناظراته مناهضة للبدع، فاستقام مجاهدا علي ذلك الي أن وافاه الأجل.

فوجب أن نتكلم عن التقية لأجل ذلك في فصل مستقل.


من ثمين وصاياه


ما اكثر الغالي من نصائحه و الثمين من وصاياه، فانه لم يترك نهجا للنصح الا سلكه، و لا بابا للارشاد الا ولجه، فتارة يحثنا علي التقوي و الورع و الاجتهاد و طول السجود و الركوع، و يقول: كونوا دعاة الي انفسكم بغير ألسنتكم، و كونوا زينا و لا تكونوا شينا. [1] .

و اخري يريد منا أن نرتقي فوق تلك الرتب فنكون من أرباب الشكر و الدعاء و التوكل فيقول: من اعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا، من اعطي الدعاء اعطي الاجابة، و من اعطي الشكر اعطي الزيادة، و من اعطي التوكل اعطي الكفاية، ثم قال: أتلوت كتاب الله عزوجل: «و من يتوكل علي الله فهو حسبه» [2] و قال: «و لئن شكرتم لأزيدنكم» [3] و قال: «ادعوني أستجب لكم». [4] .



[ صفحه 56]



و يرشدنا الي الأرفع من هذا منزلة فيقول: اذا أراد أحدكم ألا يسأل الله شيئا الا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، و لا يكون له رجاء الا عندالله، فاذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا الا أعطاه. [5] .

و طورا يرغبنا في الأخلاق الكريمة و الصفات الفاضلة فيشير الي التواضع و يصف لنا بعض مواضعه فيقول: من التواضع أن ترضي من المجلس دون المجلس، و أن تسلم علي من تلقي، و أن تترك المراء [6] و ان كنت محقا، و لا تحب أن تحمد علي التقوي. [7] .

و يذكر عدة خصال يزدان بها المرء و يسمو بها مرتقي عليا فيقول لأصحابه: اسمعوا مني كلاما هو خير من الدهم الموقفة [8] لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه، حتي يجد له موضعا، فرب متكلم في غير موضعه جني علي نفسه بكلامه، و لا يمارين أحدكم سفيها و لا حليما، فان من ماري حليما أقصاه، و من ماري سفيها أرداه، واذكروا أخاكم اذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به اذا غبتم، واعملوا عمل من يعلم أنه مجازي بالاحسان. [9] .

و يصف لنا حسن الخلق بما يدفعنا علي المسارعة بالتخلق به فيقول: اذا خالطت الناس فان استطعت ألا تخالط أحدا منهم الا كانت يدك العليا عليه



[ صفحه 57]



فافعل، فان العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة و يكون له حسن الخلق، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم. [10] .

و ما اكثر ما يحث به علي التجمل بلباس الخلق الحسن، و قرينه السخاء و من ذلك قوله: ان الله ارتضي لكم الاسلام دينا فاحسنوا صحبته بالسخاء و حسن الخلق. [11] .

و أوصانا علي لسان المفضل بن عمر الجعفي بخصال ست لا توزن بقيمة، قال له: اوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي، قال: و ما هي يا سيدي؟ قال عليه السلام: «أداء الأمانة الي من ائتمنك، و أن ترضي لأخيك ما ترضي لنفسك، و اعلم أن للامور أواخر فاحذر العواقب، و أن للامور بغتات فكن علي حذر، و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر و عرا، و لا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه» [12] قل لي بربك أي خصال هذه!! و كم حملنا علي أمثالها مما يجعلنا في مصاف الملائكة المقربين؟ ولكن أين السامع.

ونهانا عن خصال بارتكابها الضعة و السقوط، فقال عليه السلام: لا تمزح فيذهب نورك، و لا تكذب فيذهب بهاؤك، و اياك و خصلتين: الضجر و الكسل، فانك ان ضجرت لا تصبر علي حق، و ان كسلت لم تؤد حقا.

و قال عليه السلام: و كان المسيح عليه السلام يقول: من كثر همه سقم بدنه، و من ساء خلقه عذب نفسه، و من كثر كلامه كثير سقطه، و من كثر كذبه ذهب بهاؤه، و من لا حي الرجال ذهبت مروته. [13] .



[ صفحه 58]



و مما أوصي به أصحابه قوله: تزاوروا فان في زيارتكم احياء لقلوبكم و ذكرا لأحاديثنا، و أحاديثنا تعطف بعضكم علي بعض، فان أخذتم بها رشدتم و نجوتم، و ان تركتموها ظللتم و هلكتم، فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم. [14] .

أقول: حقا ان الرشد و النجاة بالتمسك بأقوالهم، و الضلال و الهلاك بالصفح عن نصائحهم، لأنهم لم يدعوا سبيلا للارشاد الا دلوا عليه، و لا طريقا للاضلال الا نهوا عنه.

و قال عليه السلام: اجعلوا أمركم هذا لله [15] و لا تجعلوه للناس، فانه ما كان لله فهو لله، و ما كان للناس فلا يصعد الي السماء، و لا تخاصموا بدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب، ان الله عزوجل قال لنبيه صلي الله عليه و آله «انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء» [16] و قال «أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين» [17] ذروا الناس فان الناس قد أخذوا عن الناس و انكم أخذتم عن رسول الله صلي الله عليه و آله و عن علي عليه السلام و لا سواء، و أني سمعت أبي يقول: اذا كتب الله علي عبد أن يدخله في هذا الأمر كان أسرع اليه من الطير الي و كره. [18] .

أقول: فكم كانت محاججات مبتنية علي اصول صحيحة يفحم بها أحد الجانبين فلا ينقلب عما كان عليه مع وضوح الحق لديه و تجلي الحقيقة، و كم من ملحد أو كافر اعتنق دين الاسلام بأقل دلالة، و أدني سبب.



[ صفحه 59]



و قال عليه السلام و هو يريد من أصحابه التوطين و النظر الي الأمر من بعيد: اصبروا علي الدنيا فانما هي ساعة، فما مضي منه فلا تجد له ألما و لا سرورا، و مالم يجي ء فلا تدري ما هو، و انما هي ساعتك التي أنت فيها، فاصبر فيها علي طاعة الله،واصبر فيها عن معصية الله. [19] .

أقول: ان هذه الكلمة تصور لك حال المرء في هذه الحياة، لأن الماضي منسي حزنا كان أو سرورا، و لآتي مجهول لا يدري، و انما المرء ابن ساعته، و صبر ساعة سهل، سواء كانت طاعة فيأتي بها، أو معصية فيصفح عنها، فالانسان في كل ساعة هو لتلك الساعة، و الي هذا أشار الشاعر بقوله:



مامضي فات و المؤمل غيب

و لك الساعة التي أنت فيها



و قال عليه السلام: اجعل قلبك [20] قريبا برا، و ولدا مواصلا، واجعل عملك والدا تتبعه، واجعل نفسك عدوا تجاهده، واجعل مالك عارية تردها. [21] .

و قال عليه السلام: ان قدرت ألا تعرف فافعل ، ما عليك ألا يثني عليك الناس، و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس اذا كنت محمودا عندالله. [22] .

و قال يحث علي الدعاء: الدعاء يرد القضاء ما ابرم ابراما ، فاكثر من الدعاء فانه مفتاح كل رحمة، و نجاح كل حاجة، و لا ينال ما عندالله عزوجل الا بالدعاء، و أنه ليس باب يكثر قرعه الا و يوشك أن يفتح لصاحبه. [23] .

و قال، و ما أشرفها كلمة: لا تطعنوا في عيوب من أقبل اليكم بمودته و لا



[ صفحه 60]



توقفوه علي سيئة يخضع لها، فانها ليست من أخلاق رسول الله صلي الله عليه و آله و لا من أخلاق أوليائه. [24] .

و قال عليه السلام، و ما أنفعها كلمة: احسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله وانصحوا لأنفسكم، و جاهدوا في طلب ما لا عذر لكم في جهله، فان لدين الله أركانا لا تنفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته، و لا يضر من عرفها فدان بها حسن اقتصاده، و لا سبيل الي أحد الي ذلك الا بعون من الله عزوجل. [25] .


پاورقي

[1] الكافي، باب الورع.

[2] الطلاق: 3.

[3] ابراهيم: 7.

[4] المؤمن: 60.

[5] الكافي، باب الاستغناء عن الناس.

[6] الجدال.

[7] الكافي، باب التواضع.

[8] الدهم: الخيل الشديدة السواد، و الموقفة - بتضعيف القاف جمع موقف كعظم - من الخيل الأبرش أعلي الاذنين، كأنهما منقوشان بالبياض.

[9] مجالس الشيخ الطوسي، المجلس / 2.

[10] الكافي، باب حسن الخلق.

[11] الكافي، باب كظم الغيظ، و باب المكارم.

[12] بحارالأنوار: 78 / 250 / 94.

[13] بحارالأنوار: 78 / 199 / 26.

[14] الكافي، باب تذاكر الاخوان.

[15] أحسبه يريد به ولاء أهل البيت.

[16] القصص: 56.

[17] يونس 99.

[18] الكافي، باب ترك دعاء الناس.

[19] بحارالأنوار: 78 / 311.

[20] أحسب أنه يريد من القلب ههنا - العقل - فانه جاء ذلك كثيرا في الأحاديث.

[21] البحار، في أحواله ج 11.

[22] بحارالأنوار: 78 / 224 / 95.

[23] الكافي، باب الدعاء يرد البلاء و القضاء.

[24] روضة الكافي.

[25] ارشاد الشيخ المفيد طاب ثراه، في أحواله عليه السلام: ص 283.


من وصية الامام الصادق لولده موسي


فكان مما أوصاه به أن قال له:يا بني ، اقبل وصيتي و احفظ مقالتي تعش سعيدا ، و تمت حميدا . يا بني ، انه من قنع بما قسم الله له استغني ، و من مد عينه اللي ما في يد غيره مات فقيرا ، و من لم يرض بما قسم له اتهم ربه في قضائه ، و من استصغر زلة نفسه استصغر زلة غيره . يا بني ، من كشف حجاب غيره انكشفت عورته ، و من سل سيف البغي قتل به ، و من حفر لأخيه بئرا سقط فيها ، و من داخل السفهاء حقر ، و من خالط العلماء و قر ، و من داخل السوء اتهم . يا بني ، قل الحق لك و عليك ، و اياك و النميمة ، فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال . يا بني ، اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، فان للمروة معادن ، و للمعادن اصولا ، و للاصول فروعا ، و للفروع ثمرا ، و لا يطيب ثمر الا بفرع ، و لا فرع الا بأصل ، و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب . يا بني ، اذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الأشرار ، فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها ، و شجر لا يخضر ورقها ، و أرض لا يظهر عشبها. [1] .

أكتفي بهذا الحد . و من يرد المزيد فليراجع كتب السير و التأريخ ؛ منها:بحارالأنوار في فصل الوصية ، الأجزاء 46 و 47 و 48 عن حياة الأئمة الطاهرين السجاد و الباقر و الصادق و الكاظم صلوات الله عليهم أجمعين .



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] الفصول المهمة:221.


احد الزنادقة يصير مؤمنا


و روي هشام بن الحكم، كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبدالله عليه السلام أشياء، فخرج الي المدينة ليناظر الامام عليه السلام فلم يصادفه بها، و قيل: انه خارج بمكة، فخرج الي مكة و نحن مع أبي عبدالله عليه السلام فانتهي اليه و هو في الطواف، و كان اسمه عبدالملك و كنيته أبوعبدالله، فدنا من الامام و سلم، فقال له الامام عليه السلام: فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ أن ملوك الأرض أم ملوك السماء؟ و أخبرني عن ابنك عبد اله السماء أم عبد اله الأرض؟ قل ما شئت تخصم، فسكت، فلم يحر جوابا.

ثم قال له الامام: اذا فرغت من الطواف فأتنا، فلما فرغ الامام عليه السلام أتاه الزنديق فقعد بين يديه، و نحن مجتمعون عنده، فقال الامام للزنديق: أتعلم أن للأرض تحتا و فوقا؟ قال: نعم، قال: فدخلت تحتها؟ قال: لا، قال: فما يدريك ما تحتها؟ قال: لا أدري، الا أني أظن أن ليس تحتها شي ء، فقالا لامام عليه السلام: فالظن عجز فلم لا تستيقن، ثم أردف قائلا: أفصعدت الي السماء؟ قال: لا، قال: أفتدري ما فيها؟ قال: لا، قال: عجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب، و لم تنزل الي الأرض و لم تصعد الي السماء، و لم تجز هناك فتعرف ما خلقهن، و أنت جاحد بما فيهن، فهل يجحد العاقل ما لا يعرفه؟ قال الزنديق: ما كلمني بها أحد غيرك.

فقال الامام عليه السلام: فأنت من ذلك في شك، فلعله هو، و لعله ليس هو،



[ صفحه 125]



فقال الزنديق: و لعل ذلك، فقال الامام عليه السلام: أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل، يا أخا أهل مصر تفهم عني فانا لا نشك في الله أبدا، أما تري الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان فلا يشتبهان و يرجعان، قد اضطرا ليس لهما مكان الا مكانهما، فان كانا يقدران علي أن يذهبا فلم يرجعان؟ و ان كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل و نهارا ليلا؟ اضطرا و الله يا أخا أهل مصر الي دوامهما، و الذي اضطرهما أحكم منهما و أكبر. فقال الزنديق: صدقت.

ثم قال الامام عليه السلام: يا أخا أهل مصر، ان الذي تذهبون اليه و تظنون من الدهر، ان كان الدهر يذهب بهم فلم لا يردهم؟ و ان كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ القوم مضطرون يا أخا أهل مصر، ألم تري السماء مرفوعة و الأرض موضوعة؟ لم لا تسقط السماء علي الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق ما تحتها؟ أمسكها و الله خالقها و مدبرها، قال الزنديق: أمسكهما الله ربهما، سيدهما، خالقهما، مدبرهما.

قال: فآمن الزنديق علي يدي الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فقال حمران ابن أعين: [1] جعلت فداك، ان آمنت الزنادقة علي يدك فقد آمن الكفار علي يد أبيك.

فقال المؤمن الذي كان زنديقا للامام: اجعلني من تلامذتك، فقال الامام: يا هشام بن الحكم، خذه اليك. فعلمه هشام، و أصبح المؤمن الجديد، معلم أهل الشام و أهل مصر الايمان، و هكذا الهداية حلت بقلبه، و حسنت طهارته



[ صفحه 126]



حتي رضي بها الامام أبوعبدالله عليه السلام.

و هناك حوار و مناظرات عديدة جرت بين الامام عليه السلام و الزنادقة في التوحيد، و كذلك مع بعض الفرق من الملل و النحل المنحرفة عن جادة الصواب و الحق كما أسلفنا الاشارة اليها.

نكتفي بهذا القدر روما للاختصار، و ستأتي بعض المناظرات مع الزنادقة في الفصل اللاحق باذن الله، و الله نسأل أن يهدينا الي سواء السبيل، و منه نستمد التوفيق و التسديد.



[ صفحه 127]




پاورقي

[1] و هو أخ زرارة بن أعين الشيباني و من خاصة أصحاب الامامين الصادقين عليهماالسلام.


ادعيته عند النوم


وتعلق قلب الامام عليه السلام بالله تعالي، وهام بحبه، فلم يترك ذكره في كل لحظة من حياته، حتي إذا آوي إلي فراشه، وأراد النوم، دعا ربه وقد أثرت عنه مجموعة من الادعية منحها بعض اصحابه هذه بعضها:

أ - روي بكر بن محمد، عن الامام الصادق عليه السلام، أنه قال: من أراد أن يأخذ مضجعه، فليقل ثلاث مرات: «الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر،



[ صفحه 48]



والحمد لله الذي يحيي الموتي ويميت الاحياء، وهو علي كل شئ قدير..» [1] .

ب - قال عليه السلام: إذا أوي أحدكم إلي فراشه، فليقل: اللهم، إني أحتسب نفسي عندك، فاحتسبها في محل رضوانك، ومغفرتك، وإن رددتها، فأرددها مؤمنة، عارفة بحق أوليائك حتي تتوفاها علي ذلك. [2] .

ج - روي يحيي بن أبي العلاء، أن الامام الصادق عليه السلام، كان يقول عند منامه:

آمنت بالله، وكفرت بالطاغوت، اللهم احفظني في منامي، وفي يقظتي.. [3] .

د -: روي معاوية بن وهب، أن أحد أبناء الامام الصادق عليه السلام قال لابيه: يا أبت إني إريد أن أنام، فقال له: يا بني قل:

«أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا صلي الله عليه وآله عبده ورسوله، أعوذ بعظمة الله، وأعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بسلطان الله، إن الله علي كل شئ قدير، وأعوذ بعفو الله، وأعوذ بغفران الله، وأعوذ برحمة الله من شر السامة والهامة [4] ، ومن شر كل دابة صغيرة أو كبيرة، بليل أو نهار، ومن شر فسقة الجن



[ صفحه 49]



والانس، ومن شر فسقة العرب والعجم، ومن شر الصواعق والبرد.. اللهم صل علي محمد عبدك ورسولك.».

ويقول معاوية: إن الصبي كان يقول عند ذكر النبي صلي الله عليه وآله: الطيب المبارك، فقال له الامام: نعم يا بني الطيب المبارك [5] .

ه‍ - قال الامام عليه السلام، لتلميذه العالم ابن عمر: إن استطعت أن لا تبيت، حتي تتعوذ بأحد عشر حرفا،، فافعل. فقال المفضل أخبرني بها قال عليه السلام: قل:

«أعوذ بعزة الله، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بسلطان الله، وأعوذ بجمال الله، وأعوذ بدفع الله، وأعوذ بمنع الله، وأعوذ بجمع الله، وأعوذ بملك الله، وأعزذ بوجه الله، وأعوذ برسول الله صلي الله عليه وآله من شر ما خلق وبرأ، وذرأ.» [6] .

و: - روي خالد بن نجيح قال: كان الامام الصادق عليه السلام يقول: إذا أويت إلي فراشك، فقل:

بسم الله، وضعت جنبي الايمن علي ملة إبراهيم، حنيفا لله مسلما، وما أنا من المشركين [7] .

وحكت هذه الادعية، مدي ارتباط الامام، وتعلقه بالله تعالي، فهو دائب في ذكره، ومناجاته، في يقظته ومنامه، قد تعلقت روحه به، فهو لا يري غيره.



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 535.

[2] اصول الكافي 2 / 536.

[3] اصول الكافي 2 / 536.

[4] السامة: ما يسم، ولا يقتل كالعقرب والزنبور، والهامة: ما يسم ويقتل، وقد تطلق علي كل ما يدب.

[5] اصول الكافي 2 / 537.

[6] اصول الكافي 2 / 537.

[7] اصول الكافي 2 / 537.


تنظيم المجتمع العدل و الدولة الفاضلة


################

پاورقي

[1] نفسه، ص 18.

[2] الكليني، مرجع مكرر ص 60.

[3] نفسه، ص 68.


ابن أبي مسافر


أبان بن أبي مسافر الكوفي.

روي عنه إبراهيم بن عبد الحميد.

المراجع:

رجال الطوسي 151. تنقيح المقال 1: 3. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 142. جامع الرواة 1: 9. نقد الرجال 4. مجمع الرجال 1: 16. أعيان الشيعة 2: 96. رجال البرقي 39. منتهي المقال 17. منهج المقال 15.


السلمي


السري بن عبد الله بن يعقوب السلمي، الكوفي.

من ثقات محدثي الإمامية، وله كتاب. روي عنه محمد بن يزيد الحرامي، وحسن بن حسين العرني، وعباد بن يعقوب وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 215. تنقيح المقال 2: 10. رجال النجاشي 138. رجال ابن داود 101. رجال الحلي 86. معجم الثقات 57. معجم رجال الحديث 8: 42. نقد الرجال 147. توضيح الاشتباه 168. جامع الرواة 1: 351. هداية المحدثين 70. مجمع الرجال 3: 99. أعيان الشيعة 7: 217. بهجة الآمال 4: 317. منتهي المقال 143. منهج المقال 158. جامع المقال 70. وسائل الشيعة 20: 204. رجال الأنصاري 91. روضة المتقين 14: 368. إتقان المقال 65. الوجيزة 35. لسان الميزان 3: 13. ميزان الاعتدال 2: 118. الكامل في ضعفاء الرجال 3: 1297. المغني في الضعفاء 1: 253.


المثني بن القاسم الحضرمي


المثني بن القاسم الحضرمي، الكوفي.

محدث إمامي حسن الحال، له كتاب. روي عنه ابنه محمد بن المثني، ومحمد بن أبي عمير.

المراجع:

رجال الطوسي 312. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 52 و 53. رجال النجاشي 294. معجم رجال الحديث 14: 180 و 183. فهرست الطوسي 167. رجال ابن داود 158. معالم العلماء 123. نقد الرجال 280. جامع الرواة 2: 39. هداية المحدثين 136. مجمع الرجال 5: 94. خاتمة المستدرك 838. منتهي المقال 252. منهج المقال 272. جامع المقال 87. إتقان المقال 220.


غلات


در آغاز اين بخش گفتيم كه مهم ترين فرق اسلامي چهار فرقه هستند و همه ي فرقه هاي ديگر از اين چهار فرقه به وجود آمده اند. فرقه ي غلات نيز از يكي از چهار فرقه به وجود آمده اند. البته هيچ فرقه ي اصلي را نخواهي يافت كه بين آنها عده ي زيادي تندرو و اهل غلو نباشند، مانند اهل تناسخ و حلول و تشبيه و غير اينها از فرقه هايي كه نزد مسلمانان به كفر گراييده اند. البته حكم به كفر نمودن درباره ي چنين گروه هايي كه داراي اعتقاد [و گوينده ي شهادتين] هستند كار سهلي نيست. از اين رو، ما صلاح نمي دانيم كه چنين گروه هايي را متهم به كفر كنيم و سپس بخواهيم حرف خود را توجيه نماييم، جز اين كه دليل قاطعي بر كفر آنان موجود باشد و گرنه حكم نمودم به كفر آنان مانند اين است كه كسي خود را از جاي بلندي پرت كند و سپس به دنبال نردبان بگردد.

از سويي برخي از اين فرقه هايي كه متهم به كفر شده اند جز خبري از آنان نمانده و اگر عده اي از آنان نيز باقي مانده باشند نه قدرتي دارند و نه خطري از آنان احساس مي شود، بلكه آنان از ترس اهل حق اعتقادات فاسد خويش را كتمان مي كنند تا گرفتار شمشير برهان و استدلال اهل حق نشوند.

اساسا بايد به اين نكته توجه نمود كه علماي قبل بيش از اين كه به فكر اهل بدعت و ضلالت و جلوگيري از آنان باشند مي كوشيده اند تا از انحراف عوام الناس جلوگيري كنند. افزون بر اين كه ما در اين زمان از خطر فرقه هاي اهل ضلالت و انحراف در امان هستيم، چه رسد خطر بعضي از فرقه هاي انحرافي كه جز نامي از آنان نمانده است.



[ صفحه 76]




سفارشات امام صادق به عنوان بصري


عنوان بصري همواره نزد مالك بن انس رفت و آمد مي كرد [و مسايل خود را از پيشواي مالكيه، سؤال مي نمود]. پس روزي تصميم گرفت كه از وجود امام صادق عليه السلام بهره مند شود و چون خدمت آن حضرت رسيد، امام عليه السلام به او فرمود: من مراجعان مخصوصي دارم و علاوه بر آن در هر ساعتي از شبانه روز مشغول ذكر و دعا هستم، و تو مرا از دعاها و ذكرهايم بازمي داري، پس همان گونه كه تا به حال مسايل خود را از مالك بن انس مي پرسيدي و نزد او رفت و آمد مي كردي، حال نيز از او بپرس.



[ صفحه 348]



عنوان بصري مي گويد: من با شنيدن اين سخنان بسيار ناراحت و غمگين شدم و به مسجد رفتم و كنار قبر رسول خدا صلي الله عليه و آله نشستم و سلام كردم و روز بعد داخل روضه ي پيامبر صلي الله عليه و آله شدم و دو ركعت نماز خواندم و گفتم: خدايا، من از تو مي خواهم كه قلب جعفر بن محمد عليه السلام را به من معطوف نمايي و از دانش او مرا بهره مند كني تا به صراط مستقيم دين تو هدايت شوم. و چون صبرم تمام شد و سينه ام تنگ گرديد به در خانه ي امام صادق عليه السلام رفتم و در خانه او را كوبيدم خادم آن حضرت گفت: چه مي خواهي گفتم: آمده ام به آقا سلام كنم. خادم گفت: آقا در محراب خود مشغول نماز است. پس من كنار آن در نشستم و چيزي نگذشت كه خادم آمد و گفت: اكنون با عنايت خداوند داخل شو، پس من وارد شدم و بر آن حضرت سلام كردم و ايشان جواب داد و فرمود:

بنشين، خدا تو را ببخشد و چون نشستم امام عليه السلام مدتي سر به زير انداخت و سپس فرمود: كنيه ي تو چيست؟ گفتم: ابو عبدالله است فرمود: خدا اين كنيه را براي تو ثبت نمايد و به تو توفيق مرحمت كند، اكنون سؤال تو چيست؟ پس من پيش خود گفتم: اگر اين ملاقات فايده اي جز اين دعا برايم نداشته باشد، همين دعا براي من بسيار ارزشمند خواهد بود. سپس امام عليه السلام سر مبارك خود را بالا نمود و فرمود: سؤال تو چيست؟ گفتم: من دعا كردم و از خداي خود خواستم كه قلب شما را به من معطوف نمايد و مرا از علم شما بهره مند گرداند اميدوارم خداوند دعاي مرا مستجاب نموده باشد پس امام عليه السلام فرمود:

[اي عنوان] علم [واقعي] با تعلم و آموزش به دست نمي آيد؛ زيرا علم نور است و خداوند آن را در قلب كسي قرار مي دهد كه بخواهد او را هدايت كند. پس اگر تو طالب علم هستي بايد اول حقيقت عبوديت را در خود ايجاد كني و سپس علم را از راه عمل به دست آوري و از خدا بخواهي كه آن علم را نيز به تو تفهيم نمايد گفتم: يا شريف فرمود: بگو: يا اباعبدالله. گفتم: يا اباعبدالله حقيقت عبوديت چيست؟ فرمود حقيقت عبوديت و بندگي سه چيز است:

اول آن كه بنده در مقابل خداوند هيچ قدرت و اختياري براي خود نداند؛ همان گونه



[ صفحه 349]



كه غلامان و بندگان خود را مالك چيزي نمي دانند و مال و ثروت را متعلق به خدا مي دانند و همان گونه كه او دستور داده مصرف مي كنند و اساسا بنده از پيش خود تدبيري ندارد و همه ي حركات خود را طبق دستور مولاي خود انجام مي دهد و هنگامي كه بنده براي خود اختياري قايل نباشد و خود را مالك چيزي نداند، دادن اموال در راه خدا براي او آسان خواهد بود و هنگامي كه بنده تدبير امور خويش را به خدا واگذار نمايد، مصايب دنيا نيز براي او آسان خواهد شد و هنگامي كه بنده مشغول به انجام اوامر و پرهيز از نواهي خداوند باشد فرصتي براي نزاع و مباهات پيدا نخواهد كرد.

و هنگامي كه خداوند اين سه خصلت را به بنده ي خود عطا نمود دنيا [و زينت هاي آن] و ابليس [و وسوسه هاي او] و [آزار] مخلوقات ديگر براي او ناچيز خواهد بود. و هرگز نسبت به دنيا و آنچه در آن است تفاخر و تكاثري نخواهد داشت و در راه بندگي خدا به دنبال شهرت و بزرگي نيست و اوقات خود را با امور باطل از بين نمي برد و اين اولين درجه ي تقوا مي باشد چنان كه خداوند مي فرمايد: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين) [1] .

عنوان بصري مي گويد: سپس من به امام عليه السلام گفتم: يا ابا عبدالله، مرا نصيحت كنيد. امام عليه السلام فرمود: من تو را به نه چيز سفارش مي كنم. و آن نه چيز مربوط به كساني است كه مي خواهند در طريق الهي سلوك نمايند و از خدا مي خواهم كه به تو توفيق انجام آن كارها را بدهد. تا اين كه فرمود: از آن نه چيز، سه چيز درباره ي رياضت نفس و سه چيز درباره ي حلم و بردباري و سه چيز ديگر درباره ي علم و دانش مي باشد؛ پس تو از آنها مراقبت كن و از بي اعتنايي به آنها بترس.

عنوان بصري مي گويد: پس من قلب خود را آماده ي شنيدن آنها كردم. امام عليه السلام فرمود: آن سه چيزي كه مربوط به رياضت نفس است: 1- بپرهيز از اين كه اگر اشتها به خوردن چيزي نداري آن را نخوري زيرا آن سبب حماقت و ابلهي تو خواهد شد 2- تا گرسنه نشده اي غذا مخور و چون خواستي غذايي را بخوري مراقب حلال بودن آن باش و نام خدا را نيز



[ صفحه 350]



قبل از آن بر زبان خود جاري كن و سخن رسول خدا صلي الله عليه و آله را به ياد آور كه فرمود: «هيچ انساني ظرفي را پر نكرده كه بدتر از ظرف شكم باشد» 3- و اگر ناچار به خوردن غذا هستي پس معده ي خود را سه قسمت كن، قسمتي را براي غذا و قسمتي را براي آب و قسمتي را براي نفس قرار ده.

و اما آن سه چيزي كه مربوط به حلم است: 1- هر كس به تو گفت: اگر يكي بگويي ده تا مي شنوي، تو به او بگو، اگر تو ده تا بگوي از من يكي هم نخواهي شنيد؛ 2- هر كه به تو دشنام داد به او بگو: اگر آنچه را كه تو گفتي راست باشد من از خدا مي خواهم كه مرا ببخشد و اگر دروغ باشد من از خدا مي خواهم كه تو را ببخشد 3- و هر كه به تو وعده ي ظلم و آزار داد تو به او وعده ي خيرخواهي و احسان بده.

اما آن سه چيزي كه مربوط به علم است: 1- آنچه را نمي داني از علما سؤال كن و بپرهيز از اين كه سؤال تو از روي تجربه و امتحان كردن آنها باشد 2- بترس كه در امور ديني به فكر و انديشه ي خود عمل كني؛ بلكه در هر چه كه امكان احتياط دارد احتياط كن 3- از فتوا دادن فرار كن، همان گونه كه از حيوان درنده فرار مي كني و گردن خود را براي مردم پل قرار مده، سپس فرمود: اي عنوان بصري برخيز كه من نصايح لازم را به تو گفتم، پس اوقات مرا مشغول مكن و مزاحم ذكر و دعاي من مشو، همانا من در صرف اوقات خود بخيل هستم. و السلام علي من اتبع الهدي» [2] .



[ صفحه 351]




پاورقي

[1] قصص / 83.

[2] بحارالأنوار ج 1 / 224.