بازگشت

عبدالله بن مسكان


عبدالله بن مسكان از جمله شش نفر دانشمند نجيب و شريف و مقدسي است كه بزرگان شيعه - رضوان الله عليهم - همگي به صحت و سقم رواياتي كه از حضرت صادق عليه السلام نقل كرده است، شهادت داده اند و وي را به حق «فقيه» نامبردار نمودند.

گفته مي شود وي به جهت معرفت و شناخت كامل و عميقي كه از مقام عظماي ولايت وامامت و هم چنين شخص شخيص صادق آل محمد عليه السلام داشت، هنگام شرفيابي به محضر حضرتش متحمل رنج و زحمت روحي فراواني گرديد؛ زيرا بيم آن داشت كه قادر نباشد حق اكرام و احترام امام عليه السلام را به صورتي شايسته ادا سازد.



[ صفحه 60]




كلمات العلماء و العظماء


بامكان الباحث أن يؤلف كتابا كبيرا في الامام الصادق عليه السلام، يقتصر فيه علي جمع كلمات العلماء و العظماء في الامام عليه السلام، و ما كتب عنه من بحوث، و كتب، و ليس ذلك بكثير علي رجل بلغ تلامذته أكثر من أربعة آلاف، و نشر من العلوم و الفنون ما ملأ به الدنيا، و وضع الأسس لكثير من العلوم الحديثة، مضافا لما أخذ عنه من الفقه، و الحديث، و التفسير، و غيرها من علوم الشريعة.

و تمشيا مع خطتنا في الاختصار، نذكر:

1 - قال زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه، و حجته في زماننا ابن أخي جعفر بن محمد، لا يضل من تبعه، و لا يهتدي من خالفه [1] .

2 - قال أبوحنيفة: - أمام المذهب - جعفر بن محمد أفقه من رأيت [2] .

و قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد [3] .

و قال أيضا: لولا السنتان لهلك النعمان.

يشير الي السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم عن الامام الصادق رضي الله عنه [4] .



[ صفحه 474]



و سأله مرة عن بعض المسائل - بمحضر من المنصور العباسي - فأجابه الامام عليه السلام عنها قائلا: أنتم - يريد أهل الكوفة - تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا. ثم يبين بعدها رأيه، فقد يوافق أحدهما، أو يخالفهما، فكان أبوحنيفة يقول بعد ذلك: ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس [5] .

و سأله رجل: يا أباحنيفة ما تقول في رجل وقف ماله للامام، فمن يكون المستحق؟

قال: المستحق: جعفر الصادق، لأنه أمام الحق [6] .

3 - قال مالك بن أنس: - أمام المذهب - جعفر بن محمد اختلفت اليه زمانا، فما كنت أراه الا علي احدي ثلاث: اما مصل، و اما صائم، و اما يقرأ القرآن [7] .

و قال: ما رأت عين، و لا سمعت أذن، و لا خطر علي قلب بشر، أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما و عبادة و ورعا [8] .

و قال: و كان من عظماء العباد، و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل [9] .

4 - قال عمرو بن المقدام: كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين [10] .

5 - وقف أبوشاكر الديصاني ذات يوم علي مجلس أبي عبدالله عليه السلام فقال له: انك لأحد النجوم الزواهر، و كان آباؤك بدورا بواهر، و أمهاتك عقيلات عباهر،



[ صفحه 475]



و عنصرك من أكرم العناصر، و اذا ذكر العلماء فعليك تثني الخناصر، فخبرنا يا أيها البحر الزاخر الخ [11] .

6 - قال عبدالله بن المقفع: ترون هذا الخلق - و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس - يعني الصادق عليه السلام [12] .

7 - قال المنصور العباسي لابن مهاجر: اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة الا فيه محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [13] .

و قال أيضا: انه ممن اصطفاه الله، و كان من السابقين في الخيرات [14] .

و قال مخاطبا له: لا نزال من بحرك نغترف، و اليك نزدلف، تبصر من العمي، و تجلو بنورك الطخياء، فنحن نعوم في سحاب قدسك، و طامي بحرك [15] .

و قال أيضا: سيد أهل البيت و عالمهم، و بقية الأخيار منهم [16] .

و قال أيضا: انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا [17] .

و يقول لحاجبه الربيع: و هؤلاء من بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل لاحظ له في الشريعة [18] .

و قال أيضا: هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس في زمانه [19] .



[ صفحه 476]



و يقول لاسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس: ان جعفرا كان ممن قال الله فيه: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) و كان ممن اصطفي الله، و كان من السابقين في الخيرات [20] .

8 - قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم عليهم السلام ذو علوم جمة و أوراد متواصلة، و زهادة بينة، و تلاوة كثيرة يتبع معاني القرآن الكريم، و يستخرج من بحر جواهره، و يستنتج عجايبه، و يقسم أوقاته علي أنواع الطاعات بحيث يحاسب نفسه، رؤيته تذكر الآخرة، و استماع كلامه يزهد في الدنيا، و الاقتداء بهديه يورث الجنة [21] .

9 - قال أبوالفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني: جعفر بن محمد الصادق، و هو ذو علم غزير في الدين، و أدب كامل في الحكمة، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات، و قد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه، و يفيض علي الموالين له أسرار العلوم [22] .

10 - قال علي بن محمد بن أحمد المالكي - ابن الصباغ -: كان من بين أخوته خليفة أبيه و وصيه، و القائم بالامامة من بعده. برز علي جماعتهم بالفضل، و كان أنبههم ذكرا و أجلهم قدرا.

و قال: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته و ذكره في سائر البلدان، و لم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث.

و قال: مناقب أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام فاضلة، و صفاته في الشرف كاملة، و شرفه علي جبهات الأيام سائلة، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة [23] .

11 - قال فريد الدين العطار: ذلك سلطان الملة الصفوية، ذلك برهان الحجة



[ صفحه 477]



النبوية، ذلك العامل الصديق، ذلك عالم التحقيق، ذلك فاكهة قلوب الأنبياء، ذلك قلب سيد الرسل، ذلك النافذ العلي، ذلك وارث النبي، ذلك العارف العاشق، ذلك جعفر الصادق [24] .

12 - قال أحمد شهاب الدين الخفاجي: جعفر بن محمد، روي عنه كثيرون: كمالك بن أنس، و السفيانيين، و ابن جريح، و ابن اسحاق، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته، ولد سنة 80 ه، و توفي سنة 148 ه، قيل مسموما. و ثقة في روايته الشافعي، و ابن معين، و أبوحاتم، و الذهبي، و هو من فضلاء أهل البيت و علمائهم عليهم السلام [25] .

13 - قال جمال الدين أبوالمحاسن يوسف بن تعزي الأتابكي: الامام السيد أبوعبدالله الهاشمي العلوي الحسيني المدني.

يقال: مولده سنة 80 من الهجرة، و هو من الطبقة الخامسة من تابعي أهل المدينة، و كان يلقب بالصابر، و الفاضل، و الطاهر، و أشهر ألقابه الصادق.

و قال: و حدث عنه أبوحنيفة، و ابن جريح، و شعبة، و السفيانيان، و مالك، و غيرهم. و عن أبي حنيفة قال: ما رأينا أفقه من جعفر بن محمد [26] .

14 - قال عبدالله بن أسعد اليافعي: الامام السيد الجليل، سلالة النبوة، و معدن الفتوة، أبوعبدالله جعفر الصادق... و انما لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و له كلام نفيس في علم التوحيد و غيرها، و قد ألف تلميذه جابر بن حيان كتابا يشتمل علي ألف ورقة يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة [27] .

15 - قال عبدالله الشبراوي الشافعي: السادس من الأئمة جعفر الصادق ذوالمناقب الكثيرة، و الفضائل الشهيرة.



[ صفحه 478]



روي عنه الحديث أئمة كثيرون، مثل مالك بن أنس، و أبي حنيفة،: و يحيي بن سعيد، و ابن جريح، و الثوري، و ابن عيينة، و شعبة و غيرهم رضي الله عنهم. ولد رضي الله عنه بالمدينة المنورة سنة 80 من الهجرة، و غرر فضائله و شرفه علي جبهات الأيام كاملة، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة، توفي رضي الله عنه سنة 148 ه [28] .

16 - قال عبدالرحمن بن محمد الحنفي البسطامي: جعفر بن محمد ازدحم علي بابه العلماء، و اقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، و كان يتكلم بغوامض الأسرار، و علو الحقيقة و هو ابن سبع سنين [29] .

17 - قال محمد بن حبان البستي: جعفر بن محمد الذي يقال له: الصادق من سادات أهل البيت و عبادهم، و من اتباع التابعين، و علماء أهل المدينة [30] .

18 - قال محمد أمين البغدادي السويدي: جعفر الصادق كان من بين أخوته خليفة أبيه و وصيه، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، و كان اماما في الحديث... و مناقبه كثيرة [31] .

19 - قال: ش. سامي: استمر علي حلقة تدريس و افادات جعفر الصادق الامام الأعظم أبوحنيفة، و استفاد منه أولا في المعارف الظاهرية و الباطنية، و كان للامام اليد الطولي في الجبر والكيمياء، و الالمام بسائر العلوم، و كان ممن تلمذ علي يد الامام موجد فن الكيمياء جابر، لم يكن له نظير في الزهد والتقوي و القناعة و حسن الأخلاق، و لصدق حسبه سمي بالصادق.

و قال: و عرض أبومسلم الخراساني الخلافة ابتداء علي الامام جعفر الصادق فلم يقبلها [32] .

20 - قال محمد الخضري: أبوعبدالله جعفر الصادق، كان من سادات أهل



[ صفحه 479]



البيت، و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، ولد سنة ثمانين للهجرة، و روي عنه مالك بن أنس، و أبوحنيفة، و كثيرون من علماء المدينة [33] .

21 - قال محمد فريد وجدي: كان من سادات أهل البيت النبوي، لقب بالصادق لصدقه في كلامه، كان من أفاضل الناس، و له مقالات في صناعة الكيمياء، و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة، يتضمن رسائل جعفر و هي خمسمائة رسالة [34] .

22 - قال الدكتور أحمد أمين بعد كلام طويل في علمه و مدرسته و الرواة عنه: و علي الجملة: فقد كان جعفر من أعظم الشخصيات ذوي الأثر في عصره و بعد عصره، و قد مات في العام العاشر من حكم المنصور [35] .

23 - قال عبدالعزيز سيد الأهل: مفخرة من مفاخر المسلمين لم تذهب قط، و انما بقي منها في كل غد قادم حتي القيامة صوت صارخ من حروفها: يعلم الزهاد زهدا، و يكسب العلماء علما، و يهدي ء المضطرب، و يشجع المقتحم، يهد الظلم، و يبني للعدالة، و هو ينادي المسلمين جميعا: أن هلموا فاجتمعوا، و ان قوما لم يختلفوا في ربهم و في كتابهم و في نبيهم لمجموعون - مهما اختلفوا - في يوم قريب [36] .

24 - قال الدكتور عبدالرحمن الكيالي: و كان الامام أبوعبدالله جعفر الصادق نموذجا كاملا جامعا لمحامد الرسول و آل بيته، و صفوة لامعة لبنيه، و أئمة أهل البيت من بعده؛ و كلهم كانوا يمثلون في حياتهم حقائق الاسلام ظاهرا و باطنا [37] .



[ صفحه 480]



25 - قال خير الدين الزركلي: كان من أجلاء التابعين، و له منزلة رفيعة في العلم، أخذ عنه جماعة، منهم الامامان: أبوحنيفة، و مالك. و لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس، و كان جريئا عليهم، صداعا بالحق الخ [38] .



[ صفحه 481]




پاورقي

[1] بحارالأنوار: 11 / 48.

[2] جامع مسانيد أبي حنيفة: 1 / 222.

[3] النجوم الزاهرة: 2 / 9.

[4] مختصر التحفة الاثني عشرية، ص 8.

[5] مناقب الامام أبي حنيفة للمكي: 1 / 173، الامام الصادق لأبي زهرة 252.

[6] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 68.

[7] تهذيب التهذيب: 2 / 105، حياة الامام الصادق للسبيتي ص 17. أشعة من حياة الصادق: 3 / 58.

[8] المناقب: 2 / 325 الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 9.

[9] الخصال 167.

[10] تهذيب التهذيب: 2 / 104، صفة الصفوة: 2 / 94 كشف الغمة 242 المناقب: 2 / 326.

[11] كشف الغمة 230.

[12] الامام الصادق للمظفري: 1 / 224 الامام الصادق ملهم الكيمياء 135.

[13] أصول الكافي: 1 / 475.

[14] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 79.

[15] بحارالأنوار 11.

[16] أشعة من حياة الصادق: 3 / 50.

[17] كشف الغمة 240.

[18] مهج الدعوات 198.

[19] كشف الغمة 236.

[20] تاريخ اليعقوبي: 3 / 117.

[21] مطالب السؤول: 2 / 55.

[22] الملل و النحل بهامش الفصل في الملل لابن حزم: 1 / 224.

[23] الفصول المهمة 216.

[24] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 1 / 29.

[25] شرح الشفاء: 1 / 124.

[26] النجوم الزاهرة: 2 / 9.

[27] مرآة الجنان: 1 / 304.

[28] الاتحاف بحب الأشراف 54.

[29] مناهج التوسل 106.

[30] مشاهير علماء الأمصار.

[31] سبائك الذهب 74.

[32] قاموس الأعلام: 3 / 182.

[33] التشريع الاسلامي: 263.

[34] دائرة معارف القرن الرابع عشر: 3 / 110.

[35] ضحي الاسلام: 3 / 265.

[36] انظر كتابه (جعفر بن محمد) ص 6.

[37] انظر رسالته في الامام الصادق، ص 14.

[38] الاعلام: 2 / 121.


حرف (ز)


زجر زَجْر، 53، 3.

زعج اِنزعاج، 27، 88.

زلف زُلفَة، 38، 25.

زلَ زَلّات، 78، 36.

زود زيادَة، 28، 24؛ زَوائِد، 27، 61.

زور زور، 25، 72؛ زيادَة، 83، 24.

زين زينَة، 21، 89؛ 71، 12.


و من كلام له: مع اصحابه يأمرهم بالتواصل و التعاطف و المواساة لأهل الحاجة


اتقوا الله و كونوا اخوة بررة، متحابين في الله متواصلين متراحمين تزاوروا و تلاقوا و تذاكروا أمرنا و احيوه.

و قال عليه السلام: يحق علي المسلمين الاجتهاد في التواصل، و التعاون علي التعاطف، و المواساة لأهل الحاجة، و تعاطف بعضهم علي بعض حتي تكونوا كما امركم الله عزوجل: «رحماء بينهم» متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم علي ما مضي عليه معشر الأنصار علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.


ابواراكه بجلي كوفي


بشير نبال از آل ابواراكه است. آل ابواراكه از بيوتات شيعه مي باشد و ظاهرا ابوارا كه بجلي كوفه است كه شيخ، او را اصحاب اميرالمؤمنين (ع) قرار داده، و برقي، او را در رديف مالك اشتر واصبغ بن نباته و كميل بن زياد شمرده. [1] ليكن علامه بحرالعلوم طباطبائي در كتاب رجالش، از كتاب اختصاص، داستان عجيبي از ابواراكه با رشيد هجري، به شرح زير، نقل كرده كه با در نظر گرفتن آن، هم رديف قرار دادن او با اصحاب خاص حضرت اميرالمؤمنين (ع) مورد تأمل قرار مي گيرد.

در آن ايامي كه زياد بن ابيه در جستجوي رشيد هجري بود، رشيد خود را مخفي كرده و پنهان مي زيست. روزي ابواراكه بر در خانه خود با گروهي از دوستانش نشسته بود، ناگاه ديد رشيد آمد و داخل منزل او شد. ابواراكه از اين كار رشيد بسيار ترسيد و برخاست به دنبال او رفت و به او گفت: اي رشيد! عمل تو مرا به كشتن خواهد داد و بچه هاي مرا يتيم خواهد ساخت. رشيد گفت: مگر چه شده؟ ابواراكه گفت: مرا مسخره و استهزاء مي كني؟ پس رشيد را گرفت و محكم بست، و در اطاقي او را حبس كرد و در را از روي او قفل زد، و نزد دوستانش برگشت و گفت: به نظرم آمد كه پيرمردي وارد منزل من شد، آيا به نظر شما هم چنين آمد؟ گفتند: ما احدي را نديديم. ابواراكه براي احتياط، مكرر از آنان همين را پرسيد و آنان همان جواب را دادند. ابواراكه ساكت شد ليكن ترسيد كه غير ايشان او را ديده باشد. پس به مجلس زياد بن ابيه رفت تا تجسس كند، اگر ملتفت شده باشند، خبر دهد كه رشيد نزد اوست، و او را تحويل دهد.

ابواراكه به مجلس زياد وارد شد و نشست. بين او و زياد رفاقت و دوستي بود. پس در آن حال كه با هم صحبت مي كردند، ابواراكه ديد كه رشيد بر استر او سوار شده و روي به مجلس زياد مي آيد. ابواراكه، از ديدن رشيد، رنگش تغيير كرده و متحير و پريشان شد و يقين به هلاكت خويش نمود. رشيد از استر پياده گشت و نزد زياد آمد و بر او سلام كرد. زياد برخاست و دست در گردن رشيد در آورد و يكديگر را بوسيدند. سپس زياد از رشيد



[ صفحه 100]



احوالپرسي كرد و پرسيد: كي آمدي، و چگونه آمدي، و در راه بر تو چه گذشت؟ رشيد مدتي بماند، آن گاه برخاست و رفت. ابواراكه از زياد پرسيد: اين پيرمرد كيست؟ زياد گفت: يكي از دوستان من، از اهالي شام است كه به جهت زيارت ما از شام آمده بود.

ابواراكه از مجلس برخاست و به منزل خود برگشت و رشيد را به همان حالي ديد، كه او را گذاشته و رفته بود. پس به او گفت: اكنون كه چنين قدرت و علمي كه من در تو مشاهده كردم، داري، هر كار كه خواهي بكن و هر گاه كه خواستي به منزل من بيا. [2] .

مرحوم پدرم قدس سره، در مقام دفاع از ابواراكه مي گويد: آن چه ابواراكه نسبت به رشيد كرد از جهت استخفاف به شأن او نبوده بلكه از ترس بر جان و مالش بوده است؛ زيرا كه زياد بن ابيه، سخت در تعقيب رشيد و ساير شيعيان بوده، و در صدد قتل و تعذيب آنان برآمده بود و مأموريني گماشته بود تا آنان را دستگير كنند، و همچنين كساني را كه آنان را اعانت و ياري مي نمودند و يا به آنان پناه مي دادند و ميهمان مي كردند، مجازات شديد مي نمود. و از اين رو ابواراكه مي خواست چنان اقدامي بنمايد. [3] .

نويسنده گويد: درست به همين جهت اعتراض به جناب ابواراكه وارد است كه در آن حال و آن شرايط دشوار، به چه مناسبت آماده تحويل دادن يك فرد مظلومي به دست ستمكاري بوده است، مگر پيغمبر اكرم (ص) نفرموده: «المسلم اخوالمسلم لا يظلمه و لا يسلمه» [4] ، مسلمان برادر مسلمان است، بايد كه بر روي ظلم نكند و به ظالمش نسپارد؛ آيا او شرعا خود را موظف نمي دانست كه رشيد را حفظ و نگه داري نمايد؟ الله اعلم.


پاورقي

[1] تحفة الاحباب، زيرنويس ص 33.

[2] رجال سيد بحرالعلوم، ج 1، ص 267.

[3] منتهي الامال، ج 1، فصل اصحاب اميرالمؤمنين (ع)، ذيل شرح حال رشيد هجري.

[4] شهاب الاخبار، قاضي قضاعي، ص 62 - نهج الفصاحه، ح 3081.


مراحل حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق


ولد الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في مرحلة ازدهار الدولة الاُموية حين ابتعد الخلفاء كثيراً عن طريق الحق وترسخت صيغة الملك المتوارث.

عاصر جدّه إثنتا عشرة سنة في المدينة وعاش مع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة. نهل خلالها جميع العلوم والمعارف من أبيه (عليه السلام) وفاق الجميع بسعة إدراكه وشدة ذكائه.

وشارك أباه محنة الصبر علي تولي الظالمين والتعرض للبلاء كما ساهم مع أبيه في نشر العلوم الإسلامية من خلال حلقات الدرس التي أسّسها لكي لاتضيع الرسالة وتندرس معالم الدين.

وتمكن من أن يواصل بعد أبيه (عليه السلام) خلال مدة إمامته التي استمرت أربعاً وثلاثين سنة تربية أجيال عديدة من العلماء والفقهاء الصالحين ممن ينهج نهج أهل البيت (عليهم السلام).

وكما عاصر الإمام الصادق (عليه السلام) مرحلة انحطاط الدولة الاُموية واُفولها عاصر كذلك ظهور الدولة العباسية التي تعجّلت في ممارسة الظلم بالنسبة لأهل البيت(عليهم السلام) والتعدي عليهم.

وتمكّن الإمام الصادق (عليه السلام) في هذه الفترة من المعترك السياسي المرير ان يحافظ علي كيان المذهب الشيعي واستمرار سلامة الجماعة الصالحة وتنميتها، تلك الجماعة التي عمل علي بنائها وتوسعتها آباؤه الطاهرون.

ومن هنا نقسِّم حياته إلي عصرين متميزين:

عصر ما قبل التصدي للإمامة وقد عاصر فيه كلاًّ من الوليد بن عبدالملك وسليمان بن عبدالملك وعمر بن عبدالزعيز ويزيد بن الوليد وهشام بن عبدالملك.

وعصر ما بعد التصدي للإمامة.

وينقسم العصر الأول إلي مرحلتين: الاولي: حياته مع جدّه وأبيه (من سنة 83 إلي سنة 95 هـ)، والثانية: حياته مع أبيه الباقر (عليه السلام) (من سنة 95 إلي سنة 114 هـ).

وينقسم العصر الثاني إلي مرحلتين أيضاً:

المرحلة الاُولي مرحلة انهيار الدولة الاُموية حتَّي سقوطها (114 إلي 132 هـ).

والمرحلة الثانية مرحلة تأسيس الدولة العباسيةحتَّي استشهاده (سنة 148 هـ).

وعاصر في المرحلة الاُولي من مرحلتي العصر الثاني كلاًّ من: هشام بن عبدالملك والوليد بن يزيد ثم يزيد بن الوليد المعروف بالناقص ثم أخيه إبراهيم بن الوليد ثم مروان بن محمد الذي عرف بمروان الحمار. وهو آخر ملوك بني اُمية والذي سقطت في عهده هذه الدولة الظالمة بعد أن عاثت في الأرض فساداً.

كما عاصر في المرحلة الثانية كلاًّ من السفاح وأبي جعفر المنصور، حيث استشهد في حكم المنصور العباسي بعد اجراءات قاسية قام بها هذا الحاكم الذي تربّع علي كرسي الخلافة باسم أهل البيت (عليهم السلام).

وسنوافي القاري الكريم بتفاصيل ما جري علي الإمام (عليه السلام) في هذه المرحلة من حياته الشريفة.



[ صفحه 49]




الصدق في العمل


ويريدون به ان يكون ظاهر الإنسان موافقاً لباطنه، فلا يقول ما لا يعمل، ولا يعمل ما لا يعتقد، ولا يعتقد غير الحق فيكون للحق سره وجهره، وللفضيلة قوله وعمله، وهذا المعني أرفع شأناً من الإخلاص المتقدم، وفيه يقول الإمام " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن الإيمان ما خلص في القلوب وصدقته الأعمال " [1] وهذا النوع من الإخلاص يشمل الصراحة ويقابل النفاق في القول والعمل. والنفاق يكون علي أقسام:

(1) النفاق في العقيدة: فالمنافق في عقيدته هو الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر.

(2) النفاق في العمل، وقد روي الإمام الصادق (ع) عن جده النبي (ص) قوله: في ذلك: " ما زاد خشوع الجسد علي ما في القلب فهو عندنا نفاق " [2] .

(3) النفاق في الصداقة والمعاشرة. وقد قال الإمام الصادق (ع) فيه: " ولا خير في صحبة من لم يَرَ لك مثل الذي يري لنفسه " [3] .


پاورقي

[1] تحف العقول ص92.

[2] الكافي الحديث6 باب صفة النفاق.

[3] تحف العقول ص90.


التصريح النبوي بأسماء الائمة الاثني عشر


اقول: و توجد في الأحاديث النبوية - المروية في كتب العامة - تصريحات بأسماء الأئمة الاثني عشر، و نقتطف منها حديثين فقط:

في كتاب ينابيع المودة للقندوزي الحنفي:

في المناقب عن وائلة بن الأسفع بن قرخاب، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي علي رسول الله (صلي الله عليه و سلم) فقال: يا محمد اخبرني عما ليس لله و عما ليس عند الله و عما لا يعلمه الله.

فقال (صلي الله عليه و آله و سلم): أما ما ليس لله فليس لله شريك، و أما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد، و أما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود: ان عزيزا ابن الله. والله لا يعلم انه له ولد بل يعلم انه مخلوقه و عبده.

فقال: أشهد ان لا اله الا الله و انك رسول الله حقا و صدقا.

ثم قال: اني رأيت البارحة في النوم موسي بن عمران فقال: يا جندل اسلم علي يد محمد خاتم الأنبياء و استمسك بأوصيائه من بعده فقلت: فلله



[ صفحه 57]



الحمد اسلمت و هداني بك.

ثم قال: أخبرني يا رسول الله من اوصيائك من بعدك لا تمسك بهم؟

قال (صلي الله عليه و آله و سلم): أوصيائي الاثنا عشر.

قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة. و قال: يا رسول الله سمهم لي.

فقال: أولهم: سيد الأوصياء أبوالأئمة علي، ثم ابناه الحسن و الحسين فاستمسك بهم و لا يغرنك جهل الجاهلين، فاذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك و يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه.

فقال جندل: وجدنا في التوراة و في كتب الانبياء: ايليا و شبرا و شبيرا، فهذه اسماء علي و الحسن و الحسين، فمن بعد الحسين و ما اسماؤهم؟

قال: اذا انقضت مدة الحسين فالامام ابنه علي و يلقب بزين العابدين، فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعي بالصادق، فبعده ابنه موسي يدعي بالكاظم، فبعده ابنه علي يدعي بالرضا، فبعده ابنه محمد يدعي بالتقي و الزكي، فبعده ابنه علي يدعي بالنقي و الهادي، فبعده ابنه الحسن يدعي بالعسكري، فبعده ابنه محمد يدعي بالمهدي و القائم و الحجة، فيغيب ثم يخرج فاذا خرج يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، طوبي للصابرين في غيبته، طوبي للمقيمين علي محبتهم، اولئك الذين وصفهم الله في كتابه و قال: «هدي للمتقين - الذين يؤمنون بالغيب» [1] ثم قال تعالي: «اولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم



[ صفحه 58]



المفلحون» [2] .

فقال جندل: الحمد لله الذي وفقني لمعرفتهم.

ثم عاش الي ان كانت ولادة علي بن الحسين فخرج الي الطائف و مرض و شرب لبنا و قال: أخبرني رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ان يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن، و مات و دفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة [3] .

و في كتاب (فرائد السمطين) للجويني الشافعي، بسنده عن ابن عباس، قال:

«قدم يهودي علي رسول الله (صلي الله عليه و سلم) يقال له: نعثل، فقال له: يا محمد اني اسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فان اجبتني عنها أسلمت علي يدك.

قال: سل يا اباعمارة!

... الي أن قال: فأخبرني عن وصيك من هو؟ فما من نبي الا و له وصي و ان نبينا موسي بن عمران أوصي الي يوشع بن نون.

فقال: نعم، ان وصيي و الخليفة من بعدي: علي بن أبي طالب و بعده سبطاي: الحسن ثم الحسين، يتلوه تسعة من صلب الحسين، أئمة أبرار.

قال: يا محمد! فسمهم لي.

قال: نعم، اذا مضي الحسين فابنه علي، فاذا مضي علي فابنه محمد، فاذا مضي محمد فابنه جعفر، فاذا مضي جعفر فابنه موسي، فاذا مضي موسي فابنه علي، فاذا مضي علي فابنه محمد، ثم ابنه علي، ثم ابنه



[ صفحه 59]



الحسن، ثم الحجة بن الحسن، فهذه اثنا عشر أئمة، عدد نقباء بني اسرائيل...» الي آخره [4] .

و ختاما لهذا البحث نقول:

ان رسول الله (صلي الله عليه و آله) - الذي كان أشرف الكائنات، و أفضل المخلوقين و أطهر الموجودات، و سيد الأنبياء و المرسلين، و أقرب الخلائق الي الله (عزوجل) - ينبغي أن يكون خلفاؤه و أوصياؤه أيضا يمتازون عن غيرهم من الناس، سواء من ناحية القداسة و النزاهة و التقوي، أم العلم و الأخلاق أم غيرهما من الفضائل، لأنهم يمثلون صاحب الشريعة الرسول الأقدس (صلي الله عليه و آله) و يقومون مقامه، و ينبون منابه.

و لا أظن أن عقول العقلاء ترضي و تقبل أن يكون الناس العاديون يمثلون الرسول الأقدس، فهل ترضي أن يكون الخمارون الأنجاس، و الزناؤون الأرجاس، و سفاكوا الدماء المحرمة، و الجبابرة الطغاة، و الخونة الجناة و الجهلة الأغبياء، و الذين يحملون عقيدة الالحاد يمثلون الرسول الأطهر (صلي الله عليه و آله) في قيادة الامة الاسلامية دينا و دنيا و عقيدة؟!!

انني استطيع أن أحلف بجميع مقدساتي - يمينا لا حنث فيها - ان التاريخ لم يسجل لأولئك الغاصبين شيئا من الصفات اللازمة الضرورية للامامة و الخلافة، و ان كنت لا تصدق كلامي فهذه كتب التاريخ و الحديث و التراجم قد ملأت الأسواق و المكتبات.

و قل أن تجد في تاريخ الحكام الأمويين أو العباسيين من كان يتورع عن شرب الخمور، بل ان بعضهم كان أكثر أوقاته سكرانا!



[ صفحه 60]



و قصور اولئك الذين اعتبروا أنفسهم خلفاء رسول الله (صلي الله عليه و آله) كانت بؤرة لأنواع المنكرات، و كأنها حانات الخمارين، أو مكانا لحفلات غنائية ساهرة.

هذا سوي اراقة الدماء، و نهب الأموال، و امتصاص دماء الشعوب الفقيرة و غير ذلك.

ثم تعال و انظر الي الجانب الآخر... الي حياة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) خلال قرنين و نصف، من يوم شهادة رسول الله (صلي الله عليه و آله) الي شهادة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) سنة 260 هجرية.

فانك لا تجد في تراجم حياتهم زلة واحدة، أو خطيئة و لو صغيرة، أو جهلا في الحكم، أو نقصا في العلم، أو سوء في الخلق، أو ضعفا في الدين، أو بخلا بالمال، أو جبنا في النفس أو كسلا في العبادة، أو أي عيب أو نقص أو صفة ذميمة، بالرغم من مراقبة الأعداء لهم في حركاتهم و سكناتهم و جميع تصرفاتهم؛ علهم يجدوا في أقوالهم أو أفعالهم عيبا أو نقصا.

و أما سماسرة الحديث، الكذابون الوضاعون فلم تسلم ساحة رسول الله (صلي الله عليه و آله) من أقوالهم و أقلامهم فكيف بساحة الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) مع كثرة حسادهم من فاقدي الورع و التقوي و الضمير و الوجدان؟!

«اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين» [5] .



[ صفحه 61]




پاورقي

[1] سورة البقرة آية 2 و 3.

[2] سورة المجادلة آية 22.

[3] ينابيع المودة: ج 3 ص 100.

[4] فرائد السمطين للجويني الشافعي: ج 2 ص 133 طبع بيروت.

[5] سورة البقرة آية 16.


مذهب حنفي


اين مذهب را ابوحنيفه نعمان بن ثابت كه اصلا ايراني است تأسيس كرد ابوحنيفه در سال 80 هجري 699 ميلادي در كوفه ولادت يافت و در سال 150 وفات كرد (767 ميلادي) در اول زندگاني خود به تجارت خز اشتغال داشت (در آن تاريخ پارچه هائي كه از پشم و ابريشم بافته مي شد خزمي گفتند) سپس فقه را تعليم گرفت و در اين رشته مشهور شد به قسمي كه او را امام اعظم گفتند و مذهب او متكي به عقل بود و در قبول احاديث بسيار سخت گير بود و مذهب او را مذهب اهل رأي مي گفتند - اين مذهب علاوه بر ادله ي شرعيه ي چهارگانه متكي به يك دليل مخصوصي كه استحسان باشد نيز بوده است و معناي استحسان ترك قياس در مسائل و موافقت به آنچه با مذاق مردم موافق است و عرف يا ضرورت يا مصلحت عمومي آن را قابل توجه مي داند مثلا فروش اشياء معدومه و چيزهائي كه وجود ندارد در مذهب جعفري باطل است و قياس حكم مي كند كه معامله هر چيزي كه بعدا بوجود آيد باطل است زيرا در تاريخ فروش موجود نيست ولي فقها با استحسان و برخلاف قباس بيع سلم را جايز مي دانند (پيش فروش) يعني مبيع و متاع مؤجل و ثمن حال باشد مثل آنكه كسي هزار تومان نقد بدهد كه هزار من گندم در سر محصول آتي بگيرد.

و اقوال ابوحنيفه در فقه بوسيله ي شاگردان او كه مشهورترين آنها قاضي القضاة بغداد ابويوسف و محمد بن حسن شيباني بودند انتشار يافته است - و شاگردان ابوحنيفه هم شاگرداني داشته اند كه آنها هم به نوبه ي خود



[ صفحه 149]



شاگرداني از آنها استفاده مي نموده اند اين طبقات سه گانه از شاگردان او در انتشار مذهب او دخالت مؤثر داشته اند و كتابهائي تأليف نموده اند ولي خود او كتابي تأليف نكرده است.

و اما قياس يعني حكم مسئله اي را به مسئله ي ديگر كه شبيه به آن است بدهد چون در علت شريك هستند مثلا شراب بنص اسلام حرام است و علت از تحريم آن سكر و مستي است و چون دانسته ايم (آب جو) هم مسكر است آن را هم حرام مي دانيم و اين حرمت را با قياس آبجو به شراب براي آبجو قائل مي شويم زيرا علت حرمت در هر دو موجود و يكي است.

در قياس سه شرط بايد رعايت گردد يعني اولا بايد علت و قصد شارع و واضع حكم معلوم باشد و ثانيا علت در اصل و فرع يكي باشد ثالثا آنكه اصل عموميت داشته و مخصوص به يك قضيه نباشد - و لذا در يك مسئله و قضيه محصور و مخصوص قياس جاري نمي گردد و به طوري كه گفتيم ابوحنيفه تأليفات مخصوصي نداشته و فقط آراء او را در فقه نقل كرده اند و مذهب حنفي مشهورترين مذهب اسلامي است وعده ي پيروان او بيش از يك ثلث مسلمانان مي باشند و مذهب غالب در عراق در روزگار بني عباس مذهب حنفي و مذهب رسمي دولت عثماني هم همين مذهب بوده است و مجله ي احكام عدليه مطابق آراء ابوحنيفه مي باشد (قانون مدني عثماني) و امروزه هم مذهب دولت در فتوي و قضاوت بخصوص در بين سنيان پاكستان همان مذهب حنفي است چنانكه مذهب رسمي مصر و سوريه و لبنان و مملكت اردن هاشمي و عراق و افغانستان و تركستان هم مذهب ابوحنيفه است و ابوحنيفه از كساني است كه از امام جعفر صادق عليه السلام زياد شنيده و از او رواياتي نقل نموده است.



[ صفحه 150]




المذهب الجعفري


أخرج الحاكم في تاريخه بالإسناد الي أبي بكر عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «من كتب علي علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث».

و أجمع أبوبكر أيام خلافته علي تدوين الحديث فجمع خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا. قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: «أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك» فجئت بها فأحرقها.

و عن الزهري عن عروة أن عمر أراد أن يكتب السنن فاستفتي أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأشاروا عليه أن يكتبها. فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما فقال: «اني كنت أريد أن أكتب السنن، و اني ذكرت قوما قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها و تركوا كتاب الله، و اني و الله لا أشوب كتاب الله بشي ء أبدا».

لكن عليا (عليه السلام) دون، و خلف في شيعته طريقة (التدوين). فلقد كان علي ثقة من طريقته؛ و هو الذي يقول فيه الرسول: «علي مع القرآن و القرآن مع علي و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض». و عنه قال الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم): «يا معشر قريش. و الله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم علي الدين»، قال أبوبكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، و لكن ذلك الذي يخصف النعل»؛ و كان علي يخصف نعلا للنبي عند ذلك.



[ صفحه 178]



و بالتدوين الفقهي استقر المذهب في صدور الحفظة و النقلة، من علي الي بنيه، فبنيهم، و بخاصة زين العابدين و زيد و الباقر و الصادق (عليهم السلام)، ثم عملت مجالس الامام الصادق في نشره كمثل عمل التدوين في استقراره. و أدرك الأئمة الذين تتلمذوا عنده و تلاميذهم أمورا ترفع مجلس الصادق فوق المجالس، سواء مجالس أهل السنة أو «أهل البيت» منها:

1 - أن الذي يلقي هذا العلم إمام موصي اليه «باسمه» من أبيه. و بهذا ينماز من عمه زيد بن علي صاحب المذهب الزيدي و من غيره من الشيعة.

2 - أن هذا الإمام يقف بين العلماء جميعا في مكان خاص. فالسنة عند الشيعة بعد موته تثبت عن طريقه - إلا ما ندر - فعنه يروي آلاف، و عنهم جاءت الأحاديث المروية في كتبهم.

3 - ان الآراء الفقهية في أصول الدين و أصول الفقه و فروع المعاملات و العبادات سيراها اللاحقون منسوبة اليه. و ربما اقترن به أبوه الباقر، أو أشير الي رأي جده، السجاد، لكن نبع العلم منه هو الأشهر و الأكثر.

و إذا لم يعرف التاريخ إماما في السنن من درجته أو إماما في الفقه من مرتبته، فالتاريخ - كذلك - لا يعرف إماما اجتمعت له الإمامتان مثله.

4 - انه الامام الذي يوثقه أئمة المسلمين جميعا، و يستوي في ذلك من أهل السنة أئمة الرأي فهم تلاميذه، و أئمة الحديث فهو في القمة منهم، و روايته للحديث يوثقها واضع الاساس العلمي لقبول الحديث «الشافعي» و علماء الجرح و التعديل كيحيي بن معين و أبي حاتم و الذهبي و ابن حنبل و الآخرين... و تتردد في كتب الصحاح أحاديثه، كما يبايعه إمام أهل البيت الذي سبق بفرقة عظيمة و فقه خالد (عمه زيد بن علي زين العابدين، صاحب المذهب الزيدي)، و يضعه موضع الامامة فيقول: «في كل زمان رجل من أهل البيت يحتج به الله علي خلفه و حجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من كان من شيعته و لا يهتدي من خالفه».

5 - ان هذا الامام هو أول و آخر واحد من صلب آبائه و أجداده من الله عليه بهذه



[ صفحه 179]



الفرصة: أواخر الدولة المروانية المشغولة عنه بتثبيت دعائمها المهتزة، و أوائل عهد الدولة العباسية التي تمد اليه بسبب من السلام أو الخصام، و آصرة من النسب، تخدمانه أو تخدمانها - و هي ترفع شعار أهل البيت و الدفاع عن الدين - و بهذا أتيحت له حرية الجلوس لكل الناس، و التدريس لكل العلوم، و أن تسيل الأباطح الأباطح بأعناق المطي اليه من بقاع العالم، في حقبة مزدهرة من التاريخ العالمي و الاسلامي.

6 - انه الامام الذي طمأن الخلفاء (الملوك) في الدولتين، و كانوا سفاحين غلاظ الأكباد، فهو - كما يقول الشهرستاني و أبونعيم في (الملل و النحل) و (حلية الأولياء): «ما تعرض للإمامة قط و لا نازع في الخلافة أحدا. و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط. و من تعلي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط».

7 - انه الامام الذي أتيح له علي مدار ثلث قرن من الزمان بعد وفاة أبيه سنة 114 أن يكون «الإمام»... فامتد به عصر سلام، ضروري لنشر العلم، باطمئنان طالبه، و واهبه، و الدولة التي ينتشر فيها رعاياها.

هذه العناصر التي لم تجتمع لواحد من آبائه أو أبنائه جميعا، هي التي سوغت لمن تبع فقهه من الشيعة أن يطلقوا علي مذهبه (المذهب الجعفري). و ما هو في صميمه إلا «مذهب علي عليه السلام». و انما تخول السماء بركاتها لبعض الأسماء في شكل حظوظ. و كان الامام جعفر الصادق عليه السلام جديرا بنعمة السماء قدر ما صدق و كافح في خدمة الاسلام.

و ما كان علي بحاجة الي ما يخلد اسمه. فالإسلام في أعظم أيامه يقرن باسم علي، قدر ما اقترن اسم علي بالنبي و بيت النبي (عليهم السلام).

و المذهب يحمل اسمه جعفر لأنه صاحب مدرسة سقيت منه السنة الصحيحة، و مصادر الفقه العظيم، و المنهاج السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الذي نهجه تابعوه، و روي ذلك كله الآلاف، و روي عنهم أمثالهم.

و في الجدود، بمعني الحظوظ، جد و جد، لكنها ليست خبط عشواء: فاسم أمريكا قد خلد اسم امريكو فسپوتشي، لأن أمريكو فسپوتشي كان كاشفا حقيقيا لبعض



[ صفحه 180]



شواطئها سنة 1499.

و لم يغمط حظ الكاشف الثاني حق كرستوفر كولمبس، الكاشف الأول لها في 1492. فاسم كولومبوس ما يزال يجري علي كل لسان علي انه كاشف العالم الجديد.

و التاريخ - كله - يقدمه علي فسپوتشي.

و لسنا في مقام مقارنات برجال، فعلي و جعفر (عليهماالسلام) فوق المقارنات، بما قدموا للعالم كله - وسيطه و حديثه - من عناصر الحضارة، التي نقلت العالم من جهالات العصور القديمة و ظلمات العصور الوسطي، الي الحضارة المعاصرة، علي عجلات التقدم، يحركها العلم الصحيح، و الاجتهاد الذي لا يتوقف.

و كسب الأمم من علم الأئمة (عليهم السلام) كاقتران اسماء أصحاب الكشوف بكشوفهم و أرباب الابتكارات بفتوحهم، ليس صدفة، و لا محض جزاء، و انما هو توفيق من الله للإنسانية و للناس، لتكريم أمم، و رجال، فتحوا أرض الله لعباده، أو مكنوهم من أنعم السماء، أو سنن الأنبياء، ليشجع الشجعان، و يستمر ضوء الفكر الانساني في اشراقه حفزا للعزائم و ظهورا للعلم.

و منذ القرن الميلادي الماضي يطلق العلماء أسماء الرجال الذين يسروا للناس أسرار الطبيعة علي مقاييس الطبيعة: الوات نسبة الي Watt و الفرد نسبة الي Faraday و الأمبير نسبة الي Ampere و الفولت نسبة الي Volta و الأوم نسبة الي Ohm و الهرتز نسبة الي Hertz و رونتجن نسبة الي Rontigen. و هم إنجليزيان و فرنسي و إيطالي و ثلاثة من الألمان.

و أين تجربة أو تجارب أو كشف أو كشوف من شريعة بتمامها، و إمام في الصدر من أئمتها، وطأ نصوصها، و أصل أصولها، وقعد القواعد لها، و أقام عليها دولا باقية بقاء الزمان، و مجتمعات خالدة بخلود الاسلام، ينسب المذهب فيها الي صاحبه، فيكون المذهب «الجعفري» أو المذهب «الامامي» المنسوب الي الامام جعفر الصادق (عليه السلام) و الي القول «بإمامة الأئمة الاثني عشر».



[ صفحه 183]




بردباري


رويدادهاي زندگي امام صادق عليه السلام بسان يك مدرسه است. او در برابر نعمت ها، شكور و در بلاها، صبور بود. هنگام پديد آمدن بلاها، يادآور نعمت بود و اين همان صبر جميل است كه قرآن ما را بدان فرامي خواند.



[ صفحه 30]



در تاريخ آمده است حضرت صادق عليه السلام فرزندي داشت كه پيش چشمان ايشان از دنيا رفت. پس حضرت گريست و در همان وقت نعمت هاي خداوندي را به ياد آورد و فرمود: «لئن اخذت لقد ابقيت و لئن ابتليت لقد عافيت؛ خداوندا! تو منزهي، اگر چيزي از ما گرفتي چيزهايي ديگر را برايمان نگه داشتي. اگر مصيبتي دادي، عافيت نيز بخشيدي».

سپس كودك را نزد زنان برد و آنها را سوگند داد كه شيون نكنند. آن گاه فرزندش را براي خاك سپاري برد؛ در حالي كه مي گفت:

پاك و منزه است خدايي كه فرزندانمان را از ما مي ستاند، ولي دوستي و محبت او در دل ما فزوني مي يابد. ما افرادي هستيم كه آنچه را دوست داريم، از خدا مي طلبيم و او به ما عنايت مي كند. آن گاه كه به يكي از عزيزانمان مصيبتي رسيد، بدان رضايت مي دهيم. [1] .


پاورقي

[1] ابوزهره، الامام الصادق عليه السلام، ص 80، به نقل از: كتاب الصادق، ج 1، ص 269.


عبادت


بندگي و عبادت در برابر خداي مهربان كه منبع هر خير و نعمت است، بزرگترين ارزش است كه نصيب يك انسان مي شود. بندگي خداي سبحان سبب بالندگي و پويندگي و پايندگي هر انسان است.



[ صفحه 50]



نگون بخت، آن انساني است كه در برابر خداي خويش تمرد و گردن فرازي نمايد. همانند سر سلسله گمراهان و خود كامگان شيطان، أبي و استكبر. [1] «شيطان در برابر دستور خدا تمرد و خود بزرگ بيني نمود».

عبوديت و بندگي زيربناي هر فضيلت و بالندگي است. هنگامي كه سخن از ارزاني شدن آموزه هاي وحي است، پايه آن عبوديت عنوان مي شود، الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب. [2] «سپاس خدايي را كه بر «بنده» خود كتاب نازل نمود».

هنگامي كه سخن از عروج و صعود انسان به معراج است، سخن از عبوديت است، سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي. [3] .

هنگامي كه سخن از انگيزه پيامبران الهي است، سخن از عبوديت و بندگي است، و لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله، [4] «از ميان هر ملتي پيامبري برگزيديم كه همگان خداوند را پرستش نمايند». هنگامي كه سخن از هدف آفرينش انسان است عبوديت و بندگي خدا مطرح است، ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون. [5] همان هدفي كه نظام هستي با آن هماهنگ است، ان كل من في السموات و الارض الا آتي الرحمن عبدا. [6] اين نقش عبادت در بالندگي انسان از ديدگاه قرآن است.



[ صفحه 51]



اينك به نقش عبادت از ديدگاه شاخص عترت امام صادق عليه السلام مي پردازيم، كه حضرت نسبت به عبادت در انديشه و رفتار چه نگرشي دارد، تا از زلال كوثر وي جرعه اي به كام تشنه كامان نصيب شود و شبنمي از شميم طراوتش سبب شادابي روحمان گردد.


پاورقي

[1] بقره، 34.

[2] كهف، 1.

[3] اسراء، 1.

[4] نحل، 36.

[5] ذاريات، 56.

[6] مريم، 94.


نتيجه


با ذكر نمونه اي چند از احاديث امام صادق عليه السلام در باب انواع تقيه و جايگاه آن در زمان آن حضرت، به خوبي آشكار مي گردد كه «تقيه» به معني خودداري و حفظ نفس در مواقع خطر، از شيوه هاي عقلائي است كه در هر زمان براي بشر مطرح بوده است و در دوران امامت امام صادق عليه السلام شديدترين حال خود را داشته است و مهم ترين دليل براي كاربرد آن اصولاً حفظ جان و تثبيت اعتقادات ديني و احكام الهي مي باشد. همچنين ذكر گرديد كه تشخيص مورد تقيه، به اين كه ضرورت و ناچاري باشد، با خود شخص است. [1] .


پاورقي

[1] ر.ك: ميزان الحكمه، محمدي ري شهري، ج 14، (ترجمه فارسي)، باب تقيه؛ مكاسب، شيخ مرتضي انصاري؛ مناقب آل ابي طالب، ابن شهر آشوب، ج 4؛ اصول كافي، كليني، ج 2؛ مباني تكملة المنهاج، موسوي خويي، ج 2؛ جواهرالكلام، محمدحسن نجفي، ج 32 و مباني و جايگاه تقيه در استدلال هاي فقهي، محمد حسين واثقي راد.


شگردهاي بني عباس


در اول قيام، عباسيان دعوت خود را چنين عنوان مي كردند كه براي اهل بيت است و علاقه شديدي نسبت به اولاد فاطمه ابراز مي كردند اما به مرور هر چه دعوت عباسيان بيشتر نيرو و نفوذ مي يافت، سايه ي علويان و اهل بيت از آن كم كم رخ مي بست. تا آنكه شعار «خشنودي آل محمد» رهگشاي دعوت گرديد.

يكي از كارهاي ديگر عباسيان اين بود كه آنها در تمام مراحل دعوت خويش شديدا از ابراز نام خليفه اي كه مردم را به سويش فرامي خواندند، خودداري



[ صفحه 34]



مي كردند. مردم مجبور بودند كه فقط براي جلب «خشنودي آل محمد» بيعت كنند و ديگر مهم نبود كه اصل بيعت به چه كسي تعلق مي گرفت. چنانچه ابومسلم از مردم بيعت براي رضا و خوشنودي آل محمد مي گرفت.

محمد بن علي عباسي به ابوعكرمه گفت: «بايد نخست افراد را به خشنودي آل محمد فرابخواني، ولي چون خوب از كسي مطمئن شدي مي تواني برايش جريان ما را تشريح كني... اما به هر حال نام مرا همچنان پوشيده نگاه بدار مگر براي كسي كه خوب به استواريش ايمان آوري و از او مطمئن شده، بيعتش را اخذ كرده باشي...»

سپس به او دستور داد كه از اولاد و طرفداران فاطمه سخت احتراز كند. [1] .

آري عباسيان چنين نزد مردم وانمود مي كردند كه به نفع فرزندان علي عليه السلام كار مي كنند، ولي در باطن براي خود فعاليت مي كردند.

عباسيان حقيقت عواطف علويان را ادراك كرده بودند و شعاري دلخواه و پاكيزه را در نظر گرفته و طرح كردند و براي «رضا از آل محمد» تبليغ نمودند. اين شعار شعاري مبهم بود كه حق امامت را ثابت مي كرد و از اختلاف حفظشان مي نمود و از اختلاف و تفرقه و گرفتاري رهايي شان مي داد. اگر عباسيان دعوت و تبليغ را به خاندان خود منحصر مي كردند و هر چه در دل داشتند آشكارا مي گفتند، البته در اين صورت مدعيان خلافت از اولاد امام حسن عليه السلام و مبلغان مخلص آنان، عليه آنها مي شوريدند.

امام صادق عليه السلام كه از مجاري امور آگاه بود و به شرايط و اوضاع احاطه داشت، به خوبي مي دانست كه خلافت عباسي مسجل است و هنگامي كه عبدالله بن حسن نزد او رفت به او فرمود: دولت بر اين قوم مسجل و مقدر است. اين دولت به هيچ يك از آل ابوطالب نخواهد رسيد. امام صادق عليه السلام كه از پشت پرده اطلاع داشتند بي جهت خود را به زحمت نمي انداختند و در اين سالها مشغول تبيين دين اسلام



[ صفحه 35]



شدند و از فرصت به دست آمده بهترين استفاده ها را نمودند.

چنانكه امام باقر عليه السلام سالها قبل از آغاز رسمي انقلاب به منصور فرموده بود كه او به حكومت خواهد رسيد. به متن گفتگوي امام باقر عليه السلام و منصور توجه كنيد:

ابوبصير مي گويد: من با امام باقر عليه السلام در مسجد پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم نشسته بوديم كه منصور و داود بن سليمان وارد مسجد شدند. منصور به طرف ديگر رفت اما داود نزد ما نشست. امام باقر عليه السلام فرمود: چرا منصور دوانيقي نزد ما نيامد؟

داود گفت: او مهربان نيست.

امام باقر عليه السلام فرمود: زماني نگذرد تا آنكه او حكومت را به دست گيرد و پايش را بر گردن مردم بگذارد و مالك شرق و غرب جهان شود و عمرش طولاني باشد تا آنجا كه آنقدر از اموال و ثروت جمع كند كه تا آن روز كسي آن مقدار جمع نكرده باشد.

داود برخاست و اين خبر را به منصور داد، منصور سريعا خدمت امام باقر عليه السلام آمد و گفت: اينكه من خدمت شما نيامدم به خاطر بزرگي و عظمت شماست، سپس گفت: اين چه خبري بود كه داود به من گفت؟

امام باقر عليه السلام فرمود: اين امري است حتمي.

منصور گفت: حكومت ما قبل از حكومت شما خواهد بود.

امام باقر عليه السلام فرمود: بلي.

منصور گفت: بعد از من از فرزندان من كسي به حكومت خواهد رسيد؟

امام باقر عليه السلام فرمود: آري.

منصور گفت: مدت حكومت بني اميه بيشتر است يا حكومت ما؟

امام باقر عليه السلام فرمود: مدت حكومت شما درازتر خواهد بود و بدان كه اين حكومت در ميان شما خواهد بود تا آنكه كودكان شما با آن بازي كنند همچنان كه كودكان با گوي و چوگان بازي مي كنند، اين امري است كه پدرم به من فرموده است.



[ صفحه 36]




پاورقي

[1] كامل / ابن اثير / ج 4 / ص 310.


ابن ابي العوجاء و امام صادق


از حفص بن غياث روايت شده كه روزي به مسجد الحرام وارد شدم، در آن اثناء ديدم كه ابن ابي العوجاء از امام صادق (عليه السلام) در مورد قول خداوند تعالي كه فرمود: «كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب» سئوال كرد كه آن پوست ديگر چه گناهي دارد كه خداوند آن را عذاب مي نمايد؟ حضرت در پاسخ به او مي گويد «ويحك» واي بر تو! اين پوست همان پوست اول است كه چون پوست اولي سوزانده شده خداوند لايه دوم پوست را بر او مي پوشاند.


وصيته لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول


(أبوجعفر محمد بن علي بن النعمان الكوفي المعروف عندنا بصاحب الطاق و مؤمن الطاق و المخالفون يلقبونه شيطان الطاق، كان صيرفيا في طاق المحامل في الكوفة يرجع اليه في النقد فيخرج كما ينقد فيقال: شيطان الطاق و هو من أصحاب الصادق و الكاظم عليهماالسلام كان رحمه الله ثقة متكلما، كثير العلم، حسن الخاطر، حاضر الجواب.

قال أبوجعفر: قال لي الصادق عليه السلام: ان الله جل و عز عير أقواما في القرآن بالاذاعة، فقلت له: جعلت فداك فأين قال؟ قال: قوله: (و اذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعو به) [1] ثم قال: المذيع علينا كالشاهر بسيفه علينا، رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه. و الله اني أعلم بشراركم البيطار بالدواب، شراركم الذين لا يقرؤون القرآن الا هجرا و لا يأتون الصلاة الا دبرا و لا يحفظون ألسنتهم [2] .

اعلم أن الحسن بن علي عليهماالسلام لما طعن و اختلف الناس عليه سلم الأمر لمعاوية فسلمت عليه الشيعة عليك السلام، يا مذل المؤمنين فقال:



[ صفحه 300]



«ما أنا بمذل المؤمنين ولكني معز المؤمنين. اني لما رأيتكم ليس بكم عليهم قوة سلمت الأمر لأبقي أنا و أنتم بين أظهرهم، كما عاب العالم السفينة لتبقي لأصحابها، و كذلك نفسي و أنتم لنبقي بينهم».

يا ابن النعمان: اني لأحدث الرجل منكم بحديث فيتحدث به عني، فأستحل بذلك لعنته و البراءة منه.

فان أبي كان يقول: «و أي شي ء أقر للعين من التقية، ان التقية جنة المؤمن و لولا التقية ما عبدالله». و قال الله عزوجل: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شي ء الا أن تتقوا منهم تقاة) [3] .

يا ابن النعمان اياك و المراء فانه يحبط عملك. و اياك و الجدال فانه يوبقك. و اياك و كثرة الخصومات، فانها تبعدك من الله. ثم قال: ان من كان قبلكم كانوا يتعلمون الصمت و أنتم تتعلمون الكلام، كان أحدهم اذا أراد التعبد يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر سنين فان كان يحسنه و يصبر عليه و تعبد و الا قال: ما أنا لما أروم بأهل [4] ، انما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء و صبر في دولة الباطل علي الأذي أولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقا و هم المؤمنون ان أبغضكم الي المتراسون [5] المشاؤون بالنمائم الحسدة لاخوانهم ليسوا مني و لا أنا منهم، انما أوليائي الذين سلموا لأمرنا و اتبعوا آثارنا و اقتدوا بنا في كل أمورنا. ثم قال: و الله لو قدم أحدكم مل ء الأرض ذهبا علي الله ثم حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب مما يكوي به في النار.



[ صفحه 301]



يا ابن النعمان ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا.

يا ابن النعمان أنه من روي علينا حديثا فهو ممن قتلنا عمدا و لم يقتلنا خطأ.

يا ابن النعمان اذا كانت دولة الظلم فامش و استقبل من تتقيه بالتحية، فان المعترض للدولة قاتل نفسه و موبقها، ان الله يقول: (و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة) [6] .

يا ابن النعمان انا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منا و لا من أهل ديننا، فاذا رفعه و نظر اليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا، و كلما ذهب واحد جاء آخر.

يا ابن النعمان من سئل عن علم، فقال لا أدري فقد ناصف العلم. و المؤمن يحقد ما دام في مجلسه، فاذا قام ذهب عنه الحقد.

يا ابن النعمان ان العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم. لأنه سر الله الذي أسره الي جبرئيل عليه السلام و أسره جبرئيل الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أسره محمد صلي الله عليه و آله و سلم الي علي عليه السلام و أسره علي عليه السلام الي الحسن و أسره الحسن عليه السلام الي الحسين عليه السلام و أسره الحسين عليه السلام الي علي عليه السلام و أسره علي عليه السلام الي محمد عليه السلام و أسره محمد عليه السلام الي من أسره، فلا تعجلوا فو الله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه، فأخره الله، و الله ما لكم سر الا و عدوكم أعلم به منكم.

يا ابن النعمان ابق علي نفسك فقد عصيتني. لا تذع سري، فان المغيرة بن سعيد كذب علي أبي و أذاع سره فأذاقه الله حر الحديد.



[ صفحه 302]



و من كتم أمرنا زينه الله به في الدنيا و الآخرة و أعطاه حظه و وقاه حر الحديد و ضيق المحابس. ان بني اسرائيل قحطوا حتي هلكت المواشي و النسل فدعا موسي بن عمران عليه السلام فقال: يا موسي انهم أظهروا الزنا و الربا و عمروا الكنائس و أضاعوا الزكاة. فقال: الهي تحنن برحمتك [7] عليهم فانهم لا يعقلون. فأوحي الله اليه مرسل قطر السماء و مختبرهم بعد أربعين يوما. فأذاعوا ذلك و أفشوه. فحبس عنهم القطر أربعين سنة و أنتم قد قرب أمركم فأذعتموه في مجالسكم.

يا أباجعفر ما لكم و للناس كفوا عن الناس و لا تدعوا أحدا الي هذا الأمر، فو الله لو أن أهل السموات [و الأرض] اجتمعوا علي أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلوه. كفوا عن الناس و لا يقل أحدكم: أخي و عمي و جاري. فان الله جل و عز اذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا الا عرفه و لا منكرا الا أنكره. ثم قذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره.

يا ابن النعمان ان أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه و لا تمارينه و لا تباهينه [8] و لا تشارنه و لا تطلع صديقك سرك الا علي ما لو اطلع عدوك لم يضرك. فان الصديق قد يكون عدوك يوما.

يا ابن النعمان لا يكون العبد مؤمنا حتي يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله و سنة من رسوله و سنة من الامام، فأما السنة من الله جل و عز فهو أن يكون كتوما للأسرار يقول جل ذكره: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا) [9] و أما التي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فهو أن يداري الناس و يعاملهم



[ صفحه 303]



بالأخلاق الحنيفية، و أما التي من الامام فالصبر في البأساء و الضراء حتي يأتيه الله بالفرج.

يا ابن النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان و لا بكثرة الهذيان ولكنها المعني و قصد الحجة.

يا ابن النعمان من قعد الي ساب أولياء الله فقد عصي الله. و من كظم غيظا فينا لا يقدر علي امضائه كان معنا في السنام الأعلي [10] و من استفتح نهاره باذاعة سرنا سلط الله حر الحديد و ضيق المحابس.

يا ابن النعمان لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به. و لا لتباهي به. و لا لتماري و لا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل. و زهادة في العلم. و استحياء من الناس. و العلم كالسراج المطبق عليه.

يا ابن النعمان ان الله جل و عز اذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فجال القلب يطلب الحق. ثم هو الي أمركم أسرع من الطير الي وكره [11] .

يا ابن النعمان ان حبنا - أهل البيت - ينزله الله من السماء من خزائن تحت العرش كخزائن الذهب و الفضة و لا ينزله الا بقدر و لا يعطيه الا خير الخلق و ان له غمامة كغمامة القطر، فاذا أراد الله أن يخص به من أحب من خلقه أذن لتلك الغمامة فتهطلت كما تهطلت السحاب [12] فتصيب الجنين في بطن أمه [13] .




پاورقي

[1] سورة النساء: آية 82.

[2] الهجر - بالضم -: الهذيان و القبيح من الكلام. و الدبر: من كل شي ء مؤخره و عقبه.

[3] سورة آل عمران: آية 28.

[4] رام الشي ء يروم روما: أراده.

[5] تراس القوم الخبر: تساروه. و ارتس الخبر في الناس: فشا و انتشر.

[6] سورة البقرة: آية 195.

[7] تحنن عليه: ترحم عليه.

[8] لا تباهينه: أي لا تفاخرنه.

[9] سورة الجن: آية 26.

[10] أي في الدرجة الرفيعة العالية.

[11] الوكر: عش الطائر أي بيته و موضعه.

[12] تهطل المطر: نزل متتابعا عظيم القطر.

[13] تحف العقول: ص 307.


قيام زيد و امر به معروف


گذشته از اينكه قيام زيد از ديدگاه ائمه ي معصومين عليهم السلام مورد تأييد بوده است، آنچه او را وادار كرد كه قيام كند وظيفه ي خطير امر به معروف و نهي از منكر بود، زيرا امر به معروف و نهي از منكر از ديدگاه آيات و روايات دو فريضه ي بزرگ هستند كه هر انسان با ايماني بايد به آن ها عمل كند و زيد بن علي كه تربيت شده ي مكتب قرآن و پرورش يافته ي دامن اهل بيت بود، هيچگاه در انجام اين وظيفه كوتاهي نكرد، همان گونه كه از سخنان وي با هشام بن عبدالملك نيز اين مطلب به خوبي روشن مي شود.

زيد بن علي امر به معروف و نهي از منكر را سرلوحه ي فعاليت هاي خويش قرار داد و انگيزه ي او در قيام نيز همين بود.

ابوحمزه ي ثمالي مي گويد: «هنگامي كه زيد در كوفه به فكر اين بود كه مقدمات قيام خود را فراهم كند، او را در خانه ي معاوية بن اسحاق ديدم. پس از اينكه بر او سلام كردم، گفتم: جانم فداي تو باد، چه باعث شد كه تو را به اين



[ صفحه 52]



شهر آورد؟ گفت امر به معروف و نهي از منكر» [1] .

در موردي ديگر نيز آمده است هنگامي كه زيد در كوفه زمينه ي قيام خويش را آماده كرد، گفت: «حمد خداوندي را كه دين مرا كامل كرد. به خدا سوگند كه از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم شرمنده مي شوم كه فردا (روز قيامت) كنار حوض (كوثر) بر آن حضرت وارد شوم و حال اينكه در ميان امت آن بزرگوار امر به معروف و نهي از منكر نكرده باشم» [2] .

مرحوم شيخ مفيد نيز درباره ي قيام زيد بن علي عليه السلام فرمود: «زيد بن علي پس از امام باقر عليه السلام شريف ترين و بزرگوارترين و برترين برادران آن حضرت است. او مردي عابد، پارسا، فقيه، بخشنده، و دلير بود و به خاطر امر به معروف و نهي از منكر و خونخواهي حسين عليه السلام با شمشير خروج كرد» [3] .


پاورقي

[1] «رايت زيدا بالكوفة في دار معاوية بن اسحاق فسلمت عليه ثم قلت جعلت فداك ما اقدمك هذا البلد قال الامر بالمعروف و النهي عن المنكر» (الغارات، ج 2، ص 861).

[2] «الحمد الله الذي اكمل لي ديني و الله اني كنت استحيي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان ارد عليه الحوض غدا و لم آمر في امته بمعروف و لا انهي عن منكر» (عمدة الطالب، ص 246؛ اعيان الشيعه، ج 7، ص 119).

[3] «كان زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام عين اخوته بعد ابي جعفر عليه السلام و افضلهم و كان عابدا و رعا فقيها سخيا شجاعا و ظهر بالسيف يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر و يأخذ بثار الحسين عليه السلام» (ارشاد، ص 268؛ اعيان الشيعه، ج 7، ص 107؛ سفينة البحار، ج 1، ص 577؛ تنقيح المقال، ج 1، ص 467).


يادي از مرحوم شيخ انصاري


خدا بندگاني دارد كه واقعا دوستش مي دارند. آنها دوستي خدا را با هيچ چيز عوض نمي كنند، دنبال فرصتي مي گردند تا با او خلوت كنند و به راز و نياز با او بپردازند. يكي از اعاظم از مرحوم شيخ انصاري رضي الله عنه نقل مي كرد كه روزي شيخ در گرماي تابستان وارد منزل مي شود. تشنگي به شيخ فشار آورده بوده و طلب آب مي كند. (شايد ديده يا شنيده باشيد كه آن وقت ها در نجف يخ و يخچال نبوده، مشربه ها و كوزه هايي بود كه آنها را داخل سرداب ها آويزان مي كردند تا از خنكي سرداب، قدري خنك شود.) در اين فاصله شيخ با خودش مي گويد: خوب است دو ركعت نماز بخوانم. تصور كنيد ظهر تابستان نجف با گرماي 50 درجه، شيخ هم خسته از درس برگشته، گفته برايش آب بياورند، اما در اين فاصله بي كار نمي نشيند. از قضا وقتي شيخ مشغول نماز مي شود، حالي پيدا مي كند و در نماز، يكي از سوره هاي طويل قرآن را مي خواند. تا وقتي نماز شيخ تمام شود، مدتي طول مي كشد. وقتي مي خواهند آب را تناول كنند مي بينند گرم شده است. در نهايت، از همان آب گرم كمي مي خورند و دنبال كارشان مي روند.

آري! امثال شيخ انصاري همين كه فرصتي پيدا مي كنند، به نماز مي ايستند، گويي محبوبشان را پيدا كرده اند، آن هم با چه انسي! آنقدر از اين نماز لذت مي برند كه تشنگي را فراموش مي كنند.

اينها واقعيت دارد. اين حكايت از آن دارد كه اين مرد بزرگ چقدر با خدا انس داشته است. ما فقط رسائل و مكاسب شيخ انصاري را مي شناسيم و كم تر به مقامات معنوي او معرفت داريم. بايد از خدا بخواهيم كه بهره اي از اين معرفت ها را به ما هم مرحمت كند تا قدر عمرمان را بيش تر بدانيم، بهتر در مسير بندگي خدا قدم برداريم و بيش تر به اهل بيت عليهم السلام شباهت پيدا كنيم، تا ان شاءالله مشمول شفاعت آنها واقع شويم.



[ صفحه 39]




صف بندي انبيا با جبهه ي مقابل


پس انبيا با حضور خود، با دعوت خود و با شروع مبارزه ي خود، يك صف بندي و جبهه بندي ناگزير به وجود مي آورند؛ ميان آنان كه به سابقه ي حسن حق پذيري يا



[ صفحه 23]



موضع طبقاتي و اجتماعي، به او و مكتب و راه او گرويده اند، و آنان كه به خاطر دنباله روي از هوسها و دلبندي به آرزوهاي حقير و قناعت به ماحضر ذلت بار زندگي، از او روي برتافته يا در برابر او ايستاده اند. و اين همان صف بندي ناگزيري است كه اميرالمؤمنين عليه السلام بدين گونه آن را بيان مي كند: «من لم يكن معنا كان علينا»؛ [1] هر كه با ما نيست، بر ماست. يعني در اين ميدان، حد وسط و منطقه اي امن و سلامت وجود ندارد.... هر كه از صف توحيد جدا شد - ولو به خيال خود در وسط بماند - ملحق به جبهه ي طاغوت است. بي طرفي در اينجا واژه اي بي معنا است. و اين همان نهيبي است كه يحيي بن ام طويل - يار و محرم اسرار و شيعه ي واقعي امام سجاد عليه السلام - بر سر شيعيان اسمي زمان خود مي زند كه به نام تشيع و ولايت دل خوش كرده، در لاك خودخواهي و سودجويي نقد و نزديك خود فرو رفته و همه ي آرمانهاي تشيع و ولايت ولي الله را فراموش كرده بودند: «ما به شما كافر و از شما بيزاريم، و ميان ما و شما خشم و كينه برقرار است».


پاورقي

[1] بشارة المصطفي، ص 26.


اثبات ساير اعضا براي خدا


عقيده ابن تيميه درباره جسماني بودن خدا بمسأله مكان و رؤيت، به طوري كه توضيح داديم، منحصر نيست بلكه او درباره خدا به ساير اعضا نيز قائل است و خدايي كه ابن تيميه معرفي مي كند، مانند انسان از اعضاي مختلف؛ چشم و دست و ساق و... تشكيل يافته است.

ما براي مراعات اختصار در اين زمينه به نقل گفتار ابن حجر بسنده مي كنيم. او مي گويد: كساني كه مي گويند ابن تيميه به جسماني بودن خداوند قائل است، به دليل اظهارات او در «العقيدة الحموية الكبري» و «العقيدة الواسطيه» و ساير كتاب هاي او است كه در اين كتاب ها تصريح مي كند: آنچه در آيات و احاديث درباره صفات خداوند به كار رفته، مانند «يد»، «ساق»، «قدم»، «وجه» و... همه اينها صفات حقيقيه خدا است و نبايد هيچ يك از اين الفاظ را به كنايه و استعاره و مجازگويي حمل نمود؛ همان گونه كه ذات پروردگار حقيقتاً در بالاي عرش قرار گرفته است. [1] .


پاورقي

[1] الدرر الكامنه، 1 / 155.


نافع الفقيه


ابو عبدالله نافع الفقيه تابعي، در سال 120ق درگذشت و او را در مجاورت قبر «مالك بن انس» به خاك سپردند.


محمد بن عبدالله بن الحسن عيسي بن زيد


102-ان محمد [1] بن عبدالله بن الحسن [2] قال لأبي عبدالله عليه السلام: - والله - اني لأعلم منك واسخي منك [3] و اشجع منك [4] .

فقال عليه السلام له [5] : اما ما قلت: انك اعلم مني. فقد أعتق جدي



[ صفحه 105]



و جدك الف نسمة - من كد يده - فسمهم لي؟!

و ان احببت أن اسميهم لك [6] - الي آدم - فعلت.

و اما ما قلت: انك أسخي مني - والله - ما بت - ليلة - و لله علي حق يطالبني به [7] .

و اما ما قلت: انك اشجع مني. فكأني اري رأسك و قد جي ء به و وضع علي حجر الزنابير. يسيل منه الدم الي موضع كذا و كذا.

قال (الراوي) [8] فحكي [9] ذلك لأبيه فقال [10] : يا بني آجرني الله فيك. ان جعفرا (عليه السلام) أخبرني انك صاحب حجر الزنابير [11] .

103-(لما خرج محمد بن عبدالله و دعا الناس للبيعة - و ادعي بأنه مهدي هذه الامة - شاور عيسي بن زيد - و كان من ثقاته و كان علي شرطته - فشاوره في البعثة الي وجوه قومه ليأخذ منهم البيعة).

... فقال له عيسي بن زيد: ان دعوتهم دعاءا يسيرا لم يجيبوك. أو تغلظ [12] عليهم. فخلني و اياهم [13] .



[ صفحه 106]



فقال له محمد أمض الي من اردت منهم.

فقال (عيسي بن زيد): ابعث الي رئيسهم و كبيرهم - يعني اباعبدالله جعفر بن محمد (عليهماالسلام) - فأنك اذا اغلظت عليه علموا جميعا انك ستمرهم علي الطريق التي امررت عليها اباعبدالله (عليه السلام).

(قال الراوي): فوالله ما لبثنا أن اتي بأبي عبدالله عليه السلام حتي اوقف بين يديه.

فقال له عيسي بن زيد: اسلم [14] تسلم.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: أحدثت نبوة بعد محمد صلي الله عليه و آله؟

فقال له محمد [15] : لا. و لكن بايع. تأمن علي نفسك و مالك و ولدك. و لا تكلفن حربا.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ما في حرب و لا قتال و لقد تقدمت الي ابيك [16] و حذرته الذي حاق به. و لكن لا ينفع حذر من قدر.

يابن أخي. عليك بالشباب ودع عنك الشيوخ.

فقال له محمد: ما اقرب ما بيني و بينك في السن.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: اني لم اعازك [17] و لم أجي ء لأتقدم عليك في الذي انت فيه.

فقال له محمد: لا والله لابد من أن تبايع.



[ صفحه 107]



فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ما في - يابن أخي - طلب و لا حرب.

و اني اريد الخروج الي البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتي تكلمني في ذلك الأهل - غير مرة - و لا يمنعني منه الا الضعف.

- والله و الرحم [18] - أن تدبر عنا [19] و نشقي بك [20] .

فقال له: يا أباعبدالله قد - والله - مات ابوالدوانيق - يعني ابوجعفر المنصور -.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: و ما تصنع بي و قد مات؟!

قال: اريد الجمال بك.

قال عليه السلام: ما الي ما تريد سبيل...

لا - والله - ما مات ابوالدوانيق الا أن يكون مات موت النوم.

قال [21] : - والله - لتبايعني طائعا أو مكرها. و لا تحمد في بيعتك.

فأبي عليه السلام عليه اباءا شديدا.

وأمر [22] به عليه السلام الي الحبس.

فقال له [23] عيسي بن زيد: اما ان طرحناه [24] في السجن - و قد خرب و ليس عليه - اليوم - غلق - خفنا أن يهرب منه!؟



[ صفحه 108]



فضحك أبوعبدالله عليه السلام ثم قال: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. أو تراك تسجنني؟!

قال: نعم و الذي اكرم محمدا بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك.

فقال عيسي بن زيد: احبسوه في المخبأ...

- و ذلك دار ريطة [25] - اليوم -.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: اما والله اني سأقول ثم اصدق.

فقال له عيسي بن زيد: لو تكلمت لكسرت فمك.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: اما - والله - يا اكشف يا ازرق. لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه و ما انت في المذكورين عند اللقاء.

و اني لأظنك اذا صفق [26] خلفك طردت مثل الهيق [27] النافر [28] .

فنفر عليه [29] محمد بانتهار [30] : احبسه و شدد عليه [31] و اغلظ عليه [32] .

فقال له [33] ابوعبدالله عليه السلام: اما - والله - لكأني بك خارجا من سدة اشجع الي بطن الوادي و قد حمل عليك فارس معلم في يده



[ صفحه 109]



طرادة [34] نصفها ابيض و نصفها اسود علي فرس كميت اقرح. فطعنك فلم يصنع فيك شيئا و ضربت خيشوم فرسه فطرحته.

و حمل عليك آخر. خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين [35] عليه غديرتان [36] مضفورتان [37] و قد خرجتا من تحت بيضته كثير شعر الشاربين.

فهو - والله - صاحبك.

فلا رحم الله [38] رمته [39] .

فقال له محمد: - يا اباعبدالله -: حسبت فأخطأت [40] .

و قام اليه السراقي بن سلخ الحوت. فدفع في ظهره حتي ادخل [41] السجن. و اصطفي ما كان له [42] من مال و ما كان لقومه [43] ممن لم يخرج



[ صفحه 110]



مع محمد...

(قال الراوي:) و اقمنا - بعد ذلك - حتي استهللنا شهر رمضان. فبلغنا خروج عيسي بن موسي [44] يريد المدينة.

فتقدم محمد بن عبدالله...

... و قدم عيسي بن موسي المدينة و صار القتال بالمدينة.

فنزل بالذباب [45] و دخلت علين المسودة [46] من خلفنا.

و خرج محمد - في أصحابه - حتي بلغ السوق.

فأوصلهم و مضي.

ثم تبعهم حتي انتهي الي مسجد الخوامين [47] .

فنظر الي ما هناك فضاء ليس فيه مسود و لا مبيض.

فأستقدم حتي انتهي الي شعب. فزاره [48] .

ثم دخل هذيل [49] ثم مضي الي أشجع [50] .

فخرج اليه الفارس - الذي قال [51] ابوعبدالله عليه السلام - من خلفه - من سكة هذيل.

فطعنه.

فلم يصنع فيه شيئا.



[ صفحه 111]



و حمل [52] علي الفارس. فضرب خيشوم فرسه بالسيف.

فطعنه الفارس: فأنفذه في الدرع.

و انثني عليه محمد.

فضربه فأثخنه.

و خرج عليه حميد بن قحطبة [53] و هو مدبر علي الفارس يضربه من زقاق العماريين فطعنه طعنة. انفذ السنان فيه.

فكسر الرمح و حمل علي حميد. فطعنه حميد بزج الرمح. فصرعه.

ثم نزل اليه فضربه حتي اثخنه و قتله.

و أخذ رأسه.

(قال الراوي): و دخل الجند من كل جانب و اجلينا [54] - هربا - في البلاد.

قال موسي بن عبدالله: فأنطلقت حتي لحقت بابراهيم بن عبدالله فوجدت عيسي بن زيد مكمنا - عنده -.

فأخبرته بسوء تدبيره.

و خرجنا معه حتي اصيب - رحمه الله... [55] .



[ صفحه 112]




پاورقي

[1] محمد بن عبدالله بن الحسن هو الذي ادعي بأنه مهدي هذه الامة و خرج و دعا الناس الي بيعته.

و كان الامام الصادق عليه السلام قد نهاه عن ذلك و اخبره عن ماله. و عاقبة أمره. فلم يطع امر الامام عليه السلام و خالفه.

و سئل الامام الصادق عليه السلام عن امره؟

فقال عليه السلام: فتنة. (راجع مقاتل الطالبين و المناقب).

و قال عليه السلام: ان خرج محمد قتل (راجع: اختيار معرفة الرجال).

[2] في اعلام الوري: محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن.

[3] في المناقب بدون كلمة: منك.

[4] في المناقب بدون كلمة: منك.

[5] في اعلام الوري بدون كلمة: له.

[6] في اعلام الوري: ان اسمهم.

[7] في المناقب: - بطالبني - و هو سهو مطبعي ظاهر.

[8] في اعلام الوري: قال: فصار الي ابيه فقال: يا ابة كلمت جعفر بن محمد بكذا فرد علي كذا؟!

فقال ابوه: يا بني....

[9] أي: فحكي محمد ذلك لأبيه: عبدالله بن الحسن.

[10] أي: قال ابوه و هو عبدالله بن الحسن.

[11] المناقب: ج4 ص228 و اعلام الوري: ج1 ص529.

[12] أي: الا أن تغلظ عليهم و تأخذ البيعة عنهم عنوتا و جبرا.

[13] أي: اجعلني القائم بهذا الامر و المتصدي له.

[14] أي: بايع.

[15] أي: محمد بن عبدالله بن الحسن.

[16] أي: عبدالله بن الحسن الذي خالف امر الامام عليه السلام فخرج و قتل هو و من معه علي يد جلاوزة منصور الدوانيقي - عليه اللعنة -.

[17] المعازة: المغالبة.

[18] الواو للقسم. أي: احذرك بالله و بالرحم التي بيني و بينك.

[19] بالخطاب. من الادبار أي: تهلك و تقتل.

[20] أي: نقع في التعب و العناء بسبب مبايعتك (نقلا عن هامش المصدر و هو مأخوذ من الوافي).

[21] أي: محمد بن عبدالله بن الحسن.

[22] أي: امر محمد بن عبدالله بن الحسن أن يحبس الامام الصادق عليه السلام. بسبب ابائه عليه السلام عن مبايعته.

[23] أي فقال عيسي لمحمد.

[24] الضمير - في طرحناه - يعود الي الامام الصادق عليه السلام.

[25] في بعض النسخ: ربطة. و قيل المراد بها ربطة الخيل.

[26] التصفيق: ضرب احدي اليدين بالاخري.

[27] الهيق: الذكر من النعامة.

[28] النفر: الزجر و الغلظة.

[29] أي: نفر محمد علي الامام الصادق عليه السلام بانتهار.

[30] الانتهار: الزجر و الخشونة.

[31] أي: علي الامام الصادق عليه السلام.

[32] أي: علي الامام الصادق عليه السلام.

[33] أي: لمحمد.

[34] الطرادة: رمح صغير.

[35] اسم لقبيلة.

[36] الغديرة: الذوابة.

[37] المضفورة: المنسوجة.

[38] انظر الي مدي ترحم الامام الصادق صلوات الله تعالي عليه و رقة قلبه و شفقته عليه السلام عليه.

[39] الرمة: العظام البالية.

[40] نستغفر الله تبارك و تعالي و نستميح ساحة الامام الصادق صلوات الله المعصومة الطاهرة من درج هذه الفقرة و تكرار ما تفوه به محمد بن عبدالله بن الحسن - رضي الله تعالي عنه -.

[41] أي: الامام الصادق صلوات الله تعالي عليه.

[42] أي: للأمام الصادق صلوات الله تعالي عليه.

[43] أي: لقوم الامام الصادق صلوات الله تعالي عليه.

[44] هو احد رؤساء جيش المسودة و العباسيين.

[45] أي: باسم المهدي العباسي.

[46] أي: اصحاب الدولة العباسية الذين كانوا مع عيسي بن موسي.

[47] أي: بياعي الخام.

[48] اسم قبيلة.

[49] اسم قبيلة.

[50] اسم قبيلة.

[51] أي: كان اخبر به الامام الصادق عليه السلام سابقا.

[52] أي: حمل محمد بن عبدالله بن الحسن.

[53] و هو احد قواد جيوش العباسيين.

[54] من الجلاء.

[55] الكافي: ج1 ص360 الي365.


جعفر ايها الصديق 23


من أصعب الأشياء أن يروض المرء وحشا مسه طائف من الجن! لقد استيقظ الخنزير القابع في الأعماق المظلمة وفر الإنسان بعيدا يلوذ في الكهوف و المغارات.

جيوش النمرود تحصد الرؤوس في باخمري، والمدينة تصادر البيوت و المنازل و الضياع. و كانت الأوامر تقضي بإحضار كل من بلغ الحلم من أبناء علي و فاطمة.

كانت الكوفة تترقب مذبحة كبري؛ فالنمرود يبني مجده علي جماجم الضحايا وقضم العظام الآدمية.

و تمر الأيام مريرة قلقة مدمرة حتي إذا أطل محرم الحرام من سنة 146 تحفز الخنزير للفتك، و خرج الحاجب يهتف بأبناء علي و قد جي ء بهم من المدينة:

- أين هؤلاء العلوية؟



[ صفحه 114]



وأردف و هو يستعرض عشرات الوجوه:

- ليدخل من ينوب عنكم علي أميرالمؤمنين.

مرت لحظات؛ كان الصمت يهيمن علي المكان.

نهض رجل قد ذرف علي الستين؛ كان يتوكأ علي عصا، في عينيه بريق لنبوات غابرة، لكأنه موسي قد جاء إلي فرعون انه طغي.

هتف النمرود بحقد:

- أأنت الذي يعلم الغيب؟

أجاب الشيخ بوقار ورثه عن أبيه محمد:

- لا يعلم الغيب إلا الله.

صر النمرود علي أسنانه:

- أنت الذي يجبي إليه الخراج؟

أجاب الشيخ و هو يحاول ترويض الوحش:

- بل إليك يا أميرالمؤمنين.

سكت النمرود و قد و مضت في رأسه فكرة شيطانية؛ قال باستعلاء:

- أتدرون لم أحضرتكم؟

-...

- أردت أن أهدم ربوعكم و أروع قلوبكم و أعقر نخلكم



[ صفحه 115]



و أترككم بالسراة.. لا يقربكم أحد من أهل الحجاز و أهل العراق فانهم لكم مفسدة!

أجاب الشيخ و قد عرف كيف يهدي ء من جنون الوحش:

- يا أميرالمؤمنين! ان سليمان أعطي فشكر، و إن أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، فاقتد بأيهم شئت.

هدأ الخنزير قليلا، تمدد قليلا و أخرج الإنسان رأسه من الكهف:

- أعد علي ما قلت!

- ان سليمان أعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر.

هتف الخليفة مأخوذا:

- مثلك فليكن زعيم القوم لقد عفوت عنكم.

غمر الصمت المكان؛ و خرج الإنسان من أعماق الكهف بعد أن غط الخنزير في نوم عميق:

- حدثني الحديث الذي حدثته عن آبائك عن رسول الله صلي الله عليه و آله؟

قاد الشيخ الإنسان الخائف الي بقعة يغمرها الضوء:

- حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «صلة الرحم تعمر الديار و تطيل الأعمار و إن كانوا كفارا».

شعر الإنسان بالدف ء فالتمس المزيد:



[ صفحه 116]



- ليس هذا أعني.

- حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: «الأرحام معلقة بالعرش تنادي: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني».

- ليس هذا أعني.

- حدثني أبي عن آبائه.. عن رسول الله (صلي الله عليه و آله): «ان الله عز و جل يقول: «أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته و من بتها بتته».

- ليس هذا.

- حدثني أبي...: «ان ملكا من الملوك كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة».

استلقي الإنسان في غمرة الضوء و الدف ء و هتف بارتياح:

- هذا ما أردته.. أي البلاد أحب إليك؟ فوالله لأصلن رحمي.

هتف الشيخ و قد خفق قلبه لموطن آبائه:

- المدينة.

و عاد الخائفون إلي ديارهم و كفي الله المؤمنين القتال؛ والذين شهدوا اللقاء حيرتهم ابتسامة الوحش؛ منذ أعوام و هم لا يرون غير أنياب مكشرة تريد قضم المزيد من العظام الآدمية.



[ صفحه 117]




اهميت صلح پس از نزاع


صفوان بن مهران - يكي از راويان حديث و از اصحاب حضرت صادق آل محمد عليهم السلام - حكايت كند:

روزي بين امام جعفر صادق عليه السلام و يكي از پسرعموهايش نوه امام حسن مجتبي عليه السلام به نام عبداللّه بن الحسن، نزاع و اختلافي پيش ‍ آمد، به طوري كه از سر و صدا و داد و فرياد آن ها، مردم جمع شدند.

ولي پس از گذشت لحظاتي آرامش پيدا كرده؛ و از يكديگر جدا شدند؛ و هر يك به سمت منزل خود رهسپار گرديد.

صبح فرداي آن شب، امام صادق عليه السلام به سوي منزل پسرعمويش، عبداللّه بن الحسن، حركت نمود.

و چون جلوي منزل عبداللّه رسيد و دقّ الباب كرد، كنيزي جلو آمد و گفت: كيست؟

حضرت فرمود: بگو: ابوعبداللّه، جعفر صادق است.

بعد از آن، عبداللّه از منزل بيرون آمد و گفت: چه شده است كه صبح به اين زودي اين جا آمده اي؟

حضرت فرمود: چون ضمن تلاوت قرآن، به آيه اي از آيات شريفه برخوردم؛ و اكنون براي اجراي دستور خداوند متعال نزد تو آمده ام.

عبداللّه سوال كرد: آن كدام آيه از قرآن است؟

حضرت اظهار نمود:

الّذين يصلون ما امراللّه به أن يوصل و يخشون ربّهم و يخافون سوءالحساب [1] يعني؛ آن هائي كه دستورات الهي را جامه عمل مي پوشانند و رعايت حدود پروردگارشان را مي كنند و از سختي و شدّت محاسبات قيامت در هراس هستند.

سپس همديگر را در آغوش گرفته و معانقه گرم و با صفائي را با حالت گريه انجام دادند؛ و عبداللّه مي گفت: مثل اين كه اين آيه شريفه قرآن به گوشم نرسيده بود. [2] .


پاورقي

[1] سوره رعد: آيه 21.

[2] تفسير عيّاشي: ج 2، ص 208، ح 31.


من وصية له الي المفضل بن عمر أمره أن يبلغها شيعته


أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي: اداء الأمانة الي من ائتمنك، و أن ترضي لأخيك ما ترضاه لنفسك، و اعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب، و ان للأمر بغتات فكن علي حذر، و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا، و لا تعدن اخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه. [1] .


پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 438، الامام الصادق للمظفري: 2 / 63.


ذم التكبر


ذم الامام عليه السلام التكبر، و نعي علي المتكبر هذه الظاهرة السيئة لأنها باب لكل شر و مصدر لكل رذيلة، فالمتكبر لا يري غيره يستحق الحياة، و من ثم يقوم بالظلم و الاعتداء علي الناس يقول عليه السلام: «عجبت للمتكبر الفخور، الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة». ان المتكبر علي الناس الفخور بنفسه، لو تأمل ذاته قليلا و نظر الي بداية تكوينه، و نهاية مصيره لما تكبر علي الناس، و فخر بما يتمتع به من مال أو بنين.


صدقاته و بره


و كان الامام زين العابدين من أبر الناس بالضعفاء، و أرفقهم بالمساكين، و أرحمهم للبائسين، و كان يؤثر اصحاب الفاقة علي نفسه و أهله، و قد اجمع المؤرخون انه كان يحمل جراب الخبز علي ظهره فيتصدق به، و يقول: ان صدقة السر تطفي ء غضب الرب [1] و كان يعول بمائة بيت في المدينة [2] و كان اذا ناول الفقير الصدقة قبله ثم ناوله [3] و انما كان يفعل ذلك لئلا يبدو علي الفقير أثر الذل و الانكسار، و يقول المؤرخون: ان الامام أباجعفر (ع) لما غسل أباه نظر بعض من كان حاضرا تغسيله الي مواضع المساجد من ركبتيه، و ظاهر قدميه كأنهما مبارك البعير من كثرة



[ صفحه 42]



سجوده الا انهم نظروا الي عاتقه فوجدوا مثل ذلك الاثر عليه فسألوه عن ذلك فقال (ع):

«اما أنه لو كان حيا ما حدثتكم عنه، كان لا يمر به يوم من الايام الا اشبع فيه مسكينا فصاعدا ما أمكنه، فاذا كان الليل نظر الي ما فضل عن قوت عياله يومهم ذلك فجعله في جراب فاذا هدأ الناس وضعه علي عاتقه، و تخلل المدينة و قصد قوما لا يسألون الناس الحافا فوصلهم من حيث لا يعلمون من هو، و لا يعلم بذلك أحد من أهله غيري، فاني كنت أطلعت علي ذلك منه يرجو بذلك فضل اعطاء الصدقة بيده، و دفعها سرا، و كان يقول: صدقة السر تطفي ء غضب لرب [4] .

و يروي الامام الباقر (ع) بعض مبرات أبيه فيقول: كان أبي ربما يشتري مطرف الخز بخمسين دينارا فيشتو فيه، و يدخل به المسجد فاذا كان الصيف أمر فيتصدق به، أو بيع فيتصدق بثمنه [5] .

لقد كان الامام زين العابدين (ع) نسخة لا ثاني لها في تأريخ الانسانية، فان مقايسه الخلقية، و فضائله النفسية لترفعه الي مستوي لم يبلغه أي انسان عدا آبائه.


پاورقي

[1] حلية الاولياء 3 / 136.

[2] حلية الاولياء 3 / 136.

[3] حلية الاولياء 3 / 136.

[4] دعائم الاسلام 2 / 188.

[5] دعائم الاسلام 2 / 156.


عيسي پسر سوم زيد


كنيه ي او ابويحيي است و ملقب به «موتم الأشبال» يعني يتيم كننده ي بچه هاي شير و سبب اين لقب اين است كه شيري با بچه هاي خود سر راه كاروان را گرفته بود و عيسي آن را كشت و بچه شيرها فرار كردند. از آن رو به اين لقب شهرت يافت. به گفته ي صاحب مقاتل الطالبيين او از امام صادق و از پدر خود زيد روايت مي كرد. بين علماي عصر احترامي بسزا داشت و سفيان ثوري به او ارادت مي ورزيد.

عيسي در حادثه ي شهادت محمد نفس زكيه و ابراهيم باخمري، پسران عبدالله محض «نفس زكيه» در اواسط رمضان سال 145 در احجارالذيت مدينه به شهادت رسيد. ابراهيم در ذيحجه ي 145 در باخمرا، شانزده فرسخي كوفه به شهادت رسيد. شهادت هر دو برادر در يك سال به فاصله ي سه ماه و چند روزي در زمان سلطنت منصور اتفاق افتاد. او از مدينه فرار كرد و در كوفه منزوي شد. از ترس منصور و خلفاي بعدي در كوفه ماند و در همان شهر نيز از دنيا رفت. دو



[ صفحه 229]



پسر صغير او به نام هاي زيد و احمد مخفي شدند و آنها را صباح زعفراني كفالت مي كرد و پس از گذشت ده ماه از فوت عيسي آنها را به بغداد آورد و به مهدي، سومين خليفه ي عباسي (196 - 159) تحويل داد و اين دو برادر در خاندان مهدي بودند و بعد در خانه ي موسي الهادي و سپس در خانه ي هارون و تا كشته شدن امين كه در سال 195 رخ داد، در دربار بني عباس بودند. بعد از آن از دارالخلافه بيرون شدند و زيد با بيماري مرد و احمد مخفي شد. [1] .


پاورقي

[1] منتهي الآمال، زندگاني امام زين العابدين، حالات عيسي بن زيد.


پرهيز از وسواس در وضو و نماز


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

چون عبدالله بن سنان از مردي ياد كرد كه در وضو و نمازش گرفتار وسواس است و ادعا كرد كه او مردي عاقل است. حضرت فرمودند: چه عقلي دارد كه فرمانبري شيطان مي كند؟ (راوي مي گويد) عرض كردم: چگونه فرمانبري شيطان مي كند؟ حضرت فرمودند: از او بپرس وسوسه اي كه به وي دست مي دهد از چيست؟ قطعا به تو خواهد گفت: كار شيطان است. [1] .



[ صفحه 47]




پاورقي

[1] كافي: 1 / 12 / 10. 21688.


تصميم و استقامت


انسان ها در طول زندگي با هزاران پستي و بلندي مواجه مي شوند و به دست گرفتن مهار زبان در چنين جاهايي تصميم و استقامت مي خواهد. بايد كم كم خود را عادت دهيم كه هر سخني از دهانمان خارج نشود. آن كه روي منبر نشسته و مشغول وعظ و خطابه است، دقت مي كند تا مبادا حرف نادرستي بگويد. انسان ها نيز بايد مانند واعظي كه حواس خود را شش دانگ جمع مي كند تا سخن نادرستي از دهانش خارج نشود، پيوسته به هوش باشند تا كلام ناروايي بر زبانشان جاري نگردد. بايد در زندگي تصميم بگيريم كه هرگز به دروغ و تهمت آلوده نشويم. خداي متعال در وجود همه انسان ها قدرت خودداري از دروغ و تهمت را قرار داده، اما اين كار همان طور كه گفته شد تصميم و اراده و استقامت مي خواهد و جوهره ي هر كاري تصميم است.



[ صفحه 54]



حضرت علي عليه السلام مي فرمايد: «من طلب شيئا ناله أو بعضه [1] ؛ انسان هر چه بخواهد يا به آن مي رسد يا به بخشي از آن دست مي يابد».

با تصميم و استقامت انسان به جايي مي رسد كه مي توان او را پيرو واقعي ائمه اطهار عليهم السلام خواند. در چنين حالتي انسان به درجه اي رسيده است كه هرگز با فرمايش آن بزرگواران مخالفت نمي كند و مصداق اين فقره از زيارت وارث مي گردد: «و التارك للخلاف عليكم [2] ؛ بدون هيچ نافرماني، مطيع شمايم». هر قدر درك و علم انسان بالاتر رود و به قله ايمان نزديك تر شود، ارزش بيشتري مي يابد و اگر توانست در آن ارتفاع خود را نگه دارد، كارش اهميت بيشتري مي يابد. از سوي ديگر، در چنين موقعيتي لغزش هايش نيز بسيار خطرناك تر و بدتر است. در روايت آمده است: «زلة العالم تفسد عوالم [3] ؛ گمراهي عالم، گمراهي عالم است». همان طور كه عالم مي تواند باعث نجات مردم گردد مي تواند آنها را هلاك نمايد. چه كسي مردم را عليه امام حسين عليه السلام بسيج كرد؟ علماي خود فروش و پست مانند شريح قاضي فتوا دادند كه آن حضرت مهدورالدم است. اغلب مردم از عالمان پيروي مي كنند و اين عالم است كه مي تواند مردم را به سوي نيكي يا بدي رهنمون شود. زبان عالم مي تواند ميليون ها نفر را از جهنم نجات دهد يا راهي جهنم سازد.

امام حسين عليه السلام روز عاشورا، در گرما گرم جنگ، با صداي بلند گريه كردند؛ كاري كه آن حضرت در جنگ هاي پيشين انجام نداده بود. نه او و نه برادر و نه پدرش هيچ كدام در ميدان محاربه چنين كاري نكرده بودند، اما وجود مقدس آن حضرت در معركه ي جنگ با صداي بلند گريه كرد، چنين كاري مرسوم نبوده و نيست و برخلاف قوانين جنگ است. اما چرا گريه كردند؟ در روايات جواب اين پرسش نيامده است، اما عده اي گفته اند كه امام به حال دشمنان خود كه بنا بود به جهنم بروند گريه كردند. آن بزرگوار مي ديد كه عده ي



[ صفحه 55]



زيادي از مردم از سر ناآگاهي يا براي به دست آوردن مطامع ناچيز دنيايي راهي جهنم هستند و به حال آنان گريه كردند. آن قدر غفلت و تباهي بر سر اين لشكر زبون و ذليل سايه افكنده بود كه حتي نگذاشتند نصيحت هاي جگر گوشه ي رسول خدا به گوش همگان برسد و هنگامي كه آن حضرت در مقابل اهل كوفه ايستادند و خواستند آخرين سخن خود را بازگو نمايند و حجت را تمام كنند، عده اي بر طبل كوبيدند تا مردم نتوانند سخنان آن حضرت را بشنوند. اما در عين حال عده اي با شنيدن سخنان آن حضرت توبه كردند و در همان لحظه در ركاب سيد الشهداء عليه السلام جان خود را فدا نمودند.


پاورقي

[1] نهج البلاغه، حكمت 386.

[2] بحارالانوار، ج 98، ص 199 و 262؛ مصباح المتهجد، ص 719.

[3] غررالحكم، ص 47.


محبوب ائمه


آدمي كه خوب شد مردم او را دوست دارند و براي او احترام قائل مي شوند. اگر خيلي خوب شد پرهيزگاران و مؤمنان از او خوششان



[ صفحه 35]



مي آيد و چون از اين درجه بالاتر رفت، مورد توجه كساني قرار مي گيرد كه بايد ايمان و پرهيزگاري را از آنها آموخت و آنان پيشوايان دين ما هستند. پس خوشا به حال كسي كه ائمه هدي به او اظهار محبت كنند و مورد علاقه ي آنان بوده و چنين مقام ارجمندي را دارا باشد.

انا لنحب من كان عاقلا عالما فهما، فقيها، حليما، مدارئا، صبورا، صدوقا، وفيا. [1] .

ما كسي را دوست داريم كه عاقل، زود فهم، داناي به احكام شرع، بردبار، بامدارا، شكيبا، بسيار راستگو و با وفا باشد.


پاورقي

[1] تحف. ص 362.


زكات


پس از مسئله ي نماز به همتاي آن كه هميشه در قرآن مجيد با هم ذكر



[ صفحه 135]



مي شوند اشاره كرده و چنين فرموده است:

... و ان نخلص اموالنا من التبعات و ان نطهرها باخراج الزكوات...

... ما را در اين ماه موفق بدار تا اموالمان را از مظالم و حقوق ديگران بپيراييم و با بيرون كردن زكات، آن را پاك سازيم...

زكات نوعي ماليات و حقوقي است كه خداوند براي زندگي انسانهاي ناتوان در اموال پولداران قرار داده است تا بدين وسيله بتوانند مشكلات زندگي و گرفتاريهاي نداري خود را برطرف سازند، كه اگر كسي گرفتار اين تيره روزي و تنگدستي بشود دين و دنيايش بر باد خواهد رفت. بنابراين، چون حكمت بالغه ي الهي براي حفظ نظام اتم چنين اقتضا كرده است كه انسانها گوناگون آفريده شوند، برخي بي نياز و برخي ديگر نيازمند، تا تن به انجام بعضي از كارها و مشاغل سخت و پايين دردهند، از اين رو زكات در چنين جامعه اي در طول زمان و مرور ايام موجب رفع گرفتاريهاي خاص بينوايان و فزوني رزق آسوده حالان خواهد شد و علاوه بر آن، وسيله اي براي برطرف ساختن نيازهاي عمومي در هر زمان و در هر شرايط است. پس، زكات مسئله اي اجتناب ناپذير است و در تمام نسلهاي تاريخ به اندازه ي نيازهاي انسانها كه هر چند زماني يكي فقير و ديگري غني مي گردد، وجود آن ضروري و لازم است.

به همين دليل هر جا كه قرآن نامي از نماز برده زكات را هم تكرار كرده است، ولي تمام واجبات ديگر را فقط يك بار نام برده و تنها نماز و زكات را تكرار كرده است. [1] .



[ صفحه 136]



اما رمز تكرار نماز به اين جهت است كه نماز در هر شبانه روز پنج بار واجب است؛ از اين رو مناسب است به اندازه اي درباره اش تأكيد شود تا مردم بدان اهتمام ورزند و از هيچ كوششي در انجامش غفلت و سستي نكنند.

اما درباره ي رمز تكرار زكات بايد گفت چون افرادي كه خداوند حقوقشان را در اموال ثروتمندان قرار داده و آنها بايد ملزم به اداره ي زندگي اين افراد گردند فراوانند و نياز جامعه به امور مالي بيش از اندازه است. از اين رو تكرار آن موجب تنبه و به خود آمدن انسانها در انجام وظيفه و اداء حقوق مزبور خواهد شد و اهتمام به آن از طرف شارع مقدس موجب مي شود كه هيچ كس نتواند با غفلت و امثال آن خود را معذور بداند.


پاورقي

[1] مرحوم مؤلف گفته است هر جا كه قرآن نامي از نماز برده زكات را هم كنارش ذكر كرده است. اگر منظور عنوان اغلب باشد و از باب تسامح در بيان باشد عيبي ندارد، ولي اگر به عنوان يك تحقيق فرموده باشد درست نيست. زيرا مسئله ي نماز حدود 67 بار و با تمام مشتقات آن 97 بار در قرآن ذكر شده است، ولي موضوع زكات حدود 32 بار و با تمام مشتقات آن 58 بار ياد شده است كه به طور تقريب مي توان گفت نام نماز دو برابر زكات عنوان شده است.

باز مرحوم مؤلف گفته كه تمام واجبات ديگر يك بار در قرآن ذكر شده است، كه اين عبارت نيز خالي از مسامحه نيست زيرا تنها مسئله ي حج 11 بار و روزه حدود 13 بار ذكر شده است. و همچنين ديگر واجبات.


علم حديث


عده اي تصور كرده اند كه امام جعفر (ع) از كسي جز اهل بيت روايت نمي كرد و عده ي ديگر برآنند كه از جد مادري خود قاسم بن محمد بيشتر و از جد پدري خود كمتر به نقل حديث مي پرداخت زيرا به عقيده ي آنها هنگامي كه به درك



[ صفحه 105]



امام زين العابدين نائل شد هنوز به سن بلوغ نرسيده بود. اما در حقيقت اين نظر مقرون به صحت نيست. چون امام جعفر (ع) از جد بزرگوارش نقل حديث كرده است. لذا مي بايستي به سن رشد رسيده باشد كه بتواند از او روايت كند و چون امام باقر (ع) از پدر خود امام زين العابدين و امام صادق (ع) از پدر خود به نقل حديث پرداخته معلوم نيست روي چه اصلي عده اي اين امر را ناديده گرفته اند پس در هر حال بايد بپذيريم كه او به وسيله ي [1] پدر از جد بزرگوارش روايت كرده است.

عده اي روايات او را به اسناد از عروة بن زبير و عطاء بن ابي رباح و نافع و زهري [2] مي دانند و همچنين گفته اند كه از محمد بن منكدر و پدر و جد خود قاسم روايت [3] .



[ صفحه 106]



مي نموده است.

به اين ترتيب امام صادق (ع) از اين عده به نقل حديث و روايت مي پرداخت و در ميان علوم به روايات و احاديث و اخبار بيش از همه توجه داشت و به درك آنها [4] اقدام مي نمود گاهي از پدر بزرگوارش و زماني از ديگران مانند جد خود قاسم و نيز از عايشه و ابن عباس و مسائل فقهي و مربوط به عبادات را از عثمان روايت مي نمود گويند: علماء و راويان احاديث از هيچكدام از ائمه به اندازه ي امام صادق (ع) حديث و روايت نقل نكرده اند و به عقيده ي ايشان ائمه ديگر بعد از او نيز در علم حديث و روايت از وي [5] استفاده كرده اند.

ابوحاتم گويد: هنوز هيچكس مانند امام صادق (ع) اين قدر مورد اعتماد و اطمينان مردم نبوده است كه در علوم از او سؤال و پرسش كنند [6] همچنين ابن معين و ابن عدي كه از رجال و دانشمندان علم حديث به شمار رفته اند، امام



[ صفحه 107]



جعفر (ع) را مرجع و منبع فيض حديث [7] مي دانند و به نظر ايشان غير او كسي چندان مورد اعتماد نيست.

ابويوسف در كتاب الخراج روايت او را ذكر نموده كه از پدر خود امام باقر (ع) نقل كرده و امام باقر (ع) از عمر بن خطاب كه: رسول خدا (ص) فرمود با قوم مجوس همانگونه رفتار كنند كه با متدينين صاحب كتاب عمل مي كنند و اين حديث با فقه جد ارجمندش علي بن ابيطالب عليه السلام مطابقت دارد كه فرمود:

مجوس هم مانند ملت هائي هستند كه داراي كتاب آسماني [8] مي باشند.

اهل سنت و جماعت نيز طريق امام صادق (ع) را مورد توجه قرار مي دادند و با رضايت و خشنودي بدان مي نگريستند و بيشتر از او به نقل روايت مي پرداختند. و اينكه بعضي گويند اهل سنت به وسيله شاگردان امام صادق از او



[ صفحه 108]



روايت كرده اند، دور از حقيقت و انصاف است بلكه بايد گفت اهل سنت و جماعت روايات خود را از او ذكر كرده اند و آيا كسي غير از امام صادق (ع) قادر است كه در برابر امواج روايات و احاديث و كثرت آن ايستادگي كند و يا به تشريح و تفصيل آنها بپردازد؟ و آيا مي توان بين او و علم حديث فاصله اي تصور كرد؟

حال ببينيم شيعه در اين مورد چگونه رفتار مي كنند، ايشان از پدران امام صادق (ع) نقل روايت مي كنند و با اينكه روايت از طريق جعفر بن محمد (ع) و احاديث رسول اكرم و اخبار گذشتگان هيچ يك دور از حقيقت نيست و در ميان آنها انقطاع و فاصله ديده نمي شود و بيشتر آنها يك خط مستقيم و كوتاه را مي پيمايد معهذا آنچه را كه شيعه ها از روايات به وي نسبت داده اند به اندازه اي است كه در يك كتاب نمي گنجد و به عدد و شماره در نمي آيد و آن احاديث به ترتيب از پيغمبر (ص) به علي (ع) يا فاطمه سلام الله عليها و از ايشان به اولادشان و بالاخره از آنها به احفاد و بازماندگانشان منتقل شده و هرگز در اين خانواده سلسله ارتباط بين پدران و



[ صفحه 109]



فرزندان قطع نگرديده است زيرا حضرت علي (ع) و فاطمه (ع) چون معاصر و معاشر پيغمبر بودند روايات را از او كسب كرده و بعد امام حسن و امام حسين از جد و پدر و مادرشان اخذ نموده و پس از آنها امام زين العابدين (ع) از پدر ارجمندش امام حسين (ع) و شايد از عموي خود امام حسن (ع) استماع نموده و بعد از آن امام باقر از پدر خود و بالاخره امام جعفر بن محمد از جد بزرگوار خود امام زين العابدين و پس از او از پدر خود امام باقر (ع) شنيده و در ميان مردم انتشار مي دادند و به اين ترتيب ارتباط روايات هرگز قطع نگرديده بلكه روز به روز بر استحكام آن افزوده مي گرديد و هر دسته از گذشتگان به آيندگان انتقال مي دادند؟

چنانكه گوئي همواره جنبش و روح حياتي پيغمبر اكرم (ص) در اين خانواده پابرجا و هرگز شعله فروزان آن خاموش نمي گردد و گفته ها و رفتار و اعمال او بر سر زبان ها است.

هر چند امام جعفر (ع) از نوادگان قاسم بن محمد است و در رديف طبقه پنجم از تابعين مدينه به شمار مي رود اما



[ صفحه 110]



معاشر و معاصر با طبقه دوم از تابعين بوده و هرگز طريق و روشي مانند اين آئين كه هميشه بين اباء و اجدادشان ارتباط و اتصال برقرار باشد وجود نداشت و چون امام جعفر (ع) سخنان و كلماتي بيان فرموده كه پدرانشان كمتر به ايراد آن پرداخته اند از اين رو به صادق معروف شده و در سلسله روايات او نكته تاريكي نيست و ترديدي نمي باشد كه روايات و احاديث امام صادق (ع) همان اخبار آباء و اجدادش مي باشد زيرا در زمان آنها اوضاع و احوال اجازه نمي داد كه اخبار خود را منتشر سازند اما در زمان جعفر بن محمد وضع بهتر بود و اوضاع براي نقل احاديث و روايات آماده تر و مساعدتر بود.

گويند عده كساني كه از امام صادق (ع) روايت كرده اند از چهار هزار نفر متجاوز بوده اند.

آيا اين همه حديث درباره ي چه بوده و در چه مورد روايت شده است؟

البته كثرت و تعداد زياد آن چندان اهميت ندارد بلكه بيشتر بايد به موثق و مورد اطمينان بودن آن توجه داشت،



[ صفحه 111]



هر چند تعداد آن كم باشد.

ابوحاتم كه از رجال علم حديث به شمار مي رود درباره امام جعفر (ع) گويد: در روايت هيچكس مانند او مورد اطمينان و اعتماد نيست و تنها كسي كه مردم راجع به احاديث از او سؤال مي كردند و به او اعتماد داشتند امام صادق (ع) بود، كه مانند او هرگز ديده نشده است مالك بن انس كه او نيز يكي از كساني است كه از امام صادق نقل حديث كرده و پا به پاي او قدم برمي داشت گويد: علم به كثرت روايت و حديث نيست بلكه نوري است كه خداوند در قلب آدمي قرار مي دهد.

ابن حجر عسقلاني در كتاب خود به نام (لسان الميزان) نام راوياني را كه از امام جعفرصادق (ع) نقل حديث كرده اند يك يك ذكر كرده و چون شرح نام و تعداد آنها در اين كتاب منظور ما نيست هر كس بخواهد مي تواند بدان كتاب مراجعه نمايد. اما بايد گفت كه بيشتر راويان مذكور اهل كوفه و پس از آن از مردم بصره و بعد به ترتيب از اهالي مدينه و مكه بوده اند و از طرف ديگر ملاحظه مي كنيم كه راويان كوفه كساني هستند كه احاديث و روايات را به ايران خاصه شهر



[ صفحه 112]



(قم) انتقال داده اند كه از آنجا مذهب اماميه انتشار يافته است و در هيچ يك از بلاد و شهرها مانند قم مذهب شيعه رواج و توسعه نيافت.

اهالي كوفه پيش از امام جعفر (ع) با حديث و روايت سر و كار داشتند و اولين دسته اي هستند كه از او و پدرش امام محمدباقر (ع) و جدش امام زين العابدين (ع) [9] به نقل روايت پرداخته اند و مي توان گفت كه اخذ و نقل احاديث از امام صادق (ع) دنباله همان شيوه اي بود كه از پدر و جد او آموخته بودند.

اهالي شهرهاي كوفه، بصره، واسط و حجاز و از قبايل مختلف مانند بني اسد، غني، مخارق، طي، سليم، غطفان، غفاروازد، فزاعي، خثعم، مخزوم، بني ضبه و قريش فرزندان خود را نزد امام صادق روانه كردند و خاصه اولاد حارث بن عبدالمطلب و حسن بن علي و عده زيادي از آزادگان و غلامزادگان و بيشتر اعيان و بزرگان برگزيده ملل عرب و ايران مخصوصا شهر قم به منظور كسب علم به سوي



[ صفحه 113]



امام صادق (ع) شتافتند و چون به افتخار شاگردي او نائل شدند همه به او گرويدند و هيچ يك از مذهب و روش او پا فراتر نگذاشتند و اين را يك نوع افتخار و سعادتي مي دانستند كه هرگز بالاتر و بهتر از آن نمي يافتند. [10] .

پس بايد شروع علم حديث را از امام جعفرصادق و شاگردانش دانست و اينكه بعضي متأخرين گويند كه مردم از امام جعفر (ع) كسب حديث نكرده اند بسيار دور از حقيقت و انصاف است و از طرف ديگر چنان كه مي بينيم مالك ابوحنيفه و شاگردش ابويوسف و پس از ايشان ابن جريح و شعبه. سفيان ثوري و سفيان بن عينيه و غير اينها همه از امام جعفرصادق (ع) بهره مند گرديده و از او نقل روايت و حديث كرده اند.



[ صفحه 114]




پاورقي

[1] به كتاب النجوم الزاهراه جلد 2 ص 9 و كتاب الخراج تأليف قرشي مراجعه كنيد.

[2] النجوم الزاهره جلد 2 ص 9 - اسعاف الراغبين ص 227.

[3] شذرات الذهب جلد 1 ص 220.

[4] دائرة المعارف الاسلاميه مجلد 6 شماره 12 ص 473.

[5] مطالب السؤول ص 55.

[6] نور الابصار ص 145.

[7] شذرات الذهب جلد 1 ص 220.

[8] الخراج از ابي يوسف ص 130.

[9] لسان الميزان جلد 2 ص 7.

[10] به كتاب لسان الميزان - مطالب السؤول ص 55 مراجعه شود.


حقوق همسر و فرزند


قال عليه السلام عيال المرء اسرائه فمن انعم الله عليه نعمة فليوسع علي اسرائه فان لم يفعل اوشك نزول تلك النعمه؛ حضرت فرمود خانواده هر مردي به منزله اسير آن است هر مردي كه داراي نعمت و ثروت باشد بايد به اسيران خود وسعت بدهد اگر چنين نكند اين ثروت به زودي از دستش بيرون خواهد رفت.» [1] .


پاورقي

[1] كشف الغمه.


عاطفه


حضرت صادق عليه السلام در عاطفه و احسان بين همه يكسان بود دور و نزديك نسبت به عواطف او مساوي بودند همه را يكسان صله و انعام مي داد عربي آمد نزد او سرمايه خواست به كسب پردازد هزار دينار به او داده تا به مصر رفت و تجارت كرد و با چندين هزار دينار برگشت حضور حضرت صادق عليه السلام عرض كرد: از بركت سرمايه اي است كه شما داديد و نفع آن متعلق به شما مي باشد حضرت فرمود آن كيسه اولي مرا كافي است و بقيه از آن تست و درباره ربح حلال و حرام به او تعليماتي داد.



[ صفحه 37]



امام ششم هيبتي گيرنده داشت كه هر گاه لباس مستعار هم مي پوشيد با همان هيبت و سطوت مخاطب را مرعوب قدرت علمي مي نمود و در عين حال اين سطوت و هيبت بشاشت و انبساطي مخصوص داشت.

مي نويسند منصور داراي هيبت و سطوتي بود كه هر بيننده را بر خود مي لرزانيد ولي چون با حضرت صادق عليه السلام روبرو مي شد از هيبت امام فروتن و خاضع مي شد و هر چه در دل داشت فراموش مي كرد.

ابن ابي العوجاء با كمال الحاد و جحود خود در مناظرات با حضرت صادق عليه السلام خاشع مي شد و از هيبت آن حضرت فروتني مي كرد و پس از سخن گفتن امام عاجز و ساكت مي شد امام مي فرمود ما يمنعك من الكلام؟ قال الجلال لك و جهاته ما ينطق بين يديك چرا سخن نمي گوئي گفت از هيبت تو مرا ياراي سخن گفتن نيست. [1] .


پاورقي

[1] كتاب التوحيد باب اثبات حدوث العالم - حيات الصادق ص 266 ج 1.


فرق اشاعره و معتزله


دليل بر ضلالت و گمراهي اشاعره همين بس كه آنها در مسائل فرعي كه شرعي محض است رأي و قياس عقلي را معتبر مي دانند و در اصول دين كه عقلي صرف است رأي عقول را اعتبار نمي كنند تا اكثر آنها به كفر تجسم و عامه آنها به ضلالت تشبيه در توحيد گرفتار شده اند و علت اين لغزش ها براي اين است كه باب تأويل را سد كرده و آيه الرحمن علي العرش استوي و امثال آن را با حديث رؤيت و نظاير آن بر ظاهر حمل كرده در يكي تجسم و از ديگري تشبه تولد نموده و اين جماعت قدرتي بر بيان ادله و قياسات جدليه نداشته بلكه به مجرد تمسك به ظواهر آيات و احاديث مسرور شده و اكتفا نموده و دليل بر استنباط خود دانستند.

فرق اشاعره با معتزله در اين است كه قواعد اعتزال بر مباني اصول عقليه است و به راه حق نزديكتر اما چون دلايل ايشان جدلي و قياسشان غير برهاني است و اشاعره هر چه در صدر اسلام معمول نبوده بدعت دانسته و استدلال عقلي را در كار ديني اساسا غلط مي دانند و از طرفي چون مشرب آنها موجب پيشرفت سياست خلفاي اموي و عباسي بوده آنها شهرتي به سزا گرفتند و براي مخالفت با معتزله مطالعه كتب حكمت و تصورات عقلي آنها را باطل و حرام دانستند و از اين جا حرمت حكمت و فلسفه آغاز شد و خصومت عامه مردم با اهل علم و حكمت شروع و شيوع يافت و اساس عداوت و دشمني با علم حكمت از اشاعره ناشي گرديد وگرنه اساس علم و حكمت در حقيقت همان اساس علم و شريعت است كه اسرار قرآن و حديث رمز آن است و كساني كه ميان دين و علم و يا حكمت و شريعت تفاوت و امتيازي گذاشته يا تخالف و تضادي قائل شده اند بدون شك از دين و حكمت يا در



[ صفحه 34]



يكي از آنها بي اطلاع بوده و گرنه وحدت كامل بين شريعت و حقيقت است و منظور اصلي ما از نگارش اين كتاب بيان همين حقيقت است.


شيمي


آن قدر كه مسلمين در شيمي پيشرفت كردند در هيچ چيز به آن سرعت و تعمق پيش نرفتند و ما به دلايلي كه در جلدهاي سابق زندگاني امام صادق عليه السلام نوشتيم معتقديم مباني كامل اين علم از گياه شناسي و تأثير داروها از مكتب



[ صفحه 22]



جعفري است و چنانچه گفتيم جابر بن حيان شاگرد و مبرز امام صادق تمام علوم و فنون كيميا كه امروز به شيمي و فيزيك و مكانيك تعبير مي شود از استادش گرفت و هزار ورق در پانصد علم در اين فنون نگاشت و علماي غرب كه از كتب او استفاده كرده اند چنين نوشته اند.

جورج سارتن استاد تاريخ علم در دانشگاه هاروارد مي نويسد اگر به پايه اين علم توجه كنيم موفقيت و موقعيت مسلمين را در شيمي بيشتر مي توانيم درك كنيم - او مي گويد - هيچ كاري اساسي تر از بنيان گذاري يك كار نيكو نيست مخصوصا كاري كه تمام ساختمان بر روي او استوار است و بايد اذعان و اعتراف كنيم كه در علم شيمي اين پايه را مسلمين مستحكم و استوار نمودند و اساس و شالوده آهنين بر آن ريختند و آنها بودند كه از جنبه حياتي شيمي يعني به دست آوردن كيميا و تبديل معادن به يكديگر صرف نظر و آن را رد نمودند.

در اين قسمت مثل اين كه يك اشتباهي شده است و آن اين است كه چون تبديل اجسام به اجسام ديگر و تبديل اجسام به نيرو از اصول مسلمه علمي اسلامي است و و رد نظريه تبديل به خيال غلط بوده زيرا تجزيه و تحليل مي خواهد و اين علم علم تجربي و شهودي است بدون عمل استفاده نمي شود و چون برخي از مسلمين كم مايه خيال مي كردند با تبديل گياهي به گياهي مي توان فلز را طلا كرد و چون بسياري در اين راه فدائي شدند و به جائي نرسيدند از آن صرف نظر كردند اما در اصل تعليم اين علم ترديدي نداشتند زيرا از صادق مصدق و امام معصوم تعليم شده بود و به علاوه پايه ها و مايه هاي علمي فدائيان اين راه سست و كم بوده يا اغراض و هدفشان دنيا بوده كه موفق نمي شدند در حالي كه امروز دنيا ثابت كرد درس امام صادق در قرن دوم امروز پس از دوازده قرن در سوئيس و ژنو صورت عمل گرفت و شيميست هاي آن كشور با همان عوامل طلا ساختند و اين طلسم را شكستند و به علاوه كه ما اطلاع و تجربه داريم و مي دانيم علم شيمي علم تجربي است - خداوند گياهاني آفريده كه با شرايطي جسمي ديگر را به طلا تبديل مي كنند و اين تجربه را از چند نفر شنيده ام گوسفنداني هستند كه دندان هاي آنها در اثر برخورد با آن گياهان طلا شده است و مردي دهاتي از اصفهان در دوران گذشته تاريخش معلوم نيست با شمشيري ك علف مي بريده شمشيرش زرد و طلا مي شود و اثرش اين است كه بر هر آهني بزند مانند بريدن پنير نرم مي برد و براي امتحان دستمالي ابريشمي روي آب حوض مي اندازد و با اين شمشير بر دستمال مي زند بدون هيچ به هم آميختگي و جمع شدني دستمال ابريشم را از وسط نصف مي كند و با اين شمشير شمشيرها را به آساني مي برد و آن گياه را نشان مي كند.



[ صفحه 23]



پس از آنكه گزارش كار خود را به پادشاه وقت مي دهد و امتحان مي كنند آن جبار ستمكار دستور مي دهد چشم هاي او را درآوردند كه ديگر آن علف را نشناسد و نيز چوبدارها مكرر گفته اند برخي از گوسفندان علفي مي خورند كه دندان هاي آنها طلا مي شود پس معلوم است كه اثري در گياه بود كه امام فرمود آن گياه را بكوبند و روغن گيري كنند و بر فلزي بزنند طلا مي شود و امروز اين علم و تجربه علمي به آساني حل شده است.

چون موضوع تبديل معادن به يكديگر جالب توجه بود الكندي و ابن سينا اول منكر آن شدند و ابن خلدون در مقدمه كتاب خود طرفداران اين علم را به ناسزا و مسخره گرفته سخت مورد انتقاد قرار مي دهد علتش اين است كه از علوم طبيعي اطلاعي نداشته ابوعلي هم بعدا امكان اين عمل را جايز دانسته و گفته منكر نشويد.

ابن خلدون مي گويد با استادم ابوالبركات بلقيقي صحبت كردم و يكي از كتب كيميا را به او دادم او مدتي آن را مورد تفحص قرار داد و سپس آن را به من رد كرد و گفت من ضمانت مي كنم كه خواننده اين كتاب جز با نااميدي به خانه خود بازنگردد. [1] .

نگارنده هم مي گويد با آنكه شيميست نيستم و رياضي دان نيستم و لذا اگر يك مسئله شيمي با لگاريتم و مثلثات به من بدهند همان ضمانت را مي كنم زيرا لزومي ندارد هر كس همه علوم را به كمال بداند و ندانستن علمي دليل عدم صحت آن نيست و هيچ علمي را نمي توان انكار كرد بلكه بايد با شرايط زمان و مكان و استعداد و ذوق و شم علمي فراگرفت صرفا يك مرد دانشمند نمي تواند از همه علوم بهره مند گردد.

نخستين كسي كه در اسلام به تحقيق علم شيمي برخاست خالد بن يزيد مرواني است كه مطالبي در كتب يونانيان و روميان ديد و از امام باقرالعلوم پرسيد و آن حضرت اساس اين علم را به او آموخت و بعد او جابر بن حيان شاگرد امام صادق عليه السلام اين علم را به صورت كتابي تدوين كرد و اختراعات و ابداعاتي از تعليمات امام صادق نمود كه شمه ي در جلد دوم نوشتيم.

هاروني وزن مخصوص عده اي از مايعات را به دست آورد كه با اوزان مخصوص اين عصر تفاوتي ندارد و اگر اندك فرقي داشته باشد مربوط به مقدار مواد محلول در آب است كه بر حسب مكان هاي مختلف در آب به اندازه هاي مختلف وجود دارد و اين صحت و درستي كار پيشينيان مسلمين را مي رساند.



[ صفحه 24]



و ابوريحان كه شاگرد به واسطه جابر بن حيان است از دو راه وزن مخصوص اجسام را به دست آورد و اعدادي كه نتيجه محاسبات او است با گذشت زمان و ترقي روز افزون علم چندان تغييري نكرده است.

هلم يارد مي نويسد در آثار رازي در خصوص شيمي هيچ نقطه ابهامي وجود ندارد و او فقط متكي به حقايق تجزيه و شهودي و حسي فرموده است و ما بايد از آن مرد شيميست براي طبقه بندي و ترتيبي كه او براي اولين بار در خصوص مواد شيميائي به كاربرد تشكر كنيم. [2] .

دكتر عمر فروخ مي گويد بدون شك مؤسس شيمي جديد در شرق و غرب محمد بن زكرياي رازي است كه او شاگرد به واسطه جابر بود و او هم از امام صادق فراگرفته است.

دكتر مصطفوي در مجله دنياي علم مي نويسد رازي تحقيقا بوراكس «مواد در اسيد بوريك» را مي شناخت ولي با اين سابقه لاووازيه و موفن شيمي دانهاي اروپا در قرن شانزدهم معدودي از استخراج آن بي اطلاع بودند و از ايران خريداري مي كردند. [3] .

اين عقيده كه مي توان فلزات ناقص را به فلزات كامل تبديل كرد در افكار اروپائيان قوت گرفت و حتي در قرن 18 دانشمندان اروپا سرگرم اين فكر كه از اسلام ميراث گرفته بودند مي شدند. [4] .

و مسلمانان در همان اوقات اوليه بوراكس را از دو طريق طبيعي و مصنوعي به وسيله آزمايشگاه تهيه مي كردند.

جورج سارتن قرن دوم را كه ما قرن مكتب جعفري مي ناميم او قرن جابر بن حيان ناميده است زيرا اين مرد شيمي دان از مشهورترين دانشمند شرق و غرب در قرن دوم اسلامي بود و رسائلي كه بيش از 170 رساله مي باشد از او در اروپا چاپ شده كه شهرت فراواني به او داده است.

رسائل جابر را خاورشناس معروف پاول كراورس serworK - lewaP كه از اهالي چك اسلواكي بود در 1944 - 1904 مي زيسته و در عصر سال 1354 قمري مطابق سال 1935 م در 555 صفحه تحت عنوان «مختارات من رسائل جابر بن حيان» از روي نسخه هاي منحصر



[ صفحه 25]



به فرد قاهره و پاريس و بريتانيا به طبع رسانده و اين مجموعه شامل 20 رساله از جابر و مقدمه اي از تصحيح است.

در سابق گفتيم كه جابر تركيب شوره - زاج سبز - اسيد نيتريك را به دست آورد و زكرياي رازي از تقطير زاج سبز اسيد سولفوريك را به دست آورد و از تقطير مواد نشاسته با مواد قندي تخمير شده يا از تقطير شراب الكل را با همين نام الكل تهيه نمود.

بدون شك مسلمين در تقطير - تبخير - تبلور - انحلال و تجزيه و عمليات ديگر روي شيميائي بر ساير ملل دنيا تفوق يافتند و ابتكار در دست داشتند تيتروكلريك - و نيترات نقره - كلريد - زيبق و اكسيد جيوه و سولفور آهن همه از مسلمين است.

اين جنبش فكري و عملي بود كه به گفته جورج سارتن پايه هاي شيمي جديد را با استحكام كامل پي ريزي نمود. [5] .

خاورشناسان نوشته اند پيشرفت علمي مسلمانان به قدري سريع و عميق بود كه در قرن دوم هارون الرشيد براي شارلمان ساعت زنگ داري فرستاد كه خودبخود كار مي كرد و طبق نوشته پي ير روسو اهالي مغرب آن را هشتمين عجايب دنيا بپنداشتند. [6] .

رقاصه ساعت را كه داراي اهميت فني و مكانيك نوين است مسلمين اختراع كردند و گاليله آن را توصيف نموده است. [7] .

طبق بررسي عمر فروخ استفاده از پاندول براي آزمايش هاي علمي نخستين بار به وسيله ابن يونس مصري در قرن چهارم انجام شد عده اي از قوانين پاندول را دانشمندان ديگري به همين نام در سال 640 يعني درست چهارصد سال قبل از گاليله كشف كردند. [8] .

غرض از اين نكته ها اين است كه در تمام علومي كه يادآور شديم نبوغ علمي مسلمانان به خوبي مشهود است و ريشه همه آنها را كه جستجو كني در مكتب جعفري خواهي يافت زيرا همه از جابر سرچشمه گرفته و جابر افتخار به شاگردي امام صادق (ع) نموده است.


پاورقي

[1] مقدمه ابن خلدون ترجمه پروين گنابادي ص 1112 تا 1120.

[2] سالنامه نور دانش ص 284 ترجمه از اسلاميك ريوير.

[3] مجله دنياي علم سال اول شماره 2 و 3 و اسرار كيميا.

[4] تاريخ علوم پي ير روسو ص 224.

[5] سرگذشت علم اثر جورج سارتن ترجمه احمد بيرشك ص 229.

[6] تاريخ علوم ترجمه حسن صفاري ص 118.

[7] هنرهاي مسلمين.

[8] عبقرية العرب في العلم و الفلسفه ص 76.


جنايات ابومسلم


متاسفانه ابومسلم هم به اين دستور ظالمانه و وحشيانه مو به مو عمل كرد تا آنجا كه به تعبير «يافعي» حجاج زمان خود گرديد و در راه استقرار حكومت عباسيان مردم بيشماري را كشت. [1] مورخان مي نويسند: تعداد كساني كه ابومسلم در دوران حكومت خود به قتل رساند، بالغ بر ششصد هزار نفر بود! [2] .

او خود به اين جنايات اقرار مي كرد: هنگامي كه از ناحيه منصور بيمناك شد، طي نامه اي به وي نوشت:

«برادرت (سفاح) به من دستور داد كه شمشير بكشم، به مجرد سوء ظن دستگير كنم، به بهانه كوچكترين اتهامي به قتل برسانم، هيچ گونه عذري را نپذيرم. من نيز به دستور وي بسياري از حرمتها را كه خدا حفظ آنها را لازم كرده بود هتك كردم، بسياري از خونها را كه خدا حرمتشان را واجب كرد. بر زمين ريختم، حكومت را از اهل آن ستاندم و در جاي ديگر نهادم». [3] .

منصور نيز به اين مطلب اعتراف كرد. وي هنگامي كه مي خواست ابومسلم را به قتل برساند، ضمن برشمردن جنايات او، گفت: «چرا 600 هزار تن را با زجر و شكنجه به قتل رساندي؟»

ابو مسلم بي آنكه اين قضيه هولناك شود، پاسخ داد: اينها همه به منظور استحكام پايه هاي حكومت شما بود. [4] .

در جاي ديگر ابو مسلم تعداد قربانيان خود را در غير از جنگها صد هزار نفر ياد كرده است. [5] .

ابومسلم حتي از ياران ديرين خود نيز نگذشت، چنانكه «ابوسلمه خلال» همكار و دوست خود را نيز كه به «وزير آل محمد» ملقب شده بود، و در پيروزي عباسيان سهم بزرگي داشت و در حقيقت بازوي اقتصادي انقلاب بود، به قتل رسانيد. [6] .

بنابراين جاي شگفت نيست اگر در تواريخ بخوانيم: هنگام رفتن ابومسلم به حج، باديه نشينها از گذرگاهها مي گريختند، زيرا درباره خون آشام بودن او سخنهاي بسيار شنيده بودند! [7] .


پاورقي

[1] مراة الجنان، ط 2، بيروت، موسسة الاعلمي، 1390 ه .ق، ج 1، ص 285.

[2] ابن كثير، البداية و النهاية، ط 2، بيروت، مكتبة المعارف، 1977 م، ج 10، ص 72 - ابن خلكان، وفيات الاعيان، تحقيق: دكتر احسان عباس، ط 2، قم، منشورات الشريف الرضي، 1364ه .ش، ج 3، ص 148 - ابن اثير، الكامل في التاريخ، بيروت، دارصادر، ج 5، ص 476 - محمد بن جرير الطبري، تاريخ الامم و الملوك، بيروت، دارالقاموس الحديث، ج 9، ص 167.

[3] حيدر، اسد، الامام الصادق و المذاهب الاربعه، ط 2، بيروت، دارالكتاب العربي، 1390 ه .ق، ج 2، ص 533 - خطيب بغدادي، تاريخ بغداد، بيروت، دار الكتاب العربي، ج 10، ص 208.

[4] دكتر فاروق، همان كتاب، ص 245.

[5] ابن واضح، تاريخ يعقوبي، نجف، منشورات المكتبه الحيدريه، 1384 ه .ق، ج 3، ص 105.

[6] ابن خلكان، وفيات الاعيان، تحقيق: دكتر احسان عباس، ط 2، قم، منشورات الشريف الرضي، 1364 ه .ش، ج 2، ص 196.

[7] ابن خلكان، همان كتاب، ج 3، ص 148.


مالك بن انس


در كتاب روضات مي نگارد: تولد مالك بن انس (بفتح همزه و نون) كه رئيس و امام مذهب مالكي ها به شمار مي رود در سنه ي (95) هجري بود و فوت وي در ماه ربيع الاول سنه (179) هجري بوده و جسد او را بقيع مدينه دفن كردند.

ابن خلكان در كتاب وفيات الاعيان و صاحب تاريخ گزيده مي نگارند: مالك بن انس مدت سه سال در رحم مادر بوده.

نگارنده گويد: بعد از اين در شرح حال امام شافعي خواهيم خواند كه شافعي مدت چهار سال در رحم مادر بود و نيز خواهيم خواند كه اكثر مدت حمل نزد اهل تسنن مدت هفت سال خواهد بود.


درسي هم براي ما


نقل شده است: امام جعفر صادق (عليه السلام) غلامي داشت كه هميشه و در همه جا، همراه ايشان بود، روزي آن غلام با امام (عليه السلام) به مسجد رفت، امام (عليه السلام) داخل مسجد شد و غلام استر ايشان را نگه داشت تا از نماز بيايند؛ چند نفر از اهل خراسان از آن مسير مي گذشتند، يكي از آنها به غلام رو كرد و گفت: اي غلام! ميل داري كه از آقاي خود، امام صادق (عليه السلام) خواهشي كني كه من به جاي تو، غلام آن حضرت باشم و در عوض، آن همه مال و دارايي خود را به تو ببخشم.

غلام گفت: اين مطلب را با امام خود بازگو مي كنم و به خدمت امام رفت و عرض كرد: فدايت شوم! شما خدمت مرا



[ صفحه 55]



نسبت به خود مي داني؛ پس هرگاه حق تعالي خيري را براي من رسانيده باشد، شما منع خواهيد كرد؟

فرمود: «من آن را به تو خواهم داد»؛ سپس غلام قصه ي خود و آن مرد خراساني را براي امام نقل كرد.

آن گاه حضرت فرمود:«اگر تو در خدمت بي ميل شده اي و آن مرد، راغب به خدمت ماست، ما قبول مي كنيم.»

غلام از خدمت امام خارج شد و خواست كه برود، امام او را طلبيد و فرمود: «به جهت طول خدمت تو، نزد ما، يك نصيحت به تو مي كنم، آن وقت اختيار داري هر كاري كه مي خواهي، انجام دهي، آن نصيحت، اين است: وقتي روز قيامت شود، حضرت رسول (صلي الله عليه واله) به نورالله آويخته باشد و اميرالمومنين (عليه السلام)، دست در دست رسول خدا (صلي الله عليه و اله) و ائمه (عليهم السلام) دست در دست علي (عليه السلام) و شيعيان ما، دست به دست ما داخل شوند در جايي كه، ما داخل شويم و وارد شوند آن جا كه ما وارد شويم».

غلام وقتي اين سخنان گهربار را از امام صادق (عليه السلام) شنيد از تصميم خود منصرف شد و غلام ايشان، باقي ماند؛ امام نيز



[ صفحه 56]



دستور داد تا به آن غلام، هزار اشرفي بدهند. [1] .

اي كاش خداوند توفيق غلامي ائمه ي هدي (عليهم السلام) را نصيب ما هم مي كرد، اي كاش!



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] منتهي الآمال.


اخبار امام صادق در برخورد با داعيان بني عباس


سيد مرتضي در كتاب امالي آورده است: داعيان خراسان نزد امام صادق (ع) آمدند و به وي گفتند: ما هواخواه فرزندان محمد بن علي هستيم. امام فرمود: آنان در پنهان و من در نهان موافق شما نيستم. گفتند: اگر خداوند خير ما را بخواهد تو نيز با ما همراه و موافق خواهي شد؟ سپس منصور بعد از اين ماجرا به امام صادق (ع) گفت: آيا تو قصد قيام عليه ما داري؟ امام پاسخ داد: ما در دوران حكومت بني اميه مردم را به شما راهنمايي كرديم، پس چگونه گمان مي كنيد در دوره ي حكومت شما، برضدتان قيام خواهيم كرد؟


قداست هدف؛ اثبات حق و حق جويي


هدف از مناظره بايد مقدس باشد. يعني مقصود مناظره كننده بايد اظهار و اثبات يك حقيقت باشد نه تظاهر، خود را مطرح كردن و ابراز حس غلبه و پيروزي. هدف و مقصود مناظره كننده بايد رسيدن به حق و يافتن و نماياندن آن باشد. منظور اهل بحث و مناظره نبايد به كرسي نشاندن گفتار و نظريه خود و اظهار حق بودن خويشتن باشد. اين گونه هدف گيري در بحث و مناظره، جدال و ستيزه تلقي مي شود.

از نشانه هاي الهي بودن هدف مناظره اين است كه مناظره كننده جز در مواردي كه اميد تأثير در طرف مقابل وجود دارد، وارد مناظره نگردد و اگر بداند طرف بحث او، سخن وي را نمي پذيرد، زير بار حق نمي رود و بر رأي و نظر خود پافشاري مي كند، اگرچه خطا و اشتباه او كاملا روشن باشد، مناظره با او جايز نيست، زيرا بر اين گونه مناظرات، آفات و نتايج سوئي مترتب مي گردد. [1] .

از ديگر اهداف مناظره روشن شدن نظرات باطل است. دو عقيده



[ صفحه 49]



متضاد بايد در مقام مجادله احسن و مناظره بررسي و نقد گردد تا بطلان يك عقيده و حق بودن نظريه ديگر معلوم گردد. در مقام مجادله، نبايد انگيزه تحميل عقيده و ارائه معلومات و اطلاعات منظور باشد؛ زيرا اين گونه اهداف، مناظره را به جدال و مراء مي كشاند و خصومت و لجاجت را ايجاد مي كند. در اين صورت نه تنها ابهامات زايل نمي گردد، بلكه بر تاريكي ها و غموض آنها نيز افزوده مي شود.

مناظره كننده بايد در به دست آوردن حق، همچون كسي باشد كه دنبال گمشده خويش است؛ چرا كه:

الحكمة ضالة المؤمن فحيثما وجد أحدكم ضالته فليأخذها [2] .

حكمت، گم شده ي مؤمن است پس هر جا يكي از شما گم شده خود را يافت آن را برگيرد.

نبايد در اين كه حق به دست او يا به دست شخص ديگري ظاهر مي شود، فرق و امتيازي ببيند. بنابراين اگر طرف مقابل او در مناظره، وي را به اشتباهش آگاه ساخت و حق را برايش آشكار نمود، بايد از او بپذيرد. [3] .


پاورقي

[1] منية المريد في آداب المفيد والمستفيد، ص 503.

[2] اصول كافي، كليني، محمد بن يعقوب، ج 8، ص 167، چاپ چهارم، دار الكتب الاسلامية، تهران، 1365 ه ش.

[3] محجة البيضاء في تهذيب الاحياء، فيض كاشاني، محمد بن مرتضي (ملا محسن)، ج 1، ص 100، بي تا.


طول عمر در خوش اخلاقي


ان البر و حسن الخلق يعمران الديار و يزيدان في الاعمار. [1] .

بي گمان نيكو كاري و خوش اخلاقي سرزمين ها را آباد و عمرها را دراز مي كند.

امام صادق عليه السلام

روزي مردي از دست اخلاق بد همسرش به امام صادق عليه السلام شكايت كرد و حضرت از او خواست تا همسرش را نزد او آورد؛ وقتي او آمد، امام عليه السلام از علت بداخلاقي اش جويا شد، او شروع به ناسزا گويي به شوهرش كرد و در اينحال امام صادق عليه السلام فرمود:

«اگر بر اين منش و رفتار خود ادامه دهي، سه روز بيشتر زنده نخواهي ماند.»

زن در جواب گفت:



[ صفحه 73]



«هر چه باداباد؛ نمي خواهم او را هيچ وقت ببينم.»

در اينحال حضرت رو به مرد كرد و فرمود:

«دست همسرت را بگير و برو كه بيش از سه روز با او زندگي نخواهي كرد.»

پس از سه روز، مرد نزد امام صادق عليه السلام آمد و حضرت از حال همسرش پرسيد و مرد گفت:

«به خدا قسم، هم اكنون دفنش كردم.» [2] .



[ صفحه 74]




پاورقي

[1] بحارالانوار68 / 395.

[2] بحارالانوار 47 / 97.


فضيلت شبهاي قدر


- سرورم! فضيلت شبهاي قدر بر شبهاي ديگر چيست؟

«تقدير امور و سرنوشت ها در شب نوزدهم، تحكيم آن در شب بيست و يكم و امضاي آن در شب بيست و سوم صورت مي گيرد.» [1] هر كس در شبهاي قدر غسل كند ، از گناهان پاك مي شود. مثل اين است كه تازه از مادر متولد گرديده است. [2] [3] .


پاورقي

[1] وسايل الشيعه، ج 7، ص 259.

[2] وسايل الشيعه، ج 7، ص 261.

[3] فضايل الاشهر الثالثه، ص 137.


المبطون من الألم


عن خالد بن بخيج قال: شكوت إلي أبي عبد الله «ع» وجع بطني، فقال لي: خذ الارز فاغسله ثم رضه وخذ منه قدر راحة (راحة اليد) في كل غذاء ثم قال: أطعموا المبطون خبز الارز، فما دخل جوف مبطون شيء أنفع منه، أما أنه يدبغ المعدة ويسل الداء سلاً.


زنده كردن گاو مرده براي زن فقير


مفضل بن عمر مي گويد: در مكه به همراه امام صادق عليه السلام مي رفتيم. زني را ديديم كه در مقابل او گاو مرده اي بود و آن زن و بچه هايش مي گريستند.

امام صادق عليه السلام به آنها فرمود: «قضيه ي شما چيست؟»

آن زن گفت: «من و كودكانم روزي خود را از اين گاو، بدست مي آورديم ولي حالا مرده است و من متحير مانده ام كه چه بكنم.»

حضرت فرمود: «دوست داري كه حق تعالي، گاو را زنده بكند.»

آن زن كه امام صادق عليه السلام را نمي شناخت، گفت: «اي مرد! ما را مسخره مي كني؟»

حضرت فرمود: «چنين نيست! من قصد تمسخر نداشتم.»

سپس دعائي خواند و پاي مبارك خود را به گاو زد و به او صيحه اي زد، پس ناگهان آن گاو زنده شد و با شتاب برخاست.

آن زن گفت: «به پروردگار كعبه، اين عيسي عليه السلام است.»

پس امام صادق عليه السلام خود را در ميان مردم داخل كرد كه شناخته نشود. [1] .



[ صفحه 56]




پاورقي

[1] خرايج.


المذي و الودي


سئل الامام الصادق عليه السلام عن المذي يصيب الثوب؟ قال: «لا بأس به».

المذي ماء أبيض لزج، يخرج عند الملاعبة، أو التفكير في الجماع، و قد لا يشعر الانسان بخروجه، أما الودي فيخرج بعد البول، و كلاهما طاهر.


قتل المفطر المعاند و المتهاون


من أنكر وجوب الصوم من الأساس فهو مرتد، و راد علي الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم يجب قتله بالاتفاق، و من آمن بوجوبه، و لكن تركه تهاونا و استخفافا، عزر بما يراه الحاكم، و قيل بخسمة و عشرين سوطا، فان عاد عزر ثانية، فان عاد قتل، حيث ثبت عن أهل البيت عليهم السلام أن أهل الكبائر كلها اذا اقيم عليهم الحد مرتين قتلوا في الثالثة. و قيل: يقتلون في الرابعة.


تقديم الايجاب


ذهب المشهور الي أن الايجاب يجب أن يتقدم علي القبول اطلاقا. و قال آخرون: بل يجوز تأخيره، و تقديم القبول عليه، لأنه في حقيقته انشاء الرضا بالايجاب، فان تحقق ذلك صح، تقدم أو تأخر. و فصل الشيخ الأنصاري بين أن يقع القبول بلفظ قبلت و رضيت و نحوه فلا يصح، لأنه غير متعارف من العقد، و بين أن يقع القبول بلفظ اشتريت و ابتعت، و ما اليه فيصح، لأنه يدل علي انشاء المعاوضة، و الرضا بتمليك الثمن بدلا عن المثمن.

اذن، فالكبري محل و فاق، و هي أن السبب الأول هو ظهور اللفظ، لا مجرد تقديم الايجاب، و اختلاف الفقهاء، انما وقع في الصغري، أي في التطبيق و معرفة الفرد و المصداق، و علي ذلك فكل ما صدق عليه اسم العقد فهو صحيح. و يدل علي جواز تقديم الايجاب رواية سهل في زواج المرأة، مع العلم بأن الاحتياط في الزواج اشد و اولي منه في سائر العقود.

و تقول: انما أجاز الفقهاء تقديم القبول في الزواج، لحديث خاص، فيجب الاختصار عليه، و الحاق البيع، و غيره بالزواج قياس.

الجواب:

انا نعلم علم اليقين بأن صحة التقديم في الزواج لم تكن لميزة خاصة به، بل لأن القبول حال تقديمه علي الايجاب معبر عن الرضا، تماما كما لو كان متأخرا، و العبرة بالتعبير و الوضوح، لا بالتقديم و التأخير، و باسلوب ثان ان الزواج فرد و مورد للقاعدة الكلية التي استفدناها من طريقة العرف، هذا، الي أن كثيرا من القواعد العامة تستخرج من بعض مواردها و افرادها، و قد تكرر قول الفقهاء:



[ صفحه 38]



«الأصل في هذه القاعدة هذا المورد» حتي اشتهر بينهم ان خصوصية المورد لا توجب تخصص الوارد، و اوضح مثال علي ذلك قول الامام الصادق عليه السلام: «اغسل ثوبك من ابوال ما لا يؤكل لحمه» حيث عمم الفقهاء وجوب الغسل من مماسة البول للثوب و الاناء و البدن و غيره، و كذلك قاعدة، «من اتلف مال غيره فهو له ضامن» فانها مأخوذة من قول الامام عليه السلام: من اضر بطريق المسلمين فهو له ضامن.


جواز الارتهان


و الارتهان جائز كتابا و سنة و اجماعا، قال تعالي: (و ان كنتم علي سفر و لم تجدوا كتابا فرهان مقبوضة). [1] .

و قال الامام الصادق عليه السلام لمن سأله عن الرهن: استوثق من مالك ما استطعت.

و يصح الارتهان في السفر و الحضر، قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف فيه بيننا.. و روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم رهن درعه عند يهودي، و هو حاضر بالمدينة».

و للرهن أركان، و هي الصيغة، و المرهون، أي محل الرهن، و الحق الثابت علي الراهن، و الراهن، و المرتهن، و لهذه العناوين أحكام، و فيما يلي التفصيل:



[ صفحه 24]




پاورقي

[1] البقرة: 283.


الشروط


يشترط في اليمين:

1- أن يكون بالله و اسمائه الحسني التي لا يشاركه فيها غيره، كالرحمن و الخالق و الرازق. قال الامام الصادق عليه السلام: لا أري للرجل أن يحلف الا بالله.. و قال أبوه الامام الباقر عليه السلام: ان لله أن يقسم من خلقه بما شاء، و ليس لخلقه أن يقسموا الا به عزوجل.

و ليس من معني هذا أن اليمين بغير الله محرمة، بل المراد أنها لا تكون



[ صفحه 28]



شرعية تترتب عليها الآثار المنصوص عليها في الشريعة الا اذا كان الحلف بالله. قال صاحب الجواهر: «السيرة القطعية علي جواز الحلف بغير الله مضافا الي الأصل، و الي وجوده في النصوص».

يشير الي بعض الروايات التي نقلت عن الأئمة الاطهار أنهم كانوا يحلفون بجدهم الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و نسبتهم اليه.

2- ان يكون الحالف بالغا عاقلا قاصدا مختارا، تماما كما تقدم في الناذر.

3- يعتبر في صحة يمين الولد و انعقاده أن يكون باذن الولد، و يمين المرأة أن يكون باذن الزوج، حتي و لو لم يكن مزاحما لحقه، لقول الامام الصادق عليه السلام: لا يمين لولد مع والده، و لا للمرأة مع زوجها.

هذا، اذا لم يكن اليمين علي فعل واجب، أو ترك محرم، و الا يصح النذر، حتي مع نهي الزوج.

4- تصح اليمين و تنعقد علي فعل واجب، أو مستحب، و لا تصح علي فعل محرم، أو مكروه، قال الامام الصادق عليه السلام: لا تجوز يمين علي تحليل حرام، أو تحريم حلال، و لا قطيعة رحم.. و سئل أبوه الامام الباقر عليه السلام عن رجل يحلف بالايمان المغلظة أن لا يشتري لاهله شيئا؟ قال: فليشتر لهم، و ليس عليه شي في يمينه من الحلف.

و أيضا تصح اليمين و تنعقد علي فعل شي ء أو تركه اذا كان متساوي الطرفين، أي لا رجحان في تركه و لا في فعله، كما لو حلف أن لا يأكل نوعا خاصا من الخضار، ولكن يمينه تنحل اذا طرأ الرجحان بعدها، و له أن يأكل منه، و لا كفارة عليه، بل يؤجر و يثاب بمخالفة اليمين. قال صاحب الجواهر: «لا خلاف و لا اشكال في عدم الحنث، و عدم الكفارة اذا كان خلاف اليمين خيرا،



[ صفحه 29]



فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يحلف اليمين، فيري أن تركها أفضل؟ قال للسائل: أما سمعت قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اذا رأيت خيرا من يمينك فدعها، و قال: من حلف علي يمين فرأي غيرها خيرا منها فأتي ذلك فهو لكفارة ذلك، و له حسنة.. الي غير ذلك من النصوص».

5- اذا اتبع اليمين بمشيئة الله سبحانه، فقال: و الله لا فعلن ان شاء الله، ينظر: فان لم يقصد التعليق حقيقة، و انما أراد التبرك بذكر الله عملا بقوله تعالي: (و لا تقولن لشي ء اني فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) ان كان كذلك انعقدت اليمين، و وجب الوفاء، و ان خالف يكفر. أما لو قصد التعليق حقيقة لا مجرد التبرك فلا تنعقد اليمين، و بالتالي، فلا حنث و لا كفارة، لحديث: «من حلف علي يمين فقال: ان شاء الله لم يحنث». قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك».

فاذا توافرت هذه الشروط بكاملها تصح اليمين، و تنعقد، سواء أقصد بها وجه الله سبحانه، أو قصد جهة أخري، و هذا من جملة الفروق التي تنفرد بها اليمين عن النذر الذي لا بد فيه من نية القربة.

و تجدر الاشارة الي أن اليمين لا تنعقد بالطلاق، و لا بعدم الزواج كلية، أو بالثانية و الثالثة الا اذا كان الترك أرجح، و اذا عرض الرجحان بعد اليمين تنحل و تذهب، و تجوز مخالفتها.. و اذا حلف، و قال: لم أقصد اليمين حقيقة أخذ بقوله، لأنه من الأحكام التي تخصه وحده، و لم يتعلق بها حق الغير.


لا عدة


1- لا عدة علي من طلقها الزوج قبل أن يدخل بها بكرا كانت أو ثيبا، اجماعا و نصا، و منه قوله تعالي: (اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن



[ صفحه 27]



تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها). [1] .

و قال الامام الصادق عليه السلام: «اذا طلق امرأته، و لم يدخل بها فقد بانت منه، و تتزوج من ساعتها ان شاءت». و انتهاء مدة المتمتع بها، أو هبتها بحكم الطلاق باجماع الفقهاء، و كذا الفسخ.

و لا أثر للخلوة مع عدام الدخول مهما كان نوعها، و اذا فخذ، و سبق الماء الي فرجها فهل تجب العدة؟.

الجواب: تجب العدة، لأن النص قد دل صراحة علي أن العدة تجب بأحد أمرين: أما الدخول مطلقا أنزل أم لم ينزل، و أما دخول الماء من غير وطء، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل تزوج امرأة، فأدخلت اليه، و لم يمسها، و لم يصل اليها حتي طلقها، هل عليها عدة منه؟ قال: انما العدة من الماء. قال السائل: فان واقعها في الفرج، ولم ينزل؟ قال الامام عليه السلام: اذا ادخله وجب المهر و الغسل و العدة.

2- لا عدة علي من لم تكمل التسع ان كان قد دخل بها، ثم طلقها.

3- الآيسة، و هي التي بلغت الخمسين غير القرشية، و الستين ان كانت قرشية، و قد اختلف الفقهاء: هل عليها العدة اذا طلقها الزوج بعد الدخول؟

و لهم في ذلك قولان: ذهب السيد المرتضي و ابن سماعة و ابن شهراشوب كما في الجواهر، و ابن زهرة كما في الحدائق و المسالك ذهبوا الي وجوب العدة عليها تماما كالشابة، لقوله تعالي في الآية 4 من سورة الطلاق: (و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر و اللائي لم يحضن). و لما روي عن الامام الصادق عليه السلام: أن عدة التي قعدت عن الحيض ثلاثة أشهر.



[ صفحه 28]



و ذهب المشهور بشهادة صاحب الجواهر و الحدائق و المسالك و غيرهم الي أنه لا عدة لها، و في ذلك روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام يمكن دعوي تواترها علي حد تعبير صاحب الجواهر، و من أجل كثرتها و صحة سندها و عمل المشهور بها وجب ترجيحها علي الرواية التي أثبتت العدة. أما الاية الكريمة فقد مر في فصل الطلاق فقرة «الطلاق رجعي و بائن» أن المراد من اللائي يئسن من المحيض المرأة التي انقطع عنها الدم، و لا نعلم سبب انقطاعه هل هو بلوغها سن اليأس أو عارض آخر، و ان هذه عليها أن تعتد بثلاثة أشهر، و الدليل قوله تعالي: (ان ارتبتم).


پاورقي

[1] الأحزاب: 49.


خطبة الامام عند استلام امامته


لما أفضي أمر الله تعالي الي الامام الصادق عليه السلام، جمع الشيعة و قام فيها خطيبا، فحمد الله و أثني عليه، و ذكرهم بأيام الله، ثم قال عليه السلام:

(ان الله تعالي أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبينا عن دينه، و أبلج بهم عن سبيل منهاجه، و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من أمة محمد صلي الله عليه و آله واجب حق امامه، وجد طعم حلاوة ايمانه، و علم فضل طلاوة اسلامه؛ لأن الله تعالي نصب الامام علما لخلقه، و جعله حجة علي أهل مواده و عالمه، و ألبسه تعالي تاج الوقار، و غشاه من نور الجبار، يمد بسبب من السماء لا ينقطع عنه مواده، و لا ينال ما عند الله الا بجهة أسبابه.

و لا يقبل الله أعمال العباد الا بمعرفته، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات



[ صفحه 51]



الدجي، و معميات السنن، و مشتبهات الفتن، فلم يزل الله تعالي مختارهم لخلقه، من ولد الحسين عليه السلام من عقب كل امام اماما، يصطفيهم لذلك و يجتبيهم، و يرضي بهم لخلقه و يرتضيهم، كلما مضي منهم امام نصب لخلقه من عقبه اماما، علما بينا، و هاديا نيرا، و اماما قيما، و حجة عالما، أئمة من الله يهدون بالحق و به يعدلون، حجج الله و دعاته، و رعاته علي خلقه، يدين بهداهم العباد، و تستهل بنورهم البلاد، و ينمو ببركتهم التلاد.

جعلهم الله حياة للأنام، و مصابيح للظلام، و مفاتيح للكلام، و دعائم للاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير الله علي محتومها، فالامام هو المنتجب المرتضي، و الهادي المنتجي، و القائم المرتجي، اصطفاه الله بذلك، و اصطنعه علي عينه في الذر حين ذرأه، و في البرية حين برأه، ظلا قبل خلق الخلق نسمة عن يمين عرشه، محبوا بالحكمة في عالم الغيب عنده، اختاره بعلمه، و انتجبه لطهره. بقية من آدم عليه السلام، و خيرة من ذرية نوح، و مصطفي من آل ابراهيم، و سلالة من اسماعيل، و صفوة من عترة محمد صلي الله عليه و آله، لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه و يكلأه بستره، مطرودا عنه حبائل ابليس و جنوده، مدفوعا عنه وقوب الغواسق، و نفوث كل فاسق، مصروفا عنه قوارف السوء، مبرأ من العاهات، معصوما من الفواحش كلها، معروفا بالحلم و البر في يفاعه، منسوبا الي العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه، مسندا اليه أمرا والده، صامتا عن المنطق في حياته، فاذا انقضت مدة والده الي أن انتهت به مقادير الله الي مشيته، و جاءت الارادة من الله فيه الي محبة، و بلغ منتهي مدة والده صلي الله عليه و آله، فمضي و صار أمر الله اليه من بعده، و قلده دينه، و جعله الحجة علي عباده، و قيمه



[ صفحه 52]



في بلاده، و أيده بروحه، و آتاه علمه، و أنبأه فصل بيانه، و نصبه علما لخلقه، و جعله حجة علي أهل عالمه، و ضياء لأهل دينه، و القيم علي عباده، رضي الله به اماما لهم، استودعه سره، و استحفظه علمه، و استخبأه حكمته، و استرعاه لدينه، و انتدبه لعظيم أمره، و أحيي به مناهج سبيله، و فرائضه و حدوده. فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل، و تحيير أهل الجدل، بالنور الساطع، و الشفاء النافع، بالحق الأبلج، و البيان اللائح من كل مخرج، علي طريق المنهج الذي مضي عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام، فليس يجهل حق هذا العالم الا شقي، و لا يجحده الا غوي، و لا يصد عنه الا جري ء علي الله تعالي).


برخورد كريمانه، با پيرمرد نادان شامي


روزي، پيرمردي ناآگاه، از اهالي شام، در مدينه امام حسن عليه السلام را در حاليكه سوار بر مركب بود، ديد و آنچه مي توانست به آن حضرت بدگويي كرد.

وقتي كه آن پيرمرد نادان از بدگويي خود به امام حسن فراغت پيدا كرد، امام حسن عليه السلام كنار او رفته و بر او سلام كرد و در حاليكه لبخندي در چهره (و بر روي لبان خود) داشت، به او فرمود: اي پيرمرد! به گمانم تو در اين شهر، غريب هستي! و گويا، اموري براي تو اشتباه شده است. (بنابراين:)

اگر تو از ما درخواست رضايت كني، ما از تو راضي مي شويم.

اگر تو چيزي از ما بخواهي، ما آن را به تو عطا مي كنيم.

اگر تو از ما راهنمايي بخواهي، ما تو را راهنمايي مي كنيم.

اگر تو از ما كمكي براي برداشتن بار خود بخواهي، ما بار تو را برمي داريم.

اگر تو گرسنه باشي، ما تو را سير مي كنيم.

اگر تو برهنه باشي، ما تو را مي پوشانيم.

اگر تو نيازمند باشي ما، تو را بي نياز مي كنيم.



[ صفحه 84]



اگر تو از جايي گريخته باشي، ما به تو پناه مي دهيم.

اگر تو حاجتي داري، ما حاجت تو را ادا مي كنيم.

اگر تو مركب خود را به سوي خانه ي ما روانه كني و تا هر وقت كه بخواهي مهمان ما باشي، خانه ي ما براي تو خواهد بود؛ زيرا كه ما خانه ي آماده، وسيع و ثروت بسيار، داريم!

هنگامي كه آن پيرمرد شامي، اين سخنان مهرانگيز را از امام حسن عليه السلام شنيد، منقلب شد و گريه كرد و گفت: من گواهي مي دهم كه تو خليفه ي خدا در زمينش هستي و خداوند، خود آگاهتر است كه مقام رسالت خود را در وجود چه كسي قرار دهد. پيش از اين، تو و پدرت، مبغوض ترين افراد در نزد من بوديد، ولي اينك، تو محبوبترين انسانها، در نزد ما مي باشي!

سپس، آن پيرمرد به خانه ي امام حسن وارد شد و مهمان آن حضرت بود، تا پس از مدتي، در حاليكه كه محبت خاندان نبوت، در جاي جاي قلبش قرار گرفته بود، از محضر امام حسن مرخص گرديد [1] .



[ صفحه 85]




پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 43، ص 344؛ كشف الغمه، ج 2، ص 135؛ طبق نقل سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، ص 292.


الامام الصادق حياته و عصره، آرائه و فقهه


محمد ابوزهره، چاپ دوم، قاهره، دار الفكر العربي، 1980 م، وزيري، 567 ص (استاد عبد العزيز طباطبايي مي نويسد: اي كاش اين كتاب نوشته نمي شد، معايب آن بيش از محاسن كتاب بوده و اشكالات فراواني دارد). (بر اين كتاب رديه اي نوشته شده است).


مناظره ي امام با أبوحنيفه


ابوحنيفه كيست؟

اسمش «نعمان بن ثابت» و كنيه ي او «ابوحنيفه» مي باشد و از أهل كوفه به شمار مي رود؛ در كوفه شغل خزفروشي [1] داشته تا اينكه چون حضرت صادق عليه السلام به كوفه تشريف آوردند در مجلس حضرت حاضر مي شد و چون صاحب زكاوت و هوش فوق العاده اي بود مطالب زيادي از مجلس درس و محضر حضرت استفاده نمود و كم كم خود ادعاي مقام فتوي و رأي كرد و مردم هم به دور او جمع شدند؛ تا اينكه به مقامي نائل گرديد كه او را اهل تسنن يكي از علماي بزرگ و صاحب رأي و فتوي مي دانند و مذهب «حنفيه» در بين اهل سنت رايج است و به دستورات او هم اكنون نيز عمل مي نمايند.

ابوحنيفه گفت: «اگر پيغمبر مرا درك مي كرد تابع من مي شد.» [2] .

در بغداد قبر او گنبد كاشي باعظمتي دارد و صندوق نقره اي بر روي قبر او گذاشته شده و در گرد قبر او مساجدي را



[ صفحه 53]



ساخته اند و اهل تسنن قبر او را احترام مي كنند.

ابوحنيفه چون مردم را به خود متوجه نديد ادعا كرد كه من از جعفر بن محمد أعلم مي باشم، زيرا من اساتيد زيادي داشتم لكن جعفر بن محمد صحفي مي باشد و فقط از روي قرآن حكم مي كند! كم كم طغيان كرد و كسي كه مي گفت:

«لولا السنتان لهلك النعمان».

«اگر آن دو سالي كه نزد جعفر بن محمد شاگردي كردم نبود، هر آينه هلاك مي شدم.»

پس از مدتي گفت: «اگر من مي دانستم جعفر بن محمد در سجده هر دو چشم خود را باز مي كند، من دستور مي دادم تا اينكه مردم در سجده، چشم هاي خود را ببندند و اگر مي دانستم آن حضرت چشم هاي خود را مي بندد، مي گفتم كه مردم چشم هاي خويش را باز كنند و چون حقيقت حال او بر من معلوم نيست و من دوست دارم فتوايم بر خلاف عمل او باشد لذا بر مقلدين من لازم است كه در سجده، يكي از چشم هاي خويش را باز كنند و يكي را ببندند تا اينكه مخالفت او شده باشد!!!

و گاهي هم در حضور حضرت به فتواي آن جناب بي اعتنايي مي كرد چنانچه در «سفينة البحار» نقل شده كه حضرت صادق عليه السلام روزي فرمودند: «هدهد باطن زمين را چنان مي بيند كه شما روغن را در شيشه تماشا مي كنيد.»

ابوحنيفه كه در مجلس حاضر بود رو به اصحاب خود كرد و



[ صفحه 54]



شروع كرد به خنديدن!

حضرت صادق عليه السلام به او فرمودند: «چرا مي خندي؟»

عرض كرد: «از كلام شما خنده ام گرفت كه مي فرماييد، هدهد زير زمين را مي بيند حال آنكه ما به وسيله ي دام آزمايش كرده ايم و هدهد به دام افتاده است، پس چطور ممكن است مرغي كه زير زمين را مي بيند، حلقه دام را نمي بيند تا آنكه به دام بيفتد؟»

حضرت فرمودند:

«يا نعمان اذ نزل القدر، غشي البصر».

«اي ابوحنيفه: هرگاه تقدير الهي نازل گردد، چشم پوشيده مي گردد.»

در كتاب احتجاج طبرسي رحمة الله نقل شده كه روزي ابوحنيفه در مدينه شرفياب حضور مبارك حضرت صادق عليه السلام گرديد. حضرت از او پرسيدند: «كيستي؟».

گفت: «ابوحنيفه.»

فرمودند: «تو همان كسي هستي كه از براي اهل عراق فتوي مي دهي؟»

عرض كرد: «آري.»

فرمودند: «از روي چه مدركي براي آنها فتوي مي دهي؟»

گفت: «از روي كتاب خدا.»

فرمودند: «تو ناسخ و منسوخ و محكم و متشابه و نص و ظاهر قرآن را مي شناسي؟»



[ صفحه 55]



ابوحنيفه گفت: «آري.»

حضرت فرمودند: «بگو بدانم مراد از اين آيه شريفه كه خدا مي فرمايد:

«و من دخله كان آمنا».

«كسي كه وارد آن مكان شريف گردد در امان خدا مي باشد.»

آن مكان شريف كجاست؟»

عرض كرد: «آن خانه ي كعبه مي باشد.»

حضرت رو به حاضرين در جلسه كرده و فرمود: «شما را به خدا قسم، آيا نمي داني كه «عبدالله بن زبير» وارد كعبه گرديد و خانه، او را حفظ نكرد و او را در ميان حرم كشتند؟»

عرض كرد: «پس مراد از آيه ي شريفه چيست؟»

فرمودند: «مراد دخول در ولايت ما اهل بيت است كه هر كس در او قدم زند از عذاب خداوند در امان است.»

ابوحنيفه عرض كرد: «مرا ازعلم قرآن بهره اي نيست ولكن من از روي قياس و استحسان در مابين مردم حكم مي كنم.»

حضرت فرمودند: «بر تو باد كه از قياس بپرهيزي زيرا مرا، آباء گرامي ام از رسول خدا حكايت كرده اند كه آن حضرت فرمودند:

«اول من قاس ابليس حيث قال خلقتني من نار و خلقته من طين.



[ صفحه 56]



«اول كسي كه قياس كرد شيطان بود، زيرا موقعي كه خداوند او را امر به سجده ي آدم كرد اطاعت ننمود و گفت: «من از آدم افضل مي باشم، زيرا مرا از آتش آفريدي و آدم را از خاك، و آتش چون روشن تر است و خاك تاريك و ظلماني، پس چنانكه آتش بر خاك فضيلت دارد من هم بر آدم فضيلت دارم و من هرگز او را سجده نخواهم كرد.»

و پيغمبر اكرم فرمودند: «كسي كه در دين قياس نمايد، خداوند او را در جهنم با شيطان قرين مي كند.»

بعد حضرت از براي اثبات آنكه به قياس نمي شود در بين مردم حكم كرد و حكم از روي قياس باطل است به ابوحنيفه فرمودند: «آيا در نظر شما قتل نفس در اسلام مهم تر مي آيد يا زنا؟»

گفت: «قتل نفس.»

حضرت فرمودند: «پس اگر ما مي خواستيم از روي قياس حكم نماييم مي بايست در اثبات قتل نفس كه مهم تر است، بگوييم چهار شاهد شهادت دهد تا اينكه اثبات قتل بشود و ما قاتل را قصاص نماييم ولكن در زنا به شهادت دو نفر قناعت نماييم و حد زنا را جاري نماييم و حال آنكه اسلام به عكس دستور فرموده يعني در اثبات زنا دستور چهار شاهد داده و در ثبوت قتل به دو شاهد قناعت نموده است، سر و فلسفه ي آن چيست؟»

ابوحنيفه عرض كرد: «نمي دانم و تقاضا دارم خود



[ صفحه 57]



حضرت عالي بيان نماييد.»

حضرت فرمودند: «در زنا چون بايد دو نفر را حد بزنند پس از براي هر يك از آنها بايد دو شاهد اقامه شود ولكن در قتل چون فقط قاتل مي بايد حد بخورد، لذا دو شاهد در مورد او كفايت مي كند، به علاوه آنكه چون در زنا هتك احترام و اثبات امر فجيع زنا است و موجب آبروريزي طرفين است، لذا خداوند نخواسته كه فعل زنا به زودي ثابت شود تا اينكه آبروي زاني و زانيه ريخته شود و لذا در موضوع شهادت زنا، ديدن خاصي را مقرر داشته، «كالميل في المكحلة»، يعني بايد شاهد كاملا ببيند كه مرد به زن دخول كرده است و دليل نياز به چهار شاهد، حفظ آبروي طرفين است.»

باز حضرت از براي اثبات بطلان قياس به او فرمودند:

«آيا در اسلام امر نماز مهم تر است يا امر روزه؟»

گفت: «نماز مهم تر است.»

حضرت فرمودند: «با اينكه چنين است اگر ما مي خواستيم، به حكم عقل و استحسان و قياس حكم كنيم، مي بايست بگوييم، زني كه در حال حيض و نفاس است بايد ترك نماز و روزه نمايد، لذا موقعي كه پاك شد، چون امر نماز در نظر شارع اسلام مهم تر از روزه است پس بايد نمازهاي خود را قضا كند و روزه چون اهميتش به مقدار نماز نيست، قضاي روزه هاي خود را نگيرد و حال آنكه دستور شارع اسلام برخلاف آنچه كه ما خيال مي كنيم است، يعني دستور داده، زن پس از پاك



[ صفحه 58]



شدن روزه هاي خود را قضا كند و لكن نمازهاي او قضا ندارد.

ابوحنيفه پرسيد: «سر اين مطلب چيست؟»

حضرت فرمودند: «براي آن است كه نماز هميشه و در هر شبانه روزي پنج مرتبه بايد خوانده شود، پس زني كه در ايام حيض و نفاس نماز نخوانده، پس از پاك شدن اگر خواسته باشد آنها را قضا كند به زحمت مي افتد زيرا هم بايد نماز يوميه خود را بخواند و هم نمازهاي فوت شده ي خويش را قضا كند، به علاوه از خدمت به منزل و شوهر هم باز مي ماند و لذا خداوند قضاي نمازهاي ايام حيض و نفاس را از او نخواسته كه از خدمت به منزل و شوهر باز نماند و به زحمت هم نيفتد، به خلاف روزه كه چون سالي يك مرتبه بيش نيست، اگر تصادف با حيض يا نفاس زن هم بنمايد، قضاي آن از برايش زحمتي ندارد و در حالتي كه روزه هم مي باشد مي تواند خدمت منزل شوهر كند.»

باز حضرت از براي آنكه به ابوحنيفه بفهماند قياس باطل است و نبايد به واسطه ي قياس، بيان احكام الهي را نمود، فرمودند: «آيا در اسلام بول نجس تر است يا مني؟»

گفت: «بول، زيرا در مني بعد از زوال عين، يك مرتبه شستن كافي است و لكن در متنجس به بول بايد دو مرتبه شسته شود.»

حضرت فرمودند: «چنين است كه مي گويي، پس اگر ما مي خواستيم به حكم قياس عمل نماييم مي بايست بگوييم كسي كه از او بول خارج مي شود كه نجاست بزرگتر است بايد غسل



[ صفحه 59]



كند و كسي كه از او مني خارج مي شود كه نجاست كوچكتر است خود را بشويد كافي است و حال اينكه شارع مقدس اسلام به عكس دستور داده، يعني غسل را در خروج مني مقرر داشته و شستن آلت را در خروج بول دستور داده است.»

ابوحنيفه گفت: «سر اين مطلب چيست؟»

حضرت فرمودند: «اولا خروج بول اختياري نيست و در شبانه روزي چند مرتبه صاحبش مبتلا مي گردد و اگر در خروج بول غسل واجب مي شد، موجب عسر و حرج مي گرديد.

ثانيا: بول فقط از مثانه در مجري مي ريزد و خارج مي شود ولكن مني از تمام بدن كشيده مي شود و كأن تمام بدن نجس و جنب مي شود، چنانكه پيغمبر اسلام فرموده:

«و في تحت كل شعر مني».

«در زير هر مويي مني وجود دارد و خروج مني از زير موي تمام بدن است، پس بايد تمام بدن در موقع خروج مني شسته شود تا اينكه رفع قذارت او گردد.»

ابوحنيفه گفت: «من از روي رأي و نظر خود، در مابين مردم حكم مي كنم.»

حضرت فرمودند: «بگو بدانم اگر كسي غلام خود را عيال داد و چون عيال غلام نزديك وضع حملش رسيد، مولا او را به خانه ي خود آورد و با عيال مولي در يك شب در ميان اطاقي وضع حمل آن ها شد و بچه هاي آنها را در قنداق نمودند و خوابانيدند، اتفاقا بچه هاي آنها مشتبه گرديدند و بچه ي غلام كه



[ صفحه 60]



عبد است از بچه مولي كه آزاد است شناخته نشد، تكليف چيست؟»

ابوحنيفه نتوانست جوابي بدهد و تقاضاي جواب مسأله را نمود.

حضرت فرمودند: «بايد بچه ي مولي را از بچه ي غلام به قرعه تعيين نمايند چرا كه «القرعة لكل أمر مشتبه».

ابوحنيفه گفت: «من از احكام الهيه چيزي ياد ندارم و لكن فقط دستور اجراي حد مي دهم.»

حضرت فرمودند: «بگو بدانم اگر شخص كوري، شخص بينايي را كور كرد، يا شخص بي دستي دست كسي را از بين ببرد و همين طور فاقد عضوي، همان عضو را از غير، ناقص كند، چطور دست حد و قصاص مي دهي با اينكه خداوند مي فرمايد:

«العين بالعين و الاذن بالأذن الخ» [3] .

«چشم در عوض چشم و گوش در عوض گوش قصاص مي شود.»

ابوحنيفه نتوانست جواب دهد.

حضرت فرمودند: «در اين موارد بايد شخص جاني ديه بدهد.»

ابوحنيفه گفت: «من فقط مباحث انبياء را در قرآن خوب



[ صفحه 61]



مي دانم.»

حضرت فرمودند: «بگو بدانم چرا موقعي كه خداوند حضرت موسي و هارون را از براي دعوت فرعون فرستاد، به آنها فرمود: «برويد به طرف فرعون و آنها را با كمال متانت و نرمي به طرف حق دعوت كنيد، شايد آنها متوجه و متذكر گردند و از خدا بترسند.» مگر خداوند نمي دانست كه آنها به سوي خدا باز نمي گردند، پس كلمه «لعله يتذكر أو يخشي» [4] چه معني دارد؟ زيرا كلمه ي «لعل» به معناي «شايد و اميد» است و آن را كسي استعمال مي كند كه به حقيقت امر مطلع نباشد.»

ابوحنيفه عرض كرد: «نمي دانم.»

حضرت فرمودند: «پس تو چه فقيهي مي باشي كه از هر چه سؤال مي كنم مي گويي نمي دانم، پس از خدا بترس و دين حق را بازيچه فرض مكن و به رأي و قياس و استحسان و نظر خود، در ما بين مردم حكم مكن.»

«لأن لمثل هذه القضاء و شبهه تحبس السماء ماءها و تمنع الأرض بركتها.»

«بدرستي كه از قبيل اين گونه قضاوت ها و حكم ها و امثال آنها سبب مي شود كه ديگر آسمان رحمتش را فرو نمي ريزد و حبس باران مي كند و زمين بركاتش را منع مي نمايد.»



[ صفحه 62]



ابوحنيفه گفت: «ديگر ممكن نيست از من فتوايي صادر گردد.»

حضرت فرمودند:

«كلا ان حب الرياسة غير تاركك، كما لم يترك من كان قبلك».

«نه چنين است كه مي گويي، بدرستي كه حب رياست، تو را رها نخواهد كرد، چنانكه آنهايي كه پيش از تو بودند را رها نكرد.» [5] .

آنگاه پرسيد: «شنيده ام كه اين آيه را كه مي فرمايد: «در روز قيامت به طور حتم از نعمت ها سؤال مي شود.» [6] چنين تفسير مي كني كه: «خداوند مردم را در مورد غذاهاي لذيذ و آب هاي خنك كه در فصل تابستان مي خورند، مؤاخذه مي كند.»

ابوحنيفه گفت: «درست است، من آيه را اين طور معنا كرده ام.»

امام فرمود: «اگر شخصي تو را به خانه اش دعوت كند و با غذاي لذيذ و آب خنكي از تو پذيرايي كند و بعد به خاطر اين پذيرايي بر تو منت گذارد، درباره ي چنين كسي چگونه قضاوت مي كني؟»

ابوحنيفه گفت: «مي گويم آدم بخيلي است.»

حضرت فرمودند: «آيا خداوند بخيل است (تا اينكه در روز



[ صفحه 63]



قيامت در مورد غذاهايي كه به ما داده، ما را مورد مؤاخذه قرار دهد)؟»

ابوحنيفه پرسيد: «پس مقصود از نعمت هايي كه قرآن مي گويد انسان درباره ي آن مؤاخذه مي شود، چيست؟»

حضرت فرمودند: «مقصود نعمت دوستي ما خاندان رسالت است.» [7] .



[ صفحه 64]




پاورقي

[1] پارچه فروشي.

[2] الكني و الالقاب، محدث قمي، ج 1، ص 54.

[3] سوره ي مائده، آيه ي 45.

[4] سوره طه، آيه 44.

[5] منهاج السرور، قرني، ص 178 - 184.

[6] لتسئلن يومئذ عن النعيم. (سوره ي تكاثر، آيه 8 ).

[7] مجلسي، بحارالانوار، ج 10، ص 22.


دل علي وحدانيته


التوحيد 250، ب 26، ح 2: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمةالله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن أبي عمير،...

عن هشام بن الحكم، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما الدليل علي أن الله واحد؟ قال:

اتصال التدبير و تمام الصنع، كما قال عزوجل: (لو كان فيهمآ ءالهة إلا الله لفسدتا). [1] .


پاورقي

[1] سورة الأنبياء، الآية: 22.


بعث الخلائق


أمالي الصدوق 149، المجلس 33، ح 5: حدثنا أحمد بن زياد الهمداني (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال:...

اذا أراد الله عزوجل أن يبعث الخلق أمطر السماء علي الأرض



[ صفحه 19]



أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال و نبتت اللحوم.


تعظيم الحرمات


[تأويل الآيات الظاهرة 332: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود،...]

عن موسي، عن أبيه جعفر عليهماالسلام في قول الله عزوجل: «و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه» [1] قال:



[ صفحه 19]



هي ثلاث حرمات واجبة، فمن قطع منها حرمة فقد أشرك بالله، الأولي: انتهاك حرمة الله في بيته الحرام.

و الثانية: تعطيل الكتاب و العمل بغيره.

و الثالثة: قطيعة ما أوجب الله من فرض مودتنا و طاعتنا.


پاورقي

[1] سورة الحج، الآية: 30.


لكل صباح و مساء


أصول الكافي 2 / 99، ح 28: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير...

عن ابن رئاب بن الفضل قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: اذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات:

«اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب حتي ترضي و بعد الرضا» فانك اذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم و في تلك الليلة.



[ صفحه 20]




حلمه


و الحلم هو الطابع العام الذي يغلب علي سلوك الأئمة من أهل البيت في حياتهم العامة و الخاصة فلقد عاني الامام الصادق الأشد من تجاوزات أهل بيته من جهة، و السلطة الحاكمة من جهة أخري، و من المناوئين له و الحاقدين عليه من جهة ثالثة، ولكنه كان يقابل الاساءة منهم بالحسني، و العنف منهم بالاساءة، و الشدة منهم باللين، تمشيا مع خلق القرآن و تعاليمه «ادفع بالتي هي أحسن السيئة فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم...»

فعن الجنابذي قال: وقع بين جعفر و عبدالله بن الحسن كلام في صدر يوم، فأغلظ له في القول عبدالله بن الحسن، ثم افترقا و راحا الي المسجد، فالتقيا علي باب المسجد، فقال أبو عبدالله جعفر بن محمد لعبدالله بن الحسن: كيف أمسيت يا أبامحمد؟

فقال: بخير... كما يقول المغضب...

فقال الامام: يا أبامحمد أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟...



[ صفحه 37]



فقال: لا تزال تجي ء بالشي ء لا نعرفه...

فقال الامام: اني أتلو عليك قرآنا...

قال: و ذلك أيضا؟

قال الامام: نعم...

قال: فهاته...

قال الامام: قول الله عزوجل... و الذين يصلون ما أمرالله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب...

قال: فلا تراني بعدها قاطعا رحمنا...

و هكذا يتخذ الامام من حلمه رسالة ينفذ بها الي أخطاء الآخرين و تجاوزاتهم، في عملية تصحيح رفيقة، تعكس الأسلوب الاسلامي الهادي ء، في العمل الهادف من أجل عمل الآخرين علي الانفتاح علي روح الرسالة، و التمسك بمثلها الأخلاقية، و قيمها الانسانية...

و حينما نتطلع الي الأسلوب الذي يتسم بالقسوة و العنف، الذي يواجه به بنو الحسن الامام الصادق و الرد الجميل الهادي ء الذي كان يقابلهم به... ترتسم أمامنا الملامح الرائعة الخلق السمح الوديع الذي كان ينطوي عليه صدر ذلك الامام العظيم فرغم مواقفهم الظالمة معه، و انتقاداتهم القاسية له، و التي لا نفهم لها مبررا سوي شعورهم بأنه المنافس الوحيد لهم في دعوة الامامة و الخلافة، و عدم استجابته لمطاليبهم منه بموافقته لهم



[ صفحه 38]



فيما يدعون، و حسدا له علي المقام الذي حباه به الله، و قد روي عنه (ع) أنه قال: ليس منا الا و له عدو من أهل بيته... فقيل له: بنو الحسن لا يعرفون لمن الحق؟

قال: بلي ولكن يمنعهم الحسد...

رغم كل هذا و غيره... نري الامام عندما حمل المنصور شيوخ بني الحسن و رجالهم من المدينة الي الكوفة، و قد ظهر عليه الجزع، و حم أياما، متناسيا ما لاقاه منهم بالأمس من القسوة و العنف، وسي ء المواجهات الظالمة...

و ليس من خلق الامامة مواجهة الآخرين بنظير فعلهم، و الرد عليهم بمثل عملهم، اذ الامامة في مركزها امتداد لمركز الرسالة... و الخلف لها في قيادة الامة، قولا و عملا... توجيها و تطبيقا... و أي انسان بعد النبي (ص) أولي من الامام الصادق و غيره من الأئمة بتطبيق الرسالة و الحفاظ علي تعاليمها نصا و روحا؟.. و قد روي عنه (ع) أنه قال: اذا بلغك عن أخيك شي ء يسوءك فلا تغتم، فان كنت كما يقول القائل كانت عقوبة قد عجلت، و ان كنت علي غير ما يقول كانت حسنة لم تعلمها..

و من حلمه و سماحته.. أنه عندما حضرته الوفاة أغمي عليه.. فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين الأفطس سبعين دينارا، و أعطوا فلانا كذا و فلانا كذا...



[ صفحه 39]



فقالت مولاته سالمة: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟..

قال الامام: أتريدين ألا أكون من الذين قال الله تعالي فيهم.. «و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» نعم يا سالمة ان الله خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها، و ان ريحها لتوجد من مسيرة ألفي عام، و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم..


و من وصية له الي بعض أصحابه


اذا أراد أحدكم أن لايسأل ربه شيئا الا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، و لا يكون له رجاء الا من عندالله عز ذكره فاذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا الا أعطاه فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فان للقيامة خمسين موقفا، كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا: «في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون» [1] .


پاورقي

[1] روضة الكافي ص 143 و المعارج الآية 4.


دعاء لكشف الغمة


يا عدتي عند شدتي و يا غوثي عند كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام. قال الربيع: فحفظت هذا الدعاء فمانزلت بي شدة قط الا دعوت به ففرج عني. و قلت لابي عبدالله جعفر بن محمد: لم منعت الساعي ان يحلف بالله؟ قال: كرهت ان يراه الله يوحده و يمجده، فيحلم عنه و يؤخر عقوبته فاستحلفته بما سمعت، فأخذه الله تعالي أخذة رابية.

و روي الصدوق في عيون اخبار الرضا (ع) عن احمد بن محمد بن اصقر و علي بن محمد بن مهرويه معا عن عبدالرحمن بن ابي حاتم عن ابيه عن الحسن بن الفضل عن الرضا عن ابيه، صلوات الله عليهما،



[ صفحه 96]



قال: ارسل ابوجعفر الدوانيقي الي جعفر بن محمد ليقتله، و طرح له سيفا و نطعا، و قال يا ربيع اذا انا كلمته ثم ضربت باحدي يدي علي الاخري فاضرب عنقه! فلما دخل جعفر بن محمد و نظر اليه من بعيد تحرك ابوجعفر من علي فراشه و قال: مرحبا و اهلا بك يا اباعبدالله! ما أرسلنا اليك الا لنقضي دينك و نقضي ذمامك! ثم سأله عن اهل بيته و قال: قد قضي الله حاجتك و دينك و اخرج جائزتك؛ يا ربيع لا تمضي ثلاثة ايام حتي يرجع جعفر الي اهله. فلما خرج قال له الربيع: يا أباعبدالله أرأيت السيف و النطع؟ انما وضع ذلك لك، فأي شي ء رأيتك تحرك به شفتيك؟ قال قلت:

حسبي الرب من المربوبين، و حسبي الخالق من المخلوقين، و حسبي الرزاق من المرزوقين، و حسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم!

و روي الشيخ الطوسي في الأمالي عن جماعة عن أبي المفضل عن احمد بن محمد بن عيسي العراد عن محمد بن الحسن بن شمون عن الحسن بن الفضل بن الربيع حاجب المنصور قال: حدثني ابي عن جدي الربيع قال دعاني المنصور يوما فقال: يا ربيع أحضر جعفر بن محمد، و الله لاقتلنه! فوجهت اليه فلما و افي قلت: يا ابن رسول الله ان كان لك وصية او عهد تعهده فافعل! فقال: استأذن لي عليه؛ فدخلت الي المنصور فأعلمته موضعه فقال: أدخله؛ فلما وقعت عين جعفر علي المنصور رأيته يحرك شفتيه بشي ء لم أفهمه، فلما سلم علي المنصور نهض اليه فاعتنقه



[ صفحه 97]



و أجلسه الي جانبه و قال له: ارفع حوائجك، فأخرج رقاعا لأقوام و سأل في آخرين، فقضيت حوائجه؛ فقال المنصور: ارفع حوائجك في نفسك فقال له جعفر: لا تدعني حتي اجيئك. فقال له المنصور: ما الي ذلك سبيل. و انت تزعم للناس، يا أباعبدالله، انك تعلم الغيب، فقال جعفر: من اخبرك بهذا؟ فأومي المنصور الي شيخ قاعد بين يديه، فقال جعفر للشيخ: انت سمعتني أقول هذا؟ قال الشيخ: نعم؛ قال جعفر للمنصور: أيحلف يا أميرالمؤمنين؟ فقال له المنصور: احلف. فلما بدأ في اليمين قال جعفر للمنصور: حدثني ابي عن ابيه عن جده عن اميرالمؤمنين أن العبد اذا حلف اليمين التي ينزه الله عزوجل فيها، و هو كاذب، امتنع الله عزوجل عن عقوبته عليها في عاجلته بسبب تنزيهه الله عزوجل فيها، و لكني انا استحلفه فقال المنصور: ذلك لك! فقال جعفر للشيخ قل أبرأ الي الله من حوله و قوته و الجأ الي حولي و قوتي ان لم أكن سمعتك تقول هذا القول! فتلكأ الشيخ، فرفع المنصور عمودا كان في يده و قال: و الله لئن لم تحلف لاعلونك بهذا العمود! فحلف الشيخ، فما أتم اليمين حتي دلع لسانه كما يدلع الكلب و مات لوقته. و نهض جعفر (ع) قال الربيع: فقال لي المنصور ويلك! اكتمها الناس لا يفتتنون؛ قال الربيع: فسألت جعفر: فقلت له يا ابن رسول الله، ان المنصور كان قد هم بأمر عظيم، فلما وقعت عينك عليه و عينه عليك زال ذلك، فقال: يا ربيع اني رأيت البارحة رسول الله (ص) في النوم فقال لي: يا جعفر خفته؟ فقلت: نعم يا رسول الله، فقال لي: اذا وقعت عينك عليه فقل:



[ صفحه 98]



بسم الله استفتح، و بسم الله استنجح، اللهم ذلل لي صعوبة أمري و كل صعوبة، و سهل لي حزونة امري و كل حزونة، و أكفني مؤونة امري كل امري.

و روي السيد علي بن طاوس في مهج الدعوات ان المنصور استدعاه سبع مرات ليقتله فينجيه الله منه، و اورد في ذلك عدة روايات.



[ صفحه 101]




القسم بالامام


ان النصوص التي يقسم بها جابر بامامة جعفر هي كثيرة، و يدل معظمها علي عدم تضليل الطالب بل هديه سواء السبيل، نجد ذلك عند الكلام عن طبائع الكواكب: (و هذا و حق سيدي كلام جوهري نقي ما فيه شوب و لا رمز)، و هذا التصريح يدلنا علي أن جابرا يرمز في كلامه، و لا يذكر بوضوح، و مثل ذلك نجد عند الكلام عن الزئبق الذي يقول فيه: (و حق سيدي تام غير مرموز)، و في كتاب الحاصل يقول: (أتعلم ما قد كشفت للناس فيه. فان لم تصل اليه فاطلبه فانه يخرج لك جميع غوامض كتبي و جميع علم الميزان و جميع فوائد الحكمة و تصير به - و حق سيدي عليه السلام - من أهل الصنعة و تعلم الفاسد من الصالح و السلام).

من الصعب علينا احصاء جميع النصوص التي يقسم بها جابر بامامه التي تتناول ضرورة الاهتمام بكتبه و التمعن بها و فهم مراميها. لأن المريد كما ينوه جابر اذا لم يصغ اليها و يتقبلها ليتلفن عمره سدي، و تذهب به ضياعا كذلك، الأمر عندما يتكلم عن الأمور المستعصية مثل التولد الذاتي الذي يقول فيه قسما بامامه أنه من تعلمه بصورة جيدة فقد رزق خيرا عظيما، و في معرض هذا الحديث يتكلم عن الاكسير و يقسم بامامه قائلا: (خطأ الاكسير أن يكون علي طريق الميزان فليعلم ذلك، فوحق سيدي لقد انكشف لك بهذه الكلمات سر عظيم ان فطنت له). فاذا كان مقصوده بالاكسير العامل بالتماس الذي لم يخضع الي قانون حتي يومنا هذا، أدركنا قيمة هذا القول قبل قرون. و يقسم بالامام في موقف آخر فيقول ان العلم الذي يقوم في تدوينه بعضه مكشوف و بعضه مرموز، و يشير بصورة ظاهرة قائلا: (و حق سيدي لا وقعت كتبي الي انسان فضيعه الله، بل يكون له رزق ولو اجتهد الناس كلهم علي حرمانه ما أمكنهم). و في مواطن الصبر و انتظار الفرج يقول: (و حق سيدي، أحمد الله



[ صفحه 121]



و ان أبطأ عليك أمرك - فلا تيأس من روح الله و من فرجه، فتكون ممن ظلم نفسه و جور الباري في قضائه عزوجل)، و عندما يتكلم عن تفاعل بعض المواد كالكبريت و الزئبق و النوشادر و الرسختج و الاكسير و غير ذلك يقول: (فوحق سيدي ان هذه الكلمات التي ذكرناها في هذا الفصل لو تصدقت بكل ما تملكه عوضا عنها أو بدلت منها كل طارف و تليد حتي تصل اليك، لقد اخذت عرضا لا يفني و ملكا لا يبيد). و في النية الصادقة يقول: (فوحق سيدي لئن لم تفعل و تقدم النية الصادقة و تساعد أخاك المعين لك علي هذا الشأن بأهلك و نفسك و ما لك لم تصل لا أنت و لا هو الي شي ء مما تقصده). و هكذا يجد الكيمياء (فوحق سيدي أنه لغاية العلم و لو شئت لبسطته فيما لا آخر له من الكلام. و لكن هذه الكتب يا أخي معجزات سيدي و ليس - و حقه العظيم - يظفر بما فيها من العلوم الا أخونا) و يقصد بذلك المخلص لعمله. و عندما يتكلم عن الصنعة نفسها يخوض في الاذابات و التكليسات و التصعيدات و التصديات و التشميمات يقسم أيضا بسيده جعفر و يقول (و حق سيدي لقد ضننت بذكر هذه الكتب في كتاب الضمير و هي لأشرف كتبي).

ان جميع هذه العبارات تدور حول محور واحد و هي تعظيم و تبجيل امامه و فيها من ضرورة عدم اليأس من روح الله و القنوط شي ء كثير، و يعتقد كما بينا أن هذه الصنعة هي غاية العلم. يظن المطالع السطحي أن القضية هنا هي قضية تبجيل فقط، لا يمكن بواسطتها اقامة الدليل علي وجود صلة ما، لأن الانسان يبجل و يعظم شخصية تاريخية تفصله عنها قرون - نظرا لما قرأه عنها أو سمعه - و لكن قبل أن نلفظ هذا الحكم يجب علينا أن ندرس نواحي أخري. ان الناحية الثانية التي نود دراستها هي طلب الامام من جابر تسهيل الموضوع؛


آيا خداوند خود كارها را انجام مي دهد؟


سائل پرسيد: آيا رنج كارها را خودش متحمل مي شود؟

امام صادق - عليه السلام - فرمود: او برتر از اين است كه زحمت كارها را به تصدي خود به دوش كشد، زيرا اين طرز عمل، شأن مخلوق است كه انجام كارها براي او بدون تصدي و مباشرت ممكن نيست، ولي خدا مقامش عالي است، اراده و خواستش كارساز و نافذ است، آنچه خواهد انجام مي دهد. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 1، ص 554.


توحيد صادق


حضرت صادق عليه السلام در باب توحيد و وجود واجب با چندين رشته تدريس و تعليم فرموده كه از آن جمله توحيد مفضل است و آن تقريراتي است كه براي مفضل بن عمر جعفي كوفي فرموده و مفضل بين علم و عمل جمع كرده و رساله «اهليلجه» كه از روايات مفضل است و بهترين كتاب در باب توحيد است - اين كتاب را برخي ترجمه كرده اند و اخيرا توحيد مفضل را نگارنده ترجمه كرده و رساله اهليلجه را ترجمه نموده در اين دو كتاب اسرار وجود دور از آفرينش را با آثار موجود و مشهود جهان طبيعت تشريح و توصيف فرموده كه زندگاني مخصوص امام صادق چاپ شد.


حديث 024


2 شنبه

لا تصاحب الفاجر.

با بدكار همنشيني مكن.

تحف، ص 376


مقبره صفيه اسرائيليه


او دختر «حي بن اخطب يهودي» بود كه نخست با «ابوعبيد سلام بن مشكم» ازدواج نمود و سپس از او جدا شده، همسر «كنانة ابن ابي الحفيق» شد.



[ صفحه 475]



وي با خانواده اش: «بنو ابي الحقيق» در «قموص» كه از قلعه هاي خيبر بود، زندگي مي كرد. مورّخان گفته اند:

«قموص» مستحكم ترين دژ يهوديان خيبر بود كه سقوط آن به دست مسلمانان، موجب سقوط خيبر و در هم پاشيده شدن يهوديان حجاز گرديد.

ابن اسحاق در مأخذ مذكور به رؤياهايي كه صفيه، قبل از شكست خيبر ديده بود، اشاره دارد و نشان مي دهد كه اين بانو در انتظار ورود محمد (صلي الله عليه و آله) و ازدواج با او بوده است.

پس از تسلط مسلمانان بر قلعه هاي خيبر و كشته شدن كنانه، صفيه به عقد پيامبر درآمد و با او به مدينه بازگشت.

ابن عبدالبروواقدي گفته اند: صفيه در سال 50 هـ. ق. در مدينه وفات كرد؛ ولي حاكم نيشابوري نظر داده است كه او در سال 52 هـ. ق. درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.


حديث التنين و السباع


من طريق ثاقب المناقب: حدث محمد الأسقنطوري و كان وزيرا للدوانيقي و كان يقول بامامة الصادق - صلوات الله عليه - قال: دخلت يوما علي الخليفة و هو يفكر، فقلت: يا أميرالمؤمنين ما هذه الفكرة؟ قال: قتلت من ذرية فاطمة ألفا أو يزيدون، و تركت سيدهم و مولاهم و امامهم. فقلت: و من ذلك يا أميرالمؤمنين؟ قال: جعفر بن محمد، و قد علمت أنك تقول بامامته، و انه امامي و امامك و امام هذا الخلق جميعا، و لكن الآن أفرغ منه، قال ابن الأسقنطوري: لقد أظلمت الدنيا علي من الغم، ثم دعا بالموائد، و أكل و شرب و أمر الحاجب أن يخرج الناس من مجلسه، قال: فبقيت أنا و هو، ثم دعا بسياف له فقال: يا سياف قال: لبيك يا أميرالمؤمنين، قال: الساعة أحضر جعفر بن محمد و اشغله بالكلام، فاذا رفعت قلنسوتي عن رأسي فاضرب عنقه، قال السياف: نعم يا سيدي. قال: فلحقت السياف و قلت: ويلك يا سياف أتقتل ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟! فقال:



[ صفحه 30]



لا و الله، لا أفعل ذلك. فقلت: و ما الذي تفعل؟! قال: اذا حضر جعفر بن محمد عليه السلام، و شغله بالكلام و قلع قلنسوته من رأسه ضربت عنق الدوانيقي، و لا أبالي الي ما صرت اليه. قلت: الرأي الذي أصبت. قال: فأحضر جعفر بن محمد عليه السلام علي حمار مصري، و كان ينزل موضع الخلفاء، فلحقته في الستر و هو يقول: يا كافي موسي فرعون اكفني شره.

ثم لحقته في الستر الذي بينه و بين الدوانيقي و هوي يقول: «يا دائم يا دائم». ثم أطبق شفتيه و لم أدر ما قال، و رأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجة البحر، و رأيت الدوانيقي يسعي بين يديه حافي القدم مكشوف الرأس، و قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه و أخذ بعضده و أجلسه علي سريره، و جثي بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه، و قال: يا مولاي ما الذي جاء بك؟ قال: قد دعوتني فجئتك قال: مرني بأمرك، قال: أسألك ألا تدعوني حتي أجيئك، قال: سمعا و طاعة لأمرك قال:

ثم قام و خرج عليه السلام و دعا أبوجعفر الدوانيقي بالدواويح و السمور و الحواصل [1] ، و نام و لبس الثياب عليه و ارتعدت فرائصه، و ما انتبه الي نصف الليل، فلما انتبه قال لي: أنت جالس يا هذا؟ قلت: نعم يا أميرالمؤمنين قال: أرأيت هذا العجب؟ قلت: نعم يا أميرالمؤمنين. قال: لا و الله، لما أن دخل جعفر بن محمد علي رأيت قصري يموج كأنه سفينة في لج البحر و رأيت تنينا قد فغر فاه و وضع شفته السفلي في أسفل قبتي هذه و شفته العلياء علي أعلاها، و هو يقول لي بلسان عربي مبين: يا منصور ان الله تعالي قد أمرني أن أبتلعك مع قصرك جميعا ان أحدثت حدثا. فلما سمعت ذلك منه طاش عقلي و ارتعدت يدي و رجلي، فقلت: أسحر هذا يا



[ صفحه 31]



أميرالمؤمنين؟! قال: أسكت، أما تعلم أن جعفر بن محمد خليفة الله في أرضه؟! [2] .

حدث الربيع صاحب المنصور قال: وجه المنصور الي سبعين رجلا من أهل بابل، فدعاهم و قال: ويحكم أنتم ورثتم السحر من آبائكم من أيام موسي بن عمران، و انكم لتفرقون بين المرء و زوجه، و ان أبا عبدالله جعفر ابن محمد ساحر كاهن مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر، فانكم ان بهتموه أعطيتكم به الجائزة العظيمة، و المال الجزيل. فقاموا الي المجلس الذي فيه المنصور، فصوروا سبعين صورة من صور السباع، و جلس كل واحد منهم بجنب صاحبه. و جلس المنصور علي سرير ملكه، و وضع التاج علي رأسه، ثم قال لحاجبه: ابعث الي أبي عبدالله و أحضره الساعة. قال: فلما دخل عليه و نظر اليهم و اليه و ما قد استعد له غضب و قال: ويلكم، أتعرفوني؟! أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسي بن عمران.

ثم نادي برفيع صوته: أيها الصور الممثلة، ليأخذ كل واحد منكم صاحبه باذن الله تعالي. قال: فوثب كل سبع الي صاحبه و افترسه و ابتلعه في مكانه، و وقع المنصور عن سريره مغشيا عليه، فلما أفاق قال: الله الله يا أبا عبدالله ارحمني و أقلني فاني تبت توبة لا أعود الي مثلها أبدا. فقال - صلوات الله عليه و آله -: قد أقلتك، و عفوت عنك. ثم قال: يا سيدي، قل للسباع أن تردهم الي ما كانوا. قال: هيهات، ان أعادت عصا موسي سحرة فرعون فستعيد السباع هذه السحرة. و معني قوله: أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسي: أني مثل ذلك الحجة [3] .



[ صفحه 32]




پاورقي

[1] في المصدر: الدواويج: جمع الدواج كرمان: اللحاف السمور: هي دابة يتخذ من جلدها الفراء الثمينة. و الحواصل: جمع حاصل و هو ما خلص من الفضة من حجارة المعدن.

[2] الثاقب في المناقب: ص 208 ح 13.

[3] الثاقب في المناقب: ص 207 ح 12.


اين گوشت حلال نيست


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كسي كه به دنيا دل بسته و در بند علاقه اش اسير است همواره گرفتار سه حالت روحي است: غصه و اندوهي كه هرگز از صفحه دلش زدوده نمي شود، آرزويي كه هرگز برآورده نمي گردد و اميدي كه هرگز به آن دست نمي يابد.

ابوابراهيم روايت مي كند كه روزي نزد امام جعفرصادق عليه السلام بودم كه ناگاه شخصي از مردم كوهستان به خدمت آن حضرت آمد و چندين هديه به خدمت آن حضرت آورد و از آن جمله انباني كه گوشت در آن بود. حضرت همه هداياي او را به جز انبان گوشت قبول كرد و فرمود:

اين گوشت حلال نيست و كسي آن را ذبح ننموده است. بردار و پيش درندگان بگذار. مرد كوهي گفت: يابن رسول الله از مسلمان خريده ام. مرا به پاك بودن اين گوشت مطمئن كرده است. حضرت فرمود: كه انبان را با گوشت در گوشه خانه بگذار تا حقيقت حال بر تو آشكار گردد. پس آن مرد به حسب اطاعت گوشت را در گوشه خانه نهاد، آن حضرت زير لب سخني گفت كه نشنيدم. بعد از آن آوازي از آن گوشت برآمد كه مي گفت يابن رسول الله من غير



[ صفحه 77]



مذبوحم (كسي مرا ذبح نكرده است) و تزكيه نشده ام و مرا لياقت آن نيست كه ائمه دين و اولاد سيد المرسلين از من تناول كنند. مرد كوهي چون اين سخن را شنيد، انبان را برداشت و در خارج آن خانه پيش سگها گذاشت. بعد از آن حضرت متوجه من شد و فرمود: يا ابراهيم آيا مي داني كه ما مي دانيم از علوم الهي آن مقدار كه ديگران نمي دانند گفتم: بلي يابن رسول الله پدر و مادرم فداي تو باد.



[ صفحه 78]




عبدالله بن بكير


اصحاب ما اجتماع كرده اند كه هر چه عبدالله بن بكير روايت كرده همه صحيح و مسلم است.


رسالته إلي شيعته وأصحابه فيما يجب أن يكونوا عليه


################

پاورقي

################

نص المناظرة


بسم الله الرحمن الرحيم

رب أعن

حدثنا الشيخ الفقيه أبوالقاسم عبدالرحمن بن محمد بن محمد بن سعيد الأنصاري البخاري [1] - قراءة عليه بمكة حرسها الله، سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة -، قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن مسافر، قال: أخبرنا أبوبكر بن خلف بن عمر بن خلف الهمذاني [2] ، قال: حدثنا أبوالحسن أحمد بن



[ صفحه 94]



محمد بن أزمه، قال: حدثنا أبوالحسين بن علي الطنافسي، قال: حدثنا خلف بن محمد القطواني، [3] ، قال: حدثني علي ابن صالح، [4] قال: جاء رجل من الرافضة الي جعفر بن



[ صفحه 95]



محمد الصادق كرم الله وجهه، [5] .

فقال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، فرد عليه السلام، فقال الرجل:

1 - يابن رسول الله، [6] من خير الناس بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم؟

فقال جعفر الصادق رحمة الله عليه. أبوبكر الصديق رضي الله عنه. [7] .



[ صفحه 96]



2 - قال: و ما الحجة في ذلك؟.



[ صفحه 97]



قال: قوله عزوجل:(الا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها) الآية [8] [التوبة: 40]. فمن



[ صفحه 98]



يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما [9] و هل يكون أحد



[ صفحه 99]



أفضل [10] من أبي بكر الا النبي صلي الله عليه و سلم؟!

3- قال له الرافضي: فان علي بن أبي طالب عليه السلام بات علي فراش رسول الله صلي الله عليه و سلم غير جزع و لا فزع.

فقال له جعفر: و كذلك أبوبكر كان مع النبي صلي الله عليه و سلم غير جزع و لافزع.

4- قال له الرجل: فان الله تعالي يقول بخلاف ما تقول!.

قال له جعفر: و ما قال؟.

قال: قال الله: (اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا) [التوبة: 40]، فلم يكن ذلك الخوف [11] جزعا؟.

قال له جعفر: لا! لأن الحزن غير الجزع و الفزع،



[ صفحه 100]



كان [12] حزن أبي بكر أن يقتل النبي صلي الله عليه و سلم، و لا يدان بدين الله؛ فكان حزن [13] علي دين الله، و علي نبي الله صلي الله عليه و سلم، و لم يكن حزنه علي نفسه، كيف و قد ألسعته [14] أكثر من مائة



[ صفحه 102]



خريش [15] فما قال: حس، و لا ناف!. [16] .

5- قال الرافضي: فان الله تعالي قال: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) [المائدة:55]، نزل [17] في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه و هو



[ صفحه 103]



راكع، فقال النبي صلي الله عليه و سلم: «الحمدلله الذي جعلها في و في أهل بيتي». [18] [19] .



[ صفحه 105]



فقال له جعفر: الآية التي قبلها في السورة أعظم منها، قال الله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه)[المائدة: 54]. [20] .

و كان الارتداد بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم؛ ارتدت العرب بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم، و اجتمعت الكفار بنهاوند [21] و قالوا: الرجل الذين كانوا ينصرون به - يعنون النبي - قد مات، حتي قال عمر



[ صفحه 106]



رضي الله عنه: اقبل منهم الصلاة، ودع لهم الزكاة، فقال: لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدونه الي رسول الله صلي الله عليه و سلم لقاتلتهم عليه، و لو اجتمع علي عدد الحجر و المدر، و الشوك و الشجر، و الجن و الانس، لقاتلتهم [22] و حدي. [23] و كانت هذه الآية أفضل لأبي بكر. [24] .



[ صفحه 107]



6- قال له الرافضي: فان الله تعالي قال: (الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرا و علانية)، [25] نزلت في علي عليه السلام، كان معه أربع دنانير، فأنفق دينارا بالليل، و دينارا بالنهار، و دينارا سرا، و دينارا علانية [26] ، فنزلت فيه هذه الآية. [27] .



[ صفحه 108]



فقال له جعفر عليه السلام: لأبي بكر رضي الله عنه أفضل



[ صفحه 109]



من هذه في القرآن، قال الله تعالي: (والليل اذا يغشي) قسم الله، (والنهار اذا تجلي (2) و ما خلق الذكر و الانثي (3) ان سعيكم لشتي (4) [28] فأما من أعطي واتقي (5) و صدق بالحسني) أبوبكر، (فسنيسره لليسري)أبوبكر، [29] (و سيجنبها الأتقي) أبوبكر، (الذي يؤتي



[ صفحه 110]



ماله يتزكي) أبوبكر، (و ما لأحد عنده من نعمة تجزي (19) [30] الا ابتغاء وجه ربه الأعلي (20) و لسوف يرضي) أبوبكر، [31] ، أنفق ماله علي



[ صفحه 111]



رسول الله صلي الله عليه و سلم أربعين ألفا حتي تجلل بالعباء [32] ، فهبط...



[ صفحه 113]



جبريل [33] عليه السلام - فقال الله العلي الأعلي [34] يقرئك السلام، و يقول: اقرأ علي أبي بكر مني السلام، و قل له: أراض أنت عني في فقرك هذا، أم ساخط؟ فقال: [35] أسخط علي ربي عزوجل؟!، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض. و وعده الله أن يرضيه. [36] .



[ صفحه 114]



7- قال الرافضي: فان الله تعالي يقول: (أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عندالله)[التوبة: 19]. نزلت في علي [37] عليه السلام.



[ صفحه 115]



فقال له جعفر عليه السلام: لأبي بكر مثلها القرآن،



[ صفحه 116]



قال الله تعالي: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد و قاتلوا و كلا وعد الله الحسني و الله بما تعملون خبير (10)([الحديد: 10].

و كان أبوبكر أول من أنفق ماله علي رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أول من قاتل، و أول من جاهد. و قد جاء المشركون فضربوا النبي صلي الله عليه و سلم حتي دمي، و بلغ أبابكر الخبر فأقبل يعدو [38] في طرق مكة، يقول: ويلكم، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، و قد جاءكم [39] من ربكم؟ فتركوا النبي صلي الله عليه و سلم و أخذوا أبابكر فضربوه، حتي ما تبين أنفه من وجهه. [40] .



[ صفحه 117]



و كان أول من جاهد في الله، [41] و أول من قاتل مع رسول الله صلي الله عليه و سلم و أول من أنفق ماله، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم:

«ما نفعني مال كمال [42] أبي بكر». [43] .



[ صفحه 118]



8 - قال الرافضي: فان عليا لم يشرك بالله طرفة عين. [44] .



[ صفحه 119]



قال له جعفر: فان الله أثني علي أبي بكر ثناء يغني [45] عن كل شي ء، قال الله تعالي: (والذي جاء بالصدق) محمد صلي الله عليه و سلم، (و صدق به) [الزمر: 33] أبوبكر. [46] .



[ صفحه 120]



و كلهم قالوا للنبي صلي الله عليه و سلم كذبت، و قال أبوبكر: صدقت، [47] .



[ صفحه 121]



فنزلت فيه هذه الآية: آية التصديق خاصة، فهو التقي النقي [48] المرضي الرضي، العدل المعدل الوفي [49] .



[50] .



[ صفحه 122]



9 - قال الرافضي: فان حب علي فرض في كتاب الله؛ قال الله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [51] [الشوري: 23.]



[ صفحه 123]



قال له جعفر: لأبي بكر مثلها، قال الله تعالي: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا



[ صفحه 124]



تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رءوف رحيم) [الحشر: 10].

فأبوبكر هو السابق بالايمان، فالاستغفار له واجب، و محبته فرض و بغضه كفر. [52] .



[ صفحه 125]



10 - قال الرافضي: فان النبي صلي الله عليه و سلم قال: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة، و أبوهما خير منهما». [53] .

قال له جعفر: لأبي بكر عندالله أفضل من ذلك؛ حدثني أبي عن جدي عن [54] علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كنت عند النبي صلي الله عليه و سلم و ليس عنده غيري، اذ اطلع أبوبكر و عمر رضي الله عنهما، فقال النبي صلي الله عليه و سلم:«يا علي! هذان سيدا كهول اهل الجنة



[ صفحه 126]



و شبابهما، [55] فيما مضي من سالف الدهر في الأولين، و ما بقي في غابره من الآخرين، الا النبيين و المرسلين. لا تخبرهما يا علي، ماداما حيين» فما أخبرت به أحدا حتي ماتا. [56] .

11 - قال الرافضي: فأيهما أفضل فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم أم عائشة بنت أبي بكر؟

فقال جعفر:

بسم الله الرحمن الرحيم:(يس (1) و القرآن الحكيم)، (حم (1) و الكتاب المبين) [57] ، فقال: أسألك أيهما أفضل فاطمة ابنة



[ صفحه 127]



النبي صلي الله عليه و سلم أم عائشة ابنة أبي بكر، تقرأ [58] القرآن؟!. [59] .

فقال له جعفر: عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلي الله عليه و سلم معه في الجنة، [60] ، و فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم سيدة نساء أهل



[ صفحه 128]



الجنة. [61] .

الطاعن علي زوجة رسول الله صلي الله عليه و سلم لعنه الله، و الباغض لابنة رسول الله صلي الله عليه و سلم خذله الله.



[ صفحه 129]



12 - فقال الرافضي: عائشة قاتلت عليا، [62] و هي زوجة رسول الله صلي الله عليه و سلم.

فقال له جعفر: نعم، ويلك! قال الله تعالي: (و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) [63] [الأحزاب: 53].



[ صفحه 130]



13 - قال له الرافضي: توجد خلافة أبي بكر و عمر و عثمان و علي في القرآن؟.

قال: نعم، و في التوراة و الانجيل. قال الله تعالي:(و هو



[ صفحه 131]



الذي جعلكم خلائف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات) [الانعام: 165]، و قال تعالي: (أمن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض) [النمل: 62].

و قال تعالي: (ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم) [64] [النور: 55].

14- قال الرافضي: يابن رسول الله، فأين خلافتهم في التوراة و الانجيل؟

قال له جعفر: (محمد رسول الله و الذين معه) أبوبكر،



[ صفحه 132]



(أشداء علي الكفار) عمر بن الخطاب، (رحماء بينهم) عثمان بن عفان، (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا) علي بن أبي طالب(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) أصحاب محمد المصطفي صلي الله عليه و سلم، (ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الانجيل).

قال: ما معني في التوراة و الانجيل؟ قال: محمد رسول الله و الخلفاء من بعده أبي بكر و عمر و عثمان و علي، ثم لكزه [65] في صدره!، قال: ويلك! قال الله تعالي: (كزرع أخرج شطأه فازره) أبوبكر، (فاستغلظ) عمر، (فاستوي علي سوقه) عثمان ابن عفان، (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) علي بن أبي طالب، [66] (وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا



[ صفحه 133]



عظيما) أصحاب محمد رسول الله صلي الله عليه و سلم رضي الله عنهم، [67] ويلك!، حدثني أبي عن جدي [68] .

عن علي بن أبي طالب [69] قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم:«أنا أول من تنشق الأرض عنه و لا فخر،



[ صفحه 134]



و يعطيني الله من الكرامة ما لم يعط نبي قبلي، ثم ينادي [70] قرب الخلفاء من بعدك فأقول: يا رب، و من الخلفاء [71] ، فيقول: عبدالله بن عثمان أبوبكر الصديق، فأول من ينشق عنه الأرض بعدي أبوبكر، فيوقف بين يدي الله، فيحاسب حسابا يسيرا، فيكسي حلتين خضر اوتين ثم يوقف أمام العرش.

ثم ينادي مناد أين عمر بن الخطاب؟، فيجي ء [72] عمر و أوداجه تشخب دما، فيقول: [73] من فعل بك هذا؟، فيقول: عبد المغيرة بن شعبة، فيوقف بين يدي الله، و يحاسب حسابا يسيرا، و يكسي حلتين خضراوتين، و يوقف أمام العرش.

ثم يؤتي [74] عثمان بن عفان و أوداجه تشخب دما، فيقال من فعل بك هذا؟، فيقول: هذا فلان و فلان، فيوقف بين يدي الله تعالي، فيحاسب حسابا يسيرا، و يكسي حلتين خضراوتين ثم يوقف أمام العرش.



[ صفحه 135]



ثم يدعي علي بن أبي طالب، فيأتي و أوداجه تشخب دما، فيقال: من فعل بك هذا؟، فيقول: عبدالرحمن بن ملجم، فيوقف بين يدي الله تعالي فيحاسب حسابا يسيرا، ثم يكسي حلتين خضراوتين، و يوقف امام العرش». [75] .

قال الرجل: يابن رسول الله، هذا في القرآن؟ قال: نعم، قال الله تعالي: (و جي ء بالنبيين و الشهداء) أبوبكر و عمر و عثمان و علي، (و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون [الزمر: 69].

فقال الرافضي: يابن رسول الله، أيقبل الله توبتي مما كنت



[ صفحه 136]



عليه من التفريق [76] بين أبي بكر و عمر و عثمان و علي؟.

قال: نعم، باب التوبة مفتوح، فأكثر الاستغفار لهم. أما انك لو مت و أنت مخالفهم [77] مت علي غير فطرة الاسلام، و كانت حسناتك مثل أعمال الكفار هباء منثورا. [78] .

فتاب الرجل، و رجع عن مقالته و أناب. [79] .



[ صفحه 137]



تم بحمدالله و صلواته علي محمد و آله و أصحابه و أزواجه و سلامه، علي يد العبد المذنب الراجي عفو الله، الخائف من عقاب الله، يوسف بن محمد بن يوسف الهكاري في شهر الله الأحد رجب من سنة تسع و ستين و ستمائة.

رحم الله من ترحم عليه و علي والديه و علي جميع المسلمين.



[ صفحه 139]




پاورقي

[1] مرت ترجمته في الاسناد السابق.

[2] هكذا في الأصل أبوبكر بن خلف، و هكذا في نسخة الظاهرية، و الذي وجدته أن الكنية «أبابكر» هي لخلف، فربما تكون كلمة «ابن» زائدة.

قال في اللسان: خلف بن عمر الهمداني، عن الزبير بن عبدالواحد الأسد آبادي، متهم، و هو المدائني الخياط أبوبكر.

و قد روي عن جعفر الخلدي، و أبي الطيب محمد بن محمد بن عبدالله النيسابوري عن محمد بن أشرس، و عن أبي العباس الأصم، و أبي بكر الشافعي وعدة.

و روي عن أبيه محمد بن عبدالله بن المبارك الحناط، هذا لقبه بالنون، و في اللسان الخياط بالياء من الخياطة، فلعله تصحيف!

و ذكره الذهبي في السير (17 / 348) و قال: الامام المحدث الرحال أبوبكر بن عمر بن خلف بن عمر بن ابراهيم الهمذاني الحناط، كان من كبراء المشايخ. و روي عنه جعفر الأبهري، و الحسين بن محمد البزار، و الخليلي و غيرهم و قال: ذكره شيرويه فقال: كان صدوقا حافظا، يحسن هذا الشأن.

قال الحافظ: روي عنه أبومنصور محتسب همدان، قال: ثنا أبومحمد عبدالله ابن هلال الريحاني، ثنا أبومسلم الكجي، ثنا أبوعاصم، ثنا سفيان عن الأعمش عن زر عن عبدالله رضي الله عنه مرفوعا: «أبوبكر تاج الاسلام، و عمر رحلة الاسلام و عثمان اكليل الاسلام» و هذا كذب. اه. قال ابن النجار: لا أدري الآفة منه أو من شيخه. اه.

انظر: اللسان (2 / 403)، و الأنساب (4 / 431)، و تاريخ جرجان برقم 997، و توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (3 / 346)، و الاكمال (3 / 379).

[3] لم أجده، و ذكر في الأنساب (1 / 196) في مادة (قطوان) جماعة من المنتسبين اليها، و هما: 1 - موضع بالكوفة، لعله اسم رجل أو قبيلة سكنته.

2 - موضع علي فراسخ خمسة من سمرقند.

و لم يذكر هذا الاسم فيمن انتسب الي أحد الموضعين! و لكن مر في السماعات رقم 8 ذكر ترجمته، حيث غلب علي ظني وقوع التصحيف في اسم أبيه. حيث مر هناك اسم الراوي هكذا: خالد بن محمد القطواني. و هو بذاته الذي يروي عن علي بن صالح، و يروي عنه تلميذه الحسين بن علي الطنافسي. مما يؤكد أن المذكور أعلاه هو ذا محل الكلام في ترجمته حيث قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: خالد مخلد القطواني أبوالهيثم البجلي مولاهم الكوفي، صدوق يتشيع، و له أفراد، من كبار العاشرة، مات سنة 213ه، و قيل بعدها. روي له البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن ماجه و أبوداود في مسند مالك.

[4] مر هناك قول الحافظ في التقريب فيه: أنه ثقة عابد من السابعة مات سنة 151 و قيل بعدها، أخرج له مسلم و الأربعة. و انظر تهذيب الكمال (20 / 464) برقم 4084 في ترجمته الموسعة.

[5] في الظاهرية: الصادق عليه السلام.

[6] في الظاهرية: يابن ابن رسول الله.

[7] و هذا القول منه رحمة الله عليه، هو الذي أجمع عليه صحابة رسول الله صلي الله عليه و سلم في حياته و بعد موته، و عليه مضي الخلفاء الراشدون ثم التابعون ثم جميع أهل القرون المفضلة الي يومنا هذا من جميع المسلمين.

و مستنده من القرآن ما استدل به الامام الصادق رحمه الله في هذه الآية و ما بعدها. و من السنة أحاديث كثيرة، منها: ما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النبي صلي الله عليه و سلم و قال: «ان الله خير عبدا بين الدنيا و بين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عندالله». قال: فبكي أبوبكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلي الله عليه و سلم عن عبد خير، فكان رسول الله هو المخير، و كان أبوبكر أعلمنا، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «ان من أمن الناس علي في صحبته و ماله أبوبكر، و لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبابكر، و لكن أخوة الاسلام و مودته، لا يبقين في المسجد باب الا سد الا باب أبي بكر».

و في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلي الله عليه و سلم، فنخير أبابكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم. أخرجه البخاري في الصحيح.

و لما في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن الرسول صلي الله عليه و سلم سئل: أي الناس أحب اليك؟ قال: «عائشة»، قيل: و من الرجال؟ قال: «أبوها». و المحبوب لرسول الله هو الأفضل بلا شك.

ليس هذا فحسب بل شهد به كبار أئمة آل البيت، بل قد تواتر عن علي رضي الله تعالي عنه - من أكثر من ثمانين وجها - قوله علي منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر. نص علي تواتره ابن تيمية في مواضع من المنهاج، جريا علي قاعدة التواتر عند أهل الحديث و الأصول.

و أيضا هذا محمد بن الحنفية، ابن علي بن أبي طالب سأل أباه عليا فقال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم؟ قال: أبوبكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، و خشيت أن يقول ثم عثمان. قلت: ثم أنت! قال: ما أنا الا رجل من المسلمين، رواه البخاري في الصحيح، فهل تصح التقية لأب من ابنه، و هو علي ملته؟.

و عن الحكم بن حجل قال: سمعت عليا يقول: لا يفضلني أحد علي أبي أبكر و عمر الا جلدته حد المفتري. خرجه الامام أحمد في فضائل الصحابة و ابن أبي عاصم في السنة.

و خرج ابن السمان - في كتابه «الموافقة بين أهل البيت و الصحابة» - عن جعفر بن محمد الصادق و قد سئل عن أبي بكر فقال: ما أقول فيه؟ لا أقول فيه الا خيرا - أو قال: الا الخير - بعد حديث حدثنيه أبي محمد، قال: حدثني أبي علي قال: حدثني أبي الحسين، قال: سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «ما طلعت شمس و لا غربت علي أحد بعد النبيين و المرسلين افضل من أبي بكر».

ثم قال - أي جعفر الصادق -: لا أنالني الله شفاعة جدي ان كنت كذبت فيما رويت لك، و اني لأرجو شفاعته يوم القيامة؛ يعني أبابكر. نقله عنه ابن المحب الطبري في الرياض النضرة (1 / 136).

و النقول عن الأئمة من آل البيت و غيرهم، بل من الصحابة، بل من كبارهم في هذا كثير جدا، و هو مبثوث في كتب الصحاح و السنة، في أبواب مناقب الصديق رضي الله عنه و أرضاه، و قد ذكر ابن المحب احدي و أربعين خصيصة اختص بها الصديق عمن سواه.

ولذا كانت أوائل الشيعة لا تقدم عليا علي الشيخين أبي بكر و عمر، و لكن لا تستقيم أصول متأخريهم بهذا أبدا، بل تنهدم أصولهم من القواعد؛ فجنحوا الي مقالتهم السوء الظالمة في سبب الشيخين، فضلا عن تقديم علي عليهما رضي الله عن الجميع. و هذه مخالفة واضحة للنصوص، و لقول علي و آل بيته، و اجماع الأولين و الآخرين من أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و لا حول و لا قوة الا بالله.

[8] هذه صدر الآية 40 من سورة التوبة.

و هذه الآية من الآيات التي يستدل بها علماء الاسلام علي فضيلة الصديق رضي الله عنه علي غيره، و قربه من النبي صلي الله عليه و آله و سلم أقرب من غيره، و خوفه علي رسول الله و علي دينه و دعوته، و فدائه للنبي صلي الله عليه و سلم بنفسه و ماله.

- و ذلك أن الله سبحانه و تعالي كان معهما، معية خاصة لأوليائه و أحبابه تقتضي نصره و تأييده و اعانته و احاطته لهم، كما قال قبله لموسي و هارون: (انني معكما أسمع و أري).

- و أن الصديق نصر رسول الله في حال خذله فيها الناس من الكافرين، حيث أخرجهما الكفار في قلة من عدد؛ أخرجوا رسول الله فلم يصحبه الا واحد، هو الذي خرج في صحبته ناصرا و ظهيرا له.

- و أن الصديق كان مشفقا علي صاحبه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، خائفا عليه محبا له، محيطا به، و هذه الحال هي حال أخص الأصحاب، و أحبهم و أشدهم مودة لصحابته، بل له كمال الصحبة مطلقا و الحالة هذه لا تتصور من المبغض له أو المنافق فيه، فضلا أن تقع منه!.

و هذه الحالة - من كمال الصحبة و المودة - هي الموجبة لحزنه و خوفه علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

فصح بهذه الأوجه - و ما قد يظهر غيرها - دلالة الآية الواضحة علي تقدم أبي بكر الصديق - الصاحب التابع لرسول الله صلي الله عليه و سلم - علي غيره، و خصوصيته به، و الذي استحق به أن يكون الأخير و الأفضل علي الناس بعد رسولهم، و هو المجمع عليه لدي جميع المسلمين من أولهم الي عهدنا هذا، و لله الحمد و المنة.

[9] هذا تضمين من قول جده محمد صلي الله عليه و آله و سلم حيث قال الصديق: نظرت الي أقدام المشركين علي رؤوسنا و نحن في الغار، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر الي قدميه لأبصرنا! فقال:«يا أبابكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟». أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك عنه، رضي الله عنهم.

و معني قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «الله ثالثهما» أي معهما ثالث؛ و هي المعية الخاصة من الله تعالي لخاصة من أوليائه و المؤمنين به، و هي معية حقيقية علي ما يليق بذات الله المقدسة، و جلاله العظيم؛ لا تفيد المخالطة أو الممازجة بحال؛ و انما تقتضي عنايته و احاطته بهما و نصره و تأييده لهما، و قربه منهما و حفظهما عما يسوءهما و يضرهما. فالله أكبر علي هذا الشرف العظيم و الحال الفريدة.

[10] في الظاهرية: و هل يكون أحدا خير من أبي بكر الا النبي صلي الله عليه و سلم وحده؟.

[11] في الظاهرية: أفلم يكن ذلك الحزن جزعا؟ و هو أظهر.

[12] في الظاهرية: و انما حزن...

[13] في الظاهرية: فكان حزنه...

[14] أي لدغته و قرصته.

و في هذا ما رواه النسائي و غيره، عن عمر بن الخطاب و قد ذكر عنده أبوبكر رضي الله عنهما، فبكي و قال: وددت لو أن عملي كله من عمله يوما واحدا من أيامه، و ليلة من لياليه.

أما الليلة فليلة سار مع رسول الله صلي الله عليه و سلم الي الغار فلما انتهيا اليه قال: والله لا تدخله حتي أدخل قبلك، فان كان فيه شي ء أصابني دونك، فدخله فكسحه (أي كنسه) فوجد في جوانبه ثقبا فشق ازاره و سد بها تلك الثقب، و بقي منها اثنان فألقمهما رجله ثم قال لرسول الله صلي الله عليه و سلم: ادخل، فدخل رسول الله فوضع رأسه في حجره و نام، فلدغ أبوبكر في رجله من الجحر، و لم يتحرك مخالفة أن يستنبه رسول الله صلي الله عليه و سلم، فسقطت دموعه علي وجه رسول الله، فانتبه الرسول فقال: يا أبابكر، مالك؟ قال: لدغت فداك أبي و أمي، فتفل عليه الرسول صلي الله عليه و سلم، فذهب ما يجده، ثم انتقض عليه فكان سبب موته.

فلما قبض رسول الله صلي الله عليه و سلم ارتدت العرب، و قالوا: لا نؤدي زكاة، فقال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه، فقلت: يا خليفة رسول الله، تألف الناس و ارفق بهم. فقال: أجبار في الجاهلية و خوار في الاسلام؟ انه انقطع الوحي و تم الدين ثم انتقص و أنا حي.

و بنحوه ما أخرجه الحافظ ابن بشران، و الملا عمر بن الخضر في سيرته، عن ضبة ابن محصن الغنوي قال: كان علينا أبوموسي أميرا بالبصرة، فكان اذا خطبنا

حمد الله عزوجل و أثني عليه ثم بدأ يدعو لعمر - و هو أميرالمؤمنين يومئذ - قال: فأغاظني ذلك منه، فقمت اليه فقلت له: أين أنت عن صاحبه، تفضله عليه؟، قال: فصنع ذلك ثلاث جمع.

ثم كتب الي عمر يشكوني اليه، فأمر عمر باشخاصي اليه، فذهبت اليه فعنفني، و قال: ما الذي شجر بينك و بين عاملك؟ فقلت: الآن أخبرك، يا أميرالمؤمنين، كان اذا خطبنا فحمدالله و أثني عليه و صلي علي رسوله بدأ يدعو لك، فأغاظني ذلك منه، فقمت اليه و قلت: أين أنت من صاحبه تفضله عليه؟، فصنع ذلك ثلاث جمع، ثم كتب اليك يشكوني.

قال: فاندفع عمر باكيا فجعلت أرثي له، ثم قال: أنت والله أوثق منه و أرشد، فهل أنت غافر لي ذنبي يغفر الله لك؟ قلت: غفر الله لك يا أميرالمؤمنين، ثم اندفع باكيا و هو يقول: والله لليلة من أبي بكر خير من عمر، ثم أخبره بما جري له في ليلة الغار و فيها قال:

فمشي رسول الله صلي الله عليه و سلم ليلتين علي أطراف أصابعه حتي حفيت قدماه. فلما رأي أبوبكر أنها قد حفيت، حمله علي كاهله، و جعل يشتد به حتي أتي به فم الغار فأنزله، ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتي أدخله، فان كان فيه شي ء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير فيه شيئا، فحمله، و كان في الغار خروق فيها حيات و أفاعي، فخشي أبوبكر أن يخرج منها شي ء يؤذي رسول الله صلي الله عليه و سلم فألقمه قدمه فجعلن يضربنه و يلسعنه: الحيات و الأفاعي، و جعلت دموعه تتحدر...

الحديث.

و في حديث أنس بن مالك قال في آخره: فلما أصبح رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: أين ثوبك يا أبابكر؟ فأخبره بالذي صنع، فرفع النبي صلي الله عليه و سلم يديه و قال: «اللهم اجعل ابابكر في درجتي يوم القيامة»، فأوحي الله سبحانه اليه أن الله قد استجاب لك. أخرجه في الحلية (1 / 33) و ابن الجوزي في صفة الصفوة (1 / 240)، و انظر آثارا نحوها في الرياض النضرة لابن المحب (1 / 104) و ما بعدها، و لولا الاطالة لأوردتها، هاهنا، بيانا لدرجته رضي الله عنه، و مبلغ ايمانه و حبه لرسول الله، و طلبا لهداية جاهلي قدره، أو اغاظة لهم.

[15] في الأصل الكلمة محتملة لرسمين:

1- حنيش بالحاء المهملة تصغير حنش، و هو اسم للثعبان، و ما أشبه رأسه رأس الحية.

2- و ربما تكتب خريش، بالخاء المعجمة ثم ياء مثناة، أي: خرشته و معناها: خدشته و هرشته.

و جاء في الظاهرية: حريش بالحاء المهملة.

قال في القاموس: الحريش دويبة قدر الأصبع بأرجل كثيرة، أو هي دخال الأذن، و الأول أظهر و أنسب لحال الغار.

[16] كذا في الأصل نون و ألف وفاء، و معناها: ما انتفض و لا قام من مجلسه، بل و لم يتحرك.

و في الظاهرية: تأوه.

[17] في الظاهرية: نزلت.

[18] هذه الآية الخامسة و الخمسون من سورة المائدة، و دعوي هذا الرجل أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و أنه تصدق بخاتمه و هو راكع، دعوي باطلة لم تصح من جهة السند و لا من جهة المتن و النظر؛ حيث أجمع أهل العلم بالنقل علي أن الآية لم تنزل في علي خاصة، و أجمعوا علي أن عليا لم يتصدق بخاتمه في الصلاة، و أجمعوا علي أن القصة المروية في ذلك عن علي رضي الله عنه كذب و موضوعة عليه، نقل الاجماع ابن تيمية في منهاج السنة (7 / 11).

و الآية سبب نزولها غير هذا؛ اذ سبب نزولها في الأمر بموالاة المؤمنين و النهي عن موالاة الكفار من اليهود و غيرهم، كما كان من بعض المنافقين كابن أبي؛ و ذلك أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه تبرأ من اليهود، و قال: أتولي الله و رسوله و الذين آمنوا، فنزل فيهم قوله تعالي من أول الربع: (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود و النصاري اولياء) الي قوله: انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون).

و كذا جاء عن عبدالله بن سلام و غيره من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فيكون المراد بالآية: أصحاب سبب النزول أولا، ثم من عمل مثلهم من صحابة الرسول، ثم من اقتدي بهم من المؤمنين، و لا وجه لتخصيص فرد من الصحابة بها من دون غيرهم.

و هذا الذي ذكره الرافضي، نقله الثعلبي في تفسيره، و لم يسنده، مع اتهامه برواية الموضوعات و الضعاف في تفسيره، و أنه حاطب ليل!، و كذلك نقل الثعلبي في هذا الموضع عن ابن عباس قوله في الآية: نزلت في أبي بكر.

و نقل عن عبدالملك قال: سألت أباجعفر (هو محمد الباقر)، قال: هم المؤمنون، قلت: فان ناسا يقولون: هو علي، قال: فعلي من الذين آمنوا.

كما نقل هذا القول ابن جرير في تفسيره (10 / 426 - 425) في خمسة آثار عن التابعين أسندها عنهم برقم 12214 - 12210، الأول منها عن السدي أنه قال في الآية: هؤلاء جميع المؤمنين، و لكن علي بن أبي طالب مر به سائل و هو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.

و جميع هذه الآثار التي أسندها ابن جرير ضعيفة من جهة سندها لايصح منها شي ء، نص عليه جماعة من العلماء كابن كثير في تفسيره لهذه الآية من سورة المائدة (2 / 71)، و الشيخ أحمد شاكر في تعليقه علي تفسير ابن جرير، و قبلهما ابن تيمية في المنهاج في مواضع أهمها (7 / 31 - 11)، و أبطل احتجاج الرافضة فيه علي هذه الآية بخصوصها في علي من تسعة عشر وجها، و في (2 / 32 - 30) من تسعة أوجه، و (3 / 404)، مع أن السدي نفسه لم يصرح بخصوصيتها في علي مثل به من جملة الذين آمنوا، و السدي في نفسه متهم.

و أيضا الحديث الذي نقله الرجل عن النبي صلي الله عليه و سلم بقوله: «الحمدلله الذي جعلها في و في أهل بيتي»، لم أجده في شي ء من الكتب المسندة، و لا يبعد أنه من وضع القوم، فتلك سجيتهم، و الشي ء من معدنه لا يستغرب.

و نحوه الحديث الذي يروونه في هذا الموضع و هذه المناسبة: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فهو أيضا لا يعرف، بل لم يصح من طريق الثقات أصلا.

[19] ترك الامام الصادق الجواب عن هذا القول الي آية أخري قبلها، كأنه تنزل مع المناظر و هو من مناهج الجدل و المناظرة المستعملة.

و قد ورد عن والده محمد الباقر رضي الله عنه جواب مسند مفصل لاستدلال هذا الرجل؛ فقد روي الامام ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده المتصل عن عبدالملك ابن أبي سليمان قال: سألت أباجعفر محمد بن علي عن هذه الآية فقال: هم الذين آمنوا. قلت: نزلت في علي؟ قال: علي من الذين آمنوا.

و كذا روي عن السدي و غيره من التابعين، نقله من تفسيره ابن تيمية في منهاج السنة (7 / 15).

[20] في الظاهرية أتم الآية: (أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم).

[21] هذه الكلمة متفق عليها بين النسخ، و هو غريب؛ لأن نهاوند مدينة من أكبر مدن فارس، و فارس لما تفتح بعد، و انما فتحت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

و المشهور عند أهل السير أن أول مسير للمرتدين سار به الصديق أولا ثم أمر عليه خالدا الي بني أسد بجبلي طيي ء لما ادعي طليحة النبوة، في موضع مائهم قرب حائل.

[22] في الظاهرية: قاتلتهم.

[23] أصل هذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة و غيره، و فيه: لما توفي النبي صلي الله عليه و سلم، و كان أبوبكر رضي الله عنه، و كفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس؟ و قد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا: لااله الاالله، فمن قالها فقد عصم مني ماله و نفسه الا بحقه، و حسابه علي الله» فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة؛ فان الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا - و في رواية: عقالا - كانوا يؤدونه الي رسول الله صلي الله عليه و سلم لقاتلتهم علي منعها.

قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو الا أن شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه، فعرفت أنه الحق. و للحديث ألفاظ أخري كثيرة.

و قد انعقد اجماع المسلمين - و أولهم الصحابة - علي صواب ما فعله الصديق.

[24] نص علي أن المراد بهؤلاء القوم الذين يحبهم الله و يحبونه.. هم الصديق و أصحابه الذين قاتلوا أهل الردة و مانعي الزكاة، نص عليه أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب.

فقد روي ابن جرير الطبري في تفسيره (10 / 411)، عن المثني، حدثنا عبدالله ابن هاشم، حدثنا سيف بن عمر عن أبي روق، عن الضحاك، عن أبي أيوب، عن علي رضي الله عنه في قوله:(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) قال: علم الله المؤمنين، و وقع معني السوء علي الحشو الذي فيهم من المنافقين، و من في علمه أن يرتدوا؛ فقال: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله): المرتدة في دورهم، (بقوم يحبهم و يحبونه)، بأبي بكر و أصحابه رضي الله عنهم.

و نص عليه أيضا قتادة و الحسن و الضحاك و ابن جريج.

و لا شك أن المقاتلين للمرتدين هم أبوبكر و الصحابة معه، و هم من الذين يحبهم الله و يحبونه، الذين هم أولي الناس بالدخول في هذه الآية.

و قيل: المراد بالآية الأشعريون اليمانيون، و قيل: هم الأنصار.

و في الحقيقة الآية شملتهم؛ لأن هولاء كلهم قاتلوا المرتدين من العرب أولا، و قاتلوا غيرهم من الكفرة من المجوس و الروم و غيرهم ثانيا.

ففي كلا الحالين الآية متناولة للصديق في أول من تتناوله.

[25] في الظاهرية أتم الآية (فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون).

[26] في الظاهرية: و دينارا بالسراء و دينارا بالعلانية.

[27] دعوي نزول هذه الآية في علي خصوصا لم تصح، و انما ورد من أوجه ضعيفة، لا سيما هذه الصورة التي ذكرها الرجل: من أنه أنفق أربعة دراهم أو دنانير، رواها عبدالرزاق و ابن أبي حاتم، و ابن جرير و الطبراني عن ابن عباس.

و كذا جاء عن ابن عباس أنها نزلت في عبدالرحمن بن عوف بعث بدنانير كثيرة الي أهل الصفة، و بعث علي في جوف الليل بوسق تمر، كما أخرجه عنهما ابن المنذر و غيره، كما أخرجه أنها نزلت في عثمان و عبدالرحمن بن عوف لما أنفقا علي جيش العسرة.

و لكن المروي و المشهور أنها نزلت في الذين يعلفون الخيل في سبيل الله، و في أصحاب الخيل الذين يعدونها للجهاد، كما نقله ابن كثير في تفسيره.

و المقصود من هذا أن الآية ليست خاصة في أحد معين ألبتة، و انما تعدد ذكر سبب نزولها، و هي عامة في كل من ينفق بالليل و النهار سرا و علانية، فمن عمل بها دخل فيها سواء كان عليا أو عثمان أو الصديق أو غيرهم رضي الله عنهم.

و أيضا الآية ليست دليلا علي خصوصية فضل علي بها، بل يشاركه فيها غيره من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم، الذين ربما فاقوه في كثرة الانفاق و البذل كعثمان في مواقفه الكثيرة من شراء بئر أرومة و تجهيز جيش العسرة بألف بعير بأحمالها و سلاحها، و انفاق عبدالرحمن بن عوف، و انفاق عمر لنصف ماله، و انفاق أبي بكر لكل ماله علي رسول الله صلي الله عليه و سلم، و هو الذي أعتق أصول الاسلام من الصحابة كبلال و خباب و غيرهما، مما سيأتي بيانه بعد هذا، و أيضا دخل فيها الأنصار الذين تبوءوا الدار و الايمان، الذين يحبون من هاجر اليهم، و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم فاقة و حاجة، و هي متناولة أيضا لعلي رضي الله عنه. و لكن هولاء القوم أهل كذب و دجل، يتمسكون

بضعاف الأقوال و شواذها، للدلالة علي أصولهم الباطلة، و يتركون ظواهر الأدلة، و صحاحها، و النصوص المتواترة المتكاثرة، الدالة علي خلاف قولهم.

[28] في الظاهرية: قال: ان عملكم و عمل أبي بكر لشتي.

[29] هذه الآية جواب ما سبق قبلها من قوله تعالي: (فأما من أعطي) الآيات، و الامام الصادق نزلها علي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، و هو حق لأن الصديق ممن تحقق فيه فعل الشرط فأعطي ما أمر الله باخراجه، و زاد تطوعا كثيرا، و هو من أكبر المتقين لله، كما أنه صدق بالحسني بكل معانيها: لا اله الا الله و ما أنعم الله عليه، و الغيب من الجنة و النار... الخ.

و ان كان ظاهر سياق الآيات ليس مخصوصا بالصديق رضي الله عنه، و لكن بكل من عمل بما فيها، و لا شك و الحمد لله أنا الصديق منهم.

و هذا التفسير هو المعروف عند العلماء بتعين الموصوف، و هو هنا و ان كان عاما في كل المؤمنين المقتضين لهذا الشرط، فان الامام الصادق عينه بشخص الصديق بقرينة الآيات بعدها، و تعينه صحيح، من غير اختصاص به وحده دون غيره. و من أبطل من العلماء تعين الموصوف بوصف عام، أبطله لتخصيص أحد به، لا بتمثيله أو عده من أولي من يتناوله الوصف.

و قد جاء في تفسير هاتيك الآيات الحديث المخرج في الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي صلي الله عليه و سلم فقعد و قعدنا حوله و معه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمحضرته ثم قال: «ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة الا كتب مكانها من الجنة و النار، و الا قد كتب شقية أو سعيدة».

فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل علي كتابنا و ندع العمل؟ فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير الي عمل أهل السعادة، و أما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير الي عمل الشقاوة.

قال صلي الله عليه و سلم: «أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، و أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة» ثم قرأ (فأما من أعطي و اتقي (5) و صدق بالحسني (6) فسنيسره لليسري (7) و أما من بخل و استغني (8) و كذب بالحسني (9) فسنيسره للعسري).

[30] في الظاهرية بعد الآية: أبوبكر.

[31] نقل الحافظ ابن كثير في تفسيرها عن غير واحد من المفسرين أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه، حتي ان بعضهم حكي الاجماع، اجماع المفسرين علي ذلك، و قال: و لا شك أنه داخل فيها و أولي الأمة بعمومها؛ فان لفظها لفظ العموم، و الصديق مقدم الأمة و سابقهم في أوصافها، و سائر الأوصاف الحميدة؛ فانه كان صديقا تقيا كريما جوادا بذالا لأمواله في طاعة مولاه و نصرة رسول الله صلي الله عليه و سلم، فكم من دراهم و دنانير بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم، و لم يكن لأحد من الناس عنده منة يحتاج الي أن يكافئه بها، و لكن كان فضله و احسانه علي السادات و الرؤساه من سائر القبائل، و لهذا قال لعروة بن مسعود و هو سيد ثقيف يوم صلح الحديبية: امصص بظر اللات أنحن نفر عنه و ندعه؟ قال لأبي بكر: لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. خرجه البخاري.

و في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال:«من أنفق زوجين من شي ء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبدالله هذا خير؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، و من كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، و من كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، و من كان من أهل الصيام دعي من باب الريان». فقال أبوبكر: ما علي هذا الذي يدعي من تلك الأبواب من ضرورة، و قال: هل يدعي منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: «نعم، و أرجو أن تكون منهم يا أبابكر».

و لأبي بكر المنة في عتق من أعتق من أرقاء متقدمي الصحابة، و متقدمي من أسلم من أهل السيادة و الشرف، و النفقة الكثيرة علي ذوي الحاجة.

[32] أي تجلل بعباءته و استتر بها من الفقر: هذا معني العباء في كتب اللغة. و هذا الذي ذكره الامام الصادق صح عن عائشة الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، كما أخرجه أبوحاتم بسنده عنها قالت: أنفق أبوبكر علي النبي صلي الله عليه و سلم أربعين ألفا.

و كذا عن عروة بن الزبير قال: أسلم أبوبكر و له أربعون ألفا أنفقها كلها علي رسول الله صلي الله عليه و سلم، و في سبيل الله.

و عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: لما خرج رسول الله صلي الله عليه و سلم و خرج معه أبوبكر و احتمل أبوبكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة، خرج بها معه. قالت: فدخل علينا جدي أبوقحافة، و قد ذهب بصره، فقال: والله اني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: كلا يا أبت، انه قد ترك لنا خيرا كثيرا، قالت: فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة البيت الذي كان أبي يضع ماله فيه، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، و قلت: يا أبت، ضع يدك علي هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، قال: لا بأس اذ قد ترك لكم هذا فقد أحسن، و في هذا بلاغ لكم - و لم يكن أبوقحافة قد أسلم بعد. قالت أسماء: و لا والله ماترك لنا شيئا، و لكني أردت أسكن الشيخ بهذا. خرجه ابن اسحاق في السيرة و نقله ابن المحب الطبري.

و لا منافاة في هذا؛ فرواية انفاق الأربعين ألفا عندما أسلم، و هذا عند هجرته.

و لذا قال صلي الله عليه و آله و سلم: «ان من أمن الناس علي في صحبته و ماله أبوبكر، و لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبابكر خليلا، و لكن أخوة الاسلام و مودته» متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري. و في المسند و بعض السنن من حديث أبي هريرة أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر»، قال: فبكي أبوبكر و قال: يا رسول الله، هل أنا و مالي الا لك يا رسول الله؟

و قد تواتر معني اظهار فضل أبي بكر في ماله - خاصة - و لولا المقام لنوعت في أحوال انفاقه و بذله رضي الله عنه. و حسبه من هذا الأمر واحد، هو أنه الوحيد من أصحاب رسول الله الذي أنفق كل ماله عليه و علي نصرة دينه و دعوته؛ حيث أخرج أبوداود و الترمذي و صححه و أحمد في المسند و غيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلي الله عليه و سلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبابكر، ان سبقته يوما! فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله صلي الله عليه و سلم:«ما أبقيت لأهلك؟» فقلت: مثله. قال: و أتي أبوبكر بكل ما عنده، فقال له: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم الله و رسوله. فقلت: لا أسابقك الي شي ء أبدا. و أخرجه البزار، و الحديث اسناده حسن و بمجموع شواهده صحيح لغيره.

[33] في الظاهرية: فهبط جبريل علي النبي صلي الله عليه و سلم... يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام.

[34] العلي الأعلي اسمان من أسمائه سبحانه كما في آخر اية الكرسي (و هو العلي العظيم) و قوله: (سبح اسم ربك الأعلي) و هما يدلان علي علو الله المطلق: علو شأنه و عظمته، و علو قهره و غلبته، و علو ذاته علي مخلوقاته باستوائه علي عرشه، و هو من صفات الذات القائمة به دوما و أزلا علي ما يليق به سبحانه من الكمال و الجلال.

[35] في الظاهرية: فقال أبوبكر.

[36] هذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلي الله عليه و سلم، و عنده أبوبكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال، فنزل جبرئيل، فقال: يا محمد، مالي أري أبابكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال؟ فقال: «يا جبريل أنفق ماله علي قبل الفتح»، قال: فان الله عزوجل يقرأ عليك السلام. فذكره.

و هذا الخبر رواه البغوي في تفسيره (8 / 34)، لكنه من وجه ضعيف الاسناد، و نص عليه ابن كثير في تفسيره لآية الحديد(لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل) الآية، (4 / 308)، لكن الحديث جاء من أوجه أخري رواها الحافظ أبوعبدالله محمد بن محمد الفضائلي الرازي في نزهة الأبصار، و الحافظ ابن عبيد، و صاحب الصحبة، نقله عنهم ابن المحب الطبري في الرياض النضرة (1 / 132)، باب ذكر اختصاصه بمواساة النبي صلي الله عليه و سلم بنفسه و ماله، و أيضا رواه أبونعيم رحمه الله.

و نص الآية و سياقها بين في أن الصديق سيرضي، و هو المرضي عنه.

[37] مما جاء في سبب نزولها، ما رواه عبدالرزاق الصنعاني مرسلا عن الحسن و الشعبي، أنها نزلت في علي و عمه العباس رضي الله عنهما، و هكذا جاء من وجه آخر عند ابن جريره بسنده عن محمد بن كعب القرظي قال: افتخر طلحة ابن شيبة من بني عبدالدار، و عباس بن عبدالمطلب، و علي بن أبي طالب؛ فقال طلحة: أنا صاحب البيت معي مفتاحه لو أشاء بت فيه، و قال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، و لو أشاء بت في المسجد، فقال علي: ما أدري ما تقولان، لقد صليت الي القبلة ستة أشهر قبل الناس، و أنا صاحب الجهاد، فأنزل الله الآية كلها.

و هذه الآثار المرسلة تدل علي فضل علي رضي الله عنه و سابقته الي الاسلام و هو لا شك ممن آمن بالله و اليوم الاخر و أقام الصلاة، و له بذلك التقدم علي عمه و طلحة، لكن عموم الآية أيضا - و العبرة به لا بخصوص السبب - يتناول بقية الصحابة - ممن يتحقق فيهم هذا الوصف: الايمان بالله و اليوم الاخر - الذين شاركوا عليا فيه.

و أيضا يتناول من هو أسبق ايمانا من علي و هو الصديق، و الآية كما تدل علي فضل علي فدلالتها أيضا علي فضل أبي بكر و عمر من طريق الأولي، و هو واضح بوصف الآية، و بضمها الي نظائرها من الآيات؛ لأن القرآن يصدق بعضه بعضا، و المقصود أنه ليس هاهنا في الآية فضيلة اختص بها علي من دون كبار الصحابة و سابقتهم أبدا، و ان كان علي رضي الله عنه أحق بالآية من طلحة بن شيبة و غيره.

و أيضا هناك سبب لنزول الآية أصح مما سبق؛ لأنه ثبت في الصحيح مرفوعا الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم؛ فقد روي الامام مسلم بسنده عن النعمان ابن بشير الأنصاري رضي الله عنهما قال: كنت عند منبر رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال رجل: لا أبالي أن لا أعمل عملا بعد الاسلام الا أن أسقي الحاج. و قال آخر: لا أبالي أن لا أعمل عملا بعد الاسلام ألا أن أعمر المسجد الحرام. و قال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر، و قال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلي الله عليه و سلم، و هو يوم الجمعة، و لكن اذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه.

فأنزل الله تعالي: (أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عندالله).

و أيضا حصل أفضل من ذلك لعمر بن الخطاب الذي نزل كلام الله بموافقته في أمور: كاتخاذ مقام ابراهيم مصلي، و انزال الحجاب علي نساء النبي و العالمين، و شأن أساري بدر، و عدم الصلاة علي المنافقين... في نحو عشرين موافقة نظمها و شرحها الشيخ عبدالفتاح رواه المكي، في «الكوكب الأغر في موافقات عمر للقرآن و التوراة و الأثر».

[38] في الظاهرية: يعدو و يجر ذيله.

[39] في الظاهرية: و قد جاءكم بالبينات من ربكم. و هو أولي من الأصل.

[40] و قد استدل الصديق رضي الله عنه بقول مؤمن آل فرعون كما قصه الله في سورته، سورة غافر: (و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم و ان يك كاذبا فعليه كذبه و ان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب).

و لكن أبابكر رضي الله عنه أكمل جهادا من مؤمن آل فرعون؛ لأنه لم يكتم ايمانه؛ بل مشهور عند أهل مكة و غيرهم ايمانه برسول الله و تصديقه له و احاطته به. و هذا الذي ذكره الامام الصادق من جهاد أبي بكر و دفاعه عن رسول الله صلي الله عليه و سلم أخرجه أبوعمر ابن عبدالبر في الاستيعاب بسنده و ابن اسحاق و غيرهما، من حديث عائشة و أسماء، و فيه: فرجع أبوبكر الينا، فجعل لايمس شيئا من عذائره الا جاء معه، و هو يقول يا ذاالجلال و الاكرام.

و أصل الخبر في صحيح البخاري في كتاب التفسير من حديث عروة بن الزبير قال: سألت عبدالله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلي الله عليه و سلم قال: كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصلي في فناء الكعبة، فجاء عقبة بن أبي معيط اليه فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبوبكر حتي دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم.

و في بعض الطرق: فأقبل عقبة بن أبي معيط، والنبي صلي الله عليه و سلم عند الكعبة فلوي ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، و أقبل أبوبكر، فأخذ بمنكبيه فدفعه عن رسول الله... الحديث.

و هذا فيه شجاعة أبي بكر في وقوفه أمام قريش وحده يدافع عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم. و هذا أول الجهاد و الدفع عن نبي الله عليه و آله الصلاة و السلام.

[41] في الظاهرية: من جهاد في نفسه.

[42] في الظاهرية: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر.

[43] سبق تخريج ذلك و التدليل عليه من عدة أوجه.

و قد روي الحافظ اسماعيل بن السمان (447ه) في كتابه «الموافقة بين أهل البيت و الصحابة» بسنده عن علي أنه قال في أبي بكر: و انه لأرأف الناس، و انه لصاحب رسول الله صلي الله عليه و سلم في الغار، و انه لأعظم الناس غناء عن نبيه في ذات يده.

[44] عدم شرك علي رضي الله عنه له أسباب و عوامل حمته منه بتوفيق الله و منته، منها:

1 - أنه صغير السن، فلم يكبر و يبلغ و يمش علي سنة قومه في الشرك بالله؛ و لذا أسلم و عمره عشر سنين أو أقل أو نحوها.

2 - أنه كان في حضانة الرسول صلي الله عليه و سلم، حيث كان لعمه أبي طالب أبناء كثيرون و هو قليل ذات اليد، فخفف عنه رسول الله بتربية ابنه علي، و هذه الحضانة و التربية كفيلة وحدها بعصم الله له بها، عن الوقوع في الشرك به.

3 - أنه و الحال هذه لا يصح قياسه بكبار الصحابة سنا، ممن كان مشركا ثم أسلم لأنه قياس مع الفارق، و تباعد الصوارف علي كل.

4 - أن من أسلم بعد شركه لا يصح عيبته بالشرك لأن الاسلام يجب ما قبله، والله تكفل أن يبدل سيئاتهم حسنات في آخر الفرقان و غيرها.

5 - أن عدم الشرك من علي ليس باختيار نفسه، بل بعناية الله له بكفالة نبيه و صغر سنه، و ما يدري لو كبر و هو عند أبيه ما يكون حاله، لا سيما و قد أشرك اخوانه الكبار، كعقيل و غيره.

6 - الأولي و الحالة هذه قياس علي بأبناء الصحابة ممن هو في نحو عمره، و مثل نشأته، فبه يصح القياس. فلم لا نقيسه بعبدالله ابن عباس ابن عمه و أمثاله.

و مع هذا فان عدم اشراك علي رضي الله عنه بالله، و عدم سجوده لصنم قط هو من مناقبه التي اختص بها، دونما تفضيل بها علي كبار الصحابة، كعمر و عثمان ممن وقع منهم الشرك بالله أولا قبل اسلامهم - رضي الله عن الجميع و أرضاهم.

[45] في الظاهرية: ثناء يغطي علي كل شي ء.

[46] هذه الآية من سورة الزمر في أول الجزء منها(فمن أظلم ممن كذب علي الله و كذب بالصدق اذ جاءه أليس في جهنم مثوي للكافرين (32) و الذي جاء بالصدق و صدق به أولئك هم المتقون (33) لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين).

والمشهور الأغلب عند المفسرين كما قال الامام الصادق، و قد روي الطبري ابن جرير بسنده الأغلب عند المفسرين كما قال الامام الصادق، و قد روي الطبري ابن جرير بسنده عن علي رضي الله عنه في تفسيرها (24 / 3) قال: جاء به محمد صلي الله عليه و سلم و صدق به أبوبكر.

و قد ذكر عن الامام أبي بكر الخلال أن سائلا سأله عن هذه الآية، فقال له: نزلت في أبي بكر، فقال السائل: بل في علي؟ فقال له الخلال: اقرأ ما بعدها (أولئك هم المتقون... ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) الآية 35 منها فبهت السائل؛ لأن عليا - رضي الله عنه و أرضاه - عندهم امام معصوم، و كيف نفع المخالفة من المعصوم حتي يكفر الله عنه أسوأ الذي عمل؟!

و أصول هؤلاء مبنية علي الكذب و الضعف و التناقض؛ بعضها يهدم الآخر. و الآية عامة في الصديق و غيره من ناحية عموم اللفظ، لكنها تتناول أكمل من تتناوله أبابكر الصديق رضي الله عنه. كما سيأتي.

و عمومها، و صف يصدق علي كل من اتصف به، ممن أمن بالرسول و صدق بما جاء عنه. والحمدلله علي سعة رحمته و عموم فضله.

[47] في أول دعوته عامة، و في خبر الاسراء و المعراج خاصة؛ فمن الأول ما رواه البخاري في تفسير قوله تعالي من آخر الأعراف: (قل يا أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السموات والارض لا اله الا الله هو يحيي و يميت فامنوا بالله و رسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله و كلماته و اتبعوه لعلكم تهتدون)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

كانت بين أبي بكر و عمر محاورة؛ فأغضب أبوبكر عمر، فانصرف عمر عنه مغضبا، فاتبعه أبوبكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتي أغلق الباب في وجهه. فأقبل أبوبكر الي رسول الله صلي الله عليه و سلم و نحن عنده، فقال رسول الله: «أما صاحبكم هذا فقد غامر»، ثم ندم عمر علي ما كان منه، فأقبل حتي سلم، و جلس الي النبي صلي الله عليه و سلم و قص عليه الخبر، و غضب رسول الله صلي الله عليه و سلم و جعل أبوبكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم فقال عليه السلام:«هل أنتم تاركون لي صاحبي؟!، هل أنتم تاركون لي صاحبي؟!؛ اني قلت: يا أيها الناس الي رسول الله اليكم جميعا، فقلتم كذبت، و قال أبوبكر صدقت».

و في رواية أخري ساقها البخاري في فضائل الصديق: قال النبي صلي الله عليه و سلم:«ان الله بعثني اليكم فقلتم كذبت، و قال أبوبكر: صدق، و واساني بنفسه و ماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟!» مرتين؛ فما أوذي بعدها. فهذه شهادة من أصدق الخلق صلي الله عليه و آله و سلم علي تصديق أبي بكر له، و صدقه في ايمانه و تصديقه.

و أيضا شهد له بالصديقية لما صعد أحدا، و رجف به و كان معه أبوبكر و عمر و عثمان؛ فقال: اثبت أحد فما عليك الا نبي و صديق و شهيدان. رواه البخاري و أحمد و بعض أهل السنن، و روي مثله و هو علي حراء و جبل ثبير بمكة. و أيضا سمي صديقا؛ لأنه صدق النبي صلي الله عليه و آله و سلم فيما أخبر به من خبر اسرائه، الي بيت المقدس و عروجه الي السماء، فصدقه أبوبكر و قال: أنا أصدقه بالخبر يأتيه من السماء، أفلا أصدقه بذلك!.

و في حديث أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه و سلم قال ليلة أسري به: قلت لجبريل:«ان قومي لا يصدقوني»، قال لي جبريل: يصدقك أبوبكر و هو الصديق. خرجه أبوعبدالله محمد بن مسدي في فضائل الصديق، و ابن المحب في الرياض النضرة.

[48] زادت الظاهرية: الزكي المرضي.

[49] كما قال فيه القحطاني، في نونيته عن أبي بكر و عمر و أبوي زوجتي محمد صلي الله عليه و سلم:



أصفاهما أقواهما أخشاهما

أتقاهما في السر والاعلان



أسناهما أزكاهما أعلاهما

أوفاهما في الوزن و الرجحان



صديق أحمد صاحب الغار الذي

هو في المغارة و النبي اثنان



أعني: أبابكر الذي لم يختلف

من شرعنا في فضله رجلان



هو شيخ أصحاب النبي و خيرهم

و امامهم حقا بلا بطلان



و أبوالمطهرة التي تنزيهها

قد جاء في النور و الفرقان



أكرم بعائشة الرضي من حرة

بكر مطهرة الازار حصان



والحق أن أوصاف أبي بكر في شرعنا كثيرة، فمن كل منقبة من مناقبه يمكننا استنباط أوصاف كثيرة، لكن خيرها و علمها عليه:



الصديق صدق أحمد

بمقاله و فعاله و جنان.

[50] جاء في حاشية الظاهرية هذه الزيادة:

قال له الرافضي: فان الله سبحانه يقول: (ان الذين تولوا منكم يوم التقي الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا).

فقال له جعفر:

أو ليس قد عفا الله عنهم؛ فقال سبحانه: (ان الذين تولوا منكم يوم التقي الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا و لقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم). اه.

قلت: هكذا وجدت في حاشيتها، و ايراد هذه الآية علي أبي بكر ليس صحيحا لأن الصديق رضي الله عنه كان ممن ثبت حول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في غزوة أحد، و لم يفر عنه؛ حيث بقي ثلاثة عشر رجلا حول رسول الله، منهم ستة من المهاجرين هم:

أبوبكر، و عمر، و علي، و طلحة و عبدالرحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم.

و من تولي عنه يومئذ و تاب، فان الله تاب عليه بنص آخر الآية. فلا مستمسك فيها أصلا، و ان وجد - تنزلا - فهو معفو عنه.

[51] هذا الدليل الذي استدل به الرافضي علي فرضية محبة علي بن ابي طالب ليس بصحيح؛ لأنه جاء في تفسيره عن أعلم متأخري الصحابة و ترجمان القرآن، و أعلم أهل البيت به بعد علي؛ عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهم، كما في الصحيحين عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس عن قوله:(قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي)، فقال سعيد: أن لا تؤذوا محمدا في قرابته، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: عجلت، انه لم يكن بطن من قريش الا لرسول الله صلي الله عليه و سلم فيهم قرابة، فقال: لا أسألكم عليه أجرا، لكن أسألكم أن تصلوا القرابة التي بيني و بينكم.

هذه دلالة الآية، و الله سبحانه لم يقل فيها: «الا المودة للقربي» أو «الا المودة لذوي القربي» كما قال في الخمس: (واعلموا أنما غنمتم من شي ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربي) و كذا في آية الفي ء في سورة الحشر، فلو قال كذلك لصح الاستدلال بها علي مراد الرجل.

و الرافضة تروي في هذه الآية عن ابن عباس حديثا موضوعا مكذوبا، هو قولهم لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: «علي و فاطمة و أبناؤهما».

فهو من الكذب المفتري علي رسول الله، الذي ليس بغريب عن القوم، و يرده أيضا أن سورة الشوري و كل ال «حم» من القرآن المكي، و لم يكن علي قد تزوج فاطمة بعد ليكون لهما أبناء.

أما محبته رضي الله عنه فهي واجبة كمحبة عموم الصحابة، لا سيما السابقين منهم، و هو من السابقين بلا شك، يدل عليها ما ذكره الامام الصادق من أدلة علي وجوب محبة الصديق.

و أيضا محبته؛ لقرابته من رسول الله و مصاهرته له، و كونه من أصلح أهل البيت بعده، الذين وجب علينا مراعاة حقوق المؤمنين منهم.

[52] تلك الآية من سورة الحشر فرق ما بين أحباب أصحاب رسول الله و أعدائهم، و قد تضمنت ما ذكره الامام الصادق رحمة الله عليه، حتي نص العلماء علي أن من سب الصحابة أو أبغضهم، ليس له في الفي ء نصيب، لهذه الآية.

و أبوبكر رضي الله عنه سيد الصحابة و أفضلهم و هو أولي من تتناوله هذه الآية، و أولي من يتناوله قوله تعالي من سورة براءة (والسابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) و غيرها من الآيات المادحة له و لغيره من أصحاب النبي صلي الله عليه و سلم، و كذا الأحاديث الواردة عنه.

و صدق الامام الصادق في أن بغضه كفر؛ لأن بغضه، بغض لمن امتدحه الله و رسوله، و لمن أحبه الله و رسوله، و أثني عليه الله و رسوله، و رضي الله عنه و رسوله، و شهد له الله و رسوله بالجنة - و كذا سبه و شتمه أو تكفيره أو اتهامه بالنفاق؛ لأنه بذلك يرد علي الله و علي رسوله، أو يكذب الله و رسوله، و هو كفر بلا شك.

و هذا نص من الامام الصادق علي كفر كثير ممن يدعون امامته و عصمته، و أتباعه من الرافضة مبغضي الصديق خاصة، و بقية الصحابة عامة؛ لأن المستند واحد فسبحان ربي! كيف ذان يجتمعان؟.

[53] الحديث بلفظه هذا أخرجه الحاكم في مستدركه (3 / 167) عن عبدالله بن مسعود و صححه، و وافقه الذهبي عليه، و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، كما عزاه اليه الهيثمي في المجمع (9 / 183) و قال: و فيه عبدالرحمن بن زياد ابن أنعم، و فيه خلاف، و بقية رجاله رجال الصحيح».

و الحديث بهذا اللفظ حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1 / 358).

أما جملة الحديث بدون قوله [و أبوهما خير منهما] فهي لفظة متواترة، نقله المناوي في الفيض، و أشهر من أخرجه بها الامام أحمد في مسنده في مواضع (3 / 3، 62، 64، 80)، و (5 / 391)، و الترمذي في جامعه (4 / 339)، و (2 / 307) و غيرهما.

و هو مروي عن جماعة من الصحابة، عن أبي سعيد و حذيفة و علي و عمر ابن الخطاب و ابن عمر و البراء بن عازب و أبي هريرة و جابر و قرة بن اياس رضي الله عنهم.

[54] في الظاهرية: حدثني أبي عن أبيه جدي عن جده عن علي بن أبي طالب..

و هو بلاشك أصح مما في الأصل!.

[55] في الظاهرية: و شبابهم، بضمير الجمع و هو الصواب.

[56] هذا الاسناد جيد الا أن علي بن الحسين زين العابدين لم يصح تحمله من جده علي؛ لأنه ولد سنة 37ه، و هذا يحتم اسناد نسخة الظاهرية. و هذا الحديث مروي عن جماعة من الصحابة منهم علي و أنس و أبي جحيفة و جابر و أبي سعيد رضي الله عنهم.

و حديث علي هذا رواه عبدالله بن أحمد في المسند (1 / 80)، و ابن عساكر في تاريخ دمشق (9 / 307)، و أخرجه أيضا عنه الترمذي في جامعه (4 / 310)، و ابن ماجه في السنن رقم 94، 100 و غيرهما.

و قد توسع في تخريجه الشيخ الألباني في الصحيحة رقم 824 و حكم عليه بالصحة.

[57] الظاهر أنه قرأ سورة يس ثم شرع بقراءة حم الدخان.

[58] في الظاهرية: و أنت تقرأ.

[59] هذه الحيدة من الامام الصادق عن جواب الرافضي مقصودة؛ لأنه لا ثمرة من هذا السؤال، و ايراده في أيهما أفضل، يراد منه انقاص الأخري و سبها، و الا فما الثمرة ان كانت فاطمة أفضل من عائشة أو عائشة أفضل من فاطمة رضي الله عنهما و أرضاهما؟، لاثمرة من التفضيل في الحقيقة تعود الي الدين و المعتقد الا التشويش و فتح الباب للسب و الشتم، و القيل و القال.

فهذه بنت رسول الله و سيدة نساء المؤمنين في الجنة، و الأخري زوجه و حبيبته من النساء كلهن و صاحبته في الجنة.

و ربما ألمح الي أنه لما كانت الآيات المتلوة كلها كلام الله و لا اختلاف بينها في ذلك. فكذلك في منزلتي عائشة و فاطمة رضي الله عنهما ديانة و قدرا لا فرق بينهما.

ثم لما ألح في السؤال، أجابه بما يؤكد عدم وجاهة سؤاله، بابانة منزلة كل منهما من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و حكم شتمهما.

[60] هي حبيبة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، بل أحب الناس اليه من النساء كما جاء في الصحيحين من حديث أنس، أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم سئل: من أحب الناس اليك؟، قال: «عائشة»، قيل: و من الرجال، قال «أبوها».

و قال لابنته فاطمة رضي الله عنها، لما جاءته بشكوي أزواجه، و غيرتهن من عائشة بسؤالهن العدل فيها، قال عليه الصلاة و السلام: «أي بنية ألست تحبين ما أحب؟» فقالت: بلي. قال: «فأحبي هذه»، يعني عائشة. رواه الامام مسلم في صحيحه.

و لما في الصحيحين عنه صلي الله عليه و سلم أنه قال: «فضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام». خرجوه من حديث أنس.

و في البخاري: خطب عمار بن ياسر علي منبر الكوفة، و يسمعه علي و ابنه الحسن، فقال عن عائشة: اني لأعلم أنها زوجته في الدنيا و الآخرة، و لكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو اياها.

و لما روي ابن حبان في صحيحه من حديث سعيد بن كثير عن أبيه عن عائشة أنه صلي الله عليه و سلم قال لها: «أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة؟».

هذا نزر يسير مما ورد في فضلها، فمن أبغضها أو استنقصها أو شتمها أو طعن في عرضها فهو كافر بما جاء عن الله و عن رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، فكيف بمن كفرها و خلدها في النار؟! عياذا بالله من هذه الحال و سوء المقال.



أكرم بعائشة الرضي من حرة

بكر مطهرة الازار حصان



هي زوج خير الأنبياء و بكره

و عروسه من جملة النسوان



هي عرسه هي أنسه هي الفه

هي حبه صدقا بلا ادهان.

[61] هي فاطمة البتول بنت الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و قرة عينه، و قد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أن فاطمة جاءت الي رسول الله صلي الله عليه و سلم و هو ممرض في بيت عائشة قبل موته، و أنه أسر اليها حديثا فبكت، ثم قال لها:«أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء العالمين»، فضحكت لذلك، و كانت أسبق أهل بيته لحوقا به.

و هي بنت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج رسول الله صلي الله عليه و سلم و أفضل نساء العالمين، و هي أم الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة، و أم أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، و هي زوجة الخليفة الرابع، أخي رسول الله صلي الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الدنيا و الآخرة.

و فضائلها رضي الله عنها أشهر من أن تنكر، و أعرف من أن تذكر.

و المفاضلة بينها و بين أمها خديجة و بين عائشة - رضي الله عن الجميع - محل خلاف، و لا طائل تحته و لا ثمرة.

و بغضها و أذيتها و شتمها، أذية لرسول الله، و بغض و شتم له، فما يجرؤ عليه الا منافق خبيث حاقد علي دين الله!.



أكرم بفاطمة البتول و بعلها

و بمن هما لمحمد سبطان



غصنان أصلهما بروضة أحمد

لله در الأصل و الغصنان.

[62] في الظاهرية: أفقاتلت عليا؟.

[63] الآية من سورة الأحزاب و هي قوله تعالي:(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الي طعام غير ناظرين اناه و لكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا و لا مستئنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم و الله لا يستحيي من الحق و اذا سألتموهن متاعا فأسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن و ما كان أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عندالله عظيما).

هذه الآية تسمي عند العلماء بآية الحجاب لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم حجب نساءه بعدها. و هي نزلت موافقة لمشورة عمر لرسول الله بذلك.

و سبب نزول قوله: (و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) الآية: ما روي أن بعضهم هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلي الله عليه و سلم من بعده، و لذا أجمع العلماء قاطبة علي أن من توفي عنها رسول الله صلي الله عليه و سلم من أزواجه، أنه يحرم تزوجها من بعده؛ لأنهن أمهات المؤمنين كما قال تعالي: في السورة:(النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم)، و هن أزواجه في الدنيا و الاخرة، و الامام الصادق استدل بعموم الأذية في الآية؛ لأن مقتضي سؤال الرافضي القدح و الطعن في عائشة لأنها خرجت مع الذين قاتلوا عليا في أول خلافته في معركة الجمل، و أن هذا الطعن طعن في رسول الله؛ لأنه أذية لأهله، و أذية أهله أذية له.

و عائشة رضي الله عنها لم تقاتل عليا رضي الله عنه كما زعمه الرجل؛ لأنها لم تخرج مقاتلة، لا له و لا لغيره، و انما خرجت بقصد الصلح و جمع أمر المسلمين لا كما يصوره الرافضة و غيرهم ممن أرادوا تشويه التاريخ - تاريخ الصحابة - بأنها خرجت مقاتلة، و لكن وقع القتال من أفراد الفتنة و دعاتها من الفريقين، و وافق ذلك خروج عائشة و غيرها من أصحاب الرسول صلي الله عليه و سلم.

[64] هذه الآيات الثلاث التي ساقها الامام الصادق رحمة الله عليه تدل علي أن هذه الأمة مستخلفة من الله في الأرض، و هم خلفاء فيها عمن سلفنا من الأمم، و بعضهم يخلف بعض؛ كما خلف أبوبكر رسول الله صلي الله عليه و سلم، و عمر أبابكر، و عثمان عمر، و علي عثمان رضي الله عنهم، و من بعدهم هكذا خلفاء أمراء، و مستخلفين علي عمارتها.

و كأنه رحمه الله استشف من هذه الآيات و غيرها أن هذه الأمة لما كانت مستخلفة في الأرض، تخلف غيرها، و كان أول ذلك عهد النبي صلي الله عليه و سلم، اجتمع أمر الأمة بعده علي أبي بكر ثم علي عمر ثم علي عثمان ثم علي علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع و أرضاهم، فلما وقع ذلك كانوا هم مستخلفين و الله تعالي أعلم.

[65] لكزه، بلام و كاف و زاي معجمة و هاء؛ أي دفعه، و يكون اللكز دفعا و ضربا بشدة غالبا و يسمي هنا و كزا؛ كما قال تعالي عن موسي (فوكزه موسي فقضي عليه).

[66] المشهور عند العلماء في تفسير آخر آية الفتح عدم تعين هؤلاء الصحابة؛ لأنها عندهم أوصاف عامة غير معينة في أشخاص غير محددين، و ما كان كذلك بقي علي عمومه، يتناول كل من كان متصفا بها، فوصف والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم) الآية وصف عام لجميع أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و ما كان عاما فلابد من دليل لتخصيصه أو سبب نزول، لتعينه عليه أولا.

و لا شك أن الذين ذكرهم جعفر الصادق رحمه الله - و هم: أبوبكر الصديق، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب رضي الله عنهم - من أولي من يتناولهم هذا الوصف، فيكونون أولي من تتناولهم الآية. و الله أعلم.

[67] قوله تعالي: (منهم)؛ هذه «من» لبيان الجنس، و هم الصحابة كما نص عليه الصادق و هو اجماع في تفسير الآية عليه.

و قوله تعالي قبلها: (ليغيظ بهم الكفار) استدل بها الامام مالك و غيره من العلماء علي كفر مبغض الصحابة - فضلا عن مكفرهم - لأن سابهم و الطاعن فيهم و مبغضهم مغتاظ من الصحابة و من اغتاظ منهم فهو كافر بنص هذه الآية.

فما بالك بمن يكفر كل الصحابة الا أعدادا لا يجاوزون أصابع اليد!، لا شك أنهم من أول من تتناولهم الآية، و هم كفار بها؛ لأن من كفر الصحابة - الذين امتدحهم الله و رسوله - فقد غاظهم! ألا فليتق أولئك الله ربهم! أو فيا ويلهم!.

[68] في الظاهرية: ويلك! حدثني أبي قال: حدثني أبي عن أبيه عن علي بن أبي طالب.

[69] هذا الاسناد جيد لو صح سماع علي بن الحسين زين العابدين من جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و قد صح من النسخة الظاهرية، و هي نسخة معتمدة و موثقه أشد من الأصل، و الحديث هذا لم أجده بهذا اللفظ، و لا في تفسير آية الزمر التي استدل بها عليه الامام الصادق و الله تعالي أعلم.

[70] في الظاهرية: مناد يا محمد.

[71] في الظاهرية: من الخلفاء بعدي.

[72] في الظاهرية: من حاشيتها: فيخرج، و هي تصحيح لما في المتن.

[73] في الظاهرية: فأقول: يا عمر.

[74] في الظاهرية: في حاشيتها: ثم ينادي مناد، فيؤتي بعثمان بن عفان فيخرج و أوداجه.

[75] وردت أحاديث بألفاظ أخصر مما رواه الصادق عن أبيه عن جده، و بنحوهما.

فمن ذلك حديث ابن عمر مرفوعا: «أنا أول من ينشق عنه الأرض، ثم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ثم آتي أهل البقيع، ثم أنتظر أهل مكة فتنشق عنهم، ثم يقوم الخلائق» أخرجه الملا عمر بن الخضر في سيرته نقلا عن ابن المحب في الرياض النضرة (1 / 52). و أخرجه أيضا أبوحاتم الرازي في فضائل عمر، عن ابن المحب (1 / 164).

و عن علي بن أبي طالب أنه قال: يا رسول الله، من أول من يحاسب يوم القيامة؟ قال: «أبوبكر»، قال: ثم من؟ قال: «عمر»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أنت يا علي». قلت: يا رسول الله أين عثمان؟ قال: «اني سألت عثمان حاجة سرا فقضاها سرا فسألت الله ان لا يحاسب عثمان». خرجه الحافظ ابن بشران و ابن السمان في «الموافقة بين آل البيت و الصحابة»، و بنحوه الخجندي في الأربعين، كما نقله ابن المحب (2 / 32). أما اللفظ الذي في المتن ففيه غرابة في تسمية صلي الله عليه و آله و سلم قاتلي عمر و علي رضي الله عنهما؟.

[76] في الظاهرية: من التبرؤ من أبي بكر.

[77] في الظاهرية: مخالف لهم.

[78] ها هنا يؤكد الامام الصادق أن المخالف لهؤلاء الأربعة أو أحدهم، المبغض لهم الحاقد عليهم، و قبل ذلك مكفرهم أو الحاكم عليهم بالردة، أنه كافر علي غير فطرة الاسلام، و أعماله ممن قال الله فيها: (و قدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا).

فهذا امام أهل البيت في زمنه يكفر الرافضة المبغضين و الشاتمين لخيار أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هو ما شهدت به الآيات في القرآن و نص عليها أهل العلم من الصحابة و من بعدهم. و لم يخالف فيه و يسبهم الا من استحكمت عليه شبهة الهوي و النفس و الشيطان، نعوذ بالله من ذلك.

[79] جاء في آخر الظاهرية هكذا: آخر المناظرة، و الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و سلم.


ختامه مسك


قال رسول الله صلي الله عليه و آله: سافروا تصحوا و ترزقوا [1] .

پيامبر صلي الله عليه و آله فرمود: مسافرت كنيد (با شرايطي كه ذكر شد) تا سالم بمانيد (در صحت و سلامت شما اثر به سزايي خواهد داشت) و رزق و روزي به دست آوريد.



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] تفسير المعين، ص 301؛ كنز العمال، ج 6، ص 701، ح 17469.


ما في الأعضاء من المآرب الأخري


قد أنبأتك بما في الأعضاء من الغناء في صنعة الكلام و اقامة الحروف، و فيها مع الذي ذكرت لك مآرب اخري. فالحنجرة ليسلك فيها هذا النسيم الي الرئة، فتروح علي الفؤاد بالنفس الدائم المتتابع الذي لو حبس شيئا يسيرا لهلك الانسان، و باللسان تذاق الطعوم، فيميز بينها، و يعرف كل واحد منها حلوها من مرها و حامضها من مرها و مالحها من عذبها و طيبها من خبيثها، و فيه مع ذلك معونة علي اساغته، و هي مع ذلك كالسند للشفتين تمسكهما و تدعمهما من داخل الفم و اعتبر ذلك فانك تري من سقطت اسنانه مسترخي الشفة و مضطربها، و بالشفتين يترشف الشراب، حتي يكون الذي يصل الي الجوف منه بقصد و قدر، لا يثج ثجا، فيغص به الشارب، أو ينكأ في الجوف، ثم همي بعد ذلك كالباب المطبق علي الفم يفتحها الانسان اذا شاء و يطبقها اذا شاء. و فيما وصفنا من هذا بيان.



[ صفحه 33]



ان كل واحد من هذه الاعضاء يتصرف، و ينقسم الي وجوه من المنافع كما تتصرف الأداة الواحدة في اعمال شتي، و ذلك كالفأس تستعمل في النجارة و الحفر و غيرهما من الأعمال.


اثر دعاي امام صادق


مفضل مي گويد: با امام صادق عليه السلام به سوي مكه در حركت بوديم. در اين هنگام از كنار زن و بچه اي كه گاوشان مرده بود و براي آن مي گريستند، گذشتيم. حضرت فرمود: چه شده است؟ زن گفت: اين گاو، همه ي دارايي ما بود و با آن زندگي خود را مي گذرانديم. اكنون مرده است و ما نمي دانيم چه كنيم.

حضرت فرمود: آيا مي خواهي كه خدا آن را زنده كند؟ زن گفت: ما ناراحت هستيم و تو ما را به مسخره گرفته اي؟ حضرت فرمود: هرگز مقصودم اين نبود. پس امام دعا كرد و با پاي مبارك، به گاو ضربه اي زد و او را نهيب زد. در همان لحظه گاو برخاست و سرپا ايستاد.

زن گفت: قسم به خداي كعبه! تو عيسي بن مريم هستي. بعد امام عليه السلام داخل مردم رفت و آن زن نتوانست حضرت را بشناسد. [1] .



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] كشف الغمة، ج 2، ص 728؛ بحارالأنوار، ج 47، ص 115.


اقوال العلماء في الامام الصادق


«في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من تبعه و لا يهتدي من خالفه». [1] .

زيد بن علي (ع)



[ صفحه 53]



«إن جعفرا كان ممن قال الله فيه: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا). و كان ممن اصطفاه الله و كان من السابقين في الخيرات [2] و انه ليس من أهل بيت إلا و فيهم محدث و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم.» [3] .

المنصور الدوانيقي.

«جعفر بن محمد اختلفت اليه زمانا فما كنت أراه إلا علي احدي ثلاث خصال، إما مصل، و إما صائم و إما يقرأ القرآن، [4] و ما رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر علي قلب بشر افضل من جعفر بن محمد الصادق علما و عبادة و ورعا.» [5] .

مالك بن انس

«كنت إذا نظرت إلي جعفر بن محمد علمت انه من سلالة النبيين.» [6] .

«ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد لما اقدمه المنصور بعث الي فقال: يا أباحنيفة ان الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيي ء له من المسائل الشداد فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث الي أبوجعفر و هو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه و جعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما ابصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه و أومأ إلي فجلست ثم التفت اليه فقال: يا أباعبدالله هذا أبوحنيفة.

قال جعفر: نعم. ثم اتبعها قد أتانا. كأنه كره ما يقول فيه قوم انه إذا رأي الرجل عرفه، ثم التفت المنصور إلي فقال: يا أباحنيفة ألق علي أبي عبدالله من مسائلك. فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: انتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا و نحن نقول كذا فربما تابعهم و ربما خالفنا جميعا حتي أتيت علي الاربعين مسألة، ثم قال أبوحنيفة: ألسنا روينا ان اعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.» [7] .

أبوحنيفة



[ صفحه 54]



«ما هذا ببشر و إن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء، و يتروح إذا شاء، فهو هذا. و أشار الي الصادق».

ابن أبي العوجاء

«جعفر بن محمد الصادق هو ذو علم غزير و أدب كامل في الحكمة و زهد في الدنيا و ورع تام عن الشهوات و قد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه و يفيض علي الموالين له اسرار العلوم، ثم دخل العراق و أقام بها مدة، ما تعرض للأمامة قط، و لا نازع في الخلافة أحدا، و من غرق في بحر المعرفة لم يقع في شط، و من تعلا الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط.» [8] .

أبوالفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني

«الإمام الصادق كان بين أخوته خليفة أبيه نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره. كان رأسا في الحديث، روي عنه يحيي بن سعيد و ابن جريح و مالك بن انس و ابن عيينة و ابوأيوب السجستاني و غيرهم».

القرماني في تاريخه

«جعفر بن محمد كان من سادات أهل البيت فقها و علما و فضلا».

ابن حيان

«جعفر بن محمد ثقة لا يسأل عن مثله.» [9] .

الحافظ أبوحاتم

«جعفر بن محمد هو من علماء أهل البيت و ساداتهم، ذو علوم جمة، و عبادة موفورة، و أوراد متواصلة، و زهادة بينة، و تلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن و يستخرج من بحره جواهره و يستنتج عجائبه، و يقسم أوقاته علي انواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته يذكر بالآخرة، و استماع كلامه يزهد في الدنيا، و الاقتداء بهديه يورث الجنة، نور قسماته شاهد انه من سلالة النبوة، و طهارة افعاله تصدع انه من ذرية الرسالة، نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من اعيان الأمة و أعلامهم، مثل يحيي بن سعيد الانصاري، و ابن جريح، و مالك بن انس، و الثوري، و ابن عيينة، و ايوب السجستاني، و غيرهم، و عدوا أخذهم منه منقبة شرفوا و فضيلة اكتسبوها.» [10] .

كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي



[ صفحه 55]



«جعفر بن محمد الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق أقبل علي العبادة و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع و نهي عن الرئاسة و الجموع.» [11] .

أبونعيم

«جعفر بن محمد بن علي بن الحسين كان مشغولا بالعبادة عن حب الرئاسة.» [12] .

عبدالرحمن بن الجوزي

«جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب و كنيته أبوإسماعيل و يلقب بالصادق و الطاهر و الفاضل، و اشهر القابه الصادق.» [13] .

أبو المظفر يوسف شمس الدين

«أدركت في هذا المسجد (يعني الكوفة) تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد.» [14] .

الحسن بن علي الوشاء

«جعفر بن محمد، ازدحم علي بابه العلماء، و اقتبس من مشكاة انواره الاصفياء، و كان يتكلم بغوامض الاسرار و علوم الحقيقة و هو ابن سبع سنين». [15] .

عبدالرحمن بن محمد الحنفي البسطامي

«جعفر بن محمد، الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه، و يقال: ان أباحنيفة من تلامذته و كذلك سفيان الثوري، و حسبك بهما في هذا الباب.» [16] .

أبوبحر الجاحظ

«جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقيه صدوق.» [17] .

ابن حجر العسقلاني

«مناقب الصادق فاضلة، و صفاته في الشرف كاملة، جري علي سنن آبائه الكرام و أخذ بهديه و هديهم عليهم السلام، و وقف نفسه الشريفة علي العبادة و حبسها علي الطاعة و الزهادة، و اشتغل باوراده و تهجده و صلاته و تعبده لو طاوله الفلك لتزحزح عن مكانه».

الوزير أبوالفتح الاربلي



[ صفحه 56]



«أبوعبدالله الإمام المعظم جعفر الصادق، صاحب الخارقات الظاهرة و الآيات الباهرة المخبر بالمغيبات الكائنة أمه و أم أخيه عبدالله أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر و أمها اسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر و لذا كان جعفر بن محمد عليه الرضوان يقول ولدني أبوبكر مرتين ولد سنة 83 و توفي سنة 148 ه و دفن بالبقيع.» [18] .

نقيب حلب

محمد بن حمزة بن زهرة

«جعفر الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان، و روي عنه الأئمة الأكابر كيحيي بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفيانين و أبي حنيفة و شعبة و أيو السجستاني.» [19] .

أحمد بن حجر الهيثمي

«ولد الصادق بالمدينه يوم الجمعة عند طلوع الفجر سنة 38 و عاش 65 سنة و كانت امامته اربعا و ثلاثين سنة، و قد نقل الناس عنه علي اختلاف مذاهبهم و دياناتهم ما سارت به الركبان، و قد عد اسماء الرواة عنه فكانوا أربعة آلاف رجل. توفي في شوال سنة 148 و دفن بالبقيع مع أبيه وجده و قيل قتله المنصور الدوانيقي بالسم». [20] .

محمد سراج الدين الرفاعي

«جعفر الصادق بن محمد الباقر زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، سمي الصادق لصدقه، و ينسب اليه كلام في صفة الكيمياء و الزجر و الفال ولد سنة 80 بالمدينة بالبقيع».

عمرو بن الوردي في تاريخه

«جعفر الصادق بن محمد الباقر الإمام السيد أبوعبدالله الهاشمي العلوي الحسيني المدني، و كان يلقب بالصابر و الفاضل و الطاهر، و اشهر القابه الصادق. حدث عنه أبوحنيفة و ابن جريح و شعبة و السفيانان و مالك و غيرهم.» [21] .

جمال الدين أبوالمحاسن



[ صفحه 57]



«و جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب السادس من الأئمة الأثني عشر والدته أم فروة كريمة القاسم بن محمد أبن أبي بكر (رض). ولد الإمام جعفر في المدينة المنورة سنة 82 ه و هو أكبر اولاد الإمام محمد الباقر و تلمذ علي والده فريد زمانه في العلم و الفضل، استمر علي حلقة تدريس و إفادات جعفر الصادق الإمام الاعظم ابوحنيفة، و استفاد منه اولا في المعارف الظاهرية و الباطنية، و كان للامام اليد الطولي في الجعفر و الكيمياء و الالمام بسائر العلوم، و كان ممن تتلمذ علي الإمام موجود في الكيمياء جابر، لم يكن له نضير في الزهد و التقوي، و القناعة و حسن الاخلاق، و لصدق حسبه سمي بالصادق. كان أبوجعفر المنصور ثاني خلفاء العباسيين يدو الي تعظيم الإمام و تكريمه و يستنير بآرائه و ارشاداته و نصائحه، و عرض أبومسلم الخراساني الخلافة ابتداء علي الإمام جعفر الصادق فلم يقبلها، كان له من الاولاد سبعة ابناء و ثلاث بنات، توفي في سنة 148 عن عمر ناهز 65 سنة في المدينة المنورة و دفن بجوار جده و والده، عرف صاحب الترجمة، بامام المذهب الشيعي و المنتمون اليه سموا بالجعفرية.» [22] .

«جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الهاشمي المدني المعروف بالصادق ام ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر... متفق علي امامته و جلالته» [23] .

علي القاري

«جعفر بن محمد الصادق و هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنهم، و يكني أبوعبدالله و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن ابي بكر الصديق، و أم أم فروة اسماء بنت عبدالرحمن بن ابي بكر، و كان من سادات أهل البيت، سمع أباه و محمد بن المكندر و عطاء بن ابي رباح، روي عنه عبدالوهاب الثقفي، و حاتم بن اسماعيل، و وهيب بن خالد، و حسن بن عياش، و سليمان بن بلال، و الثوري و الداروردي و يحيي بن سعيد الانصاري، و حفص بن غياث و مالك بن انس، و ابن جريح، ولد سنة ثمانين و مات سنة ثمان و اربعين و مائة و هو ابن اربعة و ستين سنة.» [24] .

محمد بن طاهر بن علي المقدسي



[ صفحه 58]



«جعفر الصادق أبوعبدالله جعفر بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي، سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية: كان من أجل التابعين، و له منزلة رفيعة في العلم أخذ عنه جماعة منهم: أبوحنيفة، و مالك و جابر بن حيان، و لقب بالصادق لانه لم يعرف عنه الكذب قط، له اخبار مع الخلفاء من بني العباس، و كان جريئا عليهم صداعا في الحق، و صنف تلميذه جابر بن حيان كتابا في الف ورقة يتضمن (رسائل الإمام جعفر الصادق) و هي خمسمائة رسالة، مولده و وفاته بالمدينة.» [25] .

خيرالدين الزركلي

«لولا السنتان لهلك نعمان»

أبوحنيفة

يقول الألوسي: «هذا أبوحنيفة و هو من أهل السنة يفتخر و يقول بأفصح لسان لولا السنتان لهلك نعمان» يعني السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق [26] .

«جعفر الصادق فاق جميع اقرانه من أهل البيت و هو ذو علم غزير، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات، و ادب كامل في الحكمة»

الشيخ عبدالرحمن السلمي

«جعفر الصادق كان من بين اخوته خليفة أبيه و وصيه، نقل عنه في العلوم ما لم ينقل عن غيره و كان اماما في الحديث و مناقبه كثيرة».

السويدي في سبائك الذهب

«جعفر الصادق له عمود الشرف، و مناقبه متواترة بين الأنام، مشهورة بين الخاص و العام، و قصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله»

جمال الدين الدواردي

«و لا مشاحة ان انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد علي فك الفكر من عقاله، فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي، و لا يفوتنا أن نشير إلي أن الذي تزعم تلك الحركة: هو حفيد علي بن أبي طالب المسمي بالامام الصادق، و هو رجل رحب افق التفكير، بعيد اغوار العقل، ملم كل الالمام بعلوم عصره، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية المشهورة في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية



[ صفحه 59]



اولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الأنحاء القاصية.» [27] .

السيد مير علي الهندي

«جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، و كنيته أبوعبدالله و قيل أبواسماعيل و ألقابه الصادق و الفاضل و الطاهر و اشهرها الأول، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان، و روي عنه الأئمة الكبار كيحيي و مالك و ابي حنيفة.» [28] .

محمود بن وهيب البغدادي

«الامام أبوعبدالله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم الهاشمي المدني الصادق، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، روي عن أبيه و القاسم بن محمد و نافع و عطاء و محمد بن المنكدر و الزهري و غيرهم، و روي عنه محمد بن اسحاق و يحيي الأنصاري و مالك و السفيانان و ابن جريح و شعبة و يحيي القطان و آخرون - و اتفقوا علي إمامته و جلالته، قال عمر بن أبي المقدام: كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.» [29] .

ابوزكريا محيي الدين بن شرف

«جعفر الصادق أبوعبدالله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب روي عنه كثيرون كمالك و السفيانان و ابن جريح و ابن اسحاق، و اتفقوا علي إمامته و جلالته و سيادته، ولد سنة 80 ه و توفي سنة 148 ه قيل مسموما، وثقه في روايته الشافعي و ابن معين و ابوحاتم و الذهبي و هو من فضلاء أهل البيت و علمائهم».

احمد شهاب الدين الخفاجي



[ صفحه 60]



«كان جعفر بن الصادق مستجاب الدعوة اذا سأل الله شيئا لا يتم قوله إلا و هو بن يديه».

الشبلنجي في نور الأبصار

«جعفر بن محمد سيد بني هاشم ابوعبدالله العلوي».

الذهبي

«جعفر بن محمد أبوعبدالله فقيه صدوق». [30] .

الزرقاني

«أبوعبدالله جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين احد الأئمة الاثني عشر علي مذهب الامامية و كان من سادات آل البيت، و لقب بالصادق لصدقه و فضله أشهر من ان يذكر».

ابن خلكان في وفياته

«سلالة النبوة و معدن الفتوة ابوعبدالله جعفر الصادق بن ابي جعفر محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي العلوي، و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر، فهو علوي الأب بكري الأم ولد سنة ثمانين في المدينة و فيها توفي و دفن بالبقيع في قبر فيه ابوه محمد الباقر، و جده زين العابدين، و عم جده الحسين بن علي رضوان عليهم اجمعين و اكرم بذلك و ما جمع من الأشراف الكرام، اولي المناقب، و انما لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و له كلام نفيس في علوم التوحيد و غيرها و قد الف تليذه جابر بن حيان الصوفي كتابا يشمل علي الف ورقة يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة». [31] .

اليافعي

و قال الشيخ المناوي [32] عند ذكر الامام جعفر الصادق: و كانت له كرامات كثيرة و مكاشفات شهيرة منها:

«انه سعي به عند المنصور فلما حج احضر الساعي و قال للساعي: أتحلف؟ قال نعم، فحلف، فقال جعفر للمنصور: حلفه بما أراه فقال: حلفه. فقال: قل برئت من حول الله و قوته و التجأت الي حولي و قوتي لقد فعل جعفر كذا و كذا



[ صفحه 61]



فامتنع الرجل، ثم حلف فما تم حتي مات مكانه.

و منها أن بعض الطغاة قتل مولاه فلم يزل ليلته يصلي ثم دعا عليه عند السحر فسمعت الضجة بموته

و منها لما بلغه قول الحكم بن العباس الكلبي في عمه زيد:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم نر مهديا علي الجذع يصلب



قال: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك. فافترسه الأسد.

و منها ما أخرجه الطبري من طريق ابن وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول حججت سنة ثلاث عشرة و مائة فلما صليت العصر رقيت أباقبيس فاذا رجل جالس يدعو فقال: يا رب، حتي انقطع نفسه ثم قال: يا حي يا حي حي انقطع نفسه ثم قال: إلهي إني أشتهي العنب فأطعمنيه و ان بردي قد خلق فاكسي قال الليث: فما تم كلامه حتي نظرت إلي سلة مملوءة عنبا إلي آخر ما ذكره»

المناوي

«السادس من الأئمة جعفر الصادق ذو المناقب الكثيرة و الفضائل الشهيرة، روي عنه الحديث كثيرون مثل مالك بن أنس و أبي حنيفة و يحيي بن سعيد، و ابن جريح و الثوري، ولد رضي الله عنه بالمدينة المنورة سنة ثمانين من الهجرة و غرر فضائله علي جبهات الأيام كاملة، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة و توفي رضي الله عنه سنة 148«. [33] .

عبدالله الشبراوي

«جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبوعبدالله الصادق المدني أحد الأعلام حدث عن أبيه و جده و أبي أمه القاسم بن محمد و عروة و عنه خلق لا يحصون فمنهم ابنا موسي و شعبة و السفيانان قال الشافعي و ابن معين و ابوحاتم ثقة مات سنة 148 عن 67«. [34] .

الجزري

«أبوعبدالله جعفر الصادق: كان من سادات أهل البيت، و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، ولد سنة ثمانين و روي عنه مالك بن أنس و أبوحنيفة و كثيرون من علماء المدينة». [35] .

محمد الخضري



[ صفحه 62]



«و أكبر شخصيات ذلك العصر في التشريع الشيعي بل ربما كان أكبر الشخصيات في ذلك في العصور المختلفة الإمام جعفر الصادق، و علي الجملة فقد كان الإمام جعفر من أعظم الشخصيات في عصره و بعد عصره، و قد مات في العام العاشر من حكم المنصور».

الدكتور أحمد أمين

«جعفر بن محمد كان إماما مفخرة من مفاخر المسلمين لم تذهب قط، و إنما بقي منها في كل غد قادم حتي القيامة صوت صارخ، يعلم الزهاد زهدا؛ و يكسب العلماء علما، يهدي المضطرب و يشجع المقتحم، يهدم الظلم و يبني للعدالة، و هو ينادي بالمسلمين جميعا أن هلموا و اجتمعوا، و ان قوما لم يختلفوا في ربهم و في نبيهم لمجموعون مهما اختلفوا في يوم قريب». [36] .

عبدالعزيز سيد الأهل

«كان بيت جعفر الصادق كالجامعة يزدان علي الدوام بالعلماء الكبار في الحديث و التفسير و الحكمة و الكلام، فكان يحضر مجلس درسه في أغلب الأوقات الفان و بعض الأحيان أربعة آلاف من العلماء المشهورين، و قد الف تلاميذه من جميع الأحاديث و الدروس التي كانوا يتلقونها في مجلسه مجموعة من الكتب تعد بمثابة دائرة معارف للمذهب الشيعي أو الجعفري».

السيد محمد صادق نشأة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة

«أبوعبدالله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين هو أحد الأئمة الأثني عشر علي مذهب الإمامية كان من سادات أهل البيت النبوي لقب بالصادق لصدقه في كلامه».

فريد وجدي

«جعفر الصادق و هو ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين كان من سادات أهل البيت و لقب بالصادق لصدقه، و فضله عظيم، له مقالات في صناعات الكيمياء و الزجر و الفال و كان تلميذه جابر بن حيان قد ألف كتابا يشتمل علي الف ورقة تتضمن «رسائل الصادق» و هي خمسمائة رسالة، اليه ينسب كتاب الجفر و سيذكر، و كان جعفر أديبا تقيا دينا حكيما في سيرته». [37] .

بطرس البستاني



[ صفحه 63]



«عندما يتفرغ الباحث لدراسة شخصية الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين علي بن أبي طالب دراسة صحيحة علي ضوء الضمير النقي، و الواقع العقلي، و التجرد العلمي، متبعا الأصول الحديثة، مبتعدا عن العاطفة، و مرض التعصب، و أثر الجنسية، فلا يستطيع الا الإقرار بأنها مجموعة فلسفية قائمة بذاتها، تزخر بالحيوية النابضة، و الروحية المتجسدة، و العقلية المبدعة التي استنبطت العلوم، و أبدعت الأفكار، و ابتكرت السنن، و أوجدت النظم و الأحكام». [38] .

معهد البحوث الشرقية

عارف ثامر، و الأب أ. عبده خليفة اليسوعي

و بهذا نكتفي عن ذكر أقوال بقية العلماء الآخرين، و سيأتي محل آخر ننشر فيه آراء علماء العصر من المسلمين و غيرهم. و يلزمنا التنبيه علي شي ء مر ذكره في بعض هذه الأقوال و هو نسبة الزجر و الفال إلي الإمام الصادق عليه السلام، و هذا من الخطأ و الإشتباه، و انما كان الإمام يستشف ما وراء الحجب باستقراء الحوادث السياسية، و ينظر المستقبل بحكمته و صفاء باطنه، يخبر بالحوادث قبل وقوعها، و قد أخبر بأن الخلافة للسفاح و من بعده للمنصور و تبقي في أولاده من بعده، و أخبر بمقتل محمد و ابراهيم علي يد المنصور، و كان معارضا لبيعة محمد في المؤتمر الذي عقده الهاشميون من عباسيين و علويين لبيعة محمد بن عبدالله، و قال لعبدالله بن الحسن: لا تفعلوا فان الأمر لم يأت بعد، فقال عبدالله لقد علمت خلاف ما تقول، قال الصادق: لا، ولكن هذا و أبناؤه دونك و ضرب بيده علي أبي العباس. ثم نهض فأتبعه عبدالصمد بن علي و أبوجعفر المنصور فقالا له: أتقول ذلك؟ قال: نعم أقوله والله و أعلمه.

و ليس في وسعنا بسط القول في علمهم (ع) و انكشاف حقائق الاشياء لهم، فقد أخبروا بكثير من الحوادث قبل وقوعها، و قد صدر عن الصادق كثير من ذلك مما لا يتسع المجال لذكره.

و اما نسبة الزجر و الفال اليه فهو خطأ نشأ من اشتباه في الإسم و تقارب في الزمن، و ذلك ان جعفر بن محمد البلخي المعروف بأبي معشر الفلكي كان



[ صفحه 64]



مشهورا بالزجر و الفال و أستاذ عصره في التنجيم، و نقل الناس أخباره و شاع ذكره.

قال ابن كثير: و الظاهر أن الذي نسب إلي جعفر بن محمد الصادق من علم و الفال، و اختلاج الأعضاء إنما هو منسوب إلي جعفر بن أبي معشر هذا و ليس بالصادق و انما يغلطون. [39] .

هذا ما يتعلق بالانطباعات عن شخصيته عليه السلام و سيأتي في الجزء الرابع إن شاء الله ما له صلة بالموضوع.


پاورقي

[1] مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 147.

[2] اليعقوبي ج 3 ص 177.

[3] المناقب ج 2 ص 302.

[4] الي هنا عبارة التهذيب، و ما بعدها زيادة في كتاب المجالس السنية ج 5 و قد ذكر ابن تيمية في كتاب التوسل و الوسيلة ص 52 ط 2 هذه العبارة في جملة طويلة في ضمنها هذه الجملة.

[5] تهذيب ج 2 ص 104.

[6] تهذيب التهذيب ج 2 ص 104.

[7] مناقب ابي حنيفة الموفق ج 1 ص 173 و جامع اسانيد أبي حنيفة ج 1 ص 222 و تذكرة الحفاظ المذهبي ج 1 ص 157.

[8] الملل و النحل ج 1 ص 272 - ط 2.

[9] تهذيب ج 2 ص 104.

[10] مطالب السؤول ج 2 ص 55.

[11] حلية الأولياء، ج 3 ص 192.

[12] صفوة الصفوة ج 2 ص 94.

[13] تذكرة الخواص - ص 351.

[14] المجالس للسيد الأمين ج 5 ص 209.

[15] مناهج التوسل ص 106.

[16] رسائل الجاحظ للسندوبي ص 106.

[17] تقريب التهذيب ص 68.

[18] غاية الاختصار ص 62.

[19] الصواعق المحرقة ص 120.

[20] صحاح الاخبار ص 44.

[21] النجوم الزهراة ج 2 ص 8.

[22] قاموس الأعلام تأليف ش سامي ج 3 ص 1821 استانبول و قد ترجمت الكلمة عن اللغة التركية.

[23] شرح الشفا لعلي القاري ج 2 ص 35.

[24] الجمع بين رجال الصحيحين ج 1 ص 70.

[25] الاعلام ج 1 ص 186.

[26] التحفة الاثني عشرية ص 8.

[27] تاريخ العرب ص 179.

[28] جواهر الكلام ص 13.

[29] تهذيب الأسماء ج 1 ص 155.

[30] شرح المواهب ج 1 ص 51.

[31] مرآة الجنان ج 1 ص 304.

[32] الكواكب الدرية ج 1 ص 94.

[33] أتحاف الأشراف ص 54.

[34] الخلاصة ص 76.

[35] التشريع الاسلامي ص 263.

[36] كتاب جعفر بن محمد ص 6.

[37] دائرة المعارف ج 6 ص 468.

[38] مقدمة كتاب الهفت و الأظلة ص 16 - 15.

[39] البداية و النهاية ج 11 ص 51.


رسالته في الصفات


و كتب اليه عبدالملك بن أعين من العراق يخبره: ان قوما بالعراق يصفون الله بالصورة و بالتخطيط، فان رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد.

فكتب اليه: سألت رحمك الله عن التوحيد و ما ذهب اليه من قبلك فتعالي الله الذي ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير، تعالي عما يصفه الواصفون المشبهون الله بخلقه المفترون علي الله، فاعلم رحمك الله: إن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله جل و عز، فانف عن الله تعالي البطلان و التشبيه، فلا نفي و لا تشبيه، و هو الله الثابت الموجود، تعالي الله عما يصفه الواصفون، و لا تعدوا القرآن فتضلوا بعد التبيان. [1] .


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 100.


مؤلفاته


1- غريب القرآن و هو أول تأليف في ذلك، فصار أساسا لعلم اللغة و قد ذكر شواهده من الشعر، فجاء فيما بعد عبدالرحمن بن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان، و كتاب محمد بن السائب الكلبي، و أبي ورق عطية بن الحرث فجعلهما كتابا واحدا، و بين فيه ما اختلفوا فيه و ما اتفقوا عليه فتارة يجي ء كتاب أبان مفردا و تارة مشتركا.



[ صفحه 60]



2- كتاب الفضائل.

3- كتاب معاني القرآن.

4- كتاب القراءات.

5- كتاب الأصول في الرواية علي مذهب الشيعة، ذكره ابن النديم في الفهرست.

و له مناظرات و مجادلات و قراءة للقرآن مفردة مقررة عند القراء.

قال محمد بن موسي: ما رأيت أقرأ منه قط. و قال محمد بن ابراهيم الشافعي: كان أبان مقدما في كل فن من العلم: في القرآن، و الفقه، و الحديث و الأدب و اللغة.

و علي أي حال فقد كان أبان من رجال الأمة المبرزين في العلم و من حملة فقه آل محمد و حفظ عن الامام الصادق عليه السلام ثلاثين ألف حديث، و كان لعظم منزلته اذا دخل المدينة تفوضت اليه الحلق و أخليت له سارية النبي صلي الله عليه و آله و سلم [1] .

و لقد كان من المقرر المضي في دراسة مشاهير الرواة عن الامام الصادق عليه السلام و حملة فقهه بنفس الأسلوب الذي سرت عليه في دراسة حياة «أبان» من ذكر الشيوخ و التلاميذ و الأقوال فيه مع مراعاة الاختصار.

لكني تبينت جليا عدم استطاعتي استيفاء هذا الغرض. فالتجأت الي حذف كثير مما أعددته من الدراسات لهذا الجزء، و فضلت الاقتصار علي دراسة حياة أبان بن تغلب، و مؤمن الطاق، و هشام بن الحكم كما هو المقرر في الأصل، و اكتفيت في دراسة حياة الآخرين بالاختصار مرة و بالاشارة أخري.


پاورقي

[1] قاموس الرجال ج 1 ص 74.


ملاحظات حول دعوته الاصلاحية


1- ان قوله عليه السلام: كونوا دعاة صامتين. لم يكن المقصود منه كون الداعي للعمل الصالح صامتا مطلقا، لأن ذلك ينافي قوله عليه السلام: تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر. لأن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يكونان مع الصمت، ولكن المقصود بأن يكون القول مقرونا بالعمل، اذ هو بدونه لغو كما تقدم بيانه، فجعل عليه السلام الدعوة بالعمل الصالح قبل الدعوة بالقول.

2- انه كان يأمر بالاقدام في النصح، و أن لا يحول بين الداعي و بين نشر دعوته خوف ظالم؛ لأن الأمر بالمعروف من أهم فروض الاسلام و أكبر واجباته، اذ هو أساس نشر الحق، و اعلان المبادي ء السامية. فيقول في الحث عليه: مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر، فان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لم يقربا أجلا و لم يبعدا رزقا. و يقول: ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

3- يتجلي لنا أن هذه الدعوة قد وقفت في طريقها عقبات و حواجز، لأن في انتشارها انتشار لمبادي الاسلام و نظمه و تعاليمه، و لم يبق من وراء ذلك لظالم طمع بالحكم، و لا لمعادي الاسلام من وسيلة يحاربه بها انتصارا لمبادئه، لذلك فقد أحست العناصر المعادية للاسلام بخطر هذه الدعوة، و انها بدون شك ستقضي علي مآربهم التي من أجلها اندسوا في صفوف المسلمين، و بدون شك انها تهدم آمالهم المعقودة علي ذلك التدخل، من اثارة الفتنة و تشويه محاسن الاسلام، عندما يغيرون الحقائق و يقلبون الأوضاع، و لهذا أطلقوا دعاتهم ضد تحقيق هذه الدعوة الاصلاحية، فانتحلوا لأنفسهم حب أهل البيت و أظهروا ولاءهم للامام الصادق، الذي انفرد بزعامة ذلك البيت الطاهر. و قد تبرأ منهم ؤ أمر بهجرهم. لأن تلك الفئة المعادية للاسالام انطلقت بكل



[ صفحه 327]



قوة، فاستغلت جهالة العامة ممن لم تساعدهم ظروفهم علي الاتصال بأهل البيت، فصدقوا بما ادعاه أولئك المندسين بصفوف الأمة من الغلو في أهل البيت.

4- ان الناس في مقابلة الدعوة الاصلاحية ثلاثة طوائف. فطائفة تتقبل الدعوة و تناصرها ظاهرا و باطنا و يضحون في سبيل مناصرتها، و هم ذوي العقول الراجحة الذين لم تستطع العاطفة أن تسيطر علي عقولهم، بل غايتهم اتباع الحق و الحق أحق أن يتبع.

و طائفة أخري تعادي تلك الدعوة ظاهرا و باطنا، مع اتضاح صدق الداعي و ظهور حجته، و وضوح برهانه، و هم المعاندون، و المعاند لا يقنع بشي ء، لأنه لا يطلب حقا و لا يحيد عن باطل، و انما هو متعنت يخالف الواقع، و يبعد عن سنن الطريق لخبث في نفسه و فساد في طويته.

و طائفة ثالثة تعادي في الباطن و تناصر في الظاهر و هم المنافقون [1] و هؤلاء أشد ضررا علي الدعوي من الفئة الثانية، و هم المعادون لها ظاهرا و باطنا، لأنهم شاركوهم بتلك الصفات الخبيثة، و قد امتازوا عليهم بالجبن و الخور و ضعف القلب، فلا يستطيعون أن يصارحوا المصلح بأنهم أعداء له، اذ ليست لهم قابلية للقيام بالجرأة الأدبية، و لا تسمح نفوسهم بأن يظهروا بالمظهر الواقعي، و يتقبلوا تلك الدعوة بقبول حسن عندما يصطدمون بالواقع، لخبث نفوسهم و فساد نيتهم.

5- نظرا لأهمية هذا الموضوع و ما يتعلق به، فان المجال لا يتسع للاحاطة بجميع أطراف البحث، و ان للامام الصادق أقوالا كثيرة و مواقف متعددة حول الدعوة بالعمل الصالح، فلذلك اخترنا الوقوف عند هذا الحد من البحث حول الدعوة الصامتة التي قام بها عليه السلام في عصر انطلاق الفكر، و ازدهار العلم، و هو رئيس أعظم مدرسة اسلامية،و زعيم تلك الحركة العلمية، و كان خير قدوة صالحة في العلم و العمل الصالح، و لا يفتر عن تعليم الناس و توجيههم الي الخير و الفضيلة، كما لا يفتر عن عبادة الله العمل بطاعته و يخشاه في سره و علنه.



[ صفحه 328]



و قد أشرنا سابقا الي موقفه تجاه حكام الجور و مقاطعته لهم، و قد أمر الناس بالابتعاد عنهم، كما أبعد عنه المتقرب منهم اليه، و حرم الولاية لهم، لأنه عليه السلام يري أن ولاية الجائر دروس الحق كله و احياء الباطل كله.

و كان يحرم معاونتهم حتي في بناء المساجد، لأنهم لا يملكون هذه الأموال فلا يقبل منهم العمل فيها حتي في وجوه الخير، و الامام عليه السلام يهدف بهذه المقاطعة و عدم التعاون مع حكام الجور، الذين ادعوا الخلافة الاسلامية، أن يضيق دائرة نفوذهم، و يوقظ الناس من غفلة اتباع أناس لا يليق بهم هذا المنصب؛ لأن المقاطعة لحكام الجور ترغمهم علي الاعتدال، أو التخلي عن الحكم بدون اراقة دماء، و قد أمر الله تعالي بقوله: «و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار».

فكانت مهمة الامام الصادق عليه السلام تطبيق هذا الأمر، لأنه أنجع وسيلة تنتصر بها الأمم علي حكام الجور، الذين يسيرون بغير صواب و يحكمون بغير العدل.



[ صفحه 331]




پاورقي

[1] المنافق مشتق من النافقاء، و هو جحر الضبأ، فالمنافق هو مثل ذلك الحيوان الخبيث يعمل له جحرا في الأرض يسمي النافقاء، له بابان اذا اراد أن يدخل اليه من احد البابين لوح له بذنبه انه مقبل عليه ليطمعه، ثم يخرج من الباب الآخر، أو هو احدي حجرة اليربوع الذي يعملها في الأرض ظاهرة يراها الناس، فاذا ذهبوا اليها اذا به قد أعد جحرا آخر قد أخفاها عن الناس.


هيبته


و في صفحة 85 قال:

أضفي الله علي جعفر بن محمد الصادق جلالا و نورا من نوره، و ذلك لكثرة عبادته، و صمته عن لغو القول، و انصرافه عما يرغب فيه الناس،



[ صفحه 69]



و جلده للحوادث، كل هذا جعل له مهابة في القلوب، فوق ما يجري في عروقه من دم طاهر نبيل، و ما يحمل من تاريخ مجيد لاسرته، و ما آتاه الله من سمت حسن، و منظر مهيب، و علو عن الصغائر، و اتجاه الي المعالي، و حسبك ما ذكرنا من أن ابا حنيفة عندما رآه في الحيرة و هو جالس مع المنصور الذي لا تغيب الشمس عن سلطانه، راعه منظر الصادق و اعتراه من الهيبة له، ما لم يعتره من الهيبة للمنصور صاحب الحول و اطول و القوة، و لقد كانت هيبته تهدي الضال، و ترشد الحائر، وتقوم المنحرف، و كان يلقي الرجل من دعاة رؤوس الفرق المنحرفة، افذا رأي ما عليه الامام من مهابة و جلال وروعة تلعثم بين يديه و هو اللجوج في دعايته، ذو البيان القوي، فاذا جادله الامام بعد أن أخذته مهابته لا يلبث أن يقول ما يقول الامام، و يردد ما يرشد اليه.

قد التقي مرة بابن ابي العوجاء، و هو داعية من دعاة الزنادقة بالعراق، فلما رأي الصادق و استرعاه ما عليه من سمت، و أخذ الصادق يتكلم لم يحر جوابا حتي تعجب الصادق و الحاضرون فقال له: ما يمنعك من الكلام؟

و يقول الزنديق: ما ينطق لساني بين يديك، فاني شاهدت العلماء و ناظرت المتكلمين فما داخلتني هيبة قط مثلما داخلني من هيبتك.

و يختم الأستاذ هذا الفصل بقوله: تلك بعض سجايا الصادق، و انه ببعض هذه الصفات يعلو الرجال علي أجيالهم و يرتفعون الي اعلي مراتب القيادة الفكرية فكيف و قد تحلي بهذه الصفات و بغيرها، و قد كان عطوفا ألوفا لين الجانب حلو العشرة، و كان زاهدا عابدا قنوتا شاكرا صابرا.

هذا ما أردناه ذكره - علي انفراد - من انطباعات الأستاذ أبي زهرة عن شخصية الامام الصادق عليه السلام في كتابه الذي خصصه لدراسة حياته عليه السلام و الذي نحن بصدد ابداء الملاحظات عليه، و سننتقل بالقراء الي مجلس المناقشة معه، بعد أن نعقب علي ما كتبناه هنا ببيان موجز كتمهيد للدخول في المناقشة مع الأستاذ.


الشافعية


مبطلات الصلاة عندهم هي:

النطق بحرفين أو حرف مفهم؛ و كذا مده بعد حرف في الأصح، و التنحنح، و الضحك، و البكاء، و الأنين، ان ظهر به حرفان و الا فلا، و يعذر في يسير الكلام، ان سبق لسانه أو نسي الصلاة، أو جهل تحريمه؛ ان قرب عهده بالاسلام لا كثيره في الأصح، و لو أكرة علي الكلام بطلت في الأظهر، و لو نطق بنظم القرآن بقصد التفهيم، ك (يا يحيي خذ الكتاب)، ان قصد معه قراءة لم تبطل، و الا بطلت و لا تبطل بالذكر و الدعاء، الا أن يخاطب كقوله للعاطس: يرحمك الله، و لو سكت طويلا بلا غرض لم تبطل في الأصح.

و يسن لمن نابه شي ء كتنبيه امامه، و اذنه، و انذاره أعمي أن يسبح و تصفق المرأة بضرب اليمين علي ظهر اليسار، و لو فعل في صلاته غيرها، ان كان من جنسها بطلت الا أن ينسي و الا فتبطل بكثره لا قليله، و الكثرة بالعرف، فالخطوتان أو الضربتان قليل و الثلاث كثير ان توالت، و تبطل بالوثبة الفاحشة، لا الحركات الخفيفة المتوالية، كتحريك اصابعه أو حك في الأصح.

و سهو الفعل الكثير كعمده في الأصح، و تبطل بقليل الأكل الا أن يكون ناسيا أو جاهلا تحريمه، فلو كان بفمه سكرة فبلع ذوبها بطلت في الأصح [1] الخ.

و قال أبواسحاق الشيرازي: اذا قطع شرطا من شروطها كالطهارة و الستار و غيرهما، بطلت صلاته، فان سبقه الحدث ففيه قولان قال في الجديد: تبطل صلاته، لأنه حدث يبطل الطهارة. و قال في القديم: لا تبطل صلاته، بل ينصرف و يتوضأ و يبني علي صلاته [2] الخ.


پاورقي

[1] انظر منهاج الطالبين للنووي - 11.

[2] المهذب 88 - 1.


احمد و الشيعة


كان أحمد في كل ما يعرض له من المسائل يتوجس من القول فيها، سواء كانت في مسائل واقعة تدخل في الخلاف، أو مسائل عامة تمس المعاملات و الحياة، حتي قلنا انه يعاني من هاجس يعبر عنه هو: العلم الذي علمه، أو المذاهب التي أدرك أصحابها و حدث بها. مما جعله في كثير من الأمور يغمض في الجواب، و يبعد كثيرا عن القطع و الجزم. و قد أسهمت خشيته من السلطان في اضعاف الأحكام التي تترتب علي أفعال المتوكل، كاقدامه علي حرث قبر الامام الحسين عليه السلام. فلم نعلم له



[ صفحه 209]



موقفا يليق برجل في منزلته. و بتأثير هذا الموقف راحت توجه الأسئلة اليه: هل يلعن يزيد؟ فقد تظافرت أراؤه السابقة في اطاعة الحكام و عدم الخروج عليهم مع صمته علي التجرؤ علي مثل هذه الأسئلة. و أغلب الروايات أنه كان يجيب بلعن يزيد، و يقول: كيف لا ألعنه من لعنه الله في ثلاث آيات من كتابه العزيز في الرعد و القتال و الأحزاب.

و أحمد بن حنبل مبالغ في تقرير شرف الصحبة، فيري أن الصحابي هو كل من صحب الرسول صلي الله عليه و آله و سلم سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه. و هو ما يتفق مع نزعته في تقديس السلف، و ميله الي الأخذ بما عد من الأثر، و المشهور الذي تعاهده حكام بني أمية و بني العباس بالرعاية و الحماية و الترغيب في الوضع و الانتحال. فكان علي عهد معاوية الحديث: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. و هنا علي رأي أحمد، و عملا بهذا الحديث فان معاوية صحابي و امام من أولئك الذين يعنيهم في السمع و الطاعة.

و في عهد بني العباس كانوا يجعلون المحدثين يقولون: معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاذا كشف الرجل الستر اجتري ء علي ما ورائه [1] والله أعلم بدوافع قول أحمد: خير هذه الأمة بعد نبيها أبي بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان. و يتوقف، ثم يجعل الامام علي ضمن أصحاب الشوري: الزبير و طلحة و عبدالرحمن بن عوف و سعد [2] .

و يري الشيخ محمد أبوزهرة أن أحمد في ذلك يقف موقفا وسطا بين أبي حنيفة و مالك (فأبوحنيفة في رواية صحيحة عنه يفضل عليا علي عثمان رضي الله عنه... و مالك يعد السبق في ثلاثة: أبي بكر و عمر و عثمان، ثم يذكر أن بعد ذلك يستوي الناس، أما أحمد فانه لا يعد سيف الاسلام في سائر الناس، بل يجعله في أصحابه الشوري الخمسة بعد رفع عثمان رضي الله عنه، و الناس بعد ذلك دونهم علي مراتب) [3] .

و نحن نري باعتماد الأقوال الأخري لأحمد أن أحمد واقع تحت تأثير الخوف من المتوكل الذي كان من أشد النواصب و المعادين للامام علي و آل بيته، و هو مشفق



[ صفحه 210]



من هذا الطاغي، أو عامل بما دعا اليه من الطاعة التي يبررها لنفسه. فعبدالله بن أحمد يسأل أباه: يا أبي، ما تقول في التفضيل؟ فيقول: في الخلافة أبوبكر و عمر و عثمان. فيقول عبدالله: فعلي بن أبي طالب؟ فيقول أحمد: يا بني، علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد [4] و لعلنا لو ناقشناه لقال: ذلك ما علمته من السلف في التفضيل، و أما القول الآخر فهو ما يقتضيه الحق. و عن عبدالله أيضا قال: كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم، فجاءت طائفة من الكرخية، فذكروا خلافة أبي بكر و خلافة عمر و خلافة عثمان فأكثروا، و ذكروا خلافة علي بن أبي طالب فزادوا و أطالوا، فرفع أبي رأسه اليهم فقال: يا هؤلاء قد أكثرتم القول في علي و الخلافة، ان الخلافة لم تزين علي، بل علي زينها [5] و للعلامة المعتزلي ابن أبي الحديد قول في ذلك فيقول: و هذا الكلام دال بفحواه و مفهومه: أن غيره ازدان بالخلافة و تممت نقيصته، و ان عليا لم يكن فيه نقص يحتاج الي أن يتممم بالخلافة، و الخلافة ذات نقص في نفسها، فتمم نقصها في ولايته اياها...

ثم لانعدم أن نري أقوالا تومي ء الي رده علي زمرة المتوكل و النواصب كقوله: من لم يثبت الامامة لعلي فهو أضل من حمار [6] .

و علي ذلك، فان تهمة ايواء العلوي لها مغزي كبير ان لم تكن حقيقة واقعة، و نحن بذلك لا نريد تحويل صورة أحمد، أو نرمي الي اخراجه مما هو فيه؟ بل ان الموقف من العلويين هو المعيار الثابت لمن كان مثله في الزهد و التدين.

و ابن حنبل لم يكن منقطعا عن الشيعة، بل كان علي صلة مع رجالهم رغم الاجراءات التي اتخذها المتوكل في تتبع الشيعة. و ربما وجه بعض المخلصين للامام أحمد لوما شديدا علي اتصاله بمن عرف في التشيع، فكان جوابه: سبحان الله، رجل أحب قوما من أهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم نقول له لا تحبهم؟ هو ثقة [7] .

كما أنه أخذ العلم عن كثير من رجال الشيعة و كانوا من شيوخه، و قد ذكرهم ابن



[ صفحه 211]



الجوزي في المناقب، و غيره ممن كتب في رجال الحديث، ذكرهم في تعداد شيوخ أحمد مع ثبوت تشيعهم. منهم:

- اسماعيل بن ابان الأزدي المتوفي سنة 216 ه و هو من شيوخ البخاري و ابن معين أيضا.

- اسحاق بن منصور السلوي المتوفي سنة 205 ه خرج حديثه أصحاب الصحاح الستة.

- تليد بن سليمان المحاربي المتوفي سنة 110 ه خرج حديثه الترمذي و قال فيه أحمد: ان مذهبه التشيع، و لم أر فيه بأسا.

ولسنا هنا في موضع استقصائهم، و انما أوردنا أسماءهم كأمثلة. و تسمع عن رحلة أحمد لطلب الحديث، فقد كانت الي عبدالرزاق بن همام الصنعاني، و هو من رجال الشيعة و محدثيهم ترجمه الذهبي: أحد الأعلام الثقات... و هو خزانة علم، و رحل الناس اليه: أحمد و اسحاق و يحيي و الذهلي جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: سمعت ابن معين يقول سمعت من عبدالرزاق كلاما يوما، فاستدللت به علي تشيعه، فقلت: ان أساتيدك الذين أخذت عنهم كلهم أصحاب سنة: معمر و مالك و ابن جريج و سفيان و الأوزاعي، فعمن أخذت هذا المذهب؟ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلا حسن الهدي، فأخذت هذا عنه. و ذكر رجل معاوية في مجلسه، فقال عبدالرزاق: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان. قال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: هل رأيت أحسن حديثا من عبدالرزاق؟ قال: لا [8] .

و أحمد بن حنبل يقرن عزمه علي الخروج الي مكة ليقضي حجةالاسلام بالمضي الي عبدالرزاق الي صنعاء بعد الحج، و كان يرافقه يحيي بن معين، و يشد الرحال علي ذلك، بل انه يبقي علي نيته و هو يلتقي بعبدالرزاق في مكة. و اليك نص صالح بن أحمد: عزم أبي علي الخروج الي مكة ليقضي حجةالاسلام، و رافق يحيي بن معين، فقال: نمضي ان شاءالله، فنقضي حجتنا، و نمضي الي عبدالرزاق



[ صفحه 212]



الي صنعاء نسمع منه. فوردنا مكة، وطفنا طواف الورود، فاذا عبدالرزاق في الطواف يطوف، فطاف و خرج الي المقام فصلي ركعتين و جلس، فتممنا طوافنا أنا و أحمد و جئنا و عبدالرزاق جالس عند المقام، فقلت لأحمد: هذا عبدالرزاق قد أراحك الله من مسيرة شهر ذاهبا و جائيا و من النفقة. فقال: ما كان الله يراني و قد نويت له نية أفسدها و لا أتمها [9] .

توفي عبدالرزاق سنة 211 ه و لذلك تري أن في مسنده أحاديث تشتمل علي فضائل أهل البيت. يقول الأستاذ محمد رجب البيومي في كتابه (ابن حنبل): (و قد لحظ بعض كتاب المغرب أن في مسند أحمد ما يدل علي شجاعته الأدبية، فقد ذكر أحاديث تشتمل علي فضائل علي و آل بيته مما لا نجد نظيرها في صحيح البخاري، و ذلك في عصر يضطهد العلويين و يناوئهم، و يقف بالمرصاد لمن ينسب اليهم بعض الخير في قليل أو كثير...). و معلوم أن المسند روي عن أولاده و أصحابه، و جمع من قبلهم.

و صفوة القول، أن أحمد في سعيه و طلبه للحديث و العلم اتصل بالشيعة، و تتلمذ علي رجالهم. و ان كانت هذه العبارة لا تغني عن نتائج البحث و التعمق في حياته، و قد اكتفينا بهذا القدر.


پاورقي

[1] تاريخ بغداد ج 1 ص 209.

[2] ابن حنبل ص 147.

[3] ابن حنبل ص 147.

[4] المناقب 163.

[5] المصدر السابق.

[6] المناقب أيضا.

[7] تاريخ بغداد 10 / 261.

[8] ميزان الاعتدال ج 2 ص 129 - 126.

[9] الطبقات 1 / 175.


بين الحديث و الرأي


ذكرنا سابقا رأي ابن حجر في اجتماع الحديث و الرأي في الشافعي، و خلصنا الي أن الرحلة الي العراق حقيقتها كانت لدوافع علمية، لأن الشافعي - و هو يتلقي علي مالك - كان قادرا علي المناظرة، و مستعملا الرأي الذي يخالف به أستاذه، و يقوم بالاستنباط، فقد روي عنه أنه كان جالسا بين يدي مالك بن أنس، فجاء رجل الي مالك فقال: يا أبامحمد، اني رجل أبيع القمري، و اني بعت يومي هذا قمريا، فبعد زمان أتاني صاحب القمري و قال: ان قمريك هذا لا يصيح، فتشاجرنا الي أن حلفت بالطلاق أن قمريي ما يهدأ من الصياح؟ فقال مالك: طلقت امرأتك. فانصرف الرجل حزينا، فقام الشافعي اليه و قال للسائل: أصياح قمريك أكثر من سكوته أم سكوته أكثر؟ فقال السائل: بل صياحه. فقال الشافعي: انصرف، فان زوجتك ما طلقت. ثم رجع الشافعي الي الحلقة فعاد السائل الي مالك. فقال: يا أباعبدالله تفكر في واقعتي لتستحق الثواب. فقال مالك: الجواب ما تقدم. فقال: فان عندك من قال الطلاق غير واقع. فقال مالك: و من هو؟ فقال السائل: هو هذا الغلام. و أومأ الي الشافعي، فغضب مالك عليه و قال له: من أين لك هذا الجواب؟ فقال الشافعي: اني سألته أن صياحه أكثر أم سكوته؟ فقال: ان صياحه أكثر. فقال مالك: و هذا الدليل أقبح، و أي تأثير لكثرة صياحه أو قلة سكوته في هذا الباب؟ فقال الشافعي: انك حدثتني عن عبدالله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن فاطمة بنت قيس أنها أتت النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقالت: يا رسول الله أن أباجهم و معاوية خطباني، فأيهما أتزوج؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أما معاوية فصعلوك، و أما أبوجهم فرجل لا يضع عصاه عن عاتقه. و قد علم النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن أباجهم كان يأكل و ينام و يستريح، فعلمنا أنه صلي الله عليه و آله و سلم عبر بقوله - لا يضع عصاه عن عاتقه - علي تفسير أن الأغلب من أحواله ذلك اه.

و اشتهر منه ذلك و هو في الحجاز، حتي لفت أنظار أهل الرأي كبشر المريسي [1] .



[ صفحه 405]



فكانت مناظراته مع الشافعي من أشهر ما ذكر عن المريسي و قالوا: حج بشر المريسي فرجع فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف علي مذهبنا الا منه [2] .

و في رحلته الي بغداد ينزل الشافعي علي بشر المريسي، فقالت له أم بشر: لم جئت الي هذا؟ فقال أسمع منه العلم. فقالت: هذا زنديق. و في رواية أن أم بشر جاءت الي الشافعي فقالت: يا أباعبدالله أري ابني يهابك و يحبك، و اذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، و يتكلم في شي ء يواليه الناس عليه و يحبونه؟ فقال لها الشافعي: أفعل. فقال الشافعي لبشر: أخبرني عما تدعو اليه أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة، أم وجوب عن السلف البحت فيه و السؤال عنه [3] ؟ و لا نستطرد في ذكر أقوالهما لأن ذلك ليس في نطاق البحث.

و الغرض أن الشافعي نهج مع بشر منهج الحوار و القول بالحق، و ناظره في مسائل كثيرة، فتبدلت علاقتهما و ساءت، لأن الناس مالت الي الشافعي، و خفوا عن بشر، فلما قيل لبشر: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم؟ فقال: انه قد تغير عما كان عليه [4] .

و في المرة الأولي من قدومه بغداد انقطع الشافعي الي محمد بن الحسن، فحمل عنه [5] و قد قدر ما كتبه بوقر بعير، و كان الناس يعظمون محمد بن الحسن لقربه من الرشيد، و قد اجتمعا علي باب هارون، فاندفع محمد يعرض بالشافعي و يذم أهل المدينة بقوله: من أهل المدينة؟ و أي شي ء يحسن أهل المدينة؟ والله لقد وضعت كتابا علي أهل المدينة كلها لا يخالفني فيه أحد، ولو علمت أن أحدا يخالفني في كتابي هذا تبلغني اليه آباط الابل، لصرت حتي أرد عليه.

و ينتبه الشافعي الي أصل التحامل و مداره بين الأشخاص، فيروي الشافعي: فتقدمت اليه فقلت: أصلحك الله - طعنك علي أهل المدينة و ذمك لأهل المدينة ان



[ صفحه 406]



كنت أردت رجلا واحدا و هو مالك بن أنس فألاذكرت ذلك الرجل بعينه و لم تطعن علي أهل حرم الله و حرم رسوله و كلهم علي خلاف ما ادعيته. و أما كتابك الذي ذكرت أنك وضعته علي أهل المدينة، فكتابك من بعد «بسم الله الرحمن الرحيم» خطأ الي آخره. ثم يذكر الشافعي أقوال ابن الحسن و رده عليها [6] .

و عندما يسمع الناس عن منحي الشافعي في محاورة أهل الرأي يطلقون عليه (ناصر السنة) أو (ناصر الحديث) علي اختلاف في التسمية بين ما ذكره ابن كثير و هو الأول بسنده عن الشافعي، و ما ذكره الخطيب بسنده عن الشافعي أيضا و هو الآخر.

و من الواضح أن الشافعي يأخذ بالرأي و يقوم بالاستنباط في عموم آرائه بعد تردده علي بغداد لعدة مرات و لسنين، ولكنه يبقي للحديث الشريف الأولية، فقد قالوا عنه: اذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقولوا به و دعوا قولي، فاني أقول به، و ان لم تسمعوا مني - و في رواية - فلا تقلدوني، و في رواية فلا تلتفتوا الي قولي، و في رواية فاضربوا بقولي عرض الحائط. فلا قول لي مع قول رسول الله [7] .

و تلك من مزايا الامام الشافعي، لأن صحة الحديث النبوي الشريف و التحقق من طرقه من أعظم الأمور التي يتحراها الفقيه للاتباع أو للاستنباط.

و صفوة القول، فان الامام الشافعي كان طلابة علم و بحاثة يرود المواطن التي يري فيها لفكره فائدة، اما اطلاعا أو أخذا، فهو كثير السؤال، و يدلنا قوله: (ما رأيت أحدا سأل عن مسألة فيها نظر، الا رأيت الكراهة في وجهه الا محمد بن الحسن) [8] .

و مع تحوطه و تحرزه، فانه يثني علي مقاتل بن سليمان [9] و قول الشافعي مشهور: (الناس كلهم عيال علي ثلاثة: علي مقاتل في التفسير، و علي زهير بن أبي



[ صفحه 407]



سلمي في الشعر، و علي أبي حنيفة في الكلام) [10] كما أن قراءته لتفسير مقاتل بن سليمان معروفة كما في أشكال المعني عليه في قوله تعالي: (و قد خاب من دساها) [11] .

و لا ندري هل تضافر التفسير و الشعر و الكلام علي تمكنه من ضرب من الألغاز يرد في التفسير؟ نسوق بعض نصوص دون تعليق:

قيل له - أي الشافعي - كم قرء أم فلاح؟ فأجاب: علي البديهة من ابن ذكا الي أم شملة. و المراد بالقرء الوقت، و أم فلاح الفجر، و هو كنية الصلاة. و السؤال واقع عن مدة وقت صلاة الفجر، و قول الشافعي رضي الله عنه: من ابن ذكا. أي من وقت الصبح، و الي أم شملة، و هي كنية الشمس، أي الي طلوع الشمس. و هذا التفسير منسوب الي الخطابي.

و ثانيها: سئل نسي أبودارس درسه قبل غيبة الغزالة بلحظة، ماذا يجب علي أمه؟ فقال: عليها قضاء وظيفة العصرين. قال السائل: لجناية جناها أبودارس؟ قال الشافعي: بل لكرامة استحقتها أمه. و تفسيره أن نقول: أبودارس: كنية فرج النساء، و الدارس: الحيض. فقال: نسي درسه، أي ترك حيضه. و الغزالة: الشمس، و المراد بأم دارس: المرأة، اذ أم الشي ء أصله... سئل: هل تسمع شهادة الخالق؟ قال: لا، و لا روايته. و الخالق: الكاذب، قال الله تعالي: ان هذا خلق الأولين... الخ.

و قد حرص تلامذته علي حفظ نزعة الشافعي في غرض لا يؤاخذ عليه كأحمد بن حنبل اذ يقول: خير خصلة في الشافعي أنه ما كان يشتهي الكلام، انما كان همته الفقه. و قد بات علم الكلام يومئذ محذورا، و أصبح يعني الأهواء و النحل المختلفة، و يصف الشافعي الظرف الذي كان فيه فيقول: رأيت أهل الكلام يكفر بعضهم بعضا، و رأيت أهل الحديث يخطي ء بعضهم بعضا، و التخطئة أهو من الكفر. و عرف عن الشافعي طعنه في علم الكلام و بغضه لأهله، و أحاطه الأصحاب بما يوحي بأن الشافعي اقتصر علي ما بأيديهم من طرق و لم يجاوز الأثر و الحديث، و لم يخض في جدل أو حوار، و أنه انتهي من اطلاعه الي أن أهل الكلام علي شي ء ما توهمه، و لئن يبتلي المرء بجميع ما نهي الله تعالي عنه سوي الشرك بالله، خير من أن يبتلي بالكلام. و كان ذلك بتأثير العصر الذي عاش فيه الشافعي، اذ ارتأي الأصحاب



[ صفحه 408]



و التلاميذ أن يبعدوا اسم رئيسهم عن مجالات النقاش و الجدل، و لا نريد أن نخوض في الأسباب و انما نقول أن طرق الكلام تقوم علي المناظرة و الحوار و اجادة الحجاج و المجادلة، و قد شهد الميدان رجالا تسلحوا بالايمان و تزودوا بالأحكام و اقتحموا تلك المعتركات للذب عن العقيدة و فضح أهل الأهواء و البدع.

أما الأتباع بعد عصر الشافعي فانهم لا ينفون الحقائق، و لا ينكرون ما كان عليه الشافعي فيقولون: ان الشافعي كان قويا في المناظرة و المجادلة. بل أنهم يرون تمكنه من ذلك سببا في رجوع الناس عن قول أبي حنيفة و قول مالك لمخالفته لهما [12] .

و لا نريد أن نتوسع في القول، فقد ذكرنا قبل قليل بعض ما يشير الي خوضه في الرأي و المناظرة، و فيه مجال لمزيد من القول، ولكنا آثرنا الاختصار، لأن غاية البحث في أغراض أخري، و لا مانع من القول أن الشافعي - في طلبه و بحثه - كان لا يتوقف عند التهم، و لا يمتنع من الاتصال و الاطلاع بنفسه. لأن سلاح الاتهام بالبدع و الأهواء استعمل في مناسبات و أغراض اختلطت فيها الصور، و مرت الموجة لتشمل آخرين لا ذنب لهم، و قد ذكرنا طرفا من علاقته بالمريسي، و أنه جاء اليه للعلم، و مضي الشافعي في مجادلته لما تبين له ضلاله.

عن أبي ثور قال: سمعت الشافعي يقول: قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل، و له أولياء صغار و كبار، و هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا. فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب ابن ملجم و لعلي أولاد صغار؟ فقال: أخطأ الحسن بن علي. فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟ قال: و هجرته من يومئذ. فنري أن الامام الشافعي يهجر من كان يتوسم فيه العلم و هو من أهل الكلام لأنه أساء اللفظ في وصف السبط الزكي. و يذم الآخرين ممن استهواهم الجدل و غلب عليهم الرأي، فأباحوا لأنفسهم ما لا يرضي الله أو أدتهم أهواءهم الي الخروج الي غيرها. و من الأسباب التي يمكن أن يحتج بها لأقوال الشافعي و من جملتها أيضا ما ذكرناه من هوي الأصحاب و الأتباع في الحفاظ علي منهج الشافعي في سياقهم، و لا نري وجها للتعليل بأن نهي الشافعي عن علم الكلام و التحذير منه كان لما بدر من المعتزلة، لأنهم كانوا القوامين عليه.



[ صفحه 409]



و لقد بحثنا في الجزء الثالث آراء الامام الشافعي في علم الكلام و خلق القرآن و الصفات و الامامة. و نري ما حررناه في هذا الجزء جديرا باستكمال الفائدة [13] .


پاورقي

[1] بشر بن غياث بن عبدالرحمن المريسي المعتزلي أدرك أباحنيفة و أخذ عنه، ثم لازم أبايوسف و أخذ عنه، و صار من أخص أصحابه، و اشتهر بعلم الكلام و الفلسفة، و قال بخلق القرآن، و اليه تنسب المريسية من المرجئة، و كفره أكثرهم. و نسبته الي مريسة توفي سنة 219 ه.

[2] تاريخ بغداد ج 2 ص 65.

[3] راجع تاريخ بغداد ج 7 ص 59.

[4] أيضا ج 2 ص 65.

[5] معجم الأدباء ج 17 ص 283.

[6] المرجع السابق.

[7] تاريخ ابن كثير ج 10 ص 254.

[8] الانتقاء ص 69.

[9] مقاتل بن سليمان بن بشر أبوالحسن البلخي، قدم بغداد و حدث بها، و اشتهر بالتفسير. قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة، قال بالتشبيه و أفرط في اثبات الصفات و تشبيه الله عزوجل بالمخلوقات. قال أبوحيان: كان يأخذ من اليهود و النصاري من علم القرآن الذي يوافق كتبهم توفي سنة 150 ه.

[10] تاريخ بغداد ج 13 ص 161.

[11] مناقب الرازي.

[12] مناقب الرازي ص 139.

[13] تاريخ بغداد ج 7 ص 60.


مع القرآن


كان جده علي يقول: «سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية الا أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، في سهل نزلت أم في جبل» [1] فلقد كان دائما الي جوار الرسول، و هو باب مدينة العلم، و الامام جعفر يصدر من المنبع ذاته.

يقول مثل جده علي: «كان أصحاب محمد يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل، ان القرآن لا يقرأ هذرمة [2] و لكن يرتل ترتيلا، و اذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها و أسأل الله تعالي، و اذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها و تعوذ بالله من النار» [3] .

للقرآن عنده المقام الأول، يسأل عمن يؤم القوم، فيجيب: «أن النبي صلي الله عليه و سلم قال: يتقدم القوم أقرؤهم للقرآن، فان كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة، فان كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا، و ان كانوا في السن سواء فأعلمهم بالسنة، و أفقههم في الدين، و لا يتقدمن أحد الرجل في منزله، و صاحب السلطان في سلطانه» [4] .

و نصوص القرآن حاضرة كلما أراد أن يدلي بحجة، و هو في قمة البلاغة العربية تسعفه اللغة، لا يلجأ الي التأويل بديلا من التفسير، فهو في فهم النصوص أنفذ بصيرة، لم يعلم له تفسير نوقض فيه، و التفسير بتخريج مجازات القرآن لا يقدر عليه الا البلغاء [5] .



[ صفحه 211]



و من القرآن ينبثق فقه الامام في كل باب:

- يسأله سائل عن قوله تعالي (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) [6] فيجيب: «من أخرجها من هدي الي ضلال فقد - والله - قتلها» [7] .

- و يجيئه زنديق يسأله عن تفسير قوله تعالي: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) [8] و قوله تعالي في آخر السورة: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) [9] فيفحم الامام الزنديق فيقول: «أما قوله: (فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فانما عني النفقة، و أما قوله: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم) فانما عني المودة، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة» [10] .

- ويقول عن الرزق الذي يحض الله علي الانفاق منه: (و مما رزقناهم ينفقون) [11] فيفسرها «و مما علمناهم يبثون» فالعلم رزق، و اذاعته انفاق واجب [12] .



[ صفحه 212]



- و من تعبيره عن حجية القرآن أبدا يسأله السائل: لم صار الشعر و الخطب يمل ما أعيد منها، و القرآن لا يمل؟ فيجيب: «لأن القرآن حجة علي أهل العصر الثاني كما هو حجة علي أهل العصر الأول، فكل طائفة تراه عصرا جديدا، و لأن كل امري ء في نفسه، متي أعاده و فكر فيه تلقي منه في كل مدة علوما غضة، وليس هذا كله في الشعر و الخطب» [13] .

- و يقول المفضل [14] قلت: أخبرني عن قول الله عزوجل: (و جعلها كلمة باقية في عقبه) [15] قال: «يعني بذلك الامامة، جعلها في عقب الحسين الي يوم القيامة» فقلت: فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن، و هما جميعا ولدا رسول الله صلي الله عليه و سلم، و سبطاه، و سيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: «ان موسي و هارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسي، و لم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟ فان الامامة خلافة الله عزوجل، جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لأن الله هو الحكيم في أفعاله، لا يسأل عن فعله و هم يسألون» [16] .

- و يعلن الامام رأيه بوجوب الامامة، فيسأله السائل عن منزلة الائمة، و من يشبهون؟



[ صفحه 213]



فيقول: «كصاحب موسي و ذي القرنين، كانا عالمين، و لم يكونا نبيين» [17] [18] .

- و في قوله تعالي: (يمحو الله ما يشاء و يثبت) [19] يقول الامام: «و هل يمحو الله الا ما كان ثابتا، و هل يثبت الله الا ما لم يكن» [20] ، و يقول: «لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه» [21] و انما يقصد استجابة الله لدعاء العباد، و في ذلك قوله: «ما عظم الله بشي ء مثل البداء» [22] .

- ويسأله عمرو بن عبيد عن الكبائر من كتاب الله، فيسردها، و يضع في جوار كل كبيرة النص عليها من الكتاب العزيز، فهي:



[ صفحه 214]



الشرك: (ان الله لا يغفر أن يشرك به) [23] .

اليأس من روح الله: (لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) [24] .

عقوق الوالدين: (و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا) [25] .

قتل النفس: (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها) [26] .

قذف المحصنات: (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة) [27] .

أكل مال اليتيم: (ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا) [28] .

أكل الربا: (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) [29] .

الفرار من الزحف: (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) [30] .

السحر: (و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) [31] .

الزنا: (و لا تقربوا الزني انه كان فاحشة و ساء سبيلا) [32] .

اليمين الغموس: (ان الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم) [33] .

الغلول: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة) [34] .



[ صفحه 215]



منع الزكاة: (و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) [35] .

كتمان الشهادة: (و من يكتمها فانه آثم قلبه) [36] .

شهادة الزور: (و الذين لا يشهدون الزور) [37] .

نقض العهد و قطيعة الرحم: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) [38] .

كفران النعمة: (و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) [39] .

بخس الكيل: (ويل للمطففين) [40] .

و ترك الصلاة: (.....) [41] و اللواط: (....) [42] و قول الزور: (.......) [43] و شرب الخمر: (.......) [44] و البدعة: (........) [45] [46] .

- و من علم الامام جعفر بالقرآن أخذ القراءات عليه حمزة بن حبيب التيمي [47] ، و فيها مد



[ صفحه 216]



و اطالة و سكت علي الساكن قبل الهمز.

- وفي صفات الله يقول الامام لعبد الملك بن أعين: [48] «تعالي الله الذي ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير، تعالي عما يصفه الواصفون المشبهون لله بخلقه...، ان المذهب الصحيح في التوحيد مانزل به القرآن من صفات الله عز و جل، فانف عن الله تعالي البطلان و التشبيه، فلا نفي و لا تشبيه، هو الله الثابت الموجود» [49] .

- و يقول لمن سأله: هل رأي رسول الله ربه: «نعم، لقد رآه بقلبه، أما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار الناظرين، و لا تحيط به أسماع السامعين» [50] .

- و سأله الأعمش - شيخ المحدثين - عن مكان الله، فقال: «لو كان في مكان لكان محدثا» [51] و لما سئل عن استوائه علي العرش، قال: «انه يعني أنه لا شي ء أقرب اليه من شي ء» [52] .



[ صفحه 217]



- سئل عن قوله تعالي: (وسع كرسيه السموات و الأرض) [53] فقال: «العرش في وجه: هو جملة الخلق، والكرسي و عاؤه، و في وجه آخر: هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه و رسله و حججه، و الكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا من أنبيائه و رسله و حججه» [54] .

- و سئل عن قوله تعالي: (و كان عرشه علي الماء) [55] و قول البعض: ان العرش كان علي الماء و الرب فوقه! فأجاب «كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا، و وصفه بصفة المخلوق، و لزمه أن الشي ء الذي يحمله أقوي منه» [56] .

و واضح من ذلك نهي الامام عن التجسيد و التشبيه، و تصحيحه أفهام تلاميذه، كيوم جاءه يونس بن ظبيان [57] يقول: ان هشام بن الحكم يقول قولا عظيما.. يزعم أن الله تعالي جسم! قال الامام: «ويله، أما علم أن الجسم محدود متناه، فاذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان، فاذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا!» [58] .

- و واضح منحي الامام في الاحتجاج بنظام الكون، و نظام الجسم الانساني، و بالعقل، و هو درس من جده علي يلفت النظر الي بديع صنع المبدع جل جلاله، و في ذلك قول علي [59] .



أتحسب أنك جرم صغير

و فيك انطوي العالم الأكبر [60] .





[ صفحه 218]



- يجي الامام رجل من أهل مصر أوصي أخوه للكعبة بجارية مغنية فارهة كانت له، فقيل له: ادفعها الي بني شيبة، و فيهم سدانة الكعبة، و اختلف الناس في أداء الوصية، و أخيرا أشاروا عليه أن يأتي الامام، قال الامام: «ان الكعبة لا تأكل و لا تشرب، و ما أهدي اليها فهو لزوارها، فبع الجارية و ناد: هل من محتاج؟ فاذا أتوك فسل عنهم و أعطهم» [61] .

- و يسأل عن القضاء و القدر فيجيب: «هو أمر بين أمرين: لا جبر و لا تفويض» [62] [63] و يحسم القضية بين الجبرية و القدرية، فيقول: «ما من قبض و لا بسط الا الله، فيه مشيئة و رضاء و ابتلاء» [64] .

- يسأل عن الجبر و التفويض: جعلت فداك، أجبر الله العباد علي المعاصي؟! فيجيب:



[ صفحه 219]



«الله أعدل من أن يجبرهم علي المعاصي ثم يعذبهم عليها». فيقول السائل: جعلت فداك ففوض اليهم؟ فيجيبه: «لو فوض اليهم لم يحصرهم بالأمر و النهي». فيقول السائل: جعلت فداك، فبينهما منزلة؟ فيجيب «نعم، ما بين السماء و الأرض» [65] .

و في مجلس آخر يسأله السائل: و ما أمر بين أمرين؟ فيجيب: «مثل ذلك رجل رأيته علي معصية، فنهيته فلم ينته، فتركته، ففعل تلك المعصية. فليس حيث لم يقبل منك فتركته، كنت أنت الذي أمرته بالمعصية» [66] و [67] .

و يقول لسائل آخر: «قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: من زعم أن الله يأمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب علي الله، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه، و من زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب علي الله، و من كذب علي الله أدخله النار» [68] [69] .



[ صفحه 220]



و يقول: «ان الله أراد منا شيئا، و أراد بنا شيئا، و ما أراده منا أظهره لنا، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا» [70] .


پاورقي

[1] الاصابة لابن حجر: ج 2 ص 509 في ترجمة الامام علي عليه السلام، الاستيعاب لابن عبد البر: ج 2 ص 463، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 337، وسائل الشيعة: ج 1 ص 62، كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الانصاري: ص 331، الأمالي للطوسي: 523، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 388، بحارالأنوار: ج 10 ص 125 و ج 40 ص 186 و ص 190، الصواعق المحرقة: ص 76، فتح الباري لابن حجر: ج 11 ص 249، ذخائر العقبي: ص 83، كنز العمال: ج 1 ص 228، تفسير القرطبي: ج 1 ص 35، الطبقات الكبري لابن سعد: ج 2 ص 338، تاريخ مدينة دمشق: ج 27 ص 100 و ج 42 ص 398، أنساب الأشراف للبلاذري: ص 99، المناقب للخوارزمي: ص 94، نهج الايمان لابن جبر: ص 267، بشارة المصطفي لمحمد بن علي الطبري: ص 337.

[2] الهذرمة: السرعة في القراءة، (صحاج الجوهري: ج 5 ص 2057).

[3] الكافي للكليني: ج 2 ص 617، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 11 ص 53، وسائل الشيعة: ج 6 ص 216، و ج 4 ص 863، تفسير الصافي للفيض الكاشاني ج 1 ص 70، تفسير نور الثقلين للحويزي ج 5 ص 447، تفسير الميزان ج 20 ص 71.

[4] الكافي: ج 3 ص 376، التهذيب للطوسي: ج 3 ص 31، الوسائل: ج 5 ص 419، مستند الشيعة للمحقق النراقي: ج 8 ص 48.

[5] في القرآن مجاز كثير، مثل عرض الأمانة علي السماوات و الأرض، يفسرها بعض العلماء أنها الطاعة، و مثل (يد الله فوق أيديهم) يفسرها البعض بأنها القدرة، و هؤلاء المخرجون يبدأون من أن (الله ليس كمثله شي ء) و الآخذون بالتأويل يبدأون من ذلك المبدأ، ثم يؤولون الآيات المتشابهة علي أساس الآيات المحكمة؛ كقوله تعالي (الي ربها ناظرة) يفسرونها علي أساس قوله: (لا تدركه الأبصار) فيكون المقصود الرضي عنها.

و للمؤولين تفاسير كثيرة، ألقي كثير منها في غياهب الاهمال، و بخاصة تفاسير المعتزلة، بقي منها الكشاف للزمخشري الفقيه الحنفي، و للبلاغة العربية فيه أعظم مكان. (منه).

[6] المائدة: 32.

[7] الكافي: ج 2 ص 210، المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي: ج 1 ص 232، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 9 ص 105، وسائل الشيعة: ج 16 ص 187 و ج 11 ص 447، الأمالي للشيخ الطوسي: ص 226، بحارالأنوار: ج 2 ص 16 و ج 2 ص 20 و ج 71 ص 401، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 483 و ج 6 ص 474، تفسير الصافي للفيض الكاشاني: ج 2 ص 31، التفسير الأصفي للكاشاني: ج 1 ص 272، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 1 ص 619.

[8] النساء: 3.

[9] النساء: 129.

[10] تفسير القمي: ج 1 ص 155 طبعة النجف، تفسير العياشي: ج 1 ص 279 - 285، وسائل الشيعة: ج 21 ص 345 و ج 15 ص 87، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 374، بحارالأنوار: ج 10 ص 202 و ج 101 ص 51، تفسير مجمع البيان للطبرسي: ج 3 ص 207.

[11] البقرة: 3.

[12] بحارالأنوار: ج 64 ص 18 و ج 89 ص 375، تفسير العياشي: ج 1 ص 26 و معاني الأخبار ص 23، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 130، تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 26، و يبثون بمعني: ينشرون.

[13] يروي الشاطبي في كتابه «الاعتصام» ما يوضح حاجة العصور كافة لهدي القرآن: رووا للأوزاعي (157) قول أحد الصحابة بعد موت رسول الله صلي الله عليه و سلم بزمان: «لو خرج رسول الله صلي الله عليه و سلم ما عرف شيئا مما كان عليه هو و أصحابه الا الصلاة» فقال الأوزاعي: فكيف لو كان اليوم؟! كان ذلك في منتصف القرن الثاني للهجرة، و فيه تابعوا التابعين، فكيف الأمر فيما تلاه من قرون و قرون؟! (منه).

[14] هو أبوعبدالله المفضل بن عمر الجعفي الكوفي، روي عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام، و جمع من فواضل الخصال ما قل أن يجمعه سواه من فقهاء الرواة و أعيان الثقات، و كفي من رفيع مقامه أن يقول فيه أبوعبدالله عليه السلام: «نعم العبد والله الذي لا اله الا هو المفضل بن عمر الجعفي» حتي أحصي عليه بضعا و ثلاثين مرة يقولها و يكررها. و قال فيه الكاظم عليه السلام: «ان المفضل كان أنسي و مستراحي».

له كتب رواها عنه جملة من الثقات، منها: كتاب «التوحيد» و «الاهليلجة». الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 169).

[15] الزخرف: 28.

[16] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 206، تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي: ج 4 ص 597، اللمعة البيضاء للتبريزي الانصاري: ص 370، الخصال للشيخ الصدوق: ص 305، كمال الدين و تمام النعمة للشيخ الصدوق: ص 359، معاني الاخبار للشيخ الصدوق: ص 126، بحارالأنوار: ج 12 ص 66 و ج 24 ص 177، تفسير مجمع البيان للطبرسي: ج 1 ص 375، تفسير كنزالدقائق للميرزا محمد المشهدي: ج 1 ص 332، مجمع النورين للشيخ أبي الحسن المرندي: ص 275.

[17] بحارالأنوار: ج 26 ص 74 و ج 12 ص 197 و ج 13 ص 304، بصائر الدرجات: ص 107، الكافي: ج 1 ص 269، شرح أصول الكافي: ج 6 ص 63، تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج 2 ص 330 و ج 2 ص 340، تفسير نور الثقلين: ج 3 ص 273 و ج 3 ص 276 و ص 294، تفسير الميزان: ج 13 ص 352.

[18] يحدد الصادق الامامة بتشبيه قرآني يفسر وجوبها، اذ يسأل عن حديث الرسول : «من مات و ليس له امام فميتته ميتة جاهلية» هل هي ميتة كفر؟ فيجب «ميتة ضلال».و كذلك يحدد جده زين العابدين معني العصمة بحد قرآني، اذ يسأل عن معني المعصوم فيقول: «هو من اعتصم بحبل الله المتين أي القرآن، فلا يفترق الامام عن القرآن الي يوم القيامة، فالامام يهدي الناس الي القرآن، والقرآن يهدي الناس الي الامام، بقوله تعالي (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)...».

و يلاحظ أن الذي فتق الكلام في الامامة و فصل و أصل فيها هم تلاميذ الامام، و ربما بدأ الكلام فيها في عهده كما يقول المستشرق «رونالدسن»، أما التعريفات الوافية فتنسب الي الامام الرضا (202) حفيد الامام الصادق، يقول الامام الرضا: «الامامة منزلة الأنبياء و وراثة الأوصياء، الامامة خلافة الله و خلافة الرسول، و الامامة زمام الدين و نظام المسلمين، و صلاح الدنيا و عز المؤمنين» والماوردي من فقهاء أهل السنة يحدد غرضها فيقول: «الامامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين و سياسة الدنيا». (منه).

[19] الرعد: 39.

[20] مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 290، كشف الغمة للأربلي: ج 3 ص 215، بحارالأنوار: ج 4 ص 90 و ص 118، تفسير العياشي: ج 2 ص 215، البرهان: ج 2 ص 299، الصافي: ج 1 ص 878، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 512.

[21] الكافي: ج 1 ص 148، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 4 ص 247، الفصول المهمة في أصول الائمة: ج 1 ص 253، بحارالأنوار: ج 4 ص 133، تفسير كنز الدقائق للمشهدي: ج 1 ص 359.

[22] الوافي: ج 1 ص 507 ، 508، الكافي: ج 1 ص 146، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 236، بحارالأنوار: ج 4 ص 133، تفسير القمي لعلي بن ابراهيم: ج 1 ص 38، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 2 ص 516، و هناك حديث و لكن بصيغة «ما عبدالله بشي ء مثل البداء» رواه الأعلام قدس الله أسرارهم.

[23] النساء: 48.

[24] يوسف: 87.

[25] مريم: 32.

[26] النساء: 93.

[27] النور: 23.

[28] النساء: 10.

[29] البقرة: 275.

[30] الانفال: 16.

[31] البقرة: 102.

[32] الاسراء: 32.

[33] آل عمران: 77.

[34] آل عمران: 161.

[35] التوبة: 34.

[36] البقرة: 283.

[37] الفرقان: 72.

[38] البقرة: 27.

[39] ابراهيم: 7.

[40] المطففين: 1.

[41] لقوله صلي الله عليه و اله و سلم: «من ترك الصلاة متعمدا من غير علة فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسوله».

[42] لقوله تعالي: (الذين يجتنبون كبائر الاثم) النجم: 32.

[43] لقوله تعالي: (أفأمنوا مكر الله) الأعراف: 99.

[44] لقوله صلي الله عليه و اله و سلم: «شارب الخمر كعابد الوثن» راجع هامش 6.

[45] لقوله عليه السلام: «من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان علي هدم دينه» راجع هامش 6.

[46] روي النص كاملا في الكافي: ج 2 ص 286، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 563، عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق: ج 2 ص 258، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 375، بحارالأنوار: ج 47 ص 216، تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ج 3 ص 71.

[47] حمزة بن حبيب القاري ء، أبوعمارة الكوفي التيمي، مولاهم، صدوق، زاهد، كان من علماء زمانه بالقراءات، و كان من خيار عباد الله فضلا و عبادة، و ورعا و نسكا، و كان يجلب الزيت من الكوفة، و لذا يقال له: الزيات. (تحفة الأحوذي: ج 9 ص 231).

أخذ القراءة عرضا عن الأعمش و حمران بن أعين، كان عالما بالقراءات، بصيرا بالفرائض، اليه صارت الامامة في القراءة بعد عاصم، توفي سنة 156 ه. و جاء في كتبنا الرجالية أنه من أصحاب الصادق عليه السلام و أخذ عنه.

[48] عبدالملك بن أعين الشيباني؛ أبوضريس، و أخوزرارة و حمران، من أصحاب الباقر و الصادق:، كان مستقيما، و مات في زمن أبي عبدالله عليه السلام، قيل: لما قدم الصادق مكة سأل عنه، فقيل له: مات، فقال: مات؟ قيل: نعم، قال: فانطلقوا بنا الي قبره حتي نصلي عليه، قيل: نعم، فقال: لا، و لكن نصلي عليه هنيئة هاهنا، و رفع يده و دعا له، واجتهد في الدعاء، و ترحم عليه. (معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 12 ص 17). كما أنه و ثقة جماعة؛ كالذهبي و غيره.

[49] الكافي: ج 1 ص 100، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 3 ص 197 - 199، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 102 و ص 226، بحارالأنوار: ج 3 ص 261 و ج 5 ص 30، نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري: ج 1 ص 260.

[50] أمالي السيد المرتضي: ج 1 ص 103.

[51] بحارالأنوار: ج 3 ص 327، نورالبراهين: ج 1 ص 436.

[52] ذكرها الأعلام هكذا: «استوي من كل شي ء، فليس شي ء أقرب اليه من شي ء» راجع: الهداية للشيخ الصدوق: ص 16، الكافي: ج 1 ص 127 ج 6 و ص 128 ح 7 ، 8، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 315، معاني الاخبار: ص 29، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 37، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 45، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 214.

[53] البقرة: 255.

[54] معاني الأخبار ص 29، بحارالأنوار: ج 55 ص 29، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 308 و ج 7 ص 159 و ج 9 ص 96، تفسير الصافي للفيض الكاشاني: ج 1 ص 283، تفسير الأصفي له أيضا: ج 1 ص 121.

[55] هود: 7.

[56] الكافي: ج 1 ص 133، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 319، مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص 159، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 112، بحارالأنوار: ج 3 ص 334 و ج 26 ص 277 و ج 54 ص 95، نور البراهين للسيد الجزائري: ج 2 ص 179، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 157، تفسير الصافي: ج 2 ص 432، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 2 ص 338، تفسيرالميزان للسيد الطباطبائي: ج 8 ص 168.

[57] يونس بن ظبيان الكوفي الأزدي، ضعيف الحديث، سيئ المعتقد، و كل كتبه تخليط، و هناك أقوال أخري في توثيقه و مدحه. (أصحاب الصادق للشبستري).

[58] الكافي: ج 1 ص 106، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 99، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 3 ص 232، بحارالأنوار: ج 3 ص 302 و ج 10 ص 453، نور البراهين للسيد الجزائري: ج 1 ص 255.

[59] هذا البيت منسوب الي مولانا سيد الوصيين، و هو في الديوان المرتضوي: ص 145 مذكور، و قد ذكره جمع من عظماء الفريقين كالشيخ البهائي في شرح الأربعين، و المحقق الجامي في شرح الفصوص.

[60] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي: ج 5 ص 466، التفسير الصافي للفيض الكاشاني: ج 1 ص 92، شرح الأسماء الحسني للملاهادي السبزواري: ج 1 ص 12، تفسير القرآن للسيد مصطفي الخميني: ج 1 ص 360.

[61] الكافي: ج 4 ص 243، علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج 2 ص 410، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 9 ص 213، وسائل الشيعة للحر العاملي: ج 13 ص 252 و ج 9 ص 355، بحارالأنوار: ج 96 ص 67.

[62] الهداية للشيخ الصدوق: ص 18، الكافي: ج 1 ص 155، فقه الرضا: ص 348، رسائل المرتضي: ج 1 ص 135 و 138، نتائج الأفكار: ج 1 ص 225، مقالات الأصول: ج 1 ص 212 - 213، عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق: ج 2 ص 114، التوحيد للصدوق: ص 206، تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 460، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 38، كشف الغمة للأربلي: ج 3 ص 102، خاتمة المستدرك للميرزا النوري: ج 1 ص 277، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 29، نظرات في الكتب الخالدة: ص 38، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 198، الفصول المهمة في أصول الائمة للحر العاملي: ج 1 ص 239.

[63] الجبر: أن الانسان مجبر علي أعماله، و التفويض: أن الانسان مخير فيها. و هما نظريتان لمفكرين كانوا أحياء في بدايات حياة الامام، قال بالجبر الجعد بن درهم متأثرا بقول بيان بن سمعان، و قال بالتفويض غيلان الدمشقي و معبد الجهني، و قد قتل الأربعة. الأولان قتلهما خالد بن عبدالله القسري والي بني أمية، و الأخيران: قتل الأول منهما هشام بن عبدالملك، أما معبد فقتله الحجاج لخروجه عليه في فتنة ابن الأشعث. و تابع جهم بن صفوان الجعد، و قد قتله سالم بن أحوز المازني بمرو في أواخر أيام بني أمية.

و في حياة الامام الصادق ازدهرت نظرية الارجاء الي الله، حتي يكون يوم الحساب، فيحاسب الناس علي عملهم مع وجوب قيامهم بالعمل الصالح. قال بها سعيد بن جبير، و حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة، و مقاتل بن سليمان و هو من السابقين الأولين في التفسير، و هؤلاء مرجئة السنة، أما مرجئة البدعة فيرجئون الحساب و لا يوجبون العمل الصالح.

و الأولون يقولون: ان الله يعاقب مرتكب الكبيرة، لكنه قد يغفرها و لا يكفره الناس في الحياة الدنيا لذلك الأمل. (منه).

[64] المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي: ج 1 ص 279، الكافي: ج 1 ص 152، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 275، بحارالأنوار: ج 5 ص 216، نور البراهين: ج 2 ص 280، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 355، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 354، اللمعة البيضاء للتبريزي: ص 469، مجمع البحرين للطريحي: ج 3 ص 450.

[65] الكافي: ج 1 ص 159، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 30، الفصول المهمة في أصول الائمة: ج 1 ص 232، بحارالأنوار: ج 5 ص 53 و ج 5 ص 83، نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري: ج 2 ص 306، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 5 ص 345.

[66] الكافي: ج 1 ص 160، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 362، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 32، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 29، تصحيح اعتقادات الامامية للمفيد: ص 46، الفصول المهمة في أصول الائمة: ج 1 ص 240، بحارالأنوار: ج 5 ص 17، نور البراهين: ج 2 ص 304، تفسير علي بن ابراهيم القمي: ج 1 ص 227، مجمع البحرين للطريحي: ج 1 ص 339، اللمعة البيضاء للتبريزي: ص 488.

[67] بيانه: انك حيث نهيته فلم ينته فتركته علي عمله، لست أنت الذي أمرته بالمعصية، كذلك الله تعالي، حيث نهي العبد عن المعصية فلم ينته، فتركه، و خلي بينه و بين عمله، ليس هو الذي أدخله فيها و أجبره عليها، فالله خلاه فلا جبر، و قادر علي منعه ان شاء فلا تفويض.

[68] الكافي: ج 1 ص 158، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 358، مختصر بصائر الدرجات الحسن بن سليمان الحلي: ص 132، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 23، مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 9 ص 92، الفصول المهمة في أصول الأئمة: ج 1 ص 232، بحارالأنوار: ج 108 ص 62، نور البراهين: ج 2 ص 293، تفسير العياشي: ج 2 ص 11، تفسير البرهان: ج 2 ص 8، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 17، تفسير الميزان للطباطبائي: ج 1 ص 103 و ج 8 ص 89.

[69] بيانه: من زعم أن الله يأمر بالفحشاء - و هو القائل بالجبر - يقول بالارادة الحتمية في المعاصي، فقد كذب علي الله و نسبه الي الكذب في قوله تعالي: (ان الله لا يأمر بالفحشاء). و من زعم أن الخير و الشر من الأفعال بغير مشيئة الله - و هم المفوضة - يقولون: ان الافعال مخلوقة بمشيئة الانسان دون الله، فقد أخرج الله من سلطانه، و قد قال تعالي: (و له الملك). و من زعم أن المعاصي بغير قوة الله، بل بقوة الانسان، فقد كذب علي الله حيث يقول: (ماشاء الله لا قوة الا بالله). و بهذا فقد أبطل مزاعم الفريقين: المجبرة و المفوضة، لأن من زعم أن الله يأمر بالسوء و الفحشاء يدعي بأن أرادة الله هي التي تسير الانسان بنحو لا يملك من أمره شيئا، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله فقد عزل الله عن سلطانه، فلابد من الواسطة بين القولين. وذلك بأن نقول: مع أن الله قضي و قدر، فقد أعطي الانسان القدرة علي أفعاله، و القوة، فهو يفعل بالقدرة التي و هبها الله له علي الفعل و الترك، فاذا فعل أو ترك يصح نسبه الفعل أو الترك اليه من حيث تساوي قدرته بالنسبة اليها.

[70] اثنتا عشرة رسالة للمحقق الداماد: ج 8 ص 118، ينقلها عن الملل و النحل للشهرستاني.


تمهيد منهجي


علوم الشريعة الاسلامية موضوع حافل متعدد العطاء، و قد سبق لنا الخوض في جملة يعتد بها من مفرداته في ضوء بناء الامام العظيم محمد الباقر عليه السلام لحضارة التشريع الاسلامي في عمل مستقل، تناول الامام و رسالة السماء، و تلامذة الامام الباقر في رحاب حضارته التشريعية، و روافد علم الحديث الشريف، و مدرسة الفقه الامامي، و معالم القواعد الفقهية، و أصول الفقه الاسلامي [1] .

و أكدنا فيه سبق الامام محمد الباقر عليه السلام في التأصيل لمعارف الشريعة جمعاء، تفسيرا و حديثا و فقها و أصولا و قواعدا، و أفرزنا شرائح الفقهاء الرسميين الذين اعتمدهم كل من البلاط الأموي و البلاط العباسي، و اسباغ الطغاة هالة القداسة و أردية الهيولي و اللاهوت علي جملة من هؤلاء الفقهاء، فكانوا يفتون الناس بأدلال، و يخاطبون الجموع باستعلاء، و هم غارقون بصلات الدولة و مبرات الحاكمين، مستغلين تلك الحرمة الكاذبة التي منحها لهم السلطان.

و تسلم الامام الصادق عليه السلام قيادة الأمة فكان مشاركا لأبيه في كل مظاهر الأصالة و التجديد و الوعي و المعرفة الانسانية، رغم كل النزعات النحرفة عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام.



[ صفحه 288]



استطاعت قدرات الامام الرسالية أن تتجاوز المناخ الرسمي، و تستقل بمنهج علمي خاص، اتسم بالاستقلالية و الحرية الفكرية، و تمرس بالنضال العلمي خطا مستقيما هادفا، في حين تسخر الامكانات كافة لوعاظ السلاطين و المتفقهين الرسميين، و تفتح أبواب الحكام لجملة من الموالي ممن دخل في الاسلام من الشعوب المجاورة للحجاز و العراق، حتي عادوا أئمة الملل و النحل، و أصحاب القول النافذ، في ضوء الدعم الحاكم بالقوة و القهر و الجبروت.

لقد ورث الامام الصادق جراء هذه الافرازات المضنية تركة ثقيلة من التناقضات و الافتاء الكيفي و زعقات أهل الرياء و النفاق السياسي، و كان عليه أن يخوض حربا طويلة المدي، تقتلع جذور المفاهيم الفاسدة، و تعود بالاسلام الي أصوله الثابتة، و هذا ما يحتاج الي النضال المستميت في جبهات متعددة، و لم يكن هذا بالأمر الصعب علي الامام و هو يتمتع بالتأييد الالهي، و يتحصن بعلم النبي و آله عليهم السلام، و كانت الشريعة الاسلامية هدفه الأول في مسيرته هذه، فاستوعبت مدرسته الأصول التشريعية التي أسسها والده الامام الباقر عليه السلام، و هي تعتمد أصلين مهمين:

الأول: كتاب الله عزوجل.

الثاني: السنة متمثلة في الحديث الشريف.

و هذان المصدران في مدرسة أهل البيت عليهم السلام: هما الأصلان الأساسيان في بناء التشريع الاسلامي المتحضر، و بهما أمكن الرجوع الي التفقه في الدين دون عسر أو حرج، و في منأي عن مظلة عروش الطغاة، و في استقلال عن الرأي و الاستحسان و القياس، و في رفض لكل العروض التي لا تمت الي التشريع بصلة.

هذان الأصلان يتطلبان الحديث عنهما في ضوء زعامة الامام الصادق لمدرسة أهل البيت، و يتفرع عنهما التحدث عن الحركة الفقهية المنهجية اتي أرست قواعدها هذه المدرسة المباركة.



[ صفحه 289]




پاورقي

[1] ظ: المؤلف: الامام محمد الباقر.. مجدد الحضارة الاسلامية 271 - 185.


المواهب


و تزاحمت المواهب لاحتلال شخصية هي ذاتها العبقرية التي جاءت تلبية لتوجيه عبقري يخلص أمة من تقهقر تاريخ، و يخلص رسالة من أصفاد تكبلها عن مداها الروحي و الانساني، و تحجزها عن أي بلوغ حضاري، و مثالي.

و انها المواهب - بتوافرها الانصبابي في شخصية واحدة - صاغت من جعفرها أحدوثة لا يجيد النطق بها الا صف عريض من علماء لا تتمكن من تصنيفهم الا أمة عريقة في ظل حضارة من حضاراتها الأنيقة، و انه لمجد من الأمجاد، في ظل فخر من المفاخر، أن تشير الأمة - باصبع من أصابعها الهزيلة - الي واحد منها اسمه جعفر الصادق، عبر عن تمنياتها المقهورة، قبل أن يرحل مقهورا!!! أقول ذلك و أنا أعني: أن الأمة تقدر أن تنبت أكثر من جعفر، يمحضها بتحقيق جعفري يقودها الي وصول، هذا اذا استوعبت شوقا مريدا، رأينا كيف سكبه الامام زين العابدين في عروق حفيده جعفر، فالتهبت عروق جعفر بعصيرها الموهوب!

أظنني وصلت الي ما أقصد، فالمواهب التي حازها الامام الصادق، و صلت اليه من: توجيه الجد فأسلوب الأب - فعزم الذات... و ليكن للقول هذا بعض تفصيل:



[ صفحه 130]




علم اللغات


... ان قيد أهل البيت عليهم السلام في بلادهم، و وضعوا تحت الاقامة الجبرية، و منعوا عن نشر الاسلام في البلاد النائية، ولكن الله عزوجل كسر لهم هذه القيود، اذ جعل لسانهم حرا طليقا، فما أن يلتقي بهم أحد من أهل الفرس أو النبط و غيرهم... الا و تكلموا عليهم السلام بلغتهم، و كأنهم أحدهم، فيتعجبون لذلك، و يزدادون لهم حبا و اجلالا.

و قد عزا بعضهم قدرة الامام علي التكلم بلغات شتي، كون جدته فارسية، و أمه بربرية أو رومية أو... كما مر في ترجمتها، ولكن أين اللغات الأخر التي من المقطوع به أن الامام عليه السلام قد تكلم بها؟!.

و قد قال عليه السلام «اني أتكلم علي سبعين وجها، لي من كلها المخرج» [1] .

و قد ذكر الله عزوجل في القرآن الكريم قول نبي الله سليمان عليه السلام



[ صفحه 90]



(علمنا منطق الطير) [2] و قد تكلم عليه السلام مع الهدهد (اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون) [3] و كذا فهم عليهم السلام كلام النملة اذ قالت لأصحابها (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون) [4] «فتبسم ضاحكا من قولها...». و كذا كلام مريم عليهاالسلام مع الملك، و سارة مع الملائكة و...

و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مع الجمل... و تكلم الحصي في يده و سمع ذلك الأصحاب و... مما لا يحصي كثرة.

فمن اعتقد بالامامة، لا بد أن يعتقد بكراماتهم عليهم السلام و الا فهو خارج عن المذهب. و هذه من الكرامات التي أكرمهم الله عزوجل بها.

و من الروايات في ذلك: روي أبان بن تغلب قال: غدوت من منزلي بالمدينة و أنا أريد أبا عبدالله عليه السلام، فلما صرت بالباب، خرج علي قوم من عنده لم أعرفهم، و لم أر قوما أحسن زيا منهم، و لا أحسن سيماء منهم، كأن الطير علي رؤوسهم، ثم دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام فجعل يحدثنا بحديث، فخرجنا من عنده، و قد فهم خمسة عشر نفرا متفرقوا الألسن، منهم العربي، و الفارسي، و النبطي، و الحبشي، و السقلبي.

قال بعض ما هذا الحديث الذي حدثنا به؟ قال له آخر من لسانه عربي: حدثني كذا بالعربية. و قال له الفارسي: ما فهمت انما حدثني كذا و كذا بالفارسية، و قال الحبشي، ما حدثني الا بالحبشية، و قال السقلبي ما حدثني الا بالسقلبية، فرجعوا اليه فاخبروه.



[ صفحه 91]



فقال عليه السلام: الحديث واحد ولكنه فسر لكم بألسنتكم» [5] .

فالامام عليه السلام اذا كان اماما للأنس و الجن معا، فلا بد و هو المسؤول عن حفظ الشريعة الاسلامية و بيان أحكامهم، أن يرشد من استرشده، و هذا لا يتأتي الا بمعرفة اللغة التي يحاور بها أو يسأل بها.

و لا يعترض علي هذا في وقتنا الحاضر من الترجمة، و أن العالم و حتي المرجع الديني لا يحيط بلغات البشر.

و ذلك للقدرة حاليا علي الترجمة أو المترجم مع تعسره سابقا.

اضافة الي المودة القلبية التي تحصل لأحدهم بأن الامام كأحدهم لغة و وطنا و دينا و...

روي مفضل بن عمر قائلا: اتينا باب أبي عبدالله عليه السلام و نحن نريد الاذن عليه، فمسعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية، فتوهمنا أنه بالسريانية، ثم بكي فبكينا لبكائه، ثم خرج الينا الغلام، فأذن لنا فدخلنا عليه، فقلت: أصلحك الله أتيناك نريد الاذن عليك، فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية، فتوهمنا أنه بالسريانية، ثم بكيت فبكينا لبكائك، فقال: نعم ذكرت الياس النبي، و كان من عباد أنبياء بني اسرائيل، فقلت: كما كان يقول في سجوده، ثم اندفع فيه بالسريانية.

فلا و الله، ما رأينا قسا، و لا جاثليقا أفصح لهجة منه به.

ثم فسره لنا بالعربية، فقال: كان يقول في سجوده «أتراك معذبي و قد اجتنبت لك المعاصي، أتراك معذبي و قد اسهرت لك ليلي...» [6] .



[ صفحه 92]



فالامام عليه السلام كان يتعمد أحيانا التكلم بلغة أخري تقوية لقلوب شيعته، و تبيينا لكرامة أئمتهم، فان ذلك أقوي عزيمة في الائتمار بأوامرهم و الانزجار بنواهيهم. و الا فالامام عليه السلام قادر علي الدعاء بلغته.

و في السرائر بالاسناد الي أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: كان معنا أبوعبدالله البلخي، و معه... اذا هو بظبي يثغو و يحرك ذنبه، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أفعل ان شاء الله قال: ثم أقبل علينا فقال: علمتم ما قال الظبي؟ قلنا: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم فقال: انه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لأنثاه، فأخذها و لها خشفان لم ينهضا، و لم يقويا للرعي، قال: فيسألني أن اسألهم أن يطلقوها، و ضمن لي اذا أرضعت خشفيها حتي يقويا أن يردها عليهم، قال: فاستحلفته قال: برئت من ولايتكم أهل البيت ان لم أف، و أنا فاعل ذلك به ان شاء الله.

فقال البلخي: سنة فيكم كسنة سليمان عليه السلام [7] .

ان مذهب الامامية - الا من شذ منهم - يؤمن بالولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام فكل ما في الكون من شجر و حجر و مدر، و جان و انسان و حيوان، بل الملائكة أيضا مسخرة و مقيدة لهم عليهم السلام فلو راموا أمرهم بشي ء ينفذوا ذلك دون أي تردد، بما فيهم الأنس و الجن، نعم قال تعالي (لا اكراه في الدين) [8] ، فحتي لا يبطل الثواب و العقاب لا يكرهوا علي شي ء و قد وردت الروايات المتواترة أنهم عليهم السلام قد تكلموا بلغات شتي [9] ، مع ان



[ صفحه 93]



الصادق عليه السلام قضي حياته في المدينة المنورة الا قليلا في الكوفة، نعم فبهم فتح الله و بهم يختم، و اذ قد ثبتت معاجز الأنبياء في القرآن الكريم من احياء الموتي و الأخبار بالغيب، و التكلم مع الملائكة و الحيوان، فقد ثبت امكان ذلك من الناحية العقلية، فما الضر في نسبة ذلك الي جميع المعصومين قاطبة سواء كان الأنبياء أم الأئمة عليهم السلام؟.


پاورقي

[1] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 249.

[2] النمل / 16.

[3] النمل / 28.

[4] النمل / 18.

[5] البحار ج 47 / 99.

[6] الكافي ج 1 / 277 كتاب الحجة.

[7] البحار ج 47 / 87.

[8] البقرة / 256.

[9] بصائر الدرجات ج 7 ص 96 - الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب ص 31 و ما بعد بحارالأنوار ج 47 / 85... الكافي كتاب الحجة ص 228 المناقب ج 4 / 249.


تمهيد


ان وجود الامام جعفر الصادق كان قبل أن يصبح للمدارس الفقهية منهاج خاص لكل واحد منها في الاستنباط و الاجتهاد يميزها عن غيرها.

و نظرا لذلك لم يكن علم أصول الفقه مميزا و لم تفرد له مؤلفات خاصة و لم يصل الي المستوي الذي وصل اليه فيما بعد حيث أصبح علما مستقلا يسير الفقهاء في استنباط الأحكام وفق قواعده، و هذا لا يعني أن الامام جعفر الصادق و غيره من الفقهاء من الصحابة و التابعين لم يكن لهم معرفة تامة بتلك القواعد و الضوابط.

فالمتتبع لفقه الامام جعفر الصادق و المطلع عليه يري أنه قد اعتمد فيه المصادر المتبعة لاستنباط الأحكام و خصوصا الكتاب و السنة المصدرين الرئيسين، و كذلك اعتمد علي غيرهما من المصادر التشريعية التي سار عليها الفقهاء في استنباط الأحكام. فنراه قد اعتمد علي الاجماع و القياس و غيرها من المصادر. و ذلك من خلال مسائله الفقهية التي جمعتها من مصادرها و مظانها الأصلية.

و من أجل اتمام الفائدة سأتكلم باختصار عن مصادر الأحكام في عصر الرسول صلي الله عليه و سلم و عصر الصحابة و عصر التابعين حتي عصر الامام جعفر الصادق.



[ صفحه 54]




الايمان


قول و عمل و نية، و فيه الحقيقة و جوهر العقيدة و الحياة، و هو مقسم علي جوارح الانسان الداخلية و الخارجية، فلا يسوغ القول دون عمل، و لا عمل دون قول، و لا يكون الاتمام لهما الا بالاقتران. فقرين النية القول، و قرين القول العمل، و فيه بيان واضح لا غموض فيه، و هناك فرق كبير بين المطيع و المنافق.


ابوعبدالرحمن السلمي النيسابوري


18. و قال أبوعبدالرحمن السلمي النيسابوري (م 412): «جعفر الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت، و هو ذو علم غزير، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات، و أدب كامل في الحكمة». [1] .


پاورقي

[1] ينابيع المودة 160:3 عن كتاب طبقات مشايخ الصوفية. و نحوه فيه 222:1 و فيه: «ان جعفر الصادق فاق جميع أقرانه في جميع أهل بيته».


من هو الصادق


حقا علي الكاتب أن يعطي صورة اجمالية للمترجم له قبل أن يتغلغل في أعماق الترجمة، لئلا يكون غربيا عن القارئ عند قراءته لكل فصل من حياته.

و هنا رأيت أن أنقل شطرا من آراء العلماء في كلماتهم عن الصادق جعفر عليه السلام، لأنها تعبر عن آراء أجيال في هذه الشخصية الكريمة، و اليك شيئا منها:

فهذا الذهبي [1] في ميزان الاعتدال (192:1) يقول عند ذكره للامام: «جعفر بن محمد علي بن الحسين الهاشمي أبوعبدالله أحد الائمة الأعلام بر صادق كبير الشأن».

و مما قاله النووي [2] في تهذيب الأسماء و اللغات (150-149: 1): «روي عنه محمد بن اسحاق، و يحيي الأنصاري، و مالك، و السفيانان، و ابن جريح، و شعبة، و يحيي القطان، و آخرون، و اتفقوا علي امامته و جلالته و سيادته، قال عمرو بن أبي المقدام: كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين».



[ صفحه 72]



و ابن خلكان [3] يقول: «أحد الائمة الاثني عشر علي مذهب الامامية، و كان من سادات أهل البيت، و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و فضله أشهر من أن يذكر». و قال: «و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي [4] قد الف كتابا يشتمل علي ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق و هي خمسمائة رسالة، و قال: و دفن بالبقيع في قبره فيه أبوه محمدالباقر، و جده زين العابدين، و عم جده الحسن بن علي عليهم السلام، فلله دره من قبر ما أكرمه و أشرفه».

و الشبلنجي [5] في نور الأبصار ص 131 يقول: «و مناقبه كثيرة تكاد تفوت حد الحاسب، و يحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب» و قال: و في حياة الحيوان الكبري فائدة قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب: و كتاب الجفر كتبه الامام جعفرالصادق ابن محمدالباقر، فيه كل ما يحتاجون الي علمه الي يوم القيامة، و الي هذا الجفر أشار أبوالعلاء بقوله:



لقد عجبوا لآل البيت لما

أتاهم علمهم في جلد جفر



فمرآة المنجم و هي صغري

تريه كل عامرة و قفر



و قال محمد الصبان [6] في كتابه اسعاف الراغبين المطبوع علي هامش نور



[ صفحه 73]



الأبصار ص 208: «و أما جعفرالصادق فكان اماما نبيلا. و قال: و كان مجاب الدعوة اذا سأل الله شيئا لا يتم قوله الا و هو بين يديه».

و الشعراني [7] في لواقح الأنوار يقول: «و كان سلام الله عليه اذا احتاج الي شي ء قال: يا رباه أنا أحتاج الي كذا، فما يستتم دعاؤه الا و ذلك الشي ء بجنبه موضوع».

و سبط ابن الجوزي [8] في تذكرة خواص الامة ص 192 يقول: «قال علماء السير: قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة» و قال: و من مكارم أخلاقه ما ذكره الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار عن الشقراني مولي رسول الله صلي الله عليه و آله قال: خرج العطاء أيام المنصور و مالي شفيع، فوقفت علي الباب متحيرا و اذا بجعفر بن محمد قد أقبل فذكرت له حاجتي، فدخل و خرج و اذا بعطائي في كمه فناولني اياه، و قال: ان الحسن من كل أحد حسن و أنه منك أحسن لمكانك منا، و أن القبيح من كل أحد قبيح و أنه منك أقبح لمكانك منا، و انما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب الشراب، فمن مكارم أخلاق جعفر أنه رحب به و قضي له حاجته مع علمه بحاله، و وعظه علي وجه التعريض، و هذا من أخلاق الأنبياء».

و محمد بن طلحة [9] في مطالب السؤل ص 81 يقول: «و هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم ذو علوم جمة، و عبادة موفرة، و أوراد متواصلة، و زهادة



[ صفحه 74]



بينة، و تلاوة كثيرة، يتبع معاني القرآن الكريم ، و يستخرج من بحره جواهره، و يستنتج عجائبه، و يقسم أوقاته علي أنواع الطاعات، بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكر الآخرة، و استماع حديثه يزهد في الدنيا، و الاقتداء بهديه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة، و طهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة. و قال: و أما مناقبه و صفاته فتكاد تفوت عدد الحاصر، و يحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتي أنه من كثرة علومه المفاضة علي قلبه من سجال التقوي صارت الأحكام التي لا تدرك عللها و العلوم التي تقصر الأفهام عن الاحاطة بحكمها، تضاف اليه، و تروي عنه».

و في صواعق ابن حجر [10] «و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان».

و في ينابيع المودة [11] طبع اسلامبول ص 380 «و من أئمة أهل البيت أبوعبدالله جعفر الصادق» و قال: «و كان من سادات أهل البيت» و قال: «و قال الشيخ أبوعبدالرحمن السالمي في طبقات المشايخ الصوفية: جعفر الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت، و هو ذو علم غزير، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام في الشهوات، و أدب كامل في الحكمة».

و اليك ما يقوله الحافظ أبونعيم [12] في حلية الأولياء (192:3): «و منهم الامام الناطق و الزمام السابق، أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق أقبل علي العبادة



[ صفحه 75]



و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع، و نهي [13] عن الرياسة و الجموع» ثم روي عن عمرو بن أبي المقدام كلامه السابق، و روي عن الهياج بن بسطام [14] قوله: «و كان جعفر بن محمد يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء».

و يقول ابن الصباغ المالكي [15] في الفصول المهمة: «كان من بين اخوته خليفة أبيه و وصيه، و القائم بالامامة من بعده برز علي جماعته بالفضل و كان أنبههم ذكرا، و أجلهم قدرا، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته و ذكره في سائر البلدان»، و قال في اخريات كلامه: «مناقب أبي عبدالله جعفر الصادق فاضلة، و صفاته في الشرف كاملة، و شرفه علي جهات الأيام سائلة، و أندية المجد و العز بمفاخره و مآثره آهلة».

و هذا السويدي [16] في سبائك الذهب ص 72 يقول: «كان من بين اخوته خليفة أبيه و وصيه، نقل عنه من العلوم مالم ينقل عن غيره، و كان اماما في الحديث» و قال: «و مناقبه كثيرة».

و في عمدة الطالب [17] ص 184: «و يقال له عمود الشرف، و مناقبه متواترة بين الأنام، مشهورة بين الخاص و العام، و قصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله منه».



[ صفحه 76]



و الشهرستاني [18] في الملل و النحل: «و هو ذو علم غزير في الدين و الأدب، كامل في الحكمة، و زهد بالغ و ورع تام في الشهوات، وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه، و يفيض علي الموالين أسرار العلوم، ثم دخل العراق و أقام بها مدة ما تعرض للامامة قط [19] و لا نازع أحدا في الخلافة، و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، و تعلي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط، و قيل من آنس بالله توحش عن الناس، و من استأنس بغير الله نهبه الوسواس».

و اليافعي [20] في مرآة الجنان (304:1) فيمن توفي عام 148، يقول: «و فيها توفي الامام السيد الجليل سلالة النبوة و معدن الفتوة، أبوعبدالله جعفرالصادق، و دفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمدالباقر، و جده زين العابدين و عم جده الحسن ابن علي رضوان الله عليهم أجمعين، و أكرم بذلك القبر و ما جمع من الأشراف الكرام اولي المناقب، و انما لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و له كلام نفيس في علوم التوحيد و غيرها، و قد الف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتابا يشتمل علي ألف و رقة يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة».

و الصدوق طاب ثراه [21] يروي في أماليه المجلس ال 42 عن سليمان بن داود



[ صفحه 77]



المنقري [22] عن حفض بن غياث [23] انه كان اذا حدثنا عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: «حدثني خير الجعافرة».

و روي الصدوق أيضا فيه مسندا عن علي بن غراب [24] انه كان اذا حدثنا عن جعفر بن محمد قال: «حدثنا الصادق عن الله، جعفر بن محمد...».

و روي أيضا في ال 32 مسندا عن محمد بن زياد الأزدي [25] قال: سمعت مالك ابن أنس [26] يقول: أدخل الي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فيقدم لي مخدة، و يعرف لي قدرا، و كان لا يخلو من احدي ثلاث خصال اما صائما و اما قائما و اما ذاكرا، و كان من عظماء العباد و اكابر الزهاد، الذين يخشون الله عزوجل و كان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فاذا قال: رسول الله صلي الله عليه و آله اخضر مرة، و اصفر اخري، حتي ينكره من يعرفه، و لقد



[ صفحه 78]



حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، و كاد أن يخر عن راحلته، فقلت: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و لابد لك من أن تقول، فقال: يابن عامر كيف أجسر أن أقول لبيك اللهم لبيك، و أخشي أن يقول عزوجل: لا لبيك و لا سعديك.

و ابن شهر آشوب [27] في كتابه المناقب في أحوال الصادق عليه السلام يروي عن مالك بن أنس أيضا قوله: ما رأت عين و لا سمعت اذن و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا، و زاد الصدوق في أماليه في ال 81 قوله: كان والله اذا قال صدق.

و قال أيضا: و ذكر أبوالقاسم البغار في مسند أبي حنيفة [28] قال الحسن بن زياد: سمعت أباحنيفة و قد سئل: من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور بعث الي فقال: يا أباحنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيي ء له مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث الي أبوجعفر و هو في الحيرة فأتيته فسلمت عليه، فأورد الي المجلس فجلست ثم التفت اليه فقال: يا أباعبدالله هذا أبوحنيفة، قال: نعم أعرفه، ثم التفت الي فقال: الق علي أبي عبدالله من مسائلك، فجعلت القي عليه فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا، و نحن نقول كذا، فربما تابعناكم، و ربما تابعناهم، و ربما خالفنا جميعا، حتي أتيت علي الأربعين مسألة، فما أخل منها



[ صفحه 79]



بشي ء، ثم قال أبوحنيفة: اليس أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.

بل ان المنصور نفسه و هو من علمت كيف يحرق الارم [29] علي أبي عبدالله عليه السلام قد ينطق بالحق، عند ذكره أو مقابلته، فيقول: هذا الشجي المعترض في حلقي من أعمل الناس في زمانه [30] و يقول اخري: و انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا [31] و يقول تارة: انه ليس من أهل بيت نبوة الا و فيه محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [32] و يقول مخاطبا للصادق عليه السلام: لا نزال من بحرك نغترف، و اليك نزدلف، تبصر من العمي، و تجلو بنورك الطخياء [33] فنحن نعوم في سحاب قدسك، و طامي بحرك [34] و يقول لحاجبه الربيع: و هؤلاء من بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل لا حظ له في الشريعة. [35] .

و يقول اسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس: دخلت علي أبي جعفر المنصور يوما و قد اخضلت لحيته بالدموع، و قال لي: ما علمت ما نزل بأهلك فقلت: و ما ذاك يا اميرالمؤمنين، قال: فان سيدهم و عالمهم و بقية الأخيار منهم توفي، فقلت و من هو؟ قال: جعفر بن محمد، فقلت: أعظم الله أجر أميرالمؤمنين و أطال لنا بقاءه، فقال لي: ان جعفرا كان ممن قال الله فيه «ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» و كان ممن اصطفي الله، و كان من السابقين في



[ صفحه 80]



الخيرات. [36] .

هذا و هو المنصور العدو الألد للصادق، الذي كان مجاهدا في النيل من كرامته و القضاء عليه.

بل أن الملاحدة علي كفرهم و عدائهم للاسلام و رجاله كانوا يعظمونه و يعترفون له بغزارة العلم، و الميزة بالصفات الروحية و الملكات القدسية، أمثال ابن المقفع و ابن أبي العوجاء و الديصاني و غيرهم، فهذا ابن المقفع يقول: ترون هذا الخلق و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس، يعني الصادق عليه السلام، و قال ابن أبي العوجاء: ما هذا ببشر، و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا، يعني الصادق عليه السلام. [37] .

و كان ابن أبي العوجاء اذا سأل أحد أصحاب الصادق عليه السلام عن شي ء غامض و استمهله، ثم أتاه بالجواب بعد حين و استحسنه، قال هذا نقلت من الحجاز.

و هكذا كان الديصاني مع أصحاب الصادق عليه السلام، و ما يقوله فيم يحملون اليه جوابه.

و هذه قطرة من غيث مما نطق به أهل الفضل في شأن الصادق عليه السلام مع اختلاف الزمن و البلد و الذوق و الرأي في القائلين، اقدمها أمام الدخول في حياته التفصيلية لتعطيك صورة اجمالية عن هذا الشخصية الفذة، فان هذا الكلمات مع و جازتها تعلم القاري ء عما لأبي عبدالله عليه السلام من فضيلة بل فضائل، و عما له من آثار و مآثر.



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] الحافظ المحدث شمس الدين أبوعبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي المولود عام 673، و المتوفي عام 748.

[2] الحافظ أبوزكريا محي الدين بن شرف الدين المتوفي عام 676.

[3] أحمد بن محمد بن ابراهيم بن أبي بكر بن خلكان ولد بمدينة اربل قرب الموصل و انتقل الي الموصل و سافر الي حلب و دخل الديار المصرية و ناب في القضاء عن السخاوي، ثم ولي القضاء بالشام عشر سنين و توفي بدمشق عام 681، ترجم له في طبقات الشافعية: 5 / 14 ، و في فوات الوفيات، 1 / 55 ، و السيوطي في حسن المحاضرة: 1 / 267 ، و معجم المطبوعات: 1 / 98 و غيرها.

[4] سوف نشير في حياته العلمية الي علم الصادق عليه السلام بالكيمياء و أخذ جابر عنه و شي ء من حياة جابر.

[5] مؤمن بن حسن مؤمن المصري. وشبلنج قرية من قري مصر، اشتغل في طلب العلوم في الجامع الأزهر ولد في نيف و 1250 و لم تذكر وفاته.

[6] محمد بن علي الصبان الشافعي الحنفي ولد بمصر، ترجم له في معجم المطبوعات: 2 / 1194 .

[7] أبوالمواهب عبدالوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري الشافعي المصري المعروف بالشعراني دخل القاهرة عام 911 و بها توفي، ترجم له في معجم المطبوعات: 1 / 1126.

[8] أبومظفر شمس الدين يوسف بن قزغلي الواعظ الشهير الحنفي المولود عام 582 أو 581 و المتوفي عام 654 في 21 ذي الحجة.

[9] كمال الدين الشافعي المتوفي عام 654.

[10] المحدث شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي نزيل مكة.

[11] هي للشيخ سليمان بن ابراهيم المعروف بخواجه كلان، و كان فراغه من تأليفها تاسع شهر رمضان عام 1291.

[12] أحمد بن عبدالله الاصبهاني المتوفي عام 430.

[13] هكذا في الأصل و في كشف الغمة عن الحلية «و لها» و كل منهما يناسب المقام.

[14] التميمي الحنظلي الهروي رحل الي العراق و سمع علماء عصره و دخل بغداد و حدث بها، مات عام 177، ترجم له الخطيب البغدادي: 14 / 80 .

[15] نورالدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي المولود عام 784 و المتوفي عام 855، ترجم له السخاوي في الضوء اللامع: 5 / 283 و ذكر مشايخه و كتابه الفصول المهمة في معرفة الائمة و هم اثني عشر.

[16] محمد أمين البغدادي، و آل السويدي من البيونات الرفيعة في بغداد حتي اليوم و هو من رجال القرن الماضي، و فرغ من كتابه في شوال عام 1229.

[17] للنسابة الشهير جمال الدين أحمد بن علي الداودي الحسني المتوفي عام 828.

[18] أبوالفتح محمد بن أبي القاسم كان فقيها متكلما علي مذهب الأشعري، دخل بغداد عام 510 و أقام بها ثلاث سنين و كانت ولادته بشهرستان و بها توفي عام 548، ترجم له في الوفيات و معجم الادباء و طبقات السبكي و روضات الجنات و مفتاح السعادة و غيرها.

[19] يراد من الامامة هنا الامامة التي يعقدها الناس، و الا فهو امام اجتمع عليه الناس أو تفرقوا، تعرض للأمر أو صفح.

[20] أبومحمد عبدالله بن سعد بن علي بن سليمان عفيف الدين اليافعي اليماني نزيل الحرمين المتوفي عام 768.

[21] محمد بن علي بن بابويه القمي المحدث الجليل صاحب التآليف القيمة الكثيرة البالغة نحوا من 300 مؤلف، و قد ورد بغداد عام 352 و سمع منه شيوخ الطائفة علي حداثة سنة، و مات بالري عام 381.

[22] المعروف بابن الشاذكوني و هو ممن روي عن الصادق عليه السلام و عن رواته و كان من ثقات الرواة.

[23] الكوفي القاضي، و سيأتي في الثقات من مشاهير رواة الصادق عليه السلام، و الظاهر أنه من أهل السنة.

[24] ابن عبدالعزيز و هو ممن روي عن الصادق عليه السلام و استظهر بعض الرجاليين أنه من أهل السنة الا أن ابن النديم في الفهرست عده من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم السلام.

[25] هو المعروف بابن أبي عمير و قد لقي الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام، حبسه الرشيد ليلي القضاء، و قيل ليدله علي مواضع الشيعة و أصحاب الكاظم عليه السلام، و قيل ضرب أسواطا و نالت منه فلم يقر، و قد رويت عنه كتب مائة رجل من أصحاب الصادق عليه السلام، و له مصنفات كثيرة، و هو ممن لا يروي الا عن ثقة، و قد أجمع العصابة علي قبول مراسيله، و هو من العصابة الذين أجمعوا علي تصحيح ما يصح عنهم، و قد اتفق الفريقان علي وثاقته و علو منزلته، و قيل: انما قبلوا مراسليه لأنه دفن كتبه يوم حبس فتلفت فروي ما علق منها في ذهنه، فمن ثم قد ينسي الراوي و ان حفظ الرواية، مات عام 217.

[26] المدني أول المذاهب الأربعة، و هو ممن أخذ عن الصادق عليه السلام كما سيأتي في أصحاب الصادق عليه السلام، و هو مذهب أهل الحجاز و النسبة اليه مالكي.

[27] محمد بن علي المازندراني رشيدالدين من مشايخ الطائفة و فقهائها و كان شاعرا بليغا منشأ و له مصنفات عديدة منها: معالم العلماء، و كتاب أنساب آل أبي طالب، و كتاب مناقب آل أبي طالب، و هو الذي أشرنا اليه في الأصل، و كثيرا ما نروي عنه في هذا الكتاب.

[28] النعمان بن ثابت ثاني المذاهب لأهل السنة و هو أيضا ممن أخذ عن الصادق عليه السلام و النسبة اليه حنفي، و سيأتي الكلام عليه في أصحاب الصادق عليه السلام.

[29] كركع - الأضراس، و لتولد الحرارة فيها من حك بعضها ببعض يقال يحرقها، و هو مثل يضرب لمن يبلغ به الغيظ شدته لأن الحك من آثاره.

[30] كتاب الوصية للمسعودي.

[31] كشف الغمة عن تذكرة ابن حمدون: 2 / 209.

[32] الكافي: باب مولده عليه السلام: 1 / 475، و بصائر الدرجات، و المناقب، و الخرائج و الجرائح.

[33] الليلة المظلمة، و لعله كناية عن الامور المشكلة التي لا يهتدي الناس الي حلها.

[34] بحارالأنوار: في أحوال الصادق عليه السلام: 47 / 199.

[35] مهج الدعوات لابن طاووس: ص 192، بحارالأنوار: 47 / 199.

[36] تاريخ اليعقوبي: 3 / 117 .

[37] الكافي: كتاب التوحيد منه، باب حدوث العالم و اثبات المحدث: 1 / 74.


وصيته لعنوان البصري


ليس له ذكر في كتب رجالنا.

كان عنوان البصري يختلف الي مالك بن أنس فأحب أن يأخذ عن الصادق عليه السلام فلما و رد عليه قال له الصادق عليه السلام: اني رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار فلا تشغلني عن وردي و خذ عن مالك واختلف اليه كما كنت تختلف اليه، يقول: فاغتممت، فدخلت مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلمت عليه ثم رجعت من الغد الي الروضة و صليت فيها ركعتين و قلت: أسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به الي صراطك المستقيم، و لما عيل صبري و ضاق صدري قصدت جعفرا فلما حضرت بابه استأذنت عليه فخرج خادم له فقال: حاجتك؟ فقلت: السلام علي الشريف، فقال: هو قائم في مصلاه، فجلست بحذاء بابه، فما لبثت الا يسيرا اذ خرج خادم فقال: ادخل علي بركة الله، فدخلت و سلمت عليه فرد السلام و قال: اجلس غفرالله لك، فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه و قال: أبو من؟ قلت: أبوعبدالله، قال ثبت الله كنيتك و وفقك يا أباعبدالله، ما مسألتك؟ فقلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته و التسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا، ثم رفع رأسه و قال: ما مسألتك؟ فقلت: سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك، و أرجو أن الله تعالي أجابني في الشريف ما سألته، فقال: يا أباعبدالله ليس العلم بالتعلم انما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالي أن يهديه، فان أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك، قلت:



[ صفحه 54]



يا شريف فقال: قل يا أباعبدالله، قلت: يا أباعبدالله ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء، ألا يري العبد لنفسه فما خوله الله ملكا، لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به و لا يدبر العبد تدبيرا، و جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالي به و نهاه عنه، فاذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالي ملكا هان عليه الانفاق فيما أمره الله تعالي أن ينفق فيه، و اذا فوض العبد تدبير نفسه علي مدبره هانت عليه مصائب الدنيا و اذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالي و نهاه لا يتفرغ منهما الي المراء و المباهاة مع الناس، فاذا اكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا و ابليس و الخلق، و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا، و لا يطلب ما عند الناس عزا و علوا، و لا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة التقي، قال الله تبارك و تعالي: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين». [1] .

قلت: يا أباعبدالله أوصني، قال: اوصيك بتسعة أشياء، فانها وصيتي لمريدي الطريق الي الله تعالي، و الله أسأل أن يوفقك لاستعمالها، ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحلم، و ثلاثة منها في العلم، فاحفظها و اياك و التهاون بها، قال عنوان: ففرغت قلبي له، فقال: أما اللواتي في الرياضة فاياك أن تأكل ما لا تشتهيه، فانه يورث الحماقة و البله، و لا تأكل الا عند الجوع، و اذا اكلت فكل حلالا و سم الله واذكر حديث الرسول صلي الله عليه و آله «ماملأ آدمي وعاء شرا من بطنه»، فاذا كان و لابد فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه، و أما اللواتي في الحلم، فمن قال لك: ان قلت واحدة سمعت عشرا، فقل له: ان قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل له: ان كنت



[ صفحه 55]



صادقا فيما تقول فاسأل الله أن يغفرلي، و ان كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، و من وعدك بالخناء فعده بالنصيحة و الرعاء، و أما اللواتي في العلم، فاسأل العلماء ما جهلت، و اياك أن تسألهم تعنتا و تجربة، و اياك أن تعمل برأيك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد اليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، و لا تجعل رقبتك للناس جسرا. قم عني يا أباعبدالله فقد نصحت لك و لا تفسد عي وردي فاني امرؤضنين بنفسي، و السلام علي من اتبع الهدي». [2] .


پاورقي

[1] القصص: 83.

[2] بحارالأنوار: 1 / 224 / 17.


من وصية الامام الباقر لولده الصادق


و في الكافي عن علي بن ابراهيم ... عن أبي عبدالله عليه السلام، قال:ان أبي



[ صفحه 56]



استودعني ما هناك ، فلما حضره الوفاة قال:ادع لي شهودا ، فدعوت له أربع من قريش فيهم نافع مولي عبدالله بن عمر ، فقال:اكتب هذا ما أوصي به يعقوب بنيه:( يا بني ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا و أنتم مسلمون ) و أوصي محمد ابن علي الي جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة ، و أن يعممه بعمامته ، و أن يربع قبره ، و يرفع أربع أصابع ، و أن يحل عنه أطماره عند دفنه ، ثم قال للشهود:انصرفوا رحمكم الله . فقلت له بعدما انصرفوا:يا أبه ، ما كان في هذا بأن يشهد عليه ، فقال:يا بني ، كرهت أن تغلب و أن يقال:انه لم يوص اليه ، فأردت أن تكون ذلك لك حجة ، انتهي .

كان الامام الصادق عليه السلام يعلم - بعلم الامامة - أن جبار العباسيين المنصور الدوانيقي ، سيحاول قتل الامام الذي يقوم مقامه بعد وفاته عليه السلام ، و لهذا لم تسمح له الظروف أن يعلن للناس عامة الامام الذي من بعده و هو ابنه الامام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام تحفظا علي حياته من كيد الظالمين .

و قد اتخذ تدابير حذرة بهذا الشأن ، حتي لا يلتبس الأمر علي خواص شيعته ، فقد نص عليه السلام علي امامة ولده موسي بن جعفر عليه السلام لخواص شيعته ممن يثق بهم . و نذكر بعض تلك النصوص الهامة منها .

و قد اشتهر في عصر الامام الصادق عليه السلام بين شيعته ، في حديث لهشام بن سالم ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، قال:« ان الأمر ] أي الامامة [ في الكبير ما لم تكن فيه عاهة » . [1] « اشترط في الامام أن يكون صحيحا و سالما من غير عاهة » .



[ صفحه 57]



و كان عبدالله الأفطح - يوم توفي والده الامام الصادق عليه السلام - أكبر أولاد أبيه ، فاشتبه الأمر علي بعض الشيعة فظنوا أنه الامام بعد أبيه ، لأنه أكبر أولاده ، و جهلوا أن الامامة انما تكون في الأكبر ما لم يكن فيه عاهة ، لأنه كان أفطح الرأس أو الرجلين .

و ينسب اليه انحرافات عقائدية كما ذكر ذلك الشيخ المفيد في « الارشاد » ، علي رغم أنه كان أكبر اخوته بعد وفاة أخيه اسماعيل ، غير أنه لم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الاكرام ، و كان متهما بالخلاف علي أبيه في الاعتقاد ، و يقال:انه كان يخالط الحشوية ، و يميل الي مذهب المرجئة. [2] .

و ادعي عبدالله بعد أبيه الامامة ، و احتج بأنه أكبر اخوته الباقين ، فاتبعه علي قوله جماعة من أصحاب أبيه ، ثم رجع أكثرهم بعد ذلك الي القول بامامة أخيه موسي بن جعفر عليه السلام ( الكاظم ) لما تبين ضعف دعواه و عدم أهليته ، و قوة أمر أبي الحسن الكاظم عليه السلام و دلالة حقه ، و براهين امامته .

روي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه قال لابنه موسي الكاظم:يا بني ، ان أخاك ] عبدالله [ سيجلس مجلسي و يدعي الامامة بعدي ، فلا تنازعه بكلمة ، فانه أول أهلي لحوقا بي .

و كما تنبأ الامام عليه السلام فان عبدالله الأفطح مات بعد أبيه بسبعين يوما ، فرجع القائلون بامامته الا شذاذا منهم .

و بقي نفر يسير منهم علي أمرهم و دانوا بامامة عبدالله الأفطح ، و لقبت هذه الطائفة ب « الفطحية » . [3] .



[ صفحه 58]



عن الراوندي - في الخرائج - ، عن داود الرقي ، في حديث و فد أهل خراسان ، أنه ورد الكوفة فرأي في ناحية المسجد رجلا حوله جماعة فقصدهم ، فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون له ، فقال:من الشيخ ؟ قال - داود الرقي -:هو أبوحمزة الثمالي ، قال:فبينا نحن جلوس اذ أقبل أعرابي و قال:جئت من المدينة و قد مات جعفر ابن محمد ، فشهق أبوحمزة ثم ضرب بيده الأرض ، ثم سأل الأعرابي:هل سمعت له بوصية ؟ قال:أوصي الي ابنه عبدالله ، و الي ابنه موسي ، و الي المنصور ، فقال أبوحمزة:الحمد لله الذي لم يضلنا ، دل علي الصغير و بين حال الكبير و ستر الأمر العظيم ، و وثب الي قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فصلي و صلينا. ثم أقبلت عليه و قلت له - والكلام لا يزال لداود الرقي -:فسر لي ما قلت ؟ قال:بين أن الكبير - أي عبدالله - ذو عاهة ، و لم يصح أن يكون لنا اماما. و دل علي الصغير أن أدخل يده مع الكبير ، و ستر الأمر العظيم بالمنصور ، حتي اذا سأل المنصور عن وصيه قيل:أنت. [4] .

اصول الكافي: [5] عن أبي أيوب ، قال:بعث الي أبوجعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه و هو جالس علي كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب ، قال:فلما سلمت عليه رمي بالكتاب الي و هو يبكي ، فقال لي:هذا كتاب ] عاملنا [ محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فانا لله و انا اليه راجعون - ثلاثا - و أين مثل جعفر ؟ ثم قال لي:اكتب . قال:فكتبت صدر الكتاب ، ثم قال:اكتب ان كان أوصي الي رجل واحد بعينه فقدمه و اضرب عنقه و ابعث الي برأسه ، قال:



[ صفحه 59]



فرجع اليه الجواب أنه قد أوصي الي الخمسة واحدهم أبوجعفر المنصور ، و محمد ابن سليمان، [6] و عبدالله ، و موسي ، و حميدة. [7] .

عن داود بن كثير ، قال:قلت لأبي عبدالله عليه السلام:جعلت فداك ، و قدمني للموت قبلك ، ان كان كون ، فالي من ؟ قال:الي ابني موسي ، فكان ذلك الكون ، فوالله ما شككت في موسي عليه السلام طرفة عين قط ، ثم مكثت نحوا من ثلاثين سنة ، ثم أتيت أباالحسن موسي عليه السلام ، فقلت له:جعلت فداك ، ان كان الكون فالي من ؟ قال:فالي علي ابني . قال:فكان ذلك الكون فوالله ما شككت في علي عليه السلام طرفة عين قط. [8] .

... عن المفضل بن عمر ، قال:دخلت علي سيدي جعفر بن محمد عليه السلام فقلت:با سيدي لو عهدت الينا في الخلف من بعدك ؟ فقال لي:يا مفضل، الامام من بعدي ابني موسي ، والخلف المأمول المنتظر ( م ح م د ) بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسي. [9] .

... عن ابراهيم الكرخي ، قال:دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام ، فاني لجالس عنده ، اذ دخل أبوالحسن موسي عليه السلام بن جعفر و هو غلام ، فقمت اليه فقبلته و جلست ، فقال أبوعبدالله عليه السلام:يا ابراهيم ، أما انه صاحبك من بعدي ، أما ليهلكن فيه قوم ، و يسعد آخرون ، فلعن الله قاتله ، و ضاعف علي روحه



[ صفحه 60]



العذاب ، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سمي جده و وارث علمه و أحكامه و فضائله و معدن الامامة و رأس الحكمة ، يقتله جبار بني فلان ] العباس [ بعد عجائب طريفة ، حسدا له ، و لكن الله بالغ أمره و لو كره المشركون ، يخرج من صلبه تمام اثني عشر مهديا ... الخ. [10] .

و ممن روي صريح النص بالامامة من أبي عبدالله الصادق عليه السلام علي ابنه أبي الحسن موسي عليه السلام من شيوخ أصحاب أبي عبدالله عليه السلام و خاصته و بطانته و ثقاته الفقهاء الصالحين رحمهم الله أجمعين:المفضل بن عمر الجعفي ، و معاذ بن كثير ، و عبدالرحمن بن الحجاج ، و الفيض بن المختار ، و يعقوب السراج ، و سليمان بن خالد ، و صفوان الجمال ، و غيرهم ممن يطول بذكرهم شرحه ، و قد روي ذلك من اخوته:اسحاق و علي ، أبناء جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان. [11] .

عن عبدالرحمن بن الحجاج ، قال:دخلت علي جعفر بن محمد في منزله ، و هو يدعو ، و علي يمينه موسي بن جعفر عليه السلام يؤمن علي دعائه ، فقلت له:جعلني الله فداك ، قد عرفت انقطاعي اليك و خدمتي لك ، فمن ولي الأمر بعدك ؟ قال:يا عبدالرحمن ، ان موسي قد لبس الدرع فاستوت عليه . فقلت له:حسبي ، لا أحتاج بعدها الي شي ء . [12] .

روي ابن أبي نجران ، عن ابن حازم ، قال:قلت لأبي عبدالله عليه السلام:بأبي



[ صفحه 61]



أنت و أمي ان الأنفس يفدي عليها ويراح ، فاذا كان فمن ؟ قال أبوعبدالله عليه السلام:اذا كان ذلك ، فهذا صاحبكم ، و ضرب بيده علي منكب أبي حسن موسي الأيمن ، و هو فيما أعلم يومئذ خماسي و عبدالله بن جعفر جالس معنا. [13] .

وروي الفضل ، عن طاهر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال:رأيته يلوم عبدالله ولده و يعظه و يقول له:ما يمنعك أن تكون مثل أخيك ، فوالله اني لأعرف النور في وجهه ، فقال عبدالله:و كيف ؟ أليس أبي و أبوه واحد ؟ و أصلي و أصله واحد ؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام:انه نفسي و أنت ابني. [14] .

روي محمد بن سنان ، عن يعقوب السراج ، قال:دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و هو واقف علي رأس أبي الحسن موسي عليه السلام و هو في المهد ، فجعل يساره طويلا ، فجلست حتي فرغ فقمت اليه ، فقال:ادن الي مولاك فسلم عليه ، فدنوت فسلمت عليه ، فرد علي بلسان فصيح ، ثم قال لي:اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس ، فانه اسم يبغضه الله . و كانت ولدت لي بنت ، سميتها بالحميراء، فقال أبوعبدالله عليه السلام:انته الي أمره ترشد ، فغيرت اسمها. [15] .

روي الشيخ الجليل أبوجعفر بن بابويه القمي في الأمالي:... قال زيد ابن علي بن الحسين عليه السلام:في كل زمان رجل منا أهل البيت ، يحتج الله به علي خلقه ، و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، لا يضل من تبعه و لا يهتدي من خالفه .



[ صفحه 62]



و قد روي العامة و الخاصة من آيات الله تعالي الظاهرة علي يده عليه السلام من المعاجز ما يدل علي امامته و حقه و بطلان مقال من ادعي الامامة لغيره ، و سيأتي شطر منها في الفصول الآتية ان شاء الله .


پاورقي

[1] الكافي 285:1 ، الحديث 6.

[2] سنذكر ما يتعلق بهذين المذهبين في فصل نشوء المذاهب و الفرق من كتابنا هذا.

[3] الارشاد:285.

[4] الكشي:124 ، و النجاشي ، طبعة بيروت 289:1 ، و طبعة قم:115.

[5] اصول الكافي 367:1 ، الحديث 13.

[6] عامل المنصور بالمدينة.

[7] ام الكاظم موسي بن جعفر.

[8] بحارالأنوار 14:48 ، نقلا عن عيون أخبار الرضا عليه السلام 22:1.

[9] كمال الدين و تمام النعمة 3:2.

[10] كمال الدين و تمام النعمة 3:2.

[11] الارشاد:207 و 208 و 209.

[12] الارشاد:308.

[13] نفس المصدر:309.

[14] نفس المصدر:309.

[15] نفس المصدر:309.


تفضيل النبي محمد علي سائر الأنبياء


عن أبي خنيس الكوفي قال: حضرت مجلس الامام الصادق عليه السلام و عنده جماعة من النصاري، فقالوا: فضل موسي و عيسي و محمد سواء؛ لأنهم عليهم السلام أصحاب الشرائع و الكتب، فقال الامام عليه السلام: محمد صلي الله عليه و آله و سلم أفضل منهما عليهماالسلام و أعلم، و لقد أعطاه الله تبارك و تعالي من العلم ما لم يعط غيره، فقالوا: آية من كتاب الله نزلت في هذا؟ قال عليه السلام: نعم، قوله تعالي: (و كتبنا له في الألواح من كل شي ء) [1] ، و قوله تعالي لعيسي: (و لا بين لكم بعض الذي تختلفون فيه) [2] ، و قوله تعالي للنبي المصطفي صلي الله عليه و آله سلم: (جئنا بك شهيدا علي هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ء) [3] ، و قوله تعالي: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لديهم و أحصي كل شي ء عددا) [4] ، فهو و الله أعلم منهم، و لو حضر موسي و عيسي بحضرتي و سألاني لأجبتهما، و سألتهما ما أجابا [5] .

و يعلق العلامة المظفر بقوله: اذا كان أميرالمؤمنين عليه السلام باب مدينة علم



[ صفحه 124]



الرسول، و أولاده ورثة علمه، فهم اذن أعلم الناس كلهم، الأنبياء و غيرهم.


پاورقي

[1] الأعراف: 145.

[2] الزخرف: 63.

[3] النحل: 89.

[4] الجن: 28.

[5] بحار الأنوار 215: 10، الحديث 15.


ادعيته عند خروجه من منزله


لقد اعتصم الامام عليه السلام بالله، والتجأ إليه، وكان لهجا بذكره، ودعائه، في جميع آناء زمانه، والتي منها فيما يقول الرواة، أنه إذا خرج من منزله إلي الجامع النبوي، الذي هو مقر بحوثه ودروسه، كان يدعو بما يلي:

أ - روي أبو حمزة قال: رأيت الامام أبا عبدالله عليه السلام، يحرك شفتيه حين أراد أن يخرج، وهو قائم علي الباب، فقلت: إني رأيتك تحرك شفتيك حين خرجت، فهل قلت شيئا؟ قال: نعم، إن الانسان إذا خرج من منزله يقول حين يخرج: الله أكبر الله أكبر ثلاثا، ثم يقول: بالله أخرج، وبالله أدخل، وعلي الله أتوكل، يقول ذلك ثلاثا، ثم يقول:



[ صفحه 47]



اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير، واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها، إن ربي علي صراط مستقيم،.. فإذا قال ذلك، فإنه لم يزل في ضمان الله عزوجل، حتي يرده إلي المكان الذي كان فيه [1] .

ب - روي أبو خديجة قال: كان الامام أبو عبد الله عليه السلام إذا خرج يقول:

«اللهم بك خرجت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، اللهم بارك لي في يومي هذا، وارزقني فوزه وفتحه، ونصره، وطهوره، وهداه، وبركته، واصرف عني شره، وشر ما فيه، بسم الله، وبالله، والله أكبر، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني قد خرجت فبارك لي في خروجي، وانفعني به.»

قال ابو خديجة: وكان عليه السلام إذا دخل إلي منزله، قال مثل ذلك [2] .


پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 540.

[2] اصول الكافي 2 / 542.


تنظيم الادارة و القضاء


################

پاورقي

[1] الشيخ الحراني، مرجع مكرر ص 248.

[2] مرجع مكرر، الحر العاملي - ص 156.

[3] نفس المرجع، ص 158.

[4] نفسه، ص 162.

[5] نفسه، ص 171.

[6] نفسه، ص 176.

[7] نفسه، ص 113.

[8] نفسه، ص 112.

[9] نفسه، ص 127.


ابان بن كثير العامري


أبان بن كثير العامري، الغنوي، الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 152. تنقيح المقال 1: 8. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 170. جامع الرواة 1: 15. نقد الرجال 5. مجمع الرجال 1: 28. أعيان الشيعة 2: 103. توضيح الاشتباه 7. منهج المقال 18. لسان الميزان 1: 25.



[ صفحه 32]




السري بن عبد الله الهمداني


السري بن عبد الله الهمداني، الكوفي.

إمامي.



[ صفحه 15]



المراجع:

رجال الطوسي 215. تنقيح المقال 2: 10. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 42. نقد الرجال 147. جامع الرواة 1: 352. مجمع الرجال 3: 99. أعيان الشيعة 7: 217. منتهي المقال 143. منهج المقال 158.


المثني بن عطية الخارقي (الهمداني)


المثني بن عطية الخارقي، وقيل الخارقي، الهمداني، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 312. تنقيح المقال 2: قسم الميم 53. معجم رجال الحديث 14: 183. نقد الرجال 280. جامع الرواة 2: 39. مجمع الرجال 5: 94. خاتمة المستدرك 838. منتهي المقال 250. منهج المقال 272.


خوارج


اين فرقه در جنگ صفين كه بين اميرالمؤمنين عليه السلام و معاويه واقع شد با خدعه ي عمرو بن عاص به وجود آمد. عمرو بن عاص هنگامي كه ديد معاويه از جنگ با اميرالمؤمنين عليه السلام عاجز گرديده، به او گفت: بايد قرآن را بر سر نيزه بالا ببريم و لشكريان علي عليه السلام را به حكم قرآن دعوت نماييم. چون چنين كردند عده اي از اصحاب اميرالمؤمنين عليه السلام از



[ صفحه 71]



دستور آن حضرت سرپيچي نمودند و گفتند: اينها ما را به كتاب خدا دعوت مي كنند و تو ما را به شمشير دعوت مي نمايي؟ پس اميرالمؤمنين عليه السلام آنان را از اين عمل نهي نمود و فرمود:

«فريب عمرو بن عاص را نخوريد. من از آنان به كتاب خدا داناتر هستم.» پس آنان فرموده ي آن حضرت و نصيحت و برهان او را نپذيرفتند و سخن او در آنان مؤثر نشد و گفتند: يا مالك اشتر را از جنگ با معاويه بازمي گرداني و يا ما همان عملي كه با عثمان كرديم با تو خواهيم كرد. پس اميرالمؤمنين عليه السلام به مالك دستور داد تا بازگردد. اين در حالي بود كه لشكر معاويه پراكنده و مغلوب شده بودند و اين گروه اميرالمؤمنين عليه السلام را وادار به حكميت نمودند. [حكميت اين بوده كه بعد از تعطيل جنگ نماينده اي از طرف علي عليه السلام و نماينده اي از طرف معاويه تعيين شوند و آن دو هر كدام از علي عليه السلام و معاويه را صلاح ديدند براي حكومت و خلافت تعيين و ديگري را عزل نمايند.]

پس علي عليه السلام عبدالله بن عباس را از ناحيه ي خود تعيين نمود، و لكن خوارج گفتند: ما جز ابوموسي اشعري را نمي پذيريم. [از آن سو معاويه نيز عمرو بن عاص را تعيين نمود و او ابوموسي را فريب داد و علي عليه السلام را از خلافت عزل نمود]. و چون ماجراي تحكيم به پايان رسيد خوارج [به اشتباه خود پي بردند و] گفتند: يا علي! شما نبايد حكم و نماينده براي خود تعيين مي نمودي چرا كه حكم تنها حكم خداست و دين خدا را با حكم مردم نمي توان به بازي گرفت. از اين رو، خوارج «محكمة» ناميده شدند.

و چون اميرالمؤمنين عليه السلام از صفين بازگشت خوارج بر انحراف و تخلف خود از آن حضرت مصر بود تا اين كه در محل «حرورا» نزديك كوفه، گرد هم جمع شدند [و مقاصد خود را دنبال كردند]. از اين رو، به «حروريه» نيز معروف شدند.

پايان كار خوارج اين شد كه به جنگ با اميرالمؤمنين عليه السلام برخاستند. و آن حضرت پس از اين كه آنان را نصيحت و راهنمايي نمود و راه عذر آنان را مسدود كرد چون ديد آنان فساد كردند و يكي از نيكان از اصحاب آن حضرت به نام خباب را كشتند و شكم زن هاي باردار را پاره كردند آنان را طعمه ي شمشير خود نمود و بزرگ ترين ضربه را بر آنان وارد



[ صفحه 72]



نمود، لكن همواره عده اي از آنان در هر زمان و بين هر قومي وجود داشته و متمرد و جسور بوده اند و پادشاهان و ولات را به تنگ مي آورده اند و هر اندازه از آنان كشته و نابود مي شد عده ي ديگري جايگزين آنان مي شدند و مردم نيز از آنان هراس داشتند چرا كه با قساوت و بي باكي مردم را مي كشتند و حرمت ها را مي شكستند و از روي عقيده ي فاسد خود با ملوك و پادشاهان به جنگ برمي خاستند.

از اين رو، در تاريخ مي بينيد كه اين گروه همواره از روي اعتقاد و بي باكي با مردم درگير مي شدند و كشتار مي كردند و مردم با اين كه چند برابر آنان بودند از مقابله با آنان عاجز بودند چرا كه عقيده اي همانند آنان نداشتند تا بتوانند با آنها مقابله كنند.

هيچ شهري از شر آنان در امان نبودند و آنان ظاهري فريبنده داشتند و همواره با ظاهر الصلاح بودن خود به دنبال افراد منحرف بودند و با ادعاي عمل نمودن به كتاب خدا و سنت رسول الله صلي الله عليه و اله در مقام جنگ با قدرت هاي باطل برمي آمدند. آنان ظاهر خود را به عبادت و تلاوت قرآن مي آراستند. ولي با اعمال خشونت آميز و فساد كار خود را انجام مي دادند. از اين رو برخي كوته فكران فريب ظاهر آنان را مي خوردند چنان كه با ظواهر فريبنده ي خود حتي برخي از اهل كتاب را كه اعتقاد به اسلام نداشتند فريب دادند و با خود همدست نمودند و به وسيله ي آنان مقاصد خود را انجام دادند.

پس از مدتي قدرت و شوكت آنان ضعيف گرديد و در برهه اي از زمان مردم از شر آنان آسوده شدند، لكن در زمان امام صادق عليه السلام دوباره قدرتي پيدا كردند و يكي از رؤساي آنان به نام عبدالله بن يحيي كندي معروف به «طالب الحق» با مشورت با فرقه ي أباضيه در بصره و تحريك آنان در حضرموت قيام نمود و اباضيه دو نفر را به نام ابوحمزه مختار بن عوف ازدي و بلخ بن عقبه مسعودي با عده ي ديگري از قبيله ي خود نزد او فرستادند و او را به قيام دعوت كردند تا اين كه دو هزار نفر با او بيعت نمودند. و او به اين وسيله قيام كرد و به طرف صنعا حركت نمود و نامه اي به خوارج صنعا نوشت و با عامل و استاندار از صنعا به جنگ پرداخت و بر اموال آنان مستولي شد و سپس يمن را گرفت و چون موسم حج شد ابوحمزه و بلخ و ابرهة بن صباح را با هزار نفر با فرماندهي ابوحمزه به مكه فرستاد و



[ صفحه 73]



دستور داد هنگامي كه مردم وارد مكه مي شوند او در آن جا اقامت كند و بلخ را به شام بفرستند. پس آنها روز هشتم ذي حجه وارد مكه شدند. والي مكه و مدينه در آن زمان - از طرف مروان حمار، خليفه ي وقت - عبدالواحد بن سليمان بن عبدالملك بود. پس عبدالواحد به آنان نوشت كه حج مردم را تعطيل نكنند و خود در امان باشند تا اين كه مردم، مكه را ترك كنند و چون مردم مكه را ترك نمودند عبدالواحد [والي مكه] مكه را بدون جنگ تحويل ابي حمزه بدهد. هنگامي كه والي مكه به مدينه بازگشت لشكري از مدينه تجهيز نمود و در منطقه ي قديد با خوارج درگير شد. در اين جنگ لشكر مدينه مغلوب شدند و خوارج 2230 نفر را كشتند.

[بدين ترتيب] بلخ بدون جنگ و درگيري وارد مدينه شد و عبدالواحد نيز به طرف شام حركت نمود. پس مروان لشكري چهار هزار نفري از سران و مردان جنگجو و عده ي زيادي را همراه آنان آماده نمود و عبدالملك بن عطيه سعدي را بر آنان گماشت و چون خوارج به شام رسيدند و لشگر شام به طرف آنان رفتند آنها ششصد نفر بيشتر نبودند و بلخ امير آنان بود پس در وادي القري چند روز به آخر ماه جمادي الاولي سال 130 درگير شدند. اين بار لشكر شام بر خوارج پيروز شدند و بلخ و همه ي لشگريان او جز 30 نفر كه به مدينه فرار كردند كشته شدند. والي مدينه در آن زمان مفضل ازدي بود. پس عمر بن عبدالرحمان بن زيد بن خطاب مردم را به جنگ با خوارج دعوت نمود و احدي او را اجابت نكرد. پس او با چند نفر مقابل خوارج قرار گرفت و خوارج او و اكثر يارانش را كشتند و بقيه فرار نمودند.

پس ابن عطيه از شام وارد مدينه شد و يك ماه در آنجا بود. در آن هنگام ابوحمزه ي خارجي در مكه حاكم گرديده بود. ابن عطيه پس از آن با لشكر خود به طرف مكه رفت و جنگ سختي بين او و ابوحمزه واقع شد و بسياري از خوارج كشته و چهارصد نفر آنان اسير گرديدند. ابن عطيه سپس همه ي آنان را كشت و ابوحمزه و ابرهه و علي بن حصين خارجي را در نزديكي مسجد خيف به دار آويخت. اين گونه بود تا كار به دست بني عباس افتاد. آنان در زمان سفاح به مكه آمدند و ابن عطيه كه در مكه حاكم بود به طائف فرار كرد.



[ صفحه 74]



از سويي عبدالله بن يحيي «طالب الحق» خارجي در صنعا از ابوحمزه ي خارجي و ياران او مطلع شد. او نيز با عده اي به جنگ ابن عطيه آمد و ابن عطيه لشكر را در مقابل او آماده نمود و چون همديگر را ملاقات نمودند عده ي زيادي از دو طرف كشته شدند. پس رئيس خوارج - عبدالله بن يحيي - فورا با هزار نفر به جنگ ابن عطيه آمد ولي عبدالله و همه ي اصحاب او كشته شدند و ابن عطيه سر عبدالله خارجي را براي مروان فرستاد.

ابن عطيه بعد از پيروزي بر خوارج در حضرموت اقامت نمود تا اين كه نامه ي مروان به او رسيد كه با عجله به مكه بيايد و با مردم حج به جا آورد. پس ابن عطيه فورا با نوزده سواره به طرف مكه آمد و مروان پشيمان شد و گفت: من سبب قتل ابن عطيه شدم، زيرا او با شتاب از يمن به طرف مكه مي آيد كه حج آورد و خوارج او را مي كشند و چنين هم شد. عده اي از خوارج و غير خوارج او را ديدند و خوارج چون او را شناختند به او حمله كردند و او را كشتند. [1] .

پس از آن خوارج ديگر قدرتي نيافتند كه با ملوك و سلاطين جنگ كنند. البته آنان به مقتضاي اعتقاداتشان، از آن زمان تا امروز، همان شرارت ها را داشته اند. عده اي از آنان نيز در عمان زندگي مي كنند، لكن قدرت و اعتباري ندارند و كس از آنان هراس نمي كند.

خلاصه اين كه خوارج همان منحرفيني هستند كه رسول خدا صلي الله عليه و آله به اميرالمؤمنين عليه السلام خبر داد كه با آنان جنگ خواهي نمود و بر آنان پيروز مي شوي.

خوارج فرقه هاي زيادي دارند و اعتقاد مشترك آنان اين است كه علي عليه السلام و عثمان و حكمين، يعني ابوموسي اشعري و عمرو بن عاس، و اصحاب جمل و هر كس راضي به تحكيم حكمين بوده است كافر است. آنان اهل گناه را نيز كافر مي دانند و جنگ با امام جائر و ظالم را واجب مي شمرند؛ چنان كه صاحب كتاب «الفرق بين الفرق» در ص 55 از كعبي نقل نموده است.

و از ابي الحسن اشعر نقل شده كه او گفته: خوارج گناهكاران را كافر نمي دانند و در اين موضوع مطالب مفصلي از آنان نقل نموده است. به دنبال اين اعتقاد خوارج فرقه هاي



[ صفحه 75]



زيادي پيدا كردند و امروز از آنان كسي باقي نمانده، جز عده اي كه طبق شنيده ها از گروه اباضيه در عمان بر جاي مانده اند. [2] .


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 1 / 463 - 455 و فيه تفصيل ما قلناه.

[2] مترجم گويد: به جرأت مي توان گفت گروه وهابي ها در اين زمان همانند خوارج آن زمان مي باشند بلكه مي توان گفت اينها خوارج و ناصبي هاي اين زمانند كه خون شيعه را حلال مي دانند.


سفارشات امام صادق به سفيان ثوري


سفيان ثوري مي گويد: من امام صادق عليه السلام را ملاقات نموده و به آن حضرت گفتم: اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله، مرا نصيحت و موعظه كنيد. امام عليه السلام فرمود: اي سفيان انسان دروغگو مروت و جوانمردي ندارد و انسان ملول و خسته برادري ندارد، و انسان حسود راحتي ندارد و كسي كه بداخلاق باشد سروري ندارد. گفتم: اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله، بيش از اين مرا موعظه كنيد. فرمود: اي سفيان، به خدا توكل و اعتماد كن تا مؤمن محسوب شوي و به مقدرات خداوند راضي باش تا بي نياز باشي، و به هم نشينان و همسايگان خود احسان و نيكويي كن تا مسلمان شمرده شوي و با فاسق و گناهكار همنشين مشو كه او فسق و فجور خود را به تو مي آموزد و در امور خود با كساني مشورت كن كه از خداي خود مي ترسند.

گفتم: اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله، بيش از اين مرا نصيحت فرماييد. امام عليه السلام فرمود: اي سفيان، كسي كه بخواهد بدون عشيره و قبيله عزيز باشد و بدون مال غني و بي نياز باشد و بدون سلطنت و حكومت هيبت و عظمت داشته باشد؛ بايد لباس ذلت گناه را از تن بيرون كند و لباس عزت طاعت را به تن بپوشاند. [1] .



[ صفحه 347]



روزي سفيان ثوري به امام صادق عليه السلام گفت: از شما جدا نمي شوم تا براي من سخني بگوييد و مرا نصيحت نماييد. امام صادق عليه السلام به او فرمود: حديث زياد براي تو سودي ندارد. سپس فرمود: اي سفيان، اگر خداوند به تو نعمتي عطا نمود و تو دوست داشتي كه آن نعمت براي تو ادامه يابد، پس شكر آن نعمت و حمد خدا را زياد به جاي بياور؛ زيرا خداوند در قرآن فرموده است: (لئن شكرتم لأزيدنكم) [2] و هنگامي كه روزي تو تنگ شد، زياد استغفار كن؛ زيرا خداوند در قرآن فرموده است: (... استغفروا ربكم انه كان غفارا - يرسل السماء عليكم مدرارا - و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا) [3] يعني: از پروردگار خويش استغفار نماييد همانا او بسيار بخشنده است و اگر از او طلب مغفرت كنيد براي شما رحمت فراوان از آسمان مي فرستد و اموال و فرزندان شما را زياد مي كند و باغستان ها و نهرهايي به شما عطا مي فرمايد.

سپس فرمود: اي سفيان، هنگامي كه از جانب سلطان و يا غير سلطان اندوهي پيدا مي كني فراوان بگو: (لا حول و لا قوة الا بالله) زيرا آن كليد گشايش امور و گنجي از گنج هاي بهشتي مي باشد. پس سفيان دست هاي خود را به يكديگر گره نمود و گفت سه نصيحت بزرگ براي من گفته شد. [4] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 78 / 192.

[2] ابراهيم / 7.

[3] نوح / 10 - 12.

[4] حلية الأولياء ج 3 / 193.