بازگشت

الامام الصادق و المنصور الدوانيقي


اسمه: عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، يكني أباجعفر، و يلقب بالدوانيقي، ولد سنة خمس و تسعين، و بويع له سنة ست و ثلاثين و مائة، و مات سنة ثمان و خمسين و مائة.

كان المنصور طاغوتا من طواغيت عصره، و فرعونا من فراعنة زمانه و كان أشد الناس حقدا و عداء لآل الرسول (عليهم السلام).

و لقد طالت أيام حكومته، و اشتري ضمائر الناس بالأموال، في مقابل تنفيذ خططه الجهنمية، و أقام المذابح و المجارز الرهيبة، فكأنه حيوان مفترس شرس، مجنون في صورة البشر، لا يفهم معني العاطفة، و لا يدرك مفهوم الرأفة و الرحمة.

كان الامام الصادق (عليه السلام) مبتلي بهذا الوحش الكاسر طيلة اثني عشرة سنة.

يقال: ان ابن سينا الحكيم الفيلسوف كان يخاف من الجاموس و يهرب منه، و لما سألوه عن السبب قال: عقله أقل مني، و قوته أكثر مني، فلماذا لا أخاف منه؟!



[ صفحه 566]



و هكذا كان المنصور!

لقد صار رجلا مقتدرا يحكم علي العباد و البلاد، و حياة الناس و مماتهم بين شفتيه، و لا يخاف من الله تعالي، و لا يهمه الا المحافظة علي كرسي الحكم فقط، فلا مانع عنده ان يقتل بالظنة و التهمة، و اراقة الدماء عنده كاراقة الماء علي الأرض، و قد ماتت الانسانية في نفسه.

و طالما أمر باحضار الامام الصادق (عليه السلام) في مجلسه كرارا و مرارا، في المدينة المنورة و في الربذة، و في الحيرة و في الكوفة، و في بغداد.

و في كل مرة كان عازما علي قتل الامام و لكن الله تعالي كان يحفظ الامام من شر ذلك الطاغية لأنه (عليه السلام) كان يقرأ بعض الأدعية و يستعين بالله و يسأله دفع شر ذلك الشرير، فكان الله يحفظه من شر ذلك الرجس.

و تارة كان الامام يقابل المنصور بكلمات حكيمة تخفف فيه سورة الغضب و شعلة الحقد، كقوله:

«ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، و ان سليمان اعطي فشكر».

فكان المنصور يهدأ غضبه و ينزل عن جبروته و كبريائه، و يغير منطقه مع الامام، فيتبدل اسلوبه، و يحترم الامام، و يمدحه، و ربما اعتذر من احضاره، أو سأله عن حوائجه أو قدم له هدية مالية، و أمثال ذلك.

و تارة كان بعض الحساد أو المناوئين يكتبون التقارير الكاذبة المليئة بالتهم و الافتراءات ضد الامام الصادق (عليه السلام) - مثل أنه يجمع



[ صفحه 567]



الأسلحة و الأموال و يأخذ البيعة من الناس للقيام ضد المنصور - و يرفعون تلك التقارير الي المنصور فيجن جنونه و يتفجر غيضا و حقدا علي الامام (عليه السلام) و يستدعيه و يواجهه بكلمات حادة و قاسية.

و بعد ذلك يتضح له كذب تلك التقارير و براءة الامام منها... فيعتذر من الامام.

و الأحاديث في هذا المجال كثيرة، و قد ذكرناها - بالتفصيل - في موسوعة الامام الصادق (عليه السلام) و نقتطف منها ما يلي:

عن صفوان بن مهران الجمال قال: قد رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم الي أبي جعفر المنصور - و ذلك بعد قتله لمحمد و ابراهيم ابني عبدالله بن الحسن - أن جعفر بن محمد بعث مولاه المعلي بن خنيس لجباية الأموال من شيعته، و أنه كان يمد بها محمد بن عبدالله.

فكاد المنصور أن يأكل كفه علي جعفر غيظا، و كتب الي عمه داود بن علي - و داود اذ ذاك أمير المدينة - أن يسير اليه جعفر بن محمد، و لا يرخص له في التلوم [1] و المقام.

فبعث اليه داود بكتاب المنصور و قال له: اعمد في المسير الي أميرالمؤمنين في غد و لا تتأخر.

قال صفوان: و كنت بالمدينة يومئذ، فأنفذ الي جعفر (عليه السلام) فصرت اليه فقال لي: تعهد راحلتنا فانا غادون في غد ان شاء الله [الي] العراق.

و نهض من وقته، و أنا معه الي مسجد النبي (صلي الله عليه و آله) و كان ذلك بين الاولي و العصر، فركع فيه ركعات، ثم رفع يديه



[ صفحه 568]



فحفظت يومئذ من دعآئه:

«يا من ليس له ابتداء و لا انقضاء، يا من ليس له أمد و لا نهاية، و لا ميقات و لا غاية، يا ذالعرش المجيد، و البطش الشديد، يا من هو فعال لما يريد، يا من لا يخفي عليه اللغات، و لا تشتبه عليه الأصوات، يا من قامت بجبروته الأرض و السماوات، يا حسن الصحبة، يا واسع المغفرة، يا كريم العفو، صل علي محمد و آل محمد، و احرسني - في سفري و مقامي، و في حركتي و انتقالي - بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يضام.

اللهم اني اتوجه في سفري هذا بلا ثقة مني لغيرك، و لا رجاء يأوي بي الا اليك، و لا قوة لي اتكل عليها، و لا حيلة ألجا اليها الا ابتغاء فضلك، و التماس عافيتك، و طلب فضلك، و اجراؤك لي علي أفضل عوائدك عندي.

اللهم و أنت أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما احب و اكره، فمهما أوقعت عليه قدرك فمحمود فيه بلاؤك، منتصح فيه قضاؤك و أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك ام الكتاب.

اللهم فاصرف عني فيه و مقادير كل بلاء، و مقضي كل لأواء، و ابسط علي كنفا من رحمتك و لطفا من عفوك، و تماما من نعمتك حتي تحفظني فيه بأحسن ما حفظت به غائبا من المؤمنين و خلفته، في ستر كل عورة، و كفاية كل مضرة و صرف كل محذور، و هب لي في أمنا و ايمانا و عافية و يسرا و صبرا و شكرا، و أرجعني فيه سالما الي سالمين يا أرحم الراحمين».

قال صفوان: سألت أباعبدالله الصادق (عليه السلام) بأن يعيد



[ صفحه 569]



الدعاء علي فأعاده و كتبته.

فلما أصبح أبوعبدالله (عليه السلام) رحلت له الناقة، و سار متوجها الي العراق حتي قدم مدينة أبي جعفر، و أقبل حتي استأذن فأذن له.

قال صفوان: فأخبرني بعض من شهده عند أبي جعفر، قال: فلما رآه أبوجعفر قربه و أدناه، ثم استدعا قصة الرافع علي أبي عبدالله (عليه السلام) يقول في قصته: ان معلي بن خنيس - مولي جعفر بن محمد - يجبي له الأموال من جميع الآفاق و أنه مد بها محمد بن عبدالله.

فدفع اليه القصة فقرأها أبوعبدالله (عليه السلام) فأقبل اليه المنصور فقال: يا جعفر بن محمد ما هذه الأموال التي يجبيها لك معلي ابن خنيس؟

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): معاذ الله من ذلك يا أميرالمؤمنين!!

قال له: تحلف علي براءتك من ذلك؟

قال: نعم أحلف بالله أنه ما كان من ذلك شي ء.

قال أبوجعفر [المنصور]: لا بل تحلف بالطلاق و العتاق.

فقال أبوعبدالله: أما ترضي يميني بالله الذي لا اله الا هو؟!

قال أبوجعفر: فلا تتفقه علي!

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): فأين تذهب بالفقه مني يا أميرالمؤمنين!؟

قال له: دع عنك هذا، فاني أجمع الساعة بينك و بين الرجل



[ صفحه 570]



الذي رفع عنك حتي يواجهك، فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر.

فقال: نعم هذا صحيح، هذا جعفر بن محمد، و الذي قلت فيه كما قلت.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): تحلف أيها الرجل أن هذا الذي رفعته صحيح؟

قال: نعم.

ثم ابتدأ الرجل باليمين فقال: والله الذي لا اله الا هو الطالب الغالب، الحي القيوم.

فقال له جعفر (عليه السلام): لا تعجل في يمينك، فاني أنا أستحلف.

قال المنصور: و ما أنكرت من هذه اليمين؟

قال: ان الله تعالي حيي كريم يستحيي من عبده - اذا أثني عليه - أن يعاجله بالعقوبة، لمدحه له، و لكن قل يا أيها الرجل: أبرأ الي الله من حوله و قوته، و ألجأ الي حولي و قوتي اني لصادق بر فيما أقول [2] .

فقال المنصور للقرشي: احلف بما استحلفك به أبوعبدالله (عليه السلام)، فحلف الرجل بهذه اليمين، فلم يستتم الكلام، حتي أجذم و خر ميتا.



[ صفحه 571]



فراع أباجعفر [المنصور] ذلك، و ارتعدت فرائصه فقال: يا أباعبدالله سر من غد الي حرم جدك ان اخترت ذلك، و ان اخترت المقام عندنا لم نأل في اكراك و برك، فوالله لاقبلت عليك قول أحد بعدها أبدا [3] .

و روي عن الرضا، عن أبيه (عليهماالسلام) قال: جاء رجل الي جعفر بن محمد (عليهماالسلام) فقال [له]: انج بنفسك، فهذا فلان بن فلان قدوشي بك الي المنصور، و ذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك علي الناس، لتخرج عليهم.

فتبسم و قال: يا عبدالله! لا ترع [لا تخف] فان الله اذ أراد اظهار فضيلة كتمت، أو جحدت، أثار عليها حاسدا باغيا يحركها حتي يبينها، اقعد معي حتي يأتي الطلب، فتمضي معي الي هناك، حتي تشاهد ما يجري من قدرة الله التي لا معدل لها عن مؤمن.

فجاء الرسول، و قال: أجب أميرالمؤمنين!! فخرج الصادق (عليه السلام) و دخل، و قد امتلأ المنصور غيظا و غضبا، فقال له:

أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك علي المسلمين، تريد أن تفرق جماعتهم، و تسعي في هلكتهم، و تفسد ذات بينهم؟.

فقال الصادق (عليه السلام): ما فعلت شيئا من هذا.

قال المنصور: فهذا فلان، يذكر أنت فعلت كذا، و أنه أحد من دعوته اليك.

فقال: انه لكاذب.

قال المنصور: اني احلفه، فان حلف كفيت نفسي مؤنتك.



[ صفحه 572]



فقال الصادق (عليه السلام): انه اذا حلف كاذبا باء باثم.

فقال المنصور - لحاجبه -: حلف هذا الرجل علي ما حكاه عن هذا - يعني الصادق (عليه السلام) -.

فقال له الحاجب: قل: والله الذي لا اله الا هو. و جعل يغلظ عليه اليمين. فقال الصادق (عليه السلام): لا تحلفه هكذا، فاني سمعت أبي، يذكر عن جدي رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «ان من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله في يمينه، و يصفه بصفاته الحسني فيأتي تعظيمه لله علي اثم كذبه و يمينه، فيؤخر عنه البلاء».

و لكن دعني احلفه باليمين التي حدثني بها أبي، عن جدي، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه لا يحلف بها حالف الا باء باثمه.

فقال المنصور: فحلفه - اذن - يا جعفر.

فقال الصادق (عليه السلام) للرجل: قل: ان كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله و قوته و لجأت الي حولي و قوتي.

فقالها الرجل. فقال الصادق (عليه السلام): اللهم ان كان كاذبا فأمته.

فما استتم كلامه حتي سقط الرجل ميتا، و احتمل، و مضي به، و سري عن المنصور [4] ، و سأله عن حوائجه، فقال (عليه السلام): ليس لي حاجة الا الي الله، و الاسراع الي أهلي، فان قلوبهم بي متعلقة.

فقال المنصور: ذلك اليك، فافعل منه ما بدا لك.

فخرج من عنده مكرما، قد تحير فيه المنصور و من يليه، فقال



[ صفحه 573]



قوم: ماذا؟ رجل فاجأه الموت، ما أكثر ما يكون هذا! و جعل الناس يصيرون الي ذلك الميت [5] ينظرون اليه، فلما استوي [وضع] علي سريره، جعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذام له و حامد، اذ قعد [الميت] علي سريره، و كشف عن وجهه و قال: يا أيها الناس! اني لقيت ربي بعدكم، فلقاني السخط و اللعنة، و اشتد غضب زبانيته علي للذي كان مني الي جعفر بن محمد الصادق، فاتقوا الله، و لا تهلكوا فيه كما هلكت.

ثم أعاد كفنه علي وجهه، و عاد في موته، فرأوه لا حراك به، و هو ميت، فدفنوه، و بقوا حائرين في ذلك [6]

و عن الربيع صاحب أبي جعفر المنصور، قال:

حججت مع أبي جعفر المنصور، فلما صرت في بعض الطريق قال لي المنصور:

يا ربيع! اذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)! فوالله العظيم لا يقتله أحد غيري، احذر أن تذكرني به!».

قال: فلما صرنا الي المدينة أنساني الله (عزوجل) ذكره، قال: فلما صرنا الي مكة قال لي: يا ربيع! ألم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد اذا دخلنا المدينة؟».

قال: فقلت: نسيت ذلك يا مولاي يا أميرالمؤمنين!!

قال: فقال لي: «اذا رجعت الي المدينة فاذكرني به، فلابد من



[ صفحه 574]



قتله، فان لم تفعل لأضربن عنقك!».

فقلت: نعم، يا أميرالمؤمنين!

ثم قلت لغلماني و أصحابي: اذكروني بجعفر بن محمد اذا دخلنا المدينة ان شاء الله تعالي.

قال: فلم يزل غلماني و أصحابي يذكروني به في كل وقت و منزل ندخله و ننزل فيه، حتي قدمنا المدينة، فلما نزلنا بها دخلت الي المنصور فوقفت بين يديه و قلت له: يا أميرالمؤمنين!! جعفر بن محمد!!

قال: فضحك، و قال لي: نعم، اذهب - يا ربيع - فائتني به، و لا تأتني به الا مسحوبا!!

قال: فقلت له: يا مولاي! يا أميرالمؤمنين! حبا و كرامة، و أنا أفعل ذلك طاعة لأمرك!!

قال: ثم نهضت، و أنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك!

قال: فأتيت الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) و هو جالس في وسط داره، فقلت له: جعلت فداك ان أميرالمؤمنين! يدعوك اليه.

فقال لي: السمع و الطاعة!!

ثم نهض و هو معي يمشي، قال: فقلت له: يابن رسول الله انه أمرني أن لا آتيه بك الا مسحوبا!!

قال: فقال الصادق: امتثل - يا ربيع - ما أمرك به!!

فأخذت بطرف كمه أسوق اليه، فلما أدخلته اليه رأيته و هو جالس علي سريره و في يده عمود حديد يريد أن يقتله به، و نظرت الي



[ صفحه 575]



جعفر (عليه السلام) و هو يحرك شفتيه [فلم أشك أنه قاتله، و لم أفهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به] [7] فوقفت أنظر اليهما.

قال الربيع: فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور: ادن مني! يابن عمي.

و تهلل وجهه، و قربه منه، حتي أجلسه معه علي السرير، ثم قال: يا غلام! ائتني بالحقة [8] فأتاه بالحقة، فاذا فيها قدح الغالية [9] فغلفه منها بيده، ثم حمله علي بغلة و أمر له ببدرة [10] و خلعة، ثم أمره بالانصراف.

قال: فلما نهض من عنده، خرجت بين يديه حتي وصل الي منزله، فقلت له: بأبي أنت و امي يابن رسول الله!! اني لم أشك فيه أنه ساعة تدخل عليه يقتلك، و رأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك عليه؟ فما قلت؟

قال لي: نعم، يا ربيع! اعلم أني قلت: «حسبي الرب من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوبين، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله، لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم، حسبي الذي لم يزل حسبي، حسبي، حسبي، حسبي الله و نعم الوكيل.

اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يرام،



[ صفحه 576]



و احفظني بعزك و اكفني شره بقدرتك، و من علي بنصرك، و الا هلكت و أنت ربي.

اللهم اني أجل و أجبر مما أخاف و أحذر، اللهم اني أدرؤك [11] في نحره، و أعوذ بك من شره، و استعينك عليه و استكفيك اياه.

يا كافي موسي فرعون، و محمد (صلي الله عليه و آله) الأحزاب، الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل.

و اولئك الذين طبع الله علي قلوبهم و سمعهم و أبصارهم، و اولئك هم الغافلون.

لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون.

و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم هم فهم لا يبصرون» [12] .

و روي ان المنصور استدعي الامام الصادق (عليه السلام) للمرة الخامسة الي بغداد. كما ورد ذلك عن محمد بن الربيع الحاجب قال: قعد المنصور أميرالمؤمنين يوما في قصره القبة الخضراء - و كانت قبل قتل محمد و ابراهيم تدعي الحمراء - و كان له يوم يقعد فيه يسمي ذلك اليوم: يوم الذبح، و كان أشخص جعفر بن محمد (عليه السلام) من المدينة، فلم يزل في الحمراء نهاره كله، حتي جاء اليل، و مضي أكثره، قال: ثم دعا أبي: الربيع، فقال: يا ربيع انك تعرف موضعك مني، و انه يكون الي الخبر و لا تظهر عليه امهات الأولاد، و تكون أنت



[ صفحه 577]



المعالج له.

فقال: قلت له: يا أميرالمؤمنين ذلك من فضل الله علي و فضل أميرالمؤمنين، و ما فوقي في النصح غاية.

قال: كذلك أنت، صر الساعة الي جعفر بن محمد بن فاطمة!!

فائتني علي الحال الذي تجده عليه، لا تغير [13] شيئا مما [هو] [14] عليه.

فقلت: انا لله و انا اليه راجعون، هذا والله هو العطب [15] ، ان أتيت به علي ما أراه من غضبه قتله، و ذهبت الآخرة، و ان لم آت به و اذهبت [16] في أمره قتلني، و قتل نسلي، و أخذ أموالي، فميزت [17] بين الدنيا و الآخرة، فمالت نفسي الي الدنيا.

قال محمد بن الربيع: فدعاني أبي و كنت أفظ [18] ولده و أغلظهم قلبا، فقال لي: امض الي جعفر بن محمد فتسلق علي حائطه، و لا تستفتح عليه بابا [19] ، فيغير بعض ما هو عليه، و لكن انزل عليه نزولا، فأت به علي الحال التي هو فيها.

قال: فأتيته و قد ذهب الليل الا أقله، فأمرت بنصب السلاليم [20] و تسلقت عليه الحائط فنزلت عليه داره، فوجدته قائما يصلي، و عليه



[ صفحه 578]



قميص، و منديل قد ائتزر به، فلما سلم من صلاته.

قلت له: أجب أميرالمؤمنين.

فقال: دعني، أدعو و ألبس ثيابي.

فقلت له: ليس الي تركك و ذلك سبيل.

قال: فأدخل المغتسل فاطهر [21] .

قال: قلت: و ليس الي ذلك سبيل فلا تشغل نفسك، فاني لا أدعك تغير شيئا.

قال: فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه و منديله، و كان قد جاوز (عليه السلام) السبعين [22] .

فلما مضي بعض الطريق، ضعف الشيخ فرحمته فقلت له: اركب. فركب بغل شاكري [23] كان معنا، ثم صرنا الي الربيع فسمعته [المنصور] و هو يقول له: ويلك يا ربيع قد أبطأ الرجل، و جعل يستحثه استحثاثا شديدا، فلما أن وقعت عين الربيع علي جعفر بن محمد و هو بتلك الحال بكي.

و كان الربيع يتشيع فقال له جعفر (عليه السلام): يا ربيع أنا أعلم ميلك الينا، فدعني اصلي ركعتين و أدعو، قال: شأنك و ما تشاء.

فصلي ركعتين خففهما ثم دعبا بعدهما بدعاء لم أفهمه، الا أنه دعاء طويل، و المنصور في ذلك كله يستحث الربيع، فلما فرغ من دعائه



[ صفحه 579]



علي طوله، أخذ الربيع بذراعيه فأدخله علي المنصور، فلما صار في صحن الايوان، وقف ثم حرك شفتيه بشي ء، ما أدري ما هو، ثم أدخلته فوقف بين يديه، فلما نظر اليه قال: و أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك، و افسادك علي أهل هذا البيت من بني العباس!! و ما يزيدك الله بذلك الا شدة حسد و نكد، ما تبلغ به ما تقدره!!.

فقال له: والله يا أميرالمؤمنين ما فعلت شيئا من هذا، و لقد كنت في ولاية بني امية، و أنت تعلم أنهم أعدي الخلق لنا و لكم، و أنهم لا حق لهم في هذا الأمر فوالله ما بغيت عليهم، و لا بلغهم عني سوء، مع جفائهم الذي كان بي، فكيف يا أميرالمؤمنين أصنع الآن هذا؟ و أنت ابن عمي و أمس الخلق بي رحما و أكثرهم عطاء و برا، فكيف أفعل هذا؟!

فأطرق المنصور ساعة، و كان علي لبد [24] و عن يساره مرفقة جرمقانية [25] ، و تحت لبده سيف ذوفقار، كان لا يفارقه اذا قعد في القبة قال: أبطلت و أثمت [26] ، ثم رفع ثني الوسادة فأخرج منها اضبارة [27] كتب، فرمي بها اليه و قال: هذه كتبك الي أهل خراسان تدعوهم الي نقض بيعتي، و أن يبايعوك دوني. فقال: والله يا أميرالمؤمنين ما فعلت، و لا أستحل ذلك، و لا هو



[ صفحه 580]



من مذهبي، و اني لمن يعتقد طاعتك علي كل حال [28] ، و قد بلغت من السن ما قد أضعفني عن ذلك لو أردته، فصيرني في بعض جيوشك [29] ، حتي يأتيني الموت فهو مني قريب.

فقال: لا و لا كرامة... ثم أطرق و ضرب بيده الي السيف، فسل منه مقدار شبر، و أخذ بمقبضه، فقلت: أنا لله، ذهب - والله - الرجل.

ثم رد السيف، ثم قال: يا جعفر أما تستحي مع هذه الشيبة و مع هذا النسب أن تنطق بالباطل، و تشق عصا المسلمين؟ تريد أن تريق الدماء، و تطرح الفتنة بين الرعية و الأولياء.

فقال: لا والله يا أميرالمؤمنين ما فعلت، و لا هذه كتبي و لا خطي، و لا خاتمي.

فانتضي من السيف ذراعا فقلت: انا لله، مضي الرجل، و جعلت في نفسي ان أمرني فيه بأمر أن أعصيه، لأنني ظننت أنه يأمرني أن آخذ السيف فأضرب به جعفرا، فقلت: ان أمرني ضربت المنصور، و ان أتي ذلك علي و علي ولدي، و تبت الي الله (عزوجل) مما كنت نويت فيه أولا.

فأقبل يعاتبه و جعفر يعتذر، ثم انتضي السيف كله الا شيئا يسيرا منه فقلت: انا لله، مضي والله الرجل، ثم أغمد السيف و أطرق ساعة ثم رفع رأسه.

و قال: أظنك صادقا! يا ربيع هات العيبة [30] من موضع كانت فيه



[ صفحه 581]



في القبة، فأتيته به فقال: أدخل يدك فيها - فكانت مملوة غالية - وضعها في لحيته. و كانت بيضاء فاسودت.

و قال: احمله علي فاره [31] من دوابي التي أركبها، و أعطه عشرة آلاف درهم، و شيعه الي منزله مكرما، و خيره - اذا أتيت به الي المنزل - بين المقام عندنا فنكرمه و الانصراف الي مدينة جده رسول الله (صلي الله عليه و آله).

فخرجنا من عنده و أنا مسرور فرح بسلامة جعفر (عليه السلام) و متعجب مما أراد المنصور، و ما صار اليه من أمره.

فلما صرنا في الصحن قلت له: يابن رسول الله اني لأعجب مما عمد اليه هذا في بابك، و ما أصارك الله اليه من كفايته و دفاعه، و لا عجب من أمر الله (عزوجل)، و قد سمعتك تدعو عقيب الركعتين بدعاء لم أدر ما هو، الا أنه طويل، و رأيتك قد حركت شفتيك هاهنا - أعني الصحن - بشي ء لم أدر ما هو.

فقال لي: أما الأول فدعاء الكرب و الشدائد لم أدع به علي أحد قبل يومئذ، جعلته عوضا من دعاء كثير أدعو به اذا قضيت صلاتي، لأني لم اترك أن أدعو ما كنت أدعو به [32] .

و أما الذي حركت به شفتي فهو دعاء رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوم الأحزاب حدثني به أبي، عن أبيه، عن جده، عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال:



[ صفحه 582]



لما كان يوم الأحزاب كانت المدينة كالاكليل [33] ، من جنود المشركين، و كانوا كما قال الله (عزوجل): (اذا جاؤكم من فوقكم و من أسفل منكم و اذا زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا - هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا) [34] ، فدعا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) بهذا الدعاء، و كان أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) يدعو به اذا أحزنه أمر، و الدعاء:

«اللهم احرسني بعينك التي لا تنام... الي آخر الدعاء.

قال: فقلت: يابن رسول الله، لقد كثر استحثاث [35] المنصور لي و استعجاله اياي و أنت تدعو بهذا الدعآء الطويل متمهلا كأنك لم تخشه!؟.

قال: فقال لي: نعم، قد كنت أدعو به بعد صلاة الفجر، بدعاء لابد منه، فأما الركعتان فهما صلاة الغداة خففتهما و دعوت بذلك الدعاء بعدهما.

فقلت له: أما خفت أباجعفر و قد أعد لك ما أعد؟!

قال: خفية الله دون خيفته، و كان الله (عزوجل) في صدري أعظم منه.

قال الربيع: كان في قلبي ما رأيت من المنصور و من غضبه و حنقه [36] علي جعفر و من الجلالة له في ساعة ما لم أظنه يكون في



[ صفحه 583]



بشر، فلما وجدت منه خلوة، و طيب نفس، قلت: يا أميرالمؤمنين رأيت منك عجبا.

قال: ما هو؟

قلت: يا أميرالمؤمنين رأيت غضبك علي جعفر غضبا لم أرك غضبته علي أحد قط، و لا علي عبدالله بن الحسن و لا علي غيره من كل الناس، حتي بلغ بك الأمر أن تقتله بالسيف، و حتي أنك أخرجت من سيفك شبرا ثم أغمدته، ثم عاتبته، ثم أخرجت منه ذراعا، ثم عاتبته ثم أخرجته كله الا شيئا يسيرا، فلم أشك في قتلك له، ثم انحل [37] ذلك كله، فعاد رضي، حتي أمرتني فسودت لحيته بالغالية التي لا يتغلف [38] منها الا أنت، و لا يغلف منها ولدك المهدي، و لا من وليته عهدك، و لا عمومتك، و أجزته و حملته و أمرتني بتشييعه مكرما!

فقال: ويحك يا ربيع، ليس هو مما ينبغي أن يحدث به، و ستره أولي، و لا احب أن يبلغ ولد فاطمة (عليهاالسلام) فيفخرون و يتيهون [39] بذلك علينا، حسبنا ما نحن فيه، و لكن لا أكتمك شيئا، انظر من في الدار فنحهم.

قال: فنحيت كل من في الدار.

ثم قال لي: ارجع و لا تبق أحدا، ففعلت، ثم قال لي: ليس الا أنا و أنت، والله لئن سمعت ما ألقيته اليك من أحد لأقتلنك و ولدك و أهلك أجمعين، و لآخذن مالك.



[ صفحه 584]



قال: قلت: يا أميرالمؤمنين اعيذك بالله.

قال: يا ربيع قد كنت مصرا علي قتل جعفر، و لا أسمع له قولا، و لا أقبل له عذرا، و كان أمره - و ان كان ممن لا يخرج بسيف - أغلظ عندي و أهم علي من أمر عبدالله بن الحسن [40] ، و قد كنت أعلم هذا منه و من آبائه علي عهد بني امية، فلما هممت به في المرة الاولي تمثل لي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فاذا هو حائل بيني و بينه، باسط كفيه، حاسر عن ذراعيه قد عبس و قطب في وجهي، فصرفت وجهي عنه، ثم هممت به في المرة الثانية و انتضيت من السيف أكثر مما انتضيت منه في المرة الاولي فاذا أنا برسول الله (صلي الله عليه و آله) قد قرب مني و دنا شديدا و هم بي أن لو فعلت لفعل، فأمسكت ثم تجاسرت و قلت: هذا بعض أفعال الرئي [41] ، ثم انتضيت السيف في الثالثة فتمثل لي رسول الله (صلي الله عليه و آله) باسطا ذراعيه، قد تشمر و احمر و عبس و قطب حتي كاد أن يضع يده علي فخفت والله لو فعلت لفعل، و كان مني ما رأيت، و هؤلاء من بني فاطمة (صلوات الله عليهم) و لا يجهل حقهم الا جاهل لا حظ له في الشريعة، فاياك أن يسمع هذا منك أحد.

قال محمد بن الربيع: فما حدثني به أبي حتي مات المنصور، و ما حدثت أنا به حتي مات المهدي، و موسي، و هارون و قتل محمد [الامين] [42] .



[ صفحه 585]



أيها القارئ الكريم: هذه المعجزات و القضايا الغيبية كان يراها المنصور بعينيه، فلا يهتدي الي الحق و لا يؤوب الي رشده و لا يتوب من ذنبه... و لئن هدأ قليلا فانما كان خوفا علي نفسه و حياته و كرسيه... ثم يعود الي نواياه السيئة...

و قد روي أنه استدعي الامام الصادق (عليه السلام) للمرة السابعة أيضا، كما تقرأ ذلك في الحديث الآتي:

روي عن محمد بن عبدالله الاسكندري أنه قال: كنت من جملة ندماء أميرالمؤمنين!! المنصور أبي جعفر، و خواصه، و كنت صاحب سره من بين الجميع.

فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما، و هو يتنفس نفسا باردا، فقلت: ما هذه الفكرة يا أميرالمؤمنين!!؟

فقال لي: يا محمد! لقد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة أو يزيدون، و قد بقي سيدهم و امامهم.

فقلت له: من ذلك؟

قال: جعفر بن محمد الصادق.

فقلت له: يا أميرالمؤمنين! انه رجل أنحلته العبادة، و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة.

فقال: يا محمد! و قد علمت أنك تقول به و بامامته، و لكن الملك عقيم، و قد آليت علي نفسي أن لا امسي عشيتي هذه أو أفرغ منه!!

قال محمد: والله لقد ضاقت علي الأرض برحبها.

ثم دعا سيافا و قال له:

اذا أنا أحضرت أباعبدالله الصادق، و شغلته بالحديث،



[ صفحه 586]



و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهو العلامة بيني و بينك، فاضرب عنقه!!.

ثم أحضر أباعبدالله (عليه السلام) في تلك الساعة، و لحقته في الدار، و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما هو الذي قرأ؟

فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار، فرأيت أباجعفر المنصور، و هو يمشي بين يديه (عليه السلام) حافي القدمين، مكشوف الرأس، قد اصطكت أسنانه، و ارتعدت فرائصه، يحمر ساعة و يصفر اخري، و أخذ بعضد أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) و أجلسه علي سرير ملكه، و جثا [43] بين يديه، كما يجثو العبد بين يدي مولاه، ثم قال له: يابن رسول الله! ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟...

ما دعوتك! و الغلط من الرسول!

ثم قال: سل حاجتك.

فقال: أسألك أن لا تدعوني لغير شغل.

قال: لك ذلك، و غير ذلك!

ثم انصرف أبوعبدالله (عليه السلام) سريعا، و حمدت الله (عزوجل) كثيرا.

و دعا أبوجعفر المنصور بالروايح [44] و نام، و لم ينتبه الا في نصف الليل، فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا، فسره ذلك، و قال لي: لا تخرج حتي أقضي ما فاتني من صلاتي!! فاحدثك بحديث.



[ صفحه 587]



فلما قضي صلاته أقبل علي و قال لي:

لما أحضرت أباعبدالله الصادق، و هممت به ما هممت من السوء، رأيت تنينا [45] قد حوي بذنبه جميع داري و قصري، و قد وضع شفتيه: العليا في أعلاها، و السفلي في أسفلها، و هو يكلمني بلسان طلق ذلق، عربي مبين: يا منصور! ان الله (تعالي جده) [46] قد بعثني اليك، و أمرني ان أنت أحدثت في أبي عبدالله الصادق حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا.

فطاش عقلي، و ارتعدت فرائصي، و اصطكت أسناني.

قال محمد بن الاسكندري: قلت له: ليس هذا بعجيب يا أميرالمؤمنين!! فان أباعبدالله وارث علم النبي (عليه السلام) و جده أميرالمؤمنين (عليه السلام) و عنده من الأسماء، و سائر الدعوات التي لو قرأها علي الليل لأنار، و لو قرأها علي النهار لأظلم، و لو قرأها علي الأمواج في البحور لسكنت.

قال محمد: فقلت له - بعد أيام -: أتأذن لي يا أميرالمؤمنين!! أن أخرج الي زيارة أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)! فأجاب، و لم يأب.

فدخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) و سلمت و قلت له:

أسألك - يا مولاي - بحق جدك محمد رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرؤه عند دخولك علي أبي جعفر المنصور.



[ صفحه 588]



قال: لك ذلك.

ثم قال لي: يا محمد! هذا الدعاء حرز جليل، و دعاء عظيم، حفظته عن آبائي الكرام (عليهم السلام) و هو حرز مستخرج من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكم حميد...» الي آخر الحديث [47] .

و عن رزام بن مسلم مولي خالد بن عبدالله القسري قال: ان المنصور قال لحاجبه: اذا دخل علي جعفر بن محمد فاقتله، قبل أن يصلي الي، فدخل أبوعبدالله (عليه السلام) فجلس، فأرسل الي الحاجب فدعاه، فنظر اليه و جعفر (عليه السلام) قاعد [عنده] قال: ثم قال له: عد الي مكانك، قال: و أقبل يضرب يده علي يده، فلما قام أبوعبدالله (عليه السلام) و خرج دعا حاجبه، فقال: بأي شي ء أمرتك؟

قال: لا والله ما رأيته حين دخل، و لا حين خرج، و لا رأيته الا و هو قاعد عندك [48] .

و عن علي بن ميسر قال: لما قدم أبوعبدالله (عليه السلام) علي أبي جعفر [المنصور] أقام أبوجعفر مولي له علي رأسه و قال له: اذا دخل علي فاضرب عنقه.

فلما دخل أبوعبدالله (عليه السلام) نظر الي أبي جعفر، و أسر شيئا فيما بينه و بين نفسه، لا يدري ما هو ثم أظهر: «يا من يكفي خلقه كلهم، و لا يكفيه أحد، اكفني شر عبدالله بن علي».

قال: فصار أبوجعفر لا يبصر مولاه، و صار مولاه لا يبصره، فقال



[ صفحه 589]



أبوجعفر: يا جعفر بن محمد! لقد عييتك! [49] في هذا الحر، فانصرف.

فخرج أبوعبدالله (عليه السلام) من عنده.

فقال أبوجعفر - لمولاه -: ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟

فقال: لا والله ما أبصرته، و لقد جاء شي ء فحال بيني و بينه.

فقال له أبوجعفر: «والله! لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك» [50] .

و عن الامام علي بن موسي بن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) قال: أرسل أبوجعفر الدوانيقي الي جعفر بن محمد (عليهماالسلام) ليقتله و طرح له سيفا و نطعا و قال للربيع: اذا أنا كلمته ثم ضربت باحدي يدي علي الاخري، فاضرب عنقه.

فلما دخل جعفر بن محمد (عليهماالسلام) و نظر اليه من بعيد (فحرك - خ ل) يحرك شفتيه و أبوجعفر علي فراشه، قال: مرحبا و أهلا بك يا أباعبدالله، ما أرسلنا اليك الا رجاء أن نقضي دينك، و نقضي ذمامك [51] .

ثم ساء له مساءلة لطيفة عن أهل بيته، و قال: قد قضي الله دينك، و أخرج جائزتك.

يا ربيع! لا تمضين ثالثة حتي يرجع جعفر الي أهله.

فلما خرج قال له الربيع: يا أباعبدالله أرأيت السيف؟ انما كان وضع لك، و النطع، فأي شي ء رأيتك تحرك به شفتيك؟





[ صفحه 590]



قال جعفر (عليه السلام): نعم يا ربيع، لما رأيت الشر في وجهه، قلت: «حسب الرب من المربوبين، و حسبي الخالق من المخلوقين، و حسبي الرازق من المرزوقين، و حسبي الله رب العالمين حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله الا هو، عليه توكلت، و هو رب العرش العظيم» [52] .

و عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: أشكو الي الله (عزوجل) وحدتي و تقلقلي [53] بين أهل المدينة حتي تقدموا و أراكم و آنس بكم، فليت هذه الطاغية أذن لي فأتخذ قصرا في الطائف فسكنته و أسكنتكم معي و أضمن له أن لا يجيي ء من ناحيتنا مكروه أبدا [54] .

و قال الامام الصادق (عليه السلام): قال لي رجل: أي شي ء قلت حين دخلت علي أبي جعفر [55] بالربذة.

قال: قلت: «اللهم انك تكفي من كل شي ء و لا يكفي منك شي ء فاكفني بما شئت و كيف شئت و من حيث شئت و أني شئت» [56] .

و روي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: لما دفعت الي أبي جعفر المنصور، انتهرني و كلمني بكلام غليظ ثم قال لي: يا جعفر



[ صفحه 591]



قد علمت بفعل محمد بن عبدالله الذي تسمونه [57] النفس الزكية و ما نزل به، و انما أنتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فالحق الكبير بالصغير.

قال: فقلت: يا أميرالمؤمنين حدثني محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أن النبي (صلي الله عليه و آله) قال: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدها الله الي ثلاث و ثلاثين سنة، و ان الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فيبترها الله تعالي الي ثلاث سنين.

قال: فقال لي: والله لقد سمعت هذا من أبيك؟

قلت: نعم. حتي رددها علي ثلاثا، ثم قال: انصرف [58] .

و روي عن الأعمش أن المنصور حيث طلبه، فتطهر و تكفن و تحنط، قال له: حدثني بحديث سمعته أنا و أنت من جعفر بن محمد في بني حمان.

قال: قلت له: أي الأحاديث؟

قال: حديث أركان جهنم.

قال: قلت: أو تعفيني؟

قال: ليس الي ذلك سبيل.

قال: قلت: حدثنا جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: لجهنم سبعة أبواب، و هي الأركان، لسبعة فراعنة.



[ صفحه 592]



ثم ذكر الأعمش: نمرود بن كنعان - فرعون الخليل - و مصعب بن الوليد - فرعون موسي - و أباجهل بن هشام، و الأول، و الثاني، و السادس يزيد قاتل ولدي، ثم سكت.

فقال لي: الفرعون السابع؟

قلت: رجل من ولد العباس يلي الخلافة، يلقب بالدوانيقي اسمه المنصور!!

قال: فقال لي: صدقت، هكذا حدثنا جعفر بن محمد.

قال: فرفع رأسه، و اذا علي رأسه غلام أمرد، ما رأيت أحسن وجها منه، فقال: ان كنت أحد أبواب جهنم، فلم استبقي هذا؟ و كان الغلام علويا حسينيا، فقال له الغلام، سألتك يا أميرالمؤمنين بحق آبائي الا عفوت عني، فأبي ذلك.

و أمر المرزبان به، فلما مد يده، حرك شفتيه بكلام لم أعلمه، فاذا هو كأنه طير قد طار منه.

قال الأعمش: فمر علي بعد أيام فقلت: أقسمت عليك بحق أميرالمؤمنين لما علمتني الكلام.

فقال: ذاك دعاء المحنة لنا أهل البيت، و هو الذي دعا به أميرالمؤمنين (عليه السلام) لما نام علي فراش رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ثم ذكر الدعآء.

قال الأعمش: و أمر المنصور في رجل بأمر غليظ فجلس في بيت لينفذ فيه أمره، ثم فتح عنه فلم يوجد، فقال المنصور: أسمعتموه يقول شيئا؟

فقال الموكل: سمعته يقول: «يا من لا اله غيره فأدعوه، و لا رب



[ صفحه 593]



سواه فأرجوه نجني الساعة».

فقال: والله لقد استغاث بكريم فنجاه [59] .

و عن عبدالله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال: حج المنصور سنة سبع و أربعين و مائة، فقدم المدينة و قال للربيع: ابعث الي جعفر ابن محمد من يأتينا به متعبا، قتلني الله ان لم أقتله.

فتغافل الربيغ عنه لينساه، ثم أعاد ذكره للربيع، و قال: ابعث من يأتينا به متعبا، فتغافل عنه.

ثم أرسل الي الربيع رسالة قبيحة أغلظ [عليه] [60] فيها، و أمره أن يبعث من يحضر جعفرا، ففعل.

فلما أتاه قال له الربيع: يا أباعبدالله اذكر الله فانه قد أرسل اليك بما لا دافع له غير الله.

فقال جعفر: لا حول و لا قوة الا بالله.

ثم ان الربيع أعلم المنصور بحضوره، فلما دخل جعفر عليه أوعده و أغلظ له، و قال: أي عدو الله!! اتخذك أهل العراق اماما يجبون [61] اليك زكاة أموالهم، و تلحد في سلطاني، و تبغيه الغوائل! قتلني الله ان لم أقتلك.

فقال له: يا أميرالمؤمنين ان سليمان اعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، و أنت من ذلك السنخ [62] .



[ صفحه 594]



فلما سمع ذلك المنصور منه قال له: الي و عندي يا أباعبدالله، انت البري ء الساحة، السليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جزي ذوي الأرحام عن أرحامهم، ثم تناول يده فأجلسه معه علي فراشه، ثم قال: علي بالطيب فاتي بالغاية فجعل يغلف لحية جعفر (عليه السلام) بيده [63] حتي تركها تقطر.

ثم قال: قم في حفظ الله و كلاءته.

ثم قال: يا ربيع ألحق أباعبدالله جائزته و كسوته. انصرف أباعبدالله في حفظه و كنفه فانصرف.

قال الربيع: و لحقته فقلت له: اني قد رأيت قبلك ما لم تره، و رأيت بعدك ما لا رأيته، فما قلت يا أباعبدالله حين دخلت؟

قال: قلت: «اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يرام، و اغفر لي بقدرتك علي و لا أهلك و أنت رجائي، اللهم أنت أكبر و أجل مما أخاف و أحذر، اللهم بك أدفع في نحره و أستعيذ بك من شره» ففعل اله بي ما رأيت [64] .

و عن كتاب كنز الفوائد للكراجكي قال: جاء في الحديث أن أباجعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا علي يد الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال رجل يقال له رزام مولي خالد بن عبدالله: من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أميرالمؤمنين علي يده؟



[ صفحه 595]



فقيل له: هذا جعفر بن محمد الصادق (صلي الله عليه).

فقال: اني والله ما علمت، لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر.

ثم قام فوقف بين يدي المنصور، فقال له: أسأل يا أميرالمؤمنين؟

فقال المنصور: سل هذا.

فقال: اني اريدك بالسؤال.

فقال له المنصور: سل هذا.

فالتفت رزام الي الامام جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال: أخبرني عن الصلاة و حدودها.

فقال له الصادق (عليه السلام): للصلاة أربعة آلاف حد لست تؤاخذ بها.

فقال: أخبرني بما لا يحل تركه، و لا تتم الصلاة الا به؟

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): «لا تتم الصلاة الا لذي طهر سابغ، و تمام بالغ، غير نازع، و لا زائغ [65] ، عرف فوقف، و أخبت فثبت، فهو واقف بين اليأس و الطمع و الصبر و الجزع، كأن الوعد له صنع، و الوعيد بن وقع، بذل غرضه، تمثل عرضه [66] ، و بذل في الله المهجة، و تنكب اليه المحجة، غير مرتعم بارتعام [67] ، يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد، و اليه وفد، و منه استرفد.

فاذا أتي بذلك كانت هي الصلاة التي بها امر، و عنها اخبر، فانها



[ صفحه 596]



هي الصلاة التي تنهي عن الفحشاء و المنكر».

فالتفت المنصور الي أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: يا أباعبدالله لا نزال من بحرك نغترف و اليك نزدلف [68] ، تبصر من العمي، و تجلو بنورك الطخياء [69] ، فنحن نعوم في سبحات قدسك و طامي [70] بحرك [71] .

و كتب المنصور الي جعفر بن محمد (عليهماالسلام):

لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟.

فأجابه: «ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنئك، و لا تراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟».

قال: فكتب [المنصور] اليه: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه (عليه السلام): «من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك».

فقال المنصور: والله لقد ميز عندي منازل الناس، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة و انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا [72] .

أقول: الظاهر أن هذه المراسلة و المكاتبة بين الامام الصادق (عليه السلام) و الطاغية كانت في بداية حكم المنصور و قبل أن يستفحل امره



[ صفحه 597]



و يغويه جبروته و يسكره طغيانه، حيث كان للامام (عليه السلام) بعض الحرية في عدم التقية منه.

و عن الربيع صاحب المنصور قال:

قال المنصور يوما لأبي عبدالله (عليه السلام) - و قد وقع علي المنصور ذباب فذبه عنه، ثم وقع عليه فذبه عنه، ثم وقع عليه فذبه عنه - فقال: يا أباعبدالله! لأي شي ء خلق الله (عزوجل) الذباب؟

قال [الامام]: ليذل بن الجبارين!! [73] .

و قال له أبوجعفر المنصور: اني قد عزمت علي أن أخرب المدينة، و لا أدع بها نافخ ضرمة [74] .

فقال [الامام]: يا أميرالمؤمنين!! لا أجد بدا من النصاحة لك، فاقبلها ان شئت أولا.

قال: قل.

قال: انه قد مضي لك ثلاثة أسلاف: أيوب ابتلي فصبر، و سليمان اعطي فشكر، و يوسف قدر فغفر، فاقتد بأيهم شئت.

قال: قد عفوت!!

و قيل له (عليه السلام): ان أباجعفر المنصور لا يلبس - منذ صارت الخلافة اليه - الا الخشن، و لا يأكل الا الجشب [75] .

فقال: يا ويحه! مع ما قد مكن الله له من السلطان، و جبي اليه من الأموال؟!



[ صفحه 598]



فقيل له: انما يفغل ذلك بخلا، و جمعا للأموال.

فقال: الحمد لله الذي حرمه من دنياه ما له ترك دينه [76] .

و عن عبدالله بن أبي ليلي قال: كنت بالربذة مع المنصور، و كان قد وجه الي أبي عبدالله (عليه السلام) فاتي به، و بعث الي المنصور فدعاني، فلما انتهيت الي الباب سمعته [المنصور] يقول:

«عجلوا علي به، قتلني الله ان لم أقتله!! سقي الله الأرض من دمي ان لم أسق الأرض من دمه» فسألت الحاجب: من يعني؟

قال: جعفر بن محمد.

فاذا هو قد اتي به مع عدة جلاوزة، فلما انتهي الي الباب - قبل أن يرفع الستر - رأيته قد تململت شفتاه عن رفع الستر، فدخل.

فلما نظر اليه المنصور قال: مرحبا يابن عم! مرحبا يابن رسول الله!!

فما زال يرفعه حتي أجلسه علي وسادته، ثم دعا بالطعام، فرفعت رأسي، و أقبلت أنظر اليه و يلقمه جديا [77] باردا، و قضي حوائجه، و أمره بالانصراف.

فلما خرج قلت له: «قد عرفت موالاتي لك، و ما قد ابتليت به في دخولي عليهم، و قد سمعت كلام الرجل [المنصور] و ما كان يقول، فلما صرت الي الباب رأيتك قد تململت شفتاك، و ما أشك أنه



[ صفحه 599]



شي ء قلته، و رأيت ما صنع بك، فان رأيت أن تعلمني ذلك فأقوله اذا دخلت عليه».

قال: نعم، قلت: «ما شاء الله، ما شاء الله، لا يأتي بالخير الا الله، ما شاء الله، ما شاء الله، لا يصرف السوء الا الله، ما شاء الله، ما شاء الله، كل نعمة فمن الله، ما شاء الله، ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله» [78] .

مناقب آل أبي طالب: قال الربيع الحاجب: أخبرت الصادق بقول المنصور: «لأقتلنك، و لأقتلن أهلك حتي لا ابقي علي الأرض منكم قامة سوط [79] و لاخربن المدينة حتي لا أترك فيها جدارا قائما».

فقال [الامام]: لا ترع من كلامه، و دعه من طغيانه، فلما صار بين السترين سمعت المنصور يقول: أدخلوه الي سريعا، فأدخلته عليه فقال [المنصور]:

«مرحبا بابن العم النسيب، و بالسيد القريب» ثم أخذ بيده، و أجلسه علي سريره، و أقبل عليه، ثم قال: أتدري لم بعثت اليك؟

فقال: و أني لي علم الغيب؟

قال: أرسلت اليك لتفرق هذه الدنانير في أهلك، و هي عشرة آلاف دينار.

فقال [الامام]: ولها غيري.

فقال: أقسمت عليك يا أباعبدالله. لتفرقها علي فقراء أهلك.

ثم عانقه بيده، و أجازه و خلع عليه، و قال: يا ربيع أصحبه قوما يردونه الي المدينة.



[ صفحه 600]



قال [الربيع]: فلما خرج أبوعبدالله قلت له (أي للمنصور):

يا أميرالمؤمنين! لقد كنت من أشد الناس عليه غيظا، فما الذي أرضاك عنه؟.

قال: يا ربيع! لما حضرت الباب رأيت تنينا عظيما يقرض أنيابه، و هو يقول - بألسنة الأدميين -: ان أنت أشكت [80] ابن رسول الله لأفصلن لحمك من عظمك، فأفزعني ذلك، و فعلت به ما رأيت [81] .

و عن بشير النبال قال: كنت علي الصفا و أبوعبدالله (عليه السلام) قائم عليها، اذ انحدر و انحدرت في أثره.

قال: و أقبل أبوالدوانيق علي جمازته [82] و معه جنده علي خيل و علي ابل، فزحموا أباعبدالله (عليه السلام) حتي خفت عليه (عليه السلام) من خيلهم، فأقبلت اقيه بنفسي و اكون بينهم و بينه بيدي.

قال: فقلت في نفسي: يا رب عبدك و خير خلقك في أرضك، و هؤلاء شر من الكلاب، قد كانوا يعتنونه.

قال: فالتفت الي و قال: يا بشير.

قلت: لبيك.

قال: ارفع طرفك لتنظر.

قال: فاذا - والله - واقية من الله أعظم مما عسيت أن اصفه.

قال: فقال: يا بشير انا اعطينا ما تري، و لكنا امرنا أن نصبر فصبرنا [83] .



[ صفحه 601]




پاورقي

[1] تلوم في الأمر: تمكث و انتظر (لسان العرب).

[2] هذه اليمين تسمي ب: يمين البراءة، و قد ذكر الفقهاء أنها لا تجوز الا في مقام دفع التهمة و الأمن من شر الحاكم الظالم، أما في الخلافات الاخري - كالخلافات الزوجية و العائلية و غيرها - فلا تجوز.

و الامام الصادق (عليه السلام) فرض هذه اليمين علي ذلك الرجل لكي يدفع (عليه السلام) عن نفسه القتل الذي كان يواجهه بسبب تهمة التخطيط لقلب نظام الحكم.

[3] مهج الدعوات: ص 201 - 198. منه بحارالأنوار: ج 94 ص 294.

[4] سري عنه: كشف عنه ما كان يجده من الغضب (أقرب الموارد).

[5] في بحارالأنوار: و جعل الناس يخوضون في أمر ذلك الميت.

[6] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 763 ح 84. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 172.

[7] ما بين المعقوفتين من بحارالأنوار.

[8] وعاء من خشب، و قد تصنع من العاج (أقرب الموارد).

[9] الغالية: ضرب من الطيب مركب من مسك و عنبر و كافور و دهن البان و عود (مجمع البحرين).

[10] البدرة: عشرة آلاف درهم (مجمع البحرين).

[11] لعل الأصح: أدرؤ بك.

[12] مهج الدعوات ص 184.

[13] لعل الأصح: لا يغير.

[14] ما بين المعقوفتين من البحار.

[15] العطب: الهلاك (لسان العرب).

[16] في بحارالأنوار: و ادهنت.

[17] في بحارالأنوار: فخيرت.

[18] الفظ: الغيظ الجانب، السي ء الخلق، القاسي، الخشن الكلام. (أقرب الموارد).

[19] أي لا تطرق عليه الباب ليفتحه.

[20] السلم - بالضم -: المرقاة، و هو ما يرتقي عليه، سواء كان من خشب أو حجر أو مدر، جمعه سلالم و سلاليم. (أقرب الموارد).

[21] أي أغتسل استعدادا للقتل، لأن المحكوم عليه بالقتل يغتسل قبل تنفيذ الحكم، و يسقط تغسيله بعد القتل.

[22] هذا رأي محمد بن الربيع، و الصحيح أن الامام الصادق (عليه السلام) فارق الحياة قبل السبعين.

[23] الشاكري: معرب چاكر بالفارسية و معناه الأجير و المستخدم. (أقرب الموارد).

[24] اللبد: الصوف. (أقرب الموارد).

[25] المرفق و المرفقة: المتكأ و المخدة، و الجرامقة: قوم في الموصل و الشام تنسب اليهم المرافق. (أقرب الموارد).

[26] أبطلت: جئت بالباطل، و أثمت: وقعت في الاثم أي الذنب.

[27] الاضبارة: الحزمة من الصحف. (أقرب الموارد).

[28] هذا الكلام منه صدر علي وجه التقية من ذلك الطاغوت الدوانيقي.

[29] في نسخة: حبوسك.

[30] العيبة: وعاء من ادم يكون فيها المتاع (لسان العرب).

[31] دابة فارهة أي نشيطة قوية. (مجمع البحرين).

[32] أي ما أمهلني ابنك أن أدعو به.

[33] الاكليل: شبه عصابة مزينة بالجوهر (أقرب الموارد) و المقصود أن المدينة كانت مطوقة بالأعداء المحاربين مع خيولهم و رماحهم و سيوفهم.

[34] سورة الاحزاب آية 10 و 11.

[35] الاستحثاث: الطلب السريع المتعاقب.

[36] في بحارالأنوار: و خيفته.

[37] في بحارالأنوار: ثم انجلي.

[38] تغلف بالطيب: اذا لطخ لحيته به و أكثر منه (مجمع البحرين).

[39] تاه: أي تكبر (مجمع البحرين) و يتيهون: يتكبرون.

[40] أي بالرغم من اعتزال الامام عن السياسة و سكوته فهو أعظم خطرا من عبدالله بن الحسن و نهضته.

[41] الرئي: الجني يراه الانسان (لسان العرب).

[42] مهيج الدعوات: ص 192. منه بحارالأنوار: ج 94 ص 288.

[43] جثا الرجل: جلس علي ركبته أو قام علي أطراف أصابعه. (اقرب الموارد).

[44] في بحارالأنوار: الدواويج: جمع دواج علي وزن رمان و هو اللحاف الذي يلبس (أقرب الموارد).

[45] التنين: الحية العظيمة (أقرب الموارد).

[46] الجد - هنا -: العظمة، و منه قوله تعالي: «و أنه تعالي جد ربنا» أي عظمته (أقرب الموارد).

[47] مهج الدعوات: ص 201. منه بحارالأنوار: ج 94 ص 298.

[48] كشف الغمة: ج 2 ص 191. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 183.

[49] أي أتعبتك.

[50] الكافي: ج 2 ص 559 ح 12.

[51] الذمام: الحق و الحرمة، لأن نقضه يوجب الذم. (أقرب الموارد).

[52] عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 304 ح 64. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 162 مع اختلاف يسير.

[53] التقلقل: الحركة و الاضطراب (لسان العرب) و في بعض النسخ: تقلقي، و القلق: الانزعاج (لسان العرب).

[54] الكافي: ج 8 ص 215 ح 261.

[55] المقصود بأبي جعفر: المنصور الدوانيقي.

[56] الكافي: ج 2 ص 559 ح 11.

[57] في بحارالأنوار: يسمونه.

[58] بحارالأنوار: ج 47 ص 206.

[59] بحارالأنوار: ج 47 ص 309 ح 29.

[60] هذه الزيادة وردت في بحارالأنوار.

[61] في بحارالأنوار: يبعثون.

[62] أقول: هذه الجملة ليست مدحا للمنصور الدوانيقي ابدا، بل معناها ان الحاكم المقتدر عليه ان يتحلي بالصبر و العفو عن مخالفيه.

[63] الغالية: نوع من الطيب مركب من مسك و عنبر و عود و دهن. و التغلف بها: التلطخ (النهاية).

[64] كشف الغمة: ج 2 ص 158 و 159. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 182. و ذكره الأندلسي في «العقد الفريد» و الاصفهاني في «الترغيب و الترهيب».

[65] الزيغ: الميل (أقرب الموارد).

[66] في بحارالأنوار: غرضه.

[67] الرعام: حدة النظر. رعم الشي ء: رقبه و رعاه (أقرب الموارد).

[68] ازدلف: تقدم و تقرب (أقرب الموارد).

[69] الطخياء: الليلة المظلمة (أقرب الموارد).

[70] طما البحر: امتلأ (أقرب الموارد).

[71] فلاح السائل: ص 23. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 185.

[72] كشف الغمة: ج 2 ص 208. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 184.

[73] علل الشرايع: ص 496 ح 1. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 166.

[74] الضرمة: النار (أقرب الموارد) أي لا أدع بها أحدا.

[75] الجشب من الطعام: الغليظ الخشن (مجمع البحرين).

[76] كشف الغمة: ج 2 ص 203. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 184. و معني كلام الامام (عليه السلام): ان المنصور ترك دينه من أجل الاستمتاع بملذات الدنيا - و منها في المأكل و الملبس - و لكنه حرم نفسه من هذه اللذة بدافع البخل و الحرص علي المال.

[77] الجدي: هو الذكر من أولاد المعز (مجمع البحرين). أي لحم الجدي.

[78] كشف الغمة: ج 2 ص 195. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 183.

[79] أي من طوله طول السوط.

[80] أشكت: أي أدخلت الشوك في جسده. مبالغة في ايصال الأذي.

[81] مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 231. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 178.

[82] الجماز: البعير الذي يركبه المجمز (أقرب الموارد).

[83] مستدرك الوسائل: ج 9 ص 452.


وسعت اين مرقد شريف


بازهم مي پردازيم به نقل آنچه كه سمهودي آن را مشاهده و بازگو نموده است:

وي افزون بر اين كه از اين حرم با تعبير «كبير» [1] ياد مي كند، براي آن سه در معرفي مي نمايد:

1 ـ در جنوب شرقي؛ «... وهو كبير.. وهو ركن سور المدينة من القبلة والمشرق بني قبل السور فاتصل السور به فصار بابه من داخل المدينة».

«اين حرم بزرگ است و فعلا در ركن قلعه شهر مدينه از سمت جنوب شرقي واقع شده چون بناي حرم قبل از احداث اين قلعه بوده، و ديوار قلعه به آن متصل گرديده است و دربي براي حرم از داخل مدينه (داخل سور) باز مي گردد.»

2 ـ در وُسطي كه به طرف ميدان و خارج قلعه شهر باز مي شد؛ سمهودي مي گويد: «وعلي باب المشهد الأوسط الذي أمامه الرحبة التي بها البئر التي يتبرك بها حجر فيه أن حسين بن ابي الهيجاء عمره سنة ست وأربعين وخمسمأة».

3 ـ در آخري؛ همچنين سمهودي مي گويد: «علي يمين الداخل الي المشهد بين الباب الأوسط والأخير حجر منقوش فيه وقف الحديقة التي بجانب المشهد في المغرب علي المشهد...». [2] .

از اين سه جمله به وضوح به دست مي آيد كه اين حرم حداقل داراي سه در بوده است؛ دربي به داخل قلعه، در وسط و در آخر.


پاورقي

[1] همانگونه كه در «رسائل في تاريخ المدينه» ص102، آمده است: «وفي الجهة الشرقية، قبة كبيرة فيها مرقد سيدنا اسماعيل...».

[2] وفاء الوفا، ج3، ص920.


حبيب بن أبي ثابت


أبويحيي، الأسدي، الكوفي، تابعي، كان فقيه الكوفة، عده الشيخ من أصحاب الامام علي بن الحسين عليه السلام [1] و كذلك عده البرقي [2] روي عن الامام أميرالمؤمنين عليه السلام، و عن علي بن الحسين (عليه السلام) و روي عنه عامر بن السمط و غيره [3] توفي سنة (119 ه) [4] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي.

[2] رجال البرقي.

[3] معجم رجال الحديث 4.

[4] رجال الطوسي.


حكمة لسليمان


و حكي (ع) لأصحابه حكمة رائعة لنبي الله سليمان بن داود قال (ع): «قال سليمان بن داود: أوتينا ما أوتي الناس، و ما لم يؤتوا، و علمنا ما علم الناس، و ما لم يعلموا، فلم نجد شيئا افضل من



[ صفحه 258]



خشية الله في الغيب و المشهد، و القصد في الغني و الفقر، و كلمة الحق في الرضا و الغضب، و التضرغ الي الله عزوجل في كل حال...» [1] .

و هذه الحكمة تجمع خصال الخير، ففيها الدعوة الي خشية الله و الخوف منه، و الحث علي الاقتصاد، و عدم التبذير و الاسراف في الاموال، كما فيها الدعوة الي قول الحق، و ايثاره علي كل شي ء، و الالتجاء الي الله تعالي الذي بيده مصير العباد.


پاورقي

[1] الخصال (ص 219).


معني تكبر


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

تكبر اين است كه مردم را تحقير كني و حق را خوار شماري. [1] .



[ صفحه 159]




پاورقي

[1] كافي: 2 / 310 / 8، ميزان الحكمه: ج 11، ح 17242.


زمين


اين زمين آنقدر منافع دارد آنقدر در دل اين خاك مواد و مواليد نهفته است آنقدر مستعد توليد مواد اوليه است كه شرح آن از قلم عاجز است.

فرمود اگر اين وسعت زمين نبود مردم از تنگي جا به مضيقه مي افتادند و در حصار تنگناي سكني اسير مي شدند و قدرت بر تغيير محل و مسكن نداشتند خداوند اين همه اراضي و بيابانها را پر از نعمت قرار داده تا هر كسي بخواهد از هر كسي در زحمت است مهاجرت نمايد اراضي موات را احيا كند آب درآورد و قنوات حفر كند اشجار غرس نمايد زمين را آباد كند و از آن او در مدت عمرش باشد و با كمال آرامش و استراحت و رفاه و آسايش بگذراند.

فرمود اگر اين زمين زير پاي مردم و حيوانات و نباتات لرزان و در حركت بود ابنيه و عمارات و صناعات براي مردم ميسر نبود و لذا آنقدر زمين را بزرگ قرار داده كه با بيش از 18 حركت باز هم مانند آنكه ساكن و آرام است و با كمال آسايش مي توان در يك نقطه صد سال يا بيشتر بلكه اقوام و ملل هزاران سال در يك منطقه سكونت نمايند.

فرمود اما اينكه گاهي زلزله رخ مي دهد براي آن است كه بشر متنبه شود و در معاصي خود تخفيفي دهد و يكسره تجاسر و تحريف پيدا نكند و به علاوه زلزله هم مانند زلزله بدن موجب صحت مزاج آدمي مي گردد و كساني كه در اين زلزله و خسف و غيره زيان بينند خداوند به آنها در آخرت عوض عنايت مي فرمايد و به تحقيق كه عوض آخرت بهتر از موهبت دنياست.

فرمود از حكمتهاي الهي اين است زمين را سرد و خشك آفريده و سنگ نيز سرد و خشك است و فرق آن اين است كه سنگ خشك تر است از ساير اجزاي زمين و اگر همه سنگ و سفت بود قابل روئيدن نبات نمي بود و براي زراعت و فلاحت آماده نبود و لذا خاك را بر روي سطح كره زمين قرار داد و قسمتي را آب مقرر داشته و كوهها را براي نگهباني آنها خلق فرموده و قطب شمالي را مرتفع ساخت و طرف شمال همه جا بلندتر است از طرف جنوب فرمود زمين در حقيقت كروي نيست بلكه اهليلجي شكل است و لذا اكثر آبها و مجاري از شمال به جنوب جاري است و چون آب در جوف زمين تابع روي زمين است و در ارتفاع و انخفاض



[ صفحه 366]



چشمه ها و قنوات از شمال به جنوب جاري مي گردند براي آبادي و عمران بايد حفر قنوات از شمال شروع شود به طرف جنوب سرازير گردد.


جفر و مغيبات


پروردگار عالم اولياء خود را به علم غيب و كشف حجب بر ساير خلق برتري داد و رموز عالم وجود را در نظر آنها معلوم و آشكار فرموده و به عوالم ماوراء ماده مطلع ساخت آنها بر گذشته و آينده به وسيله علم جفر واقف گشتند و پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله وسلم مكرر حوادث عالم را به همين موهبتي قبل از وقوع خبر داد مانند واقعه تاريخي غلبه بر كشور روم كه بزرگترين ملت راقي و خراجگير جهان آن عصر بوده الم غلبت الروم في ادني الارض و هم من بعد غلبهم سيغلبون و حوادثي كه ائمه اطهار خبر دادند همه از روي علم جفر بود.

مصاديق تاريخي زياد است كه بزرگان عرب و اسلام در وقايع از ائمه معصومين استفتاء و استعلام مي كردند و آنها جريان آينده دنيا را براي آنها مي گفتند مانند شهادت: زيد - يحيي - سقوط بني اميه - ظهور بني عباس و غيره.

ابن خلدون [1] مي نويسد كتاب جفر را هرون بن سعيد عجلي كه پيشواي زيديه بود از جعفر بن محمد الصادق روايت كرده و اين علم در عموم اهل بيت پيغمبر بود كه به طريق اعجاز و كرامت و كشف تلقي مي شد و اين كتاب روي پوست گوساله ي نوشته شده بود و جفر در لغت به معني صغير است و برخي گويند مراد قرآن بوده يا خلاصه ي از اخبار و مغيبات قرآن بوده است.

رواياتي بسيار از امام صادق عليه السلام نقل از جفر بيان شده كه چون مستند با امام عليه السلام مي باشد مورد قبول مردم قرار گرفته و مرور زمان آنها را به اثبات رسانيده است با اين مقدمه بايد گفت كه علم جفر علم به حقايق عالم كون و فساد بود و از علوم مختصه پيغمبر خاتم النبيين و اهل بيت طاهرين او بوده كه هيچ كس در آن شركت نداشته و دوست و دشمن به اين حقيقت اعتراف نموده اند.



[ صفحه 379]



در فصول المهمه مي نويسد نمونه هائي از اين كتاب در جبر (جفر) پيدا شد كه به ارث به اولاد عبدالمؤمن بن علي رسيده و او در مغرب بود شمه ي از اين علم را دارا شده.

گويا منظور مورخ اين است كه روايات امام صادق درباره جفر در مغرب هم راه يافته چنانچه در سابق هم اشاره شد و از آن بحث مي شده است ولي معلوم نيست آنها مي توانستند از آن علوم و اخبار استفاده نمايند.


پاورقي

[1] مقدمه ابن خلدون ص 234.


مگس و منصور


يك روز در اوايل خلافت منصور كه ربيع حاجب با بعضي ديگر حضور داشتند و امام صادق هم در آن مجلس بود مگسي بر صورت منصور نشست او را مي زد باز بلند مي شد همان جاي اول مي نشست تا چند بار منصور را بيچاره كرد رو به امام عليه السلام نمود گفت يا اباعبدالله خداوند چرا اين حيوان لوس و بي خاصيت را آفريده است فرمود هيچ موجودي بي خاصيت نيست هيچ مخلوقي بي جهت خلق نشده يكي از خواص اين حيوان اين است كه جباران را ذليل كند تا بدانند قدرتي برتر و بالاتر از آن هم هست. [1] .

در علل الشرايع از عبيدة بن زراره نقل است كه در حضور زياد بن عبدالله با جمعي از اصحاب بوديم كه از آن حضرت سؤال كرد چرا شما اولاد فاطمه و علي بر همه افضل هستيد همه ساكت شدند امام صادق عليه السلام فرمود از جمله فضل و فضيلت ما بر سايرين اين است كه ما نمي خواهيم و دوست نمي داريم كه از هيچ يك از طوايف بشري باشيم ولي تمام طوايف بشري ميل دارند به ما منسوب باشند مگر مشركين - آن سيادت و روحانيت و بزرگواري و عظمت آنها موجب غبطه همه مردم است كه همه ميل دارند به آنها كه عالم و متقي بوده اند وابستگي داشته باشند و آنها كه خود در مقدم همه قرار دارند ميل ندارند در جهالت و ضلالت و بي تقوائي ديگران قرار گيرند.


پاورقي

[1] علل الشرايع.


تقدم الامام


6- أن لا يتقدم المأموم علي الامام في الموقف، و لا بأس بالمساواة فيه، بحيث تتساوي الاعقاب، و ان لم تتساوي الرؤوس حين الركوع و السجود، كما لو كان الامام قصيرا، و المأموم طويلا. و اذا تقدم المأموم، بطلت الجماعة، لأن المتبادر من لفظ المأموم هو تأخره عن الامام، و لا أقل من عدم تقدمه عليه.

و علي الاجمال ان المأموم اما أن يتقدم، و اما أن يتأخر، و اما أن يساوي الامام في الموقف. و قد أجمع الفقهاء علي بطلان الجماعة في الأول، و علي



[ صفحه 236]



صحتها في الثاني. و اختلفوا في الثالث، و المشهور علي الصحة، لقول الامام عليه السلام: الرجلان يؤم أحدهما صاحبه يقوم عن يمينه، فان كانوا أكثر من ذلك قاموا خلفه. و روي عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام أنه قال: اذا جاء الرجل، و لم يمكنه الدخول في الصف، قام حذاء الامام.


ماذا يجب في عرفات


لو سأل سائل: ما هي الاعمال الواجبة في عرفات؟

لجاء الجواب: لا شي ء بالاجماع، سوي مجرد الوجود و الكون فيها مع نية القربة بأية صورة تكون قياما أو قعودا، أو مشيا، أو ركوبا، و المسمي من هذا الكون و الوجود - أي ما يصدق عليه اسم الوجود - هو الركن، بحيث من ترك الكون اطلاقا عن عمد بطل حجه، و من تركه عن سهو و نسيان تداركه ما دام وقته الاختياري، أو الاضطراري باقيا. و لو فاته التدارك صح بالاجماع بشهادة صاحب الجواهر.

و تسأل: اذا كان الواجب مجرد الكون في عرفات كيف اتفق، فلماذا سمي ذلك وقوفا؟

الجواب:

ان للكون في عرفات حالات، و افضلها شرعا الوقوف، فسمي الكلي باسم أفضل افراده، و اكملها.


المزابنة و المحاقلة


المراد بالمزابنة - هنا - أن تبيع ثمر النخل، و هو علي أصله بمقدار معلوم من التمر، أما المحاقلة فهي بيع السنبل بمقدار معين من حبه.

و أجمع الفقهاء علي عدم جواز بيع ثمار النخل بتمر منها، لقول الامام الصادق عليه السلام: نهي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم عن بيع المزابنة و المحاقلة، و لأنه يستلزم اتحاد الثمن و المثمن، و اختلفوا في بيعها بتمر من غيرها، و المشهور المنع و عدم الجواز، لأنه لا يؤمن أن يؤدي الي الربا، اذ المفروض أن بيع الجنس بجنسه، مع التفاضل ربا محرم اذا كان من المكيل أو الموزون، كما تقدم في الفصل السابق.

أما الفواكه الاخر غير التمر اذا كانت موزونة فحكمها عند المشهور حكم التمر، لا يجوز بيعها بمقدار منها، و لا من غيرها اذا كان من جنسها، كبيع العنب بالعنب، و التفاح بالتفاح، و يجوز بغير جنسها.

و اتفقوا علي أن بيع السنبل بحب منه لا يجوز، و اختلفوا في بيعه بحب من غيره، و لكنه من جنسه، كبيع سنبل الحنطة بحنطة أخري، و ذهب المشهور الي عدم الجواز.

و يصح بيع الزرع قبل أن يصير سنبلا، يصح بيعه بحب من جنس ما يؤول اليه، أو من جنس آخر، لأنه حشيش غير مطعوم، و لا مكيل و لا موزون، فلا يتحقق الربا.



[ صفحه 289]



و خير الوسائل لمن أراد أن يبيع الثمرة علي أصلها بمقدار من جنسها، أو يبيع السنبل كذلك، خير الوسائل أن يبيعها بثمن معين نقدا، ثم يشتري من المبتاع مقدارا معينا من الثمرة، أو الحب بالثمن الذي باعه فيه، و يعين وقت التسليم، فيدخل في باب السلم.


معناها


سبق أن معني اللقطة لغة و عرفا كل مال ضائع أخذ، و لا يد لأحد عليه، و ان الفقهاء توسعوا فيها، و عمموا اللقطة الي التقاط الآدمي المعبر عنه باللقيط، و قسموها اليه، و الي لقطة الحيوان، و لقطة المال، و تقدم الكلام عن اللقيط، و لقطة الحيوان، و نتكلم في هذا الفصل عن لقطة المال.

و بديهة أن اللقطة لا تتحقق الا بالأخذ و الالتقاط، فلو أن انسانا رأي مالا ضائعا، فأخبر به آخر، فالتقطه كان هو الملتقط دون الرائي المخبر.

و الفرق بين اللقطة، و بين المال المجهول المالك ان اسم الضياع ينطبق علي الأولي دون الثاني.. و يتفرع علي هذا أنك اذا رأيت شيئا فظننته لك، و بعد أن أخذته تبين أنه لغيرك، فان عرفت صاحبه رددته اليه، و ان لم تعرفه، فان صدق عليه اسم الضائع، كما لو رأيته في الطريق أو في فلاة فهو لقطة، و اذا لم يصدق عليه اسم الضائع، كما اذا كنت جالسا الي رجل تجهل هويته، و أمامه «علبة» سجائر - مثلا - فأخذتها ظانا أنها لك، ثم تبين أنها للجليس المجهول لديك، اذا كان كذلك فالعلبة من المال المجهول المالك، لا من اللقطة.



[ صفحه 324]




الرجل المدلس


اذا تزوجت المرأة رجلا باعتقاد أنه خال من العيوب، لأنه دلس عليها



[ صفحه 262]



بسكوته، و عدم اظهار ما فيه، ثم تبين أن فيه عيبا كبيرا، مثل أن تعتقد أنه بصير، فيتبين أنه أعمي أو ما الي ذلك مما تتفاوت الرغبات بسببه، اذا كان كذلك فهل لها أن تفسخ الزواج؟

و الذي رأيته في كلمات كثير من الفقهاء أن المرأة لا يجوز لها أن تفسخ الا اذا كان الزوج مجنونا، أو عنينا، أو خصيا، أو مجبوبا علي التفصيل المتقدم في فصل العيوب، و أيضا يجوز لها أن تفسخ، اذا أخذ وصف الكمال، أو عدم النقص شرطا أو وصفا في متن العقد، أو بني العقد علي أحدهما، كما تقدم في الفقرة السابقة.. أجل، يظهر من عبارة الجواهر في باب الزواج المقصد الثالث في التدليس، يظهر من العبارة - أن التدليس بما هو سبب للخيار - فقد جاء في المسألة الثانية من هذا المقصد: «أن المرأة اذا تزوجت برجل علي أنه حر فبان مملوكا كان لها الفسخ، لصحيح محمد بن مسلم، قال: سألت الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق عليهماالسلام عن امرأة حرة تزوجت مملوكا علي أنه حر، فعلمت بعد أنه مملوك؟ قال: هي أملك بنفسها ان شاءت أقامت معه، و ان شاءت فلا».

و علق صاحب الجواهر علي هذه الرواية بأنها «ظاهرة في عدم الفرق بين شرط الحرية في متن العقد و عدمها بعد صدق التدليس و الغرر و الخديعة».. و قال في الثانية عشرة: «صورة التدليس تلحق بصورة الشرط في اثبات الخيار».

و الذي نراه أن التدليس بما هو لا يثبت الخيار للزوجة، و انما يثبت لها الخيار اذا اشترطت شرطا صريحا أو ضمنيا اثناء العقد، أو بني العقد علي الوصف. أو اذا كان في التدليس ضرر عليها لا يتسامح به عادة، كالعمي و الأمراض السارية، لأن: أوفوا بالعقود، لا تنطبق علي العقد الذي يتولد منه ضرر، اذ لا ضرر و لا ضرار في الاسلام، بخاصة ان الطلاق بيد الزوج لا بيدها.



[ صفحه 263]



و اذا قال قائل: ان في الزواج رائحة العبادة قلنا في جوابه: ان قاعدة: لا ضرر، تشمل المعاملات و العبادات، حتي الصلاة التي هي عامود الدين.

و تجدر الاشارة الي أنه اذا حدث العيب في الرجل بعد العقد فلا يحق لها فسخ الزواج بعد ثبوته.


زنا غير المسلم بمسلمة


اذا زني غير المسلم بامرأة مسلمة قتل، سواء أكان ذلك بارادتها أولا، متزوجا كان، أو غير متزوج. قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك مضافا الي أن الامام الصادق عليه السلام سئل عن يهودي فجر بمسلمة؟ قال: يقتل.



[ صفحه 255]




لا تشتبه عليه الأصوات


فروع الكافي 2 / 214، ح 11: أبوعلي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، عن عثمان بن عيسي، عن ابن مسكان، عمن رواه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:....

إن داود عليه السلام لما وقف الموقف بعرفة نظر إلي الناس و كثرتهم، فصعد الجبل فأقبل يدعو، فلما قضي نسكه أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا داود يقول لك ربك: لم صعدت الجبل؟ ظننت أنه يخفي علي صوت من صوت؟! ثم مضي به إلي البحر إلي جدة فرسب به في الماء مسيرة أربعين صباحا في البر، فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة، فقال له: يا داود يقول لك ربك: أنا أسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر، فظننت أنه يخفي علي صوت من صوت؟!


عندنا كتاب علي


بصائرالدرجات الجزء 3 / 154، ب 14، ح 7: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم أو غيره، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بكر بن كرب الصيرفي قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...

أما و الله ان عندنا ما لا نحتاج الي أحد و الناس يحتاجون الينا، ان عندنا لكتابا املاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خط علي عليه السلام علي صحيفة فيها كل حلال و حرام، و انكم لتأتون فتسألونا فنعرف اذا أخذوا به و نعرف اذا تركوه.


اذا حملت جنازة


[الزهد 78 - 77، ب 11، ح 208: حدثنا الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سعدان الواسطي، عن عجلان أبي صالح قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:...].

يا أباصالح اذا حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول، أو كأنك سألت ربك الرجوع الي الدنيا لتعمل، فانظر ماذا تستأنف.

قال: ثم قال: عجبا لقوم حبس أولهم علي آخرهم، ثم ناد مناد فيهم بالرحيل و هم يلعبون.


النبي و الأعراب


فروع الكافي 3 / 26، ح 1: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:..

ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم انما صالح الأعراب علي أن يدعهم في ديارهم و لا يهاجروا علي أن دهمه من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم، و ليس لهم في الغنيمة نصيب.


منزلت و مقام حقيقي اهل بيت چيست؟


داود بن كثير گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: آيا شمائيد نماز، و زكاة و حجي كه در كتاب خدا است؟

فرمود: اي داود؛ مائيم نماز در كتاب خداي عزوجل، و مائيم زكات، و مائيم



[ صفحه 219]



روزه، و مائيم حج، و مائيم ماه حرام، و مائيم شهر حرام، و مائيم كعبه ي خدا، و مائيم قبله ي خدا، و مائيم وجه الله كه خداوند فرمود: (فأينما تولوا فثم وجه الله) [1] «پس به هر سو رو كنيد، خدا آنجاست» ومائيم آيات و مائيم بينات.

و دشمن ما در كتاب خداي عزوجل فحشاء، و منكر، و ظلم و عدوان، و شراب و قمار، و بتان... و جبت، و طاغوت، و مردار و خون، و گوشت خوك هستند.

اي داود؛ خداوند ما را آفريد و خلقت ما را گرامي نمود، و ما را بر ديگران برتري داد، و ما را امانت داران خود، و نگهبانان، و خزانه داران آنچه در آسمانها و زمينهاي خود است قرار داد، و براي ما اضداد و دشمناني قرار داد، و از ما به صراحت و روشني در قرآن ياد كرد ، و از نامهاي ما به بهترين نامها، و محبوب ترين شان نزد خود نام برد.

و اضداد و مخالفان و دشمنان ما را در كتاب خود با كنايه نام برد، و به جاي نام آنان در كتاب خود مثال زد، و به مبغوضترين لفظها و اسمها نزد او و نزد بندگان متقي خود ياد كرد. [2] .


پاورقي

[1] سوره ي بقره: آيه ي 115.

[2] كنز الفوائد: 2 و 3، بحارالأنوار: ج 24 ص 303.


حديث 248


2 شنبه

الحاسد مضر بنفسه.

حسود، به خودش ضرر مي رساند.

بحار، ج 70، ص 255


اخراج الفارسين من حافة بحر من تحت الأرض


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: باسناده بالمتقدم، عن محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن زيد، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام، و عنده رجل من أهل خراسان، و هو يكلمه بكلام لم أفهمه، ثم رجعا الي شي ء فهمته، فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، و ركض أبو عبدالله عليه السلام برجله الأرض، فاذا بحر تحت الأرض، علي حافته فارسان قد وضعا أذقانهما علي قرابيس سروجهما. فقال أبو عبدالله عليه السلام: هؤلاء من أنصار القائم عليه السلام [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 245.


انتشار المذاهب الأربعة في الأقطار الاسلامية


اشتهر الأخذ بالمذاهب الأربعة و انتشر العمل بها في الأقطار الاسلامية ، فهي في القرن الرابع الهجري تغلبت علي ما سواها من المذاهب المعمول بها في القرنين الثاني و الثالث ، ما عدا مذهب أهل البيت عليهم السلام ، فانه ظل ثابتا و سائرا بقوته الروحية رغم كل العقبات التي وضعت في طريقه .

و انتشار المذاهب في القرن الرابع بما يلي:



[ صفحه 625]



في سواد صنعاء و نواحيها مع سواد عمان شراة غالية ، و بقية الحجاز و أهل الرأي بعمان و جهرة ، و صعدة ، شيعة ، و الغالب علي صنعاء أصحاب أبي حنيفة و الجوامع بأيديهم ، و في نواحي نجد و اليمن مذهب سفيان ، و في العراق الغلبة ببغداد للحنابلة و الشيعة ، و به مالكية و أشعرية ، و بالكوفة الشيعة الا الكناسة فانها سنية ، و أكثر أهل البصرة قدرية و شيعة ، و ثم حنابلة ، و ببغداد غالية يفرطون بحب معاوية .

و هنا يحدثنا المقدسي عن دخوله جامع واسط و استماعه لقصاص يقص علي الناس حديثا عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم:ان الله يدني معاوية يوم القيامة فيجلسه الي جنبه ثم يجلوه علي الخلائق كالعروس . قال المقدسي:فقلت له:بماذا ؟ بمحاربته عليا رضي الله عنه ؟ كذبت يا ضال . فصاح:خذوا هذا الرافضي ، فأقبل الناس علي ، فعرفني بعض الكتبة فكركرهم عني .

في اقليم أقور ، و هو اليوم شمال العراق - أي:الموصل و نواحيها - مذهبهم سنة و جماعة ، الا عانة فانها كثيرة معتزلة و لا تري في الرأي غير مذهب أبي حنيفة و الشافعي ، و فيها حنابلة ، و جلية للشيعة . و اقليم الشام مذاهبهم مستقيمة أهل جماعة و سنة ، و أهل طبرية و نصف نابلس و أكثر عمان شيعة ، و لا تري فيهم مالكيا ، و العمل كان فيه علي مذهب أصحاب الحديث .

اقليم مصر علي مذهب أهل الشام ، غير أن أكثر الفقهاء مالكيون ، ألا تري أنهم يصلون قدام الامام و يربون الكلاب ؟ و أعلي القصبة شيعة و سائر المذاهب في الفسطاط موجودة ظاهرية .

و أما اقليم المغرب:فالمذاهب فيها علي ثلاثة أقسام ، و أما في الأندلس فمذهب مالك ، و قراءة نافع ، و هم يقولون:لا نعرف الا كتاب الله و موطأ مالك ، فان ظهروا علي الحنفي أو الشافعي نفوه ، و ان عثروا علي المعتزلي أو الشيعي و نحوهما ربما قتلوه .



[ صفحه 626]



و بسائر المغرب الي مصر لا يعرفون مذهب الشافعي الا مذهب أبي حنيفة و مالك ، و أصحاب مالك يكرهون الشافعي ، يقولون:أخذ العلم عن مالك ثم خالفه .

اقليم جانب خراسان للشيعة و المعتزلة ، و الغلبة لأصحاب أبي حنيفة الا في كورة الشاش فانهم شوافع ، و فيهم قوم علي مذهب عبدالله السرخسي .

و اقليم الرجاب مذاهبهم مستقيمة ، الا أن أهل الحديث حنابلة .

و اقليم خوزستان مذاهبهم مختلفة ، أكثر أهل الأهواز و رامهرمز و الدورق حنابلة ، و نصف الأهواز شيعة ، و به من أصحاب أبي حنيفة ، و لهم اقليم فارس و العمل فيه علي أصحاب الحديث .

اقليم كرمان:المذاهب الغالبة للشافعي .

اقليم السند:مذاهبهم أكثرها أصحاب الحديث ، و قال:رأيت القاضي أبامحمد المنصور داوديا اماما في مذهبه ، أهل الملتان ( شيعة يحيعلون في الأذان و يثنون في الاقامة ) أي يقولون:« حي علي خير العمل » ، و يقولون في الاقامة مرتين:« قد قامت الصلاة » ، و لا تخلو القصبات من فقهاء علي مذهب أبي حنيفة ، و ليس بهم مالكية ، و لا معتزلة ، و لا عمل للحنابلة [1] .



[ صفحه 627]




پاورقي

[1] أحسن التقاسيم ؛ لشمس الدين محمد بن أحمد المعروف بالشاري ، طبع سنة 1909 م بمطبعة بريل.


دعاؤه في عشية عرفة


اللهم؛ اني أسألك يا موضع كل شكوي، و يا سامع كل نجوي، و يا شاهد كل ملأ، و يا عالم كل خفية، أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تكشف عنا فيها البلاء، و تستجيب لنا فيها الدعاء، و تقوينا فيها و تعيننا، و توفقنا فيها، ربنا، لما تحب و ترضي، و علي ما افترضت علينا من طاعتك، و طاعة رسولك، و أهل ولايتك.


ابو يوسف


كان يلي خدمة الإمام عليه السلام، لم يذكره أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم.

المراجع:

رجال البرقي 44. معجم رجال الحديث 22: 91.



[ صفحه 117]




سهل بن صالح الهمداني


سهل بن صالح الهمداني.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 215 ولا ذكر له في نسخة خطية منه. معجم رجال الحديث 8: 354. رجال البرقي 44.


محمد بن الصامت الجعفي


محمد بن الصامت الجعفي.

إمامي حسن الحال.

المراجع:

رجال الطوسي 291 وفيه: أسند عنه. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 132. خاتمة المستدرك 844. معجم رجال الحديث 16: 187. رجال النجاشي 257 وفيه بياض. رجال ابن داود 174. نقد الرجال 312. جامع الرواة 2: 132. مجمع الرجال 5: 235. منتهي المقال 277. منهج المقال 300. إتقان المقال 229.