بازگشت

شاگردان


گفتني است كه اصحاب و ياران امام صادق عليه السلام يعني مردمي كه از محضر تعليم و تدريس حضرتش استفاده مي كردند، از چهار هزار نفر متجاوزند، اما در اين مختصر براي ميمنت و تبرك به معرفي شش تن از آن بزرگان به شرح مختصري از زندگي پربركت آنان بسنده مي كنيم و از خداوند مهربان مي خواهيم ما را با آن بزرگواران - أهل بيت پيامبر صلي الله عليه و اله محشور ساخته، محبت آنان را در قلب ما بيفزايد.


شعره


الشعر مرآة النفس، ينعكس ما فيها و ما انطوت عليه من خير أو شر، و ما تخفيه الجوانح من فضيلة أو رذيلة، و للباحثين اعتماد كبير علي الشعر في تحليلهم للشخصيات، فعلي ضوئه يحكمون لهم أو عليهم.

و أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، و هم مثال للكمال الالهي، و العرفان المحمدي، تجسدت فيهم الفضيلة، و انطبعت نفوسهم علي الخلق العالي، و الصفات الحميدة، ورثهم جدهم الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم خلقه و سجاياه، فجبلوا علي الخير، و تجسدت فيهم معالي الأخلاق، فكان كلامهم حكمة، و نطقهم عظة، و كذلك الشعر المنسوب اليهم عليهم السلام فانه يدور في فلك: الأخلاق، الكمال، الوعظ، الارشاد، التذكير بالموت. الي غير ذلك من الأخلاق و الآداب.

و في هذه الصفحات بعض ما ورد له عليه السلام من الشعر:

1 - قال عليه السلام في المعصية:



تعصي الاله و أنت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع



لو كان حبك صادقا لأطعته

ان المحب لمن أحب مطيع [1] .



2 - و له عليه السلام في الصبر:



و اذا بليت بعسرة فاصبر لها

صبر الكريم فان ذلك احزم



لا تشكون الي العباد فانما

تشكو الرحيم الي الذي لا يرحم



[ صفحه 468]



3 - كان رجل من التجار يختلف اليه، و يعرفه بحسن الحال، فتغيرت حاله، فجعل يشكو اليه، فقال عليه السلام:



فلا تجزع و ان أعسرت يوما

فقد أيسرت في زمن طويل



و لا تيأس فان اليأس كفر

لعل الله يغني عن قليل



و لا تظنن بربك ظن سوء

فان الله أولي بالجميل [2] .

4 - و له عليه السلام في الوفاء:



و فينا يقينا يعد الوفاء

و فينا تفرخ أفراخه



رأيت الوفاء يزين الرجال

كما زين العذق شمراخه [3] .

5 - و له عليه السلام في التحذير و الترغيب:



أتأمن النفس النفيسة ربها

فليس لها في الخلق كلهم ثمن



بها يشتري الجنات ان أنا بعتها

بشي ء سواها ان ذلكم غبن



اذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها

فقد ذهبت نفسي و قد ذهب الثمن [4] .

6 - قال له الثوري: يا ابن رسول الله اعتزلت الناس؟

فقال عليه السلام: يا سفيان فسد الزمان، و تغير الاخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد، ثم قال:



ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب

و الناس بين مخاتل و موارب



يفشون بينهم المودة و الصفا

و قلوبهم محشوة بعقارب [5] .



[ صفحه 469]



7 - و له عليه السلام في التذكير بالموت:



اعمل علي مهل فانك ميت

و اختر لنفسك أيها الانسان



فكأن ما قد كان لم يك اذ مضي

و كأنما هو كائن قد كان [6] .



[ صفحه 470]




پاورقي

[1] أعيان الشيعة: 4 / 221 - المناقب: 2 / 246.

[2] كشف الغمة 225. الفصول المهمة 211.

[3] المناقب: 2 / 344. أعيان الشيعة: 4 / 220.

[4] المناقب: 2 / 346. أعيان الشيعة: 4 / 222.

[5] أعيان الشيعة: 4 / 222.

[6] المناقب: 2 / 347. أعيان الشيعة: 4 / 222.


حرف (ذ)


ذكر ذِكْر، 1، 1؛ 7، 143؛ 13، 39؛ 24، 37؛ 48، 2؛ 51، 55؛ 52، 1؛ 78، 35؛ 94، 4؛ 94، 7؛ 104، 6؛ ذِكري، 51، 55؛ ذاكِر، 76، 1؛ اَذْكار، 18، 24؛ تَذْكير، 30، 53؛ تَذَكُّر، 24، 35؛ تِذْكار، 26، 80؛ مذكور، 78، 35. ذِلّة، 9، 25؛ 10، 58؛ ذليل، 19، 93؛ تَذَلُّل، 40، 66.

ذنب ذُنوب، 68، 34.

ذوت ذات، 17، 80.

ذوق ذَوق، 1، 3.


و من كلام خطبة له: لما دخل هشام بن الوليد المدينة اتاه بنو العباس و شكوا من الصا


و من كلام خطبة له: لما دخل هشام بن الوليد المدينة اتاه بنو العباس و شكوا من الصادق انه اخذ تركات ماهر الخصي دوننا. فخطب فكان مما قال

ان الله لما بعث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان ابونا ابوطالب المواسي له بنفسه و الناصر له، و ابوكم العباس و ابولهب يكذبان و يوليان عليه شياطين الكفر، و ابوكم يبغي [1] له الغوائل و يقود اليه القبائل في بدر، و كان في اول رعيلها و صاحب خيلها و رجلها المطعم يومئذ و الناصب له الحرب.

ثم قال: فكان ابوكم طليقنا و عتيقنا، و اسلم كارها تحت سيوفنا و لم يهاجر الي الله و رسوله هجرة قط. قطع الله ولايته منا بقوله:



[ صفحه 40]



«الذين آمنوا و لم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شي ء».

ثم قال: مولي لنا مات فحزنا تراثه، اذ كان مولانا ولأنا ولد رسول الله صلي الله عليه و آله و امنا فاطمة احرزت ميراثه.


پاورقي

[1] بغي الشي ء: طلبه.


بشر بن طرخان نخاس


شيخ طوسي (ره)، او را از اصحاب حضرت صادق عليه السلام شمرده است. [1] .

كشي از بشر بن طرخان روايت كرده كه گفت: هنگامي كه امام صادق (ع) به حيره وارد شد، به محضرش شرفياب شدم، از شغلم پرسيد، گفتم: نخاس. فرمود: فروشنده حيوانات؟ عرض كرم: آري (و من در آن موقع وضع مالي ام بد بود). فرمود: قاطري برايم خريداري كن كه سفيد باشد، اما سفيد تند نباشد و زير شكمش هم سفيد باشد. گفتم: با اين خصوصيت قاطري نديده ام. فرمود: هست. از حضورش مرخص شدم، تصادفا به غلامي برخوردم كه بر قاطري سوار بود، با همان خصوصياتي كه حضرت فرموده بود، از قسمت قاطر سؤال كردم، مرا به مولايش راهنمايي كرد. نزد مولاي غلام رفتم، و از جا برنخاستم تا آن كه معامله را تمام كردم و براي امام صادق (ع) خريداري نمودم، و قاطر را محضر امام بردم، فرمود: درست همان صفاتي را كه مي خواستم، در اين جمع است. آن گاه براي من دعا كرد، و فرمود: خداوند مال و فرزندانت را زياد كند، از بركات دعاي آن حضرت مال و اولادم زياد شد. [2] .

مرحوم استرآبادي [3] در رجال كبير فرموده: در اينكه دعاي آن حضرت، به زيادي



[ صفحه 97]



مال و اولاد، براي بشر نخاس، دال به مدح او باشد، محل تأمل است؛ زيرا كه از آن جناب روايت شده كه فرمود: «اللهم ارزق محب محمد و آل محمد الكفاف و العفاف و ارزق عدو محمد و آل محمد كثرة المال و الولد» - بارالها روزي كن دوست محمد (ص) و خاندان محمد (ص) را به مقدار كفايت و عفت، و روزي كن دشمنان محمد و آل محمد (ص) را مال و فرزندان زياد - [4] .

مؤيد اين روايت، حديث ديگري است كه شيخ جليل محمد بن يعقوب كليني، از نوفلي، نقل كرده كه علي بن الحسين (ع) فرمود: حضرت رسول (ص) در بيابان به شترباني گذر كرد. پس كسي را فرستاد تا مقداري شير از او بخواهد. شتربان گفت: آن چه در سينه شتران است، اختصاص به صبحانه اهل قبيله دارد، و آن چه دوشيده شده، و در ظرف هاست، شامگاه از آن استفاده مي كنند. رسول خدا (ص) او را دعا كرد، و فرمود: خدايا، مال و فرزندانش را زياد كن. پس (از او گذشتند و در راه) به چوپاني برخوردند، از او هم تقاضاي شير كردند. چوپان براي حضرت شير دوشيد و آن چه در ظرف ها داشت، در ظرف هاي پيغمبر (ص) ريخت، و يك گوسفند نيز اضافه بر شير تقديم نمود، و عرض كرد: فعلا همين مقدار نزد من بود، چنانچه اجازه دهيد، بيش از اين تهيه و تقديم كنم. پيغمبر اكرم (ص) دستهاي مقدس را بلند كرده و فرمود: خداوندا، به اندازه كفايت، به او مرحمت بفرما. پاره اي از همراهان عرض كردند: يا رسول الله، آن كه درخواست شما را رد كرد، برايش دعايي فرمودي كه همه ما آن را دوست داريم، ولي براي اين شخص كه حاجت شما را برآورد، از خداوند چيزي خواستي كه ما دوست نداريم.

رسول خدا (ص) فرمود: «ان ما قل و كفي خير مما كثر و الهي»، مقدار كمي كه كافي باشد (در زندگي) بهتر است از (ثروت) زيادي كه انسان را به خود مشغول كند. آن گاه اين دعا را فرمود: «اللهم ارزق محمدا و آل محمد الكفاف» - بارالها، به محمد (ص) و آلش به قدر كفايت، عنايت بفرما. [5] .

مرحوم مامقاني مي گويد: در اينكه بشر بن طرخان نخاس، امامي است، و جزء مخلصين اهل بيت بوده، شكي نيست و در وجيزه او را از ممدوحين شمرده اند. [6] .



[ صفحه 98]




پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 155.

[2] اختيار معرفة الرجال، ص 311.

[3] محمد بن علي بن ابراهيم استرآبادي از فقها و متكلمين و عباد و زهاد و ثقات طايفه اماميه است. او استاد ائمه رجال، صاحب منهج المقال است كه از آن تعبير به رجال كبير مي شود. بهتر از رجال او در كتب رجال نوشته نشده و به جهت اتقان و خوبي نظم و ترتيب و روشش، استاد اكبر، بهبهاني، تحقيقات خود را در رجال، تعليقه بر آن نموده و آن را از بين كتب رجال اختيار كرده است. ديگر از مصنفات او: كتاب شرح آيات الاحكام و حاشيه تهذيب و چند رساله ديگر است.

علامه مجلسي در بحار گفته: سيد امجد ميرزا محمد، قدس سره، از نجباء و اتقياء و افاضل عصر بوده. او مجاور مكه بود تا بدرود زندگي گفت. كتبش در نهايت متنانت و درستي است.

مرحوم استرآبادي مدتي مجاور و ساكن عتبه عليه اميرالمؤمنين (ع) بوده و سپس مجاورت بيت الله الحرام را اختيار كرده است. او در سيزدهم ذي القعده الحرام به سال 1028 در مكه معظمه وفات كرد، و در قبرستان معلي نزديك قبر خديجه كبري سلام الله عليها به خاك رفت.

مرحوم مجلسي او را در عداد كساني كه ولي عصر ارواحنا فداه را ديده اند نام مي برد. [فوائد الرضويه، ج 2، ص 554].

[4] (تعليقات علي) منهج المقال (رجال كبير)، ص 69.

[5] اصول كافي، ج 2، باب الكاف، ص 113.

[6] تنقيح المقال، ج 1، ص 173.


معرفته بجميع اللغات


وكان في سنه المبكر عارفاً بجميع لغات العالم إذ كان يتكلم مع كل أهل لغة كأنه واحد منهم. وإليك نماذج تشير الي ذلك:

1 ـ روي يونس بن ظبيان النبطي أن الإمام الصادق (عليه السلام) تحدث معه باللغة النبطية فأخبره عن أول خارجة خرجت علي موسي بن عمران، وعلي المسيح، وعلي الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنهروان، وأعقب كلامه بقوله: «مالح ديربير ماكي مالح». ومعناه أن ذلك عند قريتك التي هي بالنبطية [1] .



[ صفحه 45]



2 ـ روي عامر بن علي الجامعي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلت فداك، إنا نأكل كل ذبائح أهل الكتاب، ولا ندري أيسمون عليها أم لا؟ فقال (عليه السلام): إذا سمعتموهم قد سموا فكلوا، أتدري ما يقولون علي ذبائحهم؟

فقلت: لا.

فقرأ شيئاً لم أعرفه ثم قال: بهذا اُمروا.

فقلت: جعلت فداك إن رأيت أن نكتبها.

قال (عليه السلام): اكتب «نوح أيوا ادينو بلهيز مالحوا عالم اشرسوا أورصوبنوا (يوسعه) موسق ذعال اسطحوا» [2] .

وفي رواية اُخري أنّ النص كالآتي «باروح أنا ادوناي إيلوهنوا ملخ عولام اشرفدشنوا عبسوتا وسينوانوا علي هشخيطا» ومعناه تباركت أنت الله مالك العالمين، الذي قدسنا بأوامره، وأمرنا علي الذبح [3] .

3 ـ روي أبو بصير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه [4] وكانت تلك اللغة التي كان يتحدث بها مع الخراساني هي اللغة الفارسية.

ووفد عليه قوم من أهل خراسان، فقال (عليه السلام) لهم: «من جمع مالا يحرسه عذبه الله علي مقداره» فقالوا له باللغة الفارسية: لا نفهم العربية، فقال (عليه السلام) لهم: «هركه درم اندوزد جزايش ذوزخ باشد» [5] .

4 ـ روي أبان بن تغلب قال: غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله فلما صرت بالباب وجدت قوماً عنده لم أعرفهم، ولم أر قوماً أحسن زيّاً منهم، ولا أحسن سيماءً منهم كأن الطير علي رؤوسهم، فجعل



[ صفحه 46]



أبو عبدالله(عليه السلام) يحدثنا بحديث فخرجنا من عنده، وقد فهَّم خمسة عشر نفراً، متفرقي الألسن، منهم العربي، والفارسي، والنبطي، والحبشي، والصقلبي، فقال العربي: حدثنا بالعربية، وقال الفارسي: حدثنا بالفارسية، وقال الحبشي: حدّثنا بالحبشية، وقال: الصقلبي: حدثنا بالصقلبية وأخبر (عليه السلام) بعض أصحابه بأن الحديث واحد، وقد فسره لكل قوم بلغتهم [6] .

5 ـ ودار الحديث بين الإمام (عليه السلام) وبين عمار الساباطي باللغة النبطية فبهر عمار وراح يقول: (ما رأيت نبطياً أفصح منك بالنبطية..).

فقال (عليه السلام) له: «يا عمار وبكل لسان» [7] .


پاورقي

[1] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 48.

[2] المصدر السابق: 47.

[3] المصدر السابق: 48.

[4] الاختصاص: 183.

[5] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 46.

[6] المصدر السابق: 46 ـ 47.

[7] الاختصاص: 283.


الصدق في العزيمة


ويقابله التردد:

ويسمي هذا النوع من الصدق قوة الإرادة، وقد سبق البحث عنها في فضيلة العدل، وسمعنا قول الأمام الصادق (ع) في ذلك.


اهمية منصب الامامة


و من الممكن ان يقول قائل: ما هو الداعي الي هذا التفصيل حول هذا البحث؟ و ما الفائدة في ذلك؟

نجيب علي ذلك: ان منصب الامامة يتلو منصب النبوة في الأهمية، و لنا مجال واسع في التحدث عن أهمية منصب الامامة في بحث (النصوص الخاصة) علي امامة الامام الصادق (عليه السلام) في الفصل القادم ان شاء الله.


مذاهب اسلامي


(1) مذهب حنفي (2) مذهب مالكي (3) مذهب شافعي (4) مذهب حنبلي (5) مذهب جعفري اسلام بنائي است كه بر سه پايه محكم و استوار گذارده شده: توحيد، قرآن، محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

توحيد مضافاتي دارد از قبيل عدالت و قدرت و بعث و نشور و حساب و عقاب و بهشت براي پرهيزكاران و آتش براي ملحدين و ستمكاران

چنانكه قرآن هم مضافاتي از قبيل اعجاز در بيان و تشريع احكام



[ صفحه 142]



و ايمان به آنكه اين كلمات از خداست دارد محمد صلي الله عليه و آله و سلم و ايمان به آنكه رسول خدا بوده و رسالتش عمومي و براي تمام بندگان خداست و آنچه آورده است صحيح بوده و بشير و نذير است و اطاعت او واجب و از اوامر و نواهي او نبايد سرپيچي كرد و هيچگونه بحث و جدلي در مورد او نيست اينها كه گفتيم من حيث المجموع مواد مشكله اسلام است

در قلمرو اسلام مذاهب و فرقه هاي متعدد پيدا شده كه شايد به حصر نيايد ولي مهمترين اين مذاهب كه پيروان زيادي دارند همين مذاهب پنجگانه است كه فوقا نام برديم و هر وقت نام اسلام مي بريم مقصودمان اين پنج مذهب است.

در هر روز قبل از طلوع آفتاب و در موقع ظهر و در غياب خورشيد بر هر فرد مسلماني كه تابع يكي از اين مذاهب پنجگانه است واجب است كه بگويد (الحمد لله رب العالمين - الرحمن الرحيم - مالك يوم الدين - اياك نعبد و اياك نستعين الي آخر سوره و دنباله ي آن سوره ي ديگري از آيات قرآن مجيد را بخواند.

و هر يك از پيروان اين پنج مذهب بايد رو به قبله بايستد و ظهر و عصر خود را به نام خدا ابتدا كند و سوره ي فاتحةالكتاب را با سوره ي ديگري قرائت كند و تمام اين مسلمانان به جائي توجه مي كنند كه رسول خدا محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم به آن سو توجه مي كرد و تمام آنها به آنچه ايمان داشت ايمان دارند و از آنچه او بيزار بود بيزار هستند و در برابر اوامر او مطيع بوده و معارضه ي با او ندارند

محمد صلي الله عليه و آله و سلم قرآني را كه از طرف خدا آورده بود بر تمام آنها مي خواند و همگي در نهايت خشوع او را تصديق مي كردند و آنچه را به نام



[ صفحه 143]



قرآن مي خوانند كلماتي است كه از طرف خدا نازل شده و آيات آن سحر بيان و اعجاز است و عقيده ي همه ي مسلمانان كه تابع اين پنج مذهب هستند اين است كه اگر در آن ترديد نمايند به آتش مي روند و همگي با گفتن «اللهم صل علي محمد و آل محمد» و «الله اكبر» با آن توديع مي كنند،

مسلمانان و پيروان مذاهب پنجگانه در وجود خدا و وحدانيت و قدرت او اختلافي ندارند و هم چنين در قرآن شك و ترديدي در بين آنها نيست و در رسالت محمد صلي الله عليه و آله و سلم و بهشت و دوزخ و حساب و عقاب نيز ترديدي ندارند و همگي در يك جهت حركت مي كنند و يك هدف دارند و بين آنها هيچگونه دوري و تباين نيست مگر در مواردي كه رؤسا و متملقين و آنهائي كه از راه اختلاف بين مردم ارتزاق مي كنند - بين مردم تفرقه بيندازند و روز به روز شكاف بين مردم را توسعه دهند و آن را عميق تر سازند چنان كه حملات شديدي به مذهب جعفري نمودند خاصه در دوره ي عثمانيان كه ده ها سال چنين بود و بين مردم و مذاهب مختلفه ي اسلامي اختلاف مي انداختند -

و با وسيله ي شيطاني تهمت و افترا كار خود را مي كردند و در آن دوره ي ظلم و ستمگري بازار تهمت و افترا به اين دسته ي از مسلمانان رواج داشت و به هر وسيله اي به منظور افتراق بين مسلمين متوسل مي شدند و حتي از اتفاق و شباهت نام خليفه ي دوم آن خليفه ي بزرگ با نام عمر بن سعد قاتل حسين بن علي عليه السلام نيز سوء استفاده كردند زيرا اين مسئله يك ميدان وسيعي بود كه توانستند در آن حقيقت را وارونه جلوه دهند و به اين وسيله كه پست ترين وسيله است شيعه را متهم كردند كه به خليفه ي بزرگ اسلام توهين مي نمايند

همه ي مردم مي دانند كه شيعه عنايت مخصوص و توجه زيادي در به پا



[ صفحه 144]



كردن عزاي حسين بن علي عليه السلام خاصه در ايام عاشورا و در ساير ايام سال دارند و حسين بن علي عليه السلام موضوع عزاداري و مصائب وارده بر آن وجود مبارك در نواحي سكونت شيعه بيت القصيد آنها است و در اين صورت طبيعي است كه دوستان امام عليه السلام نسبت به ستم كاران و كشندگان او نهايت بغض و كينه را داشته و دارند و به عمر سعد كه حسين عليه السلام را كشت بدترين نفرين و لعنت را مي فرستند و كدام مسلمان و مسلمان زاده يا غير مسلماني است كه عمر بن سعد آن قهرمان جنايت و پهلوان مجرمين ضعيف النفس و ترسو قاتل حسين ابن علي عليه السلام پسر رسول اكرم را لعنت نمي كند.

آري آن گناهكاران مجرم براي تفرقه بين مسلمانان كلمه ي (عمر) را در منظور خود استخدام نموده و گفتند كه شيعه نسبت به خليفه ي پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم عمر بن الخطاب توهين مي نمايند.

من در وقتي كه از اعمال خرابكارانه و دسيسه هاي آن دسته از اجنبي پرستان كه بين مردم ايجاد نفاق و دو دستگي مي نمايند فوق العاده ناراحت شده و آن ها را به بدي ياد مي كنم و آن مردمان پست را كه با ناموس ملي خود معامله مي نمايند به باد انتقام مي گيرم در عين حال منكر آن نيستم كه در قديم بعضي از مردم عوام و بي اطلاع از طبقه ي شيعه و مردم ساده كه فرقي بين اين دو اسم و مسماي آنها نگذارده و اصلا نمي دانستند كه در تاريخ اسلام دو نفر يا بيشتر به اين نام ناميده شده و همين اندازه مي دانستند كه عمر نامي حسين بن علي عليه السلام فرزند رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم را كشته و بدن او را زير سم اسبان سپاهش خورد كرده و زنان و دختران پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم را به اسيري برده و رفتاري با خاندان پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نموده است كه در تاريخ بشريت چنان فجايعي نظير ندارد و مشكلات هولناكي



[ صفحه 145]



براي آنها فراهم كرده است آن مردم ساده بدگوئي از عمري مي كنند كه اينكارها را كرده است نهايت آنكه از لحاظ اسم تميز نمي داده اند پس در عزاداري هاي حسيني و در اجتماعات شيعه كه در اطراف ذكر مصائب آن امام و فرزند رسول صلي الله عليه و آله و سلم تشكيل مي شود عمر بن سعد را لعنت مي نمايند.

و از اموري كه در ايجاد فاصله بين ابناء اسلام تأثير داشته و دائره ي اين اختلاف را وسيع تر ساخته است وجود پيرمردان و شيوخ جاهل و جيره خوارهاي اجنبي بودند كه اين دسته اعم از شيعه و سني به اين اختلاف دامن زده اند تا خود استفاده كنند اين رؤساي جاهل هيچ خبري از اسلام چه كم و چه زياد ندارند و خصومت بين مسلمانان از منابع روزي و اعاشه ي آنها بوده است.

اين طبقه هميشه بنده ي حاكم و خادم قدرت و سيطره هستند و در هر فتنه ي دست داشته و در هر سرقتي رد پاي آنها هست و خلاصه ي مطلب اين است كه اختلاف بين مذاهب اربعه و مذهب جعفري در فروع است. كه اجتهاد هر يك از مجتهدين مذهب آن را اقتضا كرده است و در متن و مغز دين و اصول آن نيست بلكه در امور ساده فرعي است كه در بين مجتهدين يك مذهب هم جاري مي باشد و اختلاف بين مذهب جعفري و ساير مذاهب اربعه اسلامي در حدود همان اختلاف بين مجتهدين يك مذهب مي باشد چنانكه بين علماي شيعه و مجتهدين آنها هم اينگونه اختلاف موجود است

حالا با آن وضع آيا شايسته است كه نسبت به هم بد بگوئيم؟ و آيا شايسته است كه طريقه اي را بدو گمراهي و طريقه ي ديگر را خوب و مستقيم بدانيم؟ در اين موارد بايد گفت اجتهاد مجتهدين فلان طريقه چنين است و فلان طريقه چنان و هر يك در استنباط خود معذور مي باشند.



[ صفحه 146]




مع القرآن


كان جده علي (عليه السلام) يقول: «سلوني عن كتاب الله. فوالله ما من آية إلا أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار. في سهل نزلت أم في جبل» فلقد كان دائما الي جوار الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم). و هو باب مدينة العلم. و الامام جعفر يصدر من المنبع ذاته.

يقول مثل جده علي: «كان أصحاب محمد يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل. ان القرآن لا يقرأ هذرمة و لكن يرتل ترتيلا. و اذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها و أسأل الله تعالي. و اذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها و تعوذ بالله من النار».

للقرآن عنده المقام الأول. يسأل عمن يؤم القوم فيجيب: «أن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: يتقدم القوم أقرؤهم للقرآن. فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة. فان كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا. و ان كانوا في السن سواء فأعلمهم بالسنة، و أفقههم في الدين. و لا يتقدمن أحد الرجل في منزله، و صاحب السلطان في سلطانه».

و نصوص القرآن حاضرة كلما أراد أن يدلي بحجة. و هو في قمة البلاغة العربية تسعه اللغة، لا يلجأ الي التأويل بديلا من التفسير. فهو في فهم النصوص أنفذ بصيرة لم يعلم له تفسير نوقض فيه. و التفسير بتخريج مجازات القرآن لا يقدر عليه إلا البلغاء. [1] .



[ صفحه 165]



و من القرآن ينبثق فقه الامام في كل باب:

- يسأله سائل عن قوله تعالي «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» فيجيب: «من أخرجها من هدي الي ضلال فقد - و الله - قتلها».

- و يجيئه زنديق يسأله عن تفسير قوله تعالي «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع. فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة» و قوله تعالي في آخر السورة «و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل».

فيفحم الامام الزنديق فيقول: «أما قوله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فإنما عني النفقة. و أما قوله (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) فإنما عني المودة. فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة».

- و يقول عن الرزق الذي يحض الله علي الإنفاق منه «و مما رزقناهم ينفقون» فيفسرها «و مما علمناهم يبثون» فالعلم رزق، و إذاعته إنفاق واجب.

- و من تعبيره عن حجية القرآن أبدا يسأله السائل: لم صار الشعر و الخطب يمل ما أعيد منهما و القرآن لايمل؟ فيجيب (عليه السلام): «لأن القرآن حجة علي أهل العصر الثاني كما هو حجة علي أهل العصر الأول. فكل طائفة تراه عصرا جديدا. و لأن كل امرئ في نفسه متي أعاده و فكر فيه، تلقي منه في كل مدة علوما غضة، و ليس هذا كله في الشعر و الخطب».

- و يقول المفضل: قلت: أخبرني عن قول الله عزوجل «و جعلها باقية في عقبه» قال: «يعني بذلك (الامامة) جعلها في عقب الحسين (عليه السلام) الي يوم القيامة»، فقلت:



[ صفحه 166]



فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن و هما جميعا ولدا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و سبطاه و سيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: ان موسي و هارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسي، و لم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك. فإن الإمامة خلافة الله عزوجل جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله هو الحكيم في أفعاله. لا يسأل عن فعله و هم يسألون.

- و يعلن الامام (عليه السلام) بوجوب الامامة، فيسأله السائل عن منزلة الأئمة، و من يشبهون؟ فيقول: كصاحب موسي و ذي القرنين... كانا عالمين، و لم يكونا نبيين. [2] .

- و في قوله تعالي «يمحو الله ما يشاء و يثبت»، يقول الامام: «و هل يمحو الله إلا ما كان ثابتا. و هل يثبت الله إلا ما لم يكن» و يقول: «لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه» و إنما يقصد استجابة الله لدعاء العباد. و في ذلك قوله: «ما عظم الله بشي ء مثل البداء».

- و يسأله عمرو بن عبيد عن الكبائر «من كتاب الله». فيسردها، و يضع في جوار كل كبيرة النص عليها من الكتاب العزيز فهي:



[ صفحه 167]



الشرك: «ان الله لا يغفر أن يشرك به».

اليأس من روح الله: «لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون».

عقوق الوالدين: «و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا».

قتل النفس: «و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها».

قذف المحصنات: «ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة».

أكل مال اليتيم: «ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا».

أكل الربا: «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس».

الفرار من الزحف: «و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير».

السحر: «و لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق».

الزنا: «و لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلا».

اليمين الغموس: «ان الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم».

الغلول: «و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة».

منع الزكاة: «و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم».

كتمان الشهادة: «و من يكتمها فإنه آثم قلبه».

شهادة الزور: «و الذين يشهدون الزور».

نقض العهد و قطيعة الرحم: «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون».



[ صفحه 168]



كفران النعمة: «و لئن كفرتم إن عذابي لشديد».

بخس الكيل: «ويل للمطففين».

و ترك الصلاة (.....) و اللواط: (.....) و قول الزور: (.....) و شرب الخمر: (.....) و البدعة: (.....).

- و من علم الامام جعفر (عليه السلام) بالقرآن أخذ القراءات عليه حمزة بن حبيب التيمي. و فيها مد و إطالة وسكت علي الساكن قبل الهمز.

- و في صفات الله يقول الامام لعبد الملك بن أعين: «تعالي الله الذي ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير. تعالي عما يصفه الواصفون المشبهون لله بخلقه... إن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزوجل فانف عن الله تعالي البطلان و التشبيه فلا نفي و لا تشبيه... هو الله الثابت الموجود».

و يقول لمن سأله هل رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ربه: «نعم لقد رآه بقلبه - أما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار الناظرين و لا تحيط به أسماع السامعين».

و سأله الأعمش، شيخ المحدثين، عن مكان الله، فقال: لو كان في مكان لكان محدثا.

و لما سئل عن استوائه علي العرش قال: انه يعني أنه لا شي ء أقرب اليه من شي ء.

سئل عن قوله تعالي «وسع كرسيه السموات و الأرض» فقال: «العرش في وجه هو جملة الخلق و الكرسي و عاؤه. و في وجه آخر هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه و رسله و حججه. و الكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا من أنبيائه و رسله و حججه».

و سئل عن قوله تعالي: «و كان عرشه علي الماء» و قول البعض ان العرش كان علي الماء و الرب فوقه؟ فأجاب: «كذبوا. من زعم هذا فقد صير الله محمولا، و وصفه بصفة المخلوق، و لزمه أن الشي ء الذي يحمله أقوي منه».

و واضح من ذلك نهي الامام (عليه السلام) عن التجسيد و التشبيه و تصحيحه افهام تلاميذه؛ كيوم جاءه يونس بن ظبيان يقول: إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما.



[ صفحه 169]



يزعم أن الله تعالي جسم! قال الامام: «ويله أما علم ان الجسم محدود متناه. فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان. فإذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا!».

- و واضح منحي الامام في الاحتجاج بنظام الكون، و نظام الجسم الانساني، و بالعقل و هو درس من جده علي، يلفت النظر الي بديع صنع المبدع جل جلاله؛ و في ذلك قول علي (عليه السلام): أتحسب أنك جرم صغير و فيك انطوي العالم الأكبر؟

- يجي ء الامام رجل من أهل مصر أوصي أخوه للكعبة بجارية مغنية فارهة كانت له، فقيل له ادفعها الي بني شيبة (و فيهم سدانة الكعبة). و اختلف الناس في أداء الوصية. و أخيرا أشاروا عليه أن يأتي الامام. قال الامام: «ان الكعبة لا تأكل و لا تشرب و ما أهدي اليها فهو لزوارها. فبع الجارية و ناد: هل من محتاج؟ فإذا أتوك فسل عنهم و أعطهم».

- و يسأل عن القضاء و القدر فيجيب: «هو أمر بين أمرين: لا جبر و لا تفويض» [3] و يحسم القضية بين الجبرية و القدرية فيقول: «ما من قبض و لا بسط إلا لله فيه مشيئة و رضاء و ابتلاء».



[ صفحه 170]



يسأل عن الجبر و التفويض: جعلت فداك. أجبر الله العباد علي المعاصي؟ فيجيب: الله أعدل من أن يجبرهم علي المعاصي ثم يعذبهم عليها. فيقول السائل: جعلت فداك ففوض اليهم؟ فيجيبه: لو فوض اليهم لم يحصرهم بالأمر و النهي.

فيقول السائل: جعلت فداك فبينهما منزلة؟

فيجيب: «نعم. ما بين السماء و الأرض».

و في مجلس آخر يسأله السائل: و ما أمر بين أمرين؟ فيجيب: «مثل ذلك رجل رأيته علي معصية فنهيته فلم ينته. فتركته. ففعل تلك المعصية. فليس، حيث لم يقبل منك فتركته، كنت أنت الذي أمرته بالمعصية».

و يقول لسائل آخر: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): من زعم أن الله يأمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب علي الله. و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه. و من زعم ان المعاصي بغير قوة الله فقد كذب علي الله. و من كذب علي الله أدخله النار».

و يقول: «إن الله أراد منا شيئا. و أراد بنا شيئا. و ما أراده منا أظهره لنا. فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا؟».


پاورقي

[1] في القرآن مجاز كثير مثل عرض الأمانة علي السموات و الأرض، يفسرها بعض العلماء أنها الطاعة. و مثل يد الله فوق أيديهم يفسرها البعض بأنها القدرة - و هؤلاء المخرجون يبدأون من أن (الله ليس كمثله شي ء) و الآخذون بالتأويل يبدأون من ذلك المبدأ ثم يؤولون الآيات المتشابهة علي اساس الآيات المحكمة، كقوله تعالي (الي ربها ناظرة) يفسرونها علي أساس قوله (لا تدركه الأبصار) فيكون المقصود الرضي عنها.

و للمؤولين تفاسير كثيرة منها في غياهب الاهمال و بخاصة تفاسير المعتزلة ، بقي منها الكشاف للزمخشري الفقيه الحنفي؛ و للبلاغة العربية فيه أعظم مكان .

[2] يحدد الصادق عليه السلام الامامة بتشبيه قرآني يفسر وجوبها، إذ يسأل عن حديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: «من مات و ليس له امام فميتته ميتة جاهلية» هل هي ميتة كفر؟ فيجب: «ميتة ضلال» - و كذلك يحدد جده زين العابدين عليه السلام معني العصمة بحد قرآني إذ يسأل عن معني المعصوم فيقول: «هو من اعتصم بحبل الله المتين أي القرآن. فلا يفترق الامام عن القرآن الي يوم القيامة. فالإمام يهدي الناس الي القرآن، و القرآن يهدي الناس الي الامام بقوله تعالي «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم...».

و يلاحظ أن الذي فتق الكلام في الامامة و فصل و أصل فيها هم تلاميذ الامام. و ربما بدأ الكلام فيها في عهده كما يقول المستشرق رونالدسن. أما التعريفات الوافية فتنسب الي الامام الرضا (202) حفيد الامام الصادق. يقول الامام الرضا عليه السلام: «الامامة منزلة الأنبياء، و وراثة الأوصياء. الإمامة خلافة الله و خلافة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و الامامة زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين» و الماوردي من فقهاء أهل السنة يحدد غرضها فيقول: «الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين و سياسة الدنيا».

[3] الجبر ان الانسان مجبر علي اعماله. و التفويض ان الانسان مخير فيها. و هما نظريتان لمفكرين كانوا أحياء في بدايات حياة الامام عليه السلام - قال بالجبر الجعد بن درهم متأثرا بقول بيان بن سمعان. و قال بالتفويض غيلان الدمشقي و معبد الجهني - و قد قتل الأربعة: الأولان قتلهما خالد بن عبدالله القسري والي بني أمية. و الأخيران قتل الأول منهما هشام بن عبدالملك. أما معبد فقتله الحجاج لاشتراكه عليه في حركة ابن الأشعث. و تابع جهم بن صفوان الجعد. و قد قتله سالم بن أحوز المازني بمرو في أواخر أيام بني أمية.

و في حياة الامام الصادق عليه السلام ازدهرت نظرية الإرجاء الي الله، حتي يكون يوم الحساب، فيحاسب الناس علي عملهم مع وجوب قيامهم بالعمل الصالح. قال بها سعيد بن جبير و حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة و مقاتل بن سليمان - و هو من السابقين الأولين في التفسير - و هؤلاء مرجئة السنة. أما مرجئة البدعة فيرجئون الحساب و لا يوجبون العمل الصالح.

و الأولون يقولون ان الله يعاقب مرتكب الكبيرة لكنه قد يغفرها و لا يكفره الناس في الحياة الدنيا لذلك الامل.


آراستگي ظاهري


حضرت ظاهري آراسته داشت. قامتش نه كوتاه بود و نه بلند؛ چهره اي داشت كه بسان ماه مي درخشيد. پوست او لطيف بود و موهايي مجعد و مشكين و



[ صفحه 27]



پيشاني بلندي داشت. او لباس هايي را كه مورد رضاي جدش بود، مي پوشيد كه پيامبر فرموده بود: «بدون اسراف و تكبر بخوريد و بياشاميد و بپوشيد». [1] .

نقل شده است روزي سفيان ثوري، حضرت را ديد كه قبايي آراسته و زيبا پوشيده است. سفيان ثوري مي گويد: با تعجب به حضرت مي نگريستم. پس حضرت فرمود: اي ثوري! چه شده كه چنين با تعجب نگاه مي كني؟ آيا از آنچه مي بيني، تعجب مي كني؟ گفتم: اي فرزند رسول خدا! اين لباس، لباس شما و پدرانت نيست. پس حضرت فرمود: اي ثوري! آن زمان، زمان فقر و نداري امت بود و آنان به اقتضاي زمانشان لباس مي پوشيدند، ولي اين زمان، زمان نعمت است و نعمت به سوي امت روي آورده است.

سپس حضرت قباي رويين را كنار زد و قباي پشمي خشني را كه زير لباس هايش پوشيده بود، نشان داد و فرمود: ما اين لباس خشن را براي خدا پوشيده ايم و لباس رويين و آراسته را براي شما. پس هر آنچه براي خدا باشد، پوشيده مي داريم و آنچه براي شما باشد، آشكارش مي كنيم. [2] .

عبدالحليم جندي مي نويسد:

امام صادق عليه السلام مي فرمود: «آن گاه كه خداوند نعمتي را به كسي ارزاني مي دارد، دوست دارد آن نعمت را نزد او ببيند؛ زيرا خداوند زيباست و زيبايي را دوست دارد.» و مي فرمود: «خداوند زيبايي و تجمل را دوست دارد و از فقر و فقرنمايي ناخرسند است». همچنين مي فرمود: «مرد بايد لباس خويش را پاكيزه نگه دارد و از بوي خوش استفاده كند و خانه خويش را گچ كاري كند و آستانه خود را پاكيزه سازد». [3] .



[ صفحه 28]




پاورقي

[1] عبدالحليم جندي، الامام الصادق عليه السلام، ص 204.

[2] حلية الاولياء، ج 3، ص 193؛ تهذيب الكمال، ج 3، ص 425؛ سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 443.

[3] عبدالحليم جندي، الامام الصادق عليه السلام، ص 204.


فرزندان


بسياري از سيره نگاران، فرزندان حضرت را ده نفر مي شمارند. [1] گرچه برخي كمتر از آن شش نفر [2] و يا هفت نفر [3] را ياد آوري مي نمايند.

ده فرزند حضرت عبارتند از: اسماعيل، عبدالله، موسي عليه السلام، اسحاق، محمد، عباس، علي، اسماء و فاطمه و ام فروه.

مادر اسماعيل و عبدالله و ام فروه، «فاطمه» بنت الحسين بن علي بن الحسين مي باشد. مادر موسي عليه السلام و اسحاق و محمد، كنيز؛ و مادر عباس و علي و اسماء و فاطمه هم افراد ديگر بوده اند. بر اين اساس فرزندان حضرت هفت پسر و سه دختر نام برده شده اند.



[ صفحه 42]



از ميان فرزندان امام تنها موسي عليه السلام منصب امامت نصيبش مي شود. و اسماعيل و نيز عبدالله امام نيستند، كه برخي فرقه ها مانند «اسماعيليه» و «فطحيه» بر اين پندار غلط مي باشند.



[ صفحه 44]




پاورقي

[1] الارشاد، ج 2، ص 209، مناقب، ج 4، ص 280؛ المستجاد (مجموعه نفيسه، ص 423)، اعلام الوري، ص 294، كشف الغمة، ج 2، ص 365، تاج المواليد (مجموعه نفيسه، ص 121)، تذكرة الخواص، ص 434، نقل از تذكرة، ص 435، بحار، ج 47، ص 241 و 255.

[2] تاريخ الائمة (مجموعه نفيسه، ص 19).

[3] مطالب السؤول، ج 2، ص 117، (فصول المهمة، ج 2، ص 929(، كشف الغمة، ج 2، ص 346، نقل قول شرح الاخبار، ج 3، ص 309 فرزندان پسر را پنج نفر نام مي برد. هم چنين ابن عنبه فرزندان پسر حضرت را پنج نفر نام مي برد. عمدة الطالب، ص 239، دلائل الامامة، ص 111.


تقيه كتمانيه


1.معلي بن خنيس روايت كرده: حضرت صادق عليه السلام فرمود: «يا معلي! اكتم امرنا و لاتذعه فانه من كتم امرنا و لم يذعه اعزه الله به في الدنيا و جعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده الي الجنة. يا معلي! من اذاع امرنا و لم يكتمه اذله الله به في الدنيا و نزع النور من بين عينيه في الآخرة و...؛ اي معلي! طريقه ما را مخفي دار (سراً ترويج نما) و به طور آشكار منتشر منما، چه هركس امر ما را مكتوم داشته و نزد عامه مردم آشكار ننمايد، روش او را خدا در دنيا موجب عزتش نموده و در آخرت به شكل نوري بين دو چشم او ظاهر مي نمايد تا او را به سوي بهشت رهسپار كند. اي معلي! هركس ولايت و امر ما را آشكار نموده و از كتمان و مستوري خارج نمايد، خدا روش او را موجب خواري او در دنيا و برطرف شدن روشنايي بين دو چشمش در آخرت مي نمايد و روش او به شكل تاريكي بين دو چشمش در آمده تا او را به سوي آتش رهسپار نمايد. اي معلي! تقيه از دين من و دين پدران من است. كسي كه روشش تقيه نيست، بهره اي از دين ندارد. اي معلي! همان طور كه خدا دوست دارد آشكار (هنگامي كه اهل حق واجد اكثريت و قدرتمند هستند) عبادت شود، همچنين دوست دارد (هنگام ضعف و اقليت اهل حق) مخفي و به روش سري اطاعت گردد.» [1] .

با تفكر و دقت در اين روايت (صدراً و ذيلاً) گفتار ما در باب اين نوع تقيه نيز روشن شده و اين قسم تقيه هم به كيفيت مذكور استفاده مي شود؛ زيرا در صدر روايت، رئيس مذهب جعفري به گروه خود دستور داده، به طريقه و مسلك او و پدرانش كه در آن زمان در اقليت و ضعف بودند، به طور سري عمل نموده و از عامه مردم (اهل سنت) مخفي نگه دارند. در اثناي روايت، تقيه را از دين خود و پدران بزرگوارش معرفي كرده و در ذيل روايت، از اين عمل به «عبادت سري» تعبير فرموده است. اضافه بر اين، از تعبير ايشان از روش مذكور به «روشنايي دو چشم» استفاده مي شود: اين روش، طريق عمل به دين، راهنما و رساننده ما به واقعيات مذهب است و تقيه بايد متكفل عمل به تمام احكام يا مُعْظَم (اكثريت) آن باشد كه اين مقصود، انحصار به تقيه كتمانيه (اتخاذ طريق سري مطمئن در عمل به تمام احكام و ترويج آن) دارد. لذا مي توان گفت: تمام رواياتي كه در آن اطلاق دين بر تقيه شده، دلالت بر تشريع اين نوع و اين نحوه تقيه دارد. [2] .

2.حضرت صادق عليه السلام از پدران بزرگوارش، از حضرت اميرمؤمنان عليهم السلام نقل فرموده: «التقية ديني و دين اهل بيتي؛ تقيه، دين من و دين اهل بيت من است.» [3] .


پاورقي

[1] همان، باب 31.

[2] تقيه در اسلام، ص 59 ـ 65.

[3] مستدرك الوسائل، ميرزا حاجي نوري، كتاب امر به معروف، باب 23.


نفاق بني عباس


محمد بن علي (پدر سفاح و منصور و ابراهيم) سرزمين خراسان را براي دعوت خويش برگزيد و پيروانش را به آنجا گسيل داشت. و «محمد بن علي» مبلغان خود را از تماس گرفتن با فاطميان برحذر مي داشت ولي خود و اطرافيانش و ديگر كساني كه بعدا به راه او رفتند، نزد علويان تظاهر به همبستگي مي كردند، مي گفتند اين دعوت و نهضت به خاطر آنان است. شعارهايي كه براي پيروان خود ساخته بودند عبارت بود از «خشنودي آل محمد» و شعار «اهل بيت» و از اين قبيل...

يك دليل نفاق و دوروئي عباسيان جريان قتل «عبدالله بن معاويه» توسط ابومسلم خراساني است. در هنگامي كه «ابن ضباره» بر عبدالله بن معاويه فايق آمد، راه خراسان را در پيش گرفت. آنگاه وي نزد ابومسلم رفت تا ياريش كند. ولي ابومسلم او را دستگير و زنداني كرد و سپس مقتولش ساخت. از اموري كه نفاق و سياست بازي عباسيان را روشن مي سازد، اين است كه «ابراهيم امام» با شادي مژده ي اخذ بيعت را براي خويشتن در خراسان مي داد، در حالي كه خودش در مجلسي حضور يافته بود كه داشتند براي «محمد بن عبدالله بن حسن» تجديد بيعت مي كردند. و منصور درباره ي «محمد بن عبدالله»، گفته بود: «مردم از همه بيشتر به اين جوان تمايل دارند و از همه سريعتر دعوتش را مي پذيرند...»

بنابراين، عباسيان چهره ي خويش را پيوسته در نقاب علويان مي پوشاندند و آنان را فريب مي دادند.

عباسيان با اين شگرد كه دعوت خود را بر اهل بيت پيوستگي دادند، پيروزي بزرگي را در انقلاب خويش كسب كردند.



[ صفحه 32]



آري مردم خراسان هرگز فراموش نكرده بودند كه در ايام زمامداري امويان چه ظلمها و عقوبتهايي را مي كشيدند. از اين رو ديگر طبيعي بود كه آماده ي پذيرفتن هر گونه دعوتي بودند كه از سوي اهل بيت آغاز مي شد. و مي بينيم كه اين مردم خراسان بودند كه به خاطر دوستي با اهل بيت پايه هاي حكومت بني عباس را استوار كردند.


ابتدا كردن به سوال


گاهي خود حضرت به سئوال كردن از افراد ابتدا مي كرد. هر كس ادعاهايي داشت، با سئوالاتي كه از او مي پرسيد آنها را متقاعد كرده و به جهل خودشان آگاهشان مي نمود و آنان را آماده شنيدن حقيقت مي كرد. يعني از مرحله انكار به مرحله شك رسيده و در اين زمان آنها آماده شنيدن حقايق و در نتيجه پذيرفتن آن مي شدند.

گاهي حضرت در مورد مسئوليت هايي كه برعهده افراد بود، سئوال مي كردند تا خود افراد متوجه شوند كه طبق سنت و كتاب و سيره ائمه عمل نمي كنند. مثلا برخورد با ابن ابي ليلي كه از زنادقه متكلم بود و سمت قضاوت را در حكومت بني عباس بر عهده داشت.


حكم و مواعظ للامام الصادق و روي عنه في قصار هذه المعاني


(تحف العقول: ص 357.)

قال صلوات الله عليه: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.

و قال عليه السلام: اذا كان الزمان زمان جور و أهله أهل غدر فالطمأنينة الي كل أحد عجز.

و قال عليه السلام: اذا أضيف البلاء الي البلاء كان من البلاء عافية.

و قال عليه السلام: اذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبه فان ثبت لك علي المودة فهو أخوك و الا فلا.

و قال عليه السلام: لا تعتد بمودة أحد حتي تغضبه ثلاث مرات.

و قال عليه السلام: لا تثقن بأخيك كل الثقة، فان صرعة الاسترسال لا تستقال [1] .



[ صفحه 260]



و قال عليه السلام: الاسلام درجة. و الايمان علي الاسلام درجة. و اليقين علي الايمان درجة. و ما أوتي الناس أقل من اليقين.

و قال عليه السلام: ازالة الجبال أهون من ازالة قلب عن موضعه.

و قال عليه السلام: الايمان في القلب و اليقين خطرات.

و قال عليه السلام: الرغبة في الدنيا تورث الغم و الحزن. و الزهد في الدنيا راحة القلب و البدن.

و قال عليه السلام: من العيش دار يكري و خبز يشري.

و قال عليه السلام: لرجلين تخاصما بحضرته: أما انه لم يظفر بغير من ظفر بالظلم. و من يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء اذا فعل به.

و قال عليه السلام: التواصل بين الاخوان في الحضر التزاور و التواصل في السفر المكاتبة.

و قال عليه السلام: لا يصلح المؤمن الا علي ثلاث خصال: التفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر علي النائبة.

و قال عليه السلام: المؤمن لا يغلبه فرجه. و لا يفضحه بطنه.

و قال عليه السلام: صحبة عشرين سنة قرابة.

و قال عليه السلام: لا تصلح الصنيعة الا عند ذي حسب أو دين. و ما أقل من يشكر المعروف.

و قال عليه السلام: انما يؤمر بالمعروف و ينهي عن المنكر مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم. فأما صاحب سوط و سيف فلا [2] .



[ صفحه 261]



و قال عليه السلام: انما يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال: عالم بما يأمر، عالم بما ينهي. عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهي. رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهي.

و قال عليه السلام: من تعرض لسلطان [3] جائر فأصابته منه بلية لم يؤجر عليها و لم يرزق الصبر عليها.

و قال عليه السلام: ان الله أنعم علي قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت عليهم و بالا و ابتلي قوما بالمصائب فصبروا فكانت علهيم نعمة.

و قال عليه السلام: صلاح حال التعايش و التعاشر مل ء مكيال [4] ثلثاه فطنة و ثلثه تغافل.

و قال عليه السلام: ما أقبح الانتقام بأهل الأقدار [5] .

و قيل له: ما المروة؟ فقال عليه السلام: لا يراك الله حيث نهاك و لا يفقدك من حيث أمرك.

و قال عليه السلام: أشكر من أنعم عليك. و أنعم علي من شكرك، فانه لا ازالة للنعم اذا شكرت و لا اقامة لها اذا كفرت. و الشكر زيادة في النعم و أمان من الفقر.

و قال عليه السلام: فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها. و أشد من المصيبة سوء الخلق منها.

و سأله رجل: أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة و لا يطول



[ صفحه 262]



عليه [6] ؟ فقال عليه السلام: لا تكذب.

و قيل له: ما البلاغة؟ فقال عليه السلام: من عرف شيئا قل كلامه فيه. و انما سمي البليغ لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه.

و قال عليه السلام: الدين غم بالليل و ذل بالنهار.

و قال عليه السلام: اذا صلح أمر دنياك فاتهم دينك.

و قال عليه السلام: بروا آبائكم يبركم أبناؤكم. و عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.

و قال عليه السلام: من ائتمن خائنا علي أمانة لم يكن له علي الله ضمان [7] .

و قال عليه السلام: لحمران بن أعين: يا حمران انظر من هو دونك في المقدرة [8] و لا تنظر الي من هو فوقك: فان ذلك أقنع لك بما قسم الله لك و أحري أن تستوجب الزيادة منه عزوجل. و اعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير علي غير يقين. و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله و الكف عن أذي المؤمنين و اغتيابهم. و لا عيش أهنأ من حسن الخلق. و لا مال أنفع من القناعة باليسير المجزي ء. و لا جهل أضر من العجب.

و قال عليه السلام: الحياء علي وجهين فمنه ضعف و منه قوة و اسلام و ايمان.



[ صفحه 263]



و قال عليه السلام: ترك الحقوق مذلة و ان الرجل يحتاج الي أن يتعرض فيها للكذب.

و قال عليه السلام: اذا سلم الرجل من الجماعة أجرأ عنهم. و اذا رد واحد من القوم أجزأ عنهم.

و قال عليه السلام: السلام تطوع و الرد فريضة.

و قال عليه السلام: من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه.

و قال عليه السلام: ان تمام التحية للمقيم المصافحة. و تمام التسليم علي المسافر المعانقة.

و قال عليه السلام: تصافحوا، فانها تذهب بالسخيمة [9] .

و قال عليه السلام: اتق الله بعض التقي و ان قل. ودع بينك و بينه سترا وان رق.

و قال عليه السلام: من ملك نفسه اذا غضب و اذا رغب و اذا رهب و اذا اشتهي حرم الله جسده علي النار.

و قال عليه السلام: العافية نعمة خفيفة اذا وجدت نسيت و اذا عدمت ذكرت.

و قال عليه السلام: لله في السراء نعمة التفضل، و في الضراء نعمة التطهر [10] .

و قال عليه السلام: كم من نعمة لله علي عبده في غير أمله. و كم من مؤمل أملا الخيار في غيره. و كم من ساع الي حتفه و هو مبطي ء عن حظه.



[ صفحه 264]



و قال عليه السلام: قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا. و لكل نعمة شكرا. و لكل عسر يسرا. أصبر نفسك عند كل بلية و رزية في ولد. أو في مال، فان الله انما يقبض عاريته وهبته ليبلو شكرك و صبرك.

و قال عليه السلام: ما من شي ء الا وله حد. قيل: فما حد اليقين؟ قال عليه السلام، أن لا تخاف شيئا.

و قال عليه السلام: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز [11] ، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، و لا يتحمل الأصدقاء [12] ، بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة.

و قال عليه السلام: ان العلم خليل المؤمن و الحلم وزيره و الصبر أمير جنوده و الرفق أخوه و اللين والده.

و قال أبوعبيدة [13] : أدع الله لي أن لا يجعل رزقي علي أيدي العباد. فقال عليه السلام: أبي الله عليك ذلك الا أن يجعل أرزاق العباد بعضهم من بعض. ولكن ادع الله أن يجعل رزقك علي أيدي خيار خلقه، فانه من السعادة و لا يجعله علي أيدي شرار خلقه، فانه من الشقاوة.

و قال عليه السلام: العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير طريق، فلا تزيده سرعة السير الا بعدا.

و قال عليه السلام: في قوله الله عزوجل: (اتقوا الله حق تقاته) [14] ، قال: يطاع فلا يعصي و يذكر فلا ينسي و يشكر فلا يكفر.



[ صفحه 265]



و قال عليه السلام: من عرف الله خاف الله و من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا [15] .

و قال عليه السلام: الخائف من لم تدع له الرهبة لسانا ينطق به.

و قيل له عليه السلام: قوم يعملون بالمعاصي و يقولون: نرجو فلا يزالون كذلك حتي يأتيهم الموت. فقال عليه السلام: هؤلاء قوم يترجون في الأماني كذبوا ليس يرجون، ان من رجا شيئا طلبه. و من خاف من شي ء هرب منه.

و قال عليه السلام: انا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا [16] ، ان الله خص الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمدالله علي ذلك و من لم تكن فيه فليتضرع الي الله و ليسأله اياها قيل له: و ما هي؟ قال عليه السلام: الورع و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و الحياء و السخاء و الشجاعة و الغيرة و صدق الحديث و البر و أداء الأمانة و اليقين و حسن الخلق و المروة.

و قال عليه السلام: من أوثق عري الايمان أن تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله.

و قال عليه السلام: لا يتبع الرجل بعد موته الا ثلاث خصال: صدقة أجراها الله له في حياته فهي تجري له بعد موته. و سنة هدي يعمل بها. و ولد صالح يدعو له.

و قال عليه السلام: ان الكذبة لتنقض الوضوء اذا توضأ الرجل للصلاة.



[ صفحه 266]



و تفطر الصيام. فقيل له: انا نكذب. فقال عليه السلام: ليس هو باللغو ولكنه الكذب علي الله و علي رسوله و علي الأئمة صلوات الله عليهم ثم قال: ان الصيام ليس من الطعام و لا من الشراب وحده، ان مريم عليهاالسلام قالت: (اني نذرت للرحمن صوما) [17] أي صمتا، فاحفظوا ألسنتكم و غضوا أبصاركم و لا تحاسدوا و لا تنازعوا، فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب.

و قال عليه السلام: من أعلم الله ما لم يعلم اهتز له عرشه.

و قال عليه السلام: ان الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب و لولا ذلك ما ابتلي الله مؤمنا بذنب أبدا.

و قال عليه السلام: من ساء خلقه عذب نفسه.

و قال عليه السلام: المعروف كاسمه و ليس شي ء أفضل من المعروف الا ثوابه. و المعروف هدية من الله الي عبده. و ليس كل من يحب أن يصنع المعروف الي الناس يصنعه. و لا كل من رغب فيه يقدر عليه. و لا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه. فاذا من الله علي العبد جمع له الرغبة في المعروف و القدرة و الاذن فهناك تمت السعادة و الكرامة للطالب و المطلوب اليه.

و قال عليه السلام: لم يستزد في محبوب بمثل الشكر. و لم يستنقص من مكروه بمثل الصبر.

و قال عليه السلام: ليس لابليس جند أشد من النساء و الغضب.

و قال عليه السلام: الدنيا سجن المؤمن و الصبر حصنه. و الجنة مأواه. و الدنيا جنة الكافر. و القبر سجنه. و النار مأواه.



[ صفحه 267]



و قال عليه السلام: و لم يخلق الله يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت.

و قال عليه السلام: اذا رأيتم العبد يتفقد الذنوب من الناس، ناسيا لذنبه فاعلموا أنه قد مكر به.

و قال عليه السلام: الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم المحتسب. و المعافي الشاكر له مثل أجر المبتلي الصابر.

و قال عليه السلام: لا ينبغي لمن لم يكن عالما أن يعد سعيدا. و لا لمن لم يكن ودودا أن يعد حميدا. و لا لمن لم يكن صبورا أن يعد كاملا. و لا لمن لا يتقي ملامة العلماء و ذمهم أن يرجي له خير الدنيا و الآخرة و ينبغي للعاقل أن يكون صدوقا ليؤمن علي حديثه و شكورا ليستوجب الزيادة.

و قال عليه السلام: ليس لك أن تأتمن الخائن و قد جربته و ليس لك أن تتهم من أئتمنت.

و قيل له: من أكرم الخلق علي الله؟ فقال عليه السلام: أكثرهم ذكرا لله و أعملهم بطاعة الله. قلت: فمن أبغض الخلق الي الله؟ قال عليه السلام: من يتهم الله. قلت: أحد يتهم الله؟ قال عليه السلام: نعم من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط فذلك يتهم الله. قلت: و من؟ قال: يشكو الله؟ قلت: و أحد يشكو الله؟ قال عليه السلام: نعم، من اذا ابتلي شكي بأكثر مما أصابه. قلت: و من؟ قال عليه السلام: اذا أعطي لم يشكر و اذا ابتلي لم يصبر. قلت، فمن أكرم الخلق علي الله؟ قال عليه السلام: من اذا أعطي شكر و اذا أعطي شكر و اذا ابتلي صبر.

و قال عليه السلام: ليس لملول [18] صديق. و لا لحسود غني. و كثرة النظر



[ صفحه 268]



في الحكمة تلقح العقل.

و قال عليه السلام: كفي بخشية الله علما. و كفي بلاغترار به جهلا.

و قال عليه السلام: أفضل العبادة العلم بالله و التواضع له.

و قال عليه السلام: عالم أفضل من ألف عابد و ألف زاهد و ألف مجتهد [19] .

و قال عليه السلام: و أن لكل شي ء زكاة و زكاة العلم أن يعلمه أهله.

و قال عليه السلام: القضاة أربعة ثلاثة في النار و واحد في الجنة: رجل قضي بجور و هو يعلم فهو في النار. و رجل قضي بجور و هو لا يعلم فهو في النار. و رجل قضي بحق و هو لا يعلم فهو في النار. و رجل قضي بحق و هو يعلم فهو في الجنة.

و سئل: عن صفة العدل من الرجل؟ فقال عليه السلام: اذا غض طرفه عن المحارم و لسانه عن المآثم و كفه عن المظالم.

و قال عليه السلام: كل ما حجب الله عن العباد فموضوع عنهم حتي يعرفهموه.

و قال عليه السلام: لداود الرقي [20] : تدخل يدك في فم التنين [21] الي المرفق خير لك من طلب الحوائج الي من لم يكن له و كان.



[ صفحه 269]



و قال عليه السلام: قضاء الحوائج الي الله و أسبابها - بعد الله - العباد تجري علي أيديهم، فما قضي الله من ذلك فاقبلوا من الله بالشكر، و ما زوي عنكم [22] منها فاقبلوه عن الله بالرضا و التسليم و الصبر فعسي أن يكون ذلك خيرا لكم، فان الله أعلم بما يصلحكم و أنتم لا تعلمون.

و قال عليه السلام: مسألة ابن آدم لابن آدم فتنة، ان أعطاه حمد من لم يعطه و ان رده ذم من لم يمنعه.

و قال عليهاالسلام ذ: ان الله قد جعل كل خير في التزجية [23] .

و قال عليه السلام: اياك و مخالطة السفلة، فان مخالطة السفلة لا تؤدي الي خير.

و قال عليه السلام: الرجل يجزع من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير.

و قال عليه السلام: أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس الي عيب نفسه. و أشد شي ء مؤونة اخفاء الفاقة. و أقل الأشياء غناء النصيحة لمن لا يقبلها و مجاورة الحريص. و أروح الروح اليأس من الناس. لا تكن ضجرا و لا غلقا. و ذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك و مذلة الفضل عليك، فانما أقررت له بفضله [24] لئلا تخالفه. و من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه. و اعلم أنه لا عز لمن لا يتذلل لله. و لا رفعة لمن لا يتواضع لله.

و قال عليه السلام: ان من السنة لبس الخاتم.



[ صفحه 270]



و قال عليه السلام: أحب أخواني الي من أهدي الي عيوبي.

و قال عليه السلام: لا تكون الصداقة الا بحدودها فمت كانت فيه هذه الحدود أو شي ء منه. و الا فلا تنسبه الي شي ء من الصداقة: فأولها أن تكون سريرته و علانيته لك واحدة. و الثانية أن يري زينك زينه و شينك شينه. و الثالثة أن لا تغيره عليك ولاية و لا مال. و الرابعة لا يمنعك شيئا تناله مقدرته [25] و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات.

و قال عليه السلام: مجاملة الناس ثلث العقل [26] .

و قال عليه السلام: ضحك المؤمن تبسم.

و قال عليه السلام: ما أبالي الي من ائتمنت خائنا أو مضيعا [27] .

و قال عليه السلام للمفضل [28] : أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي. قلت و ما هن يا سيدي؟ قال عليه السلام: أداء الأمانة الي من ائتمنك. و أن ترضي لأخيك ما ترضي لنفسك. و اعلم أن الأمور أواخر فاحذر العواقب. و أن الأمور بغتات [29] فكن علي حذر. و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا [30] و لا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه.



[ صفحه 271]



و قال عليه السلام: ثلاث لم يجعل الله لأحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين. و وفاء بالعهد للبر و الفاجر. و أداء الأمانة الي البر و الفاجر.

و قال عليه السلام: اني لأرحم ثلاثة و حق لهم أن يرحموا. عزيز أصابته مذلة بعد العز. و غني أصابته حاجة بعد الغني. و عالم يستخف أهله و الجهلة.

و قال عليه السلام: من تعلق قلبه بحب الدنيا تعلق من ضررها بثلاث خصال: هم لا يفني و أمل لا يدرك و رجاء لا ينال.

و قال عليه السلام: المؤمن لا يخلق علي الكذب و لا علي الخيانة. و خصلتان لا يجتمعان في المنافق: سمت حسن [31] وفقه في سنة.

و قال عليه السلام: الناس سواء كأسنان المشط. و المرء كثير بأخيه [32] و لا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يري لنفسه.

و قال عليه السلام: من زين الايمان الفقه. و من زين الفقه الحلم. و من زين الحلم الرفق. و من زين الرفق اللين. و من زين اللين السهولة.

و قال عليه السلام: من غضب عليك من اخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك مكروها فأعده لنفسك.

و قال عليه السلام: يأتي علي الناس زمان ليس فيه شي ء أعز من أخ أنيس و كسب درهم حلال.



[ صفحه 272]



و قال عليه السلام: من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن. و من كتم سره كانت الخيرة في يده [33] و كل حديث جاوز اثنين فاش. وضع أمر أخيك علي أحسنه و لا تطلبن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا. و عليك باخوان الصدق. فانهم عدة عند الرخاء [34] و جنة عند البلاء. و شاور في حديثك الذين يخافون الله. و أحبب الاخوان علي قدر التقوي. و اتق شرار النساء و كن من خيارهن علي حذر و أن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن حتي لا يطمعن منكم في المنكر.

و قال عليه السلام: المنافق اذا حدث عن الله و عن رسوله كذب. و اذا وعد الله و رسوله أخلف. و اذا ملك خان الله و رسوله في ماله. و ذلك قول الله عزوجل: (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الي يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه و بما كانوا يكذبون) [35] و قوله: (و ان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم و الله عليم حكيم) [36] .

و قال عليه السلام: كفي بالمرء خزيا أن يلبس ثوبا يشهره [37] ، أو يركب دابة مشهورة. قلت: و ما الدابة المشهورة؟ قال عليه السلام: البلقاء [38] .

و قال عليه السلام: لا يبلغ أحدكم حقيقة الايمان حتي يحب أبعد الخلق منه في الله و يبغض أقرب الخلق منه في الله.



[ صفحه 273]



و قال عليه السلام: من أنعم الله عليه نعمة فعرفها بقلبه و علم أن المنعم عليه الله فقد أدي شكرها و ان لم يحرك لسانه و من علم أن المعاقب علي الذنوب الله فقد استغفر و ان لم يحرك لسانه. وقرأ: (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) [39] .

و قال عليه السلام: خصلتين مهلكتين: تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم.

و قال عليه السلام: لأبي بصير [40] : يا أبامحمد لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقي بلا صديق.

و قال عليه السلام: الصفح الجميل أن لا تعاقب علي الذنب. و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوي.

و قال عليه السلام: أربع من كن فيه كان مؤمنا و ان كان من قرنه الي قدمه ذنوب الصدق. و الحياء. و حسن الخلق. و الشكر.

و قال عليه السلام: لا تكون مؤمنا حتي تكون خائفا راجيا. و لا تكون خائفا راجيا حتي تكون عاملا لما تخاف و ترجو.

و قال عليه السلام: ليس الايمان بالتحلي [41] و لا بالتمني ولكن الايمان ما خلص في القلوب و صدقته الأعمال.

و قال عليه السلام: اذا زاد الرجل علي الثلاثين فهو كهل. و اذا زاد علي الأربعين فهو شيخ.



[ صفحه 274]



و قال عليه السلام: الناس في التوحيد علي ثلاثة أوجه: مثبت و ناف و مشبه، فالنافي مبطل. و المثبت مؤمن. و المشبه مشرك.

و قال عليه السلام: الايمان اقرار و عمل ونية. و الاسلام اقرار و عمل [42] .

و قال عليه السلام: لا تذهب الحشمة [43] بينك و بين أخيك و أبق منها، فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المودة.

و قال عليه السلام: من احتشم أخاه حرمت وصلته. و من اغتمه سقطت حرمته.

و قيل له: خلوت بالعقيق [44] و تعجبك الوحدة. فقال عليه السلام: لو ذقت حلاوة الوحدة لاستوحشت من نفسك. ثم قال عليه السلام: أقل ما يجد العبد في الوحدة أمن مداراة الناس.

و قال عليه السلام: ما فتح الله علي عبد بابا من الدنيا الا فتح عليه من الحرص مثله [45] .

و قال عليه السلام: المؤمن في الدنيا غريب؛ لا يجزع من ذلها و لا يتنافس أهلها في عزها.

و قيل له: أين طريق الراحة؟ فقال عليه السلام: في خلاف الهوي. قيل: فمتي يجد عبد الراحة؟ فقال عليه السلام: عند أول يوم يصير في الجنة.

و قال عليه السلام: لا يجمع الله لمنافق و لا فاسق حسن السمت و الفقه و حسن الخلق أبدا.



[ صفحه 275]



و قال عليه السلام: طعم الماء الحياة. و طعم الخبز القوة. و ضعف البدن و قوته من شحم الكليتين [46] و موضع العقل الدماغ. و القسوة و الرقة في القلب.

و قال عليه السلام: الحسد حسدان: حسد فتنة و حسد غفلة، فأما حسد الغفلة فكما قالت الملائكة حين قال الله: (اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك) أي اجعل ذلك الخليفة منا و لم يقولوا، حسدا لآدم من جهة الفتنة و الرد و الجحود و الحسد الثاني الذي يصير به العبد الي الكفر و الشرك فهو حسد ابليس في رده علي الله و ابائه عن السجود لآدم عليه السلام.

و قال عليه السلام: الناس في القدرة علي ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الأمر مفوض اليه فقد وهن الله في سلطانه فهو هالك. و رجل يزعم أن الله أجبر العباد علي المعاصي و كلفهم ما لا يطيقون، فقد ظلم الله في حكمه فهو هالك. و رجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقوهه و لم يكلفهم ما لا يطيقونه فاذا أحسن حمد الله و اذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ.

و قال عليه السلام: ان الله يبغض الغني الظلوم.

و قال عليه السلام: الغضب ممحقة القلب الحكيم. و من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

و قال الفضيل بن عياض [47] : قال لي أبوعبدالله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال رحمه الله: الشح أشد من البخل، ان البخيل



[ صفحه 276]



يبخل بما في يده و الشحيح يشح علي ما في أيدي الناس و علي ما في يده حتي لا يري في أيدي الناس شيئا الا تمني أن يكون له بالحل و الحرام، لا يشبع و لا ينتفع بما رزقه الله.

و قال عليه السلام: ان البخيل من كسب مالا من غير حله و أنفقه في غير حقه.

و قال عليه السلام لبعض شيعته: ما بال أخيك يشكوك؟ فقال: يشكوني ان استقصيت عليه حقي. فجلس عليه السلام مغضبا ثم قال: كأنك اذا استقصيت عليه حقك لم تسي ء أرأيتك ما حكي الله عن قوم يخافون سوء الحساب، أخافوا أن يجور الله عليهم؟ لا. ولكن خافوا الاستقصاء فسماه سوء الحساب، فمن استقصي فقد أساء.

و قال عليه السلام: كثرة السحت يمحق الرزق [48] .

و قال عليه السلام: سوء الخلق نكد [49] .

و قال عليه السلام: ان الايمان فوق الاسلام بدرجة. و التقوي فوق الايمان بدرجة و بعضه من بعض [50] فقد يكون المؤمن؛ في لسانه بعض الشي ء الذي لم يعد الله عليه النار و قال الله: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما) [51] و يكون الآخر الفهم لسانا [52] و هو أشد لقاء للذنوب و كلاهما مؤمن و اليقين فوق التقوي بدرجة. و لم



[ صفحه 277]



يقسم بين الناس شي ء أشد من اليقين. ان بعض الناس أشد يقينا من بعض و هم مؤمنون و بعضهم أصبر من بعض علي المصيبة و علي الفقر و علي المرض و علي الخوف و ذلك من اليقين.

و قال عليه السلام: ان الغني و العز يجولان، فاذا أظفرا بموضع التوكل أوطناه [53] .

و قال عليه السلام: حسن الخلق من الدين و هو يزيد في الرزق.

و قال عليه السلام: الخلق خلقان أحدهما نية و الآخر سجية. قيل: فأيهما أفضل؟ قال عليه السلام: النية، لأن صاحب السجية مجبول علي أمر لا يستطيع غيره، و صاحب النية يتصبر علي الطاعة تصبرا فهذا أفضل.

و قال عليه السلام: ان سرعة ائتلاف قلوب الأبرار اذا التقوا و ان لم يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط ماء السماء بماء الأنهار. و ان بعد ائتلاف قلوب الفجار اذا التقوا و ان أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف و ان طال اعتلافها علي مذود واحد [54] .

و قال عليه السلام: السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق الله.

و قال عليه السلام: يا أهل الايمان و محل الكتمان تفكروا و تذكروا عند غفلة الساهين.

قال المفضل بن عمر: سألت أباعبدالله عليه السلام عن الحسب؟ فقال عليه السلام: المال. قلت: فالكرم؟ قال عليه السلام: التقوي. قلت: فالسؤدد. [55] قال عليه السلام:



[ صفحه 278]



السخاء ويحك أما رأيت حاتم طي [56] كيف ساد قومه و ما كان بأجودهم موضعا [57] .

و قال عليه السلام: المروة مروتان مروة الحضر و مروة السفر فأما مروة الحضر فتلاوة القرآن، و حضور المساجد، و صحبة أهل الخير، و النظر في التفقه. و أما مروة السفر فبذل الزاد، و المزاح في غير ما يسخط الله، و قلة الخلاف علي من صحبك و ترك الرواية عليهم اذا أنت فارقتهم.

و قال عليه السلام: اعلم أن ضارب علي عليه السلام بالسيف و قاتله لو أئتمنني و استصحبني و استشارني ثم قبلت ذلك منه لأديت اليه الأمانة.

و قال سفيان [58] : قلت لأبي عبدالله عليه السلام: يجوز أن يزكي الرجل نفسه؟ قال: نعم اذا اضطر اليه، أما سمعت قول يوسف: (اجعلني علي خزائن الأرض اني حفيظ عليم) [59] و قول العبد الصالح: (و أنا لكم ناصح أمين) [60] .

و قال عليه السلام: أوحي الله الي داود عليه السلام: يا داود تريد و أريد، فان اكتفيت بما أريد مما تريد كفيتك ما تريد. و ان أبيت الا ما تريد أتعبتك فيما تريد و كان ما أريد.

قال محمد بن قيس [61] : سألت أباعبدالله عليه السلام عن الفئتين يلتقيان



[ صفحه 279]



من أهل الباطل أبيعهما السلاح؟ فقال عليه السلام: بعهما ما يكنهما: الدرع و الخفتان [62] و البيضة و نحو ذلك.

و قال عليه السلام: أربع لا تجزي في أربع الخيانة و الغلول و السرقة و الربا لا تجزي في حج. و لا عمرة. و لا جهاد. و لا صدقة.

و قال عليه السلام: ان الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي الايمان الا أهل صفوته من خلقه.

و قال عليه السلام: من دعا الناس الي نفسه و فيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال.

قيل له: ما كان في وصية لقمان؟ فقال عليه السلام: كان فيها الأعاجيب و كان من أعجب ما فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك و ارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك. ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: ما من مؤمن الا و في قلبه نوران: نور خيفة و نور رجاء، لو وزن هذا لم يزد علي هذا و لو وزن هذا لم يزد علي هذا.

قال أبوبصير [63] : سألت أباعبدالله عليه السلام عن الايمان؟ فقال عليه السلام: الايمان بالله أن لا يعصي، قلت: فما الاسلام؟ فقال عليه السلام: من نسك نسكنا و ذبح ذبيحتنا.

و قال عليه السلام: لا يتكلم أحد بكلمة هدي فيوخذ بها الا كان له مثل أجر من أخذ بها. و لا يتكلم بكلمة ضلالة فيؤخذ بها الا كان عليه مثل وزر من أخذ بها.



[ صفحه 280]



و قيل له: ان النصاري يقولون: ان ليلة الميلاد في أربعة و عشرين من كانون فقال عليه السلام: كذبوا، بل في النصف من حزيران و يستوي الليل و النهار في النصف من آذار.

و قال عليه السلام: كان اسماعيل أكبر من اسحاق بخمس سنين. و كان الذبيح اسماعيل عليه السلام أما تسمع قول ابراهيم عليه السلام: (رب هب لي من الصالحين) [64] انما سأل ربه أن يرزقه غلاما من الصالحين فقال في سورة الصافات [65] (فبشرناه بغلام حليم) يعني اسماعيل، ثم قال: (و بشرناه باسحاق نبيا من الصالحين) [66] فمن زعم أن اسحاق أكبر من اسماعيل فقد كذب بما أنزل الله من القرآن.

و قال عليه السلام: أربعة من أخلاق الأنبياء عليهم السلام: البر و السخاء و الصبر علي النائبة و القيام بحق المؤمن.

و قال عليه السلام: لا تغدن مصيبة أعطيت عليها الصبر و استوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة، انما المصيبة أن يحرم صاحبها أجرها و ثوابها اذا لم يصبر عند نزولها.

و قال عليه السلام: ان لله عبادا من خلقه في أرضه يفزع اليهم في حوائج الدنيا و الآخرة أولئك هم المؤمنون حقا، آمنون يوم القيامة. ألا و ان أحب المؤمنين الي الله من أعان المؤمن الفقير من الفقر في دنياه و معاشه. و من أعان و نفع و دفع المكروه عن المؤمنين.

و قال عليه السلام: ان صلة الرحم و البر ليهونان الحساب و يعصمان من



[ صفحه 281]



الذنوب، فصلوا اخوانكم و بروا اخوانكم و لو بحسن السلام ورد الجواب.

قال سفيان الثوري: دخلت علي الصادق عليه السلام فقلت له: أوصني بوصية أحفظهما من بعدك؟ قال عليه السلام: و تحفظ يا سفيان؟ قلت: أجل يا ابن بنت رسول الله. قال عليه السلام: يا سفيان لا مروة لكذوب. و لا راحة لحسود. و لا اخاه لملوك. و لا خلة لمختال. و لا سؤدد لسيي ء الخلق [67] ثم أمسك عليه السلام فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني؟ فقال عليه السلام: يا سفيان ثق بالله تكن عارفا. و ارض بما قسمه لك تكن غنيا. صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد ايمانا، و لا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره. و شاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل. ثم أمسك عليه السلام فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني؟ فقال عليه السلام: يا سفيان من أراد عزا بلا سلطان و كثرة بلا اخوان و هيبة بلا مال فلينتقل من ذل معاصي الله الي عز طاعته. ثم أمسك عليه السلام فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني؟ فقال عليه السلام: يا سفيان أدبني أبي عليه السلام بثلاث و نهاني عن ثلاث: فأما اللواتي أدبني بهن فانه قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم. و من لا يقيد ألفاظه يندم. و من يدخل مداخل السوء يتهم. قلت: يا ابن بنت رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن؟ قال عليه السلام: نهاني أن أصاحب حاسد نعمة و شامتا بمصيبة أو حامل نميمة.

و قال عليه السلام: ستة لا تكون في مؤمن: العسر. و النكد [68] و الحسد. و اللجاجة. و الكذب. و البغي.

و قال عليه السلام: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضي لا يدري ما يصنع



[ صفحه 282]



الله فيه. و عمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح الا خائفا و لا يمسي الا خائفا و لا يصلحه الا الخوف.

و قال عليه السلام: من رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل. و من رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته و زكت مكسبته و خرج من حد العجز.

و قال سفيان الثوري: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقلت: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ فقال عليه السلام: و الله اني لمحزون و اني لمشتغل القلب فقلت له: و ما أحزنك؟ و ما أشغل قلبك؟ فقال عليه السلام لي: يا ثوري انه من داخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه. يا ثوري ما الدنيا؟ و ما عسي أن تكون؟ هل الدنيا الا أكل أكلته، أو ثوب لبسته، أو مركب ركبته، ان المؤمنين لم يطمئنوا في الدنيا و لم يأمنوا قدوم الآخرة، دار الدنيا دار زوال و دار الآخرة دار قرار، أهل الدنيا أهل غفلة. ان أهل التقوي أخف أهل الدنيا مؤونة و أكثرهم معونة، ان نسيت ذكروك و ان ذكروك أعلموك فأنزل الدنيا كمنزل نزلته فارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت و ليس في يديك شي ء منه. فكم من حريص علي أمر قد شقي به حين أتاه. و كم من تارك لأمر قد سعد به حين أتاه.

و قيل له: ما الدليل علي الواحد؟ فقال عليه السلام: ما بالخلق من الحاجة.

و قال عليه السلام: لن تكونوا مؤمنين حتي تعدوا البلاء نعمة و الرخاء مصيبة.

و قال عليه السلام: المال أربعة آلاف و اثناعشر ألف درهم كنز. و لم يجتمع عشرون ألفا من حلال. و صاحب الثلاثين ألفا هالك. و ليس من



[ صفحه 283]



شعيتنا من يملك مائة ألف درهم.

و قال عليه السلام: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله. و لا يحمدهم علي ما رزق الله. و لا يلومهم علي ما لم يؤته الله، فان رزقه لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كره كاره. و لو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت.

و قال عليه السلام: من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحنه أذنه و لا يمتدح بنا معلنا. و لا يواصل لنا مبغضا. و لا يخاصم لنا وليا و لا يجالس لنا عائبا. قال له مهزم [69] : فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة؟ قال عليه السلام: فيهم التمحيص [70] و فيهم التمييز و فيهم التنزيل، تأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم. و اختلاف يبددهم. شيعتنا من لا يهر هرير الكلب [71] و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل و ان مات جوعا. قلت: فأين أطلب هؤلاء؟ قال عليه السلام: أطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم. [72] المنتقلة دارهم، الذين ان شهدوا لم يعرفوا و ان غابوا لم يفتقدوا. و ان مرضوا لم يعادوا. و ان خطبوا لم يزوجوا. و ان رأوا منكرا. و ان خاطبهم جاهل سلموا. و ان لجأ اليهم ذو الحاجة منهم رحموا. و عند الموت هم لا يحزنون. لم تختلف قلوبهم و ان رأيتهم اختلفت بهم البلدان.

و قال عليه السلام: من أراد أن يطول الله عمره فليقم أمره. و من أراد أن



[ صفحه 284]



يحط وزره فليرخ ستره [73] و من أراد أن يرفع ذكره فليخمل أمره [74] .

و قال عليه السلام: ثلاث خصال هن أشد ما عمل به العبد: انصاف المؤمن من نفسه و مواساة المرء لأخيه. و ذكر الله علي كل حال. قيل له: فما معني ذكر الله علي كل حال؟ قال عليه السلام: يذكر الله عند كل معصية يهم بها فيحول بينه و بين المعصية.

و قال عليه السلام: الهمز [75] زيادة في القرآن.

و قال عليه السلام: اياكم و المزاح، فانه يجر السخيمة و يورث الضغينة و هو السبب الأصغر.

و قال الحسن بن راشد [76] قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا نزلت بك نازلة فلا تشكها الي أحد من أهل الخلاف ولكن اذكرها لبعض اخوانك، فانك لن تعدم خصلة من أربع خصال: اما كفاية و اما معونة بجاه أو دعوة مستجابة أو مشورة برأي.

و قال عليه السلام: لا تكونن دوارا في الأسواق و لا تكن شراء دقائق الأشياء بنفسك فانه يكره للمرء ذي الحسب و الدين أن يلي دقائق الأشياء بنفسه الا في ثلاثة أشياء شراء العقار و الرقيق و الابل [77] .



[ صفحه 285]



و قال عليه السلام: لا تكلم بما لا يعنيك ودع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتي تجد له موضعا. فرب متكلم تكلم بالحق بما يعنيه في غير موضعه فتعب. و لا تمارين سفيها و لا حليما، فان الحليم يغلبك و السفيه يرديك. و اذكر أخاك اذا تغيب بأحسن ما تحب أن يذكرك به اذا تغيبت عنه، فان هذا هو العمل. و اعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالاحسان مأخوذ بالاجرام.

و قال له يونس [78] : لولائي لكم و ما عرفني الله من حقكم أحب الي من الدنيا بحذافيرها. قال يونس: فتبينت الغضب فيه. ثم قال عليه السلام: يا يونس قستنا بغير قياس ما الدنيا و ما فيها هل هي الا سد فورة أو ستر عورة و أنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة.

و قال عليه السلام: يا شيعة آل محمد انه ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب. و لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و مصالحة من صالحه و مخالفة من خالفه. يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم. و لا حول و لا قوة الا بالله.

و قال عبدالأعلي [79] : كنت في حلقة بالمدينة فذكروا الجود، فأكثروا، فقال رجل منهم يكني أبا دلين: ان جعفرا و انه لولا أنه - ضم يده - فقال لي أبوعبدالله عليه السلام: تجالس أهل المدينة؟ قلت: نعم. قال عليه السلام:



[ صفحه 286]



فما حدثت بلغني؟ فقصصت عليه الحديث فقال عليه السلام: ويح أبا دلين انما مثله مثل الريشة تمر بها الريح فتطيرها [80] .

ثم قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: كل معروف صدقة و أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غني. و ابدأ بمن تعول. واليد العليا خير من السفلي [81] و لا يلوم الله علي الكفاف، أتظنون أن الله بخيل و ترون أن شيئا أجود من الله. ان الجواد السيد من وضع حق الله موضعه. و ليس الجواد من يأخذ المال من غير حله و يضع في غير حقه أما و الله اني لأرجو أن ألقي الله و لم أتناول ما لا يحل بي و ما ورد علي حق الله الا أمضيته و ما بت ليلة قط و لله في مالي حق لم أؤده.

و قال عليه السلام: لا رضاع بعد فطام. و لا وصال في صيام و لا يتم بعد احتلام. و لا صمت يوم الي الليل. و لا تعرب بعد الهجرة [82] و لا هجرة بعد الفتح. و لا طلاق قبل النكاح. و لا عتق قبل ملك. و لا يمين لولد مع والده. و لا المملوك مع مولاه و لا للمرأة مع زوجها و لا نذر في معصية. و لا يمين في قطيعة.



[ صفحه 287]



و قال عليه السلام: ليس من أحد - و ان ساعدته الأمور - بمستخلص غضارة عيش [83] الا من خلال مكروه. و من انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته لأن من شأن الأيام السلب و سبيل الزمن الفوت.

و قال عليه السلام: المعروف زكاة النعم. و الشفاعة زكاة الجاه. و العلل زكاة الأبدان. و العفو زكاة الظفر. و ما أديت زكاته فهو مأمون السلب.

و كان عليه السلام يقول عند المصيبة: «الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني و الحمدلله الذي لو شاء أن تكون مصيبتي أعظم مما كان كانت و الحمد لله علي الأمر الذي شاء أن يكون و كان».

و قال عليه السلام: يقول الله: من استنقذ حيرانا من حيرته سميته حميدا، و أسكنته جنتي.

و قال عليه السلام: اذا أقبلت دنيا قوم كسوا محاسن غيرهم و اذا أدبرت سلبوا محاسن أنفسهم.

و قال عليه السلام: البنات حسنات و البنون نعم، فالحسنات تثاب عليهن و النعمة تسأل عنها.



[ صفحه 291]




پاورقي

[1] الصرعة: المدة من الصرع. و الاسترسال: الطمأنينة و الاستئناس الي الغير و الثقة فيما يحدثه. و أصل الاسترسال: السكون و الثبات.

[2] لأنه كثيرا أما - لا يؤثر فيهم و كل صاحب قدرة و سلطنة مغرور الا من التزم الحق و اتباعه -.

[3] أي تصدي لطلب فضله و احسانه.

[4] تعايش القوم: عاشوا مجتمعين علي ألفة و مودة. و تعاشر القوم: تخالطوا و تصاحبوا.

[5] الظاهر أن المراد من يقدر عليهم الرزق و المعيشة أي الضعفاء. الأقدار: جمع قدر.

[6] و لا يطول: بالتخفيف أي لا يجعله طويلا بل مختصرا و موجزا.

[7] الضمان: ما يلتزم بالرد.

[8] المقدرة: القوة و الغني. و حمران بن أعين الشيباني الكوفي تابعي مشكور يكني أباالحسن و قيل: أباحمزة من أصحاب الصادقين بل من حواريهما عليهماالسلام كان من أكابر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم و كان أحد حملة القرآن. و قيل أنه أحد القراء السبعة و كان عالما بالنحو اللغة.

[9] السخيمة: الضغينة و الحقد في النفس.

[10] التفضل: النيل من الفضل. التطهر: التنزه عن الأدناس أي المعاصي.

[11] الوقور: ذو الوقار. الهزاز: الفتن التي تهز الناس و تطلق علي الشدائد و الحروب.

[12] «يتحمل» أي و لا يحمل علي الأصدقاء و لا يتكلف عليهم.

[13] الظاهر أنه أبوعبيدة الحذاء زياد بن عيسي الكوفي من أصحاب الباقر و الصادق عليهماالسلام.

[14] سورة آل عمران: آية 102.

[15] سخيت نفسه عنه أي تركته و لم تنازعني اليه نفسي.

[16] الوفي: الكثير الوفاء. و أيضا الذي يعطي الحق و يأخذ الحق.

[17] مريم: آية 26.

[18] الملول: ذو الملل.

[19] أي مجتهد في العبادة.

[20] الرقي: نسبة الي الرقة اسم لمواضع بلدة بقوهستان و أخريان من بساتين بغداد صغري و كبري و بلدة أخري في غربي بغداد. داود الرقي، و هو داود بن كثير ابن أبي خالد الرقي مولي بني أسد من أصحاب الصادق و الكاظم عليهماالسلام ثقة و له أصل و كتاب، عاش الي زمان الرضا عليه السلام.

[21] التنين: الحوت، و الحية العظيمة.

[22] زواه: نحاه و منعه. و عنه طواه و صرفه. و الشي ء: جمعه و قبضه.

[23] التزجية: ساقه، دفعه برفق. و يقال زجي فلان حاجتي، أي سهل تحصيلها.

[24] أي ذلل نفسك فلعل من خالفك كان له الفضل عليك.

[25] المقدرة: القوة و الغني.

[26] المجاملة: حسن الضيعة مع الناس و المعاملة بالجميل.

[27] ان المراد أن الرجل الخائن و المضيع عندي سيان.

[28] هو أبوعبدالله مفضل بن عمر الجعفي الكوفي من أصحاب الصادق و الكاظم عليهماالسلام صاحب الرسالة المعروفة بتوحيد المفضل المروي عن الصادق عليه السلام.

[29] البغتات: أي الفجأة.

[30] المنحدر: مكان الانحدار أي الهبوط و النزول. الوعر: المكان الصلب و هو الذي مخيف الوحش.

[31] السمت: الطريق و المحجة. و أيضا هيئة أهل الخير و حسن المذهب و السيرة و الهيئة و الطريقة و استقامة المنظر.

[32] أي ليس هو وحده بل هو كثير.

[33] الخيرة: الاختيار.

[34] العدة: الاستعداد - بالضم - و بالفتح الجماعة.

[35] سورة التوبة: آية 77.

[36] سورة الأنفال: آية 71.

[37] في بعض النسخ بالشهرة.

[38] البلقاء: الذي كان في لونه سواد و بياض.

[39] سورة البقرة: آية 284.

[40] هو يحيي ابن أبي القاسم اسحاق الأسدي الكوفي المكني بأبي بصير و أبي محمد المتوفي سنة 150 امامي ثقة عدل من أصحاب الاجماع و من خواص الأصحاب الباقرين عليهماالسلام.

[41] التحلي: أي التزين به ظاهرا بدون يقين القلب.

[42] النية: الاقرار و الاخلاص بالقلب.

[43] الحشمة: الحياء. الانقباض: الغضب.

[44] خلوت: اعتزلت وحدك. العقيق: خرز أحمر.

[45] حرصا لما ناله و لما لا يناله.

[46] أي منوطة بها.

[47] هو أبوعلي الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي الفنديني ولد بابيورد من بلاد خراسان و هو من أصحاب الصادق عليه السلام.

[48] السحت: المال الحرام و كل ما لا يحل كسبه.

[49] نكد العيش: اشتد و عسر. و الرجل: ضاق خلعه و ضد يسر و سهل فهو نكد - بسكون الكاف و فتحها و كسرها - أي شؤم عسر - و بالضم -: قليل الخير و العطاء.

[50] الايمان ذو مراتب.

[51] سورة النساء: آية 31.

[52] الفهم: السريع الفهم.

[53] أوطناه أي اتخذاه وطنا و اقاما.

[54] المذود: معتلف الدواب.

[55] السؤدد: الشرف و المجد.

[56] هو حاتم بن عبدالله الطائي كان جوادا يضرب به المثل في الجود و كان شجاعا شاعرا.

[57] أي لا يكون موضعه جيدا من جهة الحسب و النسب.

[58] سفيان الثوري.

[59] سورة يوسف: آية 55.

[60] سورة الأعراف: آية 68.

[61] محمد بن قيس من أصحاب الصادق عليه السلام مشترك بين محمد بن قيس البجلي الثقة صاحب كتاب قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام و محمد بن قيس الأسدي من فقهاء الصادقين عليهماالسلام و محمد بن قيس أبي نصر الأسدي وجه من وجوه العرب بالكوفة.

[62] الخفتان: ضرب من الثياب.

[63] هو يحيي بن أبي القاسم الذي مر ترجمته آنفا.

[64] سورة الصافات: آية 100.

[65] سورة الصافات: آية 101.

[66] سورة الصافات: آية 112.

[67] السودد و السؤدد: الشرف و المجد.

[68] عسر الرجل: ضاق خلقه. النكد: قليل الخير و العطاء.

[69] هو مهزم بن أبي برزة الأسدي الكوفي من أصحاب الباقر و الصادق و الكاظم عليهم السلام.

[70] التمحيص: الاختبار و الامتحان. و فيهم التنزيل أي نزول البلية و العذاب. السنون: جمع سنة أي القحط و الجدب.

[71] الهرير: صوت الكلب دون نباحة من قلة صبره علي البرد.

[72] خفض العيش: دناءته.

[73] أرخي الستر: أرسله و أسدله. و المراد بالستر الحياء و الخوف.

[74] و أخمله: جعله خاملا أي خفيا و مستورا.

[75] أي نبرها.

[76] هو الحسن بن راشد مولي بني العباس بغدادي كوفي من أصحاب الصادق عليه السلام و أدرك الكاظم عليه السلام.

[77] دقائق الأشياء: محقراتها. و العقار: الضيعة، المتاع، و كل ما له أصل و قرار. و العقار في الأحاديث كل ملك ثابت له أصل كالأرض و الضياع و النخل. و الرقيق: المملوك للذكر و الأنثي.

[78] أبوعلي يونس بن يعقوب بن قيس البجلي الكوفي من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام. ثقة معتمد عليه من أصحاب الأصول المدونة و من أعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال و الحرام و الأحكام و الفتيا، مات في أيام الرضا عليه السلام بالمدينة و بعث اليه الرضا عليه السلام بحنوطه و كفنه و جميع ما يحتاج اليه.

[79] عبدالأعلي مولي آل سام من أصحاب الصادق عليه السلام و أنه أذن له بالكلام لأنه يقع و يطير و قد تضمن عدة أخبار أنه عليه السلام دعاه الي الأكل معه من طعامه المعتاد و من طعام أهدي له.

[80] الريشة: واحدة الريش و هو للطائر بمنزلة الشعر للغير. أبودلين: هو فضل بن دلين المكني بأبي نعيم كان من أكابر محدثي قدماء الاسلام.

[81] خير الصدقة ما كان عن ظهر غني أي ما كان عفوا قد فضل عن غني. و قيل: أراد ما فضل عن العيال و الظهر قد يزداد في مثل هذا اشباعا للكلام و تمكينا كان صدقته مستندة الي ظهر قوي من المال. اليد العليا: المعطية المتعففة: اليد السفلي: المانعة أو السائلة.

[82] فالمراد أن شرب اللبن بعد الفطام من امرأة أخري لم يحرم ذلك الرضاع. لأنه رضاع بعد فطام و لا وصال في صيام: أي يحرم ذلك الصوم، و لا يتم بعد احتلام، أي لا يطلق اليتيم علي الصبي الذي فقد أباه اذا احتلم و بلغ، و لا صمت يوم الي الليل: أي ليس صومه صوما و لا يكون مشروعا فلا فضيله له.

و لا تعرب بعد الهجرة: أي يحرم الالتحاق ببلاد الكفر.

[83] الغضارة: طيب العيش.


شهادت زيد


شب، طبيب جراحي را آوردند تا پيكان تير را از پيشاني زيد بيرون بياورد، ولي پيكان به قدري در پيشاني او فرورفته بود كه بيرون كشيدن آن به سهولت مقدور نبود. سرانجام طبيب، پيكان را از پيشاني زيد بيرون كشيد ولي بر اثر جراحت بزرگ تير، زيد به شهادت رسيد. ياران زيد پس از مشاوره ي زياد تصميم گرفتند جسد او را در بستر نهري كه در آن حدود جاري بود به خاك بسپرند و آب را روي آن جاري سازند تا مأموران هشام آن را پيدا نكنند. به دنبال اين تصميم، ابتدا آب نهر را از مسير خود منحرف كردند و پس از دفن كردن جسد زيد در بستر نهر، مجددا آب را در مسير خود روان ساختند.

متأسفانه يكي از مزدوران هشام كه ناظر دفن كردن جسد زيد بود، جريان را به يوسف بن عمر گزارش داد. به دستور يوسف جسد زيد را بيرون آوردند و سر او را از تن جدا كردند و براي هشام فرستادند و بدنش را به دار آويختند. پيكر بيجان زيد تا زمان مرگ هشام بر سر دار بود [1] .



[ صفحه 45]



برخي نوشته اند هشام پس از شهادت زيد نيز از بدن مطهرش دست برنداشت و دستور داد آن را برهنه و وارونه به دار آويختند و بنا به نقل بعضي از تواريخ چهار سال [2] بالاي دار نگاه داشتند [3] .

فرماندار كوفه (يوسف بن عمر) به چهارصد نفر مأموريت داد كه به ترتيب هر شب صد نفر اطراف آن چوبه ي دار نگهباني دهد و از بدن زيد محافظت كنند، زيرا هنگامي كه زيد را به دار آويختند، اهل كوفه نزديك چوبه ي دار مي آمدند و در آنجا عبادت مي كردند [4] و مزدوران هشام چون مي ترسيدند مردم جسد زيد را پايين بياورند و غسل دهند و كفن كنند و به خاك بسپارند [5] ، دستور دادند اطراف چوبه ي دار ستوني ساختند كه مردم به زيارتش نروند و تا زماني كه هشام از دنيا رفت، بدن زيد بالاي دار بود. پس از اينكه وليد بن يزيد به خلافت رسيد، يوسف بن عمر فرماندار كوفه نزد او آمد و هنگامي كه به كوفه برگشت، دستور داد بدن زيد را آتش بزنند و براي اين كار به عده اي از افراد پست و رذل پول فراواني داد كه آن ها رفتند و هيمه ي زيادي فراهم كردند، آنگاه بدن زيد را سوزاندند و خاكستر او را در شريعه ي فرات ريختند [6] .

برخي گفته اند وليد به يوسف بن عمر گفت: بدن زيد را بسوزان، سپس ذرات آن را در دريا بريز [7] .



[ صفحه 46]



سربريده ي زيد را فرماندار كوفه نزد هشام فرستاد. هشام براي اينكه قدرت خود را به مردم بفهماند، دستور داد سر زيد را دم دروازه ي شام نصب كردند تا مردم آن را ببينند. سپس سر را به مدينه فرستاد و دستور داد يك شب و يك روز آن را كنار قبر رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم نصب كنند [8] .

آن روز فرماندار مدينه محمد بن ابراهيم بن هشام مخزومي بود. مردم مدينه پيش او آمدند و درخواست كردند سر زيد را پايين بياورد، قبول نكرد. صداي مردم همانند روزي كه خبر شهادت حسين بن علي عليه السلام را شنيدند، به گريه و زاري بلند شد. فرماندار مردم را در محلي گرد آورد و به مبلغان مزدور و جيره خوار دستگاه خلافت دستور داد حضرت علي و حسنين عليهم السلام و پيروان آنان را لعن كنند، و هفت روز اين روش ناپسند ادامه داشت [9] آنگاه سر مبارك زيد را به مصر فرستاد و آن را نزديك جامع مصر نصب كرد. اهل مصر سر را دزديدند و نزديك جامع ابن طولون دفن كردند [10] سپس در سال 122 هجري هشام دستور داد سر زيد را پيش حنظلة بن



[ صفحه 47]



صفوان فرماندار مصر بردند. حنظله دستور داد سر را روي چيزي نصب كردند و اطراف شهر گرداندند [11] .

به هر حال جريان شهادت زيد بن علي بن الحسين عليه السلام يكي از جنايت هاي بزرگ هشام بن عبدالملك بود كه ننگ آن هرگز از دامان خاندان بني اميه پاك نخواهد شد.


پاورقي

[1] جهت اطلاع بيشتر به اين كتب مراجعه شود: زيد الشهيد، ص 97؛ مروج الذهب، ج 3، ص 218؛ الامام الصادق و المذاهب الاربعة، ج 1، ص 124؛ تاريخ طبري، ج 5، ص 486؛ ارشاد مفيد، ص 268؛ اعلام الوري، ص 263؛ الكامل ابن اثير، ج 5، ص 232؛ بحار الانوار، ج 46، ص 189؛ تاريخ ابن عساكر، ج 6، ص 23؛ عمدة الطالب، ص 286؛ رياض السالكين، ص 8؛ رياض العلماء، ج 2، ص 319 و 324 و 340 با اندك تفاوت.

[2] تاريخ الخميس، ج 2، ص 320؛ امالي صدوق، ص 321؛ مجلس، 62، حديث 3؛ رياض السالكين، ص 9؛ اعيان الشيعه، ج 7، ص 121؛ نورالابصار، ص 216.

[3] مرحوم مقرم در اين باره كه چه مدتي بدن زيد روي دار بود مي نويسد اقوال مختلفي وجود دارد كه خلاصه ي نظريه ها را در شش قول بدين قرار نقل مي كند: 1)يك سال و چند ماه، 2)دو سال، 3) سه سال، 4)چهار سال، 5)پنج سال، 6) شش سال (زيد الشهيد، ص 155).

[4] زيد الشهيد، ص 153؛ الكني و الالقاب، ج 1، ص 221.

[5] الامام الصادق و المذاهب الاربعة، ج 1، ص 124؛ زيد الشهيد، ص 152؛ مقاتل الطالبين، ص 98.

[6] انساب الاشراف، ج 3، ص 257؛ تاريخ الخميس، ج 2، ص 320؛ الكامل ابن اثير، ج 5، ص 246؛ رياض السالكين، ص 9.

[7] زيد الشهيد، ص 156؛ مقاتل الطالبيين، ص 98.

[8] زيد الشهيد، ص 162؛ رياض السالكين، ص 9.

شخصي به نام جرير بن حازم مي گويد: «رايت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المنام متساندا الي جذع زيد بن علي و هو يقول للناس هكذا تفعلون بولدي» يعني پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم در حالي كه به چوبه ي داري كه زيد را به آن آويخته بودند تكيه داده بود و به مردم مي فرمود: اين گونه با فرزندم رفتار مي كنيد؟ (رياض العلماء، ج 2، ص 320؛ رياض السالكين،، ص 9؛ اعيان الشيعه، ج 7، ص 122). و نيز از قول كسي كه مأمور حفاظت چوبه ي دار بود، نقل شده است كه رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم در حالي كه به چوبه ي دار تكيه داده بود و مي فرمود: «هكذا تصنعون بولدي من بعدي؟ يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله صلبوك صلبهم الله» يعني اين گونه با فرزندم رفتار مي كنيد؟ آنگاه فرمود: فرزند عزيزم زيد، خدا بكشد آن ها را كه تو را كشتند و به دار بياويزد آن ها را كه تو را به دار آويختند (زيد الشهيد، ص 153؛ تاريخ ابن عساكر، ج 6، ص 25؛ مقاتل الطالبيين، ص 98؛ اعيان الشيعه، ج 7، ص 122).

[9] الكني و الالقاب، ج 1، ص 422؛ زيد الشهيد، ص 163.

[10] همان مأخذ.

[11] النجوم الزاهره، ج 1، ص 281.


استغفار از نماز


شايد تصور كنيم بالاتر از آنچه تا به حال گفتيم ديگر فرض ندارد و كسي نيست؛ اما اين تصور اشتباه است. افرادي هستند كه آنچه را ما عبادت مي دانيم و دلمان خوش است كه خدا توفيق انجامش را به ما داده است، گناه مي دانند؛ كه حسنات الابرار سيئات المقربين.

يكي از بهترين كارهايي كه در صدر اعمال خوب ما قرار دارد نماز است؛ كه فرمودند الصلوة عمود الدين، [1] الصلوة خير موضوع [2] و الصلوة قربان كل تقي. [3] اما آيا نمازهاي ما چنين شأني دارند؟ اولياي خدا از نمازهايي كه ما مي خوانيم استغفار مي كنند و آنها را



[ صفحه 35]



براي خودشان گناه مي دانند. اين گونه نماز خواندن در شأن اولياي خدا نيست. مقدار وقتي را كه ما در 24 ساعت صرف خواندن نماز مي كنيم حتي به يك ساعت هم نمي رسد. همين يك ساعت هم غالبا با توجه كامل همراه نيست. اگر نماز سخن گفتن با خدا است، بايد از توجه به غير مبرا باشد. كمال بي ادبي است كه به هنگام سخن گفتن با خدا دل و قلبمان جاي ديگر باشد. تصور كنيد كه يكي از دوستانتان با شما صحبت مي كند، اما در بين صحبت پشتش را به طرف شما و رويش را به طرف ديگر مي كند؛ آيا اين كار را بي حرمتي و اهانت به خودتان تلقي نمي كنيد؟ هنگام نماز هم كه رويمان را به طرف خدا مي كنيم، اگر دلمان متوجه چيز ديگري باشد، در واقع به خدا پشت كرده ايم.

خداوند جسم نيست كه رو و صورت ما به طرف او باشد، بلكه دل ما بايد به طرف خدا باشد. وقتي دلمان متوجه او نيست مثل اين است كه رويمان را از او برگردانيده ايم. در اين صورت، آيا چنين نمازي استحقاق ثواب دارد؟ آيا باز هم بايد به خودمان بباليم كه چنين عبادتي كرده ايم؟ يا بايد شرمنده باشيم كه چقدر بي ادب بوده ايم؟

در روايتي از پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم نقل شده است كه مي فرمايد: كسي كه در نماز توجهش به غير خدا است، آيا نمي ترسد از اين كه خداوند او را به صورت الاغي مسخ كند؟ [4] آنهايي كه از ما بالاترند وقتي اعمال خود را محاسبه مي كنند، براي مثال، از خود مي پرسند، نماز صبحي كه خوانديم، يا دعا و قرآني كه خوانديم، چقدر با حضور قلب و توجه به خدا همراه بود؟ به اين دليل، هميشه استغفار مي كنند؛ چون مي بينند چيزي ندارند كه عرضه كنند، حتي در جايي كه خواسته اند با محبوبشان انس بگيرند، بي ادبي كرده اند.

البته امثال بنده در اين سطح نيستيم، اما توجه به اين مقامات كم ترين فايده اش اين است كه بدانيم كه هستيم و چه مي كنيم و به اين عبادت هاي دست و پا شكسته خود مغرور نشويم. اگر يك شب موفق شويم دو ركعت نافله بخوانيم، شيطان ما را وسوسه مي كند و دچار عجب مي شويم كه عجب عبادتي كرده ايم! اولياي خدا نه از گناهانشان، كه از ذكر و عبادتشان نيز به درگاه خداوند استغفار مي كنند. ما هم بايد از خدا بخواهيم به ما توفيق



[ صفحه 36]



دهد گاهي به آنها شباهتي پيدا كنيم. تشيع و پيروي كردن از اهل بيت عليهم السلام يعني اين كه انسان سعي كند شباهتي به آنها پيدا كند. حضرت علي عليه السلام مي فرمايد: الا انكم لا تقدرون علي ذلك و لكن اعينوني بورع و اجتهاد و عفة و سداد؛ [5] بدانيد كه شما قدرت آن را نداريد (كه مثل من به قرص نان و جرعه ي آبي بسازيد) ولي با اجتناب از محارم، كوشش، پاك دامني و خود نگه داري مرا ياري رسانيد. بايد تلاش كنيم مثل آنها بشويم. انسان وقتي بداند چنين افرادي هم وجود دارند، از خدا مي خواهد به او توفيق دهد كه گاهي از اين حالات پيدا كند.

به هر حال، يكي از مراتب محاسبه اين است كه بعضي از بندگان خدا توجه به غير خدا را «در هر حالي» براي خودشان گناه مي دانند، همان طور كه توجه به غير خدا در نماز، براي مقربان گناه است و نمازهاي امثال بنده، جزو سيئات آنها به شمار مي آيد.

البته مقربان هم درجاتي دارند، حتي انبياء عليهم السلام نيز در يك مرتبه نيستند و با يكديگر فرق دارند: تلك الرسل فصلنا بعضهم علي بعض؛ [6] بعضي از پيامبران را بر بعضي ديگر برتري بخشيديم. بعضي از اولياي خدا اگر توجهي به غير او پيدا كنند آن را براي خودشان يك گناه مي دانند؛ زيرا هميشه در حضور خدا هستند؛ در حالي كه ما فقط نماز را حضور در مقابل خدا مي دانيم و در حالات ديگر، به فكر كار، درس، بحث، خانه و فرزندمان هستيم. خودمان هم طمعي نداريم كه در اوقات غير نماز توجهي به خدا داشته باشيم. اما بعضي از بندگان خدا هميشه او را حاضر مي بينند؛ بنا به فرمايش امام راحل رحمه الله، عالم را محضر الهي مي دانند و هميشه خودشان را با خدا روبرو مي بينند. بنابراين اگر توجهي به غير او پيدا كنند و قلبشان از او منصرف شود، استغفار مي نمايند. خداوند در وصف آنان مي فرمايد: رجال لاتلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله؛ [7] مرداني كه تجارت و معامله، آنان را از ياد خدا غافل نمي سازد. اين مقام بسيار عالي است. هستند در ميان طلبه ها كساني كه در حين درس و بحث از ياد خدا غافل نيستند، وقتي هم كه در عمق تفكراتشان هستند و مي خواهند يك مشكل علمي را حل كنند، آن جا نيز دلشان با خدا است.



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 82، باب 1، روايت 36.

[2] همان، ج 82، باب 4، روايت 9.

[3] همان، ج 78، باب 16، روايت 138.

[4] بحارالانوار، ج 84، باب 15، روايت 3.

[5] نهج البلاغه با ترجمه فيض الاسلام، نامه 45.

[6] بقره (2)، 253.

[7] نور (24)، 27.


نقش سازنده ي امام سجاد


بعدها امام صادق عليه السلام در حديثي، وضع و حال امام چهارم و نقش سازنده ي او را چنين ترسيم كرده است:

«ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام الا ثلثة: ابوخالد الكابلي و يحيي بن ام الطويل و جبير بن معطم ثم ان الناس لحقوا و كثروا، و كان يحيي بن ام الطويل يدخل مسجد الرسول الله صلي الله عليه و آله و يقول: كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء»؛ [1] پس از حسين بن علي عليه السلام همه از راه بازگشتند، مگر سه نفر؛ ابوخالد كابلي، يحيي بن ام طويل و جبير بن معطم؛ [2] بعدها مردم ديگر به آنها پيوستند و جمع شيعيان انبوه



[ صفحه 21]



گشت. يحيي بن ام طويل به مسجد پيامبر صلي الله عليه و آله در مدينه مي آمد و خطاب به مردم مي گفت: ما به شما (و راه و آيين شما) كافريم و ميان ما و شما دشمني و خشم و كينه قرار دارد.

چه حادثه ي شگفت انگيزي!... پس از واقعه ي عاشورا همه رفتند! همه از راه برگشتند! همه از آينده ي جذاب و دلگرم كننده اي كه آنها را به خود مي كشيد، مأيوس شدند! از همه ي آرزوها و آرمانهاي تشيع صرفنظر كردند؛ فقط به نام تشيع و به اينكه در دل به امامان عقيده و محبت داشته باشند، قناعت ورزيدند... و مي دانيم كه اين گونه شيعيان، هميشه در تاريخ بوده اند و هنوز هم اكثريت مهم شيعه را تشكيل مي دهند.

در ميان چندين هزار شيعه ي زمان امام سجاد عليه السلام، فقط سه نفر در راه ماندند؛ فقط سه نفر وفاداري خود را نسبت به راه امامان حفظ كردند؛ تنها اين سه نفر بودند كه از ديدن چهره ي واقعي و درنده خويي و ددمنشي حكومت بني اميه - كه هميشه در زير نقابي از تظاهر به مسلماني پنهان بود - وحشت نكردند؛ دست و پاي خود را گم نكردند؛ چيزي برخلاف انتظار نيافتند و با همان عزم پولادين، راه خود را تعقيب كردند....


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 46، ص 144. در روايت ديگري، نام جابر بن عبدالله انصاري نيز بر اين سه نفر افزوده شده است. و باز در روايت ديگري به جاي جابر بن عبدالله، سعيد بن مسيب مخزومي، و به جاي جبير بن معطم، حكيم بن جبير نام آورده شده است (بحار، ج 46، ص 44). و باز در روايت ديگري، بر اين همه، نام سعيد بن جبير افزوده و به جاي جبير بن معطم، محمد بن جبير بن معطم ذكر شده است (رجال كشي، چاپ مصطفوي، ص 115).

[2] به نظر محقق شوشتري، عالم رجالي معاصر (قاموس الرجال، ج 9، ص 399) «جبير بن معطم» اين حديث، تحريف شده ي «حكيم بن جبير بن معطم» است.


جمود بر ظاهر الفاظ


دومين عامل و انگيزه گرايش ابن تيميه به جسماني بودن خداوند، جمود او بر ظاهر الفاظ و انكار هر نوع معاني مجازي و مفاهيم استعاري است؛ زيرا مي دانيم در آيات و احاديث و به طور كلي در ادبيات عرب مانند همه زبان ها و بلكه بيش از همه زبان ها كنايه و مجاز گويي به طور گسترده به كار رفته است، ولي ابن تيميه هيچ يك از اين كنايات و استعاره ها را قبول ندارد و هر لغتي را كه در قرآن و حديث درباره اوصاف خداوند اطلاق گرديده، آن را اطلاق حقيقي مي داند و به مفهوم اولي آن حمل مي كند. او مي گويد چون در قرآن آمده است (الرَحْمَنُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوَي). [1] پس خداوند در محلي به نام عرش نشسته است همان گونه كه (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ). [2] دليل بر اين است كه خداوند داراي دست است و...

ابن تيميه هم در سخنراني ها و محاوراتش بر اين عقيده اصرار داشت و هم در



[ صفحه 45]



كتاب ها و تأليفاتش؛ طوري كه ابن بطوطه، جهان گرد معروف در سفرنامه اش تحت عنوان «الفقيه ذو اللوثه» (فقيه كم عقل) مي نويسد: من در دمشق فقيه بزرگ حنابله تقي الدين ابن تيميه را ديدم كه در فنون مختلف سخن مي گفت با اينكه در عقل او چيزي بود ولي مردم شام به او شديداً احترام قائل بودند. ابن بطوطه مي افزايد: او در يكي از جمعه ها در مسجد جامع مشغول وعظ و ارشاد بود و من نيز شركت داشتم؛ از جمله گفتار او اين بود كه خداوند از عرش به آسمان اول پايين مي آيد، مانند فرود آمدن من از منبر، اين سخن را گفت و يك پله از منبر پايين آمد. در اين هنگام فقيهي مالكي به نام «ابن الزهراء» به مقابله برخاست و سخن او را رد كرد مردم به طرف داري از ابن تيميه برخاستند و فقيه معترض را با مشت و كفش زدند تا آنجا كه عمامه از سرش افتاد! [3] .

اين جريان را ابن حجر عسقلاني (متوفاي 753 ق.) معاصر ابن تيميه نيز نقل نموده با احتمال اين كه ممكن است اين موضوع ساختگي و جزو شايعات باشد. [4] در صورتي كه ابن بطوطه به عنوان يك نفر شاهد عيني بي طرف آن را ديده و جزئيات آن را مانند حوادث ديگر در سفرنامه اش نقل نموده است.

ابن تيميه در كتاب خود به نام «العقيدة الحموية الكبري» به طور ادعايي مي گويد هيچ يك از سلف صالح و صحابه و تابعين نگفته اند كه خداوند در آسمان نيست و يا در فوق عرش نيست و كسي نگفته است خداوند در همه جا هست و نسبت همه مكان ها به او يكي است. و كسي نگفته است كه خدا نه در درون جهان است و نه در بيرون جهان و كسي نگفته است كه او قابل اشاره حسي نيست. [5] او در منهاج السنه هم مي گويد: «نازل شدن خداوند در هر شب به آسمان پايين، جزو حديث هاي معروف و از حديث هاي ثابت در نزد عالمان حديث است و همچنين حديثي كه مي گويد خداوند در روز عرفه به بندگانش نزديك مي شود»، از احاديث ثابت و مسلم مي باشد. [6] .



[ صفحه 46]



ابن قيم شاگرد و هم فكر ابن تيميه، عقيده خويش و استادش را درباره جسماني بودن خدا و اينكه او داراي مكان و جهت است و در بالاي عرش قرار دارد، در موارد متعدد از قصيده نونيه اش مطرح و بر آن اصرار ورزيده است او مي گويد: مي توان بر اين موضوع نه فقط هزار، بلكه دو هزار دليل اقامه نمود.



يا قومنا و الله ان لقولنا

الفاً يدل عليه أو الفان



كل يدل بانه سبحانه

فوق السماء مباين الأكوان



والله فوق العرش جل جلاله

سبحانه عن نفي ذي البهتان



و الله فوق العرش ينظر خلقه

فانظره ان سمحت لك العينان



فالذاة خصت بالسماء

وانما العلوم عم جميع ذي الاكوان [7] .


پاورقي

[1] طه: 5.

[2] فتح: 10.

[3] رحله ابن بطوطه، ص 90، چاپ دار التراث بيروت.

[4] الدرر الكامنه، ج 1، ص104.

[5] ج 1، صص451 و 452 به نقل از دائرة المعارف اسلامي ج 187.

[6] منهاج السنه، ج 1، ص 262.

[7] يكي از كتاب هاي ابن قيم اعلام الموقنين و يكي ديگر القصيدة النونيه است كه الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجيه ناميده است و داراي بيش از شش هزار بيت است كه اكثر اين اشعار بيان عقيده استادش ابن تيميه است. اين كتاب در دارالمعرفه بيروت از روي نسخه اي كه در 1345 ق. در قاهره چاپ شده، افست گرديده است.


محمد بن زيد بن علي


محمد بن زيد، نواده بزرگوار امام سجّاد (عليه السلام)، خانه اي كنار خانه عقيل داشته است. هنگامي كه وي در خانه خود مشغول حفاري بود، به سنگ قبري برخورد كرد كه بر آن نوشته بود: «هذا قَبْرُ اُمّ سَلَمَة زوجُ النبيّ (صلّي الله عليه و آله)» پس او وصيت كرد همان جا دفنش كنند و چنين كردند.


ليث بن البختري المرادي أبوبصير المرادي


99- عن حماد الناب قال: جلس أبوبصير علي باب ابي عبدالله عليه السلام ليطلب الأذن.

فلم يؤذن له.

فقال: لو كان معنا طبق [1] لأذن.

قال [2] : فجاء كلب. فشغر في وجه ابي بصير.

قال [3] : الف. اف ما هذا؟!



[ صفحه 102]



قال جليسه [4] : هذا كلب. شغر في وجهك [5] .

100- عن حماد بن عثمان قال: خرجت انا و ابن ابي يعفور و آخر. الي الحيرة - أو الي بعض المواضع -.

فتذاكرنا الدنيا.

فقال ابوبصير المرادي: اما ان صاحبكم [6] لو ظفر بها لا ستأثر بها.

قال [7] : فأغفي [8] .

فجاء كلب يريد أن يشغر [9] عليه.

فذهبت لأطرده. فقال لي ابن أبي يعفور: دعه.

قال [10] : فجاء حتي شغر في اذنه [11] .



[ صفحه 103]




پاورقي

[1] أي: طبق من المال أو من متاع من امتعة الدنيا.

[2] أي: قال حماد الناب.

[3] اي: قال ابوبصير بعد ما احس بشغر الكلب في وجهه.

لانه كان مكفوفا اعمي البصر.

[4] أي: قائده.

[5] اختيار معرفة الرجال / رجال الكشي: ص. 173

عن ابن أبي يعفور قال: خرجت الي السواد. نطلب دراهم. لنحج و نحن جماعة. و فينا ابوبصير المرادي.

قال: قلت له: - يا ابابصير - اتق الله و حج بمالك! فأنك ذو مال كثير؟!

فقال: اسكت. فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك - لأشتمل عليها بكسائه (اختيار معرفة الرجال: ص-.) 169 و الظاهر أن مراده من: - صاحبك - الامام الصادق عليه السلام.

[6] و مراده - من صاحبكم -: الامام الصادق صلوات الله تعالي عليه.

[7] أي: قال حماد بن عثمان.

[8] اغفي الرجل: نام علي الغفا و هو: التبن و مثله في الحنطة.

[9] شغر الكلب: رفع احدي رجليه فبال (نقلا عن هامش المصدر).

[10] أي قال: حماد بن عثمان.

[11] اختيار معرفة الرجال: ص. 172

و لعل هذه القضية كانت في اول امره و قبل استبصاره. اذ الانسان - الغير المعصوم - تختلف حالاته و تتغير اطواره - طول حياته - كما ورد في الحديث: يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا - فلا تغفل -.


جعفر ايها الصديق 21


استيقظت قرية صغيرة علي شاطي ء «دجلة» حيث يلتقي نهر «الصراة» لتجد نفسها في قلب التاريخ.

و شهدت الأرض المكتظة بالنخيل آلاف العمال و البنائين و المهندسين، لقد ولدت العاصمة بغداد.

كان الحجاج بن ارطاة، يحمل في رأسه أجمل مدن الشرق.

أحضر آلاف العمال كرات من القطن المنقوع بالنفط لترسم دائرة كبيرة يمتد محيطها إلي أكثر من عشرة آلاف ياردة، و في لحظة واحدة شبت النار في الكرات لترسم دائرة من نار و دخان.

كان «النمرود» يراقب باستمتاع اشتعال النار حيث ستنهض الأسوار العالية.

أشار كبير المهندسين إلي مركز الدائرة:

- و هنا سينهض قصر الذهب؛ ليكون الخليفة قطب الدائرة



[ صفحه 106]



و مركزها.

و اتخذ النمرود مجلسا يطل علي المكان، فكان يراقب السفن و هي تحمل حزم القصب و البردي؛ والعمال و هم يحفرون خندقا دائريا يحيط بالسور و قد تركت أربعة معابر تؤدي إلي بوابات المدينة الأربع.

ثلاثة أشياء و مضت في ذهن النمرود و هو يبني جنته علي شطآن دجلة:

أن يبني سجن كبير نصفه في الأرض و نصفه الآخر في الفضاء و أن يكون قريبا من القصر.

أن يحفر نفق طويل يمتد من القصر إلي خارج الأسوار.

أن تكون الأسواق خارج المدينة.

أدرك كبير المهندسين نوايا النمرود، فالفصول القادمة فصول تزخر بالدماء و جماجم الضحايا و أنات السجناء.

و سيكون النفق السري الذي يمتد اثني عشر ميلا عربيا منفذا للفرار عندما ينقلب علي الساحر سحره.

و لم يخف علي الحجاج بن ارطاة كبير المهندسين غاية الخليفة من إصراره علي بناء الأسواق خارج المدينة، فقبل عشرين سنة كان رجال يرتدون هيئة التجار يجوسون خلال المدن من «الحميمة» إلي



[ صفحه 107]



الأرض التي تطلع منها الشمس.

كانوا يرتادون الأسواق و يتظاهرون بالبيع و بالشراء، و لكنهم كانوا يتعاطون تجارة سرية بضائعها كلمات و رموز. لهذا خشي النمرود أن يأتي «تجار» آخرون.

جنحت الشمس للمغيب و انطلق كبير المهندسين إلي مكانه المفضل في ربوة عالية علي شاطي ء دجلة من جهة الشمال، وراح يراقب الامتداد الرشيق لجبهة النهر، فتخيل انبعاث المنائر و القباب تغمرها أشعة شمس الغروب.

كان يعرف ان مشكلته تكمن في عقلية هذا الحاكم الذي لا يحمل عن المدينة صورة سوي أن تكون معسكرا كبيرا له و لجنوده، فالقصر قلعة قوية و النفق السري شريان حياة، و الأسوار العالية بروج مشيدة علها تصد عنه حملات الموت.

حتي القبة التي ستعلو القصر، سيعلوها فارس بيده رمح طويل!

غابت الشمس؛ توارت خلف ذري النخيل، فبدت متقدة بلون يشبه توهج الجمر في مواقد الشتاء.

عاد كبير المهندسين و هو يفكر فيما يتوجب فعله في صباح غد.



[ صفحه 109]




عدالت در علاقه و محبت زنان


روزي ابن ابي العوجاء از هشام بن حكم - كه هر دو از شاگردان امام جعفر صادق عليه السلام هستند، پرسيد: آيا خداوند متعال حكيم و به همه امور و مسائل دانا است؟

پاسخ داد: آري، او حكيم ترين و داناترين حكيمان و عالمان است.

پرسيد: آيه قرآن فانكحوا ماطاب لكم من النّساء مثني و ثلاث و رباع فإن خفتم... [1] كه مي فرمايد: آنچه از زنان مورد علاقه شما قرار گيرد مي توانيد تا چهار زن ازدواج نمائيد و اگر نتوانستيد بين آن ها عدالت نمائيد، به يك نفر اكتفا كنيد، آيا ضروري و حتمي است؟

هشام گفت: بلي، سپس پرسيد: پس اين آيه قرآن ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النّساء... [2] كه مي فرمايد: هرگز نخواهيد توانست بين زنان به عدالت رفتار نمائيد، آيا با آيه قبل منافات ندارد؟

اگر خداوند، حكيم است؛ پس چرا دو سخن مخالف و ضد يكديگر در يك موضوع ايراد مي نمايد؟

هشام از دادن پاسخ صحيح ساكت ماند؛ و سريع به سمت منزل امام صادق عليه السلام حركت نمود و چون به مدينه رسيد و بر آن حضرت وارد گرديد، امام عليه السلام فرمود: چه عجب، الان كه موقع حج نيست، چطور اين جا آمده اي؟!

هشام گفت: به جهت يك مشكل علمي كه ابن ابي العوجاء از من سوال نمود و نتوانستم جواب آن را بگويم، به حضور شما آمدم؛ و سپس داستان را به طور مشروح براي حضرت تعريف كرد.

حضرت فرمود: در رابطه با آيه اوّل، مقصود مصارف و مخارج زن مي باشد يعني اگر امكانات مالي برايتان فراهم بود و مايل بوديد، مي توانيد تا چهار زن را ازدواج نمائيد؛ وگرنه بيش از يكي حق نداريد.

و اما نسبت به دومين آيه قرآن، مقصود علاقه و محبت است، كه امكان ندارد مردي نسبت به تمام همسران خود يك نوع ابراز علاقه و محبت داشته باشد.

بنابراين در اين جهت، رعايت عدالت امكان ندارد، برخلاف آيه اول كه امكان عدالت هست و مي توان براي هر كدام يك نوع لباس، منزل، خوراك و... تهيه و در اختيار آن ها قرار داد.

بعد از آن هشام از حضرت صادق عليه السلام خداحافظي كرد و چون نزد ابن ابي العوجاء آمد و جواب حضرت را بازگو نمود، ابن ابي العوجاء گفت: به خدا قسم! اين جواب از خودت نمي باشد. [3] .


پاورقي

[1] سوره نساء: آيه 3.

[2] سوره نساء: آيه 129.

[3] اعيان الشّيعة: ج 1، ص 662.


من وصية له لحمران بن أعين


انظر من هو دونك في المقدرة و لا تنظر الي من هو فوقك، فان ذلك اقنع لك بما قسم الله لك، و احري أن



[ صفحه 93]



تستوجب الزيادة منه عزوجل، و اعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عندالله من العمل الكثير علي غير يقين، و اعلم أنه لا ورع انفع من تجنب محارم الله، و الكف عن أذي المؤمنين و اغتيابهم، و لا عيش اهنأ من حسن الخلق، و لا مال انفع من القناعة باليسير المجزي، و لا جهل اضر من العجب [1] .


پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 437.


مواعظه


و قبل أن نتحدث عن مواعظ الامام زين العابدين عليه السلام نود أن نبين الي ما تهدف اليه مواعظه، و مواعظ سائر الأئمة الطاهرين عليهم السلام، و في ما يلي ذلك:

(أ) تهذيب النفوس، و اصلاحها، و غرس النزعات الكريمة فيها.

(ب) ازالة العقد النفسية من نفس الانسان، و القضاء علي جميع النزعات الفاسدة، و الشريرة، و الانانية، و الحسد، و البغي، و الاعتداء علي الناس.

(ج) وضع العبر التي مرت علي الناس عبر التاريخ من دمار الظالمين، و هلاك المستبدين ليتخذ الانسان منها دروسا تنير له الطريق، و توضح له القصد



[ صفحه 48]



في حياته الاجتماعية و الفردية.

(د) الاتجاه الي الله تعالي الذي هو أنبل مقصد في هذه الحياة فانه ينجي الانسان من كل شر و اثم.

(ه) التزود الي دار الآخرة التي هي المقر الدائم و الحقيقي للانسان، و ذلك بعمل الخير.

هذه بعض الأهداف المشرقة في مواعظ أئمة الهدي عليهم السلام، و نعرض الي مواعظ الامام زين العابدين عليه السلام.

1 - قال عليه السلام في ذم الدنيا، و التحذير من شرورها و فتنتها: «ان الدنيا قد ارتحلت مدبرة، و أن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، و لكل واحد منهما بنون فكونوا من ابناء الآخرة، و لا تكونوا من ابناء الدنيا، الراغبين في الآخرة، ألا أن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا، و التراب فراشا، و الماء طيبا، و قرضوا من الدنيا تقريضا، ألآ و من اشتاق الي الجنة سلا عن الشهوات، و من اشفق من النار رجع عن المحرمات، و من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب، ألا أن لله عبادا كمن رأي أهل الجنة في الجنة مخلدين، و كمن رأي أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، و قلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، و حوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبي راحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم. تجري دموعهم علي خدودهم، و هم يجأرون [1] الي ربهم، يسعون في فكاك رقابهم، و أما النهار فحلماء علماء بررة، اتقياء كأنهم القداح [2] قد براهم الخوف من العبادة ينظر اليهم الناظر فيقول: مرضي، و ما بالقوم من مرضي أم خولطوا، فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار، و ما فيها...» [3] .

لقد حذر الامام عليه السلام من حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة،



[ صفحه 49]



و دعا الي الاقتداء بالزهاد من عباد الله الصالحين الذين فهموا واقع الحياة الدنيا و ما يؤول اليه أمرها من الزوال و الفناء، فما هي الا أيام معدودة حتي يقدم الانسان علي الله فيسأله عما عمله في حياته ليجازيه عليه ان خيرا فخيرا، و ان شرا فشرا، و لذا اتجه الأخيار بقلوبهم و عواطفهم نحو الله، فاخلصوا في طاعته و عبادته.

2 - قال عليه السلام: «يا ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، و ما كانت المحاسبة من همك، و ما كان لك الخوف شعارا، و الحزن لك دثارا، يا ابن آدم انك ميت و مبعوث، و موقوف بين يدي الله عزوجل، و مسؤول، فأعد جوابا...» [4] .

لقد دعا الامام الي أن يقيم الانسان في أعماق نفسه، و دخائل ذاته واعظا يعظها و محاسبا يحاسبها علي ما يصدر منها من زلات و هفوات، فانه مبعوث في يوم القيامة، و محاسب علي ما يقترفه من اثم و سيئات.

3 - روي الزهري قال: سمعت عليا بن الحسين يقول: «من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات، و الله ما الدنيا و الآخرة الا ككفتي ميزان، فأيهما رجح ذهب بالآخر. ثم تلا قوله تعالي: «اذا وقعت الواقعة» - يعني القيامة - «ليس لوقعتها كاذبة. خافضة» - خفضت والله باعداء الله الي النار - «رافعة» - رفعت والله أولياء الله الي الجنة -...».

ثم خاطب رجلا من جلسائه، - و الذي يظهر من فحوي كلام الامام (عليه السلام) أنه كان متهالكا في طلب الدنيا، فقال عليه السلام يعظه:

«اتق الله، و اجمل في الطلب، و لا تطلب ما لم يخلق، فان من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه، و لم ينل ما طلب، و كيف ينال ما لم يخلق...».



[ صفحه 50]



و اسرع الرجل قائلا:

«كيف يطلب ما لم يخلق؟...».

فأجابه الامام عليه السلام قائلا:

«من طلب الغني و الأموال و السعة في الدنيا فانما يطلب ذلك للراحة في الدنيا، و الراحة لم تخلق في الدنيا و لا لأهل الدنيا، انما خلقت الراحة في الجنة، و التعب و النصب خلقا في الدنيا، و لأهل الدنيا، و ما اعطي أحد منها حفنة الا أعطي من الحرص مثلها، و من أصاب من الدنيا أكثر كان فيها أشد فقرا لأنه يفتقر الي الناس لحفظ أمواله، و يفتقر الي كل آلة من آلات الدنيا، فليس في غني الدنيا راحة، ولكن الشيطان يوسوس الي ابن آدم أن له في جمع ذلك المال راحة، و انما يسوقه الي التعب في الدنيا، و الحساب عليه في الآخرة.

و أضاف الامام قائلا:

كلا ما تعب أولياء الله في الدنيا للدنيا، بل تعبوا في الدنيا للآخرة.

ألآ و من اهتم لرزقه كتب عليه حفظه، كذلك قال المسيح عيسي عليه السلام للحواريين: انما الدنيا قنطرة فاعبروها، و لا تعمروها...» [5] و في هذه الموعظة دعوة الي الزهد في الدنيا، و الاجمال في طلبها، فان السعي وراء المادة سببه الحصول علي الراحة، ولكن لا راحة في الدنيا و ذلك لكثرة همومها و آلامها، و قد خلقت الراحة في الجنة التي أعدها الله للمتقين من عباده، فالطلب ينبغي أن يكون لها، لا للدنيا.

4 - سأل شخص الامام زين العابدين عليه السلام فقال له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله (ص)؟ فقال عليه السلام: «أصبحت مطلوبا بثمان: الله يطالبني بالفرائض، و النبي يطالبني بالسنة، و العيال بالقوت، و النفس بالشهوة، و الشيطان باتباعه، و الحافظان بصدق في العمل، و ملك الموت



[ صفحه 51]



بالروح، و القبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب» [6] .

لقد نظر الامام الي أبعاد الحياة الدنيا فرآها محاطة بهذه الأمور الثمانية فصمم علي الزهد فيها، و عدم الاحتفاء بأي شي ء من زينتها و مباهجها.

5 - جاء رجل متسول يشكو حاله الي الامام عليه السلام، فأنكر عليه ذلك قائلا:

«مسكين ابن آدم، له في كل يوم ثلاث مصائب، لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب، و أمر الدنيا: فأما المصيبة الأولي فاليوم الذي ينقص من عمره... و ان ناله نقصان في ماله اغتم به، و الدرهم يخلف عنه، و العمر لا يرده، و الثانية أنه يستوفي رزقه فان كان حلالا حوسب عليه، و ان كان حراما عوقب عليه، و الثالثة أعظم من ذلك، فقيل له: و ما هي؟ قال: ما من يوم يمسي الا و دنا من الآخرة رحله لا يدري «أعلي الجنة أم علي النار...» [7] .

لقد دعا الامام عليه السلام الي الاعتبار بما يحيط الانسان من المصائب الثلاث، و هي لو فكر بها لردعته عن التهالك علي الدنيا، و عمل لآخرته التي هي دار الخلود و البقاء.

6 - قال عليه السلام: «لو كان الناس يعرفون جملة الحال في فضل الاستنابة، و جملة الحال في صواب التبيين، لأعربوا عن كل ما يتلجلج في صدورهم، و لوجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المنازعة الي كل حال سوي حالهم، و علي أن ادراك ذلك كان لا يعدمهم في الأيام القليلة العدة، و الفكرة القصيرة المدة، ولكنهم من بني مغمور بالجهل، و مفتون بالعجب، و معدول بالهوي من باب التثبت، و مصروف بسوء العادة عن فضل التعلم...» [8] .



[ صفحه 52]



ان الانسان لو امعن النظر، و أطال التفكير في شؤون هذا الكون لآمن ايمانا لا يخامره شك بان هناك خالقا و مدبرا يخضع كل شي ء لارادته و قضائه، و لا حول و لا قوة لغيره، و اذا آمن الانسان بذلك لوجد برد اليقين في نفسه، و استراح من كثير من المشاكل و المصاعب التي تداهمه في حياته القصيرة الأمد، ولكن أني له بذلك فقد غمره الجهل، و فتنه العجب، و اضله الهوي عن فضل التعلم و الوصول الي الحق.

7 - و من مواعظه القيمة التي وجهها لاصحابه و شيعته، و هي من أجل ما أثر عنه من المواعظ، قال عليه السلام:

«أيها الناس، اتقوا الله، و اعلموا أنكم اليه راجعون، فتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا، «و يحذركم الله نفسه» ويحك ابن آدم الغافل، و ليس مغفولا عنه، ان أجلك أسرع شي ء اليك، قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك، و يوشك أن يدركك، فكأن قد أوفيت أجلك، و قد قبض الملك روحك، و صيرت الي قبرك وحيدا، فرد اليك روحك، و اقتحم عليك ملكان منكر و نكير لمسألتك، و شديد امتحانك، ألا و ان أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، و عن نبيك الذي أرسل اليك، و عن دينك الذي كنت تدين به و عن كتابك الذي كنت تتلوه و عن أمامك الذي كنت تتولاه، و عن عمرك فيما أفنيته، و عن مالك من أين اكتسبته، و فيما أنفقته، فخذ حذرك، و انظر لنفسك، و اعد الجواب قبل الامتحان، و المساءلة و الاختبار، فان تكن مؤمنا عارفا بدينك، متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقنك الله حجتك و أنطق لسانك بالصواب، فاحسنت الجواب، و بشرت بالجنة، و الرضوان من الله، و استقبلتك الملائكة بالروح و الريحان، و ان لم تكن كذلك تلجلج لسانك، و دحضت حجتك، و عييت عن الجواب و بشرت بالنار، و استقبلت ملائكة العذاب بنزل من حميم، و تصلية جحيم.

و اعلم يا ابن آدم أن ما وراء هذا - يعني السؤال في القبر - أعظم، و افظع، و أوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع له الناس، و ذلك يوم



[ صفحه 53]



مشهود، يجمع الله فيه الأولين و الآخرين، يوم ينفخ في الصور، و يبعثر فيه القبور، ذلك يوم الآزفة [9] اذ القلوب لدي الحناجر، كاظمين، ذلك يوم لا تقال فيه عثرة، و لا تؤخذ من أحد فدية، و لا تقبل من أحد معذرة، و لا لأحد فيه مستقيل توبة، ليس الا الجزاء بالحسنات، و الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، و من كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

فاحذروا أيها الناس من الذنوب و المعاصي ما قد نهاكم عنها، و حذركموها في الكتاب الصادق، و البيان الناطق، و لا تأمنوا مكر الله و تدميره عندما يدعوكم الشيطان اللعين اليه من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا، فان الله يقول: «ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون» [10] و أشعروا قلوبكم خوف الله، و تذكروا ما قد وعدكم في مرجعكم اليه من حسن ثوابه، كما قد خوفكم من شديد عقابه، فانه من خاف شيئا فاحذره، و من حذر شيئا تركه، و لا تكونوا من الغافلين المائلين الي زهرة الحياة الدنيا، الذين مكروا السيئات، و قد قال الله تعالي: «أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون - أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين - أو يأخذهم علي تخوف» [11] فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، و لا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين، في كتابه، لقد وعظكم الله بغيركم، و ان السعيد من وعظ بغيره، و لقد اسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القري قبلكم حيث قال: «و أنشأنا بعدها قوما آخرين» [12] و قال: «فلما أحسوا بأسنا اذا هم منها يركضون» [13] يعني يهربون. قال: «لا تركضوا و ارجعوا الي ما أترفتم فيه و مساكنكم لعلكم



[ صفحه 54]



تسألون» [14] فلما أتاهم العذاب «قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين» [15] فان قلتم أيها الناس: ان الله انما عني بهذا أهل الشرك، فكيف ذاك؟ و هو يقول: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و ان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفي بنا حاسبين» [16] .

اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، و لا تنشر لهم الدواوين، و انما يحشرون الي جهنم زمرا، و انما تنصب الموازين، و تنشر الدواوين لأهل الاسلام، فاتقوا الله عباد الله، و اعلموا أن الله تعالي لم يحبب زهرة الدنيا لأحد من أوليائه، و لم يرغبهم فيها، و في عاجل زهرتها، و ظاهر بهجتها، فانما خلق الدنيا، و خلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته، و أيم الله لقد ضربت لكم فيه [17] الأمثال، و ضربت الآيات لقوم يعقلون، فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون، و لا قوة الا بالله، و ازهدوا فيها، زهدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا، فان الله يقول: - و قوله الحق - «انما مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس و الانعام، حتي اذا أخذت الأرض زخرفها، و ازينت، و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون» [18] و لا تركنوا الي الدنيا، فان الله قال لمحمد (ص): «و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار» [19] و لا تركنوا الي هذه الدنيا و ما فيها ركون من اتخذها قرارا، و منزل استيطان. فانها دار قلعة، و منزل بلغة، و دار عمل، فتزودوا الأعمال الصالحة، قبل تفرق أيامها، و قبل الأذن من الله في خرابها، فكان قد أخربها الذي عمرها، أول مرة، و ابتدأها، و هو ولي ميراثها، و اسأل الله لنا



[ صفحه 55]



و لكم العون علي تزود التقوي، و الزهد في الدنيا، جعلنا الله و اياكم من الزاهدين في عاجل هذه الحياة الدنيا، الراغبين في أجل ثواب الآخرة فانما نحن له و به، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...» [20] .

لقد حفلت هذه الموعظة بتصوير مذهل و مروع عن مشاهد يوم القيامة الذي لا تقال فيه عثرة، و لا تؤخذ فيه من أحد فدية، و انما يجازي الناس باعمالهم أن خيرا فخيرا، و ان شرا فشرا، فلا نجاة فيه للانسان من عذاب الله الا بالعمل الصالح، فهو الذي ينقذه من أهوال يوم القيامة و مشاهده المروعة.

و حذر الامام عليه السلام من اقتراف المعاصي و الذنوب، و اتباع الشهوات التي تلقي الناس في شر عظيم، كما حذر عليه السلام من سلوك طريق الظالمين، لأن الله تعالي أنزل بهم عقابه الصارم فأهلكهم و دمر ديارهم، و أذاقهم و بال ما كانوا يظلمون.

و شي ء آخر بالغ الأهمية في هذه الموعظة، هو أن موازين القسط و العدل التي تنصب يوم القيامة انما هي للمسلمين، و أما الذين كفروا فلا تنشر لهم الدواوين، و لا تنصب لهم الموازين، و أنما يساقون الي جهنم زمرا.

8 - و من مواعظه القيمة هذه الموعظة المؤثرة، و هذا نصها:

«كفانا الله، و اياكم الظالمين، و بغي الحاسدين، و بطش الجبارين، أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا، المائلون اليها، المفتونون بها، المقبلون عليها، و علي حطامها الهامد [21] و هشيمها البائد غدا، و احذروا ما حذركم الله منها، و ازهدوا في ما زهدكم الله فيه منها، و لا تركنوا الي ما في هذه الدنيا ركون من اعدها دارا و قرارا، و بالله ان لكم مما فيها دليلا من زينتها و تصريف أيامها، و تغييرا نقلا



[ صفحه 56]



بها، و مثلاتها، و تلاعبها بأهلها، انها لترفع الخميل، و تضع الشريف، و تورد النار أقواما غدا، ففي هذا معتبر و مختبر و زاجر لمنتبه، و ان الأمور الواردة عليكم في كل يوم و ليلة من مظلمات الفتن، و حوادث البدع، و سنن الجور، و بوائق الزمان، و هيبة السلطان [22] و وسوسة الشيطان، لتثبط القلوب عن نيتها، و تذهلها عن موجود الهدي، و معرفة أهل الحق الا قليلا ممن عصم الله، و نهج سبيل الرشد، و سلك طريق القصد، ثم استعان علي ذلك بالزهد، فكرر الفكر، و اتعظ بالعبر، و ازدجر، فزهد في عاجل بهجة الدنيا، و تجافي عن لذاتها، و رغب في دائم نعيم الآخرة، و سعي لها سعيها، و راقب الموت، و شنأ الحياة مع القوم الظالمين، فعند ذلك نظر الي ما في الدنيا بعين نيرة، حديدة النظر، و ابصر حوادث الفتن، و ضلال البدع، و جور الملوك الظلمة، فقد - لعمري - استدبرتم من الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة، و الانهماك فيها، ما تستدلون به علي تجنب الغواة و أهل البدع و البغي و الفساد في الأرض بغير الحق، فاستعينوا بالله، و ارجعوا الي طاعته، و طاعة من هو أولي بالطاعة من طاعة من اتبع و اطيع.

فالحذر الحذر من قبل الندامة و الحسرة، و القدوم علي الله، و الوقوف بين يديه، و تالله ما صدر قوم قط عن معصية الله الا الي عذابه، و ما آثر قوم قط الدنيا علي الآخرة الا ساء منقلبهم، و ساء مصيرهم، و ما العلم بالله و العمل بطاعته الا الفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، فحثه الخوف علي العمل بطاعة الله، و ان أرباب العلم و أتباعهم، ألذين عرفوا الله فعملوا له، و رغبوا اليه و قد قال الله: «انما يخشي الله من عباده العلماء» [23] فلا تلتمسوا شيئا في هذه الدنيا بمعصية الله، و اشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله، و اغتنموا أيامها، و اسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله، فان ذلك أقل للتبعة، و أدني من العذر، و أرجي للنجاة، فقدموا أمر الله و طاعته و طاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها، و لا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة



[ صفحه 57]



الطواغيت، و فتنة زهرة الدنيا بين يدي أمر الله، و طاعته، و طاعة أولي الأمر منكم، و اعلموا أنكم عبيدالله، و نحن معكم، يحكم علينا و عليكم سيد حاكم غدا، و هو موقفكم، و مسائلكم، فاعدوا الجواب، قبل الوقوف و المساءلة و العرض علي رب العالمين، يومئذ لا تكلم نفس الا باذنه، و اعلموا أن الله لا يصدق كاذبا، و لا يكذب صادقا، و لا يرد عذر مستحق، و لا يعذر غير معذور، بل لله الحجة علي خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل، فاتقوا الله و استقبلوا من اصلاح أنفسكم، و طاعة الله و طاعة من تولونه فيها، لعل نادما قد ندم علي ما فرط بالأمس في جنب الله، و ضيع من حق الله، و استغفروا الله و توبوا اليه فانه يقبل التوبة، و يعفو عن السيئات، و يعلم ما تفعلون، و اياكم و صحبة العاصين، و معونة الظالمين، و مجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم، و اعلموا أنه من خالف أولياء الله، و دان بغير دين الله، و استبد بأمره دون أمر ولي الله، في نار تلتهب، تأكل أبدانا، قد غابت عنها أرواحها، غلبت عليها شقوتها، فهم موتي لا يجدون حر النار، فاعتبروا يا أولي الأبصار، و احمدوا الله علي ما هداكم، و اعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله الي غير قدرته، و سيري الله عملكم ثم اليه تحشرون، فانتفعوا بالعظة، و تأدبوا بآداب الصالحين..» [24] و هذه الموعظة من غرر مواعظ الامام عليه السلام، و لم يقتصر علي الدعوة الي الزهد في الدنيا و العمل للآخرة، و انما كانت في الوثائق السياسية، و الاجتماعية، و قد حفلت بما يلي.

1 - التحذير من اتباع الطواغيت و اتباعهم من المفتونين بحب الدنيا، و المغرورين بزينتها و بهجتها، فانهم جميعا من الشبكة التخريبية التي تعمل علي مناهضة الاصلاح الاجتماعي، و نشر الظلم و الفساد في الأرض.

2 - ذم الدنيا، و التنديد بطبيعتها، و التي منها:

(أ) رفعها الخاملين.



[ صفحه 58]



(ب) وضعها الأحرار و الأشراف.

(ج) دفعها أقواما الي النار، و ذلك لانحرافهم عن الحق.

و اذا كانت طبيعة الدنيا اقامة الرذائل، و مناهضة القوي الخيرة، فالأجدر الزهد فيها، و التجافي عن شهواتها، و السعي في الظفر بنعيم الآخرة.

3 - ابداؤه الأسي علي ما تواجهه الأمة في عصره من الوان مريعة و مذهلة من مظلمات الفتن، و حوادث البدع، و سنن الجور، من قبل الحكومة الأموية التي اغرقت البلاد بالظلم و الفتن و الجور، و كان وقع تلك الأحداث شديدا علي الأمة، فقد ثبطت القلوب عن نياتها، و أذهلتها عن طريق الحق، و الرشاد.

4 - الدعوة الي طاعة الله تعالي، و طاعة أئمة الحق و الهدي الذين يسلكون بالناس سبل النجاة، و يهدونهم ألي صراط مستقيم، و الذين يمثلون ارادة الأمة و وعيها، و يحققون لها جميع ما تصبو اليه من العزة و الكرامة، كما دعا عليه السلام الي التمرد علي أئمة الجور، و عدم التعاون معهم.

5 - الحث علي تقوي الله و طاعته الذين تزدهر بهما حياة الانسان، و يستقيم بهما سلوكه.

هذه بعض محتويات هذه الموعظة الحافلة بالأمور الدينية و الشؤون السياسية.

9 - من مواعظه القيمة التي تحدث فيها عن صفات الزاهدين و قد جاء فيها:

«ان علامة الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، تركهم كل خليط، و خليل، و رفضهم كل صاحب لا يريد ما يريدون، الا و أن العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا، الآخذ للموت أهبته، الحاث علي العمل قبل فناء الأجل، و نزول ما لا بد من لقائه، و تقديم الحذر قبل



[ صفحه 59]



الحين [25] فان الله عزوجل يقول: «حتي اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت» [26] فلينزلن أحدكم اليوم نفسه في هذه الدنيا كمنزلة المكرور الي الدنيا، النادم علي ما فرط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته، و اعلموا، عباد الله، أنه من خاف البيات تجافي عن الوساد، و امتنع من الرقاد، و امسك عن بعض الطعام و الشراب، من خوف سلطان أهل الدنيا، فكيف، ويحك يا ابن آدم، من خوف بيات سلطان رب العزة، و أخذه الأليم و بياته لأهل المعاصي و الذنوب، مع طوارق المنايا بالليل و النهار، فذلك البيات الذي ليس فيه منجي، و لا دونه ملتجأ، و لا منه مهرب، فخافوا الله، أيها المؤمنون من البيات، خوف أهل التقوي فأن الله يقول «ذلك لمن خاف مقامي و خاف عبد» [27] فاحذروا زهرة الحياة الدنيا و غرورها و شرورها، و تذكروا عاقبة الميل اليها فان زينتها فتنة، و حبها خطيئة.

و اعلم ويحك يا ابن آدم أن قسوة البطنة، و فطرة الميلة، و سكر الشبع، و عزة الملك مما يثبط، و يبطي ء عن العمل، و ينسي الذكر، و يلهي عن اقتراب الأجل، حتي كأن المبتلي بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب، و ان العاقل عن الله، الخائف منه، ليمرن نفسه، و يعودها الجوع حتي ما تشتاق الي الشبع، و كذلك تضمر الخيل [28] لسبق الرهان.

فاتقوا الله عباد الله تقوي مؤمل ثوابه، و خائف عقابه، فقد اعذر الله تعالي و انذر، و شوق، و خوف، فلا أنتم الي ما شوقكم اليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون، و لا أنتم مما خوفكم من شديد عقابه، و اليم عذابه، ترهبون، فتنكلون، و قد نبأكم الله في كتابه أنه «من يعمل من الصالحات، و هو مؤمن فلا كفران لسعيه و انا له كاتبون» [29] ثم ضرب لكم الأمثال في



[ صفحه 60]



كتابه، و صرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا، فقال: «انما أموالكم و أولادكم فتنة و الله عنده أجر عظيم» [30] فاتقوا الله ما استطعتم، و اسمعوا، و أطيعوا.. فاتقوا الله و اتعظوا بمواعظ الله، و ما اعلم الا كثيرا منكم قد نهكته عواقب المعاصي فما حذرها، و اضرت بدينه فما مقتها، أما تسمعون النداء من الله بعينها و تصغيرها حيث قال: «اعلموا انما الحيوة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان و ما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور - سابقوا الي مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء و الأرض اعدت للذين آمنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذوالفضل العظيم» [31] و قال: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون - و لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون» [32] فاتقوا الله عباد الله، و تفكروا و اعملوا لما خلقتم له، فان الله لم يخلقكم عبثا و لم يترككم سدي، قد عرفكم نفسه، و بعث اليكم رسوله، و انزل عليكم كتابه فيه حلاله و حرامه، و حججه و أمثاله، فاتقوا الله فقد احتج عليكم ربكم فقال: «الم نجعل له عينين - و لسانا و شفتين - و هديناه النجدين» [33] فهذه حجة عليكم، فاتقوا الله ما استطعتم فانه لا قوة الا بالله، و لا تتكلوا الا عليه و صلي الله علي محمد و آله...» [34] .

و ألمت هذه الموعظة القيمة بصفات الزاهدين و نزعاتهم، فكانوا حقا من خيار خلق الله، فلم تفتنهم الدنيا، و لم تغرهم زينتها و شهواتها، فقد اتجهوا نحو الدار الآخرة و عملوا كل ما يقربهم الي الله زلفي، فكانوا في سلوكهم، و حسن أفعالهم، و جمال احدوثتهم قدوة حسنة لمن يهتدي بهم.



[ صفحه 61]



1 - و من مواعظه القيمة التي كان يعظ بها اصحابه هذه الموعظة:

«أحبكم الي الله أحسنكم عملا، و ان أعظمكم عند الله عملا أعظمكم في ما عند الله رغبة، و ان أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، و ان أقربكم من الله أوسعكم خلقا، و ان أرضاكم عند الله أسبغكم علي عياله، و ان أكرمكم علي الله أتقاكم لله تعالي...» [35] .

لقد أمر الامام عليه السلام أصحابه بمحاسن الصفات، و ذخائر الأعمال، و دلهم علي ما ينجيهم من عذاب الله في الدار الآخرة، فقد حثهم علي ما يلي:

(أ) الرغبة في ما عند الله و هي من أعظم الذخائر، أما الرغبة الي غيره تعالي فانها تؤول الي الخيبة و الخسران.

(ب) الخشية من الله؛ فانها تصد الانسان من اقتراف أي اثم أو جرم، و تغرس في النفس الفضيلة و الكرامة.

(ج) سعة الأخلاق: فان الانسان انما يمتاز علي غيره بسمو أخلاقه، فاذا فقد الاخلاق فقد فقد انسانيته.

(د) التوسعة علي العيال: و هي مما توجب شيوع المودة و الألفة بين أفراد الأسرة التي هي الخلية الأولي في بناء المجتمع الانساني.

(ه) تقوي الله: و هي من موجبات التمايز في المجتمع الاسلامي، فقد جاء في الحديث «ان أكرمكم عند الله أتقاكم»

11 - و مما وعظ به الامام أصحابه قوله: «ان بين الليل و النهار روضة يرتع في رياضها الأبرار، و يتنعم في حدائقها المتقون، فادأبوا رحمكم الله في سهر هذا الليل بتلاوة القرآن في صدره، و بالتضرع و الاستغفار في آخره، و اذا ورد النهار فاحسنوا قراه بترك التعرض لما يرد لكم من محقرات الذنوب فانها مشرفة بكم علي قباح العيوب، و كأن الرحلة قد أظلتكم، و كأن الحادي



[ صفحه 62]



قد حدا بكم، جعلنا الله و اياكم من أغبطه فهمه، و نفعه علمه...» [36] .

لقد حث الامام عليه السلام علي طاعة الله و عبادته في غلس الليل، و وضح النهار و حذر من اقتراف الذنوب و المعاصي، فانها تورد الانسان موارد الهلكة، فما أسرع ما يفارق هذه الحياة و يرد علي الله فيجازيه علي اعماله ان خيرا فخيرا و ان شرا فشرا.

12 - و من مواعظه هذه الموعظة التي وجه فيها الخطاب لنفسه، و هي من المواعظ التي ترتعد منها الفرائص، و تفزع منها القلوب، و هذا نصها:

«يا نفس حتي م الي الدنيا سكونك، و الي عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضي من اسلافك، و من رواته الأرض من ألافك؟ و من فجعت به من اخوانك، و نقل الي الثري من اقرانك؟ فهم في بطون الأرض بعد ظهورها، محاسنهم فيها بوال دواثر.



خلت دورهم منهم واقوت عراصهم

و ساقهم نحو المنايا المقادر



و خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها

و ضمهم تحت التراب الحفائر



كم خرمت أيدي المنون من قرون، و كم غيرت الأرض ببلائها، و غيبت في ترابها ممن عاشرت من صنوف و شيعتهم الي الأرماس، ثم رجعت عنهم الي عمل أهل الأفلاس:



و أنت علي الدنيا مكب منافس

لخطابها فيها حريص مكاثر



علي خطر تمشي و تصبح لاهيا

أتدري بماذا لو عقلت تخاطر



و ان امرءا يسعي لدنياه دائبا

و يذهل عن أخراه لا شك خاسر



فحتي م علي الدنيا اقبالك؟ و بشهواتها اشتغالك؟ و قد وخطك القتير [37] و أتاك النذير، و أنت عما يراد بك ساه، و بلذة يومك و غدك لاه، و قد رأيت انقلاب أهل الشهوات، و عاينت ما حل بهم من المصيبات.



[ صفحه 63]





و في ذكر هول الموت و القبر و البلي

عن اللهو و اللذات للمرء زاجر



أبعد اقتراب الأربعين تربص

و شيب قذال منذر و مكابر



كأنك معني بما هو ضائر

لنفسك عمدا و عن الرشد حائر [38] .



انظر الي الأمم الماضية، و الملوك الفانية، كيف اختطفتهم عقبان الأيام و وافاهم الحمام، فامحت من الدنيا آثارهم، و بقيت فيها أخبارهم، و اصبحوا رمما في التراب الي يوم الحشر و المآب.



امسوا رميما في التراب و عطلت

مجالسهم منهم و أخلي مقامر



و حلوا بدار لا تزاور بينهم

و أني لسكان القبور التزاور



فما أن تري الا قبورا ثووا بها

مسطحة تسفي عليها الأعاصر



كم من ذي منعة و سلطان، و جنود، و اعوان، تمكن من دنياه، و نال فيها ما تمناه، و بني فيها القصور و الدساكر [39] و جمع فيها الأموال و الذخائر، و مليح السراري و الحرائر.



فما صدفت كف المنية اذ أتت

مبادرة تهوي اليه الذخائر



و لا دفعت عنه الحصون التي بني

وحف بها أنهاره و الدساكر



و لا قارعت عنه المنية حيلة

و لا طمعت في الذب عنه العساكر



أتاه من الله ما لا يرد، و نزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالي الله الملك الجبار، المتكبر العزيز القهار، قاصم الجبارين، و مبيد المتكبرين، الذي ذل لعزه كل سلطان، و أباد بقوته كل ديان.



مليك عزيز، لا يرد قضاؤه

حكيم عليم، نافذ الأمر، قاهر



عنا كل ذي عز لعزة وجهه

فكم من عزير للمهيمن صاغر



لقد خضعت و استسلمت و تضاءلت

لعزة ذي العرش الملوك الجبابر



فالبدار، البدار [40] ، و الحذار الحذار من الدنيا و مكايدها، و ما نصبت لك من



[ صفحه 64]



مصايدها و تحلت لك من زينتها، و اظهرت لك من بهجتها، و ابرزت لك من شهواتها، و اخفت عنك من غوائلها و هلكاتها.



و في دون ما عاينت من فجعاتها

الي دفعها داع و بالزهد آمر



فجد و لا تغفل و كن متيقظا

فعما قليل يترك الدار عامر



فشمر و لا تفتر، فعمرك زائل

و أنت الي دار الاقامة صائر



و لا تطلب الدنيا فان نعيمها

- و ان نلت منها - غبه لك ضائر



فهل يحرص عليها لبيب، أو يسر بها أريب؟ و هو علي ثقة من فنائها، و غير طامع في بقائها، أم كيف تنام عينا من يخشي البيات، و تسكن نفس من توقع في جميع أموره الممات.



الا له، ولكنا نغر نفوسنا

و تشغلنا اللذات عما نحاذر



و كيف يلذ العيش من هو موقف

بموقف عدل يوم تبلي السرائر



كأنا نري أن لا نشور، و أننا

سدي، ما لنا بعد الممات مصادر



و ما عسي أن ينال صاحب الدنيا من لذتها، و يتمتع به من بهجتها مع صنوف عجائبها و قوارع فجائعها، و كثرة عذابه في مصابها و في طلبها، و ما يكابد من اسقامها و أوصابها و آلامها.



أما قد نري في كل يوم و ليلة

يروح علينا صرفها و يباكر



تعاورنا آفاتها و همومها

و كم قد تري يبقي لها المتعاور



فلا هو مغبوط بدنياه آمن

و لا هو عن تطلابها النفس قاصر



كم قد غرت الدنيا من مخلد اليها، و صرعت من مكب عليها، فلم تنهضه من عثرته، و لم تنقذه من صرعته، و لم تشفه من المه، و لم تبرئه من سقمه، و لم تخلصه من وصمه.



بل أوردته بعد عز و منعة

موارد سوء ما لهن مصادر



فلما رأي أن لا نجاة و أنه

هو الموت لا ينجيه منه التحاذر



تندم اذ لم تغن عنه ندامة

عليه، و ابكته الذنوب الكبائر



اذ بكي علي ما سلف من خطاياه، و تحسر علي ما خلف من دنياه،



[ صفحه 65]



و استغفر حتي لا ينفعه الاستغفار، و لا ينجيه الاعتذار عند هول المنية، و نزول البلية.



احاطت به أحزانه و همومه

و ابلس لما اعجزته المقادر



فليس له من كربة الموت فارج

و ليس له مما يحاذر ناصر



و قد جشأت خوف المنية نفسه

ترددها منه اللها و الحناجر



هنالك خف عواده، و اسلمه أهله و عواده، و ارتفعت البرية بالعويل، و قد أيسوا من العليل، فغمضوا بايديهم عينيه، و مدوا عند خروج روحه رجليه، و تخلي عنه الصديق، و الصاحب الشقيق.



فكم موجع، يبكي عليه، مفجع

و مستنجد صبرا و ما هو صابر



و مسترجع داع له الله مخلصا

يعدد منه كل ما هو ذاكر



و كم شامت مستبشر بوفاته

و عما قليل للذي صار صائر



فشقت جيوبها نساؤه، و لطمت خدودها اماؤه، و اعول لفقده جيرانه، و توجع لرزيته اخوانه، ثم اقبلوا علي جهازه، و شمروا لابرازه، كأنه لم يكن بينهم العزيز المفدي، و لا الحبيب المبدي.



وحل احب القوم كان بقربه

يحث علي تجهيزه و يبادر



و شمر من قد احضروه لغسله

و وجه لما فاض للقبر حافر



و كفن في ثوبين و اجتمعت له

لتشييعه اخوانه و العشائر



فلو رأيت الأصغر من أولاده، و قد غلب الحزن علي فؤاده، و يخشي من الجزع عليه، و خضبت الدموع عينيه، و هو يندب أباه، و يقول: يا ويلاه و احرباه.

لعاينت من قبح المنية منظرا

يهال لمرآة، و يرتاع ناظر



أكابر اولاد يهيج اكتئابهم

اذا ما تناساه البنون الاصاغر



و ربة نسوان عليه جوازع

مدامعهم فوق الخدود غوازر



ثم أخرج من سعة قصره، الي ضيق قبره، فلما استقر في اللحد، و هيل عليه اللبن احتوشته اعماله، و احاطت به خطاياه، و ضاق ذرعا بما



[ صفحه 66]



رآه، ثم حثوا بأيديهم عليه التراب، و اكثروا البكاء عليه و الانتحاب، ثم وقفوا ساعة عليه، و ايسوا من النظر اليه، و تركوه رهنا بما كسب و طلب.



فولوا عليه معولين و كلهم

لمثل الذي لاقي اخوه محاذر



كشاء رتاع آمنين بدالها

بمديته بادي الذراعين حاسر



فريعت و لم ترتع قليلا و اجفلت

فلما نأي عنها الذي هو حاذر،...



عادت الي مرعاها و نسيت ما في اختها دهاها، افبأفعال الانعام اقتدينا؟ أم علي عادتها جرينا؟ عد الي ذكر المنقول الي دار البلي، و اعتبر بموضعه تحت الثري، المدفوع الي هول ما تري.



ثوي مفردا في لحده و توزعت

مواريثه أولاده و الأصاهر



و احنوا علي أمواله يقسمونها

فلا حامد منهم عليها و شاكر



فيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها

و يا آمنا من أن تدور الدوائر...



كيف أمنت هذه الحالة و أنت صائر اليها لا محالة؟ أم كيف ضيعت حياتك، و هي مطيتك الي مماتك؟ أم كيف تشبع من طعامك و أنت منتظر حمامك؟ أم كيف تهنأ بالشهوات و هي مطية الآفات.



و لم تتزود للرحيل و قد دنا

و أنت علي حال وشيك مسافر



فيا لهف نفسي كم أسوف توبتي

و عمري فان و الردي لي ناظر



و كل الذي اسلفت في الصحف مثبت

يجازي عليه عادل الحكم قادر



فكم ترقع بآخرتك دنياك، و تركب غيك و هواك، أراك ضعيف اليقين يا مؤثر الدنيا علي الدين، ابهذا أمرك الرحمن؟ أم علي هذا انزل القرآن؟ أما تذكر أمامك من شدة الحساب، و شر المآب، أما تذكر حال من جمع و ثمر، و رفع البناء و زخرف و عمر، أما صار جمعهم بورا، و مساكنهم قبورا.



تخرب ما يبقي و تعمر فانيا

فلا ذاك موفور و لا ذاك عامر



و هل لك ان وافاك حتفك بغتة

و لم تكتسب خيرا لدي الله عاذر



أترضي بأن تفني الحياة و تنقضي

و دينك منقوص و مالك وافر [41] .





[ صفحه 67]



و انتهت هذه الموعظة، و قد صورت واقع الحياة الدنيا، و ما يؤول اليه أمر الانسان من النزوح عن هذه الدنيا، التي هو احرص ما يكون عليها، فقد هام بحبها، و تعلق بشهواتها و مباهجها، مع علمه بمفارقتها الي قبر مظلم ضيق، تتقطع فيه أوصاله، و تنحسر فيه أخباره، و لا يبقي معه الا عمله، فان كان صالحا، فلا يأنس الا به، و ان كان شرا فلا يخاف الا منه.

و نحن لا يخالجنا شك في مضامين هذه الموعظة، الا أنا نشك فيها من جهة ركاكة بعض ألفاظها خصوصا ما اشتملت عليه من النظم، و هي لا تتناسب مع بلاغة الامام زين العابدين عليه السلام الذي هو من أبلغ أئمة البلاغة في العالم العربي و الاسلامي، فهو صاحب الصحيفة السجادية التي لم تعرف العربية أبلغ و افصح منها.

13 - و من مواعظه هذه الموعظة القيمة التي حذر فيها من الدنيا قال عليه السلام: «احذركم من الدنيا، و ما فيها، فانها دار زوال و انتقال، تنتقل بأهلها من حال الي حال، و هي قد أفنت القرون الخالية، و الأمم الماضية، و هم الذين كانوا اكثر منكم مالا [42] ، و أطول أعمارا، و اكثر آثارا، افنتهم الدنيا، فكأنهم لا كانوا أهلا، و لا سكانا، قد أكل التراب لحومهم، و أزال محاسنهم، و بدد أوصالهم، و شمائلهم، و غير الوانهم، و طحنتهم أيدي الزمان افتطعمون بعدهم بالبقاء؟ هيهات!! هيهات!! فلابد من الملتقي، فقد بدد ما مضي من عمركم، و ما بقي فافعلوا فيه ما سوف يلتقي عليكم بالاعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل، و فروغ الأمل، فعن قريب تؤخذون من القصور الي القبور حزينين غير مسرورين، فكم و الله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات، و كم من عزيز وقع في مسالك الهلكات حيث لا ينفعه الندم، و لا يغاث من ظلم، و قد وجدوا ما اسلفوا و أخذوا ما تزودوا، «و وجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك احدا» فهم في منازل همود [43] وفي



[ صفحه 68]



عسكر الموتي خمود، ينتظرون صيحة القيامة و حلول يوم الطامة [44] «ليجزي الذين اساؤوا بما عملوا و يجزي الذين احسنوا بالحسني» [45] .

و بهذا تنتهي بعض مواعظ الامام زين العابدين عليه السلام. حقا انها من اعظم الأرصدة الروحية، كما أنها من أنجح الأدوية لمعالجة الأمراض النفسية التي تؤدي الي انحطاط الانسان، و ترديه في متاهات سحيقة من مجاهل هذه الحياة.


پاورقي

[1] يجأرون: أي يتضرعون.

[2] القداح: السهام بلا ريش و لا نصل.

[3] اصول الكافي 2 / 132، معالم العبر للنوري.

[4] الدر النظيم (ص 137) تاريخ اليعقوبي 3 / 46.

[5] الخصال (ص 65 - 64).

[6] أمالي ابن الشيخ (ص 410).

[7] الاختصاص (ص 338).

[8] البيان و التبيين 1 / 84 زهر الآداب 1 / 102.

[9] الآزفة: أي القيامة.

[10] سورة الأعراف: آية 200.

[11] سورة النحل: آية 47 - 45.

[12] سورة الأنبياء: آية 11.

[13] سورة الأنبياء: آية 12.

[14] سورة الأنبياء: آية 13.

[15] سورة الأنبياء: آية 14.

[16] سورة الأنبياء: آية 47.

[17] أي: في القرآن الكريم.

[18] سورة يونس: آية 24.

[19] سورة هود: آية 113.

[20] تحف العقول (ص 252 - 249) امالي الطوسي (ص 301) روضة الكافي (ص 160) امالي الصدوق (ص 356) تنبيه الخواطر لابن ورام (ص 225) البحار 17 / 17، الطبعة الأولي.

[21] الهامد: البالي.

[22] و هيبة السلطان: لعل الصحيح و رهبة السلطان.

[23] سورة فاطر: آية 25.

[24] تحف العقول (ص 255 - 252) امالي المفيد (ص 117) روضة الكافي (ص 138).

[25] الحين: الهلاك.

[26] سورة المؤمنون آية 100.

[27] سورة ابراهيم آية 14.

[28] تضمير الخيل: حجبها عن الأكل حتي تهزل لتستطيع سبق الرهان.

[29] سورة الأنبياء: آية 94.

[30] سورة التغابن: آية 15.

[31] سورة الحديد: آية 21 - 20.

[32] سورة الحشر: آية 19 - 18.

[33] سورة البلد: آية 10 - 8.

[34] تحف العقول (ص 274 - 272) البحار 17 / 312 الطبعة الأولي.

[35] روضة الكافي (ص 158).

[36] الدر النظيم (ص 137).

[37] وخطك: أي اسرع، القتير: الشيب.

[38] في العجز - كما لا يخفي - زحاف، و لعل الأصح: لنفسك عمدا أو عن الرشد جائر.

[39] الدساكر: مفردها دسكرة و هي بناء كالقصر فيه الشراب و الملاهي.

[40] أي: العجل العجل.

[41] البداية و النهاية 9 / 113 - 109، تأريخ ابن عساكر.

[42] الأصح: أموالا.

[43] الهمود: الموت.

[44] الطامة: الداهية لأنها تطم كل شي ء.

[45] سورة النجم: آية 30.


عتقه للموالي


و كان الامام زين العابدين (ع) يعطف علي الموالي كأشد ما يكون العطف، فكان يشتريهم، و يشتري نساءهم، و يعتقهم جميعا لينعموا بالحرية و الكرامة، و اذا اعتقهم منحم الأموال الطائلة، و الثراء العريض ليستغنوا عما في أيدي الناس.

و قد تبني طائفة من الموالي فجعل يغذيهم بأنواع العلوم و المعارف، و قد تخرج علي يده مجموعة منهم كانوا من كبار العلماء في ذلك العصر، و كان ذلك هو السبب في تزعم الموالي للحركة العلمية في تلك العصور، كما ان ذلك هو السبب في انتشار الولاء لأهل البيت (ع) عندهم، و انضمامهم لكل حركة سياسية تدعو الي التخلص من الحكم الاموي، و ارجاع الخلافة لاهل البيت (ع) الذين كانوا الملجأ لكل بائس و محروم،


روايات قدح زيد، از بني اميه سرچشمه گرفته


با توجه به اينكه قيام زيد بن علي كه چهره ي مقدس و پرشوري داشت و هر انسان را به خود جلب مي كرد، به طوري كه قيام پسر چهارده ساله اش يحيي در خراسان كه از قيام پدرش هم پرغوغاتر بود، دستگاه عظيم بني اميه را با تمام قدرت دچار تزلزل كرد، لذا دستگاه بني اميه با تمام قدرت در تضعيف اين نهضت مي كوشيد و نهضت آنها را غيرشرعي و غيراسلامي معرفي مي كرد و چنين وانمود مي كرد كه زيد از امام صادق اجازه ندارد يا مخالف نظر امام باقر و امام صادق حركت مي كند. بني اميه تا جايي پيش رفتند كه از قول امامان شيعه رواياتي را بر ضد زيد جعل كردند و انتشار دادند و بر سر زبان هاي مردم انداختند. سپس بني عباس براي لكه دار كردن نهضت هاي اسلامي مخصوصا قيام هاي علويان، رواياتي به نام مشاهير اصحاب ائمه جعل كردند تا مردم را از اين جنبش ها كنار بكشند و در اين عمل ناصبي ها و شيعيان جاهل كه با انزواي باقرين - عليهماالسلام - مخالف بودند، با بني اميه و بني عباس همكاري داشتند.

گاهي در اين مورد از شيعيان و روات موثق و ياران امامان هم ياري مي جستند كه بلكه مجعولات خود را بر كرسي بنشانند. رجال حديث مخصوصا آيت الله خويي همه ي اين روايات را رد كرده و جهات ضعف آنها را روشن ساخته اند.


پارساترين مردم


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

پارساترين مردم كسي است كه در هنگام شبهه درنگ كند. [1] .



[ صفحه 46]




پاورقي

[1] بحار: 70 / 305 / 25، ميزان الحكمه: ج 14، ح 21655.


نقش زبان در سعادت و شقاوت انسانها


و اياكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الزور و البهتان و الاثم و العدوان [1] .

مبادا زبانتان را به گفتار دروغ و تهمت و گناه و دشمني آلوده سازيد.

«اياكم» در اين روايت نهي نيست بلكه تحذير است؛ به اين معنا كه حضرت امام صادق عليه السلام مي فرمايد: اي مؤمنان، مواظب باشيد كه زبان شما نلغزد و مرتكب گناه نشود چرا كه انسان در معرض اشتباه و فراموشي است و بايد هميشه هوشيار و مواظب باشد.

«ذلاقت» به معناي فصاحت و زبان آوري و «زلاقت» به معناي لغزش است.

عبارت بعد از «اياكم» اگر «تزلقوا» باشد، معناي عبارت اين است كه از اين كه زبانتان به لغزش دچار گردد، و قول زور و بهتان بر آن جاري گردد حذر كنيد، اما اگر «تذلقوا» باشد، يعني خوش زباني هايتان را در قول زور و بهتان قرار ندهيد.

كنترل زبان نسبت به تقوا مانند آب است نسبت به زندگي. همان طور كه بدون آب زندگي ناممكن است بدون بازداشتن زبان از گناه به دست آوردن ملكه تقوا ممكن نيست. اگر زبان كنترل گردد جلو بسياري از گناهان گرفته مي شود. انسان ها همان طور كه با دست و پا و چشم و گوش خود گناه مي كنند با زبان نيز مرتكب گناه مي شوند، اما اگر تمام گناهان اعضاي بدن را با هم جمع كنند به اندازه ي گناهان زبان نمي شود.

امام زين العابدين عليهم السلام مي فرمايد: ان لسان ابن آدم يشرف علي جميع جوارحه كل صباح



[ صفحه 52]



فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير ان تركتنا... [2] ؛ هر روز صبح زبان از اعضاي بدن مي پرسد: حال شما چطور است؟ آنها جواب مي دهند كه اگر تو بگذاري حال ما خوب است...» زبان منشأ گناهان بزرگي چون دروغ، غيبت و تهمت است. زبان ممكن است باعث دگرگوني حق و باطل شود، و حق را باطل جلوه دهد و لباس حق بر تن باطل پوشاند. اين زبان است كه باعث مي گردد يزيد بن معاويه خليفه مسلمانان شناخته شده، و امام حسين عليه السلام خارجي و سركش معرفي گردد.


پاورقي

[1] در بعضي از نسخه ها تزلقوا آمده است. (متن نامه).

[2] كافي، ج 2، ص 115، باب الصمت و حفظ اللسان.


زكات علم


زكات اين است كه انسان مقداري از اموال مخصوصي كه پروردگار به او مرحمت فرموده است در موردي كه مي بايست، صرف كند و ببخشد و از اين نظر آن را زكات گويند كه دادن آن مقدار،موجب نمو، زيادتي و بركت آنچه باقيمانده است مي شود. هر نعمتي را كه خداوند به بشر عطا فرموده، نوعي زكات مخصوص در آن مقرر شده است، تا آن نعمت پايدار بماند. علم هم يكي از موهبتهاي پروردگار است كه زكات آن را امام صادق (ع) چنين بيان مي فرمايد:



[ صفحه 34]



ان لكل شي ء زكاة، و زكاة العلم ان يعلمه اهله. [1] .

براي هر چيزي زكاتي است، و زكات علم آن است كه آن را به اشخاص شايسته بياموزند.


پاورقي

[1] تحف. ص 364.


نتيجه ي بحث


مي توان از بحث و گفتگوي فوق استفاده كرد كه ابي طفيل يكي از شيعيان خالص و دوستداران اميرالمؤمنين عليه السلام و اهل بيت پاكش بوده است كه هيچ گونه اعتنايي به قدرت و زور معاويه و به زرق و برق دنيا و بخششهاي بزرگش كه منحرف از آل رسول است نمي كرد.

علاوه بر آن، ابي طفيل از كساني بود كه اميرالمؤمنين عليه السلام او را از اصحاب ويژه ي خود مي دانست و رازهايي را كه جز فرشتگان مقرب و پيغمبران مرسل و بندگاني كه قلبشان آكنده از ايمان است



[ صفحه 126]



نمي دانند، به او مي سپرد و مي فرمود: من اگر حتي بخشي از حقايقي را كه از كتاب خدا مي دانم براي همه ي شيعيانم كه سرباز من هستند و اقرار به امامت من كرده و فرمان مرا برده و مرا اميرالمؤمنين ناميده اند و با دشمنان من مي جنگند، بگويم آن چنان از اطرافم پراكنده خواهند شد كه جز شمار اندكي مانند تو باقي نخواهند ماند.

ابي طفيل از سخن مولا بر خود لرزيد و گفت: اي اميرالمؤمنين، من و امثال من از اطراف تو پراكنده خواهيم شد يا با تو خواهيم بود؟

اميرالمؤمنين عليه السلام فرمود: نه، شما پابرجا خواهيد ماند، زيرا مسئله ي ما مسئله ي بسيار سخت و دشواري است؛ هيچ كس آن را درنمي يابد و به آن نزديك نمي شود مگر فرشته ي مقرب خدا يا پيغمبر مرسل يا بنده اي كه خدا دلش را با ايمان آزموده باشد. اي ابي طفيل، خداوند پيغمبر را قبض روح كرد، پس از او بسياري از مردم مرتد شدند و به راه ضلالت و جهالت رفتند مگر اندكي از آنان، كه خداوند ايشان را به وسيله ي ما اهل بيت از گمراهي حفظ كرد. [1] .



[ صفحه 128]




پاورقي

[1] مختصر البصائر، ص 40.


آشنائي به مكان هاي تاريخي و جغرافيائي


جعفر بن محمد بسياري از امكنه و مراكز مهم تاريخي را مي شناخت و تاريخ آن را خوب مي دانست و در ميان تمام كشورها و شهرها شهر مكه و اطراف آن بيش از همه جا توجه او را جلب كرده بود، و براي تعيين تاريخ و اصل آن سعي و كوشش بيشتري مبذول مي داشت. همچنين از بيت عتيق خبر داد و منظور از عتيق را بيان كرد و فرمود: چون خداوند تعالي آن را از طوفان [1] محفوظ كرد و آزاد گذاشت. از اين رو بيت عتيق يعني آزاد خوانده شد و پس از امام جعفر (ع) مردم به پيروي از او آن را عتيق گفتند زيرا هميشه از دستبرد ستمگران و دشمنان مصون مانده است و شايد در اثر آزادي كعبه [2] است كه تصرف آن براي كسي ميسر نمي شود و



[ صفحه 96]



بعد امام صادق (ع) از ساختمان بيت عتيق خبر داد و فرمود كه آن اولين بناي روي زمين است.

گويند امام صادق (ع) خبر داد و گفت: از موقعي كه خداوند تعالي اراده فرمود از ميان بشر در روي زمين خليفه تعيين فرمايد بيت عتيق وجود داشته و امام جعفر (ع) پس از شرح تاريخ آن درب آن را گشودند و مردم به طرف آن هجوم كرده داخل آن شدند.

مردم بيشتر از امكنه و امتيازات آنها از وي مي پرسيدند و او به همه آنها پاسخ مي گفت چنانكه از او سؤال كردند: حطيم در كجا واقع شده؟ جواب داد: بين حجرالاسود و باب. پس گفتند: چرا آن را حطيم خوانده اند؟ فرمود: چون وسعت آن جا كم است هنگام عبور به يكديگر فشار مي آورند و مردم به دنبال فرمايشات امام اضافه مي كردند: براي اينكه هر كس كه بخواهد از مقام آن بكاهد و تحقيرش كند او را خرد و نابود مي نمايد. بعد مردم راجع به ركن يماني از امام صادق «ع» پرسيدند فرمود: دري است كه ما از آن وارد بهشت [3] .



[ صفحه 97]



خواهيم شد. اكنون مي پرسيم آيا تمام اين معلومات براي خدمت به ترويج دين و آئين اسلام نبوده است؟

در ميان علومي كه به امام صادق (ع) نسبت داده اند يكي علم به امكنه است او از هر كجا كه داراي امتياز و مزيت تاريخي بود و يا مراكزي كه چندان اهميت تاريخي نداشتند و منبع مهمي نبودند اطلاع كامل داشت.

ابوحمزه ثمالي گويد: روزي ابوعبدالله جعفر بن محمد (ع) از من پرسيد: ابومحمد آيا نام مسجد سهل را شنيده اي و مي داني كجا است؟ گفتم: در اين جا مسجدي داريم كه بنام سهله معروف است. فرمود: منظور من نيز همان است و اگر كسي در آن وارد شود و نماز گذارد و به پروردگار پناه برد و از او طلب استمداد كند خداي تعالي او را در پناه و ملجأ خود مصون [4] و محفوظ خواهد كرد.

همچنين ياقوت كه بعضي از اهالي همدان گفته ي او را تصديق و تأييد كرده اند مي گويد: وقتي به حضور ابوعبدالله



[ صفحه 98]



جعفر بن محمد (ع) رسيدم. امام صادق (ع) پرسيد اهل كجا هستي؟ گفتم: اهل ناحيه اي كه به كشور كوه ها (جبال) معروف است.

- كدام قسمت جبال؟

- همدان.

- آيا كوهي به نام راوند در آنجا مي شناسي؟

گفتم: جانم فداي شما باد مثل اينكه اروند خوانده مي شود.

فرمود: بلي، و بدان كه در آنجا چشمه اي از چشمه هاي بهشت مي باشد.

ياقوت گويد: اهالي همدان معتقد بودند كه چشمه همان چشمه پرآبي است كه بر قله وجود داشته و داراي خصوصيات و آثاري است كه در چشمه ها و چاه هاي ديگر ديده نشده است به اين ترتيب كه هر ساله هنگام معيني آب از آن بيرون مي آيد كه منبع آن در شكاف سنگي وجود داشت و با آنكه بسيار خنك و گوارا بود هر كس از آن مي آشاميد از سردي زياد آن احساس ناراحتي نمي كرد و نكته ي جالب



[ صفحه 99]



همين بود كه بعد از مدت معيني آب آن خشك مي شد و بعد در سال آينده همان موقع جريان آب شروع مي شد. آب آن شفاي بيماري بود و از هر نقطه به سوي آن مي شتافتند و عجيب اينكه مقدار آب همه را كفايت مي كرد. گوئي هرگاه كه مردم زيادتر در اطراف آن جمع مي شدند آب آن نيز افزايش مي يافت و هنگامي كه عده ي كمتري براي شفا مي آمدند مقدار آب تقليل مي يافت و از فراواني آن كاسته مي شد.

شايد بعضي بگويند كه جعفر بن محمد (ع) نام سهله و اروند را آن طور كه ميان اهالي معروف بود و به خاطر نداشت، اما اين سخن بعيد است و اصولا مثل اينكه نام و اسم امكنه مورد نظر او نبوده و بيشتر به خصائص و امتيازات شهرها و امكنه توجه داشته است. وانگهي بين سهل و سهله و راوند و اروند چندان تفاوتي وجود ندارد و تنها دانستن و حفظ كردن نام محل ها و مراكز مثمرثمر نيست بلكه آشنائي به امتيازات و اوضاع آنها مهمتر است.

باري جعفر بن محمد (ع) مكه را بر مدينه ترجيح داد



[ صفحه 100]



و بهتر آن ديد كه از مدينه به مكه عزيمت كند. او مسافت [5] و فرسنگ ها را به خوبي مي شناخت و از منازل بين راه يعني مراكزي كه آباد و داراي آب و گياه يا دور از آب و آبادي بود اطلاع داشت و به خصوص راه ميان حجاز و عراق را خوب مي دانست و بالاخره بر همه آنچه كه مردم بدان آشنا بودند يا نبودند آگاه بود و از حوادث و وقايع و جنگ ها و مراكز وقوع آنها و حتي قبرهائي كه در آنجا وجود داشت باخبر بود و بالاتر از همه آنچه را كه اهالي آنجا هم نمي دانستند خوب مي دانست.

هيچكس مانند او از قبر جد بزرگوارش علي (ع) مطلع نبود زيرا تا آن وقت مخفي بود و كسي از محل آن خبر نداشت. امام جعفر (ع) از پدر عزيزش نقل حديث كرده كه فرمود: امام حسن بر جسد جدم علي (ع) نماز گزارد و او را نزديك قصر (الامارة) به خاك سپرد و قبر او را پنهان كرد تا خوارج [6] خيال نبش قبر او را نكنند.



[ صفحه 101]



پس از چندي مردم با راهنمائي امام جعفر (ع) بر قبر علي (ع) آگاه شدند و محل آن را يافتند. امام صادق به اين ترتيب درب خانه ي هر مشكلي را مي گشود و مردم در آن وارد مي شدند.

روزي يكي از اهالي حيره به ملاقات هارون الرشيد رفت و او را در حالي كه مشغول شكار بود ديد. پس خطاب به او گفت: يا اميرالمؤمنين آيا ميل داري كه قبر پسرعمويت علي بن ابيطالب (ع) را به تو نشان دهم و آيا مي خواهي كه به زيارت آن نائل شوي؟

هارون گفت: كار پسنديده و بسيار خوبي است و يك نوع كرامت و بزرگي است اگر اين كار را بكني بسيار ممنون خواهم شد. پس آن مرد هارون را به قبر علي (ع) نزديك كرد و در حالي كه با دست به آن اشاره مي كرد گفت: اين است قبر علي عليه السلام. رشيد پرسيد: از كجا بر اين امر آگاه شدي؟ پاسخ داد: روزي با پدرم در ركاب امام جعفرصادق عليه السلام سعادت زيارت قبر او را پيدا كرده بودم. ايشان فرموده بودند كه با پدر مهربانشان امام محمدباقر (ع)



[ صفحه 102]



و امام باقر با امام زين العابدين (ع) و او با پدر ارجمندش امام حسين (ع) به زيارت قبر جد بزرگوارشان نائل شده اند از ميان ايشان حسين (ع) بيش از همه از قبر پدر عزيزش آگاهي داشت.

هارون الرشيد دستور داد كه اطراف قبر علي (ع) را ديوار بكشند و پايه اي بسازند و اين اولين بنائي بود كه در آنجا برقرار شد. [7] .

علاوه بر اينها امام جعفر (ع) از مواضع و مراكز نزول آيات و سوره هاي قرآن اطلاع كامل داشت و بدون ترديد اين اطلاعات ميراث پدران او و بالاتر از همه حضرت علي عليه السلام بوده است.


پاورقي

[1] الفصول المهمه ص 21- نور الابصار ص 147.

[2] حياة الحيوان جلد 2 ص 210.

[3] معجم البلدان، جلد 2 ص 678.

[4] سهله نام مسجدي است در كوفه معجم البلدان جلد 6 ص 487.

[5] مقاتل الطالبيين ص 437.

[6] النجوم الزاهره ج 1 ص 120.

[7] حياة الحيوان ج 2 ص 226.


پرسش درباره ي معبود


عربي از حضرت پرسيد: آيا خدايي را كه پرستش مي كني ديده اي؟ حضرت فرمود: خدايي را كه نبينم هرگز پرستش نمي كنم. اعرابي پرسيد چطور؟ حضرت فرمود: چشمهاي ظاهري خدا را نمي بيند ليكن قلب به



[ صفحه 59]



نور ايمان خدا را مي بيند و خدا به مخلوق شباهت ندارد با آثار قدرت خداشناسي حاصل شده و با علامات تميز داده مي شود و جز او معبودي به حق نيست.

اعرابي از گفتار حضرت خوشحال و روشن شد و گفت:

«الله اعلم حيث يجعل رسالته؛ خدا داناتر است كه كسي را به رهبري انتخاب كند.»


آداب معاشرت


امام ششم داراي قواي نفساني و ملكات و سجاياي آسماني مانند سماحة شجاعت - بشاشت - بلاغت - مراغبت - عبادت - تقوي - علوم و



[ صفحه 35]



دانش بود و بر سيره جدش و آباء گرامش سير و سلوك مي كرد و قدم جاي مقدم آنها مي گذاشت.

در ميان تمام قبايل بشري نمي توان يك پدر و پسري يافت كه از نظر فكر و انديشه و علم و دانش و طريقه نيل به كمال مطلوب و از جهت فضيلت اخلاقي مانند هم بوده و وحدت فكري و سليقه داشته باشند.

اما خاندان آل محمد و اولياي خدا و اوصياي پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم دوازده نفري بودند كه تمام در يك خط سير به سوي يك هدف و با يك نظر و سليقه و يك سبك و روش ثابت هر يك قدم جاي قدم ديگري نهاده و وظيفه آسماني را انجام نموده اند.

اين منصب الهي بود كه بدين طبقه عاليه مفوض شده و الحق آنها با كمال خوش روئي و خوش خوئي اداء وظيفه كردند.

در فضيلت اخلاقي امام صادق عليه السلام همين بس كه از ميان چهار هزار حداقل شاگردان او حتي يك نفر انتقاد اخلاقي از او نكرد و نقطه ضعفي براي او نگرفته است و اين بزرگترين موهبت آسماني است.

او با اصحابش همان طور معاشرت مي كرد كه با اولادش مي نمود - با يارانش چنان عمل مي كرد كه با خواص خويشانش مي كرد - داراي صبر - بردباري - متانت - وقار - علم و هوش و حافظه - احاطه - قدرت بر تسلط غرائز از خصال امام صادق عليه السلام است.

در غذا خوردن چنان ادب را رعايت و با كمال خوشروئي آغاز و انجام تناول غذا با دوستانش مراعات مي كرد و مي فرمود يعتبر حب الرجل لاخيه بانبساطه في طعامه [1] .

در خوردن و خفتن و راه رفتن و گفتن و ضيافت كردن اطعام و اكرام و انعام و سخاوت و مهماني رفتن و آداب و سنن زندگاني اجتماعي سرمشق مسلمين بود كه مجلسي در بحار و شيخ صدوق در مجلس 18 و باب اطعام مؤمن در كافي مفصل نقل كرده اند. [2] .

امام ششم در شكرگذاري و حق شناسي و انفاق و صدقات و اجابت مسئول حاجتمندان مانند جدش اميرالمؤمنين عليه السلام بود اشجع سلمي بر او وارد شد در حال كسالت حضرت سبب مرضش را پرسيد گفت:



البسك الله منه عافيه

في نومك المعتري و في ارقك





[ صفحه 36]





يخرج من جسمك السقام كما

اخرج دل السئوال من عنقك



حضرت به غلامش فرمود چه قدر موجودي داري جواب داد 400)درهم يا دينار) فرمود آن را تسليم اشجع كن. [3] .

مفضل بن قيس وارد شد شكايت داشت چهارصد دينار به او بخشيد. [4] .

امام ششم صدقات سري داشت كه در ظلمات شب به خانه مستحقين مي برد و اصراري داشت كه اسرارش فاش نشود با كمال رأفت و رحمت و با مسرت و شادماني بينوايان را به نوا مي رسانيد ايتام را لباس و غذا مي داد.


پاورقي

[1] بحار ص ج 11 حيات الصادق ص 148 ج 1.

[2] وسائل الشيعه ص 268 ج 3 - امالي شيخ طوسي مجلسي 31.

[3] مناقب ص 345 ج 2 اغاني ص 30 ج 17 - اعيان الشيعه ج 13 ص 346 نفس المصدر مجلسي 11.

[4] الكشي ص 121.


معتزله يا مفوضه


اين طبقه مي گويند كارهاي انسان به ادله ذيل منتسب به خودش مي باشد و در امور كاملا آزاد است.

دليل اول از قران ان ليس للانسان الا ما سعي - هيچ بشري جز سعي و عمل چاره ندارد



[ صفحه 31]



كل نفس بما كسبت رهينه هر نفس گروگان عمل خودش مي باشد.

ان الله لا يظلم الناس شيئا و لكن الناس انفسهم يظلمون.

خداوند به كسي ستم نمي كند بلكه خود مردم هستند كه به خودشان ظلم و ستم مي نمايند ما اصابك من مصيبة فمن نفسك هر چه بر سر تو آيد از جانب خودت مي باشد اين طبقه مي گويند راست است كه خداوند عالم است در قضا و قدر سرنوشت همه را معين مي كند ولي اختيار به بندگان داده كه هر چه بخواهند بكنند و هيچ الزامي در كار نيست.



اين كه گوئي اين كنم يا آن كنم

خود دليل اختيار است اي صنم



دليل ديگر جزاي عمل است كه خداوند بنده مؤمن را ثواب مي دهد و كافر را عقاب مي نمايد معلوم مي شود تكليف در حال آزادي است چنانچه در شرع هم شرط مكلف بودن آزادي عقل و بلوغ است به دزدي و دروغ عتاب مي كند به اطاعت و بندگي و كار خير ثواب مي بخشد.

دليل ديگر امر و نهي است اگر آزادي در وظيفه نبود امر و نهي معني نداشت اگر كار خدا باشد و اجبار چرا امر مي كند و چرا باز مي دارد و چرا وعده ثواب و عقاب مي دهد.

دليل ديگر اجبار و اختيار انسان آزاد است نه مانند سنگ كه از بالا سقوط نمايد و مجبور به فرود آمدن است هم مي تواند حركت كند هم مي تواند بايستد و كار كار انسان است و اين خود بهترين دليل آزادي است كه اجباري در كار نيست.

دليل ديگر زشت و زيبا كارها خوب و بد دارد اگر بگوئيم عمل زشت از خداست و خدا محتاج نيست كه كار قبيحي بنمايد پس مسلم است عمل زشت از انسان است وقتي عمل زشت از انسان باشد در عمل خوب هم كار آزادي دارد زيرا كسي كه اختيار در عمل داشت زشت و زيبا در ماهيت عمل يكي است و كار كار انسان است پس اجبار نيست و كارها تفويض به خداوند است و خداوند بنده را در عمل صاحب اختيار و اراده قرار داده كه افوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد.

اجمال عقايد مفوضه اين بود كه اكنون به پاسخ هر دو مي پردازيم تا القاء شبهه نشود و بعد بيان امام صادق (ع) را در معني لاجبر و لا تفويض بيان مي كنيم.


نجوم و تنجيم


اسلام با تعليم قرآن و تقويت عقل علم تنجيم را تكذيب نمود و خرافي دانست ولي تنجيم را علم و فني مستقل شناخت يعني آنچه از ستاره شناسي به نام كهانت، رمالي و غيب گوئي - سحر و جادو مي گفتند همه را تكذيب كرد و سعد و نحس را بدين جهت از بين برد و روي يك مباني عقلي و علمي درآورد كه (لا يعلم الغيب الا هو).



كه داند به جز ذات پروردگار

كه فردا چه بازي كند روزگار



اما تنجيم كه ستاره شناسي از نظر هيئت افلاك و طرق و راه ها و حساب دقيق حركت فلكي و منظومه شمسي باشد صحيح دانست و آن را پايه و اساس علوم رياضي در افلاك شناخت و بهترين وسيله توحيد و خداشناسي دانست كه با علم ستاره شناسي و توجه به آسمان ها سعه



[ صفحه 21]



علمي و تحكيم مباني توحيدي وقت مي گيرد.

در حالي كه اروپائيان تا قرن 16 ميلادي هنوز در مدارسشان نجوم و سعد و نحس ستارگان و علم غيب آن را تدريس مي كردند - و هر كس براي مسلمين مي گفت مستند به فرمايش پيغمبر (كذب المنجون برب الكعبه) پاسخ مي گرفت.


نامه هاي سران نهضت به امام صادق


ابو مسلم پس از مرگ «ابراهيم امام» به حضرت صادق (ع) چنين نوشت: «من مردم را به دوستي اهل بيت دعوت مي كنم، اگر مايل هستيد كسي براي خلافت بهتر از شما نيست»

امام درپاسخ نوشت:

«ما انت من رجالي و لا الزمان زماني»: نه تو از ياران مني و نه زمانه، زمانه من است. [1] .

همچنين «فضل كاتب» مي گويد: روزي نزد امام صادق (ع) بودم كه نامه اي از ابو مسلم رسيد، حضرت به پيك فرمود: «نامه تو را جوابي نيست، از نزد ما بيرون شو» [2] .

نيز «ابوسلمه خلال» [3] كه بعدها به عنوان «وزير آل محمد (ص)» معروف شد، چون بعد از مرگ ابراهيم امام اوضاع را به زيان خود مي ديد، بر آن شد كه از آنان رو گردانيده به فرزندان علي (ع) بپيوندد. لذا به سه تن از بزرگان علويين: جعفر بن محمد الصادق (ع) و عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب (عبدالله محض) عمرالاشرف بن زين العابدين (ع) نامه نوشت و آن را به يكي از دوستان ايشان سپرده گفت: اول نزد جعفر بن محمد الصادق (ع) برو، اگر وي پذيرفت دو نامه ديگر را از ميان ببر، و اگر او نپذيرفت عبدلله محض را ملاقات كن، اگر او هم قبول نكرد، نزد عمر رهسپار شو.

فرستاده ابو سلمه ابتدا نزد امام جعفر بن محمد (ع) آمد و نامه ابوسلمه را بدو تسليم كرد. حضرت صادق (ع) فرمود: مرا با ابو سلمه كه شيعه و پيرو ديگران است، چه كار؟ فرستاده ابو سلمه گفت: نامه را بخوانيد، امام صادق (ع) به خادم خود گفت چراغ را نزديك وي آورد، آنگاه نامه را در آتش چراغ انداخت و آن را سوزانيد! پيك پرسيد: جواب آن را نمي دهي؟ امام فرمود: جوابش همين بود كه ديدي!

سپس پيك ابو سلمه نزد «عبدلله محض» رفت و نامه وي را به دستش داد. چون عبدالله نامه را خواند آن را بوسيد و فوراً سوار شده نزد حضرت صادق (ع) آمد و گفت: اين نامه كه اكنون به وسيله يكي از شيعيان ما در خراسان رسيده از ابو سلمه است كه مرا به خلافت دعوت كرده است. حضرت به عبدالله گفت: از چه وقت مردم خراسان شيعه تو شده اند؟ آيا ابو مسلم را تو پيش آنان فرستاده اي؟ آيا تو احدي از آنان را مي شناسي؟ در اين صورت كه نه تو آنها را مي شناسي و نه ايشان تو را مي شناسند، چگونه شيعه تو هستند؟ عبدالله گفت: سخن تو بدان ماند كه خود در اين كار نظر داري؟ امام فرمود: خدا مي داند كه من خير انديشي را درباره هر مسلماني بر خود واجب مي دانم، چگونه آن را درباره تو روا ندارم؟ اي عبدالله، اين آرزوهاي باطل را از خود دور كن و بدان كه اين دولت از آن بني عباس خواهد بود، و همين نامه براي من نيز آمده است. عبدلله با ناراحتي از نزد جعفر بن محمد بيرون آمد.

«عمر بن زين العابدين» نيز با نامه ابوسلمه برخورد منفي داشت. وي نامه را رد كرد و گفت: من صاحب نامه را نمي شناسم كه پاسخش را بدهم [4] .

هنگامي كه پرچم هاي پيروزي به اهتزاز در آمد و نشانه هاي فتح نمايان شد، «ابو سلمه» براي بار دوم طي نامه اي به امام صادق (ع) نوشت: «هفتاد هزار جنگجو در ركاب ما آماده هستند، اكنون موضع خود را روشن كن.» امام (ع) باز همان جواب قبلي را داد. [5] .

ابوبكر حضرمي روايت مي كند كه من و ابان بن تغلب به محضر امام صادق (ع) رسيديم و اين هنگامي بود كه پرچم هاي سياه در خراسان برافراشته شده بود. عرض كرديم: اوضاع را چگونه مي بينيد؟ حضرت فرمود:

«در خانه هاي خود بنشينيد، هر وقت ديديد ما گرد مردي جمع شده ايم، با سلاح به سوي ما بشتابيد.» [6] .

اما در بيان ديگري به ياران خود فرمود: «زبانهاي خود را نگاهداريد و از خانه هاي خود بيرون نياييد، زيرا آنچه به شما اختصاص دارد (حكومت راستين اسلامي) به اين زودي به شما نمي رسد» [7] .

با توجه به آن چه گفته شد، در نظر بدوي تحليل موضعگيري امام در برابر پيشنهادهاي ابوسلمه و ابومسلم مشكل به نظر مي رسد، ولي اگر اندكي در قضايا دقت كنيم، پي به علت اصلي اين موضعگيري مي بريم: امام صادق (ع) مي دانست كه رهبران قيام هدفي جز رسيدن به قدرت ندارند، و اگر شعار طرفداري از اهل بيت را هم مطرح مي كنند، صرفاً به منظور جلب حمايت توده هاي شيفته اهل بيت است.

«روايات تاريخي به روشني گواهي مي دهد كه «ابو سلمه خلال» پس از رسيدن نيروهاي خراساني به كوفه، زمام امور سياسي را در دست گرفته شروع به توزيع مناصب سياسي و نظامي در ميان اطرافيان خود كرده بود. او مي خواست با برگزيدن يك خليفه علوي، تصميم گيرنده و قدرت اصلي دولت، خود وي بوده، خليفه تنها در حد يك مقام ظاهري و تشريفاتي باشد». [8] امام مي دانست كه ابومسلم و ابوسلمه دنبال چهره روشني از اهل بيت مي گردند كه از وجهه و محبوبيت او در راه رسيدن به اهداف خود بهره برداري كنند، و به امامت آن حضرت اعتقاد ندارند و گرنه معنا نداشت كه سه نامه به يك مضمون به سه شخصيت از خاندان پيامبر بنويسند!

امام با نهايت هوشياري مي دانست طراح اصلي قيام، عباسيان هستند و آنان نيز هدفي جز رسيدن به آمال خود در زمينه حكمراني و سلطه جويي ندارند و مي دانست كه آنها بزودي كسي را كه ديگر به دردشان نخورد و يا در سر راهشان قرار گيرد، نابود خواهند كرد؛ همان سرنوشتي كه گريبانگير ابومسلم و ابوسلمه و سليمان بن كثير و ديگران شد. امام (ع) كاملا مي دانست امثال ابوسلمه و ابومسلم فريب خورده اند و در خط مستقيم اسلام و اهل بيت نيستند و لذا به هيچ عنوان حاضر نبود با آنان همكاري كند و به اقدامات آنان مشروعيت بخشد، زيرا سران انقلاب مردان مكتب او نبودند. آنان در عرصه انتقام جويي، كسب قدرت، و اعمال خشونت افراط مي كردند و كارهايي انجام مي دادند كه هيچ مسلمان متعهدي نمي تواند آن ها را امضا كند.


پاورقي

[1] شهرستاني، الملل و النحل، تحقيق: محمد سيد گيلاني، بيروت، دارالمعرفه، 1402 ه . ق، ج 1، ص.154.

[2] كليني، الروضه من الكافي، ط 2، تهران، دارالكتب الاسلاميه، 1389 ه .ق، ص 274-مجلسي، بحارالانوار، تهران، المكتبه الاسلاميه، 1395 ه .ق، ج 47، ص 297.

[3] در سبب ناميده شدن ابو سلمه به «خلال» سه وجه ذكر كرده اند. ر.ك به: ابن طقطقا، الفخري، بيروت، دارصادر، 1386 ه.ق، ص 153-154.

[4] ابن طقطقا، همان كتاب، ص 154- مسعودي، مروج الذهب، بيروت، دارالاندلس، ج 3، ص 243-.254 مسعودي از نامه عمر بن زين العابدين ياد نمي كند.

[5] مجلسي، بحارالانوار، تهران، المكتبة الاسلامية، 1395 ه .ق، ج 47، ص 133.

[6] مجلسي، همان كتاب، ج 52، ص 139.

[7] مجلسي، همان كتاب، ج 52، ص 139.

[8] دكتر فاروق، عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ط 1، بيروت، دارالارشاد، 1389 ه .ق، ص 226.


پيدايش مذاهب چهارگانه ي اهل تسنن


احمد بن علي بن عبدالقادر مقريزي كه از نويسندگان برجسته ي اهل تسنن به شمار مي رود در جلد چهارم خطط مقريزي از صفحه ي (142) تا صفحه ي (149) جريان فوت پيامبر عظيم الشأن اسلام صلي الله عليه و آله را تا سنه ي (666) هجري مي نگارد: اكنون ما خلاصه و ماحصل گفته هاي او را از نظر مبارك خوانندگان عزيز مي گذرانيم تا در نتيجه معلوم شود: مذاهب چهار گانه ي اهل تسنن كه عبارتند از: مالكي، شافعي، حنبلي و حنفي در چه زماني احداث شدند و چگونه رسميت پيدا كردند.

مقريزي مي گويد: موقعي كه ابوبكر خليفه شد جمعي از صحابه به جنگ مسيلمه ي كذاب و گروهي به جنگ مردم روم و برخي بقتال مردم عراق رفتند. جماعتي هم با ابوبكر در مدينه ماندند.

چنانچه قضيه اي پيش آمد مي كرد و ابوبكر مدركي از كتاب خدا و سنت پيغمبر در دست نداشت به اجتهاد خود حكم خدا را تعيين مي كرد. اوضاع زمان صحابه به همين نحو بود



[ صفحه 188]



(يعني هر گاه براي حكمي مدركي از قرآن و سنت پيغمبر نداشتند اجتهاد مي كردند؟) تا زمان تابعين [1] تابعين از فتواي صحابه تجاوز نمي كردند.

در زمان تابعين اكثر اهل مدينه تابع عبدالله بن عمر بودند.

بيشتر اهل كوفه تابع عبدالله بن مسعود شدند.

اكثر اهل مكه از عبدالله بن عباس تبعيت مي كردند.

اهل مصر اكثرا تابع عبدالله بن عمرو بن عاص گرديدند. پس از تابعين بود كه فقهاء در امصار زياد شدند، از قبيل: ابوحنيفه و سفيان ثوري و ابن ابي ليلا كه در كوفه فتوا مي دادند و... كتابهائي در فقه و حديث تأليف كردند تا زمان خلافت هارون الرشيد فرارسيد و او منصب قضاوت را به قاضي ابويوسف كه شاگرد ابوحنيفه بود تفويض كرد و به وسيله ي ابويوسف بود كه مذهب ابوحنيفه رواج گرفت و در عراق، خراسان، شام و مصر غير از مذهب ابوحنيفه مذهبي در كار نبود.



[ صفحه 189]



از سنه ي (70) تا سنه ي (80) وضع مردم به همين نحو بود تا اينكه يحيي بن كثير اندلسي وزير دربار منتصر كه پادشاه اموي بود مقامش بالا گرفت، يحيي بن كثير كه قسمتي از كتاب موطاي (بضم ميم و فتح واو) مالك را نزد خود مالك خوانده بود مذهب مالك را رواج داد و بدين جهت رياست وي به اعلي درجه رسيد اندلس و كليه ي حومه ي آن جز مذهب مالك مذهب ديگري را نمي شناختند.

پس از اين جريان ابومحمد فارسي كه عبدالله بن فروج باشد در بلاد آفريقا رفت و مذهب ابوحنيفه را به مردم تعليم و تلقين نمود و اسد بن فرات بن سنان كه قاضي افريقا بود نيز به ترويج مذهب ابوحنيفه پرداخت.

بعد از اين تبليغات بود كه سحنون بن سعيد تنوخي متصدي قضاوت آفريقا شد و براي دومين بار مذهب مالك را رواج داد وي بمعيت معز بن باديس براي ترويج اين مذهب به قدري پا فشاري و تبليغات نمودند كه از مذهب ابوحنيفه نام و نشاني باقي ننهادند. اهل آفريقا براي اينكه از مقربان دربار پادشاه شوند و به آمال و آرزوهاي خود برسند و از زخارف دنيا برخوردار گردند تابع مذهب مالك شدند.

عبدالرحيم بن خالد بن يزيد بن يحيي كه يكي از فقهاي آن زمان به شمار مي رفت وارد مصر شد و مذهب مالك را آن چنان رواج داد كه مردم تا سنه ي (198) مذهبي جز مذهب مالك نمي شناختند.

در سنه ي (198) بود كه محمد بن ادريس شافعي با گروهي از بني هاشم وارد مصر شدند، وي مجلس درسي تشكيل داد



[ صفحه 190]



و شاگرداني تربيت كرد، شاگردانش مطالب او را مي نوشتند و عمل هم مي كردند تا اينكه رفته رفته مذهب شافعي بر مذهب مالكي غلبه يافت و تا سنه ي (358) همين دو مذهب بر مردم حكومت مي كردند.

در سنه ي (358) بود كه قائد جوهر با لشگر مولاي خود كه - المعزلدين الله فاطمي بود - از آفريقا به مصر آمد و شهر قاهره را بنا نهاد و مذهب مقدس شيعه را رواج داد. و... الي آخر آن قدرت و اقتداري كه درباره ي مذهب شيعه نافذ و ممضي گرديد

اوضاع مصر به همين نحو بود تا سنه ي (526) كه نورالدين يعني محمود بن زنگي از دمشق وارد مصر گرديد و دولت را تغيير داد، مدرسه اي از براي فقهاي شافعيه بنا نهاد، مدرسه ي ديگري براي فقهاي مالكي ساخت.

ولي فقهاي شيعه را طرد كرد، مذهب شيعه در مصر مختفي گرديد و از اراضي مصر بار بست؟

بعد از اين جريان بود كه در سنه ي (666) در زمان سلطنت ملك ظاهر بيبرس در اواخر دولت ايوبيه مذاهب را به چهار مذهب كه: مالكي، شافعي، حنبلي و حنفي باشد منحصر نمودند چهار قاضي به شماره ي چهار مذهب تعيين كردند (تا هر كدام مطابق مذهب خود فتوا دهند) و از براي هر كدام مدرسه و منزل و خانقاه و محفلي تشكيل دادند.

اگر كسي برخلاف يكي از اين چهار مذهب فتوا مي داد او را تعقيب مي كردند و تحت شكنجه و عذاب قرار مي دادند، اگر يك چنين شخصي درباره امري شهادت مي داد قبول نمي كردند



[ صفحه 191]



او را از سخنراني و امام جماعت بودن و تدريس منع مي نمودند كار به جائي رسيده بود كه در كليه امصار و بلاد غير از مذهب چهارگانه اهل تسنن شناخته نمي شد. شيعه شديدا تحت تعقيب قرار گرفت و دچار تقيه گرديد.

صلاح الدين ايوبي مردم را مجبور مي كرد كه درباره ي عقائد حتما بايد پيرو شيخ ابوالحسن يعني علي بن اسماعيل اشعري كه شاگرد ابوعلي جبائي بود باشند. كسي كه بغير اين عقيده معتقد بود چيزي از اوقاف به او نمي دادند، يك چنين شخصي از اوقاف وافره ي مدرسه ي ناصريه كه جنب قبر امام شافعي بود و مدرسه ي شريفه و مدرسه ي قمحيد و خانقاه سعيدالسعداء به كلي محروم و مأيوس بود، اهل مصر، اهل شام، اهل حجاز، اهل يمن و بلاد مغرب زمين اصولا و فروعا تابع اين چهار مذهب شدند.

نگارنده گويد: پس از بيان احمد بن علي بن عبدالقادر مقريزي اين طور به دست مي آيد كه بناي اين مذاهب چهارگانه اولا به طور اجبار از طرف دولت وقت به مردم تحميل و تزريق شده و ثانيا اين چهار مذهب بعد از پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله احداث شده اند و حال مذهبي كه چند صد سال بعد از پيامبر اسلام احداث شود معلوم است؟!!

بسيار مناسب است كه در اينجا مناظره ي علامه ي حلي رحمه الله را با علماي اهل تسنن راجع به سه طلاق در يك مجلس از نظر خوانندگان محترم بگذرانيم و آن اين است:

مرحوم ميرزا محمد تنكابني در كتاب قصص العلماء مي نگارد: شاه خدا بنده زوجه اي داشت كه فوق العاده به او علاقه داشت. يك وقت به جهت كدورتي كه در بين ايشان پيدا شد زوجه ي خويش را



[ صفحه 192]



در يك مجلس سه طلاق داد و بعد از انجام اين عمل پشيمان گرديد، لذا مجتهدين و مفتيان اهل تسنن را احضار كرد و راجع به رجوع نمودن استفتاء و چاره جوئي كرد؟؟

علماي اهل تسنن گفتند: چاره اي جز اينكه محلل بگيري نيست [2] زيرا بدون محلل نمي توان رجوع نمود.

شاه خدا بنده گفت: آيا در اسلام مذهبي هست كه اين عمل يعني رجوع كردن (زني را كه در يك مجلس او را سه طلاق داده باشند) بدون محلل جايز بداند؟

گفتند: آري مذهب شيعه در اسلام هست ولي آنان گروهي قليل و معدود هستند.

پادشاه گفت: مركز شيعيان كجا است؟ گفتند: چند نفر از علماي آنان در شهر حله اند كه رئيس ايشان علامه مي باشد. پادشاه دستور داد تا علامه را با نهايت عزت و احترام احضار نمودند!

موقعي كه علامه رحمه الله در آن مجلسي كه علماي اهل تسنن و شاه خدا بنده حضور داشتند وارد شد نعلين هاي خود را زير بغل گرفت، اين علم به نظر پادشاه و اهل مجلس ناپسند آمد!!

بعضي از علماي اهل تسنن براي اينكه علامه را براي اول ورود خجل و شرمسار نمايند و او را در نظر پادشاه تحقير



[ صفحه 193]



و كوچك كنند گفتند: اولا چرا براي پادشاه سجده نكردي و ثانيا براي چه نعلين خود را زير بغل نهاده داخل مجلس شدي؟!!

علامه در جواب گفت: بين ما و شما اجماعي و اتفاقي است كه سجده جز براي خدا روا نيست و خداي سبحان (در سوره ي مباركه ي نور، آيه - 61) مي فرمايد:

فاذا دخلتم بيوتا فسلموا علي انفسكم [3] الي آخره و من شنيده ام كه رسول خدا صلي الله عليه و آله در جائي مهمان بوده و افرادي كه مالكي مذهب بودند نعلين هاي مبارك آن حضرت را دزديدند و چون در اين مجلس اشخاص مالكي مذهب حضور دارند، لذا من ترسيدم كه نعلين هاي مرا نيز بدزدند!!

علماء(مالكيه) به وي اعتراض كردند و گفتند: شما چقدر از مذاهب و رؤساي آنها بي خبر هستيد؟! زيرا مالك كه رئيس مذهب مالكيه به شمار مي رود در زمان پيامبر اسلام نبوده و به دنيا هم نيامده بود، مالك تقريبا صد سال بعد از پيغمبر خدا بوده است.

علامه فرمود: ببخشيد من اشتباه كردم: اين سرقت را حنفي مذهب ها انجام دادند.

علماء اهل تسنن گفتند: ابوحنيفه بعد از مالك بوده!!

علامه گفت: پس شافعي مذهب ها اين عمل را انجام دادند.

علماء اهل تسنن گفتند: شافعي هم بعد از مالك بوده!!

علامه گفت: اين كار را حنبلي ها كردند.



[ صفحه 194]



علماء اهل تسنن گفتند: حنبلي بعد از شافعي بوده!!

علامه گفت: بنا به اقرار خود شما فقهاي اربعه (يعني ابوحنيفه، مالك بن انس، محمد بن ادريس و احمد حنبل) كه در زمان پيامبر عظيم الشأن اسلام صلي الله عليه و آله نبودند پس اين چهار مذهب را از كجا احداث نمودند؟!!

علماي اهل تسنن چون دليلي نداشتند لذا سكوت اختيار نمودند.

در كتاب روضات الجنات از كتاب الزام النواصب نقل مي كند: تعداد چهار هزار (4000) نفر نزد حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله تلمذ مي كردند و درس مي خواندند. از جمله افرادي كه در حضور آن بزرگوار تحصيل مي كردند ابوحنيفه و مالك بن انس (بفتح همزه و نون) بودند.

منصور دوانقي كه در آن موقع در مقام خلافت جاي داشت اين پيش بيني را كرد كه مبادا سلطنت و مملكت از دست وي خارج و نصيب حضرت صادق عليه السلام گردد. لذا به ابوحنيفه و مالك بن انس دستور داد تا از امام صادق عزلت گزينند و مذهبي غير از مذهب حضرت صادق احداث نمايند، برنامه ي آن مذهب اين باشد كه: به رأي و قياس و استحسان و اجتهاد عمل كنند و ايشان هم پذيرفتند.

پس از ابوحنيفه و مالك بن انس محمد بن ادريس شافعي و احمد بن حنبل نيز به ايشان تأسي كردند و پيوستند بدين جهت بود كه مذاهب اهل تسنن در فروع و مسائل منحصر به اين چهار مذهب گرديد.

ولي شيعيان دوازده امامي در مذهب حضرت صادق آل



[ صفحه 195]



محمد صلي الله عليه و آله باقي ماندند.

نگارنده گويد: بسيار جاي دارد كه در اينجا قسمتي از شرح حال پيشوايان اهل تسنن يعني ابوحنيفه و مالك بن انس و محمد بن ادريس شافعي و احمد بن حنبل را از نظر خوانندگان گرامي بگذرانيم:


پاورقي

[1] گرچه در معني كلمه ي صحابي و صحابه اختلاف است ولي ماقول اصح را نقل مي كنيم و آن اين است: صحابي كسي است كه پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله را در حال حيات ملاقات كرده و با ايمان داشتن به رسول خدا و مسلمان بودن از دنيا رفته باشد ولو اينكه در بين ملاقات و مردن مرتد شده باشد. حتي كودكي كه پيامبر كرم براي وي دعا كرده باشد يا كام او را برداشته باشد او را صحابي مي گويند.

منظور از كلمه ي تابعين: آن افرادي هستند كه پس از صحابه ايمان آورده باشند - مؤلف.

[2] كسي كه زن خود را سه طلاق دهد بر او حرام خواهد شد، راه حلال شدن او اين است كه آن زن به شخص ديگري شوهر كند و با شوهر دومي مضاجعت و نزديكي نمايد، آنگاه اگر شوهر دومي را طلاق دهد مي تواند با شوهر اول خود ازدواج كند، شوهر دومي را محلل مي گويند - مؤلف.

[3] يعني موقعي كه داخل خانه هائي شديد بر نفس خودتان سلام كنيد - الي آخره - مؤلف.


شهادت امام جعفر صادق




حسرت گرفتي باز حصار مدينه را

غم تيره كرده است ديار مدينه را



مي سوزد از شرار غم و كي كند خموش

باران اشك نيز، شرار مدينه را



آثار حزن فاطمه و غربت علي

پر كرده است، گوشه كنار مدينه را



از غربت بقيع كه غمخانه ي علي است

گلرنگ خون زدند، حصار مدينه را



داغ عزاي حضرت صادق، فكنده باز

با اشك و آه ما، سر و كار مدينه را





[ صفحه 50]





تا خاك ريختند بر اندام آن امام

كردند دفن، دار و ندار مدينه را



گويا نشانده اند بر آن قبر بي چراغ

غم هاي بي نشانه مزار مدينه را



در خلوت بقيع به جز اشك مهدي اش

شمعي كجا بود، شب تار مدينه را



من، جان نثار مكتب اويم «مديدم»

دارم از او، اميد جوار مدينه را [1] .



زين غصه كه آن شمع حقايق مي سوخت

گل جامه دريده و شقايق مي سوخت



منصور، زظلم خويشتن راضي بود

كز زهر جفا، امام صادق (عليه السلام)مي سوخت



ز داغ حضرت صادق، دلم تنها نمي سوزد

ولي نبود كه از اين داغ، جهان فرسان نمي سوزد





[ صفحه 51]





به حال حضرتش سوزد، دل هر سنگ سخت اما

دل منصور دون، بر حال آن مولا نمي سوزد



عجب نايد ز منصور، آن ستم ها بر ولي حق

دل بي مهر او، بر زاده ي زهرا نمي سوزد



ز انگور به زهر آلوده، آخر كرد مسمومش

دل گلچين، به پرپر كردن گل ها نمي سوزد



بود قبر رييس مذهب ما، در بقيع ويران

غمي زين بيش در عالم، دل ما را نمي سوزد



به غير از پرتو خورشيد و نور ماه روز و شب

دگر شمع و چراغي، اندر آن صحرا نمي سوزد



مهي كز نور علمش، عالم علم است، نوراني

چرا بر تربتش شمعي، درين شب ها نمي سوزد



جهاني گرديد و ناله «مويد» زين عزا ليكن

ولي همچون دل فرزند او، موسي نمي سوزد [2] .





[ صفحه 52]




پاورقي

[1] نغمه هاي ولايت، ص 220.

[2] نغمه هاي ولايت، ص 214.


براي برادرت چنان باش كه براي خودت هستي


عبدالعزيز بن اخضر جنابذي در كتاب معالم العتره الطاهره از جعفر بن محمد روايت كرده است كه فرمود: آن كس كه در حق برادرش آن نمي كند كه در حق خودش، حقوق برادري را به جاي نياورده است. آيا نمي بيني كه خداي تعالي در قرآن چگونه مي فرمايد كه انسان از پدر، و برادر از برادرش مي گريزد؟ آنگاه در همين جا مهرباني دوستان را يادآور شده مي فرمايد: پس در اين روز براي ما نه ميانجي است و نه دوستي صميمي.


سرنوشت ستيزه جويان مغرور


خداوند متعال در قرآن كريم سرنوشت كساني را كه در آيات الهي به مجادله بر مي خيزند و در برابر دلايل نبوت و محتواي دعوت انبيا سر تسليم فرود نمي آورند، ترسيم كرده است. آنجا كه مي فرمايد:

آيا نديدي كساني كه در آيات الهي مجادله مي كنند چگونه از راه حق منحرف مي گردند.

گفتگوهاي توأم با لجاجت و عناد، تقليدهاي كوركورانه و تعصب هاي بي پايه و اساس، سبب مي شود كه از صراط مستقيم به بيراهه كشيده



[ صفحه 45]



شوند؛ چرا كه حقايق تنها در پرتو روح حق جويي آشكار مي گردد.

نكته قابل توجه اين كه خداوند متعال بارها از «مجادله كنندگان در آيات الهي» سخن به ميان آورده است كه در مواردي به صورت «ان الذين يجادلون في آيات الله» مطرح شده و قرائن نشان مي دهد كه مقصود از «آيات الله» همان آيات نبوت و محتواي كتب آسماني است. البته از آنجا كه آيات توحيد و مسائل مربوط به معاد نيز در كتب آسماني مطرح بوده، آنها نيز در قلمرو و مجادله ي آنها قرار داشته است.

اين گونه افراد كه آيات الهي را تكذيب كرده اند براي توجيه عقايد و اعمال زشت خود مرتبا به مجادله و گفتگوهاي بي اساس مي پردازند. [1] توجه به اين نكته نيز لازم است كه «يجادلون» به صورت فعل مضارع است كه دلالت بر استمرار دارد.



[ صفحه 47]




پاورقي

[1] تفسير نمونه، ج 20، صص 172-170.


كمك به فقرا


ما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم. [1] .

خداوند متعال هيچ امتي را جز به سبك شمردنشان حقوق فقراي برادرانشان، عذاب نفرمود.

امام صادق عليه السلام

روزي معلي بن خنيس امام صادق عليه السلام را در هواي باراني ديد كه با انباني بر دوش، به سوي ظله بني ساعده به راه افتاده است كه در بين راه چيزي به زمين افتاد و حضرت با ذكر الهي از پروردگار متعال خواست كه آنرا به او برگرداند؛ از اينرو معلي نزد حضرت آمد و وقتي امام عليه السلام معلي را ديد، از او خواست كه در تاريكي شب دستش را روي زمين گذاشته و اگر چيزي را يافت، به حضرت بدهد.

معلي دست روي زمين گذاشت و نان خشكي را پيدا كرد و به حضرت



[ صفحه 70]



داد و از امام خواست كه اجازه دهد آن انبان را او حمل كند و ليكن حضرت فرمود:

«من به اينكار سزاوارتر از شما هستم و ليكن با من بيا.»

معلي با امام به راه افتاد و ناگهان به عده اي در حال خواب در ظله ي بني ساعده برخورد كردند و حضرت قرص ناني بر بالين هر كدام گذارد؛ در اينحال معلي پرسيد:

«جانم فدايتان؛ آيا ايشان حق را مي شناسند؟»

امام فرمود:

«نه خير؛ اگر حق را مي شناختند، برايشان نمك نيز مي آوردم.» [2] .



[ صفحه 71]




پاورقي

[1] تحف العقول /314.

[2] بحارالانوار 47 / 21 و 38 .


مشورت


- سرورم! مشورت با افراد صالح و كاربرد فكر و انديشه در كارها چه نتيجه اي دارد؟

«اگر به اين مرحله عمل كردي، به بركت در زندگي دست يافته اي [1] و در دعاي وداع ماه مبارك رمضان از خداوند خواسته ام "اللهم اجعل بعضنا علي بعض بركة".» [2] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 72، ص 103.

[2] بحارالانوار، ج 95، ص 184.


ضعف البدن


قال له رجل: اني أجد الضعف في بدني. فقال له «ع»: عليك باللبن فانه ينبت اللحم ويشد العظم، فقال له آخر: أني أكلت لبناً فضرني. فقال له «ع» ما ضرك اللبن ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته معه فظننت أن ذلك من اللبن.

أقول: المراد من اللبن هنا في قول الامام هو الحليب، وإن الحليب غذاء كامل حاو لجميع الفيتامينات التي يحتاجها البدن، لذلك فهو يوافق اكثر الأمزجة. ومن منافع المداومة عليه هي أن يسمن البدن ويقوي القلب والدماغ والنخاع ويفيد الباه مضافاً إلي إصلاحه الصدر وتسكينه للسعال فهو غذاء ودواء لضعف البدن لاسيما إذا كان الضعف من الحرارة أو من أثر السمومات الغذائية وعلي الأخص في دور نقاهة المرضي عموماً.


به سخن آمدن گوشت تذكيه نشده


سعد اسكاف مي گويد: روزي همراه امام صادق عليه السلام بودم كه مردي از اهالي جبل، وارد شد، و هدايايي نيز با خود آورده بود، كه در ميان آنها كيسه اي پر از گوشت خشك، همراه با سبزي خشك بود. حضرت آن را بيرون آورد و فرمود: «اينها را بگير و به سگها بده.»

آن مرد گفت: «چرا؟» حضرت فرمود: «چون تذكيه نشده است.»

آن مرد گفت: «آن را از مرد مسلماني خريده ام كه مي گفت تذكيه شده است.»

امام صادق عليه السلام گوشتها را به كيسه برگرداند و چيزهايي گفت كه نفهميديم. بعد به آن مرد گفت: «برخيز و آن را به اين اطاق ببر و در گوشه اي قرار بده.»آن مرد نيز چنان نمود. ناگهان گوشت به سخن در آمد و گفت «اي ابوعبدالله! امام و فرزندان انبياء مانند مرا نمي خوردند چون من تذكيه نشده ام.»

پس آن مرد، كيسه را برداشت و از اطاق بيرون آمد. آنگاه حضرت پرسيد:

«آن گوشت چه مي گفت؟» او گفت: «آنچه كه شما خبر داده بوديد را بيان كرد و گفت كه تذكيه نشده ام.»

حضرت فرمود: «اي ابوهارون! آيا نمي داني آنچه را كه مردم نمي دانند ما عالم به آن هستيم؟» گفتم: «بلي.»

پس آن مرد گوشت را برداشت و جلو سنگ انداخت: [1] .



[ صفحه 54]




پاورقي

[1] بحارالانوار ج 7.


الحيوان الجلال و الموطوء


قال الامام الصادق عليه السلام: «لا تأكلوا من لحوم الجلالات، و ان أصابك من عرقها فاغسله». و الحيوان الجلال هو الذي جل علفه العذرة.

و عنه أيضا: «أن اميرالمؤمنين عليه السلام سئل عن البهيمة التي تنكح؟ فقال: حرام لحمها و كذلك لبنها».

الحيوان الذي يؤكل لحمه شرعا، منه ما اعتاد الناس أكله، كالجمال و البقر و الجاموس و الغنم و الماعز، و منه ما لم يعتادوا أكله، مع العلم بأنه حلال كالخيل و الحمير و البغال، فقد ترك الناس في القديم أكلها، لأنها من أهم وسائل النقل، و خافوا أن يؤدي أكلها الي افنائها أو ندرتها، فتحدث الأزمة.

و أي حيوان جاز أكله شرعا من هذين القسمين اذا أكل العذرة، و اشتد لحمه منها حتي صار جلالا، يحرم أكله، الي أن يترك أكلها، و يأكل علفا طيبا أمدا يبرأ فيه من الجلل و يذهب هذا الاسم عنه. لأن الأحكام تابعة للاسماء.. و كذلك يحرم لحم الحيوان اذا وطأه انسان، و متي حرم أكل الحيوان بسبب الجلل أو وطء الانسان، ينجس بوله و خرؤه، و لا يحل شرب لبنه.


افطر ثم سقط الصوم


اذا افطر عامدا في شهر رمضان، ثم سافر، أو تبين ان الصوم غير واجب عليه، لمرض أصابه، أو جنون، أو اغماء، أو طرأ الحيض علي المرأة في آخر النهار، فهل تجب الكفارة، و الحال هذه، أو لا؟

الجواب:

قال صاحب المدارك: ذهب أكثر الفقهاء الي وجوب الكفارة عليه، و انها لا تسقط عنه، و استدلوا بأنه افسد صوما واجبا من رمضان، فاستقرت عليه الكفارة، كما لو لم يطرأ العذر من الأساس.

و الحق عندنا يستدعي التفصيل بين ان يتبين و ينكشف وجود العذر واقعا و حقيقة، كما لو عرض علي الصائم المرض، أو الجنون، أو الاغماء، أو الحيض، و بين العذر الذي يريد أن يفتعله الصائم المفطر من تلقائه كالسفر، و علي الأول فلا قضاء عليه و لا كفارة، حيث لا تكليف من الاساس، و علي الثاني يلزمه القضاء و الكفارة، معاملة له بخلاف قصده.



[ صفحه 29]




العربية


هل يتوقف انعقاد العقد باللغة العربية، أو أنه ينعقد بها و بغيرها؟.

قال الشيخ الانصاري في كتاب المكاسب:«الأقوي صحة العقد بغير العربي». و قال السيد اليزدي و الشيخ النائيني: كل ما يصدق عليه عنوان العقد يصح انشاؤه به، سواء أكان عربيا، أو أعجميا، فصيحا، أو ملحونا، و لو انحصرت العقود باللغة العربية فقط للزم العسر و الحرج، و انسد باب المعاش، و لوجب علي كل مسلم - غير عربي - ان يتعلم صيغ العقود بالعربية، تماما كما يتعلم الحمد و السورة من أجل الصلاة، مع العلم بأن ذلك لم يرد في خبر و لا أثر.


المقاصة


اذا اقترض منك شخص شيئا، و اقترضت أنت منه ما يتحد مع ما اقترض جنسا و وصفا كان ما أخذته منه وفاء لتمام حقك ان ساواه في الكم، و ان نقص سقط منه بمقدار ما أخذت، و ان زاد كنت مسؤولا عن الزيادة.. و ليس هذا من المقاصة في شي ء، لأن كلا القرضين كان بارادة الطرفين، و يسمي تهاترا ان اتفقا بالجنس و الوصف و الكم.

و ان اقترضت منه من غير جنس ما اقترض منك، كما لو أخذ نقدا، و أخذت طعاما، ثم امتنع عن وفائك، و ارضائك جاز لك أن تحتسب ما في ذمتك له من الطعام عوضا عما لك في ذمته من النقد، علي أن تعتبر سعر الطعام يوم المعاوضة و المبادلة، لا يوم القبض.. أجل، اذا أعطاك الطعام بداعي الوفاء اعتبرت السعر يوم القبض، فقد سئل الامام عليه السلام عن رجل له دين علي آخر، و لما حل الأجل أعطاء طعاما أو قطنا دون أن يذكرا السعر، و بعد شهرين أو ثلاثة ارتفع سعر ما أعطاه أو نقص، فأي سعر يحسب؟ قال يحسب السعر وقت الدفع.

و اذا جحدك المدين، أو ماطل جاز لك أن تأخذ من ماله بكل سبيل مقدار حقك، دون تعد، لقوله تعالي: (فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم). [1] .

و سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يكون له علي الرجل دين فيجحده، ثم



[ صفحه 20]



يظفر من ماله بقدر الذي جحد، أيأخذه، و ان لم يعلم الجاحد بذلك؟ قال: نعم.

و الفقهاء يسمون هذا مقاصة، و سنعقد لها فصلا مستقلا ان شاء الله في آخر باب القضاء.. و لا يجب علي من يقتص حقه من الممتنع أن يستأذن الحاكم الشرعي، لعدم الدليل علي وجب الاذن، و لاطلاق الأدلة التي رخصت بالمقاصة.

و تسأل: هل يجوز للفقير المحتاج أن يختلس من مال مانع الزكاة، لأنه من المستحقين لها؟

الجواب: كلا، لأن الزكاة تثبت في أموال الأغنياء للفقراء بوجه عام؛ لا لانسان بالخصوص، حتي تجوز المقاصة، و بكلمة الدين ملك خاص، و الزكاة ملك عام، و الفرق بينهما واضح.



[ صفحه 23]




پاورقي

[1] البقرة: 194.


كفارة النذر


اذا انعقد النذر صحيحا، ثم خالفه الناذر وجبت عليه الكفارة، أما اذا لم ينعقد النذر من الأساس كما لو نذر أن يفعل ما يحسن تركه، أو يترك ما يحسن فعله فلا ينعقد النذر، و بالتالي فلا تجب الكفارة.

و اختلف الفقهاء في نوع كفارة النذر تبعا لاختلاف الروايات، فذهب جماعة منهم السيد الحكيم في منهاج الصالحين الي أنها كفارة يمين، و هي عتق رقبة، أو اطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فان عجز فصيام ثلاثة ايام متوالية.. و ذهب المشهور بشهادة صاحب الجواهر، و هو منهم، الي أنها كفارة الافطار في شهر رمضان، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عمن جعل لله أن لا يركب محرما فركبه؟ فقال: يعتق رقبة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينا.


المبارأة


المبارأة بالهمزة، و معناها المفارقة، تقول: بارأت شريكي، أي فارقته، و هي تماما كالخلع في الشروط و الأحكام، قال الامام الصادق عليه السلام: المبارأة تطليقة بائن، و ليس فيها رجعة.. و قال: لا مبارأة الا علي طهر من غير جماع بشهود.. و قال: لا ميراث بينهما، لأن العصمة قد بانت.

1- أن تكون الكراهية من الزوجين، فان لم تكن كراهية، أو كانت من أحدهما فقط لم تصح بلفظ المبارأة، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك مضافا الي موثق سماعة عن الامام الصادق عليه السلام: سألته عن المبارأة، كيف هي؟ فقال: يكون للمرأة شي ء علي زوجها من صداق أو من غيره، و يكون قد أعطاها بعضه، فيكره كل منهما صاحبه، فتقول المرأة لزوجها، ما أخذته منك فهولي، و ما بقي عليك فهو لك، و أبارئك، فيقول لها: فان أنت رجعت في شي ء مما تركت فأنا أحق ببضعك».



[ صفحه 25]



2- يجب أن تكون الفدية بمقدار المهر فما دون، و لا تجوز الزيادة عنه، لقول الامام الصادق عليه السلام: لا يحل لزوجها أن يأخذ منها الا المهر فما دونه.

3- أن الخلع يصح بلفظ خلعتك، و ان لم يتبعه بالطلاق كما تقدم، أما المبارة فتصح بلفظ بارأتك، و فاسختك و ابنتك علي شريطة أن يتبعه بالطلاق، كما يصح الاقتصار علي الطلاق، فيقول لها: أنت طالق. بكذا أو علي كذا فلفظ الطلاق لابد منه علي كل حال، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك، و قال الشهيد الثاني في شرح اللمعة: «لابد فيها من الاتباع بالطلاق علي المشهور، بل لا نعم فيه مخالفا، وادعي جماعة أنه اجماع».

و اذا كان لا بد من لفظ الطلاق فأي لفظ اقترن بالطلاق جاز، سواء أكان صريحا أو كناية، اذ المعول علي الطلاق، و لذا لو اقتصر عليه وحده جاز.



[ صفحه 26]




هو أعمي من ذلك لا يسلم


قال الامام الصادق عليه السلام لبعض شيعته لما قالوا له أن ابن أبي العوجاء قد أسلم: هو أعمي من ذلك لا يسلم، و فعلا كان ذلك، و الآن نذكر هذه القصة الأخري معه.

لما كان في العام القابل التقي معه في الحرم... فلما بصر بالصادق عليه السلام قال: سيدي و مولاي.

فقال له: ما جاء بك الي هذا الموضع؟

فقال: عادة الجسد و سنة البلد و لنبصر ما الناس فيه من الجنون و الحلق و رمي الحجارة.

فقال له الصادق عليه السلام: أنت بعد علي عتوك و ضلالك يا عبدالكريم، فذهب يتكلم.

فقال له: لا جدال في الحج و نفض رداءه من يده، و قال: ان يكن الأمر



[ صفحه 49]



كما تقول و ليس كما تقول نجونا و نجوت، و ان يكن الأمر كما نقول و هو كما نقول نجونا و هلكت. [1] .


پاورقي

[1] توحيد الصدوق طاب ثراه، باب حدوث العالم.


معجزه اي در مسير راه مكه


روزي، يكي از فرزندان زبير، كه به امامت امام حسن عليه السلام معتقد بود، به همراه امام حسن عليه السلام، براي انجام حج عمره به سوي مكه مي رفتند. (يا پس از انجام اعمال عمره، از مكه برمي گشتند).

آنها، در مسير راه خود، به يكي از آبگاه ها رسيدند و كنار چند درخت خرماي خشك كه از تشنگي خشك شده بودند، فرود آمده، فرشي براي امام حسن عليه السلام در زير يكي از آن درختها گستردند و فرش ديگري نيز براي فرزند زبير، زير درخت ديگري، پهن كردند.

در اين هنگام، فرزند زبير سرش را به طرف بالا برد و گفت: اگر اين درخت خرما، داراي خرماي تازه بود و ما از آن مي خورديم، بجا بود.

امام حسن عليه السلام به او فرمود: مثل اينكه خرما مي خواهي؟

او گفت: آري.

امام حسن عليه السلام، دست به طرف آسمان بلند كرد و به سخني كه فهميده نشد، دعا نمود و همان دم، درخت خرما سبز گرديد و داراي برگها و خرماهاي تازه گرديد.

سارباني كه در آنجا بود و شتران خود را به كاروانيان كرايه داده بود، وقتي



[ صفحه 80]



كه اين منظره را ديد، گفت: به خدا قسم! كه اين، جادو است!

امام حسن عليه السلام، به ساربان فرمود: واي بر تو! اين جادو نيست بلكه دعاي مستجاب پسر پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله مي باشد.

سپس، بعضي از حاضران، از آن درخت بالا رفتند و هر چه خرما داشت، چيدند، به طوري كه براي همه ي حاضران، كفايت نمود [1] .



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] اصول كافي، ج 1، ص 462؛ طبق نقل سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، صص 289 - 290.


الامام جعفر الصادق


عبدالحليم الجندي، تحقيق: كمال السيد، قم، انتشارات انصاريان، 1415 ق، وزيري، 380 ص.



[ صفحه 218]




بردباري به هنگام مناظره


روزي يكي از پرورش يافتگان محضر امام صادق عليه السلام به نام «مفضل بن عمر جعفي» وارد مسجد حضرت پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم شد. ديد مردي به نام «ابن ابي العوجاء» كه از دانشمندان مادي آن زمان بود در مسجد نشسته است و جمعي اطراف او را گرفته اند و براي آنان سخن مي گويد. او نيز در ميان ايشان نشست و به سخنان او گوش فرا داد. ابن ابي العوجاء منكر خدا بود و حاصل گفتار او انكار صانع حكيم و خالق توانا و رسالت حضرت خاتم الانبياء صلي الله عليه و آله و سلم بود.

مفضل مي گويد:

«من از شدت غضب و خشم نتوانستم خود را مهار كنم، پس فرياد برآوردم: «اي دشمن خدا! تو با اين كلمات، كافر گشتي و پروردگاري را انكار مي كردي كه تو را به بهترين شكل آفريده و مراحل گوناگوني را براي تو سپري نموده است تا به اين سنين از عمر رسيده اي. اگر درباره ي خلقت خويش انديشه نمايي و عقل خود را به داوري فراخواني، نشانه هاي خالق دانا و توانا و آثار حكمت او را در آفرينش خود مشاهده مي كني.»



[ صفحه 44]



ابن ابي العوجاء به من گفت: «تو اگر اهل منطق و استدلال مي باشي با تو سخن مي گويم و اگر توانستي مدعاي خود را به اثبات برساني از تو پيروي مي كنم و اگر اهل دليل و برهان نيستي با تو سخن نمي گويم.»

ابن ابي العوجاء افزود: «اگر تو از ياران جعفر بن محمد هستي او اين گونه با ما برخورد نمي كند و به مانند برهان تو با ما جدل نمي كند. هر آيينه او بيشتر از آنچه كه تو اكنون شنيدي از سخنان ما شنيده، ولي هيچ گاه به ما ناسزا نگفته، و در جواب دادن به ما زياده روي نكرده است. همانا او شخصيتي بردبار و متين و انديشمند و ثابت قدم است. از او هيچ گاه خشونت و عجله و سبك سري سر نمي زند.» [1] .

در ابتدا سخنان ما را كاملا گوش مي كند و به خوبي درصدد شناخت استدلال و دليل ما برمي آيد تا ما هر چه نظر داريم مي گوييم و آن چنان به گفتار ما گوش فرا مي دهد كه گمان مي كنيم سخن ما براي او، اثبات و قطعي شده است سپس با كلامي ساده و كوتاه به طوري حجت را بر ما تمام مي كند و بهانه را از دست ما مي گيرد كه قادر به جواب وي نيستيم. اگر تو از اصحاب او مي باشي به مانند او با ما سخن بگو.» [2] .



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] «و ان كنت من اصحاب جعفر فما هكذا يخاطبنا و لا بمثل دليلك يجادلنا، لقد سمع من كلامنا اكثر مما سمعت فما افحش في خطابنا و لا تعدي في جوابنا و انه للحليم الرزين العاقل الرصين لا يعتريه خرق و لا طيش و لا نزق.».

[2] بحارالانوار، ج 3، ص 58.


الدليل علي الصانع


التوحيد 290، ب 41، ح 10: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمةالله، قال: حدثنا محمد بن جعفر أبوالحسين الأسدي، قال: حدثنا الحسين بن المأمون القرشي، عن عمر بن عبدالعزيز:...

عن هشام بن الحكم، قال: قال لي أبوشاكر الديصاني: إن لي مسألة تستأذن لي علي صاحبك فإني قد سألت عنها جماعة من العلماء فما أجابوني بجواب مشبع.

فقلت: هل لك أن تخبرني بها فلعل عندي جوابا ترتضيه؟

فقال: إني أحب أن ألقي بها أباعبدالله عليه السلام. فاستأذنت له، فدخل. فقال له: أتأذن لي في السؤال؟

فقال له: سل عما بدا لك.

فقال له: ما الدليل علي أن لك صانعا؟ فقال: وجدت نفسي لا تخلو من إحدي جهتين:



[ صفحه 60]



إما أن أكون صنعتها أن أو صنعها غيري، فطن كنت صنعتها أنا فلا أخلو من أحد معنيين:

إما أن أكون صنعتها و كانت موجودة أو صنعتها و كانت معدومة، فإن كنت صنعتها و كانت موجودة فقد استغنيت بوجودها عن صنعتها، و إن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئا، فقد ثبت المعني الثالث أن لي صانعا و هو الله رب العالمين، فقام و ما أجاب جوابا.


متجر و مكتسب


الاحتجاج 2 / 80:...

روي هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام: لأي علة خلق الخلق و هو غير محتاج اليهم و لا مضطر الي خلقهم، و لا يليق به التعبث بنا؟ قال:

خلقهم لاظهار حكمته، و انفاذ علمه، و امضاء تدبيره.

قال: و كيف لا يقتصر علي هذه الدار فيجعلها دار ثوابه و محتبس عقابه؟

قال: ان هذه الدار دار ابتلاء، و متجر الثواب، و مكتسب الرحمة، ملئت آفات و طبقت شهوات ليختبر فيها عباده بالطاعة، فلا يكون دار عمل دار جزاء، الخبر.


الولاية الواجبة


[الخصال 2 / 607 - 608، ضمن ح 9: في خبر الأعمش عن الصادق عليه السلام قال:...]

الولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا و لم يبدلوا بعد نبيهم صلي الله عليه و آله و سلم واجبة، مثل سلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود الكندي و عمار بن ياسر و جابر بن عبدالله الأنصاري و حذيفة بن اليمان و أبي الهيثم بن التيهان و سهل بن حنيف و أبي أيوب الأنصاري و عبدالله بن الصامت و عبادة بن الصامت و خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين و أبي سعيد الخدري و من نحا نحوهم، و فعل مثل فعلهم و الولاية لأتباعهم و المقتدين بهم و بهداهم واجبة.


لدفع التخمة


المحاسن 439، ب 35، ح 291: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه الي أبي عبدالله عليه السلام قال:...

شكوت اليه التخمة. فقال:

اذا فرغت فامسح يدك علي بطنك و قل: اللهم هنئنيه، اللهم سوغنيه، اللهم مرئنيه.


صفته في خلقه


قال ابن شهرآشوب في المناقب: كان الصادق (ع) ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر جعدا، أشم الأنف، أنزع، رقيق البشرة، علي خده خال أسود و علي جسده حبلان... و في الفصول المهمة، صفته: معتدل، آدم اللون...


من وصية له لعنوان البصري


ذكر الشهيد الثاني في منية المريد نقلا عن عنوان البصري ان هذا الحديث من روايات أهل السنة. و قال: كنت أختلف الي مالك بن أنس في طلب العلم فلما قدم جعفر بن محمد الصادق المدينة أحببت أن آخذ عنه. قال: دخلت عليه بعد اذن فسلمت و جلست. فسألني عليه السلام: أبو من؟ قلت: أبو عبدالله قال: ثبت الله كنيتك و وفقك لكل خير. فقلت في نفسي: لو لم يكن من زيارته الا هذا الدعاء لكان كثيرا. ثم قال: ما مسألتك؟ قلت: سألت الله أن يعطف علي قلبك ويرزقني من علمك و أرجو أن الله أجابني في الشريف ما سألته فقال:

يا أبا عبدالله ليس العلم بكثرة التعلم، انما هو نور يضعه الله في قلب من يريد أن يهديه. فاذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك، فقلت ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء:

أن لا يري العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك بل يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا أو جملة اشتغاله فيما أمره الله به و نهاه عنه فاذا لم ير العبد فيما خوله الله ملكا هان عليه الانفاق فيما أمره الله، و اذا فوض تدبير نفسه الي من يثق به هانت عليه مصائب الدنيا و اذا اشتغل فيما أمره الله به و نهاه عنه لا يتفرغ الي المراء و المباهاة مع



[ صفحه 43]



الناس، فاذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدينا و المسيس بالخلق، فلا يطلب الدنيا تفاخرا و تكاثرا، و لا يطلب عند الناس عزا و علوا، و لا يدع أيامه باطلة.

فهذه أول درجة المتقين. قال الله تعالي: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا، و العاقبة للمتقين» [1] قلت يا أبا عبدالله أوصني قال عليه السلام: أوصيك بتسعة أشياء فانها وصيتي لمريد الطريق الي الله تعالي و الله أسأل أن يوفقك لاستعمالها، ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في العلم، و ثلاثة منها في الحلم. فاحفظها و اياك و التهاون بها.

أما اللواتي في الرياضة: فاياك أن تأكل ما لا تشتهيه فانه يورث الحمق و البله. و لا تأكل الا عند الجوع، فاذا أكلت فكل حلالا و سم الله تعالي، و اذكر حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ما ملأ الآدمي و دعاء أشد شرا من بطنه.

و أما اللواتي في الحلم: فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت عشرا. لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل له ان كنت صادقا فيما تقوله فاسأل الله أن يغفر لي، و ان كنت كاذبا فاسأل الله أن يغفر لك. و من وعدك بالخيانة فعده بالنصيحة و الدعاء. و أما اللواتي في العلم:

فاسأل العلماء ما جهلت و اياك أن تسألهم تعنتا و تجربة، و اياك أن تعدل بذلك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد اليه سبيلا. و اهرب من الفتيا فرارك من الأسد و الذئب. و لا تجعل رقبتك جسرا للناس.

ثم قال له يا شريف. فقال: قل يا أبا عبدالله ثم قال له: قم يا أبا عبدالله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي فاني رجل ضنين بنفسي».


پاورقي

[1] القصص الآية 83.


صلة الرحم تطيل العمر


و روي الحافظ عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة عن جعفر بن محمد (ع) قال: لما دفعت الي أبي جعفر المنصور انتهرني و كلمني بكلام غليظ، ثم قال لي: يا جعفر قد علمت بفعل محمد بن عبدالله الذي تسمونه النفس الزكية و ما نزل به، و انما انتظر الآن ان يتحرك منكم احد فالحق الكبير بالصغير؛ فقلت: يا اميرالمؤمنين حدثني محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن ابي طالب، عليهم السلام، ان النبي، صلي الله عليه و آله و سلم، قال: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدها الله تعالي الي ثلاث و ثلاثين سنة، و ان الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فيبترها الله تعالي الي ثلاث سنين؛ فقال لي: و الله لقد سمعت هذا من ابيك! قلت: نعم، حتي رددها علي ثلاثا، ثم قال: انصرف.

و روي الشيخ في الامالي عن جماعة عن المفضل عن ابراهيم ابن عبدالصمد الهاشمي عن ابيه عن عمه عبدالوهاب بن محمد ابن ابراهيم عن ابيه قال: بعث ابوجعفر المنصور الي ابي عبدالله جعفر ابن محمد، عليهماالسلام، و امر بفرش فطرحت الي جانبه فاجلسه عليها ثم قال: علي بمحمد، علي بالمهدي، يقول ذلك مرارا، فقيل له: الساعة الساعة يأتي



[ صفحه 93]



يا اميرالمؤمنين! ما يحبسه الا ان يتحيز، فما لبث ان وافي و قد سبقته رائحته، فأقبل المنصور علي جعفر فقال: يا اباعبدالله حديث حدثتنيه في صلة الرحم، اذكره يسمعه المهدي، قال: نعم، حدثني ابي عن ابيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله؛ صلي الله عليه و آله و سلم: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عزوجل ثلاثين سنة، و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ثم تلا «يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب» قال: هذا حسن يا اباعبدالله و ليس اياه اردت قال ابوعبدالله: نعم، حدثني ابي عن ابيه عن جده عن علي (ع) قال رسول الله (ص): صلة الرحم تعمر الديار و تزيد في الأعمار و ان كان اهلها غير اخيار. قال: هذا حسن يا اباعبدالله و ليس هذا اردت؛ فقال ابوعبدالله: نعم: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي (ع) قال رسول الله (ص): صلة الرحم تهون الحساب و تقي ميتة السوء. قال المنصور: نعم، هذا أردت.

و قال الحافظ عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة الطاهرة: روي اسحق بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر ابن0محمد، حدث ابوالحسين يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبدالله ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، صلوات الله عليهم، قال: كتب الي عباد بن يعقوب يخبرني عن محمد بن اسحق بن جعفر ابن محمد عن ابيه قال: دخل جعفر بن محمد علي أبي جعفر المنصور فتكلم، فلما خرج من عنده أرسل الي جعفر بن محمد فرده، فلما رجع حرك شفتيه بشي ء فقيل له: ما قلت؟ قال قلت:



[ صفحه 94]




نقد آراء كراوس


يقول «كراوس» اننا اذا قبلنا أن رسائل جابر غير منتحلة و لها صلة قوية بجعفر الصادق، فيلزم أن نغير وجهة نظرنا لتاريخ الفكر الاسلامي. و انا نقول ردا عليه، و ما الذي يمنع ذلك؟ هل هناك عقيدة ثابتة في التاريخ يلزم أن نخضع لها خضوعا أعمي، أو أن أحكامنا يلزم أن تنطبق وفق الدراسات، و لا يهمنا سواء بدلنا مفهومنا أو لم نبدله. اذ ليست للفرضيات في العلوم حدود جامدة لا يمكن اجتيازها و تعليلها، بل ان رائدنا البحث و التنقيب، و لا يمنعنا اذا اقتضي الأمر أن ندك الفرضيات و نستعيض عنها بأخري حديثة اذا كانت أشد انطباقا علي الواقع و التحريات الحديثة، ان «كراوس» ليعجب باللغة و لا يأتينا بأي دليل عن مصدرها طالما هي متأخرة، حتي أنه لا يقارنها بأساليب سالفة كانت نموذجا لها، فهل هي من مبتكرات ذلك العصر؟ و اذا كان الأمر كذلك فما هو الدليل يا تري علي ذلك؟ أم هي من عصور سابقة؟ ان الشي ء الغامض في أسلوب جابر كيفية الترجمة عن اليونانية، و لكن يزول شي ء من الغموض اذا علمنا أن الترجمة لم تبتدي ء في القرن الثالث الهجري و التاسع الميلادي، بل هناك ترجمات منفردة - كما أثبت البحث و التدقيق - ترجع الي العهد الأموي نفسه عهد عمر بن عبدالعزيز .

ان نفوذ المعارف اليونانية الي الحضارة الاسلامية (كما يعلم كل من اشتغل



[ صفحه 86]



في تاريخ العلوم)، كان من الاسكندرية الي بغداد عبر المدارس السريانية في الرها و نصيبين و رأس العين و غيرها من المدارس، حتي أن مدرسة جنديسابور التي أسسها كسري أنوشروان تابعة لتلك المجموعة. و يقول «أشبنجار» في كتابه سقوط الغرب، ان مبدأ العلوم العربية لم يكن في عهد الخلفاء الأمويين و لا العباسيين، بل يرجع الي القرن الرابع الميلادي الي مدارس الأديرة السريانية. حتي أن صلة العرب بهذه المدارس قديمة جدا. و يحدثنا ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء أنه كان لمدرسة جنديسابور أثر كبير في انتقال العلوم الي العرب في العهد العباسي، و لم تنقطع الصلة في العهد الأموي و الذي قبله، و ان أفرادا قلائل درسوا الطب في تلك الجامعة من بينهم الحارث بن كلدة الذي عاصر النبي، و بقي حيا حتي أيام معاوية بن أبي سفيان، فما الذي يمنع اتصاله أيضا بالامام علي و أولاده؟ اذن ان الصلة بين تراث الأوائل و المدنية الاسلامية قديمة جدا، حتي أن مؤرخي العلوم يذكرون مدرسة الاسكندرية التي أنشأها الاسكندر عندما طمح في فتح العالم و دخل مصر غازيا، و كانت هذه المدرسة لا تزال قائمة الي أن فتح العرب مصر. بيد أن معرفة الأخصائيين للحياة العقلية في الاسكندرية بعد القرن الخامس الميلادي ضئيلة جدا «وقد كان المؤرخون يتهمون عمر بن الخطاب بحرق المكتبة في هذه العاصمة الثقافية. و لكن البحث و الاستقصاء أثبت بطلان هذا الزعم و يظهر نشاط هذه المدرسة الايجابي في عصر ما قبل الاسلام في تكوين تلاميذ مشهورين من بينهم يحيي النحوي و الفيلسوف «سرجيوس الرأس عيني» و الطبيب «أنيوس الأمدي» و غيرهم، و قد نسج المؤرخون و من بينهم ابن القفطي و ابن النديم حول شخصية يحيي النحوي خرافات عديدة، و يعرف الباحثون اليوم أن هذا العالم الهيليني مات قبل الغزو العربي لمصر بقرن تقريبا، و كان من الخطأ قرن عمرو بن العاص مع يحيي النحوي، و علي كل فان ذكر هذا العالم عند المؤرخين القدماء لدليل واضح علي معرفة العرب الأولين الدور الذي لعبته هذه المدرسة



[ صفحه 87]



في انتقال علوم الأوائل في العصر الاسلامي الأول حتي أن «كراوس» نفسه يثبت لنا صلة قوية بين كيمياء مصر و كيمياء جابر و كيمياء المدرسة الاسكندرية، كما بين لنا ذلك في الجزء الثاني من كتبه الذي نشره باللغة الافرنسية عن جابر و ان نهج بعد ذلك منهجا مستقلا. زيادة علي ذلك فان مدرسة جنديسابور كانت مشتهرة منذ اوائل الدولة العباسية، فقبل أن يقوم المأمون بتأسيس بيت الحكمة كانت تلك المدرسة الطبية مشهورة في بغداد، فقد استشار المنصور «جرجس» رئيس اطباء جنديسابور حينما اراد بناء بيمارستان في العاصمة العباسية، «فجورجس بن جبرائيل» هو أول طبيب استدعي الي بغداد، و قد كان مجيئه في سنة مائة و ثمان و أربعين، اي في نفس السنة التي مات فيها الامام جعفر الصادق، و اذا كان اطباء السريان اشتهروا في بغداد و اشتهرت مصنفاتهم (كما يروي لنا صاحب الطبقات) في ذلك الزمن، فلا بد أن تكون صلتهم بالعاصمة العباسية كانت قبل ذلك، و الا فليس من المعقول حصول الشهرة حالا حين حصول الصلة، و اذا خفي علينا وجود بعض آثار يونانية مترجمة فذلك لا يمنع وجودها طالما الصلة بين المترجمين كانت وثيقة في عهد الامام الصادق نفسه.

اذا دققنا حركة الاعتزال فاننا لنجدها في بدئها ذات صلة قوية بالفلسفة اليونانية، و مما يؤثر عن ابي الهذيل العلاف الذي توفي عام 235 ه، انه ادهش النظام بتعمقه بالفلسفة اليونانية، بالرغم من ان النظام نفسه درس الفلسفة اليونانية في الكوفة (مركز نشاط جابر بن حيان)، و تأثر، أيضا بهذه الفلسفة ابوعمر بن عباد السلمي من تلاميذ ابي الهذيل، ويروي عنه انه اول من تكلم بالمعاني. و يذكر الشهرستاني في الملل و النحل (كما أشار الي ذلك البير نصري نادر في كتاب فلسفة المعتزلين، الاسكندرية: 1950) ان النظام زار الاهواز من اهم المدن في الدولة الساسانية و مركز النساطرة حيث كان يوجد عدد كبير من المؤلفات اليونانية و السريانية. و بهذا يمكن البرهان أيضا علي اتصال مفكري



[ صفحه 88]



الاسلام المباشر بالنساطرة الذين حفظوا التراث اليوناني قبل بدء الترجمة في عهد المأمون، و قبل انتشار الترجمات العربية علي ما يظهر. و يذكر بروكلمن في كتابه تاريخ الأدب العربي (ليدن 1928 ج 1، ص 220) بأن طبيبا وجد في بلاط المنصور و ترجم كتب طب الي اللغة العربية.

يدعي «كراوس» ان في رسائل جابر وحدة لا انفصام لها بحيث اذا ثبت ان واحدة منها منتحلة، يلزم ان يسري هذا الحكم علي الرسائل كلها، و من ناحية اخري يجد المواضيع مختلفة، فما هي يا تري تلك الوحدة التي تضم هذه المعارف المتباينة؟ ان كان يعني الروح الاسماعيلية السائدة في الرسائل فان ذلك وحده لا يكفي و لا يشكل هذا الانسجام، فيلزم اثبات الوحدة من التحري العلمي، أما المعلومات البعيدة المدي فيلزم ان تصدر عن عالم بعيد المدي لنعلم الي اي حد من الحدود وصلت الرسائل في سويتها العلمية، و ما هي الافكار التي كانت سائدة في عصره، و ما هي القضايا المبتكرة التي أتي بها. و كان عليه الاستعانة بعلماء درسوا الكيمياء و الطب ايضا و عرفوا تاريخها حق المعرفة، حتي اننا لنستغرب عدم دراسته مواضيع العلوم الطبيعية من نقطة النظر العلمية المحضة، تلك النقطة التي تهم العالم الطبيعي و المؤرخ للعلوم. ان سيادة روحية خاصة هي قضية ثانوية بالنسبة للعلم و تاريخه، و لكن السوية العلمية التي كانت سائدة في ذلك العصر هي الاهم. و من احصاء ما دونه جابر في الجواهر من كتبه الخواص و السموم، نجد اشياء عديدة لها ميزة خاصة [1] و قد ذكر «هولميارد» في كتابه الذي نشره باللغة الانكليزية بعض امور هامة عن معارف جابر الايجابية، و لا انسي ما أثاره «روسكا» عندما نشر في مجلة الكيميائيين الألمانية التي تصدر في برلين عن آراء جابر اعتمادا علي كتاب الخواص في صبغ



[ صفحه 89]



الجلود موضوعا عنوانه «و صفات لصبغات الجلود من عهد شارلمان».

ان لجابر اسلوبا لا يشبه اسلوب المؤلفين الذين عاشوا في القرن التاسع الميلادي و القرن الثالث الهجري. اذا قارنا بين اسلوب جابر و اسلوب كل من الجاحظ الادبي و يعقوب بن اسحق الكندي لوجدنا الفرق شاسعا، فاسلوب الكندي لا يشبه أسلوب جابر من حيث التنسيق الرياضي و محاولة البقاء في الموضوع. أما الجاحظ (فكما كنت بينت في موضوع عن الكندي فيلسوف العرب و العالم الطبيعي الفذ)، فنجده رغم تفكيره العميق لا يثبت علي فكرة واحدة، نعم انه كان يستند علي المنطق و المشاهدة في جزئيات الأمور، و لكنه في كلياتها كان بعيدا عن روح التنسيق، كثير التهكم محبا للانتقال، و اذا رأينا حب هذا الانتقال من صفات رسائل جابر فانها تختلف عنها بروح الرزانة السائدة عند الأخير، نظر للمواضيع الجدية التي يعالجها. ان الجاحظ واضح في اسلوبه أما جابر فغامض. اذن ليس عندنا أي كاتب من كتاب القرن الثالث الهجري يجدر أن يكون نبراسا لجابر. حتي أننا لا نجد أي صلة بين كتاب الأحجار المنسوب لارسطوطاليس و الذي هو أحد ثمرات المترجمين في القرن الثالث الهجري و بين الأحجار التي يعالجها جابر نفسه. كذلك لا نجد أي صلة بين الجغرافيين الذين عاشوا في ذلك العصر أمثال ابن خرداذبة و الهمداني و غيرهم و بين رسائل جابر.

اننا لنذهب أبعد من ذلك و نأتي ببرهان واضح علي أن قضايا الكيمياء كانت قبل القرن الثالث، و دليلنا علي ذلك أننا نجد يعقوب بن اسحق الكندي يحدثنا عن الكيمياء، و قد ألف رسالة عن كيمياء العطر و يوجد منها نسخة مخطوطة في الأستانة و يذكر لنا المسعودي في مروج الذهب أن الكندي ألف رسالة ينقض فيها الكيمياء (أي امكانية انقلاب العناصر)، و ان هذا ليدل دلالة ساطعة علي أن مشاكل الكيمياء كانت قبل الكندي، لأن الشي ء لا يمكن أن يشكل مشكلة الا بعد أن يمضي عليه حقبة من الزمن. ان هذا الكتاب علي ما



[ صفحه 90]



يظهر مفقود، و الا لاطلعنا علي أمور خفية عنا، فعلي ذلك فان الاحتمالات قوية جدا بأن تكون رسائل جابر قديمة و ان احتوت علي بعض الزيادات في عصور متأخرة. أو اذا كانت متأخرة فلا بد لنا أن نأتي بدليل عن مصادرها الاسلامية. أما النزعة الاسماعيلية لجابر فلا تدل علي تاريخ متأخر، لأنه قد غاب عن خاطر «كراوس» امكان استمداد الاسماعيلية أنفسهم من كتب جابر أو أن كليهما يستمدان من مصدر واحد، سيما و أن جعفر الصادق هو الأب الحقيقي لاسماعيل الذي ينسب اليه مذهب الاسماعيلية. و قد مات اسماعيل في حياة والده، فاذا وجدنا تشابها بين النزعة الاسماعيلية و بين رسائل جابر، فان ذلك من البديهي لأن كليهما يستقيان من نبع واحد ألا و هو الامام الصادق نفسه. اذا كانت كتب جابر بن حيان و خالد بن يزيد منتحلة، فمن يا تري الذين اشتغلوا في الكيمياء قبل عهد الكندي؟

في القصيدة التي يذكرها الجاحظ لصفوان ردا علي بشار بن برد في كتاب البيان و التبيين (ج 1 ص 38) بأن النار أكرم من الأرض، فيها بعض الأسامي المتداولة في الكيمياء مثل الزئبق الحي بما يقابل الزئبق المقتول، و ان ذكر الزنجفر مثلا و كذلك النوشادر و الزرنيخ و المكر و المرتك، لدليل علي أن قضايا الكيمياء هي أقدم مما تصوره المحققون في تاريخ هذه الصنعة. و يذكر لنا الجاحظ خالد ابن يزيد و اشتغاله في الكيمياء، و يعده من المرتجمين (الحيوان ج 1، ص 38)، فيقول عنه في كتاب البيان (ج 1 ص 260): «و كان خالد بن يزيد بن معاوية خطيبا شاعرا و فصيحا جامعا وجيد الرأي كثير الأدب، و كان أول من ترجم كتب النجوم و الطب و الكيمياء..».

يذكر الجاحظ مصدرا للكيمياء و يسميه أباحكيم و هو معاصر لثمامة بن الأشرس الذي عاصر هارون الرشيد. و قد بينا ذلك مفصلا في نتيجة هذه الدراسة.



[ صفحه 91]



يسكت الجاحظ عن جابر و جعفر الصادق و يذكر في كتاب الحيوان أيضا (ج 5، ص 106): «لا يجوز أن يكون شي ء في العالم أصلا و أن يؤلف الناس أشياء تستحيل الي هذا الأصل، فأنكروا في هذا الوجه تحويل الشب ذهبا و الزئبق فضة. و قد علمنا أن للنوشادر في العالم أصلا موجودا و قد يصعدون الشب و يدبرونه حتي يستحيل كحجر النوشادر، و لا يغادر منه شيئا في عمل و لا بدن، و يدبرون الرماد و البليا (؟) فتستحيل حجارة سوداء، اذا عمل منها أرحاء كان لها في الربيع فضيله. قالوا و للمراداسنج في العالم أصل قائم و الرصاص يدبر فيستحيل مرداسنجا و للتوتيا أصل قائم فيدبرون اقليميا الثماء فتستحيل توتيا، و كذلك المسألة (؟) أصل قائم و قد عمله الناس و كذلك الحجارة السود للطحين و غير ذلك».

لعل الجاحظ يقصد باقليمياء النماء فحمات الزنك CO3Zn أو كبريت الزنك فتستحيل بالاحماء الي توتياء (أي أكسيد الزنك) و ينطلق اما غاز الكبريتي SO2 أو غاز الفحم CO2. أما ما يقصده بحجر الطواحين فلعل ذلك من مركبات المغنزيوم التي تستحيل بالاحماء الي أكسيد المغنزيوم Mgo و تعرف بالمغنسيا المكلسة التي هي أساس مادة أحجار الطواحين لتحملها الحرارة أثناء الاحتكاك.

أما تدبير المرداسنج من الرصاص فيكون بالاحماء بوجود الهواء فيتأثر الأكسيجين بالرصاص وفق المعادلة الآتية:

pb1 / 2o2=pbo

أكسيد الرصاص احماء هواء رصاص

(مرداسنج)

ان كلمة مرداسنج هي كلمة فارسية معناها الحجر الميت و ذلك لصفاره.



[ صفحه 92]



أما المرداسنج الأحمر المعروف باسم السيلقون أو سيريقون فاننا تجد ذكره بمخطوطة تدعي كتاب القراطيس، يقال ان خالد بن يزيد (كما ستري ذلك) أمر بترجمته.

أما التفاعل فهو هكذا:

3pho+1 / 2o2=pb3o4

سيلقون هواء مرداسنج أصفر

لعل المقصود بالشب الذي يستحيل نوشادرا بطريق التركيب الذي يذكره الجاحظ بعض الأجسام المرافقة للنوشادر و التي يستحصل منها هذا الأخير.

كل هذه الأمور تبين لنا بأن قضايا الكيمياء كانت حية في عهد الجاحظ أيضا، و علي ذلك يجب علي المنقبين في التاريخ أن يبدلوا آراءهم لتاريخ بدء الكيمياء ضمن المدنية العربية. و ان سكوت الجاحظ عن جابر و جعفر الصادق لا يقيم الدليل علي نفي المصدر الكيميائي عنهما، فان الجاحظ يذكر الكندي في كتاب البخلاء و لكننا لم نعثر علي ذكر الكتاب الذي ألفه الكندي في الرد علي الكيمياء، و لا عن كتابه عن كيمياء المطر. بيد أننا نري ذكرا لجعفر بجانب علي و حمزة كجزء لا يتجزأ (الحيوان ج 3 ص 11). و بذلك نزداد يقينا بأن المقصود من الامام التيمن و البركة.

يورد الجاحظ (ص 119 / 120) من كتاب الحيوان في الجزء الثالث ما يلي:

«و سمعت أباحكيم الكيميائي و هو يقول لثمامة بن أشرس قلنا لكم اننا ندلكم علي الاكسير فاستثقلتم الغرم و أردتم الغنم بلا غرم، و قلنا لكم دعونا نصنع هذه الجسور التي تهدمها المدود و تخربها المداري، نحن نعمل لكم



[ صفحه 93]



مسببات بنصف هذه المؤونة فتبقي لكم أبدا. ثم قولوا للمدود أن تجتهد جهدها و للمداري أن تبلغ غايتها، وقولوا للذباب ما ترجون منه، و تشتهون من البعوض و ما رغبكم في الجرجس لم لا تدعوني أخرجها من بيوتكم بالمؤونة اليسيرة، و هو يقول هذا القول و أصحابنا يضحكون و ابن مسافر جالس يستمع فلما نزلنا أخذ بيده و مضي به الي منزله فغداه و كساه و سقاه، ثم قال له أحببت أن تخرج البعوض من داري، و أما الذباب فاني أحتمله، قال: و لم تحتمل الاذي قد جاءك الله بالفرح؟ قال: فافعل قال: لا بدلي من أن أخلط أدوية، قال: فكم تريد؟ قال شيئا يسيرا قال فكم مبلغه قال: أريد خمسين دينارا قال ويحك خمسون يقال لها يسير، قال: أنت لست تشتهي الراحة من قذر الذباب و لسع البعوض، ثم لبس نعليه و قام علي رجليه، فقال له اقعد، قال: ان قعدت قبل أن آخذها ثم اشتريت دواء بمئة دينار لم تنفع به فاني لست أدخل هذه الدخنة الا للذين اذا أمرتهم باخراجهن أخرجوهن و لا تشك أني لست أقصد الا القمار فما هو الا صك سمعه بذكر القمار فذهب عقله و دعا له بالكيس ليزن الدنانير، فقال له لا تشق علي نفسك هاتها بلا وزن و عدد، و انما أخاف أن تحدث حادثة أو يقع شغل فتفوت، فعدها و هو زمع فغلط بعشرة دنانير فلما انصرف وزنها وعدها فوجد دنانير تنقص، فكتب اليه يقتضيه الفضل، فضحك أبوحكيم حتي كاد يموت. ثم قال تسألني عن الفرع و قد استهلك الأصل يختلف اليه و يدافعه حتي قال له ثمامة، ويلك يا مجنون قد ذهب المال و السخرية مستورة فان نافرته فضحت نفسك و ربحت عداوة الشيطان، هو والله أضر عليك من عمار بيتك الذين لا يخرجون منه الذباب و البعوض بلا كلفة مع حق الجوار، قال هم سكاني و جيراني، قالوا لو كان سمع منك أبوحكيم هذه الكلمة لكانت الخمسون دينارا مئة دينار».

من هو يا تري أبوحكيم الذي يذكره الجاحظ هل هو جابر بن حيان نفسه أم كيميائي آخر؟ و لكن هذا النص يدلنا دلالة صريحة علي وجود من اعتني



[ صفحه 94]



بقضايا الكيمياء و الاكسير في عهد ثمامة بن الأشرس أحد أئمة المعتزلة الذي توفي عام 213 ه. أي 825 م. و قد ذكره الخياط في كتاب الانتصار بأن القول المنسوب بأن الله ماهية كذب و بهتان (كما بين أبوريدة نقلا عن بينيس في مذهب الذرة عند المسلمين (القاهرة 1946 ص 126). و هذا يبين لنا أيضا بأن قضايا الكيمياء هي في القرن الثاني الهجري و الثامن الميلادي، خلافا للمحققين في تاريخ هذا العلم أي في عهد الامام الصادق نفسه.

يعالج الجاحظ صراحة قضايا الكيمياء كمشكلة من المشاكل العلمية فيقول في كتاب الحيوان (ج 3 ص 115): «ينبغي أن تعرفوا الفرق ما بين الحال الممتنع و ما يستحيل كونه من الله عزوجل و ما يستحيل كونه من الخلق، فاذا عرفتم الجواهر و حظوظها من القوي فعند ذلك فتعاطوا الانكار و الاقرار و الا فكونوا في سبيل المتعلم أو في سبيل أثر الراحة ساعة علي ما يورث كد التعلم من راحة الأبد، قد يكون أو يجي ء علي جهة التوليد و شي ء يبعد في الوهم من غيره لأن حقائق الأمور و مغيبات الأشياء لا ترد الي ظاهر الرأي و انما يرد الي الرأي ما دخل في باب الجزم و الاضافة، و ما هو أصوب و أقرب الي نيل الحاجة، و ليس عند الرأي علم بالنصح و الاكداء كنمو مخارج الزجاج من الرمل و امتناع الشب و الزئبق من أن يتحول في طبع الذهب و الفضة. و الزئبق أشبه بالفضة المايعة من الرمل بالزجاج الفرعوني و الشب الدمشقي بالذهب و الابريز أشبه من الرمل بفلق الزجاج النقي الخالص الصافي، و من العجب أن الزجاج و هو مولد قد يجري مع الذهب في كثير مفاخر الذهب اذا كان لا يغير طبعه ماء و لا أرض. و الفضة ليست بمواده اذا دفنت زمانا غير طويل استحالت أرضا، فأما الحديد فانه في ذلك سريع غير بطي ء. و قد زعم ناس أن الفرق الذي بينهما انما هو أن كل شي ء له في العالم أصل و خميرة لم يكن كالشي ء الذي يكتب و يجتلب و يلفق و يلزق. و أن الذهب لا يخلو من أن يكون ركنا من الأركان قديما منذ كان الهواء



[ صفحه 95]



و الماء و الأرض، فان كان كذلك فهو أبعد شي ء من أن يولد الناس مثله. و ان كان الذهب انما حدث في عمق الأرض بأن يصادف من الأرض جواهر، أو من الهواء الذي في خلالها جواهر أو من الماء الملابس لها جواهر أو من النار المحصور فيها جواهر مع مقدار من طول مرور الزمان و مقدار من مقابلات البروج، ان كان الذهب انما هو نتيجة الجواهر، علي هذه الأسباب فواجب أن لا يكون الذهب أبدا الا كذلك، فيقال لهؤلاء أرأيتم الفأرة التي خلقت من صلب جرذ و رحم فأرة و زعمتم أنها فأرة علي مقابلة من الأمور السماوية و الهوائية و الأرضية و كانت نتيجة هذه الخصال مع استبقاء مدة صفات التسافد وجدنا فأرة أخري تهيأ لها من أرحام الأرضين و من حضانة الهواء و من تلقيح الماء و من المقابلات السماويات و الهوائية فالزمان أصار جميع ذلك سببا لفأرة مثلها؟ و كذلك كلما عددنا، فمن أين يستحيل أن يحلها انسان بين مئة طبيعة و مئة جوهر. أما من طريق التبعيد و التقريب و من طريق الظنون و التجريب و من طريق أن يقع ذلك اتفاقا كما صنع الناطف الساقط من يد الأجير في مذاب الصفر، حتي أعطاه ذلك اللون وجلب ذلك النفع. ثم ان الرجال دبرته و زادت و نقصت حتي صار شبها ذهبيا. هذا مع النوشادر المولد و الحجارة السود، فلو قلتم ان ذلك قائم الجوهر في العقل مطرد في الرأي غير مستحيل في النظر، و لكنا وجدنا العالم بما فيه من الناس منذ كان فان الناس يلتمسون و ينتصبون له و يكلفون به، فلو كان هذا الأمر يجي ء من وجه الجمع و التفريق و التركيب و من وجه الاتفاق لقد كان ينبغي أن يكون ذلك قد ظهر من ألوف ألوف السنين. اذا كان هذا المقدار أقل ما تؤرخ به الأمم و كان هذا مقبولا غير مردود، و علي أنه لم يتبين لنا منه أنه يستحيل أن يكون الذهب الآن حيث وجد و ليس أقرب كون الشي ء في الوهم بموجب لكونه و لا بعده في الوهم بموجب لامتناعه. و لو أن قائلا قال: ان هذا الأمر قد يحتاج الي أن يتهيأ له طباع الأرض و طباع الماء و طباع النار و مقادير حركات الفلك و مقدار من طول الزمان فمتي لم



[ صفحه 96]



تجتمع هذه الخصال و تكمل هذه الأمور لم يتم خلق الذهب. و كذلك قد يستقيم أن يكون قد تهيأ لواحد أن يجمع بين شكل الجواهر فمزجها علي مقادير وطبخها علي مقادير و أعانها مقدار من الزمان و قابلت مقدارا من حركات الأجرام السماوية و صادفت العالم بما فيه علي هيئة و كان بعض ما جري علي يده اتفاقا و بعضه قصدا، فلما اجتمعت جاء منها ذهب فوقع ذلك في خمسة آلاف سنة مرة. ثم أراد صاحبه المعاودة فلم يقدر علي امثال مقادير طبائع تلك الجواهر و لم يضبط مقادير ما كان قصد اليه في تلك المدة و أخطأ ما كان وقع له اتفاقا و لم يقابل من الفلك مثل تلك الحركات و لا من العالم مثل تلك الهيئة، فلم يعد له ذلك، فان قال لنا هذا القول و قال: اثبتوا لي موضع احالته و لا تحتجوا بتباعد الأمور فيه فانا نقرلكم بتباعدها، هل كان عندنا في ذلك قول مقنع و الدليل الذي نثلج به الصدور؟ و هل كان عندنا في استطاعة الناس أن يولدوا مثل ذلك؟ الا بأن يعرض هذا القول علي العقول السليمة و الأفهام التامة، و يرده الي رسول الله (صلي الله عليه و سلم) و الكتب، فاذا وجدنا هذه الأمور كلها باقية كان ذلك عندنا هو المقنع و ليس الشأن فيما يظهر اللسان من الشك فيه و التجويز له، و لكن ليرده الي العقل فانه سيجده منكرا أو نافيا، فاذا كان العقل سليما من آفة المرض و من آفة التخبيل، و التخبيل ضروب: تخبيل من المرار و تخبيل من الشيطان و تخبيل آخر كالرجل يعمد الي قلب رطب لم يتوقح و ذهن لم يستمر فيحمله علي الدقيق و هو بعد لا يفي بالجليل، و يتخطي المقدمات متكشفا بلا أمارة فرجع حيران بلا يقين، و غبر زمانا لا يعرف الا الخواطر الفاسدة التي متي لاقت القلب علي هذه الهيئة كانت ثمرتها الحيرة، و القلب الذي يفسد في يوم و لا يداوي في سنة و البناء الذي ينقض في ساعة و لا يبني مثله في شهر». (ج 3 ص 118 - 115).

ينقل لنا الجاحظ أيضا في نفس الكتاب (ج 1، ص 68): «قال أبو



[ صفحه 97]



اسحق و قال لي مرة: أتعرفه موضع الحظوة من خلوة النساء، قلت لا والله لا أعرفه. قال بل اعلم أن لا يكون الحظ الا في تتابع شكلين متباينين فالتقاؤهما هو الاكسير المؤدي الي الخلاص و هو أن تزوج بين هندية و خراساني فانها لا تلد الا الذهب و الابريز».

حتي أننا لنجد في مدخل كتابه اشارات تدل علي خوضه غمار هذه المباحث فهو في كتاب المعادن يتحدث عن جواهر الأرض و اختلاف أجناس الفلز و الأخبار عن ذائبها و جامدها و مخلوقها و مصنوعها و كيف يسرع الانقلاب الي بعضها و يبطي ء عن بعضها و يتصبغ، و ما القول في الاكسير و التلطيف».

و يذكر أيضا (ج 1، ص 41) صناعة الزجاج و الفسيفساء و الاسرنج و الزنجفور و اللازورد و النوشادر و الشب و استخدام الزفت لطلاء السفن، و ان الحجاج هو أول من استعمل السفن المقيرة. ثم يذكر أيضا صنعة الشب و استخراج النستاشنج (أي النشا) و غضارة الصين التي منها عرف الغضار و يعلق ذلك: علي أن الذي علمتم ظاهر فيه التولد منقوص المنفعة عن تمام الصيني و علي أن الشب لم يستخرجوه و انما ذلك من الأمور التي وقعت اتفاقا لسقوط الناطق (و لعل ذلك المقصود الناطف) من يد الأجير في الصفر الذائب فخفتم افساده فلما رأيتم ما أعطاه من اللون علمتم في الزيادة و النقصان، و كذلك جميع ما تهيأ لكم، و لستم تخرجون ذلك من أحد أمرين اما أن تكونوا استعملتم الاشتقاق من علم ما أورثوكم و اما أن يكون ذلك تهيأ لكم من طريق الاتفاق.» و قد ذكر زرارة بن أعين مولي أسعد بن همام و هو رئيس التميمية الذي جاء في قوله عن سبي مجهول (ج 7 ص 40):



«و آخر برهاناته قلب يومكم

و الجامه العنقاء في العين أعجب



يصيف بساباط و يشتو بآمد

و ذلك سر ما علمنا مغيب



أساغ له الكبريت و البحر جامد

و ملكه الأبراج و الشمس تجنب»





[ صفحه 98]



ان الكبريت الأحمر كما يفسره الجاحظ (ج 7 ص 40). هو الكبريت الأحمر المعروف عند الكيميائيين. و هناك ذكر لتشكل العناصر من النار و الهواء و الماء فيذكر (ج 5 ص 30): «زعم أبواسحق أنه رأي عين نار في بعض الجبال يكون دخانها ليلا و نهارا». و يعلق علي ذلك: «أو ليس الأصل الذي بني عليه أمرهم أن جميع الأبدان من الأخلاط الأربعة من النار و الماء و الأرض و الهواء. فاذا رأينا موضعا من الأرض يخرج منه ماء قلنا هذا أحدث الأركان، فما بالنا اذا رأينا موضعا من الأرض يخرج منه نار، لم نقل مثل ذلك فيه و لم لا نقول في حجر النار أنه متي وجد اخف من مقدار جسمه من الذهب و الرصاص أو الزئبق انما هو لما خالطه من أجزاء الهواء المرافقة له، و اذا وجدناه أعلك علوكة و أمتن متانة و أبعد من التهافت، جعلنا ذلك لما خالطه من أجزاء الماء، واذا وجدناه ينقض الشرر و يظهر النار، و جعلنا ذلك للذي خالطه و ما جعلناه اذا خف من شي ء لمقدار جسمه لما خالطه من أجزاء الهواء، و لا نجعله كذلك لما خالطه من أجزاء النار، و لا سيما اذا كانت العين تجده و يقدح بالشرر و لم تجر أجزاء الهواء كذلك لما خالطه من أجزاء النار، و لا سيما اذا كانت العين تجده يقدح بالشرر و لم تجد أجزاء الهواء فيه، عندنا عيارنا فلم أنكروا ذلك؟ و هذه القصة توافق الأصل الذي بنوا عليه أمرهم. و قال أوليس من قوله أنه لولا النيران المتحركة في جوف الأرض التي منها يكون البخار الذي بعضها أرضي و بعضها مائي لم يرتفع ضباب و لم يكن صد و لا مطر و لا نداء. و متي كان البخار حارا يابسا قدح وقذف بالنار التي تسمي الصاعقة اذا اجتمعت تلك القوي في موضع منه، فان كانت القوي ريحا يابسا قدح وقذف بالنار التي تسمي الصاعقة اذا اجتمعت القوي في موضع منه. فان كانت القوي ريحا كان لها صوت، و ان كانت نارا كانت لها صواعق حتي زعم كثير من الناس. و ذلك شائع علي أفواه الأعراب و الشعراء. قال أبوالهول الحميري:



حاز صمصامة الزبيدي من بين

جميع الأنام موسي الأمين





[ صفحه 99]





سيف عمرو و كان فيما سمعنا

خير ما انطبقت عليه الجفون



أوقدت فوقه الصواعق نارا

ثم ساطت به الزعاف المنون



و قال آخر:



يكفيك من قلع السماء عقيقة

فوق الذراع و دون بوع الباع



يذكر أيضا الجاحظ نقلا عن أبي اسحق (نفس المصدر ص 35): «بالنار يعيش أهل الأرض من وجوه، فمن ذلك صنيع الشمس في برد الماء و الأرض لأنها صلاء جميع الحيوان عند حاجتها الي دفع عادية البرد، ثم سراجهم الذي يستصحبون به والذي يميزون بضيائه بين الأمور و كل بخار يرتفع من البحار و المياه و أصول الجبال، و كل ضباب يعلو وندي يرتفع ثم يعود بركة ممدودة علي جميع النبات و الحيوان، فالماء الذي يحله و يلطفه و يفتح له الأبواب و يأخذ بضبعه من قعر البحر و الأرض، و النار المخالطة لهما من تحت الشمس من فوق، و فوق الأرض عيون نار و عيون قطران و عيون نفط و كبريت و أصناف جميع الفلز من الذهب و الفضة و الرصاص و النحاص فلولا ما في بطونها من أجزاء النار لما ذاب في قعرها جامد و لما انسبك في أضعافها شي ء من الجواهر، و لما كان لقواها جامع و لحبها مفرق».

مما يقوي زعمنا بأن الكيمياء عرفت في القرن الثامن الميلادي الدراسة التي قام بها روسكا عن علاقة الأمير خالد بن يزيد بن معاوية الأموي بالكيمياء في كتاب نشره بعنوان كيميائيو العرب (ج 1، هايدلبرغ 1924) ذكر فيه اسم كتاب عرف باسم «القراطيس» قد ترجم من اليونانية الي اللغة العربية، فيه ذكر بعض المستحضرات القديمة مثل المرتك (اكسيد الرصاص و هو عبارة عن صفائح بلورية لامعة) و المرداسنج (pbo). و الاسفيداج و تركيبه.

Co3)2pb:pb(oH)2).

و الكبريت، و النحاس، و الآبق و هو الزئبق، و ذهب فرفير، و ذهب



[ صفحه 100]



بسل، و آبر النحاس و بزاق القمر، و خمير الذهب، و الفضة، و المغرة، و غير ذلك. و قد جاء في هذا الكتاب ذكر بعض أحجار غريبة «حد الحجر الذي ليس بالحجر و لا علي طباع الحجارة يولد في كل سنة معدنه رؤوس الجبال» كذلك «حجر فلوذينوس الأكبر» و غير ذلك من الحجارة و المقصود فيها طبعا حجر الحكماء أو الاكسير المعروف. و حسب دراسة المصادر التي قام بها روسكا و مقارنة الترجمة بالأصل اليوناني و وجود بعض أسماء عرفت فيما بعد، استدل روسكا علي أن هذا الكتاب لم يترجم في عهد الأمير خالد بن يزيد، بل ترجم بعد قرن من الزمن. و هذا يدعم رأينا بأن الكيمياء و عصر الترجمة هما أقدم مما كنا نتصور، و يغلب علي الظن حسب المقارنات العديدة أن هذا الكتاب قد ترجم في عهد الأمير خالد، و لكن تناقلته الأيدي، و أضيف اليه اضافات عديدة، و دليلنا علي ذلك بأن خالدا كان من العلماء و من مستشاري عبد الملك. فلقد اكتشف المستشرقون في مخلفات البردي قرب الفيوم مصادر تدل علي أن عبدالملك استشار خالد بجانب أخيه عبدالعزيز الذي كان عاملا علي مصر، حول احتجاج عاهل الروم جوستينيان الثاني بأن رسائل الخليفة الديبلوماسية كانت تبتدي ء دوما بالتوحيد (قل هو الله أحد) و ذكر النبي، فأشار كل من خالد و عبدالعزيز بضرورة ضرب نقود جديدة يذكر فيها اسم الله و منع النقود الرومية. و المقصود من ذلك أن المسلمين كانوا لا يجدون حرجا في التعامل بالنقود الرومية مع وجود الأحرف اليونانية و الصليب، فكيف يجد الروم في رسائل الخليفة الديبلوماسية حرجا؟.

كل هذا يدلنا علي أن خالد بن يزيد كانت له مكانة مرموقة، و تذكر وثائق البردي بأنه كان معدودا من العلماء، فما الذي يمنع أن يكلف خالد مثل هذه الترجمة في عهد مبكر؟

ان كتاب القراطيس المشار اليه لم يدرس الدراسة الكافية و قد نقله هوداس



[ صفحه 101]



Houdas الي اللغة الافرنسية و نشره برتلو في كتابه عن الكيمياء في القرون الوسطي و انتقد «روسكا» ترجمته و كنا نتمني الحصول علي الأصل العربي لنتبينه و ندرسه، لأنه في زعمنا من الوثائق الهامة في تاريخ الكيمياء العربية، و يغلب علي ظننا أنه المصدر الأول لهذا العلم في هذا الجزء من العالم. و سواء كان هذا الكتاب الذي اطلعنا علي نبذ قليلة منه في الترجمة الألمانية و الافرنسية منتحلا تماما أم أن له أصلا - و ما الزيادات الا من تاريخ متأخر - فأنه من المصادر الكيميائية القديمة، و اذا لم يعد الي القرن السابع الميلادي فالاحتمال شديد بعودته الي القرن الثامن. و بذلك تكون الكيمياء حسب أقدم مصدر ضمن المدنية العربية هي أقدم مما تصوره المؤرخون.

أما الاستدلال بورود لفظ «وزير» في هذا الكتاب بأنه من تاريخ متأخر فليس بصحيح، حتي أن صاحب الدراسة «روسكا» نفسه يستدرك بعد ذلك و يقول بورود لفظ الوزير مرتين في القرآن: أولا في سورة طه علي لسان موسي (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري» و ثانيا في سورة الفرقان (و لقد آتينا موسي الكتاب و جعلنا معه أخاه هارون وزيرا).

ان الاستشارة التي ينوه عنها «روسكا» و التي اكتشفت في أوراق البردي نجدها في ابن الأثير، فقد ذكر أنه في سنة ست و سبعين ضرب عبدالملك الدنانير و الدراهم، و هو أول من أحدث ضربها في الاسلام فانتفع الناس بذلك. و سبب ضربها أن عبدالملك كان يكتب في صدور الكتب الي الروم (قل هو الله أحد) و يذكر النبي مع التاريخ، فكتب اليه ملك الروم، انكم قد أحدثتم كذا و كذا، فاتركوه. و الا أتاكم في دنانيرنا ما تكرهون، فعظم ذلك عليه، فأحضر خالد بن يزيد بن معاوية فاستشاره، فقال حرم دنانيرهم، و اضرب للناس السكة فيها ذكر الله تعالي، فضرب الدنانير



[ صفحه 102]



و الدراهم، ثم ان الحجاج ضرب الدراهم و نقش فيها (قل هو الله أحد)، فكره الناس ذلك لمكان القرآن [2] .

هذه الرواية تروي بشكل آخر في كتاب الحيوان للدميري (ج 1 قاهرة 1954 ص 64 - 62): «اني رأيت في كتاب المحاسن و المساوي ء للامام ابراهيم بن محمد البيهقي ما نصه: قال الكسائي دخلت علي الرشيد ذات يوم و هو في ايوانه و بين يديه مال كثير قد شق عليه البدر شقا، و أمر بتفريقه في خدمه الخاص و بيده درهم تلوح كتابته و هو يتأمله و كان كثيرا ما يحدثني فقال: هل علمت أول من سن هذه الكتابة في الذهب و الفضة يا سيدي؟ هو عبدالملك بن مروان، قال فما كان السبب في ذلك؟ قلت لا علم لي غير أنه أول من أحدث هذه الكتابة فقال سأخبرك، كانت القراطيس للروم و كان أكثر من بمصر نصرانيا علي دين ملك الروم، و كانت تطرز بالرومية و كان طرازها أبا وابنا و روحا، فلم يزل كذلك صدر الاسلام كله يمضي علي ما كان عليه الي أن ملك عبدالملك بن مروان فتنبه له و كان فطنا، فبينما هو ذات يوم اذ مر به قرطاس فنظر الي طرازه فأمر أن يترجم بالعربية ففعل ذلك، فأنكره و قال ما أغلظ هذا في أمر الدين و الاسلام، أن يكون طراز القراطيس و هي تحمل في الأواني و الثياب، و هما يعملان بمصر و غير ذلك مما يطرز من ستور و غيرها من عمل هذا البلد علي سعته و كثرة ماله، و البلد يخرج منه هذه القراطيس تدور في الآفاق و البلاد و قد طرزت بسطر مثبت عليها، فأمر بالكتاب الي عبدالعزيز بن مروان و كان عامله بمصر بابطال ذلك الطراز علي ما كان يطرز به من ثوب و قرطاس و ستر و غير ذلك، و ان يأمر صناع القراطيس أن يطرزوها بصورة التوحيد، (شهد الله أنه لا اله الا هو)، و هذا طراز القراطيس خاصة الي هذا الوقت لم يزد و لم يتغير، و كتب الي عمال الآفاق جميعا بابطال ما في أعمالهم من القراطيس



[ صفحه 103]



المطرزة بطراز الروم و معاقبة من وجد عنده بعد هذا النهي شي ء منها بالضرب الوجيع و الحبس الطويل، فلما ثبتت القراطيس بالطراز المحدث بالتوحيد و حمل الي بلاد الروم و منها انتشر خبرها و وصل الي ملكهم و ترجم له ذلك الطراز فأنكره و غلظ عليه و استشاط غيظا، فكتب الي عبدالملك أن عمل القراطيس بمصر و سائر ما يطرز هناك للروم، و لم يزل يطرز بطراز الروم الي أن أبطلته، فان كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت، و ان كنت قد أصبت فقد أخطأوا، فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت و أحببت، و قد بعثت اليك بهدية تشبه محلك و أحببت أن تجعل رد ذلك الطراز الي ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الأغلاق حاجة أشكوك عليها و تأمر بقبض الهدية و كانت عظيمة القدر، فلما قرأ عبدالملك كتابه ورد الرسول و أعلمه أنه لا جواب له ورد الهدية فانصرف بها الي صاحبه، فلما وافاه أضعف الهدية ورد الرسول الي عبدالملك و قال اني ظننتك استقللت الهدية فلم تقبلها و لم تجبني عن كتاب فأضعفت الهدية، و اني أرغب اليك الي مثل ما رغبت فيه من رد الطراز الي ما كان عليه أولا، فقرأ عبدالملك الكتاب ورد الهدية، فكتب اليه ملك الروم يقتضي أجوبة كتبه و يقول انك قد استخففت بجوابي و هديتي و لم تسعفني بحاجتي، فتوهمت استقللت الهدية فأضعفتها، فجريت علي سبيلك الأول...» ثم هدده و حلف بالمسيح ان هو لم يرد طراز القراطيس الي ما كان عليه سوف ينقش علي الدنانير التي كانت تضرب في بلاد الروم كلمات لا يستحبها. و لكن من الغريب هنا أن عبدالملك لم يستشر خالد بن يزيد كما جاء ذلك في البردي أو في ابن الأثير بل استشار محمد بن علي بن الحسين و أشخصه اليه من المدينة، فأشار عليه بضرب الدراهم و الدنانير و ينقش عليها صورة التوحيد و ذكر رسول الله و ذكر البلد الذي يضرب فيه و السنة.

من ذلك نستنتج أن القراطيس هي كل ما كان له علاقة بالروم، و ان كان الدميري لا يذكر لنا خالد بن يزيد صراحة، و لكننا نعلم من ابن الأثير



[ صفحه 104]



و من أوراق البردي التي اكتشفت أخيرا أن خالدا له علاقة في قضية ضرب الدنانير و كان عليما بقضايا الروم، فاذا كان هناك كتاب عرف بكتاب القراطيس مصدره بلاد الروم، فان الاحتمال قوي جدا بأن خالدا كان علي علم به أو أن هذا الكتاب قد أمر هو بترجمته و الاهتمام به. و من الضروري جدا أن يهتم العالم العربي بكتاب القراطيس لما له علاقة في بعث النهضة العلمية.

لا يمكننا الجزم بنزعة الاعتزال عند جابر لقوله في العدل و اعتبار الميزان هو الأساس الحقيقي في الكون، لأن رسائل جابر تقر بسلطان المعجزة و خوارق العادة و المدد من الالهام الالهي، فلا تدع العقل مسيطرا في جميع أمور الدين، كما يحاول المعتزلة فعل ذلك. و لماذا لا نسمي هذه النزعة نزعة اسماعيلية جعفرية، طالما تفسر رسائل جابر العقائد و التعاليم الاسلامية تفسيرات رمزية، لتجعل مكانا للتأملات العقلية، و اذا دققنا بامعان نشاهد أن فكرة العدل و الميزان موجودة عند الامام جعفر الصادق نفسه، كما سنبين ذلك فيما بعد.

كيف تكون التعابير العلمية دليلا علي أن مؤلف مؤلفات جابر يجب أن لا يكون من معاصري الامام جعفر الصادق، طالما ليس عندنا أي دليل علي بدء الحركة العلمية بصورة مضبوطة. و انا لنجد تناقضا في أفكار «كراوس» طالما يجد هذه الكتب منتحلة، و من ناحية أخري تسود فيها روح الوحدة بحيث لو أثبتنا انتحال واحدة منها يسري هذا الحكم علي الجميع، ثم يقول ان كتاب الانتقال من القوة الي الفعل كتاب أصلي، فما هذا التناقض في القول؟ ينفي «كراوس» وجود شخصية مثل شخصية جابر، ثم يقول انه يعتبر حجة عند الشيعة الذين عاشوا في القرن الثامن، و كيف يعتبر حجة في هذا القرن و هو يحاول أن يثبت أنه عاش في عصور متأخرة، و من ناحية يقول انه طبيب و كيميائي، و من ناحية ثانية يقول من لم يعرف رسائل جابر من وجهة الفلسفة و المذاهب الدينية فلا يعرف شيئا. بالمقارنة بين رسائل جابر و رسائل اخوان



[ صفحه 105]



الصفاء، يقول ان شخصية اخوان الصفاء مستترة، أما شخصية مؤلف الرسائل فبارزة، فكيف يصح هذا البروز مع كتمان الاسم و الاختفاء وراء شخصية منتحلة، سواء أكانت عاشت فيما سبق أم لم تعش؟

لقد بحث «كراوس» في عقائد الاسماعيلية و لكنه لم يبحث مطلقا في مذهب الامام جعفر الصادق، فان وجود التشابه وحده لا يمنع من وجود التشابه مع المذهب الجعفري، و لأجل اثبات عدم وجود أية صلة كان يلزم عليه نفي الصلة بتاتا بينه و بين جعفر، و ان مثل هذا العمل لم يقم به أصلا.

ذكر «كراوس» طبقات العين عند جابر، و قد جعلها مقتبسة من كتاب يوحنا بن ماسوية و حنين بن اسحق، فطالما كان المصدر يونانيا فأي شي ء يمنع أن تكون رسائل جابر هي السابقة؟ و فضلا عن ذلك فان رسائل جابر نوهت بذلك تنويها، و لم تقم بتشريح العين مفصلا، كما فعل كل من يوحنا و حنين، و نظرا لقانون التطور لا يمنع أسبقية جابر طالما أن الشي ء يبدأ صغيرا ثم يكبر. ان محاولة البرهان علي صلة الوصل بين الاسماعيلية و الرازي و ابن مسرة و الحلاج لا يدل علي نفي المصدر الجعفري، و كذلك الأمر في المقارنة بين هذه النزعة و الأفلاطونية الحديثة التي هي أيضا من منبع شرقي، و كل واحدة منها تقول بنظرية الفيض و الوحي و الالهام، و هذه الفكرة هي من مفاخر انتاج الشرق، لأنها أساس فكرة الذرة الروحية عند «لا يبنيز» و التي نري جذورها عند فيلسوف العرب الكندي. ان أكبر دليل علي وجود مصادر غير المصادر الاسماعيلية ارجاء فكرة القدماء الخمس الي الحرانيين و الصائبة. لا يمكننا أن نتخذ قدسية الأعداد السبعة دليلا علي أن مؤلفات جابر اسماعيلية، لسيادة هذه العقيدة في مذهبهم، لأن هذه الفكرة موجودة في القرآن و لا يمنع وجودها عند جعفر نفسه، لأن اسماعيل ولد جعفر، و قد مات في حياة والده، كما بينا. لاثبات أن قدسية الأعداد السبعة بدأت في عصور متأخرة عند الاسماعيليين يقتضي



[ صفحه 106]



البرهان علي تاريخ هذه الفكرة و أقدم زمان انبثقت فيه، و اذا لم نعمل ذلك فكل حكم من هذا القبيل هو رجم بالغيب. و ان العدد سبعة يلعب دورا هاما في بابل منذ ثلاثة آلاف سنة قبل المسيح، و منها اشتقت الأيام السبعة و الساعات السبع و السنين السبع. و من عهد قيلقاميش بني جدار مدينة أوروك و نظرا لاحكام متانته فتعزي هندسته للحكماء السبعة (كما بين أونغاد في كتابه باللغة الألمانية عن ديانة البابليين. و كما أشار الي ذلك فون ليبمان في كتابه باللغة الألمانية «مساهمات في تاريخ العلوم الطبيعية و الصناعة المنشور في وانيهايم 1955. و في كتاب الذي ألفه فيليب حتي باللغة الانكليزية بنيويورك 1928) عن أصل الدروز و ديانتهم يري أن مصدر تقديس السبعة عند الدروز يعود الي الاسماعيلية و هي من أصل فيثاغوري.

و تعود مباركة اليوم السابع الي التوراة، فقد جاء في الاصحاح الثاني من سفر التكوين: «و فرغ الله في اليوم السابع من عمله فاستراح من جميع عمله الذي عمل. و بارك الله اليوم السابع و قدسه». و ينطبق هذا مع ما ورد في القرآن: (هو الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش) (سورة الحديد آية 4 و سورة الأعراف آية 54). و ان السماوات و الأراضين هي أيضا سبع في نظر القرآن: (الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت)، (الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن) (سورة الملك آية 3 و سورة الطلاق آية 12).

ان مذهب التأويلات ليس بمذهب اسماعيلي فقط، بل اننا نجد ذلك حتي عند الفيلسوف الأندلسي ابن رشد الذي لا يعلم شيئا عن الاسماعيلية كما يظهر، و قد عقد بحثا في كتابه الشهير «فصل المقال فيما بين الشريعة و الحكمة من الاتصال»، تكلم فيه طويلا عن التأويل ذاكرا أن للشريعة ظاهرا و باطنا و الظاهر هو ما كان للجمهور الذين يجهلون طرق البرهان، و الباطن هو لأهل



[ صفحه 107]



التأويل، و يختلف الباطن عند كل من ابن رشد و جابر، فابن رشد يشير الي القواعد المنطقية، أما جابر فيشير الي الالهام الرباني المستمد من الامام. و يقول الجاحظ في كتاب الحيوان (ج 1، ص 97): فلا تذهب الي ما تريك العين و اذهب الي ما يريك العقل، و للأمور حكمان: حكم ظاهر للحواس و حكم باطن للعقول و هو الحجة.

ان التأويل الذي يسرده جابر عن تفسير (ان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) الواردة في القرآن حكاية عن ابراهيم و نمرود، من وجهة فلكية، اذ يقول في رسائله: «يا أخي اسمع ما اتيتك به من علم الأفلاك و طرائف أعمالها الخارجة من القوة الي الفعل، لا بعناية قول من يرمز فيها و يعدل عن الطريق في الافصاح - المسمي فلك البروج قطعة واحدة منقسمة من جهة طبعها اثني عشر قسما، فيصير ثلاثمئة و ستين جزءا و هو يسير من المغرب الي المشرق علي كرة الأرض بحركة خفيفة، و فوق ذلك فلك الكل و هو الأثير، و هو يسير بضد ذلك، لأنه يسير من المشرق الي المغرب. ثم فلك الكواكب المتحيرة سبعة أفلاك بعضها داخل بعض، فأعلاها و أعظمها زحل و أصغرها و أسفلها القمر، و هو يسير من المغرب الي المشرق بحركة ظاهرة للحس... انا لو سألنا مئة ألف من الناس: من أين تطلع الشمس؟ لقالوا من المشرق و تغرب في المغرب، و ذلك اذا سمي المشرق مشرقا و المغرب مغربا انما هو بالاضافة الي الشمس، و الا فالواجب علي ما حكينا أن يكون المغرب مشرقا و المشرق مغربا». و هكذا يضع جابر الامام علي كرمز للمعرفة، فيبين شروقها في المغرب و غروبها في المشرق، فليست الشمس اذن قد غيرت دورتها كما يعتقد بذلك «كراوس»، بل ان الفلكي قد صحح رأيه، و ايضاحا لذلك يضرب جابر لنا مثلا بصعود الرجل الذي يدير الدولاب كيف يري الأشياء تتحرك خلاف دورانه و تصحيح ذلك أن الأشياء لا تسير الي الخلف كما نتوهم،



[ صفحه 108]



و يشبه ما يضربه لنا جابر بحركة الأشياء للجهة المعاكسة عندما نمتطي القطار أو السيارة، فما توهمه «كراوس» من قدرة الامام الخارقة للطبيعة لا أصل لها، بل أراد جابر أن يفسر أمورا فلكية طبيعية مشيرا الي أننا نري اتجاه الحركة خلاف الحقيقة، و كأن جابرا بهذا الرمز يشير الي حركة الأرض و وقوف الشمس خلافا للمعهود، فليست سيطرة الامام في خرق القوانين بل التعمق بها وفهم مضمونها لا الاكتفاء بظواهر الأشياء.

اذا كان «كراوس» يدعي أن كل اشارة الي الباطن معناه اسماعيلي، فلماذا لا يبرهن أيضا بأن القرآن اسماعيلي لأنه يوجه كثيرا نحو الباطن، و عاتب الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وقوله: (باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب) و غير ذلك، بل يجب علي مدعاه أن تكون جميع الحركات الصوفية في المشرق و المغرب حركات اسماعيلية لاعتمادها علي الباطن.

ان فكرة الميزان هي من القرآن أيضا بدليل الآيات الكثيرة: (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض و لا أصغر من ذلك و لا أكبر الا في كتاب مبين) [3] فنسبة لتعاليمه ليس هناك أي صدفة و اتفاق، بل كل شي ء بحساب، (و ان من شي ء الا عندنا خزائنه و ما ننزله الا بقدر معلوم) [4] ، (و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي و أنبتنا فيها من كل شي ء موزون) [5] اذن ان فكرة الميزان هي عريقة في الاسلام، كما صرح القرآن أيضا (و نضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئا، و ان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ، و كفي بنا حاسبين) [6] .



[ صفحه 109]



بعدما بيناه لا عجب اذا قام جابر بن حيان أبوالكيمياء في العراق، و تكلم عن العدالة في الكون زاعما أن تراكيب الأجسام و اتحادها مع بعضها بعضا داخل ضمن العدل الالهي. و لا غرابة أن يكون امام من الأئمة أمثال جعفر الصادق جعل العدل من جملة الآيات الربانية الموجودة في الكون، فمما لا شك فيه أن أمثال هذا الامام قد درس القرآن دراسة متقنة و فهم اشاراته و رموزه فهما جيدا. و لا يبعد أيضا أن يكون جابر قد تلقن مبدأ العدل في الكون من الامام الصادق لأنه عالج هذا الموضوع معالجة جدية، كما سوف نري ذلك عند الكلام عن سيطرة الروح الجعفرية في رسائل جابر. و علي ما يظهر أن العدل هو أصل من أصول المذهب الامامية، الاثني عشرية، و تابعهم المعتزلة بذلك [7] .

حتي أننا لا نستبعد اقتباس هذه المبادي ء عن الرسول الأعظم، و تلقينها للامام علي و انتقلت عن طريقه للامام الصادق و الأئمة الذين أتوا من بعده، طالما هي موجودة بصورة واضحة في القرآن.

يدعي «كراوس» أن للاسماعيليين تفسيرات كيميائية دينية، فأية فرقة من هذا المذهب اعتنت بذلك؟ و أي نصوص عدا رسائل جابر و رسائل اخوان الصفاء تحمل هذا الطابع؟ و اذا كان هناك نصوص متأخرة أفليس من المحتمل أن تكون رسائل جابر نفسها نموذجا لها؟ و اذا لم نتمكن أن نبرهن علي وجود نصوص سابقة لها، فكيف يمكننا الجزم بأنها اسماعيلية متأخرة؟

ان اعطاء مفهوم جديد للامام بمعني حجر الحكماء و الاكسير، هو علي ما يظهر من تاريخ متأخر. و هذا ليس بدليل علي نفي الصلة بين جعفر و جابر، و قد رأينا فكرة السيطرة و العلم بالخفايا الي تجهلها العامة، أو كما تواتر عن الامام زين العابدين:



[ صفحه 110]





يا رب جوهر علم لو أبوح به

لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا



ولا ستحل رجال مسلمون دمي

يرون أقبح ما يأتونه حسنا



اني لأكتم من علمي جواهره

كي لا يري الحق ذو جهل فيفتتنا



هنا الدليل الواضح علي المفهوم الباطني الذي تسرب بعد ذلك الي رجال الكيمياء في صورة بطلهم الألمعي جابر بن حيان، و قد روي عن جعفر كما أفاد بذلك الشيخ محمد الخالصي، أن مداركنا و قياساتنا قاصرة عن ادراك أسرار الشريعة و حقائق الدين و سنن التشريع، و أن الأمر ليتضح لنا أكثر من ذلك عندما نعلم أن من كانت له الزعامة الدينية يحيط علما بجميع الموجودات و أن يكون له الحظ الأوفر من العلم بما غاب عن الحس الانساني و اختص بالملأ الأعلي. و قد ذكر لنا الشهرستاني في كتابه الملل و النحل، و نقلها المؤلف السابق و هو أن الصادق ذو علم غزير في الدين «..... و قد أقام في المدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين اليه و يفيض علي الموالين له أسرار العلوم، ثم دخل العراق، و أقام بها مدة، ما تعرض للامامة قط، و لا نازع أحدا في الخلافة، و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، و من تعلي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط، و قيل من أنس بالله توحش عن الناس، و من استأنس بغير الله نهبه الوسواس». و طبعا ان مثل هذه التأملات الدينية العميقة تعلمها جابر بن حيان من معلمه الامام جعفر الصادق.

لماذا نقول ان رسائل جابر هي من تأليف أحمد حميد الدين الكرماني المعاصر للخليفة الحاكم الفاطمي (كما يريد كراوس أن يوهمنا) و لا نقول بالعكس أي أن الكرماني استقي من رسائل جابر. و أي داع لنذهب الي أن الامام الذي يقصده هو عبيدالله المهدي مع أنه لم يذكره قط، و لم نقارن أقوال هذا الامام بأقوال جابر، كذلك لا نجد أي دليل علي تفسيرات البيان التي نوه بها جابر بالمهدي.



[ صفحه 111]



ليست رسائل جابر هي التي مهدت رسائل اخوان الصفا فحسب، بل كتب الكندي و رسائل الجاحظ المختلفة، و اننا لنجد فكرة التطور عند الاخوان شبيهة بما عند الجاحظ. و هذه هي خلاصة فكرة التطور عند الأولين: يدعي اخوان الصفاء بأن الانسان ذروة تطور الخليقة ، و يقولون: «أما رتبة الحيوانية التي تلي رتبة الانسانية فليست من جهة واحدة و لكن من عدة وجوه، لأن رتبة الانسان لما كانت معدنا للفضل و ينبوعا للمناقب، لم يستوعبها نوع واحد من الحيوان و انما استوعبتها عدة أنواع، فمنها ما قارب رتبة الانسانية بصورة جسدية مثل القرد، و منها ما قاربها بالأخلاق النفسانية كالفرس، و منها كالطائر الانساني أيضا، و مثل الفيل في ذكائه و الببغاء و الهزار و نحوهما من الأطيار الكثيرة و الأصوات و الألحان و منها النحل اللطيف الصنائع الي ما شاكل ذلك...» و يقول الجاحظ في كتاب الحيوان عن الانسان: «سموه العالم الصغير سليل العالم الكبير لما وجدوا فيه من جميع أشكال ما في العالم الكبير، و وجدنا له الحواس الخمس و وجدوا المحسوسات الخمس، و وجدوه يأكل اللحم و الحب و يجمع بين ما تقتاته البهيمة و السبع، و شبه ظاهر القرد بظاهر الانسان، نري ذلك في طرفه و تغميض عينه، و في ضحكه و في حكايته، و في كفه و أصابعه و رفعها و خفضها» تذكر اخوان الصفاء أيضا أن الانسان هو العالم الصغير بما يقابل الكون العالم الكبير.

ذكر لنا «كراوس» القرابة بين رسائل جابر و رسائل اخوان الصفاء، و لكنه لم يذكر وجوه الاختلاف، ان تقسيم الفصول عند جابر هي شكلية، أما عند الاخوان فهي حقيقية، فلهم مباحث في الفلسفة و أخري في الطبيعيات و الرياضيات و غير ذلك، أما رسائل جابر فليس فيها مواضيع منفردة، اذ تغلب عليها نزعة مزج المواضيع مع بعضها بعضا. يغلب علي رسائل الاخوان صبغة الوضوح في الوقت الذي تحمل فيه رسائل جابر طابع اللف و الدوران و الغموض المقصود و تكاد تدور حول موضوع واحد، و تشمل الأولي جميع العلوم و هي



[ صفحه 112]



بذلك أشبه بدائرة معارف.

يذكر «كراوس» أن جابرا يعتبر عند الشيعيين الذين عاشوا في القرن الثامن كحجة أو باب، أي أنه علي اتصال وثيق بالامام بعد أن حاول أن يبرهن أنه من رجالات القرن التاسع، و لعل التناقض بلغ ذروته بقوله: «لعل ذلك ينطبق علي محرر رسائل جابر الأصلي»، فكيف ينفي، ثم يثبت في آن واحد؟!

لا يوجد أي برهان علي أن جابرا من دعاة الاسماعيلية فاذا كان علي رأيه من معتنقي هذا المذهب فما هو الدليل علي أنه من دعاته؟ اذا وجدنا مشابهة بين مخطوطات جابر و الاسماعيلية، يلزم أن تبيين درجة صحة هذه المخطوطات الأخيرة، و ما هو تاريخها؟ و ما هو نوعها؟ و من أين حصل عليها؟ و هل يا تري هي أصلية أو منتحلة أيضا؟ و كيف أتيح له الاطلاع علي هذه الوثائق مع أنها من الأسرار؟ و هل يكفي أن صديقا أطلعه علي مثل هذه المخطوطات (كما بين ذلك فيما نشر عن الرازي) ليتخذ ذلك حجة لنقض الوثائق القديمة؟! و هل من الوجدان المسلكي أن يسمح بالحكم علي مجموعة من الرسائل بالانتحال لشهادة صديق عزيز؟ و هل يعرف العلم الصحيح الصداقة و العداوة؟ كيف تمحص المخطوطات القديمة هذا التمحيص و يقضي عليها بالانتحال لاعتبارات بعيدة المدي و لا تعمل مثل هذه التمحيصات في المخطوطات الحديثة التي يطلعنا عليها صديق؟ كيف يصدق صديقا له أطلعه علي بعض المخطوطات السرية و يكذب أجيالا من العلماء و المجتهدين و المحققين؟! اذا كانت تعاليم الاسماعيلية من الأسرار، فهل أن هذا الصديق الذي أطلعه عليها يحمل مفاتيح هذه الأسرار؟ لا يكفي الا دعاء أن ما وصل اليه هو من صميم عقائد الاسماعيلية دون أن يقيم لنا الأدلة علي ذلك. اذا كنت مدعيا فالدليل، و ان كنت ناقلا فالنص، و لا دليل و لا نص عندنا. لماذا الا دعاء أن ما تواتر عن جعفر الصادق هو منتحل و ما تواتر عن الاسماعيلية هو أصلي؟ و ان النصوص



[ صفحه 113]



المروية عن جعفر الصادق هي كثيرة و يوجد توافق بين قسم عظيم منها، و علينا أن نقارنها مع بعضها بعضا لنعطي حكما ينطبق علي الواقع أو يقاربه، أما الهرب من مشكلة جعفر دون تمحيص أقواله و مقارنتها فذلك عمل لا يرضاه الضمير العلمي.

يدعي «كراوس» أن المقابلة بين جعفر الصادق و أبي حنيفة هي منتحلة، لكنه لم يبين لنا ما هي وجوه الانتحال، هل العصر ينافي ذلك أو التعاليم المروية عنهما في المناقشة تخالف الواقع؟ و هل هو خارج حدود المعقول أن يتقابلا و يتناقشا و يسعي كل واحد منهما بحججه و براهينه لتأييد مذهبه؟ ان تدقيق هذه المناقشة (كما سوف نبينها عند الكلام عن سيطرة الروح الجعفرية في رسائل جابر) تلقي ضوءا جديدا علي نوع العلاقة بين جابر و الامام الصادق، اذ يثبت لنا بالنصوص التي نشرها الأخصائيون و من جملتهم «كراوس» نفسه علي نوع العلاقة بين الاثنين، و نستدل بالقرائن علي أن جابرا استفاد من الامام ناحية معينة فقط. اذا كان الكتاب المنسوب الي جعفر الصادق عن الكيمياء و الذي نشره «روسكا» في «هايدلبرغ» منتحلا (كما يدعي)، فليس معناه أن كل مناسبة بين الاثنتين منتحلة. و هو في الحقيقة مهدي للامام كما سبق و بينا و ليس بمنتحل. ان هذا الحكم «لكراوس» لحكم مستعجل و قياس لا يرتكز علي عمق و تدقيق.

يقول «كراوس» ان ابن النديم في فهرسه يدعي أن جابرا لم يعش قط، و هذا غير صحيح، و الحقيقة التي لا شبهة فيها أن ابن النديم ينقل رأي غيره و يرد عليه، و هذا هو تصريحه بالحرف: «و قال جماعة من أهل العلم و أكابر الوراقين أن هذا الرجل - يعني جابرا - لا أصل له ولا حقيقة، و بعضهم قال أنه ما صنف و ان كان له حقيقة الا كتاب الرحمة و أن هذه المصنفات صنفها الناس و نحلوه اياها. و أنا أقول ان رجلا فاضلا يجلس و يتعب فيصنف كتبا تحتوي علي



[ صفحه 114]



ألفي ورقة يتعب قريحته و فكره باخراجه و يتعب جسمه بنسخه ثم ينحله لغيره اما موجودا أو معدوما ضرب من الجهل، و ان ذلك لا يستمر علي أحد، و لا يدخل تحته علي من تحلي ساعة واحدة بالعلم، و أي فائدة في هذا و أي عائدة؟ و الرجل له حقيقة و أمره أظهر و أشهر و تصنيفاته أعظم و أكثر، و لهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة.... و قد قيل ان أصله من خراسان، و الرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة: قال أستاذنا أبوموسي جابر بن حيان». ذكر أيضا أنه كان من كبار الشيعة و أحد الأبواب، و كان صاحب جعفر الصادق و كان من أهل الكوفة، و عند معالجته للاسماعيلية لم يذكر قط أية صلة بينه و بينها.

يتناول السيد محسن الأمين ال العاملي مشكلة العلاقة بين الامام و جابر في كتابه أعيان الشيعة، فيذكر بادي ء ذي بدء قوله: «لم يذكر أحد من أصحابنا الذين ألفوا في رجال الشيعة و أصحاب الأئمة كالطوسي و النجاشي و من عاصرهم أو تقدمهم أو تأخر عنهم جابرا بن حيان من تلامذة الصادق و لا من أصحابه و لا ذكروه في رجال الشيعة»، ثم يستطرد بعد ذلك و يذكر رأي ابن النديم السابق، و يؤيد تشيعه و صحبته لجعفر الصادق بأقوال ابن طاووس و رواية ابن بسطام و اليافعي و ابن خلكان و غيرهم و شواهد من كتاب السموم لجابر نفسه و بعض الرسائل المطبوعة، و ينفي تلمذته علي خالد بن يزيد بتاتا، أما كونه أحد دعاة الاسماعيلية فلا يتناول ذلك مطلقا.

ان التناقض لظاهر في وضع تاريخ تأليف الرسائل عند «كراوس»، أولا يقول أنها يلزم أن تكون قبيل عام 860 م، أي في نهاية القرن التاسع، ثم يقول نظرا لفكرة ظهور الامام في زمن المفاسد و الاضطرابات و الثورات و سقوط الدين، التي جاء ذكرها في رسائل جابر انها قبيل عام 928، ثم يقول قبيل تأليف ابن النديم لكتاب الفهرست و ذلك عام 987، ثم يقول قبيل عام 950، و الحاصل أن التاريخ يتراوح بالتقدير بين 860 و بين 987، فما هذا



[ صفحه 115]



الضبط الرياضي و ما هذا التلاعب بالأعداد، و هل يعد اختلاف 127 سنة ليس باختلاف ذي قيمة؟

اذا كانت هذه الرسائل التي نحن بصددها هي مقدمة رسائل اخوان الصفاء، فكيف يمكنها أن تكون قد حررت في أواخر القرن العاشر، و في هذا القرن نفسه ظهرت رسائل الاخوان.

كيف يمكن الحكم من فكرة ظهور الامام في زمن المفاسد و الاضطرابات، علي أن الرسائل ألفت قبيل سقوط حكم العرب؟ و هل أن فكرة التشابه دليل علي وجودها؟ و هل يمكننا الحكم علي سقوط الغرب لوجود كتاب «أشبنجلر» بهذا الموضوع؟ أو الحكم من الأحاديث التي تصف لنا يوم القيامة علي أنها قيلت قبيل ذلك اليوم، و هل لخيال الانسان حد يقف عنده؟! فمن أي واقعية استمد افلاطون موضوع جمتهوريته، و الفارابي فكرته في المدينة الفاضلة، و ابن طفيل في حي بن يقظان و «روسو» في «اميل»؟ كيف يستشهد بابن النديم في مواقع عديدة حتي أنه يضع تاريخ الرسائل قبيل ظهور الفهرست، و بعد ذلك يدعي أن ابن النديم يقول ان جابرا لم يعش قط و الحقيقة كما بيناها.

أي داع لتبرير رؤية الامام بغيبوبته؟ أفلا يمكن أن يكون المريد بعيدا عنه و يصبح ذا حظ عظيم اذا أتيح له رؤيته؟ اذا كانت فكرة الصامت و الناطق قد أتت مؤخرا، أفليس من المحتمل أن تكون هذه الفكرة قد أدخلت من بعض النقلة في عصور متأخرة؟ و لكن هذه الفرضية تتنافي طبعا مع الحكم الذي أصدره «كراوس» جزافا بوحدة الرسائل بحيث لو أثبتنا أن واحدة منها منتحلة يسري حكمنا علي الجميع. و لاصدار هذا الحكم يلزم عمل دراسات مطولة، و مقارنات شتي، مع اخراج الرسائل جميعا علي النمط اللغوي المعهود و دراسة جميع المصادر التي تقدمتها و مقابلتها مع العصور المتأخرة، ان الغالب علي الظن أن جميع المصادر التي تقدمتها و مقابلتها مع العصور المتأخرة، ان الغالب علي



[ صفحه 116]



الظن أن في الرسائل كثيرا من الحشو المتأخر الذي بلبل الأفكار و ساعد الذين في قلبهم مرض علي الطعن في صحتها جميعا و انكار فضل شخصية دينية لها مكانتها المرموقة في تاريخ الفكر الاسلامي. و انه من دواعي الأسف فعلا أن ندع الميدان فسيحا للمغرضين في تراثنا أن يعبثوا فيه دون أن نقول نحن كلمتنا في ذلك، بل نأخذ أقوالهم علي علاتها دون نقدها وفق قواعد العلم الحديث، و هكذا وصل الخمول فينا ذروته و تركنا قيادتنا حتي في تراثنا لأشخاص اعتقدنا فيهم الكمال، و تركناهم يلفظون الكلمة الأخيرة في أقدس مقدساتنا، و ان كان فيها الطعن و التغرض ظاهرا، لاعتقادنا في أنفسنا النقص و في أمم الغرب العصمة من الخطأ و التنزه عن الزلل و الأغراض المشينة. و قد غاب عن فكرنا أن الغربيين حتي لو كانوا بعيدين عن الأغراض، و عن الخطط الحكيمة في هدم معالم تراثنا و مجدنا التليد، هم أناس مثلنا يجوز في حقهم الخطأ و الصواب، و لكن الكسل و الجمود و عدم البحث الجدي في تراثنا هو الذي جعل لهم حق التدخل فيسرحون و يمرحون في عقائدنا و في تاريخنا الفكري، و نحن واقفون كالصنم لا نبدي حراكا و لا نمحص و لا ندقق و لا نبحث و لا نحقق. أما سر اخفاقنا في البراز فكان للسبب الآتي: اذا أردنا المبارزة ضربنا صفحا بقواعد العلم الحديث، فبانت قوتهم و بان ضعفنا، و كنا في ذلك من الخاسرين، ان سلاحهم لماض و السلاح الذي نتذرع فيه ضعيف، و اننا اذا لم نستعمل نفس السلاح الذي يوجهونه ضدنا فلا أمل لنا في أن نفوز في قصب السبق و أن نكسب المعركة.

هذا ويلزم أن نفرق بين النزيه من علماء الغرب و المتغرض، فليس كل عالم تناول تراثنا منهم كان كمن وصفنا، اذ هناك و لا شك نفر غير قليل (سواء أخطأ أو أصاب) يبغي في تحرياته العلمية وجه الحقيقة المجردة، و ان كلمتنا التي نوجهها ليست لهؤلاء، فاذا حاربنا المغرضين فان النزيهين لا شك يقفون في صفوفنا لتحري الصواب و نشدان الحق.



[ صفحه 117]




پاورقي

[1] كان جمع هذه المعلومات مؤلف هذه الرسالة ضمن دراسة خاصة «تاريخ علم المستعدنات عند العرب» قدمها الي الاكاديمية البروسية قبيل الحرب العالمية الثانية.

[2] تاريخ الكامل لابن الأثير القاهرة 1303 ه ج 4، ص 162.

[3] سبأ، آية: 3.

[4] الحجر، آية: 21.

[5] الحجر: آية: 19.

[6] الانبياء، آية: 47.

[7] راجع مبدأ الميزان المستمد من فكرة العدل الالهي في هذا الكتاب.


اتهامات المنصور للامام الصادق


و مهما يكن من أمر فقد كثرت الوشاة علي ابي عبدالله عليه السلام فأثارت من المنصور كوامن ضغنه و حركت عوامل غيظه، فحج في سنة 147 ه. و دخل المدينة و أمر الربيع باحضار الامام جعفر الصادق و قال له: ابعث الي جعفر من يأتينا به تعبا قتلني الله ان لم أقتله، فتغافل عنه الربيع لينساه، ثم أعاد ذكره و قال:أرسل اليه من يأتيني به متعبا، فلما حضر الصادق عليه السلام أعلم أباجعفر حضوره، فلما دخل عليه قابله بوحشية و كلام لا مجال لذكره.

و قال: اتخذك أهل العراق إماما يجبون اليك زكاة أموالهم، و تلحد في سلطاني و تبغي الغوائل، قتلني الله ان لم اقتلك، فقال الصادق عليه السلام: يا أمير إن سليمان أعطي فشكر، و أن أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر. فقال أبوجعفر: الي و انت عندي يا أباعبدالله البري ء الساحة السليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جزي ذوي الارحام عن ارحامهم، ثم تناول يده فأجلسه معه ثم قال: علي بالمتحفة فأتي بدهن فيه غالية فخلقه بيده. ثم قال: في حفظ الله و في كلاءته. ثم قال: يا ربيع ألحق أباعبدالله جائزة و كسوة.



[ صفحه 46]



قال الربيع فلحقته فقلت له: اني قد رأيت قبل ذلك ما لم تره و رأيت بعد ذلك ما قد رأيت فما قلت يا اباعبدالله حين دخلت؟ قال عليه السلام قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكفني بركنك الذي لا يرام، و اغفر لي بقدرتك علي، لا أهلك و أنت رجائي، اللهم انك أكبر و أجل ممن أخاف و أحذر، اللهم بك أدفع في نحره و استعيذ بك من شره. [1] .

و تركزت في ذهن المنصور فكرة الفتك بجعفر بن محمد، لأنه يعلم أن مئات الآلاف يقولون بامامته و تجبي له الاموال، و ينظر بعين العظمة و الاحترام، كما أن أكثر الملتفين حول المنصور و المؤازرين له يذهبون الي القول بامامته.

و أراد امتحانه مرة ليكون له طريق في المؤاخذة. فدعا ابن مهاجر و قال: خذ هذا المال و آت المدينة و الق عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد و أهل بيتهم و قل لهم: إني رجل غريب من أهل خراسان من شيعتكم، و قد وجهوا اليكم بهذا المال، فادفع إلي كل واحد منهم علي هذا الشرط كذا و كذا فاذا قبض المال فقل: إني رسول و أحب أن يكون معي خطوطكم بقبض ما قبضتم مني. و مضي فلما رجع قال له أبوجعفر: ما وراءك؟ فقال: أتيت القوم و هذه خطوطهم ما خلا جعفر بن محمد فاني أتيته و هو يصلي في مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فجلست خلفه و قلت: ينصرف و أذكر له فعجل و انصرف، فالتف الي فقال: يا هذا، اتق الله و لا تعزن أهل بيت محمد، و قل لصاحبك اتق الله و لا تغرن أهل بيت محمد، فانهم قريبو العهد بدولة بني مروان و كلهم محتاج، فقلت: و ما ذاك أصلحك الله؟ فقال: ادنو مني فدنوت، فأخبرني بحميع ما جري بيني و بينك حتي كأنه ثالثنا، فقال له: يا ابن مهاجر إنه ليس من أهل بيت نبوة إلا و فيهم محدث و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم. [2] .

و صعبت علي المنصور تلك الطرق التي اتخذها جعفر بن محمد في حذره و احتياطه عن أي مؤاخذة من المنصور له ليستحل بها دمه فانه لم يبق طريقا إلا سلكه، من إرسال الكتب المزورة عن لسان شيعة جعفر بن محمد يدعونه للنهوض و ارسال الأموال الكثيرة مع أناس استخدمهم المنصور لهذه الغاية عساه أن ينجح بموافقة جعفر عليه السلام في قبض المال أو جواب الكتب، لتكون له وسيلة للقضاء علي الإمام، ولكن تلك المحاولات ذهبت بدون جدوي و كان نصيبها الفشل.



[ صفحه 47]



و ان المنصور ليهمه أمر جعفر بن محمد أكثر من غيره و له معه أخبار أهمل كثير من المؤرخين ذكرها، و كانت بينهما صلة أيام بني أمية و عاشره في خلافته أكثر من عشر سنين، و لقي في هذه المدة جهدا و امتحن غيره مرة، و كان الخطر محدقا به و المنصور لا يجهل مكانته عليه السلام، فهو الشخصية التي كان يتطلع اليها الناس يوم طلع فجر النهضة العلمية، و كان لمدرسته حركة واسعة و نشاط علمي، و ازدحم عليه طلاب العلم، و اشتهر ذكره، و كان زعيم أهل الحديث في معركة أهل الرأي و أهل الحديث كما يأتي بيانه. فكان المنصور يخشي خطر هذه الشهرة، و يحذر من حدوث انقلاب مفاجي ء من قبل العلويين ينضم اليه علماء الأمة الذين اتصلوا بجعفر بن محمد و عرفوا منزلة أهل البيت، مع علمه بمعارضته لبيعة محمد بن عبدالله فانه اعترض علي هذه البيعة معلنا أنها جاءت سابقة لأوانها، ولكن المنصور يخشي ان يترأس الإمام الصادق دعوة العلويين فيشتد الخطر علي الدولة الجديدة.

ولكن جعفر بن محمد كان بحدسه الصائب و نظره الثاقب يخترق الحجب و يستشف أحداث المستقبل و يخبر بكثير من الكوائن قبل وقوعها.

فكان من رأيه عدم التعرض لطلب الأمر، و نهي قومه عن عقد تلك البيعة و كان ينصحهم في التجافي عن شؤون الدولة في عصره، و قد عرض عليه الخلافة أبوسلمة الخلال وزير آل محمد في بدء الدعوة، قبل وصول الجند اليه فأبي الإمام قبولها، و لم يقنع أبوسلمة بهذا الرد و حاول إقناع الإمام بكل صورة، و عندما اقبلت الرايات كتب أبوسلمة اليه: إن سبعين الف مقاتل وصل الينا فانظر أمرك [3] فأجابه بالرد و ان الأمر للسفاح و للمنصور من بعده.

كما انه عليه السلام لم يستجب لما دعاه اليه ابومسلم الخراساني قائد الثورة في بلاد فارس، و صاحب السلطان في ذلك الدور، فان أبامسلم كان يدعو الناس الي الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و أعلن غضبه علي بني أميه لانهم ظلموا اهل البيت، و أراقوا دماءهم، و اراد إسناد الامر لآل علي عليه السلام لانهم أحق بهذه الدعوة من غيرهم، فكتب الي الامام الصادق عليه السلام و هو زعيم اهل البيت و سيدهم في عصره، و اليه تطلعت الانظار، و اتجهت القلوب - و قال في كتابه للإمام الصادق عليه السلام:



[ صفحه 48]



اني قد اظهرت الكلمة، و دعوت الناس عن موالاة بني أمية الي موالاة اهل البيت، فان رغبت فلا مزيد عليك.

فأجاب الامام الصادق عليه السلام: ما أنت من رجالي، و لا الزمان زماني. [4] .

فهو عليه السلام بنظره الصائب و منهجه السديد، و علمه بما وراء الحوادث، لا يري أن يستجيب لدعوة لا تتركز علي ما يؤمل فيه تحقيق أهداف الامة الاسلامية و اصلاح الاوضاع الفاسدة، لعلمه بأن هؤلاء الذين اظهروا الولاء لم يكونوا مخلصين في ذلك و انما هناك غايات لا يمكنه أن يوافقهم علي تحقيقها فهو ينظر الي الامور بمنظار الواقع، و يسير علي خطط حكيمة و آراء سديدة في تقدير الظروف و مناسباتها.

و قد أخبر عليه السلام من قبل بصيرورة الخلافة لبني العباس دون غيرهم من الهاشميين (و لذلك كان أسد الهاشميين رأيا بمعارضته لبيعة النفس الزكية. و الواقع ان أئمة أهل البيت كثر تحدثهم قبل عصر الصادق عن الدولة الهاشمية و تعددت اشاراتهم الي ملك بني العباس، و انهم سيطأون أعناق الرجال، و يملكون الشرق و الغرب و يجمعون من الأموال ما لم يجتمع لأحد من قبلهم، و أن مدة ملكهم ستطول، و تكون أضعاف مدة الدولة الأموية، و قد أخبروا بهذه الحوادث قبل وقوعها. [5] .

كما انهم كانوا ذوي تجارب سياسية، و اختبارات اجتماعية تقيض لخواطرهم نوعا من الفراسة و استطلاع الحوادث التي لابد لها أن تقع في ميادين الإنقلابات الحزبية و الثورات المتشابكة في طول الدولة الإسلامية و عرضها.


پاورقي

[1] ابن الجوزي في صفوة الصفوة ج 2 ص 96 و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 207 و المفيد في الارشاد ص 25.

[2] ابن شهر آشوب ج 2 ص 302.

[3] مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 310.

[4] الملل و النحل ج 1 ص 241.

[5] مؤرخ العراق ابن الفوطي لفضيلة العلامة الشبيبي.


آيا خدا را انيت و مائيت هست؟


سائل گفت: خدا را انّيّت و مائيّت (يعني ما به الشي ء هو هو) هست؟

فرمود: آري؛ جز با انيت و مائيت چيزي ثابت نمي شود.


تفسير صادق


قرآن در خانه پيغمبر صلي الله عليه و آله وسلم نازل شد و اهل بيت پيغمبر كه از آنها به لفظ انفسنا تعبير فرموده داناتر به اسرار قرآن بوده اند و صحيح ترين تفسير قرآن آن است كه از ناحيه اهل بيت صادر شود و تبيان و مجمع البيان و تفسير صافي مظهر تعليمات تفسيري حضرت صادق عليه السلام مي باشد و كليه علوم قرآن از اميرالمؤمنين عليه السلام و سپس از حضرت باقر و صادق عليهماالسلام به مردم تعليم شد و كليه محكم و متشابه - مجمل و مبين - ناسخ و منسوخ - عام و خاص - مطلق و مقيد و غيره از اضافات حضرت صادق عليه السلام است و در عصر او هيچكس جز او عالم به علوم قرآن نبوده جز جعفر بن محمد عليه السلام كه تفسير آيات قرآن را بر تمام فرق بيان فرمود.



[ صفحه 257]




حديث 022


شنبه

الغناء يورث النفاق.

آوازه خواني و غناء، نفاق و دو رويي مي آورد.

بحار، ج 76، ص 241


مقبره زينب بنت خزيمه


نسب او چنين بود: «زينب دختر خزيمه ابن الحارث بن عبدالله بن عمرو بن عبدمناف بن هلال». نظر به رقت قلبش در دوران جاهليّت به امّ المساكين شهرت داشت.

او مانند خديجه در زمان حيات پيامبر و در حالي وفات نمود كه بيش از سي سال نداشت. ابن كلبي وفات او را در ربيع الآخر سال چهارم هجرت مي داند؛ ولي بعضي ديگر تنها به اين كه يك، دو يا سه ماه بيشتر نزد پيامبر نماند، باور آورده اند.


ابطاله لسحر السحرة بحضرة المنصور و أكل صورة السباع مصوريها


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسين محمد ابن هارون قال: أخبرني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه قال: حدثنا أبومحمد الحسن بن محمد بن أحمد النيسابوري الحذاء قال: حدثني أبوالحسن علي بن عمرو بن محمد الرازي الكاتب قال: حدثنا محمد بن الحسن السراج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل عن محمد بن سنان، عن الربيع قال: وجه المنصور و جاء بالخبر علي السياقة [1] .

و أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الحميري عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان قال: وجه المنصور الي سبعين رجلا من أهل كابل فدعاهم، فقال لهم: ويحكم انكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسي عليه السلام و أنكم تفرقون بين المرء و زوجه، و ان أبا عبدالله جعفر بن محمد ساحر مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر، فانكم ان أبهتموه أعطيتكم الجائزه العظيمة و المال الجزيل، فقاموا الي المجلس الذي فيه المنصور و صوروا له سبعين صورة من صور السباع لا يأكلون و لا يشربون، و انما كانت صور، و جلس كل واحد منهم تحت صورته، و جلس المنصور علي سريره، و وضع اكليله علي رأسه، ثم قال لحاجبه:



[ صفحه 28]



ابعث الي أبي عبدالله قال: فدخل عليه فلما أن نظر اليه و اليهم و بما قد استعدوا له رفع يده الي السماء ثم تكلم بكلام بعضه جهرا و بعضه خفيا، ثم قال: ويحكم أنا الذي أبطل سحركم، ثم نادي برفيع صوته قسورة خذهم، فوثب كل سبع منها علي صاحبه فافترسه في مكانه، و وقع المنصور عن سريره و هو يقول: يا أبا عبدالله أقلني فو الله لا عدت الي مثلها أبدا، فقال له: قد أقلتك. قال: يا سيدي فرد السباع الي ما أكلوا، قال عليه السلام: هيهات ان عادت عصا موسي فستعود السباع [2] .

و رواه المفيد في كتاب الاختصاص: الا أن فيه قال لحاجبه: ابعث الي أبي عبدالله فبعث اليه، فقام حتي دخل، فلما بصر به و بهم و قد استعدوا له رفع يده الي السماء، ثم تكلم بكلام بعضه جهرا و بعضه خفيا، ثم قال: ويلكم أنا الذي أبطلت سحر آبائكم أيام موسي، و أنا الذي أبطل سحركم، ثم نادي يرفع صوته قسورة! فوثب كل واحد منهم علي صاحبه فافترسه في مكانه، و وقع أبوجعفر المنصور عن سريره و هو يقول: يا أبا عبدالله أقلني، فو الله لا عدت الي مثلها أبدا، فقال: قد أقلتك، قال: فرد السباع كما كانت، قال: هيهات ان رد عصا موسي فستعود السباع [3] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة ص 144.

[2] دلائل الامامة ص 144.

[3] الاختصاص: ص 246.


اطمينان خاطر از امامت حضرت


ابن سنان از حضرت امام صادق عليه السلام سؤال كرد چه موقع اموال نوجوان در اختيارش گذارده مي شود؟ فرمود: موقعي كه بالغ شود و به علاوه رشد عقلي وي نيز معلوم گردد و سفيه يا ضعيف العقل نباشد.

شعيب عقرقوفي روايت مي كند كه شخصي هزار درهم به من داد كه به خدمت امام جعفرصادق عليه السلام ببرم با خود گفتم بايد دليلي و برهاني از آن حضرت ببيني تا اطمينان خاطرت حاصل شود. پنج درهم از آن برداشتم در كيسه خود گذاشتم و پنج درهم بي ارزش به جاي آن گذاشتم به خدمت آن حضرت رفتم و كيسه زر را سپردم.

بلافاصله كيسه را گشوده، پهن كرد و آن پنج درهم را جدا كرده و فرمود كه مال خود را بگير و مال ما را به ما ده. من آن پنج درهم را بيرون آورده تسليم آن حضرت كردم و عذرخواهي بسيار نمودم.



[ صفحه 74]




جميل دراج


دو برادر بودند: نوح و جميل. اين هر دو شرف محضر امام صادق را دريافته بودند.



[ صفحه 178]



جميل دراج از برادرش نوح بزرگتر بود.

در انتهاي زندگاني از ديدگان محروم ماند اما همچنان به كسب معرفت از خدمت امام ادامه مي داد.

هنوز امام صادق حيات داشت كه جميل دعوت حق را اجابت كرد.

فضل بن شاذان گفت كه به خانه ي محمد بن ابي عمير رفتم. داشت نماز مي خواند ولي سجده هاي او به قدري طول داشت كه هر وقت به سجده مي رفت گمان داشتم ديگر اين مرد نمازگزار سر از سجده بر نخواهد داشت.

درباره ي اين سجده هاي طولاني با او صحبت كردم. او فرمود كه اگر سجده هاي جميل بن درج را ببيني چه خواهي گفت

رضوان الله عليه


املاؤه إلي حمزة بن الطيار في أصناف الناس


سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن سليم مولي طربال، قال: حدّثني هشام، عن حمزة بن الطّيار [1] ، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام:

النّاسُ علي سِتَّةِ أصنافٍ.

قال: قلت: أ تأذَنُ لي أن أكتُبَها؟

قال عليه السلام: نَعَم.

قلتُ: ما أكتُبُ؟

قال عليه السلام: اكتُب: أهلُ الوَعيدِ مِن أهلِ الجَنَّةِ وَأهلِ النّارِ، واكتُب: «وَ ءَاخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَلِحًا وَ ءَاخَرَ سَيِّئًا» [2] .

قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟

قال عليه السلام: وَحشِيٌّ مِنهُم.

قال عليه السلام: وَاكتُب: «وَ ءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ الله إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ» [3] .

قال: وَاكتُب «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَ نِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةًوَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً» [4] لا يَستَطيعونَ حِيلَةً إلي الكُفرِ وَلا يَهتَدونَ سَبيلاً إلي الإيمانِ «فَأُوْلَل-ِكَ عَسَي اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ» [5] .

قال عليه السلام: اكتبُ: أصحابُ الأعرافِ.

قال: قلت: وما أصحابُ الأعرافِ؟

قال عليه السلام: قَومٌ استَوَت حَسَناتُهُم وسَيِّئاتُهُم، فَإن أدخَلَهُمُ النَّارَ فَبِذنوبِهِم، وَإن أدخَلَهُم الجَنَّةَ فَبِرَحمَتِهِ. [6] .



[ صفحه 21]




پاورقي

[1] راجع: الكتاب التّاسع.

[2] التوبة: 102.

[3] التوبة: 106.

[4] النساء: 98.

[5] النساء: 99.

[6] الكافي: ج 2 ص 381 ح1.


احد الزنادقة يصير مؤمنا


و روي هشام بن الحكم، قال: كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبدالله عليه السلام أشياء، فخرج الي المدينة ليناظر الامام عليه السلام فلم يصادفه بها، و قيل: انه خارج بمكة، فخرج الي مكة و نحن مع أبي عبدالله عليه السلام فانتهي اليه و هو في الطواف، و كان اسمه عبدالملك و كنيته أبوعبدالله، فدنا من الامام و سلم، فقال له الامام عليه السلام: ما اسمك؟ قال: عبدالملك، قال: فما كنيتك؟ قال: أبوعبدالله، فقال الامام عليه السلام: فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ أمن ملوك الأرض أم ملوك السماء؟ و أخبرني عن ابنك عبد اله السماء أم عبد اله الأرض؟ قل ما شئت تخصم، فسكت، فلم يحر جوابا.

ثم قال له الامام: اذات فرغت من الطواف فأتنا، فلما فرغ الامام عليه السلام أتاه الزنديق فقعد بين يديه، و نحن مجتمعون عنده، فقال الامام للزنديق: أتعلم أن للأرض تحتا و فوقا؟ قال: نعم. قال: فدخلت تحتها؟ قال: لا،



[ صفحه 156]



قال: فما يدريك ما تحتها؟ قال: لا أدري، الا أني أظن أن ليس تحتها شي ء، فقال الامام عليه السلام: فالظن عجز فلم لا تستيقن، ثم أردف قائلا: أفصعدت الي السماء؟ قال: لا، قال: أفتدري ما فيها؟ قال: لا، قال: عجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب، و لم تنزل الي الأرض و لم تصعد الي السماء، و لم تجز هناك فتعرف ما خلقهن، و أنت جاحد بما فيهن، فهل يجحد العاقل ما لا يعرفه؟ قال الزنديق: ما كلمني بها أحد غيرك.

فقال الامام عليه السلام: فأنت من ذلك في شك، فلعله هو، و لعله ليس هو، فقال الزنديق: و لعل ذلك، فقال الامام عليه السلام: أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل، يا أخا أهل مصر تفهم عني فانا لا نشك في الله أبدا، أما تري الشمس و القمر و الليل والنهار يلجان فلا يشتبهان و يرجعان، قد اضطرا ليس لهما مكان الا مكانهما، فان كانا يقدران علي أن يذهبا فلم يرجعان؟ و ان كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا؟ اضطرا و الله يا أخا أهل مصر الي دوامهما، و الذي اضطرهما أحكم منهما و أكبر. فقال الزنديق: صدقت.



[ صفحه 157]



ثم قال الامام عليه السلام: يا أخا أهل مصر، ان الذي تذهبون اليه و تظنون من الدهر، ان كان الدهر يذهب بهم فلم لا يردهم؟ و ان كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ القوم مضطرون يا أخا أهل مصر، ألم تري السماء مرفوعة و الأرض موضوعة؟ لم لا تسقط السماء علي الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق ما تحتها؟ أمسكها والله خالقها و مدبرها، قال الزنديق: أمسكهما الله ربهما، سيدهما، خالقهما، مدبرهما.

قال: فآمن الزنديق علي يدي الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فقال حمران بن أعين [1] : جعلت فداك، ان آمنت الزنادقة علي يدك فقد آمن الكفار علي يد أبيك.

فقال المؤمن الذي كان زنديقا للامام: اجعلني من تلامذتك، فقال الامام: يا هشام بن الحكم خذه اليك.فعلمه هشام، و أصبح المؤمن الجديد، معلم أهل الشام و أهل مصر الايمان، و هكذا الهداية حلت بقلبه، و حسنت



[ صفحه 158]



طهارته حتي رضي بها الامام أبوعبدالله عليه السلام.

و هناك حوار و مناظرات عديدة جرت بين الامام عليه السلام و الزنادقة في التوحيد، و كذلك مع بعض الفرق من الملل و النحل المنحرفة عن جادة الصواب و الحق كما أسلفنا الاشارة اليها.

نكتفي بهذا القدر روما للاختصار، و ستأتي بعض المناظرات مع الزنادقة في الفصل اللاحق باذن الله، و الله نسأل أن يهدينا الي سواء السبيل، و منه نستمد التوفيق و التسديد.

العبد المنيب

حسين الشاكري

دارالهجرة - قم المشرفة

الخاتم من شهر صفر الخير سنة 1418.


پاورقي

[1] و هو أخ زرارة بن أعين الشيباني و من خاصة أصحاب الامامين الصادقين عليهماالسلام.


هذا سند نسخة الظاهرية المثبت علي أولها


أخبرنا الشيخ الجليل معين الدين أبويعقوب يوسف بن هبة الله ابن محمود الدمشقي [1] أبقاه الله، قال الشيخ الأجل العالم الثقة أبوالفرج عبدالخالق بن الشيخ الزاهد أبي الحسين أحمد ابن عبدالقادر بن محمد بن يوسف البغدادي [2] قراءة عليه



[ صفحه 86]



و نحن نسمع في ثاني عشر ربيع الآخر من سنة ست و أربعين و خمسمائة فأقر به، قال: قرأت علي الشيخ الصالح أبي نصر [3] عبدالرحيم بن عبيدالله بن أبي الفضل بن الحسين اليزدي من أصل سماعه، و منه نقلت. قيل له: أخبركم القاضي أبوالحسن سعد بن علي بن بندار رحمه الله في شوال سنة 453 كتابة فأقر به، قال: كتب الينا و أجاز لنا الشيخ الفقيه أبوالقاسم عبدالرحمن بن محمد بن محمد بن سعيد الأنصاري البخاري [4] نزيل مكة، في ذي القعدة سنة 435



[ صفحه 87]



قال: أنبأنا أبومحمد عبدالله بن مسافر به.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] الدمشقي الشافعي تلميذ الحافظ المسند أبي الفرج عبدالحق بن أبي الحسين أحمد البغدادي اليوسفي (548 - 464ه)، ترجمه في السير (20 / 279)، و في تذكرة الحفاظ (4 / 1313) و مشيخة ابن عساكر (1 / ق 104).

[2] هو الشيخ الحافظ المسند أبوالفرج عبدالخالق ابن الشيخ الزاهد الورع أبي الحسين أحمد بن عبدالقادر البغدادي اليوسفي المولود سنة 464ه، و المتوفي سنة 548ه سمع والده و الشيخ رزق الله التميمي الحنبلي. و روي عنه: السلفي و ابن عساكر و السمعاني و ابن الجوزي و خلق من الكبار و الصغار.

قال فيه تلميذه الحافظ السلفي: كان من أعيان المسلمين فضلا و دينا و ثبتا و مروءة، سمع معي كثيرا، و به كان أنسي ببغداد، و لما حججت أودعت كتبي عنده. و هو والد الحافظ المحدث عبدالحق الذي مرت ترجمته، و انظر أيضا: المنتظم لابن الجوزي (10 / 154)، و النجوم الزاهرة لابن تغري بردي (5 / 305).

أما أبوه فهو الشيخ الثقة الصالح أبوالحسين أحمد بن عبدالقادر البغدادي اليوسفي، روي عن أبي نصر السجزي بمكة و أبي القاسم الحرفي. و روي عنه أبناؤه و شهدة الكاتبة و غيرهم. و قد ولد في سنة 411 ه و توفي سنة 492 ه. ترجمه في السير (19 / 163)، و عيون التاريخ (13 / 90)، و العبر (3 / 333)، و الشذرات (3 / 397).

[3] اسمه هنا يخالف اسمه في اسناد مخطوطة تركيا حيث هو هناك: أبونصر عبدالرحمن بن القاسم بن أبي الفضل، و أيضا يبدو الاختلاف في طبقه التحديث بينهما!.

[4] ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10 / 177 - 176) و فيه: قال عبدالرحمن ابن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبوالقاسم البخاري الحنفي: رحل و سمع و صنف كتابا سماه: «عدة المسترشد في الترغيب في فضائل الأعمال».

و ذكر من تلاميذه: عباد بن عمر بن محمد العسقلاني، و أبوالقاسم حمزة بن محمد بن الحسن الحنفي، و عبدالعزيز بن أحمد الكناني بمكة.

و انظر مختصر التاريخ لابن بدران (15 / 32). و ذكرا فيه ثلاثة أحاديث بسنده عنه، و لم أجد له ترجمة غيرها.


درس هاي اين وصيت


1. آنچه قدرت و توانايي داريم، در سفر با خود داشته و هميشه مجهز باشيم، تا نيازي به كسي نداشته باشيم يا كم تر نياز پيدا كنيم.

2. انسان بايد در سفر بيش تر از حضر و وطن خود مواظب سلامت خويش باشد.

3. در خوردن غذاها و آشاميدني ها بايد كاملا مراعات كرد.

4. آنچه در سفر اهميت دارد و بايد انسان قبل از مسافرت به اين مسأله توجه داشته باشد، همراه و رفيق سفر است. اين موضوع بايد كاملا مراعات شود كه با چه كسي به مسافرت مي رود و با چه كسي همراه و همنشين خواهد بود.


الأعضاء المخلوقة أفرادا و أزواجا و كيفية ذلك


فكر يا مفضل في الاعضاء التي خلقت افرادا و أزواجا، و ما في ذلك من الحكمة و التقدير، و الصواب في التدبير.

فالرأس مما خلق فردا، و لم يكن للانسان صلاح في أن يكون له أكثر من واحد. ألا تري لو اضيف الي رأس الانسان رأس آخر لكان ثقلا عليه، من غير حاجة اليه، لأن الحواس التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد. ثم كان الانسان ينقسم قسمين لو كان له رأسان، فان تكلم كان الآخر معطلا لا أرب فيه و لا حاجة اليه، و ان تكلم منهما جميعا بكلام واحد، كان احدهما فضلا لا يحتاج اليه، و ان تكلم بأحدهما بغير الذي تكلم به من الآخر، لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ و أشباه هذه من الاخلاط.

و اليدان مما خلق ازواجا، و لم يكن للانسان خير في أن يكون له يد واحدة لأن ذلك كان يخل به فيما يحتاج الي معالجته من الاشياء ألا تري ان النجار و البناء لو شلت



[ صفحه 31]



احدي يديه لا يستطيع أن يعالج صناعته، و ان تكلف ذلك لم يحكمه، و لم يبلغ منه ما يبلغ اذا كانت يداه تتعاونان علي العمل.


معني معجزه و كرامت


معجزه از كلمه ي «عجز» به معني «عاجز كردن» گرفته شده است؛ بنابراين به كارهاي خارق العاده اي كه اولياي بزرگ، انجام مي دهند و ديگران از انجام آن عاجز هستند، معجزه مي گويند. مانند: زنده كردن مرده، شفاي بيمار مبتلا به بيماري لا علاج و....

اصل معجزه از پيامبران است كه براي صدق نبوت، از خود نشان مي دادند، و موجب ايمان و اعتقاد مردم به توحيد و نبوت مي شدند. در قرآن مجيد با عنوان برهان و آيه (دليل و نشان) ياد شده است، چنان كه قرآن از دو معجزه بزرگ موسي عليه السلام در برابر فرعونيان يعني معجزه عصا و يد بيضاء تعبير به برهان كرده و مي فرمايد:

(فذلك برهانان من ربك) [1] .

اين دو (عصا و يد بيضا) دو برهان از سوي پروردگارت مي باشد.

همچنين درباره ي ناقه ي صالح، (كه معجزه ي آن حضرت بوده است) مي فرمايد:

(هذه ناقة الله لكم آية) [2] .

اين شتر الهي براي شما نشانه اي است.

پيامبران به ويژه پيامبران اولوالعزم براي اثبات نبوت خود داراي



[ صفحه 50]



قدرت معجزه بودند. در قرآن مجيد معجزات مختلفي از معجزات پيامبران از جمله: نه معجزه موسي عليه السلام [3] و زنده شدن مردگان به دست حضرت عيسي عليه السلام [4] و نيز معجزاتي از غير پيامبران مانند معجزه عفريتي از جن و آصف برخيا [5] و... ذكر شده است.

اما واژه ي كرامت به معني بزرگواري و عظمت معنوي است، و در اصطلاح علم كلام، به كارهاي خارق العاده اي كه از غير پيامبران صادر مي شود، كرامت مي گويند. يعني كرامت كار فوق العاده يا خارق العاده اي است كه از سوي شخصي صورت پذيرد، بدون اينكه ادعايي در نبوت داشته باشد و فرق كرامت با معجزه همين است؛ معجزه همراه با دعوي نبوت است كه به دست انبياء انجام مي گيرد؛ ولي در كرامت هيچ ادعايي نيست و پايين تر از حد دعوي پيامبري و معجزه است.

به هر حال، هم معجزه و هم كرامت از اقسام خرق عادت است، كرامت به نيروي الهي و بزرگواري روحي و معنوي است، به همين جهت مي تواند نامحدود باشد، ولي كارهاي خارق العاده اي كه انسان هاي عادي و بي ايمان و اهل باطل (مثل مرتاضان به خاطر تكيه بر قدرت مادي و بشري هميشه محدود است.

بنابراين، در گفتار متكلمين، كرامت اصطلاحي، همان معجزه اي است كه از اولياي خدا و امامان عليهم السلام درباره ي امور خارق العاده استعمال مي شود؛ چرا كه نشان دهنده ي عظمت و بزرگواري آن ها در پيشگاه خداوند است. بر همين اساس امام صادق عليه السلام مي فرمايد:

«المعجزة علامة لله لا يعطيها الا انبيائه و رسله و حججه ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب»؛ [6] .

معجزه نشانه اي براي خدا است كه خداوند آن را به كسي جز پيامبران



[ صفحه 51]



پيامبران و رسولان و حجت هايش عطا نمي كند، و هدف از آن اين است كه به وسيله ي آن راستگويي راستگو از دروغگويي دروغگو شناخته شود.

مطابق روايات بسيار، امامان معصوم عليهم السلام نيز همچون پيامبران داراي ويژگي معجزه بودند. (كه از آن به كرامت تعبير مي شود). در اين باره به دو روايت اشاره مي شود:

1. از امام باقر و امام صادق و امام كاظم عليهم السلام روايت شده كه فرمودند: اسم اعظم داراي 73 حرف است، آن اسم اعظمي كه آصف برخيا (وزير حضرت سليمان) مي دانست و بر اثر آن توانست در كمتر از يك چشم بر هم زدن، تخت بلقيس را از يمن به بيت المقدس نزد سليمان عليه السلام بياورد، يك حرف از آن 73 حرف بود، و در نزد ما امامان عليهم السلام 72 حرف از اسم اعظم وجود دارد، و تنها يك حرف آن مخصوص ذات پاك خدا است كه مربوط به علم غيب مي باشد. [7] .

2. همچنين امام صادق عليه السلام آيه 40 سوره ي نمل را (كه مربوط به آصف برخيا و آوردن تخت بلقيس به وسيله ي او است) تلاوت كرد كه در آن آمده است: آصف برخيا داراي بهره اي از علم كتاب بود كه چنين كار خارق العاده ي عظيمي انجام داد، سپس فرمود:

«و عندنا و الله علم الكتاب كله»؛ [8] .

اگر آصف، بهره اي از علم كتاب داشت، سوگند به خدا ما داراي همه ي علم كتاب هستيم.

نتيجه اين كه امامان عليهم السلام داراي كرامت در سطح عالي بودند.


پاورقي

[1] سوره ي قصص آيه ي 32؛ برهان به معني روشن كردن است، از آنجا كه معجزه روشن كننده ي صداقت پيامبران، و روشني بخش راه راست است، به آن برهان مي گويند.

[2] سوره ي اعراف، آيه ي 73. واژه ي آيه به معني علامت و نشانه است، زيرا معجزه نشانه صدق پيامبران مي باشد.

[3] سوره ي اسراء، آيه ي 101، (و لقد آتينا موسي تسع آيات بينات).

[4] سوره ي آل عمران، آيه ي 49.

[5] سوره ي نمل، سوره ي 39 و 40.

[6] بحارالأنوار، ج 12، ص 77.

[7] تفسير نورالثقلين، ج 4، ص 88 و 90.

[8] همان، ص 89.


مراسلاته


كانت للامام الصادق عليه السلام مراسلات الي مختلف الأقطار تتضمن نصائحه الثمينة يدعوهم الي سبيل ربه، و كانت تهبط عليه أسئلة من البلدان النائية يسألونه ايضاح ما اشكل عليهم من امور دينهم و دنياهم، و نري من الخير التعرض لبعضها و اثبات البعض منها بقدر ما يسع المجال ليقف القاري ء علي صور مختلفة تمثل نواحي العظمة و عظيم حبه للخير.


تلامذته


و روي الحديث عنه خلق كثير منهم:

موسين بن عقبة الأسدي المتوفي سنة 141 ه من رجال الصحاح الستة، و ثقه ابن معين، و احمد، و أبوحاتم. و قال مالك: عليكم بمغازي موسي ابن عقبة. و قد صنف فيها و أجاد.

و شعبة بن الحجاج تقدمت ترجمته في الجزء الأول.

وحماد بن زيد بن درهم الأزدي أبواسماعيل الأزرق البصري الحافظ المتوفي سنة 197 ه عن احدي و ثمانين سنة. قال ابن مهدي: ما رأيت أحفظ



[ صفحه 58]



منه و لا أعلم بالسنة و لا أفقه بالبصرة منه. و قال احمد: هو من أئمة المسلمين.

و سفيان بن عيينة تقدمت ترجمته في الجزء الأول.

و محمد بن خازم التميمي أبومعاوية الضرير المتوفي سنة 195 ه خرج حديثه أصحاب الصحاح الستة، و روي عنه أحمد بن حنبل، و اسحاق بن راهويه، وابن المديني و ابن معين. وكان أحفظ الناس لحديث الأعمش.

و عبدالله بن المبارك بن واضع الحنظلي مولاهم أبوعبدالرحمن المروزي المتوفي سنة 181 ه أحد الأعلام، و من رجال الصحاح الستة. قال ابن المبارك: كتبت عن أربعة آلاف شيخ فرويت عن ألف، وثقه جماعة.

هؤلاء الذين ذكرهم ابن حجر في «تهذيب التهذيب» و الخزرجي في «خلاصة تذهيب الكمال» و غيرهما. و هذه عادة علماء الرجال أن يذكروا من تلامذة الشخص بعضا و يتركوا آخرين. و يعبرون عن ذلك بقولهم: و جماعة، و آخرين، و خلق كثير.

و نظرا لمنزلة أبان العلمية و مكانته في الفقه، و كثرة الآخذين عنه - لا بد و أن يكون له عدد كثير من التلاميذ، و حيث لا يمكننا احصاؤهم فنعول في ذلك بالرجوع الي «جامع الرواة» فقد ذكر عددا وافرا ممن روي عن أبان، و أشار الي موضع الرواية عنه في كتب الأصحاب.


مهمة الداعي


ان مهمة الداعي الي الله مهمة عظيمة و عليه مسؤولية كبري، و لا يتسطيع أن يقوم بهذه المهمة من ترمي بهم المصادفات، لأنه ليس كل فرد صالحا لهذا العمل الشاق، و لا كل فرد قادرا علي تحمل أعبائه، فالداعي يجب أن تتوفر فيه صفات عقلية و أخلاقية تخوله أداء واجبه علي الوجه المطلوب، اذا فلا بد لمن يقوم بالنصح أن يتصف بالصبر و محامده، و يتحمل الأذي و شدائده، فلا يبالي بما يلاقيه من أذي في سبيل أداء رسالته و نشر عقيدته، و أن تكون له برسول الله أسوة حسنة و كل هذا انما يتفرع عن الايمان بالله و العمل بطاعته.

و قد تضمنت فقرات تلك الوصية المتضمنة لهذه القاعدة الاصلاحية (الدعوة الصامتة) كل نواحي الخير في الانسان الدالة علي كماله النفساني و هي ثلاثة:

1- الناحية الاعتقادية التي تكمن وراءها القوة الروحية، و عليها تبتني صحة أعماله، و هي تتمثل في ادراكه بصلته بالله، و امتثال أوامره، و تلك القوة هي أعظم أثرا في قيام الانسان بالعمل. و هذا الادراك العقلي، أو الشعور



[ صفحه 324]



الوجداني بصلة الانسان بالله يجعل الانسان مدفوعا الي العمل بطاعته.

2- ناحية خلقه الفردي و تهذيب نفسه بالأخلاق الفاضلة و الخصال الحميدة، لأن بناء المجتمع الصالح انما هو بصلاح أفراده، و اعدادهم لأن يكونوا أعضاء صالحين، و تزويد كل فرد منهم بما يجب عليه للأسرة و للمجتمع فاذا صلح الفرد و تهذبت الأسرة صلحت الأمة، و اتجهت لسبيل الصلاح.

3- الناحية الاجتماعية التي تنشأ عن مخالطة الناس و معاشرته لهم من حسن الصحبة، و حسن الجوار، و أداء الأمانة و غيرها، فاذا كملت في الشخص هذه النواحي الثلاثة، كان هو الانسان الذي يصلح لأن يدعو الي الخير و سواء السبيل. و علي هذا فليست العبرة بالصلاح هي المظاهر التي يكون مرجعها القلب، و ما قد نواه في ذلك، و لكل امرء ما نوي، فربما يكون الداعي مظهرا للدعوي بطول السجود و كثرة التسبيح، ولكن باطنه غير ظاهره، بل العبرة بالاستقامة ظاهرا و باطنا، و اتيان الأعمال الصالحة التي تنبعث عن النية الصادقة و الايمان، بما يعود علي المجتمع بالسعادة في حسن المعاملة مع الناس و لذلك يقول الامام الصادق عليه السلام:

لا تنظروا الي طول ركوع الرجل و سجوده فان ذلك ربما يكون شي ء قد اعتاده، و لكن انظروا الي صدق حديثه و أداء الأمانة.

و العرض أنه عليه السلام كان حريصا علي توجيه الأمة توجيها صحيحا لتسير الي المثل الأعلي في الحياة، و أن تسعي ما أمكنها السعي الي تطبيق نظم الاسلام و تعاليمه. ففي ذلك صلاح المجتمع و سعادته، و أي اصلاح أعظم من نشر دين يهدي الناس الي المحبة و التعاون و الأخوة الصادقة.

الاسلام هو دين الله الذي أنزله رحمة بالانسانية المعذبة، فهو دين شامل بتعاليمه بأمر بالعدل و الاحسان، و ينهي عن الظلم و الفحشاء، و يجعل المجتمع كنفس واحدة، لأنه يبعث في نفس كل فرد شعورا يلزمه احترام جميع الأفراد، كما يشعر بأضرار أبناء جنسه و آلامهم، كشعوره بأضرار نفسه و آلامها، و يحس بمنافع أبناء مجتمعه كاحساسه بمنافع نفسه، طبقا للتعاليم التي جاءت بها الشريعة الاسلامية و منها: «حب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك»

و يقول الامام الصادق: «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد اذا اشتكي شيئا منه وجد ذلك في سائر جسده، ان المؤمن أخو المؤمن هو عينه و دليله، لا يخونه و لا يظلمه و لا يغشه و لا يعده عدة فيخلفه».

الاسلام يتناول الحياة كلها بجميع ما تشتمل عليه من تنظيم، و هو يرسم



[ صفحه 325]



للبشر صورة كاملة لما ينبغي أن تكون عليه حياتهم في هذه الأرض.

الاسلام يتناول الانسان فردا في جميع أحواله يوجهه و يهذبه، و يتناوله و هو يعيش في مجتمعه مع غيره من الأفراد، فأعطي للمجتمع دروسا يبين له كيف تكون الصلات بين أفراده، و كيف تكون العلاقات و تنشأ المودة و الاخاء و الحب و التكافل و التعاون، و لو نفذ المسلمون دستور دينهم، و ساروا علي منهاجه و تعاليمه، لكانوا المثل الأعلي للانسانية الراقية، و لسادوا العالم بأسره و لأصبح كل فرد منهم مثالا للفضيلة و رمزا للكمال.


شجاعته


و في صفحة 82 قال:

أولئك ذرية علي و نسله الكرام صقلتهم الشدائد، و لم تهن من عزائمهم المحن، فالشجاعة فيهم من معدنه، و هي فيهم كالجبلة لايهابون الموت، و خصوصا من يكون في مثل ابي عبدالله الصادق الذي عمر الايمان قلبه، و انصرف عن الأهواء و الشهوات، و استولي عليه خوف الله وحده. و من عمر الايمان قلبه و من لا يخش الا الله فانه لا يخاف احدا من عباده، مهما تكن سطوتهم و قوتهم، و قد كان رضي الله عنه شجاعا في مواجهته من يدعون انهم اتباع له، و هم مع ادعاء هذه التبعية الرفيعة يحرفون الكلم عن مواضعه، فهو لم ين عن تعريفهم الحق، و تصحيح أخطائهم و عن توجيههم حتي اذا لم يجد التوجيه و الملام اعلن البراءة منهم و ارسل من يتحدثون باسمه ليعلنوا هذه البراءة.

و كذلك كان شجاعا أمام الأقوياء ذوي السلطان و الجبروت، لا يمتنع عن تذكيرهم بالطغيان تعريضا او تصريحا علي حسب ما توجبه دعوة الحق من مراعاة مقتضي الحال، ويحكي أن المنصور سأله: لم خلق الله تعالي الذباب؟ و ذلك عندما وقعت ذبابة علي وجه المنصور عدة مرات، فأجاب الصادق معرضا بأهل الجبروت و الطغيان: ليذل به لجبارين.

و قد كان هذا في لقائه للمنصور، و قد تقول عليه الذين يطوفون بالحكام



[ صفحه 68]



الأقاويل، و ان هذه الاجابة في هذا اللقاء لأكبر دليل علي ما كان يتحلي به من شجاعة، و انه في هذا اللقاء لا يكتفي بذلك، بل ينصح المنصور قائلا له: عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما تقدر عليه كنت كمن يحب أن يذكر بالصولة، و اعلم انك ان عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به الا العدل، و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر.

و يروي أن بعض الولاة نال من علي بن أبي طالب كرم اله وجهه في خطبته، فوقف أبوعبدالله الصادق ورد قوله في شجاعة المحق المؤمن بالله وحده، و ختم كلامه بقوله: الا انبئكم بأخلي الناس ميزانا يوم القيامة و أبينهم خسرانا، من باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا الفاسق.


مبطلات الصلاة


و هي أمور كثيرة متفق عليها و منها مختلف فيها، و نحن نتعرض هنا للبعض اختصارا للموضوع ثم نفرد لكل مذهب ما يذهبون اليه في ذلك مقتصرين علي نقل عبارة كتب المذاهب:

1- الكلام: و أقله ما كان مركبا من حرفين و لو مهملين غير مفهمين للمعني، أو بحرف واحد مفهم للمعني ان كان عن عمد هذا ما عليه الشيعة، و وافقهم الشافعي، و أحمد، و مالك.

اما الحنفية فلم يفرقوا في الحكم ببطلان الصلاة بالكلام بين صدوره عمدا، أو سهوا.

2- كل فعل ماح لصورة الصلاة، و هذا مبطل بالاتفاق و منهم قيده بالكثرة، و منهم من قيد العمل باليدين كبعض الحنفية.

3- الأكل و الشرب بالاتفاق، ولكن الخلاف في المقدار المبطل منهما و السهور و العمد.

4- الحدث الأكبر و الأصغر باتفاق، أينما وقع، و لو قبل الأخير بحرف من غير فرق بين العمد و السهو و الاضطرار عدا المسلوس و للشافعي قولان في الاضطرار، و الأصح البطلان.

و عند الحنفية ان الحدث اذا حدث قبل القعدة بقدر التشهد و اذا طرأ بعده فلا.

و اختلفوا هل يقتضي الاعادة من أولها اذا كان قد ذهب منها ركعة



[ صفحه 326]



أو ركعتان قبل طروء الحدث، أم يبي علي ما قد مضي و اليك تفصيل ذلك عند كل مذهب:


وفاته


توفي أحمد بن حنبل في ربيع الأول سنة 142 ه و قيل 12 منه، و صلي عليه الأمير محمد بن طاهر. و دفن بمقبرة باب حرب [1] و قد وصفوا تشييعه بأنه ما كان في الجاهلية و لا في الاسلام جمع أكثر منه، و قد اشترك فيه النساء و الرجال يتبادلون النوح و الصراخ، و أعلن الحنابلة اللعنة علي من خالفهم، و علت الهتافات بلعن بشر المريسي و الكرابيسي. فسأل المتوكل عن الكرابيسي [2] من هو؟ قالوا هو رجل أحدث قولا لم يتقدمه أحد. فأصدر المتوكل أمره اليه بلزوم بيته، فلزمه الي أن مات.

و ينقل الحنابلة عن يوم الجنازة ما لا يقبله العقل و يقره المنطق كقول الوركاني: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود و النصاري و المجوس. و وقع المأتم و النوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين و اليهود و النصاري و المجوس [3] .

و منذ و روي ابن حنبل، لزم بعض الناس القبر و باتوا عنده، و جعل النساء يأتين، فأرسل السلطان أصحاب المسالح، فلزموا ذلك الموضع حتي منعوهم مخافة الفتنة [4] و يبدو أن الجنازة تحولت الي مناسبة أظهر فيها الحنابلة أنفسهم و الدعوة الي منهجهم و الطعن علي غيرهم، حتي قال ابن الجوزي: (فسر الله المسلمين بذلك علي ما عندهم من المصيبة لما رأوا من العز و علو الاسلام، و كبت الله أهل البدع و الزيغ و الضلالة).

و يذكر المسعودي أن اجتماع الجنازة كان للعامة فيه كلام كثير جري بينهم بالعكس و الضد في الأمور منها: أن رجلا منهم كان ينادي: العنوا الواقف عند الشبهات. و هذا بالضد عما جاء عن صاحب الشريعة صلي الله عليه و آله و سلم. و كان عظيم من عظمائهم و مقدم فيهم يقف موقفا بعد موقف امام الجنازة، و ينادي بأعلي صوته:



[ صفحه 193]



و أظلمت الدنيا لفقد محمد

و أظلمت الدنيا لفقد ابن حنبل



يزيد بذلك أن الدنيا أظلمت عند وفاة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أنها أظلمت عند موت ابن حنبل كظلمتها عند موت الرسول صلي الله عليه و آله و سلم [5] .

و ازدحم الناس علي قبر أحمد يتبركون به، و يقصدونه للزيارة، و هنا تجددت نشاطات الدعايات المذهبية، و طغت موجة المناقبية، و قام القصاصون و الوعاظ - الذين هم من قبل الدولة - بنشر خرافات لو كان أحمد حيا لخجل منها و تبرأ من قائلها. و اليك نموذجا منها:

1- ادعي أحدهم أنه زار قبر أحمد، فرأي القبر قد التصق بالأرض، و سمع صوتا من القبر يقول: هذا من هيبة الحق، لأنه عزوجل زارني فسألته عن سر زيارته اياي في كل عام. فقال: لأنك نصرت كلامي...

2- أن من يدفن في مقبرة أحمد يكسي حلتين من حلل الجنة، و يوضع علي قبور مجاوريه قناديل، و من يعذب يرحم لأجله [6] و كان فيهم رجل محنث فشمله العفو [7] .

3- حدث علي بن اسماعيل السجستاني: كأن القيامة قد قامت و كان الناس يزدحمون عن قنطره، لا يترك أحد يجوز حتي يجي ء بخاتم، و رجل ناحيه يختم للناس و يعطيهم، فسألت عنه فقالوا: هذا أحمد بن حنبل [8] .

4- أن أبواب السماء تفتح لزوار قبر أحمد بن حنبل، و الملائكة تنزل عليهم بثياب خضر تطير بهم في الهواء. و كان قبره يقصد للزيارة من ستمائة فرسخ [9] و لا يتسع المجال لعرض ما ادعي من منامات و أحلام في قبر أحمد و زيارته، و عظيم الأثر الذي خلفته الدعاية في قلوب الناس من تعظيم قبره و التبرك به و تقبيله. و قد سأله رجل في الرؤيا: لم يقبل قبر الا قبرك؟ فأجاب: هذا ليس كرامة لي، ولكن كرامة



[ صفحه 194]



لرسول الله، لأن معي شعرات من شعره، ألا و من يحبني لم لا يزورني في شهر رمضان.

و قد بقي قبر أحمد بن حنبل مقصدا لمحبيه، و يتبركون بزيارته، و ادعي أن الماء حار حول قبره عند طغيان دجلة سنة 725 ه فغمر جميع الأمكنة الا قبر أحمد، فلم تبل الحصر كما يدعون. ولكن دجلة أعاد الكرة، فاكتسح القبر و ابتلعه، و ذهب به و بآثاره الي اليوم.

و قد دفن في مقبرته خلق كثير، و نقل اليه من الأماكن النائية جثث كثيرة لأموات أمثال: عبدالمغيث بن زهير الحربي الحنبلي محدث بغداد. و من الغريب بل من الشذوذ الفكري أن يوصف هذا الرجل بأنه صالح متدين أمين مجتهد في السنة، حافظ زاهد يشبه أحمد بن حنبل، مع اعترافهم بأنه وضع جزء في فضائل يزيد بن معاوية أتي فيه بالموضوعات كما يقول الذهبي [10] .

و من أعيانهم: عبدالرحمن بن الجوزي المتوفي سنة 597 ه و صاحب المؤلفات الكثيرة، دفن عند أبيه بباب حرب عند قبر أحمد، و كان يوم تشييعه يوما مشهودا و ذلك في شهر رمضان، و قد أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام و شدة الحر [11] .

و لعل المسوغ لافطارهم اعتقادهم بأن تشييع ابن الجوزي أعظم ثوابا من صيام شهر رمضان، لأنه كان ناصرا للسنة محاربا للبدعة. و قد وصف بأنه كحاطب ليل، و هو لا يفرق بين الضار و النافع، و الحق و البطال، و كانت مؤلفاته تناقض بعضها بعضا، و هو يورد الشبه، و ليس له قدرة علي ردها، و قد نقم عليه العلماء، ولكن لا ينفع ذلك مع تجمع العوام عليه.

و كثير من علماء الحنابلة دفنوا عند قبر أحمد تبركا بجواره، و منهم من نقل الي مقبرة أحمد بعد مدة من دفنه كسعد الله الحنبلي المتوفي سنة 564 ه دفن بمقبرة الرباط، ثم نقل بعد خمسة أيام و دفن في مقبرة أحمد. و كمال الدين بن وضاح الحنبلي المتوفي سنة 627 ه دفن عند رجلي أحمد. و منهم: محمد بن محمد بن



[ صفحه 195]



الحسين الحنبلي المتوفي سنة 527 و نقل الي مقبرة أحمد بن حنبل سنة 534 أي بعد مضي سبع سنوات علي موته. و غير هؤلاء خلق كثير أحصينا عددهم بما يقارب الخمسين شخصا. و بطبيعة الحال فان قبورهم ذهبت في طغيان دجلة كما سبق و ذكرنا.

و لابد من التعرض لما جاء في لغة العرب المجلد الخامس من السنة الثامنة ما ذكره الدكتور مصطفي جواد: أن عبدالحميد عيادة نشر في لغة العرب أن في جامع حاج أفندي - ويسمي مسجد اللالات بمحلة كوك نفر ببغداد أن رخامة في الجوار الذي يلي الباب، مكتوب عليها ما صورته: (هذا قبر المرحوم المغفور له الدارج في رحمةالله الشيخ المجتهد السيد أحمد من الأربعة المجتهدين و ذلك في 13 ربيع الأول سنة 562 ه) ثم قال: توارد الي خاطري أنه قبر الامام المشار اليه، أي أحمد بن حنبل اذ لا يبعد أنه نقل الي محله الحالي لسبب غرق بغداد الخ.

و هذا بعيد كل البعد، لأن التاريخ اما أن يكون تاريخ الوفاة أو تاريخ النقل، فتاريخ الوفاة سابق عليه، لأن وفاة أحمد سنة 241 ه و أما تاريخ النقل عند الغرق، فهو متأخر عن هذا التاريخ.

و قد نقل لقبر أحمد رجال من الحنابلة بعد هذا التاريخ منهم،: كمال الدين علي بن وضاح المتوفي سنة 672 ه و في سنة 765 ه دفن القاضي جمال الدين بن خليل الخضري الحنبلي محدث بغداد، و في سنة 766 ه دفن الشيخ نورالدين الحنبلي، و في سنة 784 ه دفن أبوطالب عبدالرحمن بن عمر الحنبلي نزيل بغداد.

و الحاصل أن مقبرة أحمد بن حنبل بقيت مدة من السنين مهوي أفئدة الحنابلة، و مقصد الزوار، و تدفن حوله الأموات تدينا و تقربا لنيل ما أعد من الجزاء لمن يدفن حوله. فقد أشاع الحنابلة أن من يدفع حول قبر أحمد يكسي حلتين من حلل الجنة، و يوضع علي قبر مجاوريه قناديل، و من يعذب يرحم لأجله [12] الا أن ذلك القبر قد غمره الفيضان فانهار، و لم يبق له أثر، اذ امتلأت مقبرة أحمد كلها، و لم يسلم منها الا موضع قبر بشر الحافي لأنه علي نشر من الأرض، و كان من يري مقبرة أحمد بعد أيام



[ صفحه 196]



من مضي الفيضان ليدهش عندما يري القبور قد قلبت، و جمعت العظام كالتل، جمعها السيل - سيل الماء - و كذلك ألواح القبور [13] .

و قال اليافعي: ان دجلة زادت زيادة مفرطة حتي أخربت مقبرة أحمد بن حنبل، و دخل الماء في دهليز البيت، و ذلك في سنة 725 ه. و قال ابن العماد نقلا عن الذهبي: ان مقبرة أحمد بن حنبل غرقت سوي البيت الذي فيه ضريحه، فان الماء دخل الدهليز علو ذراع، و وقف باذن الله تعالي، و بقيت البواري عليها الغبار حول القبر.

و لقد علق المرحوم السماوي علي هذا القول بقوله:



ألا من عذيري يا بني العلم و الحجي

من الياوفي الحنبلي المجلل



يكذبني ان قلت قبر ابن فالهم

عليه استدار الماء للمتوكل



و يزعم حار الماء ثم تجل غبرة

علي حصر كانت بقبر ابن حنبل



هذه لمحة موجزة عن السيرة المستمرة في نقل الأموات و نبشهم بعد دفنهم، و هي باقية حتي يومنا هذا عند اخواننا السنة، فانهم ينقلون الموتي من الأماكن. فمن مات خارج العراق نقل اليه، و من مات في العراق فاما أن ينقل الي بلده و مسقط رأسه، أو يدفن في مقبرة ولي كأبي حنيفة و الامام الأعظم و الشيخ معروف ببغداد، و البعض ينقل من بغداد الي مقبرة الخاتونة في السماوة ان كان من أهلها، و أغلب أهل الجنوب من اخواننا السنة ينقلون موتاهم الي بلد الزبير، و دفنهم هناك تبركا بالقبر المنسوب للزبير بن العوام.

و قد ذكرنا سابقا أن هذه النسبة غير صحيحة، و أن هذا القبر بني علي الظنة و التخمين، كما نص علي ذلك بعض المؤرخين [14] .

و من الجدير بالذكر، أن النقل بعد الموت عند المسلمين شائع معمول به منذ الصدر الأول عند جميع الفرق و المذاهب.

و نذكر ما يحضرنا ذكره الآن فمنهم:



[ صفحه 197]



1- جعفر بن الفضل بن موسي بن الفرات أبوالفضل المتوفي سنة 391 ه وزير الديار المصرية، توفي بمصر، فنقل الي المدينة. يقول ابن عساكر: و خرجت الأشراف الي لقائه وفاء بما أحسن اليهم، ثم يقول: فحجوا به وطافوا و وقفوا في عرفات، ثم ردوه للمدينة، و دفنوه في دار اشتراها من الأشراف بالمدينة [15] و لا ندري هل كان ورود جنازته أيام الحج فحجوا به، أم أنهم خلقوا له حجا و وقفوا بعرفات في غير وقت الموسم؟!

2- القاضي أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني المتوفي سنة 404 ه دفن في داره بنهر طابق، ثم نقل الي جوار قبر أحمد بن حنبل في مقبرة باب حرب، و يؤم الناس قبره، و يتبركون به. يروي أن أحد شيوخ الحنابلة (أبوالفضل التميمي) حضر يوم وفاته حافيا مع أصحابه، و قعد معهم للعزاء ثلاثة أيام، و كان يزور قبره كل يوم جمعة.

3- أبوالبقاء محمد بن المبارك المعروف بابن الخل الشافعي المتوفي ببغداد سنة 552 ه و نقل الي الكوفة و دفن فيها.

4- صدرالدين أبوبكر الشافعي خرج من بغداد، فنزل بقرية بين همدان و الكرج، فأصبح ميتا، فحمل الي أصفهان و دفن بسيلان.

5- و كذلك ولده عبدالمطلب مات بهمدان سنة 580 ه بعد عودته من الحجاز، و حمل الي أصفهان، و دفن فيها.

6- أحمد الحريزي المتوفي سنة 550 ه و كان عاملا للمقتضي علي نهر الملك و كان من أظلم العالم، و مع هذا يظهر التدين، و كان يجلس علي السجادة و بيده سبحة يسبح فيها و يقرأ القرآن، و الناس يعذبون بين يديه. و كان يعلق الرجال بأرجلهم، و النساء بأثدائهن، و يضربون بين يديه و هو يومي الي الجلاد: الرأس، الوجه. و قد سئم الناس حياته، فدخل عليه ثلاثة رجال، فضربوه بالسيوف فمات، و حمل الي بغداد، و دفن فيها، فأصبح و قد خسف بقبره [16] .

7- الملك المظفر علي كوجك التركماني المتوفي سنة 620 ه ملك أربل،



[ صفحه 198]



مات فيها في رمضان، و أوصي أن يحمل الي مكة فيدفن في حرم الله تعالي، و قال: استجير به. فحمل في تابوت الي الكوفة، و لم يتفق خروج الحاج في تلك السنة، فدفن عند أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

8- كمال الدين محمد بن علي الشافعي يعرف بابن الزلمكان المتوفي سنة 727 ه بدبيس، و حمل الي القاهرة، و دفن الي جوار الشافعي.

9- امام الحرمين أبوالمعالي الجويني عبدالملك بن عبدالله الفقيه الشافعي المتوفي سنة 478 ه و دفن بداره في نيسابور، ثم نقل منها بعد سنتين.

و كان لموته يوما مشهودا، فلقد أغلقت أبواب البلد، و كشف الناس رؤوسهم حتي ما اجترأ أحد أن يغطي رأسه، و صلي عليه ولده أبوالقاسم بعد جهد عظيم من الزحام، و كسر منبره في الجامع، وقعد الناس للعزاء أياما، و كان طلبته أربعمائة يطوفون في البلد نائحين عليه [17] و قد وصف السبكي يوم موته، و أن الطلبة تجوب موكبهم البلد نائحين عليه مكسرين المحابر و الأقلام، مبالغين في الصياح و الضجر [18] و قال الذهبي: استمرت الحالة سنة.

10- أبوالحسين بن سمعون الواعظ المتوفي سنة 387 ه و دفن في داره بشارع العباس، ثم نقل يوم الخميس 11 رجب سنة 426 ه و دفن بباب حرب، و كان الباقلاني يقبل يده لعظيم منزلته. و حكي الخطيب أن ابن سمعون خرج من المدينة الشريفة الي بيت الله، فاشتهي الرطب، فلما كان وقت الافطار صار الثمر رطبا فلم يأكله، فعاد اليه من الغد فاذا هو تمر.

11- ابن طولون خمارويه بن أحمد حمو المعتضد. فتك به غلمان بدمشق سنة 212 ه و حمل تابوته الي مصر، و دفن عند أبيه بسفح المقطم.

12- محمود بن السلطان ملك شاه. مات بأصفهان سنة 487 ه و حمل الي بغداد، و دفن بالنظامية.

13- أحمد بن محمد غلام خليل. المتوفي سنة 275 ه ببغداد، و حمل في



[ صفحه 199]



تابوت الي البصرة. قال الخطيب: غلقت له أسواق مدينة بغداد، و خرج الرجال و النساء لحضور جنازته و الصلاة عليه، فأدرك ذلك بعض الناس وفات بعضهم لسرعة السير به، و دفن بالبصرة، و بنيت عليه قبة.

يذكر الخطيب في ترجمته عن عبدالله النهاوندي: قلت لغلام الخليل: ما هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها؟ قال: وضعناها لنرقق بها قلوب العامة. و عن ابن عدي: سمعت عبدان الأهوازي يقول: قلت لعبدالرحمن بن خراش: هذا الحديث الذي يحدث به غلام الخليل لسليمان بن بلال من أين له؟ قال: سرقه من عبدالله بن شيب، و سرقه عبدالله بن شبيب من النضر بن سلمة، و وضعه شاذان [19] و كان أكثر ما يتحدث به بالموضوعات في مناقب الصحابة و غيرهم من الرجالات، و يتخذها وسيلة لمعاشه، و من وضعه حديث: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر) [20] و هو من المحدثين و الوعاظ القصاصين.

و لا يتسع المجال لأكثر مما ذكرنا في هذا الاستطراد الذي لا تخفي دواعيه و أسبابه اذا ما استحضرنا ما شذ به أقوام جعلوا من أحمد بن حنبل اماما و قدوة، و راحوا يطلقون التهم و التخرصات في قضايا الأموات و القبور، و قضية النقل بعد الموت، و ما يتعلق بالدفن أمر معروف منذ صدر الاسلام الي يومنا هذا، و قد سار عليه السلف و الخلف، فمن ينقل الي المدينة، و من ينقل الي دمشق، و من ينقل الي بغداد، و من ينقل الي القاهرة، و من ينقل من رمسه القديم الي مكان آخر كما رأينا من نقل الي مقبرة أحمد..

و مقبرة أحمد بن حنبل في محلة الحربية التي تقع وراء مقابر قريش، و فيها الباب الذي كان بنوشيبان قد اتخذوها مقبرة لمن يموت منهم، ثم لمن يموت من أهل الحديث. فدفن أحمد بن حنبل في هذا الباب، لأنه امام الحديث - كما قالوا - و لأنه من بني شيبان.

أما الحربية أو باب حرب، فقد نسب الي حرب بن عبدالله أو حرب بن عبد



[ صفحه 200]



الملك أحد قواد المنصور، ثم غلب عليها اسم أحمد فصارت تسمي مقبرة أحمد.

و أصبحت مزارا تهفو اليه قلوب الحنابلة و تعج بالدعاء، و بقعة مقدسة توضع في زوارها المنامات، حتي جرفتها السيول - كما علمنا - و غرق قبر أحمد علي اختلاف في تعيين سنة الغرق في القرن السادس أو السابع؟

و لما غرق القبر، تحول الناس الي زيارة قبر ولده عبدالله في القطيعة، يؤدون الزيارات، و يدعون لقضاء الحوائج.

و أحمد بن حنبل هو آخر رؤوساء المذاهب وفاة. توفي أبوحنيفة سنة 150 ه و مالك سنة 179 ه و الشافعي سنة 204 ه ثم أحمد سنة 241 ه و مذهبه قليل الانتشار، محدود الاتباع. فهو ليس كمذهب أبي حنيفة عددا في البلاد الاسلامية، و لا كمذهب الشافعي في مصر.


پاورقي

[1] باب حرب تنسب الي حرب بن عبدالله - أحد أصحاب المنصور - أو حرب بن عبدالملك، و اليه تنسب محلة الحربية، و فيها أيضا قبر بشر الحافي.

[2] المناقب لابن الجوزي 417.

[3] طبقات الحنابلة 1 / 16.

[4] المناقب 418.

[5] مروج الذهب 4 / 102 و 103.

[6] تاريخ بغداد ج 1 ص 22.

[7] ابن الجوزي، المناقب ص 463.

[8] ابن الجوزي، المناقب ص 446.

[9] ابن الجوزي، المناقب ص 482.

[10] الشذرات ج 4 ص 275.

[11] البداية و النهاية ج 13 ص 331.

[12] ابن الجوزي، المناقب ص 463.

[13] فيضانات بغداد، الدكتور سوسه ص 220.

[14] انظر الجزء الأول من هذا الكتاب.

[15] شذرات الذهب ج 3 ص 135.

[16] شذرات الذهب.

[17] الشذرات ج 3 ص 360.

[18] الطبقات ج 3 ص 257.

[19] تاريخ بغداد 5 / 79.

[20] لسان الميزان 1 / 272.


نسبه


هو أبوعبدالله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.

ولد سنة 150 ه نهار الجمعة آخر يوم من رجب، و قيل في اليوم الذي مات فيه أبوحنيفة، و قيل غير ذلك علي اختلاف الأقوال.

و المطلب الذي ينتهي اليه نسب الشافعي، هو أحد أولاد عبد مناف الأربعة. و هم المطلب و هاشم و عبد شمس جد الأمويين و نوفل. و المطلب هو الذي ربي عبدالمطلب ابن أخيه هاشم جد النبي.صلي الله عليه و آله و سلم.



[ صفحه 396]



فالشافعي بهذا فرشي النسب، يلتقي مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم في عبد مناف، و هذا ما عليه الأكثر.

و يأبي التعصب الا الغلو. فقالوا: لم تنل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم طهارة في مولده و فضيلة في آبائه الا و هو قسيمه فيها، الي أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي. و كان يقال لعبد يزيد المحض لا قذي فيه، فقد ولد الشافعي الهاشمان: هاشم بن المطلب، و هاشم بن عبد مناف. و الشافعي ابن عم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ابن عمته، لأن المطلب عم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الشفا بنت عبد مناف أخت عبدالمطلب عمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و لم يكن نسب الشافعي مسلما به و مجمعا عليه، فذهب بعضهم الي أن الشافعي لم يكن قرشيا بالنسب، بل كان قرشيا بالولاء. فهو مولي لهم و ليس منهم، لأن شافعا جده كان مولي لأبي لهب، فطلب من عمر أن يجعله من موالي قريش فامتنع، فطلب من عثمان ذلك ففعل. و نسب ذلك الي المالكية و الحنفية [1] .

أما أمه فانها من الأزد و كنيتها أم حبيبة.

و قيل انها أسدية، مستدلين علي ذلك بما روي عن الشافعي أنه لما قدم مصر سأله بعضهم أن ينزل عنده، فأبي و قال: أنزل علي أخوالي الأسديين. و نزل عليهم [2] فيما يستدل برواية أبي اليمن ياسين بن زرارة و مكانها مصر، أنها أزدية و هي الأظهر. و قال: أريد أن أنزل علي أخوالي الأزد. فنزل فيهم.

و تحلق العواطف بأصحابها، و تنأي بهم عن الواقع بجناحها، فيدعون أنها قرشية علوية. فقيل: انها فاطمة بنت عبدالله أو عبيدالله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب. قال الرازي: و هذا القول شاذ، رواه الحاكم و ضعفه البيهقي، و ذهب المقري الي نفيه، ولكن السبكي ذهب الي تأييده، و ليس له شاهد علي ذلك.

و قيل أيضا: انها فاطمة بنت عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط [3] و الحافظ الشافعي ابن كثير يقول بأزدية أم الشافعي كما هو المعروف،



[ صفحه 397]



و يروي أنها قد رأت حين حملت به كأن المشتري خرج من فرجها حتي انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية!

أما أبوه ادريس، فلم يفصح التاريخ عن شي ء من حياته و سيرته و وفاته، و لم يحتفظ الا بالاسم فقط، فليس له ترجمة في جميع الكتب التي ذكرت الشافعي، و لا في غيرها من كتب الحديث و الرجال و الأدب.

و ما ذكر عنه أو أشير اليه بعيد عن الصحة، كقول هداية الله الحسيني أن والد الشافعي سلمه للتفقه الي مسلم بن خالد الزنجي - مفتي مكة - و هذا غير صحيح بالاجماع، لأن الروايات متضافرة علي أن الشافعي نشأ يتيما في حجر أمه، و تولت تربيته، و عندما خشيت عليه الضيعة أرسلته الي مكة و هو ابن عشر سنين.

فالشافعي لم يترب في ظلال أبيه، و لم يتول ذلك الا أمه، و لا نعلم أنه عرف أباه و حدث عنه، كما لا نعلم هل ولد الشافعي في حياة أبيه أم أن أباه مات و هو حمل في بطن أمه؟ و هل أن ادريس كان في مكة و رحل الي اليمن، و ما هي أسباب رحلته؟

و جاء في مقدمة كتاب الأم: أن والد الشافعي كان رجلا حجازيا فقيرا، خرج مهاجرا من مكة الي الشام، و أقام بغزة و عسقلان ببلاد فلسطين، ثم مات بعد ولادة الشافعي.

لكن هذا القول لم يستند الي نص تاريخي. و أيا كان، فالروايات مختلفة و الأقوال متفرقة في ولادته و محلها، و هجرته و وقتها، و كذلك رحلاته المتعددة و تحصيله للعلم بأي زمن، فهل كان من صغر سنه أم بعد نشأته، و كذلك دخوله الي مكة، فقيل انه لما بلغ من العمر سنتين، و أصبح قرة عين والدته، فرأت أن تحمله الي مكة المكرمة صونا لنسبه من الضياع اذا بقي في غزة، فهاجرت به، و نزلت بجوار الحرم بحي يقال له (شعب الخيف) و لما ترعرع، أرسلته أمه الي الكتاب، و حفظ القرآن و عمره سبع سنوات، و قيل: ان الشافعي ولد بغزة، و حمل الي عسقلان، و دخل مكة و هو ابن عشر.


پاورقي

[1] مناقب الشافعي للفخر الرازي 5 - 3. و هامش الانتقاء. و الشافعي لمحمد أبوزهرة.

[2] طبقات الشافعية ج 1 ص 100.

[3] مناقب الرازي 6. و طبقات السبكي ج 1 ص 249 - 100. و توالي التأسيس ص 46. و مشارق الأنوار للعدوي ص 181 و اسعاف الراغبين للصبان و غيرها.


التلاميذ الائمة


كان سفيانالثوري امام العصر في الورع و السنن والفقه للعراق كافة، و كانت له في مجابهة الخليفة مواقف لا يمل الحديث فيها، و كان كثيرون من رواد المجلس كسفيان لهم مكانة في المسلمين: منهم عمرو بن عبيد الذي نشأت علي يديه فرقة المعتزلة، و أبوحنيفة، و محمد بن عبدالرحمان بن أبي ليلي ترب أبي حنيفة، و امام المدينة مالك بن أنس.

و أبوحنيفة هو الامام الأعظم لأهل السنة، و مالك أكبر من تلقي عليه الشافعي علما. و أطولهم في تعليمه زمانا، والشافعي شيخ أحمد بن حنبل.

و كمثلهم كان المحدثون العظماء: يحيي بن سعيد محدث المدينة، و ابن جريح و ابن عيينة محدثا مكة، و ابن عيينة هو المعلم الأول للشافعي في الحديث.

فلندع للائمة وصف مكانهم من الامام، و فيه وصف مجالس علمه:

يقول مالك بن أنس: «كنت أري جعفر بن محمد، و كان كثير الدعابة و التبسم، فاذا ذكر عنده النبي اخضر و اصفر، و لقد اختلفت اليه زمانا، فما كنت أراه الا علي ثلاث خصال: اما مصليا واما قائما و اما يقرأ القرآن، و منا رأيته يحدث عن رسول الله الا علي الطهارة، و لا يتكلم فيما لا يعنيه، و كان من العلماء و العباد و الزهاد الذين يخشون الله، و ما رأيته قط الا و يخرج و سادة من تحته و يجعلها تحتي» [1] .

و في مقولة أخري يضيف مالك: «و كان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، اذا قال: (قال رسول الله) اخضر مرة واصفر أخري، حتي ينكره من يعرفه، و لقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام، كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، و كاد أن يخر عن



[ صفحه 195]



راحلته، فقلت: يا ابن رسول الله، أو لابد لك أن تقول! قال: كيف أجرؤ أن أقول: لبيك و أخشي أن يقول الله عز و جل: لا لبيك و لا سعديك» [2] [3] .

و انا لنذكر ما كان يصنعه جده زين العابدين في هذا المقام [4] .

و أصبح مالك اذا ذكر النبي اصفر لونه، فاذا تساءل جلساؤه قال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون، و يذكر لهم حال ابن المنكدر [5] ، ثم يعقب بحال جعفر.

انما كان مالك يجد ريح الرسول في مجلس ابن بنته، و يحس أو يكاد يلمس شيئا ماديا، يتسلسل من الجد لحفيده، و أشياء غير مادية تملك اللب والقلب، فالرؤية متعة و السماع نعمة، و الجوار - مجرد الجوار - تأديب و تربيب، و في كل أولئك طرائق قاصدة الي الجنة.

و صاحب المجلس طهر كله، لا يتحدث عن جده الا علي الطهارة، يقول: «الوضوء شطر الايمان» [6] ، و من أجل ذلك لم يعد الوضوء عنده أو في مذهبه مجرد وسيلة لغيره - أي للصلاة - بل أمسي مستحبا لذاته كالصلاة المستحبة، يتهيأ به المتوضي ء لدخول المساجد [7] ، و قراءة



[ صفحه 196]



القرآن [8] ، بل الزوجان ليلة زفافهما [9] ، و المسافر الي أهله [10] ، و القاضي ليجلس للقضاء [11] ، والامام الذي يفتي أو يعلم.

و ما هو بدع أن يشغف به مالك - وهو الأموي بهواه - فانما هو حب الرسول و أهل بيته، فحبهم ايمان، و ما كان تعبير مالك الا حبا، و هو - بعد - التلميذ النجيب لفقهاء بني تيم (قبيلة أبي بكر) سواء كانوا من مواليهم كربيعة الرأي أو من أنفسهم كمحمد بن المنكدر، أو أمهم منهم كالامام جعفر. و أبوبكر الصديق يقف في قمة التاريخ العلمي لمصادر مالك باتباعه و اجتهاده، و أبنائه و بني تيم.

تعلم مالك الكثير من السلوك علي الامام جعفر، فكان اذا حدث لا يحدث الا علي الطهارة، و يحمي مجلسه ممن يخرجونه عن قصده، كما يكرم تلامذته، بل صار اماما لليسر الذي تتمثل فيه خصائص المدينة، و أمسي عنوانا علي العلم: فاذا خاصم السلطة خاصمها من أجل النزاهة العلمية فحسب، و في منهجه: الاحتفال الكامل بالواقع، و في طريقته: العمل للرزق؛ حتي لا يحتاج لأحد، مما يعبر عن اقتداء كامل بالامام الصادق. و كهيئة الامام الصادق، لم يجار فقهاء العراق في قولهم: أرأيت... أرأيت، أي: افتراض الفروض، و استباق الحوادث، وابداء الرأي فيما لم يحدث، حتي سماهم خصومهم: «الأرأيتيين».

و من رضا الامام عن التلميذ كان الصادق يشير باتيان حلقة مالك. روي عنوان البصري أنه كان يختلف الي الامام جعفر يتعلم عليه، فغاب الامام عن المدينة، فاختلف الي مالك سنتين، ثم عاد الصادق، فعاد عنوان الي مجلسه، فنصحه أن يجلس الي مالك [12] .



[ صفحه 197]



و لقد يدخل الامام المسجد، فيقدم اليه تلميذ من تلاميذه ابن أبي ليلي [13] (148) قاضي الكوفي، فيقول الامام: أنت ابن أبي ليلي القاضي؟ و يجيب: نعم، فينبهه الامام علي جلال خطر القضاء بقوله: «... تأخذ مال هذا و تعطيه هذا، و تفرق بين المرء و زوجه، لا تخاف في ذلك أحدا...، فما تقول اذا جي ء بأرض من فضة و سماء من فضة، ثم أخذ رسول الله بيدك فأوقفك بين يدي ربك فقال: يا ربي هذا قضي بغير ما قضيت؟!» [14] واصفر وجه ابن أبي ليلي مثل الزعفران، لكنه خرج من المسجد مزودا بزاد من خشية الله، زوده به ابن رسول الله. و لما سئل [15] مرة: أكنت تاركا قولا أو قضاء لرأي أحد؟ أجاب: لا، الا لرجل واحد، هو جعفر بن محمد الصادق [16] .

و ابن أبي ليلي قاضي بني أمية و بني العباس، و هم أعداء الامام!

في هذا المجلس بالمدينة، أو بالكوفة في احدي قدمات الامام جعفر الي العراق، دخل أئمة الكوفة مجتمعين: أبوحنيفة و ابن أبي ليلي و ابن شبرمة (144) علي الامام جعفر، فجعل الصادق ينبه أباحنيفة مكتشف أداة «القياس» علي خطرها في حضور العالمين الآخرين، و في مواجهة هذين يقول الامام الصادق لأبي حنيفة: «اتق الله و لا تقس الدين برأيك» [17] .



[ صفحه 198]



و لقد يكون أبوحنيفة في حلقته بالكوفة أو في المدينة فيقف عليها الامام الصادق، و لا تقع عليه عين أبي حنيفة، فاذا لمحته عيناه هب أبوحنيفة واقفا و هو في مجلس الدرس، فقال: «يا ابن رسول الله، لو شعرت بك أول ما وقفت ما رآني الله أقعد و أنت قائم» [18] ليشهد الله علي دخيلة نفسه أنها لا تقبل الجلوس والامام قائم. و أبوحنيفة (80 - 150) أكبر عمرا من الامام الصادق، لكن الصادق يشد أزره بعبارات مشجعة، فيقول له: «اجلس يا أباحنيفة، فعلي هذا أدركت آبائي» [19] يريد بذلك: اعظام مجالس العلم، و وقوف الجميع، و جلوس الأستاذ. انقطع أبوحنيفة الي مجالس الامام طوال عامين قضاهما بالمدينة، و فيهما يقول: «لولا العامان لهلك النعمان» [20] و كان لا يخاطب صاحب المجلس الا بقوله: «جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله».

و لقد يتحدي الامام الصادق في مجلسه أباحنيفة ليختبر رأي صاحب الرأي، فيسأل: ما تقول في محرم كسر رباعية الظبي؟ و يجيب أبوحنيفة: يا ابن رسول الله، لا أعلم مافيه، فيقول له الامام الصادق: أنت تتداهي! أولا تعلم أن الظبي لا تكون له رباعية [21] و انما سكت أبوحنيفة لأنه لم يعلم كما قال، أو لأنه يمتنع عن أن يصحح للامام السؤال، و ما كان أعظم أدب أبي حنيفة بين نظرائه! فما بالك به بين يدي الامام؟!

فاذا جاء ابن شبرمة وحده يسأل عما لم يقع - كدأب تلاميذ أبي حنيفة و مدرسة الكوفة - لم يتردد الامام في دفعه بالحسني. ذهب اليه ذات يوم يسأله عن القسامة في الدم، فأجابه بما صنع النبي، فقال ابن شبرمة: أرأيت لو أن النبي لم يصنع هذا، كيف كان القول فيه؟ فأجابه: «أما ما صنع النبي فقد أخبرتك به، و أما مالم يصنع فلا علم لي به». و الصادق عليم بالاختلاف بين آراء الفقهاء، أي بعلم المدينة و علم الشام و علم الكوفة، و هو يروي عشرات الآلاف من الأحاديث، في حين كانت قلة ما سلمه أهل العراق من الحديث آفة علمائه،



[ صفحه 199]



حتي صوبهم الشافعي في نهاية القرن، بالقوة التي لا نزاع فيها لخبر الواحد، و بوضع قواعد القياس. و الحسن بن زياد اللؤلؤي [22] يعلن رأي صاحبه في احاطة الامام الصادق فيقول: «سمعت أباحنيفة و قد سئل: من أفقه الناس ممن رأيت؟ فقال: جعفر بن محمد» [23] .

و لما استفتي أبوحنيفة في رجل أوصي «للامام» باطلاق الوصف، قال: انها لجعفر بن محمد. فهذا اعلان لتفرده بالامامة في عصره.

و لم تكن السنتان اللتان حيي بسبيهما النعمان بن ثابت (أبوحنيفة) و لم يهلك، الا تكملة لسنين سابقة كان يتدارس فيها فقه الشيعة، و من ذلك كان يشد أزر زيد بن علي في خروجه علي هشام بن عبد الملك [24] و قيل: مال الي محمدو ابراهيم؛ ولدي عبدالله بن الحسن في خروجهما علي المنصور. و أن قد جاءته امرأة تقول: ان ابنها يريد الخروج مع هذا الرجل - في ابان خروج ابراهيم - و أنا أمنعه، فقال لها: لا تمنعيه [25] .

و يروي أبوالفرج الاصفهاني عن أبي اسحاق الفزاري: جئت الي أبي حنيفة فقلت له: أما اتقيت الله؟ أفتيت أخي بالخروج مع ابراهيم حتي قتل!! فقال: «قتل أخيك حيث قتل، يعدل قتله لو قتل يوم بدر، و شهادته مع ابراهيم خير له من الحياة» [26] .



[ صفحه 200]



و لئن كان مجدا لمالك أن يكون أكبر أشياخ الشافعي، أو مجدا للشافعي أن يكون أكبر أساتذة ابن حنبل، أو مجدا للتلميذين أن يتلمذا لشيخيهما هذين، ان التلمذة للامام الصادق قد سربلت بالمجد فقه المذاهب الأربعة لأهل السنة.

أما الامام الصادق فمجده لا يقبل الزيادة و لا النقصان، فالامام مبلغ للناس كافة علم جده عليه الصلاة و السلام، و الامامة مرتبته، و تلمذة أئمة السنة له تشوف منهم لمقاربة صاحب المرتبة. أما يجي ء للمناظرة عمرو بن عبيد (144) زعيم المعتزلة، الذي لم يضحك أبوحنيفة طول حياته بعد أن قال له عمرو اذ ضحك مرة في ابان مناظرته: يا فتي، تتكلم في مسألة من مسائل العلم و تضحك؟! [27] والذي يبلغ من وقاره أن يراه الرائي فيحسبه أقبل من دفن والديه! فاذا انتهي الكلام قال عمرو للامام: «هلك من سلبكم تراثكم، و نازعكم في الفضل و العلم» [28] .

و يجي امام خراسان عبدالله بن المبارك، و هو امام فقه، و بطل معارك، تلمذ للامام زمانا، و لأبي حنيفة، فتعلم ما جعله يخفي بطولاته في الفتوح «لأن من صنعها لأجله - سبحانه - مطلع عليها [29] و في الامام جعفر شعره الذي ورد فيه:



أنت يا جعفر فوق ال

مدح، و المدح عناء



انما الأشراف أرض

و لهم أنت سماء



جاز حد المدح من

قد ولدته الأنبياء [30] .





[ صفحه 201]



فاذا كان الصادق في مواجهة مع المنصور، حيث القواد و العلماء يجلسون علي مبعدة منه، فان مجلس الامام عن يمينه... حتي ولو دعاه يخوفه، فلقد طالما انتهت اللقاءات بالموعظة يلقيها الامام من حديث رسول الله، و لحديث رسول الله شرف المجلس، و لابن رسول الله شرف من رسول الله.

ولو جلس الصادق علي مبعدة أو مقربة من الخليفة، لكان الشرف حيث يجلس، و ربما قربه الخليفة ليلتمس لنفسه القربي الي الناس في الدنيا، و يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، و عندما تلتمس الشفاعة. و أبوجعفر المنصور يقر بمكانه من العلم و التقوي مع ضيق صدره بمكانته في الأمة، يقول: «هذا الشجي المعترض في حلقي أعلم أهل زمانه، و انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا» [31] .

و من نص الاقرار ما يدل علي أن مجلس «الصادق» للعلم، لم يكن ليسلم من مراقبة أعوان السلطان، و صاحب المجلس شجي معترض في حلقه! و هو قد ينبئ عن أن الفرصة متاحة للامام ليلقي دروسه، مع الحيطة الواجبة، حتي لا يغص الخليفة بريقه مما ينقل اليه و ان كان المؤكد أن مجرد وجود الامام كان فيه الشجي المعترض.


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 17 ص 33، شرح الشفاء: ج 1 ص 67 - 72، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 236، الشفا بتعريف حقوق المصطفي للقاضي عياض: ج 2 ص 42، سبل الهدي و الرشاد للصالحي الشامي: ج 12 ص 395، العدد القوية للحلي: ص 155، أمالي الصدوق: ص 234.

[2] لبيك أي: مقيم عللي طاعتك اقامة بعد اقامة، و سعديك أي: أسعدك اسعادا بعد اسعاد.

[3] العدد القوية: ص 155، أمالي الصدوق: ص 234، الخصال للصدوق: ص 167، علل الشرائع: ص 234، بحارالأنوار: ج 99 ص 181 و ج 47 ص 16، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 212، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 197، مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني: ج 5 ص 213، الأنوار البهية للشيخ عباس القمي: ص 158، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 15 ص 166.

[4] خرجناه سابقا.

[5] محمد بن المنكدر (130) من معادن الصدق بالمدينة و أشياخ مالك، من بني تيم؛ قبيلة أبي بكر، و هم مشهورون بالرقة و الورع، و هم أجداد الامام جعفر، كان لا يسأل ابن المنكدر أحد عن حديث الا بكي، و مالك يقول كنت اذا وجدت من نفسي قسوة آتي ابن المنكدر، فأنظر اليه نظرة فأبغض نفسي أياما». و ابن المنكدر يقول: «كابدت نفسي في ذلك أربعين عاما حتي استقامت». و كان من بني المنكدر اخوة ثلاثة فقهاء: محمد و أبوبكر و عمر، أبناء المنكدر. (منه).

[6] صحيح مسلم: ج 1 ص 203، كنز العمال: ج 9 ص 388 ح 26044 و ص 36 ح 26200، الرسائل التسع للمحقق الحلي: ص 71، الكافي: ج 3 ص 72، وسائل الشيعة: ج 1 ص 366، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 102، سنن الترمذي: ج 5 ص 196، سنن النسائي: ج 5 ص 5.

[7] لما رواه ابن بابويه عن كليب الصيداوي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «مكتوب في التوراة أن بيوتي في الأرض المساجد، فطوبي لمن تطهر في بيته ثم زارني، و حق المزور أن يكرم». و لأنه يستحب الصلاة تحية، و هي مفتقرة الي الطهارة، مكروهة في المسجد فاستحب التقديم. (منتهي المطلب للعلامة الحلي: ج 1 ص 77).

[8] راجع منتهي المطلب للعلامة الحلي: ج 1 ص 77.

[9] ذكره الميرزا القمي في غنائم الأيام: ج 1 ص 95 و قال: «و لم نقف علي نص فيه».

[10] في نزهة الناظر: ص 10: «الوضوء اذا قدم من سفر قبل الدخول علي أهله؛ لما رواه الصدوق في المقنع» و انظر غنائم الأيام: ج 1 ص 101.

[11] غنائم الأيام: ج 1 ص 102.

[12] ورد في البحار: ج 1 ص 224 نقلا عن جماعة عن عنوان البصري هذا قال: كنت اختلف الي مالك بن أنس سنين، فلما قدم جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفت اليه، و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما: اني رجل مطلوب، و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار، فلا تشغلني عن وردي، و خذ عن مالك، و اختلف اليه كما كنت تختلف اليه.

[13] أول من تعلم عليه أبويوسف؛ صاحب أبي حنيفة: هو محمد بن عبدالرحمان بن أبي ليلي، و في الخلاف بينه و بين أبي حنيفة وضع أبويوسف كتابه الشهير «اختلاف أبي حنيفة و ابن أبي ليلي» و كثيرا ما رجح فيه آراءه، و من ذلك أخذه برأيه في قضية رفعت علي الخليفة الهادي أمامه، و بهذا دفع الخليفة لصاحب الحق حقه. راجع: «أبوحنيفة بطل الحرية و التسامح» للمؤلف: ص 100 طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية. (منه).

[14] مستند الشيعة للمحقق النراقي: ج 17 ص 9، الكافي: ج 7 ص 408، التهذيب: ج 6 ص 220، الوسائل: ج 27 ص 19، الأصول الأصلية للفيض الكاشاني: ص 112.

[15] السائل هو نوح بن دراج، للقاضي ابن أبي ليلي.

[16] تهذيب الأحكام: ج 6 ص 292، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 373، بحارالأنوار: ج 47 ص 29.

[17] الحدائق الناضرة للمحقق البحراني: ج 1 ص 61، حصر الاجتهاد لأقا بزرك الطهراني: ص 38، علل الشرائع: ج 1 ص 86، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 261، أمالي الطوسي: ص 645، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 376، الفصول المهمة في أصول الائمة للحر العاملي: ج 3 ص 235، بحارالأنوار: ج 2 ص 691 و 292 و ج 10 ص 212، حلية الأولياء: ج 3 ص 197.

[18] نفحات الأزهار للسيد علي الميلاني: ج 19 ص 265 نقله عن شرح التجريد لابن المطهر الحلي.

[19] المصدر السابق.

[20] التحفة الاثنا عشرية للآلوسي: ص 8، الخلاف للشيخ الطوسي: ج 1 ص 49، جامع المقاصد للمحقق الكركي: ج 1 ص 21، نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 182، تفسير جوامع الجامع للطبرسي: ج 1 ص 193، مسند زيد بن علي: ص 103، و رويت بلفظ آخر و هو «لولا السنتان لهلك النعمان».

[21] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 1 ص 327، مناقب أهل البيت للمولي حيدر الشيرواني: ص 270.

[22] الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي؛ أبوعلي، قاض، فقيه، من أصحاب أبي حنيفة، أخذ عنه و سمع منه، و كان عالما بمذهبه بالرأي، ولي القضاء بالكوفة سنة 194 ه ثم استعفي، نسبته الي بيع اللؤلؤ، و كان أبوه من موالي الأنصار، له من الكتب: «أدب القاضي» و «معاني الايمان» و «النفقات» و غيرها، مات سنة 204 ه. (الأعلام: ج 2 ص 191).

[23] مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 378، بحارالأنوار: ج 47 ص 217، الأنوار البهية: ص 153، العدد القوية: ص 153. و نقل عن أبي حنيفة قوله: «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد» راجع المصادر: مناقب أبي حنيفة للموفق: ج 1 ص 173، جامع أسانيد أبي حنيفة: ج 1 ص 222، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 157، تهذيب الكمال: ج 5 ص 79، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 257 - 258، الكامل لابن عدي: ج 2 ص 132، نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 102.

[24] مقاتل الطالبيين: ص 99 و 100، أبوحنيفة لمحمد أبي زهرة: ص 71، مناقب أبي حنيفة للبرازي: ج 1 ص 55، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 1 ص 317.

[25] مقاتل الطالبيين: ص 251، مناقب أبي حنيفة للمكي: ج 2 ص 84.

[26] مقاتل الطالبيين: ص 242.

[27] انظر ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ج 2 ص 50.

[28] البحار: ج 47 ص 19، عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 285 و فيه الحديث مفصلا، المناقب: ج 3 ص 375، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 368.

[29] استعصي علي المسلمين حصن من حصون الروم. فتصدي له فارس ملثم فاقتحمه، و تتابع وراءه المسلمون، و اختفي الفارس في الجند، و لما سئل ابن المبارك فيما بعد عن اخفاء نفسه، قال: «لأن من صنعت ذلك لأجله - سبحانه - مطلع عليه».

و خرج الي الحج فمر بأمرأة رآها تخرج غرابا ميتا من حيث ألقي به، فسألها، فقالت: انها و زوجها لا يجدان ما يطعمانه، فقال لوكيله: كم معك من نفقة الحج؟ قال: ألف دينار، قال: عد منها عشرين تكفي للعودة الي مرو - عاصمة خراسان - و أعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا هذا العام، و رجع و لم يحج.

و كان الرشيد بالرقة يوما و أقبل عليها ابن المبارك، فانجفل الناس خلفه، ورأته أم ولد الرشيد فقالت: هذا و الله الملك، لا ملك هارون الذي يجمع الناس بشرطة و أعوان. و لما مات ابن المبارك جلس الرشيد فتقبل العزاء فيه. (منه).

[30] خرجناه سابقا.

[31] الأمالي للشيخ الصدوق: ص 710، عيون المعجزات لحسين بن عبدالوهاب: ص 79، بحارالأنوار: ج 47 ص 167 و ص 170، الخرائج و الجرائح: ص 234، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 232، العدد القوية للحلي: ص 158.


ظواهر علم الامام الصادق


يقول الامام الصادق عليه السلام: «و عندنا أهل البيت أصول العلم و عراه و ضياؤه و أواخيه» [1] .

هذا التقرير باستيعاب أهل البيت عليهم السلام لأصول العلم و جذوره و اشعاعه و مواصلاته، يكشف أن لهذا العلم مصادر فوق حقيقة الأشياء، و هو ما يمتاز به علم الأئمة المعصومين دون سواهم، و بذلك نحكم عليه بداهة بأنه غير خاضع لمقاييس التعليم التقليدية، فالامام لم يحضر حلقة دروس العلماء، بل حضر العلماء حلقات دروسه، و لم نعهد له أساتذة أو شيوخا كما هو الشائع لدي الدارسين، و لم يتدرج بمعلوماته من الأسهل الي الأصعب، و معلوماته في شبابه و كهولته و شيخوخته كلها حلقة واحدة مفرغة، لا تفاضل بين أزمنتها، كما هو شأن العلماء في الأخذ المسلكي النظامي، و قد أشار الامام عليه السلام الي أبعاد هذا العلم ليشمل الخوارق و يتحدي نواميس الكون، فعن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: أي شي ء هو العلم عندكم؟ قال الامام:

«ما يحدث بالليل و النهار، و الأمر بعد الأمر، و الشي ء بعد الشي ء الي يوم القيامة» [2] .



[ صفحه 257]



هذا الاستغراق الشمولي العريض يوحي بعدم احاطة الفكر التقليدي بحيثيات هذا العلم، و يصرح بالبعد الغيبي الذي يمد روافده بهذه الموسوعية الشامخة، فلا يتلكأ في مسألة، و لا يغفل عن حادثة، و لا يقاس بنظير يشاكله أو يجانسه أو يدانيه؛ و ليس في هذا المنحني أية اشكالية عقلية بعد قول الامام «ان الامام اذا شاء أن يعلم علم» [3] .

فأني يعلم الامام؟ و كيف يعلم الامام؟ و ما هي الطرق الموصلة لهذا العلم؟

انه يشير الي ما يفاض عليه من الغيب المجهول، و لا يتردد لحظة في التأكيد علي هذه الظاهرة، فعن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: الذي يسأل الامام و ليس عنده فيه شي ء من أي يعلمه؟ قال عليه السلام: «ينكت في القلب نكتا، أو ينقر في الأذن نقرا» [4] .

و هذا النوع من العلم لا يتوفر في النظر الفعلي الا للامام المعصوم، فهو ظاهرة لم تسبق، و بادرة لا يحيط بها أحد.

لهذا كان ما يدور من حديث أهل البيت في الدرجة القصوي من الصعوبة ادراكا، لا من حيث مضمونه و طريقة عرضه، فهو مفهوم بيسر و سماح، بل من حيث روافده و موارده و تحمله في شتي الظروف الدقيقة و النوازل الحادثة، لأن فيه اختراقا هائلا للحواجز المألوفة، و خروجا عن الادراك المتداول، لهذا قال الامام الصادق نفسه: «ان حديثنا صعب، مستصعب، شريف، كريم، ذكوان، ذكي، و عر، لا يحتمله ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا مؤمن ممتحن. قيل فمن يحتمله؟ قال: من شئنا» [5] .



[ صفحه 258]



بينما نجد الامام الباقر من ذي قبل يعالج هذا الحدث العلمي بمنظور آخر فيقول: «ان حديث آل محمد صعب مستصعب، ثقيل، مقنع، أجرد، ذكوان.. لا يحتمله الا ملك مقرب: أو نبي المرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان، أو مدينة حصينة» [6] .

و هذا التقدير لا يختلف بعائديته عما تحدث به الامام الصادق فيما عرضت، لذلك نجده يوصي أولياءه بالاضطمام عليه، و الحفاظ عليه الا علي أهله، فيقول: «اقرأ موالينا السلام، و أعلمهم أن يجعلوا حديثنا في حصون منيعة، و صدور فقيهة، و أحلام رزينة، و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما الشاتم لنا عرضا، و الناصب لنا حربا، أشد مؤونة من المذيع علينا حديثا عند من لا يحتمله..» [7] .

و هذه الأحاديث في بر مجتها علميا ينبغي أن ترصد من خلال ثلاثة معايير، من أجل فهمها و أدراكها و تسييرها:

الأول: أن هذه الصعوبة تتمثل في انتظام علمهم عليهم السلام في قلوب واعية و عقول مدركة تحتفظ في هذا العلم محزونا الا علي أهله، فاشاعته في غير أهل من الجهلة و السطحيين يشكل خطورة مركزية عليه، اذ قد يتخذ ذريعة لانزال المكاره و الأضرار في الأئمة و الأولياء، و قد يتفوه به غير حملته ممن لا يطيقون حمله، و لا يفقهون موقعه من الرمزية و التعريض، أو الحقيقة و المجاز، أو التصريح و الكناية، أو أساليب البلاغة العربية، و قد يروي دون دراية، و قد يهذ هذا ساذجا.

الثاني: و من الطبيعي أن التعقل لعلم الأئمة، و رعاية أصوله في التداول العلمي، أفضل من روايته دون ادراك في لحن القول، و مخارج الكلام، هذا المعيار هو الذي أشار اليه الامام الصادق بقوله:



[ صفحه 259]



«حديث تدريه خير من ألف ترويه، و لا يكون الرجل فقيها حتي يعرف معاريض كلامنا، و ان الكلمة من كلامنا لتنصرف علي سبعين وجها، لنا من جميعها المخرج» [8] .

و الامام يكرر هذا المعني، و يدعو الي الادراك لوجوه كلامهم عليهم السلام، لأنه يحمل علي وجوه متعددة، و هذا ما خاطب به مؤمن الطاق محمد بن النعمان بقوله: «أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا، ان كلامنا ينصرف علي سبعين وجها» [9] .

الثالث: ان حديث الامام في الأحكام و التشريع و العقائد، و خصائص الامامة، و عالم الغيب، يخضع للمعيارين السابقين، و أما في نشره للعلوم الانسانية و التجريبية فيمكن أن يقال:

«ان الامام الصادق عليه السلام يشرح نظرياته شرحا مبينا واضحا، و يعرضها عرضا علميا سهل الفهم و الادراك، بحيث تستطيع الأذهان تقبله و استيعابه، فالقوانين العلمية التي أتي بها، ساقها بأسلوب واضح، و صاغها بعبارات لا تحتمل اللبس، ادراكا منه لحقيقتين هما:

ان انتشار العلم رهن بالقدرة علي فهمه، و ان قوانين العلوم تبقي مع الدهر، و لا تنتهي بوفاة واضعيها» [10] .

أما حدود علم الامام فباب واسع المسلك في احاطته و وجوهه، و قد تحدث عنه الامام الكاظم موسي بن جعفر عليهماالسلام حينما سئل عن مبلغ علمهم، فقال: «مبلغ علمنا ثلاثة وجوه: ماض و غابر و حادث. أما الماضي فمفسر، و أما الغابر



[ صفحه 260]



فمزبور، و أما الحادث فقذف في القلوب، و نقر في الأسماع، و هو أفضل علمنا، و لا نبي بعد نبينا» [11] .

و هذا الاحتراز أن لا نبي بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لئلا يظن السائل و سواه فيهم النبوة، و لا يغالي بهم الآخرون، و هو احتراز ذكي دقيق.

و ظاهرة أخري؛ أن علم الامام لم يكن بحاجة الي سد الذرائع في الرأي و الاستحسان و القياس، فقد و هبهم الله من العلم ما طبق صداه المشرق و المغرب، و كأنه اجماع قائم بذاته لا يختلف في اثنان.

روي بكر بن بكر الصيرفي ما نسجل معه الشاهد، اذ تقدم ما يقاربه في المبحث الآنف، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: «ان عندنا ما لا نحتاج معه الي الرأي و القياس، و لا الي أحد من الناس.. و انكم لتأتون بالأمر فنعرف اذا أخذتم به، و نعرف اذ تركتموه» [12] .

و هذا النوع من العلم في نهاية الرواية يتحدث عن المناخ الغيبي في ظل علم الامام، و هذا لا يمانع - كما تقدم - من اختصاص الله بالغيب و علم الغيب، و لكن لا ضير أن يطلع بعض عباده بمشيئته علي جزء من علم الغيب، فيكون ذلك علما من ذي علم، و هو ما نطق به القرآن العظيم: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا - الا من ارتضي من رسول..) [13] .

و المعني في الآية الأولي: أن الله وحده هو عالم كل غيب يختص به، فلا يطلع علي الغيب - و هو مختص به - أحد من الناس.

و المفاد في هذا هو السلب الكلي، أي لا يظهر علي كل غيبه أحدا.



[ صفحه 261]



و في الآية الثانية في قوله: (الا من ارتضي من رسول) استثناء من قوله (أحدا) في الآية الأولي، و (من رسول) بيان لقوله (من ارتضي) فيفيد أن الله تعالي يظهر رسله علي ما شاء من الغيب المختص به [14] .

فهو يتعالي بعلم الغيب بذاته أصالة، و يعلم غيره - اذا شاء - تبعا، و اذا سلمنا بهذا، فلا مانع أن يفيض الله من هذا الغيب علي النبي، و النبي يفيض علي الامام، و ذلك لاكمال الرسالة بدليل قوله تعالي: (و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون) [15] و هذا العلم عند أئمتنا عليهم السلام، علم من ذي علم، للغاية التي بعث بها الأنبياء باعتبار الامامة امتدادا حتميا للنبوة.

و الظاهرة الاجماعية في حياة الأئمة عليهم السلام أنهم لم يهاجروا في طلب العلم، و لم يعركوا حياة الاغتراب بسبيله، كما هو شأن طلاب العلم في كل زمان و مكان، و ما درسوا عند أحد، و لا أخذوا من أحد، و انما أخذ عنهم الناس، و أفاد منهم العلماء، و اليهم تشد الرحال للاستزادة من الفضل و العلم، و نحوهم تتوجه الركبان لكسب المعارف و صقل المواهب و بلوغ الآمال. و الامام لا يطالب بدليل علي ما يقول، فقوله هو الدليل لأنه السنة، و السنة يستدل بها باعتبارها أصلا من أصول التشريع، و لا يستدل عليها بشي ء؛ و ليس رأي الامام ناتجا عن عملية استنباطية تقوم علي أساس الاجتهاد أو النظر العقلي، و انما هو العلم الموروث و العلم الموهبي غير المكتسب.

و لم تكن الترجمة شائعة الأبعاد الا بعد عصر الامام الصادق، فلا يمكن القول أنه أفاد شيئا من الأثر اليوناني أو الاغريقي أو الفرعوني أو الزرادشتي، و ذلك للفاصلة الزمنية بين شيوع بعض آثارهم و عهد الامام عليه السلام، هذا في بعض



[ صفحه 262]



العلوم التجريبية و الفلسفية، فكيف اذن الحال بما لا عهد لهم به من أصول الدين، و علوم الشريعة المقدسة، و مذاهب علم الكلام، و اذا ثبت هذا و هو ثابت دون ريب، كان ما تقدم من تقرير موضوعي هو الأصل.

و لا أدل عليه من التعددية العلمية عند كل امام، حتي كأن كل فن من الفنون هو تخصصه وحده، و يشهد عليه منطق الاستقراء التاريخي.

أما الذكاء و العبقرية عند الامام الصادق فهما ظلان ملا زمان له منذ سن مبكرة حينما كان تلميذا في مدرسة أبيه الامام الباقر عليه السلام. مضافا الي تمتعه بقدرة ادراكية خارقة، شأن الأئمة عليهم السلام، و لا أدل علي هذه الظاهرة من مئات الشواهد التطبيقية التي اقترنت بمسيرة الامام العلمية، و رافقت تمييزه بين شتي الأبحاث و الوصول معها الي نتائج صحيحة ترتكز علي مقدمات صحيحة، و هذا شأن كل ما هو مبتكر و أصيل في الأفق المعرفي، و هناك عدة نماذج تطبيقية تؤكد هذا الزعم أختار أحدها:

حملت للامام الصادق و هو صبي مميز كرة مصغرة عن الكرة الأرضية مصنوعة من الخشب، مركبة علي قاعدة مستديرة في سمائها مجموعة من النجوم كما تصورها بطليموس.

«و كان بطليموس قد قسم النجوم التي تري بالعين المجردة الي ثماني و أربعين صورة، و كان هذا هو التقسيم الشائع لدي علماء الفلك قبل بطليموس، غير أنه أتمه و وضحه.

أما المجموعات الفلكية الثابتة - حسب رأي بطليموس - فهي ثماني و أربعون، و لكل منها صورته الخاصة و شكلها المعين. و قد صور هذه المجموعات حول الكرة، و دون عليها أسماءها باللغة المصرية القديمة.

و صور علي الكرة نفسها اثنتي عشرة مجموعة من النجوم، من برج الحمل



[ صفحه 263]



حتي برج الحوت، علي حزام يطوق الكرة. و كانت صورة الشمس تقع خلف الكرة بحيث تكشف عن دورانها حول الأرض و من علي منطقة البروج مرة كل سنة، و صور علي الكرة أيضا القمر و السيارات الأخري و هي تدور حول الأرض.

كانت هذه الكرة أول نموذج مصغر للكرة الأرضية و السيارات الأخري يراه جعفر الصادق عليه السلام، و مع أنه كان آنذاك في الحادية عشرة من عمره، فقد انتبه بذكائه المفرط الي الخطأ الكبير الذي وقع فيه بطليموس.

و في هذا قال: اذا كانت الشمس تدور حول الأرض و تنتقل من برج الي آخر في ثلاثين يوما لتتم دورتها مرة كل سنة.. فما هو السر اذن في غياب الشمس كل ليلة لتظهر في صباح اليوم الثاني؟ و اذا كانت الشمس تستقر في كل برج شهرا واحدا، فلا بد اذن أن نراها بصورة مستمرة فلا تغيب عنا كل مساء!

و كان نقد جعفر الصادق عليه السلام نقدا علميا دقيقا، فقام بتخطئة بطليموس في رأيه القائل بوجود حركتين للشمس، حركة في البروج الاثني عشر حول الأرض مرة كل سنة، و حركة حول الأرض مرة في كل يوم و ليلة، و من هنا تري الشمس - حسب رأي بطليموس - تغيب عنا كل ليلة في المغرب لتظهر صباحا من المشرق، و هي حركة يومية نسبها الي الشمس.

و رأي الصادق عليه السلام أن هناك استحالة في التقاء هاتين الحركتين في آن واحد، لأن الشمس اذ تسير في منطقة البروج لا يسعها أن تترك هذا المسار لتدور حول الأرض مرة كل يوم.

و في ذلك الوقت كان قد مر علي وفاة بطليموس 560 سنة، و لم يكن أحد قد تنبه في هذه الفترة الطويلة الي هذا المشكل، و لا كان أحد ليجرؤ علي انتقاد رأي بطليموس أو تخطئته.



[ صفحه 264]



و لم يكن رأي بطليموس رأيا يمتنع علي النقد أو المناقشة، كما كان شأن الآراء الفلسفية و الدينية اذ ذاك، و لكننا نعتقد أنه كان هناك سببان أساسيان وراء انتشار هذا الرأي و ذيوعه دون نقد أو اعتراض:

الأول: ما كان يتمتع به الأستاذ في القديم من منزلة عليا و احترام كبير، مما كان يورث التلاميذ اعتقادا بأن الأستاذ علي حق دائما في كل ما يذهب اليه و يقول به من آراء.

و السبب الثاني: هو قلة حفاوة الطلبة بالمسائل العلمية المعقدة التي تحتاج الي امعان الفكر، و اجراء التجارب العلمية.

و من الغريب أن جامعات الغرب لم تطرح بدورها رأي بطليموس علي بساط البحث و النقد، شأنها شأن الجامعات و المدارس العلمية في الشرق. و كان جعفر الصادق أول من التفت الي الخطأ و الفساد في هذه النظرية و هو في سن مبكرة» [16] .

و كان ادراك الامام لاستحالة اجتماع حركتي الشمس كما تصورها بطليموس قد سبقت عصره بعدة قرون، اذ لم يستطع المناخ العقلي - آنذاك - ادراك أهمية ما اكتشفه الامام في منظور علمي، و ذلك لقصور الرؤية لدي الجيل الذي عاصر الحسيات فحسب، فهو لا يولي لغيرها اهتماما، اذ يتعذر فهمها موضوعيا.

و ظاهرة أخري في علم الامام الصادق عليه السلام، أنه علم تسلسلي عن آبائه عن جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الله تعالي، فهو ليس من قبيل التعليم الجامعي في شي ء، و ليس هو من علم الأساتيذ و المشايخ في المدارسة و البحث الأكاديمي، بل هو ذلك العلم المتصل بالمصدر التشريعي مباشرة، يقول الامام الصادق:

«حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث الحسين، و حديث الحسين حديث الحسن، و حديث الحسن حديث أميرالمؤمنين،



[ صفحه 265]



و حديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قول الله عزوجل [17] .

و الامام الصادق يحاجج في هذا الملحظ، و يبرزه علي المستوي الحواري. فعن سلام بن سعيد المخزومي، قال: بينما أنا جالس عند أبي عبدالله عليه السلام، اذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة، و ابن شريح فقيه أهل مكة، و عند أبي عبدالله عليه السلام ميمون القداح مولي أبي جعفر عليه السلام.

فسأله عباد بن كثير، فقال: يا أباعبدالله في كم ثوب كفن رسول الله؟

فقال الامام: في ثلاثة أثواب؛ ثوبين صحاريين، و ثوب حبرة، و كان في البرد قلة، فكأنما ازور عباد بن كثير من ذلك.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: ان نخلة مريم عليهماالسلام انما كانت عجوة، و نزلت من السماء، فما نبت من أصلها كان عجوة، و ما كان من لقاط فهو لون.

فلما خرجوا من عنده، قال عباد بن كثير لابن شريح: و الله ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبوعبدالله عليه السلام، فقال ابن شريح: هذا الغلام يخبرك فانه منهم، يعني ميمونا، فسأله، فقال ميمون: أما تعلم ما قال لك؟ قال: لا والله، قال: انه ضرب لك مثل نفسه، فأخبرك أنه ولد من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عندهم، فما جاء من عندهم فهو صواب، و ما جاء من عند غيرهم فهو لقاط [18] .

و ربما اعترض من لا حريجة له في الدين، و لا اثارة من علم، فينبري له الامام الصادق صادعا بالحقية. فقد سأله رجل عن مسألة فأجابه عنها، فقال الرجل: أرأيت ان كان كذا أو كذا ما يكون القول فيها؟ فقال عليه السلام: «مه، ما أجبتك فيه



[ صفحه 266]



عن شي ء، فهو عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لسنا من رأيت في شي ء!!» [19] .

و ظاهرة أخري تحكي عن المستقبل، و تمثل الغيب المجهول - بحثناها من وجه فيما سبق - و نبحثها هنا من وجه آخر، هذه الظاهرة ليست من قبيل التنبؤ الذي يخطي ء و يصيب، و هي ليست من (البار اسايكولوجي) في شي ء، لأن (البار اسايكولوجي) يكون تنبؤة في الأحداث مبنيا علي الظن الراجح الذي قد يتحقق و قد لا يتحقق؛ بينما تشكل هذه الظاهرة عند الأئمة بعامة، و منهم الامام الصادق عليه السلام حدثا كائنا لا محالة، و شواهدها كثيرة.

كان الامام اذا رأي محمد بن عبدالله بن الحسن (النفس الزكية) تغرغرت عيناه، ثم يقول: «بنفسي هو، ان الناس ليقولون فيه، و انه لمقتول، ليس هو في كتاب علي من خلفاه هذه الأمة» [20] .

و كان الامام ينصح عبدالله المحض بشأن ولديه، و يطلب أن يأمرهما بالكف عن شأن الخلافة قائلا:

«ايها و الله؛ ما هي اليك و لا الي ابنيك، و لكنها لهم - بني العباس - و ان ابنيك لمقتولان» قال الامام هذا و نهض في مؤتمر الأبواء، و توكأ علي يد عبد العزيز بن عمران الزهري، و قال: أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ - يعني أباجعفر المنصور - فقال له: نعم، فقال: انا و الله نجده يقتله. فقال له عبد العزيز: أيقتل محمدا؟ - مستغربا الحدث لأن المنصور بايع محمدا بالخلافة - فقال الامام عليه السلام: نعم. قال: فقلت في نفسي: حسده و رب الكعبة. قال: ثم و الله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما» [21] .

و هناك ما هو أعجب و أغرب من هذا، و قد تحقق بالفعل في شواهد كثيرة



[ صفحه 267]



منتشرة في الكافي و المناقب و كشف الغمة و بحارالأنوار، فقد عقد كل منهم فصلا متلئبا يحتوي شتي الاخبارات الهائلة، و هي لا تقف عند حدود، قد يقرأ فيها الامام نفس الانسان و يخبره بما يريد أن يقول، و قد يضمر السائل سؤالا فيبدأ الامام بالاجابة عليه، و قد يتحدث عن الآجال و الأعمار و ساعة الموت، و قد يتكلم عن نوايا الغلاة و أصحاب النحل، فيرد هذا و يخطي ء ذاك، و قد يخبر القادم عليه بما جاء به، و قد ينعي نفسه لثقات أصحابه، و قد يخبر بالحق الشرعي الذي أرسله مغيبون عنه رقما و أسماء و علامات، و قد يهدد بالدعاء أحدهم فيتحداه، فيستجيب الله دعاءه و يهلك ذلك المتحدي.. و قد.. و قد.. الخ.

و اني لأستطرف نموذجا من هذا الباب، و كله طرائف و نماذج، قال هشام بن الحكم: كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الامام الصادق في حجة كل سنة، فينزله أبوعبدالله عليه السلام في دار من دوره في المدينة، و طال حجه و نزوله، فأعطي أباعبدالله عشرة آلاف درهم ليشتري له دارا، و خرج الي الحج، فلما انصرف قال للامام: جعلت فداك، اشتريت لي الدار؟

قال: نعم، و أتي بصك فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشتري جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي له دارا في الفردوس، حدها الأول رسول الله، و الحد الثاني أميرالمؤمنين، و الحد الثالث الحسن بن علي، و الحد الرابع الحسين بن علي.

فلما قرأ الرجل ذلك، قال: قد رضيت جعلني الله فداك.

قال: فقال أبوعبدالله: اني أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن و الحسين، و أرجو أن يتقبل الله ذلك، و يثيبك به الجنة.

قال: فانصرف الرجل الي منزله، و كان الصك معه، ثم اعتل علة الموت، فلما حضرته الوفاة، جمع أهله، و حلفهم أن يجعلوا الصك معه، ففعلوا ذلك،



[ صفحه 268]



فلما أصبحوا غدوا الي قبره، فوجدوا الصك علي ظهر القبر مكتوبا عليه: «و في لي و الله جعفر بن محمد بما وعدني» [22] .

بماذا اذن نعلل هذه الظاهرة، الي جنب الظواهر الأخري في علم الامام و كيف نفسر حوادثها؟ و نظائرها كثيرة و أمثالها متواترة، و هي ليست حدثا واحدا حتي نعلله بالصدفة، أو الحدس، أو الذكاء المفرط، أو الفراسة.

ان لهذا العلم مصدرا ليس مما نكتسب و نتعلم و نستفيد، انه العلم اللدني الذي أودعه الله الصفوة المختارة من عباده الصديقين.

قال المفضل بن عمر: كنا جماعة علي باب أبي عبدالله عليه السلام، فتكلمنا بالربوبية، فخرج الينا أبوعبدالله بلا حذاء و لا رداء، و هو ينتفض و يقول:

لا يا خالد، لا يا مفضل، لا يا سليمان، لا يا نجم، بل عبيد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون.

فقلت: لا و الله، لا قلت فيك بعد اليوم الا ما قلت في نفسك» [23] .

و حينما كثر اللمح الغيبي في أحاديث الامام، عزا الامام علمه بذلك الي القرآن الكريم، ليسد نوافذ الادعاء اللامعقول بوجوه المتطرفين.

فعن عبد الأعلي و عبيد بن بشير قالا: قال أبوعبدالله ابتداء منه:

«و الله اني لأعلم ما في السموات و الأرض، و ما في الجنة و ما في النار، و ما كان و ما يكون الي أن تقوم الساعة، ثم سكت، ثم قال: أعلمه من كتاب الله، أنظر اليه هكذا و بسط كفه، و قال ان الله يقول: فيه تبيان كل شي ء» [24] .

و لا يشك أحد من المسلمين أن الامام هو الوريث الشرعي لعلم الكتاب.



[ صفحه 269]



قال عليه السلام: «ان الله بعث محمدا نبيا فلا نبي بعده، أنزل عليه الكتاب فختم به الكتب، فلا كتاب بعده، أحل فيه حلاله و حرم حرامه، فحلاله حلال الي يوم القيامة، و حرامه حرام الي يوم القيامة، فيه نبأ ما قبلكم، و خبر ما بعدكم، و فصل ما بينكم، ثم أومي ء بيده الي صدره، و قال: نحن نعلمه» [25] .

و كما أحاط الامام بعلم الكتاب، فقد أضاف اليه علم آبائه عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فكان يروي عن أميرالمؤمنين عليه السلام، و الامام الحسن، و الامام الحسين، و الامام زين العابدين، و الامام محمد الباقر عليهم السلام أجمعين و رواية هولاء، متصلة برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ناهيك في هذه السلسلة الذهبية في الاسناد، و هذه الأسماء المشرقة في حياة الاسلام.

يقول ابن شبرمة: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليه السلام، الا كاد أن يتصدع له قلبي، قال: «حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم»، و أقسم بالله ما كذب أبوه علي جده، و لا جده علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [26] .

و يضاف الي هذا ما أفاض به الامام من حكم الأنبياء و وصاياهم و آدابهم و مواعظهم و نصائحهم، فأمد المسلمين بما غبر عنهم، و أحيا ما تقادمت به الأجيال عليهم في أنماط شتي من القيم و المثل العليا.

و مهما يكن من أمر، فظواهر علم الامام الصادق في كنوزه الثمينة، لا يستوعبه هذا العرض الاجمالي، لأنها كالبحر الذي لا تدرك سواحله، و لكنه غيض من فيض.



[ صفحه 270]




پاورقي

[1] الشيخ المفيد: الاختصاص 309.

[2] محمد بن الحسن الصفار: بصائر الدرجات 325.

[3] الكليني: أصول الكافي 1 / 258.

[4] محمد بن الحسن الصفار: بصائر الدرجات 316.

[5] محمد بن الحسن الصفار: بصائر الدرجات 22.

[6] المصدر نفسه: 21.

[7] الشيخ المفيد: الاختصاص 252.

[8] الصدوق: معاني الأخبار 3 / 2.

[9] الشيخ المفيد: الاختصاص 282.

[10] جماعة كبار المستشرقين: الامام الاصادق كما عرفه علماء الغرب 179.

[11] محمد بن الحسن الصفار: بصائر الدرجات 319.

[12] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام الصادق 1 / 62 و انظر مصدره.

[13] سورة الجن: 27 - 26.

[14] ظ: الطباطبائي: تفسير الميزان 20 / 53 بتصرف.

[15] سورة السجدة: 24.

[16] جماعة كبار المستشرقين: الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب 93 و ما بعدها.

[17] الكليني: أصول الكافي 1 / 53.

[18] ظ: الكليني: الكافي 1 / 400، المجلسي: البحار 47 / 368، القمي: الكني و الألقاب 3 / 50.

[19] الكليني: أصول الكافي 1 / 58.

[20] الأربلي: كشف الغمة 2 / 387.

[21] الأربلي: كشف الغمة 2 / 386.

[22] ظ: ابن شهر آشوب، المناقب 3 / 359، الأربلي: كشف الغمة 2 / 418.

[23] الأربلي: كشف الغمة 2 / 413.

[24] المصدر نفسه: 2 / 414.

[25] المصدر نفسه و الصفحة.

[26] الكليني: أصول الكافي 1 / 43.


التوجيه


هنالك ارتباط عضوي بين الموجه، و الموجه، و الموجه اليه، ليكون التوجيه قيمة حاصلة من هذا التفاعل الاحتكاكي، الارتباطي، المعين، بمعني أن التوجيه هو الحاصل من احتكاك مقصود بين الموجه و الموجه اليه، ينتج منه استيعاب مكثف بوضوح أجلي، و بتحقيق أجدي.

أنا بدوري، ما أخذت بتوجيه فاعل و باهر، كالتوجيه العظيم الذي أسبغه الامام زين العابدين علي حفيده جعفر الصادق، ان العظمة فيه أنه حياكة فنية، علي نول رشيق، بمكوك أنيق، و خيط متين الغزل و صادق التنسيق... و لقد رأينا ذلك كله يحصل في سياق هذا الكتاب، يقوم به الامام ابن الحسين الشهيد، و هو يتعهد حفيده جعفر - من عمر يوم الي ما يزيد عن عشر سنين - بتربية واسعة الحاطة، و بالغة التدريب، فيها ألوان و أنواع كثيفة من الأخلاق، و المعارف، و التاريخ، و الاجتماع، و الفلسفات، و السياسات، و الأبعاد الفكرية و الروحية... و فيها: بشكل تخصصي، و موضح، كل ما يتعلق بالرسالة، و النبوة، و أهل البيت، في ارتباط وثيق بالأمة التي هي: شأن، و ملاذ، و قضية.

بهذه التربية الواسعة اكتمل التوجيه الشامل لجعفر الصادق! و لكنه التوجيه النازل في النفس منزلة الصياغات الحافرة في التماثيل أشواقا أخري، لا تحلم بمثلها الا عبقرية الازميل... و الحقيقة أن هذا الجعفر قد لبي الاشتياق الحافر و المحفور في قالبه المنور، و انبثق استيعابا ملما بكل



[ صفحه 118]



حقل من الحقول الوسيعة التي تحتاجها الأمة في مسيرتها الحياتية الجامعة و الصاعدة بها الي أي تحقيق يبتسم به الغد الصادق بالعزم الانساني الخير.

و حاجات المجتمع - و ما أكثرها - هي المعينة في منهج التوجيه، و قد نزلها الموجه في حفيظة الموجه، لا لأن يلم بها كلها درسا و احاطة، بل لأن يرهبها هما و اناطة، فهي الكثيرة و الوسيعة في منافع الأمة، و هي التي لا تنتهي، و لن ينهض بها الا مئات و مئات من أصحاب الاختصاص، و لن يستوعبها - كلها - في تناميها، و في مداها الكبير و المتوسع، الا المجتمع المتفاعل بها في مدي مجالاته الزمينة، فيستوعبها بلا احصاء، و يرقم حاجته الي كل فرع منها، فيوليه تدرجا في الأولية، ثم احتياطا و اهتماما، لينسكب فيه انبثاقا و انسجاما... لأن الأمة - في الواقع الراهن - هي اندفاق من ميولها النابتة من حاجاتها البيئية المادية و الروحية، و لا تنمو الا بها مرزومة: حقا، و صدقا، و تصنيفا، و من ثم تحقيقا و طيب رجاء.

تلك هي الحاجات الجتماعية في تنوعات شمولها، ما انفك الامام زين العابدين يلملمها، و يوسع بها التوجيه المخصص بحفيده جعفر، حتي اذا استوثق من افراغ حمولته في ميناء متين، ترك الشاطي ء الي السفينة الأخري، حيث لها العباب بلا شطآن!

و باكرا جدا أدرك جعفر - من لجاجة أشواق جده الي اقتناص العلوم و جعلها في تناول الأمة - كم هي الأمة في مجاعة و تضور الي كل مادة علمية يغيب عنها اسمها و حقيقة فعلها، و ها هو أبوه الامام الباقر يفجر العلوم التي لا يعرف أحد، لا كيف يقرأها، و لا كيف يفسرها... و هكذا تكشفت له الأسباب الحزينة التي تكبل الأمة عن أي تحقيق تتلمس فيه أية سوية!!! و هكذا توضح أمام بصيرته: أن الجهل المعشش في العيون، و في المهج، انما هو كل البلاء، و كل شناعات البلاء!!! و هو - بالذات - هذا العقيم الأجرب، أنزل حزنا في رجاء الرسول و هو يبايع عليا، حتي فتاه



[ صفحه 119]



علي يبايع!!! و هو - بالذات - سلم ابن ملجم شفرة سوداء، نحر بها ابن أبي طالب، و حتي الآن ما زال ابن ملجم خلق الباب و ما تاب!!! و لماذا لا يزال هو - بالذات - يخرش سجية ابن الخطاب، و يمتص الوعي من خلية أبي بكر، و يزرع السوء في مهجة ابن عفان، و الدهاء في سريرة الصولجان الموشي بابن سفيان!!! و لماذا لا يكون هو - بالذات ملفوفا بعباءة يزيد ينشرها فوق مخيم في كربلاء التي هي عاشوراء جده الحسين!!!

ألا بئس الجهل - تتابع جعفر في التأمل - لا يفتك - فقط - بنخبة من أولياء لا يعرف كم هم أولياء بل انه المتجني علي مجتمع برمته، و يمعنه عن حقيقة الاطلاب؛ حتي انه ينسيه أنه انسان، و من أطيب الأنسال؟ و أن عليه أنه يحقق وجوده الكريم و العاقل في ظل من ظلال المعرفة التي هي ضوق العلم في تمرس العقل المفتش عن حقيقة ذاته في دنيا الكرامات و معالم الوجدان... و اذ ما يعطل الجهل هذه الانفتاحات الشهية في مجتمع الانسان، فيا ويل هذا المجتمع - بالذات - من انهيارات لا ينجيه منها الا العلم الذي يحمله له في صوانيهم أولئك الأولياء!

و العلم هو حقيقة المعرفة، و حقيقة الانتاج، و حقيقة الحضارات... و الجهل هو الفجيعة النابة من الغياب الأصيل، و هو الفارغ الا من البؤس، و ثقل الفجيعة النابتة من الغياب الأصيل، و هو الفارغ الا من البؤس، و ثقل الانخسافات، و يا ويل أمة لا يكون العلم من معالمها البينات!!!

و لم ير جعفر أن رشق الجهل بعوراته و سيئاته هو اللازم و المفيد، لا بل ان الأكثر لزوما و الأشد افادة هو في المبادارات السريعة الي لملمة العلم من كل حواشيه الغائبة عن لحاظ الأمة، و تفتيقها من مخابئها المكنونة فيها، و رويدا رويدا تنجلي أمام مدارك الأمة مجالات العلم في غزو المفاهيم، و تقويم المقاصد، و عندئذ فالجهل الي اندحار لا شك في استمراره مكنوسا من الساحات.



[ صفحه 120]



و راح الفتي المأخوذ بتوجيهات جده العظيم، الي أبيه الامام الباقر - في عملية باهرة من عمليات الالتحام - يساعده في تفتيق العناوين العلمية و استنطاقها ما أمكن - عن مداخلها و مخارجها، و عما يتخبا في مدارجها، حتي اذا ما أسلست لهما - تحت لجاجة الاستقطاب - بعض المغالق، سدداها بما يطابقها من الاستنباط، و اعتبراه ناتجا علميا مرصودا...

- 2 -

بعد نيف و عشر سنين، ترك الامام الباقر مؤسسته الجامعية في عهدة ابنه جعفر البالغ اثنتين و عشرين من العمر المكدور بالجهد الفريد، و التحق بأبيه الامام زين العابدين، ليخبره أن الأمة - من بعده - انما هي ماشية علي الخطوات المرسومة، هذا اذا صفا لها جو يهددها بكثير من العكر، مع أفول نجم بني أمية، و بروز نجم آخر، يتظلل به بنو العباس تحت عباءة من ليل يرتديها السفاح، و يتلطي - ضمن خيوطها - المنصور الدوانيقي الذي لم تتلقح بأدهي منه أرحام النساء!!!

و جعفر؟ - و هو الآن في التزام امامي معين - يتمثل أباه شاخصا في حضرة جده الامام زين العابدين، يفضي اليه بأخبار الأمة التي يتلاعب بمدها - بالتناوب - بنو سفيان، و بنو مروان، و ها هم الآن بنو العباس يتناولون جزرها ليغرقوه في مدود لهم، يتخبأون فيها، كما تتخبأ المناجذ في أوجارها المعتمات! و لكن الجد الغارق في كشوفاته العليمة، ما ترك الأمة مجردة من سماء، الا بعد أن جهز لها من يفتح عينها تحت أضواء السماء، و ها هو الامام جعفر يتلمس ذاته، و هو يشعر أنه الوصلة المثلثة في الامامة الزينية، و ليس عليه الا أن يتمم التعهدات المرتبطة بتركيز الأمة علي سلالم تدرجها العلمي الموصلها الي كل تحقيق واع و مرهف، من دون أن يؤخذ - و لا بشكل من الأشكال - بالفورات السياسية التي راح يتداعب بها زعماء هذا العصر، و لابد لنا الا أن نسميه بعصرالصادق.



[ صفحه 121]




نظريته في أن الكذب يورث النسيان


قال عليه السلام: «ان مما أعان الله علي الكذابين النسيان» [1] .

هناك قانون كلي في الكون، و هو أن الحوادث مرتبطة بعضها ببعض، و هذا نظام عام في جميع الأشياء، اذ أن لكل حادثة من الحوادث الخارجية لوازم و توابع متصلة بعضها ببعض كسلسلة مترابطة، فاذا كذب شخص في بعض الحوادث، فان لوازم و توابع هذه الحادثة يحدث فيها خلل أيضا.

و ليس من وسع الانسان اذا ستر شيئا من الحقائق الكونية، أن يستر جميع ما يتعلق بهذه الحقيقة، فاذا ألقي سترا علي واحدة ظهرت الأخري و هكذا... لأن الكذب يجعل خلايا الدماغ ترتبك و تتبعثر، و تسير خلاف سيرها الطبيعي، فلذا يحصل خلل في الذاكرة فيورث ذلك النسيان.

فلذا من شرط تقوية الذاكرة و عدم النسيان، التقوي، ليبقي الدماغ سليما، لا يعتريه أي خلل [2] .

و من هنا قيل لا حافظة لكذوب.

و قد أشار الامام الصادق عليه السلام الي هذه النظرية قائلا: ان الله ابتلي الكذوب بالنسيان، فمهما هرب بكذبة و لفق الحيل، لا بد أن يزلق و لو مرة فيكشف علي حقيقته.

و من هنا قال الله عزوجل «ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار» [3] «ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب [4] .



[ صفحه 82]



الي غير ذلك من النظريات الطبية التي قالها عليه السلام و لم يزل العلم الحديث يكشف عن أسرارها يوما بعد يوم.

و يكفي لمن أراد الاستطالة الرجوع الي كتاب توحيد المفضل مع رسالة الأهليلجة، التي كتبها للطبيب الهندي، مع كتاب طب الامام الصادق عليه السلام الذي بين فيه خواص كثير من البقول و الفواكه و فائدتها و أهميتها [5] .


پاورقي

[1] الامام الصادق للمظفر ج 2 / 89 الكافي في باب الكذب.

[2] الطب محراب للايمان ج 1 / 185 الميزان في تفسير القرآن ج 11 / 103.

[3] 3 / الزمر.

[4] 28 / المؤمن.

[5] ما ورد من روايات عن الامام الصادق في الطب يحتاج الي مجلدات فليراجع الامام الصادق للمظفر ج 1 / 153... وسائل الشيعة كتاب الأطعمة و الأشربة - طب الأئمة - طب الامام الصادق - فروع الكافي ج 6 - جواهر الكلام ج 36 - مكارم الأخلاق.


تلامذته و الراوون عنه


ينظر: صفة الصفوة: 2 / 174، تهذيب الكمال: 5 / 75، السير: 6 / 256.

1- أيوب بن أبي تميمة، كيسان السختياني: هو أبوبكر البصري، تابعي ثبت حجة، من كبار الفقهاء (66 ه - 131 ه) [1] .

2- الحسن بن صالح بن حي: هو أبوعبدالله، الكوفي الهمداني، من فقهاء الزيدية المجتهدين، و هو من أقران سفيان الثوري، و من رجال الحديث الثقات. (100 ه - 169 ه) [2] .

3- سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: هو أبوعبدالله الكوفي، امام



[ صفحه 46]



من أئمة المسلمين و علم من أعلام الدين، و أميرالمؤمنين في الحديث، و أجمع أهل العلم علي امامته و تقدمه في الفضائل علي أهل عصره (97 ه - 161 ه) [3] .

4- سفيان بن عيينة بن عمران: ميمون الهلالي: هو أبومحمد الكوفي: الامام الحجة الفقيه، محدث الحرم المكي (170 ه - 198 ه) [4] .

5- عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج: هو أبوالوليد، فقيه الحرم المكي، و امام أهل الحجاز في عصره، من أتباع التابعين ثقة فاضل عابد (80 ه - 150 ه) [5] .

6- مالك بن انس: هو أبوعبدالله، الأصبحي، الحميري، امام دار الهجرة، و رأس المتقنين، و كبير المتثبتين، و أحد الأئمة الأربعة المجتهدين (93 ه - 179 ه) [6] .

7- محمد بن اسحاق بن يسار: أبوبكر المدني، نزيل العراق، امام أهل المغازي و السير (توفي ببغداد سنة: 151) [7] .

8- مسلم بن خالد بن سعيد القرشي المخزومي: المعروف بالزنجي: هو أبوخالد المكي، من كبار فقهاء الحجاز، و مفتي أهل مكة بعد ابن جريج، و ثقه ابن حبان، و عليه تفقه الشافعي قبل مالك (ت 179 ه) [8] .



[ صفحه 47]



9- النعمان بن ثابت: هو أبوحنيفة، الكوفي الامام الأعظم، سيد الفقهاء و امام مدرسة الرأي في عصره، المجتهد المحقق، و أحد الأئمة الأربعة، اتفق الفقهاء علي تقدمه في الفقه و العبادة و الورع، و قد وثقه أكبر الأئمة في الحديث كيحيي بن سعيد القطان، و يحيي بن معين و غيرهما.

قال ابن داود الخريبي: لا يقع في أبي حنيفة الا حاسد أو جاهل (80 ه - 150 ه) [9] .

10 - يحيي بن سعد بن قيس: هو أبوسعيد، الأنصاري، البخاري، امام من أئمة أهل المدينة في الحديث و الفقه، ثقة حجة ثبت كثير الحديث (ت 144 ه) [10] .

11- يحيي بن سعيد بن فروخ القطان: هو أبوسعيد التميمي، البصري، أحد كبار حفاظ الحديث، امام حجة ثقة ثبت، من أعلم الناس بالرجال، و أعرفهم بصواب الحديث و خطئه، و كان يفتي برأي أبي حنيفة. (120 ه- 198 ه) [11] .

12- أبان بن تغلب.

13- ابنه اسماعيل بن جعفر.

14- حاتم بن اسماعيل بن جعفر.

15- الحسن بن عياش، أخو أبي بكر بن عياش.



[ صفحه 48]



16- حفص بن غياث.

17- زهير بن محمد التميمي

18- زيد بن الحسن الأنماطي

19- سعد بن سفيان الأسلمي

20- سليمان بن بلال

21- شعبة بن الحجاج

22- أبوعاصم الضحاك بن مخلد النبيل

23- عبدالله بن ميمون القداح

24- عبدالعزيز بن عمران الزهري

25- عبدالعزيز بن محمد الدراوردي

26- عبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي

27- عثمان بن فرقد العطار

28- محمد بن ثابت البناني

29- محمد بن ميمون الزعفراني

30- معاوية بن عمار الدهني

31- ابنه موسي بن جعفر الكاظم

32- موسي بن عمير القرشي

33- وهيب بن خالد

34- يزيد بن عبدالله بن الهاد، و مات قبله

35- أبوجعفر الرازي


پاورقي

[1] تهذيب التهذيب: 1 / 398، طبقات الشيرازي: 72، طبقات السيوطي: 52، مرآة الجنان: 1 / 273.

[2] تهذيب التهذيب: 2 / 285، التقريب: 88، الأعلام: 2 / 208، طبقات السيوطي: 92.

[3] تهذيب التهذيب: 4 / 111، التقريب: 151، طبقات خليفة: 168، وفيات الأعيان: 2 / 386.

[4] تهذيب التهذيب: 4 / 117، التقريب: 151، الميزان: 2 / 170، مرآة الجنان: 1 / 459.

[5] تهذيب التهذيب: 6 / 405، تاريخ بغداد: 9 / 400، تذكرة الحفاظ: 1 / 169، الأعلام: 4 / 305.

[6] تهذيب التهذيب: 10 / 5، صفة الصفوة: 2 / 177، طبقات خليفة: 275، شذرات الذهب: 1 / 289.

[7] تهذيب التهذيب: 9 / 39، تاريخ بغداد: 1 / 214، تذكرة الحفاظ: 1 / 172، ميزان الاعتدال: 3 / 468.

[8] تهذيب التهذيب: 10 / 128، طبقات الشيرازي: 48، مرآة الجنان: 1 / 378، الأعلام: 8 / 118.

[9] تهذيب التهذيب: 10 / 449، طبقات الشيرازي: 67، طبقات الشعراني: 1 / 45، الأعلام: 9 / 4.

[10] تهذيب التهذيب: 11 / 221، طبقات خليفة: 270، شذرات الذهب: 1 / 212، طبقات السيوطي: 57.

[11] تهذيب التهذيب: 11 / 216، صفة الصفوة: 3 / 365، طبقات خليفة: 225، تاريخ بغداد: 14 / 135.


مقدمة


حرص علماء الشيعة الاسماعيلية علي التأويل لدعائم الاسلام بمفهومه العلمي الباطني الاسماعيلي الذي لايكتفي بالوقوف علي المعني الظاهر للدعائم ولكنه ينفذ الي المعاني الباطنية التي وقف دونها علماء الظاهر و عامة الناس. لان التاويل بنظرهم هو الرجوع الي الاصل لادراك معاني القرآن و استنباط جوهر الحقيقة و معناها الروحي الذي يوافق المنطق و العقل السليم، و متخذين منه بعض آي الذكر الحكيم دليلا علي وجوب التأويل كقوله تعالي: (و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث)، و قوله: (و كذلك مكنا ليوسف في الأرض و لنعلمه من تأويل الأحاديث)، و قوله: (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا)، و قوله: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغآء الفتنة و ابتغآء تأويله و ما يعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم).

و من استقراء الآيات القرآنية علي ضوء العقل نجد ان ثمة رموز و اشارات تدفع بالانسان العاقل ان يكفر و يتأمل و يرجع الي المعني الحقيقي للكتاب ليجد ان لكل آية منه ظاهر و باطن و قد اشار



[ صفحه 125]



اليهما سبحانه و تعالي بقوله (و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة)، و قوله عزوجل (و ذروا ظاهر الاثم و باطنه)، و قوله: (و لقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كل مثل)، و قوله: (و في الأرض ءايات للموقنين (20) و في أنفسكم أفلا تبصرون)، و قوله: (و تلك الأمثل نضربها للناس و ما يعقلهآ الا العالمون).

و انطلاقا من هذه الرموز و الاشارات جعل الاسماعيلية المحور الذي يرتكز عليه علم التأويل نظرية المثل و الممثول، او الظاهر و الباطن، فقالوا ان الله سبحانه و تعالي الذي لا مثل له اسس دينه علي مثال خلقه ليستدل بخلقه علي دينه و بدينه علي وحدانيته، و العالم بنظرهم بما فيه من روحاني و جسماني له امثال في عالم الدين في العبادتين العملية و العلمية و تفاعلهما. لذلك ذهبوا الي ان الموجودات قسمين: قسم ظاهر للعيان و هو الغلاف او القشر، و قسم باطن خفي و هو اللب او الجوهر. فالظاهر بعرفهم يدل علي الباطن كجسم الانسان الذي هو الظاهر، و النفس هي الباطن. و ان ما ظهر من امور الدين من العبادة العملية و ما جاء في ظاهر آيات القرآن هي معان يعرفها و ينطق و يجادل بها علماء اهل الظاهر، ولكن في العرفان الاسماعيلي، لكل فريضة من فرائض الدين تأويلا باطنيا لا يعلمه الا الائمة و كبار حججهم و ابوابهم و دعاتهم، لذلك جعلوا الائمة المرجع في تأويل الرموز، و كشف بواطن الاحكام بالارث العلمي عن النبي استنادا الي قول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: «انا مدينة العلم و علي بابها» اذن فالعلم يؤخذ من باب المدينة، أي من الامام علي بن ابي طالب عليه السلام



[ صفحه 126]



الوارث الروحاني المباشر للنبي و اساس الامامة الذي نراه يقول «كنت من رسول الله كالفصيل من امه احذو حذوه» [1] .

اذا فالتاويل - من وجهة نظر الشيعة الاسماعيلية - علم قائم بذاته و امانة كبري وقعت علي عاتق الامام حسب ما نصت عليه العقيدة الاسماعيلية و يدخل في نطاق التأويل الايمان، لان الاسلام لا يشمل الايمان، و لا يقوم بموجباته، بينما الايمان يشمل الاسلام و ما يتفرع منه، و المؤمن لا يفضل الباطن علي الظاهر و انما عليه ان يقر و يعمل بالظاهر ايضا، و هذا حسب ما جاء به الناطق الكريم صلي الله عليه و آله و سلم في كتابه، و فيه نص علي تعلم الباطن بعد اكمال تعلم الظاهر حسب تعاليم الامام المكلف بالسهر علي اقامة الاحكام وتنفيذ التأويل و مضمون آيات القرآن الكريم.

و هكذا... فان الاسلام مثل علي الظاهر، و الايمان مثل علي الباطن. فمن كان علي الاسلام و ادي ما عليه من واجبات يرقي الي الايمان الصحيح. اما اذا اقام و التزم بواحد و ترك الثاني فيعتبر عمله شركا و كفرانا، و لا يرقي الي درجة الايمان. و في هذا الاعتقاد يقول داعي دعاتهم في العصر الفاطمي المؤيد في الدين الشيرازي: «من عمل بالباطن و الظاهر معا فهو منا، و من عمل باحدهما دون الآخر، فالكلب خير منه و ليس منا» [2] ، لان الاسلام



[ صفحه 127]



هو الاقرار بالرسالة، بينما الايمان هو الاقرار بالمعرفة الحقة و اعطاء المعني الباطني لمضمون الآيات القرآنية.

و نورد بعض الاقوال علي سبيل المثال:

ان الصلاة هي خمس مرات في الليل و النهار، و لها مدلول او تأويل باطني فهي ممثول دعوة النطقاء الخمسة: «أولي العزم و هم: نوح، و ابراهيم، و موسي، و عيسي، و محمد، و لا يدخل في عدادهم «آدم» لانه لا يعتبر من أولي العزم حسب الآية الكريمة: (و لقد عهدنآ الي ءادم من قبل فنسي و لم نجد له عزما).

فصلاة الظهر مثل علي دعوة نوح، و العصر علي ابراهيم، و المغرب علي موسي، و العشاء علي عيسي، و الفجر علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و هذه بعض الامثلة في تأويل بعض الآيات القرآنية:

(أنزل من السمآء ماء)، ففي التأويل: الماء هو الوحي و العلم الصادر من الله للانبياء. و السماء هي شريعة الحق او مجلي الالوهية.

(فسالت أودية بقدرها)، تأويلها قلوب الرسل التي احتملت من الوحي قدر ما ينتفع به اهل دوره.

(فاحتمل السيل زبدا رابيا)، و تأويله: ما جاءت به الرسل من الاوامر و النواهي، و ما وقع فيه من التحريف الظاهر من الطغام و المعطلة...



[ صفحه 128]



(فأما الزبد فيذهب جفآء)، فهذه اقوال الطغام و المعطلة و اهل البدع و الزيغ و الزلل عندما تزول و تذهب جفاء امام تحقيق المحققين.

(و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، و هي اوامر النبوة الصحيحة عندما تحل في القلوب، و هي ارض الحكمة و المعرفة، و كل هذا يطابق ما جاء به الرسول الكريم محمد صلي الله عليه و آله و سلم بقوله:

«و ما نزلت علي آية الا ولها ظاهر و باطن»، و قد يفترون علي الله عندما ينكرون تأويلها لان العاقل لا يشك في اقوال الرسول الكريم، و في الصورة العقلية من العجائب اكثر مما في الطبيعيات، فلا يجوز ان ننسب الي الرسول الكريم محمد صلي الله عليه و آله و سلم ان ليس في شريعته، و في كتاب (الله) الا ما يتعلق في الطبيعة و الجسد فقط فهناك قوله تعالي (و ما ينطق عن الهوي).

اما المعرفة فهي من الله حجة و منة و نعمة، و الاقرار بمن يمن الله به علي من يشاء من عباده، و المعرفة ايضا من صنع الله في القلب، و الاقرار افعال القلب بمن من الله عليه و عصمه و رحمه [3] .

و جاء عن لسان الرسول صلي الله عليه و آله و سلم قوله:

«اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي لن تضلوا ما ان تمسكتم ابدا»، و قال: «انا مدينة العلم و علي بابها»،



[ صفحه 129]



و قال: «اني مخلف فيكم من يقاتلكم علي تأويل القرآن كما قاتلكم علي تنزيله». قالوا: و من هو يا رسول الله؟ قال «خاصف النعل». و جاء: «ان الدين الصحيح هو طاعة الرسول اولا، و الامام المفترض طاعته ثانيا، و هو المؤيد بالعلم، و الوصي علي الرسالة، و الوارث للكتاب المنصوص عليه من الله، و كم ارتكبت بعض الامم من الخطأ الفادح عندما اتبعت الرؤساء و وعاظ القصور و السلاطين، حيث ظنوا بهم العلم و المعرفة، و هم في الحقيقة ذئاب في ثياب الحملان الذين اذا استفتوا يفتون بغير علم فيضلون غيرهم بعد ضلالتهم و هؤلاء هم أئمة الجور و الطغيان الذين امتلأت قلوبهم فسادا و افسادا، و شتتوا الاسلام و المسلمين بفتاويهم المغرضة، حتي اصبح المسلمون شعوبا و قبائل يقطع بعضهم رقاب البعض الآخر، دون خوف و لا وجل من الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، و نثبت ما ورد في مقدمة تأويل الدعائم كمدخل لفلسفة الدعوة و العلوم الباطنية التي ازدهرت في زمن الفاطميين.


پاورقي

[1] من مقدمة كتاب الكشف المنسوب لجعفر بن منصور اليمن تحقيق و تقديم مصطفي غالب.

[2] نفس المرجع ص 10.

[3] مقدمة تأويل الدعائم - تحقيق عارف تامر - ص 11 و 12.


الحاكم النيسابوري


16. و عن الحاكم النيسابوري (م 405): «و أصح طريق يروي في الدنيا أسانيد أهل البيت عليهم السلام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده، عن



[ صفحه 18]



علي، اذا كان الراوي عن جعفر ثقة». [1] .


پاورقي

[1] تدريب الراوي 36؛ علي ما في احقاق الحق 238:12؛ موسوعة الامام الصادق 27:2.


شبه الالحاد


انما الحذر اليوم من سراية شبه الالحاد، و شكوك عبدة الدهر و أبناء الطبيعة الذين تسول لهم أنفسهم التخلص من قيود الدين بكل وسيلة، تلك القيود التي تجعل الانسان في صفوف الملائكة و الروحيين، و تخرجه عن الوحشية الكاسرة، و الشهوات الفاتكة، كما تجعله في أمان من اعتداء أحد علي أثمن ما يجده في هذه الحياة: النفس و العرض و المال، كما تجعل الناس في أمان منه علي نفائسهم تلك، و تلك الحرية التي ينشدونها، و التي خرجوا بها عن ربقة أهل العقول و العفاف الي أسراب الوحوش و أرباب الخلاعة و الدعارة هي التي خدعت بعض الشباب، و جعلته يقع في تلك الفخاخ، و تصيده هاتيك الشباك، و الشباب سريع الانجذاب الي الشهوات و نزع القيود المزعومة، من دون أن يرجع الي رشده و يحكم قبلا الانخذاع عقله.



[ صفحه 64]




وصيته للمعلي بن خنيس


قال للمعلي بن خنيس و قد أراد سفرا: يا معلي أعزز بالله يعززك، قال: بماذا يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله؟ قال عليه السلام: يا معلي خف الله تعالي يخف منك كل شي ء، يا معلي تحبب الي اخوانك بصلتهم، فان الله تعالي جعل العطاء محبة، و المنع مبغضة، فأنتم و الله ان تسألوني و أعطيكم أحب الي من ألا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، و مهما أجري الله عزوجل لكم من شي ء علي يدي فالمحمود هو الله تعالي و لا تبعدون من شكر ما أجري الله لكم علي يدي. [1] .


پاورقي

[1] مجالس الشيخ الطوسي، المجلس / 11.


موسي الكاظم


و هو الامام بعد أبيه الصادق عليه السلام علي رأي الامامية و عسي أن نوفق يوما لتأليف كتاب في حياته - ضمن « موسوعة المصطفي و العترة » - و منه تعالي نستمد المعونة و التوفيق .



[ صفحه 53]




مناظراته مع الديصاني


روي المفيد: أن أباشاكر الديصاني وقف ذات يوم في مجلس



[ صفحه 118]



أبي عبدالله عليه السلام فقال له: انك لأحد النجوم الزواهر، و كان آباؤك بدورا بواهر، و أمهاتك عقيلات عباهر، و عنصرك من أكرم العناصر، و اذا ذكر العلماء فعليك تثني الخناصر، خبرنا أيها الحبر الزاهر، ما الدليل علي حدوث العالم؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام: من أقرب الدليل علي ذلك ما اظهره لك، ثم دعا ببيضة فوضعها في راحته و قال: هذا حصن ملموم داخله عرقي رقيق يطيف به كالفضة السائلة و الذهبة المائعة، أتشك في ذلك؟ قال أبوشاكر: لا شك فيه، قال أبوعبدالله عليه السلام: ثم انه ينفلق عن صورة كالطاووس، أدخله شي ء غير ما عرفت؟ قال: لا. قال عليه السلام: فهذا دليل علي حدوث العالم. فقال أبوشاكر الديصاني: دللت يا أباعبدالله فأوضحت، و قلت فأحسنت، و ذكرت فأوجزت، و قد علمت أنا لا نقبل الا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو ذقناه بأفواهنا، أو شممناه بأنوفنا، أو لمسناه ببشرتنا، فقال عليه السلام: ذكرت الحواس الخمس و هي لا تنفع في الاستنباط الا بدليل كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح، يريد بذلك عليه السلام أن الحواس الخمس بغير عقل لا توصل الي معرفة الغائبات و أن الذي أراه من حدوث الصور معقول، بني العلم به علي محسوس.

و من مناظراته في التوحيد مع الزنادقة، ما ورد في حوار طويل مع أحد الزنادقه يشتمل علي متنوعات كثيرة من الأسئلة التعجيزية، فقد سأله زنديق: كيف يعبدالله الخلق و لم يروه؟

قال الامام: رأته القلوب بنور الايمان، و أثبتته العقول بيقظتها اثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب، و احكام التأليف، ثم الرسل و آياتها، و الكتب و محكماتها، و اقتصرت العلماء ما رأت من عظمته دون رؤيته.

قال الزنديق: أليس هو القادر أن يظهر حتي يروه فيعرفونه فيعبد علي



[ صفحه 119]



يقين؟

قال الامام: ليس للمحال جواب.

يقول العلامة المظفر في كتابة الامام الصادق عليه السلام، الصفحة 191:

انما الرؤية تثبت للأجسام، و اذا لم يكن تعالي جسما استحالت رؤيته، و المحال غير مقدور، لا من جهة النقص في القدرة بل النقص في المقدور.

و سأله الزنديق: من أي شي ء خلق الأشياء؟

قال الامام: لا من شي ء.

قال الزنديق: كيف يجي ء من لا شي ء شي ء؟

قال الامام: ان الأشياء لا تخلو اما أن تكون خلقت من شي ء أو من غير شي ء، فان كانت خلقت من شي ء كان معه، فان ذلك الشي ء قديم، و القدم يكون حديثا، و لا يتغير... الي آخر المناظرة في الكافي.

و الذي أراد الامام اثباته من خلال عملية الحصر في هذه الموجودات التي نشاهدها لابد و أن تكون مسبوقة بالعدم.

و بعد أن جري الحوار في منوعات من القضايا و المواضيع الي أن قال الزنديق: فأخبرني عن الله، أله شريك في ملكه، أو مضاد في تدبيره؟

قال الامام: لا.

قال الزنديق: فما هذا الفساد في العالم؟ من سباع ضارية و هوام مخوفة و خلق كثير مشوهة و دود و بعوض و حيات، و زعمت أنه لا يخلق شيئا الا لعلة لأنه لا يعبث؟

قال الامام: ألست تزعم أن العقارب تنفع من وجع المثانة و الحصاة و من يبول علي الفراش، و أن أفضل الترياق ما عولج من لحوم الأفاعي، فان



[ صفحه 120]



لحومها اذا أكلها المجذوم بشب نفعه، و تزعم أن الدود الأحمر الذي يصاب تحت الأرض نافع للآكلة؟

قال الزنديق: نعم.

قال الامام: فأما البعوض و البق فبعض سببه أنه جعله بعض أرزاق الطير، و أهان به جبارا تمرد علي الله و تجبر و أنكر ربوبيته، فسلط الله عليه أضعف خلقه، ليريه قدرته و عظمته و هي البعوض، فدخل في منخره حتي وصلت الي دماغه فقتلته، و اعلم أنا لو وقفنا علي كل شي ء خلقه الله تعالي لم خلقه؟ و لأي شي ء أنشأه؟ لكنا قد ساويناه في علمه، و علمنا كل ما يعلم، و استغنينا عنه و كنا و هو في العلم سواء.

و من جملة ما طرحه الزنديق من الأسئلة، قال: أخبرني أيها الحكيم، ما بال السماء لا ينزل منها الي الأرض أحد و لا يصعد اليها من الأرض بشر، و لا طريق اليها و لا مسلك، فلو نظر العباد في كل دهر مرة من يصعد اليها و ينزل لكان ذلك أثبت للربوبية، و أنفي للشك و أقوي لليقين، و أجدر أن يعلم العباد أن هناك مدبرا، اليه يصعد الصاعد و من عنده يهبط الهابط.

قال الامام: ان كل ما تري في الأرض من التدبير انما هو ينزل من السماء و منها يظهر، أما تري الشمس منها تطلع و هي نور النهار و فيها قوام الدنيا و لو حبست حار من عليها و هلك، و القمر منها يطلع و هو نور الليل، و به يعلم عدد السنين و الحساب و الشهور و الأيام، و لو حبس لحار من عليها و فسد التدبير، و في النجوم التي تهتدي بها في ظلمات البر و البحر، و من السماء ينزل الغيث الذي فيه حياة كل شي ء من الزرع و النبات و الأنعام و كل الخلق، لو حبس عنهم لما عاشورا، و الريح لو حبست اياه لفسدت الأشياء جميعا و تغيرت، ثم الغيم و الرعد



[ صفحه 121]



و البرق و الصواعق كل ذلك انما هو دليل علي أن هناك مدبرا يدبر كل شي ء و من عنده ينزل، و قد كلم الله موسي و ناجاه، و رفع عيسي بن مريم، و الملائكة تنزل من عنده، غير أنك لا تؤمن بها لم تره بعينك، و فيما تراه بعينك كفاية.

و الذي نلاحظه هنا، أن طرح الأسئلة من المناظر كان بدافع التعجيز و الجدل غير المنطقي، و هو نظير أسئله بني اسرائيل لموسي عليه السلام.

و يدخل ابن أبي العوجاء مرة علي الامام عليه السلام، و في كلماته سخرية و مكر، فيسأله: أليس تزعم أن الله خالق كل شي ء؟

فقال الامام: بلي.

قال ابن أبي العوجاء: أنا أخلق.

فقال الامام: كيف تخلق؟

قال: احدث في الموضع ثم ألبث عنه فيصير دوابا فكنت أنا الذي خلقتها.

و كان ابن أبي العوجاء أراد أن يثير الامام باسلوبه النابي البعيد عن لياقة التهذيب و آداب السؤال ليثير مشاعر الامام، و يستفزه من موقعه الجدي، و لكن الامام كان في اجابته متماسكا في جديته، بعيدا عن موجبات الانفعال و التأثير، شأنه شأن أصحاب الرسالات الذين لا يتطلعون الا الي الهدف، غير عابئين باللسعات الطائشة التي تعترضهم من أشواك الطريق، و قد فاجأ الامام، مناظره بسؤاله: أليس خال كل شي ء يعرف لم خلقه؟

قال ابن أبي العوجاء: بلي.

قال الامام: فتعرف الذكر من الانثي وتعرف عمرها؟ فسكت الذي كفر. و قد ذوي فيه زهو سخريته و مكره، بعد أن عرف ضياع نفسه في متاهات الجهل و العناد.



[ صفحه 122]



و لابن أبي العوجاء مع الامام مناظرات في التوحيد عديدة ذكرنا بعضها بصورا موجزة روما للاختصار.

و جري نظير ذلك للامام عليه السلام مع الجعدي بن درهم، فقد قيل: انه وضع في قارورة ماء و ترابا فاستحال دودا و هواما، فقال لأصحابه: أنا خلقت ذلك لأني سبب كونه. فبلغ قوله للامام فقال: ليقل كم هي؟ و كم الذكران منه و الاناث ان كان خلقه؟ و كم وزن كل واحدة منهن؟ و ليأمر الذي سعي الي هذا الوجه أن يرجع الي غيره. فبهت الذي كفر، فانقطع و هرب [1] .


پاورقي

[1] لسان الميزان: لابن حجر 105: 2.


ادعية قبل طلوع الشمس وغروبها


أ - كان الامام الصادق عليه السلام، يدعو قبل شروق الشمس وغروبها، بهذا الدعاء المبارك، وقد منحه تلميذه محمد بن مروان وهذا نصه:

«أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، واعوذ بالله أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، يحيي ويميت، وهو علي كل شئ قدير.».

وكان يقرأ هذا الدعاء عشر مرات، وقد حث علي قراءته، وقال: من نسيه فليقضه [1] .

ب - ومن أدعيته، قبل شروق الشمس وغروبها، هذا الدعاء، وأعتبره من السنن الاسلامية، وهذا نصه:

«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو علي كل شئ قدير..»

وكان يقرأ ذلك عشر مرات، ثم يقول:

«أعوذ بالله السميع العليم، من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم.»

وكان يقول: ذلك عشر مرات، وأوصي عليه السلام، بملازمة هذا الدعاء. وقال: من نسي ذلك فليقضه، كما تقضي الصلاة إذا نسيها [2] .



[ صفحه 46]




پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 533.

[2] اصول الكافي 2 / 533.


تعيين الخليفة أو الامام


################

پاورقي

[1] الحر العاملي، وسائل الشيعة (المكتبة الاسلامية طهران، الجزء الثاني عشر) ص 4.

[2] الكليني - الروضة من الكافي ج 8 ص 5.


ابان بن عمرو (الجدلي)


أبان بن عمرو، وقيل عمر بن أبي عبد الله الجدلي، وقيل الجذلي، الكوفي.

روي عنه شبابة بن سوار.

المراجع:

رجال الطوسي 151. تنقيح المقال 1: 8. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 170. جامع الرواة 1: 15. نقد الرجال 5. منهج المقال 18. مجمع الرجال 1: 28. أعيان الشيعة 2: 102. توضيح الاشتباه 6 وفيه أبان بن عمرو بن عبد الله. لسان الميزان 1: 25. الجرح والتعديل 1: 1: 300.


السري بن حيان الأزدي


السري بن حيان الأزدي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 215. تنقيح المقال 2: 10. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 40. نقد الرجال 147. جامع الرواة 1: 351. مجمع الرجال 3: 98. أعيان الشيعة 7: 217. منتهي المقال 143. منهج المقال 158.


المثني بن راشد


أبو الوليد المثني بن راشد الحناط، وقيل الخياط، الكوفي.

محدث إمامي، له كتاب. روي عنه الحسن بن محمد بن سماعة، ومحمد بن أبي عمير.

المراجع:

رجال الطوسي 312. تنقيح المقال 2: قسم الميم 52. معجم رجال الحديث 14: 181. رجال النجاشي 294. رجال ابن داود 158. معالم العلماء 123. جامع الرواة 2: 39. فهرست الطوسي 168. هداية المحدثين 137. مجمع الرجال 5: 93. خاتمة المستدرك 838. منتهي المقال 251. منهج المقال 272. جامع المقال 87.


خطابيه


و اما خطابيه: پيروان ابي الخطاب محمد بن ابي زينب اسدي اجدع مي باشند كه بعد از كشته شدن ابي الخطاب داخل فرقه اي شدند كه معتقد به امامت محمد بن اسماعيل بودند و آنها اهل غلو بودند و به فرقه هايي تقسيم گرديدند و قرامطه نيز از آنان هستند. [1] ابي الخطاب قبلا از اصحاب امام صادق عليه السلام بود و هنگامي كه آن حضرت دانست و او بر آن حضرت دروغ مي بندد او را طرد نمود و از او بيزاري جست و او را لعنت نمود. سپس ابي الخطاب براي خود ادعاي پيامبري و براي امام صادق عليه السلام ادعاي خدايي نمود و



[ صفحه 66]



گفت: من پيامبري هستم كه از ناحيه ي خداي خود جعفر بن محمد مبعوث شده ام. بعد از آن از ناحيه ي او و ياران او بدعت هايي ظاهر گرديد.

او اهل هواپرستي و خوشگذراني شد تا هنگامي كه خبر او و همراهان او در كوفه به عامل منصور - عيسي بن موسي - رسيد و آنها هفتاد نفر بودند كه در مسجد كوفه جمع شده بودند. پس عيسي بن موسي با آنان جنگ نمود و همه ي آنان را كشت جز يك نفر كه مجروح بود و جزء كشته ها شمرده شده بود و نجات يافت و ابي الخطاب دستگير شد و عيسي بن موسي او را در كنار فرات به قتل رساند و با عده اي از اصحاب و يارانش آنان را به دار آويخت و سپس دستور داد آنان را آتش زدند و سرهايشان را نزد منصور فرستاد و منصور سرهاي آنان را سه روز در دروازه ي بغداد به دار آويخت و سپس آتش زد. [2] .


پاورقي

[1] فرق الشيعه، صص 76 -67.

[2] فرق الشيعه، ص 69.


سفارشات امام صادق به جميل بن دراج


امام صادق عليه السلام به جميل بن دراج فرمود: بهترين شما شيعيان، كساني هستند كه اهل سخاوت و بخشش باشند و بدترين شما افراد بخيل مي باشند. و از اعمال شايسته اين است كه به برادران ديني خود احسان كني و در حوايج آنان تلاش نمايي چرا كه اين اعمال بيني شيطان را به خاك مي مالد و انسان را از آتش دوزخ نجات مي دهد و وارد بهشت مي كند.

اي جميل بن دراج، اين حديث را براي دوستان شايسته ي خود بيان كن. جميل به امام صادق عليه السلام مي گويد: فداي شما شوم دوستان شايسته ي من چه كساني هستند؟ امام عليه السلام فرمود: كساني كه در سختي ها و آساني ها به برادران خود احسان و اكرام مي نمايند. سپس فرمود اي جميل، مگر نمي داني كه اين عمل براي برادران شايسته آسان خواهد بود؛ [تو بنگر چگونه] خداوند افرادي را ستايش نموده كه از دنيا مال اندكي داشته اند و درباره ي آنان فرموده است: (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) [1] .


پاورقي

[1] خصال صدوق باب الثلاثة.