بازگشت

منفعت ابر و صافي هوا


در منفعت ابر و صافي هوا، فكر كن مفضل، كه هر دو براي انسان لازم است. اگر هميشه باران مي آمد سبزي ها متعفن، بدن حيوانات سست، و انواع بيماري ها در بين مردم پيدا مي شد، و راه عبور و مرور مسدود مي گرديد. و اگر هميشه هوا صاف بود و باران نمي باريد گياه ها مي سوخت، و آب چشمه ها و رودخانه ها خشك مي شد، و مردم بيمار مي گرديدند. ولي چون گاهي هوا ابر و گاهي صاف است همه چيز به صلاح و استقامت مي آيد.

در ريزش باران فكر كن كه چگونه خداوند آن را طوري قرار داده كه از بلندي بريزد تا همه پست و بلند زمين را فراگيرد و سيراب كند و در دامن كوه و روي تپه ها زراعت به عمل آيد و نمو كند. براي آن كه باران به اعماق زمين فرو رود و كاملا آن را سيراب كند، خداوند مقرر فرموده كه قطره قطره ببارد.اگر يك مرتبه مي ريخت، بر روي زمين جاري مي شد و به زمين فرو نمي رفت، و نيز زراعت ها و درختان را مي شكست. ولي چون قطره قطره



[ صفحه 366]



مي بارد، زمين را سيراب مي كند، زراعت را مي روياند و به گياهان ضرري نمي رساند.

و نيز باران، هوا را از كدورت پاك، و مرضهايي را كه از فساد هوا به هم مي رسد برطرف مي سازد، و آفاتي را كه در درخت ها پيدا مي شود مي شويد و مي برد. و اگر در بعضي از سال ها به واسطه زيادي باران در زراعت ها آفت پيدا مي شود، يا مرضهايي در ميان مردم انتشار مي يابد، براي آن است كه مردم از معاصي دست برداشته رو به صلاح آرند، چنان كه در كلام مجيد فرموده است: «و لنبونكم بشي ء من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس والثمرات» (بقره، 154 - ترس و گرسنگي و كم شدن مال را وسيله آزمايش شما قرار مي دهيم) و چون امر دين از همه امور مهمتر است مرض و آفت در جان مال انسان پيدا مي شود تا از بديها برگردد و ياد خدا كند.


الكيسانية


هم أتباع محمد بن الحنفية ابن الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) و هم أول فرقة شذت و انحرفت من الامامية.

و أما سبب تسميتم ب (الكيسانية) فقيل: انهم منسوبون الي كيسان غلام الامام أميرالمؤمنين (عليه السلام).

و قيل: ان كيسان اسم للمختار بن أبي عبيدة الثقفي، و ان أباه حمله و وضعه بين يدي أميرالمؤمنين (عليه السلام) فجعل الامام يمسح بيده علي رأسه و يقول: كيس كيس.

و هذه الفرقة كانت تعتقد بأن الامام بعد الامام الحسين (عليه السلام) هو أخوه محمد بن الحنفية، و أنه المهدي الذي يملأ الله الأرض به قسطا و عدلا، و أنه حي لا يموت، و قد غاب في جبل (رضوي) باليمن.

و بالرغم من عدم توفر شرائط الامامة و مؤهلاتها في محمد بن الحنفية فقد قفز علي منصة الظهور جماعة، و نسبوا اليه الامامة، و استدلوا علي امامته بأباطيل و أساطير و ترهات تضحك منها الثكلي.

و لا يعلم - بالضبط - سبب تكون هذا المذهب، و من هم الذين تبنوا هذا العمل، و بذلوا المساعي لنشر هذه الفكرة في المجتمع الشيعي يومذاك؟ و ما هي أهدافهم الشيطانية؟

فهل كان مبدأ هذه الفكرة هو محمد بن الحنفية؟

ام ان جماعة من الناس نسبوا اليه ذلك؟

و علي كل تقدير فقد اختمرت هذه الفكرة في بعض الأذهان، و اعتنق



[ صفحه 402]



جماعة هذا المذهب.

و بعد موت ابن الحنفية اعتقدوا بامامة ولده عبدالله و يكني أباهاشم، و عرفوا بالهاشمية.

و دس سليمان بن عبدالملك سما اليه فمات منه بالحميمة من ارض الشام [1] .

و الظاهر أن هذا المذهب انقرض و لم يبق من يعتنقه و يعتقد به.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين: ص 85.


شهادت امام صادق


چنانكه گذشت، دوران زندگاني امام صادق عليه السلام با حكومت ده نفر از مروانيان و دو تن از خلفاي عباسي به نام سفاح و منصور مقارن بوده است. منصور دوانيقي خليفه ي ستمگر و ظالم عباسي مأموراني گماشته بود كه همواره مراقب امام صادق عليه السلام بودند و آن حضرت را تحت نظر و كنترل شديد داشتند.

منصور بارها امام صادق عليه السلام را نزد خود مي آورد (كه چند مورد از نظرتان گذشت)، ولي هر بار كه تصميم به كشتن حضرت مي گرفت در انجام نيت شوم و پليد خويش موفق نمي شد. امام سرانجام نتوانست وجود امام را تحمل كند، چرا كه بخوبي آگاه بود شهرت و آوازه ي آن بزرگوار همه جا زبانزد خاص و عام شده است. از اين رو در ماه شوال سال 148 هجري ايشان را به وسيله ي انگور زهرآلود در سن شصت و پنج سالگي به شهادت رساند و بدن پاك و مطهرش را در كنار قبر پدر بزرگوارش و ديگر ائمه ي بقيع به خاك سپردند [1] .



[ صفحه 327]



وقتي پيكر پاك آن حضرت را روي تابوت گذاشته بودند و جهت دفن به طرف بقيع مي بردند، ابوهريره ي عجلي اين اشعار را سرود:

به آنان كه رفتند امام را روي دوشهايشان حمل كنند، مي گويم آيا مي دانيد چه بزرگمردي را به سوي خاك مي بريد كوه ثبير را كه چقدر مرتفع و بلند است.

اينك مردماني را مي بينم كه هر يك مشتي خاك روي بدن مقدسش مي ريزند، چقدر شايسته است كه خاك را بر سر خويش بريزند [2] .



[ صفحه 328]




پاورقي

[1] اصول كافي، ج 1، ص 472؛ اعلام الوري، ص 266.

[2]

اقول و قد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه و عاتق



اتدرون ماذا تحملون الي الثري

ثبيرا ثوي من رأس علياء شاهق



غداة حثي الحاثون فوق ضريحه

ترابا و اولي كان فوق المفارق



(الامام الصادق مظفر، ج 2، ص 104؛ مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 278).


تاريخ بناي اين حرم


از آنچه ملاحظـه فرموديد، بطور اجمـال بـه دست آمـد كه ايـن سه تـن دختران پيامبر (صلي الله عليه وآله) در بقيع و در يك محل و در كنار هم دفن گرديده و هر سه داراي يك قبه و يك ضريح بوده اند. و اما اين كه اين قبه در چه تاريخي بنا شده و باني ساختمان اين حرم و ضريح كيست؟ در اين زمينه تا حال مطلبي بدست نيامده و در منابعي كه در اختيار ماست، سخني در اين مورد گفته نشده است و بعيد نيست همانند مطالب تاريخي فراوان در طول قرون متمادي، بدون اهميت تلقي گرديده و در بوته ابهام و فراموشي قرار گرفته باشد.


حق الكبير


«و أما حق الكبير فان حقه توقير سنه، و اجلال اسلامه اذا كان من أهل الفضل في الاسلام بتقديمه فيه، و ترك مقابلته عند الخصام و لا تسبقه الي طريق، و لا تؤمه في طريق [1] و لا تستجهله، و ان جهل عليك تحملت و أكرمته بحق اسلامه مع سنه، فانما حق السن بقدر الاسلام، و لا قوة الا بالله...».

من الآداب الاجتماعية التي سنها الاسلام من أجل بناء مجتمع أصيل احترام الشيخ الكبير اذا كان من أهل الفضل و السابقة في الاسلام أما مظاهر تكريمه حسب ما ذكره الامام عليه السلام فهي:

1 - ترك مقابلته و الرد عليه في المسائل التي تمني بالجدل و الخصام.

2 - اذا سارا معا فلا يسبقه الي الطريق.

3 - أن لا يتقدم عليه في الطريق.

4 - اذا خفيت علي الشيخ مسألة فلا يظهر جهله فيها.

5 - اذا اعتدي الشيخ عليه فيتحمل اعتداءه، و يكرمه من أجل كبره و اسلامه.


پاورقي

[1] لا تؤمه في طريق: أي لا تتقدمه في الطريق.


الولاية لأئمة أهل البيت


ان الولاية للأئمة الطاهرين جزء من الاسلام، و عنوان للأيمان،



[ صفحه 201]



و قد اذاع الرسول (ص) بين أمته هذا الفرض الديني المقدس، و الزم الأمة به، و عني به اكثر مما عني باي واجب ديني يقول الأمام أبوجعفر عليه السلام:

«بني الاسلام علي خمس: الصلاة، و الزكاة، و الصيام، و الحج، و الولاية، و لم يناد بشي ء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه - يعني الولاية -.» [1] .

ان الواجب علي كل مسلم أن يكن في دخائل نفسه الولاء للأئمة الطيبين الذين هم مصدر النور في الأرض، و من أظهر الولاء لهم الأخذ بما أثر عنهم في الاحكام. و قواعد الأخلاق و الآداب.


پاورقي

[1] اصول الكافي 1 / 183.


سبب افزايش رزق و روزي


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

هر كه نيتش نيكو شود خداوند به روزيش بيفزايد. [1] .


پاورقي

[1] محاسن: 1 / 406 / 922، ميزان الحكمه: ج 13، ح 21011.


وصيت


انسان بايد فكر كند كه هميشه زنده نيست و همه وقت توانايي ندارد. ممكن است ناگهان طومار زندگي وي درهم پيچد و فرصتها از كف او بيرون رود. بنابراين بايد تا زنده است حق خدا را ادا كند و وظيفه اي كه نسبت به پروردگار دارد انجام دهد. در معاشرت و داد و ستد با مردم نيز حسابش روشن باشد مشغول الذمه كسي نباشد. چنانچه در اين امور مسامحه كرده است و شرايط فعلي اجازه نمي دهد كه با خالق و مخلوق تصفيه حساب كند بايد وصيت كند، يعني مطالب لازم را در اين باره يادداشت كند و اشخاصي را كه مورد اطمينان او هستند وصي خود قرار دهد و زمينه را براي عملي شدن آن مطالب، مستعد نمايد و به طور جدي و محكم وصيت كند كه راه گريزي براي مجريان آن وصيت نباشد و نتوانند در اجراي وصيت نامه تعلل و قصور ورزند. آري مسلمان واقعي، زنده بودن خود را غنيمت مي شمرد و در درجه ي اول، طريق اول و در درجه ي دوم، طريق دوم را انتخاب مي كند تا با خاطري آسوده از اين جهان دست بشويد.

الوصية حق علي كل مسلم. [1] .

وصيت كردن بر هر مسلماني واجب و شايسته است.



[ صفحه 140]




پاورقي

[1] وافي. ج 13، ص 7.


كتاب التوحيد رواية المفضل بن عمر (مجلس 01)


روي محمد بن سنان قال حدثني المفضل بن عمر قال كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر والمنبر، و انا مفكر فيما خص الله تعالي به سيدنا محمدا صلي الله تعالي عليه و علي آله من الشرف والفضائل و ما منحه و اعطاه و شرفه و حباه، مما لا يعرفه الجمهور من الامة، و ما جهلوه من فضله و عظيم منزلته و خطير مرتبته، فاني لكذلك اذا قبل ابن أبي العوجاء فجلس بحيث اسمع كلامه فلما استقر به المجلس اذ رجل من اصحابه قد جاء فجلس اليه فتكلم ابن ابي العوجاء فقال: لقد بلغ صاحب هذا القبر العز بكماله، و حاز الشرف بجميع خصاله، و نال الحظوة في كل احواله، فقال له صاحبه: أنه كان فيلسوفا ادعي المرتبة العظمي، و المنزلة الكبري، و اتي علي ذلك بمعجزات بهرت العقول وضلت فيها الاحلام وغاصت الالباب علي طلب علمها في بحار الفكر فرجعت خاسئات و هي حسر، فلما استجاب لدعوته العقلاء و الفصحاء و الخطباء، دخل الناس في دينه افواجا، فقرن اسمه باسم ناموسه فصار يهتف به علي رؤوس الصوامع، في جميع البلدان و المواضع، التي انتهت اليها دعوته، و علتها كلمته و ظهرت فيها حجة برا و بحرا و سهلا و جبلا في كل يوم و ليلة خمس مرات مرددا في الاذان، و الاقامة ليتجدد في كل ساعة ذكره، و لئلا يخمل امره.

فقال ابن ابي العوجاء. دع ذكر محمد صلي الله عليه و آله فقد تحير فيه عقلي، وضل في امره فكري. و حدثنا في ذكر الاصل الذي نمشي له، ثم ذكر ابتداء الاشياء و زعم ان ذلك باهمال لاصنعة فيه و لا تقدير و لا صانع و لا مدبر، بل الاشياء تتكون من ذاتها بلا مدبر و علي هذا كانت الدنيا لم تزل و لا تزال.

قال المفضل: فلم املك نفسي غضبا و غيضا و حنقا فقلت يا عدوالله: الحدت في دين الله و أنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم، و صورك في أتم صورة، و نقلك في احوالك حتي بلغ الي حيث انتهيت. فلو تفكرت في نفسك وصدق حسك، لوجدت دلائل الربوبية و آثار الصنعة فيك قائمة، و شواهده جل و تقدس في خلقك واضحة



[ صفحه 258]



و براهينه لك لائحه فقال يا هذا: ان كنت من أهل الكلام كلمناك فان ثبت لك حجة تبعناك، و ان لم تكن منهم فلا كلام لك و ان كنت من اصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا و لا بمثل دليلك تجادل فينا، و لقد سمع من كلامنا اكثر مما سمعت فما افحش في خطابنا و لا تعدي في جوابنا و انه للحليم الرزين، العاقل الرصين، للا يعتريه خرق و لاطيش. و لا نزق، يسمع كلامنا، و يصغي الينا، و يتعرف حجتنا، حتي اذا استفرغنا ما عندنا، و ظنننا انا قطعناه دحض حجتنا بكلام يسير و خطاب قصير يلزمنا به الحجة و يقطع لاعذر و لا نستطيع لجوابه ردا، فان كنت من اصحابه فخاطبنا بمثل خطابه.

قال: المفضل فخرجت من المسجد محزونا مفكرا فيمابلي به الاسلام و اهله من كفر هذه العصابة و تعطيلها، فدخلت علي مولاي عليه السلام فرآني منكسرا فقال مالك فاخبرته بما سمعت من الدهريين و بما رددت عليهما. فقال يا مفضل لالقين عليك من حكمة الباري جل و علا و تقدس اسمه في خلق العالم والسباع و البهائم و الطير و الهوام و كل ذي روح من الانعام والنبات و الشجرة المثمرة و غير ذات الثمر و الحبوب و البقول المأكول من ذلك و غير المأكول مايعتبر به المعتبرون و يسكن الي معرفته المؤمنون و يتحير فيه الملحدون فبكر علي غدا.

قال المفضل فانصرفت من عنده فرحا مسرورا، و طالت علي تلك الليلة انتظارا لما وعدني به فلما اصبحت غدوت فاستؤذن لي فدخلت وقمت بين يديه فامرني بالجلوس فجلست ثم نهض الي حجرة كان يخلو فيها و نهضت بنهوضه فقال اتبعني فتبعته فدخل و دخلت خلفه فجلس و جلست بين يديه فقال يا مفضل كأني بك وقد طالت عليك هذه الليلة انتظارا لما وعدتك. فقلت اجل يا مولاي. فقال يا مفضل ان الله تعالي كان و لا شي ء قبله و هو باق و لا نهاية له فله الحمد علي ما الهمنا و الشكر علي ما منحنا فقد خصنا من العلوم باعلاها و من المعالي باسناها و اصطفانا علي جميع الخلق بعلمه و جعلنا مهيمنين عليهم بحكمه. فقلت: يا مولاي أتأذن لي ان اكتب ما تشرحه و كنت اعددت معي ما اكتب فيه فقال لي افعل يا مفضل ان الشكاك جهلوا الاسباب و المعاني في الخلقة و قصرت افهامهم عن تأمل الصواب و الحكمة فيما ذرء الباري جل قدسه هو برء من صنوف خلقه في البر و البحر و السهل و الوعر فخرجوا بقصر علومهم الي الجحود و بضعف بصائرهم الي التكذيب و العنود، حتي انكروا خلق الاشياء و ادعوا ان تكونها بالاهمال، لاصنعة فيها و لا تقدير و لا حكمة من مدبر، و لا



[ صفحه 259]



صانع، تعالي الله عما يصفون، و قاتلهم الله اني يؤفكون، فهم في ضلالهم و غيهم و تجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت اتقن بناء و احسنه و فرشت باحسن الفرش و افخره و اعد فيها ضروب الاطعمة و الاشربة و الملابس و المآرب التي يحتاج اليها و لا يستغني عنها و وضع كل شي ء من ذلك موضعه علي صواب من التقدير و حكمة من التدبير فجعلوا يترددون فيها يمينا و شمالا و يطوفون بيوتها ادبارا و اقبالا محجوبة ابصارهم عنها لا يبصرون بنية الدار و ما أعد فيها و ربما عثر بعضهم بالشي ء الذي قد وضع موضعه واعد للحاجة اليه و هو جاهل للمعني فيه و لما اعد و لماذا جعل كذلك فتذمر و تسخط و ذم الدار و بانيها فهذه حال هذا الصنف في انكارهم ما انكروا من امر الخلقة و ثبات الصنعة فانهم لما عزبت أذهانهم عن معرفة الاسباب و العلل في الاشياء صاروا يجولون في هذا العالم حياري فلا يفهمون ما هو عليه من اتقان خلقته، و حسن صنعته، و صواب هيأته. و ربما وقف بعضهم علي الشي ء يجهل سببه والارب فيه فيسرع الي ذمه و وصفه بالاحالة والخطأ كالذي اقدمت عليه المنانية الكفرة وجاهرت به الملحدة المارقة الفجرة و اشباههم من اهل الضلال المعللين انفسهم بالمحال، فيحق علي من انعم الله عليه بمعرفته و هداه لدينه و وفقه لتأمل في صنعة التدبير الخلائق و الوقوف علي ما خلقوا له من لطيف التدبير و صواب التقدير بالدلالة القائمة الدالة علي صانعها، ان يكثر حمدالله مولاه علي ذلك و يرغب اليه في الثبات عليه والزيادة منه فانه جل اسمه يقول (لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) يا مفضل اول العبر والدلالة علي الباري جل قدسه تهيأة هذا العالم و تأليف اجزائه و نظمها علي ماهي عليه فانك اذا تأملت العالم بفكرك و خبرته بعقلك وجدته كالبيت المبني المعدفيه جميع ما يحتاج اليه عباده فالسماء مرفوعة كالسقف، والارض ممدودة كالبساط، والنجوم مضيئة كالمصابيح، و الجواهر مخزونة كالذخائر، و كل شي ء فيها لشأنه معد، و الانسان كالمملك ذلك البيت والمخول جميع ما فيه و ضروب النبات مهيأة لمآربه، و صنوف الحيوان مصروفة في مصالحه و منافعه، ففي هذا دلالة واضحة علي ان العالم مخلوق بتقدير و حكمة و نظام و ملائمة و ان الخالق له واحد و هو الذي ألفه و نظمه بعضا الي بعض جل قدسه و تعالي جده و كرم وجهه و لا اله غيره تعالي عما يقول الجاحدون و جل و عظم عما ينتحه الملحدون نبدأ يا مفضل بذكر خلق الانسان فاعتبربه فاول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم و هو محجوب في ظلمات ثلاث. ظلمة البطن و ظلمة الرحم و ظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده



[ صفحه 260]



في طلب غذاء و لا دفع و لا استجلاب منفعة و لا دفع مضرة فانه يجزي اليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات فلا يزال ذلك غذاؤه حتي اذا كمل خلقه و استحكم بدنه و قوي أديمه علي مباشرة الهواء و بصره علي ملاقاة الضياء هاج الطلق بامه فازعجه اشد ازعاج و اعنفه حتي يولد فاذا ولد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم امه الي ثديها و انقلب الطعم و اللون الي ضرب آخر من الغذاء و هو اشد موافقه للمولود من الدم فيوافيه في وقت حاجته اليه فحين يولد قد تلمظ و حرك شفتيه طلبا للرضاع فهو يجدثدي امه كالاداوتين المعلقتين لحاجته فلا يزال يغتدي باللبن مادام رطب البدن رقيق الامعاء لين الاعضاء، حتي اذا تحرك و احتاج الي غذاء فيه صلاته ليشتد و يقوي بدنه طلعت له الطواحن من الاسنان و الاضراس ليمضغ بها الطعام فيلين عليه و يسهل له اساغته فلا يزال كذلك حتي يدرك، فاذا ادرك و كان ذكر اطلع الشعر في وجهه فكان ذلك علامة الذكر و عز الرجل الذي يخرج به من حد الصبا و شبه النساء و ان كانت انثي يبقي وجهها نقيا من الشعر لتبقي لها البهجة و النضارة التي تحرك الرجل لما فيه دوام النسل و بقاؤه اعتبر يا مفضل، فيما يدبر به الانسان في هذه الاحوال المختلفة هل تري مثله يمكن أن يكون بالاهمال؟ افرأيت لولم يجر اليه ذلك الدم و هو في الرحم الم يكن سيذوي و يجف كما يجف النبات اذا فقد الماء ولولم يزعجه المخاض عند استحكامه الم يكن سيبقي في الرحم كالمؤود في الارض؟ و لولم يوافقه اللبن مع ولادته الم يكن سيموت جوعا او يغتذي بغذاء لا يلائمه و لا يصلح عليه بدنه، ولولم تطلع له الاسنان في وقتها الم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام و اساغته او يقيمه علي الرضاع فلا يشتد بدنه و لا يصلح لعمل ثم كان يشغل امه بنفسه عن تربية غيره من الاولاد، ولولم يخرج الشعر في وجهه في وقته الم يكن سيبقي في هيأة الصبيان و النساء فلا تري له جلالة و لا وقار.

فقال المفضل فقلت له يا مولاي فقد رأيت من يبقي علي حالته و لا ينبت الشعر في وجهه و ان بلغ الكبر فقال عليه السلام ولك بما قدمت ايديهم و ان الله ليس بظلام للعبيد، فمن هذا الذي يرصده حتي يوافيه بكل شي ء من هذه المآرب الا الذي انشأه بعدان لم يكن ثم توكل له بمصلحته بعد ان كان فان كان الاهمال يأتي بمثل هذا التدبير فقد يجب ان يكون العمد و التقدير يأتيان بالخطاء و المحال لانهما ضد الاهمال و هذا فظيع من القول و جهل من قائله لان الاهمال لا يأتي بالصواب و التضاد لا يأتي بالنظام تعالي الله عما يقول الماحدون علوا



[ صفحه 261]



كبيرا و لو كان المولود يولد فهما عاقلا لانكرا العالم عند ولادته و لبقي حيرانا تائه العقل اذا رأي مالم يعرف و ورد عليه مالم يرمثله من اختلاف صور العالم من البهائم والطير الي غير ذلك مما يشاهده ساعة بعد ساعه و يوما بعد يوم و اعتبر ذلك بان من سبي من بلد و هو عاقل يكون كالواله الحيران فلا يسرع الي تعلم الكلام و قبول الادب كما يسرع الذي سبي صغيرا غير عاقل ثم لو ولد عاقلا كان يجد غضاضة اذا رأي نفسه محمولا مرضعا معصبا بالخرق مسجي في المهدلانه لا يستغني عن هذا كله لرقة بدنه و رطوبته حين يولد ثم كان لا يوجد له من الحلاوة و الوقع من القلوب ما يوجد للطفل فصار يخرج الي الدنيا غبيا غافلا عما فيه اهله فيلقي الاشياء بذهن ضعيف و معرفة ناقصة ثم لا يزال يتزيد في المعرفة قليلا قليلا و شيئا بعد شيي ء و حالا بعد حال يألف الاشياء و يتمرن و يستمر عليها فيخرج من حد التأمل لها و الحيرة فيها الي التصرف والاضطراب الي المعاش بعقله و حيلته والي الاعتبار والطاعه و السهو و الغفلة و المعصية، و في هذا ايضا وجوه اخر فانه لو كان يولد تام العقل مستقلا بنفسه لذهب موضع حلاوة تربية الاولاد و ما قدر ان يكون للوالدين في الاشتغال بالولد من المصلحة و ما يوجب التربية للاباء علي الانبآء من المكافاة بالبر و العطف عليهم عند حاجتهم الي ذلك منهم ثم كان الاولاد لا يألفون اباءهم و لا يألف الاباء ابناءهم لان الاولاد كانوا يستغنون عن تربية الاباء و حياطتهم، فيتفرقون عنهم حين يولدون فلا يعرف الرجل اباه و امه، و لا يمتنع من نكاح امه و اخته و ذوات المحارم، منه اذا كان لا يعرفهن و اقل مافي ذلك من القباحة، بل هو اشنع و اعظم و افظع و اقبح و ابشع لو خرج المولود من بطن امه و هو يعقل ان يري منها مالا يحل له و لا يحسن به ان يراه افلا تري كيف اقيم كل شي ء من الخلقة علي غاية الصواب، و خلا من الخطأ دقيقه و جليله.

اعرف يا مفضل ما للاطفال في البكاء من المنفعة و اعلم ان في ادمغة الاطفال رطوبة ان بقيت فيها احدثت عليهم احداثا جليلة و عللا عظيمة من ذهاب البصر و غيره و البكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في ابدانهم و السلامة في ابصارهم. افليس قد جازان يكون الطفل ينتفع بالبكاء و والده لا يعرفان ذلك فهما دائبان ليسكتانه و يتوخيان في الامور مرضاته لئلا يبكي، و هما لا يعلمان ان البكاء اصلح له و اجمل عاقبة. فهكذا يجوز ان يكون في كثير من الاشياء منافع لا يعرفها القائلون بالاهمال و لو عرفوا ذلك لم بقضوا علي الشي ء انه لا منفعة فيه من اجل انهم لا يعرفونه و لا يعلمون السبب فيه. فان كل



[ صفحه 262]



ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون، و كثيرا مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه و علت كلمته فاما ما يسيل من افواه الاطفال من الريق ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقيت في ابدانهم لا حدثت عليهم الامور العظيمة كمن تراه قد غلبت عليه الرطوبه فاخرجته الي حدالبله و الجنون و التخليط، الي غير ذلك من الامراض المتلفة كالفالج واللقوة و ما اشبههما. فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من افواههم في صغرهم لمالهم في ذلك من الصحة في كبرهم فتفضل علي خلقه بما جهلوه و نظر لهم بمالم يعرفوه و لو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك من التمادي في معصيته، فسبحانه ما اجل نعمته و اسبغها علي المستحقين و غيرهم من خلقه و تعالي عما يقول المبطلون علوا كبيرا، انظر الآن يا مفضل كيف جعلت آلات لجماع في الذكر و الانثي جميعا علي ما يشاكل ذلك عليه فجعل للذكر آلة ناشزة تمتد حتي تصل النطفه الي الرحم اذ كان محتاجا الي ان يقذف ماءه في غيره و خلق للانثي وعاءا قعرا ليشتمل علي المائين جميعا و يحتمل الولد و يتسع له و يصونه حتي يستحكم اليس ذلك من تدبير حكيم لطيف سبانه و تعالي عما يشركون؟!

فكر يا مفضل في اعضاء البدن اجمع، و تدبير كل منها للارب فاليدان للعلاج، و الرجلان للسعي، و العينان للاهتداء، والفم للاغتذاء، و المعدة للهضم و الكبد للتخليص، و المنافذ للتنفيذ الفضول، و الاوعية لحملها، والفرج لاقامة النسل، و كذلك جميع الاعضاء اذا ما تأملتها و اعملت فكرك فيها و نظرت وجدت كل شي ء منها قد قدر لشي ء علي صواب و حكمة.

قال المفضل فقلت يا مولاي ان قوما يزعمون ان هذا من فعل الطبيعة فقال عليه السلام سلهم عن هذه الطبيعة اهي شي ء له علم و قدرة علي مثل هذه الافعال ام ليست كذلك فان اوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من اثبات الخالق فان هذه صنعته. و ان زعموا انها تفعل هذه الافعال بغير علم ولا عمد و كان في افعالها ما قد تراه من الصواب و الحكمة علم ان هذا الفعل للخالق الحكيم فان الذي سموه طبيعة هو سنته في خلقه الجارية علي ما اجراها عليه.

فكر يا مفضل في وصول الغذاء الي البدن و ما فيه من التدبير فان الطعام يصير الي المعدة فتطبخه و تبعث بصفوه الي الكبد في عروق دقاق واشجعة بينهما قد جعلت كالمصفي للغذاء لكيلا يصل الي الكبد منه شي ء فينكأها و ذلك ان الكبد رقيقة لا تحتمل العنف ثم ان الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما و ينفذ، الي البدن كله في مجاري مهيأة لذالك



[ صفحه 263]



بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء ليطرد في الارض كلها و ينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول الي مغايض قد اعدت لذلك، فما كان منه من جنس المرة الصفراء جري الي المرارة، و ما كان من جنس السوداء جري الي الطحال، و ما كان من البلة والرطوبة جري الي المثانة فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن و وضع هذه الاعضاء منه مواضعها و اعداد هذه الاوعية فيه لتحمل تلك الفضول لئلا تنتشر في البدن فتسقمه و تنهكه فتبارك من احسن التقدير واحكم التدبير وله الحمد كما هو اهله و مستحقه!

قال المفضل فقلت: صف نشو الابدان و نموها حالا بعد حال حتي تبلغ التمام والكمال قال عليه السلام اول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لا تراه عين و لا تناله يد و يدبره حتي يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه و صلاحه من الاحشاء و الجوارح والعوامل الي مالي تركيب اعضائه من العظام و اللحم و الشحم و العصب و المخ و العروق و الغظاريف فاذا خرج الي العالم تراه كيف ينمو بجميع اعضائه و هو ثابت علي شكل و هيأة لا تتزايد و لا تنقص الي ان يبلغ اشده ان مدفي عمره او يستوفي مدته قبل ذلك هل هذا الامن لطيف التدبير و الحكمة؟ يا مفضل انظر الي ما خص به الانسان في خلقه تشريفا و تفضلا علي البهائم فانه خلق ينتصب قائما و يستوي جالسا ليستقبل الاشياء بيديه و جوارحه و يمكنه العلاج و العمل بهما فلو كان مكبوبا علي وجهه كذوات الاربع لما استطاع ان يعمل شيئا من الاعمال انظر الان يا مفضل الي هذه الحواس التي خص بها الانسان في خلقه و شرف بها علي غيره كيف جعلت العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة ليتمكن من مطالعة الاشياء و لم تجعل في الاعضاء التي تحتهن كاليدين و الرجلين فتعترضها الافات و يصيبها من مباشرة العمل والحركة ما يعللها و يؤثر فيها و ينقص منها، و لا في الاعضاء التن وسط البدن كالبطن و الظهر فيعسر تقلبها و اطلاعها نحو الاشياء. فلما لم يكن لها في شيي ء من هذه الاعضاء موضع كان الرأس اسني المواضع للحواس و هو بمنزلة الصومعة لها. فجعل الحواس خمسا تلقي خمسا لكي لا يفوتها شي ء من المحسوسات. فخلق البصر ليدرك الالوان فلو كانت الالوان و لم يكن بصر يدركها لم تكن فيها منفعة، و خلق السمع ليدرك الاصوات فلو كانت الاصوات و لم يكن سمع يدركها لم يكن فيها ارب، و كذلك سائر الحواس ثم هذا يرجع متكافيا فلو كان بصر و لم تكن الالوان لما كان للبصر معني ولو كان سمع و لم تكن اصوات لم يكن للسمع موضع فانظر كيف قدر بعضها يلقي بعضا فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه و لكل محسوس



[ صفحه 264]



حاسة تدركه، و مع هذا فقد جعلت اشياء متوسطة بين الحواس و المحسوسات لا تتم الحواس الا بها كمثل الضياء و الهواء فانه لو لم يكن ضياء يظهر اللون المبصر لم يكن البصر يدرك اللون ولو لم يكن هواء يؤدي الصوت الي السمع لم يكن السمع يدرك الصوت فهل يخفي علي من صح نظره و اعمل فكره ان مثل هذا الذي وصفت من تهيأة الحواس و المحسوسات بعضها يلقي بعضا و تهيأة اشياء اخربها تتم الحواس لا يكون الا عمل و تقدير من لطيف خبير.

فكر يا مفضل فيمن عدم البصر من الناس و ما يناله من الخلل في اموره فانه لا يعرفه موضع قدميه و لا يبصر ما بين يديه فلا يفرق بين الالوان و بين المنظر الحسن و القبيح و لا يري حفرة ان هجم عليها و لا عدوا ان اهوي اليه بسيف و لا يكون له سبيل الي ان يعمل شيئا من هذه الصناعات مثل الكتابة والتجارة والصباغة. حتي انه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر المقي و كذلك من عدم السمع يختل في امور كثيرة فانه يفقد روح المخاطبة والمحاورة، و يعدم لذة الاصوات واللحون المشجية المطربه، و تعظم المؤنة علي الناس في محاورته حتي يتبرموا به و لا يسمع شيئا من اخبار الناس و احاديثهم، حتي يكون كالغائب و هو شاهدا و كالميت و هو حي. فاما من عدم العقل فانه يلحق بمنزلة البهائم بل يجهل كثيرا مما تهتدي اليه البهائم افلا تري كيف صارت الجوارح والعقل و سائر الخلال التي بها صلاح الانسان والتي لوفقد منها شيئا لعظم ما يناله في ذلك من الخلل يوافي خلقه علي التمام حتي لا يفقد شيئا منها فلم كان كذلك الا انه خلق بعلم و تقدير.

قال المفضل فقلت فلم صار بعض الناس يفقد شيئا من هذه الجوارح فيناله من ذلك مثل ما وصفته يا مولاي؟ قال عليه السلام: ذلك للتأديب و الموعظة لمن يحل ذلك به و لغيره بسببه كما يؤدب الملوك الناس للتنكيل و الموعظة فلا ينكر ذلك عليهم بل يحمد من رأيهم و يتصوب من تدبيرهم ثم ان للذين تنزل بهم هذه البلايا من الثواب بعد الموت ان شكروا و انابوا ما يستصغرون معه ما ينالهم منها حتي انهم لو خيروا بعد الموت لاختاروا ان يردوا الي البلايا ليزدادوا من الثواب.

فكر يا مفضل في الاعضاء التي خلقت افراد او ازواجا و ما في ذلك من الحكمة والتقدير و الصواب في التدبير، فالرأس مما خلق فردا و لم يكن للانسان صلاح في ان يكون له اكثر من واحد. الا تري انه لاضيف الي رأس الانسان رأس آخر لكان ثقلا عليه من غير



[ صفحه 265]



حاجة اليه لان الحواس التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد ثم كان الانسان ينقسم قسمين لو كان له رأس فان تكلم من احدهما كان الاخر معطلا لا ارب فيه و لا حاجة اليه، و ان تكلم منها جميعا بكلام واحد كان احدهما فضلالا يحتاج اليه و ان تكلم باحدهما بغير الذي تكلم به من الآخر لم يدر السامع باي ذلك يأخذ و اشباه هذا من الاخلاط واليدان مما خلق ازواجا و لم يكن للانسان خير في ان يكون له يد واحدة لان ذلك كان يخل به فيما يحتاج صناعته و ان تكلف ذلك لم يحكمه و لم يبلغ منه ما يبلغه اذا كانت يداه تتعاونان علي العمل.

اطل الكفر يا مفضل في الصوت والكلام و تهيأة آلاته في الانسان. فالحنجرة كالانبوبة لخروج الصوت واللسان، والشفتان والاسنان لصياغة الحروف والنغم. الا تري ان من سقطت اسنانه لم يقم السين و من سقطت شفته لم يصحح الفاء، و من ثقل لسانه لم يفصح الراء، و اشبه شيي ء بذلك المزمار الاعظم، فالحنجرة تشبه قصبة المزمار، والرئة تشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل الريح، و العضلات التي تقبض علي الرئة ليخرج الصوت كالاصابع التي تقبض علي الزق حتي تجري الريح في المزامير والشفتان والاسنان التي تصوغ الصوت حروفا و نغما كالاصابع التي تختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره الحانا غير انه و ان كان مخرج لاصوت يشبه المزمار بالدلالة والتعريف فان المزمار بالحقيقة هو المشبه بمخرج الصوت قد انبأتك بما في الاعضاء من الغناء في صنعة الكلام و اقامة الحروف و فيها مع الذي ذكرت لك مآرب اخري فالحنجرة ليسلك فيها هذا النسيم الي الرئة فتروح علي الفؤاد بالنفس الدائم المتتابع الذي لو حبس شيئا يسيرا لهلك الانسان و باللسان تذاق الطعوم فيميز بينها و يعرف كل واحد منها حلوها من مرها و حامضها من مزها و مالحها من عذبها و طيبها من خبيثها و فيه مع ذلك معونة علي اساغة الطعام و الشراب والاسنان لمضغ الطعام حتي يلين و تسهل اساغته و هي مع ذلك كالسند للشفتين تمسكها و تدعمها من داخل الفم و اعتبر ذلك فانك تري من سقطت اسنانه مسترخي الشفة و مضطربها و بالشفتين يترشف الشراب حتي يكون الذي يصل الي الجوف منه بقصد و قدر لايثج ثجافيغص به الشارب او ينكاء في الجوف ثم هما بعد ذلك كالباب المطبق علي الفم يفتحها الانسان اذا شاء و يطبقهما اذا شاء و فيما وصفنا من هذا بيان، ان كل واحد من هذه الاعضاء يتصرف و ينقسم الي وجوه من المنافع كما تتصرف الاداة الواحدة في اعمال شتي و ذلك كالفاس تستعمل في



[ صفحه 266]



النجارة والحفر و غير هما من الاعمال ولو رأيت الدماغ اذا كشف عنه لرأيته قد لف بحجب بعضها فوق بعض لتصونه من الاعراض و تمسكه فلا يضطرب و لرأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة كيما تقيه هدا لصدمة والصكة التي ربما وقعت في الرأس ثم قد جللت الجمجمة بالشعر حتي صارت بمنزلة الفر وللرأس يستره من شدة الحر والبرد فمن حصن الدماغ هذا التحصين الا الذي خلقه و جعله ينبوع الحس والمستحق للحيطة والصيانة بعلو منزلته من البدن و ارتفاع درجته و خطير مرتبته. تأمل يا مفضل الجفن علي العين كيف جعل كالغشاء والاشفار كالا شراح و اولجها في هذا الغار و اظلها بالحجاب و ما عليه من الشعر يا مفضل من غيب الفؤاد في جوف الصدر و كساه المدرعة التي هي غشاؤه و حصنه بالجوانح و ما عليها من اللحم والعصب لئلا يصل اليه ما ينكأه. من جعل في الحلق منفذين احدهما لمخرج الصوت و هو الحلقوم المتصل بالرئة والاخر منفذ للغذاء و هو المري المتصل بالمعدة الموصل الغذاء اليها و جعل علي الحلقوم طبقا يمنع الطعام ان يصل الي الرئة فيقتل؟ من جعل الرئة مروحة الفؤاد لا تفتر و لا تخل لكيلا تتحيز الحرارة في الفؤاد فتؤدي الي التلف؟ من جعل لمنافذ البول و الغائط اشراجا تضبطهما لئلا يجريا جريانا دائما فيفسد علي الانسان عيشه فكم عسي ان يحصي المحصي من هذا بل الذي لا يحصي منه و لا يعلمه الناس اكثر؟ من جعل المعدة عصبانية شديدة و قدرها لهضم الطعام الغليظ و من جعل الكبد رقيقة ناعمة لقبول الصفوا للطيف من الغذاء و لتهضم و تعمل ما هو الطف من عمل المعدة الا الله القادر اتري الاهمال يأتي بشي ء من ذلك؟ كلابل هو تدبير مدبر حكيم قادر عليم بالاشياء قبل خلقه اباها لا يعجزه شي ء و هو اللطيف الخبير.

فكر يا مفضل لما صار المخ الرقيق محصنا في انابيب العظام هل ذلك الاليحفظه و يصونه، لم صار الدم السائل محصورا في العروق بمنزلة الماء في الظروف الا لتضبطه فلا يفيض، لم صارت الاظفار علي اطراف الاصابع الاوقاية لها و معونة علي العمل، لم صار داخل الاذن ملتويا كهيأة اللولب الاليطرد فيه الصوت حتي ينتهي الي السمع و ليسكر حمة الريح فلا ينكأ في السمع، لم حمل الانسان علي فخذيه واليتيه هذا اللحم الا ليقيه من الارض فلا يتألم من الجلوس عليا كما يألم من نحل جسمه و قل لحمه اذا لم يكن بينه و بين الارض حائل يقيه صلابتها؟ من جعل الانسان ذكرا و انثي الامن خلقه متناسلا، و من خلقه متناسلا الامن خلقه مؤملا و من اعطاه آلات العمل الا من خلفه عاملا و من خلقه عاملا الا من جعله محتاجا و من جعله محتاجا الامن ضربه بالحاجة و من ضربه بالحاجة الامن توكل بتقويمه؟ من خصه



[ صفحه 267]



بالفهم الامن اوجب الجزاء، من وهب له الحيلة الامن ملكه الحول و من ملكه الحول الا من الزمه الحجة، من بكفيه مالا تبلغه حيلته الا من ببلغ مدي شكره، فكر و تدبرما وصفته هل تجد الاهمال يأتي علي مثل هذا النظام والترتيب تبارك الله و تعالي عما يصفون. اصف لك الآن يا مفضل الفؤاد اعلم ان فيه ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرئة تروح عن الفؤاد حتي لو اختلفت تلك الثقب و تزايل بعضها عن بعض لما وصل الروح الي الفؤاد و لهلك الانسان افيستجيز ذوفكرة و رؤية ان يزعم ان مثل هذا يكون بالاهمال و لا يجد شاهدا من نفسه ينزعه عن هذا القول؟ لو رايت فردا من مصرا عين فيه كلوب اكنت تتوهم انه جعل كذلك بلا معني بل كنت تعلم ضرورة انه مصنوع يلقي فردا اخر فيبرزه ليكون في اجتماعهما ضرب من المصلحة و هكذا تجد الذكر من الحيوان كانه فرد من زوج مهيأ من فرد انثي فيلتقيان لما فيه من دوام النسل و بقائه فتبا و خيبة و تعسا لمنتحلي الفلسفة كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة حتي انكروا التدبير والعمد فيها. لو كان فرج الرجل مسترخيا كيف كان يصل الي قعر الرحم حتي يفرغ النطفة فيه و لو كان منعظا ابدا كيف كان الرجل يتقلب في الفراش او يمشي بين الناس و شي ء شاخص امامه ثم يكون في ذلك مع قبح المنظر تحريك الشهوة في كل وقت من الرجال و النساء جميعا فقدر الله جل اسمه ان يكون اكثر ذلك لا يبدو للبصر في كل وقت و لا يكون علي الرجال منه مؤنة بل جعل فيه قوة الانتصاب وقت الحاجة الي ذلك لما قدر ان يكون فيه من دوام النسل و بقائه. اعتبر الآن يا مفضل بعظم النعمة علي الانسان في مطعمه و مشربه و تسهيل خروج الاذي اليس من حسن التقدير في بناء الدار ان يكون الخلاء في استر موضع منها فكذا جعل الله سبحانه المنفذ المهيأ للخلاء من الانسان في استر موضع منه فلم يجعله بارزا من خلفه و لا ناشزا من بين يديه بل هو مغيب في موضع غامض من البدن مستور محجوب يلتقي عليه الفخذان و تحجبه الاليتان بما علمهما من اللحم فتواريانه فاذا احتاج الانسان الي الخلاء و جلس تلك الجلسة القي ذلك المنفذ منه منصبا مهيأ لانحدار الثقل فتبارك من تظاهرت آلاؤه و لا تحصي نعماؤه.

فكر يا مفضل في هذا الطواحن التي جعلت للانسان فبعضها حداد لقطع الطعام و قرضه و بعضها عراض لمضغه ورضه فلم ينقص واحد من الصفتين اذ كان محتاجا اليهما جميعا. تأمل و اعتبر بحسن التدبير في حلق الشعر والاظفار فانهما لما كانا مما يطول و يكثر حتي



[ صفحه 268]



يحتاج الي تخفيفه اولا فأولا جعلا عديمي الحس لئلا يؤلم الانسان الاخذ منهما ولو كان قص الشعر و تقليم الاظفار مما يوجد له الم وقع من ذلك بين مكروهين اما ان يدع كل واحد منهما حتي يطول فيثقل عليه و اما ان يخففه بوجع و الم يتألم منه.

قال المفضل فقلت فلم لم يجعل ذلك خلقة لا تزيد فيحتاج الانسان الي النقصان منه فقال عليه السلام ان الله تبارك اسمه في ذلك علي العبد نعما لا يعرفها فيحمده عليها اعلم ان آلام البدن و اداءه تخرج بخروج الشعر في مسامه و بخروج الاظفار من اناملها و لذلك امر الانسان بالنورة و خلق الرأس وقص الاظفار في كل اسبوع ليسرع الشعر والاظفار في النبات فتخرج الالام والادواء بخروجهما و اذا طالا تحيرا وقل خروجهما فاحتبست الالام والادواء في البدن فاحدثت عللا و اوجاعا و منع مع ذلك الشعر من المواضع التي تضر بالانسان و تحدث عليه الفساد والضر، لونبت الشعر في العين الم يكن سيعمي البصر و لو نبت في الفم الم يكن سينغص علي الانسان طعامه و شرابه، ولو نبت في باطن الكف الم يكن سيعوقه عن صحة اللمس و بعض الاعمال، ولو نبت في فرج المرأة او علي ذكر الرجل الم يكن سيفسد عليهما لذة الجماع فانظر كيف تنكب الشعر عن هذه المواضع لما في ذلك من المصلحة ثم ليس هذا في الانسان فقط بل تجده في البهائم والسباع و سائر المتناسلات فانك تري اجسامها مجللة بالشعر و تري هذه المواضع خالية منه لهذا السبب بعينه فتأمل الخلقة كيف تتحرز وجوه الخطأ والمضرة و تأتي بالصواب والمنفعة ان المنانية و اشباههم حين اجتهدوا في عيب الخلقة والعمد عابوا الشعر النابت علي الركب والابطين ولم يعلموا ان ذلك من رطوبة تنصب الي هذه المواضع فينبت فيها الشعر كما ينبت العشب في مستنقع المياه افلاتري الي هذه المواضع استروأ هيأ لقبول تلك الفضلة من غيرها ثم ان هذه تعد مما يحمل الانسان من مؤنة هذا البدن و تكاليفه لماله في ذلك من المصلحة فان اهتمامه بتنظيف بدنه و اخذ ما يعلوه من الشعر مما يكسر به شرته و يكف عاديته و يشغله عن بعض ما يخرجه اليه الفراغ من الاشر والبطالة، تأمل الريق و ما فيه من المنفعة فانه جعل يجري جريانا دائما الي الفم ليبل الحلق اللهوات فلا يجف فان هذه المواضع لو جعلت كذلك كان فيه هلاك الاسنان ثم كان لا يستطيع ان يسيغ طعاما اذا لم يكن في الفم بلة تنفذه تشهد بذلك المشاهدة، و اعلم ان الرطوبة مطية الغذاء و قد تجري من هذه البلة الي مواضع اخر من المرة فيكون في ذلك صلاح تام للانسان ولو يبست المرة لهلك الانسان ولقد قال قوم من



[ صفحه 269]



جهلة المتكلمين وضعفة المتفلسفين بقلة التمييز و قصور العلم لو كان بطن الانسان كهيأة القباء يفتحه الطبيب اذا شاء فيعاين مافيه و يدخل يده فيعالج ما اراد علاجه الم يكن اصلح من ان يكون مصمتا محجوبا عن البصر واليد لا يعرف ما فيه الابدلالات غامضة كمثل النظر الي البول وجس العرق و ما أشبه ذلك مما يكثر فيه الغلط والشبهة حتي ربما كان ذلك سببا للموت فلو علم هؤلاء الجهلة ان هذا لو كان هكذا كان اول مافيه ان كان يسقط عن الانسان الوجل من الامراض والموت و كان يستشعر البقاء و يغتر بالسلامة فيخرجه ذلك الي العتو والاشر ثم كانت الرطوبات التي في البطن تترشح و تتحلب فيفسد علي الانسان مقعده و مرقده وثياب بدلته و زينته بل كان يفسد عليه عيشه ثم ان المعدة والكبد والفؤاد انما تفعل افعالها بالحرارة الغريزية التي جعلها الله محتبسة في الجوف فلو كان في البطن فرج ينفتح حتي يصل البصر الي رؤيته واليد الي علاجه لوصل برد الهواء الي الجوف فمازج الحرارة الغريزية و بطل عمل الاحشاء فكان في ذلك هلاك الانسان افلاتري ان كلما تذهب اليه الاوهام سوي ما جاءت به الخلقة خطأ و خطل.

فكر يا مفضل في الافعال التي جعلت في الانسان من الطعم والنوم والجماع و مادبر فيها فانه جعل لكل واح منها في الطباع نفسه محرك يقتضيه و يستحث به فالجوع يقتضي الطعم الذي فيه راحة البدن و قوامه والكري يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن و اجمام قواه والشبق يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل و بقاؤه و لو كان الانسان انما يصير الي اكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه اليه و لم يجد من طباعه شيئا يضطره الي ذلك كان خليقا ان يتواني عنه احيانا بالثقل والكسل حتي ينحل بدنه فيهلك كما يحتاج الواحد الي الدواء لشي ء مما يصلح به بدنه فيدافع به حتي يؤديه ذلك الي المرض والموت و كذلك لو كان أنما يصير الي النوم بالتفكر في حاجته الي راحة البدن و اجمام قواه كان عسي ان يتثاقل عن ذلك فيدفعه حتي ينهك بدنه و لو كان انما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد ان يفتر عنه حتي يقل النسل او ينقطع فان من الناس من لا يرغب في الولد و لا يحفل به فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الافعال التي بها قوام الانسان و صلاحه محرك من نفس الطبع يحركه لذلك و يحدوه عليه و اعلم ان في الانسان قوي اربعا قوة جاذبة تقبل الغذاء و تورده علي المعدة و قوة ماسكة تحبس الطعام حتي تفعل فيه الطبيعة فعلها و قوة هاضمة و هي التي تطبخه و تستخرج صفوه و تبثه في البدن و قوة دافعة تدفعه و تحدر الثفل



[ صفحه 270]



الفاضل بعد اخذ الهاضمة حاجتها ففكر في تقدير هذه القوي الاربع التي في البدن و افعالها و تقديرها للحاجة اليها والارب فيها و ما في ذلك من التدبير والحكمة فلولا الجاذبة كيف كان يتحرك الانسان لطلب الغداء الذي به قوام البدن و لولا الماسكة كان يلبث الطعام في الجوف حتي تهضمه المعدة ولولا الهاضمة كيف كان ينطبخ حتي يخلص منه الصفو الذي يغذو البدن و يسد خلله و لولا الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع و يخرج اولا فاولا افلا تري كيف وكل الله سبحانه بلطف صنعه و حسن تقديره هذه القوي بالبدن والقيام بما فيه صلاحه و سأمثل لك في ذلك مثالا ان البدن بمنزلة دار الملك له فيها حشم وصبية و قوام موكلون بالدار فواحد لقضاء حوائج الحشم وايرادها عليهم و آخر لقبض ما يرد و خزنه الي يعالج و يهيأ و آخر لعلاج ذلك و تهيأته و تفريقه و آخر لتنظيف ما في الدار من الاقذار و اخرجه منها فالملك في هذا هو الخلاق الحكيم ملك العالمين والدار هي البدن والحشم هي الاعضاء والقوام هي هذه القوي الاربع و لعلك تري ذكرنا هذه القوي الاربع و افعالها بعد الذي وصفت فضلا و تزدادا و ليس ما ذكرته من هذه القوي علي الجهة التي ذكرت في كتب الاطباء ولا قولنا فيه كقولهم لانهم ذكروها علي ما يحتاج اليه في صناعة الطب و تصحيح الابدان و ذكرناها علي ما يحتاج في صلاح الدين و شفاء النفوس من الغي كالذي اوضحته بالوصف الشافي والمثل المضروب من التدبير والحكمة فيها تأمل يا مفضل هذه القوي التي في النفس و موقعها من الانسان اعني الفكر والوهم والعقل والحفظ و غير ذلك افرأيت لو نقص الانسان من هذه الخلال الحفظ وحده، كيف كانت تكون حاله و كم من خلل كان يدخل عليه في اموره و معاشه و تجاربه اذا لم يحفظ ماله و ما عليه و ما اخذه و ما اعطي و ما راي و ما سمع و ما قال و ما قيل له و لم يذكر من احسن اليه ممن اساء به و ما نفعه مماضره ثم كان لا يهتدي لطريق لو سلكه ما لا يحصي و لا يحفظ علما و لو درسه عمره و لا يعتقد دينا و لا ينتفع بتجربة و لا يستطيع ان يعتبر شيئا علي ما ماضي بل كان حقيقا ان ينسلخ من الانسانية فانظر الي النعمة علي الانسان في هذه الخلال و كيف موقع الواحدة منها دون الجميع واعظم من النعمة علي الانسان في الحفظ النعمة في النسيان فانه لولا النسيان لماسلا احد عن مصيبة و لا أنقضت له حسرة و لامات له حقد و لا استمتع بشي ء من متاع الدنيا مع تذكر الافات و لا رجاء غفلة من سلطان و لا فترة من حاسد افلا تري كيف جعل في الانسان الحفظ و النسيان و هما مختلفان متضادان و جعل له في كل منهما ضرب من المصلحة و ما



[ صفحه 271]



عسي ان يقول الذين قسموا الاشياء بين خالقين متضادين في هذه الاشياء المتضادة المباينة وقد تراها تجتمع علي ما فيه الصلاح والمنفعة.

انظر يا مفضل الي ما خص به الانسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق الجليل قدره العظيم غناؤه اعني احياء فلولاه لم يقرضيف و لم يوف بالعداة و لم تقض الحوايج و لم يتحري الجميل و لم ينتكب القبيح في شي ء من الاشياء حتي ان كثيرا من الامور المفترضة ايضا انما يفعل للحياء فان من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه و لم يصل ذارحم و لم يؤد امانة و لم يعف عن فاحشة افلا تري كيف و في الانسان جميع الخلال التي فيها صلاحه و تمام امره.

تأمل يا مفضل ما انعم الله تقدست اماؤه به علي الانسان من هذا المنطق الذي يعبر به عما في ضميره و ما يخطر بقلبه و ينتجه فكره و به يفهم عن غيره ما في نفسه و لولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشي ء و لا تفهم عن مخبر شيئا و كذلك الكتابة التي به تقيد اخبار الماضين للباقين و اخبار الباقين للآتين و بها تخلد الكتب في العلوم والادب و غيرها و بها يحفظ الانسان ذكر ما يجري بينه و بين غيره من المعاملات والحساب ولولاه لا نقطع اخبار بعض الازمنة عن بعض و اخبار الغائبين عن اوطانهم و درست العلوم و ضاعت الآداب و عظم ما يدخل علي الناس من الخلل في امورهم و معاملاتهم و ما يحتاجون الي النظر فيه من امر دينهم و ما روي لهم مما لا يسعهم جهله و لعلك تظن انها مما يخلص اليه بالحيلة والفطنة و ليست مما اعطيه الانسان من خلقه و طباعه و كذلك الكلام انما هو شي ء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم و لهذا صار يختلف في الامم المختلفة بالألسن مختلفة و كذلك الكتابة لكتابة العربي و السرياني والعبراني والرومي و غيرها من سائر الكتابة التي هي متفرقة في الامم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا علي الكلام فيقال لمن ادعي ذلك ان الانسان و ان كان له في الامرين جميعا فعل او حيلة فان الشي ء الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطيه ي وهبة من الله عزوجل له في خلقه فانه لولم يكن له لسان مهيأ للكلام و ذهن يهتدي به للامور لم يكن ليتكلم ابدا و لولم يكن له كف مهيأة و اصابع للكتابة لم يكن ليكتب ابدا و اعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها و لا كتابة فاصل ذلك فطرة الباري جل و عز و ما تفضل به علي خلقه فمن شكر اثيب و من كفر فان الله غني عن العالمين.



[ صفحه 272]



يا مفضل فكر فيما اعطي الانسان علمه و ما منع فانه اعطي جميع علم ما فيه صلاح دينه و دنياه فمما فيه صلاح دينه معرفة الخالق تبارك و تعالي بالدلائل والشواهد القائمة في الخلق و معرفة الواجب عليه من العدل علي الناس كافة و بر الوالدين و اداء الامانة و مواساة اهل الخلة و اشباه ذلك مما قد توجد معرفته والاقرار والاعتراف به في الطبع والفطرة من كل امة موافقة او مخالفة و كذلك اعطي علم ما فيه صلاح دنياه كالزراعة والغراس و استخراج الارضين و اقتناء الاغنام والانعام و استنباط المياه و معرفة العقاقير التي يستشفي بها من ضروب الاسقام والمعادن التي يستخرج منها انواع الجواهر و ركوب السفن والغوص في البحر و ضروب الحيل في صيد الوحش والطير والحيتان والتصرف في الصناعات و وجوه المتاجر والمكاسب و غير ذلك مما يطول شرحه و يكثر تعداده مما فيه صلاح امره في هذه الدار فاعطي علم ما يصلح به دينه و دنياه و منع ما سوي ذلك مما ليس في شأنه و لا طاقته ان يعلم كعلم الغيب و ما هو كائن و بعض ماقد كان ايضا كعلم ما فوق السماء و ما تحت الارض و ما في لجج البحار واقطار العالم و ما في قلوب الناس و ما في الارحام و اشباه هذا مما حجب علي الناس علمه و قد ادعت طائفة من الناس هذه الامور فابطل دعواهم ما يبين من خطأهم فيما يقضون عليه و يحكمون به فيما ادعوا علمه فانظر كيف اعطي الانسان علم جميع ما يحتاج اليه لدينه و دنياه و حجب عنه ماسوي ذلك ليعرف قدره و نقصه و كلا الامرين فيها صلاحه.

تأمل الان يا مفضل ماستر عن الانسان علمه من مدة حياته فانه لو عرف مقدار عمره و كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش مع ترقب الموت و توقعه لوقت قد عرفه بل كان يكون بمنزلة من قد فني ماله اوقارب الفناء فقد استشعر الفقر والوجل من فناء ماله و خوف الفقر علي ان الذي يدخل علي الانسان من فناء العمر اعظم مما يدخل عليه من فناء المال لان من يقل ماله يأمل ان يستخلف منه فيسكن الي ذلك و من ايقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس و ان كان طوبل العمر ثم عرف ذلك وثق بالبقاء و انهمك في اللذات والمعاصي و عمل علي انه يبلغ من ذلك شهوته ثم يتوب في آخر عمره و هذا مذهب لا يرضاه الله من عباده و لا يقبله الا تري لوان عبدا لك عمل علي انه يسخطك سنة و يرضيك يوما او شهرا لم تقبل ذلك منه و لم يحل عندك محل العبد الصالح دون ان يضمر طاعتك و نصحك في كل الامور و في كل الاوقات علي تصرف الحالات فان قلت او ليس قد يقيم الانسان علي المعصية حينا ثم يتوب



[ صفحه 273]



فتقبل توبته قلنا ان ذلك شي ء يكون من الانسان لغلبة الشهوات له و تركه مخالفتها من غيران يقدرها في نفسه و يبني عليه امره فيصفح الله عنه و يتفضل عليه بالمغفرة فاما من قدر امره علي ان يعصي ما بداله ثم يتوب أخر ذلك فانما يحاول خديعة من لا يخادع بان يتسلف التلذذ في العاجل و يعد و يمني نفسه التوبة في الاجل و لانه لا يفي بما يعد من ذلك فان النزوع من الترفه والتلذذ و معانات التوبة ولاسيا عندالكبر و ضعف البدن امر صعب و لا يؤمن علي الانسان مع مدافعته بالتوبة ان يرهقه الموت فيخرج من الدنيا غير تائب كما قد يكون علي الواحد دين الي اجل و قد يقدر علي قضائه فلا يزال يدافع بذلك حتي يحل الاجل و قد نفذ المال فيبقي الدين قائما عليه فكان خير الاشياء للانسان ان يستر عنه مبلغ عمره فيكون طول عمره يترقب الموت فيترك المعاصي و يؤثر العمل الصالح فان قلت و ها هو الآن قد ستر عنه مقدار حياته و صار يترقب الموت في كل ساعة يفارق الفواحش و ينتهك المحارم قلنا ان وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جري عليه الامر فيه فان كان الانسان مع ذلك لا يرعوي و لا ينصرف عن المساوي فانما ذلك من مرحه و من قساوة قلبه لامن خطأ في التدبير كما ان الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به فان كان المريض مخالفا لقول الطبيب لا يعمل بما يأمره و لا ينتهي عما ينهاه عنه لم ينتفع بصفته و لم تكن الاسائة في ذلك للطبيب بل للمريض حيث لم يقبل منه و لئن كان الانسان مع ترقبه للموت كل ساعة لا يمتنع عن المعاصي فانه لوثق بطول البقاء كان احري بان يخرج الي الكباير الفظيعة فترقب الموت علي كل حال خير له من الثقة بالبقاء ثم ان ترقب الموت و ان كان صنف من الناس يلهون عنه و لا يتعظون به فقد يتعظ به صنف آخر منهم و ينزعون عن المعاصي و يؤثرون العمل الصالح و يجودون بالاموال و العقائل النفيسة في الصدقة علي الفقراء المساكين فلم يكن من العدل ان يحرم هؤلاء الانتفاع بهذه الخصلة التضيع اولئك حظهم منها فكر يا مفضل في الاحلام كيف دبر الامر فيها فمزج صادقها بكاذبها فانها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم انبياء و لو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلالا معني له فصارت تصدق احيانا فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها او مضرة يتحذر منها و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد. فكر يا مفضل في هذه الاشياء التي تراها موجودة معدة في العالم من مآربهم فالتراب للبناء و الحديد للصناعات والخشب للسفن و غيرها والحجارة للارحاء و غيرها والنحاس للاواني والذهب والفضة للمعاملة والذخيرة الحبوب



[ صفحه 274]



للغذاء والثمار للتفكه واللحم للمأكل والطيب للتلذذ والادوية لتصحح والدواب للحمولة والحطب للتوقد والرماد للكلس والرمل للارض و كم عسي ان يحصي المحصي من هذا و شبهه ارأيت لوان داخلا دخل دارا فنظر الي خزائن مملوة من كل ما يحتاج اليه الناس و رأي كلما فيها مجموعا معد الاسباب معروفة أكان يتوهم ان مثل هذا يكون بالاهمال و من غير عمد فكيف يستجيز قائل ان يقول هذا من صنع الطبيعة في العالم و ما اعد فيه من هذه الاشياء.

اعتبر يا مفضل باشياء خلقت لمآرب الانسان و ما فيها من التدبير فانه خلق له الحب لطعامه و كلف طحنه و عجنه و خبزه و خلق له الوبر لكسوته فكلف ندفه و غزله و نسجه و خلق له الشجر فكلف غرسها و سقيها والقيام عليها و خلقت له القعاقير لاديته فكلف لقطها و خلطها و صنعها و كذالك تجد سائر الاشياء علي هذا المثال فانظر كيف كفي الخلقة التي لم يكن عنده فيها حيلة و ترك عليه في كل شي ء من الاشياء موضع عمل و حركة لماله في ذلك من الصلاح لانه لو كفي هذا كله حتي لا يكون له في الاشياء موضع شغل و عمل لما حملته الارض اشرا و بطرا و لبلغ به ذلك الي ان يتعاطي امورا فيها تلف نفسه و لو كفي الناس كلما يحتاجون اليه لما تهنأوا بالعيش و لا وجدوا له لذة الا نري لوان امر أنزل بقوم فاقام حينا بلغ جميع ما يحتاج اليه من مطعم و مشرب و خدمة لتبرم بالفراغ و نازعته نفسه الي التشاغل بشي ء فكيف لو كان طول عمره مكفيا لا يحتاج الي شي ء فكان من صواب التدبير في هذه الاشياء التي خلقت للانسان ان جعل له فيها موضع شغل لكيلا تبرمه البطالة و لتكفه عن تعاطي مالايناله و لا خير فيه ان ناله و اعلم يا مفضل ان رأس معاش الانسان و حياته الخبز والماء فانظر كيف دبر الامر فيهما فان حاجة الانسان الي الماء اشد من حاجته الي الخبر و ذلك ان صبره علي الجوع اكثر من صبره علي العطش والذي يحتاج اليه من الماء اكثر مما يحتاج اليه من الخبز لانه يحتاج اليه لشربه و وضوءه و غسله و غسل ثيابه و سقي انعامه و زرعه فجعل الماء مبذولا لا يشتري لتسقط عن الانسان المؤنة في طلبه و تكلفه و جعل الخز متعذرا لا ينال الابالحيلة والحركة ليكون للانسان في شغل يكفه عما يخرجه اليه الفراغ من الاشر والعبث الاتري ان الصبي يدفع الي المؤدب و طوطفل لم تكمل ذاته للتعليم كل ذلك ليشتغل عن اللعب والعبث اللذين ربما جنيا عليه و علي اهله المكروه العظيم و هكذا الانسان لوخلا من الشغل لخرج من الاشر والعبث والبطر الي ما يعظم ضرره عليه و علي من



[ صفحه 275]



قرب منه و اعتبر ذلك بمن نشأ في الجدة و رفاهية العيش والترفه والكفاية و ما يخرجه ذلك اليه اعتبر لم لا يتشابه الناس واحد بالاخر كما تتشابه الوحوش والطير و غير ذلك فانك تري السرب من الظباء والقطا تتشابه حتي لا يفرق بين واحد منها و بين الاخري و تري الناس مختلفة صورهم و خلقهم حتي لا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة والعلة في ذلك ان الناس محتاجون الي ان يتعارفوا باعيانهم و حلاهم لما يجري بينهم من المعاملات و ليس يجري بين البهائم مثل ذلك فيحتاج الي معرفة كل واحد منها بعينه و حليته الا تري ان التشابه في الطير والوحش لا يضرها شيئا و ليس كذلك الانسان فانه ربما تشابه التوأمان تشابها شديدا فتعظم المؤنة علي الناس في معاملتهما حتي يعطي احدهما بالاخر و يؤخذ بذنب احدهما الاخر و قد يحدث مثل هذا في تشابه الاشياء فضلا عن تشابه الصور فمن لطف بعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال حتي وقف بها علي الصواب الامن وسعت رحمته كل شي ء لو رأيت تمثال الانسان مصورا علي حائط و قال لك قائل ان هذا ظهر هنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع اكنت تقبل ذلك بل كنت تستهزي ء به فكيف تنكر هذا في تمثال مصور جماد الي غاية من النمو ثم تقف و لا تتجاوزها لولا التدبير في ذلك فان تدبير الحكيم فيها ان تكون ابدان كل صنف منها علي مقدار معلوم غير متفاوت في الكبير والصغير و صارت تنمي حتي تصل الي غابتها ثم تقف ثم لا تزيد والغذاء مع ذلك دائم لا ينقطع و لو تنمي نموا دائما لعظمت ابدانها و اشتبهت مقاديرها حتي لا يكون لشي ء منها حد يعرف. لم صارت اجسام الانس خاصة تثقل عن الحركة والمشي و تجفو عن الصناعات اللطيفة الالتعظيم المؤنة فيما يحتاج اليه اللناس للملبس والمضجع والتكفين و غير ذلك لو كان الانسان لم يصيبه الم و لا وجع بم كان يرتدع عن الفواحش و بتواضع لله و يتعطف علي الناس اما تري الانسان اذا عرض له وجع خضع و استكان و رغب الي ربه في العافية و بسط يده بالصدقة و لو كان لا يألم من الضرب بم كان السلطان بعاقب الذعار و يذل العصاة المردة و بم كان الصبيان يتعلمون العلوم والصناعات و بما كان العبيد يذلون لاربابهم و يذعنون لطاعتهم افليس هذا توبيخ لابن ابي العوجاء و ذويه الذين جحدوا التدبير (والمانوية) الذين انكروا الوجع والالم و لو لم يولد من الحيوان الا ذكر فقط او انثي فقط الم يكن النسل منقطعا و بادمع اجناس الحيوان فصار بعض الاولاد تأتي ذكورا و بعضها يأني اناثا ليدوم التناسل و لا ينقطع لم صار الرجل والمرأة اذا ادركا



[ صفحه 276]



تنبت لهما العانة ثم تنبت اللحية للرجل و تخلفت عن الامرأة لولا التدبير في ذلك فانه لما جعل الله تبارك و تعالي الرجل قيما و رقيبا علي المرأة و جعل المرأة عرسا و خولا للرجل اعطي الرجل اللحية لماله من العز والجلالة والجلالة والهيبة و منعها المرأة لتبقي لها نظارة الوجه والبهجة التي تشاكل المفاكهة والمضاجعة افلا تري الخلقة كيف تأتي بالصواب في الاشياء و تتخلل مواضع الخطأ فتعطي و تمنع علي قدر الارب والمصلحة بتدبير الحكيم عزوجل.

قال المفضل ثم حان وقت الزوال فقام مولاي الي الصلاة و قال بكر الي غدا انشاء الله تعالي فانصرفت من عنده مسرورا بما عرفته مبتهجا بما اوتيته حامدا لله تعالي عزوجل علي ما انعم به علي شاكرا لانعمه علي ما منحني بما عرفنيه مولاي و تفضل به علي فبت في ليلتي مسرورا بما منحنيه محبورا بما علمنيه.


اسهال


عبدالرحمن كثير گفت در مدينه مريض شدم شكم باد كرد اسهال عارض شد رفتم خدمت ابوعبدالله صادق عليه السلام فرمود سويق جاورس بگير با آب نرم كن چون عمل كرد رفع اسهال و دل درد شد.


لقب تصوف


جابر ملقب و مشهور به صوفي بود زيرا ابن نديم و ابن قفطي او را جابر صوفي نوشته اند و معتقدند كه چون او داراي علم باطن كه مذهب متصوفه است بوده او را بدين جهت صوفي گفته اند كه اهل علم باطن بوده و لذا تمام مترجمين او را جابر صوفي لقب داده اند برخلاف مشهور كه صوفي در سلسله هاي باطن طي طريقت مي نمايند در حالي كه جابر حكيم صوفي متشرع واعظ متغظي بوده است.

بديهي است يك استادي مانند امام جعفر صادق كه در عالم معارف و فرهنگ جهان نظير نداشته و مدرسه جعفري كه در ميان ملل و نحل مثل و مانندي نداشته بايد شاگرداني هم مانند جابر بن حيان و جابر جعفي و ابان بن تغلب و چندين هزار نفر ديگر داشته باشد كه در عالم علم و دانش نظير نداشته باشند آن استاد و اين شاگرد آن مدرس و اين دانشجو - به هم ارتباط و سنخيت داشته است.

آن معلم و اين متعلم افتخار فرهنگ اسلام در 12 قرن پيش هستند - كدام استاد است كه بتواند چند هزار شاگرد جامع جميع علوم تعليم و تربيت كند و كدام شاگرد در دانشگاه هاي علوم بوده است كه 3900 رساله تأليف كرده باشد.


النية


1- قال تعالي: (و ما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) [1] و قال



[ صفحه 181]



الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: ان الأعمال بالنيات، و لكل امري ء ما نوي.

و قال الامام الصادق عليه السلام: يا عبدالله، اذا صليت صلاة فريضة، فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود اليها.. و اعلم أنك بين يدي من يراك، و لا تراه.

و قال: ليس من عبد يقبل بقلبه الي الله في صلاته الا أقبل الله اليه بوجهه.

و اذا دلت هذه الأقوال، و ما اليها علي طلب الخشوع من المصلي بدلالة المطابقة، فانها تدل علي طلب النية منه بالالتزام.


پاورقي

[1] البنية: 5.


القمل


قال بعض الفقهاء: لا يجوز للمحرم قتل هو ام الجسد، كالقمل و القراد، و يجوز نقله، و قال آخر: يجوز قتل البق و البرغوث، ليدفعه عن نفسه.. أما نحن فلا نشك أبدا في جواز ازالة كل مؤذ، و ان توقف ذلك علي قتله جاز، جاء رجل الي الامام الصادق عليه السلام و سأله عن محرم قتل زنبورا؟ قال الامام: ان كان خطأ فليس عليه شي ء. قال السائل: بل متعمدا. قال الامام: يطعم شيئا من طعام، قال السائل: انه



[ صفحه 174]



أرادني. قال الامام: ان أرادك فاقتله.


الدليل


ان أدلة الخيارات واحدة، أو متشابهة، لأن المناط فيها، أو في أكثرها واحد، و من هنا استدلوا علي هذا الخيار بالادلة علي غيره، و هي:

1- ان الالزام بالمبيع المعيب ضرر، و لا ضرر و لا ضرار في الاسلام.

2- ان العقد يقتضي السلامة، لأنه عقد معاوضة، و المعاوضة مبناها علي المساواة عادة، و علي هذا تكون سلامة المبيع شرطا ضمنيا في العقد، بحيث لو اشترط الصحة في متن العقد لما افاد هذا الشرط سوي التأكيد و التوضيح، كما تقدم، و بديهة أن الشرط الضمني يجب الوفاء به، تماما كما يجب الوفاء بالشرط



[ صفحه 218]



الصريح.

جاء في مفتاح الكرامة: «قال جماعة: ان اشتراط الصحة مجرد تأكيد، لأن اطلاق العقد يقتضي السلامة، لأن الاصل في المبيع من الاعيان السلامة من العيوب، فاذا اقدم المشتري علي بذل ماله في مقابل فانما بني اقدامه علي غالب ظنه المستند الي أصل السلامة، فاذا وجد عيب سابق علي العقد وجب أن يتمكن من التدارك، و ذلك بثبوت الخيار».

3- النص، و منه قوله تعالي:(و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل).

و قول الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم: لا يحل مال امري ء مسلم الا عن طيب نفس... و من غشنا ليس منا... و لا يحل لمسلم أن يبيع سلعة من السلع، و هو يعلم أن فيها عيبا قل، أو كثر، حتي يبين ذلك لمبتاعه، و يقفه عليه وقفا يكون علمه به كعلمه، فان لم يفعل ذلك، و كتمه العيب، و غشه لم يزل في مقت الله، و لعنة ملائكته.

و سبقت الاشارة الي أن مثل هذه النصوص لا تدل علي ثبوت الخيار، و ان أقصي ما تدل عليه أن الغش محرم، تماما كالكذب و الغيبة و الرياء، أجل، لقد جاء عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم أنه اجاز للمشتري أن يرد عبدا من عيب وجده فيه، و أيضا أجاز لمن اشتري شاة مصراة أن يردها مع صاع من تمر. و معني تصرية الشاة أن يترك الحليب في ضرعها أمدا، حتي يكثر، فيرغب الجاهل بحالها في الشراء بزيادة.

و روي عن الامام عليه السلام أنه قال: ان خرج في السلعة عيب، و علم المشتري فالخيار اليه، ان شاء رد، و ان شاء أخذ، ورد بالقيمة أرش المعيب.

قال صاحب الحدائق: هذه الرواية هي المستند في ذلك لكلام المتقدمين، و تبعهم جملة من المتأخرين.



[ صفحه 219]



و سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل يشتري الثوب، أو المتاع، فيجد فيه عيبا؟ قال: ان كان الثوب قائما بعينه رده علي صاحبه، و أخذ الثمن، و ان كان الثوب قد قطع، أو خيط، أو صبغ رجع بنقصان العيب.

4- الاجماع... و ما رأيت فقيها تردد في ثبوت هذا الاجماع، حتي الشيخ الانصاري المعروف بالتشديد، و كثرة التحفظ قال: «ظهور العيب في المبيع يوجب تسلط المشتري علي الرد، و أخذ الارش بلا خلاف». و قال صاحب الجواهر:«الخيار بين فسخ العقد، و أخذ الارش عليه الاجماع المحصل و المحكي المستفيض صريحا و ظاهرا، و هو الحجة».

و اذا عطفنا الاجماع علي النص السابق، حصل لنا الاطمئنان الكافي الوافي بثبوت خيار العيب بين الرد، و الامساك بالارش.


هل عقد الهبة جائز؟


سبق أن الهبة تتم، و تنعقد بالايجاب و القبول و القبض، و ان القبض شرط في الصحة، لا في اللزوم.. أجل، ان قاعدة وجوب الوفاء بالعقد تستدعي أن



[ صفحه 226]



يكون عقد الهبة بعد القبض لازما الا ما خرج بالدليل كما هو الشأن في جميع العقود، ولكن ثبت النص عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: اذا كانت الهبة قائمة بعينها فله أن يرجع فيها، و الا فليس.

و هذا النص يخرج الهبة من عموم قاعدة وجوب الوفاء بالعقد، و يجعل القاعدة في الهبة عدم وجوب الوفاء الا ما خرج بالدليل، و قد دل الدليل علي خروج الموارد التالية و لزومها: [1] .

1 - ذهب المشهور بشهادة صاحب مفتاح الكرامة، و ملحقات العروة الي أن هبة القرابة تلزم بمجرد القبض، و لا يجوز للواهب القريب الرجوع عن هبته لقريبه، سواء أكان قد تصرف الموهوب له في الشي ء الموهوب، أو لم يتصرف، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يهب الهبة، أيرجع فيها ان شاء، أم لا؟ قال: تجوز - أي تنفذ - الهبة لذي قربة، و الذي يثاب من هبته، و يرجع في غير ذلك ان شاء.

و جاء في كتاب الجواهر، و المسالك، و مفتاح الكرامة، و ملحقات العروة، و يغرها أن المراد بالقرابة كل قريب بعدت لحمته، أو قربت، جاز زواجه من الواهب، أو لم يجز، وارثا كان، أو غير وارث، مسلما كان، أو غير مسلم.

2 - ذهب أكثر الفقهاء بشهادة صاحب الجواهر، و مفتاح الكرامة الي أن هبة أحد الزوجين للآخر لا تلزم بالقبض، بل يجوز لكل منهما الرجوع عنها، ولكن علي كراهية.

و قال جماعة، منهم صاحب الجواهر، و صاحب ملحقات العروة، و السيد



[ صفحه 227]



الاصفهاني في وسيلة النجاة قالوا: اذا وهب الزوج زوجته، أو الزوجة زوجها فان الهبة تلزم بمجرد حصول القبض، تماما كما هو الحكم في القرابة النسبية، و استدلوا برواية عن الامام الصادق عليه السلام جاء فيها: «لا يرجع الرجل فيما يهب لامرأته، و لا المرأة فيما تهب لزوجها».

3 - تلزم الهبة بالقبض اذا كانت بعوض و مقابل، كما لو فرض الواهب علي الموهوب له القيام بالتزام خاص، لمصلحة الواهب أو لمصلحة أجنبي، أو للمصلحة العامة.. و لا فرق بين أن يكون العوض قليلا أو كثيرا قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف أجده في ذلك مضافا الي قول الامام الصادق عليه السلام: اذا عوض صاحب الهبة فليس له أن يرجع».

4 - تلزم الهبة اذا هلك الشي ء الموهوب بفعل الموهوب له، أو بفعل أجنبي، أو بآفة سماوية، لقول الامام الصادق عليه السلام: اذا كانت الهبة قائمة بعينها فله أن يرجع فيها، و الا فليس.

5 - اذا مات الواهب، أو الموهوب له قبل القبض بطلت الهبة، لأنها لا تنعقد الا به، و اذا مات الواهب بعد القبض فليس لورثته الرجوع، لأن حق الرجوع متصل بشخص الواهب، لا بورثته. و كذا تلزم بموت الموهوب له بعد القبض، حيث ينتقل الملك الي ورثته فلا يكون الموهوب قائما بعينه. قال السيد لايزدي في ملحقات العروة الوثقي ص 164 طبعة 1344 ه:

«اذا مات الموهوب له بعد القبض سقط جواز الرجوع، لأن المال انتقل الي ورثته، فليس قائما بعينه، مع أن القدر المعلوم جواز الرجوع علي الموهوب له - لا علي ورثته - و اذا مات الواهب بعد الاقباض، و قبل الرجوع لزمت الهبة، و ليس لوارثه الرجوع وفاقا للعلامة، و الشهيد، و فخر المحققين، و المحقق الثاني،



[ صفحه 228]



و تبعهم المحقق القمي للاصل بعد عدم الدليل علي الانتقال الي وارثه. ودعوي أن حتي الرجوع الثابت للواهب ينتقل الي ورثته، كما في حق الخيار مدفوعة بأن جواز الرجوع ليس حقا، حتي يدخل في عموم ما ترك الميت من مال أو حق فهو لوارثه، بل هو حكم شرعي، فليس من متروكات الميت، بل لو شك في كونه حقا أو حكما فهو كذلك - أي لا يورث - لعدم صدق كونه من التركة. و علي فرض كونه حقا خاصا فالقدر المتيقن كونه قائما بنفس، فلا يقبل الانتقال، و لا يستفاد من النص الا جواز الرجوع لنفس الواهب».

6 - من الأسباب التي تجعل الهبة لازمة أن ينقل الموهوب له الشي ء الموهوب عن ملكه بالبيع أو الهبة أو الوقف، أو يغيره تغييرا يصدق معه أن العين ليست قائمة بذاتها، كالحنطة يطحنها، و قطعة القماش يفصلها ثوبا، أما مجرد لبس الثوب، أو ركوب الدابة فلا يمنع من الرجوع بالهبة. قال الشهيد في اللمعة: ج 1 باب العطية:

«يصح الرجوع بالهبة بعد الاقباض ما لم يتصرف الموهوب له تصرفا متلفا للعين، أو ناقلا للملك، أو مغيرا للعين، كقصارة الثوب، و نجارة الخشب، و طحن الحنطة».

و قال صاحب ملحقات العروة:

«ان اجارة الموهوب له العين الموهوبة يخرجها عن كونها قائمة بعينها فلا يجوز للواهب الرجوع معها.. و كذا لو رهنها، أو غرس في الأرض أشجارا، أو بني فثيها دارا، أو الورق جعله كتابا، أو سندا... كل ذلك يمنع الواهب من الرجوع عن الهبة، و يجعلها لازمة.. و المعيار لجواز الرجوع أن يكون الشي ء الموهوب بحاله لم يتغير، فاذا تغير فلا رجوع.



[ صفحه 229]




پاورقي

[1] قال صاحب الجواهر: «ان الهبة من العقود اللازمة، و ان اعتراها الجواز في بعض مواردها». و الحق أنها من العقود الجائزة لما ذكرنا، و لا نحكم بلزوم مورد منها الا بدليل خاص.


الدعوي علي متزوجة


اذا ادعي رجل علي امرأة متزوجة بأنه عقد عليها قبل الثاني فلا تسمع



[ صفحه 187]



دعواه الا مع البينة، و مع عدمها ترد دعواه، و لا يؤخذ باقرار الزوجية لو صدقته، و لا تتجه عليها اليمين لو أنكرت، لا يؤخذ باقرارها، لأنه اقرار بحق الغير، و لا تتجه عليها اليمين، لأنها انما تتجه علي المنكر الذي لو أقر بما أنكر لحكم عليه به، و حيث لا يجوز الحكم بالزوجية لو أقرت بها فلا تتجه اليمين. و قد اشتهر بين الفقهاء بشهادة صاحب ملحقات العروة أن كل موضع لا يلزم التسليم مع الاقرار لا يلزم اليمين مع الانكار، و قد سئل الامام عليه السلام عن رجل تزوج امرأة، بعد أن سألها: ألك زوج، فقالت: لا. ثم أتاه رجل، و قال: هي امرأتي، فأنكرت المرأة ذلك، ما يلزم الزوج؟ قل: هي امرأته الا أن يقيم - المدعي - البينة.


موجبات الارث


للارث أسباب موجبة، و موانع، و يأتي الكلام عن الموانع، أما الموجب للارث فهو أمران: نسب، و سبب. و السبب أمران: زوجية، و ولاء، و الولاء متأخر عن النسب، بحيث لا يرث به أحد الا اذا فقد القريب المناسب بجميع طبقاته، بخلاف الزوجية فانها تجتمع مع القرابة و الولاء.


المحدود لا يدرك اللامحدود


و أعجب منهم جميعا (المعطلة) الذين راموا أن يدركوا بالحس ما لا يدرك بالعقل، فلما أعوزهم ذلك، خرجوا إلي الجحود و التكذيب، فقالوا: و لم لا يدرك بالعقل؟ قيل: لأنه فوق مرتبة العقل، كما لا يدرك البصر ما هو فوق مرتبته، فإنك لو رأيت حجرا يرتفع في الهواء علمت أن راميا رمي به، فليس هذا العلم من قبل البصر، بل من قبل العقل، لأن العقل هو الذي يميزه، فيعلم أن الحجر لا يذهب علوا من تلقاء نفسه، أفلا تري كيف وقف البصر علي حده فلم يتجاوزه، فكذلك يقف العقل علي حده من معرفة الخالق فلا يعدوه، ولكن يعلقه بعقل أقر أن فيه نفسا و لم يعاينها، و لم يدركها بحاسة من الحواس.


اذا مات الفقيه


منيةالمريد 30، و عنه عليه السلام - أي الصادق عليه السلام -:...

اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شي ء.


النفقة لا الزكاة


[الخصال 1 / 288 ح 45: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد الأشعري، عن ابراهيم بن هاشم، عن عبدالله بن الصلت، عن عدة من أصحابنا يرفعونه الي أبي عبدالله عليه السلام أنه قال:...]

خمسة لايعطون من الزكاة: الولد، و الوالدان، و المرأة، و المملوك، لأنه يجبر الرجل علي النفقة عليهم.


بين أم سلمة و عائشة


الاحتجاج 1 / 245-244، روي عن الصادق عليه السلام أنه قال:...

دخلت أم سلمة بنت أبي أمية علي عائشة لما أزمعت الخروج الي البصرة فحمدت الله وصلت علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ثم قالت: يا هذه انك سدة بين رسول الله و بين أمته و حجابه عليك مضروب و علي حرمته و قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، و ضم ضفرك فلا تنشريه، وشد عقيرتك فلا تصحريها، ان الله من وراء هذه الأمة، و قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد اليك فعل بل نهي عن الفرطة في البلاد، ان عمود الدين لن يثأب [يثاب - خ] بالنساء ان مال، و لا يرأب بهن ان انصدع، جمال النساء غض الأطراف وضم الذيول والأعطاف، و ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عارضك في بعض هذه الفلوات و أنت ناصة قعودا من منهل الي منهل



[ صفحه 98]



و منزل الي منزل و لغير الله مهواك و علي رسول الله تردين و قد هتكت عنك سجافه و نكثت عهده و بالله أحلف أن لو سرت مسيرك ثم قيل لي: ادخلي الفردوس لاستحييت من رسول الله أن ألقاه هاتكة حجابا ضربه علي فاتقي الله واجعليه حصنا و قاعة الستر منزلا حتي تلقيه، ان أطوع ما تكونين لربك ما قصرت عنه، و أنصح ما تكونين لله ما لزمته، و أنصر ما تكونين للدين ما قعدت عنه، و بالله أحلف لو حدثتك بحديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لنهشتني نهش الرقشاء المطرقة.

فقالت لها عائشة: ما أعرفني بموعظتك و أقبلني نصحك ليس مسيري علي ما تظنين ما أنا بالمغترة و لنعم المطلع تطلعت فيه، فرقت بين فئتين متشاجرتين فان أقعد ففي غير حرج و ان أخرج ففي ما لا غني بي عنه من الازدياد في الأجرة.


آيا كسي از صحابه ي پيامبر بر قضيه ي سقيفه اعتراض نمود؟


ابان بن تغلب گويد: به امام صادق - عليه السلام - گفتم: فدايت شوم؛ آيا در اصحاب پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - كسي بود كه بر ابوبكر اعتراض كند، و نشستن او را در مجلس و مكان رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - تقبيح نمايد؟

حضرت صادق - عليه السلام - فرمود: بله. دوازده نفر (از مهاجرين و انصار) بر ابوبكر اعتراض نمودند، آنان از مهاجرين عبارت بودند از: خالد بن سعيد بن عاص - و او مردي از بني اميه بود - و سلمان فارسي، و ابوذر غفاري، و مقداد بن اسود، و عمار بن ياسر، و بريده اسلمي.

و اما از انصار عبارت بودند از: ابوالهيثم بن التيهان، و سهل، و عثمان - دو فرزند حنيف - و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، و ابي بن كعب و ابوايوب انصاري.

سپس حضرت فرمود: هنگامي كه ابوبكر به منبر رفت اين چند نفر با هم مشورت نمودند، بعضي گفتند: به خدا؛ او را از منبر رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - پائين مي كشيم، و ديگران گفتند: به خدا، اگر چنين نموديد به هلاكت خود كمك كرده ايد، در حالي كه خداوند در قرآن كريم مي فرمايد: (و لا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة) [1] «و خود را با دست خود به هلاكت نيفكنيد» پس بيائيد زود برويم نزد اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب - عليه السلام - تا با او مشورت كنيم، و نظر او را جويا شويم و بدانيم چه بايد بكنيم.

همگي به طرف آقا اميرالمؤمنين - عليه السلام - شتافتند و به او گفتند: يا اميرالمؤمنين؛ حقي را كه شما از ديگران به آن سزاوارتريد رها كرده ايد؟ زيرا ما مكرر شنيديم كه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - مي فرمود: «علي با حق است و حق با علي، حق با علي به هر طرف كه برود مي رود و ميل مي كند» و ما قصد داشتيم برويم و او را از منبر رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - پائين بكشيم، ولي



[ صفحه 156]



آمديم ابتداءً با شما مشورت كنيم و نظر شما را جويا شويم و ببينيم ما را به چه چيز دستور مي دهيد. [2] .

حضرت امير - عليه السلام - فرمودند: «به خدا قسم؛ اگر چنين كاري را مي كرديد كار شما با آنها به جنگ مي كشيد، ولي شما مانند نمك در غذا، و سورمه در چشم، باشيد (هستيد).

به خدا قسم اگر چنين مي كرديد به جائي مي كشيد كه نزد من مي آمديد در حالي كه شمشيرها را از نيام كشيده و آماده جنگ و كارزار شده ايد، و در اين صورت مي آمدند و بالاجبار مرا وادار به مبايعت (با آن شخص) مي كردند، و مي گفتند بيعت كن وگرنه تو را مي كشيم، و من ناچار مي شدم كه از خود دفاع كنم (و كشت و كشتار واقع مي شد) در حالي كه پيامبر خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - قبل از وفاتشان به من - سراً - فرمودند: اي ابوالحسن، امت پس از من به تو غدر و خيانت خواهند كرد و عهد مرا (كه مربوط به خلافت و جانشيني تو است) نقض خواهند نمود و تو نسبت به من به منزله ي هارون از موسي هستي، و امت پس از من كاري را كه سامري و پيروان او با هارون و پيروانش كردند با تو خواهند كرد.

من گفتم: يا رسول الله، پس شما چه سفارشي به من داريد اگر چنين شد؟

حضرت رسول فرمودند: اگر ياراني را يافتي پس اقدام كن و با آنان جهاد كن، و اگر ياراني را نيافتي دست نگهدار، و خون خود را حفظ كن تا با مظلوميت به من ملحق شوي.

و هنگامي كه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - وفات يافت به غسل و كفن و دفن آن حضرت مشغول شدم، سپس قسم خوردم كه تا قرآن را جمع نكنم عبا بر دوش نگذارم مگر براي نماز، و چنين كردم.

سپس دست فاطمه - سلام الله عليها - و دو فرزندم حسن و حسين - عليهماالسلام - را



[ صفحه 157]



گرفتم و بر اهل بدر و اهل سابقه (و سابقين در اسلام) مرور كرديم و آنها را به حقم يادآوري كردم، و به نصرت و ياريم دعوت نمودم، ولي هيچ يك از آنان به من پاسخ مثبت ندادند مگر چهار نفر: سلمان، عمار، ابوذر و مقداد - رضي الله عنهم -، و در اين امر با بقيه خويشاوندانم گفتگو كردم ولي همگي امتناع كردند، و ترجيح دادند كه سكوت اختيار شود، چون مي دانستند در سينه ي آن گروه چه كينه هائي انباشته شده است، و مي دانستند چه بغضي نسبت به خدا و پيغمبر و اهل بيت پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - در دل دارند.

پس همگي برويد نزد آن مرد (يعني ابابكر) و او را از آنچه از فرمايشات پيامبرتان محمد - صلي الله عليه و آله و سلم - شنيده ايد آشنا كنيد، تا حجت را بدين طريق بر او تمام كنيد، و ديگر براي او عذري نماند، و آنان با مخالفت با اين فرمايشات از رسول اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم - دورتر باشند هنگامي كه بر او (روز قيامت) وارد مي شوند.

آن گروه به طرف مسجد حركت كردند، تا اينكه منبر رسول خدا را در ميان گرفتند، و آن روز؛ روز جمعه بود و هنگامي كه ابوبكر به منبر رفت مهاجرين به انصار گفتند: شما آغاز كنيد و سخن بگوئيد، و انصار به مهاجرين گفتند: بلكه شما آغاز كنيد و سخن بگوئيد، - تا اينكه گويد -: پس اولين كسي كه سخن گفت خالد بن سعيد بن العاص بود، سپس باقي مهاجرين سپس انصار.

و روايت شده است كه: آنان هنگام وفات رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - حاضر نبودند، و زماني به مدينه آمدند كه ابوبكر در مقام خلافت نشسته بود، و آنها آن زمان از سرشناسان مسجد رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - بودند.

1- خالد بن سعيد بن العاص برخاست و گفت: اي ابوبكر؛ از خدا بترس، تو حتما مي داني كه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - در حالي كه دور او را گرفته بوديم روز واقعه ي قريظه هنگامي كه خداوند فتحي نصيب آن حضرت كرده بود، و علي - عليه السلام - آن روز عده اي از قهرمانان و سرشناسان معروف آنها را كشته بود



[ صفحه 158]



حضرت رسول اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم - فرمود: «اي گروه مهاجرين و انصار، به شما وصيتي مي كنم آن را حفظ كنيد، و فراموش ننمائيد، و امانتي به وديعت نزد شما مي گذارم از آن نگاهداري كنيد؛

بدانيد علي بن ابي طالب - عليه السلام - امير شما و خليفه ي من بعد از من است، بدين مطلب پروردگار مرا سفارشم نمود. بدانيد كه اگر سفارش و وصيت درباره ي او را حفظ نكنيد، و او را ياري و كمك نكنيد، در احكامتان اختلاف خواهيد كرد، و امر دينتان بر شما مضطرب خواهد شد، و اشرار از شما بر شما مسلط خواهد شد.

بدانيد اهل بيت من وارثان امر من هستند و دانا به امر امت من بعد از من هستند.

خداوندا؛ كسي را كه از آنان اطاعت كند و سفارش و وصيت مرا درباره ي آنها حفظ كند در زمره و گروه من محشور بنما، و نصيبي از مرافقت من براي او قرار بده كه به وسيله ي آن نور آخرت را درك كند. (و آن روز گرفتار ظلمت و تاريكي نشود).

خداوندا؛ هر كس با اهل بيت من پس از من بدرفتاري كند از بهشتي كه وسعت و پهني آن به اندازه ي عرض آسمان و زمين است محروم كن.

عمر بن خطاب به او گفت: ساكت باش خالد، ساكت باش، تو نه از اهل مشورت هستي، و نه از كساني هستي كه از آن نظر بشود پيروي كرد.

خالد گفت: تو ساكت باش اي پسر خطاب، زيرا تو از زبان ديگري سخن مي گوئي، به خدا قسم؛ قريش مي داند كه تو از پست ترين قريش هستي از نظر حسب، و منصب، و ارزش، و گمنام ترين شخص مي باشي، و عاجزترين فرد در دفاع از خدا و پيامبرش هستي، تو در جنگها زبون و ترسو، و در زمينه ي بذل و بخشش بخيل، و داراي عنصري خبيث هستي، نه در ميان قريش افتخاري داري، و نه در جنگها نامي.

و تو در اين قصه به مثابه ي شيطان هستي، كه به انسان گفت: (اذ قال للانسان أكفر



[ صفحه 159]



فلما كفر قال اني بري ء منك اني أخاف الله رب العالمين - فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها و ذلك جزاء الظالمين ) [3] «كافر شو (تا مشكلات تو را حل كنم) اما هنگامي كه كافر شد گفت: من از تو بيزارم، من از خداوندي كه پروردگار عالميان است بيم دارم، سرانجام كارشان اين شد كه هر دو در آتش دوزخ خواهند بود، جاودانه در آن مي مانند؛ و اين است كيفر ستمكاران». پس عمر خالد بن سعيد را نشاند.

2- سپس سلمان فارسي برخاست و گفت: كرديد و نكرديد، و ندانيد چه كرديد؟ و قبلا از بيعت امتناع كرده بود تا اينكه گردن او را به دست فشار دادند و مضروب ساختند.

آنجا بود كه گفت: اي ابوبكر؛ در امر خود به چه كس اعتماد مي كني هر گاه بر تو چيزي وارد شد كه او را نمي شناسي؟ و به سوي چه كسي پناه مي بري هنگامي كه از تو سؤال مي شود مطلبي را كه نمي داني؟ و عذر تو چيست در پيشي گرفتن بر كسي كه از تو داناتر است، و به رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - نزديكتر است، و به تأويل كتاب خداي عزوجل و سنت پيامبرش داناتر است.

و كسي كه پيامبر اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم - سفارش او را به شما قبل از وفاتش نموده است. ولي شما قول او را دور انداختيد و توصيه ي او را به فراموشي سپرديد، و به وعده ي خود عمل نكرديد، و عهدش را نقض كرديد، و عقدي را بر شما قرار داده بود - كه زير لواي اسامة بن زيد باشيد - بهم زديد.

پس بترسيد از عملي كه انجام داديد، و مردم بايد بدانند كه با مخالفت امر رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - گناهي بزرگ مرتكب شديد، و نزديك است كه شرايط براي تو فراهم شود در حالي كه بار گناهت سنگين تر شده، و به سوي قبرت برده شده اي در حالي كه با خود مي بردي آنچه دو دستت آن را كسب كرده است.

پس اگر زود به حق برگردي و تدارك كني و توبه كني به خدا از گناه بزرگي كه مرتكب شده اي به نجاتت نزديكتر خواهي بود، آن روزي كه در حفره ات تنها



[ صفحه 160]



خواهي بود، و كساني كه تو را ياري كردند، تو را مي گذارند و مي روند، زيرا تو شنيدي آنچه ما شنيديم، و ديدي آنچه را ما ديديم ولي آنها تو را از آن چيزي كه به آن چنگ زده اي باز نداشتند يعني اين امر (و مقامي) كه هيچ عذري در اشغال آن نداري، و براي دين و مسلمين هيچ نفعي در قيام تو به آن نيست.

پس خدا را! خدا را! در نظر بگير و خود را نجات بده، آنكه بيم داد عذري باقي نگذاشت، و مباش مانند كسي كه (از حق) رو گرداند و تكبر ورزد.

3- سپس ابوذر برخاست و گفت: اي جماعت قريش؛ كار قبيحي مرتكب شديد، و قرابت را رها كرديد.

به خدا قسم؛ (به وسيله ي كار شما) گروهي از عرب مرتد خواهند شد، و در دين شك خواهند كرد. و اگر شما امر را به اهل بيت پيامبرتان بسپاريد هيچ اختلاف و جنگي واقع نخواهد شد.

به خدا قسم؛ اين امر به دست كسي افتاد كه با غلبه و قهر او را به دست آورد (نه با شايستگي)، و از اين به بعد چشم كساني كه هيچ اهليت ندارند به آن دوخته خواهد شد، و خونهاي بسياري در طلبش ريخته خواهد شد.

(و همان واقع شد كه ابوذر گفت..).

سپس ابوذر گفت: شما مي دانيد و خوبان شما مي دانند كه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - فرمود: «امر (خلافت و زعامت) پس از من از آن علي - عليه السلام - است، سپس از آن فرزندم حسن و حسين - عليهماالسلام -، و پاكان و مطهران از ذريه ام».

ولي شما گفته ي پيامبرتان را دور انداختيد و آنچه را نزد شما به وديعت گذاشت به فراموشي سپرديد، آري شما از دنياي فاني پيروي كرديد، و آخرت باقي را كه هرگز جوانيش به پيري نمي انجامد، و نعمتش زائل نمي شود، و ساكنانش محزون نمي گردند، و اهلش نمي ميرند، در مقابل بهاي حقير و ناچيز و فاني و زائلي فروختيد.

درست مانند امتهاي گذشته كه بعد از پيامبرانشان كفر ورزيدند و به عقب برگشتند، و تغيير دادند، و تبديل كردند، و اختلاف كردند، و شما درست مانند آنان



[ صفحه 161]



عمل كرديد، و در اين جهت با آنان يكسان شديد، طابق النعل بالنعل، و چه زود نتيجه ي شوم و تلخ اين كارتان را خواهيد چشيد و به سبب آنچه با دستان خود كسب كرديد مجازات (سخت) خواهيد شد، و هرگز خدا به بندگان ظلم نمي كند.

4- سپس مقداد برخاست و گفت: اي ابابكر؛ از ظلم و ستم خود برگرد (و دست بردار) و به سوي پروردگارت توبه كن، و ملازم خانه ي خود شو، و بر گناهت گريه كن، و امر را به صاحب اصليش كه از تو سزاوارتر است بسپار، زيرا تو مي داني كه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - چه پيمان و عهدي بر گردن تو گذاشت، و چه بيعتي از تو گرفت، و چگونه تو را ملزم كرد كه زير پرچم اسامة بن زيد حركت كني و او مولاي تو است.

و به شما فهمانيد كه اين امر (يعني خلافت) از آن تو و كسي كه تو را در آن كمك كرد نيست به وسيله ي ضميمه نمودن نشانه ي نفاق و كانون شقاق عمرو بن عاص كه خداوند در توصيفش بر پيامبرش - صلي الله عليه و آله و سلم - اين آيه نازل فرمود: (ان شانئك هو الأبتر) [4] «(و بدان) دشمن تو قطعا بريده نسل و بي عقب است!» - زيرا اختلافي ميان اهل علم و دانش نيست كه اين كلام الهي درباره ي عمرو نازل شد - و او بر شما و تمامي منافقين آن زمان كه پيامبر خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - براي غزوه ذات السلاسل فرستاد، امير بود، و عمرو شما را نگهبان لشكرش نمود، پس؛ از نگهباني تا خلافت؟ (نگهباني كجا و خلافت كجا).

از خدا بترس، و مبادرت كن به استعفاي از اين كار پيش از آنكه فرصت فوت شود، زيرا اين براي تو در زندگيت و براي پس از مرگت سالم تر است، و به دنيايت اعتماد نكن، و قريش و غير قريش تو را فريب ندهند.

پس به زودي دنيايت مضمحل مي شود و از بين مي رود، و سپس نزد پروردگارت حاضر مي شوي، و تو را به سبب عملت مجازات خواهد كرد، و تو دانستي (و مي داني) و يقين داري كه علي بن ابي طالب - عليه السلام - صاحب (واقعي)



[ صفحه 162]



اين امر بعد از پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - است، پس اين امر (خلافت) را به او بسپار؛ زيرا خدا آن را (به خاطر كمالاتي) براي او قرار داد.

اگر چنين كردي، براي ستر (ساير عيوبت) بهتر و كاملتر است، و براي سبك كردن بارت بهتر است، و به خدا من تو را نصيحت كردم اگر نصيحت مرا قبول كني، و بازگشت تمامي امور به خدا است.

5- سپس بريده ي اسلمي برخاست و گفت: انا لله و انا اليه راجعون، حق چه كشيد از دست باطل اي ابابكر؛ آيا فراموش كردي يا به فراموشي سپردي، يا اينكه نفست تو را فريب داد، و باطلها را برايت زينت داد؟ يا اينكه به ياد نمي آوري آنچه رسول خدا- صلي الله عليه و آله و سلم - ما را به آن دستور داد آن هنگام كه علي بن ابي طالب - عليه السلام - را اميرالمؤمنين ناميد، در حالي كه رسول خدا هنوز در ميان ما بود و فراموش كردي فرموده ي او را كه بارها تكرار نمود: «اين اميرالمؤمنين، و كشنده ي قاسطين، و منحرفين است».

پس از خدا بترس، و خود را زود نجات بده پيش از آن كه نتواني آن را نجات دهي، و از آنچه آن را هلاك مي كند خلاص كن، اين امر را به آن كسي كه از تو سزاوارتر است به آن برگردان، و در اين امر غاصبانه ادامه نده، و برگرد، تا هنوز مي تواني برگردي.

من خالصانه به تو نصيحت كردم، و تو را به راه نجات دلالت كردم، پس پشتيبان مجرمان و جنايتكاران مباش.

6- سپس عمار بن ياسر برخاست و گفت: اي جماعت قريش؛ و اي مسلمانان؛ اگر مي دانيد (چه خوب) و اگر نمي دانيد پس بدانيد كه اهل بيت پيامبرتان از همه به او سزاوارترند، و به ارث او احقند، و از همه در تدبير امور دين تواناترند، و نسبت به شؤون مؤمنين امانت دارترند، و نگهباني آنها از ملت و دين او بيشتر است، و داراي اخلاص بيشتري نسبت به امت او هستند.

پس رفيقتان را وادار كنيد كه حق را به صاحبانش برگرداند، پيش از اينكه



[ صفحه 163]



وحدتتان متلاشي شود، و شوكتتان ضعيف شود، و دشمنانتان بر شما چيره شود، و تفرقتان آشكار شود، و فتنه به وسيله ي شما بزرگ شود، و اختلاف پيدا كنيد، و دشمنتان در شما طمع كند.

پس شما مي دانيد كه بني هاشم از شما به اين امر (خلافت) سزاوارترند، و علي - عليه السلام - از ميان آنان مولاي شما است به وسيله ي عهد خدا و پيامبر (و سفارش و دستور آنان)، و شما ديديد كه ميان علي - عليه السلام - و ديگر فرق آشكار است، زيرا شما ديديد كه رسول اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم - تمامي درهاي خانه هاي شما را كه به داخل مسجد باز مي شد بست ولي در خانه علي - عليه السلام - را نبست.

و دختر گرامي خود را به او داد در حالي كه دست رد به سينه ي تمامي كساني كه از شما از او خواستگاري كردند، زد.

و درباره ي او پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - فرمود: «من شهر علمم، و علي - عليه السلام - دروازه ي آن شهر است پس هر كس خواهان حكمت است (و مي خواهد وارد شهر علم شود) از راه دروازه ي اين شهر وارد شود».

و شما همگي دست نياز - در امور و مشكلات دينتان - به سوي او دراز مي داريد، در حالي كه او از همگي شما بي نياز است. و همچنين سوابق و فضائل ديگري دارد كه حتي آنكه خود را از همه ي شما بهتر مي داند از آنها عاري و بي بهره است.

پس چرا از او روي گردانده ايد؟ و چرا بر حق او حمله ور شده ايد، و زندگي دنيوي را بر آخرت ترجيح داده ايد؟ بدهيد به او آنچه را كه خدا به او داد.

7- سپس ابي بن كعب برخاست و گفت: اي ابوبكر، حقي را كه خداوند آن را براي غير تو قرار داده انكار مكن و ناديده مگير، و نخستين كسي مباش كه امر رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - را در مورد وصي و صفي (و برگزيده اش) مخالفت كرد، و راه عصيان پيش گرفت، و از دستورش سر باز زد، حق را به صاحبانش برگردان تا در امان باشي، و در ضلالت خود ادامه مده كه پشيمان مي شوي.



[ صفحه 164]



و به سرعت توبه كن تا بار گناهت سبك شود و اين امر را كه خدا آن را براي تو قرار نداده است به خود اختصاص مده، كه نتيجه ي شوم عمل خود را ملاقات خواهي كرد، و به زودي اين را كه در آن هستي مفارقت خواهي نمود، و نزد پروردگارت خواهي رفت، و از جنايتي كه مرتكب شده اي سؤال خواهد كرد پروردگارت نسبت به بندگانش ظالم نيست.

8- سپس خزيمه برخاست و گفت: اي مردم مگر نمي دانيد كه پيامبر خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - شهادت مرا به تنهائي قبول كرد، و در كنار من شاهد ديگري نخواست؟

گفتند: بله.

گفت: پس شهادت مي دهم كه من شنيدم از رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - كه مي گفت: «اهل بيت من حق را از باطل جدا مي كنند، و آنها اماماني هستند كه بايد به آنان اقتدا شود و من آنچه كه دانستم گفتم، و نيست بر فرستاده اي مگر رساندن آشكاري».

9- سپس ابوالهيثم بن التيهان برخاست و گفت: و من شهادت مي دهم كه پيامبر ما - صلي الله عليه و آله و سلم - علي - عليه السلام - را در روز غدير منصوب نمود، و انصار گفتند: او را منصوب ننمود مگر براي خلافت، و بعضيها گفتند: او را منصوب ننمود مگر براي اينكه مردم بدانند كه او مولاي هر كسي است كه پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - مولاي او است، و مطالب بسياري.

پس ما مرداني به نزد رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - فرستاديم كه از مراد آن حضرت بپرسند.

حضرت فرمود: «بگوئيد به آنها كه: علي - عليه السلام - ولي مؤمنان پس از من است و او ناصحترين شخص براي امتم مي باشد».

و من شهادت مي دهم به آنچه خود شاهد و حاضر در آن بودم، پس هر كس خواست ايمان بياورد و هر كس خواست كافر شود، قيامت روز قضاوت و



[ صفحه 165]



جداسازي است.

10- سپس سهل بن حنيف برخاست و پس از حمد و ثناي الهي و صلوات بر پيامبر اكرم محمد و آل او - عليهم السلام - گفت: اي جماعت قريش، شاهد باشيد كه من شهادت مي دهم كه رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - را در همين مكان - يعني روضه - ديدم در حالي كه دست علي بن ابي طالب - عليه السلام - را گرفته بود، و مي گفت:

«اي مردم، اين علي - عليه السلام - امام شما پس از من است، و وصي من در حيات، و پس از وفات من است، و پرداخت كننده دين من است، و برآورنده ي وعده ي من است، و نخستين كسي است كه با من كنار حوض كوثر مصافحه مي كند، پس خوشا به حال كسي كه از او پيروي كند، و او را ياري نمايد، و واي بر كسي كه از او تخلف كند، و او را ياري ننمايد».

11- و در كنارش برادرش عثمان بن حنيف ايستاد و گفت: از رسول اكرم - صلي الله عليه و آله و سلم - شنيديم كه مي گفت: (لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون) [5] «اهل بيت من ستاره گان زمينند، پس برآنان پيشي نگيريد، بلكه آنان را مقدم بداريد (و پشت سر آنها حركت كنيد) آنها رهبران شما بعد از من هستند».

در اين هنگام مردي برخاست و گفت: اي رسول خدا، چه كساني اهل بيت شما هستند؟

پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - فرمود: «علي و پاكان از فرزندانش»، و اين مطلب را توضيح داد.

پس اي ابوبكر، نخستين كافر به آن حضرت مباش، و به خدا و پيامبر خيانت نكنيد»! و (نيز) در امانات خود خيانت روا مداريد، در حالي كه مي دانيد (اين كار، گناه بزرگي است).

12- سپس ابوايوب انصاري برخاست و گفت: بندگان خدا؛ از خدا بپرهيزيد



[ صفحه 166]



درباره ي اهل بيت پيامبرتان و به آنها برگردانيد حقي را كه خداوند آن را براي آنان قرار داده، من هر آنچه برادرانم شنيدند شنيدم در جاهاي متعدد كه پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - به علي - عليه السلام - اشاره مي كرد و مي فرمود:

«علي امام نيكان، و كشنده ي كافران است، خذلان شده است كسي كه او را خذلان كند، و پيروز است كسي كه او را ياري كند».

پس توبه كنيد از اين ظلم و ستمتان كه خدا توبه پذير و مهربان است، و پشت به او ننمائيد، و از او اعراض نكنيد.

امام صادق - عليه السلام - مي فرمايد: اينجا بود كه ابوبكر روي منبر به طوري مجاب شد كه ديگر ندانست در پاسخ آنها چه بگويد، سپس گفت: من رهبر شما شدم در حالي كه از شما بهتر نيستم مرا از اين كار معاف بداريد، معاف بداريد.

عمر بن الخطاب گفت: پائين بيا اي احمق! اگر نمي تواني از قريش با دلايل قوي دفاع كني پس چرا خود را در اين مقام قرار دادي؟ به خدا؛ قصد داشتم تو را از اين منصب خلع كنم، و واگذار كنم آن را به «سالم» غلام و برده ي ابوحذيفه.

ابوبكر پائين آمد، و عمر دست او را گرفت و هر دو به شتاب به منزلش رفتند و سه روز در خانه ماندند، و به مسجد رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - نمي آمدند.

هنگامي كه روز چهارم شد «خالد بن الوليد» آمد به همراه هزار نفر (رجاله) و به آنها گفت: چرا نشسته ايد، به خدا بني هاشم چشم طمع به اين مقام دوخته اند. و «سالم» غلام و برده ابوحذيفه با هزار نفر آمد و «معاذ بن جبل» با هزار نفر آمد و همين طور از اين سو و آن سو يكي يكي جمع شدند تا اينكه چهار هزار نفر مرد جمع شدند و شمشيرها را از نيام كشيدند و سپس به راه افتادند در حالي كه در پيشاپيش آنان عمر بن الخطاب حركت مي كرد تا به مسجد رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - رسيدند.

عمر گفت: اي اصحاب علي؛ اگر كسي از شما سخناني كه ديروز گفت بار ديگر تكرار كند گردن او را مي زنيم.



[ صفحه 167]



«خالد بن سعيد بن العاص» برخاست و گفت: اي فرزند صهاك حبشيه، با شمشيرتان ما را تهديد مي كنيد؟ به خدا قسم شمشيرهاي ما از شمشيرهاي شما تيزتر است، و ما از شما بيشتر هستيم گر چه عددمان اندك است، چون حجت و دليل با ما است.

به خدا قسم اگر نبود طاعت امامم هر آينه شمشير خود را از نيام برمي كشيدم، و با تو مي جنگيدم تا جايي كه ديگر عذري نماند.

اميرالمؤمنين - عليه السلام - فرمودند: «اي خالد، بنشين خداوند مقام تو را مي داند، و تلاش تو را سپاسگزار است». خالد نشست.

سپس «سلمان فارسي» برخاست و گفت: الله اكبر الله اكبر من از رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - با اين دو گوشم شنيدم - و گرنه كر باد - كه فرمود: «در حالي كه برادرم و پسرعمم در مسجد با گروهي از اصحابش نشسته است گروهي از سگان جهنم بر او يورش مي برند، و اراده ي قتل او و قتل يارانش مي كنند» و من شك نمي كنم كه آنها شما باشيد.

عمر ابن الخطاب كه اين سخن را از سلمان شنيد به او حمله كرد، كه علي - عليه السلام - به سرعت برخاست و يقه ي او را گرفت به زمين زد و فرمود: «اي صهاك حبشيه؛ اگر نبود كتاب و وصيتي كه قبلا از ناحيه رسول خدا - صلي الله عليه و آله و سلم - به من رسيده، به تو نشان مي دادم كه كدام يك از ما ياران كمتري و ياوران ضعيف تري دارد».

سپس حضرت رو به اصحابش نمود و فرمود: (اذهب انت و ربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون) [6] «برويد خداي رحمتتان كند، به خدا وارد مسجد نمي شوم مگر آنسان كه دو برادرم موسي و هارون وارد شدند، هنگامي كه اصحابش به او گفتند: تو و پروردگارت برويد و (با آنان) بجنگيد، ما همين جا نشسته ايم.

به خدا قسم؛ وارد نمي شوم به مسجد مگر براي زيارت رسول خدا - صلي الله



[ صفحه 168]



عليه و آله و سلم - يا براي قضيه اي كه در آن نظر بدهم چون جايز نيست اهمال آن بدليل نهي پيامبر - صلي الله عليه و آله و سلم - از اينكه مردم در حيرت رها شوند». [7] .


پاورقي

[1] سوره ي بقره آيه ي 195.

[2] البحار، ج 28، ص 191.

[3] سوره ي حشر آيه ي 16 - 17.

[4] سوره ي كوثر آيه ي 3.

[5] سوره ي انفال آيه ي 27.

[6] سوره ي مائده آيه ي 24.

[7] الاحتجاج للطبرسي 47 - 50، بحارالأنوار: ج 28 ص 189 ح 2.


حديث 187


4 شنبه

حسن الجوار يزيد في الرزق.

خوش همسايگي، روزي را زياد مي كند.

كافي، ج 2، ص 666


علمه بما أخفي


محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأي أبا عبدالله عليه السلام و عليه ثياب كثيرة القيمة، حسان، فقال: و الله لآتينه و لأوبخنه، فدنا منه، فقال: يابن رسول الله، و الله ما لبس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مثل هذا اللباس و لا علي عليه السلام و لا أحد من آبائك. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في زمان قتر مقتر، و كان يأخذ لقتره و اقتاره و ان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها فأحق أهلها بها أبرارها، ثم تلا (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق) [1] فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله، غير أني يا ثوري ما تري علي من ثوب انما لبسته للناس، ثم اجتذب بيد سفيان فجرها اليه، ثم رفع الثوب الأعلي و أخرج ثوبا تحت ذلك علي جلده غليظا، فقال: هذا لبسته لنفسي و ما رأيته للناس. ثم جذب ثوبا علي سفيان أعلاه غليظ خشن، و داخل ذلك ثوب لين، فقال: لبست هذا الأعلي للناس، و لبست هذا لنفسك تسرها [2] .


پاورقي

[1] سورة الأعراف: الآية 32.

[2] الكافي: ج 6 ص 442.


اهداف عمل و نقش آن در ايمان


طرح مسأله مؤمن بودن يا مؤمن نبودن مرتكب گناه كبيره، در قرن هاي اوليه تاريخ اسلام، به پيدايش سه نظريه و سه گروه مهم در جامعه اسلامي انجاميد.

1. خوارج ارتكاب گناه كبيره را باعث زوال ايمان مي دانستند و مرتكب گناه كبيره را كافر مي پنداشتند. آنان با برگزيدن اين رأي، رويكرد افراد را در مسأله پيش گرفتند.

2. مرجئه ايمان و عمل را دو مقوله جدا از هم تصور مي كردند و ارتكاب گناه كبيره را مضر به ايمان نمي دانستند.

3. معتزله به منزلت بين منزلتين قائل شده بود و مرتكب گناه كبيره را نه مؤمن و نه كافر مي دانست.

مشهور اهل سنت و شيعه، مرتكب گناه كبيره را فاسق، ولي مؤمن



[ صفحه 280]



دانسته است و نيز عمل را، در ايمان دخالت مي دادند. [1] .

آنچه در عصر امام صادق عليه السلام پايه و اساس ارجاء را تشكيل مي داد، عقيده ي آنان در مورد ايمان و كفر بود. مرجئه ايمان را تصديق قلبي يا تصديق با قلب و اقرار با زبان مي دانستند. قول به جدايي ايمان از عمل در ديدگاه مرجئه، موجب شد، گفته مشهور:

«لا تضر مع الايمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة». [2] .

هيچ معصيتي به ايمان ضرر و زياني وارد نمي سازد؛ همان گونه كه هيچ كار نيكي با كفر، سودي در پي ندارد به آنان نسبت داده شود.

اساس فكري مرجئه، يعني جدايي ايمان از عمل، نتايح ذيل را در پي داشت:

1. ايمان، زياده و نقصان نمي پذيرد و عمل در حقيقت ايمان نيست؛ زيرا تصديق قلبي و اقرار زباني يا وجود دارد و يا معلوم است و از اين دو حال خارج نيست.

2. مرتكب گناه كبيره مؤمن است؛ زيرا تصديق قلبي يا اقرار زباني را در مؤمن شمردن فرد كافي مي دانستند و انجام گناه را منافي با ملاك با ملام اتصاف به ايمان، نمي ديدند.

3. مرتكب گناه كبيره اگر چه توبه نكند، در آتش جهنم، جاودانه نخواهد بود. [3] .


پاورقي

[1] بحوث في الملل و النحل، ج 3، ص 66؛ دايرة المعارف بزرگ اسلامي، ج 5، ص 382.

[2] بحارالأنوار، ج 23، ص 18؛ بحوث في الملل و النحل، ج 3، ص 65؛ الملل و النحل شهرستاني، ج 1، ص 139.

[3] بحوث في الملل و النحل، ج 3، ص 73؛ الامام الصادق عليه السلام، ابوزهره، ص 172؛ الملل و النحل، ج 1، ص 139؛ الفرق بين الفرق، ص 189.


يحيي بن عيسي


يحيي بن عيسي التميمي الكوفي نزيل الرملة المتوفي سنة 201.

خرج حديثه مسلم و أبوداود و الترمذي و ابن ماجة و البخاري في الأدب المفرد و روي عنه ابنا أبي شيبة و مهدي بن جعفر الرملي و سعيد بن أسد و غيرهم وثقه العجلي و أحسن الثناء عليه أحمد بن حنبل و قال ابن حجر صدوق يتشيع [1] .


پاورقي

[1] الجرح و التعديل 175: 4 ق 2.


النار


و قال عليه السلام: و النار أيضا كذلك، فانها لو كانت مبثوثة كالنسيم و الماء، كانت تحرق



[ صفحه 165]



العالم و ما فيه، و لم يكن بد من ظهورها في الأحايين، لغنائها في كثير من المصالح، فجعلت كالمخزونة في الأخشاب [1] تلتمس عند الحاجة اليها، و تمسك بالمادة و الحطب ما احتيج الي بقائها، لئلا تخبو [2] ، فلا هي تمسك بالمادة و الحطب فتعظم المؤونة في ذلك، و لا هي تظهر مبثوثة [3] فتحرق كل ما هي فيه، بل هي علي تهيئة و تقدير، اجتمع فيها الاستمتاع بمنافعها، و السلامة من ضررها، ثم فيه خلة أخري، و هي أنها مما خص به الانسان دون جميع الحيوان، لما له فيها من المصلحة، فانه لو فقد النار لعظم ما يدخل عليه من الضرر في معاشه، فأما البهائم فلا تستعمل النار، و لا تستمتع بها، و لما قدر الله عزوجل أن يكون هذا، هكذا خلق للانسان كفا و أصابع مهيأة لقدح النار و استعمالها، و لم يعط البهائم مثل ذلك، لكنها أعينت بالصبر علي الجفاء، و الخلل في المعاش، لكيلا ينالها في فقد النار ما ينال الانسان. و أنبئك من منافع النار علي خلقة صغيرة عظيم موقعها، و هي هذا المصباح الذي يتخذه الناس، فيقضون به حوائجهم ما شاؤوا من ليلهم، و لولا هذه الخلة لكان الناس تصرف أعمارهم بمنزلة من في القبور، فمن كان يستطيع أن يكتب أو يحفظ أو ينسج في ظلمة الليل، و كيف كانت حال من عرض له وجع في وقت من أوقات الليل فاحتاج أن يعالج ضمادا [4] أو سفوفا [5] أو شيئا يستشفي به، فأما منافعها في نضج الأطعمة، و دفاء الأبدان، و تجفيف أشياء، و تحليل أشياء، و أشباه ذلك، فأكثر من أن تحصي، و أظهر من أن تخفي. [6] .



[ صفحه 166]




پاورقي

[1] و في نسخة: الأجسام.

[2] أي لئلا تخمد و تطفأ.

[3] أي مفرقة.

[4] هو الدواء الذي يضمد به الجرح و جمعه ضمائد. لسان العرب 153:9.

[5] كل دواء يؤخذ غير معجون فهو سفوف، مثل سفوف حب الرمان و نحوه. لسان العرب 153:9.

[6] بحارالأنوار 123:3.


المكرمية


أصحاب مكرم بن عبدالله العجلي ، زعموا أن تارك الصلاة كافر ، لا لأجل ترك الصلاة ، لكن لجهله بالله عزوجل .



[ صفحه 573]




القطان


و منهم: أبوسعيد يحيي بن سعيد القطان البصري، كان من أئمة الحديث، بل عد محدث زمانه، و احتج به أصحاب الصحاح الستة و غيرهم، توفي عام 198، و حكي عن ابن قتيبة عداده في رجال الشيعة، و لكن الشيعة لا تعرفه من رجالها.

ذكره في رجال الصادق عليه السلام «التهذيب» [1] و «الينابيع» [2] ، و غيرهما من السنة، و الشيخ و ابن داود و النجاشي و غيرهم من الشيعة.



[ صفحه 507]




پاورقي

[1] تهذيب الأسماء و اللغات1 : 150.

[2] الينابيع: 360.


ابو عبد الله مولي عبد ربه


أبو عبد الله مولي عبد ربه.

محدث. روي عنه عبد الله بن مسكان.

المراجع:

معجم رجال الحديث 21: 231. تنقيح المقال 3: قسم الكني 25. خاتمة المستدرك 867. جامع الرواة 2: 400 وفيه أبو عبد الله ابن مولي عبد ربه.


سليمان بن جعفر البصري


سليمان بن جعفر البصري.

محدث لم يذكره أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم في كتبهم. روي عنه ابنه محمد بن سليمان.

المراجع:

رجال الطوسي 207 ولا ذكر له في نسخة خطية منه. معجم رجال الحديث 8: 234 و 237. تنقيح المقال 2: 55.


محمد بن سالم الكوفي


محمد بن سالم الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 289. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 119. خاتمة المستدرك 843. معجم رجال الحديث 16: 106. جامع الرواة 2: 116. مجمع الرجال 5: 215. منهج المقال 297.