بازگشت

عبدالله بن جعفر


جعفربن ابي طالب يكي از نخستين مسلمانان در شهر مكه بود كه در جريان هجرت مسلمانان به حبشه، از طرف پيامبر (صلي الله عليه وآله) به سرپرستي مهاجران برگزيده شد. وي در سال هفتم هجرت به مدينه بازگشت و در غزوه موته به عنوان فرمانده اول مسلمانان شركت كرد و در همان جنگ به شهادت رسيد. در اين وقت بود كه رسول خدا (صلي الله عليه وآله) فرزند او عبدالله را در آغوش گرفت و در باره جعفر فرمود: خداوند عوض دستان او ـ كه قطع شد ـ دو بال به وي خواهد داد كه در بهشت همراه فرشتگان پرواز كند. به همين دليل آن حضرت را جعفر طيار ناميدند.

در حال حاضر، قبر وي، از مزارهاي مهم در موته ـ واقع در كشور اردن ـ به شمار مي آيد كه در سال هاي اخير بازسازي شده و ضريح تازه اي بر مزار وي نصب گرديده است. فرزند وي عبدالله آن زمان كودكي خردسال بود كه پيامبر (صلي الله عليه وآله) در حق وي بسيار محبت كرد. پس از پيامبر (صلي الله عليه وآله) عبدالله همچنان شخص محترمي بود و همسر زينب، دختر علي بن ابي طالب و نور ديده فاطمه زهرا (عليها السلام) شد.



[ صفحه 347]



عبدالله پس از كربلا، به عنوان يكي از شخصيت هاي برجسته مطرح بود و به دليل بخشش هاي فراوانش به صفت جواد شهرت يافت. زماني كه وي درگذشت، او را در كنار عمويش عقيل دفن كردند. خانه عقيل كه خود نيز در آن دفن شده بود، به تدريج جزو بقيع شد و اكنون قبر اين دو بزرگوار كنار يكديگر، مشخص است.


علامه شيخ محمد خالصي


- علامه شيخ محمد خالصي

امام صادق عليه السلام از آن جا كه فرصتي براي نشر علم و حكمت در اختيار داشت، تنها به حديث تفسير فقه و مسايل توحيدي اكتفا نكرد. بلكه در آيينه ي وحي نبوي و در پرتو الاهي به همه ي موجودات نظر كرد؛ نظري كه هرگز افلاطون، ارسطو، سقراط، بطلميوس، ديو جانس و جالينوس از آن بهره يي نداشتند و دكارت، سيمون، گاليله، نيوتن، ميشله و ساير دانشمندان از آن محروم بودند؛ زيرا گروه پيش گفته، دربيابان تاريكي از ماده ي كر و كور جست و جو مي كردند، ولي امام صادق عليه السلام در پرتو علم الاهي و به ياري كتاب والايي كه فرستاده ي خداي دانا و ستوده است و باطل به آن، راه ندارد، موجودات را بررسي مي كرد.=



[ صفحه 43]




ادعيته


لم ينقل عن أحد من الصحابة و التابعين و العلماء من الأدعية و الأذكار ما نقل عن أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، فهي منقبة لم يشاركوا فيها، و كرامة خصصوا بها.

قال الأستاذ سيد الأهل: و لم يكن أحد أقدر علي هذه الصناعة - صناعة الدعاء - من أهل البيت [1] .

و قد تصدي لجمع أدعيتهم عليهم السلام جمع من العلماء، فجاءت في مئات المصنفات، كما شرح آخرون بعض هذه الأدعية، و أشار الي ما تضمنته هذه الآثار النفيسة من العلوم و المعارف الالهية، و أنت سلمك الله اذا علمت بأن السيد علي بن طاووس - رحمه الله - من أعلام القرن السابع - له ما يقرب من عشرين مؤلفا في الدعاء، و جلها مطبوع متداول أدركت ثروة هذه الطائفة من هذه الكنوز واليوم و نحن أحوج ما نكون لهذه الآثار النفيسة كعامل مهم في تقويم الأخلاق، و تهذيب النفوس، و الرقي نحو الكمال.

و قد وردت للامام الصادق عليه السلام أدعية كثيرة، فقد جمع الحجة المغفور له، الشيخ محمد الحسين المظفري - مؤلف كتاب الامام الصادق عليه السلام - أدعية الامام الصادق عليه السلام في كتاب مستقل، و هو لا يزال مخطوطا، شأن الكثير من تراثنا النفيس. كما جمع العلامة الشيخ أحمد بن صالح بن طعان البحراني ما وصل اليه من أدعيته عليه السلام في كتاب كبير سماه (الصحيفة الصادقية) و هو أيضا لا يزال مخطوطا [2] .



[ صفحه 460]



و عملا بمنهج كتابنا - الاختصار - نذكر بعض أدعيته عليه السلام القصار:


پاورقي

[1] جعفر بن محمد لسيد الأهل 84.

[2] رأيت نسخته عند الشيخ محمد علي الوراق في النجف الأشرف، و تقع في أربعمائة و ثمان صفحات، و هي بخط جيد؛ أخذ الله بأيدي المحسنين لطبع هذا الأثر النفيس.


حرف (ب)


باء باء، 1، 1.

بحر بَحْر، 43، 71.

بخت تَبَخْتُر، 27، 63.

بدء بَدْء، 1، 1؛ 3، 150؛ بِدايَة، 22، 26؛ بِدايات، 20، 33؛ اِبْداء (تولية ـ)، 7، 196؛ اِبتِداء، 30، 17؛ 30، 53؛ 78، 36؛ مَبادي، 47، 3.

بدع بَدائع، 1، 3؛ 6، 79؛ 12، 20؛ بِدعَة، 14، 1.

بدن بَدَن، 2، 125.

بدو بَوادي، 55، 11.

برء باري، 50، 7.

برج بُرْج، بُروج، 25، 61.

برّ بِرّ، 1، 2؛ 2، 210؛ 3، 92؛ 17، 105؛ 19، 8؛ 22، 28؛ 25، 74؛ 27، 61؛ 69، 38.

بستن بُستان، بَستاتين، 24، 37.

بسط اِنبِساط، 3، 200؛ 7، 143؛ 24، 35؛ 25، 7.

بشر بَشَريّة، 7، 142؛ 7، 143؛ 18، 18؛ 25، 20؛ 51، 55؛ بِشارَة، 61، 13.

بصر بَصَر، 1، 3؛ 50، 7؛ اَبصار، 1، 1؛ بصيرة، 35، 1.

بطل باطِل، 3، 76؛ 61، 5.

بطن باطِن، 1، 3؛ 3، 159؛ 25، 71؛ 40، 51؛ 57، 3؛ 71، 12.

بعد بُعْد، 15، 72.

بغض بُغض، 13، 39.

بقي بَقاء، 1، 1؛ 18، 46؛ 20، 11؛ 24، 35؛ 83، 24؛ 112، 3؛ باقي، 7، 143؛ 16، 96؛ 18، 46؛ 43، 71؛ اِبْقاء، 85، 13.

بلي بَلاء، 1، 2؛ 20، 115؛ 21، 83؛ 26، 50؛ 90، 4.

بوب باب، 1، 1.

بون مُبايَنَة، 7، 143؛ 10، 58.

بهو بَهاء، 1، 1.

بيت بَيْت، 2، 125.

بيع مُبايَعة، 4، 125.

بين بَيان، 3، 138، 14، 1؛ 25، 7.


و من كلام له: يأمر أصحابه بمداراة الناس و حسن صحبتهم و التوادد معهم


فذكر لهم قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «مداراة الناس نصف الايمان و الرفق بهم نصف العيش». ثم قال عليه السلام:



[ صفحه 30]



خالطوا الابرار سرا و خالطوا الفجار جهارا و لا تميلوا عليهم فيظلموكم فانه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين الا من ظنوا أنه أبله، و صبر نفسه علي أن يقال له: انه أبله لا عقل له.


محمد بن فرات بن احنف


از نظر حديث، او ضعيف و پسر ضعيف است. پدرش از امام سجاد و امام باقر و امام صادق عليهم السلام روايت كرده، ليكن متهم به غلو و تفويض است. محمد بن فرات تا زمان حضرت رضا (ع) را درك كرده، و روايت شده كه بر حضرت رضا (ع) دروغ مي بست.



[ صفحه 72]



امام رضا (ع) فرمود: اذيت كرد مرا محمد بن فرات، اذيت كند خدا او را، و بچشاند به او سوزش آهن را، او مرا چنان اذيتي كرد كه ابوالخطاب به جعفر بن محمد (ع) روا نداشت و دروغي بر من بست كه هيچ خطابي (پيروان ابوالخطاب) چنين دروغي نبست. به خدا قسم، احدي بر ما دروغ نمي بندد، مگر آن كه خدا سوزش آهن را به او مي چشاند. [1] .

دعاي ان جناب مستجاب شد، زماني نگذشت كه ابراهيم بن مهدي، عموي مأمون، كه معروف به ابن الشكله بود، او را به بدترين وجهي كشت. [2] .

آن چنان كه روايت شده، محمد بن فرات، هم مدعي بابيت و هم نبوت گرديد. [3] .


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال، ص 555.

[2] اختيار معرفة الرجال، ص 555.

[3] تحفة الاحباب، ص 347.


الأب الكريم


هو الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) سيد الناس لا في عصره، وإنما في جميع العصور علي امتداد التأريخ علماً وفضلا وتقوي، ولم يظهر من أحد في ولد الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدين والسنن وعلم القرآن



[ صفحه 38]



والسير، وفنون الأدب والبلاغة مثل ما ظهر منه [1] .

لقد فجّر هذا الإمام العظيم ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وساهم مساهمة إيجابية في تطوير العقل البشري، وذلك بما نشره من مختلف العلوم. لقد أزهرت الدينا بهذا المولود العظيم الذي تفرع من شجرة النبوة ودوحة الإمامة ومعدن الحكمة والعلم، ومن أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.


پاورقي

[1] الفصول المهمة: 192.


الشجاعة البدنية


(جبلت الشجاعة علي ثلاث طبائع، لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخري: السخاء بالنفس، والأنفة من الذل، وطلب الذكر، فإذا تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله والموسوم بالإقدام في عصره، وإذا تفاضلت فيه بعضها علي بعض كانت شجاعة في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد أقداماً) [1] .

عناصر الشجاعة ثلاثة علي ما يقرره الإمام الصادق (ع) في هذا الحديث، يجب توفرها في الشخص ليسمي شجاعاً بالاستحقاق، والذي يفقد واحداً منها لا يستحق هذه الصفة لأنه يفقد ركناً من أركان الشجاعة.

(1) السخاء بالنفس، وهذا هو العنصر الأول في الأهمية أيضاً، وإذا عرفنا ان السخاء بالشيء هو بذله عن طيب نفس علمنا الذي يتكلف بذل نفسه لبعض الدواعي لا يستحق ان يسمي شجاعاً، وان اجتمعت فيه العناصر الأخري للشجاعة ولكن قد يتكرر هذا التكلف من الإنسان حتي يصبح معتاداً عليه، ويعود سخياً ويستحق صفة الشجاعة إذا استكمل بقية عناصرها.

(2) و (3) الأباء والشمم، وهما خلقان نفسيان متلازمان في الأكثر، وأثر الأباء احتفاظ الإنسان بكرامة نفسه وترفعه عن الدنيء من الأمور، وأثر الشمم، طلب الرفعة والتوجه إلي المراتب الجليلة، وهما قريبان في المعني من عزة النفس، وعلو الهمة، وسنذكرهما فيما يأتي. وهذه العناصر الثلاثة المتقدمة قد تجتمع في الشخص بأرقي مراتبها فيصفه الإمام (ع) بالشجاع الكامل وبالبطل الذي لا يقام لسبيله. وقد يضعف فيه بعض العناصر فيفقد من الشجاعة الكاملة بمقدار ذلك النقص.

أما الشرط الأول للشجاعة وهو إخضاع قوة الغضب لقوة العقل فيقول فيه: ثلاثة تعقب مكروها. حملة البطل في الحرب في غير فرصة، وان رزق الظفر [2] النفس أثمن شيء يجده الإنسان، ونفس البطل أعز ذخيرة يحتفظ بها ليومها الأكبر، فيجب عليه ان لا يخاطر بهذه النفس إلا إذا أحرز الفرصة ووثق بالفوز، وإلاّ فإنه يبيع نفسه من غير ثمن، والعقل يعد مجازفاً وإن رزق النصر، لأن نصره هذا وليد المصادفة، والمصادفات لا تدخل تحت مقياس.

والشجاعة لا تختص بالجندي يقدم نفسه فداء للدين، أو يبذل دمه لنصرة الوطن فإن للشجاعة البدنية أنواعاً كثيرة, لأن شدائد الحياة لا تدخل تحت حساب، وملاقاة هذه الأهوال شجاعة متي كان الإقدام فيها بإشارة العقل وإرشاده فالشجاعة تكون في الجندي وفي القائد، والطبيب ورجال الإنقاذ علي سواء إذا اجتمعت في هؤلاء عناصر الشجاعة التي ذكرها الإمام في حديثه السابق.


پاورقي

[1] كتاب تحف العقول ص78.

[2] تحف العقول ص78.


حديث الثقلين


يعتبر حديث الثقلين من أصح الأحاديث المروية عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أكثرها تواترا في كتب الفريقين، و قد ورد ذكر هذا الحديث في مؤلفات أهل السنة بكمية و كيفية لا نظير لهما، مع اختلاف يسير في كلمات الحديث، مثل قوله (صلي الله عليه و آله): «اني تارك» أو: «تركت» أو: «اني خلقت» أو في بقية كلمات الحديث من الاجمال و التفصيل.. و اليك احدي نصوص الحديث:

قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتي: أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، ألا و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [1] .



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] يعتبر هذا الحديث - عند الشيعة - من الأحاديث الصحيحة التي لا مجال للشك فيها، و قد روي هذا الحديث عن ائمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في مؤلفات الشيعة بطرق كثيرة. و أما مصادر هذا الحديث من طرق العامة - سواء في الصحاح أم في كتب الحديث أم اللغة أم التفسير و غيرها - فكثيرة جدا.

و قد جمع ما تيسر له من تلك المصادر المرحوم البحاثة العظيم العلامة الجليل السيد ميرحامد حسين الهندي (طاب ثراه) في موسوعته: عبقات الأنوار، و قد لخص تلك المصادر و ترجمها صديقنا المفضال العلامة السيد علي الميلاني في مجلدين.


وصيت او به فرزندش امام موسي كاظم


پسرم هر كس به آنچه خداوند نصيب او كرده راضي باشد بي نياز مي گردد - و هر كس دست به سوي چيزي دراز كند كه در دست ديگري است خداوند او را فقير مي سازد و هر كس راضي به سهم خود نباشد هميشه افسرده است و هر كس لغزش خود را كوچك شمارد لغزش ديگران در نظر او بزرگ جلوه مي كند و هر كس خطاي ديگران را بزرگ دانست خطاي خود را كوچك مي شمارد.

پسرم هر كس پرده مردم را پس بزند عيوب خانه اش در نظر مردم فاش مي شود و هر كس شمشير ظلم بكشد با آن كشته خواهد شد - و هر كس چاهي براي برادر خود بكند در آن مي افتد - و هر كس با مردم سفيه معاشرت كند حقير مي گردد، و هر كس به جاهاي بد نام رود متهم مي شود

پسرم از بدگوئي مردم بپرهيز تا از تو بد نگويند - در كارهائي كه به تو مربوط نيست وارد نشو تحقير مي شوي پسرم حق را بگو ولو عليه تو باشد

فرزند هميشه قرآن كتاب خدا را بخوان و سلام را اشاعه بده و امر به معروف و نهي از منكر كن و هر كس از تو بريد تو پيوند كن و هر كس با تو حرف نزد تو با او حرف بزن و هر كس از تو چيزي خواست به او بده و از سخن چيني بپرهيز زيرا نمامي دشمني مي آورد و عيب هاي مردم را بازگو نكن زيرا مرد عيب جو هدف مردم خواهد شد

فرزند اگر مي خواهي دنبال مرد كريم و جوادي بروي به سوي كساني برو كه معدن كرم هستند و معادن كرم هم داراي ريشه ها و رگه هائي هستند و هر



[ صفحه 122]



رگه ي آن شاخه هاي زياد دارد و هر شاخه ميوه هائي دارد و هر ميوه خوش خوراك نمي شود مگر آنكه در شاخه ي خود برسد و هيچ شاخه بدون اصل نمي شود و هيچ اصلي ثابت نيست مگر آنكه در معدن خود فرورفته باشد.

فرزند اگر خواستي به ديدن مردم بروي به ديدن مردم نيكوكار برو و از فجار ديدن نكن زيرا آنها سنگهاي سختي هستند كه هيچ وقت از آن چشمه هاي گوارائي بيرون نمي آيد و درختهائي هستند كه برگهاي آنها سبز نمي گردد


اهل المدينة


غاضبت دمشق العراق و الحجاز أيام صيرها معاوية حاضرة بني أمية. و تابعته علي ذلك دولة بني مروان. لكن المدينة بلدة طيبة و شعب كريم. ثار أهلها علي الأمويين بعد كربلاء ثم تركوهم يجلون عنها، علي موثق من أهلها، ألا يدلوا جند يزيد علي عوراتها.

رحل الأمويون الي الشام إلا زوج مروان بن الحكم، عائشة بنت عثمان بن عفان، توجهت الي الطائف في حماية «علي زين العابدين عليه السلام».

و المدينة واحة في قفر، و الرزق نزر في الصحاري الساخنة، إلا ما يرد الي الناس من تجارة أو عطاء، متقطع كسحائب الصحراء، يجري، و يجف، حسب الشهوات، في دمشق. و أهل البيت (عليهم السلام) تجيئهم حقوقهم في بيت المال أو لا تجي ء، لكنهم ينفقون المال خفية و علانية - ولو كان بهم خصاصة - فعلي زين العابدين (عليه السلام) مصدر من مصادر الرزق المجهولة للناس، لا يعرف إلا بعد أن يموت، فيتفقد الناس المصدر فيعرفونه. و كذلك أبناؤه، يتزعمهم الباقر (عليه السلام)؛ و هو القائل: إن استطعت ألا تقابل أحدا إلا و لك الفضل عليه فافعل.

أما ابن عمهم عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فكان وثيق العري بالخلفاء. سأله يزيد بن معاوية يوما: كم عطاؤك؟

قال: ألف ألف درهم.

قال يزيد: قد أضعفناها لك.

قال ابن جعفر: فداك أبي و أمي. و ما قلتها لأحد قبلك. فضاعف يزيد عطاءه مرة ثانية.

و لما خرج عبدالله من المجلس، قال جلساء يزيد: تعطي رجلا واحدا أربعة آلاف ألف درهم!

قال: ويحكم إني أعطيتها أهل المدينة أجمعين. فما يده فيها إلا عارية.



[ صفحه 124]



و الحق ان الفقراء كان لهم في أمواله حق معلوم، فكانوا يستدينون في انتظار ورود عطاء عبدالله بن جعفر من العاصمة.

و كان الخلفاء يحجرون علي شباب قريش أن يبرحوا الحجاز إلا بإذن فأمسي سجنا واسعا لمن فيه منهم. و ازداد أهله انعزالا و ارتباطا فتراحموا، و تصاهروا، لتصير المدينة مجتمعا مقطوع القرين، نري فيه: «سكينة بنت الحسين» يبني بها «مصعب بن الزبير» ثم يبني بضرة لها «عائشة بنت طلحة»... أي أطراف يوم الجمل تجتمع في بيت واحد.

و اليك أطرافا أخري في أختها فاطمة: ولدتها أم اسحق بنت طلحة. و تزوجها عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان. ويرزقان محمدا. و له بنت من خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير تدعي حفصة. و أم عروة أسماء بنت أبي بكر. فهؤلاء: رسول الله و خمسة من العشرة المبشرين بالجنة علي و أبوبكر و عثمان و طلحة و الزبير يجتمعون في حفصة!

أما الإمام الصادق (عليه السلام) فآية من الآيات.

جده لأبيه زين العابدين. و زين العابدين و سالم بن عبدالله بن عمر و القاسم بن محمد بن أبي بكر أولاد خالات ثلاثة. هن بنات كسري يزدجرد.

و أبوه الباقر ولدته لزين العابدين بنت عمه فاطمة بنت الحسن.

و أمه أم فروة بنت «القاسم» بن محمد بن أبي بكر. و قد تزوج أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) أم محمد، أسماء بنت عميس، بعد موت أبي بكر. فصار ربيبه، و ترعرع في كنفه حتي شهد معه الجمل. و كان علي الرجالة. و شهد معه صفين. و ولاه مصر حتي قتلته جيوش معاوية في مصر.

و أمها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر عم القاسم و شقيق عائشة. شهد اليمامة مع خالد. و قتل محكم اليمامة في الحصن فاقتحمه المسلمون. و بعث اليه معاوية بمائة ألف درهم فردها و قال: لا أبيع ديني بدنياي.

و عبدالرحمن هو القائل و هو يرفض البيعة ليزيد: «جعلتموها هرقلية كلما مات



[ صفحه 125]



هرقل قام هرقل».

فجعفر الصادق قد ولده النبي عليه الصلاة و السلام مرتين، و علي مرتين، و الصديق مرتين، ليدل بهذا المجد الذي ينفرد به في الدنيا علي أنه نسيج وحده.

و من الناحية الأخري ولده كسري مرتين، ليدل الدنيا - من أعلي مواقعها - علي ان الإسلام للموالي و العرب. فذلك هو الدين الذي جاء به رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)... و الذي دافع من أجله عن المساواة بين المسلمين كافة، أميرالمؤمنين علي (عليه السلام).

هكذا وحدت المدينة مجتمعها، و رفعت أبناء الصحابة الي أعلي مقام. و أهل البيت الي صدارة المجتمع، يمدون أنسابهم الي هاماته و أسبابهم الي طبقاته.

و ذات يوم أصهر الحجاج الي عبدالله بن جعفر في بنته أم كلثوم، فأبرد اليه الخليفة عبدالملك ليسوغ أباها المهر و يعجل طلاقها، لأنه تجاوز قدره. و هي حجة ظاهرة، قد تخفي حجة حقيقية، إذا كان يخشي أن يمد الحجاج بسبب الي أسرة قد يشمله هداها، أو يأسره الإخلاص لها، أو يبعده عن أن يكون - بجمعه - لعبد الملك، و بقسوته علي من عداه.

لكن العلم ظل الخصيصة الكبري «للمدينة». ففيها وضعت القواعد العامة لتطبيق المبادئ الإلهية التي بعثت بها السماء آخر رسلها لإصلاح البشر، و وضعت أسس الدولة و مبادئ الجماعة و انتشر الدين في القارات الثلاث المعروفة؛ لتقدم الحضارة الإسلامية، سياسة و إدارة، و تشريعا، دوليا و مدنيا و جنائيا، و اقتصاديا، و قواعد علمية، و علوما تطبيقية و رياضية لم تشهدها القرون من قبل، و ستبني عليها الحضارات جميعا، فتكون طريقا للبشرية من جهالات القرون الأولي الي حضارات العصور الحديثة العلمية و الاقتصادية و التشريعية و الاجتماعية.

و لما انقضي عهد الرسالة و الراشدين الأربعة، تابعت عاصمة الإسلام - و ان لم تعد عاصمة الدولة - رسالتها بالفقه... و هو في الحضارة الإسلامية كحجارة الأساس في البنيان: ان كانت منه قواعد الفكر الاسلامي كافة، و كانت الحرية الفكرية لحمته



[ صفحه 126]



و سداه، و الفضيلة الإنسانية مبدأه و منتهاه. و فيه صلاح الناس، و التخفيف عليهم، و فتح أبواب الرجاء لهم، و تمكينهم من التطور لملاحقة حاجات الأعصر، بأداته «الديناميكية» - المحركة - نحو التقدم، و هي اجتهاد الرأي.

و في أهل البيت (عليهم السلام) كان النبي مدينة العلم و علي بابها، و ريحانتا الرسول من الدنيا الامام «الحسن» و «الإمام الحسين» يمثلون الجيل الأول. و في الجيل الثاني كان السجاد - من كثرة السجود - أو زين العابدين - من كمال عبادته - و ابناه الباقر وزيد. و كان لزيد مذهبه.

أما الجيل الثالث من القرون المضلة فقد تراءي فيه للمسلمين جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، بدر تمام، لجيل كان ختام أجيال.

و أما من عدا أهل البيت (عليهم السلام) فقد نهض عنهم الصحابة و أبناؤهم و أحفادهم بعب ء العلم نهضة جديرة بدين يجعل طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة. فاشتهرت بينهم أم المؤمنين عائشة و أم سلمة، و زينب بنت أبي سلمة، و العبادلة الأربعة أبناء العباس، و عمر، و الزبير، و عمرو، و أبوسلمة بن عبدالرحمن بن عوف، و عبدالرحمن بن أبي بكر، و بنته حفصة و عروة بن الزبير ابن أخت عائشة و ابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر، و راويتها عمرة بنت عبدالرحمن، و هؤلاء الثلاثة أعلم الناس بحديث عائشة، و سالم بن عبدالله بن عمر و سعيد بن المسيب و خارجة بن زيد و عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، و أبوبكر بن عبدالرحمن و سليمان بن يسار، و تعلم عليهم جيل جديد؛ فيه محمد بن شهاب الزهري و أبوبكر بن محمد بن عمرو بن حزم، و محمد بن المنكدر، و محمد بن عبدالله ابنا أبي بكر بن حزم، و ربيعة الرأي، و هؤلاء مشيخة مالك بن أنس.

و مالك يعاصر في النصف الثاني من القرن الثاني نهاية الأجيال المفضلة. ثم هو شيخ المدرسة التي نجب فيها محمد بن ادريس الشافعي و تلميذه أحمد بن حنبل.

و لقد طالما زاحم التلاميذ أشياخهم في العلم و ان لم يزاحموهم في مكانتهم عند الله و الناس.



[ صفحه 127]



و من المدينة انطلق الفقه الاسلامي الي العراق، حيث أقام عبدالله بن مسعود زمانا معلما و وزيرا كما سماه عمر، و تعلم عليه تلاميذه و تلاميذ علي (عليه السلام)، كعبيدة، و علقمة، و الحارث. و عن طريق علقمة تعلمت مدرسة النخعيين يتقدمها الأسود و عبدالرحمن، و يتوسط عقدها إبراهيم ابن يزيد شيخ حماد بن أبي سليمان.

و في حلقة حماد بالكوفة قضي أبوحنيفة عشرين عاما يتعلم، ليصبح علما علي مدرسة الرأي و القياس الذي قعد قواعده الشافعي فانتشر في كل فروع العالم الاسلامي.

و هوي أبي حنيفة مع أبناء علي (عليه السلام) معروف، وصلة فكره بزعماء أهل البيت (عليهم السلام) واضحة، و ان مذهبه ليقارب المذهب الزيدي أكثر مما يقارب المذهب الحنفي غيره من مذاهب أهل السنة كما قيل.

و لقد استشهد زيد - بن زين العابدين (عليه السلام) - سنة 121، و في ذلك العهد جلس أبوحنيفة مجلس حماد بن أبي سليمان بعد وفاته، و شرع يدون بعض مذهبه و كثيرا من الفروع. ثم مكن أبويوسف للمذهب بتولية زملائة القضاء، ليلزموا الناس به، ثم نشره محمد بن الحسن بتدوينه في كتبه الشهيرة.

و تدوين الفقه في كتاب «المجموع» قد سبق به زيد مدرسة أبي حنيفة. و لعل أباحنيفة تعلم تدوين الفقه عليه - بل ان الجميع قد قلدوا فيه صنيع أهل البيت أنفسهم ولديهم الكتب فيها العلم، أحاديث و فقها، يتعلمونه كابرا عن كابر.

فالحجاز و العراق قد تضامنا في انتاج الفقه، لتتابعهما بعد ذلك شتي الحواضر، في الفسطاط و دمشق و قرطبة و القيروان، و في المغرب و في المشرق، و في الاندلس، و وسط آسيا.

و ظاهر من هذا التاريخ أمور:

1 - ان المذاهب الفقهية جميعا بما فيها المذاهب الباقية الي اليوم لأهل السنة، يتصدرها في الظهور مذهب أهل البيت علي يد زيد بن علي زين العابدين. و كذلك يسبق «المذهب الزيدي» مذهب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، الذي تبعه الأئمة من



[ صفحه 128]



نسله، و صار يسمي مذهب «الإمامية». فالصادق (عليه السلام) صار إماما بموت أبيه الباقر (عليه السلام) في العقد الثاني من المائة الثانية، ثم كانت وفاته بعد استشهاد عمه زيد سنة 121 بسبعة و عشرين عاما سنة 148.

أما أبوحنيفة فمات في سجن أبي جعفر المنصور سنة 150. و أما مالك فمات بعد أبي حنيفة بتسعة و عشرين عاما سنة 179. و الشافعي مات بعد أبي حنيفة بأربعة و خمسين عاما سنة 204، و لحق بهم ابن حنبل سنة 241. و أصحاب المذاهب الأخري بين معاصرين لهم أو لاحقين.

2 - ان الامام «جعفر الصادق عليه السلام» كما سنري، ينهي عن استعمال القياس كمثل ما يرفضه فقهاء المدينة عموما و المحدثون خصوصا. و هم زعماء الفقه في المائة الأولي من الهجرة.

و سنري بعد ان نهي «الصادق عليه السلام» عن القياس لا يعارض الاجتهاد، بل إنه ليأمر به، و يبلغ بمنهاجه في الاجتهاد ما لا يبلغه سواه.

و سنري ان منهاجه في الاعتبار و الاستخلاص هو منهج الفكر الإسلامي، نقله عن الفكر العالمي.

3 - ان البيئة التي عاش فيها أهل البيت (عليهم السلام) ستين عاما بعد مجزرة كربلاء، كانت منجبة، بظهور العلم و العلماء من الرجال و النساء. فشاركت المرأة في العلم في عهد أمهات المؤمنين، و وجدت الفقيهات في جيل التابعين و تابعي التابعين من أهل السنة، فتصدرت نساء أهل البيت سكينة بنت الحسين (117) رضي الله عنهما، و كانت في الطليعة، تساجل فحول الشعراء، بل الفقهاء.

4 - و في الهدأة الوقور في هذه البيئة ازدهر العلم علي النحو الذي كان حريا بالمدينة، و بأهل البيت، من حفظ لحديث الرسول و تريث في النظر و المناظرة، و تلبث في إبداء الآراء، لما فيها من شبهة المخاطرة، و صدق في خدمة حديث النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) بالعمل به و تعليم الناس إياه.

و إنما اشتعلت الثورات، و شققت الفلسفات، في العراق. ففيها تعاقبت ثورات



[ صفحه 129]



التوابين، و الخوارج، و الخارجين - كابن الزبير و ابن الأشعث و الآخرين - و من غليان المراجل هنالك أحدثت المبادئ الهدامة أو الغلواء أو الخصومات آثارها، كمثل ما نسب الي الغلاة الذين تبرأ منهم الشيعة، كما تبرأ الإمام علي (عليه السلام) ممن ألهوه، فحرقهم بالنار.

لكن آراء الغلاة و أعداء الاسلام لم تكن تكاد تفد علي المدينة حتي تخرج منها واهنة أو محطمة.

ففي جوها النقي، تفتحت أبواب بيت النبي (صلي الله عليه و آله و سلم)، و تخرج في علومها الأئمة.


ابو زهره


محمد ابوزهره از ديگر نويسندگان جهان اسلام و از انديشمندان بنام در كتابي كه به نام الامام الصادق به رشته تحرير كشيده است درباره حضرت مي نويسد:«امام صادق (عليه السلام) در طول مدت زندگي پربركتش هميشه در طلب حق بود و هرگز پرده اي از ريب و شك و ترديد بر قلب او مشاهده نشد و كارهايش به مقتضيات كج انديشي سياستمداران زمانش رنگ نباخت و لذا هنگامي كه رحلت فرمود عالم اسلامي فقدان او را كاملاً حس كرد زيرا كه ياد او هر زباني را عطرآگين مي ساخت و همه علماء و انديشمندان بر فضل او اجماعاً معترفند»

و اضافه مي كند «علماء اسلام در هيچ مسأله اي آنگونه كه بر فضل امام صادق و دانش او اجماع نموده اند عليرغم اختلاف طوائفشان در امري به اين شكل اجماع ننموده اند و تعداد زيادي از ائمه اهل سنت هستند كه معاصر با ايشان بودند و هم عصر با ايشان زيسته و از محضر مباركشان فيض برده اند و بدين سان وي به پيشوايي علمي زمانش كاملاً شايسته بوده همچنانكه اين شايستگي را قبل از او پدر و جدش و نيز عمويش زيد رضي الله عنهم اجمعين داشته اند.

و همه پيشوايان راه هدايت به آنها اقتداء نموده و از حرفهاي آنها اقتباس نموده اند» [1] .


پاورقي

[1] الإمام الصادق، ص 65 و 68.


پدر امام صادق


پدر بزرگوارش، امام پنجم شيعيان است كه نام آن حضرت، محمد و كنيه اش، ابوجعفر و ملقب به باقر بود. او نزد اهل سنت به فضل و علم معروف است. در عظمت آن حضرت كافي است به سخن دو نفر از بزرگان اهل سنت توجه كنيم. ابن حجر هيثمي، دانشمند شافعي مذهب در كتاب الصواعق المحرقه درباره امام باقر مي نويسد:

امام و پيشواي بزرگ كه عظمت و فضلش مورد اتفاق همگان است، عبادت و علم و زهد را از پدرش به ارث برده است. ابوجعفر محمد باقر عليه السلام به اين جهت «باقر» ناميده شده است كه گشاينده دريچه دانش و شكافنده مشكلات علوم بود. او به اندازه اي گنج هاي پنهان معارف و دانش ها را آشكار ساخته و حقايق و حكمت ها و لطايف دانش ها را بيان كرده است كه جز بر عناصر بي بصيرت يا بدسيرت، بر



[ صفحه 19]



كسي پوشيده نيست. براي همين است كه وي را شكافنده و جامع علوم و برافرازنده پرچم دانش خوانده اند. قلبش روشن و علم و عملش زياد و نفسش پاكيزه و رفتار و اخلاقش پسنديده بود و عمر خود را در طاعت خدا گذراند. در مقام عارفان، او آداب و رسومي دارد كه زبان توصيف كنندگان از بيان آن عاجز است. كلمات زيادي درباره سير و سلوك و معارف از او به جاي مانده كه اين مقام گنجايش ذكر آنها را ندارد. [1] .

عالم معروف اهل سنت، احمد بن سنان نگارنده اخبار الدول در مورد حضرت مي نويسد:

او را بدان جهت «باقر» ناميدند كه علم را شكافت و گفته اند براي اين ملقب به باقر گرديد؛ زيرا جابر بن عبدالله انصاري از رسول خدا نقل مي كند كه به او فرمود: تو زنده مي ماني تا فرزندي از فرزندان حسين عليه السلام را كه هم نام من است ديدار كني. او علم را مي شكافد، آن گاه كه ديدارش كردي، سلام مرا به او برسان. [2] .


پاورقي

[1] ابي العباس ابن حجر هيثمي، الصواعق المحرقة، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1417 ه. ق، چ 1، ج 2، ص 585.

[2] ابي العباس احمد بن يوسف، اخبار الدول، بيروت، عالم الكتب، بي تا، ص 111.


شهادت امام صادق


عباسيان به دروغ خلافت و حكومت داري خويش را به جانشيني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عنوان مي نمودند. آنان با حيله و فريب اين منصب مهم را



[ صفحه 32]



عهده دار شدند. بزرگ ترين چالش و رويارويي خويش را وجود تشكل همسوي اهل بيت (عليهم السلام) به رهبري امامان معصوم مي ديدند. زيرا تشكل همسوي اهل بيت به رهبري اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تنها به رغم بني اميه به چالش برنخواست، بلكه عترت بر اساس تعهد الهي با هر گونه ستم و تباهي با هر نام و نشاني در ستيز بود.

شكل گيري اين جريان بزرگ اجتماعي (تشكل همسو) به زمان اميرالمؤمنين عليه السلام و بلكه همزمان با زندگي خود رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بازگشت دارد. اين تشكل هماره نقش مهم و محوري را در راستاي هنجار بخشيدن به ناهنجاري ها و مبارزه با ستم و ستمگران طاغي ايفا مي نمود. و بزرگترين چالش اجتماعي به رغم امويان و عباسيان به شمار مي رفت. به همين سبب نه حاكمان تباهگر بني اميه عترت آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم را بر مي تابيدند و نه حاكمان نفاق پيشه بني عباس.

عباسيان با نام و موقعيت اهل بيت و با منسوب نمودن خويش به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اهل بيت، براي خويش موقعيت اجتماعي فراهم ساختند. آنان زمامداري امت اسلامي را بيش از پنج قرن با همين عناوين عهده دار شدند و بزرگ ترين خيانت را بر آرمان هاي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عترت روا داشتند كه شرح آن در بخش چهارم اين نوشتار تحقيق و تحليل شده است.

حاكمان اين دو جريان كه هر دو، دستان خونين و چهره سياه خويش را زير پرده نفاق پنهان ساخته بودند، بزرگ ترين گناه را در اين راستا مرتكب شدند و بيشترين آسيب را به امت اسلامي از اين سمت و سو وارد ساختند؛ زيرا آنان شاخص هاي فضيلت را از امت اسلام گرفتند. تا باقر العلوم عليه السلام دست پليد بني اميه آغشته به خون عترت است. از امام صادق عليه السلام تا امام عسگري عليه السلام دست ناپاك عباسيان.



[ صفحه 33]



بخشي از زمان امامت امام صادق عليه السلام در دوران رو به افول بني اميه بوده است. آنگاه كه ستم، ستون هاي حكومت امويان را سست نموده در حال فرو ريختن بود. در اين مدت، تعرض به رغم عترت نيز سامان يافته، ليكن در پايان دوران فروكش، نموده بود.

اما بخش دوم دوران امامت همزمان با آغاز حكومت ننگين ستم پيشه عباسيان مي باشد. كه هماره به سوي توسعه و توان مندي خويش پيش مي رفت. دوران منصور دوانيقي آغاز شكوه اين دوران پانصد ساله سياه مي باشد.

منصور بزرگ ترين مانع ديكتاتوري و جولان ستمگري خويش را امام صادق عليه السلام و تشكل همسوي ايشان مي بيند. و به همين خاطر با تزوير هماره در صدد مخالفت با آرمان هاي حضرت بر مي آيد و بارها حتي تصميم بر قتل حضرت مي گيرد كه دست توانمند خداي سبحان، امام همام را از توطئه ها نجات داد. [1] .


پاورقي

[1] صفوة الصفوة، ج 2، ص 116، بحار، ج 47، ص 184، اعلام الهداية، ج 8، ص 200.


همدردي با مردم


نه تنها خود را در غم و شادي نزديكان و ياران و پيروانش شريك مي دانست، بلكه با تمام مردم همدردي مي كرد. وقتي در مدينه نرخها بالا رفته بود به وكيل خرجش فرمان داد تا مواد غذايي موجود را بفروشد و مانند ساير مردم روزانه غذا تهيه كند. «معتب » مي گويد: چون در مدينه نرخها بالا رفت، امام به من فرمود: چقدر مواد غذايي داريم؟ گفتم: «چند ماهي را كفايت مي كند. فرمود: آنها را بفروش. گفتم: مواد غذايي در مدينه ناياب است. فرمود: آن را بفروش و بعد مانند مردم هر روز مواد غذايي خريداري كن. اي معتب، نيمي از خوراك خانواده ام را گندم قرار بده و نيمي را جو; خدا مي داند من مي توانم به آنها نان گندم بدهم ولي دوست دارم خداوند ببيند كه براي اداره زندگي ام خوب برنامه ريزي كرده ام. نه تنها دستگير خويشاوندان، شيعيان و عموم مسلمانان بود; بلكه نيازمندان غير مسلمان را نيز كمك مي كرد. «معتب » مي گويد: بين مكه و مدينه همراه امام بودم. به مردي برخورديم كه خود را زير درختي انداخته بود، امام فرمود: «به طرف او برويم، مي ترسم تشنگي وي را از پاي درآورده باشد.» راهمان را كج كرديم و به سوي او رفتيم; مردي مسيحي بود با موهاي بلند. امام (عليه السلام) از او پرسيد: «تشنه اي؟» گفت: «آري » امام فرمود: اي مصادف، آبش بده. من پياده شدم و سيرابش كردم. سپس سوار شديم و رفتيم. من گفتم: اين مرد مسيحي بود، آيا به مسيحي هم كمك مي كني؟! فرمود: در چنين حالتي آري. به هنگام فتنه از مدينه خارج مي شد و به يكي از باغهايش مي رفت و چون شورش فرو مي نشست و آرامش برقرار مي شد، به مدينه باز مي گشت.


ابراز خشم از اسائه ادب بر شاگردان


جميل بن دراج گويد روزي به قصد ديدار امام صادق عليه السلام به خانه ايشان روانه شدم. پيش از ورود، شخصي از اهل كوفه را ديدم كه از محضر امام بيرون رفت.

وقتي بر آن حضرت وارد شدم، حضرت فرمود: آن كس را كه هم اكنون از نزد من بيرون رفت ملاقات كردي؟ عرض كردم: آري، او مردي از ياران ما و از كوفيان است. حضرت فرمود: خداي روح او را و هر كه همفكر اوست پاك نگرداند. او از كساني ياد كرد و عيب جويي نمود كه پدرم آنها را بر حلال و حرام خدا امين شمرده بود و جايگاه علم پدرم بودند و امروز در نزد من چنين هستند. اينان جايگاه سر من مي باشند.

از ياران حقيقي پدرم بوده اند و اگر اهل زمين در اثر گناه، مستحق عذاب الهي باشند، خداوند به واسطه همين چهره ها سوء و عذاب را از آن مردم برطرف مي كند.

اينان ستارگان شيعيانم هستند چه زنده باشند و چه مرده. اينان كساني هستند كه ياد پدرم را زنده كرده اند. سپس گريه كرد. عرض كردم: اينان چه كساني هستند؟

حضرت فرمود: كساني هستند كه مشمول صلوات و رحمت خداوند مي باشند چه زنده باشند و چه مرده; آنان بريد عجلي و زراره و ابوبصير و محمد بن مسلم هستند. [1] .


پاورقي

[1] تنقيح المقال، ج 1، ص 165.


تقسيم بندي ديگري از تقيه


علاوه بر تقسيم بندي مذكور، به حسب استفاده از آيات شريفه و روايات وارده، «تقيه» داراي تقسيم بندي ديگري نيز مي باشد: [1] .


پاورقي

[1] ر.ك: تقيه در اسلام، علي تهراني، چاپ فيروزيان، مشهد 1354 ش.


چرا دعاهاي ما مستجاب نمي شود؟


خداوند مي فرمايد: اي رسول ما هنگامي كه بندگانم از تو درباره من سوال كنند بگو كه من نزديكم. دعاي دعا كننده را آن هنگام كه مرا مي خواند اجابت مي كنم. پس آنها بايد دعوت مرا بپذيرند و به من ايمان بياورند تا به سعادت راه يابند. [1] .

مردي نزد امام صادق (ع) آمد و همين آيه را مطرح نمود و گفت: من خدا را مي خوانم ولي دعايم به اجابت نمي رسد. چرا؟

امام فرمود: زيرا شما به عهد و پيمان خدا وفا دار نيستيد، خداوند مي فرمايد: به عهد من وفا كنيد تا به عهد شما وفا كنم.

«اوفوا بعهدي اوف بعهدكم.» [2] آنگاه چنين ادامه دادند: به خدا سوگند اگر شما به پيمان تان با خدا وفا دار باشيد (و فرامين او را اطاعت و نواهي او را ترك گوئيد) خدا به پيمان خود با شما وفا مي كند (و دعاهايتان را مستجاب و بهشت را نصيبتان مي گرداند.) [3] .


پاورقي

[1] بقره، آيه 186.

[2] همان، آيه 40.

[3] تفسير قمي، ج 1، ص 46.


سوء استفاده بني عباس


موقعي كه عباسيان محبوبيت علويان را در ميان مردم ديدند سياست جديدي را پيشه ي خود ساختند. در جريان قيام «زيد» بني عباس مخالف قيام زيد بودند. و در جريان قيام يحيي بن زيد در خراسان دعات بني عباس و هواخواهان حكومت عباسي در خراسان براي پيشبرد اهداف خويش به قيام يحيي پيوستند. به طوري كه «بكير بن ماهان» كه از طرفداران عباسي ها بود و در قيام زيد مردم را از دور او پراكنده نموده بود اما در قيام يحيي رسما مردم را به بيعت با يحيي دعوت مي كرد.

بني عباس از محبوبيت علويان سوء استفاده كردند و در تبليغات خود براي جلب دلهاي مردم، جنايات بني اميه را نسبت به خاندان پيامبر يادآور مي شدند. و در اجتماعي كه در مكه بين «ابراهيم امام» و عده اي از دعات بني عباس پيش آمد آنان گفتند: «تا كي مرغها از گوشت فرزندان پيامبر تغذيه كنند.» ما بدن زيد را در حالي كه به دار آويخته بود در كناسه به جاي گذاشته ايم و فرزندش در شهرها سرگردان و مطرود به سر مي برد و خوف و وحشت بر شما حاكم شده و دوران ظلم و جنايت بر شما طولاني گشته است.


سعادت كدام است و شقاوت چيست؟


سعادت سبب خير است كه سعيد به آن متمسك شود تا او را به سوي نجات برساند، و شقاوت شر است كه شقي به آن تمسك مي كند سپس او را به هلاكت مي كشاند و خداي تعالي عالم به همه اينهاست.


جواب الامام الصادق علي كتاب المفضل بن عمر


عن صباح المدائني عن المفضل أنه كتب الي أبي عبدالله عليه السلام فجاءه هذا الجواب من أبي عبدالله عليه السلام:

أما بعد فاني أوصيك و نفسي بتقوي الله و طاعته فان من التقوي الطاعة و الورع و التواضع لله و الطمأنينة و الاجتهاد و الأخذ بأمره و النصيحة لرسله و المسارعة في مرضاته و اجتناب ما نهي عنه فانه من يتق فقد أحرز نفسه من النار باذن الله و أصاب الخير كله في الدنيا و الآخرة و من أمر بالتقوي فقد أفلح الموعظة جعلنا الله من المتقين برحمته جاءني كتابك فقرأته و فهمت الذي فيه فحمدت الله علي سلامتك و عافية الله اياك ألبسنا الله و اياك عافيته في الدنيا و الآخرة كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم و شأنهم و أنك أبلغت فيهم أمورا يروي عنهم كرهتها لهم و لم تريهم الا طريقا حسنا ورعا و تخشعا و بلغت أنهم يزعمون أن الدين أنما هو معرفة الرجال ثم بعد ذلك اذا عرفتهم فاعمل ما شئت و ذكرت انك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال فوفقك الله و ذكرت أنه بلغك أنهم



[ صفحه 58]



يزعمون أن الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الشهر الحرام هو رجل و أن الطهر و الاغتسال من الجنابة هو رجل و كل فريضة افترضها الله علي عباده هي رجل و أنهم ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفي بعمله به من غير عمل و قد صلي و أتي الزكاة و صام و حج و اعتمر و اغتسل من الجنابة و تطهر و عظم حرمات الله و الشهر الحرام و المسجد الحرام و أنهم ذكروا من عرف هذا بعينه و تجده و ثبت في قلبه جاز له أن يتهاون فليس له أن يجتهد في العمل و زعموا أنهم اذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها و ان هم لم يعملوا بها و أنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهي الله عنها الخمر و الميسر و الربا و الدم و الميتة و الحم الخنزير هو رجل و ذكروا أن ما حرم الله من نكاح الأمهات و البنات و العمات و الخالات و بنات الأخ و بنات الأخت و ما حرم علي المؤمنين من النساء فما حرم الله انما عني بذلك نكاح نساء النبي و ما سوي ذلك مباح كله و ذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة و يشهدون بعضهم لبعض بالزور و يزعمون أن لهذا ظهرا و بطنا يعرفونه فالظاهر يتناسمون عنه يأخذون به مدافعة عنهم و الباطن هو الذي يطلبون و به أمروا و بزعمهم كتبت تذكر الذي زعم عظيم من ذلك عليك حين بلغك و كتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال أم حرام و كتبت تسألني عن تفسير ذلك و أنا أبينه حتي لا تكون من ذلك في عمي و لا شبهة و قد كتبت اليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه (و تعيها أذن واعية) و أصفه لك بحلاله و أنفي عنك حرامه ان شاء الله كما وصفت و معرفكه حتي تعرفه ان شاء الله فلا تنكره ان شاء الله و لا قوة الا بالله و القوة لله جميعا أخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو



[ صفحه 59]



عندي مشرك بالله تبارك و تعالي بين الشرك لا شك فيه و أخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله و لم يعطوا فهم ذلك و لم يعرفوا حد ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم و منتهي عقولهم و لم يضعوها علي حدود ما أمروا كذبا و افتراء علي الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و جرأة علي المعاصي فكفي بهذا لهم جهلا و لو أنهم وضعوها علي حدودها التي حدت لهم و قبلوها لم يكن به بأس ولكنهم حرفوها و تعدوا و كذبوا و تهاونوا بأمر الله و طاعته ولكني أخبرك أن الله حدها بحدودها لأن لا يتعدي حدوده أحد ولو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يصرفوا حد ما حد لهم و لكان المقصر و المتعدي حدود الله معذورا ولكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها الا مشرك كافر ثم قال (تلك حدود الله فلا تعتدوها و من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) [1] فأخبرك حقائق أن الله تبارك و تعالي اختار الاسلام لنفسه دينا و رضي من خلقه فلم يقبل من أحد الا به و به بعث أنبياؤه و رسله ثم قال: (و بالحق أنزلناه و بالحق نزل) [2] فعليه و به بعث أنبياؤه و رسله و نبيه محمدا صلي الله عليه و آله و سلم فاختل الذين لم يعرفوا معرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال المحلل ما أحلوا و المحرم ما حرموا و هم أصله و منهم الفروع الحلال و ذلك سعيهم و من فروعهم أمرهم الحلال و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و العمرة و تعظيم حرمات الله و شعائره و مشاعره و تعظيم البيت الحرام و المسجد الحرام و الشهر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و مكارم الأخلاق و محاسنها و جميع البرة ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه (ان الله يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي



[ صفحه 60]



القربي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون) [3] فعددهم المحرم و أولياؤهم الدخول في أمرهم الي يوم القيامة فيهم الفواحش و ما ظهر منها و ما بطن و الخمر و الميسر و الربا و الدم و لحم الخنزير فهم الحرام المحرم و أصل كل حرام و هر الشر و أصل كل شر و منهم فروع الشر كله و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم اياها و من فروعهم تكذيب الأنبياء و جحود الأوصياء و ركوب الفواحش الزنا و السرقة و شرب الخمر و المنكر و أكل مال اليتيم و أكل الربا و الخدعة و الخيانة و ركوب الحرام كلها و انتهاك المعاصي و انما أمر الله بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربي يعني مودة ذي القربي و ابتغاء طاعتهم و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي و هم أعداء الأنبياء و أوصياء الأنبياء و هم البغي من مودتهم فطاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون و أخبرك اني لو قلت لك ان الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل و أنت أعلم أن الله قد حرم هذا الأصل و حرم فرعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا و شركا و من دعا الي عبادة نفسه فهو كفرعون اذ قال أنا ربكم الأعلي فهذا كله علي وجه ان شئت قلت هو رجل و هو الي جهنم و من شايعه علي ذلك فافهم مثل قول الله (انما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير) و لصدقت ثم لو اني قلت انه فلان ذلك كله لصدقت ان فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهي عنها أن يتعدي ثم اني أخبرك أن الدين و أصل الدين هو رجل و ذلك الرجل هو اليقين و هو الايمان و هو أمام أمته و أهل زمانه فمن عرفه عرف الله و من أنكره أنكر الله و دينه و من جهله جهل الله و دينه و حدوده و شرائعه بغير ذلك الامام كذلك جري بأن معرفة الرجال



[ صفحه 61]



دين الله و المعرفة علي وجهه معرفة ثابتة علي بصيرة يعرف بها دين الله و يوصل بها الي معرفة الله فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن به علي من يشاء مع معرفة الظاهرة و معرفة في الظاهرة فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق علي غير علم لا يلحق بأهل المعرفة في الباطن علي بصيرتهم و لا يضلوا بتلك المعرفة المقصرة الي حق معرفة الله كما قال في كتابه (و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق و هم يعلمون) [4] فمن شهد شهادة الحق لا يقعد عليه قلبه علي بصيرة فيه كذلك من تكلم لا يقعد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه و ثبت علي بصيرة فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر و الاقرار بالحق علي غير علم في قديم الدهر و حديثه الي أن انتهي الأمر الي نبي الله و بعده الي من صار و الي من انتهت اليه معرفتهم و انما عرفوا بمعرفة أعمالهم و دينهم الذي دان الله به المحسن باحسانه و المسي ء باساءته و قد يقال أنه من دخل في هذا الأمر بغير يقين و لا بصيرة خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله و اياك معرفة ثابتة علي بصيرة و أخبرك أني لو قلت ان الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به عند ربه لصدقت أن ذلك كله انما يعرف بالنبي و لو معرفة ذلك النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الايمان به و التسليم له ما عرف ذلك فذلك من من الله علي من يمن عليه و لولا ذلك لم يعرف شيئا من هذا فهذا كله ذلك النبي واصله و هو فرعه و هو دعاني اليه و دلني عليه و عرفنيه



[ صفحه 62]



و أمرني به و أوجب علي له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله و كيف يسعني جهله و من هو فيما بيني و بين الله و كيف تستقيم لي لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن أصف أن الدين غيره و كيف لا يكون ذلك معرفة الرجل و انما هو الذي جاء به عن الله و انما أنكر الذي من أنكره بأن قالوا (أبعث الله بشرا رسولا) [5] ثم قالوا (أبشر يهدوننا) [6] فكفروا بذلك الرجل و كذبوا به (و قالوا لولا أنزل عليك ملك) فقال (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسي نورا و هدي للناس) [7] ثم قال في آية أخري (ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون - و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) [8] تبارك الله تعالي انما أحب أن يعرف بالرجال و أن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله و وجهه الذي يؤتي منه لا يقبل الله من العباد غير ذلك (لا يسأل عما يفعل و هم يسألون) فقال فيمن أوجب من محبته لذلك (و من يطع الرسول فقد أطاع الله و من تولي فما أرسلناك عليهم حفيظا) [9] فمن قال لك ان هذه الفريضة كلها انما هي رجل و هو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق و من قال علي الصفة التي ذكرت بغير الطاعة لا يعني التمسك في الأصل بترك الفروع لا يعني بشهادة أن لا اله الا الله و بترك شهادة أن محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لم يبعث الله نبيا قط الا بالبر و العدل و المكارم و محاسن الأعمال و النهي عن الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فالباطن منه ولاية أهل الباطن و الظاهر منه فروعهم و لم يبعث الله نبيا



[ صفحه 63]



قط يدعو الي معرفة ليس معها طاعة في أمر و نهي فانما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله علي حدودها مع معرفة من جاءهم من عنده و دعاهم اليه فأول من ذلك معرفة من دعا اليه ثم طاعته فيما يقربه بمن لا طاعة له و أنه من عرف أطاع حرم الحرام ظاهره و باطنه و لا يكون تحريم الباطن و استحلال الظاهر انما حرم الظاهر بالباطن و الباطن بالظاهر معا جميعا و لا يكون الأصل و الفروع و باطن الحرام حرام و ظاهره حلال و لا يحرم الباطن و يستحيل الظاهر و كذلك لا يستقيم الا يعرف صلاة الباطن و لا يعرف صلاة الظاهر و لا الزكاة و لا الصوم و لا الحج و لا العمرة و المسجد الحرام و جميع حرمات الله و شعائره و ان ترك معرفة الباطن لأن باطنه ظهره و لا يستقيم ان ترك واحدة منها اذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه انما يشبه الباطن بالظاهر فمن زعم أن ذلك انما هي المعرفة أنه اذا عرف اكتفي بغير طاعة فقد كذب و أشرك ذاك لم يعرف و لم يطع و انما قيل أعرف و اعمل ما شئت من الخير فانه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة، فاذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر، فانه مقبول منك، أخبرك أن من عرف أطاع اذا عرف و صلي و صام و اعتمر و عظم حرمات الله كلها و لم يدع منها شيئا و عمل بالبر كله و مكارم الأخلاق كلها و يجتنب سيئها و كل ذلك هو النبي صلي الله عليه و آله و سلم و النبي صلي الله عليه و آله و سلم أصله و هو أصل هذا كله لأنه جاء و دل عليه و أمر به، و لا يقبل من أحد شيئا منه الا به، و من عرف اجتنب الكبائر و حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، و حرم المحارم كلها، لأن بمعرفة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و بطاعته دخل فيما دخل فيه النبي صلي الله عليه و آله و سلم و خرج مما خرج منه النبي صلي الله عليه و آله و سلم من زعم أنه يملك الحلال و يحرم الحرام بغير معرفة النبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يحلل الله حلالا و لم يحرم له حراما، و أنه من صلي و زكي و حج و اعتمر فعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم



[ صفحه 64]



يقبل منه شيئا من ذلك، و لم يصل و لم يصم و لم يزك و لم يحج و لم يعتمر و لم يغتسل و من الجنابة و لم يتطهر و لم يحرم الله حراما و لم يحلل الله حلالا ليس له صلاة و ان ركع و سجد، و لا له زكاة و ان أخرج لكل أربعين درهما، و من عرفه واحد عنه أطاع الله، و أما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله في كتابه فانهم زعموا أنه انما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فان أحق ما بدأ منه تعظيم حق الله و كرامة رسوله و تعظيم شأنه و ما حرم الله علي تابعيه نكاح نسائه من بعده قوله تعالي (و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) [10] و قال الله تبارك و تعالي (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم) [11] و هو أب لهم، ثم قال (و لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة و مقتا وساء سبيلا) [12] فمن حرم نساء النبي لتحريم الله ذلك فقد حرم الله في كتابه العمات و الخالات و بنات الأخ و بنات الأخت، و ما حرم الله من ارضاعه لأن تحريم ذلك تحريم نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم فمن حرم ما حرم الله من الأمهات و البنات و الأخوات و العمات من نكاح نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم و من استحل ما حرم الله فقد أشرك اذا اتخذ ذلك دينا.

و أما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله و رسوله انما دينه أن يحل ما أحل الله و يحرم ما حرم الله سواء أن ما أحل الله من النساء في كتاب المتعة في الحج أجلهما ثم لم يحرمهما فاذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلي كتاب الله و سنته



[ صفحه 65]



نكاح غير سفاح تراضيا علي ما أحبا من الأجرة و الأجل كما قال الله (فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) [13] ان هما أحبا أن يمدا في الأجل علي ذلك الأجر فآخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه و زادا في الأجل ما أحبا فان مضي آخر يوم منه لم يصلح الا ما أمر مستقبل و ليس بينهما عدة من سواه فانه اتحادت سواه اعتدت خمسة و أربعين يوما و ليس بينهما ميراث ثم ان شاءت تمتعت من آخر فهذا حلال لهما الي يوم القيامة ان هي شاءت من سبعة و ان هي شاءت من عشرين ان ما بقيت في الدنيا كل هذا خلال لهما علي حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه و اذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق و اجعلها متعة فمتي ما قدمت طفت بالبيت و استلمت الحجر الأسود و فتحت به و ختمت سبعة أشواط ثم تصلي ركعتين عند مقام ابراهيم ثم أخرج من البيت فاسع بين الصفا و المروة سبعة أشواط تفتح بالصفا و تختم بالمروة فاذا فعلت ذلك فصبرت حتي اذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق ثم أحرم بين الركن و المقام بالحج فلم تزل محرما حتي تقف بالموقف ثم ترمي الجمرات و تذبح و تحل و تغتسل ثم تزور البيت فاذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت و هو قول الله (فمن تمتع بالعمرة الي الحج فما استيسر من الهدي) [14] أن تذبح و أما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض علي غيرهم فان ذلك ليس هو الا قول الله (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم اذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ان



[ صفحه 66]



أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت) [15] اذا كان مسافرا و حضره الموت اثنان ذوا عدل من دينه فان لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته (تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا - قليلا ولو كان به ثمنا قليلا - و لو كان ذا قربي و لا نكتم شهادة الله انا اذا لمن الآثمين - فان عثر علي أنهما استحقا اثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان - من أهل ولايته - فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما و ما اعتدينا انا اذا لمن الظالمين - ذلك أدني أن يأتوا بالشهادة علي وجهها أو يخافوا أن ترد ايمانا بعد ايمانهم و اتقوا الله واسمعوا) و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي و لا يبطل حق مسلم و لا يرد شهادة مؤمن فاذا أخذ يمين المدعي و شهادة الرجل قضي له بحقه و ليس يعمل بهذا فاذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده و لم يكن شاهد غير واحد فانه اذا رفعه الي ولاية الجور أبطلوا حقه و لم يقضوا فيها بقضاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج الله علي يديه حق رجل مسلم و يأجره الله و يجي ء عدلا كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يعمل به و أما ما ذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في علي ما قالوا فقد عرفت أن السنن و الأمثال كائنة لم يكن شي ء فيما مضي الا سيكون مثله حتي لو كانت شاة بشاة و كان هيهنا مثله و اعلم أنه سيضل قوم بضلالة من كان قبلهم كتبت فتسألني عن مثل ذلك ما هو و ما أرادوا به أخبرك أن الله تبارك و تعالي هو خلق الخلق لا شريك له له الخلق و الأمر و الدنيا و الآخرة و هو رب كل شي ء و خالقه خلق



[ صفحه 67]



الخلق و أحب أن يعرفوه بأنبيائه و احتج عليهم بهم فالنبي صلي الله عليه و آله و سلم هو الدليل علي الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه نفسه رسالته و أكرمه بها فجعل خليفته في خلقه و لسانه فيهم و أمينه عليهم و خازنه في السموات و الأرضين قوله قول الله لا يقول علي الله الا الحق من أطاعه أطاع الله و من عصاه عصي الله و هو مولي من كان الله ربه و وليه من أبي أن يقر له بالطاعة فقد أبي أن يقر لربه بالطاعة و العبودية و من أقر بطاعته أطاع الله و هداه بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم مولي الخلق جميعا عرفوا ذلك و أنكروه و هو الوالد المبرور فيمن أحبه و أطاعه و هو الوالد البار و مجانب الكبائر قد كتبت لك ما سألتني عنه و قد علمت أن قوما سمعوا صنعتنا هذه فلم يقولوا بها بل حرفوها و وضعوها علي غير حدودها علي نحوها قد بلغك و احذر من الله و رسوله و من يتعصبون بنا أعمالهم الخبيثة و قد رمانا الناس بها و الله يحكم بيننا و بينهم فانه يقول (الذين يرمون المحصنات المؤمنات الغافلات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم) [16] (يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله أعمالهم السيئة و يعلمون أن الله هو الحق المبين) [17] و أما ما كتبت و نحوه و تخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله تعالي عزوجل عما يقولون علوا كبيرا صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له و عندنا أخذنا فجزاه الله عنا أفضل الحق فان جزاءه علي الله فتفهم كتابي هذا و اتقوه لله [18] .



[ صفحه 71]




پاورقي

[1] البقرة: آية 229.

[2] بني اسرائيل (الاسراء): آية 105.

[3] النحل: آية 90.

[4] الزخرف: آية 86.

[5] بني اسرائيل (الاسراء): آية 94.

[6] التغابن: آية 6.

[7] الأنعام: آية 91.

[8] الأنعام: الآيتان 8، 9.

[9] النساء: آية 8.

[10] الأحزاب: آية 53.

[11] الأحزاب: آية 6.

[12] النساء: آية 22.

[13] النساء: آية 34.

[14] البقرة: آية 196.

[15] المائدة: آية 106.

[16] النور: آية 23.

[17] النور: آية 25.

[18] بصائر الدرجات: ص 526.


زيد بن علي كيست؟


زيد فرزند حضرت علي بن الحسين عليه السلام امام چهارم شيعيان است و از بزرگان و رجال با فضيلت و عاليقدر خاندان نبوت و مردي دانشمند، زاهد، پرهيزكار و شجاع و دلير بود [1] .


پاورقي

[1] الفخري، ص 132.


تهي بودن تفسير از فضائل اهل بيت


در تفسيرهاي روايي شيعه، تفسير برخي آيات به شخصيت، فضائل و كمالات پيامبر اختصاص يافته است و در مواردي ديگر آيات در بيان اشاره اي به كمالات معنوي و مقام والاي اهل بيت پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) و امامان معصوم تفسير شده اند. اين شيوه تفسيري، شيوه معمول و متداول تفاسير روايي است.

اما در تفسير عرفاني منسوب به امام صادق (عليه السلام) كه ابوعبدالرحمن سلمي، آن را گردآورده، با اين كه برخي آيات به پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) تفسير شده است، مانند (يس) و (نجم)، ولي هيچ روايت تفسيري در رابطه با اهل بيت و فضائل ايشان در آن ديده نمي شود و بسيار دور مي نمايد كه در تفسيري منسوب به امام صادق (عليه السلام) تنها روايات مربوط به شأن پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) ياد شده باشد و از روايات در شأن ائمه (عليه السلام) اثري نباشد. آيه نور، از آياتي است كه مفسران شيعه، آن را در مورد اهل بيت (عليه السلام) تفسير كرده اند. سيد هاشم بحراني در تفسير برهان، بيش از 20 روايت از امام صادق (عليه السلام) و ساير امامان معصوم در تطبيق تفسير اين آيه با شأن و منزلت اهل بيت (عليه السلام) ياد كرده است.

حال آن كه در تفسير ياد شده در سخن امام صادق (عليه السلام)، كم ترين اشاره اي به مقام اهل بيت نشده، بلكه برخلاف باور شيعه، در دو روايت منسوب به امام صادق (عليه السلام) نور هدايت و نيز نور زمين، به خلفاي چهارگانه، تفسير شده است.

اين مطلب، بيانگر جعل و تحريف آشكاري است كه در اين تفسير صورت گرفته است.


اجتناب از گناه


انسان بايد درباره ي گناه بيش تر بينديشد كه اصلا گناه يعني چه؟ اعتقاد ما اين است كه خداوند ما را آفريده و ضمن معرفي راه خوب و بد به ما، انتخاب هر يك از آنها را در اختيار خود ما قرار داده است. هم چنين معتقديم عالم ديگري غير از اين دنيا نيز وجود دارد كه در آن به كارهايمان و انتخاب هايي كه در اين دنيا كرده ايم رسيدگي مي شود و كيفر و پاداش مي بينيم. مقتضاي چنين اعتقادي اين است كه از سرمايه ي عمري كه در اختيار داريم به بهترين شكل استفاده كنيم. ما به اين دنيا پا گذاشته ايم تا امتحان شويم، طي مراحلي خودسازي كنيم و به كمال برسيم تا در زندگي ابدي از نتايج آن بهره مند گرديم. بنابراين بايد توجه داشته باشيم كه زندگاني اين دنيا موقتي و در مقايسه با آخرت، نظير زندگي جنيني نسبت به زندگي دنيوي است. همان گونه كه جنين فقط چند ماهي را در شكم مادر مي گذراند، آن هم براي اين كه آماده ي زندگي اين جهاني شود، ما هم در اين برهه كوتاه زندگي دنيايي، براي زندگي ابدي آماده مي شويم، با اين تفاوت كه رشد جنيني قهري بود، ولي رشد اين جهاني اختياري است. علاوه بر آن، زندگي جنيني با زندگي دنيوي از حيث مدت قابل مقايسه است، ولي جهان آخرت به دليل ابدي بودنش، به هيچ وجه، با زندگي محدود اين جهاني قابل مقايسه نيست.

به هر صورت، آن گونه كه دين معرفي مي كند، اين دنيا محل ابتلا و خودسازي است. بايد خود را براي عالم ديگر مهيا كنيم. اگر با اين نگرش نگاه كنيم، مي بينيم در مقابل سرمايه اي كه از كف مي دهيم، چيزي به دست مي آوريم كه براي زندگي ابديمان بسيار سودمند است و بايد خدا را شكر كنيم؛ ان رأي حسنة استزاد منها. اما اگر نگرشي غير از اين داشته باشيم يا دچار غفلت شويم، در مقابل صرف سرمايه ي گران مايه، بدبختي اخروي براي خويش مهيا ساخته ايم. پس بايد به فكر جبران آن برآييم؛ ان رأي سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيمة. چقدر فرق است بين اين كه كسي معامله اي بكند، و مشكلش فقط اين باشد كه از آن سودي نبرد، اما در هر صورت سرمايه اش بر جاي باقي بماند، و اين كه كسي در معامله سود كه نمي برد، ضرر هم مي كند و اصل سرمايه را از كف مي دهد. گناه كردن از همين سنخ معامله دوم است؛ يعني از دست دادن سرمايه و خريدن زيان؛ از كف دادن عمر و سعادت اخروي و دچار عذاب ابدي گرديدن.



[ صفحه 29]




به قدرت رسيدن امام


دوره ي دوم، دوره ي به قدرت رسيدن امام است. اين دوره، همان چهار سال و نه ماه خلافت اميرالمؤمنين و چند ماه خلافت حسن بن علي است كه با همه ي كوتاهي و با وجود ملالتها و دردسرهاي فراواني كه از يك حكومت انقلابي غيرقابل تفكيك است، درخشنده ترين سالهاي حكومت اسلامي به شمار مي آيد. روشهاي انساني و عدالت مطلق و رعايت ابعاد گوناگون اسلام در زندگي جامعه، همراه با قاطعيت و صراحت و جرأت، در اين دوره بيش از هميشه ي تاريخ ثبت و ضبط است.

اين دوره از زندگي امامان، نمونه اي بود براي حكومت و نظام اجتماعي كه در دو قرن بعد از آن همواره امامان شيعه بدان فراخوانده و در راه آن تلاش كرده اند و شيعه همچون خاطره اي گرامي از آن ياد مي كرده و دريغ آن را مي خورده و رژيمهاي زمانهاي بعد را در مقايسه ي با آن محكوم مي ساخته است. در عين حال درسي و تجربه ي آموزنده اي بوده كه مي توانست وضع و حال يك حكومت انقلابي و صددرصد اسلامي را در ميان جامعه و مردمي تربيت نيافته يا به انحراف كشانيده شده، نشان دهد و از آن روز روشهاي درازمدت و همراه با تربيتهاي دشوار و سختگيرانه ي حزبي را بر امامان بعدي تحميل كند.


به كارگيري قهر و غلبه


عامل مهم ديگر در پيشرفت وهابيان در حجاز، قهر و غلبه و به كارگيري زور و شمشير و قتل و غارت و ايجاد رعب و وحشت در همگان بود. كشت و كشتاري كه وهابيان در شهرهاي مختلف حجاز و شام و يمن و عراق انجام دادند، هر انسان را به شگفتي وامي دارد و از شنيدن اين جنايت لرزه بر تن مستولي مي گردد. به عنوان نمونه به دو مورد از اين جنايات هولناك اشاره مي كنيم:


قبر صفيه دختر عبدالمطلب


367 ـ عبدالعزيز گفت: صفيه درگذشت و در انتهاي كوچه اي كه به سمت بقيع مي رود، در نزديكي هاي در خانه اي كه آن را سراي مغيرة بن شعبه نامند و عثمان آن را به



[ صفحه 131]



وي بخشيده بود، در كنار ديوار به خاك سپرده شد.

عبدالعزيز گويد: به من رسيده است كه زبير بن عوام هنگامي كه ديد مغيره خانه خود را مي سازد متعرض او شد و به او گفت: اي مغيره، پايه ديوار خود را از روي قبر مادر من بردار. پس مغيره ديوار خانه را در اين قسمت به سمت داخل كج كرد و از همين روي امروزه ديوار اين خانه در اين قسمت تا كنار در به سمت داخل انحنا دارد.

عبدالعزيز گويد: از كسي شنيدم كه مي گفت: مغيرة بن شعبه به اتكاي جايگاهي كه نزد عثمان داشت از اين كار خود داري ورزيد. اما زبير شمشير برگرفت و بركنار اين بنا ايستاد. خبر به عثمان رسيد و وي كسي را نزد مغيره فرستاد و او را فرمود آنچه را زبير مي گويد انجام دهد. او هم اين كار را كرد.


عباس بن عبدالمطلب


عباس بن عبد المطّلب، عموي پيامبر (صلّي الله عليه و آله) سه سال پيش از عام الفيل به دنيا آمد [1] و در دوازدهم رجب سال 32 ق در سن 87 سالگي درگذشت. قبر او در مزار بني هاشم، [2] كمي جلوتر از قبور چهار امام شيعه واقع شده و سنگ قبرش بزرگتر از ديگر قبور مي باشد. قبر فاطمه بنت اسد در سمت راست او واقع شده و اين مكان پيشتر «مسجد بني قباله» بوده است.


پاورقي

[1] سن او سه سال از پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بيشتر بود.

[2] ابن شبه، همان، ج 1، ص 127، بسياري از سياحان و مورخان، از بناي قبه بزرگ و باشكوهي بر قبر وي و چهار امام شيعه كه هم اكنون آثار پايه هاي ديواره آن نيز ديده مي شود ياد كرده اند.


صائد النهدي


78-عن ابن سنان قال: ذكر ابوعبدالله عليه السلام صايد النهدي و... فقال عليه السلام: لعنهم الله.

انا لا نخلو من كذب [1] أو عاجز الرأي. كفانا الله مؤنة كل كذاب.

اذاقهم الله حر الحديد [2] .

79- سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: هل انبئكم علي من تنزل الشياطين؟ تنزل علي كل أفاك اثيم.

قال عليه السلام هم سبعة:... و صايد [3] و [4] .



[ صفحه 85]




پاورقي

[1] في نسخة: من كذاب يكذب علينا.

[2] اختيار معرفة الرجال: ص305.

[3] في نسخة: و صايد النهدي.

[4] اختيار معرفة الرجال: ص290 و302.


جعفر ايها الصديق14


دار الزمن دورته؛ و ما انفك التاريخ يشعل الحوادث هنا و هناك.

قتل أبو سلمة؛ اغتاله رجال ملثمون في قلب الظلام؛ لقد انتهي دوره بإعلانه الإمامة الهاشمية، و كان يقلب أمره علي خطرين.

ماتت رابعة العدوية، براها العشق الإلهي فثوت فوق جبل الطور قبل أن تبلغ الأربعين.

الرجل القادم من خراسان ينساق إلي الموت و كان بالأمس يذيق الناس مرارته، كانت الجماجم تتساقط من حوله؛ جماجم من مختلف الشعوب فالمجد للسيف، حتي إذا خمدت الأنفاس و سكنت الأجراس و مضي علي التاريخ قرن و ثلث دوت ساعة القصاص و كانت العنكبوت تنسج بيتا هو أهون البيوت.

قال ابن البربرية و قد استوي علي عرش نهض علي الجماجم:

- الحق أبا مسلم ورده إلي.. انني لم أعد أطمئن له...



[ صفحه 72]



سكت قليلا و أردف بمكر:

- انك تعرف كيف سترده يا جرير.

- أجل يا أميرالمؤمنين.

ارتدي جرير فراء الثعالب؛ فبدا ناعم الملمس.

ركب الثعلب البريد و راح يعدو انه يعرف كيف سيجر الثور إلي عرين الأسد، كان ذيل الثعلب يتوهج في أشعة الغروب عندما لاحت له فرقة خراسان يتقدمها ألف فارس.

نمق الثعلب كلمات معسولة أتقنها في الطريق لكأنه أصبح «دمنة».

همس دمنة و قد غمر الظلام كل الأشياء:

- أيها الأمير، أجهدت نفسك، و أسهرت ليلك و أتعبت نهارك، في نصرة مواليك، حتي إذا استحكم لهم الأمر، و توطد لهم السلطان و نلت امنيتك فيهم تنصرف علي هذه الحال، فما تقول الناس؟ ألا تعلم أن ذلك مطعنة عليك، و مسبة في حياتك و بعد وفاتك؟

قال «شتربه»: انني لا آمنه علي نفسي.

قال «دمنة»: كيف و هل يغدر المرء بأخيه؟

سكت «شتربه» خدعته كلمات معسولة و استشار جنده، قالوا:

- لا تذهب.

قال شتربة و قد سقط في بيت العنكبوت:



[ صفحه 73]



- أخبرني المنجمون انني لا أقتل إلا بالروم.

فركت العنكبوت يديها، اهتزت الخيوط، لقد سقطت الفريسة إذن و حانت لحظة الانقضاض.

منذ سقوط دمشق و ثوب العواصم تتنازعه المدن، ارتدته حران أعواما و الكوفة عاما و الأنبار سنين معدودة، حتي استوي ابن البربرية علي العرش، خلعت الأنبار ثوب العواصم فارتدته مدينة «الرومية» مدينة بناها «كسري أنو شروان» يوم نزلت سورة الروم.

و جاء أبومسلم حتي إذا ورد «الرومية» أوجس قلبه خيفة و تذكر نبوءة المنجمين، تمتم مع نفسه مطمئنا:

- إن معي ألف فارس.

عانق الأسد «شتربه» و قال:

- كدت تمضي من قبل أن أراك ، و أفضي إليك بما أريد فادخل قصرك و اخلع عنك ثياب السفر.

و ولج الأسد بيت العنكبوت، و جثم حول القصر ألف فارس.

و عندما حانت لحظة الانقضاض قال الأسد لذئابه:

- اكمنوا حتي إذا جاء «شتربه» وصفقت لكم فاخرجوا إليه و مزقوه.

و هكذا حاكت العنكبوت خيوط بيت واهن.



[ صفحه 74]



جاء الرجل الذي بني مجد غيره علي الجماجم، جرده حارس من السيف، بان الغيظ علي «شتربه» و دخل البلاط غاضبا:

- يا أميرالمؤمنين لقد أخذوا سيفي.

- اجلس لا عليك.

كان الأسد و شتربه وحدهما؛ هكذا تصور الثور المسكين، قال الأسد و قد كشر عن أنيابه:

- ما أردت برحيلك إلي خراسان قبل لقائي؟

قال «شتربه»:

- لأنك وجهت ورائي إلي الشام من يحصي الغنائم أفلا تثق بي؟

- انني لأعرف ماذا تريد يا خبيث.

قال أبومسلم مستعطفا:

- يا أميرالمؤمنين أنسيت انني وطدت لكم الملك؟

قال الأسد بغيظ وحقد:

- يابن الخبيثة لقد ارتقيت مرتقي صعبا، انني أعرف دسائسك.

انهار «شتربه». عرف أن دمنة قد أوقع به فقال:

- لا تدخل علي نفسك الغيظ بسببي فاني أصغر قدرا من ذلك.

صفق ابن البربرية فانبرت ذئاب تحمل الموت الأحمر، ألقي أبو مسلم بنفسه علي قدم السلطان و لكنه لم يحصل إلا علي رفسة قذفته



[ صفحه 75]



بعيدا وانقضت الذئاب تمزقه وشتربه يصيح:

- اما من سلاح يحامي به المرء عن نفسه.

و لما خمدت أنفاس الثور أمر الأسد أن يلفوه ببساط.

قال «دمنة»:

- و الآن أيها الملك هيي ء ألف صرة في كل صرة ثلاثة آلاف درهم.

و أحدق ألف فارس بالقصر و قد برقت السيوف، فإذا صرار الدراهم تتساقط من نوافذ القصر و معها رأس كان ذات يوم هو الرأس، و ترجل الفرسان يجمعون صرار الدراهم فيما ظل رأس أبي مسلم يحدق في الفراغ. فقد غلب بريق الفظة بريق الحديد.



[ صفحه 77]




مسافري فوق العاده در سفر


امام جعفر صادق عليه السلام در سال 128 هجري به همراه خانواده و بعضي از دوستان و پيش خدمتان، جهت انجام مناسك حجّ عازم مكّه معظّمه گرديد.

ابوبصير گويد: من نيز در كاروان حضرت بودم؛ و پس از پايان اعمال حجّ عازم مدينه منوّره شديم. در مسير راه مكّه و مدينه در روستائي به نام ابواء كه آمنه، مادر حضرت رسول صلي الله عليه و آله در آنجا مدفون است جهت استراحت فرود آمديم.

و پس از مختصري استراحت، غذا آماده شد. سفره را پهن كردند، خود امام جعفر صادق عليه السلام از اعضاء كاروان پذيرائي مي نمود و غذا جلوي افراد مي نهاد.

هنگامي كه مشغول خوردن غذا شديم، شخصي از طرف همسر آن حضرت وارد شد و اظهار داشت: ياابن رسول اللّه! حميده گفت: من در وضعيّت خاصّي قرار گرفته ام و درد زايمان، شدّت گرفته است؛ و چون شما فرموده بوديد كه در اوّلين فرصت گزارش دهم تا اوّلين ملاقات نوزاد با شما باشد، من نيز چنين كردم.

در اين لحظه، امام صادق عليه السلام با عجله تمام حركت نمود و به همراه آن شخص به سوي منزل گاه همسرش، حميده به راه افتاد.

همه چشم به راه در انتظار بازگشت امام عليه السلام بوديم كه ناگهان، حضرت شادمان و خوشحال مراجعت نمود. گفتيم: جان ما فداي شما باد! خداوند همسرتان را به سلامت نگه دارد، او در چه حالتي است؟

حضرت با تبسّم فرمود: خداوند متعال نوزادي به ما عطا كرد، كه بهترين خلق خدا است؛ و او به هنگام تولّد دست خود را بر زمين نهاد و سر به سوي آسمان بلند نمود و شهادت به وحدانيّت خداوند سبحان داد، كه اين خود نشانه امامت او مي باشد و سوگند به خداي يكتا، كه او امام و پيشواي شما بعد از من مي باشد.

ابوبصير گويد: در اين رابطه تقاضا كردم تا توضيح بيشتري دهد؟

و حضرت فرمود: در آن شبي كه نطفه اين نوزاد منعقد گرديد، لحظاتي قبل از آن، شخصي نزد من آمد و ظرفي كه در آن شربتي سفيد، شيرين، گوارا و خنك بود، به دستم داد؛ و همين كه من مقداري از آن شربت را آشاميدم، آن شخص دستور داد تا با همسرم حميده هم بستر شوم.

پس با شادماني و علم بر اين كه چه خواهد شد، كنار همسرم رفتم و پس از هم بستر شدن با او، نطفه اين نوزاد در همان شب منعقد گرديد.

سپس حضرت در ادامه فرمايش خود فرمود: نطفه هر امامي اين چنين منعقد مي گردد؛ و چون چهل روز بر آن بگذرد، خداوند ملكي را مبعوث مي نمايد تا بر بازوي راستش بنويسد:

و تمّت كلمة ربّك صدقا و عدلا لامبدّل لكلماته [1] .

و پس از آن كه هنگام ولادت فرا برسد و نوزاد به دنيا آيد، دست بر زمين گذارد و سر به سمت آسمان بلند كند؛ و در آن لحظه ملكي از طرف خداوند عزوجل نوزاد را با نام و نام پدر آوا مي دهد، كه ثابت و پايدار باش، تو را براي امري مهمّ آفريده ام، تو امين و خليفه من هستي، رحمت من شامل دوستانت مي باشد و دشمنانت را به دردناك ترين عقاب عذاب مي كنم؛ گرچه آن ها در دنيا غرق نعمت و رفاه باشند.

و چون سخن ملك پايان يابد، نوزاد شهادت به يگانگي خداوند مي دهد؛ و پس از آن خداوند تمام علوم را به او عطا مي نمايد و مقدر مي گرداند تا در هر شب قدر ملك روح با او ملاقات نمايد.

ابوبصير افزود: خدمت حضرتش عرضه داشتم كه آيا ملك روح، همان جبرئيل عليه السلام است؟

حضرت فرمود: خبر، عظمت ملك روح از تمام ملائكه بالاتر و عظيم تر است؛ و خداوند مي فرمايد: تنزّل الملائكة والرّوح فيها [2] ؛ در شب قدر، ملائكه به همراه روح نازل مي شوند. [3] .


پاورقي

[1] سوره انعام: آيه 115.

[2] سوره قدر: آيه 4.

[3] محاسن برقي: ج 2، ص 314، ح 32، بصائرالدّرجات: ج 9، ب 19، ص 129، بحارالانوار: ج 48، ص 25، حلية الابرار: ج 4، ص 196، ح 2.


احاديثي از امام جعفرصادق


1 قيل للصادق عليه السلام علي ماذا بنيت امرك؟ فقال علي اربعة اشياء علمت ان عملي لا يعمله غيري فاجتهدت و علمت ان الله عزوجل مطلع علي فاستحييت و علمت ان رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت و علمت ان آخر امري الموت فاستعددت. [1] .

از امام صادق عليه السلام سؤال شد كه بر چه چيز بنا نهاده اي امر خود را؟ فرمود: بر چهار چيز: دانستم كه عمل مرا غير از من انجام ندهد، پس كوشش كردم در به جا آوردن آن؛ و دانستم كه خداوند داناست بر حال و قال و ظاهر و باطن من، پس حيا كردم و گناه نكردم؛ و دانستم اينكه روزي مرا غير من كسي نخواهد خورد، پس اطمينان يافتم؛ و دانستم كه حتما از اين دنيا مي روم، پس خود را مهيا ساختم.



[ صفحه 235]



2 المؤمن من طاب مكسبه و حسنت خليقته و صحت سريرته و انفق الفضل من ماله و امسك الفضل من كلامه و كفي الناس من شره و انصف الناس من نفسه. [2] .

مؤمن كسي است كه كسبش پاك، خلقش نيك و باطنش درست باشد. زيادي مالش را در راه خدا بدهد، پرگويي نكند، مردم را از شر خود نگه دارد و از طرف خود به آنها حق بدهد.

3 كل عين باكية يوم القيامة الا ثلاثة عين غضت عن محارم الله و عين سهرت في طاعة الله و عين بكت في جوف الليل من خشية الله. [3] .

هر چشمي روز قيامت [جهت گرفتاري صاحب خود به شكنجه و عذاب] گريان است مگر سه چشم: 1) چشمي كه پوشيده شود از آنچه خداوند [نظر كردن به آن را] حرام فرموده است، 2) چشمي كه در راه رضاي خدا شب بيدار باشد (يعني در اطاعت از خداوند و انجام كارهاي خير بيدار است)، 3) چشمي كه در دل شب از ترس خدا اشك بريزد.


پاورقي

[1] بحارالانوار، ص 78، ص 228.

[2] خصال شيخ صدوق، ج 2، ص 105.

[3] اصول كافي به نقل از طرائف الحكم، ج 1، ص 153.


مع طبيب هندي


قال الربيع: قرأ هندي عند المنصور كتب الطب،



[ صفحه 76]



و عنده الصادق عليه السلام، فجعل ينصت لقراءته، فلما فرغ قال: يا أباعبدالله اتريد مما معي شيئا؟

قال: لا، لأن معي خير مما هو معك.

قال: ما هو؟

قال: اداوي الحار بالبارد، و البارد بالحار، و الرطب باليابس، و اليابس بالرطب. وارد الأمر كله الي الله، و استعمل ما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اعلم أن المعدة بيت الداء، و أن الحمية هي الدواء: و اعود البدن ما اعتاد.

قال: و هل في الطب الا هذا!

قال الصادق عليه السلام: افتراني عن كتب الطب أخذت؟

قال: نعم.

فقال عليه السلام: لا والله ما أخذت الا من عندالله سبحانه و تعالي، فاخبرني أنا اعلم بالطب أم أنت؟

قال: بل أنا.



[ صفحه 77]



قال: فأسألك؟

قال: سل.

فسأله عشرين مسألة و هو يقول: لا اعلم.

فقال الصادق عليه السلام: لكني اعلم، و هذه الأجوبة: كان في الرأس شؤون لأن المجوف اذا كان بلا فصل أسرع اليه الصدع، فاذا جعل ذا فصول كان الصدع منه أبعد.

و جعل الشعر فوقه ليوصل بأصوله الأدهان الي الدماغ، و يخرج باطرافه البخار منه، و يرد الحر و البرد الواردين عليه.

و خلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور الي العينين، و جعل فيها التخطيط و الأسارير ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.

و جعل الحاجبان من فوق العينين ليردا عليهما من النور قدر كفايتهما.



[ صفحه 78]



و جعل العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء، و يخرج منها الداء، و لو كانت مربعة أو مدورة، ما جري فيها الميل، و لا وصل اليها دواء، و لا خرج منها داء.

و جعل ثقب الأنف من اسفله لينزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، و تصعد فيه الارايح الي المشام، و لو كان في أعلاه لما نزل داء و لا وجد رائحة.

و جعل الشارب و الشفة فوق الفم، ليحبسا ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلا يتنغص علي الانسان طعامه و شرابه، فيميطه عن نفسه.

و جعل اللحية للرجل يستغني بها عن الكشف في المنظر، و يعلم بها الذكر من الأنثي.

و جعل السن حادا لأن به يقع العض.

و جعل الضرس عريضا لأن به يقع الطحن و المضغ.

و جعل الناب طويلا لتشد الأضراس و الأسنان، كالاسطوانة في البناء.



[ صفحه 79]



و خلا الكفان من الشعر لأن بهما اللمس، فلو كان فيهما شعر ما دري الانسان ما يقلبه و يلمسه.

و خلا الشعر و الظفر من الحياة لأن طولهما سمج، وقصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لآلم الانسان قصهما، و كان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فتروح عنه ببردها، لئلا يشيط الدماغ لحره...

فقال الهندي: من أين لك هذا العلم ؟!!

فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، عن جبرئيل، عن رب العالمين، الذي خلق الأجسام و الأرواح.

فقال الهندي: صدقت، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله و عبده، و أنك اعلم أهل زمانك [1] .



[ صفحه 80]




پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 461، المناقب 2 / 336، الخصال 514.


حد الزنا بالأخت


أما الزنا بالأخت فهو من أفحش المحرمات. و قد سئل الامام زين



[ صفحه 44]



العابدين عليه السلام عن حده، فقال عليه السلام: يضرب بالسيف بالغا ما بلغت الضربة، فان عاش خلد بالسجن حتي يموت [1] .

و بهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض المسائل الفقهية التي أفتي بها الامام عليه السلام و يجد المتتبع في كتب الفقه الاستدلالي، و في موسوعات الحديث طائفة كبيرة من فتاواه الفقهية، و قد شملت جميع ابواب الفقه من العبادات و المعاملات، و العقود و الايقاعات، و قد استند اليها فقهاء الامامية فافتوا علي ضوئها.


پاورقي

[1] من لا يحضره الفقيه (ص 244).


في ظلال ابيه


عاش الامام أبوجعفر (ع) في كنف أبيه الامام زين العابدين (ع) ما يزيد علي (34 عاما) و قد لازمه و صاحبه طيلة هذه المدة فلم يفارقه، و قد تأثر يهديه المشرق الذي يمثل هدي الانبياء و المرسلين، فما رأي الناس مثل الامام زين العابدين (ع) في تقواه و ورعه و زهده، و شدة انقطاعه و اقباله علي الله... و نلمع الي بعض أحواله و شؤونه لأن سيرته قد انطبعت في قرارة نفس الامام الباقر و ارتسمت في اعماق ذاته، و فيما يلي ذلك:



[ صفحه 33]




شهادت زيد، امام صادق را دگرگون كرد


شهادت زيد بن علي در همه ي بلاد اسلامي تأثير عميقي گذاشت و بيش از همه اهل بيت و امام صادق متأثر شدند. حمزة بن حمران مي گويد: به خدمت امام صادق رسيدم. امام از من پرسيد: حمزه از كجا مي آيي؟ عرض كردم. از كوفه. امام تا نام كوفه را شنيد به شدت گريه كرد، به طوري كه محاسنش از اشك چشمش تر شد. گفتم: پسر پيامبر! چرا گريه كردي؟

امام فرمود: عمويم زيد را به يادم انداختي. مصيبت هاي او به يادم آمد. بعد امام جريان شهادت و حوادث رقت بار او را براي حمزه شرح داد و قاتلين او را لعنت كرد. [1] .


پاورقي

[1] بحار، ج 46، ص 172، با تلخيص.


موانع رسيدن به مقامات عاليه


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

سه چيز انسان را از رفتن به مقامات عاليه و اهداف بلند باز مي دارد:

كوتاهي همت، چاره انديش نبودن و سستي انديشه. [1] .



[ صفحه 43]




پاورقي

[1] تحف العقول: 318، ميزان الحكمه: ج 14، ح 21344.


اصول مجامله


اصول مجامله در سه چيز است: 1. مجامله در نيت؛ 2. مجامله در قول؛ 3. مجامله در عمل.

مجامله در نيت، يعني اين كه انسان نه تنها براي خود و مؤمنان، بلكه براي همه ي ابناي بشر حتي براي اهل باطل، نيت خير داشته باشد.

مرحوم علامه ي مجلسي [1] در جلدهاي آخر بحار، در باب اعمال شب قدر مطلبي به



[ صفحه 36]



اين مضمون از سيد بن طاووس [2] نقل مي كند: «شب قدري، با خود گفتم چه عمل و عبادتي انجام دهم كه از همه ي عبادت ها بالاتر باشد و چه دعايي كنم كه از همه ي دعاها افضل باشد. آيا براي فقرا دعا كنم؟ يا براي مريض ها شفا بخواهم؟ يا از خدا بخواهم حوائج مؤمنان را برآورده نمايد؟ ديدم فقرا، با فقر خود مي گذرانند، و فقرشان هم هميشگي نيست. مريض ها نيز در حال امتحانند و خدا آنها را شفا خواهد داد. مؤمنان نيز از گوهر ايمان برخوردارند و اين بالاترين نعمتي است كه خدا به آنها عطا فرموده است. پس هر حاجت ديگري داشته باشند مهم نيست. ناگهان به ذهنم رسيد آنهايي كه بيش از همه به دعاي من در اين شب احتياج دارند كافران و مشركانند؛ چرا كه آنها با سر آمدن عمرشان دچار عذابي ابدي مي گردند كه خلاصي از آن برايشان امكان ندارد. پس به دعا براي هدايت مشركان مشغول شدم و از خدا خواستم كه مشركان و كافران را هدايت كند و به آنها توفيق دهد تا مؤمن شوند.»

سيد بن طاووس بسيار جليل القدر است تا جايي كه بعضي از مسائلي كه ايشان و جد مادري شان، ورام بن ابي فراس [3] نقل كرده اند، به غير از گفته اين بزرگواران هيچ مدرك و دليلي ندارد، اما به دليل اطمينان و اعتمادي كه فقها و علماي شيعه به اين بزرگواران داشته اند، فرموده ي آنان را به منزله مدرك شرعي تلقي كرده و براساس آن فتوا صادر كرده اند. به هر حال ممكن است سيد بن طاووس اين نحو دعا كردن را از روايت ها فراگرفته باشد و چنين عملي واقعا مستحب باشد.

نقل شده است روزي كه مشركان مكه، پيامبر اكرم را سنگ زدند و آن حضرت را



[ صفحه 37]



دنبال كردند، پيامبر رو به درگاه الهي كرد و فرمود: «اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون [4] ؛ خدايا قوم مرا هدايت كن چرا كه نادانند». در جواب اين همه اذيت و آزار، از خدا خواست كه كافران و مشركان مكه را هدايت كند و حتي از ناحيه آنها به درگاه خداوند عذر آورد و فرمود: «انهم لا يعلمون».

معلوم نيست مراد پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم جهل واقعي باشد. ممكن است معناي «لا يعلمون» و جهل در اين جا تجاهل باشد مانند آيه: «و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم [5] ؛ پيامبر را انكار مي كنند حال آنكه در دل يقين دارند.» معناي «لا يعلمون» جهل قصوري و جهل مركب نيست بدين معنا و با اين حال بر باطل خويش پا فشاري مي كند. پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم براي چنين كساني دعا مي كند و از خدا هدايت چنين افرادي را مي خواهد در آيات و روايات نيز از «سفه» به جهل تعبير شده است. معلوم نيست كه جهل به معناي ندانستن واقعي باشد، بلكه شايد در جاهائي مثل «اذ أنتم جهلون [6] ؛ وقتي كه نادان بوديد» - كه در آن نسبت جهل به برادران يوسف داده شده - مقصود آن باشد كه آنها مرتكب كار جاهلانه شدند.

خلاصه اين كه يك نوع مجامله، مجامله در نيت است، به اين معنا كه بايد در دل براي اهل باطل نيت زيبا داشت و براي آنها دعا كرد. مؤمن بايد براي پيروان مذاهب باطل و اديان و خطوط منحرف دعا كند، چون كه اين ها نيز انسانند و خدا آنها را براي هدايت شدن خلق كرده است. «الا من رحم ربك و لذلك خلقهم [7] ؛ مگر كساني كه پروردگار تو به آنان رحم كرده، و براي همين آنان را آفريده است». مجامله در نيت تحمل نمي خواهد چون امري نفساني است، اما مجامله در قول و عمل تحمل مي خواهد و طي آن مؤمنان بايد با صبر و حوصله در برابر رفتار زشت و ناپسند اهل باطل، در قول و عمل با مجامله رفتار كنند.

سخت ترين مرحله ي مجامله عملي است. در اين مرحله مؤمن بايد حاجت



[ صفحه 38]



كساني را برآورده نمايد كه چه بسا با وي دشمني نموده و برايش مشكل ايجاد كرده اند. اين، كار بسيار مشكل و طاقت فرسايي است و آمادگي روحي بسيار بالايي مي خواهد. بزرگان دين به ويژه ائمه اطهار عليهم السلام و رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم، بسياري از گمراهان را با همين روش هدايت كردند. شخصي به حضرت باقر عليه السلام ناسزا گفت و العياذ بالله نام مادر آن حضرت را به زشتي برد. در آن زمان اگر كسي چنين فحشي به ديگران مي داد، سزايش قتل بود و چه بسيار كشت و كشتارها كه بر سر چنين دشنام هايي به راه مي افتاد، اما امام باقر عليه السلام به نرمي و لطافت جواب او را دادند و اهانت او را ناديده گرفتند. آن فرد نيز پشيمان و آگاه شد و ايمان آورد. آيا حيف نبود كه اين انسان مسلمان نشود و راهي جهنم گردد؟ آيا حيف نبود كه حر بن يزيد رياحي به جهنم برود؟

حر بن يزيد رياحي به دنيا ثابت كرد كه انسان در لحظه ي آخر مي تواند از همه چيز بگذرد. او براي كساني كه مي گويند نمي توانيم يا نتوانستيم توبه كنيم حجت است. حر انساني عادي نبود، بلكه از نظر ثروت و مقام اجتماعي نزد خليفه وقت احترام بسياري داشت اما - با آن كه مي دانست كه اموال و موقعيت خود را از دست خواهد داد - به يك باره از همه چيز گذشت. واقعا اگر كس ديگري به جاي امام حسين عليه السلام بود در مقابل عذرخواهي حر چه جوابي مي داد؟ شايد مي گفت: حال كه كار از كار گذشته و ما را اسير كرده اي، ديگر چه جاي توبه است؟ حال كه باعث شدي اين همه مصيبت بر خاندان رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم وارد آيد، ديگر توبه چه فايده اي دارد؟

اگر حر توبه نكرده بود - با توجه به اين كه او باعث شده بود اهل بيت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم به چنگ لشكر يزيد بيفتند - به يقين، بار گناهش بسيار سنگين تر از ديگران بود. بايد اين رفتارها سرمشق قرار گيرند. بايد با خود بينديشيم كه در برابر كار ناپسند ديگران و عذرخواهي آنان چه كنيم؟


پاورقي

[1] محمدباقر بن محمدتقي مجلسي (1110 - 1037 ق)، محدث و فقيه بزرگ امامي، از محضر استاداني همچون شيخ عبدالله بن جابر آملي، شيخ علي جبل عاملي و ملا محسن فيض كاشاني بهره مند گرديد. پس از فراگيري علوم عقلي به علم حديث روي آورد و آثار بسياري در اين زمينه من جمله كتاب عظيم بحارالانوار به رشته تحرير درآورد. از زمان شاه عباس دوم تا زمان سلطان حسين داراي مقام و قدرت ديني بود و عنوان شيخ الاسلامي از جانب سلاطين صفوي به وي عطا گرديد.

[2] رضي الدين ابوالقاسم علي بن موسي بن جعفر (664 - 589 ق) معروف به سيد بن طاووس، فقيه، متكلم، محدث و مورخ، مادرش دختر شيخ ورام بن ابي فراس حلي و مادر پدرش دختر شيخ طوسي است، با دو خليفه عباسي مستنصر و مستعصم معاصر بوده و با آنها رابطه خوبي داشته است. پس از تصرف عراق توسط مغولان تلاش فراواني جهت جلوگيري از ويراني انجام داد. مقام نقابت علويان را با اكراه قبول كرد و تا آخر عمر در اين مقام بود. (دايرة المعارف بزرگ اسلامي، ج 2، ص 54 و 55).

[3] مسعود بن ابي فراس (ورام) متوفاي 605 ق فقيه و محدث امامي، نسبش به مالك اشتر نخعي مي رسد و جد مادري سيد بن طاووس است كتاب تنبيه الخواطر و نزهة النواظر كه به مجموعه ورام شهرت يافته از آثار اوست. (ريحانة الادب، ج 6، ص 313 و 314).

[4] بحارالانوار، ج 11، ص 298.

[5] نمل، آيه ي 14.

[6] يوسف، آيه ي 89.

[7] هود، آيه ي 119.


امتحان دوست


كساني كه در مواقع عادي به آدمي اظهار علاقه مي كنند بسيارند. گاهي اظهار لطف آنها به حدي مي رسد كه امر بر انسان مشتبه شده و خيال مي كند همه ي آن اشخاص دوستان صميمي او هستند. و از اين



[ صفحه 30]



لحاظ نمي تواند ميان آنان تفاوتي قائل شود. هنگامي كه خداوند نعمتهايي به انسان مرحمت مي فرمايد، اين افراد، تظاهر به دوستي مي كنند و بر او رشك مي برند و چون گرفتاري براي او پيش آمد به هيچ وجه حاضر نيستند به او كمك كنند. اما دوستان حقيقي و استوار، در غم و شادي انسان شريك مي باشند.

امتحن اخاك، عند نعمة تجدد لك، او نائبة تنوبك. [1] .

دوست خود را هنگام پديد آمدن نعمت و پيش آمدن گرفتاري آزمايش كن.


پاورقي

[1] الامام الصادق. ج 2، ص 101.


تاريخ ولادت


به هيچ وجه جاي شگفتي و تعجب نيست كه در تاريخ ولادت و وفات امامان معصوم عليهم السلام اختلاف و ترديد وجود دارد، با توجه به اينكه در تاريخ ولادت ناجي بزرگ بشريت و در تاريخ رحلت و بعثتش نيز اين گونه اختلافات وجود دارد هر چند شايسته اين بود كه در مورد آن حضرت اختلافي وجود نداشته باشد، زيرا شخصيتي با آن عظمت كه نام و نشانش عالمگير بوده و آوازه اش همه جا را پر كرده مي بايست تاريخ نويسان را مصمم تر و جدي تر كند تا وقايع را آن گونه كه اتفاق افتاده است بنويسند، لكن گذشت زمان و حوادث ديگر همه دست به دست هم داده است تا حقايق را از ديده ها پنهان كنند و خلاف آن را به سمع نسلهاي بعد برسانند. بنابراين، مادامي كه قراين تأييد كننده يا ادله ي قطعيه اي در مورد گزارشهاي مورخان در دست نباشد، نمي توان به گفته ي آنان اطمينان كرد مگر اينكه نقل مزبور مورد اتفاق و اجماع قرار گيرد و معارضي براي آن نقل نشده باشد؛ چه، خود نقل اتفاقات تاريخي هم نمي تواند اطمينان بخش باشد، زيرا بسياري از نقلهاي ياد شده نيز بدون تحقيق و تفحص بوده و از تقليد پيشينيان نشأت گرفته است كه در تاريخ نمونه هاي فراواني دارد، مثلا:

مورخان تصريح كرده اند بر اينكه ابونواس، شاعر معروف، در سال 195 هجري وفات كرد و در روز بيعت مردم با امام رضا عليه السلام براي ولايتعهدي مأمون، وجود نداشته است! در صورتي كه شيخ جليل



[ صفحه 54]



محمد بن علي بن بابويه قمي (صدوق) متوفاي 381 هجري در عيون الاخبار (ص 281) روايتي نقل كرده است كه دلالت دارد وي در سال 202 هجري زنده بوده است. شيخ صدوق در آن روايت آورده است كه چون ابونواس در تبريك و تهنيت امام شركت نكرد و در اين باره شعري نسرود، او را مورد نكوهش و سرزنش قرار داد و سرانجام وادارش كرد در اين زمينه شعري سرود كه آغازش اين است:



قيل لي انت اشعر الناس طرا

في فنون من الكلام النبيه [1] .



عمادالدين ابوجعفر محمد بن ابي القاسم، علي بن محمد بن علي بن رستم طبري آملي از اعلام سنه ي 553 نيز در كتاب بشارة المصطفي با اسناد رجالي خود كه از ثقات و بزرگان بوده اند و همچنين از مشايخ اجازه ي خود، آن را نقل كرده است.

پس، با توجه به آنچه مرحوم صدوق و طبري نوشته اند، ديگر نمي توان به گفته ي مورخان اعتماد كرد، به ويژه كه مي بينيم نخستين كس از مورخان كه سخن مزبور را عنوان كرد (كه وي در سال 195 وفات كرده است) خطيب بغداد متوفاي سال 463 بود. پس از او ابن اثير متوفاي 630، ابن خلكان متوفاي 681 و ابي الفداء متوفاي 732 هجري از او پيروي كردند و همين سخن را گفتند كه در واقع يك قول بيشتر نيست.

دانشمند محقق مرحوم سيد محسن جبل عاملي متوجه اين موضوع شده و در كتاب ارزشمند خود اعيان الشيعه (ج 24، ص 4) از كتاب شذور العقود نقل كرده است كه در حوادث سال 202 هجري يعني يك سال بعد از امضاي ولايتنامه ي امام رضا عليه السلام نامي از ابونواس برده شده است.

از همين قبيل است داستان قتل هرثمة بن اعين كه گفته اند در سال



[ صفحه 55]



200 هجري اتفاق افتاده و بنابراين نامبرده نيز در سال شهادت حضرت رضا عليه السلام زنده نبوده است. ولي مي بينيم كه مرحوم صدوق رضوان الله عليه در كتاب عيون اخبار الرضا (ج 2، ص 244) مطالبي از او نقل مي كند كه معلوم مي شود تا سال 202 هجري زنده بوده است. پس، از اين قبيل مطالب كه معارض با احاديث شيعه است، مورخان فراوان نقل كرده اند؛ بنابراين چون كذب احاديث مزبور مسلم نيست، به گفته ي آنان هم نمي توان اعتماد كرد و مادام كه مؤيد و مرجحي در دست نباشد، بايد نسبت به هر دو متوقف بود.

با توجه به اختلافاتي كه بيان شد، در مورد ولادت با سعادت حضرت امام زين العابدين عليه السلام نيز اختلافات فراواني وجود دارد كه ذيلا به آنها اشاره مي شود:

1. پنجم شعبان سال 308. اين قول را مرحوم كفعمي در جدول اسامي امامان در كتاب شريف مصباح، مرحوم اربلي در كتاب كشف الغمه، شهيد اول در كتاب دروس بخش مزار، ابن صباغ در كتاب فصول المهمه (ص 212)، شيخ يوسف بحراني در مزار كتاب شريف حدائق و ابن طلحه در كتاب مطالب السؤال نقل كرده اند.

2. هشتم شعبان. اين قول را مرحوم مجلسي در كتاب بحار از كتاب ذخيره نقل كرده است.

3. نهم شعبان. اين قول را ابن قتال در كتاب روضة الواعظين ذكر كرده است.

4. هفتم شعبان.

5. يازدهم رجب.

6. هشتم ربيع الاول. اين قول را كتاب جنات الخلود بدون قائل ذكر كرده است.

7. نيمه ي جمادي الاولي. اين قول را مرحوم شيخ طوسي در كتاب



[ صفحه 56]



مصباح المتهجد، علامه ي حلي در كتاب تذكرة در بحث «صوم ايام ذي قعده» و ابن طاووس در كتاب اقبال ذكر كرده اند.

8. نيمه ي جمادي الثاني. اين قول را ابن شهر آشوب در كتاب مناقب و طبرسي در اعلام الوري آورده اند.



[ صفحه 58]




پاورقي

[1] ما شعر مزبور و ترجمه ي آن را در كتاب ديگر خود «نور الهدي» (ص 118) آورده ايم.


ابوالعطاء محمود بن علي


معروف به خواجو (متوفاي 753 ه. ق)



يا رب به حق جعفر صادق كه آفتاب

باشد چو صبح بر نفس صدق او گوا [1] .



به صبح مطلع صدق آفتاب عيسي دم

كه بود خاك رهش كحل ديده ي عالم



امام كعبه نشين جعفر فرشته نشان

خليل خضر خلف صادق خليفه خدم



[ صفحه 126]



فلك به حلقه ي تدريس او حديث حدوث

سماع كرده ز لفظ محدثان قدم



هماي سدره به گرد حريم حضرت او

مقيم در طيران چو كبوتران حرم



هدايت ازلي در تقربش مضمر

عنايت ابدي در تتبعش مدغم



كتابه اي كه بر اين طاق چنبري كردند

به نام اشرفش از زر جعفري كردند. [2] .




پاورقي

[1] ديوان، ص 572.

[2] ديوان، ص 617.


لقب صادق


كم كم امام صادق (ع) پا به سن مي گذاشت در حالي كه پيشوائي بزرگ و مردي شريف و نجيب و با فضيلت بود و هوش سرشار داشت و به لقب صادق معروف شد. همه كس بدون استثناء و حتي دشمنانش او را امام صادق مي گفتند و همه متفق القول بودند و هيچكس ترديدي نداشت كه لقب تعيين شده براي جعفر بن محمد بسيار شايسته است و اين لقب در زمان او به اندازه اي شايع بود كه هر كس آن را مي شنيد فورا متوجه جعفر بن محمد (ع) مي گرديد.

اگر چه بعضي گويند كه او القاب ديگري نيز داشته است و اقوال مختلفي در اين باره شنيده شده ولي آنچه مسلم است هيچ كدام به اندازه ي لقب صادق مشهور و معروف نگرديده است.

كسي كه نخواهد خود را به زحمت بياندازد و در اين باره



[ صفحه 75]



بيهوده بحث كند خواهد گفت كه لقب صادق مخصوص او بوده و راستي چنين است زيرا جعفر بن محمد همواره در گفتار و كردار، راستي و درستي را رعايت مي كرد. [1] كسي كه اول بار به امام جعفر (ع) صادق خطاب كرد ابوجعفر منصور بود، زيرا امام صادق به او خبر داده بود كه به زودي به خلافت مي رسد و طولي نكشيد كه پيش بينيش تحقق يافت. و بعضي گويند: روزي ابومسلم خراساني از او درخواست كرد كه قبر جد بزرگوارش علي بن ابيطالب (ع) را به او نشان بدهد اما امام صادق (ع) از اين كار خودداري كرد و فرمود در زمان مردي هاشمي به نام جعفر منصور قبر جدم آشكار خواهد شد.

ديري نگذشت كه آنجا را به وي نشان داد و نيز اين خبر را به منصور كه در (رصافه) [2] بود اطلاع دادند و او بسيار شاد و مسرور گرديد آنگاه گفت: اين است كسي كه بايد او را صادق [3] گفت كه توضيح و شرح اين موضوع وقت



[ صفحه 76]



بيشتري لازم دارد و ما اينك مختصري از آن را بيان مي كنيم.

گفتيم امام جعفر (ع) به لقب صادق، به معني راستگو معروف گرديده بود، زيرا در درستي و صداقت كسي به پايه ي او نمي رسيد، هميشه با صراحت لهجه سخن مي گفت.

ميان خانواده اش امتيازي قائل نمي شد، در گفتن حق و حقيقت از هيچ كس بيم نداشت. هيچگاه سخني را كه به حقيقت آن واقف نبود بيان نمي كرد و به كاري كه به صحت آن ايمان نداشت نمي پرداخت و نيز به صدق گفتار كسي مطمئن نمي شد تا دليل ارائه كرده و گفته اش را به ثبوت مي رسانيد به همين ترتيب در تمام دوران حيات، خوي درستي و راستي زينت معنوي او بود.

دليل ديگري كه شايد از دلائل سابق مهمتر و به حقيقت نزديكتر باشد اين است كه در زمان امام صادق (ع) مردم به دروغ گفتن عادت كرده بودند و چون قادر به درك حقايق نبودند همواره با افكار و خيالات دست به گريبان بوده و هر كس ندانسته براي خود محيطي از افكار پوچ و بيهوده ايجاد كرده بود جعفر بن محمد (ع) همواره با اين نوع افكار مبارزه مي كرد و



[ صفحه 77]



در برابر ياوه گوئي ها و افكار غلط سخت مقاومت نموده آنان را منصرف مي كرد، و راه نجات و رستگاري را كه پيروي از رسول خدا (ص) و ائمه بود به آنها گوشزد كرده، حقايق مسلمي را بر ايشان بيان مي فرمود. و هرگز براي اثبات عقيده و رأي خود متوسل به كلمات باطل و نادرست نمي شد و اينجا است كه بايد سخن رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را كه فرمود: «بهترين زمان ها زماني است كه من در آن مبعوث گرديدم [4] و هر چه زمان مي گذرد نادرستي و دروغ در ميان مردم بيشتر شايع مي شود و اين خود دليل بارزي است بر اينكه در يك چنين زماني امام جعفر (ع) به صادق معروف گرديد، باري شايعات مختلف و گوناگوني در شهر مدينه درباره ي علم كلام منتشر شده بود و هر كس كه به گمان خود مختصر اطلاعي داشت، سيل سخنان بيهوده و ياوه را به سوي علم كلام پراكنده مي كرد تا آنجا كه گفتند: محمد بن عبدالله المحض ملقب به نفس زكيه در حالي كه عده اي از آل ابوطالب با وي همراه بودند بيان واصل بن عطاء را كه توسط اباايوب بن



[ صفحه 78]



ادبر برايش فرستاده شده و او را به روش معتزله خوانده بود پذيرفته است. [5] .

اين سخنان بيهوده و مهمل و اراجيف از طرف اعراب نبود، اما پس از چندي براي آنكه در دين اسلام رخنه كرده و بتواند به آئين اسلام لطمه و صدمه اي بزنند آن بيانات پوچ را در ميان اعراب انتشار دادند و حتي بعضي از مسلمين تحت تأثير قرار گرفتند. اما اسلام همچنان به قوت و نيرو و عزت خود باقي ماند.



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] وفيات الاعيان اخبار مربوط به جعفر بن محمد (ع) - حياة الحيوان ج 2 ص 103.

[2] رصافه محلي است در بغداد.

[3] اعيان الشيعه ج 4 بخش دوم ص 91.

[4] المدخل تأليف ابن الحاج ج 2 ص 64.

[5] مقاتل الطالبيين ص 238.


توحيد


از اباعبدالله نقل شده است كه: مردي به سوي اميرمؤمنان علي بن ابي طالب عليه السلام آمد و گفت: «اي امير مؤمنان! آيا خدايت را ديده اي كه اين چنين عبادتش مي كني؟!»

حضرت فرمودند: «واي بر تو! چگونه من خدايي را عبادت كنم كه او را نديده ام».

مرد به او گفت: «چگونه او را ديده اي؟»



[ صفحه 59]



جواب داد: واي بر تو! خدا با چشم ظاهر ديده نمي شود، ولي قلب ها با حقيقت ايمان او را ادراك و مشاهده مي كنند». [1] .

و از او نقل شده است كه: «خداوند از آن چه كه او را به آن وصف مي كنند، مبرا است؛ كساني كه خداوند را شبيه خلق او مي انگارند، به خدا افترا مي بندند.»

خدا تو را رحمت كند! بدان، مذهب صحيح در توحيد و در آن چه قرآن درباره ي صفات خداوندي نازل كرده است، مي باشد و در مورد خداوند تشبيه كاري و چيزهاي باطل را نفي كن كه او نه نفي مي پذيرد و نه تشبيه. خداوند پايدار و همه جا حاضر است. خداوند بزرگ تر است از آن چه، آن ها او را توصيف مي كنند. از قرآن تجاوز نكنيد كه از راه روشن دور مي مانيد.» [2] .

«هيچ در آسمان و زمين وجود ندارد، مگر با اين هفت مشخصه:

به خواسته ي خداوند باشد، به اراده ي او باشد، در توانايي او باشد، به اجازه ي او باشد، با كتاب او مطابق باشد و به دست او پايان مي پذيرد. هر كس كه ادعا كند قادر است يكي از اين ها را نقض كند، كفر ورزيده است.» [3] .

و مورد پرسش قرار گرفت درباره ي جبرگرايي و قدرگرايي پاسخ داد:

«نه جبرگرايي و نه قدرگرايي (تقدير) مورد خواست نيست، ولي در ميان آن ها فاصله اي است كه در آن حقيقتي نهفته است و كسي متوجه آن نمي شود، مگر انسان عالم يا اگر كسي به آن حقيقت برسد، خود عالم مي شود.» [4] .



[ صفحه 60]




پاورقي

[1] كليني / اصول كافي / ج 1 / ص 100، 149 و 159.

[2] كليني / اصول كافي / ج 1/ ص100، 149 و 159.

[3] كليني / اصول كافي / ج 1/ ص 100، 149 و 159.

[4] كليني / اصول كافي / ج 1/ ص 100، 149 و 159.


عزت نفس


حضرت فرمودند: عزت مانند حيراني است كه در خانه اي آشيانه مي كند كه اهل آن خانه از آنچه در دست ديگران است نوميد مي شوند.


شخصيت علمي حضرت امام محمد باقرالعلوم ميراث امام صادق بود


خوانندگان ارجمند - تربيت شده گان مكتب ربوبي در روش پرورش علمي و اخلاقي راه مخصوص رفته و سبك خاصي پيش گرفته اند كه از نظر تعليم و تربيت در ميان تمام فرهنگ عالم بشريت نظير نداشته و ندارد - تعليم و تربيت اولياء خدا و چهارده معصوم شيوه مخصوصي است كه هدف اصلي آن حق و حقيقت است و براي رضاي خدا در راه رضاي خدا به منظور تقرب به پيشگاه خداوند تعليم كرده و آموخته اند و تربيت نموده اند اين روش را ما در مكتب اسلام كه به همين منظور تأليف كرديم مفصل نگاشته و مكتب هاي تربيتي جهان را با مكتب تربيتي اسلام كه همين ائمه گرام و پيشوايان عظام مؤسس و مربيان آن بوده اند مقايسه كرده ايم و حقايق را تشريح نموده ايم كه بيان آن را از نظر خوانندگان در تأليفات خويش گذرانيده ايم و فهرستي از آن را يكي از آموزگاران مكتب اسلام يعني حضرت امام محمدباقر باقرالعلوم عليه السلام است كه پس از فترت نيم قرن مكتب اسلام را رونق داد و از اقتضاء زمان كاملا استفاده كرد و مردم را به علم و دانش دعوت فرمود و اين كلاس درس فضيلت را گشود و از نور وحي به جسم آن دميد به طوري كه مقدمه مكتب جعفري شد كه تاكنون دنيا مرهون افاضات علمي او مي باشد و به موقع در آن صحبت مي كنيم.


معتزله


فرقه معتزله درست نقطه مقابل اشاعره هستند و شكي نيست كه اين فرقه در عصر امام صادق از عقايد مختلف نيمه قرن گذشته تكون يافت و مولود همان اختلاف افكار است.



[ صفحه 27]



در قرن اول در جريان سياسي معاويه عليه اميرالمؤمنين، سعد بن ابي وقاص و ابن عمر و اسامة بن زيد از جنگ با اميرالمؤمنين خودداري كرده اعتزال پيش گرفتند و البته اين اعتزال اعتزال مذهبي نبود بلكه مي خواستند به كناره گيري شايد آتش جنگ خوابيده گردد و انحراف آنها صرف انصراف از علي عليه السلام بوده ولي عليه معاويه هم نرفتند و لذا شهرتي نيافتند ولي در عصر امام صادق عليه السلام عمرو بن عبيد و واصل بن عطاء كه در حوزه حسن بصري بودند به عنوان عقيده و مذهب معتزل شدند و كناره گيرند و لذا پيروان آنها را معتزله گفتند.

معتزله فرقه اي بودند روز افزون مولود سياست مذهبي عصر كه امروز از آنها احدي باقي نيست و درباره عقيده آنها به شرحي كه نقل كرده اند و كفعمي روايت كرده معتزله مي گويند.

ان الله عزوجل شي ء لا كالاشياء و انه خالق الاجسام والاعراض و انه خلق كل ما خلقه من لا شي ء و ان العباد يفعلون اعمالهم بالقدر التي خلقها الله سبحانه و تعالي فيهم و ان الله لا يغفر لمرتكبي الكبائر بلا توبه.

يعني خداوند يك موجوديست اما نه مثل ساير موجودات و اوست كه تمام اجسام را و اعراض را خلق كرده و اوست كه هر چه مخلوق است آفريده از نيستي به هستي آورده و بندگان آنچه مي كنند به قدرتي است كه خداوند تعالي به آنها داده و خداوند كباير گناهان را هم بدون توبه نمي آمرزد. [1] .

درست اين عقايد ضد عقايد اشاعره بود كه گفتيم:

چون اين فرقه اعمال بندگان را در سايه ي قدرت موهبتي مي دانند يك دسته از آنها به قدريه مشهور شده اند و لذا برخي مراد از معتزله را قدريه مي دانند يا خود آنها را منشعب از اشاعره مي دانند.

قدريه افعال بندگان را مخلوق آنها دانسته و مصنوع آنها شناخته با اين تفاوت كه خداوند قدرت و قوت كار اين صنعت را به آنها داده است و اشاعره در اعمال بندگان را خلق خدا مي دانستند.

قدريه مي گويند قدرت خير و شر همه از خداوند است و همه صنع الهي است و بنده فقط آلت است.



[ صفحه 28]



شهرستاني از پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم روايت كرده كه فرمودند: القدريه مجوس هذه الامه و قوله القدريه خصماء الله في القدر [2] .


پاورقي

[1] الفرق بين الفرق ص 99.

[2] الملل والنحل شهرستاني در حاشيه الفصل ص 50 ج 1.


علم از نظر شيخ بهاءالدين عاملي


در مذمت علوم رسمي دنيوي و التفات به علوم حقيقي روحاني



اي كرده به علم مجازي خوي

نشنيده ز علم حقيقت بوي



سرگرم به حكمت يوناني

دل سرد ز حكمت ايماني



در علم رسوم چو دل بستي

بر اوجت اگر ببرد پستي



يك در نگشود ز مفتاحش

اشكال افزود ز ايضاحش



ز مقاصد آن مقصد ناياب

ز مطالع آن طالع در خواب



راهي ننموده اشاراتش

دل شاد نشد ز بشاراتش



محصول نداد محصل آن

اجمال افزود معضل آن



تا كي ز شفاش شفا طلبي

وز كاسه زهر دوا طلبي



تا چند ز نكبتيان ماني

بر سفره چركن يوناني



تا كي به هزار شعف ليسي

ته مانده ي كاسه ابليسي



سؤر المؤمن فرموده نبي

سؤر ارسطو چه مي طلبي



سؤر آن جو كه در عرصات

ز شفاعت او يابي درجات



در راه طريقت او رو كن

با نان شريعت او خو كن



كانرا نه ريب در او نه شكست

وان نان نه شور و نه بي نمك است



تا چند ز فلسفه ميلافي

وين يابس و رطب به هم بافي



رسوا كردت به ميان بشر

برهان ثبوت عقول بشر



در كف ننهاده به جز بادت

برهان تناهي ابعادت



زان فكر كه شد به هيولا صرف

صورت نگرفت از آن يك حرف



تصديق به اين چگونه توان

كاندر ظلمت برود الوان



علمي كه مطالب آن اين است

مي دان كه فريب شياطين است





[ صفحه 16]





تا چند دو اسبه پيش تازي

تا كي به مطالعه اش نازي



اين علم دني كه تو را جانست

فضلات فضايل يونان است



خود گو تا چند چو خرمگسان

نازي بر فضلات كسان



تا كي ز نهايت بي ديني

خشت كتبش بر هم چيني



اندر پي آن كتب افتاده

پشتي به كتاب خدا داده



ني رو به شريعت مصطفوي

نه دل به طريقت مرتضوي



ني بهره ز علم فروع و اصول

شرمي بادت ز خدا و رسول



ساقي ز كرم دو سه پيمانه

درده به بهائي ديوانه



زان مي كه كند مس را اكسير

و عليه يسهل كل عسير



زان مي كه اگر ز قضا روزي

يك جرعه از آن شودش روزي



از صفحه خاك رود اثرش

وز قله ي عرش رسد خبرش




عصر برخودر انديشه ها


چنانكه قبلاً گفتيم قرن دوم هجري يكي از ادوار شكوفايي علم و دانش و تحقيق و برخورد انديشه ها و پيدايش فرقه ها و مذاهب گوناگون در جامعه اسلامي بود.

با آنكه آيين اسلام از روز نخست مروج دانش و آگاهي بود، ولي در اين قرن از يك سو به علت آشنايي دانشمندان مسلمان با فلسفه يونان و افكار دانشمندان بيگانه، بحثها و گفتگوهاي علمي و مذهبي و مناظره در اين زمينه برخاسته بودند كه هر كدام وزنه بزرگي به شمار مي رفتند.

همچنين، از آنجا كه اكثر مباحث علمي تا آن روز شكل ثابت و تدوين شده اي نيافته بود، زمينه براي بحث و مناظره بسيار وسيع بود [1] در اثر اين عوامل، مناظره ميان پيروان فرقه ها و مذاهب گوناگون اهميت خاصي پيدا كرده و اينجا و آنجا مناظرات ارزنده و پرهيجان فراواني رخ مي داد كه در خور توجه و جالب بود و امروز بسياري از آنها در دست است.

مجموع اين عوامل، مايه شكوفايي دانش و آگاهي و فهم تحليلي مسائل در ميان مسلمانان گرديده بود، به طوري كه براي اين موضوع در كتب تاريخ اسلام جاي خاصي باز شده است.

هشام بن حكم، كه در چنين جوي تولد و پرورش يافته بود، به حكم آنكه از استعداد شگرف و شور و شوق فراواني برخوردار بود، بزودي جاي خود را در ميان دانشمندان باز كرد و در صف مقدم متفكران و دانشمندان عصر خود قرار گرفت [2] .


پاورقي

[1] امين، احمد، ضحي الاسلام، ط 7، قاهره، مكتبة النهضة المصرية، ج 2، ص 54.

[2] صفائي، همان كتاب، ص 14.


منصور خونخوار


علامه ي مجلسي در كتاب جلاءالعيون مي نگارد: ابوالعباس سفاح كه اولين خلفاي بني عباس به شمار مي رفت حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله را از مدينه ي طيبه به عراق طلبيد و پس از مشاهده ي معجزات بسيار، علوم بي شمار، مكارم اخلاق و رفتارهاي نيكوي آن امام عالي مقدار نتوانست اذيتي به وجود مبارك آن بزرگوار برساند، لذا آن برگزيده ي خدا را آزاد كرد و آن حضرت به جانب مدينه مراجعت نمود.

موقعي كه ابوالعباس اين جهان را بدرود گفت برادرش منصور دوانقي به مقام خلافت رسيد، وي پس از اينكه به مقام



[ صفحه 143]



سلطنت نائل شد و از كثرت شيعيان و تابعين امام صادق عليه السلام اطلاع يافت و براي دومين بار آن برگزيده ي خدا را به جانب عراق احضار نمود و پنج مرتبه يا بيشتر بر قتل آن حضرت تصميم گرفت، ولي چون در هر مرتبه معجزه و كرامتي از آن بزرگوار مي ديد لذا از تصميم خويش بر مي گشت.

صدوق و ابن شهر آشوب روايت مي كنند: يك روز منصور دوانقي حضرت صادق آل محمد را خواست تا آن امام مظلوم را شهيد نمايد. قبل از حضور امام صادق بربيع حاجب كه حاجب و دربان وي بود گفت: نطع (يعني فرش چرمي كه محكومين را بر روي آن گردن مي زدند) و شمشيري مي آوري! وقتي جعفر بن محمد حاضر شد و من با او مشغول تكلم شدم و دست روي دست زدم تو او را گردن مي زني!!

ربيع مي گويد: وقتي حضرت امام جعفر صادق را آوردم و نظر منصور بر آن برگزيده ي خدا افتاد گفت: مرحبا! خوش آمدي! ما شما را بدين منظور طلبيديم كه قرض شما را اداء و حوائج شما را روا نمائيم، آنگاه خيلي از آن حضرت عذرخواهي نموده و آن بزرگوار را آزاد كرد، پس متوجه من شد و گفت: بعد از سه روز ديگر اين آقا را به جانب مدينه روانه كن!! و...

ربيع پس از اينكه امر خليفه را انجام داد نزد منصور برگشت و به وي گفت: چه چيزي باعث شد كه خشم و غضب تو به خشنودي مبدل شد؟!

منصور گفت: اي ربيع! موقعي كه جعفر بن محمد عليه السلام داخل خانه ي من شد اژدهائي عظيم ديدم كه متوجه



[ صفحه 144]



من گرديد، دندانهاي خود را مي خائيد و به زبان فصيح مي گفت: اگر اندك آسيبي به امام زمان برساني گوشتهاي تو را از استخوانهايت جدا خواهم كرد، و من از بيم آن اژدها خشنود گرديدم.

سيد بن طاوس رحمه الله روايت مي كند: در يكي از سال ها كه منصور دوانيقي متوجه مكه معظمه گرديد و به ربذه [1] رسيد در يكي از روزها بر حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله خشمگين شد و به ابراهيم بن جبله (بفتح جيم و باء و لام) گفت: نزد جعفر بن محمد مي روي و لباس هاي او را بگردنش ميندازي و او را پيش من مي آوري!!

ابراهيم مي گويد: وقتي من براي تعقيب حضرت صادق عليه السلام رفتم آن برگزيده خدا را در مسجد ابوذر يافتم ولي خجالت كشيدم آن حضرت را به آن نحوي كه منصور گفته بود جلب نمايم، لذا آستين آن امام مظلوم را گرفتم و گفتم: خليفه تو را احضار كرده. امام صادق فرمود:

انا لله و انا اليه راجعون.

آن قدر به من مهلت بده تا دو ركعت نماز بجاي آورم، آن گاه آن امام عالي مقام پس از اينكه دو ركعت نماز خواند دعا و گريه ي بسياري كرد و بعد از آن متوجه من شد و فرمود: اكنون به هر نحوي كه منصور تو را دستور داده مرا نزد او ببري عمل كن!



[ صفحه 145]



من گفتم: به خدا قسم اگر من كشته شوم تو را به آن حالي كه منصور امر كرده نخواهم برد، من دست مبارك امام صادق عليه السلام را گرفتم و متوجه منصور شديم، من يقين داشتم كه منصور سفاك حكم قتل حضرت صادق را صادر خواهد كرد. همين كه آن بزرگوار نزديك پرده ي منصور رسيد دعاي ديگري تلاوت نمود و داخل شد.

موقعي كه نظر منصور به حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله افتاد آن بزرگوار را مورد خطاب و عتاب قرار داد و گفت: به خدا قسم كه تو را به قتل مي رسانم!!

امام صادق عليه السلام فرمود: دست از من بردار! زيرا از مصاحبت من و تو بيش از چند صباحي باقي نمانده، مفارقت مابين من و تو بزودي واقع مي گردد.

موقعي كه منصور اين خبر را از امام صادق عليه السلام شنيد آن بزرگوار را آزاد نمود و علي بن عيسي را از عقب آن برگزيده ي خدا روانه كرد و گفت: ميروي و از حضرت صادق مي پرسي كه آيا مفارقت بين من و آن بزرگوار به وسيله موت من واقع مي گردد با بفوت آن حضرت واقع خواهد شد؟!

همين كه علي بن عيسي اين پرسش از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام كرد فرمود: بموت من. وقتي كه علي برگشت و اين خبر را به منصور داد او خيلي مسرور و خوشحال گرديد.

نيز سيد بن طاوس روايت مي كند كه روزي منصور در قصر حمرا يعني قصر قرمز خود نشست. هر روزي كه وي در آن قصر مي نشست آن روز را روز ذبح مي گفتند، زيرا در آن قصر شوم نمي نشست مگر براي قتل و سياست. در آن ايام حضرت صادق



[ صفحه 146]



عليه السلام را از مدينه ي منوره احضار كرده بود. همين كه شب شد و قسمتي از شب گذشت منصور ربيع حاجب را خواست و به وي گفت: تو مي داني كه چقدر نزد من قرب و منزلت داري، چه بسا مي شود كه من تو را از اسرار و رازهائي آگاه مي كنم كه آنها را از اهل حرم خودم پنهان مي نمايم.

ربيع گفت: اينها همه از كثرت لطف و محبت خليفه است نسبت به من و من هم كسي را از خودم براي دولت خواهي شما جدي تر نمي دانم.

منصور گفت: آري همين طور است كه تو مي گوئي و من اين موضوع را تصديق مي نمايم. آنگاه به ربيع گفت: من الساعه از تو مي خواهم كه بروي و جعفر بن محمد را در هر حالت و هيئتي كه هست نزد من بياوري و نگذاري كه هيئت خود را تغيير دهد.

ربيع مي گويد: من بيرون آمدم و با خودم مي گفتم: انا لله و انا اليه راجعون، من هلاك شدم!! زيرا اگر حضرت صادق عليه السلام را در اين موقع كه منصور بي نهايت خشمناك است نزد او بياورم يقينا آن بزرگوار را خواهد كشت و آخرت من به باد فنا خواهد رفت و اگر بخواهم مداهنه كنم و آن حضرت را نزد منصور نياورم خودم را مي كشد، نسل مرا برمي اندازد، اموال مرا خواهد گرفت؟!

در همين موقع بود كه من بين دنيا و آخرت مردد شدم نفس من مايل به دنيا شد و آن را بر آخرت برگزيدم.

محمد پسر ربيع مي گويد: موقعي كه پدرم وارد خانه شد مرا كه از همه ي پسرانش جري تر و سنگدلتر بودم خواست و گفت: متوجه خانه ي جعفر بن محمد مي شوي و بدون اطلاع از ديوار



[ صفحه 147]



خانه آن حضرت بالا مي روي و آن حضرت را در هر حالي كه باشد مي آوري!!

محمد مي گويد: من آخر شب متوجه خانه ي حضرت صادق شدم، نردباني نهادم و بدون اطلاع داخل خانه ي آن بزرگوار گرديدم، وقتي كه داخل منزل آن حضرت شدم ديدم آن امام مظلوم پيراهني پوشيده، دستمالي بر كمر بسته و مشغول نماز است وقتي كه حضرت از نماز فراغت يافت گفتم: بيا كه خليفه تو را احضار نموده!!

امام صادق عليه السلام فرمود: بگذار دعا (يعني تعقيب و دعاي بعد از نماز) بخوانم و لباس بپوشم!؟

گفتم: امكان ندارد!

فرمود: آن قدر مهلت بده تا بروم غسل كنم و آماده ي مرگ باشم!

گفتم: اجازه ندارم و مهلت نخواهم داد. آن گاه آن پيرمرد ضعيف (يعني حضرت صادق) را كه بيشتر از هفتاد سال از عمر مباركش گذشته بود در حالي كه يك پيراهن پوشيده بود با سر و پاي برهنه از خانه خارج نمودم، همين كه آن بزرگوار قسمتي از راه را آمد ضعف بر وجود مقدسش غالب شد، من بر آن حضرت رحم كردم و او را بر استر خود سوار نمودم، موقعي كه بدر قصر منصور رسيديم شنيديم منصور به پدرم مي گويد: اي ربيع! واي بر تو! (امام صادق دير كرد و نيامد؟)

در همين موقع بود كه ديدم پدرم ربيع از قصر خليفه بيرون آمد و پس از اينكه نظرش به حضرت صادق عليه السلام افتاد گريان شد، زيرا ربيع حاجب نسبت به امام صادق اخلاص فراواني داشت و آن برگزيده ي خدا را امام زمان مي دانست.



[ صفحه 148]



امام عليه السلام فرمود: اي ربيع! من مي دانم تو به ما ميل داري، اين قدر به من مهلت بده كه دو ركعت نماز بگذارم و با پروردگار خود مناجات نمايم؟!

ربيع گفت: مانعي ندارد، هر عملي كه مي خواهي انجام بده و خود به سوي منصور مراجعت نمود، منصور در غيظ و غضب خود مبالغه مي كرد و مي گفت: جعفر را زودتر حاضر كن!!!

حضرت صادق عليه السلام دو ركعت نماز به جاي آورد و مدت زيادي با خالق بي نياز مشغول راز و نياز گرديد، وقتي آن امام مظلوم از دعا فراغت يافت ربيع دست آن حضرت را گرفت و داخل راهرو نمود، آن امام مظلوم در ميان راهرو نيز دعائي خواند.

موقعي كه آن امام زمان را داخل قصر كرد و نظر منصور بر آن حضرت افتاد با غيظ و غضب به آن بزرگوار گفت: اي جعفر!! چرا تو از آن حسد و ظلمي كه نسبت به بني عباس روا مي داري خود داري نمي كني، در صورتي كه هر چند راجع به تخريب ملك و سلطنت ايشان سعي و كوشش مي كني منتج نتيجه اي نخواهد بود؟!!

حضرت صادق عليه السلام فرمود: به خدا قسم هيچكدام از اين موضوعاتي كه تو مي گوئي من انجام نداده ام، تو مي داني كه در زمان بني اميه كه در ميان خلق خدا سخت ترين دشمنان ما و شما بودند با آن اذيت و آزارهائي كه از ناحيه ي آنان بر ما اهل بيت رسيد من داراي يك چنين قصد و اراده هائي نبودم و از طرف من كوچكترين اذيتي به ايشان نرسيد، پس چگونه مي شود نسبت به شما اين گونه اراده را داشته باشم، در صورتي كه قرابت



[ صفحه 149]



و خويشي ما و شما نزديك و ما و خويشانمان مشمول لطف و مرحمت شما قرار گرفته ايم؟!

منصور كه در آن موقع بر روي نمدي نشسته و بر متكائي تكيه و در زير مسند خود شمشيري نهاده بود به حضرت صادق گفت: دروغ مي گوئي!!

آن گاه منصور به زير مسند خويش دست برد و نامه هاي بسياري در آورد و نزد امام صادق انداخت و گفت: اينها همه نامه هاي تو است كه به اهل خراسان نوشته اي تا بيعت مرا بشكنند و با تو بيعت نمايند.

حضرت صادق عليه السلام فرمود: به خدا قسم كه اينها هم افتراء و تهمتي هستند كه بر من مي زنند، زيرا من اين نامه ها را ننوشته و چنين اراده اي هم نكرده ام، در زمان جواني خود اين گونه اراده و منظورها را نداشتم، چگونه مي شود اكنون كه ضعف و پيري بر من مستولي گرديده داراي يك چنين اراده هائي باشم؟ چنانچه مي خواهي مرا در ميان زندانهاي خود زنداني كن تا مرگ من فرارسد و بدانكه مرگ من نزديك شده.

هر چند امام صادق از اين گونه سخنان كه مضمون آنها عذر خواهي بود مي فرمود، بر غيظ و غضب منصور افزوده مي شد تا اينكه شمشير خود را به قدر يك شبر يعني يك وجب از غلاف بيرون كشيد.

ربيع مي گويد: وقتي ديدم منصور دست براي شمشير دراز كرد دچار لرزه و رعشه شدم و يقين كردم كه امام صادق را شهيد خواهد كرد.

ناگاه ديدم منصور شمشير را در غلاف جاي داد و به حضرت



[ صفحه 150]



صادق گفت: حيا نمي كني كه در اين سن مي خواهي فتنه به پا كني و خونهائي را بريختن دهي!!!

امام صادق عليه السلام فرمود: نه به خدا قسم من اين نامه ها را ننوشته ام، خط و مهر من در ميان اين نامه ها نيست، بر من افتراء مي زنند.

ربيع مي گويد: منصور براي دومين بار شمشير خود را به قدر يك ذراع (يعني نيم متر) از غلاف بيرون كشيد من در اين مرتبه تصميم گرفتم: اگر منصور مرا به قتل آن برگزيده ي خدا مأمور نمايد شمشير را مي گيرم و بر خود منصور مي زنم، ولو اينكه اين عمل باعث نابودي من و فرزندانم شود!! آن گاه از آن اعمالي كه قبلا نسبت به حضرت انجام داده بودم توبه كردم.

ناگاه ديدم آتش غضب منصور مشتعل گرديد و همه ي شمشير را از غلاف بيرون كشيد. حضرت صادق در مقابل منصور ايستاده و در انتظار شهادت بود و سخناني براي منصور مي فرمود كه مضمون آنها عذر خواستن بود، ولي منصور نمي پذيرفت!!

منصور پس از اينكه ساعتي سر خود را به زير افكنده بود سر برداشت و به حضرت صادق گفت: راست مي گوئي. آن گاه متوجه من شد و گفت: اي ربيع! آن حقه غاليه (يعني شيشه عطر) مرا بياور!! همينكه من شيشه ي عطر را آوردم وي حضرت صادق را نزديك خود طلبيد و بر مسند خويش جاي داد و محاسن شريف آن بزرگوار را به وسيله ي آن غاليه خوشبو و معطر نمود.

پس از اين جريان به من گفت: بهترين اسبان مرا حاضر



[ صفحه 151]



مي كني، جعفر را بر آن سوار مي نمائي، مبلغ ده (10000) هزار درهم به آن حضرت عطا مي كني، با آن بزرگوار تا منزلش مي روي، امام صادق را مخير مي كني كه با عزت و احترام نزد ما باشد و يا اينكه به مدينه ي جد بزرگوارش بر گردد!!

ربيع مي گويد: من در حالي خارج شدم كه مسرور و خوشحال بودم، ولي از آن اعمالي كه منصور قبلا نسبت به حضرت صادق انجام داد و از آن رفتارهائي كه بعدا درباره آن امام عالي مقدار كرد تعجب مي كردم!!

موقعي كه به صحن قصر رسيدم به امام صادق گفتم: يابن رسول الله! من از آن تعرض هاي منصور كه قبلا نسبت به شما كرد و از اين محبت هائي كه بعدا انجام داد خيلي در تعجب هستم، من يقين دارم اين اثر همان دعاهائي بود كه بعد از نماز و در ميان راهرو خواندي؟!!

حضرت صادق فرمود: دعاي اول دعاي سختي و شدائد بود، دعاي دوم همان دعائي بود كه پيامبر عظيم الشان اسلام صلي الله عليه و آله در روز جنگ احزاب خواند.

آنگاه امام صادق عليه السلام به من فرمود: اگر نه از ترس اين بود كه منصور آزرده شود اين پول ها را به تو مي دادم، ولي آن مزرعه اي را كه در مدينه طيبه دارم و قبل از اين تو آن را به مبلغ ده (10000) هزار درهم از من خريدي و نفروختم به تو بخشيدم.

من گفتم: يابن رسول الله! من از شما تقاضا مي كنم كه



[ صفحه 152]



آن دعاها را به من تعليم نمائي و به جز ياد گرفتن آنها انتظاري ندارم.

حضرت صادق فرمود: ما اهل بيت هر گاه چيزي را به كسي بخشيديم پس نخواهيم گرفت، آن دعاها را نيز به تو ياد خواهم داد. وقتي در جوار آن حضرت وارد خانه شديم آن برگزيده ي خدا دعاها را خواند و من نوشتم. بعد از آن سندي براي مزرعه نوشت و به من عطا فرمود.

من گفتم: يابن رسول الله! موقعي كه شما را نزد منصور آوردند و مشغول نماز و دعا شديد و منصور با غيظ و غضب در احضار شما مي كوشيد من اثر هيچگونه خوف و اضطرابي در وجود شما مشاهده نكردم؟!

حضرت صادق عليه السلام فرمود: كسي كه عظمت خداي توانا را در دل داشته باشد ابهت و شوكت مخلوق در نظر او ارزشي نخواهد داشت، كسي كه از خدا بترسد از مخلوق پروا ندارد.

ربيع مي گويد: موقعي كه من نزد منصور برگشتم و خلوت شد به وي گفتم: ايها الامير! من ديشب از شما حالت هاي عجيب و غريبي مشاهده كردم، زيرا در ابتداء امر با آن همه شدت و غضب جعفر بن محمد را احضار نمودي، من آن قدر تو را خشمناك ديدم كه هرگز نديده بودم، در آن موقع شمشير خود را به قدر يك شبر يعني يك وجب از غلاف خارج كردي بعد از آن به اندازه ي يك ذراع يعني نيم متر بيرون كشيدي، سپس همه ي شمشير را بيرون كشيدي؟!

پس از اين همه غيظ و طيش آن حضرت را احترام كردي



[ صفحه 153]



از حقه ي غاليه يعني عطر مخصوص خود كه فرزندان خود را به وسيله ي آن خوشبو نمي كني آن بزرگوار را خوشبو نمودي، احترامات ديگري به جاي آوردي، مرا براي مشايعت آن برگزيده ي خدا مأمور كردي، علت و سبب اين گونه اعمالي كه تو انجام دادي چيست؟!

منصور گفت: اي ربيع! مي داني كه من هيچ رازي را از تو پنهان نمي كنم ولي بايد اين راز را فاش ننمائي كه به گوش فرزندان فاطمه عليهاالسلام برسد و باعث افتخار آنان گردد زيرا آن مقدار فضائل و مناقبي كه از اينان در ميان مردم مشهور و معروف است براي (نابود كردن) ما كافي است.

آن گاه به من دستور داد: هر كسي كه در اطاق است خارج كن! همين كه من همه ي افرادي كه در ميان اطاق بودند اخراج نمودم و به نزد منصور برگشتم به من گفت: غير از من و تو و خدا كسي در اين اطاق نباشد!! زيرا اگر يك كلمه از اين سخناني كه با تو مي گويم از كسي بشنوم تو و فرزندانت را مي كشم و اموال تو را تصاحب مي نمايم.

آن گاه گفت: اي ربيع! موقعي كه جعفر بن محمد را احضار كردم مصر بودم كه او را بكشم و هيچ گونه عذري را از او نپذيرم، زيرا گرچه جعفر بن محمد با شمشير بر من خروج نمي كند ولي در عين حال زنده بودن وي براي من ضررش از عبدالله بن حسن و افرادي كه با شمشير بر من خروج كنند بيشتر خواهد بود، من مي دانم كه مردم جعفر بن محمد و پدرانش را امام مي دانند، ايشان را واجب الاطاعه مي شمارند، اينان از همه ي مردم اعلم و ازهد و خوش اخلاق ترند، من در زمان بني اميه كاملا



[ صفحه 154]



به وضع ايشان آشنا بودم.

وقتي در مرتبه ي اول تصميم قتل جعفر بن محمد را گرفتم و شمشير خود را به قدر يك شبر از غلاف بيرون كشيدم حضرت رسول اكرم را ديدم كه به نظرم آمد، آن بزرگوار در حالي كه آستينهاي خود را بالا زده و صورت مبارك خود را درهم كشيده و خشمناك بود بين من و جعفر بن محمد حائل شد و از روي غيظ و غضب به من نظر مي كرد. بدين لحاظ بود كه من شمشير را غلاف كردم براي دومين بار كه در نظر گرفتم آن حضرت را بكشم و شمشير را بيشتر از مرتبه ي اول از غلاف كشيدم نيز ديدم پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله در نظرم مجسم و از مرتبه ي اول با خشم بيشتري به من نزديك گرديد و آن چنان بر من حمله كرد كه اگر من اراده ي قتل جعفر را مي كردم پيغمبر خدا هم قصد قتل مرا مي نمود، بدين سبب بود كه من شمشير را براي دومين بار غلاف كردم.

مرتبه ي سوم جرأت كردم و با خود گفتم: اين گونه اعمال از كارهاي جن مي باشند، نبايد از اين گونه امور پروائي داشت لذا همه ي شمشير خود را از غلاف كشيدم، ناگاه ديدم حضرت رسول صلي الله عليه و آله در حالي كه دامن و آستينهاي خود را بالا زده بود، با چهره اي بر افروخته به نظرم مجسم شد و آن قدر نزد من آمد كه نزديك بود دست مباركش به من برسد. بدين جهت بود كه من از تصميم خويش منصرف شدم و جعفر بن محمد را احترام كردم، ايشان فرزندان فاطمه اند، كسي راجع به حق اينان جاهل نخواهد بود مگر آن افرادي كه بهره اي از شريعت محمدي صلي الله عليه و آله نداشته باشند.



[ صفحه 155]



اي ربيع! ز نهار مبادا كسي اين سخنان را از تو بشنود!!

محمد بن ربيع مي گويد: پدرم اين جريان را براي من نقل نكرد مگر بعد از فوت منصور و من اين داستان را براي كسي نقل ننمودم مگر بعد از آنكه مهدي و موسي هارون و محمد امين از دنيا رفتند.

نگارنده گويد: ظلم و ستمهائي كه منصور دوانيقي در حق حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله كرده بيش از آن است كه در اين كتاب درج شود، اين مقداري كه نگاشته شد از باب نمونه بود، اكنون يك حديث راجع به ظلم و ستم هائي كه منصور خونخواه درباره ي سادات بني حسن كرده مي نگاريم.

صدوق در كتاب عيون اخبار رضا عليه السلام از محمد بن محمد بن اسحاق روايت مي كند كه گفت: موقعي كه منصور در بغداد بناء و ساختمانهائي شروع كرد سادات علوي را شديدا تعقيب مي نمود و هر كدام از آنان را كه به دست مي آورد در ميان ستونهائي كه از گچ و آجر تشكيل مي شد و ميان آنها نظير قبر مجوف و تو خالي بود مي خوابانيد!!

در يكي از روزها جواني از فرزندان امام حسن مجتبي عليه السلام كه موهاي مشكي و صورت نيكوئي داشت به دام منصور افتاد. منصور آن جوان را به آن بنائي كه موكل اين گونه امور بود تسليم كرد و دستور داد تا او را در جوف ديوار بگذارد و به كار خود ادامه دهد!!

يك نفر از آن افرادي را كه مورد وثوق خود مي دانست



[ صفحه 156]



بر آن بناء موكل كرد تا آن جوان را حتما در جوف ديوار بگذارد!!

همين كه آن بناء مي خواست وظيفه ي خود را انجام دهد نسبت به آن جوان ترحم كرد و روزنه اي براي تنفس آن سيد مظلوم باقي نهاد و گفت: ناراحت مباش! من همين امشب كه تاريكي جهان را فرابگيرد مي آيم و تو را از اين زنده بگوري نجات مي دهم. موقعي كه شب شد آن بناي با سعادت آمد و آن سيد بي گناه را از آن زنده به چالي نجات داد و به وي گفت: باعث ريختن خون من و اين كارگراني كه با من هستند مشو! خود را پنهان كن! من تو را در اين موقع شب از اين زنده بگوري نجات دادم كه جد تو پيامبر خدا صلي الله عليه و آله فرداي قيامت پيش خدا خصم من نباشد، آنگاه با افزار گچكاري موهاي سر آن جوان را تا آن جا كه امكان داشت بريد و به او گفت: اكنون خود را پنهان كن و از كشته شدن نجات بده و نزد مادرت هم مرو!!

آن جوان سيد گفت: فعلا كه صلاح اين طور است پس به مادرم خبر بده كه من نجات يافته ام و فرار كردم كه مادرم كمتر گريه و زاري نمايد. گرچه من نزد او نخواهم برگشت ولي در عين حال شما اين كار را انجام بده! آن جوان متواري شد و معلوم نشد كه به كدام سرزمين رفت و به كدام شهر رو آور شد!!

بناء مي گويد: آن سيد مظلوم نشاني مكان مادر خود را به من داد، مقداري از موي سر خود را براي علامت به من داد وقتي من رفتم در آن مكاني كه آن جوان نشاني داده بود صداي گريه اي شنيدم كه گوئي صداي زنبورعسل بود



[ صفحه 157]



من نزد آن رفتم، جريان فرزندش را از براي او نقل كردم موي سر پسرش را به وي دادم و برگشتم.


پاورقي

[1] ربذه بفتح راء وباء و ذال: يكي از قريه هاي مدينه طيبه به شمار مي رفته كه تا مدينه سه ميل فاصله داشته. قبر ابوذر رحمه الله در ربذه است. ربذه در سنه ي (319) به دست قرامطه خراب شد. مؤلف.


استجابة دعائه


وهب أئمة أهل البيت عليهم السلام أنفسهم المقدسة لله تعالي، و من أجل اعلاء كلمته، و هداية عباده، فوهبهم الله الكمال و العصمة، و منحهم العلم و المعرفة، و دلهم علي معالي الأخلاق، و أسمي الصفات، ثم فوض اليهم أمر الدين، و جعلهم سدنة له، و القائمين عليه، فتمت نعمه عليهم، و ألطافه اليهم، فلم ينقصهم عما أعطي أنبياءه المرسلين الا النبوة.

و كان سبحانه و تعالي مما أعطي أنبياءه و رسله (استجابة الدعاء) و قد قص علينا في كتابه العزيز ذلك، فقال: (و نوحا اذ نادي من قبل فاستجبنا له فنجينه و أهله من الكرب العظيم)، و قال تعالي: (رب نجني و أهلي مما يعملون - فنجينه و أهله أجمعين) و قال تعالي: (و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون



[ صفحه 113]



و نجينه و أهله من الكرب العظيم) [1] .

و قد وهب سبحانه للأئمة عليهم السلام ذلك، فجل من ترجم لهم ذكر ذلك، و نقل بعض ما ورد لكل منهم عليهم السلام.

و قال أهل التاريخ و السير في الامام الصادق عليه السلام:

و كان مجاب الدعوة، فاذا سأل الله شيئا لا يتم قوله الا و هو بين يديه [2] .

و قال زيد الشحام: اني لأطوف حول الكعبة و كفي في كف أبي عبدالله عليه السلام، فقال و دموعه تجري علي خديه: يا شحام ما رأيت ما صنع ربي الي، ثم بكي و دعا ثم قال: يا شحام اني طلبت الي الهي في سدير، و عبدالسلام بن عبد الرحمن، و كانا في السجن، فوهبهما لي، و خلي سبيلهما [3] .

نسجل في هذه الصفحات بعض ما ذكره المؤرخون من استجابة دعائه عليه السلام:



[ صفحه 114]



1- لما قال الحكم بن عباس الكلبي - شاعر بني أمية -:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم نر مهديا علي الجذع يصلب



و قستم بعثمان عليا سفاهة

و عثمان خير من علي و أطيب



فبلغ قوله أباعبدالله عليه السلام، فرفع يديه الي السماء و هما يرتعشان و هو يقول: «اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك»

فبعثه بنوأمية الي الكوفة فافترسه الأسد، و اتصل خبره بالصادق فخر ساجدا و قال: «الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا» [4] .

2- قال عبدالله بن أبي ليلي: كنت بالربذة مع المنصور و كان قد وجه الي أبي عبدالله، فأتي به، فلما جي ء به صاح المنصور: عجلوا به قتلني الله ان لم أقتله، فأدخل عليه مع عدة جلاوزة، فلما انتهي الي الباب رأيته قد تحركت شفتاه و دخل، فلما نظر اليه المنصور قال: مرحبا يا ابن رسول الله،



[ صفحه 115]



فما زال يرفعه حتي أجلسه علي وسادته، ثم خرج فسألته عما قاله عند دخوله علي المنصور؟

فقال: اني قلت «ماشاءالله ما، ماشاءالله، لا يأتي بالخير الا الله، ماشاءالله ماشاءالله، كل نعمة فمن الله، ماشاءالله و لا حول و لا قوة الا بالله» [5] .

3- لما قتل داود بن علي - والي المدينة - المعلي بن خنيس [6] و أخذ ماله دخل عليه الامام عليه السلام و هو يجر رداءه، فقال له: قتلت مولاي و أخذت ماله، أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الحرب؟ أما والله لأدعون عليك.

فقال له داود: أتهددنا بدعائك؟! كالمستهزي ء بقوله.

فخرج أبوعبدالله عليه السلام الي داره، فلم يزل ليله كله قائما و قاعدا، حتي اذا كان السحر سمع و هو يقول في مناجاته: «يا ذا القوة القوية، و يا ذا المحال الشديد، و يا ذا



[ صفحه 116]



العزة التي كل خلقك لها ذليل، اكفني هذا الطاغية و انتقم لي منه».

فما كانت الا ساعة حتي ارتفعت الأصوات بالصياح، و قيل: مات داود بن علي [7] .

و قال الشيخ الكليني عليه الرحمة: انه قال في دعائه علي داود بن علي: «اللهم اني أسألك بنورك الذي لا يطفي، و بعزائمك التي لا تخفي، و بعزك الذي لا ينقضي و بنعمك التي لا تحصي، و بسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسي» [8] .

4- جاءه شيخ و هو تحت الميزاب في البيت، و معه جماعة من أصحابه، فسلم عليه ثم قال: يا ابن رسول الله اني أحبكم أهل البيت، و أتبرأ من عدوكم، و اني بليت ببلاء شديد، و قد أتيت البيت متعوذا مما أجد، ثم بكي واكب علي الصادق يقبل رأسه و رجليه، و الصادق يتنحي عنه، فرحمه



[ صفحه 117]



و بكي، ثم قال: هذا أخوكم و قد أتاكم متعوذا بكم، فارفعوا أيديكم، فرفع القوم أيديهم ثم قال: «اللهم انك خلقت هذه الأنفس من طينة أخلصتها و جعلت منها أولياءك و أولياء أوليائك و ان شئت أن تنحي عنهم الآفات فعلت، اللهم و قد تعوذنا ببيتك الحرام الذي يأمن به كل شي ء، و قد تعوذ بنا، و أنا أسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه، أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين، يا غاية كل محزون و ملهوف و مكروب و مضطر مبتلي، أن تؤمنه بأمننا مما يجد، و أن تمحو من طينته مما قدر عليها من البلاء، و أن تفرج كربته يا أرحم الراحمين».

فلما فرغ من الدعاء انطلق الرجل، فلما بلغ باب المسجد رجع و بكي ثم قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته، و الله ما بلغت باب المسجد و ليس بي مما أجد قليل و لا كثير [9] .

5- جاءته امرأة فقالت له: جعلت فداك أبي و أمي و أهل بيتي نتولاكم.



[ صفحه 118]



فقال: صدقت، فما الذي تريدين؟

قالت: جعلت فداك يا ابن رسول الله، أصابني وضح في عضدي، فادع الله أن يذهبه عني.

فقال عليه السلام: «اللهم انك تبري ء الأكمه و الأبرص، و تحيي العظام و هي رميم، ألبسها عفوك و عافيتك».

فقالت المرأة: والله لقد قمت و ما بي منه قليل و لا كثير [10] .

6- استحال وجه (يونس) الي البياض، فنظر الصادق عليه السلام الي جبهته فصلي ركعتين، ثم حمدالله و أثني عليه، و صلي علي النبي و آله ثم قال: «ياالله ياالله ياالله، يارحمن يارحمن يارحمن، يارحيم يارحيم يارحيم، ياأرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل علي محمد و علي أهل بيته الطاهرين الطيبين، و اصرف عني شر الدنيا و شر الآخرة، و اذهب عني ما بي، فقد غاظني ذلك و أحزنني».

قال: فوالله ما خرجنا من المدينة حتي تناثر عن وجهه



[ صفحه 119]



مثل النخالة و ذهب [11] .

7- سأله حماد بن عيسي أن يدعو الله بأن يرزقه ما يحج به كثيرا، و أن يرزقه ضياعا حسنة، و دارا حسنة، و زوجة حسنة من أهل البيوتات صالحة، و أولادا أبرارا.

فدعا الصادق عليه السلام بما طلب، و قيد الحج بخمسين حجة، فرزقه الله جميع ما سأله، و حج خمسين حجة، و لما ذهب في الواحدة و الخمسين و انتهي الي وادي الجحفة - بين مكة و المدينة - جاءه السيل فأخذه، فأخرجه غلمانه ميتا فسمي (حماد غريق الجحفة) [12] .

8- من دعاء له عليه السلام و قد استدعاه المنصور، فكفي شره:

«اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يرام، و اغفر لي بقدرتك علي، و لا أهلك و أنت رجائي، اللهم أنت أكبر و أجل مما أخاف و احذر، اللهم بك ادفع في نحره، و استعيذ بك من شره» [13] .



[ صفحه 120]



9- من دعاء له عليه السلام، قبل دخوله علي المنصور و كان قد طلبه، فكفاه الله شره:

«حسبي الرب من المربوبين، و حسبي الخالق من المخلوقين، و حسبي الرازق من المرزوقين، و حسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم» [14] .



[ صفحه 121]




پاورقي

[1] سورة الأنبياء، آية: 76 و سورة الشعراء، آية: 170، و سورة الصافات، آية: 76.

[2] الكواكب الدرية: 1 / 94، لواقح الأنوار: 33، جوهرة الكلام: 138، اسعاف الراغبين: 227.

[3] الرجال للكشي: 138.

[4] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 142، نورالأبصار 211، جوهرة الكلام 137، رسائل الجاحظ: 9 الفصول المهمة 209، كشف الغمة 239، المناقب: 2 / 314، و اكتفي بعضهم بالبيت الأول فقط.

[5] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 2 / 170.

[6] من موالي الامام الصادق عليه السلام و أصحابه.

[7] أعيان الشيعة: 4 ق 2 / 142، نورالأبصار: 211 الفصول المهمة 209، كشف الغمة: 227، المناقب: 2 / 311، الصواعق المحرقة: 121 (بعضهم ذكر القصة و قال: قتل بعض الطغاة مولاه الخ).

[8] أصول الكافي: 2 / 557.

[9] الامام الصادق للمظفري: 1 / 290.

[10] المناقب: 2 / 312.

[11] المناقب: 2 / 312.

[12] الامام الصادق للمظفري: 1 / 290.

[13] مطالب السؤول: 2 / 59، كشف الغمة 224.

[14] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 157.


سخن گفتن با حيوانات


جابر يكي از ياران امام صادق (عليه السلام) مي گويد: روزي از يكي از كوچه هاي مدينه با امام صادق (عليه السلام) مي گذشتيم كه فردي را ديديم، مي خواهد بزغاله اي را ذبح كند.

آن بزغاله تا امام صادق (عليه السلام) را ديد، صيحه اي زد؛ امام به آن مرد فرمود: «قيمت اين بزغاله، چند درهم مي باشد»؟

مرد پاسخ داد: چهارده درهم.

حضرت از كيسه ي خود، چهارده درهم در آورد و به آن مرد داد؛ سپس بزغاله را رها كرد و به نوعي از مردن نجات داد.

بعد از اين قضيه باز با هم به راه افتاديم، ناگهان شاهيني را ديديم كه پرنده اي را در هوا دنبال كرده است، آن پرنده با ديدن امام، آوازي به صورت ناله سر داد.

بلافاصله امام با دست مبارك خود به شاهين اشاره اي كرد و شاهين از صيد آن پرنده منصرف شد و به طرف شيري پرواز كرد.

جابر مي گويد: از امام پرسيدم، آيا امكان دارد درباره ي اين دو امر عجيب، برايم توضيحاتي بدهيد؟



[ صفحه 34]



امام فرمود: «آري، همانا آن بزغاله كه آن شخص مي خواست، ذبح كند به من گفت: مرا از مرگ نجات بده و آن پرنده نيز همين را گفت؛ من هم هر دو را نجات دادم» و سپس فرمود: «اگر شيعيان استقامت داشتند هر آينه به آنها صدا و منطق پرندگان را مي شناسانديم».


سخن امام صادق درباره ي عدل


شيخ مفيد در ارشاد مي نويسد: از سخنان قصار آن حضرت درباره ي عدل، سخني است كه آن حضرت به زرارة بن اعين فرموده است كه: اي زراره! آيا قضا و قدر را در يك جمله برايت بازگو كنم! زراره پاسخ داد: آري جانم به فدايت! فرمود: چون روز قيامت فرارسد و خداوند خلايق را گرد آورد از آنچه با ايشان عهد و پيمان بسته پرسش كند نه از آنچه درباره ي آنان مقدر كرده است.


نشانه هاي ناتواني


«قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمه شكرا و لكل عسريسرا»; ناتوان است كسي كه براي هر بلايي صبري، براي هر نعمتي شكري و براي هر سختي آساني آماده نكند.


سرچشمه اصلي مجادله به باطل


با توجه به آيات قرآن كريم منشأ و سرچشمه ي اصلي مجادله به باطل مي تواند موارد زير باشد كه عبارتند از:


سيد الشعراء


ان الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي الايمان الا أهل صفوته من خلقه. [1] .

بي گمان خداوند دنيا را به دوست و دشمن عطا مي فرمايد و ليكن ايمان را به كسي جز برگزيدگان خلقش عطا نمي كند.

امام صادق عليه السلام

سيد حميري، يار كم نظير امام صادق عليه السلام، در بدو امر از آنجا كه بر مذهب كيسانيه بود، امامت را بر محمد بن حنفيه، فرزند امام علي عليه السلام، ختم يافته تلقي نموده و انتظار ظهور او را مي كشيد؛ در اين راستا خود او گفته است:

«عقيده ي من بر اين بود كه محمد بن حنفيه در غيبت به سر برده و او



[ صفحه 52]



همان قائم آل محمد است؛ بي ترديد با اين عقايد در گمراهي به سر مي بردم؛ تا اينكه خداوند متعال به دست امام جعفر صادق عليه السلام بر من منت نهاد و مرا از آتش جهنم به راه راست هدايت فرمود؛ بطور يقين او حجت الهي بر من و همه ي اهل زمان خويش است؛ او همان امامي است كه خداوند متعال اطاعت از او را بر همه واجب نموده است.» [2] .

داود رقي در راستاي بيان چگونگي هدايت وي مي گويد:

«سيد حميري شنيد كه امام صادق عليه السلام او را كافر خوانده است؛ از اينرو نزد حضرت آمد و گفت: «اي مولاي من! آيا با اينكه من به شدت به شما محبت داشته و با كساني كه در اين راستا نيستند، دشمني مي ورزم، كافرم؟! «امام صادق عليه السلام فرمود:» اين سخنان با انكار حجت الهي زمان، تو را نفعي نمي رساند.»

در اين حال امام صادق عليه السلام دست سيد حميري را گرفت و وارد اتاقي شد و دو ركعت نماز بجا آورد و سپس دست مباركش را روي قبري كه آنجا بود زد و قبر شكافت و شخصي از آن بيرون آمد و خاك را از سر و صورتش پاك مي كرد كه امام جعفر صادق عليه السلام از او پرسيد:«تو كيستي؟» او گفت:«من محمد بن حنفيه هستم.» سپس حضرت پرسيد:»من كيستم؟» او جواب داد: تو جعفر بن محمد، حجت الهي زمان، هستي." [3] .



[ صفحه 53]



در اينحال سيد حميري با مشاهده ي اين صحنه، از مذهب كيسانيه دست برداشت و مذهب جعفري را در فراروي زندگي دنيا و آخرت خود قرار داد؛ در اين راستا سروده ي او است كه بيان مي كند:



فلما رأيت الناس في الدين قدغووا

تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا



تجعفرت باسم الله و الله اكبر

و ايقنت ان الله يعفو و يغفر



وقتي مردم را در راستاي امر دين سردرگم و گمراه ديدم، بنام خداوند متعال از جعفري مذهبان شدم. بنام ايزد متعال جعفري مذهب شدم و خداوند بزرگتر است و من يقين دارم كه خداوند عفو و بخشش مي نمايد.

سيد حميري از اين پس، در راه دفاع از امامت و ولايت امامان شيعه، با زبان برنده ي شعر خويش پيوسته به عنوان سخنگوي مذهب جعفري وارد ميدان شد و در اين راستا سعي داشت ياد قيام كربلا را در جامعه زنده نگهداشته و انگيزه هاي قيام را روشن كند؛ اين سروده ي او در اين باره است كه در محضر امام صادق عليه السلام خواند و حضرت و پرده سرايان به گريه افتادند:



امرر علي جدث الحسين

فقل لاعظمه الزكية



يا اعظماً لا زلت من

وطفاء ساكبةً رويةً



و اذا مررت بقبره

فاطل به وقف المطية



و ابك المطهر للمطهر

و المطهرة التقية



بر پيكر حسين گذر كن و به استخوانهاي پاك و مطهرش بگو:



[ صفحه 54]



پيوسته از اشك هاي ريزان سيراب باشي؛ هنگامي كه به قبر وي گذر كني، مدت مديدي بايست و بر او و پيكر پاك و باتقوا گريه كن.

هم او مي گفت:

«اگر كسي فضيلتي از علي عليه السلام را بيان كند كه من درباره ي آن شعر نسروده ام، اسبم را به او مي دهم.»

اين سيد حميري است كه به مراتبي از مقامات معنوي نائل شد كه امام صادق عليه السلام او را سيدالشعراء ناميد و همچنين وقتي وي از دست پدر و مادر ناصبي خود كه حاكم را عليه فرزندشان شورانيده بودند، گريخت، امام صادق عليه السلام او را دعا نمود و به دنبال اين، حيوان درنده اي راهنماي وي در بيابان شد. [4] .

پس از چندي، وقتي خبر مرگ سيد حميري به امام صادق عليه السلام رسيد، حضرت به او دعا كرد و يكي از ياران حضرت، عباد بن صهيب، از اينكه سيد حميري در زمان مذهب قبلي خودش (كيسانيه) شراب مي خورد و با اينحال امام عليه السلام او را دعا كرد، شگفت زده شد و حضرت فرمود:

«دوستداران آل محمد جز با توبه از دنيا نمي روند؛ سيد حميري توبه كرده بود.»

بدان جهت بود كه او به وقت مرگش، سياه چهره و كبود چشم و



[ صفحه 55]



عطشان و ناتوان از سخن گفتن شد و امام صادق عليه السلام را خبر آوردند و حضرت به راه افتاد و بر سر بالين سيد حميري نشست و دعايي را زمزمه لب مباركش نمود و حميري به زبان آمد و گفت:

«آيا با اوليائتان اين گونه رفتار مي كنند؟!»

امام عليه السلام فرمود:

«اي سيد! حق گو باش تا خداوند متعال تو را از اين مصيبت برهاند و داخل بهشت و رحمتش كه به اوليائش وعده فرموده، بنمايد.» [5] .



[ صفحه 56]




پاورقي

[1] تحف العقول / 394.

[2] بحارالانوار 47 / 317.

[3] بحارالانوار 47 / 320.

[4] بحارالانوار 47 / 327 و 320.

[5] همان.


گناه


- سرورم! خواهشمندم جهت استفاده بفرماييد؛ گناه چه تأثيري بر انسان دارد؟

«چون انسان گناه كند، از نماز شب محروم گردد و عمل زشت، همچون چاقويي كه در گوشت فرو رود، سريع تر در كسي كه مرتكب آن شده فرو مي رود» [1] [2] .


پاورقي

[1] كافي، معرب، ج 2، ص 290.

[2] رساله لقاءالله، ص 197.


الزكام


شكا إليه بعض أصحابه الزكام، فقال «ع»: صنع من صنع الله، وجند من جنوده بعثه إلي علتك ليقلعها، فاذا أردت قلعه فعليك بوزن دانق شونيز ونصف دانق كندس [1] يدق وينفخ في الانف، فانه يذهب بالزكام، وإذا أمكنك أن لا تعالجه بشيء فافعل فان فيه منافع كثيرة.

أقول: الزكام هو إلتهاب الغشاء المخاطي الأنفي الحاصل من باشلوس فريد لندر كما عرفه الطب وهو يحصل عن البرد أو الانتقال السريع من محل حار إلي محل بارد أو من ضعف البنية أو من العدوي من شخص آخر مصاب، وعلاماته وأعراضه هو الشعور بالبرد والقشعريرة وارتشاح الماء من المنخرين مع مادة مخاطية ودمع العينين واحمرارهما وتغير الصوت ومدتها لثلاثة أيام (دورته) وعلاجه ملازمة البيت والدفء التام خصوصاً في الشتاء مع تقليل الأكل وتناول الأشربة المسخنة، وقد اعتبرته الأطباء مرضا سارياً معدياً ولكن أخيراً اكتشف بانه ليس هو بنفسه مرض بل هو حدث طبيعي بحركة الاستبراد أو غيره لرفع بعض أمراض الدماغ والرئة والجهاز التنفسي وتنقيتها من الأخلاط والبلاغم وهذا هو المراد بقول الإمام وإذا أمكنك أن لاتعالجه بشيء فافعل كما أن قوله «ع» صنع من صنع الله وجند من جنوده بعثه لعلتك ليقلعها، إشارة إلي أنه حدث طبيعي لخدمة الأبدان فهو كجند يهجم علي الامراض فيخرجها من الدماغ بالترشيح ونزول الدمع قال بعض الأطباء: مساكين اولئك الذين يقابلون هذه الخدمة الطبيعية التي تريد تطهير البدن من الفضولات بالعقاقير غافلين عن



[ صفحه 47]



أن الزكام إذا عولج أعقب أمراضاً كثيرة.


پاورقي

[1] الشونيز هي الحبة السوداء والكندس هو صمغ اللبان.


آوردن خوشه ي انگور و انار سبز در زمستان


داوود رقي مي گويد: خدمت امام صادق عليه السلام رسيدم و بعد از من فرزندش موسي عليه السلام وارد شد، در حالي كه از سرما مي لرزيد.

امام صادق عليه السلام پرسيد: «حالت چگونه است؟»

او گفت: «در كنف حمايت خدا و به مرحمت او خوب است. خوشه ي انگور جرشي [1] و انار سبز مي خواهم.»

من گفتم: «سبحان الله! در اين زمستان!»

امام صادق عليه السلام فرمود: «اي داوود! خدا بر هر چيزي قادر است، داخل باغ برو.»

پس داخل شدم، درختي را ديدم كه هم انگور تكدانه داشت و هم انار سبز.

پس گفتم: «من به باطن و ظاهر شما ايمان آوردم.»

پس آنها را چيدم و خدمت امام موسي كاظم عليه السلام آوردم. آن حضرت خورد و فرمود: «اي داوود! به خدا سوگند اين باقي مانده ي روزي مريم است كه خداوند براي او از افق اعلي مخصوص گردانيده بود. [2] .



[ صفحه 38]




پاورقي

[1] جرش نام شهري در اردن مي باشد.

[2] بحارالانوار ج 47.


الماء المستعمل بالوضوء و الغسل


قال الامام عليه السلام: «كان النبي صلي الله عليه و آله و سلم اذ توضأ أخذ ما يسقط من وضوئه، فيتوضؤون به».

و قال أيضا عليه السلام: «أما الماء الذي يتوضأ به الرجل، فيغسل به وجهه و يده، فلا بأس ان يأخذه غيره و يتوضأ به».

و أيضا سئل عن الجنب يغتسل بماء الحمام: هل يغتسل به غيره؟ قال: لا بأس أن يغتسل من الجنب، و لقد اغتسلت فيه».

و نستفيد من هذا أن الماء لا يتنجس بمماسة بدن الجنب، بل و لا يسلب عنه صفة التطهير به، و لذا اتفق الفقهاء علي أن الماء الذي يتوضأ به الانسان، أو يغتسل غسلا مستحبا، كغسل الجمعة يجوز أن يطهر به الخبث، أي النجاسة المادية، و الحدث أيضا، أي يتوضأ أو يغتسل به ثانية.

أما الماء الذي اغتسل به غسلا واجبا كالجنابة فانه مطهر للخبث بالاتفاق. و للحدث علي المشهور.


العطش الشديد


سئل الامام الصادق عليه السلام عن الرجل يصيبه العطش، حتي يخاف علي نفسه؟ قال: يشرب ما يمسك رمقه، و لا يشرب حتي يرتوي.

و قال له بعض أصحابه: ان لنا فتيات و شبانا لا يقدرون علي الصيام من شدة ما يصيبهم من العطش؟ قال: فليشربوا بقدر ما تروي به نفوسهم.

و هذا متفق عليه، بالاضافة الي ادلة نفي الضرر و الحرج.


الاعطاء من جانب واحد


ليس من شك في أن المعاطاة تصدق بأوضح معانيها علي الاخذ و الاعطاء من الجانبين، بحيث يكون كل منهما آخذا و معطيا في آن واحد... و هل تصدق المعاطاة علي الاعطاء من جانب واحد فقط، كما لو كان المثمن حالا، و الثمن مؤجلا، أو بالعكس، ثم لو افترض ان هذا النوع لا يصدق عليه اسم المعاطاة لأنه فعل من جانب واحد، و هي مفاعلة من جانبين، فهل نعطيه حكم المعاطاة الحقيقية، و نرتب عليه جميع احكامها، بحيث يكون خارجا عنها موضوعا. و داخلا فيها حكما؟.

الجواب:

ان هذا النوع من المعاملة لا يدخل في المعاطاة موضوعا، و لا يصدق عليه اسمها و عنوانها حقيقة و واقعا، لأن المعاطاة مفاعلة من الجانبين، و ليست فعلا من جانب، و لكن لفظ المعاطاة و تحديد معناها لايهم الفقهاء، لأنهم يهتمون بخصوص الالفاظ التي جاءت علي لسان الشارع، و المفروض ان المعاطاة لم ترد في آية و لا رواية، و انما الذي جاء في دليل الشرع هو لفظ البيع، و تكلم الفقهاء عن المعاطاة، لأن اسم البيع يصدق عليها، لذا اعطاها البعض اسم البيع و حكمه، لعموم الدليل، و البعض الآخر اسم البيع دون حكمه مدعيا تخصيص الدليل،



[ صفحه 28]



فالعبرة اذن، بالدليل عند الجميع، لا باسم المعاطاة. و الدليل الشرعي لم يفرق في الحكم بين الاعطاء من جانب، او من جانبين بعد صدق اسم البيع علي الاثنين... اذن، فحكم الاعطاء من جانب هو حكم الاعطاء من الجانبين، و ان لم يصدق عليه اسم المعاطاة حقيقة، و ان شئت قلت: انه خارج عن المعاطاة موضوعا، داخل فيها حكما.

و بهذا نجد تفسير قول الشيخ الانصاري في المكاسب: «لا ريب أنه لا يصدق علي الاعطاء من جانب واحد معني المعاطاة، و لكن هذا لا يمنع من اجراء حكمها عليه بناء علي عموم الحكم لكل بيع فعلي، فيكون اقباض أحد العوضين تمليكا، أو مبيحا بعوض، و أخذ الآخر تملكا أو اباحة».

و علق السيد اليزدي في حاشيته ص 47 علي ما قاله الانصاري حول هذه المسألة، علق بقوله:«لا حاجة الي هذا التطويل بعد أن كان المناط هو شمول الدليل الشرعي، لا صدق عنوان المعاطاة، و من المعلوم عدم الفرق في شمول الدليل لما يكون من طرفين، أو من طرف واحد».

و قال صاحب الجواهر:«لا يخفي عليك أن لفظ المعاطاة لم يرد في النص، حتي يكون الحكم تابعا له، و حينئذ فلا يشترط قبض العوضين، بل يكفي قبض احدهما، كما نص عليه الشهيد الكركي».

و هذه الاقوال، و كثير غيرها للفقهاء، صريحة في أن حكم الاعطاء من جانب كحكمه من الجانبين، علي الرغم من اختلافهم في أن المعاطاة تفيد الملك، أو الاباحة.


مستثنيات الدين


يجب علي المدين أن يبيع جميع ما يملك في وفاء ديونه، و يستثني له دار السكني، و قوت يوم و ليلة له و لعياله، و ثيابه و ثيابهم، و كتب العلم ان كان من أهله، و ان لم يفعل حجر عليه الحاكم الشرعي، و باع أملاكه بالشروط المذكورة في باب الحجر.

ويدل علي استثناء البيت قول الامام الصادق عليه السلام: لا يخرج الرجل من



[ صفحه 15]



مسقط رأسه بالدين.

و قال صاحب الحدائق: لم أقف علي نص في استثناء ما عدا البيت، ولكنه المشهور، و لعل المستند فيه الضرورة و الحاجة.


ضياع المغصوب


اذا ضاعت العين المغصوبة، أو سرقة من الغاصب، و تعذر عليه ردها الي المالك عند طلبه لها، فماذا يصنع؟

الجواب: يفاوض المالك علي التعويض و شراء العين منه، فان اتفقا تنتقل العين الي ملك الغاصب و ينتهي كل شي ء، و الا وجب علي الغاصب ان يدفع بدلها للمالك مثلا أو قيمة. ولكن ان وجدت العين بعد ذلك، و قدر عليها الغاصب فعليه أن يردها الي المالك، و علي المالك أن يرد البدل علي الغاصب.

و في جميع الحالات يجب علي الغاصب أن يدفع أيضا للمالك أجرة العين المغصوبة من حين الغصب الي حين البدل، ان كان لها أجرة بحسب المعتاد. قال صاحب الجواهر: «الاجماع علي ذلك، لما تقدم من ضمان كل ما فات في يد الغاصب، و لو بآفة سماوية، لأن المنافع أموال، فتضمن كالاعيان».



[ صفحه 16]




يدخل و يدعي الطلاق


جاء في كتاب الشرائع و الجواهر ان الغائب اذا طلق، و انقضت العدة، ثم حضر، و دخل بالزوجة، و بعد هذا ادعي الطلاق لم تقبل دعواه، و لا تسمع منه البينة تنزيلا لتصرفه علي المشروع، و هو بفعله مكذب لنفسه، و اذا ولدت الحق به الولد، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل طلق امرأته، و هو غائب، و اشهد علي طلاقها، ثم قدم فأقام مع المرأة أشهرا لم يعلمها بطلاقها، ثم أن المرأة ادعت الحمل، فقال الرجل: قد طلقتك و أشهدت علي طلاقك؟ فقال الامام عليه السلام: يلزمه الحمل، و لا يقبل قوله.



[ صفحه 17]




اردت أن تكون لك الحجة


أبوعبدالله عليه السلام قال: ان أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولي عبدالله بن عمر.



[ صفحه 35]



فقال: اكتب: هذا ما أوصي به يعقوب بنيه (يا بني ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا و أنتم مسلمون).

و أوصي محمد بن علي الي جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و أن يعممه بعمامته، و أن يربع قبره، و يرفعه أربع أصابع، و أن يحل عنه أطماره عند دفنه.

ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله.

فقلت له: يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه!

فقال: يا بني كرهت أن تغلب، و أن يقال: لم يوص اليه، و أردت أن تكون لك الحجة [1] .

بيان: [2] أي ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح، و آثار الانبياء.

فيهم نافع أي منهم بتغليب قريش علي مواليهم، أو معهم، و أن يحل عنه أطماره الأطمار جمع طمر بالكسر، و هو الثوب الخلق، و الكساء البالي، من غير صوف، و ضمائر عنه و أطماره و دفنه: اما راجعة الي جعفر عليه السلام أي يحل أزرار أثوابه عند ادخال والده القبر، فاضافة الدفن الي الضمير اضافة الي الفاعل، أو ضمير دفنه راجع الي أبي جعفر عليه السلام اضافة الي المفعول.

أو الضمائر راجعة الي أبي جعفر عليه السلام، فالمراد به حل عقد الاكفان.



[ صفحه 36]



و قيل: أمره بأن لا يدفنه في ثيابه المخيطة (ما كان في هذا) ما نافية أي لم تكن لك حاجة في هذا بأن تشهد أي الي أن تشهد، أو استفهامية أي أي فائدة كانت في هذا؟ أن تغلب علي بناء المجهول أي في الامامة، فان الوصية من علاماتها أو فيما أوصي اليه مما يخالف العامة، كتربيع القبر أو الاعم.


پاورقي

[1] الارشاد ص 289. بحارالانوار: ج 47 / الباب الثالث.

[2] بحارالانوار: ج 47 / الباب الثالث.


پاسخ يك پرسش پيچيده


روزي، گروهي از شيعيان به خانه ي امام علي عليه السلام براي سؤال از يك مسأله ي پيچيده آمدند. آن روز، امام علي عليه السلام در خانه نبود و فرزند بزرگوارش، امام حسن عليه السلام، در جايگاه پدر بزرگوارش نشسته بود.

آنها، به امام حسن عليه السلام عرض كردند: ما، براي حل مشكلي به اينجا آمده ايم.

امام حسن عليه السلام فرمود: مشكل شما چيست؟

آنها گفتند: مشكل ما اين است كه:

زني با شوهر خود، همبستر شده، سپس بلافاصله، با دختري هم تماس گرفته (يعني: آن زن، با آن دختر عمل مساحقه را انجام داده است) و نطفه ي شوهرش را به رحم آن دختر انتقال داده و آن دختر هم از اين راه باردار شده است!

حالا، ما مي خواهيم بدانيم كه نظر اسلام، درباره ي چنين زني چيست؟

امام حسن عليه السلام فرمود: آري، مسأله پيچيده اي است و براي حل آن، حضور امام علي عليه السلام لازم است. در عين حال، من پاسخ اين مسأله را مي دهم، اگر پاسخ من صحيح بود، كه از ناحيه خداوند متعال و امام علي عليه السلام است و اگر



[ صفحه 61]



پاسخ من اشتباه بود، از ناحيه ي خودم مي باشد.

حكم اسلام، در اين مورد، چنين است:

1. مهريه ي آن دختر، به اندازه ي مهريه ي دختران امثال او (به دستور حاكم شرع) از آن زن گرفته و به دختر داده مي شود؛ زيرا، هنگام تولد بچه، او ديگر دختر نخواهد بود.

2. بايد آن زن را مانند زن زناكار كيفر (سنگسار) نمايند؛ زيرا، گناه او (نتيجه اش) با زناي زن شوهر دار يكي است.

3. صبر مي كنند تا بچه متولد شود، سپس آن بچه را به صاحب نطفه (شوهر آن زن گناهكار) مي دهند و بر آن دختر، مجازات حد را جاري مي سازند.

آن گروه، از محضر امام حسن عليه السلام خارج شدند و در مسير راه، با اميرمؤمنان، امام علي عليه السلام، ملاقات نموده و ماجراي ملاقات خود با امام حسن عليه السلام را به عرض آن حضرت رساندند.

سپس، امام علي عليه السلام فرمود:

«لو أنني المسئول، ما كان عندي فيها أكثر مما قال ابني» [1] .

يعني: «اگر اين سؤال از من مي شد، در نزد من، زيادتر از آن چه كه پسرم گفت، نبود.»

يعني، پاسخ مسأله، همان است كه فرزندم امام حسن عليه السلام به شما داده است [2] .



[ صفحه 62]




پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 43، ص 353.

[2] سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، ص 264 (با اندكي تصرف و تغيير).


الامام جعفر الصادق


گروه نويسندگان، تهران، دارالتوحيد، 1402 ق 1982 م، جيبي، 64 ص، (اين كتاب به فارسي ترجمه شده است).


تجليل از نام محمد


«ابي هارون» گويد:

من در مدينه با جعفر بن محمد همنشين مي شدم. مدتي از روي گرفتاري در مجلس امام حاضر نشدم، بعد كه خدمتش مشرف گشتم، فرمود:

«اي ابوهارون چند روز است كه تو را نمي بينم.»

گفتم: «آري اي پسر رسول خدا! علت آن بود كه خداوند به من پسري عطا فرموده است.»

فرمود: «خداوند مبارك گرداند، نام او را چه نهادي؟»

گفتم: «محمد».

همين كه حضرت نام «محمد» را شنيد يكباره منقلب شد و صورتش را به طرف زمين برد و پيوسته مي گفت:

«محمد، محمد»، تا آنكه نزديك شد صورت مباركش به زمين بچسبد، آنگاه فرمود: «جانم و جان پدر و مادرم و جان تمام عالميان به فداي رسول خدا، محمد مصطفي».

آنگاه افزود: «اكنون كه او را محمد نام نهاده اي مبادا او را دشنام دهي و يا او را بزني و يا به او بدي كني. بدان كه در هر



[ صفحه 29]



خانه اي كه نام محمد باشد همه روزه آن خانه تقديس مي شود.»

نيز مالك بن انس گويد:

«هرگاه جعفر بن محمد مي خواست بگويد: «قال رسول الله» رنگش تغيير مي كرد، گاهي سبز مي گشت و گاهي زرد، به حدي كه نمي شناخت او را كسي كه مي شناخت.» [1] .



[ صفحه 30]




پاورقي

[1] منتهي الامال، محدث قمي، ج 2، ص 239.


في جوار الله


التوحيد: ص 19، ب 1، ح 4: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن جعفر الأسدي، حدثني موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن محمد بن سنان،...

عن المفضل بن عمر، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:

إن الله تبارك و تعالي ضمن للمؤمن ضمانا.

قال: قلت: و ما هو؟

قال: ضمن له إن هو أقر له بالربوبية، و لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة، و لعلي عليه السلام بالإمامة، و أدي ما افترض عليه أن يسكنه في جواره.

قال: قلت: فهذه و الله هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين.

قال: ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: اعملوا قليلا تتنعموا كثيرا.


حب الله و بغضه


التوحيد 357، ب 58، ح 5: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيي، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

ان الله عزوجل خلق السعادة و الشقاء قبل أن يخلق خلقه، فمن علمه الله سعيدا لم يبغضه أحدا، و ان عمل شرا أبغض عمله و لم يبغضه، و ان كان علمه شقيا لم يحبه أبدا، و ان عمل صالحا أحب عمله و أبغضه لما يصير اليه، فاذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا، و اذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا.


الأنفال


[تفسير القمي 1 / 254: حدثني أبي، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان،...]

عن اسحاق بن عمار، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن الأنفال، فقال:

هي القري التي قد خربت و انجلي أهلها فهي لله و للرسول، و ما كان للملوك فهو للامام، و ما كان من أرض الجزية لم يوجف عليها بخيل و لا



[ صفحه 15]



ركاب، و كل أرض لا رب لها، و المعادن منها، و من مات و ليس له مولي فما له من الأنفال.


لدفع العين


طب الأئمة 121: محمد بن ميمون المكي قال: حدثنا عثمان بن عيسي، عن الحسن بن مختار، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه قال:...

لو نبش لكم عن القبور لرأيتم أن أكثر موتاكم بالعين، لأن العين حق الا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: العين حق، فمن أعجبه من أخيه شي ء فليذكر الله في ذلك، فانه اذا ذكر الله لم يضره.


خيال الأم




خيالك يا أم في مقلتي

طيوف تهز بقلبي الشبابا



و تلهب في اختلاج الحنين

فيغتصب الدمع عيني اغتصابا



و لم لا و أنت ضمير الحياة

تفجر في جانحي التهابا



فكم نظرة لي من مقلتيك

بها الحب غني اللحون - عذابا



تلمستها بدمي رعشة

تكهرب قلبي عليها و ذابا



و للحب معني رقيق السمات

سوي الأم لم يدرمنه اللبابا



[ صفحه م / 17]




اعضاء جسد الانسان


جسم الانسان مركب من أعضاء كثيرة منها ما هو مفرد لا ثاني له.. و منها ما هو مزدوج.. فاذا أحسنت النظر في هذه الأعضاء وجدتها متناسقة تناسقا فردا يضع كلك خاشعا أمام من خلق فسوي..

أتل علي نفسك كلمات الامام متأنيا لتتذوق عسل معانيها الباذخات: «فكريا يا مفضل في الأعضاء التي خلقت أفرادا و أزواجا، و ما في ذلك من الحكمة و التقدير، و الصواب في التدبير..

فالرأس مما خلق فردا، و لم يكن للانسان صلاح في أن يكون له أكثر من واحد؛ ألا تري أنه لو أضيف الي رأس الانسان رأس اخر لكان ثقلا عليه من غير حاجة اليه، لأن الحواس التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد، ثم كان الانسان ينقسم قسمين لو كان له رأسان، فان تكلم من أحدهما كان الآخر معطلا لا ارب فيه، و لا حاجة اليه، و ان تكلم منهما جميعا بكلام واحد كان أحدهما فضلا لا يحتاج اليه، و ان تكلم به من الآخر لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ، و أشباه هذا من الأخلاط...»

و بعد أن تحدث عن الرأس.. و أظهر حكمة الله في خلقه فردا لا ثاني له.. انتقل الي اليدين ليرينا بأسلوبه العلمي حكمته سبحانه في خلقهما زوجا: «و اليدان مما خلق أزواجا، و لم يكن للانسان خير في أن يكون له يد واحدة، لأن ذلك كان يخل به فيما يحتاج الي معالجته من الأشياء».

ثم يعطينا مثالا توضيحيا علي ذلك فيقول: «أن النجار و البناء لو شلت احدي يديه، لا يستطيع أن يعالج صناعته، و ان تكلف ذلك لم يحكمه، و لم يبلغ منه ما يبلغه اذا كانت يداه تتعاونان علي العمل» اه.

و يتحدث الامام فيما يتحدث عن:

المخ... و الدم..

معلوم في الدوائر العلمية أن المخ هو: معظم المادة العصبية في الرأس، أو هو الدماغ كله.. الخ

و النسيج العصبي الذي يكون المخ من النسج التي عدد خلاياها محدود منذ الولادة.. و لا يزيد عددها بعد الولادة... و لا يمكن تعويضها.. و هي سريعة التلف، لذلك أطلق عليها العلماء اسم «النسج النبيلة»، و لأن هذه النسج تتولي مركز القيادة و السيطرة علي كل فعاليات الجسد من: ذكاء، و ذاكرة



[ صفحه 420]



و حس، و حركة، و افراز غدي... قضت الحكمة الالهية أن تكون مستقرة داخل حصن منيع من العظام لا يصل اليها ما يوجعها.. أو يؤثر في بنيانها الضعيف.

و لقد أدرك امامنا الصادق هذه الحقيقة العلمية التي اكتشفها الطب بعده بمئات السنين،.. اعمل ذهنك فيما يقوله للمفضل: «فكر يا مفضل لم صار المخ رقيقا محصنا في أنابيب العظام».

ثم يتساءل، و في تساؤله تحريض للعقل أن يكتشف مما أوجزه هو - تفصيل ما عرفه علم التشريح في العصور اللاحقة فيقول: «و هل ذلك الا ليحفظه و يصونه»؟؟

أجل يا امامي الحكيم ما كان ذلك الا لتصان تلك النسج النبيلة من التلف.. لأن في تلفها اختلال نظام الجسد... ثم الموت.. و ينتقل الامام بعد تلك اللمحة المعبرة عن المخ - الي الدم - هذا السائل الأحمر المسؤول عن نقل المواد الضارة التي تنتجها الخلايا من غاز سام «ثاني أكسيد الكربون» عن طريق: التنفس... و التعرق.. و الجهاز البولي.. و كما يؤمن نقل غاز الحياة «غاز الأوكسجين» لكل خلية في الجسم... و كل خلية لا تتردد فيها أنفساه الطيبة تصير الي الهلاك.

تلك هي الوظيفة التي خص الله الدم بها.. و لكي يحفظه من «الأرواح الشريرة» هيأ له حصنا هو: الأوردة و الشرايين التي يجري فيها، و قد جعلها مرنة جدا، تتحمل الضغط ولو كان شديدا... و تتحمل الانثناء... و كل نوع من أنواع الحركة.. امامنا الصادق كان علي علم بهذه الدقائق العلمية.. و قد سمي (الأوعية الدموية الشرايين و الأوردة) عروقا و هي تسمية عربية أصيلة، يقول للمفضل: «لم صار الدم سائلا محصورا في العروق، بمنزلة الماء في الظروف الا لتضبطه فلا يفيض»؟؟ [1] .


پاورقي

[1] سورة طه - آية - 82 -.


في الطـهارات


1-الماء المشتبه فيه بين إناءين، قال الإِمام: يهريقهما ويتيمم، أما المشتبه فيهما من ثوبين، فيصلي فيهما جميعاً مرتين.

2-كل شيء يطير لا بأس بخرئه وبوله، وإن كان غير مأكول اللحم.

3-الحكم بنجاسة أهل الكتاب، ويطهرون إذا تطهروا بالماء، وعقب علي ذلك الشيخ محمد جواد مغنية بقوله: وليس من شك أن القول بالطهارة يتفق مع مقاصد الشريعة الإِسلامية السهلة السمحة، وإن القائل بها لا يحتاج إلي دليل؛ لأنها وفق الأصل الشرعي والعقلي والعرفي والطبيعي، أما القائل بالنجاسة فعليه الإِثبات.

4-يغسل الإِناء الذي ولغ فيه الكلب مرة بالتراب لا سبعاً، ثم بالماء.

5-وجوب الوضوء لإِقامة الصلاة، كما يجب للصلاة نفسها إجماعاً ونصاً، ولا يجب الوضوء للأذان.

6-الاكتفاء بمسح الرجلين في الوضوء، عملاً بقراءة "وأرجلِكم" بالكسر.

7-قضاء الصوم لمن صام جنباً، وعليه كفارة كبري: العتق أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، أي عليه القضاء والكفارة.

8-وجوب الغسل علي من مسّ الميت بعد أن يبرد جسده وقبل أن يغسَّل.

9-لا يصح ولا يشرع المسح علي الخفين.


في الأطعمة


47) كل حيوان بحري غير السمك لا يحل أكله، و هذا قريب من مذهب الحنفية.

48) يحرم من الذبيحة خمسة عشر شيئا كالقضيب و الأنثيين و النخاع و المثانة.


وصاياه


احترت ماذا أسمي هذا الفصل، وصاياه أو حكمه، لأن كل كلمة قالها عليه السلام هي حكمة خالدة، و درة نادرة و نصيحة بليغة، و أدب رفيع، و هذا الموضوع لكثرته و شموله يحتاج الي كتاب مستقل، لأن كل كتاب يتعرض لسيرته عليه السلام تجد فيه الكثير من وصاياه و حكمه و نصائحه و توجيهاته.

و مما وجدته في هذا الفصل الكبير وصايا مختلفة منها ما هي موجهة لفرد، و منها ما هي موجهة لجماعة، و ربما حملها عليه السلام لبعض خواصه علي أن يبلغها شيعته و أصحابه.

و ما أحوجنا نحن اليوم الي الأخذ بهذه الوصايا العظيمة و النصائح المفيدة لنستعيد ماضينا المجيد، و ننهض بالاسلام رسالة عزنا المجيد و تراثنا التليد، فمنه عزتنا و كرامتنا، و به دوام نهضتنا و سمو حضارتنا. و أمر مهم قراءة هذه الوصايا الفريدة و حفظها، لكن الأهم هو العمل بها و حسن تطبيقها. فالكلمة الصالحة تحتاج الي عمل صالح، و الا بقيت حبرا علي ورق.


خبر السارق المتصدق


ثم قال عليه السلام: فان من اتبع هواه و أعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة تعظمه و تصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لانظر مقداره و محله، فرأيته قد أحدق به خلق كثير من غثاء العامة: فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام أنظر اليه و اليهم، فما زال يراوغهم حتي خالف طريقهم و فارقهم و لم يقر، فتفرقت عنه العوام لحوائجهم، و تبعته اقتفي اثره، فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معامله؛ ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتي تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة،



[ صفحه 64]



فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معامله ثم اقول: و ما حاجته اذا الي المسارقة، ثم لم أزل اتبعه حتي مر بمريض فوضع الرغيفين و الرمانتين بين يديه و مضي. و تبعته حتي استقر في بقعة من الصحراء فقلت له: يا عبدالله لقد سمعت بك و أحببت لقاءك فلقيتك؛ و لكني رأيت منك ما شغل قلبي، و اني أسألك عنه ليزول به شغل قلبي قال: ما هو؟ قلت رأيتك مررت بخباز و سرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان و سرقت منه رمانتين! فقال لي: قبل كل شي ء حدثني من أنت! قلت: رجل من ولد آدم، من امة محمد، صلي الله عليه و آله و سلم! قال: حدثني ممن انت؟ قلت: رجل من اهل بيت رسول الله، صلي الله عليه و آله و سلم! قال:اين بلدك؟ قلت المدينة! قال: لعلك جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام؟ قلت: بلي! فقال لي: فما ينفعك شرف اصلك مع جهلك! بما شرفت به، و تركك علم جدك و ابيك لئلا تنكر ما يجب ان يحمد و يمدح عليه فاعله؟ قلت: و ما هو؟ قال: القرآن، كتاب الله؟ قلت: و ما الذي جهلت منه؟ قال قول الله تعالي «من جاء بالحسنة فله عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها» و اني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، و لما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه اربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحد منها كان لي بها اربعون حسنة، فانتقص من اربعين حسنة اربعا بالاربع السيئات، بقي لي ست و ثلاثون حسنة! قلت: ثكلتك امك! انت الجاهل بكتاب الله! اما سمعت الله يقول: «انما يتقبل الله من المتقين» انك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين، و لما سرقت الرمانتين كانت ايضا سيئتين، و لما دفعتهما الي غير صاحبهما



[ صفحه 65]



بغير امر صاحبهما، كنت انما اضفت اربع سيئات الي اربع سيئات، و لم تضف اربعين حسنة الي اربع سيئات! فجعل يلاحظني فانصرفت و تركته. قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون و يضلون، و هذا نحو تأويل معاوية لما قتل عمار بن ياسر فارتعدت فرائص خلق كثير و قالوا: قال رسول الله، (ص) عمار تقتله الفئة الباغية! فدخل عمر علي معاوية و قال: قد هاج الناس و اضطربوا، لقد قتل عمار! فقال معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال: أليس قد قال رسول الله (ص) عمار تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية، «رخصت في قولك، انحن قتلناه؟ انما قتله علي بن ابي طالب لما القاه بين رماحنا» فاتصل ذلك بعلي فقال: اذن رسول الله قد قتل حمزة لما القاه بين رماح المشركين ثم قال الصادق (ع)

«طوبي للذين هم كما قال رسول الله (ص): يحمل هذا العلم من كل خلف، عدول ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين.



[ صفحه 69]




من بلاغته


لقد زخرت الكتب الدينية بأحاديث بليغة عن الإمام الصادق (ع) ولك أيها القارئ بعض روائعه تاركين من يريد أكثر من ذلك يراجع كتاب «أشعة من بلاغة الإمام الصادق (ع)» للعلاّمة الفقيه الشيخ عبد الرسول الواعظي.

«أوصي إلي المنصور الخليفة المعاصر له فقال: عليك بالحلم فإنه ركن العلم، واملك نفسك عند أسباب القدرة، فإن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظاً أو تداوي حقداً أو يجد ذكراً بالصولة، واعلم بانك إن عاقبت مستحقاً لم تكن غاية ما توصف به إلاّ العدل، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر».

فقال المنصور: «وعظت فأحسنت وقلت فأوجزت».

ومن وصية له إلي ولده الإمام الكاظم (ع):

«يا بني إفعل الخير إلي كل من طلبه منك. فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن له بأهل كنت أهله، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلي يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره».

قال سفيان الثوري لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد (ع) فقلت: يابن رسول الله أوصني.

فقال: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ لملوك، ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيّئ الخلق.

فقال: يابن رسول الله زدني.

فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمناً، وارض بما قسم الله لك تكن غنياً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، ولا تصحب الفاجر معك يعلمك من فجور، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عز وجل [1] .


پاورقي

[1] الإمام الصادق (ع) للأستاذ الدخيل (ص 32).


كراوس و مشكلة جابر


اعتني «كراوس» بجابر عناية فائقة، و ليست هي عناية شاملة، كما يذكر عبدالرحمن البدوي في كتابه «الالحاد في الاسلام». بل عناية تشمل العلاقة بين رسائله و الاسماعيلية، و لقد قام أيضا بنشر مختارات عن رسائله، و عني أيضا (كما ذكر مؤلف الالحاد) بأن تكون مختارات النصوص ممثلة لمختلف نواحي مذهب جابر: ففيها نماذج لأبحاثه الكيميائية، و لأبحاثه الفيزيائية الفلسفية، كما أن فيها نصوصا تتعلق بالناحية الدينية. من شأنها أن تبين لنا الصلة بين آرائه و آراء الغلاة من الشيعة، مما يرجح نسبة رسائل جابر الي الأوساط الشيعية الاسماعيلية. ذكر أيضا المؤلف نفسه أنه قدم لنا «كراوس» بحثا عن جابر بن حيان باللغة الافرنسية. و لا نريد أن نلخص الأبحاث التي أتي بها، بل نود أن نبحث عما له علاقة بموضوعنا، و هو سرد نظرية «كراوس» من «تهافت أسطورة جابر» التي تنفي العلاقة بين الامام جعفر الصادق و جابر، و ذلك في الجزء الثالث من النشرة السنوية لمعهد الأبحاث الخاصة بتاريخ العلوم الطبيعية في برلين عام 1930 الذي كان لي حظ الاشتغال فيه مدة من الزمن.

يقسم «كراوس بحثه الي ستة أقسام:

1- مصادر جابر.

2- ميزة مخطوطات جابر.



[ صفحه 70]



3- براهينه في اثبات رسائل جابر متأخرة التاريخ.

4- تاريخ الاسماعيلية و تعاليمها.

5- تحليل رسائل جابر علي ضوء التاريخ الديني.

6- خلاصة البحث عند «كراوس».

و ها نحن نبدأ بتلخيص كل فصل من الفصول علي حدة:


المرحلة السعيدة


و كان بيته عليه السلام في تلك الفترة كالجامعة، يزدان علي الدوام بالعلماء الكبار في الحديث و التفسير و الحكمة و الكلام، فكان يحضر مجلس درسه في أغلب الاوقات ألفان و بعض الاحيان أربعة آلاف من العلماء المشهورين. [1] .

و كان يؤم مدرسته طلاب العلم و رواة الحديث من الاقطار النائية، لرفع الرقابة و عدم الحذر فأرسلت الكوفة و البصرة و واسط و الحجاز الي جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها، و من كل قبيلة من بني أسد و مخارق، و طي، و سليم، و غطفان، و غفار، و الازد، و خزاعة، و خثعم، و مخزوم، و بني ضبة، و من قريش، و لا سيما بني الحارث بن عبدالمطلب، و بني الحسن بن الحسن بن علي [2] .

و نقل عنه الحديث و استفاده منه العلم جماعة من الأئمة و أعلامهم مثل يحيي بن سعيد الانصاري، و ابن جريح، و مالك بن أنس، و الثوري، و ابن



[ صفحه 39]



عيينة، و أبي حنيفة، و شعبة، و أيوب السجستاني، و غيرهم، و عدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها. [3] .

و نالت مدرسة الصادق شهرة عظيمة ففي تلك الفترة السعيدة، كان هو زعيم الحركة الفكرية في ذلك العصر، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الاسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الانحاء القاصية. [4] .

هذا ما يتعلق بالعهد الأول من حياته عليه السلام و هو العهد الأموي علي سبيل الاجمال، و سيأتي ما له صلة بالبحث في موضوع ملوك عصره و امراء بلده.

و الآن نتحول إلي العهد الثاني و هو العهد العباسي فلنتحدث عنه باختصار...



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] مجلة رسالة الاسلام العدد 4 السنة 6.

[2] كتاب جعفر بن محمد لسيد الأهل.

[3] كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ج 2 ص 55.

[4] تاريخ العرب للسيد مير علي الهندي ص 179.


فطرتي كه انسانها بر آن آفريده شده اند چيست؟


زراره گويد: از امام صادق - عليه السلام - درباره ي معني - فطرت در فرمايش خدا: (فطرت الله التي فطر الناس عليها) [1] «فطرتي كه خدا انسانها را بر آن آفريده » پرسيدم.

حضرت فرمودند: همه را بر توحيد و اعتقاد به يكتائي آفريد.

- مقصود حديث اين است: يكتاگرائي، و اعتقاد به خداي واحد در وجود هر انساني نهاده شده است. [2] .

2- علاء بن فضيل گويد: از امام صادق - عليه السلام - درباره ي معني قول خداي عزوجل: «فطرتي كه خداوند، انسانها را بر آن آفريده» سؤال كردم.

فرمود: يعني آنان را بر توحيد آفريد. [3] .

عبدالله بن سنان گويد: از امام صادق - عليه السلام - درباره ي فرمايش خداي عزوجل:

(فطرت الله التي فطر الناس عليها) «اين فطرتي است كه خداوند، انسانها را بر آن آفريده»؛ سؤال كردم كه آن فطرت چيست؟

حضرت فرمودند: آن اسلام است كه خداوند آنان را بر آن آفريد، آنگاه كه از



[ صفحه 30]



آنان بر توحيدش پيمان گرفت. [4] .


پاورقي

[1] سوره ي روم آيه ي 30.

[2] بحارالانوار: ج 3 ص 278 ح 8.

[3] كتاب التوحيد: 341، بحارالأنوار: ج 64 ص 132 ح 3.

[4] الكافي ج 2 ص 12، بحارالأنوار، ج 62 ص 135 ح 6.


مناقب امام ششم


در آسمان علم و دانش و فضيلت و كمال در ميان ائمه اطهار عليه السلام حضرت امام جعفر صادق عليه السلام آفتاب درخشان بود صيت مكارم ذاتي و محاسن صفاتي او در گوش جهانيان طنين انداز گشته است آن حضرت مهر سپهر امامت بوده و مانند ابر باران علم و دانش مي باريد و زمين هاي دل مردم را از فيض رحمتش سيراب مي كرد و كتب اخبار مشحون بر اخبار جعفريست.

دوازده هزار شاگرد تربيت كرد كه هر يك از آنها اعجوبه علم و عمل بودند.

چهار هزار نفر از آنها در مسجد كوفه همه يكجا مي گفتند حدثني جعفر بن محمد الصادق عليه السلام تمام مردم آن عصر به اتفاق و اتحاد او را مانند جدش محمد امين به راستگوئي و صداقت مي ستودند و بدين جهت صادق گفتند كه خلاف علم و دانش در تمام عمر از او شنيده نشد.

همان طور كه مشركين عرب و منافقين قريش هم محمد صلي الله عليه و آله وسلم را امين دانسته و امانت خود را به او مي سپردند امام جعفر صادق عليه السلام را عموم مردم حتي افراد حزب اموي و



[ صفحه 245]



بني عباس اعلم واتقي و اصدق مردم دنيا مي شناختند و او را منبع اصلي علم و سرچشمه فيوضات امامت مي دانستند.


حديث 015


شنبه

السكوت راحة للعقل.

سكوت، مايه ي آسايش خرد است.

الفقيه، ج 4، ص 402


مقبره ابراهيم


از مستندات تاريخي برمي آيد كه ابراهيم پسر محمد (صلي الله عليه و آله) كه مادرش ماريه قبطي بود، در ذي الحجّه سال 8 هـ. ق. به دنيا آمد. قابله اش «سلمي» و دايه اش «امّ برده بنت منذر بن زيد» از «بنونجّار» بود.

پيامبر به اين پسر علاقه خاصي داشت و عاطفه اش را نسبت به او كتمان نمي نمود.



[ صفحه 461]



مسلّم است كه او در سال دهم هجرت ـ يا پس از يك سال و ده ماه ـ دامان پدر و مادر را ترك كرد و به ابديّت ره سپرد و به يقين گفته اند كه جسدش را در قبرستان بقيع به خاك سپردند.

آنچه در ارتباط با مرگ ابراهيم مورد توجه محقّقان قرار گرفته است، كسوف يا خسوفي بوده كه همزمان با روز وفات و مراسم به خاك سپردن وي در آسمان مدينه پديدار شده است. پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله) درباره اين پديده كه در عقيده عرب ها ارتباط مستقيمي با حوادث زندگي آدميان دارد، اظهار نظر قاطع كرده و آن را برعكس اسلاف و عقائد رايج در زمان خويش، از جريانات طبيعي نظام هستي دانسته و مرگ و حيات آدميان را با آن بي ارتباط خوانده است.

همه منابع مهم سيره و حديث چنين ثبت كرده اند كه محمد (صلي الله عليه و آله) به نقل از ابن عمر درباره كسوف و خسوف گفته است:

«إنّ الشمس و القمر لاينكسفان لموت أحد من النّاس و لكنهما آيتان من آيات الله. فإذا أريتموهما فقوموا فصلّوا».

يا به اين لفظ به روايت از عايشه:

«إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله و كبِّروا و صلّوا و تصدَّقوا».

اين مجموعه روايات كه اساس فصول مربوط به فريضه نماز آيات در مواقع بروز كسوف و خسوف در منابع اسلامي شده است، جاي هيچ شكي باقي نمي گذارد و مسلّم



[ صفحه 462]



است كه از نظر محمد (صلي الله عليه و آله)، كسوف و خسوف، دو پديده طبيعي و ناشي از جريان قوانين جهان طبيعت است كه بر خلاف ديدگاه اهل نجوم قديم و ساحران و مذاهب جاهلي، وقوع آن ارتباطي به مجراي حيات و ممات انسان ها ندارد.

از سوي ديگر بيان حديث به صورتي است كه معلوم مي سازد: گفته پيامبر (صلي الله عليه و آله) پي آمد تحقّق كسوف يا خسوفي بوده كه پس از تولّد يا مرگ انساني رخ داده است؛ به نحوي كه اهل مدينه كسوف يا خسوف رخ داده را مرتبط با حادثه مرگ مذبور دانسته اند. از اينرو پيامبر با گفته يادشده، خطّ بطلاني بر افسانه هاي جاهلي و اساطير و روايات و حكايات رايج و غالباً بني اسرائيلي كشيده است. با نگرش ديگر، عموم منابع سيره و حديث، صدور كلام پيامبر (صلي الله عليه و آله) را در روز وفات ابراهيم و متعاقب تأثّر و تأسّف شديد محمد (صلي الله عليه و آله) از مرگ فرزندش دانسته اند:

امام بخاري در «صحيح» به نقل از مغيرة بن شعبه گفته است:

«كسفت الشّمس علي عهد رسول الله يوم مات إبراهيم».

و كليني در «فروع من الكافي» به نقل از ابوالحسن موسي نقل مي كند:

«إنّه لما قبض إبراهيم ابن رسول الله...»

بنابراين، مصادف شدن مرگ ابراهيم با رخداد كسوف يا خسوف، مردم را واداشت كه چنين پندارند كه اين تغيير حالت آسمان، ناشي از مرگ ابراهيم است:

كلام ابوالحسن موسي به صورت «فقال النّاس: انكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله...» و كلام سفيان وكيع به صورت «فقال النّاس: انكسفت لموت إبراهيم» ضبط



[ صفحه 463]



شده است.

پيامبر گر چه مي توانست از باور مردم، در جهت نفوذ خود بهره بگيرد، نه تنها چنين نكرد؛ بلكه از انتشار آن نيز خشمناك شد. بر منبر رفت و مردم را گفت:

«إنّ الشمس و القمر لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته...».

ابن حجر عسقلاني در «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» در ذيل حديث «مغيرة ابن شعبه» تحت عنوان «يوم مات ابراهيم» تصريح مي كند:

«...يعني ابن النّبيّ ـ صلي الله عليه [و آله] و سلم ـ و قد ذكر جمهور أهل السير أنّه مات في السنة العاشر من الهجرة».

آنگاه مؤلف، پايان سال 9 هـ. ق. را صحيح تر مي داند.

از امام بخاري و ابوذكريّا نووي در «رياض الصالحين» ص 302، تعدادي از تأثّر پيامبر در فقدان فرزندش يادي كرده اند كه بعدها به عنوان اصلي در شريعت وي مدّنظر نكته سنجان ديانت محمدي قرار گرفت. انس بن مالك نقل مي كند:

«إنّ رسول الله ـ صلي الله عليه [و آله] و سلم ـ دخل علي ابنه إبراهيم رضي الله عنه و هو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان فقال له عبدالرّحمن



[ صفحه 464]



ابن عوف: و أنت رسول الله؟ فقال ابن عوف إنّها رحمةٌ ثمّ أتبعها بأخري فقال: إنّ العين تدمع و القلب يحزنون و لا تقول إلاّ ما يرضي ربّنا و أنّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون».



[ صفحه 465]




امام مالك معرفي اجمالي


مالك بن انس بن مالك بن ابوعامر، از طايفه امراء قحطاني، در سال 93 يا 95 هجري قمري، در عهد حكومت عبدالملك مروان، خليفه اموي، در منطقه ذوالمروه واقع در شمال مدينه منوره، چشم به جهان گشوده و در سال 179 هجري قمري در همان زادگاهش وفات يافته است. وي از تبع تابعين بوده و به امام (مكتب اصحاب حديث) اشتهار يافته است.

ابوعامر، جد امام مالك، از صحابه پيامبر اكرم (صلّي الله عليه وآله) بوده و به جز غزوه بدر، در همه غزوات رسول خدا شركت داشته است.

مالك در محضر فقهايي همچون يحيي بن سعيد انصاري و ربيعه الرأي و محمد شهاب زهري تلمذ نموده و حافظ قران و حديث بوده است. وي در جمع آوري احاديث پيامبر (صلّي الله عليه وآله) اهتمام نموده و گفته اند كه يكصد هزار حديث را به دست خود نوشته است. وي در اين زمينه، اثري جاودانه و كتابي ارزشمند، موسوم به (الموطاء) مشتمل بر يكهزار و هفتصد حديث، از خويش به يادگار نهاده است. در بيان اهميت اين اثر افزون بر ديگر دلايل، علماي اهل سنت غالباً به تلقي ابن اثير استناد مي كنند كه وي، الموطاء امام مالك را به جاي سنن ابن ماجه، يكي از صحاح سته دانسته است.

امام مالك از عاشقان و محبان و مخلصان خاندان عظيم الشأن اهلبيت پيامبر (صلّي الله عليه وآله) به شمار مي آمده و خود او به اين امر مباهات مي نموده و همواره زبان به ثناي خاندان عزيز رسول الله (صلّي الله عليه وآله) مي گشوده و به قول و فعل آنان استناد مي نموده است. از كلام اوست كه فرمود: «كنت اختلفت جعفر بن محمد فما كنت اراه الا احدي خصال ثلاث اما مصليا و اما صائما و اما يقرأ القران و ما رأيته يحدث عن رسول الله الا علي طهارة و لا يتكلم فيما لا يعنيه و كان من العباد الزهاد الذين يخشون الله و ما زرته الا واخرج الوسادة من تحته و جعلها تحتي».

«مدتي به نزد جعفر بن محمد مي رفتم. او را جز در سه حالت نديدم; يا نماز مي خواند، يا در حالت روزه بود، يا قرآن تلاوت مي كرد. هيچ چشمي و هيچ گوشي و هيچ قلبي، عالم تر و عابدتر و پرهيزگارتر از جعفر بن محمد، نديده و نشنيده و گواهي نداده است».


انه وصل المعلي بن خنيس من المدينة الي منزله بالكوفة و منها الي المدينة في وقت وا


انه وصل المعلي بن خنيس من المدينة الي منزله بالكوفة و منها الي المدينة في وقت واحد

سعد بن عبدالله: عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي الربيع الوراق، عن بعض أصحابه، عن حفص الأبيض قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام أيام قتل المعلي بن خنيس و صلبه، فقال: يا حفص اني نهيت المعلي عن أمر فأذاعه، فقتل بما تري. قلت له: ان لنا حديثا من حفظه حفظ الله عليه دينه و دنياه و من أذاعه علينا سلبه الله دينه. يا معلي، لا تكونوا أسري في أيدي الناس لحديثنا، ان شاؤوا آمنوا عليكم و ان شاؤوا قتلوكم، يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و رزقه الله العز في الناس، يا معلي من أذاع الصعب من أحاديثنا



[ صفحه 17]



لم يمت حتي يعضه السلاح، أو يموت بخبل، اني رأيته يوما حزينا، فقلت: ما لك ذكرت أهلك و عيالك؟ فقال: نعم. فمسحت وجهه. فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني في بيتي مع زوجتي و عيالي، فتركته في تلك الحال مليا، ثم مسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ قال: أراني معك في المدينة، فقلت له: احفظ ما رأيت و لا تذعه، فقال لأهل المدينة: ان الأرض تطوي لي فأصابه ما قد رأيت [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن حفص الأبيض التمار قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام أيام صلب المعلي بن خنيس - رحمه الله - فقال لي: يا حفص اني أمرت المعلي بأمر فخالفني، فابتلي بالحديد، اني نظرت اليه يوما فرأيته كئيبا حزينا، فقلت له: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقال لي: ذكرت أهلي و ولدي فقلت: أدن مني فدنا مني، فمسحت وجهه بيدي، و قلت له: أين أنت؟ قال: يا سيدي أنا في منزلي هذه و الله زوجتي و ولدي، فتركته حتي أخذ و طره منهم و استقرب منه، حتي نال حاجته من أهله و ولده، حتي كان منه الي أهله ما يكون من الزوج الي المرأة.

ثم قلت له: أدن مني، فدنا فمسحت وجهه، و قلت له: أين أنت؟ فقال: أنا معك في المدينة و هذا بيتك، فقلت له: يا معلي ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله و حفظ عليه دينه و دنياه، يا معلي لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا، ان شاؤوا آمنوا عليكم و ان شاؤوا قتلوكم. يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعل الله نورا بين عينيه و أعزه في الناس من غير عشيرة، و من أذاعه لم يمت حتي يذوق عضة الحديد، و ألح عليه الفقر و الفاقة في الدنيا حتي يخرج منها، و لا ينال منها شيئا و عليه في الآخرة غضب و له عذاب أليم، ثم قلت له: يا معلي أنت مقتول فاستعد [2] .



[ صفحه 18]



الكشي: عن ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد ابن ادريس القمي المعلم قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد ابن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام أيام صلب المعلي بن خنيس - رحمه الله - فقال لي: يا حفص اني أمرت المعلي فخالفني فابتلي بالحديد، اني نظرت اليه يوما و هو كئيب حزين، فقلت: يا معلي، كأنك ذكرت أهلك و عيالك؟ قال: أجل، قلت: أدن مني، فدنا مني فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني هذا أهلي و هذه زوجتي و هذا ولدي، قال فتركته حتي يمل منهم و استترت منهم حتي نال ما ينال الرجل من أهله، ثم قلت: ادن مني، فدنا مني، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت يا معلي ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه و دنياه، يا معلي لا تكونوا أسري في أيدي الناس بحديثنا، ان شاؤوا أمنوا عليكم و ان شاؤوا قتلوكم، يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و زوده القوة في الناس، و من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتي يعضه السلاح أو يموت بخبل، يا معلي أنت مقتول فاستعد [3] .

و في كتاب الاختصاص للشيخ المفيد هكذا: أحمد بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلي بن خنيس قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام في بعض حوائجه، فقال لي: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت: ما بلغني من أمر العراق و ما فيها من هذا الوباء، فذكرت عيالي، فقال: أيسرك أن تراهم؟ فقلت: وددت و الله قال: فاصرف وجهك فصرفت وجهي، ثم قال: أقبل بوجهك فاذا داري متمثلة نصب عيني، فقال لي: ادخل دارك فدخلت، فاذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا و لا كبيرا الا و هو في داري بما فيها فقضيت و طري ثم خرجت، فقال: اصرف وجهك فصرفته فلم أر شيئا [4] .



[ صفحه 19]



أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن يسار، عن حماد بن عيسي، عن المعلي بن خنيس قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت: بلغني عن العراق و ما أصاب أهله من الوباء، فذكرت عيالي و داري و مالي هناك، فقال: أيسرك أن تراهم؟ فقلت: اي و الله انه ليسرني ذلك. قال: فحول وجهك نحوهم، فحولت وجهي، فمسح يده علي وجهي، فاذا داري و أهلي و ولدي ممثلة بين يدي نصب عيني، قال: فقال: ادخل دارك فدخلتها حتي نظرت الي جميع ما فيها من عيالي و مالي، ثم بقيت ساعة حتي مللت منهم، ثم خرجت، قال لي، حول وجهك، فحولت وجهي، فنظرت فلم أر شيئا [5] .


پاورقي

[1] مختصر البصائر: ص 98.

[2] دلائل الامامة: ص 134.

[3] رجال الكشي: ص 378 ح 709.

[4] الاختصاص: ص 323.

[5] دلائل الامامة: ص 138.


امام صادق همسرم را زنده كرد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: اگر يكي از جوانان شيعه را نزد من بياورند كه وظيفه خود را در شناخت دين انجام نمي دهد او را تأديب مي كنم.

در خراسان مردي دوستدار و محب اهل بيت عليهم السلام بود و ثروت و اموال فراوان داشت و هر دو سال يك بار براي انجام مراسم حج به مكه مسافرت مي كرد و در ضمن سفر تجارت نيز مي نمود و در هر سفر هزار دينار به عنوان نذر خدمت امام صادق عليه السلام تقديم مي كرد و چند روزي نزد امام صادق عليه السلام مي ماند و بعد مي رفت و مرتب از معجزات حضرت براي محبان و دوستداران اهل بيت عليهم السلام سخن مي گفت و بر اعتقادات آنها اضافه مي كرد.

سالي زن او گفت: چه مي شود كه امسال مرا نيز همراه ببري تا من نيز اعمال حج را به جا آورم و هزار دينار نذر خود به حضرت را نيز بدهم و توفيق زيارت حضرت را پيدا كنم و به خانواده او خدمت كنم.

مرد خراساني قبول و بعد مقدمات سفر را فراهم كردند و به اتفاق عازم شدند. زن سوغاتيهاي زيادي مانند لباسهاي گرانبها و جواهرات و هزار دينار خود و هزار دينار شوهرش را داخل صندوقي گذاشت و به آن قفل محكمي زد و دو فرزند خود را نيز همراه خود به مسافرت بردند و بالاخره بعد از طي مسافت هاي



[ صفحه 55]



طولاني به مدينه رسيدند و قرار شد. روز بعد خدمت امام صادق عليه السلام برسند. از قضا در همان روز حال همسر مرد خراساني آن قدر بد شد كه به حال مرگ درآمد و در حال احتضار بود كه به شوهرش گفت: بعد از مرگ مرا غسل و كفن كن و به امام صادق عليه السلام التماس كن كه بر من نماز بخواند و او مرا به خاك بسپارد، باشد كه خداوند به بركت او از گناهان من بگذرد. اين را گفت و جان به جان آفرين تسليم كرد و فرزندان او مشغول گريه و زاري شدند. مرد خراساني متحير و درمانده شد.

سپس زن را غسل داده و كفن كردند و بعد آمد كه صندوق پول را بردارد كه خدمت امام صادق عليه السلام ببرد. صندوق را خالي ديد بر غم و اندوه او افزوده شد. بالاخره دو هزار دينار ديگر برداشت و به همراه دو فرزند خود به خدمت امام صادق عليه السلام رفت و بعد از سلام و اظهار ارادت و احوالپرسي آن مبلغ را به امام داد و وصيت همسرش را به امام صادق عليه السلام عرض كرد. حضرت فرمود: اين دينارهاي خود را بردار ما دينارهاي خود را قبلا اخذ نموديم. مرد خراساني گفت: فدايت شوم، چگونه؟ حضرت فرمود: وقتي به بغداد رسيديد به آن پول نياز پيدا شد و من دست دراز كردم و آن دو هزار دينار را برداشتم.

مرد خراساني از شنيدن اين سخن بسيار خوشحال شد و حضرت وقتي گريه و زاري فرزندان او را مشاهده كرد متأثر شد و داخل اطاق رفت و دو ركعت نماز خواند و سر به سجده نهاد و سجده اش را خيلي طولاني نمود و سپس سر از سجده برداشت



[ صفحه 56]



و آمد و فرمود: فرزندان خود را بردار و به محل اقامت خود برو من عمر مادر آن ها را از حضرت واجب الوجود تقاضا كردم و دعاي من مستجاب شد و مادر آن ها زنده شد.

فرزندان وقتي خبر زنده شدن مادرشان را شنيدند با سرعت خودشان را به مادرشان رساندند، وقتي مادر را زنده ديدند به دست و پاي مادر افتادند. مادر آن ها را در بغل گرفت در اين هنگام بود كه مرد خراساني نيز رسيد و ديد همسرش كفن به گردن نشسته، فرزندان خود را در بغل گرفت و بسيار خوشحال شد و گفت: اي مونس غمخوار من حال جان كندن و شرح مردن خود را به من بگو.

زن گفت: وقتي زمان احتضار رسيد صورتهاي بسيار عجيبي به نظر من آمدند يكي بسيار خوب كه هرگاه به او نگاه مي كردم بسيار خوشحال مي شدم و صورت ديگر كه بسيار زشت بود و هرگاه به او نگاه مي كردم از وي خيلي مي ترسيدم. پس به آن صورت خوب گفتم: به آن خدايي كه غير از او خدايي نيست و به تو اين صورت خوب را عطا فرموده است بگو تو كيستي كه از ديدن تو مسرور مي شوم و آن صورت زشت كيست كه با ديدن آن غم و اندوه به من مي رسد؟ گفت: من اعمال خوب و كارهاي پسنديده تو هستم كه در دنيا انجام دادي و اين صورت زشت نيز اعمال ناشايسته تو است. و بعد از لحظه اي آن صورت ها به هوا رفتند و جان من از بدنم جدا شد و مرا به عالم بالا بردند و به هر منزلي كه مي رسيدند فرشته ها به من تعظيم مي كردند كه اين زن از محبان حضرت رسالت است.



[ صفحه 57]



تا اين كه روح مرا به زير عرش بردند اندكي طول نكشيد كه در ملكوت غلغله بزرگي بر پا شد كه راه را باز كنيد كه امام زمان عليه السلام مي آيد ناگهان ديدم شخصي مي آيد و تمامي ملائكه به او سلام و تعظيم مي كردند و ايشان نيز تعظيم مي كرد و جواب سلام آن ها را مي داد و بعد از آن دستهاي مبارك را به ساق عرش زد و روح مرا از خداوند تقاضا نمود. روح مرا به من پس دادند و سپس حضرت دست من را گرفت و فرمود: چشم هايت را ببند، چشم هايم را بستم. فرمود: چشم هايت را باز كن و وقتي چشم هايم را باز كردم خودم را در ميان فرزندانم ديدم. هنگامي كه فرزندانم مرا ديدند خيلي مسرور و خوشحال شدند و بعد از آن تو آمدي.

اين را گفت و برخاست و لباس پوشيد و به شوهرش گفت: برخيز تا به خدمت آن حضرت برويم. شوهرش برخاست و به اتفاق نزد حضرت آمدند. زن به شوهرش گفت: اين مرد كه در آنجا نشسته است كيست؟ شوهرش گفت: او امام صادق عليه السلام است. زن با سرعت خود را به حضرت رساند و گفت: هزار جان من فداي خاك قدم تو باد. بعد به شوهرش گفت: به خدا قسم آن كسي كه مرا از ساق عرش برگرداند اين مرد بود. سپس زن و شوهر چند روزي در ملازمت حضرت به سر بردند سپس عازم مكه شدند و اعمال حج را به جا آوردند و بعد از چند روز به وطن خود بازگشتند.



[ صفحه 58]




عبدالله


گروهي اين عبدالله را پسر بزرگ يعني بزرگترين پسران امام صادق مي شمارند زيرا كنيت او امام ابوعبدالله است و ظاهرا بايد اين روايت به حقيقت نزديكتر باشد.

عبدالله را افطح مي ناميدند و افطح لقب كسي است كه سر بزرگ و پاي پهن داشته باشد.

فرقه ي افطحيه مردم اندكي بودند كه به امامت عبدالله پس از امام صادق ايمان آوردند ولي اين مردم اندك هم چون در عبدالله شخصيت ممتاز امامت را نتوانستند بشناسند از او روي برگردانيدند و به صراط مستقيم گرويدند.

اين عبدالله عنصر خوبي نبود. پدر بزرگوارش از وي چندان خشنود نبود.

شيخ سعيد مفيد رضوان الله عليه در ارشاد مي نويسد كه امام صادق چه بسيار شخصيت برجسته ي پسرش موسي را به رخ عبدالله مي كشيد و مي فرمود:

برادرت موسي را نگاه كن و از او درس بزرگي بياموز.



[ صفحه 175]



عبدالله افطح پس از پدر ديري نپائيد و ديده از جهان فرو بست.


كتابه إلي رجال في بغداد في الإقرار بأنه عبد من عبيد الله


إنّ سليمان بن خالد [1] قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وهو يكتب كتباً إلي بغداد [2] ، وأنا أُريد أن أُودِّعه. فقال: تجيُ إلي بَغدادَ.

قلتُ: بَلي.

قالَ: تُعينُ مَولايَ هذا بِدَفعِ كُتُبِهِ.

ففكرت وأنا في صحن الدّار أمشي، فقلت: هذا حجّة الله علي خلقه، يكتب إلي أبي أيّوب الخوريّ وفلان وفلان، يسألهم حوائجه! فلمّا صرنا إلي باب الدّار صاح بي: يا سُليمانُ، ارجِع أنتَ وَحدَكَ، فرجعت فقال: كَتَبتُ إلَيهِم لِأُخبِرَهُم أنّي عَبدٌ وَبي إلَيهِم حاجَةٌ. [3] .



[ صفحه 14]




پاورقي

[1] سليمان بن خالد: هو أبو الرّبيع الهلالي، مولاهم كوفيّ، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام، خرج مع زيد فقطعت إصيعه معه، وهم يخرج من أصحاب الصّادق عليه السلام غيره، صاحب قرآن. حمدويه قال: سألت أبا الحسين بن نوح بن دراج النخعيّ، عن سليمان بن خالد النّخعيّ، أثقة هو؟ فقال: كما يكون الثقة.

عمّار السّاباطيّ قال: كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن عليّ حين خرج، قال: فقال له ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خيرٌ أم جعفر؟ قال سليمان: قلت والله ليوم من جعفر خيرٌ من زيد أيّام الدنيا... (راجع: رجال النجاشي: ج 1 ص 412 الرقم 482، رجال الطوسي: ص 215 الرقم 2838، رجال الكشي: ج 2 ص 644 الرقم 668 - 664).

[2] ولم يذكر لفظ الكتاب.

[3] الخرائج والجرائح: ج2 ص639 ح44، بحار الأنوار: ج47 ص107 ح137 وفيه «الجزريّ» بدل «الخوريّ».


موافقة الصادق لرجل من الشيعة استعمل التورية في المناظرة


و بالاسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنه قال: قال بعض المخالفين بحضرة الصادق عليه السلام لرجل من الشيعة: ما تقول في العشرة من الصحابة؟

قال: أقول فيهم القول الجميل الذي يحط الله به سيئاتي، و يرفع به درجاتي.

قال السائل: الحمد لله علي ما أنقذني من بغضك، كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة. فقال الرجل: ألا من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة الله.

قال: لعلك تتأول ما تقول، فمن أبغض العشرة من الصحابة؟

فقال: من أبغض العشرة من الصحابة فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين. فوثب فقبل رأسه فقال: اجعلني في حل مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم.



[ صفحه 94]



قال: أنت في حل و أنت أخي، ثم انصرف السائل، فقال له الصادق عليه السلام: جودت، لله درك! لقد عجبت الملائكة من حسن توريتك و تلفظك بما خلصك و لم تثلم دينك، زاد الله في قلوب مخالفينا غما الي غم، و حجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في تقيتهم.

فقال أصحاب الصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله، ما عقلنا من كلام هذا الا موافقته لهذا المتعنت الناصب.

فقال الصادق عليه السلام: لئن كنتم لم تفهموا ما عني فقد فهمنا نحن، فقد شكره الله له، ان ولينا الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا، اذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه، وفقه لجواب يسلم معه دينه و عرضه، و يعظم الله بالتقية ثوابه، ان صاحبكم هذا قال: من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله. أي: من عاب واحدا منهم، هو: أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

و قال في الثانية: من عابهم و شتمهم فعليه لعنة الله، و قد صدق لأن من عابهم فقد عاب عليا عليه السلام لأنه أحدهم، فاذا لم يعب عليا و لم يذمه فلم يعبهم جميعا و انما عاب بعضهم، و لقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون



[ صفحه 95]



الذين وشوا به الي فرعون مثل هذه التورية، كان حزقيل يدعوهم الي توحيد الله و نبوة موسي، و تفضيل محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي جميع رسل الله و خلقه، و تفضيل علي بن أبي طالب عليه السلام و الخيار من الأئمة علي سائر أوصياء النبيين، و الي البراءة من فرعون، فوشي به واشون الي فرعون و قالوا: ان حزقيل يدعو الي مخالفتك، و يعين أعداءك علي مضادتك.

فقال لهم فرعون: ابن عمي و خليفتي في ملكي و ولي عهدي، ان كان قد فعل ما قلتم فقد استحق العذاب علي كفره نعمتي، و ان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لا يثاركم الدخول في مساءته، فجاء بحزقيل و جاء بهم فكاشفوه و قالوا: أنت تجحد ربوبية الملك و تكفر نعماءه.

فقال حزقيل: أيها الملك هل جربت علي كذبا قط. قال: لا.

قال: فسلهم من ربهم؟ قالوا: فرعون. قال: و من خلقكم؟ قالوا: فرعون هذا.

قال: و من رازقكم الكافل لمعايشكم، و الدافع



[ صفحه 96]



عنكم مكارهكم؟ قالوا: فرعون هذا.

قال حزقيل؟ أيها الملك فاشهدك و كل من حضرك: أن ربهم هو ربي، و خالقهم هو خالقي، و رازقهم هو رازقي، و مصلح معايشهم هو مصلح معايشي، لا رب لي و لا خالق غير ربهم و خالقهم و رازقهم، و اشهدك و من حضرك: أن كل رب و خالق سوي ربهم و خالقهم و رازقهم فأنا بري ء منه و من ربوبيته و كافر بالهيته.

يقول حزقيل هذا و هو يعني: أن ربهم هو الله ربي، و لم يقل ان الذي قالوا هم أنه ربهم هو ربي، و خفي هذا المعني علي فرعون و من حضره، و توهموا أنه يقول: فرعون ربي و خالقي و رازقي.

فقال لهم: يا رجال السوء و يا طلاب الفساد في ملكي و مريدي الفتنة بيني و بين ابن عمي و هو عضدي، أنتم المستحقون لعذابي لارادتكم فساد أمري و هلاك ابن عمي و الفت في عضدي.

ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم و تدا و في صدره و تدا، و أمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك ما قال الله تعالي: (فوقاه الله



[ صفحه 97]



سيئات ما مكروا) [1] لما وشوا به الي فرعون ليهلكوه، و حاق بآل فرعون سوء العذاب، و هم الذين وشوا بحزقيل اليه لما أوتد فيهم الأوتاد، و مشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط [2] و مثل هذه التورية قد كانت لأبي عبدالله عليه السلام في مواضع كثيرة.

و كان الصادق عليه السلام يقول: علمنا غابر و مزبور، و نكت في القلوب، و نقر في الأسماع، و ان عندنا الجفر الأحمر و الجفر الأبيض و مصحف فاطمة عليهاالسلام، و عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج اليه الناس.

فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر: فالعلم بما يكون، و المزبور: فالعلم بما كان، و أما النكت في القلوب، فهو الامام، و النقر في الأسماع: فحديث الملائكة، نسمع كلامهم و لا نري أشخاصهم، و أما الجفر الأحمر: فوعاء فيه توراة موسي و انجيل عيسي



[ صفحه 98]



و زبور داوود و كتب الله، و أما مصحف فاطمة: ففيه ما يكون من حادث و أسماء من يملك الي أن تقوم الساعة.

و أما الجامعة: فهو كتاب طوله سبعون ذراعا، املاء رسول الله من فلق فيه و خط علي بن أبي طالب عليه السلام بيده، فيه و الله جميع ما يحتاج الناس اليه الي يوم القيامة، حتي أن فيه أرش الخدش، و الجلدة و نصف الجلدة.

و لقد كان زيد بن علي بن الحسين يطمع أن يوصي اليه أخوه الباقر عليه السلام و يقيمه مقامه في الخلافة بعده، مثل ما كان يطمع في ذلك محمد بن الحنفية بعد وفاة أخيه الحسين صلوات الله عليه، حتي رأي من ابن أخيه زين العابدين عليه السلام من المعجزة الدالة علي امامته ما رأي، و قد تقدم ذكره في هذا الكتاب، فكذلك زيد رجا أن يكون القائم مقام أخيه الباقر صلوات الله عليه، حتي سمع ما سمع من أخيه و رأي ما رأي من ابن أخيه أبي عبدالله الصادق عليه السلام.

فمن ذلك: ما رواه صدقة بن أبي موسي، عن أبي بصير، قال: لما حضر أباجعفر محمد بن علي عليه السلام الوفاة،



[ صفحه 99]



دعا بابنه الصادق عليه السلام ليعهد اليه عهدا، فقال له أخوه زيد ابن علي:

لما امتثلت في مثال الحسن و الحسين عليه السلام رجوت أن لا تكون أتيت منكرا.

فقال له الباقر عليه السلام: يا أباالحسين، ان الأمانات ليست بالمثال، و لا العهود بالرسوم، انما هي امور سابقة عن حجج الله تبارك و تعالي، ثم دعا بجابر بن عبدالله الأنصاري فقال: يا جابر، حدثنا بما عاينت من الصحيفة؟

فقال له: نعم يا أباجعفر، دخلت علي مولاتي فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لاهنيها بولادة الحسن عليه السلام، فاذا بيدها صحيفة بيضاء من درة، فقلت: يا سيدة النسوان، ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء أئمة من ولدي.

قلت لها: ناوليني لأنظر فيها! قالت: يا جابر، لولا النهي لكنت أفعل، و لكنه قد نهي أن يمسها الا نبي أو وصي نبي، أو أهل بيت نبي، و لكنه مأذون لك أن تنظر الي باطنها من ظاهرها.

قال جابر: فقرأت فاذا فيها: أبوالقاسم محمد بن



[ صفحه 100]



عبدالله المصطفي بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف امه آمنة.

أبوالحسن علي بن أبي طالب عليه السلام المرتضي، امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف.

أبومحمد الحسن بن علي البر التقي. أبوعبدالله الحسين بن علي، امهما فاطمة بنت محمد.

أبومحمد علي بن الحسين العدل، امه شهر بانويه بنت يزدجرد بن شهريار.

أبوجعفر محمد بن علي الباقر، امه ام عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.

أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق، امه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

أبوابراهيم موسي بن جعفر الثقة، امه جارية اسمها: «حميدة» المصفاة.

أبوالحسن علي بن موسي الرضا، امه جارية اسمها: «نجمة».

أبوجعفر محمد بن علي الزكي، امه جارية اسمها: «خيزران».



[ صفحه 101]



أبوالحسن علي بن محمد الأمين، امه جارية اسمها: «سوسن».

أبومحمد الحسن بن علي الرضي، امه جارية اسمها: «سمانة» تكني ام الحسن.

أبوالقاسم محمد بن الحسن، و هو الحجة القائم، امه جارية اسمها: «نرجس» صلوات الله عليهم أجمعين.

و عن أبي بصير، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن هذه الآية: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) [3] ؟ قال: أي شي ء تقول؟ قلت: اني أقول انها خاصة لولد فاطمة.

فقال عليه السلام: أما من سل سيفه و دعا الناس الي نفسه الي الضلال من ولد فاطمة و غيرهم فليس بداخل في الآية.

قلت: من يدخل فيها؟ قال: الظالم لنفسه الذي



[ صفحه 102]



لا يدعو الناس الي ضلال و لا هدي، و المقتصد منا أهل البيت: العارف حق الامام، و السابق بالخيرات: هو الامام.

عن محمد بن أبي عمير الكوفي، عن عبدالله بن الوليد السمان، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما يقول الناس في اولي العزم و صاحبكم أميرالمؤمنين عليه السلام؟ قال: قلت: ما يقدمون علي اولي العزم أحدا.

قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي قال لموسي: (و كتبنا له في الألواح من كل شي ء موعظة) [4] و لم يقل كل شي ء موعظة، و قال لعيسي: (و ليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) [5] و لم يقل كل شي ء، و قال لصاحبكم أميرالمؤمنين عليه السلام: (قل كفي بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب) [6] ، و قال



[ صفحه 103]



الله عزوجل: (و لا رطب و لا يابس الا في كتاب مبين) [7] و علم هذا الكتاب عنده.

و عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: ان لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها، يرتاب فيها كل مبطل، قلت له: و لم جعلت فداك؟

قال: الأمر لا يؤذن لي في كشفه لكم. قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟

قال: وجه الحكمة في غيبته، وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالي ذكره، ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة و قتل الغلام و اقامة الجدار لموسي عليه السلام الي وقت افتراقهما. يا ابن الفضل، ان هذا الأمر أمر من الله و سر من سر الله و غيب من غيب الله، و متي علمنا أنه عزوجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، و ان كان وجهها غير منكشف.



[ صفحه 104]




پاورقي

[1] غافر: 45.

[2] الاحتجاج: 370.

[3] الأعراف: 145.

[4] الأعراف: 145.

[5] الزخرف: 63.

[6] الرعد: 43.

[7] الأنعام: 59.


و من الكتب التي نص المحققون علي أنها مكذوبة


منهم الشيخ ابن تيمية، مجموع الفتاوي: (35 / 134، 183)، (11 / 581، 582)، (4 / 78، 79)، و منهاج السنة النبوية(2 / 564، 565)، (7 / 534). و البداية و النهاية لابن كثير و غيرهما.

1 - نسبوا اليه كذبا كتاب «رسائل اخوان الصفا» و هو كتاب لم يؤلف الا في القرن الثالث أيام دولة بني بويه.

2 - كتاب الجفر. و هو كتاب تنبؤ بالحوادث، و علم الغيب المستقبلي.



[ صفحه 41]



3 - كتاب علم البطاقة.

4 - كتاب الهفت.

5 - كتاب اختلاج الأعضاء و هي الحركات السفلية.

6 - كتاب الجداول أو جدول الهلال. و قد كذبه عليه عبدالله بن معاوية أحد المشهورين بالكذب.

7 - أحكام الرعود و البروق، و حركات الأفلاك و ما يكون في العالم.

كالذي قبله.

8 - منافع القرآن.

9 - قراءه القرآن في المنام.

10 - تفسير القرآن. و كثير مما نقله صاحب حقائق التفسير - و هو أبوعبدالرحمن السلمي الصوفي - عن جعفر الصادق هو من الكذب.

11 - الكلام علي الحوادث و موضوعه كتاب الجفر.

12 - تفسير قراءة السورة في المنام.

13 - قوس قزح. و يسمي قوس الله.

هذا و ان كانت لهذه الكتب مخطوطات متفرقة في ثنايا المكتبات كما حشدها بروكلمان و سزكين، قلت: فانه لا يغني عن اعتقاد كذبها، حيث تكون كتبت علي لسان جعفر و نسبت اليه، من أتباعه و الغالين فيه أو من الزنادقة و الباطنية.



[ صفحه 42]



مع اعتبار أن أصحاب المكتبات و المفهرسين ليس لديهم العناية بتحقيق نسبة الكتب الي مؤلفيها؛ و انما ما ذكره المترجمون، أو وجد مكتوبا علي طرة المخطوطة منسوبا الي رجل، نسبوه اليه و كفي. [1] .

و أيضا يبرهن الرافضة علي كثرة مؤلفات الامام الصادق بما جمعه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي الكيمائي الشهير (ت 200 ه) الفيلسوف المترجم.

فقد قالوا: انه صحب جعفر الصادق و كتب عنه رسائله و عددها خمسمائة في ألف ورقة كما ذكره ابن خلكان. و هو موضع شك كبير؛

لأن جابرا هذا متهم في نفسه اتهاما بليغا، في دينه و أمانته، و أيضا في صحبته للامام الصادق المتوفي سنة (148ه)اذ المشهور صحبته لجعفر بن يحيي البرمكي لا لجعفر الصادق، و هذا بالمدينة و ذلك ببغداد، و أيضا انشغال جابر بعلومه الطبيعية، و لعل هذا ما يفيد الربط بينه و بين جعفر الصادق، الذي تنسب اليه تلك المؤلفات و الآراء في علوم الطبيعة و الفلك و الكيمياء و الجداول.

و علي كل حال هذه الرسائل لا يمكننا اعتقاد نسبتها الي الامام



[ صفحه 43]



الصادق و الحالة هذه - انظر: الأعلام للزركلي (2 / 104 - 103) - و لو كانت صحيحة النسبة لتلقاها أبناؤه و تلاميذه عنه، و ذاع انتشارها عن مثله. كذلك بعد حصول هذا الكم من التأليف في أول القرن الثاني. الي أمور كثيرة ترد في التشكيك بهذه النسبة.



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] و من الأمثلة علي ذلك كتاب نسب الي ابن قيم الجوزية في مكتبة الدولة ببرلين؛ هو الاعلام في بيان أديان العالم و فرق الاسلام». و سبب هذه النسبة الخاطئة أنه كتب علي طرة مخطوطته هذا العنوان منسوبا لابن القيم، و هو في الحقيقة كتاب الملل و النحل لأبي عبدالله الشهرستاني.


منازل راه


بين «معرفت جبار» و «تفويض كار به او»، مراحل مياني و منازل بسياري است كه شرح آن مجالي ديگر مي طلبد. هنگامي كه انسان دانست كه خدا پروردگار جهانيان و بخشنده مهربان است، او را سپاس مي گزارد و چون دانست او سرپرست و حاكم بر بندگان است، اطاعت و بندگي او را پيشه خود مي كند و چون دريافت كه خداوند دعاي بندگان خود را مستجاب مي كند، به درگاه او دست به دعا بر مي دارد و وقتي فهميد كه خداوند آمرزنده است، به استغفار و توبه مي پردازد و هنگامي كه دانست خدا شديد العقاب است، از مقام پروردگار خويش بيمناك مي گردد و چون دانست خداوند داراي رحمت گسترده است، به او اميدوار مي شود و وقتي فهميد كه خداوند متعال بندگان خويش را دوست داشته، گرامي شان مي دارد، خدا را دوست خواهد داشت.

بدين ترتيب، سلوك إلي الله راهي طولاني است كه ابتداي آن شناخت خدا و انتهاي آن تفويض كارها به اوست و بين اين آغاز و پايان، مراحل بسياري چون عبوديت، اطاعت، بيم، اميد، اخلاص، محبت، تواضع، شكر، حمد و... است. در بسياري از روايات اسلامي نيز به اين معاني اشاره شده است كه گلچيني از آنها را به قدري كه مناسب اين مقال باشد ذكر مي كنيم:

پيامبر اكرم (ص) فرموده است:

هر كه خدا را بشناسد، دهان خود را از سخنان بي مورد و شكم خود را از غذاهاي ناپاك مي بندد و با نماز و روزه خود را به عفت وا مي دارد.

از اميرالمؤمنين (ع) چنين نقل شده است:

از كسي كه خدايش را مي شناسد تعجب مي كنم كه چرا براي جايگاه ابدي خود تلاش نمي كند.

امام صادق (ع) فرموده است:

هر كس شناخت پيدا كند از خدا پروا مي كند، و هر كه از خدا پروا كرد، نفس او به راحتي از دنيا مي گذرد.

اين روايات را نيز از اميرمؤمنان (ع) نقل كرده اند:

خداوندا، ما را از آنان قرار ده كه ياد تو از شهوتها بازشان داشته است.

خداشناسي در قلب هر كس ساكن گرديد، بي نيازي از خلق خدا نيز در قلب او ساكن مي شود.

كسي كه عظمت خداوند را شناخت، سزاوار نيست كه احساس بزرگي كند.

هر كه خداشناس تر باشد، خداترس تر نيز هست.

نهايت معرفت، ترس از خداست.

نهايت علم، ترس از خداوند متعال است.

داناترين مردم به خدا كسي است كه بيشتر از او طلب حاجت مي كند.

از كسي كه خدا را مي شناسد و خداترسي او زياد نمي شود تعجب مي كنم.

سزاوار است كه خداشناسان بر او توكل كنند.

كسي كه خدا را مي شناسد، سزاوار است دلش چشم بر هم زدني از بيم و اميد خدا خالي نباشد.

چهره عارفْ خندان و دلش محزون است.

عبادت عارفان از ترس خدا گريه كردن است.

هرچيز را معدني است و معدن تقوا دلهاي عارفان است.

كمترين حد معرفت، باعث زهد در دنيا مي گردد.

ميوه معرفت، بي ميلي به دنياست.

هركه خداشناس شود، موحد مي گردد.

هر كدام از اين روايات، ايستگاه هاي تكامل بشر در معرفت خدا به شمار مي آيند. معرفت - چنانكه در روايات آمده - اساس حركت به سوي آخرت، زهد در دنيا و بي ميلي به آن، بي نيازي از مردم، تواضع، دعا، حاجت خواستن از خدا، توكل بر خدا، ترس و بيم از خدا، اميد به خدا، حزن و اندوه و گريه، تقوا، توحيد، و... است.

اين بخشي از منازل تكاملي انسان در اين سفر دور و دراز است كه از معرفت آغاز شده و به تفويض ختم مي شود. در پاسخ به اين سؤال كه چرا اين سفر به تفويض پايان يافته است، بايد گفت كه آخرين مرحله اين سفر اين است كه انسان در عالم وجود جز سلطنت خداوند متعال سلطنت ديگري نشناسد و در پي آن، اراده و رضايت او در اراده و رضاي خداوند فاني گردد و ديگر اراده اي جز اراده خدا و رضايتي جز رضايت خدا نداشته باشد و تمام امور خود را به خدا تسليم كند و از اوامر او خشنود باشد، در اراده و سلطه او فاني شود و از «من» خود حتي سايه اي هم حس نكند. اين، پايان سفر است.


پرتويي از بلاغت آن بزرگوار


كتابهاي ديني آكنده از احاديث بليغي است كه از زبان امام صادق عليه السلام



[ صفحه 67]



روايت شده اند. اينك شما را به مطالعه برخي از اين سخنان جاويد دعوت مي كنيم و از علاقه مندان مي خواهيم براي اطلاع بيشتر به كتاب «اشعه من بلاغة الامام الصادق» نوشته علامه ي فقيد شيخ عبدالرسول واعظي مراجعه فرمايند.

«امام صادق عليه السلام به منصور خليفه ي عباسي اندرز داد و فرمود:

بر تو باد حلم كه اساس علم است و در پيشگاه عوامل قدرت خويشتن دار باش اگر هر آنچه را كه بر آن قدرت داري به انجام رساني مثل كسي خواهي بود كه خشم خود را فرو مي نشاند يا كينه ي خود را درمان مي كند و يا با قهر و غلبه در پي نام مي گردد، بدان كه تو اگر مستحقي را مجازات كني نهايت آنچه بدان متصف گردي جز عدل نيست و حالتي كه موجب شكر و سپاس مي شود بسي برتر از حالتي است كه موجب صبر مي شود.

منصور گفت:

«پند دادي نيكو گفتي سخن را در كمال ايجاز و كوتاهي بيان كردي».

امام در يكي از اندرزهاي خود به فرزند بزرگوار خويش امام كاظم مي فرمايد:

«فرزندم! در حق هر كسي كه از تو خواهان خير است، خوبي كن كه اگر او اهل خير باشد تو كاري بجا كرده اي و اگر هم او اهل خير نباشد تو اهل آن هستي. اگر كسي از طرف راستت درآمد و ناسزايت گفت و سپس به طرف چپت رفت و زبان به پوزش گشود، عذرش را بپذير».

سفيان ثوري گويد: الصادق بن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام را ديدار



[ صفحه 68]



كردم به او گفتم: اي فرزند رسول خدا مرا اندرز فرماي!

فرمود: اي سفيان! دروغگو را مروت، پادشاهان را برادر ، حسود را راحت و بد خلق را سروري نيست.

سفيان گويد: عرض كردم: اي فرزند رسول خدا مرا بيفزاي!

او به من فرمود: اي سفيان! به خداوند اعتماد كن تا مؤمن شوي و به آنچه خداوند بر تو بخشش كرده خرسند باش تا توانگر گردي و با همسايه ات خوش همسايگي كن تا مسلم شوي و با فاجر همراه و هم صحبت مشو كه به تو گناهكاري مي آموزد و در كار خود با كساني كه از خداوند عزوجل مي ترسند، مشورت كن. [1] .

پاورقي

[1] الامام الصادق - استاد دخيل، ص 32.


نامه ي ام سلمه به معاويه


ام سلمه - همسر نيك پيامبر صلي الله عليه و آله - طي نامه اي به معاويه نوشت: شما با اين كار، خدا و رسولش را لعنت مي كنيد، زيرا شما وقتي علي عليه السلام را لعن مي كنيد، در حقيقت آن كس را كه علي عليه السلام را دوست دارد نيز لعن مي كنيد و من گواهي مي دهم كه خدا و رسولش، علي عليه السلام را دوست مي داشتند. ولي معاويه به سخن ام سلمه اعتنا نكرد [1] .

پس از معاويه نيز خلفاي جور و وعاظ السلاطين، از هر سو به



[ صفحه 40]



اين كار دامن مي زدند، تا اين كه در سال 99 هجري، پس از مرگ سليمان بن عبدالملك، عمر بن عبدالعزيز به عنوان هشتمين خليفه ي اموي، روي كار آمد. او برخلاف روش خلفاي بني اميه، شيوه ي نيكي براي خود برگزيد و دست به اصلاحات كلي زد. از كارهاي نيك او اين بود كه سب و لعن علي عليه السلام را كه برنامه ي مذهبي و رايج مسلمين اهل تسنن شده بود، قدغن كرد، و به فرمان او در نماز و خطبه ها به جاي سب علي عليه السلام، اين آيه را مي خواندند:

(ربنا اغفرلنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان) [2] .

پروردگارا! ما و برادرانمان را كه در ايمان بر ما پيشي گرفتند، بيامرز.

و يا اين آيه را مي خواندند:

(ان الله يأمر بالعدل و الاحسان) [3] .

خداوند به عدالت و نيكوكاري فرمان مي دهد.

عمر بن عبدالعزيز، انگيزه و علت جلوگيري از سب و لعن علي عليه السلام را چنين بيان كرد: من در كودكي به مكتب مي رفتم. معلم من از فرزندان عتبة بن مسعود بود. روزي معلم از كنار من گذشت؛ من با كودكان هم سن خود بازي مي كردم و به همراه آنان علي عليه السلام را لعن مي نمودم. معلم بسيار ناراحت شد و آن روز مكتب خانه را تعطيل كرد و به مسجد رفت. من نزد او رفتم، كه درس خود را براي او بخوانم؛ تا مرا ديد، برخاست و مشغول نماز شد. احساس كردم كه



[ صفحه 41]



به من اعتراض دارد. بعد از نماز با خشونت به من نگريست. به او گفتم: چه شده است كه استاد نسبت به من بي اعتنا شده؟

او گفت: پسرم! تو تا امروز علي عليه السلام را لعن مي كني؟

گفتم: آري.

گفت: تو از كجا يافتي كه خداوند پس از آن كه از مجاهدان بدر راضي شد، بر آن ها غضب كرد؟

گفتم: استاد! آيا علي عليه السلام از مجاهدان بدر بود؟

گفت: عزيزم! آيا گرداننده ي همه ي جنگ بدر جز علي عليه السلام بود؟!

گفتم: از اين پس، هرگز اين كار را انجام نمي دهم.

گفت: تو را به خدا، ديگر تكرار نمي كني؟

گفتم: آري، تصميم مي گيرم ديگر حضرت علي عليه السلام را لعن نكنم. همين تصميم را گرفتم و از آن پس ديگر علي عليه السلام را لعن نكردم.

سپس عمر بن عبدالعزيز گفت: خاطره ي ديگري نيز دارم كه براي شما بيان مي كنم: من در مدينه پاي منبر پدرم عبدالعزيز حاضر مي شدم. او در روز جمعه خطبه ي نمازجمعه را مي خواند و من مي شنيدم؛ وي در آن هنگام حاكم مدينه بود. پدرم خطبه را بسيار غرا و روان و عالي مي خواند، ولي به محض اين كه به اين جا مي رسيد كه علي عليه السلام را (طبق دستور خليفه) لعن و سب كند، مي ديدم آن چنان لكنت زبان پيدا مي كرد و در تنگناي سخن قرار مي گرفت كه گفتارش بريده بريده مي شد.

روزي به او گفتم:اي پدر! تو با اين كه از خطباي توانا و سخنوران قوي هستي، علت چيست وقتي كه در خطبه به لعن اين



[ صفحه 42]



مرد (امام علي عليه السلام) مي رسي، درمانده و هاج و واج مي شوي؟

در پاسخ گفت: پسرم! جمعيتي كه پاي منبر ما - از مردم شام و غير آن ها - مي بيني، اگر فضايل اين مرد (علي عليه السلام) را آن گونه كه پدر تو (من) مي داند، بدانند، هيچ يك از آن ها، از ما اطاعت نخواهند كرد!

به اين ترتيب، سخن معلم من و گفتار پدرم، در سينه ام استقرار يافت و با خدا عهد كردم كه اگر يك روز زمام حكومت به دست من بيفتد و قدرتي به دستم برسد، اين سنت بد (لعن علي عليه السلام) را براندازم.

وقتي كه خداوند بر من منت گذاشت و دستگاه خلافت را در اختيارم نهاد، آن را قدغن كردم و به جاي آن دستور دادم اين آيه را بخوانند.

(ان الله يأمر بالعدل و الاحسان) [4] .

و به همه شهرها و بلاد، بخشنامه كردم، كه خواندن اين آيه را به جاي سب و لعن، سنت كنند؛ اين دستور جا افتاد و سنت گرديد.

اين بود انگيزه ي من در قدغن كردن سب و لعن حضرت علي عليه السلام [5] .


پاورقي

[1] الغدير، ج 10، ص 260.

[2] حشر، 10.

[3] نحل، 90.

[4] نحل، 90.

[5] داستان دوستان، ج 4، ص 96؛ شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد، ج 4، ص 58.


عملية الهضم و تكون الدم و جريانه في الشرايين و الاوردة


فكر يا مفضل في وصول الغذاء الي البدن، و ما فيه من التدبير، فان الطعام يصير الي المعدة فتطبخه، و تبعث بصفوه الي الكبد، في عروق دقاق واشجة بينهما، و قد جعلت كالمصفي للغذاء، لكي لا يصل الي الكبد منه شي ء فينكأها و ذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف، ثم أن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما، و ينفذه الي البدن كله في مجاري مهيئة لذلك، بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء ليطرد



[ صفحه 24]



في الأرض كلها و ينفذ ما يخرج منه من الخبث.

و الفضول الي مفائض قد أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة الصفراء جري الي المرارة و ما كان من جنس السوداء جري الي الطحال، و ما كان من البلة و الرطوبة جري الي المثانة.

فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن، و وضع هذه الأعضاء منه مواضعها، و اعداد هذه الأوعية فيه، لتحمل تلك الفضول، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه و تنهكه، فتبارك من أحسن التقدير، و أحكم التدبير، و له الحمد كما هو أهله و مستحقه.


دلايل امامت


دلايل امامت امامان عليهم السلام به دو محور عمده باز مي گردد:

الف. شايستگي هاي برتر علمي و عملي و فضيلت هاي اخلاقي و معنوي.

ب. نصوص معتبر و تصريح از پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم و امام پيشين.

البته محور سومي هم وجود دارد كه مي توان مورد توجه قرار داد و آن را تحت عنوان كرامات و معجزات و نمودهاي خارق العاده بررسي كرد. هر گاه اين سه محور در مجموع مورد بررسي قرار گيرد و در زندگي فردي تحقق و تجسم يابد، در پيشگاه عقل و منطق، شرافت و امامت ايشان پذيرفته خواهد بود و انكار امامت جز بر اساس هوي و هوس و تعصب و جهالت استوار نمي باشد [1] .



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] الخصائص السجادية عليه السلام، ص 31.


توجيهه الأمة الي الشعور بالمسؤولية


كانت المدينة المنورة مأهولة بالصحابة و التابعين، زاخرة برجال الأمة، تنتظم فيها حلقات الفقه، و تكثر عليها الوفود من أطراف البلاد و مختلف الأقطار، و يتخرج منها حفاظ الحديث و الفقهاء، لأنها دار هجرة الرسول و موطن الشرع و مبعث النور، و عاصمة الحكم الإسلامي الأول، و هي مهد السنن و المراجع للأمة و معدن العلم و الفقه، و لها المكانة السامية، و فيها أهل بيت النبي و عترته «الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» فهم حملة العلم «و أعلام الأنام و حكام الإسلام» [1] «قوم بنور الخلافة يشرقون و بلسان النبوة ينطقون». [2] .

و في هذا البلد الطيب و البيت الطاهر ولد أبوعبدالله الصادق عليه السلام و نشأ في بيت النبوة، و درج في ربوع الإيمان، و نهض عليه السلام لأداء رسالته في نشر تعاليم الإسلام من دار الهجرة و مهبط الوحي و معدن الرسالة.

و كانت مدرسة الإمام الصادق عليه السلام ثابتة المبدأ متصلة الكفاح، و جد الناس فيها ثروة علمية، و كانوا يحيون فيها حياة فكرية تهذب النفوس و تسمو بالعقول، و ترتقي بهم إلي أوج المعرفة و الكمال.

و كان غرضه المباشر هو توجيه الناس إلي أسمي درجة من التفكير، و إفهام الأمة نظم الإسلام علي الوجه الصحيح، و تطبيقه بين أفراد الأمة من طريق العلم و حرية التفكير، ليعالج مشاكل ذلك المجتمع بالحكمة و الموعظة الحسنة، و يدعو الناس من طريق الهداية و الإرشاد إلي التمسك بتعاليم الدين، و تطبيق تلك النظم التي أهملها الحكام و جعلوها وراء ظهورهم.

و ازدهرت المدينة المنورة في عصر الإمام الصادق، و زخرت بطلاب العلم و وفود الأقطار الإسلامية، و انتظمت فيها حلقات الدرس، و كان بيته كجامعة إسلامية يزدحم فيه رجال العلم و حملة الحديث من مختلف الطبقات، ينتهلون موارد علمه و يقتبسون من ضياء معرفته، و قد اغتنموا تلك الفرضة فازدحموا عليه يسألونه إيضاح ما أشكل عليهم «فحمل الناس عنه من العلوم



[ صفحه 368]



ما سارت به الركبان و انتشر ذكره في جميع البلدان». [3] .

و ازدحم علي بابه العلماء و اقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، و كان متجها الي العمل بما يرضي الله لا يفتر عن ذكره و لا ينفك عن طاعته.

يحدثنا مالك بن أنس، و هو تلميذ الامام تردد عليه زمانا طويلا قبل أن تفصل بينهما عوامل الدولة، و تحول وجهة نظر مالك عن الامام عندما رفعت من مقامه، و أعلت من شأنه، و وجهت الأنظار اليه طوعا أو كرها رهبة أو رغبة يقول: و لقد كنت أري جعفر بن محمد و كان كثير التبسم، فاذا ذكر عنده النبي صلي الله عليه و آله و سلم اصفر لونه، و ما رأيته يحدث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا علي طهارة. و لقد اختلفت اليه زمانا فما كانت أراه الا علي ثلاثة خصال: اما مصليا، و اما صامتا، و اما يقرأ القرآن، و لا يتكلم بما لا يعنيه، و كان من العلماء و العباد الذين يخشون الله. [4] .

و في رواية الحافظ النيسابوري: و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد، فاذا قال: قال رسول الله اخضر مرة و اصفر أخري حتي ينكره من يعرفه. و لقد حججت معه فلما استوت به راحلته عند الإحرام انقطع الصوت في حلقه و كاد يخر من راحلته.


پاورقي

[1] الكلمة لسعيد بن المسيب و هو أحد التابعين.

[2] القول لمسلم بن هلال العبدي.

[3] الصواعق المحرقة لابن حجر تيمية ص 120.

[4] التوسل و الوسيلة لابن تيمية ص 52.


اخطاء القصيمي


و لا نريد ان نتعرض للقصيمي [1] في صراعه، فهو مصروع لشدة داء (الهستريا) و مدفوع بحركة لاشعورية فلا حاجة الي التعرض له و لأمثاله، ممن أبتلي بداء الشغب، و حب التفرقة بين المسلمين، خدمة للاستعمار و استدرارا لصلته، و طلبا لنائله، نعم لا نريد أن نتعرض لخرافاته و سفاسفه، و أخطائه و اكاذيبه، فقلما يترفع عن مناقشته. من اوقف نفسه لخدمة اعداء الاسلام.

و لكنا نود ان ننبه لشي ء واحد من اخطائه و اكاذيبه و هو قوله في ج 2 ص 38: استفتي أحد الشيعة اماما من ائمتهم و لا ادري أهو الصادق ام غيره؟ في مسألة من المسائل فأفتاه فيها، ثم جاءه من قابل و استفتاه في المسألة نفسها فأفتاه بخلاف ما أفتاه عام أول، و لم يكن بينهما أحد حينما أفتاه بالمرتين، فشك ذلك المستفتي في امامته و خرج من مذهب الشيعة و قال: ان كان الامام انما أفتاني تقية فليس معنا من يتقي في المرتين، و قد كنت مخلصا لهم عاملا فيما يقولون؛ و ان كان مأتي هذا هو الغلط و النسيان فالأئمة ليسوا معصومين اذن. و الشيعة تدعي لهم العصمة، ففارقهم و انحاز الي غير مذهبهم.و هذه الرواية مذكورة في كتب القوم.

لا اريد ان أسائل القصيمي عن الكتب التي ذكرت فيها هذه الحادثة.



[ صفحه 40]



و لا الزمه بان يبين لنا اسم الرجل السائل أو الامام المسؤول، فالقصيمي جوابه - كنقله - كذب و افتعال بين. فاذا كذب في النقل يكذب في الجواب. و دائرة الكذب غير محدودة، تمتد الي حيث لانهاية.و و اني قد القيت القصبمي و كتابه في (سلة المهملات) [2] فلا أحب التعرض لهفواته، الا بهذه فقط لأنه أراد أن ينال من كرامة الامام الصادق (ع) باسناد هذه لحكاية له علي وجه الترديد، و قد اشتبه عليه الأمر في ذلك. أو هو يتعمد ارتكاب الحطأ. و ان هذه القضية نقلها علي غير وجهها فانها لم تكن في كتب الشيعة و لم يكن المسؤول هو الامام الصادق بل غيره من أئمة المذاهب و اليك نصها:

جاء رجل من أهل المشرق الي أبي حنيفة بكتاب منه بمكة عام أول. فعرضه عليه مما كان يسأل (و في نسخة سئل عنه) فرجع أبوحنيفة عن ذلك كله. فوضع الرجل التراب علي رأسه ثم قال: يا معشر الناس أتيت هذا الرجل عاما أولا فأفتاني بهذا الكتاب، فاهرقت به الدماء، و انكحت به الفروج، فرجع عنه هذا العام. قال ابن قتيبة: حدثني سهل بن محمد: قال حدثنا المختار بن عمر: ان الرجل قال له - أي لابي حنيفة -: كيف هذا؟ قال: رأيا رأيته فرأيت العام غيره قال: فتؤمنني أن لا تري من قابل شيئا آخر. قال أبوحنيفة: لا أدري كيف يكون ذلك. فقال له الرجل: لكنني أدري أن عليك لعنة الله. انظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 63 - 62 المطبوع بمطبعة كردستان بمصر الطبعة الأولي سنة 1326 ه.

هذه هي الحكاية التي أخطأ القصيمي في نسبتها للامام الصادق أو غيره من الأئمة مع تصرف فيها منه. و لا أستبعد أن الرجل لا يفرق بين أن يكون أبوحنيفة اماما للحنفية أو للشيعة، لأن كتابه لم يتركز علي قواعد علمية، و لا علي نقل صحيح. بل هو هوس و تهريج، و تقول بالباطل. فلا نود مناقشة رجل يحور الوقائع، و يغير النص، و يتعمد الكذب، و لا عتب عليه فهو انسان أفلت من عقال التعقل، و خرج علي الموازين، و حارب الاسلام بدافع الطمع بما في ايدي اعدائه من صهاينة و ملاحدة، لهذا نعرض عن الاستمرار في بيان اباطيله و أضاليله، و ها نحن نلقيه في سلة المهملات.



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] هو الشيخ عبدالله القصيمي، و مؤلف كتاب «الصراع بين الوثنية و الاسلام».

[2] هو عنوان موضوع يأتي في هذا الكتاب ان شاء الله.


نبذ من أعماله و أقواله


فهو عليه السلام يعلم الناس قولا و عملا لأنه ناصح مرشد بأقواله و أفعاله يدعو الي الخير و يهدي الي سبيل الرشاد. بلغه عن رجل من أصحابه أنه وقع بينه و بين أمه كلام، فأغلظ لها، فلما دخل عليه من الغد ابتدأه قائلا:

يا مهزم مالك و خالدة (اسم امه) أغلظت في كلامها البارحة، أما علمت



[ صفحه 301]



أن بطنها منزل قد سكنته، و أن حجرها مهد قد عمرته، و أن ثديها و عاء قد شربته؟ قال: بلي، قال عليه السلام فلا تغلظ لها.

و دخل عليه صالح بن سهل - و كان يذهب الغلاة - فلما نظر اليه قال: يا صالح انا و الله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده. و ان لم نعبده عذبنا. فترك صالح ما كان يذهب اليه.

و كان عبدالعزيز القزار ممن يذهب لهذا المذهب، فلما دخل علي الامام عليه السلام قال له: يا عبدالعزيز ضع لي ماء أتوضأ به.

قال عبدالعزيز: ففعلت. فلما دخل قلت في نفسي هذا الذي قلت فيه ما قلت؟!!

فلما خرج قال عليه السلام: يا عبدالعزيز لا تحمل البناء فوق ما لا يطيق. انا عبيد مخلوقون.

و هكذا كان عليه السلام يرشد للحق و يدعو الي سبيل الرشاد و يعظ جلساءه. و يوجه بأقواله و أعماله من شذ عن الطريق السوي، و يعلن براءته مما يدعي فيهم من الغلو، و يقول أمام الملأ: انا عبيد مخلوقون لرب ان عصيناه عذبنا.

و كان مجلسه يكتظ بمختلف الطبقات، من علماء الفرق و أهل الآراء فهو يلقي عليهم دروسا توجيهية بأقواله و أفعاله.

قال سدير الصيرفي: كنت أنا و أبوبصير و يحيي البزاز في مجلس أبي عبدالله، اذ خرج الينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال:

يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب الا الله عزوجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة، فهربت مني فما علمت في أي بيت من الدار هي.

فهو بهذا يرد مزاعم أولئك المنحرفين عن منهج أهل البيت عليهم السلام و يدعون حبهم، و يزعمون أنهم يوحي اليهم، و أنهم يعلمون الغيب الذي هو لله وحده، فأوضح عليه السلام لجلسائه بطلان هذه المزاعم ليحملوا ذلك عنه، و ينشروه في البلاد النائية، لأنه شديد الاهتمام بأمر الغلاة، و اعلان الحرب عليهم، و هم ليسوا من شيعته، و انما هم أعداء له، يريدون الاساءة له و الوقيعة في أتباعه.

و سأله رجل من جلسائه فقال: ان قوما من مواليكم يلمون بالمعاصي و يقولون: نرجو.

فقال عليه السلام: كذبوا ليسوا لنا بموال، أولئك قوم ترجحت بهم



[ صفحه 302]



الأماني. من رجا شيئا عمل له، و من خاف شيئا هرب منه.

و كما قلنا ان مجلسه كان مكتظا بمختلف الطبقات، من رواد العلم و حملة الحديث، و كان سفيان الثوري و هو أحد أعلام الأمة و من رؤساء المذاهب البائدة، يكثر الترداد عليه و يطلب منه الموعظة و التوجيه.

و يحدثنا سفيان: أنه دخل علي الامام الصادق عليه السلام و كان عليه جبة خز دكناء قال سفيان: فجعلت أنظر اليها متعجبا.

فقال لي: يا ثوري، ما لك تنظر الينا، لعلك مما رأيت؟

قال فقلت: يابن رسول الله ليس هذا من لباسك و لا لباس آبائك. فقال لي: يا ثوري، كان ذلك الزمان مقفرا مقترا، ثم حسر عن ردن جبته، و اذا تحتها جبة صوف بيضاء، و قال: يا ثوري لبسنا هذا لله (و أشار الي جبة الصوف) و هذا لكم (و أشار الي الخز) فما كان لله أخفيناه، و ما كان لكم أبديناه.

و كان عليه السلام يؤوي الضيف و يدعو الغرباء الي ضيافته و يكرمهم،و من حسن أخلاقه لا يود أن يسارع الضيف في رحلته، و يمنع خدمه من المعاونة لهم في رحلتهم، و هذا من مفاخر العرب، و لهم فيه أشعار كثيرة. و عندما يسأله ضيوفه عن سبب ذلك يقول: انا أهل بيت لا نعين أضيافنا علي الرحلة من عندنا.

كما أنه يبذل الطعام و يدعو الي بذله. و سأله محمد بن قيس فقال: اني لا أتغدي و لا أتعشي الا و معي اثنان أو ثلاث أو أكثر.

فقال عليه السلام: فضلهم عليك أكثر من فضلك عليهم.

فقال محمد: جعلت فداك كيف؟!! و أنا أطعمهم طعام، و أنفق عليهم، و يخدمهم خادمي.

فقال عليه السلام: اذا دخلوا عليك دخلوا بالرزق الكثير، و اذا خرجوا خرجوا بالمغفرة.

و قال رجل من الجالسين عنده: ان المنصور مذ صارت الخلافة اليه لا يلبس الا الخشن، و لا يأكل الا الجشب.

فقال عليه السلام: يا ويحه مع ما مكن الله له من سلطان!!

فقيل: انما يفعل ذلك بخلا و جمعا للأموال.

فقال عليه السلام: الحمدلله الذي حرمه من دنياه ماله مع دينه. و لما أحضره المنصور في مجلسه وقع الذباب علي وجه المنصور حتي ضجر، فقال المنصور:



[ صفحه 303]



يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟

فقال عليه السلام: ليذل به الجبارين. فوجم لقوله.

و قد أدب أصحابه بآداب الاسلام، في جمع الكلمة و عدم الفرقة، و حسن الصحبة لمن يصحبونه.

قال أبوبصير: سمعت أبا عبدالله الصادق يقول: اتقوا الله و عليكم بالطاعة لأئمتكم، قولوا ما يقولون، و اصمتوا عما صمتوا فانكم في سلطان من قال الله تعالي: (و ان كان مكرهم لتزول منه الجبال). فاتقوا الله فانكم في هدنة، صلوا في عشائرهم، و اشهدوا جنائزهم، و أدوا الأمانة اليهم، و عليكم بحج البيت، فان في ادمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم. و أهوال يوم القيامة.

و قال أبوربيع الشامي: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و البيت غاص، فيه الخراساني و الشامي و من أهل الآفاق، فلم أجد موضعا أقعد فيه، فجلس أبو عبدالله و كان متكئا ثم قال: يا شيعة آل محمد انه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه، و من لم يحسن صحبة من صحبه، و مخالقة من خالقه، و مرافقة من رافقه، يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم، و لا حول و لا قوة الا بالله العظيم.

و قال عليه السلام للمفضل: من صحبك؟ قال رجل من اخواني قال عليه السلام: فما فعل؟ قال المفضل منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه. فقال لي: أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة.

و بعث الامام الصادق عليه السلام غلاما له في حاجة، فأبطأ الغلام، فخرج علي أثره فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروحه فانتبه، فقال له الامام عليه السلام: والله ما ذلك لك، تنام الليل و النهار!! لك الليل و لنا منك النهار.

و دخل عليه رجل فقال: يابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق. فقال عليه السلام: هي العفو عمن ظلمك، و صلة من قطعك، و اعطاء من حرمك.

و قال يوما لأصحابه: انا لنحب من كان عاقلا، فهما، حليما، مداريا صبورا، صدوقا، وفيا. ان الله عزوجل خص الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله علي ذلك، و من لم تكن فيه فليتضرع الي الله عزوجل، و ليسأله اياها.

فقال له ابن بكير: جعلت فداك و ما هن؟

قال عليه السلام: هن الورع و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و الحياء و السخاء



[ صفحه 304]



و الشجاعة و الغيرة، و البر و أداء الأمانة.

و هكذا كان عليه السلام، يلقي علي الناس نصائحه و يغتنم الفرص في التوجيه و الارشاد، لما فيه صلاح أنفسهم، و بذلك يصلح المجتمع. فهو عليه السلام طول حياته يهدي الي الخير، و يدعو الي سبيل الرشاد، في امتثال اوامر الله، و الوقوف عند نواهيه.

و قد بذل جهده عليه السلام في بذل النصح لجميع المسلمين لينتصر المجتمع الاسلامي علي ميوله و نزعاته، عندما تهذب النفوس من درن الرذائل، و تتحول عن شهواتها.

و لم يترك طريقا للنصح الا سلكه في اقواله و أفعاله، و لم يدع بابا للتوجيه الا سلكه، و يدفعه بالناس الي التحلي بفضائل الأعمال، و يحث علي الورع و التقوي، و الاجتهاد في الطاعة، و الالفة و المحبة و التعاون، و مناصرة المظلوم و الوقوف في وجه الظالم، و أخذ الحق للضعيف من القوي، و قال غير مرة: (ما قدست أمة لم تأخذ لضعيفها من قويها بحقه).

كما انه عليه السلام كان يوصي من يريد السفر من أصحابه، أو الوفود القادمين عليه من البلاد النائية بالمروة، ثم يشرحها لهم بقوله: هي كثرة الزاد و طيبه، و بذله لمن كان معك، و كتمانك علي القوم بعد مفارقتك اياهم، و كثرة المزاح في غير ما يسخط الله. ثم يقول: و الذي بعث جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالحق نبيا، ان الله عزوجل يرزق العبد علي قدر المروة، و ان المعونة تنزل علي قدر المؤونة، و ان الصبر ينزل علي قدر شدة البلاء.

و يوصيهم بعد ذلك بما أوصي لقمان ابنه اذ يقول: اذا سافرت مع قوم فأكثر استشارهم في أمرك و أمورهم، و أكثر التبسم في وجوههم، و كن كريما علي زادك بينهم، و اذا دعوك فأجبهم، و اذا استعانوا بك فأعنهم، و استعمل طول الصمت، و كثرة الصلاة و سخاء النفس بما معك من دابة أو ماء او زاد، و اذا استشهدت علي الحق فاشهد لهم، و أجهد رأيك اذا استشاروك و لا تجب في مشورة حتي تقوم بها، فان من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله رأيه و نزع عنه الأمانة.

و اذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، و اذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، و ان تصدقوا او أعطوا قرضا فاعط معهم، و اسمع لمن هو أكبر منك سنا، و اذا أمروك بأمر أو سألوك شيئا فقل نعم و لا تقل لا، فان لا عي و لؤم؛ و اذا تحيرتم في الطريق فانزلوا، و اذا شككتم في الأمر فقفوا و توامروا،



[ صفحه 305]



و اذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه و لا تسترشدوه، فان الشخص الواحد في الفلاة مريب، لعله أن يكون عين اللصوص. الح...


انطباعات أبي زهرة عن شخصية الامام


ما أجمع علماء الاسلام علي اختلاف طوائفهم، كما أجمعوا علي فضل الامام الصادق و علمه، فأئمة السنة الذين عاصروه تلقوا عنه و أخذوا، أخذ عنه مالك رضي الله عنه، و أخذ منه طبقة مالك كسفيان بن عيينة، و سفيان الثوري، و غيرهم كثير، و أخذ عنه أبوحنيفة مع تقاربهما في السن و اعتبره أعلم الناس، لأنه أعلم الناس باختلاف الناس، و قد تلقي عليه رواة الحديث طائفة كبيرة من التابعين، منهم يحيي بن سعيد الأنصاري و أيوب السختياني و أبان بن تغلب و أبوعمرو بن العلاء و غيرهم من أئمة التابعين في الفقه و الحديث، و ذلك فوق الذين رووا عنه من تابعي التابعين و من جاء بعدهم و الأئمة المجتهدين الذين أشرنا الي بعضهم.

و فوق هذه العلوم كان الامام الصادق علي علم بالأخلاق و ما يؤدي الي فسادها، و قد أتي هذا العلم لاشراق روحه و لكثرة تجاربه، و لالتزامه جادة الحق، مع اضطراب الدنيا في عهده، فقد ثقفته التجارب كما تثقف بالتقوي و أرهفت حسه دراساته الاسلامية مع قوة الوجدان الديني و قوة استمساكه بالفضيلة، مما رآه من تفشي الرذيلة للمجتمعات، و هكذا النفس المشرقة المؤمنة لا يزيدها شيوع الرذيلة الا استمساكا بالحق، و لذلك نطق بالحق.

و لننقل لك وصيته لابنه موسي فهي خلاصة تجارب نفس مؤمنة مستمسكة تمرست بالحياة و علمت ما فيها، فقد جاء في حلية الأولياء ما نصه:

حدث بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق، قال: دخلت علي جعفر



[ صفحه 61]



و موسي بين يديه و هو يوصيه فكان مما حفظت منها أن قال:

يا بني اقبل وصيتي، و احفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعيش سعيدا، و تموت حميدا.

يا بني، من رضي بما قسمه الله له استغني، و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره.

يا بني، من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم.

يا بني اياك أن تزري بالرجال فيزري بك، و اياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك.

يا بني قل الحق لك أو عليك، يا بني كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف...

2 - و يقول في ص 99: ان الصادق كان علي علم دقيق بالفلسفة و مناهج الفلاسفة و علي علم بمواضع التهافت عندهم، و انه مرجع عصره في رد الشبهات، و قد كان بهذا جديرا، و ذلك لانصرافه المطلق الي العلم، و لأنه كان ذا أفق واسع في المعرفة لم يتسن لغيره من علماء عصره، فقد كانوا محدثين أو فقهاء، أو علماء في الكلام، أو علماء في الكون، و كان هو في كل ذلك رضي الله عنه.

3 - و لقد اشتهرت مناظرات الامام الصادق حتي صارت مصدرا للعرفان بين العلماء، و كان مرجعا للعلماء في كل ما تعضل عليهم الاجابة عنه من اسئلة الزنادقة و توجيهاتهم، و قد كانوا يثيرون الشك في كل شي ء، و يستمسكون باوهي العبارات ليثيروا غبارا حول الحقائق الاسلامية و الوحدانية التي هي خاصة الاسلام.

و يقول في ص 75: و بقي أن نقول كلمة في صفاته و شخصيته العلمية، نتيجة لما سقناه و النتيجة دائما مطوية في مقدماتها و كل ما اوتي به من علم، و ما أثر عنه من فقه، هو نتيجة لتلك الشخصية التي تميزها صفاته.



[ صفحه 62]



و أول ما يستشرف له القاري ء هو أن يقدم له الكاتب وصفا جسميا يقربه الي خياله و تصويره، و قد قال كتاب مناقبه: انه ربعة ليس بالطويل و لا القصير، أبيض الوجه أزهر، له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر جعده أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه، و علي خده خال اسود.

و يظهر أن هذا الوصف كان في شبابه قبل أن يعلوه الشيب فيزيده بهاء و وقارا و جلالا و هيبة.

هذا وصفه الجسمي أما وصفه النفسي و العقلي فقد بلغ فيه الذروة، و ها هي ذي قبسة من صفاته التي علا بها في جيله حتي نفس حكام الأرض عليه مكانه، و لكنها هبة السماء، و اني لأهل الأرض أن يسامتوا أهل السماء...


المستحبات


و هي كثيرة منها ما يأتي في كل فعل من أفعال الصلاة

و منها ما هو مستقل كالقنوت في كل ثانية قبل الركوع و بعد القراءة.



[ صفحه 322]



و منها التوجه بست تكبيرات مضافة الي تكبيرة الاحرام، بأن يكبر ثلاثا، ثم يدعو، ثم يكبر اثنتين، ثم يدعو، ثم يكبر اثنتين، ثم يدعو و يتوجه.

و منها شغل النظر في حال قيامه الي موضع سجوده، و في حال القنوت الي باطن كفيه، و في حال الركوع الي ما بين رجليه، و في حال السجود الي طرف أنفه، و في حال التشهد الي حجره.

و منها شغل اليدين: بأن يكونا في حال قيامه علي فخذيه بحذاء ركبتيه، و في حال القنوت الي تلقاء وجهه، و في حال الركوع علي ركبتيه، و في حال السجود بحذاء أذنيه و في حال التشهد علي فخذيه.

و منها التعقيب بالأدعية و الأذكار الواردة، و تسييح الزهراء صلوات الله عليها.

و أما بقية المستحبات التي هي في ضمن الأفعال فكثيرة و قد ذكرنا بعضا منها.


اولاده و أحفاده


لم يكن لأبي حنيفة عقب مشهور أو ذرية واسعة. أما الشهرة بكنيته (أبي حنيفة) فليست قائمة علي اسم لبنت له، فليس له بنت تسمي حنيفة، و انما كني بأبي حنيفة لملازمته لدواة علي هيئة خاصة و تعرف بحنيفة، فهو دائما يستصحب تلك الدواة ذات الشكل المستطيل الذي يجلب انتباه الناظر اليه.

و لم نعثر علي ولد له غير حماد.

و كان حماد قد تفقه علي يد أبيه، و ولي قضاء الكوفة بعد القاسم بن معين تلميذ أبي حنيفة.



[ صفحه 179]



قال الذهبي: حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ضعفه ابن عدي و غيره من قبل حفظه، و توفي سنة ست و سبعين و مائة.

و كان لحماد بن أبي حنيفة ولد يسمي اسماعيل، روي عن أبيه عن جده أبي حنيفة. قال ابن عدي: ثلاثتهم ضعفاء.

و قد ولي قضاء الرصافة و قضاء البصرة، و كان عارفا بالقضاء، و مات سنة 212 و هو شاب و قد تفقه علي يد أبي يوسف. و لم نعثر علي شي ء له يعتبر.


عصر مالك و علمه


قلنا فيما مر من الأجزاء السابقة، ان النزاعات الفقهية و المشكلات التي طرأت كانت سببا في ظهور الأسماء، و تغلب جماعة دون أخري. و قد كان النزاع بين أهل العراق و بين أهل الحجاز سببا في ظهور مدرسة الرأي و مدرسة الحديث، و تزعم أبي حنيفة للأولي، و تزعم مالك للثانية. و كانت مصالح الحكام قد اقتضت أن تقف الي جانب أبي حنيفة، و تشد أزر أصحابه، و تقدم الموالي لتحط من قيمة العرب. ثم اقتضت أن توجه الأنظار الي مالك و تتبناه و تجعل منه امام الدولة المطاع.

ثم لعب الغلو دوره في تعزيز اتجاه كل من الطرفين، فوضعت الأحاديث و المنامات علي لسان النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم كما في حديث: يكون في أمتي رجل اسمه



[ صفحه 363]



النعمان و كنيته أبوحنيفة هو سراج أمتي، هو سراج أمتي، هو سراج أمتي [1] و غالطوا الحقائق فقالوا: ان أهل الكوفة كلهم موالي لأبي حنيفة - أي عبيد - فأعقتهم [2] يريدون نفي حقيقة أن أباحنيفة كان مولي لبيت من بيوت الكوفة و كان لهم ولاؤه.

و قد دخل التعصب في اطار الأشخاص و تقديس الرؤساء، لأن الأحوال أدت الي اصطناع المذاهب و تعيين الرؤساء، و راح الناس في ظل التنازع و التعصب يلتحمون بالطائفة التي شبوا في أفيائها و عاشوا بأوساطها، و قد لجأ المالكية الي حديث عالم المدينة، فان كان صحيحا، فأين ذهب عن مالك في حينها ليحتج به لنفسه؟ و ذلك أول ما يتبادر، لأن عموم حديث مالك و غاية جهده أن يجعل موقع المدينة و منزلتها الشرعية في المكان الأول، و عمل أهل المدينة متبعا بحكم تشرفها بهجرة الرسول محمد و هبوط الوحي، و مكانة المدينة تجيب عليها السرائر و تعبر عنها المشاعر قبل أن تنص عليها الأقوال و الأفعال، الا أنها جعلت في صيغة يلتمس بها الظفر و الفلج في وجوه و موارد هي من التصرف و السلوك، و ليس من مضامين العلم أو أغراض الشريعة المحضة.

لقد جعلوا من الحديث النبوي معتمدا في ترجيح المذهب المالكي من خلال ترجيح شخصية مالك و انطباقه عليه وحده، و هو أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: يوشك أن تضرب الناس أكباد الابل في طلب العلم. و في رواية: يلتمسون العلم، فلا يجدون عالما أعلم. و في رواية: أفقه من عالم المدينة. و في رواية: من عالم بالمدينة. و في بعضها: آباط الابل، مكان: أكباد الابل. و قد رواه البخاري عن ابن جريج موقوفا علي أبي هريرة، و محمد بن عبدالله الأنصاري عن ابن جريج، و رواه أيضا المقبري عن أبي هريرة: لا تنقضي الساعة حتي يضرب أكباد الابل من كل ناحية الي عالم المدينة يطلبون علمه. و خرجه النسائي مرفوعا الي أبي هريرة: يضربون أكباد الابل و يطلبون العلم و لا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة. و روي عن أبي موسي الأشعري بلفظ: يخرج ناس من المشرق و المغرب في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة. الي آخر الروايات التي ذكرها كتاب المناقب كابن فرحون.



[ صفحه 364]



و قد قلنا في القسم الأول، ان الحديث لا يخلو من خدشة في السند، فان أبا الزبير - و هو أحد رواة هذا الحديث - قد تكلموا فيه و طعنوا.

كما أن صرف الحديث الي ارادة مالك دون غيره يبقي ضعيفا و لا يتجه. لأن الحديث يراد به المنزلة العلمية للمدينة أولا، و لرجل العلم فيها ثانيا الذي عين بصفات عامة تدور مع حركتها العلمية و منزلتها، و لا يتمكن شيوخ المالكية من نفي ذلك و هم يسوقون الحديث، فابن فرحون يذكر تأويل محمد بن اسحاق المخزومي: (ما دام المسلمون يطلبون العلم فلا يجدون أعلم من عالم المدينة، كان بها أو بغيرها، فيكون علي هذا سعيد بن المسيب - كما يري - لأنه النهاية في وقته. ثم من بعده غيره ممن هو مثله من شيوخ مالك، ثم بعدهم مالك، ثم بعده من قام بعلمه و كان أعلم أصحابه بمذهبه، ثم هكذا، ما دام للعلم طالب و لمذهب أهل المدينة امام، و يجوز علي هذا أن يقال هو ابن شهاب في وقته، و العمري في وقته، و مالك في وقته).

و تعلق المالكية بدار الهجرة و شهادة السلف. قال القاضي عبدالوهاب: لا ينازعنا في هذا الحديث أحد من أرباب المذاهب، اذ ليس منهم من له امام من أهل المدينة فيقول هو امامي. و نحن نقول انه صاحبنا بشهادة السلف له، و بأنه اذا أطلق بين العلماء قال عالم المدينة و امام دار الهجرة فالمراد به مالك دون غيره من علمائها، و قال القاضي عياض: فوجه احتجاجنا بهذا الحديث من ثلاثة أوجه، الأول: تأويل السلف أن المراد به مالك، و ما كانوا ليقولوا ذلك الا عن تحقيق. الثاني: شهادة السلف الصالح له و اجماعهم علي تقديمه يظهر أنه المراد اذا لم تحصل الأوصاف التي فيه لغيره و لا أطبقوا علي هذه الشهادة لسواه. الثالث: ما نبه عليه بعض الشيوخ أن طلبة العلم لم يضربوا أكباد الابل من شرق الأرض و غربها الي عالم، و لا رحلوا اليه من الآفاق رحلتهم الي مالك [3] .

و قد ذكرنا طائفة من العلماء في ذلك الوقت هم من شيوخ مالك و أعلم منه [4] كربيعة الرأي بن أبي عبدالرحمن، و الذي أراده العباسيون في مطلع دولتهم أن يدلي



[ صفحه 365]



بدلوه بين الدلاء في تعضيد دولتهم و خدمتهم. و يروي مالك عن سيرة أستاذه: لما قدم ربيعة بن أبي عبدالرحمن علي أميرالمؤمنين أبي العباس أمر له بجائزة، فأبي أن يقبلها، فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية حين أبي أن يقبلها، فأبي أن يقبلها. قال ابن وهب: و حدثني مالك عن ربيعة قال: قال لي حين أراد الخروج الي العراق: ان سمعت أني حدثتهم شيئا أو أفتيتهم، فلا تعدني شيئا. قال: فكان كما قال: لما قدمها لزم بيته فلم يخرج اليهم و لم يحدثهم بشي ء حتي رجع [5] و لابد أن روايته عن سيرة أستاذه جاءت عقب وفاة ربيعة، و مالك لم يتحول بعد الي صف العباسيين و يتخلي عن ميوله و عواطفه السابقة التي تشده الي الأمويين و تجعله يتغاضي عن جرائمهم و ما فعلوا بالحرمين و ما ارتكبوا من مجازر بحق أهل المدينة، فهو يبني تفوقه و يرجح نفسه بانتسابه الي المدينة، و يري أن ينقاد غيره اليه كما يقول في رسالته الي الليث بن سعد [6] :

(اعلم رحمك الله أنه بلغني أن تفتي الناس بأشياء مختلفة، مخالفة لما عليه الناس عندنا و ببلدنا الذي نحن فيه، و أنت في أمانتك و فضلك، و منزلتك من أهل بلدك، و حاجة من قبلك اليك، و اعتمادهم علي ما جاء منك حقيق بأن تخاف علي نفسك، و تتبع ما ترجو النجاة باتباعه، فان الله تعالي يقول في كتابه: (و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار) و قال تعالي: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) فانما الناس تبع لأهل المدينة، اليها كانت الهجرة، و بها نزل القرآن، و أحل الحلال و حرم الحرام...) الخ رسالته.

قال أبومصعب: قدم علينا ابن مهدي [7] فصلي خلف مالك، و وضع رداءه بين يدي الصف، فلما سلم الامام رمقه الناس بأبصارهم، فقال مالك: من هنا من



[ صفحه 366]



الحرس؟ فجاءه نفسان. فقال: خذا صاحب هذا الثوب فاحبساه. فحبس، فقيل له: انه ابن مهدي. فوجه اليه و حضر عنده فقال له: أما خفت الله و اتقيته ان وضعت ثوبك بين يديك في الصف و أشغلت المصلين بالنظر اليه، و أحدثت في مسجدنا شيئا ما كنا نعرفه، و قد قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: من أحدث في ديننا شيئا فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين [8] .

و يروي كتاب مناقب مالك، أن أمه قالت له: اذهب الي ربيعة، فتعلم من أدبه قبل علمه. قال مالك: كان لي أخ في سن ابن شهاب [9] فألقي أبي يوما علينا مسألة، فأصاب أخي و أخطأت، فقال لي أبي: ألهتك الحمام عن طلب العلم. فغضبت، و انقطعت الي ابن هرمز [10] سبع سنين. و في رواية ثمان سنين لم أخلطه بغيره، و كنت أجعل في كمي تمرا و أناوله صبيانه و أقول لهم: ان سألكم أحد عن الشيخ فقولوا مشغول! يريد أن ينفرد بالشيخ و لا يشاركه أحد بمجلسه، و لابد أن الصبيان قالوا بما أراد لهم أن يقولوا.

و يذكر مالك مدة اختلافه الي ابن هرمز ثلاثين سنة، فيشير الي المدة دون ذكر ابن هرمز كما أراد، و الناس تعرف منه الاشارة.

كذلك أخذ مالك عن نافع مولي بن عمر، و قال: كنت أتي نافعا نصف النهار و ما تظلني الشجر من الشمس، أتحين خروجه، فاذا خرج أدعه ساعة كأني لم أره، ثم أتعرض له فأسلم عليه و أدعه، حتي اذا دخل البلاط أقول له: كيف قال ابن عمر في كذا و كذا؟ فيجيبني، ثم أحبس عنه، و كان فيه حدة، و كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتي الليل.

و القصد أن مالكا أراد أن يتهيأ للفتيا، و أن يتأهل للحديث. ولكن موهبة الحفظ و الذاكرة عنده كانت أظهر من غيرها، فيروي أنه قال: (حدثني ابن شهاب أربعين حديثا ونيفا فيها حديث السقيفة، فحفظت، ثم قلت: أعدها علي فاني نسيت النيف. فأبي، فقلت: أما كنت تحب أن يعاد عليك؟ قال: بلي. فأعاد، فاذا هو كما حفظت). و اشتهر عنه ذلك و كان من أخص صفاته. يقول سفيان بن عيينة: دارت



[ صفحه 367]



مسألة في مجلس ربيعة. فتكلم فيها ربيعة. فقال مالك: ما تقول يا أباعثمان؟ فقال ربيعة: أقول فلا تقول، و أقول اذ لا تقول، و أقول فلا تفقه ما أقول. و مالك ساكت، فلم يجب بشي ء و انصرف [11] .

و أخرج الخطيب عن ابراهيم المزني قال: حججت سنة، فأتيت المدينة، فحدثني اسماعيل بن جعفر الخياط فقال: نزلت بي مسألة، فأتيت مالكا فسألته فقال: انصرف حتي أنظر في مسألتك. فانصرفت و أنا متهاون بعلمه، و قلت: هذا الذي تضرب اليه المطي لم يحسن مسألتي. فأتاني آت في منامي فقال: أنت المتهاون بعلم مالك، أما انه لو نزل بمالك أدق من الشعر، و أصلب من الصخر، لقوي عليه باستعانته عليه بما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم [12] .

و قد لجأ مالك الي المنامات بنفسه، فكان يقول: ما بت ليلة الا رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [13] و عن خلف بن عمر: دخلت علي مالك فقال لي: انظر ما تري تحت مصلاي. فنظرت فاذا أنا بكتاب، قال: اقرأه. فاذا فيه رؤيا رآها له بعض اخوانه. فقال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المنام في مسجده قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم: اني قد خبأت لكم طيبا و علما، و أمرت مالكا أن يفرقه علي الناس. فانصرف الناس و هم يقولون: اذن ينفذ مالك ما أمره رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم بكي، فقمت عنه [14] .

و قال محمد بن رمح: حججت مع أبي و أنا صبي لم أبلغ الحلم، فنمت في مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بين القبر و المنبر، فرأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم قد خرج من القبر متكئا علي أبي بكر و عمر رضي الله عنهما، فسلمت عليهم، فردوا علي السلام، فقلت: يا رسول الله، أين أنت ذاهب؟ فقال أقيم لمالك الصراط المستقيم. فانتهبت، فأتيت أنا و أبي مالكا، فوجدنا الناس مجتمعين عليه، و قد أخرج لهم الموطأ أول ما خرج. [15] .

و قال محمد بن رمح أيضا: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المنام منذ أربعين سنة فقلت:



[ صفحه 368]



يا رسول الله مالك و الليث يختلفان في المسألة؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: مالك مالك ورث جدي يعني ابراهيم [16] .

و قال بشير بن أبي بكر: رأيت في النوم أني دخلت الجنة، فرأيت الأوزاعي و سفيان الثوري، و لم أر مالك بن أنس. فقلت أين مالك؟ قالوا: و أين مالك؟ رفع مالك رفع مالك. فما زال يقول: و أين مالك، و أين مالك، رفع مالك حتي تسقط قلنسوته [17] .

و روي أبونعيم عن ابراهيم بن عبدالله قول اسماعيل بن مزاحم المروزي قال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المنام فقلت: يا رسول الله من نسأل بعدك؟ قال: مالك بن أنس [18] .

و عن مصعب بن عبدالله الزبيري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذ أتاه رجل فقال: أيكم مالك؟ فقالوا: هذا. فسلم عليه، و اعتنقه، و ضمه الي صدره و قال: والله لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم البارحة جالسا في هذا الموضع، فقال: ائتوا بمالك. فأتي بك ترعد فرائصك، فقال: ليس بك بأس يا أباعبدالله. و كناك و قال: اجلس. فجلست. قال: افتح حجرك. ففتحته، فملأه مسكا منثورا، و قال: ضمه اليك، و بثه في أمتي. قال: فبكي مالك و قال: الرؤيا تسر و لا تغر و ان صدقت رؤياك فهو العلم الذي أودعني الله [19] .

و يطول بنا المقام لو أحصينا الرؤي و المنامات و ما تفيض به الأحلام. و قد أوردنا بعضا مما كان علي عهد مالك نفسه، و بذلك أصبح من حقهم أن يعتمدوا المنامات ركنا، و يلجأوا اليها فيما يريدون ترجيحه و شيوعه، و خلاصة القول؛ ان مالكا عرف بالحفظ و الذاكرة، فاتجه الي المنحي الذي يتفق مع موهبته، ثم ظهر منه كراهية للسؤال، فمال الي استخدام سلاح الاتهام بالبدعة. و غالبا ما يظن بالسائل أنه يريد المغالطة، و يقوم برده بهذه الآية: (و للبسنا عليهم ما يلبسون) و الحال يقتضي التهيؤ للمناظرة، و الاقبال علي الحوار، لأن الفترة قد شهدت بوادر اتساع الأقوال في الصفات و اثباتها أو تعطيلها، و ليس من الحكمة في شي ء الزجر دون اقناع، أو التعنيف و ترك الحجاج، مما يترك في نفس السائل الحيرة، أو يؤكد في عقله الميل و من ثم الانجراف.



[ صفحه 369]



يروي حفص بن عبدالله قال: كنا عند مالك، فجاء رجل، فقال: يا أباعبدالله (الرحمن علي العرش استوي) كيف استوي؟ فقال: الكيف غير معقول، و الاستواء غير مجهول، و الايمان به واجب، و السؤال عنه بدعة. و أظنك صاحب بدعة. و أمر به، فأخرج.

و الجواب بلا أدري أهون بكثير حتي و ان بات قاعدة يورثها مجلسه، فلا عيب في ذلك، لأن السائل يتحري عند غيره الاجابة، و هو المعروف عن مالك أيضا، فعن الهيثم بن جميل قال: شهدت مالكا سئل عن ثمان و أربعين مسألة، فقال في اثنين و ثلاثين منها: لا أدري. و غالبا ما يلجأ الي (لا أدري) فعن ابن وهب أنه قال: لو شئت أن أملأ ألواحا من قول مالك (لا أدري) فعلت [20] و من علماء المالكية من يتعجب من قول لا أدري [21] .

ان عصر مالك كان من أكثر العصور ازدهارا، و قد أصبحت المدينة موطنا للعلم و موئلا لطلابه من مختلف الأقطار الاسلامية، و امتازت بالتمسك بالحديث في مقابلة العراقيين و امتيازهم بالرأي و القياس، و عظم العداء بين البلدين، و أدي الي اتهامات و خصومات ابتعدت كثيرا عن العلم.

كان أبوسعيد الرأي يماري أهل الكوفة، و يفضل أهل المدينة، فجاءه رجل من أهل الكوفة و اسمه شرشيرا و قالوا كلب في جهنم يسمي شرشيرا فقال:



عندي مسائل لا شرشير يعرفها

ان سيل عنها و لا أصحاب شرشير



و ليس يعلم هذا الدين يعلمه

الا حنيفية كوفية الزور



لا تسألن مدينيا فتكفره

الا عن البم و المثني و الزير



فكتب أبوسعيد الي أهل المدينة: انكم قد هجيتم، فردوا. فرد عليه رجل من أهل المدينة يقول:



لقد عجبت لغا و ساقه قدر

و كل أمر اذا ما جم مقدور



قالوا المدينة أرض لا يكون بها

الا الغناء و الا البم و الزير



لقد كذبت لعمر الله ان بنا

قبر النبي و خير الناس مقبور [22] .







[ صفحه 370]



أما في المدينة، فكان مالك بمنزلته يوجه الناس ضد أهل العراق، و كان يقول لرجل من أهل الكوفة: لم يأخذ أولونا عن أوليكم، فكذلك لا يأخذ آخرونا عن آخريكم. و وصفها مالك بدار الضرب، فقال: هي دار الضرب، يضربون بالليل ما ينفقون. و كان ينسب الي ربيعة القول: ما رأيت عراقيا تام العقل.

و نسب الي أحد علماء المدينة قوله: كأن النبي الذي بعث الينا غير النبي الذي بعث اليهم.

و كان يقال بالمدينة: أتركوا أحاديث أهل العراق منزلة أحاديث أهل الكتاب، فلا تصدقوهم و لا تكذبوهم [23] .

و في وسط هذه المنازعات و الخصومات التي استباحت الكثير من عصم الايمان و روابط العقيدة، كانت مدرسة الامام الصادق تفيض باشراقها من علم أهل بيت النبوة، و تغني بالهامها عقول العلماء، فكان الامام الصادق محيطا بموارد النزاع و عارفا بوجوه الخلاف بصورها علي المسائل و الآراء، و صبغتها التي مضت عليها في المجالس و الحلقات. و يجري علمه في أوساط بأصوله من الكتاب و أدلته من السنة، بشمول لا يتهيأ لبشر، و دراية يعجز عنها غيره، فكان أفقه الناس و أعلم أهل زمانه.

و كان أبوجعفر المنصور أول ما أراد أن يجعل أباحنيفة وسيلته في التأثير علي مكانة الامام الصادق في النفوس و النيل من منزلته العلمية، و ذلك قبل أن يتحول الي الامام مالك.

قال الحسن بن زياد اللؤلؤي: سمعت أباحنيفة - و سئل من أفقه من رأيت -؟ قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الصادق، لما أقدمه المنصور بعث الي فقال: يا أباحنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيي ء له من المسائل الشداد، فهيأت له أربعين مسألة. ثم بعث الي أبوجعفر و هو بالحيرة، فأتيته، فدخلت عليه، و جعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه، و أومأ الي فجلست، ثم التفت اليه فقال: يا أباعبدالله هذا أبوحنيفة. فقال: «نعم» ثم اتبعها: قد أتانا، كأنه



[ صفحه 371]



كره ما يقول فيه قوم أنه اذا رأي الرجل عرفه، ثم التفت الي فقال: يا أباحنيفة ألق علي أبي عبدالله من مسائلك. فجعلت ألقي عليه، فيجيبني فيقول: «أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا، و نحن نقول كذا» فربما تابعنا، و ربما تابعهم، و ربما خالفنا جميعا، حتي أتيت علي الأربعين مسألة، ما أخل منها بسمألة. ثم قال أبوحنيفة: ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس... اه [24] .

و مما علم من منهج الامام الصادق و منطق قوله، فان تفسير الكتاب عنده ليس بالأخذ من الغير، و الحديث هو باسناد آبائه الطيبين. فمن المؤكد هنا أن المسائل التي كانت عدة السلطان أبي جعفر و سلاحه في مواجهة الامام الصادق كان يعرضها الامام الصادق علي مصادره و أصوله و يناقشها، فما وافق منها حسبه أبوحنيفة متابعة، و ليس الأمر كذلك. لأن الامام الصادق في علمه لا يتبع الا القرآن و سنة النبي و الأئمة من أهل بيته، أما المخالفة فأمرها معروف.

و كما رأينا فان مالكا كان من طلاب مدرسة الامام الصادق و من تلاميذه، قال مالك عن صلته بالامام الصادق: (جعفر بن محمد اختلفت اليه زمانا، فما كنت أراه الا علي أحدي ثلاث خصال: اما مصل، و أما صائم، و اما يقرأ القرآن) [25] .

و قوله: (ما رأت عين، و لا سمعت أذن، و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما و عبادة و ورعا) [26] و قال مالك: (لقد كنت أري جعفر بن محمد و كان كثير الدعابة [27] و التبسم،، فاذا ذكر عنده النبي صلي الله عليه و آله و سلم أصفر، و ما رأيته يحدث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا علي طهارة، و لقد اختلفت اليه زمانا، فما كنت



[ صفحه 372]



أراه الا علي ثلاث خصال: اما مصليا أو صائما و أما يقرأ القرآن. و لا يتكلم فيما لا يعنيه و كان من العلماء و العباد الذين يخشون الله عزوجل) [28] .

و من المحدثين كثير يحملهم التقليد و التعصب علي اغفال الجوانب المهمة في اختلاف مالك الي الامام الصادق و الأخذ عنه و الرواية له، و يخال بعضهم كمصطفي الشكعة أن اظهار الصحبة يؤدي الي المقارنة بينهما بميزان الاستواء و التعادل، و ليس الشكعة أول من يفعل ذلك، و لا هذه أول النزعات المعلنة، فقد علمناها منه في كتبه السابقة، و قد وصلني كتابه (الأئمة الأربعة) فأثار في نفسي تساؤلات كثيرة، و كلما تصفحته كثرت الملاحظات و تعددت المؤاخذات، و لو أشرت الي بعضها لطال بنا الحديث، نرجو الله أن ييسر و يعين لتحرير الرد عليه، فقد بني كتابه في الطعن علي الشيعة علي أساس الوهم و الادعاء الباطل بوجود «التشيع المذهبي» و هي مقولة فتن بها الناظرون الي التاريخ بمنظار الهوي و مصطلحات السياسة، ممن عظم عليهم كون التشيع وعاء الاسلام و اطاره، و أن رجاله وقادته هم سادة العرب و فرسانها رفعهم الله بعز الاسلام الي موكب الدعوة و جيش الولاء لصاحب الرسالة النبي الهادي المصطفي، و نبذوا حمية الجاهلية و نعرات القبلية، فأصبحوا دعاة حق و حملة رسالة يتهافتون علي الموت في سبيلها.

و مهما كان من أمر الشكعة فهو لا يقوي علي انكار الحقائق الناصعة التي تقود اليها و تنتهي جهوده في البحث عن الأئمة الأربعة فيقول: (و لم يكن مالك و أبوحنيفة وحدهما الآخذين من فيض الامام جعفر من بين أئمة أهل السنة، و انما أخذ عنه و اتصل به السفيانان الثوري و ابن عينية و شعبة بن الحجاج و غيرهم) [29] .

و مما يقوله الشكعة: لقد تأثر مالك بكثير مما في جعفر. تأثر به في الحديث فروي له، و لقد من مالك كتابه «الموطأ» عددا من الأحاديث التي رواها. و لقد تأثر به مالك في أنه لم يجلس ليحدث حديث رسول الله الا و هو علي الطهارة. و القصد أننا أردنا الاشارة الي كتاب الشكعة، و نتركه أمل تحرير الرد عليه و الحاقه بالمناقشات المجموعة.



[ صفحه 373]



أما تأثر مالك بالامام الصادق فان مجالاته واسعة، و لقد استمر المالكية علي تعضيد مذهبهم بعد وفاة امامهم، معتمدين علي حضور مالك عند الامام الصادق و الاستماع الي حديثه، و تلقي تعاليمه في مدرسته، فسمحوا لأنفسهم أن يتخيلوا أمورا لتكون لهم شهادة تؤيد المذهب، فادعوا أن الامام الصادق أوصي الي مالك عند وفاته، و رووا عنه أنه دخل عليه قوم من أهل الكوفة في مرضه الذي توفي فيه، فسألوه أن ينصب لهم رجلا يرجعون اليه في أمر دينهم، فقال: عليكم بقول أهل المدينة، فانها تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد، عليكم بآثار من مضي، فاني أعلمكم أني متبع غير مبتدع، عليكم بفقه أهل الحجاز، عليكم بالميمون المعين المبارك في الاسلام، المتبع آثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد امتحنته فوجدته فقيها فاضلا متبعا مريدا لا يميل به الهوي، و لا تزدريه الحاجة، و لا يروي الا عن أهل الفضل من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فان اتبعتموه أخذتم بحظكم من الاسلام، و ان خالفتموه ضللتم و هلكتم، ألستم تقولون اني هيي ء من العلم غير محتاج الي أحد من الخلق؟ فانه قد أخذ عني كل ما يحتاج اليه، فلا يميل بكم الهوي فتهلكوا، اني أحذركم عذاب الله يوم القيامة، يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتي الله بقلب سليم، أحذركم، فقد أرشدتكم الي رجل نصبته لكم، فانه أمين، مولود في زمانه، قالوا: من هو بينه لنا؟ قال: ذلك مالك بن أنس، عليكم بقول مالك. ثم رفع يديه الي السماء و قال: اللهم اني بري ء من ظنهم و تخرصهم و من رواة السوء منهم، اللهم انك تعلم أنه قد قيل عن عيسي بن مريم ما لم يقل، و روي عن مالك ما لم يكن، و قيل عن عزير ما لم يقل، و روي عنه ما لم يكن، و قيل عن علي بن أبي طالب ما لم يقل، و روي عنه ما لم يكن، فمن روي عني ما لم نقل، فعليه لعنة الله و لعنة اللاعنين و الملائكة و الناس أجمعين. [30] .

و الرواية صريحة الوضع، نقلناها كاملة للتدليل علي مسلك النزاع و الخصام في استحلال الوضع، و التماس الظفر بالاقرار بالوقائع العلمية للبناء عليها في مورد، و انكارها و تجاهلها في مواضعها الأصلية، لأنها في سياقها حجة لغيرهم. و صفوة القول، فان أصحاب الحديث أرادوا أن يثقلوا موازينهم بهذه المبتدعات، حتي اضطرهم الأمر الي الوضع لادناء مالك من منزلة الامام الصادق، و وضعه في التأهل



[ صفحه 374]



لاحتلال تلك المنزلة بعد وفاته، و لتكون له الرئاسة بوصية و عهد من الامام الصادق، و ذلك من الجهل بمكان فاذا اتسع المجلس لمالك في مجال التلمذة و الأخذ العلمي، فلا تتسع الوصاية له أو لغيره من الناس الا من نص عليه في خبر الامامة، و جاء ذكره في آثار الولاية المحفوظة و المعهودة عند أولياء الأمر من الأئمة الهداة المعصومين.

و كذلك فان كتاب المناقب جعلوا من اسم الامام الصادق وسيلة لاضفاء القدسية علي سيرة مالك كما فعل القاضي عياض بدعواه أن الامام الصادق قال: قيل لمالك اخترت مقامك بالمدينة و تركت الريف و الخصب؟ فقال: و كيف لا أختاره و ما بالمدينة طريق الا سلك عليها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و جبريل عليه السلام ينزل عليه من عند رب العالمين في أقل من ساعة [31] و لا نعلم مناسبة لذلك و لا وجها، و الدعوي لا تساعد المالكية في تشبثهم بدار الهجرة لأن الامام الصادق أعرق أصلا و علما فيها.

و بالجملة فانا قد اعتمدنا في بيان منازل رؤساء المذاهب علي أقوال معاصريهم و أقرانهم من العلماء، فان فعلنا لا نجد ما يدل علي امتيازه و تفرده بخصائص تؤهله للمرجعية دون غيره، و قد ذكرنا الكثير منها لتكوين الاطلاع و العلم اللازم للموازنة و المقارنة بين شخصيات رؤساء المذاهب و أئمتها.

سئل أحمد بن حنبل عن مالك؟ فقال: حديث صحيح و رأي ضعيف [32] .

قال يحيي بن بكير: الليث أفقه من مالك، لكن الحظوة لمالك [33] .

قال الشافعي: الليث أفقه من مالك، الا أن أصحابه لم يقوموا به.

و في رواية: الليث أفقه من مالك الا أنه صنيعة أصحابه [34] .

و قال سعيد بن أيوب: لو أن الليث و مالكا اجتمعا، لكان مالك عند الليث أبكم، و لباع الليث مالكا فيمن يريد [35] و قد اطلعنا - سابقا - علي بعض رسالة مالك الي الليث و منها:

ثم كان التابعون من بعدهم يسلكون تلك السبيل، و يتبعون تلك السنن، فاذا كان الأمر بالمدينة ظاهرا معمولا به، لم أر لأحد خلافه للذي في أيديهم من تلك



[ صفحه 375]



الوراثة التي لا يجوز انتحالها و لا ادعاؤها، ولو ذهب أهل الأمصار يقولون: هذا العمل ببلدنا، و هذا الذي مضي عليه من مضي لم يكونوا فيه من ذلك علي ثقة، و لم يكن لهم من ذلك الذي جاز لهم.

و كان من رد الليث علي مالك: ان كثيرا من أولئك السابقين الذين عناهم بقول الله تعالي: (و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار) خرجوا الي الجهاد في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله، فجندوا الأجناد، و اجتمع اليهم الناس، فأظهروا بين ظهرانيهم كتاب الله و سنة نبيه. و أن أصحاب رسول الله قد اختلفوا بعده في الفتيا في أشياء كثيرة، و يقول له: (و لولا أني قد عرفت أن قد علمتها لكتبت بها اليك. ثم اختلف التابعون في أشياء بعد أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سعيد بن المسيب و نظراؤه أشد الاختلاف، ثم اختلف الذين كانوا من بعدهم، فحضرتهم بالمدينة، و رأسهم يومئذ ابن شهاب و ربيعة بن أبي عبدالرحمن، و كان من خلاف ربيعة لبعض من قد مضي ما قد عرفت و حضرت و سمعت قولك) مشيرا الي تلمذته عليهما و حضوره عندهما.

و سأل علي بن المديني يحيي بن سعيد: أيما أحب اليك، رأي مالك أو رأي سفيان؟ قال: رأي سفيان، لا يشك في هذا.

و قال: سفيان فوق مالك في كل شي ء.

و دخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة - و هو حدث - فقال: ما تقول في جنب لا يجد الماء الا في المسجد؟ فقال مالك: لا يدخل الجنب المسجد. قال: فكيف يصنع و قد حضرت الصلاة و هو يري الماء؟ قال: فجعل مالك يكرر: لا يدخل الجنب المسجد. فلما أكثر عليه قال له مالك: فما تقول أنت في هذا؟ قال: يتيمم و يدخل فيأخذ الماء من المسجد و يخرج فيغتسل. قال: من أين أنت؟ قال: من أهل هذه - و أشار الي الأرض - فقال: ما من أهل المدينة أحد لا أعرفه. فقال: ما أكثر من لا تعرف؟ ثم نهض. قالوا لمالك: هذا ممن بن الحسن صاحب أبي حنيفة. فقال: محمد بن الحسن، كيف يكذب و قد ذكر أنه من أهل المدينة؟ قالوا: انما قال من أهل هذه، و أشار الي الأرض. قال: هذا أشد علي من ذلك [36] .

و اذا عدنا الي الحديث و اعتمدنا رأي أحمد بن حنبل بعد أن اطلعنا علي وصفه



[ صفحه 376]



مالكا بالضعف في الرأي، فان أحمد يقول: كان مالك من أثبت الناس، و كان يخطي ء [37] .

و هو في جميع الأحوال لا يسلم سنده و لا يخلو طريقه من اختلاف، و لذلك يرجح الحفاظ في كثير من الأحاديث سند غيره كما في حديث «أنا و كافل اليتيم في الجنة... الحديث» فرجح أبوزرعة و أبوحاتم سند ابن عيينة علي رواية مالك [38] .

و قد اختار مالك حبيب بن أبي حبيب الوراق كاتبا له، و هو معروف بالكذب و متروك. قال ابن حبان: كان يورق بالمدينة علي الشيوخ، و يروي عن الثقات الموضوعات كان يدخل عليهم ما ليس من حديثهم. و قال ابن معين: كان يقرأ علي مالك و يتصفح و رقتين ثلاثة، فسألوني عنه بمصر، فقلت: ليس بشي ء. و قد كذبه أبوداود و آخرون، و هو متروك الا أنه كان قريبا من مالك، و جعله وسيلة عرضه للحديث [39] .


پاورقي

[1] جامع مسانيد أبي حنيفة ج 1 ص 15.

[2] مناقب أبي حنيفة للمكي ج 1 ص 174.

[3] شرح الموطا للزرقاني ج 1 ص 4.

[4] انظر الجزء الثاني من الكتاب.

[5] تاريخ بغداد ج 2 ص 425.

[6] أبوالحرث - الحارث - ابن عبدالرحمن الفهمي من أصبهان، ولد بمصر سنة أربع و ستين، روي عن الزهري و عطاء و نافع كانت له حظوة و خضع القضاء لأوامره، فكان اذا رابه من أحد شي ء كاتب فيه فيعزل، و في الشذرات أن المنصور أراده لولاية مصر، فأبي و تولي قضاءها.

[7] هو الحافظ عبدالرحمن بن مهدي بن حسان الأزدي، مولاهم أبوسعيد البصري اللؤلؤي روي عن شعبة و الثوري و مالك، و ثقه أبوحاتم و أحمد، قال القواريري: أملي علينا ابن مهدي عشرين ألفا من حفظه، كان يحج كل سنة، توفي سنة 198 ه.

[8] الاعتصام ج 2 ص 68. و المدارك ص 130.

[9] انظر ترجمتهما في الجزء الثاني.

[10] انظر ترجمتهما في الجزء الثاني.

[11] الديباج ص 21.

[12] مناقب مالك للسيوطي ص 12.

[13] حلية الأولياء ج 6 ص 317.

[14] مناقب مالك ص 8. و حلية الأولياء ج 6 ص 317.

[15] مناقب مالك لعيسي بن مسعود الزواوي ص 17.

[16] الجرح و التعديل ج 1 ص 28.

[17] الجرح و التعديل ج 1 ص 28.

[18] حلية الأولياء ج 6 ص 317.

[19] الانتقاء ص 39. و شرح الموطأ للزرقاني ج 1 ص 4.

[20] المناقب للسيوطي ص 12 و ص 16. و حلية الأولياء ج 6 ص 323.

[21] انظر المجلد الأول / الجزء الثاني من هذا الكتاب.

[22] العقد ج 3 ص 408.

[23] مناقب الزواوي ص 57 - 56 - 55.

[24] المناقب للموفق المكي ج 1 ص 173. و سير أعلام النبلاء ج 6 ص 256.

[25] تهذيب التهذيب ج 2 ص 104.

[26] المجالس السنية للعاملي ج 5. و التوسل و الوسيلة لابن تيمية ص 52.

[27] تروي عند بعض المالكية «كثير المزاح» و لا نستغرب الوصف بالمزاح أو الدعابة، لأن عمر بن الخطاب وصف بها الامام علي، و كان قوله موضع نظر ورد، الا أن يبتدع بها اصطلاحا و يحدث بها مسمي جديد فيكون معناها التقوي و شدة الالتزام بالدين، أو حسن الخلق و المعاشرة، فان كان القصد ظاهر معناها، فهي من الفلتات، و لا يحمل عليهما الا قصد الاساءة و النيل، و دون ذلك عصمة الله و رعايته من دين راسخ و علم وافر و منزلة سامية و خصائص عالية هي الغاية في الكمال و النهاية في الرفعة.

[28] مناقب الزواوي ص 33 و 34.

[29] د. مصطفي الشكعة: الأئمة الأربعة ص 317، مصر 1979.

[30] المناقب للزواوي ص 10.

[31] ترتيب المدارك ج 1 ص 59.

[32] مناقب الشافعي للفخر الرازي.

[33] شذرات الذهب ج 1 ص 288.

[34] شذرات الذهب ج 1 ص 288.

[35] الرحمة الغيثية لابن حجر ص 6. و تذكرة الحفاظ ج 1 ص 209.

[36] تاريخ بغداد ج 2 ص 174 و 175.

[37] شرح علل الترمذي ج 1 ص 437.

[38] أيضا ج 2 ص 842.

[39] تهذيب التهذيب 2 / 181. و ميزان الاعتدال 1 / 210. و المجروحين لابن حبان 1 / 260. و شرح علل الترمذي 2 / 830.


مقدمة


قامت الدولة الاسلامية بالمدينة المنورة، حيث طبق الدين أكمل تطبيق، فلم تكن العاصمة المناسبة لدول ثلاثة أقامها أصحابها من أجل خلافة الدنيا لا خلافة الدين.

و المدينة هي المقر الأمثل لأهل بيت الرسول، حيث يرتبطون بكل أثر فيها، و ترتبط بهم المعاني التي خلد بها الاسلام، و انتصر المسلمون.

و السنة هي الشجرة المباركة و فروعها، في ثمرها اليانع رحمة و يسر و معرفة، و في ظلالها الوارفة مودة و ايلاف و تواصل، و من هذه العناصر نتج الفكر الرفيع للمجتمع العظيم، يسقي من القرآن و يحيا به.

و بالقران و السنة، و الفكر الرفيع، و الفقه المحيط، اعتصم أهل البيت في المدينة، فاختصم و اياهم خلفاء الدول الثلاثة: الأموية و المروانية و العباسية، و ولاتهم علي المدينة، لكنها ظلت مدرسة السنة و الفقه، و تتابع فيها ائمة أهل البيت: زين العابدين، و الباقر، والصادق.

و الفصل الثاني من الباب الحالي مداره مجلس امام المسلمين جعفر الصادق، و أمثال لما يجري فيه من أقوال، و من يشرف بالانتهاء اليه من رجال، ليسوا كسائر الرجال، فهم ائمة الفكر الاسلامي جميعه، من سنن وقفه، و زهد و كلام، و علوم تطبيقية، منذ القرن الثاني للهجرة حتي يرث الله الأرض و من عليها.



[ صفحه 145]




نتف الزنابق


لعلاقة الامام الصادق المتينة و المخلصة بالله تحول ينبوع حكمه و مصدر الهام و كانت الحكم تصدر عنه كما يصدر الكلام لعادي، و أسلوبه السهل الممتنع في الحكم و الأمثال و المعارف الكبري هو الذي ميزه عن غيره من العلماء و المفكرين في عصره و غير عصره.

و لا تزال وصاياه و تعاليمه العاملة منارات تشرق علي القلوب المظلمة فتضيئها و ينابيع تتحدر نحو الأرواح العطشي فترويها.



[ صفحه 352]




المذاهب الكلامية في عصر الامام الصادق


كان الانفجار الثقافي في عصر الامام الصادق عليه السلام، قد جدد من حضارة الحياة العقلية، فاتسعت مدرسة علم الكلام، و تطورت مذاهبها و مناهجها، و نهضت الطوائف الاسلامية بمهمات الاحتجاج و المناظرة.

كل ينتصر لمذهبه الكلامي، فنجم عن ذلك ظهور المقالات و تعدد الفرق.

و كان هذا الظهور و التعدد مجالا لصراع عقلي عملت السياسة علي اذكاء جذوته لصالح الأنظمة الحاكمة، و لم تدخل السياسة الجائرة في شي ء الا أفسدته، و لم يكن هذا الملحظ بعيد التصور لدي المتكلمين، فكان الأكياس منهم لا يتجاوزون حد المعقول في المناظرات، و يحاولون الوفاق دون اثارة أو اصطدام.

و ذكر المسعودي (ت 346 ه) نموذجا لهذه الظاهرة، نذكر بعلاتها، و أن كنا نشكك في محتوياتها، و لا نتفق مع مصطلحاتها، يقول المسعودي:

«كان اليمان بن رباب من علية علماء الخوارج، و أخوه علي بن رباب من علية علماء الرافضة، هذا مقدم في أصحابه، و هذا مقدم في أصحابه، يجتمعان في كل سنة ثلاثة أيام يتناظران ثم يفترقان، و لا يسلم أحدهما علي الآخر و لا يخاطبه، و كذلك كان جعفر بن المبشر من علماء المعتزلة و حذاقها و زهادها، و أخوه حنش ابن المبشر من علماء أصحاب الحديث و رؤساء الحشوية بالضد من أخيه جعفر، و طالت بينهما المناظرة و المباغضة و التباين..

و كان عبدالله بن يزيد الأباضي بالكوفة تختلف اليه أصحابه و يأخذون منه،



[ صفحه 167]



و كان خرازا شريكا لهشام بن الحكم، و كان هشام مقدما في القول بالحسم؟؟ (مناقشة) و القول بالامامة علي مذهب القطعية (و هم الذين قطعوا بموت الامام الصادق و انتقلوا بعده للامام الكاظم) يختلف اليه أصحابه من الرافضة يأخذون عنه، و كلاهما في حانوت واحد، علي ما ذكرنا من التضاد في المذهب من التشري و الرفض، و لم يجر بينهما مسابة، و لا خروج عما يوجبه العلم و قضية العقل، و موجب الشرع، و أحكام النظر و السير.

و ذكر أن عبدالله بن يزيد الأباضي قال لهشام بن الحكم في بعض الأيام:

تعلم ما بيننا من المودة و دوام الشركة، و قد أحببت أن تنكحني ابنتك فاطمة، فقال هشام: أنها مؤمنة.

فأمسك عبدالله، و لم يعاوده في شي ء من ذلك، الي أن فرق الموت بينهما» [1] .

هذا النص يريد أن يؤكد علي التصافي بين المتكلمين، و لكنه بالوقت نفسه يشير الي التنابذ و التقاطع، الا أنه يوحي بحسن الأدب، و الالتزام بموجب الشرع.

و مهما يكن من أمر، فقد رحب السلاطين بهذا الانشقاق الكلامي، و شجعوا علي استشرائه في هيكل الأمة التقليدي.

و في بحوث سابقة عرضت لأهم مدارس علم الكلام و مذاهبه، و لا حاجة بنا الي اعادة الحديث، و انما نشير لكل منها اشارة عابرة في ضوء ما أفاده الامام الصادق من منهج رفيع في محاورة هؤلاء و أولئك.

و تحدثنا عن مبدأ الامامية في النص علي الامام، و القول بالوصية، و التأكيد علي العدل، و الامامة لدي المسلمين في عدة أعمال [2] .



[ صفحه 168]



و كان المذهب الكلامي للامامية يتخلص في مبدأ الامامة نصا، و العصمة، و العدل الالهي، و التقية مضافا الي الأصول في التوحيد و النبوة و المعاد.

و قام مذهب الأرجاء تثبيتا لنظام الحاكمين، فالحاكم أني كان، هو ولي أمر المسلمين ما دام يشهد الشهادتين، لا يغيره فسق، و لا يعز له اسراف أو ظلم، و أمره الي الله، و علي المسلمين الطاعة برا كان أو فاجرا، و هم يرجئون حسابه و أمره الي الله، و عندهم أن المسلمين جميعا مؤمنون: الامامية و الخوارج و المعتزلة و سواهم.

و في قبال الجبر و الارجاء كانت عقيدة القدرية القائلة بحرية الارادة و الاختيار، و أبرز مسائلهم مسألة العدل، و مرتكب الكبيرة، فالله لا يظلم أحدا و كل يجزي بعمله، و هذا ما يميل اليه المعتزلة من أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتين، منزلتي الكفر و الايمان، فهو يتوسطهما، فلا هو بالمؤمن المحض، و لا هو بالكافر المحض [3] .

و هم يوافقون الامامية بالقول في العدل، و يعتبرون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من الأصول.

و نشأت فكرة الخوارج من القول بالخروج علي الامام بعد مهزلة الحكمين عقب صفين.

و هم يبطلون امامة أهل البيت و خلافة الأمويين علي سواء، و قالوا بجواز أن يكون الامام عبدا أو حرا، عربيا أو مولي، أعجميا أو قبطيا، و قد لا يجب نصب الامام؛ و عندهم أن لا نص و لا وصية و لا تعيين في الامامة علي المستوي النظري، أما علي المستوي التطبيقي فقد نص بعضهم علي بعض، و أوصي بعضهم لبعض [4] .



[ صفحه 169]



و قامت الأشاعرة علي الأصول الثلاثة التي أجمع عليها المسلمون: التوحيد، النبوة، المعاد يوم القيامة. أما العدل فلا يراه الأشاعرة أصلا خلافا للمعتزلة و الامامية، و أما الامامة عندهم فأمر مستحب و ليس أصلا واجبا، بينما اعتبره الامامية أصلا واجبا منصوصا عليه من قبل الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم [5] .

و لسنا هنا بصدد بيان البعد الاحتجاجي لهذه المذاهب فقد ألمحنا اليها من ذي قبل في عمل متقدم تحدث عن قيادة الامام محمد الباقر عليه السلام.

و الأطروحة التي تناسب هذا العرض هي تلك المحاورات و المناظرات التي أجراها الامام الصادق و تلامذته في الميدان الكلامي، و رأي فيها البحث تسديدا يهدي الي القول الصائب، و تأصيلا يمثل حضارة الاسلام.

و اعتبار الامام الصادق عليه السلام الأستاذ الأكبر لمعالم الحوار العقائدي مما لا يختلف في اثنان، فما أفاد من أحد قط، و أفاد منه كل أحد، و هو و ان حرم من موقعه السياسي لكنه لم يحرم من موقعه القيادي للأمة، و كان لا بد للانقسام الداخلي في الأفكار أن يجد من يجمع الأمة تحت راية القرآن، و كانت الأطراف سياسية و كلامية و اجتماعية تدرك هذا الريادة و الأصالة لسد تلك الثغرات المستجدة، و كان الامام الصادق بطل هذا الالتفاف.

و كان الخط العام في المنحني لدي الامام التجرد الفكري، فهو لا يرد سائلا، و لا يتعصب لشي ء سوي الحق لكونه حقا، و هو يعالج بوعي متكامل شتي مسائل التوحيد و الايمان و العقائد و رؤي التشريع بأسلوب متميز يحقق وضوح الرؤية، و سلامة البيان، و مرونة العرض.

هذا المنهج هو الذي جعل أفئدة من الناس تهوي اليه، و رعيلا من العلماء يفد عليه، و كوكبة من المتكلمين تستند الي أطروحته في دلائل التوحيد و فلسفة



[ صفحه 170]



الأحكام، و علل الشرائع، و مسائل الاعتقاد.

و كان الامام بهدوئه المعهود لا يجرح شعور أحد الا مع التعدي الصارخ، و لا يدفع بسائل الا اذا كان التعنت هدفه، و طالما اعتمد علي الحس و العيان في كشف العقليات و المتصورات، فيزيل الشبه فطرة، و يجسد الحلول ماثلة، مما يدعو الي اليقين بعد الريب. و القطع بعد الشك.

يقول الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي:

«مضي الامام جعفر الصادق، و قد ورث الامامة عن أبيه.. يخوض غمرات الحياة المضطربة.. هداه عكوفه علي دراسة القرآن و الحديث ان واجب المسلم أن يؤمن عن اقتناع و تدبر و تفكر في ظواهر الحياة و الكون، و هداه هذا التفكير الي الاهتمام بعلوم الطبيعة و الكيمياء و الفلك و الطب و النبات و الأدوية.. و آمن بالتجربة و النظر العقلي و الجدل طريقا الي الايمان، و سلحته معرفته الواسعة العميقة بالعلوم في الاستدلال و الاقناع، و جذب أصحاب العقول المنكرة الي الدين» [6] .

و شاهدنا في هذا النص و كله شواهد؛ أن الامام عليه السلام قد وظف نظره العقلي في الاستدلال و الاقناع، و جذب المعاندين الي حضيرة الاسلام.

و لا نعتقد أن المناظرات التي تجرد لها الامام كانت برمتها للعناد و طبيعة الجدل، اذ الكثير منها يجري مجري الافادة من علم الامام و الأخذ علي يديه، فالأقل من هذه المناظرات أجراها أصحابها تعنتا و تزمتا، و الأكثر كان للهداية و الاستضاءة بهدي الامام. اذ لا بد لهذا الأفق الرحب من ماثل تشخص نحوه الأبصار شخوصا علميا يغنيها بنظراته الثاقبة و علمه الجم عن التردد في متاهات الحيرة و الضياع، و كان الامام هو ذلك الماثل.

سأل أبو عمرو الزبيري الامام الصادق، قال: قلت له:



[ صفحه 171]



أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل قال: الكفر في كتاب الله علي خمسة أوجه:

فمنها كفر الجحود و الجحود علي وجهين؛ و الكفر بترك ما أمر الله، و كفر البراءة، و كفر النعم.

فأما كفر الجحود، فهو الجحود بالربوبية، و هو قول من يقول: لا رب، و لا جنة، و لا نار، و هو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم: الدهرية، و هم الذين يقولون (و ما يهلكنا الا الدهر..) [7] .

و هو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان علي غير تثبت منهم، و لا تحقيق لشي ء مما يقولون، قال الله عزوجل: (ان هم الا يظنون) [8] أن ذلك كما يقولون، و قال:

(ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) [9] .

يعني بتوحيد الله تعالي، فهذا أحد وجود الكفر.

و أما الوجه الآخر من الجحود (فهو الجحود) علي معرفة، و هو أن يجحد الجاحد و هو يعلم أنه حق، و قد استقر عنده، و قد قال الله عزوجل:

(و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوا) [10] .

و قال الله عزوجل: (و كانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) [11] .

فهذا تفسير وجهي الجحود.



[ صفحه 172]



و الوجه الثالث من الكفر: كفر النعم، و ذلك قوله تعالي يحكي قول سليمان عليه السلام: (هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر و من شكر فانما يشكر لنفسه و من كفر فان ربي غني كريم) [12] .

و قال: (لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) [13] .

و قال: (فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون) [14] .

و الوجه الرابع من الكفر: ترك ما أمر الله عزوجل به، و هو قول الله عزوجل: (و اذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم و لا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم و أنتم تشهدون - ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم و العدوان و ان يأتوكم أساري تفادوهم و هو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم) [15] .

فكفرهم بترك ما أمر الله عزوجل به، و نسبهم الي الايمان و لم يقبله منهم، و لم ينفعهم عنده، فقال: (فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون الي أشد العذاب و ما الله بغافل عما تعملون) [16] .

و الوجه الخامس من الكفر: كفر البراءة، و ذلك قوله عزوجل يحكي قول ابراهيم عليه السلام: (كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتي تؤمنوا بالله وحده) [17] يعني تبرأ منكم، و قال يذكر ابليس و تبريه من أولياؤه من الأنس يوم



[ صفحه 173]



القيامة: (اني كفرت بما أشركتموني من قبل) [18] .

و قال: (انما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض و يلعن بعضكم بعضا) [19] يعني يتبرأ بعضكم من بعض [20] .

هذا النوع من الاستدلال علي تعدد المعاني و الوجوه في القرآن الكريم، فن قائم بذاته أصلح عليه (الأشباه و النظائر) و قد سبق اليه الامام منذ عهد مبكر في ضوء هذا الاستنباط الدقيق، و هذا ما يرضي المتكلمين الاسلاميين شاهدا في مواطن الاحتجاج في الكتاب المبين.

و قد يضيف بعضهم السنة الي جنب الكتاب، ليكون الحجاج أقوي و أقوم، فقد دخل عمرو بن عبيد، و هو من رؤساء المعتزلة، علي الامام الصادق عليه السلام دخول افادة لا تعنت، و سأل سؤال تفقه لا تزمت، و طلب الاجابة من كتاب الله، فكان له ما أراد، و أضاف الامام الي بعض الأجوبة الاستدلال بالسنة.

قرأ عمرو بن عبيد حينما دخل علي الامام قوله تعالي: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) و قال: أحب أن اعرف الكبائر من كتاب الله.

فقال الامام: نعم يا عمرو، ثم فصل الامام القول فيها، و أنا أرقمها للأفادة ببلغرافيا:

1- الشرك بالله (ان الله لا يغفر أن يشرك به) [21] .

2- اليأس من روح الله: (لا ييئس من روح الله الا القوم الكافرون) [22] .



[ صفحه 174]



3- عقوق الوالدين لأن العاق جبار شقي (و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا) [23] .

4- و قتل النفس: (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما) [24] .

5- و قذف المحصنات: (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم) [25] .

6- و أكل مال اليتيم: (ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا) [26] .

7- و الفرار من الزحف: (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) [27] .

8- و أكل الربا: (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) [28] .

9- و السحر: (و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) [29] .

10- و الزنا: (و لا تقربوا الزني انه كان فاحشة و ساء سبيلا) [30] - (و لا يزنون



[ صفحه 175]



و من يفعل ذلك يلق أثاما) [31] .

11- و اليمين الغموس: (ان الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم) [32] .

12- و الغلول: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة..) [33] .

13- و منع الزكاة: (و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم - يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) [34] .

14- و شهادة الزور: (و الذين لا يشهدون الزور) [35] .

15- و كتمان الشهادة: (و من يكتمها فانه آثم قلبه) [36] .

16- و شرب الخمر: لقوله عليه السلام: شارب الخمر كعابد وثن.

17- و ترك الصلاة: لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «من ترك الصلاة متعمدا فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسوله».

19 -18 - و نقض العهد و قطيعة الرحم: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) [37] .



[ صفحه 176]



20- و قول الزور: (و اجتنبوا قول الزور) [38] .

21- و الجرأة علي الله.. (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) [39] .

22- و كفران النعمة: (و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) [40] .

23- و بخس الكيل و الوزن: (ويل للمطففين) [41] .

24- و اللواط: (و الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش) [42] .

25- و البدعة: لقوله عليه السلام: «من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان علي هدم دينه».

قال: فخرج عمر بن عبيد و له صراخ من بكائه، و هو يقول: هلك من سلب تراثكم، و نازعكم في الفضل و العلم [43] .

و تعداد الامام للكبائر، مضافا الي تلبية حاجة السؤال له بالتحديد، فانه دون ريب تذكير لأنفسنا و أهلينا و شبابنا بكبائر الاثم التي أوعد الله عليها دخول النار.

و ما زلنا مع عمرو بن عبيد، و هو شخصية طريفة، و كان يقيم كيان الامام الصادق، و يعلم موقعه من أهل البيت عليهم السلام، و يشير الي تفرده من بين أئمة عصره، و له مع الامام عدة محاورات كان يجلس فيها جلسة المستفيد و ان لم يتخل عن أفكاره في الاعتزال، فهو من أعمدته و ركائزه.

و قد ذكر الطبرسي مناظرة له مع الامام بعيدة المرامي، حينما قتل الوليد بن



[ صفحه 177]



يزيد، و كان رأي المعتزلة مبايعة محمد بن عبدالله المحض، و قد رشح زعماء المعتزلة عمرو بن عبيد لاستطاع رأي الامام الصادق. و كان من رأي عمرو لو قيل له: ول الخلافة من شئت، لقال أجعلها شوري بين المسلمين، فدحض الامام نظرية الشوري بالدليل الاستقرائي و البرهان العقلي فقال:

«عهد عمر الي أبي بكر فبايعه، و لم يشاور أحدا، ثم ردها أبوبكر عليه و لم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شوري بين ستة، فأخرج منها الأنصار..، و أمر صهيبا أن يصلي بالناس.. و أوصي من بحضرته من المهاجرين و الأنصار ان مضت ثلاثة أيام و لم يفرغوا و لم يبايعوا، أن تضرب أعناق الستة جميعا، و ان اجتمع قبل أن يمضي ثلاثة أيام، و خالف اثنان أن يضرب أعناق الأثنين». ثم التفت الامام الي أئمة المعتزلة قائلا: أفترضون بذا فيما تجعلون من الشوري في المسلمين؟ ثم افترض الامام مبايعة من رأوه من المسلمين، و أقضوا الي المشركين فما كانوا يصنعون؟

و تعثر عمرو في الاجابة، و كأن علي رأسه الطير!!

ثم تحدث الامام عن الجزية و أخذها، و الغنائم و اخراجها، فكانت اجابات عمرو مخالفة للسنة، و ما عليه الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم.

ثم حاوره الامام بالصدقات و أصناف المستحقين، فأخفق عمرو باعطاء كل ذي حق حقه، ثم ختم الامام المناظرة بقوله: و هو المهم في المقام.

«اتق الله يا عمرو، و انتم أيها الرهط فاتقوا الله فان أبي حدثني و كان خير أهل الأرض، و أعلمهم بكتاب الله و سنة رسوله، أن رسول الله قال: «من ضرب الناس بسيفه، و دعاهم الي نفسه، و في المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف» [44] .



[ صفحه 178]



و قد لخصت لك مضمون المناظرة، و قد نبه في ختامها علي عصمة أبيه كونه خير أهل الأرض، و الي امامته كونه أعلم بالكتاب و السنة، و أشار الي امامة نفسه بما روي من حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم باعتباره اعلم أهل الأرض، فلا يدعون أحد بالسيف الي نفسه، مع وجود من هو أعلم منه.

و ذاع صيت عمرو بن عبيد في الآفاق، فانتدب له هشام بن الحكم تلميذ الامام الصادق، للمناظرة، و رغب الامام بمعرفة ما جري فيها، فعن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبدالله جماعة من أصحابه، فيهم حمران بن أعين، و مؤمن الطاق، و هشام بن سالم، و الطيار، و جماعة فيهم هشام بن الحكم، و هو شاب، فقال أبوعبدالله عليه السلام يا هشام، قال: لبيك يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد، و كيف سألته؟

فقال هشام: أني أجلك و استحي منك.. فلا يعمل لساني بين يديك.

قال الامام: اذا أمرتك بشي ء فأفعله.

قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة يوم الجمعة، فأتيت المسجد، فاذا أنا بحلقة كبيرة، و اذا أنا بعمرو بن عبيد و علية شملة سوداء من صوف متزر بها، و شملة مرتد بها، و الناس يسألونه، فاستفرجت الناس ففرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم علي ركبتي، ثم قلت:

أيها العالم: أنا رجل غريب، فاذن لي فأسألك عن مسألة.

قال: نعم، فقلت: ألك عين؟

فقال: يا بني، أي شي ء هذا السؤال، أرأيتك شيئا كيف تسأل؟ فقلت: هكذا مسألتي: فقال: يا بني، سل و ان كانت مسألتك حمقاء!!

فسأله هشام عن العين مسترسلا في السؤال عن جوارح الانسان و وظائفها، و عمرو بن عبيد يجيبه تباعا، حتي استنفذ الحواس و بعض الأعضاء، و كان هذا كله مقدمة للسؤال الأصل، فسأله هشام عن القلب و وظيفته قائلا: ألك قلب؟



[ صفحه 179]



قال عمرو: نعم. فقلت له: فما تصنع به؟

قال: أميز به كل ما ورد علي هذه الجوارح.

فقلت: أليس في هذه الجوارح غني عن القلب؟

فقال: لا.

فقلت: و كيف ذاك و هي صحيحة سليمة.

قال: يا بني.. الجوارح اذا شكت من شي ء شمته، أو رأته، أو ذاقته، ردته الي القلب، فتيقن اليقين، و يبطل الشك.

قلت: و انما أقام الله القلب لشك الجوارح؟

قال: نعم.

قلت: يا أبامروان... ان الله لم يترك جوارحك حتي جعل لها اماما، يصحح لها الصحيح، و ييقن لها ما شكت فيه، و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم، لا يقيم لهم اماما، يردون اليه شكهم و حيرتهم، و يقيم لك امام لجوارحك ترد اليه حيرتك و شكك؟

فسكت عمرو، و لم يقل شيئا.

ثم التفت الي، فقال: أنت هشام؟

قلت: لا.

فقال: أجالسته؟

قلت: لا.

قال: فمن أين أنت؟

قلت: من الكوفة.

فقال: اذن أنت هو، ثم ضمني اليه، و أقعدني في مجلسه، و ما نطق حتي



[ صفحه 180]



قمت.

و بعد رواية هذه المناظرة، يبدو أن الامام عليه السلام قد اغتبط بها، و أنس لمفرداتها، و دخل عليه السرور بمداخلاتها؛ فقال له:

يا هشام.. من علمك هذا؟ فقال هشام: يابن رسول الله جري علي لساني.

فقال الامام: يا هشام.. و الله هذا مكتوب في صحف ابراهيم و موسي [45] .

و كانت مدارك هشام العقلية متفتحة منذ عهد مبكر، و قد كان الامام عليه السلام يحيل عليه في جملة من المناظرات، و قد يكون ذلك بحضوره.

فقد استدعاه الامام للشامي الذي جاء لمناظرة أصحابه، بعد أن وجه له الامام السؤال الآتي: كلامك هذا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أو من نفسك؟ قال الشامي: من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله بعضه، و من عندي بعضه.

فقال الامام: فأنت اذن شريك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

قال الشامي: لا.

قال الامام: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

قال الشامي: لا.

فالتفت الامام الي يونس قائلا: يا يونس.. هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم و أمره باستدعاء المتكلمين، فكان منهم هشام.

قال له الشامي: أناظرك في امامة هذا، و أشار الي الامام الصادق.

فغضب هشام و قال: أخبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه، أم خلقه لأنفسهم؟

فقال الشامي: بل ربي انظر لخلقه.



[ صفحه 181]



قال هشام: ففعل بنظره لهم في دينه ماذا؟

قال الشامي: كلفهم و أقام لهم الحجة و دليلا علي ما كلفهم به، و أزاح بذلك عللهم.

قال هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟

قال الشامي: هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال هشام: فبعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من؟

قال الشامي: الكتاب و السنة.

قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا فيه، حتي رفع عنا الاختلاف، و مكننا من الانفاق؟

قال الشامي: نعم.

قال هشام: فلم اختلفنا نحن و أنت، جئتنا من الشام تخاصمنا، و تزعم أن الرأي طريق الدين، و أن مقر بأن الرأي لا يجمع علي القول الواحد المختلفين.

و سكت الشامي فلم يحر جوابا.

فقال الامام عليه السلام: ما لك لا تتكلم؟

فقال: ان قلت: أنا ما اختلفنا كابرت، و ان قلت أن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، و لكن لي عليه مثل ذلك. فقال الامام عليه السلام: سله تجده مليا.

قال الشامي: من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم؟

قال هشام: بل ربهم أنظر لهم.

قال الشامي: أفهل أقام من يجمع كلمتهم، و يرفع اختلافهم، و يبين لهم حقهم من باطلهم؟



[ صفحه 182]



قال هشام: نعم.

قال الشامي: من هو؟

قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أما بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم فعترته.

قال الشامي: من هو من عترة النبي صلي الله عليه و آله و سلم القائم مقامه في حجته؟

قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟

قال الشامي: بل في وقتنا هذا.

قال هشام: هذا الجالس - و أشار بيده الي الامام الصادق - الذي تشد اليه الرحال.

قال الشامي: و كيف لي بعلم ذلك؟

قال هشام: سله عما بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال.

و التفت اليه الامام عليه السلام، فاخبره عن سفره، و عن مشاهداته، و عما وقع له من الأحداث، و عن الجزئيات في ذلك، و الشامي يقول فيه كله: صدقت و الله، و أعلن ايمانه قائلا: أسلمت لله الساعة.

فرد عليه الامام عليه السلام قائلا: بل قل: آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان، و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون.

قال الشامي: صدقت.. فأنا الساعة اشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله، و أنك وصي الأنبياء.

و رجع الشامي الي حضيرة الايمان بعد تحكيمه النظر العقلي.

و أقبل الامام علي هشام قائلا: يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك، اذا



[ صفحه 183]



هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، اتق الزلة، و الشفاعة من وراءك [46] .

و كان الامام يوصي تلامذته، و هو يؤهلهم لفن المناظرة، باتباع الحق لدي الحوار، و اعتماد الأسس الموضوعية، و أن يقف كل منهم عند تخصصه فلا يتعداه، و قد حصل هذا المعني حينما أحال شاميا - أراد المناظرة - علي من حضر مجلسه من تلامذته، و كانت مناظرة الشامي في عدة محاور:

فأمر حمران بن أعين بمناظرته في القرآن و علومه.

و عين أبان بن تغلب لمناظرته في العربية و آدابها.

و خصص لزرارة بن أعين علم الفقه.

و ترك علم الكلام لمؤمن الطاق.

و أحال بالتوحيد علي هشام بن سالم الجواليقي.

و أنحي بالامامة الي هشام بن الحكم [47] .

و كان هذا الفرز العلمي دعوة جديدة علي العصر، اذ أحال كل فن من الفنون الي صاحبه المتمرس فيه، و في ذلك سبق الي مبدأ التخصص الأكاديمي فيما عليه الدراسات المعاصرة اليوم.

و جرت المناظرة بعد هذا التقسيم بحضرة الامام عليه السلام، ولدي انتهائها التفت الامام الي الشامي، و قال: يا أخا أهل الشام.. أما حمران فحرفك فحرت له، فغلبك بلسانه، و سألك عن حرف من الحق فلم تعرفه.

و أما زرارة.. فقاسك؛ فغلب قياسه قياسك.



[ صفحه 184]



و أما الطيار.. فكان كالطير يقع و لا يقوم، و أنت كالطير المقصوص لا تقوم له.

و أما هشام بن سالم.. فأحس أن يقع و يطير.

و أما هشام بن الحكم.. فتكلم بالحق فما سوغك ريقك [48] .

و الحق: أن مناظرات الامام و تلامذته كانت مدرسة سيارة تجري قصبات السبق في حلباتها، فيكتب لها النصر في شتي الموضوعات.

و كان للامام لقاءات فقهية مع أبي حنيفة امام المذهب الحنفي، كان يتشعب فيها الكلام حول القياس، و كانت مجالاتها فقهية، و كان الامام عليه السلام لا يري القياس، و يرغب الي أبي حنيفة بتركه، و قد يعده بذلك و لكن الامام يفجأه بالقول: «كلا ان حب الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك» و مناظراتهما متوافرة النصوص في الكتب المطولة.

و قد يسبق الامام الي المناظرة ابتداء، لغرض الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، ففي أول اجتماع لابن أبي ليلي بالامام عليه السلام، سأله الامام: أنت ابن أبي ليلي قاضي المسلمين؟

قال نعم: قال الامام: تأخذ مال هذا فتعطيه هذا، و تقتل، و تفرق بين المرء و زوجه لا تخاف في ذلك أحدا؟

قال، نعم، قال الامام: فبأي شي ء تقضي؟

قال: بما بلغني عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عن علي عليه السلام و عن أبي بكر و عمر.

قال الامام: فبلغك عن رسول الله أنه قال: ان عليا أقضاكم؟

قال: نعم.

قال الامام: فكيف تقضي بغير علي و قد بلغك هذا؟ فما تقول اذا جي ء بأرض



[ صفحه 185]



من فضة و سماء من فضة، ثم أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله بيدك فأوقفك بين يدي ربك فقال: يا رب ان هذا قضي بغير ما قضيت!! فأصفر وجه ابن أبي ليلي حتي عاد مثل الزعفران [49] .

و يبدو أن هذه المساءلة من قبل الامام قد غيرت من اتجاهه القضائي، و انعطفت بمسيرته للأخذ بقضاء أميرالمؤمنين عليه السلام فقد روي أنه حكم بقضية بحكم ما فقال له محمد بن مسلم: ان عليا قضي بخلافك ذلك. رواه عن الامام الباقر. فقال ابن أبي ليلي: هذا عندك؟ قال محمد بن مسلم: نعم.

قال ابن أبي ليلي: فاتني به.

فقال محمد بن مسلم: علي أن لا تنظر في الكتاب الا في ذلك الحديث..

ثم أراه الحديث عن الامام الباقر، فنقض حكمه الأول، و حكم بما ثبت عنده من قضاء أميرالمؤمنين [50] .

و يبدو أن ابن أبي ليلي كان موضوعيا هادئا، و حكي عنه انه لا يرد حكما في قضاء الا اذ كان القول للامام الصادق عليه السلام.

فقد قال له نوح بن دراج: أكنت تاركا قولا قلته، أو قضاء قضيته لقول أحد؟

قال: لا، الا رجل واحد. قلت من هو؟ قال: جعفر بن محمد [51] .

فان صح هذا عنه، فقد أصاب الحق المبين، و خالف هوي النفس.

و الطريف أن مناظرات الامام عليه السلام، لم تقتصر علي المسلمين فحسب، بل تجاوزتهم الي النصاري؛ فقد قابله وفد من النصاري، و قالوا:

ان موسي و عيسي و محمد سواء، لأنهم جميعا أصحاب شرائع و كتب.



[ صفحه 186]



فنفي الامام ذلك، و قال محمد صلي الله عليه و آله و سلم: أفضل منهما، و قد أعطاه الله تعالي من العلم ما لم يعط غيره.

قالوا: هل آية من كتاب الله نزلت في هذا؟

قال الامام: نعم، قوله تعالي:

(و كتبنا له في الألواح من كل شي ء) [52] .

و قوله تعالي (و لا بين لكم بعض الذي تختلفون فيه) [53] .

و قوله تعالي للنبي المصطفي: (و جئنا بك شهيدا علي هؤلاء و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ء) [54] .

و قوله تعالي: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لديهم و أحصي كل شي ء عددا) [55] .

فهو و الله أعلم منهما، و لو حضر موسي و عيسي محضري، و سألاني لأجبتهما، و لو سألتهما ما أجابا [56] .

و وجه الاحتجاج بهذه الآيات، أنه استدل علي عدم سواسية محمد صلي الله عليه و آله و سلم و موسي و عيسي عليهماالسلام فهما و ان كانا من أصحاب الرسالات العالمية لكنهما أعطيا جزءا و أعطي النبي كلا، فقد كتب الله لموسي في الألواح من كل شي ء، و من هنا للتبعيض، و قد حكي ما قاله عيسي من بيان بعض الذي يختلفون فيه، و البعض جزء، و النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم جعل شهيدا علي هؤلاء، و نزل عليه الكتاب و فيه تبيان



[ صفحه 187]



كل شي ء.

ثم صرح الامام بمنزلته من النبي، فهو وريثه الشرعي بحيث لو سأله موسي و عيسي لأجاب، و لو سألهما لما أجابا.



[ صفحه 191]




پاورقي

[1] مروج الذهب: 3 / 194.

[2] ظ: المؤلف: محمد الباقر مجدد الحضارة الاسلامية 88 - 77، الفكر الامامي من النص حتي المرجعية 95 - 86 - 84 - 57 - 43 - 29 - 18 - 11.

[3] ظ: المؤلف: الامام محمد الباقر مجدد الحضارة الاسلامية 98.

[4] ظ: المؤلف: الامام محمد الباقر مجدد الحضارة الاسلامية 89 و ما بعدها.

[5] ظ: المؤلف: الفكر الامامي من النص حتي المرجعية 13.

[6] عبد الرحمن الشرقاوي: شخصيات اسلامية 41 - 40.

[7] سورة الجاثية: 23.

[8] سورة البقرة: 78.

[9] سورة البقرة: 6.

[10] سورة النمل: 14.

[11] سورة البقرة: 89.

[12] سورة النمل: 40.

[13] سورة ابراهيم: 7.

[14] سورة البقرة: 252.

[15] سورة البقرة: الآيتان 85 - 84.

[16] سورة البقرة: 85.

[17] سورة الممتحنة: 4.

[18] سورة ابراهيم: 22.

[19] سورة العنكبوت: 25.

[20] الكليني: أصول الكافي 2 / 391 - 389.

[21] سورة النساء: 48.

[22] سورة يوسف: 87.

[23] سورة مريم: 32.

[24] سورة النساء: 93.

[25] سورة النور: 23.

[26] سورة النساء: 10.

[27] سورة الأنفال: 16.

[28] سورة البقرة: 275.

[29] سورة البقرة: 102.

[30] سورة الاسراء: 32.

[31] سورة الفرقان: 68.

[32] سورة آل عمران: 77.

[33] سورة آل عمران: 161.

[34] سورة التوبة: 35 - 34.

[35] سورة الفرقان: 72.

[36] سورة البقرة: 283.

[37] سورة البقرة: 27.

[38] سورة الحج: 30.

[39] سورة الأعراف: 99.

[40] سورة ابراهيم: 7.

[41] سورة المطففين: 1.

[42] سورة الشوري: 37.

[43] ظ: ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 375.

[44] ظ: الطبرسي: الاحتجاج 2 / 122 - 118.

[45] ظ: الكشي: الرجال 233 - 232، الطبرسي: الاحتجاج 2 / 128 - 125.

[46] ط: الطبرسي: الاحتجاج 2 / 125 - 122.

[47] ظ: الكشي: الرجال 235.

[48] ظ: المصدر نفسه: 236.

[49] ظ: الكليني: الكافي 7 / 408.

[50] ظ: عباس القمي: سفينة البحار 2 / 520.

[51] ظ: ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 373.

[52] سورة الأعراف: 145.

[53] سورة الزخرف: 63.

[54] سورة النحل: 89.

[55] سورة الجن: 28.

[56] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام الصادق 1 / 217 و انظر مصدره.


الشروحات الكلامية


و الشروحات الكلامية؟ انها - كما نزال نلمح - خط، أو بالأحري، نمط مكرس في نهج الامامية، و هو المعتمد الأكيد و السديد في نقل كل العلوم، و المعارف، و الاختبارات المتوارثة من خزائنها القديمة و المستجدة في الحاصل الحياتي المكتسب. ليكون كل امام - بمفرده - خزانة قائمة بذاتها، توزع الفهم و الرشاد علي الأمة المحتاجة - دائما - الي عين توسع لها مفازات الطريق. و لقد رأينا - بكثير من الوضوح - امامنا العظيم زين العابدين، كيف ينسكب تسديدا و ارشادا، في ذهن حفيده جعفر، قبل أن تصل اليه امامة مقررة له بعد عشرين سنة، أو ربما أكثر....

و هكذا كان تصرفه - بالذات - مع ابنه الباقر، ناقلا اليه كل علم توسعت به ذاكرته، أو زادت عليه خبراته، ليكون لكل امام - بمفرده - شرح غزير منقول اليه، و متعدد المنالات: من أب، الي جد، و ربما الي جدين... و ليكون - لكل منال - حفر ملون به،يزيده خبرة و ثقافة، و توجيها مرجي... من هنا ان الامام هو وصلة جليلة في العبور بالأمة من منال الي منال، من دون أن ينقطع عنها حبل المدد.

و الشروحات الكلامية؟ ما كان ليخفف من التطويل فيها، أو من الاعتماد عليها، الا الكتابة المتسعة بالتدوين... و لكن الكتابة التي لم



[ صفحه 80]



تنقرض، حتي في العصر الذي استنزلت فيه سور القرآن، فانها لم تتسع - الا يسيرا جدا - بعملية التدوين. و هكذا استمرت الشروحات الكلامية لا تتناقص الحاجة اليها، و لا الاعتماد عليها، الا في تدرج ضيئل: ابتداء منثورا بأحجية الآيات، و مرورا مقهورا بتفسير نهج البلاغة، و انتقالا حزينا، عبر انهدار الامام الحسين الي سجادات الامام زين العابدين، و وصولا - حتي - الي الامام الباقر، يوسع بوابات الجامعة و يشرقها رشقا، بتفجير العلوم، و هو يعللها بالعناوين العلمية المنسولة من مخابئها البعيدة التي كانت غمرا حضاريا في أيام عز الأجداد الذين كانت لهم الكتابات المحفورة في لوحات التسجيل و التدوين.

هنالك - في هذا البعيد المجيد المشبع: بالاخراج، و التسجيل، والتدوين - كانت الشروحات الكلامية تردادا مملا، لأنها كانت واضحة في الأعمال الحية الناطقة بها: الانتاجات، و الاستثمارات، والازدهارات الفلسفية، و الزراعية، و الهندسية الحسابية المتكلمة بالقلاع و القصور، و الفيزيائية الكيميائية المتخبئة في ضمير المعادلات، و الطبية الصحية الخافقة بها صدور الأبطال... الي كل ما تستعين به لزوميات الحياة... و ذلك بعدد و فير من القرون السابقة تحضير اليونان و الرومان في عالم الغرب، و الصين و الهند في دنيا الشرق!

و علي الرغم من أن جامعة الباقر، بدأت ببثها العلمي المبارك، فان حروف الكتابة بقيت شحيحة الرقص علي لوحة القرطاس - أو بالأحري - لم يكن أمام الحروف قلم مبري يحرك الشوق في مهجة قرطاس!!! ثم ان المواد العلمية - ذاتها - لم تدخل بوابة الجامعة، الا بعناوينها المجردة، و المعراة من أي سروال كانت تتزيا به عرائس القرطاس!!! لتستمر الشروحات الكلامية تملأ أجواء الجامعة: تفسيرا، و تحليلا، و تنقيبا، و تذييلا، حتي تضبطها - قليلا - قبضة المنطق!!!

و لكن الجامعة - بمحاولاتها الكبيرة و المجهدة - كانت لا تقدر الا أن



[ صفحه 81]



تبارك الشروحات الكلامية - و ان تكن غائبة عنها جدلة التدوين، و بصيرة التقرير - لتعتبرها سبيلا موصلا الي كشف سينزل عينا في بصيرة التقرير... و ها هي السنوات العشرون، يتم فيها تحضير الطلاب المأخوذين بالشروحات الكلامية، و من ألمعهم - في الشوق و البروز - الفتي جعفر: طالعا من أفق جده الامام زين العابدين، مغمورا غمرا لجوجا بألف حوملة و حوملة من الشروحات اللسانية الحافرة في كنهه حفر الدواوين.

سيكون لنا أن نري الفتي جعفر -و عمره الآن ينوف عن عشر - يتناول الشروحات من شفتي أبيه الباقر، يوسع بها شروحات جده العابر... بعد عشر سنوات - اذا جاز لنا التسبيق - يكون لنا - أيضا - أن نصغي الي شروحات جديدة و مستطيلة، يبدأ بها أستاذ جديد اسمه: الامام و جعفر الصادق. يتمني فيها - للجامعة - أقلاما مبرية، تعتمد التسجيل و التدوين، حتي تنزل المعلومات اليقينية مرسخة في القراطيس، فيخف عن الشفاه لغط طويل، و هو يبحث عن ضوء و هو ذاته - هذا الضوء - قد أصبح مشعا في تقرير.



[ صفحه 82]




علم الفلسفة و الكلام


علم الفلسفة و الكلام متقاربان في بعض الفصول فلذا أدرجتهما معا، و بينهما عموم و خصوص من وجه.

الفلسفة من كلمة فيلاسوفوس، و قد أطلقها سقراط الحكيم علي نفسه، و هي بمعني «محب الحكمة، و هذه كلمة تواضعية منه و كأنه ينسب نفسه الي عدم المعرفة بل هو محب للعلم و الحكمة و لم يصل لها بعد.

و كان علم الفلسفة يطلق علي جميع العلوم قاطبة التي منها الالهيات و العلوم الغيبية، أما بعد توسع العلوم فأريد بها الفلسفة و هي العلوم التي لا يقع عليها الحس و التجربة، كنظرية المعرفة، و معرفة الوجود، و معرفة الله.

ما ان نشأ الانسان و عقل في الوجود، الا وتاقت نفسه الي معرفة سر وجوده و موجده، «رحم الله من عرف من أين و في أين و الي أين»، لأن الانسان مجبول علي حب المعرفة و الاستطلاع فنشأ بذلك علم الفلسفة، ولكن لا بالاصطلاح المعروف، لأن الفلسفة تركزت في زمن حكماء اليونان فهم تضلعوا في هذا الجانب علي قدر كبير و ذلك قبل الميلاد بستة قرون.

و بعد فجر الاسلام الذي ولي علم الفلسفة الصدارة في العلوم، - اذ أن أكبر سورة في القرآن و هي سورة البقرة بدأت بقوله تعالي (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب...) [1] فأول صفة للمتقين هي الايمان بالغيب، - نادي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أهل البيت عليهم السلام بصوت صادح بأن الفالح من عرف عن علم واضح. فقد قال الامام علي عليه السلام معرفة الله سبحانه أعلي المعارف [2] و علي هذا فقد تبلور علم الفلسفة في عهد الامام الصادق عليه السلام و كثر التنافس عليه، بعدما عرفت قيمته



[ صفحه 62]



الحقيقية، و مدي تأثيره علي الأمم.

بل جعل الامام عليه السلام معرفة الله هي أقرب طريق الي الله فقال: الله ولي من عرفه و عدو من تكلفه [3] .

و اهتم الامام عليه السلام بالفلسفة و الحكمة، لأن هذا العلم كان يمثل المبادئ التي يستعان بها في اثبات حقيقة الكون و الله، و اهتمت الشيعة فيما بعد بادخال هذا العلم في مدارسها حتي عدت الفلسفة من ضمن الدروس التي لا بد لعالم الدين الشيعي من دراستها.

و الحقيقة أنه من جراء اختلاط المسلمون بغيرهم من الأمم نتيجة الفتوحات، و دخول الكثير من العلوم و الفلسفة اليونانية و اللاتينية و السريانية و العبرية و الفارسية و... الي البلاد الاسلامية و ترجمة هذه الكتب الي العربية، و كان من المترجمين الاسراء الذين دخلوا قهرا الي البلاد الاسلامية، أو من يستعان بهم من بلادهم، كان نتيجة ذلك تسرب بعض المفاهيم المغلوطة التي كان ظاهرها أنيق و باطنها وعيك كالحية، اذ نفثت السموم في الفلسفة الاسلامية.

فشمر الامام سواعد العزم، و بدأ باغداق انهار علومه علي أصحابه - و من أهمها الفلسفة - ففند مزاعم الزنادقة و الملحدين، ورد من استطاع منهم الي جادة الحق و الدين.

و كان الامام الصادق عليه السلام هو المؤسس لهذه الفلسفة، و لا يخلوا الأمر من دخول بعض الفلسفة عن طريق أقباط مصر، اذ كانت الاسكندرية مرتعا للعلم و للفلسفة خاصة حتي القرن الرابع بعد الميلاد، ثم أصبحت أرضا قفرة



[ صفحه 63]



بعد ذلك، فأضمحل العلم بها خوفا من امبراطور الروم الشرقية، اذ أمر باغلاق الجامعات بعد أن تنصر، و روج لعقائد الكنيسة [4] ولكن حسب ما يظهر من التاريخ أن العلم و ان حظر، ولكن الكتب بقيت موجودة، فكانت الاسكندرية تتمتع بمركز علمي رصين الي أيام الفتوحات الاسلامية في عهد عمر بن الخطاب فأحرقت المكتبة العظيمة فيها [5] ، بأمر منه [6] ، قائلا: ان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله غني عنه، و ان كان فيها ما يخالف كتاب الله تعالي، فلا حاجة اليها، فتقدم باعدامها، فشرع عمرو بن العاص في تفريقها علي حمامات الاسكندرية و احراقها في مواقدها، فذكروا أنها نفدت في ستة أشهر [7] و كانت تحتوي علي أربعة و خمسين ألف كتاب، و مائة و عشرين كتابا و قيل غير ذلك.

و لا يمنع ذلك بقاء الكتب، و لو باخفائها سرا، الي أن وصلت الي عهد الامام الصادق عليه السلام.

و كلامه عليه السلام عن توحيد الله عزوجل و الوجود مما لا يحصي [8] .

فمن كلامه عليه السلام لعبد الله بن سنان: و لا يوصف بكيف و لا أين و لا حيث، و كيف أصفه و هو الذي كيف الكيف حتي صار كيفا، فعرفت الكيف بما كيف لنا من الكيف، أم كيف أصفه بأين و هو الذي أين حتي صار أينا،



[ صفحه 64]



فعرفت الأين بما أين لنا من الأين، أم كيف أصفه بحيث و هو الذي حيث الحيث حتي صار حيثا، فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث، فالله تبارك و تعالي داخل في كل مكان، و خارج من كل شي ء، «لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار» [9] .

و سئل عليه السلام ما الدليل علي أن الله تعالي واحد فقال عليه السلام: اتصال التدبير و تمام الصنع [10] .

ولكثرة الأسئلة حول التوحيد و لتفشي الملحدة و الزنادقة الذين تغلغلوا بين السذج لاضلالهم، قام الامام بحمله عظيمة للنهي عن الخوض في ماهية الله و صفاته و... لأن ذلك قد يجر الي الالحاد.

فمن تلك الأحاديث عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: «يا محمد ان الناس لا يزال بهم النطق، حتي يتكلموا في الله، فاذا سمعتم ذلك فقولوا لا اله الا الله الذي ليس كمثله شي ء» [11] و قوله عليه السلام «من نظر في الله هلك» [12] و كذا قال عليه السلام اياكم و التفكر في الله، فان التفكر لا يزيد الا تيها، ان الله عزوجل لا تدركه الأبصار، و لا يوصف بمقدار [13] .

و في مقابل ذلك حث الامام عليه السلام علي التفكر في الله أيضا، اذ قال عليه السلام «أفضل العبادة ادمان التفكر في الله و قدرته» [14] «ليست العبادة كثرة الصلاة و الصوم، انما العباده التفكر في أمر الله» [15] «أفضل العبادة العلم



[ صفحه 65]



بالله» [16] «لا يقبل الله عملا الا بمعرفة» [17] .

الي غير ذلك من الروايات التي تؤكد الخوض في مضمار التفكر بالله عزوجل ولكن المقصود منها المعرفة التي توصل الي حقيقة، و المعرفة الحقيقية هي التفكر بمخلوقات الله عزوجل و قدرته و عجائبه التي خلقها في الكون، فلذا قال الامام علي عليه السلام «اعرفوا الله بالله، و الرسول بالرسالة».. [18] فمن خلال الله عزوجل نصل الي الله، أي بالتفكر بمخلوقات الله.

و كذا قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تفكروا في خلق الله، و لا تفكروا في الله فتهلكوا [19] فقد بين أهل البيت عليهم السلام السبيل و الصراط الذي يهدي الي الله تعالي، لمن أحب الوصول، و رام القبول.

و علي من يخوض في علم الفلسفة أن لا يتخبط بها عشوائيا، نعوذ بالله من زلات الأقدام، و شطحات اللسان.

فلذا كان الكثير من العلماء قبل الخوض في علوم الفلسفة يصلون لله تعالي، و يتوسلون بالأئمة عليهم السلام لصعوبة الخوض في هذا العلم، و عدم تحمل الادراك و الفهم.

أما الامام الصادق عليه السلام فقد كان له أساليبا متعددة في اعطاء الدليل علي وجود الله تعالي، فيعطي كل حسب طاقته، «علموا الناس علي قدر



[ صفحه 66]



عقولهم» فكان يحيلهم الي الفطرة تارة و الي العقل تارة أخري و الي الدليل الحسي كذلك، و من تلك الروايات:

سئل عليه السلام عن الله عزوجل فقال للسائل: «يا عبدالله هل ركبت سفينة قط»، قال: بلي قال عليه السلام: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك، قال بلي، قال: فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر علي أن يخلصك من ورطتك؟ قال: بلي. قال الصادق عليه السلام. فذلك الشي ء هو الله القادر علي الانجاء حين لا منجي، و علي الاغاثة حين لا مغيث [20] .

أما احالتهم الي العقل فيتبين في جوابه لعبد الله الديصاني عندما سأل هشام بن الحكم ألك رب؟ فقال: بلي. قال: قادر؟ قال: نعم قادر قاهر.

قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة، لا يكبر البيضة و لا يصغر الدنيا؟

فقال هشام: النظرة.

فقال له: أنظرتك حولا. ثم خرج عنه.

فركب هشام الي أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له. فقال له: يابن رسول الله أتاني عبدالله الديصاني بمسألة، ليس المعول فيها الا علي الله و عليك.

فقال أبو عبدالله عليه السلام عماذا سألك؟

فقال: قال لي: كيت و كيت...

فقال أبو عبدالله عليه السلام: كم حواسك؟



[ صفحه 67]



قال: خمس.

فقال: أيها أصغر؟

فقال: الناظر.

قال عليه السلام: و كم قدر الناظر؟

قال: مثل العدسة أو أقل منها.

فقال عليه السلام: يا هشام فانظر أمامك و فوقك، و أخبرني بما تري.

فقال: أري سماء و ارضا و قصورا و ترابا و جبالا و أنهارا..

فقال عليه السلام: ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها، قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة، و لا يصغر الدنيا و لا يكبر البيضة. فانكب هشام عليه يقبل يديه و رأسه و رجليه، و قال: حسبي يابن رسول الله، فانصرف الي منزله، و غدا اليه الديصاني، فقال له يا هشام: اني جئتك مسلما و لم اجئك متقاضيا للجواب. فقال له هشام: ان كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب.

فخرج الديصاني عنه حتي أتي باب أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه، فأذن له. فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد: دلني علي معبودي.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام ما اسمك؟ فخرج عنه و لم يخبره باسمه. فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت قلت له: عبدالله كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد، فقالوا: عد اليه و قل له يدلك علي معبودك و لا يسألك عن اسمك.

فرجع اليه فقال له: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي و لا تسألني



[ صفحه 68]



عن اسمي. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: اجلس و اذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها.

فقال له أبو عبدالله عليه السلام ناولني يا غلام البيضة فناوله اياها. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: يا ديصاني: هذا حصن مكنون له جلد غليظ و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة، و فضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أتري لها مدبرا؟ قال: فأطرق مليا. ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و سوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه [21] .

فالامام عليه السلام أحاله الي العقل و الي التفكر، و لم يعطه دليلا فلسفيا معقدا، عن الدور أو التسلسل و...

و هذان الأسلوبان - الارجاع الي الفطرة و العقل - من أنجع و انجح الأساليب، التي اتبعها أهل البيت عليهم السلام لارجاع الحائر، و ارشاد الجائر، الي الله تعالي القاهر، و الرحيم الغافر.


پاورقي

[1] البقرة / 1 - 3.

[2] ميزان الحكمة ج 6 ص 155.

[3] نفس المصدر.

[4] المنهج الجديد في تعليم الفلسفة ج 1 / 19.

[5] الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 195.

[6] أحرقت المكتبة عندما هجم عليها الرومان تحت قيادة قيصر الروماني حوالي سنة 290 ق. م. ثم أعيدت أوائل القرن السادس. دائرة معارف القرن العشرين ج 1 / 331. التعليقة في كتاب الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 92.

[7] ذكر العلامة الأميني في كتاب الغدير عن عشرة علماء من المؤرخين قضية الاحراق ج 6 / 297.

[8] الامام الصادق للمظفر ج 192 - 171 - 1 - أشعة من بلاغة الامام الصادق (للشيخ الواعظي) بحارالأنوار ج 74.

[9] توحيد الصدوق (باب النهي عن الصفحة بغير ما وصف به نفسه).

[10] توحيد الصدوق (باب الرد علي الثنويه و الزنادقة).

[11] ميزان الحكمة ج 6 / 165 حق اليقين في معرفة أصول الدين ج 1 / 97.

[12] المصدر السابق.

[13] ميزان الحكمة ج 6 / 131 ج 7 / 542 - 543.

[14] نفس المصدر.

[15] نفس المصدر.

[16] ميزان الحكمة ج 6 / 114.

[17] نفس المصدر.

[18] نفس المصدر.

[19] الكلام عن الله تعالي و صفاته و الخوض عن واجب الوجود، أدرج حاليا في علم الكلام (العقائد) في باب التوحيد.

[20] الأحاديث حول فطرة التدين كثيرة جدا - حق اليقين في معرفة أصول الدين ج 34 / 1 الكافي ج 1 / كتاب التوحيد.

[21] الكافي ج 1 / 79.


علومه و معارفه


لا شك أن الامام جعفر الصادق كان من أبرز فقهاء عصره في علوم الاسلام، يؤخذ عنه و تشد الرحال اليه في طلبها. و لم يكن علمه مقصورا علي علوم التفسير و الحديث و فقه الاسلام و ما يتصل بها، بل تصدي للكلام في الطب و الطبيعة و الكيمياء.

و قد نقل ابن خلكان و غيره: أن لجابر بن حيان خمسمائة رسالة ذكر أنه تلقاها من الامام جعفر الصادق.

قال ابن خلكان: و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق و هي خمسمائة رسالة [1] .

ان المتتبع للرسائل ينتهي الي أن هذه الرسائل من تأليف جابر بن حيان، و أن الامام جعفر الصادق كان يطلع عليها و يقر ما اشتملت عليه و يوجهه فيها، فهي اذن ليست من املاء الامام جعفر الصادق و انما هي من عمل جابر.

و هذا يبين لنا: أن الامام جعفر الصادق كان ملما بالعلوم الكونية و الطبيعية، لأنه كان يحكم عليها بالصدق أحيانا و بالغموض أحيانا و أن ذلك بلا ريب تصرف العارف بموضعها، و ليس من تصرف الجاهل بمضمونها [2] .



[ صفحه 29]




پاورقي

[1] وفيات الأعيان: 1 / 327، شذرات الذهب: 1 / 220، مرآة الجنان: 1 / 304، الأعلام: 2 / 121.

[2] الامام الصادق لأبي زهرة: 250.


التقية في الاسلام السياسي والمعرفي (العرفاني)


التقية بشقيها ليست حديثة العهد، و اعتقد بأن التقية قد تنضوي تحت عنوان المسايرات و المجاملات و المداراة في الاسلام و ما قبل الاسلام، غير ان ما يهمنا هو التقية السياسية و الاجتماعية في العهد الاسلامي الذي بدأ عند بزوغ شمس الدعوة الاسلامية علي يدي النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و ما بعده حتي ايامنا هذه فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالي: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شي ء الآ أن تتقوا منهم تقاة و يحذركم الله نفسه و الي الله المصير (28)) [1] .

و قد قرأ بعضهم: (الا ان تتقوا منهم تقية) بدلا من تقاة [2] .



[ صفحه 89]



و قوله: (من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم (106) (النحل 106) - و قد تناول المفسرون الآيتين المذكورتين في معرض تناولهم التقية في الاسلام.

و قد اورد جلال الدين عبدالرحمن السيوطي بشي ء من التفصيل سبب نزول هذه الآية او بعضها و ذلك عن عبدالله بن عباس الذي قال: لما اراد رسول الله ان يهاجر الي المدينة قال لاصحابه: تفرقوا عني فمن كان فيه قوة فليتأخر الي آخر الليل و من لم تكن له قوة فليذهب في اول الليل، فاذا سمعتم بي قد استقرت بي الارض فالحقوا بي، فاصبح بلال المؤذن و خباب و عمار و جارية من قريش كانت اسلمت، فاصبحوا بمكة فاخذهم المشركون و ابوجهل و عرضوا علي بلال ان يكفر فأبي، فجعلوا يضعون درعا من حديد في الشمس ثم يلبسونها اياه. فاذا البسوها اياه قال:، احد احد، و اما خباب فجعلوا يجرونه في الشوك، و اما عمار فقال لهم، كلمة اعجبتهم تقية، و اما الجارية فوتد لها ابوجهل اربعة اوتاد ثم مدها فادخل الحربة في قبلها حتي قتلها، ثم خلوا عن بلال و خباب و عمار فالحقوا برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاخبروه بالذي كان من امرهم و اشتد علي عمار الذي علم به فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت اكان منشرحا بالذي قلت ام لا. و فقال: لا، قال و انزل الله: (الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان) [3] .



[ صفحه 90]



وروي الديلمي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم انه قال: «ان الله تعالي امرني بمداراة الناس، كما امرني باقامة الفرائض، و في رواية، بعثت بالمداراة»... وروي ابن ابي الدنيا: «راس العقل بعد الايمان بالله تعالي مداراة الناس». و في رواية البيهقي، «رأس العقل المداراة» و اخرج الطبراني، «مداراة الناس صدقة».

و اخرج ابن عدي و ابن عساكر، «من عاش مداريا مات شهيدا» قو بأموالكم اعراضكم، و ليصانع احدكم بلسانه عن دينه». و عن بردة عن عائشة زوجة النبي صلي الله عليه و آله و سلم قالت: استأذن رجل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و انا عنده فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بئس ابن العشيرة - او اخو العشيرة. ثم اذن له، فألان له القول، فلما خرج قلت: يا رسول الله قلت ما قلت ثم النت له القول؟ فقال: يا عائشة ان من شر الناس من يتركه الناس او يدعوه الناس اتقاء فحشه».

و في البخاري عن ابي الدرداء: «اننا لنكشر في وجوه اقوام و ان قلوبنا لتلعنهم» و في رواية الكشميهني: «و ان قلوبنا لتقليهم»، و في رواية ابن ابي الدنيا و ابراهيم الحرفي بزيادة «و نضحك اليهم» الي غير ذلك من الاحاديث. لكن لا تنبغي المداراة الي حيث يخدش الدين و يرتكب المنكر و تسي ء الظنون [4] .

و قال ابوحيان الاندلسي بصراحة و وضوح في تفسيره (الا ان تتقوا منهم تقاة) الا لسبب التقية، فيجوز اظهار الموالاة باللفظ



[ صفحه 91]



و الفعل دون ما ينعقد عليه القلب [5] ، و بهذا اقر جواز التقية بالفعل و ليس باللسان و حسب.

وبذلك قال الامام محمد بن احمد القرطبي، فقد روي عن عمر بن الخطاب و مكحول ان الاكراه يجيز التقية للمرء في فعله و قوله سواء، اذا اسر الايمان. و هو يقول ان ذلك رأي مالك بن انس و طائفة من اهل العراق، و قد روي عن مالك قوله: ان من اكره علي شرب الخمر و ترك الصلاة و الافطار في رمضان فالاثم عنه مرفوع [6] .

و قد قال الامام ابوبكر ابن العربي بمثل ذلك، فاجاز التقية باللسان و الفعل علي السواء الا في القتل «لا يحل له ان يفدي نفسه بقتل غيره، و يلزمه ان يصبر علي البلاء الذي ينزل به [7] ، اما الزنا تقية، فقد اختلف، كما يقول ابن عربي، علي جوازه او عدمه [8] .

اما التقية باللسان فيقول ابن عربي بان المكره علي الكفر اذا تلفظ بالكفر، «لا يجوز له ان يجري علي لسانه الا جريان المعاريض»، و يقصد بالمعاريض التورية، و هو يقول: «بان المكره اذا لم يتلفظ بالكفر تورية كان كافرا، و هذا كما يقول ما هو عليه المحققون من علمائنا» و يعطي ابن العربي امثلة علي ذلك فيقول:



[ صفحه 92]



مثال ان يقال له: «اكفر بالله»، فيقول (المكره) «انا كافر بالله»، يريد باللاهي، و يحذف الياء كما تحذف من الغازي و القاضي و الرامي، فيقول الغاز و القاض و الرام، و كذلك اذا قيل له: «اكفر بالنبي». فيقول هو كافر بالنبي، و هو يريد بالنبي المكان المرتفع من الارض. فان قيل له «اكفر بالنبي» فيقول: «انا كافر بالنبي ء» و يريد به المخبر أي مخبر كان.

ثم يذكر ابن العربي ان ابابكر بن دريد الف كتاب الملاحن ليكون دليلا للمكرهين علي الكفر بما فيه المعاريض [9] .

و هذا يدل علي ان التقية لم تكن بالامر النادر استعماله بين الناس، لكثرة الحروب و لتعرض المسلمين الي كثير من ضروب الاكراه، و قد تناول ابن حزم الاندلسي عددا من هذه المعاريض عند تعرض المسلمين للاكراه، فقال:

«و من اكره علي السجود لصنم او لصليب فليسجد لله تعالي مبادرا الي ذلك، و لا يبالي في أي جهة ذلك الصنم و الصليب. قال الله تعالي: (فأينما تولوا فثم وجه الله) (البقرة 115).

هذا و قد ابيحت التقية اذا كانت حيلة علي العدو، كما فعل الصحابي نعيم مسعود اذ قال له النبي في حرب الاحزاب، و لما يكن اشتهر اسلام هذا الصحابي: «انما انت رجل واحد فخذ عنا ما استطعت، فان الحرب خدعة». فذهب الي كل من اليهود و مشركي قريش كاتما اسلامه، واوقع بينهم متظاهرا لكل منهم



[ صفحه 93]



بالنصح [10] ، و كذلك فعل صحابي آخر هو محمد بن مسلمة حين تظاهر بالنفاق عن الاسلام ليستدرج احد اعداء المسلمين، و هو كعب بن الاشرف، و يقتله بامر من رسول الله بعد ان آذاه [11] .

و الجدير بالملاحظة ان ما اوردناه حول التقية يشكل جزءا يسيرا جدا مما قاله اساطين الفقهاء و علماء المسلمين الاجلاء من السنة و الشيعة.

و هذا يجعلنا ان نؤكد بان التقية منذ القدم تشكل قاسما مشتركا بين المسلمين بكافة مذاهبهم، و لولاها لما استقامت الامور، و لا تحققت الاهداف الدينية و الدنيوية، و بخاصة التقية السياسية و الاجتماعية التي اخذت شكل المسايرات و المجاملات، و المداراة في المجتمعات الاسلامية و غير الاسلامية، او المجتمعات المختلطة و المتعددة الحضارات و الاتجاهات.

و مما يؤسف له ان التقية فسرها المغرضون و اتهموا بها الشيعة بصورة عامة، و الموحدون «الدروز» بصورة خاصة، كل ذلك تنفيذا لمخطط اعداء الاسلام، بقصد او بغير قصد و جعل المسلمين قبائل و عشائر يقطع بعضها رقاب بعض.

و قد نسوا او تناسوا اقوال الامام الغزالي التي وضعنا بعضا منها سابقا، و كذلك الامام محمد بن ادريس الشافعي الذي يقول:



[ صفحه 94]



العلم من شرطه لمن خدمه

ان يجعل الناس كلهم خدمه



و يوجب صونه عليه كما

يصون في الناس عرضه و دمه



فمن حوي العلم ثم أودعه

بجهله غير اهله ظلمه



و كان كالمبتني البناء اذا

تم له ما اراده هدمه [12] .



و هو يقول أيضا:



أأنثر درا بين سارحة البهم

و انظم منثورا بين راعية الغنم



لعمري لئن ضيعت في شر بلدة

فلست مضيعا فيهم غرر الكلم



سأكتم علمي عن ذوي الجهل طاقتي

و لا أنثر الدر النفيس علي الغنم



لأنهم أمسوا بجهل لقدره...

فلا أنا أضحي أن أطوقه البهم



لئن سهل الله العزيز بلطفه

و صادفت أهلا للعلوم و للحكم



بثثت مفيدا و استفدت و دادهم

و الا فمكنون لدي و مكتتم



[ صفحه 95]



و من منح الجهال علما أضاعه

و من منع المستوجبين فقد ظلم [13] .



و نستدل من هذه الابيات علي ان الامام الشافعي اخذ قبل الغزالي بهذا المفهوم المعرفي للتقية، و هو يقوم علي وجوب الاتقاء من العامة خوفا علي الحقيقة ان وضعت في غير اهلها، وصونا لها منهم و وقاية لصاحب الحقيقة.

و قد ورد علي لسان الرسول صلي الله عليه و آله و سلم قوله:

«طلب العلم فريضة علي كل مسلم، و واضع العلم عند غير اهله كمقلد الخنازير الجوهر و اللؤلؤ و الذهب» [14] .

و قد روي البخاري عن سعيد بن ابي سعيد المقبري عن ابي هريرة انه قال: حفظت من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عاءين فأما احدهما فبثثته ، و اما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم [15] .

و هذا يدل ان بعض الاسرار المعرفية لا يجوز البوح بها و الا أوذي صاحبها ممن يسي ء فهمها.

و هكذا فان نعمة التقية المعرفية (العرفانية) انقلبت علي اصحابها، و بخاصة المسلمين الموحدين «الدروز»، نقمة و مصدر



[ صفحه 96]



اتهامات غير مبررة، بعد الذي عرضناه من اقوال كبار العلماء و الفقهاء في التقية السياسية و العرفانية.

و بالتالي نأمل من جميع المسلمين علي اختلاف مذاهبهم، (في ظل هذا التداخل الثقافي و انفتاح العالم بعضه علي بعض، و في ظل الصراع السياسي و الاقتصادي بين مختلف الدول،) ان يعملوا علي الاقتناع الكلي ظاهرا و باطنا، و قولا و عملا، بان التباين في الآراء و الاجتهادات هو مصدر غني روحي و فكري و عقلي و اجتماعي لا مصدر تفرقة و عداوة، و يعلموا ان الاسلام لا يستوعيه مذهب من المذاهب، ولكنه هو الذي يستوعب الجميع، و بأن القوة الحقة هي في التعددية المتفاعلة لا في عقلية الرأي الواحد.



[ صفحه 97]




پاورقي

[1] آل عمران 28.

[2] من القراء الذين قرأوا «تقية» بدلا من «تقاة» ابومحمد يعقوب بن اسحق بن زيد الحضرمي، قاري ء اهل البصرة في وقته و امامهم واحد القراء العشرة.

[3] السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج 4، ص: 131 - 132.

[4] الالوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السبع الثاني المجلد 2، ص 118، راجع التقية في الاسلام للدكتور سامي مكارم ص 30.

[5] ابوحيان الاندلسي، النهر الماد من البحر المحيط ج 1 ص: 461.

[6] القرطبي ج 10 ص 183.

[7] ابن عربي، احكام القرآن القسم 23 ص: 1165.

[8] في مذهب التوحيد لاتجوز التقية مطلقا في القتل و الزنا لان في ذلك جرحا بليغا في الدين «فالمنية خير من الدنية».

[9] ابن عربي القسم 3 ص: 1167.

[10] انظر ابن قيم الجوزية، زاد المعاد ج 3، ص 273.

[11] المسند الجامع، المجلد 4، ص 336 - 338 - عن كتاب التقية في الاسلام د. مكارم ص 32 - 33.

[12] الشافعي، ديوان، ص: 122 - 123.

[13] الشافعي، ديوان، ص 125 - 126.

[14] بشار عواد: المسند الجامع، مجلد 2، ص 279. انظر التقية في الاسلام. د. سامي مكارم ص 58.

[15] المرجع السابق، المسند الجامع المجلد 18، ص، 205 - التقية في الاسلام ص: 56.


يحيي بن معين


9. و قال يحيي بن معين أبوزكريا البغدادي (م 233) في شأنه: «ثقة مأمون». [1] .


پاورقي

[1] الجرح و التعديل 487:1؛ تاريخ الاسلام (حوادث سنة 141 - 160): 89؛ تهذيب التهذيب 88:2.


السليمانية


و منهم (السليمانية) نسبة الي سليمان بن جرير، و كانوا يرون امامة الشيخين، ولكن يطعنون في عثمان و طلحة و الزبير و عائشة، و ينسبونهم الي الكفر، و يرون أن الامامة شوري، و تنعقد بعقد رجلين من خيار الأمة، و أجازوا امامة المفضول مع وجود الأفضل و زعموا أن الامة تركت الأصلح فيه البيعة لما بايعوا أبابكر و عمر، و تركوا عليا عليه السلام لأن عليا كان أولي بالامامة منهما، الا أن الخطأ في بيعتهما لا يوجب كفرا و لا فسقا. [1] .

و من ههنا نستظهر ان ما ينسب الي الزيدية من الدعوي بأن الامامة لا تثبت في غير أولاد فاطمة انما هو فيمن بعد زيد من القائمين بالسيف.

كما اننا لا نعرف وجها في عد هاتين الفرقتين في عداد فرق الشيعة.


پاورقي

[1] الفرق بين الفرق: ص 23، و الملل علي الفصل: 1 / 164 .


وصيته لعبدالله بن جندب


عبدالله بن جندب البجلي الكوفي صحب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام، و توكل للكاظم و الرضا، و كان عابدا رفيع المنزلة عندهما، روي الكشي في رجاله أنه قال لأبي الحسن عليه السلام: ألست عني راضيا؟ قال: اي والله، و رسول الله و الله راض.



[ صفحه 40]



و قد أوصاه الصادق بوصية جمعت نفائس من العظات و النصائح، التقطنا منها الشذرات الآتية، قال عليه السلام:

يا ابن جندب، يهلك المتكل علي عمله، و لا ينجو المجتري علي الذنوب برحمة الله، قال: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الخوف و الرجاء كأن قلوبهم في مخلب طائر، شوقا الي ثواب و خوفا من العذاب.

يا ابن جندب، من سره أن يزوجه الله من الحور العين و يتوجه بالنور فليدخل علي أخيه المؤمن السرور.

يا ابن جندب، ان للشيطان مصائد يصطادبها، فتحاموا شباكه و مصائده، قال: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و ما هي؟ قال: أما مصائده فصد عن بر الاخوان، و أما شباكه فنوم عن أداء الصلاة التي فرضها الله، أما أنه ما يعبد الله بمثل نقل الأقدام الي بر الاخوان و زيارتهم، ويل للساهين عن الصلاة النائمين في الخلوات المستهزئين بالله و آياته في القرآن، اولئك الذين لاخلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم.

يا ابن جندب، الساعي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا و المروة، و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر و احد، و ما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم.

يا ابن جندب، ان أحببت أن تجاوز الجليل في داره، و تسكن الفردوس في جواره، فلتهن عليك الدنيا، واجعل الموت نصب عينيك، و لا تدخر لغد، واعلم أن لك ما قدمت، و عليك ما أخرت.

يا ابن جندب، من حرم نفسه كسبه فانما يجمع لغيره، و من أطاع هواه فقد أطاع عدوه، و من يتق الله يكفه ما أهمه من أمر دنياه و آخرته، و يحفظ له ما غاب عنه، و قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا، ولكل نعمة شكرا، ولكل عسر



[ صفحه 41]



يسرا، اصبر نفسك عند كل بلية، و في ولد أو مال أو ذرية، فانما يقبض عاريته، و يأخذ هبته، ليبلو فيهما شكرك و صبرك، و ارج الله رجاء لا يجريك علي معصيته، و خفه خوفا لا ييؤسك من رحمته و لا تغتر بقول الجاهل و لا بمدحة فتكبر و تجبر و تغتر بعملك، فان أفضل العمل العبادة و التواضع، و لا تضيع مالك و تصلح مال غيرك ما [1] خلفته وراء ظهرك، واقنع بما قسمه الله لك، و لا تنظر الا ما عندك، و لا تتمن ما لست تناله، فان من قنع شبع، و من لم يقنع لم يشبع، و خذ حظك من آخرتك، و لا تكن بطرا في الغني، و لا جزعا في الفقر، و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك، و لا تكن واهنا يحقرك من عرفك، و لا تشار [2] من فوقك، و لا تسخر بمن هو دونك، و لا تنازع الأمر أهله، و لا تطع السفهاء، وقف عند كل أمر حتي تعرف مدخله و مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم، واجعل نفسك عدوا تجاهده، و ان كانت لك يد عند انسان فلا تفسدها بكثرة المن والذكر لها، ولكن اتبعها بأفضل منها، فان ذلك أجمل في أخلاقك و أوجب للثواب في آخرتك، و عليك بالصمت نعد حليما، جاهلا كنت أو عالما، فان الصمت زين عند العلماء و سترة لك عند الجهال.

و من هذه الوصية حكايته لكلام عيسي عليه السلام لأصحابه و هو قوله: و اياكم و النظرة فانها تزرع في القلب الشهوة، و كفي بها لصاحبها فتنة، طوبي لمن جعل بصره في قلبه، و لم يجعل بصره في عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب وانظروا في عيوبهم كهيئة العبيد، انما الناس مبتلي و معافي، فارحموا المبتلي، واحمدوا الله علي العافية.



[ صفحه 42]



ثم قال عليه السلام: يا ابن جندب، صل من قطعك، واعط من حرمك، و أحسن الي من أساء اليك، و سلم علي من سبك، وانصف من خاصمك،و اعف عمن ظلمك كما أنك تحب أن يعفي عنك، فاعتبر بعفوالله عنك، ألا تري أن شمسه أشرقت علي الأبرار و الفجار، و أن قطره ينزل علي الصالحين و الخاطئين.

يا ابن جندب، الاسلام عريان فلباسه الحياء، و زينته الوقار، و مروته العمل الصالح، و عماده الورع، ولكل شي ء أساس و أساس الاسلام حبنا أهل البيت. [3] .

أقول: ما أجمع هذه الوصية لجلائل الحكم و نفائس المواعظ، و لا تمر عليك وصية و لا عظة الا و حسبت عندها منتهي البلاغة و أقصي التذكير و التنبيه، و تقول: هل وراءها من قول، و ان أمثال هذه الوصايا جديرة بالتعليق و الشرح الا ان ذلك أبعد عن الغاية، فنوكل التدبر بها الي القارئ الكريم.


پاورقي

[1] ما موصولة عطف بيان لقوله - مال غيرك - أي أن الذي تخلفه وراء ظهرك هو مال غيرك فلا تهتم لاصلاحه، و تضييع مالك الذي ينبغي أن تنفقه في وجوه الخير.

[2] بتضعيف الراء - تخاصم.

[3] بحارالأنوار: 78 / 279 / 1.


اولاده


كان للامام الصادق عليه السلام من الأولاد عشرة ، من امهات شتي ، سبعة ذكور و ثلاثة اناث ، و قيل:أحد عشر بزيادة بنت اخري ، و هم:

اسماعيل الأعرج - و يقال له:اسماعيل الأمين [1] - و عبدالله الأفطح و أسماء - و تكني بام فروة - ؛ و هؤلاء الثلاثة اختلف في امهم ؛ فقال المفيد:انها فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن أبي طالب ؛ و قال الحافظ الجنابذي:انها فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، و الامام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام و محمد الديباج و اسحاق و فاطمة الكبري - علي خلاف - ؛ و امهم ام ولد اسمها حميدة البربرية ، و العباس و علي العريضي و أسماء و فاطمة الصغري ؛ لامهات شتي . و عن المناقب:أن ام فروة في نفسها أسماء .

و في بحارالأنوار 241:40 ، عن كشف الغمة:أما أولاده فكانوا سبعة:ستة ذكور و بنت واحدة ، و قيل أكثر من ذلك ، و علي هذا يكون الخلاف في أبنائه بين التسعة و الأحد عشر .

و المشهور ما ذكره الشيخ المفيد طاب ثراه في الارشاد ، قال:و كان أولاد أبي عبدالله عليه السلام عشرة ، سبعة ذكور و ثلاث اناث ، و هم:اسماعيل ، و عبدالله ، و ام فروة ، امهم فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علي عليهماالسلام ، و موسي عليه السلام ، و اسحاق ، و محمد لام ولد، [2] و العباس ، و علي ، و أسماء ، و فاطمة ، لامهات شتي .



[ صفحه 35]




پاورقي

[1] كشف الغمة 311:2 ، مناقب آل أبي طالب 361:4.

[2] و تكني ام حميدة.


اصحاب الصادق يناظرون بحضرته


و روي عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام، فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: اني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض، و قد جئت لمناظرة أصحابك.

فقال له أبوعبدالله: كلامك هذا من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعضه و من عندي بعضه.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: فأنت اذن شريك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟! قال: لا.



[ صفحه 77]



قال عليه السلام: فسمعت الوحي من الله تعالي؟ قال: لا.

قال عليه السلام: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: لا.

قال: فالتفت الي أبوعبدالله عليه السلام فقال: يا يونس، هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم.

ثم قال عليه السلام: يا يونس، لو كنت تحسن الكلام كلمته. قال يونس: فيا لها من حسرة. فقلت: جعلت فداك، سمعتك تنهي عن الكلام و تقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد [و هذا لا ينقاد]، و هذا ينساق و هذا لا ينساق، و هذا نعقله و هذا لا نعقله!

فقال أبوعبدالله عليه السلام: انما قلت ويل لقوم تركوا قولي بالكلام، و ذهبوا الي ما يريدون. ثم قال: اخرج الي الباب فمن تري من المتكلمين فأدخله.

قال: فخرجت فوجدت حمران بن أعين، و كان يحسن الكلام، و محمد ابن نعمان الأحول و كان متكلما، و هشام بن سالم، و قيس الماصر و كانا متكلمين، و كان قيس عندي أحسنهم كلاما، و كان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين، فأدخلتهم، فلما استقربنا المجلس، و كنا في خيمة لأبي عبدالله عليه السلام في طرف جبل في طريق الحرم، و ذلك قبل الحج بأيام، فأخرج أبوعبدالله رأسه من الخيمة، فاذا هو ببعير يخب، قال: هشام و رب الكعبة.

قال: و كنا ظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل، و كان شديد المحبة لأبي عبدالله، فاذا هشام بن الحكم، و هو أول ما اختطت لحيته، و ليس فينا الا من هو أكبر منه سنا، فوسع له أبوعبدالله عليه السلام و قال: «ناصرنا بقلبه و لسانه و يده»، ثم قال لحمران: كلم الرجل - يعني: الشامي -.



[ صفحه 78]



فكلمه حمران و ظهر عليه ثم قال: يا طاقي كلمه، فظهر عليه محمد بن نعمان مؤمن الطاق. ثم قال لهشام بن سالم: كلمه. فتعارفا. ثم قال لقيس الماصر: كلمه، و أقبل أبوعبدالله عليه السلام يتبسم من كلامهما، و قد استخذل الشامي في يده، ثم قال للشامي: كلم هذا الغلام - يعني: هشام بن الحكم فقال: نعم.

ثم قال الشامي لهشام: يا غلام، سلني في امامة هذا - يعني أباعبدالله عليه السلام -.

فغضب هشام حتي ارتعد ثم قال له: أخبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه، أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه.

قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال: كلفهم و أقام لهم حجة و دليلا علي ما كلفهم به، و أزاح في ذلك عللهم.

فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟ قال الشامي: هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال هشام: فبعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من؟ قال: الكتاب و السنة.

فقال هشام:فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا فيه، حتي رفع عنا الاختلاف، و مكننا من الاتفاق؟ فقال الشامي: نعم.

قال هشام: فلم اختلفنا نحن و أنت، جئتنا من الشام تخالفنا، و تزعم أن الرأي طريق الدين، و أنت مقر بأن الرأي لا يجمع علي القول الواحد المختلفين؟

فسكت الشامي كالمفكر، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ما لك لا تتكلم؟

قال: ان قلت: انا ما اختلفنا كابرت، و ان قلت: ان الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، و لكن لي عليه مثل ذلك.



[ صفحه 79]



فقال له أبوعبدالله عليه السلام: سله تجده مليا. فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم؟ فقال: بل ربهم أنظر لهم.

فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع اختلافهم و يبين لهم حقهم من باطللهم؟ فقال هشام: نعم.

قال الشامي: من هو؟ قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أما بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم فعترته.

قال الشامي: من هو عترة النبي القائم مقامه في حجته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟

قال الشامي: بل في وقتنا هذا. قال هشام: هذا المجالس، يعني: أباعبدالله عليه السلام، الذي تشد اليه الرحال، و يخبرنا بأخبار السماء وراثة عن جده.

قال الشامي: و كيف لي بعلم ذلك؟ فقال هشام: سله عما بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري، فعلي السؤال. فقال أبوعبدالله عليه السلام: أنا أكفيك المسألة يا شامي، اخبرك عن مسيرك و سفرك، خرجت يوم كذا، و كان طريقك كذا، و مررت علي كذا، و مر بك كذا. فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول: «صدقت و الله»، فقال الشامي: أسلمت لله الساعة.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون. قال: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله، و انك وصي الأنبياء.

قال: فأقبل أبوعبدالله عليه السلام علي حمران فقال: يا حمران، تجري الكلام علي الأثر فتصيب. فالتفت الي هشام بن سالم فقال: تريد الأثر و لا تعرف. ثم التفت الي الأحوال فقال: قياس رواغ، تكسر باطلا بباطل، الا أن باطلك أظهر.



[ صفحه 80]



ثم التفت الي قيس الماصر فقال: تكلم و أقرب ما يكون من الخبر عن الرسول صلي الله عليه و آله وسلم أبعد ما تكون منه، تمزج الحق بالباطل، و قليل الحق يكفي مني كثير الباطل، أنت و الأحوال قفازان حاذقان.

قال يونس بن يعقوب: فظننت و الله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما، فقال: يا هشام، لا تكاد تقع تلوي رجليك، اذ هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، اتق الزلة، و الشفاعة من ورائك [1] .

و الملاحظ من هذه المناظرة أنه عليه السلام يوجه أصحابه الي انتهاج اسلوب الجدل بالحق و بالتي هي أحسن، و يحذرهم من الوقوع في الباطل و الجدل العقيم الذي لا يهدي الي سواء السبيل، و يهديهم عليه السلام الي اسس الكلام مبينا لهم خير اسوة منهم و هو هشام بن الحكم، ليكون مثالا لهم في سلوك طريق الحق في الكلام، و قدوة في انتهاج سبيل المناظرة و الاحتجاج.


پاورقي

[1] الاحتجاج: 364.


تسمية الحاجة


وينبغي للداعي، أن يذكر حاجته، في إطار دعائه، قال الامام الصادق عليه السلام: «إن الله تبارك وتعالي، يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، ولكنه يحب أن تبث إليه الحوائج، فإذا دعوت فسم حاجتك.» [1] .


پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 476.


الصادق و السياسة


من المعروف عن الصادق انه لم يطلب الخلافة و لم يسع عليها، و لم ينازع احدا فيها.. و لكن هل يصح أن يقال انه لم يتكون له رأي سياسي، و ان كان قد اعتزل



[ صفحه 28]



السياسة، و لم يشترك في الحكم و لم يسع اليه بأي طريق من طرق السعي؟

في الحقيقة انه لم يكن له نشاط ظاهر، بل هذا لم يمنع من الاحتفاظ برأي سياسي خاص له، و قد يبثه لتلامذته الذين يترددون حول مجلسه العلمي..

و لا يمكن في أي حال انه قد رضي علي الحكم الأموي الذي قتل في ظله جده الحسين، و عمه زيد.. و لم يكن، راضيا عن حكم أبي جعفر المنصور الذي قتل أولاد عمومته. و انه تمكن من الابتعاد عن غبار السياسة العامة ليخلص لرسالته لتوطيد العقيدة و انتشارها.

و يذكر عبدالقادر محمود قصة رفضه للولاية: «ان ابا سلمة الخلال لما رأي قتل مروان الثاني لابراهيم الامام خاف انتقاض الأمر و فساده عليه، فبعث الي ثلاثة نفر. منهم، جعفر بن محمد، و عمر بن علي بن الحسين، و عبدالله بن الحسن، فبدأ الرسول بجعفر بن محمد فلقيه ليلا و اعلمه أن معه كتابا اليه من أبي سلمة يدعوه فيه ليصرف الدعوة اليه، و يأخذ بيعة أهل خراسان له. فقال له الصادق: «و ما أنا و أباسلمة هو شيعة لغيري» فقال: تقرأ الكتاب و تجيب عليه بما رأيت. فقال جعفر لخادمه قدم السراج فقدمه فوضع عليه كتاب ابي سلمة فأحرقه و قال للرسول: «عرف صاحبك بما رأيت» فخرج الرسول الي عبدالله بن الحسن فدفع اليه الكتاب، فقبله و ابتهج به. [1] .

فهذا الذي صدر عن الصادق يدل علي عظم قدره و اصابة رأيه، و نري رفضه للولاية و تلك المبايعة التي جاءت الي بيته.

و قد عاش الصادق وسط معترك سياسي و فكري يقوم بواجبه الاصلاحي من غير تزلف لسلطة، مؤديا الرسالة، متواضع يعمل بصمت، متسلح بايمانه الراسخ. فانصرف الي العلم ليجد فيه السلوان و النور و السمو عن مآرب الدنيا - فمن علا الي سمو المعرفة هانت كل مطامع الناس في نظره.



[ صفحه 29]




پاورقي

[1] عبدالقادر محمود، جعفر الصادق رائد السنة و الشيعة (المجلس الأعلي القاهرة 1970).


ابان بن صدقة الكوفي


أبان بن صدقة الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 151. تنقيح المقال 1: 5. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 155. جامع الرواة 1: 11. نقد الرجال 4. مجمع الرجال 1: 23. أعيان الشيعة 2: 100. رجال البرقي 39. منتهي المقال 17. منهج المقال 17. لسان الميزان 1: 23.



[ صفحه 27]




سالم بن مكرم


أبو خديجة وأبو سلمة سالم ابن أبي سلمة مكرم بن عبد الله الأسدي بالولاء،

الكوفي، الكناسي، الجمال، المعروف بصاحب الغنم. من ثقات محدثي الإمامية، وقيل كان من الضعفاء ولم تثبت وثاقته، وله كتاب. وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام أيضا. كان جمالا، حمل الإمام الصادق عليه السلام من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة. روي عنه أحمد بن عائذ، وعبد الرحمن بن أبي هاشم البزاز البجلي، والحسن ابن علي الوشاء وغيرهم. وكان علي قيد الحياة قبل سنة 183.

المراجع:

رجال الطوسي 209. تنقيح المقال 2: 4 و 5 و 3: قسم الكني 15. فهرست الطوسي 79. رجال النجاشي 134. معالم العلماء 57.. رجال ابن داود 101 و 247. رجال الحلي 227. معجم الثقات 57 و 140. معجم رجال الحديث 8: 9 و 17 و 18 و 22 و 27 و 21: 143 و 177. رجال البرقي 33. رجال الكشي 352. نقد الرجال 145 و 387. توضيح الاشتباه 167. جامع الرواة 1: 349 و 383 و 391. هداية المحدثين 69. مجمع الرجال 3: 94 و 95 و 7: 37. أعيان الشيعة 7: 180. بهجة الآمال 4: 309. المقالات والفرق 81 و 218. فرق الشيعة 69. منتهي المقال 142. سفينة البحار 1: 381 و 641. منهج المقال 157. جامع المقال 70. التحرير الطاووسي 144. نضد الايضاح 150. أضبط المقال 514. وسائل الشيعة 20: 203. إتقان المقال 186. الوجيزة 35. تهذيب المقال 3: 79. رجال الأنصاري 91.


مبارك العباسي


مبارك العباسي بالولاء، الكوفي، مولي إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس.

المراجع:

رجال الطوسي 310. تنقيح المقال 2: قسم الميم 52. معجم رجال الحديث 14: 176. جامع الرواة 2: 38. مجمع الرجال 5: 92. خاتمة المستدرك 838. منهج المقال 272.



[ صفحه 12]




تفريج كرب المومن


و قال في باب تفريج كرب المؤمن [1] باسناده عن مسمع بن ابي سيار قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الاخرة و خرج من قبره ثلج الفؤاد و من اطعمه من جوع اطعمه الله من ثمار الجنة و من سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.


پاورقي

[1] اصول الكافي ج 2 ص 159 طهران.


كيسانيه


اين فرقه در زمان امام صادق عليه السلام وجود داشته و اعتقاد آنان اين بوده كه محمد بن الحنفيه فرزند اميرالمؤمنين عليه السلام بعد از آن حضرت امام مي باشد و در لقب او به حنفيه اختلاف است. و اين فرقه داراي چند گروه است:

1- گروهي كه مي گويند: محمد حنفيه همان مهدي موعود و وصي اميرالمؤمنين عليه السلام است و هيچ كدام از اهل بيت او حق مخالفت با او را نداشته و مصالحه ي امام حسن عليه السلام با معاويه و خروج امام حسين عليه السلام به اذن او بوده است؛ همان گونه كه خروج مختار نيز براي انتقام از خون شهداي كربلا به اذن او بوده است.

2- فرقه اي كه قايل به امامت محمد حنفيه اند و او را بعد از امام حسن و امام حسين عليهم السلام امام مهدي مي دانند و مي گويند: اميرالمؤمنين عليه السلام او را اين گونه ناميده است و او زنده است و نخواهد مرد، لكن غايب است و كسي محل او را نمي داند و زود است كه ظاهر گردد و مالك روي زمين شود و بعد از غيبت او امامي نخواهد بود تا او قيام كند و اين گروه را اصحاب اين كرب و كربيه مي نامند.



[ صفحه 58]



3- گروهي كه مي گويند: محمد حنفيه در كوه هاي رضوي بين مكه و مدينه اقامت دارد و او امام منتظر مي باشد.

4- گروهي كه مي گويند: محمد حنفيه از دنيا رفته و امام بعد از او فرزند او عبدالله، مكناي به ابوهاشم است و او فرزند بزرگ او بوده و محمد حنفيه او را وصي خود قرار داده است. اين رو، اين فرقه را هاشميه مي گويند و اعتقاد آنها اين است كه مي گويند: «عبدالله فرزند محمد حنفيه مهدي اين امت است و او زنده خواهد بود بلكه درباره ي او غلو نموده و مي گويند: او مرده ها را زنده مي كند.» و لكن هنگامي كه عبدالله از دنيا رفت پيروان او به چند فرقه تقسيم شدند.

البته در بين كيسانيه مرداني از اهل ذكر و عبادت و جلالت وجود داشته كه عزت فراواني داشته اند. از آن جمله است شاعر معروف سيد اسماعيل حميري كه از اشعار او نيز معلوم است كه داراي چنين اعتقادي بوده است. هر چند وي به بركت سخنان امام صادق عليه السلام از اين عقيده دست برداشت كه اين معنا نيز در اشعار او مشهود است.

يكي ديگر از كيسانيه حيان سراج است كه او نيز روزي خدمت امام صادق عليه السلام آمد و آن حضرت به او فرمود: «اي حيان! دوستان تو درباره ي محمد بن الحنفيه چه مي گويند؟» او گفت: آنان مي گويند: او زنده است و مانند مردم روزي مي خورد. امام صادق عليه السلام به او فرمود: «پدرم امام باقر عليه السلام مي فرمود: «من در بيماري او، او را عيادت نمودم و از كساني بودم كه چون او مرد چشمان او را بستم و او را داخل قبر نمودم و همسران او تزويج نمودند و اموال او بين وارثين تقسيم گرديد.» او گفت:

يا اباعبدالله! مثل محمد حنفيه در اين امت مثل عيسي بن مريم عليه السلام كه امر او براي مردم مشتبه و نامعلوم گرديد. امام صادق عليه السلام فرمود: «امر او براي دوستان او نامعلوم گرديد و يا براي دشمنان او؟» او گفت: براي دشمنان نامعلوم گرديد. امام صادق عليه السلام فرمود: «آيا تو گمان مي كني كه ابوجعفر امام باقر عليه السلام دشمن عموي خود محمد بن الحنفيه بوده است؟» او گفت: خير. امام صادق عليه السلام فرمود: «اي حيان! شما از آيات قرآن رو گردان شده ايد و خداوند در قرآن مي فرمايد: (سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما



[ صفحه 59]



كانوا يصدفون) [1] يعني: زود است ما كساني كه از آيات ما اعراض مي كنند را به كيفر و عذاب بدي مجازات نماييم.» [2] .

بريد عجلي از اصحاب معروف و معتمد امام صادق عليه السلام مي گويد: بر آن حضرت وارد شدم. پس امام عليه السلام به من فرمود: «اگر چند لحظه زودتر آمده بودي حيان سراج را مي ديدي.» سپس، به محلي در اتاق اشاره نمود و فرمود: «در اين محل نشسته بود و نام محمد بن حنفيه و زنده بودن او را مطرح مي نمود و از او استمداد و در خواست مي كرد. پس من به او گفتم: اي حيان! آيا به گمان تو و هم كيشان تو چنان كه روايت مي كنيد چنين نيست كه هر چه در بني اسرائيل رخ داده در اين امت نيز بدون كم و كاست رخ خواهد داد؟ او گفت: آري. گفتم: آيا ما و شما تاكنون شنيده ايم كه عالمي مقابل چشم مردم بميرد و زن هاي او ازدواج كنند و اموال او تقسيم شود و [باز] او زنده باشد و نميرد؟ پس حيان برخواست و جوابي به من نداد و رفت. [3] .

البته كيسانيه از فرقه هايي است كه منقرض گرديده و امروزه پيروي ندارد.


پاورقي

[1] انعام / 157.

[2] اكمال الدين، ص 22 رجال كشي، ص 203.

[3] رجال كشي، ص 202، ذيل كلمه «حيان».


وصيت نامه امام صادق به اصحاب و شيعيان خود


مرحوم كليني در ابتداي كتاب روضه كافي مي گويد: «اين وصيت نامه را امام صادق عليه السلام براي شيعيان خود نوشت و به آنان دستور داد كه در آن دقت كنند و همواره به يكديگر تعليم دهند و به آن عمل نمايند و آن را نگهداري كنند. اصحاب و شيعيان آن حضرت نيز آن را در نمازخانه ها قرار داده بودند و چون از نماز فارغ مي شدند در آن نظر مي كردند.» با توجه به اين وصيت نامه امام عليه السلام بسيار طولاني است، ما تنها بخشي از آن



[ صفحه 330]



را كه بسيار زيبا و حكمت آميز است، بيان مي كنيم. البته واجب است به چنين وصيت نامه هايي كه در برگيرنده ي نكات اخلاقي و ارزش هاي والاي دين اسلام است بيشتر توجه كنيم.

بسم الله الرحمن الرحيم

«... اما بعد، از خداي خود عافيت [دنيا و آخرت] طلب كنيد و بر شما باد به فراغت از دنيا و وقار و آرامش و حيا و دوري از آنچه صالحين از آن دوري مي جسته اند، از خدا بترسيد و زبان هاي خود را جز از سخن خير ببنديد، از دروغ و بهتان و گناه و دشمني پرهيز نماييد؛ چرا كه اگر شما زبان هاي خود را از آنچه خداوند نمي پسندد و شما را از آن باز داشته است، نگه داريد و هر سخني را نگوييد، پاداش شما نزد خداوند نيكو خواهد بود.

مبادا با تندي و خشونت سخن بگوييد؛ زيرا اين گونه سخن گفتن در جاهايي كه خدا كراهت دارد واز آن نهي نموده، سبب پستي بنده و خشم خدا مي شود و در آن صورت بنده همان گونه كه خداوند فرموده: (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) [1] در روز قيامت كر و گنگ و كور خواهد بود و اجازه سخن گفتن به او داده نمي شود تا بتواند عذري براي خود بيان كند، و بر شما باد به خاموشي، مگر در جايي كه براي آخرت شما سودي داشته باشد و پاداشي بر آن بيان شده باشد.

فراوان خداي خود را بخوانيد؛ زيرا خداوند از بين بندگان خويش كساني كه اهل دعا هستند را دوست مي دارد، و به بندگان خود وعده ي اجابت داده و دعاي مؤمنان را در روز قيامت جزء اعمالي قرار مي دهد كه به سبب آن درجات بهشتي آنان بالا مي رود؛ پس تا مي توانيد در ساعت هاي شبانه روز خداي خود را ياد كنيد؛ زيرا او به شما امر نموده كه فراوان او را ياد نماييد و خداوند به ياد هر مؤمني است كه او را ياد كند. [همان گونه كه مي فرمايد: (فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون )] [2] .

و بدانيد كه احدي از بندگان مؤمن، خدا را ياد نمي كند جز آن كه خداوند نيز او را به خوبي ياد خواهد نمود. پس هر چه توان داريد در راه اطاعت خداوند صرف نماييد؛ چرا



[ صفحه 331]



كه هيچ خيري از جانب خداوند به كسي نمي رسد مگر به وسيله ي اطاعت از او و دوري از آنچه او در ظاهر قرآن و باطن آن نهي نموده است.

خداوند در قرآن مي فرمايد: (و ذروا ظاهركم الاثم و باطنه) [3] شما بدانيد كه هر چه را خداوند امر به اجتناب آن نموده حرام خواهد بود، پس شما از هوس ها و آراي خود پيروي نكنيد كه گمراه خواهيد شد. همانا گمراه ترين مردم نزد خداوند كسي است كه از هوي و هوس و نظر خود بدون توجه به راهنمايان الهي [يعني امامان معصوم عليهم السلام] پيروي كند. و تا مي تواند كارهاي سودمند انجام دهيد؛ زيرا هر كار زشت و يا سودمندي را كه انجام دهيد براي خود ذخيره نموده ايد.

و بدانيد كه ايمان هيچ بنده اي از بندگان خدا پذيرفته نيست مگر آن كه آن بنده از تقديرات تلخ و شيرين خداي خويش راضي باشد و خداوند پاداش بنده ي صابر و راضي به تقديرات خود را جز با فضل و كرم خود نخواهد داد و اين براي او بهتر از هر چيزي است. و بر شما باد به محافظت از نمازها به ويژه نماز وسطي و به خضوع و تضرع به پيشگاه خداوند، همان گونه كه امر الهي به مؤمنان پيشين چنين بوده است.

و از تكبر و بزرگي پرهيز كنيد؛ چرا كه بزرگي مخصوص خداي عزوجل است و هر كه در مقابل او تكبر و بزرگي كند، خداوند كمر او را مي شكند و او را در روز قيامت ذليل و خوار خواهد نمود. و از ظلم و آزار به يكديگر پرهيز كنيد كه آن از خصلت هاي صالحين نيست؛ زيرا هر كه به ديگران ظلم كند به خود ظلم نموده و خداوند ياور مظلوم خواهد بود و هر كه خدا ياور او باشد غالب و پيروز خواهد شد.

و از حسد پرهيز كنيد؛ چرا كه ريشه ي كفر، حسد مي باشد [چنان كه شيطان با حسد ورزيدن كافر شد].

و بترسيد از اين كه عليه مسلمان مظلومي حركت كنيد؛ زيرا اگر او به شما نفرين كند، نفرينش پذيرفته خواهد شد. همانا جد ما رسول خدا صلي الله عليه و آله مي فرمود: «نفرين مسلمان مظلوم مستجاب است.»



[ صفحه 332]



و از كمك به يكديگر دريغ نكنيد، چرا كه جد ما رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: «پاداش كمك نمودن به مسلمان، بهتر و بيش تر از پاداش يك ماه اعتكاف و روزه گرفتن در مسجدالحرام است.»

و بدانيد كه اسلام به معناي تسليم است و تسليم نيز مساوي با اسلام است. پس هر كه تسليم باشد مسلمان خواهد بود و هر كه روح تسليم و اطاعت در او نباشد بهره اي ازاسلام نخواهد داشت و كسي كه دوست داشته باشد در حق خود احسان كند بايد از خداي خويش اطاعت نمايد و هر كه از خداي خود اطاعت نمايد در حقيقت به خود احسان نموده است.

از معصيت و نافرماني خدا بترسيد و گناه نكنيد؛ زيرا هر كه به ساحت مقدس خداوند هتك حرمت كند، در نهايت به خود هتك حرمت نموده است و بدانيد كه بين نيكي و بدي منزلتي نيست. اهل احسان و نيكي به بهشت مي روند و اهل زشتي و بدي به آتش خواهند رفت، پس خدا را اطاعت كنيد و از معصيت و نافرماني او بپرهيزيد.


پاورقي

[1] بقره / 171.

[2] بقره / 152.

[3] انعام / 12.