بازگشت

عباس بن عبدالمطلب


عباس عموي پيامبر (صلي الله عليه وآله) بوده و در حوادثي كه در مكه بر آن حضرت گذشت، در جمع بني هاشم، از مدافعان رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به شمار مي رفت. وي از اشراف مكه تلقي مي شد و روحيه اشرافي نيز داشت. در عين حال، پس از آنكه اسلام آورد و به دليل كمكي كه در جمع بني هاشم به رسول خدا (صلي الله عليه وآله) كرده بود و نيز به عنوان عموي آن حضرت، سخت مورد علاقه رسول خدا (صلي الله عليه وآله) بود. وي بعد از رحلت رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به امير مؤمنان (عليه السلام) وفادار بود و در رجب سال 32 هجري در روزگار عثمان بدرود حيات گفت.

زماني كه عباسيان به قدرت رسيدند، عنايت خاصي به مقبره جدشان در بقيع داشتند و همچنان كه گذشت، زمان ناصر عباسي (575 ـ 622) كه گرايش زيادي به مذهب تشيع داشت، بقعه اي روي مقبره عباس و چهار امام ساختند.


علامه شيخ احمد رضا


- علامه شيخ احمدرضا

از روزي كه مسلمانان به علوم طبيعي، دست يافتند و فلسفه ي يونان در بين آن ها شايع گرديد، بدعت گذاري آغاز و زبان ها به بدعت هايي جديد، گويا شد. از آن سو، انتقال حكومت به حكومت ديگر، مردم را در وحشت عجيبي قرار داد. در نتيجه عقايد و مذاهب، گوناگون گرديد و كفر و بدبيني آشكار شد. حكومت وقت براي مبارزه با بدعت ها در كشتن بدعت گزاران كوشيد و دانشمندان نيز از راه دليل و برهان يعني از راه دانش با بدعت ها مبارزه كردند. حضرت امام صادق عليه السلام يكي از پرچمداران اين ميدان به شمار مي رفت، بلكه بايد گفت: وي در نگهداري آيين جدش پيامبر خدا صلي الله عليه و اله ثابت قدم ترين مردم و دليلش از همه محكم تر و روشن تر بود و بالاتر اين كه داناترين و راستگوترين مردم زمانش محسوب مي شد روي اين اصل، راويان اخبار براي استفاده از محضرش پيرامون خانه اش اجتماع مي كردند و از او - كه عادل و مورد اطمينان بود - روايت مي گرفتند. چه گونه چنين



[ صفحه 38]



نباشد كسي كه حديث را از پدر ش و از جدش و از جدش تا پيامبر خدا صلي الله عليه و اله - كه همه رهبران پاك و معصوم هستند، نقل مي كند؛ پاكاني كه جامه هاي شان پاكيزه است و هرگاه نام شان به زبان مي آيد، درود بر آنان فرستاده مي شود؟


الكبائر


الذنوب ا لكبائر هي التي شدد الله تبارك و تعالي علي مرتكبيها و أوعد عليها النار؛ و قد اختلف العلماء في عددها، فذهب بعضهم الي أنها سبعة، و أنهاها آخرون الي السبعين.

و هذا عمرو بن عبيد - فقيه البصرة - يفزع الي الامام الصادق عليه السلام ليعلمه الكبائر مستشهدا عليها من كتاب الله تعالي. و يجيبه الامام عليه السلام علي سؤاله مستشهدا عليها من القرآن الكريم تارة، و من حديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أخري، فكأنه عليه السلام قد هيأها له من قبل حين، و احسب أن مهمتنا ليست معرفة هذه الكبائر أو حفظها، بل هو تجنبها و الابتعاد عنها.

قال الشيخ رشيد الدين: دخل عمرو بن عبيد علي الامام الصادق عليه السلام و قرأ: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) و قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله.

فقال عليه السلام: نعم يا عمرو، ثم فصلها له عليه السلام.

1 - الشرك بالله (ان الله لا يغفر أن يشرك به).

2 - اليأس من روح الله (لا يايئس من روح الله الا القوم الكافرون).

3 - عقوق الوالدين، لأن العاق جبار شقي (و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا).

4 - قتل النفس (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما).



[ صفحه 446]



5 - قذف المحصنات (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الأخرة و لهم عذاب عظيم).

6 - أكل مال اليتيم (ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا).

7 - الفرار من الزحف (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير).

8 - أكل الربا (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).

9 - السحر (و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الأخرة من خلاق).

10 - الزنا (و لا تقربوا الزني انه كان فاحشة و ساء سبيلا) (و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما).

11 - اليمين الغموس (الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الأخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم).

12 - الغلول (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة).

13 - منع الزكاة (و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).

14 - شهادة الزور (و الذين لا يشهدون الزور).

15 - كتمان الشهادة (و من يكتمها فانه ءاثم قلبه).

16 - شرب الخمر، لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «شارب الخمر كعابد الوثن».

17 - ترك الصلاة، لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «من ترك الصلاة متعمدا فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسوله».



[ صفحه 447]



18 - نقض العهد و قطيعة الرحم (و الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار).

19 - قول الزور (و اجتنبوا قول الزور).

20 - الجرأة علي الله (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون).

21 - كفران النعمة (و لئن كفرتم ان عذابي لشديد).

22 - بخس الكيل و الوزن (ويل للمطففين).

23 - اللواط (الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش).

24 - البدعة، لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «من تبسم في وجه مبتدع؛ فقد أعان علي هدم دينه».

فخرج عمرو بن عبيد و له صراخ من بكائه و هو يقول: هلك من سلبكم تراثكم، و نازعكم في الفضل و العلم [1] .



[ صفحه 448]




پاورقي

[1] المناقب: 2 / 327.


ضميمه


اهميت نقش تفسير امام جعفر صادق (عليه السلام) را در نشأت اصطلاحات عرفاني اسلامي، به حد كفايت، در صفحات بالا نشان داديم. به سبب همين اهميت، در اينجا فهرست الفبايي الفاظ فني اين تفسير را به دست مي دهيم، و با اين كار از خواست قلبي لويي ماسينيون پيروي مي كنيم كه در تحقيق خود توصيه مي كرد كه بهترين روش براي مطالعه ي اصطلاحات عرفاني اين است كه «خود به تأني و شكيبايي، با بررسي دقيق و مستقيم و مستوفي، واژه نامه هايي متجانس (براي هر نويسنده يك واژه نامه) فراهم آوريم» (ص 40).

الفاظ را به ترتيب الفبايي و براساس ريشه هاي آنها تنظيم و عرضه كرده ايم. شماره ها، به ترتيب، ارجاع به سوره هاي قرآن و آياتي است كه امام صادق (عليه السلام) تفسير كرده اند؛ نگاه كنيد به متن چاپ شده در «ملانژ» دانشگاه سن ـ ژوزف، بيروت، جلد هيجدهم، جزوه ي 4، 1968، ص 183 تا 230 (اين متن در مجموعه ي آثار ابوعبدالرحمن سلمي، بخش هايي از حقايق التفسير و رسائل ديگر، گردآوري نصر الله پور جوادي، جلد اول، مركز نشر دانشگاهي، 1369، ص 21 تا 63، چاپ شده است ـ م.).


و من كلام له: في قداسة أهل البيت


(و ان الله تعالي فرض طاعتهم علي الخلق)

نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس الا معرفتنا و لا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنا و من انكرنا كان كافرا، و من لم يعرفنا و لم ينكرنا كان ضالا حتي يرجع الي الهدي الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة، فان يمت علي ضلالته يفعل الله به ما يشاء.


مغيرة بن سعيد


مغيره در اول كار مردم را به پيروي محمد بن عبدالله بن حسن مي خواند. او بر حضرت



[ صفحه 69]



باقر (ع) دروغ مي بست و خداوند سوزش آهن را به او چشانيد.

امام صادق (ع) فرمود: خدا لعنت كند مغيرة بن سعيد را. او بر پدرم دروغ بست، خداوند به او سوزش آهن را چشاند. [1] .

امام باقر (ع) فرمود: مثل مغيره، مثل بلعم باعورا مي باشد كه قرآن او را چنين معرفي مي نمايد: «الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان و كان من الغاوين» [2] - كسي كه آيه هاي خويش بدو تعليم داديم، و از آن به در شد و شيطان به دنبال او افتاد، و از گمراهان گرديد - [3] .

از هشام بن حكم روايت شده كه گفت: شنيدم حضرت صادق (ع) فرمود: احاديثي كه از ما نقل مي شود، قبول نكنيد، مگر آن چه را كه با قرآن و سنت پيغمبر (ص) موافق باشد و يا شاهدي از روايت گذشته ما داشته باشد؛ زيرا مغيرة بن سعيد لعنة الله، در اخبار و روايات اصحاب پدرم دست برده و اخباري را جعل كرده كه پدرم هرگز نفرموده است. [4] .

و نيز از امام صادق (ع) روايت شده كه فرمود: بين مردم كوفه دروغگويي وارد شده و او مغيرة بن سعيد است، او بر پدرم حضرت باقر (ع) دروغ بست. آن گاه امام يكي از جعليات او را برشمرد و فرمود: به خدا، مغيرة دروغ مي گويد، لعنت خدا بر او باد. [5] .


پاورقي

[1] رجال كشي، ص 255 و ص 195.

[2] سوره اعراف، آيه 175.

[3] رجال كشي، ص 198.

[4] رجال كشي، ص 195.

[5] رجال كشي، ص 198.


حجه


أما الحج فهو بالإضافة إلي قدسيته فإنه من أهم المؤتمرات السياسية التي تعقد في العالم الإسلامي، حيث تعرض فيه أهم المشاكل التي تواجه المسلمين سواء أكانت من الناحية الاقتصادية أم الاجتماعية أو المشاكل السياسية الداخلية والخارجية، مضافاً إلي أنه من أهم الروابط التي يعرف بها المسلمون بعضهم بعضاً.

وقد حج الإمام الصادق (عليه السلام) مرات متعددة والتقي بكثير من الحجاج المسلمين، وقد كان المعلم والمرشد لهم علي مسائل الحج، فقد جهد هو وأبوه الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) علي بيان أحكام الحج بشكل تفصيلي، وعنهما أخذ الرواة والفقهاء أحكام هذه الفريضة، ولولاهما لما عرفت مسائل الحج وأحكامه.

وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يؤدي بخضوع وخشوع مراسيم الحج من الطواف، والوقوف في عرفات ومني، وقد روي بكر بن محمد الأزدي فقال: خرجت أطوف، وإلي جنبي الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) حتَّي فرغ من طوافه ثم مال فصلي ركعتين بين ركن البيت والحجر، وسمعته يقول في أثناء سجوده: «سجد وجهي لك تعبداً ورقّـاً، لا إله إلاّ أنت حقاً حقاً، الأول قبل كلّ شيء، والآخر بعد كلّ شيء، وها أنا ذا بين يديك، ناصيتي بيدك فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك، فاغفر لي، فإني مقرٌّ بذنوبي علي نفسي، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك»..

ثم رفع رأسه الشريف، ووجهه كأنما غُمّس في الماء من كثرة البكاء [1] .

وروي حمّاد بن عثمان فقال: رأيت أبا عبد الله جعفر بن محمد



[ صفحه 34]



بالموقف رافعاً يده إلي السماء.. وكان في موقف النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) وظاهر كفّيه إلي السماء [2] .

وكان (عليه السلام) إذا خرج من الكعبة المقدسة يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، اللهم لا تجهد بلاءنا، ولا تشمت بنا أعداءنا، فإنك أنت الضار النافع [3] .

وروي حفص بن عمر ـ مؤذن علي بن يقطين ـ فقال: كنا نروي أنه يقف للناس في الحج سنة (140 هـ) خير الناس، فحججت في تلك السنة، فإذا إسماعيل بن عبد الله بن العباس واقف فداخلنا من ذلك غم شديد، فلم نلبث، وإذا بالإمام أبي عبد الله (عليه السلام) واقف علي بغلة له، فرجعت أبشّر أصحابي، وقلت: هذا خير الناس الذي كنا نرويه [4] .

وكان من أعظم الخاشعين والداعين في مواقف الحج، فقد روي أنّ سفيان الثوري قال: والله رأيت جعفر بن محمّد (عليه السلام) ولم أر حاجّاً وقف بالمشاعر، واجتهد في التضرُّع والابتهال منه، فلمّا وصل عرفات أخذ من الناس جانباً، واجتهد في الدعاء في الموقف [5] .



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] قرب الإسناد: 28.

[2] المصدر السابق: 31.

[3] المصدر السابق: 3.

[4] قرب الإسناد: 98.

[5] حياة الإمام الصادق (عليه السلام): 1 / 71 نقلاً عن ضياء العالمين.


القناعة والاقتصاد


يحد الإنسان من شهواته ورغباته فيضمن لنفسه الراحة من العناء، ويوفر عليها كثيراً من الزمن، ويقتصد في المعيشة ويعتدل في حب المال، ويسمي الاعتدال في حب المال قناعة، ويسمي الاقتصاد في المعيشة رفقاًَ، ويقول فيه الإمام الصادق (ع): (الرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال) [1] ويقول أيضاً: (ما زوي الرفق عن أهل بيت إلا زوي عنهم الخير) [2] ويقول: (ضمنت لمن أقتصد أن لا يفتقر) [3] وليس بين البخل وبين الاقتصاد صلة، ولكن من البخلاء من يعلل عن إمساكه بأنه نوع من الاقتصاد الذي يأمر به العقل، وهي علة يتعلق بها المذنب وعذر يسوقه إليه شعوره بالجريمة، الاقتصاد تنظيم معيشة الإنسان علي ما يفرضه العقل الصحيح، وتتحمله المقدرة المالية فيعطي في موضع الإعطاء ويمسك في موضع الإمساك بلا سرفٍ ولا تقتير، والبخل هو المنع في موضع وجوب الإعطاء.

الاقتصاد هو التوازن العادل وطرفاه هما الإسراف والتقتير، أما الكرم والإيثار فهما لا ينافيان الاقتصاد إذا اقتضتهما الحكمة، وتحملتهما المقدرة، المقتصد سخي لأنه (يؤدي واجب الشريعة، وواجب المروءة، وواجب العادة) والبخيل هو (الذي يمنع واحداً من هذه الواجبات).

والقناعة صفة تقارب الاقتصاد في الأثر، وتقابله في المعني، والفرق بينهما هو الفرق بين الخلق والسلوك، القناعة ملكة في الإنسان تكسبه الرضا بالقليل، والاكتفاء بما يسد الحاجة، والاقتصاد تنظيم المعيشة علي ما تفرضه الحكمة وتدعو إليه الضرورة وأثر كل منهما اطمئنان النفس بما يحصل لها من القوت، والاقتصاد محتاج إلي مناعة قناعة في وجوده، والقناعة محتاجة إلي الاقتصاد في ظهورها في العمل، فيكون بين الوصفين تضامن في العمل واتحاد في الأثر.

خلق الإنسان وخلقت معه الحاجة والوسائل التي يسد بها تلك الحاجة، لابد للإنسان من القوت لأنه يريد ان يعيش ولابد له من الملبس لأنه يريد ان يجتمع، ولابد له من المسكن لأنه يريد ان يستقل، إذن فالإنسان محتاج إلي هذه الضرورات وإلي أمثالها من وسائل الحياة، وهو محتاج إلي مال يبلغه تلك الغايات، وإلي مكسب يوصله إلي المال، وكيف يحصل علي الكسب بغير الاجتماع.

حلقات من الحاجة يتصل بعضها ببعض، ولا ينفك بعضها عن بعض، والمال بعض الحلقات المتصلة، ولا ينكر أحد أهميته في الحياة، ولكن الشيء الذي يستنكره العقل أن يجعل المال هو الغاية الأولي والأخيرة تحطم في سبيله كل غاية، وتستخدم في تحصيله كل وسيلة، وينبذ كل تشريع ونظام.

النفس ميالة إلي الشهوات، والمال يسهل لها طريق الحصول علي هذه الغاية، هذا هو مبدأ الشر وهذه هي جرثومة الداء، هذا هو الذي يفسر لنا المبالغة التي نجدها في ذم المال والتحذير منه فإن التخلص من الأدواء التي يسببها جمع المال عسير جداً.

(ان الشيطان يدبر أبن آدم في كل شيء، فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته) [4] هذه كلمة يقولها الإمام الصادق (ع) في التحذير من المال وبالأحري في التحذير من النقائص التي يسببها جمع المال، والشيطان يجثم لأبن آدم عند المال إذا أعياه في كل شيء، إذن فالمال أعظم شباك الشيطان وأكبر مصائده، والإنسان مفتقر إلي المال لأن الحاجة تدعوه إلي طلبه، وإذن فلا بد أن يلتقي الخصمان علي مجزرة المال، ولابد أن يغلب المتيقظ منهما الغافل، ويظفر الجاد بالهازل، فإن المال باب الشهوات ومفتاح المطامع، والإنسان رهين أطماعه وعبد شهواته، وهكذا يستعبد الحر ويبلغ الشيطان أمنيته من عدوه فيأخذ برقبته رضي الإنسان بهذه النتيجة أم أباها.

وللشريعة الإسلامية نظرة معتدلة إلي المال، فهو خادم أمين يبلغ به الإنسان حاجته، وللخادم الأمين منزلته وله مقامه، علي ان يبقي السيد سيداً، ويظل العبد عبداً، والمال وسيلة محبوبة توصل الإنسان إلي الخير، وتحصل له السعادة ووسيلة الخير خير، وسبب السعادة سعادة، علي ان تبقي الوسيلة وسيلة والغاية غاية، وأما تحصيل المال بالسرقة والخيانة، والظلم في المعاملة والتعدي علي الحقوق، و.. فهو أشد المحظورات عند الشرع والعقل، ومن أعظم المنكرات في العلم الأخلاق، لأنه يميت الغاية قبل الحصول علي الوسيلة، وينقض الأساس قبل ان يتم البناء، ولست بحاجة إلي ذكر الشواهد علي ذلك من كلمات الإمام الصادق (ع) لأن تحريم هذه الأشياء من ضروريات الدين الإسلامي.

ولست أذكر الربا والمرابين إلا بخير، فإن الربا اختلاس يبيحه النظام المدني، والمرابين سراق يحترمهم القانون، وماذا علي المسلم إذا أكل الربا هنيئاً مادام القانون يثبت له هذا التجاوز، وما دامت المعاملات الربوية شائعة بين الناس, فليغتصب أموال الناس باسم النظام، وليموه علي جريمة بإسم التأويل، وليكن بعد هذا محارباً لله ولرسوله في رأي القرآن، وليكن الربا أشد حرمة من الزنا في رأي الإمام الصادق (ع)، فإنه يتأول قبل ان يرتكب، وليس عليه بعد التأويل شيء.. وبعد فإن تحريم الربا فكرة يحب علي المسلم ان يعترف بها في مقام الاعتقاد، وليس عليه ان يطبقها في مقام العمل.

والفقير قد يكون آمناً من أكثر هذه الجرائم التي تتعلق بالمال، ولكنه قد يتعرض لما هو أشد منها جرماًَ وأكبر أثماً.

قد يحمله الاعواز علي ان يسرق، وقد يدعوه الفقر إلي ان يخون، أو يستدين ثم ينكر، وقد... وقد.، والفقير إلي جانب اليأس أقرب منه إلي طرف الرجاء، وإلي الجزع أكثر ميلاً منه إلي الصبر، وأكثر ما يقترفه من الذنوب نتيجة ذلك اليأس والثمرة ذلك الجزع، وأحاديث الأئمة من أهل البيت (ع) قد تنوعت للفقير بأنواع البشائر لتحيي فيه ميت الرجاء، وتبعث في قلبه روح الأمل، ثم أمرته بالكسب ورغبته في الاقتصاد، وللأمام الصادق (ع) كلمات تتصل بهذا البحث يجب ان تتخذ قواعد عامة في باب الاقتصاد، ومن هذه الكلمات قوله:

" لا تكسل في معيشتك فتكون كلا علي غيرك" [5] .

" ضمنت لمن أقتصد ان لا يفتقر" [6] .

" أنظر من هو دونك في المقدرة، ولا تنظر إلي من هو فوقك " [7] .

" السرف أمر يبغضه الله حتي طرحك النواة فإنها تصلح لشيء " [8] .

" من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس " [9] .

" تَعَوَّذوا بالله من غلبة الدين وغلبة الرجال " [10] .


پاورقي

[1] الكافي الحديث9 باب الرفق.

[2] الحديث8 من المصدر المتقدم.

[3] جامع السعادات ص361.

[4] أصول كافي الحديث4 باب حب الدنيا.

[5] الكافي الحديث9 باب كراهية الكسل من كتاب المعيشة.

[6] جامع السعادات ص361.

[7] جامع السعادات ص361.

[8] تحف العقول ص89.

[9] الكافي الحديث16 باب الرفق.

[10] الكافي الحديث الأول باب الدين.


كلمة في البداية


أيها القاري ء الحر الذكي!

نحن علي أعتاب رحلة طويلة، دينية، عقائدية، روحية، علمية، ثقافية، فقهية و لا يخلو طريقنا من شي ء من صعوبة الادراك، و وعورة الفكر.

و قبل كل شي ء: يجب أن تعلم بأنني لست خرافيا، و لا ساذجا عاريا عن الفهم، و لا أعتنق ما لا يصدقه العقل السليم، و لا أركض وراء الترهات و الأفكار التائهة.

اذن، فلا تحمل كلامي علي الغلو و المبالغة، و لا تعتبرني شاذا في الفكر و العقيدة.

اننا نسير في رحاب شخصية مظلومة، مجهولة القدر، في ذروة الشرف و قمة العظمة، و لكن لم يسلم شرفه الرفيع من الأذي.

فالرجاء أن تمهلني في هذه المسيرة، و لا تعجل، و لا تحكم علي حكما غيابيا قبل أن نكمل هذه الرحلة.

هل صادفت في حياتك أن وقفت علي ساحل بحر؟



[ صفحه 33]



تنظر الي البحر، فلا تعلم أبعاده - طولا و عرضا و عمقا - و لا محتوياته، و لا الكائنات التي تعيش في غمرات مياهه، و الا العجائب، من المخلوقات التي تسبح في طبقاته.

فأنت تري البحر و لا تري باطنه و لا تعرف عن أعماقه شيئا، و حتي اذا أتيحت لك غواصة فركبتها، و نزلت الي كيلومترات تحت الماء، فأنت لا تزال تغوص في جزء صغير من البحر، فهل تستطيع أن تستوعب البحر كله بما فيه؟!

و هل رأيت - نفسك - يوما أمام جبل شاهق، قد ارتفع فوق السحب؟

فهل تعلم ما احتواه ذلك الجبل من المعادن و المواد، من قمته الي تخوم الأرض؟

فاذا قيل لك: ان في هذا الجبل عشرات المعادن، و آلاف المواد المتنوعة المودعة في بطون التراب، فهل تصدق هذا القول أم تكذبه؟

فكيف تصدق و كيف تكذب؟

من الممكن أن تصدق هذا القول لأنه ممكن غير مستحيل، و كيف تكذب شيئا لا تعلمه؟

فهل الجهل بلا شي ء يصير سببا لانكار الشي ء؟

ان الشخصية - الذي يعتبر هذا الكتاب مرآة تنعكس عليها نبذة مما يتعلق بها من أعمال و صفات، و رواة و أقوال، و حكم و أحكام، و حوادث و أحداث - من نوادر الدهر، و من أعاجيب الكون.

فلا نبالغ اذا قلنا: بأننا لا نجد في تراجم عظماء التاريخ هذه الكمية من المزايا سوي في عظماء أهل البيت النبوي الطاهر (صلوات الله عليهم أجمعين).



[ صفحه 34]



و لا نحيد عن الواقع اذا اعتبرنا هذه الشخصية اعجوبة من أعاجيب القدرة الالهية، تلك القدرة التي تجلت في تطهير نفوس اولياء الله، و تزكية أرواحهم و تنزيهها عن الشوائب.

و هل من الممكن أن يبلغ البشر هذه المراتب من الفضائل و الكلمات؟!!

و هل يمكن أن تكون روح الانسان أطهر من ماء السماء، و أصفي من المرأة؟

و هل يمكن للبشر أن يحمل قلبا واسعا تتلاطم فيه أمواج الصبر و الايمان، و النصيحة و حب الخير للآخرين، و يتفايض علما و فهما و حكمة، و ينشرح صدره، و لا يضيق أمام المكاره و الشدائد التي تشيب النواصي؟

انه الامام جعفر الصادق، بن الامام محمد الباقر، بن الامام زين العابدين، بن الامام الحسين السبط، بن الامام علي بن أبي طالب و ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيد الأنبياء و المرسلين: محمد (صلي الله عليه و عليهم أجمعين).

هذا نسبه الأصيل العريق الأطهر الأرفع الأقدس.


دورنماي ايام حيات امام صادق


امام صادق عليه السلام از بين ائمه ي اطهار ما امام منحصر به فردي است كه به چشم خود ديد چگونه قاتلين جدش حسين بن علي عليه السلام از بين رفته و ريشه كن شدند و تا اندازه اي دلش خنك شد زيرا همانگونه كه مردم ديدند او هم ديد كه چگونه سرهاي آن ستمكاران بي رحم در كوچه و بازار زير دست و پاي مردم و عابرين افتاده و با لگد مردم به اين طرف و آن طرف پرانده مي شود و ديد كه چگونه آن اشقياء بي ايمان در ميدانهاي عمومي و در ملاء عام كشته شده و گردنهاي آنها زده مي شد و چگونه حس انتقام از بني اميه در مردم به صورت بسيار سخت ابراز شد و ديد چگونه تخت و تاج آنها به باد رفت و قيافه هائي را ديد كه مرتبا از طرف مسلمانان آب دهان بر آنها ريخته مي شد و مردم اين عمل را وسيله ي تقرب به خدا و تسكين قلوب افسرده ي ستم ديدگان از دست آنها مي دانستند -

امام عليه السلام مي ديد كه ظالمي به دست ظالم ديگري كشته مي شود و مي ديد چگونه حاكمي به دست حاكم ديگر ذليل شده است و مي ديد كه چگونه جباران قوي در مقابل شقي تر از خود ذليل و سرافكنده و بيچاره شده اند

ستمكاران درس خود را پس دادند و مردم هم ديدند چگونه و بچه كيفيت امتحان آنها گرفته شد و از اين جريان عقيده خود را راسخ تر يافت امام به همان راهي كه انتخاب كرده بود رفت و خط مشي او به هيچ وجه اعوجاجي نداشت و وجود او نوري بود كه شعله ي مستقيم داشت و دست خوش هوا و نسيم قرار نمي گرفت و رعد و طوفان او را خاموش نمي ساخت



[ صفحه 91]



ولي مردم (خدا آن ها را بكشد) به هيچ چيز توجه نداشته و از عبرتي به عبرت ديگر عبور كرده و از هيچ يك عبرت نمي گرفتند و هر روزه درسي بعد از درس ديگر مي خواندند ولي به درد آنها نمي خورد و تا امروز هم چنين هستند مي بينند و مي خوانند ولي عبرت نمي گيرند و به راه نيافتند و از گمراهي دور نمي شوند و متاسفانه اين مردم بنابر عاداتي كه دارند نسبت به گذشتگان شماتت كرده و نسبت به حاضرين تملق مي گويند.

امام صادق عليه السلام در اواخر دوره ي امويين شروع به انتشار رسالت خود نمود و آن را در اوائل دوره ي بني العباس تمام كرد يعني در دوره ي سفاح و قسمتي از دوره ي منصور

روزگار امام صادق روزگاري بود كه رشته و هم بستگي و حلقات اتصال بني اميه از هم گسسته و از هم پاشيده شده و ايامي بود كه فتنه ي بني اميه برپا و بين خود زد و خوردها و جنگها شروع و با رقباي خود بني العباس از طرف ديگر مشغول جنگ بودند بني اميه در مصائب و مشكلات خود افتاده و آن دسته يعني بني العباس مشغول ديدن خوابهاي خوش براي رسيدن به آرزوهاي خود بودند و در كيفيت حكومت خود فكر مي كردند و اين يك فرصت طلائي بود كه به دست ابو عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام افتاد و رساله علمي و اخلاقي خود را تبليغ نمود و مردم را از پرتو دانش خود بهره مند ساخت وي بهترين صورت و كامل ترين وجهي مردم مستفيد شدند جاهلان را تعليم و متعلمين را متوجه مي نمود كه چگونه وظايف خود را انجام دهند و دانش دانشمندان را زياد كرده و گمراهان را به راه راست هدايت مي كرد - و امويين نمي توانستند به او آزاري برسانند زيرا احتياج شديدي داشتند كه في الجمله آزادي به مثل امام جعفر بن محمد



[ صفحه 92]



برسد و به سكوت او بيشتر احتياج داشتند و نمي خواستند متعرض او بشوند

و هم چنين بني العباس در بدو امر خود نمي توانستند به او في الجمله تعرضي بنمايند زيرا مشغول پي ريزي حكومت و بناي تازه ي دولت خود بوده و در مقام تأسيس خلافت جديد مطابق ميل خود بودند و ميل داشتند آرام و بدون درد سر دولت خود را تأسيس كنند و به رضايت امام عليه السلام احتياج زيادي احساس مي نمودند.

به اين جهات و روي هم رفته محيط مناسبي براي ابو عبدالله عليه السلام در قسمت ابلاغ رسالت خود فراهم گرديده بود كه اين فرصت به دست امامان قبل از او و بعد از او نيفتاده و همانطور شد كه عالم اسلام به خوبي از آن آگاه است و آن طور شد كه شاعر مي گويد (هو البحر من اي النواحي اتيته) او دريائي است كه از هر طرف نزديك او شوي كنار دريا رفته اي

امام عليه السلام در انتشار مبادي خود به نسبت زمان خودش فرصت زيادي به دست آورد و چهارهزار راوي داشت كه هر يك مي گفتند (قال جعفر بن محمد عليه السلام) بلي چهار هزار نفر مي گفتند امام فرمود صادق فرمود اين رقم بزرگي است كه براي هيچ كس در هيچ عصري از عصور اسلام چنين اتفاقي نيفتاده است

امام عليه السلام تنها فقيه ديني نبود بلكه پيشواي عالي مقام فقها و راهنماي بزرگ فلاسفه بود و براي ملحدين و منكرين به منزله ي بازشكاري و براي زنادقه در حكم عقاب نيز پر و براي اطباء مرشد و در بين زهاد و عباد نمونه ي عالي لازم الاقتداء محسوب مي گرديد - چنانكه آثار او بالتمام دلالت بر اين مراتب مي كند و مي رساند كه شخص او يك معجزه ي الهي بوده است



[ صفحه 93]



روزگار امام عليه السلام در حقيقت جهاد دائم و بلاانقطاعي در نشر مبادي علمي و اخلاقي خود بود كه در آن نهايت كوشش و جديت را مي كرد ولي مبادي او منطوقا و مفهوما مطابق اميال و هواهاي نفس متصور نبوده و با اسلوب و طرز حكومت و رويه ي خلافت او انطباقي نداشت

بنابراين بسيار طبيعي بوده كه اگر منصور او را موجب ناراحتي خود مي دانست و گاهي زهر خود را مي پاشيد و گاهي دندان روي جگر مي گذارد و گاهي فكر مي كرد امام عليه السلام را به قتل برساند و او را متهم كند و بگويد خارجي است (در آن روزها به كسي خارجي مي گفتند كه عليه دستگاه قيام كند و خوارج را از آن جهت خارجي ناميدند كه عليه امام واجب الطاعه ي خود خروج كردند) ولي با كسي كه چهار هزار نفر از قول او مي گفتند از جعفر بن محمد عليه السلام شنيدم چه مي توانست بكند اين عده غير از آنهائي بودند كه از او حديث شنيده و اظهاري نمي كردند و معلوم بود كه اين عده ي فراوان هر يك بده ها نفر مي گفتند آنها هم به ده ها نفر ديگر بنابراين عده مسلماناني كه احاديث امام را مي شنيدند بسيار زياد بودند و علاوه از آنها كسان ديگري هم بودند مثل خطباء كه هر يك براي هزاران نفر روايات امام را نقل مي نمودند و بالاخره با حساب ناقص هم اگر حساب كنيم قدر متيقن اين مي شود كه ميليونها مردم در دوره ي منصور مي دانستند مردي به نام جعفر بن محمد عليه السلام هست كه هيچ كس ولو قاطعان طريق نمي توانند به او آزاري برسانند كه كسي ببيند يا بشنود

آيا منصور مي توانست چنين مردي را با اين خصوصيات بكشد



[ صفحه 94]



و بگويد او بر سلطان خروج كرده است؟ البته نه - زيرا مسلمانان نزديك و دور همه ديده و مي دانستند كه او يعني امام صادق هيچ وقت دست به شمشير نكرده و در اين افكار وارد نشده است و نظري به كشور داري و خلافت ندارد

با اين ترتيب منصور چه مي توانست بكند در صورتي كه او خود يكي از افراد سرشناس بني هاشم بود كه جعفر بن محمد عليه السلام را كانديد خلافت كرده بود ولي امام پيشنهاد او را رد كرد و اين قضيه در روزي بود كه بني هاشم در امر خلافت مشورت مي كردند و مي خواستند از بين خود يكي را كانديد خلافت نمايند تا اولين خليفه ي هاشمي باشد

و آيا منصور مي توانست امري را كه در حضورش اتفاق افتاد و ديد امام عليه السلام خلافت را كه به او پيشنهاد كردند نپذيرفت و هر چه اصرار كردند قبول نكرد منكر شود؟ در صورتي كه شايسته ترين فردي بود كه بني هاشم عموما و ساير مسلمانان همگي خلافت را مخصوص او مي دانستند و اگر مي خواست خلافت بسيار به او نزديك بود و بدون خون ريزي انجام مي گرديد

منصور عاقل تر از آن بود كه دنبال اين امور برود و خود را در اين مضيقه بيندازد و كاري كند كه نتواند از گرفتاريهاي آثار آن خود را خلاص نمايد

به اين جهات بنا برعقيده ي خود مي گويم كه منصور هيچ روزي فكر نكرد ابا عبدالله عليه السلام را بكشد و اين را كه بعضي از مورخين نوشته اند كه منصور امام عليه السلام را چند مرتبه احضار كرد و قصد قتل او را داشت به آن صورت كه نوشته اند قبول ندارم يعني احضارش صحيح ولي قصد قتل



[ صفحه 95]



امام عليه السلام شايد درست نباشد

آري امام عليه السلام را احضار مي كرد تا به قول خودش به امام بفهماند كه مراقب او است و چشم بيداري او را مي نگرد و شمشير انتقام در وقت حاجت حاضر دارد - و از اين قبيل افكار كه نوعا طبقه ي حكام به منظور حفظ مقام خود اين قبيل احتياطهاي لازم را نموده و كساني را تهديد مي كنند كه شايستگي مقام عالي دارند

ولي من در عين حال منكر رواياتي نيستم كه نشان مي دهد امام عليه السلام مسموم شده و محرمانه به او زهر داده اند

و باز منكر آن نيستم كه منصور هيچ وقت قلبا حاضر نبود مردي مثل جعفر بن محمد عليه السلام در دنياي او ديده شود و البته مايل بود امام كشته شود يا فوت كند ولي به طور كلي دست او در اين كار پيدا نباشد


امام المسلمين




انت يا جعفر فوق ال

مدح و المدح عناء



جاز حد المدح من

قد ولدته الانبياء



[ صفحه 111]



قامت الدولة الاسلامية بالمدينة المنورة حيث طبق الدين أكمل تطبيق. فلم تكن العاصمة المناسبة لدول ثلاثة أقامها أصحابها من أجل خلافة الدنيا لا خلافة الدين.

و المدينة هي المقر الأمثل لأهل بيت الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) حيث يرتبطون بكل أثر فيها و ترتبط بهم المعاني التي خلد بها الاسلام، و انتصر المسلمون.

و السنة هي الشجرة المباركة و فروعها؛ في ثمرها اليانع رحمة و يسر و معرفة، و في ظلالها الوارفة مودة و إيلاف و تواصل. و من هذه العناصر نتج الفكر الرفيع للمجتمع العظيم، يسقي من القرآن و يحيا به.

و بالقرآن و السنة، و الفكر الرفيع و الفقه المحيط، اعتصم أهل البيت (عليهم السلام) في المدينة. فاختصم و إياهم خلفاء الدول الثلاثة الأموية و المروانية و العباسية، و ولاتهم علي المدينة. لكنها ظلت مدرسة السنة و الفقه. و تتابع فيها أئمة أهل البيت (عليهم السلام): زين العابدين، و الباقر، و الصادق.

و الفصل الثاني من الباب الحالي مداره مجلس إمام المسلمين جعفر الصادق (عليه السلام)، و أمثال لما يجري فيه من أقوال، و من يشرف بالانتهاء اليه من رجال، ليسوا كسائر الرجال. فهم أئمة الفكر الإسلامي جميعه... من سنن وفقه، و زهد و كلام، و علوم تطبيقية... منذ القرن الثاني للهجرة حتي يرث الله الأرض و من عليها.



[ صفحه 113]




خير الدين الزركلي


وي يكي ديگر از مؤلفين بنام اهل سنت مي باشد كه تأليفات ارزشمندي را از خود به يادگار گذاشته است او در كتاب الاعلام درباره امام جعفر صادق(عليه السلام) نوشته: «كان من أجلّاء التابعين و له منزلة رفيعة في العلم. أخذ عنه جماعة، منهم الإمامان ابوحنيفة و مالك و لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط له اخبار مع الخلفاء من بني العباس و كان جريئاً عليهم صداعاً بالحق» [1] .

يعني: امام جعفر صادق(عليه السلام) از بزرگان تابعين بشمار مي رود و در علم و دانش داراي منزلتي رفيع است و جماعت زيادي از او كسب علم كرده اند كه از جمله آنها دو نفر از پيشوايان اهل سنت امام ابوحنيفه و امام مالك هستند و لقبشان صادق است به خاطر اينكه هرگز كسي از او كذب نشنيده است و در خبرهاي مربوط به او آمده است كه وي براي اعتلاء حق پيوسته عليه خلفاي بني عباس در ستيز بوده و به مبارزه پرداخته است.


پاورقي

[1] الاعلام، ج 2، ص 121.


ولادت امام صادق


تاريخ نگاران اهل سنت درباره تاريخ ولادت امام صادق عليه السلام اختلاف نظر دارند كه در اينجا قول برخي از آنان را مي آوريم و سرانجام نظريه شيعه را مطرح مي كنيم.

ابن خلكان در وفيات الاعيان، ولادت آن حضرت را در هشتم رمضان سال 80 هجري كه همان سال «سيل حجاف» بود، بيان كرده است. ديگري مي نويسد: بنابر قولي، ولادت آن حضرت در هشتم رمضان سال 83 ه. ق بوده است. [1] همچنين برخي از بزرگان اهل سنت همچون يافعي در مرآة الجنان، ابن صباغ مالكي در الفصول المهمة، محمد بن طلحه شافعي در مطالب السؤول، شبلنجي در نور الابصار، مسعودي در مروج الذهب و ذهبي در تذكرة الحفاظ، سال 80 هجري را سال تولد آن حضرت ذكر كرده اند. برخي نيز سال 83 ه. ق را سال تولد حضرت دانسته اند. البته قول مشهور نزد شيعه درباره تاريخ ولادت آن حضرت، روز هفدهم ربيع الاول سال 83 ه. ق است كه سالروز ولادت رسول خدا صلي الله عليه و آله نيز هست.



[ صفحه 18]




پاورقي

[1] شمس الدين بن خلكان، وفيات الاعيان، تحقيق: احسان عباس، بيروت، دارالصادر، بي تا، ج 1، ص 327.


ميرعلي هندي و امام صادق


«ميرعلي هندي » كه از علماي نامدار اهل سنت است و در همين دوره ي معاصر مي زيست درباره ي عظمت علمي و اخلاقي امام صادق(ع) مي گويد:

آراء و فتاواي ديني تنها نزد سادات و شخصيت هاي فاطمي رنگ فلسفي به خود گرفته بود. گسترش علم در آن زمان، روح بحث و جستجو را برانگيخته بود و بحث ها و گفتگوهاي فلسفي در همه ي اجتماعات رواج يافته بود. شايسته ي ذكر است كه رهبري اين حركت فكري را حوزه ي علمي اي كه در مدينه شكوفا شده بود، بر عهده داشت. ابن حوزه را نبيره ي علي بن ابي طالب(ع) به نام امام جعفر كه «صادق » لقب داشت، تاسيس كرده بود. او پژوهشگري فعال و متفكري بزرگ بود وبا علوم آن عصر به خوبي آشنايي داشت و نخستين كسي بود كه مدارس فلسفي اصلي را در اسلام تاسيس كرد.

در مجالس درس او تنها كساني كه بعدها مذاهب فقهي را تاسيس كردند، شركت نمي كردند بلكه فلاسفه و طلاب فلسفه از مناطق دور دست در آن حاضر مي شدند.

«حسن بصري » موسس مكتب فلسفي «بصره » و «واصل بن عطا» موسس مذهب «معتزله »، از شاگردان او بودند كه از زلال چشمه ي دانش او سيراب مي شدند. [1] .




پاورقي

[1] مختصر تاريخ العرب، ص 193; سيره ي پيشوايان، ص 352.


تربيت


مربي گري برترين فضيلتي است كه نصيب فرد مي شود. در تربيت و تزكيه ديگران نقش محوري را مربي ايفا مي نمايد. اين ويژگي تا آن مقدار از اهتمام است كه خداي سبحان يكي از برترين صفات خويش را در ستايش خود «رب» يعني مربي معرفي مي نمايد. و حمد و ستايش را از آن جهت شايسته و منحصر خويش مي كند، كه از ويژگي و صفت مربي بهره مند است، فلله الحمد رب السموات و رب الارض رب العالمين. [1] .

خداي سبحان تزكيه و پاكي انسان را از فضل و رحمت خاصه خويش عنوان مي نمايد، و لو لا فضل الله عليكم و رحمته ما زكي منكم من احد ابدا و لكن الله يزكي من يشاء و الله سميع عليم. [2] .



[ صفحه 29]



نقش و اهميت تربيت همين مقدار كه خداي سبحان بر چند ويژگي و چند صفت از صفات حسناي خويش، بر خود احسن و بارك الله مي گويد. همانند آفرينش انسان؛ فتبارك الله احسن الخالقين [3] ، و نيز همانند تربيت انسان، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. [4] .

اين از يك سو كه خداي سبحان مربي هر تربيت يافته و مزكي هر پاكي است. اين تجلي رحمت عام الهي در تمام نظام هستي است؛ شامل هر انسان بلكه هر موجودي مي باشد.

از سوي ديگر همين تجلي به گونه ويژه نيز جلوه گر است كه برخي انسان هاي برتر را به صورت ويژه مورد عنايت قرار مي دهد. به همين خاطر تأديب و تربيت پيامبران به ويژه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم را به خويش نسبت مي دهد. ان الله عزوجل ادّب نبيه فاحسن أدبه. [5] «خداي سبحان عزوجل پيامبر نيكو ادب نمود». رسول الله به عنايت الهي از خاندان پاك و در دامن افرادي پاك دامن و موحد تربيت يافت. وي هماره از فيوضات ويژه خداوند سبحان بهره برد، تا به مقام والا و اوج كمال انساني رسيد.

اينك فرزانگاني از همين تبار مربي امام صادق عليه السلام مي باشند. از سال 83 تا 114 به مدت 34 سال در دامن پر مهر باقر العلوم عليه السلام پدرش مي باشد. مقدار زيادي از اين مدت را (يازده سال) در كنار سيد الساجدين عليه السلام نيز قرار دارد، كه دو امام همام نقش مهم و طولاني در تربيت فرزند برومند خويش ايفا مي نمايند. [6] در اين مدت جعفر بن محمد (عليهما السلام) هماره ملازم و همراه اين



[ صفحه 30]



دو معصوم مي باشد. هر صبح و شام وي را از معارف و انديشه هاي ملكوتي بهره مند مي سازند.

امام صادق عليه السلام نقش پدر را اين گونه بازگو مي نمايد: پدرم باقر العلوم هماره نام و ذكر خدا بر لبش بود؛ حتي معاشرت هاي وي با مردم مانع ياد خدا نمي شد. زبان در كامش به گفتن لا اله الا الله مشغول بود. وي ما را گرد مي آورد (صبح گاه) و وادار به ياد و ذكر خدا مي نمود. و هر كس از اعضاي خانواده آشنا به قرائت قرآن بود، به قرائت قرآن، و آنان كه آشنا نبودند، به ذكر خدا مشغول مي شدند تا آفتاب طلوع مي نمود، كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتي تطلع الشمس و يأمر بالقراءة من كان يقرء منا و من كان لا يقرأ منا أمره بالذكر. [7] .

جعفر بن محمد (عليهما السلام) در سفرهاي حج نيز همراه پدر بود. كه برخي سؤال هايي كه از باقر العلوم عليه السلام مي شد، حضرت پاسخ آنها را به جعفر بن محمد واگذار مي نمود. ان اباجعفر عليه السلام كان في الحج و معه ابنه جعفر عليه السلام فاتاه رجل، قال اني اريد ان أسألك قال سل ابني جعفر.... [8] در سفر به شام نيز همراه حضرت بود و براي وي بستر آماده مي ساخت. در طول سفر پر مشقت همراه پدرش بود. [9] در سفر حج هنگام نوجواني آن گونه در تلاش براي عبادت است كه امام باقر عليه السلام وي را دلداري مي دهد. [10] .



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] جاثيه، 36.

[2] نور، 21.

[3] مؤمنون، 14.

[4] غافر، 64.

[5] اصول كافي باب التفويض الي رسول الله، حديث 44.

[6] مناقب، ج 4، ص 280.

[7] اصول كافي، كتاب الدعاء، باب ذكر الله عزوجل كثيرا، ح 1؛ سفينة البحار، ج1، ص 486، باب ذكر.

[8] القطرة، ج 2، ص 377.

[9] بحار، ج 46، ص 315.

[10] فروع كافي، ج 4، ص 406.


صله رحم


برخورد خوب در برابر رفتار بد و مهرباني در مقابل خشونت، معيار رفتارش بود. او مي كوشيد كينه ها را از دلها بشويد و پيوندهاي بريده را دوباره برقرار سازد. از جمله سجاياي اخلاقي امام (عليه السلام) اين بود كه از خطاكار در مي گذشت و پيوندش را با كسي كه از او بريده بود، بر قرار مي كرد. آنگاه كه بين آن حضرت و «عبدالله بن الحسن » نوه امام حسن (عليه السلام) مشاجره اي در گرفت; عبدالله با آن حضرت درشتي كرد. وقتي دوباره يكديگر را ديدند، امام حال عبدالله را پرسيد. وي خشمگينانه گفت: «خوبم ». امام فرمود: «آيا نشنيده اي كه صله رحم حسابرسي قيامت را سبك مي كند.» به گاه مرگ وصيت كرد تا به «حسن افطس »، پسر عموي آن حضرت كه به قصد كشتن امام (عليه السلام) به ايشان حمله كرده بود، هفتاد دينار بدهند.


درخواست گزارش از فعاليتهاي تبليغي


يونس بن يعقوب گويد: من و جمعي ديگر در محضر امام صادق عليه السلام بوديم و هشام بن حكم حضور داشت. حضرت رو به هشام نمود و فرمود: داستان خود را با عمرو بن عبيد براي دوستانت نقل كن. هشام عرض كرد: شنيده بودم كه عمرو بن عبيد در بصره براي خود محلي در مسجد ترتيب داده و مردم اطراف او را مي گيرند و او مردم را گمراه مي كند. اين مطلب بر من خيلي گران آمده بود. بدين جهت به سوي بصره سفر كردم. اتفاقاً روز جمعه بود كه وارد بصره شدم. به مسجد رفتم و او را ديدم كه با كمال وقار و بزرگي نشسته و مردم اطراف او حلقه زده اند و پيوسته از او سؤال مي كنند.

من خود را در كنار آن مردم جاي دادم. آنگاه رو به او كردم و گفتم: اي دانشمند! من از تو سؤالي دارم. گفت: بگو. پرسيدم: آيا چشم داري؟ گفت: اي پسرك اين چه سؤالي است كه مي كني؟ مگر نمي بيني كه چشم دارم؟! گفتم: سؤال من در همين حد است. گفت: بپرس، اگر چه سؤال تو احمقانه است. باز سؤال كردم: آيا چشم داري؟ گفت: آري. گفتم: چه استفاده اي از آن مي كني؟ گفت: مردم را مي بينم و رنگها را تميز مي دهم. گفتم: بيني داري؟ گفت: آري. گفتم: چه بهره اي از آن مي بري؟ گفت: بوها را استشمام مي كنم. گفتم: دهان داري؟ گفت: آري. گفتم: از آن چه فايده اي مي بري؟ گفت: غذاها را به آن وسيله مي چشم. گفتم: آيا قلب داري؟ گفت: آري. پرسيدم: با او چه مي كني؟ گفت: آنچه را كه اعضا و جوارح بدنم لمس كنند خصوصيات آن را با قلب تميز مي دهم. گفتم: با آنكه اين اعضا و جوارح، صحيح و سالم هستند چه نيازي به قلب است؟ گفت: قلب رئيس بدن است آنچنانكه هر چه انسان بشنود و در آن حيرتي باشد به وسيله قلب و تامل كردن در آن مي توان خصوصيات و واقعيت آن را كشف كرد.

گفتم: پس قلب به منزله رئيس و فرمانده اعضا و حواس انسان است و بدن از وجود چنين فرمانروايي مستغني و بي نياز نيست؟ گفت: آري.

آنگاه گفتم: اي ابا مروان! خداوندي كه براي اعضا و جوارح انسان رئيس و امامي قرار داده كه در وقت جهل و حيرت خود به او رجوع كنند، چگونه ممكن است اين امت را حيران و سرگردان در جهل خود فرو گذارد و براي آنان امام و رئيسي قرار ندهد تا در موارد حيرت و ناداني خود به او رجوع كنند؟ عمرو چون اين كلام را از من شنيد رو به من آورد و گفت: اهل كجايي؟ گفتم: اهل كوفه. گفت: پس يقين دارم كه تو هشام هستي. بي درنگ از جاي برخاست و مرا در آغوش گرفت و در جاي خويش نشانيد و تا وقتي كه من در آن مجلس بودم هيچ سخن نگفت تا آن زمان كه برخاستم.

حضرت صادق عليه السلام از اين جريان خنديد و فرمود: اي هشام! اين مناظره را از كجا ياد گرفتي؟

هشام گويد: عرض كردم يابن رسول الله بر زبانم جاري شد. حضرت فرمود: اي هشام به خدا سوگند اين مطالب در صحف ابراهيم و تورات موسي نگاشته شده است.


تقيه فقهي


«فقه شيعه» در دوران 34 ساله امامت امام صادق عليه السلام به نقطه اوج بالندگي و شكوفايي خود رسيد، به گونه اي كه به «فقه جعفري» معروف شد. روايات فقهي تقيه اي نيز رشد روز افزوني پيدا كرد. گستردگي تقيه و روايات تقيه اي به گونه اي بود كه بعضي از ياران در استفتاي مكاتبه اي خود تصريح مي كنند كه مسأله تقيه در ميان نيست و خواستار بيان حكم در حالت عادي مي شوند؛ [1] از جمله:

1.ابوبصير از امام صادق عليه السلام درباره جواز سجده بر گليم مي پرسد و امام عليه السلام جواب مي دهد: «اذا كان في تقية فلابأس به؛ اگر در حالت تقيه باشد، اشكالي ندارد.» [2] .

2.امام صادق عليه السلام درباره كيفيت برگزاري نماز خود با اهل سنت چنين مي فرمايد: «فاما أنا فاُصَلي معهم و اريهم اني اسجد و مااسجد؛ من با آنان نماز مي خوانم و چنين وانمود مي كنم كه سجده مي نمايم، در حالي كه سجده نمي كنم.» [3] .

3.امام صادق عليه السلام در روايتي سوگند دروغين به جهت تقيه را مجاز شمرده و براي شكستن آن كفاره اي قائل نمي شوند: «لاحنث و لاكفارة علي من حلف تقية يدفع بذلك ظلماً عن نفسه؛ كسي كه به جهت تقيه و براي دفع ظلم از خود، سوگند بخورد (و بعد خلاف آن عمل كند) اين سوگند شكسته نمي شود و كفاره اي ندارد.» [4] .


پاورقي

[1] همان، ج 3، ص 251، ح 4.

[2] همان، ص 596، ح 3.

[3] همان، ج 5، ص 385، ح 8.

[4] بحارالانوار، ج 75، ص 394، ح 10.


مهم ترين شرط فعاليتهاي اقتصادي


از منظر اسلام فعاليتهاي اقتصادي زمينه ساز كمالات و فضائل انساني است و اگر فردي با اين انگيزه به عرصه اقتصاد وارد شود، افزون بر منافع مادي و ظاهري به بهره هاي معنوي نيز نايل خواهد شد. عبدالله بن ابي يعفور مي گويد: در محضر امام صادق عليه السلام بودم كه مردي از وي پرسيد: به خدا قسم! ما به دنبال دنيا مي رويم و دوست داريم آن را به دست آوريم. امام عليه السلام فرمود: تو مي خواهي با دنيا طلبي و كسب درآمد چه كني؟ او گفت: مي خواهم نيازهايم را برطرف كنم، به خانواده ام رسيدگي نمايم، صدقه و احسان بدهم و حج و عمره انجام دهم. امام صادق عليه السلام فرمود: اينكه دنيا طلبي نيست; اين به دنبال آخرت و ثوابهاي الهي رفتن است. [1] .

كسب درآمد و به دنبال منافع مادي رفتن انسان، بايد با انگيزه هاي الهي باشد و آن را وسيله اي براي رسيدن به مقاصد الهي قرار دهد وگرنه دنيا طلبي امري زشت و ناپسند خواهد بود; چنان كه برخي افراد به دنبال جمع ثروت و ذخاير دنيوي هستند، در حالي كه هيچ انگيزه خير و معنوي را مدنظر ندارند. گاهي اينگونه افراد چنان حريص به جمع آوري مال دنيا هستند كه حتي سلامتي خانواده و تمام هستي خود را در راه ثروت اندوزي از دست مي دهند. امام صادق عليه السلام به چنين كساني هشدار داده، مي فرمايد: «ليس فيما اصلح البدن اسراف، انما الاسراف فيما اتلف المال و اضر بالبدن; [2] در آنچه كه بدن را اصلاح مي كند اسراف نيست; اسراف در جايي است كه مال انسان از بين برود و به جانش نيز لطمه بخورد.»

از منظر امام صادق عليه السلام بين كسي كه از دنيا به عنوان وسيله اي براي كسب آخرت بهره مي گيرد و بين كسي كه دنيا پرستي و جمع مال را پيشه خود نموده است، تفاوت واضح وجود دارد. به اين جهت از سويي دلبستگان به مال دنيا و دنياپرستان ظاهر بين را لعن مي كند و مي فرمايد: «ملعون ملعون من عبد الدينار و الدرهم; [3] مورد لعن خداست كسي كه بنده دينار و درهم باشد.» و از سوي ديگر به دوستدارانش توصيه مي كند: «لا تدع طلب الرزق من حله فانه عون لك علي دينك; [4] طلب روزي از [راههاي] حلال را هرگز رها نكن; چرا كه مال حلال ياور تو در دينت خواهد بود.»

مولوي اين مضامين را در قالب شعر بيان مي كند:



چيست دنيا از خدا غافل بدن

ني قماش و نقره و فرزند و زن



مال را كز بهر دين باشي حمول

نعم مال صالح خواندش رسول



آب در كشتي هلاك كشتي است

آب اندر زير كشتي پشتي است



چونكه مال و ملك را از دل براند

زآن سليمان خويش جز مسكين نخواند



گر چه جمله اين جهان ملك وي است

ملك در چشم دل او لاشي است




پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 17، ص 34.

[2] تهذيب الاحكام، ج 1، ص 377.

[3] اصول كافي، باب الذنوب، حديث 9.

[4] وسائل الشيعه، ج 17، ص 34.


رنگ خدايي


خداوند مي فرمايد: رنگ خدائي بپذيريد، و چه رنگي از رنگ خدايي بهتر؟! «صبغة الله و من احسن من الله صبغه » [1] .

امام صادق (ع) فرمودند: مراد از «رنگ خدايي » اسلام است. [2] .

آري، اگر مباني و تعاليم آسماني اسلام براي نسل جوان تبيين گردد آنان را شيفته خود كرده و روي از مكاتب ساخته دست بشر و برآمده از هوا و هوسهايش رهايي مي يابند و اثر جلوه گريهاي سراب گونه و سم كشنده فرهنگ فاسد غرب در قالب خط و خال خوشرنگ از بين خواهد رفت.


پاورقي

[1] بقره، آيه 138.

[2] تفسير قمي، ج 1، ص 62.


مرد خراساني در خدمت امام صادق


داود رقي مي گويد: من در خدمت حضرت صادق عليه السلام بودم كه سهل بن حسن خراساني بر آن حضرت وارد شد و سلام كرد و نشست.



[ صفحه 21]



آنگاه عرض كرد: اي فرزند پيامبر! شما داراي رأفت و رحمت و خاندان امامت مي باشيد، چه مانعي داريد كه از گرفتن حق خود بازمانده ايد و حال آنكه از شيعيان خود صد هزار تن خواهي يافت كه پيشاپيش تو شمشير خواهند زد؟!

امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند حق تو را حفظ كند. آنگاه نگاه خود را به خدمتكار خود كردند و فرمودند: اي حنيفه؛ اين تنور را روشن كن، حنيفه تنور را روشن ساخت تا آتش برافروخته شد.

آنگاه حضرت صادق عليه السلام به خراساني فرمود: برخيز و برو در اين تنور بنشين.

سهل بن حسن خراساني عرضه داشت: اي آقاي من، اي فرزند پيغمبر، مرا به آتش عذاب مكن و مرا معاف فرما، خداوند تو را معاف فرمايد.

امام صادق عليه السلام فرمود: تو را معاف كردم در اين هنگام هارون مكي (يكي از اصحاب آن حضرت) در حالي كه نعلين خود را در انگشت سبابه داشت وارد شده و عرض كرد: السلام عليك يابن رسول الله. امام صادق عليه السلام جواب او را داده و فرمودند: نعلين خود را بگذار و در ميان تنور بنشين.

در اين وقت هارون مكي سخن امام را اطاعت كرده، نعلين را بر زمين گذاشته و در ميان تنور نشست.

آنگاه امام صادق عليه السلام شروع كرد اخبار خراسان را براي خراساني بيان فرمودن و گوئي آن حضرت خودش در خراسان حاضر و شاهد وقوع آن اخبار بوده است. خراساني در ظاهر با امام صحبت مي كرد ولي در باطن از ديدن واقعه ي تنور به خود مي پيچيد و با خود مي گفت: كه بر سر آن مرد چه آمد؟ پس از مدتي مذاكره حضرت به خراساني فرمود: برخيز و تنور را نگاه كن.

خراساني مي گويد: من برخاسته و تنور را نگاه كردم و با كمال تعجب ديدم هارون در ميان تنور چهار زانو نشسته و سپس به سوي ما بيرون آمد و سلام كرد. آنگاه امام صادق عليه السلام رو به خراساني نموده و فرمود: در خراسان چند نفر مانند اين شخص پيدا مي كني؟



[ صفحه 22]



خراساني عرض كرد: سوگند به خدا يك نفر هم پيدا نخواهم كرد.

امام صادق عليه السلام فرمود: آري يك نفر هم پيدا نخواهي كرد، پس آگاه باش كه تا وقتي پنج نفر كه از ما پشتيباني كنند پيدا نكنيم خروج نخواهيم كرد و بدانيد ما خود بهتر مي دانيم كه چه وقت بايد قيام كنيم. [1] .

در اينجا قبل از بررسي ادامه ي زندگي امام صادق عليه السلام مي پردازيم به شرح دوران آن حضرت، كه در رأس مسائل دوران امام صادق عليه السلام مسئله ي انقلاب عباسيان است. البته سعي ما اين بوده است كه مسائل مهم تاريخي را به طور اختصار بررسي نموده و دوران آن حضرت را روشن نمائيم.



[ صفحه 23]




پاورقي

[1] مناقب / ابن شهرآشوب.


تلاوت قرآن


قرآن كلام الهي، و جلوه اي از قدرت و علم و حكمت پروردگار است و آيات نوراني آن نشانگر عظمت خداوند متعال مي باشد. قرآن برنامه زندگي يك مسلمان و معارف آن گنجينه اي بي پايان است. قرآن عهدنامه اي ميان خداوند و مردم مي باشد.

امام صادق عليه السلام با اشاره به اين عهدنامه ي گرانبها، به مسلمانان سفارش مي كند كه هر روز پنجاه آيه از اين كتاب را تلاوت كنند: «القرآن عهد الله الي خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم ان ينظر في عهده وان يقرء منه في كل يوم خمسين آية [1] ; قرآن عهدنامه خداوند متعال به انسان ها مي باشد، براي مسلمان شايسته است كه به اين عهدنامه بنگرد و در هر روز پنجاه آيه از آن را تلاوت كند.»

آن حضرت در سخن ديگري به كيفيت تلاوت و آداب قرائت قرآن پرداخته و فرمود: «عليكم بالقرآن! فما وجدتم آية نجابها من كان قبلكم فاعملوا به، وما وجدتموه هلك من كان قبلكم فاجتنبوه [2] ; بر شما باد تلاوت قرآن، پس هر آيه اي يافتيد كه كساني قبل از شما [با عمل به آن] نجات يافته اند، شما هم به آن عمل كنيد و هر آيه اي را مشاهده كرديد كه بيانگر عوامل هلاكت [و نابودي] پيشينيان است، شما هم از آن [عوامل] پرهيز كنيد.»


پاورقي

[1] كافي، ج 2، ص 609.

[2] وسائل الشيعه، ج 4.


ايمان چيست و كفر كدام است؟


ايمان عبارت از تصديق خداوند سبحان است در آنچه از بنده غايب و پنهان بود از عظمت خداي تعالي; مانند تصديق آنچه آنرا ببيند و مشاهده كند، و كفر عبارت از انكار ذات خداوند و صفات اوست.


زيارت اهل قبور


اَلسَّلامُ عَلي اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، يا اَهْلَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، يا لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، اِغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، وَ احْشُرْنا فِي زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِيٌّ وَلِيُّ اللهِ.

از امير مؤمنان عليه السلام روايت شده كه هر كس به قبرستان وارد شود و زيارت بخواند، خداوند متعال ثواب پنجاه سال عبادت به او عطا فرمايد و گناه پنجاه سال او و پدر و مادرش را ببخشد. از پيغمبر خدا صلي الله عليه وآله نقل است هر كس



[ صفحه 36]



هفت مرتبه سوره اِنّا اَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ را نزد قبر مؤمني بخواند، خداوند متعال فرشته اي را نزد قبر او مي فرستد كه پرستش خدا كند، و ثوابش را به نام آن ميت مي نويسد. پس چون روز قيامت شود، به هر هولي از اهوال قيامت برسد، خداوند آن هول را از او بر طرف كند، تا اين كه داخل بهشت شود.


رسالته الي جماعة شيعته و أصحابه


أما بعد فاسألوا الله ربكم العافية و عليكم بالدعة [1] و الوقار و السكينة؛ و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم؛ و عليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، اياكم و مماظتهم [2] ، دينوا فيما بينكم و بينهم اذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام فانه لابد لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم، فاذا ابتليتم بذلك فهم سيؤذونكم و تعرفون في وجوههم المنكر و لولا أن الله تعالي يدفعهم عنكم لسطوا بكم [3] ، و ما في صدورهم من العداوة و البغضاء أكثر مما يبدون لكم، مجالسكم و مجالسهم واحدة و أرواحكم و أرواحهم مختلفة لا تأتلف لا تحبونهم أبدا و لا يحبونكم، غير أن الله تعالي أكرمكم بالحق و بصركموه و لم يجعلهم



[ صفحه 36]



من أهله فتجاملونهم و تصيرون عليهم و لا مجاملة لهم و لا صبر لهم علي شي ء من أموركم، تدفعون أنتم السيئة بالتي هي أحسن فيما بينكم و بينهم تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته و هم لا خير عندهم. لا يحل لكم أن تظهروهم علي أصول دين الله، فان ان سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه و رفعوه عليكم [4] و جاهدوا علي هلاكهم و استقبلوكم بما تكرهون، و لم يكن لكم النصف منهم في دولة الفجار، فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم و بين أهل الباطل، فانه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل، لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل، ألم تعرفوا وجه قول الله تعالي في كتابه اذ يقول: (أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) [5] أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل، فلا تجعلوا الله تعالي - و له المثل الأعلي - و امامكم و دينكم الذي تدينون به عرضة لأهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا فمهلا مهلا يا أهل الصلاح لا تتركوا أمر الله و أمر من أمركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمه. أحبوا في الله من وصف [6] صفتكم، و ابغضوا في الله من خالفكم و ابذلوا مودتكم و نصيحتكم لمن وصف صفتكم، و لا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم و عاداكم عليها و بغا لكم الغوائل [7] هذا أدبنا أدب الله فخذوا به وتفهموه و اعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهوركم، ما وافق هداكم أخذتم به و ما وافق هواكم طرحتموه و لم تأخذوا به. اياكم و التجبر [8] علي الله،



[ صفحه 37]



و اعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر علي الله الا تجبر علي دين الله، فاستقيموا لله و لا ترتدوا علي أعقابكم فتنقلبوا خاسرين؛ أجارنا الله و اياكم من التجبر علي الله و لا قوة لنا و لا لكم الا بالله. و قال: ان العبد اذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلقة مؤمنا لم يمت حتي يكره الله اليه الشر و يباعده منه و من كره الله اليه الشر و باعده منه عافاه الله من الكبر أن يدخله و الجبرية فلانت عريكته [9] و حسن خلقه، و طلق وجهه و صار عليه وقار الاسلام و سكينته و تخشعه و ورع عن محارم الله، و اجتنب مساخطه و رزقه الله مودة الناس و مجاملتهم و ترك مقاطعة الناس و الخصومات و لم يكن منها و لا من أهلها في شي ء، و أن العبد اذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتي يحبب اليه الشر و يقربه منه، فاذا حبب اليه الشر و قربه منه ابتلي بالكبر و الجبرية فقسا قلبه وساء خلقه و غلظ وجهه و ظهر فحشه و قل حياؤه و كشف الله ستره و ركب المحارم فلم ينزع عنها، و ركب معاصي الله و أبغض طاعته و أهلها، فبعد ما بين حال المؤمن و حال الكافر سلوا الله العافية و اطلبوها اليه و لا حول و لا قوة الا بالله.

صبروا النفس علي البلاء في الدنيا، فان تتابع البلاء فيها و الشدة في طاعة الله و ولايته و ولاية من أمر بولايته، خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا و ان طال تتابع نعيمها و زهرتها و غضارة [10] عيشها في معصية الله و ولاية من نهي الله عن ولايته و طاعته، فان الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في (و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) و هم الذين أمر الله بولايتهم و طاعتهم و الذين نهي الله عن ولايتهم و طاعتهم و هم أئمة الضلال



[ صفحه 38]



الذين قضي الله أن يكون لهم دول في الدنيا علي أولياء الله الأئمة من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم يعملون في دولتهم بمعصية الله و معصية رسوله صلي الله عليه و آله و سلم ليحق عليهم كلمة العذاب وليتم أمر الله فيهم الذي خلقهم في الأصل أصل الخلق من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل و من الذين سماهم الله في كتابه في قوله: (و جعلنا منهم أئمة يدعون الي النار) فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه، فان من جهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر به و نهي عنه ترك دين الله و ركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله علي وجهه في النار.

و قال: أيتها العصابة المرحومة المفلحة ان الله تعالي أتم لكم ما أتاكم من الخير، و اعلموا أنه ليس من علم الله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوي و لا رأي و لا مقاييس، قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي ء و جعل للقرآن و تعلم القرآن أهلا لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوي و لا رأي و لا مقاييس أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه و خصهم به و وضعه عندهم و كرامة من الله تعالي أكرمهم بها، و هم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم و هم الذين من سألهم و قد سبق في علم الله أن يصدقهم و يتبع أثرهم، أرشدوه و أعطوه من علم القرآن ما يهتدي به الي الله باذنه الي جميع سبل الحق و هم الذين لا يرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم الذي أكرمهم الله به و جعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة [11] فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر و الذين آتاهم الله تعالي علم القرآن و وضعه عندهم، و أمر بسؤالهم فأولئك الذين يأخذون



[ صفحه 39]



بأهوائهم و آرائهم و مقاييسهم حتي دخلهم الشيطان لأنهم جعلوا أهل الايمان في علم القرآن عند الله كافرين و جعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين و حتي جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما و جعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا فذلك أصل ثمرة أهوائهم و قد عهد اليهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [12] قبل موته فقالوا: نحن بعد ما قبض الله رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض الله تعالي رسوله بعد عهد الذي عهده الينا و أمرنا به، مخالفة لله تعالي و لرسوله صلي الله عليه و آله و سلم فما أحد أجرأ علي الله و لا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك و زعم أن ذلك يسعه و الله ان لله علي خلقه أن يطيعوه و يتبعوا أمره في حياة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و بعد موته، هل يستطيع أولئك أعداء الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بقوله و رأيه و مقاييسه فان قال: نعم فقد كذب علي الله و ضل ضلالا بعيدا و ان قال: لا، لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه و هواه و مقاييسه فقد أقر بالحجة علي نفسه و هو ممن يزعم أن الله يطاع و يتبع أمره بعد قبض الله رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و قد قال الله تعالي - و قوله الحق -: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين) و ذلك ليعلموا أن الله تعالي يطاع و يتبع أمره في حياة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و بعد قبض الله محمد صلي الله عليه و آله و سلم و كما لم يكن لأحد من الناس مع محمد صلي الله عليه و آله و سلم أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقائيسه خلافا لأمر محمد صلي الله عليه و آله و سلم فكذلك لم يكن لأحد من الناس من بعد محمد صلي الله عليه و آله و سلم أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه.

و قال: دعوا رفع أيديكم في الصلاة الا مرة واحدة حين تفتتح



[ صفحه 40]



الصلاة فان الناس قد شهروكم بذلك و الله المستعان و لا حول و لا قوة الا بالله.

و قال: أكثروا من أن تدعوا الله فان الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه و قد وعد عباده المؤمنين بالاستجابة، و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار فان الله تعالي أمر بكثرة الذكر له و الله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين؛ و اعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله تعالي في ظاهر القرآن و باطنه، فان الله تعالي قال في كتابه - و قوله الحق -: (و ذروا ظاهر الاثم و باطنه) و اعلموا أن ما أمر الله أن تجتنبوه فقد حرمه الله و اتبعوا آثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سنته فخذوا بها و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله و أحسنوا الي أنفسكم فان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و ان أسأتم فلها! و جاملوا الناس و لا تحملوهم علي رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم و اياكم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم، و قد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو، انه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله و من أظلم عند الله ممن استسب لله و لأوليائه فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله و لا قوة الا بالله.

و قال: أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سنته و آثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من بعده و سنتهم، فانه من أخذ بذلك فقد اهتدي، و من ترك ذلك و رغب عنه ضل لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم و ولايتهم، و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:



[ صفحه 41]



«المداومة علي العمل في اتباع الآثار و السنن و ان قل أرضي لله و أنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع و اتباع الأهواء» ألا ان أتباع الأهواء و أتباع البدع بغير هدي من الله ضلال و كل ضلال بدعة و كل بدعة في النار و لن ينال شي ء من الخير عندالله الا بطاعته و الصبر و الرضا لأن الصبر و الرضا من طاعة الله.

و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما صنع الله اليه و صنع به علي ما أحب و كره، و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله الا ما هو أهله و هو خير له مما أحب و كره و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم و اياكم. و عليكم بحب المساكين المسلمين، فانه من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله و الله له حاقر و ماقت، و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم». و اعلموا أنه من حقر أحدا من المسلمين ألقي الله عليه المقت منه و المحقرة حتي يمقته الناس و الله له أشد مقتا، فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين منهم، فان لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فان الله أمر نبيه صلي الله عليه و آله و سلم بحبهم، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله و من عصي الله و رسوله و مات علي ذلك مات و هو من الغاوين.

و اياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله تعالي فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة.

و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله. و اياكم أن يحسد



[ صفحه 42]



بعضكم بعضا، فان الكفر أصله الحسد. و اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول: «ليس لمسلم أن يعسر مسلما و من أنظر معسرا أظله الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل الا ظله». و اياكم أيتها العصابة المفضلة علي من سواها و حبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة فانه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر علي التعجيل له الي مضاعفة الخير في العاجل و الآجل، و انه من أخر حقوق الله قبله كان الله أقدر علي تأخير رزقه، و من حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه، فأدوا الي الله حق ما رزقكم يطيب لكم بقيته و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته، لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم بعددها و لا بكنه فضلها الا الله رب العالمين.

و قال: اتقوا الله أيتها العصابة و ان استطعتم أن لا يكون منكم محرج للامام، و أن محرج الامام هو الذي يعسي [13] بأهل الصلاح من أتباع الامام، المسلمين لفضله الصابرين علي أداء حقه العارفين بحرمته.

و اعلموا أن من نزل بذلك المنزل عند الامام فهو محرج للامام، فاذا فعل ذلك عند الامام أحرج الامام الي أن يلعن أهل الصلاح من أتباعه، المسلمين لفضله الصابرين علي أداء حقه العارفين بحرمته، فاذا لعنهم لاحراج أعداء الله الامام صارت لعنته رحمة من الله عليهم، و صارت اللعنة من الله و من الملائكة و رسوله علي أولئك.

و اعلموا أيتها العصابة أن السنة من الله قد جرت في الصالحين قبل، و قال: من سره أن يلقي الله و هو مؤمن حقا فيتول الله و رسوله و الذين آمنوا و ليبرأ الي الله من عدوهم و ليسلم لما انتهي اليه من فضلهم، لأن فضلهم لا



[ صفحه 43]



يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الأئمة الهداة و هم المؤمنون قال: (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا) فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الأئمة فكيف بهم و فضلهم، و من سره أن يتم الله له ايمانه حتي يكون مؤمنا حقا حقا فليف لله بشروطه التي اشترطها علي المؤمنين، فانه قد اشترط مع ولايته و ولاية رسوله و ولاية أئمة المؤمنين عليهم السلام اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و اقراض الله قرضا حسنا و اجتناب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، فلم يبق شي ء مما فسر مما حرم الله الا و قد دخل في جملة قوله، فمن دان الله فيما بينه و بين الله مخلصا لله و لم يرخص لنفسه في ترك شي ء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين و هو من المؤمنين حقا.

و اياكم و الاصرار علي شي ء مما حرم الله في ظهر القرآن و قد قال الله: (و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون) الي هنا رواية القاسم بن الربيع [14] يعني المؤمنين قبلكم اذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنهم قد عصوا الله في تركهم ذلك الشي ء، فاستغفروا و لم يعودوا الي تركه فذلك معني قول الله تعالي: (و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون).

و اعلموا أنه انما أمر و نهي ليطاع فيما أمر به ولينتهي عما نهي عنه، فمن اتبع أمره فقد أطاعه و قد أدرك كل شي ء من الخير عنده، و من لم ينته عما نهي الله عنه فقد عصاه، فان مات علي معصيته أكبه الله علي وجهه في النار.



[ صفحه 44]



و اعلموا أنه ليس بين الله و بين أحد من خلقه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك من خلقه كلهم الا طاعتهم له، فجدوا في طاعة الله ان سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا و لا قوة الا بالله.

و قال: عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم، فان الله ربكم و اعلموا أن الاسلام هو التسليم و التسليم هو الاسلام، فمن سلم فقد أسلم، و من لم يسلم فلا اسلام له، و من سره أن يبلغ الي نفسه في الاحسان فليطع الله فانه من أطاع الله فقد أبلغ الي نفسه في الاحسان.

اياكم و معاصي الله ان تركبوها، فانه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه، و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة و لأهل الاساءة عند ربهم النار.

فاعملوا بطاعة الله و اجتنبوا معاصيه، و اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا لا ملك مقرب و لا نبي مرسل، و لا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب الي الله أن يرضي عنه.

و اعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله الا بطاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة أمره من آل محمد صلي الله عليهم، و معصيتهم من معصية الله و لم ينكر لهم فضلا عظم و لا صغر. و اعلموا أن المنكرين هم المكذبون، و أن المكذبين هم المنافقون و أن الله تعالي قال للمنافقين - و قوله الحق -: (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا) و لا يفرقن [15] أحد منكم، ألزم الله قلبه طاعته و خشيته من أحد من



[ صفحه 45]



الناس أخرجه الله من صفة الحق و لم يجعله من أهلها، فان من لم يجعله الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الانس و الجن، فان لشياطين الانس حيلا و مكرا و خدائع و وسوسة بعضهم الي بعض، يريدون ان استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الانس من أهله، ارادة أن يستوي أعداء الله و أهل الحق في الشك و الانكار و التكذيب فيكونون سواء كما وصف الله في كتابه من قوله سبحانه: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء). ثم نهي الله أهل النصر بالحق أن يتخذوا من أعداء الله وليا و لا نصيرا فلا يهولنكم و لا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الانس و مكرهم و حيلهم و وساوس بعضهم الي بعض، فان أعداء الله ان استطاعوا صدوكم عن الحق فيعصمكم الله من ذلك فاتقوا الله و كفوا ألسنتكم الا من خير و اياكم أن تذلقوا ألسنتكم [16] بقول الزور و البهتان و الاثم و العدوان، فانكم ان كففتم ألسنتكم عما يكره الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تذلقوا ألسنتكم به، فان ذلق اللسان فيما يكره الله و فيما ينهي عنه لدناءة عند الله و مقت من الله و صمم و عمي و بكم يورثه الله اياه يوم القيامة، فيصيروا كما قال الله: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) (يعني لا ينطقون) (و لا يؤذن لهم فيعتذرون).

و اياكم و ما نهاكم الله عنه ان تركبوه، و عليكم بالصمت الا فيما ينفعكم الله به في أمر آخرتكم و يؤجركم عليه.

و أكثروا من التهليل و التقديس و التسبيح و الثناء علي الله و التضرع اليه و الرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره و لا يبلغ كنهه أحد،



[ صفحه 46]



فأشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهي الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار لمن مات عليها، و عليكم بالدعاء فان المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء و الرغبة اليه و التضرع الي الله و المسألة له، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه و أجيبوا الله الي ما دعاكم اليه لتفلحوا و تنجوا من عذاب الله.

و اياكم أن تشره أنفسكم [17] الي شي ء مما حرم الله عليكم، فانه من انتهك ما حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.

و اعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر بترك طاعة الله و ركوب معصيته، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها علي خلود نعيم في الجنة و لذاتها و كرامة أهلها، ويل لأولئك ما أخيب حظهم و أخسر كرتهم [18] و أسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا الله أن يجريكم في مثالهم أبدا و أن يبتليكم بما ابتلاهم به و لا قوة لنا و لكم الا به.

فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ان أتم الله لكم ما أعطاكم فانه لا يتم الأمر حتي يدخل عليكم مثل الذي دخل علي الصالحين قبلكم، و حتي تبتلوا في أنفسكم و أموالكم، و حتي تسمعوا من أعداء الله أذي كثيرا فتصبروا و تعركوا بجنوبكم، و حتي يستذلوكم أو يبغضوكم، و حتي يحملوا عليكم الضيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة، و حتي تكظموا الغيظ الشديد في الأذي في الله يجترمونه اليكم و حتي



[ صفحه 47]



يكذبوكم بالحق، و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا علي ذلك منهم و مصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل علي نبيكم صلي الله عليه و آله و سلم سمعتم قول الله تعالي لنبيكم: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل و لا تستعجل لهم). ثم قال: (و ان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و أوذوا) فقد كذب نبي الله و الرسل من قبله و أوذوا مع التكذيب بالحق، فان سركم أن تكونوا مع نبي الله محمد صلي الله عليه و آله و سلم من قبله فتدبروا ما قص الله عليكم في كتابه مما ابتلي به أنبياءه و أتباعهم المؤمنين ثم سلوا الله أن يعطيكم الصبر علي البلاء في السراء و الضراء و الشدة و الرخاء مثل الذي أعطاهم.

اياكم و مماظة أهل الباطل و عليكم بهدي الصالحين و وقارهم و سكينتهم و حلمهم و تخشعهم و ورعهم عن محارم الله و صدقهم و وفائهم و اجتهادهم لله في العمل بطاعته فانكم ان لم تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم، و اعلموا أن الله تعالي اذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للاسلام، فاذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق و عقد قلبه عليه، فعمل به، فاذا جمع الله له ذلك، تم اسلامه و كان عند الله ان مات علي ذلك الحال من المسلمين، و اذا لم يرد الله بعبد خيرا و كله الي نفسه، و كان صدره ضيقا حرجا، فان جري علي لسانه حق لم يعقد قلبه عليه، لم يحط العمل به، فاذا اجتمع ذلك عليه حتي يموت و هو علي تلك الحال، كان عندالله من المنافقين، و صار ما جري علي لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه، و لم يعطه العمل به حجة عليه.

فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للاسلام، و أن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم و أنتم علي ذلك، و أن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم و لا قوة الا بالله و الحمد لله رب العالمين.



[ صفحه 48]



و من سره أن يعلم أن الله عزوجل يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله تعالي لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم) و الله لا يطيع عبد أبدا الا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا، لا و الله لا يتبعنا عبد أبدا الا أحبه الله و لا والله لا يدع أحد أبدا بغضنا و لا والله لا يبغضنا أحد أبدا الا عصي الله، و من مات عاصيا لله أخزاه و أكبه علي وجهه في النار.

و الحمدلله رب العالمين [19] .



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] الدعة: خفض العيش و الطمأنينة.

[2] المجاملة: المعاملة بالجميل. و الضيم: الظلم. و المماظة: شدة المنازعة.

[3] السطو: القهر بالبطش.

[4] رفعوه عليكم: أي رفعوه الي ولاتهم لينا لكم الضرر منهم.

[5] سورة ص: 28.

[6] وصف صفتكم: أي قال بقولكم و دان بدينكم.

[7] بغا لكم الغوائل: أي طلب لكم المهالك.

[8] التجبر: التكبر.

[9] العريكة: الطبيعة.

[10] زهرة الدنيا: حسنها و بهجتها. و الغضارة: العيش الطيب و اللذيذ.

[11] أي أظلة العرش يوم الميثاق.

[12] يعني بالنص علي الوصي صلوات الله عليهما.

[13] سعي به الي الوالي: اذا وشي به اليه.

[14] قال المجلسي - رحمه الله -: أي ما يذكر بعده لم يكن في رواية القاسم بل كان في رواية حفص و اسماعيل.

[15] يفرقن: من الفرق - بالتحريك - بمعني الخوف.

[16] ذلق اللسان: حدته.

[17] الشره: غلبة الحرص.

[18] يعني رجوعهم الي الله تعالي.

[19] روضة الكليني، ج 8 ص 397.


جنايات هشام


هشام بن عبدالملك در دوران حكومت خود جنايت هاي زيادي مرتكب شد كه يكي از آن ها تحت فشار قرار دادن شيعيان بود.

از آنجا كه زمينه ي شورش و انفجار مردم به ضرر بني اميه به تدريج فراهم



[ صفحه 37]



مي شد و به عللي سياست آنان در معرض خطر قرار گرفته بود، هشام به جاي اينكه براي برطرف كردن مفاسد موجود و اصلاح اوضاع نابساماني كه از ناحيه ي حكام مستبد بني اميه و عمال مزدورشان به وجود آمده بود چاره اي بينديشد، برعكس خطاهاي بني اميه را توجيه و اعمال زشت آنان را تقويت مي كرد و كساني را كه در برابر او به پا خاسته بودند به هر وسيله ي ممكن سركوب مي ساخت. او به فرمانداران خود دستور داده بود نسبت به مخالفان (بخصوص شيعيان) سخت گيري كنند و آنان را تحت فشار قرار دهند و مستمري و حقوقشان را قطع كنند.


سبك تفسير


همچنان كه پيش از اين ياد شد، اين تفسير در حدود 350 روايت در تفسير 310 آيه را به طور پراكنده از اول تا آخر قرآن كريم در بر دارد كه با ويژگي هاي زير مي توان از آن ياد كرد:

1. قسمت كوتاهي از آيه و در موارد محدودي يك آيه كامل، عنوان شده و سپس روايتي در تأويل و تفسير آن ياد شده است.

2. در موارد بسياري، يك آيه به طور كامل تفسير نشده، بلكه تنها بخشي از آن آورده شده و ديگر بخش هاي آيه ناگفته مانده است.

3. در بيش تر موارد، تنها به ذكر يك روايت اكتفا شده در برخي موارد محدود در تأويل يك آيه يا بخشي از آن، بيش از يك روايت ياد شده است.

4. به جز روايت هاي مورد بحث، از هيچ ابزار تفسيري ديگر استفاده نشده است.

5. روايت هاي ياد شده در جهت روشنگري مراد آيه، صادر نشده اند، بلكه تنها تأويلاتي عرفاني هستند كه از ظاهر حكايتي ندارند و در آن به برداشت هاي معنوي راهنمون شده كه با ابزار ظاهري، نمي توان بدانها دست يافت.

6. در موارد اندكي، روايت هاي كلامي نيز در ميان روايات ياد شده به چشم مي خورند.

7. آن شمار از روايت ها كه رنگ كلامي دارند، از نظر سبك و روش با روايت هاي عرفاني، متفاوت به نظر مي رسند و اين خود نشان دهنده ي اين واقعيت است كه خاستگاه صدور اين روايت ها با روايت هاي عرفاني، متفاوت است.

8. در ميان اين مجموعه، روايت هايي كه رنگ اعتقادي داشته باشند نيز به چشم مي خورند، ولي ساختگي بودن آنها از نظر اسلوب و محتوا بسيار روشن است. بنابراين، گرچه وجود رواياتي را از امام صادق (عليه السلام) در اين مجموعه بپذيريم، در عين حال بخشي از روايت هاي اين مجموعه وبه طور خاص در بخشهاي كلامي و اعتقادي، مجعول و تحريف شده اند.

9. روايت هاي ياد شده، پس از ذكر آيه، به صورت: قال جعفر، قال جعفربن محمد، قال جعفر بن الصادق و قال جعفر الصادق (عليه السلام)، ياد شده اند و تنها در يك مورد (قال علي ابن موسي الرضا) عنوان شده است.

10. در هيچ يك از روايات، سند ياد نشده، به جز در دو مورد، آن هم به نقل برخي نسخ كه در يك مورد سلسله سند كامل است و در مورد ديگر باز هم راوي آورده نشده است.

موردي كه سلسله سند كامل آمده، چنين است:

(سمعت منصوراً يقول: سمعت ابالقاسم يقول: سمعت أباجعفرعن علي بن موسي الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد قال:

الصفا، الروح لصفائها عن درن المخالفات) [1] .

موردي كه سلسله سند مقطوع است:

(سمعت منصوراً باسناده عن جعفر [أبي جعفر] عن الرضا عن ابيه عن جده في قوله (الرحمن الرحيم) قال هو واقع علي المريدين و المرادين) [2] .

دو مورد ياد شده، بي گمان نشاني است نه چندان قطعي از سند ساير روايت ها و شايد با احتياط بتوان گفت كه انتشار روايت هاي صحيحه اين تفسير، در مجامع مسلمين از سوي امام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) صورت گرفته است و نه توسط جابر بن حيان كه شاگرد امام صادق درعلم كيميا بوده و نه توسط ابن أبي العوجا.


پاورقي

[1] مجموعه آثار سلمي، گردآوري نصرالله پورجوادي، تفسير الصادق / 23، پاورقي شماره 6.

[2] همان/ 22، پاورقي شماره 1.


مراحل محاسبه


مسأله ي محاسبه ي نفس به قدري مهم است كه برخي از علما در خصوص اين موضوع كتاب هايي نوشته اند. در اين باره آيات و روايات بسياري داريم و بحث هاي فراواني پيرامون آن انجام گرفته است. در كتاب هاي اخلاقي، دستورالعمل هايي به افراد داده شده تا بتوانند بهتر به اين مهم بپردازند. براي محاسبه نفس سه يا چهار مرحله شمرده شده است:

اول مشارطه است؛ يعني از اول صبح انسان با خودش شرط كند كه آن روز وظايفش را به خوبي انجام دهد و از گناهان نيز بپرهيزد.

دوم مراقبه است؛ يعني در طول روز مراقب خود و اعمالش باشد تا از آنچه با خود عهد كرده تخطي نكند.

سوم محاسبه است، كه در آخر شب، به حساب كارهاي خود برسد؛ بررسي كند كه چه مقدار به وظايف خويش عمل كرده و چه مقدار كوتاهي داشته است.

مرحله چهارم كه برخي از علماي اخلاق آن را ذكر كرده اند معاتبه است؛ يعني اگر انسان در محاسبه متوجه لغزش ها و اشتباهاتي در رفتارش شد، به جبران آنها خود را تنبيه كند؛ مثلا خود را ملزم كند كه روز بعد را روزه بگيرد يا مبلغي انفاق كند يا قدري قرآن تلاوت نمايد يا كار خير ديگري انجام دهد تا جبران مافات شود.

در مسأله ي محاسبه آنچه بيش از همه اهميت دارد نفس حساب كشيدن از خويش است، تا اگر كار خوبي انجام داده بوديم، خدا را شكر كنيم و توفيق ادامه ي آن را بخواهيم و اگر قصور ورزيده بوديم، به فكر تدارك آن بيفتيم.


چهار دوره ي جريان امامت


جريان امامت - قبل از آغاز غيبت - از نخستين روز پس از رحلت پيامبر صلي الله عليه و آله (ماه صفر سال 11 هجري) پديد آمد و تا سال وفات امام حسن عسكري عليه السلام (ماه ربيع الاول سال 260 هجري) در ميان جامعه ي مسلمانان ادامه يافت. در اين مدت، امامت به طور تقريبي چهار دوره را گذرانيد و هر دوره با ويژگيهايي از لحاظ موضع گيري امامان در برابر قدرتهاي مسلط سياسي.


دستيابي به ثروت


عامل ديگري كه مردم نجد را به سوي محمد بن عبدالوهاب كشاند، متهم كردن تمام مسلمانان به شرك و بت پرستي بود، آن هم از سوي كسي كه به عنوان عالم و فقيه مذهب حنبلي شناخته مي شد و لذا در حملاتي كه وهابيان به مردم نجد و ساير نقاط؛ مانند حجاز، يمن، شام و عراق مي كردند، ريختن خون مردم آن شهر و به غنيمت بردن ثروت آن ها را حلال مي دانستند و اين تفكر در پيشرفت و تداوم راه شيخ محمد، آن هم در ميان مردمي كه از نظر اقتصادي در سخت ترين شرايط بودند، نقش موثري را ايفا مي نمود و مردم به ويژه اعراب باديه نشين از هر طرف به سوي او روي مي آوردند و در اجراي فرمان او سر از پا نمي شناختند.


قبر سعد بن معاذ


365 ـ عبدالعزيز گفت: سعد در نبرد خندق مجروح شد. پس دعا كرد و خداوند خونريزي را متوقف ساخت تا داوري خود را درباره بني قريظه اعلام بدارد. از آن پس خون يكباره بيرون زد و سعد در سراي خود در محله بني عبدالأشهل درگذشت.

پس رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) بر او نماز گزارد و او را در كنار كوچه اي كه چسبيده به سراي مقداد بن اَسْود ـ البته او مقداد بن عمرو است و اسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد



[ صفحه 130]



مناف بن زهره او را به فرزندخواندگي گرفته بود ـ يعني همان سرايي كه آن را سراي ابن افلح گويند و اكنون در نقطه اي دور در بقيع است و گنبدكي نيز بر آن هست به خاك سپرد. [1] .


پاورقي

[1] بنگريد به: وفاء الوفا، ج 2، ص 100.


امام باقر


پيشواي پنجم شيعيان، در روز دوشنبه، سوم صفر سال 57 ق به دنيا آمد و در دوشنبه، هفتم ذي حجه سال 114 ق وفات يافت. آن حضرت را كنار پدر گرامي اش به خاك سپردند.


السري


72- عن ابن سنان قال ذكر أبوعبدالله... السري و...

فقال عليه السلام: لعنهم الله.

انآ لا نخلو من كذب [1] او عاجز الرأي.

كفانا الله مؤنة كل كذاب.

أذاقهم الله حر الحديد [2] .

73- عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان بيانا و السري و بزيعا - لعنهم الله - تراءي لهم الشيطان في احسن ما يكون صورة آدمي من قرنه الي سرته [3] .



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] في نسخة: من كذاب يكذب علينا.

[2] اختيار معرفة الرجال: ص305.

[3] اختيار معرفة الرجال: ص304.


جعفر ايها الصديق 12


الوقائع عالم متزلزل، يموج بالناس و تموج الناس به، عالم يزخر بالبروق و الرعود و الأمطار، عالم تعصف به الريح من كل مكان؛ أما الحقائق فعالم آخر، عالم ثابت ثبات الجبال، و هادي ء كالبحيرة، عالم رائق كالنور، مفعم بالسكينة و الطمأنينة و السلام، فإذا عاش المرء في عالم الوقائع عاش قلقا، نهبا للهواجس، و المخاوف؛ يتحول نومه إلي أرق طويل، و تنقلب حلاوة الحياة إلي شعور عميق بالمرارة. أما الإنسان الذي يحيا في عالم الحقائق المشرقة، فيصبح ابن تلك البيئة المدهشة بثباتها، و صفائها، و إشراقها؛ و هكذا عاش جعفر؛ كانت الأرض تهتز تحت قدميه بعنف... فالجيوش القادمة من الشرق تحمل رايات سود و تبشر بدولة جديدة شعارها الرضا من آل محمد.

و آلاف المؤامرات و الدسائس تحاك في الظلام. و باتت الأشياء تهتز، و العقائد تتزلزل في النفوس، و لم يعد هناك من ثبات، فقد



[ صفحه 62]



ضرب الزلزال كل شي ء.

جلس وارث النبوات في محرابه؛ كان ضوء الغروب قد تسرب من كوة صغيرة فبدت كشلال من نور يغمر أرضية الحجرة المفروشة بحصير منسوج من خوص النخيل.

الصمت يغمر المكان، ما خلا تمتمات دعاء ينساب بحزن.

شيئا فشيئا انسحب الضوء و انطفأت الكوة المضيئة، و انبثق الظلام لكأنه يتسرب من كل أجزاء الحجرة؛ من الجدران؛ من السقف؛ حتي من الكوة نفسها، لكأنه كان يترقب رحيل الشمس.

كانت رياح كانون القارسة تجوس المدينة دخل «معتب» بهدوء يمشي علي أطراف أصابعه، لم يكن يريد أن يعبث في السكينة التي تغمر الحجرة؛ كان همه أن يوقد السراج و يعود لشأنه تاركا سيده في استغراقه المهيب.

ارتفعت دقات حذرة علي الباب.

رفع «الصديق» رأسه و ألقي نظرة علي «معتب»، خف الغلام ليعرف من يكون القادم في هذا الليل و البرد.

عاد معتب و خاطب سيده بإجلال:

- إنه سدير يا سيدي... سدير الصيرفي.. و معه رجل ملثم.. و يبدو أنه ليس من أهل هذه الديار.



[ صفحه 63]



أجاب سليل محمد:

- ليدخلا.

جلس سدير في حضرة رجل ليس علي وجه الأرض مثله. تمتم معرفا ضيفه:

- إنه رجل من شيعتك يحمل إليك رسالة من أبي سلمة الخلال.

أخرج الرجل الملثم رقعة مطوية بعناية و سلمها إلي سليل النبوات.

الكلمات القادمة من الكوفة، تحمل معسول الوعود... فقلد آن للخلافة أن تعود إلي أصحابها، و آن لوارث علي أن يعود إلي عاصمة أبيه.

رفع ابن علي عينيه و خاطب معتبا:

- ادن مني السراج.

تساءل سدير في نفسه: ألم يكن الضوء كافيا؟

لم تطل حيرة الصيرفي و ارتسمت فجأة إمارات الدهشة تعلو وجهه و تشف من عينيه.

قرب سليل النبوات الرسالة من شعلة السراج. التهمت النار الرسالة و احترقت، و أضحت تلك الوعود المعسولة مجرد رماد.

هتف الرجل الملثم:



[ صفحه 64]



- والجواب؟

نظر الصديق إلي رماد الرسالة.

- هذا جواب كتابه.

كان السراج ما يزال يبعث النور، و شيئا من الدف ء. نهض الرجل الملثم و غادر الحجرة بصمت.

لم يطق سدير الصمت، فقال بلهجة يشوبها عتب:

- يا أباعبدالله ما يسعك القعود.

- و لم يا سدير؟

- لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك.

- يا سدير و كم أن يكونوا؟

- مئة ألف.

- مئة ألف؟!

- نعم؛ بل ما مئتي ألف.

قال الذي ينظر إلي الحقائق لا الوقائع:

- لو كان عندي عدد أصحاب النبي في بدر لنهضت.

كان نور السراج ينعكس علي وجه سدير و قد ارتسمت علامات استفهام علي جبينه و قد ماجت في أعماقه تساؤلات لا حصر لها؛ و هذه الآلاف المؤلفة في خراسان، و تلك الرسائل التي تأتي من



[ صفحه 65]



الكوفة؛ و تذكر يوم جاء مبعوث أبي مسلم يقول إنه دعا إليه الآلاف و قد آن له أن يرفع اسمه عاليا في أرض خراسان و في أرض الإسلام «اني قد أظهرت الكلمة و دعوت الناس إلي موالاة أهل البيت فإن رغبت فلا مزيد عليك».

تذكر سدير كيف ألهبت الكلمات الحماس في نفسه، أثارت الامنيات الخضراء، و كيف كانت العيون تتطلع إلي ابن محمد، تري هل سيشعل نار الثورة في مدينة جده؟

تذكر كيف التفت الصديق إلي مبعوث الخراساني قائلا:

- قل له ما أنت من رجالي و لا الزمان زماني.

تساءل سدير في أعماقه كيف يطيق «أبوعبدالله» كل هذا الصمت و قد انفجر الزلزال في الأرض التي تخرج منها الشمس، كيف يطيق كل هذا السكوت، و صرخات الخراسانيين تملأ الخافقين تدعو إلي الرضا من آل محمد؟

نظر أبوعبدالله إلي صاحبه الحائر، أراد أن يعلمه أن هذا الزمن هو زمن الصمت، فقال بصوت فيه نبرات الأنبياء:

- كونوا لنا دعاة صامتين.

- يا سيدي و كيف ندعو إذا و نحن سكوت؟

أجاب الذي عنده علم الكتاب:



[ صفحه 66]



- تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله و تعاملون الناس بالصدق والعدل، و تؤدون الأمانة، و تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و لا يطلع الناس منكم إلا علي خير، فإذا رأوا ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فعادوا إليه.

و نهض سدير و قد أضاءت السبل أمام عينيه، أدرك أن تغيير العالم يبدأ من أعماق النفس، ذلك «ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم».



[ صفحه 67]




تخلف از دستور، هلاكت است


حفص تمّار حكايت كند:

در بحبوحه آن روزهائي كه مُعلّي بن خُنيس كه يكي از راويان حديث و از اصحاب امام جعفر صادق عليه السلام بود را به دار آويخته و كشته بودند، به محضر مبارك امام صادق عليه السلام شرف حضور يافتم.

حضرت فرمود: ما مُعلّي را به چيزي دستور داديم و او مخالفت كرد، سرپيچي از دستور، سبب قتل او گرديد. عرض كردم: ياابن رسول اللّه! آن سرّي كه او آشكار كرد، چه بود؟

حضرت فرمود: روزي او را غمگين و ناراحت ديدم، پرسيدم: تو را چه شده است، كه اين چنين غمگين مي باشي؟

مثل اين كه آرزوي ديدار خانواده و فرزندانت را داري؟

مُعلّي پاسخ داد: بلي.

به او گفتم: جلو بيا؛ و همين كه او نزديك من آمد، دستي بر صورتش كشيدم و گفتم: هم اكنون كجائي و چه مي بيني؟

جواب داد: در خانه خود، كنار همسر و فرزندانم مي باشم. آن گاه من او را به حال خود رها كردم تا لحظاتي در كنار خانواده اش باشد، جائي كه حتّي از همسر خود نيز كامي برگرفت.

پس از آن، به او گفتم: جلو بيا؛ و چون جلو آمد، دستي بر صورتش كشيدم و گفتم: الآن كجا و در چه حالي هستي؟

گفت: در مدينه، در منزل شما و كنار شما مي باشم.

سپس به او گفتم: اي معلّي! ما داراي اين اسرار هستيم، هر كه اسرار ما را نگهداري كند و مخفي دارد، خداوند دين و دنياي او را در امان دارد.

اي معلّي! موضوعي را كه امروز مشاهده كردي، فاش مگردان وگرنه موجب هلاكت خويش، خواهي شد.

اي معلّي! متوجّه باش كتمان اسرار ما موجب عزّت و سعادت دنيا و آخرت مي باشد؛ و هر كه اسرار ما را افشاء نمايد، به وسيله آهن (يعني شمشير و تير) و يا در زندان نابود خواهد شد.

بعد از آن حضرت فرمود: و چون معلّي بن خُنيس نسبت به سخنان من بي اهمّيت بود و اسرار ما را براي مخالفين بازگو كرد، همين بي توجّهيش ‍ موجب هلاكتش گرديد. [1] .


پاورقي

[1] اختصاص شيخ مفيد: ص 321، رجال كشّي: ص 240، بحارالانوار: ج 47، ص 87، ح 91، مستدرك الوسائل: ج 12، ص 297، ح 23.


سفارش حضرت موسي بن جعفر


حضرت موسي بن جعفر عليه السلام دستور داده بود كه هر شب در آن حجره اي كه پدر بزرگوارش رحلت كرده بود، چراغ روشن كنند. [1] .



[ صفحه 233]




پاورقي

[1] منتهي الآمال، ج 2، ص 290.


مناظرته و جوابه للثوري و للصوفية


دخل سفيان الثوري علي أبي عبدالله عليه السلام فرأي عليه ثيابا بيضا كأنها غرقي ء [1] البياض فقال له: ان هذا ليس من لباسك. فقال عليه السلام له: اسمع مني وع ما أقول لك فانه خير لك عاجلا و آجلا ان كنت أنت مت علي السنة و الحق و لم تمت علي بدعة. أخبرك أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان في زمان مقفر جشب فاذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها. و مؤمنوها لا منافقوها و مسلموها لا كفارها. فما أنكرت يا ثوري، فو الله - اني لمع ما تري - ما أتي علي مذ عقلت صباح و لا مساء و لله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا الا وضعته.

ثم أتاه قوم ممن يظهر التزهد و يدعون الناس أن يكونوا



[ صفحه 66]



معهم علي مثل الذي هم عليه من التقشف فقالوا: ان صاحبنا حصر عن كلامك و لم تحضره حجة. فقال عليه السلام لهم: هاتوا حججكم. فقالوا: ان حججنا من كتاب الله. قال عليه السلام لهم: فأدلوا بها، فانها أحق ما اتبع و عمل به. فقالوا: يقول الله تبارك و تعالي مخبرا عن قوم من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم: (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (9)) [الحشر: 9]، فمدح فعلهم. و قال في موضع آخر: (و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا (8)) [الانسان: 8] فنحن نكتفي بهذا. فقال أبوعبدالله عليه السلام: دعوا عنكم ما لا ينتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه. و محكمه من متشابهه، الذي في ملله ضل من ضل و هلك من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا له: بعضه، فأما كله فلا. فقال عليه السلام لهم: من ههنا أوتيتم. و كذلك أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم



[ صفحه 67]



و أما ما ذكرتم من اخبار الله ايانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم لحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا و لم يكونوا نهوا عنه و ثوابهم منه علي الله و ذلك أن الله جل و تقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم. و كان نهي تبارك و تعالي رحمة للمؤمنين و نظرا لكيلا يضروا بأنفسهم و عيالاتهم، منهم الضعفة الصغار و الولدان و الشيخ الفان و العجوز الكبيرة الذين لا يصبرون علي الجوع، فان تصدقت برغيفي و لا رغيف لي غيره ضاعوا و هلكوا جوعا، فمن ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان و هو يريد أن يمضيها فأفضلها ما أنفقه الانسان علي والديه. ثم الثانية علي نفسه و عياله، ثم الثالثة علي القرابة و اخوانه المؤمنين ثم الرابعة علي جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله و هو أخسها أجرا. و قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم للأنصاري، حيث أعتق عند موته



[ صفحه 68]



خمسة أو ستة من الرقيق و لم يكن يملك غيرهم و له أولاد صغار - «لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين. ترك صبية صغارا يتكففون الناس» ثم قال: حدثني أبي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: ابدأ بمن تعول الأدني فالأدني.

ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم و نهيا عنه مفروض من الله العزيز الحكيم قال: (و الذين اذآ أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما (67)) [الفرقان: 67] أفلا ترون أن الله تبارك و تعالي عير ما أراكم تدعون اليه و المسرفين، و في غير آية من كتاب الله يقول: (انه لا يحب المسرفين (141)) [الأنعام: 141] فنهاهم عن الاسراف و نهاهم عن التقتير لكن أمر بين أمرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «ان أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو علي والديه، و رجل يدعو علي غريم ذهب له



[ صفحه 69]



بمال و لم يشهد عليه، و رجل يدعو علي امرأته و قد جعل الله تخلية سبيلها بيده. و رجل يقعد في البيت و يقول: يا رب ارزقني و لا يخرج يطلب الرزق فيقول الله جل و عز: عبدي! أولم أجعل لك السبيل الي الطلب و الضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لاتباع أمري ولكيلا تكون كلا علي أهلك فان شئت رزقتك و ان شئت قترت عليك و أنت معذور عندي. و رجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني، فيقول الله: ألم أرزقك رزقا واسعا، أفلا اقتصدت فيه كما أمرتك و لم تسرف و قد نهيتك. و رجل يدعو في قطيعة رحم».

ثم علم الله نبيه صلي الله عليه و آله و سلم كيف ينفق و ذلك أنه كانت عنده صلي الله عليه و آله و سلم أوقية من ذهب فكره أن تبيت عنده شي ء، فتصدق و أصبح ليس عنده شي ء. و جاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه فلامه السائل، و اغتم هو صلي الله عليه و آله و سلم حيث لم يكن



[ صفحه 70]



عنده ما يعطيه و كان رحيما رفيقا فأدب الله نبيه صلي الله عليه و آله و سلم بأمره اياه فقال: (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا (29)) [الاسراء: 29] يقول: ان الناس قد يسألونك و لا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد خسرت من المال. فهذه أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يصدقها الكتاب و الكتاب يصدقه أهله من المؤمنين...

ثم من قد علمتم بعده في فضله و زهده سلمان و أبوذر رضي الله عنهما فأما سلمان رضي الله عنه فكان اذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتي يحضره عطاؤه من قابل. فقيل له: يا أبا عبدالله أنت في زهدك تصنع هذا و انك لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا. فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء. أو ما علمتم يا جهلة أن النفس تلتاث [2] علي صاحبها اذا لم يكن لها من



[ صفحه 71]



العيش ما تعتمد عليه، فاذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت. فأما أبوذر رضي الله عنه فكانت له نويقات و شويهات يحلبها و يذبح منها اذا اشتهي أهله اللحم، أو نزل به ضيف أو رأي بأهل الماء الذين هم معه خصاصة نحر لهم الجزور، أو من الشياه علي قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم فيقسمه بينهم و يأخذ كنصيب أحدهم لا يفضل عليهم. و من أزهد من هؤلاء؟ و قد قال فيهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما قال و لم يبلغ من أمرهما أن صارا لا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بالقاء أمتعتهم و شيئهم و يؤثرون به علي أنفسهم و عيالاتهم.

و اعلموا أيها النفر أني سمعت أبي يروي عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال يوما: «ما عجبت من شي ء كعجبي من المؤمن أنه ان قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرا له، و ان ملك ما بين مشارق الأرض و مغاربها كان خيرا له، فكل ما يصنع الله عزوجل به فهو



[ صفحه 72]



خير له» فليت شعري هل يحيق فيكم اليوم ما قد شرحت لكم أم أزيدكم. أو ما علمتم أن الله جل اسمه قد فرض علي المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ليس له أن يولي وجهه عنهم و من ولاهم يومئذ دبره فقد تبوأ مقعده من النار ثم حولهم من حالهم رحمة منه فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله عزوجل عن المؤمنين، فنسخ الرجلان العشرة.

و أخبروني أيضا عن القضاة أجور منهم حيث يفرضون علي الرجل منكم نفقة امرأته اذا قال: أنا زاهد و انه لا شي ء لي؟ فان قلتم: جور ظلمتم أهل الاسلام و ان قلتم: بل عدل خصمتم أنفسكم. و حيث تريدون صدقة من تصدق علي المساكين عند الموت بأكثر من الثلث؟ أخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم، فعلي من كان يتصدق بكفارات الأيمان و النذور



[ صفحه 73]



و الصدقات من فرض الزكاة من الابل و الغنم و البقر و غير ذلك من الذهب و الفضة و النخل و الزبيب و سائر ما قد وجبت فيه الزكاة؟ اذا كان الأمر علي ما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا الا قدمه و ان كان به خصاصة. فبئس ما ذهبتم اليه و حملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عزوجل و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و أحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، أوردكم اياها بجهالتكم و ترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ و المحكم و المتشابه و الأمر و النهي.

و أخبروني أنتم عن سليمان بن داود عليه السلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله جل اسمه ذلك، و كان عليه السلام يقول الحق و يعمل به ثم لم نجد الله عاب ذلك عليه و لا أحدا من المؤمنين، و داود عليه السلام قبله في ملكه و شدة سلطانه ثم يوسف النبي صلي الله عليه و آله و سلم حيث قال لملك مصر: (اجعلني علي خزآئن الأرض اني حفيظ عليم (55)) [يوسف: 55]



[ صفحه 74]



فكان أمره الذي كان اختار مملكة الملك و ما حولها الي اليمن فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، و كان عليه السلام يقول الحق و يعمل به فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه. ثم ذو القرنين عبد أحب الله فأحبه، طوي له الأسباب و ملكه مشارق الأرض و مغاربها و كان يقول بالحق و يعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه؛ فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عزوجل للمؤمنين و اقتصروا علي أمر الله و نهيه و دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به وردوا العلم الي أهله توجروا و تعذروا عند الله تبارك و تعالي و كونوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه و ما أحل الله فيه مما حرم، فانه أقرب لكم من الله و أبعد لكم من الجهل. و دعوا الجهالة لأهلها، فان أهل الجهل كثير و أهل العلم قليل و قد قال الله: (و فوق كل ذي علم عليم (76)) [3] [يوسف: 76].



[ صفحه 75]




پاورقي

[1] الغرقي ء: القشر الرقيقة الملتصقة ببياض البيض.

[2] تلتاث: تسترخي عن الطاعات و تضعف.

[3] تحف العقول: 354.


عدم جواز التكفير في الصلاة


ذهبت الشيعة الي عدم جواز التكفير في الصلاة، و هو وضع احدي اليدين علي الأخري في حال القيام. و قد استندوا في ذلك الي طائفة من الأخبار كان من بينها ما روي عن الامام زين العابدين عليه السلام فقد قال: «وضع الرجل احدي يديه علي الأخري في الصلاة عمل، و ليس في الصلاة عمل» [1] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعة 4 / 1264.


في ظلال الحسين و علي


نشأ الامام أبوجعفر (ع) في بيت الرسالة و مهبط الوحي، و مصدر الاشعاع في دنيا الاسلام، و كان جده الامام الحسين (ع) و أبوه الامام زين العابدين يغذيانه بالمثل الكريمة، و يفيضان عليه ما استقر في نفسيهما من الخير و الهدي، و يعلمانه السلوك النير و الاتجاه السليم ليكون قدوة لهذه الأمة... و فيما يلي عرض لنشأته في ظلال جده و أبيه.


قيام ها بر ضد بني اميه در زمان امام صادق و قيام زيد بن علي


به طوري كه گذشت امام صادق در سال 114 هجري به امامت نائل آمد و قيام ها بر ضد بني اميه شدت گرفت. از جمله ي آنها قيام زيد بن علي (ع) بود. علت خروج او بنابر نقل مفيد - عليه الرحمه-



[ صفحه 220]



علاوه بر خونخواهي سيدالشهدا اهانت هشام بن علدالملك به آن بزرگ مرد بوده و اين به وقتي بود كه زيد به مجلس هشام وارد شد و با دستور هشام مجلس از اوباش پر شده بود. براي زيد بن علي جاي نشستن در كنار هشام باقي نمانده بود و او وقتي چنين ديد، ايستاد و شروع كرد به موعظه كردن هشام. هشام با ناراحتي گفت، تو آن كسي كه خود را شايسته خلافت مي داني در حالي كه فرزند كنيزي. زيد گفت: من كسي را بالاتر از پيامبران نمي دانم. اگر كنيززادگي پيش خدا نقص بود اسماعيل به پيامبري مبعوث نمي شد زيرا مادرش هاجر كنيز بود. از تو مي پرسم اي هشام! نبوت بالاتر است يا خلافت؟ از اين گذشته رتبه ي ما با پيامبر بالا رفته يا با علي و فاطمه. هشام با ناراحتي از مجلس برخاست و با كنايه دستور قتل او را داد.

زيد [1] از مجلس بيرون آمد، در حالي كه اين جمله را زمزمه مي كرد: هر ملتي از حرارت شمشير بترسد بايد به خواري و ذلت تن بدهد. وقتي اين جمله به گوش هشام رسيد گفت: اين خانواده هرگز نابود نمي شود. پس از مدتي هشام، زيد را متهم كرد كه مالي از خالد بن عبدالله قسري، امير سابق كوفه به عنوان امانت نزد او است. لذا زيد را به نزد يوسف بن عمر، امير كوفه فرستاد. زيد در پيش او سوگند ياد كرد كه مالي از حاكم سابق نزد او نبوده و يوسف او را آزاد كرد. زيد خواست به مدينه بازگردد كه مردم كوفه او را بازگرداندند كه تو صد هزار شمششيرزن در اين شهر طرفدار داري و در حالي كه از آنان مطمئن نبود و آنها را به بي وفايي متهم مي كرد سرانجام به اجبار برگشت. زيد مدت پنج ماه در كوفه و بصره بود. جمع كثيري پيرامون او جمع شدند. نهضت زيد به شيعه اختصاص نداشت و او در نهضت خود همه ي فرق اسلامي را دعوت مي كرد و هر كه به تشكيلات بني اميه بدبين بود از سني [2] و شيعي و معتزلي و... با او همراه بود. [3] .


پاورقي

[1] زيد از حيث علم و زهد و ورع و شجاعت و دين و كرم از بزرگان اهل بيت به شمار مي رفت.

[2] زيد به ابوحنفيه، رييس فرقه ي حنفيه نامه نوشت و توسط فضل بن زبير فرستاد. ابوحنفيه از او پرسيد: از فقها و علما چه كساني با زيد بيعت كرده اند؟ فضل گفت: سلمة بن كهيل، يزيد بن زياد، هارون بن سعد، هاشم بن يزيد، ابوهاشم رماني، حجاج بن دينار و جمعي ديگر در اين نهضت با زيد هستند. ابوحنفيه گفت: من از اهل كوفه مطمئن نيستم و الا شخصا به كمك زيد مي شتافتم و قيام او بسيار قيام برحقي است. اما به او كمك مالي مي كنم و سي هزار درهم به فضل داد و گفت به زيد بده. من مال را دادم و زيد پذيرفت. (مقاتل الطالبين، ص 146).

[3] مقاتل الطالبين، ص 137.


اثر بي اعتنايي به تهيدستان


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

خداوند هيچ امتي را عذاب نكرد مگر آنگاه كه به حقوق برادران تهيدست خود بي اعتنايي كردند. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 78 / 281 / 1 ميزان الحكمه: ج 14، ح 21245.


خوش رفتاري با اهل باطل


«و عليكم بمجاملة اهل الباطل، تحملوا الضيم منهم [1] ؛ با اهل باطل با خوش رفتاري و مدارا رفتار نمائيد و ظلم و آزار آنها را تحمل كنيد».

«مجامله» گر چه از باب مفاعله است. و در اصل براي كارهايي استعمال مي شود



[ صفحه 32]



كه دو طرفي باشد؛ اما اين باب كاربردهاي ديگري نيز دارد. از جمله آن كه باب مفاعله گاه به معناي تفعيل نيز مي آيد. در اين جا مجامله به معناي تجميل است، و تجميل يعني زيبا برخورد كردن.

از طرفيني بودن مجامله دريافت مي شود كه اگر انسان با دشمن به نيكي رفتار كند، دشمن نيز سرانجام دلش نرم مي شود و برخورد خود را با وي تطبيق مي دهد. البته شايد در ابتداي كار، اخلاق خوب يك طرفه و فقط از جانب مؤمن باشد، اما در نهايت با تحت تأثير قرار گرفتن دشمن، دو طرفه مي شود.

حضرت امام صادق عليه السلام اين درخواست خود را با عبارت «عليكم» بيان فرموده اند؛ يعني مؤمنان بايد ملتزم باشند كه با اهل باطل برخورد انساني و خوبي داشته باشند. آري هدف اصلي ارسال انبيا و انزال كتب، چيزي غير از هدايت گمراهان نيست و اين مهم با اخلاق زيبا، بسيار بهتر عملي مي گردد.

ناگفته نماند كه ممكن است عده اي اين فرمايش فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را حمل بر جواز تعطيل امر به معروف و نهي از منكر يا به عبارتي «مداهنه» كنند. اما بين «مجامله» و «مداهنه» فرق بسيار است؛ مجامله كه معناي آن گفته شد، بسيار مورد تأكيد قرار گرفته است و اما با لفظ «عليكم» مؤمنان را به پايبندي بر اين دستور فراخوانده است آن هم مجامله با انسان هاي گمراه و اهل باطل، مؤمنان و برادران ديني كه جاي خود دارند. وقتي امام صادق عليه السلام ما را به مجامله با اهل باطل سفارش مي كند، با مؤمنان و حتي مردم عادي به طريق اولي بايد چنين رفتار كنيم و بايد بيشتر از اهل باطل با آنها جانب مجامله - بلكه مؤاخات و خدمت و احسان - را نگاه داريم.

آنچه در فرمايش امام اهميت بيشتري دارد، اين است كه سفارش آن حضرت درباره ي انسانهاي بد و ملحد و مشرك و كافر است، كه مذهب باطل دارند و چيزي به نام اخلاق پسنديده و مجامله نمي شناسند تا به آن پايبند باشند. آنها در مقابل اين اخلاق نيك برخورد درستي نخواهند داشت، و مسلما در ابتداي كار مهرباني و اخلاق نيكو يك طرفه



[ صفحه 33]



است. اين ديگر از باب «هل جزآء الاحسان الا الاحسان [2] ؛ آيا پاداش نيكي جز نيكي است؟» نمي باشد، بلكه از باب «و يدرءون بالحسنة السيئة [3] ؛ و بدي را با نيكي مي زدايند» مي باشد. كافر بدي مي كند، اما مؤمن جواب نيكو مي دهد. اين زيبائي، ناشي از ذات زيباي اسلام است. ولي «مداهنه» از دهن و به معناي نرمش به خرج دادن است. آن گاه كه در بدن انسان، زخمي پديد آيد آن را روغن مالي مي كنند. همچنين به كسي كه لباس حق را بر تن باطل كند مي گويند: تدهين و مداهنه كرد. «مداهنة أهل الباطل» يعني كارهاي اهل باطل را توجيه كردن، كه كار بسيار مذموم و منفوري است. در روايت آمده است:

«خداي متعال به حضرت شعيب عليه السلام وحي كرد: صد هزار نفر از امت تو را نابود مي كنم كه چهل هزار نفر از آنها از اشرارند. عرض كرد: پروردگارا، چهل هزار نفر گناه كارند، چرا شصت هزار نفر ديگر بميرند؟ خداي متعال فرمود: زيرا آنان عمل گناهكاران را توجيه مي كنند». [4] .

اين شصت هزار نفر گناهكار نبودند، اما در مقابل گناه آن چهل هزار نفر ساكت ماندند و كارهايشان را توجيه مي كردند. مثلا مي گفتند فلاني كه گناه مي كند جوان است، گرفتار است، مريض است و از اين قبيل توجيهات....

در قرآن كريم نيز به تدهين اشاره شده است: «ودوا لو تدهن فيدهنون [5] ؛ [اي رسول خدا، گناهكاران] دوست دارند در مقابل گناه آنها نرمش به خرج دهي تا آنها نيز نرمش به خرج دهند». اما آن جا كه قادر متعال خطاب به رسول خود مي فرمايد: «فبما رحمة من الله لنت لهم [6] ؛ پس به بركت رحمت الهي با آنان نرم خو و پر مهر شدي»؛ «لنت» ديگر «تدهين» نيست، بلكه مجامله است و مراد از «لهم» در اين جا مؤمنان نيست،



[ صفحه 34]



بلكه منافقان و كافران است. خداي متعال خطاب به پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم مي فرمايد: به سبب رحمت خداست كه شما با اينها به نرمي رفتار مي كنيد. اينها بد بودند و بدي مي كردند، اما شما با آنها رفتار نيكو داشتيد؛ آنها نيت بد داشتند، اما شما نيت نيكو داشتيد؛ آنها به شما نفرين مي كردند، اما شما برايشان دعا مي كرديد. آري، نهايت مجامله و نيكي در حق گمراهان آن جا متبلور مي شود كه رسول خدا در حق قومي كه او را سنگ مي زنند و به او اهانت مي كنند، طلب هدايت مي كند و مي فرمايد: «اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون [7] ؛ خدايا قوم مرا هدايت كن چرا كه آنها نادانند».

«لا يعلمون» به اين معنا نيست كه معذورند؛ به عبارت ديگر اين «لا يعلمون» در گفتار حضرت از باب «رفع ما لا يعلمون [8] «نيست؛ بلكه به معناي «موزور» و از باب وزر است. يعني خدايا، قوم مرا نجات ده تا در بدي نمانند.

بسياري هم، با همين برخورد رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم اصلاح شدند و ايمان آوردند. اهل باطل نبايد تا آخر عمر در باطل بمانند. بايد هدايت شوند و بهترين راه براي هدايت آنان برخورد خوب مؤمنان و اهل اصلاح با آنان است. آن هم نه يك بار و دو بار، بلكه ده ها بار.


پاورقي

[1] متن نامه.

[2] رحمن، آيه ي 60.

[3] رعد، آيه 22.

[4] وسائل الشيعه، ج 16، ص 146: «عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال: أوحي الله الي شعيب النبي عليه السلام اني معذب من قومك مأة الف، اربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم، فقال عليه السلام: يا رب، هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ فأوحي الله عزوجل اليه: داهنوا اهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي.».

[5] قلم، آيه 9.

[6] آل عمران، آيه 159.

[7] بحارالانوار، ج 11، ص 298.

[8] وسائل الشيعه، ج 15، ص 369.


توبه


خداوند نهايت لطف را نسبت به آدميان دارد و مي خواهد كه هميشه مردم در راه راست و صحيح قدم بردارند و از وظيفه اي كه دارند تخطي نكنند، و در صورت ارتكاب گناه از ادامه ي آن دست برداشته، پرونده ي تاريك خود را به نور توبه روشن كنند.

هنگامي كه آدم خطاكار به خود آمد و از عواقب وخيم آن عمل ترسيد و از كرده ي خود پشيمان شد و تصميم گرفت كه خطاهاي گذشته ي خود را تكرار نكند و از خداوند طلب عفو كرد، خدا را خشنود ساخته است.

ان الله عزوجل، يفرح بتوبة عبده المؤمن اذا تاب كما يفرح احدكم بضالته اذا وحدها. [1] .

خداوند به توبه ي بنده مؤمن خود شاد مي شود، همچنان كه يكي از شما با يافتن گمشده ي خود شاد مي شود.



[ صفحه 29]




پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 436.


او مريم بود


شهربانو به خاطر كمالات معنوي و فضايل عاليه و بينشي كه در امور داشت، و به دليل معرفت و شناختي كه به مقام اهل بيت عليهم السلام پيدا كرده بود، اميرالمؤمنين عليه السلام به عنوان هماننديش به مريم كبري، او را مريم ناميد. گاهي نيز به او فاطمه مي گفتند. ولي در زبان توده ي مردم ملقب به «سيدةالنساء» [1] بود و به همين معنا اشاره كرده است پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم كه فرمود:

«خداوند از ميان تمام بندگان خود دو طايفه را برگزيده است: از ميان عرب قريش را، و از ميان غيرعرب پارسيان را».

و امام زين العابدين عليه السلام هم كه فرمود: «انا ابن الخيرتين» (من فرزند دو برگزيده هستم)، منظورش همين بود، زيرا جدش رسول خدا صلي الله عليه و آله از قريش، و مادرش دختر يزدگرد پسر شهريار ابن كسرا از پارسيان است.

و به همين معنا اشاره كرده ابوالاسود دوئلي (متوفي 67) كه سروده است:

علي بن الحسين نتيجه ي دو برگزيده ي بزرگ مانند كسرا و هاشم است،

كه تمام كمالها و سعادتها به او منتهي مي شود.

شهربانو سرانجام در شهر مدينه بر سر زايمان تولد امام زين العابدين عليه السلام رحلت كرد. [2] .



[ صفحه 47]



بنابراين، آنچه كه برخي گفته اند «شهربانو در حادثه ي كربلا حضور داشته است و آنگاه كه ديد بدنهاي پاك و مطهر شهدا را لگدمال سم اسبها كردند و در بيابان كربلا به خاك و خون انداختند، از غم و اندوهي كه داشت خود را در شط فرات انداخت و هلاك كرد» [3] ، درست نيست و نمي تواند قابل اعتماد باشد.

همچنين، اينكه برخي ديگر گفته اند «وي بعد از شهادت حسين ابن علي عليه السلام زنده بود و با عبدالله غلام خود ازدواج كرد و از او فرزندي به نام زيد آورد» نيز درست نيست، زيرا مادر زيد مزبور مرضعه يعني مادر رضاعي حضرت علي ابن الحسين عليه السلام بود. وي با مردي ازدواج كرد كه زيد نام برده نتيجه ي آن ازدواج بود. لذا عبدالملك بن مروان آن مرد را به توهم اينكه با مادر مولايش امام سجاد عليه السلام كه مايه ي سرافكندگي آن بزرگواران مي شد ازدواج كرده است، مورد نكوهش قرار داد، ولي امام سجاد عليه السلام رفع شبهه كرد و به او تفهيم نمود كه زن مزبور «دايه ي» او بوده است نه مادر نسبي اش [4] .

در همين مورد، علي بن موسي الرضا عليه السلام به سهل بن قاسم قوچاني مي فرمود: مادر علي بن الحسين عليه السلام بر سر زايمان وفات كرد و يكي از همسران پدرش امور سرپرستي او را به عهده گرفت كه مردم خيال كردند او مادر واقعي حضرت است و حال آنكه او گماشته و عهده دار كارهاي او بود (نه مادر حقيقي اش)، از اين رو به غلط پنداشتند كه علي بن الحسين عليه السلام مادر خود را عروس كرده است. پناه بر خدا از



[ صفحه 48]



اين گونه نسبتهاي ناروا.

سهل بن قاسم گفت: به قدري اين مسئله در خراسان شايع شده بود كه تمام طالبيين با امام هشتم عليه السلام مكاتبه مي كردند و اين موضوع را از حضرتش مي پرسيدند!! [5] .

اما جهت اينكه امام هشتم عليه السلام از اين نسبت به خدا پناه برد به اين دليل بود كه يكي از ويژگيهاي حضرات امامان معصوم عليهم السلام اين است كه نبايد پس از وفات، همسرانشان با كسي ازدواج كنند، زيرا امامه دختر زينب فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله از اميرالمؤمنين عليه السلام روايت كرده است كه نبايد همسران اوصياي پيغمبر بعد از آنان ازدواج كنند. به همين دليل، همسران اميرالمؤمنين عليه السلام به اين روايت عمل نمودند و پس از او با هيچ كس ازدواج نكردند. [6] .

زراره مي گويد: «از امام باقر عليه السلام پرسيدم در حج افراد آيا طواف بايد مقدم بر ساير اعمال باشد يا مؤخر؟ حضرت فرمود: در حج افراد طواف بايد مقدم بر ساير اعمال باشد. مردي كه كنار آن حضرت بود گفت: شيخ من برعكس فرمايش شما عمل كرد زيرا وقتي كه به مكه آمد، در فخ توقف كرد تا موقعي كه مردم به سوي مني رفتند، آنگاه او نيز همراه آنها به مني رفت [و طواف را بعد از وقوفين انجام داد] . زراره مي افزايد: از او پرسيدم: شيخ تو كيست؟ جواب داد: او علي بن الحسين عليه السلام است. دنبال قضيه را گرفتم تا اينكه فهميدم شيخ او برادر مادري علي بن الحسين عليه السلام است نه خود آن حضرت.»

اين روايت به هيچ وجه دلالت ندارد بر اينكه مادر او همان مادر نسبي حضرت سجاد عليه السلام بوده است، زيرا مادر آن حضرت بر



[ صفحه 49]



سر زايمان خود آن حضرت وفات كرد؛ لذا مرحوم فيض كاشاني اعلي الله مقامه فرموده است: اين مرد فرزند زني بود كه سرپرست امور حضرت سجاد عليه السلام بود كه مردم به او مي گفتند مادر امام سجاد، و به اين آقا هم مي گفتند برادر مادري امام.

و در مورد همين مادر رضاعي و يا مربيه است كه به علي ابن الحسين عليه السلام مي گفتند: با اينكه تو از نيكوكارترين مردم هستي چگونه است كه هيچ گاه با مادرت هم غذا نمي شوي و از اين طريق به او احسان نمي كني؟! حضرت فرمود:

«بيم آن دارم مبادا دستم به سوي لقمه اي دراز شود كه قبل از من چشم او به آن افتاده باشد؛ در اين صورت اگر من زودتر از او آن را بردارم، مي ترسم او را ناراحت كرده باشم.» [7] .

در اين سخن طلايي امام عليه السلام نكته ي بسيار دقيقي براي امت اسلامي كه مي خواهند از آداب و روشهاي امامان خود پيروي كنند نهفته است، زيرا ادب و تربيت امام عليه السلام كه تا اين اندازه انسان را ملزم به رعايت حق مربيه مي كند و مخالفت با او را «عاق» مي نامد، در صورتي كه قصد مخالفت با او را هم نداشته بلكه تنها بيم از آن داشته است كه مبادا دستش بر او پيشي بگيرد، تكليف انسان با مادرش كه سخت ترين مشقتهاي زمان بارداري او را به دوش كشيده و پس از وضع حمل، او را بر يكي از پلكهاي چشم خود خوابانده و ديگري را روپوش او قرار داده، خود گرسنگيها خورده و تشنگيها را تحمل كرده ولي نگذاشته است او كمترين گرسنگي و تشنگي ببيند و آن چنان او را در برابر رويدادها و حوادث نگهداري كرده كه مبادا جريان نسيم كمترين آسيبي به او وارد آورد، چگونه خواهد بود؟! آيا هيچ فرزندي مي تواند حق او را



[ صفحه 50]



اداء كند؟ نه، هرگز! به همين جهت رسول خدا صلي الله عليه و آله همواره مي فرمود:

«حق پدر بر فرزند اين است كه تا وقتي زنده است از او اطاعت كند. اما حق مادر بر فرزند: هيهات هيهات، اگر به اندازه ي ريگهاي بيابان و دانه هاي باران در حضورش بايستد و خدمت كند، جبران يك روز از رنجهاي زمان بارداري او را نخواهد كرد.» [8] .

اهميت حقوق مادر به خاطر آن مشقتها و رنجهايي است كه او هنگام ولادت فرزند متحمل مي شود به قسمي كه جانش به لب مي رسد، و نيز به خاطر آن مصيبتها و زحماتي است كه در سرما و گرما به جان مي خرد تا او را بزرگ كند كه پدر هيچ كدام از آنها را ندارد، لذا براي بيان برتري حق مادران روايت شده است: «الجنة تحت اقدام الامهات» [9] (بهشت زير قدمهاي پرمحبت مادران وظيفه شناس است)، كه چنين فضيلتي براي مردان وجود ندارد.



[ صفحه 52]




پاورقي

[1] مناقب شهرآشوب، ج 2، ص 270.

[2] اثبات الوصية مسعودي، ص 143، ط نجف.

[3] مناقب ابن شهرآشوب ج 2، ص 224.

[4] داستان فوق را مرحوم علامه ي مجلسي در كتاب مرآة العقول (ج 1، ص 196) كه شرح اصول كافي است از كتاب مختصر تهذيب الكمال، و از نامه ي عبدالملك به آن مرد در همين مورد ذكر كرده است. ضمنا مرحوم شيخ طوسي در كتاب تهذيب (ج 2، ص 226) و كليني در كتاب كافي نيز آن را آورده اند.

[5] عيون الاخبار، ص 270.

[6] مناقب ابن شهرآشوب، ج 2، ص 76.

[7] كامل مبرد، ج 1، ص 161؛ عيون الاخبار ابن قتيبه ي دينوري، ج 3، ص 97.

[8] غوالي اللئالي ابي جمهور احسائي.

[9] لب اللباب راوندي.


شعرهايي كه بدان امام منسوب است


از امام صادق شعرهايي در كتابها آورده اند. شعرهايي كه مضمون آن اندرز و حكمت است. و ارشاد مردمان به شناختن گوهر انسان، و ارزان از دست ندادن آن. نيز شكايت از مردمي كه در سراسر تاريخ بوده و هستند، دو رو و دو زبان. سفيان ثوري روزي او را گفت: پسر رسول خدا از مردم كناره گرفته اي. گفت: سفيان زمانه تباه شده و برادران دگرگون گشته اند.

ديدم تنها بودن دل را آرام بخش است. سپس گفت:



ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب

و الناس بين مخاتل و مؤارب [1] .



يفشون بينهم المودة و الصفا

و قلوبهم محشوة بعقارب [2] .



[ صفحه 116]



تعصي الالاه و انت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع [3] .



لو كان حبك صادقا لأطعته

ان المحب لمن يحب مطيع [4] .



علم المحجة واضح لمريده

و اري القلوب عن المحجة يعمي [5] .



و لقد عجبت لها لك و نجاته

موجودة و لقد عجبت لمن نجي [6] .



اين بيتها را اصمعي از تفسير ثعلبي از آن حضرت روايت كرده است:



اثامن بالنفس النفيسة ربها

فليس لها في الخلق كلهم ثمن [7] .



بها يشتري الجنات، ان أنا بعتها

بشي ء سواها ان ذلكم غبن [8] .



اذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها

فقد ذهبت نفسي و قد ذهب الثمن [9] .



[ صفحه 117]



حافظ عبدالعزيز بن أخضر مؤلف معالم العترة النبويه از ابراهيم مسعود روايت كند: مردي از بازرگانان با جعفر بن محمد (ع) مراودت داشت، حال او دگرگون شد و به آن حضرت شكايت كرد، امام فرمود:



فلا تجزع و ان اعسرت يوما

فقد ايسرت في زمن طويل [10] .



و لا تيأس فان اليأس كفر

لعل الله يغني عن قليل [11] .



و لا تظنن بربك ظن سوء

فان الله أولي بالجميل [12] .



مردي بدو حاجتي برد و امام حاجت او را برآورد. مرد سپاس گفتن او را آغاز كرد. امام فرمود:



اذا ما طلبت خصال الندي

و قد عضك الدهر من جهده [13] .



فلا تطلبن الي كالح

أصاب اليسارة من كده [14] .



ولكن عليك بأهل العلي

و من ورث المجد عن جده [15] .



فذاك اذا جئته طالبا

تحب اليسارة من جده [16] .



[ صفحه 118]



اعمل علي مهل فانك ميت

و اختر لنفسك أيها الانسانا [17] .



فكان ما قد كان لم يك اذ مضي

و كان ما هو كأئن قد كانا [18] .



[ صفحه 119]




پاورقي

[1] وفا (از ميانه) رفت، چنان كه روز گذشته رفت و مردم يا فريبكارند يا به يكديگر زيان رسان.

[2] آشكارا ميان خود از دوستي و يكرنگي دم مي زنند، حالي كه دلهاشان پر است از كژدم ها (ي گزان). (تذكرة الاولياء، ص 15؛ في رحاب ائمة اهل البيت، ج 4، ص 75 - 76).

[3] خدا را نافرماني مي كني و دوستي او را مي نماياني! به جانت سوگند اين شگفت كاري است.

[4] اگر دوستيت راست مي بود او را فرمان مي بردي، كه دوستدار فرمانبردار كسي است كه او را دوست مي دارد.

[5] كسي كه خواهان راه راست باشد، نشانه هاي آن برايش آشكار است و مي بينم دلها در ديدن راه راست نابيناست.

[6] و در شگفتم از تباه شونده اي كه نجات او موجود است و در شگفتم از آنكه نجات يافت (مناقب، ج 4، ص 275؛ في رحاب ائمة اهل البيت، ج 4، ص 75 - 76).

[7] در فروختن جان گرامي با پروردگار آن گفتگو مي كنم، (چرا كه) در همه ي آفريدگان بهاي آن يافت نمي شود.

[8] بدان بهشت ها را مي توان خريد، اگر آن را به چيزي ديگر بفروشم سودايي است زيان بار.

[9] اگر جانم به بهاي دنيايي كه به دست آورم برود جانم و بهاي آن (هر دو) به هدر رفته است. (مناقب، ج 4، ص 275؛ في رحاب ائمة اهل البيت، ج 4، ص 76).

[10] اگر روزي تنگدست شوي جزع مكن چرا كه زماني دراز با گشاده دستي به سر برده اي.

[11] و نوميد مباش كه نوميدي كفر است، شايد خدا در اندك مدت بي نيازي دهد.

[12] به پروردگارت گمان بد مبر كه خدا به كار نيك سزاوارتر (از هر كس) است (في رحاب ائمة اهل البيت، ص 75 - 76).

[13] اگر روزگار با سختگيري خود تو را به تنگدستي افكند و (كسي را خواستي) كه خصلتهاي بخشندگي در او بود.

[14] از ترشرويي كه توانگري را با تحمل رنج خود به دست آورده مخواه.

[15] ولي روي به كسي آور كه بزرگوار است و بزرگي را از نياي خود به ميراث برده.

[16] چون از چنين كسي خواهنده باشي، دوست دارد (به تو دهد) مالي را كه از بخت خود به دست آورد. (مناقب، ج 4، ص 274).

[17] اي آدمي كار به آهستگي كن (شتاب مكن) كه همانا خواهي مرد و آنچه به كارت مي آيد، براي خود بگزين.

[18] كه گويا آنچه بود چون گذشت، نبوده است، و گويا آنچه آمدني است (گذشته) است. (مناقب، ج 4، ص 27).


زينت خدا


در آن ايام اندوختن ثروت و پوشيدن لباس هاي فاخر مرسوم و زمان زينت و آسايش بود. سيل پول مانند سكه ها كه به رنگ ها و اندازه هاي مختلف ضرب مي شد از شهرهاي بزرگ كشورهاي ايران و مصر و يمن به طرف عربستان سرازير مي گرديد و اموال فراوان به خانه مسلمين و تجار اسلام روي آور مي شد، و چون خداوند پرچم تجارت و بهره برداري را به دست تواناي امام جعفرصادق (ع) قرار داده بود وضع زمان اجازه مي داد كه او نيز لباس فاخر بپوشد و از نعمت خوب و پاكيزه كه خداوند از خزانه خود به او ارزاني داشته است استفاده كند چنانكه خداوند در قرآن فرموده [1] است:



[ صفحه 65]



«بگو چه كسي زينت و چيزهاي خوب و طيب را كه خداوند به بندگان روزي داده حرام كرده است».

امام صادق (ع) براي شركت در مساجد، اجتماعات و ملاقات ها لباس فاخر بر تن مي كرد، زيرا مي ديد و مي دانست كه دست تواناي خداوند پشتيبان او است و براي شكر و سپاس در برابر آن همه عطايا و نعمت ها راهي بهتر از نشان دادن كرامات حضرت باري تعالي به مردم نمي يافت و مي خواست به آنها بفهماند كه مورد لطف و عنايت خداوندي است.

او لباس هائي به نام فرقبي [2] ، مروي، لباس خز و سفيد كه همه مانند حرير سفيد نرم و لطيف بودند به تن مي كرد. اما مردم كه همواره مترصد بودند به هر چيز خورده بگيرند و آن را مورد گفتگو و عيب جوئي قرار دهند، از اين متعجب شده مي گفتند:



[ صفحه 66]



منصور دوانيقي [3] خليفه وقت با آن همه ثروت و مال فراوان هرگز لباس خوب بر تن نكرده و هيچگاه براي خود و مهمانانش به اندازه ي كافي خوردني و آشاميدني فراهم نمي آورد، پس جعفر بن محمد را با او مقايسه و امام (ع) را مورد ايراد و اعتراض قرار مي دادند. تا آنجا كه روزي به او گفتند:

«ابوجعفر منصور از وقتي كه به خلافت رسيده، همواره لباس هاي خشن بي ارزش پوشيده و از خوردن غذاي خوب و مطبوع خودداري كرده است.»

امام جعفر «ع» پاسخ داد: «واي بر او كه با آن سلطنت، قدرت و با آن همه خراج و ماليات كه نزد او جمع مي شود زندگاني را بر خود تنگ گرفته از پوشيدن لباس زيبا و خوردن غذاي خوب خودداري مي كند.»

مردم گفتند: شايد اين امر در اثر خست و حرصي



[ صفحه 67]



است كه در جمع كردن مال دارد.

امام جعفر (ع) فرمود: «سپاس مر خداي را كه از درك دين و نعمت هاي دنيا هر دو محروم گرديده است،»

گويا سخن چينان اين بيانات را به گوش منصور رسانيدند زيرا از آن به بعد كينه و عداوت سختي نسبت به امام در او برانگيخته شد.

در حقيقت امام صادق (ع) فقط هنگام ملاقات مردم و رفتن به مسجد و موسم حج جامه هاي فاخر بر تن مي كرد و به اصطلاح ظاهر را حفظ مي نمود، ولي در موقع تنهائي و حتي در زير همين لباس هاي زيبا جامه اي بسيار خشن از پشم مي پوشيد و هرگاه از طرف يكي از مردم مورد سرزنش و ملامت قرار مي گرفت، بي درنگ جامه زيرين خود را به او نشان مي داد و حقيقت افكار خود را آشكار مي ساخت و چون در اين باره از او مي پرسيدند در جواب مي فرمود: «لباس خشن و پشمين را به خاطر خدا و جامه هاي فاخر مانند خز را براي شما و جامعه بر تن مي كنم پس آنچه براي خدا است از نظر شما پنهان مي كنم و آنچه به خاطر شما است آشكار



[ صفحه 68]



مي نمايم و بعد مي فرمود: «يك روز كه به طواف خانه ي خدا مشغول بودم متوجه شدم كه كسي دامن لباس مرا مي كشد، چون روي برگردانيدم عباد بن كثير بصري را ديدم كه مرا مخاطب ساخته گفت:

آيا شما با اينكه در اين مكان و جانشين علي عليه السلام هستيد چنين جامه اي پوشيده ايد؟

گفتم: اين لباس فرقبي است و يك دينار بيشتر ارزش ندارد و اما در زمان علي (ع) از لحاظ اقتصادي ميسر نبود كه بهتر از آن بپوشند و اگر من امروز مانند علي (ع) لباس بپوشم مردم خواهند گفت كه جعفر بن محمد مانند عباد رياكار است.

سفيان ثوري مي گويد: وقتي به ملاقات جعفر بن محمد رفته بودم، او را ديدم جامه اي از خز بر تن كرده بود، من با حالتي متعجبانه به او خيره شدم پس رو به من كرده فرمود، ثوري، مثل اينكه چيزي تو را به شگفت آورده كه سخت مرا نگاه مي كني؟

گفتم: با اينكه شما از خاندان نبوت و رسالت هستيد



[ صفحه 69]



چرا اين لباس را بر تن كرده ايد؟

امام جعفر (ع) پاسخ داد: اي ثوري بين زمان من و عصر اجدادم اختلاف فاحشي وجود دارد: زمان ايشان مردم در فقر و احتياج به سر مي بردند لذا به اندازه ي وسعت و نياز خود رفتار مي كردند، اما زمان ما دوراني است كه به حمدالله ثروت فراوان تر و توسعه زندگي بيشتر است و سيل پول و ثروت از هر طرف به سمت ما جاري است.

اما مثل اينكه ثوري با اين جواب قانع نشده و راضي نگرديد، پس دوباره گفت: يابن رسول الله، اين لباس شما و پدران شما نيست.

امام جعفر (ع) ناچار بر او آشكار كرد كه لباس زير او غير از آن جامه اي است كه در ظاهر براي مردم مي پوشد و فرمود:

بيا اين لباس زيرين مرا نگاه كن تا بداني و توجه داشته باشي...! پس ثوري با دست خود جامه زيرين حضرت را گرفت و آن را لباسي سخت و خشن يافت، پس به ثوري فرمود: حالا بگو ببينم تو در زير جبه ات چه پوشيده اي و



[ صفحه 70]



چون با دست جامه ي زير او را گرفت ملاحظه كرد پيراهن پرقيمت و گرانبهائي است. ثوري از خجلت سرخ شد و انگشت ندامت به دندان گزيد. امام جعفر (ع) رو كرد به او و گفت ثوري كمتر به ملاقات ما بيا و خودت و ما را آسوده بگذار.

گرچه البسه امام صادق (ع) همه از خز بود ولي دانش و علمش به اندازه اي بود كه بدون دليل و جهت به كاري اقدام نمي كرد.

در برابر هر دسته از مردم، چه آنها كه در راه پيشرفت و ترقي قدم مي گذاشتند، چه آنها كه به قول امروز مرتجع و عقب مانده بودند يك نوع جواب آن هم مستدل و محكم ارائه مي كرد.

او مي ديد كه طرز پوشيدن لباس و خوردن غذا بستگي كامل با زمان دارد و زندگاني مردم در هر موقع وضع خاصي دارد و نوع لباس و غذا متفاوت است، يعني هر وقت كه زندگانيشان توسعه مي يابد خوب مي خورند و مي پوشند و هرگاه كه اوضاع چندان رونقي ندارد غذا را فقط به اندازه ي سد جوع مي خورند و لباس را فقط براي جلوگيري از سرما



[ صفحه 71]



و گرما بر تن مي كنند و در هر دو حال كاري برخلاف اصول و آداب اجتماعي انجام نداده و از لحاظ ديني حلال و حرامي مرتكب نشده اند و مي دانست كه او نيز اگر لباس فاخر يعني جبه خز بر تن مي كند و يا در زير آن جامه ي خشن و پشمين مي پوشد هرگز برخلاف دين و آداب و رسوم اجتماعي رفتار نكرده است. همه ي اينها كه گفته شد شمه اي از آداب معاشرت با مردم بود و همچنين امام جعفر (ع) سفارش فرموده است كه در هنگام ملاقات و برخورد با مردم بايد رعايت ادب و نزاكت را كرد، بهترين لباس را پوشيد و سخنان نيكو بر زبان جاري كرد، اما هنگامي كه آدمي تنها است و به امور اخروي پرداخته و به خداوند توجه دارد بايد طوري باشد كه خداوند خشنود گردد و رضايت او ميسر و فراهم شود، و خداوند موقعي از بنده خشنود و راضي مي شود كه انسان به كارهاي نيك و خير بپردازد، خواه لباس فاخر بر تن داشته باشد و خواه جامه ي پشمين، و او هرگز چنين دستوري نداده است كه مؤمنين تنها به خاطر او براي رفتن به مسجد خود را زينت كنند بلكه بيشتر در معاشرت و آميزش بايد آن آداب را لازم و ضروري



[ صفحه 72]



شمرده و امام جعفر (ع) بهترين شخصي بود كه با علم و حكمت خود اين موضوع را به خوبي درك كرده بود. چنانكه وقتي ثوري در اثر عدم اطلاع او را مورد اعتراض قرار داد. امام صادق (ع) به او آنچه را نمي دانست تعليم داد و گوشزد فرمود.


پاورقي

[1] قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و الطيبات من الرزق.

[2] بخش دوم ص 94 از كتاب اعيان الشيعه در وصف لباس امام صادق (ع) مراجعه كنيد فرقبي منسوب به فرقب و مروي به مرو نسبت داه شده است.

[3] منظور از دوانيقي منسوب به دوانيق است كه عبارت از اجزاء كوچك درهم است اين نام بدان جهت است كه منصور بسيار بخيل و ممسك بود.


جايگاه علمي


اباعبدالله (جعفر صادق) عليه السلام از رسول خدا صلي الله عليه و آله نقل مي كند:

«دانش پژوهي، بر هر مسلماني واجب است و به راستي خداوند اهل علم را دوست دارد.» [1] .



[ صفحه 58]



«پيامبر، حجت خدا بر بندگان؛ و عقل، حجت ميان خدا و بندگان است.» [2] .

«هر كسي دانش بياموزد و به آن عمل كند و براي خدا تعليم دهد ملائكه ي آسمان وي را بسيار دعا خواهند كرد.» و نيز فرموده است: «براي خدا آموزش ببين و براي خدا، به آن عمل كن و براي خدا آن را ياد بده.»


پاورقي

[1] كليني / اصول كافي / ص 25 و 30.

[2] كليني / اصول كافي / ج 1/ ص 25 و 30.


جمله اي درباره قرآن


«قال عليه السلام القرآن ظاهره انيق و باطنه عميق؛ ظاهر آيات قرآن خيلي خوشايند ليكن باطن آن بسيار ژرف و عميق است.»


امام صادق با جدش


درباره حضرت امام جعفرصادق عليه السلام از نظر مورخين عرب همان سبك عمومي عمل شده و لذا هر يك به مفاد نتيجه روحي و علمي شرح زندگاني امام را به دو جمله يا كم و بيش خلاصه كرده اند اما فرقه اماميه در نشو و نماي اين خاندان و سيره روزمره آنها قدم كاوش و تحقيق نموده و از معاصرين آنها سينه به سينه نقل اخبار كرده اند.

حضرت امام جعفرصادق عليه السلام با جدش زين العابدين پانزده سال به طور متوسط و يقين زندگي كرده كه اگر رحلت امام چهارم را سال 95 و تولد امام صادق عليه السلام را سال 80 قبول كنيم همين مدت در پرورش جدش بوده و از نبوغ ذاتي وحدت ذهن و شدت ذكاء خويش در محفل جدش بهره كافي برده و از آن اسرار و رموز املاء و انشاء امام سجاد عليه السلام حداكثر استفاده را نموده است.

شكي نيست كه هر طفلي از سن ده يا پانزده سالگي حداكثر كاوش و جستجو و تفحص و پرسش و سئوال را در آنچه نمي داند مي نمايد و اصراري دارد كه مجهولات خود را بپرسد و هيچ كس براي اين گونه مسائل از پدر و مادر و جد و جده آشناتر و نزديكتر نيست خاصه كه يك تحولي در خاندان آنها رخ دهد علت و عوامل و وسايل و اسباب آن را مي پرسد و



[ صفحه 25]



مي خواهد به ريشه كار دست يابد و اين غريزه طبيعي كشف و كسب علم است كه مكرر ديده شده كودكان در اين قسمت بسيار مصر و با استقامت و پافشار در سلسله سئوالات متعاقب خود مي باشند و پدر و يا مسئول هر چند پاسخ منفي هم بدهند آنها دست بردار نيستند، تا قانع شوند.

امام زين العابدين عليه السلام در سي ساله آخر عمر پس از فاجعه مولمه كربلا مواجه با حوادث خونيني گرديد مخصوصا در مدينه و انقلاب خونين حملات قتل عام و نهب اموال مردم از طرف آل زياد و آل مروان امام صادق عليه السلام را به يك سلسله حوادث مهم و علل پيدايش آن متوجه ساخت و سيره آباء و اجداد خود را بر طريق عمل در قبال آن وقايع مشاهده مي كرد.

مصائب و متاعبي كه براي جدش رخ داد. سطور برجسته اي براي توجه به روح الاجتماع ملت اسلام بود كه هدف دين چيست و چگونه عمل شده و مخالفين چگونه تلقي كرده اند در اين موقع كه منابع اختلاف و خصومت را ديد در مقام راه حل قضيه برآمده كه با حس انتقام و قصاص جا عمل معارضه و مبارزه به مثل يا طريق هدايت و ارشاد پيش گيرند و هدف اصلي مشعل داري را به منصه ظهور و بروز رساند.

امام صادق عليه السلام در كنار محفل تربيتي جدش كه از مكتبهاي تربيتي بسيار عميق و پر اهميت بود قرار داشت و از افاضات علمي و تهذيب نفساني امام سجاد عليه السلام به حد كمال تربيت و زهد و عبادت و تقوي فراگرفت و مايه تربيتي او در ظاهر پس از تربيت ربوبي در مهد عواطف زين العابدين عليه السلام بود.

موضوعي كه بسيار جالب توجه است و نشان مي دهد تربيت ربوبي و تهذيب نفساني منشاء اصلاح حال اوليه هر فردي است اين است كه يك جوان مراهق و تازه بالغ كه به سر حد كمال غرائز طبيعي رسيده با يك مردي كه مراحل حيات را طي كرده و شهوات او كشته شده چگونه در وضع و محاذات افاضه و استفاضه تربيتي قرار گرفته و نيروي قابله و قابضه او در اخذ آموزش و پرورش قوت و قدرت گرفته و هر چه را كه جدش با او به ميان گذاشته همه را به حد كمال فراگرفته است.

پانزده سال هر گفتار و كردار و رفتاري امام سجاد عليه السلام داشت جعفر بن محمد فراگرفت و مانند نقش بر سنگ در خاطر صاف و پاك او منقش گرديد كه بارزترين آن حالت عبادت و تقوي و زهد و ورع و حال گريه و خضوع و خشوع بوده است اين تربيت و ادب ديني و توحيدي امام صادق عليه السلام را مهياي يك عالم روشن تر و صحنه پهناورتري از علم و فضيلت نمود.



[ صفحه 26]




چهار فرقه كلي


و چون اكثريت اين 175 فرقه كه به 73 فرقه اصلي بسته اند و آنها به چهار دسته كلي تقسيم مي شوند كه در عصر امام صادق عليه السلام ظهور و بروز شدت عمل نشان مي دادند ما همان چهار فرقه مهم را معرفي مي كنيم تا فرقه اماميه از بين آنها ممتاز و مشخص گردد.


علوم ادبي و زبان عربي


علوم ادبي علومي است كه به كيفيت بيان معاني و صور مختلف آن از قبيل كتابت و خطابه و انشاء و شعر ارتباط داشته باشد و مهمترين اين علوم عبارتند از: علم خط و شناسائي انواع و ادوات آن و قوانين كتابت و ترتيب حروف تهجي و وضع نقطه و غير آن

و علم الفاظ از قبيل: علم لغت و علم اشتقاق و علم صرف و علم مخارج الحروف

علم مركبات از قبيل: نحو، معاني، بيان، بديع، عروض و قافيه، انشاء، تاريخ

اين علوم در آغاز دوره ي اسلامي وجود نداشته و هر يك از آنها در طول زمان و به تدريج بر اثر آشنائي مسلمانان با تمدن ها و علوم مختلف و پيش آمدن حوائج تازه براي آنان پديد آمده و بدين طريق ادب عربي كه در آغاز امر بسيار محدود و كم ارزش بود به تدريج وسعت فراواني حاصل كرده است.




عظمت علمي هشام بن حكم


هشام دانشمند برجسته، متكلمي بزرگ، داراي بياني شيرين و رسا، و در فن مناظره فوق العاده زبر دست بود. او از بزرگترين شاگردان مكتب امام صادق و امام كاظم (ع) به شمار مي رفت.

نامبرده در آن عصر از هر سو مورد فشار سياسي و تبليغاتي از ناحيه قدرتها و فرقه هاي گوناگون قرار داشتند، خدمات ارزنده اي به جهان تشيع كرد و بويژه از اصل «امامت» كه از اركان اساسي اعتقاد شيعه است، بشايستگي دفاع كرد و مفهوم سازنده آن را در رهبري جامعه، بخوبي تشريح نمود.

البته پايه هاي عقيدتي و شخصيت بارز علمي هشام در مكتب امام صادق (ع) استوار گرديد و در اين دانشگاه بود كه اساس تكامل فكري و اسلامي او نقشبندي شد، اما از سال 148 به بعد، يعني پس از شهادت امام صادق (ع) شخصيت والاي او در پرتو رهنمودهاي امام كاظم (ع) تكامل يافت و به اوج ترقي و شكوفايي رسيد.


كلمات قصار


نگارنده گويد: گرچه كلمات قصار حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله بيش از آن است كه در اين كتاب درج گردد ولي ما قسمتي از كلمات قصار آن بزرگوار را از كتاب تحف العقول از نظر خوانندگان محترم مي گذرانيم:

اول: با پدران خود نيكوئي كنيد تا فرزندان شما هم با شما خوش رفتار باشند. نسبت به زنان مردم عفيف و خوددار باشيد تا زنان شما عفيفه شوند.

دوم: بحمران بن اعين فرمود: اي حمران! از لحاظ توانائي و قدرت به آن كسي نگاه كن كه زير دست تو است و به آن



[ صفحه 74]



كسي كه از اين لحاظ از تو بالاتر است نظر منماي! زيرا اين موضوع بيشتر باعث قناعت تو خواهد شد كه به آنچه خدا به تو عطا فرمايد راضي باشي و سزاوارتري كه نزد خداي توانا مستوجب بيش از آن اندازه باشي.

بدان كه عمل هميشگي و اندك كه با يقين باشد پيش خدا افضل است از عمل زياد بدون يقين.

بدان كه هيچ ورع و تقوائي پر منفعت تر از اجتناب از محارم خدا يعني آنچه را كه خدا حرام كرده و خودداري از اذيت و غيبت كردن مؤمنين نخواهد بود. هيچ زندگي گواراتر از خوش اخلاقي نيست. هيچ مالي پر منفعت تر از مال قليلي كه كافي باشد نخواهد بود. هيچ جهلي ضررش از عجب و خودپسندي بيشتر نيست.

سوم: قاضيان چهار طايفه اند، سه طايفه ي آنان در جهنم و يك طايفه در بهشت خواهد بود:

1- مردي كه بداند و به ظلم و جور قضاوت كند در جهنم خواهد بود.

2- مردي كه نداند و به ظلم و جور قضاوت نمايد در دوزخ است.

3- مردي كه نداند و بر حق قضاوت كند در جهنم خواهد بود.

4- مردي كه بداند و بر حق قضاوت نمايد در بهشت است.

نگارنده گويد: چون سخن از قاضيان به ميان آمد بسيار جا دارد كه چند داستان از قضات گذشته را از نظر خوانندگان عزيز بگذرانيم:



[ صفحه 75]



1- علامه ي مجلسي در جلد چهاردم بحارالانوار، چاپ طهران، صفحه ي (489) از حضرت باقرالعلوم عليه السلام روايت مي كند كه فرمود: در ميان بني اسرائيل قاضي بود كه بين ايشان به حق قضاوت مي كرد. همين كه اجل او فرارسيد به زوجه ي خود گفت: وقتي من از اين جهان رفتم مرا غسل مي دهي، كفن مي كني، صورتم را مي پوشاني و مرا بالاي تختم جاي مي دهي! چنانچه اين اعمال را انجام دهي با خواست خدا ضرر و بدي نخواهي ديد.

موقعي كه آن قاضي از دنيا رفت زوجه اش طبق وصيت وي عمل نمود، چند مدتي صبر كرد، آنگاه پس از اينكه صورت شوهر خود را باز كرد مواجه شد با كرمي كه بيني او را مقراض مي كرد، يعني مي خورد آن زن از يك چنين منظره اي فوق العاده دچار خوف و دهشت گرديد.

وقتي شب شد و آن زن به خواب رفت شوهر خود را در خواب ديد كه به وي مي گويد: از آن منظره اي كه ديروز ديدي وحشت كردي؟ گفت: آري. شوهر به او گفت: به خدا قسم كه برادر تو باعث اين موضوع شد.

جريان اين مطلب بدين قرار است كه برادر تو با آن دشمني كه داشت نزد من آمد، موقعي كه نشستند من گفتم: بار خدايا! حق به جانب برادر زن من باشد! همين كه طرفين دعواي خود را مطرح كردند حق به جانب برادر تو بود و من بدين لحاظ مسرور و خوشحال شدم.

آن كرمي كه ديدي بيني مرا مقراض مي كرد يعني مي خورد براي اين بود كه من متابعت هوا و هوس نمودم و گفتم: كاش حق به جانب برادر زوجه ام مي شد!!



[ صفحه 76]



2 - نيز در كتاب سابق الذكر، صفحه ي (375) از حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله از حضرت علي بن ابي طالب عليه السلام روايت مي كند كه فرمود: دانيال عليه السلام يتيمي بود كه مادر و پدر نداشت و پيرزني سالخورده از بني اسرائيل آن حضرت را زير پر و بال خود گرفت و پرورش داد.

يكي از پادشاهان بني اسرائيل داراي دو قاضي بود، آن دو قاضي يك نفر دوستي داشتند كه مرد صالح و نيكوكاري و داراي زني خوشگل و زيبا بود، آن شخص صالح و نيكوكار نزد پادشاه مي آمد و از براي وي سخن مي گفت.

يك وقت پادشاه احتياج به شخصي پيدا كرد كه او را به جهت امري مأمور نمايد، لذا به آن دو نفر قاضي گفت: يك مردي را براي من برگزينيد كه بعضي از كارهاي مرا عهده دار شود.

ايشان همان مرد صالح و نيكوكار را به شاه عرضه كردند شاه مأموريت قسمتي از امور خود را به وي داد.

آن مرد نيك رفتار به آن دو نفر قاضي نابكار گفت: من به شما راجع به زوجه ام توصيه مي كنم كه نسبت به او خير خواه باشيد!

ايشان گفتند: بسيار خوب و آن مرد به دنبال مأموريت خويش رفت.

آن دو نفر قاضي از خدا بي خبر درب خانه دوست خود مي آمدند و به زن او اظهار عشق و علاقه مي كردند ولي آن زن درستكار و عفيفه دعوت آنان را نپذيرفت!!

آن دو نفر قاضي به آن زن گفتند: به خدا قسم اگر ما را



[ صفحه 77]



به وصال خود نرساني ما نزد شاه شهادت مي دهيم كه تو زنا كرده اي آنگاه تو را سنگباران خواهيم كرد!

وي در جوابشان گفت: هر عملي كه مي خواهيد انجام دهيد!! آنان نزد پادشاه آمدند و شهادت دادند كه آن زن زنا كرده!! پادشاه از شنيدن اين موضوع فوق العاده تعجب كرد و درباره ي آن زن كه به نظرش خيلي جلوه گر بود غمگين و اندوهناك شد!!

شاه به آن دو نفر قاضي گفت: من قول و شهادت شما را قبول دارم، ولي اين زن را پس از سه روز سنگباران نمائيد!

آن گاه در آن شهري كه پادشاه در آن بود ندا در دادند كه براي كشتن فلان زن عابده كه زنا كرده حاضر شويد زيرا دو نفر قاضي درباره ي اين موضوع شهادت داده اند. مردم براي مشاهده ي اين جريان خيلي اجتماع نمودند.

پادشاه به وزير خود گفت: درباره ي اين موضوع چه راه چاره اي به نظر تو مي رسد؟! وزير گفت: چيزي به نظرم نمي رسد وزير در روز سوم كه آخرين روز مهلت آن زن بود از خانه ي خود خارج گرديد.

در بين راه مصادف شد با كودكان برهنه اي كه مشغول بازي بودند، دانيال عليه السلام نيز در ميان آن اطفال بود اما وزير او را نمي شناخت.

دانيال رو كرد به آن كودكان و گفت: بچه ها! بيائيد تا من پادشاه باشم، فلان كودك هم فلان زن عابده شود، فلان و فلان كودك را قاضي قرار دهيم تا بر عليه آن زن عابده شهادت دهند.



[ صفحه 78]



آن گاه مقداري خاك جمع كرد و شمشيري هم از ني درست نمود و به كودكان گفت: دست اين قاضي را بگيريد و او را به فلان مكان بيندازيد!! و دست قاضي ديگر را نيز بگيريد و در فلان مكان جاي دهيد!!

پس از اين جريان دستور داد تا يكي از آن قاضيان را حاضر كردند، پس از حضور به وي گفت: حق را بگو، زيرا اگر حق را نگوئي تو را خواهم كشت!!

وزير ايستاده و به نحوه ي قضاوت دانيال نظر مي كند و گوش مي دهد.

قاضي گفت: آن زن زنا كرده.

دانيال: چه موقع!

قاضي: در فلان روز.

دانيال: با چه كسي؟

قاضي: فلان بن فلان.

دانيال: در چه مكاني.

قاضي: در فلان موضع.

دانيال دستور داد تا او را به مكان خود برگردانيدند و قاضي ديگر را حاضر نمودند. دانيال به او فرمود: تو راجع به آن زن چگونه شهادت مي دهي؟

گفت: من شهادت مي دهم كه وي زنا كرده.

دانيال: چه موقع؟

قاضي: در فلان روز.

دانيال: با چه شخصي؟



[ صفحه 79]



قاضي: با فلان بن فلان.

دانيال: در چه مكاني؟

قاضي: فلان مكان.

حضرت دانيال پس از اينكه ديد شهادت آن دو نفر قاضي برخلاف يكديگر شد گفت: الله اكبر!! اين دو نفر شهادت دروغ دادند. در همين موقع بود كه دانيال دستور داد تا در ميان مردم صدا زدند: آن دو نفر قاضي درباره ي فلان زن عابده به دروغ شهادت داده اند، شما براي كشتن اين دو نفر قاضي حاضر شويد!!

وزير پس از مشاهده اين جريان به تعجيل نزد شاه آمد و او را از اين قضاوت آگاه نمود. پادشاه آن دو نفر قاضي را احضار كرد و چون شهادت آنان نظير شهادت آن دو كودك برخلاف يكديگر شد لذا شاه دستور داد تا در ميان مردم ندا در دادند كه براي كشتن آن دو نفر قاضي نابكار حاضر گردند!!!

چهارم: كسي كه خويشتن را در موقف تهمت قرار دهد نبايد آن كسي را ملامت كند كه به او بدبين شود. كسي كه راز خود را پوشيده بدارد خير در دست او خواهد بود.

هر رازي از ميان دو نفر تجاوز كند فاش خواهد شد.

ضع امر اخيك علي احسنه

يعني امر برادر ديني خود را به بهترين وجه حمل كن (يعني نسبت به او بدبين مباش) در صورتي كه در سخن برادر ديني تو احتمال خيري برود تو هرگز احتمال بدي درباره ي آن مده.

بر تو لازم است كه برادران ديني راست و درستي انتخاب



[ صفحه 80]



كني، زيرا ايشانند كه در موقع خوشي ذخيره و در وقت بلاء و سختي سپر خواهند بود.

درباره ي كار خود با آن افرادي مشورت كن كه از خدا مي ترسند. و برادران ديني خود را به قدر تقوائي كه دارند دوست داشته باش.

از زنان شرير و بد بپرهيز و از خوبان ايشان نيز بر حذر باش! چنانچه زنان شما را امر به معروف كنند با آنان مخالفت نمائيد تا درباره ي منكرات و كارهاي زشت به شما طمع نداشته باشند.

پنجم: موقعي كه عمر مرد از سي سال تجاوز كند عاقله مرد مي شود و موقعي كه از چهل سال بگذرد پيرمرد است.

نگارنده گويد: در اين شعر ديوان حضرت علي بن ابيطالب عليه السلام كه فقير آن را در سنه ي (1384) هجري در تهران ترجمه نموده ام مرقوم است:



1- الي م تجر اذيال التصابي

و شيبك قد نضي برد الشباب



2- بلال الشيب في فوديك نادي

بأعلي الصوت حيي علي الذهاب





[ صفحه 81]





3- خلفت من التراب و عن قريب

تغيب تحت أطباق التراب



1- يعني دامن كودكي را تا چه موقع و تا كجا خواهي كشيد در صورتي كه پيري تو لباس جواني را (از تنت) بر كند.

2- منادي پيري درد و طرف سر تو با بلندترين صدا ندا در داد كه براي رفتن (به عالم آخرت) سرعت كن!

3- تو از خاك خلق شدي و به همين زودي در زير طبقات خاك غائب خواهي شد.

حكيم نظامي هم سروده:



حديث كودكي و خود پرستي

رها كن كو خيالي بود و مستي



چه از سي در گذشتي يا كه از بيست

نميشايد ديگر چون غافلان زيست



نشاط عمر باشد تا چهل سال

چهل رفته فروريزد پر و بال



پس از پنجه نماند تندرستي

بصر كندي پذيرد پاي سستي



چو شصت آيد نشست آيد پديدار

چو هفتاد آيد آلت افتد كار



به هشتاد و نود گر در رسيدي

بسا زحمت كه از گيتي كشيدي





[ صفحه 82]





وز آنجا گر بصد منزل رساني

بود مرگي بصورت زندگاني



چو در موي سيه آيد سپيدي

پديد آيد نشان نااميدي



ز پنبه شد بنا گوشت كفن پوش

هنوز اين پنبه بيرون ناري از گوش



مرحوم حاج شيخ علي اكبر نهاوندي در كتاب: جنات عاليه از قول حكماء مي نگارد: انسان از حين تولد تا سي و چهار سالگي در ترقي خواهد بود. از سن سي و چهار سالگي تا چهل سال به يك حال خواهد ماند.

از چهل تا پنجاه هر سالي يك بار قواي انسان رو به نقصان مي گذارد.

از پنجاه تا شصت هر ماهي يك مرتبه نقصان قواي انسان ظاهر مي شود. از شصت تا هفتاد هر هفته اي يك مرتبه قواي بشر رو به نقصان خواهد نهاد. از هفتاد تا هشتاد هر روزي يك بار ضعف قوا ظاهر مي شود.

از هشتاد تا نود در هر ساعت قواي انسان دچار ضعف مي گردد. از نود تا صد در هر لحظه قواي انسان رو به ضعف مي گذارد.

ششم: مروت و جوانمردي دو نوع است: يكي مروت و جوانمردي در وطن و ديگري مردانگي در سفر.

مروت و جوانمردي در وطن عبارت است از: تلاوت قرآن، حضور در مسجدها، رفاقت با افرادي كه اهل خير باشند و نظر كردن در فقه و مسائل مذهبي.



[ صفحه 83]



مروت و مردانگي در سفر عبارت است از: بذل و بخشش زاد و توشه، مزاح و شوخي كه باعث غضب و سخط خدا نشود، كم مخالفت نمودن با همسفران و پس از اينكه از آنان مفارقت كردي گفتگوئي (درباره ي عيوب ايشان) ننمائي.

هفتم: بدان اگر آن كسي كه علي عليه السلام را با شمشير بزند و كشنده ي آن بزرگوار مرا امين بداند و از من طلب نصيحت بكند و با من مشورت نمايد و من از او بپذيرم امانت را به وي مي پردازم.

هشتم: خدا به حضرت داود عليه السلام وحي كرد و فرمود: يا داود! تو اراده اي مي كني و من هم اراده اي مي كنم، اگر اكتفاء كني به اراده و خواسته ي من، من خواسته ي تو را كفايت مي نمايم و اگر به جز اراده ي خود را نپذيري تو را براي خواسته ات دچار رنج و تعب مي كنم و عاقبة الامر اراده ي خودم را عمل خواهم كرد.

نهم: خداي توانا دنيا را به هر كسي كه او را محبوب يا مغضوب خويشتن بداند مي دهد ولي ايمان را جز به برگزيدگان خود نخواهد داد.

دهم: به حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله گفتند: وصيت لقمان چه بود؟ فرمود: حاوي شگفتهائي بود كه از جمله ي آنها اين بود كه به پسرش گفت: از خدا به نحوي بترس كه اگر نيكوئي ثقلين يعني جن و انس را براي خدا بياوري تو را عذاب خواهد كرد. به خداي رؤف به نحوي اميدوار باش كه اگر گناه جن و انس را به درگاهش ببري تو را خواهد آمرزيد!!

آن گاه حضرت صادق عليه السلام فرمود: هيچ مؤمني نيست مگر اينكه در قلب او دو نور وجود دارد: يكي نور



[ صفحه 84]



خوف (از خدا) و ديگري نور اميدواري. اگر اين نور را با آن نور وزن كني از آن سنگين تر نخواهد بود و اگر آن نور را با اين نور وزن نمائي از اين نور بيشتر نخواهد بود.

يازدهم: هيچ احدي سخن هدايت آميزي نمي گويد مگر اينكه اجر آن كسي را خواهد داشت كه به آن عمل نمايد. هيچ احدي سخن گمراه كننده اي نمي گويد مگر اينكه گناه آن كسي را خواهد داشت كه به آن عمل كرده باشد.

دوازدهم: وظيفه ي مؤمن اين است كه خود را بين دو نوع خوف قرار دهد: يكي خوف آن گناهي كه گذشته و نمي داند خدا راجع به آن گناه با وي چه خواهد كرد و ديگري خوف مابقي عمر كه نمي داند خود را دچار چه هلاكت هائي خواهد كرد.

پس بنابراين شخص مؤمن شب را صبح نمي كند مگر با خوف و صبح را شام نمي نمايد مگر با خوف و چيزي براي مؤمن جز خوف صلاح نخواهد بود.

سيزدهم: كسي كه به رزق و روزي قليل و اندك راضي شود خدا عمل و عبادت اندك را از او قبول مي كند. كسي كه به اندكي از مال حلال راضي باشد مؤنه و مخارج او سبك خواهد بود و كسب او پاك و پاكيزه خواهد شد و درمانده نخواهد شد.

چهاردم: از مزاح و شوخي بپرهيز كه منجر به دشمني و موجب بغض و كينه مي گردد، مزاح و شوخي فحش كوچك است.

نگارنده گويد: در ديوان حضرت علي بن ابيطالب عليه السلام - كه آن را عبدالعزيز بن يحيي بن جلودي بصري متوفي در سنه ي (332) هجري تأليف كرده - شعري است مربوط



[ صفحه 85]



به مزاح كه جا دارد ما آن را از نظر خوانندگان محترم بگذرانيم:



1- لا تمزحن الرجال ان مزحوا

لم أرقو ما تمازحوا سلموا



2- فالجرح جرح اللسان تعلمه

و رب قول تسيل منه دم



1- يعني هرگز با مردان شوخي و مزاح منماي ولو اينكه آنان شوخي كنند! زيرا من گروهي را نديدم كه با يكديگر شوخي كنند سالم باشند.

2- زخم و جراحت زخم زبان است كه تو آن را مي داني چه بسا گفتاري كه خون از آن جاري مي گردد.

پانزدهم:اي شيعه ي آل محمد صلي الله عليه و آله!! شيعه ي ما خانواده نخواهد بود آن كسي كه در موقع غضب نتواند خودداري نمايد، با كسي كه رفيق و هم صحبت او است خوش رفتار نباشد، رفاقت نكند با آن كسي كه باوي رفاقت مي نمايد، صلح و سازش نكند با كسي كه با او سازگاري مي كند، مخالفت ننمايد با كسي كه (شيعه نباشد و) با او مخالفت مي نمايد.

اي شيعه آل محمد!! به قدر استطاعت خود از خداي (توانا و قهار) بپرهيزيد و بترسيد!!

شانزدهم: دختران انسان ثواب و حسنه و پسران نعمت



[ صفحه 86]



هستند. در عوض حسنه ثواب مي دهند. ولي از نعمت پرسش و مؤاخذه مي نمايند.


مناظراته


في عصر الامام الصادق عليه السلام بدأ المترجمون بنقل الفلسفة من الاغريق، وراجت سوقها بين المتكلمين، كما أن النزعة المذهبية قوت آنذاك، فظهرت علي الشاشة مذاهب جديدة و آراء فقهية، كل هذا ساعد علي كثرة المناظرات بين علماء المسلمين، و في نفس الوقت ظهرت موجة الحادية قوية لا عهد للمسلمين بها من قبل.

كان يتزعم هذه الموجة كل من: ابن أبي العوجاء، و أبي شاكر الديصاني، و عبدالله بن المقفع، و عبدالملك البصري، و قد لعبت هذه الجماعة دورا كبيرا حتي اهتمت الحكومة بوضع حد لنشاطها، فأخذت تتبعهم و تقتل من ظفرت به منهم.

و كان المتكلمون، و أرباب المذاهب، و الملاحدة، يقصدون الامام الصادق عليه السلام لكشف شبهاتهم، و للمناظرة



[ صفحه 89]



فيما عندهم، فكان عليه السلام يكلم كلا منهم باختصاصه، و يدينه من كلامه، يكلم المسلم بالكتاب و السنة، و الفيلسوف بالفلسفة و الحكمة، و الطبيعي بالطبيعة، و الطبيب بالطب، و ربما ابتدأ غيره بالمناظرة اظهارا للحق، و اقامة للحجة، و قطعا للمعذرة.

قال الدكتور الكيالي: و كان موقفه من التنازع و الجدل موقف العالم المناضل، والفيلسوف المؤمن، القوي بحجته و براهينه، الراجح في عقله و استدلاله، يدافع عن حقيقة الاسلام بما يقره العلم الصحيح، والايمان الحق، والمنطق الصائب، و يدلي بعلمه و آرائه بصراحة، و يرد علي خصمه بالبلاغة الباهرة، و الأدلة القاطعة [1] .

و قال الأستاذ الكبير محمد أبوزهرة: و لقد اشتهرت مناظرات الامام الصادق حتي صار مصدرا للعرفان بين العلماء، و كان مرجعا للعلماء في كل ما يعضل عليهم الاجابة عنه من أسئلة الزنادقة و توجيهاتهم، و قد كانوا يثيرون الشك في كل شي ء، و يستمسكون بأوهي العبارات، ليثيروا غبارا حول الحقائق الاسلامية و الوجدانية التي هي خاصة.



[ صفحه 90]



الاسلام [2] .

و لو جمعنا ما وصل الينا من مناظراته عليه السلام لجاءت كتابا مستقلا، فنقتصر بما يناسب حجم هذه السلسلة:

1- قال الدكتور أحمد أمين: انه ناظر أباحنيفة في الرأي، قال جعفر الصادق لأبي حنيفة: أيهما أعظم: قتل النفس أو الزنا؟

قال: قتل النفس.

قال: فان الله قد قبل في قتل النفس شاهدين، و لم يقبل في الزنا الا أربعة.

ثم سأله: أيهما أعظم الصلاة أو الصوم؟

قال: الصلاة.

قال: فما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟ فكيف يقوم لك القياس؟ قاتق الله و لا تقس [3] .

2- سأل أبوحنيفة عن قوله تعالي: (والله ربنا ما كنا مشركين).



[ صفحه 91]



فقال عليه السلام: ما تقول فيها يا أباحنيفة؟

فقال: أقول: انهم لم يكونوا مشركين.

فقال: أبوعبدالله عليه السلام: قال الله تعالي: (انظر كيف كذبوا علي أنفسهم).

فقال: ما تقول فيها يا ابن رسول الله؟

فقال عليه السلام: هؤلاء قوم من أهل القبلة أشركوا من حيث لا يعلمون [4] .

3- عن حفص بن غياث: قال: شهدت المسجد الحرام و ابن أبي العوجاء يسأل أباعبدالله عليه السلام عن قوله تعالي: (كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) ما ذنب الغير؟

فقال عليه السلام: ويحك هي هي، و هي غيرها.

قال: فمثل لي ذلك شيئا من أمر الدنيا؟

فقال عليه السلام: نعم، أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها، ثم ردها في طينها فهي هي و هي غيرها [5] .



[ صفحه 92]



4- سأله ابن أبي العوجاء: لو كان الأمر كما تقول فما منع الله من الظهور لجميع خلقه، و دعوتهم الي عبادته، حتي لا يصبح اثنان منهم علي خلاف، لماذا اختفي عنهم و مع ذلك أرسل رسلا، لو كان قد ظهر بذاته لكان أسهل الي الاعتقاد به؟!

فأجاب جعفر: كيف اختفي عنك من أظهر قدرته في نفسك أنت، و في نمائك الخ.. و كان جوابا بليغا حتي قال ابن أبي العوجاء لصاحبه: و ظل يحصي لي قدرة الله التي في نفسي، والتي لم أستطع رفضها، حتي ظننت أن الله قد نزل بينه و بيني [6] .

5- قال الربيع: قرأ هندي عند المنصور كتب الطب، و عنده الصادق عليه السلام، فجعل ينصت لقراءته، فلما فرغ قال: يا أباعبدالله أتريد مما معي شيئا؟

قال: لا، لأن معي خير مما هو معك.

قال: ما هو؟

قال: أداوي الحار بالبارد، و البارد بالحار، و الرطب



[ صفحه 93]



باليابس، و اليابس بالرطب. وارد الأمر كله الي الله، و استعمل ما قاله رسول الله عليه السلام، و اعلم أن المعدة بيت الداء، و أن الحمية هي الدواء، و أعود البدن ما اعتاد.

قال: و هل في الطب الا هذا!

قال الصادق عليه السلام: افتراني عن كتب الطب أخذت؟

قال: نعم.

فقال عليه السلام: لا والله ما أخذت الا من عند الله سبحانه و تعالي، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟

قال: بل أنا.

قال: فأسألك؟

قال: سل.

فسأله عشرين مسألة و هو يقول: لا أعلم.

فقال الصادق عليه السلام: لكني أعلم، و هذه الأجوبة: كان في الرأس شؤون لأن المجوف اذا كان بلا فصل أسرع اليه الصدع، فاذا جعل ذا فصول كان الصدع منه أبعد.

و جعل الشعر فوقه ليوصل بأصوله الأدهان الي الدماغ،



[ صفحه 94]



و يخرج بأطرافه البخار منه، و يرد الحر و الرد الواردين عليه.

و خلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور الي العينين، و جعل فيها التخطيط و الأسارير ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.

و جعل الحاجبان من فوق العينين ليردا عليهما من النور قدر كفايتهما.

و جعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين، الي كل عين سواء.

و جعل العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء، و يخرج منها الداء، و لو كانت مربعة أو مدورة، ما جري فيها الميل، و لا وصل اليها دواء، و لا خرج منها داء.

و جعل ثقب الأنف من أسفله لينزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، و تصعد فيه الأرايح الي المشام، و لو كان في أعلاه لما نزل داء و لا وجد رائحة.

و جعل الشارب و الشفة فوق الفم، ليحبسان ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلا يتنغص علي الانسان طعامه و شرابه،



[ صفحه 95]



فيميطه عن نفسه.

و جعل اللحية للرجل يستغني بها عن الكشف في المنظر، و يعلم بها الذكر من الأنثي.

و جعل السن حادا لأن به يقع العض.

و جعل الضرس عريضا لأن به يقع الطحن و المضغ.

و جعل الناب طويلا لتشد الأضراس و الأسنان، كالأسطوانة في البناء.

و خلا الكفان من الشعر لأن بهما اللمس، فلو كان فيهما شعر ما دري الانسان ما يقلبه و يلمسه.

و خلا الشعر و الظفر من الحياة لأن طولهما سمج، و قصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لألم الانسان قصهما، و كان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فتروح عنه ببردها، لئلا يشيط الدماغ لحره.

و جعلت الرئة قطعتين، ليدخل بين مظاغطها فتروح عنه بحركتها، و كان الكبد حدباء لثقل المعدة، و تقع جميعها عليه فيعصرها، فيخرج ما فيها من البخار.

و جعلت الكلية كحبة اللوبياء، لأن عليها مصب المني



[ صفحه 96]



نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة الأولي الي الثانية، فلا يتلذذ بخروجها الحي، اذ المني ينزل من فقار الظهر، فهي كالدودة تنقبض و تنبسط، ترميه أولا فأولا الي المثانة، كالبندقة من القوس.

و جعل طي الركبة الي الخلف لأن الانسان يمشي الي ما بين يديه فتعتدل الحركات، و لولا ذلك لسقط في المشي.

و جعل القدم متخصرة لأن الشي ء اذا وقع علي الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحي، فاذا كان علي حرف رفعه الصبي، و اذا وقع علي وجهه صعب نقله علي الرجل.

فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟!!

فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، عن جبرئيل، عن رب العالمين، الذي خلق الأجسام و الأرواح.

فقال الهندي: صدقت، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله و عبده، و أنك أعلم أهل زمانك [7] .



[ صفحه 97]



6- سأل الزنديق أباعبدالله عليه السلام عن مسائل كثيرة، منها:

كيف يعبد الخلق الله و لم يروه؟

فقال عليه السلام: رأته القلوب بنور الايمان، و أثبتته العقول بيقضتها اثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب، و أحكام التأليف، ثم الرسل و آياتها، و الكتب و محكماتها، و اقتصرت العلماء علي ما رأت من عظمته دون رؤيته.

قال الزنديق: أليس هو قادر علي أن يظهر لهم حتي يرون فيعرفون، فيعبد علي يقين؟

فقال عليه السلام: ليس للمحال جواب.

قال الزنديق: فمن أين أثبت أنبياء و رسلا؟

فقال عليه السلام: انا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما لم يجز أن يشاهده خلقه، و لا أن يلامسوه، و لا أن يباشرهم و يباشروه، و يحاجهم و يحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه و عباده، يدلونهم علي مصالحهم و منافعهم، و ما به بقاؤهم، و في تركه



[ صفحه 98]



فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، و ثبت عند ذلك أن له معبرين، و هم أنبياء الله و صفوته من خلقه، و هم حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين عنه، مشاركين للناس في أحوالهم علي مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة و الدلائل و البراهين و الشواهد: من احياء الموتي، و ابراء الأكمه و الأبرص، فلا تخلو الأرض من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقال الرسول و وجوب عدالته [8] .

7- سأله الزنديق: أخبرني عن قول الله تعالي: (فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلث و ربع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) و قال في آخر السورة: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النسآء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل)..

قال الصادق عليه السلام: أما قوله تعالي: (فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فانما عني بالنفقة، و قوله تعالي: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النسآء و لو حرصتم) فانما عني بها المودة، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة [9] .



[ صفحه 99]



8- قال هشام بن الحكم: قال أبوشاكر الديصاني: ان في القرآن آية هي قوة لنا قلت: و ما هي؟

فقال: (وهو الذي في السمآء اله و في الأرض اله) فلم أدر بما أجيبه، فحججت فخبرت أباعبدالله عليه السلام فقال: هذا كلام زنديق خبيث، اذا رجعت اليه فقل له: ما اسمك بالكوفة، فانه يقول: فلان، فقل: ما اسمك بالبصرة؟ فانه يقول: فلان فقل كذلك الله ربنا في السماء اله، و في الأرض اله، و في البحار اله، و في كل مكان اله.

قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته، فقال: هذه نقلت من الحجاز [10] .

9- ان عبدالله الديصاني أتي هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟

فقال: بلي.

قال: قادر؟

قال: نعم، قادر قاهر.



[ صفحه 100]



قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة، لا يكبر البيضة و لا يصغر الدنيا؟

فقال هشام: النظرة.

فقال له: قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه.

فركب هشام الي أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له، فقال: يا ابن رسول الله أتاني عبدالله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها الا علي الله و عليك، فقال أبوعبدالله عليه السلام: عماذا سألك؟

فقال: قال لي: كيت و كيت.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: كم حواسك؟

قال: خمس.

فقال: أيها أصغر؟

فقال: الناظر.

قال: و كم قدر الناظر؟

قال: مثل العدسة أو أقل منها.

فقال: يا هشام فانظر أمامك و فوقك و أخبرني بما تري.



[ صفحه 101]



فقال: أري سماء و أرضا و دورا و قصورا و ترابا و جبالا و أنهارا.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة، و لا يصغر الدنيا و لا يكبر البيضة.

فانكب هشام عليه يقبل يديه و رأسه و رجليه، و قال: حسبي يا ابن رسول الله فانصرف الي منزله، و غدا اليه الديصاني فقال: يا هشام اني جئتك مسلما و لم أجئك متقاضيا.

فقال له هشام: ان كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب.

فخرج عنه الديصاني فأخبر أن هشاما دخل علي أبي عبدالله عليه السلام فعلمنا الجواب.

فمضي عبدالله الديصاني حتي أتي باب أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ما اسمك؟

فخرج عنه و لم يخبره باسمه.



[ صفحه 102]



فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟

قال: لو كنت قلت له: (عبدالله) كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد؟

فقالوا له: عد اليه يدلك علي معبودك و لا يسألك عن اسمك، فرجع اليه و قال له: يا جعفر دلني علي معبودي و لا تسألني عن اسمي.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: اجلس، و اذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ناولني يا غلام البيضة، فناولها اياها، فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا ديصاني هذا حصن حصين مكنون، له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، و فضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، هي علي حالها لم يخرج منها مصلح فيخبر عن اصلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي، تنفلق عن أمثال ألوان الطواويس، أتري لها مدبرا؟

فأطرق مليا ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا



[ صفحه 103]



شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه [11] .

10- قال بعضهم: كنت أنا و ابن أبي العوجاء و عبدالله بن المقفع في المسجد الحرام، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق - و أومأ بيده الي موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية الا ذلك الشيخ الجالس - يعني جعفر بن محمد عليه السلام - فأما الباقون فرعاع و بهائم.

فقال له ابن أبي العوجاء: و كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟

قال: لأنني رأيت عنده ما لم أر عندهم.

فقال ابن أبي العوجاء: لا بد من اختبار ما قلت فيه منه.

فقال له ابن المقفع: لا تفعل فأني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك.

فقال: ليس ذا رأيك، و لكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي في احلالك اياه المحل الذي وصفت.



[ صفحه 104]



فقال ابن المقفع: أما اذا توهمت علي هذا فقم اليه، و تحفظ ما استطعت من الزلل، و لا تثن عنانك الي استرسال يسلمك الي عقال، وسمه مالك أو عليك.

قال: فقام ابن أبي العوجاء و بقيت أنا و ابن المقفع، فرجع الينا فقال:

يا ابن المقفع ما هذا ببشر، و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا.

فقال له: و كيف ذاك.

فقال: جلست اليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال: ان يكن الأمر علي ما يقول هؤلاء و هو علي ما يقولون - يعني أهل الطواف - فقد سلموا و عطبتم، و ان يكن الأمر علي ما تقولون، و ليس كما تقولون، فقد استويتم أنتم و هم.

فقلت له: يرحمك الله و أي شي ء نقول و أي شي ء يقولون؟ ما قولي و قولهم الا واحد.

قال: فكيف يكون قولك و قولهم واحدا، و هم يقولون: ان لهم معادا و ثوابا و عقابا، و يدينون بأن للسماء الها، و أنها



[ صفحه 105]



عمران، و أنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد.

قال: فاغتنمتها منه فقلت له: ما منعه ان كان الأمر كما تقول أن يظهر لخلقه، و يدعوهم الي عبادته حتي لا يختلف منهم اثنان، و لم أحتجب عنهم و أرسل اليهم الرسل؟ و لو باشرهم بنفسه كان أقرب الي الايمان به.

فقال لي: ويلك و كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك، نشوءك و لم تكن، و كبرك بعد صغرك، و قوتك بعد ضعفك، و ضعفك بعد قوتك، و سقمك بعد صحتك، و صحتك بعد سقمك و رضاك بعد غضبك، و غضبك بعد رضاك، و حزنك بعد فرحك، و فرحك بعد حزنك، و حبك بعد بغضك، و بغضك بعد حبك، و عزمك بعد أبائك، و آبائك بعد عزمك، و شهوتك بعد كراهتك، و كراهتك بعد شهوتك، و رغبتك بعد رهبتك و رهبتك بعد رغبتك، و رجائك بعد يأسك، و يأسك بعد رجائك و خاطرك بما لم يكن في وهمك، و غروب ما أنت معتقده عن ذهنك. و ما زال يعد علي قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها حتي ظننت أنه سيظهر فيما بيني و بينه [12] .



[ صفحه 106]




پاورقي

[1] انظر رسالته في الامام الصادق عليه السلام ص 14.

[2] انظر كتابه الامام الصادق: 99.

[3] ضحي الاسلام: 3 / 264.

[4] المناقب: 2 / 341.

[5] الاحتجاج للطبرسي، 194. الامام الصادق للمظفري: 1 / 23.

[6] الامام الصادق ملهم الكيمياء للدكتور الهاشمي 136.

[7] المناقب: 2 / 336. الخصال 514.

[8] الاحتجاج للطبرسي: 2 / 78.

[9] الامام الصادق لمحمد أبي زهرة: 79. الامام الصادق للمظفري عن البحار: 4 / 137، المناقب: 2 / 327.

[10] التوحيد 133.

[11] التوحيد 124.

[12] التوحيد: 127.


ظاهر شدن طلا از زمين


روايت شده است: امام صادق (عليه السلام) با عده اي از اصحاب خود در جايي جمع شده بودند كه امام صادق (عليه السلام) به آنها فرمود: «خزانه هاي زمين و كليدهاي آنها در دستان ماست و اگر



[ صفحه 31]



بخواهم با يكي از دو پاي خود اشاره مي كنم كه اي زمين! آنچه طلا در تو هست، بيرون بريز در همان لحظه بيرون مي ريزد».

سپس امام با يكي از دو پاي مباركش به زمين اشاره اي كرد، زمين مقداري شكافته شد بعد از آن دست برد و شمش طلايي از زمين بيرون آورد كه اندازه ي آن يك وجب بود.

حضرت فرمود: «در شكاف زمين خوب نگاه كنيد» اصحاب به شكاف زمين نگاه كردند، ديدند تعداد بسيار زيادي، شمش طلا روي هم انباشته شده است و درخشش فوق العاده اي از آنها ساطع مي شود.

يكي از اصحاب به امام عرض كرد: يابن رسول الله (صلي الله عليه و اله) خدا اين همه به شما عطا كرده است در حالي كه شيعيان شما محتاج اند؟! حضرت فرمود: «بدرستي كه حق تعالي، جمع خواهد كرد، براي ما و شيعه ي ما، دنيا و آخرت را و داخل خواهد كرد، ايشان را در جنات نعيم و داخل خواهد كرد، دشمن ما را در جهنم».



[ صفحه 32]




سخن آن حضرت درباره ي توحيد و نفي تشبيه


در كتاب ارشاد آمده است: امام صادق (ع) به هشام بن حكم فرمود: نه خداوند شبيه چيزي است و نه چيزي شبيه خداوند و هر چه در خيال آيد، خداوند برخلاف آن است.


ارزش سكوت


«عليك بالصمت، تعد حليما، جاهلا كنت او عالما، فان الصمت زين لك عندالعلماء و سترلك عندالجهال.»

عالم باشي يا جاهل، خاموشي را برگزين تا بردبار به شمار آيي; زيرا خاموشي نزد دانايان زينت و در پيش نادانان پوشش است.


جدال به غير احسن


امام صادق عليه السلام مي فرمايند:

اما جدال به غير احسن اين است كه بر مسئله ي باطلي گفت و گو كني و به امر باطل و بيهوده اي به تو اشكال شود و از دليلي كه خداوند برايت قرار داده است بهره نگيري. در اين صورت يا قول طرف مقابل را انكار مي كني يا مطلب حقي را كه او با آن، مدعاي باطل خود را به كرسي مي نشاند، منكر مي شوي. در هر حال به خاطر ترس از اين كه نكند آن حرف حق عليه تو تمام شود، منكر حرف حق مي شوي؛ چرا كه راه خلاصي از اين مخمصه را نمي داني. لذا بر شيعيان ما حرام است كه فتنه و بازيچه دست ديگر برادران يا غلط انديشان قرار گيرند. غلط انديشان و باطل گرايان درصددند نقطه ضعف هاي افراد را شناسايي كنند و آن را به عنوان دليلي بر تأييد مطلب باطل خود تلقي نمايند. افراد ضعيف نيز به خاطر ضعفي كه از فرد محق مي بينند، به ضلالت كشيده مي شوند.

حضرت در پايان گفتارشان در توضيح بيشتر جدال به غير احسن فرمودند:

اما جدال به غير احسن آن است كه تو به دليل عدم توانايي در تميز و تشخيص بين حق و باطل، حق را انكار مي كني و طرف مقابل را با انكار حق از باطلش منصرف مي سازي و اين كار حرام است؛ زيرا تو هم مثل طرف مقابل باطل گرا شده اي. او حقي را منكر شد و تو هم حق ديگري را انكار نمودي. [1] .



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 9، ص 257-255.


دو سوگند


يقول الله اذا عصاني من عرفني سلطت عليه من لا يعرفني. [1] .

خداوند متعال مي فرمايد: وقتي كساني كه مرا مي شناسند نافرماني ام كنند، بر ايشان افرادي را كه مرا نمي شناسند، چيره سازم.

امام صادق عليه السلام

بر اثر گزارش دروغ يكي از دشمنان اهل بيت رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم، منصور، خليفه ي عباسي، را خشم و غضب فرا گرفت و دستور احضار امام صادق عليه السلام را صادر كرد و از اينرو، امام عليه السلام سوي دربار به راه افتاد و پيوسته ذكر و دعايي را تا ورود به دربار حكومتي، زمزمه مي فرمود تا اينكه وارد دربار حكومتي شد و منصور عباسي گفت:

«خدا مرا بكشد اگر ترا نكشم؛ آيا عليه حكومت من دسيسه و فتنه انگيزي مي كني؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:



[ صفحه 47]



«بخدا سوگند، من نه كاري عليه شما كرده و نه قصد و اراده ي آنرا دارم؛ گزارش دهنده، دروغ گفته است.»

در حاليكه امام عليه السلام دعايي را زمزمه مي فرمود، از منصور عباسي خواست تا گزارشگر را احضار نمايد و منصور چنين كرد و از او پرسيد:

«آيا آنچه به ما گزارش دادي، خودت از جعفر صادق شنيدي؟»

وقتي او جواب مثبت داد، امام صادق عليه السلام از منصور خواست تا او را قسم دهد؛ از اينرو منصور عباسي چنين كرد و حضرت از او خواست تا اينگونه قسم بخورد:

برئت من حول الله و قوته و التجأت الي حولي و قوتي لقد فعل كذا و كذا جعفر و قال كذا و كذا جعفر.

از حول و قوت الهي بيزاري جسته و به حول و قوه ي خود پناه مي برم؛ بطور حتم جعفر فلان كارها و آن گفته ها را اظهار نمود.

با اينكه آن مرد از قسم خوردن به اين كلمات امتناع مي ورزيد، به ناچار نزد منصور عباسي اين سوگند را به جا آورد و در همان لحظه به زمين افتاد و به هلاكت رسيد.

در آن سو ربيع بن يونس كه ناظر اين صحنه بود، پس از اين جريان نزد امام صادق عليه السلام آمد و پرسيد:

«بي گمان منصور با خشم و غضب وصف ناپذير شما را احضار نمود و شما پيوسته دعايي را زمزمه مي كرديد تا خشم و غضب منصور فرو



[ صفحه 48]



نشست؛ زمزمه ي لبتان چه دعايي بود؟ و دوم اينكه، چرا آن مرد را نگذاشتيد كه به نام خداوند متعال قسم بخورد؟»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«دعاي جدم، حسين بن علي عليهماالسلام را زمزمه كردم.»

ربيع از حضرت خواست كه آن دعا را به او ياد دهد و امام فرمود:

يا عدتي! عند شدتي و يا غوثي! عند كربتي؛ احرسني بعينك التي لاتنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام.

اي ساز و برگم! هنگام سختي ام و اي فرياد رسم!هنگام حزن و اندوهم؛ مرا به ديده ات كه خواب در آن راه ندارد، محافظت فرما و زير سايه ي رحمت بيكرانت در آر.

و در پاسخ به سؤال دوم ربيع فرمود:

«اگر او در سوگندش، خداوند متعال را به اسماء الهي تمجيد مي نمود، با حلم و بردباري پروردگار متعال مواجه مي شد و عقوبتش را خداوند متعال به تأخير مي انداخت؛ از اينرو به آنچه شنيدي قسمش دادم و بي درنگ پروردگار متعال او را به هلاكت رساند.»

ربيع آن دعا را حفظ كرد و در اين راستا گفت:

«در هر سختي كه به من رو مي آورد، اين دعا را مي خواندم و به سرعت در امورم گشايش حاصل مي شد.» [2] .



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] الجواهر السنيه/264.

[2] كشف الغمة 2 / 390 - 388 و ارشاد مفيد 2 / 184 -182.


ابليس


- مولاي من! نظر جناب عالي در خصوص غرور بي جاي ابليس چيست؟

«ابليس خود را با آدم سنجيد و گفت: خدا مرا از آتش آفريد و آدم را از خاك. اگر آتش را با جوهري كه خدا آدم را از آن آفريد مي سنجيد، آن جوهر نور و ضيايي بيشتر از آتش داشت».


وصفاته الطبية


أخذنا أغلب هذه الوصفات من الفصول المهمة للحر العاملي وتذكر برمتها في بحار الأنوار ج 14 ص 522.

ليس الامام عليه السلام سوي من اختاره الله بلطفه العام علي العباد خلفاً عن النبي الكريم (ص) ليرجع الخلق اليه في جميع مهماتهم، ويدع الناس نحوه في كل حادث لا يرون منه ملجأ الاّ لديه، سواءا اكانت تلك المهمة روحية أم بدنية أم دنيوية أم أخروية، لانه هو الكفيل بارشادهم إلي صالح معادهم ومعاشهم لذلك فقد كانوا يردون علي الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام من كل فج وقطر ليسألوه عن مشكلة في الدين أو ملمة في الدنيا فيجدون عنده الجواب الكافي والعلاج الشافي وكثيراً ما كان الوفاد تستشفي بوصفاته النافعة وتستوصفه في كل ما يعتريها من الأسقام والأمراض وهو يجيبهم بما يجدون به الشفاء العاجل والنفع الآجل، أجل وكيف لا يكون كذلك وهو طبيب النفوس والأرواح وهادي الأمة إلي الصلاح والإصلاح، وها أني أذكر لك بعض وصفاته الطبية في علاج ما يسأل عنه من الأمراض، لتعلم أنه عليه السلام الطبيب العالم والإمام المرشد، وإليك ذلك:


زنا كردن فرستاده ي پادشاه هند با كنيز زيبا روي


مي گويند: يكي از پادشاهان هند احوال امام صادق عليه السلام را شنيده بود و محبت آن حضرت در دلش جا كرد و اين محبت روز به روز بيشتر مي شد.

روزي وي كنيزي در نهايت زيبائي و جمال را به همراه تحفه و هدايا و اجناس نفيسي را به عنوان هديه به خدمت امام صادق عليه السلام روانه كرد.

فرستاده ي او با آن اسباب به درب خانه آن حضرت رسيد ولي امام صادق عليه السلام اجازه ي ورود نداد. وي مدتي بر درب خانه منتظر شد ولي باز موفق نشد كه خدمت آن حضرت برسد. پس به بريد بن سليمان التماس نمود و با واسطه ي او توانست خدمت امام صادق عليه السلام برسد.

بعد از سلام، آن مرد گفت: «من از راه دور از پيش پادشاه هند آمده ام و كاغذي سر به مهر دارم و مدتي است كه در درگاه شما سرگردان هستم! آيا اولاد انبياء اينچنين رفتار مي كنند؟!» آن حضرت سر در پيش افكنده و جوابي نداد، بعد از لحظه اي فرمود: «البته بعد از مدتي خواهي فهميد.»

چون مهر را از كاغذ برداشتند، نوشته بود كه: «به نام خداوند بخشنده و مهربان، بسوي جعفر بن محمد الصادق، طاهر و پاك از هر پليدي و بدي، مي نويسد فلان پادشاه هند كه فلان نام دارد: حق تعالي مي خواهد كه مرا بوسيله ي شما هدايت نمايد، كنيزي كه تا امروز از آن زيباتر و خوبتر نديده بودم را با چيزهاي ديگري از جواهر و حلي و زيور و بوي خوش و ديگر اجناس خدمت شما فرستادم. چون هيچ كس را به جز شما قابل اين كنيز ندانستم هزار نفر از ميان وزراء و علماء و كاتبان و امينان خود كه صلاحيت امانت داشتند را انتخاب نموده و از آن هزار نفر، صد نفر و از آن صد نفر، ده نفر و از آن ده



[ صفحه 34]



نفر، يك نفر را كه ميزاب بن حباب بود و اعتماد بر ديانت و امانت او داشتم، انتخاب نمودم و هديه خود را به او سپرده و به خدمت شما فرستادم، به اميد آن كه مورد قبول شما بيفتد.»

چون مضمون نامه خوانده شد، امام صادق عليه السلام رو به آن فرستاده كرد و فرمود: «اكنون برگرد اي خائن و هر چه آورده اي ببر كه ما چيزي كه در آن خيانت واقع شده است را قبول نمي كنيم.»

آن شخص شروع به قسم خوردن نمود، آن حضرت فرمود: «اگر آن جامه اي كه تو پوشيده اي بر عليه تو گواهي دهد، مسلمان مي شوي؟!»

او گفت: «مرا از اين كار معاف كنيد.»

حضرت فرمود: «پس هر چه تو كرده اي را براي صاحبت مي نويسم.»

گفت: «اگر چيزي از من صادر شده باشد آن را بنويس.»

آن حضرت رو به قبله كرد و دعا فرمود كه: «خدايا! اين پوستين را كه اين مرد پوشيده به سخن در آور تا بر آنچه كرده است، گواهي دهد.» و به او دستور داد كه پوستين را در بياورد و در آنجا بگذارد.

آن هندي، پوستين را از تن خود بيرون آورد و آنجا گذاشت. ناگهان آن پوستين به زبان آمد و گفت: «اي پسر رسول خدا! فلان پادشاه، اين مرد را امين ساخت و او را در حفظ آنچه با اوست بسيار سفارش نمود. در راه به منزلي رسيديم، در آنجا باران بود و ما خيس شده بوديم. او خادمي كه نامش بشير بوده و همراه كنيز بود را از بدنبال كاري فرستاد. بعد كنيز را طلبيد. آن راه پر از گل شده بود، كنيز لباسش را بالا گرفت تا جامه اش گل آلوده نشود كه نظر اين خائن بر ساق كنيز افتاد. پس او را پيش خود خواند و با او زنا كرد.»

چون سخن پوستين به اينجا رسيد هندي به خاك افتاد و اعتراف به خطاي



[ صفحه 35]



خود نمود. سپس پوستين خود را پوشيد. ناگهان پوستين، حلق او را گرفت و رويش سياه شد و نزديك بود كه بميرد. در اين هنگام امام صادق عليه السلام به آن پوستين دستور داد كه: «او را بگذار كه صاحبش به كشتن او اولي است.» و دستور داد كه هدايا را پس ببرد. منتها با التماس حضار هر چه غير از كنيز بود را نگه داشت و كنيز را به او برگرداند. هندي گفت: «صاحب من عقوبتش بسيار سخت است! مرا بكشتن مي دهي.»

امام صادق عليه السلام فرمود: «مسلمان شو تا كنيز را به تو ببخشم.»

ولي آن ملعون قبول نكرد و چون برگشت، پادشاه باهوش و فراستي كه داشت فهميد كه او خيانت كرده است. پس آن كنيز را تهديد نمود و كنيز نيز ماجرا را نقل كرد. و پادشاه هر دوي آنها را كشت. بعد خدمت امام صادق عليه السلام نوشت كه: «چون آنچه نفيس بود را پس فرستادي و چيزهايي كه زياد نفيس نبود را قبول فرموديد دانستم كه خيانتي شده است و بر اولاد انبياء اين چيزها مخفي نمي ماند. پس كنيز را تهديد نمودم و او اقرار كرد و قصه ي پوستين را براي من نقل نمود. پس هر دوي آنها را گردن زدم و شهادت مي دهم كه خدا يكي است و به غير از او خدائي نيست و محمد صلي الله عليه و اله و سلم كه جد شما مي باشد رسول خدا است و تو وصي و جانشين رسول خدا هستي و اميدوارم كه انشاءالله تعالي به دنبال اين نامه توفيق رسيدن به خدمتتان را بيابم.»

پس بعد از مدتي اندك او به خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و اسلامش نيكو شد و از دوستان و شيعيان آن حضرت بود و خدمت آن حضرت را به پادشاهي ترجيح داد، تا اينكه از دنيا رفت و به بهشت وارد شد. [1] .



[ صفحه 36]




پاورقي

[1] حديقة الشيعه.


شرايط پذيرش روايات از ديدگاه امام صادق


غاليان در زمانهاي مختلف مثل ساير دشمنان اسلام و اهل بيت (عليهم السلام) براي پيشبرد اهداف و افكار انحرافي خود، برخي از اوقات مجبور مي شدند كه با بهره گيري از نام مقدس ائمه اطهار(عليهم السلام) افكار پليد خود را به عنوان فرمايشات ائمه اطهار جهت جذب بيشتر، مطرح نمايند و لذا همانگونه كه گفته شد حتي گاهي معرفت ومحبت را كافي از نماز و روزه و حج معرفي كردند و آنان چون مي دانستند كه خود هيچ جايگاهي در ميان مردم ندارند و كلمات ائمه اطهار(عليهم السلام) به عنوان فصل الخطاب در ميان مردم، سخن اول را مي گويد از اين اعتقاد پاك مردمي سوء استفاده كرده و بدينوسيله منويات شوم خود را جامعه عمل مي پوشاندند.

امام جعفر صادق(عليه السلام) مي فرمايند:

«انا اهل البيت صادقون لا نخلوا من كذاّب يكذب علينا فيسقط بكذبه صدقنا عند الناس... ثم ذكرالسرّي و معمّراً و بشّارالشعيري و صايد النهدي فقال لعنهم الله انا لا نخلوا من كذاب كفانا الله مؤونة كل كذاب و اذاقهم الله الحديد»

ما اهل بيت راستگوياني هستيم كه همواره دروغگوياني بر ما دروغ مي بندند تا با دروغ خود، صداقت و راستگويي ما را نزد مردم از بين ببرند سپس از (افرادي همچون) سرّي و معمر و بشارالشعيري و صايد النهدي نام بردند و فرمودند كه خداوند لعنت كند آنان را، همواره كذابي با ما معاصر بوده است. خداوند كفايت كند ما را از شرّ دروغگويان و بر آنان گرمي آهن ـ جهنم ـ را بچشاند.

بر همين اساس امام جعفر صادق (عليهم السلام) معيارهائي را جهت حفظ و صيانت سُنت رسول خدا و فرمايشات ائمه اطهار از دست اين دروغگويان حديث ساز در اختيار تشنگان حقيقت قرار داده است تا بدينوسيله بتوانند ميراث گرانبهاي ائمه اطهار را از دست اينگونه حوادث انحرافي محافظت نمايد.

هشام بن حكم نقل كرده است كه از امام جعفر صادق (عليهم السلام) شنيدم كه مي فرمود:

«لا تقبلو علينا خلاف القرآن...»

هيچ كلامي را از قول ما نپذيريد مگر اينكه موافق قرآن باشد و به همراه آن دليل و شاهدي از احاديث قبلي ما باشد. زيرا مغيرة بن سعيد (كه خدا او را لعنت كند) در كتابهاي اصحاب پدرم، احاديث زيادي را مخلوط كرده است كه پدرم آن احاديث را نفرموده است. بنابراين از خدا بترسيد و آنچه را كه مخالف سخن خدا و سُنت پيامبر است را نپذيريد.

يونس بن عبدالرحمن مي گويد به عراق آمده و به خدمت برخي از اصحاب امام محمد باقر (عليه السلام) و جمع زيادي از اصحاب امام جعفر صادق (عليه السلام) رسيدم و از كتابها و نوشته ها و صحبتهاي آنان استفاده كردم سپس به خدمت امام رضا (عليه السلام) رسيدم آن حضرت برخي از احاديثي كه نوشته بودم را منكر شدند و فرمودند: ابالخطاب بر امام صادق (عليه السلام) دروغهاي زيادي نسبت داده است همچنين پيروان ابالخطاب اين كار را مي كردند وآنان همچنان برخي ازاحاديث مجعول رادر ميان روايات امام جعفرصادق (عليه السلام) وارد مي كنند (خدا لعنت كند آنان را) بعد فرمودند:

لا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدّثنا، حدثنا بموافقة القرآن و موافقة السنة انا نحدث عن الله و رسوله و لا نقول قال فلان و فلان فيتناقض كلامنا ان كلام آخرنا مثل كلام اولنا و كلام اولنا مصداق كلام آخرنا فاذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوا عليه و قولوا له انت اعلم و ما جئت به فان مع كل قول منا حقيقة و عليه نوراً فما لا حقيقة معه و لا نور عليه فذلك من قول الشيطان.

از ميان كلمات ما آنچه كه خلاف قرآن است آن را نپذيريد زيرا ما اگر كلامي مي گوئيم، كلام ما موافق قرآن و سنت (پيامبر (صلّي الله عليه وآله)) است ما همواره از خدا و رسولش حرف مي زنيم و هيچگاه گفتارهاي ديگر را نمي گوئيم كه باعث تناقض در كلمات شود. سخنان آخرين ما مثل سخنان اول ماست (يعني گفتارهاي همه ما ائمه، يكسان و يكنواخت است) و اگر كسي چيزي گفت كه مخالف آن بود آنرا به خود او برگردانيد و به او بگوئيد كه تو خود بهتر مي داني كه چه آورده اي! همانا با هر گفتاري از كلمات ما حقيقتي است و بر آن نورانيتي (خاص) پس آنچه را كه هيچ حقيقت و نوري ندارد، آن از كلمات شيطان است.

از اين فرمايشات امام جعفر صادق (عليه السلام) بخوبي روشن مي گردد كه معيارهاي پذيرش كلمات ائمه اطهار(عليهم السلام) چه چيزهايي مي باشد و از چه راههائي مي توان كلمات نوراني آنها را مورد شناسائي قرار داد.

البته پر واضح است كه اين معيارها، با اصالت هائي كه دارد هيچگونه شكي را در پذيرش كلمات نوراني ائمه اطهار(عليهم السلام) نمي گذارد و قوت متن اينگونه روايات و اتقان آن بهترين راه براي مبارزه با روايات مجعولي است كه غُلات براي نيل به اهداف شوم خود آنها را نقل مي نمايد.


اشتباه الطاهر بالنجس


سئل الامام عليه السلام: عن رجل، معه اناءان، وقع في أحدهما قذره، لا يدري أيهما، و ليس يقدر علي ماء غيرهما؟ قال: يهريقهما، و يتيمم».

اذا وجد اناءان، أحدهما طاهر، و الآخر نجس، و لم تستطع التمييز بينهما، وجب اجتنابهما معا، لأن امتثال الأمر بترك النجس، لا يتحقق الا باجتناب الاناءين. و اذا لم يكن ماء آخر غيرهما تعين التيمم للصلاة.


الاكراه


اذا تغلب عليه انسان، و ادخل في حلقه طعاما أو شرابا دون أن يباشر الصائم ذلك بنفسه، فلا شي ء عليه بالاجماع، لأنه كالاداة المسيرة، و اذا توعده متوعد قوي اذا لم يأكل أو لم يشرب، و خاف الضرر، فأكل أو شرب دفعا للضرر عن نفسه فقد ذهب أكثر الفقهاء الي صحة صومه، بداهة أن وجوب الامساك عن المفطرات لا يتناول مثل هذه الحال، بل منصرف الي حال الارادة و الاختيار، اذ لا



[ صفحه 22]



نهي مع الاكراه و الاضطرار، قال الامام الصادق عليه السلام: افطر يوما من شهر رمضان احب الي من أن تضرب عنقي.

و قال صاحب العروة الوثقي: ان مباشرة الأكل للاكراه و الفرار من الضرر يبطل الصوم. و وافقه السيد الحكيم في المستمسك، و قال «ان حديث الرفع لا يصلح لاثبات الصحة، لانه ناف لا مثبت». و يريد بقوله هذا ان حديث رفع عن امتي ما استكرهوا عليه ينفي التحريم و الباس عن الأكل، و لكل نفي التحريم شي ء و صحة الصوم شي ء آخر، و اذن، فالحديث اجنبي عن التعرض لصحة الصوم، و ان دل علي نفي الاثم و العقاب.

و نقول في جوابه: ان الذي يفهمه العرف من الأدلة الدالة علي وجوب الامساك عن المفطرات انما هو الامساك عن اختيار و ارادة، أما المكره المضطر فالأدلة منصرفة عنه، و يؤيد ذلك ما جاء في حق الناسي، و انه غير مسؤول. أما دعوي عدم هذا الفهم، و عدم هذا الانصراف الي غير المكره، فهي حجة لمدعيها فقط دون غيره تماما كدعوي الانصراف، و بتعبير أخصر و أوضح أن المكره غير مؤاخذ و لا معاقب بالاتفاق، و انه لا كفارة عليه أيضا بالاتفاق، لأن التكفير انما يكون عن الذنب، و لا ذنب، و اذن، لا يبقي لدينا سوي القضاء، و ليس من شك ان القضاء يحتاج الي دليل، أما نفيه فلا حاجة به الي الدليل، لأنه علي وفق الأصل.


الاقوال


اتفق فقهاء المذهب الجعفري علي أن مجرد التراضي بدون التعبير عنه بقول أو فعل لا يتم به البيع، و لا غيره من العقود، أي ان السبب الموجب لترتيب الآثار هو انشاء التراضي و التعبير عنه، لا نفس التراضي من حيث هو [1] .

قال السيد صاحب العروة الوثقي في حاشية المكاسب ص 64 طبعة 1324 ه: «يعتبر في حقيقة البيع أن يكون بايجاب خارجي من لفظ، أو اشارة، أو كتابة، أو تعاط من الطرفين، أو أحدهما، فلو أنشأ التمليك في قلبه، و قبل المشتري لا يكون بيعا حقيقيا... بل الظاهر أن الأمر كذلك في جميع العقود و الايقاعات». و علي هذا يحمل قول الامام الصادق عليه السلام انما يحلل الكلام، و يحرم الكلام.

و أيضا اتفقوا علي أن الصيغة اللفظية الكاشفة عن التراضي يتم بها البيع و غيره من المعاملات، بل هي افضل الطرق و اكملها للكشف و التعبير.



[ صفحه 22]



و اختلفوا في ان البيع: هل يتحقق اذا عبر عنه بالفعل الكاشف، لا بالقول المؤلف من الايجاب و القبول، و مثال ذلك أن يحصل السوم بين اثنين، و بعد الاتفاق علي الثمن دفعه المشتري لصاحب السلعة، فقبضه راضيا، و اعطاه السلعة بدون تلفظ بايجاب و قبول، و الفقهاء يسمون هذا النوع بين المعاطاة، لأنها مبادلة بالاخذ و الاعطاء من الطرفين بقصد التمليك و التملك، مع استجماع هذه المبادلة لكل ما يشترط في البيع ما عدا التلفظ بالايجاب و القبول... هذا اذا صدق علي كل من الطرفين أنه آخذ و معط في آن واحد، أما الاعطاء أو الاخذ من جانب واحد، كقبض الثمن دون المثمن، و العكس فيأتي الكلام عنه.

ثم ان بيع المعاطاة من صغريات المسألة التي تكلمنا عنها في الفصل السابق فقرة «العقد و الفعل» حيث كان الكلام هناك عن مطلق العقد و المعاملات بيعا كانت أو غيرها، و هنا عن البيع فقط، و علي آية حال، فان علماء الفقه الجعفري اختلفوا في المعاطاة علي أقوال، أنهاها الشيخ الانصاري في كتاب المكاسب الي ستة، و عمدتها أربعة كما قال الميرزا النائيني في تقريرات الخوانساري:

القول الأول: انها تفيد الملك اللازم، و اليه ذهب المفيد و شيخ الطائفة، و جماعة آخرون.

القول الثاني: انها تفيد الملك الجائز، و به قال الشيخ علي الكركي المعروف بالمحقق الثاني، و كثيرون ممن تأخروا عنه، و بلغوا المراتب العليا من العلم و الشهرة، كالسيد «أبوالحسن الأصفهاني» و الميرزا حسين النائيني، و السيد محمد بحر العلوم، و غيرهم حتي قيل: انه المشهور بين المتأخرين. قال السيد الأصفهاني في وسيلة النجاة الكبري:«الاقوي ان المعاطاة تفيد الملك، ولكنها



[ صفحه 23]



جائزة من الطرفين، و لا تلزم الا بتلف أحد العوضين، أو التصرف المغير للعين، و الناقل لها، أو موت أحد المتعاقدين».

و قال السيد بحر العلوم في البلغة:«القول بافادة المعاطاة الملك المتزلزل دون الاباحة المجردة هو الاقوي».

و قال النائيني في تقريرات الخوانساري ص 49:«الاقوي أن يقال: ان التعاطي بقصد التمليك يفيد الملك الجائز، لأن هذا هو مقتضي القواعد الشرعية، و الادلة المأثورة».

القول الثالث: ان المعاطاة تفيد الاباحة المطلقة الشاملة لجميع التصرفات، حتي التصرف المتوقف علي الملك، كالبيع، و العتق، و وطء الجارية، حيث لا بيع، و لا عتق، و لا وطء الا في الملك. و قد نسب هذا القول الي المشهور عند الفقهاء المتقدمين.

القول الرابع: انها تفيد اباحة نوع خاص من التصرف، و هو الذي لا يتوقف علي الملك، فاذا اشتري عبدا أو جارية بالمعاطاة، جاز استخدامهما، و لا يجوز له بيعهما، و لا وطء الجارية.

و اتفق القائلون بالملك الجائز و الاباحة علي أنه مع تلف الثمن و المثمن تصبح المعاطاة لازمة، تماما كالبيع المنشأ بالصيغة... قال صاحب مفتاح الكرامة في كتاب المتاجر ص 157: «و لا خلاف عندهم - أي عند الفقهاء - في أنه لو تلفت العين من الجانبين صار البيع لازما، و انما الكلام في تلف أحدهما». و قال صاحب الجواهر: «لا ريب و لا خلاف في أن المعاطاة تنتهي الي اللزوم، و ان التلف الحقيقي أو الشرعي للعوضين معا باعث علي اللزوم».

و قد ذكرت هذه الاقوال الأربعة في المعاطاة مفصلة مع ادلتها في أكثر كتب



[ صفحه 24]



الفقه الجعفري، كالحدائق، و الجواهر، و بلغة الفقيه، و المكاسب، و تقريرات الخوانساري، و مفتاح الكرامة، و غيرها، و بالرغم من هذا كله نسب العلامة السنهوري الي المذهب الجعفري القول بعدم جواز المعاطاة، و نقل كلمات متقطعة اقتطفها من صفحة 151 و 154 و 163 و من ج 4 مفتاح الكرامة، مع أن الأقوال التي نقلناها موجودة في هذه الصفحات بالذات، و فيما بينها من صفحات، فقد ذكرها صاحب المفتاح صراحة مع أدلتها، كما ذكر هو و صاحب الجواهر أن القائلين بالاباحة قالوا بان المعاطاة تنتهي الي اللزوم قهرا بتلف العوضين، كما أشرنا. و بهذا يتبين أن قول العلامة السنهوري: «المذهب الجعفري لا يجيز المعاطاة» يبعد اقصي البعد عن التعبير العلمي الأمين الذي يجب فيه مراعاة الدقة و الحذر في كل لفظة من ألفاظه بخاصة في مقام النقل... و قد يوجه قول الدكتور بأنه لما رأي أن أكثر المتقدمين من فقهاء هذا المذهب يقولون بأن المعاطاة تفيد الاباحة نسب اليهم القول بعدم الجواز من الاساس و لكن هذا التوجيه - كما تري - لا يتفق و اسلوب أهل التحقيق و التدقيق، بخاصة الكبار منهم، كالسنهوري... و العصمة لله.


پاورقي

[1] قد يكون مجرد الرضا سببا للاباحة، كتصرف الانسان في بعض أموال قريبه و صديقه بما جرت عليه العادة، و الفقهاء يعبرون عن مثله باذن الفحوي... و نقل عن الشيخ الطوسي الكبير أن النذر و العهد ينعقدان بمجرد النية. و التفصيل يرجأ الي محله ان شاء الله.


وفاء الدين من الدية


سئل الامام صادق عليه السلام عن رجل قتل، و عليه دين، و لم يترك مالا، فأخذ أهله الدية من قاتله، أعليهم ان يقضوا دينه؟ قال: نعم.



[ صفحه 14]



و جميع الفقهاء أفتوا بعدم الفرق بين الدية و سائر أعيان التركة، من حيث تعلق الدين بها، سواء أكان القتل خطأ أو عمدا.

و قال جماعة: اذا قتل المدين عمدا فليس لأوليائه القود من القاتل الا بعد أن يضمنوا المال لأربابه، و في ذلك رواية عن أهل البيت عليهم السلام.


تداول الايدي


في الجزء الثالث فصل «الرد و أحكامه» تكلمنا مفصلا عما اذا تداول المغصوب أيد عديدة، و عن حكم المالك مع أصحاب الايدي، ثم عن حكم بعضهم مع بعض، و لا شي ء لدينا نزيده علي ما سبق.


الشك و التردد


اذا شك في صدور الطلاق، و أنه هل طلق أولا؟ فالأصل عدم الطلاق، و اذا علم بأنه طلق، و لم يدر: هل طلق مرة أو أكثر؟. فالأصل عدم الزيادة علي ما هو المتيقن.


اقبلها يا ابن رسول الله


جاء أبوحنيفة اليه ليسمع منه، و خرج أبوعبدالله يتوكأ علي عصا فقال له أبوحنيفة: يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه الي العصا.

قال: هو كذلك و لكنها عصا رسول الله أردت التبرك بها، فوثب أبوحنيفة اليه و قال له: اقبلها يا ابن رسول الله؟

فحسر أبوعبدالله عن ذراعه و قال له: والله لقد علمت أن هذا بشر رسول الله صلي الله عليه و آله و أن هذا من شعره فما قبلته و تقبل عصا! [1] .



[ صفحه 34]




پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 47. الباب الثاني.


پاسخ به پرسشهاي مرد شامي


پادشاه روم، به وسيله ي نامه، پرسشهايي از معاويه پرسيد. معاويه از پاسخ آن پرسشها، عاجز ماند. به همين دليل، مردي را به عنوان مأمور مخفي، نزد امام علي عليه السلام فرستاد، تا پاسخ آن پرسشها را از آن حضرت دريافت كند و براي پادشاه روم بفرستد.

مأمور مخفي معاويه به كوفه آمد و به محضر امام علي عليه السلام رسيد و چون ناشناس بود، امام علي عليه السلام از او بازجويي كرد.

آن مأمور، به حقيقت حال خود اعتراف نمود.

امام علي عليه السلام فرمود: خداوند، پسر هند جگر خوار (معاويه) را بكشد. تا چه اندازه خود و همراهانش، گمراهند. خداوند، خودش بين من و اين امت داوري كند، كه نسبت به من قطع رحم كردند، مقام ارجمند مرا كوچك شمردند و اوقات عمر مرا تباه نمودند. حسن و حسين عليه السلام و محمد حنفيه را به اينجا بياوريد.

سپس آنها را حاضر كردند.

امام علي عليه السلام به مرد شامي فرمود: اين دو نفر، حسن و حسين عليه السلام، پسران رسول خدايند و اين (محمد حنفيه) پسر من است. سؤالهاي خود را از هر كدام



[ صفحه 53]



از اينها كه دوست داري بپرس.

مرد شامي، امام حسن عليه السلام را انتخاب نموده و سپس سؤالهاي خود را به ترتيب زير، از آن حضرت پرسيد:

1. ميان حق و باطل، چقدر فاصله است؟

2. ميان آسمان و زمين، چقد راه است؟

3. ميان مشرق و مغرب، چقدر فاصله است؟

4. اين لكه اي كه در چهره ي ماه ديده مي شود، چيست؟

5. قوس قزح (رنگين كمان) چيست؟

6. كهكشان چيست؟

7. نخستين چيزي كه بر روي زمين روان و آشكار شد، چيست؟

8. نخستين چيزي كه روي زمين جنبيد، چه بود؟

9. آن چشمه اي كه ارواح مؤمنان و كافران در آن مأوا كنند، كدام است؟

10. خنثي كيست؟

11. آن ده چيزي كه هر كدام آنها از ديگري سخت ترند، كدامند؟

آنگاه، امام حسن عليه السلام، بي درنگ شروع به پاسخ دادن به پرسشهاي آن مرد شامي كرده، اينچنين فرمود:

(1) ميان حق و باطل، چهار انگشت فاصله است. (به طوري كه) آنچه را كه با چشم خود ببيني، حق و آنچه را كه با گوشهايت بشنوي، باطل است.

(2) ميان زمين و آسمان، به اندازه ي دعاي ستمديده (كه زود به آسمان مي رسد و مستجاب مي شود) و چشم انداز انسان، فاصله است و هر كسي كه به جز اين را بگويد، او را تكذيب كن.



[ صفحه 54]



(3) ميان مشرق و مغرب، به اندازه ي يك روز مسير خورشيد است، آنگاه كه خورشيد طلوع كند، تا آنگاه كه غروب نمايد.

(4) در مورد لكه هاي ماه، بدان كه نور ماه مانند نور خورشيد است، خداوند، آن نور را (زماني) محو مي كند، چنانكه در قرآن مي فرمايد:

«فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة» [1] .

يعني: «پس نشانه ي شب را محو (پنهان) كرديم و نشانه ي روز را تابان نموديم».

(5) و اما قوس قزح: مگو قزح! زيرا «قزح» شيطان است. ولي آن قوس، قوس خداي متعال (قوس الله) و سبب امان از غرق شدن است. (به نقل از تحف العقول مترجم، ص 258).

(6) كهكشان، همان گشادگي (و وسعت فضاي آسمان، براي ستارگان بسيار) است، كه در طوفان نوح عليه السلام، مركز نزول آب سيل آسا بود، (شايد، با نگاه ظاهريه توده هاي ابر، از جانب آن كهكشان ها برخاست و موجب طوفان نوح گرديد).

(7) نخستين چيزي كه در زمين، روان و آشكار شد، وادي دلس (وادي ظلمت) بود.

(8) نخستين چيزي كه روي زمين جنبيد، درخت خرما بود.

(9) نام آن چشمه اي كه ارواح مؤمنان در آن مأوا مي گيرند، «سلمي» است، و نام آن چشمه اي كه ارواح كافران، در آن پناه مي گيرند، «برهوت» است.



[ صفحه 55]



(10) خنثي، آن انساني است كه نمي داند مرد است يا زن، او تا هنگام بلوغ، در انتظار مي ماند، اگر پستان در آورد، زن است و اگر ريش درآورد، مرد است.

اگر اين دو نشانه، در او آشكار نشد، به او گفته مي شود، به طوف ديوار ادرار كند، اگر ادرار او به ديوار برسد، مرد است و اگر ادرار او چون ادرار كردن شتر، واپس گردد، زن است.

(11) آن ده چيزي كه هر كدام از ديگري سخت تر است، عبارتند از:

1. سنگ سخت است.

2. سخت تر از سنگ، آهن است.

3. سخت تر از آهن، آتش است.

4. سخت تر از آتش، آب است.

5. سخت تر از آب، ابر است.

6. سخت تر از ابر، باد است.

7. سخت تر از باد، فرشته اي است (كه آن باد را به حركت درمي آورد).

8. سخت تر از آن فرشته، فرشته ي مرگ (عزرائيل عليه السلام) است.

9. سخت تر از عزرائيل عليه السلام، مرگ است.

10. و سخت تر از مرگ، فرمان خدا، است.

مرد شامي، از پاسخهاي امام حسن عليه السلام، آنچنان تحت تأثير قرار گرفت كه همان دم گفت: گواهي مي دهم كه تو پسر رسول خدا صلي الله عليه و آله هستي و علي عليه السلام، وصي محمد صلي الله عليه و آله است.

سپس، مرد شامي، اين پاسخها را براي معاويه نوشت و معاويه هم آنها را



[ صفحه 56]



براي پادشاه روم فرستاد.

پادشاه روم، پس از دريافت كردن پاسخ پرسشهاي يازده گانه ي خود، گفت: به عقيده ي من، اين پاسخها از خود معاويه نيست، بلكه از مخزن نبوت گرفته شده است [2] [3] .



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] سوره ي اسراء، آيه ي 12.

[2] تحف العقول، صص 257،259.

[3] سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، صص 261،262 (با اندكي تصرف و تغيير).


الباب والوكيل


في الارتباطات السرية بين الامام عليه السلام والشيعة قد يتطلب الامر ايصال بعض المعلومات الي الشيعة عن طريق «واسطة» ، وهذاتدبير معقول وطبيعي. العيون المتلصصة علي كشف ارتباطات الامام عليه السلام تترصّد التقاءاته باءتباعه في موسم الحج في مكة والمدينة حين تؤمها القوافل من أقاصي العالم، وقد يؤدي رصد هذه اللقاءات الي اكتشاف خيوط الجهاز المركزي لتنظيم الامام، لذلك نري أن الامام عليه السلام كان يُبعد عنه بعض الافراد بلهجة لينة أحياناً،ومعاتبة تارة أخري. يقول لسفيان الثوري مثلاً: «أنت رجلٌ مطلوب وللسطان علينا عيون فاخرج عنا غير مطرود.» [1] .

ويترحّم الامام عليه السلام علي شخص صادفه في الطريق وأعرض بوجهه عنه، ويذم شخصاً آخر رآه في ظروف مشابهة فسلّم عليه باحترام واجلال [2] مثل هذه الظروف تستلزم وجود فرد يكون واسطة بين الامام عليه السلام وبين من يحتاج الي معلومات تصل اليه من الامام، وهذاالواسطة هو «الباب» ، ويجب أن يكون من أخلص أتباع الامام،وأقربهم اليه، وأغناهم بالمعلومات والخطط. يجب أن يكون مثل «نحلة» إذا عرفت الحشرات المضرّة ما تحملهُ من عسل قَطّعتهاوأغارت علي شهدها. [3] وليس صدفة أن نري تعرّض هؤلاء «الابواب» غالباً للمطاردة وأقسي ألوان البطش والتنكيل.

إن يحيي بن ام الطويل «باب» الامام السجاد عليه السلام يُقتل بشكل شنيع [4] وجابر بن يزيد الجعفي باب الامام الباقر عليه السلام يتظاهر بالجنون ويشيع عنه ذلك فينجّيه من القتل الذي صدر الأمر به من الخليفة قبل أيام من اشتهار جنونه. ومحمد بن سنان، باب الامام الصادق عليه السلام، يتعرّض لطرد ظاهري من الامام رغم أن الامام أبدي رضاه عنه في مواضع أخري وأثني عليه، وما ذلك إلاّلتعرّض محمّد بن سنان لمثل هذه الأخطار. كما أن إعلان الامام براءته من راوٍ معروف مشهور حظي بإعلان رضا الامام عليه السلام مراراًيعود علي الاقوي الي تكتيك تنظيمي.

مثل هذا المصير يواجهه «الوكيل» أيضاً. مسؤول جمع الأموال المرتبطة بالامام وتوزيعها، يملك أيضاً كثيراً من الاسرار وأقلّها اسماءالدافعين والقابضين، وليست هذه المعلومات بالتي يستهين بها أعداءالامام، وأفضل دليل علي ذلك مصير المعلّي بن خنيس وكيل الامام الصادق عليه السلام في المدينة، وتعبيرات الامام القائمة علي أساس التقية بشاءن المفضّل بن عمر وكيل الامام في الكوفة.

هذه العناوين الثلاثة (الباب، الوكيل، صاحب السر) التي نجدمصاديقها في وجوه بارزة من رجال الشيعة تلقي ظلالاً علي واقع الشيعة وارتباطهم بالامام والحركة التنظيمية الشيعية.

يمكننا بهذه النظرة أن نفهم الشيعة باءنهم مجموعة من العناصرالمنسجمة الهادفة النشطة المتمركزة حول محور مقدس يشعّ بتعاليمه وأوامره علي القاعدة، والقاعدة ترتبط به وتنقل اليه المعلومات وتضبط مشاعرها وتسيطر علي عواطفها بتوصياته الحكيمة، وتلتزم التزاما دينياً باءساليب العمل السرّي، مثل حفظ الاسرار، وقلّة الكلام، والابتعاد عن الاضواء والتعاون الجماعي والزهد الثوري.


پاورقي

[1] مناقب ابن شهرآشوب 4: 248.

[2] الكافي 2: 219.

[3] هذا التعبير مقتبس من أحد نصوص الامام عليه السلام.

[4] قطعت رجله وهو حي ثم قتل. للتعرف علي هذه الشخصية الكبيرة راجع: رجال الكشي وسائركتب الرجال.


الامام الصادق


علي محمد علي دخيل، نجف، مطبعة النعمان، 1383 ق، رقعي، 113 ص (از سري «ائمتنا، 6»).



[ صفحه 217]




سجده هاي طولاني


«حفض بن غياث» گويد:

«جعفر بن محمد را در يكي از باغستانهاي كوفه مشاهده كردم كه وضو گرفت و مشغول نماز شد. آنگاه به سجده اي طولاني رفت و پانصد مرتبه «سبحان الله» بر زبان جاري كرد، آنگاه به تنه ي درختي تكيه كرد و مشغول دعا و مناجات شد.»

نيز «معاوية بن وهب» مي گويد:

«جعفر بن محمد را سوار بر مركب ديدم. در مسير راه ناگاه پياده شد و به سجده اي طولاني فرو رفت. من از علت اين كار جويا شدم. فرمود:

«به ياد يكي از نعمت هاي الهي افتادم، لذا سجده ي شكر بجا آوردم.» [1] .



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] همان، ج 47، ص 37.


الخاتمة


الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام نشأ في مهد العلم و معدنه، في بيت النبوة الذي توراث علمه كابرا من كابر، مضافا إلي علومه اللدنية التي يعطيها الله عزوجل لمن شاء من بريته من الأنبياء و الأئمة المعصومين عليهم السلام..

و عاش عليه السلام في مدينة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فتغذي من ذلك الغرس الطاهر، و أشرق في قلبه نور الحكمة الزاهر، بما درس و ما تلقي و بما فحص و محص، و كان قوة فكرية في عصره و ما تلاه.. فلم يكتف بالدراسات الإسلامية و علوم القرآن و السنة و العقيدة، بل اتجه إلي دراسة الكون و أسراره، ثم حلق بعقله الجبار في سماء الأفلاك و مدار الشمس و القمر و النجوم، كما عني عناية كبري بدراسة النفس الإنسانية، و إذا كان البعض يري أن سقراط قد أنزل الفلسفة من السماء إلي الإنسان!، فإن الإمام الصادق عليه السلام قد درس السماء و الأرض و الإنسان و الشرائع



[ صفحه 44]



و الأديان و كل ما يرتبط بسعادة الإنسان و خيره في الدنيا و الآخرة.

و كان في عالم الإسلام كله الإمام الذي يرجع إليه، فهو أعلم الناس باختلاف الفقهاء، قوله الفصل و العدل دائما و أبدا.

و صفاته النفسية و العقلية.. فقد علا بها علي أهل الأرض، و أني لأهل الأرض أن يسامتوا أهل السماء.. سمو في الغاية، و تجرد في الحق، و رياضة في النفس، و انصراف إلي العلم و العبادة، و ابتعاد عن الدنيا و مآربها، و بصيرة تبدد الظلمات، و إخلاص لا يفوقه إخلاص، لأنه من معدنه.. من شجرة النبوة، و إذا لم يكن الإخلاص في عترة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أحفاد أميرالمؤمنين علي عليه السلام سيف الله المسلول و فارس الإسلام الأوحد ففيمن يكون؟

فلقد توارث أحفاد علي عليه السلام الإخلاص خلفا عن سلف، و فرعا عن أصل، فكانوا يحبون لله، و يبغضون لله، و يعتبرون ذلك من أصول الإيمان و ظواهر اليقين.

سيدي و مولاي..

يا أباعبدالله..

أيها الصادق البر..

الوفي الأمين..

ماذا عساي أن أقول..

و قد قالوا عنك الكثير..

الكثير..

إلا أنني أراها أقل من القليل..



[ صفحه 45]



فإن مكانتك عالية..

و نجمك زاهر..

و بحرك ذاخر..

و همتك رفيعة..

و علمك عم الكون بنوره

ماذا أقول يا صادق الآل الكرام عليهم السلام؟

ماذا أقول يا واسطة العقد..

يا سادس الأئمة الأطهار عليهم السلام؟

ماذا أقول يا فيصلا فصل بين الحق و الباطل، بين الظلمات و النور..

فعفوك سيدي..

عفوك..

فقد تطاولت..

و تجاوزت..

إلا أنني أعطر قلمي و فمي و لساني بذكرك العظيم و اسمك الشريف.

فاقبل مني هذا القليل..

و انظر إلي بعين العطف..

و أفض علي شيئا من اللطف.

هذا و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[ صفحه 51]




مصدر الشرور


التوحيد 368، ب 60، ح 6، حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهما الله قالا: حدثنا محمد بن يحيي العطار و أحمد بن ادريس جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن ابراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول:...

كما أن بادي ء النعم من الله عزوجل و قد نحلكموه، فكذلك الشر من أنفسكم و ان جري به قدره.


ان عادوا فعد


[أصول الكافي 2 / 219، ح 10: علي بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

ان عمار بن ياسر أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئن بالايمان فأنزل الله عزوجل فيه: «الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان». [1] .

فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم عندها: يا عمار ان عادوا فعد، فقد أنزل الله عزوجل عذرك و أمرك أن تعود ان عادوا.


پاورقي

[1] سورة النحل، الآية: 106.


عليكم بدعاء الغريق


كمال الدين 2 / 352-351، باب 33، ح 49، حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي، عن جبرئيل بن أحمد، عن العبيد محمد بن عيسي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله عليه السلام:...

ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يري و لا امام هدي لا ينجو منها الا من دعا بدعاء الغريق.

قلت: و كيف دعاء الغريق؟

قال: تقول: يا الله، يا رحمان، يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي علي دينك.

فقلت: يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب و الأبصار، ثبت قلبي علي دينك.

فقال: ان الله عزوجل مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول لك.

يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك..



[ صفحه 16]




يا فلسطين


و من قصائده السياسية أيضا قصيدة:



يا فلسطين... و هل يحلو لنا

بعد أن ضرجك العار غناء



لم نزل نلعق من آلامنا

ما به يصعب للجرح شفاء



الشعارات ضباب خلفه

يصطفي للمطمع الغر خباء



أحرف جوفاء كم راح بها

يتغني للفتوح الشعراء



طالما صفقت الأيدي لها

طربا و اهتز للحلم رجاء



خدعوها أمة ما نكبت

لو رعي درب علاها الأمناء



سلبوها مجدها و انتهبوا

فيئها و انتهبوها و أساؤوا



و أدالوها علينا دولا

يحكم الأمة فيها الخلطاء



ذنب يصرع منهم ذنبا

و هم في شرعة العذر سواء



[ صفحه ك / 17]



بعثروا الطاقات هل من أجلنا

أم لأطماع لهم فيها امتلاء



انها سخرية أن تنطلي

خدعة هل آمنت بالذئب شاء



يا فلسطين و لا يجدي البكاء

فثبي يحتم للنصر قضاء



و زني الخطو فقد يعثر من

زلة فيها انخذال و انطواء



و ارقبي المسري و لا تأتي فقد

يلغز المسري عليك الدخلاء



انهم في الدرب ما زالوا و من

همهم أن يجهد الركب عناء



عبي ء منا القوي و التحمي

بالمنايا الحمر و ليصمد اباء



فجري الطاقات من مكمنها

و انشريها يلهب الأرض اصطلاء



اننا نار و اعصار اذا

ضامنا في غمرة الجلي بلاء



فالهبي معركة الحق فان

خلصت يهتف بالنصر دعاء



[ صفحه ل / 17]




الصادق يبرهن علي وجود الله بدقائق العلوم الطبيعية (الكونية)


و يأتيه المفضل بن عمر يوما، و في عينيه ظلال أسي... و في وجهه لهاث ألم..

فيسأله: مالك؟؟

قال: «كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر و المنبر... اذا أقبل ابن أبي العوجاء، فجلس بحيث أسمع كلامه، فلما استقر به المجلس، اذ رجل من أصحابه قد جاء، فجلس اليه، فتكلم ابن أبي العوجاء... فذكر ابتداء الأشياء، و زعم أن ذلك باهمال لا صنعة فيه، و لا تقدير، و لا صانع، و لا مدبر، بل الأشياء تتكون من ذاتها بلا مدبر، و علي هذا كانت الدنيا لم تزل و لا تزال».

... فقلت له - و لم أملك نفسي غضبا وغيظا -: يا عدو الله ألحدت في دين الله، و أنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم، و صورك في أتم صورة، و نقلك في أحوالك حتي بلغ بك الي حيث انتهيت، فلو تفكرت في نفسك، و صدقك لطيف حسك، لوجدت دلائل الربوبية، و آثار الصنعة فيك قائمة، و شواهده جل و تقدس في خلقك واضحة، و براهينه لك لائحة».

و قال... و قلت..

فقال الامام لتلميذه المفضل: «يا مفضل. لألقين عليك من حكمة الباري جل و علا و تقدس اسمه في خلق العالم، و السباع، و البهائم، و الطير، و الهوام، و كل ذي روح من الأنعام، و النبات، و الشجرة المثمرة، و غير ذات الثمر، و الحبوب، و البقول، المأكول من ذلك و غير المأكول، و ما يعتبر به المعتبرون، و يسكن الي معرفته المؤمنون، و يتحير فيه الملحدون، فبكر علي غدا» [1] .

و حقا أقول: انك حينما تقرأ ما أملاه الامام علي المفضل املاء يزملك العجب العجاب ببرده السندسي...

لم يكن في عصره مخابر... و لا أدوات طبية للتشريح... و بالرغم من ذلك فانك تبصر في أقواله ما يوجب عليك القول:

انه جهبذ في: علمي الطب و التشريح..



[ صفحه 414]



و يثبت لك أيضا معارفه الجليلة في العلوم الطبيعية (الكونيات).

و غناه بهذه العلوم التي يديرها عقل رحماني العبقرية... يمتطي صهوات البلاغة... و يملك فصل الخطاب.. هو الذي جعل الدكتور محمد يحيي الهاشمي يقول في كتابه «الامام الصادق - علم الكيمياء» - ص - 125 - (بعدما أورد ما قاله المفضل للامام عن ابن أبي العوجاء، و ما قال له الامام): «هذه الحكاية و أمثالها تدل علي الخلق العظيم الذي اتصف به الامام الصادق بشهادة خصومه، و رغبته المجادلة بالحسني، لأن نشدان الحقيقة هدفه الأسمي.

«ان مثل هذه الأخلاق في الحقيقة هي التي تفتق كنوز الحكمة، و هي أساس الالهام في التحري العلمي، و فيها أيضا اشارة لطيفة للاعتبار في آيات الكون، و الانتقال من الظاهر الي الباطن، من المصنوع الي الصانع الحكيم، حتي ان الصادق لم يقل لمريده اقرأ كتاب الفقه الفلاني، أو كتاب تفسير، أو حديث، أو غير ذلك، بل طلب منه التوغل في العلوم الكونية، لأنها الأساس في اقناع الملحدين، لكنه لم يطلب منه تعلم العلوم الطبيعية و الوقوف عندها في شكلها الظاهري فقط، بل الانتقال الي الباطن ليكون من المعتبرين (و اعتبروا يا أولي الأبصار) اه [2] .

أما الشيخ محمد أبوزهرة فيقول: «و ان الذي نريد أن نسجله في هذا المقام هو: أن الامام جعفر كان قوة فكرية في هذا العصر، لم يكتف بالدراسات الاسلامية، و علوم القرآن، و السنة، و العقيدة، بل اتجه الي دراسة الكون و أسراره، ثم حلق بعقله القوي الجبار في سماء الأفلاك، و مدارات الشمس و القمر و النجوم، و بذلك علم مقدار نعمة الله علي عبيده من الانسان في تسخير ما في هذا الكون لهم، ثم علم وحدانية الخالق من الخالق من ابداع المخلوق، و من تعدد الأشكال و الألوان» اه [3] .

و يقول محمد الحسين المظفري في كتابه «الامام الصادق - ج - 1 - ص 199 - تحت عنوان: الطب: «... و كفي دلالة علي علم الصادق بالطب، ما جاء في توحيد المفضل من الأخبار عن الطبائع و فوائد الأدوية، و ما جاء فيه من معرفة الجوارح التي تكفل بها علم التشريح» اه.

و يستوقفنا كتاب الامام الصادق - خصائصه - مميزاته - ليعرض علينا الصفحة - 337 - تحت عنوان - الطب - فنقرأ: «و قد ورد عن الامام الصادق الكثير من التعاليم الطبية، و الآداب بالصحية... و من ذلك ما ورد في كتاب توحيد المفضل التي أملاها الامام علي المفضل بن عمر، من الأخبار عن: الطبائع، و فوائد الأدوية، و ما يتعلق بعلم التشريح و غيرها مما له ربط بصحة الانسان و مزاجه...» اه [4] .

و يقول الأستاذ رمضان في كتابه «الامام الصادق - علم و عقيدة - ص - 166 - تحت عنوان: انسانية الامام: «لقد كان الامام متفوقا في خلقه، متفوقا في حسن معاملته للناس، متفوقا في تصوير المثل الأعلي الأدبي لمن كان يطلب العلم في مجالسه... كما كان متفوقا في سعة ادراكه، و غوصه علي الحقائق العلمية و الفلسفية في عصره، متفوقا في مشاركته الشاملة التامة، العميقة في كل المعارف التي شاعت في عصره».



[ صفحه 415]



و يقول في الصفحة - 169 و 170 -: لقد كانت الركائب تحمل الي الامام الصادق طلاب: الحكمة، و أصحاب الفقه، و الفلسفة، و علم الكلام، و العلوم الطبيعية، و اللغة، و النحو، و الصرف، و البيان، و الآداب في شعرها و نثرها، و التفسير، و السنة النبوية، و أيام عرب الجاهلية و الاسلام، يضاف الي هذا كله: وقار، وهيبة، و استقامة، و صدق، و صراحة، و حسن بيان و تصرف، و قيادة حازمة لأتباعه، و سياسة ماهرة لأنصاره» اه.

و يقول في الصفحة - 186 -: «تحت عنوان «علم الطب»: «و كان من رأي الامام الصادق أن كتاب الله تعالي قد أوجز مهمة الطبابة في هذه الكلمات الثلاث التي أوردها في معرض النصيحة و التوجيه: «كلوا و أشربوا و لا تسرفوا».

«وجاء في رسالة المفضل بن عمر ما يدل علي علم الامام بفنون من الأشربة، و الأطمة، و أنواعها، و تأثيرها، و علاقتها بطبائع الانسان، ثم الأدوية و فوائدها.

و جاء مثل ذلك أيضا في رسالة «الاهليلجة» التي ناظر فيها الطبيب الهندي، فقد أورد خلال هذه المناظرة من الاستشهادات و الاشارات الطبية، و ذكر من أسماء الأدوية ما يدل علي معرفته بالثقافة الطبية عهد ذاك» اه.

أقول: غناه العلمي... و الخلقي... جعل هؤلاء و غيرهم من كبار مفكري هذا العصر.. و يشهدون له أنه امام عصره، في كل علم.. و فن..

.. و تقول لي: اني وعدتك أحدثك عن / توحيد المفضل / الذي أملاه عليه الامام الصادق.

نعم. ففي الحديث عنه سعادة روحية لأنه يشتعل في الصدور مصباحا من الايمان بالله.. يزيده سرور الأيام و الليالي صفاء و كمالا..

ان أنفاس الامام المسكية تعمر حروفه، و لذا، فانك تري فيه:

بيان التوحيد..

و بيان العلم..

يتعانقان ليؤلفا كيانا واحدا.. يتوهج فيه البيانان الأقدسان كما يتوهج نهار آذار بشباب الربيع الأخضر... و قد سمعت ذروا من القول في توحيد المفضل من أساتذة مشهود لهم بالمعرفة.

و لا ريب أن الحديث عن توحيد المفضل بالتفصيل يقتضينا كتابا من عشرات الصفحات.. و ان محاضرة واحدة في ظرف محدود عاجزة عن ابرازه علي وجهه النبيل.. الأصيل..

اذا فحسبنا أن نقدم نماذج من أبحاثه الموارة بالعطاء.. و..



[ صفحه 416]



ولكن، رويدا.

انظر، هوذا المفضل يدخل علي الامام في الساعة التي رسمها له... ثم هوذا يجلس أمامه.. هلم ندخل خاشعين أرهف سمعك.. فالامام قد بدأ يتكلم.. انه يقول للمفضل: «يا مفضل ان الله تعالي كان و لا شي ء قبله، و هو باق و لا نهاية له، فله الحمد علي ما ألهمنا، و الشكر علي ما منحنا، فقد خصنا من العلوم بأعلاها، و من المعالي بأسناها، و اصطفانا علي جميع الخلق بعلمه.. و جعلنا مهيمنين عليهم بحكمه» اه.

و يخشي المفضل أن يفوته شي ء مما ينطق به الامام فيقول: «يا مولاي، أتأذن لي أن أكتب ما تشرحه؟؟» فيأذن له [5] .

يتحدث الامام عن جهل الذين يسمحون للشك في الخالق أن يجد له اليهم مسلكا.. و يتحدث عن العالم، و خلق الانسان.. ثم يتحدث عن حواس الانسان..


پاورقي

[1] توحيد المفضل من صفحة - 6 الي 8 -.

[2] د. محمد يحيي الهاشمي - ص - 125 -.

[3] مرت كلمات أبي زهرة هذه و لم نر بأسا باعادتها.

[4] محمد جواد فضل الله - الصادق - ص - 337 -.

[5] توحيد المفضل - ص - 9 -.


نماذج من فقه الإِمام الصادق


ليس الخلاف بين السنة والشيعة خلافاً اعتقادياً، فالعقيدة واحدة، ولا خلافاً فقهياً، فالفقه يعتمد علي الاجتهاد، والمجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد، ولا خلافاً فكرياً، فكل المسلمين ينشدون القوة والعزة والكرامة والحفاظ علي الحقوق وطرد العدو من ديارهم، وإثبات المقدرة علي الاستقلال الذاتي من جميع وجوهه الاقتصادية والاجتماعية. وأكد هذا كله وقوف الفريقين جبهة واحدة أمام الاستعمار والصهيونية، وقد أخذت بعض قوانين مصر في الأحوال الشخصية من آراء الإِمامية، مثل وقوع الطلاق الثلاث بلفظ الثلاث طلقة واحدة، وإجازة الوصية لوارث، وهو رأي عند الإِمامية، وإن كان المأثور عن الإِمام جعفر الصادق خلافه، وهو الحق، للحديث المتواتر: "ألا لا وصية لوارث"(حديث متواتر عن اثني عشرة صحابياً منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن أبي شيبة والدار قطني وابن عدي.).

وإنما الخلاف بين السنة والشيعة تاريخي سياسي محض، ولا يجوز في ميزان الشرع والعقل أن يتحمل جيل أو فرد تبعة أو مسؤولية جيل أو فرد آخر، ويجب الالتزام بالوحدة الشاملة بين المسلمين، لقوله تعالي:

«إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً»(الأنبياء:29) وإعلان التمسك بمبدأ الأخوة الإِيمانية لقوله تعالي:«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»(الحجرات:10). ويستتبع كل ذلك التقارب لا التباعد، والتفاهم والتلاقي لا الخصام والتنافر والتدابر، وإنهاء مظاهر العصبية الدينية، فإن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) نهي عن العصبية النسبية بقوله: [ليس منا من دعا إلي عصبية](أخرجه أبو داود عن جبير بن مطعم رضي الله عنه). فلا يكون هناك توارث الخلافات؛ لأن عصبية الدين منبوذة مثل عصبية النسب، بل إنها أولي وأجدر بالمنع والإِنهاء، ولأن التفرق بسبب هذا الإِرث البغيض لا يقره دين ولا عرف ولا منهاج حياة، ولأن الخصومة الموروثة تزيد في النفرة والتباغض وعداء الأجيال والطوائف، وما علينا إلا أن نظهر جميعاً قدراً كبيراً من التسامح والصفاء من الأحقاد، وألا يتحمل الخلف ما قد وقع بين السلف، لقول الله تعالي: «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ»(البقرة:134-141).


في العبادات


10) السجود علي طين قبر الحسين (ع) ينور الي الأرضين السبع.

11) يزاد في الأذان بعد الحيعلتين: «حي علي خير العمل» و ليس قول: «أشهد أن عليا ولي الله» من فصول الأذان و أجزائه بالاتفاق.

12) يخير المصلي في الركعتين الأخيرتين من الرباعية بين قراءة الفاتحة أو ذكر الله.

13) يجزي ء في التشهد أن تقول:، «أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله» و يجب التشهد في الثلاثية و الرباعية مرتين: الأول والأخير، و من أخل بذلك عامدا، بطلت صلاته.

14) صيغة التسليم من الصلاة: «السلام علينا و علي عباد الله الصالحين، السلام عليكم و رحمة آلله و بركاته».

15) ابطال الصلاة بتعمد قول «آمين» بعد قراءة الفاتحة، كالزيدية و الاباضية.

16) وجوب سجود السهو اذا تكلم المصلي ساهيا أو تشهد أوسلم في غير موضع التشهد و التسليم أو شك بين الأربع و الخمس.

17) يجب الترتيب في قضاء الصلوات المفروضة بعد أداء صاحبة الوقت.

18) يجوز قضاء الصلاة عن الميت تبرعا، و له الأجر و الثواب، و يجوز الاستئجار علي ذلك.

19) يخير المقتدي في الركعتين الأوليين من الصلاة الجهرية بين قراءة الفاتحة و السكوت.

20) تقطع صلاة النافلة اذا أقيمت الصلاة المكتوبة جماعة.

21) سقوط صلاة النافلة في السفر.

22) لا يجوز القصر بنية الاقامة عشرة أيام، و مسافة السفر المبيحة للقصر ثمانية فراسخ (80، 46 كم) علما بأن الفرسخ (5760 مترا). و يجب القصر في سفر بريدين أو ثمانية فراسخ، و عند الصادق (ع) و أبيه: أدني المسافة بريد أو أربعة فراسخ (40، 23 كم). و تحديد الوطن متروك للعرف، و يصح القصر حال التردد في السفر لمدة شهر. و كل موضع يجب فيه القصر حتما، يجب فيه الافطار في شهر رمضان و بالعكس.



[ صفحه 161]



23) يشترط لصلاة الجمعة وجود الامام المعصوم أو نائبه الخاص للصلاة. و عقب الشيخ مغنية عليه بقوله: و الحق مشروعية صلاة الجمعة في حال غيبة الامام علي سبيل التخيير بينها و بين الظهر.

24) صلاة العيدين و صلاة الكسوف (أو صلاة الآيات) فريضة في حضور الامام المعصوم أو نائبة الخاص، و قال أكثر الامامية باستحبابها جماعة و فرادي في زمن الغيبة، و ليس فيها أذان و لا اقامة، ولكن ينادي: «الصلاة» ثلاث مرات. و صلاة الكسوف و الخسوف بعشرة ركوعات أي خمسة في كل ركعة.

25) يفسد الصوم، و تجب الكفارة بتعمد الكذب، و الحق أنه حرام لا يفسد الصوم، و يفسد الصوم أيضا بغمس الرأس في الماء، و بالبقاء علي الجنابة مع الكفارة في حال الجنابة.

26) من أصابه العطش حتي خاف علي نفسه، له في الصوم أن يشرب ما يمسك رمقه و لا يرتوي.

و تجب الكفارة الكبري علي من أفطر في صوم يوم نذره علي نفسه و جامع في أثناء الاعتكاف. و يكفي استغفار الله لمن عجز عن كفارة الصيام.

27) وجوب الافطار في رمضان أثناء السفر الا في أربع حالات.

28) وجوب قضاء الصوم علي الولي عن الميت.

29) تستحب الزكاة و لا تجب في التجارة بشروط، و كذا في ناتج العقارات المعدة للاستثمار كالدكان و البستان و نحوهما، و لكن يجب الخمس في الزائد علي مؤنة السنة من أرباح التجارة و الصناعة و الزراعة.

30) يجب اعطاء الزكاة لمستحقين من الشيعة الاثني عشرية.

31) يجب الخمس علي الذمي فيها اشتراه من المسلم، و علي المال الحرام اذا اختلط بالحلال و لم يتميز. و للامام من الخمس ثلاثة أسهم، و هي نصف الخمس. و يعطي سهم الامام في حال غيبته الي السادة من قرابة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

32) تجوز النيابة في الحج و الطواف عن الحي استحبابا.

33) من مات حاجا في الحرام أجزأه عن حجة الاسلام، أما من مات دون الحرم، فيقضي عنه وليه حجة الاسلام.

34) يجب ما يسمي بطواف النساء في العمرة المفردة، و لا يجب في عمرة التمتع، و هو أن يطوف بالبيت ثانية بعد السعي و الطواف الأول، و يصلي ركعتين وجوبا في الطواف الواجب. و كذلك يجب في حج التمتع طواف النساء، فيكون عليه ثلاثة أطوفة: للعمرة، و للحج، و للنساء.

36) يتحقق الاحرام بدون لبس الثوبين، و لا يجوز للمحرم الاستظلال بمظلة.

37) يشترط اذن الامام في جهاد الغزو في سيبل الله و انتشار الاسلام، و اعلاء كلمته في بلاد الله و عباده. أما في جهاد الدفاع عن الاسلام و بلاد المسلمين، فلا يشترط فيه اذن الامام.



[ صفحه 162]




الكرم و السخاء


جاء في حلية الأولياء بسنده عن الهياج بن بسطام قال: «كان جعفر بن محمد عليه السلام يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء». ورود في مطالب السؤول: كان عليه السلام يقول: لا يتم المعروف الا بثلاثة: تعجيله و تصغيره و ستره، و يأتي نظيره في حكمه و آدابه.


احتجاجه علي الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق


روي الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول خبر دخول سفيان الثوري علي الصادق (ع) الذي مر في فصل صفته و لباسه، عليه السلام، و قال: ثم اتاه قوم ممن يظهرون التزهد، و يدعون الناس ان يكونوا معهم علي مثل الذي هم عليه من التقشف، فقالوا: ان صاحبنا حصر عن كلامك و لم تحضره حجة. فقال لهم: هاتوا حججكم فقالوا: ان حجتنا من كتاب الله قال لهم: فأدلوا بها فانها احق ما اتبع و عمل به قالوا: يقول الله تبارك و تعالي بخير عن قوم اصحاب النبي (ص)

«يؤثرئون علي أنفسهم و لو كان بههم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» فمدح فعلهم. و قال في موضع آخر: «و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا» فنحن نكتفي بهذا. فقال ابوعبدالله، عليه السلام: اخبروني ايها النفر، ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل، و هلك من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا: نعلم بعضه، فأما كله فلا. فقال لهم: من ها هنا أتيتم. و كذلك احاديث رسول الله (ص)، أما ما ذكرتم من أخبار الله ايانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم، فقد كان مباحا جائزا و لم يكونوا نهوا عنه و ثوابهم منه علي الله، و ذلك أن



[ صفحه 59]



الله جل و تقدس امر بخلاف ما عملوا به، فصار امره ناسخا لفعلهم، و كان نهيه تبارك و تعالي رحمة للمؤمنين و نظرا لكي لا يضروا بأنفسهم؛ و عيالهم منهم الضعفة الصغار و الولدان و الشيخ الفاني و العجوز الكبيرة الذين لا يصبرون علي الجوع، فان تصدقت برغيفي و لا رغيف لي غيره ضاعوا و هلكوا جوعا؛ و من ثم قال رسول الله (ص): خمس تمرات أو خمس اقراص او دنانير او دراهم يملكها الانسان، و هو يريد ان يمضيها، فأفضلها ما انفقه الانسان علي والديه، ثم الثانية علي نفسه و عياله، ثم الثالثة علي القرابة و اخوانه المؤمنين، ثم الرابعة علي جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله، و هو اخسها أجرا. و قال النبي (ص)، للأنصاري حيث اعتق عند موته خمسة او ستة من الرقيق، ولم يكن يملك غيرهم و له اولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، ترك صبية صغارا يتكففون الناس. ثم قال: حدثني ابي ان النبي (ص)، قال: ابدأ بمن تعول، الادني فالادني. ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم و نهيا عنه، مفروضا من الله العزيز الحكيم قال: «الذين اذا انفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما» أفلا ترون ان الله تبارك و تعالي أراد غير ما أراكم تدعون اليه؟ و المسرفون مذكورون في غير آية من كتاب الله، يقول: «انه لا يحب المسرفين» فنهاهم عن الاسراف و نهاهم عن التقتير، لكن أمر بين امرين، لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله ان يرزقه فلا يستجيب له، للحديث الذي جاء عن النبي (ص): ان اصنافا من أمتي لا يتسجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو علي والديه، و رجل يدعو علي غريم ذهب له بمال و لم يشهد عليه، و رجل يدعو علي امرأته و قد جعل الله تخلية سبيلها بيده، و رجع يقعد في البيت و يقول يا رب



[ صفحه 60]



أرزقني و لا يخرج في طلب الرزق، فيقول الله جل و عز: عبدي او لم أجعل لك السبيل الي الطلب و الضرب في الارض بجوارح صحيحة، فتكون قد اعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لا تباع امري، و لكيلا تكون كلا علي اهلك، فان شئت رزقتك، و ان شئت قترت عليك، و انت معذور عندي؟ و رجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم اقبل يدعو: يا رب أرزقني! فيقول الله: ألم ارزقك رزقا واسعا أفلا اقتصدت فيه كلاما امرتك و لم تسرف و قد نهيتك؟ و رجل يدعو في قطيعة رحم. ثم علم الله نبيه كيف ينفق، و ذلك انه كان عنده اوقية من ذهب، فكره ان تبيت عنده فتصدق بها و اصبح ليس عنده شي ء، و جاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، و كان رحيما رقيقا فأدب الله نبيه بأمره اياه فقال: «و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا، يقول: ان الناس قد يسألونك و لا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد حسرت من المال.

فهذه احاديث رسول الله، (ص)، يصدقها الكتاب، و الكتاب يصدقه اهله من المؤمنين ثم من قدعلمتم في فضله و زهده سلمان و ابوذر، فأما سلمان فكان اذا اخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتي يحضره عطاؤه من قابل، فقيل له: يا اباعبدالله انت في زهدك تصنع هذا، و انك لا تدري لعلك تموت اليوم او غدا فكان جوابه ان قال: مالكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء؟ او ما علمتم يا جهلة ان النفس قد تلتاث علي صاحبها اذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فاذا هي احرزت معيشتها اطمأنت؟



[ صفحه 61]



و اما ابوذر فكانت له نويقات و شويهات يحلبها و يذبح منها، اذا اشتهي اهله اللحم، او نزل به ضيف، او رأي بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور، او من الشاء، علي قدر ما يذهب عنهم قوم اللحم، فيقسمه بينهم و يأخذ كنصيب احدهم لا يفضل عليهم، و من ازهد من هؤلاء و قد قال فيهم رسول الله (ص)، ما قال؟ و لم يبلغ من امرهما ان صارا لا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بالقاء امتعتهم و اشيائهم، و تؤثرون به غيرهم علي انفسهم و عيالاتهم. أخبروني عن القضاة، أجور منهم حيث يفرضون علي الرجل منكم نفقة امرأته اذا قال: انا زاهد و ا نها لا شي ء لي؟ فان قلتم جور ظلمتم اهل الاسلام، و ان قلتم بل عدل خصمتم انفسكم.

أخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم، فعلي من كان يتصدق بكفارات الايمان و النذور و الصدقات من فرض الزكاة؟ اذا كان الامر علي ما تقولون لا ينبغي لأحد ان يحبس شيئا من عرض الدنيا الا قدمه و ان كان به خصاصة. فبئس ما ذهبتم اليه، و حملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله و سنة نبيه و أحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل! أو ردكم اياها بجهالتكم و ترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ، و المحكم و المتشابه، و الامر و النهي. و أخبروني، أنتم أعلم ام سليمان بن داود، عليهماالسلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لاحد من بعده؟ فأعطاه الله ذلك، و كان يقول الحق و يعمل به ثم لم نجد الله عاب ذلك عليه و لا أحدا من المؤمنين، و داود قبله في ملكه و شدة سلطانه؟ ثم يوسف النبي حيث قال لملك المصر: اجعلني علي خزائن الأرض اني حفيظ عليم؟ فكان من أمره الذي كان و اختار مملكة الملك و ما حولها الي



[ صفحه 62]



اليمن، فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، و كان يقول الحق و يعمل به، ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه، ثم ذو القرنين؟ عبدا أحب الله فأحبه، طوي له الأسباب و ملكه مشارق الأرض و مغاربها، و كان يقول بالحق و يعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه، فتأدبو أيها النفر بآداب الله للمؤمنين، و اقتصروا علي أمر الله و نهيه، و دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به، و ردوا العلم الي أهله تؤجروا و تعذروا عندالله، و كونوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه، و ما أحل الله فيه مما حرم، فانه اقرب لكم من الجهل. و دعوا الجهالة لأهلها فان اهل الجهل كثير و اهل العلم قليل.

و قد قال الله عزوجل: «و فوق كل ذي علم عليم.»


نظرته الإنسانية


إن نظرة الإمام الصادق (ع) الإنسانية تنبثق من نظرة الإسلام إليها في شتي صيغها ومفاهيمها، وإني لا أريد أن أورد بعض المثل في ذلك من سيرة الإمام، بينما أجعل البحث والتعليق لفرص أخري إن شاء الله تعالي، ذلك لكي نكشف عن مدي تفاني الإمام في حب الإنسانية وصراعاتها وتقدير حقوقها حتي ليجعل الصخر ينحني والنجم والشجر يسجدان إجلالاً وإكراماً لهذه النظرة العظيمة.

1 - أعطي بوابه ومولاه - مصادف - ألف دينار وقال له تجهز حتي نخرج إلي مصر (أي في رحلة تجارية) فإن عيالي قد كثروا، فتجهز وخرج مع التجار إلي مصر فلما دنوا منها استقبلتهم قافلة خارجة منها فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة؟ فأخبرهم أن ليس بمصر منه شيء فتحالفوا وتعاقدوا علي أن لا ينقصوا من أرباح دينار ديناراً - يعني يجعلون الربح مضاعفاً - فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلي المدينة.

فدخل مصادف علي أبي عبد الله (ع) ومعه كيسان في كل واحد ألف دينار وقال: جعلت فداك هذا رأس المال وهذا الآخر ربح فقال (ع): إن هذا الربح كثير ولكن ما صنعتم في المتاع؟ فحدَّثه مصادف بقصة تجارتهم.

فقال:

«سبحان الله تحلفون علي قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلاّ بربح الدينار ديناراً؟ ثم أخذ أحد الكيسين فقال هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في الربح. ثم قال يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال» [1] .

2 - كان للإمام صديق لا يكاد يفارقه، فغضب يوماً علي عبده وسبه قائلاً: أين كنت يا ابن الفاعلة!! فلما سمع أبو عبد الله دفع يده فصك بها جبهة نفسه. ثم قال: سبحان الله تقذف أمه، قد كنت أري لك ورعاً.

فقال الرجل: جعلت فداك إن أمه أمة مشركة، فقال (ع): أما علمت أن لكل أمة نكاحاً.

3 - انقطع شسع نعله وهو يسير مع بعض أصحابه يشيعون جنازة، فجاء رجل بشسعه ليناوله، فقال: أمسك عليك شسعك فإن صاحب المصيبة أولي بالصبر عليها.

4 - قال بعض أصحابه: أصاب أهل المدينة غلاء وقحط حتي أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير ويأكله، وكان عند أبي عبد الله طعام جيد - فيه كفاية - قد اشتراه أول السنة فقال لبعض مواليه: إشتر لنا شعيراً واخلط بهذا الطعام، أو بعه فإنا نكره أن نأكل جيدا وياكل الناس رديئاً.

وقال الآخر دخلنا علي أبي عبد الله في حائط - أي بستان - له وبيده مسحاة يفتح بها الباب وعليه قميص، وكان يقول إني لأعمل في بعض ضياعي وإن لي من يكفيني ليعلم الله أني أطلب الرزق الحلال.


پاورقي

[1] المصدر: (ص 267).


مناقشة آراء روسكا


لقد أظهر «روسكا» و لا شك جهدا جبارا لدراسة مصدر جعفر الصادق في الكيمياء دراسة متقنة وسعي ليعرف جوهرها علي ضوء العلم الحديث. و قد كشف لنا النقاب عن أمور كثيرة دلت علي جهد عظيم في الاستقصاء و التحري. بيد أننا نأخذ عليه الأمور الآتية:

1- ان أكثر المخطوطات التي درسها و المتعلقة في مصادر جعفر الصادق لا تتعدي الكتب المتداولة من جهة و المخطوطات المعروفة في مكتبات غوتا و ليدن و برلين و المتحف البريطاني. و قد اطلع علي مخطوطات في الهند بواسطة الترجمات الانكليزية، و اطلع علي نشرات برتلو المارة الذكر. و هذا الاستقصاء في زعمنا لا يكفي لحل هذه المشكلة.

2- ان مخطوطات جابر لم تنشر كلها لمعرفة ما أبدعه هذا العالم.



[ صفحه 60]



3- هناك بعض الالتباسات بين جابر بن حيان و جابر بن أفلح و محمد بن جابر البتاني، و يلزم التفريق بينهم لعدم الغلو فيما صدر عن جابر.

4- اذا كانت جميع المخطوطات المنسوبة لجابر هي منتحلة، فمن هو أول كيميائي ظهر في المدنية العربية؟ و ان الرازي يذكر لنا جابرا بن حيان كمصدر، كذلك نجد مشاكل الكيمياء عند الجاحظ و الكندي في مناسبات عديدة (كما نري ذلك فيما بعد في الرد علي كراوس). فمن هو يا تري مصدر هؤلاء؟

5- استشهد «روسكا» بابن خلدون لاثبات أن فكرة جابر متأخرة التاريخ، و قد نسب اليه السحر وعده من كبار السحرة، و لكنه لم يطلع علي فصل علم الكيمياء من المقدمة نفسها حيث نجد ما يلي: «و صورة هذا العمل الصناعي الذي يقلب هذه الأجساد المستعدة الي صورة الذهب و الفضة، هو علم الكيمياء، و ما زال الناس يؤلفون فيها... و امام المدونيين فيها جابر بن حيان، حتي أنهم يخصونها به، فيسمونها علم جابر و له فيها سبعون رسالة كلها شبيهة بالألغاز...» فاذا أراد «روسكا» الاستشهاد بابن خلدون علي أن جابرا من المعروفين بالسحر و الشعوذة، فلماذا لم يستشهد به بأنه معروف بالكيمياء أيضا؟

6- اذا كان قد وجد «روسكا» احتمال اشتغال خالد بن يزيد في الكيمياء أكثر من جعفر الصادق الكيميائيون العرب، (ج 2 ص 40)، فلماذا لم يأخذ كلام ابن خلدون بعين الاعتبار اذ يقول في المقدمة (فصل علم الكيمياء): «و ربما نسبوا بعض المذاهب و الأقوال فيها لخالد بن يزيد بن معاوية ربيب مروان ابن الحكم. و من المعلوم البين أن خالدا من الجيل العربي و البداوة اليه أقرب، فهو بعيد عن العلوم و الصنائع بالجملة، فكيف له بضاعة غريبة المنحي مبنية علي معرفة طبائع المركبات و أمزجتها، و كتب الناظرين في ذلك من الطبيعيات و الطب لم تظهر بعد و لم تترجم، اللهم الا أن يكون خالد بن يزيد آخر من



[ صفحه 61]



أعمل المدارك الصناعية تشبه باسمه». فلا يوجد ثمة آثار - سواء كانت منتحلة أو أصلية - منسوبة لخالد. و في البحث الذي قام به نفس المحقق في كتاب كيميائي العرب المنشور في هايدلبرغ عام 1924 (ج 2 ص 30) يروي لنا شعرا لخالد:



هو الحجر المصاب بكل أرض

و في الأسواق تلقاه حقيرا



يضن به الجواد علي أخيه

اذا أضحي به يوما خبيرا



7- ان الصلة بين جابر و جعفر هي صلة دينية توجيهية فمن المحتمل جدا أن يكون جابر من تلامذة الامام. و أن الصلة بين التدين و الكيمياء ليست بصلة حديثة، بل هي صلة قديمة كما بينا اذا أخذنا الأقوال التي تدور حول التدين و تهذيب النفس بعين الاعتبار.

8- لم يذكر «روسكا عن البيروني المعدود من الثقاة عند المستشرقين شيئا عن جابر و اذا طالعنا كتاب البيروني عن الجماهر في معرفة الجواهر المنشور في حيدرآباد عام 1355 ه. تجد ذكر جابر مرتين: «و قال جابر بن حيان في كتاب الرحمة، أنه كان عندنا مغناطيس يرفع وزن مئة درهم من الحديد ثم أنه لم يرفع بعد مضي زمان عليه وزن ثمانين درهما و وزنه علي حاله لم ينقص شيئا و انما النقصان وقع في قوته... الخ»، «اعلم أن جابر بن حيان الصوفي يسميه (أعني الفيروزج) في كتاب النخب في الطلسمات حجر الغلبة و حجر العين و حجر الجاه». كذلك نجد ذكر كتاب النخب في مناسبات عديدة في الجمست و الدهنج و البازهر و المغناطيس أيضا، ثم التوتياء و الطليقون. ولدي دراستنا لبعض المخطوطات الموجودة في القاهرة نشاهد ذكرا للأحجار الكريمة الصنعية في كتاب الخواص في الطب (مخطوطات القاهرة الحكمة، رقم 38 صفحة 43 / ب)، و عن البازهر نجد في كتاب السموم (القاهرة فهرست الطب 1053 ص 239 (. و هكذا يتبين لنا بأن البيروني عرف مخطوطات جابر



[ صفحه 62]



ابن حيان و هي تنطبق مع المتداول اليوم.

9- هنا بعض الالتباسات التي جرت عبر العصور المختلفة بين كلمة «جعفر» و كلمة «جفر». و الغالب علي الظن أن من هذا الالتباس ألصق كثير من الآراء المغلوطة بالامام. و قد ذكر «روسكار» نفسه في محلات عديدة من كتابه هذه القضية أيضا، و لكنه لم يعرها العناية اللازمة. و ان هناك و لا شك بعض مصادر لا تمت الي الامام بصلة و هي من ادخالات المتأخرين، و يمكن معرفة الأصلي و المغشوش من آثار الامام لدي مقارنتها ببعضها بعضا. و انه لمن الضروري القيام بدراسة نقدية شاملة بعيدة عن العواطف لمصادر جعفر الصادق تكون بمثابة دليل لهذا الخضم الواسع المنسوب له، و ان الدارسين لآثار هذا الامام حتي اليوم ساروا بطريقين: اما أن الفكرة القدسية كانت رائدتهم، فلم تتح لهم غربلة الآثار و تفريق الغث من السمين منها فقبلوها جملة واحدة علي علاتها، فكان للامام صبغة قدسية عند المؤمنين به، فتغالوا في كل شي ء و من هذا الغلو ألصقوا به كل ما لا يليق به، و دخل الصادق عند غير المؤمنين به الذين ينظرون للأمور نظرة علمية نقدية واقعية في عداد الأساطير و الخرافات. و اما كانت مطرقة النقد هي المسيطرة عليهم، فحطموا كل شي ء. و كادوا ينكرون كل شي ء من آثار الامام. و هكذا كان الغلو هو رائد الطرفين، و متي سيطر الغلو عمي البصر عن الحقيقة. من أجل ذلك يقتضي النظر في آثار جعفر الصادق و ما تواتر عنه، فما طابق الحقيقة و التواتر المقارن قبلناه و ما خالفه رفضناه. و اني علي يقين تام أن الذين غالوا في تقديس هذه الشخصية أساءوا اليها أكثر من الذين غالوا في استعمال مطرقة النقد الهدامة دون روية و تبصر. و ان الغلو في التقديس و الغلو في النقد يضر الحقيقة ضررا بالغا. و بعد أن نعرف حقيقة منحي الامام في تفكيره و أقواله يمكننا أن نرد كل شي ء الي أصله باحتمال قوي جدا، فالامام كما يظهر هو رجل ورع و دين و زهد في السياسة



[ صفحه 63]



و تهذيب للأخلاق. أما المعرفة الشاملة في كل العلوم و معرفة الآثار العلوية و السفلية فذلك في نظرنا هو من قبيل الغلو الذي أساء لهذه الشخصية. و ان علاقته بالكيمياء كما سوف نري من تحليل لبعض النصوص، هي علاقة دينية تهذيبية لاغير. و هناك علي زعمنا تواتر لم ينتقل علي الصيغة الأصلية، بل قد زيد فيه، و هذه الزيادة أضرت بالحقيقة، فانه لمن الضروري أيضا اعادة النظر في مثل هذه الدراسات و معرفة ماذا يمكن أن يكون من الزيادات. و هذه لعمري دراسة واسعة تتطلب التعاون و التعاضد.

10- لا ندري ما هو السر بتحتيم تاريخ مخطوطات جابر قبل كتاب الزراعة لابن وحشية الذي ألف كتابه عام 950 م، و لم يضعه قبل الرازي المتوفي عام 923 م. علي ما يظهر. و كذلك يستشهد البيروني كما بينا بجابر بن حيان و رغم انكاره الكيمياء و مقدرة البشر امكان انقلاب العناصر، لم يذكر عن كتب جابر أنها منتحلة، في الوقت أنه ذكر كتاب الأحجار لأرسطوطاليس و بين أنه فيما يظنه من الكتب المنتحلة.

11- يذكر «روسكا» أن ذا النون المصري عاش بعد الامام الصادق بقرن تقريبا، و يعد هذا التصريح دليلا علي الانتحال. و في الحقيقة فان الامام الصادق مات عام 148 ه. و ولد ذو النون عام 180 ه. فيكون بينهما اثنتان و ثلاثون سنة، و أن بين ذلك و بين القرن مدة طويلة. و أن الشعر الذي أورده عنه (نص ص 26):



«فان أردت ما بقي من العمل

فطهر النفس من آفات العمل



ثم عد الآن الي المزاوجة

ان كنت ممن تحسن المعالجة»



يشير أيضا الي فكرة التطهير التي هي أساس كل عمل، و أن طهارة المادة تنتقل أيضا الي طهارة الروح (نص 8، و ما بعدها) «و لا بد من عذاب هذا الجسد الميت بالنيران و أنواع العذاب حتي يطهر من أدناسه، و يخرج من حد



[ صفحه 64]



الجسدانية الأرضية و يصير روحانيا لطيفا طاهرا نقيا خفيفا، فحينئذ يستوجب الحياة الخالدة الأصلية الصمدية التي لاعذاب بعدها و لا موت».

ان هذه الفكرة قديمة جدا، و تعود الي قدماء المصريين. و لعل ذلك كان عند مشاهدة أول استحصال للمعدن البراق الصافي، فقد شاهدوا أن ترابا لا قيمة له ويداس بالأقدام أصبح معدنا براقا تنعكس فيه أشعة الشمس، صار اذن من نوع الشمس ذهبا ابريزا من عالم الخلود الذي لا يفني. و لم يكن الوصول الي هذا الهدف الا بعد العذاب في النار. و قد اتخذ ذلك كرمز لسلوك النفس أعلي درجات الكمال عن طريق العذاب و التضحية. و نري في هذا المثل ينبوع فكرة القربان المقدس و غير ذلك من الأمور التي انتقلت جيلا بعد جيل. ان صهر المعدن من التراب لم يكن حادثا بسيطا عند أولئك القدماء، بل هز نفوسهم هزا عنيفا، فكان ذلك رمزا بديعا لطهارة النفس و نقاوتها و بلوغها الكمال الآلهي، و كما أن التراب يتطهر بالنار و يصير من عالم الشمس البراق الخالد، فكذلك النفس تبلغ هذا الكمال عن طريق العذاب لتصفو و تصير طاهرة نقية. و لا شك أن فكرة رفع درجات المؤمن و ابتلائه بالعذاب الدينوي مصدرها هذا الرمز القديم. و قد ورد في الحديث «لو كان المؤمن في حجر ضب لقيض الله له من يؤذيه». و جريا علي هذه الفكرة قال المتنبي:



لا يسلم الشرف الرفيع من الأذي

حتي يراق علي جوانبه الدم



12- مما يستدل أن مؤلف الكتاب المنسوب لجعفر الصادق لا يقول اني جعفر الصادق المؤلف بل يقول عند ذكر الاكسير: «فاني عملته في ابتداء أمري و به صرت جعفر بن محمد الصادق و بعد ذلك انشرح صدري و جسرت و أقدمت علي التدبير للاكسير الأعظم». فلم يذكر: أني الامام جعفر الصادق، بل يقول: صرت، أي صرت اماما عظيما كالامام جعفر الصادق، و ذلك علي سبيل التشبيه و المجاز لا علي سبيل الواقع و الحقيقة.



[ صفحه 65]



13- لا نحتاج الي كبير عناء للبرهنة علي أن الكتاب المنسوب لجعفر ليس له، بل ان المؤلف لا يقصد الا التبرك و التيمن بالامام، خاصة عندما أصبح مفهوم الامام و مفهوم الاكسير مفهومين مترادفين. فان الامام الذي بمقدرته قلب جوهر النفس و التسامي بها، هو اكسير البشر، و لاكسير تلك المادة المجهولة الكنه قديما و التي تشبه اليوم عامل التماس Catalysor بمقدرتها التوسط لقلب المادة فهي اذن كامام.

«حبة الاكسير لو صبت علي سيئات الخلق صارت حسنات».

من أجل ذلك فان فعالية الامام أصبحت من الأفكار المنتقلة الي الكيمياء، فلذلك سمي هذا الكتاب كتاب جعفر الصادق أو كتاب «الامام» و هو اتخذ هو بعينه، لأنه الامام الأمثل لدي أتباعه.

بعد هذه المناقشة و الدراسة، نود أن نأتي برأي تلميذ «روسكا» كراوس الذي عالج الموضوع بصورة أعم، و ان ردنا عليه يتضمن ردنا علي استاذه أيضا، لأن الاثنين لا يفترقان من حيث الماهية و الجوهر و ان اختلفا من حيث العرض و المظهر. و قبل أن نقوم بذلك نري أن لا بأس علينا اذا أتينا برد اسماعيل مظهر.


نشأة الامام الصادق


و لا شك ان الامام الصادق نشأ في وسط مجتمع لا يتصل بآل البيت إلا من طريق الحذر و التكتم لشدة المراقبة التي تحوط بهم من السلطة الأموية، و شاهد طلاب العلم يتصلون بمدرسة جده و أبيه و هم بأشد حذر، لأن ذلك الدور لا يستطيع أحد أن يتظاهر بالاتصال بآل محمد و من عرف في ذلك فانما مصيره القبر أو ظلمة السجن الي حيث الأبد.

نشأ الصادق في عصر تتنازع فيه الأهواء، و تضطرب فيه الأفكار و طغت فيه موجة الاحن و الأحقاد، و تلاطمت فيه أمواج الظلم و الارهاب.

و تقرب الناس الي ولاة الأمر بالوشايات و الاتهامات فلا حرمة للنفوس و لا قيمة للدين و لا نظام يشمل الرعية، بل هي فوضي و الأمراء يحكمون بما شاءوا و الرعية بين أيديهم العوبة لأغراضهم.

و أشد الناس بلاءا هم أنصار آل محمد و شيعتهم و اتخذ خصومهم شتم علي سنة يتمون به فرضهم، فلا يدخل الداخل الي مسجد و لا معبد و لا مجلس و لا حلقة علم إلا و يسمع تلك العبارات التي يعبر بها أولئك القوم عن سوء سريرتهم، و لا يكاد يصغي لخطيب أو قصاص أو واعظ إلا و كانت براعة استهلاله شتم علي عليه السلام.



[ صفحه 37]



فكان آل محمد يلاقون تلك المشاق و يواجهون تلك المصاعب بقلوب مطمئنة بما وعد الله الصابرين، و كل هذه الأمور شاهدها الامام الصادق في نشأته، أو أخذ عنها من أبيه صورة واقعية بعد حدوثها، فبعين الله ما لقيت الأمة الاسلامية و ما لقي آل محمد الذين هم حملة العلم و مبلغي رسالات الاسلام.

أدرك الامام الصادق صلوات الله عليه ثلاث سنين من خلافة عبدالملك، و تسع سنين و ثمانية أشهر من خلافة الوليد بن عبدالملك، و ثلاث سنين و ثلاثة أشهر و خمسة أيام من خلافة سليمان، و سنتين و خمسة أشهر من خلافة عمر ابن عبدالعزيز، و اربع سنوات و شهرا من خلافة يزيد بن عبدالملك، و عشرين سنة من خلافة هشام بن عبدالملك، و سنة واحدة من خلافة الوليد بن يزيد، و ستة أشهر من خلافة يزيد بن الوليد، و بعده لم يبق خليفة الأمويين بعينه لكثرة الاضطرابات حتي زال ملكهم في سنة 132 ه.

كل هذه الأدوار شاهدها الامام الصادق، و هو يعيش و أهل بيته بتلك الدائرة الضيقة محاطا بالرقابة، لتلك الاتهامات التي يحوكها ضده المتقربون لخصوم آل محمد، و هو يري بين آونة و أخري مصارع زعماء الشيعة و سجن آخرين و مطاردة السلطة لبقية السيف منهم، و كان يطرق سمعه مدة تسع عشرة سنة شتم جده علي عليه السلام و انتقاص آله، و كان يري بعض ولاة المدينة يجمع العلويين يوم الجمعة قريبا من المنبر يسمعهم شتم علي و انتقاصه، حتي ولي عمر بن عبدالعزيز سنة 99 ه فرفع السب عن علي عليه السلام كما سيأتي بيانه.


معني «الله» چيست؟


حسن بن خرزاد گويد: براي امام صادق - عليه السلام - نامه نوشتم، و درباره ي معني «الله» سؤال كردم.

امام فرمودند: خداي كسي است كه بر خرد و كلان و ريز و درشت مسلط است. [1] .


پاورقي

[1] تفسير العياشي: ج 1 ص 21 و بحارالأنوار: ج 89 ص 238 ح 37.


امام ششم مستجاب الدعوه بود


از سطور زندگاني آن حضرت و رواياتي كه شاگردان مكتب جعفري به تواتر نقل كرده اند حضرت صادق عليه السلام مستجاب الدعوه بود و هر وقت چيزي از خدا مي خواست فوري حاضر مي شد.

در اسعاف الراغبين و لواقح الانوار شعراني حكاياتي بسيار نقل مي كند كه هر وقت امام صادق عليه السلام محتاج به چيزي مي شد عرض مي كرد يا رباه انا محتاج الي كذا فما يستتم دعاءه الا و ذلك الشي ء بجنبه موضوع.

اين نمونه از اجابت دعاي او بود كه بسيار ديده شده است و همانطور كه هفت مرتبه بوسيله دعا از شر منصور دوانقي مصون ماند و درباره شاعري به نام حكم بن عباس كلبي كه هجو



[ صفحه 244]



كرد اميرالمؤمنين را نفرين فرموده او سگي شد و در كوچه هاي كوفه مي گشت تا آخر شيري آمد و او را دريد [1] .

يك روز داود بن علي عباسي والي مدينه به دستور منصور فرستاد معلي بن خنيس مولاي حضرت صادق را برد كه به قتل برساند هر چند امام عليه السلام وساطت فرمود قبول نكرد تا آنكه امام در حق او نفرين كرد و بي درنگ در اطاق كارش فجأه كرد و به مرد [2] و از اين موارد در كتب نام برده بسيار ديده مي شود.


پاورقي

[1] نورالابصار شبلنجي صواعق المحرقه ابن حجر - ينابيع الموده و غيره.

[2] حيات الصادق ص 280 ج 1.


حديث 013


5 شنبه

دراسة العلم لقاح المعرفة.

درس و فراگيري دانش، مايه ي باروري معرفت و شناخت است.

بحار، ج 75، ص 128


مقبره ام كلثوم


ابن اسحاق ترديد دارد كه آيا همسر امّ كلثوم، عتبة بن ابي لهب بوده يا برادرش عتيبة بن ابي لهب؟

آنچه مسلّم است، دو پسر ابولهب، همسران دو تن از دختران پيامبر ـ امّ كلثوم و رقيّه ـ بودند.

سهيلي در «الرّوض الأنف» ترديد ابن اسحاق را نابجا دانسته، جزم دارد:

«كانت رقيّة بنت رسول الله (صلي الله عليه و آله) تحت عتبة أبي لهب و أمّ كلثوم تحت عتيبة»

امّ كلثوم در كنار پدر ماند و پس از هجرت پدر از مكه به مدينه، چند روزي را در



[ صفحه 458]



كنار فاطمه گذراند؛ تا اين كه عازم مدينه شد.

پس از وفات رقيّه كه به همسري عثمان درآمده بود، امّ كلثوم در سال سوم هجرت به عقد عثمان بن عفّان در آمد.

بعضي از منابع روايتي خواسته اند كه تحقّق چنين پيوندي را به وحي استناد دهند؛ ولي بعضي از عالمان علم رجال، نسبت به سلسله اسناد چنين سندي ترديد كرده، غالبا به نفي اصالت آن نظر داده اند.

امّ كلثوم تا سال 9 هجرت در قيد حيات بود و بي آن كه فرزندي براي عثمان بياورد، در مدينه درگذشت.

اسماء بنت عميس و صفيّه بنت عبدالمطلب، جسد امّ كلثوم را غسل دادند و اصحاب با حضور پيامبر، وي را در بقيع دفن كردند.

انس بن مالك گفت:

«پيامبر بر جسد بيجان دختر مي گريست و به صحابه خطاب كرد:

«هل منكم رجلٌ لم يقارف الليلة؟ فقال أبوطلحه أنا! قال فانزل!».

او در كنار ديگر خواهران كه بعدها به: قبه بنات الرسول شهرت يافت، بخاك سپرده شد.


نتيجه


امام (عليه السلام): فكر مي كني به كتاب خداوند فتوا مي دهي، اما از جمله وارثان آن نيستي؟ فكر مي كني صاحب قياس هستي، و حال آنكه نخستين آفريده اي كه قياس كرد، ابليس بود. و فكر مي كني صاحب رأي هستي، در حالي كه رأي از رسول خدا صحيح است و از ديگري خطاست; زيرا خداوند مي فرمايد: «فاحكم بينهم بما اراك الله»; در صورتي كه اين سخن را به ديگري نفرموده است. و فكر مي كني صاحب حدود هستي، در حالي كه آنكس كه حكم حدود بر او نازل گشته است، در علم حدود بر تو اولي تر است. و فكر مي كني كه تو به بعثت پيامبران آگاهي، در صورتي كه خاتم پيامبران از تو به بعثت آنها داناتر است...

ابوحنيفه (رضي الله عنه): بعد از اين، بر (رأي) و (قياس) بسنده نمي كنم...


استجابة دعائه علي داود بن علي حين قتل المعلي بن خنيس


محمد بن الحسن الصفار: عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن أبي بصير و داود الرقي عن معاوية بن عمار الدهني عن معاوية بن وهب و ابن سنان قالا: كنا بالمدينة، حين بعث داود بن علي الي المعلي بن خنيس فقتله. فجلس أبو عبدالله عليه السلام فلم يأته شهرا، قال: فبعث اليه أن ائتني فأبي أن يأتيه، فبعث اليه خمسة نفر من الحرس قال: ائتوني به فان أبي فائتوني به أو برأسه، فدخلوا عليه و هو يصلي و نحن نصلي معه الزوال فقالوا له: أجب داود بن علي قال: فان لم أجب؟ قالوا: أمرنا أن نأتيه برأسك، فقال: و ما أظنكم تقتلون ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقالوا: ما ندري ما تقول و ما نعرف الا الطاعة، قال: انصرفوا فانه خير لكم في دنياكم و آخرتكم، قالوا: و الله لا ننصرف حتي نذهب بك معنا أو نذهب برأسك.

قال: فلما علم أن القوم لا ينصرفون الا به أو بذهاب رأسه و خاف علي نفسه، قالوا: رأيناه قد رفع يديه، فوضعهما علي منكبيه، ثم بسطهما،



[ صفحه 11]



ثم دعا بسبابتيه فسمعناه يقول: الساعة الساعة، قال: فسمعنا صراخا عاليا، فقالوا له: قم! فقال لهم: أما ان صاحبكم قد مات، و هذا الصراخ عليه، فان شئتم فابعثوا رجلا منكم، فان لم يكن هذا الصراخ عليه قمت معكم، قال: فبعثوا رجلا منهم فما لبث أن أقبل فقال: يا هؤلاء قد مات صاحبكم، و هذا الصراخ عليه فانصرفوا. فقلنا له: جعلنا الله فداك ما كان حاله؟ قال: قتل مولاي المعلي بن خنيس، فلم آته منذ شهر فبعث الي أن آتيه، فلما أن كان الساعة و لم آته بعث الي ليضرب عنقي، فدعوت الله باسمه الأعظم، فبعث الله اليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله، فقلت له: فرفع اليدين ما هو؟ قال: الابتهال، قلت: فوضع يديك و جمعهما؟ قال: التضرع. قلت: و رفع الاصبع قال: البصبصة [1] .

محمد بن جرير الطبري: قال: روي عبدالله بن حماد، عن أبي بصير و داود الرقي و معاوية بن عمار و عبدالله بن سنان جميعا قالوا: كنا بالمدينة حين بعث داود بن علي الي المعلي بن خنيس فقتله، فجلس عنه أبو عبدالله عليه السلام شهرا لم يأته، فبعث اليه فدعاه فأبي أن يأتيه، فبعث اليه عشرة نفر من الحرس و قال لهم: ائتوني به فان أبي فائتوني برأسه، فدخلوا عليه و هو يصلي - و نحن معه - صلاة الزوال فقالوا له: أجب الأمير فأبي فقالوا: ان لم تحب قتلناك قال: ما أظنكم تقتلون ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فقالوا له: ما ندري ما تقول؟ و لا نعرف الا الطاعة، قال: انصرفوا فانه خير لكم، قالوا: لا نرجع اليه الا بما أمرنا، فلما علم أن القوم لا ينصرفون الا بما أمروا به، رأيناه و قد رفع يديه الي السماء، ثم وضعهما علي منكبيه، ثم بسطهما، ثم بسبابتيه فسمعنا الساعة الساعة حتي سمعنا صراخا بالمدينة عاليا، فقالوا له: قم!

فقال: ان صاحبكم قد مات، و هذا الصراخ عليه، فانصرفوا و الناس قد حضروه، فقالوا: انشقت مثانته فمات فقال أبو عبدالله: دعوت الله باسمه



[ صفحه 12]



الأعظم و ابتهلت اليه، فبعث الله اليه ملكا فطعنه بحربة في مذاكيره فكفانا شره، قالوا: فقلنا: ما الابتهال؟ قال: رفع اليدين الي جنب المنكبين قلنا: ما البصبصة؟ فقال: رفع الاصبع و تحريكها يعني السبابة [2] .

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن المسمعي قال: لما قتل داود بن علي المعلي بن خنيس قال أبو عبدالله عليه السلام: لأدعون الله علي من قتل مولاي و أخذ مالي، فقال له داود بن علي: انك لتهددني بدعائك. قال حماد: قال المسمعي: فحدثني معتب أن أبا عبدالله عليه السلام لم يزل ليلته راكعا و ساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول - و هو ساجد -: اللهم اني أسألك بقوتك القوية، و بجلالك الشديد، الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي علي محمد و أهل بيته و أن تأخذه الساعة الساعة، فما رفع رأسه حتي سمعنا الصيحة في دار داود بن علي، فرفع أبو عبدالله عليه السلام رأسه و قال: اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله عزوجل عليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات [3] .

عنه: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل، عن أبي اسماعيل السراج، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام: أن الذي دعا به أبو عبدالله عليه السلام علي داود بن علي حين قتل المعلي بن خنيس و أخذ مال أبي عبدالله عليه السلام: اللهم اني اسألك بنورك الذي لا يطفي، و بعزائمك التي لا تخفي، و بعزتك التي لا تنقضي، و بنعمتك التي لا تحصي، و بسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسي عليه السلام [4] .

الكشي: عن حمدويه بن نصير قال: حدثني العبيدي، عن ابن أبي عمير،



[ صفحه 13]



عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن اسماعيل بن جابر: أن أبا عبدالله عليه السلام لما أخبر بقتل المعلي بن خنيس قال: أما و الله لقد دخل الجنة [5] .

و عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي قال: لما أخذ داود ابن علي المعلي بن خنيس حبسه فأراد قتله، فقال له معلي: أخرجني الي الناس فان لي دينا كثيرا و مالا حتي اشهد بذلك، فأخرجه الي السوق، فلما اجتمع الناس قال: أيها الناس أنا معلي بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو امة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد عليهماالسلام قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله.

قال: فلما بلغ ذلك أبا عبدالله عليه السلام خرج يجر ذيله حتي دخل علي داود بن علي و اسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود قتلت مولاي و أخذت مالي، فقال: ما أنا قتلته و لا أخذت مالك، فقال: و الله لأدعون الله علي من قتل مولاي و أخذ مالي! قال: ما أنا قتلته و لا أخذت مالك و لكن قتله صاحب شرطتي فقال: باذنك أو بغير اذنك؟ فقال: بغير اذني، فقال: يا اسماعيل شأنك به قال فخرج اسماعيل و السيف معه حتي قتله في مجلسه. قال حماد: و أخبرني المسمعي عن معتب قال: فلم يزل أبو عبدالله عليه السلام ليلته ساجدا و قائما قال فسمعته في آخر الليل و هو ساجد يقول: اللهم اني أسألك بقوتك القوية و بمحالك الشديدة و بعزتك التي كل خلقك لها ذليل أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تأخذه الساعة الساعة. قال: فو الله ما رفع رأسه من سجوده حتي سمعنا الصائحة فقالوا: مات داود بن علي، فقال أبو عبدالله عليه السلام: اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله اليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته [6] .

ابن شهرآشوب في كتاب المناقب: قال روي الأعمش و الربيع و ابن سنان



[ صفحه 14]



و علي بن أبي حمزة و حسين بن أبي العلاء و أبوالمغرا و أبوبصير: أن داود بن علي بن عبدالله ابن العباس لما قتل المعلي بن خنيس و أخذ ماله، قال الصادق عليه السلام: قتلت مولاي، و أخذت مالي، أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الحرب؟ أما و الله لأدعون الله عليك. فقال له داود: تهددنا بدعائك؟ كالمستهزي ء بقوله، فرجع أبو عبدالله عليه السلام الي داره، فلم يزل ليله كله قائما و قاعدا، فبعث اليه داود خمسة من الحرس و قال: ائتوني به، فان أبي فائتوني برأسه، فدخلوا عليه و هو يصلي فقالوا له: أحب داود. قال: فان لم أجب؟ قالوا: أمرنا بأمر، قال: فانصرفوا فانه هو خير لكم لدنياكم و آخرتكم، فأبوا الا خروجه، فرفع يديه فوضعهما علي منكبيه ثم بسطهما، ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول: الساعة الساعة، حتي سمعنا صراخا عاليا فقال لهم: ان صاحبكم قد مات، فانصرفوا! فسئل فقال: بعث الي ليضرب عنقي، فدعوت عليه بالاسم الأعظم، فبعث الله اليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله.

قال: و في رواية لبابة بنت عبدالله بن العباس: بات داود تلك الليلة حائرا قد أغمي عليه، فقمت أفتقده في الليل، فوجدته مستلقيا علي قفاه و ثعبان قد انطوي علي صدره، و جعل فاه علي فيه، فأدخلت يدي في كمي فتناولته فعطف فاه الي فرميت به فانساب في ناحية البيت، و أنبهت داود فوجدته حائرا قد احمرت عيناه، فكرهت أن أخبره بما كان و جزعت عليه. ثم انصرفت فوجدت ذلك الثعبان كذلك، ففعلت به مثل الذي فعلت في المرة الأولي، و حركت داود فأصبته ميتا، فما رفع جعفر عليه السلام رأسه من السجود حتي سمع الواعية [7] .



[ صفحه 15]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات: ص 213 ج 5 باب 3 ح 2.

[2] دلائل الامامة: ص 114.

[3] الكافي: ج 2 ص 513 ح 5.

[4] الكافي، ج 2 ص 557 ح 5.

[5] رجال الكشي ص 367 ح 707 و للحديث صدر و ذيل.

[6] رجال الكشي: ص 377 ح 708.

[7] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 230.


نذر سالانه هزار دينار به امام صادق


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: كسي كه كار خود را با لطف و مدارا انجام دهد به آن چه از مردم متوقع است نائل خواهد شد.

مردي از حدود خراسان كه از محبان خاندان اهل البيت عليهم السلام بود از ثروت و نعمت فراواني برخوردار بود و هر سال هزار دينار نذر امام صادق عليه السلام كرده بود و همسرش كه دخترعمويش بود نيز ثروت زيادي داشت و چون شوهرش دوستدار اهل البيت عليهم السلام بود روزي به او گفت: اي پسر عمو امسال خيلي آرزوي طواف خانه كعبه را دارم چه مي شود كه مقدمات سفر مرا فراهم كني تا همچنانكه در اينجا انيس تو هستم در سفر در كجاوه نيز جليس تو باشم. شوهر تقاضاي او را پذيرفت و مقدمات سفر او را نيز فراهم كرد. آن زن صالحه براي خانواده و فرزندان امام صادق عليه السلام هداياي نفيسي از جواهرات و پارچه و غيره همراه برداشت و شوهرش نيز هزار دينار طلاي احمر براي نذري كه داشت داخل كيسه اي كرد و به همسرش سپرد و زن كيسه را با مقداري پارچه در صندوقي گذاشت و عازم شدند بالاخره بعد از طي مسافتهاي طولاني به مدينه رسيدند و شوهر خواست كه به خدمت امام صادق عليه السلام برسد. كيسه زر را از همسرش طلب كرد و



[ صفحه 49]



زن هر چه جستجو كرد كيسه زر پيدا نشد به شوهرش گفت: تمامي وسائل موجود است به غير از كيسه زر كه شما نذر حضرت كرده بودي. و هر دو مأيوس شدند و شوهر مقداري از زيورآلات همسرش را به امانت و گرويي نزد افراد قافله گذاشت و هزار دينار از آنان گرفت تا نذرش را ادا كند. و سپس آن را نزد حضرت آورد و با كمال احترام و تواضع از حضرت اجازه خواست كه همسرش به حضور خانواده امام مشرف شود.

حضرت اجازه دادند و بعد فرمودند: اين كيسه را بردار كه ما آن كيسه را گرفتيم. آن مرد گفت: يابن رسول الله كيفيت گرفتن آن چگونه است؟ كه غير از من و همسرم كسي از آن اطلاع ندارد. حضرت فرمود: ما براي آن وجه مراجعه كننده اي داشتيم و اجنة خدمتكار ما هستند وقتي در كاري عجله باشد از آن ها استفاده مي كنيم آن ها هم به سرعت كار را انجام مي دهند و يكي از آن ها كيسه زر را از ميان وسائل همسرت برداشت و آورد و آن را براي امري مصرف كرديم. وقتي خراساني اين سخن را شنيد موجب افزايش بصيرت و ايمان او نسبت به اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم گرديد و كيسه را برداشت و دينارهايي را كه قرض گرفته بود به رفقاي خود پس داد و جواهر آلات همسرش را از گرويي بيرون آورد و به منزل خود برد. وقتي برگشت ديد همسرش در حال احتضار است از كنيز خدمتگذارش سؤال كرد چه شده است؟ گفت: هنوز ساعتي نگذشته است كه او درد دل شد و احوال او بسيار متغير شد.

وقتي خراساني آثار موت را بر چهره همسرش ديد



[ صفحه 50]



چشم هايش را پوشانيد و بيرون رفت تا مقدمات كفن و دفن را آماده كند و بعد از خريد سدر و كافور و بقيه چيزهاي لازم خدمت امام صادق عليه السلام آمد و مسئله فوت همسرش را به اطلاع حضرت رسانيد و از امام خواهش كرد كه براي خواندن نماز ميت بر سر جنازه همسرش تشريف بياورند.

حضرت فرمود: من براي سلامت و صحت همسر تو دو ركعت نماز خواندم و او را دعا كردم نگران نباش او هم اكنون در خانه نشسته است و خدمتگذاران به او خدمت مي كنند وقتي به خانه بروي آن چه گفتم براي تو روشن مي شود وقتي خراساني به خانه آمد ديد همسرش كاملا سالم است و بعد از چند روز از حضرت اجازه گرفته و عازم مكه شدند و بالاخره به مكه رسيدند. روزي با همسرش در حال طواف كعبه بود اتفاقا امام صادق عليه السلام نيز در حال طواف بود ناگهان نظر همسر خراساني به امام افتاد از نهايت شوق مدهوش شد و از شوهرش پرسيد اين مرد كيست؟

شوهرش گفت: او امام صادق عليه السلام است. زن گفت: به خدا قسم همين مرد بود كه من او را ديدم كه دست به پاي عرش زد و شفاعت مرا نمود تا روح مرا به من برگرداندند.



[ صفحه 51]




پسران امام


اكنون پسران امام:


كتابه إلي أبي الخطاب في فضل أهل البيت


حمدويه قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرّحمان، عن بشير الدّهان [1] ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلي أبي الخطّاب [2] .

بَلَغَني أنَّكَ تَزعُمُ أنَّ الزِّنا رَجُلٌ، وَأنَّ الخَمرَ رَجُلٌ، وَأنَّ الصَّلاةَ رَجُلٌ، وَأنَّ الصِّيامَ رَجُلٌ، وَأنَّ الفَواحِشَ رَجُلٌ، وَلَيسَ هُوَ كَما تَقولُ، إنّا أصلُ الحَقِّ، وَفُروعُ الحَقّ طاعَةُ الله، وعَدُوُّنا أصلُ الشَّرِّ وَفُروعُهُمُ الفَواحِشُ، وَكَيفَ يُطاعُ مَن لا يُعرَفُ؟ وَكَيفَ يُعرَفُ مَن لا يُطاعُ. [3] .

وفي بصائر الدَّرجات: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن حفص المؤذّن، قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلي أبي الخطّاب: بَلَغَني أنَّكَ تَزعُمُ أنَّ الخُمسَ رَجُلٌ، وأنَّ الزِّنا رَجُلٌ، وَأنَّ الصَّلاةُ رَجُلٌ، وَأنَّ الصَّومَ رَجُلٌ، وَلَيسَ كَما تَقولُ، نَحنُ أصلُ الخَيرِ وفُروعُهُ طاعَةُ الله، وَعَدُوُّنا أصلُ الشَّرِّ وَفُروعُهُ مَعصِيَةُ الله.

ثُمَّ كتَبَ: كَيفَ يُطاعُ مَن لا يُعرَفُ؟ وَكَيفَ يُعرَفُ مَن لا يُطاعُ؟. [4] .



[ صفحه 12]




پاورقي

[1] بشير الدّهان

بشير الدّهان الكوفي، وعدّ من أصحاب أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام. وقيل: يسير بالياء والسّين غير المعجمة. (راجع: رجال الطّوسي: ص 169 الرّقم 1965 وص 333 الرّقم 4956، رجال البرقي: ص 46 و48).

[2] أبو الخطّاب

محمّد بن أبي زينب: مقلاص، أبو الخطّاب الأسديّ، مولي، كوفيّ، وكان يبيع الأبراد، وقال الشّيخ في رجاله في أصحاب الصّادق عليه السلام: محمّد بن مقلاص الأسديّ الكوفيّ أبو الخطّاب، ملعون غال، ويكنّي مقلاص أبا زينب البزّاز البرّاد. وقال ابن الغضائري: محمّد بن أبي زينب، أبو الخطّاب الأجذع الزرّاد، مولي بني أسد: لعنه الله تعالي، أمره شهير وأري ترك ما يقول أصحابنا: حدّثنا أبو الخطّاب في حال استقامته. وقال الشّيخ في كتاب العدّة، في جملة كلامه، في (فصل، في ذكر القرائن الّتي تدلّ علي صحّة أخبار الآحاد): عملت الطّائفة بما رواه أبو الخطّاب، محمّد بن أبي زينب في حال استقامته، وتركوا ما رواه في حال تخليطه.

ثمّ إنّ الكشّي قال: محمّد بن أبي زينب، اسمه مقلاص أبو الخطّاب البرّاد الأجذع الأسديّ، ويُكنّي أبا إسماعيل أيضاً، ويكنّي أيضاً أبا الظّبيان، وذكر فيه روايات وهي علي طوائف، فمنها: ما هو راجع إلي أشخاص أُخَر يشتركون مع أبي الخطّاب في الضّلالة وفساد العقيدة، وليس فيه ذكر لأبي الخطّاب أصلاً، ومنها ما ذكر فيه أبو الخطّاب بشخصه. ومنها ما ورد فيه الذمّ لعنوان عام يشترك فيه أبو الخطّاب وغيره.(راجع: رجال الطّوسي: ص296 الرّقم 4321، رجال الكشّي: ج 2 ص 574، التحرير الطاووسي: ص 534، معجم رجال الحديث: ج14 ص243 الرّقم 9987 و ج 21 الرّقم 14223 و 14224).

[3] رجال الكشّي: ج2 ص577 ح512، بحار الأنوار: ج24 ص299 ح3 نقلاً عنه.

[4] بصائر الدّرجات: ص536 ح2، بحار الأنوار: ج 24 ص 299 ح 3.


اصحاب الصادق يناظرون بحضرته


وروي عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام، فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: اني رجل صاحب كلام وفقه و فرائض، و قد جئت لمناظرة أصحابك.

فقال له أبوعبدالله: كلامك هذا من كلام



[ صفحه 83]



رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعضه و من عندي بعضه.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: فأنت اذن شريك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟! قال: لا.

قال عليه السلام: فسمعت الوحي من الله تعالي؟ قال: لا.

قال عليه السلام: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: لا.

قال: فالتفت الي أبوعبدالله عليه السلام فقال: يا يونس، هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم.

ثم قال عليه السلام: يا يونس، لو كنت تحسن الكلام كلمته. قال يونس: فيا لها من حسرة. فقلت: جعلت فداك، سمعتك تنهي عن الكلام و تقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد [و هذا لا ينقاد]، و هذا ينساق و هذا لا ينساق، و هذا نعقله و هذا لا نعقله!

فقال أبوعبدالله عليه السلام: انما قلت ويل لقوم تركوا قولي بالكلام، و ذهبوا الي ما يريدون. ثم قال: اخرج الي الباب فمن تري من المتكلمين فأدخله.

قال: فخرجت فوجدت حمران بن أعين، و كان



[ صفحه 84]



يحسن الكلام، و محمد بن نعمان الأحول و كان متكلما، و هشام بن سالم، و قيس الماصر و كانا متكلمين، و كان قيس عندي أحسنهم كلاما، و كان قد تعلم الكلام من علي ابن الحسين، فأدخلتهم، فلما استقربنا المجلس، و كنا في خيمة لأبي عبدالله عليه السلام في طرف جبل في طريق الحرم، و ذلك قبل الحج بأيام، فأخرج أبوعبدالله رأسه من الخيمة، فاذا هو ببعير يخب، قال: هشام و رب الكعبة.

قال: و كنا ظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل، و كان شديد المحبة لأبي عبدالله، فاذا هشام بن الحكم، و هو أول ما اختطت لحيته، و ليس فينا الا من هو أكبر منه سنا، فوسع له أبوعبدالله عليه السلام و قال: «ناصرنا بقلبه و لسانه و يده»، ثم قال لحمران: كلم الرجل - يعني: الشامي -.

فكلمه حمران و ظهر عليه ثم قال: يا طاقي كلمه، فكلمه فظهر عليه محمد بن نعمان مؤمن الطاق. ثم قال لهشام بن سالم: كلمه. فتعارفا، ثم قال لقيس الماصر: كلمه، و أقبل أبوعبدالله عليه السلام يتبسم من كلامهما، و قد استخذل الشامي في يده، ثم قال للشامي: كلم هذا الغلام



[ صفحه 85]



- يعني: هشام بن الحكم - فقال: نعم.

ثم قال الشامي لهشام: يا غلام، سلني في امامة هذا - يعني أباعبدالله عليه السلام -.

فغضب هشام حتي ارتعد ثم قال له: أخبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه، أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه.

قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال: كلفهم و أقام لهم حجة و دليلا علي ما كلفهم به، و أزاح في ذلك عللهم.

فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟ قال الشامي: هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال هشام: فبعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من؟ قال: الكتاب و السنة.

فقال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا فيه، حتي رفع عنا الاختلاف، و مكننا من الاتفاق؟ فقال الشامي: نعم.

قال هشام: فلم اختلفنا نحن و أنت، جئتنا من الشام تخالفنا، و تزعم أن الرأي طريق الدين، و أنت مقر بأن



[ صفحه 86]



الرأي لا يجمع علي القول الواحد المختلفين؟

فسكت الشامي كالمفكر، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ما لك لا تتكلم؟

قال: ان قلت: انا ما اختلفنا كابرت، و ان قلت: ان الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، و لكن لي عليه مثل ذلك. فقال له أبوعبدالله عليه السلام: سله تجده مليا: فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم؟ فقال: بل ربهم أنظر لهم.

فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع اختلافهم و يبين لهم حقهم من باطلهم؟ فقال هشام: نعم.

قال الشامي: من هو؟ قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أما بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم فعترته.

قال الشامي: من هو عترة النبي القائم مقامه في حجته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟

قال الشامي: بل في وقتنا هذا. قال هشام: هذا



[ صفحه 87]



الجالس، يعني: أباعبدالله عليه السلام، الذي تشد اليه الرحال، و يخبرنا بأخبار السماء وراثة عن جده.

قال الشامي: و كيف لي بعلم ذلك؟ فقال هشام: سله عما بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري، فعلي السؤال. فقال أبوعبدالله عليه السلام: أنا أكفيك المسألة يا شامي، اخبرك عن مسيرك و سفرك، خرجت يوم كذا، و كان طريقك كذا، و مررت علي كذا، و مر بك كذا، فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول: «صدقت و الله»، فقال الشامي: أسلمت لله الساعة.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون. قال: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا اله الا الله و أن محمد رسول الله، و انك وصي الأنبياء.

قال: فأقبل أبوعبدالله عليه السلام علي حمران فقال: يا حمران، تجري الكلام علي الأثر فتصيب. فالتفت الي هشام بن سالم فقال: تريد الأثر و لا تعرف. ثم التفت الي



[ صفحه 88]



الأحول فقال: قياس رواغ، تكسر باطلا بباطل، الا أن باطلك أظهر. ثم التفت الي قيس الماصر فقال: تكلم و أقرب ما يكون من الخبر عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أبعد ما تكون منه، تمزج الحق بالباطل، و قليل الحق يكفي من كثير الباطل، أنت و الأحوال قفازان حاذقان.

قال يونس بن يعقوب: فظننت و الله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما، فقال: يا هشام، لا تكاد تقع تلوي رجليك، اذ هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، اتق الزلة، و الشفاعة من ورائك [1] .

و الملاحظ من هذه المناظرة أنه عليه السلام يوجه أصحابه الي انتهاج اسلوب الجدل بالحق و بالتي هي أحسن، و يحذرهم من الوقوع في الباطل و الجدل العقيم الذي لا يهدي الي سواء السبيل، و يهديهم عليه السلام الي اسس الكلام مبينا لهم خير اسوة منهم و هو هشام بن الحكم، ليكون مثالا لهم في سلوك طريق الحق في الكلام، و قدوة في انتهاج سبيل المناظرة و الاحتجاج.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] الاحتجاج: 364.


مناظره عبدالله ديصاني با هشام بن حكم


هشام بن حكم از شاگردان زبردست و هوشمند امام صادق (ع ) بود؛ روزي يكي از منكران خدا به نام عبدالله ديصاني با هشام ملاقات كرد و پرسيد: آيا تو خدا داري ؟



- آري .



آيا خداي تو قادر است ؟



- آري ؛ هم توانا است و هم بر همه چيز مسلط است .



آيا خداي تو مي تواند همه دنيا را در ميان تخم مرغ بگنجاند؛ بي آنكه دنيا كوچك شود و درون تخم مرغ وسيع گردد؟



- براي پاسخ به اين سؤال به من مهلت بده .



يك سال به تو مهلت مي دهم .



هشام : سوار شد و به حضور امام صادق (ع ) رسيد؛ و عرض كرد: اي فرزند رسول خدا؛ عبدالله ديصاني نزد من آمده و سؤالي از من كرد كه براي پاسخ به آن ؛ تكيه گاهي جز خدا و شما كسي نيست .



او چه سؤالي كرد؟



- او گفت : آيا خدا قدرت دارد كه دنيا با آن وسعت را در درون تخم مرغ قرار دهد؛ بي آنكه دنيا را كوچك كند و تخم مرغ را بزرگ نمايد؟



اي هشام ! تو داراي چند حس هستي ؟



- داراي پنج حس هستم (بينايي ؛ چشائي ؛ شنوائي ؛ بويائي و بساوائي لامسه ).



كداميك از اين پنج حس كوچكتر است ؟



- حس بينائي .



اندازه وسيله بينائي (عدسي چشم ) چقدر است ؟



- به اندازه يك عدس ؛ يا كوچكتر از آن است .



اي هشام ! جلو و بالاي سرت را نگاه كن ؛ و به من بگو چه مي بيني ؟



هشام نگاه كرد و گفت : آسمان ؛ زمين ؛ خانه ها، كاخها، بيابانها، كوهها و نهرها را مي نگرم .



خدائي كه قادر است آنچه را با آن همه وسعت كه مي بيني ؛ در ميان عدسي چشم تو قرار دهد؛ مي تواند همه جهان را در درون تخم مرغي قرار دهد؛ بي آنكه جهان كوچك گردد و تخم مرغ بزرگ شود.



در اين هنگام ؛ هشام خم شد و دست و پاي امام صادق (ع ) را بوسيد؛ و گفت : اي پسر رسول خدا! همين پاسخ براي من بس است هشام به خانه خود بازگشت ؛ فرداي آن روز عبدالله نزد هشام آمد و گفت : براي عرض سلام آمده ام نه براي گرفتن جواب آن سؤال .



هشام گفت : اگر جواب آن سؤال را مي خواهي ؛ اين است جواب آن (سپس جواب امام را براي او بيان كرد).



عبدالله ديصاني (تصميم گرفت شخصاً به حضور امام صادق (ع ) برسد و سؤالاتي را مطرح كند) به خانه امام صادق (ع ) رهسپار شد و اجازه ورود طلبيد؛ و به او اجازه داده شد؛ او به محضر آن حضرت رسيد و نشست و گفت : اي جعفر بن محمد! مرا به معبودم راهنمائي كن .



امام : نامت چيست ؟ عبدالله بيرون رفت نامش را نگفت دوستانش به او گفتند: چرا نامت را نگفتي .



او جواب داد: اگر نامم را كه عبدالله (بنده خدا) است مي گفتم ؛ از من مي پرسيد: آنكه تو بنده او هستي كيست ؟ دوستان عبدالله گفتند: نزد امام برگرد و بگو: مرا به معبودم راهنمايي كن و از نام مپرس .



عبدالله بازگشت به امام صادق (ع ) عرض كرد: مرا به معبودم راهنمائي كن و از نامم مپرس .



امام اشاره به جايي كرد و فرمود: در آنجا بنشين .



عبدالله نشست ؛ در همين هنگام ؛ يكي از كودكان امام كه تخم مرغي در دست داشت و با آن بازي مي كرد؛ به آنجا آمد؛ امام به كودك فرمود: آن تخم مرغ را به من بده .



كودك ؛ تخم مرغ را به امام داد.



امام آن را بدست گرفت و به عبدالله رو كرد و فرمود: اي ديصاني ! اين تخم را نگاه كن كه سنگري پوشيده است ؛ داراي :



1- پوست كلفتي است .



2- زير پوست كلفت ؛ پوست نازكي قرار دارد.



3- زير آن پوست نازك ؛ (مانند) نقره اي است روان (سفيده ).



4- سپس طلائي است آب شده (زرده ) كه نه طلاي آب شده با آن نقره روان بياميزد؛ و نه آن نقره روان با آن طلاي روان مخلوط گردد؛ و به همين وضع باقي است ؛ نه سامان دهنده اي از ميان آمده كه بگويد: من آن را آن گونه ساخته ام ؛ و نه تباه كننده اي از بيرون به درونش رفته ؛ كه بگويد من آن را تباه ساختم ؛ و روشن نيست كه براي توليد فرزند نر؛ درست شده يا براي توليد فرزند ماده ؛ ناگاه پس از مدتي شكافته مي شود و پرنده اي مانند طاووس رنگارنگ ؛ از آن بيرون مي آيد؛ آيا به نظر تو چنين تشكيلات (ظريفي ) داراي تدبير كننده اي نيست ؟ عبدالله ديصاني در برابر اين سؤال ؛ مدتي سر به زير افكند؛ سپس (در حالي كه نور ايمان بر قلبش تابيده بود) سربلند كرد و گفت : گواهي مي دهم كه معبودي جز خدا يكتا نيست و او يكتا و بي همتا است ؛ و گواهي مي دهم كه محمد (ص )؛ بنده و رسول خدا است ؛ و تو امام و حجت از طرف خدا بر مردم هستي ؛ و من از عقيده باطل و كرده خود توبه كردم و پشيمان هستم.

كذب الرافضة عليه


مع ما تبوأ الامام جعفر الصادق من المنزلة عند الشيعة؛ اذ هو الامام السادس من سلالة الحسين بن علي عندهم. و لكنهم مع هذا افتروا عليه



[ صفحه 37]



كذبا مستطيرا لم يفتروه علي مثله من أئمتهم.

- و أول ذلك: ما حكاه شيخهم أبومحمد الحسن النوبختي (310ه) في كتابه فرق الشيعة؛ حيث ذكر عن الذين قالوا بامامة جعفر الصادق علي محمد بن عبدالله بن الحسن ذي النفس الزكية، حيث ذاع منهم من قال: ان جعفرا لما أشار الي امامة اسماعيل ابنه ثم مات في حياة أبيه، أنه كذبهم، و لم يكن بذلك اماما عليهم؛ لأن الامام لا يكذب و لا يقول ما لا يكون... [1] .

حتي حاولوا تسديد قوله هذا؛ فقالوا بالبداءة علي الله؛ أي أنه قد يبدو لله شيئا لم يكن قبل في سابق علمه أن يكون. و ان أنكر البداءة نفر منهم.

- فهذا أول كذب عليه في حياته، كما كذبوا عليه بادعاء الامامة المعصومة له، و سبق لنا في موقفه من الشيخين قوله لعبد الجبار الهمداني: من زعم أني امام معصوم مفترض الطاعة فأنا بري ء منه.

- و أيضا الكذب علي الامام جعفر بأنه قال: التقية ديني و دين آبائي. [2] واعتمدوها أصلا من أصولهم، لا ينفكون عنه، و يحرفون آية آل عمران اليه.



[ صفحه 38]



- و أشنع ما افتراه غلاة الشيعة من الرافضة علي الامام الصادق: القول بألوهيته كما صرحت به طائفة البزيغية، و هم أتباع بزيع بن موسي الحائك من أصحاب جعفر، و ان كان عامة الرافضة يلعنونهم كما في رجال الكشي ص 258 - 257، و أعيان الشيعة للعاملي (13 / 231)، و رجال الطوسي ص 159.

- و من كذبهم عليه اعتقاد بقائه و عدم موته، و بعضهم يعتقد ذلك في ابنه موسي الكاظم، و منهم من يعتقد ذلك في غيره من متقدمي آل البيت.

و هو خطأبين؛ اذ الموت لابد منه، و لم يختص أحد من آل البيت لا علي و لا غيره بدوام أو بقاء زيادة علي غيره، فأعمارهم أعمار غيرهم، بل النادر منهم من جاوز المائة سنة عمرا.

- و أيضا كذبهم عليه و علي أبيه فيما ينقلونه عنه من أصول الدين و فروعه، و ينقلون عنهم بدون اسناد، أو باسناد موضوع، أو ضعيف أو مقطوع؛ لا يتوفر فيه أسباب القوة في نسبة القول اليهم؛ بل تتوفر فيه أسباب طعن نسبته الي أحد من أولئك الأئمة. قال ابن تيمية في المنهاج (5 / 162):«و أما شرعياتهم فعمدتهم فيها علي ما ينقل عن بعض أهل البيت مثل: أبي جعفر الباقر، و جعفر بن محمد الصادق، و غيرهما.

و لا ريب أن هؤلاء من سادات المسلمين، و أئمة الدين، و لأقوالهم من الحرمة و القدر ما يستحقه أمثالهم، لكن كثير مما ينقل عنهم كذب، و الرافضة لا خبرة لهم بالأسانيد و التمييز بين الثقات و غيرهم؛ بل هم في



[ صفحه 39]



ذلك من أشباه أهل الكتاب؛ كل ما يجدونه في الكتب منقولا عن أسلافهم قبلوه، بخلاف أهل السنة فان لهم من الخبرة بالأسانيد ما يميزون به بين الصدق و الكذب». انظر نحوه في المجموع(11 / 581).

و لئن كان الامامية الرافضة ينقلون عن الامام الصادق ذمه و مناظرته للزنادقة من غلاة الرافضة؛ و هم الباطنيون و أحزابهم، فان كلامه في هدم أصول الرافضة مثل ذلك، لكنهم يخفونه و يخفضونه و لا يرفعونه، و يحملونه علي محامل التقية و غيرها. فكلا الطائفتين مردود عليها من كلامه. و المقصود أنه لم يكذب علي أحد مثل ما كذب علي جعفر الصادق رحمة الله عليه، مع براءته مما كذب به عليه.



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] فرق الشيعة للنوبختي ص 55.

[2] رواها محمد بن يعقوب الكليني في الأصول من الكافي (2 / 219) أن معمر ابن خلاد سأله عن القيام للولاة، فقال أبوجعفر: التقية ديني و دين آبائي. و انظر المنهاج (2 / 46).


تفويض


تفويض در فرهنگ ديني ما اين است كه انسان تمام امور خود را به خدا واگذار كند و براي خود هيچ نقش و اثري نبيند و بداند كه سلطنت همه هستي از آن خداوند است؛ امرْ امر او و تدبيرْ تدبير او و هر جنبش و آرامشي در اين پهنه حيات با دستور و اجازه اوست.

تفويض، غير از توكل است. در توكل بنده خدا در آنچه خود مي خواهد و در عرصه هاي مختلف زندگي با آن روبه رو مي شود و نيز در تدبير امر خود، خداوند را وكيل خود مي كند؛ زيرا:

خداوند ما را بس است و او بهترين وكيل است. [1] ولي تفويض، چنانكه عارف نامي، خواجه عبداللّه انصاري گفته است، معنايي لطيفتر و گسترده تر از توكل دارد؛ زيرا در تفويض بنده به جهت اعتمادي كه به خداي خود دارد، براي خود هيچ توان و سلطه و تدبيري نمي بيند و همه كارها را يكسره به خدا واگذار مي كند.

علامه طباطبايي مي گويد:

تفويض اين است كه بنده اموري را كه به او نسبت داده مي شود، به خدا برگرداند و در اين صورت حال كسي را دارد كه هيچ كاره است و در هيچ كاري به او مراجعه نمي شود، و توكل اين است كه بنده، خداي خود را در تصرفاتش وكيل قرار دهد.

تسليم اين است كه تمام آنچه را كه خداي سبحان از وي و براي وي مي خواهد، از جان و دل پذيرا بوده، اطاعت محض داشته باشد... كه اينها سه مرحله از مراحل بندگي است كه هر كدام از ديگري دقيقتر است؛ دقيقتر از توكلْ تفويض است و دقيقتر از آن دو تسليم. [2] در وكيل كردن خدا، بنده خود را غايب مي بيند و خدا را به جاي خود قرار مي دهد، ولي در تفويضْ بنده وجود ندارد تا حاضر يا غايب باشد، و غير از اراده و تدبير سلطنت و توانايي او چيزي نمي بيند؛ پس همه چيز را به او برگشت مي دهد؛ چنانكه مؤمن آل فرعون در حال دعوت قوم خود به سوي خداوند و تفويض همه امور خود به او گفته است:

و كارم را به خداوند واگذار مي كنم؛ چرا كه او به احوال بندگان بيناست. [3] اما تسليمْ پذيرش محض اراده خدا در هر سختي و آسايشي است. مفهوم تسليم لطيفتر و گسترده تر از معناي تفويض است.

چنين دركي از رابطه تكويني ميان بنده و خالق، حالت نفساني عميقي را به دنبال دارد كه همان برگرداندن همه امور به اراده و خواست و حكمت خداوند است. در اين حال، آدمي هيچ دلبستگي، دو دلي، ناراحتي و اضطرابي از مصايب و مشكلات و ابتلائات روزگار احساس نمي كند؛ زيرا هستي او در دست قدرت سلطاني است كه از هر مهرباني مهربانتر و به بندگان خود بينا، حكيم و رئوف است:

همانا خداوند به بندگان خود بيناست.

سخن ما بدين معنا نيست كه انسان فاقد اراده و اختيار است و در نتيجه مسئوليتي در قبال كارهاي خود ندارد؛ چنانكه به معناي اين هم نيست كه آدمي اراده و اختيار و تلاش و حركت خود را در جهت مصالح دنيوي و اخروي كاملا كنار گذارد. اين هر دو اشتباهي است كه از عدم تفكيك دقيق حد و مرز بخشهاي مختلف اين معارف و حقايق از يكديگر ناشي مي شود.

خداوند انسان را موجودي با اراده و اختيار و درك آفريده است. اين مسئله بديهي است و شكي در آن نيست و هر كس قرآن را با دقت بخواند، اين نكته بديهي را در خواهد يافت. بر انسان است كه اراده و اختيار و درك خود را در راه صلاح دنيا و آخرت خود به كار بندد كه:

و براي انسان هيچ چيز نيست مگر آنچه كوشيده است. [4] .

قرآن به اين دو نكته تصريح مي كند، اما از جمله چيزهايي كه نمي توان در آن شك كرد اين است كه زندگي انسان به رغم همه درك و اراده و حركت و تلاش او، دستخوش پيشامدهاي خوش و ناخوش است،كه هر انساني به ناچار با آن روبه رو مي شود و در اين مورد، نيكوكار يا زشت كردار با هم يكسانند. اينجاست كه تفويض معنا مي يابد. در اين حال، انسان بايد خود را به خواست و حكمت خداوند واگذارد و زندگي خود را به او تفويض كند و بداند كه در دست قدرت خداوند سلطان و بينا و حكيم و ارحم الراحمين است و دستي كه در امتحانات و بلايا قلب وي را مي فشارد، همان دست ارحم الراحمين يا مهربانترين مهربانان است. اگر بنده بداند، كه همه توان و قوت و صاحب اختياري او در امتداد قدرت و صاحب اختياري خداوند است و او بنده مملوكي بيش نيست و بي اجازه خدا هيچ كاري از وي برنمي آيد، تسليم امر خدا مي شود و به قضا و قدر خداوندي اطمينان پيدا مي كند. اين معنا در دعاهايي كه از اهل بيت (ع) رسيده است، بسيار يافت مي شود:

خداوندا، مرا به قسمت مقدر خود خشنود كن و در همه حال متواضعم گردان.

خداوندا، مرا به قَدَر خود مطمئن و از قضاي خود خشنود گردان.

معناي تفويض اين نيست كه اگر موج دريا كسي را به دل آبهاي دريا كشيد، براي نجات خود تلاش نكند، فرياد نزند، كمك نخواهد و به درگاه خدا دعا نكند؛ بلكه معناي تفويض اين است كه بداند اين سعي و تلاش و دعا و فرياد و كمك خواستن او، در امتداد قدرت خداوند است و اوست كه اگر بخواهد نجاتش مي دهد و اگر اراده كند، موج دريا او را خواهد بلعيد؛ اگر بخواهد نجاتش دهد، صداي فريادش را به گوش مردم مي رساند تا به نجاتش بشتابند و اگر نخواهد، فريادش را به گوش كسي نمي رساند تا به كمك او نيايند. معناي تفويض اين است كه نجات يافتن يا غرق شدن چنين كسي به دست خداست و خداوند در هر حال - او را نجات بدهد يا غرق كند - حكيم، بخشنده و بيناي به بندگان صالح خويش است. در اين وقت است كه آدمي به تلاش و دعا و فرياد مي پردازد؛ اگر خداوند نجاتش داد، حمد و شكر او را به جاي مي آورد و اگر تدبير خدا در غرق شدن و هلاكت او بود، در حالي كه به بصير بالعباد و ارحم الراحمين بودن خدا و حكيم و بينا بودن او اطمينان دارد، تسليم خواست و قضا و قدر خداوندي مي شود. اين، همان تفويض است و درك اين حقيقت و تشخيص مرز بين اين معارف و حقايق، از لطافتها و شفافيتهاي قرآن و معارف آن است.

البته اين نكته را بايد اضافه كنيم كه تمام اين مسائل در امور غير ارادي است كه عمل آنها به عهده انسان نيست و در قبال آنها مسئوليتي ندارد؛ ولي در مواردي كه خداوند او را مسئول قرار داده و امور را منوط به اراده و عمل او نموده است، بديهي است كه خودْ مسئول عمل خويش است:

خداوند در سرنوشت هيچ گروهي تغييري ايجاد نمي كند، مگر اينكه خود آنان به تغيير دادن اوضاع خود بپردازند. [5] .


پاورقي

[1] سوره آل عمران، آيه 173.

[2] الميزان في تفسير القرآن، ج 17، ص 353.

[3] سوره غافر، آيه 44.

[4] سوره نجم، آيه 39.

[5] سوره رعد، آيه 11.


نگرش انساني امام


در واقع نگرش انساني امام صادق عليه السلام از نگرش اسلام به انسانيت در ساختها و مفاهيم گوناگون آن مايه مي گيرد. من نمي خواهم به تفصيل درباره ي اين بعد از زندگي امام بپردازم. چرا كه مباحث تفصيلي در اين خصوص را موكول به فرصتهاي ديگر كرده ام، اما براي آنكه از شدت عشق امام به انسانيت و ارج نهادن به حقوق آن كه صخره هاي سترگ در برابر آن سر فرود مي آورند و ستارگان و درختان در برابرش به سجده مي افتند، پرده برداريم. چند نمونه كوچك از اين موارد را ذكر مي كنيم:

1- به حاجب و غلام خويش، مصادف، هزار دينار داد و به او گفت: آماده شو تا براي كاري تجاري به مصر روي، زيرا تعداد خانواده ي من زياد است. مصادف ، وسايل سفر را فراهم آورد و با بازرگانان به مصر رفت.

چون نزديك شهر رسيد، كارواني تجاري در بيرون شهر به استقبال آنان



[ صفحه 63]



آمده ايشان از آن كاروان درباره ي وضعيت كالايي كه با خود آورده بودند سؤال كردند كه آيا در مصر چنين كالايي هست يا نه؟ كاروانيان پاسخ دادند: چنين كالايي در مصر نيست. آنگاه سوگند خوردند و قرارداد بستند كه از هر دينار يك دينار سود بگيرند (يعني سود را مضاعف قرار دهند). آنان بعد از فروش اجناس خود پول خود را گرفتند و به مدينه برگشتند.

مصادف نزد ابوعبدالله عليه السلام رفت. دو كيسه در دست داشت كه در هر كيسه يك هزار دينار بود... او عرض كرد: فدايت شوم اين كيسه سرمايه و اين يكي سود است. امام پرسيد: اين سود، بسيار است مگر شما با اين كالا چه كرديد؟ مصادف داستان تجارت خود را براي امام صادق باز گفت: آن حضرت با شنيدن حرفهاي مصادف فرمود:

«سبحان الله! آيا بر قومي از مسلمانان سوگند ياد كرده ايد كه كالاي خود را به آنان نمي فروشيد مگر آنكه در ازاي هر دينار، يك دينار سود بگيريد»؟!

آنگاه يكي از دو كيسه را برداشت و فرمود: «اين سرمايه ي من است و ما نيازي به سود نداريم».

سپس فرمود: «اي مصادف! چكاچك شمشيرها آسانتر از يافتن روزي حلال است» [1] .

2- امام دوستي داشت كه هيچ گاه از او جدا نمي شد. روزي او بر



[ صفحه 64]



غلامش خشم گرفت و زبان به ناسزا گشود و گفت: كجايي اي پسر زن زناكار! چون ابوعبدالله اين سخن شنيد، دستش را بالا آورد و به پيشاني اش زد و گفت:سبحان الله! آيا به مادرش تهمت مي زني؟! من تو را خوددار و پرهيزكار مي ديدم.

مرد گفت: فدايت شوم مادر اين غلام كنيزي مشرك است. حضرت پاسخ داد: آيا نمي داني كه هر امتي را نكاحي است؟

3- امام همراه با برخي از يارانش جنازه اي را تشييع مي كردند. دوال نعل آن حضرت پاره شده بود. در اين هنگام مردي دوال نعل خود را پيش آورد تا به امام بدهد، اما آن حضرت فرمود: آن را براي خودت نگاه دار كه صاحب مصيبت به شكيبايي بر آن سزاوارتر است.

4- يكي از اصحاب آن حضرت نقل كرده است: مردم مدينه دچار گراني و قحطي شدند آن چنان كه حتي توانگران گندم را با جو مي آميختند و مي خوردند. ابوعبدالله عليه السلام نيز طعامي خوب داشت كه برايش كافي بود و اول سال آن را تهيه كرده بود. آن حضرت به يكي از غلامانش فرمود: براي ما جو بخر و با اين طعام بياميز يا آن را بفروش. زيرا ما خوش نداريم كه خود غذاي گوارا بخوريم و مردم غذاي ناگوار!!

5- يكي ديگر از ياران امام نقل كرده است كه بر ابوعبدالله كه در باغ خود بود، وارد شدم. او در حالي كه پيراهني بر تن داشت، بيلي به دست گرفته بود و مشغول كار بود و مي فرمود: من در برخي از قسمتهاي زمينم كار مي كنم با آنكه كساني را دارم كه اين كارها را انجام دهند. اين براي آن



[ صفحه 65]



است كه خداوند بداند من در پي روزي حلال هستم.


پاورقي

[1] الامام الصادق - علامه ي مظفر، ج 1، ص 267.


درس هاي اين وصيت


1.تقوا و پرهيزكاري - يعني اطاعت از خدا و دوري از گناه - مهم ترين سرمايه ي انسان است كه بايد پيوسته به دنبال آن باشيم.

2. لزوم برخورد رحيمانه و مشفقانه با مردم؛ مخصوصا



[ صفحه 39]



زمامداران كه بايد با رعيت حالت پدري داشته باشند.

3. در هر موقعيتي كه هستيم، بايد كوشش كنيم وجودمان براي جامعه مايه ي خير و بركت باشد.

4. از خداوند متعال بخواهيم كه ما را موفق بفرمايد كه به اين وصيت عمل كنيم، تا هميشه در مسير خير و سعادت باشيم. ان شاءالله.


اعضاء البدن و فوائد كل منها


فكر يا مفضل في اعضاء البدن اجمع، و تدبير كل منها للأرب فاليدان للعلاج، و الرجلان للسعي، و العينان للاهتداء، و الفم للاغتذاء و المعدة للهضم، و الكبد للتخليص، و المنافذ لتنفيذ الفضول، و الأوعية لحملها، والفرج لاقامة النسل، و كذلك جميع الأعضاء، اذا ما تأملتها و اعملت فكرك فيها و نظرك، وجدت كل شي ء منها قد قدر لشي ء علي صواب و حكمة.


تعريف امامت


در تعريف امامت گفته اند: «امامت، خلافت، و جانشيني پيامبر صلي الله عليه و آله در نگهداري دين و حفظ حوزه ي مسلمين است».

و يا: «امامت رياست كلي الهي به نيابت از رسول خدا در امور دين و



[ صفحه 32]



دنياي مردم است».

براي توضيح و نيز تكميل تعريف، لازم است مطلب را قدري گسترده تر بيان كنيم: امامت در زبان عربي به معناي پيشوايي و رهبري است كسي كه پيشوا و رهبر جمعيتي باشد و از اعمال و افكارش پيروي نمايد به زبان تازي امام ناميده مي شود، امام جماعت را بدان جهت امام مي نامند كه مأمومين به او اقتدا مي كنند، و در نماز از اعمال و گفتار و حركاتش پيروي مي نمايند، و در اين معراج روحاني او را پيشوا و مقتداي خودشان قرار مي دهند.

امام گاهي براي گروهي محدود امامت دارد و گاهي براي عموم ملت، امامت گاهي نسبت به تمام اعمال و حركات و عموميت دارد و گاهي ممكن است به كارهاي معين مانند امور معنوي و اخلاقي و سيرو سلوك روحاني اختصاص داشته باشد. اما اگر به شخصي به طور اطلاق «امام» گفته شود بايد در تمام امور دنيوي و اخروي، مادي و معنوي، اجتماعي و روحاني، امامت و پيشوايي داشته باشد. به كسي به طور اطلاق و حقيقت امام گفته مي شود كه در مورد عمل كردن به قوانين شريعت و به كار بستن دستورات الهي پيشوا و مقتداي مردم باشد، و امور اجتماعي و سياسي ملت را بر طبق قوانين آسماني اداره كند، برنامه ها و دستورات دين را اجرا كند، نقشه ها و طرح هاي آسماني را به كار بندد، و اصولا خودش نمونه ي كامل دين باشد و در جميع اعمال و احوال خود در متن صراط مستقيم شريعت سير نمايد، تا مردم به او اقتدا نمايند و اعمال و رفتارشان را با اعمال و رفتار او تطبيق دهند.

بنابراين لفظ امام و پيشوا را نمي توان به هر رئيسي اطلاق كرد، بلكه در صورتي مي توان اين عنوان را به معناي حقيقي آن در مورد كسي به كار برد كه او علاوه بر علم و آگاهي كامل و الهي، و دستور دادن و راهنمايي كردن،



[ صفحه 33]



در عمل كردن به كارهاي نيك و اوامر الهي نيز پيشرو باشد و ملت را هم قولا و هم عملا رهبري كند نه فقط قولا.

پس بايد گفت: امام كسي است كه از طرف خدا و رسول خدا صلي الله عليه و آله براي زمامداري و رهبري و راهنمايي در تمام امور ديني و دنيوي مردم تعيين شده باشد و او بايد از علم و دانش كافي برخوردار بوده و در انجام مأموريت خود فقط به دعوت و راهنمايي لفظي اكتفا نكند بلكه عملا امام و مقتداي مردم باشد.


موقفه من الحركات الفكرية


هذا من ناحية الموقف السياسي. أما ما يتصل بالحياة الاجتماعية و العقائد الدينية فكان الأمر أدهي و أمر، فقد صحبت تلك العاصفة السياسية تيارات فكرية جارفة، و هزات إلحادية قوية، و تطور غريب في النزعات و الاتجاهات أقلق بال حماة الشريعة و الذائدين عن حوضها، و حدثت عصبيات جاهلية، ذميمة، و قد نهض الإمام الصادق لمقارعة أهل الباطل، و باحث الفلاسفة و الدهريين، و أهل الكلام الجدليين، الذين تصدوا لإفساد معتقدات الناس فأبطل بنور حكمته مقالاتهم الفاسدة و سفسطتهم الفارغة، [1] فنبههم عن غفلتهم و أيقظهم من رقدتهم، و أوضح لهم اعوجاج مذاهبهم و التواء سبلهم، و دعاهم إلي كلمة الحق، و جادلهم بالتي هي أحسن، و ناقشهم بالبرهان الساطع و قد احتفظ التاريخ بكثير من تلك المناظرات، كمناظرته في التوحيد مع الزنديق الذي قدم من مصر، و اسمه عبدالملك ليناظر الإمام فناظره حتي آمن قلبه، و اطمأنت نفسه بعد الزيغ و الارتياب، و طلب من الإمام تعليمه و إرشاده و قال: اجعلني من تلاميذك، فقال الصادق لهشام: خذه اليك فعلمه. [2] .

و جاء إليه زنديق آخر و سأله عن أشياء منها أنه قال له: كيف يعبدالله و لم ير؟ فقال أبوعبدالله: رأته القلوب بنور الإيمان، و أثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب و إحكام التأليف من عظمته دون رؤيته. إلي آخر المناظرة. [3] .

و كان الجعد بن درهم من الزنادقة يضل الناس و يغويهم و قد جعل في قارورة ترابا و ماء فاستحال دودا و هواما فقال: أنا خلقت هذا، لأني كنت سبب كونه.

فبلغ ذلك جعفر بن محمد (ع) فقال: ليقل كم هو - و كم الذكر و الاناث إن كان خلقه و ليأمر الذي يسعي إلي هذا أن يرجع إلي غيره. قال ابن حجر: فبلغه ذلك فرجع. [4] .



[ صفحه 362]



و له مناظرات مع عبدالكريم بن أبي العوجاء [5] و أصحابه و غيرهم من الزنادقة، فكان جوابه الفصل و الحكم العدل، و ستأتي الاشارة إلي تلك المناظرات في باب احتجاجاته.


پاورقي

[1] الرسالة الأولي في الإمام الصادق للاستاذ توفيق الفكيكي المحامي.

[2] الصادق للمظفر ج 1 ص 212.

[3] انظر احتجاج الطبرسي و البحار ج 4 و الكافي في احتجاجات الصادق.

[4] لسان الميزان ج 2 ص 105.

[5] عبدالكريم بن أبي العوجاء هو خال معن بن زائدة قتل علي الزندقة سنة 161 ه. و لما أخذ لتضرب عنه قال: لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال و أحلل الحرام.


المؤلفون و الشيعة


رأينا أن أكثر من كتب حول الشيعة. قد استندوا لأقوال اقوام عاشوا في عصور احتدام النزعات، و اشتداد عواصف الطائفية، و ايقاد نار البغضاء بين طوائف المسلمين: من حنفية و شافعية و حنبلية و أشعرية و معتزلة... مما أدي الي ارتباك حبل الأمن، و حل عري المودة، و هدم صروح الوحدة.

تلك امور كانت نتائجها و خيمة يتألم لها قلب كل مسلم، لما اصاب المسلمين من الانحطاط و التأخر. و انتهي ذلك النزاع الي حالة مؤسفة، عندما تحول الي عقيدة و مبادي ء، و استمد كل قوته من امور و همية لامساس لها بالدين، فهم في جانب، و هو في جانب آخر «ان الدين عند الله الاسلام» و الاسلام يدعو الي كلمة التوحيد، و توحيد الكلمة، و بث روح الأخوة، لتتم سعادة البشر في اتباع أوامره و الوقوف عند زواجره.

نعم انهم كتبوا عن الشيعة بدون تثبت، و استندوا لأقوال قوم دعاهم حب الشغب و خدمة السلطة الي اختراع تلك الاتهامات. و قد تقول اكثر المقلدين لهم، و الناقلين عنهم فزادوا في الطين بلة.

و لقد ساروا تحت ظلام الأوهام، و لا يعرفون الا ما قيل، و لا يقولون أي شي ء، تقليدا للسلف و خضوعا للعاطفة.

و كنا نأمل من جيلنا الحاضر و أبناء عصر النور، أن لا تميل بهم نزعة الهوي، و لا تخفف العاطفة و زنهم، و لا يلجؤوننا الش نشر تلك الفضائح، و اخراج تلك الدفائن، و نحن بأمس الحاجة الي اتجاه واحد، و اتحاد كامل، لايجاد قوة اسلامية متكاتفة، تقف أمام تيار الالحاد الجارف، ورد هجمات خصوم الاسلام، و الوقوف أمام عدوانهم الغاشم، و تحرير الامة الاسلامية من قيود الاستعباد، و رفع كابوس الاستعمار، برفع لواء كلمة «لا اله الا الله محمد رسول الله» و أناشيدنا: «انما المؤمنون أخوة، و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا».

و قد يكون في هذا الكلام صدمة لمن لا يرتضي التفاهم بين المسلمين لازالة سوء التفاهم، لانا وجدناهم لا يعيشون الا في ظلمة الفتن و من وراء حجب التمويه و الاكاذيب، فهم مع الباطل فلا يروق لهم اظهار كلمة الحق لثقلها



[ صفحه 38]



علي بعض النفوس!! لكننا نري أنه من الخير استمرارنا بهذه الصراحة، لأنا نفضل مواجهة الحقيقة بأقصي ما يمكننا من ذلك، لاظهار الحق و اتباعه، و الحق أحق أن يتبع.


حثه علي مساعدة الضعفاء و أبناء السبيل


و قال له رجل من أصحابه: جعلت فداك بلغني أنك تفعل في عين زياد (اسم ضيعة له) شيئا أحب أن أسمعه منك.

فقال عليه السلام: نعم كنت آمر اذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم، ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر أن يوضع عشر بنيات يقعد علي كل بنية عشرة، كلما أكل عشرة جاء عشرة أخري، يلقي لكل نفس منهم مد من رطب، و كنت آمر لجيران الضيعة كلهم: الشيخ و العجوز و المريض و الصبي و المرأة، و من لا يقدر، أن يجي ء فيكون لكل انسان مدا، فاذا أوفيت القوام و الوكلاء أجرتهم أحمل الباقي الي المدينة، ففرقت في أهل البيوت و المستحقين علي قدر استحقاقهم، و حصل لي بعد ذلك أربعمائة دينارا، و كانت غلتها أربعة آلاف.

و قال مصادف: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام ما بين مكة و المدينة فمررنا علي رجل في أصل شجرة، و قد ألقي بنفسه، فقال عليه السلام: مل بنا الي هذا الرجل، فاني أخاف أن يكون قد أصابه العطش. فملنا اليه فاذا هو رجل من



[ صفحه 296]



النصاري طويل الشعر، فسأله الامام: أعطشان أنت؟ فقال: نعم.

فقال الامام: انزل يا مصادف فاسقه. فنزلت و سقيته ثم ركب و سرنا.

فقلت له: هذا نصراني، أفتتصدق علي نصراني؟

فقال: نعم. اذا كانوا بمثل هذه الحالة.

و لشدة اهتمامه بمساعدة الضعفاء، و قضاء حوائج المؤمنين، كاني يري عليه السلام أن الاعراض عن المؤمن المحتاج للمساعدة استخفاف به، و الاستخفاف بالمؤمن استخفاف بهم عليهم السلام. و جاء ذلك موضحا في قوله، و قد كان عنده جماعة من أصحابه: ما لكم تستخفون بنا؟ فقام اليه رجل من أهل خراسان فقال: معاذ الله أن نستخف بك أو بشي ء من أمرك.

فقال عليه السلام: انك أحد من استخف بي.

فقال الرجل: معاذ الله أن أستخف بك!!

فقال له عليه السلام: و يحك ألم تسمع فلانا و نحن بقرب الجحفة، و هو يقول لك: احملني قدر ميل فقد و الله اعييت. فوالله ما رفعت ما رأسا، لقد استخففت به، و من استخف بمؤمن فبنا استخف، وضيع حرمة الله عزوجل.

و قال صفوان الجمال: دخلت علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل مكة - يقال له ميمون - فشكي اليه تعذر الكراء عليه.

فقال عليه السلام: قم فأعن أخاك. فقمت معه فيسر الله كراه، فرجعت الي مجلسي، فقال أبو عبدالله: ما صنعت في حاجة أخيك؟

فقلت: قضاها الله: بأبي أنت و أمي.

فقال عليه السلام: أما انك ان تعن أخاك المسلم أحب الي من طواف أسبوع في البيت.

و دخل عليه عمار الساباطي، فقال له: يا عمار انك رب مال كثير فتؤدي ما افترض الله عليك من الزكاة؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: فتخرج الحق المعلوم من مالك؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: فتصل قرابتك؟

قال: نعم.



[ صفحه 297]



قال: فتصل اخوانك؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: يا عمار ان المال يفني، و البدن يبلي، و العمل يبقي والديان حي لا يموت.

يا عمار ما قدمت فلم يسبقك، و ما أخرت فلن يلحقك.

و قال المفضل بن قيس: دخلت علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام فشكوت اليه بعض حالي، و سألته الدعاء فقال: يا جارية هاني الكيس، فجاءت بكيس فقال: هذا كيس فيه اربعمائة دينار فاستعن به.

قال المفضل: فقلت لا و الله ما أردت هذا ولكن أردت الدعاء لي.

فقال لي عليه السلام: و لا أدع الدعاء ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم.

و قال الشقراني - مولي رسول الله -: خرج العطاء أيام المنصور، فوقفت علي الباب متحيرا، واذا بجعفر بن محمد قد أقبل، فذكرت له حاجتي، فدخل ثم خرج و اذا بعطائي في كمه و ناولني اياه و قال: ان الحسن من كل أحد حسن و انه منك أحسن، وان القبيح من كل أحد قبيح، و انه منك أقبح لمكانك منا.

قال ابن الجوزي: و انما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب الشراب، فمن مكارم أخلاق جعفر أنه رحب به وقضي حاجته مع علمه بحاله و وعظه علي وجه التعريض، و هذا من أخلاق الأنبياء.

و قاليوما لبعض أصحابه: ما بال أخيك يشكوك؟!

فقال: يشكوني اذ استقصيت عليه حقي.

فجلس الامام مغضبا و قال: كأنك اذا استقصيت عليه حقك لم تسي ء؟ أرأيت ما حكي الله عن قوم يخافون سوء الحساب؟ أخافوا أن يجور عليهم؟ لا. ولكن خافوا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب فمن استقصي فقد أساء.

قال زرارة: قلت لأبي عبدالله: ان لي علي رجل دينا و قد أراد أن يبيع داره فيعطيني.

فقال الصادق عليه السلام: أعيذك بالله أن تخرجه من ظل رأسه، أعيذك بالله أن تخرجه من ظله رأسه.

و كان يسأل القادمين عليه من أصحابه عن معاونة بعضهم بعضا. قال محمد بن زيد الشحام رآني أبو عبدالله و أنا أصلي فأرسل و دعاني، فقال لي:



[ صفحه 298]



من أين أنت؟ قلت: من الكوفة، فقال: من تعرف من الكوفة. فذكرت له رجلين.

قال: و كيف صنيعهما اليك. قلت: و ما أحسن صنيعهما الي. فقال عليه السلام: خير المسلمين من وصل و أعان و نفع. ما بت ليلة قط و في مالي حق يسألنيه الله تعالي ثم قال: أي شي ء معك من النفقة، قلت: عندي مائتا درهم. قال: أرنيها. فأتيته، فزاد فيها ثلاثين درهما و دينارين، ثم قال عليه السلام تعش عندي. فتعشيت عنده.

قال زيد: فلما كان من السنة القابلة لم أذهب اليه، فأرسل الي فدعاني، فقال عليه السلام: ما لك لم تأتني البارحة؟

قلت: لم يأتني رسولك. فقال عليه السلام فأنا رسول نفسي اليك ما دمت مقيما في هذه المدة.

قال زيد: فقلت له علمني دعاء. قال: أكتب. بسم الله الرحمن الرحيم. يا من أرجوه لكل خير، و آمن سخطه عند كل عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل، و يا من يعطي من سأله تحننا منه و رحمة، و يا من أعطي من لم يسأله و من لم يعرفه، صل علي محمد و أهل بيته، و اعطني بمسألتي اياك خير الدنيا و جميع خير الآخرة، فانه غير منقوص ما أعطيت و زدني من سعة فضلك يا كريم.

ثم رفع يده فقال: يا ذا المن و الطول، يا ذا الجلال و الاكرام، يا ذا النعماء و الجود، ارحم شيبتي من النار.

ثم وضع يديه علي لحيته، و لم يرفعهما، حتي امتلأ كفه دموعا.

و قال مصادف: كنت عند أبي عبدالله الصادق فدخل رجل فسلم عليه، فسأله الامام: كيف من خلفت من اخوانك؟ فأجاب الرجل و أحسن الثناء و أطراهم. فسأله الامام: كيف عيادة أغنيائهم علي فقرائهم!؟

فقال الرجل: قليلة.

قال الامام: كيف مساعدة أغنيائهم لفقرائهم؟

فقال الرجل: قليلة.

قال الامام: كيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟

فقال الرجل: انك تذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا.

قال الامام: فكيف يزعم هؤلاء انهم شيعتنا؟!

قال اسحاق بن عمار: دخلت علي أبي عبدالله الصادق. فنظر الي



[ صفحه 299]



بوجه قاطب، فقلت: ما الذي غيرك لي؟

قال عليه السلام: الذي غيرك لا خوانك، بلغني يا اسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا يرد عنك الفقراء.

فقلت: جعلت فداك اني خفت الشهرة.

فقال عليه السلام: ألا خفت البلية.

قال اسحاق بن ابراهيم: كنت عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام، اذ دخل عليه رجل من خراسان فقال: ياابن رسول الله أنا من مواليكم، و بيني و بينكم شقة بعيدة، و قد قل ذات يدي، و لا أقدر أن أتوجه الي أهلي الا أن تعينوني، فنظر أبو عبدالله و قال: أما تسمعون ما يقول أخوكم؟

انما المعروف ابتداء، فأما ما أعطيت بعد ما سأل انما هو مكافأة لما بذل من ماء وجهه، أفيبيت ليلته متأرقا متململا بين اليأس و الرجاء، لا يدري أين يتوجه بحاجته، فيعزم علي القصد اليك، فأتاك و قلبه يجب، و فرائصه ترتعد، و قد نزل دمه في وجهه، و بعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد، أم بسرور النجح، فان أعطيته رأيت أنك قد وصلته، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«و الذي فلق الحب، و برأ النسمة، و بعثني بالحق نبيا، لما يتجشم من مسألته اياك أعظم مما ناله من معروفك».

قال اسحاق: فجمعوا له خمسمائة درهم و دفعوها اليه.

و كان عليه السلام يوجه المجتمع بتعاليمه الي جميع مهمات الحياة، و يحث الانسان علي عزة النفس و عدم الاهانة لها فيقول: ان الله فوض الي المؤمن أموره كلها، ولم يفوض اليه أن يكون ذليلا، أما تسمع قول الله تعالي (و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين) فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا، ان المؤمن أعز من الجبل، الجبل يستقل منه بالمعاول، و المؤمن لا يستقل من دينه شي ء.


كلماته الحكمية


و قال عليه السلام لولده موسي الكاظم عليه السلام: يا بني افعل الخير الي كل من طلبه منك، فان كان من أهله فقد أصبت موضعه، و ان لم يكن له باهل كنت أنت أهله، و ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الي يسارك و اعتذر اليك فاقبل منه.



[ صفحه 57]



و قال عليه السلام: ليس شي ء الا و له حد. فقال له أبوبصير: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال عليه السلام: اليقين.

فقال أبوبصير: فما حد اليقين؟ قال عليه السلام: ألا تخاف مع الله شيئا.

و قال عليه السلام: من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله، و لا يلزمهم علي ما لم يؤته الله، فان الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كراهة كاره.

و قال عليه السلام: حسن الظن بالله ألا ترجو الا الله و لا تخاف الا ذنبك.

و قيل له عليه السلام: أي الجهاد أفضل؟ فقال: كلمة حق عند امام ظالم.

و قال عليه السلام لأصحابه: لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما يأتي.

و قال محمد بن العلا و اسحق بن عمار: ما ودعنا أبوعبدالله الصادق قط الا أوصانا بخصلتين: بصدق الحديث و أداء الامانة الي البر و الفاجر، فانهما مفتاح الرزق.

و قال عليه السلام:

- ينبغي للعاقل أن يكون مقبلا علي شأنه حافظا للسانه عارفا باهل زمانه.

- أربع يذهبن ضياعا، مودة تمنح من لا وفاء له، و معروف يوضع عند من لا يشكره، و علم يعلم من لا يستمع له، و سر يودع من لا حصانة له.

- اصلاح المال من الايمان.

- أنفق و أيقن بالخلف، و اعلم أنه من لم ينفق في طاعة الله ابتلي بأن ينفق في معصية الله، و من لم يمش في حاجة ولي الله ابتلي بان يمشي في حاجة عدو الله.

- و سئل عليه السلام عن الزاهد في الدنيا فقال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه و يترك حرامها مخافة عذابه.

- و وصفوا عنده رجلا بالدين و الفضل و العبادة و غيرها.

فقال عليه السلام: كيف عقله؟ ان الثواب علي قدر العقل.

- و قال لداود الكرخي حينما اراد أن يتزوج: انظر أين تضع نفسك.

- و قال عليه السلام: لا يصلح المرء المسلم الا بثلاث: التفقه في الدين و التقدير في المعيشة و الصبر علي البلايا.

- اصبر علي أعداء النعم فانك لن تكافي من عصي الله فيك من أن تطيع فيه.

- من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه.



[ صفحه 58]



- اجعل قلبك قرينا تزاوله، و اجعل علمك والدا تتبعه، و اجعل نفسك عدوا تجاهده و اجعل مالك عارية تردها.

جاهد هواك كما تجاهد عدوك.

- العاقل من كان ذلولا عند اجابة الحق، جموحا عند الباطل، يترك دنياه و لا يترك دينه، و دليل العاقل شيئان صدق القول و صواب العمل.

- الملوك حكام علي الناس و العلماء حكام علي الملوك.

و قال له رجل من أصحابه: جعلت فداك ما أحب الي من الناس من يأكل الجشب، و يلبس الخشن، و ينخشع فيري عليه أثر الخشوع.

فقال عليه السلام: ويحك انما الخشوع في القلب أو ما علمت أن نبيا ابن نبي كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، و كان يجلس و يحكم بين الناس فما يحتاج الناس الي لباسه، و انما احتاجوا الي قسطه و عدله. كذلك انما يحتاج الناس من الامام الي أن يقضي بالعدل، اذا قال صدق، و اذا وعد انجز، و اذا حكم عدل، ان الله عزوجل لم يحرم لباسا أحله، و لا طعاما و لا شرابا من حلال، و انما حرم الحرام قل أو كثر، و قد قال الله عزوجل: «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق».

و سئل عليه السلام عن رجل دخله الخوف من الله تعالي حتي ترك النساء و الطعام الطيب و لا يقدر أن يرفع رأسه الي السماء تعظيما لله تعالي؟

فقال عليه السلام: أما قولك في ترك النساء فقد علمت ما كان لرسول الله منهن، و أما قولك في ترك الطعام الطيب فقد كان رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يأكل اللحم و العسل، و أما قولك دخله الخوف من الله حتي لا يستطيع أن يرفع رأسه الي السماء، فانما الخشوع في القلب، و من ذا يكون أخشع و أخوف من رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم؟! فما كان هذا يفعل؟!! و قد قال الله عزوجل «لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو لقاء الله و اليوم الآخر».

و قال عليه السلام: ان عليا كان يقول: ينبغي للرجل اذا أنعم الله عليه بنعمة أن يري أثرها عليه في ملبسه ما لم يكن شهرة.

و سأله رجل فقال: يابن رسول الله هل يعد من السرف أن يتخذ الرجل ثيابا كثيرة يتجمل بها و يصون بعضها من بعض؟

فقال عليه السلام: لا، ليس هذا من السرف.

- و قال: أربع خصال يسود بها المرء: العفة، و الأدب، و الجود، و العقل.

- لا مال أعود من العقل، و لا مصيبة أعظم من الجهل، و لا ورع



[ صفحه 59]



كالكف، و لا عبادة كالتفكر، و لا قائد خير من التوفيق، و لا قرين خير من حسن الخلق، و لا ميراث خير من الأدب.

- لا يتكلم الرجل بكلمة هدي فيؤخذ بها الا كان له مثل أجر من أخذ بها، و لا يتكلم بكلمة ضلالة الا كان عليه مثل وزر من أخذ بها.

- الامام العادل لا ترد له دعوة، و المظلوم لا ترد له دعوة و من قواصم الظهر سلطان جائر يعصي الله و انت تطيعه!!

هذا غاية ما يسمح لي الوقت به من ذكر بعض أخباره و حكمه و آدابه عليه السلام، و قد مر في كل جزء من الأجزاء السابقة بعض منها و سننشر ما بقي من ذلك و ما ذكر سابقا في جزء مستقل ليكون أعم نفعا و أسهل تناولا فان ذلك التراث الفكري الخالد و تلك الآداب التي كان عليه السلام يؤدب بها من يتصل به هي أشمل لنظام الحياة و تتصل بواقع المسلمين من حيث الأخذ بتعاليم دينهم الذي يتكفل لهم السعادة بامتثالها.


مستحبات الصلاة


أما مستحبات الصلاة فهي كثيرة، و لا يسعنا بسط القول فيها، و نحن هنا نذكر مستحبات الصلاة عند كل مذهب من المذاهب، اتماما للفائدة فقد ذكرنا الواجبات قبلها - التي مر بعضها - علي سبيل الاختصار و بعدها المستحبات ليطلع القاري ء علي المفارقات بين كل مذهب، أما الواجبات عند الحنفية فاقتصرنا علي ذكر الأركان منها لكثرة الخلاف فيها، و اكتفينا بما ذكرناه مفصلا في فصل البحث عن الواجبات.


ابويوسف


و ليس من المبالغة أن يقول عمار بن أبي مالك: لولا أبويوسف ما ذكر أبوحنيفة. لأن ارتباطه بالحكم هيأ له نفوذا شخصيا و سياسيا كبيرا ساعد علي أن يكون رأيه في الفقه و مذهبه هو المذهب الرسمي. فأبويوسف هو أول من وضع الكتب في أصول الفقه علي مذهب أبي حنيفة، و أملي المسائل و نشرها، و بث علم أبي حنيفة في أقطار الأرض [1] .

لقد كان أبويوسف أول من دعي بقاضي القضاة، ولاه موسي الهادي و هارون الرشيد. و كان يفهم من ذكر (قاضي القضاة) أن المراد به أبويوسف. و لم يكتف أبويوسف بنفسه، بل أستخلف ابنه يوسف علي الجانب الغربي، فأقره الرشيد علي عمله، و قد غلب عليه الاهتمام بشؤون الحكام، و لم يكن من الفقه بتلك المنزلة التي تشير الناس اليه، و تضمن له موقعا علميا. فيروي الخطيب البغدادي بسنده قول هلال بن يحيي: كان أبويوسف يحفظ التفسير و المغازي و أيام العرب، و كان أقل علومه الفقه [2] .

و لهذا كان ما اشتهر من كتبه هو من شؤون الحكم أكثر منه أن يكون من قضايا الفقه، فالخراج كان من تنظيمات السلطة، و تخطيط اقتصاد الحكام، و كذلك (الرد علي سير الأوزاعي) فليس هو من فقهه، و انما صنفه أبويوسف للرد علي الأوزاعي الذي صنف كتابا رد فيه علي سير أبي حنيفة، و ليس فيه الا المسائل التي كان أبويوسف قد تلقاها علي أبي حنيفة. و كذلك الأمالي و هي الطريقة نفسها التي اتبعها في نشر أصول الفقه من خلال موقعه و اتصاله بالحكام. فكان نفوذ المذهب يستمد من نفوذ السلطة. و لأبي يوسف كتب كثيرة دون فيها أراءه و آراء شيخه، ذكرها ابن النديم



[ صفحه 157]



منها: كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الفرائض، كتاب البيوع، كتاب الخراج، كتاب الوكالة، كتاب الوصايا، كتاب اختلاف الأنصار، كتاب الرد علي مالك و غيرها. و له املاء رواه بشر بن الوليد القاضي يحتوي علي ستة و ثلاثين كتابا.

قال رجل لأبي يوسف: رجل صلي مع الأمام في مسجد عرفة، ثم وقف حتي دفع بدفع الامام؟ قال: ماله؟ قال: لا بأس به. فقال: سبحان الله، قد قال ابن عباس: من أفاض من عرفة فلا حج له، مسجد عرفة في بطن عرفة؟ فقال: أنتم أعلم بالأحكام، و نحن أعلم بالفقه. قال: اذا لم تعرف الأصل فيكف تكون فقيها؟ [3] .

ان أباحنيفة قد رعي أبايوسف رعاية خاصة. و كان يتفقده و يتعاهده و يمده بالمال حتي استغني و تمول بعد أن كان في ضيق و فقر، و كان أبوه ينهاه عن طلب العلم علي أبي حنيفة لئلا يؤثر ذلك علي رزقهم و تحصيل قوتهم. و يروي أبويوسف ذلك: (توفي ابراهيم بن حبيب، و خلفني صغيرا في حجر أمي، فأسلمتني الي قصار أخدمه، فكنت أدع القصار و أمر الي حلقة أبي حنيفة، فأجلس أستمع. فكانت أمي تجيي ء خلفي الي الحلقة، فتأخذ بيدي و تذهب بي الي القصار. و كان أبوحنيفة يعني بي لما يري من حضوري و حرصي علي التعلم. فلما كثر ذلك علي أمي، و طال عليها هربي، قالت لأبي حنيفة: ما لهذا الصبي فساد غيرك، هذا صبي يتيم لا شي ء له، و انما أطعمه من مغزلي، و آمل أن يكسب دانقا يعودا به علي نفسه. فقال لها أبوحنيفة: مري يا رعناء هذا هو ذا يتعلم أكل ألفالوذج بدهن الفستق) ثم يقول: انه ضحك عندما كان يجالس الرشيد و يأكل معه فالوذجة بدهن الفستق.

و قد أشرنا الي طريقة أبي حنيفة في الدرس، و كان يقرب كلا من أبي يوسف و زفر أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره، و يدعهما يتجادلان. و تختتم الروايات عن أستاذية أبي حنيفة بعبارة واحدة لها معناها، انه كان يضرب بيده علي فخذ زفر قائلا: لا يطمع في رياسة فيها أبويوسف. و هي برواية عمر بن حماد بن أبي حنيفة [4] .

و يروي ابن ابراهيم بن عمر عن فراسة أبي حنيفة التي ينظر بها فيري ما سيصير



[ صفحه 158]



اليه أبويوسف: كان أبوحنيفة حسن الفراسة، فقال لداود الطائي: أنت رجل تتخلي للعبادة. و قال لأبي يوسف: تميل الي الدنيا.

و محمد بن صبيح بن السماك - الذي كان يعظ الرشيد - ينظر الي موقع أبي يوسف في السلطان و مكانته فيقول: لا أقول ان أبايوسف مجنون، ولو قلت ذاك لم يقبل مني، ولكنه رجل صارع الدنيا فصرعته.

ولكن شخصية أبي يوسف أثرت في النظر الي المذهب الحنفي أو الي فقه أبي حنيفة نفسه من ناحية، كما أن روح اتباع الحكام و سيرة الخضوع للسلطة و خلفائها المتجبرين، عزلت أبايوسف عن أبي حنيفة و أصحابه الآخرين، لكي يكون متميزا عن مواقف امامه التي ذكرناها في الابتعاد عن الحكام و التعامل معهم بحذر. أو أنها ظلت شيئا من سيرة أبي حنيفة لا تلزم أصحابه، فيما ظل المذهب في أصوله من اختصاصه و هو في السلطان، و أصبح جزءا من الحكم حتي قيل: و قد تجد الرجل يطلب الآثار و تأويل القرآن و يجالس الفقهاء خمسين عاما و هو لا يعد فقيها، و لا يجعل قاضيا، فما هو الا أن ينظر في كتب أبي حنيفة و أشباه أبي حنيفة، و يحفظ الشروط في مقدار سنة أو سنتين، حتي تمر بابه فتظن أنه من بعض العمال، و بالحري ألا يمر عليه من الأيام الا اليسير حتي يصير حاكما علي مصر من الأمصار أو بلد من البلدان [5] .

و الاتجاه الأول يمثله عبدالله بن المبارك الذي كان من علمه ما أثر كثيرا علي منزلة أبي حنيفة، و راح يطعن فيه. غير أن أصحاب المذهب عمدوا الي وضع أقوال مخالفة تماما لما اشتهر عن ابن المبارك، حتي تجدها في ترجمة أبي حنيفة في تاريخ بغداد، أو الانتفاء متناقضة متباينة.

فعن عبدالرزاق بن عمر قال: كنت عند عبدالله بن المبارك، فجاءه رجل فسأله عن مسألة، فأفتاه فيها. فقال له: قد سألت أبايوسف فخالفك. فقال له: ان كنت صليت خلف أبي يوسف صلوات تحفظها فأعدها.

كما يروي عن ابن المبارك أنه سئل: ايما أصدق أبويوسف أو محمد؟ قال: لا تقل أيهما أصدق، قل أيهما أكذب؟!



[ صفحه 159]



و سئل يزيد بن هارون: ما تقول في أبي يوسف؟ قال: لا تحل الرواية عنه، انه كان يعطي أموال اليتامي مضاربة، و يجعل الربح لنفسه.

أما الذين أسلموا دينهم و دنياهم الي أهواء الحكام، فيهبون للدفاع عن أبي يوسف، و ابعاد صلته عن أبي حنيفة، و يختارون لذلك تهمة الجهمية، اتباع الجهم بن صفوان الذي قال من جملة ما قال: بأن لا فعل و لا عمل لأحد غير الله تعالي، و انما تنسب الأعمال الي المخلوقين مجازا، و أنه لا يصف الله بوصف يجوز اطلاقه علي غيره.

قالوا: كان أبوحنيفة جهميا، و كان محمد بن الحسن جهميا، و كان أبويوسف سليما من الجهم. و هو لأبي الزرعة الرازي.

و عمر الناقد قال: ما أحب أن أروي عن أحد من أصحاب الرأي الا عن أبي يوسف، فانه كان صاحب سنة.

و الدارقطني كان يقول: هو (أبويوسف) أقوي من محمد بن الحسن. كما يروي عنه أنه قال: أعور بين عميان.

و لسنا هنا في معرض ذكر أصحاب أبي حنيفة، و انما ذكرنا أبايوسف لغرض بيان علاقته بالسلطان، و انضمامه الي الحكم علي نحو يخالف فيه رأي أبي حنيفة و سيرته. و لذلك نسوق بعضا من أوجه خضوعه لخلفاء بني العباس، و العمل علي ارضائهم، فيما كان يمد في رقعة اتساع مذهبه، و يوسع من نطاق انتشاره من خلال سلطته و نفوذه، و علي طريقة استنباطه و صوغ أفكاره التي وضعت أصول المذهب الحنفي و رسخت كيانه. و قد ذكر الخطيب البغدادي أن البخاري قال: حكي لنا عن النعمان أنه قال: (ألا تعجبون من يعقوب؟ يقول علي ما لم أقل). مما يظهر أن أبايوسف كان يسمح لنفسه في حياة شيخه أن يستنبط ما يشاء، و يدخل في المذهب ما يراه. ففي كتاب الخراج يذكر رأي أبي حنيفة، ثم يصرح برأيه علي خلافه، كما أنه لم يكن لأبي حنيفة كتاب مستقل في الفقه، نعم نسب اليه كتاب (العالم و المتعلم) و قد بينا الاختلاف حوله، و أنه ليس له.

يقول الشيخ محمد الخضري: و قد حاول بعض الحنفية أن يجعل أقوالهم المختلفة أقوالا للامام رجع عنها.



[ صفحه 160]



و الحاصل، ان مذهب أبي حنيفة لم يكن هو مجموع أقواله و أرائه، قد رأينا أصحابه ينفردون بأقوالهم. ولكن حاول الحنفية جعل جميع الأقوال منسوبة اليه لأنها علي قواعده و أصوله.

يقول ابن عابدين: (ان ما خالف فيه الأصحاب امامهم الأعظم لا يخرج عن مذهبه، اذا رجحه المشايخ المعتبرون. و كذا ما بناه المشايخ علي العرف الحادث لتغيير الزمان، أو للضرورة، أو نحو ذلك، لا يخرج عن مذهبه أيضا، لأن ما رجحوه لترجيح دليله عندهم مأذون فيه من جهة الامام. و كذا ما بنوه عليه من تغيير الزمان و الضرورة، باعتبار أنه لو كان حيا لقال بما قالوه، لأن ما قالوه انما هو مبني علي قواعده أيضا، فهو مقضتي مذهبه...) الخ [6] .

لقد ابتليت الأمة بحكام أسرفوا في البذخ و التمتع من الدنيا، كما أسرفوا في الظلم و التعدي علي الرعية. و قد قام كل من أهل البيت بما يجب عليه في نصرة العدل و محاربة الظلم، و بذلوا أنفسهم لتحقيق ما دعا اليه الاسلام بما يكفل للأمة السعادة، لذلك كانوا طعمة لسيوف الظالمين، لأنهم كانوا حربا علي الطغاة و الجبارين، و لم يركنوا الي الظلمة، و لم يتعاونوا معهم امتثالا لأمره تعالي: (و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار) و اذ رأينا اتصال أبي حنيفة بأهل البيت و ميله السياسي الي حركة زيد الشهيد، و اعترافه بأن الامام الصادق أفقه الناس، و اقباله علي الأخذ عنه، فان رفض أبي حنيفة العمل للحكام قد يكون من نتائج تمسكه بنهج أهل البيت في التباين مع الظالمين و عدم الدخول فيما هم فيه.

و لئن نشأ أبوحنيفة في أجواء مغرية و ظروف مواتية، فان ما عاناه كان شاقا و عسيرا، اذ كان عليه أن يوفق بين وجوده وسط تلك الأجواء، و بين اعتقاداته و قناعاته. و اكتشف أن السياسة لها نهجها الثابت في معاداة أهل البيت بالرغم من تغير الرجال و ما تبعثه القربي من احتمالات بعد أن جاء بنوالعباس الي الحكم تحت ستار الرضي من آل محمد، و هم أقرب نسبا و أولي بالبر، فرأي كيف تزهق الأرواح و تداس الكرامات و ترتكب المجازر بحق آل البيت. ثم وقع عليه اختيار السلطة في أن يكون



[ صفحه 161]



أداتها في الاساءة الي علم الامام جعفر بن محمد الصادق عندما كلفه المنصور بأن يحضر من المسائل ما يتوهمه صعبا علي الامام الصادق. و كان حقد المنصور علي الامام قد سوغ له أن يتوسل بأمر ليس للامام الصادق منازع فيه أو صنو. و نعلم أن لقاء أبي حنيفة هذا الذي تم باشراف المنصور، قد فتح لأبي حنيفة مرحلة جديدة في علمه و سير حياته. فكان لا يدع فرصة تقربه من الامام الا استغلها خاصة في الموسم، و ليس بخاف أن الامام الصادق كان لا يقرب أحدا الا أن يكون ذا نفع، حتي أنه أبعد عنه المتقربين الي الحكام و حرم الولاية لهم، لأنه عليه السلام كان يري: «أن ولاية الجائر دروس الحق كله، و احياء الباطل كله، و اظهار الظلم و الجور». و مما ورد عنه أيضا: «العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء». و دخل عليه عذافر فقال عليه السلام: «بلغني أنك تعامل أباأيوب و الربيع، فما حالك اذا نودي بك في أعوان الظلمة؟» و نهي يونس بن يعقوب عن معاونتهم، حتي علي بناء المساجد [7] .

و اذا نظرنا الي الفترة التي برز فيها أبويوسف، لم نجد من أسباب للبعد عن مواقف أبي حنيفة و التحول عن نهجه تحت ظروف الخوف أو الاكراه، و هي فترة خطيرة الأثر في حياة المسلمين، اذ علي يديه أرسيت قاعدة المذهب الرسمي للدولة، و بفعل منصبه كقاضي للقضاة اقترنت بشكل جذري حركة المذاهب بأغراض السياسة و مشيئة الحكام.

و ليس هناك فارق زمني كبير يبرر ما حدث من تفاوت بين سيرة و سلوك رئيس المذهب الذي تعرض للتعذيب و القتل علي يد الحكام، و بين أبرز تلامذته الذي انضم الي الحكام، فكان واحدا منهم.

و اذا تغير الحاكم العباسي بعد المنصور، فيأتي الهادي، ثم الرشيد، فان أسس السياسة و أغراضها واحدة، و بازائها نري مسيرة الأئمة من أهل البيت ثابتة و راسخة، فبعد وفاة الامام الصادق عليه السلام قام مقامه في الامامة ابنه العبد الصالح [8] الامام موسي بن جعفر الكاظم، الذي عاني من أهوال بني العباس و ظلمهم الأمرين حتي استشهد.



[ صفحه 162]



عن صفوان الجمال قال: دخلت علي الامام موسي بن جعفر عليه السلام فقال لي: «يا صفوان، كل شي ء منك حسن جميل خلا شيئا واحدا».

قلت: جعلت فداك، أي شي ء؟

قال: «كراك جمالك من هذا الرجل» - يعني هارون -

قلت: والله ما أكريته أشرا و لا بطرا، و لا للصيد و لا للهو، ولكن أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة - و لا أتولاه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني.

قال: «يا صفوان، أيقع كراك عليهم؟»

قلت: نعم جعلت فداك.

قال: «أتحب بقاءهم حتي خرج كراك؟»

قلت: نعم.

قال: «فمن أحب بقاءهم فهو منهم، و من كان منهم فهو كمن ورد النار».

قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي.

و قد حاول الرشيد أن يسيي ء الي الامام موسي الكاظم، و علي طريقة أسلافه، فاستدعي رجلا ليجمعه بالامام موسي الكاظم لغرض الاساءة الي الامام في المجلس، و لعله يقطعه أو يحرجه، فكانت الغلبة الباهرة للامام موسي الكاظم.

و لقد عاني الامام موسي الكاظم منذ زمن خليفة بني العباس (المهدي) و تعرض الي صنوف من التعذيب و الأذي، لأنه كان يمثل لبني العباس هاجسا و خطرا يتهدد كراسي حكمهم كل حين، لما في منزلته التي يحتلها في قلوب الناس من منافسة، و ما يسببه سلطان الامامة الروحي من عوائق تؤثر علي سياستهم و تسلطهم علي الرعية. و قد استدعاه المهدي الي بغداد فحبسه، فلما كان في بعض الليالي رأي المهدي الامام علي بن أبي طالب و هو يقول له: «يا محمد (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم) فاستيقظ مذعورا، و أمر به، فأخرج من السجن ليلا، فأجلسه معه و عانقه و أقبل عليه، و أخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه و لا علي أحد من أولاده. فقال: «والله ما هذا من شأني، و لا حدثت فيه نفسي» فقال: صدقت [9] .



[ صفحه 163]



و أسهم الرشيد بدوره في اضطهاد أولاد النبي و عترته الطاهرة، اذ حمله خوفه علي سلطان بني أبيه، و حقده علي الامام موسي بن جعفر علي أن يذيقه ألوانا من العذاب و التنكيل و أن يدس له السم.

و في معاملة الرشيد للامام موسي بن جعفر، يتضافر عداء الحكام لمن يرونهم خطرا، و الحقد الشخصي المحض.

ذكر ابن عمار و غيره ممن كانوا علي اطلاع: أنه لما خرج الرشيد الي الحج و قرب من المدينة، استقبله الوجوه من أهلها، و تقدمهم موسي بن جعفر عليه السلام علي بغلة، فقال له الربيع: ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أميرالمؤمنين؟ و أنت ان طلبت عليها لم تدرك، و ان طلبت لم تفت؟ فقال عليه السلام: «انها تطأطأت عن خيلاء الخيل، و ارتفعت عن ذلة العير، و خير الأمور أوساطها» قال: و لما دخل هارون الرشيد المدينة، توجه لزيارة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و معه الناس، فتقدم الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا ابن عم - مفتخرا بذلك عليه - فتقدم الامام فقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبة. فتغير الرشيد، و تبين الغيظ فيه.

و في اضافة تبين لنا مبلغ ما كان يحسه الرشيد من خيبة، و ما سببه له ذكر الحقيقة التي عجز عن طمس اشعاعها و فعلها في النفوس عشرات الحكام. يذكر ابن كثير أن الرشيد قال: هذا هو الفخر يا أباالحسين. ثم لم يزل ذلك في نفسه حتي استدعاه في سنة تسع و ستين و سجنه [10] .

هذا الحاكم الذي هو علي هذه الدرجة من الكراهية لأهل البيت كان أبويوسف يعمل جهده علي ارضائه، و يبذل ما في وسعه للتقرب من عائلته و أهله، لينعم بما يدره عليه ذلك. فلا عجب أن يكون من الرشيد بذلك الموقع، و يحبه ذاك الحب الذي تمني معه أن يشركه في نسبه فقال: لو جاز أن أدخلك في نسبي لفعلت. و لا عجب أن ينحو أبويوسف بأول مذهب رسمي للدولة ذلك المنحي في اتباع الحكام من الأمويين و العباسيين في معاداة اتباع أهل البيت، و تعاطي اتهامات الحكام المعهودة



[ صفحه 164]



للشيعة بأمورهم منها براء. فشب في ظل مذهب أبي يوسف أناس تابعوه علي الارتباط بمثل هؤلاء الخلفاء و ارضائهم.

و مع كل ما هم فيه من نفوذ و جاه، فانهم لم يأمنوا غدر الخلفاء، و يبقون كبقية الرعية معرضين لنزول الأذي بهم، فحتي أبويوسف نفسه يصب الماء و يتخبط توقعا لكل مكروه عندما دعاه الرشيد في احدي الليالي [11] و لننظر ماذا كان يريد الرشيد من أبي يوسف عندما جاءه هرثمة بن أعين و علي لسان أبي يوسف: (فقلت: تأذن لي أصب علي ماء و أتحنط، فان كان أمر من الأمور كنت قد أحكمت شأني، و ان رزق الله العافية فلن يضر. فأذن لي، فدخلت فلبست ثيابا جددا، و تطيبت بما أمكن من الطيب، ثم خرجنا فمضينا حتي أتينا دار أميرالمؤمنين الرشيد، فاذا مسرور واقف، فقال له هرثمة: قد جئت به؟ فقلت لمسرور: يا أباهاشم خدمتي و حرمتي و ميلي، و هذا وقت ضيق، فتدري لم يطلبني أميرالمؤمنين؟ قال: لا. قلت: فمن عنده؟ قال عيسي بن جعفر. قلت: و من؟ قال: ما عنده ثالث. قال: مر، و اذا صرت الي الصحن فانه في الرواق و هو ذاك جالس، فحرك رجلك بالأرض، فانه سيسألك، فقل: أنا. فجئت ففعلت، فقال من هذا؟ قلت: يعقوب. قال: أدخل. فدخلت، فاذا هو جالس و عن يمينه عيسي بن جعفر، فسلمت فرد علي السلام، و قال: أظننا روعناك. قلت: اي والله و كذلك من خلفي. قال: أجلس. فجلست حتي سكن روعي، ثم التفت الي فقال: يا يعقوب، تدري لم دعوتك؟ قلت: لا. قال: دعوتك لأشهدك علي هذا، ان عنده جارية، سألته أن يهبها لي فامتنع، و سألته أن يبيعها فأبي، والله لئن لم يفعل لأقتلنه. قال: فالتفت الي عيسي، و قلت: و ما بلغ الله بجارية تمنعها أميرالمؤمنين، و تنزل نفسك هذه المنزلة؟ قال فقال لي: عجلت علي في القول قبل أن تعرف ما عندي؟ قلت: و ما في هذا من الجواب؟ قال: ان علي يمينا بالطلاق و العتاق و صدقة ما أملك أن لا أبيع هذه الجارية و لا أهلها. فالتفت الي الرشيد فقال: هل له من ذلك مخرج؟ قلت: نعم! قال: و ما هو؟ قلت يهب لك نصفها، و يبيعك نصفها، فتكون لم تبع و لم تهب. قال عيسي: و يجوز ذلك؟ قلت: نعم! قال فأشهد أني وهبت له نصفها و بعته النصف الباقي بمائة ألف دينار. فقال: الجارية. فأتي بالجارية و بالمال،



[ صفحه 165]



فقال: خذها يا أميرالمؤمنين بارك الله لك فيها. قال: يا يعقوب بقيت واحدة. قلت: و ما هي؟ قال هي مملوكة و لابد أن تستبرأ، و والله ان لم أبق معها ليلتي اني أظن أن نفسي ستخرج. قلت: يا أميرالمؤمنين تعتقها و تتزوجها، فان الحرة لا تستبرأ. قال: فاني قد أعتقتها، فمن يزوجنيها؟ قلت: أنا. فدعا بمسرور و حسين، فخطبت و حمدت الله، ثم زوجته علي عشرين ألف دينار. و دعا بالمال فدفعه اليها ثم قال لي: يا يعقوب انصرف. و رفع رأسه الي مسرور فقال: يا مسرور. قال: لبيك يا أميرالمؤمنين: قال: أحمل الي يعقوب مائتي ألف درهم و عشرين تختا ثيابا فحمل معي).

و كان الرشيد يقول لأبي يوسف في الأحوال التي تتطلب مخرجا: اذهب فاحتل [12] .

و يقول الغزالي في وصف هذا المنحي بأنه من فتنة الدنيا، في مساق قوله أن الفقيه في الزكاة ينظر الي ما يقطع به مطالبة السلطان، حتي اذا امتنع عن أدائها، فأخذها السلطان قهرا؛ حكم بأنه برئت ذمته. و حكي أن أبايوسف القاضي كان يهب ماله لزوجته آخر الحول، و يستوهب ما لها اسقاطا للزكاة. فحكي ذلك لأبي حنيفة رحمه الله فقال: ذلك من فقهه. و يعقب الغزالي: صدق، فان ذلك من فقه الدنيا، ولكن مضرته في الآخرة أعظم من كل جناية. و مثل هذا هو العلم الضار [13] .

و لا نظن أن حكم الغزالي متعلق بهذه الحادثة فحسب، لأنها حادثة تهون أمام بقية الأحداث، و اذا كان الغزالي علي غير علم ببقية الحوادث و قال هذا القول، فما الظن به عندئذ؟

و بين حريم القصور العباسية كان أبويوسف يتمتع بمكانة ما هي الا امتداد لموقعه عند الرشيد، يذكر الخطيب أن أم جعفر كتبت الي أبي يوسف: ما تري في كذا، و أحب الأشياء الي أن يكون فيه كذا؟ فأفتاها بما أحبت. فبعثت اليه بحق فضة فيه حقاق فضة مطبقات في كل واحدة لون من الطيب، و في جام دراهم وسطها جام فيه دنانير. فقال له جليس له: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «من أهديت له هدية فجلساؤه شركاؤه فيها» فقال أبويوسف: ذاك حين كانت هدايا الناس التمر و اللبن.



[ صفحه 166]



و رويت هذه الحادثة باضافات أخري و تفاصيل تولد في النفس أحاسيس نكف عن التعليق عليها، و ندع الأمر علي ما يوحيه، و نتركه علي ما تصوره الأحداث. ولكن لابد من الاشارة الي أن عصور الانحطاط و التردي التي وقعت بها الأمة علي أيدي الحكام و الجبابرة، كانت نتيجة معلومة سلفا لمقدمات لا تقتصر علي مبادي ء حكم العباسيين، بل تتعداها لتستغرق عودة الجاهلية الأولي في حكم معاوية بن أبي سفيان.

و لهذا قلنا ان أباحنيفة كان يستغفر الله من تركه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و تلك من أهم أوجه الاختلاف بين أبي حنيفة و تلامذته المقربين. و من أظهر الصفات التي اكتسبها من هدي آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي أن ذلك لم يمنع من أن تشمله النظرة التي ينظر بها الي أصحابه، فعد أبوحنيفة الي جانب أصحابه ممن اتصلوا بخدمة هارون الرشيد، و قووا مذهبهم، و حصل لهم العلم و السلطنة [14] .

و لابد هنا من التعرض الي موقف الأنصار و الخصوم، و استعراض الأقوال فيه و آراء الناس حوله، لنقف علي ركام من الأخبار المختلفة و الآراء المتناقضة، فهناك تعصب و غلو في شخصيته، و اعجاب مفرط في مواهبه. و هناك نقد مر لأعماله، و تحامل شديد عليه، و وصف بما لا يليق بشخصية رئيس مذهب و امام طائفة.

فطائفة محبيه و مريديه قد رفعوه الي منازل النبيين، و زعموا أن التوراة بشرت باسمه، فذكر اسمه الي اسم اليهوديين: وهب بن منبه و كعب الأحبار. و أنه وجد في بعض الكتب المنزلة صفة ثلاثة رجال من أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم يفوقون أهل زمانهم فقها و علما [15] .

و أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أخبر به قبل ولادته، فروي مشايخهم بسندهم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: يكون في أمتي رجل يقال له أبوحنيفة هو سراج أمتي يوم القيامة [16] .

و عن أبي هريرة أيضا: يكون في أمتي رجل اسمه النعمان، و كنيته أبوحنيفة هو سراج



[ صفحه 167]



أمتي، هو سراج أمتي، هو سراج أمتي [17] و بسندهم عن ابن عمر: يظهر من بعدي رجل يعرف بأبي حنيفة يحيي الله سنتي علي يديه.

و يجعل لأميرالمؤمنين عليه أفضل الصلاة و السلام نصيب في ذلك، فبسندهم عن عبدالله بن مغفل قال: سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ألا أنبئكم برجل من كوفان، من بلدتكم هذه، أو من كوفتكم هذه، يكني بأبي حنيفة قد ملي ء قلبه علما و حكما، و سيهلك به قوم آخرالزمان، الغالب عليهم التنابز، يقال لهم البنانية كما هلكت الرافضة بأبي بكر و عمر رضي الله عنهما [18] .

و كذلك لابن عباس بسندهم عن الضحاك عن ابن عباس قال: يطلع بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بدر علي جميع خراسان يكني بأبي حنيفة.

و اذا توصل أنصاره الي اشاعة ذلك، غلب الهوي كل ميل للحق، و تحكم التعصب في القول، و أغلقوا كل منفذ. قال خلف بن أيوب: صار العلم من الله تعالي الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم ثم صار الي أصحابه، ثم صار الي التابعين، ثم صار الي أبي حنيفة و أصحابه. فمن شاء فليرض، و من شاء فليسخط [19] .

و يرفعونه فوق منزلة الأنبياء، لأن عيسي اذا رجع يقلده و يحكم بمذهبه، و أن الخضر تعلم أحكام الشريعة منه.

يقول قاضي زاده: اعلم أن المذهب لا يقلده من الصحابة و التابعين الا أبوحنيفة، فان عيسي لما ينزل يحكم بمذهبه [20] .

و لم يأبه المغالون بشي ء، فوصفوا امامهم بصفات لا يمكن تصديقها في حدود امكانات البشر، كقراءة القرآن سبعين ألف مرة في محل واحد، و صلاته في كل ليلة ركعتين يختم القرآن في كل ركعة، و صلاته الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة. و قد سوي الغلو و التعصب بين أبي حنيفة و بين آخرين اندفع أصحابهم في ادعاء العبادات لرجالهم علي هذا النمط.



[ صفحه 168]



و مهما بذل الباحث من جهد في تحليل الاعتماد علي ما يمجه الذوق و ينبو عن العقل فلا يتجاوز الهياج العاطفي و غليان الهوي، اذ تتصارع الانفعالات و يعمد الي الاسفاف و الابتعاد عن الحقيقة، و مهما جهد المرء في مواجهة اضطراب المنفعل، فلا يلق الا انفعالا و زيادة في الاضطراب تدفعه الي الاغراق أكثر و الاسفاف الي أبعد مما في ذهنه، و في نهاية الأمر تصبح الاساءة عن طريق الهوي و الغلو هي الحصيلة الدائمة.

قالوا: ان الله خص أباحنيفة بالشريعة و الكرامة. و من كرامته أن الخضر عليه السلام كان يجيي ء اليه كل يوم وقت الصبح و يتعلم منه أحكام الشريعة الي خمس سنين. فلما مات أبوحنيفة ناجي الخضر ربه و قال: الهي، ان كان لي عندك منزلة فأذن لأبي حنيفة حتي يعلمني من القبر علي حسب عادته حتي أتعلم شرع محمد صلي الله عليه و آله و سلم علي الكمال. فأحياه الله، و تعلم منه العلم الي خمس و عشرين سنة. و بعد أن أكمل الخضر دراسته، أمره الله أن يذهب الي القشيري و يعلمه ما تعلم من أبي حنيفة. و صنف القشيري ألف كتاب، و هي لا تزال وديعة في نهر جيحون، الي رجوع المسيح، فيحكم بتلك الكتب. لأنه يأتي في زمان ليس فيه من كتب شرع محمد صلي الله عليه و آله و سلم فيتسلم المسيح أمانة نهر جيحون، و هي كتب القشيري [21] .

و في وفاة أبي حنيفة يذكرون بكاء الجن له، و لهم أسانيدهم أن الجن بكت أباحنيفة ليلة مات، و كانوا يسمعون الصوت و لا يرون الشخص.



ذهب الفقه فلا فقه لكم

فاتقوا الله و كونوا خلفا



مات نعمان فمن هذا الذي

يحيي الليل اذا ما سدفا [22] .



أما الطائفة الثانية من معاصريه و غيرهم فقد رموه بالزندقة، و الخروج عن الجادة، و وصفوه بفساد العقيدة، و الخروج علي نظام الدين، أو مخالفة الكتاب و السنة. و طعنوا في دينه و جردوه من الايمان [23] .

و قالوا: اجتمع سفيان الثوري، و شريك، و حسن بن صالح، و ابن أبي ليلي



[ صفحه 169]



فبعثوا الي أبي حنيفة فقالوا: ما تقول في رجل قتل أباه، و نكح أمه، و شرب الخمر في رأس أبيه؟ فقال: مؤمن. فقال ابن أبي ليلي: لا قبلت لك شهادة أبدا. و قال له سفيان الثوري: لاكلمتك أبدا [24] .

و حكي عن أبي يوسف، قيل له: أكان أبوحنيفة مرجئا؟ قال: نعم. قيل: أين أنت منه؟ قال: انما كان أبوحنيفة مدرسا، فما كان من قوله حسنا قبلناه، و ما كان قبيحا تركناه عليه [25] .

وحدت ابراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة أنه قال: ما رأيت أحدا أجرا علي الله من أبي حنيفة. و عنه أيضا: كان أبوحنيفة يضرب لحديث رسول الله الأمثال فيبرره بعلمه [26] .

و عن الوليد بن مسلم قال: قال لي مالك بن أنس: أيذكر أبوحنيفة في بلادكم؟ قلت: نعم. قال: لا ينبغي لبلادكم أن تسكن [27] .

و عن الأوزاعي يقول: اننا لا ننقم علي أبي حنيفة أنه رأي، كلنا يري، ولكننا ننقم عليه أنه يجيئه الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم فيخالفه الي غيره [28] .

قال ابن عبدالبر في الانتقاء: و ممن طعن عليه و جرحه: محمد بن اسماعيل البخاري، فقال في كتابه (الضعفاء و المتروكين). أبوحنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، قال نعيم بن حماد: حدثنا يحيي بن سعيد و معاذ بن معاذ، قالا: سمعنا سفيان الثوري يقول: استتيب أبوحنيفة من الكفر مرتين. و قال نعيم الفزاري: كنت عند سفيان بن عيينة، فجاء نعي أبي حنيفة، فقال:... كان يهدم الاسلام عروة عروة، و ما ولد في الاسلام مولود أشر منه. و قال ابن الجارود في كتابه (الضعفاء و المتروكين): النعمان بن ثابت جل حديثه و هم.



[ صفحه 170]



و قد روي عن مالك رحمه الله أنه قال في أبي حنيفة نحو ما ذكره سفيان: انه شر مولد ولد في الاسلام، و أنه لو خرج علي هذه الأمة بالسيف كان أهون. و روي عنه أنه سئل عن قول عمر بن الخطاب: بالعراق الداء العضال؟ فقال مالك: أبوحنيفة: و روي ذلك كله أهل الحديث.

و عن وكيع بن الجراح أنه قال: وجدت أبا حنيفة خالف مائتي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و قيل لابن المبارك: كان الناس يقولون انك تذهب الي قول أبي حنيفة؟ قال: ليس كل ما يقول الناس يصيبون فيه، كنا نأتيه زمانا و نحن لا نعرفه، فلما عرفناه تركناه [29] .

و لقد جمع ابن عبدالبر بعضا من أقوال المادحين و الطاعنين أخذنا منها ما تقدم و سواها كثير بامكان القاري ء الرجوع اليها في الانتفاء، في مظانها الأخري كالخطيب البغدادي الذي طعن علماء الحنفية فيما أورده، و نسبوه الي التعصب الأعمي، و أجابوا عما ذكره، و ألفوا في (تأنيب الخطيب علي ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب). علي أن أعظم الأقوال تأثيرا ما ضمته مصنفات أصحاب الصحاح و السنن و التي تتخذ مستمسكا و أصلا يعملان في النفوس و الأذهان، فكان ما ذكره النسائي عن أبي حنيفة من أكبر ما يرفع في الحملة ضد أبي حنيفة حيث قال: و قال لنا أبوعبدالرحمن أحمد بن شعيب: و أبوحنيفة ليس بالقوي في الحديث، و هو كثير الغلط و الخطأ علي قلة روايته. ثم يصنف أصحابه الي ضعفاء و ثقات [30] فتضم هذه الأقوال الي بعضها، و تكون مادة للطاعنين.

و صفوة القول، أن دراسة حياة أئمة المذاهب تقتضي التوقف كثيرا عن ركامات ما أنتجته العاطفة و ما أفرزه التعصب، و كما أسلفنا فليس من سبل الحق و طرق الأمانة الاعتماد علي ذلك، اذ لا يجني أحد الا أمورا لا تمت الي الحقيقة، و لا صلة لها بالواقع. و هي تسيي ء أكثر مما تنفع، و تضعف أكثر مما تعضد، و الطرفان في غني عن ذلك لو أخلصوا في المأخذ، و اتخذوا من خصائص الرجال و مكانات أئمة المذاهب مادة لا يتعدوها الي نزغات التعصب أو التحامل الفظ. فمن محب مغال يفتح أبواب



[ صفحه 171]



الخيال و يتخلي عن الواقع فيسمح لنفسه باشراك الجن أو المخلوقات الأخري التي تتخذ وسيلة الهية في سياق رسالة نبي أو اظهار معجزة لولي بدونها قد يلحق بالشريعة أذي و قد يصيب دين الله الضرر، و من متحامل ناقم يتخلي عن روابط العقيدة و يتناسي و شائج الدين، فيخرج هدفه من حظيرة الاسلام. أما المنامات فأمرها عجب، حيث لا يلتفت أحد من مستخدميها - مادح أو قادح - الي سخف تعبيرها أو تدني تأليفها، فظلت مادة متيسرة لا تكلف ثمنا، يتناولها ذوو الأغراض بيسر و سهولة، و يتلقاها الواقعون تحت تأثير مروجيها و باعثيها بثقة و استسلام، و تصبح سلاحا بيد العامة، فتهيج علي سطح المجتع لغة المنامات و ما يلحق بها من ادعاءات و كرامات.

أما المصنفات التي تشتمل علي المناقب، فهي جمع لكل ما أشرنا اليه، و أخذ بكل ما راج و كثر، و هي كثيرة، و مع كثرتها فهي لا تهدي السبيل و لا تنير الطريق، اذ أنها - كما يقول الشيخ أبوزهرة - طوائف من الأخبار يسودها المبالغة، و لا يكاد يخلو خبر منها من الاغراق، فنمييز صحيحها من سقيمها يحتاج الي مقاييس النقد المستقيمة، فأخبارها لا ترفض جملة و لا تؤخذ جملة، اذ هي بلا شك فيها الحق و الباطل، و أخذ الحق من بينها يحتاج الي نظر فاحص [31] .

لقد وجد بعض أتباع أبي حنيفة في حقيقة كونه فارسيا أمرا غير مرض فحاولوا وضع نسب عربي فقالوا: ان ثابت هو ابن طاووس بن هرمز ملك بني شيبان.

و قالوا أيضا: انه من الأنصار، فهو النعمان بن ثابت بن زوطيا بن يحيي بن رشاد الأنصاري.

أو أنه تيمي كوفي من رهط حمزة الزيات.

و المشهور من نسب أبي حنيفة أنه: النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه. ولد سنة 80 ه و توفي سنة 150 ه.

و الذين توقفوا عن التلاعب بحقيقة النسب قالوا: بأنه من نسل أفريدون - من ملوك العجم - و وضعوا لذلك حديث: لو كان العلم في الثريا لتناوله أبناء فارس، أو قوم من أبناء فارس، فخصصوا عمومه في أبي حنيفة.



[ صفحه 172]



و في نهجنا هنا تجريد البحث عن حياة أبي حنيفة من زوائد فرضتها الميول و الأغراض المتعددة، فقد غلبت علي أكثر كتاب حياة أبي حنيفة من أتباعه عاطفة قوية، و سيطر عليهم الاندفاع، حتي أنهم لم يترددوا في استخدام الأساطير و الخرافات، فهو امام الأئمة، و أعلم الأمة، و ما من عالم من علماء الدنيا الا و هو تحت ختمه، و ما من فقيه الا و هو عيال عليه، و أنه نودي من زاوية البيت الحرام: عرفت فأحسنت المعرفة، و خدمت فأخلصت الخدمة، غفرنا لك و لمن اتبعك و لمن كان علي مذهبك الي يوم القيامة [32] .

و قد كنا هناك مضطرين الي ذكر ما أوردوه من أحاديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و مناقشتها، و عندما وضعناها في ميزان الاعتبار، لم تحرك كفة عن مستواها فضلا عن ترجيحها، لأن الدوافع واضحة و الأغراض جلية، و هي ناجمة عن أوضاع سادت فيها الفرقة و تعرضت شخصية أبي حنيفة الي الانتقاد، فنالوا منه، و وصفوه بكل مكروه. و قد قطعت خطة تأسيس المذاهب شوطا كبيرا علي الساحة، و أخذت ترسي دعائمها، فتقتطع من أجزاء المجتمع و تسري في أحشائه، و ينشأ جيل و آخر علي مثل هذه العلاقات. و عبر كل المراحل تختبي ء أغراض الحكام وراء كل جانب من جوانب العداء و الفرقة، كما كانت أغراضهم وراء تصنيف الناس و تقسيم دينهم.

و لقد كانت الخصائص التي تجاهلها الكثيرون و لم يذكروها بحقائق أسمائها و دلالة وجودها في شخصية أبي حنيفة و مواقفه تمثل مشكلة للمنصور الدوانيقي [33] الذي عرف بعدائه للعلويين، و ميل أبي حنيفة و اتصاله بهم معروف، فتعارضت أغراض المنصور و أهدافه في ادناء أبي حنيفة، و توجيه الأنظار اليه، ليقف بازاء شخصية الامام جعفر الصادق، اذ قال له المنصور: يا أباحنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيي ء له من المسائل الشداد [34] تعارضت هذه الأغراض مع خصائص أبي حنيفة و سلوكه، حتي أنه عجز عن تحويله و ابعاده عن توجيه النقد اللاذع الذي كان شيئا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي لا يطبقه المنصور



[ صفحه 173]



علي أصوله، و لا يقوي علي مواجهة أهله، الذين قل عددهم، و انزوت جموعهم تحت ضغط أفعال الحكام و سياسة بني العباس. و هكذا ضاق المنصور بأبي حنيفة، و قرر الخلاص منه، و كان لابد له من سبب ظاهري يأخذه به أمام الناس، فعرض عليه قضاء بغداد ثانية، و رفضه أبوحنيفة. و وصله بهدية أرسلها اليه، فردها عليه، فحبسه و ضيق عليه، و جعل يضربه كل يوم عشرة أسواط، حتي ضرب عشرة و مائة سوطا [35] .

ان الأفكار وليدة التجارب، و للبيئة أثرها في توجيه سلوك الأفراد، و قد كانت لأبي حنيفة تجارب كثيرة، فقد ولد و نشأ في الكوفة، و هي البلدة العربية التي عرفت بنزعتها الثورية و اتجاهها السياسي ضد الحكم الأموي و ميلها للعلويين، و قد شب أبوحنيفة في عهد الحجاج بن يوسف. فرأي قسوته و استبداده و سيرته السيئة و حكمه القاسي، و معاملته للناس بما لا يطيقونه من الأذي و العسف، و مات الحجاج و عمر أبي حنيفة حينها خمسة عشر عاما، و شاهد ولاة الأمويين يسيرون بالأمة بالجور، و يخالفون نظم الاسلام اتباعا لملوكهم و طبقا لرغباتهم.

و أصبحت الكوفة قاعدة الثورة ضد الظلم الأموي، و مركزا تتجمع فيه القوات الموالية للعلويين و العباسيين معا. أضف الي ما احتفظت به الكوفة من نشاط فكري و صراع عقائدي أورثها مشاكل كثيرة، و أصبح مجتمعها مسرحا للخلافات.

و في عصر أبي حنيفة، نشطت الدعوة العلوية لوجود كتلة شيعية قوية أثرت تأثيرا غلبا في الحركات الفكرية و السياسية، و مع أن الدعوة للثورة كانت مشتركة بين العلويين و العباسيين، فان الدعاية العباسية كانت محدودة الأثر بالرغم من استغلال العباسيين لشعار الدعوة الي آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و اقامة تنظيماتهم علي هامش المناداة بالرضا من آل محمد، فتعاطف الناس معهم و دخلوا في صفوفهم و هم يظنون بهم خيرا، و أنهم لا يختلفون عن الشيعة الذين كانوا يسعون بأخلاص الي الانتصاف لآل بيت نبيهم الأطهار الذين ينطبق عليهم لفظ آل محمد، و أن الخلافة من أمور الدين، و هم أحق الناس بالقيام بأمر رسالة جدهم المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم.

و عندما نزلت بالأمة كارثة استشهاد سيد الشهداء الامام أبي عبدالله



[ صفحه 174]



الحسين عليه السلام علي أيدي يزيد، كابد الشيعة من نتائجها السياسية و النفسية أهوالا و آلاما دفعتهم الي مواصلة الجهاد ضد الظلمة و تجير الثورات، و كانت السلطة بتجبرها و طغيانها لا تتورع عن سفك الدماء و ازهاق الأرواح و انتهاك الحرمات، و الشيعة لا يكفون عن التفاني و تقديم التضحيات. و لما قامت ثورة زيد بن علي، شاع بين الناس من جديد تيار ثورة الامام الحسين، و انتشر بين صفوفهم نداء نهضة السبط الشهيد مرة أخري. فكان أبوحنيفة من المتحمسين لثورة زيد الشهيد، و قد مر بنا جانب من وجوه انحيازه الي جانبه، و قد حث علي الالتحاق بجيش ابراهيم، كما أفتي بالخروج مع الثوار من أهل البيت بعد أن بايعه [36] .

و جاءت اليه امرأة فقالت له: انك أفتيت ابني بالخروج مع ابراهيم فخرج فقتل. فقال لها: ليتني كنت مكان ابنك [37] .

و قال أبواسحاق الفزاري: جئت الي أبي حنفية فقلت له: ما أتقيت الله، أفتيت أخي بالخروج مع ابراهيم بن عبدالله حتي قتل؟!

فقال: قتل أخيك حيث قتل يدل قتله يوم بدر، و شهادته مع ابراهيم خير له من الحياة [38] .

و غير ذلك من الاجابات و الأقوال - كما ألمحنا اليه سابقا - و التي تكشف انحيازه للثورة، و تعلقه بقادتها الي حد تتضح فيه ظروف اقامة أبي حنيفة في ظل المنصور الذي أقضت مضجعه تلك الثورة، و بقي كأنه يتقلب علي ألسنة النيران أو يبيت علي حسك السعدان، حتي اتسخت ثيابه، وزري مظهره، و هو يتلظي يطلب رؤوس أهل البيت. و أبوحنيفة يكتب الي ابراهيم يشير عليه أن يقصد الكوفة و يقول: ائتها سرا، فان من ها هنا من شيعتكم يبيتون أباجعفر فيقتلونه أو يأخذون برقبته فيأتونك به [39] و يجهزه بأربعة آلاف درهم لم يكن عنده غيرها [40] و يقول له: فاذا لقيت القوم و ظفرت بهم فأفعل كما فعل أبوك في أهل صفين، أقتل مدبرهم،



[ صفحه 175]



و أجهز علي جريحهم. و لا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل، فان القوم لهم فئة [41] فلا يفرق بين دولة معاوية و بين دولة المنصور، مما يجعل تقدير خفاء وضعه علي المنصور بعيدا. و هو الملك الذي عد من دهاة عصره، و قد أخر تنفيذ حكمه الي حين الانتهاء من الأوضاع المعقدة و الظروف الشائكة التي يسببها له أهل البيت عليهم السلام سواء بمكاناتهم الدينية أو سلطانهم الروحي أو حركاتهم الثورية و تصديهم لظلمه بحد السيف. و مهما يكن الاختلاف و كثرة الأقوال عن الاسباب التي دعت المنصور الي الحقد عليه، فمما لا شك فيه أن السبب الأساس الذي يعني السلطة هو صلة أبي حنيفة بالعلويين و ميله اليهم. و قد مر بنا المزيد من ذلك بما لا زيادة عليه في رأينا [42] .

و يبدو أن مدرسة أبي حنفية - برغم وجوده حيا - كانت تتأثر بالسلطة، يتتلمذ الأصحاب علي امامهم في العلم و الفقه، و ينفتحون علي الحكام و الساسة في المواقف و السلوك. و قد رأينا مدي التحول في خط أبي يوسف. أما زفر بن الهذيل فيقول: كان أبوحنيفة يجهر في أمر ابراهيم جهرا شديدا، و يفتي الناس بالخروج معه. فقلت له: والله ما أنت بمنة عن هذا حتي نؤتي، فتوضع في أعناقنا الحبال [43] .

و في الجملة، فان موقف امتناعه عن تقلد القضاء من أهم شواهد السلوك الذي تميز بها أبوحنيفة، و هو يشتمل علي دلالات لم تغب عن بال المنصور. لأن الرفض يفسد خطة المنصور السياسية التي وضعها لمواجهة نفوذ أهل البيت عليهم السلام و لذلك فان فكرة المذاهب الرسمية أو السلطوية لم تلصق بأبي حنيفة، اذ أعاقها رفضه و امتناعه، و انما ترتبط بأعمدة مدرسته. كذلك فان امتناع أبي حنيفة عن تولي القضاء يعني منع التعاون معهم و حجب التأييد عنهم، و ما يحمل ذلك علي أنه يري عدم صحة امامة المنصور فلا يجوز تولي القضاء لهم. و كيف لا يعتقد ذلك منه، و قد تأثر بأساتذته من سادة أهل البيت، حيث حضر عند الامام الباقر عليه السلام المتوفي 114 ه زيد الشهيد عليه السلام المتوفي سنة 122 ه و الامام الصادق عليه السلام المتوفي سنة 148 ه.



[ صفحه 176]



و حقيقة الأمر أن جل ما تشير اليه أخباره في هذا المقام يبين منه أنه كان قلبه مع العلويين في خروجهم أولا علي الأمويين، ثم في خروجهم ثانيا علي العباسيين، و كان لا يري لبني أمية علي أي حال حقا و لا سلطانا من الشرع أو الدين، ولكنه لا يحمل السيف، و لا يثور، لاعتبارات لها مقامها [44] .

و يبدو أن ذلك كان مشهورا منه منذ عهد الأمويين، فتوحدت وسيلة الايقاع به من قبل النظامين، و اتخذ القضاء محكا لأنه منصب ديني و سلطة تشريعية تسند الي من يتميز بالعلم و المكانة الدينية، فضلا عن أن توليها يعني التحاق صاحبها بالملوك و الحكام، و قد ألمحنا الي محنته مع ابن هبيرة و الي الأمويين حتي لتكاد تتساوي العقوبة كأنها تصدر عن وال واحد، و ليس ذلك بغريب لأن التهمة واحدة. يروي الحسن بن زياد -صاحب أبي حنيفة - عن أبي حنيفة قال: كان بنوأمية يطلبون الفقهاء للافتاء، فدعاني واحد منهم و كان أول ما دعيت، و عن يمينه و شماله ابن أبي ليلي و ابن شبرمة، فقال لأحدهما: ما تقول في امرأة زوجت نفسها في عدتها؟ قال: تفرق و تضرب ضرب النكال، و المهر في بيت المال. و قال الآخر مثل ذلك. فقال: يا نعمان، ما تقول أنت؟ فاسترجعت و قلت: هذا أول ما دعيت، كيف لا أقول ما أدين به، و قولي فيها قول علي رضي الله عنه، و بنوأمية لا يذكر عندهم علي و لا يفتون برأيه، فقلت: أصلحك الله، اختلف فيها بدريان من أصحابه عليه السلام فقال عمر رضي الله عنه بما قالا، و قال الآخر تفرق، و تتم عدة الأول و عليها عدة مستأنفة من الثاني اذ دخل بها، و عليه المهر بما استحل من فرجها، و لا يجعل في بيت المال. قال: من قال هذا؟ قلت: علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قالوا: أبوتراب؟ قلت نعم. فنكس رأسه و قال لأشبه القولين بالحديث... اه. و في أخري زيادة قال (ابن هبيرة) بأي القولين تأخذ أنت؟ قال: قلت: عمر عندي أفضل من علي، لكن برأي علي آخذ.

و جلي أن أباحنيفة اضافة الي ما صرح به من خشيته جانب الحاكم الأموي. و تدرجه في الاجابة الحذرة، فانما بادر الي تقديم ذكر الأفضلية لتهدئة نفس الحاكم، و من ثم التحول الي الرأي. حكي أن الكردري يعقبه بالقول: و انما ذكر حديث



[ صفحه 177]



الأفضلية - و ان لم يكن له دخل في المقصود - لئلا يتهم بالرفض أو الاعتزال، و كان بنوأمية لا يذكر عندهم علي، و كل من ذكره عندهم عاقبوه. و كانت العلامة فيه أن يقولوا: قال الشيخ كذا، و كان الحسن البصري اذا ذكره قال: قال أبوزينب كذا [45] .

و من المعروف عن رأي أبي حنيفة أنه: ما قاتل أحد عليا، الا و علي أولي بالحق منه. عن الحسين بن زياد قال: سمعت أباحنيفة يقول: لا شك أن أميرالمؤمنين عليا انما قاتل طلحة و الزبير بعد أن بايعاه و خالفاه. و في رواية أنه قال: و هو (الامام علي) علم المسلمين السنة في قتال أهل البغي [46] .

كما أنه كان يروي عن أسانيده، و يبدو لعلة لا تعدو الحكام و الاشفاق منهم، و كأنه يهرب من بلائهم، فيروي عن حماد قال: قال ابراهيم: علي أحب الينا من عثمان [47] و معلوم علاقة حماد و ابراهيم و دورهما في تكوين مكانة أبي حنيفة و الصلة التي تجمعهم.

و قد حضر أبوحنيفة عند علماء الشيعة، و أخذ عنهم العلم، و روي أحاديثهم، نذكر منهم علي سبيل الاشارة لا الاستقصاء:

جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي المتوفي سنة 128 ه.

حبيب ابن أبي ثابت أبويحيي بن قيس الكوفي المتوفي سنة 119 ه.

فحول بن راشد، أبوراشد النهدي المتوفي 141 ه.

عطية بن سعد العوفي المتوفي سنة 111 ه.

أجلح الكندي، و قيل اسمه يحيي بن عبدالله، و لقبه الأجلح المتوفي سنة 145 ه. اسماعيل بن أبي عبدالرحمن بن أبي كريمة المتوفي سنة 127 ه.

المنهال بن عمر الكوفي التابعي.

عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي المتوفي سنة 119 ه.

زبيد بن الحارث الأيامي المتوفي سنة 122 ه.



[ صفحه 178]



و غيرهم من رجال الحديث، و قد خرج أحاديثهم كبار المحدثين، و ضمت كتب الرجال تراجمهم و أسماء من حضر عندهم من العلماء [48] .


پاورقي

[1] الخطيب البغدادي 14 / 246.

[2] الخطيب و شذرات الذهب ج 1 ص 299. و وفيات الأعيان ج 5 ص 425.

[3] الخطيب البغدادي ج 14 ص 256.

[4] الخطيب و ابن العماد في الشذرات و ابن خلكان.

[5] الحيوان للجاحظ ج 1 ص 87.

[6] ابن عابدين، رسم المفتي ص 25.

[7] للمزيد راجع الجزء الثاني من الكتاب.

[8] كان الامام موسي يعرف بالعبد الصالح لكثرة عبادته.

[9] البداية و النهاية ج 10 ص 183.

[10] البداية و النهاية ج 10 ص 183. و الأصح يا أباالحسن.

[11] تاريخ الخطيب ج 14 ص 250. و وفيات الأعيان ج 5 ص 247.

[12] تاريخ الخطيب ج 14 ص 254.

[13] احياء علوم الدين ج 1 ص 32.

[14] مناقب الشافعي للرازي ص 139.

[15] مناقب الموفق.

[16] جامع مسانيد الامام الأعظم ج 1 ص 141.

[17] نفس المصدر. و تاريخ بغداد. مناقب الموفق.

[18] جامع المسانيد.

[19] الخطيب البغدادي.

[20] جامع الرموز ج 1 ص 2.

[21] الاشاعة في أشراط الساعة ص 120. و الياقوتة لابن الجوزي ص 45.

[22] آكام المرجان للقاضي الشبلي ص 149.

[23] انظر أبوحنيفة، محمد أبوزهرة ص 5.

[24] الخطيب ج 13 ص 374.

[25] نفس المصدر.

[26] الانتفاء لابن عبدالبر ص 148.

[27] ميزان الشعراني ج 1 ص 59.

[28] تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 63.

[29] الانتفاء لابن عبدالبر ص 151. و الخيرات الحسان ص 76.

[30] كتاب الضعفاء و المتروكين ص 124.

[31] أبوحنيفة ص 7.

[32] مفتاح السعادة 2 / 82. و مقدمة المناقب للخوارزمي.

[33] الدوانيقي أو أبوالدوانيق من الألقاب و الكني التي أطلقت علي المنصور لشحه و بخله.

[34] المناقب للموفق.

[35] انظر: مقدمة «العالم و المتعلم» للقلعجي و عبدالوهاب الندوي.

[36] عمدة الطالب ص 109.

[37] مراقد المعارف 1 / 97. و عمدة الطالب.

[38] المقاتل ج 2 ص 712.

[39] المقاتل.

[40] عمدة الطالب.

[41] مراقد المعارف. و المقاتل و العمدة.

[42] انظر ج 1 من الكتاب.

[43] المقاتل.

[44] أبوحنيفة لأبي زهرة ص 31.

[45] المناقب 1 / 173.

[46] المناقب للموفق 2 / 84.

[47] المصدر السابق.

[48] انظر الخلاصة للخزرجي، و ميزان الاعتدال للذهبي. و لسان الميزان لابن حجر. و هداية الباري لشرح صحيح البخاري و غيرها.


مالك بن أنس


و نعود الي الحديث عن المذاهب الأربعة و رؤسائها. و نبدأ في البحث عن حياة الامام مالك بن أنس.

و تختلف المصادر في سنة ولادته، و لم تقطع كتب المناقب بصحة أحدها، فظل الاختلاف في سنة مولده كالاختلاف في مدة حمله. فقيل أنه ولد سنة 90 ه، و قيل سنة 93 ه، و قيل سنة 94، أو 95، أو 96 في المدينة المنورة. كما قيل في مدة بقائه في بطن أمه: سنتين، أو ثلاث، أو أربع. و قد تناولنا ذلك في القسم السابق من حياة مالك الذي تضمنه الجزء الثاني من الكتاب.


الرجلان


«يا بني: ان الذين حولنا لو يعلمون عن علي ما نعلم، تفرقوا عنا الي أولاده» [1] .

(عبد العزيز بن مروان)

الحق أن الاختلاف كان شديدا بين الامام جعفر الصادق و بين الخليفة أبي جعفر المنصور: في طبيعتهما و طريقتهما و غاياتهما.

هذا صاحب سلطان، فيه شركاء متشاكسون، تركبه هموم الدنيا، و تلبس جلده شياطينها، يترافع لينحني الناس له، و يجمع دنياهم في قبضته، شحيح النفس منقبض اليد، «دوانيقي» يحسب بالدرهم و الدانق [2] ، تبدو منه صعقات السلطان عند الفزع، و تحوله مطامعه من الدماثة الي الشراسة، فلا يطمئن له أحد، أقام دولته علي أشلاء الأعداء، و فزع الأقرباء، و جماجم أهل البيت في خزائنه!

أما الامام فرجل سلم لكل رجل، يتواضع ليرفع الناس كلهم، ولا تستعبده الدنيا قيد أنملة، يعطي و لا يأخذ، و يحيي أنفس الناس بالعطاء المسماح من العلم و الجاه و المال «ما قال لا قط الا في تشهده» [3] فهكذا كان أبوه وجده.

والحق كذلك أن المنصور - بنجاحه في اقامة أكبر دولة في التاريخ الوسيط - يعتبر واحدا



[ صفحه 124]



من ثلاثة لا يعرف لهم التاريخ الاسلامي رابعا، و لا ينزل بهم التاريخ العالمي عن أعظم المؤسسين للدول.

أولهم: معاوية بن أبي سفيان، و ثانيهم: عبد الملك بن مروان، مصائرهم متشاكلة، و وسائلهم متشابهة، و خصامهم لأهل البيت أساس دولتهم، و نجاحهم في دنيا السلطة مقطوع القرين:

بدأوا علماء، وانتهوا ملوكا؛ كالملوك الأعاجم! والاسلام فضل من الله، يسخر لخدمته من يشاء، ولو مال عن الجادة رجل فانما يخذل نفسه، و لا يصيب الاسلام بسوء.

لقد أخطأ معاوية في اقامة دولته و في حربه، و كان لزاما أن يقوده خطؤه الي أن يجعل الدولة «هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل» [4] فيكون ابنه يزيد أشأم و ألأم خلف لسلف، لكن أحدا لا يتنازع في أن دولته - و ان لم تمثل دولة الدين - قد انتشرت في البر و البحر، و نشرت الاسلام، و جاهد في غزواتها الصحابة و بنوهم والعلماء و الفقهاء، بل غزا و جاهد فيها بين جيوش المسلمين أبوالشهداء: الحسين بن علي، في فتح أفريقية، و غزو جرجان و طبرستان و القسطنطينية.

و معاوية هو الذي مهد لدولة ابن عمه مروان بن الحكم.

و عبدالملك بن مروان هو المؤسس الحقيقي للدولة المروانية التي أينعت فروعها بالأندلس، و أبقت الاسلام في أوربة ثمانمائة عام، لتهيي ء للحضارة الحديثة أن تنطلق من جامعات الأندلس و جوامعها، و هو عم عمر بن عبدالعزيز و صهره.

و عمر - خامس الراشدين في مدة خلافته - الذي كتب لعامله علي المدينة يوم ولي الخلافة: أقسم في ولد فاطمة رضوان الله عليهم عشرة آلاف دينار، فقد طالما تخطتهم حقوقهم. و قال معلنا حق علي و باطل بني أمية و مروان: «كان أبي [5] اذا خطب فنال من علي تلجلج، فقلت: يا أبت، انك تمضي في خطبتك، فاذا أتيت علي ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟ قال: أو فطنت الي ذلك؟ يا بني ان الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا



[ صفحه 152]



عنا الي أولاده...» [6] .

لكن أباجعفر كان أثقل الثلاثة حملا، اذا كان معاوية و عبدالملك قد سبقاه ففصلا بين الدين والدولة، فجزءا نظرية الدولة الاسلامية، كان هو قد سار علي الدرب الذي اختطاه. ان المعارك التي خاضها من أجل دولته كانت أوسع مدي.

ففزعه من أبي مسلم و جنده لم يكن الا رجع الصدي لصوت يتصايح في آفاق حياته، و أعماق ذاته: أنهم سرقوا الدولة من أبناء علي، و من هنا خوفه المستمر من انتقاض أهل خراسان الذي جاءوا لمبايعة «الرضا من آل محمد»، و أهل البيت أولي منه في أنظار الذين جاءوا به و بأخيه الي السلطة.

و خوفه من أعضاء بيته أشد، فلقد كان عمه عبدالله بن علي قائد جيش الشام، لكنه خرج عليه، و أخمد فتنته أبومسلم الخراساني، حتي اذا استسلم علي عهد حبسه أبوجعفر ليقتله بعد زمن من قتله أبامسلم ذاته، و كذلك غدر بعيسي بن موسي الذي انتصر علي محمد و ابراهيم فسلبه حقه في ولاية العهد، و ولي ابنه المهدي عهده، فكان غدره كهيئة ما غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد الأشدق في ولاية العهد، قائلا: ما اجتمع فحلان في شول الا أخرج أحدهما صاحبه! [7] .

و ما كان نقض معاوية عهده مع الحسن بن علي الا درس المعلم الأول للرجلين: أن يستعملا الزمن، و أن ينتهزا الفرص، و أن يحركا الحوادث بدهاء، و أن يقطفا الثمر: ثمرة ثمرة.

و أبوجعفر لا يتردد في اعلان التشابه بينهم، و في تعطشه للدم، فيعلن في الناس أن «الملوك ثلاثة: معاوية و كفاه زياده، و عبدالملك و كفاه حجاجه، و أنا ولا كفاة لي» [8] .

كأنما لم يكن فيما سفكه كفاية، فكان يريد أن يسفك له دما أكثر، سفاحون أصغر!

الواقع أن أزمات أبي جعفر كانت آخذة بخناقه من كل صوب، فهي في نفسه، و في بيته، و في دولته، و في صلته بالأمة: أن كانت القوة العسكرية التي أجاءته الي الحكم قد تخلت



[ صفحه 126]



عنه، بل حملت السلاح ضده، و كانت القوة الفكرية التي قامت عليها الدولة قد صار أصحابها فرائس له، و كانت القوة العصبية: قوة أسرته، تترنح بخروج عمه عبدالله و قتله، و بمغامرته للاستئثار لبنيه بالخلافة دون سائر أهله. فاذا كان ثمة من أحبه، فان حبهم كان أقبح من البغض، مذ كانوا يؤلهونه، فيكفرون أنفسهم و يفضحونه، بل كادوا يقتلونه، يوم أحاط الراوندية [9] بقصره، فلم يمكنه الله منهم الا بمساعدة عدو كان يطلب رأسه [10] ، هو معن بن زائدة الشيباني [11] و كان معن حريا أن يقتله في وطيس المعركة. حتي الذي أنجاه كان عدوا له!

و في سنة 145 انتفضت خراسان، فقتلت جيوشه من أهلها سبعين ألفا، و أسرت بضعة عشر ألفا.

و لم يكن شغله بالجيوش المحاربة في المشرق أو في جزيرة العرب أهم أشغاله، ففي افريقية خرج عليه محمد بن الأشعث والي افريقية، فجرد عليه جيشا بقيادة الأغلب بن سالم [12] و، و سيقتل الأغلب بعد سنين، سنة 150!! و لم ينهزم الخوارج الا بعد أن خاضوا ثلثمائة و خمسة و سبعين وقعة! و أمام جيش قوامه خمسون ألفا.

كل أولئك و هو من شح نفسه، و من اصطحاب جماجم أهل البيت في خزائنه، في أمر مريج، يحسب أن كل صيحة عليه هي العدو، و أن كل خروج عليه يدعو الجميع ليخرجوا، و هم علي خروج قادرون.

مع كل ذلك نجح أبوجعفر بالحذر و الغدر و معالجة الخصوم، فاستبقي دولته لتكون أطول



[ صفحه 127]



الدول الاسلامية عمرا، و أبعدها في الحضارة العالمية أثرا.

لكن التاريخ - و قانونه: الاستقامة - و طبيعة الأشياء - و قانونها: لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار، و مضاد له في الاتجاه - لم يتركا أبناءه و حفدته دون عقاب، و كأنما كان طول عمر دولته تطويلا للعقاب عليهم، و تكثيرا لمن ينزل بهم.

كان من لوازم السلطة، أو علامات عدم الثقة بالنفس أو بالغير: أن تتراءي من أبي جعفر في لقائه لأهل البيت أو التعامل معهم نزعات المستوفر الحذر، أو مظاهر الاستعلاء عند مواجهة الأعداء، أو من يضعهم في مواضع الأعداء. لكن الامام الصادق كان يمسك بالزمام، فيرد الخليفة دائما الي حيث يطلب الموعظة أو العلم.

و من امساك الزمام في أحد هذه اللقاءات امساك الخليفة ذاته أن يميل علي أهل البيت، فيقول له: «لا تقبل في رحمك و أهل الرعاية من أهل بيتك من حرم الله عليه الجنة و جعل مأواه النار، فان النمام شاهد زور و شريك ابليس في الاغراء بين الناس، فقد قال الله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين) [13] و نحن أنصار و أعوان، و للملك دعائم و أركان، ما أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر، و أمضيت في الرعية أحكام القرآن، و أرغمت بطاعتك الله أنف الشيطان، و ان كان يجب عليك في سعة فهمك و كثرة علمك، و معرفتك بآداب الله: أن تصل من قطعك، و تعطي من حرمك، و تعفو عمن ظلمك، فان الكافي ليس بالواصل، انما الواصل من اذا قطعته رحمه وصلها، فصل رحمك يزد الله في عمرك، و يخفف عنك الحساب يوم حشرك» [14] .

و يقول المنصور: قد صفحت عنك لقدرك، و تجاوزت عنك لصدقك، فحدثني عن نفسي بحديث أتعظ به، و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات.

و بهذا السؤال انتشل المنصور نفسه من موقع قاطع الرحم، الي موضع المواسي لذوي القرابة، و مكانة طالب الموعظة، فأدلي بها اليه الامام.

قال: «عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما



[ صفحه 128]



قدرت عليه كنت كمن شفي غيظا و داوي حقدا، و أحب أن يذكر بالصولة. و أعلم أنك ان عاقبت مستحقا لم يكن غاية ما توصف به الا العدل، و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر» تلك آداب الله، و أسباب الحكم الصالح، و ملاك السيطرة للحاكم المسلم علي قلوب الرعية.

و ظاهر أن أباجعفر كان يتظاهر بالاستعلاء اذ يدعي الصفح، و ليس لديه تهمة، ولو كانت عنده تهمة للصادق لما طلب الموعظة اليه.

و للملوك سماعات أو أبواق دعايات، منتشرة في الرعية، تلتقط موجات الرضا و الغضب، و الهدوء و القلق، و تبث نظائرها حسب الحاجة. و النمامون كثر؛ كالفراشات التي تدور حول النور، تلتمس الدف ء أو الظهور. و لأبي جعفر جهاز لايني عن استعماله ليروع خصومه، أو ليجعلهم في قبضة يده.

فلقد يدس من أجهزته دسيسا بعد دسيس علي بن الحسن و الحسين، مثل أن يدعو ابن مهاجر [15] ذات يوم فيقول له: خذ هذا المال وائت المدينة، والق عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد (الصادق) و أهل بيتهم، و قل لهم اني رجل من خراسان، من شيعتكم، و قد وجهوا اليكم هذا المال، فادفع الي كل واحد منهم علي هذا الشرط، كذا و كذا، فاذا قبض المال فقل: اني رسول، و أحب أن تكون معي خطوطكم بقبض ما قبضتموه مني. و ذهب ابن مهاجر، فلما رجع قال له أبوجعفر: ما وراءك؟ قال: أتيت القوم و هذه خطوطهم، ما خلا جعفر بن محمد، قال لي: يا هذا اتق الله و لا تغرن أهل بيت محمد، فانهم قريبو العهد بدولة بني مروان، و كلهم محتاج، فقلت: و ما ذاك أصلحك الله، فقال: ادن مني، فدنوت، فأخبرني بجميع ما جري بيني و بينك؛ كأنه ثالثنا! قال المنصور: يا ابن مهاجر، انه ليس من أهل بيت نبوة الا و فيهم محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [16] .

فالصادق يكشف للمنصور و دسيسه حقائق يعلمونها، و ينبههما علي ألا يورطا أهل البيت من جراء حاجاتهم، يريد لأهله السلامة، و للخليفة الاستقامة، و للأمة الطمأنينة، و في كل



[ صفحه 129]



ذلك خير لأبي جعفر المنصور.

و لقد كان المنصور نفسه يجعل الصادق حجة من حججه، و اذا فاخر أهل البيت فاخرهم به!

كتب اليه محمد بن عبدالله (النفس الزكية) يدعوه ليبايعه، و عيره بأمهات العباسيين لأنهن أمهات ولد، و أم المنصور بربرية تدعي «سلامة»، يتردد اسمها علي ألسنة الذين فاخروه، فتولي المنصور كبره في الرد علي محمد، و لم يدع الفرصة تفوته ليستفيد حجة من مكانة الامام الصادق، قال فيما قال: «و ما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و سلم أفضل من علي بن الحسين زين العابدين، و هو لأم ولد، و لهو خير من جدك حسن بن حسن، و ما كان فيكم بعده مثل محمد بن علي الباقر وجدته أم ولد، و لهو خير من أبيك، و لا مثل ابنه جعفر، وجدته أم ولد، و هو خير منك» [17] .

و غض المنصور طرفه عن أن أم الولد في شجرة الباقر «شاه زنان» [18] بنت كسري ملك الفرس. و أين منها - بعد اذا أسلمت - سلامة!

علي أن اللقاءات - أو الاحتكاكات - بين الرجلين لا تتوقف. فهذان قطبان، لكل منهما عالمه، و هما ضدان لهما مستويان، و الشرف فيهما لرجل الدين و الزهد و العلم، و الملوك أحوج الي العلماء من العلماء الي الملوك.

و أبوجعفر حريص غدر، يسلط علي الصادق من وقت لآخر، و في مكان بعد آخر، وجوها من التهديد لشخصه، و الاتهام لولائه، و الازراء بعلمه.

يقول له ذات يوم في لقاء له بالكوفة: أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و فسادك علي أهل البيت من بني العباس، و ما يزيدك الله بذلك الا شدة حسد و نكد، و ما تبلغ به ما تقدره. فيجيبه الصادق: «والله، ما فعلت شيئا من ذلك، و لقد كنت في ولاية بني أمية، و أنت تعلم



[ صفحه 130]



أنهم أعدي الخلق لنا و لكم، و أنه لا حق لهم في هذا الأمر، فو الله ما بغيت عليهم، و لا بلغهم عني شي ء مع جفائهم الذي كان لي، و كيف أصنع هذا الآن، و أنت ابن عمي، و أمس الخلق بي رحما، و أكثر عطاء و برا؟ فكيف أفعل هذا؟!» [19] .

والصادق بهذا يسجل للخليفة بره، و يقدر له أولية ذوي الأرحام عنده في البر بهم، و يقرر له حقه في الخلافة، و ليس للمنصور فوق ذلك طلبات، و بهذا يستل الضغن من صدره، ليدعه في ميدانه الذي يسره الله له.

و مع ذلك يعاد المشهد في بغداد، بعد سنة 145، فيستحضره المنصور لمواجهة جديدة. يقول له: يا جعفر، ما هذه الأموال التي يجبيها لك المعلي بن خنيس؟ [20] قال الصادق: معاذ الله، ما كان من ذلك شي ء، قال المنصور: تحلف علي براءتك بالطلاق و العتاق، قال الصادق: نعم، أحلف بالله ما كان من ذلك شي ء، قال المنصور: بل تحلف بالطلاق و العتاق، قال الصادق: ألا ترضي بيميني: الله الذي لا اله الا هو! قال أبوجعفر: لا تتفقه علي، قال الصادق: و أين يذهب الفقه مني؟ قال المنصور: دع عنك هذا، فاني أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك هذا حتي يواجهك، فأتوه بالرجل، قال الصادق: تحلف أيها الرجل أن الذي رفعته صحيح؟ قال: نعم، ثم بدأ باليمين، قال: و الله الذي لا اله الا هو الغالب الحي القيوم، قال الصادق: لا تعجل في يمينك فاني استحلفك، قال أبوجعفر: ما أنكرت من هذه اليمين؟ قال الصادق: ان الله تعالي حي كريم، اذا أثني عليه عبده لا يعاجله بالعقوبة، و لكن قل أيها الرجل: أبرأ الي الله من حوله و قوته، و ألجأ الي حولي و قوتي، اني لصادق بر فيما أقول، قال المنصور للرجل: احلف بما استحلفك به أبوعبدالله.

قال راوي الخبر: فحلف الرجل، فلم يتم الكلام حتي خر ميتا، فارتعدت فرائص المنصور، و قال للصادق: سر من عندي الي حرم جدك ان اخترت ذلك، و ان اخترت المقام عندنا لم نأل جهدا في اكرامك، فو الله لا قبلت بعدها قول أحد أبدا [21] .



[ صفحه 131]



و أين يذهب الفقه من امام المسلمين، و هو الذي يوجه اليمين، و من حقه صياغتها! و في الصيغة ما ذكر المفتري بعظم افترائه، و بالخالق سبحانه (و من أظلم ممن افتري علي الله كذبا) [22] و من الانساني، و من جلال مقام الامام عند الله والناس أن يخر صريعا من يفتري علي الله و علي الامام في مجلس الخليفة.

بهذه الآية هدي جبار السموات جبارا علي الأرض لا يطأطي ء رأسه، فاذا حركها عند ما يناوشه الذباب، سأل حضاره كالمستنكر: لم خلق الله الذباب؟! و كان الصادق حاضرا يوما فأجاب: ليذل الله به الجبابرة [23] .

و لئن كان في وجود الذباب في المجلس تذكرة للجبابرة، ففي سقوط المفتري علي الامام بين أيديهم آية ما بعدها آية.

و كما يضمن أبوجعفر طاعة الامام بالبغتات يصطنعها من حين لآخر، لا يتورع عن محاولة افحام الامام بين علماء العصر، أو تسخير أعظم علماء العراق لينصب منه شركا يوقع فيه الامام! و ليس هوي أبي جعفر مع أي منهما، و لا بأس عنده اذا أعجز كل منهما أو أحدهما صاحبه.

و ان المرء ليلمس خساسة الحيل الظاهرة من أبي جعفر، باتخاذ العلم و الفقه أداة للشر المدبر، و عظماء العلماء وسائل للاساءة للمسالمين الذين يأمن جانبهم، فلنقس عليها فظاعة تدابيره السرية لمن يخشي العواقب منهم، و لندرك جلالة الحق اذ ينتصر علي الحيلة، و جلجلة الحقيقة اذ تظهرها وسيلة أريد بها طمس معالمها، و مكانة الامام الصادق في العلم اذ يتواضع أمامه العظماء من الفقهاء، في مجلس علمي يسيطر عليه خليفة عالم.

أقدم المنصور الامام الصادق من المدينة الي العراق، و بعث الي أبي حنيفة [24] فقال له: ان



[ صفحه 132]



الناس قد افتتنوا بجعفر، فهيي ء له المسائل الشداد. و يقول أبوحنيفة عن لقائه بعد ذلك: بعث الي أبوجعفر و هو بالحيرة، فأتيته، فدخلت عليه و جعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه، فأومأ الي، فجلست، ثم التفت اليه فقال: يا أباعبدالله، هذا أبوحنيفة، قال جعفر: انه قد أتانا، ثم التفت الي المنصور و قال: يا أباحنيفة، ألق علي أبي عبدالله (الصادق) مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا، و نحن نقول كذا، فربما تابعهم، و ربما خالفنا جميعا، حتي أتيت علي أربعين مسألة [25] .

و لقد قال أبوحنيفة في مقام آخر: «ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس» [26] .

و انما يقصد أبوحنيفة باختلاف الناس: الاجتهاد الفقهي للمقارنة بين مذاهب المجتهدين، فأبو حنيفة - و هو الامام الأعظم عند أهل السنة - يقرر أن الامام الصادق أعلم الناس باختلاف الناس في المدينة حيث علم المحدثين، و في الكوفة حيث علم أهل الرأي، و كانتا قد بلغتا أوجهما علي أيدي أبي حنيفة و مالك، و هما التلميذان في مجالس الامام الصادق، و كمثلهما كان امام العراق الآخر: سفيان الثوري.

و أبوحنيفة أكبر سنا من جعفر الصادق، و لد قبله بأعوام، و سيموت بعده، و كان أبوحنيفة كما قال مالك: لو حدثك أن السارية من ذهب لقام بحجته [27] .

و الجاحظ كبير النقدة، يقول بعد مائة عام: «جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه، و يقال: ان أباحنيفة من تلاميذه، و كذلك سفيان الثوري، و حسبك بهما في هذا الباب» [28] والجاحظ يذكر تلاميذ العراق، ولو ذكر تلاميذ المدينة لما نسي مالك بن أنس.



[ صفحه 133]



بلغ الامام الصادق بمسالمته للمنصور بعض آماله لأهل بيته، بقية أيام حياته، بل طوال خلافة أبي جعفر المنصور، فكان ميمون النقيبة بالسلام الذي نشده، و الأمان الذي دعا له و أطال زمانه، و منع كثيرا من الطغيان الذي طالما شكاه أبوه، علي ما سيروي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: «ثم لم نزل أهل البيت نستذل و نستضام، و نقصي و نمتهن، و نحرم و نقتل، و لا نأمن علي دمائنا و دماء أوليائنا، و وجد الكاذبون و الجاحدون لكذبهم و جحودهم موضعا...، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، و رووا عنا ما لم نقله و ما لم نفعله ليبغضونا الي الناس. و كان عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن، فقتلت شيعتنا بكل بلدة، و قطعت الأيدي و الأرجل علي الظنة، و من يذكر بحبنا و الانقطاع الينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يزداد الي زمان عبيدالله بن زياد قاتل الحسين، ثم جاء الحجاج [29] فقتلهم [30] كل قتلة، و أخذهم بكل ظنة و تهمة، حتي أن الرجل يقال له: زنديق أحب اليه من أن يقال: شيعة علي» [31] .

و في عصر الباقر، كان الحسن البصري [32] (110) الجسور، قاضي عمر بن عبدالعزيز و شيخه الذي لا يهاب الخلفاء، اذا روي عن أميرالمؤمنين علي قال: «قال أبوزينب» [33] ليخفي الاسم الذي لا خفاء له!

بل كان الشعبي (104) شيخ المحدثين بالعراق يقول: «ماذا لقينا من آل علي: اذا



[ صفحه 134]



أحببناهم قتلنا، و اذا أبغضناهم دخلنا النار» [34] .

و كان طبيعيا في دولة «هرقلية» أن يكون همها الملك لا الدين، تعاقب من تتوهم خطره عليها و تترك من تزندق، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة، و البلهنية التي يؤثرها دعاة الدعة. بدأ ذلك من عهد معاوية و سيستمر استمرار فساد الدولة، و ستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي، أو توقع بهم لفرطات تفرط من أحدهم، أو تعزي كذبا اليهم، منتهزة للفرص حينا، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان.

كانت الأوامر تصدر من بغداد الي أرجاء الامبراطورية التي تدين لبني العباس، و منها مصر: أن «لا يقبل علوي ضيعة، و لا يسافر من الفسطاط الي طرف من أطرافها، و أن يمنعوا من اتخاذ العبيد الا العبد الواحد - و الرقيق يومذاك قوة العمل - و ان كانت بين العلوي و بين أحد خصومة فلا يقبل قول العلوي، و يقبل قول خصمه بدون بينة» [35] .

و كانوا يسفرون من الأطراف اللي العاصمة! ليكونوا تحت الرقابة، بل أمر الرشيد أن يضمن العلويون بعضهم بعضا، و كانوا يعرضون علي السلطان كل يوم، فمن غاب عوقب [36] ، و كأن أهل بيت النبي جالية من العدو، أو شرذمة من المشبوهين.

و لقد كان يكفي للحيطة أقل القليل من حاكم يريد أن يطمئن، و انما كان ذلك الكيد سياسة ابادة مستمرة، يشترك في تنفيذها الخلفاء و الأشياع الظلمة، تدفع الثائرين الي أن يثوروا، فيؤخذوا بثوراتهم، أو يؤخذ غيرهم بجرائر تنسب اليهم. أما سياسة أهل البيت فواضحة من شعار أبناء علي في كلمة مسلم بن عقيل: «انا أهل بيت نكره الغدر» [37] قالها عندما عرض عليه البعض قتل عبيدالله ابن زياد في احدي زياراته، فنجا ابن زياد بهذا الشعار ليقتل مسلما



[ صفحه 135]



فيما بعد، أما شعار حاشية معاوية فكان «ان لله جنودا من عسل» [38] يقصدون دس السم الي أعدائهم فيه.

و لقد طالما استعمل الطغاة السم في أهل البيت في القرون التالية، فان لم يكن سم في خفاء فالقتل جهرة. و من الروايات: أن ائمة أهل البيت - الاثني عشر - ماتوا مسمومين [39] ،ما عدا أميرالمؤمنين عليا و أباالشهداء الحسين ماتا شهيدين.

في أيام الخليفة الهادي [40] (سنة 169) كان أهل بيت النبي في المدينة يستعرضون كل يوم! لكل واحد منهم كفيل من نسيب أو قريب، بل ولي عليهم واحد من ذرية عمر بن الخطاب هو عبدالعزيز بن عبدالله [41] ، فولي بدوره علي أهل البيت رجلا يقال له: عيسي الحائك [42] ، فحبسهم الحائك في المقصورة، فثارت لأجلهم المدينة اذ ثاروا، و كسرت السجون، و أخرج المسجونون، و بويع للحسين بن علي بن الحسن [43] ، فبقي واحدا و عشرين يوما بالمدينة، ثم ارتحل الي مكة فأقام بها الي زمن الحج.

و كرر التاريخ نفسه في خروج الحسين و من معه من أهل المدينة، اذ جاءه الامام موسي الكاظم يستقيله من الخروج معه، كما صنع أبوه مع النفس الزكية محمد بن عبدالله، قال



[ صفحه 136]



الكاظم للحسين: «أحب أن تجعلني في حل من تخلفي عنك» قال: أنت في سعة، قال الكاظم: «أنت مقتول، و عند الله عز وجل أحتسبكم من عصبة...» [44] .

و جهز الهادي جيشا لاقاه، حيث استشهد في موقع يقال له: (فخ) [45] و معه كثير من العلويين، و حملت رأس (الحسين شهيد فخ) الي القائد العباسي بالبشري! مع رؤوس مائة آخرين.

و استعرض القائد الرؤوس بالمدينة، فقال الامام الكاظم عندما عرضوا رأس الحسين: «انا لله و انا اليه راجعون، مض والله مسلما صالحا، صواما قواما، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله» [46] .

و كان مع الحسين يحيي [47] بن عبدالله بن الحسن (أخي محمد و ابراهيم و ادريس أبناء عبدالله بن الحسن) فلما انتهت المعركة استتر، ثم ظهر، فخرج علي الرشيد في بلاد الديلم، و وجه اليه الرشيد جيشا بقيادة الفضل بن برمك حتي استسلم بعهد مكتوب، و مع ذلك استفتي الرشيد العلماء لقتله، فأبي ذلك محمد بن الحسن [48] صاحب أبي حنيفة و صاح: ماذا تصنع لو كان محاربا و ولي كان آمنا.

لكن الرشيد وجد من علماء السوء من أفتاه بقتله، و كان هو أقدر علي النفاق السياسي من مفتيه، أخذ من المفتي ما يملكه، ليصنع هو ما يقدر عليه، فسجن يحيي



[ صفحه 137]



و ضيق عليه الخناق حتي مات في سجنه، كمثل ما سيموت في سجن الرشيد الامام موسي الكاظم، و يشهد الرشيد الناس عليه، ليبري ء نفسه من تهمة اغتياله.

أما الأخ الرابع ادريس [49] فأفلت هاربا الي مصر، ثم الي المغرب، و قيل: دس اليه الرشيد هناك من سمه، فأسس ابنه دولة الأدارسة.

و سيموت في حبس الرشيد كذلك عبدالله بن الحسن الأفطس [50] ، قتله جعفر بن برمك [51] وزير الرشيد، و سيموت في حبسه محمد بن يحيي بن محمد ابن عبدالله بن الحسن، و العباس بن محمد بن عبدالله، و كذلك الحسين بن... عبدالله بن جعفر [52] .

و في عهد المأمون وجه الي جماعة من آل أبي طالب، فحملوا اليه في مرو عاصمة خراسان، و فيهم الامام علي الرضا ابن الكاظم ابن الصادق، فخاطبه في أن يكون ولي عهده، فأبي، فتهدده بقوله: «ان عمر جعل الشوري في ستة آخرهم جدك، و قال: من خالف فاضربوا عنقه، و لابد من قبول ذلك» [53] فقبل، وبايع له المأمون، و العباس بن المأمون.



[ صفحه 138]



ثم دعاه المأمون للخطبة، فأوجز، و كأنه يتوقع و جازة أيامه، فاكتفي بعد أن حمد الله بقوله: «ان لنا عليكم حقا برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لكم علينا حق، فاذا أديتم الينا ذلك وجب علينا الحق لكم» [54] لكنه مات بعد قليل في ظروف مبهمة، لا يستبعد منها دس السم كما تؤكد الشيعة، فموت علي الرضا كان حلا لاشكالات بني العباس، سواء من يحبون المأمون، أو الكارهين للرضا أو للمأمون ذاته [55] .

و لا نستطرد للسرد، فليس في تاريخ البشرية كلها أسرة شردت و جردت، و ذاقت العذاب و الاسترهاب، مثل أهل بيت النبي صلي الله عليه و سلم.

بدأ بهم تاريخ الاسلام مجده، و استمر فيهم بعبرته و عظمتها، قدم أبوهم للبشرية أسباب خلاصها بكتاب الله و سنة الرسول، و قدم أهل بيته أرواحهم في سبيل القيم التي نزل بها



[ صفحه 139]



القرآن و جاء ت بها السنة. كانت مصابيحهم تتحطم لكن شعلتهم لا تنطفي ء، لتخلد الجهاد و الاستشهاد و الارشاد بالمثل العالي الذي كانوه، والضوء الذي لم تمنع الموانع من انتشاره، و علم فيه أبناء النبي أمته بعض علومه: أن الاستشهاد حياة، للمستشهدين و للأحياء جميعا [56] .





[ صفحه 142]




پاورقي

[1] الكامل في التاريخ: ج 3 ص 256.

[2] الدانق: سدس درهم. (منه).

[3] من أبيات قالها الفرزدق الشاعر في حق الامام زين العابدين:



ما قال لا قط الا في تشهده

لولا التشهد كانت لاءه نعم



راجع: كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 305، و ديوان الفرزدق.

[4] كما روي عن عبدالرحمان بن أبي بكر، و قد خرجناه سابقا.

[5] عبد العزيز بن مروان بن الحكم، عينه عبد الملك علي مصر و أفريقية، و هو الذي بني مدينة حلوان ضاحية الفسطاط بالقاهرة، و فيها عاش عمر بن عبدالعزيز زمانا، و جيوش أفريقية هي التي فتحت الأندلس بقيادة طارق بن زياد و موسي بن نصير. (منه).

[6] الكامل في التاريخ: ج 3 ص 256.

[7] تهذيب الكمال للمزي: ج 22 ص 38، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 8 ص 34، و ذكره ابن الاثير في النهاية: ج 2 ص 46، و ابن منظور في اللسان: ج 4 ص 250، والزبيدي في تاج العروس: ج 3 ص 183 بتغيير طفيف بالالفاظ.

[8] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 387، و لكن فيه: «و أنا لا كافي لي».

[9] الراوندية: هم شيعة ولد العباس بن عبد المطلب، قالوا: ان أحق الناس بالامامة بعد الرسول صلي الله عليه و آله العباس بن عبدالمطلب؛ لأنه عمه و وارثه و عصبته. راجع المقالات والفرق: ص 180.

[10] كان المنصور قد طلب معن طلبا شديدا، و جعل لمن يأتي به مالا. الفرج بعد الشدة: ج 2 ص 372، و قال ابن خلدون في تاريخه: ج 3 ص 185: «فنازل و قاتل حتي ظفر بالراوندية».

[11] هو أبوالوليد معن بن زائدة الشيباني أحد الأمراء و أبطال العرب و عين الأجواد، ولي اليمن و سجستان و غيرها من البلاد. (تاريخ دمشق: ج 53 ص 427).

[12] الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي، أمير، من الشجعان القادة، و هو جد (الأغالبة) ملوك أفريقية، و أول من وليها منهم، كان مع أبي مسلم الخراساني حين قيامه بالدعوة العباسية، و رحل الي أفريقية مع محمد بن الأشعث، ثم ولاه المنصور الامارة بأفريقية سنة 148 ه، فأقام في القيروان و وطد الأمور، وانصرف يريد قتال الصفرية، فبايع أهل تونس للحسن بن حرب الكندي و دخل بهم القيروان، فعاد اليه الأغلب فقاتله، و استمرت الحرب بينهما الي أن أصاب الأغلب سهم قتله بقرب تونس. (الأعلام: ج 1 ص 335).

[13] الحجرات: 6.

[14] (2) الأمالي للشيخ الصدوق: ص 711، وسائل الشيعة: ج 12 ص 309 رواه ناقصا، بحارالانوار: ج 10 ص 218 و ج 72 ص 264 و ج 47 ص 168.

[15] هو خال محمد بن الاشعث، و قد وصف بالروايات أنه رجل ذو عقل. راجع: الكافي: ج 1 ص 475، ودلائل الامامة: ص 267، و الثاقب في المناقب: ص 407، و الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 721.

[16] شرح أصول الكافي: ج 7 ص 250، الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 721، اثبات الهداة: ج 5 ص 339، بحارالأنوار: ج 47 ص 75، دلائل الامامة: ص 266.

[17] تاريخ الطبري: ج 6 ص 198.

[18] لفظ فارسي معناه: سيدة النساء أو ملكة النساء، قيل: هي بنت ملك قاشان، و قيل: هي بنت كسري يزدجرد بن شهريار، و اسمها شهربانويه، تزوجها الامام الحسين و أولدت له زين العابدين، و كان يقول: أنا ابن الخيرتين من العرب محمد، و من الفرس كسري.

راجع في ذلك: بحارالأنوار: ج 46 ص 15، العدد القوية: ص 56.

[19] بحارالأنوار: ج 47 ص 196 و ج 91 ص 290.

[20] المعلي بن خنيس، مولي أبي عبدالله عليه السلام، و هو من أهل الفقه و المعرفة بمنزلة الامام، و من أعيان أصحابه، و قد حزن الامام علي قتله، و خرج مغضبا الي الموالي يعنفه و يدعو عليه لما بلغه خبر مقتله رضي الله عنه، قال في حقه: «أما و الله لقد دخل الجنة». (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 168).

[21] الصواعق المحرقة: ص 101 - 102، مستدرك الوسائل: ج 16 ص 72، بحارالأنوار: ج 91 ص 296.

[22] الأنعام: 21.

[23] حلية الأولياء: ج 3 ص 198، عيون التواريخ: ج 6 ص 31، و فيات الأعيان: ج 4 ص 341، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 375، تهذيب الكمال: ج 5 ص 93، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 264، كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 370.

[24] النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي؛ أبوحنيفة، امام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند السنة، قيل: أصله من أبناء فارس. ولد بالكوفة سنة 80 ه و نشأ بها، و كان يبيع الخز، و يطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس و الافتاء، أراده عمر بن هبيرة للقضاء فامتنع ورعا، و أراده المنصور العباسي بعد ذلك علي قضاء بغداد فأبي، فأصر عليه، فحلف أبوحنيفة أنه لا يفعل، فحبسه الي أن مات 150 ه. قال الامام المالك يصفه: رأيت رجلا لو كلمته في السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته. و كان كريما في أخلاقه، جوادا، حسن المنطق و الصورة، جهوري الصوت، اذا حدثت انطلق في الكلام، و كان لكلامه دوي. (الأعلام: ج 8 ص 36).

[25] و (2) مناقب أبي حنيفة للموفق: ج 1 ص 173، جامع أسانيد أبي حنيفة: ج 1 ص 222، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 157، العدد القوية للحلي: ص 154، البحار: ج 47 ص 217، تاريخ الاسلام للذهبي: ص 89، الكامل في الرجال: ج 2 ص 556، سيرة أعلام النبلاء: ج 6 ص 257 و 258، تهذيب الكمال: ج 5 ص 79.

[26] مناقب أبي حنيفة للموفق: ج 1 ص 173، جامع أسانيد أبي حنيفة: ج 1 ص 222، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 157، العدد القوية للحلي: ص 154، البحار: ج 47 ص 217، تاريخ الاسلام للذهبي: ص 89، الكامل في الرجال: ج 2 ص 556، سيرة أعلام النبلاء: ج 6 ص 257 و 258، تهذيب الكمال: ج 5 ص 79.

[27] انظر ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ج 2 ص 73، وأشد الجهاد لشيخ داود الموسوي البغدادي: ص 3.

[28] رسائل الجاحظ للسندوبي: ص 106.

[29] الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، قائد، داهية، سفاك، خطيب، ولد في الطائف سنة 400 ه، و انتقل الي الشام فلحق بروح بن زنباع، فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتي قلده عبد الملك أمر عسكره، و أمره بقتال ابن الزبير، فزحف الي الحجاز و قتله، و قمع جميع الثورات في عصره، و هو الذي بني مدينة واسط. (الأعلام: ج 2 ص 168).

[30] أطلق الخليفة سليمان بن عبد الملك من سجون الحجاج في يوم واحد ثمانين ألفا، منهم ثلاثون ألفا بغير ذنب، و منهم ثلاثون ألف امرأة. (منه).

[31] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 63 - 64، شرح منهاج الكرامة للعلامة الحلي: ص 287.

[32] هو الحسن بن يسار البصري؛ أبوسعيد، تابعي، كان امام أهل البصرة، و حبر الأمة في زمانه، و هو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء النساك، ولد بالمدينة سنة 21 ه، و شب في كنف علي بن أبي طالب. عظمت هيبته في القلوب، فكان يدخل علي الولاة فيأمرهم و ينهاهم، قال الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بالأنبياء، و أقربهم هديا من الصحابة، توفي بالبصرة سنة 110 ه. (الأعلام: ج 2 ص 226).

[33] الصراط المستقيم للنباطي العاملي: ج 1 ص 151، أمالي المرتضي: ج 1 ص 112، تهذيب الكمال: ج 6 ص 124، المناقب لابن شهرآشوب: ج 2 ص 174، بحارالأنوار: ج 42 ص 38 و ص 144.

[34] لم أجد تخريجه، الا المصنف يذكر الخبر في ص 323 و ص 410 أيضا، لكن بلفظ «ان عاديناهم دخلنا النار».

[35] النزاع و التخاصم للمقريزي: ص 149، و تاريخ الطبري: ج 7 ص 400 حوادث سنة 247 ه، و الكامل في التاريخ: ج 4 ص 347. و كان هذا في عهد محمد المنتصر. وراجع المواعظ و الاعتبار للمقريزي: ج 2 ص 339، و خططه أيضا: ج 4 ص 153.

[36] راجع: الولاة و القضاة للكندي: ص 198، و تاريخ كربلاء لعبد الجواد الكليدار: ص 196.

[37] تاريخ الكوفة للبراقي: ص 384 و ص 289.

[38] بحارالأنوار: ج 33 ص 591، المصنف للصنعاني: ج 5 ص 460، شرح النهج: ج 7 ص 160، التاريخ الكبير للبخاري: ج 7 ص 311، تاريخ مدينة دمشق: ج 56 ص 389، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 4 ص 35، معجم البلدان: ج 1 ص 454، تاريخ الطبري: ج 3 ص 318.

[39] فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «ان الأمر يملكه اثنا عشر امام من أهل بيته و صفوته، ما منا الا مقتول أو مسموم». راجع كفاية الأثر للخزاز القمي: ص 162، و بحارالأنوار: ج 27 ص 217.

[40] موسي الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، من خلفاء الدولة العباسية ببغداد، ولد بالري سنة 144 ه، استبدت أمه الخيزران بالأمر، أراد خلع أخيه هارون من ولاية العهد و جعلها لابنه جعفر، فلم تر أمه ذلك، فزجرها فأمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه و دفن في بستانه. (الأعلام: ج 7 ص 327).

[41] هو عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني القرشي (التاريخ الكبير: ج 6 ص 13، و مقاتل الطالبيين: ص 295، و في تاريخ الطبري هو عمر بن عبد العزيز... ج 6 ص 410).

[42] هو أبوبكر بن عيسي الحائك، من موالي الانصار (مقاتل الطالبيين: ص 295).

[43] هو الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسين المثني بن الحسن السبط عليه السلام الشهيد بفخ (موضع بمكة) في يوم التروية سنة 169 ه، قتله موسي بن عيسي من قبل موسي الهادي، خرج علي الهادي في المدينة و بايعه الناس علي الكتاب و السنة للمرتضي من آل محمد. (الأعلام: ج 2 ص 244).

[44] مقاتل الطالبيين: ص 289، الكافي: ج 1 ص 366 ح 18، البحار: ج 48 ص 160 ح 6.

[45] فخ - بفتح أوله و تشديد ثانيه -: واد بمكة (معجم البلدان: ج 4 ص 237).

[46] مقاتل الطالبيين: ص 302، بحارالأنوار: ج 48 ص 165.

[47] يحيي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، من كبار الطالبيين في أيام موسي الهادي و هارون، رباه جعفر الصادق في المدينة، فروي الحديث و تفقه، بعد استشهاد (الحسين شهيد فخ) دعا الي نفسه، فبايعه كثير من أهل الحرمين و اليمن و مصر، و تنقل بالبلاد حيت وصل الي خاقان ملك الترك و أقام فيها سنتين، ثم خرج الي طبرستان فبلاد الديلم و أعلن دعوته سنة 175. و كثر جمعه فندب الرشيد لحربه الفضل بن يحيي البرمكي، و ضعف أمر يحيي، فطلب أمان الرشيد، فأجابه بخطه، و استقدمه بغداد، و بعدها حبسه حتي مات جوعا و عطشا. (الأعلام: ج 8 ص 154).

[48] لم يعرف الا بالامام، و هو من ذرية شيبان بن ذهل.

[49] ادريس بن عبدالله بن الحسن بن المثني. مؤسس دولة الأدارسة في المغرب، كان مع الحسين شهيد فخ ثم انهزم الي مصر فالمغرب الأقصي سنة 172، و نزل مدينة (و ليلي) و جمع البربر علي القيام بدعوته، و خلع طاعة بني العباس، فجمع جيشا و خرج غازيا، ففتح «تادلة» و غزا «تلسمان» فبايع له صاحبها، و عظم أمره الي أن مات مسموما في (و ليلي) سنة 177 ه. (الأعلام: ج 1 ص 279).

[50] عبدالله بن الحسن الأفطس، كان مع الحسين صاحب فخ و حسن بلاؤه، و عهد الحسين اليه أن يقوم بالأمر من بعده، قتله جعفر بن يحيي بن خالد بن برمك بغير اذن الرشيد، و قتل الرشيد جعفرا به، يلقب عبدالله الشهيد، قبره ببغداد بسوق الطعام، عليه مشهد. (المجدي في أنساب الطالبيين: ص 220).

[51] جعفر بن يحيي بن خالد البرمكي؛ أبوالفضل، وزير الرشيد العباسي و أحد مشهوري البرامكة و مقدميهم، ولد سنة 150 في بغداد، و استوزره هارون، و كان يدعوه أخي، فانقادت له الدولة، الي أن نقم الرشيد علي البرامكة، فقتله في مقدمتهم عام 187 ه، ثم أحرق جثته بعد سنة. (الأعلام: ج 2 ص 130).

[52] و تستمر عجلات الطغيان في الدوران، و تتوالي مقاتل الطالبيين توالي الخلفاء العباسيين. في بدء عهد المأمون يقتل بالعراق: الحسن بن الحسين بن زيد عند قنطرة الكوفة مع أبي السرايا، و الحسن بن اسحاق بن علي في وقعة السوس مع أبي السرايا، و محمد بن الحسن بن الحسين يقتل باليمن في أيام أبي السرايا، و علي بن عبدالله بن محمد يقتل باليمن في أيام أبي السرايا، و محمد بن ابراهيم بن اسماعيل (و هو ابن طباطبا) الخارج مع أبي السرايا سنة 199، مطالبين بالبيعة (للرضا من آل محمد)، و قد انهزموا بجيش هرثمة بن أعين قائد المأمون سنة 200. و قتل العلويين علي يد هذا الجيش كثيرون. (منه).

[53] مقاتل الطالبيين: ص 376، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 473.

[54] الارشاد: ج 2 ص 260 - 262، مقاتل الطالبيين: ص 562 - 565، الفصول المهمة: ص 252 - 253، بحارالأنوار: ج 49 ص 145 ح 13، اعلام الوري: ص 334 - 335.

[55] و في عهد المعتصم خرج محمد بن القاسم.. بن علي بالطالقان، فقبض عليه عبدالله بن طاهر و بعث به الي الخليفة، و حبس المعتصم عبدالله بن الحسن... بن جعفر حتي مات في مخبئه، فلما جاء الوائق أمن العلويون بضع سنين، اذ جمعوا ثم حبسوا عن الانطلاق خارج العاصمة سامراء، فتطامنوا و أطمأنت السلطة، ثم هبت عليهم في أيام المتوكل ريح عاتية من جنون الفزع، فلقد أزال قبر الحسين،و حرثه حتي لا يزار، و شتت شمل شيعته و فرقهم في النواحي، فمنهم من حبسوا، و منهم من تواروا حتي ماتوا في مهربهم و تناقل الناس أشعارا منسوبة الي ابن السكيت عالم النحو الكبير، و كان يعلم ولدي المتوكل، و في هذه الأشعار:



تالله ان كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتاه بنو أبيه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوما



أسفوا علي ألا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما!



و ربما أراد المتوكل أن يتيقن من صدور هذا الشعر، أو من ولاء العالم حين سأله: أيهما أحسن: ولداي (المؤيد والمعتز) أم الحسن و الحسين؟... و لم يرضه جوابه، فأمر بقتله، فقتلوه، و لم يلبث المتوكل الا قليلا حتي قتله ابنه «المنتصر» في مؤامرة!

و انما كانت فظاعة الجريمة الأخيرة قصاصا عجلت به السماء؛ لمقتل عالم آثر الصدق.

و لم يصلح للعويين بال الا أشهرا بعد مصرع المتوكل، ليعود البطش بهم الي عنفوانه في أيام المستعين، فمنهم من خرج و خرج الناس معه؛ كيحيي بن عمر خرج فقتل، و منهم من خرج و لم يخرج الناس معه، فحبس ليموت سنة 271، و هو الحسن بن محمد المعروف بالحرون، و منهم محمد بن جعفر خرج و حبس حتي مات في سامراء، ليتتابع سجل الشهداء. (منه).

[56] نقف عن السرد، عند أبيات لابن الرومي (321 - 384) من جيميته في رثاء يحيي بن عمر بعد مقتله، اذ خرج علي بني العباس في القرن الرابع من جراء ظلمهم:



أمامك فانظر أي نهجيك تنهج

طريقان شتي: مستقيم و أعوج



أكل أوان للنبي محمد

قتيل زكي بالدماء مضرج؟



بني المصطفي كم يأكل الناس شلوكم

لبلواكموا عما قليل مفرج



أبعد المسمي بالحسين شهيدكم

تضاء مصابيح السماء فتسرج؟



أيحيي العلاء لهفي لذكراك لهفة

يباشر مكواها الفؤاد فينضج



لمن تستجد الأرض بعبدك زينة

فتصبح في أثوابها تتبرج؟



سلام و ريحان و روح و رحمة

عليك و محدود من الظل سجسج



ألا أيها المستبشرون بيومه

أظلت عليكم غمة لا تفرج



نظار لكم أن يرجع الحق راجع

الي أهله يوما فتشجوا كما شجوا



غررتم اذا صدقتمو أن حالة

تدوم لكم، والدهر لونان أخرج



أبي الله الا أن يطيبوا و تخبثوا

و أن يسبقوا بالصالحات و يفلجوا



لعل قلوبا قد أطلتم غليلها

ستظفر منكم بالشفاء فتثلج



(منه).


الايجابية الفاعلة


بما أن الرسالة الاسلامية صيغة فريدة لتربية الانسان لاخراجه من الوحول الجاهلية الآسنة و الارتفاع به الي أجواء الكمالات و الفضائل كان لابد أن يكون لهذه الرسالة قادة عقائديون بمستوي القمة ليقدموا النموذج الأفضل في التربية و السلوك الظاهر و قمة فريدة في التفاني في حفظها و الدفاع عنها.

و حيث لم يوفق أهل البيت (ع) للامساك بزمام الأمور و قيادة التجربة الاسلامية من القمة الي القاعدة و ازالة الأشواك و العراقيل في طريق هذه التربية الفريدة لتخرج نقية صافية كأفضل ما يكون، وقفوا في وجه دعاة الزندقة و التخريب كأشد ما يكون و منعوهم من بث سمومهم الفكرية في أذهان الأمة.

فبينما يغرق الحاكمون في بحور اللذة الجنسية و متع الحياة و زينتها و يدعون الفرصة سانحة لكل السموم المعادية أن تفتك في جسم الأمة و تهدم في كيانها الفكري مااستطاعت.

يقف أهل البيت (ع)، من هؤلاء موقف الأسود الضياغم يذودون عن حياض الاسلام و يمنعون هؤلاء اللئام من التفرد بأيتام الأمة و فقرائها.

و دور الأئمة يتلخص بأمرين الأول محاولة القضاء علي الانحراف وارجاع الوضع السياسي الي ما كان عليه أيام النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

الأمر الثاني تعميق الرسالة فكريا و روحيا و سياسيا في حياة الأمة.



[ صفحه 349]



و لا يتم الأمران لا بدفع غوائل الزمان و عاديات الأحداث و دحر الزنادقة و كل المشوهين فكريا الذين يتربصون بالاسلام الدوائر للانقضاض عليه.

و في عصر الامام الصادق (ع) حيث الترجمة للفلسفة الاغريقية و الهندية و الفارسية و حيث انتشار الاسلام في بقعة أكبر و حيث ورود المعتقدات و الديانات بعضها في بعض ظهر جو الزندقة و الالحاد و ظهرت المانوية و المزدكية و نشط علماء اليهود و النصاري والمجوس و الزنادقة في بث أفكارهم و سمحت الحكومات المتسلطة لمثل هذه الأفكار من الانتشار و دعمت جهات علمائية و فقاهتيه مقابل مدرسة أهل البيت (ع) الذين كان عليهم أن يدافعوا عن الطرح الاسلامي الأصيل فيردوا شبهات الملاحدة و الزنادقة و من جانب آخر يبينون لعلماء الأمة و فقهاء العامة أحقية أهل البيت (ع) في منصب الامامة و أنهم السلسلة الطاهرة التي شرفها الله و عصمها من الذنوب.

و لقد كان للامام الصادق (ع) مواقف واضحة من الجميع فهو تارة يرد شبهات الزنادقة كابن المقفع و ابن أبي العوجاء و غيرهما و تارة يرد شبهات الفياهقة من الذين نصبهم الحكام قضاة علي الناس مقابل مدرسة آل البيت (ع).


ظاهرة الغلاة


و انطلقت ظاهرة الغلو في الأئمة عليهم السلام من قبل فصائل الردة، و دعاة الضلال و التخريب. و كان الدافع لها ثلاثة عوامل فيما يبدو:

الأول: ما ظهر علي يد الامام الصادق عليه السلام من خوارق الأنباء بالغيب، و ارتفاع مستوي الحديث عن التحمل و تجاوزه حد المألوف، و ما صاحب ذلك من مزايا الامام النفسية، و مواهبه في العلم اللدني، و موسوعيته في المعارف العليا، فلم تطق العقول الساذجة مصادر هذا الفيض العلمي، فذهبت به الي مستوي الغلو، و اعتقدت فيه ما لا يصح.

الثاني: عامل الدس و تضليل الناس من قبل العناصر المشبوهة التي حشرت نفسها حشرا في زمرة أصحاب الامام، فاختلقت الا دعاءات اللامعقولة، و روجت للكذب الرخيص، و عمدت الي المبالغة الفجة، فوضعت الأحاديث المزورة جنبا الي جنب من الأحاديث الصحيحة، فاختلط الحابل بالنابل، مستغلين الفهم العفوي لدي السواد الأعظم، و مستحلين فراغ الأفق العقلي من النقد الموضوعي.

الثالث: العامل السياسي بحشد طائفة معينة من الموالي و الوافدين علي الاسلام لتشويه العقيدة، تنفيذا لرغبات السلاطين و ولاة السوء، فأنعموا عليهم بالمناصب و الوظائف، و شجعوهم علي الافتراء و الانتحال، فقامت لهم سوق عامرة بالمخاريق، يطلبون بها العرض الفاني من الدنيا.

و قد أشار الامام عليه السلام الي هذه الطبقة، و أوضح ما هم عليه من الأطماع



[ صفحه 141]



و حب الرئاسة بقوله:

«ان الناس قد أولعوا بالكذب علينا، و اني أحدث أحدهم بالحديث، فلا يخرج من عندي حتي يتأوله علي غير وجهه، و ذلك أنهم كانوا لا يطلبون بأحاديثنا ما عند الله، و انما يطلبون الدنيا، و كل يحب أن يكون رأسا» [1] .

و قال أيضا: «انا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منا، و لا من أهل ديننا، فاذا رفعه نظر الناس اليه، أمره الشيطان فيكذب علينا» [2] .

هذه العوامل الثلاثة بأبعادها المتقاربة في الهدف و التسخير ذهبت الي القول جزافا بالهية بعض الأئمة عليهم السلام.

و كان أبو الخطاب الأسدي يزعم أن الله تجلي في جعفر الصادق عليه السلام، و أن الألوهية تسير مطردة، ففي مقام النبوة نور مشرق في النبي، و النبوة نور مشرق في الامام، و قال فيما ذكره الشهرستاني؛ بالهية جعفر بن محمد و الهية آبائه، و هم أبناء الله و أحباؤه، و الالهية نور في النبوة، و النبوة نور في الامامة، و لا يخلو العالم من هذه الآثار و الأنوار، و رغم أن الامام الصادق عليه السلام هو الا له في زمانه، و ليس هو المحسوس الذي يرونه، و لكنه لما نزل الي هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها [3] .

و أنت تري عقم هذه الفلسفة في الطرح و الاستنتاج، لأنها تقوم أساسا علي مقدمات خاطئة فتصل الي نتائج خاطئة، و قد حبذ لهم الوهم و الضلال ارتكاب هذا الهراء المستطير، و هو لا يسمن و لا يغني من جوع.

و كانت هذا الأفكار، تذاع سرا في الكوفة، و اتخذ الغلاة مقرا لاجراء طقوس



[ صفحه 142]



عبادتهم، فنصبوا خيمة بكناسة الكوفة يجتمعون بها، و كان الداعي الي ذلك عمير بن بنان العجلي [4] .

و هناك من الغلاة من زعم أن الامام الصادق من الأنبياء الذين يوحي اليهم، بينما ذهبت الناووسية الي أن الامام الصادق هو المهدي المنتظر الذي سوف يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

هذا ملخص ادعاءات الغالية في عصر الامام الصادق عليه السلام.

و قد اتخذ الامام الصادق ثلاث خطوات جريئة لملاحقة هذه الأفكار الضالة، و للبراءة من هذه المزاعم الباطلة:

الأولي: تتجلي في ذلك الموقف الصلب في ايضاح الحق علي طبيعته، فأكد الامام أن أهل البيت عليهم السلام: عباد مكرمون، و عبيد مخلوقون، امتازوا بالعلم و الحلم و الورع و التقي، و أن دعوات الغلو المزيف و التأليه الباطل، لا تمت اليهم لا من قريب و لا من بعيد، و لا تمثل حقيقة الفكر الامامي بمنظور صادق.

و الأئمة يشجبون ذلك بكل حول و طول. قال الامام الصادق:

«و الله ما نحن الا عبيد... ما نقدر علي ضر و لا نفع، ان رحمنا فبرحمته، و ان عذبنا فبذنوبنا، و الله ما لنا علي الله من حجة، و لا معنا من الله براءة، و انا لميتون، و مقبورون، و منشورون، و مبعوثون، و مسؤولون...

أشهدكم أني أمرؤ و لدني رسول الله، و ما معي براءة من الله، ان أطعت رحمني، و ان عصيت عذبني عذابا شديدا» [5] .

و هذا العرض من الامام معيار دقيق يؤكد فيه الطبيعة البشرية في الخلق و التكوين له و للأئمة، و انهم عبيد مخلوقون ليس غير، ردا علي المبدعين و المضللين، و هو



[ صفحه 143]



لا ينافي عصمتهم عليهم السلام، لأنها ملكة متأصلة في تكوينهم و تركيبهم النفسي، تمنعهم بارادتهم و بتوفيق من الله تعالي من اقتراف المعاصي و ترك الطاعة، فلو عصي الامام - من باب الفرض - عذب، و استحق ما يستحقه غيره من العقاب جزاء وفاقا، و هذا من قبل ما سبق لجده الامام زين العابدين عليه السلام، و قد عوتب علي كثرة انابته و بكائه و تقشفه و خشوعه، و ذكر أنه ابن رسول الله و علي و فاطمة، فترك هذا الالتجاء قائلا: «خلق الله الجنة لمن أطاعه و لو كان عبدا حبشيا، و النار لمن عصاه، و لو كان سيدا قرشيا» [6] .

بل هو امتداد لما أجاب به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المسلمين، حينما انبهروا بكثرة عبادته و ديمومة انابته، فقالوا: أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فأجاب صلي الله عليه و آله و سلم بما نصه أو مؤداه: أفلا أكون عبدا شكورا.

و عن خالد الجوان، قال دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، و عنده خلق، فقنعت رأسي، و جلست في ناحية و قلت في نفسي، و يحكم ما أغفلكم؟ عند من تتكلمون... عند رب العالمين!!!

قال: فناداني الامام: و يحك يا خالد، اني و الله عبد مخلوق، لي رب أعبده، ان لم اعبده عذبني بالنار، فقلت: «لا و الله لا أقول فيك أبدا الا قولك في نفسك» [7] .

و يبدو أن خالد هذا كان مضللا أو مغفلا فأنصت للامام الصادق مستمعا، و حكم عقله مستبصرا، فرجع عن الغلو، و صرح تصريحه المتقدم.

و روي المجلسي عن كتاب زيد النرسي قال:

«لما ظهر أبو الخطاب بالكوفة، و ادعي في أبي عبدالله عليه السلام ما ادعاه، دخلت



[ صفحه 144]



علي أبي عبدالله مع عبيدة بن زرارة، فقلت له: جعلت فداك، لقد ادعي أبو الخطاب و أصحابه فيك أمرا عظيما، انه لبي ب (لبيك جعفر) لبيك معراج. و زعم أصحابه أن أبا الخطاب أسري به اليك، فلما هبط الي الأرض دعا اليك، و لذا لبي بك.

قال: فرأيت أباعبدالله عليه السلام قد أرسل دمعته من حماليق عينيه، و هو يقول: «يا رب برئت اليك مما ادعي في الأجدع عبد بني أسد، خشع لك شعري و بشري، عبد لك ابن عبد لك، خاضع ذليل» ثم أطرق ساعة في الأرض كأنه يناجي شيئا، ثم رفع رأسه، و هو يقول:

«أجل أجل عبد خاضع خاشع ذليل لربه، صاغر راغم من ربه، خائف و جل. لي و الله رب أعبده لا أشرك به شيئا، ماله أخزاه الله و أرعبه، و لا آمن روعته يوم القيامة، و ما كانت تلبية الأنبياء هكذا، و لا تلبيتي و لا تلبية الرسل، انما لبيت بلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك..» [8] .

فالامام من خلال تقريره عن نفسه: عبد خاضع خاشع ذليل صاغر راغم لربه تعالي، يرجو ثواب الله و يخشي عقاب الله، و هو يتابع هذا القول، فعن صالح بن سهل، قال: كنت أقول في الصادق عليه السلام، ما تقول الغلاة، فنظر الي فقال:

«يا صالح انا و الله عبيد مخلوقون، لنا رب نعبده، و ان لم نعبده عذبنا» [9] .

و عن المفضل بن عمر، و قد تكلم هو و جماعة، فيما يتكلم به أهل الغلو، يقول: فخرج علينا الصادق عليه السلام بلا حذاء و لا رداء، و هو ينتفض و يقول:

يا خالد، يا مفضل، يا سليمان، يا نجم، لا (بل عباد مكرمون - لا يسبقونه



[ صفحه 145]



بالقول و هم بأمره يعملون) [10] [11] .

و عن خالد الجوان: قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام، و أنا أقول في نفسي: ليس يدرون هؤلاء بين يدي هم؟ قال: فأدناني حتي جلست بين يديه، ثم قال: يا هذا ان لي ربا اعبده. ثلاث مرات [12] .

و ربما ادعي بعضهم أن الصادق من الأنبياء، فتبرأ ممن قال ذلك:

«أبرأ ممن قال: انا أنبياء» [13] .

ان حملة الامام الصادق عليه السلام علي الغلاة كانت مكثفة في مجالات شتي، لئلا يتذرع الجهلة و العوام بأوهامهم، و ليضع الناس علي الجادة، و ليجعل نفسه و الأئمة بمستوي البشر دون المغالاة القائلة بتجريدهم عن الحقيقة البشرية.

الخطوة الثانية: و تتبلور بالبراءة من الغالين علي لسان الامام و الأئمة من بعده، يضاف الي ذلك لعنهم علي رؤوس الأشهاد و الدعاء عليهم بالبوار و الدمار.

قال عيسي بن منصور: سمعت أباعبدالله الصادق عليه السلام يقول: «اللهم العن أبا الخطاب، فانه خوفني قائما و قاعدا و علي فراشي، اللهم أذقه حر الحديد» فقتله عيسي بن موسي و صلبه هو و اتباعه [14] .

و قال عليه السلام لسدير الصيرفي متبرأ من الغلاة:

يا سدير سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي من هؤلاء براء، بري ء الله منهم و رسوله، ما هؤلاء علي ديني و دين آبائي، و الله لا يجمعني و اياهم يوم



[ صفحه 146]



الا هو عليهم ساخط [15] .

و روي عنه عليه السلام لعن جملة منهم في طليعتهم: بزيع بن موسي، قال: لعن الله بزيعا و السري و بشار الأشعري، و حمزة الزيدي، و حائد النهدي [16] .

و قال عليه السلام: ان بنانا و السري و بزيعا لعنهم الله، لقد تراءي لهم الشيطان، انا لا نخلو من كذاب يكذب علينا، أو عاجز رأي، كفانا مؤونة كل كذاب و أذاقهم حر الحديد [17] .

و كان بشار الشعيري قد استغل الكوفة باعتبارها علوية الرأي، و فيها أساطين اتباع أهل البيت عليهم السلام فنشر شيئا من دعاواه الغالية، فلعنه الامام الصادق عليه السلام، و أرسل اليه من يقول له:

يقول لك جعفر بن محمد: «يا فاسق، يا كافر، يا مشرك، أنا بري ء منك» [18] .

و قال اسحاق بن عمار: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام لبشار الشعيري: «أخرج عني لعنك الله، لا و الله، لا يظلني و اياك سقف أبدا» [19] .

و قد لعن الامام: أبامنصور العجلي و المغيرة بن سعيد و تبرأ منهما، كما لعن دعاة الزندقة و الالحاد كحائد النهدي و حمزة الزيدي و أضرابهم.

الخطوة الثالثة: و هي تقوم بدور التحذير من هؤلاء الغالية في كل مقام. فعن عبد العزيز، قال: كنت أقول بالربوبية فيهم، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فقال: يا عبد العزيز ضع ماء أتوضأ، ففعلت، فلما دخل يتوضأ، قلت في



[ صفحه 147]



نفسي: هذا الذي قلت فيه ما قلت يتوضأ، فلما خرج، قال: يا عبد العزيز: لا تحمل علي البناء فوق ما يطيق فيهدم.. انا عبيد مخلوقون [20] .

و استغرب سليمان بن خالد أن كتب الامام لبعض مواليه في حاجته، و أسر ذلك في نفسه، فاستدعاه الامام الصادق عليه السلام، فقال له: «كتبت اليهم لأخبرهم أني عبد ولي اليهم حاجة» [21] .

و هذا نوع من التذكير و التحذير لئلا يشذ بعض الناس و تذهب بهم المذاهب.

قال المفضل بن يزيد: قال لي أبوعبدالله الصادق و قد ذكر أصحاب أبي الخطاب و الغلاة: يا مفضل: لا تقاعدوهم و لا تواكلوهم، و لا تصافحوهم و لا توارثوهم [22] .

و كان الامام عليه السلام يؤكد هذا التحذير مرارا، و يتابعه انكارا، دحظا للأباطيل، و اقامة للحجة، و استباقا للأحداث بهدف هدي الناس، فعن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: قيل له: ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: اذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، فقال: لعن الله أبا الخطاب، و الله ما قلت له هكذا [23] .

و حذر الامام أصحابه من هؤلاء بطريقة أخري تصب في هذا الرافد، و انه مسؤول غدا عما يدعيه هذا الكذاب أو ذاك، فقد عرض بذم الشعيري قائلا «انه شيطان و ابن شيطان خرج من البحر ليغوي أصحابي، و ليبلغ الشاهد الغائب، فاني عبدالله و ابن عبدالله، ضمتني الأصلاب و الأرحام، و أني لميت و مبعوث ثم مسؤول، و الله لأسألن عما قال في هذا الكذاب و ادعاه، ما له؟ غمه الله، فلقد



[ صفحه 148]



أفزعني، و افلقني عن رقادي [24] .

و يضاف الي براءة الامام الصادق من هؤلاء، و تحذيره من أضاليلهم، فقد توالت تصريحات الأئمة عليهم السلام بذمهم و لعنم و البراءة منهم.

فقد صرح الامام موسي بن جعفر الصادق عليه السلام بالقول:

«ان أبا الخطاب ممن أعير الايمان ثم سلبه الله» [25] .

نستجير بالله من سوء العاقبة.

بل و أكثر من هذا، فقد خرج التوقيع من الناحية المقدسة علي يد السفير محمد بن عثمان العمري:

«و أما أبو الخطاب محمد بن أبي زينبة الأجدع، ملعون، و أصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم، فاني منهم بري ء، و آبائي منهم برءاء» [26] .

لقد تصدي الامام الصادق بحزم و اصرار لمجابهة هذه المقالات المنحرفة، و طوح بآرائها و أفكارها، حتي عادت نسيا منسيا.



[ صفحه 149]




پاورقي

[1] هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 259.

[2] هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 259.

[3] ظ: موسي السبيتي: حياة الصادق 39 و انظر مصدره.

[4] ظ: الشهرستاني: الملل و النحل 1 / 120.

[5] الكليني: روضة الكافي 1 / 212.

[6] ظ: المؤلف: الفكر الامامي من النص حتي المرجعية 121 - 120.

[7] الصفار: بصائر الدرجات 5 / 65.

[8] المجلسي: البحار 47 / 378.

[9] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 347.

[10] سورة الأنبياء: 27 - 26.

[11] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 347.

[12] الصفار: بصائر الدرجات 5 / 65.

[13] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 354.

[14] ظ: هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 261 - 260.

[15] ظ: هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 261 - 260.

[16] ظ: هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 261 - 260.

[17] هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 262 - 261 و انظر مصادره.

[18] هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 262 - 261 و انظر مصادره.

[19] هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 262 - 261 و انظر مصادره.

[20] ابن الراوندي: الخرائج و الجرائح 234.

[21] المجلسي: بحارالأنوار 47 / 107.

[22] ظ: هاشم معروف الحسني: سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 261.

[23] ظ: المجلسي: بحارالأنوار 47 / 338.

[24] موسي السبيتي: حياة الصادق 41.

[25] المجلسي: بحارالأنوار 47 / 336.

[26] الطبرسي: الاحتجاج 263.


ازاميل


لا أريد أن أصدق أني ما كنت حاضرا أو مصغيا الي جميع الجلسات التي عقدت بين الامام زين العابدين و حفيده جعفر... فكل كلمة كان يوجهها الامام العملاق بسجوده الناطق بالمخمل، كنت أراها منزلقة من بين ثناياه الممسوحة بالورد، كأنها رؤوس أزاميل دقيقة و رقيقة، و لكنها منداة بما تتندي به بتلات البنفسج في هلهلات الصباح... و كنت أراها، في انسياقها البتول، كالانهمار في أذن الفتي جعفر، كأنه - كله - بوق أذنه المشدودة باحساس «نفسي» يلتهم ما ينهمر اليه، كما تلتهم نجمة الصبح كل هالات الصباح!

فعلا كنت مأخوذا بما أري بعين النفس التي هي من شفافيات الفضاء، و بما أسمع بأذن الشوق التي هي اصغاء لنهدات الضياء... و كانت كلمات الامام شفافة بانزلاقها من معدنه الصادق الجوهر، و كان نزولها حفارا في بلورة جعفر، لأن المحفور فيه هو من خميرة و حذاقة الحافر، في ألمعية مربوطة بذات الجذع و نفس الجذور!

و اني مزمع أيضا علي الحضور، و علي الاصغاء الي جميع الجلسات التي ستعقد بين الابن المميز بأذن معمقة القعور، والأب المنتدب الي تنوير القعور بثريات الذهب. سيقوم الأدب الباقر بعملية تفجير العلوم ترقيمها في سلم التسجيل، ليكون للابن جعفر حضور المتروي في الانسياق الآخر الذي هو تبحر في وضع المجاذيف في أماكنها من صدر السفينة، و جعلها تفعل.



[ صفحه 75]



أما العصر الذي انتهي بقلب القعب علي رأس الشارب منه و خنقه فيه عطشانا؟! فانه سيبتدي ء بالسفاح العباسي الموزع المواعيد الملونة، و الكاذبة بتحقيقها بعد استتباب الترسيخ و تذييله بالأمن العباسي الأخضر!

سيكون لجامعة الامام زين العابدين سماح تتلهي به بقيادة الامام الباقر، ليتم لها ازدهار مميز بابتعاد المواد العلمية عن أظافر السياسة، و بتجردها للعلم فقط.

أما جعفر، فأمامه الآن مهلة أخري تمتد معه الي أكثر من عشر سنوات يفضيها مع أبيه: تلميذا، ثم أستاذا مشاركا في توسيع و تركيز العلوم، و في البرمجة، و التنقيح، و التفسير، والتوجيه.



[ صفحه 76]




نقش خاتمه و علة التختم و النقوش عليها


أما نقش خاتمه عليه السلام 1- ما شاء الله لا قوة الا بالله أستغفر الله 2- أنت ثقتي فاعصني من خلقك 3- الله خالق كل شي ء 4- يا ثقتي قني شر خلقك 5- أنت ثقتي فاعصمني من الناس 6- الله عوني و عصمتي من الناس 7- ربي عصمني من خلقه [1] .

و نلاحظ أن أكثر نقوش خواتمه عليه السلام متقاربة، فاما أن يكون بعضها متحد، و ذكرت علي نحو الاجمال، و اما لتغيير فص الخاتم، فان لكل حجر من الأحجار ميزة معينة.

اضافة الي أن الحالة التي كان يواكبها الامام عليه السلام من تثقيف الأمة، جعلت الأنظار تحدق به من الحكام أو المحكوم عليهم، فكانت نقوش خواتمه أحراز و حجب و أدعية ليتحرز به، كيما يؤدي دوره علي أكمل وجه، فقد يلبس الخاتم الذي يحصنه تارة كما في العقيق مثلا، أو الذي ينفي الفقر كالزمرد، أو الذي يرد كيد الشياطين كما في الجزع اليماني و هكذا في غيره كما في كثير من الروايات.

التختم و علته

اهتم الأنبياء و الأئمة عليهم السلام بالخاتم اهتماما شديدا، و كان أول من تختم نبي الله آدم اذ هبط به آدم من الجنة مكتوب عليه لا اله الا الله



[ صفحه 53]



محمد رسول الله [2] ، و لما ركب نوح السفينة أوحي الله [3] اليه ان خفت الغرق فهللني الفا...

فقال نوح: ان كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني، فنقش في خاتمه لا اله الا الله ألف مرة يا رب أصلحني [4] .

و هذا مما يدل أنه كان قد تختم من قبل ولكنه نقش عليه التهليل.

و كذا لما القي نمرود نبي الله ابراهيم عليه السلام في النار، هبط اليه جبرائيل قائلا: هل لك الي من حاجة؟ فقال: أما اليك فلا، و اما الي رب العالمين فنعم، فدفع اليه خاتما مكتوب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله، الجأت ظهري الي الله و أسندت أمري الي الله، و فوضت أمري الي الله [5] .

و كان خاتم نبي الله موسي عليه السلام حرفين اشتقهما من التوراة «اصبر توجر أصدق تنج» [6] و نقش خاتم سليمان عليه السلام «سبحان من ألجم الجن بكلماته» [7] ، و كذا جميع الأئمة عليهم السلام كانوا يتختمون بالفضة، و كانوا ينقشون عليها.

أما الأحجار الكريمة فلكل خاصيته.

كالعقيق و الياقوت و الزمرد...

فمنها ما ينفي الفقر و يقضي الحوائج و ينفي النفاق و ييسر الأمور و و...

و لعل السر في ذلك أن الله تعالي لما حرم السحر و الشعوذة و... عوض



[ صفحه 54]



المؤمن بدل ذلك، فجعل قضاء الحوائج و تيسير الأمور فيها، اضافة الي التفكر في قدرة الله تعالي، و أن الذي سير الكون، قادر علي جعل قدرته في هذه الأحجار الكريمة، التي تسبح لله تعالي «و ان من شي ء الا يسبح بحمده» [8] .

أما لماذا خص الله العقيق و الفيروزج و...؟

روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: «تختموا بالعقيق فانه أول جبل أقر لله عزوجل بالربوبية، و لمحمد بالنبوة، و لعلي عليه السلام بالوصية، و هو الجبل الذي كلم الله عزوجل عليه موسي تكليما...» [9] - و قد تكون بقية الأحجار الكريمة فيها نفس الخواص، اضافة الي أن بعضها أهدي الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من الجنة كالفيروزج [10] .

أما النقوش عليها، فانها تذكر بقدرة الله عزوجل في كل آن، و خاصة عندما يوضع في اليد اليمني (اذ عد التختم في اليمني من علامة المؤمن) [11] بأن لا حول و لا قوة الا بالله، و يد الله في هذا العمل قبل يد العبد، فلا تمتد الي ما لا يرضي الله عزوجل، و قد يتذكر الانسان عظمة الله و جلاله فيرعوي عن غيه.

و هذا ما نراه يوميا في الأموال المتداولة، فان الرؤوساء تنقش صورها، أو ما يرمز الي بلدها من العملات المتداولة، كي تبقي رمزا و شعارا للأمة لا تنسي.



[ صفحه 55]



كما جعلت تماثيلا لها في المحافظات و الطرقات، لتبقي في الخيال و في البال، عند الصباح و المساء.

فكيف بالخاتم الذي عليه نقوش يصاحب صاحبه في كل لحظات أيامه، ليذكر الله عزوجل دائما في الجنان و علي اللسان عندما ينظر الي البنان.



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] البحار ج 11 - 10 / 47.

[2] بحارالأنوار ج 11 / 62 - الكافي ج 6 / 468.

[3] سفينة البحار ج 1 / 377 - آداب السلوك - مكارم الأخلاق.

[4] سفينة البحار ج 1 / 377 آداب السلوك.

[5] المصدر السابق.

[6] المصدر السابق.

[7] جميع المصادر التي مرت ذكر فيها خواص الأحجار الكريمة.

[8] الاسراء / 44.

[9] مكارم الأخلاق ج / 87 (الروايات في استحباب الخاتم متواترة و قطعية). الكافي - ج 6 / 470 - البحار ج 11 / 64.

[10] مكارم الأخلاق 89.

[11] وسائل الشيعة (الطبعة الجديدة) ج 4 / 82.


ورعه و تقواه


لقد اتصف الامام جعفر الصادق بالتقوي و نبل المقصد. و سمو الغاية، و التجرد في طلب الحقيقة فاذا كان الله تعالي أنعم عليه بالعلم و الشرف فانه قد أنعم عليه بورع و تقوي يمنعانه من الولوج في الأمور التي تحف بها الشبهات فكان يبدد الشبهات بعقله النير و بصيرته الثاقبة فهذا هو الامام مالك - رحمه الله - يصف لنا حال الامام جعفر الصادق فيقول: (لقد كنت أري جعفر بن محمد و كان كثير الدعابة و التبسم، فاذا ذكر عنده النبي صلي الله عليه و سلم اصفر لونه، و ما رأيته يحدث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم الا علي طهارة، و لقد اختلفت اليه زمانا فما كنت أراه الا علي أحد ثلاث خصال: اما مصليا و اما صامتا و اما يقرأ القرآن و لا يتكلم فيما لا يعنيه، و كان من العلماء و العباد



[ صفحه 22]



الذين يخشون الله، و ما رأيته الا يخرج الوسادة من تحته و يجعلها تحتي) [1] .

و قال أيضا: لقد حججت معه سنة فلما أتي الشجرة أحرم، فكلما أراد أن يهل كاد يغشي عليه فقلت له لابد لك من ذلك، و كان يكرمني و ينبسط الي.

فقال: يا ابن عامر اني أخشي أن أقول لبيك فيقول لا لبيك و لا سعديك.

قال الامام مالك: و لقد أحرم جده علي بن الحسين فلما أراد أن يقول لبيك أو قالها غشي عليه و سقط من ناقته فهشم وجهه، رضي الله عنهم أجمعين [2] .

و لقد كان يخفي تقشفه تطهيرا لنفسه من الرياء، فكان يساير أهل زمانه في لباسه، ولكنه في نفس الوقت كان زاهدا عابدا، فقد قال سفيان الثوري: دخلت علي جعفر بن محمد و عليه جبة خز دكناء و كساء خز أندجاني، فجعلت أنظر اليه تعجبا فقال لي يا ثوري، ما لك تنظر الينا لعلك تعجب مما تري، قال: قلت: يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك و لا لباس آبائك.

فقال لي: يا ثوري كان ذلك زمانا مقترا مقفرا، و كانوا يعملون علي قدر اقتاره، و هذا زمان أسبل كل شي ء فيه عزاليه [3] ، ثم حسر عن ردن جبته، فاذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل و الردن عن الردن.

فقال لي: يا ثوري لبسنا هذا لله و هذا لكم فما كان لله أخفيناه و ما كان لكم أبديناه [4] .



[ صفحه 23]



و لشدة تقواه لله تعالي فقد كان يري أن التوبة واجبة من جميع الذنوب و لا تصح من ذنب دون آخر [5] .


پاورقي

[1] ينظر: مجموع الفتاوي لابن تيمية: 1 / 165، تهذيب التهذيب: 2 / 104، التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد: ق 1 / 2 / 67، الامام الصادق لأبي زهرة: 76، 77.

[2] التمهيد: 2 / 67.

[3] العزالي: جمع العزلاء، و المراد به أن الخير قد كثر و عم و في الحديث (أرسلت السماء عزاليها) أي: كثر مطرها. ينظر: هامش تهذيب الكمال: 5 / 86.

[4] حلية الأولياء: 3 / 193، تهذيب الكمال: 5 / 86، السير: 6، 262، تذكرة الحفاظ: 1 / 166، تحفة الأحوذي: 6 / 394.

[5] البحر الزخار: 1 / 149.


انواع و اسباب التقية


بعد استعراض ما امر به الامام الصادق عليه السلام و آباؤه تجد ان التقية، نوعان:

1. خوفا من الظلمة.

2. خوفا علي الحقيقة.

1. النوع الاول من التقية سببه الخوف من الظلمة عبر فتكهم بالأئمة و الأتباع، و يشمل جميع الشيعة و ما تتضمنه من العلويين و الطالبيين، و كل من قال بامامة الامام علي عليه السلام، و ذريته و هي واجبة علي كل مسلم كما اوصانا بذلك الامام الصادق عليه السلام و قد عرضنا اقواله سابقا.

اما سبب النوع الثاني و يتمثل بالخوف علي الحقيقة، و يظهر هذا من روح التوصيات بالتقية التي اطلقها الامام الصادق عليه السلام و ابوه وجده عليه السلام و قد جاء قوله عليه السلام: «التقية ديني و دين آبائي و من لاتقية له لا دين له»، و قال ايضا: «التقية دين الله و التحصين سيفه». و قال ايضا: «ما عبدالله بأحسن من التقية» [1] .



[ صفحه 73]



و جاء قوله عليه السلام: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع و قووه بالتقية [2] .

و قوله عليه السلام: «اتقوا الله علي دينكم فاحجبوه بالتقية، فانه لا ايمان لمن لا تقية له، انما انتم في الناس كالنحل في الطير لو ان الطير تعلم ما في اجواف النحل ما بقي منها شي ء الا اكلته...»

و قوله: و الله ما عبدالله بشي ء احب اليه من الخب ء قلت: و ما الخب ء؟ قال التقية (اصول الكافي ج 2 ص 218).

و قد فسر الامام الصادق قوله تعالي: (و يدرأون بالحسنة السيئة) الحسنة التقية و الاذاعة السيئة (بح: ج 75 ص 398).

و قال اميرالمؤمنين عليه السلام: «والله لو ناديت في عسكري هذا بالحق [3] الذي انزله الله علي نبيه و اظهرته و دعوت اليه و شرحته و فسرته علي ما سمعت من نبي الله صلي الله عليه و آله و سلم ما بقي فيه الا أقله و اذله و لاستوحشوا منه و تفرقوا عني، و قال علي زين العابدين عليه السلام شعرا:



أني لاكتم من علمي جواهره

كيلا يري الحق ذو جهل فيفتتنا



و قد تقدم في هذا ابوحسن

الي الحسين و أوصي قبله الحسنا



[ صفحه 74]



لرب جوهر علم لو أبوح به

لقيل لي انت ممن يعبد الوثنا



و لاستحل رجال مسلمون دمي

يرون اقبح ما يأتونه حسنا



و يعتقد الموحدون ان الامام الصادق عليه السلام قصد من توصياته بالتقية النوعين من الاسباب، فاخذوا عنه عليه السلام النوع الثاني من الاسباب و هو الاهم عندهم - باعتباره يحقق النوعين معا، فالتقية تحمي اصحاب المعرفة من العامة الذين لا يهتمون عادة فيما يعود لحقائق الوجود الأخيرة، و لا يجذبهم هذا الاستعلاء في معراج معرفة البشرية و الالوهية، و لا تستهويهم هذه التجربة في مجال الانفتاح علي اسرار هذا الوجود، و بالتالي يجب ان يبقوا في حمي الايمان و في صيانة مبادئه، و طقوسه ضنا بمصلحة المؤمن الحقيقية في عرفانه، و حفاظا علي نفسه من أذي الآخرين الذين لم يستطيعوا الارتفاع بجناحي القلب و العمل، و لم يصلوا الي مرتبة المعرفة.

و كذلك حفاظا علي الحقيقة من التشويه و ضياع حرمتها، و انكشاف معانيها و دلالتها علي غير جدوي لمن لم تتحرك به نسائم الروح في طلب نورها و هديها.

و قد اثني حجة الاسلام الشيخ ابوحامد الغزالي، في جوابه علي احد السائلين: «و لقد ارتقيت بسؤالك مرتقي صعبا، تنخفض دون اعاليه اعين الناظرين، و قرعت بابا مغلقا لا يفتح الا للعلماء الراسخين، ثم ليس كل سر يكشف و يفشي، و لا كل حقيقة تعرض و تجلي، بل صدور الاحرار قبور الاسرار.



[ صفحه 75]



و قال بعض العارفين: افشاء سر الربوبية كفر، و قد قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «ان من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه الا العلماء بالله، فاذا انطقوا به لم ينكره الا اهل الغرة بالله و مهما كثر اهل الاغترار وجب حفظ الاسرار علي وجه الاسرار». (مشكاة الانوار ص 39 - 40 طبعة القاهرة 1964).

و الجدير بالذكر بان اهل الظاهر قد استعملوا التقية بعد ان اجازوها و هي التقية السياسية كما سنبينه في بحث خاص من هذا الكتاب لبيان ان هذه التقية كانت مشتركة بين كافة المذاهب الاسلامية بمستويات مختلفة.

«اما التقية المعرفية فلم تكن الفرقة (التوحيدية) لتختلف عن الفرقة الشيعية الاسماعيلية الام. فأحاديث الأئمة التي اعتمدتها الفرقة الام هي ذاتها التي تعتمدها الفروع جميعها. و نستطيع القول ان كتاب دعائم الاسلام و كتاب اساس التأويل و كتاب تأويل الدعائم و كلها للقاضي النعماني هي الكتب الاساسية و المصادر الاصلية التي يعتمدها الموحدون، فكل مفاهيم التقية مستمد من هذه الكتب [4] ، والتي تعتمد بدورها علي اقوال الأئمة السابقين من الامام علي عليه السلام و الأئمة من بعده و بخاصة الامام الصادق عليه السلام.

و يمكن القول ان السيد جمال الدين عبدالله علم الدين سليمان البحتري التنوخي (820 ه / 1417 م - 884 ه / 1479 م)، و هو العالم الأرفع و السالك الامثل لسائر الموحدين في بلاد الشام،



[ صفحه 76]



هو العالم الثقة، الذي يعتد اتباع هذه الفرقة بما كتبه عن تراثهم، و بالتالي بما كتبه بموضوع التقية، و من المتواتر عند الفرقة الحاكمية (الدرزية) ان الامير جمال الدين عبدالله البحتري التنوخي لقب بالسيد و البس العمامة الخضراء عندما كان قاطنا في دمشق، و ربما كان الامير جمال الدين عبدالله الاستثناء الوحيد الذي خص بهذه العمامة و هذا اللقب اللذين ينفرد بهما آل البيت. و ذلك لانتسابه الروحي الي الدوحة الفاطمية، و لما كان عليه من تبحر في الفقه و غيره من العلوم الاسلامية و من تميز في الحكمة و الورع و الزهد [5] ... و مما قاله في موضوع التقية: فالذي يوجبه العدل، و يقتضي به ويقطعه العقل حسبما برز من الاوامر الواجبة و المواهب اللازبة ان نراعي الذمة و نرابط علي الكلمة و نحفظ حق النعمة و نداري الامة و نرضي الخصوم و نسلم الامر الي صاحبه و نصبر من الزمان علي اهواله و عجائبه [6] .

و في قوله: «و نداري الامة» يأتمر السيد الامير بغير واحد من الاحاديث النبوية الشريفة. فقد اورد شهاب الدين محمود الالوسي



[ صفحه 77]



حديثا رواه الديلمي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «ان الله تعالي امرني بمداراة الناس كما امرني باقامة الفرائض» و في رواية: «بعثت بالمداراة»: و كذلك اورد حديثا آخر رواه ابن ابي الدنيا عن رسول الله قال: رأس العقل بعد الايمان بالله تعالي مداراة الناس، و في رواية البيهفي: «راس العقل المداراة» كما اورد حديثا آخر عن الطبراني يقول: «مداراة الناس صدقة»، و عن ابن عدي و ابن عساكر ان رسول الله قال: «من عاش مداريا مات شهيدا»، «قو بأموالكم اعراضكم و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه» [7] .

و مداراة الناس التي قال بها السيد الأمير انما يقصد بها أيضا ما ذكره السيد هبة الدين الشهرستاني، احد أعلام الشيعة ألاثني عشرية عندما قال ان: شيعة الأئمة من آل البيت.... تبتغي بهذا الكتمان صيانة النفس و النفيس و المحافظة علي الوداد و الاخوة مع سائر اخوانهم المسلمين لئلا ينشق عصا الطاعة وكيلا يحس الكفار بوجود اختلاف في الجامعة الاسلامية فيوسعوا الخلاف بين الامة المحمدية [8] .

أما ارضاء الخصوم، فيقصد به الامير السيد جمال الدين عبدالله ما قاله الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان:

«التقية كتمان الحق و ستر الاعتقاد فيه، و مكاتمة المخالفين



[ صفحه 78]



و ترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين و الدنيا» [9] .

أو ما اورده محمد بن جرير الطبري في تفسيره (الآ أن تتقوا منهم تقاة) (آل عمران: 28) نهي الله سبحانه المؤمنين ان يلاطفوا الكفار او يتخذوهم وليجة من دون المؤمنين، الا ان يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللطف و يخالفونهم في الدين [10] .

و جاء علي لسان الشيخ المفيد: و قد امر الصادقون عليه السلام جماعة من اشياعهم بالكف و الامساك عن اظهار الحق و المباطنة و الستر له عن اعداء الدين و المظاهرة لهم بما يزيل الريب عنهم في خلافهم و كان ذلك هو الاصلح لهم. و امر طائفة اخري من شيعتهم بمكالمة الخصوم و مظاهرتهم و دعائهم الي الحق لعلمهم بانه لا ضرر عليهم [11] .

اما الصبر علي اهوال الزمان الذي ذكره السيد الامير، فهو كما جاء في تفسير الامام جعفر الصادق عليه السلام للآية القرآنية، (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا و يدرءون بالحسنة السيئة و مما رزقناهم ينفقون (54)) (القصص: 54)، فقال: (اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا) علي التقية، (و يدرء ون بالحسنة السيئة)، الحسنة التقية و السيئة الاذاعة [12] .



[ صفحه 79]



و اذا كان في قول السيد الامير التنوخي الذي ذكرناه آنفا ما يشير الي التقية السياسية و التقية المعرفية معا، فان في قوله الآتي ما يفيد وجوب التقية المعرفية التي يعدها اتباع الفرقة الحاكمية، كما بقية الفرق الشيعية الامامية الاسماعيلية، أسا للدين رئيسا، في رسالته ذاتها التي ارسلها الي جماعة المؤمنين في سائر البلدان، يقول السيد الامير ان الفرق بين العاقل و الجاهل هو ان نظر الاول روحاني لطيف و نظر الثاني جسماني كثيف، و ان الاول يري ببصيرته و الثاني يري ببصره، و ان الاول ينظر بالفكر و الخاطر و الثاني ينظر بالسمع و الناظر. لذلك فعلي العاقل الا يكشف للجاهل المصر علي جهله علمه، و علي العارف باللطائف الا يعطي الجاهل، المصر علي الكتائف، الحقائق اللطيفة.

هذه التقية المعرفية هي رحمة لمن هو عاجز عن ادراك اللطائف لان ادراك الامور اللطيفة هي مقابلة معنوياتها، و لا تصح المقابلة الا اذا كان المقابل قادرا علي مقابلة الانوار، و الا تحولت الانوار نارا تحرق و لا تشرق، فالاولي اذن ان تحجب الانوار عمن لا طاقة له في مقابلتها، اما من كان اهلا لهذه الانوار فحجبت عنه، فقد امسي في غربة و وحشة، و خان الحاجب لها الامانة، و قد قال السيد الامير في ذلك من رسالة الي احد مريديه، حين توجه الي الحج، و هو الشيخ ابو عبدالقادر زين الدين زيان، يحثه علي بذل المجهود في الحق، سواء اكان راحلا في حجه الي بيت الله ام مقيما بين اهله، و هو يخاطبه بالمخدوم تواضعا بل اشارة الي ان



[ صفحه 80]



المفيد هو خادم المستفيد لكونه يدله علي المعرفة و يهديه الي الحقيقة، فيقول:

«فالمخدوم لا يحط في نفسه الراحة في هذه الدنيا، بل الجهد الكلي و التعب الدائم، و افراغ العزم، ان كان في الغربة او بين اهله. و في الحقيقة ما ثم غربة الا بالحجبة عن مشاهدة الحق، لان المحقين غربتهم في حجبتهم عن مشاهدة الانوار، لان ما وجدت الخلائق الا لهذا الامر فان اتحدوا به لم يكونوا بغرباء، بل الغربة ان يكون العبد منقطعا عن مولاه، مشتغلا بلذاته و هواه، متكرسا في الباطل و مهواه. فهو في مهمة البلا و جهد الشقا و عظم العنا، و غضب عليه رب السما، نعوذ بالله من داء العمي. و المخدوم انشاءالله تعالي، من استسهل الظما في دار الفنا ليحصل له في دار البقا كمال الارتوا.

اذا فتح باب الرحمة، و هي الحقيقة، امام من هو اهل لها هو رحمة، و اغلاق باب الرحمة دون من ليس اهلا تقية له هو رحمة. رحمة لكل من مغلق الباب و من اغلق دونه الباب، و هو صون للمعرفة من هتكها و تدنيسها. و في ذلك يقول السيد الامير التنوخي في رسالة بعث بها الي مشايخ آل سليمان في وادي التيم. و قد دعا نفسه بالمملوك:

«و لا يأمر المملوك نفسه و لا غيره ترك مفاتحة احد اذا عمل بما فرض عليه من الحق الموجوب عليه. ولكن المملوك قائل عن لسان العلم و الحكمة انه لا ينبغي فتح باب الرحمة الا علي من صرف نفسه عن الشبهات و المحرمات، و رغب الرغبة الصادقة في



[ صفحه 81]



مواجب النعمة و عرف الله تعالي حق معرفته، و وحده و نزهه بمقدار رتبته، ثم عرف ابواب رحمته، و خزنة دعوته الموصلين الي جنته، و ألجأ امره اليهم بحسب طاقته، و امتثل مراسيمهم علي قدر قوته، و انعطف عن اضدادهم و ملائمتهم بكليته، و اخلص في اتباع الاوامر العلية سريرته، و حرف عن النواهي طويته، و جبل عن المصافاة للخيرين نيته، و محض في المعلوم الشريف بقيته. فمن كان كذلك لا يستحل المملوك منعه لحظة واحدة من الزمان. بل ينبغي له العزازة و التبجيل و الافادة و الاحسان، و من لم يكن كذلك لا يوجب له التقريب، لئلا تدخل علي مقربه الشبهة و يخرج عن القانون الصحيح الترتيب.

اذا وجب نشر الحقيقة علي من عرف الله حق معرفته. و لا يعرفه حق معرفته الا من اطاع الله باعماله الصالحة و لم يتوجه الي غير رضاه و لم ينصرف عن اتباعه و لم يمتثل لغير امره و الاعمال الصالحة تتضمن عند السيد الامير القيام باركان الاسلام ظاهرها و باطنها. اذ لا يصح باطن الشي ء دون ظاهره. من هنا قول المؤرخ حمزة بن احمد بن سباط في معرض كلامه حول السيد الامير جمال الدين عبدالله التنوخي.

«و ابتدأ اولا يأمر و يشدد بحفظ المكرم و درسه للكبير و الصغير، ثم انه حرج علي القراءة الصحيحة في القرآن المكرم، ثم ان جلب الفقهاء الي النواحي و اقام الخطب يوم الجمعة في كل قرية تكمل العدة، ثم جعل فقهاء معلمين تقري ء الاولاد الاحداث في اماكن عديدة. و كان يعطي اجرة التعليم عن جميع الايتام في جميع



[ صفحه 82]



البلاد قريبا و بعيدا [13] .

و هكذا فان الموحد الحق في نظر - الفرقة الحاكمية - هو الذي ضبط جوارحه و عقل نفسه عن الهوي فباتت لطائف روحه قابلة للطائف باطن الحق بعد التمكن من ظاهره، انه العامل الأعمال الصالحة التي تخوله المعرفة الحق، و المعرفة الحق هي التوجه الي الحق، و التوجه الي الحق هو هذه الحركة العقلية و القلبية المنقادة الي ما يوجب رضاه، فرضاه اذا توحيده، و توحيده نفي الكثرة باحديته، و اثباتها علي انها انعكاس لذاته و اشارة الي وحدانيته، و من لم يقر بذلك و اصر علي ثنائية نظرته اليه كان محجوبا عنه، و بالتالي لا يجوز ان يفتح باب الرحمة أمامه - أي اظهار الحقيقة له -

و هكذا نجد بما اوردناه ان امر التقية التي امر بها الامام الصادق، و آباؤه قد تبناها أئمة الموحدين - الفرقة الحاكمية - و اصبحت جزءا من السلوك المعرفي لديهم.

و لا ننس فضل ابي حامد الغزالي الذي كان يعطي بعض الحقائق لمن يجد له مسوغا لذلك، و كان لا يعطي سائله من الحقائق الا بقدر، تقية له من الحقيقة التي لا يقدر هذا السائل علي استيعابها كلها فتصعقه صعقا او يسي ء فهمها فتعود عليه و عليها



[ صفحه 83]



و علي معطيها بالسوء، و انما يكتفي: كما يذكر، بالاشارة دون التصريح و الرمز دون الافصاح، فيقول:

«لكني اراك مشروح الصدر بالله، منزه السر عن ظلمات الغرور فلا اشح عليك في هذا الفن بالاشارة الي لوامع و لوائح، و الرمز الي حقائق و دقائق. فليس الخوف في كف العلم عن اهله باقل منه في بثه الي غير اهله.



فمن منح الجهال علما اضاعه

و من منع المستوجبين فقد ظلم



اما مفهوم الامام الغزالي للتقية كان مبنيا علي اساس متين في الاسلام فهو يعتمد علي القرآن الكريم و علي الحديث النبوي، و قد كان ممن قدم الي اهل الكلام و الفقه مفهوما آخر للتقية، و هو الخوف علي الحقيقة من ان يساء فهمها، و الخوف علي من لا يقدر علي معرفة الحقيقة من ان يسي ء الي نفسه باساءته فهم الحقيقة ان هو اطلع عليها دون استعداد لها، في حين ان السائد عند هؤلاء العلماء ان التقية رخصة في حال الاكراه و حسب.



[ صفحه 84]




پاورقي

[1] الحكمة الجعفرية للامام الصادق جعفر بن محمد - عارف تامر - بيروت ص 57.

[2] امالي المفيد ص 49.

[3] اي حقيقة التوحيد.

[4] كتاب التقية في الاسلام - د. سامي مكارم - ص 216.

[5] كتاب التقية في الاسلام - د. سامي مكارم - ص 217.

[6] تبدأ الرسالة بالآتي، بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة كتاب السيد الجليل، المعظم الفضل، صاحب العلم الجزيل، و الفعل الجميل، و النسب العريق و المقام الرفيع الشريف الاصيل، الذي شيد اركان الاسلام، و اقام منار الحق، و دحض من الكفر الاعلام، و شرع الحلال و الحرام، عمدة العارفين، و محجة القاصدين، و مفيد الراغبين، السيد المهاب السامي القدر و الجناب، الامير جمال الدين عبدالله ابن الامير علم الدين سليمان....

[7] الالوسي روح المعاني المجلد 2 ص 118.

[8] الشيخ المفيد، اوائل المقالات ص 139.137.

[9] الشيخ المفيد، تصحيح الاعتقاد ص 115.

[10] الطبري. ج 3 ص 267.

[11] الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد او شرح عقائد الصدوق ص 115.

[12] الكليني ج 2 ص: 219 - 220.

[13] تقي الدين قائدبيه ص 71 - 72، تدمري ج 2 ص: 880 - 881 - راجع ايضا مكارم، لبنان في عهد الامراء التنوخين ص 237. و راجع ايضا كتاب التقية في الاسلام ل د. سامي مكارم ص: 219 - 222.


عمرو بن أبي المقدام


7. و قال عمرو بن أبي المقدام: «كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين» [1] .


پاورقي

[1] حلية الأولياء 193:2؛ تهذيب التهذيب 88:2؛ تهذيب الكمال 79:5.


الزيدية


و من الفرق التي تنسب الي التشيع (الزيدية) نسبة الي زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام، لأنهم قالوا بامامته.



[ صفحه 48]



و زيد عليه السلام ما ادعي الامامة لنفسه بل ادعتها الناس له، و ما دعاه للنهضة الا نصرة الحق و حرب الباطل، و زيد أجل شأنا من أن يطلب ما ليس له، و لو ظفر لعرف أين يضعها، و قد نسبت بعض الأحاديث ادعاءه الامامة لنفسه، و لكن الوجه فيها جلي، لأن الصادق عليه السلام كان يخشي سطوة بني أمية، و لا يأمن من أن ينسبوا اليه خروج زيد، و ان قيامه بأمر منه، فيؤخذ هو و أهله و شيعته بهذا الجرم، فكان يدفع ذلك الخطر بتلك النسبة، و لو كان زيدكما تذكره هذه الأحاديث لم يبكه قبل تكوينه جداه المصطفي و المرتضي عليهما و آلهما السلام، و لم تبلغ بهما ذكريات ما يجري عليه مبلغا عظيما من الحزن و الكآبة، كما هو الحال في آبائه عندما يذكرون مقتله و ما يجري عليه بعد القتل.

و كفي في اكبار نهضته و براءته مما يوصم به بكاء الصادق عليه السلام عليه و تقسيمه الأموال في عائلات المقتولين معه، و تقريع من تخلف عن نصرته، و تسميته الثائرين معه بالمؤمنين، و المحاربين له بالكافرين.

و كيف يكون قد طلب الامامة لنفسه و الصادق عليه السلام يقول: رحمه الله اما أنه كان مؤمنا و كان عارفا و كان عالما و كان صدوقا، أما أنه لو ظفر لوفي، أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها [1] و يقول: و لا تقولوا خرج زيد فان زيدا كان عالما، و كان صدوقا، و لم يدعكم الي نفسه، انما دعاكم الي الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله [2] و لو ظفر [3] لوفي بما دعاكم اليه، و انما خرج الي سلطان مجتمع لينقضه. [4] .



[ صفحه 49]



و يقول الرضا عليه السلام للمأمون: لا تقس أخي زيدا الي زيد بن علي عليهماالسلام فانه كان من علماء آل محمد صلي الله عليه و آله غضب لله عزوجل فجاهد أعداءه حتي قتل في سبيله، الي أن يقول: ان زيد بن علي عليه السلام لم يدع ما ليس له بحق، و انه كان أتقي لله من ذلك، انه قال: أدعوكم للرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله. [5] .

و لم تكن هذه الصراحة من الرضا عليه السلام الا لأن العهد عهد العباسيين و يقول ابنه يحيي: رحم الله أبي كان أحد المتعبدين قائما ليلة صائما نهاره جاهد في سبيل الله حق جهاده، فقال عمير بن المتوكل البلخي: فقلت: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله هكذا يكون الامام بهذه الصفة، فقال: يا عبدالله ان أبي لم يكن بامام، ولكن كان من السادة الكرام و زهادهم، و كان من المجاهدين في سبيل الله، قال: قلت: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ان أباك قد ادعي الامامة لنفسه و خرج مجاهدا في سبيل الله، و قد جاء عن رسول الله صلي الله عليه و آله فيمن ادعي الامامة كاذبا، فقال: مه مه يا عبدالله ان أبي كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق، انما قال: أدعوكم الي الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله، عني بذلك ابن عمي جعفرا عليه السلام، قال: قلت: فهو اليوم صاحب فقه، قال: نعم أفقه بني هاشم. [6] .

و هذا الحديث كما كشف عن منزلة زيد الرفيعة في الدين و الفضيلة و بطلان ما نسبوه اليه، فقد أثبت ليحيي مقاما عليا في الورع و العلم و الفقه.

و الأحاديث عن نزاهة زيد عن تلك الدعوي وافرة جمة، فهو أتقي و أنقي من



[ صفحه 50]



أن يلوث نفسه الطاهرة بدعوي الامامة، و انما ادعتها له بعض الناس بعد وفاته فعرفوا بالزيدية لتلك المقالة.

و الزيدية فرق يجمعها القول: بأن الامامة في أولاد فاطمة عليهاالسلام و لم يجوزوا ثبوت امامة في غيرهم، الا أنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي عالم زاهد شجاع سخي خرج بالسيف اماما واجب الطاعة سواء كان من أولاد الحسن عليه السلام أو من أولاد الحسين عليه السلام، و من ثم قالت طائفة منهم بامامة محمد و ابراهيم ابني عبدالله بن الحسن عليه السلام [7] أحسب أن اشتراط الامامة في بني فاطمة انما كان منهم فيمن يكون اماما بعد زيد، لأن بعض الفرق منهم رأت ثبوت الامامة للشيخين كما ستعرف.


پاورقي

[1] رجال الكشي في ترجمة السيد الحميري ص 184.

[2] الرضا: كناية عن امام الوقت من أهل البيت انما يكني عنه حذرا عليه من التصريح باسمه.

[3] ظهر: في نسخة.

[4] الوافي عن الكافي، كتاب الحجة، باب أن زيد بن علي مرضي: 1 / 141 .

[5] نفس المصدر.

[6] كفاية الأثر: 304.

[7] الملل و النحل المطبوع في هامش الفصل: 1 / 159 .


وصيته لابنه الكاظم


دخل عليه بعض شيعته و موسي ولده بين يديه و هو يوصيه، فكان مما أوصاه به أن قال:

يا بني اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا، و تمت حميدا، يا بني ان من قنع استغني، و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استكبر زلة غيره، يا بني من كشف حجاب غيره انكشف عورته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء



[ صفحه 37]



حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم، يا بني قل الحق لك أو عليك، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن اصولا، و للاصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب، يا بني اذا زرت فزر الأخيار، و لا تزر الأشرار، فانهم صخرة صماء لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر و رقها، و أرض لا يظهر عشبها. [1] .

أقول: و قد جاء بعض هذه الفقرات في نهج البلاغة، و لا بدع فان علمهم بعض من بعض، و لعل الصادق عليه السلام ذكرها استشهادا أو اقتباسا.


پاورقي

[1] نور الأبصار للشبلنجي: 163، و حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم: 3 / 135.


مناظرات مع المعتزلة


و للامام (ع) مناقشات دقيقة مع أهل الاعتزال و كانوا في عصره قد شكلوا خطا فكريا مميزا تجاه المدارس الفكرية الأخري.

و نذكر هنا نموذجا من مناقشات الامام (ع) معهم:

- عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمي: (كنت عند أبي عبدالله (ع) بمكة اذ دخل عليه أناس من المعتزلة، فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء و حفص بن سالم، و أناس من رؤسائهم، و ذلك أنه حين قتل الوليد، و اختلف أهل الشام بينهم، فتكلموا فأكثروا و خطبوا فأطالوا فقال لهم أبوعبدالله جعفر بن محمد (ع): انكم قد أكثرتم علي فأطلتم فاسندوا أمركم الي رجل منكم، فليتكلم بحجتكم و ليوجز.

فأسندوا أمرهم الي عمرو بن عبيد فأبلغ و أطال، فكان فيما قال أن قال: قتل أهل الشام خليفتهم، و ضرب الله بعضهم ببعض، و تشتت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلا له دين و عقل و مروة، و معدن للخلافة و هو محمد بن عبدالله بن الحسن فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ثم نظر أمرنا معه، و ندعو الناس اليه، فمن بايعه كنا معه و كان منا، و من اعتزلنا كففنا عنه، و من نصب لنا جاهدناه و نصبنا له علي بغيه و نرده الي الحق



[ صفحه 228]



و أهله، و قد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فانه لا غني بنا عن مثلك، لفضلك، و لكثرة شيعتك، فلما فرغ قال أبو عبدالله (ع): أكلكم علي مثل ما قال عمرو؟

قالوا: نعم، فحمد الله وأثني عليه و صلي علي النبي ثم قال: انما نسخط اذا عصي الله فاذا أطيع الله رضينا أخبرني يا عمرو لو أن الأمة قلدتك أمرها فملكته بغير قتال و لا مؤونة، فقيل لك: (و لها من شئت) من كنت تولي؟

قال: كنت أجعلها شوري بين المسلمين، قال: بين كلهم؟ قال: نعم.

فقال: بين فقهائهم و خيارهم؟ قال: نعم.

قال: قريش و غيرهم؟ قال: العرب و العجم.

قال: فأخبرني يا عمرو أتتولي أبابكر و عمر أو تتبرأ منهما؟

قال: أتولاهما.

قال: يا عمرو ان كنت رجلا تتبرأ منهما، فانه يجوز لك الخلاف عليهما و ان كنت تتولاهما فقد خالفتهما قد عهد عمر الي أبي بكر فبايعه و لم يشاور أحدا، ثم ردها أبوبكر عليه و لم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شوروي بين ستة، فخرج منها الأنصار غير أولئك الستة من قريش، ثم أوصي الناس فيهم بشي ء ما أراك ترضي أنت و لا أصحابك قال: و ما صنع؟

قال: أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام و أن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم الا ابن عمر و يشاورونه و ليس له من الأمر شي ء، و أوصي من كان بحضرته من المهاجرين و الأنصار أن مضت ثلاثة أيام و لم يفرغوا و يبايعوه أن يضرب أعناق الستة جميعا، و ان اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيام و خالف اثنان أن يضرب أعناق الأثنين أفترضون بهذا فيما تجعلون من الشوري في المسلمين؟

قالوا: لا.

قال: يا عمرو دع ذا أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو اليه، ثم اجتمعت لكم الأمة و لم يختلف عليكم منها رجلان فافضيتم الي المشركين الذين لم يسلموا و لم يؤدوا الجزية، كان عندكم و عند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيهم بسيرة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المشركين في الجزية؟ قالوا: نعم.

قال: فتصنعون ماذا؟ قالوا: ندعوهم الي الاسلام فان أبوا دعوناهم الي الجزية.

قال: فان كانوا مجوسا و أهل كتاب و عبدة النيران و البهائم و ليسوا بأهل كتاب؟ قالوا: سواء.

قال فاخبرني عن القرآن أتقرؤونه؟ قال: نعم.

قال: اقرأ (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون) قال: فاستثني الله عزوجل



[ صفحه 229]



و اشترط من الذين أوتوا الكتاب فهم و الذين لم يؤتوا الكتاب سواء قال: نعم.

قال (ع): عمن اخذت هذا؟ قال: سمعت الناس يقولونه.

قال: فدع ذا فانهم ان أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة؟ قال: أخرج الخمس و أقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليهما.

قال: تقسمه بين جميع من قاتل عليها؟ قال: نعم.

قال: فقد خالفت رسول الله في فعله و في سيرته، و بيني و بينك فقهاء أهل المدينة و مشيختهم، فسلهم فانهم لا يختلفون و لا يتنازعون في أن رسول الله انما صالح الأعراب علي أن يدعهم في ديارهم و أن لا يهاجروا، علي أنه ان دهمه من عدوه دهم فيستفزهم فيقاتل بهم، و ليس لهم من الغنيمة نصيب، و أنت تقول بين جميعهم، فقد خالفت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في سيرته في المشركين، دع ذا ما تقول في الصدقة؟

قال: فقرأ عليه هذه الآية (انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها...) الي آخرها قال نعم، فكيف تقسم بينهم؟

قال: أقسمها علي ثمانية أجزاء فأعطي كل جزء من الثمانية جزءا.

فقال (ع): ان كان صنف منهم عشرة آلاف و صنف رجلا واحدا أو رجلين أوثلاثة، جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف؟ قال: نعم.

قال: و ما تصنع بين صدقات أهل الحضر و أهل البوادي فتجعلهم فيها سواء؟ قال: نعم.

قال: فخالفت رسول الله في كل ما أتي به، كان رسول الله يقسم صدقة البوادي في أهل البوادي، و صدقة الحضر في أهل الحضر، و لا يقسم بينهم بالسوية انما يقسمه قدر ما يحضره منهم، و علي قدر ما يحضره فان كان في نفسك شي ء مما قلت لك فان فقهاء أهل المدينة و مشيختهم، كلهم لا يختلفون في أن رسول الله كذا كان يصنع، ثم أقبل علي عمرو قال: اتق الله يا عمرو و أنتم أيضا الرهط فاتقوا الله، فان أبي حدثني وكان خير أهل الأرض و أعلمهم بكتاب الله و رسوله أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: [من ضرب الناس بسيفه، و دعاهم الي نفسه، و في المسلمين من هو أعلم منه، فهو ضال متكلف] [1] .


پاورقي

[1] المصدر السابق ص 364 - 362.


زوجات الامام و جواريه


أما ما يتعلق بزوجاته و جواريه ، فقد تزوج بعدة حرائر ، و اشتري بعض



[ صفحه 31]



الجواري ، و اليك بعض تفصيل ذلك .

1- تزوج بالسيدة فاطمة بنت الحسين بن الامام زين العابدين ، فهي بنت عمه ، و قيل:فاطمة بنت الحسين الأثرم ابن الامام الحسن عليه السلام. [1] .

2- ام حميدة ، أو حميدة المصفاة البربرية.

3- ام مالك بن أنس .

كما في « المناقب »:سأل سيف الدولة عبدالحميد المالكي قاضي الكوفة عن مالك ؟ فوصفه و قال:و كان جربند جعفر الصادق ، أي الربيب [2] ( ابن الزوجة ) .

4- ام أبي حنيفة. [3] .

قال أبوعبدالله المحدث:ان أباحنيفة من تلامذته ، و ان امه كانت في حبال الامام الصادق. [4] .

5- ام وهب بن وهب أبي البختري .

6- ام سالمة.

و اليك صفات بعض أحوال زوجاته .

قال ابن شهرآشوب في المناقب:حمدية المصفاة ، ابنة صاعد البربري ، و يقال:انها أندلسية ، ام ولد ، تكني لؤلؤة ... الخ. [5] .



[ صفحه 32]



الكافي ... عن المعلي بن خنيس:أن أباعبدالله عليه السلام قال:

حميدة مصفاة من الأدناس ، كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتي اديت الي ، كرامة من الله لي و الحجة من بعدي. [6] .

الكافي ... حدثنا عيسي بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، قال:دخل ابن عكاشة ابن محصن الأسدي ، علي أبي جعفر عليه السلام و كان ] ابنه [ أبوعبدالله عليه السلام قائما عنده ، فقدم اليه عنبا ] فأكل [ . فقال لأبي جعفر عليه السلام:لأي شي ء لا تزوج أباعبدالله فقد أدرك التزويج ؟ قال عليه السلام - و بين يديه صرة مختومة -:سيجي ء نخاس [7] من أهل بربر فينزل دار ميمون ، فنشتري له بهذه الصرة جارية.

قال:فأتي لذلك ما أتي ، فدخلنا يوما علي أبي جعفر عليه السلام فقال:ألا اخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم ؟ قد قدم ، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية ، قال:فأتينا النخاس ، فقال:قد بعت ما كان عندي الا جاريتين مريضتين احداهما أمثل من الاخري. [8] قلنا:فأخرجهما حتي ننظر اليهما ، فأخرجهما . فقلنا:بكم تبيعنا هذه المتماثلة ؟ قال:بسبعين دينارا ، قلنا:أحسن ، قال:لا انقص من سبعين دينارا ؟ قلنا له:نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت ، و لا ندري ما فيها . ففككنا ] الصرة [ و وزنا الدنانير فاذا هي سبعون دينارا ، لا تزيد و لا تنقص ، ، فأخذنا الجارية فأدخلناها علي أبي جعفر عليه السلام و جعفر قائم فأخبرنا أباجعفر بما كان ، فحمدالله و أثني عليه ، ثم قال لها:ما اسمك ؟ قالت:حميدة .



[ صفحه 33]



فقال عليه السلام:حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة ، أخبريني عنك أبكر أنت أم ثيب ؟ قالت:بكر ...

فقال عليه السلام:يا جعفر خذها اليك ، فولدت خير أهل الأرض:الامام موسي ابن جعفر عليهماالسلام [9] .

و كذلك في الخرائج و الجرائح. [10] .


پاورقي

[1] كشف الغمة 161:2.

[2] مناقب آل أبي طالب 248:4.

[3] مناقب آل أبي طالب 248:4.

[4] مناقب آل أبي طالب 248:4.

[5] مناقب آل أبي طالب 323:4.

[6] الكافي 477:1 ، الحديث 2 . و لعل الأصح:« من الله لي و للحجة من بعدي ».

[7] النخاس:بائع الرقيق.

[8] أمثل:أي تماثلت للشفاء.

[9] الكافي 476:1 ، الحديث 1.

[10] الخرائج و الجرائح 286:1 ، الحديث 2.


مناظرة أبي حنيفة في القياس و الرأي


و في رواية اخري: أن الصادق عليه السلام قال لأبي حنيفة لما دخل عليه: من أنت؟ قال: أبوحنيفة.

قال عليه السلام: مفتي أهل العراق؟ قال: نعم.

قال: بما تفتيهم؟ قال: بكتاب الله.

قال عليه السلام: و انك لعالم بكتاب الله، ناسخه و منسوخه، و محكمه و متشابهه؟ قال: نعم.

قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل: (و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و أياما آمنين) [1] أي موضع هو؟

قال أبوحنيفة: هو ما بين مكة و المدينة، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام الي جلسائه، و قال عليه السلام: نشدتكم بالله، هل تسيرون بين مكة و المدينة و لا تأمنون



[ صفحه 70]



علي دمائكم من القتل، وعلي أموالكم من السرق؟ فقالوا: اللهم نعم.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: و يحك يا أباحنيفة! ان الله لا يقول الا حقا، أخبرني عن قول الله عزوجل: (و من دخله كان آمنا) [2] ، أي موضع هو؟ قال: ذلك بيت الله الحرام، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام الي جلسائه و قال عليه السلام: نشدتكم بالله هل تعلمون: أن عبدالله بن الزبير و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قالوا: اللهم نعم.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: و يحك يا أباحنيفة! ان الله لا يقول الا حقا.

فقال أبوحنيفة: ليس لي علم بكتاب الله، و انما أنا صاحب قياس.

قال أبوعبدالله عليه السلام: فانظر في قياسك - ان كنت مقيسا - أيما أعظم عندالله القتل أم الزنا؟ قال: بل القتل.

قال: فكيف رضي في التقل بشاهدين، و لم يرض في الزنا الا بأربعة؟! ثم قال عليه السلام له: الصلاة أفضل أم الصيام؟ قال: بل الصلاة أفضل.

قال عليه السلام: فيجيب علي قياس قولك علي الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، و قد أوجب الله تعالي عليها قضاء الصوم دون الصلاة.

قال له عليه السلام: البول أقذر أم المني؟ قال: البول أقذر.

قال عليه السلام: يجب علي قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني، و قد أوجب الله تعالي الغسل من المني دون البول.

قال: انما أنا صاحب رأي.



[ صفحه 71]



قال عليه السلام: فما تري في رجل كان له عبد فتزوج و زوج عبده في ليلة واحدة، فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة، ثم سافرا و جعلا امرأتيهما في بيت واحد، و ولدتا غلامين، فسقط البيت عليهم، فقتل المرأتين و بقي الغلامان، أيهما في رأيك المالك، و أيهما المملوك؟ و أيهما الوارث، و أيهما الموروث؟

قال: انما أنا صاحب حدود.

قال عليه السلام: فما تري في رجل أعمي فقأ عين صحيح، و أقطع قطع يد رجل، كيف يقام عليهما الحد؟

قال: انما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء.

قال عليه السلام: فأخبرني عن قول الله لموسي و هارون حين بعثهما الي فرعون: (لعله يتذكر أو يخشي) [3] ، و «لعل» منك شك؟ قال: نعم.

قال عليه السلام: و كذلك من الله شك اذ قال: «لعله»؟ قال أبوحنيفة: لا علم لي.

قال عليه السلام: تزعم أنك تفتي بكتاب الله و لست ممن ورثه، و تزعم أنك صاحب قياس و أول من قاس ابليس لعنه الله و لم يبن دين الاسلام علي القياس، و تزعم أنك صاحب رأي و كان الرأي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صوابا و من دونه خطأ؛ لأن الله تعالي قال: (فاحكم بينهم بما أراك الله) [4] و لم يقل ذلك لغيره، و تزعم أنك صاحب حدود، و من انزلت عليه أولي بعلمها منك، و تزعم أنك عالم بمباعث الأنبياء، و لخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك، و لولا أن يقال: دخل علي ابن رسول الله فلم يسأله عن شي ء، ما سألتك عن شي ء، فقس ان كنت مقيسا.



[ صفحه 72]



قال أبوحنيفة: لا أتكلم بالرأي و القياس في دين الله بعد هذا المجلس.

قال الامام عليه السلام: كلا، ان حب الرئاسة غير تاركك، كما لم يترك من كان قبلك... تمام الخبر [5] .

و عن عيسي بن عبدالله القرشي، قال: دخل أبوحنيفة علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا أباحنيفة، قد بلغني أنك تقيس، فقال: نعم.

فقال: لا تقس، فان أول من قاس ابليس لعنه الله حين قال: (خلقتني من نار و خلقته من طين)، فقاس بين النار و الطين، لو قاس نورية آدم بنورية النار و عرف ما بين النورين، و صفاء أحدهما علي الآخر.

و عن الحسن بن محبوب، عن سماعة، قال: قال أبوحنيفة لأبي عبدالله عليه السلام: كم بين المشرق و المغرب؟

قال: قال مسيرة يوم للشمس بل أقل من ذلك، قال: فاستعظمه.

قال: يا عاجز، لم تنكر هذا، ان الشمس تطلع من المشرق، و تغرب في المغرب في أقل من يوم... تمام الخبر.


پاورقي

[1] سبأ: 17.

[2] آل عمران: 97.

[3] طه: 44.

[4] المائدة: 51.

[5] الاحتجاج: 360.


اجتماع المسلمين


من الاسباب المؤدية لاستجابة الدعاء، إجتماع المسلمين في دعائهم، وتضرعهم إلي الله تعالي، وقد أعلن ذلك الامام الصادق عليه السلام بقوله: «ما من رهط أربعين رجلا، إجتمعوا فدعوا الله عزوجل في أمر، إلا إستجاب لهم، فان لم يكونوا أربعين فأربعة، يدعون الله عزوجل، عشر مرات، إلا استجاب لهم، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة، فيستجيب الله العزيز الجبار له.» [1] إن إجتماع المسلمين له موضوعية في نجاح الدعاء واستجابته، وقد أكد الامام الصادق عليه السلام ذلك، في كثير من أحاديثه، وقد قال: كان أبي، إذا أحزنه أمر، جمع النساء والصبيان، ثم دعا، وأمنوا [2] .


پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 487.

[2] اصول الكافي 2 / 487.


وفاته


يقول المسعودي: «لعشر سنين خلت من خلافة أبي جعفر المنصور توفي جعفر الصادق، سنة ثمان و اربعين و مائة، و دفن بالبقيع مع أبيه و جده و له خمس و ستون سنة». [1] .

و يؤكد هذا التاريخ الطبري: «ان وفاة الصادق سنة 148 ه. في خلافة أبي جعفر و كان من ساكني المدينة و فيها كانت وفاته» [2] .

و يذكر لنا النوبختي أيضا: «ان وفاته في المدينة في شوال سنة ثمان و اربعين و مائة و هو ابن خمس و ستين سنة». [3] .



[ صفحه 24]



و يكون قد توفي سنة 148 و عمره 65 سنة اقام منها مع جده علي بن الحسين 12 سنة و اياما، و بعد أبيه 34 سنة و هي مدة خلافته و امامته، و هي بقية ملك هشام بن عبدالملك و ملك الوليد بن يزيد بن عبدالملك و يزيد بن الوليد بن عبدالملك الملقب بالناقص و ابراهيم بن الوليد و مروان بن محمد و السفاح، و توفي بعد مضي عشر سنين من ملك المنصور العباسي و دفن بالبقيع مع أبيه الباقر و جده زين العابدين و عمه الحسن بن علي..



[ صفحه 25]




پاورقي

[1] المسعودي، مروج الذهب، باريس 6 ص 165.

[2] الطبري، تاريخ الرسل و الملوك، انتشارات جهان ج 13، ص 251.

[3] النوبختي، فرق الشيعة، استانبول جمعية المستشرقين الألمان ص 57.


ابان بن تغلب


أبو سعيد، وقيل أبو سعد، وقيل أبو أميمة أبان بن تغلب بن رباح، وقيل رياح البكري، الجريري بالولاء، الربعي، الكوفي، الكندي. من مشاهير علماء وفقهاء ومحدثي الامامية الثقات، وكان مقدما في شتي صنوف العلم والمعرفة، فكان لغويا نحويا مفسرا أديبا قارئا للقرآن ومن وجوه القراء بالكوفة. عرف بقراءته المفردة التي اشتهرت بين القراء، وكان أول من دون علم القراءة، وأول من صنف في غريب الحديث. روي كذلك عن الامامين السجاد عليه السلام والباقر عليه السلام وحظي لديهم لجلالة قدره وعظيم منزلته:



[ صفحه 25]



قال له الإمام الباقر عليه السلام: اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فإني أحب أن يري في شيعتي مثلك. وقال الإمام الصادق عليه السلام لما وصل خبر وفاته إليه: أم والله لقد أوجع قلبي موت أبان. روي عنه سيف بن عميرة، والحسن بن علي بن فضال، والحكم بن أيمن وغيرهم. له من التأليف كتاب (غريب القرآن)، و (الفضائل)، و (معاني القرآن)، و (صفين)، و (القراءات). توفي سنة 141، وقيل سنة 140.

المراجع:

رجال الطوسي 151. خاتمة المستدرك 547. تنقيح المقال 1: 3. رجال النجاشي 7. معالم العلماء 27. فهرست الطوسي 17. رجال ابن داود 29. معجم رجال الحديث 1: 143 - 154. منهج المقال 15. فهرست النديم 276. منتهي المقال 17. تأسيس الشيعة 235 و 319 و 320 و 343. الذريعة 16: 46 و 249 و 17: 56 و 21: 205 وغيرها. الموسوعة الاسلامية 1: 205. جامع الرواة 1: 9. رجال الحلي 21. نقد الرجال 4. رجال الكشي 330. مجمع الرجال 1: 16 - 23. هداية المحدثين 6. أعيان الشيعة 2: 96. سفينة البحار 1: 7. التحرير الطاووسي 49. تتمة المنتهي 162. توضيح الاشتباه 3. مجالس المؤمنين (فارسي) 135. فرق الشيعة 79. رجال البرقي 9 و 16. معجم الثقات 2. العندبيل 1: 2. ايضاح الاشتباه 2. جامع المقال 52. نضد الايضاح 5. بهجة الآمال 1: 486. أضبط المقال 416. إتقان المقال 5. روضة المتقين 14: 325. وسائل الشيعة 20: 116. الوجيزة للمجلسي 24. شرح مشيخة من لا يحضره الفقيه 23. رجال الشيخ الأنصاري 1 و 24. تهذيب المقال 1: 204. المقالات والفرق 88 و 230. ثقات الرواة 1: 10. تهذيب التهذيب 1: 93. تقريب التهذيب 1: 30. ميزان الاعتدال 1: 5. خلاصة تذهيب الكمال 13. هدية العارفين 1: 1. معجم المصنفين 3: 24. لسان الميزان 7:



[ صفحه 26]



168. بغية الوعاة 176. معجم الأدباء 1: 107. التاريخ الكبير 1: 453. شذرات الذهب 1: 210. مرآة الجنان 1: 293. البداية والنهاية 10: 77. الكامل في التاريخ 5: 508. طبقات الداودي 1: 3. طبقات ابن الجزري 1: 4. العبر 1: 192. أعلام الزركلي 1: 26. معجم المؤلفين 1: 1 ومصادره. طبقات ابن سعد 6: 250. الضعفاء الكبير 1: 36. المجروحين 1: 98. الجرح والتعديل 1: 1: 296. تهذيب الكمال 2: 6. تاريخ أسماء الثقات 67. طبقات ابن خياط 166. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1: 15. أحوال الرجال 67. الوافي بالوفيات 5: 300. سير أعلام النبلاء 6: 308. المغني في الضعفاء 1: 6. الثقات لابن حبان 6: 67. الاكمال 1: 507 و 2: 208.


سالم بن الفضيل


محدث إمامي، روي عنه صفوان بن يحيي.

المراجع:

معجم رجال الحديث 8: 21. خاتمة المستدرك 805. أعيان الشيعة 7: 178. جامع الرواة 1: 348. تنقيح المقال 2: 5.


مبارك الخباز


كسابقه. روي عنه يعقوب بن الياس.

المراجع:

تنقيح المقال 2: قسم الميم 51. معجم رجال الحديث 14: 175. جامع الرواة 2: 38.


ادخال السرور علي المومن


و في باب ادخال السرور علي المؤمن [1] روي باسناده عن علي بن ابي علي عن ابي عبدالله (عليه السلام) عن ابيه عن علي بن الحسين قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان احب الاعمال الي الله عزوجل ادخال السرور علي المؤمنين.

ثم روي باسناده عن عبدالله بن سنان عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال اوحي الله عزوجل الي داود ان العبد من عبادي ليأتني بالحسنة، فأبيحه جنتي، فقال داود (عليه السلام): يا رب ما تلك الحسنة، قال: يدخل علي عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة، قال داود (عليه السلام) حق لمن عرفك ان لا يقطع رجائه منك

ثم روي باسناده عن مفضل بن عمر عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لا يري احدكم اذا ادخل علي مؤمن سرورا انه عليه ادخله فقط بل والله علينا بل والله علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.


پاورقي

[1] اصول الكافي ج 2 ص 150 ط اسلاميه طهران.


شيعه


ترديدي نيست كه پيدايش شيعه از زمان صاحب شريعت يعني رسول خدا صلي الله عليه و آله است. از همان آغاز، برخي از اصحاب آن حضرت مانند سلمان و ابوذر و مقداد و عمار و حذيفه و حزيمه و جابر و ابوسعيد خدري و ابوايوب انصاري و خالد بن سعيد بن عاص و قيس بن سعد و غير آن شيعه ناميده شدند. [1] .

شيعه از نظر لغت به معناي پيروان و ياران است و اصل آن از مشايعت به معناي پيروي و اطاعت و فرمان برداري است، لكن [در اصطلاح] به دوستان و پيروان علي و اهل بيت او عليهم السلام اختصاص پيدا كرده است. [2] .

نخستين كسي كه كلمه ي شيعه را بر زبان جاري نمود و مقصود او دوستان و پيروان علي عليه السلام و فرزندان او بود شخص رسول الله صلي الله عليه و اله بود. و روايات زيادي در اين معنا از آن حضرت رسيده است. [3] .


پاورقي

[1] كتاب استيعاب، در مورد ابي ذر؛ درجات رفيعه، سلمان؛ روضات الجنات، نقل از كتاب الزينه؛ شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد ج 4 / 225؛ خطط شام ج 5 / 256 -251.

[2] قاموس؛ لسان العرب؛ نهايه ابن اثير؛ مقدمه ابن خلدون، ص 138 و بسياري از كتب ديگر.

[3] مراجعه شود به: كتاب «صواعق» بعد از آيه 8 و 10 از آيات مربوط به فضايل اهل بيت عليهم السلام و كتاب «نهايه» ابن اثير، ذيل كلمه ي «قمح» و كتاب «در المنثور» سيوطي در تفسير آيه ي (ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) و جاهاي ديگر از كتب فريقين.


سفارشات و وصيت هاي امام صادق به شيعيان خود


ارزش اجتماعي هر انساني به اندازه اي است كه به اجتماع خود خدمت مي كند. چنان كه ارزش ذاتي و معنوي او نيز به اندازه ي ارزش هاي اخلاقي و اعمال نيك اوست.

در مورد شخصيت والاي امام صادق عليه السلام اگر تنها به سخناني كه از ايشان در اين كتاب نقل شده بنگريم، به خوبي به مقام علمي و الهي و توجه و اهتمام ايشان به اصلاح امت اسلامي پي مي بريم.

پس از بيان بخشي از مواعظ گران بهاي امام صادق عليه السلام به بخشي از وصيت ها و سفارشات آن حضرت مي پردازيم. اين وصيت ها نيز بيانگر كوشش و جديت آن بزرگوار، نسبت به ارشاد امت به راه هاي خير و صواب مي باشد.