بازگشت

فضيلت زيارت قبر امام حسين


نويسنده گويد: فضيلت زيارت امام حسين (ع) بسيار است، و براي كسي كه «زار قبر الحسين و هو يعلم انه امام من قبل الله مفترض الطاعة علي العباد» [1] - زيارت قبر امام حسين (ع) نمايد، و بداند كه او امامي است از جانب خدا، و پيروي اش بر بندگان واجب - و عارفا بحقه باشد [2] ، و زيارت او، نه از روي خود بيني و هوس و تظاهر و شهرت طلبي [3] ، بلكه فقط به خاطر خداب باشد [4] ، از حد وصف بيرون است.

در روايات بسيار وارد شده كه زيارت آن حضرت معادل حج و عمره [5] ، و جهاد [6] ، بلكه بالاتر و افضل است [7] ، و باعث آمرزش [8] ، و آسان شدن حساب [9] ، و رفع



[ صفحه 316]



درجات [10] ، و اجابت دعوات [11] ، و موجب طول عمر [12] ، و حفظ بدن و حفظ مال [13] ، و زياد شدن روزي [14] ، و بر آمدن حاجات [15] ، و رفع اندوه و گرفتاريهاست. [16] .

و ترك زيارت آن حضرت، سبب نقصان دين و ايمان [17] ، و ترك حق بزرگي از حقوق پيغمبر (ص) است. [18] .

كمتر پاداشي كه به زائر قبر شريف داده مي شود آن است كه: گناهانش آمرزيده شود، و حق تعالي جان و مالش را حفظ كند تا او را به اهلش برگرداند، و چون روز قيامت شود، حق تعالي او را بيش از دنيا حفظ خواهد نمود. [19] .

و در روايات بسيار وارد شده كه زيارت آن حضرت غم را زائل مي كند، و شدت جان كندن و قول قبر را برطرف مي سازد. [20] .

و هر مالي كه در راه زيارت آن حضرت مصرف گردد، حساب مي شود براي او، هر درهمي هزار درهم، بلكه ده هزار درهم [21] ، و بهتر از آن، رضاي پروردگار، و دعاي محمد (ص) و آل محمد (ع) مي باشد. [22] .

و چون رو به قبر آن حضرت رود، چهار هزار ملك از او استقبال كنند، و چون برگردد، از او مشايعت نمايند [23] و پيامبران و اوصياء ايشان و ائمه معصومين و ملائكه سلام الله عليهم اجمعين به زيارت آن حضرت مي آيند [24] ، و براي زوار آن حضرت دعا



[ صفحه 317]



مي كنند، و ايشان را بشارت هاي خوب مي دهند [25] حق تعالي پيش از اهل عرفات به سوي زائرين قبر امام حسين (ع) نظر رحمت مي فرمايد [26] و هر كسي در روز قيامت آرزو مي كند كه كاش زائر آن حضرت مي بود، از زيادي كرامت و بزرگواري ايشان در آن روز. [27] .

روايات رد اين باب بي شمار است، و اختلاف احاديث در مقدار ثواب بستگي به: اختلاف اشخاص زائر و درجه معرفت آنان به امام؛ و اختلاف زمانها: زمان آزادي يا زمان منع زيارت، فصل مساعد يا فصل سختي، ايام زيارت مخصوصه يا غير آن؛ و اختلاف مكان ها: دوري و نزديكي، و وسايل حمل و نقل؛ و اختلاف حالات و مراتب اخلاص و نيت ها دارد.

در اين جا ما به نقل يك روايت اكتفا مي كنيم:

كليني، ابن قولويه، و صدوق، به سندهاي معتبر، از ثقه جليل القدر معاوية بن وهب بجلي كوفي روايت كرده اند كه گفت: وقتي به خدمت حضرت امام جعفر صادق (ع) رفتم، ديدم آن حضرت را كه در مصلاي خود مشغول نماز است، نشستم تا نمازش تمام شد، شنيدم كه مناجات مي كرد، با پروردگار خود، و مي گفت: اي خداوندي كه مخصوص گردانيده اي ما را به كرامت، و وعده داده اي ما را شفاعت، و علوم رسالت را و ما را، مخصوص به وصيت پيغمبر (ص) گردانيده اي، و علم گذشته و آينده را به ما عطا كرده اي، و دل هاي مردم را به سوي ما مايل گردانيده اي،

«اغفرلي و لاخواني و زوار قبر ابي الحسين بن علي صلوات الله عليهما»، بيامرز مرا و برادران مرا و زيارت كنندگان قبر ابي عبدالله الحسين عليه السلام را، آنان كه مصرف كردند مال خود را و از شهرهاي خود بيرون آمده اند براي رغبت در نيكي به ما و به اميد پاداشهاي تو در صله به ما، و شاد گردانيدن پيامبر تو، و اجابت نمودن امر ما، و براي خشمي كه بر دشمنان گرفته اند، و مقصود ايشان خشنودي تو است.

پس، خداوندا، ايشان را از جانب ما، به خشنودي پاداش ده؛ و آنان را در شب و روز حفظ فرما، و براي خانواده ايشان كه به جاي گذاشته اند بهترين جانشين باش، و ايشان را از شتر هر ستمكار جبار معاندي، از ضعيف و قوي، و شر شياطين جن و انس حفظ فرما؛ و به آنان بيش از آن چه از تو اميد دارند عنايت فرما. آنان ما را بر فرزندان و خويشان ترجيح دادند



[ صفحه 318]



و به خاطر ما متحمل غربت و دوري از شهر و ديار خود گشتند.

بارالها! دشمنان ما، ايشان را سرزنش مي كنند و با وجود اين از زيارت دست برنمي دارند.

سپس عرض كرد: «فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس و ارحم تلك الخدود التي تقلبت علي قبر ابي عبدالله عليه السلام...»، پس رحم كن بر آن صورتها كه از تابش آفتاب متغير گرديده، و بر آن گونه ها كه بر قبر امام حسين (ع) قرار گرفته... [28] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 10، ص 322.

[2] كامل الزيارات، باب 54 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 319 - ثواب الاعمال، ص 111.

[3] كامل الزيارات، باب 57 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 347 و ص 389.

[4] تهذيب الاحكام، ج 6، ص 44 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 390.

[5] وسائل الشيعه، ج 10، ص 332 - ثواب الاعمال، ص 111.

[6] وسائل الشيعه، ج 10، ص 355.

[7] فروع كافي، ج 4، كتاب الحج، ص 581 - 580 - ثواب الاعمال، ص 112 و ص 115 و ص 118 - وسائل الشيعه، ص 347 تا ص 356.

[8] فروع كافي، ج 4، ص 582 - ثواب الاعمال، ص 111 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 319، ص 320 و ص 325 و ص 326.

[9] كامل الزيارات، باب 44 - وسائل الشيعه، ص 356.

[10] كامل الزيارات، باب 46.

[11] ثواب الاعمال، ص 117.

[12] وسائل الشيعه، ج 10، ص 322.

[13] تهديب الاحكام، ج 6، ص 42.

[14] وسائل الشيعه، ج 10، ص 322 و ص 346.

[15] وسائل الشيعه، ج 10، ص 323 و ص 328.

[16] كامل الزيارات، باب 69، بحارالانوار، ج 101، ص 45.

[17] كامل الزيارات، باب 78 - وسائل الشيعه، ج 10، ص 336 - 334.

[18] وسائل الشيعه، ج 10، ص 333 و ص 346.

[19] كامل الزيارات، باب 49، ص 133 - ثواب الاعمال 7 ص 116.

[20] هدية الزائرين، محدث قمي، ص 80.

[21] وسائل الشيعه، ج 10، ص 334، ص 344 و ص 375.

[22] كامل الزيارات، باب 46، ص 128.

[23] فروع كافي، ج 4، ص 582 - 581 - ثواب الاعمال،، ص 114 - 113.

[24] مقتل الحسين (ع)، خوارزمي، ج 2، ص 169.

[25] كامل الزيارات، باب 40 و باب 41 - بحارالانوار، ج 101، ص 51.

[26] ثواب الاعمال، ص 116.

[27] بحارالانوار، ج 101، باب 29.

[28] فروع كافي، ج 4، كتاب الحج، ص 583 - 582 كامل الزيارات، باب 40، ص 116 - ثواب الاعمال، ص 120.


من مناظرات أصحاب الامام الصادق حول الامامة


عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبدالله (عليه السلام) جماعة من أصحابه، منهم حمران بن أعين و محمد بن النعمان و هشام بن سالم و الطيار و جماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ و كيف سألته؟

فقال هشام: يابن رسول الله اني اجلك و أستحييك و لا يعمل لساني بين يديك.

فقال أبوعبدالله: اذا أمرتكم بشي ء فافعلوا.

قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك علي فخرجت اليه و دخلت البصرة يوم الجمعة، فأتيت مجسد البصرة فاذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد و عليه شملة سوداء مترز بها من صوف، و شملة مرتد بها و الناس يسألونه، فاستفرجت الناس



[ صفحه 297]



فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم علي ركبتي، ثم قلت:

أيها العالم اني رجل غريب تأذن لي في مسألة؟

فقال لي: نعم.

فقلت له: ألك عين؟

فقال: يا بني أي شي ء هذا من السؤال و شي ء تراه كيف تسأل عنه؟

فقلت: هكذا مسألتي.

فقال: يا بني سل و ان كانت مسألتك حمقاء.

قلت: أجبني فيها.

قال لي: سل.

قلت: ألك عين؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع بها؟

قال: أري بها الألوان و الأشخاص.

قلت: فلك أنف؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع به؟

قلت: أشم به الرائحة.

قلت: ألك فم؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع به؟

قال: أذوق به الطعم.

قلت: فلك اذن؟



[ صفحه 298]



قال: نعم.

قلت: فما تصنع بها؟

قال: أسمع بها الصوت.

قلت: ألك قلب؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع به؟

قال: اميز به كلما ورد علي هذه الجوارح و الحواس.

قلت: أو ليس في هذه الجوارح غني عن القلب؟

فقال: لا.

قلت: و كيف ذلك و هي صحيحة سليمة؟

قال: يا بني ان الجوارح اذا شكت في شي ء - شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته - ردته الي القلب فيستيقن اليقين و يبطل الشك.

قال هشام: فقلت له: فانما أقام الله القلب لشك الجوارح؟

قال: نعم.

قلت: لابد من القلب و الا لم تستيقن الجوارح؟

قال: نعم.

فقلت له: يا أبامروان فالله (تبارك و تعالي) لم يترك جوارحك حتي جعل لها اماما يصحح لها الصحيح، و يتيقن به ما شك فيه، و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم؟

لا يقيم لهم اماما يردون اليه شكهم و حيرتهم، و يقيم لك اماما لجوارحك ترد اليه حيرتك و شكك؟!

قال: فسكت و لم يقل لي شيئا.



[ صفحه 299]



ثم التفت الي فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟

فقلت: لا.

قال: أمن جلسائه؟

قلت: لا.

قال: فمن أين أنت؟

قال: قلت: من أهل الكوفة؟

قال: فأنت اذا هو.

ثم ضمني اليه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حتي قمت.

قال: فضحك أبوعبدالله (عليه السلام) و قال: يا هشام من علمك هذا؟!

قلت: شي ء أخذته منك و ألفته.

فقال: هذا والله مكتوب في صحف ابراهيم و موسي [1] .

أقول: يبدو أن هشام بن الحكم رأي المصلحة في عدم ذكر اسمه اذ لو صرح بذلك لوقع في الأذي و المحنة من ذلك القاضي المنحرف و من جماعته، فعمل بالتقية وقاية منهم، و يدل علي ذلك سكوت الامام الصادق (عليه السلام) و عدم انكاره عليه لعدم ذكر اسمه لعمرو بن عبيد، و علي كل حال فالرجل من خيرة الرواة الصادقين الثقاة.

و عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: اني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض و قد جئت لمناظرة أصحابك.





[ صفحه 300]



فقال أبوعبدالله (عليه السلام): كلامك من كلام رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أو من عندك؟

فقال: من كلام رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و من عندي.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): فأنت اذا شريك رسول الله؟

قال: لا.

قال: فسمعت الوحي عند الله (عزوجل) يخبرك؟

قال: لا.

قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟

قال: لا.

فالتفت أبوعبدالله (عليه السلام) الي فقال: يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم.

... ثم قال لي: أخرج الي الباب فانظر من تري من المتكلمين فأدخله.

قال: فأدخلت حمران بن أعين و كان يحسن الكلام، و أدخلت الأحول و كان يحسن الكلام، و أدخلت هشام بن سالم و كان يحسن الكلام، و أدخلت قيس بن الماصر و كان عندي أحسنهم كلاما، و كان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين (عليهماالسلام).

فلما استقر بنا المجلس - و كان أبوعبدالله (عليه السلام) قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة [2] له مضروبة -.

قال: فأخرج أبوعبدالله (عليه السلام) رأسه من فازته فاذا هو ببعير



[ صفحه 301]



يخب فقال: هشام و رب الكعبة [3] .

قال: فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له، قال: فورد هشام بن الحكم و هو أول ما اختطت لحيته، و ليس فينا الا من هو أكبر سنا منه.

قال: فوسع له أبوعبدالله (عليه السلام) و قال: ناصرنا بقلبه و لسانه و يده.

ثم قال: يا حمران كلم الرجل، فكلمه فظهر عليه حمران.

ثم قال: يا طاقي كلمه، فكلمه فظهر عليه الأحول.

ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعارفا [4] ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام) لقيس الماصر: كلمه. فكلمه.

فأقبل أبوعبدالله (عليه السلام) يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي.

فقال للشامي: كلم هذا الغلام - يعني هشام بن الحكم -.

فقال: نعم، فقال لهشام: يا غلام سلني في امامة هذا، فغضب هشام حتي ارتعد، ثم قال للشامي: يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟

فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه.



[ صفحه 302]



قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟

قال: أقام لهم حجة و دليلا كي لا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم، و يقيم أودهم و يخبرهم بفرض ربهم.

قال: فمن هو؟

قال: رسول الله.

قال هشام: فبعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟

قال: الكتاب و السنة.

قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة في رفع الاختلاف عنا؟

قال الشامي: نعم.

قال: فلم اختلفنا أنا و أنت و صرت الينا من الشام في مخالفتنا اياك؟

قال: فسكت الشامي.

قال أبوعبدالله (عليه السلام) للشامي: مالك لا تتكلم؟

قال الشامي: ان قلت: لم نختلف كذبت و ان قلت: ان الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، و ان قلت: قد اختلفنا و كل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا - اذا - الكتاب و السنة.

الا أن لي عليه هذه الحجة.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): سله تجده مليا.

فقال الشامي: يا هذا من أنظر للخلق أربهم أو أنفسهم؟

فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم.

فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم و يقيم أودهم و يخبرهم بحقهم من باطلهم؟

قال هشام: في وقت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أو الساعة؟



[ صفحه 303]



قال الشامي: في وقت رسول الله: رسول الله، و الساعة من؟

فقال هشام: هذا القاعد الذي تشد اليه الرحال و يخبرنا بأخبار السماء [و الأرض]، وراثة عن أب عن جد.

قال الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟

قال هشام: سلمه عما بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): يا شامي، اخبرك كيف كان سفرك و كيف كان طريقك؟ كان كذا و كذا، فأقبل الشامي يقول: صدقت، أسلمت لله الساعة.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): بل آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون.

فقال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا الا الا الله و أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و أنك وصي الأوصياء...» الي آخر الحديث [5] .



[ صفحه 304]




پاورقي

[1] الكافي: ج 1 ص 169 ح 3.

[2] الفازة: مظلة بين عمودين (مجمع البحرين).

[3] يعني: هذا الراكب هشام: و قوله: «يخب» من الخبب و هو نوع من العدو. و قوله الآتي: «فظننا... الي آخره» أي: ظننا أنه يريد بقوله هشام، رجلا من ولد عقيل.

[4] فتعارفا، في أكثر النسخ - بالعين و الراء المهملتين و الفاء - أي تكلما بما عرف كل منهما صاحبه و كلامه بلا غلبة لأحدهما علي الآخر، و في بعض النسخ: فتعاوقا - بالواو و القاف - أي تعوق كل منهما عن الغلبة، و في بعضها [تفارقا] بالفاء و الراء و القاف، و في بعضها بالعين و الراء و القاف [تعارقا] أي وقعا في العرق، كناية علي طول المناظرة (مرآة العقول). و في بعضها [فتعاركا] أي لم يغلب أحدهما علي الآخر. (الوافي).

[5] الكافي: ج 1 ص 171 ح 4.


عمر بن حنظلة


ابوصخر عمر بن حنظله عجلي بكري اهل كوفه و از شاگردان و راويان امام باقر و امام صادق عليهماالسلام است. و نزد اهل بيت عليهم السلام منزلت والايي داشته كه خود نشان دهنده ي مقام والاي او در ايمان و امانتداري است. در «فروع كافي» در باب وقت نماز در مورد وي چنين آمده كه چون يزيد بن خليفه [1] به امام صادق عليه السلام گفت: عمر بن حنظله درباره ي وقت نماز از شما براي ما حديث نقل نمود. آن حضرت فرمود: «او بر ما دروغ نمي بندد.» اين سخن امام عليه السلام خود دليل واضحي است بر اعتماد ايشان نسبت به ابن حنظله.

امام صادق عليه السلام نيز در سخن ديگري به عمر بن حنظله فرمود: «اي ابا صخر، به خدا سوگند! شما بر دين من و دين پدران من هستيد» سپس سه مرتبه فرمود: «به خدا سوگند! ما از شما شفاعت خواهيم نمود هنگامي كه دشمن ما در قيامت مي گويد: (فما لنا من شافعين و لا صديق حميم) يعني: امروز براي ما نه شفاعت كننده اي هست و نه دوستي كه از ما حمايت كند».

درباره ي عمر بن حنظله سخنان زيادي نقل شده كه با توجه به آن مي توان دريافت كه او



[ صفحه 479]



نزد امام صادق عليه السلام مردي صادق و درست كردار بوده است و طبق شهادت آن حضرت او بر دين ائمه عليهم السلام بوده و آنان در روز قيامت شفاعت كنندگان او و امثال او خواهند بود.

عمر بن حنظله احاديث فراواني را از معصومين عليهم السلام نقل نموده و بزرگان اهل حديث كه برخي از آنها نيز جزء اصحاب اجماع هستند، احاديث او را نقل نموده اند.


پاورقي

[1] يزيد بن خليفه حارثي از اصحاب امام صادق و امام كاظم عليهماالسلام است او را از گروه واقفيه شمرده اند، اما از امام صادق عليه السلام نقل شده كه او را ستايش نموده اند.


يك شاهد


سدير صيرفي از ياران امام صادق عليه السلام مي باشد. وي به محضر حضرت رسيده، اظهار مي دارد بر تو خانه نشستن سزاوار نيست! امام مي پرسد چرا، وي مي گويد به خاطر اين كه شيعيان و هواداران تو بسيارند، اگر اميرالمؤمنين در شرايط تو بود هيچ گاه قريش در حق وي طمع نمي كردند!

امام با خون سردي از وي مي پرسد فكر مي كني چه تعداد هوادار براي من وجود دارد. وي مي گويد صد هزار يا دويست هزار بلكه نصف جمعيت دنيا! امام كه مشاهده مي كند طرف بسيار احساساتي شده و مبالغه مي نمايد، پاسخ وي را نمي گويد. از سدير مي پرسد با ما به مسافرت مي آيي. وي مي گويد آري. هنگام حركت در بيابان پسربچه اي را در حال چرانيدن چند بزغاله در بيابان مشاهده مي كنند. امام به سدير رو كرده مي فرمايد: اگر من به تعداد اين بزغاله ها ياور داشتم قيام مي نمودم! سدير مي گويد وقتي بزغاله ها را شمردم هفده عدد بودند، فاذا هي سبعة عشر! [1] .

سهل بن الحسن خراساني وارد بر حضرت شد، اظهار داشت با اين كه صد هزار شمشير زن همراه شماست، چرا قيام نمي كنيد! امام به وي گفت بنشين. آنگاه به پيش خدمت گفت تنور را داغ نمايد. به خراساني دستور داد وارد تنور شود. وي عذرخواهي نمود و گفت مرا معذور بدار. در اين هنگام «هارون مكي» در حالي كه نعلين هاي خويش را بر انگشت سبابه داشت، وارد شد. حضرت به وي فرمود داخل تنور شو؛ وي بي درنگ وارد تنور شد. امام بعد از مدتي كه با خراساني گفتگو نمود از وي خواست تا به داخل تنور مراجعه كند. هنگامي كه مراجعه نمود، ديد هارون سالم در تنور نشسته است! امام از خراساني پرسيد از اين نوع شيعه چه تعداد سراغ داري؟! وي گفت هيچ! آنگاه فرمود ما از همه به زمان آگاه تريم، نحن اعلم بالوقت. [2] .



[ صفحه 224]



منظور امام از اين پاسخ ها چيست؟ آيا جز اين است كه شرايط در اين فرصت فراهم نيست. اكنون در اثر تبليغات وسيع عباسيان امر بر مردم مشتبه است و مردم به سمت و سوي ديگري مي نگرند. اميد و آرزوهاي خويش را در عباسيان برآورده مي يابند.

اين روايات در زمان بني اميه هنگام قيام زيد صادر نشده است؛ زيرا در آن زمان اوضاع اجتماعي به سود اهل بيت (عليهم السلام) بود و اگر نهضت زيد كنترل و مهار نمي شد و تشكل همسوي عترت از آرمان زيد شهيد حمايت مي كرد به طور قطع شرايط به سوي اهل بيت گردش داشت. اين احاديث مربوط به زمان بحران كه عباسيان مي خواهند با نيرنگ بر مركب مراد استقرار يافته و زور و تزوير را حاكم سازند، مي باشد.

و نيز اين گونه روايات گواه اين نيست كه جريان اجتماعي به سمت اهل بيت و تشكل همسوي اهل بيت (عليهم السلام) متوقف شده است؛ بلكه گواه بر آسيب ديدن اين تشكل است كه در اثر تبليغات وسيع عباسيان اين گونه شرايط فراهم آمده است.

اين گونه پيشنهادها از جانب ياران امام صادق عليه السلام در فاصله بين سقوط بني اميه و فراخواني و زمينه سازي عباسيان مي باشد. چنان كه در روايت ديگر آمده است: هنگامي كه پرچم هاي سياه (مسوده) برافراشته شد (پيش از روي كار آمدن عباسيان). معلي بن خنيس مي گويد من نامه عبدالسلام بن نعيم و سدير و تعدادي ديگر را به خدمت امام صادق عليه السلام رساندم. به حضرت عرض كردم ما تلاش مي كنيم رهبري به سمت شما بازگشت كند، نظر شما چيست. امام كه بسيار ناراحت شد، فرمود واي بر شما اينان مرا رهبر خويش بر نمي گزينند، اف اف ما انا بهولاء بامام. [3] .

ونيز امام صادق عليه السلام به ياران خود كه اصرار به حركت اجتماعي و قيام به



[ صفحه 225]



رغم ستمگران را داشتند، اين گونه رهنمود مي دهد: بر هر ندايي كه به جانب ما فرا مي خواند، پاسخ ندهيد. تحقيق كنيد چگونه و چه كسي به نام ما شما را فرا مي خواند. شما دو عمر نداريد كه با يكي تجربه فراهم كنيد و در ديگري به كار بنديد؛ مراقب باشيد به همراه چه كسي مي خواهيد قيام كنيد. شرايط فعلي را به زمان زيد (زيد بن علي بن الحسين عليه السلام) نسنجيد. زيد فردي آگاه و وفادار بود و مردم را به سوي خود فرا نمي خواند، وي مردم را به سوي رضا من آل محمد (عترت) فرا مي خواند و اگر موفق مي شد به پيمان خود وفادار بود، لو ظهر لوفي بما دعاكم. اينان كه شما را با نام ما فرا مي خوانند، از ما نيستند و نبايد به دور هر پرچمي كه به نام ما برافراشته مي شود، اجتماع نماييد.... [4] .

اين سخنان امام عليه السلام تحليل شفاف از اوضاع اجتماعي و سياسي زمان خويش است. اين رهنمود هشدار شفاف به شيعيان امام صادق عليه السلام است كه نبايد نيرنگ عباسيان، آنان را بفريبد. بايد هوشيار باشند تا به نام اهل بيت (عليهم السلام) عباسيان نتوانند به اهداف خويش نزديك شوند.

اين رهنمود به اين معناست كه اوضاع اجتماعي با نيرنگ هاي زيركانه عباسيان به گونه اي به سود آنان چرخش نموده است كه اقدام اجتماعي فردي مانند امام صادق عليه السلام در به دست گيري رهبري اجتماعي و سياسي جامعه بي ثمر است و امام چون زمان شناس است نبايد به اقدامي بي ثمر دست يازد. امام فرزانگان نبايد وارد يك اقدام بزرگ اجتماعي نسنجيده و مطالعه نكرده شود.



[ صفحه 226]




پاورقي

[1] كافي، باب في قلة عدد المومنين، ح 4، بحار، ج 47، ص 372.

[2] بحار، ج 47، ص 123 و 124، القطرة، ج 2، ص 385.

[3] وسائل، ج 11، ص 38.

[4] كافي، ج 8، (روضة) ص 264؛ وسائل، ج 11، ص 36.


وصيت امام صادق


امام صادق عليه السلام در آخرين لحظات حيات كه مرگ را نزديك ديدند، دستور دادند كه تمام خانواده و خويشان نزديكش بر بالينش جمع گردند و پس از آنكه همه ي آنان در كنار امام حاضر شدند، چشم باز نمودند و به صورت يكايك آنها نظر افكندند و فرمودند:



[ صفحه 163]



«ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلوة» [1] .

از كارهاي ديگر امام صادق عليه السلام در ساعت رحلتش آنكه دستور دادند براي تمام خويشاوندان نزديكش صله و تحفه اي فرستاده شود و حتي براي حسن افطس (كه با خنجر سوء قصد به جان حضرت كرده بود) مبلغ هفتاد دينار فرستادند.

سالمه كنيز و خدمتكار آن حضرت پرسيد: چگونه به مردي كه با دشنه و خنجر به شما حمله آورده و قصد قتل شما را داشته است، چنين مبلغي را عطا مي فرمائيد؟

امام صادق عليه السلام در پاسخ فرمودند: مي خواهي مشمول اين آيه ي قرآن نباشم كه فرمود:

و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب [2] .

و آنان كه فرمان خدا را در مورد صله ي رحم و دلجوئي از خويشاوندان اجرا مي كنند و از خدايشان مي ترسند و از محاسبه ي بدفرجام بيمناكند.

اي سالمه! خداوند بهشت را بيافريد و بوي آن را بسيار خوش و مطبوع گردانيد كه از فاصله اي به مسافت دو هزار ساله به مشام مي رسد، لكن شخص عاق و كسي كه قطع رحم كرده، بوي آن را احساس نمي كند و در نمي يابد.

امام كاظم عليه السلام پدرش را پس از شهادت در ميان دو تكه ي پارچه ي سفيد كه لباس احرام او بود به اضافه ي پيراهني كه يادگار جدش حضرت سجاد عليه السلام بود و نيز در ميان بردي كه آن را به چهل دينار خريده بود پيچيد و در بقيع به خاك سپرد.

امام موسي كاظم عليه السلام ضمنا دستور داد، چراغ اطاقي را كه پدرش در آن مي زيست همچنان روشن نگاه دارند و اين چراغ تا امام موسي كاظم عليه السلام در مدينه بود، همه شب روشن بود تا اينكه او به عراق احضار شد. پيش از اين نيز امام صادق عليه السلام چراغ



[ صفحه 164]



اطاق پدرش امام باقر عليه السلام را روشن نگاه داشته بود.

بدين ترتيب امام صادق عليه السلام در گورستان بقيع در كنار امام حسن مجتبي عليه السلام و جدش حضرت سجاد عليه السلام و پدرش امام باقر عليه السلام به خاك سپرده شد و او آخرين امامي بود كه در بقيع دفن گرديد و پس از او تمام فرزندان او جز امام رضا عليه السلام در سرزمين عراق به خاك سپرده شده اند.

بعد از شهادت امام صادق عليه السلام منصور ابتدا به والي مدينه نوشت: «ببين وصي جعفر بن محمد كيست؟ اگر او مخالف ماست او را به قتل برسان و در هر حال نتيجه را گزارش كن.» امام صادق عليه السلام كه منبع وحي الهي است و بر وضع و اوضاع زمانش و جريان بعد از شهادتش آگاه است طبق دستور آن حضرت وصيت نامه اي ترتيب دادند كه آن حضرت براي خود پنج وصي قرار داده بود.

والي مدينه براي منصور نوشت: جعفر بن محمد براي خود پنج وصي قرار داده است كه يكي از آنها خود شما هستيد. در اينجا بود كه نقشه ي خطرناك منصور خنثي شد.

آري امام صادق عليه السلام براي خود پنج وصي قرار داده بود. اولي منصور دومي يكي از فرزندان آن حضرت به نام عبدالله بود كه به لقب افطح شهرت داشت سومي حميده مادر امام موسي كاظم عليه السلام چهارمي محمد بن سليمان والي و عامل منصور در مدينه و پنجمي امام موسي كاظم عليه السلام.

از آنجا كه خود منصور به عنوان وصي! معين شده بود، ناچار شد تا حدود زيادي (گرچه بر حسب ظاهر) با امام موسي عليه السلام به مدارا و احترام رفتار نمايد تا بتواند در انجام امور مربوط به وصايت در حدود اختياراتي كه داشت اقدام كند. به طوري كه دستور داد كسي متعرض آن حضرت نشود. و در اين هنگام به خاطر تدبير امام صادق عليه السلام در وصيت خويش فرصت مناسبي براي امام كاظم عليه السلام در تربيت شاگردان و ترويج احكام اسلامي به دست آمد.


پاورقي

[1] بحارالأنوار / ج 82 / ص 236.

[2] رعد / 21.


مرجئه


در دوره ي حكومت امويان مكتب ديگري تأسيس شد كه «مرجئه» نام



[ صفحه 198]



يافت. امويان از اين دسته براي توجيه ستمكاري هاي خود استفاده كردند، زيرا دسته اي از خوارج مرتكب گناهاي كبيره را جاويدان در دوزخ مي دانستند. در مقابل، مرجئه مي گفتند كار اين دسته را بايد به خدا واگذاشت، و عذرشان اين بود كه اگر در اين باره سختگيري شود، جمعيت مسلمانان به تفرقه خواهد كشيد. اينان با چنين طرز تفكري كار معاويه و ديگر خلفاي اموي را در كشتن مردم پارسا و غارت هاي آنان در كوفه و بصره و ديگر شهرها تأييد مي كردند [1] .

مقصود از مرجئه امروز همان اشاعره اند كه اهل سنت را تشكيل مي دهند و مي توان گفت كه معتزله تقريبا از ميان رفته است. مرجئه قبل از پيدايش مذهب اشعري، فرقه هاي متعددي بوده در مقابل شيعه و خوارج كه همگي از اهل سنت بوده اند، ولي پس از ظهور مذهب اشعري، عنوان مرجئه نام ديگري براي اهل سنت و يا به طور كلي براي مذاهب اشعري شد.

شهرستاني مي نويسد: «گفته اند ارجاء به معناي عقب انداختن علي عليه السلام است از مرتبه ي نسخت به مرتبه ي چهارم». بنابراين كلمه ي مرجئه را بر قاطبه ي اهل سنت مي توان اطلاق كرد.

البته هدف ما در اينجا بحث از اين نيست كه آيا عنوان مرجئه و اشعري يكي است و يا دو عنوان جداگانه است؟ بلكه مقصود بيان آن است كه مرجئه در عصر امام صادق عليه السلام چه كساني بوده و چه عقايد و افكاري داشته اند؟ بي شك مرجئه در زمان امام صادق عليه السلام فرقه هاي مختلفي بوده اند، اما همگي در اين عقيده هماهنگ بوده اند كه اقرار زباني به ايمان، به تنهايي كافي است اگرچه عمل همراه اقرار نباشد، و حتي اگر مدعي ايمان مرتكب هر نوع گناهي از گناهان كبيره شود از زمره ي مؤمنان خارج نمي شود بلكه از نظر ايمان در رديف ايمان فرشتگان بزرگ الهي چون جبرئيل و ميكائيل است و اميد نجات و بخشش براي او هست! و شايد علت نامگذاري اينان به مرجئه همين است و يا به اين سبب مرجئه ناميده شده اند كه خداي



[ صفحه 199]



متعال عذاب مرتكبان گناه كبيره را به تأخير انداخته است و يا به اين علت كه آنان علي بن ابي طالب عليه السلام را در امر خلافت و جانشيني پيامبر از مرتبه ي نخست به مرتبه ي چهارم آورده اند، آن گونه كه شهرستاني نقل مي كند.

خلاصه اينكه در كتب كلامي درباره ي مرجئه جز آنچه ذكر شد، چيز ديگري نيامده است. به هر حال مرجئه در عصر امام صادق عليه السلام به طور قطع وجود داشته و فرقه هاي متعددي بوده است و همه ي مرجئيان در اين اعتقاد هماهنگ بوده اند كه در مؤمن شخص اقرار زباني كافي است، اگرچه مطابق آن عمل نكند و بلكه حتي عملي برخلاف مقتضاي ايمان از او سر زند!


پاورقي

[1] تاريخ تحليلي اسلام، ص 207.


اشكال مختلف ارتباط انسان ها با يكديگر


يكي از مسايل اخلاقي، نوع رابطه ي انسان ها با يكديگر است كه داراي جهات مختلفي مي باشد. انسان ها در معاشرتشان با يكديگر گاهي دچار حالت افراط و تفريط مي شوند. بعضي ها آن قدر خشك و عبوس برخورد مي كنند كه هيچ كس رغبت نمي كند با آنها معاشرت نمايد، از آن طرف هم انسان هاي منفعلي هستند كه هر كسي و در هر حالي مي تواند آنها را تحت تأثير قرار بدهد. اين افراط و تفريطها در روابط انساني، هر دو مذموم است. از يك طرف، انسان نبايد آن قدر خشن و تندخو و عبوس باشد كه ديگران رغبتي در معاشرت با او نداشته باشند و از سوي ديگر، نبايد آن قدر منفعل باشد كه هر كسي و به هر صورتي بتواند در او اثر بگذارد. خداوند انسان ها را براي يكديگر نعمت قرار داده است. آنها بايد در يكديگر تأثير و تأثر داشته باشند؛ هر يك به ديگري نفعي برساند، البته در جهت تكامل فرد مقابل. بنابراين انسان ها بايد با يكديگر تعامل داشته باشند تا هدف زندگي اجتماعي تأمين گردد. اگر بنا باشد كه همه ي افراد عبوس و خشن باشند، طبيعي است كه الفتي بين آنها برقرار نمي شود، تعامل و همكاري و دوستي و صميميتي هم نخواهد بود و در نتيجه از يكديگر استفاده اي هم نخواهند برد. حال آن كه



[ صفحه 190]



خداوند آنها را نعمت براي هم قرار داده كه از يكديگر بهره ببرند. چنان چه اين مهم تحقق نيابد، در واقع نقض غرض شده است.

نكته ي حايز اهميت در اين زمينه اين است كه هميشه نبايد يك نفر منفعل باشد و يك نفر مؤثر. براي اين كه فرد هميشه منفعل واقع نگردد، بايد براي خودش شخصيتي قايل باشد؛ اين طور نباشد كه در مقابل همه چيز و همه كس سر تسليم فرود آورد و هر كسي، در هر وقتي و به هر صورتي بتواند او را تحت تأثير قرار دهد. نرم بودن بيش از حد، علاوه بر اين كه موجب انفعال فرد مي گردد، اصلا شخص را در نظر ديگران خوار و زبون مي كند به گونه اي كه از چشم مردم مي افتد و مردم او را يك انسان پست و فرومايه تلقي مي كنند و به او بها و اهميتي نمي دهند. بنابراين انسان نه بايد آن قدر خشك و خشن باشد كه مردم از نزديك شدن به او كراهت داشته باشند و نه آن قدر نرم و منفعل كه هيچ مقاومتي در مقابل ديگران نداشته باشد. اگر چنين بود، همه به چشم حقارت به او مي نگرند: و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك و لا تكن واهنا يحقرك من عرفك. انسان بايد به گونه اي رفتار كند كه هم مردم با رغبت با او تعامل داشته باشند و هم كاملا در اختيار ديگران نباشد تا از تفكر و عبادت و زندگي خود باز نمايد.

هر كسي با توجه به شرايط سني و ارثي و نيز استعدادهاي جسمي و فكري خود، از جايگاه و پايگاه اجتماعي خاصي در جامعه برخوردار است. طبعا كساني در جامعه از نظر اجتماعي داراي موقعيت بالاتري هستند و كساني نيز در مرتبه ي پايين تري قرار دارند. معمولا هر موقعيتي كه انسان در اجتماع داشته باشد، يك مرتبه ي بالاتر و پايين تر آن را ديگران دارند. انسان چگونه بايد روابط خود را با ديگران در اين جهت تنظيم نمايد؟ انسان نمي تواند سلسله مراتب اجتماعي را ناديده بگيرد و چنين بپندارد كه چون روح صفا و معنويت، مطلوب اسلام است، لذا همه را بايد در يك سطح تلقي كرد. اين تصور نادرستي است؛ زيرا خواه ناخواه در جامعه كساني هستند كه موقعيتشان از ما بهتر است و در مرتبه بالاتري قرار دارند. مثلا، استاد نسبت به شاگرد، مدير و كارفرما نسبت به كارمند و كارگر، و پدر نسبت به فرزند از موقعيت برتري برخوردارند، و يا مثلا در ارتش و نيروهاي انتظامي سلسله مراتب شناخته شده اي وجود دارد. آيا انسان به اين بهانه كه در اسلام همه ي افراد مساوي هستند، مي تواند در مقام رقابت، خصومت، كارشكني و نافرماني با كساني برآيد كه موقعيت اجتماعي بهتري در جامعه دارند؟



[ صفحه 191]



درست است كه روايات بسياري در زمينه ي مساوي بودن مردم وجود دارد - از جمله اين روايت كه مي فرمايد: الناس سواء كاسنان المشط؛ [1] همه ي مردم مانند دندانه هاي شانه با هم مساوي هستند - اما معناي صحيح اين گونه روايات اين نيست كه در سلسله مراتب اجتماعي، موقعيت هاي افراد بايد ناديده گرفته شود، بلكه به اين معنا است كه همه ي مردم در مقابل خدا و قانون مساوي هستند. روابط اجتماعي در مواردي ايجاب مي كند كه اين سلسله مراتب محفوظ باشد. بنابراين انسان بايد به كسي كه در مرتبه اجتماعي بالاتري قرار دارد احترام بگذارد و در مقام ستيزه جويي و رقابت خصمانه با او بر نيايد. معمولا چنين حالت هايي در افراد ضعيف النفس به چشم مي خورد. بخش عمده اي از پرخاش گري ها ناشي از احساس حقارت است. انسان گاهي براي جبران احساس حقارتش، با كسي كه موقعيت اجتماعي بالاتري دارد در مي افتد تا از اين طريق خود را هم سطح او جلوه مي دهد!

در هر صورت، از آن جا كه حفظ اين سلسله مراتب به نفع جامعه اسلامي است، انسان بايد آنها را رعايت كند. مادامي كه اين شرايط محفوظ است و موقعيت هاي اجتماعي به صورت معقول برقرار مي باشد، انسان نبايد با كسي كه از نظر اجتماعي در مرتبه اي بالاتر از خودش قرار دارد ستيزه جويي كند. انسان مؤمن بايد موقعيت اجتماعي خود را درك كند و براي حفظ مصالح جامعه نسبت به كساني كه مرتبه بالاتري دارند احترام قايل باشد و با آنها در نيفتد: و لا تشار من فوقك. اين فراز از سخن حضرت مؤيد اين مطلب است كه در اسلام سلسله مراتب اجتماعي پذيرفته شده است و اين گونه نيست كه افرادي كه در موقعيت هاي مختلف اجتماعي هستند يكسان باشند.

از سوي ديگر، انسان نبايد به كساني كه از نظر موقعيت هاي اجتماعي پايين تر از او قرار دارند به چشم حقارت بنگرد؛ اگر احترام لازم را به آنها نمي گذارد، دست كم ايشان را به تمسخر نگيرد و حقير نشمارد. خداوند متعال در قرآن مي فرمايد: لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم؛ [2] هرگز نبايد قومي قوم ديگر را مسخره و استهزا كنند، شايد آن قوم كه مسخره شان مي كنند بهتر از ايشان باشند. چه بسا همين افرادي كه امروز زيردست



[ صفحه 192]



هستند، فردا زبردست شوند و استعدادهايشان شكوفا گردد. اخلاق اسلامي اقتضا مي كند كه مردم نسبت به زيردستان خود به چشم حقارت نگاه نكنند و به آنها احترام بگذارند: و لا تسخر بمن هو دونك.


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 78، باب 23، روايت 108.

[2] حجرات (49)،11.


ابوطلحه انصاري


و از جمله كساني كه در اين راه پيشقدم گرديد ابوطلحه انصاري بود. او نخلستان خود را كه در سمت شمالي مسجد النبي قرار داشت براي خانه سازي مهاجرين در ميان مسلمانان تقسيم نمود. در داخل اين نخلستان چاه آبي بود معروف به «بئر حاء» كه آب آن شيرين تر از چاه هاي ديگر بود و رسول خدا گاهي داخل اين باغ مي گرديد و از آب آن چاه مي نوشيد.

و لذا «بئر حاء» از چاه هاي تاريخي مدينه بشمار مي رفت و تا اين اواخر و پس از گذشت چند قرن حفظ شده بود و در توسعه اخير سعودي ها به مسجد ضميمه گرديد.

روزي ابوطلحه عرض كرد يا رسول الله خداوند مي فرمايد (لَنْ تَنالُوا الْبِرَ حَتي تُنْفِقُوا مِما تُحِبُونَ) و بهترين اموال من اين نخلستان است و لذا آن را در ميان مسلمانان تقسيم و صدقه جاريه قرار مي دهم و هر طور صلاح مي دانيد تقسيم كنيد.



[ صفحه 160]



رسول خدا فرمود «بَخ ذلك مالٌ رابحٌ» مرحبا اين مال سوددهي است و من صلاح مي دانم اين نخلستان را خودت در ميان اقوام و عشيره نيازمند تقسيم كني. [1] .


پاورقي

[1] صحيح بخاري تفسير سوره آل عمران ذيل آيه شريفه.


دعاؤه في الرهبة


و كان من دعائه عليه السلام في الرهبة، هذا الدعاء الجليل.

«اللهم انك خلقتني سويا [1] و ربيتني صغيرا، و رزقتني مكفيا [2] اللهم اني وجدت في ما أنزلت من كتابك، و بشرت به عبادك، أن قلت: «يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا» و قد تقدم مني ما قد علمت، و ما أنت أعلم به مني، فياسوأتا مما أحصاه علي كتابك، فلولا المواقف التي أؤمل من عفوك الذي شمل كل شي ء لألقيت بيدي [3] ولو أن أحدا استطاع الهرب من ربه لكنت أنا أحق بالهرب منك، و أنت لا تخفي عليك خافية في الأرض و لا في السماء الا أتيت بها، و كفي بك جازيا، و كفي بك حسيبا.

اللهم انك طالبي ان أنا هربت، و مدركي ان أنا فررت، فها أنا ذا بين يديك خاضع ذليل راغم [4] ان تعذبني فاني لذلك أهل، و هو يا رب منك عدل، و أن تعف عني فقديما شملني عفوك، و ألبستني عافيتك، فاسألك



[ صفحه 193]



اللهم بالمخزون من اسمائك، و بما وارته الحجب من بهائك الا رحمت هذه النفس الجزوعة، و هذه الرمة [5] الهلوعة التي لا تستطبع حر شمسك فكيف تستطيع حر نارك؟ و التي لا تستطيع صوت رعدك، فكيف تستطيع صوت غضبك؟ فارحمني اللهم فاني امرؤ حقير، و خطري [6] يسير، و ليس عذابي مما يزيد في ملكك مثقال ذرة، ولو أن عذابي مما يزيد في ملك لسألتك الصبر عليه، و أحببت أن يكون ذلك لك، ولكن سلطانك اللهم أعظم، و ملك أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين، أو تنقص منه معصية المذنبين، فارحمني يا أرحم الراحمين، و تجاوز عني يا ذاالجلال و الاكرام، و تب علي انك أنت التواب الرحيم...» [7] .

و احتوي هذا الدعاء الجليل علي تضرع الامام عليه السلام، و توسله الي الله تعالي. راجيا منه أن يمن عليه بالرحمة و الغفران، و أن يتلطف عليه بعفوه الذي شمل كل شي ء، كما احتوي علي الفزع، و الخوف من عذاب الله، فان هذه النفس لا تستطيع مقاومة حرارة الشمس، فكيق تستطيع أن تقاوم و تصبر علي نار جهنم و اهوالها؟ و لنستمع بعد هذا الي دعاء آخر من أدعيته.


پاورقي

[1] خلقتني سويا: أي خلقتني مستوي الخلقة.

[2] رزقتني مكفيا: أي لا احتاج الي رزق من غيرك.

[3] لألقيت بيدي: أي لاستسلمت، و مددت يدي آيسا.

[4] راغم: أي لاصق بالرغام و هو التراب.

[5] الرمة: العظام المندرسة البالية.

[6] خطري: أي أمري.

[7] الصحيفة السجادية: الدعاء الخمسون.


مظاهر شخصيته


و توفرت في شخصية الامام أبي جعفر (ع) جميع الصفات الكريمة التي تؤهله لزعامة هذه الأمة، و قيادتها الروحية و الزمنية، فكل صفة من صفاته ترفعه الي القمة التي لا يبلغها الا افذاذ الناس و عمالقة الدهر، فهو كما قال الشاعر:



من هاشم في ذراها و هي صاعدة

الي السماء تميت الناس بالحسد



قوم أبي الله الا أن تكون لهم

مكارم الدين و الدنيا بلا أمد



لقد كان الامام العظيم بمواهبه و عبقرياته صورة متميزة من بين صور العظماء و المصلحين، فقد تميز بفضائله النفسية و مآثره الخالدة، و تميز بحسبه الوضاح، و تميز بكل ما يسمو به هذا الانسان، و من بين ما تميز به.


ملاقات خداوند


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

بر شما باد خيرخواهي براي خدا نسبت به خلق او؛ زيرا هرگز خداوند را با عملي بهتر از اين كار ملاقات نخواهي كرد. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 208 / 6، ميزان الحكمه: ج 13، ح 20138.


اطاعت صالحان


خداي متعال بندگان تنبل را دوست نمي دارد، تا جايي كه در بعضي از روايات، تعابير تندي در مورد افراد كسل آمده است. كوشش و اجتناب از تنبلي شرط پيشرفت چه در باب ماديات و چه در باب معنويات است. گاهي انسان كتابي را مي نگرد بدون آن كه به زحمتي كه براي نوشتن اين كتاب كشيده شده بينديشد، اما حقيقت آن است كه تمام كتاب هاي قطور همچون: بحارالانوار، سفينه البحار، مستدرك سفينة البحار و موسوعه هاي ديگر، همه و همه حرف به حرف نوشته شده اند. اين كتاب هاي عظيم با كنار هم نهادن حروف و اندك اندك به رشته ي تحرير در آمده اند، و چه خون دل هايي كه نويسنده نخورده و چه رنجهايي كه نكشيده است تا از به هم چسباندن ذره ها، درياي عظيمي پديد آورد كه همگان از آن استفاده كنند. آنچه از پشت اين نوشته ها خودنمايي مي كند



[ صفحه 200]



تلاش و استمرار پياپي نويسنده است.

آري، در طاعت الهي نبايد كوتاهي كرد و در اين معركه كوشش بسيار لازم است. البته، اين به معناي دست شستن از خواب و خوراك نيست. بلكه بايد در كنار فعاليت، به اندازه ي لازم و به قدري كه بدن لازم دارد استراحت كرد. اميرمؤمنان علي عليه السلام مي فرمايد: «خادع نفسك [1] ؛ نفس خود را فريب دهيد». در كلمه «خادع» نكته نغزي نهفته است، و آن اين كه باب مفاعله را جايي به كار مي برند كه فعلي دو سويه و متقابل در ميان باشد و كاري از جانب دو نفر انجام شود؛ به عنوان مثال وقتي مي گويند «قاتلا زيد و عمر» يعني زيد و عمر در حال محاربه با يكديگرند و هر كدام كمر به قتل ديگري بسته اند. چنان كه مي دانيم نفس دائما در حال نيرنگ زدن به انسان است. حضرت مي فرمايند: در برابر اين فريب نفس مقابله به مثل كنيد و نفس خود را فريب دهيد. آنان كه صاحب نفس مطمئنه هستند، از اين راه به چنين مقامي دست يافته اند. آنان آن قدر با نفس خود نيرنگ كرده اند تا توانسته اند نفس مطمئنه داشته باشند.

نفس عنصر خوبي نيست، ولي قابليت خوب شدن را دارد. همان طور كه خود شيطان هم اين قابليت را دارد. آن كه مي خواهد قدم در راه سعادت نهد، بايد تك تك اين صفات حسنه را كم كم در خودش ملكه سازد. با خود بگويد: حال اين يك بار، راست مي گويم تا ببينم بعد چه مي شود، يا يك بار فلان فعل حرام را مرتكب نمي شوم و همين طور ادامه دهد تا آن جا كه ديگر در خود رغبتي براي نافرماني نبيند. «الأجر علي قدر المشقة؛ پاداش به اندازه تحمل دشواري ها است». تظاهر به اعمال پسنديده دشوار است، ولي در هر صورت آن كه پر تحرك تر است راحت تر و زودتر به سر منزل مقصود مي رسد.


پاورقي

[1] نهج البلاغه، نامه 69.


عدالت


در نهاد آدمي، نيرويي به نام « وجدان» وجود دارد كه هميشه او را به خوبي امر مي كند و از بدي بازمي دارد. هنگامي كه وجدان عمل شايسته اي از صاحب خود ديد شاد مي شود و زماني كه كار زشتي مشاهده كرد ناراحت مي شود. قرآن مجيد مي فرمايد:

ان الله يأمر بالعدل و الاحسان [1] .

خداوند به عدل و نيكوكاري امر مي كند.

عدالت يكي از صفات پسنديده است و مسلما همه مي خواهند اين صفت در مورد آنان اجرا شود و هيچ كس خلاف آن را مايل نيست. بنابراين، اجراي عدالت در نظر وجدان و در نظر كسي كه درباره ي او اجرا شده است، بسيار خوشايند مي آيد.

العدل احلي من الماء يصيبه الظمان [2] .

عدالت شيرين تر ازآبي است كه آدم تشنه به آن مي رسيد.


پاورقي

[1] سوره ي نحل آيه 90.

[2] اصول كافي، ج 2، ص 146.


هدف از آفرينش


اينك عقيده حقه در جواب مشكلات جبري ها را از بيانات پيشوايان اسلام با جملات ساده و آسان بيان مي شود.

سؤال: هدف از آفرينش انسان و جهان چيست؟

جواب: هدف از آفرينش عالم و آدم چند امر است:

الف) ايصال رحمت و نعمت و احسان الهي بر بندگان خاص او است چنان كه قرآن مي فرمايد: (و لذالك خلقهم؛ به همين منظور آنها را آفريده است.»

و كيفر و عذاب بر افراد ستمگر و تبهكار است چنان كه در همان سوره در ذيل همين آيه شريفه مي فرمايد: (لاملئن جهنم من الجنه و الناس



[ صفحه 187]



اجمعين؛ به طور حتم دوزخ را از طايفه پريان و آدميان پر خواهم كرد.»

ج) غرض الهي از آفرينش مردمان پرستش است چنانكه مي فرمايد: (و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون؛ پريان و آدميان را خلق نكردم جز اينكه مرا پرستش كنند.» و عقل آدمي حكم مي كند كه در مقابل احسانات ديگران بايد سپاسگزاري كند و پرستش در مقابل نعمت هاي خدا نوعي از سپاسگزاري است و اكثر حيوانات نيز فطرتا اگر از كسي نيكي ببينند به سوي او مهر مي ورزند.

د) تقرب و نيل انسان به مقام كمال و معرفت است. حضرت صادق عليه السلام مي گويد حضرت حسين عليه السلام بين اصحاب خود فرمود: اي مردم خداي عزوجل بندگان را خلق نكرده است جز اينكه او را بشناسند. وقتي كه خدا را شناختند او را پرستش كنند.

ه) انجام فرامين خدا و پرهيز از نافرماني است. از حضرت صادق عليه السلام سؤال شد چرا خدا مخلوقات را آفريد؟ حضرت فرمود: خداي عزوجل مخلوقات را بيهوده نيافريده و آنها را سر خود رها نكرده است بلكه براي اظهار قدرت خود آفريده است و آنها را امر به اطاعت خود كرده تا بدينوسيله سزاوار پاداش گردند و براي بهره برداري خود از وجود مخلوقات يا براي ترس از ضرري بر خود آنها را نيافريده است. بلكه آنها را آفريده است تا از اين دنيا بهره برداري كرده و به نعمت هاي هميشگي آخرت برسند و نيز نقل شده است كه حضرت فرمود: خدا تكليف خلق كرده است و آنها را مجبور به پرستش نكرده است بلكه آزاد و مختارند تا آزمايش شوند هر



[ صفحه 188]



كس مايل باشد فرمان مي برد و يا نافرماني مي كند و هر كدام پاداش و مجازات اعمال خود را خواهد گرفت.

و) نشان دادن قدرت و حكمت خود و اجراء دانايي خود بوده است.

خ) خلقت نور پاك و مطهر اشرف مخلوقات حضرت محمد صلي الله عليه و آله و سلم و جانشينان معصوم بوده است. روايات بسياري دلالت مي كند كه اگر در متن آفرينش وجود حضرت نبود عالم و آدم خلق نمي شد و حضرت صادق عليه السلام فرمود اگر پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم و دخترش فاطمه عليهاالسلام و ائمه ي معصومين عليهم السلام نبودند آدم و حوا خلق نمي شدند و از آيات و روايات در اين باب چنين نتيجه گرفته مي شود كه غرض اصلي از خلقت آفرينش افاضه ي رحمت و بخشش است تا نفوس آدميان با تربيت هاي خداوندي به درجه ي كمال رسيده و سزاوار پاداش هاي دايمي گردند و به واسطه اين به فيض و رحمت نايل شوند. هر انسان به شناختن حضرت باريتعالي موقوف است و شناختن باريتعالي بر هر شخص ممكن است يا از طريق فطرت و طبيعت يا از روش عقل و نظر و دقت در آفرينش و با ارشاد رهبراني كه در هر عصر و زمان در ميان انبوه مردمان برانگيخته شده اند و همه را به سوي او دعوت كرده اند. دعوت به سوي حضرت باريتعالي و شناختن و پرستش و فرمانبرداري او در عبادات و خودداري از مخالفت و عصيان او و پيروي كردن از برنامه هايي كه از روي حكمت و صلاح بندگان تنظيم شده است. خلاصه اين كه رحمت نازله از جانب الهي به سوي بشر موقوف بر دو امر است:



[ صفحه 189]



الف) امر اول: وضع قوانين و برنامه هاي زندگي صحيح از جانب حق (به نام شرع و تكليف) و رساندن آن به سوي خلق به وسيله پيمبران زيرا كه آفرينش بيهوده و بي غرض لغو و باطل است.

ب) امر دوم: پيروي كردن مخلوق بااراده و اختيار خود از شرع و تكليفي كه به وسيله انبياء تعيين شده و در اين تابعيت هم هرگز مجبور نيستند اگر چنين باشد تكليف و آثار تكليف و اطاعت كردن و مخالفت نمودن باطل و بيهوده خواهد بود فلذا مي بينيد برخي از مكلفين از تكاليف معينه مخالفت مي كنند و بعضي ديگر اطاعت مي نمايند اين دليل بر اراده و اختيار بشر در كردار خود است.


امام صادق و اصلاح ذات البين


از صفات بارزه امام ششم عليه السلام اين است كه در اصلاح امور اجتماعي جدي بليغ داشت و نه تنها خود شخصا مبادرت به اصلاح مفاسد اجتماعي مي فرمود بلكه كساني را بر اين كار مي گماشت كه مورد اعتماد و وثوق بود تا آنها به مناقشات و منازعات و اختلافات مردم رسيدگي كنند و خود را به نمايندگي امام صادق عليه السلام معرفي نمايند طرفين هم به احترام آن امام تسليم مي شدند.



[ صفحه 162]



مي نويسند در كوفه ابوحنيفه سائق الحاج كه نامش سعيد بن بيان و از اصحاب امام صادق عليه السلام بود با دامادش در ميراثي اختلاف داشتند - مفضل بن عمر وكيل حضرت صادق عليه السلام در كوفه بود شنيد آنها مناقشاتي دارند در منزل خود دعوت كرد و ديد چهارصد درهم اختلاف آنها است از مال حضرت صادق عليه السلام براي اصلاح مفاسد اجتماعي داد فرمود اين مال از صادق آل محمد است كه به من امر فرموده هرگاه دو نفر از اصحاب ما در امري اختلاف كردند تو از مال من آن مبلغ را بپرداز تا اختلاف آنها برطرف گردد و هر دو راضي شوند. [1] .

فرمود بهترين كارها اصلاح ذات البين است و افضل از آن اين است كه مصلح ما به الاختلاف را از مال خود بپردازد و اين معني عاطفه و بزرگواري است.


پاورقي

[1] كافي - باب الاصلاح بين الناس.


بحثي در حديث


حديث گفتار پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم مي باشد در تعليمات ديني كه بيش از 12 هزار صحابه ملتزم محضر آن حضرت بودند و بيش از پنج ميليون نفر آن بزرگوار را ملاقات نموده بودند و يك دهم آنهاه از پيغمبر نقل گفتار نموده كه به حديث نبوي شهرت دارد و از اين ناقلين حديث از لحاظ خود حديث و راوي حديث و شدت و ضعف او و عدت و مدت آن و متن سخن و طريقه روايت و علت نقل حديث و علل و اسباب نقل روايت و مستندان حديث در سلسله طولي يا عرضي و نقل اسماء روات حديث «معنعن» به تصريح يا به وصف يا به اضافه و تلويح و تشريح و قيد به زمان و مكان و شهرت و گمنامي و صفات اخلاقي راوي از راستگوئي يا دروغ گوئي و شخصيت راوي در نظر مردم عصر او كه آيا مورد اعتماد يا مورد تكذيب بوده است و شرايط مؤلفيني كه در كتب رجال و حديث در ضبط نام آنها چگونه بوده است آيا همه مانند ابن ماجه اكثرا از ضعفاء روات نقل نموده اند - يا در نقل حديث از راوي به شك افتاده اند مانند احاديث عبدالله بن عمرو كه ابن حجر 124 حديث از او نقل كرده و نسبت به بعضي از احاديث به او شك نموده و نود حديث را از او مي داند و بقيه را مشكوك دانسته يا نقل حديث از غيرمصنف و مؤلف و اصحاب كتب نموده است - مانند روايات خالدون كه اهل سنت از خاندان خالد بن حارث نقل حديث نموده در حالي كه اكثر آنها صلاحيت نداشته اند. يا از شعراء هجوگو و غزلسرايان درباري نقل حديث كرده اند كه آنها موهون بوده مانند ابوالعباس شاعر كه از عبدالله بن عمرو نقل حديث نموده يا از احاديثي است كه همه به يك راوي مي رسد و او در نقل قول از پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم مشكوك است مانند وحيد و زهري احاديث معلقه كه بخاري بسيار نقل كرده يا راوي مشكوك و نامعروفي بوده مانند عبدالله بن لهيعه كه مسلم و نسائي از او نقل نموده اند يا شرايط مؤلف يا راوي رعايت نشده چنانچه احمد حنبل و ارباب صحاح بسيار نقل نموده اند - به قول مورخين مي گشتند و هر چه هر كه مي گفت مي نوشتند و نقل مي كردند - يا نقل احاديث مشهور مانند حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه



[ صفحه 191]



و يده كه چون اقوياء روات هم نقل كرده اند از ضعفا هم پذيرفته شده يا احاديثي كه دسته دسته علماء با هم توافق نموده اند - يا شيوخ و مفتيان و مجتهدين بزرگ در صحت آن اقرار و اعتراف نموده اند يا اختلاف كلمه ي در حديث رخ داده كه يك كلمه افزوده يا حذف شده از روات معتبر صحت متن حديث بدست مي آيد يا سببي كه موجب بيان متن حديث شده يا در مطالعه دو حديث مختلف حديث مرجح نقل شده است - يا حديثي كه از راوي صحيح و قوي اخذ شده و آن مورد اعتماد قرار گرفته يا حديثي كه نسب به راوي سوءظن يا حسن ظن ابراز شده است يا تحولاتي كه در مدت عمر راوي حديث رخ داده و اختلاف عقايد او از احاديث مروي او ظاهر مي گردد مانند احاديث غزالي - يا روايات متعدد در حديث واحد و يا روايت واحد در احاديث مختلف - و مناسبات نقل آن از راوي و امثال و نظاير اين مشكلات در فهم حديث هست كه نه تنها شيعه اماميه براي مخلوط شدن احاديث نبوي كه بايد از راه اهلبيت پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نقل شود به گفتار مردم معلوم الحالي مشتبه شده و آنها خوب موضوع را حلاجي نموده و در كتب رجال شيخ طوسي و معالم العلماء ابن شهرآشوب و ساير كتاب رجال مانند رجال استرابادي - ابوعلي - و غيره رجال ممقاني حل و هضم نموده اند. به اين مشكلات برخورده بلكه علماي سني هم در حد خود مواجه با اين مشكل شده و ترمذي كتابي در اين موضوع نوشته و ابن حجر كتابي در شرح آن به نام (الباب في شرح قول الترمذي و في الباب) نگاشته است و طبقات روات سنت را بده طبقه مبوب نموده - و مصاديق آنها را نقل كرده است [1] و شيعه اماميه اين معضله را تحليل نموده و اخيرا آية الله العظمي آقاي حاجي آقا حسين بروجردي دامت بركاته در كتاب رجال خود و استرابادي داد سخن را داده كه ديگر هيچ جاي ابهامي براي كسي باقي نمانده است.


پاورقي

[1] رسالة الاسلام ص 212 شماره 2 سال 12.


فضاء


فضا يك چيز موجودي است و آسمان ها و زمين در حيطه فضا است اما اينكه آيا اين فضاء سخت و صلب تاريك است يا فضاي بالاتر و محيطتر روشن است كه از آن به ظلمات و نور تعبير شده است.

در اين فضا روشني و تاريكي بسته به حركت شموس و آفتاب هاي منظومه ها است آنجا راه ها و سير افلاك و كرات روشني نمي خواهد راهنمائي هم ندارد - خودشان در مسير ثابت در حركت هستند فقط كره آفتاب چراغ راهنمائي بشر و مواليد و موجودات كرات تركيبي عنصري است - نه چنان تصور شود كه اگر در سير گردش چراغ راهنما نباشد به هم اصطكاك و برخورد مي نمايند اين طور نيست بلكه فضا ميدان بي انتهائي است از امواج آتمسفر و گازها و دودها و عناصر جوي كه در نقطه متناسب با همان موجودات آن نقطه مي باشد (جلت قدرته الكريم)



[ صفحه 64]




محسوس نمودن امور معقول


سيد مرتضي مي نويسد كه جعد بن درهم مقداري گل و لاي را در شيشه اي ريخت و سپس كرم و پشه توليد شد. او به اطرافيانش گفت: من خودم اين موجودات را آفريده ام زيرا من سبب خلقت آنها شده ام. اين خبر به امام صادق عليه السلام رسيد. امام فرمود: اگر تو خالق آنها هستي، بگو بدانم چند كرم و چند پشه خلق نموده اي؟ و از آنها چه تعداد نر و چه تعداد ماه است؟ و وزن هر يك چقدر است؟ [1] .

اين زنديق هم از پاسخ دادن به امام عاجز ماند و ادعايش به اين ترتيب باطل شد.


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 10، ص 201.


الاحتضار


1- قال الامام الصادق عليه السلام: اذا مات لاحدكم ميت فسجوه اتجاه القبلة.

و في رواية ثانية: استقبل بباطن قدميه القبلة.

و هذا هو الاحتضار ان يلقي الميت علي ظهره حين النزع، و باطن قدميه الي القبلة، بحيث اذا جلس استقبل القبلة بوجهه و مقاديم بدنه، و علي وجوب ذلك أكثر الفقهاء.

و يستحب تغميض عيني الميت، و شد لحييه، و مد ساقيه، و يديه الي جنبيه، و تليين مفاصله، و تجريده من ثيابه، و وضعه علي لوح أو سرير، و تغطيته بثوب.

و أهم المستحبات جميعا، التعجيل بتجهيزه، فان كرامة الميت تعجيله، و عدم تأخيره، جاء في الحديث: «لا الفين رجلا منكم مات له ميت ليلا، فانتظر



[ صفحه 108]



به الصبح، و لا رجلا مات له ميت نهارا، فانتظر به الليل، لا تنتظروا بموتاكم طلوع الشمس، و لا غروبها، عجلوا بهم الي مضاجعهم، رحمكم الله».


طرق ثبوت النسب


و لا يثبت النسب الا بالبينة الشرعية، أو حكم الحاكم، أو الشياع الموجب للاطمئنان. و قال قائل: يؤخذ بقول مدعي النسب بمجرد الدعوي، لأن الأصل هو الصحة في فعل المسلم و أقواله. و نقول في جوابه: ان هذا الأصل ينفي عنه تعمد الكذب، و استحقاق العقاب و المؤاخذة، و هذا شي ء، و جواز دفع الخمس له، و فراغ ذمة الدافع شي ء آخر.


البيض و البطيخ و الجوز


اذا تعذرت معرفة العين علي حقيقتها الا بالكسر، كالبيض و البطيخ و الجوز، فهل يجوز جعلها ثمنا مع الجهالة، و تكون مستثناة من قاعدة «كل بيع غرري فهو غير جائز»؟.

اتفق الفقهاء بشهادة صاحب الجواهر و المكاسب علي أن الجهالة تغتفر في ذلك، و يصح معها البيع، قال صاحب الجواهر:«لا اشكال في تحقيق الجهالة في هذا البيع، و لكن للسيرة المستمرة في الاعصار و الامصار علي بيعه قلنا بجوازه و استثنائه من دليل الجهالة و الغرر» و قال صاحب المكاسب:«يجوز ابتياع ما يفسده الاختبار من دون اختبار اجماعا».

و الوجه في ذلك عند كثير من الفقهاء هو بناء العرف علي أن الاشياء توجد سليمة بطبعها في الاعدم الأغلب و الفرد الفاسد نادر، و النادر لا يقاس عليه، و المتعاقدان يجريان البيع علي هذا البناء... و سواء اعتمد المتعاقدان علي ظن السلامة أو غيره، فان الناس منذ القديم قد تبانوا علي التسامح في هذه الجهالة، حيث لا طريق الا رفعها - عندهم - و حيث لا تقوم المصلحة الا كذلك، و الله سبحانه لا يكلف الناس بما يشق عليهم.

ولكن صحة هذا البيع مع الجهالة لا تنفي الخيار لمن انتقلت اليه العين اذا تبين فسادها، بل يثبت له خيار الارش، دون الرد، أما ثبوت الارش، فلأن به يتدارك الضرر، و أما عدم الرد فلأن التصرف بالكسر يمنع من ارجاع العين الي صاحبها، أجل لو عرف العيب قبل الكسر بطريق من الطرق جاز الرد، لأن العين، و الحال هذه، ترجع الي صاحبها كما تسلمها منه المشتري. و المراد بالارش هو أن يدفع صاحب العين لمن انتقلت اليه التفاوت ما بين قيمتها صحيحة،



[ صفحه 135]



و قيمتها فاسدة.

و اذا اشترط المشتري علي البائع الرجوع عليه بالثمن لو تبين الفساد، و رضي البائع بالشرط جاز، كما أن البائع لو تبرأ من العيب، و قبل المشتري صح، لأن شراء المعيب جائز، و الاقدام عليه مع العلم به يسقط الخيار، و لكن جماعة من الفقهاء المحققين، و منهم صاحب الجواهر و المكاسب قالوا: انما تجدي براءة البائع من العيب و الفساد اذا كان لمكسور العين قيمة، و لو زهيدة، أما اذا لم يكن لها قيمة من رأس، و كان مآلها الي القمامة، كالبيضة الفاسدة بعد كسرها، أما هذه فلا تجدي البراءة منها نفعا، بل يقع البيع باطلا، و يحق للمشتري أن يرجع علي البائع بالثمن كاملا، قال صاحب المكاسب:«و لو لم يكن للمكسور قيمة لخروجه بالكسر عن التمول بطل البيع وفاقا لجماعة من كبار الفقهاء، كشيخ الطائفة الطوسي، و المحقق الحلي، و العلامة و غيرهم». و قال صاحب الجواهر: «ان البراءة من العيب تفيد اذا كان للمكسور قيمة، و الا فله الرجوع بالثمن، و ان تبرأ البائع من العيب، لبطلان البيع المقتضي لرجوع الثمن الي مالكه، و الا كان أكلا للمال بالباطل، و للثمن بلا مقابل».

و تقول: انما يتحقق أكل المال بالباطل اذا كان بلا رضي من صاحبه، و المفروض أن المشتري اقدم باختياره و مل ء ارادته علي شرط البراءة من العيب، و رضي بالبدل علي تقدير الفساد.

و نجيب ان للانسان أن يهب امواله لمن يشاء، و لكن هذا شي ء، و بيع ما لا قيمة له شي ء آخر، و سبق أن من شروط العوضين أن يكون كل منهما ذا قيمة، و ان ما لا قيمة له لا يجوز بيعه، و مفروض مسألتنا أن المبيع لا قيمة له، فلا يصح بيعه، حتي مع التراضي و الاختيار.



[ صفحه 136]




تصرفات المشتري


سبق أن المشتري يملك المبيع بالعقد، و ان الشفيع له حق التملك عليه، و يتفرع علي تملك المشتري أن له أن يتصرف في المبيع كيف شاء، و يتفرع علي حق الشفيع للتملك أن يأخذ المبيع بالشفعة، و يبطل تصرفات المشتري.. و لا منافاة في الجمع بين هذين الحقين، فانهما أشبه بحق الدائنين في تركة الميت المستغرقة للدين، و تملك الورثة لها، فان لهؤلاء أن يتصرفوا فيما ملكوه من موروثهم، و في الوقت نفسه للدائنين أن يبطلوا تصرف الورثة اذا لم يفوا بديونهم. و مثله الهبة، فان للواهب حق الرجوع عنها، و للموهوب له حق التصرف في الموهوب قبل الرجوع.

و قد ذكر الفقهاء أمثلة من ابطال الشفيع لتصرفات المشتري، و حكم ما يعرض للمبيع و هو في يده من الهلاك أو الزيادة أو النقصان، و نلخص طرفا منها فيما يلي:


دعوي المقر فساد الاقرار


اذا قال المقر: انه كان صغيرا أو مجنونا، أو مكرها، أو هازلا، أو سكرانا حين الاقرار، و قال المقر له: بل كنت عاقلا بالغا مختارا و جادا، فمن هو المدعي؟ و من هو المنكر؟

قال الشهيد الثاني: «الأقوي عدم سماع قول المقر في جميع ذلك».

و الحق انه اذا اختلف المقر و المقر له في أهلية المقر، و أنه هل كان عاقلا بالغا حين الاقرار فالقول قول من ينفي العقل و البلوغ، لأن أصل الصحة لا يجري في الاقرار الا بعد أن نحرز و نتأكد من أهلية المقر، و ان اقراره يمكن أن يكون صحيحا، و يمكن أن يكون غير صحيح، أما اذا لم نتأكد من أهلية المقر فان معني هذا أنا لم نتأكد من وجود الاقرار، لأن الشك في أهلية المقر شك في الاقرار من رأس لا شك في صحته و فساده، و عليه فلا موضوع لأصل الصحة، و بالتالي يكون القول قول المقر بيمينه.

أما اذا اتفق المقر و المقر له علي وجود الأهلية، و تحقق البلوغ و العقل حين الاقرار، و اختلفا في صحته بسبب غير فقدان الأهلية كالقصد و الاختيار، أما اذا كان



[ صفحه 121]



الأمر كذلك فيجري أصل الصحة، لأن الاقرار موجود بالفعل، و يمكن أن يتصف بالصحة، و ان يتصف بالفساد، فنرجح حينئذ جانب الصحة علي جانب الفساد، و بالتالي يكون القول قول المقر له بيمينه.

و بكلمة: ان الشك في وجود الأهلية شك في وجود الاقرار الحقيقي، و يكون هذا الذي صدر مع عدم احراز الأهلية هو صورة اقرار، لا اقرارا في واقعه، أما مع احراز الأهلية فان الصادر يكون اقرارا حقيقة و واقعا، ولكنه يحتمل الصحة و الفساد، فنلغي احتمال الفساد بأصل الصحة.


الاستفاضة و القضاء


متي ثبتت الاستفاضة عند الحاكم قضي ء بها، سواء أحصل له العلم، أم لم يحصل، تماما كالقضاء بالبينة و الاقرار. و ليس للمنكر أن يطعن و يعترض. ولكن القضاء بالاستفاضة ينحصر في النسب و الملك المطلق و الزواج و الوقف. و انما جاز الحكم بها لسيرة الفقهاء، و دلالة بعض الاخبار. (الجواهر باب القضاء). و قبل أن ندع هذا الفصل نشير الي أمرين مهمين، هما خلاصة ما تقدم:

الأول: الفرق بين العرف و الاستفاضة، و هو أن العرف لا يقضي به، و لا يعتمد عليه، كطريق من طرق الاثبات في باب القضاء، و انما يرجع اليه، لمعرفة معاني الألفاظ التي اختلف المتخاصمان في مدلولها، أما الاستفاضة فيقضي بها، و يعتمدها الحاكم، كأصل من الأصول الشرعية للاثبات في الأشياء التي ذكرناها.

الثاني: الفرق بين الشهادة و القضاء، و هو أن الشهادة لابد أن تكون عن علم، تماما كالشمس، حسبما جاء في الحديث الشريف، الا في موارد خاصة ذكرناها في الفقرة السابقة. أما القضاء فيجوز مع العلم و الظن، لأن الحاكم يحكم بالاقرار و البينات و الايمان و اليد، و بالاستفاضة، و ان لم يحصل له العلم. و النتيجة الحتمية لذلك أنه ليس كل ما تجوز الشهادة به يجوز القضاء به، فقد يشهد الشاهد بشي ء عن علم، و لا يحكم الحاكم.. و لا كل ما يجوز القضاء به تجوز الشهادة به، فقد يحكم الحاكم باليمين، و مع ذلك لا يجوز للشاهد أن يشهد لاحد بيمينه كائنا من كان.



[ صفحه 123]




وصية الامام الصادق الي شيعته


روي الكليني في الكافي فقال: حدثني علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال، عن حفص المؤذن عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، و عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كتب عليه السلام بهذه الرسالة الي أصحابه و أمرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها و العمل بها، فكانوا يضعونها في مسجد بيوتهم، فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد، فاسألوا ربكم العافية و عليكم بالدعة [1] و الوقار و السكينة و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم.

و اياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور و البهتان و الاثم والعدوان، فانكم ان كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله و مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به، فان زلق اللسان فيما يكره الله و ما نهي مرداة [2] للعبد عند الله و مقت من الله و صم و عمي و بكم يورثه الله اياه يوم القيامة



[ صفحه 187]



فتصيروا كما قال الله تعالي: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) [3] .

يعني (... لا ينطقون - و لا يؤذن لهم فيعتذرون) [4] .

و اياكم و ما نهاكم الله عنه أن تركبوه و عليكم بالصمت الا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم و يأجركم عليه.

و أكثروا من التهليل و التقديس و التسبيح و الثناء علي الله و التضرع اليه و الرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره و لا يبلغ كنهه أحد.

فأشغلوا ألسنتكم بذلك، عما نهي الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار، من مات عليها و لم يتب الي الله و لم ينزع عنها.

و عليكم بالدعاء فان المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج [5] عند ربهم بأفضل الدعاء و الرغبة اليه و التضرع الي الله و المسأله له.

فارغبوا فيما رغبكم الله فيه، و أجيبوا الله الي ما دعاكم اليه، لتفلحوا و تنجوا من عذاب الله.

و اياكم أن تشره أنفسكم [6] الي شي ء مما حرم الله عليكم فانه من انتهك ما حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.



[ صفحه 188]



و اعلموا أنه بئس الحظ لمن خاطر الله بترك طاعة الله، و ركوب معصيته فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها علي خلود نعيم الجنة، و لذاتها و كرامة أهلها، ويل لأولئك ما أخيب حظهم و أخسر كرتهم و أسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة استجيروا الله أن يجيركم أبدا و أن يبتليكم بما ابتلاهم به و لا قوة لنا و لكم الا به، فانه لا يتم الأمر حتي يدخل عليكم مثل الذي دخل علي الصالحين قبلكم. و حتي تبتلوا في أنفسكم و أموالكم، و حتي تسمعوا من أعداء الله أذي كثيرا فتصبروا و تعركوا [7] ، و حتي يستذلوكم و يبغضوكم، و حتي يحملوا عليكم الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة. و حتي تكظموا علي الغيظ الشديد في الأذي في الله عزوجل يجترمونه اليكم، و حتي يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا علي ذلك منهم و مصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل عليه السلام علي نبيكم صلي الله عليه و آله سمعتم قول الله عزوجل لنبيكم صلي الله عليه و آله: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل و لا تستعجل لهم) [8] ثم قال تعالي: (و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و أوذوا) [9] فقد كذب نبي الله و الرسل من قبله و أوذوا مع التكذيب بالحق فان سركم أمر الله أتم لكم ما آتاكم من الخير.

و اعلموا أنه ليس من علم الله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في



[ صفحه 189]



دينه بهوي و لا رأي و لا مقاييس قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي ء، و جعل للقرآن و لتعلم القرآن أهلا لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوي و لا رأي و لا مقاييس أغناكم الله عن ذلك بما آتاكم من علمه و خصهم به و وضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها. و هم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم و هم الذين سألهم - و قد سبق في علم الله أن يصدقهم و يتبع أثرهم - أرشدوه و أعطوه من علم القرآن ما يهتدي به الي الله باذنه و الي جميع سبل الحق و هم الذين لا يرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم الذي أكرمهم الله به و جعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء.

و أكثروا من أن تدعوا الله فان الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه، و قد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة.

فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار، فان الله أمر بكثرة الذكر له، والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين.

و اعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن و باطنه. فان الله تبارك و تعالي قال في كتابه و قوله الحق: (و ذروا ظاهر الاثم و باطنه) [10] .



[ صفحه 190]



و اعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه. و اتبعوا آثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سنته فخذوا بها و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا، فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله. و أحسنوا الي أنفسكم ما استطعتم، فان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، و ان أسأتم فلها، و جاملوا الناس و لا تحملوهم علي رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم.

و اياكم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم، و قد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو، انه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله و من أظلم عند الله من استسب الله و لأولياء الله فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله و لا قوة الا بالله.

عليكم بآثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سنته و آثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله من بعده و سنتهم فانه من أخذ بذلك فقد اهتدي و من ترك ذلك و رغب عنه ضل، لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم و ولايتهم، و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله: «المداومة علي العمل في اتباع الآثار و السنن و ان قل أرضي لله و أنفع عنده في العاقبة، من الاجتهاد في البدع و اتباع الأهواء. ألا ان اتباع الأهواء و اتباع البدع بغير هدي من الله ضلال و كل ضلالة بدعة، و كل بدعة في النار و لن ينال شي ء من الخير عند الله الا بطاعته و الصبر و الرضا من طاعة الله».

و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما صنع الله اليه و صنع به علي ما أحب و كره و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله الا ما



[ صفحه 191]



هو أهله و هو خير له مما أحب و كره.

و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي، و قوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم و اياكم، و عليكم بحب المساكين المسلمين فانه من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله و الله له حاقر ماقت و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله: «أمرني ربي بحب المساكين المسلمين».

و اعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقي الله عليه المقت منه و المحقرة حتي يمقته الناس والله له أشد مقتا، فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين فان لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فان الله أمر رسوله صلي الله عليه و آله بحبهم فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله و من عصي الله و رسوله و مات علي ذلك مات و هو من الغاوين.

واياكم و العظمة و الكبر، فان الكبر رداء الله عزوجل فمن نازع الله في رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة. و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله. و اياكم أن يحسد بعضكم بعضا فان الكفر أصله الحسد.

و اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم، فيدعو الله عليكم و يستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول: (ان دعوة المسلم المظلوم مستجابة). وليعن بعضكم بعضا، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول: (ان معونة المسلم



[ صفحه 192]



خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام).

و اياكم و اعسار أحد من أخوانكم المسلمين أن تعسروه [11] بالشي ء يكون لكم قبله و هو معسر فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول: (ليس لمسلم أن يعسر مسلما و من أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل الا ظله).

و اياكم و حبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة، فانه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر علي التعجيل له الي مضاعفة الخير في العاجل و الآجل، و انه من أخر حقوق الله قبله كان الله أقدر علي تأخير رزقه، و من حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه فأدوا الي الله حق ما رزقكم يطيب الله لكم بقيته، و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم عددها و لا كنه فضلها الا الله رب العالمين.

و اعلموا أن السنة من الله قد جرت في الصالحين، و قال صلي الله عليه و آله: (من سره أن يلقي الله و هو مؤمن حقا حقا فليتول الله و رسوله و الذين آمنوا و ليبرأ الي الله من عدوهم و يسلم لما انتهي اليه من فضلهم، لأن فضلهم لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الأئمة الهداة و هم المؤمنون).

قال تعالي: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا) [12] فهذا وجه من وجه فضل



[ صفحه 193]



اتباع الأئمة فكيف بهم و فضلهم، و من سره أن يتم الله له ايمانه حتي يكون مؤمنا حقا حقا فليتق الله بشروطه التي اشترطها علي المؤمنين فانه قد اشترط مع ولايته و ولاية رسوله و ولاية أئمة المؤمنين اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و اقراض الله قرضا حسنا و اجتناب الفواحش ما ظهر منها و مابطن فلم يبق شي ء مما فسر مما حرم الله الا و قد دخل في جملة قوله، فمن دان الله فيما بينه و بين الله مخلصا لله و لم يوخص [13] لنفسه في ترك شي ء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين و هو من المؤمنين حقا.

و اياكم و الاصرار علي شي ء مما حرم الله في ظهر القرآن و بطنه و قد قال الله تعالي: (و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون) [14] يعني المؤمنين قبلكم اذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنهم قد عصوا الله في تركهم ذلك الشي ء فاستغفروا و لم يعودوا الي تركه، فذلك معني قول الله: (و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون).

و اعلموا أنه ليس بين الله و بين أحد من خلقه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك من خلقه كلهم الا طاعتهم له.

فاجتهدوا في طاعة الله ان سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا و لا قوة الا بالله، و قال صلي الله عليه و آله: (و عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فان الله ربكم). و اعلموا أن الاسلام هو التسليم و التسليم هو الاسلام فمن سلم فقد أسلم و من لم



[ صفحه 194]



يسلم فلا اسلام له. و من سره أن يبلغ الي نفسه في الاحسان فليطع الله، فانه من أطاع الله فقد أبلغ الي نفسه في الاحسان.

اياكم و معاصي الله أن تركبوها، فانه من انتهك معاصي الله فركبها [15] فقد أبلغ الاساءة علي نفسه، و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة و لأهل الاساءة عند ربهم النار فاعلموا بطاعة الله و اجتنبوا معاصيه.

و اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا لا ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب الي الله أن يرضي عنه.

و اعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله غلا بطاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة أمره من آل محمد صلوات الله عليهم و معصيتهم من معصية الله، و لم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر.

و اعلموا أن المنكرين هم المكذبون و أن المكذبين هم المنافقون و أن الله عزوجل قال للمنافقين و قوله الحق: (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا) [16] و لا يفرقن [17] أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته و خشيته من أحد من الناس أخرجه الله من صفة الحق و لم يجعله من أهلها.



[ صفحه 195]



فان من لم يجعل الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الانس و الجن، و ان لشياطين الانس حيلة و مكرا و خداع و وسوسة بعضهم الي بعض يريدون ان استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي يجعل الله شياطين الانس من أهله ارادة أن يستوي أعداء الله و أهل الحق في الشك و الانكار و التكذيب فيكونوا سواء كما وصف الله تعالي في كتابه من قوله: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) [18] .

ثم نهي الله أهل النصر بالحق أن يتخذوا من أعداء الله وليا و لا نصيرا، فلا يهولنكم و لا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الانس و مكرهم من أموركم تدفعون أنتم ألسيئة بالتي هي أحسن فيما بينكم و بينهم تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته، و هم لا خير عندهم لا يحل لكم أن تظهروهم علي أصول دين الله فانهم ان سمعوا منكم فيه شيئا عادكم عليه، و رفعوه عليكم و جهدوا علي هلاككم و استقبلوكم بما تكرهون و لم يكن لكم النصفة منهم في دول الفجار فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم و بين أهل الباطل فانه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ألم يعرفوا وجه قول الله في كتابه اذ يقول: (أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) [19] .



[ صفحه 196]



أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل و لا تجعلوا الله تبارك و تعالي - و له المثل الأعلي - و امامكم و دينكم الذي تدينون به عرضة لأهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا فمهلا مهلا يا أهل الصلاح لا تتركوا أمر الله و أمر من أمركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمة.

أحبوا في الله من وصف صفتكم و أبغضوا في الله من خالفكم و ابذلوا مودتكم و نصيحتكم لمن وصف صفتكم و لا تبتذلوها لمن رغب عن صفتكم و عاداكم عليها، هذا أدبنا أدب الله فخذوا به و تفهموه و أعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهوركم، ما وافق هداكم أخذتم به و ما وافق هواكم طرحتموه و لم تأخذوا به.

و اياكم و التجبر علي الله و اعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر علي الله الا تجبر علي دين الله فاستقيموا لله و لا ترتدوا علي أعقابكم فتنقلبوا خاسرين أجارنا الله و اياكم من التجبر علي الله و لا قوة لنا و لكم الا بالله.

صبروا النفس علي البلاء في الدنيا فان تتابع البلاء فيها و الشدة في طاعة الله و ولايته و ولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا، و ان طال تتابع نعيمها.

و اعلموا أن الله اذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للاسلام، فاذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق و عقد قلبه عليه، فعمل به فاذا جمع الله له ذلك تم له اسلامه و كان عند الله ان مات علي ذلك الحال من المسلمين حقا، و اذا لم يرد الله بعبد خيرا و كله الي نفسه، و كان صدره ضيقا حرجا، فان جري علي



[ صفحه 197]



لسانه حق لم يعقد قلبه عليه، و اذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به، فاذا اجتمع ذلك عليه حتي يموت و هو علي تلك الحال كان عند الله من المنافقين و صار ما جري علي لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه، و لم يعطه العمل به حجة عليه.

فاتقوا الله و سلوه أن يشرح صدركم للاسلام، و أن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم و أنتم علي ذلك، و أن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم، و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين.

و من سره أن يعلم الله بحبه فليعمل بطاعة الله و ليتبعنا، ألم يسمع قول الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه و آله: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني بحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم) [20] .

و الله، لا يطيع الله عبدا الا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا و لا والله لا يتبعنا عبدا أبدا الا أحبه الله، و لا والله لا يدع أحدا اتباعنا أبدا الا أبغضنا و لا والله لا يبغضنا أحدا أبدا الا عصي الله و من مات عاصيا لله أخزاه الله و أكبه علي وجهه في النار.

و الحمد لله رب العالمين.



[ صفحه 198]




پاورقي

[1] الدعة: الطمأنينة.

[2] مرداة: التهلكة، الهلاك.

[3] البقرة: 18.

[4] المرسلات: 36 - 35.

[5] نجاح الحوائج: قضاءها.

[6] تشره أنفسكم: تحرص و تطمع.

[7] تعركوا بجنوبكم: تمتحنوا.

[8] الأحقاف: 35.

[9] الأنعام: 34.

[10] الأنعام: 120.

[11] العسرة: الشدة، و هي هنا عدم القدرة علي الوفاء بالدين.

[12] النساء: 69.

[13] وخص: التردد، و المقصود هنا الالتزام بما دان به الانسان لله.

[14] آل عمران: 135.

[15] ركب الشي ء: أي أقدم عليه و فعله.

[16] النساء: 145.

[17] الفرق: الخوف و الفزع.

[18] النساء: 89.

[19] ص: 28.

[20] آل عمران: 31.


نور درخشان (پيرامون زندگاني حضرت صادق)


شيخ قوام الدين محمد و شنوي قمي (م 1418 ق) ترجمه و اضافات: اسماعيل نوروزي، قم، چاپخانه ي مهر، 1357 ش / 1398 ق، رقعي، 184 ص.


الطائر الولود


خلق الخفاش خلقة عجيبة بين خلقه الطير و ذوات الأربع، هو إلي ذوات الأربع أقرب، و ذلك أنه ذو أذنين ناشزتين و أسنان ووبر و هو يلد ولادا يرضع و يبول، و يمشي إذا مشي علي أربع، و كل هذا خلاف صفة الطير، ثم هو أيضا مما يخرج بالليل، و يتقوت بما يسري [1] في الجو من الفراش و ما أشبهه، و قد قال قائلون إنه لا طعم للخفاش و إن غذاءه من النسيم وحده، و ذلك يفسد و يبطل من جهتين: أحدهما خروج الثفل و البول منه، فإن هذا لا يكون من غير طعم، و الأخري أنه ذو أسنان، و لو كان لا يطعم شيئا لم يكن للأسنان فيه معني، و ليس في الخلقة شي ء لا معني له، و أما المآرب فيه فمعروفة، حتي أن زبله يدخل في بعض الأعمال، و من أعظم الارب فيه خلقته العجيبة الدالة علي قدرة الخالق جل ثناؤه، و تصرفها فيما شاء كيف شاء، لضرب من المصلحة.


پاورقي

[1] يسري: يسير في الليل.


طول الغيبة و أسرارها


كمال الدين 2 / 357 - 352، ح 50، ب 33 و غيبة الطوسي 108 - 104: حدثنا محمد بن علي بن حاتم النوفلي: عن أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي، عن أحمد بن طاهر القمي، عن محمد بن بحر بن سهل الشيباني، عن علي بن الحارث، عن سعيد بن منصور الجواشني عن أحمد بن علي البديلي، عن أبيه...

عن سدير الصيرفي، قال: دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبوبصير و أبان بن تغلب علي مولانا أبي عبدالله الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا علي التراب و عليه مسح [1] خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الواله الثكلي، ذات الكبد الحري، قد نال الحزن من و جنتيه و شاع التغيير في عارضيه و أبلي الدموع [الدمع - خ] محجريه، و هو يقول:

سيدي! غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقي من عيني، و أنين يفتر



[ صفحه 81]



من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا الا مثل لعيني عن غوابر أعظمها و أفظعها و بواقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة بغضبك، و نوازل معجونة بسخطك.

قال سدير: فاستطارت عقولنا و لها و تصدقت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل، و ظننا أنه سمت لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة، فقلنا:

لا أبكي الله يابن خير الوري عينيك، من أية حادثة تستنزف دمعتك، و تستمطر عبرتك؟ و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟!

قال: فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، و اشتد عنها خوفه، و قال:

نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل علي علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون الي يوم القيامة الذي خص الله به محمدا و الأئمة من بعده عليه و عليهم السلام، و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و أبطاءه و طول عمره و بلوي المؤمنين في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، و ارتداد أكثرهم عن دينهم، و خلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدس ذكره: (و كل انسان ألزمناه طائره في عنقه) [2] يعني الولاية، فأخذتني الرقة، و استولت علي الأحزان.

فقلنا: يابن رسول الله كرما و فضلنا [و شرفنا خ ل] باشراكك ايانا في بض ما أنت تعلمه من علم ذلك.



[ صفحه 82]



قال: ان الله تبارك و تعالي أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل:، قدر مولده تقدير مولد موسي عليه السلام و قدر غيبته تقدير غيبة عيسي عليه السلام.

و قدر ابطاءه تقدير ابطاء نوح عليه السلام، و جعل له من ذلك عمر العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام - دليلا علي عمره.

فقلنا له: اكشف لنا يابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.

قال عليه السلام: أما مولد موسي فان فرعون لما وقف علي أن زوال ملكه علي يده أمر باحضار الكهنة، فدلوه علي نسبه و أنه يكون من بني اسرائيل و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني اسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا و عشرون ألف مولود ورتعذر عليه الوصول الي قتل موسي لحفظ الله تبارك و تعالي اياه.

و كذلك بنوأمية و بنوالعباس وقفوا علي أن زوال ملكهم و ملك الأمراء و الجبابرة منهم علي يد القائم منا، ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و ابادة نسله طمعا منهم في الوصول الي قتل القائم عليه السلام و يأبي الله عزوجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة الا أن يتم نوره و لو كره المشركون.

و أما غيبة عيسي عليه السلام فان اليهود و النصاري اتفقت علي أنه قتل فكذبهم الله عزوجل بقوله:

(و ما قتلوه و ما صلبوه ولاكن شبه لهم) [3] كذلك غيبة القائم عليه السلام فان الأمة تنكرها لطولها فمن قائل بغير هدي بأنه لم يولد و قائل يقول:



[ صفحه 83]



انه ولد و مات، و قائل يكفر بقوله ان حادي عشرنا كان عقيما، و قائل يمرق بقوله انه يتعدي الي ثلاث عشر فصاعدا، و قائل يعصي الله عزوجل بقوله:

ان روح القائم عليه السلام ينطق في هيكل غيره.

و أما ابطاء نوح عليه السلام فانه لما استنزل العقوبة علي قومه من السماء بعث الله عزوجل [جبرئيل] الروح الأمين عليه السلام بسبعة نويات فقال:

يا نبي الله ان الله تبارك و تعالي يقول لك: ان هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي الا بعد تأكيد الدعوة و الزام الحجة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه و أغرس هذه النوي فان لك في نباتها و بلوغها و ادراكها اذا أثمرت الفرج و الخلاص، فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين.

فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسومت و تغصنت و أثمرت وزها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه و تعالي العدة فأمره الله تبارك و تعالي أن الغرس من نوي تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد، و يؤكد الحجة علي قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل و قالوا:

لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف.

ثم ان الله تبارك و تعالي لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخري الي أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة الي أن عاد الي نيف و سبعين رجلا فأوحي الله عزوجل عند ذلك اليه و قال:



[ صفحه 84]



يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفا الأمر و الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة.

فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت و عدي السابق للمؤمنين الذي أخلصوا التوحيد من قومك، و اعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم.

و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوح الضلالة، فلو أنهم تسنموا مني الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف اذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته و لا ستحكمت سرائر نفاقهم و تأبدت حبال ضلالة قلوبهم و لكاشفوا اخوانهم بالعداوة و حاربوهم علي طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع اثارة الفتن و ايقاع الحروب كلا (و اصنع الفلك بأعيننا و وحينا).

قال الصادق عليه السلام: و كذلك القائم فانه تمتدا أيام غيبته ليصرح الحق عن محضة، و يصفوا الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق اذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأ من المنتشر في عهد القائم عليه السلام.

و أما العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام - فان الله تبارك و تعالي ما طول عمره لنبوة و قدرها له و لا لكتاب ينزله عليه، و لا لشريعة ينسخ بها



[ صفحه 85]



شريعة من كان قبله من الأنبياء، و لا لامامة يلزم عباده الاقتداء بهاو لا لطاعة يفرضها له، بلي ان الله تبارك و تعالي لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته ما يقدر و علم ما يكون من انكاح عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك الا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم عليه السلام و ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس علي الله حجة.


پاورقي

[1] المسح بكسر الميم: الكساء من الشعر.

[2] سورة الاسرار، الآية: 13.

[3] سورة النساء، الآية: 157.


الشارب للخمرة


[جامع الأخبار 151، الفصل 113: روي عن الصادق عليه السلام أنه قال:...]

شارب الخمر اذا مرض فلا تعودوه، و اذا مات فلا تشهدوه، و اذا



[ صفحه 61]



شهد فلا تزكوه، و اذا خطب اليكم فلا تزوجوه، فانه من زوج ابنته شارب الخمر فكأنما قادها الي الزنا.


لدي الصباح و المساء


أصول الكافي 2 / 529، الحديث 22: أبوعلي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

قلت له: علمني شيئا أقوله اذا أصبحت و اذا أمسيت.

فقال: قل: الحمدلله الذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره، الحمدلله كما يحب الله أن يحمد، الحمدلله كما هو أهله، اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا و آل محمد، و أخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا و آل محمد، صلي الله علي محمد و آل محمد.


الحكم الاجتماعية


- «اياكم و الخصومة فانها تشغل القلب، و تورث النفاق، و تكسب الضغائن، قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ما كان جبرائيل يأتيني الا قال: يا محمد اتق شحناء الرجال، و عداوتهم».

يعتمد بناء المجتمعات السعيدة علي صفاء القلب و البعد عن الخصومة و المشاحنات، لأن العداء يورث البغضاء، و البغضاء تورث الضغائن التي تفسد العلاقات الاجتماعية و تفكك أواصر المجتمع. لذلك أوصي جبرائيل عليه السلام



[ صفحه 253]



النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالبعد عن العداوة و الشحناء، و هذا ما أوصانا به حفيده الامام الصادق عليه السلام الأمين علي حفظ الرسالة الاسلامية و صيانتها.

- «اطلبوا العلم و لو بخوض اللجج و شق المهج».

جاءت هذه الحكمة انطلاقا من قول الله عزوجل في تمييزه العلماء و تفضيلهم. قال تعالي: «هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون» [1] .

و قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة» لقد جعلها صلي الله عليه و آله و سلم: فريضة من الفرائض. لأن العلم نور يستضي ء به القلب، و يهتدي به العقل. فهو سبيل الايمان و الأمان.

و قد أكد الامام الصادق عليه السلام علي طلب العلم و لو بخوض الجج مهما صعبت، و شق المهج مهما تكثفت الغمائم و الحجب.

- «اذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون، فان أنكره فهو عاقل، و ان صدقه فهو أحمق».

و هذا اختبار حقيقي لأن انسان في أي مجتمع، فان صدق المحال فهو أحمق بلا عقل و لا روية، و ان أنكر فهو عاقل يفكر و يتبصر.

- «ان يسلم الناس من ثلاثة أشياء كانت سلامة شاملة: لسان السوء، و يد السوء، و فعل السوء».

و هذا يعود بلا ريب الي البصيرة المنورة بالايمان، لأن المؤمن يحفظ لسانه من الزلل، و يده من الحرام، و أفعاله من أعمال السوء و أذي الآخرين. و هنا أتذكر قول أحد الشعراء الحكماء:



لسان الفتي نصف و نصف فؤاده

فلم يبق الا صورة اللحم و الدم



- «و اذا بلغك عن أخيك ما تكرهه فاطلب له من عذر واحد الي سبعين عذرا، فان لم تجد له عذرا فقل: لعل له عذرا لا أعرفه» كل انسان معرض للخطأ و السهو و علي أفراد المجتمع الواحد التساهل فيما بينهم و التسامح فيما يصدر عنهم من



[ صفحه 254]



أخطاء. و هذا ما يطلبه منا الامام الاصادق عليه السلام في طلب العذر لاخواننا لتسهل حياتنا و تكمل سعادتنا. لأن عتاب الاخوان علي كل شاردة و واردة توهن العلاقات الاجتماعية و تفكك أواصرها. و اذا ما نظر كل منا الي أخطائه كف لسانه عن أخطاء الآخرين و عذرهم.

قال في هذا المجال بشار بن برد عندما عاتبه أحد اخوانه علي بعض أخطائه:



اذا كنت في كل الأمور معاتبا

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه



فعش واحدا أوصل أخاك فانه

مقارف ذنب مرة و مجانبه



اذا أنت لم تشرب مرارا علي الأذي

ظمئت و أي الناس تصفي مشاربه



- «أحب اخواني الي من أهدي الي عيوبي».

الصديق الصدوق هو الذي يشعر مع أخيه بشعور صادق و نبيل و كأنه يري أخطاء صديقه أخطاءه هو نفسه. فلا يرضاها له لحبه لصديقه و حرصه علي انتقاد الآخرين له. و أنا شخصيا أطلب من أصدقائي أن يدلوني علي أخطائي و يرشدوني الي هفواتي لأبتعد عنها و أصلح من شأنها بأي حال. لكن النصيحة يجب أن تكون غايتها التصليح و ليس التجريح. قال أحمد شوقي:



لك نصحي و ما عليك جدالي

آفة النصح أن يكون جدالا



- «ان سرعة ائتلاف قلوب الأبرار اذا التقوا و ان لم يظهروا التودد بألسنتهم، كسرعة اختلاط ماء السماء بماء الأنهار و ان بعد ائتلاف قلوب الفجار اذا التقوا، و ان أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف، و ان طال ائتلافها علي مذود واحد».

ان المؤمنين الأبرار يلتقون بقلوبهم و ألسنتهم لأنهم صادقون مخلصون أما الأشرار فانهم يلتقون بألسنتهم دون قلوبهم و يظهرون عكس ما يضمرون لأنهم كاذبون خائنون. من هنا يطلب الينا الامام الصادق أن نتمهل في اختيار الأصدقاء الأوفياء الذين يؤثرون أصدقاءهم علي أنفسهم. قال تعالي:

«يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة» [الحشر: 9].



[ صفحه 255]



- «ان صلة الرحم و البر يهونان الحساب و يعصمان من الذنب، فصلوا أرحامكم، و بروا اخوانكم، و ليس بحسن الجواب ورد السلام» لا شك أن صلة الرحم أمر ضروري في توثيق العلاقات الاجتماعية و احياء روح التعاون و المحبة بين أفراد العائلة. و صلة الأرحام و بر الاخوان و مساعدتهم في محنهم حث عليها الاسلام و لفضلها و تمييزها قال عنها الامام الاصادق أنها تعصم من الذنب و تهون الحساب «يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتي الله بقلب سليم» [الشعراء: 88].

ثم ان بر الاخوان يكون عملا لا قولا باللسان ورد السلام، فمن أراد مساعدة المجاهدين الخيرين يمكنه ذلك بشتي الوسائل.

و أفضل مثل علي ذلك المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان و في البقاع الغربي فمساعدتها فرض واجب علي كل مؤمن و مؤمنة. لأنها تدافع عن شرف الأمة الاسلامية و كرامتها. تدافع ضد عدو آثم يحتل أرضنا و ينتهك حرماتنا و يقتل أطفالنا و شيوخنا و نساءنا كل يوم. فدعمها واجب شرعي بلا ريب. بارك الله بها و أعانها من نصر الي نصر...

- «اياك و خصلتين: الضجر و الكسل، فانك ان ضجرت لم تصبر علي حق، و ان كسلت لم تؤد حقه».

لقد نهانا الامام الاصادق عليه السلام عن الضجر لأن صاحبه يفقد صبره و عند ذلك يبتعد عن وضع الحق في مكانه، و كذلك الكسل يوهن قوة الانسان و يجعله يعيش في عزلة عن الناس و يضعف عن القيام بواجباته تجاه الآخرين.

- «تدخل يدك في فم التنين الي المرفق خير لك من طلب الحوائج الي من لم يكن له ثم كان».

جاء في الحديث الشريف «اليد العليا خير من اليد السفلي» [2] فالذي يستطيع علي العطاء خير له من أن يمد يده الي الغير لسد حاجاته. و اذا كان لا بد من الطلب فليكن من أهل الخير الذين يعملون المعروف من أجل المعروف و ليس لشهرة أو جاه منفعة شخصية. بل يعملون في سبيل الله لنيل مرضاته عزوجل



[ صفحه 256]



يعملون الخير بالسر كما كان يعمل الأئمة المعصومون عليهم السلام نذكر منهم علي سبيل المثال جد الامام الصادق الامام زين العابدين عليه السلام.

ثم حذرنا عليه السلام من طلب الحاجة من غير أهلها فكأننا في طلبنا لها كمن يدخل يده في فم التنين. أعاذنا الله من شره.

- «تحتاج الأخوة فيما بينكم الي ثلاثة أشياء فان استعملتموها و الا تباينتم و هي: التناصف، و التراحم، و نفي الحسد».

لما فرض الاسلام الأخوة في الايمان فرض لها شروطا أساسية حتي تستقيم الحياة الاجتماعية سليمة معافاة. و هي: التناصف و التراحم و نعني الحسد.

فالمؤمن ينصف أخاه منه فيعطيه حقه بلا نقصان، و يرحمه عند كل شدة أو اهمال و يغبطه و لا يحسده، لأن الحسد، كما وصفوه يأكل صاحبه كما تأكل النيران الحطب.

- «داووا مرضاكم بالصدقة و ادفعوا البلاء بالدعاء».

و هذا ما دعا اليه جده الامام زين العابدين في الصحيفة السجادية فالصدقة بالاضافة الي وجوبها في الاسلام فهي من العناصر التي تشد أواصر المجتمع و تنميه، و المتصدق يدفع بصدقاته البلاء عن نفسه و عن أسرته فالله سبحانه و تعالي هو الشافي و اذا ما وقع البلاء فالدعاء هو أفضل دواء لدفعه و الله هو المعافي «ادعوني أستجب لكم» دعاء المؤمن الذي يتكل علي الله وحده في كل أمور حياته.

- «الرجال ثلاثة: عاقل و أحمق و فاجر. فالعاقل ان كلم أجاب و ان نطق أصاب، و ان سمع وعي، و الأحمق ان تكلم عجل، و ان حمل علي القبيح فعل، و الفاجر ان ائتمنته خانك و ان حدثته شانك».

و الرجال مفاتيحها التجارب فمن أعمال هؤلاء تعرف النتائج فلتقترب من العاقل لأنه يفيد في حالتي التحدث أو السماع ان تحدث أصاب و أفاد و ان سمع وعي و استوعب.

أما الأحمق فانه يضر في الحالتين في القول و العمل، و كذلك الفاجر يؤذي



[ صفحه 257]



من عرفه في الحضور أو الغياب. و قد نهانا الامام الصادق عن هذه الآفات التي تفتك في جذع الشجرة الاجتماعية فتفسد فيها و تعرقل نموها.

- «لعن الله قاطعي سبيل المعروف. قيل له: و من قاطعوا سبيل المعروف؟ قال عليه السلام: «الرجل يصنع اليه المعروف فيكفره فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك الي غيره».

لعن الله ناكري المعروف الذين يسدي اليهم المعروف فينكرونه و يمنعون بذلك أصحاب الخير من القيام بأعمالهم نحو الآخرين خوفا من ضياعها أو تخوفا من امتناع أصحابها من أن يعيدوا صناعة معروفهم.

و هنا يخطر لي قصة رواها لي أحد أصحابي قال: «كان أحد الأمراء في فسحة في الصحراء يركب جواده الأصيل و بينما هو في الطريق صادف رجلا تعبا يسير علي قدميه. طلب منه هذا الرجل أن يردفه وراءه علي جواده فنزل الأمير و سمح له من ركوب الجواد فترة من الزمن. و لما تمكن من ركوب الجواد أطلق ساقيه للريح و ترك الأمير وسط الصحراء لا ماء عنده و لا غذاء. و قبل أن يبعد كثيرا ناداه الأمير ليتريث بعض الوقت ليقول كلمة الوداع. قال لناكر المعروف: أيها الرجل خذ الجواد و ما عليه و أوصيك أن لا تروي ما حدث معنا عند القوم خوفا من ضياع المعروف بين الناس!!.

- «الصمت كنز وافر و زين الحليم و ستر الجاهل».

الكلام له أوقاته و السكوت له أوقاته، و كما للكلام فن القول كذلك للسكوت فن الاصغاء. فالحليم العاقل يفسح المجال لغيره من المتكلمين ليصغي اليهم و يستفيد منهم، و متي جاء دوره في الكلام يتحدث بما عنده من مخازن فكره ليفيد غيره من جواهر حكمه و بنات أفكاره.

أما الجاهل الذي لا يعرف أن يتكلم و لا يفهم ما يتكلم به الآخرون فخير له أن يسكت و لا ينبس ببنت شفة خوفا من افتضاح أمره و بيان جهله.

و مرة قال ابن المقفع لأد جلسائه الجاهلين: السكوت زين لك فلماذا تندم عليه.



[ صفحه 258]



- «ثلاثة يحتاج الناس اليها طرا: الأمن، و العدل، و الخصب».

لا حياة سعيدة بلا أمن لأن من الأمن الأمان و الاستقرار و طيب العيش و لا استقرار بلا عدل، لأن العدل أساس الملك و العدالة أمر لازم و فرض واجب في المجتمع الاسلامي، و عندما يعم الأمن و يسود العدل تزهر الحياة و تخصب الأرض و يحلو العيش. و كم نحن بحاجة اليوم الي تطبيق هذا الحديث في مجتمعاتنا الحاضرة. من هنا كان قول الامام الصادق «اذا أراد الله برعية خيرا، جعل لهم سلطانا رحيما و وزيرا عادلا».

فعلي الرئيس المسؤول أن يتمتع بالرحمة ليكون أبا رحيما لجميع الناس و علي الوزير أن يكون عادلا يحكم بالسوية بين جميع أفراد الرعية.


پاورقي

[1] الزمر الآية 9.

[2] المجازات النبوية للشريف الرضي ص 35.


چه فرقي بين رسول و نبي است؟


زراره گويد: از امام صادق - عليه السلام - درباره ي رسول سؤال كردم.

حضرت فرمودند: رسول كسي است كه فرشته ي (وحي را) ببيند هنگامي كه پيامي از پروردگارش براي او مي آورد، و با او سخن مي گويد همان طور كه فردي از شما با دوستش سخن مي گويد.

و نبي كسي است كه فرشته را نمي بيند، بلكه وحي بر او نازل مي شود، و آن را در خواب مي بيند.

گفتم: از كجا مي داند كه آنچه در خواب مي بيند حق است؟

حضرت فرمودند: خداوند طوري مطلب را براي او بيان مي كند كه بداند آن حق است.

و محدث كسي است كه صدا را مي شنود و هيچ چيز نمي بيند. [1] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات: 108، بحارالأنوار: ج 26 ص 75 ح 29.


حديث 119


جمعه

لا فقر أحط من الحمق.

هيچ تنگدستي و فقري پست تر از حماقت نيست.

كشف، ج 2، ص 198



[ صفحه 25]




علمه بالغائب 05


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرني محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن عبدالمؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا اذ دخل آذنه، فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك. فقال: كم عددهم؟ قال: لا أدري. قال: اذهب فعدهم و أخبرني. قال: فلما مضي الغلام قال أبو عبدالله عليه السلام: عدد القوم اثناعشر رجلا، و انما أتوا يسألون عن حرب طلحة و الزبير، و دخل آذنه فقال: القوم اثناعشر رجلا، فأذن لهم فدخلوا، فقالوا له: نسألك، فقال: سلوا، قالوا: ما تقول في حرب علي عليه السلام و طلحة و الزبير و عائشة؟ قال: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك، قال: اذن تكفرون يا أهل البصرة قالوا: لا نكفر. قال: كان علي مؤمنا منذ بعث الله نبيه الي أن قبضه الله اليه لم يؤمر النبي عليه أحدا قط، و لم يكن في سرية الا كان أميرها، و ان طلحة و الزبير أتياه لما قتل عثمان فبايعاه أول الناس طائعين أو غير كارهين، و هما أول من غدرا به، و نكثا عليه و نقضا بيعته، و هما به الهموم كما هم به من كان قبلهما، و خرجا بعائشة معهما يستعطفانها الناس، و كان من أمرهما و أمره ما قد بلغكم. قالوا: فان طلحة و الزبير صنعا ما صنعا فما حال عائشة؟ قال: عائشة عظيم جرمها عظيم اثمها ما اهرقت محجمة من دم الا و اثم ذلك في عنقها و عنق صاحبيها، و لقد عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قال لأميرالمؤمنين: تقاتل الناكثين - و هم أهل البصرة - و القاسطين - و هم أهل الشام - و المارقين - و هم أهل النهروان - فقاتلهم علي عليه السلام جميعا. قال القوم: ان كان هذا قاله النبي صلي الله عليه و آله و سلم لقد دخل القوم جميعا في أمر عظيم، قال أبو عبدالله عليه السلام: انكم ستنكرون، قالوا: انك جئتنا بأمر عظيم ما نحتمله. قال: و ما طويت عنكم أكثر، أما انكم سترجعون الي أصحابكم و تخبرونهم بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم. قال: فلما خرجوا قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا سليمان بن خالد



[ صفحه 142]



و الله ما يتبع قائمنا من أهل البصرة الا رجل واحد، لا خير فيهم كلهم، كلهم قدرية زنادقة و هي الكفر بالله [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 120.


من بنده اي مخلوقم


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هر كه از طرف خود به مردم حق بدهد، مسلم است كه حكم مردم را درباره ي ديگري مي پسندد.

و نيز از خالد بن نجيح نقل مي كند كه گفت:

بر حضرت صادق عليه السلام وارد شدم و سرم را پوشانده، كناري نشستم و با خود گفتم: چقدر شما غافليد! نزد چه كسي تكلم مي كنيد؟! نزد پروردگار جهانيان، پس مرا صدا زده و فرمود:

واي بر تو اي خالد، به خدا! من بنده اي مخلوقم.



[ صفحه 207]




املاؤه لبعض التجار في طلب الرزق


هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة [1] - في حديث - قال: وسمعت جعفراًعليه السلام يملي علي بعض التّجّار من أهل الكوفة في طلب الرّزق فقال له:

صَلِّ رَكعَتَينِ مَتي شِئتَ، فإذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَقُل: تَوَجَّهتُ بِحَولِ الله وَقُوَّتِهِ، بِلا حَولٍ مِنّي وَلا قُوَّةٍ، وَلكِن بِحَولِكَ - يا رَبِّ - وَقُوَّتِكَ. أبرَأُ إلَيكَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا ما قَوّيتَني. اللّهمَّ إنّي أسألُكَ بَرَكَةَ هذا اليَومِ، وَأسألُكَ بَرَكَةَ أهلِهِ، وأسألُكَ أن تَرزُقَني مِن فَضلِكَ رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً مُبارَكاً، تَسوقُهُ إلَيَّ في عافِيَةٍ بِحَولِكَ وَقُوَّتِكَ، وأنا خافِضٌ في عافِيَةٍ. تَقولُ ذلك ثَلاثَ مَرّاتٍ. [2] .



[ صفحه 93]




پاورقي

[1] راجع الكتاب: الرّابع والعشرون.

[2] قرب الإسناد: ص3 ح7، بحار الأنوار: ج 95 ص293 ح 1 نقلاً عنه.


وصيت 14


عن عنبسة العابد، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: أوصني، فقال عليه السلام: اعد جهازك، و قدم زادك (لطول سفرك) و كن وصي نفسك، و لا تقل لغيرك يبعث اليك بما يصلحك [1] .

عنبسه ي عابد مي گويد كه به امام صادق عليه السلام گفتم: مرا وصيتي بفرمائيد. حضرت فرمود: تجهيزات سفر را آماده كن، و زاد و توشه ات را جلو بفرست، و خودت وصي خويشتن باش و به غير خودت نگو كه برايت چيزي را بفرستد كه تو در مصالحت مصرف كني.

بايد دانست كه پايان زندگاني انسان مرگ است، و هر كه قدم به



[ صفحه 233]



اين عرصه (دنيا) گذاشت، تلخي مرگ را مي چشد، پس بايد خود را براي اين سفر مهيا كنيم. در دعاي بيستم در صحيفه ي سجاديه سيدالساجدين حضرت علي بن الحسين عليه السلام آمده است:

الهي ارحمني صريعا علي الفراش تقلبني أيدي أحبتي.

پروردگارا! هميشه به رحمت واسعه ي تو نياز دارم؛ مخصوصا ساعت مرگ كه در بستر آرميده ام وعزيزانم مرا به راست و چپ مي گردانند و قدرت حركت از من سلب شده است.

آري؛ چنين است. همه اين راه را در پيش رو داريم، پس بايد خود را آماده كنيم و از نعمت هاي الهي كمال استفاده را براي اين مسافرت ببريم. به اين حديث شريف توجه نماييد:

قال اميرالمؤمنين علي عليه السلام: لا تنس صحتك، و قوتك، و فراغك، و شبابك، و نشاطك، و غناك أن تطلب به الآخرة [2] .

چند چيز را فراموش مكن و از آن غافل مشو و از اين ها براي دنيا و آخرت خود كمال استفاده را بنما، و پيش از آن كه از تو گرفته شود، در راه صحيح مصرف كن:

1. سلامت و عافيت؛

2. قدرت و قوت؛

3. اوقات فراغت؛

4. جواني؛

5. نشاط و تحرك؛

6. ثروت و دارايي.



[ صفحه 234]



بهترين راه آمادگي و مهيا بودن براي سفر آخرت، آشنايي با قرآن و عترت است. هر چه به اين دو نزديك تر شويم، از غم و اندوه دنيا و آخرت دور خواهيم بود؛ پس كوشش كنيم مقداري از عمرمان را صرف اين دو امانت پيغمبر صلي الله عليه وآله كنيم، تا هميشه سربلند و سعادتمند باشيم.

شيعيان و محبان اهل بيت عليهم السلام هر وقت شرفياب حضور امامان عليهم السلام مي شدند و تقاضاي موعظه و نصيحت مي كردند، يكي از راهنمايي هاي آن بزرگواران اين بود كه مي فرمودند: استعدوا للموت، خودتان را براي سفر آخرت آماده و مهيا كنيد؛ راه طولاني و خطرناك در پيش داريم، آماده ي رفتن به خانه ي قبر و تاريكي آن و وحشت آن و جواب نكير و منكر باشيم، و آنچه تعلق به اين راه دارد، انجام دهيم؛ كارهايي مانند وصيت كردن، لباس آخرت را آماده كردن، و هميشه با همه تسويه حساب كنيم، زيرا راه برگشت نخواهيم داشت؛ اللهم اجعل عواقب امورنا خيرا.


پاورقي

[1] كافي، ج 7، ص 65، ح 29؛ امالي شيخ صدوق (ره) ، مجلس 47، ح 12، بين دو قوس از اين كتاب است و همچنين در آن آمده است: «و لا تأمن لغيرك أن يبعث...» .

[2] الجعفريات، ص 176؛ بحارالانوار، ج 68، ص 267، ح 17.


خلق الورق و وصفه


تأمل يا مفضل خلق الورق فانك تري في الورقة شبه العروق مبثوثة فيها أجمع، فمنها غلاظ ممتدة في طولها و عرضها، و منها دقاق تتخلل تلك الغلاظ منسوجة نسجا دقيقا معجما، لو كان مما يصنع بالأيدي كصنعة البشر لما فرغ من ورق شجرة واحدة في عام كامل، و لا احتيج الي آلات و حركة و علاج و كلام، فصار يأتي منه في أيام قلائل من الربيع ما يملأ الجبال و السهل و بقاع الأرض كلها بلا



[ صفحه 137]



حركة و لا كلام، الا بالارادة النافذة في كل شي ء و الأمر المطاع... و اعرف مع ذلك العلة في تلك العروق الدقاق، فانها جعلت تتخلل الورقة بأسرها، لتسقيها و توصل الماء اليها، بمنزلة العروق المبثوثة في البدن، لتوصل الغذاء الي كل جزء منه، و في الغلاظ منها معني آخر، فانها تمسك الورقة بصلابتها و متانتها، لئلا تنهتك و تتمزق، فتري الورقة شبيهة بورقة معمولة بالصنعة من خرق قد جعلت عيدان ممدودة في طولها و عرضها لتتماسك فلا تضطرب.. فالصناعة تحكي الخلقة و ان كانت لا تدركها علي الحقيقة.


علم بر زبان ها


اهل بيت عليهم السلام در كشور و شهر خودشان محدود بودند و مجبور به اقامت اجباري بودند و مانع نشر اسلام در بلاد دور مي شدند، و لكن خداوند عزوجل اين محدوديت را شكست، چون زبان آن ها را آزاد و



[ صفحه 174]



گويا قرار داد، و هيچ كس از اهل فارس يا نبط و غيره با آن ها برخورد نكرد مگر اين كه با زبان خودشان با آن ها تكلم كردند و گويا يكي از آن ها هستند؛ پس مردم به اين جهت تعجب مي كردند و حب و اجلال آن ها در نزد مردم زياد مي شد.

عده اي علت قدرت تكلم امام به زبان هاي مختلف را اين دانستند كه جده او فارسيه و مادرش بربريه يا رويمه يا... همان گونه كه در شرح حال ايشان گذشت، بوده است؛ زبان هاي ديگري كه امام عليه السلام به طور قطع به آن ها تكلم مي كرد؛ چه مي شود؟ و امام عليه السلام فرمود: من به هفتاد صورت صحبت مي كنم براي من در تمام آن ها فصاحت است (كلام را از مخرج ادا مي كنم). [1] .

خداي عزوجل در قرآن كريم از قول پيامبر خدا، سليمان عليه السلام، ذكر كرده است:

(علمنا منطق الطير) [2] .

و امام عليه السلام با هدهد تكلم كرد:

(اذهب بكتابي هذا فألقه اليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون) [3] .

و همين طور امام عليه السلام كلام مورچه را فهميد وقتي به يارانش فرمود:

(يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون) [4] .

اي مورچگان! وارد منازلتان شويد تا سليمان و لشكريانش شما را ناآگاهانه پايمال نكنند.

پس از گفته آن ها تبسمي كرد، و همين طور كلام حضرت مريم عليهاالسلام ما ملك و ساره با ملائكه ها و....



[ صفحه 175]




پاورقي

[1] مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 249.

[2] سوره ي نمل، آيه ي 16.

[3] سوره ي نمل، آيه ي 28.

[4] سوره ي نمل، آيه ي 18.


ضحايا المبدأ


و الغرض ان نظر الدولة لموقف الشيعة إلي جنب آل محمد يعتبرونه موقفا معارضا لسياستهم، و محاولة ظاهرة للقضاء علي كيان الملك الذي تربعوا علي دسته بدون اهلية، و هو من حق آل محمد صلي الله عليه وآله و سلم، فهم يحذرونهم أشد الحذر، و يدفعون الناس إلي التبرؤ منهم بشتي الوسائل، حتي أصبحت تهمة التشيع



[ صفحه 253]



يفرون منها و يرون أنها أعظم من تهمة الزندقة.

قال الزمخشري في كيفية الصلاة علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم: و أما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد، فمكروه لأن ذلك صار شعارا لذكر رسول الله صلي الله عليه و سلم، و لأنه يؤدي إلي الاتهام بالرفض، و قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم. و أمثال هذه الفتاوي كثيرة جدا. و قد تركوا القول باشياء رغم صحتها و ثبوت تشريعها، و ليس لهم في تركها إلا الأن الشيعة تقول به، و متابعتهم تؤدي إلي الرفض كما سيأتي.

و من هذا نعرف عظيم حراجة الموقف، و إلي أي حد انتهي الأمر في الابتعاد عن شيعة أهل البيت، في عصر تأصلت به روح العداء في قلوب الناس الذين ساروا مع الدولة جنبا لجنب، و هل الرفض إلا حب أهل البيت كما يوضح نا الشافعي بقوله:



اذا في مجلس ذكروا عليا

و سبطيه و فاطمة الزكية



يقال تجاوزا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضية



برئت إلي المهيمن من اناس

يرون الرفض حب الفاطمية



و يقول:



قالوا ترفضت قلت كلا

ما الرفض ديني و لا اعتقادي



لكن توليت غير شك

خير امام و خير هادي



إن كان حب الوصي رفضا

فانني أرفض العباد



و أظرف شي ء ما يحدثنا به الخطيب عن الفتح بن شخرف قال: حملتني عيسي فنمت، فبينما أنا نائم إذا انا بشخصين فقلت للذي يقرب مني: من أنت يا هذا؟ فقال: من ولد آدم، قلت: كلنا من ولد آدم، فما الذي وراك؟ قال لي: علي بن أبي طالب، قلت له: أنت قريب منه و لا تسأله، قال: أخشي ان يقول الناس اني رافضي. [1] .

و كان الفضل بن دكين يتشيع فجاءه ولده يوما يبكي فقال له: ما لك فقال: ان الناس يقولون انك تتشيع فانشأ يقول:



و ما زال بي حبيك حتي كأنني

برجع جواب السائلي عنك اعجم



و لا سلم من قول الوشاة و تسلمي

سلمت و هل حي علي الناس يسلم [2] .



[ صفحه 254]



و ان أمرا يدعو الولد إلي هذا الحذر، و يحمله علي البكاء لعظيم جدا، و لا غرابة من ذلك فانه يخشي علي أبيه القتل، و علي داره الهدم، و ماله النهب، طبقا لقانون الدولة المقرر تنفيذه في حق الشيعة، لأنهم كانوا ينفذون هذا القانون في حق من اتهم بالميل للعلويين.

كان إبراهيم بن هرثمة شاعرا مجيدا مدح آل البيت بابيات منها:



و مهما (ألام) علي حبهم

فاني أحب بني فاطمه



بني بنت من جاء بالمحكمات

و بالدين و السنة القائمه



فلست ابالي بحبي لهم

سواهم من النعم السائمه



و لما دخل علي المنصور قال: لا مرحبا و لا أهلا، يا ابراهيم قد بلغني عنك أشياء لولا ذلك لفضلتك علي نظرائك فاقر لي بذنوبك فاستعفاه فعني عنه حفظا لدمه، و قال: لئن بلغني عنك امر اكرهه لاقتلنك.

و لما دخل إبراهيم المدينة اتاه رجل من العلويين فسلم عليه فقال له إبراهيم تنح عني لا تشط بدمي. [3] .

و هذا منصور النميري أنشأ أبياتا منها:



آل النبي و من بحبهم

يتطامنون مخافة القتل



امن النصاري و اليهود و من

في امة التوحيد في ازل



فغضب الرشيد و ارسل إليه من يقتله فوجده ميتا فقال: لقد هممت ان أخرج لسانه من قفاه. و أراد أن ينبش عظامه فيحرقها ولكنه لم يفعل. [4] .

و قطعوا لسان ابن قرايا لأنه كان يمدح آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و ينشد الأشعار فيهم، فثار العامة في بغداد، و قدم للقاضي، فحكم عليه بقطع لسانه و يده استنادا إلي مادة الحط من كرامة الصحابة، بمدحه عليا عليه السلام و تفضيله عليهم.

و ليت الامر ينتهي عند هذا الحد، ولكنهم تبعوه عندما أخذ للمارستان، و رموه بالحجارة، فالقي نفسه في دجله فغرق و أخرجوه ميتا و أحرقوا جسده، و وقعت بذلك معركة بين السنة و الشيعة و ذلك في سنة 574. [5] .

و قامت البينة علي الحسن بن محمد بن أبي بكر الشيعي، بانه سب الصحابة عند القاضي شرف الدين المالكي، فحكم عليه بضرب عنقه بسوق الخيل بدمشق في جمادي الاولي سنة 744 ه. [6] .



[ صفحه 255]



و امثال هذه الفظائع كثيرة لا يسعنا عرضها، ولكنا أوردنا طرفا منها لنأخذ صورة عن أعمال الدولة و سياستها مع الشيعة، و هنا أمر مهم يلزمنا ان نتساءل عنه:

و هو ان الاقدام علي سفك دم المسلم باسم الشريعة هو جرأة عظيمة، و ان دولة تدعي السير علي نظام الشرع كان يلزمها أن تتخذ طريقا للخلاص من الانكار و المؤاخذة، كما اتخذت ذلك في كثير من القضايا المخالفة لنظام الإسلام.

اذا ماذا اتخذوا تجاه هذه الفظائع و هذه المنكرات في معاملة الشيعة؟ أليس في الأمة علماء ينبهون الحكومة و العامة علي هذا الخطأ عند مخالفتهم نصوص الكتاب و السنة باراقة الدماء في جرم لا يستوجب ذلك؟ فكيف تغفل الحكومة عن هذه المهمة؟ و كيف سكت العلماء عن هذا الفعل الشنيع؟

نعم انهم لم يغفلوا عن ذلك و اتخذوا التدابير اللازمة في رد المنكرين بامور منها:

1- انهم رفعوا مقام الصحابة علي الاطلاق، و منعوا الناس عن الخوض في أحاديثهم و حوادثهم، و جعلوا لهم منزلة العصمة الادعائية، و قرنوهم بالرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و جعلوا مؤاخذتهم بشي ء انما هو مؤاخذة للرسول صلي الله عليه و آله و سلم. و أن الطعن في حديثهم هو طعن في حديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

ذكر عند الرشيد حديث أبي هريرة: أن موسي لقي آدم فقال: انت آدم الذي أخرجتنا من الجنة، فقال القرشي اين لقي آدم موسي، فغضب الرشيد، و قال: النطع و السيف زنديق يطعن في حديث رسول الله. [7] .

و بهذا ألجمت الأمة ليحرموهم حرية التفكير، و التزموا بالنزول لارادتهم، فمن خرج عن ذلك عد زنديقا و الزنديق يقتل، و بالطبع ان الشيعة لا تقيم لهذا الحكم وزنا فهم في نظر القانون يحل قتلهم من هذه الجهة، و مع ذلك بمقتضي ذلك لا يشملهم نظام الإسلام و أحكامه. و سيأتي بيان رأي الشيعة في الصحابة و انه اعدل الآراء.

2- ان مبادي ء الشيعة و عقائدهم مستقاة من ينبوع أهل البيت عليهم السلام، و يرونهم نصب أعينهم يقيمون الصلاة، و يحتفظون بشعائر الدين اذا كيف يحكم عليهم بالكفر؟ فلابد اذا من سلوك طريق لاتهام الشيعة بما



[ صفحه 256]



يخالف الإسلام، و بالفعل سلك خصوم الشيعة طريقا نجحوا فيه، و ذلك في تركيز فكرة الغلو عند الشيعة في أذهان العامة، و ان الشيعة يدعون لآل البيت الربوبية، و قام بنشر هذه الفكرة بين العامة اولئك الدجالون الذين يفترون علي الله الكذب، من قصاص و وعاظ و زهاد، يتصفون بالتدين و هم جزارون لا يتورعون عن المحارم.

3- ان الشيعة لما عرفوا بموالاة أهل البيت و محبتهم لهم، و أخذ الأحكام عنهم، أصبح ولاة الأمر يحذرون الانكار عليهم من رجال الفكر الذين لا يخدعون باقوال الدجالين من وعاظ و قصاص، لكيلا تتسع عليهم دائرة المؤاخذة، و ربما يطالبون بشي ء أوضح مما مر في تكفير الشيعة و الطعن في عقائدهم.


پاورقي

[1] الخطيب ج 12 ص 251.

[2] تاريخ بغداد ج 12 ص 386.

[3] تاريخ بغداد ج 6 ص 127.

[4] زهر الآداب ج 3 ص 70.

[5] شذرات الذهب ج 4 ص 246.

[6] شذرات الذهب ج 6 ص 140.

[7] تاريخ بغداد ج 94 ص 7.


فضل علي و امتيازه و خصاله


رأينا كيف تدخلت السياسة في تشويه الحقائق، و حمل الناس علي مخالفة الواقع و تدخلها في ذلك بأشكال و ألوان مختلفة، مما أفسد علي المجتمع ما صلح، و قامت بسبب ذلك فتن و حروب، و ليس ذلك بعجيب، ولكن الأعجب منه حمل من خالف تلك الأوضاع الشاذة، و وقف لجانب الحقيقة علي الشذوذ و الإنحراف، و ان يصبح غرضا ترشقه سهام التهم بدون تثبت في الحكم، و تدبر في الأمر. و قد كانت مسألة التفضيل من أهم الأسباب التي تذرع بها ولاة الأمر للقضاء علي المفكرين من الأمة، و جعلتهم عرضة لخطر غضب الرأي العام من الذين أغواهم شيطان السياسة الفاسدة ليلقوا بأنفسهم في مهاوي الهلكة، حتي أصبح الأمر بأشد ما يكون من الخطر، و التجأ الكثير إلي الدفاع عن النفس بالمجاراة للرأي العام الذي تكيف بسياسة الدولة بدون تدبر و تفكير.

و لو تجردت المسألة عن ذلك التدخل لما كان أي شي ء من ذلك، لأن الحقيقة في جانب، و ما يذهبون إليه في جانب آخر. و إنما هي أقوال يرددونها اتباعا لقائليها بدون تحقيق من صحتها.

و إذا أردنا أن نسألهم عن التطبيق العملي يصعب عليهم ذلك، و لا يجدون للإجابة عن طريق المنطق الصحيح سبيلا.

و إذا استكشفنا حقيقة الأمر علي ضوء الأحاديث النبوية و الآيات القرآنية الواردة في فضل علي عليه السلام و اختصاصه بمزايا لم يشاركه فيها أحد، لوجدنا تلك الآراء التي ذهبوا إليها في مسألة التفضيل، بعيدة عن الصواب، إذ هي تعطينا صورة واضحة، لمقام علي عليه السلام و انه أفضل الأمة لأنها حقائق ملموسة لا يمكن لأحد أن يحيد عنها، فهي تقضي بأفضليته علي جميع الأمة.



[ صفحه 574]



كيف؟ و قد ملأ سمع الدنيا نداء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم غدير خم: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه» و قد رواه جمع من الصحابة يربو عددهم علي المائة. [1] .

و في حديث الثقلين كفاية للدلالة علي علو شأن علي و فضله و اختصاصه دون سائر الصحابة باقترانه مع القرآن في وجوب الإتباع، فهو مع القرآن و القرآن معه. [2] .

إذا كيف يصح لقائل أن يقول بمساواته لسائر الناس، و عدم امتيازه عنهم بمؤهلات الفضل؟ و لا غرابة في ذلك بعد أن وقفنا علي الأسباب التي أدت إلي هذا الرأي.

ألعلي يقال هذا؟ و هو نفس محمد بنص الوحي الإلهي بقوله تعالي: «قل تعالوا ندعو أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم، و أنفسنا و أنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين» و دعا النبي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و قال: اللهم هؤلاء أهلي. [3] .

فهو بنص القرآن الكريم نفس النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و لو وجد صلي الله عليه و آله و سلم نظيرا لعلي عليه السلام لضمه إليه، كما صنع في الحسن و الحسين، إذا ليس في أمته من يكون نفسه غير علي. و قد احتج علي يوم الشوري بذلك، فقال لهم: أنشدكم الله هل أحد أقرب إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الرحم مني. و من جعله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، و إبناه أبناءه، و نساءه نساءه غيري؟ قالوا: اللهم لا، و قد أصبح ذلك من المقرر عند الناس و المشهور بينهم، و لم يستطع أحد إنكاره.

قام رجل في مجلس ابن عائشة، فقال: يا أباعبدالرحمن من أفضل أصحاب رسول الله؟ فقال: أبوبكر و عمر و عثمان و عبدالرحمن و طلحة و الزبير.

فقال الرجل: فأين علي بن أبي طالب؟ فقال ابن عائشة: تستفتيني عن أصحابه أم عن نفسه؟

فقال الرجل: عن أصحابه.

قال: إن الله تبارك و تعالي يقول: «قل تعالوا ندعو أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم» فكيف يكون أصحابه مثل نفسه؟ [4] .



[ صفحه 575]



و قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: ما تقول في التفضيل؟

قال: في الخلافة أبوبكر، و عمر، و عثمان.

فقلت: فعلي؟

قال: يا بني علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد. [5] .

و كان النبي في مختلف الظروف و شتي المناسبات قد بين للناس أن عليا كنفسه، و هو منه بمنزلة رأسه من بدنه. [6] كقوله صلي الله عليه و آله و سلم: لينتهين بنو ربيعة، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي. [7] .

و كقوله صلي الله عليه و آله و سلم: علي مني و أنا منه. و يحدث ابن عباس عن أم سلمة أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: يا أم سلمة علي مني و أنا من علي، لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسي.

و كان صلي الله عليه و آله و سلم يظهر للملأ في المواقف العامة فضل علي عليه السلام و أنه كنفسه ففي الحج أشركه في نحر البدن: و هي الهدي.

قال عرفة بن الحرث الكندي: شهدت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أتي بالبدن فقال: «ادعوا لي أباحسن فدعي له علي عليه السلام فقال صلي الله عليه و آله و سلم: خذ بأسفل الحربة. و أخذ صلي الله عليه و آله و سلم بأعلاها ثم طعنا بها البدن فلم فرغ ركب و أردف عليا عليه السلام. [8] .

و كان صلي الله عليه و آله و سلم يأمر عليا بأن يقوم علي البدن و أن يتولي تقسيم لحومها بنفسه. [9] .

و كان صلي الله عليه و آله و سلم يخطب الناس في الحج علي ناقته الشهباء و علي عليه السلام يعبر عنه (أي يفهمها الناس).

رواه ابن حجر في المواهب [10] و أخرجه أبوداود، و النسائي و البغوي و الطبراني.

و كثير من هذا الباب الذي يدل بالبرهان القاطع أنه عليه السلام نفس محمد صلي الله عليه و آله و سلم. و شريكه في مميزاته و صفاته، إلا ما علم بالضرورة استثناؤه.



[ صفحه 576]



و كان أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم يعرفون عليا بتلك المنزلة، و لا يجهلون ذلك الإختصاص.

أخرج الطبري عن ابن عباس: أنه مر بمجلس من مجالس قريش و هم يسبون عليا، فقال لقائده: أما سمعت هؤلاء ما يقولون؟ قال: سبوا عليا. قال: فردني إليهم فرده. فقال: أيكم الساب لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قالوا: سبحان الله من سبب رسول الله فقد كفر، فقال: أيكم السباب لعلي؟ قالوا؟ أما هذا فقد كان. قال ابن عباس: فأنا أشهد بالله لسمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: من سب عليا فقد سبني، و من سبي فقد سب الله، و من سب الله عزوجل أكبه الله علي منخره. [11] و أخرج النسائي عن عبدالله الجدلي. قال: دخلت علي أم سلمة، فقالت لي: أيسب رسول الله فيكم؟ قلت: سبحان الله أو معاذ الله. قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: من سب عليا فقد سبني. [12] .

فامتياز شخصية علي عليه السلام اقتضت أن يختص بأمور لا يشاركه فيها أحد لذلك كان أخا لنبي من دون أصحابه يوم آخي النبي بينهم و أخذ بيد علي فقال: هذا أخي. [13] و قالت عائشة لرجل من بني ضبة - و هو آخذ بخطام جملها -: أين تري علي بن أبي طالب؟ قال: ها هو ذا واقف رافع يده إلي السماء. قالت: ما أشبهه بأخيه.

قال الضبي: و من أخوه؟ قالت: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فقال الضبي: فلا أراني أقاتل رجلا هو أخو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فنبذ خطام جملها و مال إلي علي عليه السلام. [14] .

و قد أراد الله إظهار فضل علي، و أراد أن يعرف الناس منزلته فخصصه بتلك المزايا التي لا يمكن حصرها، و كيف تجهل مكانة علي و عظيم منزلته فيساوي مع سائر الناس؟ و قد جعل النبي صلي الله عليه و آله و سلم حب علي علامة الإيمان، و يغضه علامة النفاق بقوله صلي الله عليه و آله و سلم «يا علي لا يحبك إلا مؤمن، و لا يبغضك إلا منافق» و قال علي عليه السلام: «إنه لعهد النبي الأمي صلي الله عليه و آله و سلم إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن، و لا يبغضني إلا منافق». [15] .



[ صفحه 577]



و كان أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم يعرفون إيمان الإنسان بحبه لعلي، و نفاقه ببغضه له، متخذين من قوله قاعدة مطردة علي الدوام في معرفة الناس، و تمييز الأشخاص. قال أبوسعيد الخدري: كنا نحن معشر الأنصار نعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب [16] و قال جابر بن عبدالله الأنصاري: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا. [17] .

فبنص هذا الحديث الشريف أن محب علي مؤمن، و مبغضه منافق. و المنافق هو المؤمن بلسانه و الكافر بجنانه و «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار».

قال أحمد بن منصور: كنا عند أحمد بن حنبل، فقال رجل: يا أباعبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروي أن عليا قال: «أنا قسيم النار»؟

فقال أحمد: ما تنكرون من ذا؟! أليس روينا أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي عليه السلام «لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق» قلنا قال: قأين المؤمن؟ قلنا: في الجنة. قال: و أين المنافق؟ قلنا: في النار. قال أحمد: فعلي قسيم النار. [18] .

و قد امتاز علي عليه السلام علي جميع أصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم بأنه نظيره في الأداء و التبليغ بقوله عليه السلام: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. و ذلك لما أرسل أبابكر ليقرأ براءة علي أهل مكة، أوحي الله إليه أن يرجعه، و يرسل عليا ليقوم مقام النبي في الأداء، فانصرف أبوبكر كئيبا، فقال لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أنزل في شي ء؟؟ قال: لا، إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي. و في رواية سعد: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. و في رواية أبي هريرة: لا يبلغ غيري أو رجل مني. [19] .

فالإرسال كان بوحي من الله تعالي. و قد رشحه لمقام التبليغ، و وسمه النبي بذلك الوسام، و ميزه بتلك الصفة. كما ميزه صلي الله عليه و آله و سلم بأنه باب مدينة علمه لما بينهما من المشاركة و المجانسة بقوله: «أنا مدينة العلم و علي بابها». [20] .



[ صفحه 578]



قال الهيثمي: رواه جماعة و صححه الحاكم، و حسنه الحافظان العلائي و ابن حجر. و قال ابن حجر في شرح الهمزية في تعداد فضائل علي عليه السلام: و منها العلوم التي أشار إليها النبي صلي الله عليه و آله و سلم بقوله: «أنا مدينة العلم و علي بابها» و في رواية من أراد العلم فليأت الباب. و في أخري عند الترمذي: «أنا دار الحكمة و علي بابها». و في أخري عند ابن عدي: «علي باب علمي». [21] و قال أيضا: مما يدل علي أن الله سبحانه و تعالي اختص عليا من العلوم ما تقصر عنه العبارات كقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «أقضاكم علي» و هو حديث لا نزاع فيه. و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «أنا دار الحكمة و علي بابها» و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «أنا مدينة العلم و علي بابها». [22] .

و اختص علي عليه السلام بأنه أحب الخلق إليه صلي الله عليه و آله و سلم و أقربهم منه، و وجوب محبته و لزوم اتباعه، و أنه مع الحق و الحق معه، و كان يحل لما ما يحل لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم أمر النبي صلي الله عليه و آله و سلم بسد أبواب أصحابه إلا باب علي. أخرج النسائي من طريق زيد بن أرقم: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: سدوا الأبواب إلا باب علي عليه السلام فتكلم بذلك الناس، فقام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي. و قال فيه قائلكم: و الله ما سددته و لا فتحته، ولكني أمرت فاتبعته. [23] أخرجه أحمد و الطبراني و ما ذلك إلا لميزة في شخص علي اقتضت هذا التخصيص.

و قد أكبر عمر بن الخطاب هذه الخصلة، و كانت من أهم الخصال التي كان يتمناها، فكان يقول: لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ابنته، و سد الأبواب إلا بابه في المسجد، و أعطاه الراية يوم حنين. [24] .

و كم تمني عمر بن الخطاب بعض ما اختص به علي عليه السلام، كما يحدثنا عن نفسه في عدة موارد: كيوم خيبر، يوم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه، يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله.



[ صفحه 579]



قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. [25] .

و لم يشهد المسلمون شخصية برزت في ذلك العصر بمؤهلات الفضل و الكمال كشخصية الإمام علي بن أبي طالب، فلا يستطيع أي أحد أن يتطاول إليها في الشرف. و قد بذل النبي عنايته في تربيته، و كان يغمره بالحب و يأمر بحبه، و يوجه الناس إلي معرفة مميزاته، و صفات الكمال التي اجتمعت فيه، فكان يعلن للملأ بقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسي، إلا أنه لا نبي بعدي» «علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني إلا أنا أو علي» أخرج الترمذي في صحيحه [26] و النسائي في خصائصه [27] و غيرهما.

«ما تريدون من علي إن عليا مني و أنا من علي». [28] .

«من أحب عليا فقد أحبني، و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من آذي عليا فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله». [29] .

«يا علي طوبي لمن أحبك و صدق فيك، و ويل لمن أبغضك و كذب فيك» [30] .

و روي عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاه فقد تولاني، و من تولاني فقد تولي الله، و مي أحبه فقد أحبني، و من أحبني فقد أحب الله، و من أبغضه فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض الله عزوجل، أخرجه الطبراني في الكبير و ابن عساكر في تاريخه. [31] .

و نكتفي بهذا البيان الذي لم نقصد به التوسع و الإحاطة لتعذر ذلك، ولكنها إشارة موجزة من حيث الإرتباط في الموضوع، كما و أنا لم نتعرض لذكر الآيات الواردة في فضل علي عليه السلام مما أجمع المفسرون علي أنها نزلت فيه، و قد أفرد علماء الإسلام - في فضائله و مناقبه التي اختص بها و امتاز عن سائر الصحابة - مؤلفات كثيرة، عدا ما أودع في مضامين الكتب التي لا تحصي. و أفرد الحافظ أبو نعيم الأصفهاني كتابا في بيان ما نزل من القرآن في علي، و له كتاب الخصائص أيضا. و ألف النسائي و الإمام أحمد و عبدالرحمن



[ صفحه 580]



السكري و غيرهم كتبا في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام التي اختص بها دون سائر الصحابة، و عسي أن تتاح لي الفرصة إلي العودة في البحث عن حياة الإمام علي بن أبي طالب، لنقتبس من حياته نظرة واسعة.

و نكتفي هنا بهذه النظرة الخاطفة عن بقية مميزاته و صفاته التي يعجز أي أحد عن الإحاطة بها، و إعطائها حقها من البيان، فان لشخصيته منزلة مرموقة، و ما رسمت ريشة التاريخ في صفحة الوجود كصورته بعد صاحب الرسالة.


پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1.

[2] نفس المصدر ج 1.

[3] صحيح مسلم ج 5 ص 176 من شرح النووي، و تفسير الرازي ج 2 ص 488.

[4] البيهقي في المحاسن ج 1 ص 39.

[5] طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي ج 2 ص 120.

[6] انظر الخطب البغدادي ج 7 ص 41.

[7] الرياض النضرة ص 64.

[8] شرح المواهب اللدنية ج 8 ص 194.

[9] البخاري ج 2 ص 201.

[10] شرح المواهب ج 8 ص 205.

[11] الرياض النضرة ج 2 ص 219.

[12] الخصائص ص 24 و الرياض النضرة ج 2 ص 219.

[13] مصابيح السنة ج 2 ص 203.

[14] المحاسن و المساوي للبيهقي ج 1 ص 35.

[15] صحيح مسلم شرح النووي ج 1 ص 64 و خصائص النسائي ص 27 و ذخائر العقبي ص 91 و الاستيعاب بها مش الاصابة ج 3 ص 37 و شرح الشفاء للخفاجي ج 3 ص 457.

[16] صحيح الترمذي ج 2 ص 299.

[17] الذخائر ص 91 و الاستيعاب ج 3 ص 46.

[18] طبقات الحنابلة ج 1 ص 320.

[19] الرياض النضرة ج 2 ص 228 و الخصائص ص 20.

[20] لهذا الحديث طرق معتبرة صحيحة، و قد أفرد له الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق المغربي مؤلفا يقع في 102 صفحة ذكر فيه طرق الحديث و تعرض لجميع الأقوال فيه.

[21] شرح الهمزية ص 302.

[22] انظر ص 303.

[23] الخصائص ص 13. و شرح المواهب اللمدنية ج 8 ص 253.

[24] ذخائر العقبي ص 77.

[25] أخرجه البخاري و مسلم، و الترمذي في الصحيح، و النسائي في الخصائص، و غيرهم.

[26] الترمذي ج 2 ص 299.

[27] الخصائص ص 20.

[28] الإصابة لابن حجر ج 2 ص 59.

[29] الاستيعاب ج 3 ص 37 بهامش الاصابة.

[30] الرياض النضرة 2 ص 285.

[31] كنز العمال ص 145 ج 6.


الحسين صاحب فخ


هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع). [1] .

كانت نهضته سنة 169 ه، و كان الحسين من رجال بني هاشم و ساداتهم، و كان ممن روي الحديث عن الامام الصادق (ع) و له منزلة علمية، و كانت أسباب نهضته: أنه لقي عنتا من والي المدينة، و هو عبدالعزيز بن عبدالله من ذرية عمر بن الخطاب، و كان العمري يسي ء الي الطالبيين و أفرط في التحامل عليهم، و طالبهم بالعرض في كل يوم فكانوا يعرضون في المقصورة، و أخذ كل واحد منهم بكفالة قرينه و نسيبه. و اشتد العمري في أمر العرض و ولي علي الطالبيين رجلا يعرف بعيسي الحائك، فحبسهم في المقصورة. الي آخر ما كان يعاملهم به ذلك الرجل. فثار آل ابي طالب و اجتمع اليهم ناس كثيرون. فتحصن منهم عاملها، فكسروا السجون و أخرجوا من كان بها،



[ صفحه 230]



و بويع الحسين بن علي بن الحسن (ع) و عظم شأنه، و بقي الحسين واحدا و عشرين يوما في المدينة و ارتحل الي مكة فأقام بها الي زمن الحج، فجهز اليه الهادي جيشا فالتقوا بموضع يقال له (فخ) بين مكة و المدينة، فقتل الحسين و معه جماعة من العلويين [2] و حمل رأس الحسين الي القائد العباسي، حمله رجل خراساني و هو ينادي بالبشارة، حتي القي الرأس بين يديه، و هو مضروب علي الجبهة و القفي فجمعت رؤوس القتلي فكانت مائة و نيفا [3] و افلت ادريس بن عبدالله فأتي مصر و علي بريدها أفلح مولي صالح بن منصور، فحمله الي المغرب فبايعه الناس و اسس هناك دولة. [4] .

حدث أبوالقرناء قال: أرسلني موسي بن عيسي (قائد الجيش) فقال: اذهب الي عسكر الحسين حتي تراه و تخبرني بكل ما رأيت. فذهبت فدرت: فما رأيت خللا و لا فللا، و لا رأيت الا مصليا أو مبتهلا أو ناظرا في مصحف أو معدا لسلاح، قال فجئت فقلت: ما أظن القوم الا منصورين، فقال: و كيف؟

قال: فأخبرته. فضرب يدا علي يد و بكي حتي ظننت أنه سينصرف، ثم قال: هم و الله أكرم خلق الله و أحق بما في أيدينا منا.

كان هذا الحادث من أهم الحوادث التي شغلت بال الدولة، و أقضت مضاجع ذوي الأمر، لأنها كانت في أهم مركز اسلامي و هو الحجاز. لذلك أسرع الهادي في مقاومة تلك الحركة خوفا من اتساعها في البلاد الاسلامية.

و تتابعت ثورات العلويين غضبا للحق، و من أهمها - أيضا - ثورة يحيي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب في الديلم، و قد قويت شوكته فاحتال الرشيد عليه باعطائه الأمان، و نقضه بعد ذلك، فسجنه و ضيق عليه الي أن مات في السجن، و وجد جسده معلقا قد سمرت يداه. و مضي العباسيون في سفك دماء العلويين، و شردوهم في البلاد بدون رحمة و لاوازع ديني.

و علي أي حال فقد كان مجتمع ذلك العصر يموج بعناصر مختلفة، و كانت بغداد هي موطن الحكم و عاصمة المملكة، و حاضرة العالم الاسلامي، و قد قصدها كثير من علماء اليونان و الفرس و الهنود، و نقلت كتب الفلسفة الي



[ صفحه 231]



العربية. و ظهر علم الكلام و نضج، فكثرت حلقات الجدل و الخصومات، و ظهرت آراء شاذة، و عقائد فاسدة أثرت علي عقول من لا تقوي نفوسهم علي هضمها و احتمالها، فكونت هناك فوضي فكرية و اضطرابا و حيرة. و نشطت هنالك حركة المتدخلين في السلام، لبث تلك الآراء التي يأملون من ورائها القضاء علي العقيدة الاسلامية، أو اثارة فتن بين المجتمع الاسلامي علي الأقل.

و قد نبغ رجال من علماء المسلمين في علم الكلام، و عرفوا بقوة المناظرة و التفوق في الحجة، و عقدت المجالس و الحلقات للمناظرة دفاعا عن المبادي ء الصحيحة و العقائد الاسلامية، و قابلوا تلك النزعات التي نشرت لواء الشك في عقائد ذلك المجتمع، و كان النصر لمن قربهم الخلفاء و أدنوا مجالسهم و فتحوا لهم باب قصورهم، أما الذين لم يكونوا كذلك فترد أقوالهم و لا يصغي لما يدلون به من الحجاج، و ما يقيمونه من الادلة القوية ذودا عن الاسلام و ذبا عن حياضه.

و أستطيع أن أؤكد أن تلك الحركات الفكرية كانت لها صلة وثيقة بالسياسة، و هي التي تدير كفتها لتلعب دورها من وراء الستار.

و كانت هذه الناحية و ذلك التطور في الآراء و العقائد من أخطر العوامل التي نجم من ورائها تفكك في المجتمع، و تكوين جماعات تختلف في الآراء، و كل يذهب الي أن الحق في جانبه دون غيره.


پاورقي

[1] تاريخ هذا الحادث في مقاتل الطالبيين ص 308 - 288 و الفخري ص 172 و الطبري و ابن كثير في حوادث سنة 169.

[2] الآداب السلطانية 172 و تاريخ ابن كثير ج 1 ص 157 و الكامل ج 6 ص 26.

[3] تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 457.

[4] نفس المصدر.


الجنابة


لا خلاف في وجوب الغسل لحدث الجنابة لقوله تعالي: (و ان كنتم جنبا فاطهروا) و قوله تعالي: (الا عابري سبيل حتي تغتسلوا).

و الغسل اسم لاجراء الماء علي المحل، و هو بفتح الغين مصدر غسل، و اسم مصدر لاغتسل، و بضمها مشترك بينها و بين الماء الذي يغتسل به، و بكسر الغين اسم لما يغسل به الرأس من سدر و نحوه.

و الجنابة دالة علي البعد و منه قوله تعالي: (و الجار الجنب) أي البعيد في نسبه و ان كان قريبا في داره.

و عن الشافعي أنه قال: انما سمي جنبا من المخالطة. و من كلام العرب: أجنب الرجل اذا خالط امرأته.

و كيف كان فان موجبها عند الشيعة أمران: الأول خروج المني. و الثاني: الجماع و لو لم ينزل، فاذا تحقق ذلك وجب الغسل للفاعل و المفعول. لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: (اذا التقي الختانان وجب الغسل).


زبيد بن الحارث


ابوعبدالرحمن زبيد - بموحدة مصغرا - بن الحارث بن عبدالكريم الياميي و يقال الايامي الكوفي المتوفي سنة 122، 123.

خرج حديثه البخاري، و مسلم، و الترمذي، و ابوداود، و النسائي و ابن ماجة. و روي عنه: مالك بن مغول، و العوام بن حوشب، و الثوري و شعبة، و محمد بن طلحة بن مصرف، و ابن شبرمة، و الحريش بن سليم، و الحسن بن صالح، و زهير بن معاوية، و شريك، و قيس بن الربيع. [1] .

و ثقة ابوحاتم، و النسائي و العجلي و ابن حبان و غيرهم.

و قال يعقوب بن سفيان: زبيد ثقة خيار الا أنه كان يميل الي التشيع. و قال ابن سعد: كان زبيد ثقة و كان في عداد الشيوخ.

و قال العجلي: زبيد ثقة ثبت في الحديث و كان علويا. [2] (اي محبا لعلي عليه السلام في مقابل العثماني).

و حكي ابن ابي خيثمة عن شعبة قال: ما رأيت بالكوفة شيخا خيرا من زبيد. و قال سعيد بن جبير: لو خيرت عبدا ألقي الله في مسلاخه اخترت زبيد اليامي. و قال ابن حبان: كان زبيد من العباد الخشن، مع



[ صفحه 533]



الفقه في الدين و لزوم الورع الشديد. و قال البخاري: قال عمرو بن مرة كان زبيد صدوقا [3] .

و نص الذهبي علي تشيعه ثم قال - بعد أن نقل توثيقه -: و قال ابواسحاق الجوزجاني - كعوائده في فظاظة عبارته -: كان بالكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، و هم رؤوس محدثي الكوفة مثل ابي اسحاق، و منصور، و زبيد اليامي، و غيرهم من اقرانهم احتملهم الناس لصدق السنتهم في الحديث و توقفوا عندما ارسلوا. [4] .

و يقصد الجوزجاني أن مذهبهم التشيع و هو أن الناس لا يحمدونها و لا ندري اي ناس هم؟ نعم هم من تعاون مع اعداء اهل البيت طمعا في الدنيا و زهدا في الآخرة.


پاورقي

[1] الجرح و التعديل 623: 1 ق 2.

[2] تهذيب التهذيب 311: 3.

[3] نفس المصدر.

[4] ميزان الاعتدال 345: 1.


موقف الامام من الحكام


استلهم الامام الصادق عليه السلام مواقفه من جده صلي الله عليه و آله و سلم فنهم تعاليمه، و فهم أساليب تعامله مع وجهاء و ملوك عصره، فحذا حذوه و اقتفي أثره.

فالنبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يكن فظا غليظا (و لو كنت فظا غليظا لانفضوا من



[ صفحه 395]



حولك) [1] ، بل كان يجابه القوم بسياسة الحكمة، و مع ذلك لم يتراجع عن مواقفه التي أمره الله تعالي بامضائها (ودوا لو تدهن فيدهنون) [2] .

فالامام الصادق عليه السلام يقف موقفا صامدا مجابها مظهرا فيه الشدة تارة، عندما يري أن الموقف يستدعي اظهار الحق، و خاصة عندما يري الحاكم مزدلفا اليه مظهرا محبته و تقربه اليه.

و يلين أخري، عندما يري انقداح شرر الغيظ و الكيد ينتشر من قلبه الي عينيه، حتي لا يكاد يبصر شيئا.

دخل الصادق عليه السلام علي المنصور، و قد وقع الذباب علي المنصور، فذبه حتي أضجره، فقال للصادق عليه السلام: يا أباعبدالله لم خلق الله الذباب؟

فقال عليه السلام «ليذل به الجبابرة» [3] ! فسكت المنصور لأنه يعلم بأنه الحق من الامام، و خشي أن يتكلم بما يكلم جبروته، فعض علي ناجذه، ولكنه أضمرها للامام.

و حاول المنصور أن يستقطب الامام الي حيازته، ليصرف عنه وجوه شيعته، فيعد حينئذ من أزلامه فتتلبس حينئذ خلافته جلبابا شرعيا، فيأمن من سطوة أصحابه، الذي لم يكن في مأمن و لو لحظة واحدة من قيام ثورة عليه بأمره عليه السلام. ولكن الامام علم أنها مكيدة و خديعة، و أن قلب المنصور ينفث سما، فولي الامام مثنيا ظهره، قارعا بحجته قائلا عندما كتب له المنصور: ألا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه عليه السلام: ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنئك،



[ صفحه 396]



و لا تراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟

فكتب اليه: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه عليه السلام: من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك. فقال المنصور: و الله لقد ميز عندي منازل من يريد الدنيا، ممن يريد الآخرة» [4] .

و في موقف واحد، يقفز عليه السلام الي أساليب متعددة، فيمزج العلم بالحلم، و القول بالعمل، و يتنصل من غضب المنصور، الذي أحاط به، فيبقي في الزلازل وقور و في المكاره صبور.

أرسل المنصور خلف الامام، فلما مثل عليه السلام بين يديه، قال له المنصور: أما و الله لقد هممت ألا أترك لكم نخلا الا عقرته، و لا مالا الا أخذته...

فالامام أجابه حازما في لين، لأن كلامه يستبطن تحذيرا و انذارا، مع مدحا و ثناء، فقال: يا أميرالمؤمنين! ان الله عزوجل ابتلي أيوب فصبر، و أعطي داود فشكر، و قدر يوسف فغفر، و أنت من ذلك النسل، و لا يأتي النسل الا بما يشبهه.

فقال: صدقت فقد عفوت عنك.

و لما رأي الامام عليه السلام أن فورة غضبه قد خمدت قال له: انه لم ينل أحد منا أهل البيت دما الا سلبه الله ملكه.

فغضب المنصور علي تجرؤ الامام عليه السلام بحضرته، و كاد أن يتميز من



[ صفحه 397]



الغيظ. رجع الامام عليه السلام الي اللين و لكن ببراهين قاطعة، قائلا: علي رسلك ان هذا الملك كان في آل أبي سفيان، فلما قتل يزيد حسينا عليه السلام سلبه الله ملكه، فورثه آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه، فورثه مروان بن محمد، فلما قتل مروان ابراهيم الامام [5] ، سلبه الله ملكه و أعطاكموه.

فقال: صدقت.

فمروان أسرف في الدماء، ولكن الامام عليه السلام ذكر له أخيه، لتتحرك عنده مشاعر العاطفة و يكف بذلك عنه، و ليؤكد له بأن قتل ابراهيم ظلم لآل البيت عليهم السلام.

و بما أن أباجعفر المنصور يلهث وراء الخلافة، فقد خاف زوالها من يده، فعفا عن الامام عليه السلام [6] .

فقلق السلطة من الامام عليه السلام ليس لتبليغه الأحكام الاسلامية فحسب، بل لموقعه من سلالة آل النبي الأطهار، فهم يكنون معرفتهم، و لكنهم عنادا و تضليلا ينكرون ولايتهم.

فهذا أبوجعفر المنصور يقول للامام عليه السلام: لا نزال من بحرك نغترف، و اليك نزدلف [7] و يقول: ان هؤلاء بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل [8] .



[ صفحه 398]



و يقول: انه ليس من أهل بيت نبوة الا و فيهم محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [9] و قال له يوما «مثلك فليكن زعيم القوم» [10] .

فالحق كان يظهر بين الحين و الآخر بفلتات علي لسان المنصور يثني بها علي الامام عليه السلام لأنه يعترف في قرارة نفسه، بأحقيته للأمر، ولكنه يطمس نور الشمس، بسواتر سوداء، عسي أن يعمي علي الناس نور الحقيقة، ولكن يد الغيب تدخلت، فقلعت السواتر التي جهد مدي حياته بحياكتها.


پاورقي

[1] آل عمران / 159.

[2] القلم / 9.

[3] نور الأبصار للشبلنجي ص 148.

[4] كشف الغمة في معرفة الائمة ج 2 / 427 بحارالأنوار ج 47 / 185.

[5] ابراهيم الامام: أخ أبوجعفر المنصور، و قد أمر مروان أن يغطي وجه ابراهيم بقطيفة حتي مات، و قيل بل أدخل له رأسه في جراب نورة حتي مات. (اليعقوبي ج 8)2 / 342.

[6] روي السيد ابن طاووس أن أباجعفر المنصور استدعي الامام عليه السلام سبع مرات و في كل منها يدعو الامام عليه السلام سرا ليتخلص منه، و يشتد معه عليه السلام في الكلام تارة و يهدده بالدعاء عليه تارة أخري، ثم يذكره بالرحم و بالنساء والأطفال و... الي أن قال له الامام عليه السلام ارفق بي لقلما أصحبك! فتركه المنصور، ثم أرسل خلفه مسرعا يسأله أبي أم بك؟ فقال بل بي، فقال أبوجعفر صدق» فهو يعلم حق اليقين صدقه، ولكن الملك عقيم». بحار ج 47 / 210 - الامام الصادق للمظفر ج 1 / 101.

[7] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج 4 / 220.

[8] نفس المصدر.

[9] نفس المصدر.

[10] بحارالأنوار ج 47 / 211.


الجنة


قال: فمن أين قالوا: ان أهل الجنة يأتي الرجل منهم الي ثمرة يتناولها، فاذا أكلها عادت كهيئتها.

قال عليه السلام: نعم، ذلك علي قياس السراج، يأتي القابس فيقتبس منه، فلا ينقص من ضوئه شي ء، و قد امتلت [1] الدنيا منه سراجا.

قال: أليسوا يأكلون و يشربون، و تزعم أنه لا يكون لهم الحاجة؟

قال عليه السلام: بلي، لأن غذاءهم رقيق لا ثقل له، بل يخرج من أجسادهم بالعرق.


پاورقي

[1] قال الأصمعي: مر فلان يمتل امتلالا اذا مر مرا سريعا. لسان لعرب 633:11.


الفضيل بن يسار


الفضيل بن يسار النهدي عربي بصري، روي عن الباقر والصادق عليهماالسلام، و مات في أيام الصادق عليه السلام، و هو ممن أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم، والاقرار لهم بالفقه من الستة أصحاب أبي جعفر عليه السلام، و كان أبوعبدالله اذا نظر اليه مقبلا قال: بشر المخبتين، و كان يقول: ان فضيلا من أصحاب أبي، و اني لأحب الرجل أن يحب أصحاب أبيه، و الأحاديث في فضله و صلاحه كثيرة حتي قال الصادق عليه السلام: رحم الله الفضيل بن يسار و هو منا أهل البيت، و ذلك حين أخبروه أن يده لتبقي الي عورته عند غسله، و دلت بعض الأحاديث أنه مستودع أسرار له، و هل بعد هذا من كرامة و جلالة و وثاقة؟ رضوان الله عليه.


المختارية


أصحاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، كان خارجيا ، ثم صار زبيريا ، ثم صار شيعيا و كيسانيا .

و قال الشهرستاني [1] ان محمد بن الحنفية كثير العلم ، غزير المعرفة ، و قد أخبره أميرالمؤمنين علي رضي الله عنه عن أحوال الملاحم ، و أطلعه علي مدارج المعالم . و قد قيل:انه كان مستودعا علم الامامة حتي سلم الامامة الي أهلها ، و ما فارق الدنيا الا و قد أقرها في مستقرها .


پاورقي

[1] الملل و النحل 133:1.


داود بن فرقد


قال النجاشي [1] داود بن فرقد مولي آل أبي السمال الأسدي النصري، كوفي، ثقة، روي عن أبي عبدالله و أبي الحسن عليهماالسلام، و قال ابن فضال: داود ثقة ثقة، له كتاب يرويه عنه عدة من الثقات.

و عده الشيخ رحمه الله [2] في رجاله تارة في أصحاب الصادق عليه السلام.



[ صفحه 363]



و اخري [3] في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلا: ثقة، له كتاب.

و قال الكشي [4] روي داود بن فرقد عن أبي عبدالله عليه السلام فقال: قال عليه السلام: ما أحد أجهل منهم - يعني: العجلية [5] -، ان في المرجئة فتيا و علما، و في الخوارج فتيا و علما، و ما أحد أجهل منهم.

و عنه [6] عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبي عبدالله عليه السلام يقول: ان أصحابي اولواالنهي و التقي، فمن لم يكن من أهل النهي و التقي فليس من أصحابي.

روي الكشي [7] عنه، «قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ان رجلا خلفي حين صليت المغرب في المسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فقال: «ما لكم في المنافقين فئتين و الله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله» [8] ، فعلمت أنه يعنيني، فالتفت اليه و قلت: «ان الشياطين ليوحون الي أوليائهم ليجادلوكم» [9] ، فاذا هو هارون بن سعد [10] ، قال: فضحك الامام عليه السلام ثم قال: أصبت الجواب قبل الكلام باذن الله، و قال داود: جعلت فداك، لا جرم و الله ما تكلم بكلمة، فقال



[ صفحه 364]



أبوعبدالله عليه السلام: ما أحد أجهل منهم، ان في المرجئة فتيا و علما، و في الخوارج فتيا و علما، و ما أحد أجهل منهم.

و ذكره البرقي [11] تارة في أصحاب الصادق عليه السلام.

و اخري [12] في أصحاب الكاظم عليه السلام.

و قد وثقه المجلسي [13] و عبدالنبي الجزائري [14] و الكاظمي [15] و الطريحي [16] و ذكره العلامة [17] و ابن داود [18] كل منهما في القسم الأول.


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 158، الرقم 418.

[2] رجال الطوسي: 189، الرقم 4.

[3] رجال الطوسي: 349، الرقم 2.

[4] رجال الكشي: 229، الرقم 412.

[5] العجلية: طائفة من الزيدية، و هم: أصحاب «هارون بن سعد العجلي».

[6] رجال الكشي: 255، الرقم 473.

[7] رجال الكشي: 221.

[8] النساء: 88.

[9] الأنعام: 121.

[10] الكوفي الزيدي، و قد ذمه الامام الصادق.

[11] رجال البرقي: 32.

[12] رجال البرقي: 47.

[13] الوجيزة: 209، الرقم 700.

[14] حاوي الأقوال (مخطوط): 70، الرقم 256.

[15] هداية المحدثين: 59.

[16] جامع المقال: 66.

[17] رجال العلامة: 68، الرقم 2.

[18] رجال ابن داود: 91، الرقم 592.


دعاؤه الفلسفي الذي علمه لجابر


من الادعية الفلسفية الجامعة، للامام الصادق عليه السلام، هذا الدعاء الجليل وقد علمه لتلميذه العظيم، مفخرة الشرق، جابر بن حيان، وهو مما يستعان به علي تلقي العلوم، وحفظها، والابداع فيها، ولنترك الحديث لجابر فهو يحدثنا عن كيفية هذا الدعاء قال ما نصه:

«إني كنت ألفت سيدي - يعني الامام الصادق - صلوات الله عليه كثيرا، وكنت لهجا بالادعية، وبخاصة ما كان يدعو به الفلاسفة، وكنت أعرضه عليه وكان منها ما استحسنه، ومنها ما يقول عنه: الناس كلهم يدعون بهذا، وليس فيه خاصية، فلما كثرت عليه علمني هذا الدعاء، وهو من جنس دعاء الفلاسفة بل إنه لا فرق بيه، وبين ما يدعو به الفلاسفة، فإنه قد اختار من دعاء الفلاسفة، أجزاء وأضاف إليها أجزاء، وقال لي: لا يتم لك الامر إلا به، وعندي أنه لا يتم لاحد ممن قرأ كتبي خاصة به أن أزال صورة الشيطان عن قلبه، وترك اللجاج، واستعمل محض الاسلام، والدين، والنية الجميلة، وأما ما دام الشيطان يلعب به، وينزله قصدا، فليس ينفعه شئ، وذلك أن اللجاج ليس هو من الشيطان وحده، إنما هو من فساد النية، فاتق الله يا هذا في نفسك، واعمد إلي ما أوصيك به، وهذه هي الوصية:

إبدأ بالطهر، بأن تفيض علي بدنك، ماء نظيفا، في موضع نظيف، ثم تلبس ثيابا طاهرة، لا تمسها أمرأة حائض، ثم تستخير الله ألف مرة [1] وتقول في استخارتك:

اللهم، إني أستخيرك في قصدي، فوفقني، وأزغ الشيطان عني، أنك تقدر عليه، ولا يقدر عليك.



[ صفحه 247]



فإذا قلت ذلك ألف مرة، عمدت إلي موضع طاهر نظيف، وابتدأت فكبرت الله، وقرأت الحمد، وقل هو الله أحد مائة مرة، وركعت، وسجدت، ثم قمت، وصليت مثل ذلك، ثم تشهدت، وسلمت، ثم قرأت في الركعتين الثانيتين مائة مرة: إذا جاء نصر الله والفتح، وإذا سلمت أعدت مثل الركعتين الاوليين، وقرأت: قل هو الله أحد مائة مرة، ثم أعدت اثنتين بإذا جاء نصر الله والفتح، ثم صليت ركعتين أخريين، وهذا تمام العشر، وقرأت سورة، سورة، ثم أتممت صلاتك، وإياك أن تكلم احدا في خلال ذلك، ويشغلك شاغل، وأحري المواضع بك، الصحاري الخالية، حتي لا يكلمك أحد البتة، ثم إجلس، وقل بعد أن تمد يديك إلي الله تعالي:

اللهم، إني قد مددتها إليك طالبا مرضاتك، وأسألك أن لا تردهما خائبتين، وتبدأ وتقول:

«اللهم، أنت، أنت، يامن هو هو، يامن لا يعلم ما هو إلا هو، اللهم، أنت خالق الكل، اللهم، أنت خالق العقل، اللهم، أنت واهب النفس الانسانية، اللهم، أنت خالق العلة، اللهم، أنت خالق الروح، اللهم، أنت قبل الزمان، والمكان، وخالقهما، اللهم، أنت فاعل الخلق بالحركة والسكون وخالقهما.

اللهم، إني قصدتك، فتفضل علي، بموهبة العقل الرصين، وإرشادي في مسلكي إلي الصراط المستقيم.

اللهم، بك، فلا شئ أعظم منك، نور قلبي، وأوضح لي سبيل القصد إلي مرضاتك.

اللهم، أني قصدتك، ونازعتني نفساي: نفسي النفسانية، نازعتني إليك، ونفسي الحيوانية، نازعتني إلي طلب الدنيا.



[ صفحه 248]



اللهم، فيك، لا أعظم منك، يا فاعل الكل، صل علي محمد عبدك ورسولك، وعلي آله وأصحابه المنتجبين، واهد نفسي النفسانية، إلي ما أنت أعلم به، من مرادها منها، وبلغ نفسي الحيوانية منك غاية آمالها، فتكون عندك، إذا بلغتها ذلك، فقد بلغتها الدنيا والآخرة، إنه سهل عليك.

اللهم، إني أعلم أنك لا تخاف خللا، ولا نقصانا يوهنك، برحمتك، وكرمك، هب لي ما سألتك من الدنيا والآخرة، اللهم، يا واهب الكل، فاجعل ذلك في مرضاتك، ولا تجعله فيما يسخطك،

اللهم، واجعل ما ترزقني، عونا علي أداء حقوقك، وشاهدا لي عندك، ولا تجعله شاهدا علي، ولا عونا علي طلب ما يعرضك عني.

اللهم، يا خالق الكل، أنت خلقت قلبي، وخلقت الشيطان ولعنته، بما أستحقه، وأمرتنا أن نلعنه، فاصرفه عن قلب وليك، وأعني علي ما أقصد له.»

ثم تذكر حاجتك، فإذا فرغت عن سائر ما تريد، فعفر خديك علي الارض، ثم قل في تعفيرك عشر مرات:

«خضع وجهي الذليل الفاني لوجهك العزيز الباقي.»

ثم اجلس مليا، وقم فتوجه، وكبر، واقرأ الحمد، وسورة ألم نشرح لك صدرك، واقرأها في الركعة الثانية فإذا سلمت قل:

«يا سيدي، ما اهتديت إلا بك، ولا علمت إلا بك، ولا قصدت إلا إليك، ولا أقصد ولا أرجو غيرك، اللهم، لا تضيع زمام قصدي ورجائي، إنك لا تضيع أجر المحسنين، وانك تقضي ولا يقضي عليك،



[ صفحه 249]



قد وعدت الصابرين خير الجزاء منك، ولاصبرن فيك كما خففت عني، وصيرتني علي امتحانك.

اللهم، إنك قد وعدت بعد العسر يسرا، اللهم، فامح أوقات العسر واجعلها زيادة في أوقات اليسر، واجعل ذلك حظا من الدنيا، وخظوظا من الآخرة.

اللهم، إن وسيلتي إليك محمدا، وصفوة أهل بيته آمين، آمين، آمين»

قال لي سيدي في ذلك،: إن الله عزوجل، أكرم من أن يتوسل إليه إنسان، بنبيه فيرده خائبا، فإذا أتممت ذلك، فتصدق في أثره درهمين وثلثين، واجعله أربعة أقسام، كل قسم أربعة دوانق، فأول من يلقاك، ممن يقبل الصدقة، فاعطه، وكذلك الثاني والثالث والرابع، فان الله تعالي يحمدك العاقبة في سائر أمورك، ويزجر الشيطان عن وجهك، واقصد لما أنت تشتهيه، فإنك تري فيه الرشد، ويرزقك الله قريبا..» [2] وعلق الدكتور زكي نجيب محمود علي هذا الدعاء، بقوله: أتريد أن تكون باحثا عالما؟ فخذ وصية جابر، فإنها كبيرة النفع، للسالكين في سبيل العلم، علم الموازين، وتركيب الطبائع، علي الجوهر تركيبا، من شأنه أن ينتج لنا كل ما أردناه من كائنات [3] .



[ صفحه 253]




پاورقي

[1] لم يذكر كيفية الاستخارة، وانها هل هي بالمصحف أو غيره.

[2] جابر بن حيان طبع بيروت (ص 268 - 271).

[3] جابر بن حيان (ص 268).


في التواضع


قال الصادق: التواضع أهل كل شرف نفيس، و مرتبة رفيعة. و لو كان التواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيات العواقب.

و التواضع ما يكون لله و في الله، و ما سواه مكر. و من تواضع لله شرفه الله علي كثير من عباده. و لأهل التواضع سيماء سئل بعضهم عن التواضع؟ قال: هو أن يخضع للحق و ينقاد له و لو سمعه من صبي. و كثير من أنواع الكبر يمنع من استفادة العلم و قبوله و الانقياد له. و فيه وردت الآيات التي فيها ذم المتكبرين.

و لأهل التواضع سيماء يعرفها أهل السموات من الملائكة و أهل الأرض من العارفين. قال الله عزوجل: «و علي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم» [1] و قال أيضا: من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة علي المؤمنين، أعزة علي الكافرين. و قال أيضا. «ان أكرمكم عند الله أتقاكم» [2] و قال: «فلا تزكوا أنفسكم» [3] .



[ صفحه 246]



و أصل التواضع من جلال الله و هيبته و عظمته. و ليس لله عزوجل عبادة يرضاها و يقبلها الا و بابها التواضع. و لا يعرف ما في معني حقيقة التواضع الا المقربون من عبادة المتصلين بوحدانيته.

قال الله عزوجل: «و عباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا، و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما» [4] .

و قد أمر الله عزوجل اعز خلقه و سيد بريته محمدا صلي الله عليه و سلم بالتواضع مزرعة الخشوع، و الخضوع و الخشية و الحياء و انهن لا يتبين الا منها [5] و لا يسلم الشرف التام الحقيقي، الا للمتواضع في ذات الله تعالي.



[ صفحه 247]




پاورقي

[1] سورة الأعراف: الآية 46.

[2] سورة الحجرات: الآية 13.

[3] سورة النجم: الآية 32.

[4] سورة الفرقان: الآية 63.

[5] و فيها.


ابن النمير


ابن النمير مولي الحارث بن المغيرة، وقيل هو عبد الله بن نمير الهمداني.

من علماء ومحدثي العامة، ويعدونه من ثقاتهم. روي عنه يونس بن يعقوب، وعلي بن المديني، وعلي بن حرب الطائي وغيرهم. ولد سنة 115، وتوفي سنة 199.

المراجع:

منهج المقال 398. منتهي المقال 358. معجم رجال الحديث 23: 48.



[ صفحه 75]



جامع الرواة 2: 437. تنقيح المقال 3: قسم الكني 45. تقريب التهذيب 1: 457. تهذيب التهذيب 6: 57. خلاصة تذهيب الكمال 184. التاريخ الكبير 5: 216.


سفيان بن مالك الكوفي


سفيان بن مالك الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 213. تنقيح المقال 2: 40. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 159. نقد الرجال 155. جامع الرواة 1: 367. مجمع الرجال 3: 134. منهج المقال 165. أعيان الشيعة 7: 267. منتهي المقال 148.


محمد بن الحسن الميثمي


محمد بن الحسن الميثمي.

محدث لم يذكره أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم في مؤلفاتهم. روي عنه أخوه علي بن الحسن، ويعقوب بن يزيد، والحسن بن زياد.

المراجع:

معجم رجال الحديث 15: 266. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 105. جامع الرواة 2: 96.