بازگشت

همسران رسول خدا


بيشتر همسران آن حضرت، در بقيع و در كنار يكديگر دفن شده اند. همسران آن حضرت عبارتند از: زينب فرزند خزيمه (متوفاي سال 4 هجري قمري)، ريحانه فرزند زبير (متوفاي سال 8)، ماريه قبطيه (متوفاي سال 16)، زينب بنت جحش (متوفاي سال 20)، ام حبيبه دختر ابوسفيان (متوفاي سال 42 يا 44)، حفصه دختر عمر (متوفاي سال 45)، سوده (متوفاي سال 50 يا 54)، صفيه دختر حُيَيّ بن اخطب يهودي (متوفاي سال 50)، جويريه فرزند حارث (متوفاي سال 50 يا 56)، عايشه دختر ابوبكر (متوفاي سال 57 يا 58).

عايشه علاقه مند بود تا در كنار قبر رسول خدا (صلي الله عليه وآله) دفن شود، اما خودش گفت، به خاطر آنچه پس از رسول خدا (صلي الله عليه وآله) انجام داده، از دفن شدن پيش آن حضرت شرم دارد! و لذا در بقيع دفن شد.



[ صفحه 344]



ام سلمه (م 61) از بهترين همسران رسول خدا (صلي الله عليه وآله) پس از خديجه بود و در سال هاي بحران، از حاميان ولايت امير مؤمنان (عليه السلام) بوده است. [1] .


پاورقي

[1] در باره قبه و حرم همسران و دختران رسول خدا (صلي الله عليه وآله) نكـ: به مقاله آقاي محمدصادق نجمي در فصلنامه ميقات حج، ش 11، صص 177 ـ 164.


مالك


- مالك بن انس بن مالك أصبحي مشهور به مالك امام مذهب مالكي از مذاهب چهارگانه ي اهل سنت

برتر از جعفر بن محمد عليه السلام را هيچ چشمي نديده، هيچ گوشي نشنيده و به قلب كسي خطور نكرده است. ايشان از نظر دانش، فضيلت، عبادت و تقوا از همه برتر بود. پر حديث، خوش مجلس و پر فايده بود. [1] .


پاورقي

[1] برگرفته از چهره ي درخشان امام صادق عليه السلام.


حكمه


اختص الامام الصادق عليه السلام من بين الأئمة بكثرة الحديث، و نشر العلم، علما بأن علمهم عليهم السلام واحد، و لكن الظروف كانت له مواتية لانشغال الدولتين في تثبيت قواعد الملك و السلطان، فانتهز عليه السلام الفرصة لتثبيت قواعد العلم، و نشر ألوية الدين، فقد جمع حوله أكبر عدد من الرواة و طلاب العلم.

ان الأحاديث التي نقلت عنه لا تحصي، فقد روي عنه أبان بن تغلب وحده ثلاثين ألف حديث، و محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث.

و في هذه الصفحات قبس من حكمه عليه السلام:

1 - قال عليه السلام: لا يتبع الرجل بعد موته الا ثلاث خصال: صدقة أجراها الله في حياته فهي تجري بعد موته، و سنة هدي يعمل بها، و ولد صالح يدعو له [1] .

2 - و قال عليه السلام: من صدق لسانه زكا عمله، و من حسنت نيته زاد الله عزوجل في رزقه، و من حسن بره بأهله زاد الله في عمره [2] .

3 - و قال عليه السلام: ان عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه فليوسع علي أسرائه، فان لم يفعل يوشك أن تزول تلك النعمة عنه.

4 - و قال عليه السلام: ثلاثة من تمسك بهن نال من الدنيا و الآخرة بغيته: من اعتصم بالله، و رضي بقضاء الله، و أحسن الظن بالله.



[ صفحه 436]



5 - و قال عليه السلام: لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتي تكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين، و حسن التقدير في المعيشة، و الصبر علي الرزايا.

6 - و قال عليه السلام: ثلاثة من كن فيه فهو منافق و ان صام و صلي: من اذا حدث كذب، و اذا وعد أخلف، و اذا ائتمن خان.

7 - و قال عليه السلام: من أوثق عري الايمان: أن تحب في الله، و تبغض في الله، و تعطي في الله، و تمنع في الله [3] .

8 - و قال عليه السلام: لا زاد أفضل من التقوي، و لا شي ء أحسن من الصمت، و لا عدو أضر من الجهل، و لا داء أدوي من الكذب.

9 - و قال عليه السلام: وجدت علم الناس كلهم في أربعة: أولها: أن تعرف ربك، و الثاني: أن تعرف ما صنع بك، و الثالث: أن تعرف ما أراد منك، و الرابع: أن تعرف ما يخرجك من دينك.

10 - و قال عليه السلام: اذا فشت أربعة ظهرت أربعة: اذا ظهر الزنا ظهرت الزلازل، و اذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، و اذا جار الحاكم في القضاء أمسك القطر من السماء، و اذا خفرت الذمة نصر المشركون علي المسلمين.

11 - و قال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال علي الله هلكة، و الاصرار علي الدنيا أمن لمكر الله، و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون.

12 - و قال عليه السلام: من أيقظ فتنة فهو آكلها.

13 - و قال عليه السلام: يهلك الله ستا بست: الأمراء بالجور، و العرب بالمعصية، و الدهاقين [4] بالكبر، و التجار بالخيانة، و أهل الرستاق [5] بالجهل، و الفقهاء بالحسد [6] .



[ صفحه 437]



14 - و قال عليه السلام: ان الخمر رأس كل اثم، و مفتاح كل شر، و ما عصي الله بشي ء أشد من شرب المسكر [7] .

15 - و قال عليه السلام: اني لأملق أحيانا فأتاجر الله بالصدقة.

16 - و قال عليه السلام: لا يبلغ أحدكم حقيقة الايمان حتي يحب أبعد الخلق منه في الله، و يبغض أقرب الخلق منه في الله [8] .

17 - و قال عليه السلام في الخوف و الرجاء: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله تعالي كأنه مشرف علي النار، و يرجو الله رجاء كأنه من أهل الجنة. ثم قال عليه السلام: ان الله تعالي عند ظن عبده المؤمن، ان خيرا فخيرا، و ان شرا فشرا.

18 - و قال عليه السلام: من خاف الله أخاف الله منه كل شي ء، و من لم يخف الله أخافه من كل شي ء.

19 - و قال عليه السلام: الحريص علي الدنيا مثل دودة القز: كلما ازدادت من القز علي نفسها لفا، كان أبعد لها من الخروج حتي تموت غما [9] .

20 - و قال عليه السلام: ان صلة الأرحام و البر ليهونان الحساب، و يعصمان من الذنب، فصلوا أرحامكم، و بروا اخوانكم و لو بحسن الجواب، و رد السلام.

21 - و قال عليه السلام: ثلاثة من استعملها أفسد دينه و دنياه: من أساء ظنة، و أمكن من سمعه، و أعطي قياده حليلته.

22 - و قال عليه السلام: عليك بالنصح لله في خلقه، فأنك لن تلقاه بعمل أفضل منه.

23 - و قال عليه السلام: من أعان علي قتل مؤمن و لو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه «آيس من رحمة الله» [10] .



[ صفحه 438]



24 - و قال عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر [11] .

25 - و قال عليه السلام: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، و عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.

26 - و قال عليه السلام: من حب الرجل دينه حبه اخوانه.

27 - و قال عليه السلام: ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر.

28 - و قال عليه السلام: لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا، فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا.

29 - و قال عليه السلام: أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام علي الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.

30 - و قال عليه السلام: حب الدنيا رأس كل خطيئة.

31 - و قال عليه السلام: ثلاثة لا يدخلون الجنة: السفاك للدم، و شارب الخمر، و مشاء بنميمة [12] .

32 - و قال عليه السلام: من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة، و اخلاصه أن تحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عزوجل.

33 - و قال عليه السلام: من عمل بما علم كفي ما لم يعلم [13] .

34 - و قال عليه السلام: ان الذنب يحرم العبد الرزق، و ذلك قوله عزوجل: (انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة) [14] .

35 - و قال عليه السلام: أما أنه ليس من عرق يضرب و لا نكبة و لا صداع و لا مرض



[ صفحه 439]



الا بذنب، و ذلك قول الله عزوجل في كتابه: (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير).

ثم قال: و ما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.

36 - و قال عليه السلام: ان في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه، و من تكبر وضعاه [15] .

37 - و قال عليه السلام: لا يزال العبد المؤمن يورث أهل بيته العلم و الأدب الصالح حتي يدخلهم الجنة جميعا، حتي لا يفقد منهم صغيرا و لا كبيرا و لا خادما و لا جارا و لا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السي ء حتي يدخلهم النار جميعا، حتي لا يفقد فيها من أهل بيته صغيرا و لا كبيرا و لا خادما و لا جارا [16] .

38 - و قال عليه السلام: من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم لا يفني و أمل لا يدرك و رجاء لا ينال [17] .



[ صفحه 440]




پاورقي

[1] فروع الكافي: 2 / 250.

[2] الروضة من الكافي 219.

[3] تحف العقول 267.

[4] مفردها: دهقان، و هو رئيس الاقليم.

[5] الرستاق: الناحية.

[6] كشف الغمة 240 - 230. و في الخصال 325. نسبها لأميرالمؤمنين عليه السلام.

[7] نور الأبصار 213.

[8] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 203-198.

[9] الامام الصادق للمظفري: 2 / 14 و 23 و 100.

[10] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 128-110.

[11] طب الامام الصادق 64.

[12] الخصال 55 و 3 و 9 و 7 و 15 و 16 و 25 و 180.

[13] التوحيد: 28 و 416.

[14] مشكاة الأنوار، 155.

[15] وسائل الشيعة: 237 - 11 و 215.

[16] دعائم الاسلام:1 / 82.

[17] أصول الكافي 459.


جفر


نخست چند كلمه اي در باب جفر بگوييم كه در روايات آن را با نام امام جعفر صادق (عليه السلام) مرتبط كرده اند. اين كلمه چندين معني دارد كه ما تنها به اين معني آن مي پردازيم كه عبارت است از علم ارزش نمادي حروف الفبا. صوفيه فراوان به اين علم توسل جسته اند، و اگر تفسير امام (عليه السلام) يگانه منبع آن نيست، باري تأثير بسيار در گسترش آن در محافل سني داشته است. پيدايش جفر بي گمان مربوط به «حروف مقطعه» اي است كه در آغاز بعضي از سور قرآني آمده است. اين حروف ناگزير مسائلي را در برابر فهم خوانندگان قرآن مطرح كرده است. بعضي، از همان آغاز، آنها را علاماتي اسرارآميز دانستند كه معني آنها هيچ گاه بر آدميان مكشوف نخواهد شد. روايتي مي گويد: «در خبر است كه عمر و عثمان و ابن مسعود مي گفتند: حروف مقطعه رازي است كه نبايد در صدد تفسير آن برآمد.» بعيد نيست كه مقاتل بر اين عقيده بوده باشد، چه در تفسير خود از تفسير آنها امتناع كرده است.

بعضي ديگر، در مقام لغت شناس يا مفسر عقلي مذهب، آنها را حرفا غازهايي داسنته اند، و به قول بلاشر با صرف «گنجينه هايي از مهارت» كوشيده اند تا كليد آنها را به دست آورند.

براي معتقدان به جفر و براي صوفيه «حروف مقطعه» در قرآن معني نخستيني دارد كه موقعيت «مقطع» بودنشان به آنها مي بخشد. اين معني «موقعيتي» را امام جعفر صادق (عليه السلام) به وجه شايان تحسيني در آغاز سوره ي آل عمران، درباره ي حروف مقطعه «الم» نشان داده است:

«حروف مقطعه در قرآن اشاراتي است به وحدانيت و فردانيت و ديموميت و قيام حق به ذات خود و استغناي او از ماسواي خود.» بنابراين، اين حروف ارزش رمزي به معني كامل كلمه به خود مي گيرند از اين جهت كه «جدا» و «مجزا»يند و بيرون از سياق كلماتي اند كه به حروف صورت مي بخشند. «رمزيت» آنها ما را به خدا حواله مي دهد، نه به عنوان حرفا غازهايي كه بايد كشف و كامل كرد تا معنايي براي آنها يافت مانند مثلا الر=الرّحمن)، بلكه به سبب آنكه اين حروف، به صفت خدا، كه واحد و يگانه و قائم به ذات است، مستقل اند و بيرون از هر سياق سخني به خود موجودند. امام صادق (عليه السلام) به سبب همين مقطع بودن آنها به آنها محتوايي نمي دهد، زيرا آنها دقيقاً به سبب تهي از معني بودن است كه معنايي مي گيرند و ما را به انديشيدن درباره ي چيزي سواي خود آنها، يعني خدا، وا مي دارند. اين امتياز حروف مقطعه بعدها به حروف الفبا گسترش داده مي شود و صوفيه آنها را موجوداتي زنده، كه خدا آنها را آفريده است، مي دانند. ابن عطا مي گويد «خدا حروف را پديد آورد، از آنها رازي خاص خود ساخت، و چون آدم را آفريد، آن راز را به او، دون مخلوقات ديگر و فرشتگان، اعطا كرد». شبلي نيز مي گويد: «هيچ حرفي از حروف نيست كه در زباني تسبيح گوي خدا نباشد.»

از قول محاسبي آورده اند كه «خدا چون حروف را آفريد، آنها را به طاعت دعوت كرد».

سپس بر اين مطلبي مي افزايد كه تنها از جهت رمزي معني دارد: «همه ي حروف بر صورت الف بودند، ولي تنها الف بود كه صورت و شكلي را كه با آنها حلق شده بود حفظ كرد.»

تعميم امتيازات حروف مقطعه ي قرآن به همگي حروف الفبا ما را به نحوه ي دوم تلقي صوفيه از آنها، يعني تلقي آنها، نه به عنوان «مقطع» بلكه به عنوان «حروف» رهنمون مي شود.

ماسينيون خاطر نشان مي كند كه، بنابر مشهور، امام جعفر صادق (عليه السلام) نخستين كسي است كه علم جفر را «بر حروف صامت مكمل الفباي سامي در زبان عربي» تطبيق كرده است.

حروف، در اين قرائت دوم، ديگر نماد نيستند، بلكه نشانه يا حرفا غازند و به اين اعتبار در تركيب با حروف ديگر معنايي مي يابند. لااقل، اين نوع جفر است كه امام صادق (عليه السلام) در مورد حروف، در متوني كه به موجب روايات از آن حضرت بر جاي مانده، به كار برده است. چند مقال كافي است كه ماهيت آن را روشن كند.

قرآن با كلمه ي «بسم»، مركب از سه حرف صامت، آغاز مي شود. اين سه حرف بر روي هم يعني «به نامِ»، ولي اگر آنها را جدا از هم بگيريم، هر كدام يك يا چند معني، كم و بيش مرتبط با معني مجموع آنها، مي يابند؛ مثلا: ب:بقاء، س:اسماء، نامهاي خدا؛ م: مُلك، پادشاهي خدا. ولي همچنين مي توان آن را چنين خواند: ب:باب النبوة، درِ پيامبري؛ س: سِرّالنبّوة، راز پيامبري كه پيغمبر آن را به خواص امت خود منتقل كرده است؛ م: مملكة الدين، كه سياه و سفيد را در بر مي گيرد.

همچنين است كلمه ي «الحمد» كه امام جعفر صادق (عليه السلام) آن را به «شكر» معني مي كند: ح: وحدانية؛ م: ملك؛ د: ديمومية؛ آن را مي توان چنين نيز خواند: ح: حمد، شكر؛ م: مجد، بزرگي خدا؛ د: دين الاسلام.

همچنين به ياد آوريم معنايي را كه امام (عليه السلام) به حرف «ن» در كلمه ي «نور» مي دهد (قلم، 1):

«نون نور ازلي است كه خدا از آن، همه ي موجودات را پديد آورد و آن را به محمد (صلي الله عليه وآله) اختصاص داد. به همين سبب است كه به او گفته مي شود: وَاِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عظيم (و تو راست خلقي عظيم، قلم، 4)، يعني تو از نوري آفريده شده اي كه از ازل به تو اختصاص يافت.»

گفته شده است كه جفر ممكن است «به انحرافاتي بيانجامد كه مردمان جدي را از اين كوششها رويگردان كند»؛ ولي در اينجا اهميت نه در نتيجه اي است كه اين كوششها به آن مي انجامد، بلكه در پيش فرضي است كه ملهم اين كوشش هاست. پيش فرض اين است كه وحي به زباني «چند بعدي» به انسان ابلاغ شده است نه به زباني «يك بعدي». مردمان جدي بدين سبب با زبان «يك بعدي» موافق اند كه اين زبان در دسترس آنهاست، در حالي كه امام جعفر صادق (عليه السلام) در همان آغاز تفسير خود به ما خبر مي دهد كه قرآن به زباني «چند بعدي» فرستاده شده است. مي فرمايد: «كتاب خدا مشتمل بر چهار چيز است: عبارت و اشارت و لطايف و حقايق. عبارت براي عوام است، اشارت براي خواص، لطايف براي اوليا، و حقايق براي انبياء» بنابراين، كلام خدا چندين لايه در عمق خود دارد كه فهم آنها «متناسب است با مقدار محبت و صفاي ذكر و وجود قرب». پس يافتن چندين معني براي حروف مشكل كلمه ي «بِسم» يا «حمد»، يا اين يا آن گروه «حروف مقطعه» نوعي بازي فكري كه خوش دارد درباره ي يك موضوع تفسيرهاي متنوع بپرورد نيست، بلكه ورود در اعماق نهان كلامي است كه، در همه ي ابعاد خود، با سر آن كه آن را بيان كرده است ارتباط دارد؛ ترمذي مي گويد: «در فواتح سور اشاره اي به معني سوره هست كه تنها حكماي الهي در زمين از آن آگاه اند... يعني كساني كه به خلوت او راه يافته اند؛ از آنجاست كه آنها اين علم، علم حروف صامت، را دريافت كرده اند».


و من كلام له: عندما سأله رجل من الملاحدة


(من أين أثبت الأنبياء و الرسل؟ قال عليه السلام:)

انا لما أثبتنا أن خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه و لا يلامسوه فيباشرهم و يباشروه و يحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه الي خلقه و عباده و يدلونهم علي مصالحهم و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبرون عنه جل و عز، و هم الأنبياء عليهم السلام و صفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها غير مشاركين للناس - علي مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب - في شي ء من أحوالهم، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة.

ثم ثبت ذلك في كل دهر و زمان مما أتت به الرسل و الأنبياء



[ صفحه 27]



من الدلائل و البراهين لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقالته و جواز عدالته.


ابوالخطاب


محمد بن مقلاص [1] ابي زينب الاسدي الكوفي الاجدع الزراد، ابوالظبيان، ابواسمعيل ابوالخطاب در اول از اصحاب حضرت صادق (ع)، و مردي مستقيم بود. علي بن عقبه گفته: او مأمور رسانيدن جواب و سؤالات اصحاب بوده، سپس مرتكب كارهايي شد كه موجب لعن و طرد او گرديد. او نيز مدعي مقام نبوت گرديد و گروهي از گمراهان نيز با او هم آهنگ گرديدند، تا آنكه كافه مردم از كارهايش آگاه شدند و او و پيروانش را كشتند. فرقه «خطابيه» به او منسوبند. بر او و پيروانش لعنت باد.

در توقيع شريفي كه از ناحيه مقدسه حضرت صاحب الامر ارواحنا له الفداء شرف صدور يافت مرقوم شده بود كه ابوالخطاب محمد بن ابي زينب، ملعون، و يارانش ملعونند، و با كساني كه با او هم عقيده اند، منشينيد. من از آنان بري، و پدرانم نيز از آنان بيزار مي باشند. [2] .

ابوالخطاب لعنه الله، همان غالي ملعوني است كه ايمانش عاريه بود، و مكرر امام صادق (ع) او را لعن فرمود و از اصحابش خواست تا از او بيزاري جويند.

در كافي، باب ايمان عاريتي ها، از عيسي شلقان روايت شده كه گفت:(روزي نشسته بودم و حضرت موسي بن جعفر عليهماالسلام (كه در آن زمان كودكي بود بر من) گذر كرد و بره اي با او بود. گويد: من عرض كردم: اي پسر! مي بيني پدر شما چه مي كند؟ ما را به چيزي فرمان دهد، سپس از همان چيز نهي كند؛ به ما دستور داد كه ابوالخطاب را دوست بداريم، سپس دستور داد كه او را لعن كنيم و از او بيزاري جوييم. پس آن حضرت در حاليكه پسر بچه اي بود، فرمود: همانا خداوند خلقي را براي ايمان آفريد كه (آن ايمان) زوال ندارد، و خلقي را آفريد براي كفر كه زوال ندارد، و در اين ميان هم خلقي را آفريد و ايمان را به عاريت به آنان داد و اينان را معارين نامند، كه هرگاه (خداوند) بخواهد ايمان را از ايشان برگيرد؛ و ابوالخطاب از كساني است كه ايمان را به عاريت بدو داده بودند.

عيسي شلقان گويد: پس از آن به خدمت امام صادق (ع) شرفياب شدم و آن چه را (به



[ صفحه 63]



فرزندش) گفته بودم و پاسخي كه شنيده بودم، به عرض امام رساندم. امام صادق عليه السلام فرمود: اين كلام از جوشش نبوت است (از سرچشمه نبوت جوشيده است). [3] .

در كتاب صادق آل محمد، از ملل و نحل شهرستاني، و همچنين ديگران، نقل شده كه ابوالخطاب روزگاري در جمع اصحاب حضرت صادق (ع) بود، ناگهان آوازه در انداخت كه امام صادق (ع) خداست.

از زمان حضرت اميرالمؤمنين (ع) كه عده اي خاص بر وي گمان خدايي بستند اين عقيده باطل شاخه ها كرد و بسياري از مردم گمراه ديگر به امام علي (ع) و پاره اي از فرزندان و فرزندزادگان او نسبت الوهيت دادند. در ميان اين فرقه هاي گمراه كه «غلات» نام گرفته اند، دسته هايي نيز پيدا شدند كه رسول اكرم (ص) و فاطمه عليهاالسلام را خدا خواندند. همچنين بر حسن بن علي (ع) و بر حسين بن علي عليه السلام، اين اعتقاد بستند و كار بدانجا رسيد كه صنفي چند از ايشان در الوهيت ابوهاشم عبدالله بن محمد حنفيه و محمد بن عبدالله حسني و جز آن سخن گفتند.

در عصر امام باقر (ع)، ابومنصور نامي، امام را به الوهيت نسبت داد. آن حضرت او را از خويش براند و از وي برائت جست. پس از رحلت امام باقر (ع)، ابومنصور دعاوي ديگر آورد و گروهي از مردم «بني كنده» نيز با وي همراه شدند، ليكن سرانجام يوسف بن عمر، والي كوفه، او را گرفت و بر دار كرد. [4] .

به روزگار امام صادق (ع) نيز رويدادي مشابه پديد آمد و ابوالخطاب، محمد بن ابي زينب، وي را نسبت خدايي داد. امام به دعوي باطل و بيجاي ابوالخطاب سخت برآشفت و او را از خود دور كرد و بر او لعنت فرستاد. ليكن ابوالخطاب كار خود را رها نكرد و ضمن آنكه امامت و نبوت خويش نيز بر آن مدعا افزود، مردم را به باور سخن خويش خواند.

به حضرت صادق (ع) خبر دادند كه ابوالخطاب از قول ايشان مي گويد: چون حق را شناختي باك مدار و آن چه خواهي بكن. حضرت فرمود: لعنت خدا بر او باد، و الله، من چنين سخني نگفته ام. [5] .

ابوالخطاب بر پيروان خويش جميع محرمات را مباح گردانيد و چون بر آنان اداي فرائض گراني مي كرد، با وي گفتند كه اين امور را بر ما سبك گردان. ابوالخطاب يكباره



[ صفحه 64]



ايشان را به ترك فرائض خواند و از رنج به جاي آوردن آن اعمال رهانيد. [6] .

چون دعوي ابوالخطاب سخت آشكار شد و روزبه روز بر شماره تابعان او افزوده گشت، عيسي بن موسي - والي وقت كوفه - به دفع غائله وي كمر بست و روزي كه او و هفتاد تن از پيروانش در مسجد گرد آمده بودند، فرمان داد تا ايشان را در حصار گيرند و از ميان بردارند. در آن حال پيروان ابوالخطاب سلاحي با خود نداشتند و ناگزير با سنگ و چوب و كارد آماده نبرد شدند. ابوالخطاب به يارانش گفت: چوب هاي شما بر پيكر اين قوم اثر نيزه و شمشير مي كند و سلاح ايشان شما را هرگز آسيب نرساند، بكوشيد و از نبرد روي نتابيد. رزمندگان از دو سوي در هم افتادند، دسته اي با نيره و شمشير و گروهي با چوبدست و سنگ و كارد، به زودي سي تن از ياران ابوالخطاب در خون غلطيده و به كام مرگ رفتند. بازماندگان آن گروه به پيشواي خود گفتند: مگر نبيني كه شميشر و نيزه با جان ما چه مي كند و در پيكر ما چگونه تأثير گذارند؟ ابوالخطاب گفت: گناه از من نيست بلكه خواست خداوند بگرديده است و او خواهد تا شما را بدين محنت بيازمايد؛ چون خواست خدا چنين شد، دل به مرگ سپاريد و خويشتن به كشتن دهيد. ديگر ياران ابوالخطاب نيز كه در آن تنگنا مانده بودند، كشته شدند و او خود زنده به چنگ سربازان حكومتي افتاد. عيسي بن موسي وي را بردار كرد و آن گاه سر او و سرهاي تني چند از يارانش را به نزد منصور فرستاد. خليفه فرمان داد سرها را سه روز بر دروازه بغداد بياويزند، و سپس بسوزانند.

پس از قتل ابوالخطاب و جمعي از تابعان وي، ديگر پيروانش گفتند كه او هرگز كشته نشد و از ياران او كسي به قتل نرسيد؛ بلكه ايشان به فرمان جعفر بن محمد در مسجد گرد آمدند و پيكار كردند و اندكي نيز آسيب نديدند، سپس از مسجد بيرون شدند و هيچ كس آنان را نديد و در اثناي جنگ، سربازان عيسي بن موسي يكديگر را مي كشتند و گمان مي بردند كه ياران ابوالخطاب را كشته اند. و همچنين درباره ابوالخطاب گفتند كه او به آسمان رفت و به شمار فرشتگان در آمد. [7] .

پس از ابولاخطاب، جمعي از پيروانش مردي را كه موسوم به معمر بود جانشين وي شناختند و سر به طاعت او سپردند. معمر نيز شرب خمر و زنا و ديگر محرمات را بر ياران خود حلال گردانيد و ايشان را به ترك فرائض خواند. اين جماعت را كه «معرميه» نام دارند به بقاي جهان اعتقاد بود و مي پنداشتند كه مراد از بهشت، آن خوشي ها و نعمت هايي



[ صفحه 65]



است كه مردم را در اين جهان بهره مي گردد و جهنم نيز تمام رنج ها و مشتقت هايي است كه در اين عالم نصيب افراد مي شود.

گروهي ديگر از پيروان ابوالخطاب پس از مرگ پيشواي دروغ زن خويش، بزيغ نامي را جانشين او، و امام خود، شناختند، و «بزيغيه» نام يافتند. بزيغيه مي پنداشتند كه خداوند، خويش را در هيأت جعفر بن محمد (ع) به خلق نمايانده است و نيز معتقد بودند كه ايشان هرگز نمي ميرند، بلكه پس از پايان زندگي در اين جهان به ملكوت باز مي گردند.

دسته سوم از تابعان ابوالخطاب پس از قتل او، عمير بن بيان عجلي را به پيشوايي برگزيدند و به نام «عميريه» و «عجليه» خوانده شدند. عمير بن بيان، با يارانش، در كناسه ي كوفه خيمه اي برافراشته و در آن جا به عبادت جعفر بن محمد (ع) مشغول بودند.

چهارمين فرقه از آنان «مفضليه» است كه بعد از ابوالخطاب، رهبر خود را، مفضل صيرفي مي دانستند كه او نيز به امام صادق (ع) نسبت ربوبيت مي داد. [8] .

فرقه پنجم، خطابيه مطلق اند كه امامت پس از ابوالخطاب را انكار نموده، و تنها به تعيت از او اكتفا كردند. [9] .

حضرت صادق (ع) بيزاري خود را از يكايك اين فرقه هاي گمراه اظهار نمود و از اقوال باطل و اعمال ناصواب ايشان، به خداي بزرگ و بي همتا پناه مي جست. [10] .

از بعضي از اصحاب امام باقر (ع) روايت شده كه وقتي حضرت در حالي كه بسيار غضبناك بود، نزد ما آمد و فرمود: براي كاري از منزل بيرون رفتم، يكي از سودانيان مدينه متعرض من شد و گفت: «لبيك يا جعفر بن محمد لبيك». من بشتاب به سوي منزل بازگشتم، در حالي كه خائف و ترسان بودم از آن چه آن مرد گفته بود، تا آن كه در محل سجود خود، از براي خداي خود، به سجده رفتم و رويم را بر خاك ماليدم و تذلل كردم و از آن چه او به من گفت بيزاري جستم؛ و اگر عيسي بن مريم (ع) به غير از آن چه خدا در حق او فرموده بود، بر خود مي بست، گوش او كر مي شد به طوري كه بعد از آن هيچ چيزي را نمي شنيد و كور مي شد و بعد از آن چيزي را نمي ديد و گنگ مي شد و بعد از آن نمي توانست سخن گويد.

سپس فرمود: خدا لعنت كند ابوالخطاب را و بكشد او را به وسيله آهن. [11] .



[ صفحه 66]



علامه مجلسي (ره)، در بحار، مي گويد: آن مرد سوداني از اصحاب ابوالخطاب بوده و اعتقاد به ربوبيت حضرت صادق (ع) داشته، پس آن حضرت را آن گونه كه پروردگار را در حين احرام حج و عمره مي خوانند (لبيك اللهم لبيك)، خوانده است، و حضرت از اين جهت مضطرب گرديده و سجده نموده، تا آن كه در نزد خداي تعالي نفس خود را از آن نسبت بري سازد، و به همين علت ابوالخطاب را لعن فرموده، چون او اين مذهب فاسد را به وجود آورده بود. [12] .

كشي (ره) از عيسي بن ابي منصور روايت كرده كه گفت: شنيدم از امام صادق (ع) - هنگامي كه ابوالخطاب را ياد كرد - گفت: بارالها لعنت كن ابوالخطاب را كه مرا در تمام احوال: ايستاده و نشسته و خوابيده، ترسانيد، و سوزش آهن را به او بچشان. [13] .

و نيز كشي، از يحيي حلبي، از پدرش عمران بن علي، روايت كرده كه گفت: از حضرت صادق (ع) شنيدم كه مي فرمود: خدا لعنت كند ابوالخطاب را، و لعنت كند كساني كه با او كشته شدند و لعنت كند كساني كه بعد از او باقي و هم عقيده با او هستند و لعنت كند كسي را كه در دلش بر او ترحم كند. [14] .

و نيز كشي، از علي بن مهزيار، از امام جواد (ع)، روايت كرده كه هنگامي كه به نام ابوالخطاب در محضرش ذكر شد، حضرت فرمود: خدا لعنت كند ابوالخطاب را و لعنت كند يارانش را و لعنت كند كسي را كه در لعن او شك كند و كسي كه در او متوقف يا شاك باشد. [15] .

و نيز كشي، از حنان بن سدير، روايت كرده كه گفت: در سال 138 هجري، در خدمت امام صادق (ع) نشسته بوديم و ميسر هم حاضر بود. ميسر به حضرت عرض كرد: فدايت گردم، تعجب مي كنم از مردمي كه با ما در اين جا مي آيند، و ليكن آثارشان از بين مي رود، و عمرشان تباه مي گردد. حضرت پرسيد: اينان چه كساني هستند؟ گفت: ابوالخطاب و يارانش. امام كه تكيه زده بود، نشست و انگشتش را به سوي آسمان بالا برد و فرمود: لعنت خدا و ملائكه و مردم بر ابوالخطاب باد، خدا را شاهد مي گيرم كه او كافر، فاسق، و مشرك است و در روز قيامت با فرعون محشور مي گردد، و عذابي دردناك خواهد داشت. [16] .



[ صفحه 67]



و نيز كشي، از ابن ابي عمير، از مفضل بن يزيد، روايت كرده كه هنگامي كه از غلات و اصحاب ابي الخطاب در محضر امام صادق (ع) ياد شد، فرمود: اي مفضل! با آنان منشين و هم غذا مشو و با آنان مصافحه مكن و محشور مباش. [17] .

فضيل بن يسار گويد: امام صادق (ع) فرمود: بترسيد از اين كه غلات جوانان شما را فاسد كنند، به درستي كه غلات بدترين خلق خدايند؛ آنان عظمت و بزرگي پروردگار را كوچك جلوه داده و مقام ربوبيت را به بندگان خدا نسبت مي دهند. سوگند به پروردگار كه غلات از يهود و نصاري و مجوس و مشركين بدترند. [18] .

همچنين، از فضل، در يكي از كتاب هايش، نقل شده كه از دروغگويان مشهور: ابوالخطاب و يونس بن ظبيان اند. [19] .

حضرت صادق عليه السلام در سفارشاتش به ابي جعفر محمد بن نعمان احول، پس از تأكيد بسيار بر پنهان نگه داشتن اسرار و نقشه هاي محرمانه و سياسي اهل بيت (ع) و بر حذر بودن از خبر پراكني و دروغ زني، مي فرمايد: اي پسر نعمان! ما خانداني هستيم كه پيوسته شيطان كسي را به ميان ما در آورد كه نه از ما است و نه به كيش ما است، و چون او را نامور كند و مورد توجه مردم گردد، شيطان به او امر مي كند تا بر ما دروغ بندد و هر گاه يكي برود، ديگري آيد.

در ادامه وصيت حضرت مي فرمايد: اي پسر نعمان... اسرار مرا فاش مكن كه مغيرة بن سعيد بر پدرم دروغ بست و سر او را فاش كرد و خدا به او شكنجه آهن را نچشانيد، و ابي الخطاب بر من دروغ بست و سر مرا فاش كرد و خدا به او سوزش آهن را چشانيد... [20] .

كشي از حضرت صادق (ع) روايت كرده كه حضرت در تفسير اين آيه مباركه «هل انبئكم علي من تنزل الشياطين تنزل علي كل افاك اثيم» [21] - آيا خبرتان دهم كه شيطان ها به چه كسي نازل مي شوند؟ بر همه دروغ گويان گنه پيشه نازل مي شوند - فرمود: آنان هفت نفرند: 1 - مغيرة بن سعيد 2 - بنان 3 - صائد 4 - حمزة بن عماره 5 - حارث



[ صفحه 68]



شامي 6 - عبدالله بن عمرو بن حارث 7 - ابوالخطاب. [22] .

همچنين كشي، از يحيي الواسطي، روايت مي كند كه امام رضا (ع) فرمود: بنان بر حضرت زين العابدين (ع) دروغ بست، خداوند سوزش آهن را به او چشانيد و مغيرة بن سعيد بر حضرت باقر (ع) دروغ بست، خداوند به او نيز سوزش آهن را چشانيد و ابوالخطاب بر حضرت صادق (ع) دروغ بست. خداوند به او نيز سوزش آهن را چشانيد و محمد بن بشير بر حضرت كاظم (ع) دروغ بست، خداوند به او نيز سوزش آهن را چشانيد و كسي كه بر من دروغ مي بندد، محمد بن الفرات است.

محمد بن الفرات از نويسندگان بود كه به دست ابراهيم بن شكله نابود شد. [23] .

نويسنده گويد: از آن جايي كه در روايت كشي - از حضرت رضا (ع) - از بنان و مغيره و محمد بن بشير و محمد بن الفرات در كنار ابوالخطاب نام برده شده، براي استحضار بيشتر خوانندگان به شرح مختصري از حالات اين چند تن مي پردازيم:


پاورقي

[1] در رجال كشي، مقلاص با صاد ضبط شده (صفحه 246). امادر رجال شيخ طوسي، مقلاص با سين ضبط شده است (ص 302).

[2] بحار الانوار، ج 47، ص 334 - كلمة الامام المهدي، ص 288.

[3] اصول كافي، ج 2، باب المعارين، ص 306 - بحارالانوار، ج 47، ص 336.

[4] الملل و النحل شهرستاني 7 ج 1، ص 297.

[5] بحارالانوار، ج 47، ص 338.

[6] الكني و الالقاب، ج 1، ص 62.

[7] تاريخ مذاهب اسلام، ص 394.

[8] الملل و النحل شهرستاني، ص 303 - 300.

[9] الفرق بين الفرق، ابومنصور عبدالقاهر بغدادي، باب چهارم فصل هفتم.

[10] صادق آل محمد، ص 239 - 235.

[11] بحارالانوار، ج 47، ص 43 (به نقل از كافي).

[12] بحارالانوار، ج 47، ص 44.

[13] رجال كشي، ص 247.

[14] رجال كشي، ص 250.

[15] اختيار معرفة الرجال، ص 528.

[16] رجال كشي، ص 251.

[17] رجال كشي، ص 252.

[18] امالي طوسي، ج 1، ص 264.

[19] اختيار معرفة الرجال، ص 546.

[20] تحف العقول، سفارشات امام صادق (ع) به محمد بن نعمان، ص 323.

[21] سوره شعراء، آيات 221 و 222.

[22] رجال كشي، ص 247 و ص 256 - خصال صدوق، ج 2، ابواب السبعه، ص 36.

[23] رجال كشي، ص 256.


صلاته


ان الصلاة من أفضل العبادات وأهمها في الإسلام، وقد أشاد بها الإمام الصادق (عليه السلام) في كثير من أحاديثه:

قائلاً (عليه السلام): «ما تقرب العبد إلي الله بعد المعرفة أفضل من الصلاة» [1] .

وقال (عليه السلام): «إن أفضل الأعمال عند الله يوم القيامة الصلاة، وما أحسن من عبد توضأ فأحسن الوضوء» [2] .

وقال (عليه السلام): «الصلاة قربان كل تقي» [3] .

وقال (عليه السلام): «أحب الأعمال إلي الله عزَّ وجلَّ الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يتنحي حيث لا يراه أنيس فيشرف الله عليه وهو راكع أو ساجد إن العبد إذا سجد فأطال السجود نادي إبليس: يا ويله أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت» [4] .

وقال أبو بصير: دخلت علي اُم حميدة ـ زوجة الإمام الصادق(عليه السلام) ـ



[ صفحه 32]



اُعزّيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمّد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجباً فتح عينيه ثم قال: اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة. قالت فما تركنا أحداً إلاَّ جمعناه، فنظر إليهم ثمَّ قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة» [5] .

ومن الجدير بالذكر أن الإمام (عليه السلام) لم يدع نافلة من نوافل الصلاة إلاّ أتي بها بخشوع وإقبال نحو الله.

وكان (عليه السلام) إذا أراد التوجه إلي الصلاة اصْفَرَّ لونه، وارتعدت فرائصه خوفاً من الله تعالي ورهبة وخشية منه. وقد أثرت عنه مجموعة من الأدعية في حال وضوئه، وتوجهه إلي الصلاة وفي قنوته، وبعد الفراغ من صلاته [6] .


پاورقي

[1] مجموعة ورام: 2 / 86.

[2] الغايات: 71.

[3] جمهرة الأولياء: 2 / 78.

[4] وسائل الشيعة: 3 / 26.

[5] المصدر السابق: 3 / 17.

[6] راجع الصحيفة الصادقية. وهي مجموعة الأدعية المأثورة عن الإمام الصادق(عليه السلام).


العدل الاجتماعي


يولد الإنسان وينمو، ويترعرع ويشب، ويتقلب في أدواره، ويتنقل في أطواره، وهو في جميع هذه الأحوال جزء من المجتمع الذي أحاط به، والإنسان مدين للمجتمع في أكثر صفاته وشيمه، فهو الذي حدب عليه وليداً،و غذاه طفلاً وتعاهده بالتوجيه يافعاً، وهو الذي لقنه اللغة في طفولته ومهد له طريق التعلم في صباه، وهيئة أسباب المعيشة في شبابه، وهو الذي علمه كيف يفكر وكيف يعمل، وكيف يأخذ، وكيف يعطي.

أكثر خصال الإنسان عادات يكتسيها من بيئته، وأكثر غاياته ميول يرثها عن أسلافه، وأكثر علومه نتائج يقتبسها من مرشديه، والاجتماع هو الصلة المتينة التي تجعل المجتمع كالجسم الواحد الحي، وتجعل الأفراد كالأعضاء لذلك الجسم، يقوم كل عضو منها بما يخصه من الأعمال التي تصلح المجتمع، ولذلك فالأفراد مشتركون في الغاية ومتماثلون في الحقوق والواجبات، ورقي الفرد في شخصيته الاجتماعية بمقدار ما ينتج لهذا المجتمع من خير، وما يؤدي إليه من ثمرة طيبة، وسقوطه فيها بمقدار ما يأتيه من شر وعمل فاسد، وقد يتمادي عمل السوء ببعض الأفراد فيكون كالأعضاء الموبوءة التي يجب فصلها عني الجسم وقاية له من شرها.

المجتمع جسم حي مدرك، له حياته الخاصة، ولحياته نظامها الخاص، وهو يتصف بالتوازن والانحراف في سلوكه كما يتصف الفرد الواحد من الناس، والنظام الاجتماعي العادل هو الذي يكفل للمجتمع ولإفراده علي السواء جميع الحقوق والواجبات من غير تعد ولا تقصير، فإذا سار المجتمع علي ذلك النظام العادل، وطبقه علي سلوكه وسلوك أفراده سمي ذلك التوازن منه عدلاً اجتماعياً.

العدل الاجتماعي ان تسير الأمة إلي المثل الأعلي في الحياة وفي الأخلاق، وان تسعي ما أمكنها السعي إلي السعادة العامة والكمال المطلوب، وان تعد للإفراد طرق الوصول إلي الخير، فتنشئ المؤسسات الكافلة لخير البلاد والحافظة لخيراتها وتؤسس المعاهد الصالحة لأعداد الرجال وتثقيفهم بالثقافة الصحيحة، وان تتمسك بالأنظمة الشرعية الموجبة لحفظ الحقوق وسلامة النفوس، علي أن تسير في جميع ذلك وفق النظام الصحيح، والحكمة الرشيدة التي يأمر بها العقل، ويقرها الشرع.

وتعاون أفراد الأمة وتضامنهم أعظم موجب لتحقيق هذا العدل وأبلغ مؤثر فيه، ويقول المتأخرون من الخلقيين إن المسؤول عن تحقيق هذه الغاية هي الحكومة التي تسيطر علي الأمة وتتحكم في مقدراتها. أما أفراد الأمة فيقعون في الدرجة الثانية من هذه المسؤولية، ووظيفة الفرد هي مساعدة الحكومة في تحقيق الغاية بما يمكنه من الوسائل.

وهذا الرأي بين النقص لأن العدل الاجتماعي هو التوازن التام في سلوك المجتمع وسلوك أفراده، وتعاون الجميع علي العمل في سبيل الخير واكتساب الصفات الخلقية المثلي، ونيل السعادة العامة، وهذا كله من مختصات المجتمع نفسه ومختصات أفراده، أما ما تقوم به الحكومة من إنشاء المؤسسات والمعاهد الصالحة فهم أحد مقدمات العدل الاجتماعي.

والإمام الصادق(ع) يري ان الوسيلة الوحيدة لإنشاء هذا المجتمع المثالي هو إصلاح الأفراد وأعدادهم لأن يكونوا أعضاء صالحين، وتزويد كل فرد منهم بما يجب عليه للأسرة وللمجتمع، فإذا صلح الفرد وتهذبت الأسرة صلحت الأمة، وتوجهت إلي سبيل الخير والسعادة، وإذا أحتاج المجتمع بعد ذلك إلي شيء كان العدل الثابت للإفراد دافعاً لهم إلي التعاون والتضامن، وهذا هو المنهج الذي سلكه القرآن لإصلاح البشر وتهذيهم.

يقول الإمام(ع): (يحق للمسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون علي التعاطف والمساواة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم علي بعض حتي تكونوا كما أمركم الله رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم) [1] ويقول: (ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويها غير متعتع) [2] .

وقد سمعنا الكثير من إرشاداته للفرد، وسيأتي ما هو أكثر، وقد قال في ذلك أيضاً: (ان استطعت ان تخالط أحداً من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل) [3] والبلد العليا هي التي تبتدئ بالمعروف وتسدي الإحسان، وتؤدي حقوق الغير إليه كاملة، وقد سمعنا قوله: (سيد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتي لا ترضي بشيء لنفسك إلا رضيت لهم بمثله) [4] .

ويقول في تهذيب الأسرة: (إذا لم تجتمع القرابة علي ثلاثة أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم وشماتة الأعداء بهم وهي ترك الحسد فيما بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت أمرهم، والتواصل ليكون ذلك حادياً لهم علي الألفة، والتعاون لتشملهم العزة) [5] وهو يتدرج في حديثة عن تآلف الأسرة تدرجاً طبيعياً، فأول مراحله هو نبذ التحزب والتفرق، وأهم أسباب التحزب هو الحسد، ولاسيما إذا كان الأقوياء فيجب نبذه لأنه يشتت الأمر ويفل الحد، والمرحلة الثانية هي التواصل والبر لأن التواصل يسبب الألفة والمحبة، وهذه هي المرحلة الثالثة وهي الأخيرة وواجب الأسرة فيها هو التعاون بين الأفراد في كل مهمة ليعيشوا أعزاء في جماعتهم وأفرادهم.

أما الحكومة وممثلها التام في عصر الإمام الصادق(ع) هو السلطان فإن الإمام يفرض عليه في إدارته: (حفظ الثغور وتفقد المظالم واختيار الصالحين لا عمالهم) [6] ويلزمه لرعيته: (بمكافأة المحسن ليزداد رغبة في الإحسان، وتغمد ذنب المسيء ليتوب ويرجع عن غيه وتألفهم جميعاً بالإحسان والإنصاف) [7] وللإمام فيما يشبه هذا كلمات كثيرة تحدد واجبات السلطان، ووظائف الأمراء وفروض الرعية.

وكل ما نستطيع ان نقوله عن هذه الكلمات وأمثالها إنها نصائح من الإمام(ع) يرشد بها خلفاء عصره ومن يشابههم في الحكم، ولا يسعنا ان نعتبرها رأياً للإمام في الحكومة المثالية التي ينشدها للمجتمع المثالي.

أما الحكومة المثالية في رأي الإمام فهي فكرة كبيرة ضعف قلب الزمان عن تحقيقها، وصغر الزمان عن احتمالها فطواها في مهدها يوم لف النبي (ص) في أكفانه، وبقيت أمنية مكبوتة في قلب الإمام الصادق(ع) وفي قلوب زعماء الإنسانية من آبائه وأبنائه، هي حكومة أسسها الله يوم أسس الدين، وشرع نظامها يوم أنزل القرآن، وسمي خلفاءها يوم بعث محمداً بالرسالة، وهي حكومة غرس النبي بذرتها يوم غرس التوحيد، وتعاهدها يوم تعاهد الأمة بالوصايا، ولست أقول إنه أثم العهد للخليفة الأول يوم الغدير، فهذا شيء قد لا يسيغه بعض القراء فقد تجاهله التأريخ من قبل هذا، وتجاهلته الأمة من قبل التأريخ، فقلبت النظام يوم انقلابها، وأسقطت من القائمة أسماء لتثبت مكانها أسماء.

نحن لا نتنكر للتأريخ حين يثبت ما كان وحين ينفي ما لم يمكن، ولكننا ننكر عليه حين يمده المؤرخ من وراء العقيدة وحين يمده من وراء السياسة، وكم لعبت السياسة في التأريخ أدواراً في عصوره الأولي، وتبعتها العقيدة علي الأثر تمحو ما تمحو وتثبت ما تثبت، ولو قدر البقاء للدعاية الأموية الأولي بعد يوم الحسين(ع) ويوم الحرة لعفيِّ أثرهما في التأريخ.

لتبق هذه الحكومة المثالية أمنية مكبوتة في قلب الإمام الصادق(ع) وليسدل ستار الكتمان علي عهد النبي الأخير، ولتتحول الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً بعد عهد الخلفاء الراشدين فإن هذا لا يقلل من سعي الإمام في تهذيب الأمة، ولا يضعف من دعوته إلي إنشاء المجتمع العادل.


پاورقي

[1] الكافي الحديث15 باب حق المؤمن.

[2] الوسائل الحديث9 باب وجوب الأمر بالمعروف.

[3] الكافي الحديث14 باب حسن الخلق.

[4] أشرنا إلي مصدر الحديث فيما سبق.

[5] كتاب تحف العقول ص78.

[6] كتاب تحف العقول ص78.

[7] كتاب تحف العقول ص78.


الهدف من تأليف الكتاب


دواعي كثيرة، و أهداف عديدة كانت وراء تأليف هذا الكتاب.

منها: نشر الشريعة الاسلامية، خدمة للدين، و تقربا الي الله تعالي.

و منها: نفض الغبار، و رفع الستار عن بعض جوابن شخصية الامام الصادق (عليه السلام) و عرض بعض عطائه العلمي و الديني للملأ الاسلامي، و انجازاته المقدسة في سبيل نشر المعارف، و تهذيب النفوس، و تطهير القلوب، و ايجاد الوعي فيمن يقبل كلامه من المسلمين.

و منها: جلب انتباه الطائفة الشيعية للتعرف علي عظمة امام من أئمتهم الطاهرين، الذي لم تساعده الظروف لنشر علومه و بث معارفه سوي فترة قصيرة من حياته المباركة، لم تتأت هذه الفرصة لغيره من الأئمة (عليهم السلام) فكان هذا العطاء.

و كل محتويات هذا الكتاب هو بعض ما ورد حول شخصيته العظيمة، و وعته القلوب، و تناقلته الألسن و الأقلام، و حدث به المحدثون، و سجلته الكتب و المصنفات.

و من القطع و اليقين ان الذي فاتنا من تلك الآثار أكثر و أكثر بكثير من



[ صفحه 24]



هذا الموجود، فأن أصحاب الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ألفوا آلاف الكتب في خلال معاصرتهم للأئمة، و لكن لم يبق منها الا واحد بالمائة، و البقية تلفت.

فكيف لو كانت الامكانات تحت تصرف الامام الصادق (عليه السلام) و كانت الظروف مؤاتية، و الموانع مرتفعة و كانت تلك الكتب المصنفة موجودة؟

اذن، لملأ العالم الاسلامي بالحقائق و العلوم الدينية و المعارف الاسلامية و القيم الاخلاقية، و كانت ثروة فكرية علمية و كنوز ثقافية لا يمكن تثمينها و لا تقييمها.

و اذن لكان العالم - اليوم - غير ما هو عليه - الآن - مائة بالمائة، و كانت الحياة علي خلاف حياتنا اليوم من جميع النواحي و الحيثيات.

و انما خصصت الطائفة الشيعية بالذكر دون غيرها، لأن بقية المذاهب لم و لن يتفقوا معنا في بعض معتقداتنا، و لعل بعضهم لا يعجبه وجودنا في هذا الكون! فمنذ اربعة عشر قرنا و الهجمات تتوالي علي الشيعة و التشيع من الحكومات و الشعوب بالسيوف و الأقلام.

و منذ اربعة عشر قرنا و الشيعة تقدم ضحايا بالنفوس و الأموال.

و في خلال هذه القرون أريقت أطنان الدماء، و زهقت ملايين النفوس، و هتكت آلاف الأعراض، و شردت مئات الآلاف من العوائل، ترافقها الآهات و الدموع، و الارامل و الأيتام.

و أما أموالهم - المنقولة و غير المنقولة - التي سلبت و نهبت، و صودرت و سرقت، أو هدمت و دمرت فلا يعلم عددها و قيمتها الا الله تعالي.



[ صفحه 25]



و من المستحيل احصاء تلك الفجائع و الجرائم، بسبب تباعد الزمان، و وقوعها في مقاطع عديدة من الدهر.

و منذ أربعة عشر قرنا و الشيعة تدافع عن معتقداتها بالمنطق السليم، و الحجة الواضحة و البرهان القاطع، و لكن أين الأذن الواعية؟!! و اين الضمائر الحرة؟ و أين من يستمع الي نداء ضميره و وجدانه؟!

و في خلال هذه القرون يعلم الله تعالي كم كتب و ألف من مجلدات الكتب، و المصنفات العديدة - بشتي اللغات - ضد الشيعة و التشيع، سوي المحاضرات و الخطب التي ألقيت في صلوات الجمعة و غيرها، و كلها كذب و تهم بلا حساب.

و بعض تلك الكتب لم تكتف بالاساءة الي هذه الطائفة المضطهدة فقط، بل و حتي أئمة أهل البيت - آل رسول الله (صلي الله عليه و آله) من أولهم الي آخرهم - لم تسلم ساحاتهم من تلك الأقلام التائهة.

لقد انقضي قرنان و نصف من يوم وفاة رسول الله (صلي الله عليه و آله) الي يوم وفاة الامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت: الامام الحسن العسكري (عليه السلام) و الأمويون و العباسيون كانوا يبذلون كل ما يملكون من جهود و طاقات ضد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) و ضد من ينتمي اليهم بنسب أو عقيدة.

بدء من السقيفة و توابعها و مضاعفاتها... الي الاضطرابات الداخلية و الحروب الطاحنة التي أججها المناوئون ضد خليفة رسول الله: الامام علي أميرالمؤمنين (عليه السلام)...، الي المجاوز التي قام بها الأمويون، و المذابح التي أقامها العباسيون و لطخوا بها صفحات التاريخ... و الي يومك هذا.

و هذا يعكس مدي المعاناة، و قسوة الحكم، و زيغ الحكام و...





[ صفحه 26]



و لم يمت أحد من الأئمة الطاهرين حتف أنفه، و انما قتلوا بالسيف أو السم.

سوي ما كانوا يعانونه من الاهانة و السب و الشتم، و تشويه السمعة، و المس بكراماتهم، و الحط من درجاتهم، و استعمال الضغط و الكبت عليهم في حدود الامكان.

و في هذا القرن - بالذات - تضاعفت تلك الكتب المعادية، و أكثرها تستقي من كتب الأوائل، و كل واحد - من اولئك الكتاب - كالغريق يتشبث بكل حشيش، و احتجاجاتهم و استدلالاتهم كلها مغالطة و تهريج أو ادعاءات باطلة، منبعثة عن الأهواء يتجلي فيها احقاق الباطل، و ابطال الحق.

من العلم أن تلك الشبهات التي يحتجون بها قد أجاب عنها علماء الشيعة منذ قرون، و زيفوها بأقوي دليل مقبول عند الطرفين، و لكن القوم لهم آذان لا يسمعون بها، و أعين لا يبصرون بها، و قلوب لا يفقهون بها «و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم».

و حينما نريد أن ندافع عن أنفسنا بتزييف تلك الشبهات، أو الاجابة، علي تلك الانتقادات نواجه جماعة تطلب منا السكوت و ضبط النفس!!

رعاية للوحدة و الاتحاد!!

و يعتبرون دفاعنا - عن مذهبنا - نعرات طائفية، و نشاطات رجعية!

الوحدة التي لم تتحقق منذ اربعة عشر قرنا يريد هؤلاء تحقيقها!!

و أني لهم! و كيف؟!

و المضحك المبكي أنه يطلبون من الشيعة - فقط - المحافظة علي الوحدة المفقودة، و أما غير الشيعة فلهم حرية القلم و حرية الكلام، و الحرية



[ صفحه 27]



لجميع التصرفات، و ليسوا مأمورين بالمحافظة علي الوحدة!!

و بين كل فترة و أخري تقوم جهات حكومية و غيرها بطبع أو تجديد تلك الكتب المسمومة بكميات هائلة، و ترجمتها الي شتي اللغات، و توزيعها بصورة مجانية.

و لا يسمح للكتب الشيعية أن تطبع أو تنشر، أو تدخل في بعض البلاد، و في نفس الوقت يسمح للكتب الفاسدة - أمثال الكتب الشيوعية أو الوجودية أو النشرات المسيحية المضادة للاسلام و المسلمين - أن تدخل البلاد الاسلامية.

و في بعض البلاد اسلامية يسمح ببناء الكنائس، و لا يسمح ببناء المساجد للشيعة.

و من المؤسف أن بعض الشيعة تسلب منهم غيرة الدين و حمية المذهب، و شرف الاستقلال، و فضيلة الأصالة، و يذوبون في أجواء السياسة، و يثبتون عدم التزامهم بالمبدأ، و اللامبالاة بالمعتقدات و المقدسات.

هؤلاء - والله - أضر علي الطائفة الشيعية من كل فرقة و جماعة.

و بعض الجماعات الشيعية و الحزبية - المجهولة الاتجاه - قد أثبتوا انسلاخهم عن المذهب، و تجردهم عن القيم، و عدم احتوائهم للشخصية، و كأنهم شعب بلا قائد و لا قيادة، و لا اسس دينية، و لا مبادي ء مذهبية.

و منذ عشرات السنين و نحن نعيش أفكارهم و آراءهم و اتجاهاتهم.

فهم يتذرعون باسم الدين لضرب الدين، و يخدعون الشبان البسطاء بدعاياتهم الشيطانية، و يوقعونهم في الفخ، و سرعان ما تنكشف الحقيقة لبعض اولئك السذج، فيتخلصون من تلك الألعاب، و يهربون من ذلك الجحيم، و يتضح لهم أن هناك مصالح شخصية، و نوايا خلف الستار،



[ صفحه 28]



و الباطن يخالف الظاهر مائة بالمائة. فلا تقوي و لا ورع و لا دين و لا عقيدة، و انما اتجاهات مشبوهة.

فالمنكرات المنتشرة في البلاد - من الخمور الي السفور الي القمار الي الربا الي الزنا الي غيرها من المعاصي - لا مانع منها و لا رادع، و لا مكافحة و لا محاربة ضدها.

و الشي ء الوحيد الذي يجب القضاء عليه عندهم - بكل وسيلة - هي الشعائر الحسينية من المجالس و مواكب العزاء و اللطم علي الصدور، و زيارة المشاهد المشرفة، و كل ما يتعلق بهذه الامور.

و بعضهم يستسلمون للأباطيل، و ينخدعون بالأضاليل بسبب الفراغ العقائدي الموجود عندهم، فتكون النتيجة أنهم يقدمون أنفسهم كبش الفداء، فداء لكراسي أسيادهم.

وا أسفاه عليهم!! و لا أسف علي الانسان الذي يسلم زمامه الي الآخرين يسيرونه كيف شاؤوا، فكأن ذلك المسكين بهيمة لا حول لها و لا قوة، و لا كرامة، و لا تملك لنفسها نفعا و لا ضرا!!

و كأنه موجود لا يحق له أن يبدي رأيه، أو يحكم عقله.

و كأنه عبد مملوك لا يقدر علي شي ء.

هذا منطق تلك الجماعات الذي رأيناه و سمعناه منذ عشرات السنين.

و قبل أربعين سنة قمت - في العراق - باصدار نشرة فصلية، و سميتها (صوت الشيعة) و ذكرت فيها بعض الجوانب الايجابية للمذهب الشيعي، و لكن - مع كل الأسف - طلبوا مني أن أغير اسم النشرة من (صوت الشيعة) الي (صوت الاسلام)!!

و كأن صوت الشيعة ليس من صوت الاسلام، و كأن مبادي ء المذهب



[ صفحه 29]



الشيعي تناقض المبادي ء الاسلامية!!

قالوا: هذا الاسم حساس! يولد الحساسية!!

لا أعلم ما معني الحساس و الحساسية؟!

و ما المقصود منهما؟

أليس التشيع من صميم الاسلام أيها الشيعة؟

أليس رسول الله (صلي الله عليه و آله) هو غارس بذرة التشيع؟

أليس هو القائل - للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام): «أنت و شيعتك» و «هذا و شيعته» مما هو مذكور في محله؟

فلماذا لم يراع رسول الله (صلي الله عليه و آله) هذه الحساسية؟!

و لماذا صدرت منه النعرات الطائفية؟!

و لماذا قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»؟

و لماذا صدرت المئات من الأحاديث عن الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله) في فضائل الامام علي و الأئمة من ولده (عليهم السلام)؟

فهل يعتبر - هذا الكلام - تطرفا من الرسول الأقدس؟!

و لماذا لم يراع النبي الأطهر (صلي الله عليه و آله) الوحدة؟!

فان كان رسول الله (صلي الله عليه و آله) طائفيا! (حسب مقياسكم) فلماذا لا نتأسي بالرسول، والله تعالي يقول: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» [1] .

نعم.. أيها القارئ الكريم... هذه مآسي و آلام، و مصائب ابتليت بها الشيعة من الداخل و الخارج، فكيف يرجي للطائفة الشيعية السيادة



[ صفحه 30]



و الاستقلال، و المجد و الكرامة، و هؤلاء بعض أبنائها؟؟

يقول الشاعر:



قومي هم قتلوا أميم أخي

فاذا رميت يصيبني سهمي



و يقول الآخر:



و لكل شي ء آفة من جنسه

حتي الحديد سطا عليه المبرد



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] سورة الاحزاب آية 21.


پرتوي از سيره ي امام


پيش از آنكه درخشندگي و پرتوهائي از رويه امام عليه السلام و اخلاق او را بيان نمائيم بيان امام مالك بن انس شيخ و رئيس مذهب مالكي را در وصف آن بزرگوار نقل مي كنيم

امام مالك بن انس مي گويد چشمان من كسي را كه افضل از جعفر بن محمد عليه السلام باشد چه از حيث دانش و چه از لحاظ تقوي نديده است



[ صفحه 71]



و او (امام صادق) هيچگاه از سه خصلت فارغ نبود يا روزه داشت و يا در حال نماز و عبادت و يا مشغول ذكر خدا بود -

جعفر بن محمد عليه السلام از بزرگان زهاد و عبادي بود كه از خدا مي ترسيد و حديث بسيار نقل مي فرمود و خوش محضر و خوش مجلس بودو محضرش بسيار مفيد و هر وقت مي گفت (قال رسول الله) رنگش تغيير مي كرد گاهي زرد و گاهي سبز مي شد به قسمي كه ممكن بود شناخته نشود

او را علم ناطق و امام صادق مي گفتند و به انجام كارهاي بزرگ و نيك معروف درهاي بدي را بسته و درهاي نيكوكاري را باز نموده بود

امام صادق عليه السلام عيب جو و بدگو و طماع و اهل خدعه و پرخور و عجول و ملول و پرگو و لاغي و طعنه زن و لعنت كن و پشت چشم زن و پول جمع كن نبود و هيچ يك از اين صفات در امام عليه السلام ديده نمي شد.

روزي با گروهي از اصحاب خود به تسليت و تعزيت يكي از مصيبت ديدگان كه فرزندش را از دست داده بود مي رفت در بين راه بند نعلين او كنده شد امام فوري نعلين خود را از پا درآورد و با پاي برهنه مشغول راه رفتن شد ابن يعفور يكي از اصحاب امام پيش آمد و نعلين خود را از پا درآورده بند آن را كند و به امام عليه السلام داد امام عليه السلام آن را نگرفت و به صورت جدي به او فرمود نه نه صاحب مصيبت اولي است به صبر تا ديگري و به همان حال با پاي برهنه به خانه ي آن شخص رفت.

امام عليه السلام هميشه شخصا از مهمانان خود پذيرائي مي كرد و به آنها هنگام رفتن همراهي نمي نمود و براي آنها لذيذترين و گواراترين غذاها را بسيار فراوان و كافي فراهم نموده و به آنها تاكيد مي فرمود كه بي ملاحظه بخورند و مي گفت كساني كه بيشتر به ما محبت دارند در خانه ي ما بيشتر غذا مي خورند روزي



[ صفحه 72]



يكي از مهمانان امام عليه السلام به او گفت يا ابو عبدالله اين همه ي بذل و بخشش براي چه اگر در زندگي ميانه رو باشي هميشه زندگانيت يك جور خواهد بود.

امام عليه السلام فرمود ما مطابق امر خدا راه مي رويم اگر خدا به ما وسعت داد ما هم در زندگي وسعت مي دهيم و اگر بر ما سخت گرفت سختي را بر خود هموار مي سازيم.

امام عليه السلام نزديك شهر مدينه مزرعه اي داشت كه آن را عين زياد مي گفتند و خرماي زيادي داشت و هنگامي كه خرماها مي رسيد به نمايندگان خود دستور مي داد كه ديوار باغهاي آن مزرعه را از چند جا سوراخ نمايند تا اشخاص عابر بتوانند داخل باغ شده و به مقدار لازم خرما بخورند و در عين حال امر مي كرد كه هر روزه ده سبد بزرگ (ثنبه) از خرما و رطب پر كنند و در محلهائي بگذارند كه مردم بخورند اين ظرفها هر يك براي سير شدن ده نفر كافي بود و هر وقت خالي مي شد ده سبد ديگر به جاي آنها مي گذاردند و دستور مي داد همه روزه به همسايگان مزرعه پيرمردان و پيرزنان و اطفال و بيماران و زنان كه نمي توانند به مزرعه ي امام عليه السلام بيايند براي هر يك از آنها (يك مد) ببرند و موقع چيدن خرما مزد عمله و نمايندگان را از آن بدهند و مابقي را به مدينه حمل كنند و در مدينه براي خانواده هاي محترم و مستحقين به اختلاف دو و سه بار و يا بيشتر به اندازه ضرورت آنها مي فرستاد و با اين حال عايدات آن مزرعه چهار هزار دينار بود كه امام عليه السلام سه هزار دينار آن را در راه خدا انفاق مي كرد و هزار دينار براي مصرف خانه ي خود بر مي داشت.

روزي فقيري از او چيزي خواست امام چهارصد درهم به او داد فقير مزبور تشكر كرد و رفت ولي امام عليه السلام به خادمش فرمود مثل آنكه اين پول براي او كم بود او را بر گردان خادم عرض كرد اين مرد از شما چيزي



[ صفحه 73]



خواست و شما هم داديد و او سپاسگزار شد و رفت.

امام عليه السلام فرمود رسول خدا فرموده است بهترين صدقه آن است كه شخص را بي نياز كند.

فقير مزبور را برگرداندند امام عليه السلام به او فرمود ما تو را بي نياز نكرديم اين انگشتري را بگير و بدان كه آن را از من ده هزار درهم مي خريدند هنگامي كه محتاج شدي آن را به همين قيمت بفروش

و چون شب مي رسيد و هوا تاريك مي شد يك طرف چرمي (جراب) را پر از نان و خرما و پول مي كرد و آن به گردن خود مي انداخت و به خانه هاي مستحقين مدينه مي برد و بين آنها تقسيم مي كرد و او را نمي شناختند تا آنكه امام عليه السلام وفات كرد و چون آن شخص خيرخواه را ديگر نديدند دانستند كه او جعفر بن محمد عليه السلام بوده است.

يكي از حجاج بيت الله در خانه ي خدا خوابيده بود چون از خواب برخاست خيال كرد هميان پول او را برده اند با اضطراب از جاي خود برخاست و ديد مردي در آنجا مشغول نماز است و او را نمي شناخت آن مرد امام صادق عليه السلام بود به امام عليه السلام عرض كرد و اصرار داشت كه پول مرا بده امام عليه السلام از او پرسيد چقدر پول در هميانت بود گفت هزار دينار امام عليه السلام پول مزبور را به او داد آن مرد به جاي خود برگشت ولي پس از ملاحظه اثاث خود هميان خود را يافت در اين حال به نزد امام عليه السلام برگشت و پولهاي مرحمتي امام عليه السلام را آورد كه پس بدهد و عذر خواست ولي امام عليه السلام از پس گرفتن آن خودداري نموده فرمود چيزي كه از دست ما خارج شود ديگر بر نمي گردد.

مرد مزبور از ديگران پرسيد اين شخص كيست به او گفتند او جعفر بن



[ صفحه 74]



محمد عليه السلام است مرد مزبور در حال انفعال شديد گفت البته او است كه بايد اين طور باشد و اين كارها از مانند او ساخته است امام عليه السلام خانواده ي خود را از رفتن به پشت بام منع كرده بود و روزي وارد خانه شد و ديد كنيزي كه مربي يكي از اطفال كوچك او بود روي نردبان ايستاده و بچه در بغل او است كنيزك چون امام را ديد خود به خود ترسيد و طفل از دست او افتاد و اتفاقا از دنيا رفت و كنيزك فوق العاده مضطرب شد و امام عليه السلام هم فوق العاده ناراحت گرديد و رنگ معظم له پريد از او پرسيدند چرا اين طور شديد فرمود اين حالت براي مردن طفل نيست بلكه از آن جهت ناراحتم كه اين زن از اين كار مرعوب گرديده پس به كنيزك فرمود تو در راه خدا آزاد هستي و هيچ حرجي بر تو نيست.

امام عليه السلام روزي (مصادف) غلام خود را خواست و هزار دينار به او داد و فرمود عائله ي ما زياد شده خوب است با اين پول متاعي خريده و به مصر بروي و آن را بفروشي كه فايده اي از آن حاصل شود.

مصادف هم چنين كرد و با تجاري كه به مصر مي رفتند همسفر گرديد و چون قافله نزديك مصر رسيد به يك عده از تجار كه از مصر برمي گشتند برخورده از آنها از وضع متاعي كه با خود به مصر مي بردند استفسار كرد و معلوم شد كه متاع و مال التجاره ي آنها بسيار كمياب و مورد احتياج اهل مصر است و خوب فروش مي رود به اين جهت تجار مدينه با هم قرار گذاردند كه متاع خود را چهار برابر يعني هر ربع دينار سرمايه به يك دينار بفروشند زيرا زمينه ي آن خالي است و چون تجار مدينه متاع خود را فروختند و به مدينه برگشتند مصادف شرفياب حضور امام عليه السلام گرديد و دو كيسه پول خدمت امام گذارده گفت فدايت شوم اين كيسه راس المال و كيسه ي دوم سود آن



[ صفحه 75]



مي باشد امام عليه السلام فرمود اين ربح زياد است و شما چگونه معامله كرديد كه به اين نتيجه رسيديد مصادف جريان را به عرض رسانيد امام فرمود سبحان الله شما قرار گذارده و با هم قسم خورديد كه مال خود را حتما به آن مبلغ بفروشيد! و سپس يك كيسه را برداشت و فرمود اين رأس المال من و به آن يكي احتياج ندارم (اي مصادف مقابل شمشير رفتن آسان تر از كسب حلال است) فرزندش اسماعيل بزرگترين فرزندان او بسيار در نظرش عزيز بود و بسيار به او علاقه داشت به درجه اي كه بعضي از اصحاب امام عليه السلام تصور مي كردند بعد از او امام خواهد بود.

اين پسر بزرگوار مريض شد و امام عليه السلام بسيار محزون و غمگين گرديد و چون وفات كرد اصحاب خود را جمع كرده غذاهاي بسيار خوب و لذيذ براي آنها آورد و به آنها تاكيد نمود كه به راحتي مشغول خوردن غذا شوند اصحاب ديدند كه به هيچ وجه آثار حزن و اندوه در چهره امام عليه السلام نمودار نيست و حالت امام عليه السلام برخلاف انتظار آنها بود پرسيدند كه چگونه امام عليه السلام با اين مصيبت بزرگ اظهار تأثر نمي كند امام عليه السلام در جواب آنها فرمود اسماعيل راست ترين خبر را از طرف راستگوترين مقام به من داد كه من و شما و همه مردم خواهند مرد در اين صورت چرا بايد متأثر بود.


بين ابناء علي و بني العباس


قضي «السفاح» علي الأحياء من بني أمية و بني مروان، فاستحق في التاريخ لقبه. و أدار وجهه للآخرين. فسأل عبدالله بن الحسن عن ابنه محمد (النفس الزكية) و أخيه إبراهيم، فلما علم باختفائهما سكت عن الطلب حينا، ثم عاجله أجله. و ولي أبوجعفر سنة 136، و ألح في طلبهما، فأعجزاه هربا.

و للأقرباء، أو الأصدقاء، أولوية في سورة السلطة إذا عريت من خشية الله. و أولي الناس بالفتكة البكر منها: الأقرباء إذا خيف أن يصيروا أعداء، و الأصدقاء الذين يحتمل أن يقدروا علي الإيذاء... فالأولون يغري السلطان بهم الحسد أو الحقد أو الخوف من جانبه، لما يعرفون من دخائل يخشاها، أو لما يتضح لهم من عورات، أو فيهم من مطامع، أو استخفاف بالسلطان، الذي رأوه و هو سوقة، أو مطالبة السلطان لهم بإعطائه حقه، أو أكثر من حقه. و الآخرون أحري بالخوف و الحذر، سدا لذريعة



[ صفحه 76]



الوثوب وانتهاز الفرص. أو شغلا لهم بأنفسهم، أو معالجة من السلطان لما يكابده من الشجن أو الفزع من جراء الحكم، أو من العجز أو الجشع أو ضيق الصدر أو الأفق. و كالسلطان أعوانه.

و لا يتوازن في سدة السلطة الا القليلون. و قل ما يتوازنون. و للإمام الصادق (عليه السلام) في ذلك مقولة دالة «إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته علي العشر مما كان لك عليه قبل ولايته فليس بصديق سوء».

قيل لأبي جعفر «لقد هجمت بالعقوبة حتي كأنت لم تسمع بالعفو»! فقال: (لأن بني مروان لم تبل رممهم بعد. و نحن بين قوم قد رأونا بالأمس سوقة و نحن اليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في نفوسهم إلا بنسيان العفو و استعمال العقوبة).

و صاحب السلطة كراكب الأسد (علي ما قال افلاطون) يهابه الناس و هو لمركوبه أهيب.

لهذا أخذ بنوالعباس أبناء علي، أخذ ظلوم غشوم، و بطشوا، و غدروا بمن حذروهم من أنصارهم و ذويهم، كعبد الله بن علي عم المنصور، و أبي مسلم الخراساني قائدهم، و أبي سلمة الخلال وزيرهم، بمثل ماغدروا باعدائهم بعد أن أمنوهم.

و لما أعطي أبوجعفر المنصور محمد بن عبدالله أمانا كتب إليه محمد ساخرا (أي أماناتك هو؟ أأمان ابن هبيرة، أو أمان عمك عبدالله أو أمان أبي مسلم)... فقد أعطي أبوجعفر عهودا للكل، و قتل الأول و الثالث و لم يكن قد قتل الثاني بعد. لكنه كان قد حبسه من سبع سنين ليقتله بعد أن يقتل محمد بن عبدالله بن الحسن ذاته. فصير خلافته، كالمسبعة، لا يأمن فيها الصديق، و العدو، و الصياد، و الفريسة!

و زاد ضراوة أبي جعفر علي أقربائه أن لواحد منهم في عنقه بيعة، علي ملأ منهم. كانت حرية أن تمنعهم و تمنعه، لولا ما للشهوة من خدر يطيح بالتوازن، فسولت له نفسه أن يتخلص من البيعة بالخلاص ممن بايعه، و ان كان من قبل يمسك بركابه. بل طوعت له شهوته أن يتخلص ممن قد يشهد ضده حتي لايراه الناس أو يسمعوه



[ صفحه 77]



يحكي لهم ما قد رأي و قد سمع:

قال يعقوب بن عربي: (سمعت أباجعفر يقول في ايام بني أمية ما في آل محمد أعلم بدين الله و لا أحق بولاية الأمر من محمد بن عبدالله... و بايع له... و كان يعرفني بصحبته، و الخروج معه... فلما قتل (محمد) حبسني عشرين سنة).

طلب أبوجعفر من عبدالله بن الحسن ابنيه محمدا و إبراهيم؛ فأنكر علمه بمكانهما، فجرت بينهما مشادة، و أغلظ كل لصاحبه، و انصرف المنصور من المدينة، فبث الجواسيس يأتونه من كل مكان بأخبار بني الحسن.

و في سنة 140 قصد أبوجعفر للحج فنزل بالمدينة، و دعا عبدالله بن الحسن و طالبه بولديه.

و كانا يأتيان أباهما معتمين في هيئة الأعراب فيستأذنانه في الخروج فيقول «لا تعجلا حتي تملكا. إن منعكما أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين».

و لما لم ينل أبوجعفر منالا انصرف من المدينة و أمر بحبس عبدالله و أهل بيته، فبقوا في السجن ثلاث سنين في دار مروان - دار الإمارة في حكم بني أمية - حتي إذا كانت سنة 144 ولي أبوجعفر المنصور رباح بن عثمان عاملا علي المدينة.

و حج في العام ذاته فتلقاه عامله بالربذة فرده إلي المدينة لإشخاص عبدالله بن الحسن و أهل بيته - بما فيهم محمد بن عبدالله... بن عثمان - شاهد البيعة يوم الأبواء - فكانوا خمسة عشر أخذوا في محامل إلي الربذة. و نظر الإمام الصادق (عليه السلام) إليهم و عيناه تهملان حتي جرت دموعه علي لحيته. و اقتيدوا إلي الربذة في الاغلال، و مزقت السياط جسد (محمد بن عبدالله... ابن عثمان) حتي إذا خرج أبوجعفر في محمل، ناداه عبدالله بن الحسن قائلا: يا أباجعفر! و الله ما هكذا فعلنا بأسراكم يوم بدر... فلوي أبوجعفر رأسه كبرا و لم يعرج.

و حمل أهل البيت تلقاء النجف. حتي إذا دخلوا الكوفة حبسوا في قصر كان لابن هبيرة في شرقي الكوفة... و هدم عليهم البيت بعد ستين يوما، فمات الذين لم يموتوا



[ صفحه 78]



في أثنائها، و دفن الجميع تحت الأنقاض... و شيخهم عبدالله في الخامسة و السبعين!

و اعلن محمد بن عبدالله الثورة لليلتين بقيتا من جمادي سنة 145 فاستولي علي المدينة. و خرجت المدينة بأسرها مع محمد. فكان في جيشه علماؤها الفحول. فيهم ابن هرمز شيخ مالك، و ابن عجلان، و ابن أبي سبرة، و عبدالله بن عمر العمري، و مصعب بن ثابت الزبيري. اما مالك فاكتفي في الحرب بفتياه أن بيعة المنصور كانت مكرهة، و من أجلها أصابه ما أصابه [1] من والي أبي جعفر و ابن عمه سنة 146.

و خرج مع محمد موسي و عبدالله ابناء الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).

و قصد جعفر الصادق (عليه السلام) إلي محمد في مجلس حربه قال: أتحب أن يصطلم أهل بيتك (يستأصل)؟. قال: ما أحب ذلك. قال: فإن رأيت أن تأذن لي، فإنك تعرف علتي. قال محمد: قد أذنت لك.

و مضي جعفرالصادق (عليه السلام)، فالتفت محمد إلي ابني جعفر و قال لهما: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما. و التفت الامام فقال: ارجعا فما كنت لأبخل بنفسي و بكما.

و وجه المنصور إلي المدينة جيشا بقيادة ابن عمه، و ولي عهده، عيسي بن موسي. و في غرة رمضان ثار إبراهيم أخومحمد و استولي علي أكثر من مكان في إقليم البصرة - ثم استشهد محمد في 14 من رمضان سنة 145 ه. و استشهد إبراهيم [2] عند باخمري [3] لخمس بقين من ذي القعدة، و أرسل رأسه إلي أبي جعفر المنصور.

و استولي عيسي بن موسي علي «عين أبي زياد»، و هي ضيعة لجعفر الصادق عليه السلام التي يقتات منها، و يشرك في ثمرها أهل المدينة.



[ صفحه 79]



و سنري المنصور بعد عامين من انتصار عيسي بن موسي يخلعه من ولاية العهد، و يولي ابنه المهدي سنة 147. و كان قد حبس عمه عبدالله بن علي من سنة 138 في دار تهدم عليه فيموت سنة 147!

و عبدالله عمه و قائده المنتصر علي آخر ملوك بني أمية في معركة الزاب. لكنه تمرد عليه، فأرسل إليه جيشا بقيادة أبي مسلم الخراساني، و لجأ عبدالله إلي أخويه سليمان و عيسي فأخذا له عهدا علي المنصور كتبه «ابن المقفع» و فيه (و متي غدر أميرالمؤمنين بعمه فنساؤه طوالق، و دوابه حبس، و عبيده أحرار، و المسلمون في حل من بيعته) فأما «أبومسلم» فسيدعوه أبوجعفر إلي قصره بعد أمان يعطيه إياه ثم يخرج عليه عبيده فيقتلونه أمامه.

و أما عبدالله بن المقفع فسيقتله و الي أبي جعفر سنة 142. فيشفي صدر أبي جعفر.

روي الإمام الصادق ما كان بعد أن كان بعد أن هدأت الأحوال... قال: (لما قتل إبراهيم بن عبدالله بباخمري حسرنا عن المدينة - و لم يترك فينا محتلم حتي قدمنا الكوفة. فمكثنا فيها شهرا نتوقع القتل. ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: أين هؤلاء العلوية؟ أدخلوا علي أميرالمؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجي. فدخلنا إليه أنا و الحسن بن زيد، فلما دخلنا عليه قال: أأنت الذي تعلم الغيب؟.

قلت: لا يعلم الغيب إلا الله.

قال: أنت الذي يجبي إليه هذا الخراج؟

قلت: إليك يجبي - يا أميرالمؤمنين - الخراج .

قال: أتدرون لم دعوتكم؟

قلت: لا.

قال: أردت أن أهدم رباعكم، و أروع قلوبكم، و أعقر نخلكم، و أترككم بالسراة... لا يقربكم أحد من أهل الحجاز و أهل العراق. فإنهم لكم مفسدة.



[ صفحه 80]



قلت له: يا أميرالمؤمنين إن سليمان أعطي فشكر. و ان أيوب ابتلي فصبر. و ان يوسف ظلم فغفر. و أنت من ذلك النسل.

فتبسم و قال: أعد علي ما قلت. فأعدت، فقال: مثلك فليكن زعيم القوم. و قد عفوت عنكم و وهبت لكم جرم أهل البصرة. حدثني الحديث الذي حدثتني عن أبيك عن آبائه عن رسوله الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

قلت: حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «صلة الرحم تعمر الديار و تطيل الأعمار و ان كانوا كفارا».

قال: ليس هذا.

قلت: حدثني أبي... عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم):

«الأرحام معلقة بالعرش تنادي: اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني».

قال: ليس هذا.

قلت: حدثني أبي، أن الله عزوجل يقول: «أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته و من بتها بتته».

قال ليس هذا الحديث.

قلت: حدثني أبي... «أن ملكا من الملوك كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه، فجعلها الله ثلاثين سنة».

قال: هذا الحديث أردت. أي البلاد أحب إليك؟ فوالله لأصلن رحمي إليكم.

قلنا المدينة. فسرحنا إلي المدينة. و كفي الله مؤنته).

في هذا اللقاء دليل علي ما يخشاه من بني علي، و من الصادق (عليه السلام) بالذات. فما يخشاه من بني علي هو فتنة الناس إذ يجتمعون إليهم. أما ما ينعاه علي الصادق و هو الوحيد الباقي ممن يمكن أن يجتمع بنو علي، و الناس، حولهم - فلقد كان خليقا أن تطيب به نفسه لما فيه من مصلحة له... و هو الادعاء علي الصادق بأنه يعلم الغيب. فإنه لم يبايع لأحد يوم الأبواء. بل ذكر أنها (الخلافة) ستكون لصاحب القباء الأصفر و هو أبوجعفر.



[ صفحه 81]



لكن الصادق (عليه السلام) كان حاسما في رده عليه بأنه لا يعلم الغيب إلا الله.

و كان مما يخشاه أن يجبي إلي الصادق خراج بعض الرعية، مما يعطي للإمام، و كان الصادق في ذلك حاسما أيضا، إذ أعلن أن الخراج لا يجبي إلا لأبي جعفر، لانه أميرالمؤمنين. قال: إليك يجبي - يا أميرالمؤمنين - الخراج. و جعل التسليم بإمارة المؤمنين يسبق كلمة الخراج، فهذه العبارة بيعة بتمامها. و الخراج حق من بويع له.

و كان انتقال أبي جعفر من استجوابهم إلي إخبارهم بأسباب دعوتهم، نقلة من الغضب إلي غيره... و من الاستجواب إلي الوعيد، و إلي الاستعلاء.

لكن الصادق نقله من عالم الكبرياء المظلم، إلي آيات الله التي تطمئن لها القلوب فجعله - دون أن يشعر - مقارنا في موقفه بمواقف الأنبياء لعله يهتدي بهم، و ذكره كلام ربه جل و علا، و ذكره الشكر و الصبر و المغفرة، و ذيل ذلك كله بأنه من نسل الذين يغفرون و يشكرون و يصبرون.

بهذا أمكن الرجل الذي قد قلبه من الصخر أن يبتسم. بل أقبل يسأل أن يتعلم. فحدثه الإمام الأحاديث، واحدا بعد واحد، حتي وقف منها عند حديث طول العمر. فلقد كان يرجو أن يطول عمر دولته، التي يخسر من أجلها في كل يوم آخرته، فظن أنه بهذا الحديث يجد أمانا لنفسه أو تخفيفا لما تكابده. و عندئذ ظهر ضعف نفسه، و جلال شأن المعلم الذي يتعلم عليه.

و لم يكد الإمام يأخذ زمام الكلام حتي راح يعلمه درسا من الدروس في البداء؛ و هو: أن القضاء الذي يتوقف علي الشرط يتحقق عند وقوع الشرط. فهذا ملك وصل رحمه فطالت عمره من ثلاث إلي ثلاثين، - و كان أبوجعفر ملكا - و لكم طالت العمر علي ملك بنيه و حفدته. فلقد كان كل خلفاء بني العباس بعده منه، ملكوا خمسة قرون، حتي دمر الظلم دولتهم.

إنما كان أبوجعفر يتداول الإمام الصادق بحذر خليق بما للصادق من كرامة عند الله و الناس. و هو صاحب أكبر مدرسة شهدتها حواضر الإسلام في ذلك الزمان: المدينة، و مكة و الكوفة و بغداد و الفسطاط. و كان في الستين من العمر، يروي عنه



[ صفحه 82]



الآلاف حديث النبي وفقه الصادق و أبيه و أجداده.

و الذين يحسنون الظن بالمنصور لا يتصورون حلمه يطيش فيفقد الأمة الإمام الذي لا ينازعه ملكه. و ربما جاز للذين لا يحسنون الظن، أن يخالفوه يحسب حسابا للأعداد التي لا تحصي من تابعي الإمام. و قد كان أبوجعفر يحسب حساب العلماء.

و من بطش الحكام بالعلماء ما يدمر الدول. و من فداء الأتباع ما يستهان فيه بعرين الأسد.

لقد اقتحم الفدائيون من أتباع سنان (شيخ الجبل) خيمة صلاح الدين و هو في عسكره ليصيبوه بخناجرهم في وجهه.

ظاهر من حديث الإمام أنه حدثه في صلة ذوي الأرحام، و إن كانوا كفارا، فما أحراهم بالصلة إن كانوا غير ذلك. و يظهر مما يرويه الطبري أن أباجعفر كان يود أيامئذ لو نسي الناس ما كان من أهل البيت في حقه، و ما كان منه في حقهم.

روي الطبري: لما أتي المنصور برأس إبراهيم بن عبدالله وضعه بين يديه و جلس مجلسا عاما و أذن للناس. فكان الداخل يدخل فيسلم و يتناول إبراهيم فيسي ء القول فيه، و يذكر منه القبيح التماسا لرضي أبي جعفر، و ابوجعفر ممسك متغير لونه... حتي دخل جعفر بن حنظلة البهراني فسلم ثم قال «عظم الله أجرك يا أميرالمؤمنين في ابن عمك و غفر له ما فرط فيه من حقك» فاصفر لون أبي جعفر و أقبل عليه فقال: أباخالد! مرحبا و أهلا. فعلم الناس أن ذلك قد وقع منه... فدخلوا فقالوا مثل ما قاله جعفر بن حنظلة.

و ربما دل علي ذلك الميل ما يرويه عيسي به رؤبة: لما جي ء براس ابراهيم فوضع بين يدي ابي جعفر بكي حتي رايت دموعه علي خدي إبراهيم... ثم قال: أما والله إن كنت لهذا لكارها، لكنك ابتليت بي وابتليت بك.

و لقد ترك أبوجعفر الذين تواروا عنه ممن خرجوا مع محمد و إبراهيم، و منهم الحسين بن زيد. و كان الحسين قد تربي في بيت جعفر الصادق بعد قتل زيد. و كان



[ صفحه 83]



يسمي «ذا الدمعة الكبيرة» لكثرة بكائه علي أبيه و أخيه يحيي. و لم يستجوب المنصور ولدي جعفر الصادق عبدالله و موسي.. و قد خرجا مع محمد، و ترك علماء المدينة، و ترك عيسي بن زيد إذ تواري عنه. و لما قيل له من حرسه أو من المنافقين: ألا تطلبه؟ قال لا. و الله لا أطلب منهم رجلا بعد محمد و إبراهيم: أنا أجعل لهم ذكرا؟

و من ناحية أخري ففقه الإمام الصادق يعلم الناس طاعة الإمام العادل. و الصادق هو القائل: (لا يستغني أهل بلدة عن ثلاثة يفزع إليهم في أمر دنياهم و آخرتهم. فقيه عالم ورع، و أمير خير مطاع، و طبيب بصير ثقة، فإن عدموا ذلك كانوا همجا).

و هو فقه في طاعة الخليفة العادل أو الأمير الخير. و أبوجعفر يتمني أن يظهر في الناس كذلك.

و الصادق يقول - و لا نحسبه يقصد إلا أباجعفر و أبناء عمه - (ما تثبت الدنيا إلا علي بني العم و المتعاطفين بالبر المتعلقين بالأدب المجتمعين علي التناصر). فهذه يد ممدودة بالسلام من الإمام، و درس للرعية لتسلم العنان لامير خير.

و في سنة 147 عزم المنصور و هو راجع من موسم الحج أن يسير الإمام الصادق من المدينة إلي العراق فاستعفاه الإمام فلم يعفه و حمله معه. و لكن الصادق كان يقبل عليه بمقدار فليست دنيا أبي جعفر لتجدر بالمقاربة.

و في ذات يوم أرسل إلي الصادق: لماذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس فأجابه «ما عندنا ما نخافك عليه و لا عندك من الآخرة ما نرجوك له. و لا أنت في نعمة فنهنيك عليها. و لا نعدها نقمة فنعزيك عليها. فلم نغشاك»؟

و يجيب أبوجعفر: تصحبنا لتنصحنا.

و يجيب الإمام: «من أراد الدنيا فلا ينصحك و من أراد الآخرة فلا يصحبك»

فالذي يريد الدنيا يسير في ركب صاحبها فلا يقول كلمة لله. و الذي يريد الآخرة يعتزل مجالس رجل يعجزه عمله و يعميه أمله عن طريق الآخرة.

و صدق «جعفر الصادق».



[ صفحه 84]



دخل عليه سفيان الثوري يوما فقال له: اتق الله فقد ملأت الارض ظلما و جورا فطأطأ رأسه و قال: ارفع حاجتك...

قال سفيان: حج عمر فقال للخازن: كم أنفقنا من بيت المال. قال: بضعة عشر درهما. و أري هنا أموالا لا تطيق الجمال حملها...

و خرج سفيان.

و لما راجع المنصور كاتبه ليقتل سفيان قال له «اسكت يا أنوك (أحمق). فما بقي علي الأرض من يستحي منه غير (مالك) و سفيان». [4] .



[ صفحه 85]



و إذا كان هذان الإمامان اللذان ليس في الأرض غيرهما، تلميذين في مجلس الإمام الصادق... يلتمسان علمه و يترسمان هديه، فما أحوج الخليفة إلي أن يقارب مجلس الصادق بأن يدعوه إلي مجلسه.

الحق أن أباجعفر كان من فزعه من الآخرة و حاجته إلي رضي الرعية صادق



[ صفحه 86]



الرغبة في التقرب إلي العلماء، و من أجل ذلك كان يرضي منهم ما يصك مسامعه من النقد و إن كان لا يستجيب له. (!)

طلب ذلك من صديقه عمرو بن عبيد، و المعافري، [5] فاعتزلاه لكثرة الظلم علي بابه كما قالا له. وهز ضميره ابي أبي ذؤيب و توعده بجهنم. و كمثله صنع ابن طاووس فقبل استعفاء الصديقين، و أقر صدق ابن أبي ذؤيب [6] فقال له: لو لا أنني أعلم أنك صادق لقطعت عنقك، كما ارتاح لابن طاووس مع رفضه أن يطيعه مخافة أن تؤدي طاعته إلي المشاركة في معصية. و لقد رفض أبوحنيفة أن يجلس للقضاء في دولته بحجة الخوف من أن يظلم الناس إرضاء لحاشية يحب أبوجعفر أن يكرمها. و ما إكرام الحاشية إلا الحكم لمصلحتها فيما ترتكب من مظالم، لحساب صاحب السلطان أو نتيجة إغضائه. و هذا رد فقهي من إمام أهل الرأي يتضمن التنديد بأبي جعفر و صحبته.

و صحبة الظالم وجه مشاركة في الحكم، و ربما في الظلم، بتوطيد الأمور للظالم أو بتمكينه أن يبلغ غرضه، أو تقديم مصلحته علي مصلحة المحكومين. و فيها شهادة له في الناس. فهي شركة خاسرة في الدنيا و الآخرة. و الإمام الصادق هو القائل «أيما مؤمن قدم مؤمنا إلي قاض أو سلطان جائر، فقضي عليه بغير حكم الله، فقد شركه في الإثم».



[ صفحه 87]



و ذات يوم دخل زياد الفندي علي الامام الصادق (عليه السلام) فقال له: وليت لهؤلاء؟ يقصد أصحاب السلطان - قال زياد: نعم... لي مروة و ليس وراء ظهري مال. و إنما أواسي إخواني من عمل السلطان. فقال: «يا زياد. أما إذ كنت فاعلا، فإذا دعتك نفسك إلي ظلم الناس عند القدرة علي ذلك فاذكر قدرة الله عزوجل علي عقوبتك و ذهاب ما أتيت إليهم عنهم، و بقاء ما أتيت إلي نفسك عليك».

و في واحد من اللقاءات يقول الصادق (عليه السلام) مخاطبا المنصور «لقد بلغت ثلاثة و ستين، و فيها مات أبي و جدي» ليعلن له الاستخفاف بالموت الذي يتهدد الناس به، و أن الإمامين اللذين قضيا - زين العابدين و الباقر عليهماالسلام - لم يعمرا أكثر مما عمر، و لكل أجل كتاب... فماذا يهاب؟ إنه يطلق إعلانه بلغة عالية، و في هدوء قادر علي أن يطفئ جذوة رجل خصم، و في توكل علي الله يبلغه مأمنه. فهو إذا واجهه واجهه و الله معه.

أرسل إليه المنصور ذات يوم رزام بن قيس يدعوه للقائه، ففصلا عن المدينة، حتي بلغا النجف فنزل الامام عن راحلته فأسبغ الوضوء و صلي ركعتين ثم رفع يديه و هو يقول: «اللهم بك أستفتح، و بك أستنجح، و بمحمد عبدك و رسولك أتوسل. اللهم سهل حزونته و ذلل لي صعوبته و أعطني من الخير أكثر مما أرجو و اصرف عني من الشر أكثر مما أخاف».

ثم ركب راحلته حتي إذا بلغا قصر المنصور، أعلم المنصور بمكانه. فلم يحجبه قليلا أو كثيرا، بل تفتحت الأبواب و رفعت الستر. فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه، و أخذ بيده و ماشاه... حتي انتتهي به إلي مجلسه... ثم أقبل عليه يسأله عن حاله.

و ذات يوم عزم المنصور علي حاجبه الربيع بن يونس أن يدعوه، و كانت تبرق في أساريره بوارق الخطر. فلما خرج من اللقاء بسلام، سأل الربيع الإمام الصادق عليه السلام عن الدعاء الذي دعا به ربه، فأكرمه الله في لقاء المنصور. فأخبره به. فالصادق يستحضر رضي بارئ السماء في كل آونة، و تعينه السماء.

و مع ذلك السلام الذي نشده الصادق و علمه، يروي الطبري أن المنصور لما عزم



[ صفحه 88]



الحج - في آخر أيامه - دعا ريطة بنت أبي العباس زوج المهدي، و كان زوجها بالري، فأوصاها بما شاء و دفع إليها مفاتيح غرفة بها خزانته، و أمرها ألا تسلمها إلي المهدي إلا عندما يجي ء نبأ موت المنصور. فلما مات ذهبت ريطة و المهدي ففتحا الغرفة فإذا بقتلي من بني علي (عليه السلام) في آذانهم رقاع... فيها أنسابهم... و هم بين شيوخ و شباب و أطفال. فلما رأي المهدي ذلك ارتاع. فحفرت لهم مقبرة دفنوا فيها ثم بني عليها دكانا.

لم يكن المنصور يكتفي بأن يقول مقالة لويس الرابع عشر بعد ثمانية قرون «أنا الدولة»... ذلك المقال الذي نبذه و استهجنه الساسة و المؤرخون في الشرق و الغرب، بل كان المنصور يدعي دعوي أبعد و أشد. كان يخطب فيقول: «إنما أنا سلطان الله في الأرض» فيجمع في يده ما عجز عنه الأباطرة و البابوات جميعا! فإنما تقاسم الإمبراطور و الكنيسة الأشياء، في القرن التاسع للميلاد، فصار لقيصر ملك الأرض و للكنيسة مملكة السماء. أما أبوجعفر المنصور فادعي في الأرض سلطان السماء. و أي شي ء يستبعد علي صاحب هذه الدعوي!!

و المنصور - مع ذلك - ليس إلا واحد من المستبدين الذين يزخر التاريخ بخطاياهم أو ضحاياهم.

إليك مثلا واحدا من تاريخ الدولة التي تلقي إليها الديمقراطية الغربية مقاليدها: لقد أرسل (هنري الأول) ملك انجلترا فرسانه يقتلون (توماس) بيكت رئيس أساقفة لندن من أجل خلافه معه في ولاية العهد لابنه في الثلث الأخير من القرن الثاني عشر. و في الثلث الأول من القرن السادس عشر القي (هنري الثامن) ملك إنجلترا (توماس) ولزي رئيس أساقفة يورك في السجن ريثما يصدر عليه حكم الإعدام فمات قبل أن يعدم. ثم أرسل إلي المقصلة (توماس) مور كبير قضاته من أجل خلافهما له في زواجه و طلاقه.



[ صفحه 89]



و لقد كان فزع المنصور من أجل دولته حريا أن يخرجه عن الاتزان فيستحوذ عليه الشيطان، لولا دور الإمام الصادق (عليه السلام) في كبح جماحه في بعض الاحيان.

و الذين يهابون لقاء الملوك ضعفاء عن إخفاء دخائلهم، من البغض أو الحسد أو الخوف. و الذين ليس في قلوبهم من ذلك شي ء يشجعون. أما الأمة فالله معهم. و هو حسبهم... و أين من هذا الذي معه مالك الأرض و السماء، ملوك دولة أو إقليم!

من أجل ذلك يشجع الرجال الصدق إذ يستشهدون . و من أجله نظر الصادق إلي المنصور في شجاعة و صدق... فكان يلزمه القصد و النصفة.

و المنصور عليم بما يجري في ملكه، و هو يبث جواسيسه في كل مكان... فلم يلبث سنين حتي أصبح يعلم بكاء بنت (مالك بن أنس) من الجوع في داخل الدار، و هي و أبوها يكتمانه إلا علي الله سبحانه!

و المنصور هو القائل عن أوتاد حكمه: ما أحوجني إلي أن يكون علي بابي أربعة نفر لا يكون علي بابي أعف منهم. و هم أركان الدولة لا يصلح الملك إلا بهم. أما أحدهم فقاض لا تأخذه في الله لومة لائم. و الآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي. و الثالث صاحب خراج يستقصي و لا يظلم الرعية. ثم عض علي إصبعه السبابة ثلاث مرات يقول: آه آه. قيل ما هو يا أميرالمؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب خبر هؤلاء علي الصحة.

و بقي عاضا علي اصبعه و سيعض علي يده يوم القيامة.



[ صفحه 91]




پاورقي

[1] مالك بن أنس - عبدالحليم الجندي - طبعة دار المعارف ص 238 حيث تفصيل الواقعة.

[2] كان صاحب فقه و أدب. سأل عن صاحب له فقيل تركناه يريد أن يموت فضحك قوم، فقال: لقد ضحكتم منها عربية! قال عزوجل «فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه» يعني يكاد أن ينقض. فوثب أبوعمرو بن العلاء فقبل رأسه و قال «لا نزال و الله بخير مادام مثلك فينا» و أبوعمرو من أئمة اللغة الأولين.

[3] في ضواحي مدينة الحلة العراقية.

[4] يروي مالك أنه استدعاه فدخل فوجد عنده ابن أبي ذؤيب (159) و القاضي ابن سمعان، فسأل مالكا عن حكمه (حكم المنصور) هو عدل أم جور فاستعفاه مالك من الجواب. فسأل ابن سمعان عن حكمه فأثني عليه. فسأل ابن أبي ذؤيب فأجاب: أنت والله عندي شر الرجال... استأثرت بمال الله و رسوله و سهم ذوي القربي و اليتامي و المساكين و أهلكت الضعيف و أتعبت القوي و أمسكت أموالهم. فما حجتك غدا بين يدي الله؟. قال المنصور: ويحك! ما تقول؟. قال: رأيت أسيافا و إنما هو الموت و لابد منه. عاجله خير من آجله.

قال مالك: ثم خرجا و جلست. فقال المنصور: أجد رائحة الحنوط عليك؟ قلت: أجل، لما نمي إليك عني مانمي و جاءني رسولك ظننت أنه القتل. قال: أو ماتراني اسعي في أود الإسلام و إعزاز الدين عائذا بالله... يا أبا عبدالله انصرف إلي مصرك راشدا مهديا... و إن احببت ما عندنا فنحن ممن لا يؤثر عليك أحدا. قلت: إن يجبرني علي ذلك أميرالمؤمنين فسمعا و طاعة، و إن يخيرني اخترت العافية... قال: انصرف إلي أهلك معافي مكلوءا. فلما أصبحنا أمر بصرر دنانير في كل صرة خمسة آلاف درهم ثم دعا برجل من شرطته فقال له: تدفع إلي كل رجل منهم صرة. أما مالك إن أخذها فبسبيله، و إن ردها عليك فلا جناح عليه. و إن كان ابن سمعان ردها. فأتني برأسه و ان أخذها فهي عافيته. و إن أخذها ابن أبي ذؤيب فأتني برأسه و إن ردها عليك فسبيله.

قال مالك: أما ابن سمعان فأخذها و سلم. و أما ابن أبي ذؤيب فردها و سلم. و أما أنا فكنت و الله محتاجا إليها فأخذتها. ثم رحل أبوجعفر متوجها إلي العراق.

و روي مالك أنه استدعاه يوما و عبيدالله بن طاووس بن كيسان، و كان طاووس فقيه اليمن حتي مات في سنة 106 (طاووس بن كيسان تلميذ ابن عباس جد أبي جعفر). قال أبوجعفر: حدثني حديث أبيك. قال عبيدالله: حدثني أبي أن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فأدخل عليه الجور في حكمه. قال مالك: فضممت ثيابي خوفا من أن يصيبني دمه. فقال المنصور ناولني هذه الدواة... ثلاث مرات. فلم يفعل. قال أبوجعفر: لم لا تناولني؟ قال: أخاف أن تكتب بها معصية فأكون قد شاركتك فيها. قال: قوما عني، ذلك ما كنا نبغي. قال مالك: فما زلت أعرف لابن طاووس فضله منذ ذلك اليوم.

و يروي الإمام الشافعي حول أساطين جامع عمرو عن عمه محمد بن علي بن شافع مثل ذلك. عندما قال له ابن أبي ذؤيب أخذت المال من غير حله و جعلته في غير أهله و أن المنصور رد عليه بقوله: و الله لولا أنا لأخذت أبناء الفرس و الروم و الديلم هذا المكان منك. فوالله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك.

أما عمرو بن عبيد فكان أبوجعفر المنصور يستقبله بالترحاب و ينشد في نزاهته الشعر (كلكم يمشي رويد. كلكم طالب صيد. غير عمرو بن عبيد) و هو زعيم المعتزلة الذين يطلقون ألسنتهم في الملوك و الصحابة. دخل عليه فقال له «إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها و اذكر ليلة تتمخض عن يوم لا ليلة بعده» قال الربيع بن يونس حاجب المنصور: يا عمرو غممت أميرالمؤمنين. قال عمرو للمنصور «إن هذا صحبك عشرين سنة لم يرلك عليه أن ينصحك يوما واحدا. و ما عمل وراء بابك بشي ء من كتاب الله و لا سنة نبيه» قال أبوجعفر المنصور: فما أصنع، قلت لك خاتمي في يدك فتعال و أصحابك فاكفني. قال عمرو: لا. أدعنا بعدلك، تتسخ أنفسنا بعونك، ببابك ألف مظلمة اردد منها شيئا نعلم أنك صادق. و لما مات عمرو كان أول واحد من الرعية، و آخر واحد، ينظم في رثائه الخليفة شعرا. و من أبياته:



و إذا الرجال تنازعوا في شبهة

وصل الحديث بحجة و بيان



و لو ان هذا الدهر أبقي صالحا

أبقي لنا عمرا أباعثمان



و الجاحظ من تعصبه لزعيمه يقول فيه «إن عبادته تفي بعبادة عامة الفقهاء و المحدثين».

و ستبقي صلة المعتزلة بالدولة العباسية طويلا بعد وفاة عمرو و أبي عمرو و أبي جعفر لأن المعتزلة يمدون إلي بني العباس سببا علميا و سببا سياسيا. قالوا: إن واصلا (و هو زعيمهم مع أخي زوجته عمرو ابن عبيد) أخذ أصوله عن أبي هاشم (98) عبدالله بن محمد الحنفية - ابن علي بن أبي طالب و كان أبوهاشم قدريا مثلهم - ينفي القدر - و يضيفون أن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس: 1 - تعلم علي أبي هاشم، 2 - و تلقي منه الوصية بالإمامة بعده - دون بني علي بن أبي طالب - عندما أحس أبوهاشم بدنو أجله إذ دس السم إليه سليمان بن عبدالملك.

[5] لما استخلف أبوجعفر قصد إليه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم المعافري قادما من القيروان و كان زميلا له في عهد الطلب، فعرض عليه المقام ببغداد. و قال له كيف رأيت ما وراء بابنا؟ فأجابه: رأيت ظلما فاشيا و أمرا قبيحا. قال: لعله فيما بعد من بابي. فأجابه: بل كلما قربت استفحل الأمر و غلظ. قال: ما يمنعك أن ترفع ذلك إلينا و قولك مقبول عندنا؟ فأجابه: رأيت السلطان سوقا... و إنما يرفع إلي كل سوق ما ينفق فيها. قال: كأنك كرهت صحبتنا؟ فأجابه: ما يدرك المال و الشرف إلا من صحبتكم. و لكني تركت عجوزا، و إني أحب مطالعتها.

[6] يفضل أحمد بن حنبل ابن أبي ذؤيب علي مالك لمجاهرته بالحق في وجه أبي جعفر. و تقدير الشافعي لابن أبي ذؤيب يتراءي في رأي تلميذه أحمد. و في رواية الشافعي عن عمه في صدده. أما تقدير مالك فكان عن مشاهدة أو مشاركة.


شبلنجي


اين عارف بزرگ رباني نيز كه يكي ديگر از مؤلفين مشهور اهل سنت است در كتاب معروفش به اسم نورالابصار نوشته است: «كان جعفر الصادق (رضي الله عنه) مستجاب الدعوة و اذا سأل الله شيئاً لم يتم قوله الا و هو بين يديه» [1] .

يعني: جعفر صادق(رضي الله عنه) مستجاب الدعوه بود و دعايش هميشه مورد قبول حق تعالي واقع مي شد و چون از خداوند چيزي مي خواست هنوز قولش پايان نيافته بود چيز مورد نظر برايش مهيا بود.


پاورقي

[1] نورالابصار، ص 170.


نام دوازده امام در لوح حضرت زهرا


حمويني در حديثي از جابر بن عبدالله انصاري آورده است كه جابر گفت:

به محضر مولايم، فاطمه دختر محمد مشرف شدم تا تولد امام حسين عليه السلام را به او تبريك گويم. لوحي در دست حضرت فاطمه عليهاالسلام ديدم از دره بيضاء. گفتم: اي سيد نسوان! اين صحيفه چيست؟ فرمود: در اين ورق، نام ائمه از اولاد من نوشته شده است. گفتم: به من دهيد تا در آن بنگرم. حضرت فرمود: اي جابر! بي گمان جز بر پيامبر و وصي او و اهل بيتش كسي مجاز نيست آن را لمس كند، ولي تو مجازي بر آن بنگري (بدون اينكه آن را لمس كني). خواندم در آن نوشته بود: ابوالقاسم محمد بن عبدالله المصطفي، مادرش آمنه؛ ابوالحسن علي بن ابي طالب المرتضي، مادرش فاطمه بنت اسد، فرزند هاشم بن عبدمناف؛ ابومحمد حسن بن علي و ابوعبدالله الحسين بن علي التقي، مادرشان فاطمه بنت محمد؛ ابومحمد علي بن الحسين العدل، مادرش شاه بانو دختر يزدجرد بن شاهنشاه؛ ابوجعفر محمد بن علي الباقر، مادرش ام عبدالله دختر حسن بن علي بن ابي طالب؛ ابوعبدالله جعفر بن محمد الصادق، مادرش ام فروه دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر؛ ابوابراهيم موسي بن جعفر الثقه، مادرش كنيزي به نام حميده؛ ابوالحسن علي بن موسي الرضا، مادرش كنيزي به نام نجمه؛ ابوجعفر محمد بن علي الزكي، مادرش كنيزي به نام خيزران؛ ابوالحسن علي بن محمد الامين، مادرش كنيزي به نام سوسن؛ ابومحمد الحسن بن علي الرفيق، مادرش كنيزي به نام سمانه؛ ابوالقاسم محمد بن الحسن كه او قائم خداست، مادرش كنيزي به نام نرجس صلوات الله عليهم اجمعين. [1] .



[ صفحه 16]




پاورقي

[1] فوائد السمطين، ج 2 ص 141.


صاحب سيراعلام النبلاء و امام صادق


صاحب «سيراعلام النبلاء» درباره ي امام صادق(ع) مي نويسد:

جعفر بن محمد بن علي بن حسين كه از فرزندان حسين بن علي ريحانه ي رسول خدا(ص) است، يكي از بزرگان است كه مادرش «ام فروه » دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر است و مادر ام فروه «اسماء» دخترعبدالرحمان بن ابي بكر است. به همين جهت است كه آن حضرت مي گفت: من از دو جهت به ابوبكر منتسبم. او بزرگ بني هاشم است. از محضرعلمي او افراد بسياري كسب فيض كردند، از جمله، فرزندش «موساي كاظم »، «يحيي بن سعيد انصاري »، «يزيد بن عبدالله »، «ابوحنيفه »، «ابان بن تغلب »، «ابن جريح »، «معاويه بن عمار»، «ابن اسحاق »، «سفيان »، «شبعه »، «مالك »،«اسماعيل بن جعفر»، «وهب بن خالد»، «حاتم بن اسماعيل »،«سليمان بن بلال »، «سفيان بن عينيه »، «حسن بن صالح »،«حسن بن عياش »، «زهيربن محمد»، «حفص بن غياث »، «زيد بن حسن »، «انماطي »، «سعيد بن سفيان اسلمي »، «عبدالله بن ميمون » «عبدالعزيز بن عمران زهري »، عبدالعزيزدراوري »،«عبدالوهاب ثقفي »، «عثمان بن فرقد»، «محمد بن ثابت بناني »، «محمد بن ميمون زعفراني »، «مسلم زنجي »، «يحيي قطان »، «ابوعاصم نبيل » و... [1] .

همو در كتاب «ميزان الاعتدال » مي نويسد:

جعفربن محمد يكي از امامان بزرگ است كه مقامي بس بزرگ دارد و نيكوكار و صادق است. [2] .


پاورقي

[1] سير اعلام النبلاء، ج 6، ص 255 و256.

[2] لغت نامه دهخدا، ج 9، ص 130- 323.


محمد بن ابي بكر


جد اين بانو (ام فروه)، «محمد» مي باشد. محمد پدرش ابوبكر و مادرش اسماء بنت عميس است. اسماء بنت عميس بعد از ابوبكر و بعد از شهادت فاطمه زهرا (سلام الله عليها) به عقد امير المؤمنين عليه السلام در آمد.

محمد گرچه فرزند ابوبكر است، ليكن تربيت يافته علي عليه السلام مي باشد. وي آن گونه ملازم و همراه علي بود كه حتي مردم پدري غير از علي براي وي



[ صفحه 26]



نمي شناختند. اين گونه سخن از اميرالمؤمنين در اين رابطه رسيده است: محمد فرزند من از صلب ابوبكر است، محمد ابني من صلب ابي بكر. [1] هنگامي كه خبر شهادت محمد به علي عليه السلام رسيد سخت اندوهگين شد؛ هنگامي كه سبب اندوه را جويا شدند فرمود: وي دست پرورده ي من و برادري براي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بود، من خويش را پدر وي مي دانم، كان لي ربيبا و كان لنبي اخا و كنت له والدا. [2] .

محمد كه از ياران زيرك و سترگ علي عليه السلام بود، هنگامي كه امير المؤمنين وي را به استانداري مصر منصوب نمود، عهدنامه اي را براي وي نوشت. در اين عهد نامه نگاشت حتي لحظه ها و نگاه هاي چشمت را در ميان مردم مساوي تقسيم كن، تا اشراف و بزرگان در مورد تو طمع نكنند، و آس بينهم في اللحظة و النظرة. [3] اين نامه بعد از شهادت محمد، به دست معاويه افتاد. [4] .

هنگامي كه نيروهاي معاويه به فرماندهي «معاويه بن حديج» به محمد دسترسي پيدا كردند، وي را تشنه كام و دست بسته در داخل شكم الاغ مرده قرار داده و آتش زدند. [5] محمد را افتخار همين بس كه امير مؤمنان از وي به عنوان «شهيد» ياد مي كند، محمد بن ابي بكر رحمه الله قد استشهد فعند الله نحسبه ولدا ناصحا و عاملا كادحا و سيفا قاطعا و ركنا دافعا، [6] «محمد كه



[ صفحه 27]



خدايش رحمت كند شهيد شد. وي فرزندي خير خواه و كارگزاري پر تلاش و تيغي برنده و ركني استوار بود».

از امام باقر عليه السلام درمورد «محمد» اين گونه وارد شده است، محمد ابن ابي بكر بايع عليا علي البرائة من ابيه، [7] «محمد بر اساس بي زاري از پدرش ابوبكر، با علي عليه السلام بيعت كرد».

امام صادق عليه السلام درمورد جدش محمد بن ابي بكر مي فرمايد: خدا او را رحمت كند، نجابت و اصالت وي از جانب مادرش مي باشد، كان إنجابه من قبل امه اسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل ابيه. [8] .

بنابراين مادر امام صادق عليه السلام از جانب پدر به محمد بن ابي بكر، و از جانب مادر به فرزند ديگر ابوبكر يعني عبدالرحمن بن ابي بكر متصل مي گردد. [9] .


پاورقي

[1] سفينة البحار، ج 1، ص 313.

[2] همان.

[3] نهج البلاغه، نامه 27، ص 289.

[4] سفينة البحار، ج 1، ص 313.

[5] حيات الحيوان، ج 1، ص 308.

[6] نهج البلاغة، نامه 35، ص 310.

[7] رجال كشي، ص 64.

[8] همان.

[9] كافي، باب مولد ابي عبدالله، عمدة الطالب، ص 238، كشف الغمة، ج 2، ص 347، و معجم رجال الحديث، ج 15، ص 49.


صبر


امام صادق (عليه السلام) در برابر سختيها و مصيبتها بسيار پايدار بود. در برابر سختيهايي كه حكومت برايش ايجاد مي كرد و گاه حتي شبانه به منزلش مي ريختند و به مرگ تهديدش مي كردند، استوار بود. او در غم از دست دادن فرزندان بسيار صبور بود. روزي با ميهمانانش بر سر سفره بود كه خبر در گذشت پسر بزرگش اسماعيل را آوردند. با آنكه اسماعيل را بسيار دوست داشت نه تنها بي تابي نكرد، بلكه با ميهمانان نشست، لبخند زد، پيش ميهمانان غذا گذاشت و آنها را به خوردن تشويق كرد و از روزهاي ديگر بهتر غذا خورد. ميهمانان از اين كه او را غمگين نديدند تعجب كردند و سبب را پرسيدند. حضرت فرمود: «چرا چنين نباشم، راستگوترين راستگويان به من خبر داده است كه من و شما خواهيم مرد.» چون كودكش مريض شده بود، غمگين بود و چون كودك درگذشت، اندوه را به كناري نهاد و به جمع ياران پيوست. پرسيدند: «تا كودك بيمار بود، غمگين بودي و چون درگذشت، غم از چهره زدودي »؟ فرمود: «ما خانداني هستيم كه پيش از وقوع مصيبت اندوهگين مي شويم و چون فرمان حق در رسد به قضا رضا مي دهيم و تسليم فرمان حق هستيم. در فراق از دست دادن ياران و خويشاوندان اشك مي ريخت، ولي پيوسته راست قامت بود. در شهادت عمويش «زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)» گريست. در گرفتاري، شكنجه ها و شهادت عموزادگانش گريست، ولي همچنان پايدار ايستاد.


تقدير از تلاشهاي علمي


بسياري از شاگردان امام صادق عليه السلام در حفظ آثار اهل بيت تلاشهاي فراواني كردند و تقريباً در تمام ابواب فقهي و ديگر زمينه هاي عقيدتي و اخلاقي و غير آن از حضرتش حديث و روايت نقل كرده اند. زرارة بن اعين و ابوبصير و محمد بن مسلم و بريد بن معاويه از همان چهره هاي محترم و شاگردان مكتب آن حضرت صادق عليه السلام هستند. بدين جهت امام عليه السلام اين تلاشهاي صادقانه را مورد تقدير قرار داده و درباره زراره فرموده است: «رحم الله زرارة بن اعين، لولا زرارة لا ندرست آثار النبوة و احاديث ابي; [1] «خداي رحمت كند زرارة بن اعين را. اگر زراره نبود آثار نبوت و احاديث پدرم از بين مي رفت.»

همچنين درباره وي و محمد بن مسلم و بريد بن معاويه و ليث بختري فرمود: اينان از نجبا هستند و از امناي الهي در حلال و حرام خدا مي باشند; اگر ايشان نبودند آثار نبوت منقطع مي شد و از بين مي رفت. [2] .

نيز به سليمان بن خالد فرمود: هيچ كس احاديث پدرم را زنده نكرد مگر زراره و ابوبصير و ليث مرادي و محمد بن مسلم و بريد بن معاويه عجلي و... ; اينان حافظان دين و امناي پدرم بر حلال و حرام خدا هستند... [3] .


پاورقي

[1] اختصاص مفيد، ص 61.

[2] تنقيح المقال، ج 1، ص 165.

[3] همان، ص 165.


تقيه سياسي


مواردي از تقيه سياسي در سيره امام صادق عليه السلام و يارانش را مي توان اين گونه برشمرد:

1. پوشيدن لباس سياه در فقه شيعه مكروه است، اما اين لباس در زمان قيام عباسيان و پس از آن، به صورت شعار آنان درآمد و لذا در تاريخ با عنوان «مسودة» (سياه جامگان) معروف شدند. در روايتي آمده است هنگامي كه امام صادق عليه السلام در «حيره» به سر مي برد، فرستاده ابوالعباس سفاح براي او لباس باراني فرستاد كه يك طرف آن سفيد و طرف ديگر آن سياه بود. امام عليه السلام آن را پوشيد و فرمود: «اما اني البسه و انا اعلم انه لباس اهل النار [1] ؛ من آن را مي پوشم در حالي كه مي دانم لباس اهل آتش است.» در روايت ديگري به همين مضمون چنين وارد شده است كه امام عليه السلام حتي آستر و پنبه لباس هاي خود را سياه كرده بود. [2] .

2.امام صادق عليه السلام در حديثي مي فرمايند:

«كلما تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية؛ هرچه به اين امر نزديك تر مي شويم، تقيه شديدتر مي گردد.» [3] .

علامه مجلسي هذاالأمر را به «خروج قائم عليه السلام» تفسير كرده است. اما شايد بتوان آن را به قصد امام عليه السلام براي قيام و نزديك شدن زمان آن نيز تفسير نمود كه البته به علت دگرگوني شرايط محقق نشد.

3.با آن كه زيارت امام حسين عليه السلام در كربلا در آن زمان براي شيعيان خطراتي را دربرداشت، اما به جهت خاموش نشدن اين مشعل فروزان، امام صادق عليه السلام شيعيان را به زيارت بسيار مختصري كه مخصوص حال تقيه است، توصيه مي نمايند. بدين قرار: اين زيارت پس از غسل و پوشيدن لباس تميز، فقط بر سه مرتبه گفتن «صلي الله عليك يا ابا عبدالله» مشتمل است. [4] در روايت ديگري، امام صادق عليه السلام ضمن بيان آداب زيارت، سفارش به تقيه را يادآور مي شوند و مي فرمايند: «وَ يلزمك التقية التي هي قوام دينك بها؛ لازم است تقيه اي كه قوام دين به آن است را رعايت كني.» [5] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 3، ص 279، ح 6.

[2] همان، ص 280، ح 9.

[3] بحارالانوار، ج 75، ص 434، ح 97.

[4] وسائل الشيعه، ج 10، ص 357، ح 3.

[5] همان، ص 413، ح 1.


منشور حياتبخش امام صادق به پيشه وران


در سيره اقتصادي امام ششم عليه السلام، بازرگانان امين و راستگو جايگاه والايي دارند. عبدالرحمن بن سيابه مي گويد: هنگامي كه پدرم از دنيا رفت، يكي از دوستان پدرم به منزل ما آمد و بعد از تسليت گفت: آيا از پدرت ارثي باقي مانده است تا بتواني به وسيله آن امرار معاش كني؟ گفتم: نه. او كيسه اي كه محتوي هزار درهم بود، به من تحويل داد و گفت: اين سرمايه را خوب حفظ كن و از سود آن زندگي خود را اداره كن! من با خوشحالي پيش مادرم دويدم و اين خبر را به وي رساندم. هنگام شب پيش يكي ديگر از دوستان پدرم رفتم و او زمينه تجارت را برايم فراهم كرد. به اين ترتيب كه با ياري او مقداري پارچه تهيه كرده، در مغازه اي به تجارت پرداختم. به فضل الهي كار معامله رونق گرفت و من در اندك زماني مستطيع شدم و آماده اعزام به سفر حج گرديدم.

قبل از عزيمت پيش مادرم رفتم و قصد خود را با او در ميان گذاشتم. مادر به من سفارش كرد كه پسرم! قرضهاي فلاني را (دوست پدرم) اول بپرداز، بعد به سفر برو! من نيز چنين كردم. با پرداخت وجه، صاحب پول چنان خوشحال شد كه گويا من آن پولها را از جيب خودم به وي بخشيدم و به من گفت: چرا اين وجوه را پس مي دهي، شايد كم بوده؟ گفتم: نه، بلكه چون مي خواهم به سفر حج بروم، دوست ندارم پول كسي نزدم باشد.

عازم مكه شدم و بعد از انجام اعمال حج در مدينه به حضور امام صادق عليه السلام شرفياب شدم. آن روز خانه امام عليه السلام خيلي شلوغ بود. من كه در آن موقع جوان بودم، در انتهاي جمعيت ايستادم. مردم نزديك رفته و بعد از زيارت آن حضرت، پاسخ پرسشهايشان را نيز دريافت مي كردند.

هنگامي كه مجلس خلوت شد، امام به من اشاره كرد و من نزديك رفتم. فرمود: آيا با من كاري داري؟ عرض كردم: قربانت گردم من عبدالرحمن بن سيابه هستم. به من فرمود: پدرت چه كار مي كند؟ گفتم: او از دنيا رفت. حضرت ناراحت شد و به من تسليت گفت و به پدرم رحمت فرستاد. آن گاه از من پرسيد: آيا از مال دنيا براي تو چيزي به ارث گذاشت؟ گفتم: نه. فرمود: پس چگونه به مكه مشرف شدي؟ من نيز داستان آن مرد نيكوكار و تجارت خود را براي آن بزرگوار شرح دادم.

هنوز سخن من تمام نشده بود كه امام پرسيد: هزار درهم امانتي آن مرد را چه كردي؟ گفتم: يابن رسول الله! آن را قبل از سفر به صاحبش برگرداندم. امام با خوشحالي گفت: احسنت! سپس فرمود: آيا سفارشي به تو بكنم؟ گفتم: جانم به فدايت! البته كه راهنماييم كنيد! امام فرمود: «عليك بصدق الحديث و اداء الامانة تشرك الناس في اموالهم هكذا و جمع بين اصابعه; بر تو باد راستگويي و امانت داري، كه در اين صورت شريك مال مردم خواهي شد. سپس امام انگشتان دستانش را در هم فرو برد و فرمود: اين چنين.» عبدالرحمن بن سيابه مي گويد: در اثر عمل به سفارش امام، آن چنان وضع مالي من خوب شد كه در مدتي كوتاه سيصد هزار درهم زكات مالم را به اهلش پرداختم. [1] .


پاورقي

[1] الكافي، ج 5، ص 134; بحارالانوار، ج 47، ص 384.


ترك فرمان خدا


خداوند مي فرمايد: بر ذمه عموم مردم است كه آهنگ خانه او كنند، آنها كه توانائي رفتن به سوي آن را دارند، (حج بر كساني كه مستطيع باشند واجب است) و هر كس كفر ورزد (و فرمان خدا را ترك گويد و حج بجاي نياورد، تنها به خويشتن ضرر زده، چرا كه) خداوند از همه جهانيان بي نياز است. [1] .


پاورقي

[1] آل عمران، آيه 97.


مناظرات أصحابه مع المخالفين


1 - ج: البرقي، عن أبيه، عن شريك بن عبد الله، عن الاعمش قال: اجتمعت الشيعة والمحكمة عند أبي نعيم النخعي بالكوفة، وأبو جعفر محمد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر، فقال ابن أبي خدرة: أنا اقرر معكم أيتها الشيعة أن أبا بكر أفضل من علي وجميع أصحاب النبي صلي الله عليه وآله بأربع خصال لا يقدر علي دفعها أحد من الناس، هو ثان مع رسول الله صلي الله عليه وآله في بيته مدفون، وهو ثاني اثنين معه في الغار، و هو ثاني اثنين صلي بالناس آخر صلاة قبض بعدها رسول الله صلي الله عليه وآله، وهو ثاني اثنين الصديق من الامة، قال أبو جعفر مؤمن الطاق رحمة الله عليه: يا ابن أبي خدرة وأنا اقرر معك أن عليا عليه السلام أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبي صلي الله عليه وآله بهذه الخصال التي وصفتها، وأنها مثلبة لصاحبك والزمك طاعة علي صلي الله عليه من ثلاث جهات من القرآن وصفا، ومن خبر رسول الله صلي الله عليه وآله نصا، ومن حجة العقل اعتبارا، ووقع الاتفاق علي إبراهيم النخعي، وعلي أبي إسحاق السبيعي، وعلي سليمان بن مهران الاعمش. فقال أبو جعفر مؤمن الطاق: أخبرني يا ابن أبي خدرة عن النبي صلي الله عليه وآله أترك بيوته التي أضافها الله إليه، ونهي الناس عن دخولها إلا باذنه ميراثا لاهله وولده؟ أو تركها صدقة علي جميع المسلمين؟ قل: ما شئت، فانقطع ابن أبي خدرة لما أورد عليه ذلك، وعرف خطأ ما فيه، فقال أبو جعفر مؤمن الطاق: إن تركها ميراثا لولده وأزواجه فانه قبض عن تسع نسوة، وإنما لعائشة بنت أبي بكر تسع ثمن هذا



[ صفحه 397]



البيت الذي دفن فيه صاحبك ولم يصبها من البيت ذراع في ذراع، وإن كان صدقة فالبلية أطم وأعظم فإنه لم يصب له من البيت إلا مالادني رجل من المسلمين، فدخول بيت النبي صلي الله عليه وآله بغير إذنه في حياته وبعد وفاته معصية إلا لعلي بن أبي طالب عليه السلام و ولده، فإن الله أحل لهم ما أحل للنبي صلي الله عليه وآله. ثم قال: إنكم تعلمون أن النبي صلي الله عليه وآله أمر بسد أبواب جميع الناس التي كانت مشرعة إلي المسجد ما خلا باب علي عليه السلام فسأله أبو بكر أن يترك له كوة لينظر منها إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فأبي عليه، وغضب عمه العباس من ذلك فخطب النبي صلي الله عليه وآله خطبة وقال: إن الله تبارك وتعالي أمر لموسي وهارون أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلا موسي وهارون وذريتهما، وإن عليا مني هو بمنزلة هارون من موسي، و ذريته كذرية هارون، ولا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله ولا يبيت فيه جنبا إلا علي وذريته عليهم السلام، فقالوا بأجمعهم: كذلك كان. قال أبو جعفر: ذهب ربع دينك يا ابن أبي خدرة وهذه منقبة لصاحبي ليس لاحد مثلها ومثلبة لصاحبك، وأما قولك ثاني اثنين إذ هما في الغار أخبرني هل أنزل الله سكينته علي رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي المؤمنين في غير الغار؟ قال: ابن أبي خدرة: نعم. قال أبو جعفر: فقد أخرج صاحبك في العار من السكينة وخصه بالحزن ومكان علي عليه السلام في هذه الليلة علي فراش النبي صلي الله عليه وآله، وبذل مهجته دونه أفضل من مكان صاحبك في الغار فقال الناس: صدقت. فقال أبو جعفر: يا ابن خدرة ذهب نصف دينك، وأما قولك ثاني اثنين الصديق من الامة أوجب الله علي صاحبك الاستغفار لعلي بن أبي طالب عليه السلام في قوله عزوجل " والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخوننا الذين سبقونا بالايمان " [1] إلي آخر الاية، والذي ادعيت إنما هو شئ سماه الناس، ومن



[ صفحه 398]



سماه القرآن وشهد له بالصدق والتصديق أولي به ممن سماه الناس، وقد قال علي عليه السلام علي منبر البصرة: أنا الصديق الاكبر آمنت قبل أن آمن أبو بكر و صدقت قبله قال الناس: صدقت. قال أبو جعفر مؤمن الطاق: يا ابن أبي خدرة ذهب ثلاث أرباع دينك، وأما قولك في الصلاة بالناس كنت ادعيت لصاحبك فضيلة لم تقم له، وإنها إلي التهمة أقرب منها إلي الفضيلة، فلو كان ذلك بأمر رسول الله صلي الله عليه وآله لما عزله عن تلك الصلاة بعينها، أما علمت أنه لما تقدم أبو بكر ليصلي بالناس خرج رسول الله صلي الله عليه وآله فتقدم وصلي بالناس وعزله عنها، ولا تخلو هذه الصلاة من أحد وجهين، إما أن تكون حيلة وقعت منه فلما حس النبي صلي الله عليه وآله بذلك خرج مبادرا مع علته فنحاه عنها لكي لا يحتج بعده علي امته فيكونوا في ذلك معذورين، وإما أن يكون هو الذي أمره بذلك وكان ذلك مفوضا إليه كما في قصة تبليغ براءة فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا عليه السلام في طلبه وأخذها منه وعزله عنها وعن تبليغا، فكذلك كانت قصة الصلاة، وفي الحالتين هو مذموم لانه كشف عنه ما كان مستورا عليه، وذلك دليل واضح لانه لا يصلح للاستخلاف بعده، ولا هو مأمون علي شئ من أمر الدين فقال الناس: صدقت. قال أبو جعفر مؤمن الطاق: يا ابن أبي خدرة ذهب دينك كله وفضحت حيث مدحت، فقال الناس لابي جعفر: هات حجتك فيما ادعيت من طاعة علي عليه السلام فقال أبو جعفر مؤمن الطاق: أما من القرآن وصفا فقوله عزوجل " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين " [2] فوجدنا عليا عليه السلام بهذه الصفة في القرآن في قوله عز وجل " والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس " [3] يعني في الحرب والتعب " اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون " فوقع الاجماع من الامة بأن عليا



[ صفحه 399]



عليه السلام أولي بهذا الامر من غيره لانه لم يفر عن زحف قط كما فر غيره في غير موضع، فقال الناس: صدقت. وأما الخبر عن رسول الله صلي الله عليه وآله نصا فقال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، وقوله صلي الله عليه وآله مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومن لزمها لحق، فالمتمسك بأهل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله هاد مهتد بشهادة من الرسول صلي الله عليه وآله، والمتمسك بغيرهم ضال مضل، قال الناس: صدقت يا أبا جعفر. وأما من حجة العقل فإن الناس كلهم يستعبدون بطاعة العالم ووجدنا الاجماع قد وقع علي علي عليه السلام أنه كان أعلم أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله، وكان جميع الناس يسألونه ويحتاجون إليه، وكان علي عليه السلام مستغينا عنهم هذا من الشاهد والدليل عليه من القرآن قوله عزوجل " أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون " [4] فما اتفق يوم أحسن منه ودخل في هذا الامر عالم كثير. وقد كانت لابي جعفر مؤمن الطاق مقامات مع أبي حنيفة فمن ذلك ما روي أنه قال يوما من الايام لمؤمن الطاق: إنكم تقولون بالرجعة؟ قال: نعم قال: أبو حنيفة: فأعطني الان ألف درهم حتي اعطيك ألف دينار إذا رجعنا، قال الطاقي لابي حنيفة: فأعطني كفيلا بأنك ترجع إنسانا ولا ترجع خنزيرا. وقال له يوما آخر: لم لم يطالب علي بن أبي طالب بحقه بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله إن كان له حق؟ فأجابه مؤمن الطاق فقال: خاف أن تقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة. وكان أبو حنيفة يوما آخر يتماشي مع مؤمن الطاق، في سكة من سكك الكوفة إذا بمناد ينادي من بدلني علي صبي ضال، فقال مؤمن الطاق: أما الصبي



[ صفحه 400]



الضال فلم نره، وإن أردت شيخا ضالا فخذ هذا - عني به أبا حنيفة. ولمات مات الصادق عليه السلام رأي أبو حنيفة مؤمن الطاق فقال له: مات إمامك قال: نعم، أما أمامك فمن المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم [5] .

2 - ج: إنه مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في جميع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه، فقال لصاحب كان معه: والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة فقال صاحبه الذي كان معه: إن أبا حنيفة ممن قد علت حالته و ظهرت حجته قال: مه هل رأيت حجة ضال علت علي حجة مؤمن! ثم دنا منه فسلم عليه فردها، ورد القوم السلام بأجمعهم، فقال: يا أبا حنيفة إن أخا لي يقول: إن خير الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وآله علي بن أبيطالب عليه السلام وأنا أقول: أبو بكر خير الناس وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: كفي بمكانهما من رسول الله صلي الله عليه وآله كرما وفخرا أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة تريد أوضح من هذا! فقال له فضال: إني قد قلت ذلك لاخي فقال: والله لئن كان الموضع لرسول الله صلي الله عليه وآله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله صلي الله عليه وآله لقد أساءا وما أحسنا إذ رجعا في هبتهما ونسيا عهدهما. فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له: لم يكن له ولا لهما خاصة، ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم أن النبي صلي الله عليه وآله مات عن تسع نساء ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟ وبعد ذلك فما بال عائشة وحفصة يرثان رسول الله صلي الله عليه وآله وفاطمة بنته تمنع الميراث؟ فقال أبو حنيفة: يا قوم نحوه عني فإنه رافضي خبيث [6] .



[ صفحه 401]



3 - قب: قال أبو عبيدة المعتزلي لهشام بن الحكم الدليل علي صحة معتقدنا وبطلان معتقدكم كثرتنا وقلتكم مع كثرة أولاد علي وادعائهم فقال هشام: لست إيانا أردت بهذا القول إنما أردت الطعن علي نوح عليه السلام حيث لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلي النجاة ليلا ونهارا، وما آمن معه إلا قليل. وسأل هشام بن الحكم جماعة من المتكلمين فقال: أخبروني حيث بعث الله محمدا صلي الله عليه وآله بعثه بنعمة تامة أو بنعمة ناقصة؟ قالوا: بنعمة تامة قال: فأيما أتم أن يكون في أهل بيت واحد نبوة وخلافة؟ أو يكون نبوة بلا خلافة؟ قالوا: بل يكون نبوة وخلافة، قال: فلما ذا جعلتموها في غيرها، فإذا صارت في بني هاشم ضربتم وجوههم بالسيوف فافحموا [7] .

4 - جا: الجعابي، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن التيملي، قال: وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمد بن مسلم الاشجعي، عن محمد بن نوفل قال: [كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي ف‍] [8] دخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت فذكرنا أمير المؤمنين عليه السلام ودار بيننا كلام فيه فقال أبو حنيفة: قد قلت لاصحابنا: لا تقروا لهم بحديث غدير خم فيخصموكم، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي و قال له: لم لا يقرون به أما هو عندك يا نعمان؟ قال: هو عندي وقد رويته قال: فلم لا يقرون به وقد حدثنا به حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم أن عليا عليه السلام نشد الله في الرحبة من سمعه؟ فقال أبو حنيفة: أفلا ترون أنه قد جري في ذلك خوض حتي نشد علي الناس لذلك؟ فقال الهيثم: فنحن نكذب عليا أو نرد قوله؟ فقال أبو حنيفة: ما نكذب عليا ولا نرد قولا قاله، ولكنك تعلم أن الناس قد غلا فيهم قوم. فقال الهيثم: يقوله رسول الله صلي الله عليه وآله ويخطب به ونشفق نحن منه ونتقيه لغلو غال أو قول قائل، ثم جاء من قطع الكلام بمسألة سأل عنها ودار الحديث



[ صفحه 402]



بالكوفة، وكان معنا في السوق حبيب بن نزار بن حسان فجاء إلي الهيثم فقال له قد بلغني ما دار عنك في علي وقوله - وكان حبيب مولي لبني هاشم - فقال له الهيثم: النظر يمر فيه أكثر من هذا فخفض الامر، فحججنا بعد ذلك ومعنا حبيب فدخلنا علي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام فسلمنا عليه فقال له حبيب: يا أبا عبد الله كان من الامر كذا وكذا، فتبين الكراهية في وجه أبي عبد الله عليه السلام فقال له حبيب: هذا محمد بن نوفل حضر ذلك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أي حبيب كف، خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم بأعمالكم، فان لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا، وادخلوا في دهماء الناس فان لنا أياما ودولة يأتي بها الله إذا شاء، فسكت حبيب فقال: أفهمت يا حبيب؟ لا تخالفوا أمري فتندموا، قال: لن اخالف أمرك، قال أبو العباس: سألت علي بن الحسن، عن محمد بن نوفل فقال: كوفي، قلت: ممن؟ قال: أحسبه مولي لبني هاشم، وكان حبيب بن نزار بن حسان مولي لبني هاشم، وكان الخبر فيما جري بينه وبين أبي حنيفة حين ظهر أمر بني العباس، فلم يمكنهم إظهار ما كان عليه آل محمد عليهم السلام [9] .

5 - كش: محمد بن قولويه، عن سعد، عن ابن عيسي، عن ابن فضال، عن أبي كهمس قال: دخلت علي أبي عبد الله فقال لي: شهد محمد بن مسلم الثقفي القصير عند ابن أبي ليلي بشهادة فرد شهادته؟ فقلت: نعم، فقال: إذا صرت إلي الكوفة فأتيت ابن أبي ليلي، فقل له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا، ثم سله عن الرجل يشك في الركعيتن الاوليين من الفريضة، وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات فيسقط منه واحدة كيف يصنع؟ فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: ما حملك علي أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك، وأعلم بسيرة رسول الله صلي الله عليه وآله منك.



[ صفحه 403]



قال أبو كهمس: فلما قدمت أتيت ابن أبي ليلي قبل أن أصير إلي منزلي فقلت له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس، ولا تقول قال أصحابنا قال: هات؟ قال: قلت: ما تقول في رجل شك في الركعتين الاوليين من الفريضة؟ فأطرق ثم رفع رأسه إلي فقال: قال أصحابنا، فقلت: هذا شرطي عليك ألا تقول قال أصحابنا، فقال: ما عندي فيها شئ، فقلت له: ما تقول في الرجلين يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا فقلت هذا شرطي عليك فقال: ما عندي فيها شئ، فقلت: رجل رمي الجمار بسبع حصيات فسقطت منه حصاة كيف يصنع فيها؟ فطأطأ رأسه، ثم رفعه فقال: قال أصحابنا فقلت: أصلحك الله هذا شرطي عليك فقال: ليس عندي فيها شئ، فقلت يقول لك جعفر بن محمد: ما حملك علي أن رددت شهادة رجل أعرف منك بأحكام الله وأعرف منك بسيرة رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقال لي: ومن هو؟ فقلت: محمد بن مسلم الطائفي القصير، قال فقال: والله إن جعفر بن محمد عليهما السلام قال لك هذا؟ فقلت: والله إنه قال لي جعفر هذا، فأرسل إلي محمد بن مسلم فدعاه فشهد عنده بتلك الشهادة فأجاز شهادته [10] .

6 - ختص: أحمد بن هارون، وجعفر بن الحسين، عن ابن الوليد، عن الصفار، وسعد، عن ابن عيسي، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة أو غيره، عن أبي كهمس مثله [11] .

7 - كش: ابن قتيبة، عن الفضل، عن أبيه، عن غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن حكيم وصاحب له - قال أبو محمد: قد كان درس اسمه في كتاب أبي - قالا رأينا شريكا واقفا في حائط من حيطان فلان - قد كان درس اسمه أيضا في الكتاب - قال أحدنا لصاحبه: هل لك في خلوة من شريك؟ فأتيناه فسلمنا عليه فرد علينا السلام فقلنا يا أبا عبد الله مسألة فقال: في أي شئ؟ فقلنا: في الصلاة: فقال: سلوا عما بدا لكم، فقلنا: لا نريد أن تقول قال فلان وقال فلان، إنما نريد أن تسنده إلي



[ صفحه 404]



النبي صلي الله عليه وآله فقال: أليس في الصلاة؟ فقلنا: بلي فقال: سلوا عما بدا لكم، فقلنا: في كم يجب التقصير؟ قال: كان ابن مسعود يقول: لا يغرنكم سوادنا هذا، وكان يقول: فلان. قال قلت: إنا استثنينا عليك ألا تحدثنا إلا عن نبي الله صلي الله عليه وآله قال: والله إنه لقبيح لشيخ يسأل عن مسألة في الصلاة عن النبي لا يكون عنده فيها شئ، وأقبح من ذلك أن أكذب علي رسول صلي الله عليه وآله. قلت: فمسألة اخري فقال: أليس في الصلاة؟ قلنا: بلي، قال: سلوا عما بدا لكم، قلنا: علي من تجب صلاة الجمعة؟ قال: عادت المسألة جذعة ما عندي في هذا عن رسول الله صلي الله عليه وآله شئ، قال: فأردنا الانصراف قال: إنكم لم تسألوا عن هذا إلا وعندكم منه علم، قال: قلت: نعم أخبرنا محمد بن مسلم الثقفي، عن محمد بن علي عن أبيه، عن جده عن النبي صلي الله عليه وآله فقال: الثقفي الطويل اللحية؟ فقلنا: نعم قال: أما إنه لقد كان مأمونا علي الحديث، ولكن كانوا يقولون إنه خشبي ثم قال: ما ذا روي؟ قلنا: روي عن النبي صلي الله عليه وآله أن التقصير يجب في بريدين، وإذ اجتمع خمسة أحدهم الامام فلهم أن يجمعوا [12] .

بيان: قوله: جذعة أي شابة طرية أي عادت الحالة السابقة المسألة الاولي حيث لا أعملها.

قوله: إنه خشبي قال السمعاني في الانساب: [13] الخشبي بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحدة هذه النسبة إلي جماعة من الخشبة وهم طائفة من الروافض يقال لكل واحد منهم الخشبي، ويحكي عن منصور بن المعتمر قال: إن كان من يحب علي بن أبي طالب يقال له خشبي فاشهدوا أني ساجه [14] وقال في النهاية في حديث ابن عمر: أنه كان يصلي خلف الخشبية، هم أصحاب المختار بن



[ صفحه 405]



أبي عبيد، ويقال لضرب من الشيعة: الخشبية، قيل: لانهم حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب، والوجه: الاول، ولان صلب زيد بعد ابن عمر بكثير [15] .

8 - كش: محمد بن مسعود، عن إسحاق بن محمد البصري، عن أحمد بن صدقة الكاتب، عن أبي مالك الاحمسي، عن مؤمن الطاق - واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الاحول - قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زيد بن علي فقال لي: يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال: قلت: نعم فكان أبوك أحدهم قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتي بالطعام الحار فيقعدني علي فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟! قال: قلت: كره أن يقول فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة فتركك مرجئا لله فيك المشية وله فيك الشفاعة. قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق - وقد مات جعفر بن محمد عليه السلام -: يا أبا جعفر إن إمامك قد مات! فقال أبو جعفر: لكن إمامك من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم [16] .

9 - كش: محمد بن مسعود، عن أبي يعقوب إسحاق بن محمد، عن أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الاحمسي قال: خرج الضحاك الشاري بالكوفة فحكم وتسمي بامرة المؤمنين، ودعا الناس إلي نفسه، فأتاه مؤمن الطاق فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه فقال لهم جانح قال: فاتي به صاحبهم فقال له مؤمن الطاق: أنا رجل علي بصيرة من ديني وسمعتك تصف العدل فأحببت الدخول معك فقال الضحاك لاصحابه: إن دخل هذا معكم نفعكم. قال: ثم أقبل مؤمن الطاق علي الضحاك فقال: لم تبر أتم من علي بن أبي طالب واستحللتم قتله وقتاله؟ قال: لانه حكم في دين الله، قال: وكل من حكم



[ صفحه 406]



في دين الله استحللتم قتله وقتاله والبراءة منه؟ قال: نعم، قال فأخبرني عن الدين الذي جئت اناظرك عليه لادخل معك فيه إن غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف المخطئ علي خطائه ويحكم للمصيب بصوابه؟ فلابد لنا من إنسان يحكم بيننا، قال: فأشار الضحاك إلي رجل من أصحابه فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت اناظرك فيه؟ قال: نعم فأقبل مؤمن الطاق علي أصحابه فقال: إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به فضربوا الضحاك بأسيافهم حتي سكت [17] .

بيان: جانح أي أنا مائل إليكم من قوله تعالي " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " [18] وفي بعض النسخ صالح. 10 - كش: محمد بن مسعود، عن الحسين بن أشكيب، عن الحسن بن الحسين عن يونس، عن أبي جعفر الاحول قال: قال ابن أبي العوجاء مرة: أليس من صنع شيئا وأحدثه حتي يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟ قلت: بلي، قال: فأخلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتي اريك، قال: فحججت فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما إنه قد هيأ لك شاتين وهو جاء معه بعدة من أصحابه ثم يخرج لك الشاتين قد امتلئا دودا ويقول لك هذا الدود يحدث من فعلي فقل له: إن كان من صنعك وأنت أحدثته فميز ذكوره من إناثه، وأخرج إلي الدود فقلت له: ميز الذكور من الاناث فقال: هذه والله ليست من إبرازك، هذه التي حملتها الابل من الحجاز. ثم قال: ويقول لك: أليس تزعم أنه غني فقل: بلي، فيقول: أيكون الغني عندك من المعقول في وقت من الاوقات ليس عنده ذهب ولا فضة؟ فقل له: نعم فانه سيقول لك كيف يكون هذا غنيا؟ فقل: إن كان الغني عندك أن يكون الغني غنيا من قبل فضته وذهبه وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به فأي القاس أكثر وأولي بأن يقال غني من أحدث الغني فأغني به الناس قبل أن يكون شئ وهو وحده



[ صفحه 407]



أو من أفاد مالا من هبة أو صدقة أو تجارة؟ قال: فقلت له ذلك، قال فقال: وهذه والله ليست من إبرازك، هذه والله مما تحلمها الابل. وقيل: إنه دخل علي أبي حنيفة يوما فقال له أبو حنيفة: بلغني عنكم معشر الشيعة شئ؟ فقال: فما هو؟ قال: بلغني أن الميت منكم إذا مات كسرتم يده اليسري لكي يعطي كتابه بيمينه، فقال: مكذوب علينا يا نعمان ولكني بلغني عنكم معشر المرجئة أن الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة فقال أبو حنيفة: مكذوب علينا وعليكم [19] .

11 - كش: محمد بن مسعود، عن علي بن محمد بن يزيد، عن الاشعري، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن عبد الرحمان، عن يونس بن يعقوب، عن هشام بن سالم قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فأمره أبو عبد الله عليه السلام بالجلوس. ثم قال له: ما حاجتك أيها الرجل؟ قال بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لاناظرك فقال أبو عبد الله عليه السلام فيما ذا؟ قال: في القرآن وقطعه و إسكانه وخفضه ونصبه ورفعه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل. فقال الرجل: إنما اريدك أنت لاحمران فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامي يسأل حمران حتي ضجر ومل وعرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كيف رأيت يا شامي؟! قال: رأيته حاذقا ما سألته عن شئ إلا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران سل الشامي، فما تركه يكشر فقال الشامي: أرأيت يا أبا عبد الله اناظرك في العربية فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظره فناظره فما ترك الشامي يكشر، قال: اريد أن اناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره فما ترك الشامي يكشر قال: اريد أن اناظرك في الكلام، فقال: يا مؤمن الطاق ناظره فناظره فسجل الكلام



[ صفحه 408]



بينهما، ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به. فقال: اريد أن اناظرك في الاستطاعة فقال للطيار: كلمه فيها قال: فكلمه فما ترك يكشر، فقال اريد اناظرك في التوحيد فقال لهشام بن سالم: كلمه فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام، فقال اريد أن أتكلم في الامامة فقال: لهشام بن الحكم كلمه يا أبا الحكم فكلمه ما تركه يرتم ولا يحلي ولا يمر، قال: فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتي بدت نواجده. فقال الشامي: كانك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال: هو ذلك، ثم قال يا أخا أهل الشام أما حمران فحرفك فحرت له فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان بن تغلب فمغث حقا بباطل فغلبك. وأما زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك، وأما الطيار فكان كالطير يقع ويقوم وأنت كالطير المقصوص [لا نهوض لك] [20] وأما هشام بن سالم قام حباري يقع ويطير وأما هشام بن الحكم فتكلم بالحق فما سوغك بريقك، يا أخا أهل الشام إن الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما إلي الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما، فعرفها الانبياء والاوصياء فبعث الله الانبياء ليفرقوا ذلك وجعل الانبياء قبل الاوصياء ليعلم الناس من فضل الله ومن يختص، ولو كان الحق علي حدة والباطل علي حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس إلي نبي ولا وصي، ولكن الله خلطهما وجعل يفرقهما الانبياء والائمة عليهم السلام من عباده. فقال الشامي: قد أفلح من جالسك فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلي الله عليه وآله يجالسه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل يصعد إلي السماء فيأتيه الخبر من عند الجبار، فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك، فقال الشامي: اجعلني من شيعتك و علمني فقال أبو عبد الله عليه السلام لهشام: علمه فإني احب أن يكون تلماذا لك. قال علي بن منصور وأبو مالك الخضرمي: رأينا الشامي عند هشام بعد موت



[ صفحه 409]



أبي عبد الله عليه السلام ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام يرده هدايا أهل العراق قال علي بن منصور وكان الشامي ذكي القلب [21] .

بيان: قوله عرض أي تعب ووقف من قولهم عرضت الناقة بالكسر، أي أصابها كسر، أو عن قولهم عرض الشاء بالكسر أيضا أي انشق من كثرة العشب وكشر عن أسنانه يكشر أبدي، والكشر التبسم، وقال الجزري السجل الدلو الملاي ماء ويجمع علي سجال، ومنه الحديث: والحرب بيننا سجال أي مرة لنا ومرة علينا، وقال: يقال سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا [22] ويقال: ما رتم فلان بكلمة: ما تكلم بها ذكره الجوهري [23] .

وقال: يقال ما أمر ولا أحلي: إذا لم يقل شيئا، والمغث المرس في الماء والمزج وقوله عليه السلام ما سوغك بريقك أي ما ترك ريقك يسوغ ويدخل حلقك.

12 - كش: محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن أحمد بن شيبه، عن يحيي بن المثني، عن علي بن الحسن بن رباط، عن حريز قال: دخلت علي أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بيننا وبينه فقال لي: هذه الكتب كلها في الطلاق وأنتم - وأقبل يقلب بيده - قال: قلت: نحن نجمع هذا كله في حرف قال: وما هو؟ قلت: قوله تعالي " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " [24] فقال لي: وأنت لا تعلم شيئا إلا برواية؟ قلت: أجل، فقال لي: ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم فأدي تسعمائة وتسعة وتسعين درهما ثم أحدث - يعني الزنا - كيف تحده؟ فقلت: عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهما السلام أن عليا عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر أدائه، فقال لي: أما إني أسألك عن مسألة لا يكون فيها شئ، فما تقول في



[ صفحه 410]



جمل اخرج من البحر فقلت: إن شاء فليكن جملا وإن شاء فليكن بقرة إن كان عليه فلوس أكلناه وإلا فلا [25] .

13 - ختص: جعفر بن الحسين المؤمن، عن حيدر بن محمد بن نعيم، وحدثنا ابن قولويه عن ابن العياشي، جميعا عن العياشي، عن جعفر بن أحمد مثله [26] .

14 - كش: حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، قال: إني لنائم ذات ليلة علي سطح إذ طرق الباب طارق، فقلت: من هذا؟ فقال: شريك يرحمك الله، فأشرفت فإذا امرأة فقالت لي بنت عروس ضربها الطلق، فما زالت تطلق حتي ماتت، والولد يتحرك في بطنها، ويذهب ويجئ فما أصنع؟ فقلت: يا أمة الله سئل محمد بن علي بن الحسين الباقر عليهم السلام عن مثل ذلك فقال: يشق بطن الميت ويستخرج الولد، يا أمة الله افعلي مثل ذلك، أنا يا أمة الله رجل في ستر، من وجهك إلي؟ قال: قالت لي: رحمك الله جئت إلي أبي حنيفة صاحب الرأي فقال لي: ما عندي فيها شئ، ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي، فانه يخبرك، فما أفتاك به من شئ فعودي إلي فأعلمنيه، فقلت لها: امضي بسلامة، فلما كان الغد خرجت إلي المسجد وأبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت فقال: اللهم غفرا دعنا نعيش [27] .

15 - قب: عن محمد بن مسلم مثله [28] .

16 - ختص: أحمد بن محمد بن يحيي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال مثله [29] .

بيان: الغفر الستر.



[ صفحه 411]



17 - كا: علي رفعه قال: سأل أبو حنيفة أبا جعفر محمد بن النعمان صاحب الطاق فقال له: يا أبا جعفر ما تقول في المتعة أتزعم أنها حلال؟ قال: نعم، قال: فما منعك أن تأمر نساءك أن يستمتعن، ويكتسبن عليك؟ فقال له أبو جعفر: ليس كل الصناعات يرغب فيها، وإن كانت حلالا، وللناس أقدار ومراتب، يرفعون أقدارهم، ولكن ما تقول يا أبا حنيفة في النبيذ أتزعم أنه حلال؟ قال: نعم، قال: فما يمنعك أن تقعد نساءك في الحوانيت نباذات فيكسبن عليك؟ فقال أبو حنيفة: واحدة بواحدة، وسهمك أنفذ، ثم قال له: يا أبا جعفر إن الآية التي في سأل سائل تنطق بتحريم المتعة، والرواية عن النبي صلي الله عليه وآله قد جاءت بنسخها، فقال له أبو جعفر عليه الصلاة والسلام: يا أبا حنيفة إن سورة سأل سائل مكية، وآية المتعة مدنية وروايتك شاذة ردية، فقال له أبو حنيفة: وآية الميراث أيضا تنطق بنسخ المتعة. فقال أبو جعفر عليه السلام: قد ثبت النكاح بغير ميراث، قال أبو حنيفة: من أين قلت ذاك؟ فقال أبو جعفر: لو أن رجلا من المسلمين تزوج امرأة من أهل الكتاب، ثم توفي عنها ما تقول فيها؟ قال: لا ترث منه قال: فقد ثبت النكاح بغير ميراث ثم افترقا [30] .

18 - كا: الحسين بن محمد، عن السياري قال: روي عن ابن أبي ليلي أنه قدم إليه رجل خصما له فقال: إن هذا باعني هذه الجارية فلم أجد علي ركبها حين كشفتها شعرا، وزعمت أنه لم يكن لها قط، قال: فقال له ابن أبي ليلي: إن الناس ليحتالون لهذا بالحيل، حتي يذهبوا به، فما الذي كرهت؟ قال: أيها القاضي إن كان عيبا فاقض لي به قال: اصبر حتي أخرج إليك فإني أجد أذي في بطني، ثم دخل وخرج من باب آخر، فأتي محمد بن مسلم الثقفي فقال له: أي شئ تروون عن أبي جعفر في المرأة لا يكون علي ركبها شعر، أيكون ذلك عيبا فقال له محمد بن مسلم: أما هذا نصا فلا أعرفه، ولكن حدثني أبو جعفر عن أبيه، عن



[ صفحه 412]



آبائه، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: كل ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب فقال له ابن أبي ليلي: حسبك، ثم رجع إلي القوم، فقضي لهم بالعيب [31] .

19 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن إبراهيم بن حفص العسكري، عن عبيد بن الهيثم، عن الحسن بن سعيد ابن عم شريك، عن شريك بن عبد الله القاضي قال: حضرت الاعمش في علته التي قبض فيها فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلي وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفا شديدا، وذكر ما يتخوف من خطيئاته، وأدركته رنة فبكي، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد اتق الله وانظر لنفسك، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الاخرة وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب عليه السلام بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك قال الاعمش: مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية أنا قسيم النار، قال: أو لمثلي تقول يا يهودي، أقعدوني سندوني، أقعدوني. حدثني والذي إليه مصيري موسي بن طريف، ولم أر أسديا كان خيرا منه قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال: سمعت عليا أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا قسيم النار، أقول هذا وليي دعيه، وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبو المتوكل الناجي في امرأة الحجاج، وكان يشتم عليا عليه السلام شتما مقذعا - يعني الحجاج لعنه الله - عن أبي سعيد الخدري - ره - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعلي علي الصراط، و يقال: لنا أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما، وأدخلا النار من كفر بي و أبغضكما، قال أبو سعيد: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتول - أو قال: لم يحب - عليا. وتلا " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " [32] .



[ صفحه 413]



قال: فجعل أبو حنيفة إزاره علي رأسه وقال: قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا، قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبد الله: فما أمسي يعني الاعمش حتي فارق الدنيا رحمه الله [33] .



[ صفحه 414]



بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين وله الحمد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي عباده الذين اصطفي محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين.

وبعد فقد تم بحمد الله ومنه شرف مراجعة الجزء السادس والاربعين - حسب تجزئة سيادة الناشر المحترم - من موسوعة بحار الانوار الجليلة، وكان مختصا بأحوال الامامين الهمامين أبي محمد علي بن الحسين وابنه أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، وقد بذلت جهدي في تيسير ما يعين القاري من شرح ما يحتاج إلي بيان، وتعيين صفحات المصادر، ولما كان سيادة الناشر المحترم في ايران وأنا في النجف الاشرف، فقد عهد بتصحيحه المطبعي إلي بعض مصححيه، فأضاف ذلك من عنده بعض الحواشي ورمز لها - مشكورا - برمزه الخاص، فكان منها ما هو في غير محله، لذلك أحببت التنويه بذلك، ليكون كل مسؤولا عما كتب.

أما الان ونحن علي أبواب هذا الجزء - السابع والاربعين حسب تجزئة سيادة الناشر المحترم - ولا أظن بحاجة ماسة إلي تعريف المؤلف أو المؤلف بعد أن سبق التعريف بكل منهما في بعض الاجزاء السابقة، كما أراني في غني عن التقديم لموضوع هذا الجزء الذي يضم بين دفتيه سيرة سيد من أكابر سادات أهل البيت وهو سادس أئمة المسلمين المعصومين وخلفاء الله في العالمين، ومن أذعن بفضله خصومه فضلا عن مواليه، وأثني عليه أئمة المذاهب الاسلامية الاخري معترفين بفضله عليهم، وأخذهم عنه، كما تجده مفصلا في هذا الجزء.



[ صفحه 415]



أما اسلوبنا في مراجعته فهو لا يختلف عما سبق في سالفه، وإني لاعترف بكبير الفضل الذي أولانيه سماحة آية الله سيدي الوالد دام ظله فيما كنت أسترشده وأستعينه في إنجاز هذا العمل المضني لتشتت مصادره وتشعب موارده فطالما سهر ليله وأجهد نفسه في تيسير بعض ما صعب علي كشفه، فجزاه الله عن الاسلام وأهله خيرا الجزاء. كما لا يفوتني التنويه بجهود العلامة الاخ السيد محمد رضا الخرسان سلمه الله حيث شارك في انجاز عملي هذا وأرجو من الله تعالي وحده ان يتولي جزاء الجميع فمنه التوفيق ومنه العون وهو ولي ذلك انه سميع مجيب.

محمد مهدي السيد حسن الخرسان

النجف الاشرف 10 رجب المرجب سنة 1385



[ صفحه 416]



بسمه تعالي شأنه

إلي هنا انتهي الجزء السابع والاربعون من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة النفيسة، وهو الجزء الثاني من المجلد الحادي عشر، يحتوي علي تاريخ الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام.

ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته عند الطباعة وبالغنا في ذلك، ولله المن علي توفيقه لذلك، وهو الموفق والمعين.

السيد ابراهيم الميانجي

محمد الباقر البهبودي


پاورقي

[1] الحشر: 11.

[2] براءة 119.

[3] البقرة: 177.

[4] يونس: 35.

[5] الاحتجاج ص 205.

[6] نفس المصدر ص 207.

[7] المناقب ج 1 ص 236 - 237.

[8] ما بين القوسين زيادة من المصدر.

[9] أمالي المفيد ص 14.

[10] رجال الكشي ص 109.

[11] الاختصاص ص 202.

[12] رجال الكشي ص 111.

[13] انساب السمعاني ظهر ورقة 199 طبع ليدن ولاحظ اللباب في تهذيب الانساب لابن الاثير ج 1 ص 272.

[14] مراده بالساج هو الخشب المعروف بالعظم والصلابة، ووجه النكتة فيه ظاهر.

[15] النهاية لابن الاثير ج 1 ص 294.

[16] رجال الكشي ص 123.

[17] رجال الكشي ص 124 وفيه صالح بدل جانح.

[18] سورة الانفال الاية: 61.

[19] رجال الكشي ص 125.

[20] ما بين القوسين زيادة من المصدر.

[21] رجال الكشي ص 187.

[22] النهاية ج 2 ص 148.

[23] الصحاح ج 5 ص 1927 طبع دار الكتاب العربي بمصر.

[24] سورة الطلاق الاية 1.

[25] رجال الكشي ص 244.

[26] الاختصاص ص 206.

[27] رجال الكشي ص 108.

[28] المناقب ج 3 ص 331.

[29] الاختصاص ص 203.

[30] الكافي ج 5 ص 450.

[31] نفس المصدر ج 5 ص 215.

[32] سورة ق، الاية 24.

[33] أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 43 وفيه ذكر خصوصيات السند. تمت - ولله الحمد والمنة - مراجعة هذا الجزاء المختص بأحوال سيدنا الامام أبي عبد الله الصادق عليه السلام علي جل مصادره مما وقع بيدي وتيسرت لي مراجعته ونسأل الله التوفيق لاكمال الجزء المختص بأحوال سيدنا الامام أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام كما نرجو منه سبحانه القبول والاثابة انه ولي ذلك، وأنا الاقل محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان.


چرا امام صادق حكومت تشكيل نداد


شايد براي بعضي اين سؤال پيش آيد كه چرا امام صادق عليه السلام از آن موقعيت خاص استفاده نكردند و به تشكيل حكومت مبادرت نفرمودند؟ با آنكه ظاهرا زمينه آماده بود و مردم خواستار حكومت «آل محمد» بودند.



[ صفحه 18]



در جواب بايد گفت: اولا: مسئله ي عمده اي كه در راه همه ي امامان معصوم عليهم السلام وجود داشت، و در اين زمان هم آن حضرت با آن روبرو بود. مسئله ي آماده نبودن مردم براي داشتن رهبري همچون امام صادق عليه السلام مي باشد. مردم از آگاهي و دانش اسلامي و از فرهنگ قرآني برخوردار نبودند. اكثرا مسلمانان آن دوره، تنها نام مسلماني را يدك مي كشيدند و از محتوا و مفاهيم قرآني تهي بودند. چرا كه اكثر سرزمينهاي آنها در زمان خلفاي سه گانه و يا در زمان بني اميه فتح شده بود و به دست همانها مسلمان شده بودند. بنابراين مسلماني آنها از ريشه خراب بود. اكثر آنها به خداوند و وجود مقدس پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم و به يكي از خلفا و يا حاكمان بني اميه ايمان آورده بودند. و در مدت اسلام آوردنشان شايد فقط نامي از اهل بيت شنيده بودند و هنگامي كه دست به قيام عليه بني اميه زدند علت قيام و حركتشان بر اثر ظلم و جور خلفاي بني اميه بود. يعني قيام آنها به خاطر حكومت ستم بني اميه بود نه آنكه از ابتداء خواهان حكومت اهل بيت عليهم السلام باشند و مقام و عظمت خاندان رسالت را درك كرده باشند. پس قيام مردم در آن دوره بر اثر ظلم و جور بني اميه بود. اما چون مردم به حقيقت اسلام آشنا نبودند راه نجات را پيدا نكردند و به دنبال امام صادق عليه السلام نرفتند. به خاطر همين مسئله و عدم شناخت مردم از فرهنگ اسلام و قرآن بود كه سفاح در اولين خطبه ي خود گفت: ما اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هستيم كه خداوند درباره ي آنها اين آيه را نازل كرده است.

انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا [1] .

همانا خداوند چنين اراده فرموده كه هرگونه پليدي را از شما خانواده ي رسالت دور نموده و شما را پاك و پاكيزه و از هر گونه عيبي منزه گرداند.

آري وقتي اين ظالمان و غاصبان مي ديدند كه مردم به دنبال اهل بيت هستند، خود را «اهل بيت» معرفي مي كنند و مردم هم مي پذيرند.



[ صفحه 19]



كساني هم كه با آنها مخالفت كردند همه را از دم تيغ گذرانيدند، به طوري كه در قيام بني عباس دو نوع جنگ و درگيري مشاهده مي شود؛ يك درگيري، درگيري آنها با بني اميه است كه در اين درگيري ها ميليون ها نفر كشته شدند. دوم - درگيري هاي بعد از پيروزي، كه عده اي از هواداران قيام بني عباس، دست به مخالفت با بني عباس زدند، كه در تاريخ مي بينم همه ي آنها را از صفحه ي گيتي برچيدند و همه را نابود كردند.

آري بني عباس براي به دست آوردن حكومت و حفظ آن، از انجام هيچ گونه جنايتي دست بردار نبودند. لذا اكنون اين سؤال را مي كنيم آيا در چنين وضع و اوضاعي براي امام صادق عليه السلام امكان تشكيل حكومتي الهي و قرآني وجود داشت؟

پس روشن شد كه زمينه آماده بود، اما براي چه كساني؟ براي كساني كه فرصت طلب بودند، نه براي اماماني كه معصوم بودند و دست به هيچ عمل گناهي نمي زدند، حتي براي به دست آوردن حكومت، آري مردم جاهل بودند و زمينه ي عمقي در مردم نبود و مردم نسبت به امام صادق عليه السلام شناخت نداشته و وفادار نبودند. امام صادق عليه السلام واقعيت و حقيقت امت را از لحاظ فكري و عملي مي شناختند و شرايط سياسي را خوب درك مي كردند.

آن حضرت قيام به شمشير و پيروزي مسلحانه را براي برپاداشتن حكومت اسلامي كافي نديدند. چه برپاي داشتن حكومت و نفوذ در امت به مجرد آماده كردن قوا براي حمله ي نظامي كافي نبود. زيرا پيش از آن مي بايستي سپاهي عظيم پديد آيد كه به ايمان و عقيده ي راسخ مسلح باشند و به امام و عصمت او ايمان كامل داشته باشند و هدفهاي بزرگ او را درك كنند و در برنامه هاي حكومت، از او پشتيباني كنند و دست آوردهاي حكومت را تا آخرين نفس و نفر پاسباني نمايند.



[ صفحه 20]




پاورقي

[1] احزاب / 33.


دوري از مجالس گناه


يكي از عوامل تاثير گذار در روح و روان انسان محيط اطراف اوست. عوامل انحرافي از جمله محفل هاي آلوده و اجتماعات ضد ارزشي كه افراد گنهكار و فاسد آن ها را مي گردانند، تاثيرات فراواني را در افراد شركت كننده باقي مي گذارد و آنان خواهي نخواهي همرنگ با اهل فسق و فجور و معصيت مي شوند.

بدين جهت امام صادق عليه السلام مؤمنين را از شركت در اين محافل نهي كرده و آنان را از رفتن به چنين مكان هايي برحذر مي دارد، مگر اينكه براي تغيير وضعيت موجود باشد. آن حضرت مي فرمايد: «لا ينبغي للمؤمن ان يجلس مجلسا يعصي الله فيه ولا يقدر علي تغييره [1] ; براي مؤمن شايسته نيست كه در مجلسي بنشيند كه در آن معصيت خداوند انجام مي شود و او توانايي تغيير آن را ندارد.»


پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 11، ص 503.


برهان


تقرير برهان امام به اين صورت است كه حركت يكنواخت آفتاب و ماه، و آمد و شد يكنواخت شب و روز، دليل بر اضطرار آنها و مسخر بودنشان به نيروي ديگري است; زيرا اگر به اختيار خود حركت مي كردند، حركتشان يكنواخت و به يك جهت نبود.

بديهي است چنانكه حركت از مشرق به مغرب ممكن است، عكس آن يعني حركت از مغرب به مشرق هم ممكن است، و انتخاب اين جهت يعني حركت از مشرق به مغرب، اگر با رعايت مصلحت باشد معلوم مي شود كه محرك آنها نيروي با ادراك و اراده است كه ما آن را خدا مي ناميم و اگر شما او را دهر بناميد واقعيت و حقيقت منقلب نمي شود.

اگر انتخاب اين جهت بدون رعايت مصلحت باشد، ترجيح بلا مرجح لازم مي آيد و ترجيح بلا مرجح محال و استحاله آن اساس و پايه قانون عليت است.

بيان كامل اين برهان به اين نحو است كه هر چيزي كه ذاتاً ممكن باشد، يعني وقوع و لا وقوع آن روا باشد; وقوعش نيازمند به عامل مرجح مي باشد چون ترجيح بلا مرجح محال است. و اگر فاعل امري بدون شعور و اراده باشد، وقوع امر ممكن از آن فاعل دلالت بر مجبور بودن او در آن امر مي نمايد; مگر اينكه فاعل داراي حكمت و ادراك باشد و حكمت هم عين ذاتش باشد و اگر طرف مقابل اين فرض را قبول كند خدا را قبول كرده است.


بيت الأحزان


در قسمت شمالي قبور ائمه بقيع، مكان كوچكي وجود داشته كه فاطمه زهرا عليها السلام پس از مرگ پدر، به آن جا مي آمده و به شدت مي گريسته است. اين مكان به بيت الاحزان و يا مسجد فاطمه معروف بوده، و تا اوايل سده اخير بنايي داشته كه مردم در آن جا زيارت خوانده و نماز مي گزاردند.


امر پيامبر نسبت به حضور در بقيع


پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) سفارش هاي فراواني كرده اند كه صحابه به بقيع رفته، براي اهل بقيع استغفار نمايند. در اين خصوص، مواردي را شاهديم:

1. امر به اصحاب به اين كه همراه ايشان در بقيع حاضر شوند.

2. امر به اصحاب كه براي خواندن نماز ميت، در بقيع حضور يابند.

3. امر به اصحاب كه در بقيع حاضر شده، نسبت به مدفونين آن دعا نمايند و طلب استغفار كنند.

4. امر به علي (عليه السلام) كه همراه ايشان باشد و در بقيع به دعا بپردازد.

5. امر به علي (عليه السلام) كه به تنهايي، در هر زماني كه ممكن است و در آخر شب، به بقيع رفته، براي اهل بقيع دعا و استغفار نمايد.

مضمون روايات گذشته، موارد پيش نوشته را تأييد مي كند كه در اين خصوص به چند نمونه هم اشاره مي كنيم:

«عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلاَلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَاذَرٍّ جُنْدَبَ بْنَ جُنَادَه يَ الْغِفَارِيَّ قَالَ رَأَيْتُ السَّيِّدَ مُحَمَّداً (صلي الله عليه وآله وسلم) وَ قَدْ قَالَ لاِمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذَا كَانَ غَداً اقْصِدْ إِلَي جِبَالِ الْبَقِيعِ وَ قِفْ عَلَي نَشَزٍ مِنَ الاَرْضِ فَإِذَا بَزَغَتِ الشَّمْسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهَا فَإِنَّ اللهَ تَعَالَي قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تُجِيبَكَ بِمَا فِيكَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الاَنْصَارِ حَتَّي وَافَي الْبَقِيعَ وَ وَقَفَ عَلَي نَشَزٍ مِنَ الارْضِ فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلْقَ اللهِ الْجَدِيدَ الْمُطِيعَ لَهُ فَسَمِعُوا دَوِيّاً مِنَ السَّمَاءِ وَ جَوَابَ قَائِلٍ يَقُولُ وَ عَلَيْكَ السَّلاَمُ». [1] .

«از سليم بن قيس هلالي است كه گفت: از ابوذر جندب بن جناده ي غفاري شنيدم كه گفت: ديدم سيد را (محمد مصطفي را) كه درود خدا بر او و آلش باد! به امير مؤمنان، علي (عليه السلام) فرمود در شبي، كه صبح كه شد، به بقيع برو و بر قطعه اي از زمين آن بايست، وقتي كه خورشيد طلوع كرد، به آن سلام كن، كه خداوند به آن امر كرده هر چه بگويي به تو جواب دهد. چون صبح شد، امير مؤمنان (عليه السلام) بيرون شد و ابوبكر و عمر و جماعتي از مهاجر و انصار هم با او بودند. وقتي كه به بقيع رسيد، بر قطعه اي از زمينش مكث نمود و چون كه خورشيد طلوع كرد. علي (عليه السلام) به خورشيد سلام داد و فرمود: سلام بر تو اي خلق جديد خدا كه خدا را اطاعت خالصانه مي كني. پس همراهان ناله اي شنيدند و جواب گوينده اي را كه مي گفت: درود بر تو اي علي....»

در روايات فراوان آمده است كه در ماجراي بازگشت جعفربن ابي طالب از حبشه، پيامبر به علي (عليه السلام) امر كرد: پارچه اي را كه جعفر آورده، بردارد و به بقيع ببرد و دعا كند و سپس آن را تقسيم نمايد. [2] .

در روايت ديگري آمده است كه پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) مي خواست وصاياي راز گونه اي را به علي (عليه السلام) بگويد. به انس بن مالك فرمود: برو و علي را بياور، انس مي گويد: رفتم و علي را خواستم به حضور پيامبر بيايد. علي آمد. پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) به او فرمود:

«انطلق معي، فجعلا يمشيان و أنا خلفهما، و إذا غمامة قد أظلّتهما نحو البقيع ليس علي المدينة منها شيء، فتناول النبي شيئاً من الغمامة و أخذ منها شيئاً شبه الاترنج، فأكل و أطعم علينا، ثمّ قال: هكذا يفعل كلّ نبيّ بوصيّه». [3] .

«اي علي، با من بيا، آن دو با هم مي رفتند و ابري بر سرشان سايه افكنده بود كه در شهر مدينه سايه اي نداشت، پيامبر، چيزي از ابر گرفت نظير ترنج، از آن خورد و به علي هم داد. سپس فرمود: چنين كاري را هر پيامبري با وصي خود انجام مي دهد.»

در ادامه ي همين روايت دارد كه پيامبر در بقيع اسراري را به علي (عليه السلام) منتقل فرمودند.


پاورقي

[1] ابن عبدالوهاب، حسين، عيون المعجزات، مطبع الحيدريه ي في النجف، 1950 م، ص 4.

[2] ر. ك. به: بحراني، سيد هاشم مدينه ي المعاجز، ج1، صص 232- 227.

[3] بحراني، سيد هاشم، مدينه ي المعاجز، ج1، مؤسسه معارف الاسلاميه، بي تا، ص 285.


كلامه في خلق الانسان و تركيبه


قال عليه السلام: عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع و أربع دعائم



[ صفحه 29]



و أربعة أركان. فطبائعه: الدم و المرة و الريح و البلغم [1] و دعائمه: العقل و من العقل الفهم و الحفظ. و أركانه النور و النار و الروح و الماء. و صورته طينته. فأبصر بالنور و أكل و شرب بالنار و جامع و تحرك بالروح. و وجد طعم الذوق و الطعام بالماء فهذا تأسيس صورته. فاذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا ذكيا فطنا فهما و عرف فيما هو و من أين يأتيه و لأي شي ء هو ههنا و الي ما هو صائر، باخلاص الوحدانية و الاقرار بالطاعة و قد تجري فيه النفس و هي حارة و تجري فيه و هي باردة، فاذا حلت به الحرارة أشر و بطر و ارتاح [2] و قتل و سرق و بهج و استبشر و فجر و زنا و بذخ [3] و اذا كانت باردة اهتم و حزن و استكان و ذبل [4] و نسي، فهي العوارض التي تكون منها الأسقام و لا يكون أول ذلك الا بخطيئة عملها فيوافق ذلك من مأكل أو مشرب في حد ساعات لا تكون تلك الساعة موافقة لذلك المأكل و المشرب بحال الخطيئة فيستوجب الألم من ألوان الأسقام.

ثم قال عليه السلام بعد ذلك بكلام آخر: انما صار الانسان يأكل و يشرب و يعمل بالنار و يسمع و يشم بالريح ويجد لذة الطعام و الشراب بالماء و يتحرك بالروح فلولا أن النار في معدته لما هضمت الطعام و الشراب في جوفه. و لولا الريح ما التهبت نار المعدة و لا خرج الثفل من بطنه [5] و لولا الروح لا جاء و لا ذهب. و لولا برد الماء لأحرقته نار المعدة. و لولا النور



[ صفحه 30]



ما أبصر و لا عقل. و الطين صورته. و العظم في جسده بمنزلة الشجر في الأرض. و الشعر في جسده بمنزلة الحشيش في الأرض. و العصب في جسده بمنزلة اللحاء علي الشجر. [6] و الدم في جسده بمنزلة الماء في الأرض. و لا قوام للأرض الا بالماء و لا قوام لجسد الانسان الا بالدم. و المخ دسم الدم و زبده.

فهكذا الانسان خلق من شأن الدنيا و شأن الآخرة فاذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض، لأنه نزل من شأن السماء الي الدنيا، فاذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت يرد شأن الآخرة الي السماء. فالحياة في الأرض و الموت في السماء و ذلك أنه يفرق بين الروح و الجسد، فردت الروح و النور الي القدرة الأولي و ترك الجسد لأنه من شأن الدنيا. و انما فسد الجسد في الدنيا لأن الريح تنشف الماء [7] فييبس الطين فيصير رفاتا و يبلي و يرد كل الي جوهره الأول و تحركت الروح بالنفس و النفس حركتها من الريح، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل. و ما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكراء [8] فهذا من صورة ناره و هذا من صورة نوره و الموت رحمة من الله لعبده المؤنن و نقمة علي الكافر.

و لله عقوبتان احداهما من الروح و الأخري تسليط الناس بعض علي بعض، فما كان من قبل الروح فهو السقم و الفقر. و ما كان من تسليط فهو النقمة و ذلك قول الله عزوجل: (و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) [9] من الذنوب. فما كان من ذنب الروح فعقوبته بذلك



[ صفحه 31]



السقم و الفقر. و ما كان من تسليط فهو النقمة. و كل ذلك عقوبة للمؤمن في الدنيا و عذاب له فيها. و أما الكافر فنقمة عليه في الدنيا و سوء العذاب في الآخرة و لا يكون ذلك الا بذنب و الذنب من الشهوة و هي من المؤمن خطأ و نسيان و أن يكون مستكرها و ما لا يطيق. و ما كان من الكافر فعمد و جحود و اعتداء و حسد و ذلك قول الله عزوجل: (كفارا حسدا من عند أنفسهم) [10] [11] .


پاورقي

[1] المرة: خلط من خلط البدن كالصفراء أو السوداء.

[2] أشر: مرح. بطر: طغي بالنعمة فصرفها في غير وجهها؛ و أخذته دهشة عند هجوم النعمة أرتاح الي الشي ء: أحبه و مال اليه. الارتياح: السرور و النشاط.

[3] البذخ: الفخر و التطاول.

[4] ذبلت بشرته: قل ماء جلدته و ذهبت نضارته.

[5] الثفل: حثالة الشي ء و هي ما يستقر في أسفل الشي ء من كدرة. المراد هنا النجاسة و العذرة.

[6] اللحاء: قشر العود أو الشجر.

[7] نشف الماء: أخذه من مكانه و تنشف الثوب العرق: شربه.

[8] النكراء: الدهاء و الفطنة بالمنكر و الشيطنة.

[9] سورة الأنعام آية 129.

[10] سورة البقرة آية 109.

[11] تحف العقول: ص 354.


خلفاي اموي عصر امامت امام صادق


پس از اينكه تا حدودي با ماهيت خاندان بني اميه از ديدگاه قرآن و روايات آشنا شديم، نوبت آن رسيده است كه به شرح حال برخي از خلفاي بني اميه كه در زمان امام صادق عليه السلام با آن بزرگوار هم عصر بودند بپردازيم و از بحث و گفتگو پيرامون ديگر خلفاي بني اميه كه در زمان ايشان بودند خودداري كنيم، چرا كه آن حضرت در زمان خلافت عبدالملك بن مروان اموي كه بسيار باهوش و سفاك بود به دنيا آمد و در زمان خلافت منصور، يعني يك خليفه ي مقتدر و باهوش عباسي، به شهادت رسيد و بي ترديد بيان تمام آنچه در اين دوران (از خلافت عبدالملك تا خلافت منصور) به وقوع پيوسته و كارهايي كه خلفاي زمان آن حضرت انجام داده اند، ما را از رسيدن به اصل بحث باز مي دارد. پس تنها به شرح حال خلفاي زمان امامت ايشان مي پردازيم.



[ صفحه 35]




نتيجه سخن در باب سند تفسير


از نظر سند، آيا مي توان تفسير مورد بحث را به امام صادق (عليه السلام) منتسب دانست، يا خير؟ بي گمان، در حوزه پژوهشي شيعي، مطلبي را با احتمال و ترديد، نمي توان به ائمه (عليه السلام) منسوب كرد، بلكه حجت بودن روايت يا مطلب منسوب به ائمه در صورتي محرز خواهد بود كه سند آن استوار باش دو همه راويان سند شناخته شده و مورد اطمينان باشند. البته افزون برآنچه ياد شد، شرايط ديگري نيز وجود دارد كه در جاي خود به شرح از آنها سخن خواهيم گفت و گفته ي ماسينيون كه كاملاً بر حدس و تخمين استوار است، هيچ گونه اعتبار علمي ندارد. بنابراين، بايد به سراغ ابوعبدالرحمن سلمي رفته و سند تفسير را از وي جويا شويم، زيرا او نخستين كسي است كه اين تفسير را گردآوري، مرتب و تدوين كرده و به نام تفسير امام صادق (عليه السلام) به حقايق التفسير خود، ضميمه كرده است.

ابوعبدالرحمن سلمي در مقدمه حقايق التفسير مي نويسد:

(هيچ كس از ياران در راه فهم حقيقت قرآن تلاشي نمي ورزد، جز آيه هاي پراكنده اي كه [تفسير آنها] به ابوالعباس بن عطا نسبت داده شده و چند آيه كه از جعفربن محمد نقل شده است، آن هم بدون داشتن ترتيب خاص.) [1] .

عبارت بالا، نشان دهنده ي اين حقيقت است كه سلمي، واسطه هاي نقل و راويان سند تفسير امام صادق (عليه السلام) و تفسير ابن عطا را نمي شناخته، زيرا عبارت را به صيغه مجهول بيان كرده است.

اگر احتمال دهيم كه صيغه (ذكر) معلوم است و فاعل آن ابن عطاست، (يعني بگوييم: و آياتي كه ابن عطا از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است) باز هم فاصله امام صادق (عليه السلام) تا ابن عطا و فاصله وي تا سلمي مجهول است. بنابراين، از بيان سلمي كه گردآورنده ي تفسير است، هيچ سندي براي آن به دست نمي آيد و نتيجه اي كه مي توان گرفت اين است كه تفسير ياد شده، از نظر سند ضعيف بوده و دليلي بر درستي استناد آن به امام (عليه السلام) در دست نيست.


پاورقي

[1] همان / 21.


محاسبه ي نفس


يكي از موضوعاتي كه در روايات بسيار تأكيد گرديده و علماي اخلاق درباره آن بسيار بحث كرده اند، مسأله ي «محاسبه ي نفس» است. در اين روايت نيز بر اين مسأله تأكيد شده كه هر كس بايد از خود حساب بكشد و دست كم، در هر شبانه روز، يك بار خود را محاسبه كند. بهترين موقع براي اين كار شب ها است كه پيش از خواب، دست كم، چند دقيقه در رفتارمان تأمل كنيم و ببينيم آيا كارهايي كه انجام داده ايم درست بوده است يا نه. اگر خطايي انجام داده ايم، به آن معترف باشيم و در صدد جبران آن برآييم.

امام صادق عليه السلام در اين روايت به ابن جندب مي فرمايند: يا ابن جندب، حق علي كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه، فان رأي حسنة استزاد منها و ان رأي سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيمة؛ اي پسر جندب، بر هر مسلماني كه ما را مي شناسد، لازم است كه در هر روز و شب، اعمالش را بر خود عرضه بدارد و از نفس خود حساب بكشد؛ اگر كار خوبي در آنها يافت، بر آن بيفزايد و اگر كار زشتي يافت، طلب بخشايش نمايد تا در قيامت دچار رسوايي نگردد.


عناصر سازنده ي نظام اجتماعي


ايجاد يا ادامه ي يك نظام اجتماعي به چه عناصر سازنده اي نيازمند است؟ نخست به ايدئولوژي راهنما و جهت بخشي كه در اصل، طراح و پيشنهاد كننده ي آن نظام



[ صفحه 13]



است، و سپس به قدرت اجراييه اي كه بتواند در ميان مزاحمتها و مشكلات، راه را به روي تحقق يافتن و پياده شدن آن نظام بگشايد. مي دانيم كه ايدئولوژي امامان، ايدئولوژي اسلام است و اسلام، مكتب جاودانه ي انسان است؛ مكتبي كه با برخورداري از خصوصيات ويژه ي خود، [1] جاودانگي را براي خويش امكان پذير ساخته است.


پاورقي

[1] طراحي شدن بر طبق نيازهاي اصيل و ثابت انسان، و انعطاف پذيري و قابليت جذب عناصر منطقي و علمي از هر جا و هر نوع (با حفظ جهت گيري اصولي مكتب و در صورت انطباق با جهان بيني مكتب) از جمله ي اين ويژگي ها است.


عوامل پيشرفت محمد بن عبدالوهاب


بي شك آراء و عقايد محمد بن عبدالوهاب از آراء و عقايد ابن تيميه مايه گرفته و سخنان او همانها است كه پنج قرن قبل از او ابن تيميه و ابن قيم اظهار داشته بودند. اينك اين سؤال مطرح است كه چرا ابن تيميه با مخالفت هاي شديد مواجه شد و با دشواري هاي بسيار و زنداني شدن كه متحمل گرديد هيچگاه نتوانست عقايد خود را اجرا نمايد ولي بر عكس شيخ محمد توانست دعوت خود را در نجد و سپس در منطقه حجاز منتشر و آراء و فتاوايش را جامه عمل بپوشاند.

در پاسخ اين سؤال، بايد به چند نكته توجه داشت:


قبر ام سلمه همسر رسول خدا


360 ـ محمد بن يحيي براي ما نقل كرد و گفت: از كسي شنيدم كه مي گفت: قبر امّ سلمه در بقيع و همان جايي است كه محمد بن زيد بن علي به خاك سپرده شده است، نزديك جايي كه قبر فاطمه (عليها السلام) دختر رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) است.



[ صفحه 126]



راويي گويد، او خود چاهي كند و در هشت ذراعي سنگي شكسته يافته كه در قسمتي از آن چنين نوشته شده بود: «ام سلمه همسر رسول خدا (صلّي الله عليه و آله)» و او از اين نشاني قبر را شناخت. بعدها محمد بن زيد بن علي كسان خود را وصيت كرد كه او را درست در همين جا به خاك بسپارند و قبري به عمق هشت ذراع برايش بكنند. پس از درگذشت او همين گونه كندند و او را در همان گودال به خاك سپردند.

361 ـ در نوشته اي ديدم كه از ابوغسان نقل مي كرد ـ البته من خود از او نشنيدم ـ و نيز از عبدالعزيز بن عمران، از عمويش محمد بن عبدالعزيز، از ابن شهاب، از ابوسلمة بن عبدالرحمان، از پدرش نقل شده كه گفته است: چون ابراهيم پسر رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) درگذشت فرمود او را نزد عثمان بن مظعون به خاك بسپارند. از آن پس مردم به بقيع علاقه مند شدند، درختاني را كه آنجا بود قطع كردند و هر قبيله قطعه اي براي خود برگزيد و از همين جا بود كه هر قبيله اي قبرهاي خود را مي شناخت. [1] .

362 ـ عبدالعزيز گويد: پس از درگذشت خديجه فرزند او در دامن رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) بود. چون اين فرزند درگذشت برايش در وسط راهي كه ميان كوچه عبدالدار، كه در خانه شان به آن گشوده مي شود، و بقيع غرقد كه امروزه بني هاشم را در آن به خاك مي سپارند، قبر مي كند. رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) او را كفن كرد و سپس خود به درون قبرش رفت. پيامبر (صلّي الله عليه و آله) تنها به درون پنج قبر نزول فرموده بود: سه قبر از آن سه زن، و دو تاي ديگر از آن، دو مرد؛ يكي از قبرها در مكه و چهار تاي ديگر در مدينه: قبر خديجه همسر آن حضرت، قبر عبدالله مزني مشهور به عبدالله ذوالبجادين، قبر امّ رومان مادر عايشه بنت ابي بكر، قبر فاطمه بنت اسد بن هاشم مادر علي (عليه السلام).

اما داستان ذوالبجادين از اين قرار است كه پيامبر (صلّي الله عليه و آله) در راه مهاجرت از مكه به مدينه پس از گذشتن از گذرگاه كوهستاني الغابر، به قسمتي ناهموار و دشوار رسيد. در اين هنگام ذوالبجادين آن حضرت را ديد. به پدر خود گفت: بگذار بروم و راهنماييشان كنم. اما پدرش نپذيرفت و حتي جامه او را از آن كند و برهنه اش گذاشت. عبدالله كه چنين



[ صفحه 127]



ديد قطعه اي بجاد [2] بافته از مو برداشت و عورت خود با آن پوشاند. سپس به سوي پيامبر (صلّي الله عليه و آله) و همراهانش رفت، مهار مركب رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) را گرفت، آن را پيش مي برد و چنين مي خواند:

هذا ابوالقاسم فاستقيمي «اين ابوالقاسم است، درست بايست.»

تَعَرَّضي مدارجاً وَسُومي «گام به گام از پيچ و خم راه بگذر و پيش برو.»

تَعَرُّضَ الجوزاء للنجوم «آن سان كه صورت جوزاء براي ستارگان از اين سمت بدان سمت شود.»

گويد: اين ابيات را عبدالعزيز براي يسار غلام بُرَيدَة بن خصيب نقل كرده و بنابراين يا اين شعر از يكي از اين دو (عبدالله و عبدالعزيز) است و ديگري بدان تمثل جسته و يا آن كه اساساً از فرد سوّمي است و هر دو بدان تمثل جسته اند.

عبدالعزيز راوي، در حديث هايش غلط فراوان داشت؛ زيرا او كتاب هاي خود را سوزانده بود و با تكيه بر حافظه اش نقل حديث مي كرد.

عبدالعزيز گويد: پس از آن كه رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) به مدينه هجرت كرد زماني ذوالبجادين بيمار شد و پيامبر (صلّي الله عليه و آله) خود از او عيادت كرد. پس از چندي كه او درگذشت پيامبر (صلّي الله عليه و آله) خود او را كفن كرد، بر او نماز خواند و به درون قبرش نزول فرمود. [3] .



[ صفحه 128]




پاورقي

[1] سند حديث سست است؛ مشتمل است بر عبدالعزيز بن عمران و او جاعل حديث است.

[2] نوعي پارچه راه راه مخصوص است كه اعراب براي تن پوش از آن استفاده مي كردند. بنگريد به: اقرب الموارد، ج1، ص30 ـ م.

[3] ماجراي ذوالبجادين در اسد الغابه (ج 3، ص 122) آمده و در اصابه (ج 2، ص 330) نيز چنين نقل شده است: عمر بن شبه از طريق عبدالعزيز بن عمران نقل كرده كه گفته است: رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) جز در قبر پنج تن نزول نفرمود، كه عبدالله مزني ذوالبجادين يكي از آنهاست. گويد: رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) در مسير هجرت به جايي رسيد كه راه دشوار شد. در اين هنگام ذوالبجادين آن حضرت را ديد. به پدر خود گفت: مرا بگذار تا او را راه نمايم. پدرش اجازه نداد و حتي جامه هاي او را برگرفت و وي را برهنه واگذاشت. عبدالله بجادي مقداري موي برداشت و عورت خود بدان پوشاند... متن حديث.

همچنين در اين باره بنگريد به: وفاء الوفا، ج 2، ص 87.

ناگفته نماند همان گونه كه چند بار يادآور شده ايم، عبدالعزيز كه از رجال اين حديث است، جاعل حديث بوده است.


امام حسن مجتبي


از قبرهاي بسيار محترم و عزيز بقيع، قبر امام حسن بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) دوّمين امام شيعه و نواده حضرت رسول (صلّي الله عليه و آله) است. آن امام همام، در نيمه ماه رمضان سال سوم



[ صفحه 287]



هجرت متولد شد و پيامبر (صلّي الله عليه و آله) او را حسن ناميد. آن مظلوم را، همسرش جعده، دختر اشعث مسموم كرد و پس از چهل روز، در هشتم ماه صفر، سال پنجاه هجري به شهادت رسيد. [1] از نوفل بن فرات نقل شده كه حسن بن علي (عليه السلام) به برادر خود حسين (عليه السلام) وصيت كرد كه در كنار قبر جدش پيامبر دفن شود؛ اگر بني اميه منعش كردند، در بقيع به خاك بسپارد.

هنگامي كه امام حسن (عليه السلام) وفات يافتند، مروان گفت نمي گذارم فرزند علي را در جايي دفن كنند كه فرزند عفان را نگذاشتند. امام حسين (عليه السلام) نيز ايشان را در بقيع و در مقابر بني هاشم دفن كردند. [2] .

قبر شريف آن حضرت در ابتداي بقيع و بالاي قبر عباس بن عبدالمطّلب است كه سه امام ديگر نيز بعدها كنار ايشان به خاك سپرده شدند.


پاورقي

[1] ابن عنبه، عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب، ص 85.

[2] ابن شبه، همان، ج 1، صص 110 و 111؛ ابوالفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 74؛ مسعودي گويد: او را در بقيع، كنار قبر مادرش فاطمه (عليها السلام) مدفون ساختند. (مروج الذهب، ج3، ص10).


بدخلقي تباه كننده عمل


حضرت صادق عليه السلام فرمود: «اِنَّ سوء الْخُلْقِ لَيفْسِدُ الْعَمَلَ كَما يفْسِدُ الخِلُّ الْعَسَلَ؛ همچنان كه سركه عسل را تباه مي كند، بدخلقي نيز عمل را تباه مي كند.» و در روايت ديگر به جاي كلمه «العمل» تعبير «لَيفْسِدُ الاْيمانَ» به كار رفته است؛ يعني بدخلقي ايمان را تباه مي سازد كه در اين صورت خطر آن دوچندان خواهد شد؛ زيرا ايمان ريشه و اساس انسانيت را تشكيل مي دهد و آسيب ديدن آن ضررهاي جبران ناپذيري را در پي دارد.

به همين جهت، وقتي به پيامبر خبر دادند كه زني شبها عبادت مي كند و روزها روزه دارد؛ ولي اخلاقش زشت است و همسايگان را با زبان آزار مي دهد، حضرت فرمود: «لا خَيرَ فيها، هِيَ مِنْ اَهْلِ النّارِ؛ خيري در او نيست، او اهل آتش است.»


داود بن علي


58- ان داود بن علي [1] قتل المعلي بن خنيس.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: قتلت قيمي في مالي و عيالي.

ثم قال عليه السلام: لأدعون الله عليك.

قال داود: اصنع ما شئت.

فلما جن الليل. قال عليه السلام: اللهم ارمه بسهم من سهامك.

فأفلق [2] به قلبه.

فأصبح و قد مات داود.

و الناس يهنئونه بموته.

فقال عليه السلام: لقد مات علي دين ابي لهب. و قد دعوت الله فأجاب فيه الدعوة و بعث اليه ملكا معه مرزبة [3] من حديد فضربه ضربة.



[ صفحه 60]



فما كانت [4] الا صيحة.

قال: فسألنا الخدم [5] ؟!

فقالوا: صاح في فراشه صيحة. فدنونا منه.فاذا هو ميت [6] .

59- عن أبي بصير قال: سمعت أباعبدالله الصادق عليه السلام يقول - و قد جري ذكر المعلي بن خنيس -.

فقال عليه السلام: رحم الله المعلي بن خنيس.

فقلت: يا مولاي. ما كان المعلي؟!

قال عليه السلام: - والله - ما كان المعلي ينال من درجتنا الا بما نال منه داود بن علي بن عبدالله بن عباس.

فقلت له: - جعلت فداك - و ما الذي يناله من داود بن علي؟!

قال عليه السلام: يدعو به - اذا تقلد المدينة - عليه لعنة الله و سوء الدار - فيطالبه بأن يثبت له اسماء شيعتنا و اوليائنا. ليقتلهم.

فلا يفعل.

فيضرب عنقه. فيصلبه.

فقلت: انا لله و انا اليه راجعون.

و متي يكون ذلك؟!

قال عليه السلام: من قابل.

قال: فلما كان من قابل ولي المدينة داود بن علي.



[ صفحه 61]



فأحضر المعلي بن خنيس.

فسأله عن شيعة ابي عبدالله عليه السلام و اوليائه. أن يكتبهم له.

فقال له المعلي: ما أعرف من شيعته و اوليائه احدا.

و انما انا وكيله. انفق له علي عياله و اتردد في حوائجه. و لا اعرف له شيعة و لا صاحبا.

قال: تكتمني. اما انك ان تقول لي. و الا قتلتك.

فقال له المعلي: ابا القتل تهددني؟!

- والله - لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم.

و لئن قتلتني يسعدني الله و يشقيك.

فأمر به. فضربت عنقه. و صلب علي باب قصر الامارة [7] .

فدخل عليه ابوعبدالله عليه السلام فقال: يا داود بن علي! قتلت مولاي و وكيلي في مالي و نفقتي [8] علي عيالي؟

قال: ما انا قتلته.

قال: عليه السلام: فمن قتله؟!

قال: ما أدري.

قال الصادق عليه السلام: ما رضيت أن قتلته و صلبته حتي تكذب و تجحد!

- والله - ما رضيت أن قتلته عدوانا و ظلما حتي صلبته.



[ صفحه 62]



تريد أن تشهره و تنوه بقتله. لأنه مولاي.

- والله - انه عند الله لأوجه منك و من امثالك.

و له منزلة رفيعة في الجنة و لك منزلة في النار.

فأنظر كيف تخلص منها.

- والله - لأدعون عليك. فيقتلك كما قتلته.

قال له داود بن علي: تهددني بدعائك؟!

اصنع ما انت صانع. و ادع الله لنفسك.

فأذا استجاب لك. فأدع علي.

فخرج ابوعبدالله عليه السلام من عنده - مغضبا -.

فلما جن عليه الليل. اغتسل عليه السلام و لبس ثياب الصلاة و ابتهل الي الله عزوجل و علا.

و قال عليه السلام: يا ذا يا ذري يا ذويه. آت اليه سهما من سهامك. يفلق به قلبه.

ثم قال عليه السلام لغلامه: اخرج و اسمع الصراخ علي داود بن علي و خرج.

فرجع الغلام. فقال: يا مولاي. الصراخ عال عليه و قد مات.

فخر ابوعبدالله عليه السلام ساجدا. و هو يقول في سجوده: شكرا للكريم. شكرا للقائم الدائم الذي يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء.

و اصبح داود ميتا.

و الشيعة يهرعون الي أبي عبدالله عليه السلام يهنئونه بموته.



[ صفحه 63]



فقال أبوعبدالله عليه السلام: لقد مات علي دين ابي لهب - لعنهما الله -.

و لقد دعوت الله عليه بثلاث كلمات. لو دعوت بها علي الأرض لأزال الله الأرض و من عليها.

فأجابني فيه.

فعجل به الي امه الهاوية [9] .

60- عن ابن سنان قال: كنا بالمدينة حين بعث داود بن علي الي المعلي بن خنيس. فقتله.

فجلس ابوعبدالله عليه السلام فلم يأته شهرا.

قال: فبعث اليه أن ائتني.

فأبي عليه السلام أن يأتيه.

فبعث اليه خمس نفر من الحرس.

قال [10] : أئتوني. فأن ابي [11] فأتوني به أو برأسه.

فدخلوا عليه [12] و هو عليه السلام يصلي. و نحن نصلي معه الزوال.

فقالوا: اجب داود بن علي.

قال عليه السلام: فأن لم اجب.

قالوا [13] : أمرنا أن نأتيه برأسك.



[ صفحه 64]



فقال عليه السلام: و ما اظنكم تقتلون ابن رسول الله.

قالوا: ما ندري ما تقول. و ما نعرف الا الطاعة.

قال عليه السلام: انصرفوا. فأنه خير لكم في دنياكم و آخرتكم.

قالوا: - والله - لا ننصرف حتي نذهب بك معنا أو نذهب برأسك.

قال عليه السلام: فلما علم عليه السلام أن القوم لا يذهبون الا بذهاب رأسه و خاف علي نفسه -.

قالوا: رأيناه قد رفع يديه فوضعهما علي منكبه ثم بسطهما.

ثم دعا عليه السلام بسبابته.

فسمعناه يقول عليه السلام: الساعة. الساعة.

فسمعنا صراحا عاليا.

فقالوا له: قم.

فقال عليه السلام لهم: اما أن صاحبكم قد مات و هذا الصراخ عليه.

فأبعثوا رجلا منكم. فأن لم يكن هذا الصراخ عليه. قمت معكم.

قالوا: فبعثوا رجلا منهم. فما لبث ان اقبل.

فقال: يا هؤلاء قد مات صاحبكم و هذا الصراخ عليه.

فأنصرفوا.

فقلت له - جعلنا الله فداك - ما كان حاله؟!

قال عليه السلام: قتل مولاي المعلي بن خنيس فلم آته منذ شهر. فبعث الي أن آتيه.

فلما ان كان الساعة لم آته.



[ صفحه 65]



فبعث الي ليضرب عنقي.

فدعوت الله بأسمه الأعظم.

فبعث الله عزوجل اليه ملكا بحربة. فطعنه في مذاكيره. فقتله.

فقلت له: فرفع اليدين. ما هو؟!

قال عليه السلام: الابتهال.

فقلت: فوضع يديك و جمعها؟!

قال عليه السلام: التضرع.

قلت: و رفع الاصبع؟!

قال عليه السلام: البصبصة [14] و [15] .

61- داود الرقي و معاوية بن عمار و عبدالله بن سنان جميعا قالوا: كنا بالمدينة حيث بعث داود بن علي الي المعلي بن خنيس - رضي الله عنه - فقتله.

فجلس عنه أبوعبدالله عليه السلام - شهرا - لم يأته.

فبعث اليه و دعاه.

فأبي عليه السلام ان يأتيه.

فبعث اليه عشرة نفر من الحرس.

و قال لهم: ائتوني به. فأن ابي. فآتوني برأسه.

فدخلوا عليه و هو عليه السلام يصلي - و نحن معه - صلاة الزوال.



[ صفحه 66]



فقالوا له: اجب الأمير: داود بن علي.

فأبي عليه السلام.

فقالوا: ان لم تجب قتلناك.

فقال عليه السلام: ما اظنكم تقتلون ابن رسول الله.

فقالوا: ما ندري ما تقول و ما نعرف الا الطاعة.

قال عليه السلام: انصرفوا. فأنه خير لكم.

قالوا: لا نرجع اليه الا بما أمرنا.

فلما علم عليه السلام أن القوم لا ينصرفون الا بما امروا به.

رأيناه عليه السلام و قد رفع يديه الي السماء ثم وضعهما علي منكبيه ثم بسطهما ثم دعا عليه السلام مشيرا بسبابته.

فسمعنا: الساعة. الساعة.

حتي سمعنا صراخا عاليا [16] .

فقالوا: قم.

فقال عليه السلام: [17] ان صاحبكم قد مات.

و هذا الصراخ عليه.

فأنصرفوا.

و الناس قد حضروه.

فقالوا: انشقت مثانته.

فمات.



[ صفحه 67]



قال ابوعبدالله عليه السلام: دعوت الله بأسمه الأعظم و ابتهلت اليه.

فبعث اليه ملكا فطعنه بحربة في مذاكيره.

فكفانا شره.

قالوا: فقلنا: ما الابتهال؟!

قال عليه السلام: رفع اليدين الي جنب المنكبين.

قلنا: و البصبصة؟!

فقال عليه السلام: رفع الاصبع و تحريكها - يعني: السبابة - [18] .

62- روي الاعمش و... و أبوبصير: ان داود بن علي بن عبدالله بن العباس. لما قتل المعلي بن خنيس و اخذ ماله.

قال الصادق عليه السلام: قتلت مولاي و اخذت مالي.

اما علمت أن الرجل ينام علي الثكل [19] و لا ينام علي الحرب [20] .

اما- والله - لأدعون الله عليك.

فقال له داود: تهددنا بدعائك؟! - كالمستهزي ء بقوله -.

فرجع ابوعبدالله عليه السلام الي داره.

فلم يزل عليه السلام ليله - كله - قائما و قاعدا.

فبعث اليه داود خمسة من الحرس و قال: ائتوني به. فأن ابي فائتوني برأسه.

فدخلوا عليه و هو عليه السلام يصلي.



[ صفحه 68]



فقالوا له: اجب داود.

قال عليه السلام: فأن لم أجب؟

قالوا: امرنا بأمر.

قال عليه السلام فأنصرفوا. فأنه خير لكم لدنياكم و آخرتكم.

فأبوا الا خروجه.

فرفع عليه السلام يديه فوضعهما علي منكبيه ثم بسطهما ثم دعا بسبابته.

فسمعناه يقول: الساعة -الساعة.

حتي سمعنا صراخا عاليا.

فقال عليه السلام لهم: ان صاحبكم قد مات.

فأنصرفوا.

فسئل عليه السلام؟!

فقال عليه السلام: بعث الي ليضرب عنقي.

فدعوت عليه بالاسم الاعظم.

فبعث الله اليه ملكا بحربة.

فطعنه في مذاكيره. فقتله.

- و في رواية لبابة - بنت عبدالله بن العباس -: بات داود - تلك الليلة - حائرا. قد اغمي عليه.

فقمت افتقده في الليل. فوجدته مستلقيا علي قفاه.

و ثعبان قد انطوي علي صدره و جعل فاه علي فيه.

فأدخلت يدي في كمي فتناولته. فعطف فاه الي.



[ صفحه 69]



فرميت به. فأنساب [21] في ناحية البيت.

و انبهت داود. فوجدته حائرا قد احمرت عيناه.

فكرهت أن اخبره بما كان و جزعت عليه.

ثم انصرفت. فوجدت ذلك الثعبان كذلك.

ففعلت به مثل الذي فعلت في المرة الاولي.

و حركت داود.

فأصبته ميتا - [22] .

فما رفع جعفر عليه السلام رأسه من السجود حتي سمع الواعية [23] .

63- قال أبوبصير: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان المعلي بن خنيس ينال درجتنا.

و ان المدينة - من قابل - يليها داود بن عروة [24] و يستدعيه و يأمره أن يكتب له اسماء شيعتي.

فيأبي [25] فيقتله و يصلبه.

فينال بذلك درجتنا.

فلما ولي داود المدينة - من قابل - احضر المعلي و سأله عن الشيعة؟!

فقال: اعرفهم.



[ صفحه 70]



فقال اكتبهم لي و الا ضربت عنقك.

فقال: بالقتل تهددني؟! - والله - لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم.

فأمر بضرب عنقه و صلبه.

فلما دخل عليه الصادق عليه السلام قال: يا داود قتلت مولاي و وكيلي؟! و ما كفاك القتل حتي صلبته.

- والله - لأدعون الله عليك [26] كما قتلته.

فقال له داود: أتهددني بدعائك؟! ادع الله لك.. فأذا استجاب لك. فأدعه علي.

فخرج أبوعبدالله عليه السلام مغضبا.

فلما جن الليل. اغتسل عليه السلام و استقبل القبلة.

ثم قال: يادا ناوي يا دوات داود [27] سهما من سهام قهرك. تبلبل [28] به قلبه.

ثم قال عليه السلام لغلامه: اخرج و اسمع الصائح.

فجاء الخبر أن داود قد هلك.

فخر الامام عليه السلام ساجدا و قال: انه لقد دعوت الله عليه بثلاث كلمات. لو قسمت علي أهل الأرض لزلزلت بمن عليها [29] .

64- روي: ان داود بن علي بن عبدالله بن عباس [30] قتل المعلي بن



[ صفحه 71]



خنيس - مولي [31] جعفر بن محمد عليهماالسلام - و اخذ ماله.

فدخل عليه جعفر عليه السلام [32] و هو يجر ردائه.

فقال عليه السلام له: قتلت مولاي و اخذت ماله [33] .

اما عملت ان الرجل ينام علي الثكل [34] و لا ينام علي الحرب [35] .

اما - والله - لأدعون الله عليك.

فقال له داود [36] تهددنا [37] بدعائك؟!

- كالمستهزي ء بقوله -.

فرجع ابوعبدالله عليه السلام الي داره.

فلم يزل عليه السلام - ليله - كله [38] قائما و قاعدا حتي اذا كان السحر. سمع و هو يقول في مناجاته: يا ذا القوة القوية و يا ذا المحال الشديد. و يا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل.

اكفني هذا الطاغية و انتقم لي منه.

فما كان [39] الا ساعة حتي ارتفعت الاصوات بالصياح.



[ صفحه 72]



و قيل: [40] قد مات داود بن علي - الساعة [41] [42] .

65- يا ذا القوة القوية و يا ذا المحال الشديد [43] و يا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل.

اكفني هذا الطاغية و انتقم لي منه.

دعا به الصادق عليه السلام علي داود بن علي بن عباس [44] بن عبدالله - في السحر - لما قتل مولاه المعلي بن خنيس.

فما كان الا ساعة حتي ارتفعت الاصوات بالصياح.

و قيل: مات داود - الساعة [45] .

66- دعاء مولانا الصادق عليه السلام علي داود بن علي الذي هلك بدعائه في حال سجوده عليه السلام و هو:



[ صفحه 73]



يا ذا القوة القوية و القدم الازلية و يا ذا المحال [46] الشديد و النصر العتيد [47] و يا ذا العزة التي كل خلق لها ذليل.

خذ داود اخذ عزيز مقتدر و افجأه مفاجأه مليك مقتدر.

فاذا بالصياح قد علا في دار داود بن علي.

و اذا به قد مات [48] .

67- عن حماد الناب عن المسمعي قال: له اخذ داود بن علي المعلي بن خنيس. حبسه واراد قتله.

فقال له معلي: أخرجني الي الناس. فأن لي دينا كثيرا و مالا. حتي اشهد بذلك.

فأخرجه الي السوق.

فلما اجتمع الناس قال: يا ايها الناس انا معلي بن خنيس. فمن عرفني فقد عرفني. أشهدوا ان ما تركت من مال عين أو دين أو امة او عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد عليهماالسلام.

قال: فشد عليه صاحب شرطة داود. فقتله.

قال: فلما بلغ ذلك اباعبدالله عليه السلام خرج يجر ذيله حتي دخل علي داود بن علي - و اسماعيل - ابنه - خلفه -.

فقال عليه السلام: يا داود! قتلت مولاي و اخذت مالي؟!

قال: ما انا قتلته. و لا اخذت مالك.



[ صفحه 74]



قال عليه السلام: - والله - لأدعون الله علي من قتل مولاي و اخذ مالي!

قال: ما قتلته. و لكن قتله صاحب شرطتي.

فقال عليه السلام: بأذنك أو بغير اذنك؟!

قال: بغير اذني.

قال عليه السلام: - يا اسماعيل - شأنك به.

قال: فخرج اسماعيل - و السيف معه - حتي قتله في مجلسه.

قال حماد: و اخبرني المسمعي عن معتب.

قال: فلم يزل ابوعبدالله عليه السلام - ليلته - ساجدا و قائما.

قال: فسمعته في آخر الليل و هو ساجد ينادي: اللهم اني اسألك بقوتك القوية و بمحالك الشديد. و بعزتك التي خلقك لها ذليل. أن تصلي علي محمد و آل محمد.

و أن تأخذه - الساعة -.

قال: فوالله ما رفع عليه السلام رأسه من سجوده حتي سمعنا الصايحة.

فقالوا: مات داود بن علي.

فقال أبوعبدالله: اني دعوت الله عليه بدعوة.

بعث الله اليه ملكا. فضرب رأسه بمرزبة.

انشقت منها مثانته [49] .

68- عن حماد بن عثمان، عن المسمعي قال: لما قتل داود بن علي المعلي بن خنيس. قال ابوعبدالله عليه السلام: لأدعون الله علي من قتل مولاي و اخذ مالي.



[ صفحه 75]



فقال له داود بن علي: انك لتهددني بدعائك؟!

قال حماد: قال المسمعي: فحدثني معتب أن أباعبدالله عليه السلام لم يزل - ليلته - راكعا و ساجدا.

فلما كان في السحر سمعته يقول و هو عليه السلام ساجد: اللهم اني أسألك بقوتك القوية و بجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل. أن تصلي علي محمد و أهل بيته [50] و أن تأخذه - الساعة - الساعة [51] .

فما رفع عليه السلام رأسه حتي سمعنا الصيحة في دار داود بن علي.

فرفع ابوعبدالله عليه السلام رأسه و قال: اني دعوت الله [52] بدعوة بعث الله عزوجل عليه ملكا. فضرب رأسه بمرزبة من حديد.

انشقت منها مثانته. فمات [53] .



[ صفحه 76]




پاورقي

[1] هو عم منصور الدوانيقي - عليهما اللعنة - كان واليا علي المدينة من قبل بني العباس - عليهم اللعنة -.

[2] في نسخة: تنفلق.

[3] المرزبة: المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد و قيل: عصاة كبيرة من حديد (نقلا عن هامش المصدر).

[4] في نسخة: كان.

[5] في نسخة: فبعث لنا.

[6] الخرائج: ج2 ص611.

[7] المراد من: قصر الامارة. دار الحكومة و لم يكن المراد منه - قصر الامارة - المعروفة بالكوفة - لأن هذه الواقعة - جرت في المدينة اذ كان داود - عليه اللعنة - واليا علي المدينة من قبل بني العباس - عليهم اللعنة -.

[8] في نسخة: و ثقتي.

[9] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني - رضوان الله تعالي عليه - ج6 ص164 الي166 منشورات مؤسسة المعارف الاسلامية نقلا عن الهداية الكبري.

[10] أي: قال داود بن علي.

[11] أي: فأن ابي الامام عليه السلام.

[12] أي: فدخلوا علي الامام عليه السلام.

[13] في المصدر: قال. و هو سهو مطبعي ظاهر.

[14] البصبصة: عبارة عن رفع السبابة الي السماء و تحريكهما حين الدعاء و هو نوع من التضرع و الخشوع و الاستكانة الي الله عزوجل.

[15] بصائر الدرجات: ص218.

[16] في نسخة: صراخا - بالمدينة - عاليا.

[17] في نسخه فقال عليه السلام لهم: انصرفوا فأن.

[18] دلائل الامامة: ص251 و252.

[19] الثكل: فقدان الحبيب.

[20] أي: نهب الاموال.

[21] انسابت الحية: جرت و تدافعت في مشيها.

[22] ما بين النجمتين جملة معترضة صارت فاصلا بين فقرات الخبر. و الفقرة الاخيرة تتعلق ب صدر الخبر - (اثبتناه كما وجدناه - في المصدر - فلا تغفل).

[23] المناقب: ج4 ص230 ح231.

[24] هكذا في المصدر و الظاهر وقوع سهو مطبعي و الصحيح: داود بن علي.

[25] في المصدر: فيأتي (و هو سهو مطبعي ظاهر).

[26] هكذا في المصدر و الظاهر: لأدعون الله عليك فيهلك أو - فيقتلك - كما قتلته.

[27] في بعض المصادر يا ذا يا ذي يا ذو ارم داود بسهم من سهام.

[28] في بعض المصادر: تقلقل و في بعضها: تفلق.

[29] مشارق انوار اليقين: ص92 و93.

[30] في كشف الغمة: العباس.

[31] في اعلام الوري: مولي الصادق عليه السلام.

[32] في روضة الواعظين: فدخل عليه و هو.

[33] في روضة الواعظين و الارشاد: مالي.

[34] الثكل فقد الولد (نقلا عن هامش كشف الغمة).

[35] الحرب: نهب المال الذي يعيش فيه (نقلا عن هامش كشف الغمة).

[36] في كشف الغمة: فقال له داود بن علي.

[37] في كشف الغمة و الارشاد: أتهددنا بدعائك؟!.

[38] في روضة الواعظين: بدون كلمة كله.

[39] في كشف الغمة: فما كانت.

[40] في كشف الغمة: و قيل: مات داود بن علي.

[41] في كشف الغمة بدون كلمة - الساعة.

[42] كشف الغمة: ج2 ص169 و روضة الواعظين: ص. 209 و اعلام الوري: ج1 ص524 و الارشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة -: ج2 ص184 و185.

[43] قوله - شديد المحال - أي: شديد الاخذ - عن علي عليه السلام.

و قيل شديد القوة. و قيل: شديد النقمة و العذاب. و قيل: شديد الكيد للكفار.

و المحال: المماحلة و هي المماكرة و المكايدة. و محل بفلان اذا سعي الي السلطان و المعني انه تعالي شديد المكر بأعدائه يأتيهم الهلاك من حيث لا يشعرون قاله الطبرسي - رحمه الله تعالي - (نقلا عن هامش المصدر).

[44] هكذا في المصدر. و الظاهر انه سهو مطبعي و الصحيح: داود بن علي بن عبدالله بن عباس.

[45] المصباح - جنة الامان - للشيخ الكفعمي - رضوان الله تعالي - ص275 و276.

[46] شديد المحال أي: شديد العقوبة و النكال و يقال: المكر و الكيد و يقال: القوة و الشدة.

[47] العتيد: الحاضر المهيا (نقلا عن هامش المصدر).

[48] المجتني من الدعاء المجتبي: ص55 و56.

[49] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص377 و378.

[50] في بعض النسخ: و آل بيته.

[51] عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام: ان الذي دعا به ابوعبدالله عليه السلام علي داود بن علي حين قتل المعلي بن خنيس و أخذ مال ابي عبدالله عليه السلام: اللهم اني اسألك بنورك الذي لا يطفي و بعزائمك التي لا تحفي و بعزك الذي لا ينقضي و بنعمك التي لا تحصي و بسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسي عليه السلام (الكافي: ج2 ص557).

[52] هكذا في المصدر و الظاهر: دعوت الله عليه.

[53] الكافي: ج2 ص513.


جعفر ايها الصديق 10


مضي التاريخ يشعل الحوادث هنا و هناك. سقطت قبرص في قبضة المسلمين. و خلع الوليد من الخلافة، و قتل في «قصر النعمان» في «تدمر» حيث أسرت «زنوبيا» من قبل.

و جاء إلي الحكم «الناقص» فطعنه الطاعون و مات. حتي إذا مر عام ظهر «الحمار» يمتطي حصانا و يغير علي دمشق ينتزع الخلافة، و قد خلعت دمشق ثوب العواصم.

و كان التجار ما انفكوا يجوبون المدن بين «الحميمة» و الأرض التي تطلع منها الشمس.

حتي إذا ثارت عشائر اليمانية في الشام و خرجت «الحرورية» في الجزيرة، و ثار العلويون في الكوفة، و ظهرت القلاقل في الأندلس، و حمل قسطنطين الخامس علي الشمال الإسلامي فيغتصب «مرعش»، و عاثت الأباظية في مكة، و غرقت «قبرص» في بحر



[ صفحه 52]



الروم؛ و ضربت الزلازل بيت المقدس؛ و اجتاح الطاعون «البصرة»، و ارتفعت الرايات السود في الأرض التي تطلع منها الشمس، دوت سورة القدر.

و شمت الكلاب رائحة البراكين؛ فانطلقت خيول البريد تنهب المسافات تحمل صيحة الاستغاثة:



- أري تحت الرماد و ميض جحر

و يوشك أن يكون له ضرام



و قلت من التعجب ليت شعري

أأيقاظ أمية أم نيام؟



صرخ الحمار كمن لدغته عقرب:

- بل أيقاظ نحن!

تعالي نباح الكلاب و هي تقتفي الأثر من دمشق إلي «الحميمة» من أرض البلقاء.

كان «إبراهيم» جالسا عندما دهمته الكلاب، و أوثقته كتافا و حمل مخفورا إلي قصر في «حران» عاصمة الحمار.

رمق الحمار غريمه بغيظ:

- ما هذه الجموع التي خرجت بخراسان تطلب لك الخلافة؟

أجاب الأسير:



[ صفحه 53]



- لا علم لي بذلك؛ انما تريد التجني علينا.

سكت الحمار، كان قد اكتشف كل شي ء، ولكن بعد اشتعال الحريق.

هتف بيأس:

- خذوه إلي السجن.

الليل في «حران» حالك السواد، ارتدت الأشياء فيه أقنعة غامضة تنذر بالخطر.

بدا مروان في قلب الظلمة شبحا خائرا؛ ريشة في مهب الاعصار القادم من الشرق؛ ها هي الأقدار تعصف بعنف، و قد آن للأبناء أن يجنوا ثمار بذور قديمة؛ و الشجرة الملعونة تهتز من الجذور، قد اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار.

صفق الحمار بيديه، فحضر رجال غلاظ، بدوا كتماثيل منحوتة من الصخر، زادهم الليل البهيم وحشة.

كانوا عصبة، الخناجر تبرق في قبضاتهم. وقفوا ينتظرون شارة الحمار.

من يرهف السمع في تلك الليلة الموحشة لأمكنه أن يصغي إلي سخرية القدر، كيف يمكن لخناجر معقوفة في الظلام أن تطفي ء وهج آلاف السيوف في ربي خراسان.



[ صفحه 54]



انسل الرجال الغلاظ إلي حيث سجن «إبراهيم».

تبادلوا كلمات مقتضبة حول مهمتهم في قلب الليل.

فتح السجان الأبواب بعد ما تأكد من هويتهم، أحدث دخولهم ضجة وضوضاء، و أرهف المحبوسون أسماعهم. قدر بعضهم الداخلين بعشرين شرطي، و قال آخرون أنهم أكثر، و قال أحدهم: كلا انهم عصبة أولي قوة و أولي بأس شديد.

استمرت الجلبة في زنزانة الرجل العباسي، ثم هدأ كل شي ء. عاد الصمت مهيمنا علي المكان الموحش حيث يتعطل الزمن لا شي ء عن الماضي سوي الذكريات، و لا شي ء عن المستقبل سوي أمنيات، و لا معني للحاضر إلا في كلمات.

و في اليوم التالي قال السجان: إن الشمس قد أشرقت و إن أحد السجناء قد مات، و جاء رجال يشبهون الموتي حملوا الميت إلي مثواه.

قال رجل سجين:

- لقد خنقوه.

ضحك أحدهم ساخرا لأن الأمر لا يحتاج إلي توضيح.



[ صفحه 55]




پا برهنه




گر فاطمه ز حالت صادق خبر شود

از گريه هاي نيمه شبش خاك تر شود



آن شب كه پا برهنه عدويش ز خانه برد

زهرا نبود تا كه معين پسر شود



بيند اگر چه پيكر او را به وقت غسل

شك نيست حال فاطمه افسرده تر شود



مادر كجا و ديدن زجر پسر كجا

ترسم كه باز فاطمه خونين جگر شود



موسي بن جعفر آن كه بود صاحب عزا

امشب شكسته دل به عزاي پدر شود



ديگر مگو رضا كه چه شد حال آن امام

زهرا از اين ملال خميده كمر شود



مرحوم حاج غلامرضا حسين زاده (رضا)




مناظره ابوحنيفه و امام صادق


روزي ابو حنيفه - يكي از پيشوايان و رهبران اهل سنّت - به همراه عدّه اي از دوستانش به مجلس امام جعفر صادق عليه السلام وارد شد و اظهار داشت:

يابن رسول اللّه! فرزندت، موسي كاظم عليه السلام را ديدم كه مشغول نماز بود و مردم از جلوي او رفت و آمد مي كردند؛ و او آن ها را نهي نمي كرد، با اين كه رفت و آمدها مانع معنويّت مي باشد؟!

امام صادق عليه السلام فرزند خود موسي كاظم عليه السلام را احضار نمود و فرمود: ابو حنيفه چنين مي گويد كه در حال نماز بودي و مردم از جلوي تو رفت و آمد مي كرده اند و مانع آن ها نمي شدي؟

پاسخ داد: بلي، صحيح است، چون آن كسي كه در مقابلش ايستاده بودم و نماز مي خواندم، او را از هر كسي نزديك تر به خود مي دانستم، بنابر اين افراد را مانع و مزاحم عبادت و ستايش خود در مقابل پروردگار متعال نمي دانستم.

سپس امام جعفر صادق عليه السلام فرزند خود را در آغوش گرفت و فرمود: پدر و مادرم فداي تو باد، كه نگه دارنده علوم و اسرار الهي و امامت هستي.

بعد از آن خطاب به ابو حنيفه كرد و فرمود: حكم قتل، شديدتر و مهمتر است، يا حكم زنا؟

ابو حنيفه گفت: قتل شديدتر است.

امام عليه السلام فرمود: اگر چنين است، پس چرا خداوند شهادت بر اثبات قتل را دو نفر لازم دانسته؛ ولي شهادت بر اثبات زنا را چهار نفر قرار داده است؟!

سپس حضرت به دنباله اين پرسش فرمود: بنابر اين بايد توجّه داشت كه نمي توان احكام دين را با قياس استنباط كرد.

و سپس افزود: اي ابوحنيفه! ترك نماز مهمتر است، يا ترك روزه؟

ابو حنيفه گفت: ترك نماز مهمتر است.

حضرت فرمود: اگر چنين است، پس چرا زنان نمازهاي دوران حيض و نفاس را نبايد قضا كنند؛ ولي روزه ها را بايد قضا نمايند، پس احكام دين قابل قياس نيست.

بعد از آن، فرمود: آيا نسبت به حقوق و معاملات، زن ضعيف تر است، يا مرد؟

ابوحنيفه در پاسخ گفت: زنان ضعيف و ناتوان هستند.

حضرت فرمود: اگر چنين است، پس چرا خداوند متعال سهم مردان را دو برابر سهم زنان قرار داده است، با اين كه قياس برخلاف آن مي باشد؟!

سپس حضرت افزود: اگر به احكام دين آشنا هستي، آيا غائط و مدفوع انسان كثيف تر است، يا مني؟

ابو حنيفه گفت: غائط كثيف تر از مني مي باشد.

حضرت فرمود: اگر چنين است، پس چرا غائط با قدري آب يا سنگ و كلوخ پاك مي گردد؛ ولي مني بدون آب و غسل، تطهير نمي شود، آيا اين حكم با قياس سازش دارد؟!

پس از آن ابوحنيفه تقاضا كرد: ياابن رسول اللّه! فدايت گردم، حديثي براي ما بيان فرما، كه مورد استفاده قرار دهيم؟

امام صادق عليه السلام فرمود: پدرم از پدرانش، و ايشان از حضرت اميرالمؤمنين علي عليه السلام روايت كرده اند، كه رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: خداوند متعال ميثاق و طينت اهل بيت رسول اللّه صلوات اللّه عليهم را از اعلي عليين آفريده است.

و طينت و سرشت شيعيان و دوستان ما را از خمير مايه و طينت ما خلق نمود و چنانچه تمام خلايق جمع شوند، كه تغييري در آن به وجود آورند هرگز نخواهند توانست.

بعد از آن كه امام صادق عليه السلام چنين سخني را بيان فرمود ابو حنيفه گريان شد؛ و با دوستانش كه همراه وي بودند برخاستند و از مجلس خارج گشتند. [1] .


پاورقي

[1] اختصاص شيخ مفيد: ص 189.


سفارش آن حضرت به نماز


روايت كرده اند كه چون هنگام وفات آن حضرت شد، ديده هاي خود را گشود و فرمود: خويشان مرا جمع كنيد.

چون همه جمع شدند، به سوي ايشان نظر كرد و فرمود: شفاعت ما نمي رسد به كسي كه نماز را سبك شمارد و اعتنا به شأن آن نكند. [1] .



گويم ز امام صادق اين طرفه حديث

تا شيعه ي او به لوح دل بنگارد



فرمود كه بر شفاعت ما نرسد

هر كس كه نماز را سبك بشمارد





[ صفحه 232]




پاورقي

[1] جلاء العيون، ص 884.


تولاي حضرت زهرا


دوستي و قبول ولايت اولياي خدا و بي زاري از دشمنان آنها و از كساني كه به آل محمد صلي الله عليه وآله ستم كردند و هتك حرمت آنان نمودند، فدك را از فاطمه عليها السلام گرفتند و از ميراثش باز داشتند، حقوق او و همسرش راغصب كردند و به سوختن خانه اش همت گماشتند، واجب است. [1] .

چرا صديقه؟

مفضل گويد به امام صادق عليه السلام عرض كردم:

چه كسي فاطمه عليها السلام را غسل داد؟

فرمودند: غسل دهنده اميرالمؤمنين عليه السلام بود.

گويي از فرموده امام ششم مطلب بر من گران آمد. ايشان فرمودند: گويا آنچه به تو گفتم، برتو گران آمد؟

عرض كردم: فدايتان شوم، چنين است.

حضرت فرمودند: پذيرش اين مطلب بر تو دشوار نيايد; زيرا كه فاطمه صديقه بود و كسي جز صديق را نشايد كه صديقه را غسل دهد.مگر نمي داني كه مريم را كسي جز عيسي عليه السلام غسل نداد. [2] .


پاورقي

[1] خصال، ج 2، ص 603.

[2] بحارالانوار، ج 27، ص 291، حديث 7; اصول كافي، ج 1، ص 459.


مناظرات الامام الصادق


كان عصر الامام الصادق عليه السلام عصر ازدهار اقتصادي للعرب و المسلمين، حيث اتسعت الدولة الاسلامية، و كثرت مواردها المالية؛ و تحسنت حال المسلمين، و اتصلوا بغيرهم من الشعوب التي كانت تقطن البلاد التي فتحوها.

يري الباحثون أن لهذا الاتصال فوائد جمة حيث وسع مدارك المسلمين العقلية، و دفعهم الي خوض ميادين العلوم كافة من طب، و هندسة، و رياضيات، و فلك و فلسفة و ما الي ذلك.

و من أبرز مظاهر هذا الاتصال نقل و ترجمة الكتب الفكرية و الفلسفية التي كانت تحوي أفكار الاغريق و سواهم من الشعوب في مواضيع الاله و الخلق و الحياة.



[ صفحه 63]



هذه الأفكار أثارت نزعة الحاد عند بعض المسلمين، هذه النزعة أضيفت الي تنوع المذاهب الاسلامية الكلامية و العقائدية.

و كان الامام الصادق عليه السلام يناظر الملحدين و أئمة المذاهب في كافة العلوم و يخصمهم بالحجج، و ربما ابتدأ غيره بالمناظرة اظهارا للحق، و اقامة للحجة، و قطعا للمعذرة.

قال الدكتور الكيالي: و كان موقفه من التنازع و الجدل موقف العالم المناضل، و الفيلسوف المؤمن، القوي بحجته و براهينه، الراجح في عقله و استدلاله، يدافع عن حقيقة الاسلام بما يقره العلم الصحيح، و الايمان الحق، و المنطق الصائب، و يدلي بعلمه و آرائه بصراحة، و يرد علي خصمه بالبلاغة الباهرة، و الأدلة القاطعة. [1] .

نذكر باختصار بعض هذه المناظرات:



[ صفحه 64]




پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 456، عن رسالة الدكتور الكيالي في الامام الصادق عليه السلام: 14.


اقسام الصوم


دخل الزهري مع جماعة من الفقهاء علي الامام زين العابدين عليه السلام، فسأل الامام الزهري عما كانوا يخوضون فيه، فقال له:

«تذاكرنا الصوم فاجمع رأيي، و رأي أصحابي علي أنه ليس من الصوم واجب الا شهر رمضان...».

فنعي عليهم الامام قلة معلوماتهم بشؤون الشريعة و أحكام الدين، و بين لهم أقسام الصوم قائلا:

«ليس كما قلتم: الصوم علي اربعين وجها، عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان، و عشرة منها صومهن حرام، و أربعة عشر وجها صيامهن بالخيار، ان شاء صام، و ان شاء أفطر، و صوم الأذن علي ثلاثة أوجه: و صوم التأدب، و صوم الاباحة، و صوم السفر، و المرض...».

و بهر الزهري، و بقية الفقهاء من سعة علم الامام (عليه السلام) و احاطته بأحكام الدين، و طلب منه الزهري ايضاح تلك الوجوه و بيانها، فقال عليه السلام:

«أما الواجب فصيام شهر رمضان، و صيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا، و صيام شهرين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق، واجب، قال الله تعالي: «و من قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة و دية مسلمة الي أهله، - الي قوله -: - فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين» [1] و صيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار [2] لمن لم يجد العتق. قال الله تعالي: «و الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن



[ صفحه 40]



يتماسا ذلكم توعظون به و الله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا» [3] و صيام ثلاثة أيام: في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد له الاطعام. قال الله تبارك و تعالي: «فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم» [4] كل ذلك تتابع و ليس بمفترق. و صيام أذي الحلق، حلق الرأس، واجب، قال الله تبارك و تعالي: «فمن كان منكم مريضا أو به أذي من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك» [5] و صاحبها فيها بالخيار، بين صيام ثلاثة أيام أو صدقة أو نسك و صوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي، قال الله تبارك و تعالي: «فمن تمتع بالعمرة الي الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة» [6] و صوم جزاء العبد واجب، قال الله تبارك و تعالي: «و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما» [7] ثم قال عليه السلام: أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ فقال: لا أدري، قال عليه السلام: تقوم الصيد قيمة ثم تفضي تلك القيمة علي البر، ثم يكال ذلك البر اصواعا، فيصوم لكل نصف صاع يوما، و صوم النذر واجب، و صوم الاعتكاف، واجب [8] .

(و أما الصوم الحرام فصوم يوم الفطر، و يوم الأضحي، و ثلاثة أيام من أيام التشريق [9] و صوم يوم الشك [10] أمرنا به، و نهينا عنه: أمرنا أن نصومه من شعبان، و نهينا أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس..



[ صفحه 41]



و التفت الزهري الي الامام قائلا: «جعلت فداك فان لم يكن صام من شعبان شيئا، كيف يصنع؟» قال عليه السلام:

«ينوي ليلة الشك أنه صائم من شعبان، فان كان من شهر رمضان أجزأ عنه، و ان كان من شعبان لم يضر..».

و اشكل الزهري علي الامام.

«كيف يجزي صوم تطوع عن فريضة؟...».

فأجابه الامام.

«لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا و هو لا يدري، و لا يعلم أنه من شهر رمضان، ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه لأن الفرض انما وقع علي اليوم بعينه..». ثم استأنف الامام حديثه في بيان أقسام الصوم قائلا:

«و صوم الوصال حرام [11] و صوم الصمت حرام [12] و صوم النذر للمعصية حرام، و صوم الدهر حرام.

و أما الصوم الذي صار صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة و الخميس و الأثنين و صوم الأيام البيض [13] و صوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان، و يوم عرفة، و يوم عاشوراء. كل ذلك صاحبه فيه بالخيار: ان شاء صام و ان شاء أفطر.

و أما صوم الأذن فان المرأة لا تصوم تطوعا الا بأذن زوجها، و العبد لا يصوم تطوعا الا بأذن سيده، و الضيف لا يصوم تطوعا الا بأذن مضيفه قال



[ صفحه 42]



رسول الله (ص): «فمن نزل علي قوم فلا يصوم تطوعا الا باذنهم».

و أما صوم التأديب فانه يؤمر الصبي اذا راهق تأديبا، و ليس بفرض و كذلك من أفطر لعلة من أول النهار، ثم قوي بعد ذلك، أمر بالامساك بقية يومه تأديبا، و ليس بفرض، و كذلك المسافر اذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله أمر بالامساك بقية يومه تأديبا و ليس بفرض و أما صوم الاباحة فمن أكل أو شرب أو تقيأ من غير تعمد أباح الله ذلك و أجزأ عنه صومه.

و أما صوم السفر و المرض فان العامة اختلفت فيه: فقال قوم: يصوم، و قال قوم: لا يصوم، و قال قوم: ان شاء صام، و ان شاء أفطر و أما نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعا، فان صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء في ذلك لأن الله عزوجل يقول: «فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر...» [14] .

و انتهي هذا البحث الفقهي الذي ألقاه الامام علي العلماء و الفقهاء، و قد كشف عن مدي احاطة الامام بأحكام الشريعة و فروع الفقه، فقد فرع علي الصوم هذه الفروع المهمة التي غفل عنها العلماء، و من الجدير بالذكر أن فقهاء الامامية استندوا الي هذه الرواية في فتاواهم باحكام الصوم.

الجمع بين صلاتي العشائين.

أما الجمع بين صلاتي المغرب و العشاء فجائز، و ليس التفريق بينهما واجبا، و ان كان أفضل. و قد دل علي ذلك ما روي عن الامام زين العابدين عليه السلام فقد قال (ع): الجمع بين صلاة المغرب و العشاء للصبيان ذلك خير من أن يناموا عنها لقد تضافرت الأخبار عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام في جواز الجمع بين الفريضتين و علي ضوئها أفتي فقهاء الامامية بذلك، و هذه الرواية دلت علي جواز ذلك ولكن في خصوص صلاة المغرب و العشاء



[ صفحه 43]



للصبيان خاصة، و من المؤكد أنه لا خصوصية للعشائين، و لا للصبيان، و انما نص عليهما لأن السؤال كان عنهما.


پاورقي

[1] سورة النساء: آية 92.

[2] الظهار: أن يقول الرجل لزوجته: أنت علي كظهر أمي.

[3] سورة المجادلة آية: 4 - 3.

[4] سورة المائدة: آية 89.

[5] سورة البقرة: آية 196.

[6] سورة البقرة: آية 196.

[7] سورة المائدة: آية 95.

[8] الاعتكاف انما يجب بعد مضي يومين منه فيتعين اليوم الثالث، و كذلك يجب بالنذر و شبهه.

[9] أيام التشريق: و هي أيام مني، و هي الحادي عشر، و الثاني عشر، و الثالث عشر بعد يوم النحر.

[10] ان يحرم صوم يوم الشك اذا نوي أنه من رمضان.

[11] صوم الوصال: و هو أن يصوم الليل و النهار، و حرمته حرمة تشريعية،.

[12] صوم الصمت: هو أن يمسك الانسان فيه من الكلام، و قد كان الكلام محرما علي الصائم في الشرائع السابقة، كما أعلن القرآن ذلك في قصة مريم. قال تعالي: «اني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيا» الا أنه نسخ في الشريعة الاسلامية المقدسة.

[13] الأيام البيض: و هي الثالث عشر، و الرابع عشر، و الخامس عشر، و سميت لياليها بيضا لأن القمر يطلع فيها من أولها الي آخرها، جاء ذلك في: مجمع البحرين (مادة: بيض).

[14] الخصال (ص 504 - 501) فروع الكافي 1 / 185 المقنعة (ص 58) تفسير القمي. (ص 175 - 172) التهذيب 1 / 435.


نقش خاتمه


أما نقش خاتمه فهو: «العزة لله جميعا» [1] و كان يتختم بخاتم جده الامام الحسين (ع) و كان نقشه «ان الله بالغ أمره» [2] و ذلك مما يدل علي انقطاعه التام الي الله و شدة تعلقه به.


پاورقي

[1] حيلة الاولياء 3 / 189.

[2] أعيان الشيعة ق 1 / 4 / 169.


چرا امام به نامه هاي سرداران ايراني جواب نداد


شايد برخي، از برخورد امام با نامه هاي انقلابيون ناراحت شوند كه چرا امام نامه هاي آنان را سوزانده يا بي جواب گذاشته است كه اين، به ضرر اسلام تمام شده؛ اگر امام به آنان جواب مثبت مي داد و رهبري را قبول مي كرد ماجرا به نفع اسلام تمام مي شد.

اما بايد توجه داشت كه قضاوت صحيح درباره ي اين نامه به دو مقدمه نياز دارد:

الف: توجه به زمان اين نامه ها كه بر فرض كه امام جواب مثبت مي داد آيا موفقيت تضمين مي شد يا بر ضد اسلام و مسلمين بود و خون مسلمانان و جان امام در خطر بود.

ب: توجه به اينكه آيا نويسندگان نامه ها از نظر ديانت و ايمان و اعتقاد و خصايص انساني



[ صفحه 218]



مورد قبول خدا و رسول و اسلام بوده اند يا افرادي گناهكار و خونخوار بودند؟!

با نظر به مقدمه و پرسش اول، اگر توفيق حاصل مي شد و قدرت و رهبريت به امام منتقل مي شد، آيا با اين افراد تشكيل حكومت اسلامي به معناي حقيقي و واقعي امكان داشت يا ناممكن بود؛ زيرا اين افراد، سلطه جو و رياست طلب و خون آشام بودند و آبروي اسلام و امام صادق را مي بردند و اعتقاد مسلمانان حقيقي را هم از آنان مي گرفتند.

نيز بايد توجه داشت كه نامه ها پس از تسلط كامل بني عباس بر اريكه ي سلطنت نوشته شده بود؛ يعني با علي بن محمد سفاح بيعت شده بود و از طرفي هر دو سردار ايراني (ابوسلمه ي خلال و سليمان بن كثير) فهميده بودند كه موقعيت آنها رو به ضعف نهاده، از اين رو براي حفظ جان خود پناهگاهي مي جستند؛ زيرا چهار ماه بعد از بيعت، سفاح بن ابومسلم دستور داد ابوسلمه ي خلال [1] را از بين ببرد.

به علاوه نامه ي ابومسلم هم تقريبا در چنين زماني بود. او هم هميشه از سرنوشت خطرناك خود نگران بود و منصور دوانقي در سال 136، يعني چهار سال بعد از قتل ابوسلمه دستور قتل او را صادر كرد و به ابومسلم در مراجعت از مكه كشته شد. [2] .

پس بنابر مقدمه ي اول معقول نبود امام نامه ها را قبول كنند، چون وقت گذشته بود و بني عباس در قدرت كامل بودند.

اما با توجه به مقدمه دوم، نامه نويسان كساني بودند كه براي به قدرت رساندن ديگران، ششصد هزار نفس انساني را معدوم كرده بودند و كسي كه به نفع ديگري آن هم شخصي فاسق، خون مردم را بريزد هرگز در او آثار ايمان نخواهد بود.


پاورقي

[1] ابوسلمه ي خلال يكي از سران بزرگ اين نهضت است كه بعدها به عنوان وزير آل محمد معروف شد. او به ماهيت بني عباس پي برد. با مشورت بعضي شيعيان كوفه به اين فكر افتاد كه امامت علويان را استقرار بخشد (الوزراء و الكتاب، ص 86) ولي وقت گذشته بود و سفاح به كسان خود دستور داد در موقعي كه ابوسلمه در شهر انبار بود او را كشتند و شايع كردند كه خوارج او را كشتنه اند. (ريحانةالادب 7 ج 5، ص 91).

[2] ريحانةالادب، ج 5، ص 171.


دو كار مايه ي هلاكت انسان


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

دو كار مايه ي هلاكت است: به رأي خود براي مردم فتوا دهي يا ندانسته از چيزي پيروي كني. [1] .


پاورقي

[1] تحف العقول: 269، ميزان الحكمه: ج 14، ح 21235.


ابن ابي عمير


يكي از مصاديق «الصالحون قبلكم» ابن ابي عمير است كه پول او را از راه به در نبرد و در سخت ترين وضعيت فريفته ي پول و ثروت نشد.

او عالمي ديني بود كه زندگي اش را از راه كسب و معامله اداره مي كرد و از همين راه ثروت زيادي به دست آورده بود. هارون الرشيد او را به جرم طرفداري از ائمه به زندان افكند و مدت هفده سال از عمر خود را در زندان گذراند. علاوه بر حبس، به دستور



[ صفحه 28]



هارون تمامي اموالش نيز مصادره شد. شيخ طوسي در تهذيب الأحكام نقل مي كند كه ابن ابي عمير هنگام آزادي از زندان مي گفت: به خدا قسم اكنون حتي محتاج يك درهم هستم. او قبل از آن كه به زندان افتد به شخصي مبلغي قرض داد و طي سال هايي كه در زندان به سر مي برد، اين شخص به او بدهكار بود.

پس از آزادي از زندان، شخص بدهكار فهميد كه ابن ابي عمير از زندان آزاد شده و به سختي روزگار مي گذراند. خانه اش را فروخت تا پول ابن ابي عمير را برگرداند. ابن ابي عمير مطالبه نكرده بود، اما او دلش سوخت و خانه اش را فروخت تا دين خود را ادا نمايد. پول هايي را كه از فروش خانه به دست آورده بود، در ميان كيسه اي گذاشت و به در خانه ي ابن ابي عمير آمد. گفت: اين پول ها از آن توست. ابن ابي عمير پرسيد: بابت چه؟ گفت بابت بدهي ام. پرسيد اين پول ها را از كجا آوردي؟ املاك خود را فروخته اي؟ پاسخ داد: نه. پرسيد: كسي به تو هديه داده است؟ پاسخ داد: نه، گفت، پس اين پولها را از كجا آوردي [1] .

گفت: خانه ام را فروخته ام. ابن ابي عمير با شنيدن اين جمله گفت: به خدا قسم من در وضعيتي به سر مي برم كه حتي به يك درهم نيز نياز دارم،اما حاضر نيستم حتي يك درهم از اين پول ها را قبول نمايم، و قبول نكرد. اگر ابن ابي عمير پول ها را مي گرفت از جهت شرعي هيچ اشكالي نداشت. چرا كه اگر بدهكار خود با رضايت و بدون آن كه اجباري در كار باشد، چنين كرد، گرفتن پول از او اشكالي ندارد. فقط يك نكته وجود دارد و آن اين است كه حضرت امير عليه السلام مي فرمايد: «فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك و اكره له ما تكره لها [2] ؛ آنچه براي خود مي پسندي براي ديگري نيز، بپسند و آنچه براي خود ناپسند مي داري براي او نيز مخواه». به هر حال ابن ابي عمير پول ها را



[ صفحه 29]



نگرفت و به بدهكار گفت: برو و خانه ات را پس بگير و معامله را فسخ كن. اين روايت را شيخ طوسي در تهذيب و صاحب وسائل با چند سند در جاهاي مختلف از جمله «كتاب القرض والدين» نقل كرده اند.

گفته شد كه امام صادق عليه السلام فرموده است: اعمال صالحان قبل از خود را، سرمشق قرار دهيد. ابن ابي عمير يكي از اين صالحان است؛ فردي كه در عين فقر و درماندگي حاضر نيست برادر مؤمنش، خانه و مسكن خود را براي اداي دين بفروشد. مسئله مال و ثروت بي اندازه مهم است و نبايد از آن غافل بود.


پاورقي

[1] مستحب است شخص طلب كار، وقت بدهي خود را از بدهكار دريافت مي كند از او بپرسد كه پول را از كجا آورده است اين مطلب از آن رو نيست كه از حلال بودن پول اطمينان حاصل شود، بلكه حتي اگر طلبكار يقين داشته باشد از راه حلال بوده مستحب است سؤال كند تا مطمئن گردد بدهكار ضروريات زندگي اش را براي پرداخت دين نفروخته است.

[2] نهج البلاغه، نامه ي 31.


خداشناس ترين مردم


خداشناسي علايمي دارد؛ روحيه آدم خداشناس قوي است. استقامت او در پيشامدها بسيار است. بي تابي، كم حوصلگي و خود باختن در قاموس زندگي آدم مؤمن نيست.

شخص باايمان متكي به خدا، و روح او تسليم خواسته ها و اوامر پروردگار است. از همه ي حوادث، اعم از شيرين و تلخ، با چهره اي گشاده استقبال مي كند و در حالي كه اعتماد به فضل الهي دارد، با سرپنجه ي صبر و تدبير گره از كار بسته ي خويش مي گشايد.

ان اعلم الناس بالله ارضاهم بقضآءالله عزوجل. [1] .

خداشناس ترين مردم كسي است كه به قضا و خواست خداوند عزيز و بزرگ، خوشنودتر از همه باشد.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 60.


الامام الشافعي - الامام أحمد بن حنبل


و أما الامام الشافعي (204 - 150)، و الامام أحمد بن حنبل (م 241) و برغم انعدام السند الذي يثبت اتصالهم بواحد من الأئمة، و لكن هناك أحاديث في كتاب (ترتيب مسند الشافعي) (و مسند أحمد بن حنبل) منقولة بالواسطة عن الصادق و الأئمة من قبله (ع) عن الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله و سلم.

و نخلص من البحث الي القول ان الامام الصادق (ع) كان له الدور الرئيسي ليس في فقه و حديث



[ صفحه 262]



الشيعة و انما في حديث أهل السنة في شتي الجوانب الفقهية و الكلامية و التاريخية و التفسيرية، و ان الكثير من العلماء نهلوا بالواسطة أو بلا واسطة من بحر علومه الزاخر. فضلا عن دوره الذي انفرد به في العلوم الطبيعية و التي انعكست في جملتها في آثار (جابر بن حيان) و فوق كل ذلك دوره غير المباشر و الذي لا ينكر في الحركات السياسية العلوية و كان بعضهم من تلامذته.

و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين و سلام علي المرسلين

احتمالات واهي


1. بسي جاي شگفتي و تعجب است كه يعقوبي مورخ معروف سخن را به نحو «ارسال» [1] ذكر كرده بدون اينكه آن را رد كند و يا اشتباه بداند. او نوشته است كه مادر حضرت سجاد عليه السلام از اسيران كابل بوده است! در حالي كه قطعا اين سخن درست نيست زيرا فتح كابل در سال 43 به دست عبدالرحمن بن سمره ي اموي كه از بستگان معاويه بود و بعد از خلافت او صورت گرفت، انجام شد و حال آن كه تولد امام سجاد عليه السلام قطعا در سال 38 بوده است و با اين وضع چگونه امكان دارد مادرش از اسيران كابل باشد؟!

2. همچنين، سخن يافعي در مرآت الجنان [2] و ابن تغري بردي در نجوم الزاهره [3] ، كه گفته اند مادر امام سجاد عليه السلام از اسيران سند بوده است، به هيچ وجه قابل اعتبار نيست، زيرا مشهور برخلاف آنند، لذا ابن قتيبه [4] آن را به «قيل» نسبت داده است، يعني گفته شده ولي قابل اعتبار نيست.


پاورقي

[1] ج 3، ص 46، ط نجف.

[2] ج 1، ص 190.

[3] ج 1، ص 229.

[4] المعارف، ص 94.


نصيحت امام به داود طايي و...


ان من أخلاق المؤمن ألانفاق علي قدر الاقتار و التوسع علي قدر التوسع و انصاف الناس و ابتدائه اياهم بالسلام

از اخلاق (نيك) مرد با ايمان است كه در تنگدستي به اندازه انفاق كند و هنگام گشادگي گشاده دست باشد و داد مردم از خود بدهد و در سلام گفتن به همگان پيشي گيرد.

امام صادق (ع) [1] .



به خلق و لطف توان كرد صيد اهل نظر

حافظ



[ صفحه 90]



عطار در تذكرة الاولياء گفتگويي از داود طائي و امام صادق (ع) آورده است. كنيت داود ابوسليمان است و از بزرگان مشايخ و از زاهدان و عابدان سده ي دوم هجري است.

عطار در اين باره چنين نويسد: نقل است كه يك بار داود طائي پيش صادق آمد و گفت: اي پسر رسول خداي مرا پندي ده كه دلم سياه شده است. گفت: يا اباسليمان تو زاهد زمانه اي تو را به پند من چه حاجت؟

گفت: اي فرزند پيغمبر شما را بر همه ي خلايق فضل است و پند دادن همه بر تو واجب است.

گفت: يا اباسليمان من از آن مي ترسم كه به قيامت جد من دست در من زند كه چرا حق متابعت من نگذاردي. اين كار به نسبت صحيح و به نسبت قوي نيست. اين كار به معاملت است كه شايسته ي حضرت حق افتد.

داود بگريست و گفت: بار خدايا آنكه معجون طينت او از آب نبوت است و تركيب طبيعت او از اصل برهان و حجت، جدش رسول است و مادرش بتول است، او بدين حيراني است. داود كه باشد كه به معاملت خود معجب شود؟ [2] اگر اين گفتگو چنان باشد كه عطار ثبت كرده است، پاسخ امام تنبيهي است زاهدان را كه به كرده ي خود مغرور نشوند و بكوشند تا طاعت و عبادت خود را خالص سازند.

مردي از حاجيان در مدينه به خواب رفت و چون برخاست پنداشت هميان او را دزديده اند. جعفر بن محمد را در نماز ديد و او را نمي شناخت. بدو درآويخت كه هميانم را تو برده اي. پرسيد: در هميانت چه بود؟



[ صفحه 91]



- هزار دينار.

وي را به خانه برد و هزار دينار بدو داد. چون مرد به خانه رفت هميان خود را در خانه ديد. عذرخواهان بازگشت. امام مالي را كه بدو داده بود نپذيرفت و گفت: چيزي كه از دستم برون شود به من باز نمي گردد. مرد خواهان شناسايي او شد، بدو گفتند: جعفر صادق است. گفت: چنين كرداري از چون او سزد. [3] .

كليني به اسناد خود از علاء بن كامل روايت كند: نزد ابوعبدالله نشسته بودم. زني از درون خانه بانگي برداشت، امام برخاست، سپس نشست و «انا لله و انا اليه راجعون» گفت و به گفتاري كه داشت ادامه داد و آن را پايان داد. سپس گفت: ما دوست داريم در جانها و مالهاي خود بي گزند باشيم اما چون قضاي الهي رسيد، ما را نرسد چيزي را دوست داريم كه خدا براي ما دوست نمي دارد. [4] .

سفيان ثوري گويد: روزي نزد امام صادق (ع) رفتم، حال او را دگرگون ديدم. سبب پرسيدم، گفت: سپرده بودم بر بام نشوند. امروز به خانه درآمدم يكي از كنيزان را كه پرستار كودكي از كودكانم بود ديدم با كودك از نردبان بالا مي رفت. چون مرا ديد، لرزيد و كودك از كنار او به زمين افتاد و مرد. از آن نگرانم مبادا از ديدن من ترسيده باشد. سپس دوبار بدو گفت: در راه خدا آزادي! [5] .



[ صفحه 92]



مجلسي به اسناد خود از وليد بن صبيح روايت كند: شبي نزد ابوعبدالله بوديم كسي در كوفت. امام كنيز خود را گفت: ببين كيست. او رفت و بازگشت و گفت: عمويت عبدالله بن علي است. فرمود: او را به خانه درآر.

ما به خانه اي ديگر رفتيم و او به خانه درآمد و از سخنان زشت چيزي ناگفته نگذاشت. سپس برون رفت. ما نيز از آن خانه كه بوديم برون آمديم و او از همان جا كه گفته ي خود را قطع كرده بود آغاز سخن كرد.

يكي از ما گفت: اين مرد سخناني به تو گفت كه گمان گفتن آن را نمي برديم تا آنجا كه مي خواستيم به جنگ او برخيزيم. امام گفت: نه!

چون پاسي ديگر از شب گذشت، در زدند امام همان كنيز را گفت: ببين كيست. او باز كرد و گفت: عبدالله است.

امام به ما گفت: به جاي خود بازگرديد. سپس او را رخصت داد. عبدالله با گريه به درون آمد و مي گفت: برادرزاده مرا ببخش. امام گفت: عمو خدايت ببخشد چه شد كه چنين مي كني؟

- چون به خانه بازگشتم و به خواب رفتم به خواب ديدم دو مرد سياه مرا گرفتند و پاهايم را بستند و يكي از آنان گفت او را به دوزخ ببريد. چون مرا مي بردند به رسول خدا گذشتم بدو گفتم: مي بيني با من چگونه رفتار مي كنند؟ گفت: مگر تو نبودي كه به فرزندم آن سخنان را گفتي؟ گفتم: ديگر چنان نخواهم گفت و او دستور رها كردن مرا داد و آنان مرا واگذاشتند.

ابوعبدالله بدو گفت: وصيت كن.

- چه وصيتي بكنم؟ مرا مالي نيست و نانخور بسيار دارم و وام دارم.

- وام تو بر عهده ي من و نانخور تو نانخور من است. وصيت كن.



[ صفحه 93]



ما از مدينه برون نرفته بوديم كه او مرد و امام صادق وام او را پرداخت و آنان را كه در كفالت او بودند به خانواده ي خود پيوست و دختر او را براي فرزندش به زني گرفت. [6] .

روزي غلامي را پي كاري فرستاد و چون باز آمدن او دير شد خود از پي او رفت. او را خفته ديد. كنار او نشست و او را باد مي زد، تا از خواب برخاست بدو فرمود: به خدا اين حق تو نيست تو شب و روز را در خوابي. شب تو را. و روز ما را. [7] .

امام صادق به شيوه ي پدران بزرگوارش در راه خدا بسيار انفاق مي كرد. در انفاق او نوشته اند: جعفر بن محمد (ص) مستمندان را طعام مي خورانيد چندان كه چيزي براي خانواده اش نمي ماند و مي گفت: معروف جز به سه چيز تمام نشود: شتابيدن در انجام آن، كوچك شمردن آن، پوشيده داشتن آن. [8] .

چنان كه زهد او پنهاني بود، انفاق او در راه خدا نيز پنهاني بود و كساني كه از او بهره مند مي شدند نمي دانستند امام صادق است كه به آنان مي بخشد.

ابوجعفر خثعمي گويد: امام صادق مرا كيسه اي داد و گفت: آن را به فلان مرد هاشمي بده و بدو نگو من آن را داده ام. من آن كيسه را بدان مرد دادم. گفت: خدا دهنده ي آن را پاداش نيكو دهد كه گاه گاه چنين كيسه اي براي ما مي فرستد و ما بدان زندگي مي كنيم. اما جعفر با همه ي مالي



[ صفحه 94]



كه دارد درهمي به من نمي دهد. [9] و گاه به كساني بخشش مي كرد كه دشمن او بودند و قصد جانش را مي كردند.

شيخ طوسي از سالمه كنيز امام صادق (ع) روايت كرده است: چون مرگ وي فرا رسيد، نزد او بودم. او را غشي گرفت چون به هوش آمد گفت: حسن بن علي بن علي بن حسين افطس را هفتاد دينار بدهيد و به فلان و فلان اين مبلغ. گفتم: به كسي مي بخشي كه مي خواست با كارد تو را بكشد. گفت: مي خواهي من از آنان نباشم كه خدا درباره شان فرموده است «و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» [10] سالمه! بوي بهشت به عاق (والدين) و آنكه قطع رحم كند نمي رسد. [11] .

معلي بن خنيس گويد: شبي باراني ابوعبدالله خواست به سايه بان بني ساعده برود. من پي او رفتم. ناگاه چيزي از او بر زمين افتاد. گفت: بسم الله. خدايا آن را به ما بازگردان! پيش رفتم و سلام كردم گفت: معلي هستي؟

- آري فدايت شوم!

- با دست جستجو كن. اگر چيزي يافتي به من بده.

- من نانهايي را بر زمين افتاده ديدم آن را به او دادم. هميانهايي از نان با او بود. گفتم: آن را با تو بياورم؟

گفت: نه! من به بردن آن سزاوارترم ليكن با من بيا.

چون به سايبان بني ساعده رسيديم مردمي را خفته ديدم. امام صادق



[ صفحه 95]



(ع) زير سر هر يك يك يا دو گرده نهاد. چون بازگشتيم پرسيدم اينان حق را مي شناسند (شيعه هستند)؟

- اگر مي شناختند با آنان در نمك مواساة مي كرديم. [12] .

كليني به اسناد خود از هارون بن عيسي روايت كند: ابوعبدالله محمد فرزند خود را گفت: از آن مال چه مقدار نزد توست؟ گفت: چهل دينار.

- برو و آن را صدقه بده.

- با من جز آن چهل دينار نيست.

- آن را صدقه بده كه خدا عوضش را مي دهد. نمي داني هر چيزي را كليدي است و كليد روزي صدقه است.

وي چنان كرد و ديري نگذشت كه از جايي چهار هزار دينار براي او رسيد.

امام پسرش را گفت: چهل دينار در راه خدا داديم خدا ما را چهار هزار دينار داد. [13] .

رداي خود را مي گسترد و كيسه هايي از دينار در آن مي كرد و به خادم خود مي گفت: اين مال را به فلان و فلان - خويشاوندان - بده و بگو از عراق براي شما فرستاده اند.

وي آن مال را به آنان مي داد و آنان مي گفتند: خدا تو را كه به خويشاوندان رسول خدا كمك مي كني پاداش نيك دهد. اما جعفر، خدا ميان ما و او حاكم خواهد بود.

ابوعبدالله چون از گفته ي آنان آگاه مي شد، سجده مي كرد و مي گفت: خدايا گردن مرا خوار فرزندان پدرم ساز. [14] .



[ صفحه 96]



كليني از ابوبصير روايت كند: همسايه اي داشتم مالي به دست آورد و كنيزكاني خريد. كنيزكان را نزد خود گرد مي كرد و شراب مي خورد و كار او مرا آزار مي داد. چند بار بدو شكايت بردم، نپذيرفت و چون بدو اصرار كردم گفت: من مردي گرفتارم و تو آزاد. اگر حال مرا به يار خود (امام صادق) بگويي، اميد دارم خدا مرا به وسيلت تو از اين گرفتاري برهاند. سخن او در دلم كارگر شد. چون نزد ابوعبدالله رفتم حال او را گفتم، فرمود چون به كوفه برسي او نزد تو مي آيد. به وي بگو: جعفر بن محمد مي گويد كاري را كه بدان مشغولي واگذار. من بهشت را براي تو ضامن مي شوم. چون به كوفه بازگشتم او در جمله ي كساني ديگر نزد من آمد. وي را نگاه داشتم تا خانه خالي شد، سخن امام را بدو گفتم. گفت: جعفر بن محمد چنين گفته است؟ سوگند خوردم كه چنين است. بازگشت و پس از چند روز مرا خواست. او را پس خانه اش برهنه يافتم. گفت: ابوبصير به خدا چيزي در خانه ندارم و هر چه بود در راه خدا دادم. من نزد آشنايان رفتم و براي او پوشاكي آماده ساختم. غشي او را فرا گرفت. چون به هوش آمد گفت: ابوبصير يارت به وعده ي خود وفا كرد. اين گفت و درگذشت. چون به حج رفتم و بر ابوعبدالله درآمدم فرمود: ما به وعده ي خود به دوست تو وفا كرديم. [15] .

از ابن ابي يعقوب روايت شده است: مهماني را نزد ابوعبدالله ديدم كه براي كاري برخاست. او را بازداشت و خود آن كار را انجام داد و فرمود: رسول خدا (ص) فرموده است نبايد مهمان را به خدمت واداشت. [16] .



[ صفحه 97]



يعقوب سراج گويد: همراه ابوعبدالله بودم. او براي تعزيت يكي از خويشان خود مي رفت كه نوزادي از او مرده بود. در راه بند نعلين او بريد. نعلين را از پا درآورد و پاي برهنه به راه افتاد. ابن ابي يعفور او را ديد. نعلين خود را از پا درآورد و بدو داد. امام نپذيرفت و چون غضبناكي گفت: مصيبت زده را سزاوارتر است بر مصيبت شكيبا باشد. و همچنان نزد كسي رفت كه مي خواست او را تعزيت دهد. [17] .

در عيون اخبار الرضا آمده است: چون خبر مرگ اسماعيل بدو رسيد، بر سر سفره بود و مهماناني داشت. او همچنان آنان را پذيرايي كرد و آنان از ثبات و خويشتنداري وي در شگفت بودند و از اندوه در چهره ي او نشاني نمي ديدند.

چون از خوردن فارغ شدند گفتند: چيزي شگفت ديديم. چنين مصيبتي به تو رسيده و تو اينچنين شكيبايي.

- چرا نباشم كه خبر اصدق الصادقين (خداي تعالي) به من رسيد كه من و شما مي ميريم. [18] مردمي مرگ را شناختند و آن را پيش چشم خود داشتند و منكر آن نشدند كه مرگ آنان را خواهد ربود و تسليم امر آفريدگار خود گشتند. [19] .

در مدينه بوديم كه داود بن علي معلي پسر خنيس را كشت. ابوعبدالله در خانه نشست و مدت يك ماه نزد او نرفت. داود بدو پيام داد نزد ما بيا.



[ صفحه 98]



اما او نپذيرفت. داود پنج تن از نگهبانان را فرستاد و بدانها گفت: او را نزد من بياوريد و اگر نيامد سر او را بياوريد.

نگهبانان درآمدند و امام صادق نماز ظهر مي خواند و ما هم با او نماز مي گزارديم. گفتند: نزد داود بيا.

- و اگر نيايم.

- ما مأموريم، اگر نيايي سر تو را نزد او ببريم.

- گمان ندارم پسر رسول خدا را بكشيد.

- نمي دانيم چه مي گويي. ما جز اطاعت چيزي نمي شناسيم.

- بازگرديد كه خير دنيا و آخرت شما در آن است.

- به خدا باز نمي گرديم مگر تو را يا سر تو را نزد او ببريم.

امام صادق چون ايستادگي آنان را ديد. دست به دعا برداشت و شنيدم كه مي گفت: الساعة الساعة. و هماندم بانگي بلند شنيديم. امام صادق به آنان گفت: برخيزيد! آنكه شما را فرمان داده بود مرد. [20] .

از حسين بن موسي روايت است كه:

من و جميل پسر دراج و عائذ احمسي به حج شديم. عائذ مي گفت: مرا از ابوعبدالله پرسشي است. چون بر آن حضرت درآمديم و نشستيم، ابوعبدالله گفت: آنكه واجب خدا را بگزارد او را از جز آن نپرسند. ما به عائذ نگريستيم و چون برخاستيم بدو گفتيم: پرسشت چه بود؟

گفت: آنچه از او شنيديم. من در شب توان برخاستن براي عبادت را ندارم مي ترسيدم مبادا گناهكار باشم و تباه گردم. [21] .



[ صفحه 99]



در نامه اي كه به يكي از ياران خود نوشته، چنين آمده است:

تو را به ترس از خدا سفارش مي كنم. خدا براي كسي كه از او بترسد ضامن شده است، آنچه را خوش ندارد از او بگرداند، و آنچه را دوست دارد بدو رساند، و او را از جايي كه گمان نمي برد روزي دهد. مبادا از كساني باشي كه بر مردم از گناهي كه كرده اند مي ترسد و از گناه خود ايمن به سر مي برد. با فريب به بهشت خداي در نتوان شد و آنچه را نزد اوست جز به طاعت به دست نتوان آورد. [22] .



[ صفحه 101]




پاورقي

[1] تحف العقول، ص 323.

[2] تذكرة الاولياء ج 1، ص 11 - 12.

[3] مناقب، ج 4، ص 274.

[4] فروع كافي، جنائز، ج 3، ص 226.

[5] مناقب، ج 4، ص 275.

[6] بحار، ج 47، ص 96 از خرايج و جرايح.

[7] مناقب، ج 4، ص 274.

[8] حلية الاولياء، ج 3، ص 194؛ كشف الغمه، ج 2، ص 157؛ تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 166.

[9] مناقب، ج 4، ص 273.

[10] و كساني كه پيوند كنند آنچه را كه خدا به پيوند آن امر فرموده و مي ترسند از پروردگارشان و مي ترسند از حساب بد (رعد: 21).

[11] كتاب غيبت شيخ طوسي، ص 128؛ بحار، ج 47، ص 2 - 3.

[12] بحار، ج 47، ص 21 از ثواب الاعمال.

[13] فروع كافي، كتاب الزكاة، ج 4، ص 9.

[14] بحار، ج 47، ص 60 از تنبيه الخاطر.

[15] اصول كافي، ج 1، ص 474.

[16] فروع كافي، ج 6، ص 283.

[17] فروع كافي، ج 6، ص 464.

[18] اشارت است به قرآن كريم: «انك ميت و انكم ميتون» (زمر: 30).

[19] عيون اخبار الرضا، ج 2، ص 2؛ بحار، ج 47، ص 18.

[20] بحار، ج 47، ص 66 از بصائر الدرجات.

[21] بصائر الدرجات، باب دهم، ص 64؛ بحار، ج 47، ص 70.

[22] روضه ي كافي، ص 49.


عطاء


از زهري روايت كرده اند كه گويد: روزي نزد عبدالملك بن مروان رفتم، او مرا مخاطب ساخته گفت: از كجا مي آئي؟

زهري - از مكه.

عبدالملك - پس در غياب تو رياست و سيادت اهالي با كيست؟

زهري - با عطاء بن ابي رباح.

عبدالملك - او از عرب است يا از غلامان؟

زهري - از غلامان است.

عبدالملك - سيادت و بزرگي او از چيست؟

زهري - از لحاظ دين و كسب و نقل روايات.

عبدالملك - راستي كه هر كس متدين و ناقل روايت باشد داراي فضيلت و بزرگي به سزائي است و سيادت و آقائي شايسته چنين افراد است. [1] .

بايد دانست كه عطاء ابتدا غلام آل ابي ميسره فهري بود. غلامي سياه و حبشي از اولاد لشگري و مادرش زني سياه پوست و از اهالي مكه بود كه به نام (بركة) خوانده مي شد. عطاء در زمان خلافت عثمان تولد يافت و در مكه رشد نمود و در همانجا به آموختن كتاب هاي علمي و استماع و



[ صفحه 52]



كسب دانش از بزرگان صحابه پرداخت. [2] و پس از اندك مدتي بر اثر تحصيل علم و معرفت از بزرگترين و مشهورترين تابعين گرديد و در تفسير قرآن و علم [3] مناسك حج از لحاظ طواف و اعتكاف و ركوع و سجود [4] گوي سبقت را از ديگران ربود و در رديف بزرگان و برگزيدگان درآمد و بين اهالي ممتاز گرديد و پس از ابن عباس مجلس درس و فتوي به عطاء اختصاص يافت كه در حدود بيست سال محل تشكيل جلسه درس او مسجدالحرام بود و هفتاد مرتبه به حج پرداخت، عطاء مردي متواضع و زاهد بود و هرگز لباسي كه ارزش آن به پنج درهم برسد در تن او ديده نمي شد. با اينكه احاديث را از هر كس بهتر مي دانست با اين وصف به حديث ديگران گوش مي داد و بعد از پايان سخن او موارد خوب و بدي آن را شرح مي داد.

عطاء معتقد بود كه خير و شر قضا و قدر در زندگي



[ صفحه 53]



آدمي دخالت دارد و هرگز گذشتگان را سب و لعن نمي كرد و حاضر نمي شد كسي در حضور او به آنها دشنام و ناسزا گويد و هيچگاه شخصي را به گناهي و عصياني تكفير نمي نمود. او مردي شريف، فاضل و در زندگي مقتصد و معتدل بود. هرگاه از او سئوالي مي شد آن قدر سكوت مي كرد و تعمق مي نمود تا اينكه پاسخ محكم و مستدلي ارائه مي كرد گوئي كسي او را تائيد نموده، يا به وي الهام شده است.

عطاء بن ابي رباح هميشه بيمار و عليل بود و پس از چندي نابينا شد [5] او دانش را براي كسب روزي و رفع نقيصه اي نياموخته بود، بلكه به خاطر خداوند سبحان و توجه به سوي او بود، بايد دانست كه تمام مردم به فضل و علم او معترف بودند چنانچه ابن عمر و سليمان بن عبدالملك و ابوجعفر منصور نيز دانش و مزيت او را تصديق مي كردند.

هنگامي كه ابن عمر به مكه رفته بود اهالي مسائل بسياري تهيه كرده از وي سؤال مي كردند ابن عمر آنها را مخاطب ساخته گفت: با اينكه ابن ابي رباح در ميان شما وجود دارد



[ صفحه 54]



باز هم براي پرسش مسائل [6] نزد من مي آئيد؟

روزي سليمان بن عبدالملك كه امويان او را اميرالمؤمنين مي گفتند با دو فرزندش به حضور علماء رفتند. عطاء مشغول نماز بود، همين كه نمازش پايان يافت در برابر آنها قرار گرفت و به سئوالات پي در پي آنان درباره ي مناسك حج جواب گفت: سليمان به فرزندان خود دستور داد كه برخيزند تا بروند و چون اندكي از آن محل دور شدند خطاب به فرزندان خود گفت: هرگز در طلب علم و دانش كوتاهي ننمائيد. آيا خواري و زبوني ما را در برابر اين غلام [7] سياه مشاهده كرديد و ديديد كه چگونه علم آدمي را به درجات عالي سوق مي دهد؟

معاوية بن حديج گويد: وقتي كه ابوجعفر منصور درباره ي حسان بن عتاهيه از من جويا شد، گفتم: شخصي به نام شعبه او را كشت، پس منصور گفت: خدا او را بكشد زيرا حسان يكي از دوستان ما و واسطه بين من و عطاء بن ابي رباح



[ صفحه 55]



بود. [8] .

عطاء نزد همه كس محبوب و در ميان مردم نفوذ خاصي داشت زيرا هيچ وقت ارزش و منزلت شخص را پائين نمي آورد و حاضر نمي شد از مقام كسي كاسته شود.

و وي تنها كسي است كه مي توان گفت بيش از همه از سيره ي علي بن ابي طالب عليه السلام نقل حديث كرده است.

از او پرسيدند كه آيا در ميان اصحاب پيغمبر (ص) كسي بالاتر و عالم تر از علي (ع) وجود داشت؟ او پاسخ داد: «خير، به خدا سوگند هرگز [9] عالم تر از او ديده نشده است.»

عطاء از عمر بن الخطاب و رفتار او سخن گفته و درباره ي صدقات و زكوة و خراج زمين و حقوق سلطنت فتوي و رأي داده و مسائل مربوط به ديه و قتل و حدود را مورد بحث و دقت قرار داده است.

كشتن اسير را عملي بسيار ناپسند دانسته و در بسياري



[ صفحه 56]



از مسائل [10] فقهي نيز نظر داده است.

عطاء در ميان بني اميه نيز محبوبيتي داشت تا آنجا كه روزي منادي ايشان در موسم حج خطاب به اهالي و حجاج اعلام كرد كه: هيچكس غير از عطاء بن ابي رباح نمي تواند رأي و فتوي بدهد و اين امر را به او منحصر كردند. [11] .

اين بود مختصري از زندگاني عطاء و قسمتي از فضل و دانش او كه كمتر شخصي مي توانست با او برابري نمايد.

عطاء هميشه در اين آرزو بود كه به زبان عرب بيش از آنچه به رموز و حقايق آشنا شده بود واقف گردد و به خصوص اسرار قرآن را كه پنهان و مخفي است آشكار نمايد و به درك رموز آن نائل گردد.



[ صفحه 57]




پاورقي

[1] حياة الحيوان ج 2 ص 9.

[2] النجوم الزاهره ج 1 ص 173. المعارف ص 196.

[3] مقدمه مجمع البيان تاليف احمدرضا ج 1 ص 7.

[4] معجم البلدان ج 1 ص 204.

[5] المعارف ص 25.

[6] صفة الصفوه ج 2 ص 120.

[7] صفة الصفوه ج 2 ص 119.

[8] النجوم الزاهره ج 1 ص 302.

[9] النجوم الزاهراه ج 1 ص 302.

[10] الف با ص 222.

[11] براي اطلاع بيشتر به اخبار مربوط به عطاء به كتاب الخراج تأليف ابي يوسف مراجعه فرمائيد.


گسترش اسلام


اما هدف دوم مدرسه ي امام جعفر صادق عليه السلام؛ تلاش هاي علمي جهت گسترش اسلام و توسعه ي دايره ي فقه و شريعت و تثبيت دانش هاي مربوط به آن و حفظ اصالت آن است.

از كسي به اندازه ي امام محمد بن جعفر عليه السلام روايت نقل نشده و از هيچ امامي در موضوعات فقه و احكام به اندازه ي وي بحث باقي نمانده است.

احاديث و فتواها و آن چه از وي اخذ شده است، منبع ارزشمند و مرجع مهمي براي استنباط فقه و احكام اسلامي (نزد عالمان و فقيهان و كساني كه پيرو كارهاي وي بودند) شد. كساني كه به مدرسه و شيوه هاي وي وفادار ماندند، خود را پيرو مذهبي كه با نام او شناخته مي شود، يعني مذهب جعفري، مي دانند. مفيد به نظر مي رسد كه در اين جا كتاب هايي را كه در آن ها روايات، احاديث، تفاسير و فتاوايي درباره ي احكام قرآن و سنت پيامبر صلي الله عليه و آله، از امام جعفر صادق عليه السلام و اهل بيت عليهم السلام، آمده است، معرفي نماييم؛ كتاب هاي زير مهم ترين آثار از اين نوع هستند:

1- الكافي: كتاب جعفر بن محمد بن يعقوب بن اسحاق كليني رازي، متوفاي سال 329 / 328 هـ.ق است. اين كتاب شانزده هزار و نهصد و نود حديث را دربرگرفته است.

2- التهذيب: كتاب جعفر بن محمد بن حسن طوسي متوفاي 460 هـ.ق است.

3- الاستبصار: كتاب شيخ طوسي نيز مي باشد.

4- من لا يحضره الفقيه: عالمان و فقيهان مذهب جعفري توضيح داده اند كه ممكن است برخي از روايات، در اين كتاب ها درست نباشد، بلكه درباره ي آن ها به تحقيق و بررسي علمي روي آورده اند و بر اساس تخصصي كه در زمينه ي حديث و روايت دارند هزاران نوع از آن ها را كنار گذاشتند.



[ صفحه 57]




دوستي همراه با حسن نيت


بيست روز با حسن نيت و كمال و ادب همنشيني به منزله خويشاوندي است.


وجه تسميه ديگر


يكي ديگر از دلايل اين لقب اين است كه در زمان امام جعفرصادق افكار و عقايد مختلفي به وجود آمد كه از جنگهاي صفين و نهروان سرچشمه گرفت و خوارج ظهور كردند عقايدي در معارف اسلام پديدار شد كه اذهان را مشوب كرد و چون مباني استدلال آنها سست و بر پايه سخيفي بود و معتقدين به جبر و تفويض و تجسم و قدريه و غيره نمي توانستند اثبات كنند مردم را در شبهه مي انداختند تا آنكه با جنبش علمي و حركت فكري به رشد علم و عقل مي آمدند حضور امام صادق عليه السلام و او بدون آنكه به كلمات سست و سخيف و بي منطق متوسل گردد چنانچه اكثر مبتديان عمل مي كنند مطلب را با بيان بسيار ساده و مستدل بدون تعقيد و ثقالت و پيچ و خم دادن به سخن از هم مي شكافت و شنونده موضوع را هضم و تحليل كرده و به ذهن و سليقه و ذوقش منطبق مي گرديد و بي اختيار مي گفت صدق جعفر بن محمد اين افكار عمومي در روش علمي موجب شد كه همه گفتند گفتار جعفر بن محمد صادق است و او صادق مي باشد و از همين محيط بود علم كلام پديدار گرديد كه بعدا در همين كتاب در اطراف آن بحث خواهيم كرد و جهت ديگري هم نوشته اند براي آن بود كه مانند فرزندش حسن عسكري در قبال جعفر كذاب اشتباه نشود چه اكثر تشابه اسماء موجب خلط مباحث گرديده و اين جعفر را صادق گفتند تا از جعفر كاذب مشخص باشد.


فرق اسلامي


براي بسط اطلاعات خوانندگان ما فرق اسلامي را در اين جا بنحو فهرست مي نگاريم و بارزترين آن فرق را كه اختلاف زياد داشته اند نقل مي كنيم.

1- اثني عشريه: فرقه اماميه را گويند كه به دوازده امام قائلند اول آنها علي بن ابيطالب و آخر آنها مهدي صاحب العصر است.

2- احمديه: آنها كه به امامت احمد بن موسي بن جعفر قائلند

3- اسحاقيه: از شعب كيسانيه منسوب به اسحاق بن عمرو مي باشد و سه دسته بوده و از غلات هستند.

4- اسماعيليه: معتقد به امامت اسماعيل پسر امام جعفر صادق هستند

5- كسائيه: از فرق عليائيه معتقد به حلول و غلو هستند و پيروان اصحاب كسائي مي باشند.

6- امريه: از شعب غلات هستند كه علي را شريك محمد و رسالت مي دانند.

7- افراطيه: آنها هستند كه ائمه را به عالم الوهيت به مرز واجب رسانده اند.

8- تفريطيه: آنها هستند كه خدا را تشبيه به انسان كرده اند.

9- رؤيتييه: آنها هستند كه به ديدار خدا معتقدند.

10- باطنيه: شعبه اي از شيعه اسماعيليه هستند.

11- باقريه: از فرق شيعه كه امامت را به امام باقر ختم نمود و به رجعت او قائلند.

12- بتريه: آنها كه پيرو حسن بن صالح شاعر ابتر هستند كه در عين حال عقيده



[ صفحه 15]



به خلافت علي و بيعت شيخين را هم جايز دانسته اند.

13- بدعيه: از شيعه غلات معتقد به تشبيه هستند.

14- بزيغيه: از شعب خطابيه غلاتند كه به خدائي امام صادق معتقدند و حضرت صادق از آنها تبري جست.

15- بسلميه: يا خلاليه از فرق راونديه و شيعيان بني عباسند كه امامت را با ابوالعباس سفاح مي دانند.

16- بشيريه: از شعب مفوضه هستند به زنده بودن امام هفتم معتقدند سر دسته آنها بشير اسدي است.

17- بقليه: از تيره قرامطه هستند.

18- بلاليه: از فرق غلات بودند.

19- بومسلميه: از پيروان راونديه هستند كه ابومسلم خراساني را امام مي دانستند.

20- بنانيه: اصحاب بنان بن سمعان تميمي نهدي هستند.

21- تعليميه: از تيره هاي اسماعيليه بوده اند كه عقليات را صحت نمي دانستند.

22- تميميه: يا زراريه از فرق غلات بوده اند كه سمع و بصر و علم و قدرت را حادث مي دانند.

23- تومنيه: پيروان ابي معاذ هستند كباير را كفر نمي دانند.

24- ثعالبه: پيروان ثعلبة بن عامر بودند كه در تكليف اختلاف داشتند.

25- ثوبانيه: از فرق مرجئه هستند ايمان را فقط معرفت خدا بدون عمل مي دانستند.

26- جاحظيه: اصحاب عمر بن بحر جاحظ از تيره معتزله بودند.

27- جاروديه: پيروان ابوالجارود مي باشند كه در خلافت علي اختلاف داشتند.

28- جبريه: آنها كه معتقد بودند هر عمل جبر است نه اختيار.

29- جبائيه: پيروان ابي محمد بن علي الوهاب جبائي است از معتزله هستند.

30- جريريه: اصحاب سلمان بن جرير از فرقه زيديه هستند.

31- جعفريه: پيروان امام جعفر صادق را گويند و به غيبت و رجعت آن حضرت قائل بودند.

32- جناجيه: از فرق غلات و پيروان عبدالله بن معاويه بن امام جعفر صادق بودند.



[ صفحه 16]



33- جهميه: اصحاب جهم بن صفوان بودند كه نفي صفات ازلي نموده موافق معتزله بوده كه پنج تيره هستند.

34- جوالقيه: اين فرقه از تيره اصحاب هشام بن سالم جواليقي مي باشد و او از هشام بن حكم كه از متكلمان شيعه است پيروي كرد.

35- حارثيه: از فرق كيسانيه و از اصحاب عبدالله مداهني بودند.

36- حازميه: پيروان حازم بن علي بوده دسته اي از مفوضه هستند.

37- حربيه: از فرق كيسانيه طرفدار امامت عبدالله بن عمرو بن حرب كندي بوده اند.

38- حسينيه: از فرق شيعه تابع حسين بن منصور هستند و دو تيره هستند از فرق زيديه و شش امامي بوده اند.

39- حلوليه: آنها هستند كه به حلول روح خدا در آدم و انبياء و ائمه معتقد بودند.

40- حمزيه: يا ميمونيه از قدريه بودند.

41- خرميه: از بابك خرم دين سرچشمه گرفته اند.

42- خشبيه: يا سرخابيه پيروان سرخاب طبري از فرق زيديه بودند.

43- خطابيه: پيروان ابوالخطاب محمد بن ابي زينب اجدع كوفي بوده اند.

44- خلفيه: از فرق زيديه پيروان خلف بن عبدالصمد بوده اند آنها معتقدند در غيبت امام نماز جماعت جايز نيست.

45- خوارج: يك حزب سياسي بوده كه پس از حكمين در صفين پديدار شد.

46- ازارقه: پيروان نافع بن ازرق مي باشند كه علي بن ابي طالب و تمام مسلمانان را كافر مي دانند.

47- نجديه: پيروان نجدة بن عامر حنفي هستند كه خطاكاران مجتهد را معذور مي دانند.

48- بيهقيه: پيروان ابي بيهق بن جابر بوده منكر مسلمين هستند مگر به اقرار پيغمبري او.

49- اباضيه: اباضيه پيروان عبدالله بن اباضي بوده تيره اي از خوارج بودند.

50- صفريه: پيروان زياد بن اصفر بودند كه جنگ با مخالفين را روا نمي دانستند



[ صفحه 17]



51- خياطيه: پيروان ابوالحسن بن عمر بن خياط استاد ابن كعبي بوده از معتزله بغداد بودند.

52- ذكريه: از فرقه زيديه منشعب شدند.

53- ذماميه: از تيره غلات شيعه هستند كه جبرئيل را مذمت مي كردند.

54- ذميه: از غلات شيعه و معتقد به خدائي علي هستند.

55- رافضه: پيروان زيد بن علي در كوفه بودند.

56- راونديه: نام شيعيان آل عباس است.

57- رجعيه: از غلات شيعه بوده كه به رجعت علي عليه السلام عقيده داشتند.

58- رزاميه: پيروان رزام بودند كه امام را پس از علي عليه السلام در محمد حنفيه مي دانستند.

59- رشيديه: پيروان رشيد طوسي بودند كه معتقد بودند هر كس از هر جوي آب بخورد غرامت بر او واجب است.

60- زياديه: اصحاب زياد بن اصغر بودند كه جنگ با متقاعدين از جنگ را واجب مي دانستند.

61- صفريه: مرتكب محرمات را كافر مي دانستند.

62- زيديه: نام عموم فرقي است كه پس از علي بن الحسين سجاد معتقد به امامت به شرط خروج شمشير بودند.

63- سابه: آنها هستند كه زمان خلافت علي ابوبكر و عمر و عثمان راسب مي كردند.

64- سبائيه: از فرق غلات پيروان عبدالله بن سبا بودند.

65- سبعيه: نام اسماعيليه و هفت امامي هستند.

66- سرجونيه: از گروه زيديه و جاروديه هستند.

67- سرخابيه: تيره بخشبيه هستند.

68- سلمانيه: معتقد به خدائي سلمان فارسي بودند.

69- سليمانيه: پيروان سليمان جرير از فرقه زيديه بودند.

70- سميطيه: يا شميطيه پيروان يحي بن ابي سبط بودند كه محمد پسر امام صادق را امام مي دانستند.



[ صفحه 18]



71- سمباديه: از غلات و تيره حلوليه و تناسخيه از پيروان سنباد در ري بودند.

72- شريعيه: مؤسس آنها ابومحمد حسن شريعي است او از اصحاب امام علي النقي بوده و مدعي نيابت شد.

73- شريكيه: از غلات شيعه بودند كه علي را شريك پيغمبر دانسته.

74- شعيبيه: پيروان شعيب بن محمد هم عقيده عجارد بوده بعد به قدري از آنها منشعب شدند.

75- شلمغانيه: از غلات و از اصحاب شملعاني يا غراقريه بوده اند.

76- شيبانيه: پيروان شيبان سلمه خارجي است كه با ابومسلم خروج كرد.

77- شيخيه: آنها هستند كه به ركن رابع معتقدند و اختلافشان در استنباط احكام از طريق اخبار است.

78- شيطانيه: اصحاب شيطان الطاق بوده كه در قبال مؤمن الطاق قيام كردند.

79- شيعه: كه نام عمومي پيروان علي عليه السلام بوده كه تقسيم به چند فرقه گشته اند.

80- صائديه: از فرقه غلات پيرو صائد نهدي بودند.

81- صباحيه: از فرق اسماعيليه و پيروان حسن صباح بودند.

82- صالحيه: تيره اسماعيليه پيروان حسن بن صالح بوده آنها را به تريه هم گفته اند و چند دسته شدند.

83- صفائيه: آنها هستند كه صفات جلال و جمال را از هم جدا نموده.

84- صفريه: پيروان زياد بن اصفر و از خوارج بوده.

85- صلتيه: پيروان عثمان بن ابي الصلت است كه از عجارده منشعب شده اند.

86- ضراريه: پيروان ضرار بن عمر بودند كه در صفات خدا اختلاف داشتند و ابوحنيفه القاء شبهه كرد - كه خدا به حس ششم ديده مي شود.

87- طياريه: از غلات منسوب به جعفر طيار هستند.

88- عابديه: از تيره كراميه مي باشند.

89- عباسيه: پيروان عباس پيغمبر را گويند.

90- عبيديه: پيروان عبيد المكتب را گويند كه گناه كبيره را فقط شرك مي دانند.

91- عجارده: پيروان عبدالكريم عجرد است كه چند تيره شدند.



[ صفحه 19]



92- علياويه: پيروان علياء بن زراع دو سي اسدي از غلات شيعه بودند.

93- عمريه: از شعب خطابيه و معاصر امام صادق بودند.

94- عينيه: از فرق غلات بودند كه علي را بر پيغمبر برتري مي دادند.

95- غاليه: اين نام همه فرقي است كه در حق پيغمبر غلو كردند.

96- غرابيه: از فروع خطابيه و گفته علي به پيغمبر از غراب به غراب شبيه تر است.

97- غسانيه: پيروان غسان كوفي است كه خوردن گوشت خوك را حرام نمي دانستند.

98- غماميه: اين فرقه از غلات گويند خدا هنگام نماز به صورت ابر به زمين مي آيد.

99- فاطميه: پيروان خلفاي فاطمي و از فرقه اسماعيليه هستند.

100- فطحيه: پيروان عبدالله افطح فرزندامام صادق بوده او را امام مي دانستند.

101- قاسميه: از شعبه زيديه پيرو قاسم بن ابراهيم طباطبائي

102- قرامطه: از غلات فرق اسماعيليه و قائل به امامت محمد بن اسماعيل بودند.

103- قطعيه: آنها هستند كه به مرگ امام هفتم قطع امامت نمودند و گاهي قطعيه در مقابل واقفيه به اماميه گفته مي شد كه شيعه بيست فرقه شد.

104- كامليه: اصحاب ابي كامل بوده كه پس از صفين بر علي عليه السلام خورده گيري نمودند.

105- كراميه: پيروان ابي عبدالله محمد بن كرام از فرق صفائيه بودند.

106- كربيه: از شعب كيسانيه اصحاب ابوكرب ضرير مي باشند.

107- كسفيه: از فرق غلات يا مختاريه اصحاب ابوجعفر منصور عجلي بودند.

108- كيسانيه: معتقدين به امامت محمد حنفيه بودند و كيسان محل قيام اين دسته است.

109- كياليه: پيروان احمد بن كيال مي باشند كه پس از امام صادق مدعي رسالت و زعامت بود.

110- كوديه: غلات اصفهان به اين نام خوانده مي شدند.

111- لاعنيه: از دسته غلاتند كه بر ابوموسي اشعري و معاويه و طلحه و زبير و عثمان و عايشه و غيره لعن مي كردند.

112- مباركيه: از تيره اسماعيليه پيرو محمد بودند بيست نفر اولاد او را امام مي دانستند.



[ صفحه 20]



113- مبيضه: يا سفيد جامگان يا مقنعيه از تيره شيعه ابن مقنع بودند.

114- متربصه: از مدعيان مدعويت بودند.

115- متصوفه - صوفيه: دسته اي از شيعه كه به هفت فرقه تقسيم شدند و چهارده سلسله داشته اند.

116- مجسميه: آنها بودند كه به تجسم خدا معتقد شدند.

117- محدثه: فرقه اي از مرجئه هستند كه در امام صادق توقف نمودند.

118- محكمه: از خوارج هستند كه حروبيه هم گفتند و بر حكميت اعتراض داشتند.

119- محمديه: طرفداران امامت محمد بن علي هادي هستند و طايفه غلات بودند كه پيغمبر را به مقام خدائي رساندند و چند فرقه شدند.

120- محمره: نام سفيد جامگان غلات حلولي هستند.

121- مختاريه: پيروان مختار بن ابي عبيده ثقفي است.

122- مخطئه: نام تيره اي از غلات بودند كه جبرئيل را خاطي مي دانستند.

123- مخمسه: آنها بودند كه سلمان - مقداد - ابوذر - عمار - عمر بن صيرمي را مصلحين اداره عالم مي دانستند.

124- مرجئه: از ارجاء به معني تأخير گرفته اند زيرا درباره گناه مسلمانان حكمي نمي كنند و استناد به آيه ي قرآن و آخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم و اما يتوب عليهم والله عليم حكيم نموده اند.

125- مزداريه: اصحاب عيسي بن صبيح بودند - كه راهب معتزله مي گفتند و سه تيره گشتند.

126- مزدكيه: لقب غلات مردم ري است.

127- مستثنيه: از فرقه مشبه غلاة شيعه بودند.

128- مسوده: سياه پوشان طرفدار بني عباس بودند.

129- مشبهه: نام آن فرقه ايست كه در توحيد به تشبه قائلند.

130- معتزله: پيروان و اصل بن عطاء غزال است كه مخالف حسن بصري بوده.

131- معبديه: از فرق خوارج منشعب شدند.

132- معطله: اين فرقه ضد مشبهه و از ملاحده هستند.



[ صفحه 21]



133- معمريه: پيروان معمر بن عباد سلمي بودند كه مي گفتند خداوند غير از جسم چيزي نيافريده اين فرقه از غلات و از فروع خطابيه هستند.

134- مغيريه: پيروان مغيرة بن سعيد عجلي بودند كه مغيره را پس از امام محمد باقر عليه السلام امام مي دانند.

135- مفضليه: پيروان مفضل بن عمروجعفي كوفي هستند و چند تيره هستند.

136- ملاحده: نام فرقه اي از اسماعيليه مي باشد.

137- مكرميه: پيروان مكرم بن عبدالله عجلي از فروع ثعالبه هستند.

138- ممطوره: به معني سگهاي باران خورده است و اين نام واقفه است.

139- منصوريه: پيروان ابومنصور عجلي است كه امامان پس از باقرالعلوم را پيغمبر مي دانست.

140- منهاليه: اصحاب منهال بن ميمون از تيره مشبهه شيعه مي باشد.

141- مؤلفه: از پيروان امام رضا بوده كه بعد به واقفه پيوستند.

142- موسويه: يا موسائيه معتقدين به امامت موسي بن جعفر بوده ولي او را قائم آل محمد مي دانستند.

143- ميميه: از غلات شيعه بودند كه علي و محمد هر دو را پيغمبر مي شناختند.

144- ميمونيه: از فرق اسماعيليه و اصحاب عبدالله بن ميمون بودند و چند دسته از عجارده و قدريه و غيره شدند.

145- ناصريه: پيروان حميد الدين ناصر بن خسرو علوي اسماعيلي داعي بزرگ فاطميان در خراسان ماوراء النهر و طبرستان بودند.

146- ناووسيه: اصحاب عجلان بن ناوس بوده كه گويند امام صادق زنده و نمرده است.

147- نجاريه: اصحاب حسين بن محمد نجار مي باشند كه معتزله شهر ري را تشكيل مي داد.

148- نجدانيه: پيروان نجدة بن عامر حنفي در يمامه را گويند.

149- نحليه: پيروان حسن بن علي نحلي بودند.

150- نظاميه: اصحاب ابراهيم بن سيار نظام بوده كه با معتزله مختلط شدند.

151- نصيريه: يا اسحاقيه از غلات شيعه بودند.



[ صفحه 22]



152- نعمانيه: پيروان ابوجعفر محمد بن نعمان بودند كه موافقين او را مؤمن الطاق و مخالفين شيطان الطاق مي گفتد.

153- نعيميه: از فرق زيديه و اصحاب نعيم بن يمان مي باشند.

154- واصليه: پيروان ابوحذيفه واصل بن عطاء غزال بودند.

155- واقفيه: اين نام هر دسته ايست كه بر خلاف اصول توقف نمايند.

156- وهابيه: پيروان محمد بن عبدالوهاب نجدي بودند كه اكنون بر حجاز سلطه دارند.

167- هاشميه: اصحاب ابوهاشم عبدالله بن محمد حنفيه بودند.

168- هذيليه: پيروان ابوالهذيل علاف شيخ معتزله بودند.

169- هريريه: پيروان امامت عباس بن عبدالمطلب هستند.

170- هشاميه: پيروان هشام بن سالم جواليقي و پيروان هشام بن عمرو نوفلي و غيره بودند.

171- يزيديه: نام يكي از فرق شيعه است.

172- يعقوبيه: نام فرقه اي از زيديه است كه پيروان يعقوب بن علي كوفي بودند.

173- يمانيه: از فرق زيديه از اصحاب محمد بن يماني كوفي است.

174- يونسيه: از فرق مرجئه و پيروان يوسف نميري هستند. [1] .


پاورقي

[1] براي بسط اطلاعات راجع به فرق اسلامي به كتاب الملل والنحل شهرستاني - خاندان نوبختي - الفرق بين الفرق و غيره مراجعه شود.


تعليمات امام صادق درباره حروف


چنانچه در كتاب پيش در علم ائمه اطهار عليه السلام نوشتيم امام عالم به حروف و لغات و اعداد و همه علوم است و هيچ چيز از علم او مخفي نيست اما اينكه آيا علمي حضوري است يا كسبي اين بحث جداگانه است - آنچه كه مسلم است به همه حروف و لغات و نقشه عالم از ازل تا ابد به اذن پرودگار عالم واقف و مطلع است و خداوند اين مرتبت را به برگزيده خود داده تا او برتر از ساير مردم باشد و او را بشناسند و از او پيروي و اطاعت كنند و بدانند علم و عقل و ديده دوربين آدم از همه نيرومندتر است و از معلم شديدالقوي سرمشق گرفته و از علم ازلي و ابدي سرچشمه يافته است - و لذا هر موقع هر چه لازم باشد به موقع به ولي برگزيده خود مي آموزد و امام همه چيز را همه وقت مي داند چنانچه قرآن هم تصريح فرموده است (و كل شي ء احصيناه في امام مبين).

يعني ما علم همه چيز را در امام مبين كه مبين احكام و شريعت است قرار داديم - و از آن جمله مباني علوم است كه حروف باشد و علم حروف از مهمات علوم اسلامي است كه در سايه آن بر تمام معاني مي توان وقوف يافت و اكنون يك حديث از حضرت امام صادق عليه السلام درباره حروف نقل مي كنيم:

يزيد بن حسن از حضرت موسي بن جعفر عليه السلام از پدرش حضرت صادق عليه السلام نقل كرده



[ صفحه 12]



كه يك يهودي آمد خدمت پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله و حضرت علي بن ابي طالب اميرالمؤمنين حضور داشت آن مرد يهودي از حروف هجي و توصيف و آثار و فوائد و خواص آن پرسيد - پيغمبر اكرم صلي الله عليه و آله رو به علي عليه السلام كرده فرمود يا علي اجبه - و اضافه فرمود كه: اللهم وفقه و سدده بار الها علي را در اين بيان موفق بدار و تسديد و تشديد به نور علم خود فرماي و از همين بيان هم معلوم مي شود كه علم امام الهام آسماني و وحي الهي است.

علي عليه السلام روي به يهودي نموده فرمود اي مرد هيچ حرفي از حروف نيست مگر اسمي از اسماء الهي است و هر اسمي معرف مسمي است آنگاه شروع به تعريف حروف تهجي پرداخت و مرتجلا چنين فرمود:

الف - اما الف فالله لا اله الا هو الحي القيوم

ب - اما باء فباقي بعد فناء خلقه

ت - اما تاء فتواب مقبل التوبة عن عباده

ث - اما ثاء فالثابت الكائن يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا

ج - اما ج فجل ثنائه و تقدست اسمائه

خ - اما خاء فخبير بما يعمل العباد

د - اما الدال فديان يوم الدين

ذ - اما الذال فذوا الجلال و الاكرام

ر - اما الراء فرؤف بعباده

ز - اما الزاء فزين المعبودين

س - اما السين فالسميع البصير

ش - فاما الشين فشاكر لعباده المؤمنين

ص - اما صاد فصادق في وعده و وعيده

ض - فاما ضاد فالضار النافع

ط - فاما طاء فالطاهر المطهر

ظ - فاما ظاء فالظاهر المظهر لاياته

ع - و اما عين فعالم بعباده

غ - و اما غين فغياث المستغيثين

ف - و اما فاء فالق الحب و النوي



[ صفحه 13]



ق - و اما ق فقادر علي جميع خلقه

ك - و اما كاف فالكافي الذي لم يكن له كفوا احد و لم يلد و لم يولد

ل - و اما لام فلطيف بعباده

م - و اما ميم فمالك الملك

ن - و اما نون فنور السموات من نور عرشه

و - و اما واو فواحد احد صمد لم يلد و لم يولد

ه - و اما هاء فهادي لخلقه

ي - و اما ياء فيد الله باسطه

لا - اما لام الف - فلا اله الا الله وحده لا شريك له

پيغمبر فرمود اين تفسيري است كه خداي تعالي در حروف تهجي براي ذات كبريائي فرموده است - يهودي با همين سؤال و پاسخ ايمان آورد و مسلمان شد.


مفهوم معترضانه مكتب امام


با توجه به آنچه گفتيم، به وضوح مي توان دانست كه «فقه جعفري» در برابر فقه فقيهان رسمي روزگار امام صادق (ع) تنها تجلي بخش يك اختلاف عقيده ديني ساده نبود، بلكه در عين حال دو مضمون متعرضانه را نيز با خود حمل مي كرد:

نخستين و مهمترين آن دو، اثبات بي نصيبي دستگاه حكومت از آگاهيهاي لازم ديني و ناتواني آن از اداره امور فكري مردم - يعني در واقع، عدم صلاحيتش براي تصدي مقام «خلافت» - بود.

و ديگري، مشخص ساختن موارد تحريف دين در فقه رسمي كه ناشي از مصلحت انديشي غير اسلامي فقيهان وابسته در بيان احكام فقهي و ملاحظه كاري آنان در برابر تحكم و خواست قدرتهاي حاكم بود. امام صادق (ع) با گستردن بساط علمي و بيان فقه و معارف اسلامي و تفسير قرآن به شيوه اي غير از شيوه عالمان وابسته به حكومت، عملاً به معارضه با آن دستگاه برخاسته بود آن حضرت بدين وسيله تمام تشكيلات مذهبي و فقاهت رسمي را كه يك ضلع مهم حكومت خلفا به شمار مي آمد، تخطئه مي كرد و دستگاه حكومت را از وجهه مذهبي اش تهي مي ساخت.

در مذاكرات و آموزشهاي امام به ياران و نزديكانش، بهره گيري از عامل «بي نصيبي خلفا از دانش دين» به عنوان دليلي بر اينكه از نظر اسلام، آنان را حق حكومت كردن نيست، بوضوح مشاهده مي شود؛ يعني اينكه امام همان مضمون متعرضانه اي را كه درس فقه و قرآن او را دارا بوده، صريحا نيز در ميان مي گذارده است. در حديثي از آن حضرت چنين نقل شده است:

«نحن قوم فرض الله طاعتنا و انتم تاتمّون بمن لايعذر الناس بجهالته» [1] .

«ما كساني هستيم كه خداوند فرمانبري از آنان را فرض و لازم ساخته است، در حالي كه شما از كسي تبعيت مي كنيد كه مردم به خاطر جهالت او در نزد خدا معذور نيستند»

يعني، مردم كه بر اثر جهالت رهبران و زمامداران نااهل دچار انحراف گشته به راهي جز راه خدا رفته اند، نمي توانند در پيشگاه خدا به اين عذر متوسل شوند كه: «ما به تشخيص خود راه خطا را نپيموديم، اين پيشوايان و رهبران ما بودند كه از روي جهالت، ما را به اين راه كشاندند!»، زيرا اطاعت از چنان رهبراني، خود، كاري خلاف بوده است، پس نمي تواند كارهاي خلاف بعدي را توجيه كند. [2] .


پاورقي

[1] كليني، اصول كافي، تهران، مكتبة الصدوق، 1381 ه .ق، ج 1، ص 186.

[2] (آيت لله) خامنه اي، سيدعلي، پيشواي صادق، تهران، انتشارات سيد جمال، ص 87-91.


فضائل و مناقب


ابن شهر آشوب در كتاب مناقب از مأمون رقي روايت مي كند كه گفت: من در حضور حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله بودم، در آن موقع سهل بن حسن خراساني در خدمت آن بزرگوار حاضر شد، پس از اينكه وي سلام كرد و نشست متوجه امام صادق شد و گفت: يابن رسول الله! شما صاحب رأفت و رحمت هستيد، شما خانواده ي امامت هستيد، چرا براي حق خود دفاع نمي كنيد و درباره ي گرفتن آن كوتاهي مي نمائيد؟ در صورتي كه تعداد صد هزار (100000) نفر از شيعيان شما حاضرند براي شما شمشير بزنند؟!

حضرت صادق عليه السلام فرمود: اي خراساني بنشين! آنگاه آن بزرگوار به حنيفه فرمود: تنور را گرم كن! حنيفه كه كنيز آن حضرت بود تنور را آن چنان گرم كرد كه نظير آتش سرخ و بالاي آن از شدت حرارت سفيد گرديد.

امام صادق عليه السلام پس از اين دستور به آن شخص



[ صفحه 55]



خراساني فرمود: برخيز و داخل اين تنور شو!

وي در جواب حضرت صادق گفت: اي آقاي! يابن رسول الله! مرا به وسيله ي آتش معذب منماي، از من بگذر! خدا از تو بگذرد.

امام صادق عليه السلام فرمود: از تو در گذشتم. در همين موقع بود كه ديدم هارون مكي به حضور آن بزرگوار مشرف شد و پس از اينكه نعلين هاي خود را به انگشت سبابه ي خويش گرفت و گفت: السلام عليك يابن رسول الله.

حضرت صادق به وي فرمود: نعلين خود را بينداز و داخل اين تنور شو! او كفش خويش را انداخت و داخل تنور گرديد!!

امام عليه السلام متوجه آن شخص خراساني شد و راجع به خراسان نظير كسي كه خراسان را مشاهده كرده باشد مشغول گفتگو شد.

پس از اين جريان امام صادق به آن شخص خراساني فرمود: برخيز و داخل تنور را نگاه كن!

آن مرد خراساني مي گويد: وقتي برخواستم و در ميان تنور نظر كردم هارون را ديدم كه چهار زانو در ميان تنور نشسته آنگاه از تنور خارج شد و بر ما سلام كرد.

امام صادق به آن شخص خراساني فرمود: در خراسان چند نفر نظير اين مرد (يعني هارون مكي كه داخل تنور شده) وجود دارد؟! گفت: به خدا قسم يك نفر از اين قبيل افراد وجود ندارد.

حضرت صادق فرمود: ما در زماني كه تو پنج نفر از اين



[ صفحه 56]



قبيل اشخاص كه معاضد و پشتيبان ما باشند نبيني خروج نخواهيم كرد، ما خودمان موقع خروج را بهتر مي دانيم.

در كتاب خرائج از هارون بن رئاب روايت مي كند كه گفت: من برادري داشتم كه تابع مذهب جاروديه بود.

يك وقت كه در حضور حضرت امام جعفرصادق عليه السلام مشرف شده بودم آن بزرگوار به من فرمود: حال آن برادرت كه مذهب جارودي دارد چگونه است؟

من گفتم: وي نزد قاضي و همسايگانش آبرومند و پسنديده به شمار مي رود، او از هر جهت خوب است فقط تنها عيبي كه دارد اين است كه به امامت شما خانواده اقرار ندارد.

امام صادق فرمود: چرا اقرار به امامت ما ندارد؟

گفتم: اين موضوع را از ورع و خدا پرستي خود مي داند.

فرمود: پس خدا پرستي و پرهيزكاري او در شب نهر بلخ كجا بود؟

هارون مي گويد: من نزد برادر خود آمدم و به او گفتم:

مادرت به عزايت بنشيند! بگو بدانم جريان شب نهر بلخ چه بوده؟! آن گاه موضوعي كه بين من و حضرت صادق گفتگو شده بود از برايش شرح دادم.

برادرم گفت: راستي حضرت صادق تو را بدين جريان خبر داد؟ گفتم: آري. ناگاه شنيدم گفت: شهادت مي دهم كه امام صادق حجت پروردگار عالمين است. من گفتم: مرا از اين قصه آگاه كن!

گفت: من از ماوراي نهر بلخ مي آمدم، شخصي با من رفيق شد كه يك كنيزك آوازه خوان همراه داشت. آن مرد به من



[ صفحه 57]



گفت: يا تو آتشي براي ما پيدا كن و من اساس تو را حفظ مي كنم و يا اينكه من به دنبال آتش مي روم و تو اين متاع مرا نگاهدار!

من گفتم: تو بطلب آتش برو و من اساس تو را نگاه مي دارم. همين كه آن شخص به دنبال آتش رفت من برخواستم و با آن كنيز زنا كردم، به خدا قسم نه آن كنيز اين راز را فاش كرد و نه من براي كسي گفته ام، اين موضوع را جز خدا كسي نمي دانست.

راوي مي گويد: پس از اين جريان برادرم دچار ترس عجيبي شده بود، تا اينكه در سال آينده با برادرم به حضور امام جعفر صادق عليه السلام مشرف شديم. برادر من از حضور صادق آل محمد صلي الله عليه و آله خارج نشد تا اينكه به امامت آن بزرگوار قائل گرديد.

در كتاب كشف الغمه مي نگارد: حضرت صادق عليه السلام فرمود: علم ما خانواده عبارت است از: غابر، مزبور، نكت در قلوب و نقر در اسماع، جفر احمر، جفر ابيض و مصحف فاطمه عليهاالسلام نزد ما است. جامعه كه مايحتاج مردم در آن است نزد ما است.

راوي از معني و تفسير اين كلمات پرسش كرد؟ امام صادق عليه السلام فرمود:

اما غابر: علمي است بر آنچه كه بعد از اين واقع شود.

اما مزبور: علمي است بر آنچه كه قبل از اين بوده.

اما نكت در قلوب: الهامي است (كه در قلبهاي ما واقع مي شود).



[ صفحه 58]



اما نقر در اسماء: حديث و گفتگوي ملائكه است كه سخن ايشان را مي شنويم ولي خود آنان را نمي بينيم.

اما جفر احمر: وعاء يعني ظرفي است كه سلاح يعني اسلحه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله در آن است و آن اسلحه از آن جفر خارج نمي شود تا آن موقعي كه قائم ما اهل بيت قيام كند.

اما جفر ابيض: وعائي است كه تورات موسي، انجيل عيسي، زبور داود و ساير كتابهائي كه از نزد خداي توانا نازل شده در آن است.

اما مصحف فاطمه: حوادثي كه تا روز قيامت واقع مي شود و نام هاي پادشاهان در آن درج شده.

اما جامعه: كتابي است كه طول آن هفتاد زراع است (هر زراع تقريبا نيم متر است) آن كتاب را پيامبر عظيم الشأن اسلام صلي الله عليه و آله املاء فرموده و حضرت علي بن ابيطالب عليه السلام آن را به دست مبارك خود نوشته است.

به خدا قسم آنچه كه مردم تا روز قيامت به آن احتياج دارند در آن نوشته شده، حتي ارش، خدشه، جلده و نصف جلده [1] .

محمد بن يعقوب كليني در كتاب اصول كافي از صفوان ابن يحيي روايت مي كند كه گفت: جعفر بن محمد بن اشعث به من گفت: آيا مي داني چه باعث شد كه ما شيعه شديم و نسبت به اين



[ صفحه 59]



مذهب مقدس معرفت پيدا كرديم. در صورتي كه آن طور كه مردم درباره ي اين مذهب شناسائي داشتند ما نداشتيم؟

گفتم: چه باعث شد؟

گفت: منصور دوانيقي به پدرم گفت: شخصي را براي من انتخاب كن كه صاحب عقل باشد و هر دستوري كه من به وي بدهم انجام دهد.

پدرم گفت: من يك چنين شخصي را سراغ دارم و او فلان بن مهاجر است كه دائي من به شمار مي رود. منصور گفت: پس او را نزد من حاضر كن! پدرم مي گويد: من آن شخص را نزد منصور آوردم.

منصور به او گفت: يابن مهاجر! اين پول را مي گيري و داخل مدينه مي شوي و نزد عبدالله بن حسن بن حسن و گروهي از اهل بيت ايشان كه جعفر بن محمد (يعني امام صادق) در ميان ايشان است مي روي و به آنان مي گوئي: من شخص غريبي هستم از اهل خراسان، شيعيان شما كه در خراسان هستند، اين مال را براي شما فرستاده اند. اين مال را به هر يك از آنان به فلان شرط مي دهي، وقتي مال را گرفتند مي گوئي: چون من قاصدم پس شما قبض و رسيد اين وجهي را كه مي گيريد به من بدهيد.

آن شخص مهاجر مال را گرفت، وارد مدينه گرديد، پس از آن كه از مدينه مراجعت كرد موقعي نزد منصور آمد كه محمد ابن اشعث پيش منصور بود.

منصور به وي گفت: ها، چه كردي؟؟

گفت: من وارد مدينه شدم، همه ي آنان مال را گرفتند و اين خط و رسيد پول هائي است كه گرفته اند. تنها كسي كه پول را



[ صفحه 60]



قبول نكرد جعفر بن محمد عليه السلام بود. من در آن موقعي كه امام صادق در مسجد پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله مشغول نماز بود نزد آن بزرگوار رفتم، پشت سر آن حضرت نشستم، با خودم گفتم: صبر مي كنم تا وي از نماز فراغت يابد آن گاه آن چه كه به ياران او گفتم به آن بزرگوار نيز خواهم گفت.

امام صادق نماز خود را به عجيل تمام كرد، متوجه من شد و فرمود:اي مرد! از خدا بترس و اهل بيت محمد صلي الله عليه و آله را مغرور مكن و ايشان را فريب مده!! زيرا آنان به دولت بني مروان نزديك و قريب العهدند (چه آنكه از دولت بني مروان به آل محمد ظلم و ستم بسياري شده بود و منظور حضرت صادق اين بود كه ايشان را دچار ظلم دولت بني عباس منماي!!)

من به حضرت صادق گفتم: منظور شما از اين سخن چيست؟

ناگاه ديدم آن بزرگوار سر خود را نزديك من آورد و آنچه را كه ما بين من و تو گذشته بود شرح داد، مثل اينكه آن حضرت سومين نفر ما بود.

راوي مي گويد: منصور به آن شخص مهاجر گفت: يابن مهاجر! بدان كه هيچ اهل بيت نبوتي نيست مگر اينكه در ميان آنان يك نفر محدث (به فتح دال مشدد يعني كسي كه ملائكه براي او حديث بگويند) وجود دارد و جعفر بن محمد در اين روزگار محدث ما است و همين سخن حضرت صادق بهترين دليل است بر صدق مدعا و مقاله ي ما (كه مي گوئيم: در خانواده ي هر پيامبري يك محدث وجود دارد)

علامه ي مجلسي در كتاب بحار از احمد بن محمد از يكي از اهل تسنن روايت مي كند كه گفت: من با حضرت صادق عليه السلام



[ صفحه 61]



مجالست مي كردم، به خدا قسم من مجلسي نديدم كه از مجالست با امام صادق بهتر باشد.

راوي مي گويد: يك روز حضرت صادق به من فرمود: عطسه از كجا خارج مي شود؟

گفتم: از بيني.

فرمود: نه، اين طور نيست كه تو مي گوئي.

گفتم: فدايت شوم! پس از كجا خارج مي شود؟

فرمود: از جميع بدن خارج مي گردد. همچنانكه نطفه از جميع بدن خارج مي شود و محل خروج آن آلت رجوليت است همان طور هم عطسه از جميع بدن بيرون مي آيد و مخرج آن بيني انسان است.

آنگاه فرمود: آيا نديدي موقعي كه انسان عطسه مي كند تمام اعضاء او تكان مي خورند و حركت مي كنند؟ و كسي كه عطسه كند مدت هفت روز از موت در امان خواهد بود.

مسعودي در كتاب اثبات الوصيه روايت مي كند كه عبدالرحمان به طور پنهاني به حضور امام جعفر صادق آمد و گفت: من افرادي زيادي را براي خلافت شما دعوت كرده ام و آنان قبول نموده اند.

امام صادق عليه السلام فرمود: اين موضوعي كه تو مي گوئي عملي نخواهد شد، زيرا بچه هائي از فرزندان عباس (يعني بني عباس) با امر خلافت بازي خواهند كرد.

عبدالرحمان پس از اينكه از حضور امام صادق عليه السلام مرخص شد نزد محمد بن عبدالله بن حسن آمد و او را (براي امر خلافت) دعوت نمود.



[ صفحه 62]



عبدالله دعوت او را اجابت كرده اهل بيت خود را جمع نمود و براي امر خلافت اقدام كرد. حضرت صادق عليه السلام را نيز براي مشورت دعوت نمود. امام صادق در آن مجلس شورا شركت كرد و بين منصور و سفاح و عبدالله كه دو فرزند محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بودند نشست.

موقعي كه مشورت شروع شد حضرت صادق عليه السلام دست مبارك خود را به كتف ابوالعباس كه عبدالله سفاح باشد زد و فرمود: به خدا قسم كه ابتداء اين شخص مالك خلافت خواهد شد، بعد از آن دست ديگر خود را به كتف ابوجعفر كه عبدالله منصور باشد زد و فرمود: بچه هائي كه از فرزندان اين شخص باشند با مقام خلافت بازي خواهند كرد. امام صادق پس از اين گفتگوها از آن مجلس برخواست.

شيخ مفيد در كتاب ارشاد از ابوبصير روايت مي كند كه گفت: من با كنيزكي كه از خودم بود داخل مدينه شدم و با آن كنيزك همبستر گرديدم، وقتي از منزل خود خارج شدم كه بروم حمام گروهي از ياران خود را كه شيعه بودند ديدم متوجه منزل حضرت صادق عليه السلام شده اند.

من از ترس اينكه مبادا ايشان به زيارت آن بزرگوار موفق شوند و من محروم شوم لذا من هم با آنان متوجه خانه ي حضرت صادق شدم تا اينكه داخل منزل آن حضرت شديم.

وقتي در مقابل آن برگزيده ي خدا ايستادم توجهي به من كرد و فرمود: اي ابوبصير! آيا نمي داني كه شخص جنب نبايد داخل خانه ي پيامبران و فرزندان آنان شود؟!

من خجل شدم و گفتم: يا بن رسول الله! چون ديدم



[ صفحه 63]



ياران شيعه به زيارت شما مي آيند ترسيدم كه موفق نشوم با ايشان به زيارت شما بيايم. من بعد از اين يك چنين عملي را انجام نخواهم داد. اين بگفتم و از حضور آن حضرت مرخص گرديدم.

محمد بن يعقوب كليني روايت مي كند مردي به حضور امام جعفر صادق عليه السلام مشرف شد و گفت: يابن رسول الله! من در عالم خواب ديدم كه گويا از شهر كوفه خارج شدم و در محلي رفتم كه آنجا را مي دانم و مي شناسم. گويا: شيخي از خشت ساخته يا مردي از چوب تراشيده بودند كه بر اسب چوبي سوار بود، آن مرد شمشير خود را مي درخشانيد و من از آن خائف و ترسان بودم.

امام جعفر صادق عليه السلام به من فرمود: تو شخصي هستي كه در نظر داري نان شخصي را ببري و معيشت وي را تنگ كني از آن خدائي كه تو را خلق كرده و تو را از اين جهان خواهد برد بترس!!

آن مرد گفت: شهادت مي دهم كه علم (خاندان نبوت) به تو عطا شده و تو علم را از معدنش گرفته اي. يابن رسول الله! اجازه مي دهي آنچه را كه شرح دادي جريان آن را به عرض شما برسانم؟

مردي از همسايگانم نزد من آمد و ملك خود را بر من عرضه كرد كه از او بخرم، من در نظر گرفتم كه ملك او را چون غير از من مشتري ندارد به يك قيمت بسيار كمي از دستش بدر آوردم.

امام صادق فرمود: آيا آن مرد ما را دوست مي دارد و از دشمنان ما بيزاري مي جويد؟



[ صفحه 64]



گفت: آري، او مردي است كه ديده اي حق بين و ديني مستحكم دارد. من از اين سوء قصدي كه نسبت به وي داشتم به سوي خدا و شما توبه مي كنم. آن مرد بعد از اين گفتگوها به امام صادق گفت: اگر اين شخص ناصبي بود جايز بود من اين عملي كه مي خواستم با آن شيعه انجام دهم با آن شخص ناصبي بكنم؟

حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله فرمود: كسي كه امانتي نزد تو بسپارد و شخصي كه از تو نصيحت بخواهد حق ايشان را ادا كن ولو اينكه قاتل امام حسين عليه السلام باشند.

ولله در قائلها:



خوش است بزم نشاط و حضور يار موافق

به شرط آنكه متكي شود بحسن سوابق



يكي زراه وفا آنچه كرده مقدم و آيد

نثار مقدم او اين كند هزار شقايق



يكي زباده خود سرخ كرده چهره ي عذرا

يكي ز عشق گشايد گره ز جبهه چو وامق [2] .



يكي دليل به ليلا شود ليالي مظلم

يكي چو مجنون واقف بود و سوزش عاشق



يكي به عشق زليخا بري بود ز خبائث

يكي چو حضرت يوسف بود مريد حقايق



سپاس بي حد و بي مر خداي را كه نمودم

پي وصال تو اي شاه حسن صرف دقايق





[ صفحه 65]





بروز هفده ي ماه ربيع الاول و آن روز

كه با ولادت ختمي مآب بوده مطابق



ز بطن ام فروه و زصلب حضرت باقر

شكفته غنچه اي آن غنچه بوده مظهر خالق



ز چهره برقع فكند و جهان نموده منور

رئيس مذهب شيعه امام جعفر صادق



خوش آمدي كه وجود تو كرده دين نبي را

دوباره زنده و مذهب بود بحكم تو شايق



حديقه اي است پر از گل اگر چه دين محمد

ولي ز مذهب تو گل شكفته شد بحدائق



شها وجود تو باشد طرازبين بدو خوب

مريض را تو طبيبي طبيب ماهر و حاذق



مصون ز موج حوادث غني ز همت دو نان

سفينه چون توئي دين را چه احتياج بقايق



وجود تو سبب روشنائي دل احباب

رود چو خنجر تيزي فرو به قلب منافق



دوانقي زره كين چه ظلمها كه نكرده

بر آن وجود گرامي كه بود شمس مشارق



گذشت دوره ي منصور و تا ابد شده منفور

تو ناصري و موفق تو فاتحي و تو فائق



چگونه مدح تو گويد كسي چو من كه نباشد

ورا بضاعت علمي نه بوده عالم و ناطق



هزار شكر كه در بين جزر و مد زمانه

ز هم گسسته نگرديده رشته هاي علائق





[ صفحه 66]





هزار روز ازل بود و هست و بعد بود نيز

ولاي چون تو شهي گرچه نيستم به تو لايق



شهابه (پيروي) شاهانه كن نظر كه ندارد

به جز تو پشت و پناهي به حشر و نزد خلائق




پاورقي

[1] ارش: ديه و تاوان. خدشه: خراش. جلده: به معني تازيانه و پوست است - مؤلف.

[2] وامق: نام عاشق عذرا بوده كه داستان عشق او به عذرا مشهور است - مؤلف.


اجوبته


أئمتنا عليهم السلام كانوا هم المفزع للمهمات، و الملجأ لحلول المشكلات، و كانت الأمة الاسلامية تختلف اليهم لطلب العلم، و توضيح معالم الدين، و كشف الشبهات، و دفع الشكوك، و استيضاح الأمور المجهولة.

كما أن هناك كانت أسئلة ترد عليهم لم يكن لأحد غيرهم علم بجوابها و تفصيلها، و أني لهم العلم بالسماء و سكانها، و الأرض و تخومها، و الكواكب و مداراتها.

و كانوا عليهم الصلاة و السلام يستقبلون من يسألهم بالترحيب و التودد، و انبساط الوجه، و الخلق العالي، تشجيعا لهم علي طلب العلم.

نذكر في هذه الصفحات بعض أجوبته عليه السلام:

1- سئل عليه السلام: أي الجهاد أفضل؟



[ صفحه 76]



فقال عليه السلام: كلمة حق عند امام جائر [1] .

2- سئل عليه السلام عن رجل دخله الخوف من الله تعالي، حتي ترك النساء، و الطعام، و الطيب، و لا يقدر أن يرفع رأسه الي السماء تعظيما لله تعالي؟

فقال عليه السلام: أما قولك في ترك النساء، فقد علمت ما كان لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منهن، و أما قولك في ترك الطعام الطيب، فقد كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يأكل اللحم و العسل، و أما قولك دخله الخوف من الله حتي لا يستطيع أن يرفع رأسه الي السماء، فانما الخشوع في القلب، و من ذا يكون أخشع و أخوف من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فما كان هذا يفعل!! و قد قال الله عزوجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الأخر) [2] .

3- سئل عليه السلام ما كان في وصية لقمان؟

فقال عليه السلام: كان فيها الأعاجيب، و كان من أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين



[ صفحه 77]



لعذبك، و ارج الله رجاءا لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.

ثم قال عليه السلام: ما من مؤمن الا و في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد علي هذا، و لو وزن هذا لم يزد علي هذا [3] .

4- سئل عليه السلام: لم حرم الله الربا؟

فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف [4] .

5- سئل عليه السلام عن المكارم؟

فقال: صدق اللسان، و أداء الأمانة، و صلة الرحم، و اقراء الضيف، و اطعام السائل، و المكافأة علي الصنائع، و التذمم للصاحب، و رأسهن الحياء [5] .

6- سأله بعض أصحابه: يا ابن رسول الله علي ماذا بنيت أمرك؟

فقال عليه السلام: علي أربعة:



[ صفحه 78]



الأولي: علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت.

الثانية: علمت أن الله مطلع علي فاستحييت.

الثالثة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنيت.

الرابعة: علمت أن آخر أمري الموت فاستعددت [6] .

7- سأله رجل أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة، و أن لا يطول عليه.

فقال عليه السلام: لا تكذب [7] .

8- سئل عليه السلام: من أكرم الخلق علي الله؟

فقال عليه السلام: أكثرهم ذكر الله، و أعملهم بطاعة الله.

قلت: فمن أبغض الخلق الي الله؟

قال عليه السلام: من يتهم الله.

قلت: أحد يتهم الله؟!

قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط، فذلك يتهم الله.



[ صفحه 79]



قلت: و من؟

قال: يشكو الله.

قلت: واحد يشكوه؟!

قال: نعم، من اذا ابتلي شكي بأكثر مما أصابه.

قلت: و من؟

قال: اذا أعطي لم يشكر، و اذا ابتلي لم يصبر.

قلت: فمن أكرم الخلق علي الله؟

قال: من اذا أعطي شكر، و اذا ابتلي صبر [8] .

9- سئل عليه السلام: لم حرم الله الزنا؟

فقال عليه السلام: لما فيه من الفساد، و ذهاب المواريث، و انقطاع الأنساب، لا تعلم المرأة في الزنا من أحبلها، و لا المولود يعلم من أبوه، و لا أرحام موصولة، و لا قرابة معروفة.

قيل: لم حرم الله اللواط؟



[ صفحه 80]



فقال عليه السلام: من أجل لو كان اتيان الغلام حلالا لاستغني الرجال عن النساء، فكان فيه قطع النسل، و تعطيل الفروج، و كان في اجازة ذلك فساد كبيرة [9] .

10- قال له رجل: أصلحك الله أشرب الخمر شر أم ترك الصلاة؟

فقال عليه السلام: شرب الخمر، ثم قال له: أو تدري لم ذاك؟

قال: لا.

فقال عليه السلام: لأنه - أي شارب الخمر - يصير في حال لا يعرف ربه [10] .

11- سئل عليه السلام: ما الذي يثبت الايمان في العبد؟

قال: الذي يثبته فيه الورع، و الذي يخرجه منه الطمع [11] .

12- قال عاصم بن حميد: ذاكرت أباعبدالله عليه السلام



[ صفحه 81]



فيما يروون من الرؤية.

فقال: الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي، و الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش، و العرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب، و الحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر، فان كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب [12] .

13- قال هشام بن الحكم: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما الدليل علي أن الله واحد؟

قال: اتصال التدبير، و تمام الصنع، كما قال عزوجل: (لو كان فيهمآ ءالهة الا الله لفسدتا) [13] .

14- سأله أبوبصير عن قول الله تبارك و تعالي: (اتقوا الله حق تقاته).

قال: يطاع و لا يعصي، و يذكر و لا ينسي [14] .

15- قيل له عليه السلام: أين طريق الراحة؟



[ صفحه 82]



فقال: في خلاف الهوي.

قيل: فمتي يجد عبد الراحة؟

فقال: عند أول يوم يصير به في الجنة [15] .



[ صفحه 83]




پاورقي

[1] فروع الكافي: 352/1.

[2] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 77.

[3] تحف العقول: 277.

[4] حلية الأولياء: 3 / 194. صفة الصفوة: 2 / 95. الكواكب الدرية: 1 / 95 كشف الغمة 223.

[5] كشف الغمة 239 - أعيان الشيعة: 4 / 203.

[6] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 45.

[7] تحف العقول: 264.

[8] تحف العقول: 268.

[9] فروع الكافي: 1 / 359.

[10] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 121.

[11] الخصال: 9.

[12] التوحيد: 108.

[13] التوحيد: 250.

[14] مشكاة الأنوار، 42.

[15] سفينة البحار: 1 / 539.


اطاعت شير از حضرت


در ايام خلافت منصور - لعنة الله عليه - امام صادق (عليه السلام) جهت انجام پاره اي امور به كوفه رفتند؛ پس از انجام كارها،



[ صفحه 28]



قصد مراجعت به مدينه را نمودند.

در راه باز گشت به مدينه، عده اي فضلا و علماي اسلام نيز همراه امام صادق (عليه السلام) بودند، ناگهان به شيري برخوردند، يكي از آنها كه ابراهيم ادهم نام داشت به علماي ديگر گفت: همگي كنار بايستيد تا ببينم، امام (عليه السلام) با اين شير چه مي كند؟

امام صادق (عليه السلام) جلوتر رفت و گوش او را گرفت و از راه دورش كرد؛ آن گاه رو به آن جماعت كرد و فرمود: «آگاه باشيد! اگر مردم آن چنان كه بايد، خدا را اطاعت مي كردند بارهاي خود را پشت شير مي گذاشتند». [1] .

آري، بياييد مقداري به طاعت و بندگي خود در برابر معبودمان فكر كنيم؟!


پاورقي

[1] منتهي الآمال.


مناقب و فضايل امام صادق


در اينجا بايد به نكته ي مهمي اشاره كرد و آن اينكه مناقبي كه براي هر يك از ائمه ذكر شده در بسياري از اوقات با يكديگر اختلاف دارد. البته اين بدان معني نيست كه منقبتي كه به يك امام مخصوص داشته ايم در امام ديگر موجود نبوده است. بلكه آنان همگي در تمام مناقب و فضايل پسنديده مشترك اند. آنان همه از يك نور و از يك طينت سرشته شده اند و هر كدام در برخورداري از صفات پسنديده سرآمد مردم روزگار خويش بوده اند اما از آنجا كه مقتضيات هر دوره و بازنمودهاي اين صفات در ائمه، برحسب اختلاف هر عصر و دوره، متفاوت است هر يك مناقب خاص خود را دارند. به عنوان مثال ظهور آثار شجاعت از اميرمؤمنان (ع) و فرزند بزرگوارش امام حسين (ع) همچون ظهور آنان در ديگر ائمه نيست. شجاعت علي (ع) با جهاد وي در ركاب پيغمبر (ص) و نبرد او با قاسطين و مارقين و ناكثين در روزگار خلافتش به ظهور رسيد و شجاعت حسين (ع) نيز به هنگامي كه دستور يافت با ستمگران به مبارزه برخيزد، آشكار شد. اما ديگر ائمه چون مأمور به تقيه و مدارا بودند، بروز شجاعت بدان گونه كه در آن دو امام (ع) مشاهده شد، لزومي نيافت. اما با اين وصف همه ي آنان در اينكه شجاع ترين مردم زمانه ي خويش بوده اند، مشترك اند. در عوض صفت علم در امام باقر (ع) و امام صادق (ع) بيش از ساير ائمه به چشم مي خورد. زيرا شرايط آنان به گونه اي بود كه در واپسين روزگار حكومتي مي زيستند كه به نابودي مي گراييد و در همان حال حكومت ديگري مي رفت تا جايگزين حكومت پيشين شود. اما صفت علم در تمام آنها مشترك است و آنان همگي داناترين مردم روزگار خويش بوده اند. همچنين نشانه هاي كرم و بخشش و فراواني صدقات و آزاد كردن بندگان در برخي از ائمه نسبت به بعضي ديگر نمود بيش تري دارد چرا كه از نظر مالي وسعت معيشت داشته اند و يا آنكه در زمان آنها تعداد فقرا بسيار بوده است. اما همه ي آنان در كرم و سخاوت سرآمد دوران خود به حساب مي آمده اند. در برخي از ائمه نيز صفت عبادت از برجستگي بيش تري برخوردار است و اين بدان خاطر بوده كه اطلاع مردم از احوال آنان كمتر بوده و يا آنكه آن امام مدت اندكي در دنيا زيسته است. با اين حال همه ي ائمه عابدترين مردم زمانه خويش به شمار مي آمده اند. همچنين صفت حلم در برخي از ائمه بيش از ساير امامان در نظر جلوه مي كند، چرا كه ممكن است آن



[ صفحه 53]



امام در طول زندگي خويش متحمل انواع آزار و اذيت شده و تحمل آن همه سختي و شكنجه خود به خود سبب بروز حلم بيش تري از سوي امام مي گردد. اما با اين وصف همه ي امامان از حليم ترين مردم روزگار خويش محسوب مي شده اند. اينك به بازگويي مناقب و فضايل امام صادق (ع) مي پردازيم. مناقب آن حضرت بسيار است كه به اقتصار از آنها ياد مي كنيم.

1. علم: عبدالعزيز بن اخضر جنابذي در كتاب معالم العترة الطاهره از صالح بن اسود نقل مي كند كه گفت: «شنيدم جعفر بن محمد مي گويد: پيش از آن كه مرا از دست دهيد، هر چه مي خواهيد از من بپرسيد. زيرا هيچ كس پس از من نمي تواند از علوم و دانشها، چنان كه من به شما مي گويم، شما را آگاه كند.»

ابن حجر در الصواعق، مي نويسد: مردم به اندازه اي از علوم امام صادق (ع) نقل كرده اند كه سخنانش توشه ي راه كاروانيان و مسافران و آوازه اش در هر گوشه و كنار زبانزد مردم گشته است. ابن شهرآشوب در مناقب مي گويد: «از آگاهي به علوم امام صادق (ع) به اندازه اي نقل شده كه از هيچ كس ديگري منقول نيست.» وي همچنين مي نويسد: «نوح بن دراج به ابن ابي ليلي گفت: آيا تاكنون به خاطر حرف كسي از سخن يا كار خود دست كشيده اي؟ گفت: خير مگر حرف يك نفر. پرسيد: او كيست؟ پاسخ داد: جعفر بن محمد.»

شيخ مفيد در ارشاد مي نويسد: علومي كه از آن حضرت نقل كرده اند به اندازه اي است كه ره توشه ي كاروانيان شد و نامش در همه جا انتشار يافت. دانشمندان در بين ائمه (ع) بيشترين نقلها را از امام صادق روايت كرده اند. هيچ يك از اهل آثار و راويان اخبار بدان اندازه كه از آن حضرت بهره برده اند از ديگران سود نبرده اند. محدثان نام راويان موثق آن حضرت را جمع كرده اند كه شماره ي آنها، با صرف نظر از اختلاف در عقيده و گفتار، به چهار هزار نفر مي رسد.

نگارنده: اين نكته شايان ذكر است كه تنها حافظ بن عقده ي زيدي در كتاب رجال خود نام راويان موثق آن حضرت را جمع آوري كرده و آنها را به چهار هزار نفر رسانده است. همچنين در مقدمه هاي پيشين قول محقق را در معتبر نقل كرديم كه گفته بود: «علوم فراوان و ارزشمندي از ناحيه جعفر بن محمد نقل شده كه عقول را به حيرت وامي دارد».

تنها يكي از راويان آن حضرت به نام ابان بن تغلب، سي هزار حديث از امام صادق (ع) نقل كرده است. كشي در رجال به سند خود از امام صادق (ع) نقل كرده است كه فرمود: ابان بن تغلب سي هزار حديث از من روايت كرد. همچنين نجاشي در رجال خويش به نقل از حسن بن علي وشا در حديثي آورده است كه گفت: «در اين مسجد (مسجد كوفه) محضر نهصد تن از بزرگان حديث را درك كردم كه همگي مي گفتند جعفر بن محمد برايم حديث



[ صفحه 54]



كرد.

امام صادق (ع) نيز مي فرمود: سخن من سخن پدرم و سخن او سخن جدم و سخن وي سخن علي بن ابي طالب و سخن علي سخن رسول خدا (ص) و سخن او گفتار خداوند عزوجل است.

ابن شهرآشوب در مناقب مي نويسد: هيچ كتاب حديث و حكمت و زهدي و موعظه اي از گفتار امام صادق (ع) خالي و بي بهره نيست. و همه مي گويند جعفر بن محمد چنين گفت و جعفر بن محمد صادق چنين فرمود.


شيوه برخورد با گناهكاران


1- گفتن خوبي ها و پرهيز از سخن ناروا

«يابن جندب لاتقل في المذنبين من اهل دعوتكم الا خيرا»; اي پسرجندب! به گناهكاران از همكيشان خود جز خوبي و نيكويي چيزي مگو.

در برخورد با گناهكاران بايد با سخنان نيكو و گفتن خوبي هاي آنان، اميد مرده در آن ها را زنده كرد و از خشونت، گفتار ناروا و بازگو نمودن لغزش هاي آن ها پرهيز كرد; زيرا چنين برخوردهايي مجرمان را از پيمودن راه درست نااميد و نسبت به دين و آموزه هاي آن گريزان مي سازد.

2- در خواست توفيق براي گناهكاران

«واستكينوا الي الله في توفيقهم »; توفيق آن ها را خاضعانه از خداوند بخواهيد.

3- در خواست توبه براي گناهكاران

توبه از حالات سازنده انسان است كه انجام دهنده آن محبوب خداوند است:

«ان الله يحب التوابين »; خداوند كساني كه بسيار توبه مي كنند را دوست دارد. [1] .

توبه روشي است كه امام صادق (ع) براي پاكسازي گناهكار توصيه كرده است. شيعيان واقعي بايد از خدا بخواهند كه گناهكاران از كردار ناشايست خود پشيمان شوند و به سوي خدا بازگردند، زيرا خداوند بسيار توبه پذير و بخشنده است; «اناالله هوالتواب الرحيم » [2] .


پاورقي

[1] بقره، آيه 222.

[2] توبه، آيه 118.


انواع جدل


با توجه به اين كه جدل از عناويني است كه در فرهنگ قرآني و روايي گاهي با مذمت و نكوهش همراه بوده و خداوند نيز آن را به عنوان پاسخ گويي به شيوه هاي جدلي معاندين و دشمنان اسلام به پيامبر دستور فرموده تا جدال را به كار گيرد نه به شيوه اي كه آنها از آن استفاده مي كردند، بلكه دستور داده تا «جدال احسن» نمايد و در اين صورت به جدل، رنگ هدايتي و حق جويي را بخشيده است؛ لذا دو نوع جدل داريم كه عبارتند از: 1. جدل به احسن، 2- جدل به غير احسن


سزاوارترين براي شكيبايي


لا يصلح المرء الا علي ثلاث: التفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر علي النائبة. [1] .

اصلاح انسان به سه چيز است:

1. دانايي در دين.

2. برنامه ي درست براي معيشت.

3. صبر و شكيبايي در ناملايمات.

امام صادق عليه السلام

امام صادق عليه السلام براي عرض تسليت به يكي از خويشانش كه فرزندش از دنيا رفته بود، به راه افتاد و در بين راه، بند نعلين حضرت بطوري پاره شد كه نعلين به پا بند نمي شد؛ از اينرو امام صادق عليه السلام آنرا بدست گرفت و پابرهنه به راه خود ادامه داد.

يكي از ياران والا منزلت حضرت، ابن ابي يعفور، فوراً بند نعلين



[ صفحه 43]



خويش را در آورد و به امام عليه السلام تقديم نمود و نعلينش را به دست گرفت و ليكن امام صادق عليه السلام به حالت خشم و غضب از او روي گرداند و فرمود:

«اگر مشكلي براي شخصي پيش آيد، خود او براي صبر و تحمل آن سختي، سزاوارتر از همه است.» [2] .



[ صفحه 44]




پاورقي

[1] مستدرك الوسائل 13 / 52.

[2] الكافي 6 / 464 و8 / 160 و بحارالانوار 47/ 45.


ذكر و دعا


- سرورم! حضرت عالي جمله اي در خصوص اهميت دعا فرموده ايد، خواهش مي كنم مجددا بازگو فرمائيد؟

«عليكم بالدعاء فانكم لاتقربون بمثله؛

به دعاء تمسك جوييد كه به هيچ چيز همانند دعاء، به خداوند نزديك نمي شويد.» [1] .



[ صفحه 27]



- مولاي من! حضرت عالي در خصوص عظمت ذكر بسم الله موردي را فرموديد، خواهش مي كنم جهت استفاده ي پيروانتان بفرمائيد؟

«شخصي در مسافرت همراه حضرت عيسي عليه السلام بود تا آن كه به دريا رسيدند و بر روي آب راه رفتند و از دريا گذشتند.

اين شخص عادي نيست كه بر آب تصرف مي كند، اين همان شخص است كه مرده را زنده مي كند، و بيماران صعب العلاج را شفا مي دهد، و جان هاي مرده را زنده مي نمايد و حيات مي دهد هر كسي كه به تعليم معارف حقه، انسانها را (از جهت معنوي) زنده مي كند، عيسوي مشرب است.

آن شخص ديد كه بر روي آب مثل زمين هموار عبور مي كنند، در حين عبور به اين فكر افتاد كه حضرت عيسي عليه السلام چه مي گويد و چه مي كند كه بر روي دريا اين گونه راه مي رود. ديد حضرت مي گويد: بسم الله.

از روي عجب به اين گمان افتاد، كه اگر خودش از تبعيت كامل حضرت عيسي بيرون آيد و مستقلا بسم الله بگويد، مانند حضرت مي تواند بر روي آب راه رود. از تبعيت كامل خارج شد، بريدن همان و غرق شدن همان. استغاثه به حضرت روح الله نمود، آن حضرت نجاتش داد.» [2] .



[ صفحه 28]



- سرورم! در تأثير اين ذكر شريف يعني لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين به سه جمله ي فاستجبناله، و نجيناه من الغم، و كذلك ننجي المؤمنين، دقت به پاداش اعمال گردد. به خصوص به جمله ي اخير كه مفاد آن عام است كه وعده فرموده شامل همه ي مؤمنين مي باشد و با جمع محلي به الف و لام و فعل مضارع كه دال بر تجدد زمان و حصول تدريجي آن براي ابد است تعبير فرموده است، فتبصر. جناب عالي فرموديد: در شگفتم براي كسي كه از چهار چيز بيم دارد، چگونه به چهار چيز پناه نمي برد. آن چهار چيز چيست لطفا بفرماييد؟

در شگفتم براي كسي كه، ترس بر او غلبه كرده، چگونه به ذكر «حسبنا الله و نعم الوكيل» پناه نمي برد. زيرا به تحقيق شنيدم كه خداوند عزوجل به دنبال ذكر ياد شده فرمود: پس (آن كساني كه به عزم جهاد خارج گشتند و وسوسه هاي شياطين در آنها اثر نكرد و به ذكر فوق تمسك جستند) همراه با نعمتي از جانب خداوند (عافيت) و چيزي بيشتر از آن (سود در تجارت) بازگشتند و هيچ گونه بدي به آنان نرسيد.

و در شگفتم براي كسي كه اندوهگين است، چگونه به ذكر «لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين» پناه نمي برد. زيرا به تحقيق شنيدم كه خداوند عزوجل به دنبال ذكر فوق فرمود: پس ما (يونس را در اثر تمسك به ذكر ياد شده) از اندوه نجات نجات داديم و همين گونه مؤمنين را نجات



[ صفحه 29]



مي بخشيم.

و در شگفتم براي كسي كه مورد مكر و حيله واقع شده، چگونه به ذكر «أفوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد» پناه نمي برد. زيرا به تحقيق شنيدم كه خداوند عزوجل به دنبال ذكر فوق فرمود: پس خداوند (موسي را در اثر ذكر ياد شده) از شر و مكر فرعونيان مصون داشت.

و در شگفتم براي كسي كه طالب دنيا و زيبايي هاي دنياست، چگونه به ذكر «ماشاءالله لا قوة الا بالله» پناه نمي برد. زيرا به تحقيق شنيدم كه خداوند عزوجل بعد از ذكر ياد شده (از زبان مردي كه فاقد نعمت هاي دنيوي بود، خطاب به مردي كه از آن نعمت ها بهره مند بود) فرمود: اگر تو مرا از جهت مال و فرزند، كمتر از خود مي داني پس اميد است خداوند بهتر از باغ تو به من بدهد... [3] .


پاورقي

[1] كتاب نور علي نور، ص 115.

[2] مجموعه ي مقالات، ص 42 و 43.

[3] رساله ي نور علي نور، در ذكر و ذاكر و مذكور.


الجراثيم ومجمل تاريخها


الجراثيم (الميكروبات) جمع جرثومة (ميكروب). ومعني ميكروب (الحي الدقيق) وقد وضع هذا الاسم لهذا الحي الدقيق رجل يدعي (سيدلوث) سنة 1878م. أما العلم الذي يبحث عنها وعن أنواعها وآثارها فيسمي: (البكتريولوجيا) وهو لفظ يوناني مأخوذ من تركيب لفظة (بكتريا) بمعني العصي جمع عصا، وذلك لأن شكل الكثير منها مستقيم كالعصا. ولفظة (لوجيا) بمعني العلم، أما المؤسس لهذا العلم فهو الاستاذ (لويس باستور) الأفرنسي المتولد 1822 م والمتوفي سنة 1895 م وان أشهر من نبغ فيه بعده هو الاستاذ الدكتور (روبرت كوخ) الألماني مكتشف ميكروب التدرن الرئوي في السل والمتولد سنة 1843 م والمتوفي سنة 1910 م.

وغير خفي أن الذي هدي الناس إلي معرفة هذه الأحياء الدقيقة (غير المرئية بالعين المجردة) هو المجهر (الميكروسكوب) الذي اخترع في سنة 1590 م قبل تأسيس هذا العلم بمدة طويلة.

وللجراثيم أشكال ثلاثة:

1ـ الشكل الباسللي أي المستطيل.

2ـ البروز وهي التي تري كنقط صغار قد يلتقي بعضها ببعض فتتكون منها خيوط تسمي (البروزالسلسلية) وقد تجتمع مثني وثلاث ورباع وقد تتكون



[ صفحه 35]



باجتماعها علي شكل الكلية، أو علي شكل عنقود فتسمي الكلليه (بتشديد الياء) أو العنقودية إلي غير ذلك.

3ـ الشكل الحلزوني وهو جراثيم مستطيلة ملتوية علي نفسها كالثعبان أو كحركة الضمة (و) أو الشولة (،) ولذلك تسمي أحياناً (الباسيل الضمي) وقد يكون لقسم منها أهداب في أطرافه.

وهذه الجراثيم تنمو وتتوالد باحدي طريقتين:

1ـ أما بانقسامها عرضاً إلي قسمين وكل قسم منهما إلي قسمين أيضاً وهلم جرا.

2ـ وأما بتولد حبيبة في داخل الجرثومة تنفلق عنها، ثم تنمو هذه الحبيبة فتكون جرثومة وهكذا بكل سرعة.

ويحدث ضررها بنموها في السائل الذي يتربي فيه وبافرازها فيه مواد تفتك في البدن فتكا ذريعاً مهما كانت قليلة أو ضعيفة.

أما طريق العدوي بها وبعبارة أوضح طريق دخول الجراثيم إلي الجسم فلذلك أبواب كثيرة أهمها أربعة وهي:

1ـ الرئتان. 2ـ الجهازالهضمي. 3ـ الجلد. 4ـ الأغشية المخاطية كأعضاء التناسل والعين مثلاً ولا يلزم أن يكون سطح الجسم أو الأغشية المخاطية مجروحة لكي يدخل ذلك المكروب من الجرح، بل قد يدخل من الأماكن ذات النسيج الرقيق من الجلد أو من مسامها ولكن الجرح يسهل الدخول.

أما مصادر خروج الميكروب أي ألأشياء التي تحمل الجراثيم وتتصل بالبدن ثم تنقلها اليه فهي:

1ـ الهواء. 2ـ الطعام. 3ـ الشراب. 4ـ التراب. 5ـ مايلامس جلد المصاب من الاجسام الخارجية كالملابس والأواني وأمثالها.

ولقائل أن يقول: كيف توجد العدوي ونري بالحس والوجدان أن ليس كل إنسان اتصل به ميكروب مرض معدي أصيب به، بل كم من متعرض له



[ صفحه 36]



ينجو وكم من متوق محتاط يصاب بأسرع من غيره. إذاً فما معني العدوي؟ وهل تلك الاصابة إلا صدفة كما إتفقت للمريض الأول؟

فنقول: لا لوم عليك إذا ما تصورت ذلك فانكرت العدوي لأن الظاهر كما زعمت، ولكن قد غاب عنك أن الأطباء والعلماء قد اتفقوا بلا خلاف علي أن أثر العدوي بالجراثيم المرضية وسرايتها في السليم متوقفة علي شروط إذا لم تحصل فان العدوي لم يكن لها أثر البتة وهي:

1ـ القابلية ومعناها أن يوجد في الميكروبات ما يحصل به نماؤها مثل ضعف الكريات البيض في دم السليم التي هي بمنزلة الجنود المدافعة عن البدن والمكلفة باقتناص ما يرد إليه من الجراثيم المرضية الفتاكة وردعها عنه بكل قواها، فاذا ضعفت هذه الكريات في الدم أصبح البدن مستعداً إلي قبول الجراثيل قابلاً لفتكها غير مدافع عن ضررها.

2ـ الفاعلية ومعناها أن تحصل تلك الجرثومة في بيئة أو وسط ملائمين لنموها ومساعدين لها علي مكثها وتفريخها.

3ـ حصول الوقت الكافي لتأثيرها في البدن.

فاذا حصلت هذه الشروط الثلاثة وحصل الناقل لها كالهواء أو الطعام أو الشراب أو غيرها حصلت العدوي وإلا فلا عدوي.

ثم أن هناك أمراً آخر لابد من ملاحظته وذلك أن للأمراض المعدية أدواراً ثلاثة: 1ـ دور الابتداء. 2ـ دور التوقف. 3ـ دور الانحطاط.

وهي أي الأمراض منها ما يعدي في كل أدواره ومنها ما يعدي في دور الابتداء فقط ومنها ما يعدي في دور الانحطاط. إذاً فلا تحصل العدوي دائماً.

ويتلخص من هذه المقدمة أن المرض المعدي لاتحصل منه العدوي إلا إذا كان في دوره المعدي مع حصول القابلية والفاعلية من المكروب نفسه مع حصول الوقت الكافي لنموه ومع مساعدة البيئة أو الوسط مع ضعف المناعة في بدن السليم



[ صفحه 37]



(أي ضعف الكريات البيض) أما بغير ذلك فلا عدوي.

قال ابن سينا: ليس كل سبب يصل إلي البدن يفعل فيه، بل قد يحتاج مع ذلك إلي أمور ثلاثة: 1ـ إلي قوة من قوته الفاعلة. 2ـ وقوة من قوة البدن الاستعدادية. 3ـ وتمكن من ملاقات أحدهما للآخر بزمان في مثله يصدر ذلك الفعل منه، وقد تخلتف أحوال الأسباب عند موجباتها، ربما كان السبب واحداً واقتضي في أبدان شتي أمراض شتي، أو في أوقات شتي، وقد يختلف فعله في الضعيف والقوي وفي شديد الحس وضعيفه.

وهنا كان من المناسب أيضأ أن تعلم بأن للأمراض المعدية أسباباً مهيئة أخري وهي قسمان ـ مادية ـ ومعنوية ـ وبعبارة أوضح، ظاهرة وكامنة.

أما الظاهرة (المادية) فهي مثل فساد الهواء وفساد الماء والأبخرة الرديئة المتعفنة والأماكن الرطبة وكثيرة السكان وقليلة النور وشدة الحرارة والبرودة وفساد الطعام والمستنقعات والحروب وشرب الخمور وارتكاب المعاصي إلي غير ذلك من الأمور التي تجعل الجسم مستعداً لقبول العدوي.

وأما الكامنة (المعنوية) فمثل الوراثة، والسن والجنس، والمزاج الضعيف والجوع والتعب المفرطين، وقد يكون منها الغضب والوهم والهم والغم والحزن والرعب والخوف والعشق وغيرها.

فان الاحداث والاسباب النفسية كثيراً ما تؤثر في حدوث الامراض أو تطورها وبالأخير إنهاك القوي التي يجعل الجسم عرضة لكل عدوي.

قال جالينوس: الغضب يلهب الأمزجة الصفراوية والحارة فيهيء الجسم للحميات الحادة كالحمي العفنية اللازمة، والغم والحزن يفسدان الدم فيكونان علة للحمي التيفوئيدية، والفزع والرعب يحدثان أحيانا رقة الدم وفقد الكريات الدموية فيكونان سبباً للتيفوس وأشباهها (إنتهي مضمون كلامه).

وهذه نبذة وجيزة عن الميكروبات ذكرناها ليتضح لك جيداً ويبدو لك جلياً



[ صفحه 38]



معني قول الامام «ع»: لا يكلم الرجل مجذوماً إلا وأن يكون بينهما قدر ذراع وبلفظ آخر قدر رمح.

فتأمل جيداً في قوله هذا كيف أشار بكلماته القصار إلي خلاصة ما إكتشفه علم القرن العشرين بعد التاسع عشر من الأسرار العجيبة التي إفتخر بها كأنه جاء بشيء جديد في حين أن الامام الصادق «ع» قد أبان عنه قبل 14 قرناً بكل وضوح.


خبرهاي غيبي در مورد مرد شامي


يونس بن يعقوب مي گويد: در موسم حج مردي از اهل شام خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و عرض كرد: «من مردي از شام هستم و علم فقه و فرايض و كلام و ديگر علم ها را خوب مي دانم و آمده ام كه با اصحاب تو مناظره نمايم.»

امام صادق عليه السلام فرمود: «كلام ترا از كلام رسول خدا است يا از نزد خودت مي باشد؟»

مرد شامي گفت: بعضي از من است و بعضي از كلام رسول خدا صلي الله عليه و اله مي باشد.»

حضرت فرمود: «پس تو شريك رسول خدا صلي الله عليه و اله هستي! او گفت: «نه.»

حضرت فرمود: «پس از طرف خداي تعالي به تو وحي رسيده است؟!»

گفت: «نه.»

حضرت فرمود: «پس فرمانبرداري از تو واجب مي باشد چنانچه فرمانبرداري از رسول خدا صلي الله عليه و اله واجب بوده است!» گفت: «نه.»

سپس امام صادق عليه السلام روي به من كرد و فرمود: «اين مرد پيش از آنكه حرف بزند بر عليه خود حجت، مي آورد! ببين كه اگر كسي از اهل كلام در اينجا است، او را صدا بزن تا با اين مرد سخن بگويد.»

من گفتم، «اي فرزند رسول خدا! شما نهي از كلام مي كنيد و شنيده ايم كه مي فرمائيد كه: واي بر اصحاب از كلام!»

حضرت فرمود: «بلي، آنها كساني هستند كه قول ما را بگذارند و هر چه خودشان بخواهند بگويند.»



[ صفحه 28]



پس من رفتم و حمران بن اعين و محمد بن نعمان و هشام بن سالم و قيس بن ناصر كه همه از متكلمان بودند و از اصحاب آن حضرت بشمار مي رفتند را حاضر كردم. پس هر يك با شامي حرف مي زدند و در اين اثنا آن حضرت از شكاف خيمه نگاه مي كرد، شخصي را ديد كه از دور مي آيد، فرمود: «هشام.»

اهل مجلس گمان كردند كه هشام عقيل است كه علاقه و محبت بسياري به آن حضرت داشت ولي چون نزديك شد، ديدند كه هشام بن الحكم بود.

پس او را جاي داد و فرمود: «اين دل و زبان، ياري كننده ي ما مي باشد.» سپس به مرد شامي فرمود: «با اين پسر حرف بزن.»

مرد شامي روي به هشام كرد و گفت: «مي خواهم كه در امامت اين شخص (يعني امام جعفر صادق عليه السلام) با تو حرف بزنم.»

چون هشام اين كلام را شنيد بر خودش بلرزيد و گفت: «آيا خداي تعالي بر اين خلق مهربان تر است يا اين خلق بر خود؟»

مرد شامي گفت: «خدا مهربان تر است.»

هشام گفت: «مهرباني خدا با خلق در اين مذهب چه چيز خواهد بود؟»

مرد شامي گفت: «اين است كه خلق را تكليف كرده و اقامت حجت و دليل نموده است بر آنچه ايشان را به آن تكليف نموده است.»

هشام گفت: «آن حجت و دليل كدام است؟»

مرد شامي گفت: «آن رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم بود كه از جانب خود حق تعالي براي خلق فرستاده شد.» هشام گفت: «بعد از آنكه رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم از دنيا رفت آن دليل، چه مي تواند باشد؟»

مرد شامي گفت: «بعد از او، كتاب خدا و سنت رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم حجت مي باشد.»



[ صفحه 29]



هشام گفت: «آيا كتاب و سنت در چيزهائي كه اختلاف در آن واقع بشود به ما نفع رسانده و رفع اختلاف مي نمايد و موجب اتفاق مي شود؟»

مرد شامي گفت: «بلي.» هشام گفت: «پس چرا ميان ما و تو اختلاف است و تو از شام آمده اي كه با ما بحث كني و گمانت اين است كه رأي تو در دين بس است و حال آنكه اقرار داري به آن كه رأي هركس فرق دارد و يك رأي، دو مختلف را بر يك قول جمع نمي كند.»

چون سخن هشام به اينجا رسيد مرد شامي به فكر فرو رفت و مدت زيادي ساكت شد. امام صادق عليه السلام به او فرمود: «چرا حرف نمي زني؟»

گفت: «اگر بگويم ميان ما و شما اختلافي نيست، دروغ گفته ام و اگر بگويم كتاب و سنت رفع اختلاف مي كند، حال آنكه چنين اختلافي در ميان است، ليكن مثل آنچه كه او گفت را من نيز مي توانم بگويم.»

امام صادق عليه السلام فرمود: «بگو او جوابي مهيا خواهد داشت.»

پس مرد شامي گفت: «خدا به خلق مهربان تر است يا ايشان به خودشان.»

هشام گفت: «حق تعالي.»

شامي گفت: «آيا خدا براي خلق دليلي كه موجب اتفاق آنها باشد و از ايشان رفع اختلاف و حق را از باطل تشخيص دهد قرار داده است يا نه؟»

هشام گفت: «بلي.»

شامي گفت: «آن كدام است؟»

هشام گفت: «در ابتداء شريعت رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم بود و بعد از آن حضرت، افراد ديگري غير از او.»

شامي گفت: «آن غير كدام است كه بجاي رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم مي تواند باشد؟»



[ صفحه 30]



هشام گفت: «در اين وقت يا پيش از اين وقت؟»

شامي گفت؟ «در اين وقت!»

هشام اشاره به امام صادق عليه السلام كرد و گفت: «اين امام كه نشسته است كه ما را خبر مي دهد از آسمان و زمين و از هر چه بپرسي و از هر چه بخواهي به علمي كه به ميراث از پدر و جد او رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم به او رسيده است.»

شامي گفت: «چگونه اين مطلب را بر من ثابت مي كني؟»

هشام گفت: «به اينكه سؤال كني از او هر چه كه خاطرت مي خواهد؟»

شامي گفت: «ديگر عذري نمانده است، بر من است كه بپرسم.»

امام صادق عليه السلام پرسيد: «من زحمت پرسيدن را از تو رفع كنم و به تو خبر مي دهم از راه تو و از سفر تو و از پسر تو.»

سپس فرمود: «تو در فلان روز از خانه بيرون آمدي. و در راه در هر منزل، چنين ديدي و چنان گفتي و فلان چيز را خوردي و فلان موقع، روانه شدي.» و هر يك را كه مي گفت مرد شامي مي گفت: «به خدا قسم راست مي گويي.»

چون اين مراتب را از آن حضرت شنيد، گفت: «همين حالا مسلمان شدم.»

امام صادق عليه السلام فرمود: بگو: حالا به خدا ايمان آوردم. چرا كه اسلام قبل از ايمان است چرا كه مدار نكاح و ميراث و حفظ مال و خون به اسلام است و مدار ثواب و گناه بر ايمان است.»

پس شامي گفت: «راست فرمودي، شهادت مي دهم كه نيست معبودي جز خداوند و شهادت مي دهم به اينكه محمد، فرستاده ي رسول خدا است و به درستي تو وصي انبياء هستي.» [1] .



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] حديقة الشيعه.


منيريه


پيروان «منيرة بن سعيد عجلي» كوفي اند. او حضرت علي (عليه السلام) و سائر ائمه تا امام محمد باقر(عليه السلام) را خدا مي دانست. وي سپس ادعاي امامت و نبوت كرد و قائل به تجسم و تأويل بود و از مهمترين فعاليتهايش را جعل حديث دانست و به همين جهت امام جعفر صادق (عليه السلام) او را دروغگو و جعال لقب دادند.


تطهير المياه النجسة


قال الامام عليه السلام: «كل شي ء يراه ماء المطر فقد طهر». و قال: «ماء النهر يطهر بعضه بعضا».

لتطهير الماء النجس حالات

1- أن يكون الماء نابعا، و كان قد تغير لونه أو طعمه أو ريحه بالنجاسة. و يكفي في طهارته زوال التغير فقط، قليلا كان أو كثيرا، زوال التغير تلقائيا أو بالواسطة، لأن وجود النبع كاف، بدليل قول الامام: «لأن له مادة» في الرواية التي ذكرناها في فقرة «الماء و ملاقاة النجاسة».

2- أن يكون الماء قليلا، و غير نابع، فان لم يكن قد تغير بالنجاسة كفي في تطهيره نزول الغيث عليه، أو اتصاله بكر، أو بماء نابع، بحيث يصير الماءان واحدا و ان كان متغيرا بالنجاسة فلابد أولا من زوال التغير، ثم التطهير بما ذكر، أو القائه بماء كثير، بحيث يستهلك، و لا يستبين له أي أثر.

3- أن يكون الماء كثيرا، و غير نابع، و ليس من ريب أن هذا لا ينجس الا اذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه، و لا يطهر الا بزوال التغير، و نزول المطر، أو اتصاله بكر أو بنبع علي شريطة أن يصير الماءان واحدا.

و لا يشترط الفقهاء أن يمتزج كل جزء من الماء المتنجس بكل جزء من الماء الطاهر، و لا مساواة سطحهما، بل يصح أن يكون المطهر أعلي، و المتنجس أسفل، دون العكس.

و كذا لا يشترطون زوال التغير أولا، ثم حصول الاتصال بعده، بل لو ذهب التغير و حصل الاتصال معا كفي في الطهارة.



[ صفحه 16]




فساد الصوم و وجوب الكفارة


اذ تناول الصائم شيئا من المفطرات، فقد يفعله عالما مختارا، ذاكرا لصومه، أو ساهيا عنه، أو مكرها عليه، أو جاهلا له، و ليس من شك ان العلم مع التذكر مفسد للصوم، و موجب للاثم و القضاء، أما التكفير فيأتي التفصيل.


معني البيع


و مرادنا بالبيع هنا المعني الذي دلت عليه صيغة البيع، لا نفس الصيغة، أي ان المقصود هو المسبب لا السبب، و ليس في الشريعة نص علي تحديد معني البيع، و لا للفقهاء عرف خاص فيه، بل ان الشارع أقر، و امضي ما عليه العرف، اذن، فتعريف الفقهاء له تعريف للمعني العرفي، و قد تعددت فيه اقوالهم، و أشهرها أنه مبادلة مال بمال.

و الشأن في التعريف هين يسير، بخاصة في الفقه و اللغة، لأنه ليس تحديدا للماهية بالجنس و الفصل، و لا تعريفا بالمساوي للمعرف من جميع الجهات،



[ صفحه 19]



و انما هو تعريف لفظي، أريد به الاشارة الي المعني و تقريبه الي الأذهان.

و مهما يكن، فان البيع الوارد في الخطابات الشرعية منزل علي أفهام العرف، فمتي انطبق اسم البيع عرفا علي نحو من النقل و التمليك و التبديل وجب أن نرتب عليه جميع الآثار الشرعية، حتي يثبت العكس و اذا شككنا: هل اعتبر الشارع أمرا زائدا علي ما هو المعروف فالاصل العدم الي أن يقوم عليه الدليل الشرعي، لأنه لو أراد خلاف ما عليه العرف لبين، و ارشد اليه، و حيث لم يبين فلم يرد الخلاف.


السعي في قضاء الدين


ذهب المشهور الي أن علي المدين أن يسعي في قضاء ديونه، تماما كما يجب عليه أن يسعي من أجل قوته، و قوت ما يعيل، لأن كل ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب.


الضمان باليد


السبب الثالث من أسباب الضمان اليد، فكل من استولي علي مال الغير بلا اذن منه استيلاء يمكنه من التحكم فيه، و لو آنا ما فقد دخل في عهدته، و أصبح مسؤولا عنه، و عليه ارجاعه لمالكه مع بقاء عينه، و ارجاع عوضه مع تلفه، سواء تعمد الاستيلاء كالسارق، أو لم يتعمد كمن اشتبهت عليه محفظته بمحفظة غيره فأخذها خطأ، و سواء أتلف المال تحت يده بسبب منه، أو بافة سماوية، فيده في جميع ذلك يد ضمان الا ما خرج بالدليل، لعموم: علي اليد ما أخذت، حتي تؤدي خرج منه يد الولي و الوصي و الوكيل و الوديع و المستعير و المستأجر بدليل خاص، فبقي ما عدا ذلك مشمولا لضمان اليد.

و علي هذا، فان الضمان باليد لا يختص بالغاصب وحده، بل يشمل و يعم وضع اليد علي الشي ء خطأ و اشتباها بين ملكه و ملك الغير، و علي ما يؤخذ من الغاصب باعتقاد أنه المالك، و علي المقبوض بالسوم و بالعقد الفاسد اللذين أشرنا



[ صفحه 12]



اليهما في فقرة «أسباب الضمان» من هذا الفصل، و عقدنا للأخير فصلا مستقلا في الجزء الثالث بعنوان «المقبوض بالعقد الفاسد».

و قال الفقهاء: ان من وضع اليد الموجب للضمان الركوب علي دابة الغير، و ان لم تنتقل به، و الجلوس علي فراشه عدوانا. قال صاحب المسالك: «لا اشكال في تحقق الغصب مع الجلوس علي البساط، و ركوب الدابة، سواء أقصده أو لا، و سواء أكان المالك حاضرا و ازعجه أو لا، لتحقق الاستيلاء عليه».


الطلاق رجعي و بائن


ينقسم طلاق السنة الي رجعي، و بائن. و الطلاق الرجعي هو ما يملك معه المطلق الرجعة الي المطلقة ما دامت في العدة، سواء أرضيت أم لم ترض، و من شرطه أن تكون المرأة مدخولا بها، لأن المطلقة قبل الدخول لا عدة لها، لقوله تعالي في الآية 49 من سورة الأحزاب: (يا أيها الذين آمنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها). و من شرط الطلاق الرجعي أيضا أن لا يكون الطلاق عوض مال تدفعه الزوجة، لتفتدي به و تتحرر من قيد الزواج، و ان لا يكون مكملا للثلاث، كما تأتي الاشارة.



[ صفحه 13]



و اتفقوا أن المطلقة الرجعية بحكم الزوجة، و للمطلق كل حقوق الزوج عليها، و يحصل التوارث بينهما لو مات أحدهما قبل الآخر و قبل انقضاء العدة، قال الامام الصادق عليه السلام: المطلقة - أي الرجعية - تكتحل و تختضب، و تلبس ما شاءت من الثياب، لأن الله عزوجل يقول: (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا).. و بالجملة ان الطلاق الرجعي لا يحدث شيئا سوي عدة من التطليقات الثلاث.

أما الطلاق البائن فلا يملك المطلق فيه الرجعة الي المطلقة، و هو يشمل عددا من المطلقات:

1- غير المدخول بها.

2- المطلقة ثلاثا.

3- المطلقة طلاقا و خلعيا، و هي التي بذلت مالا، لتفتدي به، و يأتي الكلام عنها في الطلاق الخلعي.

4- الآيسة، و لا عدة لها تماما كغير المدخول بها، أما الآية 4 من سورة الطلاق: (و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر و اللائي لم يحضن) فليس المراد من اللائي يئسن المعلوم يأسهن، بل معناه أن اللائي ارتفع حيضهن و لا تدرون: هل انقطع و ارتفع لمرض، أو لكبر فعدتهن ثلاثة اشهر بدليل قوله تعالي: (ان ارتبتم) فان المفهوم منه ان شككتم في المرأة نفسها، و انها قد بلغت حد اليأس أولا فحكمها ان تعتد ثلاثة أشهر، و أما قوله تعالي: (و اللائي لم يحضن) فان المراد به الشابات اللائي في سن من تحيض، و مع ذلك انقطع عنهن الدم. و سنعود الي الكلام عن حكم الآيسة مرة ثانية انشاء في فصل العدة.

5- التي لم تبلغ التسع، و ان دخل بها.



[ صفحه 14]




لو عرفوا لواسيناهم بالدقة


معلي بن خنيس قال: خرج أبوعبدالله عليه السلام في ليلة قد رشت السماء و هو يريد ظلة بني ساعدة؛ فاتبعته فاذا هو قد سقط منه شي ء فقال: بسم الله اللهم رده علينا قال: فأتيته فسلمت عليه.

فقال: معلي؟

قلت: نعم جعلت فداك فقال لي: التمس بيدك فما وجدت من شي ء فادفعه الي، قال: فاذا أنا بخبز منتشر، فجعلت أدفع اليه ما وجدت فاذا أنا بجراب من خبز.



[ صفحه 32]



فقلت: جعلت فداك أحمله علي عنك.

فقال: لا أنا أولي به منك، و لكن امض معي.

قال: فأتينا ظلة بني ساعدة، فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف و الرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتي أتي علي آخرهم ثم انصرفنا فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟

فقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة، و الدقة هي الملح [1] .

بيان: رشت أي أمطرت، و الدس الاخفاء و الدقة بالكسر الملح المدقوق و تمام الخبر في باب الصدقة.


پاورقي

[1] ثواب الاعمال ص 129.


سخنراني، در جمع مردم كوفه


نخستين جنگي كه در عصر خلافت امام علي عليه السلام از ناحيه ي بيعت - شكنان (عايشه، طلحه و زبير) در بصره رخ داد، جنگ جمل بود.

حضرت امام علي عليه السلام، همراه حسن و حسين عليهماالسلام، با سپاه خود، از مدينه به سوي بصره براي سركوبي بيعت شكنان حركت نمودند.

هنگامي كه به روستاي ربذه رسيدند، حضرت امام عليه السلام نامه اي براي ابوموسي اشعري، استاندار كوفه، فرستاد و او را به جهاد فراخواند و از او خواست تا مردم كوفه را براي كمك بفرستد.

نامه به دست ابوموسي رسيد. ولي او از فرمان علي عليه السلام سرپيچي نمود و به جاي بسيج مردم براي جهاد آنها را به قعود و سكوت فراخواند.

هنگامي كه سپاه امام علي عليه السلام به سرزمين ذيقار (نزديك بصره) رسيد، حضرت امام علي عليه السلام فرزندش امام حسن عليه السلام را همراه عمار ياسر، به سوي كوفه فرستاد، تا مردم كوفه را براي جهاد با سپاس جمل، بسيج نمايند.

امام حسن عليه السلام و عمار، به كوفه آمدند. با اينكه القائات انحرافي ابوموسي، مردم را به شك و ترديد و اختلاف افكنده بود، خطبه ها و روشنگري هاي امام حسن عليه السلام باعث شد كه حدود هفت هزار نفر و مطابق



[ صفحه 47]



روايت ديگر، دوازده هزار و يك نفر از مردم كوفه، بسيج شده و همراه امام حسن عليه السلام از كوفه خارج شده و به سپاه اميرالمؤمنين، امام علي عليه السلام، پيوستند [1] .

هنگامي كه امام حسن عليه السلام براي بسيج كردن مردم كوفه به سوي جبهه اعزام شد، حدود سي سال داشت مردم كوفه، در اطراف آن حضرت اجتماع كردند و با احساسات پرشور خود، آن حضرت را چون نگيني در ميان گرفتند و فرياد مي زدند:

«اللهم سدد منطق ابن نبينا»!

يعني: «خدايا! سخن گفتن فرزند پيامبرمان را استوار و گويا گردان»

امام حسن عليه السلام، پس از حمد و ثناي الهي و گواهي به يكتايي خدا و رسالت حضرت محمد صلي الله عليه و آله و پس از بيان كوتاهي در شأن پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله، مردم را به ياري اميرمؤمنان امام علي عليه السلام فراخواند و چنين فرمود:

«اي مردم! شما مي دانيد كه علي عليه السلام نخستين كسي است كه با رسول خدا صلي الله عليه و آله نماز خواند و در ده سالگي، پيامبري او را تصديق كرد و در همه ي جنگ هاي پيامبر خدا صلي الله عليه و آله، در ركاب او بود.

رسول خدا صلي الله عليه و آله، همواره از او راضي بود، تا آن هنگامي كه رحلت نمود و علي عليه السلام او را غسل داد و كفن كرد و دفن نمود و وصيت هاي او را انجام داد...

تا اينكه، مردم مانند شتران تشنه كه به آبگاه برسند، با ازدحام به محضرش آمدند و با او بيعت كردند. ولي طولي نكشيد كه جماعتي بي آنكه انحرافي از او ديده باشند، از روي كينه و حسادت، بيعت شكني كرده و علم



[ صفحه 48]



مخالفت با او را برافراشتند.

اكنون، بر شما است كه از فرمان او اطاعت كنيد، براي كمك و ياري او بشتابيد و با دشمنان نبرد كنيد...»

ولي ابوموسي اشعري حاكم كوفه، همچنان به تفرقه افكني و فتنه انگيزي ادامه مي داد و مردم را از رفتن به سوي جبهه بازمي داشت [2] .

روز ديگر نيز امام حسن - عليه السلام - در مسجد كوفه به ميان مردم كوفه آمد و خطبه خواند و مردم را به حركت براي ياري امام علي عليه السلام دعوت نمود.

در فرازي از اين خطبه، پس از ذكر سوابق درخشان امام علي عليه السلام اين چنين آمده است:

«و هو يسألكم النصر، و يدعوكم الي الحق، و يأمركم بالمسير اليه، لتوازروه و تنصروه علي قوم نكثوا بيعته و قتلوا أهل الصلاح من أصحابه و مثلوا بعماله و انتهبوا بيت ماله.

فاشخصوا اليه - رحمكم الله - فمروا بالمعروف، و انهوا عن المنكر و احضروا بما يحضر به الصالحون» [3] .

يعني: «علي عليه السلام شما را به ياري مي طلبد و به سوي حق فرامي خواند و فرمان مي دهد كه به سوي او حركت كنيد، تا او را حمايت و ياري نماييد. در برابر آنها كه بيعتش را شكستند و شيعيان شايسته اش را كشتند، كار گزارانش را مثله كردند (اعضاي بدنش را بريدند) و بيت المال را به يغما بردند. خداوند شما را رحمت كند. به سوي او حركت كنيد و امر به معروف و نهي از منكر نماييد و در صحنه، همانند صالحان، حاضر باشيد.»



[ صفحه 49]



كارشكني هاي ابوموسي و سمپاشي هاي او، همچنان بر اختلافات دامن مي زد و مردم را از رفتن بر جبهه بازمي داشت، ولي بيانات شيوا و مستدل امام حسن عليه السلام و تلاشهاي افراد برجسته اي همچون عمار ياسر، قيس بن سعد، مالك اشتر و... موجب شد كه بيش از ده هزار نفر به سوي جبهه ي جنگ حركت نمودند.

حضرت امام علي عليه السلام، در ذيقار، به سپاه خود فرمود: از جانب كوفه دوازده هزار و يك نفر - نه كمتر و نه بيشتر - به سوي شما مي آيند.م

سرانجام اين جمعيت فرارسيد. آنها را شمردند. ديدند دوازده هزار و يك نفر هستند، نه يك عدد كمتر و نه يك عدد زيادتر. [4] .

از گفتني ها اين است كه:

يك بار امام حسن عليه السلام به مسجد بزرگ كوفه وارد شد. ديد كه جمعيت زيادي، اطراف ابوموسي (حاكم كوفه) را گرفته اند و او آنها را به كناره گيري و سكوت دعوت مي كند و جنگ امام علي عليه السلام را فتنه مي خواند و مردم را از ورود در اين فتنه، برحذر مي دارد.

امام حسن مجتبي عليه السلام، در ميان جمعيت، خود را به ابوموسي رسانيد و باران سرزنش خود را بر او فرود آورد و سرانجام به او فرمود: از مسجد ما بيرون برو! و به طور كلي از كوفه خارج شو! و هر جا كه مي خواهي برو، اينجا نبايد بماني [5] [6] .



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] تتمة المنتهي، صص 9 - 10، شرح نهج البلاغه ي ابن ابي الحديد، ج 14، ص 21.

[2] بحارالأنوار، ج 32، صص 88 - 89.

[3] اعيان الشيعة، ج 1، ص 565.

[4] شرح نهج البلاغه ي ابن ابي الحديد، ج 14، ص 21.

[5] اخبار الطوال دينوري (ترجمه)، ص 181.

[6] سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، صص 256 - 258.


اقامة تنظيم سري إيديولوجي ـ سياسي


مرّ بنا أن الامام الصادق عليه السلام قاد في أواخر العصر الاُموي شبكة إعلامية واسعة استهدفت الدعوة الي إمامة آل علي عليه السلام وتبيين مساءلة الامامة بشكلها الصحيح. وهذه الشبكة نهضت بدورمثمر وملحوظ في أقاصي بقاع العالم الاسلامي، وخاصة فيالعراق وخراسان لنشر مفاهيم الامامة.

ونشير هنا الي جانبٍ صغير من هذهِ المساءلة. مساءلة التنظيمات السرية في الحياة السياسية للامام الصادق عليه السلام وباقي الأئمة من أهم المسائل وأكثرها حساسية، وهي في الوقت نفسه من أغمض فصول حياتهم وأشدّها إبهاما. وكما ذكرنا، لا يمكن أن نتوقع وجودوثائق صريحة في هذا المجال، حيث لا يمكن أن نتوقع من الامام أوأحد أصحابه أن يعترف صراحة بوجود هذه التنظيمات ـ السياسية ـالفكرية.

فهذا مما لا يمكن الكشف عنه. الشيء المعقول هو أن الامام ينفيبشدّة وجود مثل هذا التنظيم السري، وهكذا أصحابه، ويعتبرون ذلك تهمة وسوء ظن فيما لو تعرّضوا لاستجواب جهاز السلطة. هذه هي خاصية العمل السري، والباحث في حياة الأئمة عليهم السلام أيضاً من حقّه أن لا يقتنع بوجود مثل هذا التنظيم دون دليل مقنع. اذن فلا بدّ أن نبحث عن القرائن والشواهد والحوادث التي تبدو بسيطة لاتلفت نظر المطالع العادي، لنبحث عن دلالالتها في هذا المجال. بهذااللون من التدقيق في حياة الأئمة عليهم السلام خلال قرنين ونصف القرن من حياتهم يستطيع الباحث أن يطمئن الي وجود مثل هذه التنظيمات التي تعمل تحت قيادة الأئمة عليهم السلام.

ما المقصود بالتنظيم؟ ليس المقصود به طبعاً حزباً منظماً بالمفهوم المعروف اليوم، ولا يعني وجود كوادر منظمة ذات قيادات اقليمية مرتبطة ارتباطاً هرمياً، فلم يكن شيء من هذا موجوداً ولا يمكن أن يوجد. المقصود بالتنظيم وجود جماعة بشرية ذات هدف مشتركتقوم بنشاطات متنوعة تتجه نحو ذلك الهدف، وترتبط بمركز واحدوقلب نابض واحد ودماغ مفكر واحد، وتسود بين أفرادها روابط عاطفية مشتركة.

هذه الجماعة كانت في زمن الإمام علي عليه السلام (أي خلال السنوات الخمس والعشرين بين وفاة الرسول الاكرم وبيعته للخلافة)كان يجمعها الايمان باءحقية الامام علي عليه السلام في الخلافة، وكانت تعلن وفاءها الفكري والسياسي للامام، غير أنها كانت تحذو حذوالإمام علي عليه السلام في عدم إثارة ما يزلزل المجتمع الاسلاميالوليد، كما كانت تنهض بما كان ينهض به الامام علي عليه السلام فيتلك السنوات من مهام رسالية تستهدف صيانة الاسلام ونشره،ومحاولة الحدّ من الانحرافات. واتخذت لولائها هذا اسم «شيعة علي» ،ومن وجوههم المشهورة: سلمان وعمار وأبو ذر واُبي بن كعب والمقدادوحذيفة وغيرهم من الصحابة الأجلاّء.

ولدينا شواهد تاريخية تثبت أن هؤلاء كانوا يشيعون بين الناس فكرهم بشاءن إمامة علي عليه السلام بشكل حكيم. وعملهم هذا كان مقدمة لالتفاف الناس حول الامام وإقامة الحكم العلوي.

بعد أن استلم الامام علي عليه السلام مقاليد الاُمور سنة 35هجرية، كان حول الامام علي صنفان من الناس: صنف عرف الامام ومكانته وفهم معني الامامة وآمن بها، وهم شيعته الذين تربّوا علي يد الامام بشكل مباشر أو غير مباشر. وعامة الناس الذين عاشواأجواء تربية الامام ونهجه ولكنهم لم يكونوا مرتبطين فكرياً وروحياًبالجماعة التي ربّاها الامام تربية خاصة.

ولذلك نجد بين اتباع الامام صنفين من الافراد بينهما تفاوت كبير:صنف يضم عماراً ومالكاً الاشتر وحجرَ بن عدي وسهلَ بن حنيف وقيسَ بن سعد وامثالهم، وصنف من مثل ابي موسي الاشعري وزيادبن أبيه ونظرائهم.

بعد حادثة صلح الامام الحسن عليه السلام كانت الخطوة الهامة التي اتخذها الامام نشر فكر مدرسة اهل البيت، ولمّ شتات الموالين لهذا الفكر، إذ اتيحت الفرصة لحركة أوسع بسبب اضطهاد السلطة الاُموية. وهكذا كان دائماً، فالاضطهاد يؤدي الي انسجام القوي المضطهدة وتلاحمها وتجذّرها بدل تبعثرها وتشتتها. واتجهت استراتيجية الامام الحسن عليه السلام الي تجميع القوي الاصيلة الموالية، وحفظها من بطش الجهاز الاُموي، ونشر الفكر الاسلاميالاصيل في دائرة محدودة، ولكن بشكل عميق، وكسب الافراد الي صفوف الموالين، وانتظار الفرصة المؤاتية للثورة علي النظام وتفجيرأركانه، وإحلال الحكم العلوي مكانه.. وهذه الاستراتيجية في العمل هي التي جعلت الامام الحسن عليه السلام أمام خيار واحد وهوالصلح.

ومن هنا نري أن جمعاً من الشيعة برئاسة المسيب بن نجية وسليمان بن صرد الخزاعي يقدمون علي الامام الحسن عليه السلام بعد حادثة الصلح في المدينة، حيث اتخذها الامام قاعدة لعمله الفكريوالسياسي بعد عودته من الكوفة، ويقترحون عليه إعادة قواهم وتنظيماتهم العسكرية والاستيلاء علي الكوفة والاشتباك مع جيش الشام، والامام يستدعي هذين الاثنين من بين الجمع، ويختلي بهماويحدثهما بحديث لا نعرف فحواه، يخرجان بعده بقناعة تامة بعدم جدوي هذه الخطة. وحين يعود الاثنان الي من جاء معهما يفهمانهم باقتضاب أن الثورة المسلحة مرفوضة، ولا بدّ من العودة الي الكوفة لاستئناف نشاط جديد فيها. [1] .

هذه حادثة مهمة لها دلالات كبيرة حدت ببعض المؤرخين المعاصرين الي اعتبار ذلك المجلس الحجر الاساس في إقامة التنظيم الشيعي.

والواقع أن الخطوة الاُولي لإقامة التنظيم الشيعي لو كانت حقاً قداتخذت في ذلك اللقاء بين الامام الحسن عليه السلام والرجلين القادمين من العراق، فإن مثل هذه الخطوة قد أوصي بها الامام عليعليه السلام من قبل حين أوصي المقرّبين من اصحابه بقوله: «لو قدفقدتموني لرأيتم بعدي أشياء يتمنّي أحدكم الموت مما يري من الجوروالعدوان والأثَرَة والاستخفاف بحق اللّه والخوف علي نفسه، فاذاكان ذلك:

ـ فاعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرّقوا..

ـ وعليكم بالصبر والصلاة.

ـ والتقية.

واعلموا أن اللّه عزّوجل يبغض من عباده (التلوّن) لا تزولوا عن (الحق وأهله) فإن من استبدل بنا هلك، وفاتته الدنيا وخرج منها آثما.» [2] .

هذا النص الذي يرسم بوضوح الوضع الماءساوي في العصرالاموي، ويوجه المؤمنين الي التلاحم والتعاضد والتنسيق والانسجام يعتبر أروع وثيقة من وثائق الجهاز التنظيمي في حركة آل البيت عليهم السلام. وهذا المشروع التنظيمي يتبلور في شكله العملي فياللقاء بين الامام الحسن عليه السلام واثنين من الشيعة الخلّص. وممالا شك فيه أن أتباع أهل البيت لم يكونوا جميعاً مطّلعين علي هذاالمشروع الدقيق. ولعل هذا يبرّر ما كان يصدر من بعض صحابة الامام الحسن عليه السلام من اعتراض وانتقاد. وكان المعترضون يواجهون قول الامام الذي مضمونه: «...من يدري، لعله اختبار لكم ونفعٌ زائلٌ لأعدائكم...» .

وفي هذه الاجابة إشارة خفية الي سياسة الامام وتدبيره. [3] .

خلال الاعوام العشرين من حكومة معاوية بكل ما احاط فيهاالبيت العلوي من إعلام مكثّف مضاد، بلغ درجة لعن الامام أميرالمؤمنين عليه السلام علي منابر المسلمين، وبكل ما شهدتها من انسحاب الامامين الحسن والحسين عليهما السلام من ساحة النشاط العلني المشهود، لا نري سبباً في انتشار فكر أهل البيت واتساع القاعدة الشيعية في الحجاز والعراق سوي وجود هذا التنظيم.

ولنلقِ نظرة علي الساحة الفكرية في هذه المناطق بعد عشرين عاماًمن صلح الامام الحسن عليه السلام.

في الكوفة نري رجال الشيعة من ابرز الوجوه وأشهرها. وفي مكة والمدينة بل وفي المناطق النائية نري أتباع أهل البيت مثل حلقات مترابطة يعرف بعضها ما يلمّ بالبعض الآخر.

حين يستشهد بعد اعوام أحد رجال الشيعة وهو «حجر بن عدي» ترتفع أصوات الاعتراض في مناطق عديدة من البلادالاسلامية، علي رغم الارهاب المفروض علي كل مكان، ويبلغ الحزن والاسي بشخصية معروفة في خراسان أن يموت كمداً بعد إعلان الاعتراض الغاضب. [4] .

وبعد موت معاوية ترد علي الامام الحسين عليه السلام آلاف الرسائل تدعوه أن ياءتي الي الكوفة لقيادة الثورة. وبعد استشهادالامام يلتحق عشرات الآلاف بمجموعة «التوّابين» ، أو ينخرطون فيجيش المختار وإبراهيم بن مالك ضد الحكم الاموي.

ومن حق الباحث في التاريخ الاسلامي أن يساءل عن العوامل الكامنة وراء شيوع هذا الفكر والتحرّك الموالي لآل البيت عليهم السلام. هل يمكن أن يتم دون وجود نشاط مكثّف محسوب منظّم متحد في الخطة والهدف؟!

الجواب: لا طبعاً. فالإعلام الهائل، الذي وجهته السلطة الاُموية عن طريق مئات القضاة والولاة والخطباء، لا يمكن إحباطه وإفشاله دون إعلام مضاد مخطط مرسوم، ينهض به تنظيم منسجم موحَّد غيرمكشوف. وقبيل وفاة معاوية تزايد نشاط هذا الجهاز العلوي المنظّم وتصاعدت سرعة عمله. حتي أن والي المدينة يكتب الي معاوية مامضمونه: «أما بعد، فإن عمر بن عثمان (عيْن والي المدينة علي الحسين عليه السلام اخبرنا باءن رجالاً من العراق وبعض شخصيات الحجازيترددون علي الحسين بن علي، وتدور بينهم احاديث حول رفع راية التمرّد والعصيان... فاكتبوا لنا ماذا ترون.» [5] .

بعد واقعة كربلاء وشهادة الامام الحسين عليه السلام تضاعف النشاط التنظيمي لشيعة العراق علي أثر الصدمة النفسية التي اءُصيبوابها في مقتل الامام الحسين عليه السلام، حيث بوغتوا بهذه الجريمة التي سلبتهم قدرة الالتحاق بركب الحسين وأهل بيته في كربلاء. وكان هذا التحرّك مؤطّراً بالألم والحسرة والأسف.

يقول الطبري: فلم يزل القوم في جمع آلة الحرب والاستعداد للقتال ودعاء الناس في السرّ من الشيعة وغيرها الي الطلب بدم الحسين،فكان يجيبهم القوم بعد القوم والثغر بعد الثغر، فلم يزالوا كذلك حتي مات يزيد بن معاوية. [6] .

وحقاً ما تقوله مؤلّفة جهاد الشيعة إذ تعلّق علي قول الطبريبالقول:

وظهرت جماعة الشيعة بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام كجماعة منظمة، تربطها روابط سياسية وآراء دينية، لها اجتماعاتهاوزعماؤها، ثم لها قواتها العسكرية، وكانت جماعة «التوّابين» اول مظهر لذلك كله. [7] .

ويبدو، من دراسة أحداث التاريخ ورأي المؤرخين في تلك البرهة الزمنية، أن الشيعة كانوا يتولّون مسؤولية القيادة والتخطيط، أماالقاعدة العريضة الساخطة علي بني امية، فكانت أوسع من المجموعة الشيعية المنظمة، وكانت هذه القاعدة تنضمّ الي كل حركة ذات صبغة شيعية.

من هنا فإن المتحركين ضدّ بني اُمية، وإن رفعوا شعارات شيعية، لاينبغي أن نتصورهم جميعا باءنهم في عداد الشيعة، أي في عداد الجهازالتنظيمي لأئمة أهل البيت عليهم السلام.

انطلاقاً مما سبق، أودّ التاءكيد علي أن اسم الشيعة بعد شهادة الامام الحسين عليه السلام اُطلق فقط علي المجموعة التي كانت لها علاقة وثيقة بالامام الحق، تماماً كما كان الحال في زمن امير المؤمنين عليه السلام.

هذه المجموعة هي التي عمدت بعد صلح الامام الحسن عليه السلام الي تاءسيس التنظيم الشيعي باءمر الامام، وهي التي نشطت في كسب الافراد الي التنظيم ودفع أفراد اكثر، لم يرتفعوا في الفكر والنضج العملي الي مستوي الانخراط في التنظيم، نحو ا لتيار العام للحركة الشيعية.

والرواية التي اوردناها عن الامام الصادق عليه السلام في بداية هذا الحديث، والتي تذكر أن عدد المؤمنين بعد حادثة عاشوراء لم يتجاوز الثلاثة أو الخمسة، إنما تقصد أفراد هذه المجموعة الخاصة.. أيهؤلاء الذين كان لهم الدور الرائد الواعي في مسيرة حركة التكامل الثورية العلوية.

وعلي اثر النشاط المتستر الهادئالذي قام به الامام السجاد عليه السلام توسعت قاعدة هذه المجموعة، والي هذا يشير الامام الصادق عليه السلام في الرواية المذكورة: «ثم لحق الناس وكثروا» . وسنري أن عصر الامام السجاد والامام الباقر والامام الصادق عليهم السلام شهد تحرّك هذا الجمع تحرّكاً اثار الرعب والفزع في قلوب الحكام الظالمين، ودفع هؤلاء الحكام الي ردود فعل قاسية.

وبعبارة موجزة، فإن اسم الشيعة في القرنين الاول والثانيالهجريين وفي زمن الأئمة عليهم السلام ما كان يُطلق علي الذين يحبّون آل بيت النبي عليهم السلام أو المؤمنين بحقهم وبصدق دعوتهم فقط،من دون اشتراك في مسيرتهم الحركية. بل إن الشيعة كانوا يتميزون بشرط أساسي وحتمي، وهو عبارة عن الارتباط الفكري والعمليبالامام، والاشتراك في النشاط الفكري والسياسي، بل والعسكريالذي يقوده لإعادة الحق الي نصابه، وإقامة النظام العلوي الاسلامي.هذا الارتباط هو نفسه الذي يطلق عليه في قاموس التشيع اسم «الولاية» .

جماعة الشيعة كانت تطلق في الواقع علي أعضاء حزب الامامة..هذا الحزب الذي كان يتحرّك بقيادة الامام عليه السلام، وكان يتخذمن الاستتار والتقية خندقاً له مثل كل الاحزاب والتنظيمات المضطهدة التي تعيش في جو الارهاب. هذه خلاصة النظرة الواقعية لحياة الأئمة عليهم السلام، وخاصةً الامام الصادق عليه السلام. وكما ذكرنا من قبل لا يمكن أن يكون لمثل هذه المساءلة دلائل صريحة، إذ لا يمكن أن نتوقع من بيت سرّي أن يحمل لافتة تقول: «هذا بيت سرّي» ! وكذلكلا يمكن أن نطمئن الي النتيجة دون قرائن حاسمة.

من هنا ينبغي أن نتَتبّع القرائن والشواهد والاشارات.

من العبارات العميقة التي تلفت نظر الباحث المدقق في الروايات المرتبطة بحياة الأئمة عليهم السلام، أو في كلام مؤلّفي القرون الاسلامية الاولي، عبارة «باب» و «وكيل» و «صاحب السر» وهي عبارات تطلق علي بعض اصحاب الائمة. فمثلاً، يقول ابن شهرآشوب المحدث الشيعي الشهير في سيرة الامام السجاد عليه السلام: «وكان بابه يحيي بن ام الطويل» وفي سيرة الامام الباقر عليه السلام يقول: «وكان بابه جابر بن يزيد الجعفي» ، وفي ترجمة الامام الصادق عليه السلام يقول: «وكان بابه محمد بن سنان» . وفي «رجال الكشي» ترد حول زرارة وبريد و محمد بن مسلم وأبي بصير عبارة: «مستودع سرّي» . وفيكتب الحديث تروي عن الامام الصادق عليه السلام عبارة «وكيل» بشاءن المعلّي بن خنيس. وكل واحد من هذه التعبيرات، إن لم تكن صادرة عن الامام، فإنها دون شك حصيلة دراسة موسعة في حياة الائمة، نهض بها المؤلفون الشيعة القدامي. واختيار هذه التعبيرات العميقة علي أي حال ينطلق من معالم بارزة في حياة أئمة اهل البيت عليهم السلام. ولو تاءملنا في هذه التعبيرات لألفينا أن كل واحد منهايدل علي وجود جهاز فعّال مستتر وراء النشاط الظاهري للائمة عليهم السلام.


پاورقي

[1] المعني نفسه جاء في كتاب الشيخ راضي آل ياسين، صلح الامام الحسن عليه السلام:31 ـ 32ط: بيروت.

[2] تحف العقول: 115. ط 2.

[3] هذا الوضع يمكن مقارنته وتشبيهه الي حد ما بوضع المجتمعات المعاصرة التي تحكمها الانظمة الحزبية.

[4] مات الربيع بن زياد الحارثي غماً لمقتل حجر، وذكر ذلك ابن الاثير في الكامل 3: 195، وكان سبب موته أنه سخط قتل حجر بن عدي... وذكر ذلك في الاستيعاب، واُسد الغابة، والدرجات الرفيعة،وغيرها. صلح الحسن عليه السلام: 338.

[5] ثورة الحسين: 118، نقلاً عن اعيان الشيعة والاخبار الطوال).

[6] الطبري 7: 46، نقلا عن د. سميرة مختار الليثي، جهاد الشيعة: 28.

[7] د. سميرة الليثي، جهاد الشيعة: 27.


الامام الصادق


گروه نويسندگان، قم، مؤسسة الامام الحسين 1371ش /1413 ق، رقعي، 27 ص.


فقط خدا


«ابن ابي يعفور» گويد:

جعفر بن محمد را ديدم كه با حالتي معنوي دست ها را به سوي آسمان بلند كرده بود و در حالي كه از سوز دل اشك مي ريخت اين دعا را مي خواند:

«رب لا تكلني الي نفسي طرفة عين ابدا، لااقل من ذلك و لا اكثر».

«بار پروردگارا! مرا به اندازه ي يك چشم بر هم زدن به حال خود رها مكن.»

سپس به من فرمود: «خداوند به اندازه ي كمتر از يك چشم بر هم زدن يونس پيغمبر را به حال خود واگذاشت و او مرتكب گناه دوري از قومش شد و از همين رو مدتها دچار گرفتاري در شكم ماهي شد.»

عرض كردم: «مگر كار يونس عليه السلام به كفر منجر شده بود؟»

فرمود: «نه، ولي بدان، هر آن كس كه خداوند او را به حال خود رها كند هلاك شده است.» [1] .



[ صفحه 25]




پاورقي

[1] اصول كافي، ج 2، ص 581.


اجتماعيا


الاجتماع وليد الثقافة و السياسة... فإن كانتا أصيلتين ولد الاجتماع أصيلا، و إن كانتا هجينتين ولد الاجتماع هيجينا.. و الهجين في كل المجتمعات يعاني الأمرين و ربما يكون منبوذا كذلك لأنه بلا هوية حقيقة..

و المجتمع الإسلامي يومذاك كان في غاية التفكك و الفساد و الانحلال لعوامل كثيرة.. أهمها عوامل السياسية و الظلم و الطغيان الأموي و من ثم العباسي، فانتشرت المفاسد و عمت الجرائم و انتشرت الأوبئة الفتاكة في روح و جسم الأمة الإسلامية كلها.

فقصور الحكام أصبحت لا يسمع منها إلا صوت العود و أصوات المغنين و المغنيات، و لا يشتم منها إلا روائح العطور و البخور و الخمور، و لا نري فيها إلا الفسق و الكفر و الفجور - و العياد بالله -.

فلحاكم واحد - كما تروي كتب التاريخ - أربعة آلاف جارية، و حاكم آخر يشرب و يشرب و يسبح في برك الخمر من الطرب علي صوت غانية لعينة و من حول من الوصيفات الناعمات المخصصات لتلك الليالي الحمراء اللعينة لا سيما بغداد.

و الأمة تئن من الجوع و يقتلها المرض أو الأوبئة الفتاكة التي حصدت الآلاف المؤلفة من البشر في جميع بقاع الدولة الإسلامية.

و كان من دور الإمام الصادق عليه السلام بث ثقافة العدل برفض الظلم و الطغاة و الظالمين، و تثقيف الأمة الثقافة الإسلامية الحقيقة و تشجيعهم علي التزاماتهم الدينية و مساعدة الفقراء و إغاثة المحتاجين أينما كانوا...



[ صفحه 40]



كما أنه بث في الأمة ثقافة الإصلاح علي كافة المستويات و كل الصعد الاجتماعية من أجل إنقاذ المجتمع من السقوط بل و النهوض به إلي السعادة و الرفاه و الخير..

و بعد هذا العرض الموجز السريع لحياة و عصر الإمام الصادق عليه السلام و فداحة الخطر المحدق بالأمة الإسلامية، و عظمة الدور الذي قام به، فحمله علي كاهله النحيل، فارتفعت الرسالة و سمت الأمة و ما زال يدوي صوت جعفر بن محمد عليه السلام في كل محفل.. و في كل كتاب.. و في كل مجلس للعلماء و الحكماء و الفضلاء، و حتي لعلماء الفلك و الهيئة و الفيزياء و الكيمياء و الطب و الرياضيات... و غيرها من العلوم، من الذرة إلي المجرة.

فقد دوخ العقول، و حير الألباب، و ترك النبيه في هذا العصر، عصر التطور و الذرة و النور، و ما عليك إلا مطالعة كتاب (الإمام الصادق بنظر علماء الغرب) لتعرف تلك الدراسات النفيسة التي قام بها علماء علي مستوي العالم المعاصر و كل واحد منهم يستغرب من رجل عاش في الجزيرة العربية قبل 13 قرنا و هو يقول بهذه الأقوال التي أثبتها العلم حديثا.

أي أن الإمام الصادق سبق الزمن منذ زمن و لم و لن يلحقه الزمن إلا بعهد حفيده صاحب الزمان الحجة بن الحسن عليه السلام أرواحنا له الفداء.

فمنهم من قال: الوحيد بن المفكرين في القديم الذي تنبه إلي ثبات قواعد الكون و نظمه هو الإمام جعفر الصادق عليه السلام.. فلابد من التسليم بصحة ما ذهب إليه الإمام جعفر الصادق عليه السلام من أن هذا العالم خاضع لنظام ثابت من لدن حكيم عليم.



[ صفحه 41]



و آخر يعجب من قول الإمام الصادق عليه السلام بكروية الأرض قبل 13 قرنا..

و آخر يعجب من جابر بن حيان أبي الكيمياء، و أنه يعجب أكثر من أستاذه الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

و طبيب يعجب من أقوال الإمام عليه السلام بالرضاعة.

و آخر من أقواله عليه السلام في علم النفس و اللغة و التعلم... و غيرها كثير.

إذن، الإمام الصادق هو المعلم الكبير للأمة الإسلامية بل للعالم أجمع نحو السعادة و الرفاه و الخير..


فعل الله أو العبد


الطرائف 2 / 330:...

روي أن رجلا سأل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن القضاء و القدر، فقال:

ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو منه، و ما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله، يقول الله للعبد: لم عصيت؟ لم فسقت؟ لم شربت الخمر؟ لم زنيت؟ فهذا فعل العبد، و لا يقول لا: لم مرضت؟ لم علوت؟ لم قصرت؟ لم ابيضضت؟ لم اسوددت؟ لأنه من فعل الله تعالي.


لك الثلث


[فروع الكافي 4 / 394، ح 4: أبوعلي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسي، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

ان ابليس لعنة الله نازع نوحا عليه السلام في الكرم فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: ان له حقا فأعطه فأعطاه الثلث فلم يرض ابليس، ثم أعطاه النصف فلم يرض، فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين و بقي الثلث، فقال: ما أحرقت النار فهو نصيبه، و ما بقي فهو لك يا نوح.


اذا خفت ظالما


أمالي الشيخ الطوسي 2 / 76-75، باب 16، ح 35: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن محمد بن عيسي العراد، عن محمد بن الحسن بن شمون...

عن الحسين بن الفضل بن الربيع حاجب المنصور، لقيته بمكة قال:



[ صفحه 14]



حدثني أبي، عن جدي الربيع. قال: دعاني المنصور يوما فقال: يا ربيع أحضر لي جعفر بن محمد الساعة، والله لأقتلنه، فوجهت اليه، فلما وافي قلت: يابن رسول الله ان كان لك وصية أو عهد تعهده الي أحد فافعل. قال: فاستأذن لي عليه. فدخلت الي المنصور فأعلمته موضعه، فقال: أدخله. فلما وقعت عين جعفر عليه السلام علي المنصور رأيته يحرك شفتيه بشي ء لم أفهمه، فلما سلم علي المنصور نهض اليه فاعتنقه و أجلسه الي جانبه و قال له: ارفع حوائجك، فأخرج رقاعا لأقوام، و سأل في آخرين فقضيت حوائجه... ثم أذن له بالانصراف، فخرج و شيعته و قلت له: يابن رسول الله ان المنصور كان قد هم بأمر عظيم، فلما وقعت عينك فيه، و عينه عليك، زال ذلك. فقال:

يا ربيع اني رأيت البارحة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في النوم فقال لي: يا جعفر خفته؟

فقلت: نعم يا رسول الله.

فقال لي: اذا وقعت عينك عليه فقل: بسم الله أستفتح، و بسم الله أستنجح، و بمحمد صلي الله عليه و آله أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، و كل صعوبة، و سهل لي حزونة أمري، وكل حزونة، و اكفني مؤونة أمري و كل مؤونة.


يوم الامام الشهيد


و من قصيدة له في رثاء سيد الشهداء الامام الحسين (ع) بعنوان:



كيف يرقا دمع عليك سفوح

و علي الأفق من دماك رشيح



و ستبقي مدي السنين رؤي

المأساة جرحا تذوب فيه الجروح



أو ينسي التاريخ يومك اذ أنت

علي صفحة الرمال طريح



تبذل النفس للرسالة كي تحيا

فأنت الباني لها و النصوح



حسب البغي أن في قتلك الموت

لشرع صدت به البغي ريح



هو ثأر من الرسالة تحتم صدور

به و أخري تبوح



حسبوه نصرا و ان المدي صحوا

سيبدو لمجدهم و يلوح



غير أن الرؤي استحالت سرابا

يتلهي به لباغ طموح



و اذا أنت فكرة في ضمير الحق

منها طيب الدماء يفوح



و منار للسالكين اذا حم

أصيل دام و غامت سفوح



بهداه السري يمد علي الدرب

خطاه فتستعاد الفتوح



كبرت باسمك الضحايا فسر

الفتح في شلوها البديد صريح



و ستبقي رمز الفداء علي دربك

هديا يغدو السري و يروح



[ صفحه ح / 17]




الصادق في محراب الطب


علمت أن الطب من العلوم التي برع فيها الصادق..

و لكن، هل تعلم من هو أستاذه في علم الطب؟؟

لا أشك أن نفسك نزاعة الي هذه المعرفة..

اذا فتعال معي الي مجلس الحاكم العباسي أبي جعفر المنصور.

و انظر فالمجلس غاص بأعيان الدولة.. و فيه من المهابة ما فيه.

و الأنظار ترف علي طبيب هندي يقرأ في كتاب طبي مفتوح بين يديه.. و الصادق الجالس الي يمين أبي جعفر مصغ اليه.. و يحلو للهندي أن يذر القراءة، و يقول للامام: يا أباعبدالله. أتريد مما معي شيئا؟؟

تري لماذا أخص الامام بالسؤال دون الحاضرين من: فقهاء... و سياسيين..؟؟

لا يخامرني ريب أنه تآمر أحكم فتل خيوطه مع الطبيب الهندي أبوجعفر المنصور... لأنه كان يرضيه أنفس رضي أن يضم مجلسه من أصحاب العلوم من يستطيع أن يظهر الصادق بمظهر الضعف، ليجعل من ذلك دعاية يشوه بها سمعته عند الفقهاء خاصة.. و جماهير الشعب عامة.. و كلهم يصفي الامام الحب.. و الاجلال.. و يراه شعاعا مقدسا مجدولا ضياؤه من: رسول الله، و علي، و الزهراء.. و هذه الرؤية الجماهيرية كانت غصصا حارة يتجرعها المنصور و لا يكاد يسيغها..

انه يخشي منه علي سلطانه الفتي.. لذلك فهو لا يحجم عن نصب شرك الكيد للامام بين الحين و الحين..

و يعيد الهندي السؤال باستعلاء: «يا أباجعفر. أتريد مما معي شيئا؟؟»

و لا يخفي علي الامام ما يرمي اليه السؤال، فاذا هو يقول بثقة مطلقة: «لا. ما معي خير مما معك».

.. و يعظم وقع كلمات الامام علي الهندي، و هو في مجلس عامر بأركان الدولة و علي رأسهم المنصور الخليفة العباسي.. انه يعرف نفسه قمة رفيعة في علم الطب.. فكيف يكون عند الصادق منه ما لا يعرفه؟؟

فينظر الي الصادق و يقول له: و ما هو؟؟

قال: أداوي الحار بالبارد.. و البارد بالحار.. و الرطب باليابس.. و اليابس بالرطب.. و أرد الأمر كله الي الله عزوجل..

و أعلم أن المعدة بيت الداء، و ان الحمية هي الدواء، و أعود البدن ما اعتاد».



[ صفحه 410]



فقال الهندي: و هل الطب الا هذا..؟؟

فقال الصادق: أتراني عن كتب الطب أخذت؟؟

قال: نعم.

قال: لا والله ما أخذت الا عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟؟

فقال الهندي: أنا.

فقال الصادق: فأسألك شيئا؟؟

قال: سل.

فألقي عليه ثمانية عشر سؤالا تتعلق كلها بجسم الانسان - من رأسه حتي أخمص قدميه، و كان جواب الهندي علي كل سؤال: لا أدري.

و تظمأ روح الطبيب الهندي الي أن يرتوي من معين الصادق فيقول له خفيض الجناح: «لو أنعمت علي بمعرفة جواب هذه الأسئلة»..

لم يكن الهندي وحده المتعطش لمعرفة الأجوبة، بل كان المجلس كله يتلهف شوقا الي هذه المعرفة..

و يري الامام الخليفة المنصور و كل من في المجلس يتطلعون بعيون جائعة الي نعيم المعرفة.. فيشرق للغبطة نهار بهيج في صدره الكريم و هو يري هذه النفوس التي ترف عليه رفيف الفراشات علي مصباح يتوقد نورا. كلها استعداد لتذوق ما يعطي.. و جعله دما يتألق في خلايا القلوب..

و يعطي الامام - يشرح ببيان وحدانية الله... و منطق التشريح جواب كل سؤال.. [1] ، فتهب أنسام الحبور في المجلس سكيب عبير... و اعجابا بحفيد رسول الرحمن الرحيم.

أما الهندي فان وهج حرارته من سكر الدهشة و الاعجاب يتعالي، و يقول للامام: «من أين لك هذا العلم؟؟»

فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، عن جبرائيل، عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأبدان و الأرواح» اه.

و كما حدث لسحرة فرعون، حين رأوا آية العصا التي يعجز عنها البشر فقالوا: آمنا برب العالمين.. هكذا كان شأن الطبيب الهندي، فقد انسلخ من جلد الحاده و قال للامام: «صدقت. و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسوله و عبده، و أنك أعلم أهل زمانه» اه [2] .


پاورقي

[1] كان الطبيب ملحدا، لذلك جاءت أجوبة الامام غنية بالبراهين الدالة علي وجود الله... كما كانت غنية بالأدلة علي أنه بلغ الغاية في علم التشريح بالنسبة لعصره... و من أقوال الهندي: «كل ما لم تدركه حواسي فليس بموجود.

قال الامام: «أنت لما عجزت حواسك عن ادراك الله أنكرته، و أنا لما عجزت حواسي عن ادراك الله صدقت به.

فسأله: و كيف ذلك؟؟.

قال: لأن كل شي ء جري فيه أثر التركيب لجسم، أو وقع عليه بصر للون، فما أدركته الأبصار، ونالته الحواس، فهو غير الله سبحانه لأنه لا يشبه الخلق، و لا يشبهه الخلق، و ان هذا الخلق يتغير بتغير و زوال، و كل شي ء أشبه التغير و الزوال فهو مثله، و ليس الخالق كالمخلوق، و لا المحدث كالمحدث» (محمد علي اسبر - سطور مضيئة عن الامام الصادق - ص - 71 و 72) ط، سنة (1980).

[2] محمدرضا المظفري - الصادق - ج - 1 - من ص - 224 الي 229 - نقلا عن بحارالأنوار.


فقه الإمام الصـادق


الإِمام الصادق رضي الله عنه إمام عظيم ومجتهد كبير في الفقه الإِسلامي شهد له الأئمة والعلماء بفقهه وقدرته علي الاجتهاد المطلق، لذا لا يخرج فقه الإِمامية عن فقهه، وكل ما لديهم من أحكام فقهية مأخوذ عنه، وكان عالماً بطرق الاختلاف وأسبابه ومرجحاً بين العلماء ما يراه أصوب وأحق بالاتباع، بل له فضل السبق علي أكثرهم.

كان الإمام أبو حنيفة يروي الحديث عنه، ويراه أعلم الناس باختلاف الفقهاء في عصره، فقال منوهاً به: "أعلم الناس هو أعلمهم باختلاف الناس"وسئل أبو حنيفة: من أفقه الناس ممن رأيت؟ فقال: جعفر الصادق ابن محمد. وكان يقول:"لولا السنتان لهلك النعمان" أي لولا العامان اللذان تتلمذ فيهما علي الإمام الصادق لهلك أبو حنيفة.

وكان أوسع الفقهاء إحاطة ودراية وفهماً وغزارة علم ومعرفة، وكان الإِمام مالك يتردد عليه دارساً راوياً، ويقول إذا حدث عنه: حدثني الثقة، أي الإِمام جعفر الصادق. ووصفه بقوله المتقدم: "ما رأت عين ولا سمعت أذن، ولا خطر علي بال بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً".

جمع الصادق رضي الله عنه بين تفسير القرآن، ورواية الحديث النبوي، والفقه والاجتهاد، واتفق الإِمامية علي أن كل ما جاء عن أئمتهم عامة وعن الصادق وأبيه خاصة: حجة في ذاته، مادامت صحته قد ثبتت.

وكان من أبرز فقهاء عصره، روي عنه المحدثون والفقهاء الذين عاصروه، مثل سفيان بن عينية وسفيان الثوري ويحيي بن سعيد الأنصاري، وغيرهم كثير، وروي عنه أبو حنيفة ومالك، وحسبه في ذلك فضلاً. وهو فوق ذلك كله حفيد علي زين العابدين الذي كان سيد أهل المدينة في عصره فضلاً وشرفاً وديناً وعلماً. وتتلمذ عليه ابن شهاب الزهري وكثير من التابعين، وهو ابن محمد الباقر الذي بقر العلم ووصل إلي لبابه، فجمع الله له الشرف الذاتي وشرف النسب والقرابة الهاشمية، والعترة المحمدية، كما ذكر أستاذنا الشيخ محمد أبو زهرة في مقدمة كتابه عن الصادق.

وروي عنه مسلم وأصحاب السنن: أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدار قطني، وكان من الثقات عند أهل الحديث.

وأخذ الكثيرون عنه فقهه المختلط بالحديث، وصارت هذه صبغة كتب الفقه عند الإِمامية، فهي كتب فقه ورواية معاً. وحديثه هو حديث أبيه الباقر وأجداده، قال الكليني في الكافي: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام يقول: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين _أي علي_ وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله"(الكافي1 / 5، طبع بيروت.).

ولم يكن فقه الإِمام الصادق مستقلاً عن فقه الأئمة سواه، وإنما هو أحد أئمة الاجتهاد، ومن أصدق الرواة والمحدثين، وكان يروي عن التابعين أمثال سعيد بن جبير، وليست روايته مقصورة علي آل البيت، ويلاحظ أن فقه الصادق (عليه السلام) يغلب عليه الحديث، والحديث يشمل عند الإمامية أحاديث النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وأحاديث الأئمة، فليست أقوالهم آراء، ولكنها سنة متبعة، ونصوص ثابتة هي حجة في ذاتها، وقد أخذ أهل السنة عن الصادق روايته كما بينا، كما أخذوا عنه الفقه بمدارسة القرآن والأحاديث وما يستنبط منهما(الإمام الصادق لأبي زهرة:254-256.).

ومن مصادر فقهه: الأخذ بفتوي الصحابي، مثل عبدالله بن عمر، والأخذ عن كبار التابعين، وقد أخذ علم أهل المدينة من أهل المدينة.


مظاهر الخلاف الفقهي


الخلاف الفقهي بين السنة و الشيعة أقل من الخلاف بين مذهبي الحنفية و الشافعية، و أحكام الفقه عند الامامية قريبة من فقه الشافعية، و قد نجد تطابقا بينها و بين فقه الحنفية في جزئيات أو فروع؛ لأن مصدر الأحكام واحد و هو القرآن والسنة.

و ليس هذا الخلاف في الأصول، و انما هو في نطاق الفروع فقط، و مرجعه الي الاجتهاد الذي يعذر فيه المجتهدون.

و لقد تصفحت فقه الامامية، فوجدت المخالفة بينهم و بين مذاهب أهل السنة محصورة في مسائل معدودة، و ليست في الغالب جوهرية، و يتضح ذلك فيما يأتي، و مرجعها في الأكثر الي الاجتهاد الامام الصادق رضي الله عنه: [1] .


پاورقي

[1] انظر فقه الامام جعفر الصادق للأستاذ محمد جواد مغنية - 6 أجزاء.


العبادة


كان الامام الصادق كأبيه و أجداده يكثر من العبادة و من ذكر الله، روي الكليني في الكافي باسناده: أنه أحصي علي الامام الصادق عليه السلام في سجوده خمسماية تسبيحة. و بسنده عن أبان بن تغلب: دخلت علي الامام الصادق عليه السلام فعددت في الركوع و السجود ستين تسبيحة. و روي الرواندي عن منصور الصيقلي أنه رأي أبا عبدالله ساجدا في مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: فجلست حتي أطلت ثم قلت لأسبحن ما دام ساجدا فقلت: سبحان ربي و بحمده أستغفر ربي و أتوب اليه ثلاثمائة مرة ونيفا و ستين فرفع رأسه».



[ صفحه 34]




احتجاجه علي ابي شاكر الديصاني من الزنادقة


جاء في الارشاد: روي أن اباشاكر الديصاني وقف، ذات يوم، في مجلس ابي عبدالله، عليه السلام، فقال له: انك لأحد النجوم الزواهر، و كان آباؤك بدورا بواهر، و أمهاتك عقيلات عباهر، و عنصرك من أكرم العناصر، و اذا ذكر العلماء فعليك تثني الخناصر، خبرنا أيها البحر الزاخر، ما الدليل علي حدوث العالم؟ فقال له أبو



[ صفحه 57]



عبدالله، عليه السلام: من اقرب الدليل علي ذلك ما أظهره لك؛ ثم دعا ببيضة فوضعها في راحته و قال: هذا حصن ملموم داخله غرقي ء رقيق، يطيف به فيه كالفضة السائلة و الذهبة المائعة، أتشك في ذلك؟ قال أبوشاكر: لا شك فيه. قال ابوعبدالله (ع): ثم انه ينفلق عن صورة كالطاووس، ادخله شي ء غير ما عرفت؟ قال لا. قال: هذا الدليل علي حدوث العالم. فقال ابوشاكر: دللت يا أباعبدالله فأوضحت، و قلت فأحسنت، و ذكرت فأوجزت؛ و قد علمت انا لا نقبل الا ما ادركناه بأبصارنا، او سمعناه بآذاننا، او ذقناه بأفواهنا، او شممناه بآنافنا، او لمسناه ببشرتنا فقال ابوعبدالله (ع): ذكرت الحواس الخمس و هي لا تنفع في الاستنباط الا بدليل كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح، قال المفيد: يريد به، عليه السلام، ان الحواس بغير عقل لا توصل الي معرفة الغائبات، و ان الذي اره من حدوث الصورة معقول، بني العلم به علي محسوس ا ه.


حلمه ورأفته


1 - كان (عليه السلام) إذا بلغه من أحد نيلاً منه أو وقيعة فيه قام إلي مصلاّه فأكثر من ركوعه وسجوده وبالغ في ابتهاله وضراعته وهو يسأل الله أن يغفر لمن ظلمه بالسب ونال منه.

وإن كان من أقربائه الأدنين فكان يوصله بمال ويزيد في بره قائلاً: إني لأحب أن يعلم الله أني أذللت رقبتي في رحمي، وأني لأبادر أهل بيتي أصلهم قبل أن يستغنوا عني.

لله سيدي ما أعظمك واحلمك.. وماأكبرك نفساً وأرحبك صدراً وأحسنك خلقاً.

2 - وبعث غلامه إلي حاجة فأبطأ، فذهب علي أثره يتفقده فوجده نائماً علي بعض الأرصفة، فجاء حتي جلس بجانبه يروح له فلما انتبه قال له: يا فلان ما ذلك لك تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار.

إذا أضفنا هذه القصة الصغيرة إلي الوضع الإجتماعي ذلك اليوم الذي كان الرقيق يعاملون معاملة البهائم فيشبعونهم ضرباً بمجرد أن تبدر منهم بادرة، نعرف مدي نضوج الإنسانية الرفيعة في فؤاده الكبير.

2 - بعث غلاماً له أعجمياً في حاجة فلما رجع بالجواب لم يستطع أن يفصح به العبد لأنه لم يكن يجيد العربية تماماً، فبدلاً من أن ينهره ويطرده - شأن الناس ذلك اليوم - سكن قلبه وهدأ اضطرابه وقلقه حيث قال له: لإن كنت عيّ اللسان فما أنت بعيّ القلب ثم أضاف:

«إن الحياء والعفاف والعيّ - عيّ اللسان لا عيّ القلب - من الإيمان» [1] .

3 - ونهي أهل بيته عن الرقي إلي السطح عبر سلّم مشيراً لهم بأفضلية الدرج المألوف للصعود، فدخل ذات مرة الدار ورأي إحدي الجواري التي كانت تربي ولداً له تتسلق السلَّم والطفل بيدها فلما بصرت الجارية بالإمام خافت وارتعدت فرائصها وسقط الصبي من يدها ومات.

فخرج (ع) إلي مجلسه متغيراً لونه، فلما سئل عن ذلك قال: ما تغير لوني لموت الصبي، وإنما تغير لوني لما أدخلت علي الجارية من الرعب، في حين أن الإمام قال لها حينما شاهدها خائفة مذعورة: أنت حرة لوجه الله، أنت حرة لوجه الله [2] .

4 - كانت الحجاج تتقاطر علي مكة والمدينة وكان بعضهم يفضل المبيت في مسجد النبي (ص) بدلاً من أن يستأجروا مقابل بعض الدراهم، فكان أحدهم نائماً بالمسجد والإمام يصلي بجانبه فلما انتبه لم ير هميانه الذي حفظ فيه نقوده، فتعلق بالإمام - ولم يكن يعرفه - قائلاً له أنت سرقت همياني.

قال له الإمام: كم كان عندك من النقود؟

قال: ألف دينار. فحمله إلي منزله وأعطاه ألف دينار فذهب الرجل ثم وجد هميانه وفيه ألف دينار فعاد بالمال إلي الإمام متعذراً، فأبي قبوله قائلا: شيء خرج من يدي لا يعود إليّ.

فخرج الرجل يسأل الناس عن الإمام فقيل هذا جعفر بن محمد فقال: لا جرم هذا فعال مثله [3] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: (ج 47، ص61).

[2] المناقب.

[3] الإمام الصادق (ع) للعلاّمة المظفر: (ج 1، ص 258).


الكتب المنسوبة لجعفر حسب تحقيق روسكا


من المتواتر عن جعفر الصادق أنه كان اماما تقيا متعمقا في أسرار الدين و بعيدا عن المشاكل السياسية، و قد نسبت اليه الكتب الآتية:

1- دعاء جعفر الصادق و قد أملي هذا الدعاء الي محمد بن هارون البلخي و في مكتبة غوته و برلين نسخ من هذا الدعاء. و في مخطوطات برلين العربية وصايا عديدة تتفق و ما أورده المسعودي، فبجانب وصايا النبي لعلي و لابنته فاطمة و لأبي هريرة و سلمان الفارسي، أقوال لأولاده و آل بيته و وصايا لابنه موسي و رسالة تعزية لاقاربه.

2- مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة من كلام الامام جعفر بن محمد الصادق، عبارة عن مجموعة بمئة فصل، لها ميزة أخلاقية دينية، جاء ذكرها في فهرست (الواردت Ahl Watfy من مخطوطات برلين ج 7 رقم 8834). و قد ورد فيها: «قال الصادق نجوي العارفين تدور علي ثلاثة أصول: الخوف و الرجاء و الحب، فالخوف فرع العلم.» (و لعل الامام يقصد حس المسؤولية بذلك، و هذه تطابق في زعمنا وصيته لجابر بن حيان) [1] و من الفصول التي وردت في هذه الرسالة: الطهارة، الحرص، الشهوة، العجب، الرياء، العفو... الخ، و هذه الموضوعات تتفق مع مواضيع الطب الروحاني الذي عالجه الرازي و ابن الجوزي، و يوجد من هذا الموضوع الأخير مخطوطة في غوته برتش Pertsch رقم 1237. (و قد نشر الطب الروحاني للرازي باول كراوس في القاهرة عام 1935 دون الاشارة الي هذه المخطوطة) [2] .

3- ما سأله رسول الله (ص) ربه ليلة المعراج (برتش رقم 3، 14).



[ صفحه 56]



4- هناك كتب عديدة منسوبة للامام مثل كتاب خواص القرآن العظيم الذي جاء فيه: «من كتبها (أعني سور القرآن) في رق غزال بمسك و زعفران و علقها عليه كانت له حصنا و حرزا (فهرست مخطوطات برلين ج 3 رقم 4154)، و كذلك (فهرست الواردت رقم 4155). و قد جاء في مطلع هذه المخطوطة: «من قرأ الفاتحة أربعين مرة علي قدح ماء و نضح به محموم..» ثم فصل علي منافع القرآن (برتش رقم 1256، 3) جاء فيه: «من كتب سورة أم الكتاب و علقها عليه زالت عنه جميع أوجاعه». و هناك مخطوطة مشابهة موجودة في المتحف البريطاني (رقم 123، 6) و قد ذكرها حاجي خليفة في كشف الظنون (ج 5 ص 141 و رقم 12998).

ان هذه المخطوطات الأخيرة المبينة في هذا البند (حسب رأينا) مشكوك فيها لأننا لا نجد ذكرا لها فيما تواتر عن جعفر الصادق في أصول الكافي للكليني و الأئمة للمجلسي، و بحارالأنوار، و مروج الذهب للمسعودي، و الملل و النحل للشهرستاني، و تاريخ الخلفاء للسيوطي، و وفيات الأعيان لابن خلكان و غيرهم.

5- أما كتب القرعة و الفأل و الزجر و غير ذلك التي ورد ذكرها في مقدمة كتاب «روسكا) عن الكيميائيين العرب (ج 2، ص 41 - 26) فهي مما لا شك فيه من الكتب المنتحلة لجعفر الصادق لترويج مثل هذه البضاعة في تلك الأزمنة. و كذلك الأمر في ما ورد ذكره عن النبي دانيال و الاسكندر و حكماء الفرس و الروم في كتاب اختلاج الأعضاء (ألواردت ج 3 رقم 4259) و عن كتاب الملاحم (التنبؤ في مصير الملاحم) و كتب اختيار أيام الشهر العربي و الدروع الواقية و الكتب المؤلفة في الخيلان و الشامات و الأكتاف و الفأل و الزجر و الحرز و ما أشبه ذلك، فهي من الكتب المنتحلة (كما أثبت ذلك روسكا) لأنها لا تتفق مع روح الامام الصادق. و من الجدير بالملاحظة أن ما تواتر عن اختلاج الأعضاء - كما أثبت «روسكا» - ذو أهمية عظيمة من الوجهتين الطبية لصلته



[ صفحه 57]



بالمصادر البابلية و الآشورية.

6- هناك كتب عديدة تنقل لنا أقواله أهمها: كتاب الاهليجية، و مطبوع في كتاب بحارالأنوار للمجلسي طبع حجر طهران 1301 ه. و كتاب توحيد المفضل المطبوع في بمباي طبع حجر 321 ه. ثم هناك كتب عديدة أدرجها دوايت م. رونلدسن في كتابه عقيدة الشيعة (القاهرة 1933) نضرب عنها صفحا هنا.

لأجل البرهان علي صفة الانتحال بين الامام الصادق و جابر أتي روسكا بالكتب التي عدها منتحلة و استدل بابن خلدون علي أن جابرا هو من كبار السحرة ذاكرا قوله في المقدمة في باب السحر:

«ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم و استخرج الصناعة و غاص في زبدتها و استخرجها و وضع فيها غيرها من التأليف و أكثر الكلام فيها و في صناعة السيمياء لأنها من توابعها، لأن احالة الأجسام النوعية من صورة الي أخري انما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية، فهو من قبيل السحر». و يذكر عن ابن خلدون أيضا عن المتصوفة الغلاة الذين يسود عندهم الاعتقاد بوجود قدرة خارقة للعادة: «وحدث هذا العلم في الملة بعد صدر منها، و عند ظهور الغلاة من المتصوفة و جنوحهم الي كشف حجاب الحس و ظهور الخوارق علي أيديهم و التصرفات في عالم العناصر و تدوين الكتب و الاصطلاحات و مزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد و ترتيبه.

و زعموا أن الكمال الأسمائي مظاهرة أرواح الأفلاك و الكواكب. و أن طبائع الحروف و أسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان علي هذا النظام و الأكوان من لدن الابداع الأول تنتقل في أطواره و تعرب عن أسراره، فحدث لذلك علم أسرار الحروف و هو من تفاريع علم السيمياء».

و بذلك يريد «روسكا» أن يبرهن بأن الكتب المنسوبة لجعفر و للمناسبة



[ صفحه 58]



بين جعفر الصادق هي من مصادر الغلاة و من تاريخ متأخر. و يحدد «روسكا» أن صورة جابر صورة خيالية، لأن الكتب المنسوبة اليه لا يمكن أن يؤلفها بشر مهما بلغ من سعة الاطلاع في العلم و مهما كان عمره طويلا. و في الحقيقة فان كتب الفلك و الرياضيات و الحيل (الميكانيك) المنسوبة لجابر ليست لجابر بن حيان بل هي لجابر بن افلج الاشبيلي الذي عاش في القرن الحادي عشر ميلادي في اشبيليا. و من المحتمل أيضا أن يكون محمد بن جابر البتاني، و يرجح «روسكا» الثاني، كما بين ذلك في مجلة الاسلام الألمانية (ج 14، 1924، ص 103). اذن ان الالتباس أتي من الشهرة العالمية التي يتمتع بها جابر بن حيان.

يشير روسكا الي كتاب الخواص من كتب جابر بن حيان التي نشرها هولميارد (المتحف البريطاني رقم 4041) و يري أن الصفة الطبية لجابر هي من الصفات المحتملة [3] و في كتاب الملك و الذي هو موجود في مكتبة ليدن (440) و الذي نشره برتلو جاء فيه عمل الاكسير ما يلي: «و اعلم يا أخي أن الماء اذا مازجه الصبغ و الدهن و امتزجت امتزاجا تاما حتي يحمر الماء و يجمد و يصير كأنه حب المرجان، فاذا كان كذلك و صار منتفضا في ذوبه و متشمعا في سرعته طائرا في الأجساد كلها فاذا كان الأمر علي ما قلناه فذلك هو الامام».


پاورقي

[1] ان الرأي المذكور ضمن هذه المعترضة هو لمؤلف الكتاب هذا.

[2] ان الرأي المذكور ضمن هذه المعترضة هو لمؤلف الكتاب هذا.

[3] انظر التقاء جابر بجعفر في هذه الرسالة.


تحول الحكم من آل أبي سفيان الي بين الحكم


و تحول الأمر من بعد يزيد بن معاوية من آل ابي سفيان إلي بني الحكم لأن عهد معاوية بن يزيد [1] لم يطل و قد فر بنفسه من ولاية ورثها بدون حق، و هو يعرف أهلها، و إن أباه و جده غاصبون لها، فصرح بذلك في خطبته فقال:

إن هذه الخلافة حبل الله، و إن جدي معاوية نازع الأمر أهله، و من هو أحق به منه علي بن أبي طالب عليه السلام و ركب بكم ما تعلمون، حتي أتته منيته فصار في قبره رهينا بذنوبه، ثم قلد أبي الأمر، كان غير أهل له، و نازع ابن



[ صفحه 35]



بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقصف عمره، و انبتر عقبه، و صار في قبره رهينا بذنوبه. ثم بكي و قال: إن من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه و بئس منقلبه، و قد قتل عترة رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و أباح الخمر، و خرب الكعبة. و لم أذق حلاوة الخلافة، فلا أتقلد مرارتها فشأنكم أمركم والله لأن كانت الدنيا خيرا فقد نلنا منها حظا و لأن كانت شرا فكفي ذرية أبي سفيان ما أصابوا منها [2] ثم تنازل عن عرش أقيم علي جماجم الأبرياء من المسلمين، و خلع بردا نسج علي نول المكر و الخداع و التمويه، و فر بنفسه عن التلبس بتلك الجرائم فعفي الله عنه.

و ولي الأمر مروان بن الحكم، بعد أخذ ورد و وقوع فتن في الشام و غيره و تعصب بين القبائل، و حرب في جميع الأقطار و كثرة الدعاة ضد بني أمية.

فأصبح مروان خليفة المسلمين، و لم تطل أيامه و مات سنة 65 ه قتلته زوجته أم خالد بن يزيد، و هو معدود فيمن قتلته النساء.

ثم جاء دور عبدالملك بن مروان، بويع له بعد أبيه و الأمور مضطربة و البلاد تموج من فوضي الأمويين و سوء سيرتهم، و عبدالله بن الزبير قارب أن يتم له الأمر، و المختار بن أبي عبيدة نهض لطلب ثأر الحسين عليه السلام ونكل بقاتليه و مزقهم كل ممزق، و شقي صدور قوم مؤمنين، و قضي علي علوج الشرك، و قتلة أولاد الأنبياء فرحمه الله و جزاه خيرا، فكان مجي ء عبدالملك للحكم، مجي ء فاتك لا يقف عند حد، و ناقم لا يعرف قلبه الرحمة، و ظالم لا عهد له بالعدل فكان دوره دور إرهاب و جور.


پاورقي

[1] معاوية بن يزيد أبوعبدالرحمن و يقال أبويزيد و يقال أبوليلي استخلف بعهد من أبيه في ربيع الأول سنة 64 و كان شابا صالحا و كانت مدة الخلافته أربعين يوما و لم يخرج الي الناس بعد هذه الخطبة و لا فعل شيئا و لا صلي بالناس و مات و هو ابن 21 سنة و قيل 23 و قيل غير ذلك و دفن بمقابر باب الصغير بدمشق و لما حضرته الوفاة قيل له ألا توصي فقال: لا أتزود مرارتها و أترك حلاوتها لبني أمية و لما دفن حضر مروان دفنه فقال أتدرون من دفنتم؟ قالوا نعم معاوية بن يزيد فقال:

مروان نعم هو أبوليلي الذي يقول فيه الغزاري:



اني أري فتنة تغلي مراجلها

و الملك بعد أبي ليلي لمن غلبا.

[2] ابن حجر في الصواعق ص 124.


چرا ممكن نيست كه آفريدگار جهان متعدد باشد؟


هشام بن حكم گويد: از جمله سؤالاتي كه زنديق از امام صادق - عليه السلام - كرد اين بود كه گفت: چرا ممكن نيست كه آفريدگار جهان بيش از يكي باشد؟



[ صفحه 27]



امام صادق - عليه السلام - فرمود: كلام تو كه مي گوئي اگر دو باشند از چند فرض و صورت خالي نيست:

يا اينكه هر دو قديم و قوي هستند، يا هر دو ضعيف، يا اينكه يكي قوي و نيرومند، و ديگري ضعيف و ناتوان.

پس اگر هر دو نيرومند و قوي باشند پس چرا همديگر را كنار نمي زنند، تا زمام تدبير و ربوبيت را به خود اختصاص دهد؟

و اگر مي گوئي: يكي از آن دو نيرومند و ديگري ناتوان و ضعيف است، پس در اين صورت ثابت مي گردد كه خالق و آفريدگار يكي است همانطور كه ما مي گوييم، به جهت عجزي كه از دومي ظاهر و آشكار مي شود.

و اگر مي گوئي آنها دو تا هستند پس يا از هر جهت با هم متفقند، يا از هر جهت مختلفند. ولي چون ما جهان هستي را منظم و هماهنگ، و گردونه را در دوران و رفت و آمد شب و روز و آفتاب و ماه را مرتب يافتيم، و اين استواري و درستي تدبير و مديريت و هماهنگي دليل بر اين است كه مدبر جهان يكي است. [1] .

- گفتني است كه حضرت در اين بيان به نتيجه ي دو صورت اشاره فرمودند.

يكي اينكه هر دو ضعيف و ناتوان باشند، و ديگري اينكه هر دو از هر جهت متفق و هماهنگ عمل كنند، زيرا در صورت اولي ممكن نيست آفريدگار باشند، و در فرض دوم، وجود آفريدگار دوم لغو، بلكه اصلا چنين فرضي محال است، زيرا مطلق متعدد نمي شود.


پاورقي

[1] بحارالانوار: ج 3 ص 230 ح 22.


شجاعت حضرت صادق


در ايام حضرت صادق عليه السلام جنگي در نگرفت تا از نظر جنگجوئي شجاعت اشخاص ظاهر شود ولي چون شجاعت از پرتو قوه قلب و اطمينان خاطر و ايمان كامل است اين شجاعت از حضرت صادق عليه السلام در ملاقات با منصور عباسي بروز كرد و نشان داد كه تا چه حد داراي قوت قلب و شجاعت بود. و با كمال شجاعت با آنكه مي گفتند منصور شما را براي قتل طلبيده با ايمان كامل و شجاعت نفس نزد او مي رفت و هيچ تزلزلي در خاطر خود راه نمي داد [1] .


پاورقي

[1] حيات الصادق شيخ محمد حسين مظفر ص 268 ج 1 - حيات الصادق سبيتي ص.


حديث 011


3 شنبه

المؤمن علوي.

مؤمن از عالم بالا و ملكوت است.

بحار، ج 64، ص 171


بيت الأحزان، خانه اندوه ها


ابن سعد در «الطّبقات الكبري»، ج 2، ص 40 و ابونعيم در «حلية الأولياء» ج 2، ص 43 به نقل از محمدبن علي بن حسين درباره تأثير روحي رحلت پيامبر (صلي الله عليه و آله) بر فاطمه (عليها السلام) مي گويند:

«ما رأيت فاطمة ضاحكة بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله).»

ابن شهر آشوب متوفاي 588 هـ. ق. در كتاب خود سندي را به اطمينان ثبت كرده است كه:

فاطمة بنت رسول الله: «ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترمة القلب يغشي عليها ساعة بعد ساعة و تقول لولديها: أين أبوكما الذين كان يكرمكما و يحملكما مرّة بعد مرّة؟ أين أبوكما الذي كان أشد النّاس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان علي الأرض؟ و لا أراه يفتح هذا الباب أبداً و لا يحملكما علي عاتقة كما لم يزل يفعل بكما ثمّ مرضت و سامكثت أربعين ليلة.»



[ صفحه 449]



اين تأثر و حزن تا پايان عمر، همراهش بود و از اين رو بود كه مي خواست وفاتش را به سكوت برگزار كنند. او به زمانه اش رضايت نداشت كه وصيت كرد شبانه دفن شود:

«أن لا يعلم إذا ماتت، أبوبكر و لا عمر و لا يصليا عليها. قال: فدفنها علي ليلا و لم يعلمها بذلك».

مؤلف كتاب با مراجعه به منابع تاريخي و روايتي، ترديدي ندارد كه فاطمه (عليها السلام) در ايّام كوتاه حياتش پس از رحلت پدر، به طور مكرر حزن و تأثر شديد خود را در ميان جمع، اهل خانه و بر مزار فاطمة بنت اسد يا حمزة بن عبدالمطلب و مرقد پيامبر و يا در خانه محقرش در سمت شمالي قبرستان بقيع از خود بروز داده و آن را آشكار كرده است.

البته در مورد خانه اي كه به نام او در قسمت شمالي بقعه اي كه بعدا در بقيع، مدفن اهل بيت شده است، گزارش هاي روشني در دست ندارم؛ ولي با توجه به گفته سمهودي از «مجدالدّين فيروزآبادي» كه البته اينجانب در كتابش «المغانم المطابه» آن را نيافتم، معلوم مي شود كه فاطمه در محل مذكور خانه اي داشته و يا در آنجا خانه اي بوده كه به آن رفت و آمد مي كرده است. اما اين كه خانه از آن چه كسي بوده، بر من معلوم نشد. همين قدر مي دانم كه در محدوده خانه هاي بني هاشم جاي داشته است. فيروزآبادي مي گويد:

«و موضع تربته يعرف ببيت الأحزان. يقال أنه البيت الذي أوت إليه فاطمة رضي الله تعالي عنها و التزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها



[ صفحه 450]



سيد المرسلين ـ صلّي الله عليه [وآله] و سلّم ـ».

سمهودي مي افزايد:

«و المشهور ببيت الحزن انما هو الموضع المعروف بمسجد فاطمة في قبلة مشهد الحسن و العباس»

بر اين اساس مكان مزبور ـ كه بدان بيت الحزن نيز مي گفتند ـ خانه اي بود كه فاطمه در آنجا در سوك پدرش مي گريست و بعدها تبديل به مقبره او و آنگاه مسجد فاطمه (عليها السلام) شده است.

ظاهرا در اين سير تاريخي بنا، چندين مجهول داريم. آن خانه از آن چه كسي بوده است؟ آيا مقبره فاطمه همان جاست؟ چرا و چگونه آنجا مسجدي بنام فاطمه و محل مشهور سوگواري او ـ با نام بيت الحزن يا بيت الأحزان ـ گرديده و شهرت خاص و عام يافته است؟

همه اين ها سؤال هايي است كه مؤلف حقير، به پاسخ آنها ره نيافت.

به هر حال عدم دسترسي به مستندات تاريخي نمي تواند دليلي بر عدم صحت چنين مكاني در بافت مدينه سده اول اسلام گردد. همه مورخان مدينه بي آن كه اسناد تاريخي چنين پرسش هايي را ارائه دهند، از بيت الحزن به عنوان يكي از اماكن زيارتي مدني ها و از بقاع ديدني زائران مدينه يادها كرده اند:

ابن جبير ـ سيّاح مسلمان ـ كه در قرن ششم هجري، مدينه را ديده است، از خانه فاطمه در مجاورت قبه عبّاس بن عبدالمطلب كه به بيت الحزن شهرت داشته، ياد كرده مي نويسد:



[ صفحه 451]



«و يلي القبّة العباسيّة ببيت لفاطمة بنت الرّسول ـ صلّي الله عليه [و آله] و سلّم ـ و يعرف بيت الحزن.»

اگر مانند بسياري از مورخان و راويان حديث، مدفن فاطمه را در بقيع ندانيم، نمي توانيم اين شهرت را كه او در بقيع مدفون شده است، بي اساس بخوانيم. پس بايد رابطه اي بين خانه فاطمه يا به شهرت ديگر: بيت الحزن با مدفن فاطمه وجود داشته باشد.

ممكن است حقيقي بودن چنين خانه اي، بسياري را به اشتباه انداخته است كه گمان كنند آنجا مقبره فاطمه است؛ هم خانه غم اوست و هم آرامگاهش!

بازگرديم به سياحاني كه از اين خانه يادي كرده اند:

ميرزا حسين فراهاني مي گويد:

«در پشت گنبد ائمه بقيع، بقعه كوچكي است كه بيت الأحزان فاطمه زهرا (عليها السلام) است و ضريح كوچكي از آهن در اين بقعه است.»

«علي بن موسي» نيز در كتابش آشكارا بنايي را در سمت شمالي بقعه ائمه وصف مي كند كه آن:

«... قبّة لا شيء فيها و تعرف بقعة الأحزان لا يزورها إلاّ الشيعة من الأعجام و غيرهم في زمن الموسم».

نايب الصدر شيرازي در 1305 / 1306 هـ. ق. بناي قبه را ديده و آن را در سفرنامه اش چنين وصف كرده است:

«... و ديگر شيخ احمد احسائي در مقابل بيت الأحزان متصل به ديوار بقعه حضرت حسن مدفون شده است.» و در بقعه ائمه بقيع «مي گويند جناب صديقه طاهره مدفون



[ صفحه 452]



هستند؛ چنانكه در بيت الأحزان هم احتمال داده اند.»

«ابراهيم رفعت پاشا» صريحا ضمن وصف آثار بقيع مي نويسد:

«و هناك قبة تسمي قبة الحزن يقال أنّها في البيت الذي آوت إليه بنت النبي و التزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها.»

بر اين اساس بيت الأحزاني كه در يك قرن پيش مورد زيارت ايرانيان شيعي مذهب بوده، همان مكان و محلي است كه در مجاورت جنوبي قبور اهل بيت (عليهم السلام) وجود داشته است.

اين نشانه با آنچه در چند دهه اخير، مشهور زائران است، تفاوت اساسي دارد. مكان فعلي به صورت زمين مسطّح و با آثاري از اساس بنا، در سمت شرقي قبرستان بقيع و خارج از آن جاي دارد. از اين مكان، هيچ ذكري در مأخذي مستند از قرون گذشته، به دست مؤلف حقير نرسيده است.

«مرحوم سيّد مصطفي عطّار» كه پس از 90 سال زندگي در مدينه به سال 1398 هـ. ق. از دار دنيا رفت، در سال قبل از مرگش با توجه به سوابق و شناسايي او از مدينه به مؤلف گفت:

«تحقيقات زيادي انجام دادم و آنچه مي توان به عنوان بيت الأحزان خواند، همان محل مجاور قبور اهل بيت (عليهم السلام) در بقيع مي باشد.»



[ صفحه 453]




سؤال 06


امام صادق (عليه السلام): اي ابوحنيفه! در مورد مرد كوري كه چشم بينايي را از حدقه درآورده باشد، يا بريده دستي كه،به هر نحو ممكن، دست فرد ديگري را قطع كرده است، يا باعث بريده شدن دست او شده باشد، چه مي گويي و چگونه حد الهي را در مورد او اجرا ميكني؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): من عالم به بعثت پيامبران هستم.


انقلاب الحائط ذهبا و ايراق الأسطوانة


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أحمد بن منصور الرشادي قال: حدثنا عبدالرزاق قال: حدثنا مهلب بن قيس قال: قلت للصادق عليه السلام: بأي شي ء يعرف العبد امامه؟ قال: ان فعل كذا و وضع يده علي حائط فاذا الحائط ذهب، ثم وضع يده علي أسطوانة، فأورقت من ساعتها، فقال: بهذا يعرف الامام [1] .



[ صفحه 10]




پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 114.


معجزات پيامبران توسط امام صادق


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند تمام برگزيدگان خود را مأموريت داد كه مردم را به راستگويي و اداء امانت كه نداي فطرت است دعوت نمايند.

داوود بن كثير رقي و ابوالحفاظ و مفضل بن عمر و ابوعبدالله بلخي نقل مي كنند كه: زماني در محضر امام صادق عليه السلام به سفر حج مي رفتيم هنگامي كه از مدينه دور شديم ابوعبدالله بلخي رو به حضرت كرد و گفت: اي امام معصوم از شما كرامات و معجزاتي نقل مي كنند من نيز اعتقاد دارم اما با چشم هايم نديده ام.

حضرت فرمود: ان شاءالله خواهي ديد. اما به ياد داري آن شبي را كه در كنار رودخانه بودي و فلاني كنيز خود را به تو داد كه براي او بفروشي وقتي از رودخانه گذشتي در زير درختي با كنيزك جمع شدي؟ بلخي از شنيدن اين سخن به سجده افتاد و گفت: به خدا قسم كه از آن زمان تا به حال چهل سال گذشته است و من از آن كار توبه كرده و به سوي خداي خود بازگشت نمودم.

امام جعفر صادق عليه السلام فرمود: توبه تو قبول باشد. بعد از آن رفتيم تا به مكاني رسيديم كه در آنجا چاهي بود. حضرت به



[ صفحه 44]



بلخي فرمود: از اين چاه به ما آب بده. بلخي نگاه كرد و گفت: يابن رسول الله اين چاه بسيار عميق است و آب در آن ديده نمي شود. سپس حضرت بر سر چاه آمد و ملاحظه نمود همانطور است كه بلخي گفت و بعد حضرت به چاه آب فرمود: ايها الجب المطيع السامع لربنا اسقنا مما جعل الله فيك باذن الله تعالي. تا اين كلمات بر زبان مبارك حضرت جاري شد ديديم آب در چاه شروع به جوشش و بالا آمدن نمود و آن قدر بالا آمد كه از سر چاه لبريز و بر روي زمين جاري شد و ما همه از آن آب نوشيديم.

و وقتي حضرت از سر چاه دور شد مجددا آب فرو نشست و همچنان شد كه بود. مفضل بن عمر خدمت حضرت عرض كرد يابن رسول الله فداي تو شوم اين معجزه شما مانند معجزه حضرت موسي بود در روزي كه از شر فرعون فرار كرد و نزد حضرت شعيب رفت. حضرت فرمود: درست است خدا تو را رحمت كند بعد از آن به راه خود ادامه داديم تا به درخت خرماي خشكي رسيديم كه خرما نداشت و زمان خرما هم نبود. حضرت به آن درخت نزديك شد و فرمود: ايتها النخله اطعمنا مما جعل الله فيك تا اين عبارت را فرمود آن درخت خشك سبز و بارور شد و خرماي فراواني به بار آورد به طوري كه خرماها از آن مي ريخت و همگي ما از آن خرماها خورديم سپس مفضل گفت: يابن رسول الله اين معجزه شما مانند معجزه حضرت عيسي بود. حضرت فرمود: درست است خدا تو را رحمت كند.

سپس به راه خود ادامه داديم در بين راه ناگهان آهويي نزد حضرت آمد و سر خود را به خاك مي ماليد و فرياد مي زد.



[ صفحه 45]



حضرت به آهو فرمود: تو برگرد من همان كاري را مي كنم كه تو آرزو داري. آهو برگشت. يكي از حاضرين گفت: اين آهو چه مي خواست؟ حضرت فرمود: او به ما پناه آورده است و گفت: صيادي جفت مرا شكار كرده و بچه هاي من هنوز به چرا نيامده اند. حضرت ادامه دادند كه: آهو از من توقع داشت كه جفت او را از دست صياد رها كنم. و صياد مدينه جفت اين آهو را گرفته است. مفضل گفت: يابن رسول الله اين معجزه شما هم مثل معجزه سليمان پيامبر بود. حضرت فرمود: درست گفتي خدا تو را رحمت كند.

سپس رو به قبله كرد و گفت: الحمدلله كما هو اهله و اين آيه را خواند: ام يحسدون الناس علي ما اتيهم الله من فضله فقد هم ملكا عظيما. پس از آن فرمود: به خدا قسم آن مرداني كه به آن ها حسد برده اند ما هستيم و سپس عازم كعبه شديم و معجزات بسياري نيز در اوقات حج از حضرت ظهور كرد. بعد به مدينه برگشتيم وقتي به مدينه رسيديم بلافاصله حضرت به دنبال صياد فرستاد و جفت آهو را از صياد خريداري نمود و آزاد كرد و به حضار فرمود: شما اسرار ما را كتمان كنيد و آنچه از ما مي بينيد به نامحرمان و غير شيعه اظهار نكنيد. آن كسي كه حالات ما را براي مخالفان اظهار كند از آنها به او ضرر و زيان خواهد رسيد.



[ صفحه 46]




شدت طغيان


در سال صد و چهل و چهار كه ابوجعفر منصور به سفر حج مي رفت در بذه اسري آل فاطمه را بازديد كرد.

به عبدالله بن حسن با وقيح ترين لهجه اي ناسزا گفت و محمد ديباج را به جرم اينكه پدر زن ابراهيم بن عبدالله است آن قدر تازيانه زد كه يك چشمش را كور كرد و پوست از بدنش فرو ريخت.

و بعد فرمان داد كه اسيران را به كوفه ببرند و در قصر عمر بن هبيره بازداشت كنند.

محمد و ابراهيم. اين دو برادر كه مايه اين همه فتنه و فساد شده بودند از ماجراي مدينه آگاه شدند و براي اينكه با جريان قضيه آشنائي بيشتري پيدا كنند از خفاگاه خود به كوفه رفتند و در آنجا به صورت دو اعرابي با پدرشان در زندان تماس گرفتند و دستور خواستند.

عبدالله بن حسن به پسرانش گفت:

ان منعكما ابوجعفر ان تعشيا كريمين لا يمنعكما ان تموتا كريمين

- اگر ابوجعفر دوست نمي دارد شما با حرمت و آبرومندي زندگي كنيد مانع نيست از اينكه آبرومندانه بميريد.

محمد و ابراهيم از سخنان پدر دريافتند كه بايد قيام كنند

محمد رو به مدينه گذاشت و ابراهيم به بصره رفت.



[ صفحه 154]



مردم مدينه از محمد به خوبي استقبال كردند.

رياح بن عثمان والي مدينه را از دارالاماره بيرون انداختند و امور شهر را به محمد سپردند.

وي عيسي بن زيد را به نام مشاور و وزير و مدير انتظامات شهر انتخاب كرد و با او به مشورت پرداخت.

عيسي بن زيد گفت براي تحكيم اين قيام بايد ابوعبدالله جعفر بن محمد با تو بيعت كند و مسلم است كه اصحاب او با سر و جان به همراه تو حركت خواهند كرد.

- اگر نكند.

عيسي بن زيد گفت:

- اين جريان شرط بردار نيست. كلمه ي «اگر» را بايد مطلقا حذف كرد. بايد با خشونت و سخت گيري شديد اين بيعت را بر او تحميل كنيد. وقتي كه ديگران روزگار جعفر را ببينند حساب خودشان را خواهند كرد و خواه ناخواه تسليم خواهند شد.

محمد فكري كرد و گفت:

- من تو را با اختيار تام بر مدينه حكومت مي دهم هر كه را مي كشي بكش و هر كه را مي بخشي ببخش.

عيسي بن زيد بي درنگ امام صادق عليه السلام را احضار كرد و با منتهاي وقاحت به او گفت:

- اسلم تسلم

اين كلمه را رسول اكرم به بت پرستان مي فرمود:

- اسلام را بپذير و به سلامت باش.

امام صادق وقتي اين سخن را از دهان فرومايه اي مانند عيسي بن زيد شنيد فرمود:

- مثل اين كه پس از محمد رسول الله شما دين تازه اي آورده ايد.



[ صفحه 155]



محمد نفس زكيه وقتي ديد خيلي بد شده توضيح داد:

- بيعت كنيد و به سلامت باشيد، خود و خانواده تان در امان بمانيد.

امام گفت:

- من پيرمردي ضعيفم و از دست من كاري ساخته نيست و بيعت من دردي براي شما دوا نخواهد كرد خوب است به جوانان بپردازيد.

محمد خنديد و گفت:

- من هم چندان از شما جوانتر نيستم.

امام به ناچار سخن خود را تفسير كرد كه غرض من از كلمه ي احراز تقديم بر شما نيست. من نمي خواهم بگويم چون از شما سالمندترم خلافت به من سزاوار است. من مي گويم كه قادر به مسافرت و جنگ و اداره ي امور نيستم.

تو اي برادرزاده خوب است دست از جان من برداري چون مي دانم كه اين اقدام به اتمام نمي رسد و موجبات گرفتاري مردم فراهم خواهد شد.

محمد با اطمينان خاطر گفت:

- اگر از ابوالدوانيق مي ترسيد نترسيد. او زندگي را بدرود گفته است.

- امام صادق فرمود:

- ديگر با من چكار داري.

- مي خواهم بيعت كني.

- ولي من به شما اطمينان مي دهم كه ابوالدوانيق نمرده و من هم با شما بيعت نخواهم كرد.

محمد فرياد كشيد:

- خواه با اطاعت و خواه با كراهت شما ناچاريد بيعت كنيد.

و وقتي ديد كه امام دست بيعت به پيش نمي آورد فرمان داد



[ صفحه 156]



ابوعبدالله جعفر الصادق را به زندان ببرند.

عيسي بن زيد گفت:

- بعيد نيست كه جعفر از زندان فرار كند.

امام صادق خنديد و گفت:

لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم.

- راستي مي خواهيد مرا به زندان ببريد.

محمد گفت:

- به خدا تو را به زندان خواهم انداخت و در زندان هم بي نهايت بر تو سخت خواهم گرفت.

عيسي بن زيد به افراد انتظامي خود دستور داد امام صادق را در اتاقي كه پستوي حياط بود بازداشت كنند.

ابوعبدالله جعفر بن محمد خواست حرف بزند.

عيسي بن زيد گفت:

- به خدا اگر سخن بگوئي دهانت را خواهم شكست.

امام فرمود:

- فرومايه! اين قدر ميدان نگير. زود است كه ببينم تو همچون روباهي بدبخت اينجا و آنجا دنبال سوراخي مي گردي تا جانت را از آسيب دشمن به در ببري. لب فرو بند كه تو شايسته ي گفتگو نيستي.

محمد جلو آمد تا دوباره با امام درشتي كند.

فرمود:

- مثل اين است كه مي بينم در سده ي اشجع به خاك و خون فرو مي غلطي.

محمد با طعن گفت:

- اشتباه مي كني يا اباعبدالله. و بالاخره سرافي بن سلح از جا برخاست و امام صادق را به زندان انداخت:



[ صفحه 157]



و به دنبالش اسماعيل بن عبدالله بن جعفر را كه پيري يك چشم و چلاق بود با وضع رقت انگيزي به محفل خود احضار كردند تا از او هم بيعت بگيرند.

اسماعيل با ضعف و ناراحتي گفت:

- آخر برادرزاده ي من. من امروز به محبت و مداراي تو محتاج ترم. اين بيعت من براي تو چه سودي خواهد داشت

محمد نعره كشيد.

- چاره اي جز بيعت نيست و گرنه بر تو سخت خواهم گرفت.

اسماعيل خواهش كرد كه ابوعبدالله جعفر بن محمد را احضار كنند تا اگر ابوعبدالله بيعت كرد او هم بيعت كند.

امام را از زندان به حضور خواستند اسماعيل از حضرت صادق خواست كه در پيرامون اين جريان با محمد صحبت كند.

امام فرمود:

- من قسم خورده ام كه با اين مرد حرف نزنم و آزادش گذاشته ام تا هر چه مي خواهد انجام دهد.

اسماعيل بن عبدالله گفت:

- ياد داري يا اباعبدالله كه پدر تو مرا از اين وقايع خبر داد.

امام در جوابش تصديق كرد.

در همان روز اسماعيل بن عبدالله بن جعفر در نتيجه ي تهاجم برادرزاده هايش كه طرفدار محمد بودند زير دست و پا از دنيا رفت.

و محمد بن عبدالله محض هم چون ديد از امام صادق نمي تواند بيعت بگيرد رهايش كرد

و چند روز ديگر در غره ي رمضان سال صد و چهل و پنج منصور دوانيق پسر عموي خود عيسي بن موسي بن علي بن عبدالله را براي سركوبي محمد نفس زكيه با نيروي عظيمي سوي حجاز گسيل داشت.



[ صفحه 158]



محمد هم از اين طرف خود را براي دفاع آماده ساخت.

يزيد بن معاوية بن عبدالله بن جعفر را بر مقدمه ي سپاه خود فرمان روائي داد. از سادات بني حسن در سپاه او عيسي بن موسي بن حسن و قاسم و محمد پسران زيد بن حسن و علي بن ابراهيم بن حسن صاحبان مناصب و مقام بودند اما در همان حمله هاي نخستين اين سازمان ضعيف از هم پاشيد و محمد بن عبدالله بن حسن كه خود را نفس زكيه و مهدي موعود مي شمرد به دست حميد بن قحطبه در سده ي اشجع از پاي در آمد.

حميد سر محمد بن عبدالله را از بدن دور ساخت و به كوفه براي منصور فرستاد.

و بدين ترتيب غائله ي نفس زكيه در مدينه فرو خوابيد تا نوبت به برادرش ابراهيم بن عبدالله رسيد.


املاؤه علي حمزة بن الطيار في حجج الله علي خلقه


أحمد بن محمّد بن خالد،عن عليّ بن الحكم،عن أبان الأحمر،عن حمزة بن الطّيار [1] ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: اكتب فأملي عَلَيَّ:

إنَّ مِن قولِنا: إنّ اللهَ يَحتَجُّ عَلي العبادِ بمِا آتاهُم وَعَرّفَهُم، ثُمَّ أرسَلَ إلَيهِم رَسولاً وَأنزَلَ عَلَيهِم الكتابَ فَأمَرَ فيهِ وَنَهي، أمَرَ فيهِ بِالصَّلاةِ وَالصّيامِ، فَنامَ رَسولُ الله صلي الله عليه وآله عَنِ الصَّلاةِ فَقالَ أنا أُنيُمكَ وَأنا أُوقِظُكَ فإذا قُمتَ فَصَلِّ لِيَعلَموا إذا أصابَهُم ذلِكَ كَيفَ يَصنَعون، لَيسَ كما يَقولونَ إذا نامَ عَنها هَلَكَ، وَكذلِكَ الصّيامُ، أنا أُمرِضُكَ وأنا أُصِحُّكَ، فإذا شَفَيتُكَ فاقضِهِ.

ثُمّ قالَ أبو عَبدِ الله عليه السلام: وَكذلِكَ إذا نَظَرتَ في جَميعِ الأشياءِ لَم تَجِد أحَداً في ضيقٍ ولَم تَجِد أحَداً إلّا وَللَّهِِ عَلَيهِ الحُجَّةُ، وَللَّهِِ فيهِ المَشيئَةُ، وَلا أقولُ إنَّهُم ماشاؤوا صنعوا.

ثمّ قال: إنَّ اللهَ يَهدي وَيُضِلُّ.

وَقالَ: وَما أُمِروا إلّا بِدونِ سَعَتِهم، وَكُلُّ شَي ءٍ أمَرَ النّاسَ بِهِ، فَهُم يَسعَونَ لَهُ، وَكُلُّ شَي ءٍ لا يَسعَونَ لَهُ فَهُو مَوضوعٌ عَنهُم، وَلَكِنَّ النّاسَ لا خَيرَ فِيهِم.

ثمّ تلاعليه السلام: «لَّيْسَ عَلَي الضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَي الْمَرْضَي وَلَا عَلَي الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَايُنفِقُونَ حَرَجٌ» فَوَضَعَ عَنهُم «مَا عَلَي الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - وَلَا عَلَي الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ» قال: فَوَضَعَ عَنهُم لِأَنّهُم لا يَجدونَ [2] [3] .



[ صفحه 10]




پاورقي

[1] حمزة بن محمّد الطّيار

حمزة بن محمّد الطّيار، كوفيّ، وعدّ من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله عليهما السلام (راجع: رجال الطّوسي: ص 132 الرّقم 1366 وص 190 الرّقم 2350، رجال البرقي: ص39، رجال ابن داوود: ص135 الرّقم524).

وفي رواية ابن بكير عن حمزة بن الطّيار قال: سألني أبو عبد الله عليه السلام عن قراءة القرآن؟ فقلت: ما أنا بذلك قال: لكن أبوك. قال: فسألني عن الفرائض؟ فقلت: أنا، وما أنا بذلك فقال: لكن أبوك. قال: ثمّ قال: إنّ رجلاً من قريش كان لي صديقاً، وكان عالِماً قارئاً، فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفرعليه السلام فقال: ليقبل كلّ واحد منكما علي صاحبه، ويسائل كلّ واحد منكما صاحبه، ففعلا فقال: القرشيُّ لأبي جعفرعليه السلام: قد علمت ما أردتَ، أردت أن تعلمني أنّ في أصحابك مثل هذا، قال هو ذاك، كيف رأيت؟(رجال الكشّي: ج 2 ص 637 ح 648).

وحمزة بن الطّيار، عن أبيه محمّد قال، جئت إلي باب أبي جعفرعليه السلام، استأذن عليه فلم يأذن لي، وأذن لغيري. فرجعت إلي منزلي وأنا مغموم، فطرحت نفسي علي سرير في الدّار وذهب عنّي النّوم، فجعلت أفكر وأقول: أليس المرجئة تقول كذا، والقدريّة تقول كذا، والحروريّة تقول كذا، والزّيديّة تقول كذا، فيفسد عليهم قولهم، وأنا أفكر في هذا حتّي نادي المنادي، فإذا الباب تدقّ، فقلت: من هذا؟ فقال: رسول أبي جعفرعليه السلام، يقول لك أبو جعفرعليه السلام: أجب.

فأخذت ثيابي ومضيت معه فدخلت عليه، فلمّا رآني قال: يا محمّد لا إلي المرجئة، ولا إلي القدريّة، ولا إلي الحروريّة، ولا إلي الزّيديّة، ولكن إلينا. كما حجبتك لكذا وكذا، فقبلت وقلت به (ح 649).

وحمدويه ومحمّد ابنا نصير، قالا: حدّثنا محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن الطّيار قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بلغني أنّك كرهت منّا مناظرة النّاس، وكرهت الخصومة، فقال: أمّا كلام مثلك للنّاس فلا نكرهه، من إذا طار أحسن أن يقع، وأن وقع يحسن أن يطير، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه (ح 650).

[2] تمام الآية: «لَّيْسَ عَلَي الضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَي الْمَرْضَي وَلَا عَلَي الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ي مَا عَلَي الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - وَلَا عَلَي الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لآَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ». (التّوبة: 91 و 92).

[3] الكافي: ج 1 ص 164 ح 4، التوحيد: ص 413 ح 10، المحاسن: ج 1 ص 236 ح 204، بحار الأنوار: ج 5 ص 300 ح 4.


في التكسب و التجارة


8- في الكافي، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: ان رجلا أتي جعفرفا صلوات الله عليه شبيها بالمستنصح له فقال له: يا أباعبدالله كيف صرت اتخذت الأموال قطعا متفرقة، ولو كانت في موضع واحد كان أيسر لمؤنتها و أعظم لمنفعتها، فقال أبوعبدالله عليه السلام: اتخذتها متفرقة، فان أصاب هذا المال شي ء سلم هذا، والصرة تجمع هذا كله.

9- و عن عمر بن يزيد قال: أتي رجل أباعبدالله عليه السلام يقتضيه و أنا عنده فقال له: ليس عندنا اليوم شي ء، ولكنه يأتينا خطر و وسمة فيباع، و نعطيك انشاء الله فقال له الرجل: عدني فقال: كيف أعدك و أنا لما لا أرجو أرأي مني لما أرجوا.

10- ابن مسكان، عن سليمان بن خالد في خبر طويل أنه دخل علي الصادق عليه السلام آذنه و آذن لقوم من أهل البصرة فقال عليه السلام: كم عدتهم؟ فقال: لا أدري فقال عليه السلام: اثنا عشر رجلا فلما دخلوا عليه سألوا في حرب علي و طلحة و الزبير و عائشة قال: و ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم علم ذلك قال: اذا تكفرون يا أهل البصرة فقال: علي عليه السلام: كان مؤمنا منذ بعث الله نبيه الي أن قبضه اليه ثم لم يؤمر عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أحدا قط، و لم يكن في سرية قط



[ صفحه 324]



الا كان أميرها و ذكر فيه أن طلحة و الزبير بايعاه، و غدرا به، و أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أمره بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين، فقالوا: لئن كان هذا عهدا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لقد ضل القوم جميعا فقال عليه السلام: ألم أقل لكم انه ستكفرون ان أخبرتكم أما انكم سترجعون الي أصحابكم من أهل البصرة فتخبرونهم بما أخبرتكم فيكفرون أعظم من كفركم، فكان كما قال.

- أبوبصير قال موسي بن جعفر عليهماالسلام: فيما أوصاني به أبي عليه السلام أن قال: يا بني! اذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك، فان الامام لا يغسله الا الامام و أعلم أن عبدالله أخاك سيدعو الناس الي نفسه، فدعه فان عمره قصير، فلما أن مضي أبي غسلته كما أمرني، و ادعي عبدالله الامامة مكانه، فكان كما قال أبي و ما لبث عبدالله يسيرا حتي مات، و روي مثل ذلك الصادق عليه السلام.

11- و في الكافي مسندا، عن عبدالعزيز بن نافع قال طلبنا الاذن علي أبي عبدالله عليه السلام، و أرسلنا اليه فأرسل الينا ادخلوا اثنين اثنين، فدخلت أنا و رجل معي فقلت للرجل: أحب أن تسأل المسألة فقال: نعم فقال له: جعلت فداك ان أبي كان ممن سباه بنوأمية، و قد علمت أن بني أمية لم يكن لهم أن يحرموا، و لا يحللوا، و لم يكن لهم مما في أيديهم قليل و لا كثير، و انما ذلك لكم، فاذا ذكرت الذي كنت فيه، دخلني من ذلك ما يكاد يفسد علي عقلي ما أنا فيه، فقال له: أنت في حل مما كان من ذلك، و كل من كان في مثل حالك من ورائي فهو في حل من ذلك، قال فقمنا، و خرجنا، فسبقنا معتب الي النفر القعود الذين ينتظرون اذن أبي عبدالله عليه السلام فقال لهم: قد ظفر عبدالعزيز بن نافع بشي ء ما ظفر بمثله أحد قط، قيل له: و ما ذاك؟ ففسره لهم فقام اثنان فدخلا علي أبي عبدالله عليه السلام فقال أحدهما: جعلت فداك ان أبي كان من سبايا بني أمية، و قد علمت أن بني أمية لم يكن لهم من ذلك قليل و لا كثير و أنا أحب أن تجعلني من ذلك في حل فقال: ما ذلك الينا، ما لنا أن نحل و لا أن نحرم فخرج الرجلان و غضب أبوعبدالله عليه السلام، فلم يدخل عليه أحد في تلك الليلة أو بدأه أبوعبدالله عليه السلام، فقال: ألا تعجبون من فلان يجيئني فيستحلني مما صنعت بنوأمية كأنه يري أن ذلك لنا، و لم ينتفع أحد في تلك الليلة بقليل و لا كثير الا الأولين، فانهما غنيا بحاجتهما.

12- المفضل بن عمر قال: كنت أنا و خالد الجوان، و نجم الحطيم، و سليمان بن خالد علي باب الصادق عليه السلام فتكلمنا فيما يتكلم فيه أهل الغلو، فخرج علينا الصادق عليه السلام بلا حذاء و لا رداء و هو ينتفض و يقول: يا خالد يا مفضل يا سليمان يا نجم، لا «بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعلمون».

13- في الكافي بالاسناد، عن هارون ابن الجهم قال: كنا مع أبي عبدالله بالحيرة حين قدم علي أبي جعفر



[ صفحه 325]



المنصور، فختن بعض القواد ابنا له، و صنع طعاما و دعا الناس، و كان أبوعبدالله عليه السلام فيمن دعا فبينما هو علي المائدة يأكل و معه عدة في المائدة، فاستسقي رجل منهم ماء، فأوتي بقدح فيه شراب لهم، فلما أن صار القدح في يد الرجل قام أبوعبدالله عليه السلام عن المائدة فسئل عن قيامه فقال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ملعون من جلس علي مائدة يشرب عليها الخمر.

و في رواية أخري ملعون ملعون، من جلس طائعا علي مائدة يشرب عليها الخمر.

14- و محمد بن أحمد، عن أبي عبدالله قال: دخل عليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء من غير مسألة:

من جمع مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر، فقالوا: جعلنا فداك لا نفهم هذا الكلام فقال عليه السلام «از باد آيد بدم بشود».

مناظرة أبي حنيفة في القياس و الرأي


و في رواية اخري: أن الصادق عليه السلام قال لأبي حنيفة لما دخل عليه: من أنت؟ قال: أبوحنيفة.

قال عليه السلام: مفتي أهل العراق؟ قال: نعم.

قال: بما تفتيهم؟ قال: بكتاب الله.

قال عليه السلام: و انك لعالم بكتاب الله، ناسخه و منسوخه، و محكمه و متشابهه؟ قال: نعم.

قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل: (و قدرنا



[ صفحه 72]



فيها السير سيروا فيها ليالي و أياما آمنين) [1] أي موضع هو؟

قال أبوحنيفة: هو ما بين مكة و المدينة، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام الي جلسائه، و قال عليه السلام: نشدتكم بالله، هل تسيرون بين مكة و المدينة و لا تأمنون علي دمائكم من القتل، و علي أموالكم من السرق؟ فقالوا: اللهم نعم.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: و يحك يا أباحنيفة! ان الله لا يقول الا حقا، أخبرني عن قول الله عزوجل: (و من دخله كان آمنا) [2] ، أي موضع هو؟ قال: ذلك بيت الله الحرام، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام الي جلسائه و قال عليه السلام: نشدتكم بالله هل تعلمون: أن عبدالله بن الزبير و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قالوا: اللهم نعم.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: و يحك يا أباحنيفة! ان الله لا يقول الا حقا.

فقال أبوحنيفة: ليس لي علم بكتاب الله، انما أنا صاحب قياس.



[ صفحه 73]



قال أبوعبدالله عليه السلام: فانظر في قياسك - ان كنت مقيسا - أيما أعظم عند الله القتل أم الزنا؟ قال: بل القتل.

قال: فكيف رضي في القتل بشاهدين. و لم يرض في الزنا الا بأربعة؟ ثم قال عليه السلام له: الصلاة أفضل أم الصيام؟ قال: بل الصلاة أفضل.

قال عليه السلام: فيجب علي قياس قولك علي الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، و قد أوجب الله تعالي عليها قضاء الصوم دون الصلاة.

قال له عليه السلام: البول أقذر أم المني؟ قال: البول أقذر.

قال عليه السلام: يجب علي قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني، و قد أوجب الله تعالي الغسل من المني دون البول.

قال: انما أنا صاحب رأي.

قال عليه السلام: فما تري في رجل كان له عبد فتزوج و زوج عبده في ليلة واحدة، فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة، ثم سافرا و جعلا امرأتيهما في بيت واحد، و ولدتا غلامين، فسقط البيت عليهم، فقتل المرأتين و بقي



[ صفحه 74]



الغلامان، أيهما في رأيك المالك، و أيهما المملوك؟ و أيهما الوارث، و أيهما الموروث؟

قال: انما أنا صاحب حدود.

قال عليه السلام: فما تري في رجل أعمي فقأ عين صحيح، و أقطع قطع يد رجل، كيف يقام عليهما الحد؟

قال: انما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء.

قال عليه السلام: فأخبرني عن قول الله لموسي و هارون حين بعثهما الي فرعون: (لعله يتذكر أو يخشي) [3] ، و «لعل» منك شك؟ قال: نعم.

قال عليه السلام: و كذلك من الله شك اذ قال: «لعله»؟ قال أبوحنيفة: لا علم لي.

قال عليه السلام: تزعم أنك تفتي بكتاب الله و لست ممن ورثه، و تزعم أنك صاحب قياس و أول من قاس ابليس لعنه الله و لم يبن دين الاسلام علي القياس، و تزعم أنك صاحب رأي و كان الرأي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صوابا و من دونه خطأ؛ لأن الله تعالي قال: (فاحكم بينهم بما



[ صفحه 75]



أراك الله) [4] و لم يقل ذلك لغيره، و تزعم أنك صاحب حدود، و من انزلت عليه أولي بعلمها منك، و تزعم أنك عالم بمباعث الأنبياء، و لخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك، و لولا أن يقال: دخل علي ابن رسول الله فلم يسأله عن شي ء، ما سألتك عن شي ء، فقس ان كنت مقيسا.

قال أبوحنيفة: لا أتكلم بالرأي و القياس في دين الله بعد هذا المجلس.

قال الامام عليه السلام كلا، ان حب الرئاسة غير تاركك، كما لم يترك من كان قبلك... تمام الخبر [5] .

و عن عيسي بن عبدالله القرشي، قال: دخل أبوحنيفة علي أبي عبدالله عليه السلام: فقال: يا أباحنيفة، قد بلغني أنك تقيس، فقال: نعم.

فقال: لا تقس، فان أول من قاس ابليس لعنه الله حين قال: (خلقتني من نار و خلقته من طين)، فقاس بين



[ صفحه 76]



النار و الطين، و لو قاس نورية آدم بنورية النار و عرف ما بين النورين، و صفاء أحدهما علي الآخر.

و عن الحسن بن محبوب، عن سماعة، قال: قال أبوحنيفة لأبي عبدالله عليه السلام: كم بين المشرق و المغرب؟

قال: قال مسيرة يوم للشمس بل أقل من ذلك، قال: فاستعظمه.

قال: يا عاجز، لم تنكر هذا، ان الشمس تطلع من المشرق، و تغرب في المغرب في أقل من يوم... تمام الخبر.


پاورقي

[1] سبأ: 17.

[2] آل عمران: 97.

[3] طه: 44.

[4] المائدة: 51.

[5] الاحتجاج: 360.


اين جواب را از حجاز آورده اي (مناظره هشام)


نفي جسميت خدا



يونس بن ظبيان مي گويد: به حضور امام صادق (ع ) رفتم و عرض كردم : هشام بن حكم (شاگرد برجسته امام صادق ) سخن سخت و پيچيده اي را مطرح كرده كه قسمتي از آن را به طور خلاصه براي شما مي گويم : هشام معتقد است كه خدا جسم است ؛ زيرا هر چيزي دو گونه است ؛ جسم و عمل جسم ؛ و از آنجا كه روا نيست كه آفريننده جسمها؛ كار جسم باشد؛ پس رواست كه فاعل جسم باشد.



- واي بر هشام ! مگر او نمي داند كه جسم ؛ محدود و متناهي است ؛ و چون جسم ؛ محدود مي باشد؛ قابل كم و زياد است ؛ و چنين چيزي ؛ مخلوق خواهد بود.



پس من در اين مورد چگونه معتقد باشم ؟



- خدا؛ نه جسم است و نه شكل ؛ او جسمها را جسم كند؛ و شكلها را شكل نمايد؛ جزء ندارد؛ بي نهايت است ؛ دستخوش كاهش و افزايش نيست ؛ و اگر كسي قائل به جسميت خدا شود؛ پس چه فرقي بين خالق و مخلوق خواهد بود؛ ولي خداوند آفريدگار و پديد آورنده است ؛ و بين او و مخلوقات ؛ فرق است چرا كه او يكتا و بي همتا است .



اين جواب را از حجاز آورده اي



(ابوشا كر ديصاني از دانشمندان معروف عصر امام صادق (ع ) بود؛ و در صف منكران توحيد قرار داشت ؛ ومعتقد به خداي نور و خداي ظلمت بود و همواره مي كوشيد تا با بحثهاي كلامي ؛ عقيده خود را ثابت كند؛ و اسلام را نقض نمايد؛ او بنيانگذار مكتبي به نام ديصانيه شده بود و شاگرداني داشت ؛ و حتي مدتي هشام بن حكم از شاگردان او بود؛ در اينجا به يك نمونه از ايراد تراشي هاي او توجه كنيد: )



ابو شاكر به نظر خود ايرادي براي قرآن يافته بود؛ روزي به هشام بن حكم (شاگرد برجسته امام صادق ) گفت : در قرآن آيه اي وجود دارد كه عقيده ما (دوگانه پرستي ) را تصديق مي كند.



كدام آيه را مي گوئي ؟ آنجا كه (در آيه 84سوره زخرف ) مي خوانيم :



و هو الذي في السما اله و في الارض اله : او كسي است كه در آسمان معبود است و در زمين نيز معبود مي باشد؛ بنابراين آسمان معبودي دارد؛ و زمين معبود ديگر.



هشام مي گويد: من ندانستم چگونه به او پاسخ بگويم ؛ در آن سال به زيارت خانه خدا مشرف شدم ؛ و نزد امام صادق (ع ) رفتم و ماجرا را عرض كردم .



امام صادق (ع ) فرمود: اين سخن بي دين خبيثي است ؛ هنگامي كه بازگشتي ؛ از او بپرس : نام تو در كوفه چيست ؟ مي گويد: فلان .



بگو: نام تو در بصره چيست ؟



مي گويد: فلان ؛ سپس بگو: پروردگار ما نيز همين گونه است ؛ نام او در آسمان اله است و در زمين نام او اله است ؛ و همچنين در درياها؛ و صحراها و در هر مكاني ؛ اله و معبود؛ او است .



هشام مي گويد: هنگامي كه بازگشتم ؛ به سراغ ابوشاكر رفتم ؛ و اين پاسخ را به او دادم .



گفت : اين سخن از تو نيست ؛ اين را از حجاز آورده اي (هذه نقلت من الحجاز)

موقفه من الجدال و القياس في الدين


درج الامام جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه علي ما درج عليه أجداده - من النبي عليه السلام، و الصديق، و علي بن أبي طالب، و عموم الصحابة و التابعين و تابعيهم - من التحذير من الجدال و المراء في الدين و في كتاب الله و شرائعه. و هذا الأمر - أعني التحذير من الجدال و توابعه و آثاره علي الدين و القلوب - من الأمور المسلمة عند المسلمين، مضي علي التحذير منه و التشديد فيه صدر الأمة و سلفها الصالح في كل قرن الي عصرنا هذا ممن تبع السلف في مذهبهم و مضي علي منهجهم و منوالهم.

و من أقوال الامام الصادق في هذا، ما رواه الذهبي بسنده الي عنبسة الخثعمي -و كان من الأخيار - قال: سمعت جعفر بن محمد يقول:

«اياكم و الخصومة في الدين؛ فانها تشغل القلب، و تورث الشقاق».

و هذه العبارة تواترت في الحقيقة عن جمع كبير من أئمة السلف رحمهم الله، تناقلها العلماء في كتب أصول السنة في هذا الباب.

فهذا نموذج في ذم الجدال؛ و هو المراء و طلب المغالبة، و مستلزم للخصومة في الدين.

و من ذمه للقياس قصة رواها أبونعيم في الحلية بسنده الي عمرو بن جميع، قال: دخلت علي جعفر بن محمد أنا و ابن أبي ليلي و أبوحنيفة، و قال عبدالله بن شبرمة الكوفي - و هو ثقة فقيه من أقران الصادق - قال:



[ صفحه 32]



دخلت أنا و أبوحنيفة علي جعفر بن محمد، فقال لابن أبي يعلي: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر و نفاذ في أمر الدين.

قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه. قال: نعم، قال: فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان، هل قست رأسك بعد؟، قال: كيف أقيس رأسي؟!، قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، و المرارة في الأذنين، و الحرارة في المنخرين، و العذوبة في الشفتين؟

قال: لا!، قال: ما أراك تحسن شيئا.

قال: فهل علمت كلمة أولها كفر و آخرها ايمان؟

فقال ابن أبي ليلي: يابن رسول الله، أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها.

فقال: أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال:«ان الله تعالي بمنه و فضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين؛ لأنهما شحمتان و لولا ذلك لذابتا، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدواب؛ فان دخلت الرأس دابة و التمست الي الدماغ، فاذا ذاقت المرارة التمست الخروج، و ان الله بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح و لو لا ذلك لأنتن الدماغ، و ان الله تعالي بمنه و فضله و رحمته علي ابن آدم جعل العذوبة في الشفتين؛ يجد بهما استطعام كل شي ء و يسمع الناس بها حلاوة منطقه».



[ صفحه 33]



فقال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر و آخرها ايمان. فقال: اذا قال العبد: لا اله، فقد كفر، فاذا قال: الا الله، فهو ايمان. ثم أقبل علي أبي حنيفة فقال: يا نعمان، حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «أول من قاس أمر الدين برأيه ابليس. قال الله تعالي له: اسجد لآدم، فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالي يوم القيامة بابليس؛ لأنه اتبعه بالقياس».

زاد ابن شبرمة في حديثه: ثم قال جعفر: أيهما أعظم: قتل النفس أو الزنا؟ قال: قتل النفس. قال: فان الله عزوجل قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا الا أربعة. ثم قال: أيهما أعظم: الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقضي الصوم و لاتقضي الصلاة؟، فكيف - ويحك - يقوم لك قياسك؟!. اتق الله و لا تقس الدين برأيك!



[ صفحه 34]




خداوند مالك است


از جمله روشنگري هاي قرآن اين است كه مالكيت در آسمانها و زمين، تنها از آن خداوند است. خداوند مي فرمايد:

آيا نمي داني كه فرمانروايي آسمانها و زمين از آن خداوند است؟ [1] بگو: خداوندا، اي فرمانرواي هستي، به هر كه بخواهي فرمانروايي مي بخشي و از هر كس كه بخواهي فرمانروايي بازستاني. [2] و فرمانروايي آسمان و زمين از آن خداوند است و خدا بر هر كاري تواناست. [3] و فرمانروايي آسمان و زمين از آن خداوند است و سير بازگشت به سوي اوست. [4] اين روشنگري قرآن بر شيوه زندگي انسان تأثير مستقيم دارد؛ چون وقتي آدمي به اين باور دست يابد كه خداوند مالك مطلق آسمانها و زمين است و هيچ مالك ديگري به جز او نيست، از تمايلات دنيوي خود مي كاهد و از قيد وابستگي به دنيا مي رهد. اين، همان چيزي است كه علماي اخلاق آن را زهد مي نامند كه معناي مقابل آن وابستگي به دنياست.

علي بن ابيطالب (ع) در جمله اي كوتاه، معناي زهد را چنان خلاصه كرده است كه در تعريف زهد، جمله اي موجزتر و رساتر از آن نمي شناسيم:

زهد در قرآن در دو كلمه خلاصه شده است: «تا آنكه بر آنچه از دست شما مي رود افسوس مخوريد و بر آنچه به شما بخشد شادماني مكنيد.» [5] آري، زاهد نه بر آنچه از دستش مي رود افسوس مي خورد و نه از آنچه به دست مي آورد شادمان مي شود. و دلبستگي به دنيا انسان را سنگين مي كند و حس سبكي پرواز به سوي خدا را از وي سلب مي كند و باعث به وجود آمدن حالت سستي و تنبلي مي شود. اين آيه، توصيف دقيقي از اين حالت است:

چرا هنگامي كه به شما گفته مي شود در راه خدا رهسپار (جهاد) شويد، گرانجاني مي كنيد؟ آيا به زندگي دنيا به جاي آخرت رضايت داده ايد؟ متاع زندگي دنيا در جنب آخرت بس اندك است. [6] حال، پرسش اين است كه انسان چگونه مي تواند در آنچه خدا به وي ارزاني داشته، احساس مالكيتي نداشته باشد؟ در پاسخ بايد گفت اين امر هنگامي تحقق مي يابد كه انسان خود را بنده خداوند بداند. كيفيت استدلال نيز به صورت يك زنجيره به هم پيوسته در سخن امام (ع) آمده است.

اولين حلقه اين زنجيره اين است كه انسان خود را بنده خدا بداند و معناي بندگي را مطابق اين آيه درك كند:

بنده مملوكي كه قدرت بر انجام هيچ كاري ندارد.

بنده بايد بداند كه بدون اعطاي خداوند، مالك چيزي و جز با رضايت و اجازه او قادر بر انجام كاري نخواهد بود.

پس از گذر از اين مرحله، ديگر بنده در آنچه خدا به او ارزاني داشته است، احساس مالكيتي ندارد. اين حلقه دوم، نتيجه طبيعي حلقه اول است؛ زيرا با مالك دانستن خداوند، هرگونه احساس مالكيتي از ميان مي رود.

امام صادق (ع) در توجيه اين مسئله به عنوان مي فرمايد: «بندگان مالكيتي ندارند، مال را از آن خدا مي دانند و آن را در جايي كه او فرموده است به مصرف مي رسانند.» سومين حلقه از اين زنجيره، زهد در دنياست. پس اعتقاد به اينكه مال از آن خداست و بنده خدا ملكيتي ندارد، لاجرم به تعديل علاقه انسان به دنيا منجر مي شود كه همان زهد است.

چهارمين حلقه از اين زنجيره، در حديث امام (ع) به عنوان بصري اين گونه بيان شده است: «پس وقتي عبد در آنچه خداوند به وي ارزاني داشته احساس مالكيت نداشت، انفاق كردن در آنچه خداوند امر به انفاق آن كرده است، بر او آسان مي شود.» اين دلبستگي به دنياست كه موجب بخل و مانع از انفاق مال در راه خدا مي شود. آري، با زايل شدن اين دلبستگي، انفاق كردن بر آدمي آسان مي نمايد.


پاورقي

[1] سوره بقره، آيه 107: الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض.

[2] سوره آل عمران، آيه 26: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء.

[3] همان، آيه 189: و لله ملك السماوات والارض والله علي كل شيء قدير.

[4] سوره مائده، آيه 18: و لله ملك السماوات والارض و ما بينهما و اليه المصير.

[5] سوره حديد، آيه 3.

[6] سوره توبه، آيه 38.


شكيبايي و مهرباني امام صادق


1- آن حضرت هر گاه از كسي ناسزا و دشنامي مي شنيد به جايگاه نمازش مي رفت و ركوع و سجود بسيار انجام مي داد و فراوان مي گريست و از خداوند براي كسي كه دشنام و ناسزايش گفته بود، طلب آمرزش مي كرد.

اگر دشنام دهنده از خويشان نزديكش بود، با دادن پول با وي رابطه برقرار مي كرد و به الطاف و نيكيهاي خويش مي افزود و مي فرمود: من دوست دارم خداوند بداند كه من گردنم را در برابر خويشانم فرود مي آورم و به سوي آنان شتاب مي جويم پيش از آنكه از من بي نيازي جويند.

سرورم براستي تو چه بزرگ و شكيبا بودي! چه روح بزرگي داشتي و سينه ات چه گشاده و خلق و خويت چه نيكو بود!

2- غلامش را در پي كاري فرستاد. زماني گذشت و نيامد. امام در پي او روانه شد و ناگهان او را يافت كه در گوشه اي خفته است. آن حضرت آمد و در كنار غلام نشست و شروع به باد زدنش كرد همين كه غلام بيدار شد امام به او فرمود: فلاني! اين چه كاري است روز و شب مي خوابي. شب از آن تو باد و روز سهم ماست از تو!!

اگر اين داستان كوچك را به وضع اجتماعي آن روزگاري كه با بردگان مانند حيوانات رفتار مي شد و به مجرد اينكه خطايي از آنان سر مي زد به باد كتك گرفته مي شدند، اضافه كنيم به ابعاد كمال والاي انسانيت در قلب بزرگ آن حضرت پي خواهيم برد.



[ صفحه 59]



3- روزي آن حضرت، غلام عجمي خود را در پي حاجتي بيرون فرستاد چون غلام بازگشت نتوانست خوب به امام پاسخ گويد، زيرا كاملاً نمي توانست به زبان عربي سخن بگويد، امام صادق عليه السلام به جاي آنكه مطابق رسم معمول زمان خويش، بر وي فرياد كند و او را از خود براند، قلب غلام را تسكين داد و نگراني و اضطراب آن را آرام بخشيد چرا كه به وي گفت، تو زبانت درمانده است اما قلبت درمانده نيست.

آنگاه افزود:

«آزرم و پاكدامني و ناتواني (ناتواني زبان نه قلب) از ايمان است».

4- آن حضرت خانواده ي خويش را از اينكه براي رسيدن به پشت بام، به جاي پلكان از نردبان استفاده كنند منع كرده بود. روزي وارد خانه شد و ديد يكي از كنيزانش كه بچه ي آن حضرت را بزرگ مي كرد بالاي نردبان است و كودك هم در آغوش اوست. همين كه چشم كنيز به امام افتاد ترسيد! و زانوانش به لرزه در آمد و كودك از دستش فرو افتاد و مرد.

امام صادق عليه السلام سيمايش دگرگونه شد و به جايگاه خويش بازگشت چون علت را جويا شدند، فرمود: من نه از مرگ بچه سيمايم دگرگونه شد بلكه از اينكه چون بر كنيز وارد شدم از من بسيار ترسيد، هنگامي كه امام آن كنيزك ترسان و هراسان را ديد به وي فرمود: تو براي خدا آزادي، تو براي خدا آزادي!!

آيا درخشش نور انسانيت را در سيماي امام مشاهده مي كنيد كه چگونه به خاطر ترس يك كنيز رنگ چهره اش دگرگون مي شود، اما از



[ صفحه 60]



مرگ فرزند كوچك خويش احساس اضطراب و اندوه نمي كند!

5- برخي از حاجياني كه ميان مكه و مدينه رفت و آمد مي كردند، خوابيدن در مسجد النبي صلي الله عليه و آله را بر كرايه كردن محلي براي خواب، ترجيح مي دادند، يك بار يكي از آنان خفته بود و امام صادق در كنارش نماز مي گزارد. چون مرد بيدار شد كيسه ي پولش را نيافت. ناگهان متعرض امام كه نمي شناختش شد و به آن حضرت گفت: تو كيسه ي پول مرا دزديدي!

امام از او پرسيد: چقدر پول در آن بود؟

مرد پاسخ داد: هزار دينار

امام او را به منزل خويش برد و هزار دينار به وي داد.

مرد رفت و پس از چندي كيسه ي پول خود را كه در آن هزار دينار بود پيدا كرد. بنابراين پولي را كه از امام گرفته بود، با پوزش و عذر بسيار نزد آن حضرت آورد، اما ايشان از گرفتن پول خودداري كرد و فرمود: چيزي كه از دستانم بيرون آمد ديگر به سوي من باز نگردد!

مرد از نزد امام خارج شد و از مردم پرسيد: اين مرد كيست؟ به او گفتند: او جعفر بن محمد است. مرد گفت: چنين كسي ناگزير بايد چنين رفتاري داشته باشد! [1] .


پاورقي

[1] الامام الصادق - علامه مظفر، ج 1، ص 258.


ختامه مسك


قال اميرالمؤمنين عليه السلام: التوبة علي أربعة دعائم: ندم بالقلب، و استغفار باللسان، و عمل بالجوارح، و عزم علي ان لا يعود [1] .

توبه كردن (توجه و پناه به خدا بردن) بر چهار پايه و ستون استوار است: پشيماني قلبي، و استغفار زباني، و عمل نمودن با اعضا و جوارح بدن و تصميم جدي براي برنگشتن.



[ صفحه 36]




پاورقي

[1] كشف الغمه، ج 3، ص 141؛ بحارالانوار، ج 75، ص 81، ح 74.


منفعة الأطفال في البكاء


اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة.

و اعلم ان في أدمغة الأطفال رطوبة، ان بقيت فيها احدثت عليهم احداثا جليلة و عللا عظيمة، من ذهاب البصر و غيره، و البكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم و السلامة في أبصارهم. أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء و والداه لا يعرفان ذلك فهما دائبان ليسكتانه و يتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي، و هما لا يعلمان أن البكاء اصلح له و اجمل عاقبة. فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالاهمال و لو عرفوا ذلك لم يقضوا علي الشي ء أنه لا منفعة فيه، من اجل انهم لا يعرفونه و لا يعلمون السبب فيه، فان كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون و كثيرا ما يقصر عنه علي المخلوقين محيط به الخالق جل قدسه و علت كلمته.



[ صفحه 21]



فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريق، ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقيت في ابدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة، كمن تراه قد غلبت عليه الرطوبة، فأخرجته الي حد البله و الجنون و التخليط الي غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج و اللقوة و ما اشبههما، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم، لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم، فتفضل علي خلقه بما جهلوه و نظر لهم بما لم يعرفوه، و لو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك من التمادي في معصيته، فسبحانه ما اجل نعمته و اسبغها علي المستحقين و غيرهم من خلقه، تعالي عما يقول المبطلون علوا كبيرا.


درباره ي امامت


در مكتب تشيع، امامت يكي از اركان و اصول دين، و اعتقاد به آن همسنگ اعتقاد به توحيد، نبوت و معاد است. امامت در عقيده ي شيعي، امتداد همان رسالت پيامبر صلي الله عليه و آله محسوب مي شود، چنانكه امام معصوم همه ي وظايف پيامبر صلي الله عليه و آله - جز نبوت او را - بر عهده دارد و به انجام اين وظايف قيام و اقدام مي نمايد.

با رحلت پيامبر گرامي اسلام صلي الله عليه و آله، نزول وحي و نبوت پايان يافت و به تصريح قرآن پس از او تا رستاخيز پيامبري نمي آيد و بر كسي وحي نازل نمي شود. اما امت اسلامي پس از رسول خدا صلي الله عليه و آله نيز از كسي كه بيانگر معارف و اعتقادات دين و مفسر و شارح قرآن و فروع احكام و تشكيل دهنده ي حكومت الهي باشد بي نياز نيستند، بلكه نياز آنان به فردي كه راه پيامبر را دنبال كند و وظايف او را انجام دهد پيوسته باقي است. البته چنين وظايفي بدون علم گسترده و وسيع، و بدون عصمت و مصونيت از گناه و اشتباه امكان ندارد، و نيز شناخت فردي كه از اين ويژگي ها برخوردار باشد در توان مردم نيست، و جز از طريق وحي نمي توان او را شناخت.

در مكتب تشيع مقام امامت يك منصب الهي است، و شيعه معتقد است امام بايد از جانب خدا نصب و تعيين شود، و خداي متعال مقام امامت و رهبري را به او عطا فرمايد. در اعتقاد شيعه، فلسفه ي نصب و تعيين امام از طرف خدا با فلسفه بعثت پيامبران يكي است، و همان عللي كه



[ صفحه 28]



ايجاب مي كند خداوند پيامبر داشته باشد، ايجاب مي نمايد كه امامي پس از پيامبر از طرف خدا منصوب گردد تا نگهبان دين خدا و عهده دار وظايف رسول باشد. علم وسيع و گسترده، و عصمت و مصونيت از گناه و خطا از شرايط اساسي امامت است، و شناسائي فرد واجد چنين صفاتي جز در پرتو وحي امكان پذير نيست.

ممكن است چنين تصور شود كه بحث درباره ي خلافت و امامت و اينكه پس از رسول گرامي اسلام چه كسي مي بايست زمام امور مسلمين را به دست گيرد، يك بحث تاريخي است و جز از جنبه ي تاريخي نتيجه اي ندارد، ولي بايد توجه داشت كه امامت ابعاد گوناگوني دارد و اگر زمان يك بعد آن سپري شده باشد بررسي ابعاد ديگر آن هم اكنون نيز مفيد و سازنده است، و از ميان اين ابعاد ذيلا به دو بعد اشاره مي شود:

1- بحث درباره ي امامت، بحث درباره ي ماهيت حكومت اسلام و شيوه ي فرمانروائي پس از درگذشت پيامبر صلي الله عليه و آله، تا عصر حاضر است، و چنين بحثي بسيار مفيد و سازنده است و با سرنوشت ما كاملا ارتباط دارد.

2- پس از درگذشت پيامبر، مرجع اخذ احكام و پناهگاه امت در مشكلات فكري و عقيدتي كيست و مردم در اين مسائل به كدام مقام بايد مراجعه كنند؟ آيا امت مي توانند اصول و فروع خود را از هر يك از صحابه ي پيامبر اخذ كنند؟ يا بايد خود را در اين موارد پناهگاهي معصوم و مطمئن براي امت تعيين كرده باشد؟

گروهي از كساني كه به تشكيل حكومت اسلامي در سرزمين هاي متعلق به مسلمانان علاقه ي شديدي دارند بحث و گفتگو در مسأله ي امامت را تحريم كرده و آن را مايه ي اختلاف و تشتت و گامي در راه بازگشت به دوران جنگ هاي خونين گذشته مي دانند، ولي بايد به اين گروه يادآور شد كه بحث اگر دور از تعصب و متكي بر مدارك اصيل اسلامي كه مورد اتفاق طرفين است انجام گيرد نه تنها اختلاف انگيز نيست بلكه باعث



[ صفحه 29]



پيشرفت مسلمين مي شود، و اصولا اتحاد و وحدت ميان دو دسته، نوع شناسائي قدر مشترك ها و موارد اختلاف است، و وحدت هاي كوركورانه بدون شناسائي اين موارد، اتحادي سطحي است و ديري نمي پايد كه از بين مي رود.

از سوي ديگر، چون ما به صحت و استواري مكتب خود عقيده منديم لازم است فرزندان خود را با خصوصيات اين مكتب آشنا سازيم، تا آنان با دليل و منطق اين عقائد صحيح را فرا گيرند و از تقليد در عقائد دور بمانند، بنابراين براي آموزش آنان هم كه باشد بايد مسائل مورد اختلاف با روشي منصفانه و خداپسند طرح و بررسي شود، وگرنه مكتب به دست فراموشي سپرده مي شود و براي آيندگان جز نامي از آن باقي نخواهد ماند.

ما معتقديم كه هر نوع بحث به گونه ي ياد شده نه تنها زيان بخش و اختلاف آفرين نخواهد بود، بلكه گامي در راه وحدت اسلام و يكپارچگي جامعه محسوب خواهد شد. هر گاه انديشمندان هر گروه، مسائل مورد اختلاف را دور از هر نوع مجامله و عوام فريبي تشريح كنند بسياري از تهمت ها و دروغ ها و سوءظن ها و بدگماني ها از بين مي رود و سيماي حقيقت با روشني جلوه گر مي شود.

شيعه با داشتن ده ها قدر مشترك در كنار برادران اهل تسنن قرار دارد، و اين دو گروه هر چند در برخي از مسائل اساسي عقيدتي اختلاف نظر دارند اما اختلاف آنان در بسياري از موارد بالاتر از اختلاف دو گروه از خود اهل تسنن مانند اشعري و معتزلي، و يا حنفي و شافعي نيست، و همان طور كه اختلاف در برخي مسائل بين دو گروه از اهل تسنن مايه ي نزاع و جنگ نمي گردد و پيروان هر دو برادرانه كنار هم زندگي مي كنند و در يك دانشگاه درس مي خوانند، اختلاف شيعه و سني هم نبايد مايه ي جنگ و نزاع شود، بلكه بايد در كنار هم با كمال صدق و صفا و برادرانه



[ صفحه 30]



زندگي كنند، و در ضمن با بحث هاي خداپسندانه و منصفانه، موارد اختلاف را كم كم به اتفاق و اتحاد و پيروي از حق و حقيقت مبدل سازند.


موقف الامام في دعوة الخلاف لبيعته


و لما سبر أبوسلمة الخلال أحوال بني العباس و عرف نواياهم عزم علي العدول عنهم إلي بني علي، فكاتب ثلاثة من أعيانهم: جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام، و عبدالله المحض، و عمرو الأشرف، و أرسل الكتب مع رجل من مواليهم و قال له: اقصد أولا جعفر بن محمد الصادق، فإن أجاب فأبطل الكتابين الآخرين و إن لم يجب فالق عبدالله المحض، فإن أجاب فأبطل كتاب عمرو، و إن لم يجب فالق عمرو.



[ صفحه 359]



فذهب الرسول إلي جعفر بن محمد أولا، و دفع اليه كتاب أبي سلمة فقال عليه السلام:

ما لي و لأبي سلمة و هو شيعة لغيري، فقال له الرسول: اقرأ الكتاب فقال الصادق لخادمه: أدن السراج، فأدناه، فوضع الكتاب علي النار حتي احترق، فقال الرسول: ألا تجيبه؟ قال: قد رأيت الجواب.

ثم مضي الرسول إلي عبدالله المحض، و دفع اليه الكتاب، فقرأه و قبله و ركب في الحال إلي الصادق عليه السلام و قال: هذا كتاب أبي سلمة يدعوني فيه إلي الخلافة، قد وصل إلي علي يد بعض شيعتنا من أهل خراسان.

فقال الصادق: و متي صار أهل خراسان شيعتك؟ أأنت وجهت اليه أبامسلم؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه؟ فكيف يكونون شيعتك و أنت لا تعرفهم و هم لا يعرفونك؟!!

فقال عبدالله: كان هذا الكلام منك لشي ء.

فقال الصادق: قد علم الله أني أوجب النصح علي نفسي لكل مسلم، فكيف أدخره عنك! فلا تمن نفسك، فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء [1] - يعني بني العباس.

و دخل عليه سدير الصيرفي فقال: يا أباعبدالله ما يسعك القعود.

فقال: و لم يا سدير؟ قال: لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك.

فقال: يا سدير و كم عسي أن يكونوا؟ قال: مائة الف. قال: مائة الف؟ قال: نعم، و مائتي الف. فكان الجواب من الإمام بما حاصله عدم الركون لهذه الكثرة لقلة المخلصين منهم و علمه بالعواقب. [2] .


پاورقي

[1] الآداب السلطانية ص 111 لابن الطقطقي.

[2] اصول الكافي ج 2 ص 243.


تلامذة الامام و مركزية الكوفة


اذا أردنا ان نرسل نظرة احصاء لتلامذة الامام الصادق عليه السلام من حيث البلدان النائية اللاتي ينتسبون اليها فسنجد الكوفيين اكثرهم عددا!!! و علي وجه التقريب: يكون عددهم قد يتجاوز الالف. و عكسها الشام فان عدد تلامذته المنتسبين اليها لا يتجاوز العشرة!!! و اسباب ذلك ربما تعود للنزعة التي يتصف بها كل من البلدين. فالكوفة كانت تناصر أهل البيت (ع) و تتشيع لهم، و الشام علي عكس ذلك. و بهذا أصبحت الكوفة محل اهتمام الخلفاء الذين يجعلون من أهل البيت خصوما و يعتقدون بأن لا يستقر امر الخلافة ما لم يتخذوا لها التدابير للقضاء علي نشاطهم العلمي و السياسي. لذلك نجد الدولة الأموية تهتم بأمر الكوفة و تحاول اخضاعها بالقوة عندما تعين ولاة لا رحمة في قلوبهم، و لا وازع دين يردعهم عن الفتك و اراقة الدماء كالحجاج، و زياد، و عبيدالله بن زياد، و خالد القسري. و كذا العباسيون اتخذوها مركزا للخلافة، لتكون تحت مراقبة الخليفة مباشرة... هذا من جهة.



[ صفحه 30]



و من جهة أخري: ان الكوفة كانت مركزا تجاريا و صناعيا ملحوظا في حياة المجتمع الاسلامي في القرن الأول الهجري، و ازدهرت فيها صناعة المنسوجات الحريرية، و هي ما سموها عمل الوشي و الخز. و كانت هذه المصنوعات تلقي رواجا في الاقطار الاسلامية [1] و كانت محاطة بقري كثيرة و فيها من غير المسلمين عدد كبير، كالنصرانية في الحيرة و غيرها، و وفد عليها أربعة آلاف من رعايا الفرس عرفوا بحمراء الديلم [2] .

و قد كثرت الهجرة الي الكوفة من ذوي العقائد المتباينة، و اختلطوا بمجتمع الكوفة و كان أكثر هؤلاء يترقبون الفرص للفتك بالمسلمين، انتصارا لدياناتهم التي قضي عليهاالسلام.

ثم زخرت الكوفة بالموالي، فكان لهم أثر محسوس في تطور الحياة الاجتماعية و بهذا أصبحت الكوفة تموج بعناصر مختلفة، لا تتحد في الرأي، و لا تتفق في الاتجاه، و هذا الاختلاط يوجد اضطرابا، و عدم الاستقامة في الامور، و كان له أثر واضح في اخلاق أهل الكوفة، قد لحظه حذيفة بن اليمان من قبل فبينه في خطاب له قائلا: «يا معشر أهل الكوفة، انكم أول ما مررتم بنا كنتم خيار الناس، فغيرتم بذلك زمان عمر و عثمان، ثم تغيرتم و فشت فيكم خلال اربع: بخل، و خب [3] ، و غدر، و ضيق، لم تكن فيكم واحدة منهن، فنظرت في ذلك فاذا ذلك في مولديكم، فعلمت من اين يأتي، فاذا الخب من قبل النمط، و البخل من قبل فارس، و الغدر من قبل خراسان، و الضيق من قبل الاهواز» [4] .

و حين اتسع نطاق الحركة العلمية كانت الكوفة مركزا هاما لمختلف العلوم، و قد ظهر علم الكلام، و كثر الجدل حول العقائد، و أهمها البحث عن الامانة. و قد ازداد نشاط ذوي العقائد الفاسدة، و الآراء الشاذة، فاظهروها علي سبيل النقاش العلمي، فكانت تلك الآراء تأخذ مفعولها في المجتمع، و يتناقلها الناس و مصدرها الكوفة، و هي شيعية فتنسب تلك المقالة الي الشيعة. و كانت السياسة تؤيد ذلك بغضا للشيعة و وسيلة للقضاء عليهم، و قد اتبع المؤرخون للفرق تلك الخطة، فنسبوا للشيعة فرقا كثيرة من ذوي المقالات الفاسدة بدون انصاف



[ صفحه 31]



او تعقل، و ما ساقهم الي ذلك الا الجهل بعقائد الشيعة، أو البغض لهم اتباعا لأسيادهم و مجاراة للظروف.

و لا أطيل الحديث - و الحديث شجون - حول تلك الدعاية الكاذبة، في نشر الآراء الشاذة، و العقائد الفاسدة، التي يبثها اعداء الاسلام ليتقبلها ضعفاء النفوس، و المصابون في تفكيرهم، فينسبونها للشيعة و لا ربط لها بعقائد الشيعة، الا أن الكوفة كانت مصدرا لها و الكوفة شيعية، و قد تعمد اولئك النفر أن يعلنوا سب الصحابة ليكون ذلك طرقا لمؤاخذة شيعة آل محمد، الذين تأدبوا بآدابهم و اتبعوا اوامرهم، كما أن موجة الغلو قد ظهرت في الكوفة دون غيرها من البلدان، و كان القصد من ذلك ما قلناه و هو أن اعداء آل محمد ارادوا الوقيعة في أتباعهم فأشاعوا الغلو ي بلد يعرف اهله بالتشيع لهم و الانتساب اليهم.

و قد عالج أهل البيت تلك المشكلة الخطيرة. و عرفوا تلك الدوافع التي دعت هؤلاء الي الالتحاق بصفوف الشيعة، و اتضحت لهم غايات خصومهم، الذين يريدون أن يوقعوا بهم المكروه، فأعلنوا البراءة منهم، و جاهروا في لعنهم، و أمروا شيعتهم بالابتعاد عنهم، و اليك بعض النصوص في ذلك:

روي هشام بن الحكم: أنه سمع أبا عبدالله الصادق يقول. كان المغيرة يتعمد الكذب علي أبي، و يأخذ كتب أصحابه و يدس فيها الكفر و الزندقة و يسندها الي أبي ثم يدفعها الي اصحابه، و يأمرهم أن يبثوها في الشيعة فكل ما كان في كتب أبي من الغلو فذلك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم.

و يظهر لنا ان حركة المغيرة كانت حركة يهودية ضد الاسلام، كما أشار الامام الصادق في قوله:

لعن الله المغيرة بن سعيد، و لعن الله يهودية كان يختلف اليها يتعلم منها السحر و الشعبذة، ان المغيرة كذب علي أبي الخ. [5] .


پاورقي

[1] الاغاني ج 2 ص 173.

[2] البلاذري في فتوح البلدان ص 289.

[3] الخب بفتح الخاء المعجمة: الغدر و الخداع و الغش.

[4] حركات الشيعة المتطرفين نقلا عن ابن مسكويه تجارب الامم ص 435 ليدن.

[5] منهج المقال ص 340.


نهيه عن الولاية للظالمين


و طلب منه مولي من موال جده علي بن الحسين عليه السلام أن يكلم والي المدينة - و هو داود بن علي - أن يدخل في بعض الولايات.

فقال عليه السلام: ما كنت لأفعل.

فظن الرجل أن امتناع الامام عليه السلام كان خوفا من أن يظلم أحدا؛ فحلف له بالايمان المغلظة أنه يعدل و لا يجور، فكان جواب الامام عليه السلام أن قال له: تناول السماء أيسر عليك من ذلك. و قد أشرنا من قبل الي مواقفه ضد الحكام و أحكامهم، و اعلانه المقاطعة لهم. و علي هذا النهج سار أتباعه، و طبعت مدرسته بهذا الطابع، فكانت عرضة للخطر من قبل حكام الجور، ولكنها و اصلت كفاحها في سبيل ترسيخ مبادئها و اعلاء كلمة الحق. و كان يحرص الحرص الشديد علي ازالة الشحناء من القلوب، و بث روح الأخوة، فهو ينهي عن التهاجر و المقاطعة.

قال المفضل: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول:

لا يفترق رجلان علي الهجران الا استوجب احدهما البراءة و اللعنة،



[ صفحه 294]



و ربما استوجب ذلك كلاهما.

فقال له معتب: جعلت فداك هذا حال الظالم، فما بال المظلوم؟!

قال عليه السلام لأنه لا يدعو أخاه الي صلته، و لا يتغافل عن كلامه. سمعت أبي يقول: اذا تنازع اثنان فعاد أحدهما الآخر فليرجع المظلوم الي صاحبه حتي يقول له: أي أخي أنا الظالم. حتي يقطع الهجران بينه و بين صاحبه، فان الله حكم و عدل يأخذ للمظلوم من الظالم.

و قال جابر بن عون: ان رجلا قال لجعفر بن محمد الصادق عليه السلام: ان بيني و بين قوم منازعة في أمر، و اني أريد أن أتركه، فيقال لي: ان تركك له ذلة.

فقال عليه السلام: ان الذليل هو الظالم.


تمهيد


و جريا علي ما نهجناه في الأجزاء السابقة من ذكر طرف من تعاليم الامام الصادق عليه السلام و سيرته و حكمه، التي تتمثل فيها مفاهيم الاسلام، في نهج التربية، و حسن السلوك في الحياة، و قد رأينا هناك كيف كان حرصه علي تربية من يتصل به تربية صحيحة، يوجهه و يرشده الي طريق الحق و نهج الصواب.

فقد كان لا يدع فرصة مناسبة الا اغتنمها للارشاد ببليغ قوله، و حسن بيانه و من المناسب ان نورد بعضا مما لم نذكره هناك من اخباره و حكمه، و آدابه و مواعظه و توجيهاته، تيمنا بذلك و لئلا يخلو هذا الجزء من ذلك التراث القيم الذي أفردنا له جزءا خاصا.


نية الخروج من الصلاة


اختلفوا في نية الخروج من الصلاة، فالشيعة لم يشترطوا ذلك لأن السلام هو المخرج قهرا، اذ الصلاة تحريمها التكبير و تحليلها التسليم، و وافقهم الشافعي في أصح الأقوال عنه.

و عند أبي حنيفة: الخروج من الصلاة بفعل المصلي فرض، و خالفه صاحباه [1] و مراده بفعل المصلي: هو كل فعل اختياري بأي وجه كان من قول، أو فعل ينافي الصلاة بعد تمامها، أو يضحك قهقهة، أو يحدث عمدا، أو يتكلم أو يذهب [2] .



[ صفحه 319]



و اختلف الحنفية في فرضيته فذهب البردعي الي ذلك. و تبعه كثير منهم، و اذا قعد المصلي قدر التشهد فأحدث عمدا، أو تكلم، أو عمل عملا ينافي الصلاة، كالأكل و الشرب، تمت صلاته بالاتفاق عندهم، لتمام جميع فرائضها، و ان سبقه الحدث من غير تعمد منه في هذه الحالة فكذلك تمت صلاته عند أبي يوسف و محمد:

و قال أبوحنيفة: يتوضأ، و يخرج عن الصلاة بفعله قصدا، فلو لم يتوضأ و لم يخرج بصنعه تبطل صلاته [3] .

و هذه المسألة عندهم أصل يبتني عليه مسائل تلقب بالاثني عشرية [4] .


پاورقي

[1] الغنية - 144.

[2] انظر ضوء الشمس لأبي الهدي 175 - 1.

[3] الغنية 144.

[4] نفس المصدر.


الحيلة الشرعية


الحيلة مأخوذة من الاحتيال، و هي الحذق وجودة النظر، و القدرة علي التصرف. و أكثر استعمالها فيما في تعاطيه خبث، و قد تستعمل بما فيه حكمة، و لقد غلب في العرف اللغوي اطلاقها علي ما يكون من الطرق الخفية التي يتوصل بها الي حصول الغرض، بحيث لا يتفطن له الا بنوع من الذكاء و الفطنة، و تنصرف أيضا الي الطرق الخفية التي يتوصل بها الي الغرض الممنوع منه شرعا أو عقلا، أو عادة. و يقصد بها الحيل التي تستحل بها المحارم، و أطلقها الفقهاء علي المخارج من المضايق بوجه شرعي لمن ابتلي بحادثة دينية. و الحيلة ترتبط بالرأي، و حيث كانت مدرسة أبي حنيفة معروفة بالرأي، فقد عرفت هذه المدرسة بالحيل الشرعية. و قد اشتهر عن أحمد بن حنبل أنه قال: هذه الحيل التي وضعها أبوحنيفة و أصحابه، عمدوا الي السنن فاحتالوا في نقضها، أتوا الي الذي قيل انه حرام احتالوا فيه حتي أحلوه.

و يظهر من كلمة الامام أحمد هذه أنهم - أي أصحاب أبي حنيفة - استعملوا الحيل غير الجائزة و الممنوعة شرعا، و قد اهتم المذهب الحنفي من بين المذاهب



[ صفحه 145]



بالحيل، فقد ألفوا كتبا في الحيلة، و قد نسب لأبي يوسف كتاب في الحيل [1] ولكنه مفقود الآن، و كذلك لمحمد بن الحسن الشيباني كتابا في الحيل رواه عنه معاصره أحمد بن حفص البخاري. و رواه أيضا موسي بن سليمان الجوزجاني المتوفي سنة 244 ه كما ألف أحمد بن عمر الشيباني الخصاف - أحد قضاة الدولة المتوفي سنة 261 ه - كتابا في الحيل، و كثير من الكتب في هذا الموضوع نسبت الي الحنفية.

أما أبوحنيفة، فلا يعلم بالضبط أن له كتابا في الحيل كان أبوحنيفة يستعمله، و قد نسب لابن المبارك أنه قال: من استعمل كتاب الحيل لأبي حنيفة أو أفتي بما فيه؛ فقد بطل حجه، و بانت منه امرأته.

و لا نعلم مقدار صحة هذا القول من ابن المبارك، فهو من أصحاب أبي حنيفة و مناصريه، و لا ندري هل أن أباحنيفة استعمل الحيل الجائزة أم المحرمة. فان كان الأول، فليس لنا أن نحصر الأمر به، فان حدة الذهن و التخلص من المشاكل لم يكن من امتياز أبي حنيفة وحده، اذ الأمور المشروعة في الحيل قد سبق العمل بها في العصر الذي سبق عصر أبي حنيفة. أما اذا كان استعماله للحيل غير الجائزة و هي الاحتيال علي حلية ما هو حرام، أو علي اسقاط ما هو واجب أو غير ذلك، فهل يمكننا أن نحمل أباحنيفة مسؤولية فتح هذا الباب، و لم يصل الينا كتاب يدل علي استعماله للحيل غير الجائزة؟ فهو لم يؤلف في ذلك كتابا لا في الحيل و لا غيرها، أما كتاب العالم و المتعلم فهو كتاب صغير لا يدل علي مكانته العلمية و منزلته التي وصفوه بها، و لم يتفق علي صحة نسبته الي أبي حنيفة.

و ليس ببعيد أن يكون أصحابه قد استعملوا الحيل غير الجائزة و نسبوها لرأيه، كما هو شأنهم في كل مسائل المذهب، فانهم يستخرجون المسألة الشرعية حسب نظرهم و رأيهم، و يقولون هذا رأي أبي حنيفة، مستندين الي قاعدة: أنه يعمل بما صح عنده من الحديث. فهم يصححون الأحاديث لتقويم فتاواهم، و يسندون الكل لأبي حنيفة. و قد عقد ابن قيم الجوزية فصلا طويلا في كتابه (أعلام الموقعين) ذكر فيه



[ صفحه 146]



الحيل المحللة و الحيل المحرمة، و ذكر الأخبار في ذلك، و أفاض في البيان فأكثر و قال فيما قال:

و المقصود أن هذه الحيل لا تجوز أن تنسب الي امام، فان ذلك قدح في امامته، و ذلك القدح يتضمن القدح في الأمة، حيث ائتمت بمن لا يصلح للامامة، و هذا غير جائز. و لو فرض أنه حكي عن واحد من الأئمة بعض هذه الحيل المجمع علي تحريمها، فاما أن تكون الحكاية باطلة، أو يكون الحاكم لم يضبط لفظه، فاشتبه مع بعد ما بينهما. ولو فرض وقوعها منه في وقت ما فلابد أن يكون قد رجع عن ذلك.

و ليس الأمر هنا للافتراض و اللابدية، و انما المدار علي الواقع. فان الأكثر ينسبون لأبي حنيفة فتاوي بالحيل الممنوعة، كما نسبوا اليه كتابا في ذلك، و الأمر يحتاج الي تدقيق و تمحيص، لا للافتراض و اللابدية.

و قال ابن قيم: فهذه الحيل و أمثالها لا يحل لمسلم أن يأتي بها في دين الله، و من استحل الفتوي بهذه، فهو الذي كفره الامام أحمد و غيره من الأئمة حتي قالوا: (ان من أفتي بهذه الحيل؛ فقد قلب الاسلام ظهرا لبطن، و نقض عري الاسلام عروة عروة).

و الي هذا الحد لم تتعين الفرقة التي اتسعت دائرة الحيل باستعمالها، هل هم الحنفية فقط؟ أم يشاركهم غيرهم في ذلك؟ و قد نقل عن بعضهم أنهم قالوا: ما نقموا علينا من أنا عمدنا الي أشياء كانت حراما عليهم، فاحتلنا فيها حتي صارت حلالا؟ و قال آخرون منهم: انا نحتال للناس منذ كذا و كذا سنة في تحليل ما حرم الله عليهم. و لا ندري من هو القائل، و الي أي فرقة ينتسب، و الي أي مذهب يرجع.

قال أحمد بن زهير: كانت امرأة ها هنا بمرو، أرادت أن تختلع من زوجها، فأبي زوجها عليها. فقيل لها: لو ارتددت عن الاسلام لبنت منه. ففعلت، فذكر ذلك لعبدالله بن المبارك فقال: من وضع هذا الكتاب فهو كافر، و من سمع به فهو كافر، و من حمله من كورة الي كورة فهو كافر، و من كان عنده فرضي به فهو كافر. قيل له: يا أباعبدالرحمن: ان هذا الكتاب وضعه ابليس؟ قال: ابليس من الأبالسة. و قال النضر بن شميل في كتاب الحيل ثلاثمائة و عشرون أو ثلاثون مسألة كلها كفر. و ذكر كتاب الحيل لشريك بن عبدالله القاضي فقال: من يخادع الله يخدعه. و قال اسماعيل بن حماد: قال القاسم بن معن قاضي الكوفة: كتابكم هذا الذي كتبتموه في الحيل



[ صفحه 147]



كتاب الفجور. و اسماعيل بن حماد هو حفيد النعمان بن ثابت أبي حنيفة. و من هنا يظهر أن الكتاب الذي يتضمن الحيل المحرمة هو من وضع الحنفية، لا من وضع أبي حنيفة نفسه.

قال يزيد بن هارون: لقد افتي أصحاب الحيل بما لو أفتي به النصراني أو اليهودي كان قبيحا [2] و نقل عن أحمد بن حنبل عن محمد بن مقاتل قال: شهدت هشاما و هو يقرأ كتابا، فانتهي بيده الي مسألة فجازها، فقيل له في ذلك فقال: دعوه. و كره مكاني، فتطلعت في الكتاب فاذا فيه: لو أن رجلا لف علي ذكره حريرة في شهر رمضان، ثم جامع امرأته نهارا فلا قضاء عليه و لا كفارة [3] .

فالحيلة في فسخ المرأة النكاح: أن ترتد، ثم تسلم.

و الحيلة في سقوط القصاص عمن قتل أم امرأته: أن يقتل امرأته اذا كان لها ولد منه.

و الحيلة في سقوط الكفارة عمن أراد الوطي في رمضان: أن يتغدي، ثم يطأ بعد الغداء.

و الحيلة لمن أراد أن يفسخ نكاح امرأته و يحرمها علي نفسه علي التأبيد: أن يطأ حماته أو يقبلها.

و الحيلة لن أراد سقوط حد الزنا: أن يسكر، ثم يزني.

و الحيلة لمن أراد سقوط الحج عنه مع قدرته: أن يملك ماله لأبنه عند خروج الركب، فاذا أبعد استرد ماله.

و الحيلة لمن أراد أن يملك مال غيره بغير رضاه: أن يفسد عليه، أو يغير صورته فيملكه، فيذبح شاته، و يشق قميصه، و يطحن حبه.

و الحيلة لمن أراد قتل غيره و لا يقتل به: أن يضربه بدبوس أو مرزبة حديد، ينثر دماغه فلا يجب عليه القصاص.



[ صفحه 148]



و الحيلة لمن أراد أن يسقط عنه حد السرقة: أن يدعي أن المال له، و أن له فيه شركة، فيسقط عنه الحد بمجرد دعواه.

و الحيلة لمن أراد سقوط حد الزنا عنه بعد أن يشهد عليه أربعة عدول غير متهمين، أو أن يصدقهم فيسقط عنه الحد بمجرد تصديقهم.

و الحيلة لمن أراد الصيد في الأحرام: أن ينصب الشباك قبل أن يحرم، ثم يأخذ ما وقع فيها حال احرامه بعد أن يحل.

هذا بعض ما ذكروه من استعمال الحيل. و قد نقل عن أبي حنيفة أنه يفتي ببعضها كاستئجار الجارية لكنس البيت. و حوادث أخري مشهورة ذكرتها المصادر. منها: ما ذكره ابن عبدالبر في الانتفاء عن شريك أنه قال: كنا في جنازة غلام من بني هاشم، و قد تبعها وجوه الناس و أشرافهم، فأنا الي جنب ابن شبرمة أماشيه اذ قامت الجنازة، فقيل: ما للجنازة لا يمشي بها؟ قيل: خرجت أمه و الهة عليه سافرة وجهها في قميص. فحلف أبوه بالطلاق لترجعن، و حلفت هي بصدقة ما تملك لا رجعت حتي تصلي عليه، و كان يومئذ مع الجنازة ابن شبرمة و نظراؤه، فاجتمعوا لذلك، و سئلوا عن المسألة، فلم يكن عندهم جواب حاضر. قال: فذهبوا، فدعوا بأبي حنيفة - و هو في عرض الناس - فجاء مغطيا رأسه و المرأة و الزوج و الناس وقوف، فقال للمرأة: علام حلفت؟ قالت: علي كذا كذا. و قال للزوج بم حلفت؟ قال: بكذا. قال ضعوا السرير فوضع، و قال للرجل تقدم فصل علي ابنك. فلما صلي قال: ارجعي، فقد خرجتما عن يمينكما، احملوا ميتكم. فاستسحنها الناس.

و كان المنصور يعرف عنه هذه القدرة في ايجاد المخارج. يروي حمزة بن عبدالله الخزاعي أن أباحنيفة هرب من بيعة المنصور جماعة من الفقهاء، ثم قال أبوحنيفة: لي فهم أسوة. فخرج مع أولئك الفقهاء، فلما دخلوا علي المنصور أقبل علي أبي حنيفة وحده من بينهم فقال له: أنت صاحب حيل، فالله شاهد عليك أنك بايعتني صادقا من قلبك؟ قال: الله يشهد علي حتي تقوم الساعة. فقال: حسبك. فلما خرج أبوحنيفة قال له أصحابه: حكمت علي نفسك ببيعته حتي تقوم الساعة؟ قال: انما عنيت حتي تقوم الساعة من مجلسك الي بول أو غائط أو حاجة، حتي يقوم من



[ صفحه 149]



مجلسه ذلك [4] و علي كل حال فقد اشتهر المذهب الحنفي بالعمل بالحيل الشرعية.

يقول الدكتور علي عبدالقادر: بقي أبوحنيفة في نظر أتباعه صاحب الفضل في الحيل المتعلقة بالحلف، و من هنا أخذ الأحناف يذكرون عن امامهم ماله من حدة ذكاء في مسائل الحلف، و قد كانت كتب الحنفية في الحيل قد انتشرت بين الناس، فكان من أثر هذا أن أخذ الشافعية كذلك ينافسونهم في هذا الميدان، و يؤلفون في الحيل.

هذا في رأينا هو الباعث علي وجود كتب الحيل في مذهب الشافعي بعد ان كان امامهم يحكم عليها بالحرمة أو الكراهة، بالرغم من الاعتراف بصحتها من حيث الظاهر، و قد استمر علي مخاصمة الحيل في المذهب كل من: الغزالي و عبدالرحمن بن زياد. ولكن ابن حجر نازعهم في هذا في فتاويه، و بقي رأيه هو الذي عليه العمل في المذاهب [5] .

و من مسائل الحيل التي كثر الاختلاف بها هي الحيلة علي اسقاط حق الشفعة، و قد أقرت الشريعة الاسلامية حق الشفعة للشريك. و قام الدكتور عبدالسلام ذهني بتناولها في كتابه (الحيل المحظور منها و المشروع).

و ذهب بعض العلماء الأول الي أن القياس يأبي ثبوت حق الشفعة، لأنه يتملك علي المشتري ملكا صحيحا له بغير رضاه، و ذلك لا يجوز، فانه من نوع الأكل بالباطل، و تأييد هذا بقول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «لا يحل مال امري ء مسلم الا بطيب نفس منه» و لأنه بالأخذ يدفع الضرر علي نفسه علي وجه يلحق الضرر بالمشتري في ابطال ملكه عليه، و نقل هذا الوجه عن أبي بكر الأصم [6] و قيل في الشفعة بأن فيها رفعا لضرر موهوم عند الشفيع، في مقابل ضرر محقق لدي المشتري [7] و لذا تجب العناية بالضرر الواقع، و صرف النظر عن الضرر الموهوم. و قيل فيها بأن حكمة الشارع منها اقتضت رفع الضرر عن المكلفين ما أمكن [8] .



[ صفحه 150]



و قد اختلفوا بجواز التحايل فيها، و صوروا لذلك صورا منها: اذا ترك البائع قطعة أرض علي ملكه بين العقار المبيع و الشفيع حتي لا يستطيع هذا الأخير الادعاء بالجوار. أو أن يهبه تلك القطعة الفاصلة لتحول دون الشفعة بسبب الهبة.

و قال أبوحنيفة و الشافعي بجواز الاحتيال في الشفعة لاسقاطها، لأنها من الحقوق غير المستحبة. و قال بذلك مالك، و أحمد، و حجتهم أن الحيلة أمر مستنبط من الكتاب و السنة؟!

و يقول فريق آخر: بعدم جواز الحيلة في سبيل اسقاط الشفعة، لأن الحيلة انما هي رخصة لضعفاء المؤمنين، و لأن التحيل لابطال الشفعة شرعت لدفع الضرر. فلو شرع التحيل لابطالها، لكان عودا علي مقصود الشريعة بالابطال، و يلحق الضرر الذي قصد ابطاله [9] .

و اتفق علماء المسلمين علي ثبوت الشفعة للشريك، أما الشفعة بالجوار فقد اختلفوا علي ثلاثة أقوال: فأهل الكوفة يثبتون شفعة الجوار ولو مع تمييز الطريق و الحقوق. و أهل المدينة يسقطونها ولو مع الاشتراك. و أهل البصرة يثبتونها اذا وقع الاشتراك في حق من حقوق الأملاك.

و علي أي حال، فان هذه المسألة هي من المسائل الهامة التي اشتهرت بها مدرسة أبي حنيفة، و قد ضاعف ذلك تفاقم النقمة عليها و توجيه الانتقاد اليها، و قد نسبوا الي أبي حنيفة أنه وضع كتابا في الحيل فهم يستمدون منه و يأخذون عنه، و لابد من التحقق من ذلك و ثبوته، و ربما أنهم أخذوا من فتاوي أبي حنيفة و قواعده و زادوا، فسوغوا استعمال الحيل بشتي أنواعها، كما هو الشأن في جميع أبواب الفقه المنسوب لأبي حنيفة، فاسناد الفتوي له انما هو استنتاج يكشف عن رأيه، بمعني أنه لو عاش أبوحنيفة لكان هو رأيه، أو علي قاعدة الترخص منه بقوله: اذا صح الحديث فهو مذهبي.



[ صفحه 151]




پاورقي

[1] الحيوان للجاحظ ج 3 ص 11.

[2] أعلام الموقعين ج 3 ص 148.

[3] أعلام الموقعين ج 3 ص 150.

[4] الانتقاء، ص 159 و 161.

[5] نظرة عامة ص 241.

[6] انظر: نيل الأوطار.

[7] ابن عابدين ج 5 ص 143.

[8] أعلام الموقعين ج 3 ص 247.

[9] أعلام الموقعين ج 3 ص 229. و الميزان للشعراني ج 2 ص 87.


مرحلة الثورة و مرحلة الدعوة


و قد كان من عظيم منزلة أهل البيت عندالله و خطورة شأنهم أن يكونوا مناط الرسالة و وسيلة استمرار الدعوة، فكانت الامامة مشتملة علي صفات العصمة التي تفيض بنور من الجلالة و بسلطة من النبوة حتي تكون الدعوة في حفظ و تبقي في حرز، و للأئمة من أهل البيت أدوارهم و مهماتهم التي ينهضون بها في كل مرحلة، فكان صلح الحسن حماية للأمة، بعدما أظهرت الوقائع أن سياسة الختل و حكم الطلقاء هيمنا علي الناس و أفسدا النفوس، و أن معسكر العراق غلبت عليه أهواء أهل النفوس المريضة و الهمم الضعيفة، و بات المخلصون قلة لا يرجي بهم نصر، فهادن الحسن بشروط معروفة، و استقبلها معاوية بنية العذر و الخيانة.

ثم كانت ثورة الاباء و نهضة الايمان علي يد أبي الشهداء الامام الحسين، التي قامت منذ ساعة خروج الحسين من المدينة علي بينة كاملة و صورة واضحة من التفاصيل و المجريات، فلابد من تلك الدماء و التضحيات للوقوف بوجه الانحراف و الردة و ترسيخ مبادي ء العقيدة في النفوس، و قد كانت الجولة الثانية بين الوثنية التي اضطرت الي الاسلام لتسلم، و بين رسالة محمد، و كان من نتائج هذه الجولة أن تسفك دماء أهل بيت محمد، و تسبي نساؤه و ذراريه، و ترتكب أمية تلك المجزرة، و كان ذلك كله وفق تخطيط السماء لمسيرة البشرية و سلسلة الرسل و الأنبياء و الأوصياء عبر التاريخ.

روي أحمد، و أخرج البغوي في معجم الصحابة، و الطبراني عن أنس قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلي الله عليه و آله و سلم فأذن له. و كان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم لأم سلمة: «احفظي الباب لا يدخل علينا أحد، فبينما هي علي الباب، اذ دخل عليه الحسين فاقتحم يتوثب علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فجعل النبي صلي الله عليه و آله و سلم يلثمه و يقبله» فقال له الملك: أتحبه؟ قال «نعم» قال: ان أمتك ستقتله، و ان شئت أريتك المكان الذي يقتل به. فأراه اياه، فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها. قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء [1] .



[ صفحه 305]



و أخرج الطبراني عن أبي الطفيل قال: استأذن ملك القطر بأن يسلم علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم في بيت أم سلمة، فقال: «لا يدخل علينا أحد» فجاء الحسين فدخل، فقالت أم سلمة: هو الحسين. فقال: «دعيه» فجعل يعلو رقبة رسول الله و يعبث به، و الملك ينظر. فقال الملك: أتحبه يا محمد؟ قال: «أي والله اني لأحبه» قال: أما أن أمتك ستقتله، و ان شئت أريتك المكان. فقام بيده فتناول كفا من تراب، فأخذت أم سلمة التراب، فصرته في خمارها، فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء [2] .

و عن عبدالله بن نجي عن أبيه أنه سافر مع الامام علي - و كان صاحب مطهرته - فلما جاءوا نينوي و هو منطلق الي صفين نادي علي: «صبرا أباعبدالله، صبرا أبا عبدالله لشط الفرات» قلت: و من ذا أبوعبدالله؟ قال الامام: «دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عيناه تقيضان، فقلت: يا نبي الله، أغضبك أحد، ما شأن عينيك؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم: بلي قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، و قال: هل لك أن أشمك من تربته؟ فقلت: نعم. فمد يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا [3] .

و لذلك تري الحسين يجيب من يريده علي العدول عن مواجهة بني أمية بالقول: «و مهما يقض الله يكن». فهو عليه السلام يعلم رسالته كيف تكون و ما هو مقدم عليه، و لابد من مقاومة الظلم، بعد أن أدي البغي علي أبيه و أخيه عليهم السلام الي قوة غاشمة و سلطان جائر. فكان يرد علي ابن عباس: «لأن أقتل والله بمكان كذا أحب الي من أن استحل بمكة». و في لفظ: «أحب الي من أن يستحل بي حرم الله و رسوله» [4] .

و أتاه رجل من مشايخ العرب فقال له عليه السلام: أنشدك الله تعالي الا انصرفت، فو الله ما تقدم الا علي الأسنة و حد السيوف، فان هؤلاء الذين بعثوا اليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال و وطؤوا لك الأمور، و قدمت من غير حرب كان ذلك رأيا، و أما علي هذه الحالة التي تري فلا أري لك أن تفعل.

فقال له الحسين عليه السلام: «لا يخفي علي شي ء مما ذكرته، ولكني صابر محتسب حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا» [5] .



[ صفحه 306]



و قال الحسين عليه السلام في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية:

«اني لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما، و انما خرجت أطلب الاصلاح في أمة جدي محمد صلي الله عليه و آله و سلم أريد أن آمر بالمعروف و أنهي عن المنكر، و أسير بسيرة جدي محمد، و سيرة أبي علي بن أبي طالب. فمن قبلني بقبول الحق فالله أولي بالحق، و من رد علي هذا، صبرت حتي يقضي الله بيني و بين القوم بالحق و يحكم بيني و بينهم و هو خير الحاكمين» [6] .

و يستشهد الحسين عليه السلام هو و أصحابه، و تجري تلك الفظائع، و يرتكب آل أبي سفيان قبائح لم تعهد حتي في الجاهلية، و قد أحزنت قلوب أهل الكتاب، و توجع لها أصحاب الشرائع و الملل الأخري. و بثورة الطف حيل بين أمية و بين العودة بالحكم الي الجاهلية و الارتداد بالأمة الي الشرك، لأن مظاهر الفداء و صور البطولة و التضحية التي زخرت بها سيرة الامام الحسين، و ظهرت ببهائها علي أرض كربلاء بازاء قوات الشرك و الضلالة جددت مسيرة الجهاد و أحيت في النفوس روح الرسالة، و وضعت الأمة علي طريق الهداية و الحق [7] .


پاورقي

[1] مسند أحمد ج 2.

[2] الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي ص 44 و 45.

[3] تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج 6 ص 401. و المعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 106.

[4] مروج الذهب ج 3 ص 65. و الكبير للطبراني ج 3 ص 199.

[5] نور الأبصار للشبلخي ص 129.

[6] مقتل الحسين للخوارزمي.

[7] انظر كتابنا: مع الحسين في نهضته، بيروت 1394 ه و فيه تبادلنا الأحداث بتبسيط و يسر.


اهل البيت


«انما أنا سلطان الله في الأرض» [1] .

(أبوجعفر المنصور)

اختلف أهل التأويل في صدد «أهل البيت»، و هم يفسرون قوله تعالي في سورة الأحزاب: (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا - و ان كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) [2] ثم يوجه الخطاب في الآيات: 31 و 32 و 33 و 34، و في الأخيرتين يقول لنساء النبي: (و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا - و اذكرن ما يتلي في بيوتكن من آيات الله و الحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا).

و اذ كان التطهير هو الدرجة العليا للبشر [3] ، و الاختصاص به بين المسلمين يجعل لأهل البيت حقوقا و امتيازات تؤهل لامامة الدين و امامة الدنيا، أي خلافة الدين و الدنيا، و كان ثمة سنن مروية في تفضيل علي و بنيه، و جعلهم من الأمة مجعل الأوصياء أو الائمة، و هذا شأن لا يسلمة بنو أمية، و لا بنو مروان، و لا بنو العباس، و لا كثير من قريش.

فقد ذهب الفقهاء عموما، و المفسرون خصوصا، مذاهب شتي في تعريف «أهل البيت»



[ صفحه 92]



يمكن تحصيلها فيما يلي:

(1) قال الشيعة: ان أهل البيت هم رسول الله صلي الله عليه و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين [4] .



[ صفحه 93]



يؤيدهم في ذلك حديث أم سلمة أم المؤمنين: أن النبي أجلس الأربعة حوله علي كساء له وضعه فوق رؤوسهم، و أومأ بيده اليمني الي ربه، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل البيت، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» [5] .

و عن أم سلمة: أن الآية نزلت و الرسول صلي الله عليه و سلم في بيتها، و أنها عندئذ كانت علي باب البيت فقالت: أنا يا رسول الله من أهل البيت؟ و أنه قال: «و انك الي خير، و أنت من أزواج النبي» [6] و عنها أنها قالت: يا رسول الله أدخلني معهم، و أنه قال «انك من أهلي» [7] .

(2) و قال البعض: بل عني الله بذلك أزواج النبي، والحجة في ذلك توجيه الخطاب اليهن، و نقلوا ذلك عن ابن عباس تلميذ علي و شيعته و عامله، و ذهبوا الي أن «البيت» أريد به مساكن النبي صلي الله عليه و سلم [8] .



[ صفحه 94]



(3) و قال فريق: بل أن (أهل النبي) هم أهل بيته، و لو كان أهل البيت هم زوجاته فقط لكان النص: (ليذهب عنكن الرجس) لا (عنكم) كما هو النص في الآية، فدخل في ذلك رجال، و أهل النبي - بدلالة السنن التي أشرنا الي بعضها - هم:

فاطمة و علي و الحسن و الحسين، و يؤيد ذلك قول الآية (و يطهركم). و هذا يوافق الرأي الأول.

(4) و اذا دخل الرجال فهم - كما قال فريق آخر - بنو هاشم. و «البيت» يراد به بيت النسب، فيدخل في ذلك أعمام النبي، و فيهم بنو العباس و بنو أبي طالب [9] .

(5) و يتوسع محيي الدين بن عربي [10] (560) في الفتوحات المكية [11] فيدخل «الفارسي»



[ صفحه 95]



في أهل البيت، اذ الرسول يقول: «سلمان منا أهل البيت» [12] و يضيف ابن عربي: «أن جميع ما يصدر عن أهل البيت معفو عنهم فيه، فهم مطهرون بالنص، معصومون و ان توجهت عليهم الأحكام الشرعية». و يذكر البعض قول الرسول: «سألت ربي أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي، فأعطانا ذلك» [13] و قوله: «يا فاطمة، تدرين لم سميت فاطمة؟ فقال علي: لم سميت؟ قال عليه الصلاة و السلام: «ان الله عزوجل قد فطمها و ذريتها من النار يوم القيامة» [14] .

(6) و فريق يري أن أبناء علي من الزهراء هم الذرية المقصودة في سورة الطور، حيث قوله جل ثناؤه: (و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم و ما ألتناهم من عملهم من شي ء) [15] .

و رووا عن ابن عباس: أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «ان الله ليرفع ذرية المؤمن اليه في درجته» [16] .

و بهذا ترتفع ذرية النبي - و هي ذرية علي من الزهراء - فتلتحق بالنبي، و هذا المعني تفيده الآية: 23 من سورة الرعد: (جنات عدن يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم). فأهل البيت ذرية داخلة الجنة مع جدها عليه الصلاة و السلام.



[ صفحه 96]



(7) و هذا فريق يوسع فيشمل ذوي القربي، و تشمل آل محمد، بقوله تعالي في سورة الشوري: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [17] .

و قال قوم: ان للنبي قرابة في كل بطن من بطون قريش، و ان كان أخص القرابة هم الذرية.

و ظاهر أن كل هذه الأفراق علي أن ذرية علي من فاطمة من أهل البيت، و أن الخلاف فيما عدا ذلك، فيرجح البعض أن القرآن و السنة الشارحة يجعلان أهل البيت هم ذرية النبي من علي و فاطمة، و هما و معهما أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن.

لكن الشيعة يقولون قولا واحدا: ان الذرية و حدها و عليا و فاطمة هم أهل البيت، بدلالات شتي من الحديث [18] ، ثابت منها: أن النبي طفق ستة أشهر - بعد نزول آية التطهير - يمر وقت صلاة الفجر علي بيت فاطمة فينادي «الصلاة يا أهل البيت، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» [19] فهذا نص، و أنص منه حديث أم سلمة، اذ أفصح عنهم، و استبعد سواهم.

و في بعض الروايات: أن النبي صلي الله عليه و سلم أدخل عليا و فاطمة و ابنيهما تحت الكساء، ثم جعل يقول: «اللهم اليك لا الي النار، و أنا و أهل بيتي [20] اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي - و في رواية: و حامتي [21] - اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» [22] .

و سيظل وصف «أهل البيت» قضية بين بني العباس و بني علي، فهو من مسوغات الخلافة



[ صفحه 97]



و استمرار الرضي عنها. سأل الرشيد [23] يوما الامام موسي الكاظم بن جعفر الصادق: بم قلتم نحن ذرية رسول الله و أنتم بنو علي؟ قال: قال تعالي: (و من ذريته داوود و سليمان و أيوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين - و زكريا و يحيي و عيسي) [24] و ليس لعيسي أب، و انما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه، و كذلك ألحقنا بالنبي أمنا فاطمة، و زيادة علي ذلك قال عزوجل: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) [25] و لم يدع رسول الله صلي الله عليه و سلم عند مباهلة النصاري غير علي و فاطمة و الحسن والحسين [26] .

و لم يكن لوصف أهل البيت كبير خطر في دنيا الملوك من بني أمية، فلقد غلبوا أهل البيت علي أمرهم جهارا نهارا برماحهم، و استقرار الأمور لهم، لكن الدولة في عهد بني العباس قامت علي شعار الدعوة «للرضا من آل محمد» دون تسمية أحد بذاته.

و لما أقبلت جيوش خراسان يقودها أبومسلم الخراساني [27] بالدولة الجديدة، بعد ربع قرن



[ صفحه 98]



من الاعداد السري، كان مقدمها استجابة لهذا الشعار.

كتب أبومسلم الخراساني أيامئذ الي الامام جعفرالصادق: اني قد أظهرت الكلمة، و دعوت الناس عن بني أمية الي موالاة «أهل البيت»، فان رغبت فلا مزيد عليك. و أجاب جعفر الصادق معلنا فلسفته: «ما أنت من رجالي، و لا الزمان زماني» [28] [29] .

و في الوقت ذاته بعث أبوسلمة الخلال [30] - الملقب بوزير آل محمد، والذي سيصبح وزيرا للسفاح أول خلفاء بني العباس - الي جعفر الصادق، و عبدالله [31] بن... «الحسن»، و عمرو الأشرف [32] ، من أبناء علي مع رجل من موالي أبي سلمة [33] قائلا له: ان أجاب جعفر فلا تذهب الي غيره، و ان لم يجب فاقصد الي عبدالله، فان أجاب فأبطل كتاب عمرو. و ذهب الرسول الي جعفر فقال: مالي و لأبي سلمة و هو شيعة لغيري، و وضع الكتاب في النار حتي احترق،



[ صفحه 99]



و أبي أن يقرأه، قال الرسول: ألا تجيبه؟ قال: قد رأيت الجواب [34] .

ثم مضي الرسول الي عبدالله، فقرأ الكتاب، و قصد الي جعفر الصادق ينبئه بورود الكتاب اليه من شيعته بخراسان، قال الصادق له: و متي كان لك شيعة بخراسان؟ أأنت وجهت أبامسلم اليهم؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه؟ فكيف يكونون شيعتك، و هم لا يعرفونك و أنت لا تعرفهم؟! قال عبدالله: كأن هذا الكلام منك لشي ء؟ قال الصادق: قد علم الله أني أوجب النصح علي نفسي لكل مسلم، فكيف أدخره عنك؟ فلا تمن نفسك، فان الدولة ستتم لهؤلاء [35] .

و ذات يوم دخل علي جعفر الصادق سدير الصيرفي [36] قال: يا أباعبدالله، ما يسعك القعود، قال: لم؟ قال: لكثرة أنصارك... مائة ألف، مائتي ألف [37] فتساءل الامام عن عدد المخلصين منهم، و أبدي زهدا، و بصرا بالعواقب.

و الحق أن زين العابدين و ابنه و حفيده و بنيهم لم يتجهوا الي أن تكون لهم «دولة»، و من ذلك قول الكاظم لهشام بن الحكم: [38] «يا هشام، كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا» [39] .

و لما خرج زيد بن زين العابدين علي هشام، كان خروجه ثورة طارئة، والمنهج الزيدي غير منج الامام جعفر، و ثورة زيد لم يسبقها اعداد، بل استجاب لأهل الكوفة فخذلوه كما خذلوا جده، و انما الذي فكر و دبر، و أنفذ الدعاة، و تابع الدعوة، هم بنو العباس.



[ صفحه 100]



و ابراهيم الامام [40] يكتب الي واحد من دعاته في خراسان: «.. و ان استطعت ألا تبقي في خراسان من يتكلم العربية فافعل» و هو تعطش للدم في سبيل السلطة، و سفك لدماء العرب خاصة، لا يقول به واحد من الأئمة.

و كان بنوهاشم قد اجتمعوا قبل ذلك بالأيواء - مكان في أعلي المدينة - و القدور تغلي في خراسان، والجو يزخر بالنذر، فعلي الذين يرسلون الدعاة الي خراسان، والذين تجري الدعوة لهم، أن يتدارسوا أمورهم، ليعرفوا لمن تؤول الأمور. فمثل فرع العباس بن عبدالمطلب عم النبي: ابراهيم الامام بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، و أخوه أبوجعفر المنصور، و عمهما صالح بن علي [41] و مثل فرع بني علي بن أبي طالب: عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي و ابناه: محمد [42] و ابراهيم [43] ، و محمد بن عبدالله بن [44] عثمان بن عفان، لأن



[ صفحه 101]



أمه من بني الحسن بن علي، و هو أخو عبدالله لأمه.

و أجمع الفرعان علي «محمد بن عبدالله بن الحسن» الملقب بالنفس الزكية؛ لورعه الكامل، و علمه المشهود به، بل قد تحمس له أبوجعفر، و كان يومئذ يلبس قباء أصفر، و لما حج محمد لقي أباجعفر، فبايعه مرة أخري بالمسجد الحرام ذاته، و أمسك أبوجعفر بركابه يومذاك وراح يقول للناس: هذا مهدينا أهل البيت [45] .

و اذ لم يكن لبيت الحسين ممثل في اجتماع يوم الأبواء، بعث عبدالله بن الحسن الي كبيرهم جعفر بن محمد، فحضر و اعترض علي بيعة محمد بن عبدالله، قال لا تفعلوا، فان هذا الأمر لم يأت بعد، لا ندعك و أنت شيخنا و نبايع ابنك. و في رواية أخري أنه أضاف: ان كنت تري أن ابنك هذا هو المهدي فليس به، و ان كنت انما تريد أن تخرجه غضبا لله، وليأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر، فانا والله لا ندعك و أنت شيخنا و نبايع ابنك [46] فغضب عبدالله و قال: لقد علمت خلاف ما تقول، و لكن يحملك علي هذا الحسد لا بني [47] قال جعفر: والله ماذاك يحملني، و لكن هذا و أخوته و أبناؤهم دونكم، انها والله ماهي اليك، و لكن لهم، و ان ابنيك لمقتولان، ثم نهض و توكأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري [48] فقال: أرأيت صاحب القباء الأصفر «أباجعفر»؟ قال: نعم، قال: فانا والله نجده يقتله، قال عبدالعزيز: أيقتل محمدا؟ قال: نعم. قال عبدالعزيز فيما بعد: فقلت في نفسي: حسده و رب الكعبة، ثم قال عبدالعزيز: ثم والله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما (محمدا و أباه).

قال: فلما قال جعفر ذلك انفض القوم فافترقوا، و لم يجتمعوا بعدها. و تبعه أبوجعفر و عبدالصمد (من أعمام أبي جعفر) فقالا: يا أباعبدالله (جعفر الصادق) أتقول هذا؟ قال:نعم، أقول و الله و أعلمه [49] .



[ صفحه 102]



قالوا: كان أبوجعفر يسميه الصادق؛ لصدق نبوءته.

و قالوا: دعا محمد عمرو بن عبيد [50] زعيم المعتزلة لمبايعته، فاعتل عليه و قال: لا أبايع أحدا حتي اختبر عدله.

و لقد ظل أبوجعفر المنصور يذكر هذا لعمرو.

و كان جعفر الصادق اذا رأي محمد بن عبدالله بعد ذلك تغرغرت عيناه و قال: بنفسي هو، ان الناس ليقولون: انه المهدي، و انه لمقتول، ليس في «كتاب علي» [51] من خلفاء هذه الأمة [52] .

بايع أبوسلمة الخلال للسفاح، و لم يبايع لأبي جعفر الأخ الأكبر، لأن أمه كانت أم ولد بربرية تدعي سلامة [53] ، و بدأ حكم بني العباس في سنة 132.

و أذيع في الملأ أن محمد بن علي [54] - أباالسفاح - موصي له بوصية [55] من أبي هاشم [56] عبد



[ صفحه 103]



الله بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، اذ أحس عبدالله أثر السم [57] الذي سقاه دسيس من الخليفة سليمان [58] بن عبدالملك بن مروان (98 ه) فمال في الطريق الي حيث مات عند محمد بالحميمة [59] و ثمة من يعتقد أن الامامة قد انتقلت بعد استشهاد الحسين الي أخيه محمد بن الحنفية، أمه خولة بنت جعفر من بني حنيفة [60] .

و هذه الوصية تغني بني العباس عن الخلاف مع أبناء علي، في أن يكون العباسيون من أهل البيت أو لا يكونون.

بهذا صير بنو العباس محمد بن علي بن عبدالله بن العباس اماما، فلما مات آلت الامامة الي ابنه ابراهيم، فنودي بأنه «ابراهيم الامام»، فلما قتل ابراهيم بايعوا للسفاح سنة 132.


پاورقي

[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 6 ص 12، من خطبة له في يوم عرفة.

[2] الآية: 28 و 29.

[3] قال ابن تيمية: «جمع الله لهم بين أن قضي لهم بالتطهير، و بين أن قضي بكمال دعاء النبي صلي الله عليه و آله وسلم، فكان ذلك ما دلنا علي أن ذهاب الرجس عنهم و تطهيرهم نعمة من الله». حقوق آل البيت: ص 12.

[4] ذهب علماء أهل البيت الي أن «أهل البيت» المشمولين بآية التطهيرهم: «محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين» عليهم السلام و قد ذكروا لذلك روايات كثيرة، قال عنها الطباطبائي في الميزان: ج 16 ص 311: «هي روايات جمة تزيد علي سبعين حديثا، يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة علي ماورد منها من طرق الشيعة...» فراجع.

بل ادعي استفاضتها كما ذكر ذلك السيد الحكيم في كتابه الأصول العامة للفقه المقارن: ص 150 حيث قال: «و حديث الكساء الذي كاد أن يتواتر مضمونه...» و التواتر فوق الاستفاضة بدرجة. و عبر السيد كمال الحيدري بكثافة الشواهد الروائية في بحثه حول الامامة: ص 240، و قال في ص 242 - 243: «ان أهل البيت اسم خاص ينطبق علي النبي و الامام علي و فاطمة و الحسن و الحسين، و تصريحها - الروايات - بعدم دخول من سواهم معهم في هذا الاسم، بحيث لا يطلق علي غيرهم و لو كان من أقربائه الأقربين و ان صح اطلاقه بحسب العرف العام.

«و مفهوم «أهل البيت» و ان كان قد أطلق علي هؤلاء الخمسة، الا أن رسول الله و سعه ليشمل ذريتهم من بعدهم و لم يخصصه و يقيده فيهم و حدهم، فقال: «في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين...» راجع الصواعق المحرقة: 231. فجعل صلي الله عليه و آله و سلم مفهوم أهل البيت منطبقا علي ذرية علي و فاطمة، و الذي لا يخلو عصر منهم الي قيام المهدي عليه السلام و هو من أهل البيت و ان تأخر زمانه، كما أطلق صلي الله عليه و آله و سلم ذلك عليه بالقول: «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة» سنن أبي داود: ج 4 ص 107، و الجامع الصغير: ج 2 ص 972، و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «لو لم يبق من الدهر الا يوم، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا» سنن أبي داود: ج 4 ص 107.

و لهذا أيضا قال الامام الصادق في تعريف أهل البيت: «الأئمة الأوصياء» راجع معاني الأخبار: ص 94 للشيخ الصدوق.

فاذن «أهل البيت» علي نحو القضية الخارجية زمان النص هم: محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام، و أما باقي الأئمة من ولد الحسين فهم من أهل البيت علي نحو القضية الحقيقية.

و قد أكد كثير من علماء أهل السنة و مفسريهم علي نزول آية التطهير في خصوص هؤلاء الخمسة، في كثير من كتبهم و نقلوا في ذلك روايات من طرق عدة: يقول ابن تيمية: «ان هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلي الله عليه و آله و سلم كساءه علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنه فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» حقوق آل البيت: ص 10.

و ذكر مسلم في صحيحه: ج 4 ص 1883 هذا المعني عن عائشة، و قال الواحدي في أسباب النزول ص 239: «انها نزلت في خمسة: في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام». و أكده القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج 14 ص 184 قائلا: «ان هذا شي ء جري في الاخبار». و قال السيوطي في الاتقان: ج 2 ص 148: «أهل البيت... هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين». و ممن خرجها من أعلام السنة في هؤلاء الخمسة، نوردهم علي سبيل المثال لا الحصر: الجامع الصحيح للترمذي: ج 5 ص 606 حديثه 2871، الخصائص للنسائي: ص 24، مسند الامام أحمد: ج 6 ص 292 و 298 و 340، و في ج 1 ص 185 و 330 و 331، و شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 124 و 381، و ج 2 ص 10، و 11و 12 و 16 و 21 و 22 و 23 و 29 و 30 و 31 و 32 و 33، و الحاكم في المستدرك مع تلخيص الذهبي: ج 3 ص 132 و 133 و 146 و 147 و 148 و 150 و 158، و جامع البيان لابن جرير: ج 22 ص 296، و تفسير ابن كثير: ج 3 ص 492، و تفسير الخازن ج 3 ص 499. و عبارة البيضاوي و هو أحد مفسري أهل السنة واضحة جلية حينما يقول: «و تخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة و علي و ابنيهما رضي الله عنهم لما روي أنه عليه الصلاة و السلام خرج ذات غدوة و عليه مرط مرجل...» راجع أنوار التنزيل: ص 557.

و قد ذكر مسلم حديثا عن زيد بن أرقم يخرج فيه نساء النبي من «أهل البيت» كما في حديث الثقلين: «... فقلنا: من أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا و أيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الي أبيها و قومها، أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده» صحيح مسلم: ج 4 ص 1883.

[5] صحيح مسلم: ج 4 ص 1874، الجامع الصحيح: ج 5 ص 656 - 657 حديث رقم 3871، مسند أحمد: ج 6 ص 292 و 298 و 330 و 331، أسد الغابة: ج 2 ص 12.

[6] الجامع الصحيح للترمذي: ج 5 ص 656 حديث رقم 3871، مسند أحمد: ج 6 ص 292 ص 340، الصواعق المحرقة: ص 143، أسد الغابة: ج 2 ص 12، أعيان الشيعة: ج 1 ص 308.

[7] الصواعق المحرقة: ص 144 و المراد: أنها من أهل بيت سكناه.

[8] و لعل أول من ذهب الي ذلك هو عكرمة و مقاتل، و كان من أظهر اصرار عكرمة و تبنيه لهذا الرأي أنه كان ينادي به في السوق و كان يقول «من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم» راجع في ذلك أسباب النزول: ص 268، و الدر المنثور: ج 5 ص 198. و قد نسب هذا الرأي الي ابن عباس.

و الظاهر أن السبب في ادعاء عكرمة هذا الأمر هو أنه اعتنق مذهب الخوارج، و بخاصة رأي نجدة الحروري (راجع وفيات الأعيان: ج 1 ص 320) و للخوارج موقف مع الامام علي معروف، و قد استغل عكرمة علاقته بابن عباس وسيلة للكذب، و الخوارج يستسيغون الكذب في سبيل العقيدة، و قد اشتهرت قصة كذبه علي ابن عباس بين خاصته حتي كان يضرب المثل فيه.

فعن ابن المسيب أنه قال لمولي له اسمه برد: «لا تكذب علي كما كذب عكرمة علي ابن عباس» و عن ابن عمر أنه قال ذلك - أيضا - لمولاه نافع. (راجع ميزان الاعتدال: ترجمة عكرمة). و قد حاول علي بن عبدالله بن عباس منعه من ذلك حتي أنه كان ليوثقه علي الكنيف لأنه كان يكذب علي أبيه (راجع و فيات الأعيان: ج 1 ص 320).

و أما مقاتل فحسابه من حيث العداء لأميرالمؤمنين عليه السلام حساب عكرمة، و كذا كذبه، حتي عده النسائي في جملة الكذابين المعروفين بوضع الحديث (راجع دلائل الصدق: ج 2 ص 95). و قال الجوزجاني: «و كان مقاتل كذابا جسورا» (راجع ترجمة مقاتل في ميزان الاعتدال).

و ممن ذهب الي أن «أهل البيت» خاص بأزواج النبي احسان الهي ظهير في كتابه «الشيعة و أهل البيت»: ص 19.

و يرد علي هذا الرأي أنه لم تدع أي من نساء النبي صلي الله عليه و آله هذا الشرف لنفسها، بل صرحت غير واحدة بنزولها في الخمسة، كما ذكرت سابقا.

[9] ذهب الي ذلك احسان الهي ظهير في كتابه «الشيعة و أهل البيت»: ص 19. و عند مراجعة الروايات التي أدخلت أعمام النبي في «أهل البيت» تجدها روايات آحاد، ذكر بعضها ابن حجر في الصواعق المحرقة: ص 222. يقول السيد الحكيم عنها في «الفقه المقارن»: ص 151: «و هي لعدم طبيعتها، و ضعف أسانيدها، و مجافاتها لواقع الكثير منهم، لا تستحق أن يطال فيها الحديث، و من رغب في الاطلاع عليها فليقرأها مع محاكماتها في كتاب دلائل الصدق: ج 2 ص 72 و مابعدها، و حسبها و هنا أن لا يستدل بها أو يستند اليها أحد من أولئك أو أحد أتباعهم مع مافيه من الشرف العظيم لأمثالهم». و ممن ذهب الي هذا الرأي النووي في المجموع: ج 3 ص 466 و ابن حجر في الصواعق المحرقة: 225.

[10] هو محمد بن علي محمد ابن العربي؛ أبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي، المعروف بمحيي الدين بن عربي، الملقب بالشيخ الأكبر، فيلسوف من ائمة المتكلمين في كل علم. ولد في مرسية (بالاندلس) سنة 560 ه، و انتقل الي أشبيلية، أنكر عليه أهل الديار المصرية (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم علي اراقة دمه، و حبس، و سعي في خلاصه، فنجا واستقر في دمشق الي أن توفي بها 638 ه.

و هو كما يقول الذهبي: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب و رسالة، منها:

الفتوحات المكية، فصوص الحكم. (الأعلام: ج 6 ص 280).

[11] الفتوحات المكية: ج 1 ص 269.

[12] الخلاصة للخزرجي: ص 225، المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 598، الاستيعاب: ج 2 ص 557، الصواعق المحرقة: 227، كنز العمال: ج 11 ص 40 ح 333.

[13] كنز العمال: ج 12 ص 95 ح 34149.

[14] بحارالأنوار: ج 43 ص 15 و 16 و 19 و 20، فضل آل البيت لأبي الحسن الشافعي: ص 51 ط القاهرة. و قال: و قد أخرجه الحافظ الدمشقي. شرح الفقه الاكبر لعلي بن سلطان الحنفي: ص 133، تفسير آية المودة لشهاب الدين الحنفي المصري: ص 50، توضيح الدلائل لشهاب الدين الشافعي الشيرازي: ص 326، و غيرهم كثير. و منهم من خرجها بلفظ «شيعتها» و منهم بلفظ «محبيها».

[15] الآية: 21.

[16] كنزالعمال: ج 2 ص 3045.

[17] الآية: 22.

[18] و هذا ما حققناه سابقا.

[19] المستدرك للحاكم: ج 3 ص 158، مسند أبي داود: ص 274، العمدة لابن البطريق: ص 45، غاية المرام: ص 289 نقلا عن السنن، الدر المنثور للسيوطي: ج 5 ص 199، مسند أحمد: ج 3 ص 259 - 252، تفسير الطبري: ج 22 ص 5 - 6، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص 11، صحيح الترمذي: ج 2 ص 29، ذخائر العقبي: ص 24، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 168، أسد الغابة: ج 5 ص 521، الفصول المهمة: ص 8.

[20] تاريخ ابن عساكر: ج 14 ص 145 ح 3456، المعجم الكبير للطبراني: ج 23 ص 320 ح 759، مسند أحمد: ج 6 ص 296، تاريخ دمشق: ج 13 ص 203.

[21] ذخائر العقبي: ص 23، أسد الغابة: ج 4 ص 29، الصواعق المحرقة: ص 143.

[22] فضل آل البيت للعلامة أبوكف: ص 39، مناقب آل الرسول للنجف آبادي: ص 296، رشفة الصادي للحضرمي: ص 139، تاريخ دمشق: ج 13 ص 204.

[23] هارون الرشيد ابن محمد المهدي ابن المنصور العباسي، خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق و أشهرهم، ولد بالري سنة 149 ه، و نشأ في دار الخلافة في بغداد، و ولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، فصالحته الملكة «أبريني» بسبعين ألف دينار تبعث بها الي خزانة الخليفة كل عام. بويع للخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170 ه، وازدهرت الدولة في أيامه. كان عالما بالأدب و أخبار العرب، كثير الغزوات، و هو أول خليفة لعب بالكرة و الصولجان، له وقائع كثيرة مع الروم، دامت ولايته 23 سنة، توفي في «سناباذ» من قري طوس سنة 193، و بها قبره. (الأعلام: ج 8 ص 62).

[24] سورة الأنعام: 84.

[25] سورة آل عمران: 61.

[26] عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 81، البحار للمجلسي: ج 48 ص 127، احقاق الحق للتستري: ج 12 ص 313، الاتحاف بحب الأشراف لعبدالله الشبراوي: ص 54، الصواعق المحرقة: ص 121، أخبار الدول للقرماني: ص 123، مفتاح النجا لمحمد خان البدخشي: ص 174، الكواكب الدرية للعلامة المناوي: ج 1 ص 172.

[27] عبدالرحمان بن مسلم، مؤسس الدولة العباسية، و أحد كبار القادة. ولد في (ماه البصرة) مما يلي اصبهان، عند عيسي و معقل ابني ادريس العجلي، فربياه الي أن شب، فاتصل بابراهيم بن الامام محمد (من بني العباس) فأرسله ابراهيم الي خراسان داعية، فقام فيها و استمال أهلها، و وثب علي ابن الكرماني و الي نيسابور فقتله، و استولي عليها، و خطب باسم السفاح العباسي، ثم سير جيشا لمقاتلة مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية، فقابله بالزاب (بين الموصل و أربيل) و انهزمت جنود مروان الي الشام، و فر مروان الي مصر، فقتل في بوصير، و زالت الدولة الأموية 132 ه، و صفا الجو للسفاح الي أن مات، و خلفه أخوه المنصور، فرأي المنصور من أبي مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك، فقتله برومة المدائن سنة 137 ه (الأعلام: ج 3 ص 337).

[28] حياة الامام الرضا للسيد جعفر مرتضي: ص 49، تاريخ الامامية للفياض: ص 65، جهاد الشيعة للدكتورة سميرة الليثي: ص 89، الامام الصادق و المذاهب الأربعة. لأسد حيدر: ج 2 ص 320، الملل و النحل للشهرستاني: ج 1 ص 243.

[29] خرج عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب علي بني مروان سنة 127 في الري بخراسان، ثم استسلم لأبي مسلم بعد اذ ظفر الأخير بجيوش بني مروان، و كتب اليه يستعطفه بقوله: «من الأسير بين يديه، بلا ذنب اليه و لا خلاف عليه، فان الناس من حوضك رواء و نحن منه ظماء، رزقنا الله منك التحنن...، فانك أمين مستودع ورائد مصطنع، و السلام عليكم و رحمة الله» و لم يطلقه أبومسلم، بل أورده حتفه، و قيل: سمه. (منه).

[30] هو حفص بن سليمان الهمداني الخلال؛ أبوسلمة، أول من لقب بالوزارة في الاسلام، كانت اقامته قبل ذلك في الكوفة، و أنفق أموالا كثيرة في سبيل الدعوة العباسية، كان يحمل كتب ابراهيم الامام ابن محمد الي النقباء في خراسان. استوزه السفاح و كان يستمتع بحديثه، اغتاله أشخاص كمنوا له ليلا فقطعوه بأسيافهم سنة 132 ه. (الأعلام: ج 2 ص 264).

[31] عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي؛ أبومحمد، تابعي من أهل المدينة، قال الطبري: كان ذا عارضة و هيبة و لسان و شرف، حبسه المنصور عدة سنوات من أجل ابنيه محمد و ابراهيم، و نقله الي الكوفة فمات سجينا فيها سنة 145. (الأعلام: ج 4 ص 78).

[32] هو عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال الشيخ المفيد: كان فاضلا جليلا، و ولي صدقات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و صدقات أميرالمؤمنين، و كان ورعا سخيا. و انما سمي بالأشرف في قبال عمر الأطرف ابن أميرالمؤمنين عليه السلام، فقد كان أشرف منه لأن فضيلة الثاني من طرف واحد و هو طرف أبيه أميرالمؤمنين، و كان عمر الأشرف يروي عن الامام الصادق، قال عنه الباقر عليه السلام. و أما عمر فهو عيني التي بها أري. (منتهي الآمال: ج 2 ص 69).

[33] هو محمد بن عبدالرحمان بن أسلم.

[34] أعيان الشيعة: ج 1 ص 665، أنصار الحسين لمحمد مهدي شمس الدين: ص 209، الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي: ج 2 ص 349، عمدة الطالب لابن عنبة ص 102، ينابيع المودة: ج 3 ص 161.

[35] مروج الذهب للمسعودي: ج 3 ص 184، الآداب السلطانية: ص 137.

[36] هو سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي، يكني أباالفضل، من الكوفة، مولي، من أصحاب السجاد عليه السلام، وعد في أصحاب الباقر و الصادق عليه السلام. قال الامام الصادق عليه السلام: «ان الله اذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا، و انا و اياكم يا سدير نصبح به و نمسي» الكافي: ج 2 ح 6 كتاب الايمان و الكفر. (معجم رجال الحديث للخوئي: ج 9 ص 37).

[37] الكافي: ج 2 ص 243.

[38] هشام بن الحكم الشيباني بالولاء، الكوفي؛ أبومحمد، متكلم مناظر، كان شيخ الامامية في وقته، ولد بالكوفة، و نشأ بواسط، و سكن بغداد، و انقطع الي يحيي بن خالد البرمكي، فكان القيم بمجالس كلامه و نظره. صنف كتبا منها: الامامة، القدر، الشيخ و الغلام،... الخ. و لما حدثت نكبة البرامكة استتر، و توفي علي أثرها بالكوفة سنة 190 ه، و يقال: عاش الي خلافة المأمون (الأعلام: ج 8 ص 84).

[39] تحف العقول: ص 389، بحارالانوار: ج 1 ص 141 و ج 75 ص 303، نهج السعادة: ج 7 ص 346،الامام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 2 ص 108.

[40] ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، زعيم الدعوة العباسية قبل ظهورها، أوصي له أبوه بالامامة، فكان شيعتهم يختلفون اليه و يكاتبونه من خراسان و غيرها، و تأتيه كتبهم، وانتشرت دعوته، و هو الذي وجه أبامسلم الخراساني واليا علي دعاته و شيعته في خراسان، فكان من أبي مسلم أن حارب ولاة بني أمية و سيطر علي البلاد، ثم ظهر أمر ابراهيم و علم به مروان بن محمد آخر خلفاء بني مروان، فقبض عليه و زجه في السجن بحران، ثم قتله في حبسه سنة 131 ه. (الأعلام: ج 1 ص 58).

[41] هو صالح بن علي بن عبدالله بن عباس الهاشمي، الأمير، عم السفاح و المنصور، و أول من ولي مصر من قبل الخلفاء العباسيين، تعقب مروان بن محمد لما فر من الشام، وقتله سنة 132 ه، فولاه السفاح مصر، ففتك بالكثير من أشياع بني أمية، و هو الذي كسر الروم في وقائع مرج دابق، و كانوا نحو مائة ألف، و كان شجاعا حازما، توفي بقنصرين سنة 151 ه. (الأعلام: ج 2 ص 192 - 193).

[42] هو محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب؛ أبوعبدالله، الملقب بالأرقط و بالمهدي و بالنفس الزكية، أحد الأمراء الأشراف من الطالبيين، ولد بالمدينة سنة 93 ه، و كان يقال له: صريح قريش، كان غزير العلم، و فيه شجاعة و حزم و سخاء، لما انحلت الدولة الأموية بايعه بنو هاشم سرا، فلما قامت الدولة العباسية لم يبايع السفاح و تواري، فطلبه المنصور و قبض علي أبيه و اثني عشر من أهل بيته و عذبهم، فماتوا بحبسه بعد سبع سنين، فلما علم محمد بموت أبيه خرج ثائرا، فغلب علي مدن كثيرة، ثم حدثت بينه و بين جيش المنصور وقعة علي أبواب المدينة، قتل بيده سبعين فارسا حتي قتل سنة 145 ه. (الأعلام: ج 6 ص 220 - 221).

[43] و هو ابراهيم بن عبدالله، المعروف بقتيل باخمري، و كان جاريا علي مشاكلة أخيه محمد في الدين و العلم و الشجاعة و الشدة و الثورة علي الظلم، بايعه أربعة آلاف مقاتل، فاستولي علي البصرة و هزم المنصور منها الي الكوفة، و استولي علي بلاد كثيرة، و كانت بينه و بين المنصور وقائع شديدة انتهت باستشهاده. (مقاتل الطالبيين: ص 210 - 256) بتصرف.

[44] محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان، و هو الملقب بالديباج، سبط الامام الحسين عليه السلام من ابنته فاطمة، كما ذكر الذهبي في «من له رواية في كتب السنة»: ج 2 ص 189، كان دائم الرواية عن أمه فاطمة.

[45] مقاتل الطالبيين: ص 239.

[46] و ليس في نص الروايتين بيعة من جعفر الصادق لعبدالله أو لابنه محمد كما و هم البعض، و انما فيهما تفضيل للأب علي الابن مع رفض البيعة. (منه).

[47] و في رواية أخري أنه أضاف: «و والله ما أطلعك الله علي غيبه». (منه).

[48] و هو ابن أبي ثابت عبدالعزيز بن عمران الزهري، صاحب كتاب الاحلاف (الفهرست: 12).

[49] الرواية كاملة في مقاتل الطالبيين: ص 140 - 142، ارشاد المفيد: ج 2 ص 192، و نقلها أيضا السيد مرتضي العسكري في معالم المدرستين: ج 3 ص 325، و راجع كشف الغمة: ج 2 ص 386 - 387، ومدينة المعاجز لهاشم البحراني: ج 5 ص 292، و بحارالانوار ج 46 ص 189 و ج 47 ص 278، و معجم أحاديث المهدي للعاملي: ج 3 ص 432، و تفسير مجمع البيان الطبرسي: ج 5 ص 352، و أعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 527.

[50] عمرو بن عبيد بن باب التيمي بالولاء؛ أبوعثمان البصري، شيخ المعتزلة في عصره و فقيهها، و أحد الزهاد المشهورين، قال فيه المنصور: كلكم طالب صيد، غير عمرو بن عبيد. له خطب و كتب و رسائل كثيرة. توفي بمران قرب مكة سنة 144 ه، و قد رثاه المنصور. (الأعلام: ج 5 ص 81).

[51] ان أول كتاب - في الحديث - ألف في الاسلام كتاب علي عليه السلام، أملاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خطه عليه عليه السلام علي صحيفة، فيها كل حلال و حرام. (مقدمة كتاب الكافي، للدكتور حسين علي محفوظ) و كان الأئمة ينقلون عنه بقولهم: «وجدنا في كتاب علي».

[52] اعلام الوري: ج 1 ص 528، مقاتل الطالبيين: ص 206، بحارالأنوار: ح 47 ص 287، الارشاد: ص 277، نفس الرحمان في فضائل سلمان للطبرسي: ص 301، كشف الغمة: ج 2 ص 385.

[53] تاريخ بغداد: ج 10 ص 55، تاريخ دمشق: ج 32 ص 307 و ج 35 ص 449، سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 83، تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 364.

[54] محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، أول من قام بالدعوة العباسية، و هو والد المنصور و السفاح، ولي امامة الهاشميين سرا في أواخر الدولة الأموية، عمل سرا لجمع الأموال من الأخماس والزكوات لدفعها الي الدعاة الي الدعوة العباسية، مات بالشراة سنة 125 ه عن عمر يناهز 63 سنة (الأعلام: ج 6 ص 271).

[55] تاريخ الطبري: حوادث سنة 100 و 120 و 126، تاريخ اليعقوبي: ج 3 ص 72، ذيل المذيل: ص 98، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 172، و فيات الأعيان: ج 1 ص 454، الكامل لابن الأثير: ج 5 ص 17 و 20 و 43 و 51 و 53 و 69 و 72 و 80 و 96 و 101، تاريخ الاسلام للذهبي: ج 5 ص 133.

[56] عبدالله بن محمد بن الحنفية، يكني أباهاشم، و أمه أم ولد، و كان صاحب علم و رواية، ثقة، قليل الحديث، كانت الشيعة يلقونه و يتولونه، تعلم واصل بن عطاء علي يديه. (الطبقات الكبري: ج 5 ص 328).

[57] التنبيه و الأشراف للمسعودي: ص 292.

[58] سليمان بن عبدالملك بن مروان، أبوأيوب، الخليفة الأموي، ولد في دمشق سنة 54 ه، و ولي الخلافة يوم وفاة أخيه الوليد سنة 96 ه، فأطلق الأسري، و أخلي السجون، و عفا من المجرمين و أحسن الي الناس، حاصر القسطنطينية و فتح جرجان و طبرستان، توفي في دابق سنة 99 ه. (الأعلام: ج 3 ص 130).

[59] هي بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام، و هي القرية التي أهداها عبدالملك بن مروان لعلي بن عبدالله بن العباس لترضيته، فكانت منازل بني العباس. (معجم البلدان: ج 2 ص 307، الامامة و السياسة: ج 3 ص 149).

[60] هي خولة بنت جعفر بن قيس، من بني حنيفة، و هي من سبي أهل الردة، قيل:اشتراها أسامة بن زيد و باعها من علي بن أبي طالب، فلما عرف الامام صورة حالها أعتقها و تزوجها و مهرها. (عمدة الطالب: ص 323).


الجامعة الكبري


ليس مبالغة اذا قيل عن مدرسة الامام الصادق (ع) بأنها جامعة اسلامية كبري خلفت ثروة علمية و خرجت عددا وافرا من رجال العلم و أنجبت خيرة المفكرين و صفوة الفلاسفة و جهابذة العلماء و قد عدت أسماء تلامذته و المتخرجين من مدرسته فكانوا أربعة آلاف رجل [1] قال الشيخ المفيد: في الارشاد: أن أصحاب الحديث قد جمعوا الرواة عن الصادق (ع) من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المغالات فكانوا أربعة آلاف رجل [2] .

و قال الشهيد في الذكري: ان أباعبدالله الصادق جعفر بن محمد كتب من أجوبة مسائلة أربعماية مصنف لأربعماية مصنف و دون من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل من أهل العراق و الحجاز [3] .



[ صفحه 345]



و البحث عن هذا النوع كبير و طويل و لسنا في صدد الاستقصاء لكننا نمر عليه كمقدمة.

و علي أي حال فان مدرسة الامام الصادق كانت مصدرا و ينبوعا يفيض علي الأمة بالعلوم و المعارف الاسلامية بل أغدقت علي العالم الاسلامي خدماتها الجليلة في بث روح تلك التعاليم القيمة في عصر ازدهر فيه العلم و أقبل المسلمون علي انتهاله.

و لو تسني لمدرسة الامام الصادق (ع) الظهور التام لأدت رسالتها علي أحسن ما يتطلبه واقع المسلمين و ما هم فيه من الحاجة الي نشر التعاليم القيمة في بث روح الأخوة الاسلامية و العدالة الاجتماعية و محو المعتقدات الفاسدة و لكن بمزيد من الأسف ان السلطة الحاكمة قد اتخذت جميع التدابير لمحاربة تلك المدرسة لأن الشهرة الامام الصادق (ع) في العالم الاسلامي كانت تقض مضاجعهم و تبعث في قلوبهم الوجل من نشاطه العلمي، الي جانب ما لأهل بيته من النشاط السياسي. و لهذا فقد كانوا يضعون الخطط التي يأملون فيها الوصول الي غلق أبواب تلك المدرسة و القضاء علي الامام الصادق بكل وسيلة، لأن الأنظار أصبحت متجهة اليه و كانت وفود رجال الأمة و طلاب العلم يتسابقون الي الحضور عنده و الاستماع اليه و الاستفادة منه حتي كان ذكره حديث الركبان و كانت أندية العلم في العواصم الاسلامية تلهج بذكره و ينتهي الاحتجاج بالاستشهاد بقوله.

و الحقيقة، ان مدرسة الامام جعفر الصادق (ع) الفكرية قد أنجبت خيرة المفكرين و صفوة الفلاسفة و جهابذة العلماء و اذا كانت هناك حقيقة يجب أن تقال: فهي:

ان الحضارة الاسلامية و الفكر العربي مدينان لهذه المدرسة الفكرية بالتطور و الخلود و التراث النفيس.

كما أنها وجهت الأمة الي قواعد الاستنباط و نقد الحديث و بعثت علي النشاط في مجال التأليف، و تبويب الأحكام فكانت ملتقي العلماء و مجمعا لطلاب المعرفة، رغم تلك المحاولات التي تبذل في طريق شهرتها و الوقوف أمام انتشار ذكرها. و لابد من الاشارة بأن مدرسة الامام الصادق (ع) كان طابعها الذي اختصت به هو استقلالها الروحي و عدم خضوعها لنظام السلطة و لم تفسح المجال السلطة الجائرة أن يتدخلوا في شؤونها أو يكون لهم أي مشاركة في توجيهها [4] .

و قد بذل المنصور كل ما بوسعه لكسب رضا الامام فلم يفلح و بقي الامام عالما قائما بذاته مستقلا في فكره و مسيرته غير خاضع لأي تأثير داخلي أو خارجي و غير خاضع لأي ضغط مادي أو معنوي.


پاورقي

[1] الامام الصادق أسد حيدر ص 67 ج 1.

[2] الارشاد للمفيد ص 271.

[3] الامام الصادق أسد حيدر ص 67 ج 1.

[4] الامام الصادق أسد حيدر ص 68 ج 1.


اضواء كاشفة


و مني الامام بفراعنة عصره، و هم يديرون دفة الحكم، و يمسكون زمام السلطان بيد من حديد، و كان أبرز ملامحهم في السلطة: سفك الدماء، و اذلال العباد، و اغتصاب الحقوق، و مصادرة الممتلكات.

اثرة ما بعدها من اثرة، و جور لا يدانيه جور، يضاف لهما: الاستطالة و التعالي و الاستبداد، و المسلمون بين سيف قاطع، و حق مضيع، و حرية مصادرة، فلا الأرواح في مأمن، و لا الحياة باستقرار، و لا الأمان في ذاكرة الناس، و عاد كبت الحريات شعارا ملازما يتناوب عليه خليفة بعد خليفة، و الأمراء في بلهنية من العيش، يجبي لهم الخراج، و تستصفي لهم الاموال، و يحتكر الذهب و الفضة، و ينتهب المدخر و المقتني، لتزان به نحور الجواري و القيان و المغنيات، و ينعم به أولياء السلطان، و قادة الجيش، و أصحاب الشرطة، و أجهزة المخابرات.

و عاد الناس في عسر و حرج و هم بين ساهم و واجم، و ثائر و ناقم..

الشباب في ضياع قاتل، و الشيوخ في امتهان و اذلال، و المعارضة في السجون الرهيبة يعرضون علي القتل صبرا، و الصلب علي جذوع النخل جهارا، و ولاة السوء بيدهم الأمر و النهي، و الأحكام العرفية تبيح لهم المحظورات، فهم يسملون العيون، و يقطعون الأيدي، و يفصلون الأطراف.

و الامام في هذه البيئة الموبوءة يتفجر حسرات و آهات لهذا المصير المشترك بينه و بين الشعب المسلم المحاصر.



[ صفحه 130]



و تتطور العقوبات مع تطور فترات الحكم الهمجي، فتهدم السجون علي من فيها، و تفرغ الأسطوانات في الدور و القلاع و الصياصي ليدفن بها العلويون بخاصة و هم أحياء، و يشمل الارهاب أقاصي البلاد.

و انتشر الفزع و الخوف بين أتباع أهل البيت، فقد منعت الأرزاق، و قطعت الأعطيات، و وهب لهم الموت و القتل و التغريب، فهم يدفعون ضريبة الدم في البعوث، و يحتلبون ضيما و خسارا و دمارا.

و كانت الآلام تنتاب الامام لهذه الظواهر الأليمة، و تذوب نفسه حسرات للشعب الذي تستباح حرمه، و تسفك دماؤه، و تسلب حقوقه، هذا في جانب، و في جانب آخر، يري الامام كتاب الله مهجورا، و السنة الشريفة معطلة، و رسالة الرسول الأعظم تستغل في غير سبيلها، و الشريعة تنبذ أحكامها الا في مظاهر اعلامية تفيد منها السلطة في تثبيت أركانها.

و ظاهرة عاني منها الامام كثيرا، هي تلك الفتن بين القبائل، و العصبيات الجاهلية التي رفضها الاسلام، و قد استدرجها السلطان لتسلم تلك العروش، فتري المسلم يقتل أخاه المسلم في ظل مظالم جديدة لا أول لها و لا آخر.

و ظاهرة أخري تثير التساؤل لدي الامام، هي واردات الدولة الاسلامية التي يغدق بها علي المؤامرات، و يسرف بمصرفها علي المغنين و المخنثين و المجان و الغلمان و القيان، و يدفع بها لفقهاء البلاط و قضاة السوء، و طبقات المرتزقة، و الشعب يعاني الفقر و الحرمان بل تؤخذ منه الضرائب الباهضة علي المزارع و المواشي و الأراضي عامرة و غامرة. و الرشاوي في المعاملات و الدعاوي.

وثمة ظاهرة أخري تعني بتقريب الانتهازيين و أهل النفاق، و استبعاد الأبرار و أهل الدين، و استشارة النساء و الصبيان، و ادارة شؤون الدولة بالغطرسة و الاستكبار و الانتفاخ، فشب قرن من الناس علي المتناقضات العريضة، و نشأ جيل علي النزعات المارقة.



[ صفحه 131]



و أفاق الشعب المسلم علي فقدان المقاييس، و انطماس الحقائق، و تلاشي القيم و فوق هذا كله: الجهل المطبق و الضياع و سياسة التضليل و الأغراء، و ما يجر ذلك من التخلف في المسار، و التخبط الجماعي في الشعور و التفكير.

هذا غيض من فيض مما ابتلي به الامام، و هو يتجرع الغصص، و يتنفس الصعداء، و يعاني الأسي حيث يتهاوي الصرح الانساني.

و ظاهرة طارئة أقضت مضجع الامام، و شغلت فكره، و هي حركات هؤلاء الغلاة التي نهد بها جمع من المتطرفين، و أغلبهم من الموالي و الأعاجم، فقالوا في الأئمة ما يبرأ منه الأئمة، و نسبوا لهم من المنزلة ما لم يدعيها الأئمة لأنفسهم، و ارتفعوا بهم الي درجة الآلهة.

و رفض الامام هذا الانحراف و الكفر و الضلال بكل أبعاده و رجاله، و كفر أصحاب هذه المقالة، و تبرأ من رجالها، و دعا شيعته الي الحذر منها، و عمد الي من تولي كبر ذلك، ففنذ الأكاذيب و الأباطيل، و دحض المزاعم و الدعاوي، و دعا الي صيانة الشريعة من الاضافات الباطلة و أبان بان الأئمة عليهم السلام عباد مخلوقون اجتباهم الله لا أكثر و لا أقل.

و ظاهرة أخري دهمت عصر الصادق عليه السلام، و هي ظاهرة الزندقة، و قد شمر لها الامام عن ساعديه، و جند لها خيرة أصحابه المتخصصين، و قابلها بالنقض و الحجاج و المجادلة و الرد و التفنيد، و أبطل شبهاتهم، و ألزمهم الحجة البالغة، فانسحب أربابها من الميدان أو كادوا.

و هناك ظاهرة أخري أناخت بكلكلها، و هي تداعي الفرق الاسلامية، كل يعزز رأيه، و ينتصر لمقالاته، و يقف عند نظرياته، و قد يكفر بعضهم بعضا.

و أبرز هذه الفرق هي المعتزلة و الخوارج، و وقف الامام منها و من سواها، موقف الحزم و اليقظة، و كانت المحاورة و المناظرة سبيله الي احتواء الشبه، لم



[ صفحه 132]



يخدش العواطف، و لم يوغر الضمائر، بل استطال بالحق.

و مضافا الي ما ابتلي به الامام من المشاكل المعقدة في هذه الظواهر، كانت المشكلة الكبري في عصره، تجدد الثورات، و قيام الكفاح المسلح في وجه كل من الأمويين و العباسيين، و كلها تلتمس أرج الطف و نفخ كربلاء من قبل الثائرين، و هم أبناء عمومته، و نبع أرومته، مما أدي الي بلائه المزدوج.

هذه الظواهر سيتحدث عنها هذا الفصل و الفصل الذي سيليه باذن الله تعالي.



[ صفحه 133]




جعفر


و الدخول اليك يا جعفر، لهو الدخول المستريح، لقد قرأناك ضميرا مستحبا في خلد جدك النبي، قبل أن تولد، تماما كما قرأنا اسم أبيك الباقر، مدفوقا بشوق نادر، قبل أن يتجسد!

يا للباقر، يتمناه الرسول مزروعا في أصلاب الامامة، يفجر العلم غذاء للأمة فينقذها من جوعها المدقع! و يا للصادق، يرجوه الرسول مخزونا في نهي الامامة، حتي يصدق في نشر العلم، يدبج به يقين الأمة!

هكذا كان الباقر اسما لأبيك، عينه شوق النبي قبل أن يتجسد أبوك في لحم و دم، و هكذا كان الصادق نعتا عظيما للطيبين، تمتم به جدك النبي، قبل أن ترسمك في رحمها - أمك - بنت القاسم.

و اسمك «جعفر»؟ من طرزه بالصادق، غير جدك الامام زين العابدين، و قد حملتك اليه - القابلة - ملفوفا بقماطاتك؟ لقد كان أبوك الباقر - في ساعة هبوطك الي صحن الأرض - مشغولا بالتفتيش عن شروحات العناوين العلمية التي حوشها مشرورة - هنا و هناك - في الشام، و أريحا، و جبيل، و حضرموت، و مصر الأقباط، و جنديسابور جدته شاهزنان الأنوشروانية... و لربما كان - ساعتتلك - مفتشا عن أصول علم الجغرافيا في حواضر الصين أو في معابد الهند... أو عن أصول الكيمياء الطامحة الي تحويل النحاس الي ذهب، في بعض عواصم اليونان.

أجل - لم يكن أبوك الباقر حاضرا ساعة و فودك الميمون - و كان جدك الساجد، بانتظار دخول القابلة، و علي زندها طفل ذكر، و في عينيها



[ صفحه 50]



بهجة لا تفقه لها تفسيرا....

و تناولك جدك يا المقمط، و كان أول من تلمس فتحة جفنيك، و أول من استشف غزلة عينيك، و أول من لمح امتداد جبينك الي أغوار فوديك، و أول من قرأ تقعر النور في عدستيك، و أول من هبط يلثم الأرض و هو يقول:

- يا للملامح المقروءة! و يا للمواعيد المرسومة في ألياف الشرانق!

و يا لانسياب النهر الرقراق تتبرد به أعطاش الصحاري!!

بعد سجدة طالت تسعة أيام - قام الامام جدك.. يا المقمط - و قرع باب المخدع الذي تنام فيه أمك... دخل و هنأها بالسلامة و هو يقول:

- ابنك يا «أم فروة» زين البرية.

أبوه يفجر العلوم!

و سيكون - هو سقياها الندية!

لقد تبصر به جده الرسول و نعته بالصادق!

و لا يليق بالصادق الا جعفر!

أتدرين با «أم فروة» ما معني الجعفر؟

انه النهر السلسبيل،

يأخذ الماء من عين السحاب،

و يدفقه ريا علي أعطاشن الرمول!

فقري - عينا - يا أم جعفر



[ صفحه 51]




ملامحه


من المتفق عليه أن الامام عليه السلام يجب أن يكون أفضل الناس خلقا و خلقا، و لا يمكن أن يكون به عاهة [1] بل روي أن زليخا زوجة عزيز مصر عندما أعجبت بجمال نبي الله يوسف عليه السلام قال لها يوسف عليه السلام: يا زليخا ما الذي دعاك الي ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف، فقال: كيف لو رأيتي نبيا يقال له محمد يكون في آخر الزمان، أحسن مني خلقا و اسمح مني كفا؟... فأوحي الله عزوجل الي يوسف أن يتزوجها لحبها لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم [2] .

و كونه كذلك كي لا يفضل عليه أحد أو يعلو عليه، أو يعير بنقص موجود فيه

أما صفة الامام الصادق بخلقه.

ربع القامة [3] ، أزهر اللون، حالك الشعر جعد [4] ، أشم الأنف [5] ، أنزع [6] رقيق البشرة، علي خده خال أسود، و علي جسده خيلان [7] حمره.



[ صفحه 51]



و ذكر به بعضهم أن لونه عليه السلام أسمر، و قيل أبيض [8] .


پاورقي

[1] ذكرنا ذلك في سيرة عبدالله الأفطح. (أنظر الكافي ج 1 / 198 كتاب الحجة.

[2] قصص الأنبياء لنعمة الله الجزائري ص 209.

[3] لا بالطويل و لا بالقصير.

[4] حالك: شديد السواد.

[5] أشم ارتفاع قصبة الأنف مع حسنها و استوائها.

[6] أنزع: ليس علي مقدم رأسه شعر.

[7] خيلان: جمع خال.

[8] أعيان الشيعة ج 1 / 660.


شجاعته


لقد كان الامام جعفر الصادق شجاعا صداعا لا يخاف في الله لومة لائم حتي أمام ذوي السلطان، فكان يذكرهم و يعظهم تصريحا أو تعريضا.

فقد قال أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي: وقع الذباب علي المنصور فذبه عنه فعاد، فذبه حتي أضجره، فدخل جعفر بن محمد فقال له



[ صفحه 20]



المنصور يا أباعبدالله: لم خلق الله عزوجل الذباب؟

قال: ليذل به الجبابرة [1] .

و كان رضي الله عنه يطالب بحقوق الناس من السلطان اذا تأخر عطائهم.

فقد حكي: أن المنصور استدعاه يوما عنده فقال له: سلني حوائجك؟

فقال: أهل مكة و المدينة قد بخلت عليهم عطاءهم فتأمر لهم به.

قال: أفعل [2] .

و كانت له أخبار أخري مع الخلفاء العباسيين فكان يذكرهم بالعدل و كان جريئا عليهم صداعا بالحق [3] .

و قد أراد بعض المقربين منه و المحيطين به أن يدعو لنفسه بالخلافة الا أنه امتنع عن ذلك مع أنه كان يصلح للخلافة لسؤدده و فضله و علمه و شرفه [4] .

و ان امتناعه عن الدعوة لنفسه لا يتنافي مع الشجاعة، لأن الشجاع ليس هو المندفع الذي لا يعرف العواقب و نتائج الأعمال انما الشجاع هو الذي يقدر الأمور، و يتعرف نتائجها و غاياتها [5] .


پاورقي

[1] حلية الأولياء: 3 / 198، صفة الصفوة: 2 / 170، تهذيب الكمال: 5 / 93، 92، السير: 6 / 264.

[2] تهذيب الكمال: 5 / 95.

[3] الأعلام: 2 / 121.

[4] هامش تهذيب الكمال: 5 / 98.

[5] الامام الصادق لأبي زهرة: 84.


حدود التقية عند الامام الصادق


لا يجوز الالتزام بالتقية في جميع الحالات، سيما اذا كان الناس في حالة يقتضي معها ان ينتفضوا ضد المتآمرين، و المتحكمين بمصير الشعب و سير تربيتهم الوطنية او الاسلامية، فالسكوت علي ذلك بحجة اننا في زمن يقتضي منا التقية، فان ذلك يؤدي الي هدم الاسلام في اركانه و ممارسته و اهدافه، فالانتماء الي دين الاسلام يتطلب قول كلمة حق في وجه الحاكم الظالم، لتستقيم الامور في الدين و الدنيا، و قد ذكر الامام ما يجوز فيه التقية، و قد سبقه والده الامام الباقر عليه السلام حيث قال: التقية في كل ضرورة، و عنه عليه السلام: التقية في كل شي ء يضطر اليه ابن آدم فقد احله الله له، و قوله عليه السلام: التقية في كل ضرورة، وصاحبها اعلم بها حين تنزل به [1] .

و قد نهي الامام الصادق عن تجاوز مواضع التقية فقال عليه السلام: للتقية مواضع، من ازالها عن مواضعها لم تستقم له، و تفسير ما يتقي مثل (ان يكون) قوم سوء ظاهر حكمهم و فعلهم علي غير حكم الحق و فعله، فكل شي ء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا يؤدي الي الفساد في الدين فانه جائز [2] .



[ صفحه 69]



و عن الامام الرضا عليه السلام - لما جفا جماعة من الشيعة و حجبهم فسألوه عن ذلك قال -: لدعواكم انكم شيعة اميرالمؤمنين عليه السلام و انتم في اكثر اعمالكم مخالفون، و مقصرون في كثير من الفرائض، و تتهاونون بعظيم حقوق اخوانكم في الله، و تتقون حيث لا تجب التقية، و تتركون التقية حيث لابد من التقية [3] .

و عن يوسف ابن عمران الميتمي: سمعت ميتم النهرواني يقول: دعاني اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و قال كيف انت يا ميتم اذا دعاك دعي بني امية عبيدالله بن زياد الي البراءة مني؟

فقلت: يا اميرالمؤمنين انا والله لا ابرأ منك، قال: اذا و الله يقتلك و يصلبك، قلت: اصبر فذاك في الله قليل، فقال: يا ميتم اذا تكون معي في درجتي [4] .

روي ان مسيلمة الكذاب اخذ رجلين من السملمين فقال لاحدهما: ما تقول في محمد؟ قال: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فما تقول في؟ قال: انت ايضا، فخلاه، و قال للآخر: ما تقول في محمد؟ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فما تقول في؟ قال انا اصم، فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه الاول فقتله، فبلغ ذلك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: اما الاول فقد اخذ برخصة الله، و اما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئا له [5] .

و اما الذي لا تجوز فيه التقية يستفاد من قول الامام



[ صفحه 70]



الصادق عليه السلام: «انما جعلت التقية ليحقن بها الدم»، فاذا بلغت التقية الدم فلا تقية، و ايم الله لو دعيتم لتنصرونا لقلتم لا نفعل انما نتقي، ولكانت التقية احب اليكم من آبائكم و امهاتكم، ولو قد قام القائم ما احتاج الي مساءلتكم عن ذلك، و لا قام في كثير منكم من اهل النفاق حد الله [6] .

و قيل عن لسان الامام الباقر او الصادق عليه السلام - لما سأله زرارة عن التقية في مسح الخفين - ثلاثة لا اتقي فيهن احدا: شرب المسكر، و مسح الخفين، و متعة الحج [7] .



[ صفحه 71]




پاورقي

[1] ميزان الحكمة: ص 3653.

[2] نفس المرجع.

[3] ميزان الحكمة: ص 3653.

[4] نفس المصدر ص 3654.

[5] نفس المصدر ص 3654.

[6] وسائل الشيعة: 11 / 483 / 2.

[7] الكافي 3 / 32 / 2.


مالك بن أنس


5. قال مالك بن أنس (م 179 (: «ما رأت عين، و لا سمعت أذن، و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما و عبادة و ورعا». [1] .

و قال: «اختلفت اليه زمانا فما كنت أراه الا علي ثلاث خصال: اما مصل، و اما



[ صفحه 16]



صائم، و اما يقرأ القرآن، و ما رأيته يحدث الا علي طهارة» [2] .


پاورقي

[1] تهذيب التهذيب 89:2 / 156؛ المناقب (ط النجف) 373:3.

[2] تهذيب التهذيب 89:2 / 156؛ التحفة اللطيفة 242:1.


الشيعة


كان التشيع علي عهد صاحب الشريعة الغراء و سمي بعض الصحابة بالشيعة من ذلك اليوم، أمثال سلمان و أبي ذر و المقداد و عمار و حذيفة و خزيمة و جابر و أبي سعيد الخدري و أبي أيوب و خالد بن سعيد بن العاص و قيس بن سعد و غيرهم. [1] .

و الشيعة لغة: - الأتباع و الأنصار و الأعوان، و أصله من المشايعة - المطاوعة و المتابعة، و لكن هذا اللفظ اختص بمن يوالي عليا و أهل بيته عليهم السلام. [2] .

و أول من نطق بلفظ الشيعة قاصدا به من يتولي عليا و الائمة من بنيه هو صاحب الشريعة سيد الأنبياء صلي الله عليه و آله و قد جاءت عنه في ذلك عدة أحاديث. [3] .



[ صفحه 44]



و أما فرق الشيعة فهي كثيرة، و قد أنهتها بعض كتب الملل و النحل الي أكثر مما نعرفه عنها، فذكرت فرقا كثيرة، و رجالا تنسب الفرق اليهم، أمثال الهشامية نسبة الي هشام بن الحكم، و الزرارية نسبة الي زرارة بن أعين، و الشيطانية نسبة الي مؤمن الطاق محمد بن النعمان الأحول، و اليونسية نسبة الي يونس بن عبدالرحمن، الي غيرها، و الحق اننا من أهل البيت و أهل البيت أدري بما فيه لا نعرف عينا و لا أثرا لهذه الفرق، و لا للبدع التي نسبت لهؤلاء الرجال.

و ان من نظر في كتب الحديث و كتب الرجال للشيعة عرف أن هؤلاء من خواص الأئمة الذين يعتمدون عليهم و يرجعون الشيعة اليهم، و لو كان لهم آراء و مذاهب لا يرتضيها الأئمة لسخطوا عليهم و أبعدوهم عنهم، و من سبر ما جاء عنهم في الرجال الذين انتحلوا البدع لعلم أن هؤلاء برآء مما نسبوه اليهم، فانهم برؤا من ابن سبأ و لعنوه و حذروا من بدعه، و برؤا من المغيرة بن سعيد حين صار يكذب علي الباقر عليه السلام و يدعي الأباطيل، كما برئ الصادق عليه السلام من أبي الخطاب و جماعته، و من أبي الجارود و كما قالوا في بني فضال: خذوا ما رووا و دعوا ما رأوا، و كما برئ الحجة المغيب من جماعة خلطوا في الدين و ادعوا أنهم أبوابه، الي غير هؤلاء [4] و لو كان مثل هؤلاء الصفوة علي مثل تلك الضلالات التي نسبت اليهم لكان نصيبهم من الأئمة نصيب غيرهم من الضالين البراءة منهم و الذم و اللعن لهم.

نعم كانت للشيعة فرق قبل عصر الصادق عليه السلام و بعده و قد ذهبت ذهاب أمس الدابر، و لم يبق منها اليوم شي ء معروف الا ثلاث فرق:



[ صفحه 45]



1- الامامية: و هم القائلون بامامة الاثني عشر، و ولادة الثاني عشر و وجوده اليوم حيا و يترقبون كل حين ظهوره.

2 - الزيدية: و هم الذين يرون امامة زيد و كل من قام بالسيف من بني فاطمة، و كان مجمعا للخصال الحميدة.

3 - الاسماعيلية: و هم الذين يجعلون الامامة بعد الصادق عليه السلام في ابنه اسماعيل دون موسي و بنيه عليهم السلام.

هذا ما بقي من فرق الشيعة ظاهرا يعرف منذ عهد بعيد حتي الزمن الحاضر، و أما ما كان منهم في الزمن الماضي، فقد بحث عنه النوبختي في كتابه «فرق الشيعة» و ليس اليوم منها فرقة معروفة عدا ما ذكرناه.

و الذي يهمنا ذكره من بينها هو ما كان في أيام الصادق عليه السلام و ان لم يبق اليوم منهم نافخ ضرمة.


پاورقي

[1] الاستيعاب في أبي ذر، و الدرجات الرفيعة للسيد علي خان في ترجمة سلمان، و روضات الجنات نقلا عن كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي، و شرح النهج: 4 / 225 ، و خطط الشام لمحمد كردعلي: 5 / 256 - 251 .

[2] القاموس و لسان العرب و نهاية ابن الأثير و مقدمة ابن خلدون ص 138 الي كثير غيرها.

[3] راجع في ذلك الصواعق بعد الآية الثامنة و الآية العاشرة من الآيات الواردة في فضل اهل البيت، و نهاية ابن الأثير في قمح، و الدر المنثور للسيوطي في تفسير قوله تعالي: «ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك خير البرية» الي نظائرها من الكتب.

[4] انظر في ذلك كله غيبة الشيخ الطوسي طاب ثراه.


عظاته في امور شتي


و من بليغ عظاته الجميل وقعها في النفس قوله عليه السلام و قد سأله رجل أن يعلمه موعظة:

«ان كان الله قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا، و ان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا، و ان كان الحساب حقا فالجمع لماذا، و ان كان التواب عن الله حقا فالكسل لماذا، و ان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا، و ان كان العقوبة من الله عزوجل النار فالمعصية لماذا، و ان كان الموت حقا فالفرح لماذا، و ان كان العرض علي الله حقا فالمكر لماذا، و ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا، و ان كان الممر علي الصراط حقا فالعجب لماذا، و ان كل شي ء بقضاء و قدر فالحزن لماذا، و ان كانت الدنيا فانية فالطمأنينة اليها لماذا». [1] .

أقول: كل هذا انكار علي الانسان في اتصافه بتلك الصفات غير المحمودة من الاهتمام و الحرص و الجمع و الكسل الي آخرها مع علمه و معرفته بأن الله تعالي متكفل بالرزق و أنه مقسوم و أن الحساب حق... الي آخر ما ذكره الامام



[ صفحه 33]



عليه السلام.

ولكن الذي أوقع الناس في تلك السيئات مع علمهم و معرفتهم هو حبهم لنفوسهم و تغلب شهواتهم علي عقولهم.

و من بديع مواعظه قوله عليه السلام: انكم في آجال مقبوضة و أيام معدودة، و الموت يأتي بغتة، من يزرع خيرا يحصد غبطة، و من يزرع شرا يحصد ندامة، و لكل زارع زرع، لا يسبق البطي ء منكم حظه، و لا يدرك حريص ما لم يقدر له، من أعطي خيرا فالله أعطاه، و من وقي شرا فالله وقاه. [2] .

و (منها) قوله عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال علي الله هلكة، و الاصرار علي الذنب أمن لمكر الله، و لا يأمن مكرالله الا القوم الخاسرون. [3] .

و (منها) قوله عليه السلام: من اتقي الله وقاه، و من شكره زاده، و من أقرضه جزاه. [4] .

و (منها) قوله لأبي بصير: أما تحزن؟ أماتهتم؟ أما تتألم؟ قال: بلي، قال عليه السلام: اذا كان ذلك منك فاذكر الموت و وحدتك في قبرك، و سيلان عينيك علي خديك، و تقطع أوصالك، و أكل الدود من لحمك، و بلاك و انقطاعك عن الدنيا، فان ذلك يحثك علي العمل و يردعك عن كثير من الحرص علي الدنيا. [5] .

أقول: ان هذه الفكرة لو تمثلها الانسان في نفسه لكانت اكبر رادع عن



[ صفحه 34]



ارتكاب الموبقة، و أعظم دافع علي اكتساب الطاعة، و يكف يحرص علي الدنيا و يقترف السيئة و لا يأتي بالحسنة من يتمثل له تلك الحال الفظيعة في قبره التي لو شاهدها المرء لجزع من هذه الحياة، و لمقت حتي نفسه.

و (منها) قوله عليه السلام: ليس من أحد و ان ساعدته الامور بمستخلص غضارة عيش [6] الا من خلال مكروه، و من انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته، لأن من شأن الأيام السلب و سبيل الزمن الفوت. [7] .

أقول: ان هذا الكلم من أبلغ الجمل الحكيمة المعبرة عن حقائق الكون الواقعية، أما القسم الأول و هو غضارة العيش فان كل منا يستطيع أن يجرب في نفسه و في غيره أن الدعة و الغضارة لا تتم لنا خالصة من النكد و التنغيص مهما بلغت سلطتنا أو مقدرتنا المالية، و السر أن الانسان يعجز أبدا من اشباع كل شهواته، و ان واتته الحياة الدنيا، و كذلك «الجنة حفت بالمكاره».

و أما فيما يتعلق بالقسم الثاني و هو «الفرصة» فانها لا تمر علي الانسان الا باجتماع آلاف الأسباب الخارجة عن اختياره فاذا مرت و انتظر استقصاءها ففاتت عليه أي أنه لم يعمل السبب الأخير و هو اختياره و ارادته الجازمة فانه علي الأغلب لا يواتيه اجتماع الأسباب مرة اخري في نظام الكون و جمعها ثانيا ليس تحت اختياره، و لأجل هذا سميت فرصة، فعلي الحازم الكيس أن ينتهزها عند سنوحها.

و (منها) قوله عليه السلام: ان المنافق لا يرغب فيما سعد به المؤمنون، فالسعيد



[ صفحه 35]



يتعظ بموعظة التقوي، و ان كان يراد بالموعظة غيره. [8] .

هذه عقود من نفائس عظاته حلينا بها هذا السفر عسي أن يسعدنا الحظ بالأخذ بها و العمل بنصائحها، و من هذه العظات تعرف موقفه عليه السلام من النصح للامة و اهتمامه بحملهم علي المحجة البيضاء اصلاحا لهم و تزكية لنفوسهم.



[ صفحه 36]




پاورقي

[1] كتاب التوحيد للصدوق طاب ثراه، باب الأرزاق و الأسعار و الآجال، و كتاب الخصال: 2 / 61 باب العشرة.

[2] ارشاد المفيد طاب ثراه في أحوال الصادق عليه السلام.

[3] المصدر السابق: 283.

[4] بحارالأنوار: 78 / 199 / 24.

[5] مجالس شيخ الطوسي طاب ثراه المجلس / 55.

[6] غضارة العيش طيبه و خصبه و خيره.

[7] تحف العقول: 281.

[8] روضة الكافي.


ظاهرة العموم والخصوص في عمل الامام الصادق


تميزت حركة الأئمة عليهم السلام من أجل التغيير الاسلامي باهتمامها بمحورين اثنين معا:

أ- محور عموم الأمة.

ب - و محور العمل الخاص الهادف لبلورة المتمسكين بخطهم ضمن اطار الأمة لتحمل متبنيات الأئمة (ع) في الفكر و العمل.

و تناول اهتمام الامام (ع) في الحقل العام: المستوي الفكري للأمة و حمل همومها، و الحدب عليها



[ صفحه 222]



و التخفيف من المظالم الواقعة عليها من الظالمين و ما الي ذلك من أمور.

و انصب الاهتمام في الاطار الخاص علي انتقاء الأشخاص القادرين علي تحمل أعباء المسؤولية، و من ثم تأهيلهم فكريا و روحيا و سلوكيا لحمل هموم الرسالة، و مباشرة عملية التغيير الايجابي في الأمة.

و في السيرة المدونة عن أهل البيت (ع) مصاديق جمة حول حركة الأئمة (ع) علي المستويين:

أ) من مصاديق العمل العام:

و هذه بعض مفردات حركة الامام (ع) العامة:

- (حججنا مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي حج فيها هشام بن عبدالملك و كان معه نافع مولي عمر بن الخطاب، فنظر نافع الي أبي جعفر (ع) في ركن البيت و قد اجتمع عليه الناس، فقال نافع: يا أميرالمؤمنين من هذا الذي قد تداك عليه الناس؟) [1] .

- (و عن زكريا بن ابراهيم: كنت نصرانيا، فأسلمت و حججت فدخلت علي أبي عبدالله الصادق (ع) بمني، و الناس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله، و هذا يسأله) [2] .

تلك مصاديق لحركة الامام (ع) علي المستوي العام للأمة، حيث يوفر الهداة عليهم السلام الرعاية المعنوية و المادية لحركة الأمة وفقا للامكانات المتاحة و ما تتوفر من ظروف مناسبة.

ب) من شواهد التحرك الخاص:

أما علي مستوي بناء جهاز (الخواص) من هذه الأمة، فللامام عليه السلام برنامج دقيق لبناء تلك الكتلة و تنميتها كميا و كيفيا... و هذه بعض مفردات ذلك البرنامج كما نص عليه الامام الصادق (ع).

- (اتقوا علي دينكم فاحجبوه بالتقية، فانه لا ايمان لمن لا تقية له...) [3] .

- (اقرا من تري أنه يطيعني منكم، و يأخذ بقولي السلام، و أوصيكم بتقوي الله عزوجل، و الورع في دينكم، والاجتهاد لله، و صدق الحديث و أداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا، فان رسول الله كان يأمر بأداء الخيط، و المخيط، صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري ويسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفر، و اذا كان غير ذلك دخل علي بلاوه و عاره و قيل، هذا أدب جعفر) [4] .

- عن اسحاق بن عمار قال: (قلت لأبي عبدالله (ع) قد هممت أن أكتم أمري من الناس كلهم حتي أصحابي خاصة، فلا يدري أحد علي ما أنا عليه، فقال: ما أحب ذلك لك، و لكن جالس هؤلاء مرة و هؤلاء مرة).



[ صفحه 223]



(استقبلت أباعبدالله عليه السلام في طريق، فاعرضت عنه بوجهي و مضيت، فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت: جعلت فداك اني لألقاك فاصرف وجهي كراهة أن أشق عليك، فقال لي: رحمك الله، ولكن رجلا لقيني أمس في موضع كذا و كذا فقال: عليك السلام يا أبا عبدالله ما أحسن و لا أجمل).

عن علي بن الحسين (ع) قال: (وددت الله اني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي النزق، و قلة الكتمان).

(ان أولياء الله و أولياء رسوله من شيعتنا من اذا قال صدق واذا وعد و في، و اذا ائتمن أدي، و اذا حمل احتمل في الحق، و اذا سئل الواجب أعطي، و اذا أمر بالحق فعل، شيعتنا من لا يعدو عمله سمعه، شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا، و لا يواصل لنا مبغضا، ولا يجالس لنا خائنا، ان لقي مؤمنا أكرمه، وان لقي جاهلا هجره، شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، و لا يطمع طمع الغراب، و لا يسأل أحدا الا من اخوانه و ان مات جوعا، شيعتنا من قال، بقولنا و فارق احبته فينا، و أدني البعداء في حبنا، و أبعد الغرباء في بغضنا).

و اذا تتبعنا حركة الأئمة (ع) من الناحية التاريخية لوجدنا أن كلا المحورين المذكورين من عملهم قد مورسا في عهد أي امام منهم و لكون مساحة عمل أي امام أو مجموعة من الأئمة (ع) علي صعيد هذا المحور أو ذاك تتسع أو تضيق حسب الظروف المحيطة و الامكانات المتاحة للحركة.

و الامام الذي تتاح له ظروف العمل بشكل مناسب يتسع اطار عمله العام، و عمله الخاص معا، و علي العكس تماما تكون حركة الامام الذي لا تتاح له ظروف العمل.


پاورقي

[1] حليةالأبرار - السيد هاشم البحراني ت 1107 ج 2 ص 98.

[2] نفس المصدر ص 145.

[3] الأصول من الكافي ج 2 ص 218 طهران ط 1388.

[4] الامام الصادق (ع) محمد حسين المظفر ج 2 ص 53 ط 2 النجف الأشرف.


وصية الامام الباقر لابنه الصادق بعدة طرق


الكافي ، علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسي ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبد الأعلي ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، قال:ان أبي عليه السلام استودعني ما هناك. [1] فلما حضرته الوفاة قال:ادع لي شهودا ، فدعوت له أربعة من قريش ، فيهم نافع مولي عبدالله بن عمر ، فقال:

اكتب:هذا ما أوصي به يعقوب بنيه:( يا بني ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا و أنتم مسلمون ) .

و أوصي محمد بن علي الي جعفر بن محمد ، و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة و أن يعممه بعمامته ، و أن يربع قبره ، و يرفعه أربع أصابع ، و أن يحل عنه أطماره عند دفنه .

ثم قال - للشهود -:انصرفوا ، رحمكم الله .

فقلت له:يا أبت - بعدما انصرفوا - ما كان في هذا بأن تشهد عليه ؟ فقال:يا بني ؟ كرهت أن تغلب ، و أن يقال:انه لم يوص اليه ، فأردت أن تكون لك حجة. [2] .



[ صفحه 30]




پاورقي

[1] أي استودعني من مواريث الانبياء و من الكتب و الصحف و غيرها.

[2] الكافي 307:1.


مناظرة في معني حديث: «اختلاف امتي رحمة»


و عن عبد المؤمن الأنصاري قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ان قوما رووا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «اختلاف امتي رحمة»؟ فقال: صدقوا.

قلت: ان كان اختلافهم رحمة، فاجتماعهم عذاب؟

قال: ليس حيث تذهب و ذهبوا، انما أراد الله عزوجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) [1] أمرهم أن ينفروا الي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و يختلوا اليه و يتعلموا ثم يرجعوا الي قومهم فيعلموهم، انما أراد اختلافهم في البلدان لا اختلافا في الدين، انما الدين واحد.

و روي عنه صلوات الله عليه: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «ما وجدتم في كتاب الله عزوجل فالعمل لكم به و لا عذر لكم في تركه، و ما لم يكن في كتاب الله عزوجل و كانت في سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، و ما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا، انما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم، بأيها اخذ اهتدي، و بأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم، و اختلاف أصحابي لكم رحمة».

قيل: يا رسول الله، من أصحابك؟

قال: أهل بيتي [2] .

قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي رضي الله عنه: ان أهل البيت لا يختلفون



[ صفحه 65]



و لكن يفتون الشيعة بمر الحق، و ربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية، و التقية رحمة للشيعة، و يؤيد تأويله رضي الله عنه أخبار كثيرة.

منها: ما رواه محمد بن سنان، عن نصر الخثعمي، قال: سمعت أباعبدالله يقول: من عرف من أمرنا: أن لا نقول الا حقا، فليكتف بما يعلم منا، فان سمع منا خلاف ما يعلم، فليعمل أن ذلك منا دفاع و اختيار له.

و عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما الي السلطان أو الي القضاة، أيحل ذلك؟

قال عليه السلام: من تحاكم اليهم في حق أو باطل فانما تحاكم الي الجبت و الطاغوت المنهي عنه، و ما حكم له به فانما يأخذ سحتا و ان كان حقه ثابتا له لأنه أخذه بحكم الطاغوت، و من أمر الله عزوجل أن يكفر به، قال الله عزوجل: (يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت و قد امروا أن يكفروا به).

قلت: فكيف يصنعان و قد اختلفا؟

قال عليه السلام: ينظران من كان منكم ممن قد روي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا، فليرضيا به حكما، فاني قد جعلته عليكم حاكما، فاذا حكم بحكم و لم يقبله منه، فانما بحكم الله استخف و علينا رد، و الراد علينا كافر و راد علي الله، و هو علي حد من الشرك بالله.

قلت: فان كان كل واحد منهما اختار رجلا من أصحابنا، فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما فيها كما، فان الحكمين اختلفا في حديثكم؟

قال عليه السلام: ان الحكم ما حكم به أعدلهما و أفقههما و أصدقهما في الحديث و أورعهما، و لا يلتفت الي ما حكم به الآخر.



[ صفحه 66]



قلت: فانهما عدلان مرضيان، عرفا بذلك لا يفضل أحدهما صاحبه؟

قال عليه السلام: ينظر الآن الي ما كان من روايتهما عنا في ذلك الحكم الذي حكما، المجمع عليه بين أصحابك، فيؤخذ به من حكمهما و يترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك، فان المجمع عليه لا ريب به، و انما الامور ثلاث: أمر بين رشده فيتبع، و أمر بين غيه فيجتنب، و امر مشكل يرد حكمه الي الله عزوجل و الي رسوله، حلال بين، و حرام بين، و شبهات تردد بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، و من أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث لا يعلم.

قلت: فان كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقاة عنكم؟

قال عليه السلام: ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة و خالف العامة فيؤخذ به، و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السنة و وافق العامة.

قلت: جعلت فداك، أرأيت ان كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السنة، ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة، و الآخر يخالف، بأيهما يأخذ من الخبرين؟

قال عليه السلام: ينظر الي ما هم اليه يميلون، فان ما خالف العامة فيؤخذ به، و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السنة و وافق العامة.

قلت: جعلت فداك، أرأيت ان كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السنة، ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة، و الآخر يخالف، بأيهما نأخذ من الخبرين؟

قال عليه السلام: ينظر الي ما هم اليه يميلون، فان ما خالف العامة ففيه الرشاد.

قلت: جعلت فداك! فان وافقهم الخبران جميعا؟

قال عليه السلام: انظروا الي ما تميل اليه حكامهم و قضاتهم، فاتركوا جانبا و خذوا بغيره.

قلت: فان وافق حكامهم الخبرين جميعا؟

قال عليه السلام: اذا كان كذلك فأرجه وقف عنده، حتي تلقي امامك، فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات، و الله هو المرشد.

جاء هذا الخبر علي سبيل التقدير، لأنه قلما يتفق في الأثر أن يرد خبران مختلفان في حكم من الأحكام، موافقين للكتاب و السنة، و ذلك مثل غسل الوجه



[ صفحه 67]



واليدين في الوضوء لأن الأخبار جاءت بغسلهما مرة مرة، و غسلهما مرتين مرتين فظاهر القرآن لا يقتضي خلاف ذلك، بل يحتمل كلتا الروايتين، و مثل ذلك يؤخذ في أحكام الشرع.

و أما قوله عليه السلام - للسائل -: أرجه وقف عنده حتي تلقي امامك، أمره بذلك عند تمكنه من الوصول الي الامام، فأما اذا كان غائبا و لا يتمكن من الوصول اليه، و الأصحاب كلهم مجمعن علي الخبرين، و لم يكن هناك رجحان لرواة أحدهما علي الآخر بالكثرة والعدالة، كان الحكم بهما منم باب التخيير.

يدل علي ما قلنا: ما روي عن الحسن بن الجهم، عن الرضا عليه السلام، قال: قلت للرضا عليه السلام: تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة؟

قال عليه السلام: ما جاءك عنا فقسه علي كتاب الله عزوجل و أحاديثنا، فان كان يشبههما فهو منا و ان لم يشبههما فليس منا.

قلت: يجيئنا الرجلان، و كلاهما ثقة، بحديثين مختلفين، فلا نعلم أيهما الحق.

فقال عليه السلام: اذا لم تعلم فموسع بأيهما أخذت.

ما رواه الحرث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: اذا سمعت من أصحابك الحديث و كلهم ثقة، فموسع عليك حتي تري القائم فترده عليه.

و روي سماعة بن مهران، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام قلت: يرد علينا حديثان، واحد يأمرنا بالأخذ به، و الآخر ينهانا عنه؟

قال عليه السلام: لا تعمل بواحد منهما حتي تلقي صاحبك فتسأله عنه.

قال: قلت: لابد من أن نعمل بأحدهما.

قال عليه السلام: خذ بما فيه خلاف العامة. فقد أمره عليه السلام بترك ما وافق العامة، لأنه يحتمل أن يكون قد ورد مورد التقية، و ماخالفهم لا يحتمل ذلك.



[ صفحه 68]



و روي عنهم عليهم السلام أيضا أنهم قالوا: اذا اختلفت أحاديثنا عليكم فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا، فانه لا ريب فيه، و أمثال هذه الأخبار كثيرة لا يحتمل ذكرها هنا، و ما أوردناه عارض ليس هنا موضعه.


پاورقي

[1] التوبة: 122.

[2] الاحتجاج: 355.


الثناء علي الله


وينبغي للداعي، قبل أن يشرع في دعائه، أن يمجد الله، ويذكر الطافه، ونعمه عليه، ثم بعد ذلك يدعو، وقد أثرت عن الامام الصادق عليه السلام، في ذلك، مجموعة من الاحاديث منها:

1 - قال عليه السلام: إذا طلب أحدكم الحاجة، فليثن علي ربه، وليمدحه، فان الرجل، إذا طلب الحاجة من السلطان، هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة، فمجدوا الله العزيز الجبار، وامدحوه، وأثنوا عليه تقول:

«يا أجود من أعطي، وياخير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد، يا صمد، يامن لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، يامن لم يتخد صاحبة ولا ولدا، يامن يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويقضي ما أحب، يامن يحول ببن المرء وقلبه، يامن هو بالمنظر الاعلي، يامن ليس كمثله شئ، يا سميع يا بصير.

ثم أوصي الامام، بالاكثار من ذكر أسماء الله تعالي، والصلاة علي النبي وآله، وبعد ذلك أمر بالقول: اللهم، أوسع علي من رزقة الحلال، ما أكف به وجهي، وأؤدي به أمانتي، وأصل به رحمي، ويكون عونا لي في الحج والعمرة.» [1] .



[ صفحه 25]



2 - قال عليه السلام: «اياكم، إذا أراد أحدكم، أن يسأل ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة، حتي يبدأ بالثناء علي الله عزوجل، والمدح له، والصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله، ثم يسأل الله حوائجه.» [2] .

3 - روي الفقيه الكبير محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن في كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام: ان المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده، قلت: كيف أمجده؟ «قال: تقول:

يامن هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا فعالا لما يريد، يامن يحول بين المرء وقلبه، ويامن هو بالمنظر الاعلي، يامن ليس كمثله شئ.» [3] .

4 - قال عليه السلام: «إذا إردت أن تدعو فمجد الله عزوجل، وأحمده، وسبحه، وهلله، وأثن عليه، وصلي علي محمد صلي الله عليه وآله، ثم سل تعط.» [4] .


پاورقي

[1] اصول الكافي 2 / 484.

[2] اصول الكافي 2 / 485.

[3] اصول الكافي 2 / 485.

[4] اصول الكافي 2 / 487.


منهجه


################

ابو أرقم أبان بن أرقم الطائي


أبو أرقم أبان بن أرقم الطائي، السنبسي، الكوفي.

إمامي وثقة بعض علمائنا.



[ صفحه 24]



المراجع:

رجال الطوسي 151. تنقيح المقال 1: 3. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 143. جامع الرواة 1: 9. نقد الرجال 4. مجمع الرجال 1: 16. أعيان الشيعة 2: 96. توضيح الاشتباه 3. منتهي المقال 17. منهج المقال 15. لسان الميزان 1: 20.


سالم بن عطية الهلالي


أبو عبد الله سالم بن عطية الهلالي بالولاء، الكوفي.

إمامي.



[ صفحه 10]



المراجع:

رجال الطوسي 210. تنقيح المقال 2: 5. خاتمة المستدرك 805. معجم رجال الحديث 8: 21. نقد الرجال 145. جامع الرواة 1: 349. مجمع الرجال 3: 94. أعيان الشيعة 7: 178. منتهي المقال 142. منهج المقال 157.


مالك مولي الجهم


مالك مولي الجهم، وقيل مولي الحكم.

محدث إمامي. روي عنه عبد الله بن مسكان.

المراجع:

معجم رجال الحديث 14: 173. جامع الرواة 2: 38. خاتمة المستدرك 838. تنقيح المقال 2: قسم الميم 50.



[ صفحه 11]




في بعث ابي جعفر المنصور الي ابي عبدالله


و عن «الانوار البهية». [1] .

و روي عن الشيخ باسناده عن محمد بن ابراهيم قال: بعث ابوجعفر المنصور الي ابي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام) و أمر بفرش؛ فطرحت الي جانبه، فاجلسه عليها ثم قال: علي بمحمد علي بالمهدي، يقول ذلك مرارا، فقيل: الساعة الساعة يأتي يا اميرالمؤمنين ما يحبسه الا انه يتبخر فما لبث أن وافي و قد سبقته رائحته، فاقبل المنصور علي جعفر عليه السلام فقال: يا اباعبدالله حديث حدثته في صلة الرحم اذكره يسمعه المهدي

قال: نعم، حدثني ابي عن ابيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيرها الله عزوجل ثلثين سنة و يقطعها و قد بقي من عمره ثلثون سنة، فيصيرها ثلاث سنين ثم تلي عليه السلام: يمحوالله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب.



[ صفحه 61]



قال: هذا حسن يا اباعبدالله و ليس اياه أردت قال ابوعبدالله (عليه السلام) نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: صلة الرحم تعمر الديار و تزيد في الاعمار و ان كان أهلها غير الاخيار، قال هذا حسن با اباعبدالله و ليس هذا اردت

فقال ابوعبدالله عليه السلام: نعم حدثني ابي عن ابيه عن جده. عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: صلة الرحم تهون الحساب و تقي ميتة السوء، قال المنصور: نعم هذا اردت انتهي

و عن الشبلنجي [2] في حكاية جرت بينه عليه السلام و بين ابي جعفر المنصور و قوله عليه السلام له: حدثني محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين بن علي ابن ابيطالب (عليه السلام) ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصلها الله الي ثلث و ثلثين سنة، و ان الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلث و ثلثون سنة؛ فينزلها الله الي ثلث سنين قال: فقال (المنصور): سمعت هذا من أبيك؟ فقلت: و الله لقد سمعتها منه فرددها علي ثلثا ثم قال: انصرف ثم قال الثانية:

روي عن جعفر الصادق انه قال لغلامه نافذ: يا نافذ اذا كتبت كتابا في حاجة واردت ان تنجح حاجتك التي تريد، فاكتب في رأس الورقة: بسم الله الرحمن الرحيم، وعدالله الصابرين المخرج مما يكرهون، والرزق ممن حيث لا يحتسبون، جعلنا الله و اياكم من الذين لاخوف عليهم و لا هم



[ صفحه 62]



يحزنون قال نافذ: فكنت أفعل فتنجح حوائجي. ثم قال: الثالثة قال جعفر الصادق عليه السلام:

للصداقة خمس شروط. فمن كانت فيه فانسبوه اليها و من لم تكن فيه فلا تنسبوه الي شي ء منها و هي يكون زين صديقه زينه و سريرته له كعلانيته، و ان لا يغيره عليه مال و ان يراه أهلا لجميع مودته، و لا يسلمه عند النكبات.

و قال عليه السلام: اللهم انك بما انت له اهل من العفو أولي بما أنا أهل من العقوبة.

و قال عليه السلام: من اكرمك فاكرمه و من استخف بك فاكرم نفسك عنه.

و قال عليه السلام: منع الجود سوءظن بالمعبود.

و قال عليه السلام: دعي الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا و دعاهم في الاخرة باعمالهم ليجازوا، فقال: يا ايها الذين آمنوا، يا ايها الذين كفروا.

و قال عليه السلام، ان عيال المرئة اسرائه، فمن انعم الله عليه نعمة فليوسع علي اسرائه. انتهي ما نقله في فور الابصار.

و عن «الكافي» [3] في باب الاهتمام بامور المسلمين قال الصادق (عليه السلام) من لم يهتم بامور المسلمين، فليس بمسلم، و قال: من اصبح لايهتم بامور المسلمين، فليس منهم، و من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين، فلم يجبه، فليس بمسلم و قال عليه السلام في قول الله عزوجل: و جعلني مباركا اينما كنت. قال (عليه السلام): نفاعا.



[ صفحه 63]



و قال عليه السلام: عظموا كباركم وصلوا أرحامكم و ليس تصلونهم بشي ء أفضل من كف الاذي عنهم.

و قال عليه السلام: المسلم أخو المسلم هو عينه و مرآته و دليله لا يؤذيه و لا يخدعه و لا يظلمه و لا يكذبه و لا يغتابه.


پاورقي

[1] ص 82 ط تبريز.

[2] نور الابصار ص 147 ط مصر.

[3] اصول الكافي ج 2 ص 131 ط اسلاميه طهران.


مرجئه


مي توان گفت: مقصود از مرجئه در زمان امام صادق عليه السلام تنها اشاعره هستند و آنان عموم اهل سنت مي باشند، زيرا در آن زمان احدي بر مذهب معتزله ديده نمي شد. اساسا مرجئه قبل از اشعري ها فرقه هاي زيادي بوده اند و آنان بخشي از اهل سنت را در مقابل شيعه و خوارج تشكيل مي داده اند، ولي همين كه اعتقادات مذهبي اشعري به وجود آمد مرجئه عنوان جديدي براي اهل سنت شد و به طور عام شامل مذهب اشعري نيز گرديد.

شهرستاني در كتاب «ملل و نحل» مي گويد: ارجاء به معناي تأخير است و مرجئه از اهل سنت كساني هستند كه علي عليه السلام را از مقام خود تأخير انداختند و در مرتبه ي چهارم قرار دادند.» [1] .

اين معنا چنان كه مشاهده مي شود شامل همه ي اهل سنت مي شود. البته هدف ما اين نيست كه درباره ي علت اجتماع اين عناوين و يا خروج آنها از مذهب اشعري بحث كنيم، بلكه هدف اين است كه اعتقادات مرجئه را در آن زمان روشن سازيم. ترديدي نيست كه مرجئه پيش تر فرقه هاي مختلفي داشته و اعتقاد مشترك آنان اين بوده كه اعتقاد زباني براي نجات انسان كافي است و نياز به عمل نيك ندارد حتي اگر كسي مدعي ايمان باشد و مرتكب جرم و گناه كبيره نيز بشود از دايره ي ايمان خارج نمي گردد و ايمان او مانند ايمان جبرئيل و ميكائيل خواهد بود و اميد است خدا مرتكبين كبائر را بيامرزد و شايد به همين



[ صفحه 52]



علت آنان را مرجئه ناميده اند و شايد به اين علت كه مي گويند: خداوند عذاب گناهكاران را به تأخير مي اندازد و شايد - چنان كه گذشت - به علت اين كه اميرالمؤمنين عليه السلام را از مقام خود به تأخير انداختند و او را در مرتبه ي چهارم قرار دادند. معاني كه گفته شد نهايت چيزي است كه در معناي مرجئه از كتب فريقين استفاده مي شود.

با توجه به سخنان گذشته درباره ي مرجئه، مي توان گفت كه ابوحنيفه و امثال او از مرجئه معروف به ماصريه محسوب مي شوند [2] و آنان عبارتند از مرجئه اهل عراق، و شافعي و ثوري و مالك بن انس و ابن ابي ليلي و شريك بن عبدالله و امثال اينها كه آنها را مرجئه شكاك يا بتريه و اهل حشو و يا جمهور بزرگ حشويه مي نامند. البته ما به طور يقين نمي توانيم چنين چيزي را بگوييم، چرا كه كتاب هاي مربوط به فرق مسلمان در اين مسأله مختلف است و گفته هاي آنان مستند به منبع مشخصي نيست تا ما بتوانيم صحت آن را به دست آوريم و تعصب نويسندگان اين كتاب ها نيز به قدري است كه هر كدام فرقه هاي ديگر را هدف قرار مي دهند و شخصيت هاي سياسي و حكومتي نيز در هر زماني همين تعصب را اعمال نموده اند و هنگامي كه مي خواسته اند فرقه اي را ترويج و تأييد نمايند و يا به جنگ فرقه اي برخيزند براي اين هدف خطبا و نويسندگان را مي خريده اند تا آنچه را آنان مي خواسته اند بگويند و يا بنويسند. از اين رو، حقيقت امر براي كساني كه اهل تحقيق نبوده اند پوشيده شده است و چه بسا كتاب ها و نوشته هاي اين دسته بسياري از نويسندگان ديگر را نيز در اشتباه و باطل قرار مي داده است.

خلاصه ي سخن اين كه اعتماد به اين كتاب ها براي به دست آوردن حقايق آسان نيست. از اين رو، ما همه ي فرقه هايي كه منسوب به مرجئه هستند را تأييد نمي كنيم جز فرقه ي جهميه كه ياران جهم بن صفوان هستند و همه ي مؤلفين بر آن اتفاق نظر دارند و اعتقادات آنان - چنان كه گذشت معروف و شناخته شده است.

مؤلفين در مورد لعن به مرجئه از رسول خدا صلي الله عليه و آله حديثي نقل نموده اند كه فرمود: «ما از كساني كه از مرجئه پيروي مي كنند بيزار هستيم.» و فرمود: «مرجئه به زبان هفتاد پيامبر



[ صفحه 53]



لعنت شده اند.» گفته شد: يا رسول الله! مرجئه كيانند؟ فرمود: «آنان كساني هستند كه مي گويند: ايمان فقط گفتن شهادتين است و نياز به عمل ندارد.» [3] .

بنابراين ترديدي نيست كه گروهي به نام مرجئه در اسلام وجود داشته است و آنان داراي فرقه هايي بوده اند و اعتقاد مشترك آنان - چنان كه گذشت - اين بوده كه گفتن شهادتين براي ايمان كافي است؛ گر چه گوينده عملي مطابق آن انجام ندهد، بلكه اگر عمل او ضد شهادتين نيز باشد ايمان او صحيح است و در رديف جبرئيل و ميكائيل مي باشد.

البته در اين جا نيازي به بيان فرقه هاي مختلف مرجئه نداريم؛ چرا كه از هدف اصلي اين كتاب دور مي شويم. از سوي ديگر، بيان مسيرهاي انحرافي و گمراهي ها مورد نظر ما نيست و از خداوند مي طلبيم ما را از خطاها و لغزش ها ايمن دارد.


پاورقي

[1] ملل و نحل، فصل 1 / 145.

[2] ملل و نحل، فصل 1 / 147.

[3] الفرق بين الفرق، ص 190.


سخنان امام صادق درباره ي مؤمن


ايمان به هر چيزي، به معناي اعتقاد قلبي به آن چيز است؛ به طوري كه آن اعتقاد، با وجود صاحبش عجين شده و جزء غير قابل تفكيك وجود او گردد؛ و به عبارتي عين وجود او شده باشد و همان گونه كه انسان نمي تواند از نفس خود جدا شود از اعتقاد و ايمان قلبي خويش نيز نمي تواند جدا شود.

ايمان و اعتقاد ديني، به ويژه ايمان به خداوند [با بررسي كه انجام گرفته است]، قوي تر و راسخ تر از ايمان به چيزهاي ديگر است؛ از اين رو اگر انسان به وجود خداوند، قدرت، تدبير و عدل او ايمان داشته باشد؛ ناچار بايد همه ي شهوات دنيوي را ناچيز بداند و به صفاتي كه امام صادق عليه السلام درباره ي مؤمن فرموده است، آگاه باشد و به آن عمل كند. حال اگر چنين صفاتي را در عده اي نبينيم، به اين علت است كه يا ايماني در وجود آنان نيست و يا مرتبه ي ضعيفي از ايمان را دارند و ايمان و اعتقاد در وجود آنان رسوخ نكرده است.

امام صادق عليه السلام درباره ي مؤمن و خصلت هاي او فرموده است: سزاوار است مؤمن داراي هشت خصلت باشد: «و قورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، و لا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، و الناس منه في راحة، ان العلم خليل المؤمن، و الحلم وزيره، و الصبر أمير جنوده، و الرفق أخوه، و اللين والده» [1] .

يعني: مؤمن در هنگام فتنه وقار دارد؛ در وقت بلا صابر است؛ در وقت نعمت شاكر است؛ به آنچه خدا به او داده قانع است؛ به دشمنان خود ظلم نمي كند؛ به خاطر دوستان خود نيز به كسي ظلم نمي كند؛ خود در زحمت و رنج به سر مي برد؛ و مردم از جانب او احساس راحتي مي كنند؛ علم و دانش، خليل و دوست مؤمن است و حلم، وزير اوست و صبر، فرمانده ي احساسات اوست و رفق و مدارا، برادر اوست و نرمي و ملايمت و عطوفت، پدر اوست.

مؤلف گويد: بيشتر انسان ها به علت حب ذات و خودخواهي، خود را صاحب فضيلت و صفات نيك مي دانند و از عيوب و زشتي هاي خود بي خبرند و در حقيقت اين



[ صفحه 323]



منشأ اخلاق زشت و تمام بدي هاست؛ و اگر انسان به سخنان امام صادق عليه السلام درباره ي مؤمن و نشانه هاي او توجه كند و در معاني آنها خوب تدبر نمايد و سپس به اخلاق و صفات خويش بنگرد، حقيقتا از خود شرم مي كند و بر نفس خويش خشمگين مي شود و به خوبي در مي يابد كه سخن خداوند: (و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين) [2] يك حقيقت مسلم است.

امام صادق عليه السلام در سخن ديگري نيز مي فرمايد: «مؤمن در دين خود قوي و داراي انضباطي همراه با ملايمت و نرمي است؛ ايمان او همراه با يقين است؛ و در ياد گرفتن احكام دين حريص و مشتاق و در مسير هدايت شاد و با نشاط است؛ و در سلوك مراتب ديني صبر و استقامت دارد. علم او همراه با حلم است و در مدارا كردن با مردم زيرك و با تدبير است؛ سخاوت او در مسير حق است و بي نيازي او همراه با عدالت و ميانه روي است؛ فقر او همراه با صبر است، در وقت قدرت گذشت مي كند و در اطاعت از خداوند خيرخواه است؛ شهوت و ميل خود را كنترل مي كند و در جهاد در راه خدا حريص است؛ نماز را در وقت گرفتاري ضايع نمي كند و در سختي ها صبر مي نمايد و در وقت بلا صابر و با وقار و در وقت نعمت شاكر است؛ از مردم غيبت نمي كند و در مقابل آنان تكبر ندارد؛ با خويشان خود قطع رحم نمي كند و در برخوردهاي خود نه سست است و نه خشن؛ چشم او مقدم بر عقل او نيست و شكم او رسوايش نمي كند و شهوت او بر او غلبه نمي نمايد؛ با مردم حسد نمي ورزد و كسي را سرزنش نمي كند و كسي او را سرزنش نخواهد كرد؛ مال [و حق] كسي را به سرقت نمي برد، مظلوم را ياري مي كند و به فقير ترحم مي نمايد؛ خود را به رنج مي اندازد تا به مردم آزار نرساند او طالب بزرگي و عزت دنيا نيست و از خواري آن هراس ندارد؛ مردم حريص به دنيا هستند و او به خود مشغول مي باشد؛ در حكم [و تدبير] و نظر او سستي و نقصي وجود ندارد. دين خود را ضايع نمي كند، كسي كه با او مشورت كند، هدايت مي شود و كسي كه از او كمك مي خواهد ياري مي شود، از توهين و جهالت مردم نمي هراسد.» [3] .



[ صفحه 324]



نگارنده گويد: منظور امام عليه السلام از اين سخنان تنها امامان معصوم عليهم السلام نيستند؛ بلكه سزاوار است كساني كه مدعي ايمان به خدا و رسول صلي الله عليه و آله هستند به چنين خصلت هايي آراسته باشند. آيا تو گمان مي كني مقصود امام صادق عليه السلام تنها ائمه ي اهل بيت عليهم السلام هستند و گرنه مؤمن كاملي با اين خصلت ها كجا يافت مي شود؟ جز اين كه تمام عمر خويش را صرف اصلاح و تزكيه نفس خود نموده باشد از اين رو خداوند مي فرمايد: (و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين)؛ يعني: [اي رسول من هر چه تو بكوشي باز] بيشتر مردم به [پاكي و] ايمان نمي رسند.

امام صادق عليه السلام در سخن ديگري نيز مي فرمايد: «مؤمن، مؤمن [كامل] نيست مگر آن كه عقل او كامل باشد و عقل او كامل نمي شود تا اين كه ده خصلت در او جمع شود: 1- مردم به خير او اميدوار باشند 2- مردم از شر او در امان باشند 3- كارهاي نيكو و فراوان خود را ناچيز بداند 4- اگر مختصر كار زشتي انجام دهد آن را بزرگ پندارد 5- اگر كارهاي زشت فراواني از ديگران ببيند آن را ناچيز پندارد 6- از انجام نيازهاي مردم دچار ملالت نشود 7- در تمام مدت عمر خود از تحصيل علم خسته نشود 8- ناشناخته بودن را بهتر از شهرت و عزت دوست بدارد 9- فقر و نيازمندي نزد او بهتر از ثروت و غنا باشد و از دنيا به اندازه ي نياز شبانه روز خود قانع باشد 10- به احدي برخورد نكند، جز آن كه او را بهتر از خود بداند و اين عجيب است.»

امام صادق عليه السلام سپس فرمود: «به اين دليل او همه ي مردم را بهتر از خود مي داند كه مردم در حقيقت دو دسته اند: عده اي واقعا بهتر از اويند و عده اي كه بدتر و پايين تر از او مي باشند. پس مؤمن چون با بهتر از خود روبرو مي شود، در مقابل او تواضع مي كند تا خود را به او برساند و چون با پست تر از خود برخورد مي كند، چنين مي انديشد كه شايد شر او در ظاهر باشد و خير و خوبي او در باطن باشد؛ و چون مؤمن اين گونه فكر مي كند مقام و سيادت او از همه ي مردم بالاتر خواهد بود». [4] .



[ صفحه 325]




پاورقي

[1] كافي ج 2 / 230.

[2] يوسف / 103.

[3] كافي ج 2 / 231.

[4] مجالس شيخ طوسي / 5.