بازگشت

قبه بنات الرسول


از جمله دفن شدگان در بقيع، سه دختر رسول خدا (صلي الله عليه وآله) هستند كه پيش از اين، قبه اي بر بالاي قبورشان بود و به قبه بنات الرسول شهرت داشت. اين سه خواهر عبارتند از:

رقيه; كه همسر عثمان بن عفان بود و با او در مدينه زندگي مي كرد. وقتي جنگ بدر رخ داد، او به سختي مريض شد و تا قبل از رسيدن رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به مدينه، درگذشت. رسول خدا (صلي الله عليه وآله) او را در بقيع دفن كرد.



[ صفحه 343]



ام كلثوم; كه پس از رقيه، او نيز به همسري عثمان بن عفان درآمد. و در سال نهم هجرت درگذشت و در بقيع دفن شد.

زينب; پيش از بعثت، همسر ابوالعاص بن ربيع بود. پس از هجرت رسول خدا (صلي الله عليه وآله) به مدينه، او در مكه نزد همسرش نگه داشته شد. ابوالعاص در جنگ بدر در كنار مشركان شركت كرد و اسير شد. همسرش زينب گلوبند خود را به عنوان فديه وي فرستاد. رسول خدا (صلي الله عليه وآله) فرمود تا گلوبند را پس فرستادند و ابوالعاص را نيز به شرطي آزاد كرد كه همسرش را طلاق دهد و راهي مدينه كند و بدين ترتيب زينب به رسول خدا (صلي الله عليه وآله) ملحق شد. چند سال بعد، ابوالعاص ايمان آورد و به مدينه آمد و مجدداً با زينب ازدواج كرد. زينب در سال هشتم هجرت درگذشت.

اين سه خواهر در كنار يكديگر دفن شده اند و همان گونه كه گذشت، بر روي قبور آنان قبه اي وجود داشته و به عنوان يكي از زيارتگاه هاي مدينه در بقيع بوده است.


ابوحنيفه


- نعمان بن ثابت؛ مشهور به: ابوحنيفه امام مذهب حنفي از مذاهب چهارگانه ي أهل سنت

ابوحنيفه درباره ي امام صادق عليه السلام چنين مي گويد: جعفر بن محمد عليه السلام دانشمندترين و عالم ترين فردي است كه در عمرم ديده ام. يك نمونه از درياي بي پايان علم آن حضرت عليه السلام پاسخ ايشان به چهل مسأله يي بود كه من به دستور «منصور» خليفه ي عباسي از ميان مسايلي بسيار مشكل برگزيده بودم. منصور اين مسايل را تهيه كرده بود تا شخصيت جعفر بن محمد را كه عقيده داشت وي مردم را فريفته ي خود كرده، تا حكومت را از دست او بگيرد، خرد نموده و بشكند. من امر خليفه ي عباسي را اجابت كرده، به مجلس او وارد شدم. ديدم جعفر بن محمد عليه السلام نيز حضور دارد. بزرگي و مهابت او چنان بود كه خليفه - منصور عباسي - در نظرم كوچك آمد. منصور



[ صفحه 36]



عباسي به جعفر بن محمد عليه السلام گفت: اين شخص ابوحنيفه است. جعفر بن محمد عليه السلام فرمود: بله او را مي شناسم. منصور عباسي گفت: اي ابوحنيفه! هر چه سؤال داري، از او بپرس. من نيز شروع به پرسيدن كردم و جعفر بن محمد عليه السلام به نيكوترين صورت، پاسخ تمام پرسش ها را فرمود و ما قانع شديم. اين جا بود كه او را عالم ترين دانشمندان و فقيهان يافتم.


وصاياه


و هذا الموضوع وحده - وصايا الامام عليه السلام - يحتاج الي كتاب مستقل، فكل كتاب يتعرض لسيرته عليه السلام تجد فيه الكثير من وصاياه و نصائحه و توجيهاته عليه السلام.

و تختلف هذه الوصايا فتارة تكون موجهة لفرد، و أخري لجماعة، و ربما حملها عليه السلام لبعض خواصه علي أن يبلغها شيعته و أصحابه، كما في وصيته عليه السلام لزيد الشحام، و المفضل بن عمر.

و أما أحوجنا اليوم الي الأخذ بهذه الوصايا و النصائح لنستعيد ماضينا المجيد، و ننهض بالاسلام رسالة عزنا التليد و ليس المهم - فيما أحسب - هو قراءة هذه الوصايا و حفظها، و انما هو العمل بها، و قسر النفس علي تطبيقها.

نعود فنذكر قبسا منها:

1 - من وصية له عليه السلام الي ولده موسي الكاظم عليه السلام: «يا بني: اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا، و تمت حميدا.

يا بني: انه من رضي بما قسم له استغني، و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسم الله عزوجل اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.

يابني: من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من أحتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم.

يا بني: اياك أن تزري بالرجال فيزري بك، و اياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك.



[ صفحه 429]



يا بني: قل الحق لك أو عليك تستشان [1] من بين أقرانك.

يا بني: كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف.

يا بني: اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا فرع الا بأصل، و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب.

يابني: اذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار، فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها».

قال علي بن موسي: فما ترك أبي هذه الوصية الي أن مات [2] .

2 - من وصية له عليه السلام لحمران بن أعين:

«أنظر من هو دونك في المقدرة و لا تنظر الي من هو فوقك، فان ذلك اقنع لك بما قسم الله لك، و أحري أن تستوجب الزيادة منه عزوجل، و أعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير علي غير يقين، و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله، و الكف عن أذي المؤمنين و اغتيابهم، و لا عيش أهنأ من حسن الخلق، و لا مال أنفع من القناعة باليسير المجزي، و لا جهل أضر من العجب» [3] .



[ صفحه 430]



3 - من وصية له عليه السلام الي زيد الشحام أمره بتبليغها:

قال زيد الشحام: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: «اقرأ من تري أنه يطيعني منكم و يأخذ بقولي السلام، و أوصيكم بتقوي الله عزوجل، و الورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا و فاجرا، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يأمر بأداء الخيط و المخيط. صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، و يسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفر، واذا كان غير ذلك، دخل علي بلاؤه و عاره و قيل: هذا أدب جعفر، فو الله حدثني أبي: أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها: أداهم للأمانة، و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم للحديث، اليه وصاياهم و ودائعهم، تسأل العشيرة عنه و يقولون: من مثل فلان؟ انه أدانا للأمانة، و أصدقنا للحديث» [4] .

4 - من وصية له عليه السلام الي المفضل بن عمر أمره أن يبلغها شيعته:

«أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي: أداء الأمانة الي من ائتمنك، و أن ترضي لأخيك ما ترضاه لنفسك، و أعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب، و ان للأمور بغتات فكن علي حذر، و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا، و لا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه» [5] .

5 - من وصية له عليه السلام الي سفيان الثوري:

قال سفيان الثوري: لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فقلت:



[ صفحه 431]



يا ابن رسول الله أوصني، فقال: «يا سفيان لا مروءة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسي ء الخلق.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال لي: يا سفيان: ثق بالله تكن مؤمنا، و ارض بما قسم الله لك تكن غنيا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة، و غني بلا مال، و هيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال: يا سفيان أدبني والدي بثلاث و نهاني عن ثلاث، فأما اللاتي أدبني بهن فانه قال لي: با بني من يصحب السوء لا يسلم، و من لا يملك لسانه يندم، و من يدخل مداخل السوء يتهم.

قلت: يا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن.

قال: نهاني أن أصاحب حاسد نعمة، و شامتا بمصيبة، أو حامل نميمة.

ثم أنشدني:



عود لسانك قول الخير تحظ به

ان اللسان لما عودت معتاد



موكل بتقاضي ما سننت له

في الخير و الشر فانظر كيف تعتاد» [6] .

6 - من وصية له عليه السلام السلام الي أبي أسامة:

«عليك بتقوي الله، و الورع، و الاجتهاد، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و حسن الخلق، و حسن الجوار، و كونوا دعاة الي أنفسكم بغير ألسنتكم، و كونوا زينا و لا تكونوا شينا، و عليكم بطول الركوع و السجود» [7] .



[ صفحه 432]



7 - من وصية له عليه السلام الي المنصور العباسي حينما قال له: حدثني عن نفسك بحديث اتعظ به و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات.

فقال عليه السلام: «عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا، أو تداوي حقدا، أو يحب أن يذكر بالصولة، و اعلم بأنك ان عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به الا العدل و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر».

قال المنصور: وعظت فأحسنت، و قلت فأوجزت [8] .

8 - من وصية له عليه السلام الي أصحابه:

«استنزلوا الرزق بالصدقة، و حصنوا المال بالزكاة، و ما عال من اقتصد، و التدبير نصف المعيشة، و التودد نصف العقل، و قلة العيال أحد اليسارين، و من أحزن والديه فقد عقهما، و من ضرب يده علي فخذه عند مصيبة فقد حبط أجره، و الصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب و دين، و الله تعالي ينزل الرزق علي قدر المؤونة، و منزل الصبر علي قدر المصيبة، و من أيقن بالخلف جاد بالعطية، و من قدر معيشته رزقه الله، و من بذر معيشته حرمه الله» [9] .

9 - من وصية له عليه السلام الي بعض أصحابه:

«اذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا الا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، و لا يكون له رجاء الا من عند الله عز ذكره، فاذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا الا أعطاه. فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فان للقيامة خمسين موقفا، كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا: «في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون» [10] .



[ صفحه 433]



10 - من وصية له عليه السلام لجميل بن دراج:

«خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم، و من صالح الأعمال البر بالاخوان و السعي في حوائجهم، و في ذلك مرغمة للشيطان، و تزحزح عن النيران، و دخول الجنان.

يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك.

قال: جعلت فداك من غرر أصحابي؟

قال: هم البارون بالاخوان في العسر و اليسر.

ثم قال: يا جميل أما ان صاحب الكثير يهون عليه ذلك، و قد مدح الله عزوجل صاحب القليل فقال: (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)» [11] .

11 - جاء اليه رجل فقال له: بأبي أنت و أمي عظني موعظة.

فقال عليه السلام:

«ان كان الله تبارك و تعالي قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا، و ان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا، و ان كان الحساب حقا فالجمع لماذا، و ان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا، و ان كانت العقوبة من الله عزوجل النار فالمعصية لماذا، و ان كان الموت حقا فالفرح لماذا، و ان كان العرض علي الله عزوجل حقا فالمكر لماذا، و ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا، و ان كان الممر علي الصراط حقا فالعجب لماذا، و ان كان كل شي ء بقضاء و قدر فالحزن لماذا، و ان كانت الدنيا فانية فالطمأنينة اليها لماذا؟» [12] .

12 - عن خيثمة قال: قال لي جعفر عليه السلام:

«أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند الله الا بعمل، و أبلغ شيعتنا ان أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم يخالفه الي غيره».



[ صفحه 434]



13 - من وصية له عليه السلام الي بعض أصحابه كتبها اليه جوابا لكتابه:

«أما بعد فاني أوصيك بتقوي الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الي ما يحب، و يرزقه من حيث لا يحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم، و يأمن العقوبة من ذنبه، فان الله عزوجل لا يخدع عن جنته، و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله» [13] .

14 - عن أبي بصير قال: دخلت علي أم حميدة أعزيها بأبي عبدالله عليه السلام، فبكت و بكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبامحمد لو رأيت أباعبدالله عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة، فلم نترك أحدا الا جمعناه، فنظر اليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة [14] .



[ صفحه 435]




پاورقي

[1] تستشان: أي يكون لك شأن و منزلة.

[2] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 207 الامام الصادق للمظفري: 2 / 40. مطالب السؤول: 2 / 57، الامام الصادق لمحمد أبي زهرة 67، صفة الصفوة: 2 / 95. الفصول المهمة 210 غرر الغرر 50، نور الأبصار 214. كشف الغمة 233. حياة الامام الصادق للسبيتي 28.

[3] تحف العقول، 265، أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 193. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 110.

[4] الامام الصادق للمظفري: 2 / 53.

[5] أصول الكافي: 2 / 636، تحف العقول: 270. أعيان الشيعة: 4 / 197. الامام الصادق للمظفري: 2 / 63. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 120.

[6] حياة الامام الصادق للسبيتي 37.

[7] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 209. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 89.

[8] أمالي الشيخ الصدوق 491.

[9] حلية الأولياء: 3 / 195. أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 205.

[10] الروضة من الكافي 143.

[11] الخصال 97.

[12] التوحيد 376.

[13] الروضة من الكافي 49.

[14] عقاب الأعمال، 288.


از تخيل تا تجربه


پيشتر نوشتيم كه فاصله اي كه ترمذي را از مقاتل، در تفسير هاي قرآنيشان، جدا مي كند همان فاصله اي است كه تجربه ي ديني در دروني كردن موضوعات روحاني قرآن پيموده است. اين فاصله را، نه با سال بلكه، با شور دروني ارزيابي بايد كرد. امام جعفر صادق (عليه السلام) معاصر مقاتل است. با اين همه، پيوند او با قرآن به گونه اي متفاوت با پيوند اوست. در او، وجدان اسلامي از عالم تخيل به تجربه ي دروني منتقل مي شود، يا، بهتر بگوييم، تجربه ي دروني استعاره هايي را كه در كنار لفظ قرآن و در نتيجه هنوز بيرون از وجدان مانده بود به عنوان حقيقت قرآن مي شناسد، زيرا اين استعاره هاي ديگر حقيقت لفظ قرآن شده است. مقاتل مفسر، همان گونه كه استعاره در كنار لفظ جاي مي گيرد، بيرون از قرآن مي ماند، در حالي كه امام جعفر صادق (عليه السلام) قرآن را با تجربه ي دروني خود، كه در آن لفظ و استعاره با هم تركيب و تأليف مي شود، مي خواند. از اين پس، تفسير نوي پا مي گيرد كه ديگر نه قرائت قرآن، بلكه قرائت تجربه ي دروني در تفسير نوي از قرآن است.

اين تغيير ديد، آشكارا، در آنچه ما آن را مراجعه ي تفسير به تاريخ يا جستجوي «اسباب النزول» ناميديم، ملاحظه مي شود. جستجوي «اسباب النزول» در نزد امام صادق (عليه السلام) ديده نمي شود، زيرا مراجعه به واقعه ي تاريخي جاي خود را به ظهور تاريخي مي دهد كه از اين پس لفظ قرآن به آن مراجعه مي كند. مثلا لشكرهاي ناديدنيي كه پيغمبر را ياري مي كردند (فَاَنزَلَ الله سكينةً عَلَيه وَ اَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها، توبه، 40) ديگر، آن گونه كه مقاتل از آن در مي يابد، فرشتگاني كه در غزوه ي بدر براي او جنگيدند نيستند، بلكه «لشكرهاي يقين و ايمان به خدا و توكل بر اويند». همچنين سبعاً مِنَ المثاني (حجر، 87) نه هفت آيه ي فاتحه است و نه هفت سوره ي بزرگ قرآن، بلكه هفت كرامتي است كه خدا به محمد (صلوات الله عليه و آله)، به عنوان وقايع تجربه ي دروني، عطا فرموده است: «هدي»، نبوت، رحمت، شفقت، مودت و الفت، نعمت و «سكينه» (وقار و طمأنينه)، و قرآن عظيم كه شامل اسم اعظم خداست.» اين قرائت استنباطي، كه تاريخ بيروني را به تاريخ دروني تغيير ماهيت مي دهد، مستلزم مراجعه ي دائم به تفسير استعاري قرآن است. چنانكه مثلا وَطَهِّر بيتي للطّائفين (حج، 26) براي امام جعفر صادق (عليه السلام) به اين معني است كه «نفس خود را از هر گونه آميزش با خطاكاران و هرگونه پيوندي با هرچه جز خداست پاكيزه دار». همچنين در اين آيه كه مي فرمايد: وَ اِذ قالَ ابراهيمُ رَبّ اجعَلْ هذَا البَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبني وَ بَنِيَّ اَن نَعبُدَ الاَصنامَ (ابراهيم، 35)، «شهر»ي كه ابراهيم براي آن دعا مي كند نماد دل عارفان است، و «بُتاني» كه ابراهيم از خدا مي خواهد كه او و فرزندانش را از آنها دور بدارد يك وسوسه ي دروني محض است: «مرا به مشاهده ي «خُلَّت» (دوستي) بازمگردان، و فرزندان مرا به مشاهده ي صفت پيامبريشان بازمگردان»، چه اين «مشاهده» نگاه را از خدا بر مي گرداند و متوجه بت هاي نعمت هاي او مي كند. همچنين امام صادق (عليه السلام) در آيه ي اِنَّ الملوكَ اِذا دَخَلوا قَرية اَفسَدوها: پادشاهان چون به قريه اي در مي آيند آن را ويران مي كنند (نمل، 34) اشاره اي به دل مؤمنان مي يابد و آن را چنين تفسير مي كند: «چون معرفت به دلها راه يابد، آرزوهاي باطل و خواهش هاي جزئي را از آن مي راند تا ديگر در دل جايي جز براي خداي تعالي نباشد».

امام (عليه السلام) از آيه، خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ (اعراف، 31)، كه توضيح آن براي مفسراني كه در تفسير خود به لفظ اكتفا مي كنند و به مناسك بيروني زيارات توسل مي جويند، بسيار دشوار است، به واسطه ي استعاره ي «زينت» كه در آن آمده است چنين استنباط مي كند: «اعضاي بدن خود را، پس از آنكه خدا آنها را وسايلي براي به كار بستن فرايض خود كرده است، از هرگونه تماس با اشياء محفوظ دار».

در همه ي اين متن هاي قرآني، آنجا كه مقاتل براي توضيح ابهامات آيات به تدابير تخيلي توسل مي جويد، امام جعفر صادق (عليه السلام) ابهامات را اشاراتي استعاري مي داند كه به تجارب زندگي روحاني باز مي گردد. آن حضرت نظير اين گونه مطابقت لفظ آيه با متن تجربه را در بسياري از استعارات مربوط به خورشيد و ماه و مانند آنها نيز، كه جاي جاي در گزارش هاي قرآني آمده است، كشف مي كند. اگر خدا در آيه ي وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيلَ وَ النَّهار وَ الشَمسَ وَ القَمَرَ (نحل، 12) شب و روز و خورشيد و ماه را مسخر انسان مي كند، براي آن است كه انسان، به پيروي از آنها، دل خود را مسخر «محبت به خدا و معرفت او» كند، و بدين گونه مسخر كسي شود كه همه چيز را مسخر او كرده است. اين مطابقت در تفسير آيه ي مَن جَعَلَ الاَرضَ قَراراً وَ جَعَلَ خلالَها اَنهاراً وَ جَعَلَ لَها رَواسِيَ وَ جَعَلَ بَينَ البَحرَين حاجِزاً ءَاِلهُ مَعَ الله؟ (نمل، 61) آشكارتر است. همه ي اين عناصر، يعني رود و كوه و دريا براي امام «اشاراتي» است به حقايق دين:

مَن جَعَلَ الاَرضَ قراراً، به توضيح امام (عليه السلام)، يعني كسي كه دل اولياء خود را قرارگاهي براي معرفت خود ساخت؛ و در هر نفسي رودهاي فيضان احسان خود را روان كرد؛ و آن را با كوه هاي توكل استوار داشت و با انوار اخلاص و يقين و محبت بياراست؛ و جَعَلَ بَينَ البَحرينِ حاجِزاً يعني ميان دل و نفس مانعي پديد آورد تا نفس با تاريكي هاي خود بر دل غلبه نكند؛ اين مانع توفيق او (توفيق الهي) و عقل است.

در آيه ي 11 سوره ي الرحمن سخن از زمين است كه فيها فاكِهةُ وَ النَّخلُ ذاتُ الاَكمام (در آن ميوه هاست و نخل هايي كه در غلافند)؛ ولي زمين براي امام جعفر صادق (عليه السلام) دل اولياء است و ميوه ها و نخلها نيز معرفت معني استعاري دارند: «خدا دل اولياء خود را در باغ انس خود كرده است؛ در آن درخت هاي معرفت نشانده كه ريشه هاشان استوار در سر آنها و شاخه ها شان بر افراشته در حضرت الهي است. آنها در هر زمان از اين درختان ميوه هاي اُنس الهي مي چينند، و چنانكه مي فرمايد: فيها فاكِهةُ وَ الَّنخلُ ذاتُ الأكمام، يعني ذات الألوان، يا به انواع مختلف، كه هر كس نوعي از آنها را به قدر سعي خود، و آنچه از مبادي معرفت و آثار ولايت بر او آشكار شده است، مي چيند.»

اين نمونه ها به حد كافي فاصله اي را كه فارق امام جعفر صادق (عليه السلام) از مقاتل بن سليمان است نشان مي دهد. اين فاصله همان است كه تجربي را از خيالي متمايز مي كند. شك نيست كه دو مفسر اين وجه اشتراك را با هم دارند كه هر دو حلقه ي تنگ تفسير لفظي را شكسته اند و قائل به تعدد معاني در زبان قرآني اند؛ همچنين بي گمان مقاتل دريافته بود كه در قرآن نمادها (يا امثالي) هست مربوط به آنچه در دل مؤمنان و آنچه در دل كافران است»، ولي اين نمادها كمتر توجه مقاتل را جلب كرده يا، بهتر بگوييم، او براي فهم آنها از روش تفسيري موسوم به «استنباط» بي بهره بوده است، همان روشي كه ترمذي، چنانكه ديديم، براي فراتر رفتن از تفسير مقاتل، در همان حيطه ي تحقيق خود او، به كار برده است. خرگوشي، هنگامي كه از اين استنباط سخن مي گويد، بيشترِ مثال هاي خود را از امام جعفر صادق (عليه السلام) مي گيرد. ما تنها به يكي از آنها، كه تفاوت ميان روش امام صادق (عليه السلام) و روش مقاتل را نشان مي دهد اشاره مي كنيم. به ياد داريم كه مقاتل چه صحنه ي رنگارنگي براي توضيح آيه ي وَ اِذا رَأيتَ ثَمَّ رَأيتَ نَعيماً وَ مُلكاً كبيراً (انسان، 20) رسم مي كند. قرآن، در سياق مشابهي، از «ابرار» سخن مي گويد كه عَلَي الأرائِك ينظرون (بر تختهاي معرفت نشسته اند و نظاره مي كنند، مطّففين، 23)، و تفسير امام (عليه السلام) چنين است: «آنها بر تخت هاي معرفت نشسته و «معروف» (متعلَّق معرفت) خود را نظاره مي كنند.»

در هر دو، سخن از انتقال انديشه از زمينه اي به زمينه ي ديگر است، ولي در حالي كه مقاتل براي گسترش استعاره، كه او آن را تا آخرين حد نماد پيش مي برد، متوسل به تخيل مي شود، امام صادق (عليه السلام) به تجربه ي روحاني، به عنوان اصل استنباط، روي مي آورد و در استعاره اي كه قرآن به كار برده است نماد فعاليتي كاملاً فكري مي بيند و معرفت را به عنوان نظاره ي الهي مي شناسد. اين گونه قرائت بعدها قرائت صوفيان خواهد شد كه از امام جعفر صادق (عليه السلام) روش قرائت استنباطي را كه عبارت از دروني كردن معني آيات قرآني است، فرا مي گيرند.

و اما ارزش يك روش تنها در نتايجي است كه بر آن مترتب است. گفتن اينكه صوفيه از تفسير منسوب به امام جعفر صادق (عليه السلام) نحوه ي نوي در خواندن قرآن را فرا گرفته اند كفايت نمي كند. بايد پيشتر رفت و نشان داد كه آنها در محتواي تعاليم خود و نيز در واژگاني كه براي بيان آن به كار مي برند مديون اويند. ما برآنيم كه مسئله به اندازه ي كافي مهم است، چندان مهم كه شاياني آن دارد كه به دقت مورد بررسي قرار گيرد.


و من كلام له: لحمران بن أعين


حمران بن اعين الشيباني هو اخو زرارة تقة عظيم الشأن، روي عن الباقر و الصادق. يكفيه اطراءا ما قال الباقر عليه السلام في حقه: «انت من شيعتنا في الدنيا و الآخرة» و قال عليه السلام: «حمران من المؤمنين حقا لامرجع ابدا» و قال الصادق عليه السلام فيه: «مات و الله مؤمنا» و قال عليه السلام «حمران مؤمن من اهل الجنة لا يرتاب ابدا، لا و الله لا و الله» و قال: «ما وجدت احدا اخذ بقولي و اطاع امري و حذا حذو اصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله عبدالله بن ابي يعفور و حمران بن اعين، اما انهما مؤمنان خالصان من شيعتا» الي غير ذلك مما ورد فيه رضوان الله عليه.

و لم يكن حمران فقيها فحسب، بل كان من علماء الكلام و حملة الكتاب، و يذكر اسمه في اهل القراءات، و كان ايضا من علماء اللغة و النحو، فهو علي حد ما قيل: هو البحر من اي النواحي اتيته.

يا حمران انظر الي من هو دونك و لا تنظر الي من هو فوقك في



[ صفحه 26]



المقدرة، فان ذلك اقنع لك بما قسم لك، و احري أن تستوجب الزيادة من ربك.

و اعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير علي غير يقين.

و اعلم انه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله و الكف عن أذي المؤمنين و اغتيابهم، و لا عيش أهنأ من حسن الخلق، و لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي، و لا جهل أضر من العجب. [1] .


پاورقي

[1] العجب بالضم: الزهو، الكبر، انكار ما يرد عليك.


شرايط قاضي


مرحوم شيخ حر عاملي (ره)، در كتاب وسائل الشيعه (كتاب القضاء)، شرايط قاضي را عنوان فرموده و رواياتش را ذكر كرده است، ما به چند شرط آن اشاره مي كنيم:

شرط اول: قاضي بايد مؤمن و عادل باشد و در حكم، ظلم و تعدي نكند. ائمه اطهار عليهماالسلام، از مراجعه به قضات جور نهي شديد كرده و فرموده اند: كساني كه به آنان مراجعه كنند و از آنان حكم و دستور بگيرند، مانند آن است كه از طاغوت پيروي، و حكم دريافت كرده باشند.

ابوبصير گويد: از امام جعفر صادق عليه السلام سؤال كردم كه مراد از آيه شريفه «و لا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها الي الحكام» [1] - مخوريد مال هاي خود (يكديگر) را به باطل و رشوه ندهيد حكام را (نزد حكام اختلافاتتان را مبريد تا مجبور به رشوه دادن شويد) - چيست؟ حضرت فرمود: اي ابابصير! خداوند تبارك و تعالي مي دانست كه در بين مردم حاكماني بيدادگر خواهند بود و منظور از حكام، در اين آيه، ايشانند نه كساني كه به عدل و داد داوري كنند. پس اگر روزي بر كسي حقي پيدا كردي و كارت به محاكمه منجر شد و او را نزد حاكم عادلي خواندي ولي او سرباز زد و از تو خواست كه به حاكم جائر مراجعه كني، اين كار را مكن، زيرا مانند آن است كه به طاغوت براي داوري



[ صفحه 56]



مراجعه كرده باشي كه در اين آيه مورد نكوهش قرار گرفته (الم تر الي الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك و ما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الي الطاغوت) [2] - نمي بيني اي محمد (ص) كساني را كه ادعا مي كنند كه ما ايمان آورديم به آن چه به تو فرستاده شده (قرآن) و به آن چه پيش از تو فرو فرستاده شده، مي خواهند كه به داوري نزد طاغوت شوند - [3] .

مقبوله عمر بن حنظله نيز ناظر به اين جهت است كه بايد رجوع به حاكم عادل باشد. [4] .

شرط دوم: قاضي بايد مرد باشد و زن از قضاوت منع شده است.

حضرت صادق (ع) از پدرانش از رسول خدا (ص) نقل كرده كه پيغمبر اكرم (ص) در سفارشاتي كه به اميرالمؤمنين (ع) داشته، فرموده است: «يا علي ليس علي المرأة جمعة الي ان قال: و لا تولي القضاء» - بر زن نماز جمعه نيست تا آنكه فرمود: قضاوت در بين مردم نيز از وظيفه زنان بيرون است. [5] .

در خصال صدوق از رسول خدا (ص) روايت شده كه فرمود: براي زنان؛ جماعت، اذان و اقامه، عيادت بيمار، به دنبال جنازه رفتن، هروله بين صفا و مروه، استلام حجر، سر تراشي، قضاوت بين مردم، ذبح گوسفند مگر در هنگام ضرورت، بلند تلبيه گفتن، كنار قبر ايستادن، شنيدن خطبه جمعه و اجراي خطبه عقد، نيست... [6] .

ديگر از شرايط آن است كه: قاضي در حلا غضب حكم نكند و بدون تأمل رأي ندهد.

محمد بن يعقوب كليني (ره)، از علي بن ابراهيم از پدرش از نوفلي از سكوني، از امام صادق (ع) نقل كرده كه پيغمبر اكرم (ص) فرمود: كسي كه مبتلا به داوري بين مردم شد در حال غضب قضاوت نكند. [7] .

اميرالمؤمنين عليه السلام به شريح قاضي [8] فرمود: در قضاوت با اهل مجلست



[ صفحه 58]



مشورت مكن، و هنگامي كه غضبناك شدي برخيز و در آن حال داوري منما. [9] .

انس بن مالك از رسول خدا (ص) نقل كرده كه فرمود: زبان قاضي بين دو قطعه آتش است، تا بين مردم قضاوت كند؛ آن گاه يا به سوي جهنم يا به سمت بهشت، كشانده خواهد شد. [10] .

ديگر از شرايط آن است كه: قاضي، بين طرفين نزاع در اشاره و نگاه كردن و نشانيدن آنان يكسان عمل نمايد، و مكروه است يكي از طرفين را دعوت و ضيافت كند مگر هر دو را پذيرايي نمايد. [11] .

محمد بن يعقوب از علي بن ابراهيم از پدرش از نوفلي از سكوني از امام ششم (ع) از اميرالمؤمنين عليه السلام روايت كرده كه آن حضرت فرمود: هر كس مبتلا به داوري شد، بايد بين مترافعين در اشاره و نگاه كردن و مجلس يكسان عمل نمايد. [12] .

و به همين سند نقل شده كه مردي بر علي (ع) مهمان شد و مدتي در نزد آن حضرت مكث كرد و رفت. سپس براي مرافعه اي نزد آن حضرت باز گشت. حضرت فرمود: بر من وارد مشو، چون رسول خدا (ص) از اينكه يكي از دو طرف نزاع را (بدون حصم ديگر) پذيرايي كنند، نهي فرموده است. [13] .

ذهبي گفته: ابوحمزه، فن حديث را از انس و شعبي و ديگران فراگرفته و وكيع و ابونعيم و جماعتي زا او استماع نموده اند. [14] و بالجمله در نقل اخبار به صحت قول در نزد خاصه و جمعي از عامه بدان رتبه رسيده كه هر گاه مدحي يا قدحي يا حكمي كند و يا خبر واحدي را تاييد كند، چون حديث متواتر شمارند و در سلك حديث صحيح و موثق بشمارند. چنانكه شيخ جليل طبرسي [15] رحمه الله، در كتاب احتجاج، حديث شريف زير



[ صفحه 59]



را كه گويا جز ابوحمزه كسي آن را نقل نكرده، صدق محض دانسته و گفته او را «واحد كالف» شمرده است، و چون محدثين و علماي رجال اين حديث را در ترجمه ابوحمزه نقل كرده اند، ما نيز از ايشان پيروي كرده، حديث را نقل مي كنيم:ابوحمزه روايت مي كند: روزي حسن بصري به محضر مبارك امام باقر عليه السلام شرفياب شد و عرض كرد: منظور از رنج سفر و شرفيابي، براي حل مسائل و فهم معني بعض آيات است كه بر من دشوار شده، شايد به توجهات قدسيه آن جناب مهم من آسان گردد. حضرت فرمود: چنين مي دانم كه تو فقيه اهل بصره اي! عرض كرد: بلي، يا ابن رسول الله. فرمود: از افعال و اعمال تو شرحي به گوش ما رسانيده بودند، اكنون صدق آن مطالب مسلم شد كه زمام احكام آن مردم را تو خود در قبضه اجتهاد گرفته اي. عرض كرد: آري. فرمود: عجب بار سنگيني بر شانه نهاده اي! اي حسن، گروهي مطالبي را كه نشانه مذهب و نمونه مشرب است به تو نسبت داده اند، نمي دانم صحت دارد يا به تو افتراء بسته اند. عرض كرد: بفرماييد تا حقيقت امر را عرض كنم. فرمود: مي گويند كه تو گفته اي، خداي تعالي جل اسمه، بندگان را آفريد و زمام امور را به ايشان تفويض كرد، آيا اين نسبت كه به تو داده اند صحيح است يا خير، به تو افتراء زده اند؟ حسن ساكت ماند و جوابي نداد.

سپس آن حضرت فرمود: اي حسن! هرگاه اصدق القائلين در كلام مجيد خود به خطاب (انك آمن) بنده اي از بندگان خود را مفتخر و معزور فرمايد، آيا بعد از آن خطاب، بر چنين بنده اي خوف و بيم و هراسي خواهد ماند؟ عرض كرد: نه، يا ابن رسول الله. فرمود: اينك بر تو محقق و مبرهن كنم كه آيتي از آيات قرآن را براي خود تأويل كرده، و فرموده ي پروردگار را بر خلاف مقصود فهميده اي، و از اين جهت در گمراهي مانده اي و به درياي هلاكت غرق شده اي، و هم ديگران را از ساحل نجات باز داشته اي و به گمراهي انداخته اي! حسن عرض كرد: آن آيه كدام است و خطاي من چيست؟ چه شود كه مرا بر آن خطا آگاه فرمايي. فرمود: خداي عز و جل فرموده است: «و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري



[ صفحه 60]



ظاهرة و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياما آمنين» [16] - و قرار داديم ميان ايشان و قريه هايي كه بركات ما در آنها وجود داشت، قريه هايي آشكار و نمايان را، و مقدر كرديم در آن قريه هاي (آشكار) سير را (فاصله ميان آن قريه ها را كوتاه قرار داديم) و دستور داديم از اين پس شبها و روزها با كمال اطمينان در آنها سير نماييد - آيا تو را اعتقاد آن است كه مراد از (قري) مكه و مقصود از (آمنين) حاجيانند؟ عرض كرد: آري، يا ابن رسول الله. فرمود: اين تصريح لاحق با آن تقرير سابق منافات دارد؛ چه در اول گفتي كه بر مخاطب (انك آمن) بيم و هراس نيست و در ثاني (آمنين) را در معرض ترس و يأس داني - مي بيني - زيرا كه حاجيان را بي تقصير مي زنند و از سر تهديد به قتل مي رسانند و به جبر و عنف اموال ايشان را مي برند. حسن مبهوت و خاموش بود. سپس فرمود: گوش فرا ده تا آيه را بار ديگر بخوانم واز تأويل آن تو را آگاه سازم. بدانكه خداي تعالي در قرآن مجيد از ما اهل بيت، و شيعيان ما به امثال و اشباه ياد كرده، و از ما و ايشان به رموز و اشارت بسي تعبيرات فرموده است، من جمله اين آيه كريمه است كه از (قراي مباركه) ما را اراده نموده و ضمير (هم) راجع است به شيعياني كه اعتراف به فضائل و حقانيت ما كرده اند، و از (قري ظاهره) به راويان و خواص اصحاب اشاره فرموده كه محارم اسرار و مخازن احكام الهيه گرديده اند و آثار و اخبار ما را از ما اخذ كرده، به شيعيان ما برسانند، و از لفظ (سير) كه در آيه شريفه فرموده است معني علم را خواسته است و راويان ما رااز آن روي (آمن) فرموده كه از شك و ترديد و اشتباه و خطا ايمن باشند؛ زيرا كه آن علوم را از معدن خود اخذ كرده، در موارد اعمال و عبادات به شيعيان ما مي رسانند، و علوم آسماني به موجب نص الهي به ذريه خاتم النبيين صلي الله عليه و آله منتهي مي شود و ماييم آن ذريه طاهره، نه تو و نه امثال تو، اي حسن!

پس حاصل معني آيه شريفه آن كه: قرار داديم ما بين اهل بيت و شيعيان ايشان، قراي ظاهره را كه راويان ايشانند تا علوم را از آن ائمه كرام فرا گرفته، به شيعيان ايشان برسانند. چون حسن آن كلام معجز نظام بنشنيد، دم فرو بسته، خاموش نشست. پس آن حضرت فرمود: ما اهل بيت جز حق ندانيم و نگوييم و نشناسيم. اي حسن! تو خود از معاني و مقاصدي دم مي زني كه آن معني در وجودت نيست و هم طريق كشف آن ها را نمي داني! هر گاه در اين صورت تو را جاهل اهل بصره خوانم سخني به صواب گفته ام؛ زيرا كه از اطوار و اقوال تو جز آن چه بر ما محقق شده، بر زبان جاري نساخته ام. به عرض ما رسانده اند كه مذهب تفويض را اختيار كرده و تابعين خود را از آن راه در هلاكت انداخته اي. زنهار، زنهار، زنهار، از عقيد تفويض



[ صفحه 61]



در گذر و هرگز بدان قول معتقد مشو؛ چه خداي عز و جل سستي و ضعف ندارد و امورات را به بندگان خود تفويض نكند، و هم ظلم و جور نفرموده و ايشان را بر معصيتي اجبار نفرمايد. [17] .

در كافي، از ابوحمزه نقل شده كه گفت: مؤمن عملش را با خويشتن داري آميخته است؛ مي نشيند تا بياموزد (به مجلسي مي رود كه چيزي بياموزد)، مي گويد تا بفهمد (براي فهميدن سؤال مي كند)؛ از سر و امانتي كه نزدش هست به دوستانش خبر نمي دهد (تا چه رسد به دشمنان)، و شهادت خود را از دشمنانش پنهان نمي كند (به نفع دشمنانش گواهي مي دهد تا چه رسد به دوستان)؛ و هيچ امر حقي را به قصد خودنمايي انجام ندهد و از روي شرمساري ترك نكند؛ اگر او را بستايند، از گفتار آنان بهراسد و نسبت به آن چه از آنان پوشيده است، از خدا آمرزش خواهد؛ گفتار كسي كه او را نشناخته، مغرورش نكند و از آمار كردار خود (نزد خداي تعالي) در بيم هراس است. [18] .

علي بن ابي حمزه از ابوبصير روايت كرده كه گفت: موقعي كه ابوحمزه مريض بود، خدمت امام صادق (ع) شرفياب شدم، حضرت حال ابوحمزه راجويا شد، من بيماري او را به اطلاع رساندم، حضرت فرمود: هر گاه به نزدش بازگشتي سلام مرا به او برسان و او را نسبت به زمان پايان زندگي اش آگاه كن. گفتم: فدايت گردم، او مايه انس ما و از شيعيان شماست. فرمود: راست گفتي، اما آن چه نزد ماست براي شما بهتر است.

پرسيدم: آيا شيعه شما با شما خواهد بود؟ فرمود: اگر از خدا بترسد و مراقب دستورات پيامبر (ص)باشد و از گناهان خودداري نمايد با ماخواهد بود، در درجه ما. [19] .

ابوحمزه داراي فرزنداني چند بود كه دسته اي از آنان همچون: علي، حسين، و محمد، ثقه و فاضل بوده اند. [20] .

مرحوم پدرم، در تحفة الاحباب، مي فرمايد: و نقل است كه فرزندان ابوحمزه: نوح، منصور، و حمزه، با زيد بن علي [21] كشته شدند. [22] .

ابوحمزه دو سال پس از وفات حضرت صادق عليه السلام، يعني در سال 150، از دنيا



[ صفحه 62]



رفت.


پاورقي

[1] سوره بقره، آيه 188.

[2] سوره نساء، آيه 60.

[3] وسائل الشيعه، ج 18، ص 3.

[4] وسائل الشيعه، ج 18 ص 4.

[5] وسائل الشيعه، ج 18، ص 6.

[6] خصال صدوق، ج 2، باب 19، ص 97.

[7] فروع كافي، ج 7، ص 413.

[8] شريح بن حارث قاضي همان است كه عمر بن الخطاب او را قاضي كوفه قرار داد، و او در آن شهر به داوري بين مردم اشتغال داشت. حضرت اميرالمؤمنين عليه السلام در زمان حكومتش خواست او را از قضاوت معزول سازد، اهل كوفه گفتند: او را بر كنار مكن چون از جانب عمر نصب شده و ما با تو بيعت كرديم به شرط اينكه هر چه ابابكر و عمر مقرر نموده اند تغيير ندهي. و در بعضي تواريخ دارد كه خود شريح فرياد برداشت: و اعمراه، و اعمراه. حضرت ناچار او را به حال خود گذاشت تا آن كه مختار در زمان حكومتش او را از كوفه بيرون كرد و به دهي كه تمام ساكنينش يهودي بودند فرستاد. همين كه حجاج بن يوسف امير كوفه شد دو مرتبه او را به كوفه برگرداند و با آن كه پير و سالخورده بود، حجاج او را امر كرد بين مردم قضاوت كند، او چون از مختار رنج ديده و خواري كشيده بود، درخواست كرد از اين كار معافش كنند. حجاج پذيرفت. مدت قضاوت وي 75 سال بود و در آخر عمر خانه نشين گرديد، و در سال 87 هجري در سنين يكصد و هشت سالگي درگذشت.

روايت شده شريح هنگامي كه از جانب اميرالمؤمنين عليه السلام قاضي بود، در زمان خلافت آن حضرت خانه اي را به هشتاد دينار خريد. اين خبر كه به امام رسيد او را طلبيد و فرمود: به من خبر رسيده كه تو خانه اي را به هشتاد دينار خريده و براي آن قباله اي نوشته و در آن چند تن را گواه گرفته اي؟ شريح عرض كرد: بلي چنين است. حضرت به او نگاهي خشم آلود نمود و فرمود: اي شريح! بدان كه بزودي نزد تو مي آيد كسي (عزرائيل) كه قباله ات را نگاه نكند و از گواهت نپرسد تا اينكه تو را با چشم باز (حيران و سرگردان) از اين خانه بيرون برد و يكه و تنها به گورت سپارد.

اي شريح! بنگر مبادا اين منزل را از مال غير خريده باشي يا بهايش را از غير حلال داده باشي كه در اين صورت زيان دنيا و آخرت برده اي. اگر پيش از خريد اين خانه نزد من مي آمدي سندي براي تو مي نوشتم كه ميل به خريد آن نكني اگر چه به يك درهم بفروشند، چه رسد به بالاتر، و قباله اي اين طور مي نوشتم: اين خانه ات است كه خريده بنده اي پست و خوار از ديگري كه مردني و آماده براي كوچ كردن به عالم آخرت است. خريد خانه اي را از منزل هاي فريب دهنده در محل فناپذيران و هلاك شوندگان كه محدود به چهار حد است: حد اول منتهي است به پيشامدهاي ناگوار. حد دوم به موجبات اندوهها (مرگ عزيزان، از دست رفتن خواسته ها و سرمايه ها). حد سوم آرزو و خواسته هاي هلاك كننده. حد چهارم به شيطان گمراه كننده، و درب اين خانه از حد چهارم باز مي شود - خريد كسي كه گول آرزو را خورده، از شخصي كه آماده مرگ است، به قيمت خارج شدن از مقام ارجمند قناعت و داخل گرديدن د پستي درخواست و خواري (منظور اين است كه بهاي اين خانه كه مورد نياز نبوده، از دست دادن شرافت نفس است كه با خريدن آن مردي پست و خوار مي شود) - اگر خريدار بدي و زياني را درك كرد (چيزي كه فروشنده خانه بايد غرامت آن را بكشد و ضامن است) بر عهده كسي است كه پيكر پادشاهان و گردنكشان را درهم مي شكند (عزرائيل) و از بين برنده اقتدار فرعون ها: مانند كسري (نام پادشاهان ايران) و قيصر (اسم عمومي از پادشاهان روم) و تبع (پادشاهان يمن) و حمير (فرزندان حمير بن سبا، كه قبيله اي بودند)، و نيز مانند كساني كه ثروت بر هم انباشته اند و ساختمانهاي محكم با آرايش و زينت ساخته اند و اينها را به خيال خودشان براي فرزندان ذخيره كرده اند. تمامي اينها به پايگاه قيامت و حساب رستاخيز در روز پاداش و كيفر حاضر خواهند شد، هنگامي كه داوري به دادگاه نهايي برسد (روز قيامت) در آن روز تبهكاران زيان خواهند ديد.

شاهد بر اين سند عقل است اگر پاي هواي نفس نباشد و از دلبستگيهاي دنيا رهايي داشته باشد [نهج البلاغه، نامه سوم].

[9] فروع كافي، ج 7، ص 413.

[10] تهذيب الاحكام، ج 6، ص 292.

[11] وسايل الشيعه، ج 18، ص 157.

[12] فروع كافي، ج 7، ص 413.

[13] فروع كافي، ج 7، ص 413.

[14] ميزان الاعتدال، ج 1 - حرف ث - ص 169.

[15] ابومنصور، احمد بن علي بن ابيطالب، شيخ عالم كامل نبيل فقيه محدث ثقه جليل القدر، صاحب كتاب «احتجاج علي اهل اللجاج» كه كتابي است معروف نزد اهل حديث و مورد اعتماد آنان. صاحب رياض العلماء جناب اجل ميرزا عبدالله افندي شاگرد علامه مجلسي (ره) از استادش نقل كرده كه ايشان فرمودند: كتاب احتجاج اگر چه بيشتر اخبارش مرسله (بدون ذكر راويان) است و ليكن از كتب معروفه است، و سيد بن طاووس بر آن كتاب و مؤلفش ثناي بسيار گفته و تمجيد فرموده است. و نيز صاحب رياض فرموده كه مرحوم شهيد در شرح ارشاد، فتاواي طبرسي را بسيار نقل كرده است - و از كتب طبرسي كتاب كافي در فقه، و كتاب مفاخر الطالبيه، و تاريخ الائمه، و فضائل الزهراء است.

تاريخ وفاتش را به دست نياوردم و ليكن ايشان از مشايخ مرحوم ابن شهر آشوب متوفي به سال 588 است و روايت مي كند از سيد عالم عابد فاضل فقيه مهدي بن ابي حرب حسيني مرعشي از شيخ ابوعلي از والدش شيخ الطائفة ابوجعفر طوسي (ره). (الكني و الالقاب، ج 2، ص 409 و فوائد الرضويه، ج 1، ص 19).

[16] سوره سباء آيه 17.

[17] احتجاج طبرسي، ج 2، ص 62.

[18] اصول كافي، ج 2، ص 91.

[19] رجال كشي، ص 177.

[20] قاموس الرجال، ج 2، ص 274.

[21] شرح حال زيد بن علي الحسين در ذيل خويشاوندان امام صادق (ع) آمده است.

[22] تحفة الاحباب، ص 36.


اقباله علي العبادة


أما الإقبال علي عبادة الله تعالي وطاعته فإنه من أبرز صفات الإمام، فقد كان من أعبد الناس لله في عصره، وقد أخلص في طاعته لله كأعظم ما يكون الإخلاص، وإليك صورة موجزة عن عباداته:


العدل الفردي


للعدل الذي يوصف به الفرد مرتبتان تظهر أحدا هما في سلوك الشخص مع الناس الآخرين ومعاملاته معهم، فإذا أخذ الإنسان حقه كاملاًً وأعطي الغير حقه موفوراً سمي عند الخلقيين عادلاً ومنصفاً، وفي هذه الصفة يقول الإمام الصادق(ع): (سيد الإعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتي لا ترضي بشيء لنفسك إلا رضيت لهم بمثله) [1] .

ومن الناس من يتشاءم إلي حد بعيد من التشاؤم فيعد العدل في الإنسان مستحيلاً أو هو شيء يشبه المستحيل، فالإنسان وحش متمدين.



والظلم من شيم النفوس، فإن تجد

ذا عفة، فلعلة لا يظلم



ويذهب بعض هؤلاء المتشائمين إلي أكثر من هذا، فيقولون: (الظلم سر كامن في الطبيعة، فالنبات يعدو قويه علي ضعيفه والحيوان يفتك كبيرة بصغيره والإنسان يستبد حاكمه بمحكومة) وهذه الفكرة وليدة عن القول بأن الإنسان شرير بالطبع والفلاسفة منقسمون حول هذا الرأي، والشرع يؤيد المذهب المعتدل في ذلك، ويجد الباحث المتتع شواهد كثيرة علي ذلك من أقوال الإمام الصادق(ع).

لا ينكر المتشرعون شيوع الظلم بين أفراد الإنسان، ولكنهم يقولون: مصدر ذلك هو إهمال الغرائز النفسانية حتي تستبد بالحكم، وإعطاء النفس قيادها لتسير مع الأهواء بلا رقيب ولا حسيب، أما نفس الإنسان وغرائزه فهي مهيأة للمسير في طرق الخير وطرق الشر حسب ما يرتضيه له سلوكه وترسمه له أرادته واختياره، ولو تعاهد الإنسان غرائزه بالتهذيب والإصلاح لسارت نفسه علي الهدي، وحقيقت له العدل بجميع معانيه، ولعل الحكيم العربي لا يريد أكثر من ذلك في بيته المتقدم.

والمرتبة الثانية من العدل الفردي تظهر في الفصل بين المتخاصمين بإعطاء الحق لصاحب الحق من غير حيف ولا تحيز, وعدالة القاضي هذه عند الإمام الصادق(ع) مظهر من مظاهر العدل النفساني لأنه يقول: " من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره " [2] وهذا أفضل ما يوصف به الحاكم العادل والقاضي المصلح، وهل يتصور التحيز في الحاكم إذا أنصف الناس من نفسه، وهل ينسب إليه الحيف إذا كان أحب الناس إليه وأبغضهم عليه أمام عدله بمنزلة واحدة؟ وإذا علمنا ان العدل في المعاملة يلازم العدل الخلقي العام وجدنا أن العدل في رأي الإمام(ع) سلسلة واحدة يتصل بعضها ببعض اتصالاً وثيقاً لا تفكك بين أجزائه.

أقول: ان العدل في رأي الإمام سلسلة واحدة، لأنه يشترط في الحاكم ان ينصف من نفسه قبل أن ينتصف أمن غيره، ثم يقول ان الإنصاف من النفس أشد الأعمال أو هو من أشدها، ويحدثنا عن أبيه النبي(ص): " من واسي الفقير وأنصف الناس من نفسه فذلك هو المؤمن حقاً " [3] وقد عرفنا فيما تقدم أن المؤمن حقاً هو الإنسان الكامل الذي توازنت ملكاته واعتدلت أخلاقه، علي أن اشتراط العدالة الشرعية في القاضي من المقررات الواضحة في المذهب الجعفري.

ثم هو يوضح ذلك إيضاحاً لا يقبل التشكيك حين يقول: " اتقوا الحكومة فإن الحكومة إنما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين " [4] الحكومة حق خاص للولي العام، العالم بالقضاء والعادل الأول في المسلمين، فلا تجوز لغير العالم بالقضاء، ولا لغير العادل من المسلمين، هكذا يقول الإمام الصادق(ع) في صفة الحاكم، وهكذا يجب ان يكون.

الحاكم هو المثل للعدل الديني أو المدني في الحقوق والدماء، ومن الممتنع أن يمثل العدل جائر، والحاكم أمين الأمة علي مقدراتها وأمين السلطة علي رعاياها، ومن القبيح أن يؤتمن خائن، وإذا عجز الإنسان أن ينتصف لنفسه من نفسه، فهو عن إنصاف من غيره أعجز، وإذا كانت نفسه أول رافض لحكمه فإن غيره أولي برفضه وأحق برده، ولأمر ما حذرت الشريعة الإسلامية ان يصدر القاضي حكمه وهو غاضب.

ويقول الإمام الصادق(ع) " لسان القاضي وراء قلبه، فإن كان له قال وان كان عليه أمسك " [5] أجل ان لسان القاضي من وراء قلبه، والله من وراء قلبه ولسانه، وكم يهدم القاضي من صرح، وكم يقوض من دعامة بكلمة يقولها غافلاً أو يصدرها غاضباً، وفي هذا الحديث تحذير شديد من التسرع والاستعجال، فإن الحكم الجائر يكون علي الحاكم قبل ان يكون علي المحكوم. والحكم العادل يكمون له قبل ان يكون للمنتصر.

أما الرشوة علي الحكم...، أما بيع الضمير... والدين...، والقانون، واحترام النفس... ومقدرات الأمة... واعتماد السلطة، أما سحق جميع المقدسات بالقدم بازاء ثمن حقير يسمي بالرشوة فهو الدناءة في الهمة، والحقارة في النفس، والحياة للمجتمع، وهو السحت المحرم في كل نظام وعلي لسان كل مشرع، وهو الكفر بالله العظيم في قول الإمام الصادق(ع) [6] .

وللعدل عدو جائر قد يلبس ثوب الصديق، وهو التحيز والممالاة، فقد يجور المحاكم من حيث أنه يظن العدل، ويظلم من حيث أنه يعتقد الرحمة، وللحب القلبي والمظاهر الخارجية في ذلك أعظم الأثر.

من السهل علي النفس إذا أجبت ان ترتكب ثم تعتذر، وان تفعل ثم تتعلل، لترضي الوجدان المكبوت، وتسلي العدل المرغم، وقد يخادع الضمير بتلك المعاذير فيقبل، ولكن العدل يسجلها صحيفة سوداء في ديوان الخائنين، والحاكم مسؤول عنها أمام الله، وأمام القانون الأدبي.

ومن هذه الناحية نجد فرقاً كبيراً بين عدل القضاء وعدل المعاملة، فإن الحب والميل القلبي قد ينافيان عدل القضاء لأنهما يثمران التحيز والمحاباة. أما العدل في المعاملة فإنه يزكو علي الحب, ويتكامل علي الود لأن المحب لا يجور علي حبيبه، والصديق لا يظلم صديقه، وكثيراً ما بعث الحب علي إيثار، ولعل هذا هو السر الأول في الحث علي الحب الذي بالغت فيه الشريعة الإسلامية، وندب إليه أمناء الوحي، والذي يقول فيه الإمام الصادق(ع): " هل الإيمان إلا الحب" [7] ، ويقول: " ان المسلمين يلتقيان فأفضلهما أشد هما حباًَ لصاحبه" [8] وللحب والصداقة بحث سيأتي.


پاورقي

[1] أصول الكافي الحديث الثالث من باب الأنصاف والعدل.

[2] الكافي الحديث12 الأنصاف والعدل.

[3] الوسائل كتاب الجهاد الحديث13 باب وجوب إنصاف الناس.

[4] الكافي الحديث الأول كتاب القضاء.

[5] الوسائل الحديث2 باب كراهة القضاء في حال الغضب.

[6] الوسائل كتاب القضاء الحديث8 باب تحريم الرشوة.

[7] الكافي الحديث5 باب الحب في الله.

[8] الحديث14 من مصدر المتقدم.


مؤامرات الظالمين ضد الأئمة الطاهرين


و كما تقدم الكلام: لقد نص الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله) علي امامة سبطيه: الامام الحسن و الامام الحسين (عليهماالسلام).

و لكن معاوية - الذي حارب الامام عليا - حارب الامام الحسن أيضا.

و تخاذل بعض أصحاب الامام الحسن عنه، فاضطر الي ايقاف القتال و الموافقة علي الهدنة حقنا لدماء من بقي من أصحابه و أهل بيته.

و عاش الامام الحسن (عليه السلام) في جو من الاضطهاد و الضغط حتي دس معاوية اليه السم، و مضي (عليه السلام) مسموما مظلوما.

و عاش الامام الحسين (عليه السلام) بعد أخيه عشر سنوات - و هي البقية من سنوات حكم معاوية - حتي مات معاوية و استولي ابنه يزيد علي منصة الحكم.

و استنكف المسلمون أن يدخلوا تحت قيادة رجل متجاهر بالفجور،



[ صفحه 22]



و أن يعترفوا بخلافة رجل قضي حياته بين كؤوس الخمور، و اللعب بالقمار و الكلاب و القردة، و من كان يحمل عقيدة الالحاد و الزندقة.

فطلب أهل الكوفة من الامام الحسين (عليه السلام) أن يتوجه الي العراق لينقذهم من ذلك النظام الفاسد، و وعدوه بأن ينصروه، فلما لبي طلبهم، و قصد بلادهم انقلبوا ضده، و كانت تلك الفاجعة العظمي المروعة التي لا تبرد حرارتها الي يوم يبعثون و حرقتها لا تفارق القلوب.

و كانت الحكومة الأموية في تلك السنوات في أوج قدرتها، و قمة شموخها، و لم يستطع أئمة أهل البيت (عليهم الصلاة و السلام) أن يمارسوا أعمالهم القيادية في تلك العصور السوداء.

فالامام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) - الذي هو الامام الرابع المنصوص عليه بالامامة من جده رسول الله (صلي الله عليه و آله) - لم يستطع أن يعلن خلافته و امامته، خوفا من تكرار فاجعة كربلاء، و لم يؤمن بامامته الا عدد قليل.

و فارق الامام زين العابدين الحياة، و قام ابنه الامام محمد الباقر (عليه السلام) بأعباء الامامة، و استطاع أن ينشر شيئا من الأحكام الشرعية في مجتمعة، لأن الظروف كانت قد تبدلت نسبيا.

و فارق الامام الباقر (عليه السلام) الحياة، و نهض ابنه الامام الجعفر الصادق (عليه السلام) بمسؤولية الامامة.

و هذا الكتاب يدور حول هذه الشخصية الالهية.

و أسأل الله تعالي أن يتفضل علي بالتوفيق للقيام ببعض الواجب و أداء بعض المسؤولية.. و أن يسددني للصواب بمنه و كرمه. انه ولي التوفيق و هو حسبنا و نعم الوكيل.



[ صفحه 23]




سليقه امام در مظهر خارجي خود


سيره ي ائمه عليهم السلام دلالت دارد كه اعمال و رفتار آنها هميشه مسبوق به تصميم و اراده و قصد و هدف بوده و هميشه نتيجه ايراد در نظر داشته اند كه رضاي خداوند حتما در آن ملحوظ و از لحاظ دنيا هم داراي فائده و متضمن مصلحتي براي مردم بوده است

ائمه ي اطهار كساني نبودند كه به ميل نفساني و هوس عملي را انجام دهند و داعي آنها هيچ وقت رغبت نفس يا التذاذ چشم نبوده بلكه هدف آنها خدا و مصلحت بندگان او است و مظهر خارجي آنها در لباس هم جزئي از آن روپوش الهي است كه اين بزرگواران آن را شعار خود مي ساختند و



[ صفحه 69]



از دستورات خداوند تجاوز نمي كردند

مثلا اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام اگر در فشار گرسنگي قرار مي گرفت با قطعاتي از نان خود را سير مي كرد و جز لباس خشن بر تن نمي پوشيد و براي او تفاوتي از حيث دوخت نبود و فرق نمي كرد كه بند نعلين خود را خود بدوزد يا ديگري دوخته و مزد او را بدهد و اوقات خود را صرف مهام امور مسلمانان مي كرد.

ولي امام صادق عليه السلام به لباس و مظهر خارجي خود بي اعتنا نبود و مقيد بود كه پاكيزه و خوش لباس باشد زيرا خداوند كريم براي او در دوره اش چنين مصلحت ديده بود و بعضي از اصحاب امام عليه السلام از اين جهت به او اعتراض كردند كه وضع ظاهر او مثل وضع مردمان خوش گذران است (ولي زايد است) در حالي كه خلفاي رسول صلي الله عليه و آله و سلم چنين نبوده اند

ولي امام عليه السلام در جواب معترض فرمود (اذا انعم الله علي عبده بنعمة احب ان يراها عليه - لانه جميل يحب الجمال) هنگامي كه خداوند نعمتي به بنده خود مي دهد دوست دارد اثر آن را بر او ببيند - زيرا خداوند زيبا است و زيبائي را دوست مي دارد.

به همين مناسبت فرموده است (اني لا كره للرجل ان يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها) من از كسي كه خدا به او نعمتي داده و آن را نشان نمي دهد خوشم نمي آيد

روزي از امام عليه السلام پرسيدند معناي آنكه خداوند زيبا است و زيبائي را دوست دارد و از تظاهر به فقر بدش مي آيد و يا اگر خداوند بر بنده اش نعمتي داد دوست دارد آن را بر او ببيند چيست؟ فرمود معناي زيبائي و زيبا شدن اين است كه شخص لباسش نظيف و پاكيزه باشد و بوي خوش



[ صفحه 70]



داشته و خانه اش را سفيد كند و اطاقهاي خانه و حياط خود را هميشه جاروب كرده و پاكيزه نگاه دارد -

هنگامي كه در خانه ي خدا مشغول طواف بود مردي گوشه ي لباس او را كشيد امام عليه السلام پر گشت ديد عباد بن كثير بصري است به امام عليه السلام عرض كرد اي جعفر تو اين لباسهاي فاخر را مي پوشي آن هم در چنين محلي در صورتي كه تو از اولاد علي عليه السلام هستي

امام عليه السلام در جوابش فرمود پارچه ي اين لباس (فرقبي) است و آن را به يك دينار خريده ام و علي عليه السلام در زماني بود كه به بايستي آنطور كه بود باشد و من اگر امروز لباس علي عليه السلام را بپوشم مردم به من مي گويند اين مرد رياكار است [1] و روزي به او گفتند يا ابا عبدالله تو از خانواده ي پيغمبري و پدرت علي عليه السلام آن طور و آن طور بود اين لباس هاي (مروي) چيست كه بر تن كرده اي و لباسهاي تو بايد از اين پارچه ها پست تر باشد.

امام عليه السلام جواب داد واي بر تو چه كس زينت خدا را كه براي بندگان خود ايجاد كرده و غذاهاي خوب را حرام كرده است؟


پاورقي

[1] در كتاب امام الصادق نوشته كه امام جمله ي زير را هم اضافه فرموده است كه اگر آن لباس را بپوشم مردي رياكار مثل تو هستم.


اهل البيت


«إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا».

(الأحزاب / 33)



[ صفحه 69]



اختلف أهل التأويل في صدد «أهل البيت»، و هم يفسرون قوله تعالي في سورة الأحزاب «يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسر حكن سراحا جميلا. و إن كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما» ثم يوجه الخطاب في الآيات 31، 32، 33، 34 - و في الأخيرتين يقول - لنساء النبي - «و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و اذكرن ما يتلي في بيوتكن من آيات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا».

و إذ كان التطهير هو الدرجة العليا للبشر، و الاختصاص به بين المسلمين يجعل لأهل البيت حقوقا و امتيازات تؤهل لإمامة الدين، و إمامة الدنيا، أي خلافة الدين و الدنيا، و كان ثمة سنن مروية في تفضيل علي و بنيه و جعلهم من الأمة مجعل الأوصياء أو الأئمة - و هذا شأن لا يسلمه بنوأمية، و لا بنوالعباس، و لا كثير من قريش - فقد ذهب الفقهاء عموما، و المفسرون خصوصا، مذاهب شتي في تعريف أهل البيت، يمكن تحصيلها فيما يلي:

1 - قال الشيعة: إن أهل البيت هم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام. يؤيدهم في ذلك حديث أم سلمة أم المؤمنين أن النبي أجلس الأربعة حوله علي كساء له وضعه فوق رؤوسهم و أومأ بيده اليمني إلي ربه ثم قال «اللهم هؤلاء أهل البيت. فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا».

و عن أم سلمة أن الآية نزلت و الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) في بيتها و إنما عندئذ كانت علي



[ صفحه 70]



باب البيت فقالت: أنا يا رسول الله من أهل البيت؟ و أنه قال «و إنك إلي خير و أنت من أزواج النبي» و عنها أنها قالت: يا رسول الله أدخلني معهم. و أنه قال «إنك من أهلي».

2 - و قال البعض: بل عني الله بذلك أزواج النبي. و الحجة في ذلك توجيه الخطاب إليهن. و نقلوا ذلك عن ابن عباس - تلميذ علي، و شيعته، و عامله - و ذهبوا إلي أن «البيت» أريد به مساكن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم).

3 - و قال فريق: بل إن (أهل النبي) هم أهل بيته. ولو كان أهل البيت هم زوجاته فقط لكان النص (ليذهب عنكن الرجس) لا (عنكم) كما هو النص في الآية. فدخل في ذلك رجال. و أهل النبي - بدلالة السنن التي أشرنا إلي بعضها - هم فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام؛ و يؤيد ذلك قول الآية (و يطهركم). و هذا يوافق الرأي الأول.

4 - و إذا دخل الرجال فهم - كما قال فريق آخر - بنوهاشم. و البيت يراد به بيت النسب. فيدخل في ذلك أعمام النبي، و فيهم بنوالعباس و بنو أبي طالب.

5 - و يتوسع محيي الدين بن عربي (560) - في الفتوحات المكية - فيدخل «سلمان الفارسي» في أهل البيت. إذ الرسول يقول «سلمان منا أهل البيت» و يضيف ابن عربي أن جميع ما يصدر عن أهل البيت (عليهم السلام) معفو عنهم فيه، فهم مطهرون بالنص، معصومون، و إن توجهت عليهم الأحكام الشرعية.

و يذكر البعض قول الرسول «سألت ربي أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي فأعطانا ذلك» و قوله: يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة؟ فقال علي: لم سميت؟ قال عليه الصلاة و السلام «إن الله عزوجل قد فطمها و ذريتها من النار يوم القيامة».

6 - و فريق يري أن أبناء علي من الزهراء هم الذرية المقصودة في سورة الطور حيث قوله - جل ثناؤه «و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم و ما ألتناهم من عملهم من شي ء» و رووا عن ابن عباس أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته».

و بهذا ترتفع ذرية النبي - و هي ذرية علي من الزهراء - فتلتحق بالنبي (صلي الله عليه و آله و سلم). و هذا المعني تفيده الآية 23 من سورة الرعد «جنات عدن يدخلونها و من صلح من



[ صفحه 71]



آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم» فأهل البيت ذرية داخلة الجنة مع جدها عليه الصلاة و السلام.

7 - و هذا فريق يوسع فيشمل ذوي القربي، و تشمل آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم)، بقوله تعالي في سورة الشوري: «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي».

و قال قوم إن للنبي قرابة في كل بطن من بطون قريش، و إن كان أخص القرابة هم الذرية.

و ظاهر هذه الافراق علي ان ذرية علي من فاطمة من اهل البيت، و ان الخلاف فيما عدا ذلك، و الحقيقة إن الذرية وحدها و عليا و فاطمة هم أهل البيت، بدلالات شتي من الحديث... ثابت منها أن النبي طفق ستة أشهر - بعد نزول آية التطهير - يمر وقت صلاة الفجر علي بيت فاطمة فينادي «الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا». فهذا نص، و أنص منه حديث أم سلمة، إذا أفصح عنهم، و استبعد سواهم.

و في بعض الروايات أن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) أدخل عليا و فاطمة وابنيهما تحت الكساء ثم جعل يقول «اللهم إليك لا إلي النار و أنا و أهل بيتي. اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصيتي - و في رواية و حامتي - اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا».

و سيظل وصف أهل البيت قضية بين بني العباس و بني علي؛ فهو من مسوغات الخلافة و استمرار الرضي عنها.

سأل الرشيد يوما الإمام موسي الكاظم بن جعفر الصادق عليهماالسلام: بم قلتم نحن ذرية رسول الله و أنتم بنو علي؟ قال: قال تعالي: «و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسي و هرون و كذلك نجزي المحسنين و زكريا و يحيي و عيسي».

و ليس لعيسي أب، و إنما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه. و كذلك ألحقنا بالنبي من أمنا فاطمة. و زيادة علي ذلك قال عزوجل:

«فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم



[ صفحه 72]



و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين» و لم يدع رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) عند مباهلة النصاري غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين.

و لم يكن لوصف أهل البيت كبير خطر، في دنيا الملوك من بني أمية، فلقد قهروا أهل البيت جهارا نهارا، برماحهم، و استقرار الأمور لهم - لكن الدولة في عهد بني العباس قامت علي شعار الدعوة «للرضا من آل محمد» دون تسمية أحد بذاته.

و لما أقبلت جيوش خراسان يقودها أبومسلم الخراساني، بالدولة الجديدة، بعد ربع قرن من الإعداد السري، كان مقدمها و انتصارها استجابة لهذا الشعار.

كتب أبومسلم الخراساني أيامئذ إلي الإمام جعفر الصادق «إني قد أظهرت الكلمة و دعوت الناس عن بني أمية إلي موالاة (أهل البيت) فإن رغبت فلا مزيد عليك» و أجاب جعفر الصادق معلنا فلسفته «ما أنت من رجالي. و لا الزمان زماني». [1] .

و في الوقت ذاته بعث أبوسلمة الخلال - الملقب بوزير آل محمد، و الذي سيصبح وزيرا للسفاح أول خلفاء بني العباس - إلي جعفر الصادق (عليه السلام)، و عبدالله بن... «الحسن»، و عمرو الأشرف، من أبناء علي، مع رجل من موالي أبي سلمة قائلا له: إن أجاب جعفر فلا تذهب إلي غيره، و إن لم يجب فاقصد إلي عبدالله، فإن أجاب فأبطل كتاب عمرو. و ذهب الرسول إلي جعفر فقال: مالي و لأبي سلمة، و هو شيعة لغيري. و وضع الكتاب في النار حتي احترق - و أبي أن يقرأه. قال الرسول: ألا تجيبه؟ قال: قد رأيت الجواب.



[ صفحه 73]



ثم مضي الرسول إلي عبدالله. فقرأ الكتاب. و قصد إلي جعفر الصادق ينبئه بورود الكتاب إليه من شيعته بخراسان. قال الصادق له: و متي كان لك شيعة بخراسان؟ أأنت وجهت أبامسلم إليهم؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه؟ فكيف يكونون شيعتك و هم لا يعرفونك و أنت لا تعرفهم.

قال عبدالله: كأن هذا الكلام منك لشي ء؟

قال الصادق: قد علم الله أني أوجب النصح علي نفسي لكل مسلم. فكيف ادخره عنك؟ فلا تمن نفسك فإن الدولة ستتم لهؤلاء.

و ذات يوم دخل علي جعفر الصادق سدير الصيرفي قال: يا أبا عبدالله! ما يسعك القعود. قال لم؟ قال لكثرة أنصارك... مائة ألف. مائتي ألف. فتساءل الإمام عن عدد المخلصين منهم. و أبدي زهدا و بصرا بالعواقب.

و إبراهيم الإمام يكتب إلي واحد من دعاته في خراسان (... و إن استطعت ألا تبقي في خراسان من يتكلم العربية فافعل) و هو تعطش للدم في سبيل السلطة، وسفك لدماء العرب خاصة، لا يقول به واحد من ائمة أهل البيت (عليهم السلام).

و كان بنوهاشم قد اجتمعوا قبل ذلك بالأبواء - شمال المدينة - و الأوضاع تغلي في خراسان، و الجو يزخر بالنذر، فعلي الذين يرسلون الدعاة إلي خراسان، و الذين تجري الدعوة لهم، أن يتدارسوا أمورهم، ليعرفوا لمن تؤول الأمور. فمثل فرع العباس بن عبدالمطلب عم النبي إبراهيم الإمام (ابن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس)، و أخوه أبوجعفر (المنصور). و عمهما صالح بن علي. و مثل فرع بني علي بن أبي طالب، عبدالله بن الحسين (بن الحسن بن علي) و ابناه محمد و إبراهيم. و محمد بن عبدالله بن... عثمان بن عفان (لأن أمه من بني الحسن بن علي) و هو أخو عبدالله لأمه.

و أجمع الفرعان علي «محمد بن عبدالله بن الحسن» الملقب بالنفس الزكية لورعه الكامل و علمه المشهود به. بل قد تحمس له أبوجعفر، و كان يومئذ يلبس قباء



[ صفحه 74]



اصفر. و لما حج محمد لقي أباجعفر فبايعه مرة أخري بالمسجد الحرام ذاته، و أمسك أبوجعفر بركابه يومذاك و راح يقول للناس: هذا مهدينا أهل البيت.

و إذ لم يكن لبيت الحسين ممثل في اجتماع يوم الأبواء، بعث عبدالله بن الحسن إلي كبيرهم جعفر بن محمد فحضر و اعترض علي بيعة محمد بن عبدالله.

قال: لا تفعلوا. فإن هذا الأمر لم يأت بعد.

فغضب عبدالله و قال: لقد علمت خلاف ما تقول. و لكن يحملك علي هذا الحسد لابني.

قال جعفر: و الله ماذاك يحملني. و لكن هذا و أخوته و أبناؤهم دونكم... إنها والله ما هي إليك و لكن لهم. و إن ابنيك لمقتولان. ثم نهض و توكأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري فقال: «أرأيت صاحب القباء الأصفر» - «أباجعفر» - قال نعم: قال: فإنا والله نجده يقتله.

قال عبدالعزيز: أيقتل محمدا؟ قال: نعم.

قال عبدالعزيز - فيما بعد - فقلت في نفسي (حسده و رب الكعبة). ثم قال عبدالعزيز: ثم والله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما (محمدا و أباه).

قال: فلما قال جعفر (عليه السلام) ذلك، انفض القوم فافترقوا و لم يجتمعوا بعدها . و تبعه أبوجعفر (المنصور) و عبد الصمد (من أعمام أبي جعفر) فقالا: يا أبا عبدالله أتقول هذا؟ قال: نعم. أقول و الله و أعلمه...

قالوا: كان أبوجعفر يسميه الصادق لصدق نبوءته.

و قالوا: دعا محمد عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة لمبايعته فاعتل عليه و قال: لا أبايع أحدا حتي أختبر عدله.

و لقد ظل أبوجعفر المنصور يذكر هذا لعمرو.

و كان جعفر الصادق (عليه السلام) إذا رأي محمد بن عبدالله بعد ذلك اغرورقت عيناه و قال: بنفسي هو... ان الناس ليقولون إنه المهدي. و إنه لمقتول. ليس في «كتاب علي» من خلفاء هذه الأمة...



[ صفحه 75]



بايع أبوسلمة الخلال للسفاح. و لم يبايع لأبي جعفر، الأخ الأكبر، لأن أمه كانت أم ولد بربرية تدعي سلامة. وبدأ حكم بني العباس في سنة 132.

و أذيع في الملأ أن محمد بن علي - أباالسفاح - موصي له بوصية من «أبي هاشم» عبدالله بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، إذ أحس عبدالله أثر السم الذي سقاه دسيس من الخليفة سليمان بن عبدالملك بن مروان (98) فمال في الطريق إلي حيث مات عند محمد «بالحميمة». وثمة من يعتقد أن الإمامة قد انتقلت بعد استشهاد الحسين إلي أخيه محمد بن الحنفية (امه خولة بنت جعفر من بني حنيفة).

و هذه الوصية تغني بني العباس عن الخلاف مع أبناء علي، في أن يكون العباسيون من أهل البيت أو لا يكونون.

بهذا صير بنوالعباس محمد بن علي بن عبدالله بن العباس إماما. فلما مات آلت الإمامة إلي ابنه إبراهيم فنودي بأنه «ابراهيم الإمام». فلما قتل ابراهيم بايعوا للسفاح سنة 132.


پاورقي

[1] خرج عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب علي بني مروان سنة 127 في الري بخراسان ثم استسلم لأبي مسلم بعد إذ ظفر الأخير بجيوش بين مروان. و كتب إليه يستعطفه بقوله «من الأسير يديه بلا ذنب إليه و لا خلاف عليه. فان الناس من حوضك رواء و نحن منه ظماء رزقنا الله منك التحنن... فإنك أمين مستودع ورائد مصطنع. و السلام عليكم و رحمة الله» و لم يطلقه أبومسلم، بل أورده حتفه. و قيل سمه.


عبدالرحمن بن الجوزي


ابن جوزي كه خود از عرفاء به نام اهل سنت مي باشد و از مؤلفين مشهور جهان اسلام است در كتابش موسوم به صفة الصفوة مي نويسد «كان [جعفر بن محمد] مشغولاً بالعبادة عن حب الرياسة»

سخن پيامبر اعظم درباره امام صادق


نويسنده احقاق الحق در حديث مفصلي از رسول خدا صلي الله عليه و آله كه از نسخه خطي فوائد السمطين آورده است، نقل مي كند كه حضرت مي فرمايد:

خدا در صلب او (امام محمدباقر عليه السلام) نطفه مبارك و پاكيزه اي قرار مي دهد و اين فرزند را پاكيزه ساخته است و او را جعفر مي نامد و او را هادي و مهدي و راضي از خدا و مرضي خدا قرار مي دهد. پس او در دعايش به درگاه الهي مي گويد: «اي خداي جاويدان و هميشگي، اي ارحم الراحمين! شيعيان ما را از آتش دوزخ دور كن. از آنها راضي باش و گناهان آنان را بيامرز و امور آنان را آسان گردان و نيازهاي آنها را برآورده كن. عيب هاي آنان را بپوشان و گناهان بزرگي را كه از آنان سرزده است، بر آنان ببخش. اي خدايي كه از قهر و ستم كسي بر او ترسي نيست و او را خواب فرانمي گيرد! بر من گشايشي از حزن و اندوه قرار ده». پس هر كه اين دعا را بخواند، خدا در قيامت، او را با صورتي سفيد و نوراني با جعفر بن محمد محشور مي كند و اهل بهشت باشد.... [1] .



[ صفحه 15]




پاورقي

[1] احقاق الحق، ج 13، صص 63 و 64.


برتري فقه امام صادق


برتري فقه اهل بيت (عليهم السلام) مطلبي نيست كه احتياج به دليل داشته باشد، چنانكه در كنگره هاي جهان اسلام فقيهان بزرگ اعتراف دارند كه فقه جعفري بر قوانين فقهي ساير مذاهب برتري دارد.

اعتراف فقيه و عالم جهان تسنن، «استاد شيخ محمود شلتوت» رييس دانشگاه الازهر مصر با كمال صراحت فتواي جواز عمل به فقه جعفري را صادر و اعلام كرد كه اين فقه در بسياري از موارد نسبت به فقه هاي ديگر برتري كامل دارد.

در مجله رسالة الاسلام شماره 3 سال 11، مقاله مفصلي راجع به فقه شيعه دارد كه ضمن آن چنين مي نويسد:

«ان المذهب الجعفري المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر المذاهب اهل السنة».

(يعني مذهب جعفري كه معروف به مذهب شيعه دوازده امامي است. مذهبي است كه جايز است شرعاً مثل ساير مذاهب اهل سنت از آن پيروي شود).

اين فتواي تاريخي به وسيله ي چنين عالمي كه داراي مقام استادي و رياست دانشگاهي چون الازهر بود، انقلاب عظيمي در جهان تسنن به پا نمود، و سيل اعتراضات و انتقادات از هر طرف به سوي مصر جاري گرديد.

اما استاد شلتوت نه تنها به همه اعتراضات پاسخ قانع كننده داد، بلكه طي مقالات ديگري اعلام داشت و چنين نظر داد: كه فقيه منصف موارد بسياري را در فقه شيعه مي تواند پيدا كند كه از حيث دليل نسبت به پاره اي از اقوال اهل سنت قوت بيشتري داشته باشد، و ما هدفي جز به دست آوردن حكم صحيح اسلامي از فقه هر يك از مذاهب اسلامي نداريم، و فقط فقه شيعه از اين جهت در صف اول قرار گرفته است.

پس از بيان اين حقيقت توسط مفتي ديار مصر مقرر شد كه كرسي فقه شيعه در دانشگاه الازهر تأسيس و تدريس شود و براي اين منظور، تفسير «مجمع البيان» شيخ طبرسي، و «مختصر النافع» علامه حلي كه در فقه شيعه است، چاپ و منتشر شود و از آن پس، مذاهب، پنج مذهب شد كه در مقام تدريس، ادله همه مذاهب ذكر مي شود، و دانشجو مختار است كه حجت هر مذهبي كه قويتر است بپذيرد.

در شماره 3 و 4 سال 12 مجله «رسالة الاسلام»، نقل مي كند كه «شيخ بزرگوار شلتوت» در پاسخ پرسش آقاي «ابوالوفا معتمد كردستاني شافعي»، در رد آنهايي كه گمان مي كنند تقليد يكي از مذاهب اربعه واجب است، مي گويد: كه براي هر مسلمان اين حق هست كه ابتدا از هر يك از مذاهب اسلامي تقليد كند، و سپس حق دارد به هر مذهب ديگري از مذاهب اسلامي كه بخواهد منتقل گردد، و معلوم است كه اراده و نظر ما فقط منحصر به مذاهب اربعه اهل سنت نبوده است...

و اما اينكه فتوا داده ايم كه جايز است از مذهب شيعه جعفري پيروي شود اين جايز بودن فقط مربوط به شيعه نيست، بلكه مسلمان سني هم مي تواند از مذهب شيعه جعفري پيروي كند و بالعكس.

سپس مي افزايد: در خاتمه يادآوري مي كنم كه دين و شريعت تابع و محدود به يكي از مذاهب اسلامي نيست. پس همه ائمه مذاهب مجتهد هستند و نزد خداي تعالي مقبول و پذيرفته شده مي باشند، و براي كساني كه اهل فتوي و نظر هستند جايز است كه به مقررات فقهي آنها عمل نمايند. (برادر محمود شلتوت)

آري به تعبير غواص درياي بي كران فقه اهل بيت (عليهم السلام) و جرعه نوش زلال چشمه سار فقه الصادق (عليه السلام) حضرت امام خميني (ره) آنجا كه به عنوان عرض ارادت مي فرمايد:

«و ما مفتخريم كه مذهب ما جعفري است و فقه ما كه درياي بي پايان است يكي از آثار اوست. و ما مفتخريم به همه ائمه معصومين عليهم صلوات الله و متعهد به پيروي آنانيم.»


ابن حجر عسقلاني و امام صادق


شهاب الدين ابوالفضل احمد بن علي مصري شافعي، مشهور به «ابن حجر عسقلاني » (773-852 ه.ق) درباره ي امام صادق(ع) مي گويد:

«جعفربن محمد بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب فقيهي است بسيار راست گفتار.» [1] .

ابن حجر در كتاب تهذيب التهذيب از ابي حاتم و او از پدرش نقل مي كند كه درباره ي امام صادق(ع) بيان داشت:

«لايساءل عن مثله.»

و نيز مي نويسد: ابن عدي گفته است:

«و لجعفراحاديث و نسخ و هو من ثقات الناس... و ذكره ابن حبان في الثقات و قال كان من سادات اهل البيت فقها و علماً و فضلاً... وقال النسايي في الجرح و التعديل ثقه.» [2] .

براي جعفر بن محمد احاديث و نسخه هاي بسيار است. او از افراد موثق است. ابن حبان او را در زمره ي ثقات قرار داده است و گفته است: جعفر بن محمد از بزرگان اهل بيت رسول خدا(ص) است و ازجهت فقه، علم و فضل مقام بالايي دارد. «نسايي » در جرح و تعديل،امام صادق(ع) را از افراد «ثقه » معرفي كرده است.


پاورقي

[1] تقريب التهذيب، ص 68.

[2] تهذيب التهذيب، ج 2، ص 104.


قاسم بن محمد


اما پدر ام فروه يعني قاسم بن محمد فردي است كه كليني (ره) درباره وي مي نگارد از افراد مورد اعتماد زين العابدين عليه السلام بودند، قال ابوعبدالله عليه السلام كان سعيد بن مسيب و القاسم بن محمد بن ابي بكر و ابوخالد الكابلي من ثقات



[ صفحه 25]



علي بن الحسين عليه السلام [1] به فرموده امام صادق عليه السلام اين سه نفر يعني قاسم بن محمد و سعيد بن مسيب و ابو خالد، مورد اعتماد حضرت بوده اند. وي فردي فقيه و پارسا و مورد اعتماد و جليل القدر و مورد ستايش مي باشد. در سن 77 سالگي در سال 108 رحلت نموده است. [2] .

روايت ديگر از امام رضا عليه السلام گواهي مي دهد كه وي امامي و شيعه بوده است. ذكر عند الرضا عليه السلام القاسم ابن محمد خال ابيه و سعيد بن المسيب فقال عليه السلام كانا علي هذا الامر.» [3] در نزد امام رضا عليه السلام سخن از قاسم بن محمد پيش آمد، حضرت فرمودند وي شيعه بوده است.» اين روايت گرچه به لحاظ سند به عنوان مدرك فقهي تأييد نمي شود؛ ليكن در موضوعات غير فقهي با شواهد ديگر مضمون آن كه قاسم بن محمد شيعه بوده است، تأييد مي گردد. در هر صورت وي يكي از افراد با فضيلت و برترين هاي شهر مدينه به شمار مي آمده است. [4] .


پاورقي

[1] كافي، باب مولد ابي جعفر عليه السلام حديث 1.

[2] طبقات الكبري، ج 5، ص 99، شماره 733.

[3] معجم رجال الحديث، ج 15، ص 49.

[4] صفوة الصفوة، ج 2، ص 63، شماره 162.


مهابت، گذشت و بردباري


امام (عليه السلام) مهابتي خدادادي داشت، چهره اش نوراني بود و نگاهش نافذ. عبادت بسيار سبب شده بود ابهتش دلها را جذب كند. عظمت و مهابت وي چنان بود كه ابوحنيفه بر منصور وارد شد و امام (عليه السلام) حضور داشت، به گفته خودش چنان تحت تاثير هيبت امام (عليه السلام) قرار گرفت كه مهابت منصور با آن همه خدم و حشم در برابر آن هيچ بود. يكي از دانشمندان علم كلام، كه بسيار بر خود مي باليد و خود را براي مناظره با آن حضرت آماده كرده بود، چون چشمش به امام افتاد چنان تحت تاثير قرار گرفت كه حيران ماند و زبانش بند آمد. امام با وجود شجاعت و مهابت و قوت قلبي كه داشت، در برخورد با مردم و خدمتكارانش بسيار بردبار و با گذشت بود و بدي را با نيكي پاسخ مي داد. رفتارش با ديگران، حتي خدمتكاران بسيار ملايم و مهربانانه بود. خوشرو و خوش رفتار بود و ملايمت و نرمي معيار رفتارش شمرده مي شد. روزي غلامش، كه در پي كاري رفته بود، دير كرد. امام (عليه السلام) در پي اش گشت و او را خوابيده يافت. نه تنها با او درشتي نكرد، بلكه كنارش نشست و او را باد زد تا بيدار شد. آنگاه به او فرمود: «تو را نشايد هم شب بخوابي هم روز، شب بخواب و روز كار كن.» گاه حتي بيش از اين گذشت نشان مي داد، به نماز مي ايستاد و براي بد كننده از خدا آمرزش مي طلبيد. روزي شخصي كه، امام را نمي شناخت، او را به دزدي متهم كرد. امام (عليه السلام) وي را به خانه برد و هزار درهم به او داد. چون شخص شرمنده و عذرخواه بازگشت و درهم ها را پس آورد، امام آن را نپذيرفت.


بهره گيري از افراد توانا و آموزش در حين كار


امام صادق عليه السلام با ارزيابي قابليتها و توانمنديهاي شاگردان خود، برخي از آنها را براي پاره اي از مسائل و پيشآمدها و پاسخ به سؤالات و گفتگوهاي علمي پرورش داده بود. مثلاً در مباحث كلام و مباحث اعتقادي به ويژه مسائل امامت، زبدگاني همانند حمران بن اعين و هشام بن سالم و محمد بن النعمان احول و قيس ماصر و هشام بن الحكم و غير آنها را تربيت كرده بود و به موقع از آنها استفاده مي كرد.

يونس بن يعقوب گويد: در خدمت امام صادق عليه السلام بودم كه مردي از اهل شام بر آن حضرت وارد شد و اظهار داشت من مردي هستم صاحب كلام و فقه و فرايض; اكنون آمده ام تا با يارانت بحث و گفتگو و مناظره كنم. حضرت فرمود: اين علم كلامي كه تو از آن دم مي زني از كلام رسول خداست يا ساخته ذهن خود تست؟

مرد گفت: بخشي از كلام رسول خدا و بخشي از خودم است. امام فرمود: پس تو شريك رسول خدا هستي؟ گفت: نه. حضرت فرمود: پس به تو وحي رسيده است؟ گفت: نه. حضرت فرمود: پس اطاعت تو واجب است همان گونه كه اطاعت از پيامبر واجب مي باشد؟ گفت: نه.

اينجا بود كه حضرت به من رو كرد و فرمود: اي يونس! اين مردي است كه پيش از آنكه سخن گويد خود را محكوم كرده است. سپس فرمود: اي يونس اگر كلام را خوب مي دانستي، با او مناظره مي كردي. يونس گفت: بسي جاي حسرت است ولي ما از شما شنيديم كه از كلام نهي كرديد... حضرت فرمود: من گفتم واي بر مردمي كه سخن مرا ترك گويند و به سوي آنچه كه خود مي خواهند بروند.

سپس فرمود: اكنون بيرون رو و ببين چه كساني از صاحبان كلام را مي يابي; آنها را نزد من بياور. گويد: بيرون رفتم و حمران بن اعين و محمد بن النعمان احول و هشام بن سالم و قيس بن ماصر را ديدم، كه همه آنها از متكلمين بودند. پس آنها را به حضور امام بردم وقتي كه در چادر امام نشستيم، آن حضرت سر خود را از خيمه بيرون برده بود، گويا انتظار كسي را مي كشيد. نگاهمان به شتر سواري افتاد كه از دور نمايان بود. حضرت فرمود: سوگند به خداي كعبه هشام است كه مي آيد.

ما خيال كرديم هشام مردي از اولاد عقيل است كه امام بسيار او را دوست مي داشت. ناگهان هشام بن الحكم كه در آن روز جواني بود و تازه مو بر صورتش بيرون آمده بود از در وارد شد. امام پس از خوش آمد گويي، جايي براي او باز كرد و فرمود: ناصرنا بقلبه و لسانه و يده. سپس به حمران فرمود: با مرد شامي سخن بگو. حمران سخن را آغاز كرد و در گفتگوي خود بر او غالب شد. سپس به ابوجعفر احول فرمود: اي طاقي با او مناظره كن. او نيز به دستور امام با شامي سخن گفت و بر او غالب گشت. آنگاه هشام بن سالم را فرمود و او نيز به بحث و گفتگو پرداخت و غالب گشت. سپس به قيس ماصر دستور سخن داد و در پايان در حالي كه از طرز سخن گفتن آنان و چيرگي شان بر شامي خوشنود بود و تبسم مي كرد، به او گفت با اين جوان (هشام بن الحكم) گفتگو كن... [1] .


پاورقي

[1] ارشاد مفيد، ص 261.


امام صادق و تقيه


همان طور كه بيان شد، اكثر روايات فقهي شيعه از زبان امام صادق عليه السلام صادر شده است. هم چنان كه بيشترين موارد تقيه، به ويژه تقيه فقهي و نيز حمل بر تقيه را در روايات آن حضرت مشاهده مي كنيم. همچنين دوره امامت آن حضرت يكي از طولاني ترين دوران هاي امامت ائمه عليهم السلام به شمار مي رود. امام صادق عليه السلام اگرچه در مقطعي از دوره امامت خود ـ به خصوص پس از حكومت هشام تا دهه اول حكومت منصور ـ يعني از سال 125 تا 145 ق. توانست آزادانه به نشر حقايق و معارف بپردازد، اما عواملي باعث صدور روايات تقيه اي از آن حضرت شد؛ همچون:

1.تقيه از حكومت در دوران هشام و منصور.

2.پراكندگي اصحاب آن حضرت از جهت مذهب كه در مواردي ايشان، طبق مذهب فقهي پرسشگران جواب مي داد.

3.حفظ جان اصحاب خود.

4.شكاك بودن بعضي از اصحاب. بنابر اظهارات فوق، احتمال تقيه در روايات آن حضرت حتي اگر ناقل آن، اصحاب خاصي همانند زراره باشد، فراوان است. همچنين اگر بخواهيم با ترسيم يك منحني روايات تقيه را بررسي كنيم، باز به اين نتيجه مي رسيم كه دوره امامت امام صادق عليه السلام بلندترين نقطه اين منحني را به خود اختصاص مي دهد. براي روشن تر شدن اين مطلب، ذكر يك نكته كافي است كه 53 روايت از 106 روايات مربوط به تقيه (با حذف مكررات) كه در كتاب بحارالانوار جمع آوري شده، از امام صادق عليه السلام نقل شده است. [1] يعني حدود 50 درصد روايات تقيه را شامل مي شود و اين رقم غير از احاديث مربوط به تقيه است كه امام صادق عليه السلام از قول امامان پيش از خود نقل مي كند.

علت فراواني اين روايات را تنها در بعد سياسي، مي توان معلول فشارهاي سهمگين حكومت هاي مركزي در دوران اول و سوم و تا حدودي دوره دوم امامت آن حضرت دانست.

رشد روايات در بخش هاي ديگر را نيز مي توان در عللي همچون: 1. طولاني بودن دوران امامت ايشان، 2. توفيق فراوان آن حضرت در نشر معارف و احكام اسلام، 3. از سوي ديگر، اختلاف مذهب داشتن چهار هزار شاگرد و راوي از آن حضرت، 4. شدت اختلاط اقليت شيعيان با اكثريت سني ـ كه افراد متعصب فراواني را در خود جاي داده بود ـ جست و جو نمود. [2] .

همچنين فعاليت شديد غاليان كه در اين دوره به نقطه اوج خود رسيده بودند و بهره برداري آنان از شخصيت و روايات ائمه عليهم السلام را نيز نبايد از نظر دور داشت. اين امر موجب مي شد امام از اصحاب خود بخواهد معارف بلند شيعه را در دسترس همگان قرار ندهند و در بيان آنها تقيه نمايند. [3] اينك به بررسي مواردي از روايات حضرت در اين زمينه مي پردازيم:


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 75، ص 393 ـ 443.

[2] الارشاد، شيخ مفيد، ج 2، ص 179.

[3] ر.ك: غاليان، كاوشي در جريان ها و برآيندها، نعمت الله صفري.


بازرگاني و تجارت


از ديگر مشاغلي كه امام صادق عليه السلام به آن تاكيد مي كند، تجارت و معاملات حلال مي باشد. آن جناب بر اين باور بود كه تجارت علاوه بر بهره هاي سرشار اقتصادي كه دارد، موجب زيادي عقل و افزايش قدرت انديشه و تفكر و تدبير و تجربه نيز هست. بدين جهت مي فرمود: «التجارة تزيد في العقل; [1] داد و ستد موجب افزايش نيروي عقلاني است.»

اسباط بن سالم گفته است: روزي به حضور امام صادق عليه السلام شرفياب شدم، آن حضرت پرسيد: عمربن مسلم چه مي كند؟ گفتم: حالش خوب است، اما ديگر تجارت نمي كند. امام عليه السلام فرمود: ترك تجارت كار شيطاني است - اين جمله را سه بار تكرار كرد - آنگاه حضرت ادامه داد: رسول خدا صلي الله عليه و آله با كارواني كه از شام مي آمد معامله مي كرد و با بخشي از درآمد آن معامله قرضهاي خود را ادا مي كرد و بخشي ديگر را در ميان نيازمندان فاميل تقسيم مي نمود. امام در ادامه فرمود: خداوند در مورد تاجران خداجو و با تقوا مي فرمايد: «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله »; [2] «مرداني كه داد و ستد و معامله، آنان را از ياد خدا غافل نمي كند.» [3] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 17، ص 17.

[2] نور/37.

[3] وسائل الشيعه، ج 17، ص 14و15.


بيزاري


خداوند از قول حضرت ابراهيم (ع) چنين نقل مي كند:

شما غير از خدا براي خود بتهايي انتخاب كرده ايد كه در زندگي دنيا وسيله محبت و دوستي ميان شما گردند، اما بدانيد روز قيامت اين رشته علاقه و محبت گسسته گشته و هر يك از شما از ديگري بيزاري مي جويد «يكفر بعضكم ببعض » و يكديگر را لعن و نفرين مي كنند... [1] .


پاورقي

[1] عنكبوت، آيه 25.


احوال أصحابه واهل زمانه وما جري بينه وبينهم


1 - ج: سعيد بن أبي الخصيب قال: دخلت أنا وابن أبي ليلي المدينة فبينا نحن في مسجد الرسول صلي الله عليه وآله إذ دخل جعفر بن محمد عليه السلام، فقمنا إليه فسألني عن نفسي وأهلي، ثم قال: من هذا معك؟ فقلت: ابن أبي ليلي قاضي المسلمين، فقال: نعم، ثم قال له: تأخذ مال هذا فتعطيه هذا؟ وتفرق بين المرء وزوجه، لا تخاف في هذا أحدا؟ قال: نعم، قال: بأي شئ تقضي؟ قال: بما بلغني عن رسول الله صلي الله عليه وآله وعن أبي بكر وعمر، قال: فبلغك أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: أقضاكم علي؟ قال: نعم، قال: فكيف تقضي بغير قضاء علي عليه السلام وقد بلغك هذا!؟ قال: فاصفر وجه ابن أبي ليلي، ثم قال: التمس زميلا لنفسك، والله لا اكلمك من رأسي كلمة أبدا [1] .

2 - ج. الكليني، عن إسحاق بن يعقوب قال: ورد التوقيع علي يد محمد بن عثمان العمري: وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينبة الاجدع ملعون، وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم، فاني منهم برئ، وآبابي منهم برءاء الخبر [2] .

3 - ب: محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إذ سرك أن تنظر إلي خيار في الدنيا، خيار في الاخرة، فانظر إلي



[ صفحه 335]



هذا الشيخ يعني عيسي بن أبي منصور [3] .

4 - ختص: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسي، عن موسي بن طلحة عن بعض الكوفيين رفعه قال: كنت بمني إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي ومعه مضارب للرجال والنساء، وفيها كنف، وضربها في مضرب أبي عبد الله عليه السلام إذ أقبل أبو عبد الله عليه السلام ومعه نساؤه فقال: مما هذا؟ فقلت: جعلت فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبد الله القمي: فنزل بها ثم قال: يا غلام! عمران بن عبد الله قال: فأقبل فقال: جعلت فداك هذه المضارب التي أمرتني أن أعملها لك فقال: بكم ارتفعت؟ فقال له: جعلت فداك إن الكرابيس من صنعتي، وعملتها لك، فأنا احب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية، وقد رددت المال الذي أعطيتنيه قال: فقبض أبو عبد الله عليه السلام علي يده ثم قال: أسأل الله تعالي أن يصلي علي محمد وآل محمد وأن يظلك يوم لا ظل إلا ظله [4] .

5 - كش: ابن قولويه، عن سعد، عن ابن عيسي مثله [5] .

بيان: الكنف بالضم جمع الكنيف.

6 - ختص: ابن قولويه، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة بن عمران القمي، عن حماد الناب قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام بمني ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله، وبره، وبشه [6] فلما أن قام، قلت لابي عبد الله عليه السلام: من هذا الذي بررته هذا البر؟ فقال: هذا من أهل البيت النجباء ما أراد بهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله [7] .



[ صفحه 336]



7 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن حمزة، عن مرزبان بن عمران، عن أبان ابن عثمان، قال: دخل عمران بن عبد الله فقربه أبو عبد الله عليه السلام فقال: كيف أنت؟ وكيف ولدك؟ وكيف أهلك؟ وكيف بنو عمك؟ وكيف أهل بيتك؟ ثم حدثه مليا، فلما خرج قيل لابي عبد الله عليه السلام: من هذا؟ قال: نجيب قوم نجباء، ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله [8] .

8 - ب: ابن سعد، عن الازدي قال: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق من أزقة المدينة، وهو جنب ونحن لا علم لنا، حتي دخلنا علي أبي عبد الله فسلمنا عليه فرفع رأسه إلي أبي بصير فقال له: يا أبا بصير أما تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الانبياء، فرجع أبو بصير ودخلنا [9] .

9 - ير: أبو طالب عن الازدي مثله [10] .

10 - ب: السندي بن محمد، عن صفوان الجمال قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم قلت له: أشهد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه وآله كان حجة الله علي خلقه، ثم كان أمير المؤمنين صلي الله عليه وكان حجة الله علي خلقه، فقال: رحمك الله ثم كان الحسن بن علي صلي الله عليه وكان حجة الله علي خلقه، فقال: رحمك الله ثم كان الحسين بن علي صلي الله عليه وكان حجة الله علي خلقه، فقال: رحمك الله ثم كان علي بن الحسين عليه السلام وكان حجة الله علي خلقه وكان محمد بن علي وكان حجة الله علي خلقه وأنت حجة الله عليه خلقه فقال: رحمك الله [11] .

11 - ب: محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن عيسي شلقان، عن موسي بن جعفر عليه السلام قال: إن أبا الخطاب ممن اعير الايمان ثم سلبه الله



[ صفحه 337]



الخبر [12] .

12 - ما المفيد، عن المظفر بن أحمد البلخي، عن محمد بن همام الاسكافي عن أحمد بن مابنداد بن منصور، عن الحسن بن علي الخزاز، عن علي بن عقبة عن سالم بن أبي حفصة قال: لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قلت لاصحابي: انتظروني حتي أدخل علي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام فاعزيه به فدخلت عليه فعزيته ثم قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب والله من كان يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وآله، فلا يسأل عن من بينه وبين رسول الله، لا والله لا يري مثله أبدا قال: فسكت أبو عبد الله عليه السلام ساعة، ثم قال: قال الله تعالي: إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فاربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتي أجعلها له مثل جبل احد، فخرجت إلي أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا، كنا نستعظم قول أبي جعفر عليه السلام: " قال رسول الله صلي الله عليه وآله " بلا واسطة، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: " قال الله تعالي " بلا واسطة [13] .

13 - ما: أبو عمرو عبد الواحد بن محمد، عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيي قال: سمعت أبا عنان يقول: ما رأيت في جعفي أفضل من مسعود بن سعد، وهو أبو سعد الجعفي [14] .

14 - ع: ابن إدريس، عن أبيه، عن الاشعري، عن محمد بن عيسي، عن الهيثم، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الوليد بن صبيح قال: جاء رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام يدعي علي المعلي بن خنيس دينا عليه قال: فقال: ذهب بحقي، فقال: ذهب بحقك الذي قتله، ثم قال للوليد: قم إلي الرجل فاقضه من حقه فاني اريد أن أبرد عليه جلده، وإن كان باردا [15] .



[ صفحه 338]



15 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله [16] .

16 - مع: أبي، عن محمد العطار، عن سهل، عن علي بن سليمان عن زياد القندي، عن عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام إن الله أمرني في كتابه بأمر فاحب أن أعلمه قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله عز وجل " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " [17] قال: ليقضوا تفثهم لقاء الامام وليوفوا نذورهم تلك المناسك، قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلني الله فداك قول الله عزوجل " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: أخذ الشارب وقص الاظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك فان ذريحا المحاربي حدثني عنك أنك قلت له: " ثم ليقضوا تفثهم ": لقاء الامام " وليوفوا نذورهم ": تلك المناسك فقال: صدق ذريح وصدقت إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح [18] .

17 - مع: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له: إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت فقال: لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا [19] .

18 - ك: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن إبراهيم بن محمد الهمداني رضي الله عنه قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليه السلام؟ فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر: إلي من أوصي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام؟ فقال: إن زرارة كان يعرف أمر أبي عليه السلام ونص أبيه عليه، وإنما بعث ابنه ليعرف من أبي عليه السلام هل يجوز



[ صفحه 339]



أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه، وإنه لما أبطا عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليه السلام فلم يحب أن يقدم علي ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال: اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهما السلام [20] .

19 - ك: أبي، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن عبيد الله بن زرارة، عن أبيه قال: لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلي المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله عليه السلام، فلما اشتد به الامر أخذ المصحف وقال: من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.

قال الصدوق - ره -: هذا الخبر لا يوجب أنه لم يعرف، علي أن راوي هذا الخبر أحمد بن هلال وهو مجروح عند مشايخنا رضي الله عنهم [21] .

حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: سمعت سعد بن عبد الله يقول: ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلي النصب إلا أحمد بن هلال، وكانوا يقولون: إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال فلا يجوز استعماله [22] .

20 - ك: ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن منصور ابن العباس، عن مروك بن عبيد، عن درست، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: ذكر بين يديه زرارة بن أعين فقال: والله إني سأستوهبه من ربي يوم القيامة فيهبه لي ويحك إن زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله، وأحب ولينا في الله [23] .

21 - شي: عن ابن أبي عمير، قال: وجه زرارة ابنه عبيدا إلي المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن وعبد الله فمات قبل أن يرجع إليه ابنه، قال محمد بن أبي عمير: حدثني محمد بن حكيم قال: قلت لابي الحسن الاول فذكرت له زرارة وتوجيه ابنه عبيدا إلي المدينة فقال أبو الحسن: إني لارجو أن يكون زرارة ممن قال الله " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد



[ صفحه 340]



وقع أجره علي الله " [24] .

22 - ختص: أبو غالب الزراري، عن محمد بن سعيد الكوفي، عن محمد ابن فضل بن إبراهيم، عن أبيه، عن النعمان بن عمرو الجعفي، عن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمان علي أبي عبد الله صلي الله عليه فأدناه وقال: من هذا معك؟ قال: ابن أخي إسماعيل فقال: رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله كيف خلفتموه؟ قال: بخير ما أبقي الله لنا مودتكم فقال: يا حصين لا تستصغروا مودتنا فانها من الباقيات الصالحات قال: يا ابن رسول الله ما استصغرتها ولكن أحمد الله عليها [25] .

23 - ك: أبي وابن الوليد معا، عن أحمد بن إدريس، ومحمد العطار معا عن الاشعري، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا: بريد العجلي، و زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، والاحول أحب الناس أحياءا وأمواتا [26] .

24 - غط: الغضائري، عن البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد، عن أسد ابن أبي العلا، عن هشام بن أحمر قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وأنا اريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل علي صدره فابتدأني فقال: نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر، نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر الجعفي، حتي أحصيت بضعا و ثلاثين مرة، يقولها ويكررها، وقال: إنما هو والد بعد والد [27] .



[ صفحه 341]



25 - ير: محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن خالد بن نجيح الجواز [28] قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وعنده خلق فقنعت رأسي وجلست في ناحية وقلت في نفسي: ويحكم ما أغفلكم؟! عند من تكلمون، عند رب العالمين؟ قال: فناداني ويحك يا خالد إني والله عبد مخلوق، لي رب أعبده إن لم أعبده والله عذبني بالنار، فقلت: لا والله لا أقول فيك أبدا إلا قولك في نفسك [29] .

26 - سن: الحسن بن علي بن يقطين، عن أبيه، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مات بين الحرمين بعثه الله في الامنين يوم القيامة، أما إن عبد الرحمن بن حجاج وأبا عبيدة منهم [30] .

27 - ير: علي بن حسان، عن موسي بن بكر، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من أهل بيتي إثنا عشر محدثا، فقال له عبد الله بن زيد - كان أخو علي لامه - سبحان الله كان محدثا؟ - كالمنكر لذلك - فأقبل عليه أبو جعفر فقال: أما والله إن ابن أمك بعد، فد كان يعرف ذلك قال: فلما قال ذلك سكت الرجل فقال أبو جعفر عليه السلام: هي التي هلك فيها أبو الخطاب لم يدر تأويل المحدث والنبي [31] .

بيان: لا يخفي غرابة هذا الخبر إذ لم ينقل أن أبا الخطاب أدرك الباقر عليه السلام ولو كان أدركه فلا شك أن هذا المذهب الفاسد إنما ظهر منه في أواسط زمن الصادق



[ صفحه 342]



عليه السلام، إلا أن يقال: إن أبا جعفر الذي ذكر ثانيا هو الثاني عليه السلام فيكون من كلام علي بن حسان أو يكون غير المعصوم والله يعلم.

28 - سن: أبي، عن النضر، عن يحيي الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن بدر بن الوليد الخثعمي قال: دخل يحيي بن سابور علي أبي عبد الله عليه السلام ليودعه فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما والله إنكم لعلي الحق، وإن من خالفكم لعلي غير الحق والله ما أشك أنكم في الجنة، فاني لارجو أن يقر الله أعينكم إلي قريب [32] .

29 - غط: روي عن هشام بن أحمر قال: حملت إلي أبي إبراهيم عليه السلام إلي المدينة أموالا فقال: ردها فادفعها إلي المفضل بن عمر، فرددتها إلي جعفي فحططتها علي باب المفضل [33] .

30 - غط: روي عن موسي بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام فلم أكن أري شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه، ويقول: أوصله إلي المفضل [34] .

31 - غط: الغضايري، عن البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسي عن ابن فضل، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: وذكرنا حمران ابن أعين فقال: لا يرتد والله أبدا، ثم أطرق هنيهة ثم قال: أجل لا يرتد والله أبدا [35] .

32 - غط: ومن المحمودين المعلي بن خنيس وكان من قوام أبي عبد الله وإنما قتله داود بن علي بسببه وكان محمودا عنده ومضي علي منهاجه وأمره مشهور، فروي عن أبي بصير قال: لما قتل داود بن علي المعلي بن خنيس وصلبه عظم ذلك علي أبي - عبد الله عليه السلام واشتد عليه وقال له: يا داود علي ما قتلت مولاي، وقيمي في مالي و علي عيالي؟ والله إنه لاوجه عند الله منك في حديث طويل.



[ صفحه 343]



وفي خبر آخر أنه قال: أما والله لقد دخل الجنة.

ومنهم نصر بن قابوس اللخمي فروي أنه كان وكيلا لابي عبد الله عليه السلام عشرين سنة ولم يعلم أنه وكيل وكان خيرا فاضلا، وكان عبد الرحمن بن الحجاج وكيلا لابي عبد الله عليه السلام ومات في عصر الرضا عليه السلام علي ولايته [36] .

أقول: وعد الشيخ في هذا الكتاب من المحمودين حمران بن أعين والمفضل ابن عمر، وذكر ما أوردنا من الاخبار.

33 - يج: روي عن زيد الشحام أنه قال له أبو عبد الله عليه السلام: كم أتي عليك من سنة؟ قال: قلت: كذا وكذا قال: جدد عبادة ربك وأحدث توبة فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: نعيت إلي نفسي قال: ابشر فانك من شيعتنا ومعنا في الجنة إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا، والله إنا أرحم بكم منكم بأنفسكم وإني أنذر إليك وإلي رفيقك الحارث بن المغيرة النضري في درجتك في الجنة [37] .

34 - شا: ممن روي صريح النص بالامامة من أبي عبد الله الصادق عليه السلام علي ابنه أبي الحسن موسي عليه السلام ثم من شيوخ أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين، المفضل بن عمر الجعفي، ومعاذ ابن كثير وعبد الرحمن بن الحجاج، والفيض بن المختار، ويعقوب السراج، و سليمان بن خالد، وصفوان الجمال وغيرهم ممن يطول بذكرهم الكتاب [38] .

35 - شا: ابن قولويه، عن الكليني، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبي يحيي الواسطي، عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق، والناس مجتمعون عند عبد الله بن جعفر أنه صاحب الامر بعد أبيه، فدخلنا عليه والناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مائتين درهم خمسة دراهم، فقلنا ففي مائة درهم؟



[ صفحه 344]



قال: درهمان ونصف، قلنا: والله ما تقول المرجئة هذا فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة، قال: فخرجنا ضلالا ما ندري إلي أين نتوجه أنا وأبو جعفر الاحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة ناكسين لا ندري أين نتوجه وإلي من نقصد، نقول: إلي المرجئة أم إلي القدرية أم إلي المعتزلة أم إلي الزيدية.

فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس علي من تجتمع بعد جعفر الناس إليه، فيؤخذ ويضرب عنقه، فخفت أن يكون ذلك منهم فقلت للاحول: تنح فاني خائف علي نفسي وعليك، وإنما يريدني ليس يريدك فتنح عني لا تهلك فتعين علي نفسك، فتنحي بعيدا، وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه فما زلت أتبعه وقد عزمت علي الموت، حتي ورد بي علي باب أبي الحسن موسي عليه السلام ثم خلاني ومضي، فإذا خادم بالباب قال لي: ادخل رحمك الله، فدخلت فإذا أبو الحسن موسي عليه السلام فقال لي ابتدءا منه: إلي إلي لا إلي المرجئة ولا إلي القدرية ولا إلي المعتزلة ولا إلي الزيدية ولا إلي الخوراج.

قلت: جعلت فداك مضي أبوك؟ قال: نعم، قلت: مضي موتا قال: نعم، قلت: فمن لنا من بعده؟ قال: إن شاء الله تعالي أن يهديك هداك، قلت: جعلت فداك إن عبد الله أخاك يزعم أنه الامام بعد أبيه فقال: عبد الله يريد أن لا يعبد الله، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ قال: إن شاء الله أن يهديك هداك، قلت: جعلت فداك أنت هو؟ قال: لا أقول ذلك، قال: فقلت في نفسي: لم اصب طريق المسألة، ثم قلت له: جعلت فداك عليك إمام؟ قال: لا فدخلني شئ لا يعلمه إلا الله إعظاما له وهيبة ثم قلت له: جعلت فداك أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال: اسأل تخبر ولا تذع فان أذعت فهو الذبح فسألته، فإذا هو بحر لا ينزف.

فقلت: جعلت فداك شيعة أبيك ضلال فالقي إليهم هذا الامر وأدعوهم إليك فقد أخذت علي الكتمان؟ قال: من آنست منهم رشدا فألق إليه وخذ عليه الكتمان



[ صفحه 345]



فإن أذاع فهو الذبح، وأشار بيده إلي حلقه قال: فخرجت من عنده ولقيت أبا جعفر الاحول فقال لي: ما وراك؟ قلت: الهدي وحدثته بالقصة، ثم لقينا زرارة [39] وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه، ثم لقينا الناس أفواجا و كل من دخل إليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطي، وبقي عبد الله لا يدخل إليه من الناس إلا قليل [40] .

36 - قب: مرسلا مثله [41] .

37 - شا: ابن قولويه، عن الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد، عن يحيي بن حبيب الزيات، قال: أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فلما نهض القوم قال لهم أبو الحسن الرضا عليه السلام: القوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت إلي وقال: يرحم الله المفضل إنه كان ليقنع بدون ذلك [42] .

38 - سر: أبان بن تغلب، عن ابن أسباط، عن الحجال، عن حماد أو داود قال أبو الحسن: جاءت امرأة أبي عبيدة إلي أبي عبد الله عليه السلام بعد موته قالت: إنما أبكي أنه مات وهو غريب فقال: ليس هو بغريب إن أبا عبيدة منا أهل البيت [43] .

39 - سر: أبان بن تغلب، عن محمد بن علي، عن حنان بن سدير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وأنا وجماعة من أصحابنا فذكر كثير النوا قال: وبلغه عنه أنه ذكره بشئ فقال لنا أبو عبد الله: أما إنكم إن سألتم عنه وجدتموه إنه لغية، فلما قدمنا الكوفة سألت عن منزله فدللت عليه، فأتينا منزله فإذا دار كبيرة فسألنا



[ صفحه 346]



عنه فقالوا: في ذلك البيت عجوزة كبيرة قد أتي عليها سنون كثيرة فسلمنا عليها وقلنا لها: نسألك عن كثير النوا؟ قالت: وما حاجتكم إلي أن تسألوا عنه؟ قلت: لحاجة إليه، قالت لنا: ولد في ذلك البيت ولدته امه سادس ستة من الزناء. قال محمد بن إدريس رحمه الله: هذا كثير النوا الذي ينسب البترية من الزيدية إليه لانه كان أبتر اليد.

قال محمد بن إدريس - ره - يحسن أن يقال ههنا كان مقطوع اليد [44] .

40 - سر: من جامع البزنطي عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يونس بن ظبيان فقال: رحمه الله وبني له بيتا في الجنة، كان والله مأمونا علي الحديث [45] .

41 - كا: محمد بن يحيي، عن ابن عيسي، عن ابن الحكم، عن علي بن عقبة قال: كان أبو الخطاب قبل أن يفسد هو يحمل المسائل لاصحابنا ويجئ بجواباتها.

42 - شي: عن أبي بصير قال: أبو جعفر عليه السلام يقول: إن الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النوا وأبا المقدام والتمار - يعني سالما - أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء الناس، وإنهم ممن قال الله " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين " [46] وإنهم ممن قال الله " وأقسموا بالله جهد أيمانهم يحلفون بالله إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين " [47] .

43 - شي: عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كنت اصلي عند القبر وإذا رجل خلفي يقول: " أتريدون أن تهدوا من أضل الله



[ صفحه 347]



والله أركسهم بما كسبوا " [48] قال: فالتفت إليه وقد تأول علي هذه الآية وما أدري من هو وأنا أقول " وإن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " [49] فإذا هو هارون بن سعيد قال: فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إذا أصبت الجواب قل الكلام باذن الله [50] .

44 - شي: عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي إلي ربي حاجة فهجرت [51] فيها إلي المسجد وكذلك أفعل إذا عرضت الحاجة فبينا أنا اصلي في الروضة إذا رجل علي رأسي، قال: فقلت: ممن الرجل؟ فقال: من أهل الكوفة قال: قلت: ممن الرجل؟ قال: من أسلم قال: فقلت: ممن الرجل؟ قال: من الزيدية قال: قلت: يا أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم و سيدهم وأفضلهم هارون بن سعيد، قلت: يا أخا أسلم ذاك رأس العجلية كما سمعت الله يقول " إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحيوة الدنيا " [52] وإنما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب [53] .

45 - شي: عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إن عبد الله بن عجلان قال في مرضه الذي مات فيه: إنه لا يموت فمات فقال: لا أعرفه



[ صفحه 348]



الله شيئا من ذنوبه أين ذهب إن موسي عليه السلام اختار سبعين من قومه فلما أخذتهم الرجفة قال: رب أصحابي أصحابي قال: إني أبدلك بهم من هو خير لك منهم فقال: إني عرفتهم ووجدت ريحهم [قال:] فبعثهم الله له أنبياء [54] .

بيان: لعله إنما قال ذلك لما سمع منه عليه السلام أنه يكون من أنصار القائم فبين عليه السلام أنه إنما يكون ذلك في الرجعة لما ذكر من القصة فتفهم.

46 - جا: أبو غالب الزراري، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن محمد بن الحسن بن زياد العطار، عن أبيه قال: لما قدم زيد الكوفة دخل قلبي من ذلك بعض ما يدخل قال: فخرجت إلي مكة ومررت بالمدينة فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وهو مريض فوجدته علي سرير مستلقيا عليه وما بين جلده وعظمه شئ فقلت إني احب أن اعرض عليك ديني فانقلب علي جنبه ثم نظر إلي فقال: يا حسن ما كنت أحسبك إلا وقد استغنيت عن هذا، ثم قال: هات، فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقال عليه السلام معي مثلها، فقلت وأنا مقر بجميع ما جاء به محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله.

قال: فسكت، قلت: وأشهد أن عليا إمام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله فرض طاعته من شك فيه كان ضالا، ومن جحده كان كافرا، قال: فسكت، قلت: وأشهد أن الحسن والحسين عليهما السلام بمنزلته، حتي انتهيت إليه عليه السلام فقلت: وأشهد أنك بمنزلة الحسن والحسين ومن تقدم من الائمة قال: كف قد عرفت الذي تريد، ما تريد إلا أن أتولاك علي هذا؟ قال: قلت: فإذا توليتني علي هذا فقد بلغت الذي أردت قال: قد توليتك عليه، فقلت: جعلت فداك إني قد هممت بالمقام قال ولم؟ قال: قلت: إن ظفر زيد وأصحابه فليس أحد أسوء حالا عندهم منا، وإن ظفر بنو امية فنحن عندهم بتلك المنزلة، قال: فقال لي: انصرف ليس عليك بأس من إلي ولا من إلي [55] .



[ صفحه 349]



47 - جا: ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسي، عن موسي بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، عن أخيه يونس قال: كنت بالمدينة فاستبلني جعفر بن محمد عليهما السلام في بعض أزقتها فقال: اذهب يا يونس فان بالباب رجلا منا أهل البيت قال: فجئت إلي الباب فإذا عيسي بن عبد الله جالس فقلت له: من أنت؟ قال: رجل من أهل قم قال: فلم يكن بأسرع أن أقبل أبو عبد الله عليه السلام علي حمار فدخل علي الحمار الدار، ثم التفت إلينا فقال: ادخلا ثم قال: يا يونس أحسب أنك أنكرت قولي لك، إن عيسي بن عبد الله منا أهل البيت، قال: إي والله جعلت فداك لان عيسي بن عبد الله رجل من أهل قم فكيف يكون منكم أهل البيت؟ قال: يا يونس عيسي بن عبد الله رجل منا حي وهو منا ميت [56] .

48 - ختص: ابن الوليد عن سعد مثله. [57] .

49 - ختص: أحمد بن محمد بن يحيي، عن عبد الله الحميري، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن يونس بن يعقوب، قال: دخل عيسي بن عبد الله القمي علي أبي عبد الله عليه السلام فلما انصرف قال لخادمه: ادعه فانصرف إليه فأوصاه بأشياء. ثم قال: يا عيسي بن عبد الله إن الله يقول " وأمر أهلك بالصلاة " [58] وإنك منا أهل البيت فإذا كانت الشمس من ههنا مقدارها من ههنا من العصر فصل ست ركعات، قال: ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسي وانصرف [59] .

50 - عم، قب: الشقراني مولي رسول الله صلي الله عليه وآله: خرج العطاء أيام أبي جعفر وما لي شفيع، فبقيت علي الباب متحيرا، وإذا أنا بجعفر الصادق عليه السلام فقمت إليه فقلت له: جعلني الله فداك أنا مولاك الشقراني فرحب بي وذكرت له حاجتي فنزل ودخل وخرج وأعطاني من كمه فصبه في كمي ثم قال: يا شقراني إن الحسن



[ صفحه 350]



من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح وعظه علي جهة التعريض لانه كان يشرب [60] .

51 - د: في ربيع الابرار عن الشقراني مثله.

52 - قب: بابه محمد بن سنان، واجتمعت العصابة علي تصديق ستة من فقهائه عليه السلام وهم: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد ابن عيسي، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان، وأصحابه من التابعين نحو إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي، وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام. ومن خواص أصحابه معاوية بن عمار مولي بني دهن - وهو حي من بجيلة وزيد الشحام، وعبد الله بن أبي يعفور، وأبي جعفر محمد بن علي بن النعمان الاحول وأبي الفضل سدير بن حكيم، وعبد السلام بن عبد الرحمن، وجابر بن يزيد الجعفي وأبي حمزة الثمالي، وثابت بن دينار، والمفضل بن قيس بن رمانه، والمفضل بن عمر الجعفي، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وميسرة بن عبد العزيز، وعبد الله بن عجلان وجابر المكفوف، وأبو داود المسترق، وإبراهيم بن مهزم الاسدي، وبسام الصيرفي وسليمان بن مهران أبو محمد الاسدي مولاهم الاعمش، وأبو خالد القماط واسمه يزيد، ثعلبة بن ميمون، وأبو بكر الحضرمي، والحسن بن زياد، وعبد الرحمن ابن عبد العزيز الانصاري من ولد أبي أمامة، وسفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي وعبد العزيز بن أبي حازم، وسلمة بن دينار المدني، ومن مواليه معتب، ومسلم، و مصادف [61] .

53 - ختص: المجهولون من أصحاب أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام محمد بن مسكان، يوسف الطاطري، عمر الكردي، روي عنه المفضل، هشام بن المثني الرازي [62] .

54 - كش: جعفر بن محمد، عن علي بن الحسن بن فضال عن أخويه محمد و



[ صفحه 351]



أحمد، عن أبيهم، عن ابن بكير، عن ميسر بن عبد العزيز قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام رأيت كأني علي جبل فيجئ الناس فيركبونه فإذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل فينتشرون عنه ويسقطون فلم يبق معي إلا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الاحمر - يعني عبد الله بن عجلان [63] .

55 - كش: حمدويه، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن مسعود عن أحمد بن المنصور، عن أحمد بن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسي عن عبد الحميد بن أبي الديلم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب عبد السلام ابن عبد الرحمن بن نعيم، وكتاب الفيض بن المختار، وسليمان بن خالد يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها وأنه إن أمرهم أن يأخذوها أخذوها، فلما قرأ كتابهم رمي به، ثم قال: ما أنا لهؤلاء بامام أما علموا أن صاحبهم السفياني [64] .

بيان: قال الفيروز آبادي: شغر الرجل المرأة رفع رجلها للنكاح كأشغرها فشغرت، والارض لم يبق بها أحد يحميها ويضبطها، وبلدة شاغرة برجلها لم تمتنع من غارة أحد لخلوها.

56 - كش: محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر: أن سعيدة مولاة جعفر عليه السلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلمات سمعت من أبي عبد الله عليه السلام فانه كان عندها وصية رسول الله صلي الله عليه وآله، وأن جعفرا قال لها: اسألي الله الذي عرفنيك في الدينا أن يزوجنيك في الجنة، وأنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام لم تكن تري في المسجد إلا مسلمة علي النبي صلي الله عليه وآله، خارجة إلي مكة أو قادمة من مكة، وذكر أنه كان آخر قولها: وقد رضينا الثواب وأمنا العقاب [65] .

57 - ختص: أحمد بن محمد، عن سعد، عن ابن يزيد، عن مروك، عن هشام



[ صفحه 352]



ابن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: نعم الشفيع أنا وأبي لحمران ابن أعين يوم القيامة، نأخذ بيده ولا نزايله حتي ندخل الجنة جميعا [66] .

58 - ختص: روي محمد بن عيسي بن عبيد، عن زياد القندي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حمران: إنه رجل من أهل الجنة [67] .

59 - كش: عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب عن المسمعي قال: لما أخذ داود بن علي المعلي بن خنيس حبسه فأراد قتله، فقال له المعلي: أخرجني إلي الناس فان لي دينا كثيرا ومالا حتي اشهد بذلك، فأخرجه إلي السوق، فلما اجتمع الناس قال: أيها الناس أنا معلي بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني اشهدوا أني ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد عليه السلام قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله. قال: فلما بلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام خرج يجر ذيله حتي دخل علي داود بن علي وإسماعيل ابنه خلفه فقال: يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي فقال: ما أنا قتلته ولا أخذت مالك فقال: والله لادعون علي من قتل مولاي وأخذ مالي، قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي فقال: بإذنك أو بغير إذنك؟ فقال: بغير إذني فقال: يا إسماعيل شأنك به، فخرج إسماعيل والسيف معه حتي قتله في مجلسه.

قال حماد: فأخبرني المسمعي عن معتب قال: فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام ليلته ساجدا وقائما فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول " اللهم إني أسألك بقوتك القوية ومحالك الشديدة وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة الساعة " قال: فوالله ما رفع رأسه من سجوده حتي سمعنا الصائحة فقالوا: مات داود بن علي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبه انشقت مثانته [68] .

60 - كش: حمدويه، عن محمد بن عيسي، ومحمد بن مسعود، عن جبرئيل بن



[ صفحه 353]



أحمد، عن محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح قال: قال داود بن علي لابي عبد الله عليه السلام: ما أنا قتلته - يعني معلي بن خنيس - قال: فمن قتله؟ قال: السيرافي، وكان صاحب شرطته، قال: أقدنا منه قال: قد أقدتك قال: فلما اخذ السيرافي وقدم ليقتل جعل يقول: يا معشر المسلمين، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم، ثم يقتلوني فقتل السيرافي [69] .

بيان: أقدنا منه أي مكنا نقتله قودا وقصاصا.

61 - كش: محمد بن مسعود قال: كتب إلي الفضل قال: حدثنا ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن جابر قال: لما قدم أبو إسحاق من مكة، فذكر له قتل المعلي بن خنيس قال: فقام مغضبا يجر ثوبه فقال له إسماعيل ابنه: يا أبة أين تذهب؟ فقال: لو كانت نازلة لقدمت عليها، فجاء حتي دخل علي داود بن علي فقال: يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذلك الذنب؟ قال: قتلت رجلا من أهل الجنة، ثم مكث ساعة، ثم قال: إن شاء الله قال له داود: وأنت قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذلك الذنب؟ قال: زوجت ابنتك فلانا الاموي قال: إن كنت زوجت فلانا الاموي، فقد زوج رسول الله صلي الله عليه وآله عثمان، ولي برسول الله صلي الله عليه وآله اسوة، قال: ما أنا قتلته قال: فمن قتله؟ قال: قتله السيرافي قال: فأقدنا منه قال: فلما كان من الغد غدا السيرافي فأخذه فقتله فجعل يصيح: يا عباد الله يأمروني أن أقتل لهم الناس ثم يقتلوني [70] .

62 - كش: حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسي، عن علي بن أسباط قال: قال سفيان بن عيينة لابي عبد الله عليه السلام إنه يروي أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن من الثياب، وأنت تلبس القوهي المروي؟ [71] قال: ويحك إن



[ صفحه 354]



عليا عليه السلام كان في زمان ضيق فإذا اتسع الزمان، فأبرار الزمان أولي به [72] .

63 - كش: محمد بن مسعود، عن الحسين بن اشكيب، عن الحسن بن الحسين المروري، عن يونس بن بن عبد الرحمان، عن أحمد بن عمر قال: سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام يحدث أن سفيان الثوري دخل علي أبي عبد الله عليه السلام وعليه ثياب جياد فقال: يا أبا عبد الله عليه السلام إن آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب؟! فقال له: إن آبائي عليهم السلام كانوا يلبسون ذاك في زمان مقفر مقصر [مقتر] وهذه زمان قد أرخت الدنيا عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم [73] .

بيان: العزالي بكسر اللام وفتحها جمع العزلاء وهي فم المزادة الاسفل وإرخاؤها كناية عن كثرة النعم واتساعها، كما يقال لبيان كثرة المطر: أرخت السماء عزاليها.

64 - كش: وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه حدثني محمد بن عيسي، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله قال: أتي قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه الحديث من الامصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا فقال: كيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه، لا يبالون ممن أخذوا، فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم قال: فحدثني ببعض ما سمعت.

قال: إنما جئت لاسمع منك، لم أجئ احدثك، وقال للاخر: ذلك ما يمنعه أن يحدثني ما سمع؟ قال: تتفضل أن تحدثني بما سمعت، أجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا؟ قال: لا قال: فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتي نعتد بك إن شاء الله قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: النبيذ كله حلال إلا الخمر، ثم سكت فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني



[ صفحه 355]



سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال: من لم يمسح علي خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع، ومن لم يأكل الجريث [74] وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح علي الخفين فقد مسح عمر علي الخفين ثلاثا في السفر، ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبائح فقد أكلها علي عليه السلام وقال: كلوها، فان الله تعالي يقول: " اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " [75] ثم سكت.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: فقد حدثتك بما سمعت فقال: أكل الذي سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: أشياء صدق الناس بها، وأخذوا بما ليس في كتاب الله لها أصل، منها: عذاب القبر ومنها الميزان، ومنها الحوض، ومنها الشفاعة، ومنها النية، ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه ولا يثاب الرجل إلا بما عمل إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتي نسمع.

قال: فرفع رأسه إلي فقال: وما يضحكك؟ من الحق أم من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله وأبكي؟! وإنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الاحاديث؟ فسكت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر أنه رأي عليا عليه السلام علي منبر بالكوفة وهو يقول: لئن أتيت برجل يفضلني علي أبي بكر وعمر لاجلدنه حد المفتري، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان عن جعفر أنه قال: حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما كفر. قال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن أن عليا عليه السلام أبطأ علي بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك عن البيعة؟ والله لقد هممت أن



[ صفحه 356]



أضرب عنقك، فقال علي عليه السلام خليفة رسول الله لا تثريب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا.

قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وان أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد! لا تفعل ما أمرتك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبيد الله، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: ود علي بن أبي طالب عليه السلام أنه بنخيلات ينبع، يستظل بظلهن، ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان، عن الحسن، قال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد أنه قال: لما رأي علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت قال له الحسن: يا أبت أليس قد نهيتك عن هذا الخروج؟ فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا.

قال: حدثنا سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عليه السلام أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين بكي عليهم، ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال: فضاق بي البيت وعرقت، وكدت أن أخرج من مسكي [76] فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله عليه السلام فكففت فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة قال: هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد تعرفه؟ قال: لا قال: فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهده الاحاديث عندك حق؟ قال: نعم، قال: فمتي سمعتها؟ قال: لا أحفظ قال: إلا أنها أحاديث أهل مصرنا، منذ دهرنا لا يمترون فيها.

قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب، وقال: لا أعرفها ولم احدث بها، هل كنت تصدقه؟ قال: لا قال: لم؟ قال: لانه شهد علي قوله رجال لو شهد أحدهم علي عتق رجل لجاز



[ صفحه 357]



قوله، فقال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم حدثني أبي، عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال: ما تسأل عن اسمي إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام، ثم أسكنها الهواء، فما تعارف منها ثم ايتلف ههنا، وما تناكر ثم اختلف ههنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمي يهوديا وإن أدرك الدجال آمن به، وإن لم يدركه آمن به في قبره، يا غلام ضع لي ماءا وغمزني وقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا، وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه. ثم إنه خرج ووجهه منقبض فقال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت: أصلحك الله ما هؤلاء، وما حديثهم؟ [قال أعجب حديثهم] كان عندي الكذب علي والحكاية عني، ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم: لو أنكر الاحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم، ولا أملي لهم ثم قال لنا: إن عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قال علي أطرافها ثم قال: لعنك الله يا أنتن الارض ترابا، وأسرعها خرابا، وأشدها عذابا، فيك الداء الدوي، قيل: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية علي الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله، وسخط نبيه صلي الله عليه وآله وكذبهم علينا أهل البيت، واستحلالهم الكذب علينا [77] .

65 - كش: محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله عليه السلام فقال له: يا أبا عبد الله إلي متي هذه التقية، وقد بلغت هذا السن؟ فقال: والذي بعث محمدا بالحق، لو أن رجلا صلي ما بين الركن والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت، للقي الله بميتة جاهلية [78] .

66 - بشا: محمد بن عبد الوهاب الرازي، عن محمد بن أحمد النيسابوري



[ صفحه 358]



عن محمد بن أحمد بن الحسن البزاز، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي، عن علي بن عاذل القطان، عن محمد تميم الواسطي، عن الحماني، عن شريك قال: كنت عند سليمان الاعمش في مرضته التي قبض فيها إذ دخل علينا ابن أبي ليلي وابن شبرمة وأبو حنيفة فأقبل أبو حنيفة علي سليمان الاعمش فقال: يا سليمان الاعمش اتق الله وحده لا شريك له، واعلم أنك في أول يوم من أيام الاخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا، وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل فقال سليمان الاعمش: لمثلي يقال هذا؟! أقعدوني أسندوني، ثم أقبل علي أبي حنيفة فقال: يا أبا حنيفة حدثني أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي بن أبي طالب أدخلا الجنة من أحبكما والنار من أبغضكما، وهو قول الله عزوجل " ألقيا في جنهم كل كفار عنيد " [79] قال أبو حنيفة: قوموا بنا لا يأتي بشئ هو أعظم من هذا، قال الفضل: سألت الحسن عليه السلام فقلت: من الكفار؟ قال: الكافر بجدي رسول الله صلي الله عليه وآله قلت: ومن العنيد؟ قال: الجاحد حق علي بن أبي طالب عليه السلام [80] .

67 - نبه: دخل طاووس اليماني علي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال له: أنت طاووس؟ فقال: نعم، فقال: طاووس طيرمشؤوم ما نزل بساحة قوم إلا آذانهم بالرحيل، نشدتك الله هل تعلم أن أحدا أقبل للعذر من الله؟ قال: اللهم لا قال: فنشدتك الله هل تعلم أصدق ممن قال: لا أقدر، ولا قدرة له؟ قال: اللهم لا قال: فلم لا يقبل من لا أقبل للعذر منه ممن لا أصدق في القول منه؟! قال: فنفض أثوابه وقال: ما بيني وبين الحق عداوة [81] .



[ صفحه 359]



بيان: كأنه عليه السلام رد عليه في القول بالجبر ونفي الاستطاعة.

68 - كا: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس قال: قال أبو - عبد الله عليه السلام لعباد بن كثير البصري الصوفي: ويحك يا عباد غرك أن عف بطنك وفرجك إن الله عزوجل يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم " [82] اعلم أنه لا يتقبل الله عزوجل منك شيئا حتي تقول قولا عدلا [83] .

69 - كا: العدة، عن ابن عيسي، عن علي بن الحكم، عن زرعة قال: كان رجل بالمدينة، وكان له جارية نفيسة، فوقعت في قلب رجل، وأعجب بها، فشكي ذلك إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: تعرض لرؤيتها، وكلما رأيتها فقل: أسأل الله من فضله، ففعل، فما لبث إلا يسيرا حتي عرض لوليها سفر، فجاء إلي الرجل فقال: يا فلان أنت جاري، وأوثق الناس عندي، وقد عرض لي سفر، وأنا احب أن اودعك فلانة جاريتي تكون عندك، فقال الرجل: ليس لي امرأة، ولا معي في منزلي امرأة فكيف تكون جارتك عندي؟ فقال: اقومها عليك بالثمن، وتضمنه لي تكون عندك، فإذا أنا قدمت فبعنيها أشتريها منك، وإن نلت منها نلت ما يحل لك، ففعل وغلظ عليه في الثمن، وخرج الرجل فمكثت عنده ما شاء الله حتي قضي وطره منها.

ثم قدم رسول لبعض خلفاء بني امية يشتري له جواري، فكانت هي فيمن سمي أن يشتري، فبعث الوالي إليه فقال له: جارية فلان قال: فلان غائب، فقهره علي بيعها، فأعطاه من الثمن ما كان فيه ربح، فلما اخذت الجارية، واخرج بها من المدينة، قدم مولاها، فأول شئ سأله سأله عن الجارية كيف هي؟ فأخبره بخبرها، وأخرج إليه المال كله، الذي قومه عليه والذي ربح، فقال: هذا ثمنها فخذه، فأبي الرجل فقال: لا آخذ إلا ما قومت عليك، وما كان من فضل فخذه



[ صفحه 360]



لك هينئا فصنع الله له بحسن نيته [84] .

70 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي إسماعيل البصري، عن الفضيل بن يسار قال: كان عباد البصري عند أبي عبد الله عليه السلام يأكل، فوضع أبو عبد الله يده علي الارض فقال له عباد: أصلحك الله أما تعلم أن رسول الله صلي الله عليه وآله نهي عن ذا، فرفع يده فأكل، ثم أعادها أيضا، فقال له أيضا، فرفعها، ثم أكل فأعادها فقال له عباد أيضا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا والله ما نهي رسول الله صلي الله عليه وآله عن هذا قط [85] .

71 - كا: علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأي أبا عبد الله عليه السلام، وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان فقال: والله لاتينه ولاوبخنه، فدنا منه فقال: يا ابن رسول الله، والله ما لبس رسول الله صلي الله عليه وآله مثل هذا اللباس، ولا علي ولا أحد من آبائك؟!. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلي الله عليه وآله في زمن قتر مقتر، وكان يأخذ لقتره وإقتاره، وإن الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها، فأحق أهلها بها أبرارها ثم تلا " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " [86] فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله، غير أني يا ثوري ما تري علي من ثوب إنما لبسته للناس، ثم اجتذب بيد سفيان فجرها إليه، ثم رفع الثوب الاعلي وأخرج ثوبا تحت ذلك علي جلده غليظا فقال: هذا لبسته لنفسي غليظا، وما رأيته للناس، ثم جذب ثوبا علي سفيان أعلاه غليظ خشن، وداخل ذلك ثوب لين فقال: لبست هذا الاعلي للناس ولبست هذا لنفسك تسرها [87] .



[ صفحه 361]



72 - كا: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا أنا في الطواف، فإذا رجل يجذب ثوبي، وإذا عباد بن كثير البصري فقال: يا جعفر تلبس مثل هذه الثياب وأنت في هذا الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي عليه السلام؟! فقلت: ثوب فرقبي اشتريته بدينار، و كان علي عليه السلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه، ولو لبست مثل هذا اللباس في زماننا لقال الناس: هذا مراء مثل عباد [88] .

بيان: قال الفيروز آبادي: فرقب كقنفذ موضع [89] ومنه الثياب الفرقبية أو هي ثياب بيض من كتان.

73 - كا: العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله عليه السلام متكئا علي أو قال علي أبي، فلقيه عباد بن كثير، وعليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله إنك من أهل بيت نبوة، وكان أبوك وكان فما هذه المزينة عليك؟ فلو لبست دون هذه الثياب؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام ويلك يا عباد " من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " إن الله عز وجل إذا أنعم علي عبد نعمة، أحب أن يراها عليه، ليس به بأس، ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله صلي الله عليه وآله فلا تؤذني، وكان عباد يلبس ثوبين قطويين [90] .

74 - كا: محمد بن يحيي، عن ابن عيسي، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية يونس بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن لي جارا من قريش من آل محرز، قد نوه باسمي وشهرني في كل ما مررت به قال: هذا الرافضي يحمل



[ صفحه 362]



الاموال إلي جعفر بن محمد، قال: فقال لي: ادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل و أنت ساجد في السجدة الاخيرة من الركعتين الاولتين، فاحمد الله عزوجل و مجده وقل: اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي، وغاظني، وعرضني للمكاره، اللهم اضربه بسهم عاجلا تشغله به عني، اللهم وقرب أجله، واقطع أثره وعجل ذلك يا رب الساعة الساعة. قال: فلما قدمنا إلي الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟ فقالوا: هو مريض، فما انقضي آخر كلامي حتي سمعت الصياح من منزله وقالوا: قد مات [91] .

75 - كا: محمد بن يحيي، عن ابن عيسي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن يسار، أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما فضل وورع وإخبات، ثم مرض أحدهما ولا أحسبه إلا زكريا بن سابور قال: فحضرت عند موته فبسط يده ثم قال: ابيضت يدي يا علي قال: فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وعنده محمد بن مسلم قال: فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره بخبر الرجل فأتبعني برسول فرجعت إليه فقال: أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند الموت، أي شئ سمعته يقول؟ قال: قلت: بسط يده وقال: ابيضت يدي يا علي فقال أبو عبد الله: رآه والله، رآه والله، رآه والله [92] .

76 - كا: العدة، عن سهل، ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور، قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا، وكان شديد النصب لال محمد وكان يصحب نجدة الحروري قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية، فإذا هو مغمي عليه في حد الموت، فسمعته يقول: مالي ولك يا علي، فأخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: رآه ورب الكعبة، رآه ورب الكعبة، رآه ورب الكعبة [93] .



[ صفحه 363]



77 - فر: الحسين بن سعيد، معنعنا عن سفيان قال: قال لي أبو عبد الله جعفر ابن محمد عليه السلام: يا سفيان لا تذهبن بك المذاهب، عليك بالقصد، وعليك أن تتبع الهدي، قلت: يا ابن رسول الله، وما اتباع الهدي؟ قال: كتاب الله، ولزوم هذا الرجل، فقال لي: يا سفيان أنت لا تدري من هو؟ قلت: لا والله ما أدري من هو؟ قال: فقال لي: والله لكنك آثرت الدنيا علي الاخرة، ومن آثر الدنيا علي الاخرة حشره الله يوم القيامة أعمي، قال: قلت يا ابن رسول الله أخبرني عن هذا الرجل، لعل الله ينفعني به قال: يا سفيان هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، من اتبعه فقد اعطي ما لم يعط أحد ومن لم يتبعه فقد خسر خسرانا مبينا، هو، والله جدنا علي بن أبي طالب عليه السلام، يا سفيان إن أردت العروة الوثقي فعليك بعلي فإنه والله ينجيك من العذاب، يا سفيان لا تتبع هواك فتضل عن سواء السبيل [94] .

78 - كش: أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القرشي قال: أخبرني بعض أصحابنا قال: كان المعلي بن خنيس رحمه الله إذا كان يوم العيد خرج إلي الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يده نحو السماء ثم قال: اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك، ومواضع امنائك الذين خصصتهم، ابتزوها و أنت المقدر للاشياء، لا يغالب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك، كيف شئت وأني شئت، علمك في إرادتك كعلمك في خلقك، حتي عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين، يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك، وسنين نبيك صلواتك عليه وآله متروكة، اللهم العن أعداءهم من الاولين والاخرين، والغادين والرائحين، والماضين والغابرين، اللهم والعن جبابرة زماننا، وأشياعهم وأتباعهم، وأحزابهم، وأعوانهم، إنك علي كل شئ قدير [95] .



[ صفحه 364]



79 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن الوليد ابن صبيح قال: قال لي شهاب بن عبدربه اقرأ أبا عبد الله عليه السلام عني السلام وأعلمه أنه يصيبني فزع في منامي قال: فقلت له: إن شهابا يقرئك السلام ويقول لك: إنه يصيبني فزع في منامي قال: قل له فليزك ماله قال: فأبلغت شهابا ذلك فقال لي: فتبلغه عني؟ فقلت: نعم فقال: قل له: إن الصبيان فضلا عن الرجال ليعلمون أني ازكي مالي، قال: قال: فأبلغته فقال أبو عبد الله عليه السلام: قل له: إنك تخرجها ولا تضعها في مواضعها [96] .

80 - كا: علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عمن ذكره، عن الوليد بن أبي العلا عن معتب قال: دخل محمد بن بشر الوشاء علي أبي عبد الله يسائله أن يكلم شهابا أن يخفف عنه، حتي ينقضي الموسم، وكان له عليه ألف دينار، فأرسل إليه فأتاه فقال له: قد عرفت حال محمد وانقطاعه إلينا، وقد ذكر أن لك عليه ألف دينار، ولم يذهب في بطن ولا فرج، وإنما ذهبت دينا علي الرجال، ووضايع وضعها، وأنا أحب أن تجعله في حل فقال: لعلك ممن يزعم أنه يقتص من حسناته فيعطاها؟ فقال: كذلك في أيدينا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الله أكرم وأعدل من أن يتقرب إليه عبده، فيقوم في الليلة القرة [97] أو يصوم في اليوم الحار أو يطوف بهذا البيت، ثم يسلبه ذلك فيعطاه، ولكن لله فضل كثير يكافي المؤمن فقال: فهو في حل [98] .

81 - كا: علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، ومحمد ابن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن فضال جميعا، عن أبي جميلة عن خالد بن عمار، عن سدير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو داخل وأنا خارج، وأخذ بيدي ثم استقبل البيت، فقال: يا سدير إنما امر الناس أن



[ صفحه 365]



يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولا يتهم لنا، وهو قول الله " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدي " [99] - ثم أومأ بيده إلي صدره - إلي ولايتنا، ثم قال: يا سدير أفاريك الصادين عن دين الله؟ ثم نظر إلي أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان، وهم حلق في المسجد فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله، بلا هدي من الله، ولا كتاب مبين، إن هؤلاء الاخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالي، و عن رسوله صلي الله عليه وآله، حتي يأتونا، فنخبرهم عن الله تبارك وتعالي وعن رسوله صلي الله عليه وآله [100] .

82 - كا: محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن علي بن الحكم، عن الحكم ابن مسكين، عن رجل من قريش من أهل مكة قال: قال سفيان الثوري: اذهب بنا إلي جعفر بن محمد عليه السلام قال: فذهبت معه إليه، فوجدناه قد ركب دابته، فقال له سفيان: يا أبا عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله صلي الله عليه وآله في مسجد الخيف، قال: دعني حتي أذهب في حاجتي، فإني قد ركبت، فإذا جئت حدثتك فقال: أسألك بقرابتك من رسول الله صلي الله عليه وآله لما حدثتني قال: فنزل، فقال له سفيان: مر لي بدواة وقرطاس حتي اثبته، فدعا به.

ثم قال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم خطبة رسول الله صلي الله عليه وآله في مسجد الخيف: نصر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، وبلغها من لم تبلغه، يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حالم فقه إلي من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فان دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة تتكافي دماؤهم، وهم يد علي من سواهم يسعي بذمتهم أدناهم، فكتبه ثم عرضه عليه، وركب أبو عبد الله عليه السلام وجئت أنا وسفيان فلما كنا في بعض الطريق فقال



[ صفحه 366]



لي: كما أنت حتي أنظر في هذا الحديث فقلت له: قد والله ألزم أبو عبد الله عليه السلام رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا فقال: وأي شئ ذلك؟ فقلت له: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله، قد عرفناه، والنصيحة لائمة المسلمين من هؤلاء الائمة الذين تجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية، ومروان بن الحكم؟!! وكل من لا تجوز شهادته عندنا ولا تجوز الصلاة خلفهم!!؟.

وقوله: واللزوم لجماعتهم، فأي الجماعة؟ مرجئ يقول: من لم يصل، و لم يصم ولم يغتسل من جنابة، وهدم الكعبة، ونكح امه فهو علي إيمان جبرئيل وميكائيل!!؟ أو قدري يقول: لا يكون ما شاء الله عزوجل، ويكون ما شاءه إبليس؟ أو حروري يبرأ من علي بن أبي طالب، وشهد عليه بالكفر؟ أو جهمي يقول: إنما هي معرفة الله وحده ليس الايمان شئ غيرها!!؟ قال: ويحك وأي شئ يقولون؟ فقلت: يقولون: إن علي بن أبي طالب والله الامام الذي يجب علينا نصيحته، ولزوم جماعة أهل بيته، قال: فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال: لا تخبر بها أحدا [101] .

83 - كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب عن عبد العزيز بن نافع قال طلبنا الاذن علي أبي عبد الله عليه السلام، وأرسلنا إليه فأرسل إلينا ادخلوا إثنين إثنين، فدخلت أنا ورجل معي فقلت للرجل: احب أن تسأل المسألة فقال: نعم فقال له: جعلت فداك إن أبي كان ممن سباه بنو امية، وقد علمت أن بني امية لم يكن لهم أن يحرموا، ولا يحللوا، ولم يكن لهم مما في أيديهم قليل ولا كثير، وإنما ذلك لكم، فإذا ذكرت الذي كنت فيه، دخلني من ذلك ما يكاد يفسد علي عقلي ما أنا فيه، فقال له: أنت في حل مما كان من ذلك، وكل من كان في مثل حالك من ورائي فهو في حل من ذلك، قال فقمنا، وخرجنا، فسبقنا معتب إلي النفر القعود الذين ينتظرون إذن أبي عبد الله عليه السلام فقال لهم: قد ظفر



[ صفحه 367]



عبد العزيز بن نافع بشئ ما ظفر بمثله أحد قط، قيل له: وما ذاك؟ ففسره لهم فقام إثنان فدخلا علي أبي عبد الله عليه السلام فقال أحدهما: جعلت فداك إن أبي كان من سبايا بني امية، وقد علمت أن بني امية لم يكن لهم من ذلك قليل ولا كثير وأنا احب أن تجعلني من ذلك في حل فقال: ما ذلك إلينا، ما لنا أن نحل ولا أن نحرم فخرج الرجلان وغضب أبو عبد الله عليه السلام، فلم يدخل عليه أحد في تلك الليلة إلا بدأه أبو عبد الله عليه السلام، فقال: ألا تعجبون من فلان يجيئني فيستحلني مما صنعت بنو امية كأنه يري أن ذلك لنا، ولم ينتفع أحد في تلك الليلة بقليل ولا كثير إلا الاولين، فانهما غنيا بحاجتهما [102] .

84 - يب: أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن صباح الحذاء عن أبي الطيار قال: قلت لابي عبد الله، إنه كان في يدي شئ فتفرق وضقت به ضيقا شديدا فقال لي: ألك حانوت في السوق؟ فقلت: نعم، وقد تركته فقال: إذا رجعت إلي الكوفة فاقعد في حانوتك، واكنسه، وإذا أردت أن تخرج إلي سوقك فصل ركعتين أو أربع ركعات، ثم قل في دبر صلاتك " توجهت بلا حول مني ولا قوة ولكن بحولك يا رب وقوتك، وأبرء من الحول والقوة إلا بك، فأنت حولي ومنك قوتي اللهم فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيبا وأنا خافض [103] في عافيتك فانه لا يملكها أحد غيرك " قال: ففعلت ذلك، وكنت أخرج إلي دكاني حتي خفت أن يأخذني الجابي [104] باجرة دكاني وما عندي شئ قال: فجاء جالب بمتاع فقال لي: تكريني نصف بيتك فأكريته نصف بيتي بكري البيت كله قال: وعرض متاعه فاعطي به شيئا لم يبعه فقلت له: هل لك إلي خير تبيعني عدلا من متاعك هذا أبيعه، وآخذ فضله، وأدفع إليك ثمنه قال: فكيف لي بذلك؟ قال:



[ صفحه 368]



قلت له: لك الله علي بذلك قال: فخذ عدلا منها قال: فأخذته ورقمته، وجاء برد شديد، فبعت من يومي، ودفعت إليه الثمن. فأخذت الفضل، فما زلت آخذ عدلا وأبيعه وآخذ فضله، وأرد عليه رأس المال، حتي ركبت الدواب، واشتريت الرقيق، وبنيت الدور [105] .

85 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن رجلا استشارني في الحج، وكان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحج فقال: ما أخلقك أن تمرض سنة فمرضت سنة [106] .

86 - كا: عدة من أصحابنا، عن الحسين بن الحسن بن يزيد، عن بدر عن أبيه قال: حدثني سلام أبو علي الخراساني، عن سلام بن سعيد المخزومي قال: بينا أنا جالس عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة، و ابن شريح فقيه أهل مكة، وعند أبي عبد الله عليه السلام ميمون القداح مولي أبي جعفر عليه السلام فسأله عباد بن كثير فقال: يا أبا عبد الله في كم ثوب كفن رسول الله؟ فقال: في ثلاثة أثواب، ثوبين صحاريين [107] وثوب حبرة [108] وكان في البرد قلة فكأنما ازور عباد بن كثير من ذلك فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن نخلة مريم عليها السلام إنما كانت عجوة [109] ونزلت من السماء، فما نبت من أصلها كان عجوة، وما كان



[ صفحه 369]



من لقاط [110] فهو لون [111] فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح: والله ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله عليه السلام؟ فقال ابن شريح: هذا الغلام يخبرك فانه منهم - يعني ميمون - فسأله فقال ميمون: أما تعلم ما قال لك؟ قال: لا والله قال: إنه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك أنه ولد من ولد رسول الله صلي الله عليه وآله، وعلم رسول الله صلي الله عليه وآله عندهم، فما جاء من عندهم فهو صواب، وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط [112] .

87 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، وابن أبي عمير، عن عبد الرحمان بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت أطوف، وسفيان الثوري قريب مني فقال: يا أبا عبد الله كيف كان يصنع رسول الله صلي الله عليه وآله بالحجر، إذا انتهي إليه؟ فقلت: كان رسول الله صلي الله عليه وآله يستلمه في كل طواف، فريضة ونافلة قال: فتخلف عني قليلا فلما انتهيت إلي الحجر، جزت ومشيت فلم أستلمه، فلحقني فقال: يا أبا عبد الله ألم تخبرني أن رسول الله صلي الله عليه وآله كان يستلم الحجر في كل طواف، فريضة و نافلة؟ قلت: بلي قال: فقد مررت به فلم تستلم!؟ فقلت: إن الناس كانوا يرون لرسول الله صلي الله عليه وآله ما لا يرون لي، وكان إذا انتهي إلي الحجر أفرجوا له حتي يستلمه، وإني أكره الزحام [113] .

88 - كا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عمن ذكره، عن ابن بكير عن عمر بن يزيد قال: حاضت صاحبتي وأنا بالمدينة، وكان ميعاد جمالنا، وإبان مقامنا وخروجنا قبل أن تطهر، ولم تقرب المسجد، ولا القبر، ولا المنبر، فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام فقال: مرها فلتغتسل، ولتأت مقام جبرئيل عليه السلام، فان



[ صفحه 370]



جبرئيل عليه السلام كان يجئ فيستأذن علي رسول الله صلي الله عليه وآله، وإن كان علي حال لا ينبغي أن يأذن له، قام في مكانه حتي يخرج إليه، وإن أذن له دخل عليه فقلت: وأين المكان؟ قال حيال الميزاب، الذي إذا خرجت من الباب يقال له باب فاطمة عليها السلام بحذاء القبر، إذا رفعت رأسك بحذاء الميزاب، والميزاب فوق رأسك، والباب من وراء ظهرك، وتجلس في ذلك الموضع، وتجلس معها نساء، ولتدع ربها ولتؤمن علي دعائها قال: فقلت: وأي شئ تقول؟ قال: تقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي ليس كمثلك شئ، أن تفعل بي كذا وكذا، قال: فصنعت صاحبتي الذي أمرني، فطهرت ودخلت المسجد، قال: وكانت لنا خادم أيضا فحاضت، فقالت: يا سيدي ألا أذهب أنا زاده، فأصنع كما صنعت سيدتي؟ فقلت: بلي، فذهبت فصنعت مثل ما صنعت مولاتها، فطهرت ودخلت المسجد [114] .

بيان: قيل زادة اسم الجارية، فيكون بدلا أو عطف بيان لضمير المتكلم ويحتمل أن يكون مهموزا بكسر الهمزة يقال: زاده كمنعه أفرغه، وفي التهذيب زيادة أي زيادة علي ما فعلت سيدتي والاظهر أن زاده بمعني أيضا وهو وإن لم يكن مذكورا في كتب اللغة، لكنه شايع متداول بين العرب الان حتي أنه قل ما يخلو كلام منهم عنه، يقولون أنا زاد أفعل، أو أنا عاد أفعل أي أنا أيضا أفعل، فالتاء إما للتأنيث، أو زيدت من النساخ، وأما اليوم فلا يلحقون التاء.

89 - كا: محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد بن جمهور قال: كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا علي الاهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لابي عبد الله عليه السلام: إن في ديوان النجاشي علي خراجا، وهو مؤمن يدين بطاعتك، فإن رأيت أن تكتب إليه كتابا؟ قال: فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام: بسم الله الرحمان الرحيم سر أخاك، يسرك الله، قال: فلما ورد الكتاب عليه، دخل عليه وهو في مجلسه، فلما خلا ناوله الكتاب وقال: هذا



[ صفحه 371]



كتاب أبي عبد الله عليه السلام، فقبله ووضعه علي عينيه، وقال له: ما حاجتك؟ قال: خراج علي في ديوانك فقال له: وكم هو؟ قال: عشرة آلاف درهم فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه، ثم أخرجه منها، وأمر أن يثبتها له لقابل، ثم قال له: سررتك؟ فقال: نعم جعلت فداك، ثم أمر بركب وجارية وغلام، وأمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول: هل سررتك؟ فيقول: نعم جعلت فداك، فكلما قال: نعم زاده حتي فرغ، ثم قال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه، وارفع إلي حوائجك قال: ففعل، وخرج الرجل فصار إلي أبي عبد الله عليه السلام بعد ذلك، فحدثه بالحديث علي جهته، فجعل يسر بما فعل، فقال الرجل: يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي؟ فقال: إي والله، لقد سر الله ورسوله [115] .

90 - ختص: السياري، عن ابن جمهور مثله [116] .

91 - كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام قال لي إبراهيم بن ميمون: كنت جالسا عند أبي حنيفة فجاءه رجل فسأله فقال: ما تري في رجل قد حج حجة الاسلام، أيحج أفضل أم يعتق رقبة؟ قال: لا بل عتق رقبة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كذب والله وأثم، الحجة أفضل من عتق رقبة ورقبة حتي عد عشرا، ثم قال: ويحه في أي رقبة طواف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وحلق الرأس، ورمي الجمار؟ لو كان كما قال: لعطل الناس الحج، ولو فعلوا كان ينبغي للامام أن يجبرهم علي الحج إن شاؤا وإن أبوا، فإن هذا البيت إنما وضع للحج [117] .

92 - كا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الاعلي



[ صفحه 372]



قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنه ليست من احتمال أمرنا التصديق له والقبول، فقط، من احتمال أمرنا ستره، وصيانته من غير أهله، فأقرئهم السلام وقل لهم: رحم الله عبدا اجتر [118] مودة الناس إلي نفسه، حدثوهم بما يعرفون واستروا عنهم ما ينكرون، ثم قال: والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤنة من الناطق علينا بما نكره، فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها فان قبل منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه، ويسمع منه، فإن الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتي تقضي له، فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم، فان هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ولا تقولوا إنه يقول ويقول، فان ذلك يحمل علي وعليكم، أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لاقررت أنكم أصحابي هذا أبو حنيفة له أصحاب، وهذا الحسن البصري له أصحاب وأنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول الله صلي الله عليه وآله وعلمت كتاب الله، وفيه تبيان كل شئ: بدء الخلق وأمر السماء وأمر الارض، وأمر الاولين، وأمر الاخرين وأمر ما كان وما يكون، كأني أنظر إلي ذلك نصب عيني [119] .

93 - كا: محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن سدير الصيرفي قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: والله ما يسعك القعود قال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك والله لو كان لامير المؤمنين ما لك من الشيعة والانصار والموالي، ما طمع فيه تيم ولا عدي فقال: يا سدير وكم عسي أن تكونوا؟ قلت: مائة ألف قال: مائة ألف؟ قلت: نعم، ومائتي ألف؟ فقال: ومائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا قال: فسكت عني ثم قال: يخف عليك أن تبلغ معنا إلي ينبع؟ قلت: نعم، فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت، فركبت الحمار فقال: يا سدير تري أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل قال: الحمار أرفق بي، فنزل فركب الحمار



[ صفحه 373]



وركبت البغل، فمضينا فحانت الصلاة فقال: يا سدير انزل بنا نصلي، ثم قال: هذه أرض سبخة لا يجوز الصلاة فيها، فسرنا حتي صرنا إلي أرض حمراء ونظر إلي غلام يرعي جداءا [120] فقال: والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء، ما وسعني القعود، ونزلنا وصلينا، فلما فرغنا من الصلاة عطفت إلي الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر [121] .

94 - كا: محمد بن يحيي، عن ابن عيسي، عن محمد بن سنان، عن عمار ابن مروان، عن سماعة بن مهران قال: قال لي عبد صالح عليه السلام: يا سماعة أمنوا علي فرشهم، وأخافوني، أما والله لقد كانت الدنيا وما فيها إلا واحد يعبد الله، و لو كان معه غيره لاضافه الله عزوجل إليه حيث يقول: " إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " [122] فصبر بذلك ما شآء الله، ثم إن الله آنسه باسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة أما والله إن المؤمن لقليل، وإن أهل الكفر كثير، أتدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك فقال: صيروا انسا للمؤمنين يبثون إليهم ما في صدورهم، فيستريحون إلي ذلك، ويسكنون إليه [123] .

بيان: قوله عليه السلام: صيروا انسا أي إنما جعل الله تعالي هؤلاء المنافقين في صورة المؤمنين، مختلطين بهم، لئلا يتوحش المؤمنون لقلتهم.

95 - ختص: عدة من مشايخنا، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسي عن ابن أبي نجران، عن محمد بن يحيي، عن حماد بن عثمان قال: أردت الخروج إلي مكه فأتيت ابن أبي يعفور مودعا له، فقلت: لك حاجة؟ قال: نعم تقرئ أبا عبد الله عليه السلام قال: فقدمت المدينة، فدخلت عليه فسألني ثم قال: ما فعل ابن أبي يعفور؟ قلت: صالح جعلت فداك، آخر عهدي به وقد أتيته مودعا له



[ صفحه 374]



فسألني أن أقرئك السلام قال: وعليه السلام أقرئه السلام صلي الله عليه، وقل: كن علي ما عهدتك عليه [124] .

96 - ختص: جعفر بن الحسين، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن سليمان الفراء، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: كان أصحابنا يدفعون إليه الزكاة يقسمها في أصحابه، فكان يقسمها فيهم وهو يبكي قال سليمان: فأقول له: ما يبكيك؟ قال: فيقول: أخاف أن يروا أنها من قبلي [125] .

97 - كا: العدة، عن البرقي، عن علي بن الحكم، عن معاوية وهب، عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت: إني كنت علي النصرانية، وإني أسلمت فقال: وأي شئ رأيت في الاسلام؟ قلت: قول الله عزوجل " ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء " [126] فقال: لقد هداك الله، ثم قال: اللهم اهده ثلاثا، سل عما شئت يا بني فقلت: إن أبي وامي علي النصرانية، وأهل بيتي وامي مكفوفة البصر، فأكون معهم، وآكل من آنيتهم فقال: يأكلون لحم الخنزير؟ فقلت: لا ولا يمسونه فقال: لا بأس، فانظر امك فبرها، فإذا ماتت، فلا تكلها إلي غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها، ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني، حتي تأتيني بمني إن شاء الله، قال: فأتيته بمني والناس حوله، كأنه معلم صبيان، هذا يسأله، وهذا يسأله، فلما قدمت الكوفة، ألطفت لامي، وكنت اطعمها وافلي ثوبها ورأسها وأخدمها، فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا، وأنت علي ديني، فما الذي أري منك منذ هاجرت، فدخلت في الحنيفية؟ فقلت: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا، فقالت: هذا الرجل هو نبي؟ فقلت: لا ولكنه ابن نبي فقالت: يا بني هذا نبي إن هذه وصايا الانبياء فقلت يا ام إنه ليس يكون بعد



[ صفحه 375]



نبينا نبي ولكنه ابنه فقالت: يا بني دينك خير دين، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الاسلام، وعلمتها فصلت الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الاخرة ثم عرض بها عارض في الليل فقالت: يا بني أعد علي ما علمتني، فأعدته عليها فأقرت به وماتت، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها، وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها [127] .

بيان: افلي ثوبها أي أنظر فيه لاستخرج قملها.

98 - كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: اكتريت بغلا إلي قصر ابن هبيرة [128] ذاهبا وجائيا بكذا وكذا، وخرجت في طلب غريم لي.

فلما صرت قرب قنطرة الكوفة اخبرت أن صاحبي توجه إلي النيل [129] فتوجهت نحو النيل، فلما أتيت النيل اخبرت أن صاحبي توجه إلي بغداد، فاتبعته وظفرت به، وفرغت مما بيني وبينه، ورجعنا إلي الكوفة، وكان ذهابي ومجيئي خمسة عشر يوما، فأخبرت صاحب البغل بعذري، وأردت أن أتحلل منه مما صنعت وارضيه، فبذلت خمسة عشر درهما، فأبي أن يقبل، فتراضينا بأبي حنيفة، فأخبرته بالقصة وأخبره الرجل فقال لي: ما صنعت بالبغل؟ فقلت: قد دفعته إليه سليما قال: نعم بعد خمسة عشر يوما قال: فما تريد من الرجل؟ قال: اريد كري بغلي فقد حبسه علي خمسة عشر يوما فقال: ما أري لك حقا لانه اكتراه إلي قصر ابن هبيرة، فخالف وركبه إلي النيل وإلي بغداد، فضمن قيمة البغل، وسقط الكري فلما رد البغل سليما وقبضته لم يلزمه الكري، قال: فخرجنا من عنده، وجعل صاحب البغل يسترجع، فرحمته مما أفتي به أبو حنيفة [فأعطيته شيئا وتحللت منه



[ صفحه 376]



فحججت تلك السنة، فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بما أفتي به أبو حنيفة] [130] فقال لي في مثل هذا القضاء وشبهه تحبس السماء ماءها، وتمنع الارض بركتها قال: فقلت لابي عبد الله عليه السلام: فما تري أنت؟ قال: أري له عليك مثل كري بغل ذاهبا من الكوفة إلي النيل، ومثل كري بغل راكبا من النيل إلي بغداد، ومثل كري بغل من بغداد إلي الكوفة توفيه إياه.

قال: فقلت: جعلت فداك قد علفته بدراهم، فلي عليه علفه؟ فقال: لا لانك غاصب فقلت: أرأيت لو عطب البغل ونفق أليس كان يلزمني؟ قال: نعم قيمة بغل يوم خالفته قلت: فإن أصاب البغل كسر أو دبر أو غمز؟ فقال: عليك قيمة ما بين الصحة والعيب، يوم ترده، عليه، قلت: فمن يعرف ذلك؟ قال: أنت وهو، إما أن يحلف هو علي القيمة، فيلزمك، فان رد اليمين عليك فحلفت علي القيمة لزمه ذلك أو يأتي صاحب البغل بشهود يشهدون أن قيمة البغل حين أكري كذا وكذا فيلزمك، قلت: إن كنت أعطيته دراهم ورضي بها وحللني؟ فقال: إنما رضي بها وحللك حين قضي عليه أبو حنيفة بالجور والظلم، ولكن ارجع إليه فأخبره بما أفتيتك به، فان جعلك في حل بعد معرفته فلا شئ عليك بعد ذلك، قال أبو ولاد: فلما انصرفت من وجهي ذلك لقيت المكاري فأخبرته بما أفتاني به أبو عبد الله عليه السلام وقلت له: قل ما شئت حتي اعطيكه؟ فقال: قد حببت إلي جعفر بن محمد عليه السلام ووقع في قلبي له التفضيل، وأنت في حل، وإن أحببت أن أرد عليك الذي أخذته منك فعلت [131] .

99 - كا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي عمارة الطيار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إني قد ذهب مالي وتفرق ما في يدي، و عيالي كثير، فقال له أب وعبد الله عليه السلام: إذا قدمت الكوفة فافتح باب حانوتك وابسط بساطك، وضع ميزانك، وتعرض لرزق ربك، فلما أن قدم الكوفة



[ صفحه 377]



فتح باب حانوته، وبسط بساطه، ووضع ميزانه، قال: فتعجب من حوله بأن ليس في بيته قليل ولا كثير من المتاع، ولا عنده شئ قال: فجاءه رجل فقال: اشتر لي ثوبا قال: فاشتري له، وأخذ ثمنه، وصار الثمن إليه، ثم جاءه آخر فقال: اشتر لي ثوبا قال: فجلب له في السوق، ثم اشتري له ثوبا، فأخذ ثمنه فصار في يده، وكذلك يصنع التجار يأخذ بعضهم من بعض. ثم جاءه رجل آخر فقال له: يا أبا عمارة إن عندي عدلا من كتان فهل تشتريه واؤخرك بثمنه سنة؟ فقال: نعم، احمله وجئ به قال: فحمله إليه فاشتراه منه بتأخير سنة قال: فقام الرجل فذهب، ثم أتاه آت من أهل السوق فقال: يا أبا عمارة ما هذا العدل؟ قال: هذا عدل اشتريته فقال: فتبيعني نصفه و اعجل لك ثمنه؟ قال: نعم فاشتراه منه وأعطاه نصف المتاع فأخذ نصف الثمن قال: فصار في يده الباقي إلي سنة، قال: فجعل يشتري بثمنه الثوب والثوبين ويعرض ويشتري ويبيع، حتي أثري، وعرض وجهه، وأصاب معروفا [132] .

100 - كا: علي عن أبيه، عن اللؤلؤي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: كان رجل من أصحابنا بالمدينة فضاق ضيقا شديدا، واشتدت حاله فقال له أبو عبد الله عليه السلام: اذهب فخذ حانوتا في السوق، وابسط بساطا، وليكن عندك جرة من ماء، والزم باب حانوتك قال: ففعل الرجل فمكث ما شاء الله. قال: ثم قدمت رفقة من مصر فألقوا متاعهم، كل رجل منهم عند معرفته، وعند صديقه، حتي ملؤا الحوانيت، وبقي رجل لم يصب حانوتا يلقي فيه متاعه فقال له أهل السوق: ههنا رجل ليس به بأس، وليس في حانوته متاع، فلو ألقيت متاعك في حانوته، فذهب إليه فقال له: القي متاعي في حانوتك؟ فقال له: نعم، فألقي متاعه في حانوته، وجعل يبيع متاعه، الاول فالاول، حتي إذا حضر خروج الرفقة بقي عند الرجل شئ يسير من متاعه، فكره المقام عليه، فقال لصاحبنا: اخلف هذا المتاع عندك تبيعه وتبعث إلي بثمنه؟ قال: فقال: نعم، فخرجت الرفقة



[ صفحه 378]



وخرج الرجل معهم، وخلف المتاع عنده، فباعه صاحبنا، وبعث بثمنه إليه قال: فلما أن تهيأ خروج رفقة مصر من مصر، بعث إليه ببضاعة فباعها، ورد إليه ثمنها، فلما رأي ذلك منه الرجل أقام بمصر، وجعل يبعث إليه بالمتاع ويجهز عليه قال: فأصاب وكثر ماله وأثري [133] .

101 - كتاب زيد النرسي: قال: لما ظهر أبو الخطاب بالكوفة وادعي في أبي عبد الله عليه السلام ما ادعاه دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام مع عبيدة بن زرارة فقلت له: جعلت فداك لقد ادعي أبو الخطاب وأصحابه فيك أمرا عظيما، إنه لبي بلبيك جعفر، لبيك معراج.

وزعم أصحابه أن أبا الخطاب اسري به إليك، فلما هبط إلي الارض دعا إليك، ولذا لبي بك.

قال: فرأيت أبا عبد الله عليه السلام قد أرسل دمعته من حماليق [134] عينيه وهو يقول: يا رب برئت إليك مما ادعي في الاجدع [135] عبد بني أسد، خشع لك شعري و بشري، عبد لك ابن عبد لك، خاضع ذليل، ثم أطرق ساعة في الارض كأنه يناجي شيئا، ثم رفع رأسه وهو يقول: أجل أجل عبد خاضع خاشع ذليل لربه صاغر راغم من ربه خائف وجل، لي والله رب أعبده لا اشرك به شيئا، ما له أخزاه الله وأرعبه ولا آمن روعته يوم القيامة، ما كانت تلبية الانبياء هكذا ولا تلبيتي ولا تلبية الرسل، إنما لبيت بلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، ثم قمنا من عنده فقال: يا زيد إنما قلت لك هذا لاستقر في قبري يا زيد استر ذلك عن الاعداء [136] .

أقول: وجدت في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا، وفي كتاب مقتل لبعض



[ صفحه 379]



متأخريهم خبرا أحببت إيرادة، واللفظ للاول:

قال: حدثنا جماعة عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن علي الطوسي، وعن الشريف أبي الفضل المنتهي بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني، وعن الشيخ الامين أبي عبد الله محمد بن شهريار الخازن، وعن الشيخ الجليل ابن شهر آشوب، عن المقري عبد الجبار الرازي، وكلهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي الطوسي رضي الله عنه قال: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي بالمشهد المقدس بالغري علي صاحبه السلام في شهر رمضان من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

قال: حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضايري قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله السلمي قالوا: وحدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي والشيخ الامين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن قالا: جميعا حدثنا الشيخ أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل بها في داره ببغداد سنة سبع وستين وأربعمائة.

قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال: حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الازهر البوشنجي النحوي قال: حدثنا أبو الصباح محمد بن عبد الله بن زيد النهلي قال: أخبرني أبي قال: حدثنا الشريف زيد بن جعفر العلوي قال: حدثنا محمد بن وهبان الهناتي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد العلوي قال: حدثنا محمد بن جمهور العمي، عن الهيثم بن عبد الله الناقد عن بشار المكاري قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد [137] وهو يأكل فقال: يا بشار ادن فكل فقلت: هناك الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريقي! أوجع قلبي، وبلغ مني فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت قال: فدنوت فأكلت فقال لي: حديثك قلت: رأيت جلوازا [138] يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلي الحبس



[ صفحه 380]



وهي تنادي بأعلا صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد قال: ولم فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة فارتكب منها ما ارتكب.

قال: فقطع الاكل ولم يزل يبكي حتي ابتل منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلي مسجد السهلة فندعو الله عزوجل و نسأله خلاص هذه المرأة قال: ووجه بعض الشيعة إلي باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح إلي أن يأتيه رسوله فان حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا قال: فصرنا إلي مسجد السهلة، وصلي كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق عليه السلام يده إلي السماء وقال: أنت الله - إلي آخر الدعاء - قال: فخر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه: فقال: قم فقد اطلقت المرأة.

قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلي باب السلطان فقال له عليه السلام ما الخبر؟ قال: قد اطلق عنها قال: كيف كان إخراجها قال: لا أدري ولكنني كنت واقفا علي باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت؟ قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الامير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأي ذلك منها دخل، وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال: انصرفي إلي بيتك فذهبت إلي منزلها.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم وهي والله محتاجة إليها قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلي منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير قال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله، والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام، فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها قال: فصبرنا حتي أفاقت، وقالت: أعدها علي، فأعدناها عليها حتي فعلت ذلك ثلاثا ثم قلنا لها: خذي! هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك، فأخذته منا، وقالت:



[ صفحه 381]



سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحدا توسل به إلي الله أكثر منه ومن آبائه وأجداه عليهم السلام.

قال: فرجعنا إلي أبي عبد الله عليه السلام فجعلنا نحدثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعو لها، ثم قلت: ليت شعري متي أري فرج آل محمد عليهم السلام؟ قال: يا بشار إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد، فعند ذلك يصل إلي ولد بني فلان مصيبة سواء، فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان ولا مرد لامر الله.

بيان: المراد ببني فلان بني العباس، وكان ابتداء وهي دولتهم عند وفات أبي الحسن العسكري عليه السلام والبطان للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير ويقال: التقت حلقتا البطان للامر إذا اشتد.

102 - محص: عن فرات بن أحنف قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من هؤلاء الملاعين فقال: والله لاسوءنه في شيعته فقال: يا أبا عبد الله أقبل إلي فلم يقبل إليه فأعاد، فلم يقبل إليه، ثم أعاد الثالثة فقال: ها أنا ذا مقبل فقل ولن تقول خيرا فقال: إن شيعتك يشربون النبيذ فقال: وما بأس بالنبيذ أخبرني أبي عن جابر بن عبد الله أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله كانوا يشربون النبيذ فقال: لست أعنيك النبيذ أعنيك المسكر.

فقال: شيعتنا أزكي وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس، وإن فعل ذلك المخذول منهم، فيجد ربا رؤفا، ونبيا بالاستغفار له عطوفا، ووليا له عند الحوض ولوفا، وتكون وأصحابك ببرهوت [139] عطوفا، قال: فأفحم الرجل وسكت، ثم قال: لست أعنيك المسكر إنما أعنيك الخمر فقال أبو عبد الله عليه السلام سلبك الله لسانك، ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم، أخبرني أبي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول الله صلي الله عليه وآله، عن جبرئيل



[ صفحه 382]



عن الله تعالي أنه قال: يا محمد إنني حظرت الفردوس علي جميع النبيين حتي تدخلها أنت وعلي وشيعتكما، إلا من اقترف منهم كبيرة، فاني أبلوه في ماله أو بخوف من سلطانه، حتي تلقاه الملائكة بالروح والريحان، وأنا عليه غير غضبان فهل عند أصحابك هؤلاء شئ من هذا؟!.

اقول: روي البرسي في مشارق الانوار مثله عن أبي الحسن الثاني عليه السلام [140] .

بيان: الرسيس الشئ الثابت، وابتداء الحب، ويقال: ولف البرق إذا تتابع والولوف البرق المتتابع اللمعان، ولا يبعد أن يكون بالكاف من وكف البيت أي قطر، قوله عطوفا كذا في النسخة التي عندنا، وفي مشارق الانوار [141] مكوفا من الكوف بمعني الجمع وهو الصواب.

103 - ختص: من أصحابه عليه السلام عبد الله بن أبي يعفور، أبان بن تغلب، بكير ابن أعين، محمد بن مسلم الثقفي، محمد بن النعمان [142] .

104 - كا: العدة، عن سهل، عن العباس بن عامر، عن أبي عبد الرحمان المسعودي، عن حفص بن عمر البجلي قال: شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام حالي، و انتشار أمري علي قال: فقال لي: إذا قدمت الكوفة فبع وسادة من بيتك بعشرة دراهم، وادع إخوانك، وأعد لهم طعاما، وسلهم يدعون الله لك، قال: ففعلت، وما أمكنني ذلك حتي بعت وسادة، واتخذت طعاما كما أمرني، وسألتهم أن يدعوا الله لي قال: فوالله ما مكثت إلا قليلا حتي أتاني غريم لي فدق الباب علي وصالحني من مال لي كثير، كنت أحسبه نحوا من عشرة آلاف درهم قال: ثم أقبلت الاشيآء علي [143] .

105 - كا: علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله



[ صفحه 383]



ابن حماد، عن علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني امية فقال لي: استاذن لي علي أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له، فأذن له فلما أن دخل سلم وجلس ثم قال: جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا، وأغمضت [144] في مطالبه.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: لولا أن بني امية وجدوا من يكتب لهم، ويجبي لهم الفئ، ويقاتل عنهم [ويشهد جماعتهم] لما سلبونا حقنا، ولو تركهم الناس وما في أيديهم، ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم قال: فقال الفتي: جعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال: أفعل قال: فاخرج من جميع ما كسبت في ديوانهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، ومن لم تعرف تصدقت به، وأنا أضمن لك علي الله الجنة فأطرق الفتي طويلا، ثم قال له: قد فعلت جعلت فداك. قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتي معنا إلي الكوفة فما ترك شيئا علي وجه الارض إلا خرج منه، حتي ثيابه التي علي بدنه، قال: فقسمت له قسمة، واشترينا له ثيابا، وبعثنا إليه بنفقة قال: فما أتي عليه إلا أشهر قلائل حتي مرض، فكنا نعوده قال: فدخلت عليه يوما وهو في السوق [145] قال: ففتح عينيه ثم قال: يا علي وفي لي والله صاحبك، قال: ثم مات، فتولينا أمره، فخرجت حتي دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فلما نظر إلي قال: يا علي وفينا والله لصاحبك قال: فقلت له: صدقت جعلت فداك، هكذا والله قال لي عند موته [146] .

106 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن داود بن زربي، قال: أخبرني مولي لعلي بن الحسين عليه السلام قال: كنت بالكوفة، فقدم أبو عبد الله عليه السلام الحيرة، فأتيته فقلت: جعلت فداك لو كلمت داود بن علي أو بعض هؤلاء فأدخل في بعض هذه الولايات؟ فقال: ما كنت لافعل قال: فانصرفت إلي منزلي، فتفكرت



[ صفحه 384]



فقلت: ما أحسبه منعني إلا مخافة أن أظلم أو أجور، والله لاتينه ولاعطينه الطلاق والعتاق والايمان المغلظة أن لا أظلم أحدا ولا أجور، ولاعدلن قال: فأتيته فقلت: جعلت فداك إني فكرت في إبائك علي فظننت أنك إنما كرهت ذلك مخافة أن أجور أو أظلم، وإن كل امرأة لي طالق، وكل مملوك، لي حر، وعلي وعلي إن ظلمت أحدا، أو جرت عليه، وإن لم أعدل، قال: كيف قلت؟ قال: فأعدت عليه الايمان، فرفع رأسه إلي السماء فقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك [147] .

107 - كا: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن كثير بن يونس عن عبد الرحمان بن سيابة قال: لما أن هلك أبي سيابة جاء رجل من إخوانه إلي فضرب الباب علي فخرجت إليه فعزاني وقال لي: هل ترك أبوك شيئا؟ فقلت له: لا، فدفع إلي كيسا فيه ألف درهم وقال لي: أحسن حفظها وكل فضلها فدخلت إلي امي وأنا فرح فأخبرتها، فلما كان بالعشي أتيت صديقا كان لابي فاشتري لي بضايع سابريا [148] وجلست في حانوت، فرزق الله عزوجل فيها خيرا وحضر الحج فوقع في قلبي، فجئت إلي امي فقلت لها: إنه قد وقع في قلبي أن أخرج إلي مكة فقالت لي: فرد دراهم فلان عليه، فهياتها وجئت لها إليه، فدفعتها إليه، فكأني وهبتها له، فقال: لعلك استقللتها؟ فأزيدك؟ قلت: لا ولكن وقع في قلبي الحج، وأحببت أن يكون شيئا عندك، ثم خرجت فقضيت نسكي، ثم رجعت إلي المدينة فدخلت مع الناس علي أبي عبد الله عليه السلام، وكان يأذن إذنا عاما فجلست في مواخير [149] الناس، وكنت حدثا فأخذ الناس يسألونه ويجيبهم.

فلما خف الناس عنه أشار إلي فدنوت إليه فقال لي: ألك حاجة؟ فقلت له: جعلت فداك أنا عبد الرحمان بن سيابة فقال: ما فعل أبوك؟ فقلت: هلك قال: فتوجع وترحم قال: ثم قال لي: أفترك شيئا؟ قلت: لا قال: فمن أين حججت



[ صفحه 385]



قال: فابتدأت فحدثته بقصة الرجل قال: فما تركني أفرغ منها حتي قال لي: فما فعلت الالف؟ قال: قلت: رددتها علي صاحبها قال: فقال لي: قد أحسنت وقال لي: ألا اوصيك؟ قلت: بلي جعلت فداك، قال: عليك بصدق الحديث، وأداء الامانة، تشرك الناس في أموالهم، هكذا، وجمع بين أصابعه قال: فحفظت ذلك عنه، فزكيت ثلاثمائة ألف درهم [150] .

108 - كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن ثعلبة، عن سعيد ابن عمرو الجعفي قال: خرجت إلي مكة وأنا من أشد الناس حالا، فشكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام فلما خرجت من عنده وجدت علي بابه كيسا فيه سبع مائة دينار فرجعت إليه من فوري ذلك فأخبرته فقال: يا سعيد اتق الله وعرفه في المشاهد وكنت رجوت أن يرخص لي فيه، فخرجت وأنا مغتم فأتيت مني فتنحيت عن الناس وتقصيت حتي أتيت الماروقه [151] .

فنزلت في بيت متنحيا من الناس ثم قلت: من يعرف الكيس قال: فأول صوت صوته إذا رجل علي رأسي يقول: أنا صاحب الكيس قال: فقلت في نفسي: أنت فلا كنت، قلت: ما علامة الكيس؟ فأخبرني بعلامته فدفعته إليه قال: فتنحي ناحية فعدها فإذا الدنانير علي حالها، ثم عد منها سبعين دينارا فقال: خذها حلالا خير من سبعمائة حراما فأخذتها ثم دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته كيف تنحيت، وكيف صنعت، فقال: أما إنك حين شكوت إلي أمرنا لك بثلاثين دينارا، يا جارية هاتها، فأخذتها وأنا من أحسن قومي



[ صفحه 386]



حالا [152] .

109 - كا: الحسين، عن أحمد بن هلال، عن زرعة، عن سماعة قال: تعرض رجل من ولد عمر بن بن الخطاب بجارية رجل عقيلي فقالت له: إن هذا العمري قد آذاني فقال لها: عديه، وأدخليه الدهليز، فأدخلته فشد عليه فقتله وألقاه في الطريق، فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون وقالوا: ما لصاحبنا كفو، لن نقتل به إلا جعفر بن محمد، وما قتل صاحبنا غيره، وكان أبو عبد الله عليه السلام قد مضي نحو قبا، فلقيته بما اجتمع القوم عليه فقال: دعهم قال: فلما جاء ورأوه وثبوا عليه، وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك، وما نقتل به أحدا غيرك.

فقال: لتكلمني منكم جماعة، فاعتزل قوم منهم فأخذ بأيديهم، فأدخلهم المسجد، فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد، معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا، ولا يأمر به انصرفوا.

قال: فمضيت معه فقلت: جعلت فداك ما كان أقرب رضاهم من سخط!؟ قال: نعم دعوتهم فقلت: أمسكوا وإلا أخرجت الصحيفة فقلت: وما هذه الصحيفة جعلني الله فداك؟ فقال: ام الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب فسطر [153] بها نفيل فأحبلها فطلبه الزبير، فخرج هاربا إلي الطائف، فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف فقالوا: يا أبا عبد الله ما تعمل ههنا؟ قال: جاريتي سطر بها نفيلكم، فخرج منه إلي الشام، وخرج الزبير في تجارة له إلي الشام، فدخل علي ملك الدومة [154] فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجة قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: رجل



[ صفحه 387]



من أهلك قد أخذت ولده، فاحب أن ترده عليه قال: ليظهر لي حتي أعرفه، فلما أن كان من الغد دخل إلي الملك، فلما رآه الملك ضحك فقال: ما يضحكك أيها الملك قال: ما أظن هذا الرجل ولدته عربية، لما رآك قد دخلت لم يملك استه أن جعل يضرط فقال: أيها الملك إذا صرت إلي مكة قضيت حاجتك، فلما قدم الزبير تحمل ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه فأبي ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل أما علمتم ما فعل في ابني فلان، ولكن امضوا أنتم إليه فقصدوه وكلموه، فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دولة، وإن ابن هذا ابن الشيطان ولست آمن أن يترأس علينا، ولكن أدخلوه من باب المسجد علي علي أن أحمي له حديدة، وأخط في وجهه خطوطا، وأكتب عليه وعلي ابنه، أن لا يتصدر في مجلس ولا يتأمر علي أولادنا ولا يضرب معنا بسهم، قال: ففعلوا وخط وجهه بالحديدة وكتب عليه الكتاب، وذلك الكتاب عندنا، فقلت لهم: إن أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب، ففيه فضيحتكم فأمسكوا. وتوفي مولي لرسول الله صلي الله عليه وآله لم يخلف وارثا، فخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام وكان هشام بن عبد الملك قد حج في تلك السنة، فجلس لهم فقال داود ابن علي: الولاء لنا وقال أبو عبد الله عليه السلام: بل الولاء لي، فقال داود بن علي: إن أباك قاتل معاوية فقال: إن كان أبي قاتل معاوية، فقد كان حظ أبيك فيه الاوفر ثم فر بجنايته [155] وقال: والله لاطوقنك غدا طوق الحمامة، فقال له داود بن



[ صفحه 388]



علي: كلامك هذا أهون علي من بعرة في وادي الازرق [156] فقال: أما إنه واد ليس لك ولا لابيك فيه حق قال: فقال هشام: إذا كان غدا جلست لكم، فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله عليه السلام ومعه كتاب في كرباسة، وجلس لهم هشام، فوضع أبو عبد الله عليه السلام الكتاب بين يديه، فلما قرأه قال: ادعوا إلي جندل الخزاعي وعكاشة الضميري، وكانا شيخين، قد أدركا الجاهلية، فرمي الكتاب إليهما فقال: تعرفان هذه الخطوط؟ قالا: نعم هذا خط العاص بن امية، وهذا خط فلان وفلان لفلان من قريش، وهذا خط حرب بن امية فقال هشام: يا أبا عبد الله أري خطوط أجدادي عندكم؟ فقال: نعم، قال: قد قضيت بالولاء لك قال: فخرج وهو يقول:



إن عادت العقرب عدنا لها

وكانت النعل لها حاضرة [157] .





[ صفحه 389]



قال: فقلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فان نثيلة كانت أمة لام الزبير ولابي طالب وعبد الله، فأخذها عبد المطلب فأولدها فلانا فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من امنا، وابنك هذا عبد لنا، فتحمل عليه ببطون قريش قال: فقال: قد أجبتك علي خلة، علي أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس، ولا يضرب معنا بسهم، فكتب عليه كتابا وأشهد عليه، فهو هذا الكتاب [158] .

اقول: قد مضي شرح الخبر في كتاب الفتن، وسيأتي أحوال هشام بن الحكم في باب مفرد، وقد مضي أحوال الهشامين في باب نفي الجسم والصورة، وأحوال جماعة من أصحابه في باب مكارم أخلاقه عليه السلام.

110 - ختص: ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير أن هشام بن سالم قال له: ما اختلفت أنا وزرارة قط فأتينا محمد بن مسلم فسألناه عن ذلك إلا قال لنا: قال أبو جعفر عليه السلام فيها كذا وكذا وقال أبو عبد الله عليه السلام فيها: كذا وكذا [159] .

111 - ختص: ابن قولويه عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: سألت عبد الله بن محمد بن خالد، عن محمد بن مسلم قال: كان رجلا شريفا موسرا فقال له أبو جعفر: تواضع يا محمد، فلما انصرف إلي الكوفة أخذ قوسرة من تمر مع الميزان وجلس علي باب مسجد الجامع، وجعل ينادي عليه، فأتاه قومه فقالوا له: فضحتنا فقال: إن مولاي أمرني بأمر فلن اخالفه، ولن أبرح حتي أفرغ من بيع ما في هذه القوسرة، فقال له قومه: أما إذ أبيت إلا أن تشتغل ببيع وشري فاقعد في الطحانين



[ صفحه 390]



فقعد في الطحانين فهيأ رحي وجملا وجعل يطحن، وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد البرقي: أنه كان مشهورا في العبادة، وكان من العباد في زمانه [160] .

112 - ختص: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أحد أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلا زرارة وأبو بصير المرادي، ومحمد بن مسلم، و بريد بن معاوية، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدي، هؤلاء حفاظ الدين و امناء أبي علي حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا وفي الاخرة [161] .

113 - ختص: ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة لاندرست أحاديث أبي [162] .

114 - ختص: ابن الوليد، عن ابن متيل، عن النهاوندي، عن أحمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي بصير قال: أتيت أبا عبد الله عليه السلام بعد أن كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي، مع أني لست أري ما أصبر إليه في آخرتي. فقال: يا أبا محمد إنك لتقول هذا القول؟ فقلت: جعلت فداك كيف لا أقوله؟! فقال: أما علمت أن الله تبارك وتعالي يكرم الشباب منكم، ويسحيي من الكهول. قلت: جعلت فداك كيف يكرم الشباب منا ويسحيي من الكهول؟ قال: يكرم الشباب منكم أن يعذبهم، ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم، فهل سررتك؟ قال: قلت جعلت فداك زدني فإنا قد نبزنا نبزا انكسرت له ظهرونا، وماتت له أفئدتنا، واستحلت به الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم هؤلاء، قال: فقال: الرافضة؟ قلت: نعم.



[ صفحه 391]



قال: فقال: والله ما هم سموكم بل الله سماكم، أما علمت أنه كان مع فرعون سبعون رجلا من بني إسرائيل يدينون بدينه، فلما استبان لهم ضلال فرعون وهدي موسي، رفضوا فرعون ولحقوا موسي، وكانوا في عسكر موسي أشد أهل ذلك العسكر عبادة وأشدهم اجتهادا إلا أنهم رفضوا فرعون، فأوحي الله إلي موسي أن أثبت لهم هذا الاسم في التوارة، فإني قد نحلتهم، ثم ذخر الله هذا الاسم حتي سماكم به إذ رفضتم فرعون وهامان وجنودهما واتبعتم محمدا وآل محمد. يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني.

فقال: افترق الناس كل فرقة واستشيعوا كل شيعة، فاستشيعتم مع أهل بيت نبيكم، فذهبتم حيث ذهب الله، واخترتم ما اختار الله، وأحببتم من أحب الله وأردتم من أراد الله، فابشروا ثم ابشروا ثم ابشروا، فأنتم والله المرحومون، المتقبل من محسنكم، والمتجاوز عن مسيئكم، من لم يلق الله بمثل ما أنتم عليه لم يتقبل الله منه حسنة، ولم يتجاوز عنه سيئة، يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت جعلت فداك زدني.

فقال: إن الله وملائكته يسقطون الذنوب من ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق عن الشجر في أوان سقوطه، وذلك قول الله " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض " [163] فاستغفارهم والله لكم دون هذا العالم، فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: لقد ذكركم الله في كتابه فقال " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " [164] والله ما عني غيركم إذ وفيتم بما أخذ عليكم ميثاقكم من ولايتنا إذ لم تبدلوا بنا غيرنا، ولو فعلتم لعيركم الله كما عير غيركم في كتابه إذ يقول " وما وجدنا لاكثرهم من



[ صفحه 392]



عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " [165] فهل سررتك؟ قال: قلت جعلت فداك زدني. قال: لقد ذكركم الله في كتابه فقال: " الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " [166] فالخلق والله أعداء غيرنا وشيعتنا، وما عني بالمتقين غيرنا وغير شيعتنا، فهل سررتك يا أبا محمد؟. قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: لقد ذكركم الله في كتابه فقال " ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا " [167] فمحمد صلي الله عليه وآله النبيين و، ونحن الصديقين و الشهداء، وأنتم الصالحون، فتسموا بالصلاح كما سماكم الله، فوالله ما عني غيركم فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: لقد جمعنا الله وولينا وعدونا في آية من كتابه فقال: " قل [يا محمد] هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولو الالباب " [168] فهل سررتك؟. قال: قلت: جعلت فداك زدني، فقال: ذكركم الله في كتابه فقال: " ما لنا لا نري رجالا كنا نعدهم من الاشرار " [169] فأنتم في النار تطلبون وفي الجنة والله تحبرون، فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. قال: فقال لقد ذكركم الله في كتابه فأعاذكم من الشيطان فقال: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " [170] والله ما عني غيرنا وغير شيعتنا، فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، قال: والله لقد ذكركم الله في كتابه فأوجب لكم



[ صفحه 393]



المغفرة فقال: " " يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا " [171] قال: يا أبا محمد فإذا غفر الله الذنوب جميعا فمن يعذب؟ والله ما عني غيرنا وغير شيعتنا، وإنها لخاصة لنا ولكم، فهل سررتك؟ قال: قلت جعلت فداك زدني، قال: والله ما استثني الله أحدا من الاوصياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته إذ يقول " يوم لا يغني مولي عن مولي شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم " [172] والله ما عني بالرحمة غير أمير المؤمنين وشيعته، فهل سررتك؟. قال: قلت: جعلت فداك زدني. قال: فقال علي بن الحسين عليه السلام ليس علي فطرة الاسلام غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس من ذلك براء [173] .

115 - ختص: أحمد بن محمد بن يحيي، عن عبد الله الحميري، عن أحمد بن هلال، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: شهد أبو كدينة الازدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض، ونظر في وجههما مليا، ثم قال: جعفريين فاطميين، فبكيا فقال لهما: ما يبكيكما؟ فقالا: نسبتنا إلي أقوام لا يرضون بأمثالنا أن نكون من إخوانهم، لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتنا إلي رجل لا يرضي بأمثالنا أن نكون من شيعته، فإن تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل قديما فينا فتبسم شريك ثم قال: إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم يا وليد أجزهما هذه المرة ولا يعودا، قال: فحججنا فخبرنا أبا عبد الله عليه السلام بالقصة فقال: وما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار [174] .

116 - ختص: أحمد بن محمد بن يحيي، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: أقام محمد بن مسلم أربع سنين بالمدينة



[ صفحه 394]



يدخل علي أبي جعفر عليه السلام يسأله، ثم كان يدخل علي أبي عبد الله عليه السلام يسأله قال ابن أبي عمير: سمعت عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان يقولان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم [175] .

117 - ختص: أبو جعفر الاحول، محمد بن النعمان، مؤمن الطاق، مولي لبجيلة وكان صيرفيا. ولقبه الناس شيطان الطاق، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه فقال: لهم ستوق [176] فقالوا: ما هو إلا شيطان الطاق، وأصحابنا يلقبونه مؤمن الطاق، كان من متكلمي الشيعة مدحه أبو عبد الله عليه السلام علي ذلك [177] .

118 - ختص: ذكر أبو النصر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل علي أبي عبد الله عليه السلام شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله فكان يسمع من أصحابه ويأبي أن يدخل عليه إجلالا له وإعظاما له عليه السلام، وذكر يونس بن عبد الرحمن أن ابن مسكان كان رجلا مؤمنا، وكان يتلقي أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم [178] .

119 - ختص: حريز بن عبد الله انتقل إلي سجستان وقتل بها، وكان سبب قتله أن كان له أصحاب يقولون بمقالته، وكان الغالب علي سجستان الشراة [179] وكان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب أمير المؤمنين عليه السلام وسبه، فيخبرون حريزا ويستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك فأذن لهم، فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل فلا يتوهمون علي الشعية لقلة عددهم، ويطالبون المرجئة ويقاتلونهم فلا يزال الامر هكذا حتي وقفوا عليه فطلبوهم، فاجتمع أصحاب حريز إلي حريز



[ صفحه 395]



في المسجد فعرقبوا [180] عليهم المسجد وقلبوا أرضه رحمهم الله [181] .

120 - ختص: محمد بن علي، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني، عن أبي أحمد الازدي، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل المفضل بن عمر، فلما بصر به ضحك إليه ثم قال: إلي يا مفضل! فو ربي إني لاحبك واحب من يحبك يا مفضل، لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضل: يا ابن رسول الله لقد حسبت أن أكون قد انزلت فوق منزلتي، فقال عليه السلام: بل انزلت المنزلة التي أنزلك الله بها، فقال: يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله صلي الله عليه وآله، قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم قال: منزلة المقداد من رسول الله صلي الله عليه وآله.

قال: ثم أقبل علي فقال: يا عبد الله بن الفضل إن الله تبارك وتعالي خلقنا من نور عظمته، وصنعنا برحمته، وخلق أرواحكم منا، فنحن نحن إليكم وأنتم تحنون إلينا، والله لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا وينقصوا منهم رجلا ما قدروا علي ذلك، وإنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم، يا عبد الله بن الفضل ولو شئت لاريتك اسمك في صحيفتنا، قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة فقلت: يا ابن رسول الله ما أري فيها أثر الكتابة قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي فسجدت لله شكرا [182] .



[ صفحه 396]




پاورقي

[1] الاحتجاج ص 193.

[2] نفس المصدر ص 263 - 264.

[3] قرب الاسناد ص 12.

[4] الاختصاص ص 68 - 69.

[5] رجال الكشي ص 213.

[6] بشه: أي ابتش به بأن سر وفرح به واقبل عليه بطلاقة وجه.

[7] الاختصاص ص 69 واخرجه الكشي في رجاله ص 214.

[8] نفس المصدر ص 69.

[9] قرب الاسناد ص 30.

[10] بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.

[11] قرب الاسناد ص 42.

[12] نفس المصدر ص 193 وفيه تمام الخبر.

[13] امالي الطوسي ص 78.

[14] نفس المصدر ص 171.

[15] علل الشرائع ص 528.

[16] الكافي ج 5 ص 94.

[17] سورة الحج الاية: 29.

[18] معاني الاخبار ص 340.

[19] نفس المصدر 388 بزيادة في آخره.

[20] كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 165.

[21] كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 165.

[22] نفس المصدر ج 1 ص 166.

[23] نفس المصدر ج 1 ص 166.

[24] سورة النساء، الاية: 100 والحديث في تفسير العياشي ج 1 ص 270 واخرجه الطبرسي في المجمع ج 3 ص 100.

[25] الاختصاص ص 85.

[26] كمال الدين ج 1 ص 166.

[27] غيبة الشيخ الطوسي ص 223.

[28] ورد ضبطه في رجال ابن داود ص 139 بالجيم والنون بياع الجون وكذلك في أيضاح الاشتباه ص 35 وفي الكشي في ترجمة المفضل بن عمر ص 209 في طريق رواية خالد الجوان، وفي النجاشي ص 109 أيضا الجوان وحكي عن خط العلامة في الخلاصة مضبوطا الجوان.

[29] بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.

[30] المحاسن للبرقي ج 1 ص 70.

[31] بصائر الدرجات ج 7 باب 5 ص 91.

[32] المحاسن ج 1 ص 146.

[33] غيبة الشيخ الطوسي ص 224.

[34] غيبة الشيخ الطوسي ص 224.

[35] نفس المصدر ص 223.

[36] نفس المصدر ص 224.

[37] الخرائج والجرائح ص 264.

[38] الارشاد ص 307.

[39] ذكر زرارة هنا غريب، إذ غيبته في هذا الوقت عن المدينة معروف - كذا - والظاهر مكانه المفضل كما مر، أو الفضيل كما في الكافي، منه رحمه الله - عن هامش المطبوعة.

[40] الارشاد ص 310.

[41] المناقب ج 3 ص 409.

[42] الارشاد ص 342.

[43] السرائر في المستطرفات من كتاب ابان بن تغلب.

[44] السرائر في المستطرفات من كتاب ابان بن تغلب.

[45] السرائر في المستطرفات من جامع البزنطي.

[46] سورة البقرة الاية: 8.

[47] تفسير العياشي ج 1 ص 326 وأخرجه السيد البحراني في تفسيره البرهان ج 1 ص 478 والاية 53 في سورة المائدة.

[48] هذا اقتباس من قوله تعالي: " فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اتريدون ان تهدوا من اضل الله ".

[49] سورة الانعام الاية: 121.

[50] تفسير العياشي ج 1 ص 375 واخرجه البحراني في البرهان ج 1 ص 552 و في المصدر: إذا اصبت الجواب، أو قال الكلام.

[51] هجرت: أي خرجت وقت الهاجرة وهي نصف النهار في القيظ أو من عند زوال الشمس إلي العصر، لان الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا.

[52] سورة الاعراف الاية: 152.

[53] تفسير العياشي ج 2 ص 29 واخرجه الكشي ص 151 والبحراني في البرهان ج 2 ص 38.

[54] نفس المصدر ج 2 ص 30.

[55] امالي المفيد ص 18.

[56] نفس المصدر ص 76.

[57] الاختصاص ص 68 واخرجه الكشي في رجاله ص 213.

[58] سورة طه الاية: 132.

[59] الاختصاص ص 195 بزيادة في آخره.

[60] المناقب ج 3 ص 362.

[61] نفس المصدر ج 3 ص 400.

[62] الاختصاص ص 196.

[63] رجال الكشي ص 158.

[64] نفس المصدر ص 226.

[65] المصدر السابق ص 234.

[66] الاختصاص ص 196.

[67] الاختصاص ص 196.

[68] رجال الكشي ص 240.

[69] رجال الكشي ص 241.

[70] نفس المصدر ص 241.

[71] القوهي المروي: ضرب من الثياب بيض منسوبة إلي قوهستان وهي قصبة من قصبات خراسان.

[72] رجال الكشي ص 248 وليس في آخر الحديث لفظ " به ".

[73] نفس المصدر ص 249 وفيه " عرابها " بدل " عزاليها ".

[74] الجريث: هو بالثاء المثلثة كسكيت ضرب من السمك يشبه الحيات.

[75] سورة المائدة الاية: 5.

[76] مسكي: المسك بسكون السين: الجلد جمع مسك ومسوك والقطعة منه مسكة.

[77] رجال الكشي ص 249 بتفاوت.

[78] نفس المصدر ص 248.

[79] سورة ق الاية: 24.

[80] بشارة المصطفي ص 59 مع ذكر خصوصيات في السند.

[81] تنبيه الخواطر ص 12 طبع النجف الاشرف.

[82] سورة الاحزاب الاية: 70.

[83] الكافي ج 8 ص 107.

[84] نفس المصدر ج 5 ص 559.

[85] الكافي ج 6 ص 271.

[86] سورة الاعراف، الاية: 32.

[87] نفس المصدر ج 6 ص 442 وفيه " اقتداره " مكان " اقتاره ".

[88] الكافي ج 6 ص 443.

[89] القاموس ج 1 ص 116.

[90] نفس المصدر ج 6 ص 443 وفيه " قطر بين " مكان " قطويين " والظاهر انه تصحيف أو هو نسبة إلي قطر وهي قرية في سوريا أو هي قطر التي تقع علي سيف الخط بين عمان والعقير والتي هي اليوم مشيخة مستقلة شبه جزيرة علي ساحل جزيرة العرب شرقا في خليج فارس غنية بالنفط.

[91] الكافي ج 2 ص 512.

[92] نفس المصدر ج 3 ص 130.

[93] المصدر السابق ج 3 ص 133.

[94] تفسير فرات بن ابراهيم ص 29.

[95] رجال الكشي ص 243.

[96] الكافي ج 3 ص 546.

[97] القرة: أي الباردة وهو من القر بمعني البرد.

[98] الكافي ج 4 ص 36.

[99] سورة طه، الاية 82.

[100] الكافي ج 1 ص 392.

[101] نفس المصدر ج 1 ص 403 وفيه " نضر الله عبدا سمع مقالتي " بدل " نصر الله الخ " ولعله الانسب.

[102] المصدر السابق ج 1 ص 545 وفيه " ان تستأذن " بدل " تسأل " وفي أصل مطبوعة الكمباني " تحل " وتفاوت وزيادة فلتلاحظ.

[103] خافض: هو فاعل من الخفض وهو لين العيش وسعته.

[104] الجابي: هو الذي يأخذ الخراج ويجمعه.

[105] التهذيب ج 3 ص 312.

[106] الكافي ج 4 ص 271.

[107] الصحاري: نسبة إلي صحار بالمهملات مع التحريك قرية باليمن تنسب إليها الثياب.

[108] الحبرة: كعنبة ثوب يصنع باليمن من قطن أو كتان مخطط يقال برد حبرة علي الوصف وبرد حبرة علي الاضافة والجمع حبر وحبرات كعنب وعنبات ففي القاموس: كسحاب السنبل الذي تخطئه المناجل.

[109] العجوة: ضرب من أجود التمر يضرب إلي السواد.

[110] اللقاط: من التمر هو ما تخطئه الايدي.

[111] لون: هو جنس ردئ من التمر. وقيل هو الدقل.

[112] الكافي ج 1 ص 400.

[113] نفس المصدر ج 4 ص 404.

[114] نفس المصدر ج 4 ص 452.

[115] الكافي ج 2 ص 190.

[116] الاختصاص ص 260.

[117] الكافي ج 4 ص 259.

[118] اجتر: واجدر، الشئ: جره.

[119] الكافي ج 2 ص 222.

[120] الجداء: جمع جدي وهو ولد الماعز في السنة الاولي جمع أجد وجداء وجديان.

[121] الكافي ج 2 ص 242.

[122] سورة النحل، الاية: 120.

[123] الكافي ج 2 ص 243.

[124] الاختصاص ص 195.

[125] نفس المصدر ص 195.

[126] سورة الشوري، الاية: 52.

[127] الكافي ج 2 ص 160.

[128] قصر ابن هبيرة: ينسب إلي يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق لمروان بن محمد، بناه بالقرب من جرسورا.

[129] النيل: بكسر أوله اسم لعدة مواضع منها: بليدة في سواد الكوفة، قرب حلة بني مزيد، بخترقها نهر يتخلج من الفرات العظمي حفره الحجاج بن يوسف.

[130] ما بين القوسين موجود في المصدر وقد سقط من مطبوعة الكمباني.

[131] الكافي ج 5 ص 290.

[132] الكافي ج 5 ص 304 وفيه " جئني به " بدل " وجئ به ".

[133] نفس المصدر ج 5 ص 309.

[134] الحماليق: جمع حملاق وحملاق وحملوق كعصفور، من العين: باطن أجفانها الذي يسوده الكحل أو هو ما غطته الاجفان من بياض المقلة.

[135] الاجدع: مقطوع الانف.

[136] أصل زيد النرسي ص 46 من الاصول الستة عشر طبع ايران.

[137] الطبرزد: نوع من التمر سمي به لشدة حلاوته تشبيها بالسكر الطبرزد.

[138] الجلواز: الشرطي الذي يحف في الذهاب والمجئ بين يدي الامير جمع جلاوزة.

[139] برهوت: بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان: واد في حضرموت فيه بئر يتصاعد منها لهيب الاسفلت مع صوت الغليان وروائح كريهة، جاء أن فيه أرواح الكفار.

[140] مشارق انوار اليقين ص 221 بتفاوت.

[141] نفس المصدر ص 221 وفيه " واماما له علي الحوض عروفا ".

[142] الاختصاص ص 8 وليس في المطبوع ذكر ابان بن تغلب مع الجماعة.

[143] الكافي ج 5 ص 314.

[144] أغمضت في مطالبه: أي تساهلت في تحصيله ولم أجتنب فيه الحرام والشبهات.

[145] السوق: هو حالة نزع الروح من الميت.

[146] الكافي ج 5 ص 106.

[147] نفس المصدر ج 5 ص 107.

[148] السابري: ضرب من الثياب الرقاق تعمل بسابور موضع بفارس.

[149] المواخير: جلس في مواخير الناس أي في مؤخرتهم.

[150] الكافي ج 5 ص 134.

[151] الماورقة: لم نعثر لهذه الكلمة علي معني مناسب سوي ما يستفاد من السياق من أنها اسم مكان لم نتحقق من موضعه، وقد نقل انها وردت بصور مختلفة منها: الماروقة والماقوقة والمأفوقة وقد يكون في الكلمة تصحيف وأن الصواب فيها الماقوفة اسم مفعول من الوقف علي غير القياس وأن المراد بها المنازل الموقوفة بمني لمن لا فسطاط له، كما ونقل أن في نسخة صحيحة من الكافي " الموقوفة " ومعناها ظاهر يغني عن البيان.

[152] الكافي ج 5 ص 138 وفيه [الموقوفة] مكان [الماورقة].

[153] سطر: بالمهملات: أي زخرف لها الكلام وخدعها، وفي بعض النسخ شطر بها - بالمعجمة - أي قصد قصدها ومن المحتمل قويا تصحيف الكلمة وصوابها " فسطا بها " من السطو بمعني الوثوب عليها والقهر لها.

[154] الدومة: بالضم وقد تفتح هي دومة الجندل، قيل هي من أعمال المدينة حصن علي سبعة مراحل من دمشق، بينها وبين المدينة.

[155] هذا الحديث من حديث الغالية، ويكفي في الاعراض عنه ان في طريقه أحمد ابن هلال وهو العبرتائي الذي وصفه الشيخ بانه كان غاليا متهما في دينه، وقال فيه العلامة: ورد فيه ذموم عن سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام، وقال الميرزا محمد في رجاله الكبير: وعندي ان روايته غير مقبولة. هذا من جهة السند، واما نسبة الخيانة إلي حبر الامة عبد الله بن عباس (رض) فهي من أحاديث الوضاعين وقد اشترك في تركيزها عدة عوامل أهمها سلطان بني أمية بادئ الامر وخصوم بني العباس أخيرا، وقد استعرضنا في كتابنا الكبير في حياة عبد الله بن عباس (رض) في الجزء الرابع منه جميع النقود التي طعن بها في ساحة ابن عباس (رض) ومنها - وهو اهمها - حديث الخيانة المزعوم، وقد ذكرنا صوره وأدلة القائلين به، وناقشناه من حيث السند والدلالة مضافا إلي ما ذكرناه من مكانة الحبر ابن عباس (رض) عند أئمة أهل البيت من معاصريه، وشيعتهم، وغير ذلك مما يكذب الحديث المزعوم ويبري ساحة ذلك الحبر الجليل، واسأل الله أن يوفقنا لطبعه ونشره ليعم نفعه.

[156] وادي الازرق: بالحجاز.

[157] هذا البيت من أبيات للفضل بن العباس بن عتبة اللهبي قالها في رجل من بني كنانة يقال له عقرب بن أبي عقرب وكان تاجرا حناطا وهو شديد المطل حتي ضرب المثل بمطله فقيل (أمطل من عقرب) فداين الفضل اللهبي وكان شديد الاقتضاء، فمطله عقرب ثم مر به الفضل وهو يبيع حنطة له ويقول:



جاءت به ضابطة التجار

ضافية كقطع الاوتار



فقال الفضل يهجوه:



قد تجرت عقرب في سوقنا

يا عجبا للعقرب التاجرة



قد صافت العقرب واستيقنت

أن ما لها دنيا ولا آخرة



ان عادت العقرب عدنالها

وكانت النعل لها حاضرة



ان عدوا كيده في أسته

لغير ذي كيد ولا ثائرة



كل عدو يتقي مقبلا

وعقرب تخشي من الدابرة



كأنها إذ خرجت هودج

سدت كواه رقعة بائرة



لاحظ الاغاني ج 15 ص 7 طبع الساسي، والامثال للميداني ص 133 طبع البهية بميدان الازهر بمصر، وحياة الحيوان للدميري طبع ايران مادة " عقرب " الامثال.

[158] الكافي ج 8 ص 258.

[159] الاختصاص ص 53.

[160] الاختصاص ص 51 وأخرجه الكشي في رجاله ص 110.

[161] نفس المصدر ص 66 وأخرجه الكشي في رجاله ص 90.

[162] المصدر السابق ص 66 وأخرجه الكشي في رجاله ص 90.

[163] سورة الشوري، الاية: 3.

[164] سورة الاحزاب، الاية: 23.

[165] سورة الاعراف، الاية: 102.

[166] سورة الاعراف، الاية: 67.

[167] سورة النساء، الاية 71.

[168] سورة الزمر، الاية: 9.

[169] سورة ص، الاية: 62.

[170] سورة الحجر، الاية: 42.

[171] سورة الزمر، الاية: 53.

[172] سورة الدخان، الاية 42 - 43.

[173] الاختصاص ص 104 وأخرجه الكليني في الروضة ص 33 بتفاوت بين الجميع.

[174] نفس المصدر ص 202 وأخرجه الكشي في رجاله ص 108.

[175] المصدر السابق ص 203 وأخرجه الكشي في رجاله ص 111.

[176] ستوق: درهم زيف ملبس بالفضة.

[177] الاختصاص ص 204 وأخرجه الكشي في رجاله ص 122.

[178] نفس المصدر ص 207 وأخرجه الكشي في رجاله ص 243.

[179] الشراة: هم الخوارج سموا بذلك لقولهم شرينا أنفسنا في طاعة الله.

[180] عرقبوا عليهم المسجد: أي هدموه عليهم من قواعده أخذا من قولهم عرقب الفرس ضربه علي قوائمه.

[181] الاختصاص ص 207 وأخرجه الكشي في رجاله ص 244.

[182] نفس المصدر ص 216 وأخرجه الكشي في رجاله ص 108.


دانشگاه امام صادق


امام صادق عليه السلام از فاصله ي زماني انتقال قدرت از بني اميه به بني عباس كه نسبتا مدت زمان خوبي بود استفاده نمود و دست به تشكيل دانشگاه بزرگ اسلامي زد و مدينه را كه مهبط وحي بود مركز دانشگاه خود قرار داد و مسجد پيامبر را محل تدريس خويش كرد. آري امام جعفر صادق عليه السلام از فرصت استفاده كرد و دانشگاه اسلامي را توسعه بخشيد.

مورخين تعداد شاگردان و فارغ التحصيلان دانشگاه امام صادق عليه السلام را «چهار هزار» نفر ذكر كرده اند.

امام صادق عليه السلام شاگردان خود را دسته دسته كرده بودند و به هر دسته اي درس مخصوص مي دادند. به عده اي فقه، به عده اي جغرافيا، حساب، شيمي، فيزيك،...

آن حضرت شاگردان خود را به جامعه ي شيعه معرفي فرموده و لياقت آنها را در اموري كه به آنها محول شده بود تأييد مي كردند. مثلا «ابان بن تغلب» وظيفه داشت كه در مسجد بنشيند و فقه آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم را به مردم ياد دهد و فتاوي امام صادق عليه السلام را به اطلاع مردم برساند.

«حمران بن اعين» مسئول جوابگوئي سؤالاتي بود كه درباره ي قرآن مي شد «زرارة بن اعين» متصدي مناظرات فقهي بود.

«مؤمن طاق» بحثهاي كلامي را به عهده داشت و «هشام بن حكم» در بحث عقايد و به خصوص بحث مربوط به امامت انجام وظيفه مي كرد.


همياري با برادران ديني


تعاون و همياري در بين پيروان اهل بيت عليهم السلام گذشته از اينكه موجب نزديكي دل ها و ايجاد انس و محبت مي شود، از مهم ترين عوامل اقتدار و تحكيم ارتباط در ميان آنان مي باشد.

آنان با كنار گذاشتن اختلاف نظرها و سليقه هاي مختلف و احترام به همديگر در پيشبرد و نشر فرهنگ اهل بيت عليهم السلام نهايت سعي خود را مبذول مي دارند. شيعيان حقيقي با دوري از هواي نفس و رد خواست هاي شيطاني مخالفين مكتب متعالي تشيع، با همديگر مانوس شده و در راه ترويج معارف اسلامي و آموزه هاي اهل بيت عليهم السلام تلاش مي كنند. امام صادق عليه السلام در اين مورد به يكي از ياران خود مي فرمايد: «بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب، فوالله لا تنال ولايتنا الا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الاخوان في الله [1] ; به شيعيان ما برسان و بگو: مبادا گروه ها [ي منحرف] شما را اغفال كنند، به خدا سوگند! به ولايت ما اهل بيت نمي توان رسيد مگر با تقوي و تلاش در دنيا و همكاري با برادران ديني در راه خدا.»


پاورقي

[1] تحف العقول، ص 303.


خطابه


سپس از راه خطابه استدلال نموده به اين جمله كه آيا مي داني كه زمين و آسمان زير و زبري دارند؟ تا آنجا كه مي فرمايد: آيا خردمند به خود اجازه مي دهد چيزي را كه نمي داند و نمي شناسد انكار نمايد. منظور از اين بيان آن است كه خصم را از مقام انكار بيرون آورده و به مرحله شك و ترديد آورد، تا آماده قبول حق گردد.

خلاصه ي استدلال اين است كه تو براي اينكه آفريننده ي جهان را نديده اي او را انكار مي كني و اگر ديده بودي انكار نمي كردي. مگر تو احاطه ي كامل به تمام جهان داري و تمام عوالم را ديده اي؟ شايد خدا در مقام و موضعي كه تو نديده اي، وجود داشته باشد.

اينكه مي گويي گمان مي كنم در ماوراء آسمانها نباشد، دليل عجز توست. چون به نبود خداوند يقين نداري، و اگر قادر به تحصيل يقين بودي اينطور تعبير نمي كردي، و عاقل چيزي را كه دليلي بر نفي آن ندارد، انكار نمي كند.

در نتيجه آن زنديق دانست كه براي انسان خردمند زشت است كه بدون دليل قاطع چيزي را انكار كند، بنابراين اقرار نمود كه من در وجود خدا شك و ترديد دارم; شايد باشد و شايد نباشد.


ديگر مدفونين بقيع


1 - عقيل بن ابي طالب: مادرش فاطمه بنت اسد بود. او برادر امير مؤمنان علي عليه السلام و از آن حضرت بيست سال بزرگتر بود. در راه گسترش اسلام فداكاري هاي بسياري از خود نشان داد و در دوران پيري نابينا شد. وي قبل از واقعه حَرّه در سال 20 هجري قمري درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.



[ صفحه 23]



2 - عبدالله بن جعفر: مادرش اسماء بنت عُميس بود. اسماء پس از آن كه همراه شوهرش جعفر به حبشه هجرت كرد، عبدالله و دو فرزند ديگرش محمد و عون را در آن جا به دنيا آورد. عبدالله در جنگ موته پدر را از دست داد و در طول حيات رسول خدا صلي الله عليه وآله و سپس همراه با امير مؤمنان فداكاري هاي بسياري در راه گسترش اسلام از خود نشان داد. حضرت علي عليه السلام زينب كبري عليها السلام را به ازدواج او درآورد، فرزندش عون در كربلا به شهادت رسيد و دو



[ صفحه 24]



فرزند ديگرش نيز به دست امويان در واقعه حرّه در مدينه به شهادت رسيدند. وي در سال 80 هجرت به سن 90 سالگي در مدينه درگذشت و در كنار عقيل در بقيع دفن شد.

3 - محمد بن علي معروف به ابن حنفيّه او از شخصيت هاي معروف صدر اسلام و فرزند بزرگوار اميرمؤمنان عليه السلام است. در جنگ هاي آن حضرت با قاسطين و مارقين و ناكثين شركت داشت و در سال 81 هـ. ق درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.

4 - ابوسفيان بن حارث: وي كه پسر عموي پيامبر صلي الله عليه وآله بود، در سال 20 هجري در مدينه درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.

5 - اسماعيل بن جعفر: او فرزند امام صادق عليه السلام بود كه با اهل و عيال خود در منطقه عُرَيض به سر مي برد و سرانجام در دوران حيات پدر بزرگوارش در سال 143 هـ. ق زندگي را بدرود گفت و در فاصله حدود 15 متري قبور ائمه در بقيع به خاك سپرده



[ صفحه 25]



شد. پس از احداث خيابان اباذر قبر اسماعيل به داخل بقيع منتقل گرديد.

6 - عثمان بن مظعون: وي از افاضل صحابه پيامبر صلي الله عليه وآله و سيزدهمين كسي بود كه به رسول خدا صلي الله عليه وآله ايمان آورد. او دوبار به حبشه هجرت كرد و در جنگ بدر شركت داشت و پس از بازگشت در بيست و دومين ماه هجرت درگذشت. عثمان بن مظعون نخستين مهاجري بود كه در مدينه درگذشت و در بقيع دفن شد.

7 - اسعد بن زراره: وي از بيعت كنندگان با پيامبر در عقبه و نخستين كسي بود كه به دستور رسول خدا صلي الله عليه وآله نماز جمعه را در مدينه اقامه كرد. او در سال اول هجرت و در حالي كه هنوز بناي مسجد النبي صلي الله عليه وآله به پايان نرسيده بود درگذشت. رسول خدا صلي الله عليه وآله بر نعش او حاضر شد و وي را غسل داد و كفن پوشانيد و در حالي كه مي گريست او را در بقيع به قبر نهاد.

8 - خُنيس بن حُذافه: وي از هجرت كنندگان به حبشه و از نخستين اسلام آورندگان بود و بر اثر زخمي كه در جنگ بدر برداشت،



[ صفحه 26]



سرانجام به شهادت رسيد. پيامبر صلي الله عليه وآله بر جنازه اش نماز گزارد و او را كنار قبر عثمان بن مظعون در بقيع به خاك سپرد.

9 - سعد بن معاذ: سعد از قبيله اوس و از صحابه بزرگ پيامبر صلي الله عليه وآله بود و در جنگ بدر پرچم دار اوسيان بود. در جنگ خندق مجروح شد و در آستانه شهادت قرار گرفت و سرانجام همزمان با غزوه بني قريظه از دنيا رفت. پيامبر صلي الله عليه وآله بر او نماز گزارد و او را در بقيع، نزديك قبر فاطمه بنت اسد به خاك سپرد.

10 - عبدالله بن مسعود: او از نخستين كساني است كه به رسول خدا صلي الله عليه وآله ايمان آورد و در خواندن و آموختن قرآن به مرتبه والايي دست يافت و در جمع آوري قرآن نيز نقش داشت. وي در سال 32 هـ. ق بدرود حيات گفت و در كنار قبر عثمان بن مظعون در بقيع به خاك سپرده شد.

11 - ابوسعيد خدري: وي از صحابه رسول خدا صلي الله عليه وآله بود و در جنگ احد شركت داشت. داراي دو خصلت علم و شجاعت بود. پس از



[ صفحه 27]



رحلت پيامبر صلي الله عليه وآله از راويان مناقب اهل بيت به شمار مي آمد. وي سرانجام در سال 64 يا 74 هـ. ق در مدينه وفات يافت و در نزديكي قبر فاطمه بنت اسد به خاك سپرده شد.

12 - مقداد بن اسود: او از صحابه جليل القدر رسول خدا صلي الله عليه وآله و مورد علاقه آن حضرت بود. در سال 33 ه. ق در سن 70 سالگي در جُرُف، سه مايلي مدينه درگذشت. جنازه اش را به مدينه حمل كرده، در بقيع به خاك سپردند.

13 - ارقم ابن ابي ارقم: از نخستين گروندگان به اسلام بود و خانه اش در مكه مركز تبليغ و تعليم رسول خدا صلي الله عليه وآله گرديد. در بسياري از نبردها و حوادث صدر اسلام حضور داشت و سرانجام در سن 80 سالگي درگذشت و در بقيع به خاك سپرده شد.

14 - حكيم بن حزام: وي پسر برادر حضرت خديجه بود كه در روز فتح مكه اسلام آورد و پس از سال 54 هـ. ق در مدينه درگذشت و در بقيع آرميد.



[ صفحه 28]



15 - جابر بن عبدالله: از صحابي مشهور بود. او در 19 غزوه شركت داشت. سرانجام پس از 94 سال، به سال 90 هـ. ق درگذشت و در بقيع جاي گرفت.

16 - زيد بن ثابت: وي از جمع آورندگان قرآن بود كه در سال 45 يا 50 هجري وفات يافت و در بقيع به خاك سپرده شد.

17 - سهل بن سعد ساعدي: وي در سال 88 هـ. ق پس از يك صد سال زندگي در مدينه درگذشت.

18 - مالك بن انس: وي از ائمه چهار گانه اهل سنت و پيشواي مالكي ها است كه در ميان سال هاي 174 تا 179 هـ. ق در مدينه وفات يافت و در بقيع به خاك سپرده شد.

19 - نافع المدني: او از بزرگان تابعين بود و در ميان سال هاي 117 تا



[ صفحه 29]



120 هـ. ق در مدينه درگذشت و در كنار قبر مالك بن انس در بقيع به خاك سپرده شد.

20 - نافع، شيخ القراء: وي يكي از قراء سبعه است كه حدود 70 سال براي مردم مدينه قرآن خواند. وي در سال 169 در مدينه وفات نمود و در بقيع آرميد.

21 - اُسامة بن زيد: وي در سال 54 هـ. ق در سن 57 سالگي در مدينه درگذشت.

22 - زيد بن سهل، ابوطلحه انصاري او از صحابه رسول خدا صلي الله عليه وآله است كه در سال 34 هـ. ق و يا در سال چهلم وفات رسول خدا صلي الله عليه وآله در مدينه درگذشت.

23 - شهداي حَرّه: تعدادي از شهداي واقعه حَرّه نيز كه به دستور يزيد و توسط مسلم بن عقبه و سربازان وي به شهادت رسيدند، در قبرستان بقيع مدفون اند.



[ صفحه 30]



مزار شهداي واقعه حرّه و برخي از چهره هاي سرشناس ديگر صدر اسلام كه در بقيع به خاك سپرده شده اند عبارتند از: 1 - عبدالرحمان بن عوف 2 - عثمان بن عفان 3 - سعد بن ابي وقاص 4 - ابوهريره 5 - صُهَيب بن سنان 6 - اُسيد بن حُضير



[ صفحه 31]



7 - حُوَيطب بن عبدالعُزّي 8 - رُكانة بن عبد يزيد 9 - عبدالله بن سَلام 10 - عبدالله بن عمرو 11 - ابوسلمة بن عبدالاسد 12 - عبدالله بن عتيك 13 - قتادة بن نعمان 14 - عمرو بن حَزم 15 - محزمة بن نوفل 16 - عبدالله بن اُنيس 17 - براء بن معرور 18 - جُبير بن مُطْعِم 19 - مِسْطَح بن اُثاثه 20 - معاذ بن عَفْراء 21 - ابن عمرو بن نفيل 22 - مالك بن تيّهان 23 - ابوالسيد ساعدي 24 - محمد بن مَسْلمه 25 - عُوَيْم بن ساعده 26 - كعب بن عمرو



[ صفحه 32]




نماز خواندن پيامبر در بقيع


از روايات فراواني دريافت مي گردد كه پيامبر (صلي الله عليه وآله وسلم) در بقيع حاضر مي شدند و براي جمعيتي از صحابه نماز مي خواندند.

«عن معاوية عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث و قد كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يخرج إلي البقيع فيصلّي بالناس». [1] .

«معاوية بن عمار در حديثي آورده است كه امام صادق فرمود: پيامبر به بقيع مي رفتند و براي مردم نماز مي گزاردند.»

از اين نمونه روايت فراوان است كه دلالت دارند پيامبر خدا (صلي الله عليه وآله وسلم) در بقيع، هم نماز بر جنازه خوانده و هم نماز عيد گزارده اند و برخي اوقات هم نمازي جهت درخواست مغفرت براي مدفونين در بقيع مي خوانده اند.


پاورقي

[1] البحراني، يوسف، حدائق الناظره ي، ج 10، مؤسسه نشر اسلامي، 1386 هـ، ص 266.


كلامه في صفة الخروج من الايمان


و قد يخرج من الايمان بخمس جهات من الفعل كلها متشابهات معروفات: الكفر. و الشرك. و الضلال. و الفسق. و ركوب الكبائر.

فمعني الكفر كل معصية عصي الله بها بجهة الجحد و الانكار و الاستخفاف و التهاون في كل ما دق و جل. و فاعله كافر و معناه معني كفر، من أي ملة كان و من أي فرقة كان بعد أن تكون منه معصية بهذه الصفات، فهو كافر.

و معني الشرك كل معصية عصي الله بها بالتدين، فهو مشرك، صغيرة كانت المعصية أو كبيرة، ففاعلها مشرك [1] .

و معني الضلال الجهل بالمفروض و هو أن يترك كبيرة من كبائر الطاعة التي لا يستحق العبد الايمان الا بها بعد ورود البيان فيها و الاحتجاج بها، فيكون التارك لها تاركا بغير جهة الانكار و التدين بانكارها و جحودها ولكن يكون تاركا علي جهة التواني و الاغفال و الاشتغال بغيرها فهو ضال متنكب عن طريق الايمان، جاهل به خارج منه مستوجب لاسم الضلالة و معناها مادام بالصفة التي وصفناه بها. فان كان هو الذي مال بهواه الي وجه من وجوه المعصية بجهة الجحود و الاستخفاف و التهاون كفر. و ان



[ صفحه 28]



هو مال بهواه الي التدين بجهة التأويل و التقليد و التسليم و الرضا بقول الآباء و الأسلاف فقد أشرك [2] .

و قل ما يلبث الانسان علي ضلالة حتي يميل بهواه الي بعض ما وصفناه من صفته.

و معني الفسق فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل، أو دخل فيها داخل بجهة اللذة و الشهوة و الشوق الغالب فهو فسق و فاعله فاسق خارج من الايمان بجهة الفسق فان دام في ذلك حتي يدخل في حد التهاون و الاستخفاف فقد وجب أن يكون بتهاونه و استخفافه كافرا.

و معني راكب الكبائر التي بها يكون فساد ايمانه فهو أن يكون منهمكا علي كبائر المعاصي بغير جحود و لا تدين و لا لذة و لا شهوة ولكن من جهة الحمية و الغضب يكثر القذف و السب و القتل و أخذ الأموال و حبس الحقوق و غير ذلك من المعاصي الكبائر التي يأتيها صاحبها بغير جهة اللذة. و من ذلك الايمان الكاذبة و أخذ الربا و غير ذلك التي يأتيها من أتاها بغير استلذاذ [و] الخمر و الزنا و اللهو ففاعل هذه الأفعال كلها مفسد للايمان خارج منه من جهة ركوبه الكبيرة علي هذه الجهة، غير مشرك و لا كافر و لا ضال، جاهل علي ما وصفناه من جهة الجهالة. فان هو مال بهواه الي أنواع ما وصفناه من حد الفاعلين كان من صنفه [3] .


پاورقي

[1] هذا نوع من الشرك لا بمعني المصطلح المعروف.

[2] كذلك هذا نوع من الشرك.

[3] تحف العقول ص 330.


روايات و نكوهش بني اميه


روايات زيادي نيز درباره ي مذمت بني اميه رسيده است كه پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله و سلم آن ها را مورد لعن خويش قرار داده و با عبارات



[ صفحه 33]



مختلف از آنان مذمت كرده است [1] .

به هر حال بني اميه كساني هستند كه سرسلسله ي آنان ابوسفيان از روي اكراه و ترس شمشير، اسلام آورد [2] نه از روي ايمان و عقيده - كه اين مطلب از گفتار وي ثابت مي شود [3] - و منكر معاد بود [4] .



[ صفحه 34]




پاورقي

[1] در اين باره به اين كتب رجوع شود: النزاع و التخاصم، ص 39؛ تفسير قرطبي، ج 5، جزء 10، ص 286؛ عمده ابن بطريق، ص 469 و 473؛ الامام الصادق مظفر، ج 1، ص 11؛ مستدرك حاكم نيشابوري، ج 2، ص 352؛ نهج الحق و كشف الصدق، ص 312؛ تطهير الجنان در حاشيه صواعق المحرقه، ص 43؛ كنزالعمال، ج 14، ص 87، حديث شماره ي 38013 و ج 11، ص 113، حديث شماره ي 30833؛ صحيح مسلم، ج 8، ص 187؛ صحيح بخاري، ج 9 ص 47، كتاب الفتن؛ الامام علي صوت العدالة الانسانية، ج 4، ص 766؛ تطهير الجنان و اللسان، چاپ مصر، ص 30.

[2] الاستيعاب في معرفة الاصحاب، چاپ مصر، ص 1678. در نهج البلاغه ي صبحي صالح (نامه ي 64) آمده است: «ما اسلم مسلمكم الاكرها».

[3] الاصابة في تمييز الصحابة، ج 2، ص 179؛ الغدير، ج 8، ص 278؛ الامام علي صوت العدالة الانسانية، ج 4، ص 771.

[4] الاستيعاب في معرفة الاصحاب، ج 4، ص 87؛ بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 650؛ الغدير، ج 8، ص 278.


دلايل محتوايي موافقان در درستي استناد تفسير به امام


لويي ماسينيون و پل نويا، هريك به نوبه ي خود، به قصد درست نشان دادن نسبت تفسير به امام، به محتوا و متن تفسير نيز استدلال كرده و قرايني را در اين رابطه ياد كرده اند.

ماسينيون مي نويسد:

(بايد توجه داشت كه با ملاحظه ي مقارنه هاي جالبي در اصول عقايد ميان برخي از كلمات تفسير عرفاني منسوب به امام جعفر از سويي و سخنان پراكنده مروي از طريق جداگانه به نقل اماميه متعصب و (غلاة) (نصيريه و دروزيه) از سوي ديگر، پيشاپيش نمي توان انتساب كلمات اين تفسير عرفاني را به امام، علي الاطلاق رد كرد; مثلاً در باب (عدل)، فرق ميان (امر) و (مشيت)، در باب (توحيد) كاربرد لفظ (تنزيه)، در (فروع) الزامي نبودن (حج)، تعيين غره ماه با محاسبه و نه به تجربه از طريق رؤيت، سرانجام (قياس) و (رأي).) [1] .

پل نويا در مقدمه ي خود بر اين تفسير، سخنان لويي ماسينيون را ادعاي بدون دليل (پشتوانه) دانسته، مي نويسد:

(اين رأي، دوحكم عمده را دربردارد كه بدبختانه، ماسينيون، رنج آوردن پشتوانه شواهد و دلايل براي آنها را برخود ننهاده است. در حقيقت، انسان دلش مي خواست بداند كه اين (مقارنه هاي عقيدتي) بين تفسيري كه به وسيله ي سلمي، محفوظ مانده و نقل شده و اقوال پراكنده اي كه در محافل اماميه، به نام امام در گردش است، كدامند؟ از سوي ديگر، اثبات استقلال متقابل اين روايت هاي دوگانه، ضرورت داشته است) [2] .

پل نويا، كه اصل مدعاي لويي ماسينيون را مي پذيرد، ولي در واقع، از نياوردن دليل براي آن، گلايه دارد، خود براي اثبات (مقارنه) بين اين تفسير و ديگر روايت هاي امام صادق (عليه السلام) به ذكر دليل پرداخته، مي نويسد:

(در مورد خود امام جعفر صادق (عليه السلام) خوشبختانه، تفسيري تمام از قرآن وجود دارد كه محمد بن ابراهيم نعماني، شاگرد كليني (م: 329 هـ / 920 م) به نام امام، گردآورده است. اين تفسير را كه نسخه اي از آن در كتابخانه (بانكي پور) (شماره 1460، 332 ورق) موجود است، مي توان لنگه شيعي روايتي شمرد كه تصحيح آن را در اين جا به دست مي دهيم و همان روايت مشهور در محافل (سنيان) است. مقايسه ي اين دو روايت كه در حقيقت چيزي بيش از (مقارنه هاي عقيدتي است) كه ماسينيون از آن ياد مي كند، آشكار مي سازد ما با اثر واحد، داراي فكر واحد و الهام واحد، سبك واحد و حتي محتواي واحد، مواجهيم. از آن بالاتر، از هر دو سو، كلماتي را باز مي يابيم با الفاظي يكسان و با اين همه داراي موارد اختلاف مهم كه از دو منبع نقل جداگانه، حكايت مي كند) [3] .

پل نويا، با اين كه اين (مقارنه عقيدتي) را بين دو تفسير روايت شده از امام صادق (عليه السلام) روشن مي بيند، درعين حال اين دوگانگي را براي اثبات صدور تفسير مورد بحث، كافي نمي داند. وي مي نويسد:

(اين نتيجه ي حاصل از تحقيق، هر قدر مهم باشد، بي گمان اين مسأله را حل نمي كند كه در اين روايات، خواه سني و خواه شيعي، چه اقوالي به واقع از خود امام است.) [4] .

كوتاه سخن اين كه گرچه به گفته ي پل نويا تفسير ديگري به روايت نعماني از امام صادق (عليه السلام) وجود دارد، ليكن اين تفسير هم اكنون در اختيار ما نيست تا مقارنه عقيدتي را كه محقق ياد شده ادعا مي كند، به دست آوريم و بي گمان، صرف مقارنه و همانندي در برخي مطالب دو تفسير يادش ده، دليل بر درستي انتساب آن به امام (عليه السلام) نخواهد بود، چنانكه خود پل نويا نيز به اين حقيقت اعتراف كرده است. افزون بر اين، چنانچه وجود تفسير ديگري، به روايت نعماني منسوب به امام صادق (عليه السلام) و همساني و يكنواختي بين آن دو را بپذيريم، اثبات نسبت تفسير نعماني به امام صادق (عليه السلام)، خود، نياز به تحقيق و مدارك كافي دارد.

افزون بر تمامي آنچه ياد شد، پس از اين خواهد آمد كه بين اين تفسير (عرفاني) و ديگر روايت هاي رسيده از امام صادق (عليه السلام) و نيز مباني انديشه و تفكر شيعي، نه تنها مقارنت عقيدتي وجود ندارد، بلكه در اين كتاب مطالب بسياري بر خلاف انديشه و باور شيعي وجود دارد. بنابراين، مي توان نتيجه گرفت دليل هاي محققان ياد شده براي درستي استناد اين تفسير به امام (عليه السلام)، تمام نيست.


پاورقي

[1] همان/11 ـ 12.

[2] همان / 6.

[3] همان.

[4] همان.


قرآن و سنت، كيمياي گم شده ي انسان


به بركت پيروي از اهل بيت عليهم السلام، همه ي ما تا حدي راه سعادت را از شقاوت تشخيص مي دهيم. برخي معارفي كه در نظر ما كوچك و كم ارزش به حساب مي آيد، براي كساني كه از اين معارف بي بهره اند مانند گوهر گران بهايي است كه بايد مدت ها زحمت بكشند تا به آن دست بيابند. به بركت اهل بيت عليهم السلام، اين گوهرها به راحتي به دست ما رسيده است. متأسفانه به همين دليل، گاهي در زندگي به آنها چندان اهميت نمي دهيم و آنها را خوب به كار نمي گيريم؛ تصور مي كنيم براي رسيدن به سعادت، بايد به دنبال چيزي گشت كه نه در كتابي باشد و نه كسي درباره ي آن بحثي كرده باشد، در حالي كه چنين نيست و اين



[ صفحه 24]



تصور اشتباه است. آنچه براي سعادت ما اهميت داشته، در كتاب و سنت آمده و مسايلي كه در اين زمينه مهم تر بوده بيش تر بر آن تأكيد گرديده و واضح تر بيان شده است؛ زيرا خدا خود مي خواهد كه بندگان را به قرب خويش برساند. بنابراين نبايد آنها را كم اهميت تلقي كنيم و به دنبال دستورها و مسايلي عجيب و غريب باشيم.


امامت، ادامه ي تكليف نبوت


نتيجه مي گيريم كه امامت نيز - به حكم آنكه ادامه ي نبوت و پويشي در همان راه است - حاصل همين بار امانت و مكلف به همين تكليف است. اگر پيامبر



[ صفحه 12]



اسلام صلي الله عليه و آله دويست و پنجاه سال زندگي مي كرد، چه مي كرد و در چه جهتي حركت مي كرد؟ عمل و جهت گيري امام و وصي پيامبر صلي الله عليه و آله عينا همان است. هدف امامت و راه آن، همان هدف پيامبر صلي الله عليه و آله و راه اوست؛ يعني ايجاد جامعه و نظام عادلانه ي اسلامي و كوشش براي دوام و گسترش آن.

البته اقتضاي زمانها مختلف است و به همان نسبت تاكتيكها و شيوه هاي خاص هر زمان بايد به كار گرفته شود. خود پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله آن روز كه هنوز راه درازي تا تشكيل نظام اسلامي داشت، طوري عمل مي كرد، و آن روز كه بر اثر گام هميشه استوارش در راه، به دستيابي بر اين مقصود نزديك شده بود، طوري ديگر... و آن زمان كه اين نظام آرماني را تازه پرداخته و هنوز در آن نيازها و نقاط ضعف سراغ داشت، تدبيري براي تداوم آن به كار مي برد؛ و بالاخره آنگاه كه خود و تشكيلات خود را مستحكم و مستقر مي ديد، تدبيري ديگر... و آنچه در همه حال محفوظ و يكنواخت بود، همانا جهت گيري و هدف والايي بود كه به خاطر آن برانگيخته شده بود و به خاطر آن زنده بود؛ يعني كوشش براي ايجاد و ادامه ي محيط و نظامي كه در آن انسان بتواند از همه سو و با همه ي ابعادش تعالي يابد و از همه ي استعدادها و تواناييهايي كه در وجود او نهاده شده، بهره مند گردد.

امامان شيعه، همانند خود پيامبر صلي الله عليه و آله، هدفي جز اين نداشتند كه نظام عادلانه ي اسلامي را با همان ويژگي ها و با همان جهت گيري ايجاد كنند و اگر چنين نظامي سر پا است، آن را تداوم و بقا بخشند.


محمد بن عبدالوهاب بنيان گذار وهابيت


مذهب وهابي و وهابي گري منسوب است به شيخ محمد بن عبدالوهاب تميمي نجدي و اين نسبت از نام پدر او «عبدالوهاب» گرفته شده است. گرچه وهابي ها اين نسبت را قبول ندارند و مي گويند «وهابي» را دشمنان آنان به آنها اطلاق نموده و لذا خود را گاهي به اعتبار محمد عبدالوهاب «محمدي» و گاهي به اعتبار پيرويشان از صحابه و سلف صالح به اعتقاد خودشان «سلفيه» مي نامند.

شيخ محمد در سال 1115 ق. در شهر «عُيينيه» از توابع نجد حجاز تولد يافت. پدرش در آن شهر قاضي بود و از علماي حنبلي به شمار مي رفت.

شيخ محمد در دوران كودكي به مطالعه كتاب هاي مذهبي؛ از تفسير، حديث، فقه و همچنين مطالعه آراء و عقايد مختلف سخت علاقه مند بود.

او فقه حنبلي را در زادگاهش و در نزد پدرش آموخت. سپس براي تكميل معلومات رهسپار مدينه منوره گرديد و در آنجا به تحصيل پرداخت.

«احمد زيني دحلان» مورخ و معاصر شيخ محمد مي نويسد، محمد بن عبدالوهاب در همان دوران تحصيل گهگاه مطالبي بر زبان مي راند كه از عقايدي خاص حكايت داشت؛ به طوري كه اساتيد وي نسبت به آينده اش نگران شده و مي گفتند: اگر اين فرد به تبليغ بپردازد، گروهي را گمراه خواهد كرد.

محمد بن عبدالوهاب چندي بعد، مدينه را به سوي نقاط ديگر ترك كرد. چهار سال در بصره و پنج سال در بغداد و يك سال در كردستان و دو سال در همدان و اندك زماني هم در اصفهان و قم رحل اقامت افكند، آنگاه به «حريمله» زادگاه پدرش رفت و تا زماني كه پدرش زنده بود، وي كمتر سخن مي گفت و گاهي ميان او و پدرش نزاعي در مي گرفت ولي پس از درگذشت پدرش به سال 1153 كه شيخ محمد 38 سال داشت پرده از روي عقايد خود برداشت و تبليغات او در اين شهر افكار عمومي را برآشفت؛ به گونه اي كه



[ صفحه 36]



ناگزير شد اين شهر را به عزم اقامت در «عُيينيه» زادگاهش ترك كند. پس از مدت كوتاهي اين شهر را نيز به اجبار ترك نمود و به ناچار نقطه سومي به نام «درعيه» را كه محمد بن سعود جد آل سعود به عنوان رييس قبيله بر آن منطقه حكومت مي كرد، براي خود برگزيد.

او دعوت خود را با حاكم درعيه در ميان نهاد و هر دو پيمان بستند كه رشته ي دعوت از آن محمد بن عبدالوهاب و زمام حكومت در دست محمد بن سعود باشد و براي استحكام اين روابط، ازدواجي نيز ميان دو خانواده صورت گرفت. محمد بن عبدالوهاب تبليغ خود را در پرتو قدرت حاكم آغاز كرد و به زودي هجوم به قبايل اطراف و شهرهاي نزديك شروع شد و سيل غنائم از اطراف و اكناف به شهر درعيه كه شهر فقير و بدبختي بود سرازير گرديد. و اين غنايم جز اموال مسلمانان منطقه نجد نبود كه با متهم شدن به شرك و بت پرستي كه در صفحات آينده ملاحظه خواهيد كرد، اموال و ثروتشان بر سپاه محمد بن عبدالوهاب حلال شده بود. و اين تهاجمها و قتل و غارتها از سوي وهابيان توسعه و ادامه يافت تا در حجاز يك حكومت سياسي ـ مذهبي كه مذهب آن وهابيگري و اجراي عقايد و آراء ابن تيميه بود به وجود آمد.


قبر ام حبيبه همسر رسول خدا


359 ـ محمد بن يحيي براي ما نقل كرد و گفت: عبدالعزيز بن عمران، از يزيد ابن سائب نقل خبر كرد كه گفته است: جدم برايم نقل كرد و گفت: هنگامي كه عقيل ابن ابي طالب در خانه خود چاهي كند، به سنگي رسيد كه بر آن چنين نوشته بود: «قبر امّ حبيبه، دختر صخر بن حرب». عقيل چاه را پر كرد و بر روي آن خانه اي ساخت.

يزيد بن سائب گويد: من خود بدان خانه رفته و آن قبر را ديده ام. [1] .


پاورقي

[1] سند حديث سست است؛ مشتمل است بر عبدالواحد بن غياث كه بنا بر گواهي تقريب، صدوق است، و همچنين حسن بن ابراهيم كه مجهول است.


فاطمه بنت اسد


مادر بزرگوار علي بن ابي طالب (عليه السلام) و همسر فداكار ابوطالب، به منزله مادر پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بود. آن حضرت فرمود: اگر مادرم فاطمه از دنيا رفت مرا خبر دهيد؛ وقتي او وفات يافت، پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بر جنازه اش حاضر شدند. هنگامي كه براي ايشان قبري حفر شد، پيامبر (صلّي الله عليه و آله) به



[ صفحه 286]



پشت، داخل آن خوابيدند و قرآن خواندند؛ آنگاه پيراهن خود را كف قبر پهن كرده و فاطمه بنت اسد را بر آن خوابانيدند، سپس بر او نماز گزارده، فرمودند: هيچ كس جز فاطمه بنت اسد از فشار قبر در امان نمي ماند. [1] پيامبر (صلّي الله عليه و آله) در وفات مادر گرامي حضرت علي (عليه السلام) بي تابي فراوان مي كردند. وقتي دليل آن را پرسيدند، فرمود: «او به راستي مادرم بود؛ چرا كه كودكان خود را گرسنه مي داشت و مرا سير مي كرد، آنان را خاك آلود مي گذاشت و مرا شسته و آراسته مي داشت، به راستي كه او مادرم بود.» [2] .

سمهودي روايت مي كند، آن حضرت بر قبر فاطمه نشست و فرمود:

«رَحِمَكِ اللهُ يا أُمِّي بَعْدَ أُمّي، اللهَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُوَ هُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ اِغفِر لاِمّي فاطِمَةَ بِنتَ أَسَد وَوَسِّعْ عَلَيْها مَدْخَلَها بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالاْنْبياءُ الَّذينَ مِنْ قَبْلِي وَهُوَ حيٌّ لا يَموُتُ فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ». [3] .

شايان يادآوري است كه فاطمه بنت اسد در سال سوم هجرت از دنيا رفت. قبر مادر گرامي علي بن ابي طالب (عليه السلام)، در كنار قبر عباس بن عبدالمطّلب و ائمه بزرگوار شيعه است. بعضي از تاريخ نگاران و پژوهشگران قبّه و بارگاه فاطمه بنت اسد را در شمال شرقي؛ آخرين حدّ كنوني بقيع دانسته اند و بيشتر اهل سنت نيز بر همين نظريه اند. [4] كساني كه بر اين باورند، اين قبر را از آن فاطمه (عليها السلام) دختر پيامبر (صلّي الله عليه و آله) مي دانند. [5] والله اعلم بالصواب.


پاورقي

[1] سمهودي، همان، ج 3، ص 898؛ ابن عبد البرّ، همان، ج 4، ص 382.

[2] يعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 368.

[3] سمهودي، همان، ج 3، ص 899.

[4] ابن عماد حنبلي، شذرات الذهب، ج 1، ص 15.

[5] ر. ك. به: بحث بيت و مرقد فاطمه (عليها السلام) در مسجد النبي، از همين كتاب.


پيامدهاي زيانبار بدخلقي


در منابع ديني پيامدها و ضررهاي زيانبار بدخلقي نيز بيان شده است تا مردم بيشتر به اخلاق نيك اهمّيت دهند و از اخلاق زشت رويگردان باشند.

در اين زمينه نيز رئيس مكتب جعفري، سخنان بيدارگر، هشدار دهنده و ارزشمندي دارد كه در ذيل مي خوانيم:


حكم بن العباس حكيم بن العباس الكلبي


55- بلغ الصادق عليه السلام قول الحكيم بن العباس الكلبي [1] .



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب



و قستم ب عثمان عليا سفاهة

و عثمان خير من علي و اطيب [2] .

فرفع الصادق عليه السلام يده الي السماء - و هما يرعشان - فقال: اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك.

فبعثه بنوامية الي الكوفة.

فبينما هو يدور في سككها اذ افترسه الأسد.

و اتصل خبره بجعفر عليه السلام. فخر عليه السلام ساجدا.



[ صفحه 57]



ثم قال عليه السلام: الحمد لله الذي انجزنا وعدنا [3] .

56- لما قال الحكم بن عباس الكلبي:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب



فبلغ قوله اباعبدالله عليه السلام.

فرفع عليه السلام يديه الي السماء - و هما ترعشان -

فقال: اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليك كلبك.

فبعثه بنوامية الي الكوفة.

فأفترسه الأسد.

و اتصل خبره بالصادق عليه السلام فخر عليه السلام ساجدا.

و قال: الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا [4] .

57- عن محمد بن راشد عن أبيه قال: جاء رجل الي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يابن رسول الله. ان حكيم بن عباس الكلبي ينشد الناس - بالكوفة - هجائكم.

فقال عليه السلام: هل علقت [5] منه بشي ء؟!

قال: بلي.



[ صفحه 58]



فأنشده:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

و لم أر مهديا علي الجذع يصلب



فرفع ابوعبدالله عليه السلام يديه الي السماء - و هما ينتفضان رعدة - فقال: اللهم ان كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك.

قال: فخرج حكيم من الكوفة. فأدلج [6] فلقيه الأسد. فأكله.

فجاؤا بالبشير لأبي عبدالله عليه السلام - و هو في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله - فأخبره بذلك.

فخر عليه السلام لله ساجدا.

و قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده [7] .



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] و كان شاعرا مواليا لبني امية - عليهم اللعنة -.

[2] نستغفر الله تبارك و تعالي و نستميح ساحة الامام المعصوم صلوات الله تعالي من درج هذه الفقرة و تكرار هذه الجسارة التي تفوه بها هذا الملعون.

[3] المناقب: ج4 ص234.

[4] كشف الغمة: ج2 ص203 و204.

[5] أي: هل تعلمت.

[6] أي: سار آخر الليل أو الليل كله (نقلا عن هامش المصدر).

[7] دلائل الامامة: ص253.


جعفر ايها الصديق 09


انطوي قرن و ربع من تاريخ، النار تسري تحت الرماد، اشتعلت ثورة في الجوزجان، أشعلها يحيي بن زيد؛ ظل يقاتل وحيدا حتي قتل، و ارتفعت خشبة الصليب تحمل جسدا مضمخا بجراح الأنبياء؛ فيما راح الرأس يطوف المدن الغريبة حتي إذا وافي المدينة القي في أحضان أم ثكلي كان اسمها ريطة، من ذرية علي. قالت و هي تتأمل رأس الذبيح:

- شر دتموه عني طويلا، و أهديتموه إلي قتيلا، صلوات الله عليه و علي آبائه بكرة و أصيلا.

أظهر التجار حزنهم، ارتدوا ثياب الحداد، و فرك بعضهم يديه جذلا، فصليب في الكوفة و صليب في «الجوزجان» و ما بينهما بحر ستثور أمواجه و تغرق الفراعنة.

و انطلق التجار صوت المدينة يبحثون عن صلبان جديدة، وليكن



[ صفحه 48]



محمد بن عبدالله بن الحسن المهدي الموعود الذي بشرت به الكتب!

و في ليلة شتائية و رياح كانون تعصف بعنف اكتمل شمل التجار في منزل ذي النفس الذكية، و جاء أبو عبدالله يشق طريقه في الظلام والعاصفة.

نهض الجميع، و اتخذ الرجل الهاشمي العلوي مكانه بين أخوين أحدهما من أم عربية و الآخر من بربرية.

كانت العيون تتجه إلي محمد بن عبدالله شاب يذكر بالنبي الامي، و كان إلي جانبه أخوه إبراهيم ليس بينهما في المكان شبر و في الزمان أربع سنين سويا.

كان الجمر في الموقد ما يزال متوقدا يرسل ضوءا واهنا و دفأ.

قال ابن الحسن و قد استوي جعفر في الجلوس:

- يا أبا عبدالله! ان لنا شيعة في خراسان مئة ألف.

قال الذي عنده علم الكتاب:

- مئة ألف!!

- بل مئتي ألف.. و قد بايعوا ولدي محمد فماذا تري؟

توهجت نبوءات قديمة:

- و متي صاروا لك شيعة يا أبا محمد؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه و نسبه؟



[ صفحه 49]



-...

- كيف يصيرون شيعتك و أنت لا تعرفهم و لا يعرفونك؟

-...

- أأنت وجهتهم إلي خراسان؟ أم أنت أمرتهم بلبس السواد؟

تحركت الوساوس فقال بعد صمت طويل:

- لقد حملك الحسد لابني.

أجاب سليل الحسين:

- علم الله أني أوجب علي نفسي النصح لكل مسلم، فكيف أدخره عنك فلا تمني نفسك الأباطيل، فلقد جاءني مثل الذي جاءك، و أدرف و قد اشتعلت النبوءات:

- ان هذه الدولة ستتم لهذا.

و سرت قشعريرة في جسد أبي العباس و قد لامست يد جعفر منكبه.

و التفت الذي عنده علم من الكتاب إلي شماله حيث جلس ابن البربرية و هتف مهموما:

- ثم يتلاعب بها الصبيان من ولد هذا.

و سادت المكان لحظات صمت.. لحظات عجيبة لكأنها خارج الزمان.



[ صفحه 50]



أطرق الجميع يحدقون في الأرض و قد انطفأ الموقد، و سادت ظلمة الليل.

نهض الصادق و قد فضح ما تضمره الأيام، و نهض رجل يشيعه، همس مبهورا و قد وصلا عتبة الباب:

- أتدري ما قلت يا أبا عبدالله؟!

- أي والله و انه لكائن.

و أردف و هو يشير إلي صاحب الرداء الأصفر؟

- تعني أبا جعفر؟

- أجل.. انه سيقتل محمدا.

هتف الرجل مأخوذا:

- يقتل محمدا؟!

- نعم سيقتله في «أحجار الزيت» ثم يقتل أخاه إبراهيم.

و انصفق الباب و ظل الرجل مبهوتا لا يدري ما يقول.



[ صفحه 51]




گلستان غريب




اي گلستان غريب عالم

جوشد از خاك تو درياها غم



از سرو روي تو غربت پيداست

مركز غربت عالم اينجاست



تربت چهار امام معصوم

آن امامان غريب و مظلوم



همه يكسان شده با خاك بقيع

اي حرم خانه ي افلاك، بقيع



نه چراغي و نه مشعي است تو را

پشت ديوار تو شوري است به پا



سوزد آنجا دل زوار بقيع

همه سرهاست به ديوار بقيع



عاشقان با تو سخن مي گويند

تربت فاطمه را مي جويند



دل شبها كه حرم خاموش است

ناله ي فاطمه اندر گوش است



ناله وا ابتا مي آيد

سوختم فضه بيا مي آيد



قبر مظلوم حسن در يك سو

مي دهد شرح غمش موي به مو



قبر ويران امام سجاد

آورد خاطره هايي در ياد



زنگ يك قافله اي مي آيد

پاي در سلسله اي مي آيد



غربت قبر امام باقر

داغها زنده كند در خاطر



مي شود تازه غم كرب و بلا

پاي پر آبله و شام بلا



[ صفحه 462]



تربت پاك امام صادق

زند آتش به دل هر عاشق



از بقيع است و امامان بقيع

داغها در دل ياران بقيع



مركز محنت و غمها اينجاست

دل شب يوسف زهرا اينجاست



ننهد گل به قبورش دستي

نيست گل جز گل اشك مهدي



موسوي خار گلستان حرم

آن گلستان غريب عالم



سيد محمد تقي ساداتيه




همه چيز طلا و جواهرات مي شود


روزي عدّه اي از دوستان و اصحاب خاصّ امام جعفر صادق عليه السلام همانند يونس بن ظبيان، مفضّل بن عمر، ابو سلمه سرّاج، حسين بن ابي فاخته و...، در محضر شريف و مبارك آن حضرت، شرف حضور داشتند.

امام عليه السلام در آن جمع فرمود: تمام گنج هاي زمين و نيز كليد تمام جواهرات درون آن، نزد ما اهل بيت - عصمت و طهارت عليهم السلام - مي باشد؛ و چنانچه هم اكنون اراده كنم و به يكي از دو پايم بگويم كه آنچه از طلا و نقره زير آن پنهان شده درآورد و آشكار سازد، فورا انجام خواهد داد.

سپس در ادامه فرمايش خود، اظهار داشت: توجّه كنيد؛ و آن گاه با پاي مبارك خود روي زمين خطّي كشيد و زمين شكافته شد و گنجي پُر از طلا و نقره نمايان گرديد.

بعد از آن با دست مبارك خود اشاره به گنج كرد و فرمود: ما كراماتي اين چنين انجام مي دهيم؛ و سپس يكي از آن شمش هاي طلا را كه به اندازه يك وجب بود برداشت و به تمامي افراد حاضر نشان داد و فرمود:

خوب نگاه كنيد و دقّت نمائيد و چشمان خود را باز داريد كه اشتباه نكنيد و فردا در شكّ و شبهه قرار نگيريد.

و همگي آن افراد پس از دقّت كامل گفتند: ياابن رسول اللّه! اين ها طلاي خالص است؛ و چقدر جالب برق مي زند و مي درخشد.

پس از آن، حضرت خطاب به افراد كرد و فرمود: اينك درون زمين را نگاه كنيد.

و چون درون زمين را نگاه كردند، شمش هاي فراواني را از طلا و نقره ديدند؛ و با حالت ناباوري عرضه داشتند: ياابن رسول اللّه! قربان شما گرديم، آيا واقعا شما چنين قدرت و چنين خزائن گرانبهائي را داريد؛ و حال آن كه شيعيان و دوستان شما در فقر و بيچارگي به سر مي برند؟

حضرت در پاسخ فرمود: به همين زودي خداوند متعال خزائن دنيا و آخرت را براي ما و شيعيان ما جمع و فراهم مي نمايد؛ و ما در ميان نعمت هاي وافر بهشتي قرار خواهيم گرفت؛ و آن گاه دشمنان ما به عذاب دردناك الهي مبتلا مي گردند. [1] .


پاورقي

[1] الخرايج والجرايح مرحوم راوندي: ج 2، ص 737، ح 52.


شهادت امام صادق


ابن بابويه و ديگران گفته اند كه به امر منصور ملعون آن حضرت را به زهر شهيد كردند، و گويند كه انگور زهرآلودي به آن حضرت خورانيدند، و به اتفاق آن امام رفيع در قبرستان بقيع در جنب والد منيع خود مدفون گرديد. [1] .



زين غصه كه آن شمع حقايق مي سوخت

گل جامه دريده و شقايق مي سوخت



منصور ز ظلم خويشتن راضي بود

كز زهر جفا امام صادق مي سوخت





[ صفحه 231]



كليني به سند موثق از امام موسي عليه السلام روايت كرده است كه گفت: پدر بزرگوار خود را كفن كردم در دو جامه ي سفيد مصري كه در آنها احرام مي بست و در پيراهني كه مي پوشيد و در عمامه اي كه از امام زين العابدين عليه السلام به او رسيده بود و در برد يمني كه به چهل دينار طلا خريده بود. [2] .

چون جنازه ي نازنين حضرت امام صادق عليه السلام را روي سرير نهادند و حمل كردند به سوي بقيع براي دفن، ابوهريره ي عجلي كه از شعراي مجاهدين اهل بيت شمرده مي شد، اشعاري بگفت كه از آن جمله است:



اتدرون ماذا تحملون الي الثري

ثبيرا ثوي من رأس علياء شاهق [3] .

آيا مي دانيد كه چه چيزي را به سوي قبر و خاك حمل مي كنيد (دفن كردن آن)؟ مانند اين است كه انسان بخواهد كوه بلند و مرتفع و باهيبتي را از جانب نوك قله ي آن داخل قبر كند (كنايه از عظمت امام صادق عليه السلام و سختي هجران و دفن آن بزرگوار).


پاورقي

[1] جلاء العيون، ص 885.

[2] همان.

[3] منتهي الآمال، ج 2، ص 291.


مصحف فاطمه


امام صادق عليه السلام مي فرمايد:

وقتي كه خداي متعال روح پيامبرش را قبض كرد، فاطمه عليها السلام به شدت محزون شد و جز خدا كسي از درد دل وي خبر نداشت. بعد از آن فرشته اي را به سوي او فرستاد تا وي را تسليت گفته و با او گفتگو كند. حضرت فاطمه عليها السلام اين موضوع را به اطلاع اميرالمؤمنين عليه السلام رسانيد. آن حضرت فرمود:هرگاه چنين احساسي كردي، مرا خبر كن.بدين ترتيب علي عليه السلام گفتگوها را مي نوشت و از اين طريق، مصحف فاطمه عليها السلام به وجود آمد. [1] .

باز در اين خصوص امام صادق عليه السلام فرموده است:

همانا مصحف فاطمه عليها السلام نزد ماست و مردم نمي دانند كه اين مصحف چيست و آن از نظر حجم سه برابر قرآن است و يك كلمه از اين قرآن در آن مصحف نيست; بلكه مندرجات آن عبارت است از اموري كه پروردگار بزرگ بر مادرمان املا و وحي فرموده است. [2] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 26، ص 44 و 43 و 80; اصول كافي، ج 1، ص 240.

[2] بحارالانوار، ج 26، ص 38، حديث 70.


اجوبة الامام الصادق


كان أئمة أهل البيت عليهم السلام مهوي أفئدة طلاب العلوم الذين كانوا يقصدونهم؛ و يناظرونهم و يناقشونهم في أمور الدين و العقيدة.

و نعرض هنا بعض أجوبته عليه السلام:

1 - سئل عليه السلام: أي الجهاد أفضل؟

فقال عليه السلام: كلمة حق عند امام جائر. [1] .

2 - سئل عليه السلام: عن رجل دخله الخوف من الله تعالي، حتي ترك النساء، و الطعام و الطيب و لا يقدر أن يرفع رأسه الي السماء تعظيما لله تعالي.



[ صفحه 52]



فقال عليه السلام: أما قولك في ترك النساء، فقد علمت ما كان لرسول الله صلي الله عليه و آله منهن، و أما قولك في ترك الطعام الطيب، فقد كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يأكل اللحم و العسل، و أما قولك دخله الخوف من الله حتي لا يستطيع أن يرفع رأسه الي السماء، فانما الخشوع في القلب، و من ذا يكون اخشع و أخوف من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فما كان هذا يفعل!! و قد قال الله عزوجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الأخر). [2] .

3 - سئل عليه السلام ما كان في وصية لقمان؟

فقال عليه السلام: كان فيها الأعاجيب، و كان من أعجب ما فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، و ارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.

ثم قال عليه السلام: ما من مؤمن الا و في قلبه نوران: نور



[ صفحه 53]



خيفة و نور رجاء، لو وزن هذا لم يزد علي هذا، و لو وزن هذا لم يزد علي هذا [3] .

4 - سئل عليه السلام: لم حرم الله الربا؟

فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف [4] .

5 - سأله بعض أصحابه: يا ابن رسول الله علي ماذا بنيت أمرك؟

فقال عليه السلام علي أربعة:

الأولي: علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت.

الثانية: علمت أن الله مطلع علي فاستحييت.

الثالثة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنيت.

الرابعة: علمت أن آخر أمري الموت فاستعددت. [5] .



[ صفحه 54]



6 - سأله رجل أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة، و أن لا يطول عليه.

فقال عليه السلام: لا تكذب [6] .

7 - سئل عليه السلام: من أكرم الخلق علي الله؟

فقال عليه السلام: أكثرهم ذكرا لله، و أعملهم بطاعة الله.

قيل: فمن ابغض الخلق الي الله؟

قال عليه السلام: من يتهم الله.

قيل: أحد يتهم الله؟!

قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط، فذلك يتهم الله.

قيل: و من؟

قال: يشكو الله.



[ صفحه 55]



قيل: و أحد يشكوه؟!

قال: نعم، من اذا ابتلي شكي بأكثر مما أصابه.

قيل: و من؟

قال: اذا اعطي لم يشكر، و اذا ابتلي لم يصبر.

قيل: فمن أكرم الخلق علي الله؟

قال: من اذا اعطي شكر، و اذا ابتلي صبر. [7] .

8 - سئل عليه السلام: لم حرم الله الزنا؟

فقال عليه السلام: لما فيه من الفساد، و ذهاب المواريث، و انقطاع الانساب، لا تعلم المرأة في الزنا من احبلها، و لا المولود يعلم من أبوه، و لا ارحام موصولة، و لا قرابة معروفة.

قيل: لم حرم الله اللواط؟

فقال عليه السلام: من أجل لو كان اتيان الغلام حلالا



[ صفحه 56]



لاستغني الرجال عن النساء، فكان فيه قطع النسل، و تعطيل الفروج، و كان في اجازة ذلك فساد كبير. [8] .

9- قال له رجل: اصلحك الله اشرب الخمر شر أم ترك الصلاة؟

فقال عليه السلام: شرب الخمر، ثم قال له: أو تدري لم ذاك؟

قال: لا.

فقال عليه السلام: لأنه - أي شارب الخمر - يصير في حال لا يعرف ربه. [9] .

10 - سئل عليه السلام: ما الذي يثبت الايمان في العبد؟

قال: الذي يثبته فيه الورع، و الذي يخرجه منه الطمع. [10] .



[ صفحه 57]



11 - قال هشام بن الحكم: قلت لأبي عبدالله عليه السلام ما الدليل علي أن الله واحد؟

قال: اتصال التدبير، و تمام الصنع، كما قال عزوجل: (لو كان فيهمآ ءالهة الا الله لفسدتا) [11] .

12- سأله أبوبصير عن قول الله تبارك و تعالي: (اتقوا الله حق تقاته ).

قال: يطاع و لا يعصي، و يذكر و لا ينسي. [12] .

13 - قيل له عليه السلام: أين طريق الراحة؟

فقال: في خلاف الهوي.

قيل: فمتي يجد عبدالراحة؟

فقال: عند أول يوم يصير به في الجنة. [13] .



[ صفحه 58]



14 - دخل عمرو بن عبيد (فقيه البصرة) علي الامام الصادق عليه السلام و قرأ: (ان تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه) [النساء: 31] و قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله.

فقال عليه السلام: نعم يا عمرو، ثم فصلها له عليه السلام:

1- الشرك بالله: (ان الله لا يغفر أن يشرك به).

2- اليأس من روح الله: (لا يايئس من روح الله الا القوم الكافرون (87)).

3- عقوق الوالدين، لأن العاق جبار شقي: (و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا (32)).

4- قتل النفس: (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما (93)).

5- قذف المحصنات: (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الأخرة و لهم عذاب عظيم (23)).



[ صفحه 59]



6- أكل مال اليتيم: (ان الذين يأكلون أمول اليتمي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا (10)).

7- الفرار من الزحف: (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد بآء بغضب من الله و مأوئه جهنم و بئس المصير (16))

8- أكل الربا: (الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).

9- السحر: (و لقد علموا لمن اشتريه ما له في الأخرة من خلاق)

10- الزنا: (و لا تقربوا الزني انه كان فاحشه و سآء سبيلا (32)) و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما (68)).

11- اليمين الغموس: (ان الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الأخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم (77)).



[ صفحه 60]



الغلول: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة).

13- منع الزكاة: (و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (34) يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون (35)).

14- شهادة الزور: (و الذين لا يشهدون الزور).

15- كتمان الشهادة: (و من يكتمها فإنه ءاثم قلبه).

16- شرب الخمر. لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: (شارب الخمر كعابد الوثن).

17- ترك الصلاة. لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: (من ترك الصلاة متعمدا فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسوله).

18- نقض العهد و قطيعة الرحم: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون مآ أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)).



[ صفحه 61]



19- قول الزور: (و اجتنبوا قول الزور (30)).

20- الجرأة علي الله: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون (99)).

21- كفران النعمة: (و لئن كفرتم ان عذابي لشديد (7)).

22- بخس الكيل و الوزن: (ويل للمطففين (1)).

23- اللواط: (و الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش).

24- البدعة لقوله عليه السلام: (من تبسم في وجه مبتدع فقد اعان علي هدم دينه).

فخرج عمرو بن عبيد و له صراخ من بكائه و هو يقول: هلك من سلبكم تراثكم و نازعكم في الفضل و العلم. [14] .



[ صفحه 62]




پاورقي

[1] أئمتنا: 1 / 448، فروع الكافي: 1 / 352.

[2] أئمتنا: 1 / 449، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 5 / 77.

[3] أئمتنا: 1 / 449، تحف العقول: 277.

[4] أئمتنا: 1 / 449، حلية الأولياء: 3 / 194.

[5] أئمتنا: 1 / 450، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 45.

[6] أئمتنا: 1 / 450، تحف العقول: 364.

[7] أئمتنا: 1 / 450، تحف العقول: 268.

[8] أئمتنا: 1 / 451، فروع الكافي: 1 / 359.

[9] أئمتنا: 1 / 451، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 121.

[10] أئمتنا: 1 / 451، الخصال: 9.

[11] التوحيد: 250.

[12] مشكاة الأنوار: 42.

[13] أئمتنا: 1 / 452، سفينة البحار: 1 / 539.

[14] أئمتنا: 1 / 455، عن المناقب 2 / 327.


علم الفقه


أما علم الفقه فهو من أجل العلوم الاسلامية، و أهمها، لأنه يعرض لأفعال المكلفين علي ضوء ما قنن في الشريعة الاسلامية، و قد اهتم الامام زين العابدين عليه السلام به اهتماما بالغا، فقام بنشره و اذاعته بين الناس، و كان المتخصص الوحيد في عصره، في هذا العلم، و يقول المؤرخون: أنه كان يشبه جده الامام أميرالمؤمنين عليه السلام في قدرته علي الاحاطة بالمسائل الفقهية من جميع جوانبها و التفريع عليها [1] و كان المرجع الوحيد الذي يرجع اليه العلماء و الفقهاء في مهام المسائل الدينية، فقد روي المؤرخون أن الزهري و هو من اجلاء فقهاء المدينة المشهورين كان ممن يرجع الي الامام في ما يهمه من الأحكام الشرعية، و يقول الرواة: انه رأي في منامه كأن يده مخضوبة، و فسرت له رؤياه بأنه يبتلي بدم خطأ، و كان في ذلك الوقت عاملا لبني أمية، فعاقب رجلا فمات في العقوبة، ففزغ و خاف من الله، و فر هاربا فدخل في غار يتعبد فيه، و كان الامام عليه السلام قد مضي حاجا الي بيت الله الحرام فاجتاز علي الغار الذي فيه الزهري، فقيل له: هل لك في الزهري حاجة؟ فأجابهم الي ذلك، و دخل عليه فرآه فزعا خائفا، قانطا من رحمة الله، فقال (عليه السلام) له: اني أخاف عليك من القنوط ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بدية مسلمة الي أهله، و أخرج الي أهلك، و معالم دينك، فاستبشر الزهري، و قال له: فرجت عني يا سيدي الله اعلم حيث



[ صفحه 39]



يجعل رسالته في من يشاء [2] ، و نعرض الي نماذج من الأحكام الشرعية التي أدلي بها الامام.


پاورقي

[1] الامام زين (ص 33).

[2] تاريخ دمشق 36 / 16 البحار 46 / 7.


هيبته و وقاره


و بدت علي ملامح الامام (ع) هيبة الانبياء و وقارهم، فما جلس معه أحد الا هابه و اكبره و قد تشرف قتادة و هو فقيه أهل البصرة بمقابلته فاضطرب قلبه من هيبته و أخذ يقول له:

«لقد جلست بين يدي الفقهاء و أمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك.» [1] .

لقد كان الامام بقيةالله في أرضه، و تجلت في شخصيته سمات اوليائه و احبائه الذين اضفي عليهم الهيبة و الوقار، و ممن غمرتهم هيبة الامام الشاعر



[ صفحه 28]



المغربي يقول في وصفه له:



يابن الذي بلسانه و بيانه

هدي الانام و نزل التنزيل



عن فضله نطق الكتاب و بشرت

بقدومه التوراة و الانجيل



لولا انقطاع الوحي بعد محمد

قلنا: محمد من أبيه بديل



هو مثله في الفضل الا انه

لم يأته برسالة جبريل [2] .



و روي المؤرخون أن الامام (ع) لم ير ضاحكا، و اذا ضحك يقول: «اللهم لا تمقتني» [3] لقد ابتعد عن كل ما ينافي الوقار و سمو الشخصية، و كان البارز من صفاته ذكرالله، ففي جميع أوقاته كان لسانه مشغولا بذكر الله، و سنذكر ذلك عند البحث عن مشاهر شخصيته.


پاورقي

[1] اثبات الهداة 5 / 176.

[2] المناقب 4 / 181.

[3] صفة الصفوة 2 / 62، تذكرة الخواص (ص 349).


سخن آخر


براي انجام كاري به مسافرت رفته بودم و سفرم به طول انجاميد. وقتي برگشتم قبل از اين كه به خانه بروم به بازار رفتم. هيچ هديه اي از آن جا نياورده بودم و دست خالي هم نمي شد به خانه بروم. به مغازه ي يكي از دوستانم رفتم تا براي خانواده ام سوغاتي بخرم. سلام كردم.

- سلام، كي آمدي.

- تازه رسيده ام، چرا پيراهن سياه به تن كرده اي.

- مگر خبر به تو نرسيده است.

- نه، كدام خبر، سه ماه است كه من از شهر و ديارم دور بوده ام.

از پشت پيشخوان مغازه برخاست و به طرف من آمد، دست هايش را در گردنم انداخت و هاي هاي گريست. گفتم: بر سر زن و بچه ام بلايي آمده؟

- نه.

- پس چه شده، ديوانه ام كردي، حرف بزن.



[ صفحه 70]



او در حالي كه اشكش را پاك مي كرد گفت: امام صادق عليه السلام.

- خب!

- منصور به دست افرادي مرموز با خوراندن انگور مسموم او را به شهادت رساند.

از شنيدن اين خبر پاهايم سست شد و طاقت از زانوهايم رفت و روي زمين نشستم.

مقداري آب برايم آورد و قدري نوشيدم. كمي حالم سر جايش آمد. پرسيدم. چه مدت است.

- پنج روز.

به همراه دوستم براي تسليت گفتن به خانه ي امام رفتيم. پارچه ي سياهي بالاي در آويزان كرده بودند و از در و ديوار خانه غم مي باريد. با ديدن ام حميده (همسر امام) هر دو به سختي گريستيم.

پس از كمي آرام شدن، او واقعه ي مسموم شدن و شهادت امام را با اشك و آه برايم توضيح داد، سپس گفت: اگر هنگام شهادتش بودي تعجب مي كردي.

- چطور؟

- لحظات آخر عمر امام بود، چشمانش را باز كرد و گفت همه ي قوم و خويش ها را نزد او جمع كنيم، طولي نكشيد كه همه را حاضر كرديم. فكر مي كرديم لابد مي خواهد از همه حلاليت بطلبد يا سخني و حرفي بگويد، اما او وقتي همه را بالاي سر خود ديد، فرمود «شفاعت ما ائمه، شامل كسي كه نماز را سبك بشمارد نمي شود» . [1] .



[ صفحه 71]



قلم و كاغذي تهيه كردم و آخرين وصيت امام را با عنوان آخرين حديث نوشتم. الآن سال هاي سال از آن مي گذرد و من اين حديث را براي هر كسي خوانده ام قول داده كه در نمازش سستي نكند، چرا كه همه به شفاعت آن خاندان چشم اميد دوخته اند. [2] .


پاورقي

[1] ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة.

[2] امالي صدوق، ص 572.


نهضت بني عباس از كوفه شروع شد


امام صادق از ماهيت انقلاب و انگيزه ي انقلابيون اطلاع كامل داشت و مي دانست كه جز رسيدن به رياست و سلطه جويي هدفي ندارد. آنها با دين اسلام فرسنگ ها فاصله دارند. از اين رو امام از آنان دور بود و اگر رايحه ي دين استشمام مي شد امام قطعا از حركت آنان حمايت مي كرد.

نهضت عباسيان از كوفه آغاز شد و حتي مركز خلافت آنان قبل از انتقال به بغداد - كه با دستور منصور دوانقي ساخته و تأسيس شد - كوفه بود و سپس به شهر انبار منتقل شد و مردم آن را به «الرضا به آل محمد» مي خواندند. مي گفتند ما به يكي از اولاد پيامبر راضي مي شويم. ابراهيم امام اولين رهبر عباسيان بود و پس از كشته شدن او در سال 129 برادرش علي بن محمد، معروف به سفاح را به جاي او گذاشتند. ابراهيم بيشتر به ايرانيان و از قوم عرب به يماني ها و قحطاني ها اعتماد داشت.

ابومسلم طراح نهضت در ايران، گرچه از طرف ابراهيم عمل مي كرد ليكن مدعي بود از جانب امام اهل بيت كه هنوز مشخص و منصوب نشده، فعاليت مي كند و همچنين ابوسلمه ي خلال و سليمان بن كثير كه از ايران بودند چنين ادعايي داشتند و همين سرداران ايراني بودند كه با ششصد هزار نيرو شام را فتح كرده و به سلطنت اموي خاتمه دادند.


علل عدم قيام امام صادق


شرايط و مقتضيات زمان به گونه اي بود كه امام، با توجه به كمي و محدوديت ياران و شيعيان حقيقي در راه انتخاب بهترين گزينه و مطمئن ترين راه براي رسيدن به هدف مقدس خويش گام برمي داشتند. گرچه به نظر مي رسيد آمار جمعيتي شيعيان زياد است، اما آنان مواضع يكساني نداشتند و اختلافات آنان بيش از توافقاتشان بود. در كتاب كافي در باب «در كمي تعداد مؤمنان» [1] ، گزارشي از شكوه و گلايه امام از اندكي ياران حقيقي آورده شده است. راوي گويد: از امام همين سؤال را پرسيدم كه چرا قيام نمي كنيد؟ فرمودند: اگر ياراني داشتم،



[ صفحه 35]



قيام مي كردم. راوي گمان مي كند ياراني حدود يك صد هزار يا دويست هزار نفر مراد امام است، ولي امام با اشاره به تعداد گوسفنداني كه در نزديكي آنان بود، فرمودند: اگر اين تعداد يار وفادار و پا در ركاب داشتم، بر من واجب بود كه قيام كنم. [2] .

از سوي ديگر، گرايش هاي كلامي و تنوع جريان هاي فكري نظير زيدي، كيساني، امامي و غلات رو به گسترش بود. احساس مي شد اساس اسلام در خطر است و اين مدعيان بي مايه، بيش از آن كه براي حكومت ها خطرناك باشند، براي اسلام خطرساز بودند و پاسداري از آيين و جلوگيري از انحراف و بدعت ها و حفظ مرزها، ارزش ها، معارف و دانش هاي اسلامي، جبهه جديدي از جهاد مقدس علمي و فرهنگي را گشوده بود و امام فرماندهي جهاد در اين جبهه را بر رهبري قيام مسلحانه ترجيح داد و با تمام قوا ايستاد و پيروزمندانه از آن خارج شد. امام عليه السلام سربازاني تربيت كرد كه هر كدام فرماندهي جبهه ي بزرگي از ميدان هاي فرهنگي را به عهده گرفتند و حيات دوباره اسلام، مرهون تلاش ها و كوشش هاي بي دريغ آنان است.

دورنماي كلي اوضاع و شرايطي كه امام را به انتخاب اقدامات علمي سوق داد، از اين قرار است:

1. شرايط سياسي براي حضرت فراهم نبود. سايه و وحشت و ترس از كشته شدن بر مردم حاكم بود و آمادگي مبارزه را از دست داده بودند؛

2. محدوديت ياران و شيعيان حقيقي؛



[ صفحه 36]



3. حفظ شيعيان و پيروان از مرگ و هلاكت و پرهيز از داخل كردن آنان در فتنه هايي كه نامعلوم و بي سر و ته بود، درست مثل امام حسن عليه السلام كه حفظ جان شيعيان را علت صلح بيان كرد؛

4. تنوع و گسترش جريان هاي فكري؛

5. حركت علمي، بهترين جايگزين براي حركت سياسي محكوم به شكست بود؛

6. امام كه آگاه ترين مردم به مصالح عمومي است با توجه به عواقب امور موضع گيري مي كند و امام صادق عليه السلام نيز مطابق شرايط و مقتضيات زمان خود عمل كرد؛

7. قيام ها و انقلاب ها كه به دگرگوني سياسي مي انجامد، به دنبال دگرگوني اجتماعي و به تبع آن است و حركتي كه هر دو تغيير سياسي و اجتماعي را باعث شود، موفق است.

سياست مشت آهنين و خشونت عباسيان، منازعان سياسي را خفه كرده و سر جايشان نشانده بود. آنان به چاكران سراپا گوش خويش نيز اعتنا نداشتند و كارگزاراني چون ابومسلم و ابوسلمه را كه حكومت عباسيان مرهون خدمات ايشان بود، به سادگي از سر راه برداشتند.

امام عليه السلام، بهترين راه را انتخاب كرد و در يك نزاع سراسر مكتبي كه نزديك بود اساس اسلام از بين برود، به حفظ آيين و كيش پرداخت و مذهب راستين تشيع، مرهون فعاليت علمي آن امام همام است. [3] .



[ صفحه 37]



در مكتب امام جعفر صادق عليه السلام كوشش شده است صدها الگو از الگوهاي آن حضرت در موضوعات مختلف حيات فردي و اجتماعي، دنيوي و اخروي انسان ها، در بخش هاي مناسب آورده شود، و از آنجا كه گفتار امام صادق (عليه السلام) عطرين و با حلاوت و آراسته به زيبائي و طراوات و بسان درخت پرثمر و شاداب است مؤلف هم جمله ها و عبارت هائي را از كلمات نوراني امام (عليه السلام) كه در خود پند و حكمت هائي را در برگرفته است و مانند خورشيد درخشان پرتوافشاني مي كند جهت استفاده عموم اقشار جامعه، گردآوري و تقديم مي دارد.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

محمد حسين نوحه خوان

كانون فرهنگي و هنري حضرت جواد الأئمه عليه السلام

تهران - شميرانات

25 شوال 1427 هـ. ق مصادف با شهادت حضرت امام جعفر صادق عليه السلام



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] الكافي، ج 2، ص 242.

[2] همان، حديث 4.

[3] تاريخ تشيع، ج 1، ص 255 - 139.


امام علي و حكومت


در ايام حكومت سيد صالحان، اميرمؤمنان علي عليه السلام عده اي از رؤسا مي خواستند براي كاري به حضور ايشان برسند. ابن عباس [1] با عجله نزد آن حضرت آمد و عرض كرد: يا اميرمؤمنان، عده اي از رؤسا قصد شرف يابي به حضور شما را دارند. حضرت كه وضع ابن عباس را ديد، در حالي كه كفشهايش را وصله مي زد، در وصف حكومت و بي ارزشي آن فرمود: «و الله لهي احب الي من امرتكم الا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا [2] ؛ به خدا سوگند اين



[ صفحه 25]



كفش هاي كهنه از امارت و رياست بر شما، نزد من عزيزتر است مگر آنكه حقي را بستانم و باطلي را از بين ببرم». آن حضرت زماني اين جمله را بر زبان آورد كه رئيس بزرگ ترين و مهم ترين حكومت روي كره ي زمين بود. چنين چيزي در تاريخ كم نظير است.

آن بزرگوار كسي است كه در رأس بزرگ ترين و پر جمعيت ترين حكومت روي كره ي زمين قرار دارد و در عين حال مشغول پينه زدن كفش هايي است كه از ليف خرما درست كرده است.

مسلمانان، در آن زمان ثروتمندترين افراد روي زمين بودند و حرير، طلا، نقره، خانه هاي مجلل، غلام و كنيز داشتند.

اين يكي از مصاديق «الصالحون قبلكم» مي باشد. انسان بايد به جايي برسد كه رياست، مقام و ثروت، او را دگرگون نكند و نلغزاند.

بايد رياست در نفس انسان بي ارزش شود، و اين كار ممكن است؛ زيرا اگر ممكن نبود به شيعيان توصيه نمي شد. در باب اعمالي كه انجام دادن آنها براي انسان هاي معمولي سخت است، حضرت علي عليه السلام مي فرمايد: «ألا و انكم لا تقدرون علي ذلك [3] ؛ البته شما را ياراي آن نيست كه چنين كنيد.»

اين يك واقعيت است. البته حضرت امير خصوصياتي داشت كه كسب آنها براي انسان عادي محال است. در تاريخ كدام زاهد وجود دارد كه فقط يك دست لباس داشته باشد؟ حضرت خود مي فرمايد:؛ ان امامكم قد اكتفي من دنياه بطمريه [4] و من طعمه بقرصيه [5] ؛ پيشواي شما از دنياي خود به دو جامه كهنه و از خوراكش به دو قرص نان اكتفا كرده است».

آيا كسي وجود دارد كه همچون حضرت توان تهيه غذاهاي فراوان داشته باشد، اما فقط نان خالي بخورد، و همه ي اموال خود را ببخشد و با اين كه مي تواند لباس هاي گران



[ صفحه 26]



قيمت تهيه كند فقط به دو كهنه جامه اكتفا كند؟

به شخصي گفتند: چرا امام جماعت نمي شوي؟ گفت: من وقتي نماز جماعت مي خوانم كه نمازم در خانه با نمازم در مسجد فرقي نداشته باشد. اما هنوز نتوانسته ام در خود چنين حالتي ايجاد نمايم. البته نماز جماعت كار خوب و پسنديده اي است و اقامه ي آن بسيار لازم است، اما گاهي اوقات يك مزاحم پيدا مي كند و آن چيزي جز غرور نيست. واضح است كه داشتن حضور قلب و نيت سالم در نماز از به جماعت خواندن آن مهم تر است.

انسان بايد سعي كند با تلقين به خود، خواهش هاي نفس را كاهي دهد. درخت را يك دفعه نمي توان از جا كند، اما كم كم و با مرور زمان مي شود آن را از ريشه درآورد. حضرت اميرمؤمنان علي عليه السلام مي فرمايند: «خادع نفسك [6] ؛ [همان طور كه نفس تو را فريب مي دهد] تو نيز او را فريب ده». بايد اين گونه پيش رفت، تا حب رياست كه در خون و پوست و گوشت انسانها ريشه دوانده، كم كم ضعيف گردد.

عايشه دختر ابوبكر بسيار به پدرش شبيه بود و هيچ وقت اظهار ضعف نمي كرد، مگر در جنگ جمل و در مقابل اميرمؤمنان. قدرت معنوي مولاي متقيان به حدي بود كه چنين فردي كه هيچ وقت اظهار ضعف نكرده بود، در آن جا به ضعف و زبوني خود اعتراف نمود.

پس از جنگ جمل، فاتح جنگ كه خليفه ي مسلمانان و امام مؤمنان بود در تأسي به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم كه روز فتح مكه به سران مشركان فرمود: «اذهبوا فأنتم الطلقاء؛ برويد كه شما آزاد شدگانيد» نه كسي را اعدام كرد و نه كسي را حبس نمود. عايشه با اين كه اميرمؤمنان عليه السلام را خوب مي شناخت و مي دانست هيچ خطري متوجه او نيست، به ضعف و زبوني خويش اعتراف كرد. آري، اميرمؤمنان داراي چنين قدرت و صلابتي بود. علي عليه السلام مي فرمايد: «و الله ما كتمت و شمة و لا كذبت كذبة [7] ؛ به خدا سوگند كه هيچ سخني



[ صفحه 27]



را پنهان نداشتم و حتي يك دروغ هم نگفته ام». شيعيان معتقدند كه امامان معصومند و علي عليه السلام در رأس ائمه آنها قرار دارد، اما مسيحيان و يهوديان نيز گفته اند كه علي حتي يك دروغ هم نگفته است. آيا در مقابل چنين شخصيتي نبايد كمال فروتني را به خرج داد؟ آيا نبايد رفتار او را سرلوحه ي اعمال خود قرار داد؟

مسئله ديگري كه بايد مواظب آسيب هاي آن بود و تا جايي كه ممكن است از آن دوري كرد، مسئله پول است. توجه به آفت هاي پول براي همه، خصوصا براي اهل علم مهم است.

سمرة بن جندب [8] شخصي بود كه چهارصد هزار درهم از معاويه گرفت تا يك روايت جعل كند. واي به حال آنان كه براي يكي دو درهم دين خود را مي فروشند.


پاورقي

[1] عبدالله بن عباس بن مطلب بن هاشم، (سه سال قبل از هجرت - 68 ق) معروف به ابن عباس، از اكابر صحابه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و از شاگردان خاص اميرمؤمنان بود و رسول خدا بارها در حق او دعا كرد.

[2] نهج البلاغه، خطبه 33؛ بحارالانوار، ج 32، ص 76.

[3] نهج البلاغه، نامه 45.

[4] طمرين به لباس دو تكه اي مي شود كه يك تكه ي آن از شانه تا كمر را مي پوشاند و نصف ديگر آن از كمر تا ساق پاها را مي پوشاند. مطمار به ژنده پوش گفته مي شود.

[5] نهج البلاغه، نامه 45.

[6] همان، نامه 69.

[7] همان، خطبه 16.

[8] سمرة بن جندب (م: 60 ق) از جنايت كاران عصر بني اميه است. بسياري از مفسران شأن نزول آيه ي «و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رءوف بالعباد (بقره 207) «را حادثه ي ليلة المبيت مي دانند و برآنند كه آيه در شأن حضرت علي عليه السلام و جان فشاني ايشان در شب هجرت رسول خدا نازل شده اما سمرة بن جندب با گرفتن چهارصد هزار درهم حاضر شد كه نزول اين آيه را درباره ي حضرت علي عليه السلام انكار كند و در مجمعي عمومي بگويد كه آيه درباره عبدالرحمان بن ملجم نازل شده است. وي نه تنها نزول آيه را درباره ي علي عليه السلام انكار كرد، بلكه آيه ي ديگري را كه درباره ي منافقان است مربوط به علي عليه السلام دانست. آيه ياد شده اين است: «و من الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا و يشهد الله علي ما في قلبه و هو ألد الخصام (بقره 204)؛ و از ميان مردم كسي است كه در زندگي اين دنيا سخنش تو را به تعجب وا مي دارد، و خدا را بر آنچه در دل دارد گواه مي گيرد، و حال آنكه او سخت ترين دشمنان است.» آن ملعون در دوران استانداري «زياد» در عراق، فرماندار بصره بود و به سبب دشمني با خاندان پيامبر، هشت هزار نفر را به جرم ولايت و دوستي با حضرت علي عليه السلام كشت. وقتي زياد از او بازجويي كرد كه چرا و به چه جرئتي اين همه آدم را كشته است و هيچ تصور نكرد در ميان آنان بي گناهي باشد، با كمال بي شرمي پاسخ داد: «لو قتلت مثلهم ما خشيت؛ من از كشتن دو برابر آنان نيز باكي نداشتم.» (شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد، ج 4، ص 73؛ تاريخ طبري، ج 2، حوادث سال پنجاهم هجري).


براي ديگران هم


آنان كه هميشه به فكر خودشان هستند و با دقت كامل مشغول سر و صورت دادن به وضع خود و خانواده ي خود مي باشند و خلاصه آنان كه همه ي خوبيها را منحصرا براي خود مي خواهند، بايد انديشه ي خود را از اين دايره ي انحصار جويي بيرون آورند. و از مزايا و موهبتهايي كه در اختيار دارند براي ديگران آرزو كنند و در حدود امكان و قدرت، عملا اين معني را به ثبوت رسانيده و مردم را از آن مواهب بهره مند سازند تا به معني واقعي، خيرخواه و نوع دوست محسوب شوند.

احبوا للناس ما تحبون لأنفسكم. [1] .

آنچه براي خود دوست مي داريد، براي مردم نيز دوست بداريد.



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] خصال. ج 1، ص 7.


الامام مالك


الامام مالك بن أنس امام أهل المدينة (179 - 0) و زعيم المذهب المالكي أدرك الصادق و هو في أواسط حياته و نهل عن ينبوعه. و يروي مالك في كتابه (الموطأ) ثلاثون حديثا عن أئمة أهل البيت بعدة طرق:

1- مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين (ع).

2- مالك عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن محمد بن علي بن الحسين (ع).

3- مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب (ع).

4- مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و نقل مالك وسائر أهل السنة كيفية حج رسول الله بهذا الطرق. و لهذا قال أبوحنيفة (لولا جعفر بن محمد ما علم الناس مناسك حجهم).

و فضلا عن مالك، فقد نقل محمد بن اسحاق في كتابه المغازي روايات مباشرة «عن سيدنا الصادق و الباقر عليهماالسلام.»


شاه زنان


يكي از سنتهاي الهي كه درباره ي مادران ائمه ي هدي عليهم السلام جاري شده اين است كه همواره با دامنهاي پاك و به دور از هر نوع شرك و آلودگي مي زيسته اند. زيرا خداوند سبحان آنان را از تمام ناپاكيها منزه كرد تا ظرفي براي گرانبهاترين جواهرات بي مانند دين حنيف، و دامني پاكيزه براي حفظ و نگهداري سرمايه هاي نفيس آن شوند. چون بايد بين ظرف و مظروف سنخيت و تشابه وجود داشته باشد، از اين رو بر خداوند لازم است در ايجاد عصمت قطعي و عدم تقارن آن به چيزي كه هيچ گاه نتواند آن را آلوده كند، تمام ابزار شايسته و عوامل جذب كننده و موجبات كشش به سوي اسلام را آماده سازد و از اين قبيل است انتخاب شريف ترين و بهترين زنان براي مادر بودن امامان راستين، زيرا عرق مادري مي تواند در ساختار فرزند از عوامل بسيار مؤثر باشد، به همين دليل امين وحي رسول گرامي از انتخاب زنان ناشايست منع كرد و فرمود: «اياكم و خضراء الدمن» و فرمود: منظور از «خضراء دمن» زنان زيبا و نيكو منظري هستند كه در محيط ناصالح پرورش يافته باشند. [1] .

پس از آن امر صادر مي كند كه مسلمان براي شير دادن به نوزادان



[ صفحه 33]



خود بايد از زناني كه داراي حسب و نسب شريفي هستند استفاده كند، و حتما بايد از استرضاع زنان فاسد الاخلاق و بي حسب و نسب برحذر باشند، و براي بيان علت آن مي فرمود:

«چون شير اثر ويژه اي در ساختار نوزاد دارد، نگذاريد فرزندانتان از شير زنا و زن ديوانه استفاده كنند.» [2] .

همچنين، از استرضاع زنان تهي مغز و نابخرد نهي كرد و فرمود:

«... فرزند شباهت به شير پيدا خواهد كرد.» [3] .

و در جاي ديگر فرمود:

«شخصيت و اخلاق دايي مي تواند نمونه اي از همسر شما باشد؛ پس، از اين رهگذر، همسران خود را شناسايي و انتخاب كنيد.» [4] .

وقتي كه نسبت به افراد عادي از امت، اين اندازه تأكيد و سفارش است كه براي شير دادن فرزندانشان چگونه مادراني برگزينند با اينكه در مورد ايشان جز صلاح و اصلاح خودشان كه محدود به ايشان است و كمتر مربوط به اصلاح غير مي شود، ديگر مسئله اي نيست و لذا اصلاح شدگان به وسيله ي اين عده از مردم بسيار اندكند، در اين صورت نسبت به امامان راستين كه خداي سبحان آنان را از عنصر قداست آفريده و وجودشان را نمونه ي كامل و مثل اعلاي صلاح و اصلاح غير قرار داده و ميدان مسئوليتشان را نامحدود و امتشان را كه بايد هدايت كنند بي شمار



[ صفحه 34]



كرده و بار سنگين هدايت و اصلاح را بر دوششان نهاده است، به طريق اولي بيش از آنچه درباره ي ديگران گفته شد بايد رعايت شود. به همين دليل، رواياتي كه از پيامبر صلي الله عليه و آله از اهل بيت اطهار عليهم السلام رسيده است اين مسئله را تأكيد مي كنند و مي گويند:

«خداوند سبحان ما را به صورت عمودي از نور در صلب آدم تصوير كرد. اين نور در جبين آدم بود تا اينكه آن را به وصي خود شيث منتقل ساخت و به او وصيت كرد كه مواظب باشد آن نور الهي را جز در ارحام پاك و مطهر قرار ندهد، و پيوسته اين وصيت مورد عمل بود و به وسيله ي بلندپايگان والامقام به ديگري منتقل مي شد و ما از تبار بهترين مردان و بهترين زنان پاك به دنيا مي آمديم تا به صلب عبدالمطلب رسيديم. در اينجا خداوند آن را به دو نيم كرد: نيمي از آن را در صلب عبدالله قرار داد كه به رحم آمنه منتقل شد، و نيم ديگر را در صلب ابي طالب قرار داد كه به رحم فاطمه ي بنت اسد انتقال يافت.» [5] .

گر چه مطالب فوق در خصوص مادر حضرت سجاد عليه السلام نيست اما آنچه مسلم به نظر مي رسد اين است كه مادر آن حضرت نيز از ساير زناني كه اسلام درباره شان به طهارت عنصر و قداست قطعي و صفاي طينت خبر داده است مستثني نبوده و نيست؛ بنابراين، مادر امام سجاد عليه السلام نيز مبراي از هر عيب و منزه از هر نقص و مورد عنايت ويژه ي پروردگار عالم بوده است و جاي هيچ گونه شگفتي نيست اگر خداي ناظر بر همه، او را در ميان يك ملت كافر و بي دين چنان حفظ كند كه كوچكترين لكه ي ننگي از انحراف فكري و ديني به دامنش ننشيند،



[ صفحه 35]



همان گونه كه آب شيرين و خوشگوار را در مسيل سيلاب و طوفانهاي كوه پيكر دريا آن چنان حفظ مي كند كه آبهاي تلخ و شور كمترين تغييري در آن نمي دهند و همان سان كه حضرت محمد صلي الله عليه و آله و نياكان پاكش را از تمام پليديهاي الحاد و شرك حفظ كرد و او را آيينه ي جمال اقدس خود قرار داد و مبعوثش كرد تا مكارم اخلاق را به مردم بياموزد، هر چند سيل ضلالت و گمراهي اطرافش را فراگرفته بود و كوردليها و نابخرديها و سفاهتها و تهي مغزيها و بي پرواييها او را در ميان كوههاي مكه و طواغيت محاصره كرده بودند ولي خداوند كه بسياري از كارها را با خرق عادت انجام داده است در اين مورد نيز آن حضرت را با خرق عادت حفظ كرد.

بنابر آنچه ذكر شد، گر چه تاريخ در مورد اين آزاد زن (مادر امام سجاد عليه السلام) اطلاعات چنداني در دسترس ما قرار نداده است ولي اجمالا يقين داريم كه وي مادر حجت خدا، و فرزندش حضرت علي ابن الحسين عليه السلام امين بر دين خداست كه او را براي تهذيب اخلاق انسانها و ارشاد همه ي آدميان به راه راست، منصوب كرده است و از اين رو، به ناچار بايد مادرش نيز دانه ي ارزشمندي از آن خوشه ي زريني باشد كه آن را توصيف كرديم.

در خصوص اينكه شاه زنان چگونه به دست ولاة امر مسلمين رسيد روايات مختلف نقل كرده اند، لكن برابر آنچه كه شيخ مفيد محمد ابن محمد بن نعمان، ابوعلي فتال نيشابوري و فضل بن حسن طبرسي نقل كرده اند به اين شرح است:

1. وقتي كه اميرالمؤمنين عليه السلام به خلافت رسيد، حريث بن جابر را به عنوان ولايت بر بخشي از خاورميانه روانه ي ايران كرد. وي دو



[ صفحه 36]



تن از دختران يزدگرد پادشاه ايران [6] را نزد اميرالمؤمنين عليه السلام فرستاد و آن حضرت نيز شاه زنان را به فرزندش بخشيد كه امام زين العابدين عليه السلام از او متولد شد. دختر دوم را نيز به محمد بن ابي بكر داد كه قاسم فرزند محمد بن ابي بكر از او متولد شد. بنابراين، امام زين العابدين عليه السلام و قاسم فرزند محمد بن ابي بكر با يكديگر پسرخاله هستند. [7] .

2. روايت ديگري نيز در اين مورد آمده است كه مي گويد:

وقتي كه عبدالله بن عامر بن كريز در ايام عثمان خراسان را فتح كرد به دو تن از دختران يزدگرد پسر شهريار به دست يافت و آنان را نزد عثمان فرستاد. عثمان يكي از آن دو را به حسن بن علي عليه السلام و ديگري را به حسين عليه السلام هبه كرد كه هر دو بر سر زايمان در ايام نفاس جان سپردند! [8] .

همان طور كه ملاحظه شد، از متن هيچ يك از دو حديث فوق استفاده نمي شود كه آنان را به اسارت گرفته باشند؛ بنابراين، احتمال دارد چون خودشان علاقه ي شديد به اسلام و مسلمانان داشته اند، همين امر موجب شده است كه زمامداران مسلمان بتوانند به آنان دسترسي پيدا كنند.



[ صفحه 37]



3. بلي، در اين مورد روايت سومي نيز وجود دارد كه تصريح مي كند كه آن دو را به اسارت گرفتند. داستان اسارت در اين روايت به اين شكل نقل شده است:

وقتي كه اسيران ايران را در مدينه نزد عمر بن خطاب بردند، همين كه شاه زنان نگاهش به مسجد پيغمبر افتاد و ديد كه مسجد از جمعيت لبالب است و خليفه چشم از او برنمي دارد، بي درنگ صورت خود را از او پوشانيد و با صداي بلند از وضع موجود اظهار تنفر كرد و گفت: سياه باد روي هرمز كه فرزندانش را به اسارت گرفته اند.

چون خليفه معناي سخن او را كه فارسي بود نفهميد، پنداشت كه به او ناسزا مي گويد: از اين رو خواست او را مجازات كند كه اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام منظور گوينده را براي خليفه توضيح داد و خيالش را راحت كرد.

پس از آن، جناب خليفه در مورد آنها نظرخواهي كرد كه چه بايد كرد؟ اميرالمؤمنين عليه السلام او را به سنت پيامبر صلي الله عليه و آله ارشاد كرد و فرموده ي او را درباره ي فرزندان اشراف و شاهزادگان، كه بايد مورد اكرام و احترام قرار گيرند هر چند با اسلام مخالف باشند، گوشزد كرد [9] و فرمود: بنابراين، شاهزادگان نبايد مانند كنيزان ديگر در معرض خريد و فروش قرار گيرند بلكه خود ايشان هر يك از مسلمانان را كه دوست دارند براي خود برگزينند و همان را بابت سهميه ي آن مسلمان از غنائم جنگي به حساب آوريد. [10] .

با توجه به باين علي عليه السلام، تمام مسلمانان حاضر، خواستار ازدواج با شاه زنان شدند. اميرالمؤمنين عليه السلام وخامت و نافرجامي



[ صفحه 38]



ازدواج از سر اكراه را به آنها تفهيم كرد و فرمود: در انتخاب و اختيار بايد همه گرد هم آيند تا هر كس را كه او مي پسندد براي خود برگزيند.

آنگاه از شاه زنان پرسيد كه آيا ميل به ازدواج دارد يا خير، و او در جواب آن حضرت سكوت كرد و پاسخي نداد. اميرالمؤمنين فرمود: آري، او مايل به ازدواج است.

پس از آن نص فرمايش رسول خدا صلي الله عليه و آله را در اين خصوص كه هرگاه از دوشيزه اي خواستگاري به عمل آيد و او به خاطر شرم حضور سكوت كند همين سكوتش علامت رضايت او خواهد بود، به خليفه و ديگر مسلمانان يادآوري كرد.

همين كه دوشيزه ي بزرگوار فهميد كه اختيار با خود اوست و هر كه را بخواهد مي تواند برگزيند، سيدالشهداء عليه السلام را برگزيد. [11] سپس



[ صفحه 39]



مجددا چندين بار به او پيشنهاد شد كه اگر بخواهد، مي تواند در انتخاب خود تجديدنظر كند، ولي آن بانو باز بر انتخاب نخستين خود اصرار ورزيد و غير از آن حضرت به هيچ كس اظهار تمايل نكرد! آنگاه علي عليه السلام را ولي خود قرار داد تا به وسيله ي آن حضرت صيغه ي عقد



[ صفحه 40]



خوانده شود. حذيفة بن يمان نيز از سوي اباعبدالله سيدالشهداء عليه السلام طرف قبول قرار گرفت.

هنگام اجراي صيغه ي عقد، اميرالمؤمنين عليه السلام از او پرسيد: نامت چيست؟

در پاسخ عرض كرد: شاه زنان!

اميرالمؤمنين عليه السلام فرمود: از هم اكنون نام تو «شهربانويه» خواهد بود، يعني پادشاه شهر.

احتمالا به اين جهت اميرالمؤمنين عليه السلام نام او را تغيير داد كه «شاه زنان» بودن و ملوكيت بر آنها، ملازم با سيادت و سروري بر زنان است و اين لقب ويژه ي صديقه ي زهرا فاطمه سلام الله عليهاست، زيرا در روايات مستفيض از لسان رسول اكرم صلي الله عليه و آله نقل شده است كه آن حضرت مي فرمود: «فاطمه سيدة نساء العالمين، من الاولين و الآخرين» (فاطمه سيده و سرور زنان جهانيان در طول تاريخ است). بنابراين، نمي بايست و نمي توانست برخلاف واقع، هم نام و هم لقب با فاطمه سلام الله عليها باشد؛ از اين رو اميرالمؤمنين عليه السلام نام او را به «شهربانويه» يعني سيده و سرور مدينه تغيير داد.

پس از آنكه شهربانو حضرت اباعبدالله عليه السلام را برگزيد، خواهرش مرواريد هم با اختيار خود حسن بن علي عليهماالسلام را انتخاب كرد. [12] .

پس از برگزاري مراسم عقد، پدر دو ريحانه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله به اباعبدالله عليه السلام فرمود: فرزندم، از اين بانو كاملا مواظبت كن (مبادا درباره ي او كوتاهي شود)، زيرا به همين زودي براي تو



[ صفحه 41]



فرزندي خواهد آورد كه بهترين مردم روي زمين خواهد بود. [13] اين بانويي است كه مادر تمام اوصياء و تبار پاك ما خواهد شد. [14] .

روايت فوق صراحت دارد كه وقتي اسيران را نزد عمر بردند، مي خواست زنانشان را بفروشد و مردانشان را به بردگي بگيرد تا بيماران و رنجوران و سالخوردگان عرب را هنگام حج بر دوش كشند و اطراف كعبه طواف دهند!

اميرالمؤمنين عليه السلام سيره ي پيامبر صلي الله عليه و آله را به او آموخت و فرمود: هر كس اظهار تمايل به اسلام كرد و مسلمان شد، هيچ فرقي با ديگر مسلمانان نخواهد داشت و در تمام حقوق با آنها شريك خواهد بود.

پس از آن، همه ي كساني را كه حاضر بودند شاهد گرفت و در حضور آنها تمام افرادي را كه به عنوان سهميه به او داده بودند در راه خدا آزاد كرد. افراد طايفه ي بني هاشم كه در آنجا بودند، چون ديدند علي عليه السلام سهميه ي خود را آزاد كرد، سهام خويش را به آن حضرت هبه كردند. علي عليه السلام هبه ي آنها را پذيرفت و بلافاصله در حضور خودشان گفت: خداوندا، شاهد باش من تمام بنده هايي را كه بني هاشم از سهم خود به من هبه كردند در راه خدا آزاد ساختم.

مهاجران و انصار كه وضع را بدين حال ديدند به علي عليه السلام گفتند: ما هم حق خودمان را به تو بخشيديم.

اميرالمؤمنين عليه السلام مجددا در حضور همه فرمود: خداوندا!، شاهد باش كه مهاجران و انصار حقوق و سهام خود را به من بخشيدند و من آن را پذيرفتم و همه ي آنها را در راه تو آزاد ساختم.

خليفه كه اين صحنه را مشاهده كرد ناراحت شد و به عنوان



[ صفحه 42]



اعتراض گفت: چرا با تصميم من در مورد ايرانيان مخالفت كردي و چه عاملي موجب شد آن را نپذيري؟

اميرالمؤمنين عليه السلام مجددا همان سنت و روش پيامبر صلي الله عليه و آله را در مورد اسيران كه اظهار تمايل به اسلام كرده بودند تكرار كرد و علت مخالفت با تصميم او را در همان مخالفت با سنت پيامبر دانست.

عمر كه جواب اميرالمؤمنين علي عليه السلام را شنيد گفت: من نيز تمام آنچه را كه در اين مورد حق دارد و بقيه ي غنائمي را كه هنوز كسي هبه نكرده است به تو بخشيدم.

اميرالمؤمنين عليه السلام هم بلافاصله فرمود: خداوندا، بر آنچه گفت و بر قبولي و عتقي كه من انجام دادم شاهد باش. [15] .

با توجه به روايات سه گانه ي فوق به نظر مي رسد كه روايت نخست يعني روايت شيخ مفيد در ارشاد و ابن فتال در روضة الواعظين و طبرسي در احتجاج به حقيقت نزديك تر است تا روايت سوم. براي اينكه مورخان همگي متفق القولند كه امام سجاد عليه السلام در زمان خلافت جدش اميرالمؤمنين عليه السلام متولد شد و آنگاه كه آن حضرت را شهيد كردند، سه سال از عمر امام سجاد عليه السلام گذشته بود. بنابراين، طبق عادت، روايت اول كه مي گويد حريث بن جابر كه از طرف اميرالمؤمنين عليه السلام و در زمان خلافت او به مشرق زمين رفت و دو تن از دختران يزدگرد را نزد آن حضرت فرستاد، با تولد قطعي امام سجاد عليه السلام كه در زمان خلافت جدش اتفاق افتاده است بهتر سازش دارد.

صحت روايت دوم نيز كه مي گويد عبدالله بن عامر در ايام عثمان خراسان را فتح كرد و دو تن از دختران يزدگرد را نزد او فرستاد، چندان



[ صفحه 43]



بعيد به نظر نمي رسد. براي اينكه فتح خراسان در سال 30 هجري انجام شد و سال 30 هجري درست در سال ششم خلافت عثمان بوده است كه در همان سال يزدگرد پسر شهريار در مرو كشته شد. بنابراين روايت، از زمان فرستادن اسيران تا زمان تولد امام سجاد عليه السلام حدود شش سال فاصله است و بعيد نيست كه در ظرف شش سال مزبور جناب شهربانو باردار نشده باشد.

اما روايت سوم ظاهرا معتبر نيست، زيرا در اين روايت مي گويد «اسيران ايران را نزد عمر بردند...»، در حالي كه عمر در سال 16 هجري مداين را فتح كرد؛ بنابراين، اگر شهربانو در سال 16 هجري اسير شده و در همان سال هم به ازدواج حضرت سيدالشهداء عليه السلام درآمده باشد بايد تا سال 38 هجري نزد امام حسين بوده و باردار نشده باشد و با اين وضع بسيار بعيد است كه زني بيست و دو سال شوهر داشته باشد و در عين حال باردار نشود.

بنابر تحليل فوق، روايتهاي اول و دوم به واقع و حقيقت نزديكترند و در عين حال روايت اول درست تر به نظر مي رسد.

اما احتمالي كه مرحوم علامه مجلسي رحمة الله عليه در كتاب بحار (ج 46، ص 10) داده است كه شايد كلمه ي «عمر» در روايت سوم اشتباها به جاي عثمان نوشته شده باشد، گر چه بعيد به نظر نمي رسد ولي، در عين حال، خود ايشان همان روايت اول را ترجيح داده و با همان ادله اي كه ما بيان كرديم (امام سجاد عليه السلام به اجماع همه ي اهل تاريخ در سال 38 هجري متولد شده است) آن را قطعي دانسته است.



[ صفحه 44]




پاورقي

[1] كافي به هامش مرآة العقول، ج 3، ص 445.

[2] مقنعه ي شيخ مفيد و كتاب مجازات النبويه ي سيد رضي رحمة الله عليه، ص 61، ط مصر.

[3] نوادر راوندي، ص 13 ملحق به فصول العشره ي شيخ مفيد، ط نجف؛ محاظرات راغب اصفهاني، ج 1، ص 159.

[4] تهذيب شيخ طوسي و نوادر راوندي.

[5] مطلب فوق خلاصه ي احاديثي است كه در بحارالانوار مرحوم مجلسي (ج 8، ص 6 و ج 9، ص 8) ذكر شده است.

[6] يزدگرد پادشاه ساساني پسر خسروپرويز، و او پسر انوشيروان بوده است. در اخبار الطوال آمده است كه يزدگرد در سال 16 هجري بعد از آنكه بصره شهر شد به سلطنت رسيد، شهريار در سال 12 هجري و خسروپرويز در سال وفات پيامبر صلي الله عليه و آله كشته شدند و هرمز پس از آنكه از سلطنت خلع گرديد او را با عمامه خفه كردند.

[7] ارشاد شيخ مفيد؛ روضة الواعظين ابن فتال نيشابوري، ص 172؛ اعلام الوري، ص 151.

[8] عيون الاخبار، ص 270.

[9] دلائل الامامه ي ابن جرير طبري از اعلام قرن چهارم، ص 81.

[10] بحار، ج 11، ص 4، ط قديم به نقل از الخرائج.

[11] لقب «سيدالشهداء» را شخص پيغمبر صلي الله عليه و آله به امام حسين عليه السلام داده است؛ پيغمبري كه هرگز سخني بدون وحي الهي نمي گويد. بنابراين، لقب مزبور طبق وحي الهي به وسيله ي پيامبر صلي الله عليه و آله به آن حضرت داده شده است و اينك ادله ي آن از طريق روايات:

(1) آنگاه كه بازماندگان اباعبدالله عليه السلام را از گودال قتلگاه عبور مي دادند، زينب كبري سلام الله عليها ديد فرزند برادرش علي بن الحسين عليه السلام نزديك است از كثرت غم و اندوه روح از بدنش پرواز كند، پس او را دلداري داد و از قول ام ايمن اين حديث را برايش خواند: «... و ينصبون بهذا الطف علما لقبر ابيك سيدالشهداء لا يدرس اثره، و لا يعفو رسمه علي كرور الليالي و الايام» و چون ام ايمن به شهادت رسول خدا صلي الله عليه و آله از اهل بهشت است قطعا حديثي را كه به زينب گفته از قول پيغمبر شنيده است.

(2) قبلا همين حديث را به اميرالمؤمنين عليه السلام نيز گفته بود و آنگاه كه ابن ملجم مرادي علي عليه السلام را در مسجد ترور كرد خود آن حضرت نيز همين حديث را از قول ام ايمن به زينب چنين فرمود: «كما حدثتك ام ايمن» و سپس افزود: «مي بينم تو و ديگر زنان و دخترانت را در اين شهر كوفه به اسيري مي آورند و بيم آن داريد مردم شما را بكشند و غارت كنند».

(3) ميثم تمار نيز از قول اميرالمؤمنين عليه السلام به «جبله ي مكيه» گفت: «اي جبله، حسين بن علي عليه السلام روز قيامت سيد شهدا خواهد بود، و هر يك از اصحابش بر ساير شهدا يك درجه برتري دارند» (امالي صدوق، مجلس 27).

(4) از قول امام سجاد عليه السلام روايت شده است كه روز قيامت زمين كربلا مانند اختري فروزان مي درخشد و به اهل محشر مي گويد: «من سرزمين مقدس و پاك و مباركي هستم كه سيد شهدا و سرور جوانان اهل بهشت را دربر دارم» (كامل الزيارة، ص 268).

(5) باز لفظ سيدالشهداء در بيان امام باقر عليه السلام آمده است چنانكه گويند آن حضرت مي فرمود: «سيد العابدين علي بن الحسين از سيدالشهداء حسين بن علي از سيدالاوصياء علي بن ابي طالب برايم حديث نقل كرد» (امالي صدوق، مجلس 25، ص 73).

(6) امام صادق عليه السلام به حنان بن سدير و به ام سعيد احمسيه فرمود: «حسين سيدالشهداء است». همين روايت را صدوق در ثواب الاعمال (ص 56) و ابن قولويه در كامل الزيارة (صص 110 و 291) ذكر كرده اند.

(7) مرحوم علامه ي مجلسي از تفسير امام حسن عسكري عليه السلام نقل كرده است: لقب سيدالشهداء عليه السلام را حضرت موسي هم عنوان مي كرده است. آنگاه كه عطش بر قوم موسي غلبه كرد و برخي از آنان را هلاك نمود، آن حضرت دست به دعا برداشت و چنين گفت: «الهي بحق محمد سيد الانبياء، و بحق علي سيد الاوصياء، و بحق فاطمه سيدة النساء، و بحق الحسن سيد الاولياء، و بحق الحسين سيدالشهداء، و بحق عترتهم و خلفائهم سادة الازكياء لما سقيت عبادك هؤلاء». آنگاه خداوند به او وحي كرد كه عصايت را بر سنگ بزن. سپس دوازده چشمه ي آب از آن سنگ جاري شد و تمام قبايل از اولاد يعقوب از آن آب نوشيدند. (بحار، ج 5، ص 266).

اين بود نمونه اي از اينكه لقب سيدالشهداء در واقع از طرف خداوند براي امام حسين عليه السلام انتخاب شده و استجابت دعا و كرامتهاي مزبور را خداوند سبحان به او داده كه كشته ي شمشير شهادت در راه خداست و چون حسين «سيدالشهداء» است پس هر يك از شهدا در روز قيامت براي رفع مشكلات و گرفتاريهاي خود به سيد و سرور خود مراجعه خواهند كرد (لان المسود يراجع سيده فيما يحتاجه).

[12] دلائل الامامه ي محمد بن جرير طبري امامي از اعلام قرن چهارم.

[13] بصائر الدرجات، ص 355، باب 11 يتكلمون بالالسن.

[14] بحار، ج 46، ص 10 به نقل از خرائج.

[15] دلائل الامامه ابن جرير طبري، ص 82.


شهادت امام و...


در اصول كافي، ارشاد شيخ مفيد، كشف الغمه و برخي كتابهاي ديگر، از رحلت امام صادق (ع) به لفظ «مضي» «مات» و «قبض» تعبير شده است. ظاهر اين لفظها نشان مي دهد امام به مرگ طبيعي جهان را بدرود گفته است، اما در فصول المهمه و مصباح كفعمي (به نقل مجلسي در بحار) نيز در كتابهاي ديگري آمده است: امام را زهر خوراندند. [1] .

ابن شهرآشوب در مناقب نوشته است ابوجعفر منصور او را زهر خورانيد [2] و بايست چنين باشد، زيرا با كينه اي كه منصور از او داشت و بيمي كه از روي آوردن مردم بدو در دل وي راه يافته بود، آسوده نمي نشست. آنان كه با تاريخ زندگي اين مرد آشنايند، مي دانند او به كساني كه براي رساندنش به مسند خلافت هر كوشش را به كار بردند، رحم نكرد و از جمله ي آنان ابومسلم بود كه برپايي دولت عباسيان مرهون رنجهايي است كه او در اين باره بر خود نهاد. گناه ابومسلم - چنان كه از



[ صفحه 86]



اسناد تاريخي بر مي آيد، اين است كه هنگامي خلافت سفاح، به منصور چنان كه بايد حرمت نمي نهاد، پس طبيعي است كسي را كه از او مي ترسد و از علاقه و احترام مردم بدو آگاه است آسوده نگذارد و تحمل نكند. ولي چنان كه خواهيم ديد، به ظاهر از رحلت آن امام بزرگوار دريغ مي خورد.

كليني به اسناد خود از ابوايوب روايت مي كند: نيم شبي منصور مرا خواست. چون بر او درآمدم، بر كرسي نشسته بود و شمعي پيش روي داشت و نامه اي مي خواند و مي گريست. بر او سلام كردم. نامه را به سوي من انداخت و گفت: از محمد بن سليمان است. از مرگ جعفر بن محمد خبر مي دهد و سه بار «انا لله و انا اليه راجعون» را بر زبان آورد و گفت: كجا مانند جعفر يافت مي شود؟ سپس گفت: بنويس! در بالاي نامه نوشتم اگر شخص معيني را وصي قرار داده گردن او را بزن. چون پاسخ نامه رسيد، معلوم شد پنج تن را وصي خود كرده است: منصور، محمد بن سليمان، عبدالله، موسي و حميده. و در روايت ديگري به جاي محمد بن سليمان، محمد بن جعفر است و به جاي حميده، مولايي از موالي ابوعبدالله و اضافه دارد: منصور گفت اينان را نمي توان كشت. [3] .

يعقوبي از اسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس روايت كند: بر منصور درآمدم، ديدم ريش او از اشك چشمش نمناك است. سبب پرسيدم، گفت: نمي داني به خاندان تو چه رسيده است.

- اميرمؤمنان چه شده؟

- سيد و عالم و باقي مانده ي گزيدگان آنان درگذشت.

- اميرمؤمنان چه كسي؟



[ صفحه 87]



- جعفر بن محمد!

- خدا اميرمؤمنان را مزد دهد و او را براي ما باقي گذارد.

- جعفر از آنان بود كه خدا درباره شان گفته است: «ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» [4] او از كساني بود كه خدايش گزيد و از سابقان در خيرات بود. [5] .

ابن فضال روايت كند: نزد ام حميده رفتم تا او را به رحلت امام تعزيت دهم. گريست و من از گريه ي او به گريه درآمدم. پس گفت: اگر ابوعبدالله را هنگام مرگ مي ديدي چيزي شگفت مشاهدت مي كردي. چشم خود را گشود و گفت: هركس را با من خويشاوندي دارد گرد آوريد. همه را گرد آورديم. بدانها نگريست و گفت: شفاعت ما به كسي نمي رسد كه نماز را سبك بدارد. [6] .

كليني به روايت خود از امام موسي بن جعفر روايت كند: من پدرم را در دو جامه ي شطوي [7] كفن كردم كه آن دو، جامه ي احرام او بود و در جامه اي از جامه هايش و عمامه اي كه از علي بن الحسين بود براي آنكه آن را به چهل دينار خريده بود. [8] .

يكي از اصحاب آن حضرت گفته است: بر او در آمدم موسي بن جعفر پيش روي او نشسته بود و او وي را وصيت مي كرد. آنچه از آن وصيت به ياد دارم اين است:



[ صفحه 88]



پسركم وصيت مرا بپذير و گفتارم را به خاطر سپار. اگر آن را به خاطر سپاري خوشبخت زندگي خواهي كرد و ستوده خواهي مرد.

پسركم! آنكه بدانچه خدا بدو داده قناعت كند بي نياز بود، و آنكه ديده به مال ديگري دوزد مستمند مي ميرد. آنكه بدانچه خداي عزوجل بدو داده خرسند نباشد خدا را در قضاي او متهم كرده است. آنكه گناه خود را خرد داند گناه جز خود را بزرگ شمارد. و آنكه گناه ديگري را خرد به حساب آرد، گناه خود را بزرگ انگارد. آنكه پرده از عيب ديگري برگيرد، عيبهاي درون خانه اش آشكار شود. آنكه شمشير ستم كشد، بدان كشته شود. آنكه براي برادر خود چاهي كند، خود در آن بيفتد.

آنكه با سفيهان بياميزد حقير شود و آنكه با علما نشيند وقار يابد. آنكه در جاي هاي بد درآيد متهم شود. پسركم حق را بگو؟ به سودت باشد يا به زيانت. از سخن چيني بپرهيز كه آن كينه را در دلهاي مردم مي كارد. پسركم! اگر جستجوي بخشش مي كني به معدنهاي آن روي آور. [9] .



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] ج 47، ص 1 - 2.

[2] مناقب، ج 4، ص 280.

[3] اصول كافي، ج 1، ص 310.

[4] سپس ميراث داديم كتاب را به كساني كه برگزيديم از بندگانمان (فاطر: 32).

[5] تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 117.

[6] ثواب الاعمال، ص 205؛ بحار، ج 47، ص 2.

[7] دهي در مصر كه در آن چنان پارچه را مي بافتند.

[8] اصول كافي، ج 1، ص 476.

[9] حلية الاولياء، ج 3، ص 195؛ صفة الصفوه، ج 2، ص 170.


عكرمة


عكرمه يكي از غلامان عبدالله بن عباس و چون شخصي باهوش و ذكاوت بود ابن عباس سخت او را مورد توجه قرار داد و در تربيت او بكوشيد، آنگاه علم قرآن و حديث را به او بياموخت و بالاخره علم و دانش ابن عباس هر چه بود به او انتقال يافت، تا آنجا كه از لحاظ تفسير و علم قرآن بر ديگران فضيلت و برتري يافت و اعلم محسوب شد.

عكرمه به درك فيض از حضور بيش از دويست نفر از اصحاب رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم نائل آمد و در مسجدالحرام به استماع حديث از ايشان موفق گرديد و از آنها روايت نموده، ولي بيش از همه از امام حسن «ع» و امام حسين «ع» و بعد از آن از ابن عمر و ابن عباس و ابي سعيد و ابي هريره و عايشه نقل روايت و حديث نموده است.

هر چه ايام مي گذشت و زمان سپري مي شد پيشرفت عكرمه از لحاظ اخلاق و سهولت ادراك سريعتر مي گرديد.



[ صفحه 50]



ديري نگذشت كه او بر اين امر واقف شد كه اصل اسلام حسن اخلاق است و تمام مفاخر و مزاياي آن نيز بر روي اخلاق نيكو استوار گرديده است.

عكرمه كم كم پا به سن مي گذاشت و چون به هشتاد سالگي رسيد مرگ به او نزديك شد و بالاخره در سال 104 هجري زندگي را بدرود گفت و چون در روز وفات او كثير عزة شاعر شوخ طبع و غزل سرا نيز جهان فاني را وداع گفته بود مردم در آن روز مي گفتند كه: امروز دو نفر از بزرگترين فقها و بزرگترين شعرا [1] از دنيا رفتند.



[ صفحه 51]




پاورقي

[1] صفة الصفوه ج 2 ص 59.


حمايت از عقيده


از جريان هاي اعتقادي و فلسفي كفرآميز و گمراه كننده كه در آن زمان گسترش پيدا كرد؛ «زندقه» و «مبالغه گري» بود كه داراي تفسيرهاي اعتقادي متعارض با روح توحيد بود و به منزله ي جرياني مورد حمايت فرقه هاي كلامي و مدارس فسلفه ي التقاطي قرار گرفته بود. به اين دليل تلاش هاي امام عليه السلام بر حفظ اصالت عقيده ي يكتاپرستي و پاك كردن آن از هرگونه زنگار و ناپاكي متمركز شده بود. وي به توضيح جزئيات و محتواي آن مي پرداخت و هدفش سالم نگه داشتن افكار و اعتقادات مربوط به آن بود. در اين راستا به آموزش شاگردان خود پرداخت و آن ها را در زمينه هاي مختلف متخصص كرد. مانند: هشام بن حكم كه در علم كلام، جدل (گفت وگو)، مناظره و فلسفه آموزش يافت و به دفاع از عقيده ي توحيد و مصون نگه داشتن آن از عقايد انحرافي (عقايدي كه در زمينه هاي جبرگرايي و



[ صفحه 51]



تقدير، مادي گرايي، مبالغه گري و امثال آن ها شايع شده بود و افكار و نظرياتي را دربر مي گرفت و از نظريه ي توحيد منحرف گشته بود) قيام كرد.

هر كس آثار مناظره ها و توضيحات و گفت وگوهاي امام را مطالعه كند، مي تواند اين حقيقت را كشف كند كه توحيد چيست؟ و معناي آن چگونه است؟ و اصالت نظريه ي توحيد را درك خواهد كرد.

امام صادق عليه السلام در اين راه مجاهدت هاي زيادي به خرج داد تا از عقيده ي توحيد در برابر نظريه هاي الحادي و زنادقه دفاع كند.

وي با افرادي مانند؛ ديصاني و ابن ابي العوجا و امثال آن ها كه تلاش مي كردند، تحت لواي اهل بيت به مبالغه گري درباره ي دين بپردازند و به آن ها نسبت خداوندي و الهي بدهند، مبارزه كرد. امام عليه السلام از اين افراد كه از دايره ي توحيد خارج گشته بودند، تبرا جست، همان طور كه پدران وي نيز قبل از او چنين كرده اند.

روايت ها و نوشته هاي تاريخي در اين زمينه بسيار است كه شيوه ي برخورد امام صادق عليه السلام را با افكار گمراه كننده و تبراي اهل بيت عليه السلام را از آن ها، براي ما آشكار مي سازد.

از جمله ي آن ها:

به اباعبدالله عليه السلام گفتم: «قومي گمان مي برند كه شما در مرتبه ي خداوندي هستيد و به آيات قرآن هم استناد مي كنند و به آيه ي: و آن ذات يگانه در آسمان و زمين، خدا است و هم او به نظام كامل آفرينش (حقيقت) حكيم دانا است.» [1] .

امام عليه السلام پاسخ داد: «اي سدير، گوشم، ديده ام، گونه ام، گوشتم، خونم و موهاي من از اين ها تبرا جسته اند و خداوند از آن ها تبرا جسته است. آن ها نه بر دين من هستند و نه بر دين پدران من. و خداوند مرا در روز قيامت با آن ها در يك جا جمع



[ صفحه 52]



نخواهد كرد و او بر آن ها سخت خواهد گرفت.» [2] .

يادآوري اين نكته لازم است كه گروه هاي زيادي در آن زمان تلاش كرده بودند كه از نام اهل بيت در جهت مقاصد خود بهره برداري كنند و آن را پوششي براي عقايد انحرافي خود قرار دهند. اين مسئله موجب شد كه اهل بيت عليهم السلام و پيروان آن ها و شاگردانشان از اصالت آن دفاع كنند.

بحمدالله همه ي اين گروه هاي انحرافي - به جز تعدادي اندك - از بين رفتند و افكار اهل بيت و پيروان آن ها بر افكار و انديشه هاي اين گروه ها پيروز شد، زيرا آنها به عقيده ي حق مسلح بودند [و هستند]، (عقيده ي خالص و پاك و منزه) كه رسول خدا صلي الله عليه و آله از طريق وحي آن را به اثبات رسانده است. پيروان مذهب شيعه كه از مذاهب بزرگ مسلمانان است، در ايران، عراق، لبنان، جزيره ي عربي، پاكستان، اندونزي، افغانستان، هند و در مناطق زيادي از جهان اسلام گسترانده شدند.

نام اين مذهب را جعفري گذاشته اند كه به امام جعفر صادق عليه السلام منتسب مي شود. شيعيان به وي و به امامان و پدران و فرزندان وي اقتدا مي كنند و به نام مذهب دوازده امامي معروف است كه دوازده امام طاهر از سلاله ي اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله را شامل مي شود.

نظريات آن ها در توحيد، فقه، معارف و شريعت مورد وثوق شيعه است و به آن اقتدا مي كنند. پيروان اهل بيت عليهم السلام (مذهب جعفري) به اين اصل اسلامي كاملا وفادار هستند. اين مذهب با رد بعضي از منابع اجتهاد كه مذاهب اربعه [سنت] به آن ها عمل مي كنند، متمايز شده است. مانند قياس، استحسان، نفي حجت و... كه در بين همه ي مذاهب درباره ي آن ها اتفاق نظر وجود ندارد.



[ صفحه 53]



شيعه، قرآن و سنت را دو منبع مهم شريعت مي داند؛ هر چند كه به عقل و اجماع فقيهان و نقش ثانويه در استنباط احكام اهميت مي دهند، اما بهتر آن است كه كارها بر اساس انطباق با قرآن و سنت انجام شود و به خروج از آن ها اجبار نگردد.

مذهب جعفري به گشايش باب اجتهاد و استنباط [احكام] اعتقاد دارد و در اين ميان عالمان، فيلسوفان، و فقيهان شيعه ي جعفري در غني ساختن فكر اسلامي و مؤثر كردن احكام شريعت و دفاع از آن سهم بزرگي داشتند.

مورخ اسلامي، آقا بزرگ تهراني، متوفي به سال 1389 هـ.ق، كتابي را در اين زمينه تأليف نمود كه داراي 25 جزء و شامل 11573 صفحه است كه در آن فهرست اسامي كتاب ها و مؤلفان شيعه ي جعفري در علوم مختلف جمع آوري شد و نام «الزريعه الي تصانيف الشيعه» بر آن گذاشته شده است. و اسم هزاران نويسنده و كتاب در آن آمده است.

شهر نجف اشرف در عراق از قديمي ترين و مهم ترين مراكز علمي در اين زمينه به شمار مي رود. دانشمند بزرگ، ابوجعفر محمد بن حسن طوسي، متوفاي 460 هـ.ق نزديك به هزار سال پيش به آن ديار سفر كرد و دانشگاه علمي را بنا كرد كه تا به امروز هم باقي است و در آن دروس شريعت تدريس مي شود و فقيهان، مجتهدان، فيلسوفان و بزرگان علمي از آن فارغ التحصيل مي شوند.

همين طور مراكز علمي ديگري در قم و مشهد (در ايران) و كربلا (در عراق) و... وجود دارد.



[ صفحه 54]




پاورقي

[1] زخرف / 84.

[2] كليني / اصول كافي / ج 1 / ص 269.


برتري مقام حضرت علي


از حضرت در خصوص برتريتي كه منحصر به علي بن ابيطالب عليه السلام است سؤال شد

«قال فضل الاقربين بالسبق و سبق الابعدين من بالقرابة؛ علي بن ابيطالب عليه السلام به سبب سبقت در ايمان و خويشاوندي وي با پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم بر خويشان خود برتري يافت.»

«قال عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم تيجان العرب؛ اين كلمه موجب افتخار و روسفيدي عرب است.»



[ صفحه 55]




لقب صادق


از القاب جعفر بن محمد عليه السلام صادق است و اين لقب به قدري شهرت يافته كه امام ششم را به اين لقب مي شناسند و اسم ثانوي او شده است و چون گفتار او مانند اجدادش تا پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم برسد همه به صداقت و امانت بوده او را صادق گفتند.

آثار رشد و فضيلت در اين امام به حد كمال رسيده و او پيشوائي بزرگ و مردي شريف



[ صفحه 22]



و نجيب و باهوش و ذكاوت و ملقب به صادق گرديد - همه كس او را صادق مي خواندند دوست و دشمن به صداقت او اعتراف و اقرار داشت و هيچ جاي ترديد نبود كه لقبي بسيار به جا و شايسته است و به قدري شيوع يافت كه زمان خودش هر كس مي گفت صادق معلوم بود كه مراد جعفر بن محمد باقرالعلوم است و با آنكه القاب و كناي ديگري داشته هيچ يك مانند صادق كه به صدق گفتار و صداقت لهجه او تأييد مي شد شهرت نيافت.

اين خلكان و دميري و جاحظ نوشته اند لقب صادق مخصوص جعفر بن محمد عليه السلام بود كه در گفتار و كردار راستي و درستي را رعايت مي كرد و چون همه مردم سخن او را راست و درست شناختند او را صادق خواندند همانطور كه جدش رسول الله را محمد صادق امين خواندند.

اولين كسي كه لقب صادق را به امام ششم داد ابوجعفر منصور بود زيرا امام ششم به او وعده داد كه به زودي به خلافت مي رسد و طولي نكشيد كه وعده امام صدق نمود و چنانچه در كتاب امام محمدباقر عليه السلام گفتيم آن حضرت هم اين وعده را به ابوجعفر داد و لذا در مدت امام معاصر هميشه به امام باقرالعلوم احترام و تكريم مي نمود.

در خبري مي نويسد: ابومسلم خراساني از امام جعفرصادق عليه السلام درخواست كرد كه قبر جدش اميرالمؤمنين عليه السلام را به او نشان دهد فرمود در حكومت مردي از بني هاشم به نام جعفر منصور قبر جدم آشكار مي گردد.

و چون خبر اين پيش بيني به منصور رسيد در رصافه بود كه بسيار مشعوف شد و چون به خلافت رسيد گفت بايد جعفر بن محمد را صادق بخوانيم [1] و در همان اوان بود كه قبر شاه ولايت در اراضي حيره نجف امروز آشكارا گرديد به شرحي كه در كتاب خودش نوشته ايم.

در محيط پر آشوب اواخر اموي و انقلاب دعوت ابومسلم خراساني صداقت و راستي مخصوص صادق آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم گرديد كه هميشه با صراحت لهجه حقايق را مي گفت و ميان خانواده اش امتيازي به اين صدق لهجه داشت چه او هيچ وقت به سخني كه از حقيقت او واقف نبود مبادرت نمي كرد و به كاري كه به صحت او ايمان نداشت نمي پرداخت و در گفتار صادق خويش هميشه دليل و برهان اقامه مي كرد و درستي و صداقت زينت معنوي و افتخار ارثي او بود و مباهات مي كرد كه از جدش و پدرانش اين فضيلت را به ارث برده است.

برخي خواسته اند بگويند در محيط تاريك عصر آل مروان به قدري دروغ و نادرستي



[ صفحه 23]



شيوع داشت كه گفتار صادق و درست امام ششم عليه السلام به سرعت شگفت آميزي تجلي كرد و هر كس از مطلبي كه از افكار عمومي مي شنيد متزلزل و ناراحت مي شد به آن حضرت مراجعه مي كرد حقيقت امر را مي شنيد و به آرامش و آسايش برمي گشت و امام جعفرصادق عليه السلام اولين مبارزه ابتدائي او اين بود كه با نادرستي و كذب و دروغ و تهمت و افترا و بهتان و غيره مبارزه كرد و سخن راست و منطبق با حقيقت را به مردم نشان داد تا از افكار عمومي لقب صادق گرفت.


پاورقي

[1] اعيان الشيعه ص 91 بخش دوم از ج 4 - جعفر بن محمد عبدالعزيز سيد الاهل ص 44.


مذاهب و نحل زمان امام صادق


در سابق اشاره شده كه مذاهب و عقايد و آرائي كه پس از سقيفه بالاخص بعد از جنگ نهروان و ظهور خوارج بروز كرد كه بر امام واجب گرديد درباره رفع اين شبهات و ريشه كن نمودن عقايد موهوم و خرافي شروع به طرح موضوع توحيد نمود و در خلال استدلال اين توهمات را ريشه كن فرمايد اكنون به اصول فرق اسلامي در اين عصر مي پردازيم.

حديثي از پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نقل شده كه فرمود ستفرق امتي علي ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار الا الواحده اين پيش بيني و اخبار از آينده از اعجاز پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم مي باشد كه مي ديد تفرقه امت متعاقب تفرقه ساير اممي كه به رهبري پيغمبران سلف دعوت شده اند 73 فرقه خواهند شد و آن فرقه اي كه ناجي و رستگار است دسته اي هستند كه پيرو اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب و يازده نفر اولاد او مي باشند و به فرقه اماميه و شيعه اثني عشريه مشهور و معروف شده اند از اين 73 فرقه آنها كه در عصر امام ششم فعاليت داشتند و متشكل و منشعب و مشاراليه بودند چهار فرقه بودند.

1- مرجئه 2- معتزله 3- شيعه 4- خوارج. اين چهار فرقه موجه بودند ولي فرقه ديگر به نام غلات وجود داشتند كه آنها كافر شناخته شدند.



[ صفحه 14]





جنگ هفتاد و دو ملت همه را عذر بنه

چون نديدند حقيقت ره افسانه زدند



اذا افترقت في الدين سبعين فرقة

و نيفا كما قد جاء في واضح النقل



و لم يك منهم ناجيا غير واحد

نبين لنايا ذالنباهة والفضل



افي الفرقة الهلاك آل محمد

ام الفرقة الناجون ايهما قل لي



فان قلت هلاكا كفرت و ان

نجوا فلما ذا قدم الغير بالفضل



فرقه هاي اسلام 73 فرقه خواهند شد يكي از آنها نجات خواهد يافت و باقي در دوزخ اند تو بيان كن كه علي و اولادش اهل نجاتند يا ديگران اگر بگوئي اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم در هلاكند كافر مي شوي و اگر بگوئي آنها ناجي هستند پس چرا در خلافت او اختلاف مي كني


كلاس اول يا مرحله نخستين مدرسه جعفري


حضرت امام حعفر صادق عليه السلام براي رساندن معاني از حروف و الفاظ و كلمات شروع فرمود چه اين كلمات نماينده معاني است و حروف و الفاظ واسطه انتقال احساسات و ادراكات است. آموزنده مدرسه جعفري از حروف و كلمات شروع كرد تا معاني و احساسات



[ صفحه 11]



را به مردم تعليم دهد و اين آغاز ادب و آداب و ادبيات است.

از طرف ديگر در مرحله و كلاس بالاتر از اعداد شروع كرد تا حاصل جمع و تفريق و ضرب و تقسيم و جذر و كعب و جبر و مثلثات را بياموزد و آن را مقدمه رياضيات قرار داد و علوم رياضي و فلكي را به مسلمين آموخت.

از جانب ديگر در مرحله و كلاس رشته ديگر اعداد و حروف را با هم به مقايسه و مقابله قرار داده تبديل عدد به حروف و تبديل حروف به اعداد و تعيين جداول و اعمال اصلي حساب و جبر را آموخت تا از علوم غريبه و رمل و جفر و طلسمات و اوفاق و اقسام حروف «كه در جلد دوم گفتيم» تعليم فرموده و علوم مختلفه غريبه رياضي را تعليم فرمود.

و با اين مقدمات ابتدائي در كشف علوم طبيعي و طب از راه گياه شناسي و جانورشناسي پرداخت و در فلزات و اجسام و عناصر راهنمائي فرموده و امكان تبديل جسم به نيرو را و فلز به فلز ديگري را آموخت و همه علوم را بدين روش تعليم فرموده است.


تبيين احكام به شيوه خاص شيعي


در موضوع تاسيس حوزه وسيع علمي و فقهي توسط امام صادق (ع) چيزي كه از نظر بيشتر كاوشگران زندگي امام پوشيده مانده است، مفهوم سياسي و معترضانه اين اقدام بزرگ امام است. براي آن كه جهات سياسي اين عمل نيز روشن گردد، مقدمتاً بايد توجه داشته باشيم كه:

دستگاه خلافت در اسلام، از اين جهت با همه دستگاههاي ديگر حكومت متفاوت است كه اين فقط يك تشكيلات سياسي نيست، بلكه يك رهبري سياسي - مذهبي است. عنوان «خليفه» براي حاكم اسلامي نشان دهنده همين حقيقت است كه وي بيش و پيش از آنكه يك رهبر سياسي و معمولي باشد، جانشين پيامبر است و پيامبر نيز آورنده دين و آموزنده اخلاق. پس خليفه در اسلام، بجز تصدي شئون رايج سياست، متكفل امور ديني مردم و پيشواي مذهبي آنان نيز هست. اين حقيقت مسلم، موجب آن شد كه پس از نخستين سلسله خلفاي اسلامي، زمامداران بعدي كه از آگاهيهاي ديني، بسيار كم نصيب و گاه بكلي بي نصيب بودند، در صدد برآيند كه اين كمبود را به وسيله رجال ديني وابسته به خود تامين كنند و با الحاق فقها و مفسران و محدثان مزدور به دستگاه حكومت خود، اين دستگاه را باز هم تركيبي از دين و سياست سازند.

فايده ديگري كه به كارگيري اين گونه افراد براي خلفاي وقت در برداشت، آن بود كه اينان طبق ميل و فرمان زمامداران ستم پيشه و مستبد، به سهولت مي توانستند احكام دين را به بهانه «مصالح روز» تغيير و تبديل داده و پوششي از استنباط و اجتهاد - كه براي مردم عادي و عامي قابل تشخيص نيست- حكم خدا را به خاطر مطامع خدايگان دگرگون سازند.

مولفان و مورخان قرنهاي پيشين، نمونه هاي وحشت انگيزي از جعل حديث و تفسير به رأي را كه غالباً دست قدرتهاي سياسي در آن نمايان است، ذكر كرده اند.

عينا همين عمل درباره تفسير قرآن نيز انجام مي گرفت: تفسير قرآن بر طبق رأي و نظر مفسر، از جمله كارهايي بود كه مي توانست به آساني حكم خدا را در نظر مردم دگرگون سازد و آنها را به آنچه مفسر خواسته است- كه او نيز اكثر اوقات همان را مي خواست كه حاكم خواسته بود- معتقد كند.

بدين گونه بود كه از قديمترين ادوار اسلامي، فقه و حديث و تفسير به دو جريان كلي تقسيم شد: يكي از جريان وابسته به دستگاههاي حكومتهاي غاصب كه در موارد بسياري حقيقتها را فداي مصلحتهاي آن دستگاهها ساخته و به خاطر دستيابي به متاع دنيا حكم خدا را تحريف مي كردند؛ و ديگري جريان اصيل و امين كه هيچ مصلحتي را بر مصلحت تبيين درست احكام الهي، مقدم نمي داشت و قهراً در هر قدم، رويارويي دستگاه حكومت و فقاهت مزدورش قرار مي گرفت، و از اينرو، در غالب اوقات شكل قاچاق و غير رسمي داشت


ارشاد و هدايت


ابن شهر آشوب در كتاب مناقب از ابوبصير روايت مي كند كه گفت: من همسايه اي داشتم كه از اعوان ظلمه بود، او ثروت و پولي به دست آورده بود، كنيزان خواننده اي داشت، دائما انجمني از افرادي كه اهل لهو و لعب و عيش و طرب بودند آراسته داشت، شرب خمر مي كرد و كنيزان خواننده براي او خوانندگي مي كردند.

من كه همسايه و مجاور او بودم هميشه از صداي لهو و لعب او متأذي و ناراحت بودم، لذا چند مرتبه راجع به اين موضوع به او شكايت كردم ولي او توجهي نكرد، من راجع به اين مطلب فوق العاده اصرار كردم.

آخر الامر در جوابم گفت:اي مرد! من شخصي مبتلا و اسير شيطان و هوا و هوس هستم. تو مردي هستي معاف و آزاد. اگر تو شرح حال مرا به حضرت امام جعفر صادق عليه السلام بگوئي بعيد نيست كه خداي رؤف مرا از شر نفس اماره نجات دهد.

ابوبصير مي گويد: سخن آن مرد در من اثر كرد، لذا صبر كردم تا آن موقعي كه از كوفه به مدينه ي طيبه رفتم و به حضور حضرت صادق عليه السلام مشرف شدم، جريان همسايه ي خود را براي حضرت امام جعفر صادق شرح دادم.

حضرت صادق عليه السلام فرمود: موقعي كه به كوفه برگشتي آن مرد به ديدن تو خواهد آمد، وقتي به ديدن تو آمد مي گوئي جعفر بن محمد مي گويد: اگر تو دست از لهو و لعب و معصيت خدا برداري من هم بهشت خدا را براي تو ضامن مي شوم.



[ صفحه 37]



موقعي كه من به كوفه مراجعت كردم و مردم بديدن من آمدند آن مرد نيز به ديدن من آمد، وقتي كه خواست برود من او را نگاه داشتم تا اينكه مهمانهاي من همه رفتند، آن گاه به او گفتم: من جريان تو را براي امام جعفر صادق عليه السلام شرح دادم، آن بزرگوار در جوابم فرمود: موقعي كه برگشتي سلام مرا به او ميرساني و از قول من مي گوئي: اگر تو دست از اين لهو و لعب برداري من بهشت را براي تو ضامن خواهم شد.

آن مرد از شنيدن اين سخن گريان شد و گفت: تو را به خدا قسم مي دهم آيا جعفر بن محمد اين موضوع را گفت؟

من قسم ياد كردم: آري.

او گفت: همين ضمانت مرا كافي است. اين بگفت و از نزد من رفت. چند روزي كه از اين جريان گذشت وي شخصي را نزد من فرستاد تا پيش او بروم، موقعي كه من وارد خانه ي او شدم ديدم با بدن برهنه پشت در ايستاده و مي گويد: اي ابوبصير! من آنچه اموال در منزل خود داشتم خارج كردم و فعلا چنانكه مي بيني برهنه و عريانم.

ابوبصير مي گويد: همين كه آن مرد را به دين وضع ديدم نزد برادران ديني خود رفتم و از براي وي لباس جمع كردم و بدن عريان او را پوشانيدم.

چند روزي كه از اين جريان گذشت ديدم براي دومين بار شخصي را نزد من فرستاده كه من مريض شده ام، نزد من بيا!

من نزد وي رفت و آمد مي كردم و او را پرستاري و معالجه



[ صفحه 38]



مي نمودم تا آن موقعي كه اجلش فرارسيد. من در آن موقعي كه وي مشغول جان كندن بود به بالينش نشسته بودم، ناگاه ديدم غشي عارض او شد، وقتي به هوش آمد گفت:اي ابوبصير! حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله نسبت به آن عهد و پيماني كه با من كرده بود به وعده ي خود وفا كرد، اين به گفت و از اين جهان در گذشت.

پس از فوت وي من عازم حج شدم وقتي كه وارد مدينه ي طيبه شدم و خواستم به حضور حضرت امام جعفر صادق عليه السلام مشرف شوم اذن دخول خواستم، وقتي براي تشرف مجاز شدم يك پايم در دالان و يك پايم در صحن خانه بود كه شنيدم حضرت صادق از داخل خانه صدا زد:اي ابوبصير! ما راجع به آنچه كه براي همسايه ي تو ضامن شده بوديم به وعده ي خود وفا كرديم!!

صدوق رحمه الله روايت مي كند كه يك روز حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله از حال يكي از اهل مجلس خود كه در حضورش حاضر نبود پرسش نمود؟

به عرض آن برگزيده ي خدا رساندند كه مريض است، امام صادق به عزم عيادت او حركت كرد، موقعي به بالين وي رسيد كه در حال جان دادن بود. امام عليه السلام به او فرمود: به خدا خوش بين باش!

وي در جواب حضرت صادق گفت: من به خداي خودم خوشبين هستم، ولي براي دخترانم غمگين و اندوهناكم، چيزي مرا بيمار نكرده مگر غم و غصه ي ايشان.

امام صادق عليه السلام فرمود: به همان خدائي كه اميد داري



[ صفحه 39]



حسنات تو را دو برابر و گناهانت را محو نمايد اميدوار باش كه كار دختران تو را اصلاح فرمايد.

آيا نشنيده اي كه پيامبر اكرم اسلام صلي الله عليه و آله فرموده: شب معراج در وقتي كه از سدرة المنتهي گذشتم و به شاخه هاي آن رسيدم ميوجاتي را بر آن شاخه ها آويزان ديدم كه:

از بعضي از آنها شير خارج مي شد.

از بعضي از آنها عسل.

از بعضي از آنها روغن.

از بعضي از آنها آرد بسيار خوب و سفيد.

از بعضي از آنها جامه و لباس.

از بعضي از آنها چيزي نظير سدر در بيرون مي آمد و همه ي آن اشياء به سوي زمين نازل مي شدند. در اين موقع جبرئيل با من نبود زيرا من از درجه ي او صعود نموده بودم و او از مقام من عقب مانده بود.

در همين موقع بود كه خداي سبحان به من وحي كرد: اي محمد! من اين اشياء را در اين مكان كه بالاترين مكانها است از براي غذاي دختران و پسران مؤمنين امت تو رويانيدم. تو به پدران دختران بگو: براي تنگدستي نگران و ناراحت نباشيد!! همچنانكه من ايشان را آفريده ام رزق و روزي آنان را هم خواهم داد.

نگارنده گويد: شيخ سعدي راجع به مضمون اين حديث شريف اشعاري گفته كه نگاشتن آنها در اين مقام بسيار مناسبت دارد:



[ صفحه 40]





يكي طفل دندان در آورده بود

پدر سر بفكرت فروبرده بود



كه من نان و برگ از كجا آرمش

مروت نباشد كه بگذارمش



چو بيچاره گفت اين سخن پيش جفت

نگر تازن او را چه مردانه گفت



توانا است آخر خداوند روز

كه روزي رساند تو چندين مسوز



نگارنده ي كودك اندر شكم

نويسنده ي عمر و روزي است هم



خداوندگاري كه عبدي خريد

بدارد فكيف آنكه عبد آفريد



تو را نيست اين تكيه بر كردگار

كه مملوك را بر خداوندگار.



مسعودي در كتاب اثبات الوصيه مي نگارد: روايت شده كه حضرت امام جعفر صادق عليه السلام براي عوام و خواص مردم جلوس مي كرد، مردم از اطراف عالم مي آمدند و راجع به حلال و حرام و تفسير و تأويل قرآن پرسش مي نمودند، احدي از حضور آن حضرت خارج نمي شد مگر اينكه از جوابي كه گرفته بود راضي و خوشحال بود.

شيخ بهائي رحمه الله - كما في الكنا و الالقاب في ترجمة البصري - از عنوان بصري روايت مي كند كه گفت: من پيرمردي بودم كه مدت (94) سال از عمرم طي شده بود و



[ صفحه 41]



سال هاي متوالي بود كه نزد مالك بن انس براي تحصيل علم و تلمذ مي رفتم.

موقعي كه حضرت صادق عليه السلام وارد مدينه شد نزد آن بزرگوار رفت و آمد مي كردم و دوست داشتم همان طور كه نزد مالك تحصيل علم مي كردم در حضور حضرت صادق استفاده ي علم نمايم.

يك روز آن برگزيده ي خدا به من فرمود: من شخصي هستم كه مورد نياز و احتياج مردم قرار گرفته ام، به اضافه ي اينكه در ساعت هاي شب و روز ذكر و دعاهائي نيز دارم، تو مرا از اذكار و او را دم باز مدار، پيش مالك برو و تحصيل علم كن همان طور كه قبلا هم مي رفتي.

من از شنيدن اين موضوع فوق العاده مغموم شدم و از حضور آن حضرت مرخص گرديدم و با خود مي گفتم: اگر از من چيزي به جعفر بن محمد مي رسيد مرا از رفت و آمد در محضر خود منع و از تحصيل علم محروم نمي كرد.

پس از اين تفكر وارد مسجد پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله شدم و بر آن حضرت سلام كردم و برگشتم، فردا براي دومين بار داخل روضه ي مقدسه ي آن بزرگوار گرديدم و پس از اينكه دور ركعت نماز خواندم دعا كردم و گفتم: پروردگارا! از تو مسئلت مي نمايم كه قلب جعفر بن محمد را نسبت به من مهربان و از علم آن حضرت به من نصيب كني كه به راه راست تو هدايت شوم!!

موقعي كه اين دعا را كردم به جانب خانه ي خود مراجعت نمودم چون قلبم محبت جعفر بن محمد را پيدا كرد و نزد



[ صفحه 42]



مالك بن انس هم نرفتم. از آن به بعد جز براي نماز واجب از خانه ي خود خارج نمي شدم تا اينكه صبرم تمام شد، سينه ام تنگ گرديد بعد از نماز عصري بود كه نعلين ورداء پوشيدم و متوجه خانه ي جعفر بن محمد شدم همين كه نزديك خانه ي آن بزرگوار رسيدم و در زدم خادم امام بيرون آمد و گفت: چه حاجتي داري؟

گفتم: مي خواهم به حضرت صادق سلام كنم.

گفت: امام صادق سر سجاده جلوس كرده (و مشغول تعقيب و دعاء است) من مقابل درب خانه ي آن بزرگوار نشستم، طولي نكشيد كه ديدم خادمي بيرون آمد و گفت: بفرمائيد! من داخل شدم و سلام كردم، امام عليه السلام پس از اينكه جواب سلام مرا رد كرد فرمود: بنشين خدا تو را بيامرزد، من نشستم، حضرت صادق بعد از اينكه چند لحظه اي سر خود را به زير انداخت سر برداشت و در حق من دعا كرد و فرمود: چه حاجتي داري؟

من با خودم گفتم: اگر از زيارت حضرت صادق غير از اين دعا چيزي به من نصيب نشود همين دعا مرا كافي خواهد بود.

امام صادق نيز به من فرمود: چه حاجتي داري؟ گفتم: من از خداي رؤف خواسته ام كه قلب تو را نسبت به من مهربان و از علم تو به من نصيب فرمايد و اميدوارم كه خداي توانا اين دعا را مستجاب فرمايد؟!

حضرت صادق عليه السلام در جوابم فرمود: علم به ياد دادن نيست، بلكه علم يك نوع نوري است كه در قلب هر كسي كه خدا بخواهد او را هدايت كند واقع مي شود. اگر منظور تو علم است.

اولا: حقيقت عبوديت و بندگي را در نفس خود جاي بده.



[ صفحه 43]



ثانيا: علم را براي عمل بياموز.

ثالثا: اگر از خدا بخواهد كه به تو بفهماند مي فهماند.

من به آن حضرت گفتم: اي شريف! آن بزرگوار فرمود: به من بگو: اباعبدالله! گفتم يا اباعبدالله! حقيقت عبوديت و بندگي چيست؟ فرمود: سه چيز است:

1- انسان نسبت به آنچه كه خدا به او عطا فرموده خود را مالك نداند. چرا؟ زيرا افرادي كه بنده باشند مالك نيستند بندگان مال را مال خدا مي دانند، لذا مال را در آن راهي مصرف مي كنند كه خدا به آنان دستور داده.

2- هيچگاه بنده از براي خود تدبيري نكند.

3- مشغله ي انسان همان كارهائي باشد كه خداي حكيم نسبت به آنها امر و نهي فرموده.

موقعي كه بنده خود را نسبت به آنچه كه خدا به او عطا كرده مالك نداند انفاق كردن در آن راههائي كه خدا دستور داده بر او سهل و آسان خواهد شد.

موقعي كه انسان تدبير و چاره جوئي امور خود را به مدبر يعني به خداي توانا واگذار نمايد مصائب و مشكلات دنيوي بر او سهل و ناچيز مي گردد.

موقعي كه بنده به اموري مشغول باشد كه خداي عليم نسبت به آن ها امر و نهي كرده فرصتي براي رياكاري و خود نمائي به مردم و مباهات نخواهد داشت.

وقتي خدا بنده را به اين سه موضوع گرامي بدارد دينا او بليس و خلق در نظرش ناچيز خواهند شد. دنيا را براي



[ صفحه 44]



كثرت اموال و فخريه كردن طلب نمي كند. جاه و مقام را از مردم طلب نخواهد كرد و روزگار خود را به بطالت طي نمي نمايد. اين ها اولين درجه ي تقوا هستند، چنانكه خداي عليم در قرآن كريم (سوره ي قصص، آيه ي - 83) مي فرمايد:

تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا و العاقبة للمتقين [1] .

راوي مي گويد: به حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله گفتم: مرا پند و اندرز بده؟!

فرمود: من درباره ي نه (9) موضوع به تو توصيه و سفارش مي كنم كه براي افرادي كه بخواهند راه خدا را طي نمايند لزوم دارند و از خداي سبحان مي خواهم كه تو را براي انجام دادن آنها موفق و مؤيد بدارد!!

تعداد سه موضوع از آن موضوعات راجع به رياضت نفس و سه موضوع ديگر درباره ي حلم و سه مطلب آخر به جهت علم است بر تو لازم است كه آنها را حفظ نمائي و درباره ي آنها تهاون و سستي نكني.

عنوان بصري مي گويد: من قلب خود را متوجه امام صادق كردم.

فرمود: آن سه موضوعي كه درباره ي رياضت است عبارتند از:



[ صفحه 45]



1- چيزي را كه به آن اشتهاء نداري مخور! چرا؟ زيرا باعث حماقت و ابلهي خواهد شد.

2- چيزي مخور مگر در موقعي كه گرسنه شوي.

3- موقعي كه مي خواهي بخوري چيز حلال بخور و در موقع چيز خوردن بسم الله الرحمن الرحيم بگو! و به ياد آن حديثي بيا كه پيامبر عظيم الشأن اسلام صلي الله عليه و آله مي فرمايد: انسان هيچ ظرفي را پر نمي كند كه شر و فساد آن از پر كردن شكم بيشتر باشد. چنانكه به ناچار بايد غذا خورد بايستي يك سوم معده را براي غذا و يك سوم آن را براي آب و يك سوم آن را براي نفس كشيدن قرار داد.

و آن سه موضوعي كه راجع به حلم هستند عبارتند از:

1- اگر كسي به تو بگويد: چنانچه يك كلمه ي زشتي به من بگوئي من در جواب تو ده كلمه خواهم گفت، شما بگو: اگر تو ده كلمه ي بد به من بگوئي من يك كلمه در جواب تو نخواهم گفت.

2- كسي كه به تو دشنام دهد بگو: اگر تو راست مي گوئي من از خدا مسئلت مي كنم كه مرا بيامرزد و اگر دروغ مي گوئي از خدا مي خواهم تو را بيامرزد.

3- اگر كسي به تو وعده ي دشنام و جدائي دهد تو به او وعده ي نصيحت و رعايت بده.

و آن سه مطلبي كه درباره ي علم و دانش هستند عبارتند از:

1- آنچه را كه نمي داني از علماء پرسش كن و بترس از اينكه آنان را برنجاني و يا اينكه از باب تجربه و امتحان از ايشان پرسش نمائي!!



[ صفحه 46]



2- بترس از اينكه به رأي خود عمل كني بلكه بايد در تمام اموري كه ممكن باشد احتياط نمائي، از فتوا دادن حذر كن آن طور كه از شير درنده حذر مي كني.

3- گردن خود را براي مردم پل قرار مده! (شايد منظور امام عليه السلام اين باشد كه خود را مطيع مردم منماي كه هر كسي به تو دستوري دهد انجام دهي؟)

آنگاه حضرت صادق عليه السلام به عنوان بصري فرمود: از نزد من برخيز، من به اندازه ي كافي تو را نصيحت كردم، بيش از اين وقت دعا و اذكار مرا ضايع مكن، چه آنكه من مردي هستم كه براي وقت و نفس خويش ارزش قائلم، و السلام علي من اتبع الهدي.

ابن شهر آشوب از مسند (بضم ميم و سكون سين و فتح نون) ابوحنيفه از حسن بن زياد نقل مي كند كه گفت: شنيدم از ابوحنيفه (كه رئيس و امام يكي از مذاهب چهارگانه ي اهل تسنن به شمار مي رود) پرسيدند: چه كسي را ديدي كه از تمام مردم علم و فقاهتش بيشتر باشد؟

گفت: جعفر بن محمد، زيرا موقعي كه منصور او را از مدينه خواست نزد من فرستاد و گفت: اي ابوحنيفه! مردم متوجه و مفتون جعفر بن محمد شده اند، لذا تو خود را مهيا كن كه مسائل مشكل از او پرسش نمائي!!

من تعداد چهل مسئله در نظر گرفتم كه از آن حضرت پرسش نمايم. منصور كه آن موقع در حيره بود [2] مرا احضار



[ صفحه 47]



كرد، وقتي من نزد منصور رفتم ديدم حضرت امام جعفر صادق عليه السلام طرف راست منصور نشسته بود. همين كه نظر من به جعفر ابن محمد افتاد عظمت و هيبت آن بزرگوار آن چنان مرا گرفت و تحت تأثيرم قرار داد كه هيبت منصور سفاك مرا تحت تأثير قرار نداد.

من به حضرت صادق سلام كردم و آن بزرگوار به من اشاره كرد: بنشين! من نشستم.

منصور پس از نشستن من متوجه امام صادق شد و گفت:اي ابوعبدالله! اين شخص ابوحنيفه است. امام صادق فرمود: او را مي شناسم.

منصور توجهي به من كرد و گفت: مسائل خود را از ابوعبدالله پرسش كن!! وقتي من مشغول پرسش مسئله هاي خود شدم حضرت صادق عليه السلام جواب مي داد و مي فرمود: شما درباره ي اين مسئله چنين مي گوئيد و اهل مدينه چنان مي گويند.

فتواي حضرت صادق گاهي موافق با فتواي ما و گاهي موافق با فتواي اهل مدينه و گاهي مخالف با فتواي همه بود. امام صادق عليه السلام بدون اينكه هيچگونه اخلالي بنمايد جواب چهل مسئله ي مرا فرمود.

بدين لحاظ بود كه ابوحنيفه گفت: كسي كه اختلاف اقوال را از همه كس بيشتر و بهتر بداند علمش از همه بيشتر و فقاهتش از همه كس زيادتر است.

محدث قمي در كتاب انوار البهيه از صادق آل محمد صلي الله عليه و آله روايت مي كند كه فرمود: اگر بتواني از منزل خود خارج نشوي خارج مشو!! زيرا بر تو لازم و واجب



[ صفحه 48]



است وقتي از خانه ي خود خارج شدي غيبت نكني، دروغ نگوئي حسودي نكني، رياكاري ننمائي، خود نمائي نكني، مداهنه و سازش (با ناكسان و نااهلان) ننمائي در صورتي كه براي انسان سخت است كه خود را از اين معاصي حفظ نمايد.

ولي اگر در منزل باشي و خارج نشوي از اين گناهان مصون و آسوده خواهي بود. آنگاه آن بزرگوار فرمود: خانه ي شخص مسلمان خوب صومعه اي است از براي او، زيرا كه وي در خانه ي خويش چشم، زبان، نفس و عورت خود را حفظ مي نمايد.

نگارنده گويد: اخبار و روايات از طرف پيامبر اسلام و امامان مذهب مقدس شيعه عليهم السلام راجع به اعتزال يعني كناره گيري كردن از مردم زياد وارد شده ولي چون منظور ما در اين كتاب اختصار است لذا به نوشتن دو حديث اكتفاء مي نمائيم:

1- محدث قمي در كتاب منتهي الامال از كتاب تحصين شيخ احمد بن فهد از ابن مسعود از پيامبر عظيم الشأن اسلام صلي الله عليه و آله روايت مي كند كه فرمود: زماني بر مردم خواهد آمد كه دين هيچ شخص دينداري به سلامت نخواهد ماند مگر اينكه از سر كوهي به سر كوه ديگر فرار كند و نظير روباه با بچه هاي خود از سوراخي به سوراخ ديگر پنهان شود!!

گفتند: يا رسول الله! اين زماني كه شما مي گوئيد چه زماني است؟

فرمود: آن زماني است كه مخارج و معيشت انسان تهيه و تأمين نشود مگر به معصيت پروردگار. در آن زمان است كه عز و بت



[ صفحه 49]



يعني زن نگرفتن حلال مي شود.

گفتند: يا رسول الله! شما ما را امر به تزويج فرموديد؟!

فرمود: آري، ولي هلاك انسان در آن زمان به دست پدر و مادرش خواهد بود. چنانچه پدر و مادر نداشته باشد هلاك وي به دست زن و فرزندانش خواهد بود اگر زن و فرزند نداشته باشد به دست همسايگانش هلاك مي شود!!

پرسيدند: چگونه هلاكت او به دست ايشان است؟!

فرمود: او را براي تهيدستي ملامت و سرزنش مي كنند، از او چيزهائي خواهش مي نمايند كه نمي تواند فراهم كند، لذا مجبور مي شود كه خود را در موارد هلاكت (يعني از دست دادن دين و مذهب) بيفكند!!

2- شيخ بهائي در كتاب اربعين - كه تعداد چهل حديث را در آن درج كرده و درباره ي هر كدام از آنها شرح و بسط بسيار مفصل و نيكوئي داده - مي نگارد: روايت شده: حواريون به حضرت عيسي بن مريم عليهماالسلام گفتند: يا روح الله! ما با چه افرادي مجالست و نشست و بر خواست كنيم؟

فرمود: با كسي كه ديدن او شما را به ياد خدا بياورد، سخن او علم شما را زياد كند، عمل وي شما را به آخرت راغب نمايد.

سعدي در اين باره چه خوب سروده:



اگر لذت ترك لذت بداني

و گر لذت نفس لذت نخواني



هزاران دراز خلق بر خود ببندي

گرت باز باشد در آسماني





[ صفحه 50]





چنان مي روي ساكن و خواب بر سر

كه مي ترسم از كاروان باز ماني



وصيت همين است جان برادر

كه اوقات ضايع مكن تا تواني



و لقد اجاد من قال:



معرفت از آدميان برده اند

آدميان را ز ميان برده اند



با نفس هر كه بر آميختم

مصلحت آن بود كه بگريختم



سايه ي كس فر همائي نداشت

صحبت كس بوي وفائي نداشت



صحبت نيكان ز جهان دور گشت

شأن عسل خانه ي زنبور گشت



معرفت اندر گل آدم نماند

اهل دلي در همه عالم نماند.



نگارنده گويد: گرچه درباره ي رفت و آمد با مردم اخبار و رواياتي از ائمه ي معصومين عليهم السلام رسيده ولي در عين حال در زمانه ي ما جز آن مواردي كه استثناء شده از قبيل: صله ي رحم و رسيدگي به فقراء و بي نوايان و... براي كسي كه بخواهد از فتنه و آشوبهاي اين زمان به سلامت باشد اصلح و انسب يا بفرمائيد: لازم و واجب است كه از گرگان آدمي صورت فراري گردد تا در آغوش نصرت و ياري جاي گيرد.

گرچه گندم نمايان جو فروش و سارقين خرقه به دوش كه علم و سوادشان موجب اسوداد قلبشان گرديده. آنان كه چون پلنگ



[ صفحه 51]



نمي توانند ستارگان را مافوق خود ببينند و ايمانشان به آية لما يدخل الايمان في قلوبكم منفي شده. آنان كه اگر كشف الغطاء شود دچار تله شوند نظير موش. آنان كه نسبت به كشتي اسلام منتحل و در وادي عبادت مرائي و متصنع، در ميدان جهاد متمارض و نسبت به لباس مسلماني متقمصند، آنان كه همتي ندارند جز عيش و نوش و گويا ساخته شده اند از براي خوب بخور و خوب بپوش، آنان كه براي مؤمنين هزاران نيش دارند بدون نوش تا حدود قدرت و امكان مي كوشند كه نيكان را جليس و همنشين خود قرار دهند ولي مؤمنين فطن و زيرك و تابعين واقعي محمد و آل محمد صلي الله عليهم اجمعين به پيامبر اكرم و امامان معظم خود اقتدا و تأسي نموده و از مجالست با اين گونه گرگاني كه لباس ميش در بر كرده اند اعراض مي نمايند و از شركت در مجامع اين گونه نيك صورتان بد سيرت كه محافلشان جز براي تهمت و غيبت مسلمانان بي گناه تشكيل نمي شود برائت و بيزاري مي جويند.

خواننده ي گرامي! گرچه مادر اين كتاب نظر اختصار داريم ولي براي اينكه ثابت كنيم: حشر و نشر با اين گونه منافقين مؤمن نما و شركت در انجمن آنان حرام و تعاون بر اثم و عدوان است قول خدا و پيامبر اكرم اسلام و آل اطهر او عليهم السلام را از نظر مبارك شما مي گذرانيم تا اتمام حجت شده باشد و براي معتقدين به خدا و پيغمبر و امام جاي شك و ترديدي نباشد.

اما آيه ي شريفه: خداي قهار در سوره ي مباركه ي حجرات آيه ي (11) مي فرمايد:

و لا يغتب بعضكم بعضا - الي آخره

يعني نبايد بعضي از شما ديگري را غيبت كند و....



[ صفحه 52]



لفظ: لا در اين آيه ناهيه است و مخالفت با نهي الهي حرام است بنابراين غيبت شخص مسلمان حرام است.

اما قول پيامبر اسلام: جابر از حضرت محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله روايت مي كند كه فرمود: از غيبت كردن خودداري كنيد كه گناه غيبت كردن از زنا كردن بيشتر است.

مردي كه زنا مي كند چنانكه توبه كند خدا گناه او را مي آمرزد ولي كسي كه غيبت مي كند آمرزيده نخواهد شد مگر وقتي آن شخصي كه غيبت او را كرده رضايت دهد.

اما قول امامان: از طرف ائمه ي مذهب مقدس شيعه به قدري روايات درباره ي حرمت غيبت وارد شده كه اين كتاب را گنجايش نگارش آنها نيست لذا ما هم از نوشتن آنها خودداري مي نمائيم.

نه تنها غيبت كردن حرام باشد بلكه گوش دادن به غيبت هم نظير غيبت نمودن حرام است.

چنانكه در تفسير علي بن ابراهيم از حضرت صادق آل محمد صلي الله و آله روايت مي كند كه فرمود: كسي كه ايمان به خدا و روز قيامت داشته باشد نبايد در مجلسي كه در آن امامي را بدگوئي مي كنند يا غيبت مسلماني را مي كنند بنشيند.

نگارنده گويد: از اين حديث شريف استفاده مي شود: آن افرادي كه از روي رضا و رغبت در اين گونه مجالس مي نشينند ايمان به خدا و روز قيامت ندارند.

محمد بن يعقوب كليني (بضم كاف و فتح لام) در جلد دوم اصول كافي از ابوهاشم جعفري روايت مي كند كه گفت: حضرت علي بن موسي الرضا عليه السلام به من فرمود: براي چه نزد



[ صفحه 53]



عبدالرحمان بن يعقوب بودي؟!

من در جواب آن بزرگوار گفتم: وي دائي من است.

حضرت رضا فرمود: او درباره ي وصف خدا كه قابل وصف نيست سخن بزرگي مي گويد. يا بايد با او نشست و برخواست كني و ما را ترك كني و يا اينكه با ما باشي و او را ترك نمائي!!

من گفتم: او هر چه مي خواهد بگويد به من چه ربطي دارد در صورتي كه من با او هم عقيده نيستم؟

فرمود: آيا خوف نداري از اينكه بلائي بر او نازل شود و همه ي شما را فرابگيرد؟ آيا نمي داني يكي از ياران حضرت موسي كه پدرش از اصحاب فرعون بود در آن موقعي كه جمعيت فرعون به ياران موسي نزديك شدند وي از لشكر موسي عقب ماند كه پدر خود را موعظه نمايد تا به حضرت موسي ملحق شود.

پدرش به او اعتنائي ننمود و رفت ولي وي از او دست بر نداشت تا اينكه يك طرف دريا رسيدند و هر دو غرق شدند. همين كه اين موضوع را براي حضرت موسي گفتند فرمود: وي آمرزيده است ولي موقعي كه بلا بر گنه كاري نازل شود آن شخص نيكوكاري كه نزديك او باشد وسيله ي دفاع و نجاتي نخواهد داشت (در مثل است كه اگر آتش به بيشه بيفتد تر و خشك با هم مي سوزند)

نگارنده گويد: از اخبار اين طور به دست مي آيد: آنچه كه درباره ي مسلماني بگوئي اگر راست باشد او را غيبت كرده اي و اگر دروغ باشد تهمت به وي زده اي و كسي كه به مسلماني تهمتي بزند و نتواند ثابت كند بايد حد يعني تازيانه بخورد.

خواننده گرامي! اكنون قضاوت را به عهده ي شما مي گذاريم



[ صفحه 54]



آيا جا دارد كسي كه خود را مسلمان بداند در اين گونه مجالس شركت كند و يا اينكه با اين گونه افراد نشست و برخواست نمايد؟!!

بدين جهات است كه علماي اعلام و دانشمندان روحاني و رباني در يك چنين محافلي شركت نمي كنند و با يك چنين اشخاصي تماس نمي گيرند. اللهم ايدهم و احفظهم من شر ما خلقت و ابر مخالفيهم من الان الي يوم القيامة!! و صل علي محمد و آله الطاهرين!! آمين يا رب العالمين!!


پاورقي

[1] يعني اين دار آخرت است كه آن را براي افرادي قرار داديم كه قصد جاه طلبي و فساد در زمين ندارند و عاقبت نيكو براي آن افرادي است كه با تقوا و پرهيزكار باشند - مؤلف.

[2] در كتاب مراصدالاطلاع مي نگارد، حيره بكسر حاء شهري است در كشور عراق كه تا كوفه سه ميل فاصله دارد - مؤلف.


حكمه


اختص الامام الصادق عليه السلام من بين الأئمة بكثرة الحديث، و نشر العلم، علما بأن علمهم عليهم السلام واحد، و لكن الظروف كانت له مؤاتية لانشغال الدولتين الأموية و العباسية في تثبيت قواعد الملك و السلطان، فانتهز عليه السلام الفرصة لتثبيت قواعد العلم، و نشر الوية الدين، فقد جمع حوله أكبر عدد من الرواة و طلاب العلم.

ان الأحاديث التي نقلت عنه لا تحصي، فقد روي عنه أبان بن تغلب وحده ثلاثين ألف حديث، و محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث.

و في هذه الصفحات قبس من حكمه عليه السلام:

1- قال عليه السلام: لا يتبع الرجل بعد موته الا ثلاث



[ صفحه 68]



خصال: صدقة أجراها الله في حياته فهي تجري بعد موته، و سنة هدي يعمل بها، و ولد صالح يدعو له [1] .

2- و قال عليه السلام: من صدق لسانه زكا عمله، و من حسنت نيته زاد الله عزوجل في رزقه، و من حسن بره بأهله زاد الله في عمره [2] .

3- و قال عليه السلام: ان عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه فليوسع علي أسرائه، فان لم يفعل يوشك أن تزول تلك النعمة عنه.

4- و قال عليه السلام: ثلاثة من تمسك بهن نال من الدنيا و الآخرة بغيته: من اعتصم بالله، و رضي بقضاء الله، و أحسن الظن بالله.

5- و قال عليه السلام: لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتي تكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين، و حسن التقدير في المعيشة، و الصبر علي الرزايا.

6- و قال عليه السلام: ثلاثة من كن فيه فهو منافق و ان



[ صفحه 69]



صام و صلي: من اذا حدث كذب، و اذا وعد أخلف، و اذا ائتمن خان.

7- و قال عليه السلام من أوثق عري الايمان: أن تحب في الله، و تبغض في الله، و تعطي في الله، و تمنع في الله [3] .

8- و قال عليه السلام: لا زاد أفضل من التقوي، و لا شي ء أحسن من الصمت، و لا عدو أضر من الجهل، و لا داء أدوي من الكذب.

9- و قال عليه السلام وجدت علم الناس كلهم في أربعة: أولها: أن تعرف ربك، و الثاني: أن تعرف ما صنع بك، و الثالث: أن تعرف ما أراد منك، و الرابع: أن تعرف ما يخرجك من دينك.

10- و قال عليه السلام: اذا فشت أربعة ظهرت أربعة: اذا ظهر الزنا ظهرت الزلازل، و اذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، و اذا جار الحاكم في القضاء أمسك القطر من السماء، و اذا خفرت الذمة نصر المشركون علي المسلمين.

11- و قال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، و طول



[ صفحه 70]



التسويف حيرة، و الاعتلال علي الله هلكة، و الاصرار علي الدنيا أمن لمكر الله، و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون.

12- و قال عليه السلام: من أيقظ فتنة فهو آكلها.

13- و قال عليه السلام: يهلك الله ستا بست: الأمراء بالجور، و العرب بالمعصية، و الدهاقين [4] بالكبر، و التجار بالخيانة، و أهل الرستاق [5] بالجهل، و الفقهاء بالحسد [6] .

14- و قال عليه السلام: ان الخمر رأس كل اثم، و مفتاح كل شر، و ما عصي الله بشي ء أشد من شرب المسكر [7] .

15- و قال عليه السلام: اني لأملق أحيانا فأتاجر الله بالصدقة.

16- و قال عليه السلام: لا يبلغ أحدكم حقيقة الايمان



[ صفحه 71]



حتي يحب أبعد الخلق منه في الله، و يبغض أقرب الخلق منه في الله [8] .

17- و قال عليه السلام: في الخوف و الرجاء: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله تعالي كأنه مشرف علي النار، و يرجو الله رجاء كأنه من أهل الجنة. ثم قال عليه السلام: ان الله تعالي عند ظن عبده المؤمن، ان خيرا فخيرا، و ان شرا فشرا.

18- و قال عليه السلام: من خاف الله أخاف الله منه كل شي ء، و من لم يخف الله أخافه من كل شي ء.

19- و قال عليه السلام: الحريص علي الدنيا مثل دودة القز: كلما ازدادت من القز علي نفسها لفا، كان أبعد لها من الخروج حتي تموت غما [9] .

20- و قال عليه السلام: ان صلة الأرحام و البر ليهونان الحساب، و يعصمان من الذنب، فصلوا أرحامكم، و بروا اخوانكم و لو بحسن الجواب، ورد السلام.

21- و قال عليه السلام: ثلاثة من استعملها أفسد دينه



[ صفحه 72]



و دنياه: من أساء ظنه، و أمكن من سمعه، و أعطي قياده حليلته.

22- و قال عليه السلام: عليك بالنصح لله في خلقه، فانك لن تلقاه بعمل أفضل منه.

23- و قال عليه السلام: من أعان علي قتل مؤمن ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه «آيس من رحمة الله» [10] .

24- و قال عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر [11]

25- و قال عليه السلام: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، و عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.

26- و قال عليه السلام: من حب الرجل دينه حبه اخوانه.

27- و قال عليه السلام: ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر.

28- و قال عليه السلام: لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا، فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا.



[ صفحه 73]



29- و قال عليه السلام: أورع الناس من وقف عند الشبهة أعبد الناس من أقام علي الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب

30- و قال عليه السلام: حب الدنيا رأس كل خطيئة.

31- و قال عليه السلام: ثلاثة لا يدخلون الجنة: السفاك للدم، و شارب الخمر، و مشاء بنميمة [12] .

32- و قال عليه السلام: من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة، و اخلاصه أن تحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عزوجل.

33- و قال عليه السلام: من عمل بما علم كفي ما لم يعلم [13] .

34- و قال عليه السلام: ان الذنب يحرم العبد الرزق، و ذلك قوله عزوجل: (انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة) [14] .

35- و قال عليه السلام: أما أنه ليس من عرق يضرب و لا



[ صفحه 74]



نكبة و لا صداع و لا مرض الا بذنب، و ذلك قول الله عزوجل في كتابه: (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير).

ثم قال: و ما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.

36- و قال عليه السلام: ان في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه، و من تكبر وضعاه [15] .

37- و قال عليه السلام: لا يزال العبد المؤمن يورث أهل بيته العلم و الأدب الصالح حتي يدخلهم الجنة جميعا، حتي لا يفقد منهم صغيرا و لا كبيرا و لا خادما و لا جارا و لا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السي ء حتي يدخلهم النار جميعا، حتي لا يفقد فيها من أهل بيته صغيرا و لا كبيرا ولا خادما و لا جارا [16] .

38- قال عليه السلام: من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم لا يفني و أمل لا يدرك و رجاء لا ينال [17] .



[ صفحه 75]




پاورقي

[1] فروع الكافي: 2 / 250.

[2] الروضة من الكافي: 219.

[3] تحف العقول: 267.

[4] مفردها: دهقان، و هو رئيس الاقليم.

[5] الرستاق: الناحية.

[6] كشف الغمة: 240 - 230. و في الخصال: 325، نسبها لأميرالمؤمنين عليه السلام.

[7] نورالأبصار: 213.

[8] أعيان الشيعة 4 ق: 2 /198 -203.

[9] الامام الصادق للمظفري: 2 / 14 و 23 و 100.

[10] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 110 -128.

[11] طب الامام الصادق: 64.

[12] الخصال: 55 و 3 و 9 و 7 و 15 و 16 و 25 و 180.

[13] التوحيد: 28 و 416.

[14] مشكاة الأنوار: 155.

[15] وسائل الشيعة: 11-237 و 215.

[16] دعائم الاسلام: 1 / 82.

[17] أصول الكافي: 459.


نجات فردي از تشنگي


دو نفر از اهالي مدينه به قصد زيارت اهل قبور به بيرون شهر رفتند. در بين راه به سبب خستگي و گرماي شديد، يكي از آن دو نفر، دچار تشنگي شديدي شد به حدي كه تاب و توان از او گرفته شد و از مركبش به زمين افتاد.

مرد ديگر كه برادرش بود، ناراحت و حيران گشت و تصميم گرفت، براي نجات برادرش، نماز بخواند و دعا كند.

آن مرد به نماز، دعا و ائمه معصومين خصوصا امام زمانش، يعني امام جعفر صادق (عليه السلام) متوسل گرديد و از آنها درخواست كمك كرد.

پس از مدتي، ناگهان فردي را مشاهده كرد كه به طرف آنها مي آيد. آن غريبه به آنها رسيد؛ تكه چوبي را در دهان خشكيده ي آن مرد تشنه گذاشت با اين كار حضرت، او به هوش آمد و تشنگي اش رفع شد؛ سپس آن دو برادر به زيارت اهل قبور رفتند و آن گاه به مدينه باز گشتند.

بعد از رسيدن به مدينه، يكي از آنها خدمت امام جعفر صادق (عليه السلام) مشرف شدند، امام صادق (عليه السلام) به او فرمود:



[ صفحه 27]



«حال برادرت چگونه است و آن چوب كجاست»؟

عرض كرد: اي آقاي من! وقتي برادرم را به آن حال ديدم، بسيار ناراحت شدم و از خداوند خواستم، او را نجات دهد و وقتي عنايت حق تعالي، نصيب ما شد و برادرم نجات پيدا كرد از آن چوب غافل شديم.

حضرت فرمود: «همان ساعت كه تو در غم برادر خود بودي، برادر من، حضرت خضر (عليه السلام) نزد من آمد و من قطعه ي چوبي از درخت طوبي را توسط خضر براي تو فرستادم».

سپس امام رو به خادم خود كرد و فرمود: «آن سبد را بياور». چون خادم سبد را آورد، حضرت در آن را برداشت و از آن قطعه ي چوبي را بيرون آورد؛ آن همان تكه چوبي بود كه برادرم به وسيله اش از مرگ حتمي، نجات يافته بود. [1] .


پاورقي

[1] منتهي الآمال.


لباس امام صادق


شيخ كليني به سند خود از امام صادق (ع) نقل كرده است كه فرمود: خداي، عزوجل، زيبايي بدن را دوست مي دارد و دشمن زشتي بدن است. و نيز هم او از امام صادق (ع) نقل كرده است كه فرمود: هرگاه خداوند نعمتي بر بنده ي خويش ارزاني كند دوست دارد آن را ببيند زيرا او خود زيباست و زيبايي را دوست دارد. و نيز از آن، امام (ع) نقل كرده است كه فرمود: «من



[ صفحه 51]



خوش ندارم كسي را كه خداوند به او نعمتي داده و او آن را آشكار نمي كند. همچنين از آن حضرت نقل كرده است كه فرمود: لباس بپوش و خود را زيبا نشان ده. چون خدا زيباست و زيبايي را دوست مي دارد. اما بايد از راه حلال باشد.»

شيخ طوسي در كتاب تهذيب به سند خود از امام صادق (ع) نقل كرده است كه فرمود: خداوند زيبايي و آرايش بدن را دوست دارد و دشمن زشتي و تمايل به آن است. زيرا وقتي خداوند بنده اي را با اعطاي نعمتي، مورد انعام قرار مي دهد دوست دارد نشانه ي آن نعمت را بر وي مشاهده كند. پرسيدند: چگونه؟ فرمود: لباس را تميز و خوشبوي، خانه اش را با گچ اندود، و آن را جارو كند.

كليني به سند خود از امام صادق (ع) روايت كرده است كه فرمود: «روزي در حال طواف بودم كه ديدم كسي لباس مرا مي گيرد. چون نگاه كردم ديدم عباد بن كثير بصري است. گفت: اي جعفر! آيا با اينكه در اين مكان هستي و از فرزندان علي (ع) هستي چنين جامه اي پوشيده اي؟ گفتم: اين جامه ي فرقبي [1] ، است كه آن را به يك دينار خريده ام. اما علي در زماني مي زيست و جامه اي مي پوشيد كه مناسب با همان زمان بود و اگر من نيز در روزگار خويش مانند علي (ع) لباس مي پوشيدم مردم مي گفتند: جعفر هم مثل عباد از رياكاران است». همچنين كليني به سند خود نقل مي كند كه: «مردي به امام صادق (ع) عرض كرد خداوند تو را نيكو گرداناد! مي داني كه علي بن ابي طالب جامه اي خشن دربر مي كرد و پيراهني مي پوشيد كه چهار درهم بيش تر ارزش نداشت اما اكنون مي بينم كه تو جامه اي فاخر بر تن داري؟! امام (ع) به او پاسخ داد: علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، اين جامه ها را در زماني دربر مي كرد كه پوشيدن آنها زشت شمرده نمي شد همان گونه كه اگر در آن زمان لباسهاي معمول در اين دوران را مي پوشيد مورد انتقاد و اعتراض قرار مي گرفت. پس بهترين جامه ي هر دوران، جامه اي است كه مردم همان روزگار بر تن مي كنند...»

كليني به سند خود نقل كرده است كه: «سفيان ثوري نزد امام صادق (ع) رفت و ديد كه آن حضرت جامه اي سپيد و نازك مانند پوسته ي تخم مرغ [2] به تن دارد، پس به آن حضرت گفت: اين لباس در شأن شما نيست. امام (ع) به او فرمود: به من گوش فراده و آنچه مي گويم به خاطر بسپار. براي دنيا و آخرت تو اين بهتر است كه بر سنت بميري نه بر بدعت. آگاه باش كه رسول خدا (ص) در روزگاري دشوار و سخت زندگي مي كرد. اما اگر دنيا روي آورد، سزاوارترين مردم به استفاده از مواهب دنيوي، بندگان نيك و مؤمن و مسلمان آنند، نه



[ صفحه 52]



فاجران و منافقان و كافران آن. پس چرا چنين كاري را زشت مي شماري؟ به خدا سوگند با اين وضع كه تو مرا مي بيني از روزي كه به كمال عقل رسيده ام هيچ روز و شبي را سپري نكرده ام جز آنكه اگر اموالم حقي از براي خدا بوده و به من فرموده تا آن را در مصرفي برسانم آن را به همان مصرف رسانيده ام.


پاورقي

[1] فرقب: نام محلي بوده كه اين جامه در آنجا درست مي شده است. و جامه ي فرقبي سپيد و از جنس كتان بوده است.

[2] در متن روايت كلمه ي «غرقي» بر وزن «زبرج»، آمده است. و «غرقي ء» در زبان عرب پوسته ي سپيد نازكي است كه زير پوسته ي آهكي و سفت تخم مرغ قرار دارد. و تشبيه جامه ي حضرت به غرقي ء به اعتبار لطافت و نازكي آن است.


آثار استقامت


«يابن جندب لو ان شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكه و لاظلهم الغمام و لاشرقوا نهارا و لا كلوا من فوقهم و من تحت ارجلهم و لما سألوا الله الا اعطاهم ».

اگر شيعيان ما استقامت كنند، فرشتگان دست در دست آن ها مي گذارند، ابرهاي سفيد (رحمت) برآن ها سايه مي افكند، چون روز درخشنده و تابناك مي شوند، از زمين و آسمان روزي مي خورند و آنچه از خدا بخواهند، خداوند به آن ها عطا مي كند.


معيارگرايي


امام صادق (ع) به ياران و شيعيان خود سفارش مي نمود كه در شناخت اهل بيت (ع) و معارف ديني، قرآن و سنّت پيامبر را معيار قرار دهند. هر آنچه با آنها منطبق بود بپذيرند وگرنه رد كنند. آن حضرت به شيعيان توصيه مي نمود كه درباره امامان غلوّ نكنند و مي فرمود: هر آنچه را غاليان درباره ما گفته اند واقعيت ندارد و ما آن را قبول نداريم و آنچه را كه از زبان خودمان درباره جايگاه ما شنيديد بپذيريد.

امام صادق (ع) به منظور طرد افكار غاليان فرمود: «لعن اللّه من قال فينا ما لا نقوله في انفسنا و لعن اللّه من ازالنا عن العبودية للّه الذي خلقنا و اليه مأبنا و معادنا و بيده نواصينا». [1] .

همچنين آن حضرت به شيعيان سفارش كرد در پذيرش احاديث اهل بيت، قرآن و سنّت پيامبر را معيار قرار دهند؛ يعني آن دسته از احاديث را كه موافق قرآن و سنّت است اخذ كنند: «لا تقبلوا علينا حديثاً الا ما وافق القرآن و السنّة او تجدون معه شاهداً من احاديثنا المتقدمه...؛ [2] از ما حديثي را نپذيريد، مگر آنكه موافق با كتاب و سنّت باشد يا از ديگر احاديث ما شاهدي بر آن بيابيد.»

توصيه امام (ع) بدان دليل بود كه غلات، حديث جعل مي كردند. از اين رو امام صادق (ع) خطاب به مغيرة بن سعد، يكي از سران غلات فرمود: «همانا مغيرة بن سعد كه خدايش لعنت كند، احاديث فراواني در كتاب هاي اصحاب پدرم گنجانده (جعل كرده) كه آنها را بيان نكرده است. پس تقوا پيشه سازيد و چيزي را كه مخالف قول خدا و سنّت پيامبر است، نپذيريد.» [3] .

هم چنين امام صادق (ع) به ياران خود توصيه نمود كه در شناخت اصول عقايد و آموزه هاي ديني، قرآن و سنّت را معيار قرار دهند، زيرا غاليان، عقايد كاذب را ارائه مي دادند و از آن تبليغ مي نمودند.

در چنين فضايي بود كه امام با غلات برخورد كرد و خطاب به آنان فرمود: «توبوا الي اللّه فانّهم فسّاق كفّار مشركون؛ [4] به سوي خدا برگرديد، چون شما فاسق، كافر و مشرك هستيد». و در جاي ديگر فرمود: اينها (غلات) چيزهاي شنيده اند اما حقيقت آن را درك نكرده اند، چون در شناخت حقايق ديني، نظرهاي خود را مبنا قرار داده و به نيروي فكر خود توسل جسته اند،... علت اين كار، تكذيب رسول خدا و افترا بر او و جرئت بر انجام گناهان است.» [5] .

به كارگيري اين شيوه (ارائه معيارها) موفقيت آميز بود، زيرا موجب شد عقايد و افكار غاليان زير سؤال برود. افزون بر آن، اين شيوه جلوي جعل حديث را نيز گرفت. مهم تر از همه آنكه باعث گرديد مردم در شناخت امامان و اصول عقايد كمتر دچار مشكل شوند. اين همان هدفي بود كه امام در صدد تحقق آن بود.

شيوه مبارزه امام صادق (ع) با غلوّ و غلات به ما مي آموزد كه در شناخت اهل بيت (ع) از هرگونه افراط و تفريط پرهيز نموده و اعتدال را رعايت كنيم. نه آنها را از مقاماتي كه دارند بالاتر ببريم و به مقام خدايي برسانيم و نه مقاماتي را كه در آيات و روايات براي آنها بيان شده انكار كنيم؛ چنانكه امام علي (ع) فرمود: «هلك فيّ رجلان: محب غال و مبغض قال؛ [6] درباره من دو كس هلاك شدند: يكي، دوستي كه از حدّم گذراند و ديگري، دشمني كه از مقامم فرو كشاند.»

امامان ديگر نيز به شدت با غلوّ مبارزه مي نمودند. علامه مجلسي (ره) حدود هزار روايت را از امامان در اينباره ذكر كرده است. [7] عالمان و فقيهان شيعه نيز با غلوّ و غلات برخورد و غاليان را نكوهش مي كردند. مرحوم شيخ مفيد مي فرمايد: اعتقاد ما درباره غلات اين است كه آنها كافرند و از يهود و نصاري بدترند. [8] .

متأسفانه امروزه يكي از آفات و آسيب هاي جدّي جامعه ما، غلوّ و غلوّگرايي است كه در قالب هاي مختلف ظهور مي كند. اگر از اين امر جلوگيري نشود، معارف اهل بيت (ع) آسيب مي بيند و مردم در شناخت شيعيان واقعي دچار مشكل مي شوند. افزون بر آن، گسترش فرهنگ غلوّ آثار سوء اعتقادي و سياسي... در دين دارد كه بسيار خطرناك است.




پاورقي

[1] ذهبي، ميزان الاعتدال، ج 3، ص 98 - 99.

[2] بحارالانوار، ج 25، ص 287 - 288.

[3] همان.

[4] ذهبي، ميزان الاعتدال، ج 3، ص 297.

[5] رسول جعفريان، حيات فكري و سياسي امامان شيعه، ص 263.

[6] نهج البلاغه، كلمات قصار، شماره 117.

[7] بحارالانوار، ج 25، ص 365.

[8] الاعتقادات في دين الامامه، ص 71.


جدل به معناي خاص


جدل در اين اصطلاح به عنوان دومين صنعت از صناعات پنجگانه در منطق محسوب مي شود. مرحوم مظفر مي نويسد:

جدل صناعتي است علمي كه به وسيله آن قادر شوند بر اقامه حجت از مقدمات مسلمه [1] بر هر مطلوبي كه بخواهند و محافظت هر وضعي كه اتفاق افتد بر وجهي كه نقض بدان متوجه نشود بر حسب امكان. [2] .

بنابراين چون جدل عبارت است از بحث و سؤال و جواب ميان دو فرد به گونه اي خاص، لذا كسي كه از عقيده اي دفاع مي كند «حافظ وضع» يا «مجيب» ناميده مي شود. از آنجايي كه از دليل و عقيده اي كه به آن ملتزم است، دفاع مي كند، حافظ وضع است و به خاطر اين كه به سؤال هاي خصم خود پاسخ مي دهد، مجيب است. اين فرد همواره تلاش مي كند به امري ملزم نشود. فردي كه مي خواهد عقيده ي او را نقض كند، «سائل» يا «ناقض وضع» ناميده مي شود و تلاش مي كند وضعي را خراب نمايد.



[ صفحه 34]




پاورقي

[1] صنعت جدل به مشهورات حقيقيه و مسلمات استوار است كه مشهورات از مبادي مشتركه نسبت به سائل و مجيب است، ولي مسلمات ويژه سائل است.

[2] المنطق المظفر، ص 326.


دوران حق و باطل


يا هشام! اصلح ايامك الذي هو امامك فانظر اي يوم هو و اعد له الجواب و خذ موعظتك من الدهر و اهله فاعمل كانك تري ثواب عملك لتكون اطمع في ذلك. [1] .

اي هشام! به ايامي كه در پيش رو داري، بنگر و اصلاحش كن؛ جوابت را براي آن آماده نما؛ پند و عبرتت را از روزگار و مردمش بگير؛ به گونه اي عمل كن كه پاداش و ثواب كردارت را مي بيني تا در راستايش شوق و رغبت وافر داشته باشي.

امام صادق عليه السلام

روزي پيرمردي نزد امام صادق عليه السلام آمد و اظهار داشت:

«اي اباعبدالله از آزار فرزندان و جفاي برادران به تو شكايت مي كنم.»



[ صفحه 41]



حضرت صادق عليه السلام فرمود:

«اي پيرمرد! بي ترديد هر يك از حق و باطل را دوره اي است كه هر كدام در زمان ديگري خوار و ذليل مي گردد؛ بطور يقين كمترين چيزي كه در دوره ي حكومت باطل به مؤمن مي رسد، آزار و اذيت فرزندان و جور و جفا از برادران است.

هر آنچه مؤمن از امور رفاهي در اين دوره بهره مند شود، به امري در رابطه با تندرستي و يا مال و يا فرزندانش مبتلا شود تا خداوند متعال او را از آنچه در دوره ي حكومت باطل به دست آورده پاك نموده و در دولت حق بهره مندي اش را براي او فراهم سازد؛ پس صبر را پيشه ي خود ساز و خوشحال باش.» [2] .



[ صفحه 42]




پاورقي

[1] تحف العقول/ 412.

[2] اصول كافي 2 / 447 «غير مترجم».


وجدان كاري


- سرورم! حضرت عالي در خصوص وجدان كاري و كيفيت بهتر كار، چه فرموديد؟

در تفسير اين سخن خداوند كه فرمود «تا شما را بيازمايد كه كدام از شما كار بهتر انجام مي دهد» گفتم منظور كار زياد نيست، بلكه مقصود كار صحيح و درست است. [1] .

- سرورم! در خصوص درخواست وجدان كاري براي خود از خداوند چه فرموديد؟

از قول پيامبر اسلام صلي الله عليه وآله وسلم گفتم: «از خداوند راستي و درستي را بخواهيد و همراه با آن، درستكاري را از او درخواست كنيد.» [2] .

- مولاي من! در خصوص محكم كاري، قضيه اي را براي اصحاب خود تعريف فرموديد. لطفا جهت پيروانتان بازگو فرمائيد.

«پس از مرگ ابراهيم، پسر رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم، پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم در قبر او شكافي مشاهده كرد، آن شكاف را با دست مبارك خود صاف كردند و سپس فرمودند: «هنگامي كه يكي از شما كاري انجام مي دهد، محكم كاري



[ صفحه 25]



كند.» [3] .

- سرورم! ثواب كسي كه كارش را به درستي و خوبي انجام مي دهد و وجدان كار دارد چيست؟

«هنگامي كه مؤمن كارش را به خوبي و درستي انجام دهد، خداوند ثواب آن كار را هفتصد برابر مي كند. آنگاه عمر بن يزيد سؤال كرد احسان چيست؟

گفتم: «موقع نماز، ركوع و سجودت را نيكو به جاي آور و هنگامي كه روزه گرفتي، از هر چيزي كه روزه ات را از بين ببرد پرهيز كن و هر كاري كه آن را براي خدا انجام مي دهي بايد از آلودگي و پليدي پاك باشد.» [4] .



[ صفحه 26]




پاورقي

[1] الحياة، ج 1، ص 272.

[2] المستدرك، ج 1، ص 360.

[3] وسائل الشيعه، ج 2، ص 883.

[4] نوادر راوندي، ج 1، ص 181.


العدوي والجراثيم


قال الامام جعفر بن محمد الصادق «ع» [1] : لايكلم الرجل مجذوماً إلا أن يكون بينهما قدر ذراع وفي لفظ آخر قدر رمح.

وهذا من أوضح الدلالات علي وجود العدوي في الاسلام، وأنها تكون بواسطة الجراثيم وقد أثبت علم الطب الحديث باكتشاف علماء (البكتريولوجيا) إجماعاً أن ميكروب الجذام يندر وجوده في الهواء حول المصاب أكثر من بعد مسافة متر أو متر ونصف متر وربما كان كذلك في المسلولين، وهو قول الامام «ع» ولا غرابة في معرفة الامام بهذا وأمثاله، بعد أن كان من الراسخين في العلم، ومن الذين اختارهم الله تعالي لسره وأطلعهم علي غامض علمه. وبعد أن ورد عن



[ صفحه 32]



النبي (ص) قوله: فر من المجذوم فرارك من الأسد [2] وقوله (ص): لاتدخلوا بلداً يكون فيه الوباء [3] وقوله صلي الله عليه وآله: لا يوردن ممرض علي مصح [4] إلي غيرها من الأحاديث الدالة علي ذلك.

إذن فالاسلام مثبت علي هذا وجود الجراثيم المرضية وعدواها وانها موجودة في جسم المصاب، وذلك قبل أن يكتشفها الدكتور الافرنسي (دافين) في سنة 1850 وقبل أن يشاهدها بمجهر الدكتور (باستور) في أواخر القرن التاسع عشر.

هذا مضافاً إلي أن العقل يحكم بوجودها في الأمراض السارية المعدية وذلك لأن المرض لم يكن في الأجسام الاّ عرضا واردا عليها، ومن المسلم أن العرض لا يمكن أن يقوم بذاته في الخارج دون أن يعرض علي جسم آخر يقوم به، فاذا قيل انتقل المرض فمعناه: أن الجسم الحامل له هو المنتقل به، وليس المكروب إلا هذا الجسم الناقل، ولم يرد النهي عن دخول البلد التي فيها الوباء أو الأمر بالفرار من المجذوم أو عدم ورود الممرض علي المصح إلي غير ذلك إلا لغرض عدم إنتقال هذا الجسم الحامل للمرض (الجراثيم) من السقيم إلي السليم وليست العدوي إلا هذا.

بقي هنا أن تنظر إلي ما أخرجه رواة الحديث من الفريقين باسناد صحيحة عن رسول الله (ص) من قوله: لا عدوي ولا طيرة [5] إلي غيره بالفاظ أخر فهو يؤل بأحد معنيين:

الأول: إن دين الاسلام جاء بنواميس تمنع من المام أي من الأوباء الموجبة للعدوي، فقد نهي عن أقسام الفجور المستتبعة للامراض السارية كما جاء باصول



[ صفحه 33]



الصحة جمعاء، فقد نهي مثلاً عن الأكل قبل الجوع والكف قبل الشبع مما يمنع السدود وفساد الاخلاط والتخمة التي هي من أمهات الأمراض إلي غير ذلك مما يضيق به هذا المختصر، ثم حرم الأشياء الضارة كلها، كما أثبت الطب أضرارها وأضرار إستعمالها بعد التجارب العلمية والعملية. إذاً فمتي إلتزم المسلم بها أي بتلك الآداب والارشادات والسنن والأحكام والتعاليم فانه لا يكاد يجد لأي مرض إلماماً به مما يستتبع العدوي عدا طفايف تتكيف بها النفس من حر أو برد وأمثالهما مما لا عدوي فيها.

وهذا المعني يناسب نفي الذات الظاهر في الحديث.

الثاني: أن الاسلام بنسب كلية التأثير في الأجزاء الكونية بالمبدأ الأقدس سبحانه وتعالي، فلا يري المسلم المعتنق لهذا الدين الحنيف أن تلكم الأمراض تستلزم العدوي بانفسها لامحالة (كما هو مزعمة الجاهلية) وإنما يعتقد أن ذلك التأثير محدود من المبدأ الحق سبحانه، وهذا هو المقصود بالطيرة وإن ما يتطير به غير مستقل بالتأثير، ولايكون إلا ماشاء الله، فاذا إعتقد الانسان ذلك اكتسح عنه الاضطراب بما يتطير به لانه أمر مردد بين مقدر وغير مقدر والأول (المقدر) لا ندحة له والثاني (غير المقدر) لا يصيبه البتة وربما ينفي عنه بهذا الاعتقاد أصل التطير، فلا يتطير بعد. ومن هنا كان (ص) يقول: ان الذي أنزل الداء أنزل الدواء [6] .

قال الطيبي [7] لا، التي لنفي الجنس دخلت علي المذكورات فنفت ذواتها وهي غير منفية، فيوجه النفي إلي أوصافها وأحوالها التي هي مخالفة للشرع فان الصفر والعدوي والهامة موجودة، والنفي مازعمت الجاهلية لا إثباتها فان نفي الذات لارادة الصفات أبلغ في باب الكناية (إنتهي).



[ صفحه 34]



وهناك معان أخري للحديث، يتأتي بها الوفاق بينه وبين مامر، إقتصرنا علي ماذكرها روما للاختصار.

والآن وبعد ذكرنا للجراثيم ناسب أن نذكر لك نبذة مختصره عن تاريخها وأثرها في الأجسام، وكيفية ورود العدوي بواسطتها وحسب الطب الحديث إتماماً للفائدة وإيضاحاً للبحث.


پاورقي

[1] الوسائل ج 2 ص 208 طبع عين الدولة.

[2] البحار ج 16.

[3] مجمع البحرين في باب عدوي وفي صحيح مسلم ج 2.

[4] صحيح مسلم ج 2.

[5] صحيح مسلم ج 2 ص 259.

[6] كشف الأخطار المخطوطة.

[7] بكسر الطاء والياء الخفيفة، هو الحسن بن محمد بن عبد الله المحدث المفسر المتوفي سنة 743 هـ.


خبر غيبي در مورد بخشش شخصي به پسر عمويش


داوود رقي مي گويد: در سال 146 هجري قمري با امام صادق عليه السلام به حج رفتيم. وقتي از يكي از صحراهاي تهامه مي گذشتيم، شتران را خوابانديم. حضرت بانگ زد: «اي داوود! برو، برو!»

هنوز كمي از آن، فاصله نگرفته بودم كه سيلي آمد و همه چيز را برد. باز به او گفت: بين دو نماز مي آيي و منزل مي گيري.»

دوباره فرمود: «اي داوود! روز پنجشنبه، اعمالت بر من عرضه شد و در آن، بخشش ترا به پسر عمويت ديدم و آن عملت مرا خوشحال كرد.»

من پسر عمويي داشتم كه اولاد زيادي داشت و نيازمند بود. وقتي كه به مكه مي آمدم گفتم: «با او صله ي رحم بكنم و چيزي به وي بدهم.» و امام صادق عليه السلام از آن خبر داد. [1] .



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] بحارالانوار ج 47.


بزيعيه


دومين فرقه خطابيه پيروان «بزيع بن موسي حائك» كوفي بودند. آنها اعتقاد به تاويل و اباحه داشتند و امام صادق (عليه السلام) را خدا مي دانستند و مي گفتند كه انبياء و ائمه اطهار نمي ميرند.


ملاقاة النجاسة للماء المضاف


سئل الامام الباقر عليه السلام عن فأرة وقعت في السمن فماتت؟ قال: ألقها و ما يليها ان كان جامدا، و كل ما بقي. و ان كان السمن ذائبا فلا تأكل، و استصبح به، و الزيت مثل ذلك.

قال الفقهاء: اذا لاقت النجاسة الماء المضاف فانه ينجس بمجرد الملاقاة بالغا ما بلغ. و استدلوه بهذه الرواية رغم أنها وردت في الزيت و السمن الذائب، و انهما ليسا من المضاف في شي ء. و لكنهم قالوا: ان الزيت و السمن الذائب يشاركان الماء المضاف في بعض أوصافه، و هو سريان النجاسة و وصولها الي الذائب. و هذا السريان و الوصول هو علة الحكم بالنجاسة؛ و عليه كما تدل رواية السمن و الزيت علي النجاسة بالملاقاة تدل أيضا علي نجاسة المضاف، و ربما بطريق أولي، لأن الزيت و السمن أثقل و اشد.

و يظهر من قول السيد الحكيم في المستمسك الفرق بين المضاف الكثير، و المضاف القليل، و ان الأول لا ينجس بملاقاة النجاسة لعدم السراية، و الثاني ينجس بها لوجود السراية و الوصول. و فرع علي ذلك عدم تنجيس عيون النفط بملاقاتها للنجاسة.

و نحن لا نشك بأن النفط يختلف في حقيقته و أوصافه عن الماء المضاف كما هو في أذهان الفقهاء، و عليه يكون قول السيد في محله.



[ صفحه 15]




الأشياء غير المكروهة


سئل الامام عن الرجل يعطش في رمضان؟ قال: لا بأس أن يمص الخاتم.

و سئل عن المرأة يكون لها الصبي، و هي صائمة، فتمضغ له الخبز، و تطعمه؟ قال: لا بأس.

و سئل عن الدواء يصب في أذن الصائم؟ قال: نعم، و له أن يذوق المرق، و يزق الفرخ.

و سئل عن الصائم يستنقع في الماء؟ قال: نعم، و لكن لا يغمس رأسه.

و سئل عن القبلة في شهر رمضان للصائم، أتفطر؟ قال: لا.



[ صفحه 21]




اقسام العقد


ينقسم العقد الي أقسام وفقا للخصائص و الاعتبارات، فهو بالنظر الي اللزوم و عدمه ينقسم الي لازم، كالبيع و الاجارة و الزواج، و غير لازم، كالهبة و الوديعة و الوكالة، و تسمي هذه عقود أذنية، لأنها تتقوم بالاذن وجودا وعدما. ثم ان العقد الجائز منه ما هو جائز من الطرفين، كعقد العارية، حيث يجوز لكل من المعير و المستعير العدول و هدم العقد متي شاء، و منه ما هو جائز من طرف، و لازم من طرف، كالرهن فانه جائز من قبل المرتهن، لازم من قبل الراهن.

و أيضا ينقسم العقد - بالنظر الي الصراحة و عدمها - الي عقد صريح كالاجارة و الرهن، و عقد ضمني كالأمانة المستلزمة للعقدين المذكورين، لان العين أمانة في يد كل من المستأجر و المرتهن لا يضمن شيئا منها الا بالتعدي، أو



[ صفحه 17]



التفريط.

و أيضا ينقسم العقد الي ما يقتضي التعليق بطبعه و وضعه، كعقد السبق و الرماية، و هو أن يتفق اثنان علي أن من يصيب الهدف له كذا، أو من يسبق فله كذا، فان هذا لا يتحقق بدون تعليق، و الي ما لا يستدعي ذلك كعقد الزواج و البيع، و ما اليه.

و أيضا ينقسم الي عقد نافذ اذا صدر من الاصل و الوكيل، و الي عقد موقوف علي الاجازة اذا صدر من الفضولي، هذه امثلة من أقسام العقد، و هناك اعتبارات أخري يمكن تقسيم العقد علي اساسها، و كل العقود تقبل الفسخ لسبب مشروع، حتي الزواج، و أيضا تقبل التقايل الا الزواج.

أما تقسيم العقد الي صحيح و فاسد [1] فيتوقف علي أن العقد موضوع للصحيح و الفاسد، اذ لو كان للصحيح فقط لم يصح التقسيم بداهة أن الشي ء لا ينقسم الي نفسه، و الي غيره. و الحق أن العقد موضوع لما يشتمل الصحيح و الفاسد بدليل صحة تقسيمه اليهما، و معني صحة العقد ترتب الأثر عليه، و معني الفساد عدم ترتب الأثر، و القاسم المشترك بينهما، و الجامع لهما هو مطلق الايجاب و القبول الصالحين لترتب الأثر عليهما، سواء أترتب فعلا، كما لو استجمعا شروط الصحة، أم لم يترتب لفقدان بعض الشروط.

و ينبغي التنبيه الي أن شمول العقد بذاته للصحيح و الفاسد لا يتنافي مع



[ صفحه 18]



حمل العقود في الخطابات الشرعية علي خصوص الصحيح، كقوله تعالي:«أوفوا بالعقود» و ما اليه، لأن الدلالة علي الصحة هنا جاءت من القرينة و سياق الكلام، و كذلك اذا حلف يمينا بأن لا يجري عقدا خاصا، فانه يحمل علي الصحيح، لا لأن العقد موضوع له بالخصوص، بل لأن الذهن يتجه الي أن الحالف انما قصد العقد الصحيح دون الفاسد، و بالايجاز ان وضع العقد للأعم من الصحيح و الفاسد شي ء، و استعماله في الفرد الصحيح شي ء آخر.

و قال صاحب مفتاح الكرامة في كتاب المتاجر: «ان البيع لغة وعرفا يعم الصحيح و الفاسد، و هو كذلك شرعا، لاصالة عدم النقل، و صحة التقسيم اليهما في الشرع، و الاتفاق علي اتحاد معني البيع، و انتفاء الحقيقة الشرعية فيه».

و يريد بقوله:«و الاتفاق علي اتحاد معني البيع» أن معني البيع واحد شرعا و عرفا، و لو كان موضوعا في الشريعة للصحيح فقط، و في العرف للأعم من الصحيح و الفاسد لكان للشارع حقيقة خاصة فيه، و المفروض خلاف ذلك.


پاورقي

[1] يفرق الحنفية بين العقد الفاسد و العقد الباطل، فالباطل عندهم لا ينعقد اطلاقا، كعقد المجنون، و الفاسد ينعقد ولكنه يستوجب الفسخ، كالعقد علي الشي ء المجهول، و لم يفرق علماء الفقه الجعفري بين البطلان و الفساد، لان العقد في الحالين لا ينعقد من الاساس، و يتفق معهم معظم المذاهب الاسلامية الاخري.


صورة الوفاء


كل ما تساوت أجزاؤه و صفاته يرد مثله عند الوفاء، كالحنطة و الشعير لأن الثابت في الذمة المثل، لا القيمة، و لا فرق في ذلك بين أن تبقي قيمته علي ما كانت حين القرض، أو تزيد، أو تنقص.. أجل، اذا تعذر وجود مثله عند الوفاء



[ صفحه 13]



و جبت قيمته السوقية في هذا الحين، لا عند القرض، لأن الذمة تبقي مشغولة بالمثل الي حين الوفاء، و عنده تنتقل الي القيمة.

و كل ما تفاوت أجزاؤه و صفاته كالحيوان تثبت قيمته السوقية يوم القرض، أي اليوم الذي تسلم فيه المقترض العين.


مسائل 01


1- شخص فتح بابا علي مال الغير فأخذه السارق، فالمسبب هو الفاتح، و السارق هو المباشر، و عليه الضمان، لأنه أقوي من المسبب، و لا شي ء علي الفاتح سوي الاثم.

2- شخص و شي الي ظالم بآخر، فسلبه ماله، فالواشي مسبب، و السالب مباشر، و عليه الضمان، لأنه أقوي من الواشي الذي باء بغضب الله و عذابه.

3- شخص أمسك بآخر، فقتله ثالث، فيقتل القاتل، لأنه أقوي من الماسك، و يحبس هذا مؤبدا. و التفصيل في باب القصاص ان شاء الله تعالي.


الطلاق سنة و بدعة


قسم الفقهاء الطلاق باعتبار شرعيته و عدمها الي قسمين: طلاق السنة، و طلاق البدعة، و طلاق السنة هو الذي شرعه الله و رسوله، و يقع صحيحا تنحل به



[ صفحه 12]



العصمة بني الزوجين، و طلاق البدعة هو غير المشروع، و تبقي العصمة علي ما كانت.

و يدخل في طلاق البدعة أربعة أقسام:

أحدهما: أن يطلق الحائض أو النفساء بعد دخوله بها، و حضوره معها، و كونها حائلا، لا حاملا.

ثانيها: أن يطلقها في طهر واقعها فيه، و هي شابة غير حامل اذا كان حاضرا.

ثالثها: أن يطلقها ثلاثا بصيغة واحدة، أو بأكثر دون أن تتخلل الرجعة منه اليها بعد الطلاق الأول حيث تصح التطليقة الواحدة، و يفسد ما زاد عنها، كما سبق.

رابعها: أن يطلق بغير شهود.

أما طلاق السنة فهو أن يطلق الرجل زوجته مع الشروط المقررة، و توافرها كاملة علي التفصيل السابق.


نكته هاي ديگر


همچنان كه ياد شد، در درياي كلمات حضرت صادق (عليه السلام) گهرهاي فراواني وجود دارد كه درباره قرآن كريم است. نقل آن ها به طول مي انجامد. عصاره و خلاصه اي از آن مضامين را كه در برخي روايات ديگر آمده است، تقديم مي كنيم.

امام صادق (عليه السلام)، قرآن را داراي آيات ناسخ و منسوخ و محكم و متشابه مي داند و بهره گيري از قرآن را براي كساني روا مي شمرد كه به اين نكات توجه داشته باشند و گرنه گمراه مي شوند و گمراه مي كنند. وي براي فراگيري هر حرف از قرآن، پاداش ده حسنه بيان مي كند و مي فرمايند: قرآني كه خوانده نمي شود و غبار بر آن مي نشيند، روز قيامت به درگاه خدا شكايت مي كند. تلاوت راستين را آن مي داند كه قرآن خوانان، وقتي به آيات بهشت و جهنم مي رسند،مي ايستند و تامل مي كنند. اهل بيت عليهم السلام را وارثان كتاب خدا و برگزيدگان خلق مي شمرد و از اين خاندان به عنوان وجه الله،آيات، بينات و حدود الله ياد مي كند و ولايت ائمه را قطب و محور قرآن و همه كتب آسماني معرفي مي كند و قرآن را «ثقل اكبر» مي نامد و آن را چراغ هدايت و فروغ تاريكي و حيات بخش قلب بينا و گشاينده چشم و دل مي شمارد. از ديدگاه آن حضرت، قرآن «معيار» و ملاك درستي و حقانيت هر حرف و حديث است و مي فرمايند: هر چه كه از ما براي شما نقل مي شود، در صورتي كه مخالف با قرآن باشد ما نگفته ايم و شما نپذيريد. او اهل بيت پيامبر(صلي الله عليه و آله و سلم) را خزانه داران علم الهي و بازگوكنندكان وحي خدا مي داند و از تفسير به راي نهي مي كند و از آن قاري كه به خاطر خود نمايي يا كسب درآمد، به قرائت مي پردازد، نكوهش مي كند.

پايان بخش نوشته را حديثي از آن حضرت درباره فضيلت سوره فجر و دعوت به خواندن آن در نمازها تقديم امت شهيد پرور و فجرآفرينان مي شود. امام صادق (عليه السلام) مي فرمودند:

«اقروا سوره الفجر في فرائضكم و نوافلكم، فانها سورة الحسين بن علي من قراءها كان مع الحسين في درجته من الجنه » سوره فجر [1] را در نمازهاي واجب و مستحب خود بخوانيد، چرا كه آن، سوره حسين بن علي(عليه السلام) است. هركس آن را بخواند، در بهشت همراه حسين(عليه السلام) و در رتبه و درجه او خواهد بود.

«والفجر» كه سوگند خداي ازلي است روشنگر حقي است كه با آل علي است اين سوره به گفته امام صادق (عليه السلام) مشهور به سوره حسين بن علي (عليه السلام) است.

اميد است كه در سايه رهنمودهاي حضرت صادق (عليه السلام)، با چشمه وحي الهي آشناتر شويم و «قرآني » بينديشيم و «قرآني » زندگي كنيم.




پاورقي

[1] تفسير برهان، ج 4، ص 457; مجمع البيان، ج، 5، ص 481.


كنت أقصده فيكرمني


النوفلي قال: سمعت مالك بن أنس الفقيه يقول: والله ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد عليه السلام زهدا و فضلا و عبادة و ورعا، و كنت أقصده فيكرمني و يقبل علي.



[ صفحه 31]



فقلت له يوما: يا ابن رسول الله ما ثواب من صام يوما من رجب ايمانا و احتسابا؟

فقال: و كان والله اذا قال صدق حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من صام من رجب يوما ايمانا و احتسابا غفر له.

فقلت له: يا ابن رسول الله فما ثواب من صام يوما من شعبان؟

فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من صام يوما من شعبان ايمانا و احتسابا غفر له. [1] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق ص 542.


پاسخ كوبنده به عبيدالله بن عمر


عبيدالله، پسر عمر بن خطاب، يكي از سران لشكر معاويه بود.

او، در يكي از روزهاي جنگ صفين براي امام حسن عليه السلام پيام داد: من درخواستي از شما دارم، ساعتي اجازه بده، تا با هم ملاقات كنيم.

امام حسن عليه السلام جواب مثبت داد و آنها در محلي با هم ملاقات كردند.

عبيدالله، در اين ملاقات، با كمال گستاخي و فريبكاري، به امام حسن عليه السلام گفت: پدرت علي عليه السلام به قريش ستم كرد و آنها را دشمن خود نمود. آيا تو روا مي داني كه او را از خلافت خلع كني و خودت به جاي او بنشيني؟

امام حسن عليه السلام فرمود: نه، سوگند به خدا! كه چنين كاري نخواهد شد.

سپس، آن حضرت خطاب به عبيدالله فرمود: اي پسر خطاب! سوگند به خدا! گويي كه من تو را مي نگرم كه امروز يا فردا، كشته شده اي، شيطان، رفتار و گفتار تو را در نظرت آراسته و تو را فريب داد، ولي تو به زودي به هلاكت مي رسي و كشته خواهي شد.

راوي مي گويد: سوگند به خدا! آن روز هنوز به غروب نرسيده بود كه عبيدالله به دست سپاهيان امام علي عليه السلام كشته شد.

همان روز، امام حسن عليه السلام در ميدان جنگ، شخصي را ديد كه كشته شده و



[ صفحه 45]



مردي نيزه اش را در چشم او استوار نموده و اسبش را به پاي او بسته است.

امام حسن عليه السلام به حاضران فرمود: ببينيد اين كشته شده و قاتل او كيست؟ آنها ديدند آن كشته شده عبدالله بن عمر است و آن مردي كه او را كشته است، مردي از قبيله ي همدان مي باشد [1] .



[ صفحه 46]




پاورقي

[1] مناقب آل ابيطالب، ج 3، ص 193، سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام ص 259 - 260.


بيان الأحكام وتفسير القرآن وفق ما ورثته مدرسة أهل البيت عن رسول الله


هذا النشاط يمكن ملاحظته أيضاً في حياة الامام الصادق عليه السلام بشكل متميّز عما نراه في حياة بقية أئمة آل البيت عليهم السلام،حتي سمّي فقه الشيعة باسم «الفقه الجعفري» . حتي الذين يغضّون الطرف عن النشاط السياسي للامام الصادق عليه السلام يجمعون علي أن الامام كان يدير أوسع، أو واحدة من أوسع الحوزات الفقهية في زمانه. والذي بقي مستوراً عن أعين أغلب الباحثين في حياة الامام، هو المفهوم السياسي ومفهوم المواجهة لهذا اللون من نشاطات الامام، وهذا ما سنتعرض له الآن.

لا بدّ أن نذكر أولاً، أن منصب الخلافة في الاسلام له خصائص متميزة تجعل الحاكم متميّزاً عن الحكام في أنظمة الحكم الاخري.فالخلافة ليست جهازاً سياسياً فحسب، بل هي جهاز سياسي ـ ديني.وإطلاق لقب الخليفة علي الحاكم الاسلامي يؤيد هذه الحقيقة، فهوخليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله في كل ما كان يمارسه الرسول من مهام دينية ومهام قيادية سياسية في المجتمع.

والخليفة في الاسلام يتحمل المسؤوليات السياسية والمسؤوليات الدينية معاً. هذه الحقيقة الثابتة دفعت الخلفاء الذين جاءوا بعد الخلفاءالأولين والذين كانوا ذوي حظ قليل في علوم الدين، أو لم يكن لهم منه حظ أصلاً، دفعتهم الي سدّ هذا النقص عن طريق رجال دين مسخّرين لهم. فاستخدموا فقهاء ومفسّرين ومحدّثين في بلاطهم،ليكون جهازهم الحاكم جامعاً أيضاً للجانبين الديني والسياسي.

والفائدة الاخري من وجود وعّاظ السلاطين في الجهاز الحاكم،هي إن الحاكم الظالم المستبد كان قادراً متي ما أراد أن يغيّر ويبدّل أحكام الدين وفقاً للمصالح. وكان هؤلاء الماءجورون يقومون بهذه العملية ارضاء لأولياء نعمتهم، تحت غطاء من الاستنباط والاجتهادينطلي علي عامة الناس.

الكتّاب والمؤرخون المتقدمون ذكروا لنا نماذج فظيعة من اختلاق الحديث ومن التفسير بالرأي كانت يد القوة السياسية فيها واضحة،وسنشير الي جانب منها في اقسام حديثنا التالية. هذا العمل الذياتخذ غالباً في البداية (حتي أواخر القرن الهجري الاول) شكل وضع رواية أو حديث، راح تدريجياً ياءخذ طابع الفتوي. ولذلك نري فيأواخر عصر بني أمية وأوائل عصر بني العباس ظهور فقهاء كثيرين استفادوا من أساليب رجراجة في أصول الاستنباط، ليصدرواالاحكام وفق أذواقهم التي كانت في الواقع أذواق الجهاز الحاكم.

هذه العملية نفسها اءُنجزت اءيضاً في حقل تفسير القرآن. فالتفسيربالرأي اتجه غالباً الي إعطاء مفاهيم عن الاسلام لا تقوم علي أساس سوي ذوق المفسّر ورأيه المستمدّ من ذوق الجهاز الحاكم وإرادته.

من هنا انقسمت العلوم الاسلامية: الفقه والحديث والتفسير منذأقدم العصور الاسلامية الي تيارين عامين:

التيار الاول: تيار مرتبط بجهاز الحكومة الظالمة الغاصبة، ويتميزبتقديم الحقيقة في موارد متعددة قرباناً علي مذبح «المصالح» التي هيفي الواقع مصالح الجهاز الحاكم، ويتميز أيضاً بتحريف أحكام اللّه لقاءدراهم معدودات.

والتيار الثاني: التيار الاصيل الامين الذي لا يري مصلحةً أرفع وأسمي من تبيين الاحكام الإلهية الصحيحة، وكان يصطدم ـ شاء أم أبي ـ في كل خطوة من خطواته بالجهاز الحاكم ووعاظ السلاطين،ولذلك اتجه منذ البدء اتجاهاً شعبياً في إطار من الحيطة والحذر.

انطلاقاً من هذا الفهم نعرف بوضوح أن اختلاف «الفقه الجعفري» مع الفقهاء الرسميين في زمن الامام الصادق لم يكن اختلافاً فكرياًعقائديا فحسب، بل كان اختلافاً يستمد وجوده من محتواه الهجوميالمعارض أيضاً.

أهم أبعاد هذا المحتوي إثبات خواء الجهاز الحاكم، وفراغه من كل مضمون ديني، وعجزه عن ادارة الشؤون الفكرية للاُمة، وبعبارة أخري، عدم صلاحيته للتصدّي لمنصب «الخلافة» . والبعد الآخرتشخيص موارد التحريف في الفقه الرسمي.. هذه التحريفات القائمة علي أساس فكر «مصلحي» في بيان الاحكام الفقهية ومداهنة الفقهاءللجهاز الحاكم. والامام الصادق عليه السلام بنشاطه العلمي وتصدّيه لبيان أحكام الفقه والمعارف الاسلامية، وتفسير القرآن بطريقة تختلف عن طريقة وعّاظ السلاطين قد اتخذ عملياً موقف المعارضة تجاه الجهاز الحاكم. الامام عليه السلام بنشاطه هذا قد يلغي كل الجهاز الديني والفقهي الرسمي الذي يشكّل أحد أضلاع حكومة الخلفاء، ويفرّغ الجهاز الحاكم من محتواه الديني.

ليس باءيدينا سند ثابت يبين التفات الجهاز الاُموي الي هذاالمحتوي المعارض لما قام به الامام الصادق عليه السلام من نشاط علمي فقهي. ولكن أغلب الظن أن الجهاز الحاكم العباسي ـ وخاصة في زمن ا لمنصور الذي كان يتمتع بحنكة وذكاء وتجربة اكتسبها من صراعه السياسي الطويل مع الحكم الاموي قبل وصوله الي السلطة ـكان يعي المسائل الدقيقة في نشاطات البيت العلوي. وكان الجهازالحاكم العباسي يفهم الدور الفاعل الذي يستطيع أن يؤديه هذاالنشاط العلمي بشكل غير مباشر.

والتهديدات والضغوط والمضايقات التي كانت تحيط بنشاطات الامام الصادق عليه السلام التعليمية والفقهية من قبل المنصورالمنقولة إلينا في روايات تاريخية كثيرة ناتجة من هذا الالتفات الي حساسية المساءلة. وهكذا اهتمام المنصور بجمع الفقهاء المشهورين فيالحجاز والعراق في مقرّ حكومته ـ كما تدل علي ذلك النصوص التاريخية العديدة ـ فإنهُ ناشئ عن هذا الالتفات أيضاً.

في حديث الامام عليه السلام وتعاليمه لأصحابه ومقرّبيه كان يستند الي «خواء الخلفاء وجهلهم» ليستدلّ علي أنهم في نظر الاسلام لا يحق لهم أن يحكموا. ونحن نشهد هذه الصيغة من الهجوم علي الجهازالحاكم بوضوح وصراحة في دروسه الفقهية.

يروي عنه قوله عليه السلام: «نحن قوم فرض اللّه طاعتنا وأنتم تاءتمّون بمن لا يُعذر الناس بجهالته.» [1] .

أي إن الناس انحرفوا بسبب جهل حكّامهم وولاة امورهم،وسلكوا سبيلاً غير سبيل اللّه. وهؤلاء غير معذورين لدي اللّه. لأن اطاعة هؤلاء الحكام كانت عملاً انحرافياً، فلا يبرّر ما يستتبعها من وقوع في الانحرافات. [2] .

في تعليمات الأئمة عليهم السلام قبل الامام الصادق عليه السلام وبعده نري أيضاً تركيزاً علي ضرورة اقتران القيادة السياسية بالقيادة الفكرية والايديولوجية. ففي رواية عن الامام علي بن موسي الرضاعليه السلام عن جدّه الامام محمد الباقر عليه السلام قال: «إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني اسرائيل، أينما دار التابوت دار الملك(تاءمل بدقة المعني الرمزي في التعبير) وأينما دار السلاح فينا دارالعلم.. وفي رواية أخري: حيثما دار السلاح فينا فثم الامرُ (الحكم.» [3] .

ويساءل الراوي الامام: فيكون السلاح مزايلا (مفارقا) للعلم؟

قال الامام: لا. أي إن قيادة المجتمع المسلم يجب أن تكون في من بيده السلاح والعلم معا.

الامام عليه السلام إذن يري أن علم الدين وفهم القرآن بشكل صحيح شرط من شروط الامامة، ومن جهة أخري فهو بنشاطه العلمي، وجمع عدد غفير من مشتاقي علوم الدين حوله، وتعليمه الدين بشكل يختلف تماماً عن الطريقة المعتادة لدي العلماء والمحدثين والمفسرين المرتبطين بجهاز الخلافة، يثبت عملياً أصالة المحتوي الدينيلمدرسته، وزيف الظاهر الديني الذي يتقمّصه جهاز الخلافة ومن لفّلفّه من علماء بلاطه. وعن هذا الطريق المهاجم المتواصل العميق الهادئ يضفي علي جهادهِ بعداً جديداً.

وكما ذكرنا من قبل، فإن الحكّام العباسيين الاوائل الذين قضواسنين طوالاً قبل تسلّمهم السلطة في نفس أجواء الجهاد العلوي وإلي جانب انصار العلويين، كانوا علي علم بكثير من الخطط والمنعطفات،وكانوا متفهّمين لدور الهجوم والمواجهة الذي يؤدّيه هذا النشاط فيالفقه والحديث والتفسير أكثر من أسلافهم الأمويين. وقد يكون هذاالسبب هو الذي دفع المنصور العباسي في مواجهاته مع الامام الصادق عليه السلام أن يمنع الامام زمناً من الجلوس في حلقات التدريس وعن تردّد الناس عليه. حتي أن المفضل بن عمر يقول: «ان المنصورقد كان همّ بقتل ابي عبداللّه عليه السلام غير مرّة، فكان اذا بعث اليه ودعاه ليقتله فإذا نظر اليه هابه ولم يقتله، غير انه منع الناس عنه ومنعهُ من القعود للناس، واستقصي عليه اشد الاستقصاء، حتي انه كان يقع لأحدهم مساءلة في دينه في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلايكون علم ذلك عندهم، ولا يصلون اليه فيعتزل الرجل وأهله، فشق ذلك علي شيعته وصعب عليهم.» [4] .


پاورقي

[1] الكافي 1: 186، ح 3.

[2] القرآن الكريم يدين أيضاً باءساليب متعددة هذا اللون من الاتّباع المؤدي الي الضلال، ويردّ كل عذريتوسل به التابعون في انحرافهم. راجع سورة البقرة: 167، الشعراء: 91 ـ 102، سباء: 31 ـ 33،النساء: 97.

[3] الكافي، 1: 238).

[4] المناقب، ابن شهرآشوب: 238 ط: بيروت.


الامام الصادق


گروه نويسندگان، چاپ دوم، تهران، مؤسسة البلاغ، 1409 ق /1989 م، جيبي، 58 ص، (اين كتاب به فارسي ترجمه شده است).


خشيت الهي


«مالك» گويد:

«در يكي از سالها همراه جعفر بن محمد به حج مشرف شديم همين كه شترش در محل احرام ايستاد و خواست «لبيك» بگويد چنان حالش منقلب شد كه صدا در گلويش بريده شد به گونه اي كه نزديك بود از شتر بر زمين افتد.

گفتم: «اي پسر رسول خدا واجب است كه «تلبيه» را بگويي، پس بگو.»

فرمود: «چگونه به خود جرأت دهم و «لبيك اللهم لبيك » بگويم در حالي كه مي ترسم خداي متعال بفرمايد:

«لا لبيك و لا سعديك».

«تو را نمي پذيرم و تو به درگاه ما راه نداري.» [1] .

نيز نقل شده كه يك بار به هنگام خوردن شام، دست امام صادق عليه السلام به كاسه ي داغ غذا برخورد كرد پس دست مباركش را كشيد و چند بار فرمود:



[ صفحه 23]



«نستجير بالله من النار، نعوذ بالله من النار».

«پناهنده مي شويم به خداوند از آتش جهنم، پناه مي بريم به خدا از آتش دوزخ.»

و اين جملات را آن قدر تكرار فرمود تا غذا سرد شد. آن گاه افزود:

«ما كه طاقت و تحمل داغي يك غذا را نداريم چگونه مي توانيم آتش دوزخ را تحمل كنيم.» [2] .



[ صفحه 24]




پاورقي

[1] انوار البهيه، محدث قمي، ص 243.

[2] روضة الكافي، كليني، ص 164.


ثقافيا


هنا بيت القصيد، و مربط الفرس كما يقال في الأمثال العربية.. فزمن الإمام الصادق عليه السلام هو زمن حرب و تطاحن بين الثقافات و الحضارات، فالتي تثبت أحقيتها بالدليل و البرهان هي التي تكتسح الساحة الواقعية بين صفوف الجماهير بمختلف تشعباته و تطلعاته و انتماءاته.

ففي عهد الإمام الصادق عليه السلام بلغت الدولة الإسلامية اتساعا كبيرا، و اختلطت الأوراق الحضارية و الثقافية، بعد أن نشطت الترجمات و وفد أصحاب العمل و المقالات إلي حاضرة الدنيا العلمية في ذاك اليوم عاصمة الدولة العباسية، أو حتي إلي عاصمة الدولة الإسلامية و المدينة المنورة التي كانت تحتضن لفترة طويلة من الزمن جامعة الإمام الصادق عليه السلام.

انتشرت الزندقة و التشكيك في العقائد الإسلامية، و ما إليها من



[ صفحه 37]



واجبات و محرمات و حدود و قيود يوضحها الشارع المقدس لصيانة المجتمع الإسلامي..

انتشار الإلحاد السافر و توسع المذاهب الكافرة أو المشركة بين صفوف الأمة من كفار و مشركين و ملحدين و زنادقة و دهريين من أمثال ابن أبي العوجاء، و الديصاني، و ابن مقفع و غيرهم بكثرة..

انتشار المذاهب الفقهية المختلفة و اختلاف الأمة باختلاف الأئمة - للمذاهب - و هذه لم تكن علامة عافية في الأمة أبدا.

انتشار المذاهب الكلامية و انقسام الأمة بين أشاعرة و معتزلة و غيرهم ممن له بضاعة من هذا القبيل لاسيما حول مسائل الجبر و التفويض، و القضاء و القدر، و البداء و التقية، و غيرها من المسائل التي طرحت يومذاك.

و كذلك التحلل من الواجبات و عدم الانزجار عن المحرمات بحجج واهية كالتوصل إلي المعرفة و ما أشبه مما يقوله بعض الفلاسفة و الصوفية و من سموا أنفسهم بالعرفاء.

ففي هذا الخضم الواسع من هذه التيارات الثقافية التي اعترضت طريق الأمة الإسلامية، و كل واحد منها لولا لطف الله سبحانه لكان كاف للقضاء علي الأمة و المبادي ء الإسلامية تماما و خاصة إذا ما تعهده أحد الحكام اللئام.

فكيف و قد وجد كل هؤلاء مع مساندة و معاضدة من الحكام الأمويين و من بعدهم العباسيين..

فلولا الإمام الصادق عليه السلام و جامعته أين كانت الأمة؟



[ صفحه 38]



فافتتاح تلك الجامعة العملاقة و تربية تلك الكوادر النادرة في الدنيا لم يكن ليقوم بهما أحد إلا الإمام الصادق عليه السلام و قد تجمعت لديه التلاميذ من كل حدب وصوب، فأرسلت الكوفة و البصرة و أواسط الحجاز إلي جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها... و من كل قبيلة من بني أسد و من مخارق و طي و سليم و غطفان و غفار و الأزد و خزاعة و خثعم و مخزوم و من قريش و غيرهم، و رحل جمهور من الأحرار و أبناء الموالي من أعيان هذه الأمة من العرب و فارس.

فقد ذكر أصحاب الرجال و المحدثين أن تلاميذ الإمام الصادق عليه السلام بلغوا أربعة آلاف تلميذ و منهم من زاد علي ذلك و قال إنهم كانوا عشرين ألفا بل أكثر، و أحدهم كان يجلس و يحدث في مسجد الكوفة قائلا: إنني شهدت تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد عليه السلام.

فتعليم كل هؤلاء النخبة و تشجيعهم علي تسجيل و كتابة العلم الصحيح، و السنة النبوية الشريفة و تفسير القرآن الكريم، و بثهم في الأمة، كان درعا واقيا للأمة و حصنا حصينا يقيها هجمات الزنادقة و الملاحدة و الكفار و أصحاب السياسات و الأهواء الباطلة علي مر الأيام و الليالي، و أني لقائد سياسي أن يتأتي له ذلك مهما بلغ من الحنكة و الحكمة و العلم، إلا لمثل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أهل بيته الطاهرين عليهم السلام؟

فقد نهض الإمام الصادق عليه السلام لمقارعة أهل الباطل، و باحث الفلاسفة و الدهريين، و أهل الكلام و الجدليين الذين تصدوا لإفساد معتقدات الناس، فأبطل بنور حكمته مقالاتهم الفاسدة و سفسطتهم الفارغة. [1] .



[ صفحه 39]




پاورقي

[1] انظر: الإمام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 1 ص 361.


الله و العذر الصحيح


الطرائف 2 / 328، 327:...

روي كثير من المسلمين عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال يوما لبعض المجبرة:

هل يكون أحد أقبل للعذر الصحيح من الله؟

فقال: لا.

فقال له: فما تقول فيمن قال ما أقدر و هو لا يقدر؟ أيكون معذورا أم لا؟



[ صفحه 12]



فقال المجبر: يكون معذورا.

قال له: فاذا كان الله يعلم من عباده أنهم ما قدروا علي طاعته و قال لسان حالهم أو مقالهم يوم القيامة: يا رب ما قدرنا علي طاعتك لأنك منعتنا منها أما يكون قولهم و عذرهم صحيحا علي قول المجبرة؟

فقال: بلي و الله.

فقال: فيجب علي قولك ان الله يقبل هذا العذر الصحيح و لا يؤاخذ أحدا أبدا، و هذا خلاف قول أهل الملل كلهم.

فتاب المجبر من قوله بالجبر في الحال.


القرض أو الصدقة؟


[تفسير القمي 2 / 350، قال الصادق عليه السلام:....]

علي باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر و الصدقة بعشرة.


لدفع السلاطين


عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 305-304، ب 28، ح 64: حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ، و علي بن محمد بن مهرويه معا، عن عبدالرحمن بن أبي حاتم، عن أبيه، عن الحسن بن الفضل،...

عن علي بن موسي الرضا، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: أرسل أبوجعفر الدوانيقي الي جعفر بن محمد عليه السلام ليقتله و طرح له سيفا و نطعا و قال للربيع: اذا أنا كلمته ثم ضربت باحدي يدي علي الأخري فاضرب عنقه. فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلام و نظر اليه من بعيد يحرك شفتيه و أبوجعفر علي فراشه قال: مرحبا و أهلا بك يا أبا عبدالله ما أرسلنا اليك الا رجاء أن تقضي دينك، و نقضي ذمامك [1] ثم ساءله مساءلة لطيفة عن أهل بيته، و قال: قد قضي الله حاجتك و دينك، و أخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضين ثالثة حتي يرجع جعفر الي أهله. فلما خرج قال له الربيع: يا أبا عبدالله أرأيت السيف؟ انما كان وضع لك، والنطع، فأي شي ء رأيتك تحرك به شفتيك؟ قال جعفر عليه السلام: نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت:

«حسبي الرب من المربوبين، و حسبي الخالق من المخلوقين، و حسبي الرزاق من المرزوقين، و حسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله الا هو، عليه توكلت، و هو رب العرش العظيم».


پاورقي

[1] الذمام: والمذمة: الحق والحرمة، جمع أذمة «القاموس».


خلاصة


ان التشريع - التصرف للامام الصادق موقر بمسحة الانسانية، يلفها الوهج، انه تصرف معصوم، يستلهم طريق الرسل، الذين كانوا يتحملون الأذي، و يجزون السيئة بالحسنة، و يقابلون الأحقاد بالمحبة، طمعا في بناء مجتمع انساني حنون. هذه الاستراتيجية الانسانية لفقه الامام الصادق كتبت الخلود لتشريعاته، و ألبستها نظرة الحياة وسط اضطهاد مرير، و محاصرة مشددة من قبل السلاطين. لأن الفقه الجعفري لا يقر الحكام الظالمين في ايديولوجيته، و يلغي السلطان المتهاون بأمور الشريعة الجاهل بأحكامها، العابث بمقدرات الأمة وكرامتها. و يقيم سلطانا فقيها عالما بالحلال الحرام، لذلك تعرض فقه الامام الصادق الي الالغاء بطرق بربرية، تعرت من الحضارة. أولها قتل القادة من حملة هذا الفكر الفقهي بدأت بدس السم للمعصومين، فالامام الصادق نفسه قضي بالسم علي يد المنصور العباسي و انتهت بقتل حملة هذا الفقه، عمن عرفوا بشهداء المذهب الجعفري الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني (1384 - 1333 م) و الشهيد الثاني زين الدين الجبعي (965 - 911 ه) و الشهيد الثالث محمد باقر الصدر.. و تخطت الحملة الرجال الي الفكر نفسه فعمدت الي ابادة المؤلفات بين اتلاف و احراق، أكدت كتب التاريخ، ان الجزار وحده أحرق أكثر من ثلاث عشرة ألف مخطوطة صادرها من جبل عامل و أحرقها في أفران عكا.

ثم فرضوا الحظر علي مسافرة الكتب الفقهية و منعوها من التجوال بحرية في البلاد الاسلامية.

رغم هذه الاضطهادات ألف اللون الانساني الذي صبغها درعا واقيا سقاها (ماء الخضر) و حماها من الفناء. حتي أن بعض التشريعات في الطلاق و الارث و المعاملات سيطرت علي فتاوي سائر المذاهب.

يوم الامام الحسن




يا سيدي ذكراك سر ملهم

يوحي بقلبي الخاطرات و يلهب



أنا في بياني حيرة هل انني

اطري رؤي الميلاد فيك و أسهب



أم أعرض المأساة يذكي نارها

عذر ويحكم مدها متقلب



مذ أفلتت كف الخيانة زيفها

يغيا تخدش من هداك و تشجب



و تعيق مجدك عن سراه و قد بدا

للنصر ركبك شامخا يتأهب



عفنت ضمائر حاقدين تلمسوا

بك حتفهم ان سدتهم فتألبوا



و تفرقوا شيعا يبثون الشجا

في الدرب كي يكبو لعزك موكب



بالأمس يجرعها أبوك مرارة

من حقدهم و يضيق فيه المهرب



و اليوم يأتمرون فيك تحزبا

للبغي و هو لهم مجال أرحب



ما أفجع المأساة حين تثيرها

كف لروحك من نصيرك أقرب



شلت يد أورت عليك شرارة

من غدرها تضني السري و تذبذب



جرعتها غصصا و كانت محنة

للحق أنك عن تراثك تحجب



فمددتها للصلح كفا تبتغي

أم لا يراق دم يطل و يذهب



ولكي يبين لخابطين مصيرهم

في ظل حكم زائف يتقلب



[ صفحه و / 17]



ولكي تمزق عن وجوه شوهت

بالغي أقنعة بها تتحجب



حتي اذا طفح الضلال و أتلعت

برقا بها للجاهلية أذؤب



و تنكرت للحق تبغي محوه

حقدا لثارات هنالك تطلب



هز الحسين كيانها بشرارة

منه تفتت مجدها و تشطب



حمي المآسي لا تزال تثيرنا

نكباتها فلنا بها متقلب



أوردت بنا للذل أقسي محنة

فيها فلسطين الجريحة تخضب



عشرون عاما نحن في قلق السري

نشقي و احلام هنالك تحسب



حتي م يأسرنا السراب فبرقه

زيف به الأمل المجنح يكذب



ماذا حصدنا من سني بعثرت

فيها القوي فمشرق و مغرب



ما بيننا نوري العداء و نغفل

المأساة تمتهن المصير و تنكب



و نثير مهزلة السباب فناعق

مرن و مدرع بشتم ينعب



و هنا أفقنا و المدي متجهم

يحكي لنا كيف المآسي تكتب



كيف الشراع تجاذبته عواصف

هوج فمزق و استبيح المركب



هدرت علينا النائبات بنكسة

ذهبت بكل قوي تعد و تحسب



و اذا بنا بمدي الصراع مصيرنا

في كف عفريت به يتقلب



عقبي لنا كانت تفيض مرارة

واسي و كان خباؤنا ما نكسب



[ صفحه ز / 17]




و الخلق كلهم عيال الله كما قال رسول الله


من مضامين هذا المبدأ السمح نري الامام يخاطب الناس من خلال أبي بصير أحدا أعيان محبيه فيقول له: «يا أبابصير لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقي بلا صديق» اه.

ذلك هو لباب التسامح يطلب الصادق من الناس أن يتخذوا لهم منه شعارا.. ليعيش أبناء هذا الكوكب الأرضي متحابين... متراحمين.. متعاونين..



[ صفحه 409]




اما العرف بذاته


فليس مصدراً من مصادر التشريع عند الإِمامية، أي ليس طريقاً صحيحاً لمعرفة الأحكام الشرعية، وإنما يرجع للعرف في تشخيص موضوع الحكم لا في الحكم نفسه، مثل تشخيص الخراج والضمان والضرر والنية ونحوها. كذلك لا يكون العرف أصلاً من أصول الإِثبات في القضاء، ويكون أحياناً وسيلة لمعرفة الشيء الذي اختلف فيه المتخاصمان(فقه الإمام جعفر الصادق للشيخ محمد جواد مغنيه 6 / 123، 124).


نماذج من فقه الامام الصادق


ليس الخلاف بين السنة و الشيعة خلافا اعتقاديا، فالعقيدة واحدة، و لا خلافا فقهيا، فالفقه يعتمد علي الاجتهاد، و المجتهد اذا أصاب فله أجران، و اذا أخطأ فله أجر واحد، و لا خلافا فكريا، فكل المسلمين ينشدون القوة و العزة و الكرامة و الحفاظ علي الحقوق و طرد الدو من ديارهم، و اثبات المقدرة علي الاستقلال الذاتي من جميع وجوهه الاقتصادية و الاجتماعية. و أكد هذا كله وقوف الفريقين جبهة واحدة أمام الاستعمار و الصهيونية، و قد أخذت بعض قوانين مصرفي الأحوال الشخصية من آراء الامامية مثل وقوع الطلاق الثلاث بلفظ الثلاث طلقة واحدة، و اجازة الوصية لوارث، و هو رأي عند الامامية، و ان كان المأثور عن الامام جعفر الصادق خلافه، و هو الحق، للحديث المتواتر: «ألا لا وصية لوارث» [1] .

و انما الخلاف بين السنة والشيعة تاريخي سياسي محض، ولا يجوز في ميزان الشرع و العقل أن يتحمل جيل أو فرد تبعة أو مسؤولية جيل أو فرد آخر، و يجب الالتزام بالوحدة الشاملة بين المسلمين، لقوله تعالي:



[ صفحه 159]



(ان هذه أمتكم أمة واحدة) (الأنبياء: 92)، واعلان التمسك بمبدأ الأخوة الايمانية لقوله تعالي: (انما المؤمنون اخوة) (الحجرات: 10) و يستتبع كل ذلك التقارب لا التباعد، و التفاهم و التلاقي لا الخصام و التنافر و التدابر، و انهاء مظاهر العصبية الدينية، فان النبي صلي الله عليه و آله و سلم نهي عن العصبية النسبية بقوله: [ليس منا من دعا الي عصبية] [2] فلا يكون هناك توارث الخلافات؛ لأن عصبية الدين منبوذة مثل عصبية النسب، بل انها أولي و أجدر بالمنع و الانهاء، و لأن التفرق بسبب هذا الارث البغيض لا يقره دين و لا عرف و لا منهاج حياة، و لأن الخصومة الموروثة تزيد في النفرة و التباغض و عداء الأجيال و الطوائف، و ما علينا الا أن نظهر جميعا قدرا كبيرا من التسامح و الصفاء من الأحقاد، و ألا يتحمل الخلف ما قد وقع بين السلف، لقول الله تعالي: (تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت و لكم ماكسبتم) (البقرة: 141،134).


پاورقي

[1] حديث متواتر عن أثني عشرة صحابيا منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن أبي شيبة و الدار قطني و ابن عدي.

[2] أخرجه أبوداود عن جبير بن مطعم رضي الله عنه.


الصبر


روي الكليني في الكافي باسناده عن العلاء بن كامل، قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام فصرخت الصارخة من الدار، فقام أبو عبدالله عليه السلام ثم جلس فاسترجع و عاد في حديثه حتي فرغ منه، ثم قال انا لنحب أن نعافي في أنفسنا و أولادنا و أموالنا فاذا وقع القضاء فليس لنا ان نحب ما لم يحب الله لنا.

و باسناده عن قتيبة الأعشي قال: «أتيت أبا عبدالله عليه السلام أعود ابنا له فوجدته علي الباب فاذا هو مهتم حزين، فقلت: جعلت فداك كيف الصبي؟ فقال: انه لما به، ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج الينا و قد اصفر وجهه و ذهب التغير و الحزن فطمعت ان يكون قد صلح الصبي، فقلت: كيف الصبي جعلت فداك؟ فقال: قد مضي الصبي لسبيله، فقلت: جعلت فداك لقد كنت و هو حي مغتما حزينا و قد رأيت حالك الساعة و قد مات غير تلك الحال فكيف هذا؟ فقال: انا أهل البيت انما نجزع قبل المصيبة فاذا وقع أمر الله رضينا بقضائه و سلمنا لأمره».


احتجاجه علي الزنادقة


كان ابن أبي العوجاء و ابن طالوت و ابن الأعمي وابن المقفع، في نفر من الزنادقة، مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، و أبوعبدالله جعفر بن محمد، عليهماالسلام، فيه اذ ذاك، يفتي الناس و يفسر لهم القرآن، و يجيب عن المسائل بالحجج و البينات، فقال القوم لابن أبي العوجاء: هل لك في تغليظ هذا الجالس، و سؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به؛ فقد تري فتنة الناس به، و هو علامة زمانه؟ فقال لم ابن أبي العوجاء: نعم! ثم تقدم ففرق الناس فقال: يا أباعبدالله، ان المجالس أماناتو لا بد لكل من به سعال ان يسعل، أفتأذن لي في السؤال؟ فقال له أبوعبدالله: سل ان شئت! فقال له ابن أبي العوجاء: الي كم تدوسون هذا البيدر، و تلوذون بهذاالحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر، و تهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ من فكر في هذا و قدر، علم أنه فعل غير حكيم و لا ذي نظر، فقل، فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك أسه و نظامه، فقال له الصادق عليه السلام: ان من أضله الله و اعمي قلبه، استوخم الحق فلم يستعذبه، و صار الشيطان، وليه و ربه، يورده مناهل الهلكة و لا يصدره، و هذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم علي تعظيمه و زيارته و جعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال و مجمع العظمة و الجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض



[ صفحه 56]



بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمر، و انتهي عما زجر، هو الله المنشي ء للأرواح و الصور؛ فقال له ابن أبي العوجاء: ذكرت يا أباعبدالله فاحلت علي غائب! فقال الصادق، عليه السلام: كيف يكون، يا ويلك! غائبا، من هو مع خلقه شاهد و اليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم و يعلم اسرارهم لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان، و لا يكون الي مكان أقرب من مكان، تشهد له بذلك آثاره و تدل عليه أفعاله، و الذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة، محمد رسول الله، صلي الله عليه و آله و سلم، الذي جاءنا بهذه العبادة؟ فان شككت في شي ء من امره فاسأل عنه أوضحه لك. فأبلس ابن أبي العوجاء و لم يدر ما يقول؛ فانصرف من بين يديه فقال لأصحابه: سألتكم ان تلتمسوا لي خمرة فالقيتموني علي جمرة! قالوا له: أسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك و انقطاعك و ما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه! فقال: الي تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤوس من ترون. و أومأ بيده الي اهل الموسم.


جوده وكرمه


1 - قال سعيد بن بيان: مرَّ بنا المفضل بن عمر - أنا وأخت لي - ونحن نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلي المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم دفعها إلينا من عنده حتي إذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل: أما إنها ليست من مالي ولكن أبا عبد الله الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح وأفتد بها من ماله - فهذا مال أبي عبد الله -.

2 - وجاء إليه رجل وقال: لقد سمعت أنك تفعل في عين زياد - وكان ذلك اسم قرية له - شيئاً أحب أن أسمعه منك.

فقال (ع): «نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم (أي يشق ويهدم) في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا. وكنت آمر أن يوضع بنيات يقعد علي كل بنية عشرة، كلما اكل عشرة جاء عشرة أخري يلقي لكل منهم مدّ من رطب، وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ والعجوز والمريض والصبي والمرأة ومن لا يقدر أن يجيء فيكال لكل إنسان مدّاً فإذا أوفيت القوام والوكلاء آجرتهم وأحمل الباقي إلي المدينة ففرقت في أهل البيوت والمستحقين علي قدر استحقاقهم، وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار وكان غلتها أربعة آلاف دينار» [1] .

يعني ذلك أنه كان يصرف تسعة أعشار تلك الضيعة في الوجوه الخيرية بينما يجعل لنفسه عشراً واحداً منها فقط.

3 - وينقل هشام بن سالم أحد أصحاب الإمام البارزين فيقول: كان أبو عبد الله إذا اعتم - أي أظلم - وذهب من الليل شطره أخذ خناً فيه لحم وخبز ودراهم فحمله علي عنقه ثم ذهب إلي أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه.

فلما مضي «وتوفي» أبو عبد الله فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان أبا عبد الله [2] .

4 - يحدّث الهياج البسطامي عن كرم الإمام فيقول: كان أبو عبد الله ينفق حتي لا يبقي شيء لعياله [3] .

5 - وقال بوابه المصادف: كنت مع أبي عبد الله بين مكة والمدينة فمررنا علي رجل في أصل شجرة وقد ألقي بنفسه فقال (ع) مل بنا إلي هذا الرجل (أي إعدل الطريق إلي جانبه) فإني أخاف أن يكون قد أصابه العطش، فملنا إليه فإذا هو رجل من النصاري طويل الشعر، فسأله الإمام: عطشان أنت؟ فقال: نعم فقال الإمام: إنزل يا مصادف فاسقه، فنزلت وسقيته ثم ركب وسرنا، فقلت له: هذا نصراني أفتصرف علي نصراني؟

فقال: نعم إذا كانوا بمثل هذه الحالة [4] .

6 - كان مريضاً ذلك النهار الذي دخل عليه الشاعر الملهم اشجع السلمي فجلس إليه يسأل عن أحواله فقال له الإمام (ع) تعدّ عن العلة واذكر ما جئت له.

فقال الشاعر:



ألبسك الله منه عافية في

نومك المعتري وفي أرقك



يخرج من جسمك السقام كما

أخرج ذل السؤال من عنقك



فقال الإمام: يا غلام أي شيء عندك؟

قال: أربعمائة. قال: أعطها لأشجع.

7 - وبعث إلي ابن عم له من بني هاشم صرَّة بيد أبي جعفر الخشعمي - وكان من وراته الموثوقين - فأمره بأن يكتمه عنه. فلما جاء إلي الهاشمي وأعطاه، قال: جزاه الله خيراً، ما يزال كل حين يبعث بها فنعيش به إلي عام قابل، ولكني لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله.

وحينما حضرته الوفاة أمر بسبعين ديناراً لابن عمه الحسن بن علي الأفطس، فقيل له: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة ليقتلك؟

فقال عليه السلام: ويحكم أما تقرأون:

«وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ» (الرعد /20)

«إن الله خلق الجنة فطيَّبها وطيَّب ريحها ليوجد من مسيرة ألف عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم» [5] .


پاورقي

[1] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: (ج 2، ص 53).

[2] الإمام الصادق - محمد أبو زهرة: (ص 81).

[3] المصدر: (ص 81).

[4] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: (ج 4 ص 38).

[5] تجد هذه الأخبار كلها في كتاب الإمام الصادق للعلاَّمة المظفر في (ص 352- 255).


مصادر كيمياء جعفر الصادق حسب تحقيق يوليوس روسكا


نشر يوليوس روسكا الكتاب المنسوب الي جعفر الصادق في هايدلبرغ عام 1924 عن مخطوطتين الأولي في مدينة غوتينغن Goetingen من ألمانيا و الثانية في رامبور Rampur من الهند. و كان الاعتماد في الدرجة الأولي علي مخطوطة غوتينغن و التي تحوي هذه الاشارة «حلب رقم 338». كان مصدر هذه المخطوطة مدينة حلب. و نشر المؤلف المذكور مع المخطوطة (بالصورة الفوتوغرافية) الترجمة الألمانية مع تعليقات و شروح. و كتب مقدمة ضافية عن مصدر هذه المخطوطة.

يري «روسكا» أن أقدم ذكر ورد باشتغال جابر بن حيان بالكيمياء كان في فهرست ابن النديم (ج 1، ص 354 / 355، ج 2، ص 192). و قد ذكر ابن النديم اختلاف الناس في أمره قائلا: «و اختلف الناس في أمره و قالت الشيعة أنه من كبارهم، و أحد الأبواب، و زعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق، رضي الله عنه، و كان من أهل الكوفة... و قيل انه كان في جملة البرامكة و منقطعا اليها، و متحققا بجعفر بن يحيي ، فمن زعم هذا قال انه عني بسيده جعفر هو البرمكي، و قالت الشيعة انما عني جعفر الصادق».

فيما يبينه «روسكا» بأن ابن النديم قد انهي كتابه عام 987 م. من



[ صفحه 52]



أجل ذلك فيمكن الاستنتاج بوجود مخطوطات متداولة في النصف الثاني من القرن العاشر ميلادي تشير الي علاقة بين الامام الصادق و جابر بن حيان.

و يظهر «لروسكا» أن كتاب الملك هو من الكتب التي يذكرها ابن النديم، و قد نشره برتلو في الجزء الثالث من كتابه باللغة الافرنسية عن الكيمياء في القرون الوسطي مع ترجمة افرنسية من هوداس Houdas، و أن اسم جعفر يأتي صراحة و المقصود به جعفر الصادق، و أن نفس الاشارة توجد في كتاب الرحمة لجابر (نشر برتلو ص 99 و ترجمة 133). و يري المحقق «روسكا» أن ابن النديم حذر في أمر التصديق بهذه العلاقة، حتي أنه يزعم (ص 317) أن كتاب الاهليجية المجهول المؤلف، محال أن يكون من تأليف جعفر، و يذكر ابن النديم جعفر الصادق عند الكلام عن الاتجاهات الشيعية. أما من الكتب فقد أورد نقلا عن علي بن يقطين الذي مات في بغداد (عام 182 ه. 798 م) عن عمر يناهز الخامسة و السبعين كتابين منسوبين للامام: الأول «كتاب ما سأل عنه الصادق من أمور الملاحم» و الثاني «كتاب مناظرته الشاك بحضرة جعفر». أما عن اشتغال الامام في التأليف فلم يذكر لنا ابن النديم (علي رأي روسكا) شيئا.

عن ابن خلكان في كتاب وفيات الأعيان ينقل لنا «روسكا» ما ورد في حق جعفر الصادق، و أن له كلاما في صناعة الكيمياء و الرجز و الفأل و أن جابرا الصوفي تلميذه و ينسبه الي طرسوس (بدلا من طوس). و يستبعد «روسكا» صدور الكيمياء في طرسوس، و يجد احتمال ذلك في طوس من أعمال خراسان أكثر. و قد ألف خمسمئة رسالة بألف ورقة لجعفر الصادق. و يذكر عن الشاعر كشاجم في كتابه «المصائد و المطارد» أن جعفرا الصادق سأل الامام أباحنيفة عن رأيه «في محرم كسر رباعية ظبي»، فلما أظهر أبوحنيفة عدم امكانه الجواب بين له جعفر «كيف لا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية و هو ثني أبدا...».

يستنتج من ذلك «روسكا» أنه بعد مئتين و خمسين سنة تقريبا من ابن



[ صفحه 53]



النديم و بعد خمسمئة عام من وفاة جعفر راجت بضاعة اشتغال الامام في الكيمياء فكان من ثمرتها ما نسب الي جابر. يضاف الي ذلك هناك رسائل منسوبة لجعفر عن السحر و الفأل، و بذلك يمكن البرهنة علي أنه منذ القرن التاسع حسب المصادر المتداولة تطورت فكرة الأساطير الدينية.

يستقصي «روسكا» ما نشر عن جعفر في أقدم المصادر، فيري ذلك عند اللغوي ابن قتيبة في كتابه «المعارف» (نشر في غوتيتغن 1850) و لا يجد ما يستحق الذكر في هذا الأثر عن جعفر الصادق سوي أن والده كان له فقه في الدين، و أنه مات في المدينة عام 146 ه (ص 110). و نظرا للواقدي (823 - 747 م) و المدائني (840 - 753). ينقل روسكا عن الطبري في كتابه «أخبار الرسل و الملوك» (ج 3 ص 250) طبع ليدن 1879 بأنه كان يسكن في المدينة و أنه توفي في عهد الخليفة المنصور في عام 148 ه. و أنه كان كثير الحديث ثقة. و عن المسعودي الذي مات حول عام 956 م عن كتابه مروج الذهب، يري «روسكا» أنه يذكر عن جعفر أكثر من سلفه، لكن تقتصر أخباره حول مقتل علي (ج 4، ص 452 و ما بعدها) و نهاية حياة الحسن بالسم (ج 1، ص 55 و ما بعدها) و ذلك حسب التواتر عن أبيه و جده. و يستدل المحقق بالمصادر أيضا بأنه بعيد عن المشاكل السياسية و زاهد في الملك. أما قصة الخليقة حسب التواتر الجعفري فهي في خلق السماوات و الأرض و نور محمد الذي انتقل بالوراثة و أن آل البيت هم من صفوة الخلائق و هم نور السماوات و الأرض و الي غير ذلك. و يري «روسكا» أن قيمة هذه التصريحات هي من وجهة تاريخ التدين للمذهب الشيعي، و لكنه يستبعد هذه الأقوال و التصريحات عن الامام نفسه. و كانت وفاته في العام العاشر من خلافة المنصور العباسي أي في عام 148 ه. و دفن في البقيع في المدينة في المقبرة التي دفنت فيها فاطمة و الحسن بن علي بن أبي طالب و علي بن الحسين بن علي و محمد بن علي (عليهم السلام).



[ صفحه 54]



يستغرب «روسكا» لعدم اخبار المسعودي عن النشاط الكيميائي لجعفر الصادق، و قد عاش قبل ابن النديم بنصف قرن، و قد مضي علي موت جابر قرن و نصف، و لم يوجد أي مصدر حتي هذا التاريخ لنسبة جعفر أو جعفر الصادق الي الكيمياء، سيما وقد قرأ «روسكا» بأن المسعودي يتحدث في مروج الذهب (ج 8، ص 76) عن الكيمياء و يطعن بها، و ذكر اشتغال الأمير خالد بن يزيد بهذا العلم الذي يمت الي الكفار بصلة، و يجل الامام الصادق من الاشتغال بهذه الصنعة السوداء الوضيعة.

كشف أيضا البيروني المتوفي (1048 م). في كتابه الآثار الباقية عن الأمم الخالية ص: 36 (3 و ملاحظة 2) النقاب عن وجود مصادر خيالية كانت تحيط شخصية جعفر بهالة من الأساطير. و يبين الشهرستاني في كتابه الملل و النحل ذكر أخلاق الامام و ورعه الأمثل، و أنه كان يعيش في البدء في المدينة و يفيض علي الموالين أسرار العلوم، و كان زاهدا في الحكم و بعيدا عن الغلاوة و الرافضة الذين من اعتقاداتهم فكرة الامام المستور و رجوعه و تناسخ الأرواح، و كان متحررا من من آراء المعتزلة و القدرية. و أن الشيعة افترقت من بعده. و قد رفض رفضا باتا الصفة الألوهية للامام، تلك الفكرة التي أثارها أبوالخطاب محمد بن أبي زينب.

أما ابن الأثير (1160 - 1240 م) فيجد «روسكا» بأنه لم يأت بشي ء جديد عن حياة جعفر الصادق سوي رؤية تعذيب آل البيت دون أن يعمل شيئا (ج 5، ص 182، 399، 422، 467 و ما بعدها).

ان الغلو في تقديس آل البيت يراه «روسكا» قد تزايد مع الزمن لأن استشهاد الحسين لم يحدث بغضا ضد المجرمين فحسب، بل أحدث حبا لآل البيت و اعترافا بمعصوميتهم و علمهم الصائب الذي لا حد له.



[ صفحه 55]




بيعة يزيد و أعماله


و مضي معاوية لسبيله مثقلا بأوزاره تاركا وراءه ولي عهد فرضه علي المسلمين بشكل حتمي، كما فرض علي نفسه الحلم الإصطناعي، و مداراة الناس ليحملهم علي اجابته، و من سوء حظ الأمة أن يلي أمرها فاسق لا يعرف إلا الرذيلة و هو أشر خلق الله و ألعنهم، و سيعلم الذي مهد له ذلك أي نوعية قدم للمسلمين و ولاه رقابهم. و لا يستبعد من معاوية و كيده للإسلام و محاربته له من البداية الي النهاية، أن يرشح يزيد لعلمه بما طبعت عليه نفسه من الفسق و عدم المبالاة بما يرتكبه، ليتم له نجاح الخطط التي رسمها معاوية في حياته لمحاربة الإسلام و أهل البيت، و شرع في تطبيقها في حياته و عهد الي يزيد لتنمو في عهده فينال معاوية غرضه. فكان يزيد كما أراد أبوه فقد قام بدور خطر و مثل تلك العظائم التي يقف القلم عند بيانها.

فكانت باكورة عمله أن قتل الحسين ابن بنت رسول الله و سبي نساءه بصورة يذوب لها قلب كل انسان مهما اختلفت ملته و نحلته فضلا عن المسلم الذي يعرف الحسين و منزلته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و مكانته من الإسلام، و ما أعظمها من جريمة تقشعر لها الجلود و تذوب لها النفوس حسرات فكانت وقعة الطف سلسلة فجائع مروعة و نكبات أليمة، فانا الله إنا اليه راجعون.

و في السنة الثانية أباح مدينة الرسول و أصبح جنده يجوسون خلال ديار الوحي ليفسدوا فيها و يهلكوا الحرث و النسل، يتدفقون في شوارع ذلك البلد الطيب، يهجمون علي البيوت، ليهتكوا أعراضا، و يسلبوا أموالا، فلا تزعجهم



[ صفحه 34]



أصوات النساء المعولات علي أزواجهن و أولادهن. و لم تلن قلوبهم لأنين الاطفال و ذعرهم.

و تري مخدرات ذلك البلد كأسراب الفطا تتخطفها البزاة الجارحة، أو كقطعان الغنم تتناهبها الذئاب الضارية، فهن تحت تصرف اولئك الوحوش ثلاثة أيام يفعلون ما شاءوا، و مروان بن الحكم ينظر الفجائع فيهتز طربا و مرحا يعجبه أن يري شيوخ الصحابة و وجوه العرب و أبطال الإسلام يقادون لقائد الجيش ليأخذ منهم البيعة ليزيد بيعة عبودية. فبعين الله ما لقيت الأمة، و لا تخفي علي الله خافية في الأرض و لا في السماء.

و في السنة الثالثة هدم الكعبة و لعلها أبلغ أمنية لنفس الأمويين ليجعلوا يوما بيوم الهبل و اللات و العزي. هذا هو ولي عهد معاوية الذي عرف لياقته للحكم و صلاحيته للأمر، فلنترك عهده و نتخطي فظائعه بدون تفصيل فهي أشهر من أن تذكر، و ان ربك لبالمرصاد. فلم يطل عهده و أرواح الله منه الأمة والله شديد الانتقام.


سؤال در مورد تفسير دو آيه


ابن مسكان از مالك جهني روايت مي كند، كه گويد: از امام صادق - عليه السلام - از معني فرمايش خداي متعال كه مي فرمايد: (أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل و لم يك شيئا) [1] «آيا انسان به خاطر نمي آورد كه ما پيش از اين او را آفريديم در حالي كه چيزي نبود؟!» سؤال كردم.

حضرت فرمودند: يعني نه در تقدير ازلي بود، و نه ايجاد شده بود.

و سؤال كردم درباره ي معني فرمايش خداي عزوجل: (هل أتي علي الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) [2] «آيا زماني طولاني بر انسان گذشت كه چيز قابل ذكري نبود»؟!

حضرت فرمود: در تقدير خدا بود، اما مذكور نبود. (و غير از خدا نمي دانست).

مرحوم مجلسي در بيان اين حديث مي فرمايند: ظاهرا اين حديث دليل بر حدوث نوع بشر است. [3] .


پاورقي

[1] سوره ي مريم، آيه ي 67.

[2] سوره ي انسان، آيه ي 1.

[3] الكافي: ج 1 ص 147؛ بحارالانوار: ج 54 ص 63 ح 33.


زهد و پرهيزكاري


زهد و پارسائي ميزان ارزش آدمي است و لذا در قرآن مجيد هم بشر را مساوي مي داند مگر پرهيزكاران كه مقامشان نزد خداي تعالي بالاتر و بهتر است و ان اكرمكم عندالله اتقيكم زهد و پرهيزكاري اعراض از لذائد و شهوات است و انصراف از زرق و برق دنياست و صاحبان نفوس زكيه از اين اوهام و تمايلات و شهوات انصراف دارند و همانگونه كه حضرت اميرالمؤمنين سالار متقيان براي همام وصف فرمود صفات پرهيزكاران بسيار است و آدمي را به حيرت مي اندازد آنكس كه بخواهد در مكتب خويش مردم را چنين تربيت كند بايد خود قبلا چنان باشد كه مي گويد حضرت صادق آل محمد عليه السلام در مكتب جعفري چنان پرهيزكار بود كه چون جدش مولاي متقيان پارسائي مي نمود و در خانه لباس كرباس و خوراك محدود داشت و همواره به عبادت مي پرداخت در خارج لباس نظيف به اقتضاي زمان مي پوشيد و در بسط عدالت و قسط و عدل از هيچ گونه فداكاري دريغ نمي داشت با همان بدن سيمين در آفتاب سوزان و در سن پيري مي رفت در ميان صحراي عربستان و زراعت مي كرد تا از دسترنج خود تغذيه كند و بر جامعه تحميل نشود.

سفيان ثوري ديد امام صادق لباس خز پوشيده گفت يابن رسول الله شما از اهل بيت نبوت هستيد چگونه اين لباس را مي پوشيد فرمود اي سفيان زير لباس مرا ببين جامه پشمين خشني در برداشت و روي آن روپوش خزي پوشيده بود تا مورد ملامت مردماني كه عقلشان در چشمانشان نهفته است نباشد در حالي كه سفيان زير لباسش پارچه خز پوشيده و روي آن لباس خشن بتن كرده بود فقال الصادق (ع) يا ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرنا و نضرك [1] .



[ صفحه 243]



حضرت صادق عليه السلام در باب زهد با سفيان مناظراتي دارد كه از آن جمله حضرت در حال دهقاني و برزگري عرق مي ريخت و بيل مي زد سفيان گفت شگفت دارم از تو كه با حرص و ولع در دنيا در پيري چنين عرق مي ريزي فرمود چقدر خوشوقتم كه در اين حال پروردگار را ملاقات كنم كه به كدمين و عرق جبين آذوقه و معيشت زن و فرزند را تهيه مي بينم.


پاورقي

[1] لواقع الانوار و مطالب السؤال به نقل حيات الصادق ص 471 ج 1 - حليةالاولياء اصفهاني ص 193 ج 3.


حديث 010


2 شنبه

جانبوا الكذب.

از دروغ گفتن دوري كنيد.

كافي، ج 5، ص 151


مقبره امام جعفر بن محمد صادق


كنيه اش ابوعبدالله ملقّب به صادق، مادرش «امّ فروه» بنت قاسم بن محمد بن ابي بكر بود كه در سال 83 هـ. ق. در توطئه اي كه منصور عبّاسي تدارك ديده بود، مسموم شد و به شهادت رسيد.

در ميانه سال هاي سقوط امويان و روي كارآمدن عبّاسيان كه زمينه بخش آرامش مدينه بود، آن امام حدّاكثر بهره را در تكميل و تدوين معارف دين انجام داد.



[ صفحه 448]



محدّثان و شخصيّت هاي علمي و مشهور زمانش، به گردش حلقه مي زدند. در مناقب و فضائل آن حضرت، منابع عامه و خاصه متفق النّظرند.

عاقبت بر اثر مراقبت و محدوديت هاي شديدي كه از طرف خليفه عباسي بر زندگيش اعمال شده بود، گوشه عزلت اختيار كرد؛ تا اين كه اوراق زندگي سراسر روحانيش به پايان رسيد و در كنار پدر و جدّش در قبرستان بقيع به خاك سپرده شد.


سؤال 05


امام صادق (عليه السلام): مردي، برده اي دارد و خود و برده اش در يك شب همسر گزيدند و هر دو در يك شب با همسران خود همبستر شدند و سپس به سفر رفتند و همسران خود را در يك شب جا گذاشتند و همسران آنها دو كودك به دنيا آوردند. آنگاه خانه بر سر آنها خراب شد و دو زن به هلاكت رسيدند و دو كودك آنها زنده ماندند; حال اي ابوحنيفه! نظر خود را در اين زمينه بازگوي كه كداميك از اين دو كودك به جا مانده ارباب و كداميك برده، و كداميك وارث و كداميك ارث گذار است؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): ولي من حدود الهي را در نظر مي گيرم.


اظهار الثلج و العسل و النهر


أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا عبدالله قال: حدثنا عمارة، عن ابن سعيد قال: كنت عند أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام و قد أظلتنا هاجرة صعبة، فأظهر لنا ثلجا و عسلا و نهرا يجري في داره في غير حفر، و ذلك بالمدينة حيث لا ثلج و لا عسل و لا ماء جاري [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 114.


برادرم به شما اهل بيت محبت ندارد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: خداوند، پير نادان، ثروتمند ستمكار و فقير متكبر را دشمن بدارد.

هارون زيات نقل مي كند كه: من برادري داشتم كه به ولايت اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم اقرار نمي نمود. روزي به خدمت امام جعفرصادق عليه السلام رسيدم حضرت فرمود: يابن زيات برادرت چطور است؟ گفتم: يابن رسول الله خوشحال است و نگراني ندارد مگر اين كه محبت نسبت به شما خاندان اهل بيت ندارد و از متابعت شما دودمان پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم اجتناب مي كند.

حضرت فرمود: چه چيز باعث شده است كه از ما متابعت نكند؟ گفتم: يابن رسول الله او خيلي خودش را قبول دارد و مي گويد: ورع من باعث مي شود كه احوال اشخاص بر من آشكار شود و به همين دليل نمي شود كه از آن ها تبعيت كنم.

حضرت فرمود: چرا ورع او را مانع نشد كه در آن شب از فساد اجتناب كند اما ورع او باعث شده است كه از اولاد رسول خدا متابعت نكند. سپس من به خانه آمدم و به برادرم گفتم: مادر به عزايت بنشيند. در خدمت امام جعفر صادق عليه السلام بودم از من حال تو را پرسيد گفتم: احوال او خوب است و اوقاتش را به



[ صفحه 41]



گونه اي مي گذراند كه كسي از او ناراحت نيست و اغلب او را داراي خصال پسنديده و عمل نيك مي دانند و چيزي كه از او مورد رضايت نيست به نظر من اين است كه چنان كه بايد به شما اهل بيت اعتقاد ندارد.

حضرت پرسيد: چه چيزي باعث شده است كه از ما تبعيت نكند؟ گفتم: يابن رسول الله او نسبت به خودش گمان ورع دارد. فرمود: شب نهر بلخ ورع او كجا بود كه مرتكب آن چنان كار قبيحي شد.

برادرم گفت: امام صادق به تو از شب نهر بلخ خبر داد؟

گفتم: بلي. برادرم گفت: گواهي مي دهم كه امام جعفرصادق عليه السلام حجت خدا بر مردم است.

گفتم: اي برادر ماجراي آن شب را براي من بيان كن كه تو در آن شب چه كرده اي؟

برادرم گفت: من با شخصي رفيق بودم او با خود كنيزي بسيار زيبا همراه داشت از شدت سرما نياز به آتش و گرما پيدا شد. رفيقم به من گفت: تو از وسائل محافظت كن من مي روم هيزم جمع كنم تا آتش روشن كنيم. گفتم: برو من وسائل خودم و تو را محافظت مي كنم. رفيق من صاحب آن كنيز براي جمع آوري هيزم به طرف صحرا رفت وقتي از نظر پنهان شد من به آن كنيز نزديك شدم. و شيطان نيز مرا در متابعت از نفس ترغيب نمود و كار شنيعي از من سر زد و الله كه هيچكس را از اين راز آگاه نكرده ام و غير از خداوند كسي از اين كار زشت من اطلاع نداشت، يقينا امام صادق عليه السلام با نور ولايت از اين مسئله



[ صفحه 42]



آگاه شده است.

و بعد از آن ديدم كه برادرم را رعب و وحشت فرا گرفت و بسيار دگرگون شد و يك سال از اين ماجرا گذشت، همراه برادرم خدمت امام صادق عليه السلام رسيديم. آثار شرم و خجالت بر پيشاني برادرم را حضرت مشاهده فرمود و عنايت حضرت شامل حال شد و هنگامي كه برادرم برخاست و از آن مجلس بيرون رفت دل او لبريز از محبت آن حضرت و اهل بيت پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم شده بود.



[ صفحه 43]




محمد نفس زكيه


در كتاب هاي گذشته تعريف كرده ايم كه بزرگترين فرزندان امام دوم و معصوم چهارم اسلام ابومحمد حسن بن علي عليهماالسلام زيد بود و به دنبال او پسري بود كه حسن نام داشت و چون همنام پدرش بود وي را حسن مثني ناميدند.

حسن مثني داماد عمش ابوعبدالله الحسين ارواحنا فداه بود.

فاطمه بنت الحسين كه معروف به حورالعين بود همسر اين حسن مثني بود.

حسن مثني در جواني بدرود زندگي گفت و چون جوانمرگ شد بيش از سه پسر فرزند ديگري از خود به يادگار نگذاشت.

نام اين سه پسر نخست عبدالله و بعد حسن مثلث و بعد ابراهيم است.

عبدالله بن حسن را «عبدالله محض» مي ناميدند چون هم از



[ صفحه 145]



جانب پدر و هم از جانب مادر نسبش به علي و فاطمه عليهماالسلام مي رسيد.

و اين عبدالله چندين پسر داشت كه ميانه شان محمد و ابراهيم از همه سرشناس تر بودند.

پسران ديگرش علي عابد و موسي و چند تن ديگرشان به نام هاي ديگر ناميده مي شدند.

آن پسر كه براي عبدالله بن حسن مهم بود پسر بزرگش محمد بود. عبدالله درباره ي پسرش محمد عقايد مخصوصي داشت.

حديثي از رسول اكرم در روايات عامه مشهور است كه متن آن حديث اين است.

يخرج في آخر الزمان رجل من ذريي يواطي اسمه اسمي و اسم ايه اسم ابي فيملاء الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا

از قول رسول صلي الله عليه و آله روايت مي كنند كه در آخرالزمان مردي از خانواده ي من كه نام او نام من و نام پدر او نام پدر من است ظهور خواهد كرد و زمين را از عدل و داد سرشار خواهد ساخت آن چنان كه در عهد پيش از او پر از ظلم و ستم بوده است.

به هواي اين حديث جمعي از سادات هاشمي كه شيفته جاه و مقام بودند و نامشان عبدالله بود، اسم پسر خود را محمد گذاشتند.

مثل عبدالله بن حسن كه پسر خود را محمد ناميده و ميان سادات بني فاطمه او را به عنوان مهدي شهرت داده بود.

عبدالله محض تقريبا عقيده پيدا كرده بود كه مهدي موعود همين محمد نفس زكيه است. همين است كه پسر اوست و بر اساس اين عقيده او را از بيعت آل عباس باز داشته بود.



[ صفحه 146]



گفته مي شود در آن روزگار كه بني هاشم از ترس بني اميه سرگشته و آواره بسر مي بردند در آن محفل، محفلي كه نامي از آن برديم عموم بني هاشم از بني عباس و بني علي همه حتي ابوجعفر منصور هم با محمد نفس زكيه بيعت كرده اند ولي اين گفته درست نيست زيرا بني عباس به استناد وصيت عبدالله بن محمد بن حنفيه خود را وارث امامت مي دانستند و روا نمي ديدند با ديگري بيعت كنند.

پس از قيام ابوالعباس و استقرار خلافت در اين خاندان محمد و ابراهيم پسران عبدالله محض از مدينه فرار كردند و در گوشه ي مجهولي به انتظار يك نهضت عظيم پنهان شدند.

ابوالعباس در مدت كوتاه خلافت خود چنان سرگرم بني اميه بود كه مجال نداشت از پسران عبدالله بپرسد به علاوه اين مرد نسبت به خاندان رسول اكرم و فرزندان اميرالمؤمنين علي عنايت و محبت ديگري داشت و اقتضاي سياست او همين بود.

او نه تنها كاري به كار محمد و ابراهيم نداشت بلكه با عبدالله به منتهاي لطف و مدارا راه مي رفت.

عبدالله احيانا گوشه اي به حق خلافت و اينكه اين مقام مخصوص آل علي است مي زد ولي ابوالعباس به روي خود نمي آورد و شنيده ها را نشنيده مي گرفت تا زمام امر به كف كفايت منصور ابوالدوانيق افتاد.

منصور هم چندي سرگرم عمويش عبدالله بن علي و بعد ابومسلم خراساني بود و هنگامي كه از شر اين دو مانع خلاص شد به فكر فرزندان عبدالله افتاد.

منصور هنوز به عبدالله بن حسن تعرضي نكرده بود كه خود عبدالله شخصا براي استقرار فرزند خود محمد به تلاش اقدام كرد.

ما در اينجا روايتي را كه ثقةالاسلام ابوجعفر كليني در كتاب



[ صفحه 147]



موثق و مطمئن كافي روايت مي كند عينا نقل مي كنيم تا حق اين اقدام و نهضت در يادداشت هاي ما ادا شود.

ابوجعفر كليني اين خبر را از قول موسي بن عبدالله بن حسن روايت مي كند و بايد دانست كه اين موسي خود پسر عبدالله محض و برادر محمد «نفس زكيه» است.

مي گويد اين حديث حديثي عجيب است.

فراموش نمي كنم كه در آن روز من با پدرم به حضور ابوعبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام مي رفتيم. پدرم چون خيلي پير بود بر من تكيه كرده بود.

توي راه امام صادق را ديدار كرديم. امام داشت به مسجد مي رفت. پدرم عقيده داشت كه تا ابوعبدالله جعفر با پسرش محمد بيعت نكند خلافت او استقلال و قوام نخواهد يافت.

من و پدرم هر دو بر امام ابوعبدالله سلام كرديم و تقريبا جلويش را گرفتيم.

پدرم خواست صحبت كند اما امام فرمود توي راه كه جاي اين حرفها نيست انشاءالله يكديگر را در جاي مناسب تري خواهيم ديد.

پدرم از اين سخن بسيار خوشحال شد و تقريبا اميدوار شد كه امام صادق با پسر او محمد بيعت خواهد كرد.

فردا يا پس فرداي آن روز دوباره براي ديدار ابوعبدالله عليه السلام به راه افتاديم و به حضورش در خانه اش شرفياب شديم.

پدرم گفت:

- فداي تو شوم. تو نمي داني كه سن و سال من از شما بيشتر است و ميان بني فاطمه چه بسيار شخصيت هائي كه از تو سالمندتر ولي آن فضيلت و شرف كه تو ميان مردم داري هيچ كس ندارد. من با اميد



[ صفحه 148]



بسيار به حضور تو آمده ام و بر من روشن است كه اگر تو با پسرم بيعت كني هيچ كس از اين بيعت تخلف نخواهد كرد و عموم قريش و خاندان هاي شريف عرب به ما تسليم خواهند شد.

امام در جواب پدرم فرمود:

گوش كن يا ابامحمد! از من دست بردار زيرا مي دانم كه ديگران به شما بيش از من سود خواهند رسانيد زيرا اطاعت ديگران از اطاعت من به شما بيشتر است.

مرا ببين مرد ضعيف و نزاري هستم. مي خواهم به «باديه» بروم مي بينم نمي توانم.

آرزو دارم براي مناسك حج به مكه عزيمت كنم احساس مي كنم كه در من نشاط سفر نيست معهذا با رنج بسيار خودم را به مكه مي رسانم شما مطلقا از من دست بكشيد و به هيچ كس هم نگوئيد كه اصلا به ديدار من آمده ايد. كار خودتان را به پيش بگيريد.

پدرم گفت:

يا اباعبدالله. مردم گردن هاي خود را به سوي شما كشيده اند، عرب به شما نگاه مي كند. اگر تو با پسرم بيعت نكني كار او صورت مطلوبي نخواهد گرفت. شما با پسرم بيعت كنيد.

من قول مي دهم كه اصلا به شما هيچ وظيفه و تكليفي تحميل نكنند. نه از شما حكومت بخواهند. نه قضاوت، و نه شما را به جنگ بفرستند.

اين گفتگو هنوز به جائي نرسيده ناگهان جمعي از مردم به حضور امام صادق شرفياب شدند و صحبت پدرم از ميان قطع شد.

ديگر مقدور نبود به اين مذاكره ادامه دهند. پدرم پا شد و گفت:

- دوباره به حضور تو خواهم رسيد.

- آيا خوشحالم خواهيد ساخت؟



[ صفحه 149]



- اميدوارم به آنچه مصلحت شما اقتضا مي كند خوشحال باشيد.

پدرم از اين وعده هم خوشدل شد. وقتي به خانه رسيديم براي برادرانم محمد و ابراهيم كه در «اشقر» مخفيانه بسر مي بردند پيغام فرستاد كه دارم ابوعبدالله جعفر بن محمد را نرم مي كنم. به موفقيت نزديك شده ام.

اما دو روز ديگر كه براي تصميم نهائي به خدمت امام رسيديم در همان آستانه ي خانه احساس كرديم كه از اين خانه نتيجه اي نخواهيم يافت.

خدمتكار امام وقتي خبر حضور ما را به وي داد با كندي برگشت.

معهذا اجازه داد كه شرفياب شويم

پدرم سلام كرد و پيش رفت و سر امام صادق را بوسيد و آن وقت گفت:

- فداي تو شوم. با اميد بسيار به سوي تو بازگشته ام. جواب من چيست.

در اين هنگام امام صادق لب به صراحت گشود:

- من تو را اي پسر عم به پناه خدا مي گذارم و هرگز به مصلحت شما نمي دانم كه در اين امر دخالت كنيد.

من مي ترسم كه با اين اقدام به فناي خود و خانواده ي خود بكوشيد.

پدرم جا خورد. چون هرگز انتظار نداشت از امام صادق چنين سخني بشنود.

صحبت درگرفت. كم كم از گذشته ها سخن به ميان آمد. تا آنجا كه پدرم گفت:

اصلا به چه جهت بني حسين از بني حسن به امامت سزاوارتر هستند و حسين بن علي به چه حق اين امر را به فرزندان خود تسليم كرد و فرزندان حسن را محروم ساخت.



[ صفحه 150]



امام ابوعبدالله فرمود.

رحم الله الحسن و رحم الله الحسين و كيف ذكرت هذا؟

- اين چه حرفي است شما مي زنيد.

پدرم گفت:

- سزاوار اين بود وقتي ابوعبدالله الحسين به شهادت مي رسيد امر امامت را به سالمندان ترين فرزندان حسن وا مي گذاشت. اين سزاوار نبود كه فرزند خود علي را جانشين خويش سازد.

امام ابوعبدالله فرمود:

- امر امامت امري نيست كه در اختيار شخص باشد. اين يك عنايت عظماي الهي است. رسول اكرم دستورهائي فرمود. كه آن دستورها بايد صورت عمل به خود گيرد.

آنچه مي بينيد فرمان الهي و دستور جد ما محمد مصطفي است. و گرنه حسن بن علي بهتر مي توانست فرزند خود را عوض برادرش حسين بر جاي خود بنشاند.

ولي ديده ايد كه حسن اين كار را نكرد. چون دستور داشت مواريث امامت را به برادرش حسين وا بگذارد و حسين هم مطيع دستوري بود كه به وي داده شده بود بي آنكه شخصا در آن نظري داشته باشد.

اين خوب نيست با چنين لهجه اي از آنان سخن گفته شود. حسن و حسين هر دو جد و عم تو هستند. تو درباره ي آنان اگر به نيكوئي سخن گوئي حق تو اين است و اگر به ياوه لب وا كني از خداوند مي خواهم اين گناه را بر تو ببخشايد.

مرا اطاعت كن اي ابومحمد، به خداوند متعال، خدائي كه جز او خداي ديگري نيست قسم من از تو پندها و خيرانديشي هاي خود را دريغ نمي دارم. ولي افسوس كه تو پند مرا نمي پذيري و از آنچه تقدير شده است راه گريزي نيست.



[ صفحه 151]



تو نمي داني كه پسرت محمد همين محمد در «سده ي اشجع» در آغوش مسيل آن دامنه كشته خواهد شد.

پدرم با لحن تلخي گفت:

- نه. اين طور نيست پسرم بر دشمن خود پيروز خواهد شد و ننگ شكست را از خانواده ي ابوطالب خواهد زدود،

ولي امام صادق از تو به آنچه خواهد روي داد پرداخت:

- پسر تو بيش از همين شهر، بيش از ديوارهاي مدينه زمين ديگري را تسخير نخواهد كرد و فرمانش از حدود مدينه به در نخواهد رفت و هر چه بكوشد دست كم طائف را به تصرف در نخواهد آورد.

- اين پسر تو شوم ترين و منحوس ترين نطفه اي است كه از مردي به زني تحويل شده است، والله اين پسر تو را در سده ي اشجع خواهند كشت. مصلحت اين است كه پند مرا بشنويد تا من از آل عباس براي شما امان بگيرم.

آن وقت در خانه ي خود بنشينيد و به آرامش زندگي كنيد تا خداوند خود ابواب فرج را به روي شما بگشايد و اسباب پيروزي را فراهم سازد.

پدرم ديگر طاقت نياورد. از جايش با حال غضب برخاست و گفت:

- خداوند مرا از تو بي نياز خواهد ساخت.

پدرم از بس خشمناك بود كه دامن ردايش را روي زمين مي كشيد

در اين هنگام ابوعبدالله صادق عليه السلام از جايش برخاست و جلوي پدرم را گرفت.

- ببين يا ابامحمد! به خدائي كه بزرگ است و عزيز و عظيم است آنچه پيش بيني كرده ام شدني است ولي شما مي توانيد قبل از وقوع به علاج واقعه بپردازيد.

به خدا قسم مي خورم اگر مي دانستم اين امر با هلاك فرزندم و



[ صفحه 152]



عزيزترين كسانم بر شما مسلم خواهد شد عزيزترين كسانم را در راه شما فدا مي كردم اما حيف كه مي بينم چنين نيست.

معهذا پدرم خشمناك بود. و با همين خشم از خانه ي امام به خانه ي خودش آمد.

بيش و كم بيست روز از اين جريان مي گذشت كه ناگهان فرماندار مدينه دستور داد پدر و برادران و كسانم را جلب كنند و عده اي از عموها و پسر عموهاي من نيز دستگير شدند.

1- سليمان بن حسن

2- حسن بن حسن

3- ابراهيم داود بن حسن

4- علي بن حسن

5- سليمان بن داود بن حسن

6- علي بن ابراهيم بن حسن

7- حسن بن جعفر بن حسن

8- ابراهيم «طبا طبا» ابن اسماعيل بن حسن

9- عبدالله بن داود

10- محمد ديباج پسر عبدالله بن عثمان

اين عده با پدرم يازده نفر بودند كه بسته به غل و زنجير بر روي شتران برهنه بارشان كردند و دم مصلاي مدينه نگاهشان داشتند تا مردم دورشان جمع بشوند و دشنامشان بدهند.

اما هيچ كس به دشنام و ايذاء آل رسول الله اقدام نكرد.

مردم سخت از اين حادثه مكدر و ملول بودند.

و حتي ابوعبدالله جعفر بن محمد كه اين وقايع را پيش از وقوع مي دانست بسيار ناراحت و دلگير شده بود.

دختر عمر بن علي بن ابيطالب خديجه مي گويد.



[ صفحه 153]



- وقتي كه اسراي آل حسن را به در مسجد رسول الله معروف به باب جبرئيل آوردند امام ابوعبدالله سري به پنجره كشيد و سه مرتبه در حق انصار نفرين كرد و فرمود شما وصيت رسول الله را در حق فرزندانش به جا نياورده ايد. زيرا آل رسول الله با اين خفت و خواري در شهر شما مي گردند و شما از آنان دفاع نمي كنيد.

و وقتي از مسجد به خانه اش برگشت به تب شديدي دچار شد و مدت بيست روز در بستر بيماري فرو خفته بود.


في بعض رسائله، مكان أمير المؤمنين من رسول الله


قال أبو عبد الله عليه السلام في بعض رسائله:

لَيسَ مَوقِفٌ أوقَفَ اللهُ سُبحانَهُ نَبِيَّهُ فيهِ لِيُشهِدَهُ وَ يَستَشهِدَهُ، إلّا وَ مَعَهُ أخوهُ وَ قرينُهُ و ابنُ عَمِّهِ وَوَصِيُّهُ، وَ يُؤخذ مِيثاقُهُما مَعاً. صَلَواتُ الله عَلَيهِما وَ علي ذُرِّيَّتِهِما الطَّيبينَ. [1] .



[ صفحه 9]




پاورقي

[1] تأويل الآيات: ج1 ص417 ح9، بحار الأنوار: ج26 ص296 ح60.


في اصلاح ذات البين


7- في الكافي مسندا، عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل و أنا و ختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا الي المنزل فأتيناه، فأصلح بيننا بأربعة مائة درهم، فدفعها الينا من عنده، حتي اذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال: أما انها ليست من مالي، و لكن أبوعبدالله عليه السلام أمرني اذا تنازع رجلان من أصحابنا في شي ء أن أصلح بينهما، و أفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبدالله عليه السلام.


مناظرة أبي حنيفة في القياس


و عن بشير بن يحيي العامري، عن ابن أبي ليلي، قال: دخلت أنا و النعمان أبوحنيفة علي جعفر بن محمد، فرحب بنا فقال عليه السلام: يا ابن أبي ليلي، من هذا الرجل؟

فقلت: جعلت فداك، من أهل الكوفة، له رأي و بصيرة و نفاذ.

قال عليه السلام: فلعله الذي يقيس الأشياء برأيه؟ ثم قال عليه السلام: يا نعمان، هل تحسن أن تقيس رأسك؟ قال: لا.



[ صفحه 70]



قال عليه السلام: ما أراك تحسن أن تقيس شيئا، فهل عرفت الملوحة في العينين، و المرارة في الاذنين، و البرودة في المنخرين، و العذوبة في الفم؟ قال: لا.

قال عليه السلام: فهل عرفت كلمة أولها كفر و آخرها ايمان؟ قال: لا.

قال ابن أبي ليلي: قلت: جعلت فداك، لا تدعنا في عمياء مما وصفت.

قال عليه السلام: نعم، حدثني أبي، عن آبائه عليهم السلام، أن رسول الله قال: ان الله خلق عيني ابن آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة، فلولا ذلك لذابتا و لم يقع فيهما شي ء من القذي الا أذابه، و الملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذي، و جعل المرارة في الاذنين حجابا للدماغ، و ليس من دابة تقع في الاذن الا التمست الخروج، و لولا ذلك لوصلت الي الدماغ فأفسدته، و جعل الله البرودة في المنخرين حجابا للدماغ، و لولا ذلك لسال الدماغ، و جعل العذوبة في الفم منا من الله تعالي علي ابن آدم ليجد لذة الطعام و الشراب.

و أما كلمة أولها كفر و آخرها ايمان، فقول لا اله الا



[ صفحه 71]



الله. ثم قال عليه السلام: يا نعمان، اياك و القياس، فان أبي حدثني عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله قال: من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه الله تبارك و تعالي مع ابليس، فانه أول من قاس حيث قال: خلقتني من نار و خلقته من طين، فدعوا الرأي و القياس، فان دين الله لم يوضع علي القياس. [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج: 358.


مناظره شاگردان امام صادق (ع )؛ با دانشمند شامي


يكي از دانشمندان شام (در مكه ) به حضور امام صادق (ع ) رسيد و خود را چنين معرفي كرد:



من به علم كلام و فقه و فرائض ؛ آگاه هستم و براي بحث و مناظره با اصحاب و شاگردان شما به اينجا آمده ام .



- سخن تو از گفتار پيامبر (ص ) گرفته شده ؛ يا از خودت مي باشد؟



هم از گفتار پيامبر (ص ) است و هم از خودم مي باشد(آميخته اي از سخن پيامبر (ص ) و خودم هست ).



- پس تو شريك پيامبر (ص ) هستي ؟



نه ؛ شريك او نيستم .



- آيا بر تو وحي نازل مي شود؟



نه .



- آيا اگر اطاعت پيامبر (ص ) را واجب مي داني ؛ اطاعت خودت را نيز واجب مي داني ؟



اطاعت خودم را واجب نمي دانم .



آنگاه امام صادق (ع ) به يونس بن يعقوب (يكي ازشاگردان برجسته اش ) رو كرد و فرمود:



- اي يونس ! اين مرد؛ قبل از آنكه به بحث و مناظره پردازد؛ خودش را محكوم نمود( زيرا بدون دليل ؛ سخن خود را حجت دانست )؛ اي يونس ! اگر علم كلام را به خوبي مي دانستي با اين مرد شامي ؛ مناظره مي كردي.



واي و افسوس !! كه به علم كلام آگاهي ندارم ؛ فدايت گردم ؛ شما از علم كلام نهي فرمودي ؛ و مي فرمودي واي بر كساني كه با علم كلام سروكار دارند و مي گويند: اين درست مي آيد؛ و آن بي اساس است ؛ اين به نتيجه مي رسد؛ اين را مي فهميم و آن را نمي فهميم ...



- آنچه من نهي كرده ام ؛ اين است كه سخن مرا رها كنند و به آنچه خود دانسته اند (و بافته اند) تكيه كنند؛ اي يونس ! اكنون بيرون برو و هر كدام از دانشمندان علم كلام را ديدي (كه از شاگردان امام هستند) به اينجا بياور.



من از حضور امام صادق (ع ) بيرون رفتم ؛ و سه نفر به نامهاي : حمران بن اعين ؛ مؤمن الطاق احوال و هشام بن سالم را كه علم كلام را به خوبي مي دانستند به حضور امام صادق (ع) آوردم و نيز قيس بن ماصر را كه به نظرم در علم كلام ؛ از همه برتر بود؛ و اين علم را از امام سجاد (ع ) آموخته بود؛ به محضر امام آوردم ؛ وقتي همگي در كنار هم اجتماع كرديم ؛ امام صادق (ع ) سر از خيمه بيرون آورد (از همان خيمه اي كه در كوه كنار حرم مكه براي آن حضرت برپا مي داشتند و آن جناب چند روز قبل از شروع مراسم حج در آنجا به سر مي برد) در اين هنگام چشم حضرت به شتري افتاد كه دوان دوان مي آمد؛ فرمود: به خداي كعبه سوگند سواره اين شتر؛ هشام است كه به اينجا مي آيد.



حضار فكر كردند منظور امام ؛ هشام از فرزندان عقيل است ؛ زيرا امام او را بسيار دوست داشت ؛ ناگاه ديدند شتر نزديك شد؛ و سواره آن ؛ هشام بن حكم (يكي از دانشمندان و شاگردان بزرگ امام ) است كه وارد شد؛ او در آن هنگام نوجوان بود؛ و تازه موي چهره اش روئيده شده بود و همه حاضران در سن و سال از او بزرگتر بودند؛ امام صادق (ع ) تا هشام را ديد؛ از او استقبال گرم كرد؛ و برايش جا باز نمود؛ و در شأن او فرمود:



ناصرنا بقلبه و لسانه و يده :



هشام با دل و زبان و عملش ؛ ياري كننده ما است .



آنگاه امام صادق (ع ) (به چند نفر از شاگردانش كه در آنجا حاضر بودند؛ به هر كدام جداگانه فرمود: با آن دانشمند شامي مناظره و گفتگو كنند) نخست به حمران فرمود: با مرد شامي مناظره كن ؛ او به مناظره با مرد شامي پرداخت و طولي نكشيد كه مرد شامي در برابر حمران ؛ درمانده شد.



سپس امام (ع ) به (مؤمن الطاق ) فرمود: اي طاقي ! با مرد شامي گفتگو كن ؛ او با مرد شامي به مناظره پرداخت و طولي نكشيد كه بر مردم شامي چيره و پيروز گرديد.



سپس امام (ع ) به هشام بن سالم فرمود: تو هم با مرد شامي سخن بگو؛ او نيز با شامي به گفتگو پرداخت ؛ ولي بر شامي چيره نشد؛ بلكه برابر شدند.



آنگاه امام (ع ) به قيس بن ماصر فرمود: تو با او سخن بگو؛ قيس با مرد شامي به مناظره پرداخت ؛ امام (ع ) مناظره آنها را گوش مي كرد؛ و خنده بر لب داشت ؛ زيرا دانشمند شامي ؛ درمانده شده بود؛ و نشانه هاي درماندگي و عجز در چهره اش ديده مي شد...



سپس امام صادق (ع ) به دانشمند شامي رو كرد و فرمود: با اين جوان ؛ اشاره به هشام بن حكم گفتگو كن .



دانشمند شامي ؛ آمادگي خود را براي مناظره با هشام اعلام كرد و گفتگوي آنها در حضور امام صادق (ع ) به ترتيب زير ادامه يافت :



(خطاب به هشام ) اي جوان ! درباره امامت اين مرد (امام صادق (ع)) از من سؤال كن (مي خواهم در اين باره با تو گفتگو كنم ).



- هشام (از بي ادبي و گستاخي مرد شامي به ساحت مقدس امام ) به گونه اي خشمگين شد كه بدنش مي لرزيد؛ در اين حال به مرد شامي گفت : آيا پروردگارت خير و سعادت بندگانش را بهتر و بيشتر مي خواهد؛ يا بندگان ؛ خير خود را نسبت به خود؟.



بلكه پروردگار؛ خير بندگانش را بيشتر مي خواهد.



- خداوند براي خير و سعادت انسانها چه كرده است ؟



خداوند حجت خود را براي آنها استوار نموده ؛ تا پراكنده نگردند؛ و او بين بندگانش را در پرتو حجتش الفت و دوستي بخشد؛ تا نابسمامانيها خود را در پرتو دوستي سامان دهند؛ و همچنين خداوند بندگانش را به قانون الهي آگاه مي كند.



- آن حجت كيست ؟



او رسول خدا است .



- بعد از رسول خدا (ص ) كيست ؟



بعد از پيامبر (ص )؛ حجت خدا؛ قرآن و سنت است .



- آيا قرآن و سنت ؛ براي رفع اختلاف امروز ما سودمند است ؟



آري .



- پس چرا بين من و تو اختلاف است و تو براي همين جهت از شام به اينجا (مكه ) آمده اي ؟!



دانشمند شامي در برابر اين سؤال خاموش ماند؛



- امام صادق (ع ) به او فرمود: چرا سخن نمي گوئي ؟



اگر در پاسخ سؤال هشام بگويم : قرآن و سنت ؛ اختلاف بين ما را رفع مي كند؛ سخن بيهوده اي گفته ام زيرا عبارت قرآن و سنت ؛ داراي معاني گوناگون است ؛ و اگر بگويم : اختلاف ما در فهم قرآن و سنت ؛ به عقيده ما لطمه نمي زند و هر كدام از ما ادعاي حق مي كنيم ؛ در اين صورت ؛ قرآن و سنت به ما سودي (در رفع اختلاف ) نبخشد؛ ولي همين استدلال (مذكور) به نفع عقيده من است ؛ نه بنفع عقيده هشام .



- از هشام همين مسأله را بپرس ؛ كه پاسخ قانع كننده را از او كه وجودش سرشار از علم و كمال است ؛ مي يابي .



آيا خداوند شخصي را به سوي بشر فرستاده تا آنها را متحد و هماهنگ كند؟ و نابسامانيهايشان را سامان بخشد و حق و باطل را بر ايشان شرح دهد؟



- در عصر رسول خدا (ص ) يا امروز؟



در عصر رسول خدا (ص ) كه خود آن حضرت بود؛ ولي امروز؛ آن شخص كيست ؟



- امروز همين شخصي كه در مسند نشسته (اشاره به امام صادق (ع )) و از هر سو مردم به حضورش مي آيند؛ (حجت و برطرف كننده اختلاف ما است ؛ زيرا) ميراث دار علم نبوت است كه دست به دست از پدرانش به او رسيده است ؛ اخبار زمين و آسمان را براي ما بازگو مي سازد.



من چگونه بفهمم كه اين شخص (امام صادق ) همان حجت حق است ؟!



- هر چه خواهي از او بپرس ؛ تا به حجت حق بودن او پي ببري .



اي هشام با اين سخن ؛ ديگر عذري براي من باقي نگذاشتي ؛ از من است كه بپرسم و با سؤال به حقيقت برسم .



- (امام صادق(ع)): آيا مي خواهي گزارش چگونگي سفر و مسير راه مسافرت تو را از شام به اينجا؛ به تو خبر دهم ؟ كه چنين و چنان بود (امام مقداري از چگونگي سفر او را بيان كرد).



(مرد شامي كه شيفته بيانات امام صادق (ع ) شده بود؛ حقيقت را دريافت و نور ايمان بر صفحه قلبش تابيد و هماندم ) با شادماني گفت : راست گفتي ؛ اكنون به خدا؛ اسلام آوردم .



- بلكه اكنون به خدا ايمان آوردي ؛ و اسلام ؛ قبل از ايمان است ؛ به وسيله اسلام از يكديگر ارث مي برند و ازدواج كنند ولي ثواب بردن در پرتو ايمان است ؛ (تو قبلاً مسلمان بودي ؛ ولي امامت مرا قبول نداشتي ؛ و اكنون با];ّّ پذيرش امامت من ؛ به ثواب اعمالت مي رسي ).



صحيح فرمودي ؛ گواهي مي دهم كه : معبودي جز خداي يكتا نيست ؛ و محمد (ص ) خدا است ؛ و تو جانشين اوصيا پيامبر اسلام (ص ) هستي .



در اين هنگام امام صادق (ع ) در باره چگونگي مناظرات شاگردانش با دانشمند شامي (نامبرده ) چنين نظر داد: به حمران فرمود: تو سخن خود را هماهنگي با حديث ؛ به پيش مي بري و به حق نائل مي شوي .



و به هشام بن سالم فرمود: تو در جستجوي يافتن حديث ؛ مي پردازي ؛ ولي توان و شناخت پياده كردن آن را به طور صحيح نداري .



و به مؤمن الطاق فرمود: تو بسيار با قياس و تشبيه وارد بحث مي شوي ؛ و از موضوع بحث خارج مي گردي ؛ باطلي را بوسيله باطلي رد مي كني ؛ و باطل تو روشنتر است .



و به قيس بن ماصر فرمود: تو به گونه اي سخن مي گويي كه آن را به حديث پيامبر (ص ) نزديكتر سازد؛ ولي دورتر شود؛ حق را با باطل مخلوط مي كني ؛ با اينكه حق اندك انسان را از باطل بسيار بي نياز مي كند؛ تو و احول (مؤمن الطاق ) هنگام بحث از شاخه اي به شاخه ديگر مي پريد و در اين جهت داراي مهارت و زبردستي هستيد.



يونس مي گويد: به خدا من فكر مي كردم كه امام درباره هشام نيز همان را بگويد كه به قيس و احول فرمود؛ ولي (هشام را با عاليترين وصف ؛ ستود و) در شأن او چنين گفت : اي هشام با هر دو پا به زمين نمي خوري ؛ تا كارت به جائي رسد كه نزديك است به زمين سقوط كني ؛ در هماندم پرواز مي كني (يعني تا نشانه درماندگي را درخود احساس كردي ؛ با زبردستي ؛ خود را نجات مي دهي ) آنگاه به هشام فرمود: افرادي مانند تو بايد با سخنوران ؛ مناظره كنند؛ مراقب باش كه در بحثها لغزش نكني ؛ كه به خواست خدا شفاعت ما از پيامدهاي اين گونه شيوه بحث و مناظره براي طراح و گرداننده چنين شيوه است.



و از گفتار امام صادق (ع ) در شأن هشام بن حكم است : هشام مدافع حق ما و جلوبرنده گفتار و رأي ما؛ و اثباتگر حقانيت ما؛ و كوبنده مطالب بيهوده دشمنان ما است ؛ كسي كه از او پيروي كند و افكار او را دنبال نمايد؛ از ما پيروي كرده و كسي كه با او مخالفت نمايد؛ با ما دشمني نموده است.

پاورقي

- دانشمند شامي ؛ يكي از علماي اهل تسنن بوده است .



- علم كلام ؛ علمي است كه در اصول عقائد؛ براساس استدلالال قوي عقلي و نقلي بحث مي كند.



- منظور؛ ابوجعفر؛ محمد بن علي بن نعمان كوفي است كه لقبش احول بود؛ و در محله طاق المحامل كوفه ؛ مغازه داشت ؛ از اين رو به او مؤمن الطاق مي گفتند؛ ولي مخالفان او را به عنوان شيطان الطاق مي خواندند (سفينة البحار؛ ج 2ص 100).

موقفه من الشيخين أبي بكر و عمر


الأول جده من جهتين من ناحية أخواله، و كلاهما وزيرا جده، محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

فقد كان محبا لهم و معظما و مزكيا لهما، مبغضا لمن أبغضهما، فلأجله كان يبغض الرافضة و يمقتها لموقفهم من جده أبي بكر و صاحبه الفاروق.

قال عبد الجبار بن العباس الهمداني: ان جعفر بن محمد أتاهم و هم يريدون أن يرتحلوا من المدينة، فقال:«انكم ان شاء الله من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني: من زعم أني امام معصوم مفترض الطاعة. فأنا بري ء منه، و من زعم أني أبرأ من أبي بكر و عمر فأنا بري ء منه».

و روي ابن أبي عمر العدني عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه أن آل أبي بكر كانوا يدعون علي عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم آل رسول الله. صلي الله عليه و سلم.

و قال زهير بن معاوية: قال أبي لجعفر بن محمد: ان لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر و عمر، فقال جعفر: بري ء الله من جارك. و الله اني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر. و لقد اشتكيت شكاية فأوصيت الي خالي عبدالرحمن بن القاسم.

و قال محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة: [1] : سألت أباجعفر



[ صفحه 29]



و ابنه جعفر عن أبي بكر و عمر فقال: يا سالم، تولهما، و ابرأ من عدوهما؛ فانهما كانا امامي هدي. ثم قال جعفر: يا سالم، أيسب الرجل جده؟ أبوبكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد صلي الله عليه و سلم يوم القيامة ان لم أكن أتولاهما و أبرأ من عدوهما. اه. و هذا القول من الامام الصادق قاله بحضرة أبيه الامام محمد بن علي الباقر و لم ينكره.

و قال حفص بن غياث - ثقة، تلميذ الصادق -: سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئا الا و أنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله؛ لقد و لدني مرتين.

و قد روي تلميذه المتقن الثقة عمرو بن قيس الملائي قال: سمعت جعفر ابن محمد يقول: بري ء الله ممن تبرأ من أبي بكر و عمر.

فهذه النصوص من جعفر الصادق رحمه الله صريحة في محبته للشيخين و توليه لهما، و تقربه الي الله بذلك، كما تدل أيضا علي بغضه لمن أبغضهما، و براءته ممن تبرأ منهما أو ادعي عصمته هو في نفسه. كما دعا الله



[ صفحه 30]



بأن يتبرأ ممن تبرأ منهما.

و هذا يهدم أصلا عظيما من أصول القوم الذي يعتقدونه في وزيري نبينا محمد صلي الله عليه و سلم، و من ثم في بقية جماهير صحابة جده صلي الله عليه و آله و سلم.

و أيضا شهد لهما بالجنة، و أولئك الأباعد يشهدون عليهما بالنار و الخلود فيها؛ فقد روي الدارقطني باسناده الي حنان بن سدير قال: سمعت جعفر بن محمد و سئل عن أبي بكر و عمر فقال: انك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.

أي ان أرواحهما في الجنة تغدو و تروح كما تشاء، و ليس وراء ذلك شي ء، الا التقية المحضة و هي النفاق المحض، نعوذ بالله.



[ صفحه 31]




پاورقي

[1] هو أبويونس العجلي الكوفي صدوق في الحديث لكنه شيعي غالي، نص علي ذلك ابن حجر في التقريب، و قال الذهبي في تاريخ الاسلام (6 / 46) عن هذا الخبر: هذا اسناده صحيح، و سالم و ابن فضيل شيعيان. و هذا الخبر يظهر موقف أهل البيت الطاهرين من الخلفاء الراشدين و أهل كل ما ينسب اليهم من أقوال تخالف ذلك فهو محض افتراء عليهم. اه. و هذا النص يدين الرافضة من جهة اسناده و متنه، فهم رواته، و هو قول اماميهم الخامس و السادس.


تقويت انديشه هاي مثبت


با تقويت تفكر مثبت در جوانان مي توان صفات نيك و خصلت هاي زيبا را در وجود آن ها ايجاد كرد. آن گاه با فضاسازي مناسب و به وجود آوردن بسترهاي لازم، آن ها را به تكرار رفتارهاي مثبت متمايل كرده و آن رفتارها را به صورت عادات پايدار در وجود آنان در آورد. بخشي از انديشه هاي مثبت در كلام امام جعفر صادق عليه السلام عبارتند از:

الف) زيارت دوستان و تقويت حس همياري: آن حضرت نيكي به دوستان و ديدار آنان را برترين عبادت برشمرده و فرمود: «ما يعبد الله بمثل نقل الاقدام الي بر الاخوان و زيارتهم؛ خداوند به چيزي همانندگام برداشتن در راه نيكي به برادران ديني و ديدار و زيارت آن ها عبادت نشده است.»

ب) انس با خدا: چه زيباست كه جوانان پاك هميشه خدا را بهترين انيس خود بدانند و در سختي ها او را همدم و پناهگاه خويش بر گزينند. آن حضرت فرمود: «آنسو بالله واستوحشوا مما به استانس المترفون؛ [1] [انسان هاي با ايمان] با خدا انس گرفته اند و از آنچه كه مال اندوزان و دنيا پرستان به آن انس گرفته اند، در هراسند.» آري آنان از نعمت هاي خداوندي بهره مي برند، اما به آن ها دل نمي دهند. آنان دلبسته خدا بوده و با ياد او آرام مي شوند.

ج) پايداري در راه هدف پايداري در راه ايمان و عقيده از عوامل توفيق و پيروزي است. يك جوان آن گاه به آرزوهاي مشروع و دلخواه دست مي يابد كه پشتكار و استقامت داشته باشد. مهمترين آرزوي هر جوان نيل به سعادت حقيقي و قرب پروردگار - كه جلوه تمام كمالات، زيبائي ها و خوبي هاست - مي باشد. پيشواي صادق شيعيان فرمود: «لو ان شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة و لا ظلهم الغمام و لاشرقوا نهارا و لاكلوا من فوقهم و من تحت ارجلهم و لما سالوا الله شيئا الا اعطاهم؛ [2] اگر شيعيان ما در راه حق استقامت ورزند، فرشتگان با آنان دست مي دهند. ابرهاي رحمت بر آن ها سايه مي افكند. مانند روز مي درخشند، از زمين و آسمان روزي مي خورند و آنچه از خدا بخواهند، به آن ها عطا مي كند.»

د) دستگيري از افتادگان: معلي بن خنيس مي گويد: «امام صادق عليه السلام در شبي باراني از خانه به سوي ظله بني ساعده رفت. به دنبال او رفتم، گويي چيزي از دست او بر زمين افتاد. حضرت گفت:

به نام خدا، خداوندا آن را به ما بازگردان. به نزديك رفته سلام كردم. فرمود: معلي تو هستي؟ عرض كردم! آري فدايت شوم! فرمود: با دست خود زمين را جست و جو كن، هر چه يافتي آن را به من بازگردان.

معلي مي گويد: نان هاي زيادي روي زمين افتاده بود. يكي يكي، دوتا دوتا پيدا مي كردم و به آن حضرت مي دادم. كيسه اي پر از نان همراه آن حضرت بود و از سنگيني آن را به زحمت حمل مي كرد. عرض كردم: اجازه دهيد آن را من بياورم؟ فرمود: من از تو شايسته ترم، ولي با من بيا. به ظله بني ساعده رسيديم. گروهي را ديدم كه در خواب بودند. آن حضرت يك يا دو قرص نان را در زير سر آنان مي گذاشت. توزيع نان به آخرين نفر كه تمام شد، بازگشتيم. عرض كردم: فدايت شوم! آيا اين ها شيعه هستند. فرمود: اگر شيعه بودند حتي در نمك طعام نيز با آنان مواسات و از خود گذشتگي مي كردم.» [3] .

ه) توجه به غذا: يك جوان مسلمان همچنان كه به سلامت روح خود مي انديشد، در پرورش جسم نيز كوشا است او فردي ضعيف البنيه، كسل و منزوي نيست بلكه به بهداشت غذاي خويش در كنار بهداشت روانش توجه دارد. از راه تغذيه صحيح و ورزش جسم خود را تقويت مي كند و از راه هاي مختلف نشاط خويش را به دست مي آورد، اما در عين حال به حلال و حرام بودن غذايي كه مي خورد توجه كامل دارد و آثار مخرب غذاي حرام و غير مشروع را در وجودش در نظر دارد. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «شيعتنا لا ياكلون الجري...و لايشربون مسكرا؛ [4] شيعيان ما مارماهي نمي خورند... و شراب و مسكرات نمي نوشند.»

و) نيك رفتاري با اهل معصيت: در اصلاح رفتار غلط و ناپسند ديگران و كساني كه به نوعي مرتكب گناه مي شوند، بايد شيوه اي كارآمد در پيش گرفت و ترس و ياس آنان را در پيوستن به رديف خوبان از ميان برداشت و با نيك رفتاري و اميد دادن، روحيه شكست خورده آنان را تقويت نموده و بازسازي كرد.

امام صادق عليه السلام فرمود: «لا تقل في المذنبين من اهل دعوتكم الا خيرا، واستكينوا الي الله في توفيقهم؛ [5] در مورد همكيشان گنه كار خود جز خوبي و نيكي چيزي نگو و از خداوند توفيق هدايت آنان را بخواهيد.»

ز) در انديشه شغل حلال: عبدالاعلي بن اعين در يك روز تابستاني بسيار گرم در يكي از كوچه هاي مدينه امام صادق عليه السلام را ملاقات كرده و به آن بزرگوار عرضه داشت: «فدايت شوم! با اين مقام و منزلت و رتبه اي كه نزد خداوند داريد و خويشاوندي كه با پيامبر براي شماست، باز هم براي دنياي خويش تلاش مي كنيد و در چنين روز گرمي خود را در فشار و سختي قرار مي دهيد؟! امام در پاسخ فرمود: اي عبدالاعلي! جهت يافتن روزي و درآمد حلال بيرون آمده ام تا از افرادي همانند تو بي نياز شوم.» [6] .

ح) برنامه ريزي صحيح در زندگي: امام صادق عليه السلام مي فرمود: «فان الله يعلم اني واجد ان اطعمهم الحنطة علي وجهها و لكني احب ان يراني الله قد احسنت تقدير المعيشة؛ [7] خدا مي داند كه مي توانم به بهترين صورت نان گندم خانواده ام را تهيه كنم، اما دوست دارم خداوند مرا در حال برنامه ريزي صحيح زندگي ببيند.»


پاورقي

[1] همان، 301.

[2] همان، ص 302.

[3] تفيسر عياشي، ج 2، ص 107. با استفاده از عبارات شهيد مطهري.

[4] تحف العقول، ص 303.

[5] همان.

[6] الكافي، ج 5، ص 74.

[7] همان، ص 166، و اعيان الشيعه، ج 1، ص 59.


حقيقت بندگي


مهمترين سؤالي كه عنوان، پس از پرسش درباره حقيقت علم از امام مي پرسد اين است: «حقيقت بندگي خدا چيست؟» بندگي از سرچشمه هاي علم است و عنوان، ناگزير به اين پرسش مي رسد.

امام (ع) در پاسخ به سه نكته اشاره مي كند:

1. بنده خدا در آنچه خداوند به او ارزاني فرموده، احساس مالكيت ندارد. بندگان حقيقي، مال را از آن خدا مي دانند و آن را در جايي كه او فرموده است به مصرف مي رسانند.

2. او براي خود تدبير نمي كند.

3. همه كارهاي چنين بندهاي در محدوده امر و نهي خداوند است.


برخورد با انحرافات ويژه


امام علاوه بر آن دو حركت اصولي، براي رفع انحرافات ويژه نيزمي كوشيد، مانند آنچه از مرام ابوحنيفه در عراق گريبان شيعيان را گرفته بود، يعني مذهب قياس.

چون در عراق تعداد زيادي از شيعيان نيز زندگي مي كردند و با سني ها از حيث فرهنگي و اجتماعي تا حدودي در آميخته بودند، لذا احتمال تاثير پذيري از قياس وجود داشت. يعني يك آفت دروني كه مي توانست شيعيان را تهديد كند، لذا امام در محو مباني مذهب قياس و استحسان تلاش كرد.

مبارزه با برداشت هاي جاهلانه و قرائت هاي سليقه اي از دين نيز درمكتب امام جايگاه ويژه اي داشت و حضرت علاوه بر حركت كلي و مسيراصلي، به صورت موردي با اين انحرافات مبارزه مي كرد. از جمله آن ها حكايت معروفي است كه باهم مي خوانيم:

حضرت مردي را ديد كه قيافه اي جذاب داشت و نزد مردم به تقوا مشهور بود. او دو عدد نان از دكان نانوايي دزديد و به سرعت زيرجامه اش مخفي كرد و بعد هم دو عدد انار از ميوه فروشي سرقت كرد و به راه افتاد. وقتي به مريضي مستمند رسيد، آن ها را به او داد. امام صادق(ع) شگفت زده نزد او رفت و گفت: چه مي كني؟ او پاسخ داد: دو عدد نان و دو عدد انار برداشتم. پس چهار خطا كردم و خدا مي فرمايد: (من جاء بالسيئه فلا يجزي الامثلها); هركس كار بدي بكند كيفر نمي بيند مگر مثل آن را. پس من چهار گناه دارم.

از طرف ديگر چون خدا مي فرمايد: (من جاء بالحسنه فله عشرامثالها); هركس يك كار نيك انجام دهد، برايش ده برابر ثواب هست. و من چون آن چهار چيز (دو نان و دو انار) را به فقير دادم، پس چهل حسنه دارم كه اگر چهار گناه از آن كم كنم، 36حسنه برايم مي ماند!

امام در برابر اين برداشت و قرائت ناصواب كه بر عدم درك و احاطه كامل به مباني فهم آيات بنا شده بود، پاسخ داد كه (انما يتقبل الله من المتقين); خداوند كار نيك را از متقين قبول دارد. يعني اگر اصل عمل نامشروع شد، ثوابي بر آن نمي تواند مترتب باشد.

آري، دوري از منبع وحي و اخبار اهل بيت رسالت، سبب شد مرداني پاي به عرصه گذارند و ادعاي فضل كنند كه هرگز مباني فكري قرآن و دين را به خوبي نفهميده اند و از اين روي همواره، خود و پيروانشان را به راه خطا رهنمون مي شوند. [1] .


پاورقي

[1] وسايل الشيعه، ج 2، ص 57.


بخشندگي و جوانمردي امام


1- سعيد بن بيان گويد: روزي مفضل بن عمر به من و خواهرم برخورد كرد و ما درباره ي ميراثي مشغول گفتگو و مشاجره بوديم. مفضل ساعتي نزد ما درنگ كرد و آنگاه گفت: بياييد به خانه. ما به خانه ي او رفتيم و او با پرداخت 400 درهم ميان ما سازش برقرار كرد. وي اين مبلغ را از نزد



[ صفحه 54]



خود پرداخت و آنگاه كه از هر يك از ما در مورد طرف مقابلش وثيقه گرفت گفت: بدانيد كه اين مبلغ از مال من نبود بلكه ابوعبدالله الصادق مرا فرمود كه هرگاه دو تن از ياران ما با يكديگر به نزاع پرداختند ميان آنان سازش برقرار كنم و از مال او فديه دهم. اين مبلغ از مال ابوعبدالله بود.

2- مردي نزد امام صادق عليه السلام آمد و عرض كرد: شنيده ام كه تو در عين زياد (نام قريه امام صادق) كاري مي كني كه دوست دارم از زبان خودت شرح آن را بشنوم.

امام عليه السلام فرمود:

«آري من دستور داده ام هرگاه كه ميوه مي رسد، ديوارها را خراب كنند تا مردم بيايند و بخورند و فرمان داده ام كه ظرفهائي بگذراند و بر هر ظرف ده تن بنشينند [1] هرگاه ده تن خوردند ده تن ديگر بيايند (و بخورند) و براي هر يك از آنها يك مد خرما گذارده مي شود.

و همچنين دستور داده ام براي همسايگان اين زمين از پيرمرد و پيرزن و بيمار و كودك و هر كس كه نمي تواند بيايد، يك مد وزن كنند و چون مزد كارگران و وكلا را پرداخت كردم باقيمانده را به مدينه آورده آن را بر ساكنان بيوت و مستحقان، بر حسب استحقاقشان، تقسيم مي كنم و پس از اين براي من 400 دينار باقي مي ماند حال آنكه غله اين زمين 4000 دينار مي باشد.



[ صفحه 55]



اين بيان نشانگر آن است كه امام عليه السلام نه دهم از محصولات اين زمين را در وجوه خيريه مصرف مي كرده و تنها يك دهم از آن را براي خود بر مي داشته است.

3- هشام بن سالم يكي از ياران برجسته ي آن امام نقل مي كند: ابوعبدالله را عادت بر اين بود كه چون هوا تاريك مي شد و پاسي از شب مي گذشت كيسه اي بر مي گرفت كه در آن گوشت و نان و پول بود. آن را بر گردنش مي افكند و به سوي نيازمندان مدينه مي رفت و محتويات كيسه را بين آنان تقسيم مي كرد در حالي كه هيچ يك از آنها حضرتش را نمي شناختند.

همين كه آن حضرت از دنيا رفت و نيازمندان ديدند كه از پخش گوشت و نان و پول شبانه خبري نيست، دريافتند آن مرد ابوعبدالله الصادق بوده است. [2] .

4- هياج بسطامي درباره بخشندگي امام صادق عليه السلام مي گويد:

ابوعبدالله آن قدر انفاق مي كرد كه براي خانواده اش چيزي باقي نمي ماند. [3] .

5- مصادف، دربان امام صادق، مي گويد: در ميان مكه و مدينه با ابوعبدالله همراه بودم. به مردي كه در زير يك درخت نشسته بود برخورديم.

امام فرمود: راه خود را به طرف اين مرد كج كن. من مي ترسم كه او



[ صفحه 56]



تشنه باشد. ما به طرف آن مرد راه خود را كج كرديم. ديديم كه او مسيحي است و مويي بلند دارد. امام عليه السلام از او پرسيد: آيا تشنه هستي؟ مرد پاسخ داد: آري. امام به من فرمود: فرود آي و سيرابش كن. پس من آمدم و سيرابش كردم و مجدداً سوار شديم و به راه افتاديم. به آن حضرت عرض كردم: آن مرد مسيحي بود آيا براي يك مسيحي كار مي كني؟! فرمود: اگر در چنين حالتي باشند، بله.

6- امام صادق در آن روزي كه اشجع سلمي، شاعر ملهم، نزد وي آمد بيمار بود. اشجع در كنار امام نشست و از احوالش پرسيد. حضرت به او فرمود: از بيماريم بگذر، بگو براي چه آمده اي؟

شاعر گفت:



ألبسك الله منه العافيه

في نومك المعتري و في ارقك [4] .



يخرج من جسمك السقام كما

اخرج ذل السؤال من عنقك [5] .



پس امام فرمود: اي غلام چقدر نزد توست؟

غلامش گفت: چهار صد تا. ايشان فرمودند: همه را به اشجع بده.

7- امام به وسيله ابوجعفر خشعمي - يكي از راويان مورد اعتمادش - كيسه پولي براي يكي از پسر عموهايش كه از بني هاشم بود فرستاد و به ابوجعفر فرمود: اين راز را نزد خود نگهدار. چون ابوجعفر نزد آن



[ صفحه 57]



هاشمي رسيد و پول را به وي داد، او گفت: خدا كسي را كه اين پول را فرستاده جزاي نيكو دهد! هر ساله وي چنين مبلغي براي ما مي فرستد و ما تا سال آينده زندگي خود را با آن مي گذرانيم. اما جعفر (امام صادق عليه السلام) با وجود فراواني مالش حتي يك درهم به من نمي رساند.

چون وفات آن حضرت فرا رسيد، فرمود هفتاد دينار به پسر عمويش حسن بن علي افطس بدهند. كسي از آن حضرت پرسيد:

آيا به مردي كه با تيغ بر تو حمله برد تا شما را به قتل رساند مال مي بخشي؟!

امام در پاسخ او فرمود:

«واي بر شما مگر نخوانده ايد:

«و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» [6] .

«كساني كه به پيوند آنچه خداوند فرموده مي كوشند و از پروردگارشان و از بدي حساب مي ترسند.»

همانا خداوند بهشت را آفريد و خوشبويش ساخت و بوي آن را معطر گردانيد تا از هزار سال راه به مشام رسد، اما اين بو را نه افراد عاق شده و كساني كه با خويشان خود قطع رابطه كرده اند ، استشمام نخواهند كرد». [7] .



[ صفحه 58]




پاورقي

[1] الامام الصادق و المذاهب الأربعه، ج 2، ص 53.

[2] الامام الصادق - محمد ابو زهره، ص 81.

[3] الامام الصادق و المذاهب الأربعه، ج 4، ص 38.

[4] خداوند در خواب و بي خوابي ات، جامه ي سلامت بر تو بپوشاند!.

[5] خداوند بيماري را از پيكرت برون كند، چنان كه ذلت خواهش را از گردنت بيرون كرد.

[6] سوره ي رعد، آيه ي 21.

[7] اين روايت و دو روايت پيشين از كتاب الامام الصادق نوشته علامه مظفر ص 251 - 255 نقل شد.


گريه پارساي شب


يكي از پارسايان وارسته، هر شب، نيمه هاي شب از بستر برمي خاست و به نماز شب و مناجات با خدا مي پرداخت (و استغفار زياد مي كرد) . در نماز شب سوره هايي كه آيات عذاب در آن است، مي خواند و تكرار مي كرد و از خوف خدا زارزار مي گريست. پس از مدتي، چندين شب اين آيه را كه آيه ي رحمت و بهشت است، مي خواند و گريه مي كرد:

(سابقوا الي مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء و الأرض أعدت للذين آمنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم) [1] .

بشتابيد براي رسيدن به آمرزش از ناحيه ي پروردگارتان و بهشتي كه پهنه ي آن مانند وسعت آسمان و زمين است و براي آنان كه به خدا و رسولانش ايمان آورده اند، آماده شده است. اين از فضل و كرم خدا است كه به هر كس



[ صفحه 35]



بخواهد (و شايسته ببيند) مي دهد، و خداوند صاحب فضل و كرم بزرگ است.

يكي از همسايگان، او را ديد و به عنوان اعتراض به وي گفت: تو مدتي شب ها آيه هاي عذاب را در نماز مي خواندي و گريه مي كردي، ولي اكنون مدتي است اين آيه را كه بيانگر رحمت و بهشت و فضل و كرم خدا است، مي خواني و باز گريه مي كني؟ براي چه؟

آن پارساي وارسته در پاسخ گفت: بهشتي كه آن همه پهناور و وسيع است، به وسعت زمين و آسمان، چندان كه نگاه مي كنم، مرا در آن، جاي يك قدم نيست (ترس آن دارم كه از آن همه وسعت مرا محروم سازند، واحسرتاه كه محروم شوم) ، گريه ام از اين جهت است [2] .


پاورقي

[1] حديد، 21.

[2] داستان صاحب دلان، ج 2، ص 128.


حال المولود لو ولد فهما عاقلا و تعليل ذلك


و لو كان المولود يولد فهما عاقلا، لأنكر العالم عند ولادته و لبقي حيرانا تائه العقل اذا رأي ما لم يعرف، وورد عليه ما لم ير مثله من اختلاف صور العالم من البهائم و الطير، الي غير ذلك مما يشاهده ساعة بعد ساعة و يوما بعد يوم.

و اعتبر ذلك بأن من سبي من بلد و هو عاقل، يكون كالواله الحيران فلا يسرع الي تعلم الكلام، و قبول الأدب، كما يسرع الذي سبي صغيرا غير عاقل، ثم لو ولد عاقلا كان يجد غضاضة اذا رأي نفسه محمولا مرضعا معصبا بالخرق مسجي في المهد لأنه لا يستغني عن هذا كله. لرقة بدنه و رطوبته حين يولد ثم كان لا يوجد له من الحلاوة و الوقع



[ صفحه 19]



من القلوب ما يوجد للطفل فصار يخرج الي الدنيا غبيا غافلا عما فيه أهله، فيلقي الأشياء بذهن ضعيف و معرفة ناقصة. ثم لا يزال يتزايد في المعرفة قليلا قليلا، و شيئا بعد شي ء، و حالا بعد حال، حتي يألف الأشياء، و يتمرن و يستمر عليها، فيخرج من حد التأمل لها و الحيرة فيها الي التصرف، و الاضطرار الي المعاش بعقله و حيلته، و الي الاعتبار و الطاعة و السهو و الغفلة و المعصية، و في هذا أيضا وجوه أخر، فانه لو كان يولد تام العقل مستقلا بنفسه لذهب موضع حلاوة تربية الاولاد، و ما قدر أن يكون للوالدين في الاشتغال بالولد من المصلحة و ما يوجب التربية للآباء علي الابناء من المكافأة بالبر، و العطف عليهم، عند حاجتهم الي ذلك منهم ثم كان الاولاد لا يألفون آباءهم و لا يألف الآباء أبناءهم، لأن الأولاد كانوا يستغنون عن تربية الآباء و حياطتهم، فيتفرقون عنهم حين يولدون، فلا يعرف الرجل أباه و أمه، و لا يمتنع عن نكاح امه و اخته، و ذوات المحارم منه، اذا كان لا يعرفهن. و أقل ما في ذلك من القباحة، بل هو أشنع و اعظم و أفظع و أقبح و أبشع، لو خرج المولود من بطن أمه و هو يعقل، أن يري منها ما لا يحل له، و لا يحسن



[ صفحه 20]



به أن يراه، أفلا تري كيف اقيم كل شي ء من الخلقة علي غاية الصواب؟ و خلا من الخطأ دقيقه و جليله.


نقش نگين


در روايتي امام رضا عليه السلام فرمودند: نقش نگين آن حضرت، «الله وليي و عصمتي من خلقه» [1] بوده است، البته روايات ديگري در اين باره آمده است، مانند:

«الله خالق كل شي» [2] .

«انت ثقتي فاعصمني من الناس» [3] .

«انت ثقتي فقني شر خلقك» [4] .

«ما شاءالله لا قوة الا بالله استغفر الله». [5] .

«الله عوني و عصمتي من الناس» [6] .



[ صفحه 24]



«ربي عصمني من خلقه» [7] .

ملاحظه مي كنيد كه بيشتر انگشترهاي آن حضرت نزديك به هم است و يا اين كه بعضي از آن ها متحد است كه به طور مختصر آن را بيان كرديم. اما براي تغيير نگين انگشتر، براي هر سنگي از سنگ ها امتياز معيني مي باشد، اضافه بر آن حالتي كه امام در آن كوشا بود؛ چون تهذيب امت، همه چشم ها از حكام و محكوم به او خيره شده بود؛ پس نقوش انگشترهاي ايشان حرز و حجب و ادعيه بوده كه به وسيله آن محفوظ مانده، تا دوران او بر كامل ترين وجه انجام شود. همان گونه كه در روايات ذكر شده است يكبار انگشتر عقيق را دست مي كرد تا محفوظ باشد. روزي زمرد تا فقر را از او دور كند و يا براي رد مكر شيطان مهره ي عقيق يماني و همين طور از غير آن.



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] أمالي شيخ صدوق، ص 371.

[2] بحارالأنوار، ج 47، ص 10.

[3] الكافي، ج 6، ص 473.

[4] جلاء العيون، ص 870.

[5] الفصول المهمة، ج 2، ص 912.

[6] العدد القوية، ص 148.

[7] دلائل الامامة، ص 111.


مواقف الامام في الحكم الأموي


قضي الإمام الصادق عليه السلام خمسين عاما من عمره في العهد الأموي، أي من سنة 83 ه إلي سنة 133 ه و هي السنة التي زال فيها سلطان الأمويين و قام علي أنقاضه سلطان بني العباس.

و لقد شاهد حكم الأمويين في أيام عظمة سلطانهم، و قوة نفوذهم، و رأي تلك المعاملة القاسية التي عومل بها رجال الأمة، و شاهد تلك الفجائع التي حلت بالمسلمين، من جراء التحكم و الاستبداد من دون و ازع ديني أو خوف عقاب أخروي.فكان يطرق سمعه بين آونة و أخري قتل جماعة ممن عرفوا بالولاء لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و مطاردة آخرين، و تهبط عليه أنباء الفجيعة بزعماء أهل بيته، الذين أراق الأمويون دماءهم من غير أن تراعي فيهم حرمة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد قتل زيد بن علي بالكوفة سنة 122 ه و صلب جسده عاريا منكوسا و أجساد خواصه معه خمسة سنوات، ثم أحرق و نسف في اليم.

ثم أردفوه بولده يحيي بن زيد، كما شاهد نصب عينيه ما كابده جده زين العابدين من جور الأمويين حتي قضي بالسم علي أيديهم، و كذلك أبوه الباقر.

و شاهد ولاة المدينة يجمعون العلويين قريبا من المنبر ليسمعوهم شتم علي و تنقيصه.

و كانت تؤلمه أنباء جور الولاة و عسفهم بالحكم، و ما يوقعونه في الأمة الاسلامية. و إذا رجع إلي ذلك الماضي المحزن و ما يبلغه من حديث تلك الحوادث المؤلمة كواقعة الطف التي هي نصب عينيه كأنه قد شاهدها، و كان يعقد المجالس فينشده الشعراء رثاء جده الحسين فيها فيبكي، فهي تمثل له في كل آونة. فيتوجع لها قلبه، ولكنه يركن إلي الصبر.

و كذلك حديث يوم الحرة و حديثها شجون، فلا تزال اثار تلك الفاجعة باقية و إن طال العهد، و شاهد أولئك الحكام الذين يحكمون باسم الخلافة الاسلامية و ما هم منها بشي ء، فلا عدل في حكم، و لا مساواة في حق، و لا نظام يضمن للناس حرياتهم، و الأمور إلي الفوضي أقرب منها إلي النظام.



[ صفحه 358]



عاش الإمام عليه السلام وسط ذلك الجو المضطرب بالفوضي و العبث و الفساد و التلاعب بمقدارات الأمة، و هو عليه السلام يحس بآلام الناس أكثر من غيره، فماذا يصنع و قد طوقه الأمويون برقابة شديدة، و ضربوا حوله دائرة ضيقة ليحصروا نفوذه فيها.

و رغم ذلك كله راح عليه السلام يؤدي رسالته ليعالج إصلاح الوضع من طريق الهداية و الإرشاد و نشر تعاليم الإسلام، و إفهام الناس تلك النظم التي أهملها حكام عصره و جعلوها وراء ظهورهم، و حكموا بلغة السيف و ساسوا الأمة بالإرهاب و القسوة.

و لم يستجب عليه السلام للدعوات التي تتوالي عليه - عندما أعلنت الثورة علي الأمويين - ليقود الثورة و يتقدم الركب، لأنه علي علم من نتائج تلك الحركات و هو أعرف بنفسيات زعماء الثورة و قادة الجيوش، و هم إن ادعوا الولاء لآل محمد و الانتصار لهم، و طلب البيعة إلي الرضا منهم، ولكن هناك غايات في نفوس القوم لا تتحقق إلا بهذه الادعاءات، فرفض عليه السلام تلك الطلبات الموجهة اليه لعلمه بما وراء الأكمة من الخطر.

و لقد ابتعد عليه السلام عن ذلك المعترك و بذل لأبناء عمه النصح بأن لا يزجوا أنفسهم في ذلك الصراع، و حذرهم عاقبة الأمر التي لا تعود عليهم إلا بالخيبة و لا يتحقق لهم هدف ما دام الوقت لم يأت، و الدخول في أمر قبل أن يستحكم مفسدة له، و إن إعلان الثورة في ذلك الوقت لا يجدي نفعا بل يؤدي إلي مزيد من التضحيات و اتساع شقة الخلاف و الفرقة، و هو يعرف نوايا العباسيين و ما يطلبونه من وراء انضمامهم إلي جانب العلويين.


التابعون و الامام الصادق


قد يبدو للعبض ان الامام الصادق (ع) حضر عند أحد من التابعين، أو روي عنه، و منشأ هذا أن بعض من ترجم للامام الصادق ذكر انه روي عن نافع و عطاء و عروة بن الزبير و الزهري.



[ صفحه 27]



و هذا القول لا يثبته التتبع، و هو بعيد عن الصواب، بل هي كلمات يلوكها من يرسل القول علي عواهنه، و يعطي الآراء جزافا، و ينقل الأقوال بدون تثبت و تمحيص، فاننا لم نجد في حديثه أنه اسند عن أي واحد من الناس سوي آبائه الطاهرين عليهم السلام فاذا أراد أن يسند فسلسلة حديثه هكذا: حدثني أبي الباقر، قال: حدثني أبي زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: حدثني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و هو أصح الاسانيد عند علماء الحديث كما تقدم، و هو الترياق المجرب كما سماه بعض العلماء. و ربما أرسل حديثه بدون اسناد و لكنه أعطي قاعدة مشهورة بقوله: حديثي حديث أبي و حديث أبي حديث جدي و حديث جدي حديث أبيه و حديث أبيه حديث علي بن أبي طالب و حديث علي حديث رسول الله صلي الله عليه و آله سلم.

كما اننا بعد البحث و التتبع لم نجد في كتب الرجال من يذكره في عداد من حضر علي هؤلاء، نعم الا الخزرجي ذكره في من أخذ عن عطاء، و هو كما قلنا بعيد عن الصواب، علي ان بعض هؤلاء قد كان يحضر عند الامام الباقر كمحمد ابن المنكدر، و الزهري، فلا يتصور أن الصادق كان يحضر علي احد في عهد أبيه الباقر، اذ لم يكن هناك نقص فيحاول اكماله علي أيدي هؤلاء، و بعد وفاة أبيه، فقد استقل بالفتوي و تزعم المدرسة، و انتشر ذكره، و اصبح هو المتفرد بالزعامة.

و أما قولهم: انه حضر عند عروة بن الزبير المتوفي سنة 92 ه و سمع منه فهذا من الغرابة بمكان، لأن عروة لا تخفي حاله علي الامام الصادق عليه السلام و ما كان يتصف به من الشذوذ، و عدم الاستقامة بتقربه الي الأمويين، و هو من الوضاع الذين اتخذهم معاوية يستعين بهم علي مهماته في وضع الاحاديث الكاذبة.

قال أبوجعفر الاسكافي المعتزلي: ان معاوية وضع قوما من الصحابة و قوما من التابعين، علي رواية اخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه و البراءة منه، و جعل لهم علي ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما ارضاه. منهم أبوهريرة، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة و من التابعين عروة ابن الزبير. [1] .

فمن كانت هذه حاله كيف يصح أن ينسب الي الصادق الرواية عنه؟ و كذا الزهري فقد كان من اعوان الأمويين و المتصلين بخدمتهم و المؤازرين لهم، و كان



[ صفحه 28]



قطب رحي أداروا به مظالمهم، و جسرا يعبرون عليه الي بلاياهم، و سلما الي ضلالهم، داعيا الي غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون الشك به علي العلماء، و يقتادون به قلوب الجهال. كما جاء في رسالة الامام زين العابدين (ع) اليه يرشده بها لطريق الحق و الصواب.

و من كانت هذه صفته، فهو مسلوب العدالة، و لا يوثق بحديثه، فكيف يكون مصدرا لحديث أهل البيت؟ و لعل الذي اوقع صاحب هذاالقول - و هو رواية الصادق عن الزهري - انه اشتبه عندما رأي في عداد تلامذة الزهري رجلا يسمي بجعفر، فتوهم انه الصادق كما سبق مثل هذا الاشتباه لكثير من المؤرخين، اذ نسبوا الشهرة بالزجر، و الفال، و التنجيم، لجعفر بن محمد الصادق. و لم يفرقوا بينه و بين جعفر بن محمد الفلكي، المعروف بأبي معشر البلخي، فانه كان مشهورا في الزجر، و الفال، و التنجيم، و كان عصره مقاربا لعصر الامام الصادق، و نقل الناس أخباره في ذلك، و لا يستبعد ان اعداء جعفر بن محمد اشاعوا ذلك، للحط من كرامته و نجس حقه من العلم، و النيل من مكانته الرفيعة، و قد ردد هذا القول كثير من الكتاب بدون وقوف علي حقيقة الأمر.

قال ابن كثير: ان الذي نسب الي جعفر بن محمد الصادق من علم الزجر، و الفال، و اختلاج الاعضاء، انما هو منسوب الي جعفر بن محمد ابي معشر الفلكي، و ليس بالصادق، و انما يغلطون [2] .

قلت بل اكثرهم كان يتعمد ذلك، و لا شي ء هناك الا عوامل السياسة، و لا اذهب بك بعيدا في الاستدلال علي ذلك، أو ارجع بك الي تلك العصور التي سيطرت عوامل السياسة علي عقول ابنائها، فاعمتها عن الحق، و أبعدتها عن الصواب، و لكني اسلك بك اقرب الطرق في اقرب العصور - عصر النور أؤ القرن العشرين - هذا الدكتور أحمد أمين يقع في هذا الغلط، او يتغافل عن الحقيقة! يقول في فجر الاسلام: في هذا العصر كان العلم - و لا سيما الديني - يدرس في المساجد، يجلس الاستاذ في المسجد، و حوله الآخذون عنه، علي شكل حلقة، و تكبر الحلقة و تصغر تبعا لقدر الاستاذ. الي أن يقول: و كذلك كان يفعل جعفر الصادق في المدينة - أي انه يجلس و يجلس الآخذون حول حلقة - قالوا: و كان يشتغل بالكيمياء و الزجر و الفال [3] .



[ صفحه 29]



و لا يخفي علي القاري ء اللبيب سرعة انتقال الاستاذ أحمد امين لنقل ذلك القول و ايراد ذلك الغلط، و ما يقصده في ذلك، كما لا تخفي نزعته العدائية للشيعة، فلا يروقه أن يذكر حلقة درس رئيس مذهبهم في المسجد، و اعطاء ما يلزم لها من النقل التاريخي، ان كان مؤرخا منصفا، و لكنه يثقل عليه ذلك.

و خلاصة القول: ان الامام الصادق لم يرو عن أحد من التابعين، و لم يحضر حلقة درس أي واحد منهم، اما في حياة ابيه، فقد كان في غني عن ذلك، و اما من بعده فانه اصبح المبرز في كل فن، و المرجع الاعلي في الاحكام، و كانت حلقة درسه تضم رجال العلم من رؤساء المذاهب و غيرهم، كسفيان الثوري، و شعبة بن الحجاج، و سفيان بن عيينة، و مالك بن انس، و ابي حنيفة، و يحيي بن سعيد القطان، و أيوب السجستاني، و عبدالملك بن جريح و غيرهم. فليس من المعقول أن يكون - رئيس مدرسة تضم امثال هؤلاء - يحضر درس من هو أقل درجة منه، بل اقل درجة من كثير من تلامذته. و ان امثال هذه الاقوال انما تقال لمجرد المبالغة في التقدير و التوثيق في حق من يريدون رفع مقامه، و ليس بمستطاع لأي أحد يأتينا برواية للامام الصادق في سندها أحد أولئك القوم.


پاورقي

[1] شرح النهج ج 1 ص 158.

[2] البداية و النهاية ج 11 ص 51.

[3] فجر الاسلام ص 165.


نهيه عن المنازعات و فض الخصومة لدي حكام الجور


قال أبوحنيفة و اسمه سعيد بن بيان: مربنا المفضل بن عمر و أنا و ختن لي نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا الي المنزل. فأتيناه و أصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها الينا حتي اذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل: أماانها ليست من مالي، ولكن أبا عبدالله الصادق أمرني: اذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح بينهما، و أفتديهما من ماله فهذا مال أبي عبدالله الصادق.

و هكذا يكشف لنا عظيم اهتمامه بجمع الكلمة، و عدم الفرقة أولا، و انهاء الخصومات علي يد من أقامه من قبله لذلك ثانيا.

لأنه عليه السلام منع عن المرافعة الي حكام الجور، و أمر بمقاطعتهم و قد أقام جماعة من كبار أصحابه حكاما من قبله، ينظرون في الخصومات، و يحكمون بحكم الله عزوجل، و قد أمر الامام الصادق بالرجوع اليهم، و المرافعة عندهم و قال:

أيما رجل كانت بينه و بين أخ له مماراة في حق، فدعاه الي رجل من اخوانكم ليحكم بينه و بينه، فأبي الا ان يرفعه الي هؤلاء، كان بمنزلة الذين قال الله عزوجل فيهم: (ألم تر الي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به)

و كان يعلن عليه السلام بأن المرافعة الي اولئك الحكام اثم، و أن حكمهم غير



[ صفحه 293]



نافذ، لأن الحكومة للامام العادل بالحكم، العالم بالقضاء، كنبي أو وصي نبي؛ و هو عليه السلام أحق بالحكم، وأمر بالرجوع لمن جعله من قبله للحكم بين المتنازعين.

و قد ورد عنه عليه السلام أنه قال:

اياكم أن يخاصم بعضكم بعضا الي أهل الجور، و أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومة الي قاض او سلطان جائر فقضي عليه بغير حكم الله فقد شركه في الاثم.

و المراد بقوله: بغير حكم الله مطلق ما يحكمون به، سواء كان الحكم بالحق أم بالباطل، لانهم حكام جور، و ليس لهم حق الحكومة بأحكام الله، فحكمهم غير حكم الله.

و كما كان ينهي عن المرافعة اليهم، كان ينهي عن معاونتهم و العمل لهم، حتي في البناء و كراية الانهر، و قال في جواب من سأله عن ذلك: ما أحب أن أعقد لهم عقدة، أو و كيت لهم و كاء، ان الظلمة و أعوان الظلمة في سرادق من نار، حتي يحكم الله بين العباد.


المنصور و الامام الصادق


للدولة العباسية حلم تسعي لتحقيقه، دعما لنفوذها، و صيانة لسلطانها، و هو اسباغ أبراد القدسية عليها، و ابرازها بشكل يقضي علي المعارضين لسياستهم المعوجة، و المخالفة لنواميس الشرع و تعاليمه.

و العباسيون يريدون بذلك أن ينظر الناس اليهم كخلفاء للرسول صلي الله عليه و آله و سلم و أمناء علي شريعته، و انهم ظل الله في أرضه، و رعاة عباده، مع عدم الصفات المؤهلة لهم اذ لم يبرزوا بالشكل الذي يحقق ذلك.

و كان المنصور هو أول من أبرز هذه الفكرة و ناصرها، و قد اعلن ذلك علي المنبر يوم عرفة بقوله:

أيها الناس انما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه و تسديده، و أنا خازنه علي فيئه، أعمل بمشيئته، و أقسمه بارادته، و أعطيه باذنه، فقد جعلني الله عليه قفلا اذا شاء ان يفتحني لأعطياتكم و قسم فيئكم فتحني الخ [1] .

و خاطب أهل خراسان بقوله: ابتعثكم الله لنا شيعة و أنصارا، فأحيا الله شرفنا و عزنا بكم، و أظهر حقنا، و أصار الينا ميراثنا من نبينا صلي الله عليه و آله و سلم، فقر الحق في قراره، و اظهر الله مناره، و أعز أنصاره، و قطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين [2] .

و هذه اللهجة كانت لهجة خادعة و مغالطة يحاول أن يسيطر بها علي عقول أولئك البسطاء، ليخنق فكرة المعارضة التي تؤدي بسلطانه الي الانهيار، و ليستغل تلك الاستعدادات التي في نفوسهم لمناصرة الخلافة الراشدة و يربط بين شعورهم و بينه، فان هدف الثوار في تلك النهضة التي أطاحت بالحكم الأموي، هو اقامة دولة تحكم بكتاب الله و سنة رسوله و كانت الهنافات للدعوة الي الرضا من آل محمد.

فالاتجاه اذن كان لأهل البيت دون غيرهم، فحاول المنصور تغيير ذلك الاتجاه، و فصل تلك الروابط و أشار الي ذلك بقوله:

يا أهل خراسان أنتم شيعتنا و أنصارنا، ولو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيرا



[ صفحه 46]



منا و ان ولد أبي طالب تركناهم، و الذي لا اله الا هو فلم نعرض لهم بقليل و لا بكثير؛ الي أن يقول: فلما استقرت الأمور علي قرارها من فضل الله و حكمه العدل، وثبوا علينا حسدا منهم، و بغيا لهم بما فضلنا الله عليهم و أكرمنا من خلافته ميراثنا من رسول الله [3] .

و بهذا و غيره فقد تمكن من وضع طابع الدولة الشرعي صوريا، ليكسب لنفسه و لأحفاده من بعده حق وراثة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فان استدراج البسطاء بأساليب التمويه و الخداع من السهولة بمكان، و لكن من العسير عليه أن يخدع ذوي الأفكار الواسعة، و العقائد الراسخة. لذلك كان يحسب لهم ألف حساب.

انه يريد أن يتربع علي دست الحكم، و يصبح خليفة للمسلمين و أميرا للمؤمنين، و بهذا يلزمه العمل بكتاب الله و سنة رسوله، و أن ينصح للمسلمين ما استطاع الي ذلك سبيلا، فامرة المسلمين ليست شيئا هينا يستطيع كل من ولي أمر المسلمين أن يتقلب بها، و انما هي تصور الأعباء الثقال، و العناء المتصل، و الجهد الذي ليس فوقه جهد في اقرار العدل و رفع الظلم، و انصاف الضعفاء من الأقوياء، و تحقيق المساواة بين الناس و القيام فيهم بأمر الحزم كل الحزم حتي لا يطمع الي ما لا ينبغي أن يبلغه، و فوق هذا كله انصاف الناس من نفسه كانصاف بعضهم من بعض.

و المنصور لا يتصف بشي ء من ذلك فهو ظالم في حكمه، جائر علي رعيته، قد استأثر بأموال الأمة و جعل بيت المال ملكا له دون المسلمين، و كانت سيرته لا ترتبط مع تعاليم الاسلام و مفاهيمه، و قد تعرضنا فيما سبق عن سوء سيرته و قبيح اعماله، كما و قد مرت الاشارة الي قبضه علي زعماء الطالبيين، و قتل جماعة منهم، و سجن آخرين ماتوا كلهم في السجن نتيجة للتعذيب الوحشي، و المعاملة القاسية التي سار عليها لتثبيب دعائم ملكه.

و لم يبق أمام عينه الا الامام الصادق عليه السلام و هو زعيم العلويين و سيد أهل البيت في عصره، و قد اشتهر ذكره و أقبلت الأمة علي الأخذ منه، و كانت مدرسته يقصدها طلاب العلم و رجال الحديث علي اختلاف نزعاتهم و كان ذكره حديث الأندية، و كل ذلك يشق علي المنصور و ترتعد فرائصه كلما ذكر عنده جعفر بن محمد بخير.

و كم فكر المنصور في القضاء عليه و الحاقه بقائمة الشهداء من أهل البيت،



[ صفحه 47]



فلم يجد طريقا لذلك لأنه يخشي عاقبة الأمر فالامام الصادق عليه السلام كان يزداد علي ممر الأيام تمكنا في القلوب، و شهرة في الشعوب، تجبي اليه الأموال، و تشد لمدرسته الرحال، و تهوي اليه الأفئدة، و لم يعرف عنه أنه دعا الي ثورة دموية، أو نازع في سلطان علنا ليكون ذلك من المبررات للوقيعة فيه، و قد اتخذ المنصور شتي الحيل في اتهامه فلم يستطع لذلك سبيلا، لأنه يري أن دعوة الامام الصادق و هي الدعوة الاصلاحية من أهم المشاكل التي تقف أمام تحقيق أهدافه، من انتحال السلطان الشرعي، و أن كل ما يفعله بارادة الله و اذنه كما تقدم، فهو بتلك الايحاءات يحاول أن يوجه الناس الي الاعتقاد بصحة خلافته و ان الخروج عليه خروج علي امام المسلمين، و قد اتخذ شتي الأساليب في تنمية هذه الروح، ليسلم من المواخذة علي ما يرتكبه من الفتك برجال الأمة، فهو يوجه الناس بأقواله ليجعلهم يؤمنون بصحة أعماله لأنها تصدر بمشيئة الله كما يزعم هو.

و كان الامام الصادق عليه السلام يهدم ما يبنيه المنصور و يكذب ما يدعيه، فقد كان يعبر عنه بالطاغية و لم يخاطبه بأميرالمؤمنين قط، و ما ورد في مساجلاته معه عند مقابلته بانه خاطبه بهذا اللفظ، فانما هو من تعبير الرواة و لهجتهم.

كيف تتحقق أهداف المنصور و لم يكسب رضا أعظم شخصية اسلامية، و أكبر زعيم ديني، و هو الامام الصادق الذي كان نسيجا وحده في الاستقامة و الحرص علي هداية الامة، و لم يعرف الناس عنه الا أنه داعية الي الله مجاهد في نصرة الدين، محافظ علي وحدة المسلمين في التمسك بتعاليم الاسلام و نبذ الحزازات و ترك الخرافات.

و كان هو بنفسه عليه السلام يصل من قطعه و يعفو عمن ظلمه، و لا يري في النهار الا صائما و في الليل الا قائما، و كان من العلماء العباد الذين يخشون الله. كما حدث عنه تلميذه مالك [4] .

فكانت شخصيته عليه السلام تزداد تمكنا في القلوب و شهرة في جميع الأقطار الاسلامية و سارت الركبان بذكره، و قصده كبار الفقهاء و رجال الحديث من مختلف الأقطار، علي اختلاف نزعاتهم يسألونه عن مختلف المسائل و شتي العلوم.

و الشي ء الذي نريد أن نقوله هنا هو ان المنصور كان يعد الامام الصادق



[ صفحه 48]



منافسا خطيرا، ترتعد فرائصه لذكره، و لم يتمكن من القضاء عليه كما لم يتمكن من تحصيل التأييد منه للمنصور، فيحقق هدفه، بل الأمر بالعكس.

فلقد كان رأي الامام الصادق في الدولة العباسية كرأيه في الدولة الأموية، من حيث الظلم للرعية، و الاستبداد في الحكم، و الابتعاد عن الاسلام. و قد نهي عن المؤازرة للدولة الجديدة، كما نهي عن المؤازرة للدولة المنقرضة و صرح بذلك في عدة مواطن.

و سئل عليه السلام عن البناء لهم و كراية النهر فأجاب: ما أحب أن أعقد لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء، و لا مدة بقلم، ان أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار، حتي يحكم الله بين العباد.

كما نهي عن معاونتهم حتي في بناء المساجد، لأنه عليه السلام يري أن أموالهم مخصوبة، لا يحق لهم التصرف فيها بأي نوع كان، و المعاونة لهم في ذلك تشجيع لهم، و مضاعفة لبلاء الأمة في تركيز عروش الظالمين.

و أعلن غضبه علي الفقهاء الذين يسيرون في ركب الدولة و حذر الناس منهم، لأن شرهم أعظم بكثير من غيرهم، عندما يخونون أمانة العلم و رسالة الاسلام. فكان يقول عليه السلام: الفقهاء أمناء الرسل فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم.

و كان عليه السلام ينهي عن الترافع الي القضاة و لا يري نفوذ حكمهم و يعتبر الترافع اليهم محرما، لانهم يحكمون بغير ما انزل الله، بل كان يؤنب من يجتمع به من القضاة، و يبين له سوء هذا العمل، و يحذره من العذاب و علي سبيل المثال نذكر القصة التالية:

قال سعيد بن أبي الخضيب البجلي: كنت مع ابن أبي ليلي (القاضي) مزاملة حتي جئنا الي المدينة، فبينما نحن في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذ دخل جعفر بن محمد، فقلت لابن أبي ليلي: تقوم بنا اليه.

فقال: و ما نصنع عنده؟

فقلت: نسأله و نحدثه.

فقال: قم. فقمنا اليه فسألني (جعفر) عن أهلي، ثم قال: من هذا معك؟ فقلت: ابن ابي ليلي قاضي المسلمين.

فقال: أنت ابن أبي ليلي قاضي المسلمين!؟ قال: نعم.

قال: تأخذ مال هذا و تعطيه هذا؛ و تفرق بين المرء و زوجه، لا تخاف في ذلك احدا؟!...



[ صفحه 49]



ثم قال: فما تقول اذا جي ء بارض من فضة و سماء من فضة ثم أخذ رسول الله بيدك فاوقفك بين يدي ربك فقال: يا ربي هذا قضي بغير ما قضيت.

قال سعيد: فاصفر وجه ابن ابي ليلي مثل الزعفران [5] .

و هذه الأمور - و كثير من امثالها - تبعث في نفس المنصور اثرا يجعله يشتد في امتحان الامام و الفتك به؛ اذ ليس من الهين عليه رد ما يدعيه من الاستقلال بالامامة، و أنه خليفة الله في الأرض و وارث نبيه، و خازن مال الله، ثم يبدو ما يكذب هذه الدعوي، من شخصية لها مكانتها في المجتمع.

و لا يبعد عن تفكيرنا ما احدثه التأثر في نفس المنصور من شهرة الامام الصادق عليه السلام و اتساع مدرسته من اشياء مختلفة في المجتمع الاسلامي أهمها محاولة ربط العلم بعجلة الدولة، و تحديد الفتوي، و حمل الناس علي الأخذ بما تقره الدولة و ترتضيه، و لا نريد هنا أن نتجاوز الموضوع بتفصيل ذلك و بيانه بعد أن مرت الاشارة اليه.

و لكننا يجب ان نتصور مدي المشكلة التي واجهها الامام الصادق في عصره، و ما تحمله من خصمه الالد، الذي قبض علي زمام الحكم، و قضي علي كل معارض، و فتك بكل من يتهمه بالمعارضة له، من دون توقف و تريث، فلا رحمة و لا عدل.

و لقد بذل كل جهده و استعمل حيله في القضاء علي الامام الصادق و لكن جهوده عادت بالفشل.

بقي الامام الصادق عليه السلام أيام المنصور تحت رقابة شديدة، و أخباره تصل الي المنصور في كل وقت، و لكن لم يجد وسيلة تبرر له ان يفتك بالامام، لأنه يخشي العاقبة لما يعلمه من تعلق الناس بشخصية الامام فكان المنصور علي أحر من الجمر، اذ يري أن سلطانه مهدد، و ملكه زائل ان طال الوقت و استمر الزمن. و أراد أن يقرب ما يرومه، و ذلك في فرض الاقامة علي الامام في الكوفة ليكون قريبا منه، و عسي أن تصدر منه بادرة ينقض عليه.

و لما قدم الامام الكوفة التف الناس حوله و ازدحم رجال العلم عليه، و كان محل تقدير جميع الطبقات، مما جعل المنصور يحذر منه اشد الحذر، لأن الناس التفوا حول الامام عليه السلام (و افتتنوا به) علي حد تعبير المنصور الدوانيقي، كما حدث بذلك ابوحنيفة قال: بعث الي المنصور و قال لي: ان



[ صفحه 50]



الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهي ء له مسائل شدادا، فلخصت أربعين مسألة و بعثت بها الي المنصور، ثم أبرد الي (أي أرسل الي بالبريد) فوافيته علي سريره و جعفر بن محمد عن يمينه، فتداخلني من جعفر هيبة لم أجدها من المنصور فأجلسني.

ثم التفت اليه قائلا: يا أباعبدالله هذا أبوحنيفة.

فقال عليه السلام: نعم أعرفه.

ثم قال المنصور: سله عما بدا لك يا أباحنيفة، فجعلت أسأله و يجيب الاجابة الحسنة حتي أجاب عن أربعين مسألة. فرأيته أعلم الناس باختلاف الفقهاء فبذلك أحكم أنه افقه من رأيت [6] .

و خاب أمل المنصور و أصبح أبوحنيفة يعلن للملأ، و يحكم بأن أفقه الامة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كما كان يري أنه امام الحق و يتكتم بذلك.

سأله رجل يوما فقال: يا أباحنيفة، ما تقول في رجل وقف ماله للامام فمن يكون المستحق؟

فأجابه ابوحنيفة: المستحق هو جعفر الصادق لأنه هو امام الحق [7] .

قال هذا بعد أن تأكد من الرجل في كتمان ما قاله و هذا أحد الأسباب التي أدت الي القضاء علي أبي حنيفة بحجة امتناعه عن القضاء.

و لا استبعد أن قصة القائد الذي دعا الامام الصادق الي المائدة و احضر عليها الشراب كان بوحي من المنصور لحيط من كرامة الامام عليه السلام.

قال هارون بن الجهم: كنا مع أبي عبدالله عليه السلام بالحيرة حين أقدمه المنصور، فختن بعض القواد ابنا له و صنع طعاما و دعا الناس، و كان أبوعبدالله فيمن دعي، فاستسقي رجل ماء فأتي بقدح فيه شراب لهم، فلما أن صار القدح بيد الرجل قام أبوعبدالله عن المائدة. و قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «ملعون ملعون من جلس علي مائدة يشرب عليها الخمر».

و في رواية أخري «ملعون ملعون من جلس طائعا علي مائدة يشرب عليها الخمر».

و ناهيك بما أحدثته هذه القضية من أثر في الاجتماع، عندما يطلق أبوعبدالله هذه العبارة معبرا بها عن غضبه، و استهانت كرامة ذلك القائد حفظا لكرامة الاسلام، فمن يا تري يسمع هذه الكلمة من الصادق، و ينظر الي تأثره، و يبقي علي تلك المائدة، نعم الا الذين لاهم لهم الا بطونهم و ليس لهم قيمة الا ما يخرج منها.



[ صفحه 51]



و بالاختصار فان وجود الامام الصادق في الكوفة كان أعظم علي المنصور من كل شي ء، فعدل عن حكمه بالاقامة الجبرية علي الامام و أرجعه الي المدينة و هكذا عدة مرات.

و كان عليه السلام يلجأ الي الله في مهماته و يسأله دفع شر خصمه و مكره.

قال رزام بن قيس الكاتب مولي خالد العشري: أرسلني المنصور الي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، فلما اقبلت عليه و المنصور بالحيرة و علونا النجف نزل جعفر عن راحلته، فأسبغ الوضوء فصلي ركعتين، ثم رفع يديه فدنوت منه فاذا هو يقول: اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد عبدك و رسولك أتوسل، اللهم سهل حزونته و ذلل لي صعوبته، و اعطني من الخير أكثر ما ارجو، و اصرف عني من الشر أكثر مما أخاف. ثم ركب راحلته، فلما وقف بباب المنصور و أعلم بمكانه فتحت الأبواب، و رفعت الستور، فلما قرب من المنصور قام اليه فتلقاه و أخذ بيده، و ما شاه حتي انتهي به الي مجلسه، ثم أقبل عليه يسأله عن حاله... الخ [8] و انجاه الله من شره و هكذا عدة مرات.

و حدث الربيع بأن المنصور أمر باحضار جعفر بن محمد مرارا و قال والله لأقتلنه، فلما لم ير بدا من احضاره، و لما دنا الامام الصادق من الباب قام يحرك شفتيه. و كان يدعو [9] .

و قد مر تفصيل هذه الحوادث و بيانها في الجزء الثاني في هذا الكتاب، و ان المنصور أحضره بين يديه للفتك به و القضاء عليه مرارا.

و علي كل حال: فان الامام الصادق عليه السلام قد واجه محنا و تحمل مصاعب، في سبيل الدعوة الي الخير و تهذيب النفوس، بنشر التعاليم الاسلامية الكفيلة بتنوير العقل الانساني، و ارشاده الي أقوم سبل الخير و السعادة، فكان المنار الذي اهتدت به القافلة الضالة، فيمر تاريخه عبر مراحل التاريخ، و يتخطي ذكره الزمن فتخلده الأجيال، و تعتز به العلماء، و ترجح أقواله و أحكامه في مثار الجدل و مجالات النزاع العلمي، فيكون قوله الفصل و حكمه العدل.

و تمر قرون و قرون و هو ذلك الصادق في القول، الموجه في دعوته و المعلم الأول لجميع المذاهب، و يبقي ذكره رغم الحواجز و العقبات، و ينتشر مذهبه بقوة الحق و وضوح الحجة، لا بقوة الحكومات و نفوذ السلطة.



[ صفحه 55]




پاورقي

[1] الطبري ج 6 ص 33.

[2] مروج الذهب ج 3 ص 207.

[3] المصدر السابق.

[4] التوسل و الوسيلة لابن تيميه ص 52، و مالك لمحمد ابوزهرة ص 28 نقلا عن المدارك للقاضي عياض ص 212.

[5] رجال المامقاني ج 2 ص 24.

[6] جامع اسانيد ابي حنيفة ج 1 ص 222.

[7] تاريخ العلويين لمحمد أمين غالب ص 140.

[8] تاريخ ابن عساكر ج 5 ص 320.

[9] المصدر السابق ج 4 ص 208.


التسليم


اختلفوا في وجوب التسليم فهو عند الشيعة واجب و جزء من الصلاة فيجب فيه جميع ما يشترط فيها، و به يخرج المصلي من الصلاة و تركه عمدا مبطل، و وافقهم في الوجوب مالك، و الشافعي، و أحمد.



[ صفحه 318]



و قال أبوحنيفة: هو سنة لو تركه صحت صلاته، و لو فعل فعلا منافيا للصلاة من حدث و غيره في آخرها صحت صلاته.

و صورة التسليم عند الشيعة، أن يقول المصلي - بعد أن يفرغ من صلاته و يشهد الشهادتين و يصلي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم - كما في التشهد الأول -: السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و علي عبادالله الصالحين، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

و الواجب منه احدي الصيغتين فان قرأ الصيغة الأولي - و هي السلام علينا و علي عبادالله الصالحين - كانت الثانية مستحبة، و ان قرأ الثانية و هي: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اقتصر عليها، و أما السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته فليس من صيغ السلام بل هو من توابع التشهد و ليس واجبا بل هو مستحب، و قيل: انه واجب.

و يجب فيه المحافظة علي أداء الحروف و الكلمات علي النهج الصحيح مع العربية و الموالاة.

و اختلفوا في الواجب من السلام فقال أبوحنيفة و أحمد: هو تسليمتان و قال مالك: واحدة. و للشافعي قولان أصحهما تسليمتان، و قال مالك: التسليمة الأولي فرض علي الامام و المنفرد، و زاد الشافعي و علي المأموم، و قال أبوحنيفة: ليست بفرض. و عن أحمد روايتان المشهور منهما أن التسليمتين جميعا واجبتان، و التسليمة الثانية سنة عند أبي حنيفة.


ابوحنيفة


ذكرنا في الجزء الأول من كتابنا بعضا من جوانب شخصية الامام أبي حنيفة و عوامل شهرته، و يواجه الباحث في ذلك أكثر أنواع الاعجاب و أشد أشكال العداء. فقد أطلق عليه أنصاره كل ما يخطر ببال من مفردات الاطراء و الاعجاب، فرفعوه الي مستوي الأنبياء، و فوق درجة الأولياء. بينما هبط خصومه بشخصيته الي مستوي الدون، فجردوه من كل فضيلة، و سلبوه كل ما يؤهله لمنزلة علمية أو مكانة دينية.

و نحن في خضم هذه التناقضات، نستخلص شخصية النعمان كرئيس مذهب و صاحب مدرسة،لنكشف بعض العوامل التاريخية التي بقيت مهملة عن قصد، أو لم تتضح للكثيرين ممن تصدوا للبحث، و لم يتمثلوا عناصر التاريخ أو يستوعبوا طبيعة الظرف.

و الامام أبو حنيفة من أقرب الناس الي أهل البيت، و أكثر أئمة المذاهب اتصالا بالامام الصادق عليه السلام و لقد انعكس ذلك بآثاره الواضحة في أفكاره و مواقفه.

و ما كان الامام أبوحنيفة ليظهر في نظر البعض بعيدا عن أهل البيت لولا نظرة المنصور السياسية. و محاولته التأثير في مواقف أبي حنيفة و تصرفاته، و الاستفادة من علمه في التأثير علي مكانة الامام الصادق عليه السلام و دفعه الي خط العداء لآل البيت.

و لقد مر أبوحنيفة بظرف يقرب من المحنة، استطاع أن يجتازها، و أن يحمي نفسه من عذاب الحكام و لذعات عنفهم.

تمتع أبوحنيفة بشهرة تظافرت علي قيامها عوامل كثيرة، أهمها قدرته في القياس، و استطاع أن تكون له مدرسة متميزة هي التي خدمت شخصيته، و عملت علي شهرته و رفع مكانته، فقد كان أبوحنيفة محور دائرة الخلافات بين أهل الرأي و أهل الحديث، اذ عرف بالرأي و كثرة القياس، مع قلة العمل بالحديث، و قد اشتهرت مدرسته بذلك، و لقيت معارضة شديدة من حملة العلم و أهل الحديث لاقترانها بالرأي و القياس.

و سار أصحاب أبي حنيفة علي رأيه، و طبقوه فيما عرض لهم من مسائل. و قام



[ صفحه 136]



تلامذته بنصرة مذهبه، و في طليعتهم القاضي أبويوسف، و بواسطته نالت المدرسة شهرة واسعة. اذ كانت بيده تولية القضاة، و هو بمنزلة وزير العدل في العصر الحاضر فهو لا يولي الا من كان علي مذهبه. كما قام جماعة بنصرة المذهب و نشره، منهم: زفر بن الهذيل، و محمد بن الحسن الشيباني، و الحسن بن زياد اللؤلؤي. و غير هؤلاء من أهل العراق الذين عرفوا بأهل الرأي كابن سماعة، و عافية القاضي، و مطيع البلخي و بشر المريسي... و منشأ تسميتهم بأصحاب الرأي، هو أن عنايتهم بتحصيل وجه القياس و المعني المستنبط من الأحكام و بناء الحوادث عليها، و ربما يقدمون القياس الجلي علي أخبار الأحاد كما اشتهر عن أبي حنيفة أنه قال:

علمنا هذا رأي، و هو أحسن ما رأينا، فمن قدر علي غير ذلك فله ما رأي و لنا ما رأينا [1] .

و جاء عن أبي يوسف أنه قال قبيل وفاته: كلما أفتيت به؛ فقد رجعت عنه [2] .

و جاء عن أبي حنيفة أنه قال لأبي يوسف: ويحك يا يعقوب لا تكتب كلما تسمع مني، فاني قد أري الرأي اليوم و أتركه غدا، و أري الرأي غدا و أتركه بعد غد [3] .

و قد اشتهر عن أبي حنيفة قوله: لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتي يعلم من أين قلت [4] و في رواية: حرام علي من لا يعرف دليلي أن يفتي بكلامي. و قد زيد في رواية قوله: فاننا بشر نقول القول اليوم و نرجع عنه غدا.

و لقد تشدد أبوحنيفة في الحديث، و كان لذلك أسبابه، اذ ان تلك الفترة قد شهدت موجات الوضع في الحديث، ولكي يضمن أصحاب المسائل القبول، كانت فتاواهم تساق الي الناس بصيغ الحديث بالنص أو بالمعني أو بغيرها من الطرق التي شاعت، فأصبح الكذب علي الرسول الأعظم سهلا و تكسب به لارضاء الحكام، و وضع الأحاديث وفق أهوائهم حتي بلغ الأمر حدا يثير سخرية الحكام، كما يثير



[ صفحه 137]



الأذي في نفوس المؤمنين [5] و كان أبوحنيفة لا يري أن يروي الحديث الا ما حفظه عن الذي سمعه منه، و هي رواية أبويوسف. أما رواية أبوحمزة فبعضها: سمعت أباحنيفة يقول: اذا جاء الحديث الصحيح الاسناد عن النبي عليه السلام أخذنا به، و اذا جاء عن الصحابة تخيرنا، و ان جاء عن التابعين زاحمناهم و لم نخرج عن قولهم. و في أخري: و ما جاءنا عن أصحابه رحمهم الله اخترنا منه و لم نخرج عن قولهم، و ما جاء عن التابعين فهم رجال و نحن رجال [6] و الأخيرة أقرب الي حقيقة موقف أبي حنيفة و أخذه بالرأي.

و قد توافر لمدرسة أبي حنيفة أنصار عملوا بالرأي و أخذوا بالقياس، و أعلنوا اختلافهم عن أهل الحديث. فاشتهرت مدرسة الرأي، و ارتبطت باسمه و تزعم تيارها. و لأن تلامذة أبي حنيفة و أنصاره كانا من النشاط و الفعالية بالدرجة الملحوظة؛ فقد استقرت مدرسة الرأي و انتشرت في العراق.

و هناك خلاف حول الشخص الذي أرسي دعائم مدرسة الرأي و أعلي بنيانها؟

هل هو ابراهيم، أم حماد؟ و يذهب بعضهم الي القول بأن مؤسسها هو الخليفة عمر بن الخطاب. فيقول أحمد أمين: و كان حامل لواء هذه المدرسة عمر بن الخطاب، و أشهر من سار علي طريقته عبدالله بن مسعود في العراق، فكان يتعشق عمر و يتعجب بآرائه. و جاء في أعلام الموقعين: أن ابن مسعود كان لا يكاد يخالف عمرا في شي ء من مذاهبه.

و قد انطوي عهد عمر الي أبي موسي عبدالله بن قيس الأشعري علي اشارات تحض علي القياس عندما قال: الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب و لا سنة، ثم أعرف الأشباه و الأمثال، و قس الأمور عند ذلك، و أعمد الي أشبهها بالحق.



[ صفحه 138]



و مع أن صحة هذا العهد موضع نظر، الا أنه من أكبر دعائم القول بقدم الرأي عند القائلين به، رغم أن الطرف الآخر ينسب الي عمر قولا يعارضه.

و قال الشعبي: كان عبدالله لا يقنت، ولو قنت عمر لقنت عبدالله [7] و يظهر من هذا أن عمر كان يعمل بالرأي، و هو مؤسس هذه المدرسة، و سار عبدالله بن مسعود علي منهجه، فكانت فتواه هي فتوي عمر بن الخطاب، فالرأي متحد.

أخذ أبوحنيفة العلم عن حماد بن سليمان، و أخذ حماد عن ابراهيم النخعي، و أخذ ابراهيم عن علقمة بن قيس، و علقمة هو تلميذ ابن مسعود، فكان ابراهيم لا يعدل بقول عمر و ابن مسعود، و اذا اجتمعا كان قول عبدالله أعجب لأنه كان ألطف.

و من هذا اشتهرت مدرسة الرأي في العراق لأن عبدالله بن مسعود كان قد أقام في الكوفة مدة من الزمن، و كان يفتي الناس و يحدثهم.

قال أبوعمر الشيباني: كنت أجلس الي ابن مسعود حولا لا يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاذا قالها استقلته الرعدة [8] .

فاذا كان ابراهيم ألزم لأقوال ابن مسعود، فأبو حنيفة كان يلازم أقوال ابراهيم و أقرانه، و لا يجاوز الا ما شاءالله، و كان عظيم الشأن في التخريج علي مذهبه، دقيق النظر في وجوه التخريجات. و اذا أردت أن تعلم حقيقة ذلك، فلخص أقوال ابراهيم من كتاب الآثار لمحمد، و جامع عبدالرزاق، و مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، ثم قايسه بمذهبه؛ تجده لا يفارق تلك المحجة الا في مواضع يسيره، و هو في تلك الموارد اليسيرة لا يخرج عما ذهب اليه فقهاء الكوفة [9] .

و لقد أعلنت المدينة غضبها علي أهل الرأي و بالأخص الكوفة و العراق بصورة عامة، و من شدة الصراع و تفاقم الخلافات، تحامل حملة الآثار علي أهل العراق. فقالوا بعدم علمهم بالحديث، الأمر الذي ألجأهم الي التمسك بالرأي و العمل بالقياس.



[ صفحه 139]



و قد صدرت عن مالك بن أنس ألفاظ تعبر عن عمق التأثر، فقد قيل عنه أنه قال: أنزلوهم - أي العراقيين - منزلة أهل الكتاب، لا تصدقوهم و لا تكذبوهم، و قولوا آمنا بالذي أنزل الينا و أنزل اليكم، و الهنا و الهكم واحد [10] .

و دخل عليه محمد بن الحسن الشيباني فسمعه يقول هذه المقالة، ثم رفع رأسه فقال للشيباني: يا أباعبدالله، أكره أن تكون غيبة، كذلك أدركت أصحابنا يقولون. و كان مالك اذا نظر الي أصحاب الرأي من العراقيين يقرأ: (تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر) [11] .

و كان يسمي الكوفة: دارالضرب. يعني أنها تضع الأحاديث و تخرجها كما تخرج دار الضرب الدراهم و الدنانير.

و قال عطاء لأبي حنيفة: من أين أنت؟

قال: من أهل الكوفة.

قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا؟ و ان صدور أمثال هذه الأقوال من رجل كمالك بن أنس - الشخصية الدينية و السياسية في آن واحد - لها أثرها، و ان شيوع أشياء كهذه لها نتائجها الخطيرة التي تستلزم حشد الجهود و تعبئة القوي لرد خطر ما ينجم من ورائها من تفاعلات. فكانت مقابلات حادة و مواجهات تتصف بالعنف و الخروج عن قواعد المساجلات العلمية.

و قد كانت شهرة أصحاب الرأي سريعة، استطاعت أن تكون بازاء مدرسة الحديث بتاريخها و مواقعها، و لما كان أبوحنيفة ينتقي أصحابه و يختارهم فيتعاهدهم بالرعاية و العناية كاختياره لأبي يوسف و رعايته للآخرين، لذا فقد تأثروا به غاية التأثر، و أصبحوا متفرغين لتطبيق منحي الرأي و الدفاع عنه.

كما كان أبوحنيفة يشجع الجدل بين تلامذته، و يتركهم يتبادلون الأقوال و الحجج، و قد يستغرق ذلك وقتا طويلا في جلسة واحدة و باشراف أبي حنيفة. حتي نبغ تلامذته، و كانوا من أعمدة القياس، و أصبحت صورة حلقة أبي حنيفة في أذهان الناس تتكون من أجزاء بعضها يكمل بعضا، حتي قال وكيع لرجل قال أخطأ أبو



[ صفحه 140]



حنيفة: كيف يقدر أبوحنيفة أن يخطي ء و معه مثل أبي يوسف و زفر في قياسهما؟ [12] .

ولكن الأمر في المدينة غيره في العراق، فقد كانت الصورة تظهر أباحنيفة و هو يقود حركة القياس. فيروي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أباحنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.

لقد بلغ أبوحنيفة من حضور الذهن و توقد الذكاء مستوي جعله يتغلب علي منافسيه بطرقه و قياسه، كابن أبي ليلي، الذي كان اختلافه معه في المسائل مادة كاملة ضمها مصنف كامل. و منها عندما اجتمع أبوحنيفة و ابن أبي ليلي عند أبي جعفر المنصور فسأل ابن أبي ليلي أبا حنيفة عمن باع ثوبا و تبرأ من العيب؟ فقال: اذا برأه فقد بري ء. و قال ابن أبي ليلي: لا يبرأ حتي يضع يده علي العيب. فلم يزل يدخل عليه أبوحنيفة حتي قال: لو أن امرأة[و ذكر ما يعني أنها من العباسيين]باعت عبدا و علي رأس ذكره برص، أيجب عليها أن تضع يدها علي رأس ذكره؟ فقال ابن أبي ليلي: يجب عليها ذلك. فغضب المنصور عند ذلك و أهانه، فظفر به أبوحنيفة.

لقد كان أبوحنيفة محور دائرة الخلافات، و الهدف الذي يوجه اليه الطعن. و قد حمل العلماء علي أهل الرأي حملة شعواء، و أورد أهل الحديث روايات عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في ذم الرأي، منها:

«ان الله لا ينزع العلم من الناس بعد اذ أعطاهموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقي أناس جهال يستفتون برأيهم فيضلون و يضلون» [13] .

و حدثوا عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «تفترق أمتي علي بضع و سبعين فرقة، أعظمها فتنة قوم يقيسون الدين برأيهم، يحرمون به ما أحل الله، و يحلون به ما حرم الله» [14] و أوردوا عن عمر بن الخطاب قوله: اياكم و أصحاب الرأي، فانهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها؛ فقالوا بالرأي، فأخلوا و أضلوا.



[ صفحه 141]



الي كثير من الأحاديث التي أوردوها، و الأقوال التي نقلوها عن الصحابة و التابعين و أتباعهم. و اشتد النزاع و تحول الي تعصب قبلي و تحزب اقليمي، و أصبح من المحتم علي أصحاب الرأي و علي العراقيين و الكوفة بالأخص أن ترد علي تلك الهجمات، و أن تنتصر لوطنها و آرائها.

و علي هذا النحو استمر الوضع من تربص كل فريق بالآخر، فتنابزوا و تقابلوا بانتقاص البعض للبعض، و عيروا أهل الكوفة بالنبيذ، و أهل المدينة بسماع الغناء. و اشتدت عصبية كل قوم لبلدهم، و كان للأدب قسط وافر في هذا الصراع في عصر أبي حنيفة و بعده.

قال عمار الكلبي يذم أهل الحديث:



ان الرواة علي جهل بما حملوا

مثل الجمال عليها يحمل الودع



لا الودع ينفعه حمل الجمال له

و لا الجمال بحمل الودع تنتفع



و يقول بعضهم:



يحمل أسفارا له و ما دري

ان كان ما فيها صوابا أو خطأ



ان سئلوا قالوا كذا روينا

ما ان كذبناه و لا اعتدينا



و قال بكر بن حماد قصيدة منها:



و كل شياطين العباد ضعيفة

و شيطان أصحاب الحديث مريد



و أثارت هذه القصيدة حمية كثير من الشعراء المنتصرين لأهل الحديث فعارضوها بعدة قصائد كابن غياث عبدالسلام بن يزيد اذ يقول:



تعرضت يا بكر بن حماد حطة

بأمثالها في الناس شاب وليد



فذمك هذا في المقال مذمم

و ذمك هذا في الفعال حميد



و هي قصيدة طويلة [15] .

و منها قول أحمد بن عصفور يعارض ابن حماد:



[ صفحه 142]



أيا قادحا في العلم زند عمائه

رويدا بما تبدي به و تعيد



جعلت شياطين الحديث مريدة

ألا ان شيطان الخلال مريد



و جرحت بالتكذيب من كان صادقا

فقولك مردود و أنت عنيد



و مهما كان الشعر في معركة الرأي و الحديث فانه لا يبلغ في تأثيره و فعله ما يصدره أصحاب الحديث أنفسهم و الذين يتصدون للرد علي أهل العراق و اعلان سخطهم علي أبي حنيفة لأنه يتزعم حركة القياس بازائهم.

و قد أجحف خصومه في نقده و التحامل عليه و الطعن في معتقده حتي قالوا عنه: انه استتيب من الكفر مرتين [16] و انه اذا جاء الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم فيخالفه الي غيره [17] و قد خالف مائتي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [18] .

و قد حددوا كفره بالقرآن بآيتين، كما ورد عن شريك أنه قال: كفر أبوحنيفة بآيتين من كتاب الله... [19] .

و قد جعلوا وجوده ضررا علي الاسلام، و بقاءه هدما للدين و فتكا بالمسلمين، لأنه يهدم الاسلام عروة عروة، و أنه شر مولود ولد في الاسلام [20] .

و قد أورد الخطيب في تاريخه، و ابن عبدالبر في انتقائه أقوالا كثيرة أطلقها خصومه، و شاعت في أندية المجتمع، حتي بلغت الي المنامات و الأطياف، اذ كان لها سوق رائج في عصور التطاحن المذهبي، و لا أري داعيا لاستعراض تلك الأقوال مناقشا لها أو مؤيدا. و سنعاود بحث أمرها في الجزء الثامن.

و علي أي حال، فقد دلنا التتبع علي أن شخصية أبي حنيفة لمعت بعد أن رسخت قدم تلامذته في الدولة، و أصبح لهم النفوذ التام عندما ارتبطوا ارتباطا وثيقا بسياستها، و كان فيهم القضاة و ذو و النفوذ، فانتشر المذهب المنسوب اليه، و اتسعت مدرسته بقوة تلامذته، و قد أدت عوامل التضارب و شدة الخلافات الي ايجاد جو



[ صفحه 143]



مضطرب حمل بعض الاتباع علي أن يضعوا الأخبار، و يختلفوا الحكايات. بل وضعوا كتبا مطولة لاعلاء شأنه. مما أدي بالباحث عنه أن يجد الصعوبة في بحثه عن الحقيقة الكامنة وراء أكداس من الدعايات. فاذا أردنا الوقوف علي حقيقة ما يدعي له من سعة العلم، و أن الناس عيال عليه، و انه وضع سبعين ألف مسألة في الفقه، فانا نجد أقرانه و معاصريه لم يعرفوا عنه ذلك، كما أن تلامذته و المنتسبين لمدرسته قد خالفوه في كثير من الآراء، و ردوا الكثير من أقواله. و أقوالهم في جميع الأبواب الفقهية الي جنب أقواله. فمرة يتفقون معه، و مرة يخالفونه. و قد بينا منزلته في الحديث، و ما قالوه عنه: بأنه لم يكن صاحب حديث بل قياسا. و أنه لم يعرف الا سبعة أحاديث. و قد وجدنا أكثر الرواة و المحدثين لم يرووا عنه، و ضعفه البخاري [21] و ترك حديثه، و كذلك بقية أصحاب الصحح الستة. و قال يحيي بن معين: لم يكن أبوحنيفة صاحب حديث. و قد مرت الأقوال في ذلك. و نحن لا نذهب لتأييدها، لأنها كانت مصوغة بقالب التحامل عليه.

لقد كان أبوحنيفة حريصا علي طلب العلم، عرف بقدرته علي المناظرة و ذكائه و نباهته، و كان محمد يختلف الي الامام الصادق عليه السلام و يسأله عن كثير من المسائل مع أدب و احترام، و لا يخاطبه الا بقوله: جعلت فداك يا ابن رسول الله. و قد روي أبوحنيفة عن الامام الصادق. و كان الامام الصادق ينهاه عن القياس، و يشدد الانكار عليه و يقول: «بلغني أنك تقيس الدين برأيك، لا تفعل فان أول من قاس ابليس».

و قد علم الامام الصادق صفات أبي حنيفة و قدراته، فكان عليه السلام يوجه اليه المسائل التي تتفق مع ما عرف عن أبي حنيفة من الذكاء. قال له الامام عليه السلام: «يا أباحنيفة ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟ قال: يا ابن رسول الله ما أعلم فيه. فقال: أنت تتداهي و لا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية، و هو ثني أبدا» [22] .



[ صفحه 144]



و يظهر لنا تاريخ حياة أبي حنيفة، أنه كان من الشخصيات المرموقة في عصره، و كانت له حلقة درس يرتادها جماعة و في طليعتهم تلميذه الأول أبويوسف. و أصبحوا من بعده علماء و لهم أراؤهم الخاصة و أقوالهم المنفردة عن قوله، و لأن أباحنيفة قد عرف بالقياس؛ فقد نقم عليه علماء عصره، و شددوا عليه النكير. فلم يخضع لواحد منهم الا للامام الصادق عليه السلام كما يستدل من قوله المشهور: لولا السنتان لهلك النعمان. و المراد بالسنتين هما اللتان قضاهما في المدينة مع الامام الصادق عليه السلام في آخر أيامه، و أخذ عنه العلم، و قد نهاه عن استعمال القياس و قال له: «انه أول من قاس ابليس» في قصة طويلة. و مما يدل من بعض آثاره أنه ترك القياس، الا أن مدرسته ظلت تأخذ به، و كما اشتهرت مدرسة أبي حنيفة بالقياس، فقد اشتهرت باستعمال الحيل الشرعية، و قد نسبوا له كتاب الحيل الشرعية. و من المستحسن الاشارة لذلك بموجز من البيان لتظهر لنا حقيقة لها أهميتها في تاريخ حياة الامام أبي حنيفة. فهل كان أبوحنيفة يستعمل الحيل، و أنه وضع في ذلك كتابا تداوله الناس، أم أنها نسبة لا أصل لها؟.


پاورقي

[1] فريد وجدي، دائرة المعارف ج 4 ص 156.

[2] شيخ الأمة لسيد الأهل ص 138.

[3] الاجتهاد و المجتهدون ص 102.

[4] الانتقاء لابن عبدالبر ص 145.

[5] نضرب مثلا بأبي البختري و غيره ممن جاء بعده في مسألة اقبال خلفاء بني العباس علي تطيير الحمام. دخل أبوالبختري علي هارون و هو يطير الحمام، فقال له: تحفظ في هذا شيئا؟ فقال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يطير الحمام. و يأتي غيره فيضع بلا حياء حديثا علي لسان النبي الأعظم باضافة «جناح» الي حديثه عليه السلام: لا سبق الا في خف أو حافر. ليرضي خليفة آخر من بني العباس.

[6] الانتقاء لابن عبدالبر.

[7] فجر الاسلام ص 240 ط 7.

[8] نفس المصدر السابق.

[9] ولي الله دهلوي، رسالة الانصاف. و دائرة المعارف، فريد وجدي ج 3 ص 206.

[10] ابن عبدالبر، جامع بيان العلم و فضله ج 2 ص 1574.

[11] ضحي الاسلام ج 2 ص 152.

[12] تاريخ بغداد ج 14 ص 247.

[13] أخرجه الحافظ ابن عبدالبر بطريق عن عبدالله بن عمرو بن العاص.

[14] أخرجه الحافظ ابن عبدالبر بطريق عن ابن مالك الأشجعي.

[15] جامع بيان العلم و فضله ج 2 ص 126.

[16] الانتفاء لابن عبدالبر ص 150.

[17] مختلف تأويل، الحديث ص 63.

[18] ابن عبدالبر، الانتفاء ص 150.

[19] الخطيب، تاريخ بغداد ج 13 ص 372.

[20] الانتفاء ص 150.

[21] كان طعن البخاري في أبي حنيفة في كتابه الضعفاء لا يقل نقمة و سخطا عن منهج الخطيب البغدادي علي قلة العبارة و موجز القول. و قد كان النسائي في كتابه الموسوم بالضعفاء و المتروكين أقل سخطا.

[22] المصايد و المطارد لكشاجم ص 202. و وفيات الأعيان ج 1 ص 212. و مرآة الجنان ج 1 ص 305.


الامام الصادق و موقفه من الحكام الظالمين


(و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار) [هود: 113].

(و من لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الظالمون) [المائدة: 45].

من أبرز سمات تاريخ أهل البيت، و أظهر خصائص سيرهم، هو النهي عن الظلم و محاربة الظالمين. و قد قام رجال أهل البيت النبوي بما يجب عليهم من نصرة العدل و الوقوف بوجه الطغاة، و كانت مواقفهم كما تقتضيه المصلحة الدينية و تحتمه ضرورات الرسالة و الدعوة.

كانوا عليهم السلام يعظمون علي الانسان ارتكاب العدوان علي الغير و ظلم الناس، فهذا امام أهل العدل أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: «و الله لئن أبيت علي حسك السعدان مسهدا، أو أجر في الاغلال مصفدا؛ أحب الي من أن ألقي الله و رسوله ظالما لبعض العباد و غاصبا لشي ء من الحطام».

و قد اتفقت الشرائع و تطابقت الأديان كما تسالمت العقول علي قبح الظلم، فسعي سيد الخلق و خاتم النبيين محمد صلي الله عليه و آله و سلم الي ارساء قواعد العدل في حياته، و تأكيد مبادي ء المساواة علي عهده، ثم وضع الناس في صورة ما ستكون عليه الحال و ما ستؤول اليه. فعن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون بعدي، من غشي أبوابهم و صدقهم في كذبهم، و أعانهم علي ظلمهم فليس مني و لست منه، و لا يرد علي الحوض. و من لم يغش أبوابهم و لم يصدقهم في كذبهم، و لم يعنهم علي ظلمهم فهو مني و أنا منه، و سيرد علي الحوض» [1] .



[ صفحه 304]



و قد خرج الامام أحمد و الترمذي و النسائي و ابن حيان في صحيحه ذلك.


پاورقي

[1] تيسير الوصول للشيباني ج 2 ص 40.


مقدمة


«السلطان كراكب الأسد، يهابه الناس، و هو لمركوبه أهيب».

(أفلاطون)

آل الخلافة الي بني العباس سنة 132، و كان «السفاح» [1] أول خلفائهم، ثم مات فخلفه أبوجعفر المنصور [2] ، ليبقي في الخلافة اثنين و عشرين عاما (136 - 158). وطد فيها أركان الدولة العباسية، و أخضع الخارجين عليها في كل أرجاء «الامبراطورية»، فهي لم تعد دولة دينية كما دعوا لها منذ بثوا دعاتهم من فاتحة القرن، و لم تصر «للرضا من آل محمد» كما كانوا يدعون، بل غصبوا حق أبناء علي، كما كان بنو علي عند قيامها عاجزين عن تولي السلطة، و كان أحقهم بها - و هو جعفر بن محمد - عازفا عنها [3] ، عارفا أن مهمة حياته هي



[ صفحه 90]



تعليم المسلمين.

وجرت الأمور مجراها الطبيعي للغالبين علي السلطة، يطوون أضالعهم علي الخوف و الحقد و الحذر، و يشرعون أسلحتهم في كل مكان للدفاع عن دولتهم، و كان ذوو القربي في طليعة الأعداء، فاستعرت الشحناء بين الأقرباء، ثم سالت الدماء، و جعفر الصادق بعزوفه و استعلائه بعيد عن المذابح، لكن بعده عنها لا يقيه بطش خليفة حذر متنمر، تدعوه الي المواجهة الشرسة ما توسوس له هواجسه؛ مخافة أهل البيت و شيعتهم. و كان توفيق السماء حليف الامام في مواجهاته و ان بقيت الدولة علي حذرها، تنزل بأهل البيت العذاب و الاسترهاب، و الحبس و القتل، للخلاص منهم، مع التظاهر بالعدل فيهم، حتي تقطع دابرهم.



[ صفحه 91]




پاورقي

[1] هو عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب؛ أبوالعباس، أول خلفاء الدولة العباسية، و أحد الجبارين الدهاة من ملوك العرب، ولد سنة 104 ه بالشراة، و قام بدعوتة أبومسلم الخراساني، فبويع له بالخلافة جهرا سنة 132 ه.

كان شديد العقوبة، عظيم الانتقام، تتبع بقايا الأمويين بالقتل و الصلب و الاحراق حتي لم يبق غير الأطفال، لقب بالسفاح لكثرة ما سفح من دمائهم، كان مقر خلافته بالهاشمية، و هو أول من أحدث الوزارة في الاسلام، مرض بالجدري و توفي بالأنبار سنة 136 ه. (الأعلام: ج 4 ص 115).

[2] عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس؛ أبوجعفر، ثاني خلفاء بني العباس، و أول من عني بالعلوم من ملوك العرب. كان عارفا بالفقه و الأدب، محبا للعلماء، ولد في الحميمة من أرض الثراة سنة 95 ه، و ولي الخلافة بعد أخيه السفاح سنة 136 ه، و هو باني مدينة بغداد، أمر بتخطيطها سنة 145 ه و جعلها دار ملكه بعد الهاشمية. عمل أول اصطرلاب في الاسلام، كان بعيدا عن اللهو و البعث، توفي ببئر ميمون من أرض مكة سنة 158 ه. (الأعلام: ج 4 ص 116).

[3] ان عزوف الامام الصادق عنها انما لأمور، منها: علمه أنها لا تصير له، فقد روي أنه لما أراد بنو هاشم مبايعة الامام الصادق عليه السلام في أخريات الدولة المروانية بعد ما وردتهم الكتب و الرجال من خراسان لاعلان الثورة تحت شعار: «الرضا من آل محمد» قال الامام عليه السلام لعبدالله بن الحسن: «و الله انها ليست لك و لا لابنيك، و انها لصاحب القباء الأصفر، والله ليلعبن بها صبيانهم و غلمانهم» ثم نهض و خرج، و كان المنصور العباسي يومئذ حاضرا و عليه قباء أصفر. راجع: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص 332، و الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 121، و جامع كرامات الأولياء للعلامة النبهاني: ج 2 ص 4، و مناقب آل الرسول للنجف آبادي: ص 175، و غيرهم كثير. بل أن العباسيين كانوا يذهبون الي هذا المعني، فهذا محمد بن علي العباسي يقول لبكير بن ماهان: «و حذر شيعتنا التحرك في شي ء مما تحرك فيه بنو عمنا آل أبي طالب، فان خارجهم مقتول و قائمهم مخذول، و ليس لهم من الأمر نصيب» طبيعة الدعوة العباسية: 152.


الأدلة علي عصمة آل البيت


1- آية التطهير: و هي انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا [1] ، و تقريب الاستدلال بها علي عصمة آل البيت (ع) ما ورد فيها من حصر ارادة ذهاب الرجس - أي الذنوب عنهم بكلمة انما و هي من أقوي أدوات الحصر و استحالة تخلف المراد عن الارادة بالنسبة له تعالي من البديهات لمن آمن بالله عزوجل و قرأ في كتابه العزيز.

(انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) [2] .

و نخرجها علي أساس فلسفي من البديهيات أيضا لمن يدرك أن ارادته هي العلة التامة أو آخر اجرائها بجميع مخلوقاته و استحالة تخلف المعلول عن علته من القضايا الأولية و لا أقل من كونها من القضايا المسلمة لدي الطرفين كما سبقت الاشارة الي ذلك و ليس معني العصمة الا استحالة صدور الذنب عن صاحبها عادة [3] .

اذا ثبت بالنص القاطع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ان



[ صفحه 344]



هذه الأنوار الالهية و الهياكل القدسية شاءها الله أعلاما للأمة و منارا يمسح عنها مملوكات الظلام.

و اذا كان الامام الصادق احدي حلقات هذه السلسلة فلابد أن ينعكس علمه و خلقه و طيب أحاديثه و عطورة أخلاقه علي الأمة و لقد كان ذلك.

فالامام الطاهر المعصوم عكس طهارته علي شيعته و جماعته فأدبهم و دفعهم نحو ارتكاب الطاعة و ترك المعصية بل راقب سلوكهم فكان أحيانا يمنعهم حتي من ارتكاب المكروه أو يحثهم كثيرا علي ما يقرب الناس لآل البيت الذين هم ورثة النبي صلي الله عليه و آله و سلم حقا و مدرسة العصمة عند ما تقود حركة الأمة سوف توصلها الي الشاطي ء الأمين و تمنعها الورود في حياض المذلة و المهانة.

فالقائد المعصوم دائما يصحح المسيرة و يحفظها من المتاهات و يدفع عنها عاديات الزمن.

و من هنا كان الامام الصادق (ع) يقوم بدورين الأول حفظ المسيرة من الانحراف و فكريا و سلوكيا. و الثاني حمايتها من سهام الأعداء و التي كانت توجه اليها فكريا لارغامها علي التراجع أو العمل علي تحجيمها و كانت مواقف الامام أكثر وضوحا و أشد ثباتا في حماية الشريعة و الدفاع عنها في حال ظل أهل الحكم و الحكومة مشغولين بلذات الجواري الحسان و الحدائق الغناء مع عزف طنبور و رقص مخمور و غناء المخنثين حتي كأنك لا تري في قصور هؤلاء شيئا للخلافة الاسلامية و مقامها السامي فضلا عن اهتمامها بحماية المسيرة أو الدفاع عنها.

أما الامام الصادق (ع) فكانت القلب النابض و الروح الخلافة و الفارس المقدام في حماية أمة جده و رسالته المباركة و هكذا كانت مواقف آبائه و أجداده انصهارا كاملا في الاسلام و ذوبانا مطلقا في الله حتمي نما الاسلام و ارتفع بناؤه و دوي صوت القرآن و سمع نداؤه.


پاورقي

[1] سورة الأحزاب - 33 -.

[2] ياسين آية 81.

[3] أصول الفقه المقارن محمد تقي الحكيم 149.


النضال السلبي في سياسة الامام


كان منطلق الامام الصادق عليه السلام السياسي أن يشاطر الأمة مأساتها فيما أصيبت به من نكسات و كوارث جراء تسلط الجبابرة و تحكم الظالمين، و لم يكن الامام ليلقي الحبل علي الغارب تجاه الممارسات اللا انسانية لذوي النفوذ و القرار، و ليس باستطاعته - و هو ذو الولاية العامة - الكفاح المسلح لما أوضحناه سابقا: قلة من الأنصار، أجواء غائمة من الارهاب، عد تنازلي في الوعي الرسالي، سياسة خرقاء في القسوة و العنف، انتقام من المعارضين لا حدود له، ضغوط نفسيه مكثفة ضد أهل البيت و أوليائهم، آلاف المرتزقة، من عملاء الأنظمة الجائرة، مئات العيون و الأرصاد و المسالح تحوط المشتبه بولائهم للنظام العباسي، وعاظ السلاطين يبيحون كل شي ء للحاكم دون أية تبعة، فالدماء تذهب جهارا، و الممتلكات تصادر استيلاء، و الأفواه تكم استرهابا، و الألسن تجذ استلالا، و الحريات تخنق انتهاكا، و حقوق الانسان في دوامة مفجعة من الضياع.

هذا التخبط العشوائي في الاجراءات بلغ ذروته في عهد أبي جعفر المنصور، فلم يترك حرمة الا انتهكها، و لا ذمة الا خفرها، و لا جريمة الا ارتكبها، حتي نسي الناس عهد الأمويين و الجاهلية.

سأل المنصور عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، و هو صديقه قبل الخلافة: كيف سلطاني من سلطان بني أمية؟

فأجابه صديقه الأفريقي بصراحة تامة: «ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئا،



[ صفحه 115]



الا رأيته في سلطانك» [1] .

هذا التقرير ينطلق به لسان الأصدقاء و هم مشفقون علي النظام، فما رأيك في المعارضين و هم مغضبون؟

و الرزية الكبري أن يرحب المأجورون للمنصور بفداحة أعماله، و يؤيدون خطوات تهوراته، باعتباره ظل الله في الأرض.

و قد رأي الأستاذ الشرقاوي: «أن المنافقين قد أحاطوا بالمنصور فأوهموه بأنه فوق الحساب لأنه ظل الله في الأرض، حتي لقد جعلوا المنصور يحمل الناس علي تقبيل الأرض بين يديه، ثم وصل فجور هؤلاء المرتزقة الي آخر مدي، فوضعوا الأحاديث النبوية لخدمة الطبقة الحاكمة، حتي الأحاديث لم تسلم من تزييفهم» [2] .

و لقد كان المنصور جبارا في الأرض، و كان مثلا بارزا في البغي و الفساد و الاضطهاد، و كان يثأر لنفسه من أية منافسة يقررها فيكره و تفكيره.

و كان الامام الصادق عليه السلام - و لا مقارنة بين الرجلين - قد تجاوزت شهرته الحدود الاقليمية للحجاز، و اتسعت رقعة قيادته الدينية في العالم الاسلامي، و هذا في تفسير الحاكمين منافسة في العنوان، و ان لم يكن منافسة في السلطان و معني هذا أن القاعدة الشعبية التي يستند اليها الامام، قد وصلت الي الحد الذي يري فيه الحكم خطرا محدقا علي زعامته.

و كان مبدأ الاحتواء السياسي قديما قدم السلاطين، و لقد فشلت كل محاولات احتواء الامام و استمالته من قبل النظام العباسي كما رأيت و ستري.

و كان الامام خبيرا بموقعه، و شطر الأمة يري امامته و عصمته و أحقيته بالخلافة، و الناس ليسوا سواء في التجربة و دقة النظر، و الامام بين عاملين



[ صفحه 116]



متقابلين، اما أن ينخرط في سلك العمل السياسي في غير عدة منظورة، و أما أن يبتعد عن الأجواء السياسية.. و كان دوره المسؤول يقضي بالاعتزال عن المناخ السياسي دون الرضوخ الي ارادة الحاكمين، و لكنه يتحرك عبر قنوات أخري في اطار لا يعين به الظالم، و لا يؤيد سطوته، و لا يسير بركابه، و لا يتركه و شأنه، و انما ينطلق من خلال ما يمليه الواجب الرسالي وحده، فهو في الوقت الذي يتحاشي في الاصطدام مع الحاكمين، نراه يدعو الي الابتعاد عن حضيرتهم، و يشجب التعاون معهم، و يعتبر الانتماء لهم انهيارا في المثل و القيم، و حبطا للأعمال و المبرات، و كان هذا السبيل هو النضال السلبي في تخطيط الامام، و قد دعم ذلك قولا و عملا، قال عليه السلام: «انه من خضع لصاحب سلطان و لمن يخالفه في دينه، طلبا لما في يديه من دنياه، أخمله الله عزوجل، و مقته عليه، و وكله اليه، فان هو غلب علي شي ء من دنياه فصار اليه منه شي ء، نزع الله عزوجل اسمه البركة منه، و لم يأجره علي شي ء ينفقه في حج و لا عتق و لا بر» [3] .

ان هذا التقرير الصارم لو ألتزم به لتفككت عري الالتقاء بين الأنظمة الظالمة و الناس، و لكانت الهوة سحيقة بين الرعية و الحكام، و لأصبح من المعتذر عليهم تلافي الأخطار المحدقة بأنظمتهم، و لترك الناس العمل في ظل سلطانهم، و لعادوا لا يقدرون علي ادارة دفة الحكم، فهم في عزلة قاتلة.

قابل أحد عمال الدولة الأموية الامام، و قال للامام:

- «جعلت فداك.. اني كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا أغمضت في مطالبه.

فقال الامام الصادق عليه السلام: لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم، و يجبي الفي ء، و يقاتل عنهم، و يشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا، و لو تركهم الناس و ما



[ صفحه 117]



في أيديهم، ما وجدوا شيئا الا ما وقع في أيديهم.

فقال الفتي: جعلت فداك، فهل من مخرج؟

قال: ان قلت لك تفعل؟

قال: أفعل.

قال الامام: فأخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، و من لم تعرف تصدقت به، و أنا أضمن لك علي الله الجنة.

فأطرق الفتي برأسه طويلا، ثم قال: قد فعلت جعلت فداك..» [4] .

ان هذا النموذج من الأمر، و هذا النموذج من الامتثال، كفيلان بزلزلة الأنظمة الجائرة، و اقتلاعها من القواعد.

أنت تشاهد هنا فتي يفر بدينه للامام، و أنت تري الامام يفرض عليه التخلي عن أمواله التي اكتسبها في الولاية الظالمة، الاجراءات هنا صعبة التنفيذ، و لكن الاستجابة ايجابية، و كم من الناس يفعل هذا؟

و يتابع الامام هذا التوجه، فيقول بالنسبة لحكام الجور في ولايتهم:

«ما أحب أن أعقد لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء، و أن لي ما بين لابتيها، لا و لا مدة قلم، ان أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتي يحكم الله بين العباد» [5] .

و هذا من قبل الامام بلاغ و ابلاغ في وقت واحد، فهو بلاغ عليه الامام من التحرج في اعانة الظالمين، و هو ابلاغ لسواه أعد الله لأعوان الظلمة من العذاب الشديد.



[ صفحه 118]



و قد اعتبر الامام الانضمام في ولايات القوم و الانتظام في سلك دواوينهم، عملا لا يأمن صاحبه من الحرام و الجرأة علي الله تعالي، و مقارفة الظلم الفردي و الجماعي، و أن التحرز من ذلك من قبيل تناول السماء.

طلب للامام أحد أصحابه وساطته لدي داود بن علي العباسي أن يدخله في بعض أعماله، فقال له الامام: لا أفعل، قال له: جعلت فداك اني فكرت في ابائك علي، فظننت انك انما منعتني و كرهت ذلك مخافة أن أجور أو اظلم، و ان كل امرأة لي طالق، و كل مملوك حر علي، و علي ان ظلمت أحدا، أو جرت عليه و لم أعدل.

قال له الامام: كيف قلت؟

يقول: فأعدت عليه الأيمان، فرفع الامام رأسه الي السماء، فقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك [6] .

بينما نجد في قبال هذا من يتأثم و يتحرج من أصحابه بايحاء داخلي عن مخاولة الاقتراب من الظالمين و غشيان أبوابهم.

سأل الامام أحد أصحابه:

أما تخشي سلطان هؤلاء؟

فقال: لا.

قال الامام: و لم؟

قال: فرارا بديني.

قال الامام: فعزمت علي ذلك.



[ صفحه 119]



قال: نعم، فقال له الامام: الآن سلم لك دينك [7] .

و قد يتورط بعض أصحابه بالعمل عند هؤلاء، فيطلب من الامام المخرج من هذا المأزق، فيجد الطريق غير مهيأة أمامه، فقد سأله بعضهم:

«اني وليت عملا فهل لي من ذلك مخرج؟

قال الامام: ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه.

فقلت: فما تري؟

قال: أري أن تتقي الله عزوجل و لا تعده» [8] .

ان هذه اللغة الجادة في مقاطعة الحاكمين، تضفي عدم الشرعية علي أنظمتهم، و تنبه الآخرين الي حرمة التعاون معهم، و اذا تحقق هذا في أبعاده كافة، بقي السلطان بلا أعوان و لا أتباع، و في حالة الاضطرار لذلك، نجد الامام يقول: «كفارة عمل السلطان: الاحسان الي الاخوان» [9] .

و قد يجد الامام من المصلحة أن يدفع بعض الجور عن بعض أوليائه، فيقوم بدور الشفيع لمن يستحق ذلك لدي من يلمس منه الاستجابة، فقد هرب بعض أوليائه من بعض الولاة لخراج فيه زوال نعمته، و خروجه عما يملك لو أداه فكتب الامام في شأنه:

«بسم الله الرحمن الرحيم؛ ان لله في ظل عرشه ظلا لا يسكنه الا من نفس عن أخيه كربة، و أعانه بنفسه، أو صنع اليه معروفا و لو بشق تمرة، و هذا أخوك المسلم».

ثم ختمها الامام و دفعها الي وليه، و أمره أن يوصلها الي الوالي، ففعل ذلك.



[ صفحه 120]



قال: فصرت الي بلادي و استأذنت عليه قائلا: رسول الصادق عليه السلام بالباب، يقول: فاذا به و قد خرج الي حافيا.. سلم علي، و قبل ما بين عيني، و قال يا سيدي: أنت رسول مولاي، قلت: نعم، فقال: هذا عتقي من النار ان كنت صادقا، و أخذ بيدي و أدخلني منزله، و أجلسني مجلسه، و قعد بين يدي و قال: يا سيدي كيف خلفت مولاي؟ فقلت بخير، فقال: الله الله؟ قلت: الله حتي أعادها ثم ناولته الرقعة، فقرأها و قبلها، و وضعها علي عينيه، ثم قال: يا أخي مر بأمرك، فقلت: في جريدتك كذا و كذا علي، و فيه عطبي، فدعا بالجريدة، فمحا عني كل ما كان فيها، و أعطاني براءة منها.

ثم أكرمني اكراما جزيلا.. و صنع لي خيرا [10] .

و هذا النموذج قليل، و لكن اختيار الامام له، يعني تأكده من وفائه بالتزامه الديني، و لمعرفته بأنه من أوليائه الذين لا يردون له أمرا، و لعله كان مضطرا لقبول الولاية.

و في هذا السياق نجد حديثا آخر مواكبا لما تقدم، فقد سخط علي بن هبيرة علي رفيد، فعاذ رفيد بأبي عبدالله عليه السلام، فقال له الامام: انصرف اليه، و أقرأه مني السلام، و قل له: اني أجرت عليك مولاك رفيدا. فلا تهجه بسوء.. قال: فجئت، فلما دخلت عليه أمر بقتلي، فقلت: أيها الأمير لم تظفر بي عنوة، و انما جئتك من ذات نفسي..

و قلت: مولاك جعفر بن محمد يقرؤك السلام و يقول لك: قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء.

فقال: الله لقد قال لك جعفر هذه المقالة؟ و أقرأني السلام، فحلفت، فرددها



[ صفحه 121]



علي ثلاثا... فناولني خاتمه، و قال: أمري في يدك فدبر فيها ما شئت» [11] .

و طالما استنجد به أصحابه، و توجه به أولياؤه لقسم من الولاة، فمن انس به منهم خيرا و معرفته بالأمر، فاتحه لقضاء حوائج المؤمنين.

فقد التمس محمد بن سعيد من الامام رقعة الي محمد بن أبي الثمال، في تأخير خراجه، فقال عليه السلام: قل له: سمعت جعفر بن محمد يقول:

«من أكرم لنا مواليا فبكرامة الله بدأ، و من أهانه فلسخط الله تعرض، و من احسن الي شيعتنا فقد أحسن الي أميرالمؤمنين، و من أحسن الي أميرالمؤمنين فقد أحسن الي رسول الله، و من أحسن الي رسول الله فقد أحسن الي الله، و من أحسن الي الله كان و الله معنا من الرفيق الأعلي».

قال: فأتيته و ذكرته، فقال: بالله سمعت هذا الحديث من الصادق؟ فقلت نعم: فقال: اجلس، ثم قال: يا غلام ما علي محمد بن سعيد من الخراج؟

قال: ستون ألف درهم، قال: امح اسمه من الديوان.

و أعطاني بدرة، و جارية، و بغلة بسرجها و لجامها.

قال: فأتيت أباعبدالله عليه السلام، فلما نظر الي تبسم فقال: يا أبامحمد تحدثني أو أحدثك؟ فقلت: يابن رسول الله منك أحسن.

فحدثني و الله الحديث كأنه حضر معي [12] .

هذه الشذرات المتناثرة هنا و هناك ذات دلالة ايحائية في كثير من الملاحظ:

أ) نلحظ الامام عليه السلام لا يكتب كتابا لعمال السلطان، و انما يحمل أولياؤه رسالة شفوية لهم، حفاظا منه علي سرية الموضوع، لئلا يكتشف من قبل النظام،



[ صفحه 122]



فيعرض الولاة للضرر و الحرج.

ب) تشتمل رسائله الشفوية به هذه علي وصايا و نصائح و وعد حسن، يحبذ فيه للعامل جدوي صنيعه و نتائج احسانه.

ج) نجد الامام غير بخيل بجاهه علي أولياءه، تنفيسا لهمومهم، و قضاء لحوائجهم، و فيه توعية لنا نحو استباق البر و الاحسان.

د) ينظر الامام بجدية موضوعية الي طرح مشكلات الأفراد، و دفع الأضرار و الأخطار عنهم قدر المستطاع، فيواجه الولاة بأسلوبه الهادي ء الرصين ترغيبا و تحذيرا، و عادة ما تكون النتائج ايجابية.

ه) اقتناع الامام بشرعية هذه الوساطة لهدف أسلمي، و عائدية افضل، و هي لا تعارض نضاله السلبي، لمعرفته بوجوه المصلحة الايمانية العليا، و قد يبتلي بعض أولياؤه مكرها في قبول ولاية الأنظمة الجائرة، نظرا لكفايته و مقدرته في ادارة الشؤون العامة، فيهرع الي الامام مناشدا اياه التوجيه و التسديد و انارة الطريق بين يديه، ليكون علي يقين من الخلاص، كما حصل هذا لعبد الله النجاشي اذ كتب للامام يستنصحه: «أطال الله بقاء سيدي، و جعلني من كل سوء فداه، و لا أراني الله في مكروها، فانه ولي ذلك و القادر عليه.

اعلم سيدي و مولاي أني بليت بولاية الأهواز، فان رأي سيدي و مولاي أن يحد لي حدا، و يمثل لي حدا، استدل به علي ما يقربني الي الله عزوجل، و الي رسوله، و يلحص لي في كتابه ما يري لي العمل به، و فيما أبذله، و أين أضع زكاتي؟ و فيمن أصرفها؟ و بمن آنس به؟ والي من استريح؟ و بمن أثق و آمن و ألجأ اليه في سري؟ فعسي أن يخلصني الله تعالي بهدايتك و ولايتك، فانك حجة الله علي خلقه، و أمينه في بلاده، لا زالت نعمته عليك» [13] .



[ صفحه 123]



هذه الرسالة تشير الي تعظيم النجاشي منزلة امامه، و انه بازاء امتثال توجيهاته، ليتخلص من محنة ابتلائه بولايته، و قد أجابه الامام بأن هذا النبأ سره و ساءه قائلا:

«فأما سروري بولايتك، فقلت: عسي الله أن يغيث بك ملهوفا، خائفا من أولياء آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و يعز بك ذليلهم، و يكسو بك عاريهم، و يقوي بك ضعيفهم، و يطفي بك نار المخالفين عنهم.

و أما الذي ساءني من ذلك، فان أدني ما أخاف عليك أن تغتر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس، فاني ملخص جميع ما سألت عنه، ان أنت عملت به، و لم تجاوزه، رجوت أن تسلم ان شاء الله.

أخبرني - يا عبدالله - أبي عن أبائه عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، بأنه قال: «من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه عنه».

و بعد هذه المقدمة التي أبان فيها الامام منزلة النجاشي لديه، و حرصه عليه، زوده بالنصائح الانسانية، و بصره بالطريق السوي، و لخص له معالم الادارة السياسية، و أطلعه علي النظر الديني في شؤون الرعية، و رجا له أن يسلم من الآثام و المخالفة، ما عمل بذلك و لم يتجاوزه.

و لا أعلم وثيقة في حقوق الرعية، و ادارة الحكم، و توخي الحقيقة، و مجانبة الهوي و الغرور، و تقيد الحاكم بالمسؤولية، و ايثار طاعة الله و رسوله علي طاعة السلطان، و الاعتصام بحبل اله دون سواه، و النظر بكتاب الله، و الاستضاءة بسنة رسول الله، و السير بمنهج الأئمة الطاهرين، كهذه الوثيقة في جزالتها و اختزالها، و دلالتها و تحديدها، مع الايجاز في القول، و الضغط في المعاني، و البلاغة في الأداء.

الا ما كان من أمر أميرالمؤمنين في كتابه الذي زود به مالك الأشتر، لدي توليته



[ صفحه 124]



اياه علي مصر، فقد اشتمل علي ما أناف علي هذه الرسالة.

و قد لخص معطياتها الضخمة بدقة ممتازة الأستاذ محمد حسن آل ياسين [14] .

كما فصل القول في نقاطها المهمة الأستاذ باقر شريف القرشي، و تعقب أبرز افاداتها في شؤون الحكم، و حياة السياسة، و مراصد العدل [15] .

و أحاول الاشارة الي أهم ما جاء في هذه الوثيقة الدستورية:

1- تأكيد الامام علي حقن الدماء، و كف الأذي عن المسلمين، و الرفق بالرعية، و التأني بالقرار و حسن المعاشرة. و لين الجانب، و مداراة السلطان.

2- النأي عن السعاة و أهل النمائم، و رفض ما يقدمونه من معلومة مزيفة، فلا يقبل الله منهم توبة و لا فدية، فيحق سخط الله عليهم.

3- الحذر و اليقظة من دعاة السوء، و الاعتضاد بالمستبصر في الدين، و الأمين علي شؤون المسلمين، و وضع مال الله في مواضعه، و انفاقه في سبيله.

4- ابتكر الامام في هذه الوثيقة جوائز التشجيع و عطاء المكافئة، لكل من القواد و الرسل، و اصحاب الرسائل، و الشرطة، و مقدمة الجيش.

5- نهي الامام عن كنز الذهب و الفضة، و حرم احتجان الأموال، و أمر بالسخاء من فضل قوته علي الجياع، فهو مما يسكن غضب الرب، و انفاق فضل ماله علي ذوي الحاجة، و أن يكون ما ينفقه في وجوه البر من خالص كسبه.

6- و ضرب الامام مثلا للحياة الدنيا و هوانها علي الله، بما استقرأه من أنباء السابقين، مستشهدا بتضحية سيد الشهداء الامام الحسين بن علي علهيماالسلام، و ما كان من وكده و جهده في فراق الدنيا، و منظرا بأميرالمؤمنين عليه السلام في عزوفه عن الدنيا و طلاقه لها، و بما اختط من منهج اقتدي به الأئمة الطاهرون.



[ صفحه 125]



7- حذر الامام أيما تحذير من اخافة المؤمن لأنه بمنزلة عند الله تعالي و أمر باغاثة الملهوفين ليأمن من يوم الفزع الأكبر، و الزمه قضاء حوائج المؤمنين ليقضي الله حاجته، و يكسوه من لباس الجنة، و شجعه علي اطعام الجياع ليطعمه الله من طيبات الجنة، و عدد مكارم السخاء فيما يخدم به المؤمن و يحمله عليه، و حبب له تزويجه، و لفت نظره الي اعانته من السلطان ليجوز الصراط.

8- بين الامام عليه السلام حقيقة الايمان بما رواه عن آبائه، و انه اقرار باللسان، و اعتقاد في الجنان.

9- حقق الامام القول بالتغافل عن عثرات المؤمنين، و أن لا يصدق في مؤمن قولا. و أن لا ينتصف الوالي من عدوه، و لا يشفي من غيظه.

10- صور الامام ابتلاء المؤمن بين اثنتين: مؤمن يعيبه و يحسده، و الشيطان يغويه و يمقته، و السلطان يقفو أثره، و كافي بالذي هو مؤمن به، يري سفك دمه دينا، و اباحة حريمه غنما. و أبان عليه السلام أن من استهان بمؤمن فقد استقبل الله بالحرب.

11- نهي الامام عن المراء و الجدل و المناظرة، الا أن ينظر في سريرة من يناظره، فان كانت حسنة فالله لا يخذل وليه، و ان كانت رديئة، فقد تكفيه مساؤوه.

12- زجر الامام الوالي أن يسمع عن أخيه الكلمة يريد أن يفضحه بها، و نهاه عن استغابته فيما رأت عيناه، و سمعت أذناه، و أن يتجنب رواية ما، يريد بها هدم مروئته و ثلبه، و أمره بادخال السرور علي أخيه المؤمن ليدخل بذلك السرور علي أهل البيت، و سرورهم سرور رسول الله، و سرور رسول الله سرور الله، و من سر الله دخل جنته، و في ختامها أوصاه بتقوي الله و ايثار طاعته.

و حينما وصلت هذه الوثيقة الي النجاشي، قال: صدق و الله الذي لا اله الا



[ صفحه 126]



هو مولاي، فما عمل أحد بما في هذا الكتاب الا نجا».

و بملاحظة هذه الوثيقة نجد ايجابية محددة في الانتماء للمسلك الوظيفي في دولة الظالمين، فهو مشروط بقيود ثقيلة، لا ينهض الا القلة من الرساليين.

و ليس هذا التجاوب الجزئي تراجعا عن الخط العام الذي سلكه الامام، بل هو سبيل وسط في حالات استثنائية، نظر فيها الامام الي الصالح العام، و هي تبعة فادحة حملها الامام خلص أولياءه.

و يبقي النضال السلبي هو الذي يفرض حتميته في الحالات الأخري، لأن الامام لم يغير استراتيجيته، و لكنه فصل في التكتيك، فالمقاطعة التامة للظالمين هي الأصل المشروع، لأنها تؤتي ثمارها في تلكؤ مسيرتهم، و تبطل فاعلية استمرارهم، و ذلك مما يساعد علي سقوطها المرتقب، اذ لم تجد نصيرا و لا معينا علي احتضان تجاوزاتها في السطوة و القهر و الاكراه، أما أن المتمثلين لتعليمات أهل البيت قلة تادرة، فهذا هو شأن البشر في كل زمان و مكان.



[ صفحه 129]




پاورقي

[1] السيوطي: تاريخ الخلفاء 178.

[2] عبد الرحمن الشرقاوي: شخصيات اسلامية 43.

[3] الكليني: الكافي 5 / 106.

[4] المصدر نفسه و الصفحة.

[5] الكليني: الكافي 5 / 107.

[6] المصدر نفسه: 5 / 108.

[7] المصدر نفسه: 5 / 106.

[8] الكليني: الكافي 5 / 109.

[9] ظ: الأمين الحسيني العاملي: أعيان الشيعة 4 / ق 2 ، 203.

[10] المجلسي: بحارالأنوار 47 / 207.

[11] المصدر نفسه: 47 / 179.

[12] ابن شهر آشوب: المناقب 3 / 362.

[13] ظ: نص الرسالة و الاجابة في وسائل الشيعة: 12 / 156 - 151.

[14] ظ: محمد حسن آل ياسين: الامام جعفر الصادق 135 - 134.

[15] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام الصادق 1 / 228 - 226.


خطوط الإرتباط


لقد أوصلنا التسلسل الاستدراجي السريع الي الامام جعفر الصادق، و لكني أمهل الدخول اليه دخولا سريعا، الي ما بعد أن أستجلي كلاما تفوه به الامام الباقر في أذن فتاه الذي كان رابضا أمامه - كما رأينا - في بحبوحة الاصغاء. لقد تمني الأب الكبير علي ابنه ثلاث أمنيات: أولاها - التنسك للعلم الذي هو حاجة قصوي للأمة، و ثانيتها - ايقاظه الأمة حتي تقبل علي العلم الصحيح الفاعل. و ثالثتها - تمييزه ابنه جعفر بطيب الجوهر، و وضوح الصدق، حتي يكون - غدا أو بعد غد - الامام جعفر الصادق.

يبدو من القول انه ارتباط بخطوط مرسومة، قررت الامامة انتهاجها بوضوح يبعدها عن الصراعات القبلية التقليدية العتيقة، و ما جنت منها الامامة - في سبيل الأمة - الا موتا و تهديدا بابادة!!! و لما كان هذا الويل كله يحصل، - و تصيب منه الامامة مباشرة، و الأمة مداورة - لو أن الأمة تتمتع بسوية علمية ثقافية، تنتصر بها للامامة التي زرعتها الرسالة تخصه بها - كأمة - للتعهد و شمول الدراية! و هكذا كان القرار: في ترك السياسة العتيقة لكل المفتتنين بها، و في الانصراف - بالمقابل - الي النهوج العلمية القمينة بنشر المعارف، و تمتين المعادلات الفكرية الحياتية المرسخة علي حقيقة العلم، و حقيقة الوعي، و حقيقة الادراك.

انه القرار المرسوم - بعد انقضاء العهد الراشدي المختوم بدم الامام الحسين - و مع ابتداء الفاصل الثاني الممهور بالامام زين العابدين، بحيث



[ صفحه 45]



هب سريعا الي المسجد يشرع بابه أمام الطلاب الوافدين من جميع أقطار الأمة الي المنهل المختص بالتلقين الموسع. و هذا ما تأكدنا منه في تسليم الامام زين العابدين أمور الجامعة الفكرية لابنه الامام الباقر، بعد أن مرسه بادارة شؤونها ثلاثين سنة، قبل أن ينطوي الي حضن أبيه الحسين!

و لقد تأكدنا أيضا من الجهود الجبارة التي بذلها الامام الباقر من أجل اغناء الجامعة بكل المواد العلمية المعروفة في ذلك العهد، و التي هي توارث عن جهود الأمة في عهودها الماضية، و قد حققت بها - في ذلك الحين - حضارات عريقة أخذ بها العالم القديم كله، و من الجملة اليونان و الرومان، و حتي العالم الحديث الذي جعلها أساسا متينا لكل تقدم تكنولوجي، طور به علومه، و حضاراته، و كل شؤونه الحياتية - الاقتصادية - الاجتماعية التي أوصلته الي متون الفضاء و الاحتكاك بأجرام المجرات!

لم يخب العلم - أبداء - في رفع مستويات الأمم و دفعها الي حقائق الانتاج، أكان الانتاج: فكرا، أم سياسة، أم صناعة و عمق اكتشاف... و هذا اقتناع تلملم به الامام الباقر، تنفيذا لقرار اتخذته الامامة - بشخص أبيه الامام زين العابدين، لينقله قضية امامية مقررة في. مرسوم، الي ابنه جعفر الذي راح - بدوره - يمارسها تسع سنوات مع جده زين العابدين، قبل أن يغيب عن خط الامامة، و يمارسها - أيضا - علي مدي عشرين سنة، بين يدي أبيه الامام الباقر الذي لم يترك الامامة و يرحل، الا بعد أن تثبت له: أن ابنه جعفر هو المميز - في رجاء الأمة - برجاحة طيب الجوهر، وبرجاحة أخري، هي الصدق في تتميم حيثيات المرسوم، و في تطبيقها علي الأمة تطبيقا ناجزا، و صادقا، و ملما... و لقد سمعناه يقول بالحرف:

- اني أميزك في رجائي [و رجاؤه هو رجاء الامامة] برجاحة جوهرك [الطيب] و برجاحة صدقك [الفاعل] - و لذا: فأنت - غدا - من بعدي: الامام جعفر الصادق.



[ صفحه 46]



اني أراه - هذا القول المميز - مجسدا في بال الامام الباقر... لا ليكون تشجيعا لابنه الامام، حتي ينهج النهج المقرر في الخط الامامي الموجه و المرسوم! أجل، لم يكن القول تشجيعا: بل كان قراءة لما هي مبنية عليه نفسية ابنه الامام: فهو بين يديه في الجامعة، منذ كان عمره ثلاث سنين، و لم يبلع العشرين من عمره، حتي أحس به متملكا عبقرية يندر أن تتنوع بمفرداتها جيوب العقل في بنية انسان!!! فهو: عقل في تمام الصفاء... و ذكاء: في ماهيات الاستيعاب... و ذاكرة: في مدي التسجيل، و التحصيل، و الابتكار.... و علم: يوسعه من طبيعة فقراته، و يأخذه من ضغوط بصماته... و حلم يجسده من وقع خطواته في اليقظة، لتستفيد منه عتمة الظن!!!

فعلا، لقد قرأ الامام الباقر ابنه جعفر، قراءة مصمدة الحروف في باله، علي طول المدي الذي مشاه بين يديه في الجامعة، و كانت القراءة صحيحة في مختصرها: بأنه رجاء الامامة، لأنه عزيز الجوهر،،، و لأنه سيكون الصادق الصادق في النهج و الاستمرار في تتميم شروحات الرسالة، و تكميل السير بأهداف الامامة.

من هنا ان النعت تلبس جعفر، وها هو مغمور به: من ساعة غياب أبيه الي هذه اللحظة التي تبقي و تستمر كبيرة و صادقة بالملازمة!

و من هنا - بالتأكيد - تبقي العلوم.. علي وسع مداها.. بانتظار جهد باقري ينقلها بالتفجير المستمر الي الصادق الذي تعهدها بالاستقراء، و الاستنتاج. و ربط الأسباب بموجباتها، و الي كل مريد يرتهن بصدق مداها...

و تبقي - ما عدا ذلك - خطوط الارتباط حاضرة في ذهن الأمة، تذكرها بأن قوة الأمة مشدودة بمناعتها العلمية المتنامية - من جيل الي جيل - حتي اذا ما توانت عن اطلابها، فلا تلومن لا الباقر و لا امتداده، الصادق... لأنها هي التي تكون قد صفعت ذاتها بجهل مطبق، لا تزال تتمرغ به قوافلها المشدودة علي الخطوط الأوابد!



[ صفحه 49]




مواليه


المولي: هو الذي يقوم بخدمة سيده من مساعدة أو تجارة أو غير ذلك.

و كان له موالي عدة. أما الامام الصادق فقد حصرهم بعشرة، و لعلهم الذين أوكل اليهم العمل الرئيسي.

قال عليه السلام «موالي عشرة خيرهم معتب، و ما يظن معتب الا أني أحق الناس» [1] .

1- معتب.

روي عن الصادق عليه السلام قوله «موالي عشرة و أن خيرهم و أفضلهم معتب»، و قال و فيهم خائن فاحذروه و هو صغير [2] .

ليس كل من توج بتاج الكرامة، و جعل في بيت الشهامة، صار أهلا لحمل الأمانة، بل الحجة من الله عليه أشد صرامة، لأنه انطمس بالخيانة. و هكذا كان الامام عليه السلام يحذر أصحابه دائما، أن لا ينغمسوا بشعارات الكذب و الافتراء، و لا ينغروا بأشخاص متلونين منافقين، بل لا بد من الحذر من المنافق و الوعي التام للصراعات و الميولات التي تصدر دون وعي أو ادراك من أناس مشبوهين، لكي لا ينزلق بمتاهات و آفات من دون تربص و أناة. و الامام عليه السلام و ان كان بمقدوره تعيين الخائن، ولكن أوكل أمره الي أصحابه، فلعل جميع مواليه، حينئذ يحاول ضبط نفسه، و السير بسلوك حسن، فيعاتب نفسه علي تقصيرها.



[ صفحه 40]



اضافة الي أن الحيطة و الحذر يجب أن تأخذ مجراها، و لا تحجم و تنحصر في حيز و اطار ضيق، و ليس معني هذا الشك في الأشخاص و عدالتهم و وثاقتهم بل يكفي حسن الظاهر، و انما الأمور السياسية و غيرها، التي قد يجني من خلفياتها الخوف علي الدين أو المذهب، لا بد من الحيطة بها علي أي حال.

و نلاحظ من هذه الرواية أن الجواسيس و العيون كانت في بيت الامام عليه السلام تتربص به الدوائر، لترفع ذلك الي الحكام علي طبق من خيانة، ملئ بلحوم البشر، فيرفع بذلك الخائن خسيسته، فيعتز عندما يقدم اليه طبق من ذهب ملئ بالأموال المزيفة.

2- مسلم

من بلاد السند، و قد وفقه الله لخدمة أبي عبدالله عليه السلام، عشق الله بقلبه، حاول قراءة كتابه عزوجل ليمزج الحب بالقول فلم يستطع، تحسر و تأوه فعلمه الله القرآن في النوم فأصبح و قد تعلمه.

و قد قال له الامام الصادق عليه السلام «أرجو أن تكون قد وفقت للاسم». فكان مسلما حقيقة اندرج في مصاف قوله تعالي «ان المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات... أعد الله لهم غفرة و أجرا عظيما [3] . «لقي صديقه الأحدب و قد قدم من مكة فقال له مسلم «الحمد الله الذي يسر سبيلك، و هدي دليلك، و أقدمك بحال عافية، و قد قضي الحج، و أعان علي السعة، فقبل الله منك، و أخلف عليك نفقتك، و جعلها حجة مبرورة، و لذنوبك طهورا، فبلغ ذلك أبو عبدالله عليه السلام فسر لذلك، - بأن جعل الله تعالي مواليه



[ صفحه 41]



أهلا لنشر تعاليم أهل البيت عليهم السلام - فقال له من علمك هذا؟ فقال جعلت فداك مولاي أبوالحسن، فقال له: نعم ما تعلمت اذا لقيت أخا من اخوانك فقل له هكذا، فان المهدي بنا هدي، و اذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما يقولون» [4] .

فانه و ان كان من الموالي فان الامام عليه السلام قال له: «اذا لقيت أخا من اخوانك - فلم يفرق الاسلام بين السيد و العبد قيد أنملة الا بالتقوي -، فعلمه علمنا، و قل له قولنا أما من لم يستبصر بهدينا، فلا تعلمه علمنا، و لا تقل له قولنا، فانهم ليسوا أهلا لذلك.

3- مصادف بن محمد

مولي فقيرا من موالي أبي عبدالله عليه السلام، له عيال كثيرون و لم يقدر علي اعالتهم، تعفف من سؤال الامام عليه السلام. اطلع الامام الكاظم عليه السلام علي حاله، فاشفق عليه، فاشتري له ضيعة بالمدينة، أو قرب المدينة، و قال انما اشتريته للصبية - ولد مصادف - فلعل عفة نفسه كانت تأبه عليه التحنن و الشفقة حتي من أهل البيت عليهم السلام فقال عليه السلام انها لأولادك، و لا حق لك في رفضها فاقبلها و وسع حالهم.

كان أمينا علي الأموال - مع فقره - فأعطاه الامام الصادق عليه السلام ألف دينار و قال له تجهز حتي تخرج الي مصر فان عيالي قد كثروا.

قال: فتجهز بمتاع و خرج مع التجار الي مصر، فلما دنوا منها، استقبلتهم قافلة خارجة من مصر، فسألوهم عن المتاع الذي كان معهم ما حاله في المدينة، و كان متاع العامة، فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شي ء،



[ صفحه 42]



فتحالفوا و تعاقدوا علي أن لا ينقصوا متاعهم من ربح الدينار دينارا، فلما قبضوا أموالهم انصرفوا الي المدينة فدخل مصادف علي أبي عبدالله عليه السلام و معه كيسان، كل واحد فيه ألف دينار، فقال: جعلت فداك هذا رأس المال، و هذا الآخر ربح، فقال: ان الربح كثير، ولكن ما صنعتم في المتاع؟ فحدثه...

فقال عليه السلام: سبحان الله تحلفون علي قوم مسلمين أن لا تبيعوهم الا بربح الدينار دينارا؟!!

ثم أخذ أحد الكيسين و قال: هذا رأس مالي و لا حاجة لنا في هذا الربح ثم قال: يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال.

فمن محبته للامام عليه السلام و ظنه بأن هذا يسره، جهد في جلب المنفعة للامام ولكنه عليه السلام بين أنها مضرة للدين، فان هذا الربح، و ان لم يكن حراما شرعا، لأنه يحق له أن يربح الضعف علي رأس ماله، ولكنه خلاف الاستحباب، لأنه يؤدي الي زعزعة الثقة بين المؤمنين، فبدل المعاملة الأخوية الانسانية الأخلاقية، نري أن المفاهيم و الموازين و المعايير، ستنقلب الي مادية بحتة، و هذا مما يحيي التنافر و التباعد، و يميت التقارب و التوادد.

فلذا لم يأمره الامام عليه السلام برد الزيادة الي أربابها، بل تأبي خلطها مع أمواله للتنزه و العفة، و ترك الخيار لمصادف يتصرف بها كما يشاء، و قد اغتني هو و عياله بها.

و بقي مصادف ملازما للامام عليه السلام يتعلم من دروسه الأخلاقية في جميع مواقفه. ففي أحد الأيام خرج الامام الصادق عليه السلام و معه مصادف



[ صفحه 43]



و مرازم، فانتهي عليه السلام الي السالحين [5] في أول الليل فعرض له [6] عاشر، فقال له: لا أدعك أن تجوز فالح عليه و طلب عليه، و أبي اباء، قال مرازم: و أنا و مصادف معه، فقال له مصادف: جعلت فداك انما هو كلب قد آذاك، و أخاف أن يردك، و ما أدري ما يكون من أمر أبي جعفر [7] ، و أنا و مرازم أتأذن لنا أن نضرب عنقه، ثم نطرحه في النهر فأبي، و لم يزل مصادف يلح عليه حتي اذا مضي أكثر الليل، أذن له العاشر.

فقال عليه السلام يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه [8] .

و كان هذا درسا في الصبر و التروي، و أن الأمور اذا عولجت بالحكمة، فلا بد أن تندفع النقمة.

4- المعلي بن خنيس

هنيئا له الجنة!!

شهد الامام الصادق له بالجنة، و كيف لا يكون كذلك، و قد كان يفضي الامام اليه بسره، و يرتاح برؤيته، فيخفف عنه العناء، و يجلي عنه الغماء، و مع الضغوط القاسية التي نشبت بالمعلي، فلم يتوان عن نشر معالم أهل البيت عليهم السلام الحنيفة، في رحله و ترحاله.

و من قوة عزيمته، و شدة بطشه، و ذياع صيته و اشتهاره خافت السلطة



[ صفحه 44]



الغاشمة منه، فحاولت أن تنتزع من كنانته سهاما ترمي بها الامام و أصحابه، فأبي بل و تمني أن يقطع بها، و ترفع أشلاؤه هدية الي الحور العين، بدل أن ينطق بحرف يكون فيه أذية للمسلمين، خوف أن يهدي له قارورة دم يوم الدين، فيقال له هذا نصيبك من دم بعض المؤمنين.

و قد تنبأ الامام الصادق عليه السلام بقتله علي يد داوود بن علي.

فعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يا أبامحمد اكتم علي ما أقول لك في المعلي، قلت: أفعل فقال: أما أنه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال منه داود بن علي. قلت: و ما الذي يصيبه من داود؟ قال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه و يصلبه. قلت انا لله و انا اليه راجعون. قال: ذاك الي قابل.

قال: فلما كان قابل ولي المدينة فقصد المعلي فدعاه و سأله عن شيعة أبي عبدالله، و أن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام أحدا، و انما أنا رجل أختلف في حوائجه، و لا أعرف له صاحبا.

قال: أتكتمني، أما أنك ان كتمتني قتلتك. فقال له المعلي بالقتل تهددني؟ و الله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، و ان أنت قتلتني لتسعدني و أشقيك، فكان كما قال الصادق عليه السلام لم يغادر منه قليلا و لا كثيرا [9] .

ما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة، الي تلك الثلة الطاهرة، التي تتمني الشهادة، التي تجعل سعادتها في شهادتها، و أمنيتها في منيتها، الي التي لا تعرف للخوف مكانا، و لا تجعل للشيطان عليها سلطانا.



[ صفحه 45]



ولكن بفضل أئمتنا الأطهار، و تربيتهم للأخيار، تعلم شبابنا الأبرار، الوقوف بحزم امام الصهاينة الفجار، فشطروهم بالخنجر، و قذفوهم بالنار، فحتي تحرير الأرض، لن يهدأ للعدو قرار.

و حدث اسماعيل بن جابر قائلا: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام مجاورا له بمكة فقال لي: يا اسماعيل أخرج حتي تأتي حرا، فتسأل هل حدث بالمدينة حدث؟ قال: فخرجت حتي أتيت حرا فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتي أتيت عسفان فلم يلقني أحد، فارتحلت من عسفان، فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان فقلت لهم: هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا: لا الا قتل هذا العراقي الذي يقال له: المعلي بن خنيس.

قال: فانصرفت الي أبي عبدالله عليه السلام فلما رآني قال لي: يا اسماعيل قتل المعلي بن خنيس؟ فقلت: نعم قال: فقال «أما و الله لقد دخل الجنة».

فلم يكن الامام عليه السلام ينتظر وصول الأخبار اليه، بل كان يترصد الأخبار و يبعث من يأتيه بها، و هذا مما ينبغي أن يتحلي به قادة المسلمين، و من يخطو خطاهم، كي لا تجري المياه من تحت الأرجل، من غير شعور، ثم تتدفق كالطوفان ولات حين مناص.

أما مبادرة الامام عليه السلام بقوله قتل المعلي...؟ فاما أن يكون قد أخبر، ممن دخل المدينة، و اما أن يكون من العلم المذخور عندهم في مصحف فاطمة [10] عليهاالسلام اذ فيه علم ما يكون الي يوم القيامة.

ولكن ما حال الامام الصادق عليه السلام عندما تلقي النبأ.

عن المسمعي قال: لما أخذ داوود بن علي المعلي بن خنيس حبسه،



[ صفحه 46]



و أراد قتله، فقال له المعلي بن خنيس: أخرجني الي الناس فان لي دينا كثيرا و مالا، حتي أشهد بذلك، فأخرجه الي السوق، فلما اجتمع الناس قال: يا أيها الناس أنا معلي بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني، أشهدوا أني ما تركت من مال، من عين، أو دين، أو أمة، أو عبد، أو دار، أو قليل، أو كثير، فهو لجعفر بن محمد عليه السلام قال: فشد عليه صاحب شرطة داوود فقتله.

قال: فلما بلغ ذلك أبا عبدالله عليه السلام: خرج يجر ذيله، حتي دخل علي داوود بن علي، و اسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داوود قتلت مولاي و أخذت مالي؟ فقال: ما أنا قتلته و لا أخذت مالك. فقال: و الله لأدعون الله علي من قتل مولاي و أخذ مالي. قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي. فقال: باذنك أو بغير اذنك؟ فقال: يا اسماعيل شأنك به. قال: فخرج اسماعيل و السيف مع حتي قتله في مجلسه.

أما الامام الصادق عليه السلام فلم يزل ليله ساجدا و قائما، و لما كان آخر الليل سمعه معتب و هو يقول في سجوده:

«اللهم اني أسألك بقوتك القوية، و بمحالك الشديدة، و بعزتك التي كل خلقك لها ذليل، أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تأخذه الساعة. قال: فوالله ما رفع رأسه من سجوده حتي سمعنا الصيحة، فقالوا: مات داوود بن علي.

فقال أبو عبدالله عليه السلام اني دعوت الله عليه بدعوة، بعث بها الله اليه ملكا فضرب رأسه بمزربة انشقت منها مثانته» [11] .



[ صفحه 47]



و هكذا وقف الامام وقفة صمود و تحدي أمام جبروت داوود، الذي أخاف شيعة آل البيت قاطبة.

و تناسي أن الدعاء سلاح المؤمن، و عمود الدين، و نور السماوات و الأرض، فبعد نفاد الحيلة بأساليب التعبئة الجهادية «و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة»، أو عدم القدرة علي المواجهة، أو لعدم وجود الظروف المؤاتية...

لابد أن نلجأ الي الدعاء الي الله عزوجل، فهو قوة كل قاهر، و عز كل ذليل.

و حتي مع وجود القدرات المادية، من العدة و العتاد، لا يمكن لمؤمن أن يتخلي لحظة واحدة عن استمداد القوة من الله تعالي، و الا فيكون قوله بصلاته «الله أكبر» لقلقة في اللسان، لا حبا في الجنان.

و قد كان المعلي يهتم بالدعاء كثيرا، فقال يوما للامام الصادق عليه السلام في شهر رجب، يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها. فقال عليه السلام: قل يا معلي: اللهم أسألك صبر الشاكرين لك، و عمل الخائفين منك، و يقين العابدين لك، اللهم أنت العلي العظيم، و أنا عبدك البائس الفقير، و أنت الغني الحميد، و أنا العبد الذليل، اللهم صل علي محمد و آله، و امنن بغناك علي فقري، و بحلمك علي جهلي، و بقوتك علي ضعفي، يا قوي يا عزيز، اللهم صل علي محمد و آله الأوصياء المرضيين، و اكفني ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين» [12] .



[ صفحه 48]



و من مواليه:

5- سعيد الرومي

6- صباح

7- طاهر

8- عباس بن زيد

9- الفضيل

10- المغيرة

11- موسي

12- نصر بن صاعد

لم يذكر لهم التاريخ سيره و نرجو أن يتغمدهم الله برحمته.

أما من مواليه النساء.

1- سالمة:

لم تقتصر تعاليم أهل البيت عليهم السلام علي الرجال فحسب، بل كان الأئمة عليهم السلام يمدون بها النساء، حتي صرن من الراويات اللواتي يعتمد علي أقوالهن العلماء، و في هذا شرف للاسلام الذي رفع شعاره مناديا في المحافل و النوادي، و لأهل الحضر و البوادي، ان العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة.



[ صفحه 49]



2- سعيدة:

قلنا الظاهر أنها كانت من أحب امائة اليه، و كانت علي درجة عالية من الوثاقة، اذ كان عندها وصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و قد ذكرناها في زوجاته [13] .

3- المغيرة:

مولاته عليه السلام و لم يذكر عنها التاريخ شيئا.



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] الامام الصادق للمظفر 175 تنقيح المقال ج 3 ص 223 جامع الرواة ج 2 ص 243 جامع أحاديث الشيعة ج 18 ص 227.

[2] نفس المصدر.

[3] الأحزاب / 35.

[4] جامع الرواة ج 2 / 230 تنقيح المقال ج 2 / 215 الامام الصادق للمظفر ج 2 / 175.

[5] السالحين: لعلها المسلحة و هي موضع قريب من خيبر (النهاية ج 2 / 388) أو الذين يحملون السلاح.

[6] العاشر: الذي يأخذ الضرائب (كأنها عشر الأموال).

[7] كان الامام قد خرج من عند أبي جعفر المنصور، و خاف مصادف ان رجع الامام عليه السلام أن يفتك أبوجعفر به.

[8] انظر ترجمته: أقرب الموارد ج 2 / 232 معجم رجال الحديث ج 18 ص 167 تنقيح المقال ج 2 ص 217 الامام الصادق للمظفر ج 2 ص 175.

[9] بحارالأنوار، ج 47 ص 335 معجم رجال الحديث ج 18 ص 239.

[10] انظر الروايات في الكافي كتاب الحجة ص 240 من مصحف فاطمة لروايات متظافرة و بعضها صحيح علي مبني السيد الخوئي).

[11] انظر: ترجمة المعلي بن خنيس: معجم رجال الحديث ج 18 / 235 و قال «قدس» كل هذه الروايات في المعلي صحيحة السند و الدلالة - بحارالأنوار ج 47 / 352 - تنقيح المقال ج 3 / 230 جامع الرواة ج 2 / 247 الامام الصادق للمظفر / 175.

[12] مفاتيح الجنان من أعمال - رجب - البحار ج 15 ص 390.

[13] أعلام النساء المؤمنات ص 417 معجم رجال الحديث ج 23 / 192.


حلمه و سماحته


لقد كان رضي الله عنه سمحا و كريما لا يقابل الاساءة بمثلها بل يقابلها بالتي هي أحسن، عملا بقوله تعالي «ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك و بينه و عداوة كأنه ولي حميم» [1] .

فكان يقول: (اذا بلغك عن أخيك شي ء يسوؤك فلا تغتم فانه ان كان كما يقول، و كانت عقوبة عجلت، و ان كان علي غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها، و قال موسي - عليه السلام - يا رب أسألك أن لا يذكرني أحد الا بخير، قال ما فعلت ذلك بنفسي؟) [2] .


پاورقي

[1] سورة فصلت: آية 34.

[2] سير أعلام النبلاء: 6 / 264، تهذيب الكمال: 5 / 93.


التقية عند الامام الصادق


ابتليت الامة الاسلامية في العهدين الاموي و العباسي، بخلفاء ظلموا الرعية، و شوهوا وجه الاسلام من خلال افراطهم في ظلم آل البيت و الانقضاض علي المعارضين، كما ابتليت بتزوير الاحاديث الموضوعة من قبل وعاظ السلاطين الذين تبرعوا باختراع الاحاديث، و تقولوا عن لسان النبي عليه السلام ما لم يقله، بغية دعم هذا الفريق او ذاك دون خوف من الله و لا وجل، فاضطربت الامة و كثر الفساد و الافساد، و سادت الفوضي الدينية و المذهبية، و أطل الغلاة برؤوسهم، فكانوا بمثابة السوس الذي نخر جسم الامة، و عقول افرادها فتصدي لها الامام عليه السلام بمنطق سليم، و برهان واضح فاقنع طالبي الحقيقة، و تمرد عليه المعاندون لها و له عليه السلام.

و مع ان الشيعة و فرقها التي عانت من ظلم الحكام، لم تستكن للانحراف، بل بقيت واقفة بالمرصاد في وجه الظالمين والمتمردين.

و الامام الصادق عليه السلام كان ذا خبرة بما حصل لآبائه و اجداده



[ صفحه 62]



في الثورات التي خاضوها ضد الطغاة، و ما لاقوه من نتائج سيئة في بعض الوجوه، و نتائج حسنة استمرت عبر التاريخ، ففضل عليه السلام ان يشكل خطا سياسيا قائما بذاته، دون تسرع في الامور، فاتجه الي تهيئة قادة امناء قادرين علي تدبير امور الرعية، و استمالة قلوب جميع الشيعة التي تمتثل اوامر القيادة في التخطيط و التنفيذ.

و بدأ الامام عليه السلام بالتوعية السرية دون ضجيج اعلامي يقلق السلطة الحاكمة، و ساهم بالنضوح الفكري لاتباعه، و اعتبر ذلك عاملا وحيدا لتخليص الامة من الانحراف.

غير ان تدفق الناس الي مقام الامام عليه السلام و التفاف الامة حوله جعل الحكام آنذاك يوجهون الضربات الواحدة تلو الأخري للامام و اتباعه، فعند ذلك اضطر عليه السلام علي استكمال المسيرة بالخفاء فارسي معالم التقية التي اشتدت في اواخر حياته، فاقتضت مصلحة الاسلام و المسلمين سلوك هذا السبيل بعيدا عن انظار السلطات الباغية، حفاظا علي سلامة النفوس، و الحؤول دون دفعها الي الهلكة، و لا يؤدي ذلك الي تشويه الدين او انحراف مبادئه، او افساد تابعيه.

و نتيجة هذا المسلك قام المغرضون بتوجيه التهم الي الشيعة بانهم باطنيون، وانهم يعبدون الله سرا مع الكتم علي معالم دينهم، و بخاصة لجهة بعض فرق الشيعة كالموحدين و الاسماعيليين و العلويين.

و لم تنفع معها مئات الألوف من المجلدات و الكتب التي تظهر عقيدة الشيعة، كما لم تنفع معها آلاف المساجد التي



[ صفحه 63]



يصلون بها.

و من نافل القول ان التقية واجبة بحكم القرآن و السنة و اقوال الائمة، فنقرأ قوله تعالي:

(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شي ء الآ أن تتقوا منهم تقاة) [آل عمران 28] [1] .

فالآية الكريمة لا تجيز للمؤمنين ان يتخذوا الكافرين اولياء الا في حالة لا يتمكنون فيها رفض ولايتهم، او مقاومتها، فيجوز للمؤمنين مسايرة الولاة الكافرين في ظاهر الامر، دون ان يكون ثمة انتماء عاطفي معهم.

و قد اكره عمار بن ياسر (ر) علي التفوه بكلمة الكفر حتي يخلص نفسه من مكروه يمكن ان يصيبه، فعندما عذبه المشركون و قتلوا والديه أمام عينيه، و اكرهوه علي التفوه بكلمة الكفر، و سب محمد صلي الله عليه و آله و سلم فاجابهم، ولكنه رجع باكيا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قائلا: لم اترك يا رسول الله و قد اكرهوني حتي نلت منك، و ذكرت الهتهم بخير.

فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم: كيف تجد قلبك يا عمار؟ قال: انه مطمئن بالايمان يا رسول الله. فقال: ما عليك فان عادوا اليك فعد لما يريدون فقد انزل الله فيك (الا من اكره و كان قلبه مطمئن بالايمان)».



[ صفحه 64]



و علم الامام عليه السلام صعوبة المواجهة العلنية للضغوط القاسية التي يتعرض لها مع اتباعه، فأمر عندئذ اصحابه بملازمة التقية، و كتمان الأسرار و عدم جواز اباحة الافكار للاغيار، باستثناء المؤمنين المخلصين.

و قد التزم الامام عليه السلام بالتقية و الزمها اتباعه و ليس هذا خارجا عن الاسلام كما نوهنا سابقا بالآية الكريمة، بالاضافة الي قوله تعالي: (من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم (106)( النحل 106).

و قال: (رجل مؤمن من ءال فرعون يكتم ايمانه) (غافر: 28). و قد قال عليه السلام: التقية ترس الله بينه و بين خلقه، و عنه عليه السلام: التقية ترس المؤمن، و التقية حرز المؤمن، و لا ايمان لمن لا تقية له [2] و قوله عليه السلام: و الله ما عبدالله بشي ء احب اليه من الخب ء، قال هشام الكندي: و ما الخب ء؟ قال: التقية» [3] .

يتساءل المرء هل التقية ولدت في عصر الامام الصادق عليه السلام؟ الجواب: ان التقية بزغت مع بزوغ الاسلام - و سنفرد بحثا خاصا في هذا الباب - و بقي العمل مستمرا في زمن علي عليه السلام، و عمل بها اصحابه في زمن معاوية الذي استعمل شتي الوسائل لمعاقبة كل من يروي حديثا عن علي و فضائله، فكان المحدثون يستخدمون كنية ابي



[ صفحه 65]



زينب او الشيخ... ليتجنبوا ذكر علي عليه السلام.

و قد قال الامام علي عليه السلام: من احبنا بقلبه و ابغضنا بلسانه فهو في الجنة [4] و قال الامام الباقر عليه السلام - والد الامام الصادق عليه السلام: «خالطوهم بالبرانية و خالفوهم في الجوانية اذا كان الامرة صبيانية» [5] أي اذا كانت السلطة بيد الجهلة.

و قال الامام زين العابدين - جد الصادق عليه السلام: «وددت والله اني افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي: النزق و قلة الكتمان» [6] .

و قد اعلن الصادق عليه السلام مقاطعته لاصحابه الذي لا يتقون و يفشون الاسرار المتعلقة بالامامة و الشيعة، و يعلنون في مواضع الريبة، و الضغوط الصعبة و القاسية، بأنهم من أتباع الائمة، فيعرضون انفسهم و اصحابه للبلاء و الملاحقات.

و قال شريك المفضل: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: «خلق في المسجد، يشهرونا و يشهرون انفسهم، أولئك ليسوا منا، و لا نحن منهم، انطلق فاداري و استر، فيهتكون ستري، هتك الله سترهم، يقولون: امام، و الله ما أنا بامام الا من أطاعني، و اما من عصاني فلست له بامام، لم يتعلقون باسمي؟ الا يكفون اسمي من



[ صفحه 66]



افواههم؟ فوالله لا يجمعني الله و اياهم في دار» [7] .

و يبدو مما ذكر ان في اسلوب الامام عليه السلام شيئا من الانفعال ولكن العذر موجود، و الانفعال مبرر سيما و ان المنصور كان يقتل علي التهمة، و بمجرد الانتماء الي الاسرة العلوية او الولاء لهم.

فأكثر احاديث التقية و الامر بها حصلت من الامام عليه السلام في زمن الشؤم و الظلم و المحن التي واجهها فكان يقول: كونوا لنا دعاة صادقين [8] .

و قال عليه السلام: يابن النعمان: اني لأتحدث للرجل منكم بحديث فيتحدث به عني، فاستحل بذلك لعنة و البراءة منه، فان ابي كان يقول: و اي شي ء اقر للعين من التقية، ان التقية جنة المؤمن، و لولا التقية ما عبدالله».

يابن النعمان: ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه، بل هو اعظم وزرا، بل هو اعظم وزرا، بل هو اعظم وزرا،

يا ابن النعمان: لا يكون العبد مؤمنا حتي يكون فيه ثلاث سنن سنة من الله، و سنة من رسوله، و سنة من الامام، فاما السنة من الله عزوجل فهو ان يكون كتوما للاسرار...» [9] .

و هكذا فان سخط الامام علي اصحابه كان بسبب استعجالهم قطف الثمر قبل اوانه، فعوقبوا بحرمانه، و هدروا الطاقات حتي



[ صفحه 67]



اصبحت لقمة سائغة في افواه الطغاة.

و بالتالي فان التقية جائزة و واجبة في بعض الوجوه، و لا يجوز تجاوز حدودها فيما يضر بالدين و الدنيا، او فيما يؤدي الي فلتان الضوابط الدينية و الدنيوية بما يغضب الله في المتقاعسين عن واجب الصلاح، و استقامة الامور بالجهاد الاصغر و الاكبر.



[ صفحه 68]




پاورقي

[1] تقية.

[2] الكافي ج 2 / باب التقية و الكتمان ص 217.

[3] الامام الصادق للمظفر ج 1 / 86.

[4] غرر الحكم: 8173 - ميزان الحكمة ص 3653.

[5] ميزان الحكمة ص 3652.

[6] الكافي: ج 2 باب التقية و الكتمان ص: 217.

[7] وسائل الشيعة باب 33 من ابواب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.

[8] الأئمة الاثني عشر لعادل اديب ص 177.

[9] تحف العقول لابن شعبه ص 221.


سفيان الثوري


4. و قال سفيان الثوري (م 161) في حقه: «الله أعلم حيث يجعل رسالته». [1] .


پاورقي

[1] غاية الاختصار: 102.


المعتزلة


لا نشك في أن الاعتزال وليد عصر الصادق عليه السلام، و في ذلك العصر نشأ و شب، و ذلك حين اعتزل عمرو بن عبيد و واصل بن عطاء و غيرهما حوزة الحسن البصري فنبذوهم بهذا اللقب، و ما قيل من أنه وليد عصر أميرالمؤمنين عليه السلام حينما اعتزل سعد بن أبي وقاص و ابن عمر و أسامة بن زيد حروب أميرالمؤمنين فلا وجه له، لأن ذلك الاعتزال لم يكن اعتزالا مذهبيا علي أساس في الرأي أو شبهة في الدين، و ما كان الا انحرافا عن أميرالمؤمنين عليه السلام و لذا لم يكن اسم الاعتزال معروفا في ذلك العهد، و لا سمي هؤلاء بالمعتزلة في ذلك



[ صفحه 42]



اليوم، و لا أن المعتزلة ينتمون الي أولئك في المذهب.

و المعتزلة افترقت فرقا كثيرة بعد أن اتفقت علي الاعتزال، و ليس في يومنا الحاضر أحد معروف النسبة اليه علي ما أحسب، و الذي يجمع عقيدة الاعتزال ما نقله صاحب «الفرق بين الفرق» ص 94 عن الكعبي في مقالاته:

ان المعتزلة أجمعت علي أن الله عزوجل شي ء لا كالأشياء، و أنه خالق الأجسام و الاعراض و أنه خلق كل ما خلقه من لا شي ء، و أن العباد يفعلون أعمالهم بالقدر التي خلقها الله سبحانه و تعالي فيهم، قال: و أجمعوا علي أن الله لا يغفر لمرتكبي الكبائر بلا توبة.

هذا ما حكاه عن الكعبي في القول الجامع في الاعتقاد لفرق المعتزلة، و نكتفي به عن الكلام عما يعتقدون، و لسنا بصدد التمحيص لنضع هذا الكلام في ميزان النقد، و نتعرف صحة ما صوبه صاحب الفرق نحو هذا الزعم كما دعانا هذا لاغفال ما ينسبه اليهم ابن حزم و الشهرستاني و صاحب الفرق من الأقوال الكثيرة.

ثم اننا بعد هذا لا نتبسط في البحث عن فروع ذلك الأصل، و ما يمتاز به كل فرع منها في الاعتقاد فيما يزيد علي الجامع، فان التبسط خروج عن الخطة الموسومة، مع اننا لا نأمن من العثار.

و هل القدرية هم هؤلاء المعتزلة؟ أو هم نفس الأشاعرة؟ ذلك موضع الشك، لأنا ان أردنا من القدرية من يقول: بأن أفعال العباد مخلوقة لهم و أنها من صنعهم و تقديرهم و انما خلق الله فيهم قوة و قدرة بها يفعل العباد أعمالهم فهم المعتزلة، علي ما نقل عنهم من القول الجامع السابق، و لا يكونون علي هذا نفس الأشاعرة، لأن الأشاعرة علي العكس من ذلك يرون أن الأفعال كلها من صنع الله تعالي و تقديره دون العبد.



[ صفحه 43]



و ان أردنا من القدرية من يقول بأن القدر خيره و شره من الله تعالي فيكونون حينئذ هم الأشاعرة يقينا.

و قد روي الشهرستاني عن النبي صلي الله عليه و آله قوله: القدرية مجوس هذه الأمة، و قوله: القدرية خصماء الله في القدر. [1] .

و لا ندري - ان صحت الرواية - أين يتوجه هذا الذم الصريح، و السمة الفاضحة.


پاورقي

[1] انظر الملل و النحل المطبوع علي هامش الفصل: 1 / 51 - 50 .


المؤمن


الايمان بكل شي ء هو تمكن العقيدة من النفس، فيخلص لها و يتفاني في سبيلها، لأن العقيدة اذا تمكنت من الانسان تكون جزء لا يتجزأ من نفسه لا ينفك عنها، بل هي نفسه حقيقة، فاذا جاز أن يتخلي الانسان عن نفسه و لا يخلص لها، جاز أن يتخلي عن عقيدته و لا يخلص لها.

و العقيدة الدينية خاصة - بالاستقراء - و لا سيما الايمان بالله أقوي من كل عقيدة تمكنا من النفس، فاذا عرف الانسان ربه مؤمنا بقدرته و تدبيره و عدله لابد أن يكون مستهينا بجميع شهوات الدنيا غير حافل بحوادثها، و لابد أن يتصف بالخصال التي سنقرؤها عن الصادق عليه السلام التي ينبغي أن يتصف بها المؤمن.

و من رأيته لا يتحلي بها فاعلم أنه ليس بمؤمن حقا، أو أنه ضعيف الايمان لم تتمكن العقيدة من نفسه.

قال أبوعبدالله عليه السلام في صفة المؤمن: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: و قورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، و لا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب،



[ صفحه 30]



والناس منه في راحة.

ثم قال: ان العلم خليل المؤمن، و الحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، و الرفق أخوه، و اللين والده. [1] .

أقول: ان الانسان الا ماندر يجد نفسه علي جانب كبير من فاضل الصفات من أجل حبه لذاته و روضاه عن نفسه فيتعامي عن عيوبها.

و في الحقيقة ان هذا أول الرذائل، بل مبدأ كل رذيلة، ولكنه اذا قرأ أمثال هذه الكلمات عن صادق أهل البيت في صفة المؤمن متدبرا فيها و فاحصا بحرية و اخلاص عما عليه ذاته من الأخلاق و الصفات لابد أن يتطامن و يسخط علي نفسه بعد عرفانها، ثم لابد أن يعرف لماذا قال الله تعالي: «و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين». [2] .

و قال عليه السلام أيضا: المؤمن له قوة في دين، و حزم في لين، و ايمان في يقين، و حرص في فقه، و نشاط في هدي، و بر في استقامة، و علم في حلم، و كيس في رفق، و سخاء في حق، و قصد في غني، و تجمل في فاقة، و عفو في مقدرة، و طاعة لله في نصيحة، و انتهاء في شهوة، و ورع في رغبة، و حرص في جهاد، و صلاة في شغل، و صبر في شدة، في الهزاهز وقور، و في الرخاء شكور، لا يغتاب، و لا يتكبر، و لا يقطع الرحم، و ليس بواهن، و لا فظ، و لا غليظ، و لا يسبقه بصره، و لا يفضحه بطنه، و لا يغلبه فرجه، و لا يحسد الناس، و لا يعير [3] و لا يعير [4] ، و لا يسرق، ينصر المظلوم، و يرحم المسكين، نفسه منه في عناء، و الناس



[ صفحه 31]



منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا، و لا يجزع من ذلها، للناس هم قد أقبلوا عليه، و له هم قد شغله ، لا يري [5] في حكمه نقص، و لا في رأيه وهن، و لا في دينه ضياع، يرشد من استشاره، و يساعد من ساعده و يكيع [6] عن الخناء و الجهل. [7] .

أقول: أتري أن امام المؤمنين الصادق عليه السلام يعني بهذا الوصف الأئمة من أهل البيت، و الا فأين يوجد مثل هذا المؤمن الكامل؟ و هل عرف مؤمن من المسلمين علي مثل هذه الصفة و ان كان الأحري بكل من يدعي الايمان بالله و رسوله حقا أن يكون متحليا بهذه الخصال الحميدة، ولكن «و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين» [8] .

و قال عليه السلام أيضا: لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يكون كامل العقل، و لا يكون كامل العقل حتي تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، و الشر منه مأمون، يستقل كثير الخير من نفسه، و يستكثر قليل الخير من غيره، و يستكثر قليل الشر من نفسه، و يستقل كثير الشر من غيره، و لا يتبرم [9] بطلب الحوائج قبله [10] ، و لا يسأم من طلب العلم عمره، الذل أحب اليه من العز [11] ، و الفقر أحب اليه من الغني، حسبه من الدنيا القوت، و العاشرة و ما العاشرة لا يلقي أحدا الا



[ صفحه 32]



قال هو خير مني و أتقي، انما الناس رجلان، رجل خير منه و أتقي، و رجل شر منه و أدني، فاذا لقي الذي هو خير منه تواضع له ليلحق به، و اذا لقي الذي هو شر منه و أدني قال لعل شر هذا ظاهر و خيره باطن فاذا فعل ذلك علا و ساد أهل زمانه. [12] .


پاورقي

[1] الكافي، باب المؤمن و صفاته، و باب نسبة الاسلام: 2 / 230 / 2.

[2] يوسف: 103.

[3] بتضعيف الياء و كسرها.

[4] بتضعيف الياء و فتحها.

[5] بالبناء للمفعول.

[6] يجبن.

[7] الكافي، باب المؤمن و صفاته: 2 / 231 / 4.

[8] يوسف: 103.

[9] يتضجر.

[10] بكسر القاف و فتح الباء و اللام أي اليه.

[11] لعله يريد أن الذل في الطاعة أحب اليه من العز في المعصية، لأن الكتاب صريح بقوله «العزة لله و لرسوله و للمؤمنين» أو يريد من الذل عدم نباهة الذكر و من العز الظهور و نباهة الشخصية تجوزا فيهما.

[12] مجالس الشيخ الطوسي، المجلس / 5.


التزام التدرج في عملية التغيير


التدرج في الدعوة للمبادي ء و في عملية البناء و التغيير الاجتماعي ضرورة تفرضها طبيعة مهمة تلك الدعوة، و ليست هي حاجة آنية أو ظرفية تستغني عنها الرسالة اذا انتفت تلك الحاجة أو تغير ذلك الظرف.

ثم ان التدرج في دعوة الناس للرسالة يتطلب تحقيق هدفين معا: -

أ) اعداد المخاطبين بالأفكار الجديدة نفسيا لتقبل تلك الأفكار قبل القاء (تفصيلات الأفكار) عليهم دفعة واحدة.

ب) و نقل المخاطبين من اجوائهم و قناعاتهم السابقة، و تطوير عقلياتهم في اتجاه تبني الرسالة الجديدة.



[ صفحه 220]



فاذا تحقق هذان الهدفان للرسالة صار بمقدور العملية التغييرية في الناس أن تجري لحساب الرسالة، أما اذا أريد أن تجري عملية رفع الناس الي مستوي الرسالة دون توفير الهدفين المذكورين فان القاء الفكرة الكلية بتفاصيلها علي الناس دون مراعاة للظروف النفسية و لا للأجواء الفكرية، ولا لقناعات الجمهور - ان ذلك - سيؤدي الي هزة اوردة فعل عنيفة تفقد الرسالة أهم شروط النجاح في مهمتها:

(ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم التي هي أحسن... فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم).

وقد وفقت تجربة أهل البيت (ع) في العمل الاجتماعي في اعطاء ضرورة التدرج في العمل التغييري بعده العملي الحكيم اتماما لمسيرة المصطفي (ص) في هذا السبيل، و ربما كان لظروف الأئمة (ع) الخاصة، و طبيعة معاناتهم و الأجواء النفسية و العقلية و السياسية التي عاشوها دورا أساسا في اثراء تجربتهم في هذا الجانب من خطهم و مسيرتهم الهادية.

و نستطيع أن نلتقي مع مئات الشواهد التي تكرس منهج الأئمة (ع) التدريجي في العمل في سبيل الله تعالي من خلال وصاياهم (ع) في هذا الاتجاه أو من خلال الممارسة العملية أو من خلال المفاهيم التي يبثونها في الذين يندمجون بخطهم المبارك أو من حولهم.

- قضية التدرج في مستوي التخطيط:

و علي مستوي التخطيط لهذه القضية يبث الامام (ع) فكرة التدرج في العمل الاجتماعي علي أصعدة شتي و في العديد من الآثارات الفكرية.

و هنا يوضح الامام أبو عبدالله الصادق عليه السلام فكرة التدرج بعبارة موحية:

(ان الله رفيق يحب الرفق، فمن رفقه بعباده، تسليله أضغانهم و مضادتهم لهواهم و قلوبهم، و من رفقه بهم: أنه يدعهم علي الأمر يريد ازالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقي عليهم عري الايمان و مثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فاذا أراد نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا).

(يا عبدالعزيز: ان الايمان عشر درجات بمنزلة المسلم، يصعد منه مرقاة، مرقاة فلا يقولن صاحب الاثنتين لصاحب الواحدة لست علي شي ء (حتي ينتهي الي العاشرة)، فلا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك و اذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة، فارفعه اليك برفق، و لا تحملن عليه ما لا يطيق، فتكسره، فان من كسر مؤمنا فعليه جبره).

- التدرج في مستوي التطبيق:

حرص الامام عليه السلام علي تنفيذ مشروع التدرج في العمل الاجتماعي الذي أشرنا الي الحيثيات الموجبة لتبنيه في نظرهم، علي مستوي حركتهم هم، و علي مستوي حركة المندمجين في خطهم من



[ صفحه 221]



المؤمنين و في السيرة المطهرة للامام (ع) مصاديق كثيرة نذكر منها ما يلي:

- عن يعقوب بن الضحاك، عن أبي عبدالله (ع) (في حديث) أنه جري ذكر قوم قال: (فقلت له: انا لنبرأ منهم أنهم لا يقولون ما نقول، قال: فقال: يتولونا و لا يقولون ما تقولون تبرأون منهم؟ قلت: نعم، قال: فهوذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم (الي أن قال:) فتولوهم و لا تبرأوا منهم ان من المسلمين من له سهم، و منهم من له سهمان، و منهم من له ثلاثة أسهم، و منهم من له أربعة أسهم، و منهم من له خمسة أسهم، و منهم من له ستة أسهم، و منهم من له سبعة أسهم، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم علي ما عليه صاحب السهمين و لا صاحب السهمين علي ما عليه صاحب الثلاثة، و لا صاحب الثلاثة علي ما عليه صاحب الأربعة، و لا صاحب الأربعة علي ما عليه صاحب الخمسة، و لا صاحب الخمسة علي ما عليه صاحب الستة، و لا صاحب الستة علي ما عليه صاحب السبعة.

و يقدم الامام (ع) نموذجا عمليا حول أهمية مفهوم التدرج في العمل فيقول:

و سأضرب له مثلا، أن رجلا كان له جار وكان نصرانيا فدعاه الي الاسلام و زينه له فأجابه، فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب، فقال: من هذا؟ قال: أنا فلان، قال: وما حاجتك؟ قال توضأ و البس ثوبيك و مر بنا الي الصلاة، قال: فتوضأ و لبس ثوبيه و خرج معه، قال: فصليا ما شاءالله، ثم صليا الفجر، ثم مكثا حتي أصبحا، فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله، فقال الرجل: أن تذهب النهار قصير، و الذي بينك و بين الظهر قليل، قال: فجلس معه الي أن صلي الظهر، ثم قال: و ما بين الظهر و العصر قليل، فاحتبسه حتي صلي العصر، قال: ثم قام و أراد أن ينصرف الي منزله فقال له: ان هذا آخر النهار و أقل من أوله، فاحتبسه حتي صلي المغرب، ثم أراد أن ينصرف الي منزله فقال له: انما بقيت صلاة واحدة: قال فمكث حتي صلي العشاء الآخرة ثم تفرقا، فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب، فقال: من هذا؟ قال: أنا فلان، قال: و ما حاجتك؟ قال: توضأ والبس ثوبك و اخرج فصل، قال: اطلب لهذا الدين من هو افرغ مني، و أنا انسان مسكين و علي عيال، فقال أبو عبدالله (ع) أدخله في شي ء و اخرجه منه، أو قال: أدخله من مثل ذه و أخرجه من مثل هذا) [1] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعة ج 6 ص 427.


نقش خاتمه


« الله خالق كل شي ء » . [1] .

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، قال:قوموا خاتم أبي عبدالله عليه السلام فأخذه أبي بسبعة ، قال:قلت:بسبعة دراهم ؟ قال:سبعة دنانير. [2] .

عن محمد بن عيسي ، عن صفوان ، قال:اخرج الينا خاتم أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، و كان نقشه:« أنت ثقتي فاعصمني من خلقك » . [3] .

عن اسماعيل بن موسي ، قال:كان خاتم جدي:جعفر بن محمد عليه السلام فضة كله ، و عليه:« يا ثقتي قني شر جميع خلقك » . [4] .

ابن الصباغ المالكي:نقش خاتمه « ماشاء الله لا قوة الا بالله ، أستغفر الله » . [5] .



[ صفحه 29]



العدد القوية:نقش خاتمه:« الله عوني و عصمتي من الناس » و قيل نقشه:« أنت ثقتي فاعصمني من خلقك » ، و قيل:« ربي عصمني من خلقه » . [6] .

هذه مجمل ما عثرنا عليها من الروايات الواردة بهذا الشأن .


پاورقي

[1] مصباح الكفعمي:523.

[2] مكارم الأخلاق:85.

[3] مكارم الأخلاق:85.

[4] مكارم الأخلاق:85.

[5] الفصول المهمة 219:2.

[6] العدد القوية:148 ، الحديث 65.


مناظرة ابن أبي العوجاء في بعض اي القرآن الكريم


و عن حفص بن غياث، قال: شهدت المسجد الحرام و ابن أبي العوجاء يسأل أباعبدالله عليه السلام عن قوله تعالي: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) [1] ما ذنب الغير؟



[ صفحه 63]



قال عليه السلام: ويحك هي هي و هي غيرها!

قال الزنديق: فمثل لي ذلك شيئا من أمر الدنيا، قال: نعم، أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها، ثم ردها في ملبنها، فهي هي و هي غيرها.

و روي أنه سأل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل في قصة ابراهيم عليه السلام: (قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون) [2] ، قال: ما فعله كبيرهم و ما كذب ابراهيم عليه السلام. قيل: و كيف ذلك؟

فقال عليه السلام: انما قال ابراهيم عليه السلام: فاسألوهم ان كانوا ينطقون، فان نطقوا فكبيرهم فعل، و ان لم ينطقوا فكبيرهم لم يفعل شيئا، فما نطقوا، و ما كذب ابراهيم عليه السلام.

فسأل عن قوله في سورة يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون)؟ [3] .

قال عليه السلام: انهم سرقوا يوسف من أبيه، ألا تري أنه قال لهم: (قالوا ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك)؟ [4] و لم يقل سرقتم صواع الملك، انما سرقوا يوسف من أبيه.

فسأل عن قول ابراهيم: (فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم) [5] ، قال: ما كان ابراهيم سقيما، و ما كذب، انما عني سقيما في دينه، أي مرتادا [6] .



[ صفحه 64]




پاورقي

[1] النساء: 56.

[2] الأنبياء: 63.

[3] يوسف: 70.

[4] يوسف: 72.

[5] الصافات: 88.

[6] الاحتجاج: 354.


التضرع إلي الله من الشروط في إجابة الدعاء


إبتهال الداعي، وتضرعه أمام الله تعالي، وقد ذم الله الذين لا يتضرعون إليه، قال تعالي: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) [1] وقد سئل الامام الصادق عليه السلام، عن كيفية الابتهال إلي الله في أثناء الدعاء، فقال: الابتهال رفع



[ صفحه 24]



اليدين، ومدهما وذلك عند الدمعة، ثم أدع. [2] .


پاورقي

[1] سورة المؤمنين - آية 75.

[2] اصول الكافي 2 / 485.


شجاعته و فراسته


الصادق كان قويا بايمانه المتزايد، المعتصم بحبل الله، المستقيم بسنة رسوله، و انصرف عن الأهواء و النزوات، و استولي عليه خوف الله تعالي وحده، و من عمر الايمان قلبه و لم يخش الا الله فانه لا يخاف احدا من عباده، مهما تكن سطوتهم و قوتهم، و كان شجاعا في الدفاع عن الحق و أمام الأقوياء ذوي السلطان و الجبروت، لا يمتنع عن تذكيرهم بالطغيان تعريضا أو تصريحا علي حسب ما توجبه دعوة الحق من مراعاة مقتضي الحال. و كان الصادق ذا فراسة قوية، و لعل فراسته هي التي منعته من أن يقتحم السياسة. و كان يعتبر الفراسة من اخلاق المؤمنين، فبالفراسة يقود القادة الجماهير و يعرفون عيوب من يخاطبونهم، و يعرفون منازع النفوس و اتجاهاتها، و طرق حملها علي الاستقامة، و ليس فيها الاكراه.

بهذه الصفات و غيرها ثابر الصادق في طلب الحقيقة و امتلك زمام العلم و توجيه النفوس الي الغاية السامية و هداهم الي الطريق الامثل، و انها بلا شك هي أولي عناصر تكوين امامته.



[ صفحه 16]




ابان بن أرقم الأسدي


أبان بن أرقم الأسدي، وقيل الأرشدي، الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 151. تنقيح المقال 1: 3. خاتمة المستدرك 777. معجم رجال الحديث 1: 143. جامع الرواة 1: 9. مجمع الرجال 1: 16. أعيان الشيعة 2: 96. منهج المقال 15. لسان الميزان 1: 20.


سالم العطار


أحد خدام الإمام الصادق عليه السلام.

المراجع:

رجال الطوسي 210. تنقيح المقال 2: 5. خاتمة المستدرك 805. معجم رجال الحديث 8: 30. جامع الرواة 1: 349. مجمع الرجال 3: 93. أعيان الشيعة 7: 178. منهج المقال 157.


مالك بن الغيداق الثمالي


مالك بن الغيداق الثمالي، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 309. تنقيح المقال 2: قسم الميم 50. خاتمة المستدرك 838. معجم رجال الحديث 14: 172. نقد الرجال 280. توضيح الاشتباه 258. جامع الرواة 2: 38. مجمع الرجال 5: 92 وفيه الغنداق بدل الغيداق. منهج المقال 272.


في ذكر نبذة من كلماته


عن اليعقوبي [1] قال: قال سفيان: سمعت جعفرا يقول: الوقوف عند كل شبهة خير من الاقتحام في الهلكة و ترك حديث لم تروه افضل من روايتك حديثا لم تحصه، ان علي كل حق حقيقة و علي كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله، فخذوه، و ما خالفه فدعوه.

و قال جعفر «ع»: ثلثة يجب لهم الرحمة: غني افتقر، و عزيز قوم ذل، و عالم تلاعب به الجهال، و قال: من اخرجه الله من ذل المعاصي الي عزالتقوي أغناه الله بغير مال: و أعزه الله بغير عشيرة، و من خاف الله أخاف الله منه كلشي ء، و من لم يخف الله أخاف الله من كلشي ء، و من رضي من الله باليسر من الرزق رضي منه باليسير من العمل، و لم يستح من طلب الحلال خفت مؤنته و نعم أهله، و من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه فأطلق لسانه من أمور الدنيا دائها و دوائها و أخرجه من الدنيا سالما.

و روي أنه قال: لما فزلت علي رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تمدن عينيك الي ما متعنا به أزواجا منهم - الاية، قال: و من لم ينعز بعزاء رسول الله (صلي الله عليه و آله) تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات، و من اتبع طرفه الي ما في أيدي الناس



[ صفحه 52]



طال همه؛ و لم يشف غيظه، و من لم يرلله عليه نعمة الافي كل مأكل و مشرب فقد قصر عمره، و دني عذابه، و قال: ما أنعم الله علي عبد نعمة فعرفها بقلبه و شكرها بلسانه الا اعطي خيرا مما أخذ.

و قال: ان مما ناجي الله به موسي: يا موسي لا تنسني علي حال و لا تفرح بكثرة المال، فان نسياني يميت القلب، و عند كثرة المال تكثر الذنوب، يا موسي كل زمان يأتي بالشدة بعد شدة، و بالرخاء بعد الرخاء؛ و الملك بعد الملك، و ملكي قائم لا يزول و لا يخفي علي شي ء في الارض و لا في السماء و كيف يخفي علي ما كان ابتدائه مني، و كيف لا تكون همتك فيما عندي و أنت ترجع لا محالة عندي.

و قال: خلتان من لزمها دخل الجنة، فقيل: ما هما، قال: احتمال ما تكره اذا أحبه الله و ترك ما تحب اذا كرهه الله؛ فقيل له: من يطيق ذلك فقال من هرب من النار الي الجنة.

و قال: فعل المعروف يمنع ميتة السوء، و الصدقة تطفي ء غضب الرب، و صلة الرحم تزيد في العمر و تنفي الفقر، و قول: لا حول و لا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة.

و قال: ما توسل ال أحد به وسيلة و لا تذرع بذريعة هي أحب الي و لا اقرب مني من يد أسلفته اياها أتبع بها اختها لاحسن ربها و حفظها اذا كان منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل و ما سمحت نفسي برد بكر من الحوائج.

و قال: أوحي الله الي موسي بن عمران: ادخل يدك في فم التنين الي المرفق، فهو خير لك من مسئلة من لم يكن للمسئلة به مكان.

و قال: لا تخالطن من الناس خمسة: الاحمق، فانه يريد ينفعك



[ صفحه 53]



فيضرك، و الكذاب، فان كلامه كالسراب يقرب منك البعيد و يباعد منك القريب، والفاسق، فانه يبيعك بأكلة او شربة، و البخيل: فانه يخذلك احوج ما تكون اليه، و الجبان فانه يسلمك و يتسلم الدية.

و قال: المومنون يألفون و يؤلفون و يغشي رحلهم.

و قال: من غضب عليك ثلث مرات، فلم يقل فيك سوء، فاتخذه لك خلا، و من ارادان تصفو له مودة اخيه، فلا يمارينه و لا يمارخنه و لا يعده ميعادا فيخلفه. انتهي ما نقله اليعقوبي في «التاريخ»، و عن المفيد ره [2] قال:

فصل

و مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله تعالي و بدينه قوله (عليه السلام) وجدت علم الناس كلهم في اربع: اولها ان تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، و الثالث: ان تعرف ما اراد منك، و الرابع: ان تعرف ما يخرجك عن دينك، و هذه اقسام تحيط بالمفروض من المعارف لانه اول ما يجب علي العبد معرفة ربه جل جلاله،

فاذا علم أن له الها وجب ان يعرف صنيعه اليه فاذا عرف صنيعه اليه عرف به نعمته، فاذا عرف نعمته وجب عليه شكره، فاذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله، و اذا وجبت عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرجه عن دينه، فيجتنبه فيخلص به طاعة ربه و شكر انعامه.



[ صفحه 54]



ثم قال: مما حفظ عنه «ع» [3] في التوحيد و نفي التشبيه قوله لهشام بن الحكم: ان الله تعالي لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي ء و كلما وقع في الوهم فهو بخلافه.

ثم قال: و مما حفظ عنه من موجزا لقول في العدل قوله لزرارة بن اعين: يا زرارة أعطيك جملة في القضاء و القدر، قال له زرارة: نعم، جعلت فداك؛ قال له: اذا كان يوم القيامة و جمع الله الخلق سئلهم عما عهد اليهم و لم يسئلهم عما قضي عليهم.

و مما حفظ عنه «ع» [4] في الحكمة و الموعظه الحسنة قوله «ع» ما كل من نوي شيئا قدر عليه و لاكل بن قدر علي شي ء وفق له و لا كل من وفق اصاب له موضعا فاذا اجتمعت النية و القدرة و التوفيق و الاصابة فهنا لك تمة السعادة.

ثم قال: و مما حفظه عنه في الحث علي النظر في دين الله و المعرفة لاولياء الله قوله: أحسنو النظر فيما لا يسعكم جهله، و أنصحوا لانفسكم و جاهدوها في طلب معرفة ما لا عذر لكم في جهله، فان لدين الله اركانا لا تنفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته، و لا يضر من عرفها فدان بها حسن اقتصاده، و لا سبيل لاحد الي ذلك الابعون من الله عزوجل.

ثم قال: و مما حفظ عنه عليه السلام في الحث [5] علي التوبه قوله عليه السلام تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال علي الله هلكة، و الاصرار علي الذنب أمن لمكر الله، و لا يأمن مكر الله الا



[ صفحه 55]



القوم الخاسرون

ثم قال: و الاخبار فيما حفظ عنه من الحكمة و البيان و الحجة و الزهد و الموعظة و فنون العلم كله اكثر من أن تحصي بالخطاب او تحوي بالكتاب و فيما اثبتناه منها كفاية في الغرض الذي قصدناه والله الموفق للصواب انتهي ما نقله في «الارشاد» و عن «الانوار البهية» [6] قال:

فصل في نبذ من كلامه (عليه السلام)

قال لحمران: انظر لي من هو دونك و لا تنظر الي من هو فوقك في المقدرة، فان ذلك أقنع لك بما قسم لك و احري أن تستوجب الزيادة من ربك، و اعلم ان العمل الدائم القليل علي اليقين افضل عندالله من العمل الكثير علي غير يقين، و اعلم انه لا ورع انفع من تجنب محارم الله و الكيف عن اذي المؤمنين و اغتيابهم، و لا عيش اهنأمن حسن الخلق، و لا مال الفع من القنوع باليسير المجزي، و لا جهل اضرمن العجب.

و قال «ع»: ان قدرت علي ان لا تخرج من بيتك، فافعل، فان عليك في خروجك أن لا تغتابو لاتكذب و لا تحسدو لا ترائي و لا تتصنع و لا تداهن

ثم قال «ع» نعم صومعة المسلم بيته يكف فيه بصره و لسانه و نفسه و فرجه و قال «ع» لفضيل بن عثمان: اوصيك بتقوي و صدق الحديث و اداء الامانة و حسن الصحابة لمن صحبك و اذا كان قبل طلوع الشمس و قبل الغروب فعليك بالدعاء و اجتهد و لا تمتنع من شي ء تطلبه من ربك و لا تقول هذا ما لا اعطاه وادع، فان الله يفعل ما يشاء.



[ صفحه 56]



و قال «ع» في وصيته لعبدالله بن جندب: يا ابن جندب اقل النوم بااليل و الكلام بالنهار، فما في الجسد شي ء اقل شكرا من العين و اللسان، فان ام سليمان قالت لسليمان: يا بني اپاك و النوم، فانه يفقرك يوم يحتاج الناس الي الاعمال.

و قال له: و اقنع بما قسمه الله لك و لا تنظر الا ما عندك و لا تتمن ما لست تناله، فان من قنع شبع و من لم يقنع له يشبع، و خذ حظك من آخرتك و لا تكن بطرا في الغني و لا جزعا في الفقر، و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك و لا تكن واهنا يحقرك من عرفك و لا تشار من فوقك و لا تسخر بمن هو دونك و لا تنازع الامر أهله و لا تطع السفهاء، و لا تكن مهينا تحت كل احد، و لا تتكلن علي كفاية احد وقف عند كل أمر حتي تعرفه مدخله و مخرجه قبل ان تقع فيه فتندم، انتهي،

و عن «الفصول المهمة» [7] قال: و كان «ع» يقول: لا يتم المعروف الا بثلث: تعجيله و تصغيره و ستره، و قال بعض شيعته: دخلت علي جعفر (عليه السلام) و موسي ولده بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية، فحفظتها، فكان مما اوصاه به ان قال له:

يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي تعش سيدا و تمت حميدا؛ يا بني انه من قنع بما قسم الله له استغني، و من مدعينه الي ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله اتهم ربه في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استصغر زلة غيره.



[ صفحه 57]



فصول المهمه ص 206

يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورته و من سل سيف البغي قتل به و من حفر لاخيه بئرا سقط فيها و من داخل السفها حقر و من خالط العلماء و قرو من داخل مداخل السوء اتهم.

يا بني قل الحق لك او عليك و اياك و النميمه فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال.

يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فان للمروة معادن و للمعادن اصولا و للاصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمرا لا بفرع و لا فرع الا باصل و لا اصل ثابت الا به معدن طيب.

يا بني اذا زرت فزر الاخيار و لا تزر الاشرار فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخفر و رقها و ارض لا يظهر عشبها الخ.

و قال (عليه السلام) من لم يستح من العيب و يرعوي عند المشيب و لا يخشي الله بظهر الغيب فلا خير فيه و قال (عليه السلام) اياكم و ملاحاة الشعراء فانهم يطنبون بالمدح و يجودون بالهجاء و كان (عليه السلام) يقول:

اللهم انك بما انت اهله من العفو اولي مني بما انا اهله من العقوبة و قال (عليه السلام) من اكرمك فاكرمه و من استخف بك فاكرم نفسك عنه و قال منع الجود سوء الظن بالمعبود و قال دعا الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا و دعاهم في الاخرة باعمالهم ليجازوا. فقال: يا ايها الذين آمنوا يا ايها الذين كفروا و قال (عليه السلام):

ان عيال المرء اسراؤه فمن انعم الله عليه بنعمته فليوسع علي اسرائه فان لم يفعل او شك ان تزول تلك النعمة عنه و قال ثلاثة لا يزيد الله بها الرجل المسلم الاعزا:



[ صفحه 58]



الصفح عمن ظلم و الاعطاء لمن حرمه و الصلة لمن قطعه و قال من حفظ الرجل اخاه بعد وفاته في تركته كرم.

و قال المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق و اذا رضي لم يدخله في باطل الخ.و عن التذكرة لسبط بن الجوزي ص 352 طبع الغري.

و في الحلية باسناده الي الهياج بن بسطام قال كان جعفر (عليه السلام) يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء قال و سئل عن العلة في تحريم الرباء فقال لئلا يتمانع الناس المعروف. ثم و قال في الحلية ايضا اوصي جعفر بعض ولده فقال:

يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فانك ان حفظتها عشت سعيدا و مت شهيدا او حميدا.

يا بني انه من قنع بما قسم الله له استغني و مد عينيه الي مال غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله اتهم الله في قضائه... الخ.

و قال سفيان الثوري [8] بالاسناد المتقدم قال جعفر من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة. قال و كان يتردد اليه رجل من السواد، فانقطع عنه، (فسأل عنه) فقال بعض القوم: انه نبطي يريد ان يضع منه فقال جعفر عليه السلام: اصل الرجل عقله و حسيه دينه و كرمه تقواه و الناس في آدم مستوون،

و به قال الثوري: سمعت جعفرا عليه السلام يقول: عزت السلامة حتي لقد خفي مطلبها، فان تكن في شي ء؛ فيوشك أن تكون في الخمول



[ صفحه 59]



فان لم يوجد الخمول، ففي التخلي، و ليس كالخمول و ان لم يوجد في التخلي، ففي الصمت؛ والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها. انتهي

و في حيوة الحيوان ج 2 ص 86 ط العامرة الشرقيه بمصر

قال و اوصي جعفر ابنه موسي الكاظم (عليه السلام) فقال يا بني احفظ وصيتي تعش سعيدا و تمت شهيدا.

يا بني ان من قنع بما قسم الله له استغني و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله له اتهم الله في قضائه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره و من استعظم زلة نفسه استصغر زلة غيره.

يايني من كشف حجاب غيره انكشفت عودات بيته و من سل سيف البغي قتل به و من احتفر لاخيه بئرا سقط فيها و من داخل السفهاء حقر و من خالط العلماء و قرومن دخل مداخل السوءاتهم.

يا بني قل الحق لك او عليك. و اياك والنميمة فانها تزوع الشحناء في قلوب الرجال.

يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه و روي انه قيل لجعفر الصادق ما بال الناس في الغلاء يزداد جوعهم بخلاف العادة في الرخص فقال لانهم خلقوا من الارض و هم بنوها فاذا اقحطت اقحطوا و اذا اخصبت اخصبوا انتهي.

و في اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص 213 ط مصر قال:

قال جعفر بن محمد (عليه السلام) لايتم المعروف الا بثلاث: ان تصغره في عينك و تستره و تعجله و قال (عليه السلام) لا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت و قال اوحي الله تعالي الي الدنيا من خدمني فاخدميه و من لم يخد مني فاستخدميه



[ صفحه 60]



و قال (عليه السلام) كف عن محارم الله و امتثل اوامره تكن عابدا و ارض بما قسم الله تكن مسلما و اصحب الناس علي ما تحب ان يصحبوك تكن مؤمنا و لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره و شاور في امرك الذين يخشون الله و قال من اراد عزا بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية الي عز الطاعة قال (عليه السلام) من يصحب صاحب السوء لا يسلم و من يدخل مدخل السوء اتهم و من لا يملك لسانه يندم و قال (عليه السلام) حكمة حرمة الربا ان لا يتمانع الناس المعروف انتهي،


پاورقي

[1] ج 2 ص 96 ط بيروت.

[2] ص 258 كتاب الارشاد ط قديم مستوفي.

[3] الارشاد ص 259 ط قديم مستوفي.

[4] الارشاد ص 260.

[5] الارشاد ص 261 ط مستوفي.

[6] ص 72 ط مطبعة العلميه في التبريز.

[7] ص 206 ط الغري.

[8] تذكره ابن جوزي ص 353.


مهم ترين فرقه ها و مذاهب اسلامي


ترديدي نيست كه مسلمانان طبق فرموده ي پيامبر گرامي اسلام صلي الله عليه و آله به هفتاد و سه گروه و فرقه در آمدند و اين خبر يكي از نشانه هاي فراوان نبوت و از معجزات آن حضرت بوده است. در «سنن ابن ماجه» از رسول خدا صلي الله عليه و آله نقل شده كه فرمود: «زود باشد كه امت من به هفتاد و سه فرقه و گروه تقسيم شوند.» [1] .

مقصود ما از بيان فرق و مذاهب اسلامي در اين فصل مذاهبي است كه در زمان امام صادق عليه السلام معروف و شناخته شده بوده است. از اين رو، نخست مذاهب اصلي و مادر كه بسياري از مذاهب فرعي ديگر به آنها باز مي گردد را ذكر مي كنيم و سپس مذاهبي كه از آنها منشعب مي شود را بيان خواهيم نمود و اين نزديك تر به وضع كتاب خواهد بود.



[ صفحه 51]



اكنون مي گوييم: [2] اصول جميع فرق اسلامي چهار مذهب مي باشد: 1- مرجئه؛ 2- معتزله؛ 3- شيعه؛ 4- خوارج. و ساير فرقه ها هر چه باشند به يكي از اين چهار فرقه باز مي گردند، حتي غلات كه فرقه هاي ديگر آنان را كافر دانسته اند نيز به يكي از اين فرقه ها باز مي گردند.


پاورقي

[1] سنن ابن ماجه 2 / 132.

[2] فرق شيعه نوبختي، ص 17. ابن حزم در كتاب خود (2 / 88) مي گويد: فرقه هاي اسلامي پنج فرقه است و اهل سنت را فرقه اي در مقابل مرجئه و معتزله قرار داده است.


سخنان امام صادق درباره ي ظلم


زشتي ظلم و تجاوز به حقوق ديگران از مشهورترين اعمالي است كه همه ي عاقلان بر آن اتفاق نظر دارند و عقل سليم به زشتي آن معترف است و احدي در آن شكي ندارد. از اين رو هنگامي كه خداوند از شرك و زشتي آن مذمت مي كند، مي فرمايد: «شرك، ظلم بزرگي است.»

آيات و روايات فراواني در مذمت ظلم بيان شده و بخشي از آنها از امام صادق عليه السلام نقل شده است. البته ظلم از جهت كثرت و قلت، شدت و ضعف مختلف مي باشد؛ چنانكه آيه ي شريفه ي: (ان الشرك لظلم عظيم) [1] دلالت بر آن دارد.

امام صادق عليه السلام نيز مي فرمايد: «هيچ ظلمي بزرگ تر از ظلمي نيست كه صاحب آن پناهي جز خدا نداشته باشد.» [2] .

مؤلف گويد: به اين علت چنين ظلمي بزرگ ترين ظلم است كه مظلوم هنگامي كه ضعيف باشد و توانايي دفاع از خود را نداشته باشد، خداوند ياور و گيرنده حق اوست و البته معلوم است حال ظالمي كه خداوند بخواهد از او انتقام بگيرد و دشمن او باشد. اين حديث همانند حديثي است كه از حضرت زين العابدين عليه السلام نقل شده كه فرمود: «اياك و



[ صفحه 320]



ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله» [3] يعني: بپرهيز از ظلم به كسي كه پناهي جز خدا نداشته باشد.

البته نبايد تصور كرد كه تنها كسي كه ظلم را انجام مي دهد ظالم است؛ بلكه همان گونه كه امام صادق عليه السلام فرمود انجام دهنده ي ظلم و كسي كه او را ياري مي كند و كسي كه از آن خشنود مي شود، همگي شريك خواهند بود. [4] .

امام صادق عليه السلام [مي فرمايد: كسي كه ظالم را تأييد مي كند نيز ظالم شمرده مي شود و] مي فرمايد: «كسي كه ظالمي را نسبت به ظلمي كه نموده معذور بداند خداوند ظالمي را بر او مسلط مي كند و اگر دعا كند، خداوند دعاي او را مستجاب نمي گرداند و پاداشي نيز براي مظلوميت او قرار نخواهد داد.»

زشتي ظلم به قدري است كه امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «كسي كه روز خود را شروع كند و نيت ظلم و آزار به كسي را نداشته باشد، خداوند گناهاني را كه در آن روز انجام مي دهد را، خواهد بخشيد.»

روزي دو نفر از اصحاب امام صادق عليه السلام كه در معامله اي نزاع داشتند به خدمت آن حضرت رسيدند، پس امام عليه السلام به نزاع آنان توجه ننمود و فرمود: كسي كه با ظلم پيروز شود كار او به خير نمي انجامد. سپس فرمود: آگاه باشيد كه آنچه مظلوم از دين ظالم مي گيرد، بيش از آن است كه ظالم از دنياي مظلوم گرفته است. و فرمود: كسي كه به مردم آزار مي رساند، بايد منتظر باشد كه از ديگري آزار ببيند؛ چرا كه انسان هر چه را بكارد برداشت مي كند و هرگز كسي از دانه ي تلخ، ميوه ي شيرين و از دانه ي شيرين، ميوه ي تلخ برداشت نمي كند. پس آن دو نفر با شنيدن اين سخنان آشتي نمودند و رفتند.

امام عليه السلام با بيان زيبايي، اين چنين موعظه نمود. اما افسوس! كه بعضي از افراد عادت به ظلم و آزار به ديگران دارند و اين نصايح در آنها اثر نمي كند. به عبارتي چگونه مي توان اميد داشت كه از كشت دانه ي تلخ، ميوه ي شيرين برداشت و يا كسي كه خطاكار را با احسان خود اصلاح نمي كند و يا ظلم او را با عفو و گذشت پاسخ نمي دهد؛ چگونه انتظار دارد



[ صفحه 321]



ديگري از خطا و ظلم او بگذرد؟ [و يا خداوند در وقت حساب از گناهان او صرف نظر نمايد و او را عفو كند؟]

روزي زياد قندي [5] خدمت امام صادق عليه السلام رسيد و امام عليه السلام به او فرمود: آيا تو از جانب حكومت وقت به ولايت رسيده اي؟ او گفت: آري اي فرزند رسول خدا صلي الله عليه و آله، من مردي صاحب مروت هستم و مال و ثروتي نياندوخته ام و ناچارم كه با قبول ولايت حاكم، از برادران خود دستگيري نمايم.

امام عليه السلام به او فرمود: «اگر دست از ولايت حاكم برنمي داري، من به تو توصيه مي كنم كه چون به قدرت رسيدي و خواستي به مردم ظلم كني، عقوبت و كيفر خدا را به ياد بياور و بدان كه دنيا براي تو و آنان سپري مي شود و در نهايت تو گرفتار عمل خود، خواهي شد و السلام». [6] .

حاكم اگرچه توانايي ظلم و ستمگري دارد؛ اما بايد بداند كه خداوند نه تنها از او تواناتر است و مي تواند او را مجازات كند و انتقام مظلوم را از او بگيرد، بلكه مي تواند مظلوم را نجات دهد و همان ظلم را به ظالم برگرداند، حال اگر ظالم و ستمگر لحظه اي كه مي خواهد ظلم كند به ياد اين حقيقت بيفتد، از ظلم خود دست برمي دارد و اين بهترين وسيله براي بيداري و آگاهي او مي باشد.

و چون كيفر ظلم و ستمگري نزد خداوند شديد است، نفرين مظلوم به ظالم پذيرفته مي شود. از اين رو امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «از ظلم بترسيد، زيرا نفرين مظلوم به آسمان بالا مي رود و پذيرفته مي شود.» [7] البته بايد دانست كه مقصود از بالا رفتن دعاي مظلوم، اجابت آن است.



[ صفحه 322]




پاورقي

[1] لقمان / 13.

[2] كافي ج 2 / 331.

[3] كافي ج 2 / 331.

[4] كافي ج 2 / 333.

[5] زياد بن قندي انباري تا زمان امام رضا عليه السلام زنده بود. او مانند علي بن ابي حمزه و علي بن عيسي امامت آن حضرت را نپذيرفت و علت آن اين بود كه اموال حضرت كاظم عليه السلام زماني كه ايشان در زندان هارون بودند، نزد آنان قرار داشت و چون امام كاظم از دنيا رفت، امام رضا عليه السلام اموال پدر خود را از آنان مطالبه نمود و آنان به طمع آن اموال امامت ايشان را انكار نمودند: البته زياد از جمله كساني بود كه قبل از اين حادثه، احاديث مربوط به امامت حضرت رضا عليه السلام را نقل نموده بود.

[6] مجالس شيخ طوسي، مجلس 11.

[7] كافي ج 2 / 509.