بازگشت

حسن بن علي و شاء فرزندزاده الياس صيرفي


نويسنده گويد: در اين جا تذكر دو مطلب لازم است:

اول آن كه حسن بن علي بن زياد الوشاء بجلي كوفي از بزرگان طايفه اماميه و از اصحاب حضرت ثامن الحجج (ع) است. او پسر دختر الياس صيرفي است كه از شيوخ اصحاب حضرت صادق (ع) بوده. [1] .

حسن از جدش الياس روايت كرده كه در وقت احتضار گفت: شاهد باشيد! و اين ساعت، ساعت دروغ گفتن نيست؛ هر آينه شنيدم از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام كه فرمود: نمي ميرد بنده اي كه دوست دارد خدا و رسول و ائمه (ع) را، پس آتش مس كند او را. و اين كلام را دو سه بار اعاده كرد بدون آن كه از او سؤال كنند. [2] .

حسن بن علي وشاء كتابي به نام «ثواب الحج و مناسك و نوادر» دارد. [3] .

مطلب دوم آن كه از روايت احمد بن محمد بن عيسي قمي معلوم مي شود كه در سابق



[ صفحه 284]



اهالي قم چه اندازه خواهان حديث بوده اند كه براي فراگرفتن آن از قم به كوفه سفر مي كردند؛ و هم اعتماد ايشان به اصول بوده، و روايت نمي كردند حديث را مگر با اجازه يا سماع. اما افسوس و صد افسوس كه امروزه علاقه و اشتياق چنداني به حديث و سخنان خاندان نبوت ندارند و اين سرمايه را از كف داده اند. خداوند همه را به راه مستقيم هدايت فرمايد.


پاورقي

[1] رجال نجاشي، ص 78.

[2] رجال نجاشي، ص 28.

[3] رجال نجاشي، ص 29.


الإمام الصادق في ذمة الخلود


وتتابعت المحن علي سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ـ الإمام الصادق(عليه السلام) ـ في عهد المنصور الدوانيقي ـ فقد رأي ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء، وما كابده هو بالذات من صنوف



[ صفحه 221]



الإرهاق والتنكيل، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخري، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا الي العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه، فقد كان الإمام شبحاً مخيفاً له... ونعرض ـ بإيجاز ـ للشؤون الأخيرة من حياة الإمام ووفاته.

وأعلن الإمام الصادق(عليه السلام) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه، وان لقاءه بربّه لقريب، وإليك بعض ما أخبر به:

أـ قال شهاب بن عبد ربّه: قال لي أبو عبدالله(عليه السلام): كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو. فكنت يوماً بالبصرة عند محمد بن سليمان، وهو والي البصرة إذ ألقي إليّ كتاباً، وقال لي: يا شهاب، عظّم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة [1] .

ب ـ أخبر الإمام(عليه السلام) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له: ارفق فوالله لقلّ ما أصحبك. ثم انصرف عنه، فقال المنصور لعيسي بن علي: قم اسأله، أبي أم به؟ ـ وكان يعني الوفاة ـ.

فلحقه عيسي، وأخبره بمقالة المنصور، فقال(عليه السلام): لا بل بي [2] .

وتحقّق ما تنبّأ به الإمام(عليه السلام) فلم تمضِ فترة يسيرة من الزمن حتي وافته المنية.

كان الإمام الصادق(عليه السلام) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي، فقد ضاق ذرعاً منه، وقد حكي ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبدالله



[ صفحه 222]



الاسكندري.

يقول محمد: دخلت علي المنصور فرأيته مغتمّاً، فقلت له: ما هذه الفكرة؟

فقال: يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة(عليها السلام) مقدار مائة ويزيدون ـوهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور ـ وبقي سيّدهم وإمامهم.

فقلت: من ذلك؟

فقال: جعفر بن محمد الصادق.

وحاول محمد أن يصرفه عنه، فقال له: إنه رجل أنحلته العبادة، واشتغل بالله عن طلب الملاك والخلافة.

ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنك تقول به، وبإمامته ولكن الملك عقيم [3] .

وأخذ الطاغية يضيّق علي الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له، وقد حكي الإمام(عليه السلام) ما كان يعانيه من الضيق، حتي قال: «عزّت السلامة، حتي لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها» [4] .

لقد صمّم علي اغتياله [5] غير حافل بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً علي يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(عليه السلام) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه.



[ صفحه 223]



ولمّا شعر الإمام(عليه السلام) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصي بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي:

أ ـ إنه أوصي للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين ديناراً، فقال له شخص: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ فقال(عليه السلام) له: ويحك ما تقرأ القرآن؟! (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) [6] .

لقد أخلص الإمام(عليه السلام) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم، وآمن بجميع قيمه وأهدافه، وابتعد عن العواطف والأهواء، فقد أوصي بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصي الله بها.

ب ـ إنه أوصي بوصاياه الخاصّة، وعهد بأمره أمام الناس الي خمسة أشخاص: وهم المنصور الدوانيقي، ومحمد بن سليمان، وعبدالله، وولده الإمام موسي، وحميدة زوجته.

وإنما أوصي بذلك خوفاً علي ولده الإمام الكاظم(عليه السلام) من السلطة الجائرة، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته، فقد كتب المنصور الي عامله علي يثرب، بقتل وصي الإمام، فكتب إليه: إنه أوصي الي خمسة، وهو أحدهم، فأجابه المنصور: ليس الي قتل هؤلاء من سبيل [7] .

ج ـ إنه أوصي بجميع وصاياه الي ولده الإمام الكاظم(عليه السلام) وأوصاه بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته.



[ صفحه 224]



د ـ إنه دعا السيّدة حميدة زوجته، وأمرها باحضار جماعة من جيرانه، ومواليه، فلمّا حضروا عنده قال لهم: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة...» [8] .

وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله وأحكامه، كما أخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقي النظرة الأخيرة علي ولده الإمام موسي الكاظم(عليه السلام)، وفاضت روحه الزكية الي بارئها.

لقد كان استشهاد الإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح علي فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين.

وقام الإمام موسي الكاظم(عليه السلام)، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، وكفّنه بثوبين شطويين [9] كان يحرم فيهما، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسي(عليه السلام) بأربعين ديناراً وبعد الفراغ من تجهيزه صلّي عليه الإمام موسي الكاظم(عليه السلام) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين.

وحمل الجثمان المقدّس علي أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته علي هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم. وجيء بالجثمان العظيم



[ صفحه 225]



الي البقيع المقدّس، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر(عليهما السلام) وقد واروا معه العلم والحلم، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان [10] .

ويناسب أن نختم الكلام عن الإمام الصادق(عليه السلام) برثائه علي لسان أحد أصحابه وهو أبي هريرة العجلي بقوله:



أقول وقد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه وعاتق



أتدرون ماذا تحملون الي الثري

ثبيراً ثوي من رأس علياء شاهق



غداة حثي الحاثون فوق ضريحه

تراباً، وأول كان فوق المفارق [11] .





[ صفحه 227]




پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال: 414 ح781 ودلائل الإمامة: 138 وإعلام الوري: 1 / 522، 523 ومناقب آل أبي طالب: 4 / 242.

[2] مهج الدعوات: 231.

[3] مهج الدعوات: 247.

[4] حياة الإمام موسي بن جعفر: 1 / 412.

[5] نور الأبصار: 133، الإتحاف بحب الاشراف: 54، سبائك الذهب: 72.

[6] الغيبة للطوسي: 197، بحار الأنوار: 47 / 276.

[7] الكافي: 1 / 310 وانظر مناقب آل أبي طالب: 4 / 345.

[8] بحار الأنوار: 47 / 2 عن عقاب الأعمال للصدوق: 272 ط طهران ـ الصدوق.

[9] شطويين: مفرده شطا إحدي قري مصر.

[10] عصر الإمام الصادق، باقر شريف القرشي: 167 ـ 170.

[11] مقتضب الأثر في النصّ علي الأئمة الاثني عشر، للجوهري: 52.


الامام الصادق و حقوق الانسان


حينما تقرأ حياة الامام الصادق (عليه السلام) تجد فيها نماذج كثيرة تتجلي فيها العاطفة الانسانية بأجلي صورها.. مما يدل علي النفسية الطاهرة و الروح الصافية للامام الصادق (عليه السلام).. و اليك هذا النموذج:

عن مصادف قال: كنت مع أبي عبدالله (عليه السلام) بين مكة و المدينة فمررنا علي رجل في أصل شجرة و قد ألقي بنفسه فقال (عليه السلام): مل بنا الي هذا الرجل فاني أخاف أن يكون قد أصابه عطش، فملنا فاذا رجل من الفراسين [1] طويل الشعر، فسأله: أعطشان أنت؟

فقال: نعم.

فقال لي: انزل يا مصادف فاسقه، فنزلت و سقيته، ثم ركبت و سرنا.

فقلت: هذا نصراني فتتصدق علي نصراني؟

فقال: نعم اذا كانوا في مثل الحال [2] .



[ صفحه 253]



و عن شعيب قال: تكارينا لأبي عبدالله (عليه السلام) قوما يعملون في بستان له، و كان اجلهم الي العصر، فلما فرغوا قال لمعتب: اعطهم اجورهم قبل أن يجف عرقهم [3] .

أقول: معني الحديث ان بعض اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) استأجر بعض العمال للعمل في بستان الامام، الي وقت العصر، فلما انتهي الوقت امر الامام غلامه معتب ان يدفع اليهم اجورهم فورا قبل ان يجف عرقهم.

و هذا يدل علي منتهي اهتمام الامام (عليه السلام) بحقوق الناس و اموالهم و شؤونهم.

بل ان الامام الصادق (عليه السلام) كان يتجنب كل عمل يؤدي الي ايذاء الناس، حتي لو كان ذلك العمل مستحبا شرعا.

كما في هذا الحديث:

عن حماد بن عثمان قال: كان بمكة رجل مولي لبني امية يقال له: ابن ابي عوانة، له عنادة، و كان اذا دخل الي مكة - أبوعبدالله (عليه السلام) او احد من أشياخ آل محمد - يعبث به [4] .

و انه اتي اباعبدالله (عليه السلام) - و هو في الطواف - فقال: يا أباعبدالله ما تقول في استلام الحجر؟

فقال (عليه السلام): استلمه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

فقال له: ما اراك استلمته؟



[ صفحه 254]



قال (عليه السلام): اكره أن اؤذي ضعيفا او اتأذي.

قال: فقال: قد زعمت أن رسول الله استلمه.

قال (عليه السلام): نعم، و لكن كان رسول الله (صلي الله عليه و آله) اذا رأوه عرفوا له حقه، و أنا فلا يعرفون لي حقي [5] .



[ صفحه 255]




پاورقي

[1] الفراسين: جمع فرسان، لقب قبيلة.

[2] الكافي: ج 4 ص 57 ح 4.

[3] الكافي: ج 5 ص 289 ح 3.

[4] أي: يزعجه و يؤذيه بكلامه.

[5] الكافي: ج 4 ص 409 ح 17.


عبدالله بن بكير


عبدالله بن بكير بن اعين شيباني از دوستان و موالي اهل بيت عليهم السلام و از راويان امام باقر و امام صادق عليهماالسلام است. وي همانند ابان بن عثمان، جزء آن شش نفر از اصحاب امام صادق عليه السلام است كه همه ي علماي حديث بر صحت روايات آنان اتفاق نظر دارند.



[ صفحه 468]



او از جمله فقها و علماي بزرگ زمان خود و از اصحاب اصول مدوّنه و مصنّفات مشهوره بود. برخي به وي نسبت فتحي مذهب بودن داده اند كه اگر صحيح هم باشد باز به صحت روايات منقول از وي ضرري نمي رساند. به هر حال او از راويان مورد اعتماد است كه در درستي روايات وي هيچ شكي نيست. پدرش، بكير بن اعين - همان گونه كه گذشت - داراي شأن و مقام والايي است.


پرسش هاي مردمي


1. ديدگاه اهل سنت درباره امام صادق عليه السلام چيست؟

2. اهل بيت در اسلام از چه جايگاهي برخوردارند؟

3. وظيفه ما در مقابل اهل بيت عليهم السلام چيست؟

4. در زمان ما، محبت به اهل بيت عليهم السلام از چه راه هايي امكان پذير است؟

5. چرا امام ششم شيعيان ملقب به صادق است؟



[ صفحه 97]




يحيي بن زيد


بعد از شهادت زيد حاكمان بني اميه در صدد يافتن ياران زيد از جمله فرزند نستوه و برومندش «يحيي» را دستگير نمايند. دستور تعقيب و دستگيري وي از جانب يوسف بن عمر صادر شده بود. يحيي بعد از دفن پدر شهيدش عازم بين النحرين و نينوا مي شود. از منطقه عراق به «ري» آنگاه در نهايت به سرخس و خراسان روي مي آورد. يوسف بن عمر به نصر بن سيار حاكم اموي در خراسان نامه مي نگارد كه به هر نحوي شده يحيي را دستگير نموده و به عراق بفرستد. [1] .

يحيي حدود پنج سال به صورت آشكار و پنهان در خراسان تلاش مي كند. در نهايت با ياران خويش كه حدود هفتاد نفر نام مي برند با سپاه ده هزار نفري عمرو بن زراوه درگير و آنان را قلع و قمع مي نمايد.



[ صفحه 194]



وي در سال 126 در روستاي جوزجان با سپاه دشمن به فرماندهي مسلم بن احوز درگير مي شود. در اين درگيري يحيي و يارانش شهيد مي شوند. سر يحيي را براي وليد بن يزيد مي فرستند و جنازه وي را همان جا به دار مي آويزند. جنازه تا زمان خروج ابو مسلم بر بالاي دار بوده كه ابومسلم بعد از پيروزي بر خراسان جنازه را پايين آورده بر وي نماز مي گزارد و به خاك مي سپارد. [2] .

امام صادق عليه السلام در مورد يحيي فرمودند: خدا از وي خشنود شود همانند پدرش كشته مي شود و همانند پدرش به دار آويخته مي گردد، رضي الله عنه انه يقتل كما يقتل ابوه و يصلب كما ابوه. [3] .

تأييد نهضت زيد بن علي و نيز نهضت يحيي از بزرگ ترين چالشگري هاي امام صادق عليه السلام عليه حزب عثمانيه يعني بني اميه مي باشد. همراهي امام صادق عليه السلام با نهضت زيد و يحيي و تجليل از عظمت وي و يارانش گواه بر اين نكته است كه جامعه اسلامي در زمان امام صادق عليه السلام آمادگي لازم را در جهت گردش نظام سياسي از بني اميه به سمت و سوي اهل بيت را داشته است؛ به همين خاطر امام صادق عليه السلام از حركت هاي سياسي و نظامي مانند حركت زيد حمايت مي كند و اميدوار به ثمر رسيدن آن است.



[ صفحه 195]




پاورقي

[1] مقاتل الطالبين، ص 147.

[2] مروج الذهب، ج 3، ص 212، طبري، ج 6، ص 163 و 198، مقاتل الطالبين، ص 150، انساب الاشراف، ج 3، ص 456، الكامل، ج 4، ص 290.

[3] ينابيع المودة، ص 440.


سفارش امام صادق نسبت به همسايه


اميرمؤمنان علي عليه السلام فرمود: «پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله و سلم دائما همسايه را سفارش مي كرد تا آنجا كه ما پنداشتيم همسايه را وارث قرار خواهد داد. امام صادق عليه السلام هم در وصيت خويش فرمود:

«عليكم بتقوي الله... و حسن الخلق و حسن الجوار».

بر شما باد بر تقواي الهي ... و خوش اخلاقي و حسن همجواري [1] .

اينگونه وصيتها از آن امام بزرگوار به طور مكرر صورت گرفته است چنانكه فرمود:

«اما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره». [2] .

آيا يكي از شما شرم نمي كند كه همسايه ي او حق او را مي شناسد، ولي او حق همسايه را نمي شناسد و رعايت نمي كند؟

و در جائي ديگر امام صادق عليه السلام فرمود:

«ليس منا من لم يحسن جوار من جاوره» [3] .

كسي كه با همسايه اش حسن همجواري ندارد از ما نيست.



[ صفحه 140]




پاورقي

[1] وسائل الشيعه / ج 5 / ص 401.

[2] وسائل الشيعه / ج 5 / ص 399.

[3] وسائل الشيعه / ج 5 / ص 402.


سفاح كيست؟


اولين خليفه ي عباسي كه پس از انقراض حكومت بني اميه زمام امور را به دست گرفت، سفاح بود. اسم او عبدالله، كنيه اش ابوالعباس و لقبش سفاح بود. در ماه ربيع الاخر سال 132 هجري روي كار آمد و در سال 136 از دنيا رفت



[ صفحه 167]



و چهار سال و چند ماه حكومت كرد [1] .

احمد امين درباره ي او مي گويد: زندگي وي زندگي با خونريزي و نابود كردن مخالفان بود [2] .

ژنرال كلوپ درباره ي او نوشته است: سفاح و منصور همچون توطئه گران پديد آمدند و از اين رو حكومت خود را پس از پيروزي نهضت با خونريزي بسيار، مخصوصا با ريختن خون عموزادگان خود از بني اميه و از اولاد علي بن ابي طالب، استوار ساختند [3] .

خوارزمي درباره ي سفاح گويد:... و بر آنان (علويان) ابومجرم و نه ابومسلم را مسلط ساخت كه ايشان را در زير هر سنگ و كلوخي مي جست، و در هر كوه و بياباني سر در پي آنان نهاده بود... [4] .

وي با اينكه خود را به شكل مهدي نجات بخش جلوه گر ساخت [5] اما كسي است كه مورخان درباره ي او مي گويند: بر خونريزي شتاب داشت و كارگزارانش در مشرق و مغرب در اين خصلت از او پيروي كردند [6] تا آنجا كه شريك ابن شيخ مهري كه خود چنانكه پيدا است از داعيان و مبلغان عباسيان بود، با بيش از سي هزار نفر در بخارا بر ضد او قيام كرد و گفت: ما با چنين قراري با آل محمد (عباسيان) بيعت نكرديم كه خون بريزند و برخلاف حق رفتار كنند [7] .

سفاح پس از رسيدن به حكومت به فكر نابودي بني اميه و كوبيدن آنان افتاد و دوستان بني اميه و كساني را با آن حكومت در ارتباط بودند،



[ صفحه 168]



مي گرفت و تحت فشار و شكنجه قرار مي داد. او حتي قدم را فراتر نهاد و كساني را كه در دوستي آنان ترديد داشت يا مي ترسيد از علاقه و محبتي كه نسبت به بني اميه دارند دست برندارند، از بين مي برد.

پس از سقوط حكومت بني اميه مردم مي گفتند خداي را شكر كه حكومت بني اميه سرنگون شد و اولاد پيغمبر به جاي آنان مي نشينند، زيرا بني عباس براي پيروزي خود به عنوان احقاق حق و انتقام خون حسين عليه السلام و زيد و فرزند او يحيي قيام كرده بودند [8] بني عباس از خشم و غضب مردم عليه بني اميه و از معارضه ي شيعه با حكومت بني اميه و ارتباط مردم با اولاد علي عليه السلام حداكثر استفاده را بردند. آنان (بني عباس) در ابتداي كار مي گفتند هدف ما سرنگون ساختن دستگاه بني اميه و راحت كردن مردم از ظلم آن ها است و پس از سرنگوني آنان درباره ي يك نفر رئيس كه او اولاد رسول خدا باشد متحد مي شويم.

بني عباس مي كوشيدند تصميم خود را درباره ي دور كردن فرزندان فاطمه سلام الله عليها از حكومت مخفي كنند و برعكس مي گفتند ما را به نفع بني فاطمه پيكار مي كنيم، و در خراسان و ساير نقاط ديگر مي گفتند ما براي خونخواهي فرزند فاطمه قيام كرده ايم. اما پس از تثبيت مقام خود، به آنان بي اعتنايي كردند و قساوت قلب و ظلم خود را آشكار ساختند.


پاورقي

[1] الشيعة و الحاكمون، ص 137.

[2] ضحي الاسلام، ج 1، ص 105.

[3] امپراطورية العرب، ص 499.

[4] رسائل خوارزمي، ص 130.

[5] التنبيه و الاشراف، ص 292.

[6] تاريخ الخلفاء، ص 208.

[7] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 354.

[8] ولي هنگامي كه بر تخت سلطنت نشستند، روش خود را عوض كردند و نسبت به اولاد علي عليه السلام و پيروان آنان بي اعتنايي كردند و به شعرا دستور دادند فرزندان علي عليه السلام را مورد بحث قرار دهند و در ضمن اشعار خود حق خلافت را از آنان سلب كنند.


رفع اضطراب ها در پرتو اعتماد به خداوند


هر انسان عاقلي اگر اندكي بينديشد، حتي اگر متدين و دين دار هم نباشد، مي فهمد كه انباشت ثروت براي ديگران، كاري غير عاقلانه است. اما مسايلي وجود دارد كه تا انسان ايمان نداشته باشد و خداپرست نباشد، نمي تواند آنها را به درستي درك كند. انسان خداشناس در اثر توكل و تسليم و رضا به تدبيرات و تقديرات الهي، به مقامات معنوي بسيار بلندي دست پيدا مي كند كه مي تواند از عهده فهم و درك آن مسايل برآيد. ما در زندگي به طور طبيعي - صرف نظر از معرفتي كه به خداي متعال پيدا مي كنيم - براي رفع نياز خود به اسباب و وسايلي كه در اختيار داريم، مانند نيروي بدني و فكري خود، دوستان، پدر و مادر و خويشان خود اعتماد مي كنيم. اما تربيت ديني اين گونه نيست. دين انسان را به گونه اي پرورش مي دهد كه هرگاه احساس نياز كرد، ابتدا براي رفع نياز خود



[ صفحه 161]



متوجه خدا شود. هر چند اراده ي الهي بر اين تعلق گرفته كه كارها در اين عالم از روي اسباب انجام بگيرد، اما فرق است ميان اين كه انسان وسايل اين دنيا را ابزار بداند يا تأثير استقلالي براي آنها قايل باشد. انسان هايي كه از تربيت ديني كاملي برخوردار نيستند، خود را صاحب تدبير و وسايل دنيا را داراي تأثير استقلالي مي دانند. اما دين به انسان مي آموزد كه همه چيز از آن خدا است، وجود و بقا و تدبير و تقدير به دست اوست. اجازه ي تصرف ما تكوينا و تشريعا به دست خدا است.

ما بايد سعي كنيم اين روحيه را در خود تقويت كنيم كه، اعتمادمان قبل از هر چيز به خدا باشد. البته اين سخن بدين معنا نيست كه هيچ كاري انجام ندهيم و از هيچ وسيله اي استفاده نكنيم و به انزوا و خلوتي نشسته و انتظار داشته باشيم كه خدا همه چيز را درست كند، بلكه سخن در اين است كه بدانيم سر رشته ي كار و اختيار عالم به دست خدا است. خداوند عالم، بدون اسباب مادي هم مي تواند نيازهاي ما را برطرف كند، اما حكمت او اقتضا كرده كه اين اسباب در كار باشد و ما در معرض هزاران آزمايش و امتحان الهي قرار بگيريم تا زمينه ي رشد و تكامل معنوي ما فراهم شود. اگر اين اسباب و آزمايش هاي الهي نبود، تكاملي هم در كار نبود. اگر ما كار نمي كرديم و روزي به دست نمي آورديم، حلال و حرام، واجب و مستحبي مطرح نمي شد و لذا رشد و تكاملي هم براي انسان در كار نبود. تكامل انسان در اثر عمل به تكاليف است، زمينه ي تكليف را همين كارهاي خوب و بد فراهم مي كند. بايد اين اسباب در كار باشند تا به تكامل برسيم، اما مهم توجه به اين نكته است كه اين اسباب و ابزار به تنهايي كارساز نيستند، بلكه فوق اينها دست ديگري است كه همه چيز در قبضه ي قدرت او است. ما بايد در هر حالي ابتدا توجه و اعتمادمان به او باشد، سپس سراغ اسباب برويم. معرفت ناب توحيدي و تربيت ناب ديني چنين نگرشي را اقتضا مي كند.

چيزي كه انسان را به تفكر و تلاش و فعاليت وا مي دارد، يا مربوط به دنيا است يا آخرت؛ و ما بايد بدانيم كه سررشته و اختيار همه ي چيزهايي كه ما براي دنيا و آخرت خود مي خواهيم در دست خدا است. كساني كه توجه قلبي و اعتمادشان به خدا باشد، خداوند كار آنها را آسان و مشكلات دنيا و آخرتشان را با تدبير و تقدير خودش حل مي كند؛ يعني به جاي اين كه آنها به نيرو و تدبير خودشان اتكا كنند و زحمت



[ صفحه 162]



بسيار بكشند، خدا كمكشان مي كند تا مشكلشان حل شود. اين يك فضل مضاعف الهي است كه شامل اين گونه افراد مي شود.

شايسته است همواره به هنگام گرفتاري و مشكلات، آيه ي شريفه ي أليس الله بكاف عبده...؛ [1] را به ياد بياوريم كه مي فرمايد: آيا خدا براي بنده ي خود كافي نيست؟ كسي كه خدا را دارد، به چه چيز ديگري احتياج دارد؟ توجه به اين مطلب - كه بزرگ ترين سرمايه ي مؤمن است - موجب مي شود كه اعتقاد و اعتماد بيش تري به خدا پيدا كنيم. كساني كه از اين نيروي معنوي برخوردار شوند، مشكلاتشان زودتر حل مي گردد.

متأسفانه در بسياري از موارد، براي بسياري اتفاق مي افتد كه در گرفتاري ها به جاي اعتماد و تكيه به نيروي لايزال الهي به چيزهاي ديگر اعتماد مي كنند. مثلا، پدري كه به مسافرت رفته و از همسر و فرزند بيمارش دور شده، مدام نگران حال فرزند خود مي باشد. اين شخص در منزل هم كه بود اين مشكلات را داشت، اما اكنون كه در مسافرت است، مشكلش مضاعف شده است؛ چون از خانه و زندگي خود دور است.

كساني كه براي انجام وظيفه - مثل حج و عبادت و سفر زيارتي واجب يا مستحب يا تبليغ دين يا جهاد و مانند آنها - از خانه و كاشانه ي خود دور مي شوند، خواه ناخواه نگران خانواده و زن و فرزند خود هستند، اما اين افراد اگر اعتماد به خدا داشته باشند، نگراني آنها كم مي شود، بلكه اصلا نگراني پيدا نمي كنند؛ چون مي دانند كسي بالاي سر خانواده آنها است كه قدرتش از همه بيش تر است. خداوند، براي كمك، هرگز سفر يا حضر بودن ما را لحاظ نمي كند، اگر تقدير الهي بر كمك باشد، حضور و غياب ما بي وجه است و اگر هم تقدير الهي بر كمك نشدن باشد، حضور ما فايده اي ندارد.


پاورقي

[1] زمر (39)،36.


راز در زندگي امامان چيست؟


تا كسي «راز» ي نداشته باشد، «رازدار» ي هم ندارد. اين راز در زندگي امامان شيعه چيست؟ اين چيست كه همه ي ياران و معتقدان به امام را شايستگي يا قدرت تحمل آن نيست و فقط كساني معدود و انگشت شمارند كه چون به لياقت و صلاحيت تحمل آن نايل آمده اند، شرف «رازداري» يافته اند؟ در زبان معمولي شيعيان روزگاران اخير كه همه چيز را از دور مي نگرند، اين راز «امامت» است. ولي راز امامت چيست؟ آيا اسرار غيبي و ماوراء الطبيعي است؟ تمكن و قدرت بر كارهاي خارق العاده و آوردن معجزه ها و آگاهي از غيب است؟

من بي آنكه در امكان چنين قدرتمنديها و آگاهيها از انسانهايي چنان والا و محتشم، چيزي برخلاف خرد و دانش بيابم، و بي آنكه اين مدعا را با شناختي كه از انسان و جهان در جهان بيني اسلام به دست مي آيد، منافي بدانم، اين را نمي پذيرم كه «راز امام» در چنين مسائل ماوراء الطبيعي خلاصه شود.

چرا امام به ياران خود در فضيلت كتمان چنين چيزي، چندان توصيه و تأكيد كند كه در كتب حديث شيعه، بابي با عنوان «باب الكتمان» [1] پديد آيد؟ اين راز بايد چيزي باشد كه در صورت برملا شدنش، جمع شيعه و خود امام را خطري بزرگ تهديد كند و آن، چيزي غير از امور غيبي و ماوراء الطبيعي است. آيا مربوط به معارف شيعي است؟ تفسيري كه شيعه از اسلام مي كند و نظر خاصي كه در فقه و احكام شرع ارائه مي دهد؟

در اينكه اين معارف در دوران اختناق اموي و عباسي بايد با تدبير و كارداني اظهار شود، با همه كس مطرح نگردد و نااهلان را به آن راهي نباشد، حرفي



[ صفحه 96]



نيست؛ ولي با اين همه، اين را نمي توان «راز» امام دانست. اين معارف با همه ي اختصاصي بودن، در صدها حوزه ي حديث و فقه در چندين شهر بزرگ كشور مسلمان آن روز مطرح بود و شيعيان آن را براي يكديگر نقل و شرح و تفسير مي كردند و همچون وظيفه اي در آموختن آن به يكديگر مي كوشيدند. به سخني ديگر، اين معارف، اختصاصي بود؛ ولي راز امام نبود.

اختصاصي، يعني اين كه رواج و رونق آن محدود به جمع شيعه است و غيرشيعه فقط در شرايطي خاص مي تواند بدان دست يابد؛ ولي چنين نبود كه تعداد انگشت شماري از ياران و صحابه ي امام آن را بدانند و ديگران نه تنها از آن مطلع نباشند، كه راهي هم به آن نداشته باشند، و شيعيان خاص حق نداشته باشند آن را به ايشان بگويند.


پاورقي

[1] رجال كشي، چاپ مصطفوي، ص 380.


نگاهي به متن احاديث


1ـ «ما بَيْنَ بيتي ومِنبَري رَوْضَةٌ مِنْ رياضِ الْجَنَةِ وَمِنبَري عَلي حَوضي». [1] .

2 ـ «ما بَيْنَ حُجْرَتي وَمِنْبَري رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَة». [2] .

3 ـ «ما بَيْنَ مِنبَري الي حُجرَتي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَة». [3] .



[ صفحه 136]



4 ـ «ما بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوضةٌ مِنْ رِياضِ اْلجَنَةِ». [4] .

5 ـ «ما بينَ مُصَلاي وَبَيْتي رَوْضةٌ مِنْ رياضِ الجنة». [5] .

6 ـ «ما بينَ هذِهِ البيوتِ الي مِنبَري رَوضَةٌ مِنْ رياضِ الجنة». [6] .

احاديث فوق، بجز حديث اول و ششم، همه در منابع اهل سنت نقل شده و در منابع حديثي شيعه تنها حديث اول و ششم نقل گرديده است.

و در مورد حديث پنجم ميان آنان اختلاف نظر وجود دارد كه آيا منظور از مصلا، محراب رسول خدا است كه در داخل مسجد قرار دارد يا مقصود از آن، مصلاي عيد رسول الله (صلي الله عليه وآله) است كه در بيرون مسجد و سمت غربيِ آن، به صورت ميدان وسيع وجود داشت و آن حضرت نمازهاي عيد را در آنجا اقامه مي فرمود كه بيشتر علما مي گويند منظور از آن، معناي دوم و مصلاي نماز عيد است.

به هر حال بر اساس مضمون اين احاديث، در ميان اهل سنت در «تعيين حدود روضه» سه وجه يا سه نظريه به وجود آمده است:


پاورقي

[1] منابع اين حديث را پيشتر آورديم.

[2] مسند احمد، ج2، ص334.

[3] مسند احمد، ج3، ص389؛ كنز العمال، ج12، ص260.

[4] مسند احمد، ج3، ص64؛ كنز العمال، ج12، ص261.

[5] كنز العمال، ج12، ص260.

[6] وفاء الوفا، ج1، ص435.


دعاؤه عند الاستسقاء


كان عليه السلام يدعو عند الاستسقاء بعد الجدب بهذا الدعاء، و هو من غرر أدعيته:

«اللهم اسقنا الغيث و انشر علينا رحمتك بغيثك المغدق [1] من السحاب المنساق لنبات أرضك، الموافق في جميع الآفاق، و امنن علي عبادك بايناع الثمرة [2] و أحي بلادك ببلوغ الزهرة، و أشهد ملائكتك السفرة بسقي منك نافع دائم غزره [3] واسع درره [4] وابل [5] سريع، عاجل، تحيي به ما قد مات، و ترد به ما قد فات، و تخرج به ما هوات، و توسع به في الأقوات سحابا متراكما [6] هنيئا مريئا [7] طبقا [8] مجلجلة [9] غير ملث ودقه [10] و لا خلب برقه [11] اللهم اسقنا غيثا، مغيثا [12] مريئا ممرعا [13] عريضا، واسعا



[ صفحه 163]



غزيرا [14] ترد به النهيض [15] و تجبر به المهيض [16] اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الظراب [17] و تملأ منه الجباب [18] و تفجر به الأنهار [19] و تنبت به الاشجار، و ترخص به الأسعار في جميع الأمصار، و تنعش به البهائم، و الخلق، و تكمل لنا به طيبات الرزق، و تنبت لنا به الزرع، و تدر به الضرع، و تزيدنا به قوة الي قوتنا.

أللهم لا تجعل ظله علينا سموما [20] و لا تجعل برده علينا حسوما [21] و لا تجعل صوبه [22] علينا رجوما و لا تجعل ماءه علينا أجاجا [23] اللهم صل علي محمد و آل محمد و ارزقنا من بركات السماء و الأرض، و انك علي كل شي ء قدير.» [24] و اعتقد أنه لم يؤثر في الكلام العربي ما هو أبلغ، و أروع من هذا الوصف الذي حفل به دعاء الامام عليه السلام للسحاب، فقد نعته بأدق الصفات التي تحكي واقعه، و ما يحدثه من حياة للأرض، و تغيير شامل لمناهج الطبيعة و ما يجلبه من المنافع و الثمرات للانسان بل و لسائر الحيوانات... لقد أوتي هذا الامام العظيم كآبائه جوامع الكلم و فصل الخطاب.


پاورقي

[1] المغدق: الكثير القطر.

[2] ايناع الثمرة: تمام نضجها، و بلوغها حالة الاقتطاف.

[3] الغزر: هو الكثير.

[4] واسع درره: أي سيلانه.

[5] الوابل: هو المطر العظيم القطر.

[6] سحابا متراكما: أي بعضه فوق بعض.

[7] الهني ء: اللذيذ الطعم، المري ء المحمود العاقبة. الأول للطعام و الثاني للثواب.

[8] طبقا: أي يطبق الأرض و يعمها.

[9] مجلجلا: أي ذو رعد و صوت لأنه يكون أكثر ماء.

[10] غير ملث ودقه: الملث المقيم، الودق: المطر الدافق، و المراد أن لا يكون المطر مقيما فانه يوجب فساد الزرع، و دمار الديار.

[11] الخلب: البرق الذي ليس وراءه مطر.

[12] مغيثا: أي يغيثنا من القحط.

[13] ممرعا: أي موجبا للخصب و الرخاء.

[14] غزيرا: أي كثيرا.

[15] النهيض: النبات الذي ينهض، و يقوم علي ساقه.

[16] المهيض: النبات الذي آل الي التلف لعدم الماء، و يستعمل عادة للجناح الضعيف الذي لا يقوي بسببه الطائر علي الطيران.

[17] الضراب: الجبال الصغيرة.

[18] الجباب: جمع جب و هو البئر لم يحفره انسان.

[19] تفجر الانهار: أي تسيل.

[20] السموم: الريح الحارة.

[21] الحسوم: الهواء البارد.

[22] الصوب: المطر القوي الغزير.

[23] اجاجا: أي مالحا.

[24] الصحيفة السجادية: الدعاء التاسع عشر.


تاج الدين


قال تاج الدين بن محمد نقيب حلب: «أبوجعفر باقر العلم هو أول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين، كان واسع العلم، وافر الحلم، روي عنه حديث كثير، و نقل عنه علم جم...» [1] .


پاورقي

[1] غاية الاختصار (ص 401).


دو خصلت شخص آزمند و حريص


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

شخص آزمند از دو خصلت محروم و دو خصلت پيوسته با اوست: از قناعت محروم است و از اين رو آسايش ندارد و از خرسندي محروم است و از اين رو يقين را از دست داده است. [1] .


پاورقي

[1] بحار: 73 / 161 / 6. 22977.


نفس و سبك شمردن نماز


صبروا النفس علي البلاء في الدنيا فان تتابع البلاء فيها و الشدة في طاعة الله و ولايته و ولاية من امر بولايته خير عاقبة عندالله في الاخرة من ملك الدنيا و ان طال تتابع نعيمها و زهرتها و غضارة عيشها [1] ؛ خود را در دنيا بر بلا شكيبا سازيد؛ زيرا پي در پي رسيدن بلا و سختي در راه اطاعت خدا و ولايت او و ولايت كساني كه خدا به ولايت آنان فرمان داده، سرانجام آن در آخرت نزد خدا بهتر از دارايي و پادشاهي دنيا است، هر چند نعمت و خرمي و جلوه و كام آن به درازا كشد.

نفس به خودي خود، چيزي به نام صبر نمي شناسد و آتشي شعله ور و زبانه كش است كه هيچ چيز جز عقل جلو دار خواسته هايش نيست. عقل قدرت مهار كردن اين اسب سر كش را دارد و طوق صبر بر گردن آن مي اندازد. آري، نفس تاكنون ميليونها انسان را جهنمي كرده و به راستي كه «ان النفس لأمارة بالسوء [2] ؛ قطعا نفس بسيار به بدي امر مي كند». اماره، صيغه مبالغه و لام آن، لام قسم است. ان نيز مفيد تأكيد است. نفس از همه ي اعضاي بدن قوي تر است و تنها عقل است كه قدرت مقابله با آن را دارد. البته به شرط آن كه انسان ها از نيروي عقل استفاده كرده؛ مهار امور را به دست او دهند. در غير اين صورت سرنوشتي به جز تباهي و هلاك در انتظار انسان نخواهد بود. امام صادق عليه السلام در اين



[ صفحه 188]



فقره از رساله مي فرمايند: «صبروا النفس» يعني از نيروي عقل كه خداي مهربان به شما عطا كرده استفاده كنيد و نفس خود را به صبر واداريد.


پاورقي

[1] متن نامه.

[2] يوسف، آيه 53.


كار پسنديده


انسان موفق، هميشه كاري مي كند كه خدا از آن كار خشنود مي شود. پروردگار عالم با دستورات متيني كه به وسيله ي پيغمبران براي مردم مقرر داشته، خواسته است كه مردم با يكديگر متحد باشند و اگر جامعه اي پشت به يكديگر كردند و از هم بريدند، ميان آنان اتصال و هماهنگي برقرار شود.

صدقة يحبها الله: اصلاح بين الناس اذا تفاسدوا و تقارب بينهم اذا تباعدوا. [1] .

صدقه اي كه خدا دوست دارد، عبارت است از اينكه هرگاه مردم با هم بد شدند. ميان آنان را اصلاح دهند، و هر وقت از هم دور شدند، به يكديگر نزديك شوند.


پاورقي

[1] اصول كافي. ج 2، ص 209.


امام عسكري


در دلائل الامامة (ص 223) نوشته شده است: در زمان معتمد



[ صفحه 508]



به وسيله ي سم شهيد شد.

در مناقب ابن شهر آشوب (ج 2، ص 457) و انوار نعمانيه و رساله ي سيد محمدطباطبائي و جنات الخلود و جدول مصباح و جدول شرح ميميه و ارجوزه هاي حر عاملي و شيخ فتوني نوشته اند: معتمد او را مسموم ساخت.

طبرسي در اعلام الوري (ص 211) فرموده است: بسياري از علماي ما عقيده دارند كه امام حسن عسكري عليه السلام و نيز پدر و جد او و تمام امامان با شهادت از دنيا رفتند و دليلشان در اين مورد روايت امام صادق عليه السلام است كه فرمود: تمام ما يا كشته مي شويم و يا شهيد مي گرديم.

با توجه به عبارات صريح علماي اعلام كه ذكر شد، گمان نمي كنم بعد از آن كسي در شهادت امامان معصوم عليهم السلام شك و ترديدي به خود راه دهد، مگر كسي كه به خاطر عدم آگاهي به تاريخ و عدم توجه به احاديث، كوته نظر و كثير التشكيك باشد.



[ صفحه 510]




وجود زماني خداوند


روزي نافع ابن ارزق بر مجلس حضرت صادق عليه السلام وارد شد و سؤال كرد يا اباعبدالله از چه زماني خدا بوده است؟ حضرت فرمود از چه هنگامي خدا نبوده است تا بگويم از كي خدا بوده است او ثابت و يگانه و منزه و بي نياز



[ صفحه 163]



است و همنشين و فرزند ندارد.

ابن ابي يعفور مي گويد از حضرت صادق عليه السلام راجع آيه شريفه (هو الاول و الاخر) سؤال كردم و گفتم: معني اول را نمي دانم و تفسير معني آخر را بيان فرماييد. حضرت فرمود: خدا در حالت واحد ثابت است و او قبل از ابتداي هر چيز است و هميشگي مي باشد و او تمام نمي شود و دگرگوني نمي پذيرد و نابودي بر وي راه ندارد از نقصان به زيادي و از زيادي به نقصان تبديل نمي شود. پرورش دهنده و آفريدگار همه آفرينش است.


تأكيد در انفاق


در كافي از هارون بن عيسي روايت شده كه او گفت وقتي حضرت امام صادق عليه السلام به پسر خود محمد فرمود اي پسر من از نفقات و صدقات چه مقدار نزد تو موجود است عرض كرد چهل دينار فرمود آن را خرج كن و صدقه بده به اهلش برسان - محمد گفت من غير از اين چهل دينار فرمود آن را خرج كن و صدقه بده به اهلش برسان - محمد گفت من غير از اين چهل دينار چيزي ندارم آن را براي مخارج يوميه گذارده ام كه معطل نشوم فرمود آن موجودي را تصدق كن خداي تعالي عوض آن را به تو خواهد داد - مگر نمي داني براي هر چيزي مفتاحي است و مفتاح رزق صدقه است - محمد آن دنانير را صدقه داد كمي از آن گذشت كه از محلي چهار هزار دينار براي او رسيد امام جعفرصادق عليه السلام فرمود ما در راه خدا چهل دينار داديم خداوند چهار هزار دينار عطا فرمود.

مردي از اهل خراسان آمد گفت بي چيز مانده ام مي خواهم به خراسان برگردم چيزي ندارم به من كمك كنيد تا برگردم به وطن خود حضرت روي به جانب دست راست و چپ كرد فرمود كيست به آن كمك كند اصحاب او كمك نمودند تا پنج هزار درهم براي او جمع كرد به او داد حركت به وطنش نمود.

سقيفه سايبان بني ساعده محل فقرا و بينوايان بود - معلي بن خنيس مي گويد شبي امام صادق عليه السلام از خانه بيرون رفت و به طرف سايبان بني ساعده فقرا و غربا روز از گرما و شب براي مصونيت آنجا جمع مي شدند چيزي از دست افتاد گفت بسم الله اللهم رده علينا خداوندا آنچه افتاد به من برگردان من رسيدم سلام كردم فرمود دست به زمين بمال آنچه افتاده بردار بده دست كشيدم ديدم نان است جمع كردم به آن حضرت دادم تقاضا كردم آنان را به من دهد كه به دوش بكشم فرمود من اوليترم تو همراه من بيا تا رسيديم به فقرا كه در خواب بودند امام صادق عليه السلام بالاي سر هر يك يك تا دو قرص نان گذاشت و برگشتيم عرض كردم اين طايفه از شيعيان هستند فرمود اگر شيعيان ما بودند هر چه داشتم با آنها مواسات مي كردم


مسئله فقهي


ربيع حاجب در حالي كه مشغول طواف بود نزديك او رفت گفت غلامي داشتي مرد و مردي آمد سرش را پس از مردن بريد - منصور غضبناك شد گفت برويد از فقها بپرسيد بايد با او چه كرد - ربيع با چند نفر آمدند از فقهاي درباري پرسيدند همه درمانده گفتند ما پاسخ اين مسئله را نمي دانيم باز هم مردان منصفي بودند كه چون نمي دانستند مي گفتند نمي دانيم براي خشنودي امير و حاكم و خليفه پاسخي مطلوب او نمي ساختند - در حيرت بودند كه چه كنند مردي گذشت گفت چرا از جعفر بن محمد نمي پرسيد گفتند كجاست گفته شد در سعي صفا و مروه رفتند حضور او جريان را گفتند فرمود.

فقال عليه السلام قل له عليه مائة دينار بگوئيد صد دينار بايد از جدا كننده سر مرده بگيرند جمعي پرسيدند چرا صد دينار

فقال (ع) في النطفة عشرون و في العلقة عشرون و في المضغة عشرون و في العظم عشرون و في النجم عشرون ثم انشاة خلقا آخر و هذا هوميت بمنزلة قبل ان ينفخ فيه الروح و هو في بطن امه جنين

فرمود براي آن كه ديه نطفه بيست دينار و ديه علقه بيست دينار و ديه مضغه بيست دينار و همچنين در استخوان و گوشت هر يك بيست دينار است پس از آن كه در آن روح دميده مي شود ديه ديگري پيدا مي كند و اين مرده بي روح مانند جنين شكم مادر بوده و لذا پنج بيست دينار صد دينار مي شود كه ديه جدا كردن سر اوست به منصور گزارش دادند تعجب كرد گفت برويد بپرسيد ديه را بايد به ورثه او داد يا نه - آمدند پرسيدند فرمود ورثه از جسد چيزي طلبكار نيستند بلكه آن ديه را بگيريد يا براي او حج بخريد يا براي او صدقه بدهيد يا در راه خيري كه نفعش به خودش برگردد صرف كنيد [1] .


پاورقي

[1] اعيان الشيعه ج 4 ص 133 مناقب ابن شهرآشوب ج 2- تهذيب شيخ طوسي.


علم تعبير خواب


علم تعبير خواب بحث از امور خارجيه اي مي كند كه ولايت بر كيفيت احوال آدمي پيدا مي كند و غرض از آن پيدا كردن دلايل مشاهدات روح و نفس انساني در عوالم غيرمادي است.

چنانچه در خواب با هيمن حس و خيال و ادراك مي بيند و تكلم مي كند - سخن مي گويد -



[ صفحه 55]



مي شنود، جواب مي گويد - در حالي كه از زندگاني خودش اكثر سابقه نداشته ولي پس از سالياني عينا آنچه در خواب ديده در بيداري مشاهده مي كند.

اين علم در اثر تأثير بخارات معده در مغز پيدا شده يا تأثير اخلاط در واردات مغزي است يا در خلال نيروي خلاقيت نفس در خواب سير آفاق و انفس روحاني مي نمايد به شرحي كه جداگانه مفصل نوشته ايم.


معاد


1. چرا خداوند به اين جهان اكتفا نكرد و همين دنيا را سراي ثواب و عقاب قرار نداد؟

اين جهان محل رنج و سختي و نيز كسب ثواب و رحمت الهي است. جهاني است مملو از امتحانات، آفات و بلايا تا اين كه انسان ها با اختيار خود طاعت خداي را به جاي آورند. لذا اين جهان صلاحيت بقا و زندگي جاودانه را ندارد. [1] .

2. چرا عده اي قائل به تناسخ شده اند؟ چه حجت و دليلي بر مذهب خود دارند؟

قائلين به تناسخ راه ضلالت و گمراهي را در پيش گرفته اند. آنها گمان مي كنند كه مدبر اين جهان به صورت بندگان است و خداوند، حضرت آدم را به صورت خودش خلق كرد. آنها معتقدند قيامت قابل رؤيت نيست و آن عبارت از خروج روح از قالب و ورود در قالب ديگري است. اگر روح در قالب اول مورد رضايت و پسند خداوند باشد، اين بار در قالب بهتر و



[ صفحه 202]



كامل تري حلول مي كند و اگر روح نسبت به حقايق شرع آگاه نبوده، اين بار در قالب چارپايان و موجودات پست حلول مي كند.

قائلين به تناسخ بر اين باورند كه نماز و روزه و ديگر عبادات خداوند بر مردم واجب نيست و جز معرفت نسبت به كسي كه شناخت او واجب باشد، چيز ديگري بر آنها واجب نمي باشد. آنها همه ي شهوات دنيا و نيز مردار و حشرات و خون را مباح و حلال مي دانند. آنها معتقدند ملائكه از فرزندان آدم هستند و هر كدام كه در دنيا به مرتبه ي بالايي برسد و در امتحان الهي موفق شود در اين صورت آن فرد، فرشته ي خدا مي شود.

آنها خوردن حيوانات را جايز نمي دانند؛ چرا كه معتقدند تمامي چارپايان از فرزندان آدم هستند و اگر آنها را بخورند چه بسا خويشان خود را خورده اند. [2] .

3. چگونه اجساد بعد از اين كه پوسيده و پراكنده مي گردند، برانگيخته مي شوند؟

همان خداوندي كه براي اولين بار بدون طرح و نقشه قبلي، مخلوقات را از هيچ آفريد، قادر است اين خلقت را اعاده كند.

روح بعد مردن باقي مي ماند اما جسم به خاك تبديل مي شود. آن اعضايي را كه درندگان خورده اند، در شكم آنها باقي مي ماند. وقتي آن حيوان بميرد و به خاك تبديل شود، خاك آن عضو نيز به امر خداوند محفوظ مي ماند؛ چرا كه خداوند عالم و واقف بر حقيقت، عدد و وزن اشيا است.

وقتي كه در قيامت زمين با باران نشر، خيس مي شود، به امر خداوند



[ صفحه 203]



زمين بالا مي آيد و آنچه را كه در درون خود مدفون كرده است، خارج مي كند و خاك هر قالب در كنار آن قالب جمع مي شود و آن خاك به امر خداوند به محل استقرار روح منتقل مي شود و به اذن خداوند، صورت هر مخلوقي به شكل اولش درست مي شود و روح در آن قرار مي گيرد. [3] .

4. آيا مخلوقات در محشر برهنه و عريان حاضر مي شوند؟

خلايق به امر خدا با كفن هاي خود براي حسابرسي حاضر مي شوند. [4] .

5. در آن زمان ديگر اثري از كفن ها نخواهد بود و همگي پوسيده و از بين رفته اند؟

خالق قادري كه آنها را زنده كرده است، كفن ها را نيز تجديد خواهد كرد. [5] .

6. كسي كه بدون كفن دفن شده باشد چگونه در محضر خدا حاضر مي شود؟

خداوند عورت او را با هر چه كه بخواهد مي پوشاند. [6] .

7. آيا در آتش جهنم، جز مار و عقرب، عذاب و عقاب ديگري نيست كه خداوند با آن بندگان را عذاب نمايد؟

خداوند متعال گروهي را با مار و عقرب ها عذاب مي كند؛ زيرا برخي از قائلين به تناسخ گمان مي كنند كه اين موجودات از مخلوقات خداوند نبوده بلكه شريك خداوند در آفرينش مي باشند و خداوند نيز قادر به دفع آنها نيست. [7] .

8. آيا هرگاه بهشتيان در بهشت ميوه ي درختي را بخورند، خداوند



[ صفحه 204]



بلافاصله به جاي آن ميوه اي كه چيده شده، ميوه ي ديگري را قرار مي دهد؟

بله چنين است. مانند نور خورشيد كه هرگاه غروب كند در هنگام طلوع دوباره، چيزي از نور آن كم نمي شود و همچنان دنيا را با نور خود روشن مي گرداند. [8] .

9. هرگاه اهل بهشت، خويشان خود را در آنجا نبينند، متوجه مي شوند كه آنها در جهنم در عذابند. حال چگونه از نعمتهاي بهشت متنعم شده و لذت مي برند. در حالي كه خويشان آنها در جهنم به واسطه بلاهاي مختلف معذب و متألم هستند؟

اهل بهشت، نزديكان و خويشان خود را فراموش مي كنند و يا اينكه منتظر قدوم آنها به بهشت مي شوند و اميدوارند كه آنها در ميان اصحاب اعراف و بين جهنم و بهشت باشند. [9] .


پاورقي

[1] همان، ص 338.

[2] همان، ص 344 و 345.

[3] همان، ص 350.

[4] همان.

[5] همان.

[6] همان.

[7] همان، ص 351.

[8] همان.

[9] همان.


سؤال و جواب


و تساءل: ان الفقهاء قالوا بأن حيض الأنثي علامة علي بلوغها، و لا يجتمع هذا مع قولهم بأن الدم الذي تراه قبل التسع يكون حيضا؟

الجواب:

ان الفرق كبيرا جدا بين العلم بأن سنها دون التسع، و بين الجهل و عدم المعرفة بالسن، و الدم الذي تراه في الحال الأولي ليس بحيض، و الدم الذي تراه في الحال الثانية يكون حيضا و علامة علي البلوغ، شريطة أن يكون جامعا لأوصاف الحيض، و هذا ما أراده الفقهاء.


الفقهاء 05


قالوا: ان مصرف زكاة الفطر هو بعينه مصرف الزكاة المالية، لروايات أهل البيت عليهم السلام، و لأن صدقة الفطر من جملة الصدقات التي تشملها الآية الكريمة: (انما الصدقات للفقراء و المساكين) [1] و لم يستثنوا من الأصناف الثمانية الا المؤلفة قلوبهم، و العاملين عليها، كما أنهم أجازوا ان تعطي زكاة الفطر للمستضعفين المسلمين من غير الشيعة الاثني عشرية، اذا لم يوجد أحد من هؤلاء.


پاورقي

[1] التوبة: 60.


القيمة


سبق أن العين اذا تلفت كان للمالك الحق بالتعويض من المثل أو القيمة، فلو افترض أن العين كانت قيمية، فهل للمالك المطالبة بقيمتها السوقية حين الغصب، أو حين التلف، أو اعلي القيم من حين الغصب الي حين التلف؟.

أقوال، أصحها القيمة حين التلف، لأن حق المالك يتعلق بالعين ما دامت قائمة، فان هلكت تعلق بالبدل حين هلاكها. اذن، تتعين القيمة من هذا الحين. و قد تكلمنا عن ذلك في كتاب «أصول الاثبات» فصل اليد و الضمان، و سنتعرض له مفصلا ان شاء الله مع منافع المغصوب، و مؤنة رده في الاجزاء الآتية باب الغصب.



[ صفحه 117]




الغلط


لو ظهر الغلط بطلت القسمة، و اذا ادعي الغلط أحدهما، و أنكر الآخر فعلي المنكر اليمين علي نفي العلم بالغلط، ان ادعي عليه شريكه العلم به، و الا لم يسمع قوله الا مع البينة.. فان حلف تمت القسمة، و ان نكل بطلت بناء علي جواز القضاء بمجرد النكول.

و اذا ظهر لهما بعد القسمة شريك ثالث علي سبيل المشاع لم يكن في حسبانهما بطلت القسمة، لأنها لم تقع برضا جميع الشركاء.

و اذا اقتسما عقارين، و أخذ كل منهما عقارا، ثم ظهر أن أحد العقارين كله



[ صفحه 117]



أو بعضه مستحق لشخص آخر بطلت القسمة، و كذا لو ظهر فيه عيب الا اذا تراضيا علي تداركه بالارش. و اذا بني في نصيبه دارا، أو غرس فيه شجرا، ثم ظهر مستحقا للغير، و أزال المالك البناء و الغرس فلا يرجع صاحبهما علي شريكه، لأن القسمة ليست بيعا، و الشريك لم يغرر به، كي يقال: المغرور يرجع علي من غره.


المريض


المراد بالمريض هنا من اتصل مرضه بموته، علي أن يكون المرض مخوفا، بحيث يظن الناس أن حياته في خطر، و ليس منه من مرض مرضا مخوفا، ثم عوفي منه، و مات بعد ذلك.

و لمن تمرض مرض الموت أن يتصرف بمقدار الثلث من أمواله كيف شاء، و لا يحق لأحد معارضته، و ان تصرف فيما زاد عن الثلث ينظر: فان كان التصرف مضرا بالوارث و مزاحما لحقه، كما اذا وهب، أو حابي: مثل ان يبيع بأقل من ثمن المثل، أو يشتري بأكثر منه - ان كان كذلك توقف نفوذ هذا التصرف علي اجازة الوارث فيما زاد عن الثلث، فان اجاز نفذ، و الا فلا، لحديث: «للرجل عند موته الثلث، و الثلث كثير».

و ان لم يكن التصرف مضرا بالوارث، و لا مزاحما لشي ء من حقوقه، كما اذا باع، أو اشتري بثمن المثل صح تصرفه و لزم، حتي و لو عارض الوارث.. و قد تكلمنا عن ذلك مفصلا في كتاب الأحوال الشخصية علي المذاهب الخمسة بعنوان «تصرفات المريض» و سنعود اليه ثانية في باب الوصايا ان شاء الله تعالي.



[ صفحه 99]




الاختلاف في الشهادة


كما يشترط التطابق بين الشهادة و الدعوي يشترط أيضا توارد الشاهدين علي معني واحد، و لا يضر الاختلاف في اللفظ، كما لو شهد أحدهما أنه استدان مئة الي شهر، و شهد الآخر أنه أخذها منه علي أن يفيه بعد شهر. أما اذا اختلف المعني، كما لو شهد الأول بحصول الدين، و شهد الثاني بالاقرار بالدين فلا يثبت الدين، لعدم ثبوت واحد من المشهود به، لأن الدين غير الاقرار به، و لم تتم البينة عليهما، و لاعلي واحد منهما، فتلغي الشهادة.. أجل اذا حلف المدعي مع أحد الشاهدين حكم له، حيث يقضي بشاهد و يمين في الحقوق المالية.



[ صفحه 106]



هذا ما قاله صاحب الشرائع و الجواهر و المسالك و غيرهم من فقهاء الامامية، و كنت لا أرتضيه من قبل، و أري أن يوكل الأمر الي نظر القاضي و اجتهاده، ثم عدلت و رأيت الحق بجانب الفقهاء، و ان القاضي لا يمكنه بحال أن يعتبر مثل هذه الشهادة بينة كاملة، لأن الاقرار، وان كان نافذا في حق المقر الا أنه لا ملازمة بين وجود الاقرار بالدين و بين وجود الدين واقعا، اذ من الجائز أن يقر الانسان بغي الواقع لمصلحة تستدعيها ظروفه الخاصة. و اذا لم يكن الاقرار هو الدين بالذات، و لا ملازم للدين واقعا، صح ما قاله الفقهاء من عدم توارد الشاهدين علي شي ء واحد، و لا علي شيئين متلازمين في الواقع.

و بهذا قال الشافعية و الحنفية. (فتح القدير). و قال صاحب المغني - من الحنابلة - اذا شهد أحدهما بالفعل، و شهد الآخر بالاقرار به كملت الشهادة، و عمل بها.

و لو شهد أحدها بدينار، و الآخر بدرهم، أو شهد بثوب أبيض، و الآخر بثوب أسود، بشهد أنه باعه الدار بألف صباحا، و الآخر بألفين في الوقت نفسه، أو شهد أنه باعه ليلا، و الآخر نهارا، أو في السوق، و الآخر في البيت.. لو كان في الشهادة شي ء من هذا النوع لم تكمل، و لا يجوز العمل بها. ولكن للمدعي أن يحلف مع الشاهد الذي اتفقت شهادته مع دعواه، و يحكم له بعد الحلف.

و بكلمة.. ان البينة لا تتم و تكمل الا بتوارد شهادة عدلين علي فعل واحد، و زمن واحد، و مكان واحد، وصفة واحدة. و من المعروف قديما و حديثا من سيرة القضاة الشرعيين و المدنيين أن التناقض في أقوال الشهود مسقط للشهادة.

و اذا لم يبين الشاهد الزمان و المكان و ما اليهما فللحاكم أن يلقي عليه ما يشاء من الأسئلة التي تتصل بموضوع الدعوي، بخاصة اذا طلب ذلك منه



[ صفحه 107]



المدعي عليه.

ولو شهد أحدهما بألف، و الآخر بألفين يثبت الألف بالشاهدين، و الألف الثانية بشاهد و يمين، لأن الألف الأولي معلومة علي كل حال بخلاف الألف الثانية فانه لم يشهد بها الا شاهد واحد. (الجواهر).

و قال أبوحنيفة: لا يثبت شي ء.. و تثبت عنده الألف اذا شهد أحدهما بألف، و الآخر بألف و خمسمئة.. و السر انه يعتبر اتفاق الشاهدين في اللفظ و المعني، فاذا اتفقا معني لا لفظا لم تقبل الشهادة، و لفظة الألف قد وجدت بشهادة الاثنين في المثال الثاني، فتوارد اللفظ و المعني، فقبلت الشهادة. و لم توجد لفظة الألف الا في شهادة واحد في المثال الأول، فاختلف قول الشاهدين في اللفظ بالنسبة الي الألف، فتسقط الشهادة، حتي و لو اتفق الاثنان علي الألف معني، و كان معلوما و متبقيا عي كل حال.


ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي


عن حيان السراج قال: سمعت السيد اسماعيل بن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو و أعتقد غيبة محمد بن الحنفية زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فانقذني من النار و هداني الي سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالدلايل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي خلقه و أنه الامام الذي افترض الله طاعته.

فقلت له: يا ابن رسول الله، قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة و صحة كونها، فاخبرني بمن تقع؟

فقال عليه السلام: «ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، و هو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب



[ صفحه 167]



و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان، و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا».

قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق عليه السلام تبت الي الله تعالي علي يديه و قلت قصيدتي التي أولها:



تجعفرت باسم الله و الله اكبر

و أيقنت أن الله يعفو و يغفر



و دنت بدين غير ما كنت دائنا

به و نهاني سيد الناس جعفر



فقلت هب اني قد تهودت برهة

و الا فديني دين من يتنصر



فاني الي الرحمن من ذاك تائب

و اني قد أسلمت و الله أكبر



فلست بغال ما حييت و راجع

الي ما عليه كنت أخفي و أضمر



و لا قائلا حي برضوي محمد

و ان عاب جهال مقالي و أكثروا





[ صفحه 168]





و لكنه ممن مضي لسبيله

علي أفضل الحالات يقفي و يخبر



مع الطيبين الطاهرين الأولي لهم

من المصطفي فرع زكي و عنصر



الي آخرها.

و قلت بعد ذلك أيضا أبيات شعر و هي:



أيا راكبا نحو المدينة جسرة [1] .

عذافرة [2] يطوي بها كل سبسب [3] .



اذا ما هداك الله عاينت جعفرا

فقل لولي الله و ابن المهذب



ألا يا أمين الله و ابن أمينه

أتوب الي الرحمن ثم تأوبي



اليك من الأمر الذي كنت مطنبا

أحارب فيه جاهدا كل معرب





[ صفحه 169]





و ما كان قولي في ابن خولة [4] مبطنا

معاندة مني لنسل المطيب



و لكن روينا عن وصي نبينا

و ما كان فيما قاله بالمكذب



بأن ولي الأمر يفقد لا يري

ستيرا كفعل الخائف المترقب



فتقسم أموال الفقيد كأنما

تغيبه بين الصفيح المنصب



فيمكث حينا ثم يشرق شخصه

مضيئا بنور العدل اشراق كوكب



يسير بنصر الله من بيت ربه

علي سؤدد منه و أمر مسبب



يسير الي أعدائه بلوائه

فيقتلهم قتلا كحران مغضب



فلما روي أن ابن خولة غائب

صرفنا اليه قوله لم نكذب





[ صفحه 170]





و قلنا هو المهدي و القائم الذي

يعيش به من عدله كل مجدب



فان قلت: لا، فالقول قولك والذي

أمرت فحتم غير ما متعصب



و أشهد ربي أن قولك حجة

علي الناس من مطيع و مذنب



بأن ولي الأمر والقائم الذي

تطلع نفسي نحوه بتطرب



له غيبة لابد من أن يغيبها

فصلي عليه الله من متغيب



فيمكث حينا ثم يظهر حينه

فيملأ عدلا كل شرق و مغرب



بذاك أدين الله سرا و جهرة

و لست و ان عوتبت فيه بمعتب



قال: و كان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية و كان السيد بن محمد بلا شك كيسانيا قبل ذلك يزعم أن ابن الحنفية هو المهدي و أنه مقيم في جبال رضوي و شعره مملوء بذلك فمن ذلك قوله:



[ صفحه 171]





ألا ان الأئمة من قريش

ولاة الأمر أربعة سواء



علي والثلاثة من بنيه

هم أسباطنا والأوصياء



فسبط سبط ايمان و بر

و سبط غيبته كربلاء



و سبط لا يذوق الموت حتي

يقود الجيش يقدمه اللواء



يغيب لا يري عنا زمانا

برضوي عنده عسل و ماء



و قوله أيضا:



أيا شعب رضوي ما لمن بك لا يري

و بنا اليه من الصبابة أولق [5] .



حتي متي؟ و الي متي؟ و كم المدي؟

يا ابن الوصي و أنت حي ترزق





[ صفحه 172]





اني لآمل أن أراك و أنني

من أن أموت و لا أراك لأفرق [6] .

و قوله أيضا:



ألا حي المقيم بشعب رضوي

و أهد له بمنزله السلاما



و قل يا ابن الوصي فدتك نفسي

أطلت بذلك الجبل المقاما



فمر بمعشر و الوك منا

و سموك الخليفة و الاماما



فما ذاق ابن خولة طعم موت

و لا وارت له أرض عظاما [7] .





[ صفحه 173]




پاورقي

[1] الجسرة: العظيمة من الابل. «الصحاح - جسر - 613: 2).

[2] العذافرة: العظيمة الشديدة من الابل. «الصحاح - عذفر - 742: 2 «.

[3] السبسب: المفازة أو البادية «الصحاح - سبب - 145: 1».

[4] ابن خولة: هو محمد بن الحنفية رحمه الله.

[5] الأولق: شبه البنون «الصحاح - ولق - 1568: 4».

[6] ورد البيتان في اكمال الدين بهذا الشكل:



أيا شعب رضوي ما لمن بك لا يري

فحتي متي يخفي و أنت قريب



فلو غاب عنا عمر نوح لأيقنت

منا النفوس بانه سيؤوب.

[7] كمال الدين: 33.


صادق آل محمد


محمود منشي، چاپ دوم، تهران، انتشارات اشرفي، 1357، وزيري، 377 ص.


دهاء الثعلب


و الثعلب إذا اعوزه الطعم، تماوت و نفخ بطنه، حتي يحسبه الطير ميتا، فإذا وقعت عليه لتنهشه، و ثب عليها فأخذها، فمن أعان الثعلب العديم النطق و الروية بهذه الحيلة، إلا من توكل بتوجيه الرزق له من هذه و شبهه، فإنه لما كان الثعلب يضعف عن كثير مما تقوي عليه السباع من مساورة الصيد، أعين بالدهاء و الفطنة و الاحتيال لمعاشه.



[ صفحه 113]




مقام علي


الاختصاص 286: الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة، عن عبيس بن هشام الأسدي، عن كرام بن عمرو الخثعمي،...

عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: انا نقول: ان عليا عليه السلام كان ينكت في أذنه و يوقر في صدره، فقال:

ان عليا عليه السلام كان محدثا، فلما رآني قد كبر علي قوله، فقال: ان عليا يوم بني قريظة و النضير كان جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يحدثانه.


بين الاسراف و الاقتار


[مكارم الأخلاق 58 - 57:...]

عن أبي السفاتج، عن بعض أصحابه أنه سأل أباعبدالله عليه السلام فقال: انا نكون في طريق مكة فنريد الاحرام فلايكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة، فنتدلك بالدقيق، فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم.

قال عليه السلام: مخافة الاسراف؟

قلت: نعم.

قال: ليس فيما أصلح البدن اسراف اني ربما أمرت بالنقي فيلت بالزيت فأتدلك به، انما الاسراف فيما أتلف المال، و أضر بالبدن.

قلت: فما الاقتار؟

قال: أكل الخبز و الملح و أنت تقدر علي غيره.

قلت: فالقصد؟

قال: الخبز و اللحم و اللبن و الزيت و السمن، مرة ذا و مرة ذا.


الدعاء و الانفاق


فلاح السائل 39-38، الفصل 7: روي محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن عيسي، عن موسي بن القاسم عن عثمان بن عيسي...

عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

قلت له: آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما؟

فقال: و ما هما؟

قال: قلت: قوله تعالي: (ادعوني أستجب لكم) ثم أدعو فلا أري الاجابة.

قال: فقال لي: أفتري الله تبارك و تعالي أخلف وعده؟

قال: قلت: لا.

فقال: الآية الأخري؟

قال: قلت قوله تعالي: (و ما أنفقتم من شي ء فهو يخلفه و هو خير الرازقين) فأنفق فلا أري خلفا.



[ صفحه 49]



قال: أفتري الله أخلف وعده؟

قال: قلت: لا.

قال: فمه؟

قلت: لا أدري.

قال: لكني أخبرك ان شاء الله تعالي، أما أنكم لو أطعتموه فيما أمركم به، ثم دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه و تعصونه فلا يجيبكم.

و أما قولك تنفقون فلا ترون خلفا أما أنكم لو كسبتم المال من حله ثم أنفقتموه في حقه، لم ينفق رجل درهما الا أخلفه الله عليه، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم، و ان كنتم عاصين.

قال: قلت: و ما جهة الدعاء؟

قال: اذا أديت الفريضة مجدت الله و عظمته و تمدحه بكل ما تقدر عليه، و تصلي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و تجتهد في الصلاة عليه و تشهد له بتبليغ الرسالة و تصلي علي أئمة الهدي عليهم السلام، ثم تذكر بعد التحميد لله و الثناء عليه و الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ما أبلاك و أولاك، و تذكر نعمه عندك و عليك، و ما صنع بك فتحمده و تشكره علي ذلك، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب و تقر بها أو بما ذكرت منها و تجمل ما خفي عليك منها، فتتوب الي الله من جميع معاصيك و أنت تنوي أن لا تعود، و تستغفرالله منها بندامة و صدق نية و خوف و رجاء و يكون من قولك (اللهم اني أعتذر اليك من ذنوبي و أستغفرك و أتوب اليك فأعني علي طاعتك و وفقني لما أوجبت علي من كل ما يرضيك فاني لم أر أحدا بلغ شيئا من طاعتك الا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فأنعم علي بنعمة أنال بها رضوانك و الجنة) ثم تسأل بعد ذلك حاجتك فاني أرجو أن لا يخيبك ان شاء الله تعالي.



[ صفحه 50]




صمود المذهب الجعفري أمام الحكام


يبدو لنا بوضوح أن عدم التأثر بآراء الحكام هو الذي أوجد تلك المرونة في



[ صفحه 210]



المذهب الجعفري، لأنه استقي مبادئه من ينبوع أصيل لم يكدر صفوه التعليم الاستعماري بما فرضه علي العلم و العلماء، و لما كان غلق باب الاجتهاد من مقترحات الدولة و تشريع السياسة، لم يلتزم المذهب الجعفري به، و لم يخضع لذلك النظام الجائر الذي يفضي مؤداه الي الجمود الفكري و تحجير العقل، ورد نعمة أنعم الله بها علي هذه الأمة [1] ومن الواضح أن عدم الالتزام بما تفرضه الدولة يعد خروجا عن طاعة حكامها، و ذلك يستوجب المقاومة و العقاب.

و قد عرف معتنقو مذهب أهل البيت عليهم السلام بأنهم لا يرون لزوم طاعة أولئك الحكام الذين تربعوا علي عرش الخلافة بدون حق، لذلك لم يتعاونوا معهم و لم يؤازروهم اقتداء بأئمتهم و اتباعا لأوامر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم في مقاطعة الظلمة، و حرمة معاونتهم.

و الطبقة الحاكمة تعد من لا يؤازرها و يتعاون معها خارجا عن طاعتها و خصما يجب القضاء عليه، لأن عدم التعاون مع الدولة يعني عدم الاعتراف بأهليتها و هذا ما يؤثر علي استمرارها و بقائها. و لولا فيض من القدسية في مبادئه، و قوة روحية في تعاليمه، و عناية الخالق الحكيم بخلقه لتمكنت السلطات بمحاولاتها المتعددة من القضاء عليه، لكن هذه المحاولات الآثمة ذهبت دون جدوي، و كان نصيبها الفشل و نصيبه النجاح.


پاورقي

[1] سيأتي الكلام حول الاجتهاد في الفصل اللاحق.


چگونه ايمان تثبيت و چگونه سلب مي شود؟


حسين بن نعيم صحاف گويد: به حضرت صادق - عليه السلام - عرض كردم:



[ صفحه 91]



چگونه است كه (گاهي) انسان نزد خداوند مؤمن است، و ايمان او نزد خدا ثابت است، سپس خداوند پس از آن او را از ايمان به كفر مي برد؟

حضرت در پاسخ فرمود: خداي عزوجل عادل است، و جز اين نيست كه بندگانش را به ايمان به خود خوانده است، نه به كفر، و احدي را به كفر دعوت نكرده است، پس هر كه به او ايمان آورد و ايمانش نزد خداوند ثابت گردد خداي عزوجل ديگر او را از ايمان به كفر منتقل نمي سازد.

من پرسيدم: (گاهي) مردي كافر است و كفرش نزد خدا ثابت است، سپس خداوند او را پس از آن از كفر به ايمان منتقل مي سازد (اين چگونه است)؟

فرمود: خداي عزوجل همه مردم را بر فطرت آفريده است كه نه ايمان به شريعتي را بفهمند، و نه كفر و انكاري مي دانند، سپس رسولان را فرستاد كه بندگانش را به ايمان به خدا دعوت كنند پس برخي را خداوند (بدين وسيله) هدايت و راهنمائي فرموده، و برخي را هدايت نفرموده. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 4 ص 144 ح 1، بحارالأنوار: ج 11 ص 39 ح 39، با اندكي اختلاف.


حديث 103


4 شنبه

لا تشر علي مستبد برأيه.

به خود رأي مشورت نده.

بحار، ج 72، ص 104


علمه بمنطق الطير 03


محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن سالم مولي أبان بياع الزطي قال: كنا في حائط لأبي عبدالله عليه السلام معه و نفر معي، قال: فصاحت العصافير فقال: أتدري ما تقول هذه فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندري و الله، ما تقول؟ قال: تقول: اللهم انا خلق من خلقك لا بد لنا من رزقك فأطعمنا و اسقنا [1] .



[ صفحه 130]




پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 323، ج 6، باب 14، ح 20.


زيد چه كرد؟


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: هر كس از شما به بلايي مبتلا شود و صبر كند، در صبرش مثل اجر هزار شهيد است.

شيخ طوسي در كتاب مجالس از مهزم بن ابي برده ي اسدي نقل مي كند كه گفت:

آن گاه كه تازه زيد را به دار كشيده بودند؛ وارد مدينه شدم و خدمت حضرت صادق عليه السلام رسيدم. هنگامي كه چشم حضرت به من افتاد، فرمود:

اي مهزم! زيد چه كرد؟ گفتم: به دار آويخته شد؛ فرمود: كجا؟ گفتم: در كناسه ي بني اسد، فرمود: در كناسه ي بني اسد او را بر سر دار ديدي؟ گفتم: بلي، پس حضرت گريه كرد به طوري كه زنهاي پشت پرده هم گريه افتادند.

آن گاه فرمود: به خدا! طلب ديگري هم از آنها نزد او مانده كه هنوز نگرفته اند؛ من هم چنان فكر مي كردم و مي گفتم: بعد از كشتن و دار كشيدن ديگر چه طلبي از او دارند؟

پس با حضرت وداع كرده و برگشتم تا به كناسه رسيدم. عده اي را ديدم كه جمع شده بودند. نزديك رفته و ديدم كه زيد را از چوبه ي دار عليه السلام پايين آورده اند و مي خواهند بسوزانند، گفتم: اين آن مطلبي است كه آن حضرت فرمود.



[ صفحه 189]




في الحسنات بعد السيئات


أبو جعفر محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن محمّد بن سنان، عن أبي النّعمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما السلام، قال: قال لي: يا أبا النُّعمانِ لا يَغُرَّنَّكَ النّاسُ مِن نَفسِكَ، فَإنَّ الأمرَ يَصِلُ إلَيكَ دونَهُم، وَلا تَقطَع نهارَكَ بِكَذا وَكَذا فإنّ مَعَكَ مِنهُ يُحصي عَلَيكَ، وَأحسِن فإنّي لَم أرَ أشَدَّ طَلَباً ولا أسرَعَ دَرَكاً مِن حَسَنَةٍ مُحدَثَةٍ لِذَنبٍ قَديمٍ، إنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ يَقولُ: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذَ لِكَ ذِكْرَي لِلذَّ اكِرِينَ» [1] [2] .


پاورقي

[1] هود:114.

[2] الأمالي للطّوسي: ص67 ح3، بحار الأنوار: ج71 ص244 ح9 وراجع: علل الشرائع: ص599 ح49، الزهد للحسين بن سعيد: ص16 ح31، بحار الأنوار: ج69 ص401 ح100.


ختامه مسك


ابوكهمس مي گويد كه به امام صادق عليه السلام عرض كردم: عبدالله بن ابي يعفور، به شما سلام رسانيد.

امام صادق عليه السلام فرمود: بر تو و بر او سلام باد؛ وقتي كه نزد عبدالله رفتي، به او سلام برسان و به او بگو: جعفر بن محمد عليه السلام مي گويد: درست بينديش كه براي چه عملي، علي عليه السلام در پيشگاه رسول خدا صلي الله عليه و آله به آن مقام عالي رسيد، همان شيوه را پيشه ي خود ساز. همانا علي عليه السلام براي دو خصلت راستگويي و امانت داري در پيشگاه رسول خدا صلي الله عليه و آله به آن مقام عالي نايل آمد [1] .



[ صفحه 199]




پاورقي

[1] همان، ج 2 ص 104 باب الصدق و أداء الامانه ح 5.


مقادير الليل و النهار


فكر يا مفضل في مقادير النهار و الليل، كيف وقعت علي ما فيه صلاح هذا الخلق، فصار منتهي كل واحد منهما - اذ امتد - الي خمس عشرة ساعة لا يجاوز ذلك أفرأيت لو كان النهار يكون مقداره مائة ساعة أو مائتي ساعة؟ ألم يكن في ذلك بوار كل ما في الأرض من حيوان و نبات؟ أما الحيوان فكان لا يهدأ و لا يقر طول هذه المدة، و لا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار، و لا الانسان كان يفتر عن العمل و الحركة، و كان ذلك ينهكها اجمع



[ صفحه 116]



و يؤديها الي التلف، و أما النبات فكان يطول عليه حر النهار و وهج الشمس حتي يجف و يحترق كذلك الليل لو امتد مقدار هذه المدة كان يعوق أصناف الحيوان عن الحركة و التصرف في طلب المعاش، حتي تموت جوعا، و تخمد الحرارة الطبيعية عن النبات، حتي يعفن و يفسد، كالذي تراه يحدث علي النبات اذا كان في موضع لا تطلع عليه الشمس.


شخصيت علمي امام صادق


ابن شهر آشوب در مناقب از مسند ابوحنيفه نقل مي كند كه حسن بن



[ صفحه 131]



زياد گفت: شنيدم كه از ابوحنيفه سؤال كردند: چه كسي را ديدي كه فقهش از همه بيشتر باشد؟ ابوحنيفه گفت: جعفر بن محمد. روزي منصور خليفه ي عباسي فرستاد نزد من و گفت: اي ابوحنيفه، مردم به جعفر مفتون شده اند.

مسائلي مشكل و سخت را آماده كن تا از او بپرسي. من هم چهل مسأله را آماده كردم. منصور كه در آن وقت در حيره بود، مرا طلبيد و من هم به نزد وي رفتم، ديدم حضرت امام جعفرصادق عليه السلام در سمت راست وي نشسته است. همين كه نگاهم به او افتاد، هيبتي از وي به دل گرفتم كه از منصور خونريز نديدم. سلام كردم و با اشاره ي او نشستم. سپس رو كرد به امام صادق عليه السلام و گفت: يا اباعبدالله! اين ابوحنيفه است. فرمود: آري، او را مي شناسم. منصور گفت: مسائل خود را از ابوعبدالله سؤال كن. من مسائل خود را مي پرسيدم و امام صادق جواب مي داد و مي گفت: شما (فقهاي عراق) چنين مي گوييد و اهل مدينه چنين مي گويند. فتواي خودش نيز گاهي موافق با ما بود و زماني موافق با اهل مدينه و گاهي هم مخالف با همه، و تمامي آن ها را جواب داد تا چهل مسأله تمام شد و جواب يكي از آن ها را ناتمام و مبهم نگذاشت.

در آن وقت ابوحنيفه گفت: كسي كه اعلم مردم در اختلاف اقوال فقهي باشد، علمش بيشتر و فقهش زيادتر خواهد بود. [1] .

شيخ مفيد در ارشاد مي نويسد: آن قدر مردم از علوم آن حضرت نقل كرده اند كه در تمام نقاط دنيا منتشر گشته و سراسر گيتي را فرا گرفته است و آنچه از او نقل شده، از هيچ يك از ائمه نرسيده است و آنچه راويان حديث و ناقلان آثار از او نقل كرده اند، از ديگر علماي اهل بيت نقل نكرده اند.

شمار راويان آن حضرت به چهار هزار نفر رسيده است. آن قدر دلايل آشكار بر امامت آن حضرت ظاهر گشته كه دل ها را روشن كرده و زبان



[ صفحه 132]



مخالفان را از سرزنش و ايراد شبهات لال نموده است. [2] .

شبلنجي شافعي گفته است: مناقب آن حضرت بسيار است به حدي كه محاسب نمي تواند آن را به حساب آورد و مستوفي هشيار و دانا از انواع آن در حيرت است. گروهي از اعيان ائمه اهل تسنن و اعلام ايشان مانند يحيي بن سعيد و ابن جريح و مالك بن انس و سفيان سوري و ابن عيينه و ابوايوب سجستاني و... از وي روايت كرده اند. ابن قتيبه در ادب الكاتب گفته است: امام صادق عليه السلام كتاب جفر را نوشته كه مشتمل است بر آنچه مردم تا روز قيامت نياز به آن دارند و به اين كتاب اشاره كرده است، ابوالعلاء معري آنجا كه گفته است: مردم تعجب كردند از اهل بيت عليهم السلام هنگامي كه علمشان در پوست بزغاله به آن ها داده شد (يعني مخالفان مي گويند اين همه علم چگونه در پوست بزغاله ي چهار ماهه جمع مي شود) [آن گاه براي رفع استبعاد آن ها مي گويد:] آيينه ي منجم [كه اسطرلاب باشد] با آن كه چيز كوچكي است، به منجم آسمان و زمين و جاهاي معمور و غير معمور را مي نماياند. [3] .


پاورقي

[1] مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 255.

[2] الارشاد، ج 2، ص 179؛ الشيعة في التاريخ، ج 1، ص 57؛ أعلام الوري، ج 1، ص 535.

[3] نورالأبصار، ص 294 و 295.

لقد عجبوا لآل البيت لما

اتاهم علمهم في جلد جفر



و مرآت المنجم و هي صغري

تريه كل عامرة و قفر.


العداء لأهل البيت


اما مذهب أهل البيت فقد بذلت السلطات كل امكانياتها لعرقلة نشره و اتساع دائرة اتباعه، و كان لكل دولة غايات تعمل علي تحقيقها في مقابلة أهل البيت، و الوقوف في طريق انتشار مذهبهم في البلاد الإسلامية، أما الدولة الأموية فكانت مدفوعة للمعارضة بأمور ثلاثة:

1- العداء للبيت النبوي عداء ذاتيا متأصلا، توارثه الأبناء عن الآباء و لم يغير الإسلام من وجهة نظرهم هذه أي شي ء، بل يزداد حقدهم كلما زاد انتشار الإسلام بالصورة التي أرغمتهم علي الدخول فيه استسلاما لقوته.

2- ان مذهب أهل البيت بانتشاره في عهدهم و عدم معارضتهم له، معناه الضربة القاضية علي الدولة، للتفاوت العظيم بين سياسة أهل البيت و سياسة الامويين في اشاعة العدل و المساواة بين الطبقات، و نشر التعاليم الإسلامية.

3- انهم بدون شك لا يجهلون أنفسهم و مؤهلاتها للخلافة الإسلامية و يعرفون الأمة و اتجاه أنظارها لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و لا توجد أي نسبة بين الأمويين و بين أهل البيت، فاذا تركوا الامور تسير بمجراها الطبيعي يوشك أن يتأخر فوز الامويين بالخلافة (حتي يلج الجمل في سم الخياط) و هم يعلمون هذا فاتخذوا تلك التدابير لنجاح أمرهم و إن كان في ذلك تأخر المسلمين عن التقدم السريع حينا من الدهر.


حركة التدوين عند الشيعة


و خلاصة القول إن أهل البيت الرسول عليهم السلام هم أسبق الناس إلي التدوين و تشجيع الحركة العلمية، فهم أهل الفضل في كل علم، حفظوا أحكام الرسول و أخبروا عن أنباء التنزيل. فكانوا معدن العلم، و خزان الوحي، و ورثة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، و هم عدل القرآن و تراجمته.

و من الظلم و عدم انصاف الحق الاعراض عن ذكر هم في السبق إلي تدوين العلم، و تعليم الأمة، و لو فسح المجال و تخلت السلطة عن التدخل في شؤون العلم الأغراضها لتحررت الأفكار من ذلك الجمود الذي فرضته السلطة فكانت عاقبته سيئة.

و مما لا شك فيه أن حركة التدوين عند الشيعة كانت أسبق من غيرهم، و إثبات ذلك لا يستدعي كثير مشقة و مزيد عناء، ولكن الشي ء الذي أدي إلي أن يتأخر ذكرهم في السبق: هو أن فقههم و حديثهم مأخوذ عن أهل البيت الذين أمر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم باتباعهم، و لا يخفي علي المتتبع المنصف معارضة الأمويين و العباسيين لإظهار ذكر آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و نشر مآثرهم، فإنهم يرون إظهار ذلك معارضا لسياستهم، و قد منع الأمويون جميع المحدثين أن لا يذكروا عليا و أهل بيته بخير و لا يروون حديثهم، فكان العلماء إذا أرادوا أن يحدثوا عن علي كنوه بأبي زينب.

و لما جاء الدور العباسي و نشطت الحركة العلمية و ظهرت النزعة إلي التدوين و قاموا في تشجيعها، كانت الشيعة في طليعة السابقين لذلك، ولكن سياسة الدولة و تطور الزمن أدي إلي أن يكون المتتبع لآثار آل محمد في الأحكام - بل المعروف بحبهم - يصبح متهما بجرم لا يغفر، حتي امتحن كثير من العلماء.

فهذا الإمام الشافعي علي ما هو فيه من اتضاح الحالة و النزعة اتهم في التشيع، و حوسب علي ذلك، لأنه كان يظهر حب علي و يعتمد علي أحكامه في أحكام البغاة علي الإمام.

و كذلك الحاكم صاحب المستدرك لأنه كان يطعن علي معاوية و روي في كتابه حديث الموالاة و غيره.

و الحافظ الدار قطني اتهم في التشيع لأنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري.

و الحافظ النسائي عذب بل مات من أثر ذلك لأنه حدث بفضائل علي و لم يحدث بفضائل معاوية، الي عدد كثير من العلماء المعذبين باتهامهم في



[ صفحه 555]



التشيع، و ليسوا كذلك. و إنما الشي ء الذي أوجب اتهامهم هو: إما رواية مناقب أهل البيت، أو استنباط مسألة من الأحكام من طريقتهم و تلك حقيقة ملموسة، أبرزها التأريخ في مرآته بأجلي صورة و اوضح بيان. فلقي اكثر المحدثين محنا. و واجهوا مصاعب. أما الذين أرادوا أن يؤكدوا للسلطة القائمة في زمانهم بانهم منحرفين عن أهل البيت، فتجنبوا الرواية عنهم، و لم يخرجوا فضائلهم، فكانوا موضع عناية السلطة و محلا لثقتها التامة.

هذا ما أردنا بيانه من حركة التأليف عند الشيعة في الصدر الأول بإيجاز، أما نشاط الحركة العلمية فقد بدأ في القرن الثاني، و أشهر الكتب التي ألفت في ذلك: مصنف شعبة ابن الحجاج المتوفي سنة 160 ه، و مصنف سفيان بن عيينة المتوفي سنة 198 ه، و مصنف الليث بن سعد المتوفي سنة 175 ه، و موطأ مالك بن أنس المتوفي سنة 179 ه، و مسند الشافعي المتوفي سنة 204 ه، و مختلف الحديث له، و الجامع للإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني، و مجموعات من عاصرهم من حفاظ الحديث كالأوزاعي و الحميدي.


تلامذته و رواة مذهبه


نقل مذهب الشافعي عن طريقين: أحدهما تلامذته. و الثاني كتبه. أما رواة مذهبه فمنهم من العراق. و منهم من مصر [1] و العراقيون هم:

1- خالد اليماني الكلبي، أبوثور البغدادي المتوفي سنة 240 ه و قد تقدمت ترجمته في المذاهب البائدة، و الحق ان عده في رواة مذهب الشافعي غير صحيح، فان الرجل كان مجتهدا مطلقا، و له مذهب قد اعتنقه كثير من الناس، و اشتهر الأخذ به في القرن الثاني، ولكنه اندرس، شأنه شأن غيره من المذاهب التي لم تحظ بتشجيع فيكتب لها البقاء، و له كثير من المسائل قد خالف فيها الشافعي، و سيأتي بيانها.

2- الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني البغدادي المتوفي سنة 260 ه و هو أثبت رواة المذهب القديم للشافعي، و كان يذهب مذهب أهل العراق، فتركه و تفقه للشافعي.

3- الحسن بن علي الكرابيسي تفقه أولا علي مذهب العراقيين، ثم تفقه للشافعي و سمع منه و من غيره و قد تجنب الناس روايته. لأن أحمد بن حنبل طعن عليه في مسألة اللفظ، لأنه كان يقول: لفظي بالقرآن مخلوق.

4- أحمد بن عبدالعزيز البغدادي كان من كبار أصحاب الشافعي الملازمين له ببغداد، ثم صار من أصحاب ابن داود و تبعه علي رأيه، و له مسائل خالف بها الشافعي.

5- أبو عبدالرحمن أحمد بن محمد بن يحيي الأشعري البصري، كان يشبه بالشافعي و يوصف به، لأنه انتصر للمذهب و دافع عن أصحابه، لمكانته من السلطان، و علو منزلته في الدولة، فقد كان رفيع المنزلة عندهم،



[ صفحه 195]



له جاه عظيم، و قد أجهد نفسه في نصرة مذهب الشافعي و انتشاره، حتي وصف بما اشرنا اليه.

6- أحمد بن محمد بن حنبل امام المذهب الحنبلي، (ستأتي ترجمة حياته) و الشي ء الذي نود الاشارة اليه هو أن الحنابلة يجعلون الشافعي تلميذ أحمد بن حنبل، و يعدونه في عداد من أخذ عنه و تعلم منه، و يستدلون بقول أبي حاتم: ان أحمد بن حنبل أكبر من الشافعي. تعلم الشافعي أشياء من معرفة الحديث من أحمد بن حنبل و كان الشافعي فقيها، و لم تكن له معرفة بالحديث، فربما قال لأحمد هذا الحديث محفوظ؟ فاذا قال أحمد: نعم،جعله اصلا و بني عليه.

و قال اسحق بن حنبل: كان الشافعي يأتي أبا عبدالله أحمد بن حنبل عندنا ههنا عامة النهار يتذاكرون الفقه.

و قال أبوبكر الأثرم فيما كتبه الي المروزي: و اخبرت أن الشافعي له معرفة بالحديث مما تعلمه منه (أي من أحمد بن حنبل).

و عن عبدالله بن أحمد قال: قال لنا الشافعي: انتم أعلم بالحديث و الرجال مني فاذا كان الحديث صحيحا فأعلموني أن يكون كوفيا، أو بصريا، أو شاميا، حتي اذهب اليه اذا كان صحيحا.

هكذا ذكر ابن رجب في طبقات الحنابلة [2] و قال ابن الجوزي: و ممن حدث عن أحمد بن حنبل الشافعي، و قد ذكره في عداد تلامذته. ولكن الشافعية جعلوا أحمد بن حنبل تلميذا للشافعي.

7- داود بن علي الظاهري، امام أهل الظاهر، أخذ عن الشافعي، ولكنه لم يكن من رواة المذهب و ناشريه، بل كان له مذهب مستقل و له اتباع، و لا زال مذهبه معمولا به مدة من الزمن و كان من أشهر علماء المذهب ابن حزم صاحب كتاب المحلي.


پاورقي

[1] الانتقاء لابن عبدالبر ص 115 - 104، و توالي التاسيس لابن حجر ص 43 - 37 و مناقب الشافعي للرازي ص 13 و طبقات الشافعية ج 1 ص 299 - 186.

[2] طبقات الحنابلة ج 1 ص 282 - 280.


مسح الأذنين


اختلف الفقهاء في مسح الأذنين هل هو سنة أم فريضة؟ و هل يجدد له الماء أم لا؟

ذهب الامامية الي أنه لا يجوز مسح الأذنين و لا غسلها في الوضوء، لأن الآية لم تتعرض لذلك، و لم يثبت من فعل النبي صلي الله عليه و اله و سلم انه مسح أذنيه و لما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في ذلك:

روي زرارة قال سألت أباجعفر الباقر عليه السلام: ان أناسا يقولون: ان بطن الأذنين من الوجه و ظهرهما من الرأس. فقال عليه السلام: ليس عليهما غسل و لا مسح [1] و ذهب أبوحنيفة و أصحابه الي أن مسح الأذنين سنة الا أنهما يمسحان مع الرأس بماء واحد [2] .

و قد نسب ابن رشد الي أبي حنيفة و أصحابه أن مسح الأذنين فرض و الصحيح ما نقلناه.

و الحنابلة يوجبون مسح الأذنين مع الرأس. قال ابن قدامة في صفة الوضوء: ثم يمسح رأسه مع الأذنين يبدأ بيده من مقدمه، ثم يمرهما من قفاه،



[ صفحه 198]



ثم يردهما الي مقدمه ثم يغسل رجليه.... [3] .

و المعروف عن مالك أن الأذنين من الرأس، و اختلف أصحابه بين الفرض و السنة [4] .

قال ابن ماجة بعد أن أورد حديث ابن عباس: و لا يعرف مسح الأذنين من وجه يثبت الا من هذا الطريق، و قال ابن الصلاح: ان الأخبار ضعفها لا ينجبر بكثرة الطرق، و قال ابن حزم في المحلي: و أما مسح الأذنين فليسا هما فرضا، و لا هما من الرأس لأن الآثار في ذلك كلها واهية، قد ذكرنا فسادها في غير هذا المكان.

و قال: فلو كان الأذنان من الرأس لوجب حلق شعرهما في الحج، و هم لا يقولون هذا، و قد ذكرنا البرهان علي صحة الاقتصار علي بعض الرأس في الوضوء، فلو كان الأذنان من الرأس لأجزأ أن يمسحا بدلا عن مسح الرأس و هذا لا يقوله أحد.

و يقال لهم ان كانتا من الرأس فما بالكم تأخذون لهما ماء جديدا، و هما بعض الرأس؟! و أين و رأيتم عضوا يجدد لبعضه ماء غير الماء الذي مسح به سائره؟! [5] .

و قال الشوكاني: قال من أثبت الوجوب: ان أحاديث الأذنين من الرأس يقوي بعضها بعضها، و قد تضمنت أنهما من الرأس، فيكون الأمرا بمسح الرأس أمرا بمسحهما، فيثبت وجوبه بالنص القرأني.

و أجيب بعدم انتهاض الأحاديث الواردة لذلك، و المتيقن الاستحباب، فلا يصار الي الوجوب الا بدليل ناهض، و الا كان من التقول علي الله بما لم يقل [6] .

و قال الشافعي: السنة أن يأخذ لكل واحد منهما ماء جديدا.

و قال الكاساني: وجه قول الشافعي: انهما عضوان منفردان و ليسا من الرأس حقيقة و حكما، أما الحقيقة فان الرأس منبت الشعر و لا شعر عليهما، و أما الحكم فلأن المسح عليهما لا ينوب عن مسح الرأس، ولو كانا في حكم الرأس لناب المسح عليهما عن مسح الرأس كسائر أجزاء الرأس [7] .

و قال القاضي أبوالوليد المالكي: فهل يمسحان فرضا أم نفلا؟ ذهب



[ صفحه 199]



محمد بن مسلمة و أبوبكر الابهري الي انهما يمسحان فرضا. و ذهب سائر أصحابنا (أي المالكة) انهما يمسحان نفلا و هو الظاهر من مذهب مالك [8] .


پاورقي

[1] الخلاف للشيخ الطوسي ص 6 ج 1.

[2] الهداية شرح بداية المبتدي ج 1 ص 4.

[3] عمدة الفقه علي مذهب أحمد ص 9.

[4] بداية المجتهد ج 1 ص 13.

[5] المحلي لابن حزم ج 2 ص 56.

[6] نيل الأوطار للشوكاني ج 1 ص 161.

[7] بدائع الصنائع للكاساني ج 1 ص 23.

[8] المنتقي ج 1 ص 75.


جميع العجلي


ابوبكر جميع بن عمير بن عبدالرحمن العجلي الكوفي.

خرج حديثه مسلم و الترمذي و روي عنه عمرو بن محمد العنقري، و مالك بن اسماعيل، و محمد بن يزيد الرفاعي، و عبدالله بن اسماعيل الهباري، و ابوغسان النهدي، و سفيان بن وكيع بن الجراح، و يحيي بن عبدالحميد الحماني، و عدة. [1] .

قال ابن حجر: جميع - بالتصغير - بن عمير - كذلك - ابوبكر الكوفي ضعيف رافضي، و اشار الي تخريج مسلم و الترمذي لحديثه. [2] .

و قال العجلي: جميع لا بأس به يكتب حديثه، و ليس بالقوي و ذكره ابن عدي في الكامل، و ابن حبان في الثقات.



[ صفحه 522]




پاورقي

[1] انظر الجرح و التعديل 532: 1 ق 1 و تهذيب التهذيب 111: 2.

[2] التقريب 133: 1.


يزيد بن عبدالملك بن مروان


كانت ولايته في رجب 101 ه. الي شعبان سنة 105 ه.

و هذا الذي أسهد أعين الطالبيين بعدما رقدت، و اقلق مضاجع المؤمنين بعدما اطمأنت، و أرجع سيرة أبيه و أخويه، في سبب أميرالمؤمنين عليه السلام و غصب فدك و...

فما أن استقر علي عرش الجبروت، الا و كتب الي عماله. «اعيدوا الناس الي طبقتهم الأولي، أحصبوا أم أجدبوا، أحبوا أم كرهوا، عاشوا أم ماتوا».

فعظمت المحنة علي الناس، و اشتد البلاء، و اندلعت الثورات في أكثر البلاد [1] و اجحف علي الناس بالخراج، و أعاد ما كان يؤخذ من الهدايا في النيروز و المهرجان، حتي لم ير مثله مجحفا.

و كان مولعا بحب جاريتيه سلامة القس، و كان قد اشتراها بثلاثة آلاف دينار. و حبابه و قد غنته حبابة و سلامة فطرب طربا شديدا ثم قال: أريد أن أطير، فقالت له حبابه، يا مولاي فعلي من تدع الأمة و تدعنا؟ فقال: عليك و الله! و قبل يدها. و كان مشغوفا و مكبا علي الشرب و اللهو و الجواري و... فلما ليم علي ذلك، و أراد العزوف عن لهوه، قالت له حبابه: يا أميرالمؤمنين اسمع مني صوتا واحدا ثم افعل ما بدا لك.



[ صفحه 365]



فغنته، فرجع الي سابق عهده.

و اعتلت حبابة فأقام يزيد أياما لا يظهر علي الناس، ثم ماتت، فأقام أياما لا يدفنها جزعا عليها، حتي جيفت، فدفنها و أقام علي قبرها، و روي أنه نبشها من قبرها لجزعه.

و ما بقي بعدها الا أياما و مات.

و في ملك أخيه سليمان، ولي يزيد بن المهلب العراق، و خراسان، فقتل يزيد بن المهلت من قتل و سلب من سلب، و ولي يزيد بن مهلب، اخوته و أولاده البلدان.

و لما تولي عمر بن عبدالعزيز أحضره، و قال وجدت لك كتابا الي سليمان تذكر فيه أنه اجتمع قبلك عشرون ألف ألف فأين هي؟ فانكرها فسجنه عمر بن عبدالعزيز، فهرب من السجن قبل وفاة عمر بيومين، ثم تغلب يزيد علي البصرة.

فقام يزيد بن عبدالملك قتلا في آل المهلب، و أنفذ أمرا أن لا يلقي منهم من بلغ الحلم الا ضرب عنقه، حتي أنه كان يسأل الغلام و هو لا يدري، أدركت؟ فان قال: نعم. قطعت عنقه [2] .

و قصف الله عمره حسرة و حزنا، و هو في ريعان شبانه لعنه الله اذ كان له من العمر 37 سنة.



[ صفحه 366]




پاورقي

[1] سيرة الأئمة الاثني عشر ج 2 / 228 - اليعقوبي ج 2 / 313 - الطبري ج 7 / 23 - الكامل في التاريخ حوادث سنة 105.

[2] اليعقوبي ج 2 / 293 و ما بعد. مروج الذهب ج 2 / 210 و ما بعد. تاريخ الطبري ج 6 / 564 و ما بعد تاريخ ابن الأثير ج 3 / 306.


تقدير الحكومات في الأعضاء


الحكومة تطلق علي الجراحات التي لم يكن لها أرش مقدر لأن الأرش يقسم الي مقدر و غير مقدر. انظر: المهذب: 2 / 198 - بدائع الصنائع: 7 / 314، 323

تمهيد:

اختلف الفقهاء في الأجناس التي تؤخذ منها الدية بسبب الجناية علي النفس أو الجناية علي الأعضاء علي أربعة مذاهب:

المذهب الأول: أن الدية تؤخذ من ثلاثة أجناس هي (الابل و الذهب و الفضة) و به قال أبوحنيفة و المالكية. [1] .

المذهب الثاني: أن الدية تؤخذ من الابل لا غيرها لأنها الأصل في الدية و به قال طاوس و ابن المنذر و هو قول للشافعي و رواية عن أحمد. [2] .

المذهب الثالث: أن الدية تؤخذ من خمسة أجناس (الابل و الذهب و الورق و البقر و الغنم) و به قال سيدنا عمر و عطاء و فقهاء المدينة السبعة و الثوري و ابن أبي ليلي و جمهور فقهاء الحنابلة. [3] .

المذهب الرابع: أن الدية تؤخذ من ستة أجناس (الابل و الدنانير و الدراهم و البقر و الغنم و الحلل) يتخير الجاني منها ما شاء. و به قال أبويوسف و محمد بن الحسن من الحنفية و الزيدية و الامامية. [4] .



[ صفحه 264]



و بما أن الامام جعفر الصادق من أهل المدينة فانه أخذ برأي أميرالمؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه الذي (قوم الدية علي أهل القري فجعلها علي أهل الذهب ألف دينار و علي أهل الورق اثني عشر ألف درهم). [5] .

و يؤخذ من هذا الأثر أن الدنانير و الدراهم أصلان في الدية لأن عمر رضي الله عنه قوم الدية الكاملة مائة من الابل بألف دينار أو اثني عشر ألف درهم بمحضر من الصحابة و كتب به الي الآفاق و لم يخالفه أحد، واستقرت هذه القيمة فلم تتغير بتغيير الأسواق. [6] .

و لهذا جعل الامام جعفر الصادق دية الكسور في الأعضاء تؤخذ مما اختص به أهل مكة و المدينة من مال و هي الدنانير، و استنادا لرأي سيدنا عمر رضي الله عنه المتقدم.

و روي ذلك عن المالكية فقالوا: ان الدية تؤخذ من أهل كل بلد مما اختصوا به من مال و ما تعاملوا به و كثر وجوده عندهم و استدلوا أيضا بالأثر المتقدم و هو تقويم سيدنا عمر لأهل الذهب ألف دينار و لأهل الفضة باثني عشر ألف درهم.

فيرون أن الابل يؤخذ من أهل البوادي و أن الدنانير تؤخذ من أهل الشام و مصر و المغرب و مكة و المدينة، وأن الدراهم تؤخذ من أهل العراق و فارس و خراسان لأنها تغلب عندهم. [7] .

و سيتبين لنا رأي الامام جعفر الصادق من خلال مسائل تقدير الحكومات في الأعضاء.

و خالف الظاهرية جمهور الفقهاء فذهبوا الي: عدم وجوب دية الأطراف ما عدا دية الأصابع لأنها و ردت بحديث صحيح، و أن دية الأعضاء



[ صفحه 265]



لم يرو فيها حديث صحيح. [8] .

المسألة السادسة: دية الترقوة: [9] .

مذهب الامام الصادق: ان في كسر الترقوة أربعون دينارا، فان هشمت [10] فثلاثون دينارا و ان أوضحت [11] فخمسة و عشرون دينارا، و في منقلتها [12] عشرون، و في نافذتها عشرة. [13] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر و الشعبي و مجاهد. [14] .

و قال بعض العلماء: ان دية الترقوة بعيرين. و هو قول أحمد و قول للشافعي.

و قال سعيد بن جبير: ان في الترقوة بعيرين. و قال قتادة: أربعة أبعرة. و قال أبوحنيفة و مالك و المشهور من قول الشافعي و عليه أصحابه: ان فيها حكومة. [15] .

المسألة السابعة: دية الضلع:

مذهب الامام جعفر الصادق: ان في الضلع المخالط للقلب مائة



[ صفحه 266]



دينار، و في كسر كل ضلع منه خمسة و عشرون دينارا و دية صدعه اثنا عشر و نصف، و دية أعصابه تسعة و نصف، و دية موضحته و ثقبه ربع دية كسره و في كل ضلع مما يلي العضدين اذا كسر عشرة و صدعه سبعة، و المنقلتة تسعة، و لموضحته و ثقبه ديناران و نصف. [16] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر. [17] .

و قال بعض الفقهاء: ان دية الضلع بعير. روي ذلك عن: سيدنا عمر و عبدالملك بن مروان و اسحاق و سعيد بن جبير و رواية عن قتادة و مجاهد، و اليه ذهب أحمد، و هو قول للشافعي. [18] .

المسألة الثامنة: دية اليدين و الرجلين و العضد و الساعد:

مذهب الامام جعفر الصادق: أن في كسر اليدين أو الرجلين أو العضد مائة دينار، و في موضحتها أو ثقبها خمسة و عشرون، و في منقلتها خمسون، فان النصدعت فثمانون، و في فكها ثلاثون، و في المرفق كذلك و في قصبتي الساعد اذا رضت خمسة و عشرون، و في ثقبه اثنا عشر و نصف، و في نافذته خمسون. [19] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر. [20] .

و نقل غير واحد الاجماع علي أن اليد و الرجل اذا قطعت فيها نصف الدية. [21] .



[ صفحه 267]



المسألة التاسعة: دية الورك و الرسغ و الفخذ و الركبة و الساق:

مذهب الامام الصادق: أن في كسر الورك مع انجباره مائة دينار و في صدعه مائة و ستون، و في موضحته خمسة و عشرون، و لمنقلته خمسون، و لفكه ثلاثون، و في الرسغ اذا رض مائة دينار، و في فكة مائة و ستون.

و في كسر الفخذ مائة دينار و في موضحتها خمسون و في كسر الركبة مائتان و في صدعها مائة و ستون و في موضحتها خمسون و في كسر الساق مائتان. [22] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر. [23] .

و ذهب جمهور الفقهاء الي أنه لا قصاص في الكسور عموما الا في السن. لعدم امكان المماثلة فيه و لاحتمال الحيف باستيفاء أكثر من حقه و لأنه لا ينضبط [24] .

المسألة العاشرة: تقدير أرش [25] ما دون الموضحة (السمحاق): [26] .

لم يرد في الشرع تقدير ما دون الموضحة و هي السمحاق ثم



[ صفحه 268]



المتلاحمة [27] ثم الباضعة [28] ثم الدامية [29] و لكن قدرها العلماء تقريبا عن الموضحة. [30] .

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن السمحاق فيها أربع من الابل [31] و روي ذلك عن: الباقر و الناصر و الامام يحيي و هو مذهب الزيدية. [32] .

و الحجة لهم:

أن سيدنا عليا رضي الله عنه قضي بذلك و لم ينكر. [33] .

و قال أبوحنيفة: لا شي ء فيما دون الموضحة مطلقا و هو ظاهر مذهب أحمد و وجه للشافعية.

و قال مالك و أبويوسف و محمد: ان الجرح فيما دون الموضحة اذا برأ و عاد لهيئته فانما فيه أجر المداوي. [34] .


پاورقي

[1] بدائع الصنائع: 7 / 253 - المبسوط: 26 / 79 - الشرح الكبير بحاشية الدسوقي: 4 / 266، 267 - الشرح الصغير مع بلغة السالك: 2 / 396 - الخرشي: 8 / 31 - تبصير الحكام: 2 / 232 - بداية المجتهد: 2 / 447.

[2] الأم: 6 / 114 - المغني مع الشرح: 9 / 481 - نهاية المحتاج: 7 / 303 - حاشية الباجوري: 2 / 312.

[3] المغني مع الشرح: 9 / 481.

[4] الهداية: 4 / 178 - البدائع: 7 / 253 - الدراري المضيئة شرح الدرر البهية للشوكاني: 2 / 250 - الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية: 2 / 129 - فقه المعاملات و الجنايات: 191، 192 - و أما الأطراف التي لم يرد فيها نص فانها تقاس علي التي و رد فيها نص. انظر: نيل الأوطار: 7 / 64.

[5] موطأ الامام مالك بهامش المنتقي: 7 / 98.

[6] المنتقي: 7 / 98.

[7] الشرح الكبير بحاشية الدسوقي: 4 / 266 - الخرشي: 8 / 31.

[8] انظر المحلي: 10 / 404.

[9] الترقوة: العظم الذي بين ثغرة النحر و العاتق. انظر المصباح المنير: 1 / 117.

[10] الهاشمة: و هي التي تهشم العظم أي تكسره. البدائع: 7 / 296 - الاختيار: 5 / 53 - المهذب: 2 / 198 - حاشية الباجوري: 2 / 209.

[11] الموضحة: الشجة التي تخترق اللحم الي أن تصل الي العظم و سميت موضحة لأنها تبين وضح العظم أي بياضه.

[12] المنقلة: و هي الجرح الذي يصل العظم و يؤثر فيه حتي تتطاير منه شظايا صغيرة. و قيل: هي التي تنقل العظم أي: تكسره انظر النهاية: 4 / 216، 172.

[13] البحر الزخار: 6 / 285.

[14] المصدر السابق - المحلي: 10 / 453.

[15] الأشراف: 3 باب الترقوة - السنن الكبري (البيهقي): 8 / 99 - المغني: 9 / 655 - المحلي: 10 / 452 - مختصر المزني هامش الأم: 5 / 134 - بداية المجتهد: 2 / 365 - الافصاح: 332 - الأم: 6 / 96.

[16] البحر الزخار: 6 / 285.

[17] المصدر السابق.

[18] الأشراف: 3 باب ذكر الضلع - السنن الكبري (البيهقي): 8 / 99 - المغني: 9 / 655 - المحلي: 10 / 452 - مختصر المزني هامش الأم: 5 / 134.

[19] البحر الزخار: 6 / 285، 286.

[20] المصدر السابق.

[21] معالم السنن: 4 / 30 - المغني: 9 / 620 - الافصاح: 333 - بداية المجتهد: 2 / 362 - الهداية: 4 / 133 - فتح الوهاب: 2 / 140 - شرح الدردير: 2 / 350.

[22] البحر الزخار: 6 / 285، 286.

[23] المصدر السابق.

[24] بدائع الصنائع: 7 / 297 - المغني: 9 / 410 - المهذب: 2 / 187 - حاشية اعانة الطالبين: 4 / 121 - فتح الباري: 12 / 224 - الهداية: 4 / 166 - سبل السلام: 3 / 240 - الاشراف: 2 / 179 - بداية المجتهد: 2 / 217 - السنن الكبري (البيهقي): 8 / 65 - حلية العلماء: 7 / 478 - الأم: 6 / 180 - التشريع الجنائي الاسلامي: 2.

[25] الأرش: هو اسم للواجب علي ما دون النفس. و قيل: هو دية الجراحات و الشجاج.

انظر تكملة البحر الرائق: 8 / 373 - أنيس الفقهاء: 295 - طلبة الطلبة: 335 المهذب: 2 / 198 - شرح ابن قاسم الغزي علي الباجوري: 2 / 211 - كفاية الأخيار: 2 / 102.

[26] السمحاق: هو الجلد الرقيق الذي يفصل بين اللحم و العظم.

[27] المتلاحمة: هي التي تنفذ الي اللحم و تشقه و تأخذ فيه كثيرا و لكن لا تبلغ السمحاق.

[28] الباضعة: هي التي تنفذ التي الي اللحم و تشقه و لا تأخذ فيه كثيرا.

[29] الدامية: هي التي تحرص الجلد - أي تخدشه - و يظهر الدم و لكن لا يتقاطر.

انظر السنن الكبري (البيهقي): 8 / 84 - المغني: 9 / 657 - الهداية: 4 / 134 - النهاية: 1 / 83، 217، و 2 / 31.

[30] البحر الزخار: 6 / 293 - الأم: 6 / 68 - مصنف عبدالرزاق: 9 / 306.

[31] البحر الزخار: 6 / 293.

[32] المصدر السابق.

[33] المصدر السابق.

[34] المدونة: 11 / 64 - تبين الحقائق: 6 / 138 - شرح الدردير: 2 / 348 - المغني: 9 / 663 - بداية المجتهد: 2 / 260 - مغني المحتاج: 4 / 78.


علة حرمة أكل الدم و الغدد و الميتة


قال: فلم حرم الدم المسفوح؟

قال عليه السلام: لأنه يورث القساوة، و يسلب الفؤاد [1] رحمته، و يعفن البدن، و يغير اللون، و أكثر ما يصيب الانسان الجذام [2] يكون من أكل الدم.

قال: فأكل الغدد؟



[ صفحه 76]



قال عليه السلام: يورث الجذام.

قال: فالميتة لم حرمها؟

قال عليه السلام: فرقا بينها و بين ما يذكي و يذكر عليه اسم الله، و الميتة قد جمد فيها الدم، و تراجع الي بدنها، فلحمها ثقيل غير مري ء، لأنها يؤكل لحمها بدمها.

قال: فالسمك ميتة؟!

قال عليه السلام: ان السمك ذكاته اخراجه حيا من الماء، ثم يترك حتي يموت من ذات نفسه، و ذلك أنه ليس له دم، و كذلك الجراد.


پاورقي

[1] الفؤاد: القلب. لسان العرب 329:3.

[2] الجذام من الداء: معروف، لتجذم الأصابع و تقطعها. لسان العرب 87:11؛ و قال الطريحي: «داء معروف، و يظهر معه يبس الأعضاء، و تناثر اللحم». مجمع البحرين 27:6.


عبدالله بن شريك


أبوالمحجل عبدالله بن شريك العامري، صحب الباقر والصادق عليهماالسلام، و كان عندهما وجيها مقدما، و عدوه في حواريهما ، و روي عن الصادق عليه السلام أنه يخرج لنصرة القائم المهدي عجل الله فرجه، و هذا هو الفضل والفوز، والرفعة والجلال، نسأله جل شأنه أن نكون ممن يخفق علي رأسه لواؤه المنصور.


من كتاب للامام الصادق الي أصحابه


معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة.

بعدة طرق:

1- عن طريق محمد بن يعقوب ...

2- عن طريق الحسن بن محمد بن سماعة ...

3- عن طريق محمد بن اسماعيل بن بزيع ...

عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه كتب هذه الرسالة الي أصحابه ، و أمرهم بمدارستها و النظر فيها ، و تعاهدها و العمل بها ، و كانوا يضعونها في مساجد بيوتهم ،



[ صفحه 459]



فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.

عن اسماعيل بن مخلد السراج ، قال:خرجت هذه الرسالة من أبي عبدالله عليه السلام الي أصحابه:

« بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد:فاسألوا الله ربكم العافية ، و عليكم بالدعة و الوقار و السكينة ، و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم ، و عليكم بمجاملة أهل الباطل ، تحملوا الضيم منهم ، و اياكم و مماظتهم [1] - فانه لابد لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام - بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها في ما بينكم و بينهم ، فاذا ابتليتم بذلك منهم فانهم سيؤذونكم ، و تعرفون في وجوههم المنكر ، و لولا أن الله تعالي يدفعهم عنكم لسطوا بكم ، و ما في صدورهم من العداوة و البغضاء أكثر مما يبدون لكم ، مجالسكم و مجالسهم واحدة ، و أرواحكم و أرواحهم مختلفة لا تأتلف ، لا تحبونهم أبدا و لا يحبونكم ، غير أن الله تعالي أكرمكم بالحق و بصركموه ، و لم يجعلهم من أهله فتجاملونهم و تصبرون عليهم ، و هم لا مجاملة لهم و لا صبر لهم علي شي ء من اموركم ، تدفعون أنتم السيئة بالتي هي أحسن في ما بينكم و بينهم ، تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته ، و هم لا خير عندهم. لا يحل لكم أن تظهروهم علي اصول دين الله ، فانهم ان سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه ، و دفعوه عليكم ، و جاهدوا علي هلاككم ، و استقبلوكم بما تكرهون ، و لم يكن لكم النصف منهم في دول الفجار ، فاعرفوا منزلتكم في ما بينكم و بين أهل الباطل ، فانه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل ، لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل.



[ صفحه 460]



ألم تعرفوا وجه قول الله تعالي في كتابه اذ يقول:« أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار » [2] أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل ، فلا تجعلوا الله تعالي - و له المثل الأعلي - و امامكم و دينكم الذي تدينون به عرضة لأهل الباطل ، فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا. فمهلا ! مهلا ! يا أهل الصلاح ، لا تتركوا أمر الله و أمر من أمركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمة ، أحبوا في ] الله [ من وصف صفتكم ، و أبغضوا في الله من خالفكم ، و ابذلوا مودتكم و نصيحتكم لمن وصف صفتكم ، و لا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم و عاداكم عليها و بغاكم الغوائل. هذا أدبنا أدب الله ، فخذوا به و تفهموه و اعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهوركم ، ما وافق هداكم أخذتم به و ما وافق هواكم طرحتموه و لم تأخذوا به. و اياكم و التجبر علي الله ، و اعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر علي الله الا تجبر علي دين الله ، فاستقيموا لله و لا ترتدوا علي أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. أجارنا الله و اياكم من التجبر علي الله ، و لا قوة لنا و لكم الا بالله ».

و قال عليه السلام:« ان العبد اذا كان خلقه الله في الأصل - أصل الخلقة - مؤمنا لم يمت حتي يكره ] الله [ اليه الشر و يباعده منه ، و من كره الله اليه الشر و باعده منه عافاه الله من الكبر أن يدخله و الجبرية ، فلانت عريكته ، و حسن خلقه ، و طلق وجهه ، و صار عليه وقار الاسلام و سكينته و تخشعه ، و ورع عن محارم الله ، و اجتنب مساخطه ، و رزقه الله مودة الناس و مجاملتهم و ترك مقاطعة الناس و الخصومات و لم يكن منها و لا من أهلها في شي ء. و ان العبد اذا كان الله خلقه



[ صفحه 461]



في الأصل - أصل الخلق - كافرا لم يمت حتي يحبب اليه الشر و يقربه منه ، فاذا حبب اليه الشر و قربه منه ابتلي بالكبر و الجبرية ، فقسا قلبه ، و ساء خلقه ، و غلظ وجهه ، و ظهر فحشه ، و قل حياؤه ، و كشف الله ستره ، و ركب المحارم فلم ينزع عنها ، و ركب معاصي الله و أبغض طاعته و أهلها ، فبعد ما بين حال المؤمن و حال الكافر ، سلوا الله العافية ، و اطلبوها اليه ، و لا حول و لا قوة الا بالله.

صبروا النفس علي البلاء في الدنيا ، فان تتابع البلاء فيها و الشدة في طاعة الله و ولايته و ولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا ، و ان طال تتابع نعيمها و زهرتها و غضارة عيشها في معصية الله و ولاية من نهي الله عن ولايته و طاعته ، فان الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم في كتابة في قوله « و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا » [3] و هم الذين أمر الله بولايتهم و طاعتهم و الذين نهي الله عن ولايتهم و طاعتهم و هم أئمة الضلال الذين قضي الله لهم أن يكون لهم دول في الدنيا علي أولياء الله الأئمة من آل محمد صلي الله عليه و آله يعملون في دولتهم بمعصية الله و معصية رسوله صلي الله عليه و آله ليحق عليهم كلمة العذاب ، وليتم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل أصل الخلق من الكفر الذي سبق في علم الله ان يخلقهم له في الأصل ، و من الذين سماهم الله في كتابه في قوله:« و جعلناهم أئمة يدعون الي النار » [4] ، فتدبروا هذا و اعقلوه ، و لا تجهلوه ، فان من جهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر به و نهي عنه ترك دين الله و ركب معاصيه ، فاستوجب سخط الله ،



[ صفحه 462]



فأكبه الله علي وجهه في النار ».

و قال عليه السلام:« أيتها العصابة المرحومة المفلحة ، ان الله تعالي أتم لكم ما آتاكم من الخير ، و اعلموا أنه ليس من علم الله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوي و لا رأي و لا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شي ء و جعل للقرآن و تعلم القرآن أهلا. لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوي ، و لا رأي و لا مقاييس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه ، و خصهم به و وضعه عندهم ، كرامة من الله تعالي أكرمهم بها ، و هم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم ، و هم الذين من سألهم - و قد سبق في علم الله أن يصدقهم و يتبع أثرهم - أرشدوه ، و أعطوه من علم القرآن ما يهتدي به الي الله باذنه و الي جميع سبل الحق ، و هم الذين لا يرغب عنهم و عن علمهم الذي أكرمهم الله به و جعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة ، فاولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر و الذين آتاهم الله تعالي علم القرآن و وضعه عندهم و أمر بسؤالهم ، فاولئك الذين يأخذون بأهوائهم و آرائهم و مقاييسهم حتي دخلهم الشيطان ، لأنهم جعلوا أهل الايمان في علم القرآن عند الله كافرين ، و جعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين ، و حتي جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما ، و جعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا ، فذلك أصل ثمرة أهوائهم ، و قد عهد اليهم رسول الله صلي الله عليه و آله قبل موته ، فقالوا:نحن بعد ما قبض الله ] تعالي [ رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد ] ما [ قبض الله تعالي رسوله و بعد عهده الذي عهده الينا و أمرنا به ، مخالفة لله تعالي و لرسوله صلي الله عليه و آله و سلم . فما أحد أجرأ علي الله و لا أبين ضلالة



[ صفحه 463]



ممن أخذ بذلك و زعم أن ذلك يسعه. و الله ان لله علي خلقه أن يطيعوه و يتبعوا أمره في حياة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و بعد موته ، هل يستطيع اولئك أعداء الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بقوله و رأيه و مقاييسه ؟ فان قال:نعم ، فقد كذب علي الله و ضل ضلالا بعيدا ، و ان قال:لا ، لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه و هواه و مقاييسه ، فقد أقر بالحجة علي نفسه ، و هو ممن يزعم أن الله يطاع و يتبع أمره بعد قبض الله رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و قد قال الله تعالي - و قوله الحق -:« و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين » [5] .

و ذلك ليعلموا أن الله تعالي يطاع و يتبع أمره في حياة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و بعد قبض الله محمد صلي الله عليه و آله و سلم ، و كما لم يكن لأحد من الناس مع محمد صلي الله عليه و آله و سلم أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه خلافا لأمر محمد صلي الله عليه و آله و سلم فكذلك لم يكن لأحد من الناس من بعد محمد صلي الله عليه و آله و سلم أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه ... ».

و قال عليه السلام:« أكثروا من أن تدعوا الله ، فان الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه ، و قد وعد عباده المؤمنين بالاستجابة ، و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة.

فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار ، فان الله تعالي أمر بكثرة الذكر له ، و الله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين و اعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير ، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ،



[ صفحه 464]



فان الله لا يدرك شي ء من الخير عنده الا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله تعالي في ظاهر القرآن و باطنه ، فان الله تعالي قال في كتابه - و قوله الحق -:« و ذروا ظاهر الاثم و باطنه » [6] .

و اعلموا ان ما أمر الله أن تجتنبوه فقد حرمه [7] ، و اتبعوا آثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سنته فخذوا بها ، و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا ، فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من الله ، و أحسنوا الي أنفسكم ما استطعتم ، فان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، و ان أسأتم فلها ، و جاملوا الناس و لا تحملوهم علي رقابكم ، تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم.

و اياكم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله بغير علم [8] و قد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو ، انه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله ، و من أظلم عند الله ممن استسب لله و لأوليائه ؟! فمهلا مهلا ! فاتبعوا أمر الله و لا قوة الا بالله ».

و قال عليه السلام:« أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم ، عليكم بآثار رسول الله صلي الله عليه و آله و سنته و آثار الأئمة من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله من بعده و سنتهم ، فانه من أخذ بذلك فقد اهتدي ، و من ترك ذلك و رغب عنه ضل ،



[ صفحه 465]



لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم و ولايتهم.

و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:المداومة علي العمل في اتباع الآثار و السنن و ان قل أرضي لله و أنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع و اتباع الأهواء. ألا ان اتباع الأهواء و اتباع البدع بغير هدي من الله ضلال ، و كل ضلال بدعة ، و من كل بدعة في النار. و لن ينال شي ء من الخير عند الله الا بطاعته و الصبر و الرضا ، لأن الصبر و الرضا من طاعة الله. و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله في ما صنع الله اليه و صنع به علي ما أحب و كره ، و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله الا ما هو أهله ، و هو خير له مما أحب و كره. و عليكم بالمحافظه علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين. كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم و اياكم. و عليكم بحب المساكين المسلمين ، فانه من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله ، و الله له حاقر و ماقت ، و قد قال أبونا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:« أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم » ، و اعلموا أنه من حقر أحدا من المسلمين ألقي الله عليه المحقرة ، حتي يمقته الناس و الله ] له [ أشد مقتا. فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين منهم فان لهم عليكم حقا أن تحبوهم ، فان الله أمر نبيه صلي الله عليه و آله و سلم بحبهم ، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله ، و من عصي الله و رسوله و مات علي ذلك مات و هو من الغاوين.

و اياكم و العظمة و الكبر ، فان الكبر رداء الله تعالي ، فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذلة يوم القيامة. و اياكم أن يبغي بعضكم علي بعض ، فانها ليست من خصال الصالحين ، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه ، و صارت نصرة الله لمن بغي عليه ، و من نصره الله غلب ، و أصاب الظفر من الله ، و اياكم أن يحسد بعضكم علي بعض فان الكفر أصله الحسد.



[ صفحه 466]



و اياكم و أن تعينوا علي مسلم مظلوم ، فيدعو الله عليكم فيستجاب له فيكم فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول:« ان دعوة المسلم المظلوم مستجابة ». و ليعن بعضكم بعضا ، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول:« ان معونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام ».

و اياكم و اعسار أحد من اخوانكم المؤمنين ، أن تعسروه بالشي ء يكون لكم قبله و هو معسر ، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول:« ليس لمسلم أن يعسر مسلما ، و من أنظر معسرا أظله الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل الا ظله ».

و اياكم - أيتها العصابة المرحومة المفضلة علي من سواها - و حبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة ، فانه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر علي التعجيل له الي مضاعفة الخير في العاجل و الآجل ، و انه من أخر حقوق الله قبله كان الله أقدر علي تأخير رزقه ، و من حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه ، فأدوا الي الله حق ما رزقكم يطيب لكم بقيته و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم بعددها و لا بكنه فضلها الا الله رب العالمين ... ».

و قال:« من سره أن يلقي الله و هو مؤمن حقا حقا فليتول الله و رسوله و الذين آمنوا ، و ليبرأ الي الله من عدوهم ، و ليسلم لما انتهي اليه من فضلهم لأن فضلهم لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك . ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة و هم المؤمنون ، قال:« فاولئك مع الذين أنعم



[ صفحه 467]



الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا » [9] فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمة ، فكيف بهم و فضلهم. و من سره أن يتم الله له ايمانا حتي يكون مؤمنا حقا حقا فليف لله بشروطه التي اشترطها علي المؤمنين ، فانه قد اشترط مع ولايته و ولاية رسوله و ولاية أئمة المؤمنين عليهم السلام اقام الصلوة ، و ايتاء الزكاة ، و اقراض الله قرضا حسنا ، و اجتناب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، فلم يبق شي ء مما فسر مما حرم الله الا و قد دخل في جملة قوله ، فمن دان الله في ما بينه و بين الله مخلصا لله ، و لم يرخص لنفسه في ترك شي ء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين و هو من المؤمنين حقا ، و اياكم و الاصرار علي شي ء مما حرم الله في ظهر القرآن و بطنه و قد قال الله:« و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون » [10] الي ههنا رواية القاسم بن الربيع [11] .

يعني ] ان [ المؤمنين قبلكم اذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنهم قد عصوا الله في تركهم ذلك الشي ء ، فاستغفروا و لم يعودوا الي تركه ، فذلك معني قول الله تعالي:« و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون ».

و اعلموا أنه انما أمر و نهي ليطاع في ما أمر به ، و لينتهي عما نهي عنه. فمن اتبع أمره فقد أطاعه ، و قد أدرك كل شي ء من الخير عنده ، و من لم ينته عما نهي الله عنه فقد عصاه ، فان مات علي معصيته أكبه الله علي وجهه في النار. و اعلموا أنه ليس بين الله و بين أحد من خلقه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك



[ صفحه 468]



من خلقه كلهم الا طاعتهم له ، فجدوا في طاعة الله ان سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا ، و لا قوة الا بالله.

و قال عليه السلام:عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم ، فان الله ربكم . و اعلموا أن الاسلام هو التسليم ، و التسليم هو الاسلام ، فمن سلم فقد أسلم ، و من لم يسلم فلا اسلام له ، و من سره أن يبلغ الي نفسه في الاحسان فليطع الله ، فانه من أطاع الله فقد أبلغ الي نفسه في الاحسان. و اياكم و معاصي الله أن تركبوها فانه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الي نفسه ، و ليس بين الاحسان و الاساءة منزلة ، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة ، و لأهل الاساءة عند ربهم النار ، فاعملوا بطاعة الله و اجتنبوا معاصيه ، و اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا ، لا ملك مقرب ، و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك ، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب الي الله أن يرضي عنه.

و اعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله الا بطاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة أمره من آل محمد صلي الله عليهم و معصيتهم من معصية الله و لم ينكر لهم فضلا عظم و لا صغر. و اعلموا أن المنكرين هم الكاذبون ، و أن المكذبين هم المنافقون ، و أن الله تعالي قال للمنافقين - و قوله الحق -:« ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا » [12] و لا يفرقن [13] أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته و خشيته من أحد من الناس أخرجه الله من صفة الحق و لم يجعله من أهلها ،



[ صفحه 469]



فان من لم يجعله الله من أهل صفة الحق فاولئك هم شياطين الانس و الجن ، و ان لشياطين الانس حيلا و مكرا و خدائع و وسوسة بعضهم الي بعض ، يريدون ان استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الانس من أهله ، ارادة أن يستوي أعداء الله و أهل الحق في الشك و الانكار و التكذيب فيكونون سواء كما وصف الله في كتابه من قوله سبحانه:« ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء » [14] ثم نهي الله أهل النصر بالحق أن يتخذوا من أعداء الله وليا و لا نصيرا ، فلا يهولنكم و لا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الانس و مكرهم و حيلهم و وساوس بعضهم الي بعض ، فان أعداء الله ان استطاعوا صدوكم عن الحق ، فيعصمكم الله من ذلك ، فاتقوا الله و كفوا ألسنتكم الا من خير ، و اياكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الزور و البهتان ، و الاثم و العدوان ، فانكم ان كففتم ألسنتكم عما يكره الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تذلقوا ألسنتكم به ، فان ذلق اللسان في ما يكره الله و في ما ينهي عنه لدناءة للعبد عند الله و مقت من الله و صمم و عمي و بكم يورثه الله اياه يوم القيامة ، فتصيروا كما قال الله « صم بكم عمي فهم لا يرجعون » [15] يعني لا ينطقون و لا يؤذن لهم فيعتذرون.

و اياكم و ما نهاكم الله عنه أن تركبوه ، و عليكم بالصمت الا في ما ينفعكم الله به في أمر آخرتكم ، و يؤجركم عليه ، و أكثروا من التهليل و التقديس و التسبيح و الثناء علي الله و التضرع اليه و الرغبة في ما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره



[ صفحه 470]



و لا يبلغ كنهه أحد ، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهي الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا من النار لمن مات عليها و لم يتب الي الله منها و لم ينزع عنها. و عليكم بالدعاء ، فان المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء و الرغبة اليه و التضرع الي الله و المسألة له ، فارغبوا في ما رغبكم الله فيه ، و أجيبوا الله الي ما دعاكم اليه لتفلحوا و تنجحوا من عذاب الله ، و اياكم و أن تشره أنفسكم الي شي ء حرم الله عليكم فانه من انتهك ما حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين. و اعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر بترك طاعة الله و ركوب معصيته ، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها علي خلود نعيم في الجنة و لذاتها و كرامة أهلها. ويل لاولئك ، ما أخيب حظهم ، و أخسر كرتهم ، و أسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة ! استجيروا الله أن يجريكم في مثالهم أبدا ، و أن يبتليكم بما ابتلاهم به ، و لا قوة لنا و لكم الا به.

فاتقوا الله:أيتها العصابة الناجية ، ان أتم الله لكم ما أعطاكم ، فانه لا يتم الأمر حتي يدخل عليكم مثل الذي دخل علي الصالحين قبلكم ، و حتي تبتلوا في أنفسكم و أموالكم ، و حتي تسمعوا من أعداء الله أذي كثيرا فتصبروا و تعركوا بجنوبكم ، و حتي يستذلوكم و يبغضوكم ، و حتي يحملوا عليكم الضيم فتحتملوه منهم ، تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة ، و حتي تكظموا الغيظ الشديد في الأذي في الله يجترمونه اليكم ، و حتي يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا علي ذلك منهم ، و مصداق ذلك كله في كتاب الله تعالي الذي أنزله جبرئيل علي نبيكم ، سمعتم قول الله تعالي لنبيكم صلي الله عليه و آله و سلم:« فاصبر كما صبر اولوا العزم



[ صفحه 471]



من الرسل و لا تستعجل لهم » [16] ثم قال:« و ان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك » [17] « فصبروا علي ما كذبوا و اوذوا » [18] فقد كذب نبي الله و الرسل من قبله و اوذوا مع التكذيب بالحق ، فان سركم أن تكونوا مع نبي الله محمد صلي الله عليه و آله و الرسل من قبله فتدبروا ما قص الله عليكم في كتابه مما ابتلي به أنبياءه و أتباعهم المؤمنين ، ثم سلوا الله أن يعطيكم الصبر علي البلاء في السراء و الضراء ، و الشدة و الرخاء مثل الذي أعطاهم.

و اياكم و مماظة أهل الباطل ، و عليكم بهدي الصالحين و وقارهم و سكينتهم و حلمهم و تخشعهم و ورعهم عن محارم الله ، و صدقهم و وفائهم و اجتهادهم لله في العمل بطاعته ، فانكم ان لم تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم . و اعلموا أن الله تعالي اذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للاسلام ، فاذا أعطاه نطق لسانه بالحق و عقد قلبه عليه فعمل به ، فاذا جمع الله له ذلك تم اسلامه ، و كان عند الله ان مات علي ذلك الحال من المسلمين حقا. و اذا لم يرد الله بعبد خيرا و كله الي نفسه ، و كان صدره ضيقا حرجا ، فان جري علي لسانه حق لم يعقد قلبه عليه ، و اذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فاذا اجتمع ذلك عليه حتي يموت و هو علي تلك الحال كان عند الله من المنافقين ، و صار ما جري علي لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه و لم يعطه العمل به حجة عليه. فاتقوا الله و سلوه أن يشرح صدوركم للاسلام ، و أن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم



[ صفحه 472]



و أنتم علي ذلك ، و أن يجعل متقلبكم متقلب الصالحين قبلكم ، و لا قوة الا بالله ، و الحمد لله رب العالمين.

و من سره أن يعلم ] أن [ الله يحبه فليعمل بطاعة الله و ليتبعنا ، ألم يسمع قول الله تعالي لنبيه صلي الله عليه و آله:« قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم » [19] و الله لا يطيع الله عبد أبدا الا أدخل الله ] عليه [ في طاعته اتباعنا ، و لا و الله لا يتبعنا عبد أبدا الا أحبه الله ، و لا و الله لا يدع اتباعنا أحد أبدا الا أبغضنا ، و لا و الله لا يبغضنا أحد أبدا الا عصي الله ، و من مات عاصيا لله أخزاه الله و أكبه علي وجهه في النار ، و الحمد لله رب العالمين » [20] .


پاورقي

[1] الضيم:الظلم. و المماظة:شدة المخاصمة و المنازعة.

[2] ص:28.

[3] الأنبياء:72.

[4] القصص:41 ، و في المصدر:« و جعلناهم منهم » ، و لعل « منهم » قراءة أهل البيت عليهم السلام أو من تصرف الراوي.

[5] آل عمران:144.

[6] الأنعام:120.

[7] في المصدر:« حرمه الله ».

[8] اشارة الي قوله تعالي:« و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم » ( الأنعام:108 ).

[9] النساء:69.

[10] آل عمران:135.

[11] أي ما يذكر بعده لم يكن من رواية القاسم بل كان في رواية حفص بن اسماعيل.

[12] النساء:145.

[13] فرق يفرق:جزع و اشتد خوفه.

[14] النساء:89.

[15] البقرة:18.

[16] الأحقاف:35.

[17] فاطر:4.

[18] الأنعام:34.

[19] آل عمران:31.

[20] روضة الكافي:14 - 2 ، علي اختلاف في بعض الفصول كما نبهنا عليه ، و ذكر مختارها في تحف العقول:315 - 313.


الحسن بن زياد العطار


قال النجاشي [1] الحسن بن زياد العطار مولي بني ضبة، كوفي، ثقة، روي عن أبي عبدالله عليه السلام. و قيل: الحسن بن زياد الطائي، له كتاب.

و قال الكشي: [2] جعفر و فضالة، عن أبان، عن الحسن بن زياد العطار، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: قلت: اني اريد أن أعرض عليك ديني و ان كنت في حسابي ممن فرغ من هذا. قال عليه السلام: فآته. قال: قلت: فاني أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا عبده و رسوله، و اقر بما جاء من عند الله، فقال لي مثل ما قلت، و ان عليا امام فرض الله طاعته، من عرفه كان مؤمنا، و من جهله كان ضالا، و من رد عليه كان كافرا، ثم وصفت الأئمة عليهم السلام حتي انتهيت اليه، فقال: ما الذي تريد؟ أتريد أن أتولاك علي هذا؟ فاني أتولاك علي هذا.



[ صفحه 336]



و ذكره البرقي [3] في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام، و قال: حسن بن زياد العطار، كوفي.

و بالجملة فقد وثق الرجل كل من: عبدالنبي الجزائري، و المجلسي، و في البلغة، و مشتركات الطريحي و الكاظمي.

و قال الزنجاني باتحاد كل من الحسن بن زياد الذي ذكره الشيخ في الفهرست، و الحسن بن زياد البصري الذي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الباقر عليه السلام.


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 47، الرقم 96.

[2] رجال الكشي، 424، الحديث 798.

[3] رجال البرقي: 26 و 46.


دعاؤه لشيعته


كان الامام الصادق عليه السلام يكن لشيعته أعمق الود، وخالص الحب، وقد دعا لهم بالمغفرة، والرضوان، في كثير من أدعيته، ومنها هذا الدعاء:

«ياديان غير متوان، يا أرحم الراحمين، إجعل لشيعتي من النار



[ صفحه 217]



وقاءا، وعندك رضي، واغفر ذنوبهم، ويسر أمورهم، واقض ديونهم، واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم، يامن لا يخاف الضيم، ولا تأخذه سنة ولا نوم، إجعل لي من كل غم فرجا ومخرجا.» [1] .

وحكي هذا الدعاء، مدي تعاطف الامام عليه السلام، مع شيعته، فقد دعا لهم بجميع مفاهيم الخير في دنياهم وآخرتهم.



[ صفحه 221]




پاورقي

[1] المصباح (ص 305).


في غض البصر


قال الصادق: ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر، لأن البصر لا يغض عن محارم الله الا و قد سبق الي قلبه مشاهدة العظمة و الجلال.

سئل أميرالمؤمنين: بماذا يستعان علي غض البصر؟ فقال: بالخمود تحت سلطان المطلع علي سرك، و العين جاسوس القلب و بريد العقل فغض بصرك عما لا يليق بدينك و يكرهه قلبك و ينكره عقلك.

قال النبي: غضوا ابصاركم تروا العجائب...

قال الله: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم». [1] .

و قال عيسي بن مريم عليه السلام للحواريين: اياكم و النظر الي المحذورات فانها بذر الشهوات و نبات الفسق...

قال يحيي بن زكريا الموت أحب الي من نظرة مني بغير واجب.

و قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لرجل نظر الي امرأة، قد عادها في مرضها، لو ذهبت عيناك لكان خيرا لك من عيادة مريضك. و لا تتوفي عين نصيبها من نظر الي



[ صفحه 214]



محذور الا و قد انعقد عقدة علي قلبه من المنية، لا تنحل الا باحدي الحالين: اما ببكاء الحسرة و الندامة بتوبة صادقة، و اما بأخذ نصيبه مما تمني و نظر اليه، فآخذ الحظ من غير توبة، مصيره الي النار.

و أما التايب الباكي بالحسرة و الندامة عن ذلك فمأواه الجنة و منقلبه الرضوان...



[ صفحه 215]




پاورقي

[1] سورة النور: الآية 30.


ابراهيم بن هارون الخارقي


إبراهيم بن هارون الخارقي، وقيل الخارفي، الكوفي.

المراجع:

رجال الطوسي 146. تنقيح المقال 1: 39. خاتمة المستدرك 779. معجم رجال الحديث 1: 315. جامع الرواة 1: 37. نقد الرجال 15. مجمع الرجال 1: 79. أعيان الشيعة 2: 233. منتهي المقال 28. منهج المقال 29. التحرير الطاووسي 30.


سعيد بن الخمس (التميمي)


أبو مالك أو أبو الأحوص سعيد بن الخمس، وقيل الخميس التميمي، الكوفي.

محدث إمامي، وثقه بعض العامة وصدقوه، روي عنه سفيان بن عيينة، وجبارة بن المغلس، وحسين الجعفي وغيرهم.

المراجع:

رجال الطوسي 216. تنقيح المقال 2: 35. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال الحديث 8: 147. نقد الرجال 153. توضيح الاشتباه 173. جامع الرواة 1: 365. مجمع الرجال 3: 126. أعيان الشيعة 7: 262. منهج المقال 164. التاريخ الكبير 4: 213. خلاصة تذهيب الكمال 137. تقريب التهذيب 1: 310. تهذيب التهذيب 4: 105. الجرح والتعديل 2: 1: 323 وفيه الأسدي بدل التميمي. الكني والأسماء 2: 103. المغني في الضعفاء 1: 268. الثقات 6: 436.


محمد بن الحجاج اللخمي (صاحب الهريسة)


أبو إبراهيم محمد بن الحجاج اللخمي، الواسطي، الكوفي، المعروف بصاحب الهريسة. محدث وصفه بعض العامة بالكذب وتركوا حديثه. كان من أهل واسط، وقيل من أهل الكوفة، انتقل إلي بغداد وسكنها وحدث بها. روي عنه محمد بن حسان التميمي، ويحيي بن أيوب، وشريح بن يونس وغيرهم. توفي سنة 181.

المراجع:

رجال الطوسي 285. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 98. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 15: 185 وفيه اسم أبيه الحاج بدل الحجاج. نقد الرجال 298. مجمع الرجال 5: 179. جامع الرواة 2: 88. منهج المقال 289. لسان الميزان 5: 116 و 119. التاريخ الكبير 1: 64. ميزان الاعتدال 3: 509. تاريخ بغداد 2: 279. المجروحين 2: 295. الضعفاء الكبير 4: 44. الجرح والتعديل 3:



[ صفحه 49]



2: 234. المجموع في الضعفاء والمتروكين 364. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3: 48. المغني في الضعفاء 2: 565. الضعفاء والمتروكين للدارقطني 149. الضعفاء 142.