بازگشت

علاء بن رزين ثقفي


ثقه اي جليل القدر [1] از اصحاب حضرت صادق (ع) [2] ، و از مصاحبين محمد بن مسلم ثقفي است، و نزد او فقه را آموخته [3] و كتابي دارد كه چهار گروه از بزرگان از او روايت مي كنند. [4] .

در كافي، از علاء بن رزين، از محمد بن مسلم، از ابوحمزه ثمالي روايت شده كه گفت: امام صادق (ع) به من فرمود: يا دانشمند باش و يا دانشجو و يا دوستدار دانشمندان و چهارمي (دشمن اهل علم) مباش كه به سبب دشمني آنان هلاك شوي. [5] .

و نيز در كافي، از علاء بن رزين، از محمد بن مسلم، از حضرت صادق (ع)، از اميرالمؤمنين (ع) روايت شده كه فرمود: علامت مشتاق به ثواب آخرت، بي رغبتي نسبت به شكوفه بي ثبات دنياي نقد است. همانا بي رغبتي زاهد نسبت به دنيا، از آن چه خداي عزوجل



[ صفحه 283]



برايش از دنيا قسمت كرده، كاهش ندهد، اگر چه زهد كند؛ و حرص شخص حريص بر شكوفه دنياي نقد، برايش افزوني نياورد، اگر چه حرص زند؛ پس مغبون كسي است كه از بهره آخرت خود محروم ماند. [6] .

از احمد بن محمد بن عيسي قمي [7] روايت شده كه گفت: به جهت طلب حديث و اخذ روايت، به كوفه سفر كردم، و در آن جا حسن بن علي وشاء را ملاقات نمودم و از او خواستم كه كتاب علاء بن رزين و ابان بن عثمان را براي من بياورد. همين كه آورد، گفتم: دوست دارم كه به من روايت اين دو كتاب را اجازه دهي. گفت: خدا تو را رحمت كند، چقدر عجله داري، برو از روي آن ها بنويس، بعد سماع كن. گفتم: از حوادث روزگار ايمن نيستم. گفت: اگر مي دانستم از براي حديث، مثل تو طالبي است، هر آينه بسيار اخذ حديث مي كردم؛ چه آن كه من درك كردم كه در اين مسجد، نهصد تن از مشايخ را كه هر يك مي گفت: «حدثني جعفر بن محمد صلوات الله عليهما». [8] .


پاورقي

[1] خلاصة الاقوال، علامه حلي، ص 61.

[2] رجال الطوسي، ص 245.

[3] رجال نجاشي، ص 211.

[4] فهرست طوسي، ص 207.

[5] اصول كافي، ج 1، اصناف مردم، ص 26.

[6] اصول كافي، ج 2، ذم دنيا و زهد در آن، ص 105.

[7] ابوجعفر، احمد بن محمد بن عيسي قمي، از اصحاب امام رضا (ع) و شيخ قميين بوده است. در فهرست ابن النديم ص 312، آمده است كه او داراي كتبي مانند: الطب الكبير، الطب الصغير، و المكاسب مي باشد.

[8] رجال نجاشي، ص 29 - 28 - سفينة البحار، ج 2، ص 656.


محاصرة الإمام قبيل استشهاده


صعّد المنصور من تضييقه علي الإمام الصادق(عليه السلام)، ومهّد لقتله.

فقد روي الفضل بن الربيع عن أبيه، فقال: دعاني المنصور، فقال: إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني، قتلني الله إن لم أقتله. فأتيته، فقلت: أجب أمير المؤمنين. فتطهّر ولبس ثياباً جدداً.

فأقبلت به، فاستأذنت له فقال: أدخله، قتلني الله إن لم أقتله.

فلما نظر إليه مقبلا، قام من مجلسه فتلقّاه وقال: مرحباً بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة، أخي وابن عمي.

فأقعده علي سريره، وأقبل عليه بوجهه، وسأله عن حاله، ثم قال:

سلني حاجتك، فقال(عليه السلام): أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به.

قال: أفعل، ثم قال: يا جارية! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته، فقلت:



[ صفحه 220]



يابن رسول الله! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول، فما هو؟

قال: قلت: «اللّهم احرسني بعينك التي لاتنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بقدرتك عليّ، ولا تهلكني وانت رجائي...» [1] .

ولم يكن هذا الاستدعاء للإمام من قبل المنصور هو الاستدعاء الأول من نوعه بل إنّه قد أرسل عليه عدّة مرات وفي كل منها أراد قتله [2] .

لقد صور لنا الإمام الصادق (عليه السلام) عمق المأساة التي كان يعانيها في هذا الظرف بالذات والاذي الّذي كان المنصور يصبه عليه، حتي قال (عليه السلام) ـ كما ينقله لنا عنبسة ـ قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أشكو إلي الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتي تقدموا [3] وأراكم أسرّ بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصراً في الطائف فسكنته، وأسكنتكم معي، وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبداً» [4] .


پاورقي

[1] سير اعلام النبلاء: 6 / 266، ملحقات احقاق الحق: 19 / 513، والفرج بعد الشدة: 70 عن التذكرة لابن الجوزي: 308، 309 مسنداً.

[2] الكافي: 2 / 559 و 6 / 445 وعنه في الخرائج والجرائح: 2 / 195 وتاريخ مدينة دمشق: 19 / 516.

[3] الموالون لأهل البيت أو خاصة الإمام.

[4] الكافي: 8 / 215 ورجال الكشي: 365 وبحار الأنوار: 47 / 85.


الامام الصادق و المواساة و الايثار


مواساة الاخوان معناها: مشاركتهم و مساهمتهم في الرزق و المعاش.

و الايثار: تقديم الغير و تفضيله علي نفسه.

و هما خصلتان شريفتان حسنتان، و قليل من يتصف بهما كليهما أو باحداهما.

و هما من الصفات المحبوبة المرضية عند الله تعالي، و لو لا ذلك لما قال (عزوجل): «و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة» [1] .

و لو لا ذلك لما انزل الله تعالي الآيات من سورة هل أتي، و خاصة قوله (عز من قائل): «و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و اسيرا...» [2] .

و من الواضح أن أولياء الله الذين تأدبوا بآداب الله تعالي يتصفون بهذه الصفات الحميدة، بل و يلتزمون بها تقربا الي الله (عزوجل).



[ صفحه 248]



و نجد في تراجم حياتهم الكثير الكثير من هذه الفضائل، و ذلك بسبب طهارة قلوبهم، و شرافة نفوسهم، و قداسة ضمائرهم، لأن نفوسهم الزكية تأبي ان يتفردوا بنعم الحياة و ينظروا الي المحرومين فاقدين لتلك النعم.

استمع الي كلام الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «... و لو شئت لاهتديت الطريق الي مصفي هذا العسل، و لباب هذا القمح، و نسائج هذا القز، و لكن هيهات أن يغلبني هواي، و يقودني جشعي الي تخير الأطعمة، و لعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص و لا عهد له بالشبع!!

أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثي، و أكباد حري؟! أو أكون كما قال القائل:



و حسبك داء أن تبيت ببطنة

و حولك اكباد تحن الي القد



ءأقنع من نفسي بأن يقال: أميرالمؤمنين. و لا اشاركهم في مكاره الدهر؟ أو أكون لهم اسوة في جشوبة العيش؟

فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها...» الي آخر كتابه (عليه السلام) [3] .

هذه كلمات سجلت علي صفحات التاريخ، و قد صدرت من عظيم العظماء، و أبي الأئة و سيد العترة، فهو يتحدث عن نفسه بقلمه، و التاريخ يصدق كلامه.

فلقد كان أزهد الزاهدين، و حياته يضرب بها المثل في الزهد و المواساة و الايثار.

و لا اريد أن اطيل الكلام حول مواساة الامام أميرالمؤمنين و ايثاره



[ صفحه 249]



الآخرين علي نفسه و أنه كان يؤثر حتي غلامه قنبر علي نفسه.

فهذه الامور مذكورة في محلها بالتفاصيل [4] ، و انما المقصود من هذه المقدمة - هنا - أن أقول: ان الامام الصادق (عليه السلام) هو فرع تلك الشجرة الطيبة، و غصن تلك الدوحة المباركة فلا عجب اذا تجلت في حياته هذه الفضائل، فهو ابنها و وليدها، و فيه نشبت عروقها، و تطبع بها حتي صارت جزء من طبعه و طبيعته.

و هذه الأحاديث تصرح بهذه الحقيقة:

قال أحد أصحابه له (عليه السلام): جعلت فداك! بلغني أنك كنت تفعل في غلة عين زياد [5] شيئا، و أنا احب أن أسمعه منك. قال: فقال لي:

«نعم، كنت آمر - اذا أدركت الثمرة - أن يثلم في حيطانها الثلم، ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات [6] ، يقعد علي كل بنية عشرة، كلما أكل عشرة، جاء عشرة اخري، يلقي لكل نفس منهم مد من رطب، و كنت آمر لجيران الضيعة - كلهم: الشيخ و العجوز و الصبي، و المريض، و المرأة، و من لا يقدر أن يجيي ء فيأكل منها - لكل انسان منهم مد.

فاذا كان الجذاذ [7] أوفيت - القوام و الوكلاء، و الرجال - اجرتهم، و أحمل الباقي الي المدينة، ففرقت - في أهل البيوتات و المستحقين -



[ صفحه 250]



الراحلتين [8] و الثلاثة، و الأقل و الأكثر علي قدر استحقاقهم، و حصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار، و كان غلتها أربعة آلاف دينار» [9] .

أيها القارئ الكريم: لعل بعض كلمات الحديث يحتاج الي شي ء من الشرح... فأقول:

كان للامام الصادق (عليه السلام) بستان خارج المدينة يقال له: (عين زياد) فيه نخل كثير، فاذا أدرك التمر كان الامام يأمر بهدم بعض جدران البستان حتي يسهل لكل أحد الدخول الي البستان، و كان يأمر أن يوضع عشر بنيات. أو عشر ثبنات.

و المقصود أنه كان يأمر بفرش الأنطاع - جمع نطع - أو الأقداح - جمع قدح - يوضع علي كل نطع عشرة أمداد من التمر، كل مد علي حدة، و يدخل الناس، و يجلسون عند النطع أو القدح و يأكلون فاذا فرغوا جاء عشرة آخرون ليأكلوا، و هكذا.

كل هذه الامور في اوائل ادراك التمر حينما يكون رطبا.

ثم يأمر الامام أن يحمل الي جيران البستان - الذين لم يستطيعوا الحضور - بعدد أفراد العائلة، لكل واحد منهم مد.

فاذا يبس التمر، و صار وقت الجذاذ - أي قص التمر من النخل - أعطي الامام الصادق (عليه السلام) اجرة الأفراد القائمين علي امور بستان، و العمال الذين قاموا بجذاذ النخيل، و بعد ذلك يحمل الباقي من التمر الي المدينة، و يرسل الي بيوت المستحقين حمل ناقة أو ناقتين أو أكثر،



[ صفحه 251]



حسب استحقاقهم.

ثم يبيع الباقي بأربعمائة دينار، و كان وارد البستان أربعة آلاف دينار، و معني ذلك ان الامام أبقي لنفسه العشر، و أنفق تسعة أعشار من وارد البستان في سبيل الله تعالي.

و روي عن حماد بن عثمان قال: أصاب أهل المدينة غلاء و قحط حتي أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير و يأكله و يشتري ببعض الطعام و كان عند أبي عبدالله (عليه السلام) طعام جيد قد اشتراه أول السنة فقال لبعض مواليه: اشتر لنا شعيرا فاخلط بهذا الطعام أوبعه، فانا نكره أن نأكل جيدا و يأكل الناس رديا [10] .

و عن أبي الهياج بن بسطام قال: كان جعفر بن محمد (عليه السلام) يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء [11] .

هذه بعض النماذج الخاطفة اقتطفناها من التاريخ في مجال التحدث عن مواساة الامام الصادق (عليه السلام) للفقراء و المساكين و ايثاره المحرومين علي نفسه و أهله، و هي - بحق - نماذج رائعة تتجلي فيها روح الانسانية و الايمان و الخير و الصلاح.



[ صفحه 252]




پاورقي

[1] سورة الحشر آية 9.

[2] سورة الانسان آية 8.

[3] نهج البلاغة: ج 3 ص 70.

[4] راجع كتاب (الامام علي من المهد الي اللحد) للمؤلف.

[5] عين زياد: اسم بستان خارج المدينة كان للامام الصادق (عليه السلام).

[6] البنيات: جمع بنية، و هي النطع يفرش علي الأرض و يوضع عليه التمر.

[7] أي موسم قصاص التمر من النخيل.

[8] الراحلة: الناقة التي تصلح لأن ترحل (مجمع البحرين). و المقصود: حمل الناقة و الناقتين و الثلاثة.

[9] الكافي: ج 3 ص 569 ح 2.

[10] الكافي: ج 5 ص 166 ح 1.

[11] مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 273. منه بحارالأنوار: ج 47 ص 23.


عبدالله بن ابي يعفور


عبدالله بن ابي يعفور عبدي اهل كوفه و از اصحاب امام باقر و امام صادق عليهماالسلام بود و در زمان امام صادق عليه السلام وفات يافت. وي در ايمان و يقين و صبر و استقامت در عقيده داراي مقام و منزلتي بود كه نمي توان آن را وصف كرد؛ و مي توان از سخنان امام صادق عليه السلام به شأن او پي برد. امام عليه السلام بعد از درگذشت عبدالله بن ابي يعفور، در نامه اي به مفضل بن عمر جعفي چنين نوشت:

«اي مفضل، اكنون من اسرار خويش را به تو مي سپارم و قبل از تو عهد و پيمان [و اسرار] من نزد عبدالله بن ابي يعفور بود، او از دنيا رحلت نمود در حالي كه به عهد خدا و رسول او و امام خود وفا نمود. او دعوت الهي را اجابت نمود در حالي كه خشنود و شكرگزار و مورد مغفرت و رحمت خداوند و رضايت خدا و رسول و امام زمان خود بود. درود خداوند بر او باد، سوگند به ولادت من از رسول خدا صلي الله عليه و آله، كه در اين زمان او بيش از



[ صفحه 467]



هر كس ديگري از خدا و رسول او صلي الله عليه و آله و امام زمانش اطاعت و پيروي نمود و همواره اين گونه بود تا خداوند او را به رحمت خود واصل كرد و در بهشت در جوار رسول خدا و اميرالمؤمنين (صلوات الله عليهما) ساكن نمود. خداوند او را در بهشت در خانه ي رسول خود و خانه ي اميرالمؤمنين عليهماالسلام ساكن نمود، گر چه خانه ي پيامبر و اميرالمؤمنين هر دو در يك درجه مي باشد. خداوند رضايت و خشنودي و مغفرت و فضل خود را - به سبب خشنودي ما از او - بر او بيفزايد».

اگر امام صادق عليه السلام در مورد تقوا و فضيلت عبدالله بن ابي يعفور اين چنين سخن نمي گفت حقيقتا كسي نمي توانست باور كند كه احدي از بشر بتواند به اين درجه از رضاي خدا و رسول او و اوليايش برسد؛ چرا كه در مورد كمتر كسي اين گونه فضايل و مراتب يقين بيان شده است. اگر چه برخي از اين سخنان درباره ي حمران بن اعين نيز بيان شد، ولي عبدالله بن ابي يعفور كسي بود كه به امام صادق عليه السلام گفت: «اگر شما اناري را دو نصف كنيد و بگوييد كه نصف آن حلال و نصف ديگر آن حرام است، من گواهي خواهم داد كه آنچه را شما حلال دانسته ايد حلال و آنچه را حرام دانسته ايد، حرام است». پس امام صادق عليه السلام دو مرتبه به او فرمود: «خدا تو را رحمت كند».

در حقيقت عبدالله ابي يعفور به خاطر روح تسليم و اطاعت و واگذاري امور به خداوند و امتثال امر امام خود به چنين مقام والايي رسيد؛ اين در حالي است كه هر كه به امام خود معرفت پيدا كند همانند عبدالله بن ابي يعفور خواهد بود و امامان معصوم عليهم السلام نسبت به همه ي شيعيان همين گونه هستند، ولكن كمتر كسي مي تواند به چنين درجه اي از صفا و پاكي و اطاعت محض از امام زمان خود برسد.


پيشنهادهاي كلي


1. برنامه هاي پخش شده از صدا و سيما بايد به گونه اي باشد كه با شخصيت واقعي و معنوي امام صادق عليه السلام تطابق داشته باشد؛ يعني به گونه اي باشد كه از مقام حضرت نكاهد. از اين رو، بايد دقت شود كه تحت تأثير مخاطبان قرار نگيريم، بلكه برنامه بايد به گونه اي باشد كه ضمن معرفي امام صادق عليه السلام، باور و فرهنگ مخاطبان نيز رعايت شود.

2. هدف از تهيه اين مجموعه، بيان برخي اشتراكات ميان شيعه و اهل سنت است؛ زيرا اهل بيت عليهم السلام عامل وحدت و نقطه اشتراك همه مسلمانان هستند. بنابراين، بيان اشتراك، گامي مهم در رسيدن به وحدت مسلمانان است.

از همين رو، برنامه سازان و تهيه كنندگان بايد از بيان مطالب تفرقه انگيز يا مطالبي كه حالت جدل و غلبه بر مخاطب داشته باشد، بپرهيزند.


هدف زيد


هدف زيد از اين حركت بزرگ ستيز با ستم بني اميه و استقرار حكومت ديني به رهبري عترت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم همانند امام صادق عليه السلام مي باشد. در شواهد روايي و تاريخي اين نكته به طور شفاف مي درخشد كه زيد جز انگيزه الهي در سر نداشت و زمينه موفقيت وي نيز فراهم بود. زيد برترين وظيفه ديني خود را قيام به رغم بني اميه اعلام مي دارد، ما اعلم شيئا لله عزوجل افضل من جهاد بني امية. [1] در گفتار ديگر هنگام بيعت با ياران خويش، هدف را اين



[ صفحه 192]



گونه تبيين مي كند: انا ندعوكم الي كتاب الله و سنة نبيه و جهاد الظالمين.... [2] .

امام صادق عليه السلام فرمود، زيد با مشاوره من اقدام به اين كار نمود و بر وي هماره رحمت مي فرستاد و بر مظلوميت وي اشك مي ريخت. ايشان مي فرمود اگر زيد پيروز مي شد، به وعده خويش وفا مي نمود، رحم الله عمي زيدا انه دعا الي الرضا من آل محمد و لو ظفر لو في بما دعا اليه. [3] .

بسياري در شورش و فراخواني خود اين عناوين را (الرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم) شعار قرار مي دادند، مانند مختار و عباسيان؛ زيرا اين شعار كاربرد مؤثري داشت. ليكن تفاوت زيد با آنان اين است كه زيد به وعده خويش وفادار بود و اختيار امر را به دست امام صادق عليه السلام مي سپرد و يا زير نظر حضرت مديريت سياسي مستقر مي ساخت.

افرادي هم كه با زيد بيعت نمودند، از دو جهت تعداد و توسعه با اهميت بودند. جمعيت آنها انبوه و بي شمار و از نقاط مختلف از كوفه تا خراسان با وي بيعت نمودند. زيد حركت بزرگي پديدار ساخت كه بلاد خراسان به حركت آمده بود، تحركت الشيعة بخراسان. [4] معلوم مي شود از نظر اجتماعي هم زمينه كاميابي براي وي فراهم بوده است و نيز امام صادق عليه السلام فرمود: ما مضي زيد عمي و اصحابه الا شهداء مثل ما مضي علي بن ابي طالب و اصحابه. [5] .

هنگامي كه خبر شهادت زيد به امام صادق عليه السلام رسيد، فبكي ثم قال انا لله و انا اليه راجعون عند الله احتسب عمي... مضي عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع



[ صفحه 193]



رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي و الحسن و الحسين عليهما السلام [6] «امام با شنيدن خبر شهادت زيد گريه كردند و استرجاع نمودند و فرمودند عمويم همانند شهيداني كه همراه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي و حسن و حسين به شهادت رسيدند، شهيد شد.» امام صادق عليه السلام از بازماندگان شهيدان همراه زيد، دلجويي نمود و اموالي را بين آنان تقسيم نمود. [7] .

بر اين اساس قيام زيد يك حركت بزرگ اجتماعي را پديدار ساخت و آسيب سختي بر حكومت امويان متوجه ساخت و مورد تأييد امام صادق عليه السلام بود. امام صادق عليه السلام از اقدام اجتماعي و نظامي زيد عليه حاكمان اموي حمايت آشكار نمود.


پاورقي

[1] اعلام الهداية، ج 8، ص 75.

[2] طبري، ج 6، ص 149.

[3] عيون الاخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 225.

[4] تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 256.

[5] عيون الاخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 228، سفينة البحار، ج 1، ص 577.

[6] همان، اعيان الشيعة، ج 7، ص 121.

[7] الارشاد، ج 2، ص 173.


چگونگي استفاده از ثروت


امام صادق عليه السلام راجع به نعمتهاي خداوند و چگونگي دوام بخشيدن به آنها مي فرمايند:

با نعمتها و ثروتها و دارائيها حسن برخورد داشته باشيد و از آن بترسيد كه آنها از دست شما بيرون روند و بدانيد كه اگر از دست شما خارج شوند به اين آساني به شما باز نمي گردند كه اميرمؤمنان علي عليه السلام مي فرمود:

«قل ما أدبر شي ء فأقبل». [1] .

وقتي نعمتي از دست انسان خارج شود كمتر اتفاق مي افتد كه آن نعمت به انسان بازگردد.

امام صادق عليه السلام در صحبت خويش با «سدير صيرفي» چگونگي نگهداري و حفظ نعمت و ثروت را ياد داده و فرمود:

مال و دارائي احدي افزون نشد مگر آنكه حجت خداوند تعالي بر او قاطع تر گرديد. پس هر چه مي توانيد در برابر اين حجت، وسيله ي دفاع داشته باشيد.

سدير پرسيد: اي فرزند رسول خدا! چگونه و به چه وسيله؟

امام صادق عليه السلام فرمود: با برآوردن نيازمنديهاي برادران ديني خود با همين ثروتها و دارائيها.

سپس حضرت صادق عليه السلام فرمود: اي سدير! با نعمت و ثروت به طرز نيكو برخورد كنيد و كساني را كه به شما نعمتي مي بخشند، سپاس گوئيد و به كساني كه زبان سپاس دارند انعام و احسان نمائيد، كه اگر چنين كنيد، از سوي خدا سزاوار افزوني مي شويد و از برادرانتان خيرخواهي مي بينيد. سپس آن حضرت آيه ي قرآن را تلاوت فرمود:



[ صفحه 139]



«لئن شكرتم لأزيدنكم». [2] .

«اگر شكرگزاري كنيد نعمت خود را بر شما افزون گردانم.»


پاورقي

[1] مجالس / شيخ طوسي / مجلس 9 - نهج البلاغه.

[2] ابراهيم / 7.


خلفاي عباسي


دو نفر از خلفاي عباسي كه معاصر امام صادق عليه السلام بودند عبارتند از سفاح و منصور.


ضرورت هدف مند بودن كار و فعاليت انسان


اگر از ديد مادي و دنيايي به تلاش روزمره ي زندگي انساني نظري بيفكنيم، مي بينيم هر كسي كه تلاشي مي كند، انتظار دارد كه نتيجه ي آن را ببيند و از آن بهره مند شود. اگر كسي حاصل تلاش شبانه روزي خود را بدون دليل، تحويل ديگري دهد، كاري انجام داده كه با هيچ منطقي - اعم از الهي و يا دنيوي و مادي - سازگار نيست. البته بحث ايثار، بحث ديگري است؛ گاهي انسان تلاش مي كند و حاصل تلاش خود را براي رضاي خدا و اجر اخروي يا دست كم براي ارضاي عاطفه ي انساني خود، در اختيار كسي كه نيازمندتر است قرار مي دهد. چنين كاري مذموم و ناروا نيست. سخن آن جا است كه ما انسان هايي مي بينيم كه بدون هدف و يا دليلي موجه و قانع كننده، عملا دست رنج خود را در اختيار ديگران مي گذارند؛ يعني با زحمت و مشقت سرمايه مي اندوزند، اما بدون اين كه خود از آن بهره اي ببرند، آن را براي ديگران باقي مي گذارند. مصداق بارز چنين انسان هايي،



[ صفحه 160]



افراد بخيلي هستند كه از شكم خود و زن و فرزندانشان كم مي گذارند و براي ديگران ذخيره مي كنند. اين كار نه تنها ثوابي به دنبال نخواهد داشت، بلكه چه بسا نتايج سوئي نيز بر آن مترتب باشد؛ زيرا ممكن است اين ثروت به دست كساني بيفتد كه از آن سوء استفاده نمايند.

دسته ي ديگري از انسان ها، افرادي هستند كه فقط از روي هوا و هوس كار مي كنند. آنها فكر مي كنند كه به اختيار خودشان كار مي كنند و نفعي براي خودشان دارند، در صورتي كه چشم و گوش بسته، در خدمت دشمن خود هستند و خود غافلند. هواي نفس، دشمن دروني انسان است و عاملي است كه انسان را از سعادت دنيا و آخرت محروم مي سازد. نفس انساني بزرگ ترين دشمن انسان است كه در درون خود او است. كساني كه به خواسته هاي دلشان عمل مي كنند، در واقع اسير هواي نفس خود هستند. اين كار همانند اين است كه انسان امر و نهي دشمن خود را بدون چون و چرا اطاعت كند. به راستي چه كار احمقانه اي خواهد بود؛ كدام انسان عاقلي است كه بي چون و چرا به دستورات دشمنش عمل كند؟! توجه به اين نكته موجب مي شود تا ما در مقابل هواي نفس خود بيش تر مقاومت كنيم و زندگي دنيوي و اخروي خود را به خطر نيندازيم و نيز زندگي جاودانه ابدي را به زندگي فاني و گذرا نفروشيم.


باب، وكيل، صاحب سر


از تعبيرات بسيار پرمعنايي كه در روايت مربوط به زندگي ائمه عليهم السلام يا در سخن مؤلفان قرنهاي نخستين، نظر بيننده ي دقيق را جلب مي كند، تعبير «باب» و «وكيل» و «صاحب سر» است. به جز روايات، محدثان بزرگ شيعه نيز با تتبع و بررسي خستگي ناپذيري كه در روايات گزارشگر زندگي امامان داشته اند، كساني از ياران ائمه عليهم السلام را با عنوان «صاحب سر» يا «باب» يا «وكيل» معرفي كرده اند. ابن شهرآشوب، محدث و رجالي برجسته ي شيعه در شرح حال چند نفر از امامان، كسي را به عنوان «باب» آن امام معرفي مي كند؛ مثلا در احوال امام سجاد عليه السلام: «و كان بابه يحيي بن ام طويل»، و در شرح حال امام باقر عليه السلام: «و كان بابه جابر بن يزيد الجعفي»، و در شرح حال امام صادق عليه السلام: «و كان بابه محمد بن سنان». در رجال كشي درباره ي زراره و بريد و محمد بن مسلم و ابوبصير، تعبير «مستودع سري» (امانتدار راز من)، و در كتب حديث درباره ي معلي بن خنيس تعبير «وكيل» از قول امام صادق عليه السلام نقل شده است. هر كدام از اين تعبيرها هم كه از امام نقل نشده و گفته ي مؤلفان قديمي شيعه باشد، بي شك محصول تتبعي وسيع در زندگي ائمه عليهم السلام و نتيجه ي استنباطي است كه خصوصيات آن را وي به دست داده است. به هر حال انتخاب اين تعبيرهاي پر معني، حاكي از خصوصيات جالب و مهم در زندگي ائمه عليهم السلام است.

اين سه تعبير: «در» «كارگزار» و «رازدار» براي هر كس كه در اين كلمه ها اندكي دقت به خرج دهد، نمايشگر يك دستگاه پنهان است كه در ماوراي فعاليتهاي ظاهري ائمه عليهم السلام و يا در بطن همين فعاليتها وجود داشته است. خوب است اندكي به تأمل در اين سه تعبير بپردازيم:



[ صفحه 95]




حدود روضه


چون درباره روضه مطهره، افزون بر حديث گذشته، احاديث متعدد ديگر با الفاظ و متون مختلف نقل گرديده است و ظاهراً در مضمون اين احاديث تضاد و تنافي وجود ندارد و در نتيجه مي تواند صدور اين احاديث در زمانهاي مختلف گوياي مصداقي از روضه و بيانگر بخشي از ابعاد آن باشد، ولي در ميان محدثان و مدينه شناسان اهل سنت از قرنهاي اول اسلام، در حدودِ روضه، نظريات گوناگون وجود داشته است، و در مقابل اين نظريات، ائمه (عليهم السلام) نيز حدود روضه را مشخص و براي پيروان خويش معرفي نموده اند. بنابر اين بر خلاف علماي اهل سنت، در ميان علماي شيعه تعدد نظر و اختلاف رأي در اين زمينه وجود ندارد؛ (اهلُ البيتِ أدري بما فِيهِ!).


دعاؤه في الاستعاذة من الشيطان


و من أدعيته هذا الدعاء الجليل، و كان يدعو به اذا ذكر الشيطان، فاستعاذ منه و من عداوته و كيده.

«اللهم انا نعوذ بك من نزغات الشيطان الرجيم [1] و كيده، و مكائده،



[ صفحه 160]



و من الثقة بأمانيه و مواعيده، و غروره، و مصائده، و ان يطمع نفسه في اضلالنا عن طاعتك، و امتهاننا [2] بمعصيتك، أو أن يحسن عندنا ما حسن لنا، أو أن يثقل علينا ما كره الينا، اللهم أخسئه [3] عنا بعبادتك، و اكبته [4] بدؤوبنا في محبتك، و اجعل بيننا و بينه سترا لا يهتكه وردما [5] مصمتا [6] لا يفتقه، اللهم صل علي محمد و آله، و اشغله عنا ببعض اعدائك، و اعصمنا منه بحسن رعايتك، و اكفنا ختره [7] و ولنا ظهره، و اقطع عنا أثره، اللهم صل علي محمد و آله، و أمتعنا من الهدي بمثل ضلالته، و زودنا من التقوي ضد غوايته، و اسلك بنا من التقي خلاف سبيله من الردي، اللهم لا تجعل له في قلوبنا مدخلة، و لا توطنن له فيما لدينا منزلا، اللهم و ما سول لنا من باطل فعرفناه، و اذا عرفتناه فقناه، و بصرنا ما نكايده به، و الهمنا ما نعده له، و ايقظنا عن سنة الغفلة بالركون اليه، و أحسن بتوفيقك عوننا عليه، أللهم و أشرب قلوبنا انكار عمله، و الطف لنا في نقص حيله، اللهم صل علي محمد و آله، و حول سلطانه عنا، و اقطع رجاءه و ادرأه [8] عن الولوع بنا...».

ان كل نزعة من النزعات الشريرة، و كل فكرة عابثة تصد الانسان عن الطريق القويم، و تزين له المعاصي، و تحبذ له الجرائم و الآثام، و تحمله علي الشر و العدوان، انما هي مستوحاة من الشيطان الرجيم، فهو العدو الأول للانسان الذي يخرجه من انسانيته و يلقي به في مستوي سحيق من الانحطاط ما له من قرار، و قد دعا الامام عليه - في هذه الفقرات - أن ينجيه من كيده و مكائده، و من الثقة بأمانيه و مواعيده و غروره و مصائده و وساوسه التي



[ صفحه 161]



أغوي بها الناس، و أرادهم في المهالك، و أبعدهم من الطاف الله و رحمته، و لنستمع الي بقية الدعاء.

«اللهم صل علي محمد و آله، و اجعل آباءنا و أمهاتنا و أولادنا و أهالينا و ذوي أرحامنا و قراباتنا، و جيراننا من المؤمنين و المؤمنات منه في حرز حارز [9] و حصن حافظ، و كهف مانع، و البسهم منه جننا واقية [10] و أعطهم عليه اسلحة ماضية، اللهم و أعمم بذلك من شهد لك بالربوبية، و أخلص لك بالوحدانية، و عاداه [11] لك بحقيقة العبودية، و استظهر بك عليه في معرفة العلوم الربانية.

أللهم احلل ما عقد، و افتق ما رتق [12] و افسخ ما دبر، و ثبطه اذا عزم، و انقض ما ابرم، اللهم و اهزم جنده، و أبطل كيده، و اهدم كهفه، و أرغم انفه، اللهم اجعلنا في نظم اعدائه، و اعزلنا عن عداد أوليائه، لا نطيع له اذا استهوانا، و لا نستجيب له اذا دعانا، نأمر بمناوأته [13] من أطاع أمرنا، و نعظ عن متابعته من اتبع زجرنا [14] اللهم صل علي محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين، و علي أهل بيته الطيبين الطاهرين، و أعذنا و أهالينا و اخواننا، و جميع المؤمنين، و المؤمنات مما استعذنا منه، و أجرنا مما استجرنا بك من خوفه، و اسمع لنا ما دعونا به، و أعطنا ما اغفلناه، و احفظ لنا ما نسيناه، و صيرنا بذلك في درجات الصالحين، و مراتب المؤمنين، آمين رب العالمين...» [15] لقد سأل الامام عليه السلام من الخالق العظيم أن يتكرم علي أولاد الامام و أقاربه و أرحامه و جيرانه بالوقاية من مكائد الشيطان الرجيم، و يجعلهم في حرز حريز، و حصن منيع، من غروره و آفاته، كما دعا لجميع من



[ صفحه 162]



أقر لله بالربوبية، و شهد له بالوحدانية من كافة الملل و الأديان أن ينقذهم من شرور الشيطان الرجيم، و يسلمهم من الركون اليه، ثم دعا علي الشيطان الرجيم أن يثبط الله عزمه، و ينقض ما أبرم، و يهزم جنوده، و يبطل كيده، و أن يعيذ المؤمنين، و يجيرهم من هذا العدو الماكر الخبيث.


پاورقي

[1] نزغات الشيطان: وساوسه و افساده.

[2] امتهاننا: أي استخدامنا.

[3] أخسئه عنا: أي اطرده عنا.

[4] اكبته: أي اجعله ذليلا.

[5] الردم: السد.

[6] المصمت: الشديد التماسك الذي لا جوف له.

[7] الختر: الغدر.

[8] ادرئه: أي امنعه، و ادفعه.

[9] الحارز: الحافظ.

[10] الجنن الواقية: هي الدروع.

[11] الضمير يرجع الي الشيطان.

[12] الرتق: الخياطة.

[13] المناوأة: المعاداة.

[14] من اتبع زجرنا: هم الاخوان و الاصدقاء.

[15] الصحيفة السجادية: الدعاء السابع عشر.


ابوالحسن الطبرسي


قال الشيخ أبوالحسن الطبرسي: «قد اشتهر الباقر في العالم تبرزه علي الخلق في العلم و الزهد و الشرف ما لم يؤثر عن أحد من أولاد الرسول (ص) من علم القرآن و الآثار و السنن، و أنواع العلم و الحكم و الآداب ما أثر عنه و اختلف اليه كبار الصحابة و وجوه التابعين، و فقهاء المسلمين، و عرفه رسول الله (ص) باقر العلم علي ما رواه نقلة الآثار...» [1] .


پاورقي

[1] اعلام الوري بأعلام الهدي (ص 268).


نشانه هاي يقين


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام فرمودند:

از نشانه هاي يقين اين است كه با به خشم درآوردن خداوند، مردم را خشنود نسازيد و از اين كه خداوند از فضل خود به شما عطا نكرده است، آنان را نكوهش و ملامت نكنيد؛ زيرا نه حرص زدن آزمندي، روزي را به سوي او سوق مي دهد و نه بي ميلي شخصي بي ميلي آن را از او باز مي دارد. [1] .



[ صفحه 84]




پاورقي

[1] بحار: 70 / 172 / 22، همان، همان، 22967.


سبك شمردن دين


شخصي از امام صادق عليه السلام پرسيد: يك موش مرده در يك حلب روغن افتاده است، حكم اين دروغ چيست؟ حضرت فرمودند: تمام روغن نجس است و بايد آن را دور بريزي. عرض كرد: «ان الفارة أهون علي من أن أترك طعامي من أجلها؛ بودن موش در روغن بهتر از آن است كه روغن را دور بريزم». امام به دليل اهميت مسئله و اين كه پاي حكم



[ صفحه 185]



شرعي در بين بود، فرمود: «انك لم تستخف بالفارة و انما استخففت بدينك [1] ؛ تو نسبت به موش سهل انگار نيستي، بلكه در دين خود سهل انگار و مسامحه كاري». نجس بودن حكم خدا است و كم و زياد ندارد، بايد اوامر الهي را انجام داد و محرمات را ترك كرد؛ چرا كه اينها مسائلي است كه يا در قرآن آمده و يا از طريق جبرئيل به پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم گفته شده و يا از طريق ائمه عليهم السلام نقل شده است. بنابر اعتقاد ما اين چهارده نور پاك گفته هايشان مطابق همديگر است و سخني كه از يكي از آنها نقل شده باشد در واقع حكم خدا است. البته التزام به اين سخنان يك مطلب است و عمل به آنها مطلبي ديگر. در اين جا نيز مسئله التزام مطرح است. بلكه «ما من حادثة الا و لله فيها حكم [2] ؛ هيچ موضوعي نيست كه از ناحيه دين درباره آن حكمي نيامده باشد». هر كس بايد براساس شأني كه دارد احكام ضروري خود را فرا گيرد.

در اطراف هر كس روزانه صدها واجبات و محرمات و مسائل مبتلا به هست كه بايد بياموزد. مسائل شرعي را بايد پرسيد و ياد گرفت.



[ صفحه 187]




پاورقي

[1] تهذيب، ج 1، ص 420.

[2] وسائل الشيعه، ج 27، ص 52.


مرز خويشاوندي


اشخاصي كه دوست و رفيق مي گيرند، اگر توافق اخلاقي كامل با هم داشته باشند، روز به روز علاقه بين آنان بيشتر مي شود و مدتهاي مديد اين دوستي پايدار مي ماند، به طوري كه مفارقت و جدايي آنان از يكديگر مشكل است. اين نوع دوستي چون پايدار و قديمي است، بسيار با ارزش است و بايد طرفين قدر يكديگر را بدانند و از ادامه ي اين صداقت و صميميت دست بر ندارند. به هر حال اگر اين مصاحبت و معاشرت، بيست سال طول كشيد از حد دوستي گذشته به مرز خويشاوندي مي رسد و در اين هنگام وظايف طرفين نيز به همين



[ صفحه 86]



قياس تغيير مي كند، يعني اوج مي گيرد و فزونتر مي شود و همان طور كه وظيفه ي خويشان، «صله ي رحم» است، وظيفه ي اين دو دوست نيز، ارتباط صميمي و مداوم همچون صله ي رحم خواهد بود.

صحبة عشرين سنة قرابة. [1] .

مصاحبت بيست سال، نوعي خويشاوندي است.


پاورقي

[1] تحف. ص 358.


امام هادي


در دلائل الامامة (ص 216) نوشته شده است: به وسيله ي سم در سر من رأي شهيد شد.

در مناقب ابن شهر آشوب (ج 2، ص 442) آمده است كه با زهر به شهادت رسيد.

ابن بابويه گفته است: معتمد عباسي او را مسموم ساخت.

در جدول مصباح و جدول شرح ميميه و جنات الخلود و ارجوزه ي فتوني نوشته اند: معتز او را مسموم نمود.

حر عاملي در ارجوزه فرموده است كه پسر متوكل به او سم داد.


جسم خدا


شخصي از حضرت سؤال كرد: عقيده گروهي كه مي گويند خدا جسم است چه مي دانيد؟ حضرت در جواب فرمودند: منزه است آن خدايي كه هيچ كس نمي تواند بفهمد كه او چگونه است و چيزي مانند او نيست. او شنوا و بينا است و محدود و محسوس نيست و حواس ظاهري بشر او را درك نمي كند و چيزي بر او احاطه ندارد خدا جسم و خط و حد نيست.


درب خانه ايتام و مساكين


در كتاب كافي از هشام بن سالم روايت كرده اند كه حضرت امام جعفرصادق عليه السلام شبها چون تاريك مي شد - و پاره ي از شب مي گذشت همياني كه در آن زمان نان و گوشت گذاشته بودند برمي داشت و شخصا خود بر پشت گردن مي نهاد و به درب خانه محتاجين و بينوايان و بيوه زنان و ايتام مي رفت و بدون آنكه كسي او را بشناسد به آنها نان و گوشت و درهم و دينار مي داد و يا در ميان آنها قسمت مي كرد و به خانه برمي گشت.

مردي آمد حضورش چيزي خواست از غلامش پرسيد چه مبلغ موجود داري گفت چهارصد درهم فرمود بياور به آن فقير داد او زبان به شكر گشود و رفت امام عليه السلام به غلامش فرمود



[ صفحه 139]



او را برگردان به او گفت بهترين عطيه آن است كه سائل را بي نياز كند و من هنوز تو را بي نياز نكرده ام و انگشتر خود را به او داد كه ده هزار درهم قيمت او است تا بفروشد و زندگاني خود را تأمين كند.


پاسخ مسائل جواب استفتاها


يكي از طرق تعليمات امام صادق عليه السلام اين بوده كه در اطراف و اكناف ممالك اسلامي چون صيت شهرت علمي امام ششم رئيس علمي و روحاني خاندان اهل بيت عصمت و رسالت طنين انداز گرديد مردم مسلمان مسائل حلال و حرام كه در درجه اول احتياج آنها بوده مي نوشتند و گاهي جمع مي شد تا سي هزار مسئله يكي از معتمدين و موثقين رجال دانشمند را انتخاب مي كردند و او را به نمايندگي حقيقي مردم حضور امام ششم عليه السلام مي فرستادند تا او مسائل را بپرسد و جواب بگيرد و برگردد در روز معين كه بيشتر جمعه بوده مردم همه جمع شدند در صورت آزادي و پاسخ مسائل را او مي گفت بدين طريق كه حدثني جعفر بن محمد (ع) و اجتماع ملت به وظايف شرعي خود آشنا مي شدند و اگر در محيط غير آزادي بود مانند چند سال اخير عمر امام جعفر صادق كه با منصور ملعون معاصر بودند باز همان يك مرد موثق و مورد اطمينان انتخاب مي شد و چون اشخاص معروف و سرشناس را راه نمي دادند و در اطراف خانه و طرق و كوچه هاي منزل امام ششم جاسوسان و كارآگاهاني گذاشته بودند كه مانع اياب و ذهاب به خانه امام صادق بشوند آن مرد علاقمند به مدينه مي آمد به صورت خيار فروش دوره گرد يا طواف ماهي فروش و غيره درب خانه امام صادق مي رفت پاسخ مسائل خود را مي شنيد و برمي گشت به مردم شيعه و هواخواهان او مي رسانيد - و كار را منصور چنان بر امام صادق تنگ گرفته بود كه در حيره و كوفه و بغداد چند سالي كه امام ششم را تحت نظر داشت تنها و ممنوع از معاشرت اجتماعي نمود دستور داده بود هر كس طالب علم و دانش است نزد ابوحنيفه برود كه مفتي دربار منصور شده بود و هر كس مسئله ي بپرسد يك درهم يا يك دينار به او بدهند و اگر بخواهد از امام صادق مسئله بپرسد بايد يك دينار بگيرند برخي كه علاقمند بودند مي رفتند به درس ابوحنيفه يك درهم يا دينار يا اشرفي را مي گرفتند و سر راه به جاسوسان مي دادند و مي رفتند درب منزل امام ششم از او مسائل خود را مي پرسيدند.

ساختمان خانه امام صادق عليه السلام هم طوري بود كه يك هشت بزرگ داشت و خنك بود امام در آن هشت مي نشست و در خانه باز بود تا دانشجويان به صورت ميوه فروش و طواف درب خانه مي آمدند و مسائل خود را مي پرسيدند اين حيله را به منصور گزارش دادند و هميشه



[ صفحه 163]



عمال خلفا و حكام مانند كاسه داغ تر از آش بودند قرار شد هر كس به درس ابوحنيفه برود يك دينار بگيرد و اگر به درس جعفر بن محمد بخواهد برود دو دينار بدهد باز هم تشنه گان وادي فضيلت علمي به هر وسيله بود اين وجه را تهيه مي كردند و مسائل خود را جمع مي كردند تا يك جا از امام ششم بپرسند - حتي گفته شد كه مقرر داشتند هر كس خواست به خانه امام برود بايد چند ضربه شلاق هم بخورد باز هم راضي مي شدند كه علم و دانش را از منبع اصلي خود كه متصل به سرچشمه وحي و الهام آسماني است بگيرند.

با اين همه مشكلات مردم به انواع حيل وسيله برمي انگيختند تا علم را از سرچشمه بردارند و اكنون براي نمونه يك دسته از آن مسائل را كه پاسخ گرفته اند به نظر خوانندگان مي رسانيم.

كليني در كافي از حبيب خثعمي روايت مي كند كه ابوجعفر منصور نامه اي به محمد بن خالد عامل خودش در مدينه نوشت كه مردم مدينه را وادار كرد اين پنج مسئله را از امام صادق بپرسند! از زكوة در نصاب دويست چرا وزن هفت مثقال است در حالي كه زمان پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم نبود.

او هم جمعي را گماشت تا از عبدالله بن حسن و جعفر بن محمد عليه السلام بپرسند - عبدالله هم گفت از امام صادق بپرسيد رفتند حضورش پرسيدند فرمود.

قال (ع) ان رسول الله جعل في كل اربعين اوقيه اوقيه فاذا حسب ذلك كان علي وزن سبعه و قد كانت علي وزن سته فكانت دراهم خمسة دوانيق

فرمود پيغمبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم در حكم شرع براي هر چهل اوقيه يك اوقيه كه وزن وكيل آن عصر بوده زكوة معين كرد و چون حد نصاب چهل را تا 200 حساب كنيد شش اوقيه و پنج دوانيق (دوانيق كمتر از فلس مي باشد) مي شود و لذا به احتياط گفته شد كه هفت اوقيه براي زكوة 200 اوقيه داده شود.

عبدالله دليل خواست امام عليه السلام فرمود از صحيفه مادرت استفاده كردم - محمد بن خالد كه خبر پاسخ مسائل را شنيد صحيفه فاطميه را خواست حضرت فرمود آن بكار شما نمي آيد زيرا نمي توانيد بخوانيد اگر هم بخوانيد از آن چيزي نمي فهميد چه آن مخصوص ما خاندان ولايت است كه علم آن را فقط به ما عنايت فرموده است عامل مدينه براي منصور جريان را نوشت را و گزارش داد كه علم اين مسائل جز نزد جعفر بن محمد نيست.



[ صفحه 164]



ابونعيم نقل مي كند كه از امام صادق عليه السلام پرسيدند چرا خداوند ربا را حرام كرد؟

قال (ع) لئلا يتمانع الناس المعروف براي آن كه مردم راه زندگي را فراموش مي كنند و در توليد و مصرف دقت صرف نمي شود استعدادها و لياقت ها و جربزه ها خفه مي شود.

آبي در نثر الدرر نقل مي كند كه از امام صادق پرسيدند لم صار الناس يكلبون في ايام القلاء علي الطعام و يزيد جوعهم علي العاده في الرخص

قبلا بايد بگوئيم چنانچه در كتاب امام محمد باقر عليه السلام اشاره شد زمان آن حضرت يك گراني و قحطي عجيبي در مدينه رخ داد كه در تاريخ اسلام هم در زمان عمر بن عبدالعزيز هم نوشتيم و در زمان امام صادق دامنه گراني ادامه يافت به اضافه كه يك و باء و طاعوني در اثر همان قحطي كه معمولا متعاقب هر قحطي يك وباء و طاعوني هست رخ داد و موجب اين سئوال شد - گفتند چرا ايام قحطي و گراني مردم مرض و جوع و ولعشان بيشتر مي شود؟

فرمود لانهم بنو الارض فاذا قحطت قحطوا و اذا احضبت احضبوا از غرائز طبيعي است كه الانسان حريص علي منع فرمود وقتي زمين گياهي نداد و قحطي شد و آنچه دانه داشت در زير خاك پنهان كرد و نگاهداشت مردم هم آنچه دارند از ترس يا حرص و ولع پنهان مي كنند و نگاه مي دارند و چون فراوان شد ديدند زمين ها سرسبز است همه چيز هست آنها هم هر چه دارند برملاء در دسترس همه مي گذارند - و مرد مسلمان كسي است كه در هنگام تنگدستي آنچه دارد با برادر مسلمانش به مواسات و مساوات برگزار نمايد تا خداوند او را با فزوني نعمت خود مفتخر فرمايد.

پرسيدند لم سمي بيت العتيق چرا خانه خدا را كهنه خانه مي نامند.

قال (ع) لان الله اعتقه من الطوفان فرمود عتق به معني كهنه تنها نيست بلكه به معني آزاد شده هم هست و چون اين خانه را خداوند از طوفان آزاد فرمود.

پرسيدند از فضيلت اميرالمؤمنين كدام مهمتر است كه هيچ كس در آن شركت نداشته.

فقال (ع) فضل الاقربين بالسبق و سبق الا بعدين بالقرابه

فرمود نزديكترين افراد از جهت قوميت پيغمبر مانند عموهاي او دورترين افراد به اسلام شدند و او به سبقت خود در دين نزديكترين افراد به پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم گرديد - و همين سابقه



[ صفحه 165]



تقرب موجب افتخار او شد كه احدي بر او سبقت نداشت و وفادار به سابقه پيمان و بيعت نگرديد و اين بزرگترين فضيلت شخصيت علي بن ابيطالب است.


علم فراست


علمي است كه بحث از احوال ظاهر در احوال باطن مي نمايد يعني از ظاهر حال باطن را مي گويد و از كيفيت ظاهر صورت و خلقت از سيرت و خلق سخن مي گويد مانند علم قيافه شناسي - كف شناسي - زيبائي شناسي و غيره ولي در اين فن خرافاتي زياد صورت يافته كه حد و حصر ندارد اما آنچه مسلم و غيرقابل ترديد است اين است كه در خلقت و عالم نشئه ي طبع چيزي عبث و بي فايده خلق نشده و آثار ظاهر دلالت بر مآثر باطن مي نمايد.

در اين علم علاقه و ارتباط بين خلق و خلق و سير آدمي از ظاهر به باطن مي نمايد كه در اسلام گفته اند «الظاهر عنوان الباطن» در اين فن قرائني هست كه مي توان از قيافه و صورت و قامت نسبت به سيرت و اندرون آدمي حدس و تخمين زد ولي معصوم از خطاء و لغزش نمي باشد فقط چيزي كه مسلم است از عالم حس ظاهر به عالم حس باطن مي توان پي برد و در عين حال علم حقيقي را از اوهام دروغ مي توان تشخيص داد.


نبوت


1. انبيا و رسل بدون رؤيت خداوند چگونه اثبات مي شود؟

وقتي ثابت شد كه ما داراي خالق و صانع عادل و حكيم هستيم، ثابت مي گردد كه خداوند سفرا؛ يعني رسولان و انبيايي را در ميان خلايق فرستاده تا آنها را بر راه حق و راستي راهنمايي نمايند و از آنچه كه مايه ي نابودي و بدبختي انسان هاست، نهي كنند. اين گروه در همه ي صفات و افعال خود به مانند ديگر انسان ها هستند اما به حكم الهي و از جانب او، دلايل و براهيني مي آورند كه بر صدق گفتارشان دلالت كند. هيچ گاه زمين از حجت رب العالمين خالي نخواهد بود و آن حجت ها نيز از نسل رسولان مي باشند؛ چرا كه آنها نسلي طاهر، پاك، خازن علم خدا، امين غيب و... هستند و خداوند هرگز حجتي نفرستاده، جز اينكه از نسل انبيا باشد تا قائم مقام نبي در ميان امت گردد. [1] .

2. آيا خداوند براي طايفه ي مجوس نبي و يا رسولي مبعوث كرده است؟

ما من أمة الا خلا فيها نذير

هيچ امتي (در دنيا) نيست مگر آن كه نذيري داشتند.



[ صفحه 201]



نذير عبارت از نبي و رسول است. زرتشت نبي به نزد طايفه ي مجوس رفت و دعوي نبوت نمود. گروهي از آن قوم به وي ايمان آوردند و جمعي ديگر او را انكار كردند و آن نبي را از شهر به بياباني كه پر از درندگان بود، اخراج كردند. آن نبي نيز در آن مكان طعمه ي درندگان گرديد. [2] .

3. رسول افضل است يا فرشته اي كه به نزد آن رسول آمده است؟

رسول صلي الله عليه و آله و سلم افضل است. [3] .


پاورقي

[1] همان، ص 337.

[2] همان، ص 346.

[3] همان، ص 348.


الحيض


ان وقت الحيض لا يبدأ قبل بلوغ الانثي تسع سنين قمرية، فاذا رأت الدم قبل أن تبلغ هذه السن لا يكون دم الحيض، بل دم علة و فساد، و كذلك ما تراه المرأة القرشية بعد الستين، و غير القرشية بعد الخمسين لا يكون حيضا، بل دم علة و فساد.

و مع الشك و عدم العلم بأنها قرشية، و لا غير قرشية يكون حكمها حكم غير القرشية، لأن الأصل عدم الانتساب الي قريش.

و مع الشك في أنها بلغت التاسعة فهي غير بالغة، و مع الشك في أنها تجاوزت الخمسين، أو الستين فهي غير آيسة عملا بالاستصحاب.

و أقل الحيض ثلاثة أيام، فاذا كان ثلاثة الا ساعة فليس بحيض، و أكثره عشرة أيام، فما زاد بعد العشرة فليس بحيض.

و أقل الطهر الذي يفصل بين حيضتين، و يعتبر في عدة المطلقة، هو عشرة



[ صفحه 97]



أيام، أما أكثر الطهر فلا حد له.

و دم الحيض يكون في الغالب حارا عبيطا أسود، له دفع و حرارة كما قال الامام الصادق عليه السلام.


مصرفها


سئل الامام الصادق عليه السلام لمن تحل الفطرة؟ قال: لمن لا يجد شيئا.



[ صفحه 99]



و قال: زكاة الفطر لأهلها الا أن لا تجدهم، فان لم تجدهم فلمن لا ينصب - أي العداء لأهل البيت عليهم السلام -.


الخلاصة


و الخلاصة اذا كان في أصحاب الايدي المتعاقبة مغرور فلا يستقر الضمان عليه بحال، و ان رجع عليه المالك رجع هو بدوره علي من غره، و اذا لم يكن فيهم مغرور يستقر الضمان علي من تلفت العين في يده، بحيث اذا رجع المالك عليه لم يبق من شي ء، و اذا رجع علي من تقدم عليه جاز للمتقدم أن يرجع علي المتأخر، حتي تنتهي السلسلة الي الأخير الذي تلفت العين في يده. و ليس من



[ صفحه 116]



شك أن تلف العين تحت اليد سبب لضمان صاحبها البدل من المثل أو القيمة [1] فان استوفي المالك حقه ممن تلفت العين في يده لم يرجع بعض أصحاب الايدي علي بعض، لعدم الموجب، و ان استوفي حقه من غير الذي تلفت العين في يده قام هذا الغير مقام المالك في المطالبة بالبدل، لأن المفروض ان ضمان البدل قد استقر علي من تلفت العين في يده، و لا بد لهذا البدل من صاحب، و لا يعقل أن يكون صاحبه مالك العين، لأنه قد استوفي حقه، و الحق لا يتعدد، فلم يبق لهذا البدل من صاحب الا من استوفي المالك حقه منه. و بكلمة موجزة و جامعة مانعة: ان الضمان يستقر علي من تلفت العين في يده الا اذا كان مغرورا، و الي هذا المعني تومي، العبارة الشائعة في كتب الفقه، و هي:«يرجع كل سابق علي كل لا حق، و لا يرجع السابق علي اللاحق اطلاقا».


پاورقي

[1] اسباب الضمان ثلاثة: مباشرة الاتلاف، كمن كسر اناء غيره بنفسه، و التسبيب، كمن حفر حفرة في الطريق العام، فسقط فيها أحد المارة، و منه التغرير، و اليد كمن استولي علي مال الغير فتلف بآفة سماوية أو بغيرها.


لزوم القسمة


تلزم القسمة، و لا يجوز العدول عنها في الحالات التالية:

1 - ان يقتسم الشركاء فيما بينهم من غير قاسم، و لا قرعة، فمتي رضي كل بقسم معين ألزم به و لا يجوز له العدول بعد الرضا. [1] .

2 - ان يحصل الفرز، و القرعة بالاتفاق بين الجميع، و لا يعتبر الرضا بعد القرعة، بل يكفي الرضا المقارن لها، قال صاحب الجواهر: «الظاهر عدم اعتبار الرضا بعد القرعة، مع فرض سبق الرضا بها، ضرورة ظهور أدلتها في اقتضاء التمييز و التعيين، فمع حصوله بها لا دليل علي العودة». أي أن المستفاد من أدلة القرعة أنها وسيلة لتعيين الحق و تمييزه عن غيره، فمتي



[ صفحه 116]



جرت تعين الحق، و اذا تعين انتهت الشركة، و لا تعود الا بدليل، و لا دليل علي العودة.

3 - ان يختار الشركاء قاسما يميز الحصص، و يجري القرعة برضا الجميع.

4 - ان يرفعوا الأمر الي الحاكم، و يعين قاسما، فيجب العمل بقوله بمجرد خروج القرعة، و لا يشترط رضا الشركاء بالقسمة لا قبل القرعة و لا بعدها، و بما أن العمل بقول قاسم الحاكم ملزم للجميع شاءوا أو أبوا وجب أن يكون من أهل الخبرة و العدالة، كما هو الشأن في كل من تجب اطاعته، و لا تشترط العدالة، بل و لا الاسلام في القاسم الذي يختاره الشركاء من تلفائهم.

فتحصل ان القسمة تكون لازمة بعد أن يرضي كل بقسم معين، و ان لم تجر القرعة، و بعد القرعة التي اتفقوا علي اجرائها، و بعد القرعة التي يجريها قاسم الحاكم، و ان لم يتفق عليها الشركاء.


پاورقي

[1] جاء في كتاب اللمعة آخر باب القضاء ما نصه بالحرف: «اذا اتفقا علي اختصاص كل واحد بسهم لزم من غير قرعة، لصدق القسمة مع التراضي الموجبة لتمييز الحق، و لا فرق بين قسمة الرد و غيرها» و المراد بقسمة الرد أن يدفع أحد الشريكين للآخر عوضا زائدا عن سهمه، كي يتحقق التعادل.


ثبوت الرشد


ان علمنا أن هذا سفيه رتبنا عليه آثاره، و ان علمنا بأنه راشد فكذلك، و ان جهلنا الحال فماذا نصنع؟

الجواب: لقد جرت سيرة الناس، كل الناس، حتي الفقهاء منذ القديم ان يعاملوا مجهول الحال من البالغين معاملة الراشد، حتي يعرف السفه، فيتعامل بعضهم مع بعض دون سؤال بل دون التفات الي السفه.. أجل، من كان عنده مال ليتيم فلا يدفعه اليه، حتي يأنس منه الرشد، لأن المفروض أنه كان غير رشيد، و ان دفع المال اليه مشروط بالرشد، و لا بد من احراز الشرط، كما نطقت الآية الكريمة: (فان انستم منهم رشدا).. و سئل الامام الصادق عليه السلام عن قوله تعالي: (و لا تأتوا السفهاء أموالكم) فقال: هم اليتامي لا تعطوهم، حتي تعلموا منهم الرشد.

و بكلمة فرق بين الرجل المجهول، و بين اليتيم، فالأول يعامل معاملة الرشيد، حتي يثيت العكس، و الثاني يمنع ماله عنه، حتي يثبت الرشد. و يثبت رشد الصبي و الصبية بالاختيار، و بالتواتر، و بشهادة رجلين عدلين في الذكر و الانثي، لأن شهادة الرجلين هي الأصل، و بشهادة رجل و امرأتين، أو أربع نساء



[ صفحه 98]



في الانثي، أما رشد الذكر فلا يثبت الا بشهادة الرجال.

و مثله السفه، فاذا أقيمت دعوي السفه علي انثي فيثبت بشهادة النساء منضمات و منفردات، و لا يثبت السفه علي الذكر الا بشهادة الرجال.


في العقود


دار في يد صاحبها، فادعي شخص أنه اشتراها منه، و دفع الثمن كاملا. فأنكر صاحب الدار البيع و القبض، ثم جاء ثان و ادعي نفس ما ادعاه الأول، أي أنه اشتري أيضا، و أقبض، و أنكره صاحب الدار كما أنكر الأول.

فان ذكرت كل من البينتين تاريخ البيع، و كان متعددا صح البيع المتقدم، و بطل المتأخر. و ان كان التاريخ واحدا، أو اطلقتا، و لم تذكرا التاريخ بالمرة تعينت عملية الترجيح، لأن المال الواحد لا يكون مملوكا بتمامه لاثنين، و تقدم البينة الأقوي عدالة و وثوقا. و مع التساوي في العدالة تقدم الأكثر عددا. و مع التساوي عدالة و عددا يقرع بينهما.

و قدمنا أن المالكية يوافقون الامامية في الترجيح، ولكنهم لا يقولون بالقرعة، مع التساوي، كما هي الحال عند الامامية. أما الحنفية و الشافعية و الحنابلة فيذهبون الي تساقط البينتين مطلقا، حتي و لو كانت احداهما أشهر



[ صفحه 105]



عدالة، و أكثر عددا.

هذا، بالقياس الي المتداعيين،أما بالقياس الي صاحب الدار فيمكن الجمع بين البينتين، اذ من الجائز أن يكون قد باع الدار مرتين، و قبض ثمنها من الاثنين، و لذا وجب عليه اعادة الثمن لمن لم يعمل ببينته.. و تكون النتيجة علي تقدير كذب البينتين في الواقع أنه يخسر الدار، و ما يعادل ثمنها، و علي تقدير كذب احديهما دون الأخري يخسر الدار فقط، و ان كانتا صادقتين فلا ظالم و لا مظلوم.

هذا هو شأن القضاء يرتكز علي الحجاج و النقاش لا علي معرفة الغيب، و لا علي الطرق العلمية الحسية التي تصيب الواقع، و لو تسعين بالمئة.. بل قد و قد، كما اشار الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: «و لعل بعضكم ألحن بحجته..» و ما ضياع الحق علي أهله بيسير.. و من هنا جاء في الحديث الشريف: «من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين.. القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، و قاض في الجنة.. القاضي علي شفير جهنم..» و الحمد لله الذي أعفاني من هذا الشفير بعد أن ابتليت به.


والله ما رآه عبدالله بن الحسن


و روي معاوية بن وهب، عن سعيد السمان قال:

كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له: أفيكم امام مفترض الطاعة؟



[ صفحه 165]



قال: فقال: «لا».

فقالا: قد أخبرنا عنك الثقات أنك تقول به؟ و سموا قوما.

فغضب عليه السلام و قال: (ما أمرتهم بهذا).

فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا، فقال لي: (أتعرف هذين؟) قلت: نعم، هما من أهل سوقنا، و هما من الزيدية، و هما يزعمان أن سيف رسول الله صلي الله عليه و آله عند عبدالله بن الحسن.

فقال: «كذبا لعنهما الله، و الله ما رآه عبدالله بن الحسن بعينيه و لا بواحدة من عينيه، و لا رآه أبوه الا أن يكون رآه عند علي بن الحسين، فان كانا صادقين فما علامة في مقبضه؟ و ما أثر في موضع مضربه؟ و ان عندي لسيف رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ورايته و درعه و لامته [1] و مغفره [2] ، فان كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله صلي الله عليه و آله و ان عندي لراية رسول الله المغلبة، و ان عندي ألواح موسي و عصا موسي، و ان عندي لخاتم سليمان بن داود، و ان عندي الطست التي كان موسي يقرب بها القربان، و ان عندي الاسم الذي كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذا وضعه بين المسلمين و المشركين لم يصل من المشركين الي المسلمين نشابة، و ان عندي لمثل



[ صفحه 166]



الذي جاءت به الملائكة، و مثل السلاح فينا كمثل التابوت فيبني اسرائيل، كانت بنواسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت علي أبوابهم أوتوا النبوة، و من صار اليه السلاح منا أوتي الامامة، و لقد لبس أبي درع رسول الله صلي الله عليه و آله فخطت علي الأرض خطيطا، و لبستها أنا فكانت و كانت، و قائمنا من اذا لبسها ملأها ان شاء الله». [3] .


پاورقي

[1] اللأمة: الدرع، و قيل: السلاح، و لأمة الحرب: أداتها، و قد يترك الهمز تخفيفا. و يقال للسيف لأمة، و للرمح لأمة، و انما سمي لأمة لأنها تلائم الجسد و تلازمه. «لسان العرب 532: 12» .

[2] المغفر: زرد يخج من الدروع علي قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة. «الصحاح - غفر - 771: 2 «.

[3] بصائر الدرجات 160 صلي الله عليه و آله ذيل ح 4؛ الكافي 180: 1 صلي الله عليه و آله 2، ارشاد المفيد 187: 2، روضة الواعظين: 210، المناقب لابن شهرآشوب 276: 4، كشف الغمة 170: 2.


شيوه ي خداشناسي از ديدگاه امام صادق


تهران، واحد فرهنگي بنياد شهيد، 1361، رقعي، 67 ص.


ذكاء الأيل


فكر يا مفضل في الفطن التي جعلت في البهائم لمصلحتها، بالطبع و الخلقة، لطفا من الله عزوجل لهم، لئلا يخلو من نعمة جل و عز أحد من خلقه لا بعقل وروية، فإن الإبل يأكل الحيات فيعطش عطشا شديدا فيمتنع عن شرب الماء، خوفا من أن يدب السم في جسمه فيقتله، و يقف علي الغدير و هو مجهود عطشا، فيعج عجيجا عاليا، و لا يشرب منه، و لو شرب لمات من ساعته.

فانظر إلي ما جعل من طباع هذه البهيمة، من تحمل الظمأ الغالب الشديد، خوفا من المضرة في الشرب، و ذلك مما لا يكاد الإنسان العاقل المميز يضبطه من نفسه.


واسطة السماء


أمالي الشيخ الطوسي 2 / 24 الجزء 14، ح 70: ابراهيم بن اسحاق الأحمري قال: حدثني محمد بن الحسين، عن الأصم، عن زرعة بن محمد الخضرمي، عن المفضل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

ان الله جعل عليا علما بينه و بين خلقه ليس بينهم علم غيره، فمن أقر بولايته كان مؤمنا، و من جحده كان كافرا، و من جهله كان ضالا، و من نصب معه كان مشركا، و من جاء بولايته دخل الجنة، و من أنكرها دخل النار.


المقتصد و المبذر


[تفسير العياشي 2 / 288، ح 53:...]

عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن قوله «و لا تبذر تبذيرا» [1] قال:



[ صفحه 55]



من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر، و من أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد.


پاورقي

[1] سورة الاسراء، الآية: 26.


الاجتماع للدعاء


مكارم الأخلاق 274: عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

كان أبي عليه السلام اذا أحزنه أمر أجمع النساء و الصبيان ثم دعا و أمنوا، و عنه عليه السلام: الداعي والمؤمن في الأجر شريكان.


الاتجاه الانساني للعلم الصادقي


في سنوات قليلة من عمر الزمن جاء الامام الصادق فملأ الدنيا بعلمه وازدهرت آلاف الكتب بأحاديثه القيمة و آرائه الصائبة، ألقي فيها علي طلابه مختلف العلوم و صنوف المعارف، فحلقة للحديث، و أخري للفقه، و ثالثة للتفسير، و رابعة للفلسفة و الالهيات و خامسة للرياضيات، و سادسة لبحث الأفلاك و مدارات الشمس و القمر و النجوم. حتي أنهم شبهوا دار الامام عليه السلام بالجامعة، تشمل جميع الاختصاصات.

قال الأستاذ محمد صادق نشأت - أستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة - ما خلاصته: ان دار الصادق كانت كجامعة كبيرة تموج بالحكماء و أهل العلم. يجيب علي أسئلتهم، و يحل مشاكلهم، دون التفات الي نحلهم و مذاهبهم أو فروقهم و مقاصدهم و قد جمع أصحابه المقربون اليه دروسهم في أربعمائة كتاب، سموها: الأصول الأربعمائة. و ان الرسالة التي أملاها علي المفضل بن عمر للرد علي العالم الدهري المعروف بابن أبي العوجاء، تشير الي منزلة الصادق و احاطته العجيبة بأنواع المعارف و الفنون» [1] .

أدرك الامام الصادق أن العلم أنجع وسيلة للانسان كي يكتشف ذاته، و ما يحيط به من الموجودات لمعرفتها و الافادة منها، كما أدرك أيضا الحكمة اللازمة



[ صفحه 207]



من وجودها فأكد علي حقيقة الانسان بما هو انسان، أي علي حقيقة الجوهرية التي تختلف بتباين عن حقيقته العرضية. لجأ الي العلوم يستنطق كنوزها المخبوءة، فتمثل العمل في اثبات الخالق فكلما تقدم الانسان أكثر في اكتشافاته العلمية كلما آمن أكثر بقدرة الخالق العظيم رب العالمين. عمل جاهدا علي تطوير المعرفة لترقية الحضارة الانسانية، و لا ننسي أنه عاش في زمن كثرت فيه الفرق و المذاهب من مانوية، و مزدكية و دهرية و مرجئة و قدرية... عملت بعضها علي اشاعة الالحاد، و انكار وجود الخالق. عندها انبري لهم الامام الصادق يدحض آراءهم و يفند حججهم و يبين مغالطهم مستخدما بذلك الأساليب العلمية التي استخدموها علي غير حقيقتها، فكانت الرسائل. من أشهر رسائله ما عرف «بتوحيد المفضل» و هي عبارة عن املاءات أملاها الصادق عليه السلام علي تلميذه المفضل بن عمر الجعفي ردا علي عبدالكريم بن أبي العوجاء و أصحابه..

أظهر الامام الصادق في مباحثه هذه علوما متطورة تنبي ء عن معرفة متعمقة للعلوم الطبيعية النباتية و الحيوانية و الانسانية، تناولها بمنهجية دقيقة من حيث التكوين و النمو و الغذاء و العطاء. و رأي في كمالية خلقها كمال الخالق العظيم، و في معرفتها تتكشف لها الكثير من الأسرار البعيدة التي يفيد منها الانسان كثيرا في حياته الخاصة و العامة فيتجاوز المشقات الجسدية و يتفادي الآلام النفسية.

بدأ الامام الصادق بالانسان مرافقا مراحل تطوره و عملية وظائف أعضائه. و لا مجال لحصرها جميعها لكثرة عناوينها و بعد ايحائها.

منها: «ولادة الجنين و غذاؤة» [2] و «حال المولود فيهما عاقلا و تعليل ذلك» [3] . «ثم الحواس الخمس و أعمالها و ما في ذلك من أسرار» [4] ثم أبان وظائف الأعضاء مشيرا الي نعمة الحواس الخمس ثم «قوي النفس و موقعها من الانسان» [5] ثم أشار الي دور النور و الهواء في ادراك الألوان و الأصوات و لا يكون ذلك الا بعمل و تقدير من لطيف خبير جل و علا.



[ صفحه 208]



و علل فائدة وجود الشعر و الأظافر و دورها في تخفيف آلام الجسد. قال عليه السلام: «اعلم أن آلام البدن و أدواءه تخرج بخروج الشعر في مسامه، و بخروج الأظافر من أناملها» [6] ثم أتحفنا بنظريات متطورة أدركها العلم في عالم النبات. قال عليه السلام: «يامفضل لألقين عليك من حكمة الباري جل و علا تقدس اسمه في خلق العالم و السباع و البهائم و الطير و الهوام و كل ذي روح من الأنعام و النبات....» [7] .

لقد نسب الروح للنبات كما تنسب للأنعام. فللنبات حس و حركة اكتشفها العالم الفيزيولوجي الفرنسي (بيثا) المتوفي سنة 1802 م. كما ظهرت دراسات حديثة في القرن العشرين تكشف تحرك النباتات و انفعالاتها بالحر و البرد و الظلمة و النور، و الفرح و الحزن و الضحك و البكاء..

و دراسته ما وراء هذه الفطريات تدل علي عظمة الخالق و حكمته سبحانه و تعالي في خلق الكون و ما فيه من أسرار عجيبة تجعل جميع الخلق يؤمنون بقوة و عظمة الخالق العظيم لو تأملوا مليا في المخلوقات.

و نقطة أخري تؤكدها هذه الدراسات و هي العمق المعرفي عند الامام الصادق عليه السلام في منهجه العلمي لخدمة الانسان في كل زمان و مكان.

و ما نريد بيانه و التأكيد عليه هذه المسحة الانسانية في التشريع الجعفري هي التي كتبت له الخلود و ألبسته الحياة وسط اضطهاد مرير و محاصرة شديدة من فعل السلاطين العباسيين. لأن الفقه الجعفري منطلق في أحكامه من كتاب الله، لا يقر الحكام الظالمين في أيديولجيته و لا يرضي بوجود سلطان يتهاون بأمور الشريعة و يجهل أحكامها و يعبث بمقدرات الأمة و كرامتها.

لكن الامام الصادق عليه السلام امام معصوم صبر علي هذه المكاره و تحمل الأذي، و قابل الأحقاد بالمحبة و السيئات بالحسنات و حقد السلطان بابتسامات هادئة و غضبه بكلمات حكيمة يلفها الوهج و تتألق بالرصانة و الوقار. كل ذلك من



[ صفحه 209]



أجل اصلاح الأمة و بناء مجتمع انساني سليم يسوده العدل و ينعم به أهله بالسعادة و الطمأنينة. تعرض الامام الصادق الي المضايقات بشتي ألوانها، و تعرض الفقه الجعفري الي الالغاء بطرق بربرية تعرت من الانسانية و لبست لباس الوحشية أولها قتل القادة من حملة الفقه الجعفري و نهايتها دس السم للأئمة المعصومين و منهم الامام الصادق نفسه قضي بالسم علي يد المجرم الحاقد المنصور العباسي في شهر شوال من العام 148 ه علي يد محمدبن سليمان والي المدينة، و في كل عصر مجاهدون شرفاء و في كل عصر مجرمون خبثاء. لقد لاقي حملة الفقه الجعفري التعذيب حتي الموت فعرفوا بشهداء المذهب الجعفري، الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني (1333 - 1384 م) و الشهيد الثاني زين الدين الجبعي (911 ه - 965 ه) و الشهيد الثالث العلامة آيةالله محمد باقر الصدر علي يد طاغية العراق صدام حسين.

و اليوم شهداء المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان و البقاع الغربي هم من أتباع الامام الصادق جعفريون، حسينيون، علويون يحاربون الظالمين لاحقاق الحق و ازهاق الباطل: ان الباطل كان زهوقا. و من الحملة علي اغتيال الرجال الي اغتيال الفكر فقد فرض الحكام العباسيون (المنصور) الحظر علي المسافرين من حملة الكتب الفقهية و منعوهم من التجوال في البلاد الاسلامية.

لكن هذا الحظر و هذا التشدد في المراقبة لم يمنع المذهب الجعفري من الانتشار، بل ربما ساعد علي انتشاره أكثر، فكان الاضطهاد عاملا ايجابيا صبغ التشريعات الجعفرية بالبقاء و حماها من الفناء. و ما كان يجري في الواقع أن سائر المذاهب الأخري قد نهلت من نمير المذهب الجعفري و اعتمدته في بلدانها. مثل الطلاق و الارث و سائر المعاملات.

و السبب في ذلك المسحة الانسانية المسيطرة علي هذا المذاهب الذي هو في الحقيقة مذهب أهل البيت عليه السلام.


پاورقي

[1] أشعة من حياة الصادق ج 3 ص 58 و انظر الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل في كتابه: جعفر بن محمد ص 59 و الصواعق المحرقة ص 199.

[2] توحيد المفضل ص 12.

[3] نفسه ص 15.

[4] نفسه ص 22.

[5] نفسه ص 38.

[6] نفسه ص 32.

[7] نفسه ص 32.


آيا قصد زنا ايمان را از بين مي برد؟


صباح بن سيابه گويد: خدمت امام صادق - عليه السلام - بودم كه محمد بن عبده به حضرت عرض كرد: آيا زاني در حال زنا كردن مؤمن است؟

فرمود: نه، زماني كه روي شكم آن زن است، ايمان از او سلب مي شود، و چون برمي خيزد، ايمان به او برمي گردد.

من عرض كردم: اگر قصد دارد دوباره هم زنا كند.

فرمود: چه بسا قصد مي كند دوباره زنا كند. ولي نمي كند (پس با قصد زنا ايمانش سلب نمي شود). [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي: ج 3 ص 383 ح 13.


حديث 102


3 شنبه

المؤمن أشد من زبر الحديد.

مؤمن، از پاره هاي آهن محكم تر است.

بحار، ج 64، ص 303


علمه بمنطق الطير 02


المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابه قال: أهدي الي أبي عبدالله عليه السلام فاختة و ورشان و طير راعبي، فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما الفاختة فتقول: فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم و أمر بها فذبحت، و أما الورشان فيقول: قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه، و الطير الراعبي يكون عندي آنس به [1] .


پاورقي

[1] الاختصاص: ص 294.


حضرت كلام را چندين مرتبه تكرار كرد


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: به خاطر خدا صله رحم كنيد و مهرباني و دوستي با يكديگر نمائيد.

و از هشام بن احمر نقل مي كند كه گفت:

روز بسيار گرمي كه حضرت صادق عليه السلام در مزرعه ي خود بود و عرق بر سينه اش سرازير بود بر آن حضرت وارد شدم و مي خواستم راجع به مفضل بن عمر سؤال كنم؛ آن جناب بدون سؤال فرمود: آري به خدا! آن مرد مفضل بن عمر جعفي است و شمردم حضرت سي و چند مرتبه اين كلام را تكرار كرد. و فرمود: او پدر بعد از پدر است.



[ صفحه 188]




في السكوت والكلام وموقعهما


الإمام الصادق عليه السلام: استَمِعوا مِنّي كَلاماً هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّراهِمِ المَدقوقَةِ: لا تَكَلَّمَنَ بِما لا يَعنيكَ، وَدَع كَثيراً مِنَ الكَلامِ فيما يَعنيكَ حَتّي تَجِدَ لَهُ مَوضِعاً، فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ بِحَقٍّ في غَيرِ مَوضِعِهِ فَعَنَتَ، ولا تُمارِيَنَّ سَفيهاً وَلا حَليماً، فإنَّ الحَليمَ يَغلِبُكَ وَالسّفيهَ يُرديكَ، واذكُر أخاكَ إذا تَغَيّبَ عَنكَ بِأحسَنِ مِمّا تُحِبُّ أن يَذكُرَكَ بِهِ إذا تَغَيَّبتَ عَنهُ. وَاعلَم أنّ هذا هُوَ العَمَلُ، وَاعمَل عَمَلَ مَن يَعلَمُ أنَّهُ مَجزِيٌّ بِالإحسانِ مأخوذٌ بِالإجرامِ. [1] .


پاورقي

[1] الاختصاص: ص231، بحار الأنوار: ج71 ص288 ح46 نقلاً عنه.


اميرالمؤمنين علي و امانت داري پيغمبر


هنگامي كه رحلت جانسوز پيامبر صلي الله عليه و آله نزديك شد، آن حضرت عمويش عباس و علي عليه السلام را به حضور طلبيد، و به عباس فرمود:اي عموي محمد صلي الله عليه و آله! آيا مي پذيري كه ارث محمد صلي الله عليه و آله را ببري، و قرض او را ادا كني، و به وعده هايش وفا نمايي؟

عباس، پيشنهاد پيامبر صلي الله عليه و آله را نپذيرفت و عذر خود را چنين بيان كرد:

اي رسول خدا! پدر و مادرم به فدايت؛ من پيرمرد و عيالوار هستم و ثروت اندك دارم «و أنت تباري الريح» و تو در سخاوت با باد مسابقه گذاشته اي (يعني مثل باد، پياپي اموال خود را به دامن فقرا و مستمندان مي ريزي) چه كسي طاقت انجام وصيت تو را دارد.

پيامبر صلي الله عليه و آله اندكي سر به پايين انداخت و سپس سر برافراشت و بار ديگر فرمود:اي عباس! آيا مي پذيري ارث محمد صلي الله عليه و آله را ببري، و قرضش را ادا كني، و وعده هايش را انجام دهي؟

عباس، بار ديگر گفت: پدر و مادرم به فدايت؛ من پيرمرد عيالوار و مستمندي هستم و تو با باد (در همت عالي و سخاوت) مسابقه مي گذاري.

(اين تكرار پيامبر صلي الله عليه و آله براي اتمام حجت بر عباس بود؛ و



[ صفحه 196]



نيز به سبب اين كه براي مردم آشكار گردد كه عباس مانند علي عليه السلام صلاحيت براي ميراث داري و امانت هاي پيامبر صلي الله عليه و آله را ندارد) .

در اين هنگام، پيامبر صلي الله عليه و آله فرمود: همانا وصيتم را به شخصي مي سپارم كه كاملا صلاحيت دريافت آن را دارد. سپس به حضرت علي عليه السلام رو كرد و فرمود:اي برادر محمد صلي الله عليه و آله ! آيا مي پذيري كه وعده هاي محمد صلي الله عليه و آله را اجرا كني و قرضش را ادا نمايي، و آنچه را كه از او به ارث مانده، بگيري؟

علي عليه السلام عرض كرد: آري؛ پدر و مادرم به قربانت؛ سود و زيانش با خودم.

علي عليه السلام مي گويد: در اين هنگام، پيامبر صلي الله عليه و آله انگشترش را از دستش بيرون آورد و به من داد و فرمود: تا زنده هستم، اين انگشتر را به دست خود كن.

هنگامي كه آن انگشتر را گرفتم، در انگشت دستم نمودم و به آن انگشتر نگاه كردم. فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم؛ (آن چنان به نظرم بزرگ جلوه كرد) كه آرزو كردم كه در ميان همه ي آنچه كه از پيامبر صلي الله عليه و آله مانده، همين انگشتر را داشته باشم (كه از جهت شرافت، كرامت، افتخار، بركت و عزت، براي من كافي است) .

سپس پيامبر صلي الله عليه و آله با صداي بلند بلال حبشي را صدا زد و فرمود:اي بلال! آن كلاهخود، زره، پرچم، پيراهن، ذوالفقار، عمامه ي سحاب، و جامه ي برد، كمربند و عصا را به اين جا بياور.

بلال آن ها را آورد. علي عليه السلام مي فرمايد: من تا آن لحظه، آن كمربند



[ صفحه 197]



را نديده بودم. قطعه و رشته اي آورد كه چشم ها را خيره مي كرد، و معلوم شد كه از كمربندهاي بهشتي است.

پيامبر صلي الله عليه و آله فرمود:اي علي! اين كمربند را جبرئيل برايم آورد و گفت:اي محمد صلي الله عليه و آله! اين را در حلقه هاي زره بگذار، و در جاي كمربند به كمر ببند. سپس دو جفت نعلين عربي طلبيد كه يكي وصله دار و ديگري بي وصله بود، و دو پيراهن خواست كه با يكي به معراج، و با ديگري به جنگ احد رفته بود، و سه كلاه را خواست كه يكي كلاه مسافرت، و ديگري كلاه روز عيد فطر و قربان و روزهاي جمعه بود و سومي كلاهي كه در نزد اصحاب، آن را به سر مي نهاد.

سپس فرمود:اي بلال! دو استر شهباء و دلدل، و دو شتر عضباء و قصواء، و دو اسب جناح و حيزوم را بياور.

اسب جناح همان بود كه به در مسجد بسته مي شد، و پيامبر صلي الله عليه و آله براي كارهاي شخصي خود، مردي را كه به دنبال كاري مي فرستاد، از وي مي خواست بر آن سوار شود و با شتاب برود و كارها را انجام دهد.

اسب حيزوم، اسبي بود كه پيغمبر صلي الله عليه و آله (بر آن سوار مي شد و) به او مي فرمود: به پيش برو اي حيزوم (اي بلند قامت و برجسته) . همچنين بلال، الاغي را كه نام آن «عفير» بود، آورد.

آنگاه پيامبر صلي الله عليه و آله آن ها را تحويل اميرالمؤمنين علي عليه السلام داد و فرمود: تا زنده هستم، اين ها را در اختيار خود بگير.

اميرالمؤمنين علي عليه السلام مي فرمايد: نخستين چهارپايي كه بعد از



[ صفحه 198]



رحلت پيغمبر صلي الله عليه و آله مرد، همان عفير بود كه خود را در چاه بني خطمه انداخت و مرد [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي، ج 1، ص 237، ح 9، باب ما عند الائمه عليهم السلام من سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و متاعه.


الشمس و القمر و النجوم و البروج تدل علي الخالق


فكر في هذا الفلك بشمسه و قمره و نجومه و بروجه تدور علي العالم هذا الدوران الدائم، بهذا التقدير و الوزن لما في اختلاف الليل و النهار و هذه الأزمان الأربعة المتوالية من التنبيه علي الأرض و ما عليها من أصناف الحيوان و النبات من ضروب المصلحة، كالذي بينت و شخصت لك آنفا و هل يخفي علي ذي لب أن هذا تقدير مقدر و صواب و حكمة من مقدر حكيم، فان قال قائل: ان هذا شي ء اتفق أن يكون هكذا؟ فما منعه أن يقول مثل هذا في دولاب يراه يدور و يسقي حديقة فيها شجر و نبات فيري كل شي ء من آلاته مقدرا بعضه يلقي بعضا علي ما فيه صلاح تلك الحديقة و ما فيها. و بم كان يثبت هذا القول لو قاله و ما تري الناس كانوا قائلين له لو سمعوه منه؟ أفينكر أن يقول في دولاب



[ صفحه 115]



خشب مصنوع بحيلة قصيرة لمصلحة قطعة من الأرض، أنه كان بلا صانع و مقدر، و يقدر أن يقول في هذا الدولاب الأعظم، المخلوق بحكمة تقصر عنها أذهان البشر، لصلاح جميع الأرض و ما عليها أنه شي ء اتفق أن يكون بلا صنعة و لا تقدير لو اعتل هذا الفلك، كما تعتل الآلات التي تتخذ للصناعات و غيرها، أي شي ء كان عند الناس من الحيلة في أصلاحه.


آموزش از پدرانشان


امامان، علم خود را از كندوي عسل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مي مكند و از بوي رياحين شريعت او را استنشاق مي كنند و از عسل فهم و علم و عمل براي دل هايي كه مدتي ناله مي كنند و آه مي كشند از مرضي كه نتيجه حلول در جهل است مي آشامند كه آن شرابي است با رنگ هاي مختلف كه در آن شفاي مردمان است.

علي عليه السلام اول كسي بود كه از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم آموخت، وقتي كه در حديث مشهورش كه عامه و خاصه روايت كرده اند، فرمود: رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم به من هزار باب علم آموخت كه از هر بابي براي من هزار باب گشوده شد. [1] .

همين طور ائمه بعضي ديگر را پيروي كردند به ريزش علوم هر امامي بر امام بعد از خودش.

سخت ترين اشكالي كه پيروان حضرت صادق عليه السلام با آن رو به رو هستند، اين است كه تمام اين علوم از محالات است كه جمع بشود، بدون كمك به علمي كه آن علوم را بر او القاء كند، پس گفتند كه به درس پدرش در فلسفه و طب و غيره حاضر مي شد، در حالي كه يازده سال داشت و نبوغ او بر علما و شيوخ و قضات آشكار بود. [2] .

اين از افتخارات است كه امامان عليهم السلام از چشمه اي هستند كه خشك نمي شود و تنها نوري هستند كه خاموشي ندارد و تنها درختي كه خشك نمي شود و تنها گلي است كه از بين نمي رود. [3] .


پاورقي

[1] غاية المرام بحراني، ص 527.

[2] الامام الصادق في نظر علماء الغرب، ص 175.

[3] سيري در زندگاني امام جعفرصادق عليه السلام، ص 81.


مذهب أهل البيت


هو مذهب أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و هو أقدم المذاهب نشأة و أقواها عاملا، يستمد تعاليمه من الينبوع الإسلامي الفياض: القرآن الكريم و سنة نبيه، و قد غرس النبي صلي الله عليه و آله و سلم بذرته و وجه الناس إليه بتعاليمه و ارشاداته، و عمل به في زمن الصحابة، و قام بنشره جماعة منهم كأبي ذر الغفاري، و سلمان و المقداد، و عمار بن ياسر و غيرهم كما يأتي بيانه.

و اختصاصه بالامام الصادق للاسباب التي مر ذكرها عند حصول تلك الفترة بين شيخوخة الدولة الاموية، و طفولة الدولة العباسية، و فيها اتسع المجال للامام الصادق عليه السلام لنشر العلم و بث الأحكام الإلهية، و نشر التعاليم النبوية التي استقاها عن أبيه عن جده عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، عند رفع تلك الرقابة التي جعلها الامويون للحيلولة بين الامة و بين أهل البيت، فاشتهر في ذلك العصر ذكر جعفر بن محمد و اتسعت أمامه حرية القول، و حرية النقض و الابرام في شأن الحقائق الدينية من جهة، و المشتبهات و الموضوعات علي غير اساس صحيح من الحاديث و السنة من جهة أخري، و ازدحم طلاب العلم علي أبواب مدرسته، و كثرت الهجرة إليها، فنس المذهب إليه في عهد ازدهار العلم، لأن كل ما ذهب الامام الصادق إلي تصويبه و الوثوق بصحته من الاحكام اصبح بجملته يسمي (مذهب جعفر الصادق عليه السلام).

و لم يكن المذهب الجعفري كسائر المذاهب الإسلامية في تطور نشأته و عوامل انتشاره، بل امتاز باستقلاله عن مقومات المادة و مؤازرة السلطة، و استطاع بمؤهلاته الذاتية اخضاع الزمن، و اجتياز العقبات التي تقف في طريق نشره.

و لولا فيض من القدسية في مبادثه، و قوة روحية في تعاليمه، و عناية قبل كل شي ء من الخالق الحكيم رحمة بهذه الخلق المتعوس، لقضت عليه السلطات بمحاولتها القضاء عليه ولكن ذهبت تلك المحاولات ضد المذهب دون جدوي، فكان نصيبها الفشل و نصيبه النجاح،

و قد اتضح لنا بالبحث عن المذاهب الإسلامية و دراساتنا للظروف التي



[ صفحه 216]



تكونت فيها، و العوامل الرئيسية لنشر البعض و خمول البعض الآخر، انما هو لتدخل السلطة التنفيذية، فقد أخذت علي عاتقها نشر ما ترتضيه منها، و معارضة المذهب الذي لا يروق لها نشره، و كانت الأسباب التي أدت إلي محو تلك المذاهب البائدة بعد شهرتها بين المسلمين هي عدم المؤازرة و الترغيب من قبل الدولة، كما مرت الاشارة إليه.


عصر الامام الصادق


و هو أزهر العصور في نشاط الحركة العلمية و النزوع إلي التدوين. و الإمام الصادق عليه السلام هو زعيم تلك الحركة و المعلم الأول في ذلك العهد، فقد انتمي لمدرسته عظماء الأمة، و رجال العلم و رؤساء المذاهب.

و كان بيته كالجامعة يزدان علي الدوام بالعلماء الكبار في الحديث و التفسير و الحكمة و الكلام، فكان يحضر درسه في أغلب الأوقات ألفان، و في بعض الأحيان أربعة آلاف من العلماء المشهورين، و قد ألف تلاميذه من جمع الأحاديث و الدروس التي كانوا يتلقونها في مجلسه مجموعة من الكتب تعد بمثابة دائرة معارف للمذهب الشيعي أو الجعفري، و قد بلغ عددها في أيام الإمام الحسن العسكري أربعمائة كتابا.

فهشام بن الحكم، و الطاقي، و زرارة، و أبوبصير، و محمد بن مسلم من نوابغ تلاميذ الإمام جعفر الصادق عليه السلام، و هم في الحقيقة المرجع الأصلي لفقه المذهب الجعفري أو مذهب الشيعة و حكمته، و كان خلفاء الإمام جعفر الصادق يعدون موردا فياضا للاستفادة المذهبية و العلمية للشيعة. [1] .

و تسابق أعيان تلامذته إلي تدوين الحديث و المسائل الفقهية، فكان مجموع ما أحصي من التأليف في عصره أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف. و ذكر الشيخ آغا بزرگ [2] من مصنفي تلامذة الإمام الصادق عليه السلام في الحديث فقط أكثر من مائتي رجل مع تراجمهم عدا المؤلفين من سائر أصحاب الأئمة عليهم السلام و مجموع ما ذكره سبعمائة و تسعة و ثلاثون كتابا، عدا الكتب التي ذكرها بعنوان الأصول. و قال في خاتمة البحث:

«هذا آخر ما ظفرنا به من فهرس كتب قدماء الأصحاب التي لم تسم إلا باسم الكتاب و عبرنا عنها بكتاب الحديث لاشتمالها علي أحاديثهم التي يروونها عن الأئمة (ع) قد أودعت تلك الروايات بعين ألفاظها في المجاميع الأربعة التي ألفها المحمدون الثلاثة القدماء: الكافي، و التهذيب، و الاستبصار و الفقيه، و المحامدة المتأخرة أي: الوافي، و البحار، و الوسائل و مستدركه، و غيرها من المجاميع المخطوطة الموجودة في خزائن الكتب في العالم مثل جامع المعارف و الأحكام، و جوامع الكلم، و درر البحار، و الشفا في أخبار آل المصطفي، و مستدرك الوافي، و مستدرك البحار، و غير ذلك من الكتب...»



[ صفحه 554]




پاورقي

[1] رسالة الاسلام العدد 4 السنة السادسة من مقال للاستاذ السيد صادق نشأت الأستاذ بكلية الآداب بالقاهرة.

[2] الذريعة ج 6 ص 374 - 301.


شيوخه و تلامذته


تلقي الشافعي الفقه و الحديث علي شيوخ من مكة، و المدينة، و اليمن، و بغداد، و قد ذكر ابن حجر منهم عددا يتجاوز الثمانين، اما غيره فاقتصر



[ صفحه 192]



علي المشهورين منهم. و نحن نشير اليهم هنا بترجمة قصيرة و هم تسعة عشر: خمسة من مكة، و ستة من المدينة، و اربعة من اليمن، و اربعة من العراق. و قد ترك الفخر الرازي ذكر محمد بن الحسن الشيباني تعصبا، و لا مجال لتركه فان الشافعي قد اعترف بأخذه العلم عنه و انه حمل عنه علما كثيرا و نمت مواهبه في ملازمته، و يعد في الواقع من أشهر شيوخه، بعد مالك بن أنس، و أول شيخ تلقي الشافعي عنه العلم هو:

1- مسلم بن خالد المخزومي ابوخالد المكي، المعروف بالزنجي المتوفي سنة 180 ه و هو من موالي مخزوم، و هو أول شيوخ الشافعي، و ابتدأ بأخذ الفقه و الحديث عنه، ثم انتقل الي المدينة وحضر عند مالك، و لم يكن مسلم بن خالد ممن يعتمد عليه في الحديث، فقد طعن عليه و ضعفه كثير من الحفاظ، كأبي داود، و أبي حاتم، و النسائي، خرج حديثه ابن ماجه و ابوداود. [1] .

2- سعيد بن سالم القداح، أبوعثمان الخراساني، ثم المكي المتوفي سنة 171 ه و كانت له حلقة مسلم بن خالد الزنجي، بعد ان توفي مسلم، و قد أخذ الشافعي عنه و روي حديثه، و كان سعيد يرمي بالارجاء (أي أنه من المرجئة).

3- داود بن عبدالرحمن العطار المتوفي سنة 175 ه.

قال الشافعي: ما رأيت اورع منه، و وثقه ابن معين.

و لم تكن ملازمة الشافعي له كغيره من شيوخه، و لعل أخذه عنه كان قليلا.

4- سفيان بن عيينة بن أبي عمران المتوفي سنة 198 ه، تقدمت ترجمته في هذا الكتاب في اسماء تلامذة الامام الصادق، و هو من رؤساء المذاهب البائدة.

5- مالك بن أنس الأصبحي المتوفي سنة 179 ه، تقدمت ترجمته في الجزء الأول و الثاني.

6- عبدالله بن نافع الصائغ، مولي بني مخزوم المتوفي سنة 206 ه.

7- يحيي بن حسان بن حيان، البكري المصري المتوفي سنة 208 ه.

8- ابراهيم بن محمد بن أبي يحيي أبواسحق المدني المتوفي سنة 184 ه. و قد أكثر الشافعي من الرواية عنه. و هو عندهم ضعيف. و قد رموه بالكذب. و طعنوا علي الشافعي بالأخذ عنه، ولكن الشافعي كان يري ابراهيم صدوقا، و انما رمي بالكذب لغايات هناك، و قد روي الربيع بن سليمان عن



[ صفحه 193]



الشافعي انه كان يقول: لئن ينحر ابراهيم بن بعد أحب اليه من أن يكذب. و كان ثقة في الحديث.

و ابراهيم هذا كان من تلامذة الامام الصادق و خريج مدرسته، و كان يروي أحاديث أهل البيت (ع)، و له مؤلف مبوب في الحلال و الحرام علي مذهب أهل البيت، و هو أستاذ الواقدي، و كتب الواقدي أكثرها مأخوذة عنه. و حيث كان الشافعي يعتمد علي كتبه و رواياته، فكان مرة يصرح باسمه و مرة أخري يوري عنه فيقول: حدثني الثقة، حدثني من لا اتهمه.

9- حماد بن أسامة الكوفي، مولي بني هاشم المتوفي سنة 201 ه.

10 - وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي، أبوسفيان الكوفي المتوفي سنة 196 ه.

11 - ابراهيم بن سعد الأنصاري الزهري، المتوفي سنة 183 ه تقدمت ترجمته في تلامذة الامام الصادق (ع).

12 - محمد بن الحسن الشيباني القاضي، تلميذ أبي حنيفة، قال الشافعي: حملت عن محمد بن الحسن الشيباني حمل بختي (نوع من الابل، ليس عليه الا سماعي و قال: كان محمد بن الحسن جيد المنزلة، فاختلفت اليه فلزمته و كتبت كتبه. [2] و لذلك قالوا: ان محمد بن الحسن اغزر منه (أي من الشافعي) علما و أخطر أثرا، و ان علم الشافعي راجع اليه و مأخوذ عنه.

13 - عبدالوهاب بن عبدالمجيد بن الصلت البصري المتوفي سنة 194 ه، تقدمت ترجمته في هذا الكتاب في تلامذة الامام الصادق.

14 - هشام بن يوسف أبو عبدالله قاضي صنعاء المتوفي سنة 197 ه و هو من الأبناء، سمع معمرا، و ابن جريح، و أخذ عنه ابن المدايني، توفي قبل عبدالرزاق بن همام [3] .

15 - اسماعيل بن ابراهيم الأسدي القرشي. مولاه أبوبشر البصري المتوفي سنة 193 ه و يعرف بابن علية، و هي أمه، مولاة لبني أسد بن خزيمة و لماولي اسماعيل بن عليه القضاء كتب اليه ابن المبارك:



يا جاعل العلم له بازيا

يصطاد اموال المساكين



تحتال للدنيا و لذاتها

بحيلة تذهب بالدين





[ صفحه 194]





فصرت مجنونا بها بعد ما

كنت دواء للمجانين



أين رواياتك فيما مضي

عن ابن عون و ابن سيرين



أين رواياتك في سردها

في ترك ابواب السلاطين



ان قلت أكرهت فذا باطل

زل حمار العلم في الطين [4] .




پاورقي

[1] تهذيب التهذيب، و الخلاصة ص 321 و غيرهما.

[2] اداب الشافعي لابي حاتم ص 32 - 23.

[3] طبقات فقهاء اليمن للجعدي ص 67.

[4] تهذيب التهذيب ج 1 ص 278.


المسح علي الخفين


هذه المسألة من المسائل التي وقع الخلاف فيها بين الشيعة و غيرهم من المذاهب، و قد تطورت الحالة حتي أصبح المسح علي الخفين من علامة السنة، و علامة من علامات البدعة، و أصبحت هذه المسألة من أصول الاعتقاد.

و نحن نذكر ذلك بايجاز.

قالت الشيعة، لا يجوز المسح علي الخفين، أو الجورب مطلقا، سواء في حضر أم سفر، لأن ذلك خلاف ما نزل به القرآن في بيان الوضوء، و هو قوله تعالي: (و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم) فأوجب تعالي ايقاع الفرض علي ما يسمي رجلا، و الخف لا يسمي بذلك، كما أن العمامة لا تسمي رأسا.

كما أن الأخبار الواردة في ذلك لا تقابل دلالة الآية علي وجوب المسح علي الرجل، و عمدة ما في الباب هو حديث جرير بن عبدالله:

روي الجماعة أن جريرا بال ثم توضأ و مسح علي خفيه، فقيل له تفعل هكذا؟ قال: نعم رأيت رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم بال ثم توضأ، و مسح خفيه، و قد أنكر المسح علي الخفين جماعة من الصحابة، و كان علي عليه السلام يقول: سبق الكتاب المسح علي الخفين.

و روي زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال، سمعته يقول: جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبي صلي الله عليه و اله و سلم و فيهم علي عليه الصلاة و السلام، فقال: ما تقولون في المسح علي الخفين؟ فقام المغيرة بن شعبة و قال: رأيت رسول الله يمسح علي الخفين.

فقال علي عليه السلام قبل المائدة أو بعدها؟ فقال المغيرة: لا أدري. فقال علي عليه السلام: انما نزلت المائدة قبل أن يقبض النبي بشهرين أو ثلاثة.

و قال أبوالورد: قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام: ان أباضبيان حدثي أنه رأي عليا عليه السلام أراق الماء ثم مسح علي الخفين، فقال عليه السلام: كذب أبوضبيان... الحديث.



[ صفحه 194]



و روي اسحاق بن عمار عن الامام الصادق عليه السلام: النهي عن المسح علي الخفين.

و عن الحلبي قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن المسح علي الخفين فقال: لا تمسح و قال: ان جدي قال: سبق الكتاب [1] .

فالشيعة الامامية يذهبون - تبعا للعترة الطاهرة - الي عدم جواز المسح علي الخفين لما ذكرناه و ما سيأتي بعد.

و قد وقع الاختلاف في هذه المسألة علي أقوال:

1 - الجواز مطلقا سفرا و حضرا.

2 - الجواز في السفر دون الحضر.

3 - عدم الجواز بقول مطلق لعدم ثبوته في الدين، و أن القرآن علي خلافه، و علي كل حال فان الاختلاف في هذه المسألة وقع في الصدر الأول، فمنهم من يري عدم مشروعية المسح علي الخفين، و ما يروي في ذلك معارض لآية الوضوء، و هي متأخرة عما يروي في ذلك، و لم تكن منسوخة اذ المائدة لم تنسخ منها آية واحدة.

و كان في طليعة المنكرين لذلك الامام عليه السلام و كفي بذلك ردا للمدعي، اذ هو باب مدينة علم النبي، و هو أعرف الناس بما يصدر عن الرسول، لملازمته اياه في حضره و سفره، و لما سئلت عائشة عن المسح علي الخفين قالت: سلوا عليا فانه كان أكثر سفرا مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و قد ثبت عن علي عليه السلام أنه كان ينهي عن المسح علي الخفين.

و كذلك حبر الأمة عبدالله بن عباس، فقد ورد عنه أنه كان يقول: لأن أمسح علي جلد حمار أحب الي من أن أمسح علي الخفين.

و كانت عائشة تنكر المسح علي الخفين أشد الانكار و تقول: لأن تقطع قدماي أحب الي من أن أمسح علي الخفين، و في لفظ: لأن أقطع رجلي أحب الي من أن أمسح عليهما [2] .

و كان ابن عمر يخالف الناس في المسح علي الخفين، و ان ادعي أنه رجع عن ذلك قبل موته فهي دعوي لم تثبت.

و سئل ابن عباس: هل مسح رسول الله علي الخفين؟ فقال: و الله ما



[ صفحه 195]



مسح رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم علي الخفين بعد نزول المائدة، و لان امسح علي ظهر غير في الفلاة أحب الي من أن أمسح علي الخفين، و في رواية: لأن أمسح علي جلد حمار أحب الي من أن أمسح علي الخفين [3] .

و قد روي عن مالك بن انس في العتيبية ما ظاهره المنع من المسح علي الخفين. و قال الشيخ أبوبكر في شرح المختصر الكبير انه روي عن مالك: لا يمسح المسافر و لا المقيم، و كذلك روي عن ابن وهب في النوادر عن مالك أنه قال: لا مسح في سفر و لا حضر، و يقال ان منعه كان علي وجه الكراهية لما لم ير أهل المدينة يمسحون، ثم رأي الآثار فأباح المسح علي الاطلاق [4] .

و علي كل حال: فان فعل جرير و استنكار الناس عليه عندما مسح علي الخفين، يؤيد أن هذا لم يكن معهودا، و مثله يلزم ان يكون مشهورا شهرة عظيمة، لا تخفي علي الاكثرين.

و ان ما ذهبت اليه الشيعة في عدم الجواز مطلقا هو الموافق لكتاب الله، و مبري ء للذمة، لأن المسح علي الخفين لا يصدق عليه مسحا علي الرجلين لا لغة و لا شرعا، كما أن العمامة لا تسمي رأسا، و البرقع لا يسمي وجها، و ما يقال في الاحتجاج بصحة القول: وطأت كذا برجلي. و ان كان لابسا للخف فان ذلك مجاز و اتساع بلا خلاف. و المجاز لا يحمل عليه الكتاب، الا بدليل ظاهر.

و قد صح عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم انه لم يمسح علي خفيه، و ربما وقع اشتباه من الراوي في مسحه صلي الله عليه و اله و سلم علي رجله، و هو لابس للحذاء الذي لا يمنع من المسح، و ان كان هذا بعيدا لأنه صلي الله عليه و اله و سلم مشرع و وضوؤه لابد أن يأتي بصورة أكمل و بيان افضل.

ثم ان الوضوء لم يكن من الأعمال التي يمكن أن تخفي لكثرة تردده و استعماله حتي يختص جرير بن عبدالله بهذا الحكم، و يتفرد بهذا البيان كما تقدم.

و علي كل حال: فالشيعة لم تنفرد بالمنع و لم يستدلوا في هذا الحكم بغير الكتاب و سنة الرسول، و كفي بذلك أمنا من العقاب و براءة للذمة.



[ صفحه 196]



و مهما يكن من أمر فقد وقع الاختلاف بين القائلين بجواز المسح من حيث توقيته و كيفيته مما لا حاجة الي ذكره.

و الشي ء الذي نود التنبيه عليه هو أن مسألة المسح علي الخفين أصبح لها أثر في المجتمع الاسلامي، مما دعا الي حجر الأفكار عن الخوض في صحتها، حتي ادعي أن روايتها متواترة، و انها ناسخة لكتاب الله، مع أنها متقدمة علي نزول الآية.

و كان مالك لا يري جواز المسح علي الخفين و لكنه يجيزه لا صحابه، و قد جعل انكار المسح طعنا علي الصحابة، و نسبتهم الي الخطأ، و لهذا قال الكرخي: أخاف الكفر علي من لا يري المسح علي الخفين [5] .

و ان المسح علي الخفين من شرائط السنة، و قال أبوحنيفة: من شرائط السنة و الجماعة تفضيل الشيخين، و محبة الختنين، و أن تري المسح علي الخفين، و أن لا تحرم نبيذ التمر [6] .

و قال ابن العربي: اذا ثبت وجه التأويل في المسح علي الخفين، فانهما أصل في الشريعة، و علامة مفرقة بين أهل السنة و البدعة [7] .

و ذلك أن ابن العربي قد أول قراءة الخفض في أرجلكم، و هي قوله تعالي: (و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم) بكسر لام أرجلكم، ان ذلك لبيان أن الرجلين يمسحان حال الاختيار علي حائل، و هما الخفان بخلاف سائر الاعضاء فعطف بالنصب مغسولا علي مغسول (أي الوجه و الأيدي) و عطف بالخفض ممسوحا علي ممسوح (أي الرأس و الخفين) و صح المعني.

و أنت تري ما في هذا التأويل من البعد عن الحق، فالله سبحانه و تعالي يقول: رؤوسكم و أرجلكم و هم يقولون رؤوسكم و نعالكم.

و ان هذه القضية قد ارتكب فيها مالا يتفق مع الحقيقة و الواقع، اذ أصبحت بشكل يدعو الي الاستغراب و التعجب، حتي ذهب بعضهم الي لزوم الأخذ و الالتزام بما يدل علي مسح الخفين مهما كان، هو أفضل لأن فيه تأييدا للسنة و طعنا في البدعة.

قال ابن المنذر: اختلف العلماء أيهما أفضل المسح علي الخفين أم نزعهما، و غسل القدمين؟ و الذي أختاره ان المسح افضل، لأجل من طعن فيه من



[ صفحه 197]



أهل البدع و الروافض، و احياء ما طعن فيه المخالفون من السنن أفضل من تركه [8] .

فلا نستغرب اذا عندما يدعي اجماع الصحابة علي جواز المسح من مخالفة أكثرهم، ان لم نقل كلهم الا فردا نادرا.

و ليس من الغريب علي من يجوز نصر السنة و محاربة البدعة - كما يقولون - مع مخالفة الواقع أن ينسب جواز المسح للامام علي عليه السلام مع أن المقطوع به أنه لا يجوز ذلك، و كان ينكر علي من يقول به.

و من العجيب ارتكاب أعظم المخالفات في التفسير، لما ورد عن أبي امامة في صفة وضوء النبي صلي الله عليه و اله و سلم كما أخرجه أبوداود من أنه صلي الله عليه و اله و سلم كان يمسح علي المأقين، و هما مؤخر العين، ففسروا المأقين بالخفين [9] حتي تكون فيه دلالة جواز المسح عليهما و أين المأقين من الخفين!!!


پاورقي

[1] الوسائل طبع مصر ج 2 ص 27 و الخلاف للشيخ الطوسي ج 1 ص 22 و الكافي ج 3 ص 32 و المعتبر للمحقق الحلي ص 41 و غيرها.

[2] نيل الأوطار ج 1 ص 177 و تفسير الرازي ج 3 ص 371 بداية المجتهد ج 1 ص 17.

[3] بدائع الصنائع للكاساني ج 1 ص 7.

[4] المنتقي لابن الباجي ج 1 ص 77.

[5] بدائع الصنائع ج 1 ص 7.

[6] المصدر السابق.

[7] أحكام القرأن ج 2 ص 576.

[8] الشوكاني ج 1 ص 176.

[9] تيسير الوصول للشيباني ج 3 ص 76.


جميع بن عمير


ابوالأسود جميع بن عمير التيمي الكوفي من بني تيم الله ابن ثعلبة من تلامذة الامام الصادق عليه السلام.

خرج حديثه الترمذي، و النسائي، و ابوداود، و ابن ماجة. و روي عنه: الاعمش. و العوام بن حوشب. و العلاء بن صالح، و صدقة بن سعيد الحنفي، و كثير النواء، و حكيم بن جبير، و ابنه محمد بن جميع و ابواسحاق الشيباني. [1] .

قال ابن ابي حاتم: سألت ابي عن جميع؟ فقال: (هو) من عتق الشيعة و محله الصدق؛ صالح الحديث، كوفي من التابعين.

و قال العجلي: تابعي ثقة، و قال الساجي: له احاديث مناكير و فيه نظر و هو صدوق.

أقول: انهم أنكروا علي جميع روايته في فضائل علي عليه السلام منها ما رواه علي بن صالح. عن حكيم بن جبير عن جميع عن ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي عليه السلام: انت اخي في الدنيا و الآخرة. [2] .

و لهذا حملوا عليه. قال فيه ابن نمير: انه كان من اكذب الناس و قالوا فيه: كان رافضيا يضع الحديث الي غير ذلك.


پاورقي

[1] الجرح و التعديل 532: 1 ق 1 و تهذيب التهذيب 133: 1.

[2] ميزان الاعتدال 195: 1.


عمر بن عبدالعزيز بن مروان


تولي الخلافة في 10 صفر سنة 99 ه في اليوم الذي مات فيه سليمان. فانكشفت المحنة نوعا ما، في أيامه، عن شيعة آل البيت عليهم السلام اذ رفع سبب أميرالمؤمنين عليه السلام عن المنابر، و كتب الي عماله في الأمصار. «ان الله يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربي، و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي، يعظكم لعلكم تذكرون» [1] .



[ صفحه 363]



و قد مدحه السيد الرضي (قدس).



يا ابن عبدالعزيز لو بكت العين

فتي من أمية لبكيتك [2] .



و رد فدك الي أبناء السيدة الزهراء عليهاالسلام، و كتب الي واليه علي المدينة أبي بكر بن عمرو بن حزم يأمره بذلك، فكتب اليه ان فاطمة عليهاالسلام قد ولدت في آل عثمان و آل فلان و آل فلان فعلي من أرد؟ فكتب اليه أقسمها في ولد فاطمة من علي عليه السلام. و لما عاتبه بنوأمية، قالوا: فان أبيت الا هذا، فأمسك الأصل و أقسم الغلة ففعل [3] .

و أمن آل أبي طالب في أوطانهم، و زاد في عطيتهم [4] ، بل أحسن الي الفقراء كافة.

ولكن مع ذلك اذا كان يعلم بأن الحق الشرعي في الخلافة ليس لبني أمية و قد سمع أباه يقول: ان من تري تحت منبرنا، لو علموا فضل علي ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد. فلم لم يرد الحق الي الامام زين العابدين عليه السلام؟!

و لم لم يدفع الخمس لهم؟ و لم لم يستشر الامام عليه السلام في أموره، مع أنه لما توفي عليه السلام قال: ذهب سراج الدنيا، و جمال الدين، و زين العابدين.

أليس المؤمن الحق لا تأخذه في الله لومة لائم؟! ألم يقل الله عزوجل «ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها؟!. الا أنه لا شك أفضل من غيره، و يخفف عنه العذاب.



[ صفحه 364]



و يروي أنه سمته بنوأمية، لأنهم خشوا ذهاب الملك من أيديهم [5] .


پاورقي

[1] سورة النحل / 90.

[2] معالم المدرستين ج 1 / 381 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 / 59 - اليعقوبي ج 2 / 305.

[3] فدك في التاريخ للسيد محمدباقر الصدر ص 36 - معجم رجال الحديث ج 13 / 42 المامقاني ج 2 / 345.

[4] النزاع بين أفراد البيت الأموي ص 123.

[5] مروج الذهب ج 3 / 194.


احكام تتعلق بالجنايات و الديات


و فيه عشرة مسائل:

مسألة قتل الجماعة بالواحد:

سبق الكلام عنها عند الاحتجاج بالمصلحة المرسلة.

المسألة الثانية: دية جنين الحرة اذا خرج ميتا بسبب الجناية علي أمه:

مذهب الامام جعفر الصادق: في النطفة اذا ألقتها المرأة بسبب جناية عشرون دينارا و في العلقة أربعون، و في المضغة ستون، و في العظم ثمانون و في الجنين مائة دينار [1] و روي ذلك عن سيدنا علي و الباقر و الناصر. [2] .

وجه هذا المذهب:

1 - اذا لزمت الغرة [3] في الميت و لا حياة فيه لزمت هذه المقادير فيه ناقصا. [4] .

2 - لقول علي رضي الله عنه بذلك. و هو توقيف.

3 - و يجوز أن يكون ذلك علي وجه المصالحة. [5] .

و قال أبوحنيفة و مالك و الشافعي و أحمد: لا شي ء فيما لم يتبين فيه أثر التخلق و التخطيط، كالمضغة و الدم و انما تجب الغرة اذا تبين أثر الخلقة و تخطيطها.

و قال جمهور الفقهاء: اذا وقع اعتداء علي الجنين و تسبب في اسقاطه.



[ صفحه 261]



ميتا ففيه الغرة. [6] .

المسألة الثالثة: الغرة المشروعة في الجنين ذكرا كان أم أنثي:

مذهب الامام جعفر الصادق: ان الغرة المشروعة في الجنين هي عشر الدية [7] و هي واجبة. [8] .

روي ذلك عن: سيدنا علي و الباقر و هو أحد قولي الناصر. [9] .

و قال جمهور الفقهاء (الحنفية و الشافعية و الحنابلة و رواية المالكية): اذا ألقت المرأة بجنينها حيا بأن استهل صارخا، ثم مات بسبب الاعتداء علي أمه فتجب دية كاملة و كفارة سواء كان الاعتداء خطأ أو عمدا.

و قال المالكية في رواية لهم: يجب في القصاص اذا كان عمدا. و الغرة عند الجمهور هي عبد أو أمة قيمتها نصف عشر الدية و هي خمس من الابل أو خمسون دينارا. أو خمسمائة درهم لا فرق بين الذكر و الأنثي. [10] .

المسألة الرابعة: دية الجنين علي الجاني أم علي العاقة:

مذهب الامام جعفر الصادق: أن دية الجنين علي الجاني. [11] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر و به قال المالكية اذا كان الاعتداء



[ صفحه 262]



عمدا و كذا خطأ. و اليه ذهب الحنابلة اذا كان القتل عمدا. [12] .

و قالت القاسمية و الفريقان: ان دية الجنين علي عاقلة الجاني. اذا مات بسبب فهو خطأ. [13] .

و قال الحنفية و الشافعية في الأصح عندهم: ان الغرة تلزم العاقلة سواء كانت الجناية خطأ أم عمدا أم شبه عمد.

و قال المالكية: ان الغرة تجب في مال الجاني في العمد مطلقا و كذا في الخطأ الا أن يبلغ ثلث ديته فأكثر فعلي عاقلته كما لو ضرب مجوسي حرة حبلي فألقت جنينا، فان الغرة الواجبة هنا أكثر من ثلث دية الجاني.

و قال الحنابلة: اذا كانت الجناية علي الجنين خطأ أو شبه عمد فالغرة علي العاقلة. [14] .

المسألة الخامسة: خيار الغرة (عمرها أو سنها):

مذهب الامام جعفر الصادق: أنه لا عبرة بالسن، اذ الواجب القيمة [15] و روي ذلك عن: الباقر و الناصر. [16] .

و قال الشافعي: ان خيار الغرة من السبع الي الثمان، فلا يجزئ ما دون السبع، اذ ليس بخيار. [17] .



[ صفحه 263]




پاورقي

[1] البحر الزخار: 6 / 257 - الروض النضير: 4 / 270.

[2] المصدران السابقان.

[3] الغرة: العبد أو الأمة. انظر سبل السلام: 3 / 238 - الروض النضير: 4 / 270 - مختار الصحاح: 471.

[4] البحر الزخار: 6 / 257.

[5] الروض النضير: 4 / 271.

[6] القرطبي: 5 / 321 - رد المختار: 5 / 377 - جواهر الاكليل: 2 / 266 - نهاية المحتاج: 7 / 360، 366 - المغني: 7 / 799، 815 - حاشية الجمل: 5 / 99، 100 - الشرح الكبير و حاشية الدسوقي: 4 / 269.

[7] الدية: هي المال مؤدي الي مجني عليه أو وليه بسبب جناية - انظر كشاف القناع: 6 / 5 - منتهي الارادات: 2 / 421.

[8] البحر الزخار: 6 / 257، 258.

[9] المصدر السابق.

[10] انظر حاشية ابن عابدين: 5 / 377 - حاشية قليوبي: 4 / 159 - جواهر الاكليل: 2 / 276، 272 - أسني المطالب: 4 / 89 - بداية المجتهد: 2 / 407 - المغني: 7 / 815، 811، 300،: 299 - منتهي الارادات: 2 / 431 - حاشية الخرشي: 5 / 274، 275 - تبيين الحقائق و حاشية الشلبي: 6 / 141.

[11] البحر الزخار: 6 / 257 - الروض النضير: 4 / 272.

[12] المصدران السابقان - المغني: 7 / 815، 811، 300، 299.

[13] انظر المصادر السابقة - حاشية ابن عابدين: 5 / 377، 379 - حاشية قليوبي: 4 / 159 - بداية المجتهد: 2 / 407 - أسني المطالب: 4 / 89.

[14] حاشية ابن عابدين و الدر المختار: 5 / 377 - تبيين الحقائق و حاشية الشلبي: 6 / 140 - أسني المطالب: 4 / 94 - حاشية الدسوقي: 4 / 268 - مواهب الجليل و بهامشه التاج و الاكليل: 6 / 257 - نهاية المحتاج: 7 / 363 - المغني: 7 / 806 - الانصاف: 10 / 69، 119، 135، الفروع، 3 / 431، 451.

[15] البحر الزخار: 6 / 258.

[16] المصدر السابق.

[17] المصدر السابق.


علة تحريم الخمر


قال: فلم حرم الله الخمر، و لا لذة أفضل منها؟

قال عليه السلام: حرمها لأنها أم الخبائث، و رأس كل شر، يأتي علي شاربها ساعة يسلب لبه [1] ، و لا يعرف ربه، و لا يترك معصية الا ركبها، و لا حرمة الا انتهكها، و لا رحما ماسة الا قطعها، و لا فاحشة الا أتاها، و السكران زمامه بيد الشيطان، ان أمره أن يسجد للأوثان سجد، و ينقاد حيث ما قاده.


پاورقي

[1] أي عقله. لسان العرب 730:1.


عبدالله بن سنان


عبدالله بن سنان بن طريف الكوفي مولي قريش أو بني هاشم خاصة، روي عن الصادق عليه السلام، و قيل: و عن الكاظم أيضا و هو غير بعيد لأنه قد عاصره، و كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد، و مع ذلك فقد كان



[ صفحه 153]



من شيعة أهل البيت و الفقهاء الصلحاء، و الثقات الأجلاء، الذين لا يطعن عليهم بشي ء، و لقد قال فيه الصادق عليه السلام: «أما أنه يزيد علي السن خيرا».

و قد شاهد من الصادق عليه السلام كرامة باهرة دلت علي كريم مقامه عند أبي عبدالله عليه السلام، و أنه من حملة أسراره، و له كتب يرويها عنه أجلة الرواة و مشاهير الثقات.


و هذا كتاب آخر الي المفضل بن عمر


ما أخرجه الصدوق قدس الله سره في كتاب « علل الشرائع » باسناده [1] الي صباح المدائني ، عن المفضل بن عمر ، أن أباعبدالله عليه السلام كتب [2] في ما كتب اليه:

« ان الله لم يبعث نبيا قط يدعو الي مغفرة الله [3] ليس معها طاعة في أمر و لا نهي ، و انما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله علي حدودها مع معرفة من دعا اليه ، و من أطاع حرم الحرام ظاهره و باطنه ، و صلي و صام و حج و اعتمر و عظم حرمات الله كلها و لم يدع منها شيئا ، و عمل بالبر كله و مكارم الأخلاق كلها ، و تجنب سيئها. و من زعم أنه يحل الحلال و يحرم الحرام بغير معرفة النبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يحل الله حلالا و لم يحرم له حراما ، و ان صلي و زكي و حج و اعتمر و فعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته ، فلم يفعل شيئا من ذلك:لم يصل و لم يصم و لم يزك و لم يحج و لم يعتمر و لم يغتسل من الجنابة و لم يتطهر و لم يحرم ] الله [ حراما و لم يحلل ] لله [ حلالا ، و ليس له صلاة و ان ركع و ان سجد ، و لا له زكاة و لا حج ، و انما ذلك كله يكون بمعرفة رجل من الله جل و عز علي خلقه بطاعته و أمر بالأخذ عنه ، فمن عرفه و أخذ عنه أطاع الله ، و من زعم أن ذلك انما هي المعرفة



[ صفحه 457]



و أنه اذا عرف اكتفي بغير طاعة فقد كذب و أشرك ، و انما قيل:اعرف و اعمل ما شئت من الخير ، فانه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة ، فاذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر ، فانه مقبول منك » [4] .

أقول:يشبه أن يكون هذا الكتاب مستخرجا من الكتاب الذي أسلفناه ، استخرجه الصدوق أو بعض من تقدمه من الرواة.

و في كتاب « الأمالي » لشيخ الطائفة قدس الله سره باسناده [5] عن عمار الساباطي ، قال:قلت لأبي عبدالله عليه السلام:ان أباامية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت:لا يضر مع الايمان عمل ، و لا ينفع مع الكفر عمل. فقال الامام عليه السلام:انه لم يسألني أبوامية عن تفسيرها ، انما عنيت بهذا أنه من عرف الامام من آل محمد و تولاه ثم عمل لنفسه ما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك ، و ضوعف له أضعافا كثيرة ، و انتفع [6] بأعمال الخير مع المعرفة. فهذا ما عنيت بذلك ، و كذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها اذا تولوا الامام الجائر الذي ليس من الله تعالي.

فقال له عبدالله بن أبي يعفور:أليس الله تعالي يقول:« من جاء بالحسنة



[ صفحه 458]



فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون »؟ [7] فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن يوالي أئمة الجور ؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام: [8] « و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون » [9] و انما أراد بالسيئة انكار الامام الذي هو من الله تعالي. ثم قال أبوعبدالله عليه السلام:من جاء يوم القيامة بولاية امام جائر ليس من الله تعالي ، و جاءه منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالي يوم القيامة في النار [10] .


پاورقي

[1] قال:حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن يحيي بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن صباح المدائني.

[2] في المصدر:« كتب اليه كتابا فيه ... ».

[3] فيه:« معرفة الله » ، و هو الصواب ظاهرا.

[4] علل الشرائع 238:1 ، طبعة قم.

[5] قال رحمه الله:« و بالاسناد أخبرنا محمد بن محمد ، قال:أخبرنا أبوغالب أحمد بن محمد الرازي ، قال:حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار بن موسي الساباطي ».

[6] و اشفع ( خ ).

[7] النمل:89.

[8] زاد في المصدر:« و هل تدري ما الحسنة التي عناها الله في هذه الآية ؟ هي و الله معرفة الامام و طاعته ، و قال عزوجل ... ».

[9] النمل:90.

[10] الامالي:266.


حريز بن عبدالله


قال النجاشي [1] حريز بن عبدالله السجستاني، أبومحمد الأزدي من أهل الكوفة، أكثر السفر و التجارة الي سجستان، فعرف بها، و كانت تجارته في السمن و الزيت، و كان من فقهاء الرواة، و له عدة كتب في الفقه و قد روي عن الصادق مشافهة و بالواسطة أخبار كثيرة. قيل: انه لم يرو عن أبي عبدالله عليه السلام مشافهة الا حديثين [2] ، و لكن هذا الزعم يخالف ما هو مروي عنه في كتب الفقه بلا واسطة، و من سبر كتب الحديث عرف أنه كثير الرواية عنه مشافهة، و كتبه تعد من الاصول.



[ صفحه 334]



و ذكره الشيخ رحمه الله [3] و قال: ثقة، سكن سجستان، له كتب منها: كتاب الصلاة و الزكاة و الصوم و النوادر.

و ذكره أيضا [4] في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام.

و قال الكشي: [5] عربي كوفي انتقل الي سجستان فقتل بها، رحمه الله، و قال انه يكني بأبي عبدالله، و كان يونس بن عبدالرحمن يذكر عنه فقها كثيرا.

و قال الشيخ المفيد رحمه الله: [6] كان سبب قتله أن له أصحابا يقولون بمقالته، و كان الغالب علي أهل سجستان الشراة - الخوارج - و كان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب أميرالمؤمنين عليه السلام و سبه، فيخبرون حريزا و يسامرونه في قتل من يسمعون منه ذلك فيأذن لهم، فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل، فلا يتوهمون علي الشيعة لقلة عددهم، و يطالبون المرجئة و يقاتلونهم، و ما زال الأمر هكذا حتي وقفوا علي الأمر فطلبوا الشيعة، فاجتمع أصحاب حريز في المسجد، فهدموا عليهم حيطان المسجد و قلبوا أرضه عليهم، رحمة الله عليهم، و كان ممن شهر السيف في قتال... فنال الخوارج سجستان في حياة أبي عبدالله عليه السلام.

و قال الوحيد: [7] من أجلا الأصحاب و عد جميع الأصحاب خبره صحيحا.



[ صفحه 335]



و ذكره العلامة [8] في القسم الأول المعد للممدوحين.

وقد وثقه المجلسي [9] و الجزائري [10] و صاحب البلغة [11] .


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 144، الرقم 375.

[2] رجال الكشي: 382، الرقم 716.

[3] فهرست الطوسي: 62، الرقم 239.

[4] رجال الطوسي: 181، الرقم 175.

[5] رجال الكشي: 385، الرقم 719.

[6] الاختصاص، 207.

[7] تعليقة الوحيد البهبهاني: 93.

[8] رجال العلامة: 63، الرقم 4.

[9] الوجيزة: 184، الرقم 45.

[10] حاوي الأقوال (مخطوط): 64، الرقم 235.

[11] بلغة المحدثين: 344، الرقم 12.


دعاؤه لاهل البيت


من أدعية الامام الصادق عليه السلام، دعاؤه لاهل البيت عليهم السلام، الذين هم مركز الوعي الاجتماعي في الاسلام، وقد أعرب الامام عليه السلام، عن مدي أهميتهم، وسمو مكانتهم في الامة، وهذه بعض فصول دعائه:

«الليوث الابطال، عصمة لمن اعتصم بهم، وأجارة لمن استجار بهم، والكهف الحصينة، والفلك الجارية، في اللجج الغامرة، الراغب عنهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق، رماحك في أرضك، وصل علي عبادك، في أرضك، الذين أنقذت بهم من الهلكة، وأنرت بهم الظلمة، شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعدن العلم صلي الله عليه وعليهم أجمعين آمين، آمين يا رب العالمين.

اللهم، إني أسألك مسألة المسكين، وأبتغي إليك، إبتغاء البائس الفقير، وأتضرع إليك، تضرع الضعيف الضرير، وأبتهل إليك، إبتهال المذنب الخاطئ، مسألة من خضعت لك نفسه، ورغم لك أنفه، وسفعت لك ناصيته وانهملت لك دموعه، وفاضت لك عبرته، واعترف لك بخطيئته، وقلت عنه حيلته، وأسلمته ذنوبه، أسألك الصلاة علي محمد وآله أولا وآخرا، وأسألك حسن المعيشة ما أبقيتني، معيشة أقوي بها في جميع حالاتي، وأتوصل بها في الحياة الدنيا إلي آخرتي، عفوا لا تترفني فأطغي، ولا تقتر علي فأشقي، أعطني من ذلك غني عن جميع خلقك، وبلغه إلي رضاك، ولا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا تجعل



[ صفحه 216]



فراقها علي حزنا، أخرجني منها، ومن فتنتها مرضيا عني، مقبولا فيها عملي إلي دار الحياة، ومساكن الاخيار.

اللهم، إني أعوذ بك من إنزالها وزلزالها، وسطوات سلطانها، وسلاطينها، وشر شياطينها، وبغي من بغي علي فيها، اللهم، من أرادني فأرده، ومن كادني فكده، وافقأ عيون الكفر، واعصمني من ذلك بالسكينة، وألبسني درعك الحصينة، واجعلني في سترك الواقي، وأصلح لي حالي، وبارك في أهلي، ومالي، وولدي، وحزانتي ومن أحببت فيك، ومن أحبني.

اللهم، إغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أعلنت، وما أسررت، وما نسيت، وما تعمدت، اللهم، إنك خلقتني كما أردت، فاجعلني كما تحب يا أرحم الراحمين.» [1] .

وقدم الامام عليه السلام، في هذا الدعاء، أروع صنوف التعظيم والتبجيل، لآل البيت عليهم السلام، الذين هم مصدر الشرف والكرامة في الاسلام، كما طلب من الله تعالي، أن تفيض عليه، بنعمه وألطافه، وأن يخرجه من هذه الدنيا مقبولا عنده راضيا عنه.


پاورقي

[1] المصباح (ص 431 - 432).


في الأكل


قال الصادق: قلة الأكل محمود في كل حال و عند كل يوم لأن فيه مصلحة للظاهر و الباطن...

و المحمود من المأكولات أربعة: ضرورة و عدة و فتوح و قوة.

فالأكل الضروري للاصفياء. و العدة لقوام [1] الاتقياء. و الفتوح للمتوكلين. و القوة للمؤمنين [2] و ليس شي ء أضر لقلوب المؤمنين من كثرته فيورث شيئين: قسوة القلب و هيجان الشهوة. و الجوع ادام للمؤمنين و غذاء للروح و طعام للقلب و صحة للبدن.

قال النبي: ما ملأ ابن آدم وعاء أشر من بطنه.

و قال داود: ترك لقمة مع الضرورة اليها أحب الي من قيام عشرين ليلة.

و قال رسول الله: المؤمن يأكل في معاء واحد، و المنافق في سبعة أمعاء.

و قال النبي: ويل للناس من القبقبين. قيل: و ما هما يا رسول الله؟ قال: البطن و الفرج.



[ صفحه 212]



قال عيسي بن مريم عليه السلام: ما أمرض قلب باشد من القسوة و ما اعتلت نفس باصعب من نقص الجوع. و هما زمامان للطرد و الخذلان.



[ صفحه 213]




پاورقي

[1] لقوام بدنهم.

[2] في الطاعة و العبادة.


ابو الصباح العبدي


أبو الصباح إبراهيم بن نعيم العبدي، الكوفي، الكناني لأنه نزلها.

من ثقات وفضلاء محدثي وفقهاء الامامية، تشرف برؤية الإمام الباقر عليه السلام، وروي كذلك عن الإمام الكاظم عليه السلام، وله كتاب. لصلاحه وجلالته قال له الإمام الصادق عليه السلام: أنت ميزان لا عين فيه، فعرف بالميزان. قال المحقق في المعتبر إنه من أعيان الفضلاء، وأفاضل الفقهاء. روي عنه صفوان بن يحيي، ومحمد بن الفضيل، وسيف بن عميرة وغيرهم. توفي بعد سنة 170 وهو ابن نيف وسبعين سنة.



[ صفحه 69]



المراجع:

رجال الطوسي 102 و 144. تنقيح المقال 1: 38 و 3 قسم الكني: 20. رجال النجاشي 15. رجال ابن داود 34. معجم الثقات 5 و 141. معجم رجال الحديث 1: 312 و 21: 191 و 192 و 23: 137. جامع الرواة 1: 36 و 2: 394 و 450. رجال الحلي 3. نقد الرجال 15 و 390 و 411. مجمع الرجال 1: 76 و 7: 54 و 146. هداية المحدثين 12 و 286. فهرست الطوسي 185. أعيان الشيعة 2: 232. الكني والألقاب 1: 93. هدية الأحباب (فارسي) 23. توضيح الاشتباه 21 و 312. سفينة البحار 1: 79 و 2: 3. رجال البرقي 11 و 18 و 38. منتهي المقال 27. العندبيل 13. منهج المقال 28. جامع المقال 53. بهجة الآمال 1: 582. التحرير الطاووسي 29. أضبط المقال 538. روضة المتقين 14: 327. وسائل الشيعة 20: 122. إتقان المقال 10. الوجيزة للمجلسي 25. رجال الأنصاري 6. تهذيب المقال 1: 279. ثقات الرواة 1: 40 - 43. معجم المصنفين 4: 462. معجم المؤلفين 1: 122.


سعيد بن خليف (الكوفي)


سعيد بن خليف، وقيل خليفة، وقيل حليف المدني، وقيل المزني، الكوفي.

إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 216. تنقيح المقال 2: 35. خاتمة المستدرك 806. معجم رجال



[ صفحه 47]



الحديث 8: 147. نقد الرجال 153. توضيح الاشتباه 174. جامع الرواة 1: 365. مجمع الرجال 3: 126. أعيان الشيعة 7: 262. منهج المقال 164.


محمد بن حبيب النخعي


محمد بن حبيب النخعي، الكوفي.

محدث. روي عنه أحمد بن محمد بن خالد.

المراجع:

رجال الطوسي 284. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 98. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 15: 185. نقد الرجال 298. جامع الرواة 2: 88. مجمع الرجال 5: 179. منتهي المقال 260. منهج المقال 289.