بازگشت

عبيدالله بن علي بن ابي شعبه حلبي


از اصحاب امام صادق (ع) [1] ، ثقه، جليل القدر، و اصلش از كوفه است؛ ليكن چون او و پدر و برادرانش جهت تجارت به حلب مي رفتند، حلبي ناميده شدند. [2] .


پاورقي

[1] رجال الطوسي، ص 229.

[2] رجال نجاشي، ص 159.


موقف الإمام من الثورة


لقد حذّر الإمام الصادق (عليه السلام) عبد الله بن الحسن من الترويج لابنه محمّد علي أساس أنه المهدي لهذه الاُمة، وأخبر (عليه السلام) بمستقبل الأحداث ونبّه علي أنّها ستنتهي باستشهاد محمد وأخيه إبراهيم، وأنّ الخلافة بعد أبي العباس السفّاح ستكون للمنصور العباسي.

وحينما سئل (عليه السلام) عن محمد بن عبد الله ودعوته قبل أن يعلن محمد ثورته أجاب (عليه السلام): «إن عندي كتابين فيها اسم كل نبي وكل ملك يملك، لا والله ما محمد بن عبد الله في أحدهما» [1] .

ولما ثار محمد بن عبد الله (ذي النفس الزكية) ترك الإمام الصادق (عليه السلام) المدينة، وذهب إلي أرض له بالفُرع، فلم يزل هناك مقيماً حتي قتل محمّد فلما قتل واطمأنّ الناس وأمنوا رجع إلي المدينة [2] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 26 / 115عن بصائر الدرجات: 169.

[2] كشف الغمة: 2 / 162، عنه في بحار الأنوار: 47 /5.


الامام الصادق و البساطة في الملبس


قد ذكرنا أن أولياء الله لا يرغبون الي زخارف الحياة الدنيا، في المسكن و الملبس و المطعم، و لا يتقيدون بالمظاهر المادية، لأنهم يعرفون جيدا أن الماديات زائلة و فانية و أن المعنويات هي الباقية و النافعة.

و لذلك تراهم ينتهجون حياة الزهد و البساطة في العيش، و لا يهتمون بالدنيا الا بمقدار الحاجة و الكفاف.

فمثلا: تري الائمة الطاهرين (عليهم السلام) كانوا يلبسون ملابس بسيطة بل و خشنة احيانا.. و ربما لبسوا ملابس فاخرة تمشيا مع ظروفهم، لا رغبة الي تلك الملابس أو تلذذا بها..

كل ذلك تأكيدا منهم علي أن الانسان يجب ان لا يقيد نفسه بأغلال الماديات التافهة.

و الامام الصادق (عليه السلام) هو من سادة أولياء الله، و من أطهر اسرة علي وجه الأرض، و لهذا كانت سيرته جارية علي الزهد و البساطة.



[ صفحه 240]



و فيما يلي نذكر بعض الأحاديث المروية في هذا المجال:

عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز، عن أبيه قال: رأيت أباعبدالله (عليه السلام) و عليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه و فوقها جبة صوف و فوقها قميص غليظ فمسستها فقلت: جعلت فداك ان الناس يكرهون لباس الصوف.

فقال: كلا، كان أبي محمد بن علي (عليهماالسلام) يلبسها، و كان علي بن الحسين (عليهماالسلام) يلبسها، و كانوا (عليهم السلام) يلبسون أغلظ ثيابهم اذا قاموا الي الصلاة، و نحن نفعل ذلك [1] .

و في رواية اخري قال (عليه السلام) للراوي: رأيت أبي يلبسها، و انا اذا أردنا أن نصلي لبسنا أخشن ثيابنا [2] .

و دخل بعض أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) عليه فرأي عليه قميصا فيه قب قد رقعه [3] فجعل ينظر اليه فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): مالك تنظر؟

فقال: قب ملقي في قميصك.

قال: فقال لي: اضرب يدك الي هذا الكتاب فاقرأ ما فيه، و كان بين يديه كتاب أو قريب منه، فنظر الرجل فيه فاذا فيه: «لا ايمان لمن لا حياء له، و لا مال لمن لا تقدير له، و لا جديد لمن لا خلق له» [4] .

و عن الحسين بن المختار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): اعمل



[ صفحه 241]



لي قلانس بيضاء و لا تكسرها فان السيد مثلي لا يلبس المكسر [5] .

أيها القارئ الكريم: و الي جانب هذه الأحاديث تجد أحاديث اخري تصرح بأن الامام الصادق (عليه السلام) كان أحيانا يلبس ملابس جيدة، مجاراة مع الظرف الذي كان يعيش فيه.. و اليك بعض تلك الأحاديث:

روي عن جعفر بن محمد (عليه السلام): انه حج فبينا هو في الطواف و عليه ثوبان رفيعان [6] ، اذ جذب رجل بطرف ثوبه، فالتفت اليه فاذا هو عباد البصري، فقال: يا أباعبدالله تلبس مثل هذه الثياب، في مثل هذا الموضع، و انت من علي (عليه السلام) بالمكان الذي أنت فيه، و قد علمت كيف كان لباسه؟!!

فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): ويحك - يا عباد - كان علي (عليه السلام) في زمان يستقيم له فيه ما يلبس، و لو لبست أنا اليوم مثل لباسه لقال الناس: هذا مرائي، مثل عباد!!.

فافحم عباد، و تغامز به الناس من حوله، و كان يوصف بالرياء [7] .

و عن أحمد بن عمر قال: سمعت بعض أصحاب أبي عبدالله (عليه السلام) يحدث أن سفيان الثوري دخل علي بن أبي عبدالله (عليه السلام) و عليه [علي الامام] ثياب جياد فقال: يا أباعبدالله، ان آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب!

فقال له: ان آبائي كانوا يلبسون ذلك في زمان مقفر مقتر، و هذا زمان



[ صفحه 242]



قد أرخت الدنيا عزاليها [8] ، فأحق أهلها بها أبرارهم [9] .

و عن مؤذن علي بن يقطين قال: رأيت علي أبي عبدالله (عليه السلام) - و هو يصلي في الروضة - جبة خز سفر جلية [10] .



[ صفحه 243]




پاورقي

[1] الكافي: ج 6 ص 450 ح 4.

[2] بحارالأنوار: ج 79 ص 314.

[3] القب: ما يدخل في جيب القميص من الرقاع (لسان العرب).

[4] الكافي: ج 5 ص 317 ح 52.

[5] الكافي: ج 6 ص 462 ح 3. و لعل المقصود من قوله (عليه السلام): «و لا تكسرها» أي لا يحصل عليها التغيير من الصبغ و ما شابه ذلك.

[6] في مستدرك الوسائل: رقيقان.

[7] دعائم الاسلام: ج 2 ص 156. منه مستدرك الوسائل: ج 3 ص 240.

[8] العزلاء: مصب الماء من الراوية و نحوها و الجمع عزالي و عزالي. (القاموس). و المعني: ان ظروف الناس كانت صعبة في ذلك الزمان فكان آبائي يلبسون كما يلبس الناس، و اليوم قد تحسنت ظروفهم و ازدهرت امورهم و صاروا في رفاهية من العيش و سعة من الرزق، فنحن نلبس كما يلبسون.

[9] اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 691 ح 740. منه وسائل الشيعة: ج 3 ص 350.

[10] الكافي: ج 6 ص 452 ح 10.


عبدالسلام بن سالم


عبدالسلام بن سالم بجلي، اهل كوفه و از شاگردان و راويان امام باقر و امام صادق عليهما السلام است او صاحب كتابي است كه راويان موثق از او نقل نموده اند، وي از جمله فقها و



[ صفحه 466]



بزرگان و اعلام حديث است كه مردم حلال و حرام و فتوا و احكام الهي را از او دريافت نموده اند، و در امانت داري او هيچ ترديدي نيست.


محمد سعيد رمضان بوطي


او از بزرگان و نويسندگان برجسته اهل سنت در مصر است. ايشان نيز درباره شخصيت امام صادق عليه السلام مي گويد:

امام جعفر صادق عليه السلام معلم محبت و عرفان و علم بود و آموزگار محبتي بود كه از قلب تمام مسلمانان نسبت به رسول خدا صلي الله عليه و آله و آل بيت او مي جوشد و اين امر ويژه زمان خاص و فرقه خاصي نبود. او در طول



[ صفحه 95]



قرن ها، اسوه و استاد و معلم فقه و عرفان است و سفره علم امام صادق عليه السلام، سفره اي است كه از روزي الهي آن، تمام فرقه هاي امت اسلامي بهره جستند. او معلم عرفان و مركز ثقل تمام علماي رباني در امت اسلام بود.

به باور من، اشعاري كه فرزدق در رد و جواب [هشام بن عبدالملك] كه از ديدن توجه مردم به امام زين العابدين عليه السلام حسادت و كينه خود را ابراز كرد، سرود، مخصوص به فرزدق نيست. اين اشعار از سينه تمام مسلمانان مي جوشد كه:



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم. [1] .




پاورقي

[1] همان، صص 243 و 244.


زيد كيست؟


زيد بن علي بن الحسين بعد از باقر العلوم عليه السلام برترين فرزند سيد ساجدين عليه السلام است. وي فردي پارسا، عابد، زاهد، سخي، شجاع و ايثارگر در راه خداست. زيد فردي عالم و فقيه و معتقد بر باورهاي حق و مجاهدي في سبيل الله است. [1] .

زيد فردي است كه آثار روايي در زبان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ائمه اطهار درباره وي فراوان نقل شده است. رواياتي كه خبر از سرنوشت و آينده سخت و



[ صفحه 187]



درخشان وي مي دهند. رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم به امام حسين عليه السلام فرمود از نسل تو فردي به دنيا مي آيد كه «زيد» نام دارد. وي و يارانش درحالي كه صورت هاي سفيدي دارند، بدون حساب وارد بهشت مي شوند، يدخلون الجنة بغير حساب. [2] .

و نيز از زبان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم آمده كه: يقتل رجل من اهل بيتي فيصلب لا تري الجنة عين رأت عورته. [3] «از اهل بيت من فردي به دار آويخته خواهد شد، كه چشمي كه به عورت وي نگاه كند، بهشت را نخواهد ديد.»

عبد الله بن جرير مي گويد جعفر بن محمد (امام صادق عليه السلام) را ديدم كه ركاب زيد را گرفته و لباس هاي وي را مرتب مي كند. [4] .

ابي الجارود هم درباره وي مي گويد از هر كس درباره زيد در مدينه پرسيدم گفتند وي همراه قرآن است، ذاك حليف القرآن. [5] .

امام سجاد عليه السلام هنگامي كه خون ها را از صورت زخم شده زيد پاك مي نمود (در دوران كودكي زيد) به او گفت، تو را به خدا مي سپارم. تو همان زيدي هستي كه در كناسه كوفه به دار آويخته مي شوي. هر كس عمدا به عورت او نگاه كند دچار آتش جهنم مي گردد. [6] .

زيد آن گونه علاقه مند به عترت بود كه هنگامي كه فرد ناپاكي از شاميان در ميدان نبرد به فاطمه زهرا (سلام الله عليها) اهانت كرد، اشك از چشمانش جاري شد؛ در سپاه خويش فرياد زد آيا كسي به خاطر حرمت و غضب فاطمه



[ صفحه 188]



آشفته نمي شود، اما احد يغضب لفاطمه بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. [7] .

امام باقر عليه السلام: زيد سروري از اهل بيت است. به خون خواهي اهل بيت به پا مي خيزد، هذا سيد اهل بيتي و الطالب باوطارهم. [8] امام صادق عليه السلام: انه كان نعم العم ان عمي كان رجلا لدنيانا و آخرتنا. [9] «عمويم (زيد) فرد خوبي براي دنيا و آخرت ما بود».

زيد بر باور حق شيعه بود و معتقد به امامت امامان بود؛ درباره امامت جعفر بن محمد عليه السلام مي گويد، جعفر امامنا في الحلال و الحرام. [10] «در حرام و حلال الهي پيشواي ما جعفر (امام صادق عليه السلام) مي باشد».

گر چه فضايل وي بي شمار است و فردي پارسا و عابد و مجاهدي نستوه است، و همين اوصاف و رفتار وي باعث شد كه برخي به اشتباه وي را بعد از امام سجاد عليه السلام امام بدانند و به آنها «زيديه» گفته مي شود، ليكن اعتقاد حق خود زيد اين گونه است كه خود او اظهار مي دارد كه هيچ گونه ادعايي به رهبري و امامت ندارد.


پاورقي

[1] الارشاد، ج 2، ص 171.

[2] عيون اخبار الرضا، ج 1، ص 226، مقاتل الطالبين، ص 127، سفينة البحار، ج 1، ص 577، روضة الواعظين، ص 269.

[3] مقاتل الطالبين، ص 127.

[4] همان، ص 126.

[5] همان، ص 127.

[6] همان، ص 128.

[7] همان، ص 136، اعيان الشيعة، ج 7، ص 121.

[8] رجال كشي، ص 232، سفينة البحار، ج 1، ص 577.

[9] سفينة البحار، ج 1، ص 577.

[10] رجال كشي، ص 311.


عطوفت امام صادق


گاهي امام صادق عليه السلام مي شنيد كه يكي ازخويشاوندان نزديكش او را به بدي ياد كرده و وي را ناسزا گفته است. امام صادق عليه السلام فورا آماده ي نماز مي شد و پس از نماز، دعائي طولاني مي خواندند و با اصرار از پروردگار خويش مي خواست كه آن شخص را در برابر عمل ناروايش مؤاخذه نكند و او را به سبب ستمي كه در حق امام روا داشته است، گرفتار نسازد.

به راستي كه حوادث روزگار همچون سنگ محك هستند كه بدان وسيله ارزش مردان معلوم و درون اشخاص آشكار مي شود و از اين راه انسان به تفاوتي كه ميان امام صادق عليه السلام و خويشاوندانش از اولاد امام حسن عليه السلام بوده است، پي مي برد. آنان در حق امام جفا كردند، بلكه گاهي جسارت نموده و دشنام و ناسزا مي گفتند و احيانا با خنجر به طرف امام صادق عليه السلام حمله ور شدند. و قصد قتل آن حضرت را داشتند اما امام صادق عليه السلام عكس رفتار آنان را عمل مي كرد. مهرباني و دلسوزي امام



[ صفحه 134]



صادق عليه السلام بر كسانش آنقدر بود كه به هنگامي كه منصور دوانيقي، بني حسن را گرفتار ساخت. امام صادق عليه السلام آن چنان دچار غم و اندوه شد كه از شدت ناراحتي به گريه افتاد و حالش بد شد، و روزي كه منصور شيوخ و پيرمردان بني حسن را از مدينه به كوفه منتقل كرد، در عين حالي كه آنان در روز بيعت گيري براي محمد در «ابواء» نسبت به امام صادق عليه السلام بد گفته بودند و در جريانات ديگر - كه ما بعضي را قبلا ذكر كرده ايم - با اين همه امام صادق عليه السلام از كثرت اندوه براي گرفتاري آنها چند روزي دچار تب گرديد.

حتي محمد و پدرش عبدالله بر اين پندار كه يگانه مانع بر سر راه بيعت براي محمد، وجود امام صادق عليه السلام است به آن حضرت بد مي گفتند. و روزي كه محمد در مدينه قيام كرد و كسي را فرستاد كه امام صادق عليه السلام با او بيعت كند و امام عليه السلام از بيعت با محمد خودداري كرد او شروع به درشت گوئي و بدرفتاري با امام صادق عليه السلام نمود.

مهرباني حضرت شامل همه مي شد. روزي يكي از خدمتكارانش را براي انجام كاري به جائي فرستاد و چون دير كرد، امام صادق عليه السلام به دنبال او از خانه خارج شد. او را ديد كه در كنار ديواري خوابيده است. امام صادق عليه السلام بر بالين وي نشست و به وسيله ي بادبزن او را نوازش فرمود تا بيدار شد. پس از بيدار شدن غلام، امام صادق عليه السلام تنها چيزي كه به او فرمود اين بود: چه شده همه ي شب و روز را مي خوابي؟ شب مال توست، اما روزهايت مال ماست. [1] .

امام صادق عليه السلام براي ميهمانانش طعام گوشت آماده مي فرمود و به دست پاكيزه ي خويش آن را خرد مي كرد و جلوي آنها مي گذاشت؛ اما خود طعامي ساده از سركه و زيتون تناول مي كردند و مي فرمودند: اين خوراك ما و خوراك پيامبران است.



[ صفحه 135]




پاورقي

[1] روضه ي كافي / ص 87.


قيام يحيي پسر زيد


پس از شهادت زيد، فرزند او يحيي بر ضد حكومت اموي قيام كرد و چون خودداري كوفيان را از پشتيباني پدر خود ديده بود، خراسان را مركز انقلاب قرار داد، ولي متأسفانه يحيي نيز مانند پدر رشيد خود، پس از نبردي خونين و حماسه آفرين، در سال 125 هجري به شهادت رسيد [1] .



[ صفحه 162]



اگر علت شكست انقلاب زيد كاملا روشن نيست اما مهمترين علت شكست يحيي روشن است و آن، تكيه بر نيروي بيگانه و «التقاط علمي» بود، زيرا به گفته ي مورخان، او در نبرد با امويان به گروه «محكمه» كه شاخه اي از خوارج بودند، تمايل نشان داد و همين امر موجب دلسردي شيعيان از او گرديد، چون براي شيعيان قابل تحمل نبود شخصي مانند يحيي به گروه هايي تكيه كند كه از جد او علي بن ابي طالب عليه السلام بيزاري مي جستند و سرانجام او را به شهادت رساندند [2] .



[ صفحه 165]




پاورقي

[1] تاريخ طبري، ج 8، ص 300.

[2] مقاتل الطالبيين، ص 113.

اين مطالب از سلسله بحث هاي مبارزات شيعيان و... نوشته ي استاد آقاي پيشوايي مندرج در مجله ي مكتب اسلام (سال 20) استفاده شده است.


ياد مرگ و ذخيره براي آخرت


شايد كم تر خطبه اي از نهج البلاغه را بتوان يافت كه در آن اشاره اي به پستي دنيا نشده باشد، اما در بعضي موارد، اميرالمؤمنين عليه السلام تعبيراتي بسيار كوبنده نسبت به دنيا دارد كه براي شنوندگان و دوستان حضرت بسيار ارزنده است. اميرالمؤمنين عليه السلام در يكي از خطبه هاي خود، بي مقداري و زودگذري دنيا را به رطوبت باقي مانده از ظرف آبي تشبيه مي كنند كه آب آن را خالي كرده باشند. [1] در چنين ظرفي مگر چقدر آب مي ماند كه انسان



[ صفحه 157]



براي رفع تشنگي خود به آن توجه كند؟! همه آنچه در دنيا است در مقايسه با آخرت و نعمت هاي آن، از اين مقدار نيز كمتر است. حضرت در جايي ديگر، درباره ي پستي و بي ارزشي دنيا مي فرمايند: دنيا در نظر من از آب بيني بز زكامي هم كم اهميت تر است. [2] از اين تعبير رساتر، كلامي است كه در خطبه اي ديگر بيان فرموده اند: دنيا مثل استخوان پوسيده ي خوك مرده است كه در دست شخص مبتلا به مرض جذام باشد. [3] اشخاصي كه مبتلا به اين مرض مي گردند آن قدر زشت مي شوند كه كسي رغبت نمي كند به آنها نگاه كند. حالا تصور كنيد اگر در دست چنين فردي با آن قيافه ي وحشتناك - كه انسان حتي رغبت نمي كند يك شاخه ي گل هم از او بگيرد - استخوان پوسيده ي خوك مرده اي - كه زنده ي آن هم زشت و پليد است و گوشتش نيز حرام و نجس - باشد، آيا انسان رغبت مي كند براي گرفتن آن به سراغ او برود؟ دنيا بايد در نظر مؤمن اين گونه باشد؛ يعني بايد آن قدر معرفت داشته باشد كه بداند دلبستگي به دنيا او را از هدفش دور مي كند. البته اين سخن بدين معنا نيست كه انسان از فعاليت ها و انجام وظايف فردي و اجتماعي كه در دنيا دارد صرف نظر كند. انجام تكليف بحثي ديگر است، بحث در نوع بينش و نگرش انسان نسبت به دنيا است. گاهي بر انسان واجب مي شود كه استخوان خوكي را هم بردارد، اما سخن در اين است كه انسان بايد دنيا را در مقام مقايسه با آخرت، مقامات معنوي و قرب خدا چگونه ببيند. براي اين كه زيبايي هاي دنيا و به طور كلي غرايز ما موجب بي توجهي به آخرت و مقامات معنوي نگردد، هميشه بايد به ياد مرگ باشيم. ياد مرگ ارزش دنيا را در نظر انسان كم مي كند و او را از فريب هاي شيطاني و زرق و برق هاي دنيا محفوظ نگاه مي دارد. امام صادق عليه السلام در سفارش خود به عبدالله بن جندب مي فرمايند: واجعل الموت نصب عينك؛ هميشه به ياد مرگ باش، طوري كه هميشه مرگ جلوي چشمت باشد. بينش ما نسبت به دنيا بايد به گونه اي باشد كه توجه بيش تري به مرگ و عالم آخرت داشته باشيم. ما تنها در صورتي مي توانيم خود را از چنگال دنيا نجات دهيم كه آرزوهايمان را نسبت به آينده كم كنيم و به فكر لذت هاي دنيايي نباشيم؛ تنها به فكر رفع نياز امروزمان آن هم از راه مشروع باشيم و براي فردايمان كه نمي دانيم زنده هستيم يا نه و نسبت به آن تكليفي نداريم، بي جهت فكر خود را مشغول نكنيم. ما اگر تكليفي نسبت به آينده داشته



[ صفحه 158]



باشيم، مربوط به آخرت است و آخرت خواهي مسأله ي ديگري است. حرص نسبت به دنيا و ذخيره كردن براي آينده اي كه معلوم نيست آن را درك كنيم، موجب مي شود كه ما بيش تر دنيا زده شويم. انسان بايد با اين گرايش مبارزه كند و سعي نمايد چيزي را براي فردايش نگه ندارد، اگر هم چيزي از زندگي اش زياد آمد آن را انفاق كند. البته كساني هستند كه از اين مقام گذشته اند و امروز و فرداي دنيا برايشان تفاوتي نمي كند. اما براي كساني كه در ابتداي راه هستند، مبارزه ي با دنيا زدگي بايد جزو برنامه هاي زندگي آنها باشد؛ مثلا ما بايد تمرين كنيم كه اگر پولي از زندگي مان زياد آمد براي سال آينده و سال هاي بعد نگه نداريم، بلكه سعي كنيم آن را در همان سال مصرف كنيم و اگر نيازي نداريم، در راه خدا انفاق نماييم.

البته ممكن است براي كساني كه از مراتب ايمان و معرفت بالايي برخوردارند راحت تر اين باشد كه مايحتاج سال خود را يك جا تهيه و ذخيره نمايند. حضرت سلمان رضي الله عنه جزو آن دسته افرادي بود كه امروز و فرداي دنيا برايش تفاوتي نمي كرد. او اگر مايحتاج يك سال خود را يك جا تهيه مي كند نه براي حرص بر دنيا است. ايماني كه سلمان رضي الله عنه داشت با ايمان ما قابل مقايسه نيست و حتما انگيزه هاي الهي برتري از اين كار داشته است. اما ما كه مي خواهيم دل بسته نبودن به دنيا را تمرين كنيم، بهتر است كه به فكر ذخيره براي آينده نباشيم و اين روحيه را از خود دور كنيم. به عكس، ما بايد اين روحيه را در خودمان تقويت كنيم كه اگر چيزي از زندگي مان زياد آمد، آن را در راه خدا مصرف نماييم. بر خلاف نظر برخي كه فكر مي كنند بذل و بخشش و انفاق موجب از بين رفتن مال و سرمايه مي شود و فقط آنچه ذخيره شود حفظ مي گردد، حضرت مي فرمايند: آنچه در دنيا بماند براي تو نفعي ندارد، بلكه مال تو چيزي است كه براي آخرت خود ذخيره مي كني: و لا تدخر شيئا لغد و اعلم ان لك ما قدمت و عليك ما اخرت. اموالي كه انسان ذخيره مي كند و آن را بعد از مرگش در اين جهان باقي مي گذارد، نه تنها سودي برايش نخواهد داشت، بلكه اگر آنها از حقوق مردم باشد، گناهش براي او باقي مي ماند.

از خداي متعال مي خواهيم ايمان و معرفت ما را كامل و توفيق عمل به دستورات اهل بيت عليهم السلام را به همه ي ما عنايت فرمايد.



[ صفحه 159]




پاورقي

[1] ر.ك: نهج البلاغه فيض الاسلام، خطبه 42.

[2] همان، خطبه 3.

[3] همان، كلمات قصار، ش 228.


هراس افكني در دل سران رژيم خلافت


نكته اي كه با توضيح بالا مي خواهم بر آن تأكيد كنم، اين است كه تا روزگار مورد بحث - يعني پس از شهادت امام حسين عليه السلام - نام و اصطلاح شيعه مانند دوران اميرالمؤمنين عليه السلام فقط بر كساني اطلاق مي شد كه از نظر انديشه و عمل، با امام راستين داراي رابطه ي مستحكم و مشخص بودند. همين جمع بودند كه پس از صلح امام حسن عليه السلام به فرمان آن حضرت تشكيلات پيوسته شيعي را به وجود آوردند و همين ها بودند كه با تبليغات دامنه دار و عميق خود، كساني را به درون مرز آن تشكيلات درآورده و كسان بيشتري را كه از لحاظ انديشه و ايدئولوژي، همپا و همانند آنان نبودند، به ماجراهاي شيعي كشانيده بودند. بي گمان روايتي كه در اوايل اين گفتار از امام صادق عليه السلام نقل كرديم - كه جمع مؤمنان پس از حادثه ي عاشورا را به سه يا پنج نفر محدود مي كرد - ناظر به كساني از اين دسته است؛ يعني شيعيان و پيروان استوار ائمه عليهم السلام؛ كساني كه در حركت و سير تكامل پوي انقلاب علوي و هاشمي داراي نقشي آگاهانه و تعيين كننده بودند.

بر اثر تلاش پنهاني و ظاهرا آرام امام سجاد عليه السلام، اين جمع، عناصر بالقوه ي خود را بازيافت و جذب كرد و گسترش داد و همان طور كه امام صادق عليه السلام در روايتي كه هم اكنون بدان اشارت رفت، بيان فرموده، مردم پيوستند و فزوني گرفتند، و خواهيم ديد كه در دوران امام سجاد و امام باقر و امام صادق عليهم السلام همواره همين



[ صفحه 93]



جمع بود كه حركات شبهه انگيزش سران رژيم خلافت را به هراس مي افكند و گاه به عكس العملهاي خشونت آميز برمي انگيخت.


آيا فاطمه زهرا در روضه دفن شده است؟


نتيجه بحث پيشين اين شد كه: احتمال وجود قبر شريف حضرت زهرا (عليها السلام) در بقيع، كه در كتب تاريخ عنوان شده، احتمالي است ضعيف و برگرفته از اقوال و منابع گروهي از مورخان و علماي اهل سنت. و در روايات شيعه و از ديدگاه علماي بزرگ ما، دليل صريح و روشني كه مؤيد اين احتمال باشد وجود ندارد و آنچه در روايات اهل بيت (عليهم السلام) بر آن تأكيد شده و محدثان و شخصيتهاي علمي گذشته ما هم بر آن تأكيد دارند، اين است كه پيكر آن بانوي عظيم الشأن، در داخل بيت شريفش به خاك سپرده شده است.

حال بايد ديد اولا دفن شدن آن حضرت در روضه مطهره، كه گاهي به عنوان احتمال سوم مطرح شده، در چه حدي از قوت و استحكام برخوردار است؟ و ثانياً منظور از «روضه»



[ صفحه 133]



چيست و حدود آن كدام است؟

تذكر اين نكته نيز لازم است كه بيان ضعف احتمال وجود قبر شريف آن حضرت در محلي، به هيچ وجه دليل بر نفي ثواب زيارت و استحباب عرض ارادت نسبت به آن بانوي عزيز در آن محل نيست؛ زيرا استحباب زيارت معصومين (عليهم السلام) از هر نقطه، دور يا نزديك، مسلم و ثابت است، به ويژه كه اين زيارت در روضه مطهره و در كنار قبر رسول خدا (صلي الله عليه وآله) و يا در بقيع، در كنار قبور ائمه هدي باشد و حداقل فايده و نتيجه اي كه بر تأييد و تقويت يك احتمال مترتب است ـ افزون بر جنبه علمي و روشن شدن يك موضوع حساس تاريخي مذهبي ـ حصول يك نوع اطمينان و جلب توجه زائران آن بانوي بزرگوار است كه اعتماد و ظن به وجود قبر شريف در يك محل، هر چه بيشتر و قوي تر باشد توجه باطني و حضور قلب به هنگام زيارت در آن مكان نيز بيشتر و افزون تر مي شود و نعم المطلوب!


دعاؤه اذا مرض


كان عليه السلام يدعو بهذا الدعاء الجليل اذا مرض، أو نزل به كرب أو بلية، و هذا نصه: «أللهم لك الحمد علي ما لم أزل اتصرف فيه من سلامة بدني، و لك الحمد علي ما أحدثت بي من علة في جسدي، فما أدري يا الهي أي الحالين أحق بالشكر لك، و أي الوقتين أولي بالحمد لك، أوقت الصحة التي هنأتني فيها طيبات رزقك، و نشطتني بها لابتغاء مرضاتك و فضلك، و قويتني معها علي ما وفقتني له من طاعتك؟ أم وقت العلة التي محصتني بها، و النعم التي اتحفتني بها تخفيفا لما ثقل به علي



[ صفحه 155]



ظهري، من الخطيئات، و تطهيرا لما انغمست فيه من السيئات و تنبيها لتناول التوبة، و تذكيرا لمحو الحوبة [1] بقديم النعمة؟ و في خلال ذلك ما كتب لي الكاتبان من زكي الأعمال ما لا قلب فكر فيه، و لا لسان نطق به، و لا جارحة تكلفته، بل افضالا منك علي، و احسانا من صنيعك الي.

أللهم فصل علي محمد و آله، و حبب الي ما رضيت لي، و يسر لي ما احللت بي، و طهرني من دنس ما اسلفت، و امح عني شر ما قدمت، و أوجدني حلاوة العافية، و اذقني برد السلامة، و اجعل مخرجي عن علتي الي عفوك، و متحولي عن صرعتي الي تجاوزك، و خلاصي من كربي الي روحك [2] و سلامتي من هذه الشدة الي فرجك، انك المتفضل بالاحسان، المتطول بالامتنان، الوهاب الكريم ذوالجلال و الاكرام...» [3] لقد آمن الامام ايمانا لا يشوبه أدني شك بأن الصحة و السلامة، و السقم و المرض، كل ذلك بيد الله تعالي، فهو الذي يمنح العافية، و يبتلي بالمرض من يشاء من عباده، و قد شكر الامام عليه السلام ربه علي كلا الحالتين، ففي حال الصحة يشكره لأنه منحه طيبات رزقه، و نشطه لابتغاء مرضاته، و قواه علي طاعته، و في حال المرض يشكره لأن فيه تخفيفا للذنب، و تطهيرا من الأثم، و تنبيها لتناول التوبة، و سأله بعد ذلك أن يمنحه حلاوة العافية، و يذيقه برد السلامة، و يسلمه من كوارث الشدة، و يذيقه طعم الفرج.


پاورقي

[1] الحوبة: الاثم.

[2] روحك: أي سعة رحمتك.

[3] الصحيفة السجادية: الدعاء الخامس عشر.


ابن أبي الحديد


قال عبد الحميد بن أبي الحديد: «كان محمد بن علي الباقر سيد فقهاء الحجاز و منه و من ابنه جعفر تعلم الناس الفقه، و هو الملقب بالباقر لقبه به رسول الله (ص) و لم يخلق بعد، و بشر به، و وعد جابر برؤيته...» [1] .


پاورقي

[1] شرح ابن أبي الحديد.


مراحل يقين


حضرت امام جعفر صادق عليه السلام به ابوبصير فرمودند:

اسلام پله ي اول است و ايمان يك پله بالاتر از اسلام است و تقوا يك پله بالاتر از ايمان، و يقين يك پله بالاتر از تقواست، به مردم چيزي به اندكي يقين داده نشده است و شما در حقيقت به پايين ترين درجه اسلام چسبيده ايد. پس مواظب باشيد از چنگتان نگريزد. [1] .


پاورقي

[1] كافي: 2 / 52 / 4. 22935.


تصرف در دعاي مأثور


عبدالله بن سنان [1] روزي دعايي را كه حضرت به او ياد داده بود نزد ايشان خواند و به جاي آن كه بگويد: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك [2] ؛ اي گرداننده دل ها قلب مرا بر دين خود ثابت گردان» گفت: «يا مقلب القلوب و الأبصار». حضرت فرمودند: خداوند «مقلب القلوب و الأبصار» هست، ولي اين دعا را بدون كلمه «الأبصار» بخوان و همان گونه كه ما گفته ايم عمل كن. آري، شرعا انسان ها مي توانند حاجات خود را با هر زباني كه مي خواهند از خدا طلب نمايند ولي دستكاري دعاهايي كه از معصومين عليهم السلام رسيده بنابر نظر عده اي از فقها حرام است. حتي بعضي ساختن دعا را حرام دانسته اند و در اين باب روايتي نقل كرده اند مبني بر اين كه روزي يكي از اصحاب امام صادق عليه السلام خدمت ايشان رسيد و عرض كرد: يابن رسول الله، من دعايي اختراع كرده ام. حضرت فرمود: «دعني من اختراعك [3] ؛ ساخته خود را رها كن» البته، گاهي ممكن است شخصي يك فقره از دعايي را انتخاب كند و بخواند، اين اشكال ندارد، اما اگر دعا را كم و زياد كند كار حرامي مرتكب شده است.

حسين بن روح كه نائب سوم ولي عصر (عج) در زمان غيبت صغرا است روزي دعايي براي مردم نقل كردند. چند روز بعد يكي از شيعيان نزد او رفت. مي خواست بپرسد كه آيا حسين بن روح اين دعا را خودش ساخته يا از امام نقل كرده است. قبل از اين كه چيزي بگويد، حسين بن روح گفت:

؛ لان أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب الي من أن أقول في دين الله تعالي ذكره برأيي و من عند نفسي بل ذلك عن الأصل [4] ؛ اگر از آسمان سقوط كنم و پرندگان مرا بربايند يا باد مرا به دور دست ها بياندازد، به مراتب برايم بهتر و دوست داشتني تر از آن است كه بخواهم مطلبي را به دروغ به امام و دين خداي متعال نسبت دهم و از پيش خود سخني بگويم».



[ صفحه 184]




پاورقي

[1] در بعضي از روايت ها اين مسئله را به عبدالرحيم قيصر نسبت مي دهند.

[2] بحارالانوار، ج 52، ص 148.

[3] كافي، ج 3، ص 476.

[4] بحارالانوار، ج 44، ص 274.


شكيبايي


صبر و شكيبايي در امور و جريانات زندگي، عضو مؤثر ايمان است. خداوند متعال در قرآن مجيد فرموده است:

و بشر الصابرين. [1] .

اي پيغمبر، به مردم شكيبا بشارت ده.

و در جاي ديگر فرموده است:

انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب. [2] .

اجر صبركنندگان بي حساب داده مي شود.

الصبر من الايمان بمنزلة الراس من الجسد فاذا ذهب الراس ذهب الجسد، كذلك اذا ذهب الصبر ذهب الايمان. [3] .

صبر نسبت به ايمان مانند سر است نسبت به بدن، موقعي كه سر از بين برود، بدن نيز از بين مي رود، همچنين هرگاه صبر از ميان برود، ايمان نيز از بين رفته است.



[ صفحه 85]




پاورقي

[1] سوره بقره، آيه 155.

[2] سوره زمر، آيه 10.

[3] اصول كافي. ج 2، ص 87.


امام كاظم


در ارشاد مرحوم شيخ مفيد و دلائل الامامة طبري (ص 148) و اعلام الوري (ص 180) و مناقب ابن شهر آشوب (ج 2، ص 383) و انوار نعمانيه (ص 127) و روضة الواعظين (ص 185) و جدول كفعمي و جدول



[ صفحه 507]



شرح ميميه و ارجوزه ي حر عاملي نوشته اند: رشيد او را مسموم كرد.

در ارجوزه ي شيخ فتوني آمده است: بعد از آنكه او را زنداني كردند سندي بن شاهك به او زهر داد.

در رساله ي سيد محمد طباطبائي آمده است: سم را در غذا كرد و برخي گفته اند در رطب ريخت و به خورد او داد. و امام هنگام خوردن آن را احساس كرد.


هستي آفريدگار جهان


احتجاجات طبرسي (ره)

هشام بن حكم مي گويد از جمله سؤالاتي است كه يكي از ماديون از محضر امام جعفرصادق عليه السلام كرده است:

ماديگرا: دليل بر هستي آفريدگار جهان چيست؟

حضرت: دليل بر هستي آفريدگار جهان آفرينش جهان است كه گواهي مي دهد آن را آفريننده اي هست هر گاه نظر كني به ساختماني بزرگ و محكمي مي بيني و مي داني كه آن را سازنده اي بنا كرده است هر چند آن بنا را نديده باشي.

ماديگرا: آن آفريدگار چيست؟

حضرت: آن آفريدگار مانند چيزهايي كه در جهان تصور مي شود نيست. آفريدگار جهان جسم و صورت نيست و حواس ظاهري از درك وي عاجز است و نيروي و هميه آن را نمي يابد و روزگار و زمان آن را تغيير نمي دهد و از بين نمي برد.

ماديگرا: چيزي را نمي توان تصور كرد مگر اينكه مخلوق باشد.

حضرت: اگر چنين باشد عقيده ما بر وجود آفريدگار باطل خواهد بود و



[ صفحه 157]



حال آنكه ما عقيده داريم و اثبات مي كنيم كه تمامي متصوراني كه با نيروي خيالي و حواس ظاهري درك مي شود همه آنها مخلوق است و علاوه بر آن نيز آفريدگار جهان از تصور دو جهت خارج است. جهت اول انكار آفريدگار است و جهت دوم تشبيه آن به مخلوقات. پس ثابت مي شود اقرار به وجود خالقي بايد كرد كه تمامي مخلوقات را آفريده و نيز بايد اقرار نمود آفريدگار غير از مخلوقات و مخلوقات غير از آفريدگار هستند و مثل و مانند او نيستند؛ زيرا كه همه مخلوقات داراي احوال گوناگونند از سياهي و سفيدي و بزرگي و كوچكي و توانايي و ناتواني و غير اينها.

ماديگرا: پس با اين بيان شما آفريدگار جهان نيز محدود و معين است.

حضرت: بيان ما آفريدگار را محدود نمي كند بلكه او را ثابت مي كند زيرا كه بين اثبات و نفي مرتبه ديگري نيست (يعني آن چيزي كه مورد بحث ما است يا هست يا نيست غير اين دو را عقل نمي پذيرد).

ماديگرا: شما در قرآن مي گوييد (الرحمن علي العرش استوي) معني آن چيست؟

حضرت: ما مي گوييم خداي جهان بر عرش هستي احاطه دارد و خدا غير از عرش است و همين معني آيه (وسع كرسيه السماوات و الارض) را مي رساند و اقرار مي كنيم آنچه را كه خودش گفته و مي نگريم آن را كه عرش و كرسي شامل خدا باشد و نيز مي نگريم آن را كه خدا احتياج به مكان داشته باشد بلكه تمام آفرينش محتاج اويند.

ماديگرا: اگر آفريدگار شما اين چنين است پس چرا شما در وقت دعا



[ صفحه 158]



كردن دستها را به سوي آسمان بلند مي كنيد نه به سوي زمين؟

حضرت: خداوند جهان علم و احاطه و قدرتش از همه جهات بر همه مساوي است ولكن خدا امر كرده كه خداپرستان در وقت دعا دست به سوي آسمان بلند كنند كه طرف عرش و مركز روزي و فرود آمدن بركات است و در اين خصوص روايات از رهبران ديني نقل شده و تمام مسلمين در كتابها نوشته اند.

ماديگرا: چرا آفريدگار زياده از يكي نيست؟

حضرت: اگر به گفتار تو آفريدگار جهان دوتا باشد يا هر دو قوي و قديمند و يا يكي قوي و آن ديگري ضعيف است اگر هر دو قديم و قويند چرا مزاحم همديگر نيستند و يكي آن ديگري را از بين نمي برد تا در ربوبيت يگانه باشد و اگر يكي قوي و ديگري ضعيف است پس ثابت مي شود كه خدا يكي است و آن ضعيف خدا نيست و اگر بگويي كه هر دو از هر جهت با هم مساوي هستند.

حضرت: براي ظاهر نمودن حكمت خود و اجرا نمودن علم و تدبير خود.

ماديگرا: چطور خدا در همين دنيا پاداش نيكوكاران و كيفر بدكاران را قرار نداد؟

حضرت: اين دنيا سراي آزمايش و جايگاه كردار و به دست آوردن رحمت الهي است. هيچ گاه جايگاه عمل محل پرداخت مزد نمي شود. وقتي كه همه عمل انجام يافت اجرت داده مي شود.



[ صفحه 159]



ماديگرا: آيا از حكمت خدا است كه از براي خود شيطان را دشمن آفريده و بر مردم مسلط نموده است كه مردم را به مخالفت خدا و به گناه كردن وادار مي كند و با حيله هاي خود بر قلب ها راه پيدا مي كند و آنان را به وسوسه مي اندازد و در دين داري مردم را به اشتباه انداخته و از خداشناسي محروم مي كند تا اينكه عده زيادي از مردم منكر خدا شده و غيرخدا را پرستش مي كنند. چرا دشمن خود (شيطان) را بر بندگان خود مسلط كرده و بر گمراه گرداندن آنان راه داده است؟

حضرت: خلقت اين دشمن (شيطان) و عداوت وي ضرري به درگاه خداوندي ندارد و از سلطنت الهي چيزي نمي كاهد و دوستي او نيز به عظمت خدا چيزي نمي افزايد. هراس و ترس از دشمني لازم است كه او داراي قدرتي ضرر رساننده و كوبنده باشد و ابليس را خدا خلق كرد كه عبادت كند و خدا هم بر حال او دانا بود كه چه اعمالي انجام خواهد داد. مدتي با ملائك مشغول عبادت شد تا با سجده كردن به آدم او را امتحان نمود و از شقاوت و حسدي كه در سرشت او نهفته بود از امر خدا سرپيچي كرد. خدا هم او را از درگاه قرب خود راند و از صف ملائكه بيرون كرد و در روي زمين ملعون و محروم ماند و با آدم و فرزندان او بناي عداوت و دشمني را گذاشت و بر آدميزاد قدرتي ندارد جز وسوسه و خواندن به غير خدا و يا نافرماني و خود باز به ربوبيت خدا اقرار دارد.

ماديگرا: آيا سجده كردن به غير از خدا جايز است؟

حضرت: خير.



[ صفحه 160]



ماديگرا: پس چطور است كه خدا امر كرد ملائكه را به حضرت آدم سجده كنند؟

حضرت: هر كسي كه به امر خدا سجده كند در حقيقت به خدا سجده كرده است.

ماديگرا: ريشه كهانت [1] را از كجا به دست آورده اند؟

حضرت: در زمان جاهليت و دوران فترت يعني در هنگام بين پيغمبر و پيغمبر ديگر كهانت واقع مي شد كاهن هر زمان زمامدار و به منزله حاكم آن زمان به شمار مي رفت. مردم در تمام اموري كه در بين خود واقع مي شد به او مراجعه مي كردند و او هم در بين آنها به وسيله اي مختلف حكم مي كرد. از قبيل بينش دقيق و زرنگي قلب و وسوسه نفسي و قدرت رواني و القائات قلبي كه به وسيله شياطين به دست مي آوردند و اما اخبار آسماني را هم شياطين در آن زماني كه به آسمان ها راه داشتند از عالم بالا اخبار را شبيه وحي مي شنيدند و حق را به باطل مخلوط كرده و به مردم مي رساندند ولي از هنگامي كه شياطين از آسمان به امر الهي رانده شدند كهانت قطع شد اما آنها اخبار بين مردم را از قبيل دزد و قاتل و گمشده و خبرهاي دور را به كاهن مي رساندند و در بين شياطين نيز مانند مردمان دروغگويان و راستگويان وجود دارد.

ماديگرا: شياطين چگونه مي توانستند به آسمانها بروند و به دستور حضرت سليمان عليه السلام بناهايي بسازند كه مردمان از ساختن امثال آن عاجز بودند؟



[ صفحه 161]



حضرت: شياطين مخلوق لطيف الجسمند و غذاي آنها از نسيم است و به همين جهت بود كه زمان قديم به آسمانها مي رفتند و به امر الهي به حضرت سليمان غليظ الجسم مي شدند و كارهاي ساختماني و ساير اعمال را انجام مي دادند.

ماديگرا: سحر چيست و ريشه اش از كجا است و ساحر چگونه مي تواند آن همه كارهاي خارق العاده و شگفت انگيز را انجام دهد؟


پاورقي

[1] به معناي اين است كه برخي از مردم از آينده خبر مي دادند.


گذشت و بخشش


يك روز مردي از حاجيان مدينه هميانش مفقود شده بود با نگراني تمام در جستجوي آن برآمد رسيد به امام صادق عليه السلام ديد مشغول نماز است او را نشناخت گفت اي مرد هميان مرا تو نيافتي - امام فرمود ما ان فيه در هميان تو چيست قال الف دينار گفت هزار دينار در آن بود حضرت او را به منزل برد و هزار دينار به او داد - آن مرد حاجي دينارها را گرفت به منزل برگشت در بين راه هميان خود را يافت برگشت خدمت امام صادق عليه السلام هنوز هم او را نشناخته بود عذرخواهي كرد و هزار دينار را تقديم نمود حضرت ابوعبدالله ديگر قبول نكرد فرمود شي ء خرج من يدي لا يعود الي چيزي را كه از مال خود خارج كرديم ديگر قبول نمي كنم - آن مرد حاجي بسيار تعجب كرد پرسيد اين بزرگ كيست گفته شد ابوعبدالله جعفرالصادق است آن مرد گفت از او اين كارها بعيد نيست زيرا گذشت و بخشش جزو غرائز طبيعي آنها مي باشد - آنها اهل بيت عترت و رسالت هستند.

دست كرم و بخشش آنها هميشه گشاده بود و سفره او گسترده و خوان احسانش منبسط بود - دست و دلش دريائي بود كه بر خود مي لرزيد و در و گوهر بيرون مي ريخت و سالكان راه سير و سلوك را متمتع و متمكن مي ساخت آنقدر بخشش و جود و سخاوت نمود كه به اين صفت شهره ي حجاز و عراق و ايران گرديد.


مواردي كه عثمان به مخالفت با فقه اسلامي برخاست


1- يكي از موارد اختلاف بين فرقه اماميه با مذاهب اربعه و ساير فرق اين است كه عثمان حكومت خود را به دست تيره بني اميه سپرد و آنها عليه السلام و احكام شرع مي رفتند و صندوق بيت المال مسلمين فقط بين امويين و خويشان و اقوام و عشيره عثمان تقسيم مي شد و همين سبب تفرقه و تشديد فاصله بين شيعه اماميه و ساير پيروان گرديد - چنانچه ابن ابي الحديد نقل مي كند - دستور داد چهارصد درهم به عبدالله بن خالد بن اسيد داد و صد هزار درهم به حكم بن ابي العاص داد و خراج عراق را به ابوموسي بخشيد و براي عروسي حارث بن حكم با دختر عايشه صد هزار درهم از بيت المال بخشيد آن گاه ابوذر غفاري كه او را منع از اين بخششهاي بي جا از اموال مسلمين مي كرد بر بذه تبعيد نمود و به دست اين عمال كه قويترين آنها معاويه و عمروعاص بودند احكام دين تعطيل مي شد و پيروان علي عليه السلام در سخت ترين مضيقه زندگي مي گذارنيدند و اين عمل حس بدبيني را بين طبقات مردم تشديد نموده كه از آن جمله تصرف در احكام فقه براي خودشان بوده.

2- تغيير نماز سفر - اسلام براي تسهيل امر زندگاني مسلمين دستور داد چهار ركعت در سفر دو ركعت شود و در حال خوف و اين هر دو يكي است و اين حكم با ادله اربعه كتاب و سنت و عقل و اجماع ثابت شده است چنانچه قرآن مي فرمايد و اذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلوة ان ختفم ان يفتنكم الذين كفروا و پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم خود هميشه در سفر نماز را به قصر بجا مي آورد [1] .

و شيخين هم بر همين منوال عمل مي كردند ولي عثمان و عايشه در مكه نماز سفر را تمام خواند بدون آن كه قصد اقامت نمايند [2] .

و احمد بن حنبل مي نويسد معاويه و اصحابش در مكه نماز ظهر را دو ركعت خواند و معاويه چهار ركعت خواند و چنانچه در تاريخ اموي ديديم احكام شرع در عصر امويه از طلوع



[ صفحه 161]



عثمان تا اواخر مروان حمار تعطيل و بر حسب ميول خلفا رأي داده مي شد و عايشه نزد عليه علي بن ابيطالب قيام كرد به خونخواهي عثمان در حالي كه خودش از سعايت كنندگان در حق عثمان بوده و خروج عايشه خلاف شرع و عرف در ناموس اجتماع به شمار رفت به شرحي كه ابن ابي الحديد مفصل قضيه را نقل كرده و به اين لفظ نوشته.

ان عايشه كانت من اشد الناس علي عثمان حتي انها اخرجت ثوبا من ثياب رسول الله فمصبه في منزلها و شرح آن را بايد در جنگ هاي جمل مطالعه فرمود به تاريخ اميرالمؤمنين و تاريخ مفصل اسلام نگارنده مراجعه شود.

تخلف عثمان بيش از آن است كه شرح داده شود؟!


پاورقي

[1] صحيح مسلم در كتاب صلوة المسافرين و قصرها ص 258 ج 1.

[2] احمد بن حنبل در حديث معاويه در سند خود ص 94 ج 4 نقل كرده.


علم سيميا


بحث از حيله و تدبير و مكر در سحر مي نمايد كه به علم خيالات



[ صفحه 54]



هم شهرت دارد و در اين علم از افكار و خيالات ديگران خبر مي دهد و نيروي خلاقه مانند آنچه طرف خطاب مي خواهد به وجود مي آورد و به سحر ايجاد مي كند در صورتي كه حقيقت ندارد بلكه مجاز است آب نيست و بلكه سراب است تأثير در حس ديدن مي كند ناظر گمان مي كند حقيقت مرئي را مي بيند در حالي كه اشباح آن را در خيال مي بيند و اين علم ايجاد روحي در صورت اشباح در روح مخاطب به وجود مي آورد و نيروي حس او را تسخير مي كند و سحر مي نمايد - شيخ بهاءالدين عاملي به آساني در اين علم مهارت داشته است.


سؤالات مطرح شده با امام صادق


افراد و گروههاي مختلف فكري، در زمينه هاي گوناگوني از امام صادق عليه السلام سؤال مي كردند. به عنوان مثال درباره ي توحيد، نبوت، معاد، عدل و امامت و مسائل مختلف مربوط به هر كدام، از جمله: اثبات صانع،



[ صفحه 198]



وحدانيت خالق، رؤيت خدا، و نيز احكام و تفسير آيات قرآن از ايشان سؤال مي شد كه در اين قسمت به ذكر نمونه سؤالات و پاسخ هاي امام صادق مي پردازيم. [1] .


پاورقي

[1] با مطالعه و بررسي مناظرات امام صادق در منابع حديثي از جمله جلد دوم احتجاج طبرسي و جلد دهم بحارالانوار، سؤالاتي كه در مناظرات از امام صادق پرسيده شده در 7 بخش دسته بندي گرديد.


الحيض و الاستحاضة و النفاس


قال تعالي: (و يسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتي يطهرن فاذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم الله ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين). [1] .

و قال الامام الصادق عليه السلام: اذا بلغت المرأة خمسين سنة لم تر حمرة الا أن تكون امرأة من قريش.

و قال عليه السلام في رواية أخري: اذا أكمل لها تسع سنين أمكن حيضها.

و قال عليه السلام: أقل ما يكون الحيض ثلاثة أيام، و أكثره عشرة أيام.

و قال عليه السلام: لا يكون القرء - أي الطهر من الحيض - في أقل من عشرة أيام من حين تطهر أن تري الدم.


پاورقي

[1] البقرة: 222.


وقتها


سئل الامام الصادق عليه السلام عن الفطرة متي هي؟ قال: قبل الصلاة يوم الفطر.



[ صفحه 98]



و سئل عن المولود يولد ليلة الفطر؟ قال: ليس عليه فطرة، و ليست الفطرة الا علي من أدرك الشهر.


المالك و اصحاب الايدي


اذا تداولت العين المغصوبة أيد عديدة، و كانت ما تزال قائمة فالمالك بالخيار، ان شاء رجع علي من هي في يده، و متي تسلمها ارتفعت المسؤولية عن الجميع، و ان شاء تركها مع ذي اليد - ان طالبه المالك، أن يلا حق بدوره من هي في يده، و ينتزعها منه، و لو باقامة الدعوي عليه، لأنه صاحب علاقة، أي ان المسؤولية التي تحملها هذا الغاصب الذي انتقلت العين المغصوبة من يده تخوله أن يتتبع العين اينما كانت ليردها الي ملكها.

و تسأل: ان حق المالك يتعلق بالعين لا بالذمة، ما دامت العين قائمة، فاذا



[ صفحه 113]



هلكت تعلق حقه بالذمة لا بالعين، و بديهة ان اعطاء الحق للمالك بالرجوع علي من وجدت العين في يده يستدعي أن حقه متعلق بالعين لا بالذمة، و ان اعطاه الحق له بالرجوع علي غير من هي في يده من الغاصبين يستدعي أن تكون العين تالفة، و ان حقه متعلق بالذمة لا بالعين، و هذا هو التنافي بعينه... بالاضافة الي أنه جمع بين العوض و المعوض عنه.

الجواب:

فرق بين الضمان في العهدة، و الضمان في الذمة، فان ضمان العهدة يتعلق - في الغالب - بالاعيان كضمان العارية العادية، و ضمان المبيع اذا ظهر مستحقا للغير، بحيث يرجع المضمون له علي الضامن بالعوض اذا هلكت العين المضمونة، أو امتنع الاستيلاء عليها لسبب من الاسباب، أما ضمان الذمة فيتعلق بالاموال التي تستقر في الذمم، و الضمان الذي لا يجتمع مع تعلق حق المالك بالعين هو ضمان الذمة، أما ضمان العهدة فهو معه علي وفاق.

و كل من استولي علي ملك الغير استيلاء يمكنه من التحكم فيه، و لو آنا ما فقد دخل في عهدته، و أصبح مسؤولا عنه، و عليه ارجاعه اينما كان، ما دام قائما، فان هلك فعليه عوضه، حتي و لو كان قد خرج من يده الي غير يده. أجل، اذا تداولته أيد عديدة كان اصحاب الايدي بأجمعهم مسؤولين، و لكن علي سبيل البدلية و الكفاية اذا قام به البعض سقط عن الكل.

2- اذا تلفت العين في يد أحدهم تخير المالك في الرجوع بالعوض كاملا علي من شاء منهم، و ان شاء وزعه علي الجميع بالتساوي أو التفاوت، لأن الرجوع علي أحدهم بالكل يقتضي الرجوع عليه بالبعض بطريق أولي، قال صاحب الجواهر: «بلا خلاف و لا اشكال، بل يمكن تحصيل الاجماع عليه، لأن



[ صفحه 114]



كلا منهم غاصب مخاطب برد العين، أو البدل، لقول الامام عليه السلام: كل مغصوب مردود، و حديث: علي اليد ما اخذت، حتي تؤدي... و لا فرق في تعاقب الايدي بين الضمان بعقد فاسد، أو غيره».


قسمة الاجبار و التراضي


اذا طلب أحد الشريكين القسمة، و امتنع الآخر ينظر: فان لم تستدع القسمة ضررا علي الممتنع، و لا ردا علي أحدهما، بحيث تمكن قسمة الشي ء المشترك، و تعديل السهام من غير ضم شي ء آخر مع بعضها، اذا كان الأمر كذلك يجبر الممتنع علي القسمة بالاجماع، اذ يجب اعطاء كل ذي حق حقه متي طلبه، و لا يجوز منعه عنه، و تسمي هذه قسمة اجبار.

و اذا كانت القسمة غير ممكنة، كالاشتراك في جوهرة، أو قطعة سلاح، و ما اليها، بحيث اذا قسمت تلفت، أو كانت القسمة ممكنة، ولكن الشريك لا ينتفع



[ صفحه 114]



بنصيبه منفردا، كما كان ينتفع به مع الشركة كالغرفة الصغيرة اذا قسمت أصاب كل منهما موضعا ضيقا لا ينتفع به لجهة السكن و لا لغيره، أو أمكنت القسمة و الانتفاع، ولكن لا يمكن تعديل السهام الا بالرد، و ضم مال زائد علي المال المشترك، كما لو كان بينهما غرفتان، قيمة احداهما مئة، و قيمة الأخري مئتان، فلا بد أن يضم الي الأولي خمسون يدفعها من يأخذ الثانية لمن يأخذ الأولي، اذا كان كذلك فلا يجبر الشريك علي القسمة و القبول، لقاعدة لا ضرر و لا ضرار، و للنهي عن السرف و التبذير، و لأن الضميمة لا تملك الا بالتراضي، و لذا سميت هذه القسمة بقسمة التراضي.

و قال جماعة من الفقهاء: لا تجوز قسمة المال المشترك مع تضرر الشركاء، حتي ولو اتفقوا عليها، لأنه سفه و تضييع للمال، ورد عليهم صاحب الجواهر «بأن هذا مناف لقاعدة تسلط الناس علي أموالهم، و ان المالك لا يمنع من التصرف في ملكه، و ان استلزم ذلك نقصا فاحشا في ماله، و الا ثم لا يتنافي مع صحة القسمة شرعا». و عليه تصح القسمة مع التراضي، حتي ولو تضرر الشركاء، و لو افترض ان المتضرر من القسمة أحد الشريكين دون الآخر، و طلبها المتضرر اجيب الي طلبه، و اجبر عليها غير المتضرر، ولو طلبها غير المتضرر من المتضرر فلا يجاب الي طلبه.. و قسمة الاجبار يتولاها الحاكم الشرعي أو من يوكله، و مع تعذرهما فعدول المسلمين، كما هو الشأن في جميع الأمور الحسبية.


حكم الحاكم


هل يثبت الحجر علي السفيه بمجرد ظهور السفه، أو يتوقف الحجر علي حكم الحاكم، و لو افترض ان الحاكم حجر عليه بعد ثبوت السفه لديه، فهل يزول التحجير بمجرد زوال السفه، أو يتوقف علي حكم الحاكم برفعه عنه؟

لقد اختلف الفقهاء في ذلك، و ذهب المحققون، ومنهم صاحب الجواهر و المسالك الي أن المعول في بطلان تصرفات السفيه علي ظهور السفه، لا علي حكم الحاكم بالتحجير، فكل تصرف يصدر منه حال السفه يكون باطلا، سواء أحجر عليه الحاكم أو لم يحجر، اتصل السفه بالصغر أو لم يتصل، فلو كان سفيها، ثم حصل الرشد ارتفع عنه الحجر، فان عاد السفه عاد، فان زال زال، و هكذا.. و ذلك ان السبب الموجب للحجر هو السفه فيجب تحققه، فاذا ارتفع السبب فيجب ان يرتفع المسبب، و هو الحجر.. هذا، بالاضافة الي ظاهر قوله تعالي: (فان أنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم أموالهم) حيث علق الأمر بدفع المال علي ايناس الرشد، لا علي حكم الحاكم.



[ صفحه 96]




الحكم بشهادة الزور


جاء في كتاب فتح القدير ج 2 باب النكاح ص 389، و ج 5 باب القضاء ص 492، و كتاب الفروق ج 4 ص 41 طبعة 1346 ه، الفرق الثالث و العشرون بعد المئتين:

«اذا شهد عند الحاكم شاهدا زور بطلاق امرأة، فحكم بطلاقها، جاز لكل من الشاهدين أن يتزوجها مع علمه بكذب نفسه، لأن حكم الحاكم فسخ لذلك النكاح، و كذلك اذا شهد عنده ببيع جارية، فحكم ببيعها جاز لكل واحد من تلك البينة أن يشتريها ممن حكم له بها، و يطأها هذا الشاهد، مع علمه بكذب نفسه، لأن حكم الحاكم ينزل منزل البيع لمن حكم له».

و هذا اللفظ لصاحب الفروق، و في معناه ما جاء في فتح القدير.

و قال الامامية:ان حكم الحاكم لا يحلل حراما، و لا يحرم حلالا، و انما هو لنصرة الحلال لا الحرام، و وسيلة لاحقاق الحق، و ابطال الباطل، فمن علم بأنه خلاف الحق و الواقع فلا يجوز له العمل به. و اذا حكم القاضي، و ذهب المحكوم الي قاض آخر مدعيا علي الأول أنه حكم عليه بالجور و الفساد، و ثبت للثاني أن الحاكم قصر في الاجتهاد، أو خالف دليلا قطعيا من الشرع وجب عليه نقضه و ابطاله.

و قال بعضهم: ينبعي أن لا تسمع الدعوي علي القاضي، لأنها اهانة له.. و أجابه صاحب المستند بأنه لا بأس باهانته، بل ينبغي أن يهان، لأن في اهانته عز



[ صفحه 103]



للاسلام - اذا كان هو جائرا.

و يتفق قول الامامية مع الحديث الشريف: «انكم تختصمون الي، و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له علي نحو مما اسمع منه، فمن اقتطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه، فانما أقطع له به قطعة من نار».

و اذا كان قضاء سيد الأنبياء لا يغير الواقع، فكيف يغيره قضاء غيره؟

وما أبعد ما بين ما ذهب اليه أبوحنيفة، و ما ذهب اليه جماعة من الامامية من قولهم انه اذا أوقع الزوج طلاق امرأته أمام رجلين معتقدا عدالتهما، و كانا عند نفسهما غير عادلين، فلا يسوغ لأحدهما أن يتزوج المرأة بعد الانتهاء من عدتها.


اخرج خاتما فضرب به الارض


عبدالله (عبدالرحمن) بن كثير في خبر طويل ان رجلا دخل المدينة يسأل عن الامام فدلوه علي عبدالله بن الحسن فسأله هنيئة ثم خرج فدلوه علي جعفر بن محمد صلوات الله عليه فقصده فلما نظر اليه جعفر عليه السلام قال: يا هذا انك كنت مغري فدخلت مدينتنا هذه تسأل عن الامام فاستقبلك فتية من ولد الحسن عليه السلام فأرشدوك الي عبدالله بن الحسن فسألته هنيئة ثم خرجت، فان شئت أخبرتك عما سألته و ما رد عليك، ثم استقبلك فتية من ولد الحسين فقالوا لك: يا هذا ان رأيت أن تلقي جعفر بن محمد فافعل.

فقال: صدقت قد كان كما ذكرت.

فقال له: ارجع الي عبدالله بن الحسن فاسأله عن درع رسول الله صلي الله عليه و آله و عمامته، فذهب الرجل فسأله عن درع رسول الله صلي الله عليه و آله و العمامة فأخذ درعا من كندوج له فلبسها فاذا هي سابغة [1] .

فقال: كذا كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يلبس الدرع، فرجع الي الصادق عليه السلام فأخبره.

فقال عليه السلام: ما صدق، ثم أخرج خاتما فضرب به الارض فاذا الدرع و العمامة ساقطين من جوف الخاتم، فلبس أبوعبدالله عليه السلام الدرع فاذا هي



[ صفحه 163]



الي نصف ساقه ثم تعمم بالعمامة فاذا هي سابغة فنزعهما ثم ردهما في الفص.

ثم قال: هكذا كان رسول الله صلي الله عليه و آله يلبسها، ان هذا ليس مما غزل في الارض ان خزانة الله فيكن، و ان خزانة الامام في خاتمه، و ان الله عنده الدنيا كسكرجة و انها عند الامام كصحفة، و لو لم يكن الامر هكذا لم نكن أئمة و كنا كسائر الناس. [2] .

بيان: قوله مغري علي بناء المفعول من الاغراء بمعني التحريض أي أغراك قوم علي السؤال و الطلب.

و الكندوج: شبه المخزن معرب كندو، قوله عليه السلام: في كن اي في لفظ كن كناية عن تعلق الارادة الكاملة كما قال تعالي: (انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). [3] .

و قال الجزري: السكرجة بضم السين و الكاف و التشديد: اناء صغير يؤكل فيه الشي ء القليل من الادام، و هي فارسية.

و قال: الصحف، اناء كالقصعة المبسوطة و نحوها. [4] .



[ صفحه 164]




پاورقي

[1] اي واسعة.

[2] مناقب آل أبي طالب 349: 3.

[3] يس: 82.

[4] بحارالأنوار: ج 25.


شخصيت حضرت صادق


احمد مغنيه، ترجمه ي سيد جعفر غضبان، چاپ سوم، تهران، انتشارات ارديبهشت، 1360، رقعي، 223 ص.



[ صفحه 227]




الاكتفاء الذاتي في الحيوان


أنظر يا مفضل إلي لطف الله جل اسمه بالبهائم كيف كسيت أجسامها هذه الكسوة من الشعر و الوبر و الصوف لتقيها من البرد و كثرة الآفات، ألبست الأظلاف و الحافر و الاخفاف لتقيها من الحفاء، إذ كانت لا أيدي لها و لا أكف و لا أصابع مهيأة للغزل و النسج فكفوا بأن جعل كسوتهم في خلقهم باقية عليهم ما بقوا لا يحتاجون إلي تجديدها و استبدال بها.

فأما الإنسان فإنه ذو حيلة و كف مهيأة للعمل، فهو ينسج و يغزل و يتخذ لنفسه الكسوة و يستبدل بها حالا بعد حال، و له في ذلك صلاح من جهات، من ذلك أنه يشتغل بصنعة اللباس عن العبث و ما تخربه إليها الكفاية، و منها أنه يستريح إلي خلع كسوته إذا شاء و لبسها إذا شاء، و منها



[ صفحه 111]



أن يتخذ لنفسه من الكسوة ضروبا لها جمال وروعة فيتلذذ بلبسها و تبديلها، و كذلك يتخذ بالرفق من الصنعة ضروبا من الخفاف و النعال يقي بها قدميه، و في ذلك معائش لمن يعمله من الناس و مكاسب يكون فيه معائشهم و منها أقواتهم و أقوات عيالهم، فصار الشعر و الوبر و الصوف يقوم للبهائم مقام الكسوة و الأظلاف و الحوافر و الأخفاف مقام الحذاء.


علي و العصمة


تفسيرالقمي 1 / 365 - 346: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن محمد بن قيس، عن ابن أبي يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...

أقبل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوما واضعا يده علي كتف العباس، فاستقبله أميرالمؤمنين عليه السلام فعانقه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قبل ما بين عينيه، ثم سلم العباس علي علي فرد عليه ردا خفيفا.

فغضب العباس فقال: يا رسول الله لا يدع علي زهوه.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا عباس لا تقل ذلك في علي فاني لقيت جبرئيل آنفا فقال لي: لقيني الملكان الموكلان بعلي الساعة فقالا: ما كتبنا عليه ذنبا منذ ولد الي هذا اليوم.


من تقبل شهادته


[أمالي الصدوق 91، المجلس 22، صدر ح 3: حدثنا أبي، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح،...]

قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: و قد قلت له: يابن رسول الله عمن تقبل شهادته، و من لاتقبل؟ فقال:

يا علقمة كل من كان علي فطرة الاسلام جازت شهادته.

قال: فقلت له: تقبل شهادة مقترف للذنوب؟

فقال: يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت الا شهادات الأنبياء و الأوصياء صلوات الله عليهم، لأنهم هم المعصومون



[ صفحه 54]



دون سائر الخلق، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة و الستر، و شهادته مقبولة، و ان كان في نفسه مذنبا، و من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عزوجل داخل في ولاية الشيطان.

و لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا، و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما، و كان المغتاب في النار خالدا فيها، و بئس المصير.


كيف تبدأ بالدعاء


دعوات الراوندي 23، الحديث 27، و عدة الداعي 147، و أصول الكافي 2 / 484: قال:أبو عبدالله عليه السلام:...

اياكم أن يسأل أحد منكم ربه شيئا من حوائج الدنيا و الآخرة حتي يبدأ بالثناء علي الله تعالي والمدحة له، و الصلاة علي النبي و آله، ثم الاعتراف بالذنوب، ثم المسألة.


في البناء الاجتماعي


صدر عن الامام الصادق عليه السلام تشريعات اجتهادية متفردة في الحقل الاجتماعي حيث شدد علي حسن التعامل بين الأفراد بروح الضمير الاسلامي. و الضمير ككل ملكات الانسان يمكن أن ينمي بالتربية و يضعف بالاهمال. فاهمال الوجدان تضعف قوته أو تموت. قال تعالي: «أرأيت من اتخذ الهة هواه أفأنت تكون عليه وكيلا» [1] . ان هداية القلب ثمرة من ثمرات الايمان بالله تبارك و تعالي. قال تعالي «و من يؤمن بالله يهد قلبه» [2] ان حياتنا و سعادتنا في هذه الدنيا، متوقفة علي الأمانة في عملنا، و الواجب يقضي علي كل فرد في المجتمع أن يلبي صوت الضمير، فيقوم بواجبه خير قيام دون خوف أو طمع.

هذه القوة المتركزة في أعماق نفوس البشر و في طبائعهم تطالبهم بالدقة و الاتقان و الاخلاص فيما يعملون، لأن الأمة التي تفقد ضميرها تفقد سعادتها بكل ما فيها من أفراح و مباهج و طمأنينة. بل قل انها تفقد حياتها!. و قد ركز القرآن الكريم في عدة آيات علي الأعمال الصالحة التي هي نتيجة الضمير الحي و الشعور بالواجب، قال تعالي: «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا» [3] لقد جعل الله العمل الصالح بمثابة الايمان بالله و العلم العاطل بمثابة الشرك بالله.



[ صفحه 201]



و من أعمال الضمير الاسلامي الأمانة التي تباركها و تقدسها جميع الأديان السماوية و لا تبيح خيانتها الفوارق المذهبية قال الامام الصادق في الأمانة تتبعها (الوديعة):

«ترد الي البر و الفاجر» [4] فقد ألغي عليه السلام اباحة مال الفاجر في تشريعات كثيرين من الفقهاء.

و لتسهيل حاجات الانسان و اشاعة المعروف في المجتمع حث الامام الصادق علي القرض الحسن لما له من أثر جميل في تمتين أواصر المحبة و التعاون بين أفراد المجتمع الواحد، فقال عليه السلام: «لئن أقرض قرضا أحب الي من أن أتصدق بمثله» [5] .

فالقرض هنا بمنزلة الصدقة بل ربما هو أفضل اذ أنه يحفظ المال لصاحبه، و يصون كرامة المقترض، فلا يحوجه الي ذل السؤال. جاء في الحديث الشريف: «اليد العليا خير من اليد السفلي».

أما الدين، فقد شدد عليه كثيرا حتي أنه شبه المدين المتهرب عن وفاء دينه بالسارق فقال عليه السلام:

«من استدان دينا و لم قضاءه كان بمنزلة السارق» [6] نري في هذه المشابهة تأنيبا رادعا للمدين يطاله معنويا و ماديا، ففيه صفة الاحتيال و السرقة، و اقامة الحد المادي أي العقاب الجسدي.

و كما ذكرنا أن من خصائص الفقه الصادقي تعليل الشرائع باتجاه انساني يوثق العلاقات الاجتماعية بين الأفراد و يضمن تماسك المجتمع. يتوضح ذلك من جواب الامام الصادق لما سئل: لماذا حرم الله الربا أجاب: «لئلا يتمانع الناس المعروف» [7] .



[ صفحه 202]



و لا يخفي علي أحد أن التشريعات الصادقية تتميز بميزة خاصة و هي ارتباطها بالأحكام الالهية. قال الامام الصادق في ذلك: «من حكم بدر همين بغير ما أنزل الله، عزوجل، فهو كافر [8] .

أما عن الشروط المخالفة لكتاب الله قال:

«من اشترط شرطا مخالفا لكتاب الله عزوجل، فلا يجوز علي الذي اشترط عليه، و المسلمون عند شروطهم فيما وافق كتاب الله [9] هذه الخصائص منحت الفقه الصادقي سمة الخلود و البقاء، كما منحته صفة الاطلاق حتي غدا منهلا يرده الفقهاء ليستنبطوا منه القواعد الشرعية. مثال قاعدة: «من أتلف مال غيره فهو له ضامن» مستنبطة من قول الامام الصادق: «من أضر بطريق المسلمين فهو له ضامن» [10] .

و للامام الصادق معالجات انسانية مثالية في الحقل الاقتصادي غريبة جدا في تفردها، متميزة في أسلوب أدائها. و لا عجب في ذلك فهو امام معصوم تخلق بأخلاق الأوصياء و سلك طريق الأنبياء. من هذه المثالية الانسانية نذكر قصة في الاحتكار: في احدي السنين انقطع الطعام عن المدينة المنورة، و كان الناس يشترون طعامهم يوما بيوم، فقال الامام الصادق عليه السلام لبعض خدمه: كم عندنا من الطعام؟ قال: ما يكفينا أشهرا، قال: أخرجه، و بعه. فقال الخادم: ليس في المدينة طعام، قال الامام: بعه. فلما باعه قال له: «اشتر مع الناس يوما بيوم». و جاء في كتاب الوسائل:

ان أهل المدينة أصابهم قحط، حتي أن الرجل الموسر كان يخلط الحنطة بالشعير، و يأكله، و كان عند الامام الصادق عليه السلام طعام جيد، فقال لخادمه: «اشتر لنا شعيرا، فاخلط بهذا الطعام» [11] ، و بع القمح، فانا نكره أن نكره أن نأكل جيدا و يأكل الناس رديئا «فتأمل هذه المواساة للناس و تأمل هذه المساواة مع الآخرين،



[ صفحه 203]



انها صادرة عن نفس طاهرة، و قلب رحوم، عطوف يحس مع المحرومين و يتعاطف مع المعوزين. هذا الدأب المثالي و هذه الأخلاق النبيلة نهلها من جده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب الذي قال: «أأقنع من نفسي بأن يقال أميرالمؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر؟ أو أكون أسوة لهمفي خشونة العيش» [12] .

في حين دأب ملوك و سلاطين المسلمين (الخلفاء) علي اغتصاب ما في أيدي الناس في حالتي الرخاء و الشدة، لذلك قال الامام الصادق: «كل مغصوب مردود» [13] .

ذكرت المصادر أيضا أن أجود المقنيات كان يصادرها الملوك و يضمونها لأملاكهم أو يهبونها لزوجاتهم و أقربائهم. فانتقوا الأفضل و خصوا أنفسهم بالطيبات وتركوا عامة الشعب يعاني الحرمان و البؤس. فبالأعمال تتميز الرجال! أين هؤلاء الذين تسموا بالخلفاء من سليل الأنبياء الذي امتلك الحنطة و بدلها بالشعير ليأكل كما يأكل الناس، كان منهم و لهم، أحس باحساسهم و شاركهم في سرائهم و ضرائهم مستلهما قول جده أميرالمؤمنين في وصيته لمالك الأشتر عندما ولاه علي مصر قائلا له:

«.... فانهم صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.».


پاورقي

[1] الفرقان الآية 43.

[2] التغابن الآية 11.

[3] الروابط الاجتماعية في الاسلام للمؤلف ص 171 الكهف الآية 110.

[4] فقه الامام الصادق محمد جواد مغنية ج 4 ص 205.

[5] وسائل الشيعة ج 13 ص 87 و فقه الامام الصادق. ج 4 ص 58.

[6] نفسه ج 13 ص 86.

[7] حلية الأولياء ج 3 ص 194.

[8] فقه الامام الصادق محمد جواد مغنية ج 6 ص 65.

[9] نفسه ج 3 ص 162.

[10] فقه الامام الصادق للحر العاملي ج 3 ص 50.

[11] راجع كتاب الوسائل للشيعة.

[12] نهج البلاغة ج 3 ص 81.

[13] وسائل الشيعة ج 17 ص 309.


چه چيزهائي را خدا بر بندگان واجب كرده است؟


سليمان بن خالد گويد: از امام صادق - عليه السلام - سؤال كردم، فدايت شوم؛ به من خبر ده، چه چيزهائي را خدا بر بندگانش واجب نمود؟

حضرت فرمودند: اقرار به وحدانيت خدا، و اينكه محمد - صلي الله عليه و آله و سلم - پيامبر خداست. و اقامه ي نماز، و (اداء) خمس و زكات، و حج خانه ي خدا، و روزه ماه مبارك رمضان و ولايت (اهل بيت - عليهم السلام).

پس هر كس اين امور را بر پا كند، و استقامت ورزد و راه ميانه برود و از



[ صفحه 90]



منكرات اجتناب كند وارد بهشت مي شود. [1] .


پاورقي

[1] المحاسن: 289، بحارالأنوار: ج 65 ص 386 ح 36.


حديث 100


1 شنبه

اياكم و الخصومة.

از دعوا كردن دوري كنيد.

كافي، ج 2، ص 301


اخباره بالغائب 18


محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن براء، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل قال: كان في القرية رجل يؤذيني و يقول لي: يا رافضي و يشتمني، و كان يلقب بقرد القرية، قال: فحججت سنة من ذلك اليوم فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي ابتداء: قوفه مانا مت، قلت: جعلت فداك متي؟ قال في الساعة فكتبت اليوم و الساعة، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن بقي و عمن مات، فقال لي: قوفه مانا مت، و هي بالنبطية قرد القرية مات، فقلت له: متي؟ فقال لي: يوم كذا و كذا، و كان في الوقت الذي أخبرني به أبو عبدالله عليه السلام [1] .

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن الحسين، عن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل قال: كان في القرية رجل يؤذيني، و يقول لي: يا رافضي و يشتمني، و كان يلقب بقرد القرية قال: فحججت سنة بعد ذلك، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي ابتداء: قرد القرية مات. فقلت: جعلت فداك متي؟ قال: الساعة، فكتبت ذلك اليوم و تلك الساعة، فلما قدمت



[ صفحه 128]



الكوفة تلقاني أخي، فسألته من مات و من بقي؟ فقال: قرد القرية مات و هي كلمة بالنبطية يقول: قرد القرية. فقلت: متي مات قال لي: يوم كذا و كذا في وقت كذا و كذا الذي أخبرني به أبو عبدالله عليه السلام [2] .

و رواه أحمد بن محمد بن أبي نصر، ذكره صاحب ثاقب المناقب [3] .


پاورقي

[1] بصائرالدرجات: ص 314، ج 6، باب 11، ح 7.

[2] دلائل الامامة: ص 137.

[3] الثاقب في المناقب: ص 413 ح 14.


بني عباس پسرم را گرفتار مي كنند


حضرت امام صادق عليه السلام فرمود: خدا رحمت كرد مردمي را كه با كردار خود چراغ راه مردم شدند و به راه هدايتشان كردند.

شيخ طوسي در كتاب غيبت از ابوبصير نقل مي كند كه گفت: شنيدم حضرت صادق عليه السلام مي فرمود: گويا اين پسرم يعني حضرت كاظم را مي بينم كه بني فلان (بني عباس) او را گرفته اند و روزگاري در دست آنها گرفتار مانده، سپس از چنگ آنها بيرون مي رود.



[ صفحه 186]




في أن الشيعة هم أهل دين الله وهم علي دين


يحيي الحلبيّ، عن عبد الله بن مسكان، عن حبيب [1] قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أما والله ما أحَدٌ مِنَ النّاسِ أحَبَّ إلَيَّ مِنكُم، وَإنَّ النّاسَ سَلَكوا سُبُلاً شَتّي فَمِنهُم مَن أخَذَ بِرَأيِهِ، وَمنِهُم مَن اتَّبعَ هواهُ، وَمِنهُم مَن اتَّبَعَ الرِّوايَةَ، وَإنَّكُم أخَذتُم بِأمرٍ لَهُ أصلٌ، فَعَلَيكُم بِالوَرَعِ وَالاجتِهادِ، وَاشهَدوا الجَنائِزَ، وَعودوا المَرضي وَاحضَروا مَعَ قَومِكُم في مَساجدِهِم لِلصّلاةِ، أما يَستَحي الرَّجُلُ مِنكُم أن يَعرِفَ جارُهُ حَقَّهُ وَلا يَعرِفُ حَقَّ جارِهِ. [2] .


پاورقي

[1] حبيب مشترك بين جماعة والظّاهر هنا: أبو حبيب النّباجيّ، له كتاب. قال النجاشي: أبو الحسين عليّ بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن، عن الحميريّ، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي حبيب بكتابه (راجع رجال النجاشي: ج 2 ص 442 الرقم 1252).

والنباجي - بالنون وتخفيف الباء الموحدة والألف والجيم -: هو نسبة إلي نباج ككتاب، بلدة بالبادية علي طريق البصرة يقال له: نباج بني عامر بن كريز، وهو بحذاء فيد. (راجع تنقيح المقال: ج 3 باب الكني ص 10).

[2] الكافي: ج8 ص146 ح121 وراجع: المحاسن: ج1 ص156 ح87، بحار الأنوار: ج68 ص90 ح23.


وصيت 09


وصية الامام الصادق عليه السلام لعبد الرحمن بن سيابه

قال له الامام عليه السلام ألا أوصيك، قلت : بلي، جعلت فداك. قال: عليك بصدق الحديث و أداء الامانه؛ تشرك الناس في أموالهم هكذا - و جمع بين أصابعه - قال عبدالرحمن: فحفظت ذلك عنه، فزكيت ثلاث مئة ألف درهم [1] .

امام صادق عليه السلام به عبدالرحمن بن سيابه فرمود: آيا تو را وصيتي نمايم؟

عرض كرد: آري؛ فدايت گردم.

حضرت فرمود: بر تو باد به راستي در گفتار و اداي امانت، كه در اين صورت در مال مردم اين گونه شريك



[ صفحه 192]



خواهي شد. (در اين زمان حضرت بين انگشتان خويش را جمع نمود و به وي نشان داد) عبدالرحمن مي گويد: اين سفارش را از حضرت فراگرفته و به آن عمل نمودم، در نتيجه (به قدري مالم زياد شد كه) سيصد هزار درهم زكات پرداخت كردم.

قبل از آن كه اين وصيت را بررسي نمايم، داستان جالبي كه در انگيزه ي بيان اين وصيت ذكر شده است، نقل مي كنم:

عبدالرحمن بن سيابه گفت: هنگامي كه پدرم از دنيا رفت، يكي از دوستان او به در خانه ي ما آمد؛ پس از تسليت پرسيد: آيا پدرت از مال و ثروت چيزي براي شما گذاشته؟ گفتم: نه. در آن هنگام كيسه اي را كه در آن هزار درهم بود، به من داد و گفت: اين پول به رسم امانت در دستت باشد؛ آن را بگير و و سرمايه ي خود قرار بده؛ سود آن را هم به مصرف احتياج زندگي برسان.

من كه بسيار خرسنده شده بودم، پيش مادرم آمده، جريان را شرح دادم. شبانگاه نيز نزد كس ديگري از دوستان پدرم رفتم و ماجراي آن روز را بيان كردم؛ او با سرمايه ام پارچه هاي مختلفي خريد و دكاني هم برايم تهيه كرد، كه در آن جا به كسب و كار مشغول شدم.

خداوند متعال لطف نموده، بهره ي زيادي از اين راه نصيبم فرمود، تا اين كه ايام و موسم حج فرا رسيد، در دلم افتد كه به زيارت خانه ي خدا بروم. نزد مادرم رفتم و قصد خود را با او در ميان گذاشتم؛ مادر گفت: اگر چنين تصميمي داري، اول امانت آن مرد را رد كن و پولش را به او بازگردان، سپس به فكر سفر به مكه ي



[ صفحه 193]



معظمه باش. من امانت آن مرد را كه هزار درهم بود، پيش او بردم و برگرداندم. گفت: شايد آنچه من داده ام، كم بوده؛ اگر مايلي، زيادتر بدهم. گفتم: نه، خيال دارم به مكه بروم؛ مايل بودم امانت شما را مسترد نمايم. پس از آن راهي مكه شدم.

در بازگشت از مكه به مدينه رفته، با عده اي خدمت امام صادق عليه السلام رسيدم. چون من جوان و كم سن و سال بودم، در آخر مجلس نشستم. هر يك از مردم سؤالي مي پرسيدند و امام عليه السلام پاسخ مي فرمود. همين كه مجلس خلوت شد، امام مرا نزد خود خواند؛ جلو رفتم. فرمود: كاري داشتي؟ عرض كردم: فدايت شوم؛ من عبدالرحمن پسر سيابه هستم. از پدرم پرسيد؛ گفتم: او از دنيا رفته است. حضرت ناراحت شد و برايش طلب مغفرت نمود؛ آنگاه پرسيد: آيا مال و ثروتي گذاشته است؟

عرض كردم: چيزي به جاي نگذاشته است؛ فرمود: پس چگونه به حج مشرف شدي؟ من هم داستان دوست پدر و هزار درهمي را كه به من داده بود، به عرض رساندم، ولي امام نگذاشت همه ي جريان را بگويم: فرمود: آيا هزار درهم او را دادي؟ گفتم: آري؛ به صاحبش رد كردم. حضرت فرمود: احسنت، كار خوبي كردي. اينك تو را وصيتي مي كنم. عرض كردم: بفرماييد. و ايشان (امام صادق عليه السلام) همين وصيت مذكور را بيان نمود.

با بيان اين داستان، براي ما روشن شد كه بهترين سرمايه در زندگي، راستگويي و امانت داري است، كه مايه ي اعتبار انسان ميان مردم است.



[ صفحه 194]



به اين حديث شريف و معتبر توجه نماييد: مردي خدمت پيامبر اسلام صلي الله عليه و آله آمد و عرض كرد: يا رسول الله! همسايه ي جديدي در نزديكي منزل ما آمده؛ از كجا بدانيم كه او مرد با تقوا و صالحي است يا خير؟

پيغمبر صلي الله عليه و آله فرمود:

لا تنظروا الي كثرة صلاتهم و صومهم و كثرة الحج و المعروف و طنطنتهم بالليل، انظروا الي صدق الحديث و أداء الأمانة [2] .

به نمازهاي زياد مستحبي اش، و روزه هاي مستحبي و رفتن هر سال به حج مستحبي، و حتي به ناله هاي شب او در نماز نافله توجه نداشته باش، بلكه به دو مورد توجه داشته باش (كه اين دو ملاك تقوا است) : اول راستگويي، و بعد امانت داري.


پاورقي

[1] كافي، ج 5، ص 134، ح 9، باب أداء الأمانة.

[2] سفينة البحار، ج 1، ص 225؛ امالي شيخ صدوق، ص 379، مجلس 50، ح 481 / 6.


النجوم و اختلاف مسيرها و السبب في أن بعضها راتبة و الأخري متنقلة


فكر يا مفضل في النجوم و اختلاف مسيرها، فبعضها لا تفارق مراكزها من الفلك و لا تسير الا مجتمعة، و بعضها مطلقة تنتقل في البروج و تفترق في مسيرها، فكل واحد منها يسير سيرين مختلفين، احدهما عام مع الفلك نحو المغرب، و الآخر خاص لنفسه نحو المشرق كالنملة التي تدور علي الرحي، فالرحي تدور ذات اليمين، و النملة تدور ذات الشمال و النملة في ذلك تتحرك حركتين مختلفتين: احداهما بنفسها فتتوجه أمامها، و الأخري مستكرهة مع الرحي تجذبها الي خلفها... فاسأل الزاعمين أن النجوم صارت علي ما هي عليه بالاهمال، من غير عمد و لا صانع لها ما منعها أن تكون كلها راتبة أو تكون كلها منتقلة، فان الأهمال معني واحد فكيف صار يأتي بحركتين مختلفتين



[ صفحه 111]



علي وزن و تقدير؟ ففي هذا بيان أن مسير الفريقين علي ما يسيران عليه بعمد و تدبير و حكمة و تقدير، و ليس باهمال كما يزعم المعطلة، فان قال قائل: و لم صار بعض النجوم راتبة و بعضها متنقلة؟ قلنا: انها لو كانت كلها راتبة لبطلت الدلالات التي يستدل بها من تنقل المنتقلة، و مسيرها في كل برج من البروج، كما يستدل بها علي أشياء مما يحدث في العالم، ينتقل الشمس و النجوم في منازلها، و لو كانت كلها منتقلة، لم يكن لمسيرها منازل تعرف، و لا رسم يوقف عليه، لأنه انما يوقف عليه بمسير المنتقلة منها ينتقلها في البروج الراتبة كما يستدل علي سير السائر علي الأرض بالمنازل التي يجتاز عليها او لو كان تنقلها بحال واحد لاختلاط نظامها، و بطلت المآرب فيها، و لساغ القائل أن يقول أن كينونتها علي حال واحدة توجب عليها الاهمال من الجهة التي وصفنا، ففي اختلاف سيرها و تصرفها في ذلك من المآرب و المصلحة، أبين دليل علي العمد و التدبير فيها.



[ صفحه 112]




وراثت


وراثت از انبياء و اولياء و از پدرانشان؛ اين وراثت يا خلقي است از ازل بدين معنا كه وقتي امامان عليهم السلام متولد شدند، فهم، عقل، و علم را به ارث بردند، همان گونه كه خُلق و خَلق را به ارث برده اند و آن ها تكويني هستند، يعني خداي عزوجل در وجود آن ها اين بخشش را افاضه كرده و اين آن چيزي است كه مي گويند: وراثت تكوينيه براي علم؛ و وجود آن در بشر عادي ممكن نيست، براي اين كه وراثت به خَلق و گاهي به خُلق هم كشيده مي شود، اما وراثت علم به ذات خودش محال است؛ چنانچه در زيارت وارث مي خوانيم:

«السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله».



[ صفحه 122]



پس امامان عليهم السلام وارث علم و حكمت و خُلق يكديگر يا وارث كتب انبياء گذشتگان هستند. در اين باره روايات زيادي هست كه از جمله روايات صحيح است كه امامان عليهم السلام وارث علوم انبياء هستند. زراره و فضيل از ابي جعفر الباقر عليه السلام روايت كرده اند: او فرمود: «علمي كه براي آدم نازل شد، به آسمان نرفت و آن علم به ارث برده شد، و علي عليه السلام عالم اين امت بود و هيچ عالمي از ما نمي ميرد، مگر اين كه كسي را از اهل خود به عنوان جانشين تعيين مي كند كه او داراي آن علم مي شود مانند علم او يا آنچه كه خدا بخواهد. [1] .

پس اين روايت بيان مي كند كه اهل بيت عليهم السلام وارث علم پيامبران هستند و لكن، آيا امام وارث كتاب است يا وراثت او تكويني است، آن را ذكر نكرده اند، حال آن علمي كه از آسمان نازل شد از بين نرفت، بلكه به آن كسي كه مأمور به امر بود به ارث داده شد، بعد از آن كه پيامبر به رفيق اعلي منتقل شد.

در روايت صحيح است كه ضريس كناسي مي گويد: نزد امام صادق عليه السلام بودم و ابوبصير نيز در خدمت ايشان بود. امام صادق عليه السلام فرمود:

«ان داود ورث علم الأنبياء، و ان سليمان ورث داود، و ان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم ورث سليمان، و انا ورثنا محمدا صلي الله عليه و آله و سلم، و ان عندنا صحف ابراهيم و ألوح موسي»؛ [2] .

داود علم انبياء را به ارث برد و سليمان علم داوود را و محمد علم سليمان و ما علم محمد را به ارث برده ايم و نزد ماست صحف ابراهيم و ده فرمان موسي.

ابوبصير عرض كرد: اين همان علم است. حضرت عليه السلام فرمود: اي ابومحمد! اين همان علم نيست. علم آن است كه شب و روز و روز به روز



[ صفحه 123]



و ساعت به ساعت رخ مي دهد. [3] .

اين روايت بيان مي كند كه ائمه عليهم السلام اضافه بر وراثت تكويني، وارث كتب انبياء گذشتگان بوده اند، و وقت نياز از آن آگاهي مي يافتند.

حارث بن مغيره مي گويد: به امام صادق عليه السلام عرض كردم: مرا از علم عالمتان آگاه گردان. فرمود: ارثي است از پيامبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم و علي عليه السلام. عرض كردم: ما مي گوييم كه آن به دل شما الهام و در گوشتان نجوا مي شود. فرمود: اين هم هست. [4] .

يعني همان گونه كه وراثت است، در دل نيز افكنده مي شود؛ يعني الهام مي شود و گوش را مي خراشد، صوت ملك بدون ديدن آن شنيده مي شود.

در اين احاديث صحيح، شك و ترديدي نيست كه وراثت علميه از پيامبران گذشته و رسول الله براي اهل بيت عليهم السلام حاصل مي شود و آن وراثت تكويني است، به اضافه وراثت كتبي كه در آن تورات و انجيل و زبور داوود و صحف ابراهيم است، اين كتب از امامي به امام ديگر به ارث مي رسد و آن ها اكنون در دست امام حجة بن الحسن العسكري عليهماالسلام است.

حسين بن ابي علاء مي گويد: از امام صادق عليه السلام شنيدم كه مي فرمود: جفر سفيد نزد من است. عرض كردم: در آن چيست؟ فرمود: زبور داوود، تورات موسي، انجيل عيسي، صحف ابراهيم عليهم السلام و حلال و حرام و مصحف فاطمه.

نمي گويم در آن چيزي از قرآن هست. (بلكه) در آن اموري هست كه مردم را نيازمند ما مي كند و ما به كسي نيازي نداريم. در آن حتي (مجازات) يك تازيانه و نيم تازيانه و يك چهارم تازيانه و ديه ي كوچك ترين خراش وجود دارد. [5] .

و امام عليه السلام براي اصحابش به اين كتاب ها اشاره مي كرد، و با صداي بلند



[ صفحه 124]



مي فرمود: به اين كه من در فلان كتاب نظر مي كردم. بلكه آن كتاب ها نزد امامان عليهم السلام موجود بوده است و نزد اصحاب، معروف بوده است.

همچنين از ابوعبيده حذاء چنين روايت شده است: يكي از اصحاب ما از امام صادق عليه السلام پيرامون «جفر» پرسيد. حضرت عليه السلام فرمود: آن، يوسف گاوي است آكنده از علم. او پرسيد: «جامعه» چيست؟ امام عليه السلام فرمود: آن صحيفه اي است به طول هفتاد ذرع و با عرض پوستي مثل پوست ران يك شتر سترگ. در آن هر چه مردم بدان نياز دارند، يافت مي شود و رويدادي نيست، مگر آن كه در آن آمده است، حتي ديه ي خراشي ناچيز.

گفت: پس مصحف فاطمه عليهاالسلام چيست؟ مدتي ساكت شد، سپس فرمود: شما راجع به هر چه مي خواهيد و هر چه نمي خواهيد صحبت مي كنيد، فاطمه هفتاد و پنج روز بعد از پدرش زندگي كرد و بر او حزن شديدي وارد شده بود و جبرئيل وارد مي شد و بر او اندوه پدرش را تعزيت مي گفت و به او دلداري مي داد و از پدرش و مكان پدرش به او خبر مي داد و خبر مي داد به آنچه كه بعد از او براي ذريه اش پيش خواهد آمد و علي عليه السلام آن ها را مي نوشت و اين مصحف فاطمه عليهاالسلام است. [6] .

پس به طور واضح روشن شد بعد از پشتيباني روايات عديده كه شك و شبهه اي در اين كه اهل بيت عليهم السلام وارث كتب انبياء به آنچه در آن هست مي باشند، نيست؛ از تورات و انجيل و صحف ابراهيم و موسي از اول از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم.

و لكن چگونه اين كتاب ها به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم رسيده است؟ در اينجا دو احتمال است، اول اين كه جبرئيل عليه السلام آنها را به او وحي كرده است، و آن ها را علي عليه السلام نوشته است؛ زيرا محمد صلي الله عليه و آله و سلم متهم بود كه اسراري را نزد شخص عجمي مي آموزد:



[ صفحه 125]



(و لقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر) [7] .

قرآن كريم آن را نفي مي كند و مي گويد: اگر در ادعايتان راست مي گوييد، سوره اي مانند آن بياوريد، پس چگونه ممكن است رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم به سبك قرآن كه لغت عربي فصيح است، بياورد.

(لسان الذي يلحدون اليه أعجمي و هذا لسان عربي مبين) [8] .

پس اگر كتبي به او به ارث مي رسيد يا آن را نزد او مي يافتند، منتشر مي شد و شهرت پيدا مي كرد و بدون شك متهم مي شد.

پس مشهور در تاريخ است كه پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم امي بوده است نه مي خوانده و نه مي نوشته است و اين قوي ترين برهان براي اهل قريش و غير آن هاست، به اين كه قرآن در آن افترائي نيست، حتي قرائت و كتابت را نياموخته بود و آن از جانب خداي متعال الهام بوده است، يا قادر بر آن نبوده تا اين كه اعجاز بودن آن بيشتر به قلب نيرو بدهد، پس چگونه او وارث كتب بوده است؟

پس مي گوييم: جفر سفيد كه در آن زبور داوود و تورات موسي و انجيل عيسي و صحف ابراهيم و حلال و حرام وجود دارد و مصحف فاطمه به طور قوي آن از املاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بوده است و در بعضي روايات كه از امام صادق عليه السلام از جامعه سؤال كردند، امام عليه السلام فرمود: طول آن صحيفه هفتاد ذراع است.

بعضي روايات حسن [9] آن را تصريح كرده است كه آن از املاء رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و خط علي عليه السلام بوده است.

از ابي شيبه نقل شده كه گفت: شنيدم امام صادق عليه السلام فرمود: دانش «ابن



[ صفحه 126]



شبرمه» در برابر «جامعه» [10] كه به املاي پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم و دست خط علي مي باشد، گم است. جامعه براي هيچ كس جاي سخني باقي نگذاشته و در آن، علم حلال و حرام نهفته است. [11] .

محمد بن مسلم گفت: ابوعبدالله الصادق عليه السلام صحيفه واجبات را منتشر كرد اول چيزي كه به آن برخوردم، پسر برادر و جد، كه مال بين آن ها نصف مي شود، گفتم: فدايت شوم، قضات نزد ما براي پسر برادر و جد قضاوت به چيزي نمي كنند، پس فرمود: اين كتاب به املاء رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و خط علي عليه السلام است. [12] .

پس، از مجموع اين روايات كه بعضي از آن ها قطعي الصدورند، نتيجه مي گيريم: رسول خدا صلي الله عليه و آله صحيفه را بر علي عليه السلام املاء كرد كه در آن كل آن چيزي است كه به آن احتياج است.

ممكن است كه محمد صلي الله عليه و آله و سلم كتب انبيا گذشته را بر او املاء كرده باشد؛ در ضمن آن، و همه چيز را جامعه ناميده باشد و آن را به علي عليه السلام نسبت داده باشد، چون آن با دست او نوشته شده است؛ يا ممكن است جبرئيل عليه السلام نوشته باشد و آن را به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم از باب اعجاز نازل كرده باشد، همان گونه كه تابوت موسي عليه السلام بالا رفت پس ملائكه آن را آوردند.

اما وراثت علم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم از امامي به امامي رسيده، در اين باره روايات زيادي از اهل بيت عليهم السلام رسيده است و نيازي به اثبات دليل ندارد. [13] .

حال يك سؤال باقي مي ماند و آن اين كه آيا اين كتب و احكام آن آشكار مي شده است يا نزد امامان عليهم السلام از اسرار امامت بوده است؟



[ صفحه 127]



در مواضع سردرگمي ناچار از ضبط سرنوشت امت به هلاكت، اهل بيت از صدور حكم علني كه مخالف راه و روشي بوده كه مدت ها حكام بر آن بوده اند، احتراز مي كردند و آن را به سخت ترين وجه كتمان مي كردند.

اما در اوائل حكومت بني العباس، امام عليه السلام به صراحت آنچه از احكام كه مخفي بود و آنچه كه از معالم از بين رفته بود، بيان كرد.

بني العباس در اوائل امرشان خود را معين و پشتيبان آنان دانسته و بر روي كسي كه منتظر فرصت به آل ابي طالب بود يا به اندازه سر مويي آن ها را اذيت مي كرد، شمشير مي كشيدند تا امر حكومت بر آن ها استوار شد و بني اميه از بين رفتند و چون ابرهاي تيره پراكنده شد و بهار مدينه به علما سبز شد، امام صادق عليه السلام علوم انبيا را بيان كرد و شريعت پروردگار آسمان ها را آشكار نمود، پس با ريزش علوم به دشمنان و اوليا بدون ترس يا تقيه و انزوا آغاز كرد.

از فضيل بن سكره نقل شده است كه گفت: بر امام صادق عليه السلام داخل شدم، پس فرمود: اي فضيل! آيا مي داني در چه چيزي قبل از اين نگاه مي كردم؟ گفتم: نه، فرمود: در كتاب فاطمه عليهاالسلام نگاه مي كردم، هيچ پادشاهي نيست كه مالك زمين شود؛ مگر اين كه اسم او و اسم پدرش در آن نوشته شده است و از فرزندان حسن چيزي در آن نيافتم. [14] .

زيرا كتاب فاطمه عليهاالسلام كتابي تاريخي است، آن حوادثي كه براي ذريه اش تا روز قيامت رخ مي دهد، در آن ذكر شده است.

پس اقدام امام عليه السلام و خبر دادن به اصحابش اين كه بني الحسن داراي ملك نمي شوند، براي حفظ اصحابش از سلطه ستمكاران آن وقت بود؛ چون بعضي از آن ها به مسلك آن ها در آمده بودند و بعضي ها امام را براي سهل انگاري و عدم آماده سازي مردم يا ترغيب و برانگيختن آنان به جهاد ملامت مي كردند.



[ صفحه 128]




پاورقي

[1] الكافي، ج 1، ص 223؛ كمال الدين، ص 224؛ بصائر الدرجات، ص 116.

[2] بصائر الدرجات، ص 345، بحارالأنوار، ج 26، ص 221.

[3] الكافي، ج 1، ص 225؛ بصائر الدرجات، ص 116.

[4] الكافي، ج 1، ص 264؛ بصائر الدرجات، ص 327.

[5] همان، ص 240؛ همان، ص 150.

[6] الكافي، ج 1، ص 240؛ بصائر الدرجات، ص 153 و 157.

[7] سوره ي نحل، آيه ي 103. «و ما كاملا آگاهيم كه (كافران) مي گويند آن كس كه مطالب اين قرآن را به رسول مي آموزد، بشري است اعجمي غير فصيح در صورتي كه اين قرآن به زبان عربي فصيح و روشن است.».

[8] همان.

[9] حسن؛ خبر متصلي است كه تمامي سلسله سند امامي مذهب و ممدوح باشند، ولي تنصيص بر عدالت هر يك نشده باشد يا بعضي ممدوح و بقيه ثقه باشند.

[10] مشخصاتي كه براي «جامعه» در روايات آمده، همچون: املاي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خط علي و بزرگي آن، نوعا با مشخصات «كتاب الامام علي عليه السلام» تطبيق مي كند، بنابراين ظاهرا مقصود از جامعه همان كتاب امام علي عليه السلام است و الله العالم.

[11] الكافي، ج 1، ص 57؛ بصائر الدرجات، ص 146.

[12] معالم المدرستين، ج 2، ص 316.

[13] معالم المدرستين، ج 2، ص 312.

[14] الكافي، ج 1، ص 242.


انتشارها في الوقت الحاضر


اما احصائيات المذاهب الاربعة في الوقت الحاضر، و انتشارها في البلاد الاسلامية فيحدثنا عن ذلك العلامة احمد تيمور [1] بما يلي:

المغرب الأقصي يغلب عليه الآن المذهب المالكي. و علي الجزائر و تونس أيضا.

«طرابلس» المذهب المالكي بكثرة، و الحنفي بقلة. و هم من بقايا الاسر التركية، و أكثرهم في تونس، و منهم افراد بيت الامارة بها، و لهذا تمتاز حاضرتها بالقضاء الحنفي مشاركا للقضاء المالكي، و أما سائر أعمالها: فقضاتها مالكية، و في الحاضرة كبير المفتين الحنفي و يلقب بشيخ الاسلام و له التقدم و الزعامة المعنوية علي الجميع، و المالكي و له المقام الثاني، و قد تساهلوا الآن في تلقيبه بشيخ الإسلام أيضا. و مع قلة المقلدين للمذهب الحنفي فان من السنن المتبعة عندهم أن يكون نصف مدرسي جامع الزيتونة حنفية، و النصف الآخر مالكية. و إنما امتاز الحنفي بذلك لكونه مذهب الاسرة المالكة.

«مصر»: الشافعي و المالكي و يغلب الأول في الريف و الثاني في الصعيد و السودان، و يكثر الحنفي و هو مذهب الدولة، والمتبع في الفتوي و القضاء، و الحنبلي قليل بل نادر.

«الشام»: الحنفي يشمل نصف أهل السنة بها و الربع شافعية، و الربع الآخر حنابلة.



[ صفحه 209]



«فلسطين»: يغلب علي مذاهب أهل السنة فيه الشافعي، ويليه الحنبلي فالحنفي، فالمالكي.

«العراق»: يغلب الحنفي فيه علي مذاهب أهل السنة، ويليه الشافعي و به مالكية و حنابلة.

«الترك»: العثمانيون و الالبان و سكان بلاد البلقان المذهب الحنفي.

«الاكراد»: المذهب الشافعي و هو الغالب علي بلاد أرمينية لأن مسلميها من أصل تركماني أو كردي، و السنيون من أهل فارس أغلبهم شافعية و قليل منهم حنفية.

«الأفغان»: المذهب الحنفي و الشافعي، و الحنبلي بقلة.

«تركستان الغربية»: التي منها بخاري المذهب الحنفي، و اما تركستان الشرقية فكان الغالب عليها الشافعي، ثم تغلب الحنفي بمسعي العلماء الواردين عليها من بخاري القفقاز و ما والاها الحنفي و فيهم شافعية.

«الهند»: الحنفي و الشافعي بقلة، و فيها مذاهب أخري.

«الهند الصينية»: شافعية و كذلك مسلمو استرالية، و في البرازيل من امريكا نحو 25 ألف مسلم حنفية.

«أمريكا»: فيها من المسلمين عدد ينوف علي 140 ألفا و هم مختلفو المذاهب.

«الحجاز»: الشافعي و الحنبلي و فيه حنفية و مالكية في المدن و أهل عسير شافعية.

«اليمن»: السنيون فيها و في عدن: و حضرموت شافعية و قد يوجد بنواحي عدن حنفية و الغالب علي عمان الاباضية، ولكنها لا تخلو من حنابلة و شافعية.

«قطر و البحرين»: المالكي و فيهما حنابلة من الواردين عليهما من نجد.

«الاحساء»: الغالب علي أهل السنة فيها الحنبلي و المالكي.

«الكويت» المالكي.

هذا ما ذكره العلامة أحمد تيمور باشا عن المذاهب الاربعة و انتشارها، و لم يتعرض لانتشار المذهب الشيعي في الاقطار الاسلامية في العصر الحاضر، و سنشير لانتشار المذهب الشيعي في الاقطار الإسلامية بعد عرضنا لتاريخ المذهب و نشأته.



[ صفحه 210]



و كما قلنا سابقا أن هذه المذاهب قد لقيت تشجيعا من السلطة و تعددت عوامل انتشارها، و كان من اهمها انشاء المدارس لها مما يدعو إلي الاقبال عليها و لنشر هنا إلي بعض تلك المعاهد التي انشأت لدراسة فقه المذاهب الاربعة خاصة.


پاورقي

[1] نظرة تاريخية لأحمد تيمور باشا ص 42.


مسند زيد بن علي و مدونته الفقهية


و لزيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عليه السلام مسند كبير، جمع فيه الحديث عن آبائه و أخيه الباقر عليهم السلام، و هو لا يزال محل اعتماد



[ صفحه 550]



المحدثين. و نقلوا عنه في كتب الحديث، و يرمزون له ب (ز). وعده في كتاب مفاتيح كنوز السنة من الكتب المعتمدة المنقولة عنها، و كذلك لمحمد بن الحنيفة مسند في الحديث، و له ذكر مشهور.

و لزيد بن علي مدونة فقهية اكتشفت بين المخطوطات القديمة في المكتبة الامبروزية بميلانو الخاصة ببلاد العرب الجنوبية.

و هذا المخطوط يعد أقدم مجموعة في الفقه الإسلامي. و علي كل حال ينبغي أن يوضع هذا الكتاب موضع الإعتبار فيما يتعلق بتاريخ التأليف في الفقه الإسلامي. [1] .

و لا مشاحة في أن سبق أهل البيت إلي تدوين الفقه و سائر العلوم الإسلامية أمر لا يمكن إنكاره.

فقد دونوا العلم و أمروا تلامذتهم في ذلك، فكانوا يأمرونهم بالكتابة فدونوا ما تلقوه منهم في سائر العلوم. و ليس من شك أن نزعة التدوين عند الشيعة كانت من عهد الإمام علي عليه السلام.

فهذا علي بن أبي رافع مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان من تلامذة أميرالمؤمنين و خواصه، ذكره النجاشي في الطبقة الأولي من مصنفي الشيعة، و جمع كتابا في فنون الفقه، تلقي ذلك عن أميرالمؤمنين عليه السلام و كانوا يعظمون هذا الكتاب. و له كتاب السنن و الأحكام.

و أبوسليمان زيد الجهني الذي شهد حروب الإمام علي عليه السلام و ألف كتاب الخطب في عصر أميرالمؤمنين عليه السلام.

و عبيد الله بن أبي رافع كاتب أميرالمؤمنين عليه السلام له كتاب قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام يرويه الشيخ الطوسي، و له كتاب تسمية من شهد مع أميرالمؤمنين عليه السلام الجمل و صفين و النهروان، و هو أول مصنف في الرجال ذكره الشيخ محسن الطهراني في مصفي المقال في علم الرجال.

و سليم بن قيس من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام له كتاب يرويه عنه أبان ابن عياش، و سيأتي الحديث حول هذا الكتاب.

و غير هؤلاء من أصحاب أميرالمؤمنين ممن سبقوا إلي التدوين، و لما نشطت الحركة العلمية في عهد الامام الباقر و ولده الإمام الصادق، كثر تدوين الفقه و الحديث و سائر العلوم عنهم، و اتجه تلامذتهما إلي التأليف، و لابد من الإشارة إلي ذلك بموجز من البيان.



[ صفحه 551]




پاورقي

[1] تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ص 200.


الامام الشافعي في مصر


قدم الشافعي الي مصر سنة 198 ه، و نزل بالفسطاط ضيفا كريما علي محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، فاكرم مثواه و آزره، و كانت محمد ابن عبدالله مكانة في مصر و رياسة علمية، و كان أهل مصر لا يعدلون به أحدا، و تأكدت بينه و بين الشافعي مودة و اخاء، و قام في معاونة الشافعي و مؤازرته و نشر علمه. و كان قدوم الشافعي الي مصر في صحبة الوالي من قبل المأمون، و هو العباس بن موسي العباس، فلقي هناك اقبالا من المالكية، لأنه من أشهر تلامذة مالك بن أنس، و كان يقول: هذا قول استاذنا (يعني مالكا).



[ صفحه 186]



و لما استقل بآرائه و وضع الكتب في الرد علي مالك تنكر له المالكية و عارضوه و ارادوا اخراجه من مصر و اتهموه بالتشيع مرة، و بمقاومة السلطة أخري، حتي اغتالوه فمات بسبب ضربة علي رأسه سنة 204 ه.

و الذي يظهر أن الشافعي عاد الي مكة و بقي مدة، ثم رجع سنة 200 ه و فيها سطح نجمه و كثر اتباعه رغم تعصب الحنابلة عليه و ايذائه.



[ صفحه 189]




و قال ابن حزم


و أما قولنا في الرجلين فان القرآن نزل بالمسح قال الله تعالي: (امسحوا برؤوسكم و أرجلكم) و سواء قري ء بخفض اللام أو بفتحها هي علي كل حال عطف علي الرؤوس: اما علي اللفظ و اما علي الموضع لا يجوز غير ذلك، لأنه لا يجوز أن يحال بين المعطوف و المعطوف عليه بقضية مبتدأة، و هكذا جاء عن ابن عباس: نزل القرآن بالمسح. يعني في الرجلين في الوضوء [1] .


پاورقي

[1] المحلي لابن حزم ج 1 ص 207.


جعفر بن زياد


ابوعبدالله - و قيل ابوعبدالرحمن - جعفر بن زياد الاحمر الكوفي المتوفي سنة 167.

خرج حديثه ابوداود، و الترمذي، و النسائي، و روي عنه سفيان ابن عيينة، و وكيع بن الجراح، و عبيدالله بن موسي، و ابوغسان النهدي، و اسود بن شاذان، و ابن اسحاق، و اسحاق بن منصور السلولي و عبدالرحمن ابن مهدي و قبيصة و عدة غيرهم [1] و هو من تلامذة الامام الصادق عليه السلام.

قال ابن حجر: جعفر بن زياد صدوق يتشيع من الطبقة السابعة. [2] و وثقه أحمد بن حنبل و ابن معين و ابوزرعة [3] و قال ابوداود صدوق شيعي حدث عنه ابن مهدي، و قال ابن ابي شيبة: جعفر بن زياد صدوق ثقة و قال العجلي: كوفي ثقة. [4] .

و يقول الجوزجاني: جعفر بن زياد مائل عن الطريق. قال الخطيب البغدادي بعد نقله لكلمة الجوزجاني -: قلت: يعني في مذهبه و ما نسب اليه من التشيع.

و لقد تحمل جعفر بن زياد في سبيل حبه لآل محمد و تشيعه لهم جور السلطة و عنف الولاة، لانه كان من رؤساء الشيعة في خراسان. فقد كتب المنصور الي هراة باشخاصه مع جماعة من الشيعة فحبسوا في المطبق دهرا طويلا و كان اشخاصه بصورة الاهانة و التحقير و ذلك انهم اشخصوه في ساجور و الساجور خشبة تعلق في عنق الكلب او قلادة تجعل في عنقه



[ صفحه 519]



و المراد هنا أنهم اشخصوه و في عنقه حبل يجر به [5] و قد كان لا يصلي مع الولاة و لا يميل اليهم.

و كان الحسن بن صالح يصلي الجمعة مع الامراء و كان الحسن من الشيعة فمنعه جعفر بن زياد عن صلاة الجمعة معهم فقال له الحسن اصلي معهم ثم اعيدها.

فقال له جعفر: يراك انسان فيقتدي بك [6] و لهذا فقد وصفوه بالغلو مع توثيقهم له.


پاورقي

[1] انظر تاريخ بغداد 159: 7 و تهذيب التهذيب 92: 2.

[2] التقريب 130: 1.

[3] الجرح و التعديل 180: 1 ق 1.

[4] تهذيب التهذيب 93: 2.

[5] انظر تاريخ بغداد 150: 7.

[6] تهذيب التهذيب 93: 2.


الوليد بن عبدالملك بن مروان


كانت البيعة له في اليوم الذي مات فيه أبوه، و ذلك في النصف من شوال 86 ه الي سنة 96 ه [1] .

و كان بداية حكمه الجور و الظلم، فانه لما قام و نعي أباه قال: أيها الناس عليكم بالطاعة و لزوم الجماعة، فانه من أبدي ذات نفسه ضربت الذي فيه عيناه، و من سكت مات بدائه [2] .



[ صفحه 359]



ثم ذهب الي المدينة فخطب قاعدا - خالف بذلك السنة - و توعد أهلها فقال: انكم أهل الخلاف و المعصية، فقام اليه ناس فكلموه، فقال: ما نجهل ما تقولون، ولكن في النفوس ما فيها... و صار الي مكة فخطب بها خطبة بتراء - لم يحمد الله و يصلي علي نبيه و ما أشبه - و ذكر فيها الوعيد و التهديد - اذ كان جبارا عنيدا [3] .

و كان الوليد لحانا، فانه لما سار علي سيرة من قبله في سب أميرالمؤمنين علي عليه السلام فقام الي المنبر ذاكرا عليا عليه السلام فقال: لعنه الله (بالجر) كان لص ابن لص.

فعجب الناس من لحنه فيما لا يلحن فيه أحد، و من نسبته عليا الي اللصوصية و قالوا: ما ندري أيها أعجب [4] .

و كان فيه هرج و مرج، و كان يقول لا ينبغي لخليفة أن يناشد، و لا يكذب، و لا يسميه أحد باسمه و عاقب علي ذلك [5] فهو اذن المعصوم عن الأخطاء فكل ما يقوله صدق و حق، و لقد سمي الله أنبياءه عليهم السلام بأسمائهم في القرآن الكريم، ولكن الوليد انف ذلك.

و كان ممن أحدث قتل العصاة [6] ، و جعلوها من مناقبه - مع أن الله عزوجل لم يأمر بقتلهم الا ما ذكر من المرتد و الزاني و القاتل، كما ذكر في الفقه، ولكنه أبدع في الدين، و التذ بقتل الآمنين.

و هو أول من أخذ بالقذف و الظنه [7] ، مع أن الله تعالي يقول (ان بعض



[ صفحه 360]



الظن اثم) [8] و يقول رسوله صلي الله عليه و آله و سلم «ادرؤا الحدود بالشبهات» [9] ولكنه أخذ الحدود بالشبهات.

و لم يكف ذلك حتي دس السم للامام زين العابدين عليه السلام فقتله [10] .

و الوليد هذا هو الذي بني المسجد الأموي في دمشق، و أنفق عليه أربعمائة صندوق من الذهب في كل صندوق 14 ألف دينار.

و لما لاموه علي ذلك قال: هذا من مالي. نعم كل أموال الدولة هي أمواله؟!!!.


پاورقي

[1] اليعقوبي ج 2 / 283 - الطبري ج 6 / 624.

[2] المصدر السابق.

[3] اليعقوبي ج 2 / 283 - الطبري ج 6 / 424.

[4] اليعقوبي و شرح نهج البلاغة ج 1 / 334.

[5] اليعقوبي.

[6] المصدر السابق.

[7] المصدر السابق.

[8] الحجرات / 12.

[9] وسائل الشيعة ج 46 / 28 باب 24 من أبواب مقدمات الحدود.

[10] صواعق ابن حجر ص 201 - نور الأبصار للشبلنجي ص 142 ناقلا عن ابن الصباغ المالكي.


احكام تتعلق بالظهار و الايلاء و اللعان


و فيه ست مسائل:

المسألة الأولي: تكرار الكفارة لتكرار الظهار:

مذهب الامام جعفر الصادق: أن الكفارة تتكرر بتكرر الظهار [1] .

و روي ذلك عن: عمرو بن دينار و قتادة و رواية عن علي و اليه ذهب أبوحنيفة و الزيدية و الامامية و الشافعي ان قصد به التأسيس [2] .

والحجة لهم: القياس علي الطلاق في تعدد أثره بتعدده [3] .

و قال بعض العلماء: ان الكفارة واحدة لا تتعدد بتعدد الظهار سواء كان في مجلس واحد أو في مجالس متعددة الا اذا كفر عن الظهار الأول ثم ظاهر مرة أخري. فعليه كفارة ثانية.

روي ذلك عن طاووس و عطاء و الشعبي و الحسن و الأوزاعي. و اليه ذهب مالك و أحمد و الظاهرية و قول للشافعي [4] .

المسألة الثانية: القدرة علي العتق بعد الشروع في الصوم:

اختلف العلماء في هذه المسألة.



[ صفحه 249]



و هذه المسألة تتفرع عند الامام جعفر الصادق الي فرعين:

أ - أن المظاهر اذا عجز عن العتق فانتقل الي الصوم و شرع فيه، ثم وجد الرقبة في الشهر الأول من الصوم أعتق، اذ لم يمض الأكثر [5] و روي ذلك عن: الناصر و اليه ذهب أبوحنيفة و أصحابه [6] .

ب - أن المظاهر اذا وجد الرقبة بعد الانتهاء من الشهر الأول، فلا حكم لوجودها بعد التلبس بالبدل كبعد فراغه [7] .

وجه هذا المذهب:

أن المظاهر صار واجدا للرقبة قبل فراغ الصوم و الله تعالي يقول: «فمن لم تجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتمآسا» [8] و ذهب بعض العلماء: الي أن من دخل بالصوم في كفارة الظهار ثم أيسر و قدر علي العتق أو الاطعام أو الكسوة بعد شروعه في الصوم يلزمه الرجوع الي أحدهما اما العتق أو الاطعام أو الكسوة و ترك الصوم.

و ذهب بعضهم: الي أن من دخل في صوم كفارة الظهار ثم أيسر و قدر عل العتق أو الاطعام أو الكسوة يمضي في صومه و لا يلزمه الرجوع الي العتق.

روي ذلك عن: الحسن البصري و قتادة و الليث و أبي ثور و اسحاق و ابن المنذر و الأوزاعي و اليه ذهب مالك و الشافعي و أحمد. الا أن مالكا قال: اذا صام يومين يمكن الرجوع الي العتق اذا أيسر فان صام أكثر من يومين يتم الصيام و لا يرجع و ان أيسر [9] .



[ صفحه 250]



المسألة الثالثة: كفارة ظهار العبد:

مذهب الامام جعفر الصادق: أن كفارة ظهار العبد شهر [10] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر [11] .

وجه هذا المذهب:

أنها عقوبة كالحد [12] .

و قال جمهور الفقهاء: ان كفارة ظهار العبد شهران لأن الدليل لم يفصل.

و لا يجوز للسيد منعه من الصيام و ان ضر بخدمته لأنه يتعلق به حق الزوجة [13] .

المسألة الرابعة: هل تجزئ أم الولد في عتق الرقبة أم لا:

مذهب الامام جعفر الصادق: تجزئ أم الولد في عتق الرقبة لجواز بيعها [14] و روي ذلك عن: سيدنا علي و طاووس و الحكم و النخعي و عثمان البتي و الباقر و الناصر و هو رواية عن الشافعي. و قالوا: لكن غيرها أحسن [15] .

وجه هذا المذهب:

أنه مادام يجوز بيعها فيجوز عتقها و تجزئ للكفارة من باب أولي و خالف ذلك جمهور العلماء: فذهبوا الي عدم جواز عتق أم الولد في كفارة الظهار. و قالوا: لأن أم الولد تستحق العتق من جهة الاستيلاء فلا تكون



[ صفحه 251]



الكفارة سببا كاملا للعتق. و لأن الرق فيها ناقص لاستحقاق العتق من جهة أخري.

روي ذلك عن: الأوزاعي و أبي عبيد و حماد و الحسن و العترة الطاهرة.

و اليه ذهب الأئمة الأربعة. [16] .

المسألة الخامسة: الايلاء من الزوجة قبل الدخول بها:

اختلف العلماء في هذه المسألة.

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن الايلاء لا يصح من غير المدخولة. نقل ذلك عنه صاحب البحر الزخار [17] .

و روي ذلك عن: الزهري و عطاء و الثوري و الباقر و الناصر [18] .

و لم أعثر علي حجة لهم.

الا أنه يقال: ان المتبادر من لفظ النساء في قوله تعالي: «للذين يؤلون من نسائهم» [19] المدخول بهن، و ذلك لأن المراد من النساء الزوجات.

و قال جمهور الفقهاء: يصح الايلاء بمجرد قيام النكاح بينهما حقيقة أو حكما و هذا يتحقق بعقد الزواج الصحيح و قبل حصول الفرقة بين الرجل و زوجته سواء دخل بها أم لا [20] .

المسألة السادسة: متي تقع الفرقة بين المتلاعنين:

مذهب الامام جعفر الصادق: أن الفرقة تقع بين المتلاعنين بأيمانهما



[ صفحه 252]



فقط [21] .

و روي ذلك عن: الباقر و الناصر، و اليه ذهب مالك [22] .

و الحجة لهم: ما روي عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه و سلم قال للملاعن: «لا سبيل لك عليها» [23] .

وجه الدلالة: أن النبي صلي الله عليه و سلم قال له هذا بعد فراغها. و لم يقل فرقت بينكما، و دل علي أن الفرقة انما حصلت بتلاعنهما [24] .

فرع: و يدل هذا علي أن الملاعنة بين الزوجين - يمين - عند الامام الصادق.

و روي ذلك عن: العترة جميعا و اليه ذهب مالك و هو قول للشافعي [25] .

و الحجة لهم:

1- قوله صلي الله عليه و سلم لهلال: «قم فاحلف» [26] .

2- قوله صلي الله عليه و سلم لخولة: «لولا الأيمان لكان لي و لها شأن» [27] .

و قال بعضهم: تقع التفرقة باللعان نفسه دون الحاجة الي تفريق الحاكم. روي عن الأوزاعي و الليث و هو قول للشافعي و أحمد في رواية و زفر و أبي ثور و ابن المنذر.

و قال أبوحنيفة و أبويوسف و محمد و أحمد في رواية و الثوري: ان الفرقة لا تقع حتي يفرق الحاكم بينهما، و قيل: بأيمان الزوج و قيل: بأيمانهما [28] .



[ صفحه 255]




پاورقي

[1] البحر الزخار: 4 / 234.

[2] المصدر السابق: 4 / 233 - الأشراف: 4 / 236 - المغني: 7 / 356 - الروض النضير: 4 / 447 - تكملة المجموع: 17 / 364 - الهداية: 2 / 19 - شرائح الاسلام: 3 / 64.

[3] البحر الزخار: 4 / 234.

[4] بداية المجتهد: 2 / 11 - المغني: 7 / 276 - الأشراف: 4 / 226 - المحلي: 10 / 57 - الجصاص: 3 / 522 - مصنف عبدالرزاق الضعاني: 6 / 437 - مغني المحتاج: 3 / 358.

[5] البحر الزخار: 4 / 235.

[6] المصدر السابق - الاختيار: 2 / 225.

[7] البحر الزخار: 4 / 237.

[8] سورة المجادلة: 4.

[9] انظر تكملة المجموع، 18 / 124 - الاشراف: 4 / 250 - المغني: 7 / 382 - مصنف عبدالرزاق: 6 / 427 - القرطبي: 17 / 184 - الاختيار: 2 / 225 - الخرشي: 4 / 117 - شرح الدردير: 2 / 451.

[10] البحر الزخار: 4 / 240.

[11] البحر الزخار: 4 / 240.

[12] البحر الزخار: 4 / 240.

[13] المصدر السابق - المغني: 7 / 380 - الزرقاني: 4 / 179 - كشاف القناع: 6 / 244 و 244، 6 / 66 - روضة الطالبين: 8 / 30 و 11 / 4 - الأشباه: 2 / 153.

[14] البحر الزخار: 4 / 235.

[15] المصادر السابقة - مصنف ابن أبي شيبة: 3 / 77 - المغني: 7 / 362 - حلية العلماء: 7 / 188.

[16] المصادر السابقة - مغني المحتاج: 3 / 361 - الاختيار: 2 / 223.

[17] البحر الزخار: 4 / 243.

[18] المصدر السابق - القرطبي: 3 / 170 - المغني: 8 / 523 - أوجز المسالك: 10 / 45.

[19] سورة البقرة: 226.

[20] الهداية و فتح القدير: 3 / 194 - حاشية ابن عابدين: 2 / 842 - البدائع: 3 / 171 - الشرح الكبير و حاشية الدسوقي: 3 / 107 - التحرير مع شرح التيسير: 1 / 178 و ما بعدها.

[21] البحر الزخار: 4 / 251، 259.

[22] المصدر السابق - معالم السنن: 3 / 264.

[23] مسلم بشرح النووي: 1 / 126 - السنن الكبري (البيهقي): 7 / 409.

[24] البحر الزخار: 4 / 259 - ملسم بشرح النووي: 10 / 122.

[25] البحر الزخار: 4 / 250.

[26] المصدر السابق.

[27] المصدر السابق.

[28] ينظر: المصادر السابقة - المغني: 8 / 52 - حلية العلماء:7 / 237 - البناية شرح الهداية: 4 / 376 - بداية المجتهد: 2 / 124 - زاد المعاد: 4 / 105 - تحفة الأحوذي: 4 / 289 - بدائع الصنائع: 3 / 276 - القرطبي 12 / 193.


الدعاء و الاجابة


قال: ألست تقول: ان الله تعالي يقول: (أدعوني أستجب لكم) [1] ، و قد نري المضطر يدعوه فلا يجاب له، و المظلوم يستنصره علي عدوه فلا ينصره؟

قال عليه السلام: ويحك! ما يدعوه أحد الا استجاب له، أما الظالم فدعاؤه مردود الي أن يتوب الي الله، و أما المحق فانه اذا دعاه استجاب له، و صرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته اليه، و ان لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرا له ان أعطاه أمسك عنه، و المؤمن العارف بالله ربما عز عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك أم خطأ، و قد يسأل العبد ربه اهلاك من لم تنقطع مدته، و [2] يسأل



[ صفحه 74]



المطر وقتا و لعله أوان لا يصلح فيه المطر، لأنه أعرف بتدبير ما خلق من خلقه، و أشباه ذلك كثيرة، فافهم هذا.


پاورقي

[1] غافر: 60.

[2] و في نسخة: أو.


عبدالله بن أبي يعفور


عبدالله بن أبي يعفور العبدي الكوفي، كان من أصحاب الصادقين عليهماالسلام، و مات زمن أبي عبدالله، و لا تحضرني كلمة تفرغ عن علو مقامه، و تفصح عن جلالة قدره، و ما كان عليه من صلابة الايمان، و قوة اليقين، و الاستقامة في العقيدة، و لنترك ذلك الي مخرجه و مثقفه الامام الصادق عليه السلام ليعرب لنا عن حاله ، فانه أعلم بشأنه و بسيرته و سريرته فانه كتب الي المفضل بن عمر الجعفي حين مضي لربه عبدالله بن أبي يعفور: «يا مفضل عهدت اليك عهدي، كان الي عبدالله بن أبي يعفور، فمضي رضي الله عنه موفيا لله جل و عز و لرسوله و لامامه بالعهد المعهود لله، و قبض صلوات الله علي روحه محمود الأثر، مشكور السعي، مغفورا له، مرحوما برضي الله و رسوله و امامه عنه، بولادتي من رسول الله صلي الله عليه و آله ما كان في عصرنا أحد أطوع لله و لرسوله و لامامه منه، فما زال كذلك حتي قبضه الله اليه برحمته، و صيره الي جنته، ساكنا فيها مع رسول الله و أميرالمؤمنين صلوات الله عليهما، أنزله الله بين المسكنين، مسكن محمد صلي الله عليه و آله و مسكن اميرالمؤمنين عليه السلام و ان كانت المساكن واحدة، والدرجات واحدة فزاده الله رضي من عنده و مغفرة من فضله برضاي عنه».



[ صفحه 152]



لولا أن الصادق عليه السلام هو المخبر عن عبدالله و عما كان عليه من تقوي و طاعة لما كنا نعتقد بأن أحدا من البشر يبلغ تلك المرتبة و ذلك الرضي.

و لقد جاء فيه من الاطراء والافصاح عن علو مقامه و ثبات يقينه ما لم يجي ء في أحد سواه الا القليل، و قد سبق شي ء منه في حمران، و هو القائل لامامه الصادق: لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حلال و هذا حرام لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، و أن الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله، رحمك الله.

و هذا التسليم والتفويض و الطاعة و الامتثال هو الذي صيره بتلك الرتبة الرفيعة، و ان كان من عرف امامه وجب أن يكون كما كان عليه عبدالله ولكن أني لنا بتلك النفوس الزكية المطيعة.


من كتاب له الي المفضل بن عمر جوابا عن كتابه


ذلك ما أخرجه الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي الصفار في كتاب



[ صفحه 440]



« بصائر الدرجات » متصل الاسناد الي المفضل بن عمر أنه كتب الي أبي عبدالله عليه السلام كتابا فجاءه هذا الكتاب:

« أما بعد ، فاني اوصيك و نفسي بتقوي الله و طاعته ، فان من التقوي:الطاعة و الورع و التواضع لله و الطمأنينة و الاجتهاد و الأخذ بأمره و النصيحة لرسله و المسارعة في مرضاته و اجتناب ما نهي عنه . فان من يتق الله فقد أحرز نفسه من النار باذن الله ، و أصاب الخير كله في الدنيا و الآخرة ، و من أمر بالتقوي فقد أبلغ الموعظة [1] ، جعلنا الله من المتقين برحمته . جاءني كتابك فقرأته و فهمت الذي فيه ، فحمدت الله علي سلامتك و عافية الله اياك ، ألبسنا الله و اياك عافية في الدنيا و الآخرة ، كتبت تذكر قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم و شأنهم ، و أنك أبلغت عنهم امورا تروي عنهم ، كرهتها لهم و لم تر منهم الا هديا [2] حسنا و ورعا و تخشعا ، و بلغك أنهم يزعمون أن الدين انما هو معرفة الرجال ، ثم بعد ذلك اذا عرفتهم فاعمل ما شئت ، و ذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال ، فوفقك الله ، و ذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الشهر الحرام هو رجل ، و أن الطهر و الاغتسال من الجنابة [3] هو رجل ، و كل فريضة افترضها الله علي عباده هو رجل ، و أنهم ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقذ اكتفي بعلمه به من غير عمل ، و قد صلي و آتي الزكاة و صام و حج و اعتمر



[ صفحه 441]



و اغتسل من الجنابة و تطهر و عظم حرمات الله و الشهر الحرام و المسجد الحرام و البيت الحرام. [4] و أنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه و بحده [5] ، و ثبت في قلبه جاز له أن يتهاون ، فليس عليه أن يجتهد في العمل ، و زعموا أنهم اذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها و ان هم لم يعملوا بها ، و أنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهي الله عنها الخمر و الميسر و الربا و الميتة [6] و الدم و لحم الخنزير هو رجل ، و ذكروا أن ما حرم الله من نكاح الامهات و البنات و العمات و الخالات و بنات الأخ و بنات الاخت و ما حرم الله علي المؤمنين من النساء مما حرم الله ، انما عني بذلك ] نكاح [ نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم و ما سوي ذلك مباح كله . و ذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة ، و يشهدون بعضهم لبعض بالزور ، و يزعمون أن لهذا ظهرا و بطنا يعرفونه ، فالظاهر ما يتناهون عنه ، يأخذون به مدافعة عنهم ، و الباطن هو الذي يطلبون و به امروا بزعمهم ، و كتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك ، و كتبت تسألني عن قولهم في ذلك:أحلال هو أم حرام ؟ و كتبت تسألني عن تفسير ذلك ، و أنا ابينه حتي لا تكون من ذلك في عمي و لا في شبهة . و قد كتبت اليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه ، فاحفظ كله كما قال الله في كتابه:( و تعيها اذن واعية ) [7] و أصفه لك بحلاله ، و أنفي عنك حرامه ان شاء الله كما وصفت ، و معرفكه حتي تعرفه ان شاء الله



[ صفحه 442]



فلا تنكره ان شاء الله ، و لا قوة الا بالله ، و القوة لله جميعا .

اخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله تبارك و تعالي بين الشرك ، لا شك فيه ، و اخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ، و لم يعطوا فهم ذلك ، و لم يعرفوا حدود ما سمعوا ، فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم و منتهي عقولهم ، و لم يضعوها علي حدود ما امروا كذبا و افتراء علي الله و علي رسوله ، و جرأة علي المعاصي ، فكفي بهذا لهم جهلا ، ولو أنهم وضعوها علي حدودها التي حدت لهم و قبلوها لم يكن به بأس ، ولكنهم حرفوها و تعدوا و كذبوا و تهاونوا بأمر الله و طاعته ، ولكني اخبرك أن الله حدها بحدودها ، لأن لا يتعدي حدوده أحد ، ولو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يعرفوا [8] حد ما حد لهم ، و كان المقصر و المتعدي حدود الله معذورا ، ولكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها الا مشرك كافر ، ثم قال:( تلك حدود الله فلا تعتدوها و من يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ) . [9] .

فاخبرك حقا يقينا أن الله تبارك و تعالي اختار الاسلام لنفسه دينا و رضي من خلقه ، فلم يقبل من أحد الا به ، و به بعث أنبياءه و رسله، ثم قال:(و بالحق أنزلناه و بالحق نزل ) [10] فعليه و به بعث أنبياءه و رسله و نبيه محمدا صلي الله عليه و آله و سلم . فأفضل [11] الدين معرفة الرسل و ولايتهم . و اخبرك أن الله أحل حلالا و حرم



[ صفحه 443]



حراما الي يوم القيامة ، فمعرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال ، فالمحلل ما أحلوا ، و المحرم ما حرموا ، و منهم أصله [12] ، و منهم فروع الحلال و ذلك سعيهم ، و من فروعهم أمرهم [13] شيعتهم و أهل ولايتهم بالحلال من اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و العمرة ، و تعظيم حرمات الله و شعائره و مشاعره ، و تعظيم البيت الحرام و المسجد الحرام و المشعر الحرام [14] ، و الطهور و الاغتسال من الجنابة ، و مكارم الأخلاق و محاسنها و جميع البر . ثم ذكر بعد ذلك ، فقال في كتابه:( ان الله يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون ) [15] فعدوهم هو الحرام المحرم ، و أولياؤهم هم الداخلون في أمرهم الي يوم القيامة . فهم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربا و الدم و الميتة و لحم المنزير ، فهم الحرام المحرم و أصل كل حرام ، و هم الشر و أصل كل شر ، و منهم فروع الشر كله ، و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم اياها ، و من فروعهم تكذيب الأنبياء و جحود الأوصياء و ركوب الفواحش:الزنا و السرقة و شرب الخمر و التكبر و أكل مال اليتيم و أكل الربا و الخدعة و الخيانة ، و ركوب الحرام كلها و انتهاك المعاصي . و انما يأمر الله بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربي ، و ابتغاء طاعتهم ، و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي ، و هم أعداء الأنبياء و أوصياء الأنبياء ، و هم المنهي عن مودتهم و طاعتهم



[ صفحه 444]



يعظكم بهذه لعلكم تذكرون. و اخبرك أني لو قلت لك:ان الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل ، و أنا [16] أعلم أن الله قد حرم هذا الأصل و حرم فرعه و نهي عنه. و جعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا و شركا ، و من دعا الي عبادة نفسه فهو كفرعون اذ قال:« أنا ربكم الأعلي » [17] فهذا كله علي وجه ان شئت قلت هو رجل و هو الي جهنم و من شايعه علي ذلك. فافهم مثل قول الله:« انما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير » [18] لصدقت ، ثم اني لو قلت انه فلان ذلك كله لصدقت ، ان فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهي عنها أن يتعدي.

ثم اني اخبرك أن الدين و أصل الدين هو رجل ، و ذلك الرجل هو اليقين ، و هو الايمان ، و هو امام امته و أهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله و دينه ، و من أنكره أنكر الله و دينه ، و من جهله جهل الله و دينه ، و لا يعرف الله و دينه و حدوده و شرائعه بغير ذلك الامام ، كذلك جري بأن معرفة الرجال دين الله. و المعرفة علي وجهين:معرفة ثابتة علي بصيرة يعرف بها دين الله ، و يوصل بها الي معرفة الله ، فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها ، الموجبة حقها ، المستوجب أهلها عليها الشكر لله تعالي ، التي من عليهم بها ، من من الله يمن به علي من يشاء ، مع المعرفة الظاهرة. و معرفة في الظاهر ، فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق علي غير علم لا يلحق بأهل المعرفة في الباطن علي بصيرتهم ، و لا يصلون بتلك



[ صفحه 445]



المعرفة المقصرة الي حق معرفة الله ، كما قال في كتابه:« و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق و هم يعلمون » [19] فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه و لا يبصر ما يتكلم به ، لا يثاب عليه مثل ثواب من عقد عليه قلبه علي بصيرة فيه ، كذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه و ثبت علي بصيرة. فقد عرف [20] كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر و الاقرار بالحق علي غير علم في قديم الدهر و حديثه ، الي أن انتهي الأمر الي نبي الله ، و بعده الي من صاروا [21] أوصياءه و الي ما انتهت اليه معرفتهم ، و انما عرفوا بمعرفة أعمالهم و دينهم الذي دانوا الله به ، و المحسن باحسانه ، و المسي ء باساءته. و قد يقال:انه من دخل [22] هذا الأمر بغير يقين و لا بصيرة خرج منه كما دخل فيه. رزقنا الله و اياك معرفة ثابتة علي بصيرة.

و اخبرك أني لو قلت:ان الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و البيت الحرام و المسجد الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربه لصدقت ؛ لأن ذلك كله انما يعرف بالنبي ، و لو لا معرفة ذلك النبي و الايمان به و التسليم له ما عرفت ذلك ، فذلك من من الله علي من يمن عليه ، و لو لا ذلك لم يعرف شيئا من هذا. فهذا كله ذلك النبي و أصله ، و هو فرعه ، و هو دعاني اليه ، و دلني عليه ، و عرفنيه و أمرني به ،



[ صفحه 446]



و أوجب علي له الطاعة في ما أمرني به ، لا يسعني جهله ، و كيف يسعني جهل من هو في ما بيني و بين الله ، و كيف يستقيم لي - لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي - أن أصف أن الدين غيره ، و كيف لا يكون ذلك معرفة الرجل و انما هو الذي جاء به عن الله . و انما أنكر الدين [23] من أنكره بأن قالوا:« أبعث الله بشرا رسولا » [24] ثم قالوا:« أبشر يهدوننا » [25] فكفروا بذلك الرجل و كذبوا به ، و قالوا:« لو لا انزل عليه ملك » [26] فقال الله:« قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسي نورا و هدي للناس » [27] ثم قال في آية اخري:« و لو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا » [28] ان الله تبارك و تعالي انما أحب أن يعرف بالرجال ، و أن يطاع بطاعتهم ، فجعلهم سبيله و وجهه الذي يؤتي منه ، لا يقبل الله من العباد غير ذلك « لا يسئل عما يفعل و هم يسألون » [29] فقال في ما أوجب من محبته لذلك:« من يطع الرسول فقد أطاع الله و من تولي فما أرسلناك عليهم حفيظا » [30] فمن قال لك:ان هذه الفريضة كلها انما هي رجل ، و هو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق. و من قال علي الصفة التي ذكرت بغير



[ صفحه 447]



الطاعة فلا يغني التمسك في الأصل بترك الفروع كما لا تغني شهادة أن لا اله الا الله بترك شهادة [31] أن محمدا رسول الله. و لم يبعث الله نبيا قط الا بالبر و العدل و المكارم و محاسن الأخلاق [32] و محاسن الأعمال و النهي عن الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، فالباطن منه ولاية أهل الباطل ، و الظاهر منه فروعهم. و لم يبعث الله نبيا قط يدعو الي معرفة ليس معها طاعة في أمر و نهي فانما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله علي حدودها ، مع معرفة من جاءهم به من عنده و دعاهم اليه ، فأول ذلك [33] معرفة من دعا اليه ثم طاعته في ما يقربه من الطاعة له. و انه من عرف أطاع ، و من أطاع [34] حرم الحرام ظاهره و باطنه ، و لا يكون تحريم الباطن و استحلال الظاهر انما حرم الظاهر بالباطن ، و الباطن بالظاهر معا جميعا ، و لا يكون الأصل و الفروع [35] و باطن الحرام حرام و ظاهره حلال ، و لا يحرم الباطن و يستحل الظاهر ، و كذلك لا يستقيم أن يعرف صلاة الباطن و لا يعرف صلاة الظاهر. و لا الزكاة و لا الصوم و لا الحج و لا العمرة و لا المسجد الحرام و جميع حرمات الله و شعائره ، و أن يترك لمعرفة الباطن [36] ، لأن باطنه ظهره و لا يستقيم أن تترك واحدة



[ صفحه 448]



منها ، اذا كان الباطل حراما خبيثا فالظاهر منه انما يشبه الباطن [37] .

فمن زعم لك [38] أن ذلك انما هي المعرفة ، و أنه اذا عرف اكتفي بغير طاعة فقد كذب و أشرك ذاك و لم يعرف و لم يطع ، و انما قيل:اعرف و اعمل ما شئت من الخير ، فانه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة ، فاذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر ، فانه مقبول منك. اخبرك أن من عرف أطاع ، اذا عرف صلي و صام و اعتمر و عظم حرمات الله كلها و لم يدع منها شيئا و عمل بالبر كله ، و مكارم الأخلاق كلها ، و تجنب [39] سيئها و كل ذلك هو النبي و ] النبي [ أصله ، و هو أصل هذا كله ، لأنه جاء به و دل عليه و أمر به ، و لا يقبل من أحد شي ء [40] منه الا به ، و من عرف اجتنب الكبائر و حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، و حرم المحارم كلها ؛ لأن بمعرفة النبي و بطاعته دخل في ما دخل فيه النبي و خرج مما خرج منه النبي. و من زعم أنه يحلل الحلال [41] و يحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالا و لم يحرم له حراما ، و أنه صلي و زكي و حج و اعتمر و فعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شي ء [42] من ذلك ، و لم يصل و لم يصم و لم يزك و لم يحج و لم يعتمر و لم يغتسل من الجنابة و لم يتطهر ، و لم يحرم الله حراما [43] .



[ صفحه 449]



و لم يحلل الله حلالا و ليس له صلاة و ان ركع و سجد ، و لا له زكاة و ان أخرج لكل أربعين درهما درهما [44] ، و من عرفه و أخذ [45] عنه أطاع الله.

و أما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله في كتابه فانهم زعموا أنه انما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي ، فان أحق ما بدي ء به [46] تعظيم حق الله و كرامته و كرامة رسوله و تعظيم شأنه و ما حرم الله علي تابعيه و من نكاح [47] نسائه من بعد قوله « و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما » [48] قال الله تبارك و تعالي:« النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه امهاتهم » [49] و هو أب لهم . ثم قال:« و لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة و مقتا و ساء سبيلا » [50] فمن حرم نساء النبي تحريم ا لله ذلك فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات و البنات و الأخوات و العمات و الخالات و بنات الأخ و بنات الاخت و ما حرم الله من الرضاعة ، لأن تحريم ذلك كتحريم [51] نساء النبي ، فمن حرم ما حرم الله من الامهات و البنات و الأخوات و العمات من نكاح نساء النبي ، و استحل



[ صفحه 450]



ما حرم الله من نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك اذا اتخذ ذلك دينا.

و أما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله و رسوله ، انما دينه أن يحل ما أحل الله و يحرم ما حرم الله [52] و ان مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه و المتعة في الحج ، أحلهما ثم لم يحرمهما ، فاذا أراد المسلم أن يتمتع من المرأة فعلي كتاب الله و سنته. نكاح غير سفاح ، تراضيا علي ما أحبا من الأجر [53] و الأجل ، كما قال الله:« فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة » [54] ان هما أحبا أن يمدا في الأجل علي ذلك الأجر فآخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه و زادا في الأجل علي ما أحبا ، فان مضي آخر يوم منه لم يصلح الا بأمر مستقبل ، و ليس بينهما عدة الا من سواه ، فان ارادت سواه اعتدت خمسة و أربعين يوما ، و ليس بينهما ميراث. ثم ان شاءت تمتعت من آخر ، فهذا حلال لهما الي يوم القيامة ، ان هي شاءت من سبعة و ان هي شاءت من عشرين الي ما بقيت في الدنيا ، كل هذا حلال لهما علي حدود الله « و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه » [55] .

و اذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق و اجعلها متعة ، فمتي ما قدمت



[ صفحه 451]



طفت بالبيت و استلمت الحجر الأسود و فتحت به و ختمت به سبعة أشواط ثم تصلي ركعتين عند مقام ابراهيم ، ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا و المروة سبعة أشواط تفتح بالصفا و تختم بالمروة ، فاذا فعلت ذلك قصرت [56] ، حتي اذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق ، ثم أحرم بين الركن و المقام بالحج فلم تزل محرما حتي تقف بالموقف ، ثم ترمي الجمرات و تذبح و تحلق و تحل و تغتسل ، ثم تزور البيت. فاذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت ، و هو قول الله:« فمن تمتع بالعمرة الي الحج فما استيسر من الهدي » [57] أن تذبح.

و أما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات [58] بعضهم لبعض علي غيرهم ، فان ذلك ليس هو الا قول الله:« يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم اذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ان أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت » [59] اذا كان مسافرا أو حضره الموت اثنان ذوا عدل من دينه ، فان لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته « تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا و لو كان ذا قربي و لا نكتم شهادة الله انا اذا لمن الآثمين فان عثر علي أنهما استحقا اثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان » - من أهل ولايته - « فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما و ما اعتدينا انا اذا لمن الظالمين ذلك أدني أن يأتوا بالشهادة علي وجهها أو يخافوا



[ صفحه 452]



أن ترد أيمان بعد أيمانهم و اتقوا الله و اسمعوا » [60] و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي و لا يبطل حق مسلم و لا يرد شهادة مؤمن ، فاذا أخذ يمين المدعي و شهادة رجل قضي له بحقه ، و ليس يعمل بهذا ، فاذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده و لم يكن له شاهد غير واحد ، فانه اذا رفعه الي ولاية الجور أبطلوا حقه و لم يقضوا فيها بقضاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم . كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج الله علي يديه حق رجل مسلم و يأجره الله و يحيي عدلا كان رسول الله صلي الله عليه و آله يعمل به.

و أما ما ذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي و أنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسي [61] ما قالوا ، فقد عرفت أن السنن و الأمثال كائنة ، لم يكن شي ء في ما مضي الا سيكون مثله ، حتي لو كانت شاة برشاء كان [62] ههنا مثله ! و اعلم أنه سيضل قوم علي ضلالة من كان قبلهم . كتبت تسألني عن مثل ذلك ما هو و ما أرادوا به ؟ اخبرك أن الله تبارك و تعالي هو خلق الخلق لا شريك له ، له الخلق و الأمر و الدنيا و الآخرة. و هو رب كل شي ء و خالقه ، خلق الخلق و أحب أن يعرفوه بأنبيائه ، و احتج عليهم بهم ، فالنبي صلي الله عليه و آله و سلم هو الدليل علي الله ، عبد مروب مخلوق ، اصطفاه لنفسه برسالته و أكرمه بها ، فجعله خليفته في خلقه ، و لسانه فيهم ، و أمينه عليهم ، و خازنه في السماوات و الأرضين ، قوله قول الله ، لا يقول علي الله الا الحق ، من أطاعه أطاع الله ، و من عصاه عصي الله ،



[ صفحه 453]



و هو مولي من كان الله ربه و وليه ، من أبي أن يقر له بالطاعة فقد أبي أن يقر لربه بالطاعة و بالعبودية ، و من أقر بطاعته أطاع الله و هداه ، فالنبي مولي الخلق جميعا ، عرفوا ذلك أو أنكروه و هو الوالد المبرور ، فمن أحبه و أطاعه فهو الولد البار و مجانب للكبائر. قد بينت لك ما قد سألتني عنه ، و قد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها [63] بل حرفوها و وضعوها علي غير حدودها علي نحو ما قد بلغك ، و قد بري ء الله و رسوله من قوم يتعصبون بنا أعمالهم الخبيثة ، و قد رمانا الناس بها ، و الله يحكم بيننا و بينهم فانه يقول:« ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله » - أعمالهم السيئة [64] - « و يعلمون أن الله هو الحق المبين » [65] .

و أما ما كتبت به و نحوه ، و تخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله [66] عن ذلك ، تعالي ربنا عما يقولون علوا كبيرا. صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له و عنه أخذناه ، فجزاه الله عنا أفضل الجزاء ، فان جزاءه علي الله ، فتفهم كتابي هذا ، و القوة الله » [67] .



[ صفحه 454]




پاورقي

[1] في المصدر:« أفلح الموعظة » ، و الظاهر أنه تصحيف.

[2] فيه:« طريقا حسنا ».

[3] في بعض النسخ:« الخبال » ، أي الفساد و النقصان.

[4] لفظة « و البيت الحرام » غير موجودة في المصدر.

[5] في المصدر:« تجده » ، و هو تصحيف.

[6] فيه:« و الدم و الميتة ».

[7] الحاقة:12.

[8] في المصدر:« ما لم يصرفوا ».

[9] البقرة:229.

[10] الاسراء:105.

[11] عبارة المصدر المطبوع ههنا مضطربة مصحفة ، و هي هكذا:« فاختل الذين لم يعرفوا معرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال ».

[12] فيه:« و هم أصله ».

[13] فيه:« أمرهم الحلال و اقام الصلاة ... ».

[14] فيه:« الشهر الحرام ».

[15] النحل:90.

[16] فيه:« و أنت ».

[17] النازعات:24.

[18] البقرة:172 ، النحل:115.

[19] الزخرف:86.

[20] في المصدر:« فقد عرفت ».

[21] في المصدر:« صار ، و الي من انتهت اليه ».

[22] فيه:« دخل في هذا الأمر ».

[23] فيه:« الذي من أنكره ».

[24] الاسراء:94.

[25] التغابن:6.

[26] الأنعام:8.

[27] الأنعام:91.

[28] الأنعام:9 - 8.

[29] الأنبياء:23.

[30] النساء:80.

[31] في المصدر:« لا يغني التمسك في الأصل بترك الفروع لا يعني بشهادة أن لا اله الا الله و يترك شهادة ... الخ ».

[32] لفظة « و محاسن الأخلاق » غير موجودة في المصدر.

[33] فيه:« من ذلك ».

[34] لفظة « من أطاع » غير موجودة في المصدر.

[35] كذا ، و الظاهر أن ههنا سقطا.

[36] في المصدر:« و ان ترك معرفة الباطن».

[37] زاد فيه:« بالظاهر ».

[38] لفظة « لك » غير موجودة فيه.

[39] في المصدر:« و يجتنب ».

[40] فيه:« شيئا ».

[41] فيه:« أنه يملك الحلال ».

[42] فيه:« شيئا ».

[43] كذا في المصدر أيضا ، و الصواب « لله » في الموضعين.

[44] لفظة « درهما » غير مكررة فيه.

[45] فيه:« واحد ».

[46] فيه:« ما بدأ به منه ».

[47] فيه:« و نكاح نسائه ».

[48] الأحزاب:53.

[49] الأحزاب:6.

[50] النساء:22.

[51] في المصدر:« تحريم ».

[52] عبارة المصدر هنا مختلة ، و هي هكذا:« سواء أن ما أحل الله من النساء في كتاب المتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما ».

[53] فيه:« الاجرة ».

[54] النساء:24.

[55] الطلاق:1.

[56] في المصدر:« فصبرت ».

[57] البقرة:196.

[58] في المصدر أيضا:« الشهادات » ، و في بعض النسخ:« الشهادة ».

[59] المائدة:106.

[60] المائدة:108 - 106.

[61] في المصدر:« في علي ».

[62] أي عليها نقط بيض ، و في المصدر:« بشاة و كان » ، و هو تصحيف.

[63] في المصدر:« صنعتنا هذه فلم يقولوا بها ».

[64] في المصحف:« يوفيهم الله دينهم الحق » ، و لعله من قبيل التفسير ، ان لم يكن من غلط النساخ.

[65] النور:25 - 23.

[66] فيه:« أكرمه الله تعالي عزوجل عما يقولون ... ».

[67] بصائر الدرجات:536 - 526 ، طبعة تبريز.


الحارث بن المغيرة


قال النجاشي [1] الحارث بن المغيرة، النصري من نصر بن معاوية، بصري، روي عن أبي جعفر و جعفر و موسي بن جعفر و زيد بن علي عليهم السلام، ثقة ثقة.

و ذكره الشيخ [2] في رجاله تارة في أصحاب الباقر عليه السلام و كناه بأبي علي، و اخري [3] في أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: الحارث بن المغيرة النصري أبوعلي أسند عنه بياع الزطي.

و كان من ذوي الدرجات الرفيعة، كما شهدت بذلك عدة أحاديث، منها: قول الصادق عليه السلام لجماعة منهم يونس بن يعقوب: «أما لكم من مستراح تستريحون اليه، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري» [4] ، علي أن يونس ابن يعقوب كان من ذوي المنازل العالية، و مع علو شأنه أمره الصادق بالرجوع الي الحارث، و الشواهد علي جلالته و علو منزلته كثيرة.

و في التحرير الطاوسي [5] ، قال: روي أنه من أهل الجنة.

و قال الوحيد البهبهاني رحمه الله: [6] كونه من العلماء و هو حسن الحال.



[ صفحه 332]




پاورقي

[1] رجال النجاشي: 139، الرقم 361.

[2] رجال الطوسي: 117، الرقم 42.

[3] رجال الطوسي: 179، الرقم 233.

[4] رجال الكشي: 337، الرقم 620.

[5] التحرير الطاوسي، 173، الرقم 134.

[6] تعليقة الوحيد: 91.


دعاؤه للنبي ولآله وشيعتهم


ونقل الرواة، كوكبة من أدعية الامام الصادق عليه السلام، دعا ببعضها لجده، الرسول الاعظم صلي الله عليه وآله، مفجر العلو والوعي في الارض، كما دعا ببعضها لخزنة علمه، وحملة مشعل الفكر والهداية، الائمة الطاهرين من ذريته، ودعا ببعضها لشيعتهم، الذين ساروا علي منهجهم، وتمسكوا بمحبتهم وولائهم، وفي ما يلي ذلك:


في الوسوسة


قال الصادق: لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد الا و قد اعرض عن ذكر الله و استهان بأمره و سكن الي نهيه و نسي اطلاعه. [1] .

فالوسوسة ما تكون من خارج القلب باشارة معرفة العقل، و مجاورة الطبع. و أما اذا تمكن في القلب فذلك غي و ضلالة و كفر. والله عزوجل دعا عباده بلطف دعوتهم، و عرفهم عداوة ابليس فقال تعالي: «ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا». فكن معه كالغريب مع كل الراعي يفزع الي صاحبه في صرفه عنه، و كذلك اذا أتاك الشيطان موسوسا ليضلك عن سبيل الحق و ينسيك ذكر الله فاستعذ منه بربك و ربه فانه يويد الحق علي الباطل و ينصر المظلوم بقوله عزوجل: «انه ليس له سلطان علي الذين آمنوا و علي ربهم يتوكلون».

و لن يقدر علي هذا و معرفة اتيانه و مذاهب وسوسته الا بدوام المراقبة و الاستقامة علي بساط الخدمة و هيبة المطلع و كثرة الذكر. و أما المهمل لأوقاته فهو صيد الشيطان لا محالة، و اعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء و الاغترار و الاستكبار حيث غره و أعجبه عمله و عبادته و بصيرته و رأيه و جرأته عليه قد أورثه علمه و معرفته و استدلاله بعقله اللعنة الي



[ صفحه 208]



الأبد. فما ظنك بنصحه و دعوته غيره، فاعتصم بحبل الله الأوثق، و هو الالتجاء الي الله و الاضطرار بصحة الافتقار الي الله في كل نفس. و لا يغرنك تزيينه للطاعة عليك، فانه يفتح عليك تسعة و تسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة، فقابله بالخلاف و الصد عن سبيله و المضادة باستهوائه.



[ صفحه 209]




پاورقي

[1] علي سره.


ابراهيم بن نعيم الأزدي


إبراهيم بن نعيم الأزدي.

محدث لم يذكره أكثر أصحاب كتب الرجال والتراجم في كتبهم. روي عنه الحسن بن محبوب، وعباد بن كثير.

المراجع:

معجم رجال الحديث 1: 312.


سعيد بن يسار بياع السابري


سعيد بن يسار بياع السابري.

محدث ليس له ذكر في أكثر كتب الرجال والتراجم.



[ صفحه 46]



روي عنه حماد بن عثمان، ويونس بن يعقوب.

المراجع:

معجم رجال الحديث 8: 142 و 144.


محمد بن الحباب


محمد بن الحباب الجلاب، وقيل الحلاب، الكوفي، زميل يونس بن يعقوب.

محدث إمامي، لم أوفق إلي معرفة تفاصيل أحواله الا كونه أدرك الإمام الرضا عليه السلام وروي عنه أيضا. روي عنه معاوية بن حكيم، ومحسن بن أحمد البجلي القيسي. كان علي قيد الحياة قبل سنة 203.

المراجع:

رجال الطوسي 286. تنقيح المقال 3: قسم الميم: 98. خاتمة المستدرك 841. معجم رجال الحديث 15: 184. معجم الثقات 345. نقد الرجال 298. توضيح الاشتباه 267. جامع الرواة 2: 87. مجمع الرجال 5: 179. منتهي المقال 260 و 268. منهج المقال 289.