بازگشت

بقعه ابراهيم


تنها فرزندي كه در مدينه نصيب رسول خدا (صلي الله عليه وآله) شد، ابراهيم بود كه از مادري با نام ماريه قبطيه به دنيا آمد. اين زن توسط حاكم مصر به رسم هديه براي رسول خدا (صلي الله عليه وآله) فرستاده شد. ابراهيم در ذيحجه سال هشتم هجرت چشم به دنيا گشود و با تولد او موجي از شادي و سرور مدينه را فراگرفت. محل تولد وي، مكاني بود با نام مشربه ام ابراهيم



[ صفحه 342]



كه جاي آن هنوز در مدينه مشخص است و تا اين اواخر، بنايي نيز در آنجا وجود داشت.

ابراهيم پس از آن كه شانزده يا هيجده ماه از عمرش گذشت، از دنيا رفت و رسول خدا (صلي الله عليه وآله) را در غم فقدان خود سخت اندوهگين كرد. ابراهيم به توصيه پيامبر (صلي الله عليه وآله) در كنار عثمان بن مظعون، كه ياري فداكار و مورد علاقه رسول خدا (صلي الله عليه وآله) بود، دفن شد.

قبر ابراهيم به دليل محل زيارتي بودن آن، مورد توجه اصحاب و تابعين بود و بعدها كه براي برخي از قبور، بقعه ساخته شد، براي ابراهيم نيز بقعه اي بنا گرديد.

سيد جعفر مدني (م 1317) نوشته است كه قبر سه خواهر وي، زينب، رقيه و ام كلثوم نيز در كنار او داخل يك بقعه بوده است. [1] اين در حالي است كه اكنون، محل ديگري به عنوان مقبره بنات النبي (صلي الله عليه وآله) مشخص شده است. [2] البته مؤلف ياد شده، خود نيز در باره آن سخنش اظهار ترديد كرده و اشاره دارد كه در زمان او قبه بنات النبي جدا از قبه ابراهيم است. همو افزوده است كه قبر عثمان بن مظعون نيز بايد در همانجا; يعني كنار قبر ابراهيم زيارت شود. همچنين گفته شده كه قبر عبدالله بن مسعود، خنيس بن حذافه و اسعدبن زراره نيز در همان حوالي است. [3] .


پاورقي

[1] نزهة الناظرين، ص 277.

[2] بنگريد به نقشه بقيع.

[3] نكـ: ترغيب اهل المودة و الوفاء، ص 95.


ميوه ي دل اوليا


آن سلطان ملت مصطفوي عليه السلام آن برهان حجت نبوي عليه السلام آن عالم صديق، آن عالم تحقيق، آن ميوه ي دل اوليا، آن گوشه ي جگر انبيا، آن ناقل علي عليه السلام آن وارث نبي صلي الله عليه و اله آن عارف عاشق، ابن محمد، جعفر صادق - رضي الله عنه - گفته بوديم كه اگر ذكر انبيا صلي الله عليه و اله و صحابه و اهل بيت عليهم السلام كنيم، يك كتاب جداگانه مي بايد و اين كتاب، شرح حال اين قوم خواهد بود از مشايخ، كه بعد از ايشان بوده اند. اما به سبب تبرك، به «صادق - رضي الله عنه -» اقتدا كنيم، كه او نيز بعد از ايشان بوده



[ صفحه 30]



است؛ چون أهل بيت عليهم السلام بيش تر سخن طريقت او گفته و روايت از او پيش آمده، كلمه يي چند از آن حضرت عليه السلام بياورم، كه ايشان همه يكي اند. چون ذكر او كرده آمد، ذكر همه بود.

نبيني كه قومي كه مذهب او دارند، مذهب دوازده امام دارند؛ يعني يك دوازده است و دوازده، يكي.

اگر تنها صفت او گويم، به زبان عبارت من، راست نيابد كه در جمله علوم و اشارات و عبارات، بي تكلف به كمال بود و قدوه ي جمله مشايخ بود واعتماد بر او بود و مقتداي مطلق بود و همه ي الاهيان را شيخ بود. هم عباد را مقدم بود و هم زهاد را مكرم، هم در تصنيف أسرار حقايق، خطير بود و هم در لطايف أسرار تنزيل و تفسير، بي نظير.

نقل شده است كه يكي پيش صادق عليه السلام آمد و گفت: خدا را به من عطا نماي. فرمود: آخر نشنيده يي كه موسي عليه السلام را گفتند: «لن تراني» [1] گفت: آري، اما اين ملت محمد صلي الله عليه و اله است كه يكي فرياد مي كند: «رأي قلبي ربي» [2] ديگري نعره مي زند: «الم اعبد ربا لم اره» . [3] .

صادق عليه السلام فرمود: او را ببنديد و در دجله اندازيد. وي را بستند و در دجله انداختند. آب او را فرو برد و باز برانداخت عرض كرد: يابن رسول الله! الغياث الغياث. صادق عليه السلام فرمود:اي آب! فرو برش. فرو برد. باز بانگ برآورد و عرض كرد: يابن رسول الله! الغياث الغياث.

صادق عليه السلام دگر باره فرمود: «اي آب! فرو برش» هم چنين فرو مي برد



[ صفحه 31]



و برمي آورد. چندين كرت (چندين بار) چون اميد از خلايق به يك بارگي منقطع گردانيد. اين نوبت عرض شد: يا الاهي! الغياث الغياث.

صادق عليه السلام فرمود: «او را برآوريد» برآوردند و ساعتي بگذاشتند قرار آمد.

سپس به او گفتند: خدا را ديدي؟ گفت: تا دست در غيري مي زدم در حجاب مي بودم چون به كلي پناه بدو بردم و مضطر شدم، روزنه يي در دلم گشاده شد، آن جا فرو نگريستم آنچه مي جستم، بديدم و تا اضطرار نبود، آن نبود؛ امن يجيب المضطر اذا دعاه... [4] .

صادق عليه السلام فرمود: اكنون آن روزنه را نگه دار، كه جهان خداي عزوجل به آن جا فروست و هر كه گويد كه خداي عزوجل بر چيز است، يا در چيز است و از چيز است، كافر است. و نيز فرمود: حق تعالي را در دنيا بهشتي است و دوزخي، بهشت عافيت است و دوزخ بلاست. عافيت آن است كه كار خود را به خداي عزوجل باز گذاري و دوزخ آن است كه كار خداي با نفس خويش گذاري» و سخن او - صادق عليه السلام - بسيار است. تأسيس را كلمه يي چند گفتيم و ختم كرديم. [5] .



[ صفحه 33]




پاورقي

[1] خدا در پاسخ موسي عليه السلام فرمود: هرگز مرا (با چشم سر) نخواهي ديد؛ اعراف /144.

[2] پروردگارم را با مشاهدات قلبي (چشم بصيرت) ديدم.

[3] اگر پروردگارم را (با مشاهده ي قلبي) نديده بودم، هرگز عبادتش نمي كردم! (علي بزرگ).

[4] آيا كيست آن كه دعاي بيچارگان بي پناه را اجابت مي كند؛ نمل /63.

[5] تذكرة الاولياء.


الامام الصادق ملهم الكيمياء


الكيمياء: هو علم يبحث فيه عن طبائع و خواص الأجسام الأرضية، و كيفية تحليلها و تركيبها، و المادة التي بواسطتها يتم تحول بعض المعادن الي معادن أخري.

و لما كان بيت الامام الصادق عليه السلام كالجامعة يموج بالحكماء و أهل العلم - كما يقول الأستاذ محمد صادق نشأت - فكان عليه السلام يلقي علي طلابه مختلف العلوم، و ينميهم بفنون المعارف، و مضافا لما يلقيه علي طلابه في الفقه، و الحديث، و التفسير، يخص من يجد فيه القابلية بالعلوم الحديثة. لقد وجد عليه السلام في تلميذه جابر بن حيان استعدادا و لياقة، فأخذ يخصه بوقت يدرسه فيه الكيمياء و غيرها من العلوم، حتي كتب جابر من محاضرات الامام عليه السلام مئات الرسائل، و قد طبعت خمسمائة رسالة منها في ألمانيا قبل ثلثمائة سنة، أو أكثر، و هي موجودة في مكتبة الدولة ب (برلين) و مكتبة (باريس) [1] و بلغت مؤلفات جابر 3900 رسالة [2] .

و قد جمعنا في هذه الصفحات كلمات بعض أعلام الشرق و الغرب في نسبة هذا العلم الي الامام الصادق عليه السلام، و أن جابر بن حيان أخذه عنه، و منه تعلم الأوروبيون.

نذكر من ذلك:

1 - قال شمس الدين أحمد بن أبي بكر بن خلكان المتوفي سنة 681 ه بعد أن تحدث عن الامام الصادق عليه السلام: و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي



[ صفحه 422]



الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة، تتضمن رسائل جعفر الصادق و هي خمسمائة رسالة [3] .

2 - قال بطرس البستاني: و لقب بالصادق لصدقه في مقالته، و فضله عظيم، و له مقالات في صناعة الكيمياء [4] .

3 - نشرت جريدة (الثورة) البغدادية، بعددها الصادر 19 كانون الأول 1961 تحت عنوان (العرب رواد الحضارة الأوروبية).

قالت: الامام جعفر الصادق أول مكتشف (حامض النتريك) و (الماء الملكي).

و قالت: عالم كيميائي غربي يعتبر عصر الامام الصادق عليه السلام مساويا لعصر (بريستلي) و (لافوازييه).

و قالت: ان كتب العملاق العربي (جابر بن حيان) تترجم الي اللاتينية حال الحصول عليها، و ان الكيميائي الانكليزي (بريستلي) يتعلم اللغة العربية ليطلع بنفسه علي روائع جابر بن حيان [5] .

4 - قال خير الدين الزركلي بعد أن تحدث عن الامام عليه السلام: و صنف تلميذه جابر بن حيان كتابا في ألف ورقة، يتضمن رسائل الامام جعفر الصادق و هي خمسمائة رسالة [6] .

5 - قال (دونالدسن): ان جابر بن حيان تلميذ الصادق، و هكذا في تاريخ الأدب (لهوارت).

و قال: ان جابر بن حيان جمع ألفي ورقة من عمل أستاذه الصادق عليه السلام، و هكذا يذكر (ماكدونالد) في دائرة المعارف الاسلامية [7] .

6 - قال عبدالله بن أسعد اليافعي بعد أن تحدث عن الامام عليه السلام: قد ألف



[ صفحه 423]



تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتابا يشتمل علي ألف ورقة، يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة [8] .

7 - قال (فانديك) الهولندي: ان جابرا اشتهر ب (كيمياوي العرب) و انه تلمذ علي يد الامام جعفر الصادق [9] .

8 - قال السيد محسن الأمين في ترجمته لجابر: من أصحاب الامام جعفر الصادق عليه السلام، و أحد أبوابه، و من كبار الشيعة، و ما يأتي عند تعدد مؤلفاته يدل علي أنه كان من عجائب الدنيا، و نوادر الدهر، و ان عالما يؤلف ما يزيد علي 3900 كتاب في علوم جلها عقلية و فلسفية، لهو حقا من عجائب الكون... و مع ذلك يشتغل بصناعة الكيمياء، حتي صار أشهر من أن ينسب اليه هذا العلم، و ذلك يحتاج الي زمن طويل، و جهد عظيم، و يكفي في تفرد الرجل أن كتبه بقي كثير منها محفوظا في مكاتب الغرب و الشرق، و طبع جملة منها، و ترجم جملة منها [10] .

9 - قال محمد أبوزهرة بعد أن نقل كلام السيد هبة الدين الشهرستاني في تلمذة جابر علي الامام الصادق عليه السلام: و ان ذلك الكلام يستفاد منه: اتصال جابر بالامام الصادق، و أنه كان يدارسه و يختصه بالانفراد في الدراسة، مما يدل علي أن ما كانا يتدارسانه لا يطيقه كل الناس، لدقة حقائقه، و عمق ما يحتاج اليه من تفكير.

و يستفاد منه: ان للامام الصادق مشاركة فكرية في الرسائل التي كتبها جابر، و أن الكاتب هذا اطلع علي مخطوط فيه خمسين رسالة، كان يصدر كل رسالة بما يدل علي الاتصال الفكري بين الكاتب و الامام الصادق رضي الله عنه، و قد نتعرض لهذا بكلام أوفي، و أن الذي نريد أن نسجله في هذا المقام هو: ان الامام جعفر كان قوة فكرية في هذا العصر، لم يكتف بالدراسات الاسلامية، و علوم القرآن، و السنة، و العقيدة، بل اتجه الي دراسة الكون و أسراره، ثم حلق بعقله القوي الجبار في سماء الأفلاك، و مدارات الشمس و القمر و النجوم، و بذلك علم مقدار نعمة الله علي عبيده من الانسان



[ صفحه 424]



في تسخير ما في الكون لهم، ثم علم وحدانية الخالق من ابداع المخلوق، و من تعدد الأشكال و الألوان و القوي في المحدثات [11] .

و قال أيضا: ان الامام الصادق كان يلم بالعلوم الكونية، و الطبيعية، لأنه كان يحكم عليها - أي رسائل جابر - بالصدق أحيانا، و بالغموض أحيانا، و ان ذلك بلا ريب تصرف العارف بموضوعها، و ليس بتصرف الجاهل بغموضها [12] .

10 - قال محمد فريد وجدي بعد كلام له في مدح الامام عليه السلام: و له مقالات في صناعة الكيمياء.. و كان تلميذه أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل علي ألف ورقة، يتضمن رسائل جعفر و هي خمسمائة رسالة [13] .

11 - قال السيد هبة الدين الشهرستاني: أبوموسي جابر بن حيان الصوفي الكوفي، من أشهر مشاهير تلاميذ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، مولده في طوس بخراسان، في سنة 80 من هجرة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و تفنن في العلوم الرياضية و النجوم و غيرها، و ألف فيها الكثير، و قد عد أبوالفرج ابن النديم في الفهرست المطبوع في ليدن بأوروبا نحو ألف و ثلثمائة رسالة له بأسمائهن، و تلمذه علي يد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ثابت، و كانت له ساعة معينة لأخذه العلوم من الامام يختص بها لديه، لا يشاركه فيها أحد، و رسائله جلها لولا كلها مصدرة باسم أستاذه جعفر، رأيت خمسين رسالة منها قديمة الخط، يقول فيهن: (قال لي جعفر عليه السلام) أو (ألقي علي جعفر عليه السلام) أو (حدثني مولاي جعفر عليه السلام) و قال في رسالته الموسومة بالمنفعة: (أخذت هذا العلم من سيدي جعفر بن محمد سيد أهل زمانه.. الخ).

و قد طبعت خمسمائة رسالة منها في ألمانيا قبل ثلثمائة سنة أو أكثر، و هي موجودة في مكتبة الدولة ببرلين، و مكتبة باريس، و قد ترجمه ابن خلكان في وفيات الأعيان و ذكر له تلك الرسائل، كذلك أصحاب المقتطف في السنة الأولي من المجلة، و أشاروا الي هذه الرسائل.



[ صفحه 425]



و قال: و قد سماه الافرنج أستاذ الحكمة، و لذكره تجليل و تبجيل لديهم، و اعترفوا له بأنه المكتشف لتسعة عشر عنصرا من عناصر المواد التي بلغت اليوم فوق المائة. و له مؤلفات كثيرة في الهيئة و النجوم، طبعت في المانيا قبل مئات السنين.

و قال: و قد نسبوا الي جابر كشف الراديوم أيضا [14] حيث قال في بعض رسائله: ان الذي يحب أن يري الشمس المنيرة في منتصف ليل حالك، فليصنع كذا و كذا، و الراديوم المذكور كشفته مدام كوري البولونية في عصرنا، و أنه يشع بنور أبيض أبدي، و يدفي ء حجرتها الي عشرين درجة من الحرارة دون أن يقل وزنه أو حجمه أو حرارته.

و نسبوا اليه القول بوحدة العناصر و أنها جميعا تنتهي الي عنصر النار المخبوءة في باطن الذرة من ذرات المادة، و قد كشف الافرنج حديثا النار القوية الالكترونية في باطن ذرة (الاتم)، و بلغني اقتراح بعض علماء الغرب انشاء مدرسة جابرية خاصة بعلومه و آرائه، و كشف رموزه و أسراره الخ [15] .

12 - قال (هولميارد) الانكليزي: ان جابرا هو تلميذ جعفر الصادق و صديقه، و قد وجد في امامه الفذ سندا و معينا، و مرشدا أمينا، و موجها لا يستغني عنه، و قد سعي جابر أن يحرر الكيمياء بارشاد أستاذه من أساطير الأولين التي علقت بها من الاسكندرية، فنجح في هذا السبيل الي حد بعيد، من أجل ذلك يجب أن يقرن اسم جابر مع أساطين هذا الفن في العالم أمثال: (بويله) و (بريستله) و (لافوازيه) و غيرهم من الأعلام [16] .

13 - قال يوسف يعقوب مسكوني: هذا الامام الذي اشتهر علاوة علي دينه و تقواه بأمور صناعة الكيمياء، فكان مثالا للامام [17] .



[ صفحه 426]



و نعود الآن لنذكر بعض المصادر التي ترجمت لجابر و ذكرت اشتغاله بالكيمياء و مؤلفاته، نذكر منهم:

1 - قال ابن النديم: نذكر جملة من كتبه رأيناها، و شاهدها الثقات فذكروها لنا.

فذكر أسماء 300 كتاب تقريبا، ثم ذكر أنه ألف 300 كتاب في الفلسفة، و 1300 كتاب في الحيل، و 1300 كتاب في صنائع مجموعة، و آلات الحرب، و 500 كتاب في الطب [18] .

2 - قال اسماعيل مظهر: لعل جابر بن حيان بن عبدالله أشهر من يذكره التاريخ في العصر العربي من العلماء، فان اسمه يقترن من حيث الشهرة و من حيث الأثر النافع بأسماء العظماء من رواد الحضارة و العمران، و لقد قال فيه الأستاذ (برتيلو) المؤلف الفرنسي صاحب كتاب (تاريخ الكيمياء في القرون الوسطي) ان اسمه ينزل في تاريخ الكيمياء منزلة اسم (ارسطوطاليس) في تاريخ المنطق، فكان جابر عند (برتيلو) أول من وضع لعلم الكيمياء قواعد علمية تقترن باسمه في تاريخ الدنيا. و قد عرف جابر بن حيان في العالم اللاتيني باسم (جبير).

ثم ذكر له 92 كتابا، مشيرا الي المطبوع منها و تاريخ الطبع [19] .

3 - قال خير الدين الزركلي: جابر بن حيان بن عبدالله الكوفي، أبوموسي: فيلسوف كيميائي، كان يعرف بالصوفي من أهل الكوفة... له تصانيف كثيرة قيل: 232 كتابا، و قيل: بلغت خمسمائة ضاع أكثرها، و ترجم بعض ما بقي منها الي اللاتينية.

ثم ذكر بعض كتبه المطبوعة و المخطوطة [20] .

4 - قال جمال الدين علي القفطي: جابر بن حيان الصوفي الكوفي، كان متقدما في العلوم الطبيعية، بارعا في صناعة الكيمياء، و له فيها تآليف كثيرة،



[ صفحه 427]



و مصنفات مشهورة، و كان مع هذا مشرفا علي كثير من علوم الفلسفة... و ذكر محمد بن سعيد السرقسطي، و المعروف بابن المشاط الأصطرلابي الأندلسي: انه رأي لجابر بن حيان بمدينة مصر تأليفا في عمل الأصطرلاب يتضمن ألف مسألة لا نظير له [21] .

قال حجي خليفة: انه - أي جابر بن حيان - فرقها - أي الكيمياء - في كتب كثيرة، لكنه أوصل الحق الي أهله، و وضع كل شي ء في محله، و أوصل من جعل الله سبحانه و تعالي له سببا في الايصال، و لكنه اشغلهم بأنواع التدهيش و المحال، لحكمة ارتضاها عقله و رأيه، بحسب الزمان، و مع ذلك فلا يخلو كتاب من كتبه عن فوائد عديدة.. الخ [22] .

6 - قال (برتيلو): لجابر في الكيمياء ما لأرسطو طاليس قبله في المنطق، و هو أول من استخرج حامض الكبريتيك و سماه زيت الزاج، و أول من اكتشف الصودا الكاوية، و أول من استحضر ماء الذهب، و ينسب اليه استحضار مركبات أخري مثل: كربونات البوتاسيوم و كربونات الصوديوم، و قد درس خصائص مركبات الزئبق و استحضرها [23] .

7 - قال (لوبون): تتألف من كتب جابر موسوعة علمية، تحتوي علي خلاصة ما وصل اليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، و قد اشتملت كتبه علي بيان مركبات كيمياوية كانت مجهولة قبله، و هو أول وصف أعمال التقطير و التبلور و التذويب و التحويل الخ [24] .

و سيبقي الامام الصادق عليه السلام خالدا، عبر العصور و الأجيال و مصدرا للاشعاع الفكري، و قبسا منيرا للأمم، و المكتشف الأول للعلوم.



[ صفحه 428]




پاورقي

[1] الدلائل و المسائل، ص 52.

[2] انظر فهرست ابن النديم 514 و أعيان الشيعة: 15 / 116.

[3] وفيات الأعيان: 1 / 291.

[4] دائرة المعارف: 6 / 478.

[5] أشعة من حياة الصادق 36.

[6] الاعلام: 1 / 186.

[7] حياة الصادق للسبيتي، ص 16.

[8] مرآة الجنان: 1 / 304.

[9] أشعة من حياة الصادق 39.

[10] أعيان الشيعة: 15 / 116.

[11] انظر كتابه (الامام الصادق) ص 102.

[12] المصدر 7 ص 250.

[13] دائرة معارف القرن الرابع عشر: 3 / 110.

[14] قال السيد الأمين: و قد علمه الامام الصادق عليه السلام طريقة تحضير مداد مضي ء يستخدم في كتابة المخطوطات الثمينة لامكان قراءتها في الظلام، و علمه طريقة صنع صنف من الورق غير قابل للاحتراق - الاربست - أشعة من حياة الصادق 39.

[15] انظر كتابه (الدلائل و المسائل)، ص 53.

[16] الامام الصادق عليه السلام ملهم الكيمياء للدكتور الهاشمي ص 40.

[17] أشعة من حياة الصادق: 2 / 120.

[18] الفهرست 514.

[19] تاريخ الفكر العربي: 85 - 70.

[20] الاعلام: 2 / 90.

[21] أخبار العلماء بأخبار الحكماء، ص 111.

[22] كشف الظنون: 2 / 344.

[23] الاعلام: 2 / 91.

[24] الاعلام: 2 / 91.


امام جعفر صادق و مبادي واژگان تجربه


بازگشت ترمذي به تفسير مقاتل نشان مي دهد كه چگونه، با غنايي كه ذوق عرفاني به فهم متن قرآني بخشيده، گذار از يك واژگان به واژگان ديگر صورت گرفته است. اگر مقاتل به وجوه متعدد يك كلمه ي واحد مي پردازد و آنها را، بي آنكه قاعده اي راهنمايش باشد، يك يك بر مي شمرد، ترمذي نخست مي كوشد تا اين وجوه متعدد احصا كرده ي مقاتل را به وحدت يك معني نخستين بازگرداند، و سپس نشان دهد كه چگونه اين كثرت وجوه از آن وحدت ناشي يا به آن مربوط مي شود. ترمذي، براي اين كار، يا با استفاده از شناخت عميق خود از ريزه كاري هاي زبان عربي به تحليل لغوي متوسل مي شود، يا به اطلاعاتي استناد مي جويد كه تجربه ي ديني خودش، كه آن نيز البته با تجربه ي اسلاف او غنا يافته است، در دسترس او مي گذارد. ترمذي، برخلاف مقاتل، كه به گفته ي ابن مبارك، «متقي» مسلماني بيش نيست، عارفي است كه قرآن را در پرتو مسائلي مي خواند كه تجربه ي خاص خودش برايش پيش آورده است، و آن را در واژگاني تفسير مي كند كه دست آوردهاي فلسفي و عارفان پيشين به تدريج آن را وسعت بخشيده اند. ماسينيون در تحقيق خود از «تعميق معني يك كلمه، كه نتيجه ي پيشرفت در ذوق عرفاني است» (ص 118) سخن مي گويد، و دقيقاً همين پديده ي «تجربه ي دروني» است كه علت اختلاف ميان تفسير مقاتل و تفسير حكيم ترمذي را تشكيل مي دهد.

تا كجا مي توان در تاريخ متون قرآني به عقب بازگشت براي اينكه بتوان زمان آغاز اين قرائت استنباطي قرآن را دريافت؟ به نوشته ي ماسينيون «اين معني از همان زمان حسن بصري مشهود است؛ او الفاظ متعارفي مانند «فقه»، «نيت»، «نفاق» و «رضا» را به معنايي برآمده از ذوق و درون بيني معنوي مي گيرد، كه مفهوم عميق تري به آنها مي بخشد» (تحقيق، ص 118).

افسوس كه حسن بصري كه بي گمان شخصيت برجسته ي آغاز جنبش معنوي مذهبانه ي اسلام بود گواهي است كه تنها فقرات پراكنده اي از تعاليمش در دست است، و بهره اي هم كه مي توان از اين فقرات پراكنده گرفت بسيار اندك است. در هر حال، چيزي بر آنچه ماسينيون و ريتر از آنها استخراج كرده اند نمي توان افزود.

ولي در مورد امام جعفر صادق (عليه السلام)، كه به هنگام مرگ حسن بصري (متوفي 110 / 728) در حدود سي سال از عمرش مي گذشت، وضع به گونه اي ديگر است. آن حضرت كه در سال 148 / 756 رحلت فرمود يكي از قديمترين گواهان روحانيت اسلامي است. وانگهي سخنانش، به سبب آنكه هم نزد شيعيان و هم نزد اهل سنت معتبر است، اهميتي اساسي دارد.

در وجود امام جعفر صادق (عليه السلام) هم شخصيتي تاريخي مي يابيم و هم شخصيتي اسطوره اي.

شخصيت اسطوره اي آن حضرت، كه روسكا (Ruska) و پاول كراوس (P.kraus)، آن را مطالعه كرده اند، متعلق به جهان كيمياگري اسلامي است، جهاني كه در همه حال با نام درخشان جابربن حيان ارتباط دارد. امام جعفر صادق (عليه السلام)، به گفته ي ابن نديم، استاد جابر بوده است. براي قبول يا رد اين سخن، بايد نخست درباره ي شخصيت خود جابر و درباره ي زمان گرد آوري مجموعه آثاري كه به او نسبت داده اند تحقيق كرد. در هر حال، مورخاني مانند ابن خلكان، بي هيچ ترديدي، تأييد مي كنند كه امام «تأليفاتي در كيميا و تفأل و پيشگويي دارد».

ما بر اين معني پاي نمي فشاريم، زيرا اين جنبه از شخصيت آن حضرت در اينجا ربطي به موضوع سخن ما ندارد.

ولي، شخصيت تاريخي آن حضرت، به عكس، مستقيماً به تاريخ تصوف تعلق دارد، زيرا صوفيان اهل سنت دقيقاً تفسيري عرفاني از قرآن به او نسبت مي دهند. ابن عطا (متوفي 309 / 921) روايتي از آن فراهم آورده كه در تفسير او مندرج است، و اين روايت از طريق ابوعبدالرحمن سُلمي (متوفي 412 / 1021) كه او نيز آن را در گردآورده ي مشهور خود درباره ي قرآن، موسوم به حقائق التفسير، نقل كرده به دست ما رسيده است.

همچنانكه در مورد بسياري ديگر از متون عرفاني كهن ديده ايم، در اينجا هم نخستين بار ل. ماسينيون است كه در تحقيق در سرچشمه هاي اصطلاحات عرفان اسلامي خود (ص 206 ـ 201) ما را متوجه اهميت اين تفسير منسوب به امام جعفر صادق (عليه السلام) مي كند. ماسينيون بر آن است كه پس از فضيل بن عياض، «ذوالنون مصري نخستين كسي است كه به آن اشاره كرده است»، و اين تفسير «به سبب آنكه ذوالنون آن را روايت مي كند اعتبار بسزايي دارد».

سپس، ماسينيون بر سر مسئله ي صحت انتساب اين تفسير به امام مي رود و اذعان مي كند كه «دشوار مي توان تعيين كرد كه در ميان اين روايات محافل سني و عرفاني كدام روايتها محققاً از امام ششم شيعيان به ما رسيده است». با اين همه توجه مي دهد كه «نظر به وجود مقارنه هاي عقيدتي آشكار ميان پاره اي از عبارات اين تفسير عرفاني و قطعاتي از سخنان امام جعفر صادق (عليه السلام) كه اماميه ي درست آيين و غلاة شيعه (نُصيريّه و دُروزيّه) به طور مستقل ذكر كرده اند، نمي توان پيشاپيش و تحقيق ناكرده انتساب آنها را به امام جعفر صادق (عليه السلام) به كلي رد كرد» (ص 204). ماسينيون از اين مقارنه هاي عقيدتي چند نمونه، مانند تمايز ميان «امر» و «مشية»، استعمال كلمه ي «تنزيه»، واجب نبودن حج، محكوم شمردن «قياس» و «رأي»، مي آورد، ولي اين نمونه ها بيش از آن ضمني و ناروشن است كه قانع كننده تواند بود. وانگهي لازم است كه استقلال متقابل اين دو روايت ثابت شود. زيرا اگر در جهان تشيع، توانسته اند روايات مربوط به تفسير قرآن امام ششم را، مستقل از صوفيه ي اهل سنت، حفظ كنند، عكس آن به خودي خود مسلم نيست. چون اسنادها در اينجا غيرقابل تحقيق است، ناگزير بايد براي مقايسه ي آنها به نقد دروني توسل جست. از اتفاق نيك، تفسير كاملي را كه به نام امام جعفر صادق (عليه السلام) به دست محمد بن ابراهيم نعماني (328 / 940)، شاگرد كُليني، فراهم آمده است در دست داريم.

اين تفسير را، كه دست كم دو نسخه از آن موجود است، مي توان همتاي شيعي نسخه ي ابن عطا دانست كه سلمي آن را در تفسير خود حفظ كرده است. و اما با مقايسه ي اين دو نسخه با يكديگر، عملا‍، به بيش از چند مقارنه ي معدود عقيدتي كه ماسينيون به آنها اشاره مي كند برمي خوريم؛ و در مي يابيم كه با اثري واحد سروكار داريم با الهامي واحد، سبكي واحد و حتي محتواي معنوي واحد. حتي، از آن مهمتر، در هر دو جملاتي با الفاظ يكسان مي يابيم، ولي در آنها اختلافات محتوايي مهمي نيز هست كه حاكي از انتقال آنها از دو منبع متفاوت است. اين ملاحظه، با همه ي اهميتي كه دارد، بي گمان مسئله ي دانستن اين معني را كه در ميان اين روايات، اعم از شيعي و سني، كدام روايات واقعاً از سخن امام جعفر صادق (عليه السلام) صادر شده است حل نمي كند. با اين همه، نشان مي دهد كه اين تفسير منسوب به امام بر ساخته ي صوفيان اهل سنت نيست، زيرا در آن صورت لازم مي آيد معلوم شود كه پس انتقال آن به محافل شيعي چگونه صورت گرفته است؛ وانگهي، در دوره ي پيش از فضيل بن عياض و ذوالنون مصري نمي توان صوفيي يافت كه قادر به ساختن و پرداختن تفسيري با چنين غنا و عمق روحي بر قرآن باشد.

در هر حال، منشأ تاريخي تفسير منسوب به امام صادق (عليه السلام) هرچه باشد، يك نكته از نظر تاريخ تصوف مسلم است، و در اينجا همين نكته است كه مورد توجه ماست، و آن اينكه ورود اين تفسير به جهان تصوف در زماني واقع مي شود كه تعاليم عرفاني سني شكل مي گيرد و واژگاني فني صوفيانه اي به وجود مي آيد. بنابراين، اين تفسير تأثيري قطعي داشته است و در واقع يكي از قديمترين شواهد قرائت استنباطي يا تجربي قرآن است كه ما در جستجوي سرچشمه هاي آنيم.


و من وصية له: لولده موسي الكاظم


يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا.

يا بني ان من قنع استغني، و من مد عينيه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، و من استصغر ذلة نفسه استكبر ذلة غيره.

يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء و قر، و من دخل مداخل السوء اتهم.

يا بني قل الحق لك او عليك، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال.



[ صفحه 25]



يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن و للمعادن اصولا و للاصول فروعا و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب.

يا بني اذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الأشرار، فانهم صخرة صماء لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها [1] .


پاورقي

[1] العشب بالضم و السكون: الكلاء الرطب، جمع اعشاب و الواحدة عشبة.


داوري و قضاوت در اسلام


ابوحمزه ثمالي از امام باقر عليه السلام روايت كرده كه فرمود: يكي از حكام شرع بني اسرائيل كه به حق قضاوت مي كرد. هنگام وفاتش به همسرش گفت: همين كه من از دنيا رفتم، مرا غسل ده، كفن كن و صورتم را بپوشان و مرا وي سرير بگذار، ان شاء الله چيز بدي از من مشاهده نخواهي كرد و جسد من فاسد نخواهد شد و جانوري توليد نخواهد نمود.

چون وفات كرد، زنش دستور او را عمل نمود و زماني مكث كرد، همين كه كفن را از صورت او عقب زد، ديد، كرمي وارد سوراخ بيني او شد. زن فزع و بي تابي كرد. شب در عالم خواب شوهرش را ديد، شوهر به او گفت: آيا از آن چه ديدي ترسيدي؟ گفت: بلي. شوهر گفت: به خدا سوگند، آن جانور بر من مسلط نشد مگر به جهت برادر تو، و داستانش اين است كه زماني برادرت اختلافش را با شخص ديگر، براي داوري به نزد من آوردند. من آرزو كردم و گفتم: خدايا! چنان كن كه حق با برادر زن من باشد. چون دعاوي خود را ذكر كردند، اتفاقا چنان شد كه دوست مي داشتم و حق با برادر تو بود و من بدين جهت خوشحال شدم و چون ميل من به يك طرف بوده، اين عقوبتش بود كه ديدي. [1] .

نويسنده گويد: در پيرامون اين حديث، مناسب ديدم كه مطلبي راجع به داوري و قضاوت بيان نمايم، شايد مطالعه آن براي خواندگان عزيز سودمند افتد.



[ صفحه 55]



قضاوت و حكومت بين مردم، يكي از مناصب انبياء و اولياء است، و هر كس اهليت آن را ندارد، چون وظيفه اي بسيار دشوار و خطرناك و حساس است. گاهي ممكن است در هنگام قضاوت، قاضي تحت تأثير احساساتش قرار گيرد و كاملا نتواند وظائف خود را انجام دهد. حضرت حق مي فرمايد: «يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد». [2] - اي داود ما تو را در زمين خليفه قرار داديم، پس بين مردم به حق حكم كن و قضاوت نما و پيروي از هواي نفس مكن كه تو را از راه خدا (حق) دور مي سازد و گمراه مي شوي، و معلوم است، كساني كه از راه خدا به بيراهه مي روند، آنان را عذابي سخت در پيش است -

از اين آيه چنين استفاده مي گردد كه اولا: قاضي و حاكم بايد صاحب مقام ولايت و نبوت باشد. ثانيا: حكومت بايد به عدل و حق انجام گردد و انجام اين وظيفه براي افراد عادي ميسر نيست. لهذا در روايات شيعه كه از خاندان معصومين سلام الله عليهم اجمعين نقل شده، دوستانشان را از حكومت بين مردم بر حذر داشته و نهي فرموده اند.


پاورقي

[1] وسائل الشيعه، ج 18، ص 164.

[2] سوره ص، آيه 26.


صبره


ومن الصفات البارزة في الإمام (عليه السلام) الصبر وعدم الجزع علي ما كان يلاقيه من عظيم المحن والخطوب، ومن مظاهر صبره أنه لما توفي ولده إسماعيل الذي كان ملأ العين في أدبه وعلمه وفضلهـ دعا (عليه السلام) جمعاً من أصحابه فقدّم لهم مائدة جعل فيها أفخر الأطعمة وأطيب الألوان، ولما فرغوا من تناول الطعام سأله بعض أصحابه، فقال له: يا سيدي لا أري عليك أثراً من



[ صفحه 31]



آثار الحزن علي ولدك؟ فأجابه (عليه السلام): «وما لي لا أكون كما ترون، وقد جاء في خبر أصدق الصادقين ـيعني جده رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ـ إلي أصحابه إني ميت وإياكم» [1] .


پاورقي

[1] الإمام جعفر الصادق: 49.


العدل


قوة العمل مبدأ كل سلوك ومصدر كل خلق وقد تكرر في الفصول السابقة ان العدل هو مشايعة قوة العمل لقوة العقل وان العادل هو الذي يتبع إرشاد العقل في كل ما يقول وفي كل ما يعمل.

وقد علمنا ان قوة العمل هذه لا تختص بها ملكة معينة من الأخلاق ولكنها تكون جميع الملكات التي تنسب إلي القوي الأخري حتي سلوك العقل نفسه، وان التوازن في قوة العمل توازن في جميع الملكات والانحراف فيها انحراف في سائر الأخلاق، والإمام الصادق(ع) يقدر هذه النتيجة بعينها حين يسأل عن صفة العدل في الإنسان فيقول: (إذا غض طرفه عن المحارم ولسانه عن المآثم وكفه عن المظالم) [1] لا يكون الإنسان عادلاً حتي يخضع الشهوة لحكم العقل فيغض طرفه عن المحارم، ويلجم الغضب بلجام الحكمة فتترفع نفسه عن المظالم، وصفة العدل هذه هي التعفف بمعناه العام، وضبط النفس الذي يقول فيه: (من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهي وإذا غضب حرم الله جسده علي النار) [2] وأكثر أخلاقيات الإمام الصادق(ع) تشير إلي هذا المعني ولو من ناحية خفية.

لكل واحدة من قوي النفس وغرائزها حقوق يجب أن توفي إليها كاملة غير منقوصة، ولكل منها ميول شاذة يجب أن يضرب من دونها ألف حجاب، وضبط النفس هو تعادل هذه القوي في السلوك وتساويها في الحقوق فتأخذ كل قوة ما يجب لها وتمنع عما يحظر عليها.

وأكثر الملكات المعتدلة ـ إِن لم نقل جميعاً ـ إِنما تكون بتعاون جميع القوي النفسانية. فالتوازن في قوة الشهوة مثلاً يفتقر إلي قوة العمل في تكونه، ويحتاج إِلي قوة الفكر في تحديده وتمييز غايته، وإلي الشجاعة في الثبات عليه وتحمل الآلام في سبيل الحصول عليه، العفة كبنت الميول المتطرفة من قوة الشهوة، وقمع الرغبات الشاذة منها إلا أنها لا تحصل للشخص إ ذا لم يكن له من الشجاعة ما يتحمل به ألم ذلك الكبت، ومن الثبات وقوة الإرادة ما يستمر به علي تلك الاستقامة، فضبط النفس في الأكثر مزيج من قوي متعادلة في الحقوق، متفاضلة في التأثير، وبعض هذه القوي إيجابي وبعضها سلبي وإنما قلنا في الأكثر لأن بعض الملكات العقلية لا يحتاج إلي قوة الشهوة مثلاً.

بقي علينا أن نعرف معني هذا الاختصاص الذي يذكره علماء الأخلاق، ويصرون عليه كثيراً، فإن الاستقامة في الخلق إذا كانت لا تحصل إلا بمساعدة أكثر من قوة واحدة فلماذا يختص بعض الفروع ببعض القوي؟ ولماذا تعد العفة من ملكات قوة الشهوة فقط؟ ويكون الحلم من فروع قوة الغضب خاصة؟

والسر في ذلك أن الملكة الخلقية هي تلك القوة التي تنسب إليها بعد أن يدخل عليها التهذيب، فالعفة شهوة مهذبة, والشجاعة غضب متوازن، والحكمة فكر مستقيم.

ومن هذا التعاون النفساني المتقدم يظهر لنا معني قول الإمام الصادق(ع) في بعض وصاياه لأصحابه: (عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج تكونوا معنا في الرفيق الأعلي) [3] ملكات خمس يوصي الإمام أصحابه بالمحافظة عليها ليكونوا معه في الرفيق الاعلي من الجنة، وإذا نظرنا إلي هذه الملكات رأيناها تنتهي إلي قوة واحدة، أو إلي قوتين لا غير، فإن الورع ينتهي إلي الشجاعة إذا كان ورعاً عن نزغات الغضب، وإلي العفة إذا كان ورعاً عن ميول الشهوة، وصدق الحديث أيضاً قد ينتهي إلي هذه وقد ينتهي إلي تلك؛ أما الملكات الثلاث الباقية فهي من فروع العفة لا غير، ولكن الإمام يضمن لأصحابه أن يكونوا معه في الرفيق الأعلي إذا اعتدلوا في هذه الملكات الخمس.

هو توازن في قوة الشهوة ولكنه يلازم اعتدالاً في قوة الغضب، واستقامة في قوة الفكر، يستحيل علي المتهور ان يكون ورعاً، وعلي الجبان ان يلتزم صدق الحديث. أما العقل ـ وهو المرشد إلي ذلك التوازن ـ فلا بد وان يكون معتدلاً أيضاً. علي ان الورع الذي يبتدئ به هذه الكلمة قريب المعني من التعفف وضبط النفس والأخلاق التي يعددها ملكات عامة تظهر آثارها في جميع الأعمال والأقوال فإذا استقامت هي كان الإنسان مستقيماً في أقواله وأعماله، ومن أولي من الإنسان المستقيم بالرفيق الأعلي.

العدل وضع جميع القوي تحت نفوذ العقل فيعطي كل واحدة من هذه القوي حقوقها كاملة فإذا عمل الإنسان ذلك مع الناس الآخرين سميت هذه الصفة منه إنصافاً وعدلاً بمعناه الخاص.

وهذا العدل هو أساس الملك العادل ومحور المدينة الفاضلة والمجتمع المثالي، وهو قد ينتهي إلي العفة وقد يكون من الشجاعة ويقابله من جانب الإفراط الجور علي الغير والتعدي علي حقوقه، ومن جانب التفريط إهمال الحقوق المحترمة للنفس وكلاهما جرثومة لكثير من الأخلاق الفاسدة.

والعدل يكون صفة للفرد ويكون صفة للمجتمع.


پاورقي

[1] تحف العقول ص89.

[2] أمالي الصدوق ص198.

[3] الجزء الخامس عشر من البحار باب الورع واجتناب الشبهة.


الناكثون و القاسطون و المارقون


و لم يمض شهر من البيعة حتي ثارث عائشة - و معها طلحة و الزبير و عبدالله بن الزبير، و نظراؤهم - ضد الامام، و ذهبوا الي البصرة يطالبون بدم عثمان - مع العلم أن عثمان قتل في المدينة لا في البصرة، و بينهما مسافة طويلة - و نكثوا البيعة و خرجوا من طاعة الامام أميرالمؤمنين (عليه السلام).

و سار الامام من المدينة المنورة الي البصرة ليمنعهم من الفساد و الافساد، و بذل (عليه السلام) محاولات و جهودا كثيرة كي لا تقع الحرب،



[ صفحه 21]



و لكن العصابة كانت مصرة علي القتال، فاشتعلت نار الحرب أول الظهر، و خمدت قبل المغرب بانتصار الامام و علي الأرض خمسة و عشرون ألف قتيل من الطرفين!!

و انقضت فترة قصيرة، و قامت الفئة الباغية و علي رأسها معاوية بن آكلة الأكباد ضد الامام (عليه السلام) و اقامت المجزرة الكبري في منطقة صفين و كانت ضحاياها تسعين ألف قتيل أو أكثر!!

ثم أعقبتها واقعة النهروان، و قتل فيها أربعة آلاف!!

و أخيرا قتلوا الامام عليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) في محراب مسجد الكوفة و هو في حال الصلاة.


راويان امام


كساني كه از امام عليه السلام روايت كرده اند از اعلام اهل سنت

(1) امام ابوحنيفه (2) امام مالك بن انس (3) سفيان ثوري (4) سفيان بن عينيه (5) يحيي انصاري (6) ابن جريح (7) قطان (8) محمد بن اسحاق (9) شعبة بن الحجاج (10) ايوب سجستاني و از اعلام شيعه رجال زير مي باشند

(1) ابان بن تغلب (2) ابان بن عثمان (3) اسحاق صيرفي (4) اسماعيل صيرفي (5) سكوني (6) بريد عجلي (7) بكير بن اعين (8) ابوحمزه ي ثمالي (9) جابر جعفي (10) جميل بن دراج (11) حارث بصري (12) حريز (13) حفص بن سالم (14) حفص قاضي (15) حماد بن عيسي (16) حماد عثمان



[ صفحه 68]



(17) عمران ابن اعين (18) حمزة طيار (19) داود بن فرقد (20) داود رقي (21) زراره (22) زيد شحام (23) زيد الشهيد (24) سدير صيرفي (25) اعمش (26) سماعة (27) صفوان جمال (28) عبدالرحمن بن الحجاج (29) عبدالسلام بن سالم (30) عبدالسلام بن عبدالرحمن (31) ابن ابي يعفور (32) عبدالله بن بكير (33) عبدالله بن سنان (34) عبدالله بن شريك (35) عبدالله بن سكان (36) عبدالله بن نجاشي (37) عبدالله بن كاهلي (38) عبدالملك بن اعين (39) عبيد بن زراره (40) عبيدالله حلبي (41) علاء بن رزين (42) علي بن يقطين (43) عمار دهني (44) عمار ساباطي (45) عمر بن ابي المقداد (46) ابن ابي نصر سكوني (47) عمر بن ابي اذنيه (48) عمر بن حنطله (49) عمر بن علي بن الحسين (50) فضل بن يسار (51) ابو بصير (52) مؤمن الطاق (53) محمد بن مسلم (54) مرازم (55) سمع كردين (56) معاوية بن عمار (57) معروف بن خربوذ (58) علي بن خنيس (59) فضل بن عمر (60) يسر بن عبدالعزيز (61) هشام بن الحكم (62) هشام بن سالم (63) يونس بن يعقوب


بين السلطان و الإمام


«السلطان كراكب الأسد»

«يهابه الناس، و هو لمركوبه أهيب»

أفلاطون



[ صفحه 65]



آلت الخلافة إلي بني العباس سنة 132 و كان «السفاح» أول خلفائهم. ثم مات فخلفه أبوجعفر المنصور، ليبقي في الخلافة اثنين و عشرين عاما (158 - 136)، وطد فيها أركان الدولة العباسية، و أخضع الخارجين عليها في كل أرجاء «الإمبراطورية». فهي لم تعد دولة دينية كما دعوا لها منذ بثوا دعاتهم من فاتحة القرن. و لم تصر «للرضا من آل محمد» كما كانوا يدعون، بل غصبوا حق أبناء علي، كما كان بنو علي عند قيامها عاجزين عن تولي السلطة، و كان أحقهم بها - و هو جعفر بن محمد - عازفا عنها، عارفا أن مهمته الأولي هي تعليم المسلمين.

و جرت الأمور مجراها الطبيعي للحاكمين الجدد، يطوون أضالعهم علي الخوف و الحقد و الحذر، و يشرعون أسلحتهم في كل مكان للدفاع عن دولتهم. و كان ذو و القربي في طليعة الأعداء. فاستعرت الشحناء بين الأقرباء، ثم سالت الدماء. و جعفر الاصادق، بعزوفه و استعلائه، بعيد عن المذابح. لكن بعده عنها، لا يقيه بطش خليفة حذر، متنمر، تدعوه إلي المواجهة الشرسة ماتوسوس له هواجسه مخافة أهل البيت و شيعتهم. و كان توفيق السماء حليف الإمام في مواجهاته، و إن بقيت الدولة علي حذرها، تنزل بأهل البيت ألوان العذاب و الارهاب و الحبس و القتل لابادتهم.



[ صفحه 67]




ابن حجر هيثمي


وي كه يكي ديگر از مؤلفين به نام اهل سنت بشمار مي آيد در كتاب خود موسوم به الصواعق المحرقه موضوعي را در رابطه به اينكه شش فرزند از سلاله پاك محمد بن علي(عليهما السلام) به دنيا آمدند كه افضل و كاملتر از همه آنها امام جعفر صادق(عليه السلام) بودند كه پس از وي خليفه و وصي ايشان شدند و مردم از علوم منتشره ايشان به تمامي شهرها سخن گفته اند و پيشوايان بزرگي از او حديث روايت كرده اند. [1] .


پاورقي

[1] ابن حجر هيثمي: الصواعق المحرقة، ص 120.


تصريح رسول الله به نام هاي دوازده امام


علامه شيخ الاسلام محمد بن ابراهيم حمويني مصري [1] در فوائد السمطين از ابن عباس روايت مي كند كه مردي يهودي به نام نعثل از پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله پرسيد:اي محمد! هر پيامبري براي خود جانشيني داشت و جانشين موسي، يوشع بن نون بود، جانشين شما كيست؟ پيامبر فرمود: جانشين من علي بن ابي طالب و پس



[ صفحه 14]



از او دو سبط من، حسن و حسين و پس از حسين، نه نفر از صلب حسين هستند. مرد يهودي گفت: اي محمد! اسم آنها را بيان كن. حضرت فرمود: پس از حسين، فرزندش، علي و پس از او، فرزندش، محمد و پس از او، فرزندش، جعفر و پس از او، فرزندش، موسي و پس از او، فرزندش، علي و پس از او، فرزندش، محمد و پس از او، فرزندش، علي و پس از او، فرزندش، حسن و پس از او، فرزندش، محمد المهدي، حجت خداست كه دوازده نفرند. [2] .


پاورقي

[1] ذهبي در تذكرة الحفاظ در شرح حال حمويني مي نويسد: امام يگانه محدث و كامل ترين آنها فخر اسلام صدرالدين ابراهيم فرزند محمد بن حمويه جويني شافعي، شيخ صوفيه كه به روايت و دقت در آن سخت مقيد و به آن ممتاز بوده است. غازان خان مغول به دست او مسلمان شده است. شمس الدين ذهبي، تذكرة الحفاظ، هند، حيدرآباد دكن، دائرة المعارف العثمانية، 1390 ه. ق، چ 4، ج 4، ص 1505.

[2] شيخ الاسلام محمد حمويني، فوائد السمطين، تحقيق: شيخ محمدباقر محمودي، بيروت، مؤسسة المحمودي للطباعة و النشر، 1398 ه. ق، چ 1، ج 2، ص 132.


ويژگيهاي فقه جعفري


با توجه به اهميت و ارزش احاديث امام صادق (عليه السلام) از حيث سنديت و اعتبار است كه ارزش تعليمات و آموزه هاي فقهي آن حضرت كه مشهور به فقه جعفري است روشن و ارزيابي مي شود. همان فقه صحيح و اصيل اسلامي است كه از مبدأ وحي به وسيله پيامبر اكرم (صلي الله عليه وآله) جهت هدايت بشر نازل گرديده است. چون مكتب امام صادق (عليه السلام) همان مكتب پيامبر است كه دست به دست به وسيله جانشينان آن بزرگوار به دست او رسيده است.

با توجه به اين حقيقت است كه فقه جعفري در برابر فقه فقيهان روزگار امام صادق (عليه السلام) فقط يك اختلاف عقيده ديني ساده نبود، بلكه در عين حال دو مضمون متعرضانه را با خود حمل مي كرد.

نخست و مهم تر آنكه، اثبات بي نصيبي دستگاه حكومت از آگاهي ديني و ناتواني آن از اداره امور فكري مردم، يعني در واقع عدم صلاحيتش براي تصدي مقام «خلافت».

و ديگر، مشخص ساختن موارد تحريف در فقه رسمي كه ناشي از مصلحت انديشي فقيهان در بيان احكام فقهي و ملاحظه كاري آنان در برابر تحكم و خواست قدرت هاي حاكم بود.

امام صادق (عليه السلام) با گستردن بساط علمي و بيان فقه و معارف اسلامي و تفسير قرآن به شيوه اي غير از شيوه عالمان وابسته به حكومت ها عملاً به معارضه با آن دستگاه برخاسته بود و آن حضرت بدين وسيله تمام تشكيلات مذهبي و فقاهت رسمي را كه يك ضلع حكومت خلفا به شمار مي آمد تخطئه ميكرد، و دستگاه حكومت را از بعد مذهبي اش تهي مي ساخت، و در آموزه هاي امام صادق (عليه السلام) به ياران و نزديكانش بهره گيري از عامل «بي نصيبي خلفا از دانش دين» به عنوان دليلي بر اينكه از نظر اسلام آنان را حق حكومت كردن نيست، به وضوح مشاهده مي شود، يعني اينكه امام صادق (عليه السلام) در حقيقت آن مفهوم سياسي و مضمون معترضانه اي را كه در درس فقه و قرآن دارا بود صريحاً به شاگردان خود مي آموخت.

و در حديثي از آن حضرت چنين آمده است:

«نحن قوم فرض الله طاعتنا و انتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته»

(ما كساني هستيم كه خداوند فرمانبري از آنان را فرض و لازم شناخته است. در حالي كه شما از كسي تبعيت مي كنيد كه مردم به خاطر جهالت او در نزد خدا معذور نيستند) يعني مردم كه بر اثر جهالت رهبران و زمامداران نا اهل، دچار انحراف گشته، به راهي جز راه خدا، رفته اند: نمي توانند در پيشگاه خدا به اين عذر متوسل شوند. كه: ما به تشخيص خود راه خطا را نپيموديم، اين پيشوايان و رهبران ما بودند كه از روي جهالت، ما را به اين راه كشاندند. زيرا اطاعت از چنان رهبراني، خود، كاري خلاف بوده است، پس نمي تواند كارهاي خلاف بعدي را توجيه كند.


ابن خلكان و امام صادق


ابن خلكان درباره ي امام صادق(ع) مي نويسد:

«احد الائمه الاثني عشر علي مذهب الاماميه و كان من سادات اهل البيت و لقب بالصادق لصدق مقالته و فضله اشهر من ان يذكر.»

او يكي از امامان دوازده گانه ي اماميه و از بزرگان اهل بيت رسول خدا(ص) بود. به جهت صدق در گفتارش به لقب صادق شهرت يافت و فضل او مشهورتر از آن است كه نيازمند به توضيح داشته باشد.

ابن خلكان همچنين مي نويسد: امام صادق(ع) در صنعت كيميا (شيمي) از مهارت خاصي بهره مند بود، ابوموسي جابر بن حيان طرطوسي، شاگرد او بود. جابر كتابي شامل هزار ورق تاليف كرد كه تعليمات جعفر بن صادق را در برداشت و حاوي پانصد رساله بود. [1] .


پاورقي

[1] وفيات الاعيان، ج 1، ص 327; سيره ي پيشوا، ص 353; حيات فكري و سياسي امامان شيعه، ص 330.


مادر


اما از جانب مادر، امام صادق عليه السلام فرزند زني پاك دامن، مؤمن و علاقه مند به عترت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم است. نام مادرش «فاطمه» ملقب به «ام فروه» دختر قاسم بن محمد بن ابي بكر است. مادر ام فروه نيز اسماء دختر عبدالرحمن بن ابي بكر است. [1] اين خانم از دو جانب به ابوبكر متصل مي گردد. از امام صادق عليه السلام نيز روايت است: و لدني ابوبكر مرتين. [2] «ابوبكر دوبار مرا متولد ساخت».

شواهد تاريخي نشان مي دهد كه اين خانم گرچه از تبار ابوبكر است، ليكن هم قاسم بن محمد و هم مادرش اسماء دختر عبدالرحمن و هم جدش محمد بن ابي بكر و هم جده اش اسماء بنت عميس، از علاقه مندان، بلكه از ياران اهل بيت (عليهم السلام) به شمار مي آيند.

ام فروه سر آمد زنان زمان بود، محل رفت و آمد زنان مدينه در امور ديني بود. وي زني با شرافت و با جاه و جلال بود. به همين خاطر امام صادق عليه السلام را «ابن المكرمة» يعني فرزند زني با جاه و جلال مي ناميدند. [3] .



[ صفحه 24]



ام فروه از فرزندان اسماء بنت عميس و ابوبكر مي باشد. شخص وي فردي است وارسته با انديشه شفاف و زلال. وي فردي شيعي است و بر اين باور حق است كه بعد از رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم امير المؤمنين علي عليه السلام و فرزندانش جانشينان به حق حضرت مي باشند. وي در عقيده خويش آن گونه استوار است كه طوفان حوادث و فتنه هاي فرهنگي نتوانسته است وي را از باور حق خويش، جدا كند.

در رفتار نيز، فردي استوار و مقاوم و شايسته است. فردي پاك دامن كه در دامن پاكش فرزندي همانند امام صادق عليه السلام كه افتخار جهان اسلام است، پرورش مي يابد. دامن پر بركتي كه فرزند برومندش صادق آل محمد عليه السلام به آن مادر افتخار مي كند، و ايمان و شايستگي و پاكي هاي مادرش را مي ستايد. امام صادق عليه السلام مي فرمايد: كانت امي ممن آمنت و اتقت و احسنت و الله يحب المحسنين [4] «مادرم از زمره افرادي است كه ايمان آورده و تقوا پيشه ساخته و فردي نيكوكار كه محبوب خداي سبحان است، مي باشد.» امام صادق عليه السلام مادرش را از افرادي مي شمارد كه آيه مباركه آنان را مي ستايد، يعني نيكوكاران. افتخار بزرگ ديگر اين خانم اين است كه مادر هفت امام ديگر بعد از امام صادق عليه السلام مي باشد.


پاورقي

[1] طبقات الكبري، ج 5، ص 95، شماره 733؛ مناقب، ج 4، ص 280.

[2] عمدة الطالب، ص 238، تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 175، شماره 163.

[3] منتهي الآمال، ج 2، ص 235.

[4] كافي باب مولد ابي جعفر عليه السلام حديث اول.


شجاعت


امام صادق (عليه السلام) از نسل علي بود و در شجاعت بي نظير. او شجاعت و پايداري را از پدران خود به ارث برده بود. در مقابل زورمندان و اميران از گفتن حق پروا نداشت. روزي منصور، خليفه عباسي، از مگسي درمانده شد و از وي پرسيد: چرا خداوند مگس را آفريد؟ امام (عليه السلام) پاسخ داد: «تا جباران را خوار كند.» وقتي «داوود بن علي، فرماندار مدينه، معلي بن خنيس را كشت، شمشير برگرفته به كاخ امارت رفت; حقش را مطالبه كرد; قاتل «معلي » را به قصاص كشت. ماموران حكومت خانه اش را به آتش كشيدند، در ميان شعله هاي آتش قدم مي زد و مي فرمود: «من فرزند ابراهيم خليلم » وقتي كه فرماندار اموي مدينه در حضور بني هاشم و در خطبه هاي نماز علي (عليه السلام) را دشنام داد و همه بني هاشم سكوت كردند، امام (عليه السلام) چنان پاسخ كوبنده اي به او داد كه فرماندار بي آنكه خطبه را تمام كند راه خانه پيش گرفت.


اجازه سخن


با اينكه در بسياري از موارد هيبت امام صادق عليه السلام به هيچ كس اجازه نمي داد تا به خود جرئت سخن گفتن در محضر آن حضرت را بدهد و تمام ياران و شاگردان امام به گوش جان سپرده بودند اما اين امام بود كه به برخي از ياران دستور مي داد تا سخن گويند.

روايت شده است كه عده اي در محضر آن حضرت مناظره و گفتگو مي كردند و حمران بن اعين ساكت بود. حضرت به او فرمود: اي حمران چرا تو ساكتي و سخن نمي گويي؟

حمران گفت: اي آقاي من! سوگند ياد كرده ام كه در مجلسي كه شما در آنجا حضور داريد هرگز سخن نگويم. حضرت فرمود: من به تو اذن دادم، حال سخن بگو. [1] .


پاورقي

[1] سفينة البحار، ج 1، ص 334.


يادآوري


در اين تحقيق به جهت گستردگي بحث و بدين منظور كه اولاً موضوع تحقيق ما «بررسي تقيه از ديدگاه امام صادق عليه السلام و جايگاه آن در عصر ايشان» بوده، ثانياً بيشترين موارد تقيه و حمل بر تقيه در روايات، در دوران آن حضرت مشاهده مي شود، ما از پرداختن به ابعاد ديگر خودداري مي كنيم. اما قبل از هر چيز، لازم است كه اين شبهه، پاسخ داده شود:

امام صادق عليه السلام كه در عصر عزت اسلام مي زيست، چه نيازي به تقيه و توصيه به آن داشت؟ [1] .

پاسخ: با بررسي دوران امامت امام صادق عليه السلام (114 ـ 148 ق.) در مي يابيم كه اين دوران را مي توان به سه بخش تقسيم نمود:

اول: دوره استقرار دولت بني اميه (114 ـ 125 ق.).

دوم: دوره درگيري هاي بني اميه و بني عباس و نيز درگيري هاي بني عباس در آغاز حكومت با مخالفان خود (125ـ145 ق.)

سوم: دوران تثبيت دولت عباسي (145 ـ 148 ق.).

امام صادق عليه السلام از بخشي از دوره اول و تمام دوره دوم توانست به خوبي استفاده نموده و به نشر معارف اسلام و شيعه بپردازد. به همين جهت و با توجه به سهم فراوان آن امام در نشر مذهب شيعه، اين مذهب با نام «جعفري» مشهور گشت. اما در دوره سوم به شدت تحت فشار حكومت عباسي قرار گرفت كه بيشتر موارد تقيه آن حضرت و نيز روايات سفارش و ذكر فضائل تقيه، مربوط به اين دوره است. در واقع آن دوره نه دوران عزت اسلام، بلكه دوره اقتدار بني عباس بود؛ زيرا در حقيقت يكي از تاريك ترين دوره هاي اسلام مي باشد، به خصوص با فشار و اختناقي كه منصور دوانيقي در عصر خلافت خود ايجاد كرده بود، به گونه اي كه امام صادق عليه السلام حتي نتوانست وصي خود را با صراحت اعلام كند و «وصيت» بين پنج نفر مردد ماند كه يكي از آنها خود منصور بود تا جان وصي واقعي در خطر نيفتد. [2] .


پاورقي

[1] ر.ك: مسألة التقريب بين اهل السنة والشيعه، القسم الاول، ص 330.

[2] براي آشنايي از جنايات منصور دوانيقي، ر.ك: مروج الذهب، مسعودي، ج 3، ص 301 ـ 317.


باغداري و كشاورزي


ششمين ستاره آسمان ولايت در تفسير آيه «و علي الله فليتوكل المتوكلون » [1] فرمود: «بارزترين مصداق انسانهاي متوكل دهقانان و كشاورزان هستند.» [2] .

ابن هارون واسطي مي گويد: روزي از امام صادق عليه السلام در مورد دهقانان و زارعين پرسيدم. امام فرمود: «برزگران گنجينه الهي در روي زمين هستند.» سپس اضافه كرد: «وما في الاعمال شي ء احب الي الله من الزراعة و ما بعث نبياً الا زراعا الا ادريس فانه كان خياطا; [3] از ميان كارها چيزي در نزد خداوند محبوبتر از كشاورزي نيست و خداوند هيچ پيامبري را مبعوث نكرد، مگر اينكه كشاورز بود، به جز ادريس كه خياط بود.»

امام صادق عليه السلام نه تنها مسلمانان را به كشاورزي و درختكاري ترغيب مي كرد، بلكه خود نيز عملاً به اين كار اقدام مي نمود.

ابو عمرو شيباني مي گويد: روزي امام صادق عليه السلام را مشاهده كردم كه در يكي از باغهاي خود لباس كار پوشيده و بيل به دست گرفته و مشغول فعاليت است. آن حضرت چنان با جان و دل كار مي كرد كه بدن مباركش خيس عرق بود. پيش رفتم و عرضه داشتم: جانم به فدايت، اجازه بفرماييد من به جاي شما بيل بزنم و اين كار سخت را انجام دهم. امام از پذيرش پيشنهاد من امتناع كرده و فرمود: «اني احب ان يتاذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة; [4] دوست دارم انسان براي به دست آوردن درآمد حلال در مقابل آفتاب آزرده شود.»

آري، بهترين و پاكيزه ترين درآمدهاي انسان، زماني است كه با عرق جبين و كد يمين به دست آمده باشد و رسول گرامي اسلام صلي الله عليه و آله اولين شخص عالم امكان، دست چنين فردي را مي بوسيد و مي فرمود: «هذه يد لا تمسها النار; [5] اين دستي است كه آتش جهنم به آن نخواهد رسيد.»


پاورقي

[1] ابراهيم/12.

[2] وسائل الشيعه، ج 17، ص 42.

[3] همان.

[4] وسائل الشيعه، ج 17، ص 39.

[5] اسدالغابه، ج 2، ص 169.


از روي آگاهي


خداوند مي فرمايد:

هنگامي كه از طرف خداوند كتابي (قرآن) به آنها (يهود) رسيد كه موافق نشانه هايي بود كه با خود داشتند، با اينكه پيش از اين جريان، خود را به ظهور پيامبر اسلام (ص) دلگرم مي كردند و اميد پيروزي بر دشمنان خود را داشتند، اما با ظهور وي (همه چيز را فراموش كردند و با آگاهي) به او (حضرت محمد«ص ») كافر گشتند. [1] .

آري، چنين است كه هوا پرستي سبب مي گردد تا انساني كه سالها در پي حقيقت بوده، از درك آن باز بماند و جالب است كه در زمان ما نيز عده اي كه پس از پيروزي شكوهمند انقلاب اسلامي دم از ارزشها مي زدند اكنون وازده و جامعه غرب را به رخ جامعه اسلامي ما مي كشند و از اينكه بوي ادكلن آنها ما را مست نكرده و همچنان بر اصول خويش پا برجا مانده ايم تاسف مي خورند و غضبناكند و اينجاست كه بايد همان سخن ارزشمند شهيد دين و سياست آيه الله دكتر بهشتي را گفت كه خطاب به ارباب آنها فرمود: «به امريكا بگوئيد از ما عصباني باش و از اين عصبانيت بمير.» «موتوا بغيظكم » [2] .


پاورقي

[1] همان، آيه 89.

[2] آل عمران، آيه 119.


مداحيه


1 - ما: الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن علي بن محمد العسكري عن آبائه، عن موسي بن جعفر عليه السلام قال: كنت عند سيدنا الصادق عليه السلام إذ دخل عليه أشجع السلمي [1] يمدحه، فوجده عليلا فجلس وأمسك، فقال له سيدنا



[ صفحه 311]



الصادق عليه السلام: عد عن العلة، واذكر ما جئت له، فقال له:



ألبسك الله منه عافية

في نومك المعتري وفي أرقك



يخرج من جسمك السقام كما

أخرج ذل السؤال من عنقك



فقال: يا غلام إيش معك؟ قال: أربعمائة درهم، قال: أعطها للاشجع قال: فأخذها وشكر وولي، فقال: ردوه فقال: يا سيدي سألت فأعطيت، وأغنيت فلم رددتني؟ قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: خير العطاء ما أبقي نعمة باقية، وإن الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية، وهذا خاتمي، فان اعطيت به عشرة آلاف درهم، وإلا فعد إلي وقت كذا وكذا، أوفك إياها، قال: يا سيدي قد أغنيتني، وأنا كثير الاسفار، وأحصل في المواضع المفزعة، فتعلمني ما آمن به علي نفسي قال: فإذا خفت أمرا فاترك يمينك علي ام رأسك، واقرأ برفيع صوتك: " أفغير دين الله تبغون وله اسلم من في السموات طوعا وكرها وإليه ترجعون " [2] .

قال أشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجن، فسمعت قائلا يقول: خذوه فقرأتها فقال قائل: كيف نأخذه، وقد احتجز بآية طيبة [3] .

2 - دعوات الراوندي: مرسلا مثله. 3 - ما: المفيد، عن محمد بن عمران، عن عبيد الله بن الحسن، عن محمد بن رشيد قال: آخر شعر قاله السيد ابن محمد رحمه الله قبل وفاته بساعة وذلك أنه اغمي عليه واسود لونه، ثم أفاق وقد ابيض وجهه وهو يقول:



احب الذي من مات من أهل وده

تلقاه بالبشري لدي الموت يضحك



ومن مات يهوي غيره من عدوه

فليس له إلا إلي النار مسلك



أبا حسن تفديك نفسي واسرتي

ومالي وما أصبحت في الارض أملك



أبا حسن إني بفضلك عارف

وإني بحبل من هواك لممسك





[ صفحه 312]





وأنت وصي المصطفي وابن عمه

وإنا نعادي مبغضيك ونترك



مواليك ناج مؤمن بين الهدي

وقاليك معروف الضلالة مشرك



ولاح لحاني في علي وحزبه

فقلت لحاك الله إنك أعفك



ومعني أعفك أحمق [4] .

بيان: قال الجوهري [5] لحيت الرجل لحاء ولحيا إذ المته، وقولهم: لحاه الله أي قبحه ولعنه.

4 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن يحيي بن علي بن عبد الجبار، عن علي بن الحسين بن أبي حرب، عن أبيه قال: دخلت علي السيد ابن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها، فوجدته يساق به، ووجدت عنده جماعة من جيرانه وكانوا عثمانية، وكان السيد جميل الوجه، رجب الجبهة، عريض ما بين السالفتين [6] فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثم لم تزل تزيد وتنمي حتي طبقت وجهه - يعني اسودادا - فاغتم لذلك من حضره من الشيعة، وظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك الا قليلا حتي بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزيد أيضا وتنمي حتي أسفر وجهه وأشرق، وافتر السيد ضاحكا وأنشأ يقول:



[ صفحه 313]





كذب الزاعمون أن عليا

لن ينجي محبه من هنات



قد وربي دخلت جنة عدن

وعفا لي الاله عن سيئاتي



فابشروا اليوم أولياء علي

وتولوا علي حتي الممات



ثم من بعده تولوا بنيه

واحدا بعد واحد بالصفات



ثم أتبع قوله هذا: أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا، أشهد أن محمدا رسول الله حقا حقا، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا، أشهد أن لا إله إلا الله ثم أغمض عينه بنفسه فكأنما كانت روحه ذبالة طفئت، أو حصاة سقطت، فانتشر هذا القول في الناس، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق [7] .

5 - كش: محمد بن رشيد الهروي، قال حدثني السيد وسماه وذكر أنه خير [8] قال سألته عن الخبر الذي يروي أن السيد اسود وجهه عند موته فقال: الشعر الذي يروي له في ذلك، حدثني أبو الحسن بن أيوب المروزي، قال: روي أن السيد ابن محمد الشاعر اسود وجهه عند الموت فقال: هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين!؟ قال: فابيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر، فأنشأ يقول:

" احب الذي من مات من أهل وده " إلي آخر الابيات [9] .



[ صفحه 314]



6 - ما: المفيد، عن محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن يحيي، عن جبلة بن محمد بن جبلة، عن أبيه قال: اجتمع عندنا السيد ابن محمد الحميري و جعفر بن عفان الطائي [10] فقال له السيد: ويك تقول في آل محمد عليهم السلام:



[ صفحه 315]





ما بال بيتكم تخرب سقفه

وثيابكم من أرذل الاثواب



فقال جعفر: ما أنكرت من ذلك؟ فقال له السيد: إذا لم تحسن المدح فاسكت أتوصف آل محمد صلي الله عليه وآله بمثل هذا، ولكني أعذرك هذا طبعك وعلمك ومنتهاك، وقد قلت أمحو عنهم عار مدحك:



اقسم بالله وآلائه

والمرء عما قال مسئول



إن علي بن أبي طالب

علي التقي والبر مجبول



وإنه كان الامام الذي

له علي الامة تفضيل



يقول بالحق ويعني به

ولا تلهيه الاباطيل



كان إذا الحرب مرتها القنا

وأحجمت عنها البهاليل



يمشي إلي القرن وفي كفه

أبيض ماضي الحد مصقول



مشي العفرني بين أشباله

أبرزه للقنص الغيل



ذاك الذي سلم في ليلة

عليه ميكال وجبريل



ميكال في ألف وجبريل في

ألف ويتلوهم سرافيل



ليلة بدر مددا انزلوا

كأنهم طير أبابيل



فسلموا لما أتوا حذوه

وذاك إعظام وتبجيل



كذا يقال فيه يا جعفر، وشعرك يقال مثله لاهل الخصاصة والضعف، فقبل جعفر رأسه وقال: أنت والله الرأس يا أبا هاشم ونحن الاذناب [11] .



[ صفحه 316]



ايضاح: قال الفيروز آبادي [12] البهلول: كسر سور الضحاك، والسيد الجامع لكل خير، وأسد عفرني شديد والاشبال جمع الشبل وهو ولد الاسد، وقال: القنص محركة ابنا معد بن عدنان [13] وإبل أو بقرغيل بضمتين كثيرة أو سمان. 7 - ما: المفيد، عن المرزباني، قال: وجدت بخط محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثني الحمدوني الشاعر قال: سمعت الرياشي ينشد للسيد ابن محمد الحميري:



إن امرءا خصمه أبو حسن

لعازب الرأي داحض الحجج



لا يقبل الله منه معذرة

ولا يلقنه حجة الفلج [14] .



[ صفحه 317]



8 - ك: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن محمد ابن إسماعيل، عن حيان السراج قال: سمعت السيد ابن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه، قد ضللت في ذلك زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، وأنقذني به من النار وهداني إلي سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلي جميع أهل زمانه، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به. فقلت له: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن يقع؟ فقال عليه السلام: ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبيطالب وآخرهم القائم بالحق، بقية الله في الارض، وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه، لم يخرج من الدنيا حتي يظهر، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلي الله تعالي ذكره علي يديه، وقلت قصيدة أولها:



فلما رأيت الناس في الدين قد غووا

تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا



تجعفرت باسم الله والله أكبر

أيقنت أن الله يعفو ويغفر



ودنت بدين غير ما كنت دينا

به ونهاني واحد الناس جعفر



فقلت فهبني قد تهودت برهة

وإلا فديني دين من يتنصر



وإني إلي الرحمان من ذاك تائب

وإني قد أسلمت والله أكبر



فلست بغال ما حييت وراجع

إلي ما عليه كنت اخفي واظهر



ولا قائلا حي برضوي محمد

وإن عاب جهال مقالي فأكثروا



ولكنه ممن مضي لسبيله

علي أفضل الحالات يقفي ويخبر



مع الطيبين الطاهرين الاولي لهم

من المصطفي فرع زكي وعنصر



إلي آخر القصيدة، وقلت بعد ذلك:



[ صفحه 318]





أيا راكبا نحو المدينة حسرة

عذافرة يطوي بها كل سبسب



إذا ما هداك الله عاينت جعفرا

فقل لولي الله وابن المهذب



ألا يا أمين الله وابن أمينه

أتوب إلي الرحمان ثم تأوبي



إليك من الامر الذي كنت مبطنا

احارب فيه جاهدا كل معرب



وما كان قولي في ابن خولة مطنبا

ومعاندة مني لنسل المطيب



ولكن روينا عن وصي محمد

وما كان فيما قال بالمتكذب



بأن ولي الله يفقد لا يري

سنين كفعل الخائف المترقب



فتقسم أموال الفقيد كأنما

تغيبه بين الصفيح المنصب



فيمكث حينا ثم ينبع نبعة

كنبعة جدي من الافق كوكب



يسير بنصر الله من بيت ربه

علي سؤدد منه وأمر مسببب



يسير إلي أعدائه بلوائه

فيقتلهم قتلا كجران مغضب



فلما روي أن ابن خولة غائب

صرفنا إليه قولنا لم نكذب



وقلنا هو المهدي والعالم الذي

يعيش به من عدله كل مجدب



فإذ قلت: لا، فالحق قولك والذي

أمرت فحتم غير ما متعصب



واشهد ربي أن قولك حجة

علي الناس طرا من مطيع ومذنب



بأن ولي الامر والعالم الذي

تطلع نفسي نحوه بتطرب



له غيبة لابد من أن يغيبها

فصلي عليه الله من متغيب



فيمكث حينا ثم يظهر حينه

فيملا عدلا كل شرق ومغرب



بذاك أدين الله سرا وجهرة

ولست وإن عوتبت فيه بمعتب



وكان حيان السراج الرواي لهذا الحديث من الكيسانية [15] .



[ صفحه 319]



9 - شا: وفيه يقول السيد الحميري: وقد رجع عن قوله بمذهب الكيسانية لما بلغه إنكار أبي عبد الله عليه السلام مقاله، ودعاؤه إلي القول بنظام الامامة، ثم ذكر الابيات مع اختصار [16] .

بيان: " العذافرة " العظيمة الشديدة من الابل، و " السبسب " المفازة أو الارض المستوية البعيدة، وقال الفيروز آبادي: [17] الصفيح السماء، ووجه كل شئ عريض، وهنا يحتمل الوجهين، وعلي الثاني يكون المراد الحجر الذي يفرش علي القبر واللبن التي تنضد علي اللحد، ويقال: جرن جرونا تعود الامر ومرن، وما في قوله " غير ما متعصب " زائدة، وقوله طرا أي جميعا.

10 - يج: روي أن الباقر عليه السلام دعا للكميت لما أراد أعداء آل محمد أخذه وإهلاكه، وكان متواريا، فخرج في ظلمة الليل هاربا، وقد أقعدوا علي كل طريق جماعة، ليأخذوه إذا ما خرج في خفية، فلما وصل الكميت إلي الفضاء وأراد أن يسلك طريقا، فجاء أسد منعه من أن يسري منها، فسلك جانبا آخر فمنعه



[ صفحه 320]



منه أيضا، وكأنه أشار إلي الكميت أن يسلك خلفه، ومضي الاسد في جانب الكميت إلي أن أمن وتخلص من الاعداء، وكذلك كان حال السيد الحميري دعا له الصادق عليه السلام لما هرب عن أبويه، وقد حر شا السلطان عليه لنصبهما، فدله سبع علي طريق ونجا منهما [18] .

11 - قب: داود الرقي بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق عليه السلام فقال: السيد كافر فأتاه وقال: يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي الناس فيكم؟ قال: وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجة الدهر والزمان، ثم أخذ بيده وأدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلي ركعتين، ثم ضرب بيده علي القبر، فصار القبر قطعا، فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته، فقال له الصادق عليه السلام: من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي المسمي بابن الحنفية، فقال: فمن أنا؟ قال: جعفر بن محمد حجة الدهر والزمان: فخرج السيد يقول: تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا [19] .

12 - قب: عثمان بن عمر الكواء في خبر أن السيد قال له: اخرج إلي باب الدار تصادف غلاما نوبيا علي بغلة شهباء معه حنوط وكفن يدفعها إليك، قال: فخرجت فإذا بالغلام الموصوف، فلما رآني قال: يا عثمان إن سيدي جعفر بن محمد يقول لك: ما آن أن ترجع عن كفرك وضلالك، فان الله عزوجل اطلع عليك فرآك للسيد خادما فانتجبك فخذ في جهازه [20] .

13 - قب: الاغاني قال عباد بن صهيب: كنت عند جعفر بن محمد فأتاه نعي السيد، فدعا له وترحم عليه، فقال له رجل: يا ابن رسول الله وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرجعة؟! فقال عليه السلام: حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين، وقد تاب، ورفع مصلي كان تحته فأخرج كتابا من السيد



[ صفحه 321]



يعرفه أنه قد تاب ويسأله الدعاء. وفي أخبار السيد أنه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه فقال:



تركت ابن خولة لاعن قلي

وإني لكالكلف الوامق



وإني له حافظ في المغيب

أدين بما دان في الصادق



هو الحبر حبر بني هاشم

ونور من الملك الرازق



به ينعش الله جمع العباد

ويجري البلاغة في الناطق



أتاني برهانه معلنا

فدنت ولم أك كالمائق



كمن صد بعد بيان الهدي

إلي حبتر وأبي حامق



فقال الطاقي: أحسنت الان أتبت رشدك، وبلغت أشدك، وتبوأت من الخير موضعا، ومن الجنة مقعدا [21] .

بيان: يقال كلفت بهذا الامر أي اولعت به، والوامق المحب، والموق حمق في غباوة يقال أحمق وامق، والحبتر وأبو حامق كناية عن عمر وأبي بكر أو كلاهما عن الاول، وقد مر أن حبتر كثيرا ما يعبر به عن أبي بكر.

14 - قب: وأنشد فيه:



امدح أبا عبد الاله

فتي البرية في احتماله



سبط النبي محمد

حبل تفرع من حباله



تغشي العيون الناظرات

إذا سمون إلي جلاله



عذب الموارد بحره

يروي الخلائق من سجاله



بحر أطل علي البحور

يمدهن ندي بلاله



سقت العباد يمينه

وسقي البلاد ندي شماله



يحكي السحاب يمينه

والودق يخرج من خلاله



الارض ميراث له

والناس طرا في عياله



يا حجة الله الجليل

وعينه وزعيم آله





[ صفحه 322]





وابن الوصي المصطفي

وشبيه أحمد في كماله



أنت ابن بنت محمد

حذوا خلفت علي مثاله



فضياء نورك نوره

وظلال روحك من ظلاله



فيك الخلاص من الردي

وبك الهداية من ضلاله



اثني ولست ببالغ

عشر الفريدة من خصاله [22] .



15 - كش: طاهر بن عيسي، عن جعفر بن أحمد، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال: أنشد الكميت أبا عبد الله شعره:



أخلص الله في هواي فما

أغرق نزعا وما تطيش سهامي



فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا ولكن قل: قد أغرق نزعا وما تطيش سهامي [23] .



[ صفحه 323]



16 - كا: العدة، عن سهل، عن محمد بن الوليد مثله [24] .

17 - كش: نصر بن صباح، عن إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور العمي، عن موسي بن بشار الوشاء، عن داود بن النعمان قال: دخلت الكميت فأنشده وذكر نحوه ثم قال في آخره: إن الله عزوجل يحب معالي الامور، ويكره سفسافها، فقال الكميت، يا سيدي أسألك عن مسألة، وكان متكئا فاستوي جالسا وكسر في صدره وسادة، ثم قال: سل فقال: أسألك عن الرجلين؟ فقال: يا كميت ابن زيد ما اهريق في الاسلام محجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلي يوم القيامة، حتي يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما [25] .

بيان: قال الجوهري [26] السفساف الردئ من كل شئ، والامر الحقير وفي الحديث إن الله يحب معالي الامور ويكره سفسافها.

18 - كش: نصر بن صباح، عن إسحاق بن محمد البصري، عن جعفر بن محمد الفضيل، عن محمد بن علي الهمداني، عن درست بن أبي منصور قال: كنت عند أبي الحسن موسي عليه السلام وعنده الكميت بن زيد فقال للكميت: أنت الذي تقول:

فالان صرت إلي أمية والامور إلي مصائر

قال: قد قلت ذلك، فوالله ما رجعت عن إيماني، وإني لكم لموال، و لعدوكم لقال، ولكني قلته علي التقية، قال: أما لان قلت ذلك إن التقية



[ صفحه 324]



تجوز في شرب الخمر [27] .

19 - كش: محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن العباس بن عامر القصباني وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن عقبة بن بشير الاسدي، عن كميت ابن زيد الاسدي قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فقال: والله يا كميت لو أن عندنا مالا لاعطيناك منه، ولكن لك ما قال رسول الله صلي الله عليه وآله لحسان: لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا [28] .

20 - كش: حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسي، عن حنان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه قال: دخل الكميت بن زيد علي أبي جعفر عليه السلام وأنا عنده فأنشده: " من لقلب متيم مستهام " فلما فرغ منها، قال للكميت: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا [29] .

21 - كش: علي بن محمد بن قتيبة، عن أبي محمد الفضل بن شاذان، عن أبي المسيح عبد الله بن مروان الجواني قال: كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين، و كان راوية لشعر الكميت - يعني الهاشميات - وكان سمع ذلك منه، وكان عالما



[ صفحه 325]



بها، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وإنشاده، ثم عاد فيه فقيل له: ألم تكن زهدت فيها وتركتها؟! فقال: نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلي العود فيه فقيل له: وما رأيت؟ قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة، قال أبو محمد: فقلت لابي المسيح وما المجلة؟ قال: الصحيفة قال: نشرتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبيطالب عليه السلام قال: فنظرت في السطر الاول، فإذا أسماء قوم لم أعرفهم، ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك، ونظرت في السطر الثالث والرابع فإذا فيه " والكميت بن زيد الاسدي " قال: فذلك دعاني إلي العود فيه [30] .

22 - كش: نصر بن الصباح، عن إسحاق بن محمد البصري، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل الرسان قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي فادخلت بيتا جوف بيت فقال لي: يا فضيل قتل عمي زيد؟ قلت: جعلت فداك قال: رحمه الله أما إنه كان مؤمنا، وكان عارفا، وكان عالما، وكان صدوقا أما إنه لو ظفر لوفي أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي ألا انشدك شعرا؟ قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت، وبأبواب ففتحت، ثم قال: أنشد فأنشدته:



لام عمرو باللوي مربع

طامسة أعلامه بلقع



لما وقفت العيس في رسمه

والعين من عرفانه تدمع



ذكرت من قد كنت أهوي به

فبت والقلب شجي موجع



عجبت من قوم أتوا أحمدا

بخطة ليس لها مدفع



قالوا له لو شئت أخبرتنا

إلي من الغاية والمفزع



إذا توليت وفارقتنا

ومنهم في الملك من يطمع



فقال: لو أخبرتكم مفزعا

ما ذا عسيتم فيه أن تصنعوا؟



صنيع أهل العجل إذ فارقوا

هارون فالترك له أودع





[ صفحه 326]





فالناس يوم البعث راياتهم

خمس فمنها هالك أربع



قائدها العجل وفرعونها

وسامري الامة المفظع



ومجدع من دينه مارق

أجدع عبد لكع أو كع



وراية قائدها وجهه

كأنه الشمس إذا تطلع



قال: سمعت نحيبا من وراء الستر، وقال: من قال هذا الشعر؟ قلت: السيد بن محمد الحميري فقال: رحمه الله، فقلت: إني رأيته يشرب النبيذ فقال: رحمه الله قلت: إني رأيته يشرب النبيذ الرستاق قال: تعني الخمر؟ قلت: نعم قال: رحمه الله، وما ذلك علي الله أن يغفر لمحب علي عليه السلام [31] .

توضيح: ام عمرو يعبر به عن مطلق الحبيبة، واللوي كإلي ما التوي من الرمل أو مسترقه، والمربع منزل القوم في الربيع، والطموس الدروس والانمحاء والبلقع الارض القفر الذي لا شئ بها، والعيس مفعول لقوله وقفت وهو بالكسر الابل البيض يخالط بياضها شئ من الشقرة، والشجو الهم والحزن، قوله: فالترك له أودع أي إن كنتم تصنعون مثل صنيعهم فالترك لهذا السؤال أودع لكم، من الدعة بمعني الراحة والخفض.

وقوله وسامري الامة إشارة إلي عثمان أو إلي عمر، إما بأن يكون عطف تفسير لقوله فرعونها، أو بأن يكون فرعونها إشارة إلي عثمان وعلي الاول يكون المجدع عبارة عن عثمان، والاجدع إلي معاوية، لكن الاظهر أن تمام البيت وصف لمعاوية.

وقال الفيروز آبادي [32] الجدع قطع الانف أو الاذن أو اليد أو الشفة، فهو أجدع، والاجدع الشيطان، وحمار مجدع كمعظم مقطوع الاذنين، وجادع مجادعة وجداعا شاتم وخاصم كتجادع، وقال: [33] اللكع كصرد اللئيم والعبد



[ صفحه 327]



والاحمق، وقال: [34] وكع ككرم لؤم، وصلب واشتد، وفلان وكيع لكيع ووكوع لكوع لئيم.

23 - كش: نصر بن الصباح، عن ابن عيسي، عن ابن أبي نجران، عن ابن بكير، عن محمد بن النعمان، قال: دخلت علي السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه وزرق عيناه، وعطش كبده، وهو يومئذ يقول بمحمد ابن الحنفية، وهو من حشمه وكان ممن يشرب المسكر، فجئت، وكان قد قدم أبو عبد الله عليه السلام الكوفة، لانه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه، وازرقت عيناه، و عطش كبده، وسلب الكلام، فانه كان يشرب المسكر، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أسرجوا حماري، فأسرج له، وركب ومضي، ومضيت معه، حتي دخلنا علي السيد، وإن جماعة محدقون به، فقعد أبو عبد الله عليه السلام عند رأسه وقال: يا سيد ففتح عينه ينظر إلي أبي عبد الله عليه السلام، ولا يمكنه الكلام وقد اسود، فجعل يبكي وعينه إلي أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وإنا لنتبين منه أنه يريد الكلام ولا يمكنه.

فرأينا أبا عبد الله عليه السلام حرك شفتيه، فنطق السيد فقال: جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا؟! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك، ويدخلك جنته التي وعد أولياءه.

فقال في ذلك " تجعفرت بسم الله والله أكبر "، فلم يبرح أبو عبد الله عليه السلام حتي قعد السيد علي استه.

وروي أن أبا عبد الله عليه السلام لقي السيد بن محمد الحميري قال: سمتك امك سيدا، ووفقت في ذلك، وأنت سيد الشعراء، ثم أنشد السيد في ذلك:



ولقد عجبت لقائل لي مرة

علامة فهم من الفقهاء



سماك قومك سيدا صدقوا به

أنت الموفق سيد الشعراء





[ صفحه 328]





ما أنت حين تخص آل محمد

بالمدح منك وشاعر بسواء



مدح الملوك ذوي الغني لعطائهم

والمدح منك لهم بغير عطاء



فابشر فانك فائز في حبهم

لو قد وردت عليهم بجزاء



ما يعدل الدنيا جميعا كلها

من حوض أحمد شربة من ماء [35] .



اقول: وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنه روي باسناده عن سهل بن ذبيان قال: دخلت علي الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام في بعض الايام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس، فقال لي: مرحبا بك يا ابن ذبيان، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا، فقلت: لماذا يا ابن رسول الله؟ فقال: لمنام رأيته البارحة، و قد أزعجني وأرقني، فقلت: خيرا يكون إن شاء الله تعالي فقال: يا ابن ذبيان رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة، فصعدت إلي أعلاه، فقلت: يا مولاي اهنيك بطول العمر، وربما تعيش مائة سنة لكل مرقاة سنة، فقال لي عليه السلام: ما شاء الله كان.

ثم قال: يا ابن ذبيان، فلما صعدت إلي أعلي السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يري ظاهرها من باطنها، ورأيت جدي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم جالسا فيها، وإلي يمينه وشماله غلامان حسنان، يشرق النور من وجوههما، ورأيت امرأة بهية الخلقة، ورأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده ورأيت رجلا واقفا بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة: " لام عمرو باللوي مربع ".

فلما رآني النبي صلي الله عليه وآله قال لي: مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسي الرضا سلم علي أبيك علي، فسلمت عليه، ثم قال لي: سلم علي أمك فاطمة الزهراء فسلمت عليها، فقال لي: وسلم علي أبويك الحسن والحسين فسلمت عليهما، ثم



[ صفحه 329]



قال لي: وسلم علي شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري، فسلمت عليه، وجلست فالتفت النبي إلي السيد إسماعيل فقال له: عد إلي ما كنا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:



لام عمرو باللوي مربع

طامسة أعلامه بلقع



فبكي النبي صلي الله عليه وآله فلما بلغ إلي قوله: " ووجهه كالشمس إذ تطلع " بكي النبي صلي الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام معه ومن معه، ولما بلغ إلي قوله:



قالوا له لو شئت أعلمتنا

إلي من الغاية والمفزع



رفع النبي صلي الله عليه وآله يديه وقال: إلهي أنت الشاهد علي وعليهم أني أعلمتهم أن الغاية والمفزع علي بن أبي طالب، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه.

قال علي بن موسي الرضا عليه السلام: فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة التفت النبي صلي الله عليه وآله إلي وقال لي: يا علي بن موسي احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أن من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة علي الله تعالي، قال الرضا عليه السلام: ولم يزل يكررها علي حتي حفظتها منه، والقصيدة هذه [36] .



لام عمرو باللوي مربع

طامسة أعلامه بلقع



تروح عنه الطير وحشية

والاسد من خيفته تفزع



برسم دار ما بها مونس

إلا صلال في الثري وقع





[ صفحه 330]





رقش يخاف الموت نفثاتها

والسم في أنيابها منقع



لما وقفن العيس في رسمها

والعين من عرفانه تدمع



ذكرت من قد كنت ألهو به

فبت والقلب شج موجع



كأن بالنار لما شفني

من حب أروي كبدي تلذع



عجبت من قوم أتوا أحمدا

بخطة ليس لها موضع



قالوا له: لو شئت أعلمتنا

إلي من الغاية والمفزع



إذا توفيت وفارقتنا

وفيهم في الملك من يطمع



فقال: لو أعلمتكم مفزعا

كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا



صنيع أهل العجل إذ فارقوا

هارون فالترك له أودع



وفي الذي قال بيان لمن

كان إذا يعقل أو يسمع



ثم أتته بعد ذا عزمة

من ربه ليس لها مدفع



أبلغ وإلا لم تكن مبلغا

والله منهم عاصم يمنع



فعندها قام النبي الذي

كان بما يأمره يصدع



يخطب مأمورا وفي كفه

كف علي ظاهرا تلمع



رافعها أكرم بكف الذي

يرفع والكف الذي يرفع



يقول والاملاك من حوله

والله فيهم شاهد يسمع



من كنت مولاه فهذا له

مولي فلم يرضوا ولم يقنعوا



فاتهموه وحنت منهم

علي خلاف الصادق الاضلع



وضل قوم غاظهم فعله

كأنما آنافهم تجدع



حتي إذا واروه في قبره

وانصرفوا عن دفنه ضيعوا



ما قال بالامس وأوصي به

واشتروا الضر بما ينفع



وقطعوا أرحامه بعده

فسوف يجزون بما قطعوا



وأزمعوا غدرا بمولاهم

تبا لما كان به أزمعوا



لا هم عليه يردوا حوضه

غدا ولا هو فيهم يشفع





[ صفحه 331]





حوض له ما بين صنعا إلي

أيلة [37] والعرض به أوسع



ينصب فيه علم للهدي

والحوض من ماء له مترع



يفيض من رحمته كوثر

أبيض كالفضة أو أنصع



حصاه ياقوت ومرجانة

ولؤلؤ لم تجنه إصبع



بطحاؤه مسك وحافاته

يهتز منها مونق مربع



أخضر ما دون الوري ناضر

وفاقع أصفر أو أنصع



فيه أباريق وقد حانه

يذب عنها الرجل الاصلع



يذب عنها ابن أبي طالب

ذبا كجربا إبل شرع



والعطر والريحان أنواعه

زاك وقد هبت به زعزع



ريح من الجنة مأمورة

ذا هبة ليس لها مرجع



إذا دنوا منه لكي يشربوا

قيل لهم: تبا لكم فارجعوا



دونكم فالتمسوا منهلا

يرويكم أو مطعما يشبع



هذا لمن والي بني أحمد

ولم يكن غيرهم يتبع



فالفوز للشارب من حوضه

والويل والذل لمن يمنع



والناس يوم الحشر راياتهم

خمس فمنها هالك أربع



فراية العجل وفرعونها

وسامري الامة المشنع



وراية يقدمها أدلم

عبد لئيم لكع أكوع



وراية يقدمها حبتر

للزور والبهتان قد أبدعوا



وراية يقدمها نعثل

لا برد الله له مضجع [38] .



أربعة في سقر اودعوا

ليس لها من قعرها مطلع



وراية يقدمها حيدر

ووجهه كالشمس إذ تطلع





[ صفحه 332]





غدا يلاقي المصطفي حيدر

وراية الحمد له ترفع



مولي له الجنة مأمورة

والنار من إجلاله تفزع



إمام صدق وله شيعة

يرووا من الحوض ولم يمنعوا



بذاك جاء الوحي من ربنا

يا شيعة الحق فلا تجزعوا



الحميري مادحكم لم يزل

ولو يقطع إصبع إصبع



وبعدها صلوا علي المصطفي

وصنوه حيدرة الاصلع [39] .



24 - كتاب مقتضب الاثر: لابن عياش، عن عبد الله بن محمد المسعودي، عن الحسن بن محمد الوهبي، عن علي بن قادم، عن عيسي بن داب قال: لما حمل أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام علي سريره واخرج إلي البقيع ليدفن، قال أبو هريرة [40] .



[ صفحه 333]





أقول وقد راحوا به يحملونه

علي كاهل من حامليه وعاتق



أتدرون ماذا تحلمون إلي الثري

ثبيرا ثوي من رأس عليآء شاهق



غداة حثا الحاثون فوق ضريحة

ترابا وأولي كان فوق المفارق



أيا صادق بن الصادقين ألية [41] .

بآبائك الاطهار حلفة صادق



لحقا بكم ذو العرش أقسم في الوري

فقال تعالي الله رب المشارق



نجوم هي اثنا عشرة كن سبقا

إلي الله في علم من الله سابق [42] .





[ صفحه 334]




پاورقي

[1] الاشجع السلمي: هو ابن عمرو، أبو الوليد أو أبو عمرو من ولد الشريد بن مطرود السلمي، كان شاعرا مفلقا مكثرا سائر الشعر معدودا في فحول الشعراء في طبقة أبي نواس وأبي العتاهية وبشار وأمثالهم مدح الخلفاء وولاة العهود والوزراء والامراء وغيرهم وأخذ جوائزهم وحظي عندهم، ودخل علي الامام الصادق " ع " فمدحه كما في الاصل وأجازه الامام " ع " وقد رثي الامام الرضا " ع " بقصيدة عصماء ذكرها أبو الفرج الاصبهاني في مقاتله ص 568 أولها:



يا صاحب العيس يحدي في أزمتها

اسمع وأسمع غدا يا صاحب العيس



اقرا السلام علي قبر بطوس ولا

تقرا السلام ولا النعمي علي طوس



إلي آخر ما ذكره من أبياتها وهي 22 بيتا، قال أبو الفرج هكذا انشدنيها علي ابن الحسين بن علي بن حمزة عن عمه - محمد بن علي بن حمزة العلوي - وذكر انها لما شاعت غير أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد. وقال ايضا: هذه القصيدة ذكر محمد ابن علي بن حمزة انها في علي بن موسي الرضا " ع ".

وقد اورد الصولي في كتاب الاوراق ابياتا من هذه القصيدة وذكر انها في رثاء الرشيد وهذا مما يؤيد مقالة العلوي - كما مر - ان القصيدة في رثاء الرضا " ع " ولما شاعت غير الاشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد.

وتجد في الاغاني ج 17 - ص 30 إلي 51 مفصل اخباره واشعاره، كما تجد له ذكرا في الاغاني ج 4 ص 185 وج 6 ص 73 وج 21 ص 84 وفي تاريخ بغداد ج 7 ص 45 وتاريخ ابن عساكر ج 3 ص 59 - 63 وذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 142 في شعراء اهل البيت المتكلفين وذلك انه عدهم اربع طبقات: المجاهرون والمقتصدون والمتقون والمتكلفون. فعد من المتكلفين الاشجع السلمي.

وقد ترجمه سيد الاعيان في كتابه ج 12 ص 346 إلي ص 399.

[2] سورة آل عمران الاية: 83.

[3] امالي الشيخ الطوسي ص 176.

[4] أمالي الشيخ الطوسي ص 31 وأخرج الحديث والشعر الشيخ الجليل أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفي ص 92 طبع النجف (الطبعة الاولي) بزيادة في الابيات وهي عنده ثلاثة عشر بيتا، وأخرجها أيضا الكشي في رجاله ص 185 والابيات عنده سبعة كما في الاصل بتقديم وتأخير وصاحب الروضات في كتابه ص 30 ونحوه السيد الامين في الاعيان ج 12 ص 207 والاميني في الغدير ج 2 ص 274 لكن القاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 514 ذكر الابيات بنحو مما في الاصل في الترتيب. وبيتان منها في مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 24.

[5] الصحاح ج 6 ص 2481 طبع دار الكتاب العربي.

[6] السالفتين: صفحتا العنق عند معلق الفرط.

[7] أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 43 وأخرج الحديث والشعر الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 549 والروضاتي في روضات الجنات ص 30 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 23 والقاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 515 وسيد الاعيان في كتابه ج 12 ص 206 والشيخ الاميني في الغدير ج 2 ص 274 وذكر الابيات الحافظ المرزباني في أخبار السيد الحميري ص 47 طبع النجف الاشرف - قال حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن يزيد النحوي عن بعض الاشياخ انه رأي السيد ابن محمد في النوم فقال له ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي ثم انشأ يقول: وذكر الشعر.

[8] الظاهر سقوط واسطة في السند ممن يضاف إلي السيد كغلام السيد أو صاحب السيد أو ابن السيد ممن له المام بحال السيد وكان حاضرا عند موته، وهو محذوف اما لنسيان الكشي لاسمه أو أن الهروي نسيه واكتفي بوصف كونه خيرا.

[9] رجال الكشي ص 185 وقد تقدمت الابيات مع ذكر مصادرها قريبا فراجع.

[10] هو أبو عبد الله الطائي المكفوف كان من شعراء الكوفة، وله اشعار كثيرة في معان مختلفة وقد ذكره الكشي في رجاله ص 187 باسم جعفر بن عثمان الطائي، وقد ذكر السيد الامين في أعيان الشيعة ج 16 ص 58 أنه ورد في نسخة من الخلاصة للعلامة الحلي عنده مخطوطة مقابلة علي نسخة ولد ولد المصنف نقله عن الكشي جعفر بن عفان لا عثمان. أقول ذكره الكشي وروي عن زيد الشحام دخول جعفر المذكور علي الامام الصادق عليه السلام فقربه وأدناه واستنشده شعره في رثاء الحسين عليه السلام وبكائه لما أنشده وقال: يا جعفر والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالي لك يا جعفر في ساعتك الجنة بأسرها وغفر لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال نعم يا سيدي قال: ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكي وأبكي به الا أوجب الله له الجنة وغفر له وذكر سيد الاعيان من شعره في أهل البيت عليهم السلام في كتابه. ومما ذكره رده علي مروان بن أبي حفصة قوله:



أني يكون وليس ذاك بكائن

لنبي البنات وراثة الاعمام



ونقل ذلك عن الاغاني وقد ذكره أبو الفرج في الاغاني ج 9 ص 45 بسنده عن محمد ابن يحيي بن أبي مرة التغلبي قال مررت بجعفر بن عفان الطائي يوما وهو علي باب منزله فسلمت عليه فقال لي: مرحبا يا أخا تغلب اجلس فجلست فقال لي: أما تعجب من ابن أبي حفصة لعنه الله حيث يقول:



أني يكون وليس ذاك بكائن

لبني النبات وراثة الاعمام



فقلت: بلي والله اني لا تعجب منه واكثر اللعن له فهل قلت في ذلك شيئا؟ فقال: نعم قلت:



لم لا يكون وان ذاك لكائن

لبني البنات وراثة الاعمام



للبنت نصف كامل من ماله

والعم متروك بغير سهام



ما للطليق وللتراث وانما

صلي الطليق مخافة الصمصام



توفي جعفر بن عفان الشاعر المذكور في حدود سنة 150.

[11] أمالي الشيخ الطوسي ص 124 وأخرج الحديث الشيخ أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفي ص 64 بسنده عن الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة إلي آخر اسناده كما في أماليه وعنه صاحب الروضات فيها ص 29 وذكر أبو الفرج الاصبهاني في أغانيه ج 7 ص 247 طبعة دار الكتب بمصر عن اسحاق بن محمد قال: سمعت العتبي يقول: ليس في عصرنا هذا أحسن مذهبا في شعره ولا أنقي ألفاظا من السيد، ثم قال لبعض من حضر: أنشدنا قصيدته اللامية التي أنشدتناها اليوم فأنشده قوله:



هل عند من أحببت تنويل

ام لا فان اللوم تضليل



أم في الحشي منك جوي باطن

ليس تدوايه الاباطيل



علقت يا مغرور خداعة

بالوعد منها لك تخييل



ريا رداح النوم خصمانة

كأنها ادماء عطبول



يشفيك منها حين تخلو بها

ضم إلي النحر وتقبيل



وذوق ريق طيب طعمه

كأنه بالمسك معلول



في نسوة مثل المها خرد

تضيق عنهن الخلاخيل



يقول فيها:



أقسم بالله وآلائه

والمرء عما قال مسئول



ان علي بن أبي طالب

علي التقي والبر مجبول



فقال العتبي: أحسن والله ما شاء، هذا والله الشعر الذي يهجم علي القلب بلا حجاب اه‍ وروي حديث أبي الفرج السيد الامين في الاعيان ج 12 ص 146 كما روي الشيخ الاميني حديث الامالي في الغدير ج 2 ص 268 وذكر أبيات المدح فقط كما في الاصل الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 523.

[12] القاموس ج 3 ص 339.

[13] في القاموس: قناصة وقنص محركة ابنا معد بن عدنان.

[14] أمالي الشيخ ص 144 وذكر البيتين الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 528 والقاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 513 والامين في اعيان الشيعة ج 12 ص 237 وغيرهم.

[15] كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 112 - 115 وذكر المرزباني في أخبار السيد ص 40 طبع النجف الاشرف بيتا من قصيدته الرائية وهو قوله (تجعفرت باسم الله والله أكبر - الخ) اما ابن المعتز فقد ذكره في طبقاته ص 7 وزاد عليه قوله:



ويثبت مهما شاء ربي بأمره

ويمحو ويقضي في الامور ويقدر



وقصيدته الرائية مشهورة أخرجها أو بعضها كل من أبي جعفر الطبري في بشارة المصطفي ص 343 والقاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 506 وصاحب الروضات ص 29 والطبرسي في اعلام الوري ص 279 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 371 والشيخ المفيد في الفصول المختارة ص 94 طبع النجف الطبعة الاولي. وأشار إلي القصيدة الكشي في رجاله ص 186 وابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 436 والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 102 طبع مصر سنة 1346 وأبو الفرج في الاغاني ج 7 ص 231، وغيرهم. أما قصيدته البائية فقد ذكرها المرزباني في أخبار السيد ص 43 وذكر بعضها الاربلي في كشف الغمة ج 3 ص 450 والطبرسي في اعلام الوري ص 279 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 371 وأبو جعفر الطبري في بشارة المصطفي ص 343 وأخرجها عن بعضهم السيد الامين في الاعيان ج 12 ص 157 والشيخ الاميني في الغدير ج 2 ص 246.

[16] الارشاد ص 303.

[17] القاموس ج 1 ص 234.

[18] الخرائج والجرائح ص 264.

[19] المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 370.

[20] نفس المصدر ج 3 ص 370.

[21] المصدر السابق ج 3 ص 370 وأخرجها عنه في الغدير ج 2 ص 250.

[22] المصدر السابق ج 3 ص 371 وأخرجها السيد الامين في الاعيان ج 12 ص 260 والشيخ الاميني في الغدير ج 2 ص 251.

[23] رجال الكشي ص 135 والبيت من قصيدته الميمة من الهاشميات وهي أولي قصائده الهاشميات المطبوعة تبلغ 103 أبيات حسب مطبوعة ليدن باعتناء جوزيف هو رويتز الالماني سنة 1904 من ص 1 إلي ص 26 مشروحة بشرح أبي رياش أحمد بن ابراهيم القيسي، وكذا في مطبوعة مصر بشرح محمد شاكر الخياط النابلسي الازهري وهي من ص 4 إلي ص 15، وقد روي ان الكميت أنشد قصيدته هذه جملة من أئمة أهل البيت " ع " وساداتهم، فقد روي البغدادي في خزانة الادب ج 1 ص 69 أنه أنشدها الامام السجاد " ع " فلما أتي علي آخرها دعا له الامام السجاد بالمغفرة ووصله باربعمائة الف درهم ودفع إليه بعض اثوابه التي يلي جسده ودعا له بالسعادة والشهادة والمثوبة حتي قال الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه. وروي أبو الفرج في الاغاني ج 15 ص 123 انه أنشدها الامام الباقر " ع " وقال الامام " ع " اللهم اغفر للكميت كررها مرتين وفي الكشي ص 136 انه دعا له بالتأييد بروح القدس مادام يقول فيهم، و نحوه في مروج الذهب ج 2 ص 195 واعلام الوري ص 265. وروي الكشي في رجاله ص 135 أنه أنشدها الامام الصادق عليه السلام. وروي المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 195 انه أنشدها أيضا عبد الله بن الحسن ابن علي وقد أجازه بضيعة أعطي فيها أربعة آلاف دينار وكتب له بها وأشهد علي ذلك فأبي أخيرا قبولها ورد الكتاب. وقد تقدم أيضا في أحوال الامام الباقر عليه السلام ما يتعلق بالمقام فراجع ج 46 ص 338.

[24] الكافي ج 8 ص 215.

[25] رجال الكشي ص 135.

[26] الصحاح ج 4 ص 1375 طبع دار الكتاب العربي.

[27] رجال الكشي ص 136. والبيت من قصيدة قالها في بني أمية وأولها: قف بالديار وقوف زائر.... وفي رواية الكشي نظر من امتناع حضور الكميت علي أبي الحسن موسي عليه السلام لان الكميت مات سنة 126 وذلك قبل ان يولد موسي بن جعفر عليه السلام بسنتين أو أكثر ثم ان أبا الفرج الاصبهاني روي في الاغاني ج 15 ص 121 بسنده عن عبد الله بن الجارود ابن أبي سبرة قال: دخل الكميت بن زيد الاسدي علي أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام فقال له يا كميت أنت القائل: فالان صرت إلي أمية والامور إلي مصائر؟ قال نعم قد قلت، ولا والله ما اردت به الا الدنيا، ولقد عرفت فضلكم، قال أما ان قلت ذلك. ان التقية لتحل.

[28] رجال الكشي ص 136.

[29] نفس المصدر ص 136.

[30] المصدر السابق ص 136.

[31] المصدر السابق ص 184.

[32] القاموس ج 3 ص 11 باقتباس.

[33] القاموس ج 3 ص 82.

[34] القاموس ج 3 ص 97 باقتباس.

[35] رجال الكشي ص 135 وروي الحديث عنه أبو علي في منتهي المقال ص 58 و المامقاني في رجاله ج 1 ص 143 واشار إليه الخونساري في الروضات ص 31 وأخرج الابيات الامين في اعيان الشيعة ج 12 ص 213.

[36] نقل القاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 508 عن رجال الكشي حديث سهل بن ذبيان وقصة المنام ولم نقف عليه في المطبوع منه، كما أن أبا علي في رجاله ص 59 والمامقاني في رجاله ج 1 ص 143 نقلا عن العيون لشيخنا الصدوق قصة المنام، وذكر شيخنا الاميني في الغدير ج 2 ص 223 خلو نسخ العيون المخطوطة والمطبوعة من ذلك. ونقل عن جماعة ذكروا المنام في مؤلفاتهم فراجع.

[37] أيلة: بالفتح مدينة علي ساحل بحر القلزم مما يلي الشام قيل هي آخر الحجاز وأول الشام.

[38] كذا.

[39] قد شرح هذه القصيدة جملة من الاعلام في القرون الاربعة المتأخرة، وقفنا علي ذكرهم في الذريعة ج 14 ص 9 - 11 لشيخنا الرازي دام ظله والغدير ج 2 ص 224 لشيخنا الاميني سلمه الله فمن شاء المزيد فليراجع.

[40] هو أبو هريرة الابار من شعراء أهل البيت المتقين ذكره ابن شهر آشوب في المعالم ص 140 طبع ايران وذكره المرحوم السماوي والسيد الامين في الطليعة واعيان الشيعة ج 7 ص 260 وصفه السماوي بالعجلي أيضا وقال: كان راوية شاعرا ناسكا لقي الباقر والصادق عليهما السلام وكان يسكن البصرة، والذي يظهر من صاحب المعالم تعدد الابار والعجلي، وقد اورد ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 341 في مدح الباقر عليه السلام لابي هريرة قوله:



أبا جعفر انت الامام احبه

وأرضي الذي يرضي به واتابع



اتانا رجال يحملون عليكم

احاديث قد ضاقت بهن الاضالع



وفي المناقب أيضا ج 3 ص 356 قرأت في بعض التواريخ لما اتي كتاب ابي مسلم الخراساني إلي الصادق " ع " بالليل قرأه ثم وضعه علي المصباح فحرقه فقال الرسول - وظن ان حرقه له تغطية وستر أو صيانة للامر - هل من جواب قال: الجواب ما قد رايت، فقال أبو هريرة الابار صاحب الصادق " ع ":



ولما دعا الداعون مولاي لم يكن

ليثني إليهم عزمه بصواب



ولما دعوه بالكتاب اجابهم

بحرق الكتاب دون رد جواب



وما كان مولائي كمشري ضلالة

ولا ملبسا منها الردي بصواب



ولكنه لله في الارض حجة

دليل إلي خير وحسن مآب اه‍



وإذا صح اتحاد الابار مع العجلي كما ذكره العلامة السماوي " ره " فهو من شعراء اهل البيت المجاهرين. وقد ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 136 فيهم وقال: قال أبو بصير قال أبو عبد الله " ع " من ينشدنا شعر ابي هريرة؟ قلت: جعلت فداك انه كان يشرب فقال: رحمه الله وما ذنب يغفره الله لولا بغض علي اه‍. وورد في الخلاصة أبو هريرة البزاز قال العقيقي: ترحم عليه أبو عبد الله " ع " وقيل له انه كان يشرب النبيذ فقال: أيعز علي الله ان يغفر لمحب علي شرب النبيذ والخمر اه‍ فيحتمل ان يكون هو العجلي وإذا تم فيكون الجميع واحدا.

[41] الالية القسم وجمعها ألايا.

[42] مقتضب الاثر ص 54 وأخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 398 وعنهما السيد الامين في الاعيان ج 7 ص 261.


علماي درباري


گروهي خودفروخته كه حاكمان بني عباس آنها را «علما» مي خواندند، براي مساعدت ايشان مفاهيم و تعاليم اسلام را به بازي مي گرفتند تا بتوانند دين را طبق دلخواه حاكمان استخدام كنند و خود نيز به پاس اين خدمتگزاري به نعمت



[ صفحه 16]



و ثروتي برسند.

حاكمان به وسيله ي بزرگ كردن اين فرومايگان قصد داشتند درب خانه ي اهل بيت عليهم السلام را ببندند و مردم را از توجه به امامان حقيقي باز دارند.

اين مزدوران حتي عقيده ي جبر را جزو عقايد اسلامي قرار دادند، عقيده ي فاسدي كه آثار خانمان بر انداز آن بر همگان روشن است. اين عقيده براي آن رواج داده شده كه حكمرانان بتوانند آسانتر بر مردم حكومت كنند و اموال مردم را چپاول كنند، و هر كاري كه كردند قضا و قدر الهي معرفي شود تا كسي به خود جرأت انكار آن را ندهد.

معاويه اولين كسي بود كه مسئله ي جبر را رواج داد و حاكمان ديگر به رواج آن پرداختند. تا آنكه پس از گذشت دهها سال ملت مسلمان، مبدل شد به يك ملت مرده كه در برابر هيچ حركتي قدرت مقابله نداشتند. آري از وقتي كه مسلمانان از راه پيروزي نظامي، كشور اسلامي را گسترش دادند، رويدادهاي گوناگون و شرايط وخيمي به وجود آمد و افكار در هم ريخته و پيچيدگي هايي كه هرگز پيش بيني نمي شد پيش آمد، و دليل آن هم اين بود كه از همان روز اول اهل بيت عصمت و طهارت عليهم السلام را از مركزيت امامت و رهبري جامعه دور كردند و علماي درباري را مرجع عامه قرار دادند. از آن جائي كه علماي ساختگي دركي از قرآن و اسلام و سنت نداشتند، به غير از كتاب و سنت، به دلايل و وسايل ديگر از قبيل استحسان و قياس و غير آن از انواع ادله ي اجتهاد رجوع كردند. اين امر باعث گرديد كه ذوق و اخلاقيات شخصي وارد قانونگذاري شود. وضع چنين قوانيني جامعه ي اسلامي را نهايتا به بن بست رسانيد و چه مشكلاتي را كه ايجاد نكرد. تا جائي كه بعد از گذشت سالها تمام اركان جامعه ي اسلامي از هم گسسته شد و با وجود آمدن بادي همه ي جامعه ي اسلامي با آن عظمت اوليه اش از هم پاشيد و در كتابهاي تاريخ ماندگار شد.



[ صفحه 17]




رعايت ادب در معاشرت با ديگران


ادب و مواظبت بر فضائل اخلاقي از بزرگترين سرمايه هاي معنوي براي هر انسان محسوب مي شود.

انسان با رعايت آداب اخلاقي و اجتماعي جايگاه خود را در جامعه تحكيم بخشيده و دل ها را به سوي خود جذب مي كند. دوست و دشمن، افراد با ادب را ستوده و از اعماق جان به آنان به ديده احترام مي نگرند.

امام صادق عليه السلام رعايت اصول اخلاقي و توجه به آداب انساني را از ويژگي هاي مكتب تشيع دانسته و آن را بر شيعيان راستين امري ضروري و لازم مي شمارد و مي فرمايد: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا [1] ; شيعه ما نيست كسي كه بزرگترها را احترام نكند و به كوچكترها ترحم ننمايد.»


پاورقي

[1] بحار الانوار، ج 75، ص 138.


جدال احسن


به اين صورت كه امام صادق (عليه السلام) اول از راه مجادله به وجه احسن فرمود: نامت چيست؟ كنيه ات چيست؟ وجه مجادله مبتني بر اين است كه نزد مردم چنين مشهور است كه اسم بايد با مسمي مطابق باشد.


قبور ديگر زنان با فضيلت


1 - ام البنين: ام البنين دختر حزام بن خالد بود كه به همسري علي ابن ابي طالب عليه السلام در آمد و از آن حضرت چهار پسر به نام هاي: عباس، جعفر، عثمان و عبدالله به دنيا آورد كه همگي همراه با حسين بن علي عليهما السلام در كربلا به شهادت رسيدند. ام البنين در مدينه وفات يافت و در بقيع به خاك سپرده شد.

2 - حليمه سعديه: وي مادر رضاعي پيامبر صلي الله عليه وآله بود. پس از آن كه در مدينه بدرود حيات گفت، در بقيع دفن گرديد.



[ صفحه 22]




نماز بر نجاشي در بقيع


در روايات متواتر، [1] در منابع شيعه و سني آمده است: پس از آن كه پيامبر از طريق وحي دريافت نجاشي، پادشاه حبشه از دنيا رفته، به دليل خدمتي بزرگ كه به مهاجرينِ نخستين كرده بود، آن حضرت مردم مدينه را در بقيع گرد آوردند و بر نجاشي، كه در روم بود، از قبرستان بقيع نماز خواندند.

«قَتَادَةُ وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ ]وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ] نَزَلَتْ فِي النَّجَاشِيِّ لَمَّا مَاتَ نَعَاهُ جَبْرَئِيلُ إِلَي النَّبِيِّ (صلي الله عليه وآله وسلم) فَجَمَعَ النَّاسَ فِي الْبَقِيعِ وَ كُشِفَ لَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَي أَرْضِ الْحَبَشَة فَأَبْصَرَ سَرِيرَ النَّجَاشِيِّ وَ صَلَّي عَلَيْهِ فَقَالَتِ الْمُنَافِقُونَ فِي ذَلِكَ فَجَاءَتِ الْأَخْبَارُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَنَّهُ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَ مَا عَلِمَ هِرَقْلُ بِمَوْتِهِ إِلاَّ مِنْ تُجَّارٍ رَأَوْا مِنَ الْمَدِينَة». [2] .

«قتاده و جابر بن عبدالله انصاري، درباره ي قول خداي متعال نقل نمودند كه فرمودند كه: همانا، از اهل كتاب است كسي كه به خدا ايمان دارد. اين آيه درباره ي نجاشي نازل شده است؛ آنگاه كه نجاشي از دنيا رفت، جبرئيل مرگ وي را بر پيامبر ابلاغ كرد. و آن حضرت، مردم را در بقيع گردآورد. تخت و تابوت نجاشي براي پيامبر ظاهر شد و تخت او را مي ديد در حبشه و بر جنازه ي نجاشي نماز خواند، منافقين سخن ها گفتند. پس خبرها از هر ناحيه اي مي آمد كه نجاشي مرده است، و هرقل هم از طريق اخباري كه از مدينه شنيده بود، از مرگ نجاشي آگاه شد.»


پاورقي

[1] اگر حديثي را افراد مختلف از معصوم روايت كرده باشند و احتمال تباني و دروغ­سازي در ميان نباشد و خلاصه براي انسان يقين­آور باشد، آن را متواتر مي نامند.

[2] مجلسي، محمد باقر، بحارالانوار، ج 18، ص 130.


كلامه في صفة الاسلام


(تحف العقول ص 329.)

و أما معني صفة الاسلام فهو الاقرار بجميع الطاعة الظاهر الحكم و الأداء له فاذا أقر المقر بجميع الطاعة في الظاهر من غير العقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم الاسلام و معناه و استوجب الولاية الظاهرة و اجازة شهادته و المواريث و صار له ما للمسلمين و عليه ما علي المسلمين، فهذه



[ صفحه 27]



صفة الاسلام، و فرق ما بين المسلم و المؤمن أن المسلم انما يكون مؤمنا أن يكون مطيعا في الباطن مع ما هو عليه في الظاهر. فاذا فعل ذلك بالظاهر كان مسلما. و اذا فعل ذلك بالظاهر و الباطن بخضوع و تقرب بعلم كان مؤمنا. فقد يكون العبد مسلما و لا يكون مؤمنا الا و هو مسلم.


بني اميه در قرآن


در بسياري از تفاسير شيعه و اهل تسنن آمده است كه مقصود از «شجره ي ملعونه» در قرآن بني اميه اند [1] .

در آيه ي ديگري از بني اميه تعبير به «شجره ي خبيثه» (درخت ناپاك) شده است. [2] .


پاورقي

[1] «و ما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس و الشجرة الملعونة في القرآن و نخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا» ( اسري / 60) يعني ما آن رؤيايي كه به تو نشان داديم فقط براي آزمايش مردم بود، همچنين شجره ي ملعونه را كه در قرآن يادآور شديم. ما آن ها را تخويف (انذار) مي كنيم اما جز بر طغيان آن ها افزوده نمي شود (در اين مورد به اين تفاسير رجوع شود: تبيان، ج 6، ص 494؛ برهان، ج 2، ص 425 - 424؛ غرائب القرآن نيشابوري، ج 2، ص 459؛ تفسير شبر، ص 281؛ نورالثقلين، ج 3، ص 180 - 179؛ مجمع البيان، چاپ بيروت، ج 5، ص 424. در مورد شأن نزول اين آيه به اين كتب مراجعه شود: البداية و النهاية، ج 4، جزء 8، ص 259، مجمع البيان، چاپ بيروت، ج 6، ص 424؛ تفسير قرطبي، چاپ بيروت، ج 5، جزء 10، ص 283؛ تفسر فخر رازي، ج 20، ص 237؛ تفسير صافي، چاپ اسلاميه، ج 1، ص 976).

[2] «و مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار» (ابراهيم / 26) يعني مثل كلمه ي خبيثه و ناپاك همانند درخت خبيث و ناپاك و بي ريشه است كه از روي زمين كنده مي شود و در برابر طوفان ها هر روز به گوشه اي مي افتد و قرار و ثباتي ندارد (در اين مورد رجوع شود به تفسير جوامع الجامع، ص 233؛ تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 538).


سند تفسير


لويي ماسينيون، در جهت تصحيح سند تفسير، سخت كوشيده است. او كه خود نخستين پژوهشگري است كه تفسير را شناسايي كرده است، در مورد سند آن مي نويسد:

(پس از فضيل بن عياض، ذوالنون مصري، نخستين كسي است از سنيان كه از اين احاديث يادكرده است. وي مي گويد: كه آنها را از طريق فضل بن غانم خزاعي از مالك اخذ كرده است ومالك آنها را از امام جعفر صادق (عليه السلام) بايد اخذ كرده باشد. قضيه بس عجيب مي نمايد و راز تدوين اين مجموعه، روشن نشده است. در هر حال مجموعه، در پرتو نام ذوالنون مصري اعتبار نظرگيري دارد.) [1] .

از اين سخن ماسينيون، دانسته مي شود كه وي، فضيل بن عياض و ذوالنون مصري را راويان اين تفسير مي داند كه آنها از طريق فضل بن غانم خزاعي و او از مالك بن انس و او از امام صادق (عليه السلام) شنيده است.

هر چند ماسينيون، تلاش كرده است كه سلسله سند تفسير را با اين گفته، استوار و درخور اعتماد نشان دهد، ولي ترديدي نيست كه اين سخن بسيار سست، بي اساس و بي پايه و بدون ارزش و اعتبار علمي است و خود نيز در نحوه بيان، دچار ترديد شده است.

وي همچنين مي نويسد:

(مجموعه اين روايات را چه كسي فراهم آورده است؟ مي توان جابربن حيان يا ابن أبي العوجا (م: 137 هـ.) را باني آن دانست. قرايني كه جابر را مؤلف آن مي شناساند، به اين شرح است:

(وي كتابي به نام امام، تأليف كرد; ذوالنون مصري، نخستين ويراستار اين مجموعه، شاگرد او در علم كيميا بود. اين مرد كه به صوفي نيز ملقب بود، در زهد كتابهايي نوشته است) [2] .

بنابراين، مهم ترين دليل ماسينيون بر اين كه جابربن حيان، گردآورنده ي اين روايت ها از امام صادق (عليه السلام) بوده، اين است كه وي در علم كيميا شاگرد امام صادق بوده و نيز كتابي در زهد تأليف كرده است.

دكتر علي زيعور نيز اين دليل را به گونه اي رساتر بيان مي كند. وي در مقدمه كتاب الصادق، مي نويسد:

(اگر بپذيريم كه پايه گذار يا ركن اساسي علم كيميا [شيمي] در فرهنگ عربي اسلامي، امام صادق (عليه السلام) بوده است، بايد بپذيريم كه او صاحب اين تفسير عرفاني است; زيرا كيمياي قديم و تصوف دو رشته همسان بوده اند كه يك شخص، هر دو را داشته است، يا اين كه هر دو در يك صنعت اند.) [3] .

هرچند قرينه اي را كه دكتر زيعور بر درستي انتساب تفسير به امام (عليه السلام) نقل كرده، قوي تر از دليلي است كه ماسينيون مطرح كرده است، ولي هرگز به تنهايي نمي تواند دليل صدور تفسير، از امام صادق (عليه السلام) باشد. گرچه جابر بن حيان به شاگردي امام در علم شيمي، شناخته شده است، ولي نام وي در هيچ يك از منابع رجالي جزء راويان امام، ياد نشده است و بسيار دور مي نمايد كه تنها به دليل شاگرد بودن، بتوان وي را راوي تفسير از امام (عليه السلام) دانست.

شخصيت ديگري را كه ماسينيون راوي محتمل اين تفسير دانسته است، ابن ابي العوجاء است. دليل براين گفته چنين است:

(دلايل، بويژه از نوع منقول در تأييد اين نظر كه ابن أبي العوجاء مؤلف مجموعه روايات امام باشد، قوي است. وي كه از طريق حمادبن سلمه، از مريدان قديم حسن [بصري] است، چنانكه خبر داديم، اصول عقايد خود را، اصلاح كرده بود (در روايات امام، الفاظ عشق و تفويض، به كار نرفته است) تصريح شده است كه وي مجموعه اي از احاديث، فراهم آورد ـ به نقل از الفرق بين الفرق ـ، (معلوم نيست چه نامي برآن نهاده، شايد عنوان: احاديث امام جعفر (عليه السلام) برآن نهاده باشد) و اين مجموعه بر مشرب عرفاني بود، زيرا گردآورنده آن مانند حلاج، آماج دو تهمت ظاهراً متضاد تشبيه و تعطيل شد.) [4] .

دليل ماسينيون در مورد روايت تفسير از امام صادق (عليه السلام) توسط ابن ابي العوجاء نيز كافي نيست، زيرا هيچ مدرك علمي، براي آن ياد نكرده، و تنها به صورت احتمال مطرح ساخته است.

افزون بر آن، ابن ابي العوجاء به هيچ روي در زمره ي راويان و اصحاب امام صادق (عليه السلام) نبوده و از همه مهم تر، وي در برهه اي، ديدگاه ضد ديني داشته و زنديق به شمار مي آمده است. بنابراين، چگونه ممكن است شخصيتي با چنين ويژگي ها، راوي تفسيري از امام باشد و حال آن كه هيچ يك از اصحاب امام از آن سخن نگفته اند.


پاورقي

[1] همان، مقدمه لويي ماسينيون بر تفسير امام صادق، 1 / 9 ـ 10.

[2] همان / 12.

[3] زيعور،علي، كتابا الصادق/ 54.

[4] مجموعه آثار سلمي، گردآوري نصرالله پورجوادي، مقدمه ماسينيون بر تفسير امام صادق / 13.


محاسبه ي نفس


يا ابن جندب حق علي كل مسلم يعرفنا ان يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه فان رأي حسنة استزاد منها و ان رأي سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيامة.

در بخش اول از تبيين وصاياي امام صادق عليه السلام به عبدالله بن جندب، درباره ي موضوعاتي چون: گرايش فطري انسان در تقرب به خدا، پيروي از اهل بيت عليهم السلام به عنوان عرفان حقيقي، بزرگ ترين خطر تهديد كننده ي سالك الي الله در دام هاي گسترده ي شيطان و برخي از ويژگي هاي دوستان اهل بيت عليهم السلام (عظمت آخرت در نظر آنان، نوراني بودن دل هاي ايشان، اجتناب از دنياگرايي و انس با خدا) سخن به ميان آمد. اكنون ادامه مطلب را پي مي گيريم.


فلسفه ي نبوت


براي آنكه وثيقه ي وحي و امام - و به ديگر سخن، فلسفه ي تفصيلي امامت - دانسته شود، بايد وظيفه ي پيامبر صلي الله عليه و آله و فلسفه و موجب نبوت را دانست. «لقد ارسلنا



[ صفحه 11]



رسلنا بالبينات و انزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط»؛ [1] پيامبران را با نشانه هاي قاطع و ترديد ناپذير فرستاديم و با آنان كتاب و ميزان (مكتب نو و معيارها و ضوابط تازه) فرستاديم تا مردم زندگي اي براساس قسط و عدل و جامعه اي عادلانه و قابل زيست داشته باشند. اين، يكي از آياتي است كه فلسفه و علت نبوت و به نگاهي ديگر، وظيفه ي پيامبران را مشخص مي سازد. پيامبران آمده اند تا دنيا را به شكل نويني بسازند و نابسامانيها را ريشه كن كنند و رستاخيزي در محيط جاهلي زمان پديد آورند و چنان كه علي عليه السلام - آن سخنگوي وحي و قرآن - در طليعه ي حكومت خود فرمود، «حتي يعود اسفلكم اعلاكم و اعلاكم اسفلكم». [2] بالانشينان بي استحقاق را به زير كشانيد و خاك نشينان مظلوم را در سطح شايسته ي زندگي قرار دهيد... و به كوته سخن، جامعه اي بسازيد براساس توحيد و عدل اجتماعي و تكريم انسان و تأمين آزادي و برابري حقوقي و قانوني ميان همه ي گروهها و افراد، و نفي استثمار و استبداد و احتكار؛ يعني تحمل و تعميق و ميدان دادن به استعدادهاي انسان، و تشويق به انديشمندي و دانش آموزي و خلاصه جامعه اي كه مهد پرورش و تعالي انسان از همه سو و با همه ي ابعاد اصلي اش باشد و او را در مسير تكامل تاريخي اش، از نقطه ي تحول و نقطه ي عطفي بس مهم بگذراند. اين است وظيفه اي كه پيامبران خدا براي قيام به آن برانگيخته شده اند.


پاورقي

[1] قرآن كريم، سوره ي حديد، آيه ي 25.

[2] كافي، ج 1، ص 369.


ابن تيميه و عدم اختيار همسر


انتقاد اهانت آميز ابن تيميه از خلفا و تحقير او نسبت به علما و شخصيت هاي ديني و مخالفت او با عقايد قطعي و فتاواي پيشوايان و ائمه اهل سنت، نشانگر اين است كه وي از روحيه معتدل برخوردار نبود و اينكه او در طول نزديك به هفتاد سال زندگي، در حالي كه خود را شيخ الاسلام مذهب حنبلي مي دانست، حاضر نشد همسر اختيار كند، مهم ترين عامل آن را بايد در همان عدم تعادل روحي و تزلزل فكري اش جستجو كرد.

ابن قيم: بي شك بزرگ ترين شاگرد و حامي بي چون و چرا و مدافع جدي ابن تيميه، ابن قيم جوزي (متوفاي 751 ق.) مي باشند زيرا او تبليغ و ترويج افكار و آراء استاد خويش را در حال حيات و پس از مرگ وي بر عهده گرفت و با مخالفان او در افتاد و در تأليفات و كتابهايش با نظم و نثر، به ترويج عقايد او پرداخت و در همين راه مانند استادش رنج زندان و تازيانه را بر خود هموار ساخت.

و لذا وهابيان در نقل عقايد و آراء خويش، مانند تأليفات ابن تيميه به كتاب هاي ابن



[ صفحه 35]



قيم هم استناد مي كنند و براي اثبات نظريات خود، به گفتار او تمسك مي جويند. از اين جهت ما هم در چند مورد به فتاواي وي اشاره خواهيم كرد.


قبر آمنه، مادر پيامبر


352 ـ صدقة بن سابق براي ما نقل كرد و گفت: بر محمد بن اسحاق قرائت كردم كه (نوشته بود) عبدالله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم برايش نقل كرده كه مادر پيامبر (صلّي الله عليه و آله) در زماني كه پيامبر (صلّي الله عليه و آله) شش ساله بود در اَبْواء؛ جايي ميان مكه و مدينه درگذشت. او پيامبر (صلّي الله عليه و آله) را با خود به مدينه و نزد دايي هايش بني عدي بن نجار آورده بود تا او را به ايشان بنماياند. اما در راه بازگشت به مكه بدرود حيات گفت. [1] .

353 ـ احمد بن ابراهيم براي ما نقل كرد و گفت: نوح بن قيس براي ما نقل حديث كرد و گفت: وليد بن يحيي، از فرقد سبخي، از مردي، از عبدالله بن مسعود نقل كرده است كه گفت: روزي با رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) راه مي رفتيم كه به قبري برخورد. پرسيد: آيا مي دانيد اين قبر كيست؟ گفتيم: خدا و رسول او بهتر مي دانند. فرمود: «اين قبر آمنه است كه



[ صفحه 123]



جبرئيل (عليه السلام) جاي آن را به من نموده است.»

354 ـ قبيصة بن عقبه براي ما نقل كرد و گفت: سفيان، از علقمه بن مرثد، از ابو (سليمان بن ابي بريده) [2] ، از پدرش نقل كرد كه گفته است: چون پيامبر (صلّي الله عليه و آله) مكه را فتح كرد به كنار قبري آمد و نشست. مردم نيز پيرامون او نشستند پس آن قبر را مخاطب خود قرار داد و سپس مقابل آن ايستاد و گريست. عمر كه بيش از همه در برابر آن حضرت جرأت داشت جلو رفت و پرسيد: اي رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) پدر و مادرم به فدايت، چه چيز تو را به گريه وا داشته است؟ فرمود: «اين قبر مادر من است، از خداوند زيارت او را خواسته بودم و برايم چنين تقدير كرد. پس او را به ياد آوردم و ايستادم و گريستم.»

(راوي گويد:) من هيچ روزي پيامبر (صلّي الله عليه و آله) را بيش از اين گريان نديدم. [3] .

355 ـ هارون بن معروف براي ما نقل كرد و گفت: ابن جريج، از ايوب بن هاني، از مسروق بن اجدع، از عبدالله بن مسعود نقل كرد كه گفته است: روزي پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بيرون رفت و ما نيز با او روانه شديم. رفتيم تا به گورستان رسيد. ما را فرمود و نشستيم. سپس يك يك از قبرها گذشت تا به قبري رسيد و آنجا نشست و مدتي دراز با آن نجوا كرد. پس از چندي صداي ناله رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) بلند شد. ما نيز به گريه آن حضرت گريستيم. او، به سوي ما آمد. عمربن خطاب رو به روي حضرت ايستاد و پرسيد: اي رسول خدا (صلّي الله عليه و آله)، چه چيز تو را به گريه وا داشته است؟ اين گريه ما را اندوهگين ساخت و به گريه انداخت. پيامبر (صلّي الله عليه و آله) دست عمر را گرفت و سپس رو به ما كرد و پرسيد: گريه من شما را آزرده خاطر ساخته است؟ گفتيم: آري. فرمود: قبري كه ديديد با آن سخن مي گويم قبر آمنه دختر وهب است. من از خداي خود اجازه آمرزش خواستن براي او طلبيدم، اما مرا اجازه نفرمود و اين آيه را فرو فرستاد كه [ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آمَنوا اَنْ يَسْتَغفِروا لِلمُشْرِكينَ] [4] تا آيه



[ صفحه 124]



[وَما كانَ اسْتِغْفارُ اِبراهيمَ لأِبِيهِ] [5] را نسخ كند. چنين بود كه دلم سوخت، آن سان كه هر فرزندي بر پدر و مادر دل بسوزاند. اين بود كه گريستم. [6] .

356 ـ فليح بن محمد يماني براي ما نقل كرد و گفت: سعيد بن ابي سعيد مقبري براي ما حديث كرد و گفت: پدرم، از جدش، از ابوهريره نقل كرده كه گفته است: پيامبر (صلّي الله عليه و آله) زماني كه در مكه بود بر سر قبري از قبرهاي مردگان ايستاد و فرمود: «هان، بدانيد! اين قبر مادر محمد است. از پروردگارم اجازه خواستم كه بر سر قبر او بيايم، سلام دهم و آمرزش بطلبم. خداوند اجازه فرمود بر سر قبر بيايم.» [7] .

357 ـ سُوَيد بن سعيد براي ما نقل كرد و گفت: اسد بن راشد، از كُرَيْب بن شُرَيْح، از بُشر نَدْبي، از ابوسعيد خدري حديث كرد كه گفته است: همراه پيامبر (صلّي الله عليه و آله) بوديم كه از ناقه خود فرود آمد و مهار آن را به دست مردي داد و ناقه ـ كه البته اگر مهارش را به دست منافقي مي دادند آرام نمي گرفت ـ آرام گرفت و آن مرد سرش را بوسيد. پيامبر (صلّي الله عليه و آله) به گورستان نزديك شد و به دعا كردن پرداخت، آن سان كه گمان كرديم درباره ما آياتي از قرآن نازل شده است. عمر پيش رفت و چون پيامبر (صلّي الله عليه و آله) او را ديد به سمت ما روي برگرداند و فرمود: «اين قبر آمنه بنت وهب زهري، مادر رسول خدا (صلّي الله عليه و آله) است.» [8] .

358 ـ عبدالواحد بن غياث براي ما نقل كرد و گفت: حسن بن ابي ابراهيم براي ما



[ صفحه 125]



حديث كرد و گفت: فرقد سبخي، از ابراهيم نخعي نقل كرد كه پيامبر (صلّي الله عليه و آله) در حجة الوداع همراه با صحابه خود راهي گورستان شد. او به جست و جو در ميان قبرها پرداخت و سرانجام در كنار يكي از قبرها نشست. سپس در حالي كه مي گريست برخاست. فرمود: «اين قبر مادرم آمنه است.» [9] .


پاورقي

[1] اين حديث را بنگريد در: استيعاب، ج 1، ص 14 و اسد الغابه، ج 1، ص 15.

[2] نام وي در متن ابي شبه در اثر تصحيف، «ابي بريده» آمده، ولي درست همان سليمان بن بريده است.

[3] سند حديث منقطع است. ذهبي در ميزان (ش 3430) مي گويد: سليمان بن بريده ثقه است. بخاري گويد: به ياد ندارد كه وي از پدرش حديث شنيده باشد.

[4] توبه / 113: بر پيامبر (صلّي الله عليه و آله) و كساني كه ايمان آورده اند سزاوار نيست كه براي مشركان طلب آمرزش كنند.

[5] توبه / 114: طلب آمرزش ابراهيم براي پدرش جز براي وعده اي كه به او داده بود نبود.

[6] حاكم در مستدرك (ج 2، ص 336) و واحدي در اسباب النزول (ش 532) اين حديث را آورده، حاكم آن را صحيح دانسته و ذهبي درباره آن چنين اظهار نظر كرده است: ايوب بن هاني [از رجال اين حديث] راويي ضعيف است.

[7] مسلم (105 و 108)، ابوداوود (3234)، نسائي (ج 4، ص 90)، ابن ماجه (1569 و 1572) و احمد (ج 2، ص 441) اين حديث را آورده اند.

[8] سند حديث ضعيف است؛ مشتمل است بر بشر بن حرب ندبي كه ذهبي در ميزان (ج 1، ص 314) درباره اش گويد: علي و يحيي او را ضعيف دانسته اند؛ احمد گفته است: قوي نيست؛ و ابن خراش گفته: متروك است.

[9] مرسل و ضعيف است؛ مشتمل است به حسن بن ابي ابراهيم، و او ـ چنان كه ذهبي در ميزان (ش 1819) مي گويد مجهول است. همچنين مشتمل است بر فرقد سبخي و درباره او چنين اظهار شده است: ابن حجر در تقريب (ش 5401) گويد: صدوق و عابد است اما خطاي بسيار دارد؛ و ذهبي در ميزان (ج 3، 346) گفته است: ابوحاتم گفته، قوي نيست، ابن معين گفته: ثقه است، بخاري گفته: در احاديث او حديث منكر هست، نسائي گفته: ثقه نيست و همو و نيز دار قطني گفته اند ضعيف است.


زينب


زينب، بزرگترين فرزند رسول الله (صلّي الله عليه و آله) بود كه پيش از اسلام به ازدواج ابوالعاص بن ربيع درآمد. پيامبر به مدينه هجرت كرد و ابوالعاص، به رغم علاقه اي كه به زينب داشت مسلمان نشد و در مكه ماند. او در جنگ بدر به اسارت مسلمانان درآمد و پس از چندي مسلمان شد و به زينب پيوست. دختر گرامي پيامبر (صلّي الله عليه و آله) در سال هشتم هجرت از دنيا رفت و پيامبر (صلّي الله عليه و آله) نيز بر او نمازگزارد و كنار دو خواهر ديگرش؛ يعني در جوار عثمان بن مظعون به خاكش سپرد. [1] .


پاورقي

[1] ابن هشام، همان، ج 2، ص 313؛ ابن عبد البرّ همان، ج 4، ص 311.


ثواب بي پايان


امام صادق عليه السلام در فرازي ديگر فرمود: «اِنَّ اللّه َ تَبارَكَ وَتَعالي لَيعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الثَّوابِ عَلي حُسْنِ الْخُلْقِ كَما يعْطِيَ الْمُجاهِدَ فِي سَبيلِ اللّه ِ يغْدُوا عَلَيهِ وَيرُوحُ؛ خداوند بر نيك خويي بنده، پاداشي را عطا مي كند كه به مجاهد در راه خودش كه در هر صبح و شب مي جنگد ]و هميشه در جهاد است ]مي بخشد.»


حمزة بن عمارة البربري


53- عن ابن سنان قال:ذكر أبوعبدالله عليه السلام:... حمزة البربري و...

فقال عليه السلام: لعنهم الله.

انا لا نخلو من كذاب [1] أو عاجز الرأي. كفانا الله مؤنة كل كذاب. اذاقهم الله حر الحديد [2] .

54- سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: هل انبئكم علي من تنزل الشياطين. تنزل علي كل افاك اثيم.

قال عليه السلام هم سبعة:... و حمزة بن عمارة البربري و... [3] .



[ صفحه 56]




پاورقي

[1] في نسخة: من كذاب يكذب علينا.

[2] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص305.

[3] اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي - ص290 و302.


جعفر ايها الصديق 08


كان موسم الحج ذلك العام عاصفا بالرياح و الحوادث، خلع التجار أزياءهم و ارتدوا ثياب الاحرام، و قد ورد مكة شاب من خراسان في مهمة سرية و حوله أنصار يحوطونه من بعيد.

كما وردت «جميلة» و حولها شلتها من المغنين و المغنيات؛ فاحتفل بها أهل مكة، و هم يستعيدون أغنيات العشق و البادية و الفراق.

ضاعت الروائح علي الكلاب و تعطلت أنوفها و قد بدأت مناسك الحج الأكبر.

و في جنح الظلام و في بطن الوادي التقي التجار علي حذر.

لم يطل انتظار التجار كثيرا، فقد وصل إبراهيم (الإمام) و جلس بين دعاته. مرت لحظات صمت مهيب، و كان الجميع يرهفون آذانهم. ربما تبعهم كلب. قال تاجر و قد ضجر من السكوت:

- قد حملنا إليك مالا.



[ صفحه 42]



- كم هو؟

- عشرة آلاف دينار.

- سلموها إلي عروة.

و أردف إبراهيم و هو ينظر إلي الشاب الخراساني بإعجاب:

- اني قد رأيت أن أولي هذا الأمر هناك أبا مسلم. لقد جربت عقله، و اني لأرجو أن يسوق إلينا الملك، فعاونوه.

و تناثرت كلمات الإنصياع:

- سمعا و طاعة للإمام.

نهض إبراهيم و تلفت حواليه قبل أن ينصرف؛ و تفرق المجتمعون. و أقفر ذلك المكان من الوادي و هيمن صمت مهيب يقطعه عواء ذئب بعيد، لعله يتأوه من زمهرير الليل.

انطوت مناسك الحج و قد شهد الناس منافع لهم، و غادرت قوافل الحجيج مكة.

و عادت «جميلة» إلي وطنها في الشمال، و قد حف بها ناس من أهل مكة و المدينة، و كان الحادي يقود القافلة، و الإبل تهوي في بطون الأودية كنغمات حالمة.

و عرج بعض «التجار» علي يثرب، فهذه المدينة ما تزال تتذكر جراحا قديمة، ربما أفاد منها التجار؛ و كان أكثرهم حماسا فتي



[ صفحه 43]



خراسان، كان يرتدي حلة بيضاء، بيضاء كقمم «الطالقان». كان همه أن يلتقي رجالات في المدينة، رجالات من آل محمد.

و أيسر شي ء علي المرء أن يهتدي إلي منزل جعفر بن محمد، فالأصابع تشير إليه.

فضل أبو مسلم الذي بدا ذلك الصباح أكبر من عمره بكثير أن يأتي فردا.. بدا في الأربعين و هو قد ناهز الخامسة و العشرين، في عينيه تموج أمنيات عظيمة... أن يحكم الأرض التي تطلع منها الشمس.

و أخيرا وصل؛ ألفي الباب مفتوحا، و وجد من يقوده إلي حيث جلس جعفر بن محمد، لم يجد صعوبة في تعرفه، فقد كانت العيون ترنو إلي وجه أزهر، يتألق في جبينه ضوء عجيب، رقيق البشرة أسود الشعر قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهرا له إشراق، و قد تلألأ خال في خده الأيمن، و هو في هيئته ينبي ء عن رجل ربعة ليس بالطويل و لا بالقصير.

تقدم أبومسلم و لم يتمالك أن انحني ليقبل ذلك الجبين. فاحت رائحة ذكرته برائحة الربيع في ربوع خراسان عندما تتفتح ورود النسرين و تينع أزهار النرجس، و اتخذ القادم من خراسان مكانه قرب رجل من آل محمد، قال جعفر و هو يلمس ثيابا ناصعة:



[ صفحه 44]



- ما رأيت اليوم أشد بياضا و لا أحسن من هذه.

أجاب أبو مسلم و قد ارتاح لهذه المجاملة:

- يا سيدي هذه ثياب بلادنا و قد جئتك منها بهدية.

التفت جعفر إلي غلامه:

- يا معتب اقبضها منه.

و مرت اللحظات كان جعفر يطيل فيها النظر إلي ضيفه حتي إذا استأذن و غادر المنزل، هتف جعفر:

- إن صدق الوصف و قرب الوقت؛ فهذا الرجل هو صاحب الرايات السود التي تطلع من خراسان، و هتف بغلامه:

- يا معتب الحقه فاسأله عن اسمه و هل هو عبد الرحمان؟

و انطلق الغلام، و سادت فترة صمت، و قد برقت في الذهن نبوءات قديمة عن ملاحم ورايات تطلع من خراسان، عن سيوف و جماجم و زلازل، و عاد الغلام:

- أجل يا سيدي؛ اخبرني ان اسمه عبدالرحمان؛ و قال انه سيعود تحت جنح الظلام، فلديه أمر هام.

غمر الليل المدينة و أقفرت الأزقة من العابرين، و بدت الكوي المضيئة ينابيع من نور.

كان عبدالرحمان يشق طريقه نحو منزل دخله في الصباح فعاد



[ صفحه 45]



إليه في المساء.

كان يدرك أن ظلام بني مروان لن تزيله إلا جذوة من آل محمد، من بني علي؛ لهذا طرق المنزل.

جلس عبدالرحمان في حضرة جعفر كما يجلس الجندي في حضرة القائد؛ و شعر القادم من خراسان انه أمام رجل عظيم.. رجل لو أراد أن يلوي الأقدار لأمكنه ذلك.

همس عبدالرحمان بشي ء من الحذر:

- اني دعوت إليك الناس في خراسان فهم شيعة لك، و أنت أحق الناس بهذا الأمر من غيرك.

نظر جعفر إلي السماء المرصعة بالنجوم و قال:

- ان ما توحي إليه غير كائن لنا، حتي يتلاعب به الصبيان من بني العباس.

و شعر عبدالرحمان بالذعر فهذا الرجل تتكشف له الحجب، يخترق أستار الزمن، يعرف ما يدور و يجري، و لعله يعرف أيضا ما يحوكه التجار في الظلام و تلك الرحلات السرية بين خراسان و الحميمة، لهذا فضل أن يغادر البيت علي عجل، بل يغادر المدينة بأسرها.



[ صفحه 47]




گريز به بقيع




وه چه جانسوز بود منظره ات

ناله ي فاطمه در حنجره ات



نگذارند ببوسم خاكت

سرگذارم به روي پنجره ات



محمد خرم فر (خرم)




مرثيه شاعر و اهميت گريه


يكي از اصحاب نزديك امام جعفر صادق عليه السلام به نام زيد شحّام حكايت كند:

روزي به همراه عدّه اي در محضر پربركت آن حضرت بوديم، يكي از شعراء به نام جعفر بن عفّان وارد شد و حضرت او را نزد خود فرا خواند و كنار خود نشانيد و فرمود: اي جعفر! شنيده ام كه درباره جدّم، حسين عليه السلام شعر گفته اي؟

جعفر شاعر پاسخ داد: بلي، فدايت گردم.

حضرت فرمود: چند بيتي از آن اشعار را برايم بخوان.

همين كه جعفر مشغول خواندن اشعار در رثاي امام حسين عليه السلام شد، امام صادق عليه السلام به قدري گريست كه تمام محاسن شريفش خيس ‍ گرديد؛ و تمام اهل منزل نيز گريه اي بسيار كردند.

سپس حضرت فرمود: به خدا قسم، ملائكه مقرّب الهي در اين مجلس ‍ حضور دارند و همانند ما مرثيّه جدّم حسين عليه السلام را مي شنوند؛ و بر مصيبت آن بزگوار مي گريند.

آن گاه خطاب به جعفر بن عفّان نمود و اظهار داشت: خداوند تو را به جهت آن كه بر مصائب حسين سلام اللّه عليه، مرثيّه سرائي مي كني اهل بهشت قرار داد و گناهان تو را نيز مورد مغفرت و آمرزش خود قرار داد.

بعد از آن، امام عليه السلام فرمود: آيا مايل هستي بيش از اين درباره فضيلت مرثيّه خواني و گريه براي جدّم، حسين عليه السلام، برايت بگويم؟

جعفر بن عفّان شاعر گفت: بلي، اي سرورم.

حضرت فرمود: هركس درباره حسين عليه السلام شعري بگويد و بگريد و ديگران را نيز بگرياند، خداوند او را مي آمرزد و اهل بهشت قرارش ‍ مي دهد. [1] .


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرّجال: ص 289، ح 508.


غم جانسوز




زداغ حضرت صادق دلم تنها نمي سوزد

دلي نبود كه از اين داغ جانفرسا نمي سوزد





[ صفحه 230]



به حال حضرتش سوزد دل هر سنگدل اما

دل منصور دون بر حال آن مولا نمي سوزد



عجب نايد ز منصور آن ستمها بر ولي حق

دل بي مهر او بر زاده ي زهرا نمي سوزد



زانگور به زهرآلوده آخر كرد مسمومش

دل گلچين به پرپر كردن گلها نمي سوزد



بود قبر رئيس مذهب ما در بقيع ويران

غمي زين بيش در عالم دل ما را نمي سوزد



به غير از پرتو خورشيد و نور ماه روز و شب

دگر شمع و چراغي اندر آن صحرا نمي سوزد



مهي كز نور علمش عالم علم است نوراني

چرا بر تربتش شمعي در اين شبها نمي سوزد



جهاني گريد و نالد «مؤيد» زين عزا ليكن

دلي همچون دل فرزند او موسي نمي سوزد



مؤيد




تسبيح حضرت زهرا


امام صادق عليه السلام مي فرمايد:

تسبيح فاطمه زهراعليها السلام در هر روز بعد از هر نمازي در نزد من محبوب تر است از هزار ركعت نماز (مستحبي) كه در هر روز خوانده شود و ما فرزندانمان را به گفتن تسبيح فاطمه عليها السلام امر مي كنيم; چنان كه آنان را به نماز فرمان مي دهيم. [1] .

درجاي ديگر مي فرمايد:

هركس پس از نماز واجب با صد بار تسبيح فاطمه زهرا، خداوند را به پاكي ياد كند و به دنبال آن «لااله الا الله » بگويد، خداوند او رامي آمرزد. [2] .

باز فرموده است:

هركس تسبيح فاطمه عليها السلام را بعد از نماز واجب و قبل از اين كه پاهايش را باز كند(برخيزد) به جا آورد، خدا بهشت را بر او واجب مي كند. [3] .


پاورقي

[1] فروع كافي، ج 3، ص 343; مرآة العقول، ج 15،ص 176.

[2] فروع كافي، ج 3، ص 342.

[3] فلاح السائل، سيد بن طاووس، ص 165.


تراث الامام الصادق من الوجهة الفنية


يقول الدكتور عبدالكريم الأشتر:

تشغلني بعض مسائل هذا الموضوع منذ زمن طويل، فاني وجدت تاريخ الأدب العربي يكاد يغفل - اذا استثنينا الشعر في جميع العصور - صفحات لا تحصي من الأدب الحي الذي كتبه أو أملاه رجال الحكمة و الفلسفة و الكلام، و رجال التاريخ و السير و التراجم و الطبقات و الأسمار و غيرها؛ شغلته عنها، فيما يبدو، أنواع الكتابة الأخري التي كتبت لمقاصد أدبية صرفة، مهما تواضع حظها من جمال التصوير أو التعبير، و مهما تدنت قيمتها الفكرية أو الوجدانية، و علي ما حفلت به، في العصور المتأخرة، من ضروب التزويق



[ صفحه 36]



و التنميق، و طغيان النزعة اللفظية و ألا عيبها التي شبهها أحد المستشرقين الفرنسيين بألعاب (الأكرويات).

فعلي هذا النحو لصق بأذهاننا أن النثر العربي تقلبت مذاهبه و انتهت في العصور المتأخرة الي ما سماه أحد الباحثين «مذهب التصنيع»، بعيدا عن الكتابات الطلقة التي كانت الحياة، في هذه العصور نفسها، تمليها مثلا علي لسان ابن خلدون و محيي الدين بن عربي و ابن جبير و ابن بطوطة و غيرهم.

و علي هذا النحو أيضا عنينا، في تاريخ هذا الأدب، بالشريف الرضي و شعره، ولكنا لم نعن بأخيه الشريف المرتضي و أماليه الرائق التي تشف عن قدرة بيانية خارقة يغذوها علم غزير و ذوق يبلغ الغاية في الدقة و الرهافة. و عنينا بأبي العميد و الصاحب بن عباد و القاضي الفاضل، و لم نعن بالمسعودي و الطبري و ابن الجوزي و ابن عساكر، فلم ننظر اليهم في تاريخ هذا الأدب الا من حيث هم أصحاب أخبار تنفع في الدراسات و البحوث.



[ صفحه 37]



ثم من هذا الباب، و من باب التضييق الذي أمليناه علي أنفسنا، باسم صراع المذاهب، و نفخ في بوق أصحاب الأغراض، انطمست في تاريخ هذا الأدب صفحات متألفة من كلام رجال آل البيت و أئمتهم، في أماليهم و خطبهم و أدعيتهم و حكمهم، فلم يكد الفريق الأكبر منا يعرف عنها شيئا يغني.

و لو أننا كسرنا هذا الخط من تاريخ أدبنا لوجب أن تتغير أو تنعدل كثير من الأحكام فيه، و لاغتنينا بنصوص أدبية عالية القيمة الفكرية و الفنية، و لا زددنا وعيا بخصائص جنس أو نوع أدبي لم نعن به، فيما أعلم، العناية اللازمة، و هو أدب المناظرات و الجدل، الذي تفرقت نصوصه في كتب التراث بمجموعه، في اللغة و الأدب و الفقه و القضاء و التاريخ و الفلسفة و علم الكلام و غيرها، و ألفت فيه كتب أغفلها تاريخ الأدب، مثل (كتاب الاهليلجة)- ثمرة شجر في الهند، لعله شجر الأناناس كما نسميه اليوم - الذي طال كلام المصادر علي نسبته الي الامام الصادق في مناظرة طبيب هندي لا يؤمن



[ صفحه 38]



الا بالمعرفة التي تحصلها الحواس، و ينكر أسباب المعرفة الأخري، و مثل (كتاب الحيدة) الذي كتبه عبدالعزيز الكناني، في مناظرة بشر المريسي من المعتزلة، في حضرة المأمون، حول قضية خلق القرآن.

اننا عنينا كثيرا بأدب الصنعة و المهارات اللفظية، فضاع علي الأدب العربي تراثا ضخما كتبه أناس امتلؤوا بقوة العقيدة و حرارة الحياة و صدق الحافز، و اتصف أدبهم بالقرب من الطبيعة، و بروعة الأداء و نفوذ الأثر.

كل كلام يجمع الي موضوعه، مهما يكن موضوعه، القدرة علي بلاغ الأثر، بما يتوافر في صياغته و أسلوب تناوله، من صفات المهارات الفنية و خصائصها، فهو أدب. ذلك لأنه لم يتجه في خطابه، كما يتجه أصحاب العلوم البحتة الي العقول وحدها، و انما اتجه الي قوي النفس بمجموعها، بقصد التأثير فيها، عقلا و شعورا و خيالا و ذوقا للجمال و هذا كله ينطبق علي كثير مما كتب هؤلاء و أمثالهم من رجال العلم و الادارة و السياسة. و ينطبق، علي نحو لا



[ صفحه 39]



يحتمل الخلاف أبدا، علي كلام الأئمة و غير الأئمة من أعلام مدرسة النبوة، و منهم الامام الصادق الذي امتلأت الكتب بأدعيته و حكمه و وصاياه و رسائله و تحليلاته الفكرية الفقهية و الفلسفية و أدلته العقلية، و توافر له، في التعبير عنها، ما يتوافر في كلام أئمة البيت النبوي و رجاله و نسائه، من قدرات فنية تجعل من تراثهم، في الحكمة و الدعاء و المناجاة و المناظرة و الحوار و الخطابة و غيرها، أدبا انسانيا ساطع الروح، عامرا بالحياة، ملتزما تطهير النفس الانسانية من نزعات الجشع و الحسد و الكبر، و ما تغري به القوة الغاشمة أصحابها من الظلم و القهر و تزوير الحقائق، و ازاحة الانسان عن فطرته الخيرة، و تقوية ايمانه بوحدانية الله و عدله، و دعوته الي احكام الصلة بين قوله و عمله، مما ننصرف، في كلمتنا هذه الي بيانه في أدب الامام الصادق، و استخلاص خصائصه الفنية.

عندما نرجع الآن الي التراث الذي خلفه الامام الصادق، فنري ما وصل منه موزعا في كتب الفقه و أصوله



[ صفحه 40]



و كتب التاريخ و الأدب و الأخبار و الأمالي و التراجم و غيرها.

فنتمني لو أن أناسا فكروا في جمعه و تصنيفه، و أصدروه في مثل هذه المناسبة المباركة، في مجموعة موحدة كاملة، و في جميع تراث الأئمة الآخرين، و تراث رجال آل البيت، علي النسق نفسه.

في يدي من هذا التراث الذي يضعني في هذا الموضوع بعض رسائله التي قالوا: ان تلميذه جابر بن حيان كان جمعها في ألف ورقة، و بمدتها خمسمائة رسالة. و الكتاب الذي سموه توحيد المفضل، مما أملاه علي تلميذه المفضل بن عمر الجعفي، و مقاطع من أدعيته، و جمل من حكمه.

فأما كتاباه (مصباح الشريعة) و (كتاب الاهليلجة) ففي نسبتهما اليه كلام يصعب الآن الفصل فيه. و كنت أتمني أن يشمل كلامي الكتاب الثاني، ليكون مثلا من أمثلة أدب المناظرات الذي أشرت اليه.

لا مفر اذن من أن أكتفي الآن بهذا القدر من تراث هذا



[ صفحه 41]



الامام العظيم و هو في كل حال، يفي، في هذه الكلمات، بما نقصد اليه من استخلاص أبرز خصائص فكره الأدبي، بما يمكن اجماله فيما يلي:

1- اطالة الفكرة في الأشياء و معانيها مع دقة الملاحظة و غزارتها. و تبدو، أوضح ما تبدو، في حكمه وردوده علي أصحاب المذاهب المادية من الدهرية و غيرهم، و اثبات وجود الصانع الواحد، و تفسير أسباب الصنعة علي هذا الوجه، و الدلالة علي احكامها بما يضمن سلامة العيش و حسن التدبير، علي مثال قوله، في خلقه العينين و الحواس في الانسان، مما رواه عنه المفضل بن عمر:«انظر الآن يا مفضل الي هذه الحواس التي خص بها الانسان في خلقه، و شرف بها علي غيره: كيف جعلته العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة، ليتمكن من مطالعة الأشياء. و لم تجعل في الأعضاء التي تحتهن كاليدين و الرجلين، فتعترضها الآفات و يعيبها من مباشرة العمل و الحركة ما يعللها و يؤثر فيها و ينقص منها، و لا في الأعضاء التي وسط البدن كالبطن



[ صفحه 42]



و الظهر، فيعسر تقلبها و اطلاعها نحو الأشياء. فلما لم يكن لها في شي ء من هذه الأعضاء موضع، كان الرأس أسني المواضع للحواس، و هو بمنزلة الصومعة (المنارة) لها».

فهذا كلام من أعمل فكره طويلا في خلق الأشياء، و وصل الي الحكمة فيه، علي الوجه الذي تم فيه الخلق. و كتاب التوحيد (أمالي المفضل) يجري كله علي هذا النسق من عمق التأمل في الكون و كائناته، و استخلاص حقائق خلقها، في مثل هذا البيان الدقيق الواضح، البعيد عن كل تعمل، القريب من الطبيعة، الوافي بالقصد من غير تطويل و لا حشو و لا تكرار، و القادر علي استيعاب ما تولده قوة الملاحظة و دقتها من تشعب الفكرة و قوة الاحساس بها.

و في حكمه الكثيرة التي سماها بعضهم (نثر الدرر) مثل هذا الغوص في حقائق الخلق و أسرار النفوس، لا تكتمل عدته الا ممن جمع مع قوة الفطرة طول النظر وحدة الملاحظة، و توافرت له ثقافة انسانية منوعة و خبرة عميقة بأحوال النفس الانسانية و حقائقها.



[ صفحه 43]



يقول في بعض حكمه: «السريرة اذا صلحت قويت العلانية» (الربط بين الظاهر و الباطن».

و يقول: «من لم ينضب من الجفوة لم يشكر النعمة».

(الرجوع في فهم النفس الي قاعدة التكوين الجامع).

و يقول:«ليس لابليس جند أشد من النساء و الغضب».

و يقول:«ازالة الجبال أهون من ازالة قلب عن موضعه».

كيف يتيسر، الا للممتازين الذين أطالوا النظر في الحياة و الانسان، الوصول الي مثل هذه المعرفة بالنفس الانسانية فيما تظهر و تبطن، و ما تعني قوة احساسها بالحياة و مواقفها، و ما يقر في أعماقها من ذهول الرؤية في مواجهة الموت؟ و ما أعرف قولا في وصف حدة الغضب و ما يقود اليه من ضلال الرشد، كقول الامام في جمعه بينه و بين أعتي الغرائز البشرية!

2- تنوع المعرفة و تماسكها، فيما يتصل بشؤون الدين و الدنيا جميعا، وسعة الاطلاع علي الثقافات المختلفة.



[ صفحه 44]



و الذي أعان الامام علي الالمام بهذه المعارف و الثقافات ادراكه الحي بما تولد المعرفة في النفس من سعادة الاحساس بقوة الحياة و خصوبة معانيها، و اختلاف ألوانها و طعومها. يمثل لهذا قوله: «لا ينبغي لمن لم يكن عالما أن يعد سعيدا»! و قوله: «الناس اثنان: عالم و متعلم. و سائر الناس همج». و من هنا تكثر دعواته الي تنشيط العقل و تصويبه بتطويل التفكير في الأشياء. يقول:«دعامة الانسان العقل... و بالعقل يكمل، و هو دليله و مبصره و مفتاح أمره». و يقول: «العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير طريق، فلا تزيده سرعة السير الا بعدا». و يقول: «اياكم و الغفلة. فانه من غفل فانما يغفل عن نفسه»!.

3- توجهه في أدبه الي الفرد و الجماعة معا، و تقوية روح الجماعة: «لكل شي ء شيئا يستريح اليه. و ان المؤمن يستريح الي أخيه المؤمن كما يستريح الطير الي شكله». و تأتي دعوته الي العمل، و الي تقوية اللحمة بين القول و العمل، من هذه الطريق.



[ صفحه 45]



يقول الامام:«الايمان عمل كله». و «لا يثبت الايمان الا بعمل». و «كونوا دعاة الناس بأعمالكم و لا تكونوا دعاة بألسنتكم». و «انما تفاضل القوم بالأعمال».

و في هذه الطريق أيضا، تقع دعوته الي اليقظة و الحذر و وضع الأشياء في مواضعها، و تحرير الانسان من عبودية الانسان: «من أطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده»! و في اجابته من سأله عن حد اليقين: «ألا تخاف مع الله شيئا». و «كل رياء شرك. انه من عمل للناس كان ثوابه علي الناس، و من عمل لله كان ثوابه علي الله». و في توصيته بالمساكين و الضعفاء:«ان عيسي بن مريم عليه السلام لما أراد وداع أصحابه جمعهم و أمرهم بضعفاء الخلق، و نهاهم عن الجبابرة».

4- قوة الصياغة، و ايجازها بما لا يخل بالقصد و يفي بالمعني، مع حرارة الروح، و سطوع الاستجابة النفسية لدواعي الحياة، و القرب فيها من الطبيعة الجارية، و بناء



[ صفحه 46]



الصورة، اذا احتاجها في تشخيص معانيه و تقوية أثرها في النفس، من معطيات الحواس، لتكون أنفذ و أوضح. و هذه صفات أدبه كله. بل لعلها صفات أدب المدرسة التي ينتمي اليها، مدرسة آل البيت، ابتداء من أدب أميرالمؤمنين ربيب رسول الله، و انتهاء بأدب الأئمة و رجال آل البيت جميعا.

ينطبق ذلك علي الفكر الأدبي، و ينطبق أيضا بمقدار ما يستدعي القصد، و يستلزم التعبير من الدقة و الوضوح و الاتزان، علي الفكر العلمي، في الفقه و السياسة و الاجتماع و التفسير.

و انما يجتمع ذلك من امتلاء النفس بالفكرة، و حرارة الاحساس بها، و بما تستلزم العقيدة، في بيان مقاصدها، من قول التركيز و نفي الفضول اللفظي، و ما يدعو تقريبها الي الناس، من شخوص الصورة و وضوح التمثيل.

و من كلام الامام الصادق أقوال في البلاغة و صفاتها تقرب ما انتهينا اليه. يقول:«ثلاثة فيهن البلاغة: التقرب من معني البغية، و التبعد من حشو الكلام، و الدلالة بالقليل علي



[ صفحه 47]



الكثير». و يقول: «من عرف شيئا قل كلامه فيه» يريد: أن من يعرف الشي ء يصل اليه في أقل الكلام. و يقول: «و انما سمي البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه». و يقول:«ليست البلاغة بحدة اللسان و لا بكثرة الهذيان، ولكنها اصابة المعني و قصد الحجة».

فمن هنا نصل الي فهم خصائص ما نقلنا و ما ننقل في هذا الحديث، من أقواله و حكمه التي تتحقق فيها صفات البلاغة التي نص عليها. يقول مثلا:«كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل». فقد جمع ما يتمثل في النفس من صدر اللقاح و معانيه و أثره في تنشيط حركة الحياة و توليد المعاني و اخصابها، في لفظ واحد موح بهذه الدلالات كلها. و يقول: «من تعلق قلبه بحب الدنيا، تعلق من ضرها بثلاث خصال: هم لا يفني و أمل لا يدرك، و رجاء لا ينال»، جمع حب الدنيا و أذاها معا في لفظ واحد كرره «التعلق» كأنهما وجهان لحقيقة واحدة لا تنفصل احداهما عن الأخري. و وسع في ألفاظ قليلة مقسمة، معاني الخيبة كلها. و يقول أيضا في مثل هذا



[ صفحه 48]



المعني: «ما فتح الله علي عبد بابا من الدنيا الا فتح عليه من الحرص مثليه». فكم يحتاج مثل هذا الكلام، في كثافة دلالاته و معانيه، و ما توحي الصورة فيه، و بيان ما طبعت عليه النفس البشرية من حب التملك، من الشرح و التفصيل؟ و يقول: «ما الدنيا؟ و ما فيها؟ هل هي الا سدة فورة (يريد: سكنة الجوع)، و ستر عورة»؟ فقد لجأ في تشخيص المعني و تكثيفه الي صورتين حسيتين، و جمع حياة الانسان المادية كلها في أربع كلمات!

ننتهي أخيرا الي أدب الدعاء، فهو أكثر صفحات تراثه حرارة، و أدلها علي سعة الروح و خصوبة النفس و غني اللغة و طواعيتها و الدعاء يقتضي ما لا تقتضي الحكمة من الايجاز، اذ تسيل النفس فيه برجائها و خوفها و ظمئها الي السكينة، و تطلعها الي الخلاص، مما لا تستريح فيه القلوب المتعبة الا باستخراج مكنونها و نثره أمام الله. فمما يلفت الناظر في أدب الامام أنه يجمع بين ما تقتضيه الحكمة و الموعظة و الخطاب الفقهي و الأدبي، من كلف بالايجاز، و بين ما يقتضيه الدعاء



[ صفحه 49]



من الافاضة و التلوين و الالحاح من الرجاء و البث، و أن يبلغ من القدرة من الحالين ما يصعب الوصول اليه الا علي من يملك من رحابة الفكر و الخبرة بأسرار البيان و غني اللغة و مرونة استجاباتها لحاجات التعبير، ما كان يملكه الامام. و لنقرأ الآن أسطرا من دعاء دعا به في آخر شهر رمضان: «الهي! فاني أعترف لك بذنوبي، و أذكر لك حاجتي، و أشكو اليك مسكنتي وفاقتي و قسوة قلبي، و ميل نفسي، فانك قلت: (فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون) [المؤمنون: 76] و ها أنذا قد استجرت بك، وقعدت بين يديك مسكينا متضرعا، راجيا لما أريد من الثواب بصيامي و صلاتي. و قد عرفت حاجتي و مسكنتي الي رحمتك، و الثبات علي هداك و قد هربت اليك هرب العبد السوء الي المولي الكريم»... «أعوذ بجلال وجهك الكريم أن ينقضي عني شهر رمضان، أو يطلع الفجر من ليلتي هذه، و لك عندي تبعة أو ذنب تعذبني عليه يوم ألقاك...».

فهذا الدعاء يمثل خصائص أدب الدعاء في تراثه كله، و هي الخصائص التي ذكرتها منذ قليل. و فيه نلمس عمق



[ صفحه 50]



الاحساس بمكان الله من القلب، و حرارة النفس في توجهها اليه. و قد يعجب قاري ء هذا الأدب أن تلون المعاني و الاحساسات، في مواقف الدعاء المتشابهة، هذا التكوين.

لا يزيد ما قلته في هذه الكلمة، عن أن يكون نظرة طائرة في تراث الامام الصادق، قصدت منها أن ألفت النظر الي درسه من الجانب الغني، ففيه من الغني و الرحابة و العمق و الجمال و الصدق و الاستجابة للطبع و البعد عن اللفظية ما تصغر الي جانبه آلاف الصفحات التي ننكب علي درسها، من أدب الصنعة في عصور الهزال الفكري و الروحي التي ما نزال نعاني من بعض رواسبها الي اليوم. [1] .



[ صفحه 51]




پاورقي

[1] دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، حسن الأمين، دار التعارف، بيروت، 1997 م، ج 1، ص 478.


نماذج من تفسيره


كان الامام زين العابدين عليه السلام من المع المفسرين للقرآن الكريم، و قد استشهد علماء التفسير بالكثير من روائع تفسيره، و يقول المؤرخون انه كان صاحب مدرسة لتفسير القرآن، و قد أخذ عنه ابنه الشهيد زيد في تفسيره للقرآن [1] كما أخذ عنه ابنه الامام أبوجعفر محمد الباقر عليه السلام في تفسيره الذي رواه عنه زياد بن المنذر [2] الزعيم الروحي للفرقة الجارودية. و علي أي حال فانا نقدم نماذج موجزة من تفسيره لكتاب الله العزيز، و في ما يلي ذلك.

1 - روي الامام محمد الباقر عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، في تفسير الآية الكريمة «الذي جعل لكم الأرض فراشا» [3] انه سبحانه و تعالي، جعل الأرض ملائمة لطباعكم، موافقة لأجسادكم، و لم يجعلها شديدة الحمأ [4] و الحرارة فتحرقكم، و لا شديدة البرودة فتجمدكم، و لا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، و لا شديدة النتن فتعطبكم [5] و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، و لا شديدة الصلابة، فتمتنع عليكم في دوركم و ابنيتكم، و قبور موتاكم ولكنه عزوجل جعل فيها من المتانة [6] ما تنتفعون



[ صفحه 33]



به، و تتماسكون، و تتماسك عليها أبدانكم و بنيانكم، و جعل فيها ما تنقاد به لدوركم، و قبوركم، و كثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم، ثم قال عزوجل: «و السماء بناء» أي سقفا من فوقكم، محفوظا يدير فيها شمسها و قمرها و نجومها لمنافعكم، ثم قال عزوجل: «و أنزل من السماء ماء» يعني المطر ينزله من عل ليبلغ قلل جبالكم، و تلالكم، و هضابكم [7] و أوهادكم [8] ثم فرقه رذاذا و وابلا و هطلا [9] لتنشفه أرضوكم، و لم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضكم، و أشجاركم و زروعكم و ثماركم، ثم قال عزوجل: «فاخرج به من الثمرات رزقا لكم» يعني مما يخرجه من الأرض رزقا لكم «فلا تجعلوا لله اندادا» أي أشباها و أمثالا من الأصنام التي لا تعقل و لا تسمع و لا تبصر و لا تقدر علي شي ء «و انتم تعلمون» أنها لا تقدر علي شي ء من هذه النعم الجليلة التي انعمها عليكم ربكم تبارك و تعالي...» [10] و حفلت هذه القطعة الذهبية من كلام الامام زين العابدين عليه السلام بأروع أدلة التوحيد، و أوثقها، فقد أعطت صورة متكاملة مشرقة من خلق الله تعالي للأرض فقد خلقها بالكيفية الرائعة التي ليست صلبة، و لا شديدة، ليسهل علي الانسان العيش عليها، و الانتفاع بخيراتها و ثمراتها التي لا تحصي... ان الأرض بما فيها من العجائب كالجبال، و الاودية، و المعادن، و البحار و الأنهار، و غير ذلك، من أعظم الأدلة، و أوثقها علي وجود الخالق العظيم الحكيم.

كما استدل الامام عليه السلام في عظمة الله تعالي بخلقه السماء، و ما فيها من الشمس، و القمر و سائر الكواكب التي تزود هذه الأرض بأشعتها. فان أشعة الشمس لها الأثر البالغ في تكوين الحياة النباتية، كما أن أشعة القمر لها الأثر علي البحار في مدها و جزرها، و كذلك لأشعة سائر الكواكب فان لها الأثر التام في منح الحياة العامة لجميع الموجودات الحيوانية و النباتية في



[ صفحه 34]



الأرض... و هذه الظواهر الكونية لم تكتشف الا في هذه العصور الحديثة. الا أن الامام عليه السلام ألمح اليها في كلامه، فكان حقا هو و آباؤه و ابناؤه المعصومون الرواد الأوائل الذين رفعوا راية العلم، و ساهموا في تكوين الحضارة الانسانية.

و أعطي الامام عليه السلام صورة متميزة عن الأمطار، و أنها تتساقط بصورة رتيبة و في أوقات خاصة، و ذلك لاحياء الأرض، و اخراج ثمراتها، ولو دام المطر و نزل دفعة واحدة لأهلك الحرث و النسل.

و بعد ما أقام الامام الأدلة المحسوسة علي وجود الخالق الحكيم دعا الي عبادته، و توحيده، و نبذ الأصنام و الأنداد التي تدعو الي انحطاط الفكر، و جمود الوعي لأنها لا تضر و لا تنفع، و لا تملك أي قدرة في ادارة هذا الكون، و تصريف شؤونه.

2 - و أثر عنه أنه فسر الآية الكريمة «و رتل القرآن ترتيلا» [11] بقوله: «بينه - أي القرآن - في تلاوته - تبيينا، و لا تنثره نثر البقل، و لا تهذه هذي الشعر، قفوا عند عجائبه لتحركوا به القلوب، و لا يكن هم أحدكم آخر السورة...» [12] .

3- فسر الآية الكريمة «ادخلوا في السلم كافة» [13] بقوله: «السلم هو ولاية الامام أميرالمؤمنين عليه السلام [14] لا شك أن ولاية الامام أميرالمؤمنين باب مدينة علم النبي (ص)، هي السلم الحقيقي التي ينعم الناس في ظلالها بالأمن و الرخاء و الاستقرار، ولو أن المسلمين دانوا بها بعد وفاة النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) لما داهمتهم أية أزمات في حياتهم السياسية و الاجتماعية.

4 - سأل شخص الامام زين العابدين عليه السلام عن تفسير الآية



[ صفحه 35]



الكريمة: «أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله» [15] فقال عليه السلام: «جنب الله هو علي بن أبي طالب، و هو حجة الله علي الخلق، فاذا كان يوم القيامة أمر الله خزان جهنم أن يدفعوا مفاتيحها الي علي عليه السلام فيدخل من يريد و ينجي من يريد، و قد قال له رسول الله (ص): يا علي من أحبك أحبني، و من أبغضك أبغضني، يا علي أنت أخي، و أنا أخوك، يا علي أن لواء الحمد معك يوم القيامة تقدم به قدام أمتي، و المؤذنون عن يمينك و شمالك...» [16] .

لقد حبا الله الامام أميرالمؤمنين بكل منزلة كريمة عنده، و التي منها أنه قسيم الجنة و النار كما تضافرت الأخبار بذلك، لقد منحه هذه المنزلة العظيمة لعظيم جهاده في الاسلام و شدة تقواه و تحرجه في الدين.

5 - سأل ثوير بن فاختة الامام زين العابدين عليه السلام عن تفسير هذه الآية الكريمة «و أشرقت الأرض بنور ربها و جي ء بالنبيين و الشهداء» [17] فأجابه الامام بجواب مطول عن أهوال يوم القيامة، نذكر بعضه، قال (ع): «اذا كان يوم القيامة بعث الله الناس من حفرهم عزلا، جردا، مردا، في صعيد واحد يسوقهم النور، و تجمعهم الظلمة، حتي يقفوا علي عتبة المحشر، فيزدحمون دونها، و يمنعون من المضي، فتشتد أنفاسهم، و يكثر عرقهم، و تضيق بهم أمورهم، و يشتد ضجيجهم، و ترتفع أصواتهم، و هو أول هول من أهوال القيامة، فعندها يشرف الجبار تبارك و تعالي من فوق العرش، و يقول: يا معشر الخلايق انصتوا، و اسمعوا منادي الجبار، فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فتخشع قلوبهم، و تضطرب فرائصهم، و يرفعون رؤوسهم الي ناحية الصوت مهطعين الي الداعي، و يقول الكافرون: هذا يوم عسير فيأتي النداء من قبل الجبار: أنا الله لا اله الا أنا، أنا الحكم الذي لا يجور، احكم اليوم بينكم بعدلي و قسطي، لا يظلم اليوم عندي أحد آخذ



[ صفحه 36]



للضعيف من القوي، و لصاحب المظلمة بالقصاص من الحسنات و السيئات، و أثيب علي الهبات، و لا يجوز هذه العقبة ظالم. و لا أحد عنده مظلمة يهبها لصاحبها، الا و أثيبه عليها، و آخذ له بها عند الحساب، و اطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا، و أنا شاهدكم و كفي بي شهيدا...» [18] و يعرض الامام عليه السلام بصورة شاملة الي تفصيل أهوال يوم القيامة، و ما يعانيه الانسان من الخطوب و الارهاق.

6 - روي الامام الصادق عليه السلام عن جده الامام زين العابدين عليه السلام تفسير هذه الآية الكريمة: «يقبل التوبة من عباده، و يأخذ الصدقات...» [19] قال عليه السلام في تفسير: «و يأخذ الصدقات»: اني ضامن علي ربي تعالي أن الصدقة لا تقع في يد العبد حتي تقع في يد الرب تعالي... و كان يقول: ليس من شي ء الا وكل به ملك، الا الصدقة فانها تقع في يد الله تعالي [20] .

7 - فسر الامام زين العابدين عليه السلام «و اشتروه بثمن بخس دراهم معدودة» [21] بأن الثمن البخس الذي اشتروا به يوسف كان عشرين درهما [22] .

8 - روي ثوير بن فاختة أن الامام زين العابدين عليه السلام فسر الآية الكريمة «و اتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق اذ قربا قربانا» [23] بقوله: «ان هابيل تقرب الي الله تعالي باسمن كبش كان في حيازته، و تقرب قابيل بضغث من سنبل، فقبل الله تعالي من هابيل، و لم يقبل من قابيل، فوسوس ابليس لقابيل، بأن أولاد هابيل سيفخرون علي أولادك، و يقولون: بأنهم



[ صفحه 37]



أبناء من قبل الله قربانه، و تحكم فيه هذا الخيال حتي حسد قابيل أخاه هابيل، و عزم علي قتله لئلا يكون منه نسل، و لم يدر كيف يصنع، فعلمه ابليس أن يضع رأسه بين حجرين و يقتله، ففعل ذلك، و لم يدر كيف يواريه، حتي جاء غرابان، و اقتتلا ثم حفر أحدهما للآخر و واراه، و هو ينظر، فقام و حفر لهابيل و دفنه، و أصبح من النادمين، و صار هذا سنة في دفن الموتي. و لما سأله آدم عن أخيه هابيل، قال له: أجعلتني راعيا له؟ ثم جاء به الي مكان القربان فاستبان له أنه قتله، فلعن قابيل، و أمر بلعنه، و بكي علي ولده أربعين سنة حتي أوحي الله اليه أني واهب لك ذكرا يكون خلفا عن هابيل، فولدت له حواء غلاما زكيا مباركا، و في اليوم السابع أو حي الله اليه أن سمه (هبة الله) فسماه بذلك [24] .

9 - قال سعيد بن جبير: سألت الامام زين العابدين عليه السلام عن القربي في الآية الكريمة «قل لا اسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي» [25] فقال عليه السلام: هي قرابتنا أهل البيت [26] .

10 - سأل رجل الامام زين العابدين عليه السلام عن الحق المعلوم الذي ورد في قوله تعالي: «و الذين في أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم» [27] فقال (ع): الحق المعلوم الشي ء الذي يخرجه من ماله ليس من الزكاة و الصدقة المفروضتين. فقال له الرجل: فما يصنع به؟ فقال (ع): يصل به رحما، و يقوي به ضعيفا، و يحمل له كله أو يصل أخا له في الله، أو لنائبة تنوبه. و بهر الرجل من علم الامام و راح يقول له: الله أعلم حيث يجعل رسالته في من يشاء [28] .

11 - فسر الامام عليه السلام الآية الكريمة «فاصفح الصفح



[ صفحه 38]



الجميل [29] بأنه العفو من غير عتاب [30] .

هذه بعض الآيات الكريمة التي أثر تفسيرها عن الامام زين العابدين عليه السلام و المتتبع في كتب التفسير يجد الكثير من آرائه و أقواله في هذا الموضوع.


پاورقي

[1] توجد نسخة منه في خزانة المخطوطات في مكتبة الكونكرس الأمريكية حسب ما ذكرته بعض الصحف العراقية.

[2] حياة الامام محمد الباقر 1 / 11 نقلا عن الفهرست للشيخ الطوسي (ص 98).

[3] سورة البقرة: آية 22.

[4] الحمأ: شدة حرارة الشمس.

[5] تعطبكم: أي تهلككم.

[6] المتانة: ما صلب من الأرض و ارتفع.

[7] الهضاب: الأرض المرتفعة.

[8] الأوهاد: الأرض المنخفضة.

[9] الرذاذ: المطر الضعيف: الوابل المطر الشديد، الهطل المطر الضعيف الدائم.

[10] عيون أخبار الرضا 1 / 138 - 137.

[11] سورة المزمل: آية 4.

[12] الامام زين العابدين (ص 279).

[13] سورة البقرة: آية 208.

[14] تفسير البرهان 1 / 129.

[15] سورة الزمر: أية قد.

[16] تفسير فرات (ص 3).

[17] سورة الزمر: آية 69.

[18] تفسير البرهان 2 / 95.

[19] سورة التوبة: آية 105.

[20] تفسير البرهان 1 / 441، تفسير الصافي (ص 223).

[21] سورة يوسف: آية 20.

[22] مجمع البيان 5 / 221.

[23] سورة المائدة: آية 27.

[24] تفسير البرهان 1 / 280.

[25] سورة الشوري: آية 42.

[26] احكام القرآن للجصاص 3 / 475.

[27] سورة المعارج: آية 24.

[28] لألي ء الأخبار 3 / 3، وسائل الشيعة 6 / 69.

[29] سورة الحجرات: آية 85.

[30] وسائل الشيعة 5 / 519.


ذكاؤه المبكر


و كان (ع) في طفولته آية من آيات النبوغ و الذكاء، و يقول الرواة ان جابر بن عبدالله الانصاري علي شيخوخته كان يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه... و قد بهر جابر من سعة علوم الامام و معارفه و طفق يقول:



[ صفحه 27]



«يا باقر لقد أوتيت الحكم صبيا...» [1] .

و قد عرف الصحابة ما يتمتع به الامام منذ نعومة اظفاره من سعة الفضل و العلم الغزير فكانوا يرجعون اليه في المسائل التي لا يهتدون اليها و يقول المؤرخون ان رجلا سأل عبدالله بن عمر عن مسألة فلم يقف علي جوابها فقال للرجل: اذهب الي ذلك الغلام - و أشار الي الامام الباقر - فاسأله - و أعلمني بما يجيبك فبادر نحوه و سأله فاجابه (ع) عن مسألته و خف الي ابن عمر فاخبره بجواب الامام، و راح ابن عمر يبدي اعجابه بالامام قائلا: «انهم أهل بيت مفهمون» [2] .

لقد خص الله أئمة اهل البيت (ع) بالعلم و الفضل، و وهبهم الكمال المطلق الذي يهبه لأنبيائه و رسله، فكان كل فرد منهم لا تخفي عليه أية مسألة تعرض عليه، و يقول المؤرخون ان الامام كان عمره تسع سنين و قد سئل عن أدق المسائل فأجاب عنها.


پاورقي

[1] علل الشرائع (ص 234).

[2] المناقب 4 / 147.


هر كه سنگت زند، ثمر بخشش


بر اثر سمي كه وارد بدنش شده بود روزبه روز لاغرتر مي شد و رنگش به زردي مي گراييد. ديگر توان برخاستن نداشت و در رختخواب بستري بود دوستانش براي عيادت مي آمدند، اما هنگام رفتن، همه غمگين و اندوهناك بودند. آنها و من مي دانستيم كه او رفتني است و از دست ما نيز كاري ساخته نبود.

سمي بسيار مهلك و قوي به اندام هاي بدنش سرايت كرده بود. من اين دو روز را كه بر بالين او بودم از سخت ترين روزهاي عمرم مي دانم. ديدن صحنه ي غلتيدن امام از اين پهلو به آن پهلو و درد كشيدن او برايم غير قابل تحمل بود، ولي چاره چه بود.

سال ها افتخار كنيزي در منزل او را داشتم و دلم نمي خواست آخرين روزهاي عمرش به او خدمت نكنم. گاه گاهي به حال اغما مي رفت و دوباره به هوش مي آمد. حالت نگاهش نيز فرق كرده بود بسيار بي رمق و ناتوان.



[ صفحه 67]



به چهره ي زرد او نگاه مي كردم كه چشم هايش را باز كرد و گفت: سالمه!

- بله آقا.

- به فلاني كه از اقوام ماست هفتاد سكه بدهيد و به فلان كس پنجاه سكه و...

- اما اين افرادي كه شما مي گوييد زماني دشمن شما بودند، دشمني با شما را تا حد كشتن نيز رسانده بودند، حال شما به آنها عطا مي كنيد؟

- دلت نمي خواهد مشمول آيه قرآن شوم؟

- كدام آيه.

- آن جا كه مي فرمايد «آنان پيوندهايي را كه خدا امر كرده برقرار مي كنند (صله ي رحم [1] مي كنند ) و از پروردگارشان مي ترسند و... آنان عاقبتي نيكو در سراي ديگر دارند» . [2] .

- شما درست مي فرماييد، اما آيا فراموش كرده ايد كه چقدر در حق شما بدي كردند.

امام صادق عليه السلام آن پيشواي شيعيان - كه همه ي زندگي اش درس بود - پاسخ داد: اي سالمه، خدا بهشت را آفريده و آن را پاكيزه و خوشبو نموده است، به قدري خوشبوست كه بوي آن از مسير راه دو هزار ساله به مشام مي رسد، اما اگر كسي پدر و مادر را از خود ناراضي كند و صله رحم



[ صفحه 68]



نداشته باشد آن بو به مشامش نخواهد رسيد.

اين را گفت و خوابيد، نمي دانم كه خوابش برده بود يا نه، ولي در جوابش گفتم: حتما اين كار را خواهيم كرد. [3] .



[ صفحه 69]




پاورقي

[1] خوبي به خويشاوندان.

[2] (و الذين يصلون ما أمر الله به أن يؤصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب... أولئك لهم عقبي الدار) «رعد (13) آيه هاي 22 -21 ».

[3] فروع كافي، ج 7، ص 55.


موضع امام صادق در مقابل سياه جامگان


قيام ها پشت سر هم در سلطنت بني اميه ادامه داشت و سرانجام با انقلاب بزرگ سياه جامگان به اوج رسيد و آن يك جنبش عمومي از بطن جامعه برخاسته بود و هدف آن ريشه كن كردن سلطنت فاسد امويان بود.

آري اين نهضت، پيش از قيام ابومسلم و ظهور بني عباس شكل گرفته بود و سرآغاز آن سال 61 و پس از شهادت حسين (ع) بود. بلكه مي توان گفت مبدأ آن از شهادت فاطمه ي



[ صفحه 217]



زهرا (ع) شكل گرفت و آل علي (ع) از حسني و حسيني و موسوي در رأس آن بودند. به طوري كه نويسنده ي مسيحي، جرج جرداق مي نويسد: و كان اسم علي بن ابي طالب هو العلم الذي التف حوله الثائرون؛ نام علي، درفشي بود كه انقلابيون همواره گرد آن جمع مي شدند. عباسيان در ميان امت اسلامي موقعيتي نداشتند و خودشان هم به اين واقعيت يقين داشتند. از اين رو به بهانه ي طرفداري از علويان و پشت نقاب خاندان علي و خونخواهي حسين (ع) پنهان مي شدند و نه تنها از خون حسين - عليه السلام - استفاده مي كردند، بلكه از خون هر انقلابي اهل بيت مانند زيد بن علي و يحيي بن زيد نيز حداكثر استفاده را مي كردند.


پيدايش فرقه اسماعيليه


اسماعيل بن جعفر فرزند بزرگ امام صادق عليه السلام در زمان حيات پدر درگذشت. بر اساس فرضيه ي امامت فرزند بزرگ، عده اي از شيعيان او را پس از امام صادق



[ صفحه 33]



عليه السلام امام دانسته، گفتند: او زنده و همان مهدي موعود و امام است. به اين دسته «اسماعيليه خالصه» مي گويند. [1] .

برخي هم مرگ او را پذيرفته و ادعا كردند او به فرزندش محمد وصيت كرده و امام صادق عليه السلام امر ولايت را به محمد سپرد؛ [2] زيرا امامت از برادر به برادر ديگر منتقل نمي شود و اين موضوع تنها درباره امام حسن و امام حسين عليهم السلام بوده است و به همين دليل، با وجود امام سجاد عليه السلام امامت به محمد بن حنفيه نرسيد. اين فرقه به «اسماعيليه مباركيه» شهرت يافتند. [3] .

اسماعيليه را با نام هاي سبعيه، باطنيه، قرامطه، مزدكيه، مباركيه، نزاريه، مستعلويه، تعليميه، ملاحده و خطابيه مي شناسند. [4] آنان نيز به فرقه ها و شعبه هايي تقسيم شدند. بعدها قرامطه در بحرين و فاطميان در مصر با گرايش به اسماعيليه ظهور كردند. اين فرقه، بيشتر رويكرد سياسي داشت و در پاره اي از انديشه هاي كلامي به غلو متمايل بود و تاريخ پر فراز و نشيبي را پشت سر گذاشت.



[ صفحه 34]



امام صادق عليه السلام با بنيان گذاران اين فرقه به مبارزه برخاست. آن حضرت، جمعي از بزرگان شيعه حتي حاكم مدينه را بر مرگ اسماعيل گواه گرفت و گواهي فوت نوشتند تا جلوي معتقدان به حيات او را بگيرند و خود به صراحت به امام موسي كاظم عليه السلام وصيت كرد. البته اين فرقه، پس از شهادت امام صادق عليه السلام شكل رسمي به خود گرفت. اصول اعتقادات ايشان در مباحث خلقت عالم باطن و ظاهر، امامت و نبوت در حيطه ي عوالم باطن و ظاهر، ادوار هفتگانه نبوت و مراتب چهارگانه امامت، [5] خاتميت پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم)، باطنيگري، تأويل و غيره است. اين فرقه، به انشعابات زيادي مبتلي شد و در دوره هاي بعدي، تغييراتي در عقايد ايشان پديد آمد.


پاورقي

[1] اشعري، سعد بن عبدالله، المقالات و الفرق، ص 80؛ نوبختي، فرق الشيعه، ص 68.

[2] فرق الشيعه: ص 68.

[3] همان، ص 69 - 67؛ المقالات و الفرق، ص 83 - 81؛ اشعري، علي بن اسماعيل، مقالات الاسلاميين و اختلاف المصلين، ص 27 - 26؛ الملل و النحل، ج 1، ص 149. ايوانف به استناد نظريه ي ابويعقوب سجستاني در اثبات النبوات بر اين عقيده است كه مبارك، نام خود اسماعيل بوده است. اين مطلب در نامه ي عبيدالله مهدي مؤسس دولت فاطميان مصر به اسماعيليان يمن كه مندرج در كتاب الفرائض و حدود الدين تأليف جعفر بن منصور، تأكيد شده است. دفتري، فرهاد، تاريخ و عقايد اسماعيليه، ص 115 - 114.

[4] الملل و النحل، ج 1، ص 172 - 170.

[5] امام مقيم، امام اساس، امام مستقر و امام مستودع، براي اطلاع بيشتر ر. ك: فرق و مذاهب كلامي، ص 73 به بعد.


اموري كه بايد از آنها دوري كرد


اگر براي دانستن اموري كه بايد از آنها دوري كرد به تاريخ مراجعه كنيم، به ده ها، بلكه صدها مصداق و مثال بر مي خوريم كه بزرگان از آنها دوري كرده اند. اما در اين ميان دو مصداق، هوشياري و توجه بيشتري مي طلبد: يكي رياست و آقايي است و ديگري پول، كه از قضا اين دو آفت، بيشتر از هر كس دامن گير اهل علم مي شود.

شخصي كه روي زمين هموار در حال پياده روي است، اگر مواظب نباشد و پيش پاي خود را نگاه نكند ممكن است به زمين بخورد و جايي از بدنش آسيب ببيند. مسلما يك كوهنورد كه در حال پايين آمدن از كوه است، بيشتر در معرض خطر است و اگر سقوط نمايد، ممكن است حتي جان سالم به در نبرد. مثل اهل علم نيز، مثل كوهنورد است و پول و رياست آنها مثل كوه و ارتفاع هولناك آن مي باشد.

بخشي از دعاي صباح در وصف نبي اكرم صلي الله عليه و آله و سلم است؛ آن جا كه مي فرمايد:

«صل اللهم علي الدليل اليك في الليل الأليل، و الماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول، و الناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل و الثابت القدم علي زحاليفها في الزمن الاول [1] ؛ خدايا، بر پيامبرت درود فرست كه خلق را به سوي تو در شب بسيار تاريك راهنمايي كرد، و از اسباب و وسائلت به بلندترين ريسمان شرافت [ كه قرآن باشد] تمسك جست؛ همان رسولي كه حسب و نسبش بر شانه ي بلند مقام ترين مردان قرار داشت و در



[ صفحه 24]



زمان اول (دوره ي جاهليت) بر لغزشها ثابت قدم و پا برجا بود».

علت ذكر اين فقره از دعا در اين جا است كه كلمه «زحاليف» براي نشان دادن جايگاه خطير علما و وصف حال آنان بسيار لطيف و گويا است. «زحاليف» جمع «زحلوفه» يعني جاي سر خوردن و ليز خوردن و لغزيدن است؛ مانند اينكه كف كفش انسان صاف باشد و در همان حال تصميم داشته باشد از يك سراشيبي آكنده از روغن بگذرد چنين جايي را زحلوفه گويند.

آري، علما در ميان زحاليف محاصره شده اند، مخصوصا در باب پول و رياست، بيشتر از ديگران در معرض خطر قرار دارند. پس اهميت دوري از آفات پول و رياست براي آنان دو چندان است و از آن جا كه پول و مقام بيش از ديگران به آنان روي مي آورد، نبايد بگذارند اين دو چيز آنها را از راه به در برد.

چه بسيارند عالماني كه پول و رياست آنها را عوض كرد و گرفتار شدند. آري، براي عمل كردن به مفاد نامه امام صادق عليه السلام و پند گرفتن از سيره صالحان گذشته، بايد از مطالعه احوال پيامبر صلي الله عليه و آله و سلم و ائمه اطهار عليهم السلام و سپس اصحاب آن بزرگواران شروع كرد؛ اصحابي كه اهل علم بوده اند و در كنار خورشيد درخشان نبوت و امامت كسب نور كرده اند.


پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 84، ص 339.


سرگذشت اين كتاب


اين كتاب در بهمن ماه 1350 تأليف شد كه شامل 184 سخن از سخنان امام صادق (ع) بود. قبل از هر سخن، مطالبي به منظور فراهم كردن زمينه اي براي سخن امام ششم و پس از هر سخن، ترجمه فارسي آن به روش خاص خودم آمده بود و با همان ترتيب، چاپ اول آن با قطع جيبي انجام گرفت. براي چاپ دوم تغييراتي در آن داده شد بدين ترتيب:

1. هر سخني با توضيح قبلي و ترجمه آن در يك صفحه قرار گرفت؛

2. قطع آن از جيبي به رقعي تبديل گرديد.

پس از اين تغييرات چاپ دوم تا چاپ ششم با همان كيفيت و كميت مرتب چاپ و منتشر گرديد.

اينك براي چاپ هفتم باز تجديد نظري در آن به اين ترتيب به عمل آمده:



[ صفحه 24]



1. بعضي از عبارات توضيحات و ترجمه رساتر شده است؛

2. متن احاديث به طور دقيق با منابع تطبيق شده است؛

3. مدارك مطالب مقدمه و اصل سخنان امام صادق (ع) در پانوشت ذكر شده است.

از چاپ هفتم امتياز چاپ و نشر اين كتاب به دفتر نشر فرهنگ اسلامي واگذار شده است.

مطالب مقدمه همه مستند هستند و منابع آنها در پانوشت آمده است. اصل خود سخنان امام صادق (ع) از كتب اخبار معتبر انتخاب شده و در ذيل هر صفحه مدرك آن سخن در نخستين سطر پانوشت بعد از ستاره، قيد شده است - و چنانچه در آن صفحه غير از سخن امام ششم، آيه يا حديث ديگري عنوان شده است شماره آيه و منبع آن حديث يا احاديث ديگر در پانوشت پس از شماره هاي مربوطه آمده است و مشخصات منابع در پايان ذكر شده است.

پايان مقدمه

سيد محمدتقي حكيم

نياوران. تيرماه 1368



[ صفحه 26]




الامام أبوحنيفة


الامام أبوحنيفة (150 - 80)، من حيث الزمان أقدم الأئمة الأربعة و كانت تربطه صلة و ثيقة بالامام الصادق و والده الكبير سيدنا الباقر (ع)، و يتقارب تاريخ مولده و وفاته مع الامام الصادق (ع) المولود (خمس و ثمانين) و المتوفي (مائة و ثمان و أربعين)، و لهذه يري بعض العلماء و منهم الشيخ أبوزهرة في كتابه الامام الصادق، أن ارتباطهما هي رابطة المعاصرة و ليس رابطة الطالب بالاستاذ، و تذهب بعض الروايات الي القول أن الامام الصادق (ع) كان يخاطبه بفقيه العراق، و كان يتعامل معه كعالم و ليس كطالب.

و هناك روايات في جامع المسانيد تقول: أن أباحنيفة نقل روايات عن الامام الصادق عليه السلام.


مقدمه ي مؤلف


خداوند تبارك و تعالي سرشت امامان راستين را از آل رسول اقدس قرار داد تا وجودشان براي همه ي جهانيان رحمت و نعمت باشد، و سالار و پيشوايشان قرار داد تا مردم به آنان اقتدا و از ايشان پيروي كنند، و برايشان واسطه ها و سفيراني قرار داد تا دعوت و ندايشان را به مردم برسانند و احكامشان را به اجرا گذارند. اين سفيران، شيعيان مجاهد و وارسته اي هستند كه در برابر تعريف امامان معصوم و بيان فضايل و نشر آثار ايشان از هيچ نوع فداكاري دريغ نمي ورزند و براي رسيدن به اين هدف، زبان به زبان مطالب را بازگو مي كنند، چندان كه گويي افرادي كه سالها با آنان فاصله ي زماني داشته اند از خود آنها شنيده و دريافت كرده اند و از اين طريق نام امامان را زنده نگاه مي دارند و دعوت به حق را تداوم مي بخشند و نهضت الهي را از ساير نهضتها مشخص مي كنند و در پرتو آن، احكام نوراني و اخلاق كريمه و حقايق مستوره را آشكار مي سازند.



[ صفحه 20]



بدين وسيله دعوت حق، تكميل، نهضت الهي استوار و پابرجا، احكام اسلام منتشر، اخلاق و ارزشهاي انساني رايج، حقايق و استعدادهاي نهفته آشكار و معيارهاي برتري براي پيروانشان مشخص مي شود. امرشان احياء، دين زنده، راه روشن، سعادت دنيا و آخرت براي همه تأمين خواهد شد.

به همين منظور، همواره به شيعيان و پيروان خود امر مي كردند و از آنان مي خواستند كه پيوسته در منازل يكديگر آمد و رفت كنند و ضمن ديدار، در مورد امر آنان به بحث و مذاكره بپردازند كه ذيلا به عنوان نمونه به برخي از روايات مزبور اشاره مي شود:

1. اسماعيل بصري روايت كرده است: مكرر از امام صادق عليه السلام مي شنيدم كه از بسياري از شيعيان خود مي پرسيد: آيا شما در منازل خود تشكيل جلسه مي دهيد و در آنجا مطالبي را كه لازم است عنوان مي كنيد و كساني را كه بايد مورد نكوهش و انزجار قرار دهيد، قرار مي دهيد؟

وقتي كه در جواب حضرت پاسخ مثبت داده مي شد، حضرت خوشحال مي شد و مي فرمود: آيا زندگي غير از همين نحوه حركتها مفهوم ديگري مي تواند داشته باشد؟! [1] .

2. در وصيتي كه امام باقر عليه السلام به خثيمه كرد فرمود:



[ صفحه 21]



«سلام ما را به دوستان برسان و آنان را سفارش كن به:

1. تقواي خدايي؛

2. تفقد پولداران از مستمندان؛

3. سركشي صاحبان قدرت از بيچارگان؛

4. حضور زندگان در تشييع جنازه ي مردگان؛

5. اياب و ذهاب و ديدار از يكديگر در خانه هايشان. [2] .

خداوند رحمت كند كسي را كه با ديگري گرد هم آيد و در مورد «امر» ما صحبت كند. [هرگاه دو تن از اينان گرد هم آيند تا در مورد «امر» ما سخن بگويند] يقينا سومي از آنان فرشته اي خواهد بود كه از خداوند برايشان طلب آمرزش خواهد كرد. بنابراين، هرگاه در جايي گرد هم آمديد، حتما جلسه ي خود را با ياد ما برگزار كنيد، زيرا در اين گونه گردهماييها و مذاكرات شما «احياي امر ما» خواهد بود، و بهترين مردم بعد از ما كسي است كه به ياد امر ما باشد و ديگران را به آن دعوت كند.» [3] .

بسيار روشن است كه منظور از «دعوت به ياد امامان كه موجب احياي امرشان خواهد شد» هر عمل خيري است كه انسان در اين راستا انجام مي دهد مانند:



[ صفحه 22]



1. وعظ و خطابه در جهت اهداف اهل بيت عليهم السلام.

2. تدوين و تأليف مآثر و فضايلي كه خداوند به ايشان ارزاني داشته است.

3. نوشتن و انتشار دادن سخنان و احاديث آنان.

4. به نظم و شعر درآوردن مدايح و فضايل آنها و ظلمها و ستمهايي كه از طرف حكام و سران سلطه بر آنان وارد شده است.

5. تشكيل جلسات در مراسم اعياد و وفيات، و خلاصه هر عملي كه موجب احياي «امر» آنان و باعث دعوت به ياد ايشان گردد از مصاديق همين مسئله خواهد بود كه امام عليه السلام دستور فرمود: «احيوا امرنا» يعني امر ما را زنده بداريد.

و در همين مورد است كه امام هشتم عليه السلام مي فرمود: خدا رحمت كند هر بنده اي را كه «امر» ما را احياء كند.

ابوالصلت هروي كه اين سخن را از امام عليه السلام شنيد عرض كرد: چگونه «امر» شما را احياء كند؟

امام عليه السلام فرمود: از اين طريق كه خود علوم ما را بياموزد و به ديگران بياموزاند، زيرا اگر مردم با محاسن سخنان ما آشنا شوند همواره از ما پيروي خواهند كرد.

مجددا ابوالصلت عرض كرد: از امام صادق عليه السلام براي ما روايت كرده اند كه آن حضرت فرمود: هر كس به اين منظور علمي بياموزد كه بخواهد به وسيله ي آن با سفيهان مباحثه و كشمكش كند، يا بخواهد به وسيله ي آن بر



[ صفحه 23]



علما افتخار و مباهات نمايد، يا منظورش از آموختن علم اين باشد كه بخواهد به وسيله ي آن مريد براي خود جمع كند، چنين كسي از اهل دوزخ خواهد بود.

امام عليه السلام در پاسخ ابوالصلت فرمود: پدرم امام صادق عليه السلام راست فرمود، لكن آيا تو مي داني كه منظور پدرم از «سفيهان» چه كساني بوده است؟ منظور پدرم از «سفيهان» همان داستان سرايان و مداحان مخالف اهل بيت پيغمبر صلي الله عليه و آله و مقصودش از «علما» علماي از آل محمد بود كه خداوند اطاعت و مودتشان را بر همه كس واجب كرده است. و معناي «جمع كردن مريد براي خود» يعني كه مردم را به سوي خود دعوت كند و بناحق ادعاي امامت نمايد. هر كس علم را به خاطر يكي از مقاصد مزبور بياموزد از اهل دوزخ خواهد بود. [4] .

در هر صورت، امامان راستين عليهم السلام براي كساني كه آنان را به نحوي از انحاء ياري كنند اجر و پاداش بسياري عنوان فرموده اند و تا حد اعلي از شيعيان خود به خاطر اين گونه جهادهاي سودمند و مشكلات سختي كه متحمل مي شوند مانند قتلها و آوارگيها و به دار آويختنها و زندان افتادنها ستايشها كرده و آنان را از حواريون و ياران حضرت عيسي هم برتر دانسته اند، زيرا ياران حضرت عيسي در هنگام خطر يهود از وي دفاع نكردند؛ اما شيعيان در راه دوستي و حمايت از امامان خود همواره با مرگهاي ناگهاني دست به گريبانند و به راحتي بالاي چوبه ي



[ صفحه 24]



دار مي روند و گردن به شمشيرهاي بران مي سپارند به قسمي كه از اين رهگذر بسياري از شهرها را از وجود آنان تهي ساخته و فرزندانشان را با شكمهاي گرسنه يتيم كرده و در سوگ پدرانشان گريانده اند.

و درباره ي همين افراد است كه أميرالمؤمنين عليه السلام فرمود:

«خداوند كه ما را برگزيد، شيعياني هم براي ما انتخاب كرد تا ما را ياري كنند و در شادي ما شاد و در اندوه ما اندوهناك باشند. اينان مال و جان خود را در راه ما فدا مي كنند. اين گونه افراد از ما هستند و به سوي ما برگشت خواهند كرد.» [5] .

به همين دليل، أميرالمؤمنين عليه السلام همواره از خداوند براي آنان طلب آمرزش مي كرد. [6] .

و امام صادق عليه السلام مي فرمود:

«شيعيان ما از ما و منسوب به ما هستند و وجودشان با نور ولايت ما عجين شده است. آنها به امامت ما رضايت داده اند و ما هم از شيعه بودن آنها رضايت داريم، اندوه ما آنان را اندوهگين، و سرور ما شادمانشان مي كند. ما همواره از اوضاع شيعيانمان باخبريم و از تألمات و درد و رنجشان رنجور و ناراحت مي شويم. آنها پيوسته با ما هستند و هرگز از ما جدا نمي شوند، زيرا هر بنده اي در نهايت بايد



[ صفحه 25]



به سيد و مولاي خود برگردد. شيعيان در طريق حمايت از ما بسي آزار و شكنجه ديده اند ولي ما براي آنها هيچ گونه شكنجه اي نديده ايم. [7] .

شيعيان غير از نظر خدا نظري ندارند و همان را برمي گزينند كه خدا برگزيده است. در حالي كه توده ي مردم با ما دشمني مي كنند آنها به ما عشق و محبت مي ورزند، و در حالي كه مردم با ما قطع رابطه مي كنند آنان روابط خود را استوارتر مي سازند. به خدا سوگند اينان شيعيان واقعي و پيروان حقيقي رسول خدايند. آنگاه كه صاحبان اين عقيده به حال احتضار مي رسند بسيار خوشحال و شادمان مي شوند، زيرا در آن حال به آنها مي گويند: تمام مخاوف دنيايي از شما قطع گرديد و به تمام وعده هاي آخرت واصل شديد. [8] .

حواريان حضرت عيسي بن مريم عليه السلام شيعه ي او بودند و شيعيان ما نيز حواريان ما هستند، در صورتي كه حواريان او فرمانبردارتر از حواريان ما نبودند، زيرا حضرت عيسي عليه السلام به حواريان خود گفت: كدام يك از شما براي خدا مرا ياري خواهد كرد؟ حواريان گفتند: ما همه ياوران خداييم و تو را ياري خواهيم كرد. ولي به خدا سوگند هيچ كدامشان در برابر قوم يهود نه او را ياري كردند و نه به طرفداري از وي نبردي انجام دادند! و حال آنكه شيعيان ما از آن روزي كه پيغمبر صلي الله عليه و آله رحلت كرد پيوسته در طول تاريخ دست از



[ صفحه 26]



ياري ما برنداشتند و همواره به خاطر ما به نبرد اشتغال مي ورزند. به همين جهت يا زنده زنده آنان را مي سوزانند و يا شكنجه مي دهند و يا در بلاد مختلف تبعيد و آواره مي شوند. خداوند به آنان پاداش خير دهد. [9] .

به راستي حقوقي كه شيعيان راستين ما به گردن ما دارند، واجب تر است از حقوقي كه ما به گردن آنان داريم. [10] لذا ما در هر بام و شام از خداوند برايشان درخواست رحمت و آمرزش مي كنيم.» [11] .

و امام سجاد علي بن الحسين عليه السلام به «ام فروه» بنت قاسم بن محمد بن ابي بكر مي فرمود:

«من در هر شبانه روزي صد بار براي گناهكاران از شيعيانمان دعاي خير مي كنم، زيرا ما كه در برابر مصائب و مشكلات پايداري مي كنيم به عواقب آن آگاهيم و صبر مي كنيم، اما آنان با اينكه عواقب آن را نمي دانند صبر مي كنند.» [12] .

ابوربيع شامي نقل كرده است كه به امام صادق عليه السلام عرض كردم: شنيده ام عمرو بن اسحاق وارد بر اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام شد، حضرت ديد رنگ از چهره اش پريده و رخسارش زرد شده است،



[ صفحه 27]



علت را از او پرسيد، وي در جواب عرض كرد: زردي رخسار به خاطر دردي است كه عارضش شده. حضرت به او فرمود:

«انا نفرح لفرحكم، و نحزن لحزنكم، و نمرض لمرضكم، و ندعو لكم و تدعون فنؤمن، قال له عمرو: كيف ندعو فتؤمن؟ قال (ع): انا سواء علينا البادي و الحاضر، فقال ابوعبدالله (ع): صدق عمرو.» [13] .

عالم شريف و بزرگوار رضي الدين علي بن طاووس رضوان الله تعالي عليه روايت كرده است كه خودش شنيد حضرت حجت سلام الله عليه در يكي از سحرها در سرداب سامراء دعا مي كرد و مي فرمود:

«خداوندا، شيعيان ما از پرتو انوار ما و از باقيمانده ي طينت ما آفريده شده اند، اينان با اتكال به محبت و ولايت ما گناهان بسياري مرتكب شده اند. خداوندا، اگر گناهانشان مربوط به اموري است كه فقط بين تو و خودشان بوده آنها را ببخش و گناهانشان را به حساب خمس ما بياور! آنان را اهل بهشت قرار ده و از آتش دوزخ دور گردان و آنها را با دشمنان ما در خشم خود گرفتار مفرما.» [14] .

با توجه به آنچه ذكر شد، معلوم گرديد كه لطف و محبت امامان عليهم السلام و ترحم و دلسوزيشان بر شيعيان بر كسي پوشيده نيست. بنابراين، بايد مواظب بود تا اوضاع و



[ صفحه 28]



احوال روزگار، انسان را در مقابل خداي تعالي و حقوق مردم به طغيان و سركشي وادار نسازد.

همه بايد بدانند وقتي كه انسان مشمول اين همه دعا و تضرع از طرف امامان معصوم مي شود بايد بتواند شايستگي آن را به دست آورد تا در زمره و گروهشان محشور شود و زير لواي حمدشان وارد گردد، وگرنه چه بسا كوچكترين گناهان ممكن است هنگام مرگ موجب سلب ولايت آنها گردد.

در ارشاد القلوب ديلمي روايت كرده است اگر انسان توفيق پيدا نكند با ولايت امامان معصوم عليهم السلام بميرد، دچار عاقبت بسيار خطرناك و ناگواري خواهد شد و افسوس و اندوه بي شمار خواهد خورد، ولي آن روز ديگر هرگز جاي ندامت و پشيماني نخواهد بود.

در روايات متواتر از خود امامان عليهم السلام آمده است:

«اگر بنده اي پيوسته بين ركن و مقام بايستد و هفتاد سال خدا را عبادت كند ولي داراي ولايت و دوستي اهل بيت عليهم السلام نباشد تمام اعمالش مانند گرد و غبار بر باد خواهد رفت.»

به همين دليل، عالمان و محققان بزرگ اسلام فرموده اند: همان طور كه اسلام شرط صحت عبادت است ايمان يعني اعتقاد به ولايت اهل بيت پيغمبر صلي الله عليه و آله نيز از شرايط صحت عبادت مي باشد.

بنابراين، ولايت و دوستي اهل بيت پيغمبر صلي الله



[ صفحه 29]



عليه و آله كه از طرف خداي سبحان بر همه ي انسان ها واجب شده است جز از طريق: 1(تقوا، 2) ورع و پارسايي، و 3) نظم در امور اجتماعي - كه به آن امر شده اند - به دست نخواهد آمد.

پس، هر بنده اي بايد موجب زينت و افتخار امامان خود گردد نه باعث سرافكندگي و شرمندگي آنان! بايد با پرهيز از رذايل و فرومايگيها و اجتناب از هر نوع طغيان و سركشي، محبت اهل بيت را در دل مردم جاي دهد و آنان را به امامان معصوم خوش بين كند تا به زبان خود بگويند: «رحم الله جعفر بن محمد عليه السلام فقد ادب شيعته» (خدا رحمت كند امام صادق عليه السلام را كه چگونه شيعيان خود را نيكو تربيت كرده است.)



[ صفحه 32]




پاورقي

[1] روضه ي كافي.

[2] كتاب جعفر بن محمد بن شريح، ص 79 في مجموع الاصول السنة عشر، ط تهران.

[3] بشارة المصطفي، ص 23 تأليف محمد بن جرير طبري از علماي قرن پنجم، ط نجف؛ وافي، ج 3، ص 100، باب التراحم و التعاطف؛ امالي طوسي و بحار، باب التراحم.

[4] عيون اخبار الرضا، ص 171.

[5] خصال، ج 2 ص 169 از حديث الاربعماة.

[6] روضه ي كافي، ص 135 ملحق به علل الشرايع و معاني الاخبار.

[7] اسرار الشهادة دربندي، ص 43.

[8] كتاب جعفر بن محمد بن شريح، ص 78.

[9] روضه ي كافي، حديث 395؛ تفسير فرات، ص 184، ط نجف.

[10] بشارة المصطفي لشيعة المرتضي، ص 247.

[11] كامل الزيارة ابن قولويه.

[12] عيون المعجزات، ص 76، ط نجف حسين بن عبدالوهاب؛ كتاب وافي، ج 2، ص 183، باب ماء عن الصادق عن الكافي.

[13] بصائر الدرجات صفار، ص 280.

[14] جنة المأواي حاج ميرزا حسين نوري، ص 281، مطبوع در جزء سيزده بحار.


عباسيان و ستمهاي آنان و...


عباسيان در آغاز كار، دعوي زنده كردن سنت رسول خدا (ص) را داشتند و مردم را به ألرضا من آل محمد مي خواندند و براي به دست آوردن دل دوستداران خاندان پيغمبر ستمهايي را كه سفيانيان و مروانيان بر آنان روا داشتند يادآور مي شدند. در مجلسي كه در آغاز حكومت ابوالعباس سفاح برقرار گرديد، و سران بني اميه در آن حاضر بودند، شاعر عباسيان سديف شهادت سيدالشهدا و بني هاشم را ياد آورد و گفت:



و اذكروا مصرع الحسين و زيد

و قتيل بجانب المهراس



اما چون جاي پاي خود را استوار ساختند، بيش از امويان بر هاشميان و بر مردم ستم كردند. براي آگاهي از شمار فرزندان رسول خدا كه در حكومت عباسيان مخصوصا دوران حكومت منصور شهيد شده اند كافي است نگاهي به مقاتل الطالبيين ابوالفرج اصفهاني بكنيم. سروده ي آن شاعر درست است كه:



فليت جور بني مروان عادلنا

و ليت عدل بني العباس في النار [1] .



[ صفحه 74]



اين داستان كه ابن عبدربه آورده، نشان مي دهد هنوز سالي چند از حكومت منصور نگذشته، جامعه ي اسلامي از او و مأموران او چه ستمي را تحمل مي كرده اند:

شبي منصور در طواف بود، شنيد كسي مي گويد: خدايا از آشكاري ستم و تباهي در زمين و طمعي كه ميان حق و اهل حق در مي آيد به تو شكايت مي كنم.

منصور از طواف برون رفت و در گوشه اي از مسجد نشست و آن مرد را خواست. وي دو ركعت نماز گزارد و دست بر ركن كشيد و با فرستاده ي منصور نزد او آمد و به خلافت بر وي سلام داد.

منصور گفت: چه بود كه از تو شنيدم؟ از آشكاري تباهي و ستم در زمين ياد كردي. طمعي كه ميان حق و اهل حق درآمده چيست؟ به خدا گوشهايم را از سخني پر كردي كه مرا به درد آورد.

مرد گفت: اگر مرا ايمن مي داري، تو را از اساس كارها آگاه مي كنم، وگرنه از تو دور مي شوم و به كار خود مي پردازم كه مرا از ديگر كارها باز مي دارد.

منصور گفت: در اماني.

مرد گفت: اي اميرمؤمنان آنكه طمع در او راه يافته و آشكار بودن تباهي و ستم را از او پوشيده تويي!

- واي بر تو! چگونه چنين مي شود، زر و سيم در اختيار من است. شيرين و ترش نزد من است، چگونه طمع در من راه مي يابد؟

- آيا طمعي كه در تو است در ديگري هست؟ خدا كار و مال بندگان خود را به دست تو داده و تو از كار آنان غافلي و به گرد آوردن مال سرگرمي. ميان خود و آنان پرده اي از آجر و گچ كشيده اي و درهايي از



[ صفحه 75]



آهن گذارده اي! نگهباناني با سلاح گمارده اي و خود را در زنداني نگاه داشته اي و مأمورانت را براي گرفتن مال به اين سو و آن سو فرستاده اي و آنان را با سپاهيان و سلاح و اسبها تقويت كرده اي و گفته اي كسي جز فلان و فلان - كه نام آنان را برده اي - بر تو در نيايد و نگفته اي ستم ديده و درمانده و گرسنه و برهنه و ناتوان و مستمند را نزد تو آرند. در حالي كه هيچ كس نيست جز آنكه او را در اين مال حقي است.

از يك سو اين مردم را بر خود مخصوص كرده اي و آنان را بر رعيت خويش مقدم داشته اي و گفته اي هيچ كس مانع درآمدن آنان بر تو نشود و از سوي ديگر مالها را مي گيري و گرد مي آوري. آنان كه تو را چنين مي بينند گويند: او در مال خدا خيانت مي كند، چرا ما نكنيم؟ پس با هم يك سخن شده اند كه كسي تو را از حال مردم خبري ندهد، جز آنچه آنان بخواهند، و هيچ مأموري خلاف آنان نكند جز كه او را نزد تو خائن به حساب آرند، و او را از تو دور گردانند، تا آنجا كه وي را مقامي نماند. چون مردم از رفتار آنان و تو آگاه شوند، بزرگشان شمارند و از ايشان بترسند و به آنان رشوت دهند، و نخستين كسان كه به آنان رشوت دهند عاملان تو باشند كه هديه و پول دهند تا در ستم كردن به رعيت تو قوي شوند. پس از آنان، قدرتمندان و مالداران رعيت كه تا بتوانند به زيردستان ستم كنند. بدين سان طمع شهرها را پر از ستم، تعدي و تباهي كرده و اين مردم در قدرت تو شريك اند و تو از آنان غافل. و اگر دادخواهي بيايد او را نگذارند نزد تو آيد. و هنگامي كه برون مي آيي اگر كسي بخواهد شكايت نامه ي خود را به تو دهد مي بيند از اين كار نهي كرده اي و كسي را گمارده اي تا او در شكايت نامه ي آنان بنگرد و اگر دادخواهي نزد تو آيد و خبر آمدن او به نزديكان تو رسد، از آنكه براي رسيدگي گمارده اي



[ صفحه 76]



بخواهند با شكايت نامه ي او را به تو نرساند. پس آن ستمديده پيوسته نزد او رود و بدو پناه برد و شكايت كند و فرياد خواهد و او بازش گرداند، و او ناچار شود هنگامي كه تو را بيند فرياد شكايت برآرد، اما چنانش بزنند كه عبرت ديگران گردد و تو بيني و مانع نشوي. پس اي اميرمؤمنان اسلام بدين سان چگونه پايدار ماند؟

من به چين مي روم. يك بار هنگامي رفتم كه پادشاه آنان كر شده بود. او گريه اي سخت مي كرد. همنشينان او وي را به شكيبايي خواندند. گفت: من از اين بلا كه رسيده نمي گريم. گريه ام براي ستمديده اي است كه بر درگاه من فرياد برآرد و بانگ او را نشنوم. پس گفت: اگر گوشم آفت ديده، چشمم به جاست، بگوييد دادخواه بايد جامه ي سرخ پوشد و كسي جز دادخواه جامه ي سرخ نپوشد. آنگاه بامداد و پسين بر فيل سوار مي شد و مي نگريست كه آيا ستمديده اي را مي بينيد.

اي اميرمؤمنان اين كردار مشركي است. دلسوزي او به مشركان تا بدين اندازه رسيده است.

تو به خدا ايمان داري. از خاندان پيغمبر او هستي، ليكن رأفت تو به مسلمانان بر حرص تو غالب نمي شود. اگر مال را براي فرزندانت گرد مي آوردي خدا ديده ي عبرت تو را گشوده تا ببيني كودك از شكم مادر برون مي آيد و او را در روي زمين مالي نيست و هر مالي را دست بخيلي از او باز مي دارد با اين همه خدا بر اين طفل مهرباني مي كند و رغبت مردم را بدو فراوان مي سازد.

اين تو نيستي كه مي بخشي! خداست كه به هركس آنچه خواهد مي بخشد. اگر مي گويي مال را فراهم مي آوري تا سلطنت خود را قوي سازي، خدا بني اميه را براي تو مايه ي عبرت ساخت. مالها كه فراهم



[ صفحه 77]



آوردند و مردان و سلاح و اسبان كه گرد كردند آنان را سودي نبخشيد.

و اگر گويي مال را براي به دست آوردن مرتبتي بالاتر از آنچه در آن هستي فراهم مي كني، به خدا سوگند مرتبتي از آنچه در آن هستي برتر نيست. مگر مرتبتي كه آن را به خلاف اين حالت خواهي به دست آورد (آخرت). آيا آن را كه نافرمانيت كند به سخت تر از كشتن كيفر خواهي داد؟

- نه.

- پس با آنكه دنيا را در اختيارت نهاده چه خواهي كرد؟ كيفر او كشتن نيست، جاودانگي در عذاب سخت است. او آنچه را در دل تو مي گذرد و اندامت مي كند و ديده ي تو بدان مي نگرد و دستانت مي ورزد و پاهايت به سوي او مي رود مي بيند. اگر آنچه از مال دنيا بر آن حريص هستي از تو بگيرد و تو را به حساب خواند آن مال به كارت خواهد خورد؟

منصور گريست و گفت: كاش آفريده نشده بودم، چه كنم؟

- مردم را پيشواياني است كه در دين خود بدانها حاجت مي برند و در دنياي خويش به آنان راضي هستند. آنان را به خود نزديك ساز تا راهنماي تو باشند و در كارها با آنان مشورت كن تا تو را به راه راست بدارند.

- من پي آنان فرستادم، اما آنان از من گريختند.

- ترسيدند كه تو از آنان بخواهي به راه تو بروند. در خانه ات را باز بگذار و دربانهاي ملايم بگمار. ستمديده را ياري كن، ريشه ي ستمكار را بكن. ماليات و صدقات را به حق بگير و به حق و عدالت بر مستحقان آن بخش كن. من از سوي آنان ضامنم كه بيايند و تو را در آنچه به صلاح امت است ياري كنند.



[ صفحه 78]



اذان گويان بانگ نماز برداشتند. منصور نماز خواند و به جاي خود برگشت و در پي آن مرد فرستاد، اما او يافت نشد. [2] .

منصور پيوسته نگران بود مبادا ستمديدگان گرد امام صادق (ع) فراهم شوند. او قيام زيد و يحيي را در دوره ي امويان و خروج محمد بن عبدالله را در عصر خود ديده بود. و چون از محبت مردم به امام صادق آگاهي داشت، توجه خود را بيشتر بدو معطوف مي كرد و از هر جهت مراقب او بود. گه گاه مأموران خود را ناشناس نزد او مي فرستاد. چنان كه اشارت شد، بعض شيعيان از امام همان درخواست را مي كردند كه از زيد و فرزند او كرده بودند. اما امام صادق كه از ناپايداري مردم در رويارويي با اين حاكمان آگاه بود، مصلحت در آن مي ديد كه با آنان درنيفتد و مي كوشيد شاگرداني بپروراند كه علم اهل بيت را فراگيرند و به مردم برسانند. بدين رو از پيروان خود مي خواست با اين حاكمان مدارا كنند.

مجلسي از امالي ابن شيخ طوسي به اسناد خود از ابوبصير چنين روايت كرده است: از ابوعبدالله شنيدم كه مي گفت: از خدا بترسيد و از حاكمان خود فرمان ببريد و آنچه گويند بگوييد و آنجا كه خاموش اند خاموش باشيد، چه شما در حوزه ي قدرت كسي هستيد كه خدا درباره شان فرموده: «و ان كان مكرهم لتزول منه الجبال» [3] (و از مضمون اين آيه عباسيان را در نظر داشت.) پس از خدا بترسيد كه در آرامش به سر مي بريد. در جمع آنان نماز بخوانيد و بر جنازه هاشان حاضر شويد و در خبري كه بدانها مي بريد امانت را رعايت كنيد. امام اين سخنان را براي حفظ آرامش مي فرمود، اما چنين نبود كه در هر كار و هر سخن پذيراي گفتار آنان يا



[ صفحه 79]



مأمورانشان باشد. اگر بدو يا به خاندان او از جانب مأموران دولت عباسي سخني ناروا گفته مي شد يا اهانتي از آنان مي ديد اعتراض مي كرد و مردم را از حقيقت آگاه مي فرمود.

مجلسي نويسد: چون محمد و ابراهيم فرزندان عبدالله بن حسن شهيد شدند، مردي به نام شيبة بن غفال از جانب منصور به مدينه آمد. وي روز جمعه اي به منبر شد و درباره ي اميرمؤمنان سخنان نادرست گفت، از جمله اينكه او ميان مسلمانان تفرقه افكند و با مؤمنان جنگيد و حكومت را براي خود خواست. اكنون فرزندان او نيز چنين مي خواهند، ولي كشته مي شوند و به خون مي غلتند. اين سخنان بر مردم گران افتاد، اما جرئت پاسخ گفتن در خود نديدند. ناگاه مردي برخاست و گفت: خدا را سپاس مي گوييم و بر محمد (ص) خاتم پيغمبران و همه ي پيمبران او درود مي فرستيم. آنچه ستودي ما سزاوار آنيم و آنچه ناستوده گفتي تو و آنكه تو را فرستاده بدان سزاوارتري. سپس روي به مردم كرد و گفت: آنكه دين خود را به دنياي ديگري بفروشد، روز رستاخيز از همه سبك ميزان تر است و او اين فاسق است. پرسيدم اين مرد كه بود گفتند: جعفر بن محمد. [4] .

كليني به اسناد خود از جعفر بن محمد بن اشعث روايت كند: موجب شيعه شدن ما چنين بود كه منصور پدرم را خواست و گفت: مردي خردمند را براي انجام كاري مي خواهم. پدرم گفت: دايي من شايسته است. گفت: او را نزد من بياور. چون او را نزد وي بردم، منصور بدو گفت: اين مال را بگير و به مدينه نزد عبدالله بن حسن بن حسن و



[ صفحه 80]



خويشاوندان او كه جعفر بن محمد در جمله ي آنهاست ببر و بگو من مردي غريب و خراسانيم و شيعيان شما در آنجا اين مال را براي شما فرستاده اند و به هر يك از آنان فلان مقدار بده و چون مال را گرفتند بگو من رسيد اين مال را مي خواهم چرا كه فرستاده ي آنانم. او مال را از منصور گرفت و به مدينه رفت و بازگشت و نزد منصور آمده و محمد بن اشعث نزد او بود. منصور گفت: چه شد؟ گفت: پول را به آنان دادم و اين رسيد آنهاست. همه آن را گرفتند مگر جعفر بن محمد. در مسجد نزد او رفتم، نماز مي خواند. پشت سر او نشستم و با خود گفتم چون از نماز فارغ شود آنچه به خويشان او گفته ام به او مي گويم. او نماز خود را پايان داد و شتابان به راه افتاد. پس بازگشت و رو به من كرد و گفت: اي مرد از خدا بترس و اهل بيت محمد (ص) را مفريب! چه آنان به تازگي از بني مروان آسوده شده اند و همه نيازمندند. گفتم: خدا خيرت دهد چه مي گويي؟ سرش را نزديك من آورد و آنچه ميان من و تو رفته بود گفت. چنان كه گويي سومي ما بوده است. منصور گفت: پسر مهاجر در هر زمان در خاندان نبوت محدثي است و جعفر بن محمد امروز محدث ماست. [5] .

ابن شهرآشوب از مفضل بن عمر حديث كند: منصور چند بار بر آن شد كه ابوعبدالله را بكشد و هرگاه او را براي كشتن مي خواند، چون نگاهش بدو مي افتاد، مي ترسيد. وي مردم را از رفتن نزد او باز داشت و سخت مراقب او بود تا چنان شد كه براي يكي از شيعيان امام پرسشي درباره ي نكاح يا طلاق يا جز آن پيش مي آمد و حكم آن را نمي دانست و دسترسي به امام براي او ممكن نبود ناچار از خانواده ي خود جدا مي شد و



[ صفحه 81]



اين براي شيعيان دشوار بود تا آنكه خدا بر دل منصور افكند كه از امام صادق بخواهد او را هديه اي دهد كه كسي را مانند آن نباشد. امام براي او عصاي رسول خدا (ص) را كه يك ذرع درازي داشت فرستاد. منصور سخت شادمان شد و گفت آن را چهار پاره كنند و هر پاره اي را در جايي گذاشت و به امام صادق پاسخ داد پاداش اين هديه اين است كه تو را آزاد گذارم تا علم خود را به شيعيانت برساني. اكنون بدون بيم بنشين و فتوي بده و در شهري مباش كه من در آن به سر مي برم. [6] .

اگر اين داستان چنان باشد كه مفضل گفته است، منصور مي خواسته است به شيعيان امام بگويد پايه ي قدرت من تا آنجاست كه امام شما براي من هديه مي فرستد و او را با من منازعتي نيست.

ولي با اينكه منصور مي دانست، امام صادق درصدد قيام عليه حكومت او نيست از آزردن او دريغ نمي كرد. چنان كه به حسن بن زيد والي خود در مكه و مدينه نوشت خانه ي جعفر بن محمد را آتش بزن و او چنين كرد. چون آتش در و دالان خانه را فراگرفت، امام صادق برون آمد و از آتش ها گذشت و مي گفت: من پسر ابراهيم خليلم. [7] .

از فضل بن ربيع روايت شده است: منصور در سال يكصد و چهل و هفت حج كرد و به مدينه آمد و مرا گفت: جعفر بن محمد را نزد من بياور، خدا مرا بكشد اگر او را نكشم. ربيع گويد من درنگ كردم شايد فراموش كند، ولي تا سه بار اين تهديد را تكرار كرد. ناچار نزد جعفر رفتم و گفتم: خدا را بخوان كه منصور تو را براي چيزي خواسته است كه جز خدا دفع آن نتواند. گفت: «لا حول و لا قوة الا بالله» پس او را به نزد منصور



[ صفحه 82]



بردم. چون بر او درآمد او را تهديد كرد و سخنان درشت گفت كه اي دشمن خدا! مردم عراق تو را امام خود شمرده اند و زكات مالشان را نزد تو مي فرستند و تو حكومت مرا نمي پذيري و فتنه مي انگيزي. خدا مرا بكشد اگر تو را نكشم.

ابوعبدالله گفت: به خدا كه چنين نكرده ام و چنين قصدي نداشته ام، اگر چيزي به تو گفته اند دروغ است. و اگر كرده ام، بر يوسف ستم كردند و ببخشيد، و ايوب به بلا مبتلا شد و شكيبايي ورزيد، و سليمان را (حكومت) داده شد، و سپاس گفت. اينان پيمبران خدايند و نسب تو به آنان مي رسد.

منصور گفت: آنچه درباره ي تو گفتم، فلان به من خبر داده است. امام فرمود: او را حاضر كن تا آنچه گفته باز گويد. منصور گفت: آن مرد را حاضر كنيد. چون حاضر شد پرسيد: آنچه از جعفر به من گفتي خودت شنيده اي؟

- بلي!

امام گفت: او را سوگند ده.

منصور از او پرسيد: بر آنچه گفتي سوگند مي خوري؟

گفت: آري و سوگند خوردن آغاز كرد.

امام منصور را گفت: بگذار من او را سوگند دهم و بدو گفت: بگو از حول و قوت خدا بيزار شدم و به حول و قوت خود پناه مي برم، جعفر چنين و چنان گفته است.

مرد اندكي بازماند سپس سوگند خورد و زماني نگذشت كه بمرد. [8] در



[ صفحه 83]



برخي مصادر آمده است كه منصور امام را اكرام كرد و جايزه اي به ربيع داد كه بدو برساند.

زبير بكار اين ماجرا را با مقدمه اي آورده است كه فضل بن ربيع گويد: منصور به مدينه آمد. مردمي سخن چين نزد او آمدند و گفتند و جعفر بن محمد نماز خواندن به امامت تو را جايز نمي داند و بر تو عيب مي نهد و گويد نبايد بر تو (به امارت مؤمنان) سلام گفت. منصور پرسيد: چگونه بدانم شما راست مي گوييد؟ گفتند: سه روز است تو در مدينه اي و او به ديدن تو نيامده است. منصور گفت: اين تواند دليلي باشد و چون روز چهارم شد ربيع را گفت: جعفر بن محمد را نزد من بياور. خدا مرا بكشد اگر او را نكشم... [9] .



[ صفحه 85]




پاورقي

[1] ابوعطاء سندي. الاغاني ج 17 ص 333.

[2] عقد الفريد، ج 3، ص 93.

[3] ابراهيم: 46.

[4] بحار، ج 47، ص 165.

[5] اصول كافي ج 1، ص 475.

[6] مناقب، ج 4، ص 238.

[7] اصول كافي، ج 1، ص 473.

[8] ارشاد، ج 2، ص 177؛ صفة الصفوة، ج 2، ص 171 - 173؛ امالي، ج 2، ص 76؛ روضة الواعظين، ج 1، ص 208 - 209؛ اعلام الوري، ص 278؛ الصواعق المحرقة، ص 202؛ اثبات الوصيه، ص 157؛ العقد الفريد، ج 3، ص 159.

[9] الاخبار الموفقيات، ص 149 - 150.


مباحثه امام جعفر با علماء


هر يك از اهل بيت و ائمه خود داراي علومي بودند كه بر همه ي امور آگاهي داشتند و از اين رو مباحثه و مناظره بر ايشان لزومي نداشت و اشكالات خود را از پدران و جدشان رسول خدا (ص) اخذ مي نمودند. اما امام جعفر بن محمد (ع) در زمان پدر از حضور در مجالس فقها و علماء ابا نداشت و با اينكه ابتكار در خور شأن و مقام او نبود معذالك از مباحثه با ايشان خودداري نمي نمود. و در اين امر از اهل بيت عموما و از جد بزرگوارش امام زين العابدين (ع) خصوصا پيروي مي كرد زيرا علي بن الحسين در مجالس زيد كه در مسجد رسول خدا (ص) تشكيل مي شد حضور مي يافت و با او به مباحثه مي پرداخت.

نافع بن جبير كه رفت و آمد علي را مشاهده كرده و مي ديد كه او در جلسات زيد حضور مي يابد از وي پرسيد: عجيب است، با اينكه شما بزرگترين شخصيت هستيد و



[ صفحه 48]



در فضيلت و دانش مانند شما وجود ندارد چگونه در مجلس اين شخص كه بنده اي بيش نيست حاضر مي شويد و با او به مباحثه مي پردازيد؟ علي پاسخ داد: نافع، در نظر من ميان بنده و آقا فرقي نيست. با اينكه او در رديف بندگان محسوب مي شود ليكن دانشي كه دارد ايجاب مي كند كه من در مجالس او شركت كنم [1] و در مسائل علمي با او بحث نمايم.

نافع در برابر جواب علي بن الحسين (ع) سكوت كرد و از ايراد خود شرمنده و پشيمان شد و دانست كه اعتراضش موردي نداشته است.

كساني كه از محضر امام جعفرصادق «ع» بيش از ديگران استفاده مي كردند و از خدمتش بيشتر بهره مي بردند در درجه اول عبارت از: عكرمة، ابوعبدالله و عطاء بن ابي رباح و پس از آنها عبدالله بن ابي رافع و عبدالرحمن [2] بن قاسم و غيره بودند.



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] زين العابدين ص 23 -21.

[2] اعيان الشيعه ج 4 بخش دوم ص 170.


مدرسه ي امام صادق


همان طور كه قبلا متوجه شديم، امام جعفر بن محمد عليه السلام استاد عالمان و امام فقيهان بود، هم چنين امام روزگار خود و تمام ادوار و زمان ها براي همه ي نسل هاست.

و همان طور كه عرض شد امام صادق عليه السلام و پدرش امام باقر عليه السلام تصميم به تأسيس مدرسه ي علمي براي اهل بيت در مسجد رسول خدا در مدينه ي منوره گرفتند.

سپس توسعه ي اين دانشگاه علمي و نشر علوم شريعت در آن را بعد از وفات پدرش قوت بخشيد. اين دانشگاه فارغ التحصيلان زيادي از فقيهان، محدثان، اهل كلام، فيلسوفان و علوم طبيعي داشته است كه نويسندگان درباره ي آن ها آورده اند و آثار آن ها، آفاق علم و معرفت را با راهنمايي امام جعفر صادق عليه السلام و هدايت پدران گرامي وي و فرزندان او بعد از وي و اهل بيت پيامبر گرامي نقاط دوردست جهان را دربرگرفت و مسلمانان به وسيله ي اين علوم راه صحيح و حركت بر محور شريعت ناب را پيدا كرد. لازم است در اين جا توضيح دهيم؛ با وجود



[ صفحه 50]



اين كه ما از مدرسه ي امام صادق عليه السلام صحبت مي كنيم، اما وي مجتهد نبود و نظر اجتهادي نداشت؛ بلكه واسطه اي بود كه رسالت اهل بيت عليه السلام و روايت هاي آن را به نسل هاي بعدي منتقل مي كرد و از اين طريق خود مسلمانان فتواها را از آن ها استنباط مي كردند و بر اين علوم اعتماد مي كردند. مدرسه ي وي و برنامه هاي آن، امتداد حركت پيامبر صلي الله عليه و آله بود و تلاشي در جهت كشف اسرار وحي قرآن و مضامين آن بود. در زمان امام صادق عليه السلام فرقه ها و مذاهب فقهي و اعتقادي زيادي تأسيس شد كه نظر امام صادق عليه السلام در اين باره، هدايت امور با گفت وگو و نقد علمي و پاك ساختن شريعت از هرگونه آلايشي بود. كسي كه برنامه ي امام و مأموريت وي را در اين زمينه دنبال كند متوجه مي شود كه امام در مؤسسه ي خود با اعمال و رفتار خود، اهداف زير را دنبال مي كرد:


دعاي امام صادق


«اللهم اعمرني بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك اللهم ارزقني مواسات من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك؛ اي خداي مهربان به سبب فرمانبرداري از درگاهت عمر مرا طولاني گردان. به سبب گناهان مرا خوار نگردان. بارالها! در مقابل نعمت هايي كه به من احسان كرده اي بخشش به فقرا نصيبم فرما.»

هر گاه برادر ديني از تو بدگويي كند غمگين مباش؛ زيرا اگر راست گفته باشد تو را بيدار كرده (خودت را اصلاح كن) اگر دروغ گفته باشد از جانب خدا تو را حسنه اي نوشته مي شود كه آن حسنه را خود انجام نداده باشي.


كني و القاب


حضرت امام جعفرصادق عليه السلام مكني به ابي عبدالله و ابوعبدالله - ابي اسماعيل - ابي موسي - ابوموسي بوده.

قطب راوندي مي نويسد لقب صادق عليه السلام را حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم به او عنايت فرموده [1] چنانچه در روايت مفصل ابوهريره در آنجائي كه رسول اكرم صلي الله عليه و آله و سلم خبر از خروج امام محمدباقر براي نشر علوم مي دهد و به او سلام مي رساند مي فرمايد از صلب من مردي پديدار گردد كه داراي لبحه صداقت و فضيلت و كرامت است آنگاه ابن مسعود از پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم مي پرسد يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نام اين صادق چيست؟! فرمود: يقال «جعفرصادق في قوله و فعله الطاعن عليه كالطاعن علي والراد عليه كالراد علي»

يعني صادقي كه در گفتار و كردار صادق است نامش جعفر است و هر كس او را لعن و طعن كند مرا طعن زده و هر كس او را رد كند ما را رد كرده است.


پاورقي

[1] خرائج و جرايح به نقل علل الشرايع - كفاية الاثر علي بن محمد خزاز مسند از ابي هريره از پيغمبر (ص) بحارالانوار ج 11 به نقل الامام الصادق علامه مظفر ص 115.


پيدايش مذاهب مختلف در عصر امام صادق


قبل از آنكه وارد بحث احتجاجات و مناظرات امام صادق عليه السلام بشويم بهتر است از پيدايش مذاهب و علل و اسباب آن در عصر امام صادق صحبت كنيم تا بدانيم سبب پيدايش و نشو و نماي مكتب امام صادق و اهميت و عظمت آن چقدر است.

دين و شريعت اسلام در دوران امويه دستخوش عقايد و افكار متشتت شد و كار احكام و مسائل شرعي به آنجا رسيد كه هر كس به پيروي سقيفه بني ساعده فكري ورائي اظهار كرد و باب اجتهاد بدين معني مسدود گرديد كه از قرآن و سنت پيروي نمي شد بلكه با استنباط و آراء خود نظر مي دادند و چون آراء مختلف قابل رعايت نبود كوشيدند و هر دسته به طرفداري مرد شاخصي قيام كردند تا يك پيشواي وجيه المله اي انتخاب كنند و از او پيروي نمايند.

در اين انقلاب فكري كه از انقلاب سياسي منشعب گرديد اشخاصي در عرصه ظاهر شدند كه برخي به طرفداري امويين و بعضي به حمايت بني عباس كه خواه ناخواه آراء علمي اصطكاك با تمايلات آنها داشت روي كار آمدند و در مكه و مدينه - دمشق - عراق - بصره عقايد مختلفي رخ داد.

1- مؤثرترين مذاهب پس از شهادت سيدالشهداء در خاندان آل محمد تثبيت شد و سيادت علمي به وجود آنها محرز گرديد.

مدينه اولين شهريست كه آل محمد را شناختند و در تطورات حكومت بني اميه حقايق بر آنها روشن گرديد و آنها را مهبط وحي و منزل آيات دانسته و مذهب علمي آنها را مذهب حق تشخيص دادند و از مظلوميت و محروميت آنها از مظالم بني اميه محبوبيتي قوي يافتند و فهميدند در علم و فضل و كمال بر تمام افراد تقدم و تفوق داشته اند.

2- مدينه چون محل پيدايش سقيفه بود خلفاي اموي و عباسي به آنجا از اين جهت كه اصحاب پيغمبر و خاندان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم در آنجا نشو و نما يافته اند توجه داشته و مي كوشيدند در درجه اول هر فكري پيدا مي شد تحميل بر مردم مدينه كنند و لذا فقهاي مدينه قابل اعتنا و اهميت بوده واز طرف خلفا مقرري داشتند و جلب توجه آنها مي شد.

در عهد عباسي كه مركز خلافت از دمشق بعراق رفت آنها فقها را زير نظر خود گرفته تا آراء و افكار آنها منطبق با تمايلات آنها بشود و مسير احكام الهي را با سياست خود منطبق نمايند چون اين نظريه با استدلال فقها كه نزد اهل بيت بود مخالفت داشت و علماي واقعي



[ صفحه 11]



در اطراف اهل بيت پروانه وار به صف مي گشتند - فقهاي درباري عباسي هم بنا به تمايلات خلفا به پيروي روش نامطلوب امويين آراء و افكار و نظريات خود را به وسيله عمال مختلف اظهار و ابراز و تحميل بر جامعه مي كردند.

از آن جمله علماي عراق و فقهاي درباري خلفا براي حل كار خود به قياس متوسل شدند و هر مسئله را قياس به هم مي كردند و اين خلاف شرع و اجتهاد بود كه چون علم آنها عمقي نداشت قياس را وسيله فرار از جهل قرار دادند اما اهل مدينه از اطراف اهل بيت دور نشدند بنابراين فقه اسلام بين اجتهاد و سد باب اجتهاد يعني قياس بين حجاز و عراق اختلاف فاحش داشتند و البته علمائي كه نظريه آنها به سد جهالت برمي خورد حس بدبيني حسادت و رذالت و سعايت هم به آن كمك مي كرد و اختلاف شديدي بلكه شقاق و نفاقي بين خلفا و اهل بيت ايجاد مي كردند.

3- اما حديث در عراق كم بود زيرا اصحاب و تابعين بيشتر در حجاز بودند و در عراق به سبب دوري كمتر حديث با منابع موثق نقل مي شد - بغداد و بصره هم كه هنوز ساخته نشده بود و لذا چون حديث كم بود باب راي و قياس را گشودند و حماد از ابراهيم نخعي متوفي 95 ه اخذ حديث مي كرد و ابوحنيفه ايراني متوفي 150 ه از حماد حديث گرفت.

در عراق يك عيب ديگري هم داشت كه اهل حديث اهل راي را متهم مي كردند و با هم خوشبين نبودند و احاديث آنها را به سبب همين راي و قياس مخدوش دانسته رد مي كردند و مي گفتند والدين لا يقاس بالراي و در برخي از اخبار كه در عراق گفتيم خيلي كم بود در خبر واحد كه به هيچ جائي نمي رسند اهل راي قياس مي كردند در حالي كه در شريعت مطهره قياس حرام است و هر حكمي موضوعي دارد و به مصلحتي وضع شده و ادله اصولي براي آن است اگر نصي نباشد مورد اعتماد نيست و اين عوامل در عراق كه از مدينه دور بود زحمات فراواني براي اهل فقه ايجاد كردند و آراء مختلفي به وجود آورد اما اهل حديث زير بار قياس نرفتند و در استنباط احكام همان باب اجتهاد را گشودند و در عراق از اصحاب حديث زيد بن علي بن الحسين عليه السلام شهيد سال 122 و امام جعفر صادق عليه السلام كه به عراق رفته بود و مالك بن انس متوفي 179 و عامر شعبي متوفي 105 محدث معروف كوفي بود كه اين چند نفر از برازندگان اصحاب حديث عراق در كوفه بوده و بين مالك و محمد بن حسن شيباني درباره حديث و قياس اختلاف نظر شديد رخ داد.



[ صفحه 12]



كوفه را چون حديث به صورت پسنديده صادر مي شد دارالضرب مي گفتند و اختلاف آراء كوفه در دنياي اسلام ضرب المثل شد چنانچه عطاء به ابي حنيفه گفت تو از كدام شهري؟ جواب داد از اهل كوفه هستم.

قال انت من اهل القرية الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا تو از اهل آن شهري كه در دين مردم عقايد مختلفي دارند و دسته دسته هر طبقه پيروي از عقيده اي مي كنند.

كار اختلاف آراء با اين مقدمه به آنجا رسيد كه مالك بن انس پيشواي اهل حديث و سفيان ثوري زعيم و پيشواي اهل راي و ابوحنيفه پيشواي اهل قياس در عراق گرديدند.

پس از آن شافعي از مالك و اصحاب او اخذ حديث كرد و احمد حنبل متوفي 241 از شافعي متوفي 204 گرفت.

و اين ها حديث را از اصحاب و تابعين نقل مي كردند و از قياس متنفر بودند.

اما اصحاب الراي ابوحنيفه نعمان بن ثابت و اصحاب او بودند كه محمد بن شيباني ابويوسف قاضي - زفر بن هذيل - حسن بن زياد لؤلؤي - ابومطيع بلخي - بشر و مريس از مشاهير اهل راي در عراق به شمار مي رفتند.

بنابراين مردم عراق از نظر فقهي به دو دسته بزرگ تقسيم شدند.

اول اهل حديث

دوم اهل راي

و اهل مدينه و اهل كوفه هم به مذهب اهل حديث بودند ولي اهل حديثي كه از اهل بيت مي گرفتند - كم كم به جائي كشيد كه در هر شهري يك پيشوائي به وجود مي آمد و او عقيده و افكار خاصي داشت و مردم عامي از او پيروي مي كردند و عواملي براي انتشار اين مذاهب با توسعه و مهاجرت افراد آن شهر بودند و در نتيجه اين افكار و عقايد رخ داد و در عصر امام صادق حكومت داشت.

مالكي - حنفي - شافعي - حنبلي - كه از مذاهب زير تحقق يافت و اين مذاهب تا زمان امام صادق در جريان بود.

مذهب سفيان ثوري متولد 65 متوفي 161 هجري كوفه

مذهب سفيان بن عينيه متوفي 198 هجري كوفه

مذهب حسن بصري متوفي 110 هجري بصره

مذهب اوزاعي متوفي 157 هجري بصره



[ صفحه 13]



مذهب محمد بن جرير متولد 224 متوفي 310 هجري بغداد

مذهب ابوسلمان داود ظاهري متولد 202 متوفي 270 هجري در ظاهر كوفه

مذهب عمر بن عبدالعزيز متوفي 101 هجري در شام

مذهب اعمش متوفي 147 هجري در كوفه

مذهب شعبي متوفي 105 هجري

مذهب اسحق متوفي 238 هجري

مذهب الليث متولد 92 هجري 175 هجري به مصر

مذهب ابي ثور متوفي 240 هجري

مذهب داود ظاهري متوفي 270 هجري

و به علاوه مذهب عايشه - مذهب ابن عمر - مذهب ابن مسعود - مذهب ابراهيم نخعي و غيره مردم را متشتت و پراكنده و گمراه نمودند. [1] .


پاورقي

[1] براي اطلاعات بيشتري به كتاب الامام الصادق والمذاهب الاربعه مراجعه شود.


امام صادق از مدرسه شروع كرد


بدون ترديد اصلاحات اساسي را بايد از مدرسه شروع كرد!! زيرا روش پرورش جسم و جسد، روح و روان را بايد در مدرسه از كودكي در سايه علم و كمال آموخت - چه رشد و رقاء از اين نقطه بنيان مي گيرد و از اين زمينه سرچشمه حيات آن شروع مي شود - نهال بارور وجود و شخصيت بشر از همين جا پرورش مي يابد.

به همين جهت سياستمداران جهان معتقد شده اند كه بايد از راه - حروف الفباء و مستعمل وارد يك محيط شده و مردم آن محيط را تحت استعمار و استثمار قرار داد - اين آخرين مرحله استفاده از سياست مدرسه است كه از آغاز شروع مي گردد.

حضرت امام جعفر صادق عليه السلام كه از مكتب شديدالقواي وحي سرچشمه گرفته بود مي دانست كه بايد روش پرورش اسلام را از مدرسه شروع كرد و در مغز مردم اساس تعليم و تربيت را تلقين و تزريق نمود.

روش پرورش هدايت افكاري كه حضرت امام ششم شروع كرد چنان آهنين و محكم و متقن و استوار بود كه هنوز جهان علم و تربيت به آن آموزش افتخار مي نمايد.

حضرت امام صادق عليه السلام براي آن كه مي دانست دنياي بشريت به اوج كمال مي رسد و به فضا مي رود و نيروهاي جوي را تسخير مي نمايد برنامه مدرسه جعفري را چنان منظم تدريس و تعليم فرمود كه طرز تفكر امروز دنياي متمدن و مترقي را در آن متضمن گرديده و از آينده دوري خبر داده است.

در اين مدرسه علومي كه امروز مورد توجه جهان دانش است به ترتيب و تعليم شده است حروف الفباء و ادب و آداب و ادبيات و اقسام تنظيم حروف الفباء و آثار آن حروف و پيدايش علوم از تنسيق اين حروف و ارتباط آن با اعداد و انطباق آن با علوم و معاني و تقسيم علم به ماده و معني و طبيعي، رياضي، الهي و حاصل همه علوم براي تحكيم مباني توحيد و روش مهذب نفساني براي تكامل روحاني از مميزات خاصه مدرسه جعفري مي باشد.

ما مقيد شديم كه اين برنامه 12 قرن پيش را كه امروز مورد عمل و متداول است نقل كنيم و به جهان علم و ادب بگوئيم در مدرسه جعفري علم و فني فروگذار نشده كه تدريس نشده باشد.

علومي كه در دنياي متمدن كهنسال قديم بوده و علومي كه در جهان مترقي آينده



[ صفحه 10]



معمول است و متداول مي گردد از مواد برنامه مدرسه جعفري خارج نبوده و نيست با اين تفاوت كه امام صادق عليه السلام به سنت ربوبي كه در قرآن از منابع علم و فضل و كمال و حقيقت فقط به اجمال اشاره فرموده به همان سنت علوم جهاني را به اجمال تعريف و توصيف فرموده و تجزيه و تحليل آن را به حيز و قوه فهم و ادراك دانشمندان اعصار نسل آينده گذاشته تا به تناسب شرايط زمان و مكان، سلاح و تجهيزاتي كه براي هر عصر ميسر مي شود آن علوم را تجزيه و تحليل نمايند براي حل و هضم مطلب بهتر است كه به اين مثال موضوع را روشن نمائيم.

علم كيميا كه در عرف صدر اسلام عبارت از فيزيك و شيمي و مكانيك بوده در هر عصري يك نوع عمل و تجزيه و تحليل مي شده و از آن براي عظمت آفرينش و قدرت صنعت و ارائه تمدن و ترقي ملي افتخار و مباهات مي كردند و آثار ملي و صنايع ظريفه و باقيمانده ساختمان ها، ظروف، سلاح و تجهيزات زندگي كه در كتب ضبط و ثبت شده نمونه بارز اين حقيقت است مثلا باقيمانده ستون هاي كاخ هاي عمالقه بعلبك هفت فرسنگي لبنان در كشور شامات و يا خرابه هاي تخت جميشد در ايران - يا مسجد اقصي كه پي ريزي آن با فلز گداخته ريخته شده و همچنين آثار و علائم ديگري كه در علوم اجتماعي ملل گذشته ديده مي شود مانند قاليچه سليمان كه مركب سواري او بود يا طيران مأمون عباسي به وسيله مرغ هوائي كه نمونه امكان صنايع كنوني را نشان مي دهد، شايد فردا نيز قدرت صنعتي در فضا و تسخير كرات جوي نيز امكان پيدا كند و همه اين موفقيت ها در سايه عمل به علوم مكانيكي بوده كه امام صادق عليه السلام به مسلمين آموخت و طرز تفكر فكري آنها را عوض كرد يك حركت فكري به وجود آورد، طلا ساختن، تبديل نيرو به حركت و فلز به فلز ديگر، يا عنصري به عنصر همه روي اساس متقن اين علم بوده كه هر روزي به صورتي از آن استفاده مي شده است.

خلاصه سخن اين است كه مباني همه علوم در اسلام تدريس شده و مفتاح عمل به دست مسلمين داده شده و قرن ها از آن استفاده مي كردند و در سه قرن اخير ملل غربي از مسلمين اصول علمي را فراگرفتند و به عمل گذاشتند و به ترقي كنوني نائل شدند.


مناظرات امام صادق


چنانكه قبلا گفتيم، عصر امام صادق (ع) عصر برخورد انديشه ها و پيدايش فرق و مذاهب مختلف بود و در اثر برخورد فرهنگ و معارف اسلامي با فلسفه ها و عقايد و آراي فلاسفه و دانشمندان يونان، شبهات و اشكالات گوناگوني پديد آمده بود، از اينرو امام صادق (ع) جهت معرفي اسلام و مباني تشيع، مناظرات متعدد و پرهيجاني با سران و پيروان اين فرقه ها و مسلكها داشت و طي آن ها با استدلالهاي متين و منطق استوار، پوچي عقايد آنان و برتري مكتب اسلام را ثابت مي كرد.

از ميان مناظرات گوناگون امام، به عنوان نمونه، مناظره آن حضرت را با «ابو حنيفه»، پيشواي فرقه حنفي، از نظر خوانندگان محترم مي گذرانيم:

روزي ابوحنيفه براي ملاقات با امام صادق (ع) به خانه امام آمد و اجازه ملاقات خواست. امام اجازه نداد.

ابوحنيفه مي گويد: دم در، مقداري توقف كردم تا اينكه عده اي از مردم كوفه آمدند، و اجازه ملاقات خواستند. امام به آنها اجازه داد. من هم با آنها داخل خانه شدم. وقتي به حضورش رسيدم گفتم:

شايسته است كه شما نماينده اي به كوفه بفرستيد و مردم آن سامان را از ناسزا گفتن به اصحاب محمد (ص) نهي كنيد، بيش از ده هزار نفر در اين شهر به ياران پيامبر ناسزا مي گويند. امام فرمود:

- مردم از من نمي پذيرند

- چگونه ممكن است سخن شما را نپذيرند، در صورتي كه شما فرزند پيامبر خدا هستيد؟

- تو خود يكي از همانهايي هستي كه گوش به حرف من نمي دهي. مگر بدون اجازه من داخل خانه نشدي، و بدون اينكه بگويم ننشستي، و بي اجازه شروع به سخن گفتن ننمودي؟

آنگاه فرمود:

- شنيده ام كه تو بر اساس قياس [1] فتوا مي دهي؟

- آري

- واي بر تو! اولين كسي كه بر اين اساس نظر داد شيطان بود؛ وقتي كه خداوند به او دستور داد به آدم سجده كند، گفت: «من سجده نمي كنم، زيرا كه مرا از آتش آفريدي و او را از خاك و آتش گراميتر از خاك است»

(سپس امام براي اثبات بطلان «قياس»، مواردي از قوانين اسلام را كه برخلاف اين اصل است، ذكر كرد و فرمود:) - به نظر تو كشتن كسي بناحق مهمتر است، يا زنا؟

- كشتن كسي بناحق

- (بنابراين اگر عمل كردن به قياس صحيح باشد) پس چرا براي اثبات قتل، دو شاهد كافي است، ولي براي ثابت نمودن زنا چهار گواه لازم است؟ آيا اين قانون اسلام با قياس توافق دارد؟

- نه.

- بول كثيف تر است يا مني؟

- بول

- پس چرا خداوند در مورد اول مردم را به وضو امر كرده، ولي در مورد دوم دستور داده غسل كنند؟ آيا اين حكم با قياس توافق دارد؟

- نه

- نماز مهمتر است يا روزه؟

- نماز

- پس چرا بر زن حائض قضاي روزه واجب است، ولي قضاي نماز واجب نيست؟ آيا اين حكم با قياس توافق دارد؟

- نه

- آيا زن ضعيف تر است يا مرد؟

- زن

- پس چرا ارث مرد دو برابر زن است؟ آيا اين حكم با قياس سازگار است؟

- نه

- چرا خداوند دستور داده است كه اگر كسي ده درهم سرقت كرد، دستش قطع شود، در صورتي كه اگر كسي دست كسي را قطع كند، ديه آن پانصد درهم است؟ آيا اين با قياس سازگار است؟

- نه

- شنيده ام كه اين آيه را: «در روز قيامت به طور حتم از نعمتها سوال مي شويد» [2] چنين تفسير مي كني كه: خداوند مردم را در مورد غذاهاي لذيذ و آبهاي خنك كه در فصل تابستان مي خوردند، مواخذه مي كند.

- درست است، من اين آيه را اين طور معنا كرده ام.

- اگر شخصي تو را به خانه اش دعوت كند و با غذاي لذيذ و آب خنكي از تو پذيرايي كند، و بعد به خاطر اين پذيرايي بر تو منت گذارد، درباره چنين كسي چگونه قضاوت مي كني؟

- مي گويم آدم بخيلي است

- آيا خداوند بخيل است (تا اينكه روز قيامت در مورد غذاهايي كه به ما داده، ما را مورد مؤاخذه قرار دهد)؟

- پس مقصود از نعمتهايي كه قرآن مي گويد انسان درباره آن مؤاخذه مي شود، چيست؟

- مقصود، نعمت دوستي ما خاندان رسالت است. [3] .


پاورقي

[1] قياس عبارت است از اين كه حكمي را خداوند براي موردي بيان نموده باشد و بدون اينكه وجود علت آن حكم در مورد ديگري شناخته گردد، در مورد دوم هم جاري گردد.

[2] «لتسئلن يومئذ عن النعيم» (سوره تكاثر، 8).

[3] مجلسي، بحارالانوار، تهران، دارالكتب الاسلاميه، ج 10، ص 22 - محمدي ري شهري، محمد، مناظره درباره مسائل ايدئولوژيكي، قم، انتشارات دارالفكر، ص 130-132.


بخشش و سخاوت


ابن شهر آشوب در كتاب مناقب از ابوجعفر خثعمي (به فتح خاء و عين و سكون ثاء) روايت مي كند كه گفت: حضرت امام جعفر صادق عليه السلام يك هميان طلا به من داد و فرمود: اين پول را به فلان مرد هاشمي مي دهي ولي نمي گوئي كه چه كسي



[ صفحه 28]



براي تو فرستاده!

راوي مي گويد: وقتي آن زر را به آن مرد هاشمي دادم گفت: خدا جزاي خير دهد به آن كسي كه اين پول را براي من فرستاده، او است كه هميشه از براي من پول مي فرستد و من به وسيله ي بخشش هاي او زندگي مي كنم، ولي جعفر صادق با اينكه ثروتمند است چيزي براي من نمي فرستد!!

نگارنده گويد: اين حديث شريف بما نشان مي دهد كه انسان تا حدود امكان بايد سعي كند و صدقه را به نحو پنهاني و مخفيانه به مستحقين برساند تا هر وقت آن شخص مستحق با وي مصادف مي شود منتي بر او نگذارد و او در مقابل اين شخص صدقه دهنده خجل نشود. آيه اي كه از قرآن مجيد ذيلا از نظر خوانندگان محترم مي گذرد و جريان صدقه دادن حضرت حسين بن علي عليهماالسلام كه بعدا خواهيم خواند اين موضوع را تأييد مي كنند.

اما آيه ي شريفه: خداي رؤف در سوره ي بقره آيه ي (265 و 264) راجع به صدقه دادن بدون منت مي فرمايد: آن افرادي كه اموال خود را در راه خدا انفاق مي كنند و پس از انفاق منتي (بر سر آن شخص مستحق) نمي گذارند و اذيتي (به او) نمي رسانند اجر و جزاي ايشان پيش پروردگارشان خواهد بود و خائف و محزون نخواهند شد.

گفتار نيكو و عفو بهتر است از آن صدقه اي كه دنبال آن (براي شخص مستحق) اذيتي در كار باشد و خدا بي نياز و بردبار است.

اما صدقه ي امام حسين: ابن شهر آشوب در كتاب



[ صفحه 29]



مناقب مي نگارد: مرد اعرابي در مدينه آمد و گفت: بخشنده ترين مردم اين شهر كيست؟ او را به جانب امام حسين عليه السلام راهنمائي كردند، آن شخص امام حسين را در مسجد در حال نماز يافت (و اشعاري خواند كه مضمون آنها اظهار حاجت بود و ما از لحاظ اختصار از نگاشتن آن ها خودداري مي نمائيم).

موقعي كه حضرت امام حسين از نماز فراغت يافت به قنبر فرمود: آيا از مال حجاز كه براي ما آوردند چيزي باقي مانده؟

قنبر گفت: آري مبلغ چهار هزار (4000) دينار (كه فعلا قيمت هر دينار عراقي بيست تومان است) باقي مانده. فرمود: آنها را حاضر كن! زيرا كسي كه از ما به آنها سزاوارتر است آمده.

موقعي كه قنبر آن پول ها را حاضر كرد امام عليه السلام آن دينارها را در ميان برد (بضم باء و سكون راء كه يك نوع لباسي است) خود پيچيد و از لحاظ كمي پول پشت در ايستاد و آنها را از شكاف در به آن اعرابي عطا كرد و...

همين كه اعرابي آن پول ها را دريافت كرد به شدت گريان شد.

امام حسين عليه السلام فرمود: براي كمي پول گريه مي كني؟!

گفت: نه، بلكه از اين لحاظ گريه مي كنم كه خاك مثل تو بخشنده اي را چگونه در زير خود جاي خواهد داد!!

نگارنده گويد: اين بخشش را از حضرت امام حسن نيز نقل كرده اند.

محمد بن يعقوب كليني در كتاب كافي از هشام بن



[ صفحه 30]



سالم روايت مي كند كه گفت: موقعي كه شب مي شد و قسمتي از شب مي گذشت حضرت صادق آل محمد صلي الله عليه و آله همياني كه پر از نان و گوشت بود بر پشت گردن و دوش مقدس خود مي نهاد و متوجه خانه ي: محتاجين، بينوايان، بيوه زنان و ايتام مي شد، بدون اينكه كسي آن بزگوار را بشناسد نان و گوشت، درهم و دينار به ايشان مي داد و به خانه ي خود مراجعت مي نمود.

شخصي به حضور امام صادق عليه السلام آمد و اظهار حاجت نمود، آن بزرگوار از غلام خود پرسيد چه مبلغ پول موجودي داري؟

غلام گفت: چهارصد (400) درهم.

امام عليه السلام فرمود: آن مبلغ را حاضر كن!! وقتي كه آن پول را آورد حضرت صادق آن را به آن شخص سائل داد شخص مستحق زبان به سپاسگذاري گشود و رفت.

موقعي كه آن شخص سائل رفت حضرت صادق به غلام خويش فرمود: برو او را بر گردان!! وقتي برگشت امام عليه السلام به وي فرمود: بهترين عطاء و بخشش آن است كه انسان سائل را مستغني و بي نياز كند و من هنوز آن طور كه بايد و شايد تو را بي نياز نكرده ام. آنگاه امام صادق انگشتر خود را كه ده هزار (10000) درهم قيمت داشت به آن شخص سائل داد و فرمود: آن را بفروش و زندگي خود را اداره كن!!

نيز در كتاب سابق الذكر از هارون بن عيسي روايت مي كند كه گفت: يك وقت حضرت امام جعفر صادق عليه السلام به فرزند خود محمد فرمود: اي پسرك عزيزم! از نفقه و صدقه ها چه مقداري نزد تو موجود است؟



[ صفحه 31]



محمد گفت: مبلغ چهل دينار.

امام صادق فرمود: آن پول را به مصرف مستحقين برسان!

محمد گفت: من غير از اين چهل دينار چيزي ندارم، اين پول را براي مخارج يوميه ي خود نهاده ام كه معطل نباشم.

حضرت صادق فرمود: آن پول را صدقه بده كه خداي توانا عوض آن را به تو عطا خواهد كرد، آيا نمي داني از براي هر چيزي كليدي است و كليد رزق و روزي صدقه دادن است؟!

همين كه محمد آن چهل دينار را در راه خدا صدقه داد مبلغ چهار هزار (4000) دينار از جاي ديگر براي او رسيد و حضرت صادق عليه السلام فرمود: ما در راه خدا چهل دينار صدقه داديم و خداي رؤف چهل هزار (4000) دينار از براي ما عطا كرد!!

مردي از اهل خراسان نزد ياران امام صادق آمد و گفت من تهيدست شده ام و در نظر دارم كه به جانب خراسان بر گردم چون خرجي راه ندارم لذا از شما مي خواهم كه به من كمك كنيد تا به وطن خويش مراجعت نمايم!!

حضرت صادق عليه السلام متوجه يمين و يسار خود شد و به يارانش فرمود: چه كسي به وي كمك مي كند؟

اصحاب آن بزرگوار مبلغ پنج هزار (5000) درهم به آن سائل كمك كردند و او را به جانب وطنش روانه نمودند.

ابن شهر آشوب در كتاب مناقب از كتاب فنون نقل مي كند كه يكي از حجاج مدينه پس از اينكه از خواب بيدار شد اينطور گمان كرد كه هميان پولش را سرقت كرده اند. وي براي يافتن پول خود خارج شد و حضرت صادق عليه السلام را ديد كه مشغول



[ صفحه 32]



نماز است ولي چون آن بزرگوار را نشناخت لذا دامن آن حضرت را گرفت و گفت تو هميان مرا سرقت نموده اي!!

امام صادق فرمود: چقدر پول در ميان هميان تو بوده؟

گفت: هزار (1000) دينار.

حضرت صادق آن شخص را به منزل خود برد و مبلغ هزار دينار به او داد، وقتي آن شخص از حضور امام عليه السلام متوجه منزل خود گرديد در بين راه هميان خويش را يافت، لذا نزد امام صادق برگشت و با معذرت خواهي هزار دينار پول را به حضرت صادق تقديم نمود.

ولي حضرت صادق آن پول را پس نگرفت و فرمود: چيزي كه از دست من خارج شود هرگز به من بر نخواهد گشت!!

آن شخص پرسيد، اين آقا كيست؟! گفتند: اين آقا حضرت امام جعفر صادق است، گفت: شخصيتي مثل امام صادق بايد هم اين طور باشد!!!

صدوق از معلي بن خنيس (بضم خا و فتح نون و سكون ياء) روايت مي كند كه گفت: يك شب حضرت امام جعفر صادق عليه السلام متوجه ظله ي بني ساعده شد (ظله بضم ظاء و فتح لام مشدد سايباني بوده كه روزها به جهت گرما در آن جا جمع مي شدند و شبها فقراء و غريبان در آن جا منزل مي گرفتند و مي خوابيدند)

راوي مي گويد: آن شب از آسمان باران مي آمد، من نيز از دنبال حضرت صادق رفتم، ناگاه ديدم چيزي از دست آن بزرگوار به زمين افتاد، بعد از آن فرمود: خدايا آنچه كه از دستم افتاد به من برگردان.

من پيش رفتم و به امام صادق سلام كردم، فرمود: معلي!



[ صفحه 33]



گفتم: لبيك فداي تو شوم! فرمود: دست بكش روي زمين و آنچه كه از دست من افتاده به من بده!

وقتي من دست روي زمين كشيدم ديدم مقداري نان از آن حضرت روي زمين ريخته، در آن حيني كه نانها را جمع مي كردم و به حضرت صادق مي دادم ناگاه انباني پر از نان يافتم به امام صادق گفتم: فدايت شوم خواهش من اين است كه اجازه دهي من اين انبان نان را حمل و نقل كنم؟

امام عليه السلام فرمود: نه! من خودم به حمل و نقل اين نان اولي و سزاوارترم، به تو اين اجازه را مي دهم كه با من بيائي .

معلي مي گويد: من با امام صادق رفتم تا به ظله ي بني ساعده رسيديم. گروهي از فقراء و بي نوايان را در آنجا يافتم كه همه خواب بودند.

حضرت صادق عليه السلام براي هر يك از آن بيچارگان يكي يا دو قرص نان در زير لباسشان مي گذاشت تا اينكه به آخرين نفر ايشان رسيد و نان او را نيز در زير لباسش نهاد و برگشتيم.

من به امام صادق گفتم: اين گروهي كه شما نسبت به آنان محبت كردي حق را مي شناسند (يعني از شيعيان شما به شمار مي روند؟)

در جوابم فرمود: اگر اينان حق را مي شناختند ما (راجع به همه ي امور ايشان) حتي نمك كوبيده ي آنان مساوات



[ صفحه 34]



مي كرديم.

ابن شهر آشوب از هشام بن حكم (بفتح حاء و كاف) روايت مي كند كه گفت: مردي از ملوك جبل (به فتح جيم و باء) كه از دوستان حضرت صادق به شمار مي رفت همه ساله به منظور زيارت امام صادق به حج مشرف مي شد، وقتي از مكه ي معظمه به مدينه ي طيبه مي آمد حضرت صادق او را منزل و مأوا مي داد آن شخص جبلي براي اينكه به حضرت صادق خيلي علاقه داشت زياد در حضور آن بزرگوار توقف مي كرد.

در يكي از سالها كه وارد مدينه شد پس از اينكه خواست از حضور امام صادق مرخص شود مبلغ ده هزار (10000) درهم به حضرت صادق داد تا آن برگزيده ي خدا براي وي خانه بخرد كه هر گاه وارد مدينه ي طيبه مي شود خانه اي از خود داشته باشد و مزاحم حضرت صادق نشود.

آن پول را به امام صادق داد و متوجه مكه ي مكرمه گرديد وقتي كه از مكه برگشت نزد امام جعفر صادق آمد و گفت: خانه از براي من خريدي؟

فرمود: آري آن گاه يك كاغذ به او داد و فرمود: اين قباله ي خانه ي تو است.

همين كه آن شخص آن كاغذ را مطالعه كرد ديد نوشته:

بسم الله الرحمن الرحيم

اين قباله ي آن خانه اي است كه جعفر بن محمد در فردوس برين از براي فلان بن فلان جبلي خريده است. حدود چهارگانه ي آن خانه بدين قرار است:



[ صفحه 35]



1- حدي به خانه ي رسول خدا صلي الله عليه و آله.

2- حدي به خانه ي اميرالمؤمنين: علي بن ابي طالب عليه السلام.

3- حدي به خانه ي حضرت حسن بن علي عليه السلام.

4- حدي به خانه ي حضرت حسين بن علي عليه السلام.

وقتي آن شخص جبلي آن نامه را خواند به حضرت صادق گفت: راضي شدم. امام عليه السلام فرمود: من پول تو را در ميان فرزندان امام حسن و امام حسين تقسيم نمودم، اميدوارم كه خداي رؤف از تو قبول كند و عوض آن را در بهشت به تو عطا فرمايد!

آن مرد جبلي قباله ي حضرت صادق عليه السلام را گرفت و با خود نگاه داشت تا آن موقعي كه عمرش تمام شد و اجلش فرارسيد، وقتي موقع جان دادن او شد همه ي اهل و عيال خود را جمع كرد و در موقع وصيت خود آنان را قسم داد كه اين قباله را در ميان قبر من بگذاريد!!

بازماندگان او به اين وصيت عمل كردند. روز ديگر كه بالاي قبر او رفتند آن قباله را روي قبر يافتند. همين كه آن را خواندند ديدند نوشته: به خدا قسم جعفر بن محمد راجع به آنچه كه از براي من گفته و نوشته بود به وعده ي خود وفا كرد.

نگارنده گويد: بخشش و سخاوت و صدقات علني و آشكار حضرت امام جعفر صادق عليه السلام قابل شماره و احصاء نيست تا چه برسد به بذل و بخششهاي مخفيانه ي آن حضرت.



[ صفحه 36]




ابناء الامام الصادق


جلس الأب و ابناؤه في الغرفة استعدادا للحديث عن أبناء الامام الصادق عليه السلام كما كان الأب قد وعدهم يوم أمس. و بدأ الأب حديثه بالقول مخاطبا به ابنه الأكبر: سألتني يوم أمس عن عدد أبناء الامام الصادق عليه السلام. و قد ذكر الشيخ المفيد أن لأبي عبدالله الصادق عليه السلام عشرة أولاد:

اسماعيل و عبدالله و أم فروة: و أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

و موسي و اسحاق و محمد لأم ولد (و أظنه كان يقصد بها حميدة. كما دلت الروايات انها أم موسي بن جعفر عليه السلام).

و العباس و علي و أسماء و فاطمة لأمهات أولاد شتي [1] .

و قد ذكر جمال الدين (ابن عنبة): ان الامام الصادق عليه السلام قد أعقب من خمسة رجال هم:



[ صفحه 352]



موسي الكاظم عليه السلام. و اسماعيل. و علي العريضي. و محمد المأمون. و اسحاق [2] و ذكر أن ابنه عبدالله الأفطح عاش بعد أبيه سبعين يوما. و مات و لم يعقب [3] .

الابن الأكبر: حدثنا يا أبي عن كل واحد منهم؟

الأب: نبدأ بالحديث عن ابنه عليه السلام الأكبر و هو اسماعيل: كان يعرف بالأعرج.

كان الامام الصادق عليه السلام يبره و يشفق عليه. و كان قوم من الشيعة يظنون أنه الامام بعد أبيه و الخليفة له من بعد اذ كان أكبر أخوته سنا. و منه ظهرت الاسماعيلية و هم القائلون بامامته [4] و تري المباركية أن الامام بعد اسماعيل هو ابنه محمد بن اسماعيل [5] الذي من ولده كان أول خلفاء الدولة الفاطمية: و هو عبيدالله بن محمد بن جعفر بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادق عليه السلام. و كان يلقب بالمهدي و كان حكمه بين 296 ه - 322 ه [6] .

مات اسماعيل في حياة أبيه الصادق عليه السلام. و قد أمر الصادق عليه السلام بوضع سريره علي الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة. و كان يكشف عن وجهه و ينظر اليه. و يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده. و ازالة الشبهة عنهم في حياته [7] و ذلك سنة ثلاث



[ صفحه 353]



و ثلاثين و مائة. قبل وفاة الصادق عليه السلام بعشرين سنة و كان له ابن يسمي محمد. و كانت الميمونية تقول بامامته. قال ابن خداع كان موسي بن جعفر يخافه و يبره و هو لا يترك السعي به الي بني العباس. (عمدة الطالب ص 233).

أما عبدالله والذي كان يدعي بالأفطح (افطح الرجلين أي عريضهما). و قيل أن هذه التسمية جاءت للقائلين بامامته بعد أبيه نسبه لكبيرهم عبدالله بن أفطح.

الابن الأكبر: و هل تعني أن هؤلاء قالوا بامامته يا أبي؟

الأب: نعم يا ولدي. فقد قالت جماعة بامامته. و كانوا يدعون بالأفطحية [8] أو الفطحية [9] .

أما اسحاق: فكان تقيا فاضلا من أهل العلم و الصلاح و الورع و الاجتهاد. و قد روي الناس عنه الحديث. و كان يقول بامامة أخيه موسي بن جعفر عليه السلام. و روي عن أبيه النص بامامة أخيه موسي عليه السلام.

و كان ابن كاسب اذا حدث عنه يقول: حدثني ثقة الرضا اسحاق بن جعفر [10] .

أما محمد بن جعفر: فكان سخيا شجاعا. و يصوم يوما و يفطر يوما. و رأي رأي الزيدية في الخروج بالسيف [11] و كانت الشميطية تري الامامة فيه بعد أبيه الصادق عليه السلام [12] .



[ صفحه 354]



و روي عن زوجته بنت عبدالله بن الحسين انها قالت: ما خرج من عندنا محمد في ثوب حتي يكسوه. و كان يذبح في كل يوم كبشا لأضيافه.

خرج علي المأمون العباسي سنة تسع و تسعين و مائة بمكة المكرمة. و تبعه الزيدية الجارودية. فخرج لقتاله عيسي الجلودي. ففرق جمعه و أخذه. فانفذه الي المأمون. فلما وصل اليه أكرمه و أدني مجلسه. و وصله و أحسن جائزته. و كان مقيما معه في خراسان. يركب اليه في موكب من بني عمه. و كان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته.

و مما روي أن المأمون العباسي أنكر ركوبه اليه في جماعة من الطالبيين. خرجوا علي المأمون في سنة المائتين فآمنهم. فخرج التوقيع اليهم: لا تركبوا مع محمد بن جعفر. و اركبوا مع عبيدالله بن الحسين. فأبوا أن يركبوا. ولزموا منازلهم. فخرج التوقيع: ان اركبوا مع من أحببتم. فكانوا يركبون مع محمد بن جعفر اذا ركب الي المأمون. و ينصرفون بانصرافه.

و توفي محمد بخراسان. فذهب المأمون ليشهده. فلقيهم و قد خرجوا به. فلما نطر الي السرير ترجل و مشي حتي دخل بين العمودين. و لم يزل بينهما حتي وضع. فتقدم فصلي عليه. ثم حمله حتي بلغ به الي القبر. ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتي بني عليه. ثم خرج فقام علي القبر حتي دفن. فقال له عبدالله بن الحسين و دعا له. يا أميرالمؤمنين: انك قد تعبت. فلو ركبت. فقال المأمون له: ان هذه رحم قد قطعت من مئتي سنة [13] .



[ صفحه 355]



و من ولده علي الخارصي. و القاسم الشبيه. و الحسين. و كان علي بالبصرة أيام أبي السرايا. فلما جاء زيد النار بن موسي الكاظم عليه السلام الي البصرة خرج اليه و أعانه. و في رواية أنه لما ضفر أصحاب المأمون بمحمد بن جعفر الصادق عليه السلام علم علي أنه لا يتم له الأمر فخرج من البصرة و خلف زيد بن موسي الكاظم عليه السلام. و توفي الخارصي في بغداد و قبره بها [14] أما القاسم بن محمد بن الامام جعفر عليه السلام فيقال لولده بنو الشبيه. أما الحسين بن محمد فيقال أن له محمد و علي [15] .

أما بالنسبة لعلي العريضي بن الامام الصادق عليه السلام. فكان يكني بأبي الحسين. و هو أصغر ولد الصادق عليه السلام مات أبوه و هو طفل. كان عالما كبيرا روي عن أخيه موسي بن جعفر عليه السلام. و عن ابن عم أبيه الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد. و عاش طويلا الي أن أدرك الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام. و مات في زمانه.

خرج مع أخيه محمد بن جعفر الصادق عليه السلام بمكة. ثم رجع عن ذلك. و كان يري رأي الامامية. و قد روي عن الكليني: أنه دخل عليه الامام محمد الجواد مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فوثب اليه علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء و قبل يده و عظمه. فقال له الامام عليه السلام: يا عم. اجلس رحمك الله. فقال: يا سيدي. كيف اجلس و أنت قائم؟ فلما رجع علي بن جعفر الي مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عم أبيه. و أنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال لهم: اسكتوا. اذا كان الله عزوجل (و قبض علي لحيته) لم يؤهل هذه



[ صفحه 356]



الشيبة. و أهل هذا الفتي و وضعه حيث وضعه. أنكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون. بل أنا عبد له.

فقال الابن الأكبر لأبيه: و لماذا سمي العريضي يا أبي؟

الأب: نسبة الي العريض. و هو واد في المدينة. كان يسكن به. و كان يقال لولده العريضيون و قد اعتب من أربعة رجال هم: محمد و الحسن و أحمد الشعراني و جعفر الأصغر [16] .

أما الامام موسي بن جعفر عليه السلام فسيكون لنا حديثا وافيا عنه ان شاء الله تعالي.

الابن الأكبر: اسع أن البعض يقولون عن الشيعي أنه جعفري. فهل يعنون بذلك الامام جعفر الصادق عليه السلام؟

الأب: نعم يا ولدي. قيل بذلك نسبة الي الامام جعفر الصادق عليه السلام.

الابن الأكبر: و لماذا يا أبي؟ و هل الشيعة وجدت في فترة أمامه جعفر الصادق عليه السلام؟

الأب: لا يا ولدي. لقد وجدت الشيعة منذ أن كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حيا.

الابن الأكبر: و كيف ذلك يا أبي؟ والناس كانوا حينها كلهم مسلمون. لا شيعي و لا سني.

الأب: أعلم يا ولدي أن الكل هم مسلمون حتي في وقتنا الحاضر هذا. سواء كانوا من الشيعة أو السنة. الا أن الشيعة قد



[ صفحه 357]



وجدوا منذ أن كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حيا. و هو صلي الله عليه و آله و سلم من سماهم (شيعة علي بن أبي طالب). أما الفرق الاسلامية التي يقال لها حنفية و شافعية و مالكية و حنبلية و غيرها فقد وجدوا بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأكثر من مئة عام. أي في فترة الامام جعفر الصادق فما دون عدا الفرق التي خرجت من الشيعة الأصل.

الابن الأكبر: أوضح لي ذلك أكثر يا أبي؟

الأب: لو عدنا يا ولدي الي الفترة الأولي من الاسلام حيث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان حيا و منه يؤخذ التشريع عن الله جل جلاله. كان المسلمون وحدة واحدة لا تتجزأ. كل فرد فيهم يود لو ينال كل ما تأتي به السماء من حكم أو تشريع. و هم بذلك بين من يبحث عن المصدر الذي يأخذ منه الأحكام و التشريعات. و بين من ينتظر من يحدثه بذلك و لا يسعي اليه. و هذا بحد ذاته قد أبان نوعية الايمان و مدي الاخلاص عند المسلمين. و لعدم امكانية الأخذ من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مباشرة. صار المسلمون كل منهم يبحث من بين الصحابة من يراه يلبي حاجته هذه و هو واثق بصحة ما ينقله اليه. و ما يجيبه عن استفساراته و أسئلته. فراح البعض يلازم علي عليه السلام لأنه وجده أعلم الناس بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و أقربهم اليه. و أوفرهم حظا بتعليمه. اضافة الي كونه أكثرهم ذكاء و نصيبا بذكر الله تعالي في كتابه الكريم. و رسوله في أحاديثه الشريفة. أما الباقون فانهم التجأوا الي هذا من الصحابة أو ذاك.

فبرز حينئذ من بين المسلمين من هو أكثر اخلاصا و وفاء و عملا بتعاليم الاسلام و أحكامه. فكان نصيب الملازمين لعلي عليه السلام الحظ الأوفر و الأكثر تميزا. مما جعل من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يذكرهم بخير دائما لاتزامهم و اخلاصهم و استعدادهم للتضحية من أجل الاسلام



[ صفحه 358]



كدين، و شرائعه و أحكامه كقانون يجب أن يسري و يطبق دون هوي أو مصلحة أو رياء. و كان من بين هذه الأحاديث النبوية الشريعة كقوله صلي الله عليه و آله و سلم:

يا علي. أنت سيد في الدنيا. سيد في الآخرة. حبيبك حبيبي و حبيبي حبيب الله. و عدوك عدوي و عدوي عدو الله [17] .

و قوله صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام و علي مسمع جمع من المسلمين كبير:

أنت الصديق الأكبر. و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل. و في رواية: و أنت يعسوب الدين [18] و في رواية: و أنت يعسوب المؤمنين [19] .

و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: علي باب علمي [20] و مبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي [21] .

ثم قوله موصيا المسلمين: اني تركت فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي آل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا.

و بناء علي هذه الأحاديث و غيرها و ما جاء في كتاب الله العزيز كقوله تعالي: (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين (119)). و قوله تعالي: (و السابقون السابقون (10) أولئك المقربون (11)). و قوله تعالي: (انما وليكم الله و رسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم



[ صفحه 359]



راكعون (55) و من يتول الله و رسوله والذين ءامنوا فان حزب الله هم الغالبون (56)). و غيرها من الآيات التي ذكر الله تعالي بها عليا عليه السلام بخير في وقت ذكر فيه غيره من الصحابة بغير ما ذكر به سبحانه و تعالي عليا عليه السلام.

كل هذا و غيره الكثير دفع الملازمين لعلي عليه السلام أن يعملوا علي تقوية هذه الرابطة التي مع علي عليه السلام و حينها اطلق عليهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لفظ شيعة علي كما في حديثه الشريف: والذي نفسي بيده (ثم أشار عليه السلام لعلي بيده) ان هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة [22] .

و حينما نزل قوله تعالي: (ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية (7)). قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين [23] و أخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ألم تسمع قول الله: ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية. هم أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض. اذا جاءت الأمم للحساب. تدعون غرا محجلين. و في نهاية ابن الأثير في مادة (قمح) قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: ستقدم علي الله أنت و شيعتك راضين مرضيين. و يقدم عليك عدوك غضابا مقمحين. ثم جمع يده صلي الله عليه و آله و سلم الي عنقه يريهم كيف الا قماح. و غير هذه الأحاديث الكثير و كلها تؤكد أن تسمية شيعة علي عليه السلام كانت من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دون غيره و أنه صلي الله عليه و آله و سلم امتدحهم و بشرهم بكل خير يوم القيامة. و لم يكن حينها ذكر لغير هذه الفئة من الناس.

و مضت الخلافة الراشدة. و جاءت خلافة بني أمية. فظهرت



[ صفحه 360]



للوجود تسميه لم تدم و ذلك لموبقاتها. ألا و هي شيعة بني أمية أو شيعة بني سفيان. و انتهت هذه الفئة التي حكمت هي علي نفسها بالموت و سوء الذكر. و خرجت من الشيعة فئة أضلها الشيطان بخروجها عن النهج القويم الذي رسمه المصطفي و التزمت به شيعة علي عليه السلام. و كانوا كشيعة بني أمية منبوذين من قبل المسلمين جميعا. و ظهرت غيرهم كالكيسانية و الجارودية و الزيدية و الاسماعيلية و الادريسية و الأفطحية و غيرها من الفئات و منها من لا زال اسمه موجودا و منهم من انتهي أمرهم و دعوتهم. ثم جاء دور الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فظهرت فئات أخري كالأشعرية و المعتزلة ثم ظهرت جماعات غيرها كالجبرية و المفوضة أو التفويضية ثم ظهرت مذاهب جديدة كان مؤسسيها من تلامذة الامام الصادق أو تلامذة لتلاميذه و كمثال علي ذلك:

مالك بن أنس ولد سنة (95) خمس و تسعين و توفي سنة (179) تسع و سبعين و مائة. فقد أخذ العلم من ربيعة الرائي و هذا علي عكرمة و هذا علي عبدالله بن عباس و هذا علي أميرالمؤمنين علي عليه السلام [24] .

و الشافعي المولود سنة مائة و خمسين و المتوفي سنة مائتين و أربعة. فقد أخذ العلم علي محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة و علي مالك بن أنس [25] .

أبوحنيفة النعمان المولود سنة ثمانين و المتوفي سنة خمسين



[ صفحه 361]



و مائة. فقد قرأ علي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام و هذا ينتهي بعلمه الي أميرالمؤمنين عليه السلام.

أحمد بن حنبل المولود سنة أربع و ستين و مائة و المتوفي سنة احدي و أربعين و مئتين. فقد أخذ علمه علي الشافعي.

و الأشعريون فهم ينتمون الي أبي الحسن علي بن أبي الحسن بن أبي بشير الأشعري المولود سنة سبعين و مئتين و المتوفي سنة نيف و ثلاثين و ثلثمائة. و هو تلميذ أبي الحسن الجبائي و أبوعلي هذا أحد مشايخ المعتزلة الذين علمهم من واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

و المعتزلة فكبيرهم واصل بن عطاء تلميذ عبدالله بن محمد بن الحنفية.

و أهل الطريقة و التصدق الي علي عليه السلام ينتمون و به يقتدون كما ذكر الشبلي و الجنيد و السري و معروف الكرخي و غيرهم.

و أما الزيدية فمرجعهم الي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

و من كل ما قدمناه يتبين لنا أن الشيعة ليسوا مذهبا من هذه المذاهب. و لا هم ممن استحدثوا لهم فكرا و نهجا. و انما كان نهجهم و ما زال الاسلام الحق الذي رسمه المصطفي محمد و سار علي هديه علي عليه السلام آخذا بأيدي شيعته. و تبعوه بذلك آل البيت النبوي الأطهار عليه السلام.

أما كيف جاءت تسميتهم بالجعفرية أو الاثنا عشرية أو الامامية فلكي يميزوا عن غيرهم في تلك الأزمان. و علي سبيل المثال:



[ صفحه 362]



سموا بالجعفرية في فترة كان غيرهم ينتمي في مذهبه الي زيد أو عمر من أصحاب المذاهب و سموا بالامامية لأنهم مؤمنين بأن الأئمة من آل البيت النبوي الأطهار. و أنهم معينين من قبل الله جل جلاله وحده. و أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أشار اليهم. و كل امام يشير الي الأمام الذي بعده.

و سموا الاثنا عشرية لأن غيرهم آمنوا بالأئمة و لكن اختلفوا في بعضهم و في عددهم.

الابن الأكبر: يعني أن اسمهم الأول و الأخير هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام؟

الأب: نعم يا ولدي هم شيعة علي عليه السلام و أتباعه. كما هم شيعة أي امام بعد أميرالمؤمنين علي عليه السلام و أتباعهم ان شاء الله تعالي.

الابن الأكبر: لم تحدثنا عن الامام موسي بن الامام جعفر الصادق يا أبي.

الأب: قلت لكم. ان لنا حديثا خاصا عنه ان شاء الله.




پاورقي

[1] راجع كشف الغمة للأربلي ج 2 ص 392.

[2] راجع كتابنا أنساب آل البشير و كتابنا أميرالمؤمنين عليه السلام في مكة و المدينة. و كتاب عمدة الطالب ص 196 - 195.

[3] نفس المصادر السابقة.

[4] نفس الملل و النحل. و تاريخ التمدن الاسلامي ج 4 ص 124.

[5] الملل و النحل ص 168 - 167 و 191.

[6] راجع دول الشيعة في التاريخ لمحمد جواد مغنية و ذكر جرجي زيدان في كتابه تاريخ التمدن الاسلامي ابن عبيدالله ابن محمد بن الامام جعفر الصادق عليه السلام.

[7] كشف الغمة ج 2 ص 392.

[8] الملل و النحل 167.

[9] كشف الغمة ج 2 ص 393.

[10] كشف الغمة، ج 2 ص 393.

[11] نفس المصدر السابق.

[12] الملل و النحل، ص 167.

[13] كشف الغمة، ج 2 ص 394.

[14] عمدة الطالب، ص 247.

[15] المصدر السابق، ص 246.

[16] راجع عمدة الطالب ص 241 و هامش 242. و كتابنا أنساب آل البشير.

[17] أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 128.

[18] أخرجه الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 155.

[19] عن الحاكم و القرشي في شمس الأخبار، ص 35.

[20] رواه ابن حجر في الصواعق، ص 122.

[21] أخرجه الديلمي عن أبي ذكر كما في كنزالعمال ج 6 ص 156 و الصواعق ص 75 و كشف الخفاء ج 1 ص 204.

[22] أخرجه ابن عساكر عن جابر بن عبدالله الأنصاري.

[23] أخرجه ابن عدي عن ابن عباس.

[24] راجع علي و حقوق الانسان جورج جرداق المجلد الأول ص 98 و كتابنا أميرالمؤمنين عليه السلام في مكة و المدينة.

[25] راجع كتابنا أميرالمؤمنين عليه السلام في مكة و المدينة.


وصاياه


و هذا الموضوع وحده - وصايا الامام عليه السلام - يحتاج الي كتاب مستقل، فكل كتاب يتعرض لسيرته عليه السلام تجد فيه الكثير من وصاياه و نصائحه و توجيهاته عليه السلام.

و تختلف هذه الوصايا فتارة تكون موجهة لفرد، و أخري لجماعة، و ربما حملها عليه السلام لبعض خواصه علي أن يبلغها شيعته و أصحابه - كما في وصيته عليه السلام لزيد الشحام، و المفضل بن عمر.

و أما أحوجنا اليوم الي الأخذ بهذه الوصايا و النصائح لنستعيد ماضينا المجيد، و ننهض بالاسلام رسالة عزنا التليد، و ليس المهم - فيما أحسب - هو قراءة هذه الوصايا و حفظها، و انما هو العمل بها، و قسر النفس علي تطبيقها.

نعود فنذكر قبسا منها:



[ صفحه 56]



1- من وصية له عليه السلام الي ولده موسي الكاظم عليه السلام: «يا بني: اقبل وصيتي، و احفظ مقالتي، فانك ان حفظتها تعش سعيدا، و تمت حميدا.

يا بني: انه من رضي بما قسم له استغني، و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسم الله عزوجل اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.

يا بني: من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم.

يا بني: اياك أن تزري بالرجال فيزري بك، و اياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك.

يا بني: قل الحق لك أو عليك، تستشان [1] من بين أقرانك.

يا بني: كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا،



[ صفحه 57]



و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف.

يا بني: اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا فرع الا بأصل، و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب.

يا بني: اذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار، فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها».

قال علي بن موسي: فما ترك أبي هذه الوصية الي أن مات [2] .



[ صفحه 58]



2- من وصية له عليه السلام لحمران بن أعين:

«أنظر من هو دونك في المقدرة و لا تنظر الي من هو فوقك، فان ذلك اقنع لك بما قسم الله لك، و أحري أن تستوجب الزيادة منه عزوجل، و أعلم أن العمل الدائم القليل علي اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير علي غير يقين، و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله، و الكف عن أذي المؤمنين و اغتيابهم، و لا عيش أهنأ من حسن الخلق، و لا مال أنفع من القناعة باليسير المجزي، و لا جهل أضر من العجب» [3] .

3- من وصية له عليه السلام الي زيد الشحام أمره بتبليغها:

قال زيد الشحام: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: «اقرأ من تري أنه يطيعني منكم و يأخذ بقولي السلام، و أوصيكم بتقوي الله عزوجل، و الورع في دينكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم.



[ صفحه 59]



أدوا الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا و فاجرا، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يأمر بأداء الخيط و المخيط. صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، و أدي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، و يسرني ذلك، و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفر، و اذا كان غير ذلك، دخل علي بلاؤه وعاره و قيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني أبي: أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها: أداهم للأمانة، و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم للحديث، اليه وصاياهم و ودائعهم، تسأل العشيرة عنه و يقولون: من مثل فلان؟ انه أدانا للأمانة، و أصدقنا للحديث» [4] .

4- من وصية له عليه السلام الي المفضل بن عمر أمره أن يبلغها شيعته:

«أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي: أداء الأمانة الي من ائتمنك، و أن ترضي لأخيك ما ترضاه لنفسك، و اعلم أن



[ صفحه 60]



للأمور أواخر فاحذر العواقب، و ان للأمور بغتات فكن علي حذر، و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا، و لا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه» [5] .

5- من وصية له عليه السلام الي سفيان الثوري:

قال سفيان الثوري: لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فقلت: يا ابن رسول الله أوصني، فقال: «يا سفيان لا مرؤة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسيي ء الخلق.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.

فقال لي: يا سفيان: ثق بالله تكن مؤمنا، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل.

فقلت: يا ابن رسول الله زدني.



[ صفحه 61]



فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة، و غني بلا مال - و هيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته.

فقلت يا ابن رسول الله زدني.

فقال: يا سفيان أدبني والدي بثلاث و نهاني عن ثلاث، فأما اللاتي أدبني بهن فانه قال لي: يا بني من يصحب السوء لا يسلم، و من لا يملك لسانه يندم، و من يدخل مداخل السوء يتهم.

قلت يا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن.

قال: نهاني أن أصاحب حاسد نعمة، و شامتا بمصيبة، أو حامل نميمة.

ثم أنشدني:



عود لسانك قول الخير تحظ به

ان اللسان لما عودت معتاد



موكل بتقاضي ما سننت له

في الخير و الشر فانظر كيف تعتاد» [6] .



6- من وصية له عليه السلام السلام الي أبي أسامة:



[ صفحه 62]



«عليك بتقوي الله، و الورع، و الاجتهاد، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و حسن الخلق، و حسن الجوار، و كونوا دعاة الي أنفسكم بغير ألسنتكم، و كونوا زينا و لا تكونوا شينا و عليكم بطول الركوع و السجود» [7] .

7- من وصية له عليه السلام الي المنصور العباسي حينما قال له: حدثني عن نفسك بحديث اتعظ به و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات.

فقال عليه السلام: «عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا، أو تداوي حقدا، أو يحب أن يذكر بالصولة، و أعلم بأنك ان عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به الا العدل و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر».

قال المنصور: وعظت فأحسنت، و قلت فأوجزت [8] .



[ صفحه 63]



8- من وصية له عليه السلام الي أصحابه:

«استنزلوا الرزق بالصدقة، وحصنوا المال بالزكاة، و ما عال من اقتصد، و التدبير نصف المعيشة، و التودد نصف العقل، و قلة العيال أحد اليسارين، و من أحزن والديه فقد عقهما، و من ضرب يده علي فخذه عند مصيبة فقط حبط أجره، و الصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب و دين، و الله تعالي ينزل الرزق علي قدر المؤونة، و منزل الصبر علي قدر المصيبة، و من أيقن بالخلف جاد بالعطية، و من قدر معيشته رزقه الله، و من بذر معيشته حرمه الله» [9] .

9- من وصية له عليه السلام الي بعض أصحابه:

«اذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا الا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، و لا يكون له رجاء الا من عند الله عز ذكره فاذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا الا أعطاه. فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فان للقيامة خمسين موقفا، كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا (في يوم



[ صفحه 64]



كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون» [10] .

10- من وصية له عليه السلام لجميل بن دراج:

«خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم، و من صالح الأعمال البر بالاخوان و السعي في حوائجهم، و في ذلك مرغمة للشيطان، و تزحزح عن النيران، و دخول الجنان.

يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك.

قال: جعلت فداك من غرر أصحابي؟

قال: هم البارون بالاخوان في العسر و اليسر.

ثم قال: يا جميل أما ان صاحب الكثير يهون عليه ذلك و قد مدح الله عزوجل صاحب القليل فقال: (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)» [11] .

11- جاء اليه رجل فقال له: بأبي أنت و أمي عظني موعظة.



[ صفحه 65]



فقال عليه السلام:

«ان كان الله تبارك و تعالي قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا، و ان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا، و ان كان الحساب حقا فالجمع لماذا، و ان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا، و ان كانت العقوبة من الله عزوجل النار فالمعصية لماذا، و ان كان الموت حقا فالفرح لماذا، و ان كان العرض علي الله عزوجل حقا فالمكر لماذا، و ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا، و ان كان الممر علي الصراط حقا فالعجب لماذا، و ان كان كل شي ء بقضاء و قدر فالحزن لماذا، و ان كانت الدنيا فانية فالطمأنينة اليها لماذا؟» [12] .

12- عن خيثمة قال: قال لي جعفر عليه السلام:

«أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند الله الا بعمل، و أبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم يخالفه الي غيره».

13- من وصية له عليه السلام الي بعض أصحابه كتبها اليه



[ صفحه 66]



جوابا لكتابه:

«أما بعد فاني أوصيك بتقوي الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الي ما يحب، و يرزقه من حيث لا يحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم، و يأمن العقوبة من ذنبه، فان الله عزوجل لا يخدع عن جنته، و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاءالله» [13] .

14- عن أبي بصير قال: دخلت علي أم حميدة أعزيها بأبي عبدالله عليه السلام، فبكت و بكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أباعبدالله عندالموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة، فلم نترك أحدا الا جمعناه، فنظر اليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة [14] .



[ صفحه 67]




پاورقي

[1] تستشان: أي يكون لك شأن و منزلة.

[2] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 207 الامام الصادق للمظفري: 2 / 40. مطالب السؤول: 2 / 57، الامام الصادق لمحمد أبي زهرة 67، صفة الصفوة: 2 / 95. الفصول المهمة 210 غررالغرر 50، نورالأبصار 214. كشف الغمة: 233. حياة الامام الصادق للسبيتي: 28.

[3] تحف العقول، 265، أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 193. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 110.

[4] الامام الصادق للمظفري: 2 / 53.

[5] أصول الكافي: 2 / 636، تحف العقول: 270. أعيان الشيعة: 4 / 197. الامام الصادق للمظفري: 2 / 63. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 120.

[6] حياة الامام الصادق للسبيتي 37.

[7] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 209. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 89.

[8] أمالي الشيخ الصدوق: 491.

[9] حلية الأولياء: 3 / 195. أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 205.

[10] الروضة من الكافي 143.

[11] الخصال 97.

[12] التوحيد 376.

[13] الروضة من الكافي: 49.

[14] عقاب الأعمال: 288.


آگاهي داشتن از غيب


روايت شده است: فردي به نام داوود، نزد امام صادق (عليه السلام) حاضر بود، امام صادق )عليه السلام( فرمود: «اي داوود! من بين اعمال روز پنج شنبه ي تو، يك صله رحم مي بينم، تو مرا با اين عملت، خوشنود نمودي».

داوود پسر عمه اي داشت كه دشمن اهل بيت (عليهم السلام) بود و تازگي ها از او به داوود خبر آورده بودند كه زندگي سختي دارد و داوود قصد داشت در چند روز آينده، به مكه برود و ديداري از پسر عمه اش داشته باشد و اين در حالي بود كه اين كار در ذهن داوود بود، ولي امام (عليه السلام) از آن آگاهي داشت.



[ صفحه 26]




ويژگيهاي اخلاقي و رفتاري امام صادق


ابونعيم اصفهاني در حلية الاوليا مي نويسد: يكي از ايشان (اهل بيت (ع)) امام ناطق و صاحب زمان آنان ابوعبدالله جعفر بن محمد است. وي همواره به عبادت و خضوع روي مي كرد و عزلت و خشوع را برمي گزيد و از رياست كردن و تشكيل دسته و گروه دادن پرهيز مي داد.

يافعي در مرآة الجنان، در وصف امام صادق (ع) آورده است: ابوعبدالله جعفر صادق سروري بزرگوار، سلاله ي نبوت و معدن فتوت بوده در مناقب ابن شهرآشوب آمده است: مالك بن انس مي گفت: «ديدگان من كسي را از نظر فضل و علم و تقوا برتر از جعفر بن محمد نديده است. او همواره از سه حالت بيرون نبود يا روزه مي داشت و يا به نماز مي ايستاد و يا در حال گفتن ذكر بود. او از بزرگان بندگان و زاهداني بود كه از پروردگارشان مي ترسيدند. بسيار حديث مي گفت و خوش مشرب و پرفايده بود». ابونعيم در حلية الاوليا به سند خود از عمرو بن مقدام نقل كرده است كه گفت: «هرگاه به جعفر بن محمد مي نگريستم درمي يافتم كه از او سلاله ي پيامبران است.»

عادت هر روزه ي امام صادق آن بود كه پس از به جا آوردن نماز عشاء و گذشت پاسي از شب، انباني از نان و گوشت و نيز مقداري پول بر دوش مي گرفت و به خانه ي نيازمندان شهر مدينه مي برد و بدون آنكه آنها وي را بشناسند، غذا و پول را در ميانشان تقسيم مي كرد. تنها هنگامي كه امام (ع) از دنيا رفت و آن غذا و پول قطع شد، همه دانستند كه آن مرد امام صادق (ع) بوده است.


دقت در خوراك


«شيعتنا لاياءكلون الجري... و لا يشربون مسكرا»; شيعيان ما مارماهي نمي خورند... و شراب نمي نوشند.


نيرو سازي


از جمله روش هاي امام صادق (ع) در برخورد با غُلات، نيرو سازي بود. امام مي دانست مبارزه جدي با اين مسئله مهم نياز به نيروسازي و تربيت افراد دارد.از اين رو به تربيت بعضي پرداخت تا مسير امام را ادامه دهند. در روايتي مستند از امام صادق (ع) آمده است كه آن حضرت با اشاره به اصحاب ابي الخطاب به مفضّل فرمود: «يا مفضّل لا تقاعدوهم و لا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تصافحوهم و لا تواثروهم؛ [1] اي مفضّل! با غُلات نشست و برخاست نكنيد و با آنان هم غذا نشويد و دست دوستي به سوي آنان دراز نكنيد و به مبادله فرهنگي و علمي با آنان نپردازيد.»

گرچه از حديث فوق، قطع رابطه مفضّل با غلات برداشت مي شود، اما امام با اين جملات در صدد فرهنگ سازي و رشد فكري ياران خود بود. شاگردان او نيز در مبارزه با غلات موفق بودند، زيرا آنان مسير امام را ادامه داده و با غاليان برخوردي جدّي داشتند. اين امر از گسترش و اشاعه فرهنگ غلو جلوگيري كرد و باعث شد فعاليت هاي غاليان كم رنگ شود.


پاورقي

[1] شيخ طوسي، اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 586.


جدل به معناي عام


جدل در اين معنا، همان رويارويي هايي است كه به هدف غلبه يافتن و اسكات خصم به كار گرفته مي شود و در همين معناست كه مرحوم مظفر مناظره را با جدل مترادف مي داند. [1] ابن خلدون مي گويد:



[ صفحه 33]



جدل در اصطلاح استدلال هاي فقهي عبارت از شناختن آداب مناظره اي است كه ميان پيروان مذاهب فقهي و جز آنان روي مي دهد... جدل عبارت از شناسايي قواعد، حدود و آداب استدلالي است كه به وسيله آن انسان به حفظ عقيده يا بطلان آن، رهبري شود؛ خواه آن رأي از فقه باشد، يا از علوم ديگر. [2] .


پاورقي

[1] المنطق المظفر، ص 321.

[2] مقدمه ابن خلدون، ابن خلدون، عبدالرحمن، ج 2، ص 931 (فصل نهم)، مترجم: محمد پروين گنابادي، چاپ چهارم، مركز انتشارات علمي و فرهنگي، 1362 ه ش.


ياد جاودان




«اين راه را نهايت، صورت كجا توان بست؛»

«كش صد هزار منزل، بيش است در بدايت»



«حافظ»

مردي كه «ابوالخطاب» خوانده مي شد و روزگاري در جمع اصحاب «امام صادق» مي نشست؛ ناگهان آوازه در انداخت كه «جعفر بن محمد» خداست!

از «عبدالله بن سبأ» كه بر «اميرالمؤمنين علي (ع)» گمان خدايي بست، در جاي خويش نامي آورده ايم، پس از وي ريشه ي پندار باطل او شاخه ها كرد و بسي از مردم گمراه ديگر، به «علي (ع)» و پاره از فرزندزادگان او نسبت الوهيت دادند!

در ميان اين فرقه هاي گمراه كه نام «غلاة» يافته اند، دسته هايي پيدا شدند



[ صفحه 264]



كه رسول اكرم و دختر پاكيزه گوهر وي «فاطمه (ع)» را نيز خدا خواندند، همچنين بر «حسن بن علي (ع)» و «حسين بن علي (ع)» اين اعتقاد بستند و كار بدانجا كشيد كه صنفي چند از ايشان، در الوهيت «ابوهاشم بن محمد حنفيه» و «محمد بن عبدالله حسني» و جز آن سخن گفتند!

ظاهر چنين است كه سردستگان اين فرق، يعني آن كسان كه نخستين بار به ابراز عقيده ي ناصواب خويش جسارت جسته و مردمي را در كنار خويش گرد آورده اند، يا به ضلالت انديشه راه خطا رفته اند و يا به منظور مهتري جستن، پاي بر سر حقيقت نهاده و دست به اغوا و فريب ديگران گشوده اند.

در عصر «امام باقر، محمد بن علي (ع)»، «ابومنصور» نامي، امام را به الوهيت نسبت داد، آن پيشواي بزرگ او را از خويش براند و از وي برائت جست.

از آن به بعد و از پس رحلت «امام باقر (ع)»، «ابومنصور» دعاوي ديگر آورد و گروهي از مردم «بني كنده» نيز با وي همراه شدند، ليكن در سرانجام، «يوسف بن عمر» والي كوفه او را بگرفت و بردار كرد [1] .

به روزگار «جعفر بن محمد (ع)» نيز، رويدادي بدينسان پديد آمد و «ابوالخطاب، محمد بن ابي زينب»، وي را نسبت خدايي داد.

امام، به دعوي باطل و بيجاي «ابوالخطاب» سخت برآشفت، بيزاري خويش بنمود و بر او لعنت فرستاد، ليكن «ابوالخطاب» كار خود رها نكرد و ضمن آنكه دعوي امامت و نبوت خويش نيز بر آن مدعا افزود، مردم را به باور سخن خويش خواند.

«جعفر بن محمد (ع)» را گفتند كه «ابوالخطاب» از قول او مي گويد:

- چون حق را شناختي، باك مدار و آنچه مي خواهي بكن!

امام گفت:



[ صفحه 265]



لعنت خداوند بر او باد، من چنين سخني نگفته ام [2] .

«ابوالخطاب» به پيروان خود جميع محرمات را مباح گردانيد و چون بر آنان اداي فرائض گراني مي كرد، با وي گفتند:

- اين امور را بر ما سبك گردان.

«ابوالخطاب» يكباره ايشان را به ترك فرائض خواند و از رنج به جاي آوردن آن اعمال رهانيد. [3] .

چون دعوي «ابوالخطاب» سخت آشكار شد و روز به روز بر شماره ي تابعان او افزوده گشت، «عيسي بن موسي» كه ولايت كوفه داشت، به دفع غائله ي وي كمر بست و روزي كه مدعي كذاب با هفتاد تن از پيروان خويش در مسجد آن شهر گرد آمده بود، فرمان داد تا ايشان را در حصار گيرند و از ميان بردارند.

در آن حال، پيروان «ابوالخطاب» سلاحي با خود نداشتند و ناگزير با سنگ و چوب و كارد آماده ي نبرد شدند.

«ابوالخطاب» ياران خود را گفت:

- چوب هاي شما بر پيكر اين قوم، اثر نيزه و شمشير مي كند و سلاح ايشان شما را هرگز آسيب نرساند، بكوشيد و از نبرد روي نتابيد!

رزمندگان از دو سوي در هم افتادند، دسته اي با نيزه و شمشير و گروهي با چوبدست و سنگ و كارد. به زودي سه تن از ياران «ابوالخطاب» در خون خويش غوطه زدند و به كام مرگ رفتند، بازماندگان آن گروه به پيشواي خود گفتند:

- مگر نبيني كه شمشير و نيزه با جان ما چه مي كند و در پيكر ما چگونه تأثير مي گذارد؟

«ابوالخطاب» گفت:

- اين گناه از من نيست بلكه خواست خداوند بگرديده است و او خواهد



[ صفحه 266]



تا شما را بدين محنت بيازمايد، چون خواست خداي چنين شد، دل به مرگ سپاريد و خويشتن به كشتن دهيد!

ديگر ياران «ابوالخطاب» نيز كه در آن تنگنا مانده بودند، كشته شدند و او خود زنده به چنگ سربازان حكومت كوفه افتاد، «عيسي بن موسي» وي را بردار كرد و آنگاه سر او و سرهاي تني چند از يارانش را به نزد «منصور» فرستاد، خليفه فرمان داد، سرها را سه روز بر دروازه ي بغداد بياويزند و سپس بسوزانند.

پس از قتل «ابوالخطاب» و جمعي از تابعان وي، ديگر پيروانش گفتند كه او هرگز كشته نشد و از ياران او كسي به قتل نرسيد، بلكه ايشان به فرمان «جعفر بن محمد» در مسجد گرد آمدند و پيكار كردند و اندكي نيز آسيب نديدند، سپس از مسجد بيرون شدند و هيچ كس آنان را نديد و در اثناي جنگ، سربازان «عيسي بن موسي» يكديگر را مي كشتند و گمان مي بردند كه ياران «ابوالخطاب» را كشته اند!

او، به آسمان رفت و به شمار فرشتگان درآمد [4] .

پس از «ابوالخطاب» جمعي از پيروانش مردي را كه موسوم به «معمر» بود جانشين وي شناختند و سر به طاعت او سپردند.

«معمر» نيز شرب خمر و زنا و ديگر محرمات را بر ياران خود حلال گردانيد و ايشان را به ترك فرائض خواند!

اين جماعت را كه «معمريه» نام دارند، به بقاي جهان اعتقاد بود و مي پنداشتند كه مراد از بهشت، آن خوشي ها و نعمت ها است كه مردم را در اين جهان بهره مي گردد و جهنم نيز رنج ها و مشقت هايي است كه هم در اين عالم نصيب افراد بشر مي شود!



[ صفحه 267]



گروهي ديگر از پيروان «ابوالخطاب» پس از مرگ پيشواي دروغزن خويش، «بزيغ» نامي را جانشين او و امام خود شناختند و «بزيغيه» نام يافتند.

«بزيغيه» مي پنداشتند كه خداوند، خويش را در هيأت «جعفر بن محمد» به خلق نمايانده است! و نيز معتقد بودند كه ايشان هرگز نمي ميرند، بلكه پس از پايان زندگي در اين جهان، به ملكوت باز مي گردند!

دسته ي سوم از تابعان «ابوالخطاب» بعد از قتل او «عمير بن بيان عجلي» را به پيشوايي برگزيدند.

اين قوم گمراه را «عميريه» و «عجليه» مي خوانند، «عمير بن بيان» با باران خويش در كناسه ي كوفه خيمه اي افراشته بود و در آنجا وقت ايشان به پرستش «جعفر بن محمد (ع)» مي گذشت!

چهارمين فرقه از آن قوم، «مفضليه» نام گرفته اند، اين فرقه نيز به «امام جعفر بن محمد (ع)» نسبت ربوبيت مي داد، در حالي كه «جعفر بن محمد (ع)» بيزاري خود را از يكايك اين فرقه هاي ضاله مي نمود و از اقوال باطل و اعمال ناصواب ايشان، به خداوند بزرگ و بي همتا پناه مي جست...

در توفان انقلاب هاي سياسي كه از اواخر عمر حكومت «بني اميه» آغاز شده بود و تا روزگار «منصور» ادامه يافت، جامعه ي مسلمان حكم كشتي شكسته اي را داشت كه هر دم دستخوش امواج شديد اين آشوب هاي سهمگين مي گشت و سكون و ثبات نمي پذيرفت.

خروج «زيد بن علي» در كوفه، واقعه ي «يحيي بن زيد» در خراسان، شورش هاي خوارج در يمن و حجاز و عراق، منازعات «نصر بن سيار» و «جديع



[ صفحه 268]



كرماني»، قيام «ابومسلم» خروج «عبدالله بن معاويه» تني ديگر از «آل ابيطالب»، جنگ هاي خانگي آخرين خلفاي «بني اميه»، پيشروي هاي سياه جامگان خراساني در ايران و عراق، سقوط «مروان بن حكم» و استقرار حكومت «بني عباس»، طغيان «عبدالله بن علي» در شام، خروج «محمد بن عبدالله حسني» و برادرش «ابراهيم» در مدينه و بصره، با منازعات و كشمكش هاي بسيار ديگر قلمروهاي اسلامي را به آشفتگي و هرج و مرجي پي در پي و مداوم كشيده بود و بر اين آشوب ها و مجادلات سياسي، انقلابات مذهبي نيز افزوده مي شد و نظام اجتماعي جامعه ي مسلمين را به نحوي عجيب متزلزل مي كرد.

در هياهوي هول آور توفان مهيب آن حادثات و در هنگامه ي وحشت انگيز آن روزگار فتنه و آشوب، «جعفر بن محمد (ع)» را مي بينيم كه همچون كوهي استوار، به اجراي وظيفه ي سنگين و خطير خويش قيام كرده است.

بسياري از تاريخ نويسان، گيرودارها و مجادلات و اشتغالات سياسي خلفاي «بني اميه» و «بني عباس» را زمينه اي مناسب در جهت ترويج معارف مذهب شيعه انگاشته و از سخن خويش اين نتيجه را حاصل كرده اند، كه «امام جعفر بن محمد (ع)» بر اثر آن عوامل، امكان احياء سنت ها و شعائر آيين مقدس اسلام را به دست آورده است.

در توفيق امام، به سامان بخشيدن مذهب شيعه و تكامل آن و ترويج شعائر دين و تجديد سنت ها و مقررات اسلام، سخني نيست، ليكن اين توفيق را به شخصيت ممتاز و موجوديت بيمانند و توانايي عجيب و حسن تدبير و دورانديشي و بصيرت كامل و احاطه ي بي چون و چراي «جعفر بن محمد (ع)» بر احوال و كيفيات عصر خويش بايد منحصر دانست، زيرا عوامل سياسي نه تنها زمينه ساز اجراي وظيفه ي خطير او نبوده اند، بلكه به حقيقت، همان عوامل همواره وجود مقدس امام را در معرض خطر و تهديد مي داشته اند.

«جعفر بن محمد (ع)» از سرآغاز دوران امامت خويش و شايد پيش از



[ صفحه 269]



آن، در عرض اين خطر بوده است، از همان ايامي كه داعيان عباسي دعوت خويش را به نام «الرضا من محمد» آغاز كردند و نام اصلي صاحب دعوت بر دستگاه خلافت اموي پوشيده ماند، گمان «بني اميه» بر «امام محمد بن علي (ع)» و «امام صادق (ع)» انگيخته شد، زيرا آن دستگاه از انعطاف و توجه افكار مسلمين به فرزندان «علي (ع)» كه نيز «آل محمد (ص)» به شمار مي رفتند، آگهي داشت و چشم و چراغ دودمان علوي در آن عصر، «امام محمد بن علي (ع)» و فرزند بزرگوارش «امام جعفر بن محمد (ع)» بودند.

مگر آن كه حسن تدبير و كياست «امام باقر (ع)» و «امام صادق (ع)» دودمان علوي را از صدمت لبه ي تيز شمشير بدگماني خلفاي اموي بر كنار داشت و آن دو پيشواي عاليقدر در چنان احوالي به ادامه ي وظيفه ي الهي و بزرگ خود، موفق شدند.

خروج «زيد بن علي بن حسين (ع)» در عصر «هشام بن عبدالملك» و پس از آن، واقعه ي فرزندش «يحيي بن زيد» در ايام «وليد بن يزيد»، توجه حكومت دمشق را به «آل علي (ع)» بيشتر معطوف كرد و اگر چند آن دو ماجرا به دشواري كار امام انجاميد، ليكن همان بصيرت و احتياط شگرف او، دستگاه خلافت اموي را از ابراز عكس العمل هاي شديدتر باز داشت.

ديديم كه «ابوسلمه ي خلال» مهتر داعيان عباسي، در آستانه ي طلوع دولت «بني عباس»، «جعفر بن محمد (ع)» را مكتوبي فرستاد و از آن امام راستين طلب كرد كه به قبول مقام ظاهري خلافت اسلامي رضا دهد و به وي رخصت بخشد تا مردم را به بيعت امام بخواند و قدرت عظيمي را كه در جهت بدست گرفتن حكومت در سرزمين خراسان فراهم آمده بود، يكسر به خدمت امام بگمارد [5] .



[ صفحه 270]



«جعفر بن محمد (ع)» كه بر دقايق احوال زمان خود محيط بود، خواهش «ابوسلمه» را نپذيرفت و راز «ابوسلمه» نيز به زودي فاش گرديد و در حكومت «سفاح» به جرم اين عمل جان خود را از دست داد.

مدعيان عباسي خلافت، كه بر ماجراي مكتوب «ابوسلمه» و تمايل وي به «امام جعفر بن محمد (ع)» آگاه شده بودند، هم بر اين مطلب آگهي يافتند كه امام خواهش وي را نپذيرفته و نامه ي او را در شعله ي چراغ سوزانده است.

اين نكته، عدم تمايل امام را به شركت در كشمكش هاي سياسي مي رسانيد و بي رغبتي او را از قبول مقام صوري خلافت، بر «سفاح» و «منصور» آشكار مي كرد، ليكن آنان، به مشاهده ي اقبال شگرف عمومي به «جعفر بن محمد» تا بدان حد كه «ابوسلمه» كارگزار بزرگ خويش را نيز هواخواه وي مي ديدند، سخت در انديشه و هراس مي شدند.

بر «سفاح» و «منصور» پوشيده نبود كه خاندان عباسي، اذهان مسلمين را اغلوطه داده و با نيرنگ و تزوير، احساسات و افكار عمومي را كه به شدت در تعلق ولاي «آل محمد (ص)» بود، زمينه پرداز خلافت خويش كرده است.

«سفاح» و «منصور»، بيش از هر كس مي دانستند كه مقام خلافت اسلامي را به ناحق در تصرف آورده اند و به ناروا بر مسند «اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب» تكيه زده اند و در عصر ايشان هيچ كس به احراز آن مقام، شايسته تر از «جعفر بن محمد (ع)» نيست.

«سفاح» و «منصور» از ياد امام و نام امام و ديدار امام مشوش مي شدند و به اين لحاظ همواره موجوديت وي بر جان ايشان گراني مي كرد.

«ابوالعباس سفاح» را روزگار فرصتي كافي نداد، درباره ي او داوري تمام نمي توان كرد، ولي «سفاح» بر روي هم نسبت به خاندان «علي (ع)» نرمش و انعطافي بيشتر و رفتاري ملايم تر داشت.

«منصور» يكباره پرده از چهره ي زشت و هول انگيز خلافت عباسي



[ صفحه 271]



برگرفت و با «آل علي (ع)» روشي در پيش آورد كه همانند آن را بسياري از خلفاي اموي نيز روا نمي داشتند.

از قساوت هاي او سخن گفته ايم و از جنايت هاي او در راه امحاء اهل بيت رسول اشاراتي مختصر آورده ايم. با مطالعه ي تاريخ حيات اين خليفه ي سفاك عباسي، به روشني مي توان دريافت كه جهد او يكسر به قطع نسل پيغمبر بزرگوار اسلام مبذول بوده است.

شيوه ي «منصور» در نابودي خاندان پيغمبر، پس از وي سرمشق جانشينان او قرار گرفت و در تاريخ حكومت «بني عباس» باب خصمي و عناد با فرزندزادگان «علي (ع)» و «فاطمه (ع)» را گشود.

قتل «محمد بن عبدالله حسني» و برادرش «ابراهيم» نه تنها آتش كينه توزي او را خاموش نگردانيد، بلكه با پيروزي بر آن دو برادر، به انقراض دودمان علوي جرأتي افزون تر يافت، از قتل «عبدالله بن حسن»، آن مرد كهنسال داغديده و ديگر كسان وي چشم نپوشيد و از پس نابودي ايشان، همچنان به كمين بازماندگان خاندان رسول نشست!

«منصور» از آغاز زمامداري خود، بارها در كشتن «امام جعفر بن محمد» عزم خويش را استوار كرد، ليكن از شگفتي ها است كه سال ها به ارتكاب اين جنايت بزرگ نايل نگشت.

خليفه ي خون آشام كه در نابودي دودمان «علي (ع)» كمر بسته بود و از قتل كودكان آن خاندان نيز روي نمي تابيد، با همه ي گراني ها از وجود گرانقدر امام بر دل داشت و با تمهيداتي عجيب كه در كشتن وي به كار مي بست، خويش را به كار اين جنايت زبون مي يافت و واپس مي نشست!

«منصور» به خوبي از اندازه ي محبوبيت امام در دنياي اسلام آگاه بود، او با آنكه بر مسند خلافت مسلمين تكيه داشت، در برابر وجود «جعفر (ع)» احساس حقارت مي كرد.



[ صفحه 272]



«منصور» بدين حقيقت وقوف داشت كه نه تنها بسياري از مردم مسلمان، خلافت حقه ي اسلامي را به «صادق آل محمد (ع)» منصوص مي دانند و او را بر خود خليفه ي رسول خداي مي شناسند، بلكه - نعوذبالله - فرقه هايي بر وي گمان خدايي بسته اند و او را نسبت الوهيت مي دهند، هر چند امام، از اين فرقه هاي گمراه بيزاري مي جويد و ايشان را لعنت مي فرستد!

اين حقايق، «منصور» را به سرنوشت حكومت خويش در تشويش مي داشت و اگر چه آگاه بود كه «جعفر بن محمد (ع)» انديشه ي سلطنت و خلافت ندارد، از عظمت مقام و از مايه ي محبوبيت او به سختي در هراس بود.

به روزگار خلافت او، ميان وي و امام، در مدينه و عراق، ديدارهايي روي داده و چنانكه اهل خبر و تاريخ آورده اند، بارها «منصور» به انديشه ي قتل «جعفر بن محمد (ع)» او را به نزد خود طلب كرده است.

امام، به ملاقات «منصور» مي رفت و خليفه ي خشمگين، هر بار در پيشگاه عظمت «جعفر (ع)» آن چنان خويش را كوچك و حقير مي ديد كه از انديشه اي كه در سر داشت، به لرزه مي افتاد و به تأثير كلام و مشاهده ي سيماي پرشكوه و روحاني وي شعله ي خشم او خاموش مي شد، امام را بزرگ مي داشت و با حرمتي شايسته باز مي گردانيد!

با اين حال «جعفر بن محمد (ع)» هيچ گاه از خصمي هاي خليفه و عاملانش آسوده نبود، جاسوسان «منصور» روز و شب مراقب احوال وي بودند و در اين ميان، بدخواهان نيز با گزارش هاي غرض آلود خود بيشتر بدگماني «منصور» را سبب مي شدند.

وقتي كه امام، در خارج شهر مدينه به سر مي برد، «داود بن علي (ع)» عم «منصور» كه حكومت مدينه داشت، «معلي بن خنيس» يك تن از كارگزاران و موالي «جعفر بن محمد (ع)» را به آن تهمت كه به منظور قيام امام خريداري اسلحه مي كند بكشت.



[ صفحه 273]



چون «جعفر (ع)» به مدينه بازگشت، از فاجعه ي قتل «معلي» سخت اندوهگين شد و با خشم به نزد «داود بن علي» رفت و بر وي عتاب آورد و گفت:

- به كدام گناه، «معلي» را كشته اي؟

«داود» به خشم امام، در وحشت افتاد و رئيس شرطه ي خود را عامل قتل «معلي» خواند.

«جعفر بن محمد (ع)» از قدرت دستگاه خلافت و سطوت فرمانرواي مدينه كه عم «منصور» بود، انديشه نكرد و در قصاص قاتل، پاي فشرد تا بدانجا كه «داود بن علي» ناگزير در امتثال فرمان وي، رئيس شرطه ي خوش را به كيفر رسانيد، هر چند كه قاتل «معلي» به وقت رسيدن به مكافات خود بر «داود» اعتراض مي كرد و به فرياد مي گفت:

- خود بر من فرمان قتل مردم را مي دهند و خود نيز مرا به آن گناه مي كشند [6] .

«صادق آل محمد» در ظلمت بحران ها و آشوب ها، دنياي شيعه را به فروغ تعاليم خويش روشني بخشيد و حقيقت اسلام را از آلايش اباطيل و گزند اغراض مصون داشت.

شرح مجاهدت هاي او در حوصله ي كتاب و دفتر نيست، نام عزيز و ياد پرشكوه وي بر دفتر روزگار، نقشي جاودانه دارد.

سال يكصد و چهل و هشت هجري، آخرين سال حيات پرافتخار او است، شست و پنج سال زندگي كرد و دوران امامت او سي و چهار سال به طول انجاميد.

رحلت امام را به سبب مسموميت وي دانسته اند، ظاهرا ارتكاب جنايتي را كه «منصور» در توان خود نمي ديد، به «جعفر بن سليمان» پسر عم خويش كه والي وقت مدينه بود محول كرده است.



[ صفحه 274]



امام در بستر بيماري و در حالي كه جمعي از خواص تابعان وي، در كنار او گرد آمده بودند، با فرزند ارجمند خود، «موسي (ع)» سخناني چند، به گونه ي اندرز در ميان نهاد، او در اين گفتار، امام هفتم شيعيان را مخاطب مي سازد ولي پيدا است كه روي سخن با پيروان خويش دارد:

«اي فرزند، اگر كس به آنچه بهره ي او باشد، بسازد، بي نياز ماند و اگر بر چيزي كه در دست ديگران است ديده بدوزد به حال حسرت و فقر سر كند تا بميرد.»

«هر كس به آنچه خداي بهره ي او ساخت، خشنود نباشد، خداوند را در حكم و فرمان، تهمت آورده است.»

«هر كس لغزش ديگران كوچك شمارد، خطاي خويش بزرگ بيند و هر كس خطاي خود كوچك بيند، لغزش ديگران بزرگ انگارد».

«آنكه پرده ي ديگران بردارد، پرده ي او بردارند، آنكه شمشير فتنه و فساد كشد، خود بدان كشته گردد و آنكه بر سر راه برادر خود چاهي حفر كند، خويشتن در آن چاه افتد.»

«كسي كه با سفيهان درآميخت، خوارمايه شد، كسي كه با دانشوران مصاحبت جست، عزت و وقار يافت و كسي كه بر جاي هاي ناصواب درآمد، به معرض اتهام نشست.»

«اي فرزند، اگر بر ديگران گناه بندي، بر تو گناه بندند. اي فرزند، هر چند تو را به سود يا زيان باشد، سخن حق گوي و در امور با اقران خود مشورت جوي.»

«اي فرزند، كتاب خداي را بخوان و آيين اسلام را آشكار گردان، مردم را به نيكي دعوت كن و از بدي باز دار، با آن كه از تو پيوند خويش بگسلد، باز بپيوند، با آن كس كه بر تو خاموشي گزيند به سخن درآي و اگر از تو چيزي خواهند آن را ببخش.»

«اي فرزند، از سخن چيني پرهيز كن كه بر دل هاي مردمان بذر دشمني مي فشاند و از عيبجويي برحذر باش كه عيبجوي ديگران، خويشتن را نشان عيب مي كند.»

«اي فرزند، اگر در طلب جود باشي، آن را از معادن كرم»



[ صفحه 275]



«بجوي كه جود را معادني است و آن معادن را ريشه ها باشد و آن ريشه ها را شاخه هاي پرميوه است.»

«ميوه ي گوارنده بر شاخه ي خوش پديد آيد و شاخه ي خوش از ريشه خوب رويد و ريشه ي خوب، در معدن و سرزمين شايسته پاي گيرد.»

«اي فرزند، اگر ديدار كني، نيكان را ديدار كن كه مردم بدكاره چون سنگ خاره اند و از سنگ خاره هرگز چشمه ي آبي نزايد، يا چون درختي باشند كه برگ آن سبزي نگيرد و يا زميني را مانند كه از آن گياهي سر نزند» [7] .

«صادق آل محمد (ع)» پيش از رحلت، خويشان و بستگان خويش را طلب كرد، افراد دودمان علوي با چهره هاي غمزده بر پيرامون بستر امام حلقه زدند، اين آخرين ديدار امام از كسان خود بود و ظاهرا آخرين كلام وي با آن جمع نيز اين سخن است:

- آن كس كه نماز را سبك شمارد، شفاعت ما را در نيابد.

در يكي از روزهاي شوال سال يكصد و چهل و هشت هجري، امام، ديدگان آفاق بين خود را از دنيا فروبست، جسد مطهر «جعفر بن محمد (ع)» را به گورستان بقيع بردند و در آنجا، در سينه ي مزار و در كنار مدفن سه تن از ديگر پيشوايان بزرگ مذهب شيعه به خاك سپردند.

سلام خداوند، بر او و بر امامان ديگر باد...

محمود منشي - تهران

اسفند ماه يكهزار و سيصد و چهل و هفت خورشيدي



[ صفحه 276]



يادداشت ها

آل حمير

يكي از قبايل يمني الاصل عرب.

حمير، به كسر هاء و سكون ميم و فتح ياء

اباضيه

خوارج پيرو «عبدالله بن اباض»، ابن اباض در زمان «محمد بن مروان» آخرين خليفه ي اموي خروج كرد و در «تباله» ناحيتي از سرزمين تهامه به قتل رسيد، از فرقه ي اباضيه، اصناف «حفصيه»، «حارثيه» و «يزيديه» پيدا شده اند.

اباض، به كسر همزه است ولي اينكه در افريقاي شمالي، اباضيه را به فتح همزه تلفظ مي كنند.

ابان بن تغلب

ابان: به فتح همزه. تغلب: به فتح تاء و سكون غين و كسر لام.



[ صفحه 278]



ابان بن عثمان

از اصحاب «امام صادق» و «امام كاظم» است و اگر چه او را در زمره ي «واقفيه» آورده اند، ليكن از ثقات به شمار مي رود.

ابن ابي العوجاء

نخست از شاگردان «حسن بصري» بود و سپس راه الحاد گرفت، به سال يكصد و شست هجري در عهد مهدي عباسي، «محمد بن سليمان» والي مدينه به قتل او فرمان داد.

ابن ابي عمير

«ابواحمد، محمد بن ابي عمير» از اصحاب «امام موسي بن جعفر (ع)» و «امام علي بن موسي الرضا (ع)» و بزرگان رجال شيعه ي اماميه است.

در زهد و ورع و عبادت، سرآمد بود و جلالت قدر وي را مخالفان شيعه نيز ستوده اند، پس از رحلت امام هشتم، مأمون خليفه عباسي به ضبط وي و توقيف اموال او فرمان داد و در آن ميان كتب «ابن ابي عمير» تباه گشت.

شماره ي تصانيف «ابن ابي عمير» را نود و چهار كتاب ياد كرده اند.

ابن ابي كهمش

و ظاهرا: كهمس، به فتح كاف و سكون هاء و فتح ميم كه به معناي شير بيشه است و در عرب بدان ناميده شده اند.

ابن جريح

«عبدالملك بن جريح مكي»، در شمار رجال عامه است و با اين حال به تشيع ميلي شديد داشت.

ابن ديصان

اصل وي از نژاد پارت و از ايران بوده است، پدر و ماردش به شام مهاجرت كردند و «ابن ديصان» به سال 154 ميلادي در آنجا ولادت يافت، نخست به آيين عيسوي در آمد و در جمع مدافعان سرسخت مسيحيت قرار گرفت، از آن پس با اصحاب «مرقيون» آميزش جست و اندكي بعد از خويش



[ صفحه 279]



آراء و عقايدي ابراز داشت و به همين مناسبت از طرف مسيحيان مرتد خوانده شد. اين ديصان به ثنويت قائل بود، نور را فاعل خير و ظلمت و عامل شر مي خواند، مرگ او را به سال 222 ميلادي نوشته اند.

ابن مسكان

«ابوالمنذر، هشام بن محمد بن سائب»

ابن مقفع

«عبدالله بن مقفع» كه نام فارسي وي را «روزبه» نوشته اند، از مردم فارس بود، ليكن در ادب عرب بدان پايه رسيد كه به او مثل زنند. «ابن مقفع» بسياري از كتب فارسي و من جمله متن فارسي كليله و دمنه را به زبان عرب ترجمه كرد، هم از تأليفات اوست: ادب الكبير، ادب الصغير، اليتيمه، التاج در سيرت نوشيروان.

او را «سفيان بن معاويه» والي بصره به سال 142 يا 143 و يا 145 هجري به قتل رسانيد. «ابن مقفع» به هنگام مرگ 36 سال داشته است.

ابوالبختري

«وهب بن كثير بن عبدالله»، به فرمان «هارون الرشيد» امر قضاء بغداد به وي محول بود مرگ او به سال دويست هجري روي داده است.

البختري: به فتح باء و سكون خاء و فتح تاء

ابوالجارود

«ابوالجارود، زياد بن منذر كوفي»، متوفي به سال يكصد و پنجاه هجري.

ابوالعباس سفاح

«ابوالعباس، عبدالله بن محمد بن علي بن عباس بن عبدالمطلب» ملقب به «سفاح»، در سال يكصد و چهار هجري ولادت يافت و به سال يكصد و سي و شش هجري درگذشت، نزديك به چهار سال خلافت كرد.



[ صفحه 280]



ابوالهيثم بن تيهان

«ابوالهيثم، مالك بن تيهان بن عقيل بن عمر بن مالك بن اوس انصاري»، يك تن از نقيبان «ليلة العقبه» و نيز يكي از مجاهدان بدر است.

ابوالهيثم به سال بيست و يك هجري وفات يافت و نيز درگذشت او را در عهد پيغمبر اكرم دانسته اند، و همچنين گفته اند كه در جنگ صفين به شهادت رسيد.

ابوايوب انصاري

«ابوايوب، خالد بن زيد بن كلب بن ثعلبه ي انصاري» از بزرگان صحابه ي پيغمبر بزرگوار اسلام است، نبي اكرم به هنگام هجرت به مدينه در خانه ي وي فرود آمد.

او از غازيان بدر است و در جنگ هاي جمل و صفين ملازمت ركاب «اميرالمؤمنين علي (ع)» را اختيار كرد. «ابوايوب انصاري» به روزگار «معاويه» و به سال پنجاه و يكم هجري، در غزاي روم بيمار شد وفات يافت، او را در نزديكي قسطنطنيه به خاك سپردند.

ابوبصير

«... ليث بن بختري»

بختري: به فتح باء و سكون خاء و فتح تاء.

ابوبكر ازهر بن سعد

استاد محدثان عراق بود، در سال يكصد و يازده هجري ولادت يافت و به سال دويست و سه، يا دويست و هفت هجري درگذشت.

ابوبكر بن ابي قحافه

«ابوبكر بن ابي قحافه»، پيش از اسلام «عبدالكعبه» نام داشت و رسول اكرم او را به «عبدالله» موسوم گردانيد.

پنجاه و يك سال قبل از هجرت در شهر مكه به جهان آمد، در سال يازدهم هجري خلافت اسلامي را به دست كرد و به سال سيزدهم هجرت در مدينه درگذشت.



[ صفحه 281]



ابوجرول

جرول: به فتح جيم و سكون راء و فتح واو.

ابوجعفر عبدالله منصور

«ابوجعفر، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب» در سال يكصد و سي و شش به خلافت رسيد و به سال يك صد و پنجاه و هشت هجري بمرد.

ابوحذيفه

«ابوحذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبدالشمس بن عبدالمطلب قرشي». در هجرت نخستين مسلمانان، از مكه به حبش رفت و سپس به مكه بازگشت و بعد از مهاجرت پيغمبر به مدينه آمد.

«ابوحذيفه» از غازيان بدر و احد است و در غزوات ديگر نيز شركت داشت.

ابوحمزه ي ثمالي

ثمالي: به ضم ثاء، منسوب به «ثماله»

ابوحمزه ي خارجي

از خوارج «اباضيه» بود، «مروان بن محمد اموي»، «عبدالملك بن محمد» را با سپاهي به نبرد او فرستاد، «ابوحمزه» در «وادي القري» يكي از اعمال مدينه، با سپاه وي روبه رو شد و شكست يافت و به قتل رسيد، سال يكصد و سي هجري.

ابوحنيفه نعمان بن ثابت

جد وي كه «زوطي» نام داشت، از اسيران كابل و يا به قولي از اهل نسا بوده است.

ابوخالد كابلي

نامش «وردان» و لقبش «كنكر» و از مردم كابل بوده است، نخست به مذهب «كيسانيه» گراييد، سپس به خدمت «امام زين العابدين، علي بن حسين» رسيد و در سلك خواص اصحاب وي درآمد. «ابوخالد» روزگار «امام باقر»



[ صفحه 282]



و «امام صادق» را نيز دريافته و از بزرگان اصحاب آن دو پيشواي بزرگوار بوده است.

برخي از علماي رجال «ابوخالد» را دو تن به شمار آورده اند «ابوخالد كبير» و «ابوخالد صغير» و در اين صورت ظاهرا آن «ابوخالد كابلي» كه در صفحات 211 و 212 اين كتاب نام برده ايم، ابوخالد صغير است.

ابوذر غفاري

«جندب بن جنادة بن قيس بن عمر بن صغير بن حزام بن غفار» از اركان اربعه و اصحاب عاليقدر پيغمبر اكرم است، «ابوذر» در شمار نخستين كساني است كه به ديانت اسلام تشرف يافته اند.

ابوسفيان

«ابوسفيان، صخر بن حرب بن اميه»، يك تن از بزرگان «بني اميه» و زعيمان مشرك مكه بود كه در پيشگيري از گسترش اسلام و نابودي آن جهد فراوان به كار برد. به هنگام فتح مكه، با كراهت ابراز مسلماني كرد، ليكن هيچ گاه به آيين توحيد ايمان نياورد، مرگ وي به روزگار خلافت «عثمان بن عفان» و در سال 31 هجري روي داد، هشتاد و هشت سال زندگي كرد.

ابوسلمه ي خلال

«ابوسلمه، حفص بن سليمان كوفي» بزرگ داعيان عباسي و نخستين وزير آن خاندان است، در جهت تلقيب او به «خلال» وجوهي گوناگون آورده اند.

ابوسلمه: به فتح سين و لام. حفص، به فتح حاء و سكون فاء، خلال، به فتح خاء و تشديد لام.

ابوشاكر ديصاني

«ابوشاكر، عبدالله ديصاني» از پيروان معروف «ابن ديصان» در عصر امام «جعفر بن محمد (ع)» است، وي ظاهرا از اهل بصره بود.



[ صفحه 283]



ابوعبدالله صفواني

«ابوعبدالله، محمد بن احمد بن قضاعة بن صفوان جمال» از مشايخ دانشمندان شيعه ي اماميه است، از وي تصانيف بسيار نام مي برند.

ابوعبيده ي جراح

«ابوعبيده، عامر بن جراح بن هلال بن انيب» از ياران و همفكران «ابوبكر» و «عمر» بود، در جنگ احد، حلقه هاي زره را كه به ضرب سنگ مشركان در پيشاني پيغمبر اكرم فرو رفته بود، با دندان خويش بر آورد. پنجاه و هشت سال زندگي كرد و در «عمواس» شام به بيماري طاعون در گذشت.

ابوعمر، عامر بن شراحيل شعبي

تابعي معروف كه گفته اند به ديدار پانصد تن از صحابه ي رسول اكرم نائل شده و از يكصد و پنجاه تن ايشان، نقل حديث كرده است، به سال يكصد و چهار هجري در شهر كوفه وفات يافت.

ابوموسي اشعري

«ابوموسي، عبدالله بن قيس اشعري» متوفي به سال 44 هجري.

ابوهاشم

«ابوهاشم، عبدالله بن محمد حنفيه»، متوفي به سال 99 هجري.

ابوهريره

در جاهليت «عبدشمس» يا «عبدعمر» نام داشته است و در اسلام به «عبدالله» يا «عبدالرحمن» موسوم گشت.

در خلافت «عمر» حكومت بحرين داشت، در عصر «عثمان» كار قضاي مكه با او بود و در زمان «معاويه» روزگاري ولايت مدينه يافت، به سال پنجاه و هشتم هجري و در هفتاد و هشت سالگي درگذشت.

ابويوسف

«ابويوسف، يعقوب بن ابراهيم انصاري كوفي»، صاحب كتاب «الخراج»



[ صفحه 284]



ولادت او را به سال يكصد و سيزده و وفاتش را در يكصد و هشتاد هجري ضبط كرده اند.

ابي بن كعب

«ابي بي كعب بن قيس بن عبيد» از فقيهان صحابه ي رسول اكرم و از غازيان بدر است، وفات وي به سال بيست و دوم هجري روي داد.

ابيورد

يكي از شهرهاي خراسان قديم، واقع در دشت خاوران، اكنون جزء تركمنستان شوروي و ويران است.

احد

غزوه اي كه به شكست مسلمانان و شهادت گروهي از اصحاب رسول خداي انجاميد، اين غزوه در كنار كوهي به نام «احد» و در سال سوم هجرت روي داد، «حمزه ي سيدالشهداء» عم پيغمبر اكرم نيز در شمار شهيدان «احد» است.

احزاب

«غزوه...» در ماه شوال سال پنجم هجري روي داد.

ازارقه

پيروان «ابوراشد، نافع بن ازرق»، از بصره خروج كردند و اهواز و كرمان و فارس را مدتي در تصرف داشتند، «ازارقه» بزرگترين فرقه ي خوارج بودند.

اسكندريه

بندري در شمال مصر، اين شهر را اسكندر مقدوني در سيصد و سي و يك سال قبل از ميلاد مسيح بنا كرد. شهرت قديم اسكندريه به دانشگاه و كتابخانه ي عظيم و نيز منارة البحر آن شهر كه چهارصد گام ارتفاع داشته مربوط است.

اسمعيليه

«اسمعيل» ارشد پسران «امام، ابوعبدالله بن جعفر محمد (ع)» به روزگار حيات پدر درگذشت، گروهي مرگ وي را انكار كردند و پنداشتند زنده



[ صفحه 285]



است و پس از حيات پدر، امر امامت شيعيان با اوست و جمعي «محمد» فرزند «اسمعيل» را امام شيعه خواندند اين دو تيره را كه از شيعه اماميه انشعاب جسته اند، «اسمعيليه» مي گويند.

اشعث بن قيس كندي

«اشعث بن قيس بن معديكرب» خواهر «ابوبكر» را در نكاح داشت، سوء عقيدت و نفاق وي آشكار است، چهل روز پس از شهادت «اميرالمؤمنين علي (ع)» بمرد.

اصحاب سته ي اولي

شش تن از نخستين كساني هستند كه حديث منقول از ايشان را با سند صحيح، در شمار صحاح مي آورند و نام آنان در صفحه ي 222 اين كتاب آمده است، اصحاب سته ي وسطي: «جميل بن دراج»، «ابان عثمان»، «عبدالله بن مسكان»، «عبدالله بن مغيره»، «حماد بن عثمان» و «حماد بن عيسي» و اصحاب سته ي اخري نيز: «صفوان بن يحيي»، «يونس بن عبدالرحمن»، «حسن بن محبوب» «ابن ابي عمير»، «عبدالله بن بكير بن اعين» و «احمد بن محمد بن ابي نصر بزنطي» باشند.

اعمش

«ابومحمد، سليمان بن مهران اعمش» از بزرگان فقهاء و زهاد و اكابر دانشمندان شيعه ي اماميه است، در گذشت وي به سال يكصد و چهل و هشت هجري روي داد.

افريقا

يكي از قطعات پنجگانه ي عالم، به وسعت سي ميليون كيلومتر مربع كه بحر احمر و ترعه ي سوئز آن را از آسيا جدا كرده است.

الجزاير

يكي از ممالك افريقاي شمالي كه از شمال به درياي مديترانه و از



[ صفحه 286]



جنوب به صحراي كبير افريقا و از مشرق به تونس و ليبي و از مغرب به مراكش و موريتانا محدود است.

ام اسحق

«هند، بنت ابوعبيدة بن عبدالله و زوجه عبدالله بن حسن».

امام علي بن موسي الرضا (ع)

هشتمين پيشواي بزرگوار شيعيان جهان، به سال يكصد و پنجاه و سه هجري در شهر مدينه ولادت يافت، بعد از رحلت پدر عاليقدر خويش، مقام امامت شيعيان بر وي قرار گرفت، مأمون عباسي آن پيشواي بزرگ را نزد خويش به «مرو» دعوت كرد و امام به اكراه و ناگزير نيابت خلافت وي را پذيرفت.

چون خليفه ي عباسي، بر مشكلات سياسي فائق گشت، در سال 203 هجري «علي بن موسي الرضا (ع)» را مسموم گردانيد و امام عليه السلام بر اثر آن شهادت يافت.

امام كاظم، موسي بن جعفر (ع)

«امام ابوالحسن، موسي بن جعفر (ع)» ملقب به «كاظم» به سال يكصد و بيست و هشت هجري در نزديكي مدينه ولادت يافت و چون پدر بزرگوارش جهان را بدرود گفت او بيست ساله بود.

امام كاظم را به كثرت عبادات، «عبدصالح» مي ناميدند، آن پيشواي عاليقدر، به سال يكصد و هشتاد و سه هجري، در زندان «هارون الرشيد» بر اثر زهر به شهادت رسيد.

امويان اندلس

در هنگامه ي قتل عام «بني اميه» به وسيله ي «عباسيان»، «عبدالرحمن بن معاوية بن هشام» يك تن از افراد آن خاندان به نجات جان خويش توفيق يافت و به سرزمين «اندلس» يا «اسپانيا» رفت و در آنجا به سال 138 هجري سلسله ي امويان اندلس را تأسيس كرد، حكمرانان اين سلسله تا چند قرن به روي كار بوده اند.



[ صفحه 287]



انصار

مردم مدينه را كه به ياري پيغمبر اكرم برخاستند، «انصار» گويند.

اهل بيت

«اميرالمؤمنين علي (ع)» و زوجه ي گرامي او فاطمه (ع)» با «امام حسن بن علي» و «امام حسين بن علي»، اهل بيت پيغمبر بزرگ اسلام به شمارند و نيز فرزندان و فرزندگان طاهر اين خاندان جليل را اهل بيت مي خوانند و همچنين مراد از آل رسول، آل محمد (ص) و آل علي (ع) اين شجره ي طيبه و شاخه هاي آن است.

اهواز

در قرون اوليه اسلامي سراسر خوزستان را اهواز مي گفته اند، ناحيتي مشتمل بر هفتاد شهر و قصبه ي آبادان بوده است، صاحب حدود العالم درباره ي خوزستان چنين مي نگارد: «ناحيتي است مشرق وي پارس است و حدود سپاهان و جنوب وي دريا است و بعضي از حد عراق و مغرب وي بعضي از حدود عراق است و سواد بغداد و واسط و شمال وي شهرهاي ناحيت جبال است و اين ناحيتي است آبادان و بسيار نعمت تر از هر ناحيتي كه بدو پيوسته است و اندر وي رودهاي عظيم و آب هاي روان است و سوادهاي خرم است و كوه هاي به منفعت است «حدود العالم ص 80، چاپ اول تهران».

باخمري

موضعي در شانزده فرسنگي كوفه، بر سر راه بصره.

باخمري: هنوزم پابرجا.

بتريه

اصحاب «كثير النوا» متوفي به حدود سال 169 هجري.

بتر: به فتح باء و سكون تاء.

بدر

غزوه ي معروف كه به سال دوم هجرت واقع شد و به پيروزي مسلمانان



[ صفحه 288]



انجاميد و چون محل وقوع آن بر سر راه مدينه به مكه در كنار چاهي به نام «بدر» بود، آن غزوه نيز به همين نام موسوم گشت.

بريد بن معاويه

بريد: به ضم باء و فتح راء و سكون ياء.

بريده ي اسلمي

«ابوعبدالله، بريدة بن حصيب بن عبدالله» پس از وقوع غزوه ي بدر مسلماني گرفت، در حديبيه و بيعت رضوان حضور داشت، به هنگام خلافت «يزيد بن معاويه» در شهر مرو، جهان را بدرود گفت.

بريده: به ضم باء و فتح راء و سكون ياء و فتح دال.

بشريه

پيروان «بشر بن معتمر» متوفي به سال 216 هجري، «بشر» را از بزرگان علماي معتزله نام برده اند.

بشر: به كسر ياء و سكون شين.

بصره

شهر معروف عراق، واقع در ساحل شط العرب، اين شهر به سال 14 هجري و به منظور تمركز سپاه مسلمين بنا شده است.

بغداد

شهر معروف كه «منصور» خليفه ي عباسي آن را به سال يكصد و چهل و پنج هجري بر ساحل دجله بنا كرد.

بكريه

پيشواي اين فرقه، «بكر بن زياد باهلي» است و از جمله ي معتقدات وي چنين بوده، كه ايراد ضرب و قطع پاره اي از جسم كودكان شيرخواره را موجب درد و الم ايشان نمي دانست و مي پنداشت كه گريه ايشان، نشانه خشنودي و لذت است!

بلخ

شهر بزرگ خراسان قديم، اكنون بخشي از آن به خاك افغانستان و



[ صفحه 289]



بخش ديگر به تركستان شوروي تعلق دارد و شهري كوچك است.

بني اسرائيل

«اسرائيل» لقبي است كه «يعقوب» بدان ناميده شد و «بني اسرائيل» طوائف «يهود» هستند كه نسب به فرزندان «يعقوب» مي رسانند.

بني اميه

شاخه اي از طايفه ي قريش، فرزندان «امية بن عبدشمس بن عبدمناف قرشي» اعضاء اين خاندان در آغاز پيدايش اسلام به مبارزه با پيغمبر بزرگ برخاستند و با افراد و قبايل مشرك ديگر، در برابر آيين توحيد، صف آراستند.

بعد از رحلت رسول اكرم، كوشش بسيار شد تا «بني اميه» را به ناحق در مقام خلافت اسلامي استقرار دهند، «عثمان بن عفان» خليفه ي سوم، از اين خاندان است.

پس از «عثمان» به فاصله ي زماني اندك، «معاوية بن ابي سفيان» به تشكيل سلسله ي خلفاي اموي موفق شد، خلفاي «بني اميه» از اين قرارند: معاوية بن ابي سفيان، يزيد بن معاويه، معاوية بن يزيد، مروان بن حكم، عبدالملك بن مروان، وليد بن عبدالملك، سليمان بن عبدالملك، عمر بن عبدالعزيز، يزيد بن عبدالملك هشام بن عبدالملك، وليد بن يزيد بن عبدالملك، يزيد بن وليد بن عبدالملك، ابراهيم بن وليد بن عبدالملك، مروان بن محمد بن مروان.

«بني اميه» از سال 41 تا به سال 132 هجري سلطنت كردند.

بني عباس

از تشكيل دولت عباسي در اين كتاب سخن گفته ايم، خلفاي «بني عباس» بدين قرارند:

ابوالعباس سفاح، منصور، مهدي، هادي، رشيد، امين، مأمون، معتصم واثق، متوكل، منتصر، مستعين، مهتدي، معتمد، معتضد، مكتفي، مقتدر، قاهر، راضي، متقي، مستكفي، طائع، مطيع، قادر، قائم، مقتدي، مستظهر



[ صفحه 290]



مسترشد، راشد، مقتضي، مستنجد، مستضي ء، ناصر، ظاهر، مستنصر، مستعصم.

دوران خلافت «بني عباس» از سال يكصد و سي و دو تا 656 هجري دوام يافت.

بني قريظه

«روز...»، مراد روزي است كه پيغمبر اسلام كار «بني قريظه» را كه يكي از قبايل يهود مدينه بود، فيصله بخشيد. قريظه: به ضم قاف و فتح راء و سكون ياء.

بني كنده

يكي از قبايل معروف عرب، كنده: به كسر كاف و سكون نون.

بهشميه

پيروان «ابوهاشم بن محمد بن عبدالوهاب جبائي» متوفي به سال 321 هجري.

بهشم: به فتح باء و سكون هاء و فتح شين

تبوك

نام محلي در شام، رسول اكرم در نهمين سال هجرت به عزم غزاي روم، با سپاه مسلمين به اين ناحيت آمد، ولي جنگي روي نداد و پيغمبر به مدينه بازگشت.

توابين

«گروه، جمعيت...»، گروهي از مردم كوفه كه پس از شهادت «حسين بن علي (ع)» از رفتاري كه با او در پيش داشتند پشيمان شدند و به توبت گراييدند و به زعامت «سليمان بن صرد خزاعي» و «مسيب بن نجبه ي فزاري» و «رفاعة بن شداد» و «عبدالله بن وال»، به انتقام خون شهيدان كربلا برخاستند.

اين گروه، در «عين الورده» ناحيتي از سرزمين جزيره با سپاه شام مقابله داد ولي نتيجه ي نبرد به شكست توابين و نابودي بسياري از ايشان انجاميد.



[ صفحه 291]



پيكار «عين الورده» در عهد «مروان بن حكم» يا «عبدالملك بن مروان» روي داده است.

تومنيه

پيشواي اين فرقه «ابومعاذ» نام داشت و چون مولد وي «تومن»، يكي از قراء مصر بود، پيروان او را «تومنيه» ناميده اند.

تونس

از ممالك افريقاي شمالي، كه به مديترانه و الجزاير و صحراي كبير محدود است.

تيم

يا «تيم بن مره»، بطني از قريش كه «ابوبكر» و «طلحه» از آن عشيره اند.

تيم: به فتح تاء و سكون ياء.

ثماميه

پيروان «ثمامة بن اشرس»، متوفي به سال 213 هجري.

ثمامه: به ضم ثاء.

ثوبانيه

فرقه اي از «مرجئه»، پيروان «ابوثوبان» نام.

ثنوي ها

كساني كه به دو اصل خير و شر، يا نور و ظلمت معتقد بودند و منشاء وجود را اين دو اصل مي دانستند، مانند اصحاب «مرقيون» و «ابن ديصاني ها» و «مانوي ها».

جاحظيه

فرقه اي از معتزله، پيروان عمرو بن بحر جاحظ.

جبائيه

پيروان «ابوعلي جبائي» كه فرزندش «ابوهاشم» نيز فرقه ي «بهشميه» را به وجود آورد. در ميان آراء اين پدر و فرزند اختلافي اندك است.



[ صفحه 292]



جبرئيل

واسطه ي وحي الهي به پيغمبر اكرم و ملك مقرب.

جديع كرماني

«جديع بن علي ازدي» از اعراب يماني كه چون در كرمان ولادت يافت به كرماني معروف شد، مقيم خراسان بود و بر قبيله ي يمني ساكن آن ديار رياست داشت كار او با «نصر بن سيار»، والي خراسان به مجادله كشيد سرانجام به حيلت «نصر» كشته شد.

جديع: به ضم جيم و فتح دال و سكون ياء.

جريش بن عبدالله

جريش: بر وزن امير.

جزيرةالعرب

شبه جزيره اي در منتهي اليه جنوب غربي آسيا، از مشرق به خليج فارس و خليج عمان، از مغرب به خليج عقبه و درياي احمر و از شمال به بيابان وسيعي كه از يك طرف به فلسطين و سوريه و از سوي ديگر به دره ي فرات منتهي مي شود و از جنوب به خليج عدن و درياي عمان، محدود است.

جوزجان

كوزكان يا كوزكانان، ناحيتي در ميان مرو رود و بلخ، از نواحي خراسان قديم.

جهم بن صفوان ترمذي

«ابومحرز، جهم بن صفوان ترمذي»، ايراني بود و به سال يكصد و بيست و هشت هجري، به فرمان «نصر بن سيار» در خراسان كشته شد.

جهم: به فتح جيم و سكون هاء.

حبابه

معشوقه ي «يزيد بن عبدالملك» كه خليفه ي اموي پس از مرگ وي نيز، جسد بي جان او را رها نكرد و چند روز با او همبستر گشت!



[ صفحه 293]



حجاج بن يوسف

از «بني ثقيف» بود و در طائف ولادت يافت. نخست آموزگاري پيشه كرد، پس به دربار «عبدالملك بن مروان» راه يافت و به سرداري سپاه او انتخاب شد.

«حجاج» پس از خاتمه ي كار «عبدالله بن زبير» كه به بهاي سنگباران خانه ي كعبه، بر آن توفيق يافت، از طرف «عبدالملك بن مروان» به حكومت حجاز و يمن منصوب گشت و سپس حكومت عراق يافت.

تاريخ، ستمگري ها و جنايات بسياري به نام او ثبت كرده است، پنجاه و چهار سال زندگي كرد و در سال 95 هجري هلاكت يافت.

حجاز

قسمت كوهستاني مابين نجد و تهامه، واقع در شبه جزيره ي عربستان، حجاز نام دارد مكه و مدينه دو شهر معروف حجاز است.

حجةالوداع

آخرين حج، كه نبي اكرم به جاي آورد، در سال دهم هجرت.

حدثيه

طايفه اي از «معتزله» اصحاب «فضل حدثي» كه به سال 257 هجري بدرود جهان گفته است.

حران

يكي از بلاد جزيره بود و جزيره، به سرزميني كه در بين النهرين ميان فرات و دجله واقع است، گفته مي شد، جزيره به دو ناحيه ي «بكر» و «مضر» تقسيم مي شد و شهرهاي حران، رقه، نصيبين، سنجار و ميافارقين و موصل، معروف ترين بلاد آن به شمار مي رفت. شهر حران اكنون به صورت قريه ويرانه اي برجاست.

حر بن يزيد رياحي

«حر بن يزيد بن نجبة بن سعيد» از قبيله «بني رياح بن يربوع»، در واقعه ي كربلا به اردوي «حسين (ع)» پيوست و به افتخار شهادت نائل گشت.



[ صفحه 294]



حريز بن عبدالله سجستاني

حريز: بن وزن امير.

حسن بصري

«ابوسعيد، حسن بن يسار بصري»، از دانشمندان و عابدان زمان خود بود، كه در شمار «زهاد ثمانيه» است.

اهل سنت و جماعت را به او اعتقادي بسيار است، ليكن شيعه بر وي مطاعني مي شمارد. حسن بن سال يكصد و ده هجري، در هشتاد و نه سالگي وفات كرد.

حسن بن حسن

چون همنام پدر بزرگوار خويش «امام حسن بن علي بن ابيطالب» بود، او را «حسن مثني» ناميده اند.

به وفور فضل شهرت داشت و تصدي صدقات «اميرالمؤمنين علي (ع)» با او بود.

«حسن بن حسن»، «فاطمه» دختر گرامي عم بزرگوار خويش «حسين بن علي» را در حباله ي نكاح داشت و در سي و پنج سالگي در شهر مدينه جهان را بدرود گفت.

حسن مثلث

فرزند «حسن بن حسن (ع)» معروف به «حسن مثني» است و چون با پدر و جدش همنام بود وي را «حسن مثلث» خواندند.

ورعي تمام داشت و مردي فاضل و بليغ بود، به سال 145 هجري، در زندان «هاشميه» در گذشت، شصت و هشت سال زندگاني يافت.

حلب

يكي از بلاد سوريه كه از شهرهاي قديمي جهان به شمار است و از روزگار باستان مركز تجارت بوده است.

در سال هفدهم هجري، سپاه مسلمين به قيادت «ابوعبيده ي جراح» آن را



[ صفحه 295]



فتح كرد. جمعيت كنوني اين شهر، چهارصد هزار تن است.

حماد بن عيسي

حماد: به فتح حاء و تشديد ميم.

حميد بن قحطبه

قحطبه: به فتح قاف و سكون حاء و فتح طاء و فتح باء.

حميمه

دهكده اي به جنوب بحرالميت، در ناحيه ي «شرات» نزديك دمشق.

حميمه: به ضم حاء و فتح ميم اول و سكون ياء و فتح ميم ثاني.

حنين

«غزوه...» پيكاري كه پس از فتح مكه در ميان مسلمين و قبايل «هوازن» و «ثقيف» روي داد، به سال هشتم هجري.

خابطيه

اصحاب «احمد بن خابط» كه به سال 232 هجري درگذشت.

خالد بن سعيد

«خالد بن سعيد بن عاص بن اميه»، از اصحاب رسول اكرم و در شمار نخستين كساني است كه دعوت پيغمبر بزرگ را پذيرفت و اسلام آورد.

از مهاجران مكه به حبشه است، در غزوه ي خيبر، به همراهي «جعفر بن ابيطالب»، معروف به «جعفر طيار» به خدمت رسول خدا بازگشت.

«خالد بن سعيد» از شيعيان «اميرالمؤمنين علي (ع)» است، در جنگ «اجنادين» به روزگار خلافت عمر شهيد شد.

خالد بن عبدالله قسري

از اعراب «قحطاني» بود، «يزيد بن عبدالملك» او را به حكومت عراقين گماشت، ده سال بر اين خطه فرمانروايي داشت و مكنت بسيار



[ صفحه 296]



اندوخت.

«هشام بن عبدالملك» او را معزول كرد و «يوسف بن عمر» را كه به جاي وي منصوب ساخته بود، به حساب كشي از او مأمور ساخت، «يوسف» با همه ي سختگيري هاي خود مالي از «خالد» به دست نياورد و «هشام» فرمان داد او را رها كنند.

چون «وليد بن يزيد» به خلافت رسيد، «خالد بن عبدالله» بار ديگر دستگير و به «يوسف بن عمر» سپرده شد. يوسف او را در شهر واسط زنداني كرد و روزگاري بر وي شكنجه راند تا درگذشت.

قسر: به فتح قاف و سكون سين، بطني از قبيله ي «بجيله» است.

خانه ي كعبه

معبد مكعب شكل مقدسي كه «ابراهيم خليل» آن را در سرزمين مكه بنا نهاد. گفته اند كه خانه ي كعبه بيش از «ابراهيم» موجود بوده است و «ابراهيم» به تجديد بناي آن پرداخت.

اين پرستشگاه خداوند يكتا، به تدريج جايگاه اصنام و معبد طوائف بت پرست شد تا پس از ظهور اسلام كه بار ديگر مركز عبادت خداي يگانه و قبله ي مسلمين گشت.

ختلان

شهري بود در ماوراءالنهر، نزديكي سمرقند، اين شهر به معادن سيم و زر و اسبان رهوار و آباداني و كثرت جمعيت امتياز داشته است.

ختلان: به ضم خاء و فتح تاء.

خراسان

ايالت بزرگ و تاريخي و معروف ايران، وسعت اين خطه به روزگار گذشته از حدود كنوني آن به مراتب بيشتر بوده است و خراسان قديم، نواحي شرقي و شمالي خراسان امروز را نيز تا ماوراءالنهر شامل مي شد.



[ صفحه 297]



خزيمة بن ثابت

«ابوعماره، خزيمة بن ثابت بن فاكهة بن ثعلبه ي خطمي»، از اصحاب نامدار پيغمبر اكرم است، در غزوه ي بدر و غزوات ديگر مجاهدت كرد و در نبرد «صفين» به شهادت رسيد.

خوارزم

يكي از ايالات شمال شرق ايران قديم كه اكنون جزو اتحاد جماهير شوروي است.

خياطيه

پيروان «ابوالحسين بن ابي عمرو خياط»، «ابوالحسين» استاد «كعبي» دانشمند بزرگ معتزله بغداد است و نيز او را كتابي است به نام «الانتصار و الرد علي ابن الراوندي» كه در آن به دفاع معتزله برخاسته و «ابن راوندي» را پاسخ گفته است.

«ابوالحسين» به سال 300 هجري درگذشت.

خيبر

مجموعه ي چند قلعه ي محكم و متين در نزديكي مدينه كه مقر طوائف يهود بود و در سال هفتم هجري به دست قواي اسلام گشوده شد.

دجال

يا «مسيح كذاب»، مردي عجيب الخلقه كه به موجب احاديث اسلامي روزي ظهور خواهد كرد، در روايات پاره اي از اديان ديگر نيز به ظهور «دجال» اشارت رفته است.

دجله

رودي كه از كوهستان شرقي تركيه سرچشمه مي گيرد، از ديار بكر و موصل و بغداد مي گذرد و با «فرات» مي پيوندد و سپس آن هر دو رود، شط العرب نام مي گيرند.

دجله دو هزار كيلومتر طول دارد و از انشعابات آن، «زاب كبير» و



[ صفحه 298]



«زاب صغير» و نهر «ديالي» است، «مروان بن محمد» در كنار «زاب كبير» از سپاه خراسان شكست يافت.

دجله: به كسر دال و سكون جيم و فتح لام، ليكن امروز در زبان پارسي به كسر لام تلفظ مي شود.

دمشق

نام اين شهر، به زبان قديم مصري «دمسكو» بوده است، دمشق را به قدمت پنج هزار ساله نام مي برند، ليكن تاريخ بناي آن به درستي روشن نيست.

اين شهر، پايتخت كشور سوريه است كه با بلاد ديگر سوريه و قسمتي از سرزمين هاي مجاور آن كشور در كتب جغرافي و تاريخ اسلامي «شام و شامات» ناميده شده است.

دمشق، پس از جنگ «يرموك» به تصرف مسلمين در آمد و از آن تاريخ تاكنون يكي از بلاد مهم اسلامي است.

دمشق: به كسر دال و فتح ميم، ليكن در زبان فارسي به فتح دال و كسر ميم تلفظ مي شود.

ديلم

«ديلم» يا «ديلمان» يا «ديلمستان»، نام قديم گيلان، ايالت شمالي ايران.

ذوالثديه

نام اصلي وي «حرقوص بن زهير» و يكي از نخستين كساني است كه زمزمه ي مخالفت ايشان به امر تحكيم، گروه خوارج را پديد آورد.

راونديه

چنان كه در متن اين كتاب آمده است، «راونديه» فرقه اي بود كه «محمد بن علي بن عبدالله بن عباس» را پس از مرگ «ابوهاشم، عبدالله بن محمد حنفيه»



[ صفحه 299]



امام مي دانست، بعدها اين فرقه نيز تعدد پذيرفت، دسته اي از آن اعتقاد يافت كه پس از رحلت رسول اكرم، خلافت وي ميراث و حق مسلم «عباس بن عبدالمطلب» عم وي بود، گروهي نيز به حلول و تناسخ معتقد شدند و «منصور عباسي» را خدا خواندند. در عهد «منصور»، به وسيله ي اين گروه آشوبي به راه افتاد، ليكن، خليفه ي عباسي به خاموشي آتش فتنه و نابودي ايشان موفق گشت.

ربيع حاجب

«ابوالفضل، ربيع بن يونس بن محمد بن ابي فروه»، از رجال دولت عباسي است، در دستگاه «منصور» تا مرتبه ي وزارت ارتقاء يافت، پاره اي از روايات، تمايل او را به «امام جعفر بن محمد (ع)» مي نمايد.

تا زمان «مهدي» وزارت داشت و آنگاه كه «معاوية بن سيار» در جاي وي قرار گرفت، «مهدي»، مصاحبت ربيع را اختيار كرد. مرگ «ربيع» به روزگار «هادي» واقع شد و گفته اند كه آن خليفه، او را زهر خورانيد.

رصافه

يكي از بلاد شام، «هشام بن عبدالملك» خليفه ي اموي در همين شهر بمرد و به خاك رفت و از آن پس آن بلد را «رصافه ي هشام» خواندند.

رضوي

كوهي كه در ميان مكه و مدينه قرار دارد.

رضوي: بر وزن صحرا.

ري

شهر معروف و بزرگ ايران در دوره ي اسلامي، سابقه ي تاريخي اين شهر به روزگار باستان و به عهد حكومت هخامنشي ها مي پيوندد و در كتيبه ي داريوش از آن ياد شده است.

شهر ري در حمله ي مغول يكسره ويران شد و ديگر روي آباداني نديد. اندكي از خرابه هاي ري، در جنوب تهران امروز به چشم مي خورد و شهر



[ صفحه 300]



ري كنوني، كه هم در زاويه اي از شهر قديم برپا است، يادآور نام آن ديار بزرگ است.

زبيده

«زبيده» دختر «جعفر بن منصور» زوجه ي «هارون الرشيد» و مادر «امين» است، پدر وي «جعفر»، عم «هارون» بود.

زبير بن عوام

«ابوعبدالله، زبير بن عوام بن خويلد بن اسد» است كه مادر وي «صفيه» دختر «عبدالمطلب» و عمه ي رسول اكرم است، در پانزده سالگي اسلام آورد و به سلك اصحاب نبي پيوست. در هنگامه ي جمل و در سرآغاز جنگ، «اميرالمؤمنين علي (ع)» او را كه در سپاه مخالف بود، به ميان دو صف طلب داشت و با وي سخناني به تذكر آورد، به سخنان «علي (ع)» تزلزلي در خاطر زبير پديد گشت، از كرده پشيمان شد و صحنه ي نبرد را ترك گفت، ليكن در ناحيه ي «وادي السباع» و در حالي كه خفته بود، به دست «عمرو بن جرموز» به قتل رسيد.

زرارة بن اعين بن سنسن شيباني كوفه

پدر وي از اسيران روم بود و جد او «سنسن» راهبي مسيحي بوده است.

زرارة: به ضم زاء. اعين: به فتح همزه و سكون عين و فتح ياء. سنسن بضم سين.

ساوه

از شهرهاي معروف و قديمي ايران در نزديكي قم كه اينك شماره ي ساكنان آن به پانزده هزار تن مي رسد.

سرخس

يكي از بلاد معروف خراسان قديم كه اكنون نيز به جاست و در كنار مرز ايران و شوروي قرار دارد، ليكن اهميت گذشته ي خود را از دست داده است.



[ صفحه 301]



سعد بن ابي وقاص

«ابواسحق، سعد بن ابي وقاص بن عبد مناف بن زهره» در شمار اصحاب پيغمبر اكرم است كه به نوزده سالگي مسلماني گرفت.

«سعد بن ابي وقاص» در جنگ «قادسيه» سردار سپاه عرب بود و به هنگام خلافت «اميرالمؤمنين (ع)» از شركت در نبردهاي جمل و صفين تقاعد ورزيد و به خانه نشست.

به سال پنجاه و چهارم هجري، در ناحيه ي «عقيق» به نزديكي مدينه درگذشت، هفتاد و چهار، يا هشتاد و سه سال زندگاني كرد.

سعد بن عباده

«سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن ابي حليمه» رئيس قبيله ي خزرج و يك تن از بزرگان انصار بود، به سال پانزدهم هجري در «حوران» روم كشته شد و ظاهرا قتل وي به تحريك «عمر» روي داده است.

سعيد بن عاص

«سعيد بن عاص بن سعيد بن عاص بن اميه» از رجال اموي است كه در نخستين سال هجرت ولادت يافت.

«سعيد بن عاص» پس از واقعه ي «عثمان»، ايام خلافت «اميرالمؤمنين علي» را به عزلت گذرانيد و در عهد «معاويه» مدتي حكومت مدينه يافت. مرگ او به سال پنجاه و نهم هجري روي داده است.

سفيذنج

ضبط صحيح كلمه و اعراب آن روشن نيست، در نسخه بدل هاي «تاريخ طبري» طبع ليدن، به صورت هاي گوناگون آمده است.

سفيان ثوري

«ابوعبدالله، سفيان بن سعيد بن مسروق كوفي» به سال 97 هجري ولادت يافت و در سال 161، در شهر بصره در گذشت، از عالمان و محدثان اهل



[ صفحه 302]



سنت و جماعت است كه از محضر «امام جعفر بن محمد (ع)» نيز بهره مند مي شد، ليكن به موجب پاره اي از روايات سوء عقيدت و سوء نيت وي آشكار مي شود.

سفيان بن عيينه

«ابومحمد، سفيان بن عيينه ي كوفي» از محدثان و علماي اهل سنت است مرگ وي به سال يكصد و نود و هشت هجري روي داد.

سفيان بن معاويه

«سفيان بن معاوية بن يزيد بن مهلب» از «آل صفره» و از رجال حكومت عباسي.

سقيفه ي بني ساعده

مكان سر پوشيده اي در شهر مدينه، متعلق به عشيره ي «بني ساعده» به هنگامي كه پس از رحلت رسول اكرم، گروهي از انصار در آن مكان گرد آمده بودند و بر سر جانشين رسول خداي گفتگو داشتند، «ابوبكر» و «عمر» و «ابوعبيده ي جراح»، خويش را بدانجا رسانيدند و امر خلافت اسلامي را به سود خويش سامان دادند.

سقيفه: بر وزن سفينه.

سلمان

بزرگ اصحاب پيغمبر اسلام كه افتخار «السلمان منا اهل البيت» را زيب وجود دارد اصل وي را از روستاي «جي» نوشته اند كه يكي از قراء اصفهان بوده است. پس از هجرت و در مدينه مسلماني گرفت و رسول اكرم او را با «ابوذر غفاري» عقد برادري بست.

در اواخر زندگي بر «مدائن» حكومت داشت و همانجا بدرود جهان گفت، در سال وفات وي اختلاف كرده اند كه به روزگار «عمر» يا عصر «عثمان» و يا در اوايل خلافت «اميرالمؤمنين علي عليه السلام» واقع شده است.



[ صفحه 303]



سليمان بن عبدالملك

هفتمين خليفه از خلفاي اموي است، مردي شكمباره بود از پرخوري هاي وي قصه هاي شگرف آورده اند. به سال 96 هجري در جاي برادر خود، «وليد بن عبدالملك» نشست و در سال 96 هجري بمرد، شهر «رمله» را در فلسطين از بناهاي او دانسته اند.

سليمان بن علي

«.... بن عبدالله بن عباس»، عم منصور و يك تن از رجال دودمان عباسي.

سليمان بن كثير

يكي از پيشقدمان دعات عباسي در خراسان، «ابومسلم» خراساني پس از تسلط بر كار خويش، او را كشت.

سليمانيه

پيروان «سليمان بن جرير» كه به روزگار منصور عباسي مي زيسته است.

سمرة بن جندب

«سمرة بن جندب بن هلال بن خديج» روزگاري در سلك اصحاب پيغمبر اكرم مي نشست، از رجال حكومت «معاويه» بود و از جانب وي، پس از «زياد بن عبيد» يك سال حكومت بصره يافت.

«سمره» در ريختن خون مردم بي گناه، هراسي نداشت، در سبب مرگ وي نوشته اند كه بر ديگي از آب جوش در افتاد و هلاكت يافت!

سيستان

ايالت باستاني و معروف ايران: «... سرزميني پست است كه در دنباله ي كوه هاي مكران و نجد هشتادان و كوه هاي افغانستان قرار گرفته و آن از اراضي شنزاري است كه سيلاب هاي نواحي مجاور در گودال هايش جمع شده و درياچه ها و باطلاق هاي هامون و گود زره را تشكيل داده است، در خاك



[ صفحه 304]



سيستان رود هيرمند جاري است كه از كوه هاي افغانستان سرچشمه مي گيرد و وارد خاك ايران مي شود.... مركز سيستان شهر زابل است. «فرهنگ فارسي دكتر محمد معين».

شريك بن عبدالله

«شريك بن عبدالله بن ابي شريك سنان بن انس نخعي كوفي» به سال 75 هجري در خراسان ولادت يافت و به سال 177 هجري در شهر كوفه درگذشت.

صالح بن علي

«... بن عبدالله بن عباس»، عم «سفاح» و «منصور» و يك تن از رجال دودمان عباسي.

صالحيه (مرجئه)

پيشواي اين صنف مرجئه، «صالح بن عمر صالحي» نام داشت.

صالحيه (زيديه)

اصحاب «حسن بن صالح بن حي» كه از مردم كوفه بود و به سال 169 هجري درگذشت در آراء اصناف «صالحيه» و «بتريه» كه از فرقه زيديه اند، اختلافي اندك موجود است و شهرستاني نام هر دو صنف را يكجا آورده است.

صفريه

پيروان «زياد بن اصفر»، پايه ي عناد اين قوم را با «اميرالمؤمنين علي (ع)» از اينجا توان دريافت كه «عمران بن حطان» يك تن از ايشان، شعري در رثاي «عبدالرحمن بن ملجم مرادي» سروده است!

صفريه: به ضم صاد.

صفين

موضعي در كنار فرات و به نزديك «رقه» يكي از شهرهاي سرزمين «جزيره» نبرد صفين در ماه صفر سال 37 هجري آغاز شد و يكصد و ده روز به طول



[ صفحه 305]



انجاميد.

صفين: به كسر صاد و تشديد فاء.

صنعا

از شهرهاي قديمي جهان، پايتخت كشور يمن بر ساحل شرقي درياي احمر.

ضحاك بن قيس شيباني

با نيرويي اندك، «عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز» والي كوفه را شكست داد و بر آن شهر مسلط شد، آنگاه بر واسط دست يافت و سپاهي بالغ بر يكصد هزار تن گرد آورد، قواي جنگي «مروان بن محمد» آخرين خليفه ي اموي به سال 129 هجري با او در ناحيه ي «كفرتوثا» مصادف داد «ضحاك بن قيس» در آن جنگ كشته شد و لشكرش پراكنده گشت.

ضراريه

پيشواي اين صنف از فرقه «قدريه»، «ضرار بن عمرو» نام داشت.

ضراريه: به فتح ضاد

طالب الحق

«عبدالله بن يحيي حضرمي»، خويش را «طالب الحق» ناميد، در يمن خروج كرد و «ابوحمزه ي خارجي» با او همكاري جست، پس از آنكه لشكر مروان حمار، كار «ابوحمزه» را پايان بخشيد، به «صنعا» روي آورد و غائله «طالب الحق» را نيز به سال 130 هجري خاتمت داد.

طالقان

از بلاد خراسان قديم: «... بر سر حد كوزكانان است و... شهري با نعمت بسيار است...» حدود العالم، چاپ اول.

طبرستان

نامي كه مازندران امروز را در گذشته بدان خوانده اند.



[ صفحه 306]



طخارستان

از نواحي خراسان قديم، سرزميني در ميان بلخ و بدخشان: «.... ناحيتي است نعمت او بيشتر از كوه است، و اندر صحراهاي وي جاي تركان خلخ است و از اين ناحيت اسب خيزد و گوسفند و غله ي بسيار و ميوه هاي گوناگون حدود العالم، ص 61».

طرابلس

كشوري بر ساحل مديترانه در مشرق تونس و الجزاير.

طف

سرزميني از عراق به نزديكي شهر كوفه.

طلحة بن عبيدالله

«طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمر بن كعب»، در سلك اصحاب رسول اكرم بود و اهل سنت و جماعت او را به شمار «عشيره ي مبشره» مي گيرند، گفته اند كه در غلواي پيكار جمل او نيز چون «زبير بن عوام» پشيماني گرفت و چون خواست از ميانه كناري گيرد، «مروان بن حكم» كه هم در صف مخالفان علي بود وي را به زخم تيري از پاي در آورد. در شست يا شست و دو سالگي مقتول شد و از ثروت گزاف او قصه ها آورده اند.

عاشورا

دهمين روز ماه محرم به اين نام خوانده مي شود.

عاص

«... بن سعيد بن عاص بن اميه»، از فرزند او «سعيد» كه در عصر عثمان ولايت كوفه داشت، در اين كتاب سخن گفته ايم.

عاصم

«... بن بهدله ي كوفي» از قراء سبعه، متوفي به سال يكصد و بيست و نه هجري.



[ صفحه 307]



عايشه

يكي از زوجات پيغمبر اكرم و دختر «ابوبكر بن ابي قحافه» نه سال پيش از هجرت ولادت يافت و در پنجاه و هشتمين سال هجري درگذشت.

عباس

«... بن عبدالمطلب»، جد خاندان عباسي و عم پيغمبر اكرم.

عبدالرحمن بن ملجم مرادي

پس از جنگ نهروان، سه تن از بازماندگان خوارج به نام هاي «عبدالرحمن بن ملجم مرادي حميري»، «برك بن عبدالله تميمي» و «عمرو بن بكر سعدي»، در خانه ي كعبه هم سوگند و همداستان شدند تا «اميرالمؤمنين علي» و «معاويه» و «عمرو بن عاص» را به قتل آورند و كشتن هر يك از آن سه تن در عهده ي يكي از ايشان باشد.

«برك بن عبدالله» و «عمرو بن بكر» در اجراي نقشه ي خويش توفيق نيافتند، ليكن «عبدالرحمن بن ملجم مرادي»، جنايتي را كه به ارتكاب آن كمر بسته بود، صورت داد و چنان كه در متن كتاب آورده ايم: «اميرالمؤمنين علي (ع)» به ضربت شمشير وي به شهادت رسيد.

عبدالله افطح

پس از رحلت «امام جعفر بن محمد (ع)» دعوي امامت كرد، ليكن بي دانشي وي آشكار بود و با فرقه هايي كه آراء باطل داشتند، آميزش داشت، در سال يكصد و چهل و هشت هجري، هفتاد روز بعد از وفات امام صادق (ع) در گذشت.

عبدالله بن حسين

به سال 145 هجري، در زندان هاشميه معدوم شد.

عبدالله بن خباب

خباب: به فتح خاء و تشديد باء.



[ صفحه 308]



عبدالله بن زبير

«عبدالله بن زبير بن عوام» كه مادرش «اسماء» دختر «ابوبكر بن ابي قحافه» است، نخستين مولودي است كه پس از هجرت مهاجرين اسلام به مدينه، در آن جا ولادت يافت. «عبدالله زبير» بعد از واقعه ي كربلا، به فاصله ي زماني اندك نواحي عراق و حجاز و يمن به فرمان وي در آمد و پايه ي نفوذ او تا بدان جا رسيد كه چون «يزيد بن معاويه» هلاكت يافت، زمزمه ي تبعيت از وي در شام نيز برخاست.

«عبدالملك بن مروان» خليفه ي اموي، «حجاج بن يوسف» را به جنگ او مأمور كرد و «عبدالله» به سال هفتاد و سوم هجري در نبرد «حجاج» كشته شد.

عبدالله بن سعد بن ابي سرح

«عبدالله بن سعد بن ابي سرح بن حارث بن حبيب»، نخست به شمار مسلمانان درآمد و امر كتابت رسول خداي را برعهده گرفت. سپس مرتد شد و از مدينه به مكه گريخت، به هنگام فتح مكه، چنان كه در متن كتاب آورده ايم پيغمبر خداي خون او را هدر كرد، «عبدالله» به خانه ي «عثمان بن عفان» برادر رضاعي خود پناه جست و «عثمان» به نزد رسول اكرم، از او شفاعت كرد.

«عبدالله بن سعد» پس از قتل «عثمان» با «اميرالمؤمنين علي (ع)»، بيعت نكرد و به سال 37 هجري در «عسقلان» يكي از بلاد فلسطين بمرد.

عبدالله بن عامر

«عبدالله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبدالشمس» كه جد اعلاي وي «حبيب» با «اميه» پدر خاندان اموي برادر بود و در متن كتاب، به اشتباه او را «اموي زاده» خوانده ايم به روزگار عبدالملك بن مروان» درگذشت.



[ صفحه 309]



«عامر» پدر «عبدالله» با مادر «عثمان» برادر است.

عبدالله بن عباس

«ابوالعباس، عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب» سه سال به هجرت رسول اكرم مانده در «شعب ابوطالب مكه» ولادت يافت مردي دانشمند و فقيه بود و «اميرالمؤمنين علي (ع)» در ايام خلافت خويش، خدماتي بر وي محول داشت.

وفات او به سال هفتاد و هفت هجري در «طائف» به وقوع پيوست و سال درگذشت او را جزين نوشته اند.

عبدالله بن كعب

ظاهرا «عبدالله بن كعب مراري» است كه در جنگ صفين و در ركاب «اميرالمؤمنين علي (ع)» به شهادت رسيد.

عبدالله بن مسعود

«ابوعبدالرحمن، عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب»، از مسلمان نخستين است و اهل سنت و جماعت او را در زمره ي «عشره ي مبشره» مي دانند، رسول اكرم در مدينه او را با «زبير بن عوام» عقد برادري بست.

در بسياري از غزوات شركت داشت و سر «ابوجهل» را او به غزوه ي «احد» از تن جدا كرد.

شهرت «عبدالله بن مسعود» بيشتر به قرائت قرآن وي بستگي دارد، چنان كه گفته اند در اين فن كس مانند او نبود.

عبدالله بن معاويه

«عبدالله بن معاوية بن جعفر بن ابيطالب» به روزگار «يزيد بن وليد» با ياران خود خروج كرد، ليكن در برابر والي كوفه «عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز» مقاومت نتوانست و به سال 127 هجري، پس از پيكاري دليرانه تسليم شد، چندي بعد به نواحي جنوبي ايران رفت و در آنجا براي خود ياراني فراهم كرد و بار ديگر



[ صفحه 310]



سر به خروج برداشت و قسمت هاي جنوبي ايران را به تصرف در آورد. «مروان بن محمد حمار» سپاهي به دفع او فرستاد. «عبدالله بن معاويه» كه در اصفهان بود با سپاه خليفه اموي برابري نتوانست، راه فرار در پيش گرفت و خويش را به خراسان رسانيد، به فرمان «ابومسلم» كه در آن هنگام سرزمين خراسان را قبضه كرده بود وي را نخست به زندان افكندند، و سپس به قتل رسانيدند.

عبيدالله بن زياد

پس از مرگ پدرش «زياد بن عبيد»، از جانب «معاويه» حكومت خراسان يافت، سپس به ولايت بصره و كوفه منصوب شد، به سال 67 هجري در نبرد «ابراهيم بن مالك اشتر» كه سردار سپاه «مختار بن ابي عبيده ثقفي» بود، كشته شد.

عبيدالله بن عمر

«اميرالمؤمنين علي (ع)» او را بيم داده بود كه به قصاص خون «هرمزان» بگيرد، «عبيدالله» در سرآغاز خلافت «علي (ع)» به نزد «معاويه» گريخت و در پيكار صفين به قتل رسيد.

عبيديه

اصحاب «عبيد مكنئب» كه عقيده داشت، هر گناه، به غير از شرك، آمرزيده آيد و چون كسي به يگانگي خداي ايمان داشت، ارتكاب گناهان موجب عقاب وي نشود!

عبدالملك

«... ابن اعين بن سنسن شيباني كوفي» كه مانند برادران خويش در سلك اصحاب «امام صادق (ع)» بود چون در گذشت، امام به زيارت قبر وي رفت و او را رحمت فرستاد.

عبدالملك بصري

يك تن از ملحدان عصر «امام جعفر بن محمد (ع)» كه در پاره اي از كتب



[ صفحه 311]



خبر و تاريخ شرح مناظرات امام و پاره اي از اصحاب را با او آورده اند.

عبدالملك بن مروان

پس از مرگ پدر خويش «مروان بن حكم»، به سال شصت و پنج هجري در جاي او نشست. يك تن از خلفاي جبار و سفاك اموي است كه در تحكيم بساط حكومت خويش از ارتكاب هر جنايتي روي نتابيد، مرگ او به سال 86 هجري واقع شد.

عثمان بن عفان

«... ابي العاص بن امية بن عبدالشمس»، در سال 23 هجري خلافت يافت و به سال 35، چنان كه در متن كتاب آورده ايم، كشته شد.

عدي

(بني...) بطني از قريش كه نسب آن به «عدي بن لوي بن غالب» مي رسد

عراق

مجموعه ي سرزمين «عراق عرب» و قسمتي از خاك ايران به نام «عراقين» و «عراقان» آمده است.

عقبة بن ابي معيط

اين دشمن خدا و رسول، چون در روز بدر به اسارت مسلمين در آمد، به فرمان رسول خداي و به وسيله ي يك تن از اصحاب كه «عاصم بن ثابت» نام داشت، به قتل رسيد.

معيط: به ضم ميم و فتح عين و سكون ياء.

عمار دهني

دهن را به ضمن دال و فتح هاء و نيز سكون آن ضبط كرده اند.

عمار ياسر

«عمار بن ياسر عيسي» از بزرگان اصحاب پيغمبر بزرگوار اسلام است. با مادرش «سميه» و پدرش «عمار» در آغاز ظهور اسلام، مسلماني



[ صفحه 312]



گرفتند و مشركان مكه آنان را به شكنجه هاي بسيار آزردند، چنان كه «سميه» مادر وي از تعذيب كافران بدرود حيات گفت.

«عمار» به سال سي و هفتم هجري، در جنگ «صفين» شرف شهادت يافت او بيش از نود سال زندگاني كرد.

عمان

سرزميني در جنوب شرقي شبه جزيره ي عربستان، پايتخت آن «مسقط» نام دارد.

عمر بن خطاب

«ابوحفص، عمر به خطاب بن نفيل بن عبدالعزيز بن رياح» سيزده سال پس از «عام الفيل» ولادت يافت و در پنجاه و دو سالگي در مقام خلافت اسلامي نشست.

به روزگار او فارس و عراقين و آذربايجان و مصر و شام و ديار بكر به دست مسلمين گشوده شد.

عمر، در آغاز محرم چهاردهمين سال هجري به وسيله ي ابولؤلؤ فيروز كاشاني از پاي درآمد.

عمر بن سعد

مرد آزمندي كه شرف خويش را به سوداي مقام از دست داد ولي به جز ننگ جاويد، بهره اي نبرد، در سال 66 هجري به فرمان «مختار بن ابي عبيده ي ثقفي» در شهر كوفه كشته شد.

عمر بن عبدالعزيز

خليفه ي خوشنام و نيكوكار اموي كه به دفع ستمگري هاي اسلاف خود برخاست ليكن او را مهلت ندادند و در سال 101 هجري به دست خويشان خويش مسموم شد و در گذشت عمر بن عبدالعزيز، هشتمين خليفه ي امويان است كه به سال 99 هجري خلافت يافت.



[ صفحه 313]



عمرو بن عاص

«عمرو بن عاص بن وائل بن هاشم بن سعيد سهمي»، پنجاه سال قبل از هجرت متولد شد و پس از پيدايش اسلام يك تن از مخالفان سرسخت آيين توحيد و معاندان رسول اكرم به شمار مي رفت.

«عمرو» از جانب كفار مكه مأمور بازگرداندن نخستين دسته مهاجران اسلامي شد كه به حبشه رفته بودند، ليكن در اين كار توفيق نيافت و به مكه بازگشت.

«عمرو بن عاص» پس از هجرت رسول اكرم، چون نفوذ و اعتبار روز افزون اسلام را بديد، ابراز مسلماني كرد، در زمان «عمر» حكومت فلسطين و مصر يافت و در عهد «عثمان» از فرمان روايي بركنار شد، «معاويه» وي را به پاداش خدمتي كه در استقرار سلطنتش كرده بود، بار ديگر به حكومت مصر فرستاد و خراج شش ساله ي آن ديار را به او بخشيد.

«عمرو عاص» مردي زيرك و حيله باز بود، او را يكي از دهات عرب به شمار آورده اند، مرگ وي به سال 43 هجري روي داد.

عمرو بن عبيد

از بزرگان معتزله و بانيان اين فرقه است، با «واصل بن عطا» پيشواي ديگر اهل اعتزال خويشاوند بود، «عمرو بن عبيد» را به سبب كثرت اشتغال به عبادت، «زاهد معتزله» خوانده اند، «منصور عباسي» وي را بزرگ مي داشت، به سال يكصد و چهل و چهار هجري، در بازگشت از سفر حج درگذشت.

عمرو بن مقدام

يا «عمرو بن ابي مقدام» از اصحاب امام سجاد و امام باقر و امام كاظم است و او را در شمار تابعين نيز گرفته اند.

غسانيه

پيروان «غسان كوفي» كه «ابوحنيفه نعمان بن ثابت» را نيز در اقوالي



[ صفحه 314]



هم رأي خويش خوانده است.

فارس

ايالت بزرگ جنوبي ايران كه به اصفهان و خليج فارس و خوزستان و كرمان محدود است.

اهميت تاريخي فارس، پيش از اسلام و پس از آن مشهود است.

فاطمه

«... بنت اسد»،مادر گرامي اميرالمؤمنين علي (ع)، نخستين زن هاشمي كه فرزند هاشمي آورد، رسول اكرم وي را بسيار دوست مي داشت و در او به ديده ي مادر خويش مي نگريست.

فاطمه (ع)

سيده ي نساء عالمين، دختر اشرف و اولاد آدم، نبي اكرم، زوجه ي «اميرالمؤمنين علي (ع)» و مادر دو سبط عاليقدر پيغمبر بزرگ، حسن و حسين.

ولادت او را در روز جمعه بيستم جمادي الاخر سال دوم بعثت و نيز در سال پنجم نوشته اند، صلوات خدا بر او و پدر و شوهر و فرزندانش باد.

فاطمه

دختر بزرگوار امام حسن بن علي (ع) و مادر ارجمند امام محمد بن علي بن حسين (ع)، مكناة بن «ام عبدالله» يا «ام عبده» بود و امام صادق (ع) درباره ي وي فرموده است كه در «آل حسن» صديقه اي چون او نزاد.

فاطمه

يك تن از دختران «امام حسين بن علي (ع)»، در ايام پدر به زوجيت پسرعم خويش حسن بن علي (ع) معروف به «حسن مثني» در آمد و چون شوهرش در جواني بدرود جهان گفت، فاطمه بر مزار شوهر خيمه اي افراشت و سالي در آن جا به سوگواري پرداخت.

پس از يك چند شوهري ديگر اختيار كرد و از او پسري آورد كه «محمد



[ صفحه 315]



ديباج» يا «محمد عثماني» خوانده شد، زيرا پدر وي نواده ي عثمان بود.

فاطمه به سال يكصد و هفده هجري جهان را بدرود گفت، در گذشت او را در شهر مدينه احتمال داده اند، ليكن در كشور مصر نيز، قبري به نام او بجاست كه زيارتگاه است.

فرات

رود به طول 2330 كيلومتر كه از كوهستان هاي تركيه سرچشمه مي گيرد، از سوريه مي گذرد و به عراق مي رسد.

رود فرات، در خاك عراق يك هزار و دويست كيلومتر امتداد دارد و پس از پيوستن به دجله، به خليج فارس مي ريزد.

فرعون

پادشاهان مصر باستان را «فرعون» ناميده اند و فرعون معاصر موسي، ظاهرا «رامسس دوم»، پادشاه سوم از سلسله ي نوزدهم آن سلاطين بوده است.

فضل بن شاذان

«ابومحمد، فضل بن شاذان بن خليل ازدي» از مردم نيشابور و در شمار بزرگان اصحاب «امام جواد، محمد بن علي (ع)» است.

به روزگار «امام حسن عسكري» جهان را بدرود گفت و مزار وي اينك در خارج شهر نيشابور كجاست.

فضل بن يحيي برمكي

ارشد پسران يحيي برمكي بود كه در سال يكصد و چهل و هشت هجري ولادت يافت و به سال يكصد و هشتاد و هفت، مقتول شد. از طرف «هارون» حكومت ارمنستان و آذربايجان خراسان و جبال و طبرستان و غيره يافت و پيش از آنكه خاندان برمكي با قهر خليفه ي عباسي روبرو گردد، در شمار برجسته ترين رجال حكومت وقت بود.



[ صفحه 316]



فلسطين

سرزميني در ساحل مديترانه واقع در آسياي غربي.

فوشنج

يا «پوشنج» يا «پوشنگ» شهري كوچك به نزديكي هرات كه از آنجا ده فرسنگ فاصله داشت.

فيروز كاشاني

كنيت وي «ابولؤلؤ» يا «ابولؤلوئه» بود، مورخان اهل سنت را اعتقاد بر آن است كه پس از قتل عمر، كشته شد، ليكن پاره اي از مردم شيعي چنان دانند كه از مدينه فرار كرد و خويش را به كاشان رسانيد و در آنجا روزگاري بزيست، تا جهان را وداع كرد. مولد وي را قريه ي «فين» دانسته اند و برخي پنداشته اند كه قريه اي است از توابع نهاوند ليكن «فين» از روستاهاي تاريخي شهر باستاني كاشان است.

صاحب مجالس المؤمنين از كتاب «نواقض الروافض» مير محروم شريفي شيرازي چنين نقل مي كند:

«... اهل كاشان را گمان است كه ابولؤلؤ كه قاتل عمر خطاب بود، چون او را بكشت، گريخته به كاشان آمد و از خوف اعدا در آن جا پنهان شد. اهالي كاشان به واسطه ي محبت خاندان، او را تعظيم و تكريم نمودند و از شراعدا محافظت فرمودند تا آن كه آخر در آن جا وفات يافت و مزار او در خارج شهر كاشان واقع است و بنابر آن از او تعبير به بابا شجاع دين مي كنند...

مجالس المؤمنين، چاپ اسلاميه، ص 78».

مرحوم سپهر كاشاني مي نويسد:

«... جماعتي ازمردم شيعي برآنند كه «ابولؤلؤ» بعد از قتل عمر، و جراحت كردن چند كس كه از قفاي وي مي شتافتند، از مدينه بيرون شد و از راه و بيراه طي طريق كرده خود را به قم رسانيد و از آنجا به كاشان آمد و



[ صفحه 317]



مردي شيعه بود و در كاشان ببود تا وفات يافت، پس شيعيان، او را از دروازه ي شهر بيرون برده و در كنار راهي كه به قريه ي «فين» رود به خاك سپردند و لقب او را «شجاع الدين» دانند و هم اكنون قبر او در كاشان معروف است و بر فراز قبر او گنبدي عظيم و مقصوره اي بزرگ است، ديگر آنكه مردم سنت و جماعت ابولؤلؤ را غلامي سياه از اهالي حبشه دانند كه كيش نصاري داشت و روز بيست و هفتم ذيحجه، عمر را زخم بزد و او در سلخ ذيحجه بمرد و روز يكشنبه او را در حرمش به خاك سپردند و مردم شيعي گويند ابولؤلؤ از مردم عجم بود و فيروز نام داشت و از شيعيان علي (ع)بود و اگر غلام مغيره بود، از آن است كه هر كس از عجم را اسير مي گرفتند، حكم عبد بر او مي رفت و در حبشه كس فيروز نام نكند و كشته نشد چه مقبره ي او در كاشان از زمان پيش تاكنون زيارتگاه جماعتي از شيعيان علي است و از پدران مر پسران [را] اين خبر رسيده است...

«ناسخ التواريخ، جلد خلفاء، ص 367 - 366، چاپ قم».

قاسم بن محمد بن ابي بكر

مادرش دختر يزدگرد، آخرين شاهنشاه ساساني بود و بنابراين با امام سجاد (ع) پسرخاله است.

قاسم، همچنان در شمار اصحاب «امام سجاد» و يكي از فقهاي سبعه ي مدينه است.

قحطبة بن شبيب

قحطبه: به فتح قاف و سكون حاء و فتح طاء و باء.

شبيب: بر وزن امير.

قريش

قبيله ي معروف و بزرگ عرب، از تيره ي اعراب عدناني و از دوده ي «نضر بن كنانه» معروف ترين شاخه هاي قريش بدين قرار است:

هاشم، زهره، اميه، نوفل، مخزوم، اسد، جمع، سهم، تيم و عدي.



[ صفحه 318]



كربيه

پيشواي اين صنف از فرقه ي «كيسانيه»، «ابوكرب بن ضرير» نام داشت.

كربلا

سرزميني در عراق كه «امام حسين بن علي (ع)» و ياران وفادارش در آن به شهادت رسيدند. اكنون شهري است كه بر كنار نهر حسينيه يكي از منشعبات فرات قرار دارد، مساحت كربلا از بغداد 140 كيلومتر است و در اطراف آن باغستان ها و نخيلات فراوان وجود دارد. شماره ي جمعيت كنوني كربلا نزديك به هفتاد هزار است.

كسائي

«ابوالحسن، علي بن حمزه ي كسائي كوفي» دانشمند معروف عصر عباسي و يكي از ائمه نحو و لغت و ادب عرب، همچنين وي از قراء سبعه به شمار است، مرگ او به روزگار «هارون الرشيد» در ري روي داد.

كش

از شهرهاي ماوراءالنهر، كه ناحيتي گرمسير بوده و استرهاي آن شهرت داشته است!

كعبيه

پيروان «ابوالقاسم، عبدالله بن احمد، يا محمد بن محمود بلخي معتزلي» متوفي به سال 319 هجري.

كناسه ي كوفه

يكي از محلات شهر كوفه

كوفه

شهري كه در عراق به نزديكي حيره ي قديم. به سال 17 هجري، به فرمان عمر، و به وسيله ي سعد بن ابي وقاص بنا شد. «اميرالمؤمنين علي (ع)» اين شهر را مقر خلافت خويش كرد. كوفه در فاصله ي ده كيلومتري نجف قرار دارد.



[ صفحه 319]



گرگان

از بلاد معروف و تاريخي، واقع در شمال شرقي ايران.

لقمان

حكيمي بزرگ كه منشاء و نسب و عصر وي روشن نيست و در قرآن كريم، سوره اي به نام او موسوم است.

مالك اشتر نخعي

«مالك بن حارث نخعي» معروف به «اشتر»، مجاهد عالي قدر اسلام و سردار بزرگ تاريخ تشيع و فدايي نامبردار «اميرالمؤمنين علي (ع)» است.

جلالت قدر وي از اين سخن پيدا است كه «اميرالمؤمنين (ع)» پس از مرگ وي گفته است:

- مالك از براي من چنان بود كه من از براي رسول خدا بودم. تاريخ كوتاه خلافت علي بن ابيطالب، مشحون از شرح شجاعت و كفايت و علم و تدبير «مالك» است.

در نبرد «صفين» چيزي نماند تا آخرين ضربت را بر پيكره ي حكومت فساد «معاويه» وارد كند، ليكن منافقان سپاه «علي (ع)»، «اميرالمؤمنين (ع)» را به ترك نبرد و احضار «مالك» وادار كردند.

علي (ع) او را حكومت مصر داد و عهد نامه اي كه در آن اوان براي «مالك» مرقوم داشت، يكي از گنجينه هاي ممتاز ادبي و اخلاقي و اجتماعي و سياسي تاريخ پرافتخار اسلام به شمار است.

«مالك» به مأموريت خويش رهسپار گشت ولي در ميان راه، مسموم شد و به شهادت رسيد و گفته اند مسموميت وي به سعي «معاويه» بوده است.

هم «اميرالمؤمنين علي (ع)» درباره ي اين سرباز فداكار خود مي گويد:

- او شمشيري از شمشيرهاي خداوند بود.

اشتر: به فتح همزه و سكون شين و فتح تاء.



[ صفحه 320]



ماني

پسر فاتك بود، به روزگار شاپور اول ظهور كرد و در عهد بهرام اول پادشاه ساساني كشته شد.

ماني جهان را ساخته ي دو اصل مي دانست و آن هر دو اصل را كه يكي نور و ديگري ظلمت بود، قديم مي خواند و چون پيدايش وي، پس از ظهور مسيح بود، نبوت مسيح را تصديق مي كرد، ليكن به پيغمبري «موسي» اعتقاد نداشت. عقايد ماني را مخلوطي از آراء بودائي و زردشتي و مسيحي دانسته اند، قتل وي به سال 375 ميلادي واقع شد، پوست او را از كاه انباشتند و بر دروازه ي «جندي شاپور» آويختند.

محكمه ي اولي

سران اين دسته كه نخستين صنف خوارج به شمارند، «حرقوص بن زهير»، «عبدالله بن وهب راسبي»، «عبدالله بن كواء»، «حمزة بن سيار»، «يزيد بن حصين»، «شريح بن ابي وفاي عبسي» بودند، همچنان «اشعث بن قيس كندي» و «عمرو بن حريث» را در جمع «محكمه ي اولي» محسوب داشته اند و نيز پاره اي از مورخان آورده اند كه «عبدالله بن كواء» پس از احتجاج «اميرالمؤمنين علي (ع)»، از عقيده ي ناصواب خويش بازگشت.

محمد بن بكر

مادرش «اسماء بنت عميس»، نخست زوجه ي «جعفر بن ابيطالب» مشهور به «جعفر طيار» بود كه پس از شهادت او، به زوجيت «ابوبكر» درآمد و «محمد» را بزاد، بعد از «ابوبكر» نيز «اميرالمؤمنين علي (ع)»، «اسماء» به زني پذيرفت و «محمد» در حجر تربيت آن امام همام پرورش يافت و در جلالت شأن وي اين سخن كافي است كه «اميرالمؤمنين علي (ع)» فرمايد:

- محمد فرزند من است كه از صلب «ابوبكر» به جهان آمد.

در بيست و هشت سالگي از جانب «علي (ع)» حكومت مصر يافت،



[ صفحه 321]



ليكن در پيكار «معاويه» و «عمرو عاص» مغلوب و دستگير شد و «معاوية بن خديج» فرمانده سپاه شام، او را به وضعي فجيع، به شهادت رسانيد، سال 38 هجري.

محمد بن قاسم علوي

«... بن علي بن عمر بن علي بن حسين بن علي بن ابيطالب (ع)» به صاحب طالقان مشهور است، در روزگار معتصم عباسي، از طالقان، يكي از بلاد خراسان قديم سر به خروج برداشت و كشته شد.

محمد عثماني

برادر امي «عبدالله بن حسن مثني» معروف به «عبدالله محض» بود و چون پدرش نواده ي عثمان است وي را محمد عثماني گفته اند، همچنين به «محمد ديباج» شهرت دارد، چنان كه در متن كتاب آورده ايم، او را نيز با برادرش «عبدالله» و ديگر فرزندزادگان «امام مجتبي (ع)» دستگير كردند و پس از يك چند به همراهي گرفتاران آل حسن (ع)» به زندان هاشميه بردند.

پيش از خروج و قتل «محمد بن عبدالله بن حسن»، چون مردم خراسان به هواخواهي او قصد شورش كردند، منصور به قتل محمد عثماني فرمان داد و سپس امر كرد سر او را به خراسان فرستادند و در آنجا عاملان وي سوگند ياد كردند، كه آن سر، از آن محمد بن عبدالله بن حسن است و به اين ترتيب از شورش مردم خراسان پيشگيري شد.

محمد حنفيه

چون مادرش از قبيله ي حنفي بود، او را «محمد حنفيه» و «محمد بن حنفيه» گفته اند. محمد، سومين پسر اميرالمؤمنين علي عليه السلام است كه به سال 21 هجري در عهد خلافت عمر ولادت يافت، شصت سال زندگي كرد و در سال هشتاد و يك هجري، در شهر مدينه جهان را بدرود گفت و در قبرستان بقيع مدفون شد.

«محمد» در جنگ هاي پدر شركت داشت و در نبرد از خود شجاعتي



[ صفحه 322]



كم نظير نشان داد، داستان هايي از قدرت و نيرومندي وي در تواريخ مضبوط است و گفته اند نوبتي در حضور پدر عاليقدر خويش، دامن زرهي را به قدرت سر پنجه ي خود كوتاه كرد!، «مختار بن ابوعبيده ي ثقفي» پس از شهادت «حسين (ع)» و هلاكت يزيد، وي را امام خواند و به نام او بر عراق استيلا يافت. در سال 66 هجري ابن زبير او را به بيعت خويش خواند و محمد، از پذيرش آن استنكاف كرد، «ابن زبير» كار را بر او سخت گرفت تا «مختار» گروهي به مكه فرستاد و «ابن حنفيه» را از گرفتاري رهايي داد.

بعد از قتل «مختار» او ديگر

بيعت وي تن نمي داد، او را به طائف تبعيد كرد، گروهي نوشته اند كه «محمد حنفيه» در طائف بماند و همانجا درگذشت.

«محمد حنفيه» بي آنكه خود دعوايي داشته باشد، به زعم طايفه اي امام و مهدي آخر زمان است و در متن كتاب به اين نكته اشارت كرده ايم.

محمد مصطفي (ع)

حضرت «محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف» صلوات الله عليه، در سپيده دم روز جمعه «عام الفيل»، پانصد و هفتاد سال از ميلاد مسيح گذشته در شهر مكه ولادت يافت و مادر وي «آمنه» دختر «وهب بن عبدمناف» بود.

پيش از آن كه ديده به جهان گشايد، پدرش «عبدالله»، بدرود جهان گفت. اندكي پس از ولادت وي «آمنه» نيز در گذشت و «محمد (ص)» به حمايت «عبدالمطلب» جد خويش درآمد.

در هشت سالگي او، عبدالمطلب نيز چشم از دنيا فرو بست و كفالت «محمد (ص)» برعهده ي عم وي «ابوطالب» استقرار يافت، در دوازده سالگي به همراه «ابوطالب» سفر شام كرد و در بيست و پنج سالگي نيز از جانب «خديجه» بنت «خويلد»، يكي از بانوان متمكن و نيكوكار مكه به تجارت



[ صفحه 323]



شام رفت، پس از بازگشت از اين سفر، «خديجه» به نكاح او در آمد و چون چهل سال از سنين عمر وي گذشت، به رسالت خداوند مبعوث شد.

پيغمبر بزرگ اسلام، سه سال در پنهاني خلق را به عبادت خداي يگانه و ترك پرستش اصنام خواند، در اين مدت، جمعي قليل دعوت وي را پذيرفتند و پس از پايان سه سال، از جانب خدا به اشاعه ي علني آيين اسلام مأمور شد.

از آن تاريخ، مشركان قريش، به مبارزه با او برخاستند و به آزار مسلمين دست يازيدند، ليكن به پاس حرمت و از بيم حشمت «ابوطالب» عم رسول اكرم كه شيخ و زعيم قريش به شمار مي رفت، از آزار «محمد (ص)» خودداري مي كردند.

پيغمبر بزرگ، در سال پنجم بعثت، گروهي از مسلمين را به منظور رهانيدن از رنج و تعبي كه مشركان بر آنان روا مي داشتند، به حبشه فرستاد، در سال هفتم، كافران مكه با خود همداستان شدند كه ابواب معامله و مراوده را با مسلمين مقطوع دارند و بر اين پيمان مكتوبي نگاشتند و آن را از در خانه ي كعبه آويختند. ابوطالب، رسول اكرم را با پيروان او به «شعب ابوطالب» كه در نزديكي مكه واقع شده بود برد تا از گزند مشركان مصون باشند، مسلمين نزديك به سه سال در آن نقطه به سر بردند و به سختي روزگار خويش را طي كردند پس از آن موجباتي فراهم شد تا مشركان، عهدنامه ي خويش را ابطال كردند و «محمد مصطفي (ص)» و پيروان وي به مكه بازگشتند.

در نيمه ي شوال سال دهم بعثت، ابوطالب بدرود جهان گفت و سه روز پس از آن «خديجه» نيز در گذشت.

مشركان مكه چون محمد (ص) را بيرون از حمايت «ابوطالب» ديدند، به آزار خويش بر وي افزودند، رسول اكرم يك چند به سختي در مكه سپري كرد و عاقبت وقتي كه مشركان به كشتن وي كمر بستند، در ماه ربيع الاول سال چهاردهم بعثت خويش، شبي مكه را پنهاني به سوي مدينه ترك گفت و



[ صفحه 324]



به آن شهر هجرت فرمود.

شهر مدينه كه تا آن تاريخ «يثرب» نام داشت و گروهي از ساكنانش به كيش اسلام گراييده بودند، به گرمي از پيغمبر بزرگ استقبال كرد، «محمد مصطفي (ص)»، قطعه زميني را در آن شهر بخريد و آنجا به بناي مسجد و خانه ي خويش اقدام ورزيد، مسلمين مكه نيز راه مدينه را در پيش گرفتند و به پيشواي عاليقدر خود پيوستند.

از آن تاريخ، اسلام در مسير پيشرفت و ارتقاء افتاد و رسول اكرم به اشاعه ي قوانين اين آيين مقدس و پاك همت گماشت و در راه توسعه ي اسلام به جهاد مبادرت جست و بر روي هم، بيست و هفت بار با مشركان و معاندان دين مبين مصاف داد.

در رمضان سال هشتم هجري شهر مكه گشوده شد و خانه ي كعبه از وجود بت هاي رنگارنگ قبايل عرب پاك گرديد.

رسول اكرم پس از بعثت خويش، سيزده سال در شهر مكه و ده سال در مدينه اقامت داشت و در طول اين زمان، به تدريج قبايل عرب آيين اسلام پذيرفتند و آثار بت پرستي و شرك، از جزيرةالعرب رخت بربست.

پيغمبر بزرگ اسلام، در بيست و هشتم ماه صفر يازدهمين سال هجري به عالم بقاء خراميد، «اميرالمؤمنين علي (ع)» و «عباس» عم آن حضرت، با «قثم» و «فضل» پسران «عباس» در تغسيل و تكفين و تدفين وي شركت داشتند و آن پيكر پاك را در خانه اش به خاك سپردند، صلوات خدا بر او و فرزندان او باد. «سلام بر حسين، بخش يادداشت ها».

مختار بن ابي عبيده ثقفي

پدرش «ابوعبيده» از اصحاب رسول اكرم بود و در جنگ قادسيه، به زير پاي پيل كشته شد.

«مختار» نخست با «عبيدالله بن زبير» همكاري داشت، ليكن پس از



[ صفحه 325]



يك چند، او را رها كرد و از مكه به كوفه آمد، مردمي به گردش خويش فراهم ساخت و بر كوفه مسلط شد و به قصاص قاتلان «حسين بن علي (ع)» برخاست.

يك سال و نيم بر شهر كوفه حكومت راند و پاره اي ديگر از بلاد نيز سر به طاعت او در آوردند، گفته اند وي «محمد حنفيه» را امام خود مي شناخت و طايفه اي از «كيسانيه» را نيز كه «مختاريه» ناميده مي شدند و از پيروان او خوانده اند.

مختار به سال 76 هجري در پيكار با «مصعب بن زبير» مغلوب شد و به قتل رسيد.

مختاريه

به «مختار بن ابوعبيده ي ثقفي» رجوع كنيد.

مدائن

يا «تيسفون» كه پايتخت كشور ايران به روزگار شاهنشاهي ساساني بود، پس از تسلط اعراب بر اين شهر، به تدريج اهميت آن از دست رفت، خرابه ي طاق كسري در آن واقع است.

شهر «تيسفون» كه اعراب بر آن نام مدائن نهاده اند و از چند محله يا چند شهر متصل به يكديگر پديد آمده بود، در عهد خلافت عمر، مقارن با سلطنت يزدگرد سوم و به وسيله ي «سعد بن ابي وقاص» به تصرف مسلمين در آمد.

مدينه

دومين شهر مقدس اسلامي است كه در منطقه ي حجاز و در جلگه ي شيب داري واقع شده و رشته ي جبالي به نام «احد» و «سعير» آن را احاطه كرده است.

اين شهر، پيش از هجرت رسول اكرم، «يثرب» نام داشت و از آن پس، مدينة الرسول و مدينة النبي ناميده شد و به مدينه ي طيبه و مدينه ي منوره موسوم گشت و نيز مراد از مدينه ي مطلق، آن ديار است.

شهر مدينه، از درياي احمر يك صد و هفتاد و پنج كيلومتر فاصله دارد و



[ صفحه 326]



در زمان پيغمبر اكرم اسلام و همچنين به عهده «ابوبكر» و «عمر» و «عثمان» مركز حكومت اسلامي بوده است.

مرداريه

اصحاب «ابوموسي عيسي بن صبيح كوفي» معروف به «مردار» كه در حدود سال 266 هجري در گذشته است.

«ابوموسي» از بزرگان معتزله ي بغداد بود.

مرقيون

از ثنويهاست كه به دو اصل نور و ظلمت اعتقاد داشت، او نيز نخست چون «ابن ديصان» از علماي مسيحي بود و سپس به اظهار آراء ديگر مورد تكفير جامعه ي مسيحيت واقع شد.

پيروان «مرقيون» سال ها در مصر و شام و ايران و ايتاليا باقي بوده اند، مرگ «مرقيون» ظاهرا به سال يكصد و پنجاه ميلادي روي داده است.

مرقيون: به فتح ميم و سكون راء و كسر قاف و ضم ياء.

مرو

از شهرهاي معروف خراسان قديم: «... شهري بزرگ است و اندر قديم نشست مير خراسان آنجا بودي... جايي با نعمت است و خرم و او را قهندزست و آن را طهمورث كرده است و اندر وي كوشك هاي بسيار است و آن جاي خسروان بوده است....، حدود العالم. چاپ اول تهران. ص 58».

مروان بن حكم

پس از آن كه «معاوية بن يزيد بن معاويه» ترك خلافت مغصوبه گفت، حكومت را به دست گرفت، نه ماه سلطنت كرد و يكي از زنان او كه از آن پيشتر در نكاح «يزيد بن معاويه» بود، نيم شبي بالشي بر دهانش نهاد و او را خفه كرد.



[ صفحه 327]



مروان بن محمد

«... بن مروان بن حكم»، او را مروان «جعدي» و «مروان حمار» نيز گفته اند و وجوهي را كه بر تلقيب اخير او آورده اند، در ذيل صفحه ي 10 اين كتاب ياد كرده ايم قتل وي به سال يكصد و سي و دو هجري روي داد.

مرو رود

از شهرهاي خراسان قديم: «شهري است با نعمت و آبادان و بر دامن كوه نهاده است و ميوه ي بسيار و رود مرو بر كران او بگذرد، حدود العالم، چاپ اول تهران. ص 58».

مسجد الحرام

محوطه اي كه بر پيرامون كعبه قرار دارد و كعبه و مقام ابراهيم و زمزم، جزوي از آن به شمار است.

مصر

سرزمين و كشور تاريخي معروف، واقع در شمال شرقي قاره ي آفريقا كه در عهد خلافت «عمر» و به سال بيستم هجري به تصرف مسلمين در آمد.

مصعب

«... بن زبير بن عوام»، از جانب برادر خود «عبدالله»، حكومت عراقين يافت و به سال 72 هجري در نبرد «عبدالملك بن مروان» كشته شد.

معاوية بن ابي سفيان

نخستين خليفه ي دودمان اموي است، در عام الفتح، به ظاهر، آيين اسلام را پذيره شد، ليكن هرگز بر اين آيين مقدس استوار نبود و در هر فرصت، ضربتي بر پيكر دين مبين فرود مي آورد. مادرش «هند» در روز «احد» جگر«حمزه ي سيدالشهداء» عم رسول ا كرم را بخاييد و از اين رو «معاويه» را «ابن آكلة الاكباد» نيز گفته اند.

در عهد عمر، پس از مرگ برادر خود «يزيد بن ابي سفيان» حكومت شام



[ صفحه 328]



يافت، به روزگار عثمان همچنان در آن مقام بود و از آغاز خلافت «اميرالمؤمنين علي (ع)» سر به طغيان برداشت و به شرحي كه در تاريخ مسطور است، تدريجا موجبات خلافت خويش را فراهم آورد.

هفتاد و هفت يا هشتاد و شش سال زنده ماند و در نيمه ي رجب سال ششم هجري به كام مرگ رفت.

معبد بن خالد جهني

نام پدر وي را «عبدالله» نيز نوشته اند، از اهل بصره بود و در سال 80 هجري به فرمان «حجاج بن يوسف» كشته شد.

معبد: به فتح ميم و باء - جهني به ضم جيم و فتح هاء

معروف بن خربوز

خربوز: به فتح خاء و فتح و تشديد راء.

معمريه

«معمر بن عباد سلمي» پيشواي اين صنف از فرقه ي معتزله بود كه مرگ وي را به سال 220 هجري نوشته اند.

مغيرة بن شعبه

«مغيرة بن شعبة بن ابي عامر بن ابي مسعود» كه كنيت وي «عبدالله» يا «ابوعيسي» بود، در شمار كساني است كه ايشان را از داهيان عرب دانسته اند و اين داهيان يا زيركان كه بهتر بود آنان را «محتالان» و نيرنگبازان مي خواندند عبارتند از:

«مغيرة بن شعبه»، «معاوية بن ابي سفيان»، «عمرو بن عاص» و «زياد بن ابيه».

«مغيره» در سال پنجم هجري مسلماني گرفت و در جنگ «يرموك» يك چشم خويش را از دست داد. پس از واقعه ي «صفين» به معاويه پيوست و چون معاويه بر عراق دست يافت او را به حكومت كوفه منصوب كرد.

مرگ او به سال پنجاه، يا پنجاه و يكم هجري در شهر كوفه روي داده است.



[ صفحه 329]



مفضل بن عمر

مفضل: به ضم ميم و فتح فاء و فتح و تشديد ضاد.

مفضليه

پيشواي اين فرقه ي غاليه «مفضل صيرفي» نام داشت.

مقداد بن اسود

«ابومعبد، مقداد بن اسود»، از اركان اربعه و بزرگان صحابه ي پيغمبر بزرگوار اسلام است، در سراسر غزوات رسول اكرم مجاهدت كرد، «ضباعه» بنت «زبير بن عبدالمطلب» را كه دختر عم رسول خداي بود حباله ي نكاح داشت، درگذشت «مقداد» به سال 33 هجري، در نزديكي مدينه روي داد.

مكه

شهر معروف حجاز كه به صورت دره اي در ميان دو رشته كوه «ابوقبيس» و «قعيقعان» واقع است.

مكه از روزگاران قديم، مركز سكونت قبيله ي قريش بود و به واسطه ي وجود خانه ي كعبه در آن، پيش از پيدايش اسلام نيز شهرت و اهميت داشت.

در قرآن مجيد، از اين نخستين شهر مقدس مسلمين، به عنوان «ام القري» ياد شده است. (سوره ي انعام، آيه ي 93).

مني

قربانگاه حاجيان در مكه: به كسر ميم و بر وزن: فدا

موساي كليم

پيغمبر بزرگ «بني اسرائيل» كه قوم يهود را از بيداد طبقه ي حاكمه ي مصر رهايي بخشيد و ظاهرا شانزده تا پانزده قرن پيش از ميلاد مسيح مي زيسته است.

موصل

يكي از بلاد عراق، واقع در ساحل دجله، اكنون هشتاد هزار تن



[ صفحه 330]



جمعيت دارد.

موطأ

مسند «احمد بن حنبل».

موطأ به ضم ميم و فتح واو و فتح و تشديد طاء و سكون همزه.

مهاجر

مسلميني كه پس از هجرت رسول اكرم و پيش از فتح مكه، به مدينه مهاجرت كرده و در آنجا سكونت گزيده اند.

مهدي

سومين خليفه ي عباسي است كه در سال يكصد و بيست و هفت ولادت يافت و به سال يكصد و پنجاه و هشت، به خلافت نشست.

«مهدي» خشونت و قساوت «منصور» را نداشت و همچنين برخلاف پدر خويش كه بسيار خسيس بود، از بذل و انفاق دريغ نمي كرد و به بخشندگي نام يافت. عصر «مهدي» با خروج «مقنع» مصادف گشت، «مقنع» مردي بود كه آيين تناسخ داشت و پيروان او را «مبيضه» يا «سپيدجامگان» مي ناميدند.

سپاه خليفه «مقنع» را تعقيب كرد و او به ماوراءالنهر گريخت و در حدود «كش» به قلعه اي پناه جست و به محاصره افتاد.

«مقنع»، دو سال در پناهگاه خويش استقامت كرد و چون بيش از آن امكان پايداري نديد، خود را با كسان خويش معدوم گردانيد.

در شرح زندگاني منصور آورده ايم كه چگونه «عيسي بن موسي» وليعهد نخستين خود را به خلع مقام خويش مجبور گردانيد، ليكن با وي عهد كرده بود، كه پس از «مهدي»، مقام وي ملحوظ باشد و خلافت بر وي قرار گيرد. «مهدي» نيز پس از خويش خلافت «موسي» و «هارون» دو فرزند خود را طالب بود و در ايام حكومت خود، بركناري «عيسي بن



[ صفحه 331]



موسي» را از ولايتعهدي مي خواست اما «عيسي» كه به فرمان مردي چون «منصور» به آساني تن نداد، تسليم «مهدي» نمي شد و ناگزير خليفه، وي را اموال و املاك فراوان بخشيد، تا «عيسي» از منصب ولايتعهدي كناره كرد.

در مرگ «مهدي» به اختلاف سخن گفته اند و معلوم نيست كه وي مسموم شده و يا به هنگام شكار، از صدمتي كه بر پشت وي وارد آمده، در گذشته است.

مدت خلافت وي، اندكي بيش از ده سال بود.

مهدي موعود

گروهي بر «محمد بن عبدالله بن حسن» گمان باطل بسته بودند و مي پنداشتند كه او مهدي موعود است.

نافع بن ازرق

«ابوراشد، نافع بن ازرق»، در حكومت «عبدالله بن زبير»، از بصره خروج كرد و به سال شست و پنج هجري به قتل رسيد.

نجاريه

اصحاب «حسين بن محمد نجار» متوفي به حدود سال 230 هجري گفته اند كه وي از مردم بم كرمان بود.

نجاشي

«عبدالله نجاشي» است كه هم در عهد فرمانداري خويش، ضمن مكتوبي از «امام جعفر بن محمد (ع)»، استدعاي رهنموني در كار حكومت خود كرد و امام به پاسخ وي، رقيمه اي حاوي دستور فرمانداري بر مبناي صلاح و صواب بدو فرستاد.

نجدة بن عامر حنفي

رهبر صنف «نجدات» از فرقه ي خوارج كه در سال 69 هجري به دست پيروان خود كشته شد.



[ صفحه 332]



نخشب

يكي از شهرهاي ماوراءالنهر بوده است: «... بسيار نعمت و آبادان و با كشت و برز بسيار و او را يك رو دست كه اندر ميان شهر بگذرد. حدود العالم. چاپ اول تهران. ص 66».

نخيله

موضعي به نزديك شهر كوفه.

نخيله: به ضم نون و فتح خاء و سكون ياء و فتح لام.

نساء

از شهرهاي قديم خراسان: «... شهري است بر دامن كوه نهاده، اندر ميان كوه و بيابان، با نعمت بسيار و هواي بد و آب هاي روان. حدود العالم. چاپ اول تهران. ص 56».

نصر بن سيار

«نصر بن سيار ليثي» از اعراب «مضر» و مقيم خراسان بود، به روزگار «هشام بن عبدالملك» حكومت آن ديار يافت و تا عصر «مروان بن محمد» بر سر اين كار بود، از بيم سياه جامگان، خراسان را رها كرد و چنان كه در متن كتاب ياد كرديم، در راه (و يا در شهر) ساوه بمرد، هشتاد و پنج سال داشت و تاريخ مرگ وي سال يكصد و سي و يك هجري است.

نصر بن قابوس لخمي

منسوب به قبيله ي «لخم، به فتح لام و سكون خاء» كه از قبايل يمني الاصل عرب است.

نظاميه

پيروان «ابراهيم بن هاني النظام»، از بزرگان معتزله كه به سال 221 هجري درگذشت.

نظام و نظاميه: به فتح نون و تشديد ظاء.



[ صفحه 333]



نعيم بن عبيدالله

نعيم: ظاهرا به ضم نون و فتح عين و سكون ياء.

نوفل

به فتح فاء.

نهاوند

شهر غربي و معروف ايران كه در سال بيست و يك هجري، «نعمان بن مقرن» با لشكر عرب بدان حمله ور گشت و اگر چه خويشتن كشته شد، نتيجه ي پيكار به فتح نهاوند و شكست سپاه ايران انجاميد.

نهروان

ناحيه اي در عراق عرب كه سال ها پس از نبرد خوارج بر دو سوي آن شهرهاي واسط و بغداد بنياد شد.

نيشابور

شهر قديم و معروف خراسان كه امروز نيز از بلاد معتبر به شمار است و در «حدود العالم، چاپ اول تهران، ص 55» و صف آن چنين آمده است:

«... بزرگترين شهري است اندر خراسان، و بسيار خواسته تر، يك فرسنگ اندر يك فرسنگ است و بسيارها مردم است و جاي بازرگانان است و مستقر سپاهسالاران است و او را قهندزست و ربض است و شهرستان است و بيشتر آب اين شهرها از چشمه ها است كه اندر زمين بياورده اند و از وي جامه هاي گوناگون خيزد و ابريشم و پنبه و او را ناحيتي است جدا و آن سيزده روستا است و چهار خان.»

واسط

شهري بود در عراق كه «حجاج بن يوسف» آن را بنا كرده بود و رود دجله از ميان آن مي گذشت. اينك از واسط نشاني نمانده است.



[ صفحه 334]



واصل بن عطا

«ابوحذيفه، واصل بن عطاء الغزال» رئيس اول معتزله به سال هشتاد هجري در شهر مدينه ولادت يافت و در بصره بزرگ شد، «واصل» مردي «الثغ» بود و تلفظ حرف «راء» نمي توانست، ليكن فصاحتي بدان پايه داشت كه در سخن گفتن، از آوردن، كلماتي كه در آن حرف «راء» بود، احتراز مي جست و به مقتضاي گفتار خود، لغاتي مترادف آن كلمات مي آورد.

واصل بن عطاء، به سال 131 هجري در شهر بصره در گذشت.

واقدي

«ابوعبدالله، محمد بن عمر بن واقد قاضي اسلمي بغدادي» مورخ قرن دوم هجري كه اوايل قرن سوم درگذشت.

واقفيه

دسته هايي كه بر امامت پاره اي از امامان شيعه متوقف شده اند، ليكن اين نام بيشتر بر كساني كه در امامت «موسي بن جعفر (ع)» توقف كرده اند، اطلاق مي شود.

وليد بن عبدالملك

ششمين خليفه ي اموي است كه به سال هشتاد و شش هجري، پس از مرگ پدر خويش «عبدالملك بن مروان» سلطنت يافت.

نزديك به ده سال حكومت كرد، از دانش كم بهره بود و زبان عربي را نيز نيك نمي دانست، به ساختن ابنيه شوقي بسيار داشت، مسجد اموي دمشق را او بنا كرد، مسجد رسول اكرم را در مدينه وسعت داد و در سوريه نيز مساجد و مدارسي به وجود آورد.

مرگ «وليد»، در نيمه ي جمادي الآخر سال 96 هجري روي داده است.

وليد بن عقبه



[ صفحه 335]



«وليد بن عقبة بن ابي معيط بن ابان بن ذكوان بن امية بن عبدالشمس»، چنان كه در متن كتاب آورده ايم، برادر مادري «عثمان» است و مادر ايشان، دختر «كريز بن ربيعة بن جهيب بن عبدالشمس» بود.

هم در متن كتاب، به داستان شرب خمر و نماز وليد در مسجد كوفه اشارت شده است، زماني وي را رسول اكرم به سوي قبيله ي «بني مصطلق» فرستاد و چون او بازگشت، به دروغ خبر آورد كه «بني مصطلق» از راه مسلماني گشته و مرتد شده اند. «وليد بن عقبه» را با «اميرالمؤمنين علي (ع)»، بغض و عداوتي شديد بود، پس از قتل «عثمان»، مردم را به مخالفت «علي (ع)» تحريض مي كرد، در مرض موت، «امام حسن بن علي (ع)» به عيادت او رفت، «وليد» با وي گفت:

- زنگ هر كين و كدورتي كه از مردم بر دل داشتم، يكسر بشستم و از ياد بردم و به خداي از دشمني عناد ايشان توبت بردم، به جز كينه اي كه از پدر تو علي بر دل من است كه همچنان به جاي باشد و هرگز بدان پشيمان نيستم و از آن توبه نمي كنم!

وليد بن يزيد

همان خليفه ي سركش اموي است كه قرآن مجيد را تيرباران كرد. يكسر در نشئه ي باده غرق بود و گفته اند، بركه اي از شراب ترتيب داده بود، خويش را در آن مي افكند و چندان مي نوشيد كه نقصان شراب بركه مشهود مي گشت!. از تجاهر به فسق بيمي نداشت و داستان هاي شرم آوري از او در سينه ي تاريخ، محفوظ مانده است.

يك سال و پنج ماه حكومت راند و كار او بدانجا رسيد كه «بني اميه» بر وي شوريدند، چون در قصر خويش به محاصره افتاد و بر خود راه فرار مسدود ديد و كساني به منظور قتل او از ديوار قصر، خويش را بدو رسانيدند، به همان قرآني كه روزي گستاخانه، اوراق مقدس آن را پاره كرده بود، توسل جست،



[ صفحه 336]



در گوشه اي نشست و مصحف پاك را گشوده بود و چون با وي به قصد كشتن نزديك شدند فرياد برداشت كه مرا نيز چون پسر عم «عثمان» در اثناي قرائت قرآن مي كشند!

قتل «وليد بن يزيد»، به تاريخ يكصد و بيست و شش هجري واقع شده است.

هادي

«ابومحمد، موسي بن مهدي» ملقب به «هادي»، خليفه ي چهارم عباسيان است.

در سال يكصد و شست و نه هجري به خلافت نشست و نخست دست مادر خويش «خيزران» را كه در امور مداخله مي جست، از دخالت كوتاه كرد.

«خيزران» مادر «هادي» فرزند ديگر خويش «هارون» را بيشتر دوست مي داشت به روزگار شوهر خود «مهدي» كوششي فراوان به كار برد تا «هارون» را به ولايتعهدي بگمارد و «هارون» پس از وي متصدي اين منصب باشد، «مهدي» نيز به خواهش همسر خود، «هادي» را به استعفاي مقام خويش خواند، ليكن «هادي» زير بار نرفت و در آن احوال مرگ خليفه فرا رسيد.

«هادي» مايل بود، به جاي برادر خود «هارون» كه رسما وليعهد او به شمار مي رفت، فرزند خويش «جعفر» را وليعهد كند، ليكن «هارون» به خواهش خليفه تن نمي داد و عاقبت در ميان دو برادر كار بدانجا كشيد كه گفته اند «هادي» به قتل «هارون» فرمان داد، ليكن پيش از اجراي فرمان وي، خود، به تمهيد مادر خويش «خيزران» به هلاكت رسيد و خلافت عباسي بر هارون استقرار يافت.

قتل هادي در سال 170 هجري به وقوع پيوست و او در آن هنگام



[ صفحه 337]



بيست و شش ساله بود. دوران خلافت وي، اندكي بيش از يك سال به طول انجاميد. هارون الرشيد

در بست و سه سالگي به مدد مادر خويش «خيزران» خلافت يافت و گفته اند در نخستين روز خلافت او كه همان روز مرگ برادرش «هادي» بود، «مأمون» فرزند وي نيز كه تني ديگر از خلفاي عباسي است، از مادر بزاد.

«هارون الرشيد» زمام امور را به دست «يحيي بن خالد برمكي» و فرزندانش سپرده بود و آنان با خبرت و بصيرت خويش اساس حكومت وي را استحكام بخشيدند هر چند كه سرانجام، دودمان ايشان به دست اين خليفه بر باد رفت و به اين صورت مزد خدمات خود را دريافتند.

تاريخ، جنايتي بزرگ را به نام «هارون» ثبت كرده است، اين جنايت، آلودگي دست وي به شهادت هفتمين امام عاليقدر شيعيان، «موسي بن جعفر (ع)» است.

«هارون الرشيد» نخست فرمان داد تا امام را از مدينه به بصره بردند و «موسي بن جعفر (ع)» در آن شهر، روزگاري به زندان بود، سپس به امر خليفه، «امام كاظم (ع)» را به بغداد آوردند و در زندان «سندي بي شاهك»، رئيس شرطه ي آن ديار بازداشتند و چندي پس از آن مسموم ساختند.

«هارون» نيز مانند «منصور» در امحاء خاندان پيغمبر اكرم اهتمامي فراوان داشت، خليفه ي ستمگر عباسي، به سال 193 هجري در خراسان و به شهر طوس درگذشت.

هاشم

«هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لوي بن غالب»،



[ صفحه 338]



سر سلسله ي خاندان هاشمي و جد اعلاي پيغمبر اكرم اسلام است.

چنان كه آورده اند، او با «عبدالشمس» برادر خود كه «اميه» و جد خاندان اموي است، از مادر توأمان بزادند، در حالي كه از ناحيه ي پشت يا پيشاني به يكديگر پيوسته بودند، سپس آن دو نوزاد متصل به يكديگر را به ضرب شمشير از هم جدا ساختند و در آن حال يكي گفت:

- در ميان فرزندان اين دو، همواره كار به شمشير خواهد رفت.

«هاشم» چون بزرگ شد، بر اثر استعداد و لياقت خويش، مرتبتي بلند جست و سقايت و رفادت زائران كعبه در عهده ي او واقع گشت، ليكن «عبدالشمس» پايه اي نيافت و معيشت عيال و اطفال، زندگي را بر وي سخت كرد.

پاره اي از مورخان، اساس نقار دودمان هاي «هاشمي» و «اموي» را به حسادت «عبدالشمس» بر منزلت برادر خويش «هاشم» منوط دانسته اند.

هاشم بن عتبه

«هاشم بن عتبه بن ابي وقاص» از شجاعان روزگار و خواص اصحاب اميرالمؤمنين علي عليه السلام است.

لقب وي «مرقال» بود، در جنگ هاي جمل و صفين ملازمت ركاب اميرالمؤمنين را داشت و در نبرد صفين پس از ابراز شجاعتي كم نظير، شرف شهادت يافت.

هذيليه

پيروان «ابوهذيل، همدان بن هذيل» متولد سال 135 و متوفاي سال 226 هجري.

«ابوهذيل» از شيوخ معتزله و پيشروان آن فرقه بود و در صنعت كلام دستي قوي داشت.



[ صفحه 339]



هرات

از شهرهاي خراسان قديم كه اينك در شمار بلاد افغانستان است، مؤلف «حدودالعالم» درباره ي آن مي نگارد:

«... شهري بزرگ است و شهرستان وي سخت استوار است قهندزست و ربض است (يعني قلعه و باره) و اندر وي آب هاي روان است و مزكت (مسجد) جامع اين شهر آبادان تر مزكت ها است به مردم از همه ي خراسان و بر دامن كوه است و جاي بسيار نعمت و اندر وي تازيانند بسيار و او را رودي است بزرگ كه از حدميان غور و كوزكانان رود، اندر نواحي او به كار شود و از او كرباس و شير خشت و دوشاب خيزد. «چاپ اول تهران. ص 57»

هرمزان

از پادشاه زادگان ساساني بود و در ايام سلطنت يزگرد سوم، حكومت خوزستان داشت.

در سال بيستم هجري، لشكر عرب به فرماندهي «ابوموسي اشعري» از شهر بصره آهنگ فتح خوزستان كرد و پيش راند و «هرمزان» در طي زدوخوردهايي كه با آن سپاه به عمل آورد، ياراي مقاومت نديد، به شهر شوشتر، هزيمت جست و آنجا را در بندان كرد، لشكر عرب شوشتر را در محاصره گرفت و روزگاري بدين حال گذشت، ليكن تسخير شهر و شكستن حصار آن ممكن نمي شد، شبي هفتاد تن از سپاهيان ابوموسي خويش را از راه آب به داخل شهر رسانيدند و و اگر چه خويشتن تباه شدند، اما به گشودن دروازه ي شوشتر توفيق يافتند، هرمزان بي درنگ با گروهي از لشكريان خويش به دژي استوار كه درون شهر بود، پناه جست ولي سرانجام چون پايداري را بي ثمر ديد، تسليم شد به آن شرط كه «ابوموسي» وي را به مدينه و نزد «عمر» فرستد تا خليفه درباره ي وي آنچه خواهد، تصميم بگيرد.

«هرمزان» را پيش «عمر» آوردند و خليفه او را به قبول اسلام يا مرگ



[ صفحه 340]



مخير كرد، «هرمزان» گفت:

- اكنون كه مرا خواهيد كشت، جرعه اي آب دهيد.

«عمر» فرمان كرد تا او را قدحي آب دادند، «هرمزان» قدح را به دست گرفت، ليكن وحشت زده اطراف خويش را مي نگريست و آن آب نمي نوشيد «عمر» با وي گفت:

- پس اين درنگ چيست، چرا نمي نوشي؟

«هرمزان» گفت:

- بيم دارم كه به هنگام نوشيدن آن مرا به قتل رسانيد.

«عمر» گفت:

- عهد مي كنم كه تا اين آب ننوشي، كشته نشوي.

«هرمزان» بي درنگ قدح پر آب را بر زمين زد و بشكست!

به اين سبب، راه كشته شدن «هرمزان» مسدود گشت، مقرر شد جزيه اي بر ذمت او گذارند و وي را در شهر مدينه سكونت دهند، «هرمزان» گفت:

- من اداي جزيه بر خويش نپسندم، اكنون كه دانستيد ديگر مرا بيم كشتن نيست از سر رغبت مسلماني مي گيرم و اسلام مي پذيرم.

هشام بن عبدالملك

«هشام بن عبدالملك بن مروان» دهمين خليفه ي خاندان اموي به سال يكصد و پنج هجري بر مسند حكومت جاي گرفت.

مردي احول بود و خست و لئامتي تمام داشت ليكن وي را در تدبير و سياست، چون «معاوية بن ابي سفيان» و «عبدالملك بن مروان» گرفته اند.

«هشام» بر حسب وصيت «يزيد بن عبدالملك» برادر خود خلافت يافت همچنين به موجب آن وصيت، پس از وي امر خلافت بر برادرزاده اش «وليد



[ صفحه 341]



بن يزيد» قرار مي گرفت و اين مطلب در ميانه ي «هشام» كه پس از خويش خواستار خلافت «مسلمه» فرزند خود بود، با برادرزاده نقاري پديد آورد كه تا پايان زندگي «هشام» ادامه داشت.

در مرض موت «هشام»، همين كه به حيات وي اميدي نماند، كسان «وليد بن يزيد» خزائن خليفه ي محتضر را مهر كردند و در آن ميان، لحظه اي چند، حال «هشام» بهتر شد و چيزي طلب كرد، ليكن او را ندادند و چون دانست كه اموال او را برادرزاده اش «وليد» ضبط كرده است، گفت:

- سبحان الله!، ما ندانستيم كه يك عمر خزانه دار وليد بوده ايم.

خلافت «هشام»، نزديك به بيست سال دوام يافت، مرگ او در «رصافه» يكي از بلاد شام و به سال 125 هجري روي داد.

هشاميه

اصحاب «هشام بن عمرو فوطي» (فوطي: به ضم فاء و فتح واو) اين هشام، به سال 226 هجري در گذشته است.

همدان

شهر تاريخي ايران كه قدمت تا به روزگار مادها مي رساند.

هند

دختر «ابوعبيدة بن عبدالله» و زوجه ي «عبدالله بن حسن».

يحيي بن زيد

قتل وي به سال 125 هجري روي داده است.

يحيي بن عمر

«ابوالحسين، يحيي بن عمر بن يحيي بن حسين بن زيد بن علي بن حسين» در عصر متوكل عباسي خروج كرد، ليكن دستگير شد و به زندان افتاد، بار ديگر به سال 250 هجري در كوفه سر به خروج برداشت، در اين نوبت نيز شكست يافت و كشته شد.



[ صفحه 342]



يرموك

جنگي كه در سرآغاز فتح شام و در آخرين ايام خلافت ابوبكر به ناحيتي كه نام يرموك داشت، در ميان سپاه اسلام و لشكر روم شرقي به وقوع پيوست.

در اين جنگ، «هراكليوس» امپراطور روم شرقي سپاهي به مقابله ي اعراب فرستاد و ماهي چند، كار دو لشكر زد و خورد بود تا «خالد بن وليد» به سرداري سپاه اسلام منصوب شد و در نبردي عظيم نتيجه ي كار به سود مسلمين پايان يافت.

يزدگرد

يزدگرد سوم پسر شهريار، آخرين شاهنشاه ساساني است كه روزگار سلطنت او با حمله ي اعراب به سرزمين ايران مصادف بود.

سپاه عرب، نخستين ضربت خويش را در جنگ قادسيه بر لشكر ايران فرود آورد و راه تيسفون در پيش گرفت، يزدگرد، تيفسون را پشت سر نهاد، به حلوان هزيمت جست و در آنجا سپاهي گرد كرد و آن را به مقابله اعراب فرستاد.

اين سپاه در نزديكي خانقين و در ناحيه اي كه جلولاء نام داشت با لشكر عرب روبه رو شد، ليكن نتيجه ي نبرد به پيروزي اعراب انجاميد و يزدگرد به مركز ايران روي آورد و خويش را به ري رسانيد.

مقارن اين احوال سپاه عرب سراسر خوزستان را به تصرف در آورد و در سال 21 هجري آخرين قدرت مقاومت قواي جنگي ايران را در نهاوند درهم شكست.

يزدگرد، چندي در اصطخر فارس و زماني در كرمان و سيستان به سر برد، عاقبت گذار او به مرو افتاد و در آنجا ماهوي سوري حاكم خراسان



[ صفحه 343]



نيز به مخالفت او برخاست، پادشاه آواره ي ساساني به آسيايي پناه جست و شبانگاه به دست آسيابان كه بر جامه ي وي طمع بسته بود، كشته شد. سال 31 هجري.

يزيد بن عبدالملك

در سال 101 هجري، پس از درگذشت «عمر بن عبدالعزيز» به خلافت نشست، چهار سال و يك ماه حكومت كرد و در سي و سه سالگي مرگ به سراغ او آمد.

سحرگاه روزي در حال مستي، «حبابه» معشوقه ي خود را جامه ي خلافت پوشانيد و به مسجد فرستاد تا با مردم نماز گزارد، شنايع اعمال او در صفحات تاريخ به تفصيل ياد شده است.

يزيد بن معاويه

دومين خليفه ي اموي است كه بر دامن نام او، ننگ جاودان نشسته است.

مادرش نصراني و دختر «بجدل بن انيف بن وبحه ي كلبي» بود و «ميسون» نام داشت.

با آنكه از آغاز جواني در ميان مسلمين به فساد اخلاق شهره بود، «معاويه» از پاي ننشست تا جانشيني او را مسلم گردانيد و از مردم به نام وي بيعت گرفت.

پس از مرگ «معاويه» به حكومت نشست و با قتل «حسين بن علي» و كسان و يارانش، نخستين و بزرگترين جنايت خويش را به تاريخ عرضه داشت.

از آن پس، «مسلم بن عقبه» را به همراهي سپاهي به مدينه فرستاد تا مردم آن ديار را كه بر حكومت فساد وي برآشفته بودند، قتل عام كرد، ليكن دامنه ي بدنامي او به همين جا درهم چيده نشد و به وسيله ي همين سپاه، با سرداري



[ صفحه 344]



«حصين بن نمير» به منظور كوتاه كردن دست «عبدالله بن زبير» از مكه، به ويران كردن خانه ي كعبه پرداخت و آن حرم پاك را با منجنيق، به آتش و سنگ بست.

حكومت ننگين «يزيد بن معاويه» سه سال و هشت ماه دوام يافت و آن جرثومه ي گناه در سال شست و چهارم هجري به هلاكت رسيد.

يزيد بن وليد

او را «يزيد ناقص» خوانده اند، پس از قتل «وليد بن يزيد» به حكومت رسيد، در چهل سالگي ظاهرا به بيماري طاعون درگذشت، سلطنت او بيش از چند ماه دوام نيافت.

يمن

شبه جزيره ي عربستان از قديم الايام به پنج ناحيه تقسيم شده بود، تهامه نجد، حجاز، عروض و يمن.

سرزمين يمن اينك در ميان كشور عربستان سعودي و درياي احمر و عدن قرار دارد و پاره اي از جزاير بحر احمر نيز متعلق به آن كشور است.

ينبع

آباديي بوده است بر سر راه حج، از جانب مصر.

ينبع: به فتح ياء و سكون نون و ضم باء.

يوسف بن عمر

پسر عم «حجاج بن يوسف ثقفي» بود و «هشام بن عبدالملك» وي را پس از بركناري «خالد بن عبدالله قسري» به حكومت كوفه گماشت.

با كساني كه به دوستي خاندان پيغمبر و آل هاشم مشهور يا متهم بودند رفتاري ناهنجار داشت و در سرآغاز حكومت خود گروهي از آنان را دستگير كرد و در شهر واسط به زندان داشت.

در روزگار «يزيد بن وليد بن عبدالملك»، «محمد بن خالد بن عبدالله قسري»



[ صفحه 345]



او را به انتقام خون پدر خويش كشت.

يونسيه

اصحاب «يونس بن عون نميري».


پاورقي

[1] الملل و النحل شهرستاني، ج 1 چاپ 178.

[2] بحارالانوار، ج 11، ص 153، چاپ 1298 هجري قمري.

[3] سفينة البحار، ج 1، ص 401.

[4] فرق الشيعه، منقول از بخش تعليقات الفرق بين الفرق، ص 393، ترجمه ي دكتر مشكور.

[5] همين كتاب، بخش «شعله هاي انقلاب».

[6] بحارالانوار، ج 11، ص 158، چاپ 1298 هجري قمري.

[7] كشف الغمه، ج 2، ص 396، چاپ تبريز.


جوان پروري


انا لنحب من شيعتنا من كان عاقلاً فهماً فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفياً. [1] .

بطور يقين ما كساني از شيعيانمان را كه عاقل و فهيم، دانا، بردبار، نرمخو، صبور، صدوق و با وفا [به عهد و ميثاق و...] را دوست مي داريم.

امام صادق عليه السلام

روزي مردي از شاميان نزد امام صادق عليه السلام آمد و گفت:

«من عالم به فقه و كلام و فرايض هستم؛ آمده ام با اصحاب تو مناظره كنم.»

حضرت صادق عليه السلام پرسيد:

«آيا اين علم كلامي كه ادعا مي كني، از خودت مي باشد يا همان علم



[ صفحه 35]



كلام رسول خداست؟»

او گفت:

«برخي از رسول خدا و برخي از خودم است.»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«پس تو شريك پيامبر خدا صلي الله عليه و اله وسلم هستي؟!»

او جواب منفي داد و حضرت پرسيد:

«بنابراين وحي را بطور مستقيم از خداوند متعال مي شنوي؟!»

او جواب منفي داد و امام عليه السلام فرمود:

«پس اطاعت از تو چون اطاعت از پيامبر اكرم صلي الله عليه و اله وسلم واجب است؟»

وقتي آن مرد جواب منفي داد، حضرت را به يونس بن يعقوب كرد و فرمود:

«يونس! اين مرد قبل از شروع بحث، خودش را محكوم كرد؛ اگر علم كلام را به خوبي مي داني، با او به بحث و مناظره بنشين.»

يونس بن يعقوب گفت:

«جانم فدايتان؛ شما از علم كلام نهي كرده و مي فرموديد: «واي بر اصحاب كلام!»»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«من گفتم كه واي بر قومي كه سخن مرا ترك كرده و به آنچه خود مي خواهند، تمايل پيدا مي كنند.»

در اينحال، حضرت سر مبارك خويش را از خيمه بيرون آورد و



[ صفحه 36]



جواني را ديد و فرمود:

«قسم به پروردگار كعبه، او هشام است.»

هشام كه تازه به سن جواني پا گذاشته و از ارادتمندان اهل بيت رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم بود، وارد شد و حضرت ضمن اينكه براي او در كنارش جايي باز نمود، فرمود:

«هشام با قلب و زبان و دستش ياور ماست.»

سپس از مرد شامي خواست كه با اين پسر جوان مناظره كند؛ در اينحال مرد شامي از هشام پرسيد:

«اي پسر جوان! درباره ي امامت ايشان (امام صادق عليه السلام) بحث را آغاز كن.»

در حاليكه هشام را از شدت غضب لرزه فرا گرفته بود، پس از لحظاتي پرسيد:

«اي تو! آيا پروردگارت داناتر از آفريده هايش به ايشان است يا آنها داناترند؟»

وقتي مردم شامي در اين راستا پروردگارش را داناتر دانست، هشام پرسيد:

«پس پروردگار متعال چه تدبيري در دين آفريده ي خود (انسان) انديشيده است؟»

مرد شامي جواب داد:

«با اقامه ي حجت و دليل، تكاليفي را به ايشان واجب نمود.»



[ صفحه 37]



هشام پرسيد:

«اين حجت و دليلي كه خداوند متعال اظهار فرمود، چيست؟»

او گفت:

«رسول خدا صلي الله عليه و اله و سلم»

هشام پرسيد:

«بعد از پيامبر اكرم صلي الله عليه واله وسلم حجت خدا كيست؟»

او گفت:

«كتاب و سنت (سخن و كردار و تقرير) [2] رسول اكرم صلي الله عليه واله وسلم.»

هشام پرسيد:

«آيا تنها با وجود كتاب و سنت، در بين ما اتحاد و يكپارچگي حاكم مي شود و اختلاف و دوگانگي رخت برمي كند؟»

وقتي او جواب مثبت داد، هشام پرسيد:

«پس چرا اكنون بين ما و شما اختلاف است؟ از شام آمده اي و اعتقادت بر اين است كه رأي صحيح همان نظر دين است و مي داني كه در يك رأي و عقيده واقعي اختلاف غير ممكن است؟»

مرد شامي به فكر فرو رفته بود كه امام صادق عليه السلام فرمود:

«ترا چه شد كه سخن نمي گويي؟!»

او گفت:



[ صفحه 38]



«انكار اختلاف بين خودمان نشانه ي عنادورزي است و ادعاي نبود آن بوسيله ي كتاب و سنت، انكار واقع و حقيقت است؛ علاوه بر اين مي توان از كتاب و سنت رسول اكرم صلي الله عليه واله وسلم قرائت هاي مختلفي داشت.»

در اينحال امام صادق عليه السلام از او خواست كه اين پرسش ها را از هشام بپرسد؛ از اينرو او سؤال كرد:

«پروردگار به امور آفريده ها داناتر است يا خودشان؟»

هشام گفت:

«پروردگارشان»

مرد شامي پرسيد:

«بنابراين آيا خداوند متعال براي رفع اختلاف و وحدت كلمه و تبيين حق از باطل كسي را قرار داد؟»

وقتي هشام جواب مثبت داد، او خواست كه وي را معرفي كند؛ از اينرو هشام گفت:

«در ابتداي ظهور اسلام، رسول اكرم صلي الله عليه و اله وسلم و بعد از حضرت، در هر دوره اي خداوند متعال شخصي را تعيين فرمود و در زمان ما اين شخص كه اينجا نشسته [اشاره به امام صادق عليه السلام] و ما را از اسرار آسمانها آگاه ساخته، مي باشد كه از همه جا براي رفع مشكلات ديني و علمي نزد او مي آيند.»

مرد شامي پرسيد:

«چگونه با اين گفته ها، براي من علم حاصل شود؟»



[ صفحه 39]



وقتي هشام از او خواست كه آنچه مي خواهد از امام عليه السلام بپرسد، او اذعان نمود كه راهي جز اين ندارد؛ در اينحال امام صادق عليه السلام بدون اينكه او سؤال كند، تاريخ شروع سفر، مسير و آنچه را بر سر راهش ديده بود، به وي گفت و او را با حيرت و شگفتي كه در چهره اش نمايان بود، به صحت و درستي همه ي آن اخبار اقرار نمود و گفت:

«در اين لحظه اسلام آوردم.»

امام صادق عليه السلام فرمود:

«اينگونه نيست؛ بلكه اكنون ايمان آوردي؛ زيرا اسلام قبل از ايمان مي باشد؛ ارث و ازدواج بر اساس اسلام و ثواب الهي بر مبناي ايمان است.»

در اينحال مرد شامي گفت:

«گواهي مي دهم كه معبودي جز الله نيست و محمد، رسول خدا و تو وصي او هستي.» [3] .



[ صفحه 40]




پاورقي

[1] بحارالانوار 66 / 397 و امالي مفيد / 192.

[2] انجام امري در حضور معصوم، بدون صدور نهي از ايشان را تقرير گويند.

[3] ارشاد مفيد 2 / 198-194 و كشف الغمة 2 / 400 -396.


عاطفه و گذشت امام


- مولاي من! روزي شخصي به خدمت حضرت عالي آمد و عرض كرد: پسر عم شما هر چه دلش خواست به شما ناسزا گفت. حضرت عالي به جاي اينكه خشمگين شويد به كنيز خود فرموديد كه آب براي وضو حاضر كند. آنگاه وضو گرفتيد و مشغول نماز شديد كه آن شخص پيش خود فكر كرد كه جناب عالي پس از نماز، شخص ناسزاگو را نفرين خواهيد كرد. جناب عالي پس از خواندن 2 ركعت نماز چه كرديد؟

به خداوند عرض كردم، پروردگارا اين حق من بود، بخشيدم ولي جود و كرم تو از من بيشتر است، پس تو هم او را ببخش و به كردارش كيفر مفرما و پس از آن براي او دعا كردم.



[ صفحه 24]




كيفية السماع والأبصار


لقد ثبت في علم الطب الحديث وأصبح من البديهي لدي نطس الأطباء بعد التجارب والبحث العلمي في كيفية السماع: ان بين منبع الصوت والاذن السامعة توجد علي الدوام مسافة، ولأجل أن يدرك الصوت يحتاج إلي أن يكون بينهما وسط ذو مرونة وهذا الوسط المرن هو الهواء بوجه عام، فاذا لم يكن هذا الوسط المرن بين السمع والمسموع لم يدرك الصوت، ولذلك فلا يسمع صوت في الخلاء (أي الموضع الخالي من الهواء) البتة.

كما أجمعوا أيضا: علي أن المرئيات مطلقا لاتري مالم يشع عليها ضوء خارج عنها كضوء الشمس أو نور المصباح أو نور النجوم وأشباهها، فان هذه الأشعة المنعكسة من أي مرئي كانت تدخل في العين من القرنية الشفافة وتمر بالحدقة بالبؤبؤ ثم تسقط علي الشبكية وترسم عليها صورة المرئي.

إذن فلا سماع إلا بالهواء ولا رؤية إلا بالضياء حسب العلم الحديث، وهذا القول الناتج بعد البحث والتنقيب من قبل علماء وفطاحل وباختبارات كثيرة طيلة أعوام وأجيال، هو بلا ريب جاء مطابقا لقول الامام الصادق «ع»، بل هو عين ماذكره قبل مدة غير قصيرة أي قبل ألف ومائتي سنة وذلك حيث يقول: [1] .

أنظر الآن يا مفضل إلي هذه الحواس التي خص بها الإنسان في خلقه وشرف بها علي غيره (إلي أن يقول) فجعل الحواس خمسأ تلقي خمساً لكي لا يفوتها شيء من المحسوسات. فخلق البصر ليدرك الألوان، فلو كانت الألوان ولم يكن بصر يدركها لم يكن فيها منفعة، وخلق السمع ليدرك الأصوات، فلو كانت الأصوات ولم يكن سمع يدركها لم يكن فيها أرب، وكذلك ساير الحواس، ثم



[ صفحه 31]



هذا يرجع متكافئأ فلو كان بصر ولم تكن ألوان لما كان للبصر معني، ولو كان سمع ولم تكن أصوات لم يكن للسمع موضع، فانظر كيف قدر بعضها يلقي بعضاً فجعل لكل حاسة محسوساً يعمل فيه، ولكل محسوس حاسة تدركه، ومع ذلك فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس والمحسوسات لايتم الحس إلا بها، كمثل الضياء والهواء فانه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر لم يكن البصر يدرك اللون ولو لم يكن هواء يؤدي الصوت إلي السمع لم يكن السمع يدرك الصوت الخ.

أقول: فتأمل وانصف وجدانك، أهل جاء الطب الحديث بغير ماذكره الامام «ع» للمفضل في ما أملاه عليه من محاضرته القيمة بصورة سهلة واضحة.

وإليك نظرية علمية ثالثة (وما أكثر نظرياته العلمية التي لو جمعت ولوحظت لكانت أسساً علمية طبية لكل مخترع مفتخر به اليوم. ولكن...) ذكرها الامام الصادق عليه السلام قبل اكتشاف العلم الحديث لها في القرن التاسع عشر الميلادي وهي معرفة حصول العدوي من السقيم إلي المريض بواسطة الجراثيم المرضية كما سنذكره لك علي وجه الاكمال.


پاورقي

[1] توحيد المفضل.


ظاهر شدن دريايي عجيب در داخل دريا


داود رقي مي گويد: نزد امام صادق عليه السلام نشسته بودم كه مرد پيري پيش آن حضرت آمد و گفت: «اي فرزند رسول خدا! به من خبر ده كه علم شما به كجا رسيده است؟»

حضرت فرمود: «سؤال شما به چه رسيده است؟»

او گفت: «به من خبر بده از اين دريا و بگو كه در آن چيست؟»

حضرت فرمود: «دوست داري بشنوي يا ببيني؟»

گفت: «دوست داريم ببينم.»

پس امام صادق عليه السلام با قضيبي [1] كه در دست داشت برخاست و رفتيم تا به كنار دريا رسيديم. آن حضرت،قضيب را به دريا زد و. گفت: «اي درياي موج زننده و اطاعت كننده از پروردگار خود! براي ما ظاهر كن آن چه را كه در تو مي باشد.»

پس دريا شكافته شد و درياي ديگر پيدا شد كه سفيدتر از برف و نرمتر از مسكه و شيرين تر از عسل بود. من گفتم: «جانم فداي تو باد اين آب براي كيست؟»

حضرت فرمود: «براي قائم عليه السلام و اصحاب وي مي باشد، بدرستي كه قائم عليه السلام اين آب كه بر روي زمين است را غايب گرداند تا از آن هيچ نيابد، آن گاه به خدا تضرع كنند، پس براي ايشان اين آب را ظاهر گرداند تا از آن بياشامند.»



[ صفحه 25]



در اين هنگام به آسمان نگاه كردم، اسباني با زين و لجام و بال مشاهده كردم. عرض كردم: «فداي تو شوم اين اسبان براي كيست؟»

حضرت فرمود: «بيا قائم آل محمد صلي الله عليه و اله و اصحابش.»

عرض كردم: «آيا مي شود كه من نيز بر اين اسبان بنشينم؟»

حضرت فرمود: «اگر از ياران او باشي مي نشيني.»

گفتم: «آيا مي توانم از آن آب بياشامم.»

حضرت فرمود: «اگر شيعه ي او باشي مي آشامي.»

سپس بار ديگر، قضيب را به دريا زد و دريا به حال اول خود بازگشت. [2] .



[ صفحه 26]




پاورقي

[1] شاخه ي قطع شده ي درخت يا شمشير بسيار تيز.

[2] خلاصة الأخبار.


عميريه


فرقه اي از خطابيه و پيروان «عمير بن بيان عجمي» بودند بر خلاف «بزيعيه» اعتقاد داشتند كه انبياء و ائمه مي ميرند. آنان امام صادق (عليه السلام) را مي پرستيدند.


ماء المطر


قال الامام الصادق عليه السلام: «كل شي ء يراه المطر فقد طهر».



[ صفحه 14]



و لذا اتفقوا علي أن حكم الغيث حال نزوله من السماء حكم النابع لا ينجس بملاقاة النجاسة، سواء أوردت عليه، أو ورد عليها.


الأشياء المكروهة


1- يكره للصائم مداعبة النساء، بخاصة للشاب، فقد سئل الامام عليه السلام عن الصائم يقبل امرأته؟ قال: أما الشيخ فلا بأس، و أما الشاب الشبق فلا، لأنه لا يؤمن. قال الفقهاء: المراد بهذا النهي الكراهة، لا التحريم.

2- سئل الامام الصادق عليه السلام عن المرأة الصائمة تكتحل؟ قال: «اذا لم يكن كحلا تجد له طعما في حلقها فلا بأس». و نفي الباس، و ان كان أعم من الكراهة، الا أن الفقهاء فهموا منه هنا نفي المؤاخذة مع رجحان ترك الاكتحال.

3- دخول الحمام، مع خوف الضعف.

4- اخراج الدم المضعف، بحجامة، و ما اليها.

5- السعوط، مع عدم العلم بوصوله الي الحلق، لقول الامام عليه السلام يكره السعوط للصائم.



[ صفحه 20]



6- شم الرياحين، بخاصة النرجس، لقول الامام عليه السلام: الصائم لا يشم الرياحين، و في رواية ثانية نهي عن النرجس بالذات.

7- الحقنة بالجامد.

8- جلوس المرأة في الماء.

9- قلع الضرس.

10- السواك بالعود الرطب.

11- المضمضة.

12- الجدال و المراء، لقول الامام عليه السلام: اذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، و غضوا أبصاركم، و لا تنازعوا، و لا تحاسدوا، و لا تغتابوا، و لا تماروا، و لا تكذبوا، و لا تخالفوا... الخ.


النظرية العامة


في الفقه قواعد عامة تجري في جميع أبوابه، و لا تختص بباب دون باب. كالاستصحاب، و أصل الصحة في عمل الغير، و قاعدة عدم الدليل دليل العدم عند المجتهد الباحث، و هذه تشمل عدم الوجوب، و عدم التحريم، و تدخل في باب العمومات و المطلقات، و بها يثبت عدم اشتراط المشكوك في شرطيته، و غير ذلك من القواعد التي تعم العبادات و المعاملات و الايقاعات و الاحكام.

و أيضا في الفقه قواعد خاصة، كقاعدة الولد للفراش التي تختص بالانساب و قاعدة الامكان في الحيض، و هي كل دم أمكن أن يكون حيضا فهو حيض، و قاعدة الحدود تدرأ بالشبهات، و غير هذه.

و يتجه هذا السؤال: هل هناك قاعدة فقهية تختص بالعقد من حيث هو، و لا تشمل سواه، فتكون خاصة من حيث ان موضوعها العقد فقط، و عامة من حيث انها تشمل جميع العقود بدون استثناء؟.

الجواب:

أجل، ان علماء الفقه الجعفري اتفقوا قولا واحدا علي أن الأصل في العقد اللزوم، و بيان ذلك أن العقد اذا جري برضا الطرفين، و بقي كل منهما علي التزامه فلا حاجة الي الأصل أو النص، و كذلك اذا فسخاه و تقايلا بالاتفاق، أما اذا فسخ أحدهما، و عدل دون الآخر فان للذي لم يفسخ أن يطالب الطرف الثاني بالتنفيذ، و للحاكم أن يلزمه به اذا رفعت الدعوي اليه. و الدليل علي ذلك الاجماع و النص، و هو الآية الأولي من سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود). و قد جاءت هذه الآية علي وفق العرف و اجماع الفقهاء، و الاصل أيضا، و ذكر الشيخ الانصاري في أول الخيارات لهذا الاصل أربعة معان، منها أن العقد كان نافذا قبل



[ صفحه 16]



أن يفسخه أحد الطرفين، و بعد فسخه و عدوله نشك: هل بقي العقد نافذا أو لا؟ فنجري الاستصحاب و نبقي ما كان علي ما كان، لأن اليقين لا ينقض بالشك.

و تجدر الاشارة الي أنه ليس المراد من «أوفوا بالعقود» مجرد الحكم التكليفي، و هو الوجوب فقط، بحيث اذا خالف يكون عاصيا مستحقا للعقاب، كما هي الحال لو أجري عقدا حين النداء لصلاة الجمعة، فانه يعصي و يأثم، ولكن العقد يكون صحيحا، ليس هذا هو المراد، بل المراد من وجوب الوفاء الالتزام بجميع ما قصده المتعاقدان من العقد، و العمل بكل ما يستدعيه من الآثار. و بكلمة: ان الآية تدل علي الحكم التكليفي، و الحكم التكليفي يستدعي الحكم الوضعي، و يأتي التوضيح بصورة أوفي في أول خيار المجلس فقرة «لزوم البيع» فانظرها.


المماطلة مع القدرة


تحرم المماطلة بالوفاء، مع القدرة، كما تحرم مضايقة المدين، مع الاعسار، قال تعالي: (و ان كان ذو عسرة فنظرة الي ميسرة). و قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: لي الواجد يحل عرضه و عقوبته. واللي المماطلة.

و قال الامام الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كما لا يحل لغريمك أن يمطلك، وهو موسر كذلك لا يحل لك أن تعسره اذا علمت أنه معسر.

و اذا لم تجز المطالبة مع العسر فبالأولي عدم جواز الحبس، و من المشهور: المفلسون لا يحبسون. قال الامام الصادق عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان يحبس في الدين، فاذا تبين له افلاس الرجل و حاجته خلي سبيله، حتي يستفيد مالا، و استعدت امرأة علي زوجها عنده، لأنه لم ينفق عليها، وكان معسرا، فأبي أن يحبسه، و قال: ان مع العسر يسرا.


اجتماع السبب و المباشرة


قدمنا أن كلا من المباشرة و التسبيب من موجبات الضمان، فان انفرد أحدهما عن الآخر أثر أثره، و ان اجتمعا معا ينظر: فان كان المباشر أقوي فعليه الضمان، و مثاله أن يحفر شخص حفرة علي الطريق، أو في ملك غيره، فيأتي آخر، فيدفع انسانا او حيوانا فيهلك، و الضمان - هنا - يثبت عي الدافع لا الحافر، تماما كما لو دفعه في الماء فغرق، أو عن علو فهلك.. و ان كان المسبب أقوي فالضمان عليه، لا علي المباشر، و ذكر الفقهاء لذلك مثالين:



[ صفحه 10]



الأول: التغرير، كمن يسرق أموال الناس، و يتصدق بها بعنوان أنها له و منه، ثم يتصرف فيها الآخذ في مصلحته معتقدا حلها و تملكها من المعطي، و هنا يضمن المسبب دون المباشر الذي لم يتصرف لو لا الغرر و التسبيب.. لكن يجوز للمالك أن يغرم من شاء منهما، بالنظر الي أن الغاصب قد استولي علي المال، و ان الآخذ قد أتلفه، فان رجع المالك علي الغاصب لم يرجع الغاصب علي الآخذ، و ان رجع المالك علي الآخذ رجع هذا علي الغاصب، لأن المغرور يرجع علي من غره.. و من القواعد الفقهية أن الضمان يستقر في النهاية علي من تلف المال في يده الا اذا كان صاحب اليد مغررا به.

الثاني: الاكراه علي اتلاف المال، فمن أكره انسانا علي اتلاف مال فالضمان علي المكره دون المباشر. لأن المباشر - هنا - أضعف من المسبب.. و لو أكرهه علي قتل نفس محترمة فلا يجوز له قتلها، فان فعل قتل، و حبس المسبب مؤبدا، و السر - كما أظن - أن للمال بدلا، و النفس لا بدل لها.. و التفصيل في باب الشهادات.

و قد يجتمع سببان علي شي ء واحد، كما لو حفر شخص حفرة في غير ملكه، و وضع آخر حجرا بالقرب منها، فيعثر بالحجر انسان، أو حيوان، و يقع في الحفرة فيهلك. قال الشهيد الثاني في المسالك: «ان اتفق وجود الحفرة و وضع الحجر في آن واحد فيتجه الضمان علي الاثنين: الحافر و واضع الحجر، للتساوي و عدم الترجيح: و ان تأخر وجود أحدهما عن الآخر فالضمان علي الأول، لأنه سبب السبب».



[ صفحه 11]




السني و زوجته الشيعية


اذا كان الزوج سنيا، و الزوجة شيعية، و طلقها طلاقا معلقا، أو بلفظ ثلاثا، أو في طهر المواقعة، أو في حال الحيض و النفاس، أو بغير شاهدين، أو حلف عليها بالطلاق، أو ما الي ذكل مما يصح عند السنة، و يبطل عن الشيعة، فهل يكون هذا صحيحا، أي نرتب عليه آثار الصحة، و تكون المطلقة خلية، يجوز



[ صفحه 11]



التزويج بها بعد انقضاء العدة؟

اتفقوا بشهادة صاحب الجواهر علي الزام كل طائفة بما تدين، و ترتيب آثار الصحة علي زواجهم و ميراثهم و طلاقهم، و جميع معاملاتهم اذا أوقعوها علي وفق ما يدينون، لقول الامام الصادق عليه السلام: ألزموهم من ذلك ما ألزموا أنفسهم.. و في رواية ثانية أنه سئل عن امرأة طلقها سني علي غير الشروط عند الشيعة؟ فقال: تتزوج المرأة، و لا تترك من غير زوج.. و في ثالثة: يجوز علي أهل كل دين ما يستحلون.. و في رابعة من دان بدين قوم لزمته أحكامهم.

و علي هذا فاذا طلق السني زوجته الشيعية علي ما يعتقد هو فالطلاق صحيح، و لو طلق الشيعي زوجته السنية حسب ما تعتقد هي لا ما يعتقد هو فسد الطلاق، لأن الطلاق من فعل الرجل فيكون المعيار عقيدته هو لا عقيدتها.

و قال صاحب الجواهر: نرتب الآثار علي كل ما هو صحيح عندهم فاسد عندنا، بل مقتضي رواية الالزام أنه يجوز لنا أن نتناول كل ما هو دين عندهم، فقد سئل الامام الصادق عليه السلام عن رجل مات، و ترك ابنته و اخته لأمه و أبيه؟ فقال الامام عليه السلام: المال كله لابنته، و ليس للأخت شي ء. قال السائل: قد احتجنا الي هذا، و الميت من السنة، و اخته من الشيعة؟ قال الامام عليه السلام خذ لها النصف، خذوا منهم كما يأخذون منكم في سنتهم، و قضائهم، و قضاياهم، خذ بحقك في احكامهم و سنتهم كما يأخذون منكم.


جوانان و قرآن


موج مقدس و فراگير قرآني كه در كشورمان وجود دارد و اين همه نوجوانان و جوانان را در جلسات ترتيل و قرائت و مسابقات حفظ و خواندن و مفاهيم آيات، برگرد محور نوراني قرآن جذب كرده است،قابل ستايش و مايه شكر و سپاس است. انس با قرآن، دلهاي جوانان را روشن و زندگيهاشان را با صفا مي كند و عامل جذب آنان به پاكي و راه خدا مي شود.

امام صادق (عليه السلام) مي فرمايند: هر جوان مومني كه قرآن بخواند، قرآن با گوشت و خون او در مي آميزد و خداوند او را با فرشتگان بزرگوارهمراه مي سازد و قرآن روز قيامت نگهدارنده او (از دوزخ) خواهد بود:

«من قرئي القرآن و هو شاب مؤمن، اختلط القرآن بلحمه و دمه، وجعله الله مع السفره الكرام البرره و كان القرآن حجيزا عنه يوم القيامه.» [1] .

بخصوص، خانه هايي كه نواي خوش قرآن از حنجره هاي داوودي از آن ها به گوش مي رسد و صبح و شام، جوانان صاحبدل و روشن ضمير، همدم كتاب خدايي اند و لحظات خويش را با انس با قرآن سپري مي كنند،مشمول رحمت خدا و هدايت قرآني مي شوند. اينگونه خانه هاي نوراني از تلاوت، در آسمانها تابان و فروزان است. امام صادق (عليه السلام) مي فرمايند:

خانه اي كه يك فرد مسلمان در آن قرآن تلاوت مي كند، براي اهل آسمان نوراني ديده مي شود، همچنان كه مردم دنيا در آسمان ستاره درخشان را مي بينند. [2] .


پاورقي

[1] الحياه، ج 2، ص 164.

[2] كافي، ج 2، ص 610.


و مالي لا أكون كما ترون


موسي بن جعفر عليه السلام قال: نعي الي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ابنه اسماعيل ابن جعفر، و هو أكبر أولاده، و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه، فتبسم ثم دعا بطعامه، و قعد مع ندمائه، و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الايام، و يحث ندماءه، و يضع بين أيديهم، و يعجبون منه أن لا يروا للحزن أثرا.

فلما فرغ قالوا: يا ابن رسول الله لقد رأينا عجبا اصبت بمثل هذا الابن، و أنت كما نري؟!

قال: و ما لي لا أكون كما ترون، و قد جاءني خبر أصدق الصادقين أني ميت و اياكم ان قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم، و لم ينكروا من تخطفه الموت منهم و سلموا الامر خالقهم عزوجل [1] .


پاورقي

[1] عيون اخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 2. بحارالأنوار: ج 47. الباب الثاني.


سخناني در بدرقه ي ابوذر به سوي ربذه


هنگامي كه عثمان، ابوذر غفاري، آن يار راستين پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله را به خاطر اعتراض هايش، به ربذه تبعيد مي كرد، فرمان داد كه هيچ كس حق ندارد او را بدرقه كند.

ولي اميرمؤمنان امام علي عليه السلام، برخلاف فرمان عثمان، دست حسن و حسين عليه السلام را گرفت و همراه برادرش عقيل و عمار ياسر، براي بدرقه ي ابوذر حركت كردند و هر كدام با سخني، ابوذر را بدرقه نمودند.

هنگامي كه امام حسن عليه السلام با ابوذر سخن مي گفت، ناگاه مروان، كه از جانب عثمان مأمور جلوگيري از بدرقه ي ابوذر شده بود، سوار بر مركب، فرارسيد و با تندي و جسارت، فرياد زد: اي حسن! دور شو، مگر نمي داني كه اميرالمؤمنين عليه السلام (عثمان) از سخن گفتن با ابوذر، نهي كرده است؟! اگر نمي داني، اكنون بدان!

در اين هنگام، امام علي عليه السلام به مروان حمله كرد و با تازيانه ي خود بر پيشاني مركب او زد و فرمود: دور شو! خدا تو را به سوي آتش دوزخ روانه سازد!

مروان در حال خشم، نزد عثمان بازگشت و احساسات او را بر ضد امام علي عليه السلام تحريك نمود. به هر حال امام حسن عليه السلام از تهديد مروان نهراسيد و با



[ صفحه 43]



سخنان عميق خود، موضع گيري هاي ابوذر را تأييد كرد، و به آن ابعاد عظيم تبليغاتي، فكري و سياسي داد.

سخنان امام حسن عليه السلام با ابوذر، اين چنين بود:

«يا عماه! لو لا أنه لا ينبغي للمودع أن يسكت، و للمشيع أن ينصرف، لقصر الكلام، و ان طال الأسف.

و قد أتي القوم اليك ما تري، فضع عنك الدنيا بتذكر فراقها، و شدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها.

و اصبر حتي تلقي نبيك صلي الله عليه و آله و سلم و هو عنك راض [1] .

يعني: «اي عمو! اگر نه اين بود كه براي وداع كننده خوب نيست كه سكوت كند و براي بدرقه كننده شاسته نيست كه (بي سخن) بازگردد، سخن كوتاه مي شد، گر چه تأسف و ناراحتي طولاني و دراز است.

همانا، از ناحيه ي اين قوم (عثمان و طرفدارانش)، به تو مصيبت ها رسيده كه ديدي. دنيا را به ياد جدايي از آن، ناديده انگار و به اميد پاداش هاي آخرت، از ناراتي ها و سختي هاي دنيا چشم بپوش (و آن را تحمل كن).

صبر و استقامت كن، تا رسول خدا صلي الله عليه و آله را ملاقات كني، در حاليكه او از تو خشنود باشد».

به اين ترتيب، امام حسن عليه السلام با اين موضع گيري نيرومند خود، اعتراض هاي ابوذر را امضا كرد و هيأت حاكمه را محكوم نمود و رفتار ابوذر را مورد خشنودي پيامبر اكرم صلي الله عليه و آله دانست [2] .



[ صفحه 44]




پاورقي

[1] شرح نهج البلاغه ي ابن ابي الحديد، ج 8، ص 253؛ روضه ي كافي، ص 207؛ الغدير، ج 8، ص 301؛ طبق نقل سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، ص 254.

[2] سيره ي چهارده معصوم عليهم السلام، ص 254.


تبيين مسألة الامامة والدعوة اليها


هذا الموضوع يشكل أبرز خصائص دعوة أئمة أهل البيت، منذالسنوات الاولي التي اعقبت رحيل النبي الأكرم صلّي اللّه عليه وآله.كانت مساءلة إثبات إمامة أهل البيت عليهم السلام تشكّل طليعة الدعوة في كل أعصار الامامة.. هذه المساءلة نشاهدها أيضاً في ثورة الحسين بن علي عليهما السلام، ونشاهدها بعد ذلك أيضاً في ثورات أبناء أئمة أهل البيت، مثل زيد بن علي. ودعوة الامام الصادق عليه السلام لم تخرج عن هذا النطاق أيضاً.

قبل أن نستعرض وثائق هذا الموضوع، يجب علينا أن نعرف أولاًمفهوم «الامامة» في الفكر الاسلامي. وما معني الدعوة الي الامامة؟

كلمة «الامامة» تعني في الاصل القيادة بمعناها المطلق، وفي الفكرالاسلامي تطلق غالباً علي مصداقها الخاص، وهو القيادة في الشؤون الاجتماعية، الفكرية منها والسياسية.

وأينما وردت في القرآن مشتقات لكلمة الامامة (امام، أئمة)، فيرادبها هذا المعني الخاص لقيادة الامة. ففي بعض المواضع يقصد بهاالقيادة الفكرية وفي مواضع اُخري يراد بها القيادة السياسية، اوالاثنتين معا.

بعد رحيل النبي صلّي اللّه عليه وآله وظهور الانشقاق الفكريوالسياسي بين المسلمين اتخذت كلمة الامامة والامام مكانة خاصة،لأن مساءلة القيادة السياسية شكّلت المحور الاساس للاختلاف.والكلمة كان لها في البداية مدلولها السياسي اكثر من أي مدلول آخر،ثم انضمّت اليها بالتدريج معانٍ أخري، حتي أصبحت مساءلة «الامامة» تشكّل في القرن الثاني أهم مسائل المدارس الكلامية ذات الاتجاهات الفكرية المختلفة، وكانت هذه المدارس تطرح آراءهابشاءن شروط الامام وخصائصه، أي شروط الحاكم في المجتمع الاسلامي، وهو معني سياسي للامامة.

إن الامامة في مدرسة اهل البيت ـ التي يري أتباعها أنهم يمثلون أنقي تيار فكري اسلامي ـ لها المعني نفسه، ونظرية هذه المدرسة بشاءن الامامة تتلخص فيما يلي:

الامام والزعيم السياسي في المجتمع الاسلامي يجب أن يكون منصوباً من اللّه، بإعلان من النبي. ويجب أن يكون قائداً فكرياًومفسّرا للقرآن وعالماً بكل دقائق الدين ورموزه، ويجب أن يكون معصوماً مبرّاءً من كل عيب خلقي واءخلاقي وسببي. ويجب اءن يكون من سلالة طاهرة نقية و...

وبذلك فإن الامامة كانت في العرف الاسلامي خلال القرنين الاول والثاني تعني القيادة السياسية، وفي العرف الخاص باءتباع أهل البيت تعني، اضافة الي القيادة السياسية، القيادة الفكرية والاخلاقية ايضاً.

فالشيعة تعترف بإمامة الفرد حين يكون ذلك الفرد متمتعاًبخصائص هي ـ اضافة الي قدرته علي ادارة الامور الاجتماعية ـمقدرته علي التوجيه والارشاد والتعليم في الحقل الفكري والديني،والتزكية الخلقية. وإن لم تتوفر فيه هذه المقدرة لا يمكن أن يرقي الي مستوي «الامامة الحقة» . وليس بكاف ـ في نظرهم ـ حسن الادارة السياسية والاقتدار العسكري والفتوحات وأمثالها من الخصائص التي كانت معياراً كافياً لدي غيرهم.

فمفهوم الامامة لدي اتباع أهل البيت ـ اذن ـ يتجه الي اعطاء إمامة المجتمع صفة قيادة ذلك المجتمع في مسيرته الجماعية والفردية. فالامام رائد مسيرة التعليم والتربية وقائد المسيرة الحياتية. ومن هنا كان «النبي» صلّي اللّه عليه وآله إماماً أيضاً، لأنه القائد الفكري والسياسيللمجتمع الذي أقام دعائمه. وبعد النبي تحتاج الامة الي امام يخلفه ويتحمل عب ء مسؤولياته، (بما في ذلك المسؤولية السياسية). ويعتقدالشيعة أن النبي نصّ علي خلافة علي بن ابي طالب عليه السلام، ثم تنتقل الامامة بعده الي الائمة المعصومين من ولده. [1] .

ولا بدّ من الاشارة الي أن تداخل المهام الثلاث للامامة: القيادة السياسية، والتعليم الديني، والتهذيب الاخلاقي والروحي في الامامة الاسلامية ناشيء من عدم وجود تفكيك بين هذه الجوانب الثلاثة فيالمشروع الاسلامي للحياة البشرية. فقيادة الامة يجب أن تشمل قيادتها في هذه الحقول الثلاثة أيضاً. وبسبب هذه السعة وهذه الشمولية في مفهوم الامامة لدي الشيعة كان لا بد أن يعيّن الامام من قبل اللّه سبحانه.

نستنتج مما سبق أن الامامة ليست، كما يراها اصحاب النظرة السطحية، مفهوماً يقابل «الخلافة» و «الحكومة» أو منصباً منحصراًبالامور المعنوية والروحية والفكرية، بل إنها في الفكر الشيعي «قيادة الامة» في شؤون دنياها، وما يرتبط بذلك من تنظيم للحياة الاجتماعية والسياسية (رئيس الدولة). وأيضاً في شؤون التعليم والارشادوالتوجيه المعنوي والروحي، وحلّ المشاكل الفكرية وتبيين الايديولوجية الاسلامية. «قيادة فكرية» .

وهذه المساءلة الواضحة أضحت ـ مع الاسف ـ غريبة علي أذهان اكثر المعتقدين بالامامة، ولذلك نري من الضروري عرض بعض النماذج من مئات الوثائق القرآنية والحديثية في هذا المجال:

في كتاب «الحجة» من «الكافي» حديث عن الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام يذكر فيه بالتفصيل ما يرتبط بمعرفة الامام ووصف الامام، ويتضمّن معاني عميقة ورائعة.

من ذلك ما ورد بشاءن الامامة باءنها: «هي منزلة الانبياء، وإرث الاوصياء، ان الامامة خلافة اللّه، وخلافة الرسول، ومقام أميرالمؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام، ان الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعزّ المؤمنين،ان الامامة أسّ الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام تمام الصلاة والزّكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاءالحدود والاحكام، ومنع الثغور والاطراف. [2] .

وحول الامام انه:»

«النجم الهادي، والماء العذب، والمنجي من الردي، والسحاب الماطر، ومفزع العباد في الداهية، وأمين اللّه في خلقه، وحجّته علي عباده، وخليفته في بلاده، والداعي الي اللّه، والذاب عن حرم اللّه،ونظام الدين، وعزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين. [3] .

كل ما كان يمارسه النبي صلّي اللّه عليه وآله من مسؤوليات ومهام يتحملها علي عليه السلام والأئمة من ولده. [4] .

وفي رواية أخري عن الامام الصادق عليه السلام نري تاءكيداً علي إطاعة «الاوصياء» وتوضّح الرواية أن الاوصياء هم نفسهم الذين عبّر عنهم القرآن باءولي الامر. [5] .

مئات الروايات المتفرّقة في الابواب المختلفة تصرّح أن مفهوم الامام والامامة في الفكر الشيعي ما هو الا القيادة وإدارة شؤون الاُمة المسلمة، وأن أئمة أهل البيت عليهم السلام هم الاصحاب الحقيقيون للحكومة. وتدل جميعاً بما لا يقبل الشك علي أن أئمة أهل البيت عليهم السلام في ادّعائهم الامامة كانوا لا يقتصرون بالمطالبة علي المستوي الفكري والمعنوي، بل كانوا يطالبون بالحكومة أيضاً. ودعوتهم علي هذا النطاق الواسع الشامل انما هي دعوة لحركة سياسية عسكرية لاستلام السلطة.

هذه الحقيقة ظلت خافية علي الباحثين في العصور التالية [6] ، بينماكانت في فهم اصحاب الائمة والمعاصرين لهم من أوضح الحقائق،حتي أن «الكميت» في احدي قصائده الهاشميات يصف أئمة أهل البيت عليهم السلام باءنهم ساسة يقودون الناس بطريقة تختلف تماماً عن الطريقة التي يمارسها الحكام الظلمة الذين يعاملون الناس كالبهائم. [7] .

نعود الي الموضوع الأصلي وهو أن بيت القصيد في دعوة الامام الصادق عليه السلام وسائر أئمة اهل البيت عليهم السلام كان يدورحول «الامامة» . ولإثبات هذه الحقيقة التاريخية، أمامنا روايات متضافرة تنقل بوضوح وصراحة عن الامام الصادق عليه السلام ادّعاءه الامامة. وكما سنوضح فيما بعد، أن الامام حين يعلن دعوته هذه كان يري نفسه في مرحلة من الجهاد تستدعي أن يرفض بشكل مباشر صريح حكّام زمانه، وأن يعلن نفسه باءنه صاحب الحق الواقعي، وصاحب الولاية والامامة. ومثل هذا التصدّي يعني عادة اجتياز سائر المراحل الجهادية السابقة بنجاح. ولابدّ أن يكون الوعيالسياسي والاجتماعي قد انتشر في قاعدة واسعة، وأن الاستعدادمحسوس بالقوة في كل مكان، وأن الارضية الإيديولوجية قد توفرت في عدد ملحوظ من الافراد، وان جمعاً غفيراً آمن بضرورة إقامة حكومة الحق والعدل، وأن يكون القائد ـ أخيراً ـ قد اتخذ قراره الحاسم بشاءن هذه المواجهة الساخنة. وبدون هذه المقدمات فإن اعلان إمامة شخص معين وقيادته الحقة للمجتمع أمر فيه تعجّل ولاجدوي منه.

المساءلة الاخري، التي لا بدّ من التركيز عليها في هذا المجال، أن الامام ما كان يكتفي في بعض الموارد باثبات إمامته وحسب، بل يذكرالي جانب اسمه أسماء أئمة الحق من أسلافه أيضاً، أي إنه يطرح فيالحقيقة سلسلة ائمة أهل البيت بشكل متصل غير قابل للتجزئة والانفصال.

هذا الموقف يشير الي ارتباط جهاد أئمة أهل البيت عليهم السلام وتواصله من الأزمنة السابقة الي عصر الامام الصادق عليه السلام.ان الامام الصادق عليه السلام يقرر امامته باعتبارها النتيجة الحتمية المترتبة علي إمامة اسلافه، وبذلك يبين جذور هذه الدعوة وعمقها فيتاريخ الرسالة الاسلامية، وارتباطها بصاحب الدعوة الرسول الاكرم عليه أفضل الصلاة والسلام. ولنعرض بعض نماذج دعوة الامام:

أروع رواية في هذا الباب عن «عمرو بن أبي المقدام» ، وفيهاتصوير لواقعة عجيبة.

في يوم التاسع من ذي الحجة اذ اجتمع الحجاج في عرفة لأداءمنسك الوقوف، وقد توافدوا علي هذا الصعيد من كل فج عميق.. من أقصي خراسان حتي سواحل الاطلنطي.. والموقف حساس وخطير،والدعوة فيه تستطيع أن تجد لها صدي في أقاصي العالم الاسلامي.انضمّ الإمام عليه السلام الي هذه الجموع الغفيرة المحتشدة، ليوصل اليها كلمته، يقول الراوي: رأيت الامام قد وقف بين الجموع ورفع صوته عالياً ليبلُغ أسماع الحاضرين ولينتقل الي آذان العالمين وهوينادي:

«أيها الناس، إن رسول اللّه كان الامام ثم كان علي بن ابي طالب،ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم...» فيناديثلاث مرات لمن بين يديه، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه، اثنيعشر صوتاً. [8] .

ورواية أخري عن «ابي الصباح الكناني» أن الامام الامام الصادق عليه السلام يصف نفسه وأئمة الشيعة باءن لهم «الانفال» و «صفو المال» ..

عن ابي الصباح قال: قال لي ابو عبداللّه عليه السلام: «يا أباالصباح، نحن قوم فرض اللّه طاعتنا، لنا الانفال ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال اللّه في كتابه [9] .

و «صفو المال» هو من الاموال ذات القيمة الرفيعة في غنائم الحرب، وكان لا يقسم كما تقسم الغنائم بين المجاهدين، كي لا يستاءثربه أحد دون آخر، ويكون كرامة كاذبة لأحد من الناس، بل إنه يبقي لدي الحاكم الاسلامي يتصرّف به لما يحقق مصلحة عامة المسلمين.وكان الحكام الظلمة يستاءثرون بهذا المال ويجعلونه مختصاً بهم غصباً.والامام يصرّح باءن «صفو المال» يجب أن يكون لهم، وهكذا الانفال.وهذا يعني أنه يعلن نفسه بصراحة حاكماً شرعياً للمسلمين مسؤولاًعن استثمار هذه الاموال وفق ما يراه تحقيقاً لمصلحة الامة.

وفي حديث آخر يذكر الامام الصادق عليه السلام اسماء اسلافه من الأئمة عليهم السلام واحداً واحداً، ويشهد بإمامتهم وبوجوب طاعتهم، وحين يصل الي نفسه يسكت، والمخاطبون يعلمون جيداً أن ميراث العلم والحكم بعد الامام الباقر عليه السلام وصل الي الامام الصادق. وبذلك يعلن الامام عليه السلام حقه في قيادة الامة باُسلوب يجعله مرتبطاً بجدّه علي بن ابي طالب عليه السلام. [10] وفيابواب كتاب الحجة من «الكافي» وكذلك في الجزء 47 من «بحارالانوار» أحاديث كثيرة من هذا القبيل، تتحدث بصراحة أو بكناية عن ادّعاء الامامة والدعوة اليها.

ولإثبات هذه الحقيقة التاريخية أمامنا شواهد عن شبكة منظمة لدعوة الامام عليه السلام في جميع أرجاء العالم الاسلامي، والوثائق الكثيرة المتوفرة في هذا المجال تجعل وجود هذه الشبكة أمراً حتمياً لامراء فيه. وهذه الشواهد تبلغ من الكثرة والوثوق بحيث يمكن أن نستدل بها علي موضوعنا استدلالاً قاطعاً، ولو لم يتوفر حديث صريح واحد في هذا المجال.

نحن في هذا المجال أمام ظواهر تاريخية ثابتة:

1 ـ ثمة ارتباط منظم فكري ومالي بين الائمة عليهم السلام وأتباعهم، وكانت الأموال تُحمل من اطراف العالم الي المدينة كذلكوالاسئلة الدينية تتقاطر عليها.

2 ـ اتساع الرقعة الموالية لآل البيت عليهم السلام خاصة في البقاع الحساسة من العالم الاسلامي.

3 ـ تجمّع عدد غفير من المحدثين والرواة الخراسانيين والسيستانيين والكوفيين والبصريين واليمانيين والمصريين حول الامام عليه السلام.

فهل إن هذه الظواهر المنسجمة المتناسبة مع بعضها قد حدثت بالصدفة؟

ولا بد أن نضيف أن هذه الظواهر حدثت في ظل سيطرةٍ سياسية كانت جادّةً كل الجدّ في الغاء حتي اسم علي وآل علي عليه السلام، بل وسبّ علي علي المنابر، وتسليط انواع البطش والارهاب علي أتباعهم. فكيف أمكن في مثل هذا الجوّ خلق قاعدة شعبية عريضة موالية لآل البيت تطوي آلاف الاميال للوصول الي الحجاز والمدينة لتتلمذ علي أئمة أهل البيت عليهم السلام وتاءخذ عنهم فكر الاسلام فيالحياة الفردية والاجتماعية، وتتحدث معهم في موارد كثيرة وعن مسائل الثورة علي الوضع الفاسد، أو بعبارة الروايات، تتحدث معهم عن مسائل القيام والخروج؟!!

فلو كان دعاة أهل البيت يقتصرون في حديثهم علي علم الأئمة عليهم السلام وزهدهم، فلماذا يدور الحديث في وسط هؤلاء الاتباع دائماً عن الثورة المسلحة؟

ألا يدلّ كل هذا علي وجود شبكة منظمة للدعوة الي إمامة أهل البيت عليهم السلام بالمعني الكامل للامامة، أي الفكرية والسياسية؟

وهنا يطرح سؤال عن سبب سكوت التاريخ عن وجود مثل هذه الشبكة المنظمة في دعوة أهل البيت عليهم السلام، لماذا لم يذكر التاريخ صراحة شيئاً عنها؟

والجواب ما أشرنا اليه سابقاً، يكمن في التزام أصحاب الأئمة بالمبدأالحركي الحكيم المسمّي بالتقية، الذي يحول دون نفوذ أي عنصر أجنبيفي تنظيم الامام. كما يكمن أيضاً في عدم استطاعة الحركة الجهادية الشيعية من تحقيق أهدافها ومن استلام زمام الحكم.

لو أن بني العباس لم يستولوا علي السلطة لبقيت دون شك كل نشاطاتهم السرية وذكريات دعوتهم، مرّها وحلوها، حبيسة فيالصدور، دون أن يعلم بها أحد ودون أن يسجلها التاريخ.

ومع ذلك، ليست قليلة هي الروايات التي تصرّح الي حدّ مابوجود دعوة واسعة لإمامة أهل البيت عليهم السلام. ونكتفي برواية تقول:

قدم رجل من أهل الكوفة الي خراسان، فدعا الناس الي ولاية جعفر بن محمد عليهما السلام، ففرقة أطاعت وأجابت، وفرقة جحدت وأنكرت، وفرقة ورعت ووقفت... ثم تقول الرواية: فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا علي أبي عبداللّه عليه السلام فكان المتكلم منهم،الذي ورع ووقف. فقال: أصلحك اللّه، قدم علينا رجل من أهل الكوفة فدعا الناس الي طاعتك وولايتك، فاءجاب قوم وأنكر قوم وورع قوم ووقفوا. قال الامام عليه السلام: فمن أي الثلاث أنت؟قال: من الفرقة التي ورعت ووقفت. قال: فاءين كان ورعك ليلة كذاوكذا (وذكّره بسقوطه في موقف شهواني)، فارتاب الرجل [11] .

الداعية كما تري من أهل الكوفة، ومنطقة الدعوة خراسان، واسم الرجل مكتوم، ودعوته الي إمامة جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام وولايته وطاعته.

ثمة وثائق أخري تبين محتوي دعوة ائمة اهل البيت عليهم السلام وشيعتهم الي الامامة، تعرضها المناقشات والمجادلات بينهم وبين خصومهم السياسيين (الامويين والعباسيين). هذه المنازعات كانت تدور احياناً بلغة الاستدلال الكلامي والديني، وأحياناً بلغة الادب الرفيع المتمثل بالشعر. وكان كل الحِجاج يقوم علي أساس إثبات حق الامامة السياسية والحكم لأئمة اهل البيت عليهم السلام، ومقارعة المتربّعين ظلماً وغصباً علي كرسي حكومة المسلمين. ان عصر الامام الصادق عليه السلام ـ لمعاصرته حركة بني العباس وانتصار هذه الحركة ـ كان مفعما بهذا اللون من الحِجاج.

كان شعراء بني العباس يحاولون اثبات حق الحكم لبني العباس استناداً الي الادلة نفسها التي يقدمها عادة الطامعون الي السلطة والمتشبثون بكرسي الحكم. ويقف شعراء الشيعة مقارعين لحججهم مستدلّين علي زيف الحكم العباسي من منطق اسلامي، يقوم علي أساس رفض الظلم والاجرام والخيانة بحق الامة الاسلامية.

وللحِجاج الشعري بين العباسيين والعلويين أهمية في هذا المجال، لماكان ينهض به الشعر آنئذ من دور كبير في التعبير عن العواطف والافكار، ولما كان يؤديه في القاعدة الشعبية من تاءثير. يذكر صاحب كتاب «العباسيون الاوائل» دور الادب في القرنين الاول والثانيفيقول:

«.. كان الادب يؤثر في النفوس ويكسب عواطف الناس وميولهم الي هذه الفئة أو تلك، وكان الشعراء والخطباء بمثابة جريدة العصر،يعبّر كل منهم عن رأي سياسي ويدافع عن حزب معين، مبرزاً الدليل تلو الدليل علي صحة دعواه، مفنّداً آراء الخصوم بكلام مؤثروأسلوب بليغ [12] .

شعراء البلاط العباسي كانوا يجتهدون في اثبات حق العباسيين فيالخلافة، باعتبار ارتباطهم بالنبي عن طريق العمومة، مستدلين علي ذلك باءن الارث لا ينتقل الي أبناء البنت مع وجود الاعمام. فالخلافة بعد النبي من حقّ العباس عم النبي ومن بعده أبناؤه من بني العباس:

قال مروان بن أبي حفصة:

أنّي يكون وليس ذاك بكائن لبني البنات وراثة الأعمام وقال ابان بن عبدالحميد اللاحقي:

فاءبناء عباس همُ يرثونه كماالعمُلابنِالعم فيالارث قدحجب منطلقين من عاطفة الشعور بالظلم للرد علي هذه الأدلّة، بالمنطق نفسه، وأحياناً بمنطق آخر للاستدلال علي حق أئمة أهل البيت فيالامامة. من ذلك استدلالهم بحديث غدير خم كقول السيد الحميري:

من كنت مولاه فهذا له مولي فلم يرضوا ولم يقنعوا ويردّ محمد بن يحيي بن أبي مرّة التغلبي علي استدلال الشاعرالعباسي بشاءن وراثة الاعمام فيقول:

لِمَ لا يكون وإن ذاك لكائن لبني البنات وراثة الاعمام للبنت نصف كامل من ماله والعم متروك بغير سهامِما للطليق وللتراث وإنماصلّي الطليق مخافة الصمصامِويري دعبل أن كل ما حلّ باءهل البيت عليهم السلام من مصائب إنما هو لأنهم ورثوا النبي، فتكالب علي هذا الارث الطامعون،وأضرّوا بمن له الحق في الامامة:

أضرّ بهم إرث النبي فاءصبحواتساهم فيهم خِيفة ومنون دعتهم ذئاب من أمية وانتحت عليهم دراكاً أزمة وسنون وعاثت بنو العباس فيالدين عيثة تحكّم فيها ظالم وخؤون وسَمّوارشيداً ليس فيهم لرشده وها ذاك ماءمون وذاك أمين فما قبلت بالرشد منهم رعاية ولاللولي بالأمانة دين وليس من العسير علي الباحث في العصر العباسي الاول أن يجدمئات النماذج من المحاورات والمناظرات السياسية بلغة الشعر في هذاالمجال. وكان شعراء الشيعة وخصومهم يقيمون الحجج علي دعواهم.وليس من المهم أن نعرف في هذه المواجهة مقدار صحة هذه الحجج واستقامتها، ولكن من المهم أن نعرف المحورَ الذي يدور حوله النزاع،والحقَ الذي يدعيه الجانبان.

هناك حق يدعيه كل جانب، وهذا الحق هو وراثة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله في الحكم وفي قيادة المسلمين.

ليس النزاع بين الجانبين العلوي والعباسي في وراثة الخصال الاخلاقية والمعنوية والفكرية للنبي صلّي اللّه عليه وآله. ليس الخلاف في أحقية هذا أو ذاك في وراثة هذه الخصال. لأن هذه الخصال لاتشكّل حقاً يتنازع عليه فريقان. النزاع حول «حق» يدّعيه الجانبان.وقد رأينا أن الشعراء في زمن الامام الصادق عليه السلام يدافعون عن حق الامام في قيادة الامة المسلمة وفي حكم المجتمع الاسلامي،ويخوضون حرباً ضدّ من ليست لهم صلاحية حكومة المسلمين،ولذلك شواهد كثيرة في شعر القرن الثاني الهجري.

وقبل أن نختتم هذا القسم من المناسب أن نشير الي لغة حِجاج أخري، هي لغة الرسائل. هذه الرسائل الاحتجاجية كانت تتضمن من جهة أهداف الفرقاء بشكل واضح دون لبس، وكانت تجد لها من جهة أخري صديً شعبياً بعد انتشار مضمونها، وتاءثيراً قوياً علي الأنصار والخصوم. نذكر من ذلك رسالة محمد بن عبداللّه بن الحسن ذي النفس الزكية الي المنصور العباسي. هذا العلويّ الثائر يذكربصراحة ووضوح أنه يطلب نزع الخلافة من خصومه لتكون في ابناءعلي عليهم السلام، يقول:

«وإن أبانا علياً كان الوصيَ وكان الامامَ، فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء؟ [13] .

ويبدو أن هذا الاستدلال أورده العلوي ردّاً علي استدلال العباسيين في وراثتهم الخلافة، لأن بني العباس لم تكن لهم حجة سوي هذا الارث المزعوم، فاءراد أن يسدّ عليهم الطريق ويردّ عليهم بنفس منطقهم. ويلاحظ في العبارة أن ذا النفس الزكية يركّز علي إمامة عليعليه السلام انطلاقاً من فهمه لمعني الامامة، ثم يركّز علي طبيعة دعوة البيت العلوي التي يمثلها هذا الثائر.


پاورقي

[1] راجع تفاصيل ادلة هذه المساءلة في مظانها.

[2] اصول الكافي.

[3] المصدر نفسه «عبارات متفرقة مختارة من النص» .

[4] جري له من الفضل مثل ما جري لمحمد صلّي اللّه عليه وآله (... ولقد حملت علي مثل حمولته...) وكذلك يجري لأئمة الهدي واحدا بعد واحد.. الكافي، ج 1: 196.

[5] الكافي، 1: 187، 7 و1: 189، ح 16.

[6] في العقود الاخيرة صدرت عن المستشرقين والعلماء المسلمين الشيعة والسنّة كتابات تصوّر الدورالسلبي للأئمة تجاه مساءلة الحكم، او الدور المحايد، او المداهن، بل الدور البعيد كل البعد عن السياسة.راجع مثلا: نظرية الامامة لدي الشيعة، والتشيع والتصوف، والامام الصادق والمذاهب الاربعة،والعباسيون الاوائل.

[7] الغدير 2: 187 ـ 212.

[8] البحار، 47: 58، ح 107.

[9] البحار، 23: 199، ح 32. كذلك راجع الرواية 20 من نفس الباب.

[10] الكافي 1: 186.

[11] البحار، 47: 72 عن بصائر الدرجات 5: 66.

[12] د. فاروق عمر، العباسيون الاوائل: 104.

[13] تاريخ الطبري 6: 195.


الامام الصادق


شيخ محمد حسين مظفر (1381- 1312 ق)، چاپ چهارم، قم، دفتر انتشارات اسلامي، 1369، وزيري، 2 ج (اين كتاب به فارسي و انگليسي ترجمه شده است).


شمه اي از عبوديت امام


«مالك» پيشواي بزرگ فرقه ي مالكي مي گفت:

«مدتي نزد جعفر بن محمد رفت و آمد مي كردم، او را همواره در يكي از سه حالت مي ديدم:

يا نماز مي خواند، يا روزه بود و يا قرآن تلاوت مي كرد و هرگز او را نديدم كه بدون وضو حديث نقل كند. [1] .

در علم و عبادت و پرهيزكاري، برتر از جعفر بن محمد هيچ چشمي نديده و هيچ گوشي نشنيده و به قلب هيچ بشري خطور نكرده است. او بزرگترين عبادت كنندگان و پرهيزكاران بود و در زمره ي آناني بود كه پيوسته از خداوند متعال در خوف و خشيت بودند.»



[ صفحه 22]




پاورقي

[1] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، بيروت، دارالفكر، ج 1، ص 88.


سياسيا


سياسة الأجساد لم يعتن بها - حسب الظاهر - الإمام الصادق عليه السلام في تلك الظروف الخاصة، و ذلك لعظمة دوره الرسالي التبليغي و التعليمي للأمة، نعم إنه كان يبارك الثورات الحسنية أو الحسينية إلا أنه لم يشرك في أي منها أبدا بصورة مباشرة...

فساس جسد الأمة بتربيتها و علمها القواعد الحقيقية للتربية الصحيحة و الصحة السليمة و للأدب العالي و الأخلاق الرفيعة فكانت كلماته في كل هذه الأبواب مثال جدل و نقاش بين صفوف الأمة كل الأمة منذ ذلك الحين و إلي اليوم.

و ستطالع الكثير الكثير منها في هذا الكتاب القيم بإذن الله، فإياك أن تمر عليها مرور الكرام، بل قف عندها و حاول تطبيقها علي نفسك أولا و أهلك ثانيا و مجتمعك ثالثا... لتري أن الدنيا لو سارت وفق ما خطط لها الإمام الصادق عليه السلام لسارت إلي النور و ما لبثت في ظلام الديجور..

فسياسة الأجساد البالية إذا كانت عن ظلم و استبداد فهي للحكام.. و أما سياسة الأرواح فهي للأئمة عليهم السلام فهم سلاطين ذاك العالم النوراني مضافا إلي كونهم سلاطين عالم الأجساد أيضا، لذلك تري أن جميع



[ صفحه 36]



الحكام و الطغاة مهما بلغوا من العظمة و الجبروت فهم يخافون من إمام زمانهم و لو ألقوه في السجن أو ضيقوا عليه في كل شي ء، و حاشاه أن يخافهم أو يرتهب منهم.

فسلطانه عليه السلام هو المسيطر.. و هيبته عليه السلام تأخذ بأرواح و أنفس الجبارين، و يعترف الكثير منهم أنهم يمتلئون فزعا و خوفا عندما يرون الإمام عليه السلام.. و خاصة المنصور العباسي عندما كان يري الإمام الصادق عليه السلام.. فحاجة الأمة لقادة الأرواح ألزم من حاجتها إلي قادة الأجساد بالكفر و الفساد.


من تستعين؟


تفسيرالعياشي 1 / 23، ح 24:...

عن الحسن بن محمد الجمال، عن بعض أصحابنا، قال: بعث عبدالملك بن مروان الي عامل المدينة أن وجه الي محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام و لا تهيجه و لا تروعه، و اقض له حوائجه، و قد كان ورد علي عبدالملك رجل من القدرية فحضر جميع من كان بالشام، فأعياهم جميعا، فقال: ما لهذا الا محمد بن علي عليه السلام فكتب الي صاحب المدينة أن يجمل محمد بن علي اليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه. فقال له أبوجعفر عليه السلام: اني شيخ كبير لا أقوي علي الخروج، و هذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه اليه، فلما قدم علي الأموري ازدراه لصغره، و كره أن يجمع بينه و بين القدري مخافة أن يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري، فلما كان الغد اجتمع الناس بخصومتها.



[ صفحه 11]



فقال الأموي لأبي عبدالله عليه السلام: انه قد أعيانا أمر هذا القدري، و انما كتبت اليك لأجمع بينك و بينه، فانه لم يدع عندنا أحدا الا خصمه. فقال:

ان الله يكفيناه.

قال: فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبدالله عليه السلام: سل عما شئت!.

فقال له: اقرأ سورة الحمد.

قال: فقرأها، و قال الأموري - و أنا معه -: ما في سورة الحمد علينا، انا لله و انا اليه راجعون.

قال: فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتي بلغ قول الله تبارك و تعالي: (اياك نعبد و اياك نستعين).

فقال جعفر عليه السلام: قف، من تستعين؟ و ما حاجتك الي المؤونة [المعونة - خ]؟ ان الأمر اليك.

(فبهت الذي كفر و الله لا يهدي القوم الظالمين).


رشحات البول


[المحاسن 78، ب 1، ح 2: عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عثمان بن عيسي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:...]

ان جل عذاب القبر في البول.


يا سميع الدعوات


مناقب ابن شهر آشوب 4 / 232...

اسحاق و اسماعيل و يونس بنو عمار أنه استحال وجه يونس الي البياض فنظر الصادق عليه السلام الي جبهته فصلي ركعتين، ثم حمدالله و أثني عليه و صلي علي النبي و آله ثم قال:

«يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل علي محمد و علي أهل بيته الطاهرين الطيبين، و اصرف عني شر الدنيا و شر الآخرة، و أذهب عن ما بي، فقد غاضني ذلك و أحزنني».

قال: فوالله ما خرجنا من المدينة حتي تناثر عن وجهه مثل النخالة و ذهب.

قال الحكم بن مسكين: و رأيت البياض بوجهه، ثم انصرف و ليس في وجهه شي ء.



[ صفحه 13]




انسانية الاتجاه العلمي


أدرك الامام الصادق أن العلم أنجع وسيلة كي يكتشف الانسان ذاته، و ما يحيط به من الموجودات لمعرفتها و السيطرة عليها و الافادة منها، و أدرك الحكمة من وجودها، ود الوقوف علي حقيقة الانسان بما هو انسان، أي علي حقيقته الجوهرية التي تختلف بتباين عن حقيقته العرضية، لجأ الي العلم يستنطق كنوزه المخبؤة، فتمثل العلم الوظيفة في اثبات الخالق، و تطوير المعرفة لترقية الحضارة، و أنسنة الأشياء. عاش الامام الصادق حقبة كثرة فيها أحاديث المتفلسفة من مانوية ومزدكية و دهرية عملت هذه الفئات علي اشاعة الالحاد، و انكار الذات العلية، انبري الامام الصادق يدحض آراءهم ويفند حججهم مستخدما الأساليب العلمية التي استخدموها علي غير حقيقتها من أشهر رسائله ما عرف «بتوحيد المفضل) و هي املاءات أملاها الصادق علي تلميذه المفضل بن عمر الجعفي ردا علي عبدالكريم بن أبي العوجاء و أصحابه، أظهر الامام الصادق في مباحثه علوما متطورة تنبي ء عن معرفة متعمقة للعلوم الطبيعية: الانسانية و الحيوانية و النباتية تناول بمنهجية دقيقة هذه الموجودات من حيث التكوين، و رأي في كمالية خلقها كمال الخالق، و في معرفتها تتكشف أسرارها، فيفيد منها الانسان، و يتخطي كثيرا من المشتقات و الآلام و العذابات النفسية و الجسدية.

بدأ بالانسان مرافقا مراحل تطوره و وظائف أعضائه، و العناوين مكثفة و موحية منها: «خلق الانسان و تدبير الجنين في الرحم... [1] (ولادة الجنين و غذاؤه) (حال المولود لو ولد فيهما عاقلا و تعليل ذلك) [2] (الحواس الخمس و أعمالها و ما في ذلك من الأسرار) [3] (الجنين و أسفاره) (الفؤاد و مدرعته) (قوي النفس و موقعها من الانسان) [4] و أبان وظائف الأعضاء مشيرا الي نعمة الحواس الخمس، و ذكر دور النور و الهواء في ادراك الألوان و الأصوات، و لا يكون ذلك الا بعمل و تقدير من لطيف خبير، و علل فائدة وجود الشعر و الأظافر بتخفيف آلام الجسد قال الامام الصادق: «اعلم أن آلام البدن و أدواءه تخرج بخروج الشعر في مسامه، و بخروج الأظافر من أناملها» [5] .

في حديثه عن النبات كشف نظرية متطورة أدركها العلم في القرن التاسع عشر، لنقرأ قوله: «يا مفضل لألقين عليك من حكمة الباري جل و علا و تقدس اسمه في خلق العالم و السباع و البهائم و الطير و الهوام و كل ذي روح من الأنعام و النبات...» [6] لقد نسب الروح للنبات كما تنسب للأنعام. فللنبات حس و حركة اكتشفها العالم الفسيولوجي الفرنسي (بيثا) المتوفي سنة 1802 م. و ظهرت في القرن العشرين دراسات تكشف حركات النبات و انفعالاتها بالحر و البرد و الظلمة و النور، و ممارسة الضحك و البكاء، هذه



[ صفحه 133]



النظريات تدل علي عظمة الخالق، و تؤكد العمق المعرفي لدي الامام الصادق في منهجة العلوم لتخدم الانسان.


پاورقي

[1] توحيد المفضل: 12.

[2] نفسه: 15.

[3] نفسه: 22.

[4] نفسه: 38.

[5] نفسه: 32.

[6] نفسه: 2.


يا ابنة الطهر


هذه المقاطع:



يا ابنة الطهر و ما أروعها

ذكر منك تزين المهرجانا



أنت تاريخ رسالات بها

يشرق للواقع مجدا وكيانا



عزة الايمان في دعوتها

شرعة منها هدي الله استبانا



قد حملناها و ان أزري بنا

شاني ء يرعف حقدا و لحانا



فهي منا رعشة في دمنا

و هي فينا خفقة تحيي الجنانا



دوحة من أحمد مطلعها

باسق أعظم به مجدا مصانا



حسبها أن رضاه مدد

من رضاها.. و رضاها مبتغانا



انها الذكري انفتاح للسري

و انطلاق للذري يغري سرانا



دعوة الحق علي صفحتها

أحرف علوية خطت علانا



يشرق الايمان فيها أملا

باسما يحتضن الروح احتضانا



فتعود الأنفس الحيري به

حية تورق بالنعمي حنانا



[ صفحه ب / 17]



و عبير الخير يذكي حسها

بعطاياه فتحويه افتتانا



لو وعينا روحه لأنصهرت

لمنانا هذه الأرض جنانا



ولكنا غير ما نحن به

قلق يلهب بالشكوي ندانا



و صداع مثقل يحفزه

مطمع غر كما شاء هوانا



و انفلات من مقاييس صفت

نظما تزرع في الدرب هدنا



و انصهار بميول مزقت

بالأباطيل علي الدرب اخانا



يا لذل الفكر أن تسحقه

صرعة التجديد من وحي عدانا



قد حملنا العب ء من آلامها

و مشينا يلحس الشوك خطانا



تثقل المحنة منا مطمحا

للسري أغني به المجد و زانا



قد شربناها كؤوسا أترعت

علقما و الليل غاف في ذرانا



وافقنا و الشجا يسحقنا

نرقب الأطلال ذلا و هوانا



ها هو المجد الذي عشنا له

عاد شلوا في يد الغازي مهانا



يا لذل المجد أن تحرسه

أعين تعشي اذا ما الصبح بانا



يظمأ النور علي أحداقها

و الضحي يخطر زهوا في سمانا



تحسب الليل صباحا مشرقا

و هي لا تعرف للصبح مكانا



و السراب الجدب وردا مائجا

كذب الأحلام فيه يتداني



[ صفحه ج / 17]



و المدي صحوا ليحلو صفوها

و هو بالاعصار يربد احتقانا



سوف يصحو المجد من غفوته

و يعود الفتح زهوا في حمانا



و يصاد الذئب في مكمنه

بعد أن شل علي الدرب الأمانا



ليعود الصحو ضاح في المدي

يمسح الجرح و يروي من ظمانا



لا نعي الا الصدي من أمسنا

ساخرا يخنق بالجلي صدانا



عيبنا أنا علي الدرب اذا

غرب الحادي فغربي هوانا



و اذا شرق فالشرق لنا

مطلع يغمر بالنور ربانا



عاطفيون فأني التفتت

وجهة السادر نسديه العنانا



نحسب الصرخة من أشداقه

منقذا من سرف الجلي أتانا



و يرف الفتح في أجفاننا

حلما نرشف نعماه دنانا



وليمت أمس ويحيا لغد

مطلع يركز في الشمس لوانا



سوف نسقي الأرض من اشلائهم

سوف لن يحتضن الفتح سوانا



و هنا تنفجر الساح بنا

و اذا نحن كما كنا و كانا



يا أساة الجرح انا ها هنا

لم يزل يرعف بالبلوي حمانا



قد طويناها سنينا حملت

بالمآسي و الذي كان كفانا



فليكن ماضي أسانا عبرة

نبلغ الغاية فيها بسرانا



[ صفحه د / 17]



خل ما قلنا و ما قالوا فقد

ملت الاسماع منا الهذيانا



و ارمق الواقع يا رائده

كيف شقت بالضلالات عصانا



وعري الأمة من فرقها

فتلاشي عزمها الصلد وهانا



انها الردة شلت عزمها

و أبادت بالأعاصير قوانا



كل حزب في المدي مملكة

حلمها أن تستحل الصولجانا



هذه الصرعة في واقعنا

كم شكا الحر مآسيها و عاني



السجون السود يا لوعتها

ظلم تصطك رعبا بأسانا



و اذا شئناه نصرا شافيا

من لظي الجرح و ان عزشفانا



فالي الاسلام يا قادتنا

فهو للداء كما كان دوانا



[ صفحه ه / 17]




العلماء في سجن الاتهام


قال عليه السلام: «اذا رأيتم الفقهاء يركبون الي الحكام فاتهموهم..» اه [1] .

العلماء ورثة الأنبياء كما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كما أن الأنبياء هم القدوة الفضلي للناس..

و كما أنهم جاؤوا ليدمروا شموخ الظلم.. و يجعلوا الناس اخوانا.. فان علي الفقهاء - و هم ورثتهم أن ينهجوا نهجهم السمح، الرحيم، السليم.. و يعملوا لخير الجماعة الانسانية..

أما حين يمضي هؤلاء الي الحاكم يتزلفون اليه، و يتمسحون به رغبة بملاذ دنياه.. فانه يفتح لهم بابه.. و يهش لهم.. و يصب علي شفاههم طلا عذبا.. ثم ما يبطي ء أن يستحوذ عليهم... و يذللهم لأهوائه السياسية.. و يتخذ منهم وجه دعاية له.. يلهي بها جماهير الشعب.. ليصنعوا له الرتوع في جنات مسراته.. فلا رقيب علي جرائمه الأخلاقية.. و لا حسيب علي ممارساته الاجتماعية الظالمة..

انه بمأمن من غضب الجماهير و عقابها.. كفاه ذلك السادة الفقهاء..

من أجل هذا حذر الصادق الشعب منهم، و طلب منه أن يضعهم في سجن الاتهام، حين يركبون الي الحاكم و يضعون أعناقهم تحت نيره..

حذره أن ينخدع بما يبدونه من نسك؛ و صلاح.. و تقوي، لأنهم:

يبدون نسكا، و ان حققته شركا

و حيلة لبست بالمكر تلبيسا

ذلك، لو أن حب الله و رسوله وجد في قلوبهم له سكنا لما مضوا الي الحاكم سائلين، متخشعين، صاغرين.. لأن من ينفتح قلبه لحب الله و رسوله، لا يسأل غير الله، و لا يخشع لمخلوق عاجز مثله، و لا يري عظيما الا الله.. ان الفقيه (رجل الدين) لا يتخذ من الدين وسيلة للكسب، و لا يسبح بحمد أحد من العالمين.

الفقيه الحق، يطلب من الحاكم حين يراه ناكبا عن الصراط السوي - أن يعود اليه و يلتزمه.

الفقيه الحق، لا يري الدنيا من خلال ذاته و مصالحه الفردية، بل يراها من خلال مصالح جماهير



[ صفحه 408]



الشعب دوما.. انه مسؤول عن رفاهها.. و تطبيق أحكام السماء العادلة عليها.. في مستوي طاقاته العلمية.. و الاجتماعية..

الفقيه الحق هو المصباح الذي تستضي ء الأمة بنور توجيهه الهادي الذي اقتبسه من كتاب الله، و سنة رسول الله.

و لكنه حين يجعل من نفسه سيارة أجرة للحاكم، و أرباب المناصب.. و المترفين.. فانه يخون الأمانة العلمية.. انه يكون راضيا بما يفعله هؤلاء من مناكر.. بل انه يكون عونا لهم.. و شريكا لهم في آثامهم.. و يكون علي الشعب - في الساحة الاجتماعية - أمضي أذي من قنابل «النابالم» الحارقة علي الجنود في ميادين الحروب. و لذا حذر الامام من هذه الطغمة من الفقهاء.. و قال يخاطب المسلمين جيلا بعد جيل:

اذا رأيتم الفقهاء يركبون الي الحكام فاتهموهم» اه..

و معني اتهموهم: لا تثقوا بهم.. انبذوهم.. فانهم يتخذون من الدين وسيلة.. للتقلب في أحضان شهوات الدنيا الآثمة.. و الصادق يري العالم كله بمنظار التسامح وحدة اجتماعية..

التسامح نبي المحبة.. و الاخاء.. و التعاون..

و الله رب العباد أجمعين..

و الاسلام دين الله الذي رضيه لعباده.

و الاسلام يحب للناس أن يجعلوا من التسامح بينهم أكسيرا يجددون به شباب الحياة.. و محاسنها.. و أفراحها.. ان التسامح هو العري الوثيقة التي تشد القلب الي القلب.. و العاطفة الي العاطفة.. و تؤلف بين قلوب أبناء آدم و حواء.. و من روح هذا المبدأ الرحماني - الانساني جاء قول امام الأمة علي بن أبي طالب عليه السلام: «الانسان أخو الانسان أحب أم كره».

و من فرقان هذا المبدأ الراشد يري الصادق العالم كله وحدة اجتماعية.. بلا تفريق بين دين.. و دين.. فالدين لله و الأعمال تثبته..


پاورقي

[1] الفقيه: العالم الفطن جمع فقهاء... (الوسيط).


وكذلك المصالح المرسلة


التي لا يشهد لها دليل بالإِلغاء ولا بالإِثبات، كما ذكر المالكية، يرفض الإِمامية الأخذ بها، جاء في القوانين المحكمة في القسم الثالث من أقسام المصالح:"وإما مرسلة يعني لم يعتبرها الشارع وما ألغاها، وكانت راجحة وخالية من المفسدة، وهذا هو الذي ذهب إلي حجيته بعض العامة، ونفاها أصحابنا وأكثر العامة، وهو الحق، لعدم الدليل علي حجيته، ولأنا نري أن الشارع ألغي بعضها، واعتبر بعضها، فإلحاق المرسلة بأحدهما دون الآخر ترجيح بلا مرجح". هذا ما يصرحون به، ولكن عند تمحيص المذهب الإِمامي الاثني عشري نجدهم كما بينا يعتبرون المصلحة؛ لأنهم يدخلونها في الدليل العقلي؛ لأن شروط الأخذ بالمصالح عند المالكية (وهي ألا تصادم نصاً في موضوعها، وأن تكون ملائمة لمقاصد الشارع، وأن يكون في الأخذ بها دفع حرج وجلب يسر) لا يمكن أن يجافيها العقل، فهي داخله في حكم العقل، وتحسينه وتقبيحه، وإنها بمقتضي المذهب الاثني عشري لا تعتبر مرسلة(الأصول من الكافي:ص529).


انواع الأحكام الفقهية في نظر الامامية و مدي قابليتها للاجتهاد


الأحكام الشرعية المتعلقة بأفعال العباد و هي مادة الفقه و مواضيعها تنقسم بالنظر الي قابليتها للاجتهاد الي أقسام خمسة [1] .

1- العبادات: و هي فرائض الاسلام و من صلاة و صيام و حج و زكاة و ما يتبعها من النوافل أو التطوعات، و هي توقيفية حكما و موضوعا ومن صنع الشارع وحده، لا مجال فيها للاجتهاد، و لا شك فيها اطلاقا لعرف و عقل؛ لأنه قاصر بذاته عن معرفة السر لشكل العبادة وهيئتها، ولكنها لا تتناقض و لا تصطدم مع العقل شكلا و أساسا؛ لأن الاسلام في جوهره دين العقل بأوسع معاني الكلمة، خلافا للحنابلة و ابن تيمية الذين اعتبروا الدين فوق العقل، و حصروا مهمته في الأمور الدنيوية فقط كالفلاحة و التجارة و الطب و الهندسة و الصناعة و نحو ذلك.

2- المعاملات: من عقود البيع و الشراء و الاجازة و الشركة و الهبة و الصلح و الزواج و الطلاق و الوصية و الجهاد و المعاهدات بأفعال العباد و عاداتهم كتحريم الغش و الزنا و الخيانة و الغدر و الظلم و وجوب الوفاء بالدين و العهد، وهذه محل اجتهاد؛ لأنها قائمة علي مراعاة المصالح و الحاجات، و منع المساوي ء و المضار عن النفس الانسانية.

3- الأخلاق الاجتماعية: كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، هي من الأمور الاجتهادية، لكونها من



[ صفحه 158]



باب الارشاد الي المصلحة و البعد عن المفسدة.

4- المباحات: مثل الأكل و الشرب و الزراعة و الرعي و الصناعة و التجارة و الطب و نحوها من الحقوق الطبيعية، و هي مجتهد فيها، و جاء الأمر الالهي بها تعبيرا عن الواقع المعاشي، مثل قوله تعالي: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا، و لا تتبعوا خطوات الشيطان، انه لكم عدو مبين. انما يأمركم بالسوء و الفحشاء و أن تقولوا علي الله ما لا تعلمون) (البقرة، 169 - 168) و قوله سبحانه: (و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا، انه لا يحب المسرفين) (الأعراف: 31) و قوله عزوجل: (كلوا وارعوا أغنامكم، ان في ذلك لآيات لأولي النهي) (طه: 54).

5- الأحكام القابلة للتغير: الأحكام الشرعية نوعان: أصلية وفرعية. أما الأحكام الأصلية أو الطبيعية كحرمة المحارم، و وجوب التراضي في العقود، و المسئولية الفردية و نحوها، فهي ثابتة و دائمة تصلح لجميع الناس في كل زمان ومكان، و لا تقبل التغير و التبديل؛ لأن طبيعة الانسان النقية تقتضيها الانسانية. و علي هذه الأحكام وحدها يحمل الحديث النبوي الشريف: [حلال محمد صلي الله عليه و آله و سلم حلال الي يوم القيامة، و حرام محمد صلي الله عليه و آله و سلم حرام الي يوم القيامة].

و أما الأحكام التي تقبل التغيير و التبديل: فهي التي ترتبط بأوضاع الجماعة، و تدور مدارها وجودا و عدما و يمكن تبديلها، في ظل المبادي ء الشرعية العامة مثل انفاق علي الزوجة يتفاوت بين الفئات و الأسر و الأفراد، قال الله تعالي: (لينفق ذو سعة من سعته، و من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) (الطلاق: 7). و مثل حكم الجهاد و القتال، كان منهيا عنه حينما كان المسلمون قلة مستضعفين بمكة المكرمة، ثم أذن به حينما صاروا أقوياء بالمدينة المنورة.


پاورقي

[1] انظر و قارن قيم أخلاقية في فقه الامام جعفر الصادق للشيخ محمد جواد مغنية: ص 40 - 32.


الحلم


روي الحافظ عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة: «وقع بين جعفر بن محمد و عبدالله بن حسن كلام في صدر يوم، فأغلظ له في القول عبدالله بن حسن، ثم افترقا وراحا الي المسجد، فقال أبو عبدالله جعفر بن محمد لعبدالله بن حسن: كيف أمسيت يا أبامحمد؟ فقال: بخير كما يقول المغضب. فقال: يا أبامحمد أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟ فقال: لا تزال تجي ء بالشي ء لا نعرفه؟ فقال: اني أتلو عليك به قرآنا؟ قال و ذلك أيضا؟ قال: نعم؟ قال: فهاته، قال: قول: الله عزوجل:

«و الذين يصلون ما أمرالله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» [1] قال: فلا تراني بعدها قاطعا رحما.



[ صفحه 33]



و روي الكليني في الكافي بسنده ان أبا عبدالله عليه السلام بعث غلاما له في حاجة فأبطأ الغلام، فخرج أبو عبدالله عليه السلام علي أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتي انتبه، فلما انتبه قال له أبو عبدالله عليه السلام: يا فلان والله ما ذانك لك تنام الليل و النهار، لك الليل و لنا منك النهار.


پاورقي

[1] الرعد الآية 21.


جعفر الصادق و علم الكلام


ذكر المفيد في الارشاد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام فقال له: اني رجل صاحب كلام وفقه و فرائض، و قد جئت لمناظرة أصحابك؟ فقال له ابوعبدالله: كلامك هذا من كلام رسول الله (ص) او من عندك؟ فقال من كلام رسول الله بعضه و من عندي بعضه، فقال له ابوعبدالله: فأنت اذن شريك رسول الله (ص)؟ قال: لا؛ قال: فسمعت الوحي عن الله؟ قال: لا، قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله (ص) قال: لا، فالتفت ابوعبدالله الي و قال لي يا يونس بن يعقوب هذا



[ صفحه 52]



قد خصم نفسه قبل ان يتكلم، ثم قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته، قال يونس؛ فيالها من حسرة! فقلت جعلت فداك اني سمعتك تنهي عن الكلام و تقول: ويل لاصحاب الكلام، يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد، و هذا ينساق و هذا لا ينساق، و هذا لا نعقله؛ فقال ابوعبدالله (ع) انما قلت ويل لقوم تركوا قولي و ذهبوا الي مايريدون! ثم قال: اخرج الي الباب و انظر من تري من المتكلمين فأدخله، فخرجت فوجدت حمران بن اعين، و كان يحسن الكلام، و محمد ابن النعمان الاحول، و كان متكلما و هشام بن سالم و قيس الماصر، و كانا متكلمين، فأدخلتهم عليه، فلما استقر بنا المجلس، و كنا في خيمة لابي عبدالله عليه السلام علي طرف جبل في طرف الحرم، و ذلك قبل الحج بأيام اخرج ابوعبدالله رأسه من الخيمة، فاذا هو ببعير يخب، فقال: هشام و رب الكعبة. فظننت ان هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة لابي عبدالله (ع) فاذا هشام بن الحكم قد ورد و هو أول ما اختطت لحيته و ليس فينا الا من هو أكبر سنا منه، فوسع له ابوعبدالله و قال: ناصرنا بقلبه و لسانه و يده! ثم قال لحمران: كلم الرجل، يعني الشامي، فكلمه حمران فظهر عليه ثم قال: يا طاقي كلمه فكلمه، فظهر عليه محمد بن النعمان ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتقاربا، ثم قال لقيس الماصر: كلمه، فكلمه. و اقبل ابوعبدالله يتبسم من كلامهما، و قد استخذل الشامي في يده، ثم قال الشامي: كلم هذا الغلام، يعني هشام بن الحكم، فقال: نعم. ثم قال الشامي لهشام: يا غلام سلني في امامة هذا، يعني اباعبدالله (ع) فغضب هشام حتي ارتعد ثم قال له:



[ صفحه 53]



أخبرني يا هذا، ربك أنظر لخلقه ام هم لانفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي انظر لخلقه: قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال: كلفهم و اقام لهم حجة و دليلا علي ما كلفهم به وازاح في ذلك عللهم.

فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟ قال الشامي. هو رسول الله (ص)

قال له هشام: فبعد رسول الله (ص) من؟ قال: الكتاب و السنة. قال له هشام: هل ينفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا فيه حتي رفع عنا الاختلاف، و مكننا من الاتفاق؟ قال: نعم. قال له هشام: فلم اختلفنا نحن و انت وجئتنا من الشام تخالفنا، و تزعم أن الرأي طريق الدين، و أنت تقر بأن الرأي لا يجتمع علي القول الواحد للمختلفين؟ فسكت الشامي كالمفكر، فقال له ابوعبدالله (ع): مالك لا تتكلم؟ قال: ان قلت انا ما اختلفنا كابرت، و ان قلت ان الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، ولكن لي عليه مثل ذلك، فقال له ابوعبدالله (ع): سله تجده مليا! فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربهم أو أنفسهم؟ فقال هشام: بل ربهم أنظر لهم. فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع اختلافهم و يبين لهم حقهم من باطلهم؟ قال هشام: نعم. قال الشامي: من هو؟ قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله (ص)، و أما بعد النبي (ص) فغيره. قال الشامي: و من هو غير النبي القائم مقامه في حجته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟ قال الشامي: بل في وقتنا هذا. قال هشام: هذا الجالس، يعني أباعبدالله عليه السلام، الذي تشد اليه الرحال و يخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جد! قال الشامي: و كيف لي بعلم ذلك؟



[ صفحه 54]



قال هشام: سله عما بدا لك. قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال. فقال له ابوعبدالله عليه السلام: أنا أكفيك المسألة ياشامي! أخبرك عن مسيرك و سفرك، خرجت في يوم كذا، و كان طريقك كذا، و مررت علي كذا، و مر بك كذا! فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول: صدقت و الله! ثم قال الشامي! أسلمت لله الساعة! فقال له أبوعبدالله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة ان الاسلام قبل الايمان، و عليه يتوارثون ويتناكحون و الايمان عليه يثابون. قال الشامي: صدقت! فأنا الساعة أشهد ان لااله الا الله، و أن محمدا رسول الله، و انك وصي الأوصياء! و أقبل ابوعبدالله عليه السلام علي حمران ابن أعين فقال: يا حمران تجري الكلام علي الاثر فتصيب. و التفت الي هشام بن سالم فقال: تريد الاثر و لا تعرف؟ ثم التفت الي الاحول فقال: قياس رواغ تكسر باطلا بباطل الا ان باطلك أظهر. ثم التفت الي قيس الماصر فقال: متكلم و أقرب ما تكون من الحق، و الخبر عن رسول الله (ص) أبعد ما تكون منه، تخرج الحق بالباطل، و قليل الحق يكفي من كثير الباطل، أنت و الاحول قفازان حاذقان! قال يونس ابن يعقوب: فظننت و الله أنه يقول لهشام بن الحكم قريبا مما قال لهما. فقال: يا هشام لا تكاد تقع حتي تلوي رجليك، اذا هممت بالارض طرت؛ مثلك فليكلم الناس،اتق الله، فالزلة و الشفاعة و راءك، قال المفيد: و هذا الخبر مع ما فيه من حجة في النظر و دلالة في الامامة، يتضمن من المعجز لأبي عبدالله (ع) بالخبر عن الغائب مثل الذي تضمنه الخبران المتقدمان (يعني خبر مقاتل الطالبيين و خبر عتبة ابن نجاد المتقدمين في ادلة امامته) و موافقتهما في معني البرهان ا ه.



[ صفحه 55]




ثقافته الواسعة


لا نستطيع أن نحدد من ثقافة الإمام - أيّ إمام - إذا اعتقدنا بأن ثقافته صورة واضحة عن اتصاله بالله تعالي، حيث أنه يحدو بنا إلي الإعتقاد بأن الله يوحي إليه إلهاماً. وكذلك لا نستطيع أن نجد وصفاً شاملاً لثقافته إذا عرفنا بأن المفاهيم العادية التي نعيشها في حياة الإنسان لا تضبط كل ثقافته وكل معرفته، لأن للإمام وللنبي ولبعض الملهمين من الصالحين قوة يهبهم إياها الله القدير، تلتقط المعلومات عن الكون والحياة كما تلتقط آلة التصوير أو أفلام السينما صور الموجات، وكما تلتقط العين وأعصاب الأذن جمال الحياة وصوت الأحياء، فيعرف شيئاً جميلاً وفرداً متكلماً.

وأعود فأقول: ليست ثقافة الإمام الصادق (ع) محدودة بما قال أو بما حفظ عنه من آثار في مختلف العلوم، بل أكبر من هذا سعة وأكثر رحابة وأبعد أفقاً، لأن ثقافته اتصلت بالموجودات رأساً كما تتصل السحابة بالبحر، والضياء بالشمس والعطر بالورد وحيث كان يستوحي أفكاره واتجاهاته ومعارفه من الله خالق البحر والشمس، ومفتح الورد. فالوحي من الله فالنبي فالإمام، وكذلك الإلهام من الله فالإمام.

إن الحقيقة التي عبر عنها فم الإمام هي الحقيقة التي عرفها قلبه، وحواها فكره، وأدركتها روحه، والتي نفخها بارئ الحقيقة في روح الإمام (ع).

وبعد كل هذا فإن هناك جانباً واحداً يهمنا من ثقافة إمامنا الصادق (ع) وهو أنها كانت معجزته كما كان معجزة النبي (ص) قرآنه، وإنه يعلم كل شيء يحتاج إليه الإنسان، وهذا الجانب وحده هو الذي حدا بالجعفرية أن يتبعوا مدرسته الفكرية في كل عصر.

وهنا يجدر بنا أن ننقل اعترافات بعض الزعماء والمفكرين بمدي سعة آفاق الإمام العلمية، ومدي رحابة مكانته الثقافية، التي جعلت من أعدائه منابر المدح ومنصات الثناء.

قال فيه أبو حنيفة: «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد» و «جعفر بن محمد أفقه من رأيت».

وقال فيه الشهرستاني: «وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة».

وقال فيه ابن حجر الهيثمي: «جعفر بن محمد الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروي عنه الأئمة الكبار».

وقال فيه السيد أمير علي صاحب كتاب مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي:

لا يفوتنا أن نشير إلي ان الذي تزّعم تلك الحركة هو حفيد علي بن أبي طالب المسمي بالإمام جعفر والملقب بـ(الصادق)، وهو رجل رحب أفق التفكير، بعيد أغوار العقل، ملم كل الإلمام بعلوم عصره، ويعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الإسلام. ولم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة المتفلسفون من الأنحاء القاصية.

وقال العلاّمة هولميادر الكاتب الإنكليزي:

«إن جابر هو تلميذ جعفر الصادق وصديقه، وقد وجد في إمامه الفذ سنداً ومعيناً وراشداً أميناً وموجهاً لا يستغني عنه، وقد سعي جابر إلي أن يحرر الكيمياء بإرشاد أستاذه من أساطير الأولين التي علقت بها من الإسكندرية، فنجح في هذا السبيل إلي حد بعيد، من أجل ذلك يجب أن يقرن اسم جابر مع أساطين هذا الفن في العالم أمثال (بويله) و (فوازيه) وغيرهما من الأعلام» [1] .

وهناك مئات بل ألوف من الإعترافات التي أبداها كل من الكتَّاب المسلمين وغيرهم من المحدثين والقدماء، وبصورة خاصة من معاصري الإمام (ع) حتي ملأ العالم فضله وعلمه الغزير وثقافته الوسيعة البالغة.


پاورقي

[1] نجد هذه الإعترافات وعشرات أمثالها في كتاب الإمام الصادق للأستاذ الدخيل فصل (الإمام في نظر العظماء والعلماء): (ص 86 - 111).


نقد روسكا


اشتغل «روسكا» بادي ء ذي بدء بكتاب سر الأسرار للرازي، و توصلا الي مصادر معلوماته أراد معرفة مصادر الكيمياء الأولي، و قد وجد أن أهم مصدر من مصادر الرازي هي مخطوطات جابر العديدة. و قد جلب نظره بصورة خاصة كون جابر تلميذ جعفر الصادق، تلك التلمذة التي أوردها برتلو الافرنسي و اعتقد بها اعتقادا جازما، و يعلق علي ذلك روسكا بسؤاله: «هل أن جعفرا كان معلم جابر حقا؟، فيجيب باستحالة ذلك، و يعزو سبب هذا الانتحال - انتحال تلمذة جابر علي الامام جعفر الصادق - للمكانة السامية التي يحتلها جعفر الصادق عند الشيعة مما أدي الي اختلاق العلاقة بين الاثنين علي زعمه، هذه العلاقة التي يجب أن ينظر اليها - برأيه - بتحفظ و حذر.

يري «روسكا» أن كتب جابر الثلاثة التي نشرها «برتلو» هي منتحلة، و هي كتاب الرحمة و كتاب الميزان و كتاب الملك، بيد أنه لا يأتينا بالبراهين القاطعة علي ذلك. حتي أنه يغالي أكثر من ذلك فيصرح بأن جميع النصوص التي ترجع الي ما قبل القرن الثامن الميلادي يجب النظر اليها بعين الريبة، مثل نصوص جعفر الصادق و خالد بن يزيد علي رأيه أيضا نصوص جابر نفسها. و ليقوم في العمل النقدي أخرج كتابين نسب أحدهما الي خالد بن يزيد و الثاني الي جعفر الصادق و ذلك في «هايدلبرغ» عام 1924. و هو يري أن هذه النصوص هي



[ صفحه 46]



من انتحال القرن التاسع و العاشر ميلادي، و يقول تعليقا علي ذلك: «اذا دققنا جميع هذه المخلفات نجد أن ما نسب الي جعفر من الآداب السحرية لمنتحل، لأن تيار التقديس الذي كان من نصيب أولاد علي هو الذي أوجد هذا الاختلاق، و جعل كثيرا من الناس ينتحلون أمورا لم يكن ليقولها الامام الصادق.

هذا ما يخص السحر، أما ما يخص الكيمياء، فان «روسكا» يري أنه من المستحيل علي جعفر الصادق أن يتعاطي الكيمياء و هو في المدينة، سواء كان ذلك عمليا او نظريا، لأن زمنه و محيطه - علي رأيه - لا استعداد لهما في ذلك، فاذا قبلنا جدلا أن خالد بن يزيد قد تعاطي الكيمياء في الاسكندرية أو في دمشق نظرا لتماسه بالتراث اليوناني أو أتي ببعض تجارب في هذه الصنعة (علي دعواه)، فان المقدمات لذلك مفقودة في المدينة بتاتا، فمن المستحيل أن نتصور (كما يقول روسكا)، سواء كان ذلك بالطرق الطبيعية المعهودة أو بالطرق غير الطبيعية عن طريق الوحي و الالهام أن يشتغل هؤلاء الأتقياء في هذه الصنعة. و ليس من المعقول (علي دعوي روسكا) أن يتخيل أن جعفرا عرف البوتقات و الأفران الكيميائية و القرعات و الأنبيقات و النشادر و الزئبق و الكبريت، أو فن قلب جوهر المادة، أو غير ذلك من الأمور الكيميائية، لذلك فهو يعتبر جميع كتب جابر التي تشير الي جعفر منتحلة، و من تاريخ متأخر.

يذكر «روسكا» أيضا أن «هولميارد» يري امكان وجود بعض انتحال في نسبة جابر الي جعفر الصادق، و لكن هذا الأخير يري ضرورة الدراسة المتقنة في هذا الصدد. أما سبب عدم توافق مخطوطات جابر العربية مع المخطوطات المنسوبة اليه باللاتينية فيعزي ذلك الي صعوبة الترجمة الحرفية و خاصة بين لغتين بينهما شقة واسعة. فاذا لم نعثر علي ترجمة حرفية فيلزم أن لا نعد ذلك انتحالا أبدا. قبل أن نعطي الحكم في الانتحال يلزم أن نعين ما هي آثار جابر



[ صفحه 47]



الأصلية و مقارنتها مع بقية المخطوطات لنعين المنتحل و الأصلي.

ينتقد «هولميارد» «روسكا» في دعواه كون المناسبة بين جعفر و جابر لا أصل لها، و يبرهن علي وجودها ما قرأه في ابن النديم، و في آثار أيدمير الخلدكي الكيمياوي المتأخر. أما «روسكا» فلا يقنع بذلك و سببه «الكتاب الذي عثر عليه» و المنسوب الي جعفر الصادق، و الذي قام بنشره في «هيدلبرغ»، كما بينا من قبل.

يري «روسكا» أيضا أن جابرا قد تعلم الكيمياء في خراسان و لا يأتينا بدليل سوي قوله: «ان الامبراطورية الاسلامية كانت عبارة عن بحر صبت فيه أنهار عديدة من حضارات مختلفة من الشرق و الغرب، حتي من الهند و آسيا المركزية، و قد صهرت في بوتقتها جميع النزعات الدينية و الفلسفية و ألبستها ثوبا عربيا و مظهرا اسلاميا. و في خراسان اجتمعت الصوفية الاسلامية و الطب العربي القديم و التنجيم و غير ذلك، و يلزم أن تكون قد انتقلت أيضا المعارف المصرية عن طريق سورية و أرض الرافدين الي تلك الديار، فانتقل مع من انتقل فن الكيمياء كذلك».

ان السبب الذي يجعل «هولميارد» يؤمن بالعلاقة بين جعفر الصادق و جابر (علي رأي روسكا) الرواية التي يسردها عن حيان العطار والد جابر الذي استشهد ضحية مذهبه. و هكذا اضطر جابر أن يتخذ الامام الصادق سندا و ملاذا له، و رغم هذا البرهان الذي يأتي به «هولميارد» لا يقتنع «روسكا» بذلك و يري ظهور الكيمياء لا في مصر و لا في سورية و لا من العلاقة بين جعفر الصادق و جابر، بل هي من الروحية الايرانية المطعمة بالفلسفة اليونانية الهيلينية، لا لأن أولئك المترجمين من السريان المسيحيين أو من بقية المذاهب لا قيمة لهم، بل للعلاقة الشديدة بين الكيمياء و الطب و التنجيم.



[ صفحه 48]



ان الدراسة التي قام بها الأخصائيون في كتاب السبعين و كتاب السموم لجابر (كما ذكر روسكا) أعطت لنا البرهان الساطع عن قيمة هذا المؤلف في تاريخ العلوم الطبيعية العربية. و لقد قام «بلستر» في القاء محاضرة حول هذا الموضوع نشرها «بوغس» في كتابه عن كبار الكيميائيين، و هو يقر بعلاقة جابر الدينية بجعفر الصادق و لكنه يرفض العلاقة العلمية، و علي كل يري «روسكا» غموضا في مصادر جابر العلمية و يقول: «أين درس جابر؟ و علي يد من تخرج؟ لا يبعد أن يكون قد ورث ميلا الي العلوم الطبيعية عن والده العطار، و لكن من أين له هذا العلم الواسع و التمرين المنطقي؟ انه لمن الصعب جدا معرفة مصادر لغته العلمية، من هم الذين كانوا أساتذته بذلك؟ و علي أي منهج سار؟ و من الذي ثقف لغته؟ هل يا تري قام بتلك المهمة، السريان الذين أتقنوا الحذلقة اللغوية؟ أم أثر عليه علماء الفرس؟ أينما توجهنا نجد ألغازا و مشاكل جديدة، و هل هذه القضايا هي جوهرية يا تري أم أنها عديمة الأهمية؟».

هكذا يطرح «روسكا» هذه الأسئلة و يقول: «لا يمكننا أن نخطو خطوة الي الأمام في هذا السبيل الا اذا درسنا النصوص الجديدة المنسوبة لجابر دراسة عميقة»، ويلاحظ علي ذلك فيقول: «ان تاريخ مشكلة جابر لا تتوقف عند المصادر فقط، و جعل هذه المصادر سهلة التداول، بل معرفة العلاقة الشديدة بين هذه المصادر و غيرها من منابع الحكمة. و المعول دوما علي الفكرة الجديدة التي يستنبطها البحاثة من هذه المصادر. و يعتقد روسكا أننا مهما أردنا أن نؤمن بأن مصادر جابر صحيحة و هي من منتجات القرن الثامن الميلادي، نود أن نجيب دوما علي هذا السؤال، و من أين استقي جابر منابع معرفته؟ هذا الجواب هو و لا شك متعلق بمعرفة مصادر العلوم العربية، و هذه لا تتجلي لنا الا اذا ألقي ضوء جديد علي القرون المظلمة الكائنة بين سقوط المدنية اليونانية و بزوغ العلوم العربية».



[ صفحه 49]



من ذلك نستنتج أن «روسكا» هو بين الشك و اليقين في قضية جابر، و هو يتردد الي أقصي حدود التردد و خصوصا فيما له علاقة بالامام الصادق. أما السبب في ذلك فلعدم دراسة الموضوع حق الدراسة و الاكتفاء بنشره الكتاب المنتحل علي جعفر الصادق في «هايدلبرغ» (علي دعواه). و اذا كان هذا الكتاب منتحلا فليس معناه أن كل علاقة بين جعفر و جابر منتحلة. و من الغريب أن يصدر هذا العالم حكمه قبل نشر آثار جابر و دراستها دراسة متقنة، فحكمه اذن ظنون و تخمينات لا تمت الي اليقين بصلة. و لم تقتصر دراسات «روسكا» علي مشكلة جابر، بل هي متشعبة لم تنته أي دراسة من دراساته الي رأي نهائي.



[ صفحه 50]



جلد المخطوطة المنسوبة الي جعفر الصادق من مخطوطات حلب التي انتقلت الي ألمانيا، و قد نشرها «روسكا» مع الترجمة الألمانية و التعليق في هايدلبرغ 1924.



[ صفحه 51]




معاوية و الخلافة


ما كان معاوية يحلم يوما ما بتلك العظمة فيتسنم عرش الخلافة الإسلامية، لقد كان صعلوكا لا مال له، و ذليلا تحت عزة الإسلام، و وسم هو و أبوه و حزبهم الفاشل بالطلقاء، يوم فتح الله علي نبيه و نصره نصرا عزيزا «و دخلوا في الإسلام و قلوبهم مملوءة بالحقد علي الإسلام يتربصون الفرص لمحو سطوره و قلع جذوره و ما تغير شي ء من نفسيات أبي سفيان بعد دخوله في حضيرة الإسلام قلامة ظفر».

فلا يستغرب من معاوية تلك المقابلة التي قابل بها عليا بوجه لا يعرف الخجل، لأنه وريث ذلك العداء المتأصل بين بني هاشم و بني أمية فتلك «عداوة جوهرية ذاتية يستحيل تحويلها و يمتنع زوالها» فما أعظم محنة المسلمين و ما أشد بليتهم عندما يعود أمرهم لخصوم لا يعرفون الرحمة، و لا عهد لهم بالعدل، و ناهيك بما في القلوب من حقد، و بما في النفوس من حب الانتقام، و قد آن الأوان لتحريك ساكن الغل و اظهار مكنون العداء.

و انه ليثقل علي معاوية ذكر علي بخير، و تأبي نفسه أن يري في الوجود أنصارا لعلي يحفظون به وصايا محمد صلي الله عليه و آله و سلم و يرعون حقه، لذلك أصدر أمره الي عماله عامة بنسخة واحدة: انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان و اسقطوا عطاءه.

فما أعظم بلاء الأمة عندما فتح معاوية عليهم باب التشفي و الانتقام،



[ صفحه 32]



و ما أكثر المأخوذين بهذه التهمة، و معاوية يحاول بذلك أن يوقع بين صفوف الأمة عداء تتوارثه الأجيال، و يبعث العصبية بين القبائل ليشق الطريق الي غايته.

و يحدثنا المدائني في كتاب الأحداث انه كتب الي عماله نسخة واحدة ان برأت الذمة ممن روي شيئا في فضل أبي تراب و أهل بيته.

و قام الخطباء في كل كورة ينالون من علي و يقعون فيه و في أهل بيته، و كان أشد الناس بلاء أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي، اذ استعمل عليهم المغيرة بن شعبة [1] ثم زياد بن سمية و ضم اليه البصرة فكان يقتل كل من اتهمه بحب علي، و هدم داره و قطع الأيدي و الأرجل، فكان ذلك الدور أعظم خطرا الي المسلمين.

أما الذين علي شاكلة معاوية قد أخلصوا له و قاموا بما يحب فأعلنوا شتم علي و البراءة منه. فكان المرتزقة يتقربون اليه بذلك، و علماء السوء يوازرونه في نشر الحكايات المفتعلة حتي أدت الحالة في الشام بأن تختم مجالس الوعظ بشم علي عليه السلام [2] و بعد ذلك فكر معاوية ان هذا العمل الذي يقوم به لا يثمر كثير فائدة لأنته عمل ارهابي و سرعان ما يتبدل الوضع، فضم لهذا العمل شيئا آخر من تقريب خصوم علي و المتظاهرين بعدائه و المعروفين بشيعة عثمان و اغداق العطاء عليهم و منحهم الصلات الجزيلة، و رعايتهم و العناية بهم و تسجيل أسمائهم و أسماء عشائرهم، ليكونوا في محل الاعتبار، و رفع أسمائهم للبلاط الأموي ليشملهم بعطفه و يرعاهم بلطفه، فما أكثر المتقربين اليه خوفا من شفرة السيف و ظلمة السجن، و ضيق اللحد و عناء المطاردة و التبعيد. و قد تلقي شيعة علي عليه السلام كل ذلك بصبر و ثبات، و تحملوا ظلم معاوية و جوره، و لم يتحولوا عن عقيدتهم او تزل بهم قدم خوف الارهاب و الفتك.

ثم فكر معاوية بشي ء يستطيع به انجاح خططه عندما يستعمل اولئك الدجالين و ذوي الضمائر الرخيصة لوضع الاحاديث علي لسان صاحب الرسالة بما تشاء نفسه و تنطلبه رغباته، بدون التفات الي مؤاخذة و عدم مبالاة بجريمة الكذب علي الله و علي رسوله، كما انه لم تقف أمامه حواجز عند ارتكاب جرائم قتل المسلمين علي الظنة و التهمة، و سلب الأموال، و هتك الأعراض، وسي النساء،



[ صفحه 33]



و هدم الدور، و إلقاء الجثث في الطرقات، و القتل في المساجد و أخذ البري ء بالسقيم، إلي غيرها من جرائم يتصدع لها قلب المسلم و تكاد نفسه تذهب حسرات. و ها نحن نتخطي عهد معاوية و لا نقف موقف المدقق الذي يريد حصرها فليس من غرضنا ذلك، و قد كفانا رجال التحقيق من علماء الأمة، و التاريخ الصحيح بيان ذلك إذ ليس لنا من الوقت ما يتسع لنشر تلك الصحائف السود و ذكر تلك الفظائع المؤلمة.

فأعمال معاوية سجلها التاريخ عليه و هي بعيدة عن روح الإسلام و مجانبة للعدالة، و إن ضرب الحصانة عليه باسم الصحبة بدعة في الدين و افتراء محض.


پاورقي

[1] المغيرة بن شعبة بن ابي عامر بن مسعود المتوفي سنة 50 و كان احد الدهاة استعان به معاوية و استعمله علي الكوفة و كان عمر قد ولاه البصرة و عزله لقضيته مع ام جميل، قال قبيصة بن جابر: لو أن مدينة لها ثمانية ابواب لا يخرج منها الا بالمكر لخرج المغيرة منها كلها.

[2] ابن عساكر ج 3 ص 402.


چند پرسش و پاسخ پيرامون آفريدگار


هشام بن حكم گويد: در مصر زنديقي بود كه سخناني از حضرت صادق - عليه السلام - به او رسيده بود به مدينه آمد تا با آن حضرت مباحثه كند، در آنجا با حضرت برخورد نكرد، به او گفتند: به مكه رفته است، آنجا آمد، ما با حضرت صادق - عليه السلام - مشغول طواف بوديم كه نزد ما رسيد. نامش «عبدالملك» و كنيه اش «ابوعبدالله» بود، در حال طواف شانه اش را به شانه امام صادق - عليه السلام - زد، امام صادق - عليه السلام - فرمود: نامت چيست؟

گفت: عبدالملك (بنده ي سلطان).

فرمود: كنيه ات چيست؟

گفت: كنيه ام ابوعبدالله (پدر بنده ي خدا) است.

حضرت فرمود: اين پادشاه (و سلطاني) كه تو بنده ي او هستي از پادشاهان زمين است يا آسمان؟ و نيز بگو پسرت بنده ي خداي آسمان است يا بنده خداي



[ صفحه 24]



زمين؟ هر جوابي كه بگوئي محكوم مي شوي (او خاموش ماند).

هشام گويد: به زنديق گفتم: چرا جوابش را نمي گوئي؟ از سخن من بدش آمد.

امام صادق - عليه السلام - فرمود: چون از طواف فارغ شدم نزد ما بيا.

زنديق پس از پايان طواف خدمت امام - عليه السلام - آمد، و در مقابل آن حضرت نشست، و ما هم دورش حلقه زديم و نشستيم.

امام به زنديق فرمود: قبول داري كه زمين زير و زبري دارد؟

گفت: آري.

فرمود: زير زمين رفته اي؟

گفت: نه.

فرمود: پس چه مي داني كه زير زمين چيست؟

گفت: نمي دانم ولي گمان مي كنم زير زمين چيزي نيست.

امام فرمود: گمان عجز و درماندگي است نسبت به چيزي كه به آن نمي تواني يقين پيدا كني.

سپس فرمود: آيا به آسمان صعود كرده اي؟

گفت: نه.

فرمود: مي داني در آن چيست؟

گفت: نه.

فرمود: شگفتا از تو كه نه به مشرق رسيدي و نه به مغرب، نه به زمين فرو شدي، و نه به آسمان صعود نمودي، و نه از آن گذشتي تا بداني پشت سر آسمانها چيست و با اين حال آنچه را كه در آنها است (از نظم و تدبيري كه دلالت بر صانع حكيمي دارد) منكر گشتي، مگر عاقل چيزي را كه نفهميده انكار مي كند؟!!

زنديق گفت: تا حال كسي غير شما با من اين گونه سخن نگفته است.

امام فرمود: بنابراين؛ تو در اين موضوع شك داري كه شايد باشد و شايد نباشد.

گفت: شايد چنين باشد.



[ صفحه 25]



امام فرمود: اي مرد، كسي كه نمي داند، بر آنكه مي داند برهاني ندارد. و نادان را حجت و برهاني نيست.

اي برادر اهل مصر، از من بشنو و درياب. ما هرگز درباره ي خدا شك نمي كنيم.

مگر خورشيد و ماه، و شب و روز را نمي بيني كه به افق مي آيند و اشتباه نمي كنند و باز مي گردند؟ آنها مجبور و ناچارند، مسيري جز مسير خود ندارند. اگر قدرت رفتن بدون برگشت دارند پس چرا برمي گردند؟ و اگر مجبور و ناچار نيستند چرا شب روز نمي شود، و روز شب نمي گردد.

اي برادر اهل مصر؛ به خدا قسم آنها براي هميشه (به ادامه ي وضع خود) ناچارند، و آنكه ناچارشان كرده از آنها محكم تر (و فرمانروائي قويتر) و بزرگتر است.

زنديق گفت: راست گفتي.

سپس امام - عليه السلام - فرمود: اي برادر اهل مصر؛ براستي آنچه به او گرويده ايد و گمان مي كنيد كه «دهر» است اگر «دهر» مردم را مي برد چرا آنها را برنمي گرداند؟ و اگر برمي گرداند چرا نمي برد؟

اي برادر اهل مصر؛ همه ناچارند، چرا آسمان افراشته و زمين نهاده شده است؟

چرا آسمان بر زمين نمي افتد؟ و چرا زمين بالاي طبقاتش فرو نمي ريزد؟

و چرا چنان حالتي پيش نمي آيد كه ديگر نه آسمان و زمين در جاي خود بمانند، و نه چيزي روي آنها مستقر گردد؟

زنديق گفت: پروردگارشان و سرورشان است كه آنها را نگه داشته است.

و اينجا بود كه زنديق به دست امام صادق - عليه السلام - ايمان آورد.

حمران (كه در مجلس حاضر بود) به امام صادق - عليه السلام - گفت: فدايت شوم، اگر زنادقه به دست تو مؤمن مي شوند، كفار هم به دست پدرت ايمان آوردند. (يعني شما شاخه ي همان شجره ي مباركه هستيد و داراي همان نفس مي باشيد).

پس آن تازه مسلمان عرض كرد: مرا به شاگردي بپذير.

امام - عليه السلام - به هشام فرمود: اي هشام؛ او را نزد خود نگه دار، و تعليمش بده.



[ صفحه 26]



هشام كه معلم ايمان به اهل شام و مصر بود، او را تعليم داد، و معارف الهي را به او نيكو آموزش داد تا اينكه عقيده ي او پاك شد، به طوري كه امام صادق - عليه السلام - از او راضي شد. [1] .


پاورقي

[1] اصول كافي ج 1 ص 91 ح 1.


عبادت


عبادت در عرف عمل به اركان است مانند نماز - روزه - حج و غيره و امام ششم در عبادت مانند جدش امام زين العابدين بود. به قدري عبادت مي كرد كه شاگردانش مي گفتند كثرت عبادت او مانع از رياست او شد.

مالك بن انس گويد كان جعفر بن محمد لا يخلو من احدي ثلاث خصال - اما



[ صفحه 242]



صائما و اما قائما و اما ذكرا و كان من عظماء العباد و اكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل.

هميشه در يكي از سه حال بود يا روزه بود يا به نماز ايستاده بود يا ذكر مي گفت او از بزرگترين عبادت كنندگان و پرهيزكاران بود اما از جهت عبادت قلبي در نشر علم و ارشاد و هدايت و اصلاح اخلاق عمومي مردم و عمل به شريعت مؤسس مكتب جعفري بود كه شرحش جداگانه نوشته شد.


حديث 009


1 شنبه

من خالط العلماء وقر.

هر كه با دانايان نشيند، با وقار و گرانمايه مي شود.

بحار، ج 75، ص 201


مقبره محمد باقر بن علي


معصوم پنجم شيعيان: ابوجعفر، مادرش امّ عبدالله بنت حسن بن حسن بن علي بود در سال 57 هـ. ق. به دنيا آمد. و در سال 114 / 117 هـ. ق. درگذشت و بنا به وصيّتش در قبرستان بقيع كنار مرقد پدرش به خاك سپرده شد.

در زمان حيات امام محمد باقر (عليه السلام) مدينه روزهاي آرامي داشت و از اينرو توانست از اين فرصت در نشر معارف اهل بيت (عليهم السلام) بهره گيرد و رجال زيادي را در حديث و تفسير و الهيّات تربيت نمايد.


سؤال 04


امام صادق (عليه السلام): آيا بول كثيف تر است يا مني؟

ابوحنيفه (رضي الله عنه): بول كثيف تر است.

امام صادق (عليه السلام): ولي بنا به روش قياسي تو، انسان مي بايستي كه پس از خروج بول و نه مني، غسل كند.

ابوحنيفه (رضي الله عنه): من صاحب رأي هستم.


ارتفاعه و رجوعه بطبق من رطب و كون رجله علي كتف جبرائيل و الأخري علي ميكائيل و لح


ارتفاعه و رجوعه بطبق من رطب و كون رجله علي كتف جبرائيل و الأخري علي ميكائيل و لحوقه بالنبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و أبيه

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد، عن وكيع، عن الأعمش، عن قبيصة بن وائل قال: كنت مع الصادق عليه السلام فارتفع حتي غاب عني، ثم رجع و معه طبق من رطب، و قال: كانت رجلي اليمني علي كتف جبرائيل و اليسري علي كتف ميكائيل حتي لحقت بالنبي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و أبي عليهم السلام فحيوني بهذا لي و لشيعتي [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة ص 113.


هداياي پادشاه هند به امام صادق


حضرت امام صادق عليه السلام به بعضي از اصحاب خود فرمود: دوست خود را از اسرار زندگيت آگاه مكن مگر آن سري كه اگر به فرض دشمنت بداند به تو زيان نمي رساند، زيرا دوست كنوني ممكن است روزي دشمن تو گردد.

يكي از پادشاهان هند از فضائل و صفات پسنديده امام صادق عليه السلام مطالب زيادي شنيده بود و محبت حضرت در دل ايشان جاي گرفته بود و روز به روز هم بر محبت او افزوده مي شد. روزي كنيزي را كه در نهايت زيبايي و كمال بود همراه با سوغاتيهاي فراوان ديگر توسط گروهي از نيروهاي مورد اعتماد خود براي امام صادق عليه السلام فرستاد. وقتي فرستاده پادشاه هند و همراهان به در خانه امام صادق عليه السلام رسيد به او اجازه ورود ندادند و مدتي در خانه حضرت بود و به او اجازه نمي دادند وارد شود تا اينكه بريد بن سليمان التماس نمود و بالاخره فرستاده پادشاه را اجازه دادند تا وارد شود. فرستاده پادشاه سلام كرد و گفت: من از راه دور و از طرف پادشاه هند آمده ام و نامه اي سربسته با مهر پادشاه همراه دارم و مدتي است كه سرگردانم و مرا اجازه ورود ندادند آيا اولاد پيامبر



[ صفحه 37]



چنين عمل مي كنند؟

حضرت سرش را پايين انداخت و جواب او را نداد و بعد از اندكي فرمود: به زودي علت آن را خواهي دانست و بعد وقتي سر نامه را باز كردند. پادشاه نوشته بود كه: بسم الله الرحمن الرحيم. به سوي جعفر بن محمدالصادق طاهر و پاك از هر رجس و بدي از طرف پادشاه هند كه خداوند متعال مي خواهد من را به وسيله شما هدايت كند. كنيزي را كه بهتر از او نديده ام به همراه مقداري سوغات از جواهر و قماش و عطريات و ديگر اجناس به خدمت شما ارسال نمودم و چون هيچ كس را لايق اين كنيز نمي دانستم لذا هزار نفر از ميان بزرگان، كاتبان و امانتداران خود كه صلاحيت امانتداري داشتند را انتخاب نمودم و از بين هزار نفر صد نفر و صد نفر ده نفر و از آن ده نفر يك نفر را بيشتر از همه به امانتداري و ديانت او اعتماد داشتم انتخاب نمودم و هديه خود را به او سپردم و به خدمت شما فرستادم وقتي نامه خوانده شد، حضرت روي مبارك به آن هندي نموده و فرمود: اكنون برگرد و آنچه آورده اي برگردان كه ما چيزي را كه در آن خيانت كنند قبول نمي كنيم. هندي شروع به قسم خوردن نمود و انكار كرد.

حضرت فرمود: اگر آن لباسي كه پوشيده اي شهادت بدهد قبول مي كني و در آن صورت مسلمان مي شوي؟ گفت: مرا معاف كنيد. حضرت فرمود: پس هر چه كرده اي به كسي كه تو را فرستاده مي نويسم. گفت: اگر من كاري كرده ام بنويسيد. حضرت رو به قبله كرد و گفت: خداوندا پوستيني را كه اين مرد



[ صفحه 38]



پوشيده به سخن بياور، بعد به آن مرد هندي فرمود: پوستين خود را در آور او پوستين را از تن بيرون كرد و مقابل خود گذاشت. پوستين به زبان درآمد و گفت: اي پسر رسول خدا پادشاه هند اين مرد را امين خود قرار داد و مكرر به او سفارش امانت داري نمود و در بين راه به منزلي رسيديم و به علت ريزش باران همه تر شده بوديم. اين مرد خادمي به نام بشير را كه همراه كنيز بود به دنبال كاري فرستاد و راه پر از گل بود و كنيز لباس خود را بالا گرفت كه لباسش گل آلود نشود و در اين هنگام نگاه خائن اين مرد به ساق پاي كنيز افتاد و او را نزد خود طلبيد و با او فسق نمود.

وقتي سخن پوستين به اينجا رسيد مرد هندي به خاك افتاد و به گناه خود اعتراف نمود و بعد پوستين را پوشيد، پوستين آن قدر بر بدن و حلق او فشار آورد كه صورتش سياه شد و نزديك بود بميرد در اين هنگام حضرت به پوستين فرمود: او را رها كن كه صاحبش پادشاه هند به كشتن او سزاوارتر است و بعد به مردي هندي فرمود: هدايا را برگردان. اما به اصرار حاضرين غير از كنيز بقيه هدايا را نگه داشتند و كنيز را به او داد كه برگردد. مرد هندي گفت: مجازات پادشاه هند سخت تر است و مرا به كشتن مي دهيد. اگر كنيز را برگردانم. حضرت فرمود: مسلمان شو كنيز هم مال تو باشد. مرد هندي قبول نكرد كه مسلمان شود و به اتفاق كنيز به هند برگشت. پادشاه كه مرد زيركي بود متوجه شد كه بايد خيانتي در كار باشد. كنيز را جداگانه احضار كرد و تهديد نمود. كنيز تمامي قصه را نقل نمود



[ صفحه 39]



و پادشاه دستور داد كه هر دو را به قتل رساندند و بعد نامه اي به خدمت حضرت صادق عليه السلام فرستاد و در آن پس از دعا و ثناي فراوان نوشت وقتي ديدم شما كنيز را پس فرستاده اي، با خود گفتم: آنها بايد خيانت كرده باشند و بر فرزند پيامبر صلي الله عليه و آله اين خيانت مخفي نمي ماند. لذا كنيز را تهديد نمودم و او اقرار نمود و قصه پوستين را براي من نقل كرد و دستور دادم هر دو را گردن زدند و شهادت مي دهم كه خدا يكي است و غير از او خدايي نيست و محمد كه جد توست رسول خداست و تو وصي و جانشين رسول اويي و اميدوارم به دنبال نامه توفيق يابم خدمت شما برسم و بعد از مدتي به خدمت حضرت آمد و از جمله شيعيان و دوستان حضرت شد و ملازمت حضرت را بر پادشاهي ترجيح داد تا به بهشت رسيد.



[ صفحه 40]




ابومسلم خراساني


در همين كتاب اشاره كرده ايم كه عبدالرحمن بن مسلم معروف به «ابي مسلم» جواني مجهول الهويه بود كه بر دامان يك خانواده ي عربي پرورش يافته بود.

وي در آن هنگام كه از طرف ابراهيم امام به خراسان مي رفت پسري نوزده ساله بود، اما فكر و رشد و اقدامي بسيار عالي داشت.

ابومسلم به ابراهيم امام و برادرش ابوالعباس ارادت و عقيدت خالصي نشان مي داد ولي از همان روزگار به ابوجعفر منصور چندان اعتنائي نمي كرد و همين بي اعتنائي مايه ي يك كينه ي شديد را در سينه ي ابوجعفر كه مردي كينه توز بود تهيه ديده بود.

به سال صد و سي و ششم هجرت كه ابوجعفر منصور به سمت



[ صفحه 141]



اميرالحاج به مكه عزيمت كرد ابومسلم هم از ابوالعباس سفاح خليفه ي وقت تقاضا كرده بود اجازه ي حج بگيرد.

اما آنچه مسلم بود اين بود كه امارت حاج با ابوجعفر منصور بود.

ابومسلم خراساني كه دوست مي داشت وقتي به مكه مي رود خود اميرالحاج باشد اين پيش آمد را نپسنديد و حتي گفت:

- مگر ابوجعفر وقت قحط آورده كه همين امسال بايد به مكه برود.

اين حرف به گوش منصور رسيد و بر كينه ي خود نسبت به ابومسلم افزود اما مصلحت را در اين ديد كه كينه را در سينه ي خود پنهان بدارد و هنگام فرصت از اسرار دروني خود پرده بردارد تا همان سال خلافت به خودش رسيد.

وي ابومسلم را براي سركوبي عبدالله بن علي به شام فرستاد تا اگر در اين جنگ كشته شود دست كم دشمني از دشمنان او نابود گردد.

ولي مقدر بود كه ابومسلم سالم برگردد، ابوجعفر منصور به هواي اينكه ابومسلم را از خراسان به دور بدارد و بدين ترتيب پايه قدرت و سبطرت او را ضعيف سازد منشور حكومت شام و مصر را به نام او امضا كرد اما ابومسلم قبول نكرد و از شام به سوي خراسان برگشت و طي نامه اي كه در جواب منصور نگاشت سخنان زننده اي گفت:

وي در پاسخ خليفه نوشت كه من از گذشته هاي خود «يعني طاعت و ارادتي كه نسبت به ابراهيم امام و سفاح بكار برده ام» سخت پشيمانم و گمان مي كردم كه بدين وسيله به سوي خدا نزديك مي شوم اما اكنون مي بينم كه در راه برادران تو خلاف شريعت اسلام رفتار كرده ام و خون هائي كه در خراسان ريخته ام به ناحق بود.

ابومسلم خراساني بر خلاف مذهب بني عباس به عقيده عامه



[ صفحه 142]



نزديك شد و به اشاعه ي مذهب سنت گرائيد تا آنجا كه «به روايت شيخ بهاءالدين عاملي در كشكول» وقتي در مصر بر ديوار مسجدي ديد كه سب و لعن خلفاي ثلاثه را نوشته اند سخت خمشناك شد و گفت آن شهر كه مردمش بر خلفا لعنت كنند شهر اسلام نيست و من در آن لحظه كه بر اين شهر قدرت بيابم قتل عامش مي كنم.

ابومسلم روز به روز بر انحراف و طغيان خود مي افزود و از آن طرف ابوجعفر منصور با تهديد و تحبيب وي را به سمت خود مي كشانيد تا سرانجام او به قول معروف «عقل و هوش خود را در ري به جا گذاشت» و براي ديدار ابوجعفر به مدائن رفت.

ابوجعفر منصور بر قرار نقشه ي محرمانه اي كه كشيده بود وي را خلع سلاح كرد و در پاي تخت خود با دست غلامان خود ريز ريزش كرد.

و در آن شعرها كه به مناسبت هلاكت ابومسلم انشاء كرد چنين گفت:

بنوش اي ابو مجرم آن شربت تلخ را كه بارها خويشتن به گلوي مردم ريخته اي.

ابوجعفر منصور ابومسلم خراساني را به تحريف «ابومجرم» ناميد ولي نخستين كسي كه اسم ابومسلم را ابومجرم گذاشت مروان حمار بود.

آنجا كه گفت:

«تا ابومجرم با نصر بن سيار» مي جنگد من نمي توانم آرام بنشينم.»

تاريخ نگاران معاصر ايران احيانا سعي مي كنند كه ابومسلم را يك ايراني متعصب و ناسيوناليست جلوه بدهند زيرا گمان مي كنند كه اين مرد در فداكاري هائي كه به خاطر تقويت آل عباس نشان داده مي خواست ايران را به استقلال و عظمت گذشته اش باز گرداند ولي اين سخن مايه اي جز توهم و خيال ندارد.



[ صفحه 143]



آنان كه به اخلاق و عادات ايرانيان عهد ساسانيان و نسل هاي نزديك به آن عهد آشنا باشند خوب مي دانند كه ملت ايران هرگز هوس تجديد آن دوران را نداشته به علاوه شخصيت هائي مانند ابومسلم و صفاري ها و ساماني ها و غزنوي ها چنان در بند برتري و تقويت نفس خويشتن بودند كه اگر خلفاي عهد بني عباس فرمانروائي قسمتي از امپراطوري خود را با قتل عام در ايران به آنان عرضه مي داشتند اين مردم خودخواه و خودپرست شهوت جاه خواهي خود را بر حيات ملتي رجحان مي دادند و هموطنان خود را به راه فرمانروائي خويش قرباني مي كردند:

بنابراين ابومسلم خراساني كه به خاطر خلفاي ثلاثه مي خواست مردم مصر را قتل عام كند و از عرب كشي در ايران خويشتن را پشيمان نشان مي داد آن ايراني كه استقلال و عظمت ايران را بخواهد نبود.

شرط تجديد عظمت ايران را سلسله ي صفويه خوب شناخته بودند. صفويه درست فهميده بود كه چگونه بايد ايران را بزرگ و قوي و قائم به نفس در جهان جلوه بدهند.

صفويه به ايران استقلال داد نه ساماني ها و صفاري ها و غزنوي ها كه به اشاره ي دربار عباسي مي كشتند، مي بستند، حبس مي كردند آزاد مي كردند، و از خود هيچ اراده و فكري نداشتند.

نوكران فرومايه ي عباسي ها كوچكتر از آن بودند كه به ايران بينديشند زيرا خويشتن از پست ترين و بدبخت ترين طبقات ملت برخاسته بودند و چون عمرشان سراسر در گرسنگي و حرمان سپري شده بود تنها سعي و تلاششان ارضاي محروميت هاي گذشته بود.

و ابومسلم خراساني هم كه آرزو داشت مستقلا حكومت كند يا دامنه ي فرمانروائيش وسعت بيشتري بگيرد و تنها آرزويش همين بود به تنها چيزي كه فكر نمي كرد تجديد استقلال و عظمت در ايران بود.



[ صفحه 144]



و بدين ترتيب ابومسلم از ميان رفت. طرفدارانش كه دور قصر منصور دوانقي فرياد مي كشيدند و سينه مي زدند و فرمانده خود را مي خواستند تا ديدند مردي مشت مشت سكه ي طلا از بالكن كاخ به كوچه مي ريزد يكباره دست از فرياد و فغان كشيدند و به جمع آوري غنيمت پرداختند.

تا چشمشان به پول افتاد ابومسلم را فراموش كردند.

و گروهي كه احمق ترين و جاهل ترين كسان را در اين قوم تشكيل مي دادند به بازگشت ابومسلم پس از مرگ او ايمان آوردند.

اين گروه عقيده دارند كه مهدي موعود ابومسلم خراساني است ما به ياري پروردگار متعال در كتاب معصوم چهاردهم ضمن كساني كه دعوي مهدويت كرده اند يا درباره شان اين دعوي شده از پيروان ابومسلم هم بحث خواهيم كرد.


كتابه لزرارة في جزاء المشرك وغير المشرك


زرارة [1] قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام مع بعض أصحابنا فيما يروي النّاس عن النّبيّ صلي الله عليه وآله أنّه: مَن أشرَكَ بِالله فَقَد وَجَبَت لَهُ النّارُ، ومَن لَم يُشرِك بِالله فَقَد وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ.

قال عليه السلام: أمّا مَن أشرَكَ بالله فَهذا الشِّركُ البَيِّنُ، وَهُوَ قَولُ الله: «مَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» [2] وَأمّا قولُهُ: مَن لَم يُشرِك بِالله فَقَد وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ.

قال أبو عبد الله عليه السلام: هاهُنا النَّظَرُ، هُوَ مَن لَم يَعصِ الله. [3] .



[ صفحه 8]




پاورقي

[1] زرارة

زُرارة بن أعيَن بن سُنسُن، مولي لبني عبد الله بن عمرو السّمين بن أسعد بن همام بن مرّة بن ذهل بن شيبان، أبو الحسن. شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً قد أجتمعت فيه خلال الفضل والدّين، صادقاً فيما يرويه. واسمه عبد ربّه يكنّي أبا الحسن، وزرارة لقب له، وكان أعين بن سُنسُن عبداً روميّاً لرجل من بني شيبان تعلم القرآن ثمّ أعتقه، فعرض عليه أن يدخل في نسبه فأبي أعين أن يفعله وقال له: أقِرَّني علي ولائي، وكان سنسن راهباً في بلد الرّوم، وزرارة يكنّي أبا عليّ أيضاً، وله عدّة أولاد منهم الحسن والحسين ورومي وعبيد - وكان أحول - وعبد الله ويحيي بنو زرارة. ولزرارة إخوة جماعة، منهم حمران، وكان نحويّاً وله ابنان: حمزة بن حمران. ومحمّد بن حمران. وبكير بن أعين، يكنّي أبا الجهم وابنه عبد الله بن بكير. وعبد الرّحمان بن أعين، وعبد الملك بن أعين وابنه ضريس بن عبد الملك. ولهم روايات كثيرة وأصول وتصانيف، ولهم روايات عن علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام، مات سنة خمسين ومئة. (راجع: الفهرست: ص 133 الرّقم 312، رجال النّجاشي: ج 1 ص 397 الرّقم 461).

وفي رجال الكشّي: محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثني أخواي محمّد وأحمد ابنا الحسن عن أبيهما الحسن بن عليّ بن فضّال عن ابن بكير عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة، إنّ اسمك في أسامي أهل الجنّة بغير ألف. قلت: نعم - جعلت فداك - اسمي عبد ربّه، ولكنّي لقبت بزرارة (ج1 ص345 ح 208).

زرارة قال: أسمع والله بالحرف من جعفر بن محمّدعليه السلام من الفتيا فأزداد به إيماناً (ج1 ص 345 ح 209).

وأبان بن تغلب عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ أباك حدّثني أنّ الزّبير والمقداد وسلمان الفارسيّ حلقوا رؤوسهم ليقاتلوا أبا بكر فقال لي: لولا زرارة لظننت أنّ أحاديث أبي عليه السلام ستذهب (ج 1 ص 345 ح 210).

و يونس بن عمّار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ زرارة قد روي عن أبي جعفرعليه السلام أنّه لا يرث مع الاُمّ والأب والابن والبنت أحد من النّاس شيئاً إلّا زوج أو زوجة فقال أبو عبد للَّه عليه السلام: أمّا ما رواه زرارة عن أبي جعفرعليه السلام فلا يجوز أن تردّه (ج 1 ص 346 ح 211).

وإبراهيم بن عبد الحميد وغيره قالوا: قال أبو عبد الله: رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام. (ج 1 ص 347 ح 217).

و أبان بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: زرارة وأبو بصير ومحمّد بن مسلم وبريد من الّذين قال الله تعالي: «وَ السَّبِقُونَ السَّبِقُونَ - أُوْلَل-ِكَ الْمُقَرَّبُونَ» الواقعة: 10 و11 (ج1 ص348 ح218).

[2] المائدة:72.

[3] تفسير العيّاشي: ج1 ص335 ح158، بحار الأنوار: ج72 ص98 ح20 نقلاً عنه.


مع العمال


6- في الكافي مسندا، عن شعيب قال: تكارينا لأبي عبدالله عليه السلام قوما يعملون في بستان له و كان أجلهم الي العصر فلما فرغوا قال لمعتب: أعطهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم.


مناظرة في معني حديث: اختلاف امتي رحمة


و عن عبدالمؤمن الأنصاري قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ان قوما رووا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «اختلاف امتي رحمة»؟ فقال: صدقوا.

قلت: ان كان اختلافهم رحمة، فاجتماعهم عذاب؟

قال: ليس حيث تذهب و ذهبوا، انما أراد الله عز



[ صفحه 63]



و جل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) [1] أمرهم أن ينفروا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و يختلفوا اليه و يتعلموا ثم يرجعوا الي قومهم فيعلموهم، انما أراد اختلافهم في البلدان لا اختلافا في الدين، انما الدين واحد.

و روي عنه صلوات الله عليه: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «ما وجدتم في كتاب الله عزوجل فالعمل لكم به و لا عذر لكم في تركه، و ما لم يكن في كتاب الله عزوجل و كانت في سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، و ما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا، انما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم، بأيها اخذ اهتدي، و بأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم، و اختلاف أصحابي لكم رحمة».

قيل: يا رسول الله، من أصحابك؟

قال: أهل بيتي [2] .



[ صفحه 64]



قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي رضي الله عنه: ان أهل البيت لا يختلفون و لكن يفتون الشيعة بمر الحق، و ربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية، و التقية رحمة للشيعة، و يؤيد تأويله رضي الله عنه أخبار كثيرة.

منها: ما رواه محمد بن سنان، عن نصر الخثعمي، قال: سمعت أباعبدالله يقول: من عرف من أمرنا: أن لا نقول الا حقا، فليكتف بما يعلم منا، فان سمع منا خلاف ما يعلم، فليعلم أن ذلك منا دفاع و اختيار له.

و عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما الي السلطان أو الي القضاة، أيحل ذلك؟

قال عليه السلام: من تحاكم اليهم في حق أو باطل فانما تحاكم الي الجبت و الطاغوت المنهي عنه، و ما حكم له به فانما يأخذ سحتا و ان كان حقه ثابتا له لأنه أخذه بحكم الطاغوت، و من أمر الله عزوجل أن يكفر به، قال الله عز و جل: (يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت و قد امروا أن يكفروا به).



[ صفحه 65]



قلت: فكيف يصنعان و قد اختلفا؟

قال عليه السلام: ينظران من كان منكم ممن قد روي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا، فليرضيا به حكما، فاني قد جعلته عليكم حاكما، فاذا حكم بحكم و لم يقبله منه، فانما بحكم الله استخف و علينا رد، و الراد علينا كافر و راد علي الله، و هو علي حد من الشرك بالله.

قلت: فان كان كل واحد منهما اختار رجلا من أصحابنا، فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما فيما حكما، فان الحكمين اختلفا في حديثكم؟

قال عليه السلام: ان الحكم ما حكم به أعدلهما و أفقههما و أصدقهما في الحديث و أورعهما، و لا يلتفت الي ما حكم به الآخر.

قلت: فانهما عدلان مرضيان، عرفا بذلك لا يفضل أحدهما صاحبه؟

قال عليه السلام: ينظر الآن الي ما كان من روايتهما عنا في ذلك الحكم الذي حكما، المجمع عليه بين أصحابك، فيؤخذ به من حكمهما و يترك الشاذ الذي ليس بمشهور



[ صفحه 66]



عند أصحابك، فان المجمع عليه لا ريب به، و انما الامور ثلاث: أمر بين رشده فيتبع، و أمر بين غيه فيجتنب، و أمر مشكل يرد حكمه الي الله عزوجل و الي رسوله، حلال بين، و حرام بين، و شبهات تتردد بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، و من أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث لا يعلم.

قلت: فان كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقاة عنكم؟

قال عليه السلام: ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة و خالف العامة فيؤخذ به، و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السنة و وافق العامة.

قلت: جعلت فداك، أرأيت ان كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السنة، ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة، و الآخر يخالف، بأيهما نأخذ من الخبرين؟

قال عليه السلام: ينظر الي ما هم اليه يميلون، فان ما خالف العامة ففيه الرشاد.

قلت: جعلت فداك! فان وافقهم الخبران جميعا؟

قال عليه السلام: انظروا الي ما تميل اليه حكامهم



[ صفحه 67]



و قضاتهم، فاتركوا جانبا و خذوا بغيره.

قلت: فان وافق حكامهم الخبرين جميعا؟

قال عليه السلام: اذا كان كذلك فأرجه وقف عنده، حتي تلقي امامك، فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات، و الله هو المرشد.

جاء هذا الخبر علي سبيل التقدير، لأنه قلما يتفق في الأثر أن يرد خبران مختلفان في حكم من الأحكام، موافقين للكتاب و السنة، و ذلك مثل غسل الوجه واليدين في الوضوء لأن الأخبار جاءت بغسلهما مرة مرة، و غسلهما مرتين مرتين فظاهر القرآن لا يقتضي خلاف ذلك، بل يحتمل كلتا الروايتين، و مثل ذلك يؤخذ في أحكام الشرع.

و أما قوله عليه السلام - للسائل -: أرجه وقف عنده حتي تلقي امامك، أمره بذلك عند تمكنه من الوصول الي الامام، فأما اذا كان غائبا و لا يتمكن من الوصول اليه، و الأصحاب كلهم مجمعون علي الخبرين، و لم يكن هناك رجحان لرواة أحدهما علي الآخر بالكثرة و العدالة، كان الحكم بهما من باب التخيير.



[ صفحه 68]



يدل علي ما قلنا: ما روي عن الحسن بن الجهم، عن الرضا عليه السلام، قال: قلت للرضا عليه السلام: تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة؟

قال عليه السلام: ما جاءك عنا فقسه علي كتاب الله عز و جل و أحاديثنا، فان كان يشبههما فهو منا و ان لم يشبههما فليس منا.

قلت: يجيئنا الرجلان، و كلاهما ثقة، بحديثين مختلفين، فلا نعلم أيهما الحق.

فقال عليه السلام: اذا لم تعلم فموسع عليك بأيهما أخذت.

ما رواه الحرث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: اذا سمعت من أصحابك الحديث و كلهم ثقة، فموسع عليك حتي تري القائم فترده عليه.

و روي سماعة بن مهران، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام قلت: يرد علينا حديثان، واحد يأمرنا بالأخذ به، و الآخر ينهانا عنه؟

قال عليه السلام: لا تعمل بواحد منهما حتي تلقي صاحبك فتسأله عنه.



[ صفحه 69]



قال: قلت: لابد من أن نعمل بأحدهما.

قال عليه السلام: خذ بما فيه خلاف العامة. فقد أمره عليه السلام بترك ما وافق العامة، لأنه يحتمل أن يكون قد ورد مورد التقية، و ما خالفهم لا يحتمل ذلك.

وروي عنهم عليهم السلام أيضا أنهم قالوا: اذا اختلفت أحاديثنا عليكم فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا، فانه لا ريب فيه، و أمثال هذه الأخبار كثيرة لا يحتمل ذكرها هنا، و ما أوردناه عارض ليس هنا موضعه.


پاورقي

[1] التوبة: 122.

[2] الاحتجاج: 355.


مناظره با شامي به وسيله شاگردان


مرحوم شيخ طوسي رضوان اللّه تعالي عليه به نقل از هشام بن سالم حكايت فرمايد:



روزي به همراه جماعتي از اصحاب حضرت ابو عبداللّه ، امام جعفر صادق عليه السلام ، در مجلس و محضر مباركش نشسته بوديم ، كه شخصي از اهالي شهر شام اجازه

گرفت و سپس وارد مجلس شد و سلام كرد.



امام عليه السلام جواب سلام او را داد و فرمود: بنشين .



پس از آن كه نشست ، حضرت او را مخاطب قرار داد و فرمود:



اي مرد شامي ! خواسته ات چيست ؟



و براي چه به اين جا آمده اي ؟



آن شخص اظهار داشت : شنيده ام كه شما نسبت به تمام علوم و به همه مسائل آشنا و عالم هستي ، لذا آمده ام تا مناظره كنم .



حضرت فرمود: در چه موردي ؟



عرضه داشت : پيرامون قرآن ؛ و حروف مقطّعه و إ عراب آن .



حضرت فرمود: مطالب خود را در اين رابطه با حمران بن اعين در ميان بگذار.



مرد شامي گفت : مي خواهم با شخص خودت مباحثه و مناظره نمايم ، نه با ديگران .



امام عليه السلام فرمود: مسائل خود را با حمران مطرح كن ، چنانچه بر او غلبه كردي ، بر من نيز غالب خواهي شد.



پس از آن ، شامي با حمران مشغول مذاكره و مناظره گرديد، به طوري كه خود خسته و عاجز گشت .



حضرت فرمود: اي مرد شامي ! او را چگونه يافتي ؟



پاسخ داد: او را شخصي متخصّص و آشنا يافتم ، هر آنچه سؤ ال كردم ، جواب كاملي شنيدم .



سپس عرضه داشت : چنانچه ممكن باشد مي خواهم با خودت پيرامون علوم عربي مناظره نمايم ؟



امام صادق عليه السلام اشاره به ابان بن تغلب نمود و اظهار داشت : آنچه مي خواهي با اين شخص مناظره كن .



مرد شامي كنار ابان بن تغلب رفت و در مناظره با او مغلوب شد، اين بار به حضرت گفت : مي خواهم در علم فقه مناظره كنم .



حضرت در اين مرحله يكي ديگر از شاگردان خويش را به نام زراره ، معرّفي نمود و به مرد شامي فرمود: با او مناظره كن ، كه تو را در مسائل ، قانع مي نمايد.

و چون با زراره مباحثه و مناظره كرد، نيز مغلوب گشت و شكست خورد؛ حضرت را مخاطب قرار داد و گفت : اين بار مي خواهم با خودت درباره علم كلام مناظره نمايم .



امام عليه السلام اين بار نيز به يكي ديگر از شاگردان خود به نام مؤ من طاق خطاب نمود و فرمود: اي مؤ من طاق ! با اين مرد شامي در آنچه كه مي خواهد مناظره نما.



پس او طبق دستور حضرت با مرد شامي در علم كلام مناظره نمود و بر او غالب گرديد.



و بر همين منوال با هشام بن سالم در توحيد و خداشناسي ؛ و بعد از آن با هشام بن حكم پيرامون امامت و خلافت مناظره انجام گرفت و مرد شامي شكست خورد.



و امام جعفر صادق عليه السلام شادمان بود و تبسّم مي نمود.



سپس شامي اظهار داشت : مثل اين كه ، خواستي به من بفهماني ، كه در بين شيعيان شما اين چنين افرادي وجود دارند كه در علوم مختلف آشنا و مسلّط مي باشند؟!



حضرت فرمود: اين چنين فكر كن .



و پس از صحبت هائي حضرت فرمود: خداوند متعال حقّ و باطل را در كنار يكديگر قرار داد؛ و پيامبران و اوصيا را فرستاد تا بين آن دو را جدا سازند؛ و انبيا را قبل از اوصيا منصوب نمود تا فضيلت و عظمت هر يك بر ديگري روشن شود.



مرد شامي در اين لحظه گفت : خوشا به حال كسي كه با شما همنشين باشد.



امام عليه السلام در پايان فرمود: جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل با رسول خدا - صلوات اللّه عليهم - همنشين بودند؛ و اخبار و جريانات را از طرف خداوند متعال براي آن حضرت مي آوردند.



سپس مرد شامي اظهار داشت : ياابن رسول اللّه ! آيا ممكن است ، كه من هم جزء شيعيان شما قرار گيرم ؟



و مرا نيز از علوم و بركات خود بهره مند فرمائي ؟



حضرت هم او را پذيرفت و به هشام فرمود: مسائل مورد نياز او را تعليمش ‍ بده ، كه برايت شاگردي شايسته باشد.

پاورقي

اختيار معرفة الرّجال : ص 275، ح 494.

ثناء العلماء عليه


حسبك أن تعلم من ذلك أنه روي له جماعة الكتب الستة في كتبهم خلا الامام البخاري فلم يخرج له في الصحيح و لكن في بقية كتبه.

و لذا قال ابن حجر في ترجمته في التقريب: صدوق فقيه امام...

و قد أكثر العلماء - علماء الحديث و النقد - من الثناء عليه و مدحه و وصفه بالأوصاف اللائقة به.

فقال أبوحاتم الرازي: ثقة لايسأل عن مثله. كما في الجرح (2 / 487)، و وثقه الشافعي و ابن معين و غيرهما. و قال ابن حبان: هو من سادات أهل البيت، و عباد أتبع التابعين، و علماء أهل المدينة.

و قال شيخ الاسلام ابن تيمية في المنهاج (2 / 245): «... فان جعفر بن محمد بن أئمة الدين باتفاق أهل السنة...»، و نص علي ذلك في موضع آخر (4 / 110 - 108): «و امامتهم فيما دلت الشريعة علي الائتمام بهم فيه...».

و قال أبوحنيفة النعمان بن ثابت الكوفي -لما سئل عنه: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث الي فقال: يا أباحنيفة، ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيي ء له من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة، ثم أتيت أباجعفر، و جعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي



[ صفحه 27]



جعفر، فسلمت و أذن لي فجلست.

ثم التفت الي جعفر، فقال: يا أبا عبدالله، تعرف هذا؟ قال: نعم، هذا أبوحنيفة، ثم أتبعها، قد أتانا.

ثم قال: يا أباحنيفة، هات من مسائلك نسأل أباعبدالله فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها: كذا و كذا، و أهل المدينة يقولون: كذا و كذا، و نحن نقول: كذا و كذا. فربما تابعنا، و ربما تابع أهل المدينة، و ربما خالفنا جميعا. حتي أتيت علي أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة.

ثم قال أبوحنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟.

هذا نزر يسير من ثناء الأئمة عليه. و للشيخ ابن تيمية من الثناء عليه لوحده و مع آبائه من آل البيت ما لو جمع لكفي عن غيره. و انما في التنويع فوائد.



[ صفحه 28]




تشويق به نماز


بر اساس متون ديني ما نماز عامل كمال انسان و حافظ او از آلودگي ها و صفات مذموم و ناپسند است. همچنين اين رفتار معنوي تاثير بسزايي در بيدار كردن روح نظم و حفظ نظام انسان دارد. نماز تسلي بخش و آرامش بخش دل هاي مضطرب در انسان هاي خسته و نگران است. نماز شاخص رهروان راه خدا و بهترين وسيله ارتباط صميمانه رب العالمين است. تجربه و آمار گواهي مي دهد كه درصد بالايي از خلافكاران و هنجارشكنان در جامعه اسلامي در خانواده هايي بزرگ شده اند كه يا نماز نمي خوانند و يا آن را سبك مي شمارند. پيشواي ششم جايگاه مهم نماز را در زندگي و رفتار روزانه يك مسلمان براي اقشار مختلف به ويژه جوانان تبيين نموده و فرمود: «اول ما يحاسب به العبد علي الصلوة فاذا قبلت قبل منه سائر عمله و اذا ردت عليه رد عليه سائر عمله؛ [1] [روز قيامت] اولين چيزي كه از بنده محاسبه مي شود نماز است. اگر از او نماز پذيرفته شد، سائر اعمالش پذيرفته مي شود اما اگر نماز او رد شد ساير اعمال [نيك] او نيز رد خواهد شد.»

آن حضرت در مورد زيان هايي كه در اثر دوري از نماز براي انسان رخ مي دهد به ابن جندب فرمود: «ويل للساهين عن الصلوات، النائمين في الخلوات، المستهزئين بالله و آياته في الفترات اولئك الذين لاخلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم؛ [2] واي بر آن ها كه از نماز غفلت كنند و در خلوت بخوابند و خدا و آياتش را در دوران ضعف دين استهزاء كنند، آنان كساني هستند كه در آخرت بهره ندارند و خدا در روز قيامت با آنان سخن نخواهد گفت و آنان را تبرئه نخواهد كرد و عذاب دردناك براي آن هاست.»


پاورقي

[1] من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 208.

[2] تحف العقول، ص 302.


معرفت (دعا و درخواست از خدا)


امام صادق در اين روايت به عنوان بصري مي فرمايد: «از خدا طلب فهم كن تا تو را بفهماند.» بر اساس اين روايت، دانش نوري است كه خداوند آن را در دل هر كس كه هدايتش را بخواهد قرار مي دهد. اين نور - چنانكه در ابتداي سخن گفتيم - همان شناخت و معرفت خداوند است كه فقط از جانب خدا به انسان مي رسد. خداوند مي فرمايد:

و هر كس كه خداوند برايش نوري مقرر نداشته باشد نوري ندارد. [1] پس اگر انساني شعله اي از اين نور بخواهد، راهي جز درخواست از خدا ندارد؛ زيرا اين نور جز نزد خدا در جاي ديگري يافت نمي شود. ناگفته نماند كه خواستن از خدا با سعي و كوشش منافاتي ندارد؛ زيرا هر پيروزي نيز بدون شك از جانب خداوند است، او، خود، فرموده است:

و پيروزي جز از سوي خداوند نيست. [2] در زبان و ادبيات عربي، نفي و استثنا انحصار را مي رساند، ولي خداوند در عين حال به ما مي آموزد كه براي به دست آوردن پيروزي بايد به فراهم آوردن اسباب و لوازم آن بپردازيم.

خداوند فرموده است:

و در برابر آنان هر نيرويي كه مي توانيد فراهم آوريد. [3] آري، آمادگي و تهيه لوازم كارزار، منافاتي با يقين به اين كه پيروزي از آن خداست ندارد.

علم (معرفت) نيز از جانب خداست و اين نيز منافاتي با كوشش در راه آموختن و فراگيري دانش از دانشمندان نخواهد داشت.


پاورقي

[1] سوره نور، آيه 40: من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

[2] سوره آل عمران، آيه 126: و ما النصر الا من عندالله.

[3] سوره انفال، آيه 60: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.


تربيت مبلغان و مناظره كنندگان


علاوه بر ايجاد خزائن اطلاعات (راويان) كه منابع خبري موثق تلقي مي شدند، حضرت به ايجاد شبكه اي از شاگردان ويژه همت گمارد تا به دومين هدف خود يعني زدودن اختلاط و التقاط همت گمارند و شبهات را از چهره دين بزدايند. هشام بن حكم، هشام بن سالم، قيس، مؤمن الطاق، محمد بن نعمان، حمران بن اعين و... از اين دست شاگردان مبلغ هستند. براي نمونه، مناظره اي از صدها مناظره را با هم مي خوانيم:

هشام بن سالم مي گويد: در محضر امام صادق(ع) بوديم كه مردي از شاميان وارد شد و به امر امام نشست. امام پرسيد: چه مي خواهي؟

گفت: به من گفته اند شما داناترين مردم هستيد، مي خواهم چند سؤال بكنم. امام پرسيد: درباره چه چيز؟

گفت: در قرآن، از حروف مقطعه و از سكون و رفع و نصب و جر آن.

امام فرمود: اي حمران! تو جواب بده. او گفت: من مي خواهم با خودتان سخن بگويم. امام فرمود: اگر بر او پيروز شدي، بر من غلبه كرده اي! مرد شامي آن قدر از حمران سؤال كرد و جواب شنيد كه خود خسته شد و در جواب امام كه: خوب چه شد؟ گفت: مرد توانايي است. هرچه پرسيدم، جواب داد. آن گاه به توصيه ي امام حمران سوالي پرسيد و مرد شامي در جواب آن درمانده شد. آن گاه خطاب به حضرت گفت: در نحو و ادبيات مي خواهم با شما سخن بگويم. حضرت از ابان خواست با او بحث كند و باز آن مرد ناتوان شد. تقاضاي مباحثه در فقه كرد كه امام زرارة بن اعين را به وي معرفي كرد. در علم كلام، مؤمن الطاق، در استطاعت، حمزه بن محمد، در توحيد، هشام بن سالم و در امامت، هشام بن حكم را معرفي كردند و او مغلوب همه شد.

امام چنان خنديد كه دندان هايش معلوم شد. مرد شامي گفت: گويا خواستي به من بفهماني در ميان شيعيانت چنين مردمي هستند. امام پاسخ داد. بلي! و در نهايت او نيز در جرگه شيعيان داخل شد. [1] .


پاورقي

[1] بحارالانوار، ج 47، ص 408.


دانش ژرف و گسترده ي امام


در توان ما نيست كه براي دانش امام صادق و يا هر كدام ديگر از ائمه عليهم السلام حد و مرزي قرار دهيم، زيرا معتقديم كه دانش ايشان تصويري است آشكار از اتصال و ارتباط آنان با خداوند متعال و همين امر اين باور را در ضمير ما جان مي دهد كه خداوند به آنها الهام مي كند.

همچنين ما نمي توانيم صفتي كلي براي دانش آنان پيدا كنيم چرا كه ما مي دانيم مفاهيم معمولي كه انسان در حيات روزمره ي خود با آنها سرو كار دارد نمي تواند تمام دانش و بينش و شناخت آنها را در خود جاي دهد، زيرا امام و پيامبر و برخي از صالحان ملهم، از نيرويي برخوردارند كه خداوند توانا اين نيرو را بديشان ارزاني داشته است.

اين نيرو همچون يك دستگاه گيرنده كه امواج گوناگون را جذب مي كند عمل مي نمايد و اطلاعات و معلومات را از جهان و هستي مي گيرد، مثل چشم و اعصاب گوش كه زيبايي حيات و صداي زندگان را ضبط مي كند و بدين وسيله فرد اشياء زيبا و فرد سخنگو را مي شناسد.



[ صفحه 51]



باز متذكر مي شوم كه دانش امام صادق محدود بدانچه گفته يا بدانچه در آثار مختلف علمي از او بر جاي مانده، نيست بلكه گسترده و وسيع تر از اينهاست.

چون دانش آن حضرت مستقيماً به موجودات مرتبط است چنان كه ابر به دريا و نور به خورشيد و عطر به گل. چرا كه افكار و گرايشها و دانشهاي آن حضرت از جانب خداي آفريننده ي دريا و خورشيد و شكوفا كننده ي گل است. پس وحي از آن خداست و در مرتبه ي بعد از آن پيامبر و در سومين مرحله از آن امام. الهام نيز چنين است ابتدا از خداست و در انتها از امام.

حقيقتي كه زبان امام بازگو كننده ي آن است، همان حقيقتي است كه قلبش آن را شناخته و انديشه اش آن را در برگرفته و جانش آن را لمس كرده و همان است كه آفريننده ي حقيقت آن را در جان آن حضرت دميده است.

پس از تمام اين موارد، يك بعد از دانش امام صادق وجود دارد كه در حقيقت معجزه ي آن حضرت محسوب مي شود چنان كه معجزه پيامبر صلي الله عليه و آله نيز قرآنش بود. معجزه ي امام صادق عليه السلام آن بود كه وي تمام نيازمنديهاي انسان را مي دانست، اين بعد خود به تنهايي شيعه ي جعفريه را وا مي دارد تا مكتب فكري آن حضرت را در هر دوره اي دنبال كند.

در اينجا سزاوار است اعترافات برخي از زعما و انديشمندان را درباره ي آفاق گسترده ي دانش و جايگاه ارجمند علمي آن حضرت، كه حتي دشمنان را به مدح و ستايش از ايشان وا داشته، نقل كنيم.



[ صفحه 52]



ابوحنيفه درباره ي آن حضرت مي گويد:

«فقيه تر از جعفر بن محمد نديدم».

و نيز گفته است:

«جعفر بن محمد فقيه ترين كسي است كه ديدم».

«او (امام صادق عليه السلام) در دين داراي دانشي سرشار و در حكمت صاحب ادبي كامل است».

شهرستاني درباره ي آن حضرت مي گويد:

ابن حجر هيثمي درباره ي آن امام مي گويد:

«مردم از جعفر بن محمد الصادق علومي نقل كرده اند و آوازه ي او در تمام شهرها پيچيده و پيشوايان بزرگ از او روايت نقل كرده اند».

سيد امير علي، نويسنده ي كتاب مختصر تاريخ العرب و التمدن الاسلامي، درباره ي آن حضرت مي گويد:

«اين اشاره را از ياد نبايد برد كه كسي كه زعيم اين جنبش بود، يكي از نوادگان علي بن ابي طالب موسوم به امام جعفر، ملقب به صادق بود. وي مردي بود با افق هاي باز فكري و خردي بس دورانديش. به علوم عصر خويش بسيار اهتمام مي ورزيد. در واقع او به عنوان نخستين پايه گذار مدارس فلسفي در اسلام محسوب مي شود. در اجتماعات و جلسات علمي آن حضرت، تنها كساني كه بعداً به عنوان بنيان گذاران مذاهب فقهي معرفي شدند، شركت نمي كردند بلكه دانش پژوهان علاقه مند به فلسفه و فلاسفه از نقاط دور دست نيز در اين جلسات شركت مي جستند».



[ صفحه 53]



پروفسور هولميادر، نويسنده ي انگليسي، در اين باره مي نويسد:

«جابر بن حيان، شاگرد و يار جعفر صادق بود. او در پيشواي ارجمندش تكيه گاه و ياور و رهبر و امين و فرد موجهي را مي ديد كه هيچ گاه نمي توانست از او بي نياز شود. جابر با راهنمايي استادش كوشيد تا علم شيمي را از خرافاتي كه از اسكندريه گريبانگير آن شده بود، پيراسته و رها سازد و البته در اين راه تا حد فراواني هم كامياب شد بدين سبب بايد نام جابر را در كنار اسم ديگر نام آوران اين دانش در جهان امثال «بويله» و «لاوازيه» و... قرار داد». [1] .

دهها و بلكه هزاران اعتراف ديگر از سوي نويسندگان مسلمان و محدثان و قدما و بويژه معاصران آن امام در اين باره موجود است تا آنجا كه بايد گفت جهان از فضل و دانش سرشار و آگاهي گسترده و فزون از حد آن حضرت، آكنده گشته است.


پاورقي

[1] اين اعترافات و دهها نمونه ديگر از آنها را مي توانيد در كتاب الامام الصادق نوشته استاد الدخيل، فصل امام در چشم بزرگان و دانشمندان، ص 86 - 111 بخوانيد.


درس هاي اين وصيت


1. در تمام امور زندگاني و تحولات و تغييرات، توجه به خدا داشته باشيم و از او كمك بگيريم.

2. آشنايي با اذكار و اورادي كه وسيله ي تقرب به خدا و نجات انسان در گرفتاري ها است، بايد مورد توجه باشد.

3. حمد و شكر الهي بر نعمت ها مي افزايد و بلا را از انسان دور مي كند. خداوند در قرآن مجيد مي فرمايد: (لئن شكرتم لأزيدنكم) [1] .

پاداش شكر كردن، افزايش نعمت و دوام آن است.

و همچنين گفتن صد مرتبه ذكر شريف «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» در هر روز، انسان را از هم و غم و گرفتاري نجات مي دهد، و استغفار، ضمن اين كه رزق و روزي را زياد مي كند، گناهان انسان را پاكي مي نمايد و صاحبش را به مقام معنوي بزرگي به نام «درجه ي عليين» مي رساند.

روايت شده است كه پيغمبر اسلام صلي الله عليه و آله در هر مجلس هفتاد بار استغفار مي نمود. [2] قرآن مجيد نيز اهميت اين مسأله را بيان مي كند و آن را يكي از بزرگ ترين صفات و نشانه هاي مؤمن مي داند:



[ صفحه 34]



(وبالأسحار هم يستغفرون) [3] .

آري؛ شب زنده داري و استغفار در سحرها، از نشانه هاي بارز مؤمنان است و بندگان صالح خدا شب ها با خدا راز و نياز دارند، و از اين حالت لذت مي برند و در پيشگاه خداوند متعال خود را خوار و ذليل و مقصر مي دانند و طلب عفو مي كنند.


پاورقي

[1] ابراهيم. 7.

[2] كنز العمال، ج 1، ص 483، ح 2113-2115.

[3] نوح، 10.


حال من لا ينبت في وجهه الشعر و علة ذلك


و لو لم يخرج الشعر في وجهه في وقته ألم يكن سيبقي في هيئة الصبيان و النساء، فلا تري له جلالة و لا وقارا؟

قال المفضل فقلت له: يا مولاي فقد رأيت من يبقي علي حالته و لا ينبت الشعر في وجهه و ان بلغ الكبر، فقال عليه السلام «ذلك بما قدمت أيديكم و أن الله ليس بظلام للعبيد» فمن هذا الذي يرصده حتي يوافيه بكل شي ء من هذه المآرب الا الذي أنشأه خلقا، بعد ان لم يكن، ثم توكل له بمصلحته بعد أن كان، فان كان الاهمال يأتي بمثل



[ صفحه 18]



هذا التدبير، فقد يجب أن يكون العمد و التقدير يأتيان بالخطأ و المحال، لأنهما ضد الاهمال و هذا فظيع من القول و جهل من قائله. لأن الاهمال لا يأتي بالصواب و التضاد لا يأتي بالنظام، تعالي الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.


شمائل امام


معصومين عليهم السلام از حيث خلقت ظاهري - همانند خلق و خوي باطني - كامل و بدون نقص هستند. و لذا امام صادق عليه السلام نيز از اين ويژگي برخوردار بودند؛ از اين رو، در شمائل آن حضرت گفته اند: ايشان چهار شانه، نه بسيار بلند و نه كوتاه، خوش صورت و درخشنده روي بودند. موي سياه مجعد، بيني كشيده، جلو سرش كم مو، بر گونه اش خال سياهي داشتند. [1] بعضي ها گفته اند: رنگ او گندمگون بوده و گفته شده سفيد بوده است [2] .


پاورقي

[1] أعيان الشيعه، ج 1، ص 660؛ مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 303.

[2] الفصول المهمة، ج 2، ص 912.


قيام الدولة العباسية


و طويت صفحة الدولة الاموية بقتل مروان الجعدي و هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، بويع له بالخلافة سنة 126 ه و قتل يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة 132 ه. و في هذه السنة قامت الدولة العباسية.

و توقع الناس في العهد الجديد عهدا سعيدا و انتقالا مباركا، و نتيجة صالحة بعد خوض غمرات الحروب، و مشاهدة المحن التضحية في سبيل تحقيق تلك الامنية، و هي اقامة دولة عادلة تحكم بكتاب الله و سنة نبيه، التي لم يظفر بها المسلمون في العهد الاموي إلا ببعضها في أيام عمر بن عبدالعزيز.

فتظلعوا فجر ذلك العهد الميمون، و شخصوا بأبصارهم الي معرفة المتربع علي دست الحكم، و هو (الرضا من آل محمد) و أصبح المجتمع يزخر بآمال عظيمة، لأنهم أعدل الناس في الحكم، و أعلمهم بالدين، فانكشف الأمر بظهور بني العباس و اختصاصهم بمنصب الخلافة، و بعد أن خابت آمال بعض زعماء الثورة و قواد الجيش باسناد الحكم لآل علي، و في طليعتهم جعفر بن محمد و قد رفض ذلك الطلب كما سيأتي بيانه.

و الدعوة لم تكن للعباسيين، و لم تكن دولتهم هي المتوقعة، بل هي الي الرضا من آل محمد فحسب، و هم دعاة هذه النهضة انتصارا للعلويين و طلبا بدمائهم الزكية، و بذلك استطاعوا أن ينظموا حزبهم و يجمعوا انصارهم، و هم ينضمون الي جانب العلويين في جميع الدور الاموي، و يخفون ما أبدته الأيام و أظهره الزمن عندما حان الوقت لاقتطاف ثمار تلك الاتعاب، إذا لابد ان يستنكر الناس هذا الأمر، و يؤاخذونهم بهذا الاختصاص.

و شعر العباسيون بتلك المؤاخذة، كما شعروا بعدم ثقة اكثر العرب بدولتهم فلا يستطيعون أن يشيدوا كيان دولتهم علي أكتافهم، فرأوا من الضرورة تقوية الجيش و الاعتماد علي القوة بالاكثرية الساحقة، فاختصوا بالخراسانيين من بين عناصر الدولة، و اطلقوا عليهم اسم الشيعة و الأنصار، لأنهم عرفوا نفسياتهم من قبل، فجعلوا بلادهم مهدا للدعوة، و محلا لبذر تلك الفكرة كما



[ صفحه 352]



جاء في وصية ابراهيم الامام، فاظهروا العطف علي ابناء عمهم في دورهم الجديد و اهتمامهم بتتبع قتلة الحسين، اظهارا لنصرة آل محمد و اقناعا للرأي العام.

و لما دخل نساء مروان الحمار علي صالح بن علي تكلمت ابنة مروان الكبري فقالت: يا عم أميرالمؤمنين حفظ الله لك من أمرك ما تحب، نحن بناتك و بنات أخيك و ابن عمك، فليسعنا من عفوك ما وسعك من جورنا، قال: والله لا أستبقي منكن أحدا... الي أن قال لها: ألم يقتل يزيد بن معاوية الحسين و أهل بيته؟ ألم يخرج اليه بحرم رسول الله سبايا فأوقفهن موقف السبي؟ ألم يحمل رأس الحسين و قد قرع دماغه؟ فما الذي يحملني علي الاستبقاء عليكن؟ قالت: فليسعنا عفوك. [1] .

و لما قتل مروان و جي ء برأسه الي السفاح، فلما رآه سجد و رفع رأسه فقال: الحمد لله الذي أظهرني عليك و أظفرني بك، و لم يبق ثأري قبلك و قبل رهطك أعداء الدين، و تمثل بقول الشاعر:



لو يشربون دمي لم يرو شاربهم

و لا دماؤهم للغيظ ترويني [2] .



حتي عرف الناس منهم ذلك، و أنشد الشعراء في تلك الغاية التي كانت تقوم بها الدولة في دورها الجديد عند ما قتل السفاح بقية الامويين، ثم أمر بالقائهم في الصحراء في الانبار فجروا بأرجلهم، و عليهم سراويلات الوشي فوقف عليهم سديف و أنشد:



طمعت أمية أن سيرضي هاشم

عنها و يذهب زيدها و حسينها



كلا و رب محمد و إلهه

حتي يبيد كفورها و خؤونها [3] .



إلي غير ذلك من الأمور التي اتخذوها في تهدئة الرأي العام، و قام السفاح بالأمر و أظهر في خطبته الافتتاحية ما تميل اليه النفوس من المواعيد من اعادة العدل و المساواة و العمل بكتاب الله و سنة نبيه، بقوله:

أيها الناس لكم ذمة الله تبارك و تعالي ذمة رسوله و ذمة العباس علينا أن نحكم فيكم بما انزل الله و نعمل فيكم بكتاب الله، و نسير في العامة و الخاصة بسيرة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [4] ثم ذكر أعمال بني امية و ما ارتكبوه في الامة.



[ صفحه 353]



فأخذ الناس بنود هذه الخطبة بعين الاعتبار، و توقعوا تحقيق تلك الوعود، ولكنها كانت و هما من الأوهام و أقوال حملتها الريح.

افتتحت صحيفة الدولة العباسية مصبوغة بالدم القاني، و ورثوا سلطان الامويين بعد ذلك الانقلاب، و كانت الأسباب التي أدت الي فوزهم بالخلافة بعضها امور غر متوقعة، و بعضها ساعدهم الحظ فيها، فكان نصيبهم النجاح. و أهم تلك الأسباب التي اعتمدوا عليها هي الانتصار لآل محمد من بني امية، لأنهم اضطهدوا آل رسول الله فكانت فهذه المشكلة من أعظم المشاكل التي تقف أمامهم في سبيل توطيد ملكهم و امتداد سلطانهم، لأنهم يعرفون العلويين و نفسياتهم و منزلتهم في المجتمع الاسلامي، لذلك كان أهم شي ء عندهم هو أمر العلويين، و الوقوف أمام نفوذهم، فاتخذوا تلك الطرق في اقناع الناس و أظهروا لهم الحب المصطنع و العطف الذي ينطوي من ورائه غيض يحرق القلوب، فكنت أيام السفاح و شطرا من خلافة المنصور علي تلك السياسة الهادئة ريثما يتم لهم النفوذ و تحكم أسس الدولة.

و لما آن وقت اظهار ما كانوا يكتمونه، نفذوا تلك الخطط الانتقامية من آل علي، فلم يدخر المنصور - بعد أن عظمت شوكته و امتد سلطانه - وسعا لسحق العلويين و حزبهم، لأنه يري أن في بقائهم تحطيم نفوذه و تمزيق ملكه الذي ناله باسمهم بعد املاق و بؤس و اضطهاد و عذاب، فهو يتوقع في كل آونة قيام ثورة دموية يترأسها علوي يحوط به عدد كثير من الامة، فتوجه بكل ما في وسعه من جد و حزم، و أنالهم شر انواع العذاب، و صب عليهم كؤوس غضبه و عاملهم بقسوة و شدة، حتي قال أحد مخضرمي الدولتين شعرا:



يا ليت جور بني مروان دام لنا

و ليت عدل بني العباس في النار



[ صفحه 357]




پاورقي

[1] الكامل ج 5 ص 204.

[2] الكامل ج 5 ص 203.

[3] العقد الفريد ج 3 ص 207.

[4] الكامل ج 5 ص 197.


صمود مذهبه أمام الحكام


و مهما يكن من أمر، فان ما يبدو لنا بوضوح: أن ذلك الانفصال و عدم التأثر بآراء الحكام هو الذي أوجد تلك المرونة في المذهب الجعفري، لانه يستقي من ينبوع لم يكدر صفوه التعليم الاستعماري بما فرضه علي العلم و العلماء، و لما كان غلق باب الاجتهاد هو من مقترحات الدولة و تشريع السياسة، فلم يلتزم المذهب الجعفري به، و لم يخضع لذلك النظام الجائر الذي يفضي مؤداه الي الجمود الفكري و تحجير العقل، ورد نعمة انعم الله بها علي هذه الأمة [1] .

و من الواضح ان عدم الالتزام بما تفرضه الدولة، هو خروج عن الطاعة و ذلك يستوجب العقاب و المقاومة. و قد عرف معتنقو مذهب أهل البيت (ع) بانهم لا يرون لزوم طاعة اولئك الحكام الذين تربعوا علي عرش الخلافة بدون حق، فلم يؤازروهم، و لم يتعاونوا معهم اقتداء بأئمتهم و اتباعا لأوامر الرسول، في مقاطعة الظلمة، و حرمة المعاونة معهم.

و ان الطبقة الحاكمة تعد من لا يؤازرها و يتعاون معها خصما يجب القضاء عليه، لأن عدم التعاون مع الدولة هو عدم الاعتراف بأهليتها للحكم، و انتقاد لسيرتها.



[ صفحه 26]



لذلك اتجهت قوة الدولة لمعارضة مذهب أهل البيت (ع) و اتهام منتحليه بسوء العقيدة، و الخروج عن الاسلام، فسلكوا في تحقيق ذلك تلك الطرق الخداعة، و اسندوا الي الشيعة ما ليس من عقائدهم، و اوعزوا الي الوعاظ في المساجد، و القصاص في الطرقات، و الي العلماء المرتزقة الذين يطلبون ود السلطان طلبا لمنفعة، و استدرارا لنعمة، و حيازة لصلة الملوك ليقوموا بكل ما يأمرونهم من مخالفة الحق، باتهام الشيعة: بانهم يكفورن جميع الصحابة (و العياذ بالله) و انهم لا يعملون بالقرآن... و الزموهم بان يذكروا ذلك محفوظا بشواهد يتقبلها السذج و عوام الناس، حتي تمكنت في نفوسهم، و لهجت بها ألسنتهم، كأنها حقيقة لا تقبل أي جدل و نقاش، و بدون تفكير و تدبر انتشرت في ذلك المجتمع السائر في ركاب الدولة فكرة بغض الشيعة، و اني لذلك المجتمع أن يظفر بالتفكير الحر و تحكيم العقل، و قد فرضت السلطة عليهم تلك الافتعالات بقوة قاهرة، لا يستطيعون لها دفعا و لا يجدون عن الاذعان لها سبيلا، و الناس مع القوة عند ضعف الايمان، و لكن الحق لابد أن يظهر مهما طال الزمن و ادلهمت الخطوب.

و علي أي حال فليس من العسير أن يقف المتتبع علي بواعث تلك الافتعالات التي أوجدتها عوامل السياسة، و قوة الارهاب، و سلطة الاستبداد، التي شوهت الحقيقة، و غيرت مجري الواقع، و ان الوقوف امام ذلك التيار أمر لا يتحمله الا رجال الفكر و حاملوا ثقل العقيدة الاسلامية.

و صفوة القول أن المذهب الجعفري قد انتشر علي وجه البسيطة، و لم تقف أمامه تلك المحاولات التي بذلها رجال السلطة و أعوانهم في محوه و الوقوف أمام انتشاره، و لم تقض علهي كما قضت علي بقية المذاهب التي لا يروقها انتشارها، كما لم تقف امامه تلك المجازر و الفظائع السود التي يقوم بها خصومه.

و ما دمنا بصدد البحث عن مدرسة الامام الصادق (ع) فلا بد لنا من التنبيه علي امور ثلاثة:


پاورقي

[1] سيأتي الكلام حول الاجتهاد و التقليد، و قد تقدم في الجزء الأول نقل آراء بعض العلماء و رؤساء المذاهب في لزوم فتح باب الاجتهاد.


تمهيد


لقد كان الامام الصادق عليه السلام مثالا كاملا لدعاة الاصلاح، و علما من أعلام الصلاح، يأمر بالأخلاق الفاضلة و السجايا الحميدة، و اكتساب الفضائل و الابتعاد عن الرذائل، لا يدخر النصح عن أحد.

كان يدعو الناس بلين و رفق، و يجادلهم بالتي هي أحسن، و لا يتشدد علي الشاك في الدين، بل كان يوضح له ما أشكل، و يبين له ما أبهم، حتي يظهر له الحق و يجلو له السبيل.

و كان يتشدد علي أصحابه المتشددين في معاملة المنحرفين عن الحق، و يأمرهم بأن يدعوهم بالحكمة و الموعظة الحسنة و يقول لهم: «لأحملن ذنوب سفهائكم علي علمائكم، ما يمنعكم اذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون، و ما يدخل به الأذي علينا، أن تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه و تقولوا له قولا بليغا».

فقال له بعض أصحابه: اذا لا يقبلون منا.

قال: اهجروهم و اجتنبوا مجالسهم.

فهو يوجب علي العالم أن لا يتخلي عن تعليم الجاهل الذي يتردي بجهالته، فيرتكب ما يخالف الدين، و يدخل به الأذي علي دعاة الاصلاح و حماة المسلمين، و لا يصح لهم هجره الا بعد اليأس من اصلاحه، و ازالة الغشاوة التي أعمت بصره، ففي هذه الحالة تكون مواصلته تشجيعا، و مجالسته اغراء.

و كان عليه السلام يبذل جهده في توجيه الناس و تقويم أخلاقهم، و اصلاح شؤونهم ما استطاع، و يريد منهم أن يلتزموا الجوهر و يتركوا العرض، و يأمرهم بالعمل، و يدعو ذوي اليسر الي الانفاق علي ذوي العسرة، و أن يوسعوا علي المضيق منهم حتي يمنعوهم من ذل السؤال، و كان ينفق حتي لا يبقي شيئا لعياله [1] كما يحدث عنه الهياج بن بسطام.

يقول شعيب بن ميثم: قال لي الصادق: يا شعيب أحسن الي نفسك وصل قرابتك، و تعاهد اخوانك، و لا تستبد بالشي ء فتقول: ذا لنفسي و عيالي، ان الذي خلقهم هو يرزقهم.



[ صفحه 292]



الي غير ذلك من أقواله و أفعاله، التي كان يبعث فيها الشعور لسامعيه علي لزوم التخلق بالسجايا الحسنة اقتداء به، لأنه عليه السلام كان حريصا علي توجيه المجتمع، و التخلي بآداب الاسلام، فهو يدعو الأغنياء لمواساة الفقراء و الاحسان اليهم، لتزول عوامل العداء و الحسد و البغضاء، و يكون الجميع اخوة، كل يحب الخير لأخيه، فلا اثرة و لا بخل، و لا اهانة بعض لبعض، و لا خصومة و لا مشاحنة، الي غير ذلك مما دعا الاسلام كل مسلم أن يتصف به.

و لحرصه عليه السلام علي تأليف القلوب و ازالة الشحناء، و اطفاء نار العداوة و البغضاء، كان يدفع الي بعض أصحابه من ماله ليصلح به بين المتخاصمين علي شي ء من حطام الدنيا تسوية للخلاف، و دفعا للتقاطع و التهاجر. و منعا من الترافع لحكام الجور.


پاورقي

[1] القرماني ص 128، و كشف الغمة للاربلي ج 1 ص 223.


اهم المصادر


و لعل أهم المصادر التي يرجع اليها في تعيين الفرق و تعدادها هي:

1 - الفرق بين الفرق: لأبي منصور عبدالقاهر بن طاهر البغدادي الشافعي المتوفي سنة 429 ه له مؤلفات كثيرة، أهمها كتاب الفرق بين الفرق طبع في مصر سنة 1367 ه 1948 م و ترجم «المستشرق هالكن» جزءا منه



[ صفحه 35]



الي اللغة الانكليزية.

2 - كتاب الملل و النحل لمحمد بن عبدالكريم الشهرستاني الشافعي المتوفي سنة 548 ه طبع عدة مرات آخرها سنة 1368 ه 1948 م في القاهرة.

3 - كتاب التبصير: لأبي المظفر شاهفور بن طاهر بن محمد الاسفرائيني الشافعي المتوفي سنة 471 ه.

4 - الفصل: لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري المتوفي سنة 456 ه مطبوع بهامش الملل و النحل في الطبعة الأولي.

هذه هي أقدم الكتب التي دونت في الفرق، و اصبحت مصادر يرجع اليها في البحث عن الفرق و عقائدها، و الطوائف و آرائها.

و هنا نتساءل أيضا هل كان أصحابها ممن يوثق بنقلهم تلك الأقوال و عدهم لتلك الفرق؟

و هل جردوا انفسهم عن رداء العصبية العمياء؟ و رفعوا عن عيوبهم نظارتها السوداء؟

و هل نقلوا تلك الآراء عن مصدر يوثق به؟ و لعلنا نكتفي بالاجابة عن هذه الأسئلة بما نقدمه هنا من آراء بعض العلماء في ذلك:

1 - (قال الرازي) في مناظرته مع أهل ماوراءالنهر في المسألة العاشرة عند ذكره لكتاب (الملل و النحل) للشهرستاني: انه كتاب حكي فيه مذاهب أهل العالم بزعمه، الا انه غير معتمد عليه، لأنه نقل المذاهب الاسلامية من الكتاب المسمي (بالفرق بين الفرق) من تصانيف الأستاذ أبي منصور البغدادي. و هذا الأستاذ كان شديد التعصب علي المخالفين. و لا يكاد ينقل مذهبهم علي الوجه الصحيح. ثم ان الشهرستاني نقل مذاهب الفرق الاسلامية من ذلك الكتاب فلهذا السبب وقع فيه الخلل في نقل هذه المذاهب [1] .

هذا ما يتعلق بذكر هذين الكتابين و لا حاجة الي نقل النصوص علي ما فيهما من التعصب. فان نظرة واحدة من منصف يجد صحة ما نقول. فانهما نسبا للشيعة بالأخص اقوالا و ابتكرا آراء ليست لها من الواقع نصيب. و لا تمت الي اعتقاداتهم بصلة، اذ لم ينقلوا تلك الآراء من مصدر موثوق.

2 - و لا أبعد بالقاري ء الكريم في اعطاء صورة عن هؤلاء جميعا و التعرف



[ صفحه 36]



عليهم و لنقدم له ما يقوله العلامة الشيخ محمد شلتوت شيخ الجامع الازهر في العصر الحاضر فهو يصفهم بقوله:

لقد كان أكثر الكاتبين عن الفرق الاسلامية متأثرين بروح التعصب الممقوت، فكانت كتاباتهم مما تورث نيران العداوة و البغضاء بين ابناء الملة الواحدة، و كان كل كاتب لا ينظر الي من خالفه الا من زاوية واحدة، هي تسخيف رأيه، و تسفيه عقيدته بأسلوب شره أكثر من نفعه، و لهذا كان من أراد الانصاف لا يكون رأيه عن فرقة من الفرق، الا من مصادرها الخاصة، ليكون هذا أقرب الي الصواب، و ابعد عن الخطأ [2] .

و يقول: و لكن عصور التعصب المذهبي حملت للمسلمين تراثا بغيضا من التراشق بالتهم و الترامي بالفسوق و الضلال، فتبادل الفقهاء - اصحاب الفروع - نوعا من التهم، و تبادل المتكلمون - أصحاب العقائد - مثل ذلك، و تلقف المخدوعون من الخلف هذه التهم، و ملأوا بها كتبهم في الاعتداد بها حتي جعلوها ما يقبل من الاراء او يرفض... [3] .

3 - و يقول الكوثري في مقدمة الفرق بين الفرق بعد مدحه لأبي طاهر البغدادي: و المؤلف شديد الصولة علي المخالفين كما هو شأن حراس العقيدة، و الحراسة غير التاريخ المجرد لكن تعويله في عزو الآراء الي الفرق علي كتب الخصوم يوقع في اخطاء، ولو اقتصر في العزو الي ما وجده في كتب أهل الفرق انفسهم لكان احوط و اقوم حجة، لأن الخصم قد يعزو الي خصمه ما لم يفه به من الآراء مما يعد لازم قولهم، في حين انه ليس يلازم قولهم لزوما بينا فلا يصح الزامهم به و لا سيما عند تصريحهم بالتبري من ذلك اللازم [4] .

هذا ما يقوله الكوثري مع تساهله مع المؤلف و مدحه و اطرائه له، و لست أدري ما معني قوله: و الحراسة غير التاريخ المجرد؟

و قد ظهر لنا أن أكثر كتاب الفرق كانوا يستمدون معلوماتهم من كتاب ابي منصور البغدادي، و قد عرفنا مقدار تعصبه و تحامله، و نقله الاقوال علي غير الوجه الصحيح كما يقول الفخر الرازي.

و اما الشهرستاني مؤلف كتاب الملل و النحل، و الذي استمد معلوماته من كتاب ابي منصور، فقد طعنوا في اعتقاده و نسبوه الي الالحاد، و انه



[ صفحه 37]



متخبط في اعتقاده، يميل الي اهل الزيغ و الالحاد، و يناصر مذاهب الفلاسفة و يذب عنهم و من كان هذا حاله يجب ان يتريث في قبول قوله و صحة نقله [5] .

و اما كتاب التبصير: فهو و كتاب الفرق بين الفرق توآمان، بل هما شي ء واحد، الا الاختلاف في التسمية و بعض الزوائد و التقولات، لأن صاحب كتاب التبصير هو تلميذ أبي منصور و صهره.

و اما ابن حزم فهو فارس الخلبة، و بطل المعركة، فقد تقول و افتعل و تهجم علي جميع المسلمين، و نسب لكثير منهم اقوالا مكذوبة، و آراء مفتعلة، و كان يتحامل علي الشيعة بصورة خاصة، و ينسب اليهم اقوالا لا قائل لها، و يلحق بهم فرقا لا وجود لها، كل ذلك تعصبا منه، لأنه كان أموي النزعة و معروفا بموالاته لبني أمية.

قال ابن حيان: و كان ابن حزم مما يزيد في سبابه تشيعه لأمراء بني أمية، ماضيهم و باقيهم، و اعتقاده بصحة امامتهم، حتي نسب الي النصب. و قال القاضي أبوبكر بن العربي: و زعم ابن حزم انه امام الأئمة يضع و يرفع، و يحكم و يشرع، ينسب الي دين الله ما ليس فيه، و يقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب عنهم [6] .

و قال أبوالعباس بن العريف: كان لسان ابن حزم و سيف الحجاج شقيقين [7] .

و قال ابن العماد: و كان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين، لا يكاد يسلم أحد من لسانه، فنفرت منه القلوب [8] .

و قال السبكي في الطبقات عند ذكره لكتاب الملل و النحل للشهرستاني: (و مصنف ابن حزم ابسط منه الا انه مبدد ليس له نظام، ثم فيه من الحط علي أئمة السنة، و نسبة الاشاعرة الي ما هم بريئون منه، ثم ابن حزم نفسه لا يدري علم الكلام حق الدراية علي طريق أهله) [9] .

من هذا يظهر ان الخطة التي سار عليها كتاب الفرق لم تكن خطة تحقيق و استناد الي مصادر موثوق بها بل هي تخمين و ظنون و أساليب خداعة.



[ صفحه 38]



و قد انخدع الكثيرون بتلك الأساليب فجعلوها ميزانا للنقد، و مقياسا للشخصيات، و دليلا يوصل الي معرفة اجيال مضت، و قرون خلت، و ربطوا بين الحاضر و الماضي، و قاسوا الأمة بالفرد تقليدا و محاكاة لأولئك المتعصبين، من دون اعطاء العقل حرية النظر في تمييز الأمور، و هذا هو من أهم أسباب الخلاف، يقول الشيخ محمد أبوزهرة:

و من أسباب الخلاف تقليد السابقين و محاكاتهم، من غير أن ينظر المقلد نظرة عقلية مجردة، و ان نزعة التقليد متغلغة في نفوس الناس. توجههم و هم لا يشعرون، و ان سلطان الأفكار التي اكتسبت قداسة بمرور الأجيال تسيطر علي القلوب، فتدفع العقول الي وضع براهين لبيان حسنها و قبح غيرها، و من الطبيعي أن يدفع ذلك الي الاختلاف و المجادلة غير المنتجة، لأن كل شخص يناقش و هو مصفد بقيود الاسلاف من حيث لا يشعرون؟...

و انه ينشأ عن التقليد التعصب، فان قدسية الآراء التي يقلدها الشخص تدفعه الي التعصب لها و حيث كان التعصب الشديد كان الاختلاف الشديد [10] .

و ان قليلا من التأمل فيما كتبه هؤلاء المؤلفون و غيرهم حول الفرق و فرق الشيعة بالأخص يلقي اضواء علي خلطهم و افتعالهم حتي بلغ باحدهم الجهل فقال: ان فرق الشيعة تبلغ ثلاثمائة فرقة. و هو قول بلا دليل و خبط يدل علي الجهل المخيم علي تلك العقول التي سيطر عليها الهوي فحجبها عن النظر الي الواقع.

و كيف كان فان موضوع الفرق و تعددها، و مصدر ذلك و صحته هو موضوع مضطرب شائك، و لا يستطيع الكاتب أن يجزم بصحة ما نقله كتاب الفرق عن أهل المقالات و الآراء، لأن اولئك الكتاب قد تطرفوا الي أبعد حد، و تقبلوا كل نسبة علي حسب قيمتها السطحية، بدون تثبت و تأمل.

و قد رأينا كيف كان تعصبهم علي من يخالف آراءهم، فينقلون عنه علي غير الوجه الصحيح.

و من المقرر: انه لا يصح قول مخالف ما لم يؤيد ثبوته من غير طريقه.

و ليس باستطاعة اولئك الكتاب أن يثبتوا شيئا من الآراء التي نسبوها الي الشيعة؛ فكونوا منها فرقا تجاوزت الحد المطلوب من الحصر.

و قد بلغ الأمر الي استعمال الخيال بما يغذي العاطفة فاخترعوا فرقا



[ صفحه 39]



و ابتكروا آراء تزيدوا فيها من الأوهام، و صقلوها بالأسلوب اللطيف حتي أخرجوا ذلك و كأنه حقيقة لا نقاش فيها!!

و يتضح لنا بعد التأمل بأن الدوافع التي أدت بهؤلاء الكتاب و غيرهم الي أن يعملوا ضمن المخطط الذي ارتأوه لأنفسهم في تعداد الفرق و التزيد فيها مع الخلط و الخبط انما هي العصبية العمياء أو الجهل بالواقع.

و من الوهن أن نقف أمام نقلهم موقف التسليم و التصديق؛ لأن ذلك يؤدي الي العجز عن الوصول الي الحقيقة التي يتطلبها كل منصف، و ليس من الانصاف أن يتضح لنا شي ء خلاف واقعه فنقره علي ذلك.

خذ مثلا بأن بعضهم قد نسب الي الشيعة بأنهم يجيزون الشهادة زورا علي من خالفهم في المذهب او العقيدة مع انا لم نجد اثرا لهذا الزعم، و لا قائل به من الشيعة.

و بعد التتبع و البحث وجدنا أن هذا ناشي ء من الجهل او التعصب. بيان ذلك:

انهم وجدوا بأن الخطابية يجيزون الشهادة علي من خالفهم، فاستنتج هؤلاء بأن الخطابية فرقة ادخلوها في قائمة فرق الشيعة و هذا القول لهم، فهو اذن لجميع الشيعة.

هذا بالاعراض عن مناقشتهم حول الأسباب التي دعت الي الحاق هذه الفرقة بفرق الشيعة مع انهم يعلمون، و يعلم كل أحد و باجماع المؤرخين أن هذه الفرقة نشأت في مدة قصيرة في أيام الامام الصادق عليه السلام فاعلن براءته منها، و امر شيعته في محاربتها، و قد قضي عليها بذلك، فمحيت من صفحة الوجود.

اذا فمن هم الخطابية الذين ينسب اليهم هذا القول؟

و الجواب: بأن الخطابية الذين يذهبون لهذا الرأي هم فرقة من المجسمة، و الذين ينتمون الي الحنابلة، و لنترك تعريفهم و بيان ذلك الي احد علماء السنة المبرزين؛ و هو ابونصر عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي [11] قال:

و قد بلغ الحال بالخطابية و هم المجسمة في زماننا هذا، فصاروا يرون الكذب علي مخالفيهم في العقيدة، لا سيما القائم عليهم بكل ما يسوؤه في نفسه و ماله، و بلغني أن كبيرهم استفتي في شافعي أيشهد عليه بالكذب؟



[ صفحه 40]



فقال: ألست تعتقد أن دمه حلال!!!

قال: نعم.

قال: فما دون ذلك دون دمه، فاشهد و ادفع فساده عن المسلمين.

قال السبكي: فهذه عقيدتهم، يرون انهم المسلمون، و انهم أهل السنة، ولو عدوا عددا لما بلغ علماؤهم و لا عالم فيهم علي الحقيقة مبلغا يعتبر، و يكفرون غالب علماء الأمة، ثم يعزون الي الامام أحمد بن حنبل و هو منهم بري ء.

و بهذا يتضح ان الفرقة الخطابية الأولي التي نشأت لأغراض سياسية و عقائدية ضد الاسلام عامة، و ضد أهل البيت بصورة خاصة، قد اتفقت بالتسمية مع المجسمة من الحنابلة، فاطلاق هذا الاسم يشمل الطرفين و لكن من اين لنا الحصول علي من يقف موقف المنصف المتثبت. فيعطي الموضوع حقه و لا تأخذه في الحق لومة لائم، فيميز بين الصحيح و الفاسد و الحق و الباطل.

و قد قلت سابقا: ان اتهام الشيعة بكثير من الأشياء لما لم تكن مبنية علي اساس وثيق او قاعدة بينة - كثر الخلط و الخبط، و الكذب، و الافتعال فأخذ السليم بالسقيم، و البري ء بالمتهم، و علي سبيل المثال ذكرت هناك الاشتباه الحاصل من التسمية فمثلا: أن اسم الجعفرية أصبح علما لأتباع الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. و لكن توجد هناك فرقتان للمعتزلة بهذا الاسم [12] و لهما اقوال و آراء فخلطوا اقوال الجميع و نسبوا ذلك الي الشيعة لأنهم يعرفون بالجعفرية.

و كذلك قولهم في المقنعية اتباع المقنع الخراساني المقتول سنة 163 ه بأنها فرقة من الشيعة، مع عدم الصلة بين الشيعة و بين المقنع، و لكن الاشتباه نشأ من التسمية، و ذلك أن اسم المقنع هو هشام بن الحكم، و من المعروف ان هشام بن الحكم هو اسم رجل من كبار تلامذة الامام الصادق عليه السلام و من العلماء و المتكلمين، فاتفق اسم المقنع مع اسم هشام، فنسبت آراء المقنع الي هشام بن الحكم بدون تمييز و تمحيص.

و كذلك نسبوا الي هشام فرقة تعرف بالهشامية، و هم اصحاب هشام بن عمر الفوطي، و هو من المعتزلة و كان معاصرا الي هشام، و كانت له آراء و اقوال، فخلطوا بين الاسمين عن عمد او غير عمد.



[ صفحه 41]



و لا يسعنا بهذه العجالة أن نلم باطراف هذا الموضوع من حيث اهميته، فانه موضوع مهم، و قد تلاعبت به رجال استمالهم الهوي فحادوا عن طريق الواقع، و خلطوا بين الآراء و خبطوا خبط عشواء، اذ لم يقفوا موقف المؤرخ الواقعي الذي يستنطق الحوادث، و يقابل و يقارن، و يقارب و يوازن، و يدرس الدوافع التي أدت الي ايجاد كثير من تلك الأمور التي سجلت علي ما فيها من نقض و مخالفات للحقيقة.

و الناظر فيما سجله كتاب الفرق حول الآراء و المعتقدات، و بالاخص ما نسب الي الشيعة يقطع بان سيرة هؤلاء الكتاب هي واحدة في النقل، بل هي أقرب الي التقليد و التلقين، اذ لم نجد منهم من يعالج الموضوع معالجة علمية، ليخرج في نتيجة مرضية.

و هكذا بقي موضوع الفرق بدون أن يحظي بانصاف المؤرخين و عناية المحققين، الذين يهمهم اظهار الحقيقة، حتي جاء دور المستشرقين فزادوا في الطين بلة، و اضافوا الموضوع تعقيدا باخطائهم، و ان اخطاء المستشرقين قد اوقعت كثيرا من الكتاب بافظع الاخطاء، لما كانت تندي به اقلامهم من تعابير او تصوير كلها لا تلتئم كلها لا تلتئم مع الحقيقة.

اذ من الواضح ان الاستشراق يرجع كله في نشأته الأولي الي التبشير بالدين النصراني، و ان معظم المستشرقين كانوا من الرهبان، لأن المؤسسات التي اسست للتبشير في النصرانية هي المصدر لهؤلاء المستشرقين، و هم آلة للحصول علي السيطرة، و القضاء علي الاسلام. فهم يحرفون النصوص و يغيرون الصور.

و من المؤسف له أن أكثر كتابنا اليوم يطلون علي التاريخ الاسلامي او تاريخ الفرق بالأخص، من الزاوية التي فتحها الغرب بواسطة المستشرقين، و ناهيك بما وراء ذلك من صور و الوان مخالفة للحقيقة.

و بهذا اصبح الاطار العام للأحداث هو غير الاطار الذي يجب ان توضع فيه.

و حيث كان موضوع البحث عن الفرق يحتاج الي دقة و تأمل في سير الحوادث و التطور، و هو الي الآن لم ينل - بمزيد الآسف - دراسة عادلة، و خوضا دقيقا و تمحيصا. فنحن نأمل أن ينال هذا الموضوع دراسة دقيقة، لاخراج الزوائد، و ايضاح ما ابهم، و بيان ما اشتبه بعضه ببعض، في توجيه اشعة التاريخ الصحيح، علي تلك النسب، و تدقيق تلك الأقوال، من حيث صحة اصلها و دقة روايتها، و كونها في ذاتها قابلة للتصديق، و كذلك من حيث المستوي العقلي و الخلقي و العقائدي لكتابها، مع البحث عن الدوافع التي تحوط بها.



[ صفحه 42]



و بعد هذا يمكن الحكم علي كثير من تلك الأمور بأنها حقيقة، او انها أساطير لا واقع لها، بل هي احاديث سمر و اقوال مجون.

و هناك يظهر زيف تلك الأخطاء الشائعة، و الأساطير المشهورة، التي احتلت مكانا من التاريخ، و هي ظالمة له فترغم حينذاك علي التخلي عن ذلك الاطار الذي برزت فيه مدة من الزمن.

فيكون ذلك انتصارا للعلم و خدمة للحق و كبتا للنفوس المريضة التي تضرب علي وتر العصبية العمياء و تترنح لنغمات الطائفية الرعناء.

قاتل الله الطائفية التي طالت لياليها السود، و امتد ظلها الحالك، فجنت علي الاسلام جناية لا تغفر، و نحن نتطلع الي اليوم الذي يتقلص فيه نفوذ سلطان الطائفية، و يزول ظلها المخيف، فتحرر العقول من اوهام موروثة، و خرافات ممقوتة، و ما احوجنا الي التفاهم في الوقت الذي يقف الاسلام فيه موقف الصراع مع اولئك، الذين يحاولون أن يتغلبوا علي عقول أبنائه، ليجردوهم من عقائهم، و يسخروهم لأغراض سياسية أو غير سياسية.

ان الواجب يقضي علينا أن نتنبه لهذا الخطر، و ان نسدل اليوم دون حوادث الماضي حجابا كثيفا، و نسعي قلبا و قالبا، ليتناسي المسلمون ما شعب وحدتهم في الدهر الغابر، فالخلاف مهما كان و كانت الدواعي اليه، قد انقضي عصره، و ان اهل بيت واحد يرون الخطر يتهددهم من كل مكان، لأحرياء بأن يتناسوا ما بينهم من اختلافات طفيفة، و يهبوا يدا واحدة للقضاء علي من يريد بهم السوء، و يستغل ما شجر بينهم، ليذلهم و يجعلهم مطية لمطامعه و اغراضه.

و ان تلك العوامل المتداخلة في تفرق المسلمين شيعا و احزابا، و كان من وراء ذلك حوادث مؤلمة، قد ملأت صفحات من الكتب فغيرت مجري التاريخ، و اوقعت كثيرا من النكبات و الكوارث كان اهمها و اشدها أثرا هو التعصب للمذاهب، و الخلاف في الرأي. و يصحب ذلك وجود الفرصة المناسبة لخصوم الاسلام الذين نظروا اليه نظرة معادية، فنظموا له حملات الانتقام في ظل ذلك الصراع الفكري و العقائدي، لتفرقة الصف و قطع عري الأخوة.

و نحن المسلمين بحاجة ماسة الي أن نبي علاقاتنا علي أسس الايمان بالله و ما جاء به النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أن نزيح عن طريقنا تلك العقبات التي اوجدتها الطائفية الرعناء، فان الاسلام يمر اليوم بمرحلة هي من اعظم المراحل التي يجتازها في تاريخه.



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] المناظرات ص 25 طبع حيدرآباد.

[2] مقدمة اسلام بلا مذاهب ص 7.

[3] الاسلام عقيدة و شريعة 68.

[4] مقدمة الفرق بين الفرق ص 3.

[5] الشافعية للسبكي ج 3 ص 79.

[6] تذكرة الحفاظ ج 3 ص 327 - 324.

[7] شذرات الذهب ج 3 ص 200 و لسان الميزان ج 4 ص 200.

[8] الشذرات ج 3 ص 200.

[9] طبقات الشافعية ج 4 ص 78.

[10] المذاهب الاسلامية ج 1 ص 8.

[11] طبقات الشافعية ج 1 ص 193.

[12] احداهما اتباع ابن مبشر الهمداني المتوفي سنة 226 ه و الثانية اتباع جعفر بن حرب الثقفي المتوفي سنة 224 ه.


التشهد


و اختلفوا في التشهد الاول فقال الشيعة بوجوبه و وافقهم أحمد بن حنبل و قال أبوحنيفة و مالك و الشافعي باستحبابه.

و صورة التشهد الواجب عند الشيعة: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، اللهم صل علي محمد و آل محمد.

اما غيرهم فاتفقوا علي أنه يجزي كل واحد من التشهد الوارد من طريق الصحابة: عبدالله بن عمر، و عبدالله بن مسعود، و عبدالله بن عباس.

فاختار الشافعي و أحمد تشهد ابن عباس؛ و أبوحنيفة تشهد ابن مسعود و مالك تشهد ابن عمر.

فتشهد ابن عباس صورته: التحيات المباركات الصلاة الطيبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و علي عباد الله الصالحين، أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله، رواه مسلم في صحيحه.

و اما تشهد ابن مسعود: التحيات لله و الصلاة و الطيبات السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، الي آخر ما رواه البخاري.

و تشهد ابن عمر: بسم الله التحيات لله الصلوات لله الزاكيات لله السلام علي النبي و رحمة الله و بركاته السلام علينا و علي عبادالله الصالحين، شهدت أن لا اله الا الله شهدت أن محمدا رسول الله، يقول هذا في الركعتين الأوليين [1] .


پاورقي

[1] شرح الموطأ للزرقاني 188 - 1.


ائمة المذاهب


نعود مرة أخري الي الحديث عن أئمة المذاهب لاستكمال جوانب البحث عن حياتهم، و قبل البدء في الحديث عن شخصيات أئمة المذاهب، لابد من القول أن لكل شخصية من شخصياتهم مقوماتها و ميزاتها الخاصة، و لكل منهم سيرة يهتز فيها الواقع و تنغمر فيها الحقائق أمام الغلو أو التطرف في العداء، شأنهم شأن كل ما يرتبط بفترات الانقسام و الاختلاف. لذا أصبح البحث عن حياتهم يتصف بالصعوبة و التعقيد، ولكنا حاولنا أن نستخرج شخصياتهم في اطارها العلمي و ظرفها التاريخي دون التأثر بموجات الغلو أو العداء. فهم في مواقعهم و مراكزهم الحقيقية و الواقعية لم يكونوا بحاجة الي مثل هذه التيارات لو أن عناصر الفتنة و العداء تعاملت مع سلوكهم و سيرهم و مآثرهم تعاملا نزيها ينبع من الحرص علي الاسلام، و الالتزام بمبادي ء الاخاء في الدين، و المحافظة علي وحدة الأمة. ولكنا رأينا فيما مر كيف عملت المصالح علي دفع الأمة الي أوضاع سيئة، فتفرق الشمل، و تزمق الجمع، و اختلطت الأغراض، و الحكام وراء ذلك يتابعهم أقوام غلب عليهم التعصب و تحكمت فيهم الأهواء.

و حقا انها لأحداث مؤسفة ينزف لها القلب دما، و قد حكم الدين و التاريخ أن الجهل آفة، و من الجهل أن يتحكم العداء في نفوس أهل الاسلام و دين الأخاء و الوحدة، و كلنا أمل أن تكون الاستجابة الي داعي الحق و نبذ التعصب و مظاهر الجهل الأخري خاتمة لعهود الانقسام، و نهاية لأغراض الحكام.

و قبل البدء في البحث عن أئمة المذاهب، لابد من الاشارة الي أمر مهم ما زلنا نعاني من نتائجه و آثاره، و قد رأينا في موضوع البدع و الضلالات كيف أطلقت



[ صفحه 134]



و تبودلت من غير دليل واضح، و دون وجود سبب معلوم خروجه علي السنة، أو ما علم من الدين بالضرورة، و من التفاصيل التي أوردناها علمنا أن المذاهب قد شملتها حرب الاتهامات، و كان الشيعة دون هذه المذاهب في أتون الفرقة و الانقسام، يتألب الحكام ضدهم، و يوجهون اليهم سيوفهم، و قد مرت السنون و تعاقبت القرون، فاذا الحكام ما زالوا يرون في الشيعة خطرا، و يؤلبون عليهم المذاهب الأخري، فيبذلون الأموال الطائلة، و يستأجرون الأقلام الرخصية. و لولا مصالح المتحكمين لرأينا أن الروح الاسلامية التي تجمعنا الي اخواننا في الدين و نعيشها في حياتنا اليومية و في المحافل و اللقاءات، و ما تقود اليه نظرة الحق و الانصاف من علاقات تستهين ببعد الديار، و تنائي الأقطار هي الغالبة. و قد عشت علاقات من الود و الأخاء تجمعني مع اخوان علماء و مختصين في الأقطار الاسلامية، كان سبب تعارفنا هو تبادل الرأي و المناظرة الحرة، و كم واجهت حروبا من الجهلة المتعصبين الذين تحجروا و أغلقوا علي أنفسهم منافذ الرأي و طريق التدبر.

و لا نريد هنا أن نهمل ذكر الدوافع الأساسية علي نهجنا في العرض لأئمة المذاهب، فنحن نعترف بالمكانة العلمية و المنزلة التاريخية لكل منهم، و نجهد في ابراز جوانب حياتهم، و التي تكشف لنا أن أئمة المذاهب بعلمهم و دينهم لم يباشروا بأنفسهم العداء للشيعة، و لم يسهموا في اقامة العداء بين المذاهب، فان حدث اختلاف في الرأي فهو في مجالس العلماء و أصحاب الشأن، يتم بتقاليد المناظرة و طرق الاحتجاج و يقي الحكم للحق. كما أن أئمة المذاهب لم يعرف عنهم بعد يؤدي الي العداء، بل كانوا ما بين متلق مباشرة عن الامام الصادق، أو متعلم من مدرسة أهل البيت و فقههم، و ممن لا يتجاهلون مكانة الصادق و أهل بيته. و قد كان للحكام أثرهم في اتجاهات الناس و مشاعرهم، فيما كان الامام الصادق يتمتع بذلك السلطان الروحي، و يقوم بأعباء الرئاسة الدينية في امامته.

و رأينا بعد هذه الفترة من الانقطاع بين صدور آخر جزء من الكتاب و صدور الجزء السابع و الثامن، أن نجعل كل جزء يتضمن بحثا عن حياة امامين من أئمة المذاهب.

و نبدأ بالبحث عن حياة الامام أبي حنيفة:



[ صفحه 135]




مدرسة الامام الصادق المنهج و التكوين


تتظافر الروايات علي أن عدد الذين تتلمذوا علي الأمام الصادق و انتسبوا الي مدرسته هو أربعة آلاف طالب من مختلف الأقطار، فقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنهم من الثقاة علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا كذلك، فقد كان عليه السلام أفضل أهل زمانه، و برز علي أقرانه بالفضل و السؤدد في الخاصة و العامة، و نقل الناس عنه من العلوم ما لم ينقل عن أحد من أهل بيته [1] .

كان الصادق عليه السلام أفضل الناس و أعلمهم بدين الله، و كان أهل العلم الذين سمعوا منه اذا رووا عنه قالوا: أخبرنا العالم [2] قال أبوالحسن الوشاء: (أدركت في جامع الكوفة تسعمائة شيخ من أهل الدين و الورع كلهم يقول: حدثني جعفر الصادق). و قد كانت الكوفة و المدينة تضمان أكبر عدد من هؤلاء لانتشار التشيع في الكوفة. و لأن المدينة كانت أرض تكوين و مهد دعوته.

و لا نجد من يجرأ علي انكار مكانة الامام الصادق في زمانه و زعامته في ذلك العصر، و قد عودتنا الأيام أن يكابر الكثيرون و يعاند العديدون استجذاء للحكام و اتباعا للأهواء و الأحقاد، لأن الحقائق كانت تقمع ما تطويه دخائلهم و تضمه جوانحهم، فقد كان بيته و مجلسه عليه السلام يزدحمان بطلبة العلم و أهل الفقه، يقبلون علي الامام للانتهال من معين علمهم و حكمته، حتي أن الروايات تصف ضيق داره لعظم الوفود و العلماء من مختلف الأقطار، حتي صعب علي أصحابه أن يجدوا لهم مجلسا.



[ صفحه 272]



و لم يعرف لأحد غيره مثل هذه الشهرة. فقد كان تلاميذه من العراق و مصر و خراسان و حمص و الشام و حضرموت و غيرها.

و قد تصدر الامام الصادق حركة المجتمع بجدارة، و تزعم الحركة العلمية بتفرد، فقد (نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر صيته في جميع البلدان) [3] و كان ينذر نفسه لهذه الأغراض، و يتجه الي الناس قائلا: «سلوني قبل أن تفقدوني، فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي» [4] و لذلك: (روي حديثه خلق لا يحصون) [5] و انتشر فقهه في الآفاق، و اذا استعصي الحصر و صعب العد لتحديد كل من روي عنه عليه السلام فان الأربعة الآف كانوا المتميزين، و الا فان الصورة التي لا تقبل المماراة هي شيوع ذكره بين سائر الناس و علو مكانته في نفوس المسلمين علي مختلف أصنافهم و أجناسهم. و علي ذلك فلا يستغرب أن يعجز الكثير عن احصاء كل من نقل عنه أو روي حديثه عليه السلام.

ثم حلقات فقهه من أصحابه و تلامذته المقربين و عددهم أربعمائة ممن نبهوا في العلوم و عرفوا بالفقه، و هم رجال مدرسته و هيئتها العلمية الذين اختصوا بفقه الامام الصادق، و كانوا من العدالة و الثقة لا ترقي اليه سهام الحقد و الحسد، و قد ألفوا في فقه الامام جعفر الصادق و الرواية عنه أربعمائة كتاب، و هي الأصول الفقهية للمذهب الجعفري [6] .

و قد تحري الامام الصادق كفاءة الأصحاب و قدرات المتعلقين به، و وجه كلا الي حيث العمل الذي يتفق و مواهبه و ينسجم مع استعداده، فكان البعض منهم مختصا بتنفيذ التعاليم التي تتعلق بواقع الأسر و الأفراد، أو تتصل بالظواهر الاجتماعية و العلاقات. و قد مر بنا طرف من هذه المهمات التي توكل اليهم في الفصل السابق و الأجزاء السابقة من الكتاب.

أما الناحية الفكرية - التي تمثل منهج مدرسته - فقد عين الامام الصادق من بين



[ صفحه 273]



هيئة المدرسة العلمية الرجال الذين توكل اليهم المهمات. و تسند شؤون المنهج و تطبيقاته، و هي تتجه الي الأهداف التالية:

1- مناظرة أهل العقائد الفاسدة.

2- محاربة أهل الألحاد و الزندقة.

3- محاورة أهل الكتاب.

4- مواجهة الفرق الشاذة.

5- مقاتلة الظلمة بشدة الانكار عليهم و توجيه الانتقاد اليهم و فضح سياساتهم.

فجعل أبان بن تغلب للفقه، و أمره أن يجلس في المسجد فيفتي الناس. و كان أبان بن تغلب من الشخصيات الاسلامية التي امتازت باتقاد الذهن و وفور العقل و بعد الغور، و الاختصاص بعلوم القرآن، و هو أول من ألف في ذلك، و كان فقيها يزدحم الناس علي أخذ الفقه عنه، و اذا دخل مسجد المدينة المنورة أخليت له سارية النبي صلي الله عليه و آله و سلم فيحدث الناس، و يسألونه فيخبرهم علي اختلاف الأقوال، ثم يذكر قول أهل البيت، و يسوق أدلته و مناقشته علي طريقة الامام الصادق عليه السلام في الاجابة، اذ كان عليه السلام أعلم الناس باختلاف الناس و أفقههم [7] .

و وكل لحمران بن أعين الأجوبة عن مسائل علوم القرآن. و قد كان أحد حملة القرآن، و ممن يحتج بهم في القراءات، فهو من القراء المشهورين، و ممن يعد و يذكر في كتب القراءة، و كان عالما بالنحو و اللغة، و هو من عائلة مشهورة في الكوفة و لهم منزلة. و أخوه زرارة - و قد مرت الاشارة اليه في آخر الفصل السابق - أوكل اليه المناظرة في الفقه تحت اشراف الامام الصادق و توجيهه.

و مؤمن الطاق كان للمساجلة في الكلام. و حمزة بن الطيار للمناظرة في الاستطاعة و غيرها. و هشام بن الحكم للمناظرة في الامامة و العقائد. و كان منهم جماعة يتجولون في الأمصار، أمدهم الامام بالأموال.

و تظهر لنا شهادات التاريخ بحق الرجال مكانة الامام الصادق، و اتجاه الأنظار اليه، و اختلاف الناس الي مجلسه علي اختلاف أغراضهم و مقاصدهم. كذلك تبين لنا المصادر أسلوب الامام و منهجه و توزيع المهمات علي أصحابه و الاشراف علي ما



[ صفحه 274]



يدور في حلقات درسهم و مجالس مناظراتهم.

و رد رجل من أهل الشام، فاستأذن علي الامام الصادق، و كان معه جماعة من أصحابه، فاذن له. فلما دخل سلم. فأمر أبوعبدالله عليه السلام بالجلوس ثم قال له: «حاجتك؟»

قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسئل عنه، فصرت اليك لأناظرك.

فقال عليه السلام: «فيماذا؟»

قال: في القرآن و قطعه و خفضه و نصبه و رفعه.

فقال عليه السلام: «يا حمران دونك الرجل».

فقال: انما أريدك لا حمران.

فقال عليه السلام: «ان غلبت حمران فقد غلبتني».

فأقبل الشامي فسأل حمران حتي ضجر و مل، و حمران يجيبه.

فقال عليه السلام: «كيف رأيته يا شامي؟»

قال: رأيته حاذقا، ما سألته عن شي ء الا أجابني فيه.

فقال عليه السلام: «يا حمران سل الشامي» فما تركه يكثر.

فقال الشامي: أريد يا أباعبدالله أن أناظرك في العربية.

فقال عليه السلام: «يا أبان بن تغلب ناظره» فناظره فما ترك الشامي يكثر.

قال الشامي: أريد أن أناظرك في الكلام.

قال عليه السلام: «يا مؤمن الطاق ناظره» فسجل الكلام بينهما. ثم تكلم مؤمن الطاق بكلام، فغلبه.

فقال الشامي: أريد أن أناظرك في الاستطاعة.

فقال عليه السلام للطيار: «كلمه فيها».

فكلمه، فما تركه يكثر.

فقال الشامي: أريد أن أكلمك في التوحيد.

فقال عليه السلام لهشام بن سالم: «كلمه».

فسجل الكلام بينهما، ثم خصمه هشام.

قال الشامي: أريد أن أناظرك في الفقه.

فقال عليه السلام: «يا زرارة ناظره». فما ترك الشامي يكثر.



[ صفحه 275]



قال الشامي: أريد أن أناظرك في الامامة.

فقال عليه السلام لهشام بن الحكم: «كلمه يا أباالحكم» فكلمه فما تركه يديم.

فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: «هو ذاك... يا أخا أهل الشام، أما حمران فحرفك، فحرت له، فغلبك بلسانه، فسألك عن حرف الحق، فلم تعرفه.

و أما زرارة فقاسك، فغلب قياسه قياسك.

و أما هشام بن الحكم فتكلم بالحق، فما سوغك ريقك.

يا أخا أهل الشام، ان الله تعالي أخذ ضغثا من الحق و ضغثا من الباطل فمغثهما، ثم أخرجهما الي الناس. ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما. ففرقتهما الأنبياء و الأوصياء، فبعث الأنبياء ليعرفوا ذلك، و جعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من يفضل الله و من يختص. ولو كان الحق علي حدة و الباطل علي حدة كل واحد منهما قائم بنفسه، ما احتاج الناس الي نبي و لا وصي، ولكن الله خلطهما و جعل تفريقهما الي الأنبياء و الأئمة من عباده».

فقال الشامي: قد أفلح من جالسك.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: «ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يجالسه جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل، فيصعد الي السماء فيأتيه الخبر من عند الجبار، و ان كان ذلك كذلك فهو كذلك» [8] .

و عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام فقال له: اني رجل صاحب كلام وفقه و فرايض، و قد جئت لمناظرة أصحابك. فقال له أبوعبدالله عليه السلام «كلامك هذا من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو من عندك؟» فقال: من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعضه، و من عندي بعضه. فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «فأنت اذن شريك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟» قال: لا. قال: «فسمعت الوحي من الله؟» قال: لا. قال: «فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟» قال لا. قال: فالتفت أبوعبدالله عليه السلام الي، فقال لي «يا يونس بن يعقوب، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم». ثم قال: «يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته». قال



[ صفحه 276]



يونس: فيا لها من حسرة. فقلت: جعلت فداك سمعتك تنهي عن الكلام و تقول: «ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد، و هذا ينساق و هذا لا ينساق، و هذا نعقله و هذا لا نعقله؟» فقال أبوعبدالله عليه السلام: «انما قلت: ويل لقوم تركوا قولي، و ذهبوا الي ما يريدون به». ثم قال: «أخرج الي الباب فانظر من تري من المتكلمين فأدخله». قال: فخرجت، فوجدت حمران بن أعين - و كان يحسن الكلام - و محمد بن النعمان الأحول (مؤمن الطاق) و كان متكلما، و هشام بن سالم، و قيس الماصر - و كانا متكلمين - فأدخلتهم عليه، فلما استقر بنا المجلس كنا في خيمة لأبي عبدالله عليه السلام علي حرف جبل في طرف الحرم، و ذلك قبل أيام الحج بأيام، أخرج أبوعبدالله عليه السلام رأسه من الخيمة، فاذا هو ببعير يخب فقال: «هشام و رب الكعبة». قال: فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل، كان شديد المحبة لأبي عبدالله عليه السلام، فاذا هشام بن الحكم قد ورد و هو أول ما اختطت لحيته، و بيس فينا الا من هو أكبر سنا منه، قال: فوسع له أبوعبدالله عليه السلام و قال: «ناصرنا بقلبه و لسانه و يده» ثم قال لحمران: «كلم الرجل» - يعني الشامي - فكلمه حمران، فظهر عليه.

ثم قال: «يا طاقي كلمه». فكلمه، فظهر عليه محمد بن النعمان.

ثم قال: «يا هشام بن سالم» كلمه، فتعاديا.

ثم قال لقيس الماصر: «كلمه» فكلمه.

و أقبل أبوعبدالله عليه السلام يبتسم من كلامهما، و قد استخذل الشامي في يده، ثم قال للشامي: «كلم هذا الغلام» - يعني هشام بن الحكم - فقال: نعم. ثم قال الشامي لهشام: يا غلام سلني في امامة هذا - يعني أباعبدالله عليه السلام - فغضب هشام حتي ارتعد، ثم قال له: أخبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم؟

فقال الشامي: بل ربي انظر لخلقة.

قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟

قال: كلفهم و أقام لهم حجة و دليلا علي ما كلفهم، و أزاح في ذلك عللهم.

فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم.

قال الشامي: هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال له هشام: فبعد رسول الله من؟



[ صفحه 277]



قال: الكتاب و السنة.

قال له هشام: فهل ينفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا حتي يرفع عنا الاختلاف و مكننا من الاتفاق؟

قال الشامي: نعم.

قال له هشام: فلم اختلفنا نحن و أنت، و جئتنا من الشام تخالفنا، و تزعم أن الرأي طريق الدين، و أنت تقر بأن الرأي لا يجمع علي القول الواحد المختلفين.

فسكت الشامي كالمفكر، فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «مالك لا تتكلم». قال: ان قلت أنا ما اختلفنا كابرت، و ان قلت أن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، ولكن لي عليه مثل ذلك.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «سله تجده مليئا».

فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربهم أو أنفسهم.

فقال هشام: بل ربهم أنظر لهم.

فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع اختلافهم، و يعين لهم حقهم من باطلهم؟

قال هشام: نعم.

قال الشامي: من هو؟

قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أما بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم فغيره.

قال الشامي: و من هو غير النبي صلي الله عليه و آله و سلم القائم مقامه في حجته.

قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟

قال الشامي: بل في وقتنا هذا.

قال هشام: هذا الجالس - يعني أباعبدالله عليه السلام - الذي تشد اليه الرحال، و يخبرنا بأخبار السماء، وراثة عن أب عن جد.

قال الشامي: و كيف لي بعلم ذلك؟

قال هشام: سله عما بدا لك.

قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «أنا أكفيك المسألة يا شامي، أخبرك عن مسيرك و سفرك: خرجت يوم كذا، و كان طريقك كذا، و مررت علي كذا، و مر بك كذا.



[ صفحه 278]



فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول: صدقت والله. ثم قال له الشامي: أسلمت لله الساعة. فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «بل آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان، و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون».

قال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أنك وصي الأوصياء.

قال: و أقبل أبوعبدالله علي حمران فقال: «يا حمران تجري الكلام علي الأثر، فتصيب» فالتفت الي هشام بن سالم فقال «تريد الأثر و لا تعرف» ثم التفت الي الأحول (مؤمن الطاق) فقال: «قياس رواغ».

ثم التفت الي قيس الماصر فقال: «تتكلم و أقرب ما تكون من الحق و الخبر عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم...» و قليل الحق يكفي من كثير الباطل، أنت و الأحول قفازان حاذقان.

قال يونس بن يعقوب: فظننت والله أنه يقوم لهشام قريبا مما قال لهما. فقال: «يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك، اذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، اتق الله الزلة و الشفاعة من ورائك» [9] .

و يتضح جليا أن وقوع هذه المناظرة و ما تشتمل عليه من ملاحظات الامام الصادق عليه السلام كان في مبدأ نهوض مدرسة الامام الصادق بخططها و تنفيذ نهجها، فان الاشارة الي عمر هشام تدل علي أول خطوات المدرسة علي طريق العمل العلمي و الفكري الشاق. اذ ينبغي أن نتخيل أحوال تلك الفترة و ما اعتري الأمة الاسلامية علي مختلف المستويات، فان النهضة العلمية و النشاط الفكري خلق موجات من الجدل و تيارات من الكلام لم تخضع لحدود، لأن الحكام من العهدين كانوا يشجعون ألوان النشاط الفكري المتعددة لأغراض تتعلق بمصلحتهم، فما ينجم من تفوق الفكر الفكر الاسلامي و امتداد الحركة العلمية، يدخل في اهاب دولتهم و ينطبع بطابعهم. و لما بدأ الامام الصادق سيرته الشريفة بعد توليه الامامة جرد كل ما يستطيع لمعالجة ما يعاني من المجتمع الاسلام و ما يتهدد أمة جده المصطفي عليه أفضل الصلاة و السلام، و باشر المنهج الروحي و الفكري المعروف عن أهل البيت، و وضع له قواعد من العمل



[ صفحه 279]



و أركانا. و كان من أهم صفات منهج المدرسة و كلما يتعلق بها من وسائل مادية و معنوية هو الاستقلال التام عن السلطة و الابتعاد عن مؤثراتها. فرأسها الامام الصادق عليه السلام، و موقف الحكام منه معروف، و موقفه من ظلمهم و بطشهم من أبزر ملامح تاريخ الشيعة في تلك الفترة. أما رجال هذه المدرسة فهم أنصار أهل البيت، و من عرفوا بالولاء و التضحية في سبيل التشيع، فتعاهدهم الامام باعداد شامل و توجيه مباشر، حتي يكونوا بمستوي ما يعهد لهم من مهمات و يوكل اليهم من أعمال، و كان نصب عينيه أن يكونوا الأسوة و القادة، و أن يقال عنهم: «رحم الله جعفر بن محمد ما أحسن ما أدب به أصحابه».

و بمرور الأيام، نجد أن رجال المدرسة - أو من سميناهم بالهيئة العلمية - يتبوؤن مواقعهم بكفاءة عالية، و تمكن باهر. و لأن الامام الصادق علم استعداد كل منهم ورعي مواهبهم فوجهها الي ما يجلو فيها القدرة و يصقل الامكانية، و نتج من ذلك مجموعة من كبار العلماء الذين خدموا الأمة الاسلامية كمجاهدين تحت عين الامام الصادق، و عكفوا علي حفظ تراثه الفقهي و ثروته العلمية في كتب ضمت المسائل و الأحكام و التعاليم و الأحاديث يفتخر بها الفكر الاسلامي، و يعتز بها الشيعة. و يتباهون، لأن دقائق المسائل و غني الأحكام و وضوح البراهين و الحجج، و بيان العلل و حكمة التشريع؛ تجعل الفقه الجعفري وعاء العلم الاسلامي، و من الطبيعي جدا أن تأخذ بعض الحكومات بأحكام الفقه الجعفري لمعالجة بعض المسائل التي تتعلق بأحوال الأفراد لما فيها من رعاية لمصالح الناس و رفع الحرج عنهم، كما فعلت الحكومة المصرية. و كم بين الناس من يلجأ الي اعتناق المذهب الجعفري منقادا الي روح العدل و الصواب.

و القصد، أن تعقيب الامام الصادق علي اتجاه أصحابه في المحاورة و المناظرة كان علي سبيل بلوغ ما يرجوه و ما يسعي الي تحقيقه بواسطتهم من خلال تبني المنهج بطرق للحوار و الاستدلال عميقة و مؤثرة. و هو من ناحية أخري يعدهم بوصاياه فيقول:

«لا تتكلم فيما لا يعنيك، ودع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتي تجد له موضعا، فرب متكلم تكلم بالحق بما يعنيه في غير موضعه فتعب. و لا تمارين سفيها و لا حليما، فان الحليم يغلبك و السفيه يرديك».

و من أقواله عليه السلام التي توضح منهج مدرسته و أسس حركتها العلمية: «دعامة



[ صفحه 280]



الانسان العقل، و بالعقل يكمل، و هو دليله و مبصره و مفتاح أمره».

و يبين عليه السلام أصناف طلبة العلم قائلا:

«طلبة العلم علي ثلاثة أصناف، فاعرفهم بأعيانهم و صفاتهم: صنف يطلبه للجهل و المراء، و صنف يطلبه للاستطالة و الختل، و صنف يطلبه للفقه و العقل.

فصاحب الجهل و المراء متعرض للمقال في أندية الرجال، يتذاكر العلم و صفة الحلم، قد تسر بل بالخشوع، و تخلي عن الورع، فدق الله من هذه خيشومه.

و صاحب الاستطالة و الختل ذو خب [10] و ملق، يستطيل علي مثله من أشباهه، و يتواضع للأغنياء من دونه.

و صاحب الفقه و العقل ذو كآبة و حزن، يعمل و يخشي، وجلا داعيا مشفقا علي شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق اخوانه».

و مما أوضحه الامام الصادق عليه السلام من خصائص منهجه، هو اعتماد العقل مع وجوه ما قام به من حركة علمية و اقتران صفاتها العامة به، و قد كان لذلك أثره في تجنب المزالق التي يحدثها القياس الذي علي الرأي الذي ينزع كثيرا الي الهوي و الميل. أما العقل فهو من صفات الاكتمال في شخصية المؤمن، و من مصادر دوام الشرائع و الأحكام. و كبقية القضايا المهمة في وجود الانسان المسلم، يعرض الامام الصادق منزلة العقل: فعن محمد بن سليمان عن أبيه قال: قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام: فلان من عبادته و دينه و فضله كذا و كذا؟ قال: فقال: «كيف عقله؟» فقلت: لا أدري. فقال: «ان الثواب علي قدر العقل. ان رجلا من بني اسرائيل كان يعبدالله عزوجل في جزيرة من جزائر البحر، خضراء نضرة كثيرة الشجر طاهرة الماء، و ان ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا. فأراه الله عزوجل ذلك. فاستقله الملك، فأوحي الله عزوجل اليه أن أصحبه. فأتاه الملك في صورة أنسي، فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد، بلغنا مكانك و عبادتك بهذا المكان، فجئت لأعبد معك. فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: ان مكانك لنزهة. قال: ليت لربنا حمار لرعيناه في هذا الموضع، فان هذا الحشيش



[ صفحه 281]



يضيع. فقال له الملك: و ما لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش. فأوحي الله عزوجل الي الملك: انما أثيبه علي قدر عقله» [11] .

بهذا المنهج سعي الامام الصادق الي اغناء واقع الأمة، و حملها علي الالتزام بالمنهج الاسلامي و السنة النبوية الشريفة، فقد أثر عن النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم قوله: «قوام المرء عقله، و لا دين لمن لا عقل له». و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «سيد الأعمال في الدارين العقل، و لكل شي ء دعامة، و دعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته لربه».

و يوضح الامام الصادق للناس نعمة العقل قائلا: «اذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان أول ما يغير منه عقله».

و يقول عليه السلام: «كما العقل في ثلاث: التواضع لله، و حسن اليقين، و الصمت الا من خير» عليه السلام و في مقابله يضع عليه السلام «الجهل و يقول: الجهل في ثلاث: الكبر و شدة المراء و الجهل بالله. فأولئك هم الخاسرون».

و ما يتعلق بالمختصين من هيئة مدرسته، فان صياغة أقواله عليه السلام تفي بالغاية و الغرض فيقول: «يغوص العقل علي الكلام، فيستخرجه من مكنون الصدر، كما يغوص الغائص علي اللؤلؤ المستكنة في البحر» و ان «العاقل ان كلم أجاب، و ان نطق أصاب. و ان سمع وعي».

و يقيد الامام الصادق السلوك المتعلق بالمنهج بالعقل فيقول: «التودد نصف العقل». و يخاطب رجال مدرسته بأن لا يثقلوا علي الناس، و لا ينفروهم، و أن يترفقوا بهم، و يسهلوا لهم المداخل. و يقول لهم: «فرغبوا الناس في دينكم، و فيما أنتم فيه».

و يراجعه الأصحاب فيما يهمهم من شؤون عملهم في تطبيق المنهج. فعن اسحاق قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: الرجل آتيه أكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله، و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته، و منهم من آتيه فأكلمه فيقول: أعد علي؟ فقال: «يا اسحاق، أو ما تدري لم هذا؟» قلت: لا. قال «الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرف كله، فذاك من عجنت نطفته بعقله. و أما الذي تكلمه، فيستوفي كلامك: ثم يجيبك علي كلامك؛ فذاك الذي ركب عقله في بطن أمه. و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي. فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر. فهو يقول: اعد علي».



[ صفحه 282]



و يتكفل الامام الصادق ببيانه و حكمة أقواله ايضاح أهم الخصائص في خطة العمل و الدعوة فيقول عليه السلام: «العاقل من كان ذلولا عند اجابة الحق، منصفا بقوله، جموحا عند الباطل، خصما بقوله، يترك دنياه و لا يترك دينه. و دليل العاقل شيئان: صدق القول و صواب الفعل. و العاقل لا يتحدث بما ينكره العقل، و لا يتعرض للتهمة، و لا يدع مداراة من ابتلي به، و يكون العلم دليله في أعماله، و الحلم رفيقه في أحواله، و المعرفة تعينه في مذاهبه. و الهوي عدو العقل، و مخالف الحق، و قرين الباطل».

أما اذا أردنا أن نعلم ما هو الطريق الي تحصيل هذه الملكة، و رعاية هذه النعمة، فان الامام الصادق عليه السلام يجيبنا بوجيز قول و عظيم معني يغني عن كل سؤال فيقول: «كثرة النظر في العلم تفتح العقل».

و لأن الامام الصادق هو عالم الأمة و صاحب الولاية الشرعية، فقد أقبل عليه الأصحاب فيما يهمهم و يشغل بالهم، و عرضوا عليه المسائل التي يكثر فيها الجدل، و قصده الكثير للتخلص من الحيرة و الغموض. و كان الامام الصادق يعلم ما يدور في زوايا المجتمع من محاورات و أحاديث تسبب ارتباكا و اضطرابا، فانفتح علي الناس قائلا: «سلوني قبل أن تفقدوني» فأقبل الناس عليه من مختلف الطبقات و المراتب، و كانوا يجدون عنده علما غزيرا، و خلقا يعجز المرء عن وصفه. لأن شخصية في علمها و ورعها كشخصية الامام الصادق لا يقارن بها معاصروه، انما هناك صور للرعاية الالهية و الحكمة العليا في خصال الامام الصادق عليه السلام و علمه و تقاه. فحلمه يسع جميع ضروب أهل الأهواء و المقالات و الجدل، و علمه يفيض علي كل سائل و طالب علم، حتي فرض علي الحذاق من المتكلمين و الزنادقة و الملحدين و اضطرهم الي الاذعان ليشهدوا: (انه الحليم الرزين العاقل الرصين، لا يعتريه خرق و لا طيش و لا نزف، يسمع كلامنا و يصغي الينا، و يستعرف حجتنا، حتي اذا استفرغنا ما عندنا، و ظننا أنا قد قعطناه؛ أدحض حجتنا بكلام يسير و خطاب قصير، يلزمنا به الحجة. و يقطع العذر، و لا نستطيع لجوابه ردا).

سأله أبوحمزة عما يقال من أن الله جسم.

فقال عليه السلام: «سبحان من لا يعلم أحد كيف هو الا هو، ليس كمثله شي ء



[ صفحه 283]



و هو السميع البصير، لا يحد، و لا يحس، و لا تدركه الحواس، و لا يحيط به شي ء و لا جسم و لا تخطيط و لا تحديد».

و دخل عليه نافع بن الأزرق فقال: يا أباعبدالله، أخبرني متي كان الله؟ فقال عليه السلام: «متي لم يكن حتي أخبرك متي كان، سبحان من لم يزل و لا يزال فردا صمدا لم يتخذ صحابة و لا ولدا».

و قال ابن أبي يعفور: سألت أباعبدالله عن قول الله: (هو الأول و الآخر) فقلت: أما الأول فقد عرفناه، و أما الآخر فبين لنا تفسيره.

فقال عليه السلام: «انه ليس شي ء يبيد أو يتغير و يدخل التغيير و الزوال و الانتقال من لون الي لون أو من هيئة الي هيئة، و من صفة الي صفة، و من زيادة الي نقصان، و من نقصان الي زيادة، الا رب العالمين. فانه لم يزل و لا يزال بحالة واحدة، و هو الأول قبل كل شي ء علي ما لم يزل، لا تختلف عليه الصفات و الأسماء» [12] .

فان أردنا التعرف علي الآثار اللاحقة في طرق مناظرة أصحاب الامام الصادق، و كيف استقر ما رعاه الامام و عمل علي تحقيقه في وسائل الحجاج و طرق محاورة أهل الأهواء و الفرق و الأديان، نلمسها واضحة في أقوالهم و منطق تعرضهم.

اجتمع هشام بن الحكم في احدي رحلاته الي البصرة بعمرو بن عبيد المتوفي سنة 144 ه و هو من شيوخ المعتزلة، و تناظرا في الامامة. و كان عمرو يذهب الي أن الامامة اختيار من الأمة في سائر الأعصار. و هشام يذهب الي أنها نص من الله و رسوله علي علي بن أبي طالب و علي من يلي عصره من ولده الطاهرين.

فقال هشام لعمرو بن عبيد: أليس قد جعل لك عينين.

قال: بلي.

قال: و لم؟

قال: لأنظر بهما في ملكوت السماوات و الأرض فأعتبر.

قال: فلم جعل لك سمعا؟

قال: لأسمع به التحليل و التحريم و الأمر و النهي.



[ صفحه 284]



قال: فلم جعل لك فما؟

قال: لأذوق المطعوم، و أجيب الداعي.

ثم عدد الحواس كلها.

قال: و لم جعل لك قلبا؟

قال: لتؤدي اليه الحواس ما أدركته، فيميز بين مضارها و منافعها.

قال هشام: فكان يجوز أن يخلق الله سائر حواسك، و لا يخلق لك قلبا تؤدي هذه الحواس اليه؟

قال عمرو: لا.

قال: و لم؟

قال: لأن القلب باعث لهذه الحواس علي ما يصلح لها.

فقال هشام: يا أبامروان - يعني عمرو - ان الله تبارك و تعالي لم يترك جوارحك حتي جعل لها اماما يصحح لها الصحيح، و يترك هذا الخلق كله لا يقيم لهم اماما يرجعون اليه؟!

قال المسعودي: فتحير عمرو، و لم يأت بفرق يعرف [13] .

و عن الامام موسي بن جعفر عليه السلام قال: دخل عمرو بن عبيد البصري علي أبي عبدالله عليه السلام فلما سلم و جلس عنده تلا هذه الآية قوله تعالي: (الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش» ثم أمسك عنه، فقال أبوعبدالله «ما أسكتك؟» قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله. فقال: «نعم يا عمرو، أكبر الكبائر الشرك بالله، يقول الله تبارك و تعالي: (انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار) و بعده الأياس من روح الله، لأن الله تعالي يقول: (و لا تايئسوا من روح الله انه لا يايئس من روح الله الا القوم الكافرون) و الأمن من مكر الله، لأن الله يقول: (فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) و منها عقوق الوالدين، لأن الله تعالي جعل العاق جبارا شقيا. و قتل النفس التي حرم الله الا بالحق لأن الله تعالي يقول: (فجزاؤه جهنم خالدا فيها) و قذف المحصنات، لأن الله تعالي يقول: (الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) الي قوله: (لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم) و أكل ما اليتيم ظلما لقوله تعالي: (ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما



[ صفحه 285]



انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا) و الفرار من الزحف، لأن الله تعالي يقول: (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد بآء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) و أكل الربا: لأن الله عزوجل يقول: (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) و السحر لأن الله تعالي يقول: (و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا - الا من تاب) و اليمين الغموس، لأن الله عزوجل يقول: (ان الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الأخرة) و الغلول، يقول الله عزوجل: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة) و منع الزكاة المفروضة، لأن الله تعالي يقول: (فتكوي بها جباههم و جنوبهم) و شهادة الزور و كتمان الشهادة، لأن الله عزوجل يقول: (و من يكتمها فانه ءاثم قلبه) و شرب الخمر، لأن الله عزوجل عدل بها عبادة الأوثان. و ترك الصلاة متعمدا، فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و نقض العهد. و قطيعة الرحم، لأن الله عزوجل يقول (أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار).

قال: فخرج عمرو، و له صراخ من بكائه، و هو يقول: هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم.

و عن أبي مالك الأحمسي قال: خرج الضحاك الشاري (الخارجي) بالكوفة فحكم و تسمي بامرة المؤمنين، و دعي الناس الي نفسه.

فأتاه مؤمن الطاق. فلما رأته الشراة و ثبوا في وجهه، فقال لهم: جانح. فأتوا به صاحبهم، فقال له مؤمن الطاق: أنا رجل علي بصيرة من ديني، فأحببت الدخول معكم.

فقال الضحاك لأصحابه: ان دخل هذا معكم نفعكم. ثم أقبل مؤمن الطاق علي الضحاك فقال: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب، و استحللتم قتله و قتاله؟

قال الضحاك: لأنه حكم في دين الله.

قال مؤمن الطاق: و كل من حكم في دين الله استحللتم دمه و قتاله و البراءة منه؟

قال: نعم.

قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه، لأدخل معك ان غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي، من يوقف المخطي ء علي خطأه و يحكم للمصيب



[ صفحه 286]



بصوابه؟ فلابد لنا من انسان يحكم بيننا، فأشار الضحاك الي رجل من أصحابه و قال: هذا الحكم بيننا، فهو عالم بالدين.

قال مؤمن الطاق: و قد حكمت هذا في الدين الذي جئت أناظرك فيه؟ قال: نعم. فأقبل مؤمن الطاق علي أصحاب الضحاك فقال: ان صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به. فاختلف أصحابه و أسكتوه، و خرج مؤمن الطاق منتصرا [14] .

و كنا في الأصل قد خصصنا لحملة الامام الصادق علي الغلاة جزءا من هذا الفصل، غير أننا وجدنا أن البحث قد يطول و يتعدي حدود ما نرجو له من عدم التكرار، و اكتفينا بما سبق من بحث لمشكلة الغلاة، و ما قام به الامام الصادق من دحض لأقوالهم و فضح لمعتقداتهم، و فيه غني و بيان واف لمنهج الامام في ذلك، و قد كان جهده عليه السلام في هذا المجال مصحوبا بآلام نفسية. فهو يواجه أعداء تلبسوا بروابط و ادعاءات، و وجد نفسه عليه السلام هو و آباءه الكرام غاية أولئك الكفرة و غرض مسعاهم.

قلنا ان عصر الامام الصادق شهد تيارات من الألحاد و الزندقة و غيرها، و قد كانت حركة الزندقة ذات خطر شديد، لأنها عبارة عن تنظيم اجتمع فيه حذاق الكلام و الخائضون في المقالات و المذاهب، و وضعوا لأنفسهم خطة لافساد العقائد، و زرع الشكوك في نفوس المؤمنين. و قد لفتت شخصية الامام الصادق انتباههم و راحوا في مناسبات عديدة يقصدونه و هم علي كفرهم، فيخرجون مقطوعين مدحورين.

و كان من أبرز قادتهم ابن أبي العوجاء [15] و قد أشرنا اليه في أكثر من مورد سابقا و في أجزاء الكتاب السابقة. و قد اجتمع مرة هو و نفر من الزنادقة منهم: ابن طالوت، و ابن الأعمي، و ابن المقفع في الموسم بالمسجد الحرام، و كان الامام الصادق فيه اذ ذاك يفتي الناس، و يفسر لهم القرآن، و يجيب عن المسائل بالحجج و البينات. فقال القوم لابن أبي العوجاء: هل لك في تغليط هذا الجالس، و سؤاله عما يفضحه عند



[ صفحه 287]



هؤلاء المحيطين به، فقد تري فتنة الناس به، و هو علامة زمانه.

فقال لهم ابن أبي العوجاء: نعم. ثم تقدم، ففرق الناس، فقال: يا أباعبدالله ان المجالس أمانات، و لابد لكل من كان به سعال أن يسعل، أفتأذن لي في السؤال؟

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: «سل ان شئت».

فقال له ابن أبي العوجاء: الي كم تدرسون هذا البيدر، و تلوذون بهذا الحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر، و تهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ من فكر في هذا أو قدر، علم أنه فعل غير حكيم و لا ذي نظر، فقل فانك رأس هذا الأمر و سنامه، و أبوك أسه و نظامه.

فقال له الصادق عليه السلام: «ان من أضله الله و أعمي قلبه استوخم الحق فلم يستعذ به، و صار الشيطان وليه و ربه، يورده مناهل الهلكة و لا يصدره، و هذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم علي تعظيمه و زيارته، و جعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، و طريق يؤدي الي غفرانه، منصوب علي استواء الكمال و مجمع العظمة و الجلال، خلقه الله تعالي قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمر، و انتهي عما زجر الله المنشي ء للأرواح و الصور».

فقال له ابن أبي العوجاء: ذكرت يا أباعبدالله، فأحلت علي غائب.

فقال الامام الصادق عليه السلام: «كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد، و اليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، و يعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان، و لا يشتغل به مكان، و لا يكون له مكان أقرب من مكان، تشهد له بذلك آثاره، و تدل عليه أفعاله. والذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة محمد صلي الله عليه و آله و سلم جاءنا بهذه العبادة، فان شككت في شي ء من أمره فاسأل عنه أوضحه لك.

فأبلس ابن أبي العوجاء، و لم يدر ما يقول، فانصرف من بين يديه. فقال لأصحابه: سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة، فألقيتموني علي جمرة.

قالوا له: أسكت، فوالله لقد فضحتنا بحيرتك و انقطاعك، و ما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه.

فقال لهم: ألي تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤوس من ترون، و أومأ الي أهل



[ صفحه 288]



الموسم [16] .

و في رواية الطبرسي زيادة: أن ابن أبي العوجاء قال: فهو في كل مكان؟ أليس اذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ و اذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟ فقال الامام الصادق عليه السلام: «انما وصفت المخلوق الذي اذا انتقل من مكان اشتغل به مكان، و خلا منه مكان، فلا يدري في المكان الذي صار اليه ما حدث في المكان الذي كان فيه. فأما الله العظيم الشأن، الملك الديان، فلا يخلو منه مكان، و لا يشتغل به مكان، و لا يكون الي مكان أقرب منه الي مكان».

و عن هشام بن الحكم قال: كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبدالله عليه السلام علم، فخرج الي المدينة ليناظره. فلم يصادفه بها. و قيل: هو بمكة. فخرج الي مكة و نحن مع أبي عبدالله عليه السلام فانتهي اليه - و هو في الطواف - فدنا منه و سلم.

فقال له أبوعبدالله: «ما اسمك؟»

قال: عبدالملك.

قال: «فما كنيتك؟»

قال: أبوعبدالله.

قال أبوعبدالله عليه السلام: «فمن ذا الملك الذي أنت عبده، أمن ملوك الأرض أم من ملوك السماء؟ و أخبرني عن ابنك أعبد اله السماء، أم عبد اله الأرض؟» فسكت.

فقال أبوعبدالله: «قل». فسكت.

فقال: «اذا فرغت من الطواف فأتنا». فلما فرغ أبوعبدالله عليه السلام من الطواف أتاه الزنديق. فقعد بين يديه، و نحن مجتمعون عنده، فقال أبوعبدالله عليه السلام: «أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا؟»

فقال: نعم.

قال: «فدخلت تحتها؟».

قال: لا.

قال: «فهل تدري ما تحتها؟».



[ صفحه 289]



قال: لا أدري، الا أني أظن أن ليس تحتها شي ء.

فقال أبوعبدالله: «فالظن عجز ما لم تستيقن». ثم قال له: «فصعدت الي السماء؟».

قال: لا.

قال: «أفتدري ما فيها؟».

قال: لا.

قال: «فالعجب لك، لم تبلغ المشرق، و لم تبلغ المغرب، و لم تنزل تحت الأرض، و لم تصعد الي السماء، و لم تخبر ما هناك فتعرف ما خلفهن، و أنت جاحد بما فيهن، و هل يحجد العاقل ما لا يعرف؟».

فقال الزنديق: ما كلمني بهذا غيرك.

قال أبوعبدالله عليه السلام: «فأنت من ذلك في شك، فلعل هو، و لعل ليس هو».

قال: و لعل ذلك.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: «أيها الرجل، ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل علي العالم. يا أخا أهل مصر، تفهم عني، أما تري الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان و لا يستبقان، يذهبان و يرجعان، قد اضطرا ليس لهما مكان الا مكانهما، فان كانا يقدران علي أن يذهبا فلم يرجعان؟ و ان كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا؟ اضطرا والله يا أخا مصر، أن الذي تذهبون اليه و تظنون من الدهر، فان كان هو يذهبهم فلم يردهم؟ و ان كان يردهم فلم يذهب بهم؟ أما تري السماء مرفوعة، و الأرض موضوعة، لا تسقط السماء علي الأرض، و لا تنحدر الأرض فوق ما تحتها، أمسكها والله خالقها و مدبرها».

قال: فآمن الزنديق علي يدي أبي عبدالله. فقال عليه السلام: «هشام خذه اليك و علمه».

و من الزنادقة الذين تظهر أسماؤهم كثيرا غير ابن أبي العوجاء هو: أبوشاكر الديصاني. منها ما يرويه الطبرسي و الشيخ المفيد: أنه دخل مرة علي أبي عبدالله و قال: يا جعفر بن محمد دلني علي معبودي.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: «اجلس. من أقرب الدليل علي ذلك ما أظهره. لك ثم دعي ببيضة، فوضعها في راحته، فقال أبوعبدالله: «يا ديصاني، هذا حصن



[ صفحه 290]



مكنون، له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، و فضة ذائبة. فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها، لا يخرج منها خارج مصلح، فيخبر عن صلاحها، و لا يدخل اليها داخل مفسد فيخبر عن فسادها. لا يدري للذكر خلقت أم للأنثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس. أتري له مدبرا؟».

قال: فأطرق مليا ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه.

و ما دمنا لا نقصد الاحاطة بكل ما جري بين الامام الصادق و بين حركة الزنادقة، فانها من الكثرة و السعة بحيث يضيق بها ما خصصناه لموضوع البحث في منهج الامام الصادق و منشأ مدرسته الفكرية؛ فاننا نكتفي بهذا القدر و هي مبسوطة في مظانها.

و يتجه منهج الامام الصادق الي المسألة الثانية بعد التوحيد و الاستدلال علي وجود الخالق في مواجهة شكوك الملحدين و أقوال الزنادقة، و هي مسألة الامامة، أو السلطة الروحية، فيقول عليه السلام:

«نحن نزعم أن الأرض لا تخلو من حجة، و لا تكون الحجة الا من عقب الأنبياء. ما بعث الله نبيا قط من غير نسل الأنبياء، و ذلك أن الله شرع لبني آدم طريقا منيرا، و أخرج من آدم نسلا طاهرا طيبا، أخرج منه الأنبياء و الرسل هم صفوة الله و خلص الجوهر، طهروا في الأصلاب، و حفظوا في الأرحام، لم يصبهم سفاح الجاهلية و لا شاب أنسابهم، لأن الله عزوجل جعلهم في موضع لا يكون أعلي درجة و شرفا منه. فمن كان خازن علم الله و أمين غيبه و مستودع سره و حجته علي خلقه و ترجمانه و لسانه، لا يكون الا بهذه الصفة. و الحجة لا يكون الا من نسلهم، يقوم مقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم في الخلق بالعلم الذي عنده و ورثه عن الرسول. ان جحده الناس سكت، و كان بقاء ما عليه الناس قليلا مما في أيديهم من علم الرسول علي اختلاف منهم فيه، قد أقاموا بينهم الرأي و القياس. و انهم ان أقروا به و أطاعوه و أخذوا عنه، ظهر العدل و ذهب الاختلاف و التشاجر، و استوي الأمر و أبان الدين، و غلب علي الشك اليقين. و لا يكاد أن يقر الناس به و لا يطيعوا له أو يحفظوا له بعد فقد الرسول.



[ صفحه 291]



و ما مضي رسول و لا نبي قط لم يختلف أمته من بعده. و انما كان علة اختلافهم علي الحجة و تركهم اياه».

قال: فما يصنع بالحجة اذا كان بهذه الصفة؟

قال: «قد يقتدي به و يخرج عنه الشي ء بعد الشي ء مكانه منفعة الخلق و صلاحهم، فان أحدثوا في دين الله شيئا أعلمهم، و ان زادوا فيه أخبرهم، و ان نفدوا منه شيئا أفادهم..» اه.

تلك هي قاعدة المنهج و أصل الدعوة، و هي محفوفة بالصعاب و العوائق، و ما يسره الله له من علم و زوده به من رفعة و خصال، و ما اختصه به من مزايا الامامة، كافية لقيام الحجة بالأمر و ظهورها في الواقع، لكن سبيلها وعر، و قد امتلأت الآفاق بالأخطار و أحاطت الصعاب سيرة الامام من كل الجهات، و لذلك فان الرسالة بغاية الصعوبة، و قد أشار الامام الصادق مرارا الي المصاعب التي تكتنفه، و الي ما يحطي بالدعوة. روي المفضل بن عمر أن الامام الصادق قال:

«ان أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله الا: صدور مشرقة، و قلوب منيرة، و أفئدة سليمة، و أخلاق حسنة. لأن الله تعالي قد أخذ علي محبنا الميثاق، فمن وفي لنا؛ و في الله له بالجنة، و من أبغضنا و لم يؤد الينا حقنا فهو في النار، و ان عندنا سرا من الله ما كلف الله أحدا غيرنا ذلك. ثم أمرنا بتبليغه، فبلغناه، فلم نجد له أهلا و لا موضعا و لا حملة يحملونه، حتي خلق الله لذلك قوما خلقوا من طينة محمد و ذريته صلي الله عليه و آله و سلم و من نورهم، صنعهم الله بفضل صنع رحمة، فبلغناهم عن الله ما أمرنا، فقبلوه و احتملوا ذلك و لم تضطرب قلوبهم، و مالت أرواحهم الي معرفتنا و سرنا، و البحث عن أمرنا.

و ان الله خلق أقواما للنار، و أمرنا أن نبلغهم ذلك، فبلغناهم، فاشمأزت قلوبهم منه، فنفزوا عنه، و ردوه علينا، و لم يحتملوه، و كذبوا به، و طبع الله علي قلوبهم؛ ثم أطلق ألسنتهم ببعض الحق، فهم ينطقون به لفظا، و قلوبهم منكرة له...» اه.

و ينيط عليه السلام أغلب مناظراته و أقواله التي تنعكس عن منهجه بهذا المقصد، فعندما يتحدث عليه السلام عن التفاضل بالتقوي، و أن ولد آدم كلهم سواء في الأصل، و يرد علي أقوال من يتحري مظان التدافع و شبه الوهن كما يوهمه الشيطان، يقول عليه السلام:

«نعم، اني وجدت أصل الخلق التراب، و الأب آدم، و الأم حواء، خلقهم اله



[ صفحه 292]



واحد، و هم عبيده. ان الله عزوجل اختار من ولد آدم أناسا طهر ميلادهم، و طيب أبدانهم، و حفظهم في أصلاب الرجال و أرحام النساء، أخرج منهم الأنبياء و الرسل فهم أزكي فروع آدم، فعل ذلك لأمر استحقوه من الله عزوجل، ولكن علم الله منهم حين ذرأهم أنهم يطيعونه و يعبدونه و لا يشركون به شيئا، فهؤلاء بالطاعة نالوا من الله الكرامة و المنزلة الرفيعة عنده، و هؤلاء الذين لهم الشرف و الفضل و الحسب. و ساير الناس سواء، الا من أتقي الله أكرمه، و من أطاعه أحبه، و من أحبه لم يعذبه بالنار».

و توحي النظرة في حدود مدرسة الامام الصادق و ضروب مساعي أصحابه، باستقرار الأمر و استتباب الحال، لأن مظاهر العمل تجري بنظام واسع حتي كأن الحكام لا وجود لهم. و ذلك ما يدعو الي التأمل في سر هذه القوة، و الي التفكر - لمن يراودهم الشك - في أصل هذه القدرة و قيامها كسلطة قواعدها في القلوب و الصدور، و تعتمد تسديد الله لها و تأييده، و تضع سياساتها في مجال الطاعة و العبودية للخالق الواحد. و قد تقدم كثير من الموارد في ما مضي من الكتاب عن الحالات التي كان سلاح الامام الصادق فيها هو اللجوء الي الله و التوكل عليه. و قد جعل الامام الصادق ذلك من أهم مكونات منهجه، فيقول لبعض أصحابه: «اذا خفت أمرأ يكون، أو حاجة تريدها، فابدأ بالله عزوجل، فمجده، واثن عليه كما هو أهله، و صل علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اسأل حاجتك، و تباك ولو مثل رأس الذباب، ان أبي عليه السلام كان يقول: ان أقرب ما يكون العبد من الرب عزوجل و هو ساجد باك» [17] .

و سئل عليه السلام: ما العلة التي من أجلها لا يصلي الرجل و هو متوشح فوق القميص؟ فقال عليه السلام: «لعله التكبر في موضع الاستكانة».

أما الغرض ذاته، فان الامام الصادق يصف واجباته بشرح يدخل في عوالم العبودية لله التي تؤدي الي اشعار المؤمن بالقوة و التفوق في وسط ذلك الخضم من الأحداث.

ففي الركوع يقول عليه السلام: «لا يركع عبدالله ركوعا علي الحقيقة؛ الا زينه الله بنور بهائه، و أظله في ظل كبريائه، و كساه كسوة أصفيائه. و الركوع أول، و السجود ثان، فمن أتي بمعني الأول صلح للثاني. و في الركوع أدب، و في السجود قرب، و من لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب، فاركع ركوع خاشع لله عزوجل بقلبه، متذلل



[ صفحه 293]



و جل تحت سلطانه، خافض له بجوارحه خفض خائف حزن علي ما يفوته من فائدة الراكعين».

و في سجود يقول عليه السلام:

«ما خسر والله تعالي قط من أتي بحقيقه السجود ولو كان في العمر مرة واحدة، و ما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال شبيها بمخادع نفسه، غافل لاه عما أعد الله تعالي للساجدين من أنس العاجل و راحة الآجل، و لا بعد عن الله تعالي أبدا من أحسن تقربه في السجود، و لا قرب اليه أبدا من أساء أدبه وضيع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال سجوده. فاسجد سجود متواضع لله ذليل، علم أنه خلق من تراب يطأه الخلق، و أنه ركب من نطفة يستقذرها كل أحد، و كون و لم يكن. و قد جعل الله معني السجود سبب التقرب اليه بالقلب و السر و الروح، فمن قرب منه بعد من غيره. ألا تري في الظاهر أنه لا يستوي حال السجود الا بالتواري عن جميع الأشياء، و الاحتجاب عن كل ما تراه العيون. كذلك أراد الله تعالي أمر الباطن، فمن كان قلبه متعلقا في صلاته بشي ء دون الله فهو قريب من ذلك الشي ء، بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته. قال الله تعالي: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «قال الله عزوجل ما اطلع علي قلب عبد فأعلم فيه حب الاخلاص لطاعتي لوجهي و ابتغاء مرضاتي، الا توليت تقويمه و سياسته. و من اشتغل في صلاته بغيري فهو من المستهزئين بنفسه، و اسمه مكتوب في ديوان الخاسرين».

أما التشهد في الصلاة فيصفه عليه السلام:

«التشهد ثناء علي الله، فكن عبدا له في السر، خاضعا له في الفعل، كما أنك عبد له في القول و الدعوي. و صل صدق لسانك بصفاء صدق سرك، فانه خلقك عبدا، و أمرك أن تعبده بقلبك و لسانك و جوارحك، و أن تحقق عبوديتك له و ربوبيته لك، و تعلم أن نواصي الخلق بيده، فليس لهم نفس و لا لحظة الا بقدرته و مشيته، و هم عاجزون عن اتيان أقل شي ء في مملكته الا باذنه و ارادته. قال الله عزوجل: (و ربك يخلق ما يشآء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالي عما يشركون) فكن لله عبدا شاكرا بالقول و الدعوي، و صل صدق لسانك بصفاء سرك، فانه خلقك، فعزوجل أن تكون ارادة و مشية لأحد الا بسابق ارادته و مشيته، فاستعمل العبودية في الرضا بحكمته، و بالعبادة في أداء أوامره. و قد أمرك بالصلاة علي حبيبه محمد صلي الله عليه و آله و سلم فأوصل



[ صفحه 294]



صلاته بصلاته، و طاعته بطاعته، و شهادته بشهادته. و انظر ألا تفوتك بركات معرفة، حرمته فتحرم عن فائدة صلاته. و أمره بالاستغفار لك و الشفاعة فيك ان أتيت بالواجب في الأمر و النهي و السنن و الآداب، و تعلم جليل مرتبته عندالله عزوجل».

و قبل أن نأتي الي التسليم أو استقبال القبلة، فان ما يطلع عليه المؤمن في عالم العبودية من وجوه الحرية و مظاهر العزة و أسباب القوة، و ما يراه في دنيا الطاعة من أشكال النفع و عوامل السيادة، و بواسطة بيان الامام الصادق و بنائه اللغوي و صياغته البلاغية، يلمس السملم في ظل الظرف أن عالم الامامة و منهج الحجة هو الطريق الي الصميم و الغور، و أن عالم السلطان و سياسة خلفاء الزمان هو في الشكل و المظهر، و الأول فيه من القوة و المنعة ما يكسر السيوف، و يبطل مكايد الحكام، لأنه متصل بالله و متعلق بهداه.

و لهذا رأينا الامام الصادق - كما في رواية عمار الساباطي - ينهي أن يتوشح الامام. و في رواية أخري عن الهيثم بن واقد أن الامام قال: «انما كره التوشح فوق القميص لأنه من فعل الجبابرة».

و أي مؤمن مسلم يستغني علي مر الدهور عن أضواء الصادق عليه السلام؟ و هو يقود الألباب، و يوجه النفس الي عوالم الاسلام و روحانية الرسالة المحمدية التي استملي منها قواعد منهجه، و استمد من بهائها لوائح نهجه. و ما أوردناه متعلق بالأجزاء القليلة التي اخترناها، أما غيرها من أقوال الامام الصادق فهي من السعة و الكثرة بحيث قامت عليها أصول كتب الفقه الشيعي، و أغنت مصنفات علمائهم عبر المئات من السنين، و ضمت أبواب الصلاة بيان علل الأركان و الركعات و الأحكام المتعلقة بها، و ما اليها من مستحبات و مبطلات، و كافة المسائل المتعلقة بها مما يحمل المسلم الي بحر زخار بالعلم و الهداية.

في التسليم يقول الامام الصادق عليه السلام:

«معني التسليم في دبر كل صلاة: الأمان، أي من أتي أمر الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم خاضعا له خاشعا منه؛ فله الأمان من بلاء الدنيا، و البراءة من عذاب الآخرة. و السلام اسم من أسماء الله تعالي، أودعه خلقه ليستعملوا معناه في المعاملات و الأمانات، و تصديق مصاحبتهم فيما بينهم، و صحة معاشرتهم. فان أردت أن تضع السلام



[ صفحه 295]



موضعه، و تؤدي معناه، فاتق الله تعالي ليسلم منك دينك و قلبك و عقلك، ألا تدنسها بظلمة المعاصي. و لتسلم منك حفظتك ألا تبرمهم و تملهم و توحشهم منك بسوء معاملتك معهم، ثم مع صديقك، ثم مع عدوك. فان من لم يسلم منه من هو الأقرب اليه فالأبعد أولي، و من لا يضع السلام مواضعه فلا سلام و لا اسلام و لا تسليم، و كان كاذبا في سلامه و ان أفشاه في الخلق».

أما الاستقبال، فان الامام الصادق يجعله خروجا من مشاغل الدنيا و همومها، و تطلعا الي عالم الله: «اذا استقبلت القبلة فآيس من الدنيا و ما فيها، و الخلق و ما هم فيه، و استفرغ قلبك من كل شاغل يشغلك عن الله تعالي، و عاين بسرك عظمة الله عزوجل، و اذكر وقوفك بين يديه، قال الله تعالي: «هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردوا الي الله مولاهم الحق) وقف علي قدم الخوف و الرجاء».

اذا من المكونات الأساسية للمدرسة و المنهج هو العمل علي الطاعة، و الدخول الي عالم العبودية المطلقة لله، و في ذلك سر هذا التكامل في المنهج و القوة في الموقف اذا نظرت الي ذلك العصر بنظرة العموم، من حيث أن الدنيا موضع ابتلاء لامتلائها بالمفاسد و الأهواء التي لها سلطان علي الأنفس في كل الأحوال، الا من رحم الله، فقاده الي الايمان و هداه الي الحجة. أما اذا نظرت الي العصر بخصائصه و أحواله، فهو ملي ء بالأحداث كما رأيت، فان وضعنا مدرسة الامام الصادق وسط هذه الأحداث، وجدنا أن المدرسة في معركة لا تهدأ، و جهاد لا يفتر. و قد جلبت شهرة الامام الصادق و شيوع ذكره أفرادا من الناس لهم أغراض مختلفة، فمنهم الباحث عن الحق الذي يرجوه لشفاء نفسه مما ألم بها لتعرضها الي الأفكار و الأقوال التي يموج بها المجتمع، و منهم المتبحر في علوم الكلام و فنون الفكر و مذاهب الأولين، و منهم الملحد الزنديق، الي غيرهم من الأصناف. و الكثير منهم يتصل بفرقة و ينتمي الي مذهب، فالحرورية و غيرها ما زالت في ثنايا المجتمع تعمل بفسادها، و العثمانية و نحوها موغلة في جسم الأمة بعنادها، و المعتزلة و أصنافها متسابقة في المضمار ساعية الي الانتصار، و الجبرية و سلطانها تؤثر في النفوس بأفكارها.

و قد مر بنا ذكر أغلبها في معرض أقوال الامام الصادق و أجوبته، أو مناظرات أصحابه، و حصرنا علاقة الامام الصادق بالمعتزلة في أجواء هذا العصر بالجانب الذي يتعلق بموقف الامام الصادق من الحكام و الظلم كما سيأتي. أما أقوالهم الأخري



[ صفحه 296]



و أهمها: أن الانسان يخلق أعماله، و أن ليس لله في ذلك صنع أو تقدير. و يقابلهم الجبرية الذين ينفون قدرة الانسان، و يضيفون الفعل الي الله حقيقة و اضافة.

ففي وسط احتدام الجدل في ذلك، و تحكم العناد و الانفعال، قال الامام الصادق مقالة الحق التي تقوم علي حقائق التنزيل و دلائل الواقع، فقال عليه السلام: «لا جبر و لا تفويض. لأن الله أعدل من أن يجبرهم علي المعاصي ثم يعذبهم عليها». و كان ذلك في مبدأ ظهور الجدل في هذه المسألة، و بقي قوله عليه السلام قاعدة ثابتة و عقيدة راسخة. فالامام علي بن موسي الرضا عندما يسأل عن قول جده الصادق عليه السلام و ما معناه؟ يقول الرضا: «من زعم أن الله عزوجل فعل أفعالنا، ثم يعذبنا عليها؛ فقد قال بالجبر. و من زعم أن الله عزوجل فوض أمر الخلق و الرزق الي حججه؛ فقد قال بالتفويض. فالقائل بالجبر كافر، و القائل بالتفويض مشرك» [18] .

و القصد أن تلك الفترة التي عاشها الامام الصادق شهدت مقالات و اعتقادات و آراء شتي وجدت طريقها الي عقول الناس، و تباينت آثارها، و اختلف أثرها. و من الحق فان العناية الالهية في توجيه الامامة و نهوض الامام الصادق بأعباء مسؤولياتها قد حفظ تماسك الأمة و بقاء معتقداتها الأصلية، و لا يمكن أن نتصور شخصا أو جهات متعددة - و ان تظاهرت و اتحدت - بقادرة علي القيام بمثل هذه المهمة، و مواجهة ما يجري علي الساحة و ما يزرع فيها من أفكار، غير من يشرق بنور النبوة و يفرغ من معين حكمتها عالما بأسرار الملة، عارفا بدقائق الحكمة الالهية، محيطا بتاريخ الشرائع و الأديان و الأمم كالامام الصادق عليه السلام. فتجد في كل رأي حجة، و في كل اجابة له مستند يناسب القول و يدعمه.

فعندما يسأله أعداء الاسلام: كيف يجيي ء من لا شي ء شي ء؟ يقول عليه السلام: «ان الأشياء لا تخلو اما أن تكون خلقت من شي ء أو من غير شي ء، فان كان خلقت من شي ء كان معه، فان ذلك الشي ء قديم، و القديم لا يكون حديثا، و لا يفني و لا يتغير. و لا يخلو ذلك الشي ء من أن يكون جوهرا واحدا و لونا واحدا. فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة و الجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتي؟ و من أين جاء الموت ان كان الشي ء الذي أنشئت منه الأشياء حيا؟ و من أين جاءت



[ صفحه 297]



الحياة ان كان ذلك الشي ء ميتا؟ و لا يجوز أن يكون من حي و ميت قديمين لم يزالا، لأن الحي لا يحيي منه ميت و هو لم يزل حيا. و لا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل لما هو به من الموت، لأن الميت لا قدرة له و لا بقاء».

و في مورد الرد علي القول بأن الأشياء أزلية. قال عليه السلام:

«هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء، فكذبوا الرسل و مقالتهم، و الأنبياء و ما أنبأوا عنه، و سموا كتبهم أساطير، و وضعوا لأنفسهم دينا بآرائهم و استحسانهم. ان الأشياء تدل علي حدوثها: من دوران الفلك بما فيه، و هي سبعة أفلاك. و تحرك الأرض و من عليها، و انقلاب الأزمنة، و اختلاف الوقت، و الحوادث التي تحدث في العالم: من زيادة و نقصان و موت و بلي، و اضطرار النفس الي القرار بأن لها صانعا و مدبرا. ألا تري الحلو يصير حامضا، و العذب مرا، و الجديد باليا، و كل الي تغير و فناء» [19] .

و نورد هنا أمثلة بسيطة للاشارة فحسب و ليست للاستقصاء و الاحاطة ليحصل للقاري ء ما يومي ء الي أغوار العلوم التي قامت عليها شخصية الامام الصادق عليه السلام لأن الاحاطة بالجانب العلمي من شخصيته عليه السلام و آثاره في منهجه، أكبر من اختصاص فصل من الفصول، بل هو أكبر مما عليه وسع الطاقة.

فانظر الي قوله عليه السلام: «اني رأيت الرجل الماهر في طبه اذا سألته لم يقف علي حدود نفسه، و تأليف بدنه، و تركيب أعضائه، و مجري الأغذية في جوارحه، و مخرج نفسه، و حركة لسانه، و مستقر كلامه، و نور بصره، و انتشار ذكره، و اختلاف شهواته، و انسكاب عبرته، و مجمع سمعه، و موضع عقله، و مسكن روحه، و مخرج عطسته، وهيج غمومه، و أسباب سروره، و علة ما حدث فيه من بكم و صمم و غير ذلك. لم يكن في ذلك أكثر من أقاويل استحسنوها، و علل فيما بينهم جوزوها».

ولكنه عليه السلام يحتج بعلمه بتأليف الأبدان و حكمة الخلق في أمور الفقه بقصد التنبيه علي تجنب القول في الدين بالرأي. و يصرح أن علمه أخبره به أبوه عن جده أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «ان الله تعالي بمنه و فضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين



[ صفحه 298]



لأنهما شحمتان، و لولا ذلك لذابتا. و جعل المرارة في الأذنين من الدواب، فان دخلت دابة و التمست الدماغ، فاذا ذاقت المرارة التمست الخروج. و جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح، و لولا ذلك لأنتن الدماغ. و جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شي ء، و يسمع الناس بهما حلاوة منطقه».

و تكشف الأسئلة التي توجه اليه عن نمط من الفكر، متأثر بنتائج الاطلاع علي مدارس القدماء و فلسفة الأولين، و هم في ترددهم و قصدهم الامام الصادق كانوا يستشعرون ضعف أقوالهم و بطلان حججهم، فيزدادون الحافا.

روي أن المفضل لما سمع من ابن أبي العوجاء بعض ما رشح منه من الكفر و الالحاد، لم يملك غضبه فقال: يا عدو الله، ألحدت في دين الله و أنكرت الباري...

قال له ابن أبي العوجاء: يا هذا، ان كنت من أهل الكلام كلمناك، فان ثبتت لك الحجة تبعناك. و ان لم تكن منهم فلا كلام لك، و ان كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا و لا بمثل ذلك يجادلنا. و لقد سمع من كلامنا أكثر ما سمعت، فما أفحش في خطابنا، و انه الحليم الرزين العاقل الرصين، لا يعتريه خرق و لا طيش و لا نزق، يسمع كلامنا و يصغي الينا، و يستعرف حجتنا، حتي اذا استفرغنا ما عندنا، و ظننا أننا قد قطعناه، أدحض حجتنا بكلام يسير و خطاب قصير، يلزمنا الحجة، و يقطع العذر، و لا نستطيع لجوابه ردا.

سألوا الامام الصادق: فيم استحق الطفل الصغير ما يصيبه من الاوجاع و الأمراض صلي الله عليه و آله و سلم بلا ذنب عمله و لا جرم سلف منه؟

قال عليه السلام: «ان المرض علي وجوه شتي: مرض بلوي، و مرض عقوبة، و مرض جعل للفناء. و أنت تزعم أن ذلك من أغذية ردية و أشربة وبية، أو من علة كانت بأمه. و تزعم أن من أحسن السياسة لبدنه، و أجمل النظر في أحوال نفسه، و عرف الضار مما يأكل من النافع لم يمرض. و تميل في قولك الي من يزعم: أنه لا يكون المرض و الموت الا من المطعم و المشرب؟ قد مات أرسطوطاليس معلم الأطباء، و أفلاطون رئيس الحكماء، و جالينوس شاخ و دق بصره، و ما دفع الموت حين نزل بساحته، و لم يألوا حفظ أنفسهم و النظر لما يوافقها. كم مريضا زاده المعالج



[ صفحه 299]



سقما، و كم من طبيب عالم، و بصير بالأدواء و الأدوية ماهر مات، و عاش جاهل بالطب بعده زمانا، فلا ذاك نفعه علمه بطبه عند انقطاع مدته و حضور أجله، و لا هذا ضره الجهل بالطب مع بقاء المدة و تأخر الأجل».

ثم قال عليه السلام: «ان أكثر الأطباء قالوا: ان علم الطب لم تعرفه الأنبياء، فما نصنع علي قياس قولهم بعلم زعموا ليس تعرفه الأنبياء الذين كانوا حجج الله علي خلقه و أمناءه في أرضه و خزان علمه، و ورثة حكمته، و الادلاء عليه، و الدعاة الي طاعته. ثم اني وجدت أن أكثرهم يتنكب في مذهبه سبل الأنبياء، و يكذب الكتب المنزلة عليهم من الله تبارك و تعالي. فهذا الذي أزهدني في طلبه و حامليه»... اه.

و يظهر لنا من أجوبة الامام الصادق عليه السلام و مناظراته، أن المسائل التي احتوتها لم تترك ضربا من التساؤل و التفكر يتعلق بعلم أو تاريخ أو دين أو فقه الا و أشبعته ايضاحا و بيانا، و يجري الكلام في منهج يعتبر القصد و يراعي الغرض، لأن طريقة الاحتجاج و الرد في منهج الامام الصادق هي غير طريقة الارشاد و النصح و التعليم، و علامات كل منهما واضحة.

روي محمد بن مسلم و الحلبي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج) فقال: «ان الله عزوجل اشترط علي الناس شرطا، و شرط لهم شرطا، فمن و في له و في الله له». فقالا له: فما الذي اشترط عليهم، و ما الذي شرط لهم؟ فقال: «أما الذي اشترط عليهم، فانه قال الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج. و أما الذي اشترط لهم، فانه قال: فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه، و من تأخر فلا اثم عليه لمن أتقي. فقال: يرجع و لا ذنب له». فقالا: أرأيت من أبتلي بالفسوق ما عليه؟ قال: «لم يجعل الله عزوجل له حدا، يستغفر الله ويلبي». فقالا: فمن أبتلي بالجدال فما عليه؟ فقال: «اذا جادل فوق مرتين، فعلي المصيب دم يهريقه شاة و علي المخطي ء بقرة» اه.

و حين يتدرج الزنادقة و الملحدون في محاورته، و يسأله المشككون و الكفار بكل ما يعن لهم، تري جوابه عليه السلام بشي ء من الايجاز المذهل الذي يجمع أطراف المعرفة و يضم الأدلة الشافية.



[ صفحه 300]



فمن جملة حوار طويل. يسئل عليه السلام: فما قصة ماني؟

و يجيب عليه السلام: «متفحص أخذ بعض المجوسية فشابها ببعض النصرانية، فأخطأ الملتين، و لم يصب مذهبا واحدا منهما، و زعم أن العالم دبر من الهين نور و ظلمة، و ان النور في حصار من الظلمة علي ما حكينا منه، فكذبته النصاري، و قبلته المجوس».

قال: فأخبرني عن المجوس، أفبعث الله اليهم نبيا؟ فاني أجد لهم كتبا محكمة و مواعظ بليغة، و أمثالا شافية، يقرون بالثواب و العقاب، و لهم شرايع يعملون بها. قال عليه السلام: «ما من أمة الا خلا فيها نذير. و قد بعث اليهم نبي بكتاب من عندالله فأنكروه و جحدودا كتابه».

قال: و من هو، فان الناس يزعمون أنه خالد بن سنان؟

قال: «ان خالدا كان عربيا بدويا، ما كان نبيا، و انما ذلك شي ء يقوله الناس».

قال: أفزردشت؟

قال: «ان زردشت أتاهم بزمزمة، و ادعي النبوة، فآمن منهم قوم و جحده قوم، فأخرجوه، فأكلته السباع في برية من الأرض».

قال: فأخبرني عن المجوس، كانوا أقرب الي الصواب في دهرهم أم العرب؟

قال عليه السلام: «العرب في الجاهلية كانت أقرب الي الدين الحنيفي من المجوس، و ذلك أن المجوس كفرت بكل الأنبياء و جحدت كتبهم و أنكرت براهينهم. و لم تأخذ بشي ء من سننهم و آثارهم. و ان كيخسرو - ملك المجوس في الدهر الأول - قتل ثلاثمائة نبي، و كانت المجوس لا تغتسل من الجنابة، و العرب كانت تغتسل من الجنابة، و الاغتسال من خالص شرائع الحنيفية. و كانت المجوس لا تختن، و هو من سنن الأنبياء، و أول من فعل ذلك ابراهيم خليل الله، و كانت المجوس لا تغسل موتاها و لا تكفنها، و كانت العرب تفعل ذلك. و كانت المجوس ترمي الموتي في الصحاري و النواويس، و العرب تواريها في قبورها و تلحدها و كذلك السنة علي الرسل، ان أول من حفر له قبر آدم أبوالبشر و ألحد له لحد. و كانت المجوس تأتي الأمهات و تنكح البنات و الأخوات، و حرمت ذلك العرب. و أنكرت المجوس بيت الله الحرام و سمته



[ صفحه 301]



بيت الشيطان، و العرب كانت تحجه و تعظمه و تقول: بيت ربنا. و تقر بالتوراة و الانجيل و تسأل أهل الكتب، و تأخذ. و كانت العرب في كل الأسباب أقرب الي الدين الحنيفي من المجوس...».

قال: فانهم احتجوا باتيان الأخوات أنها سنة آدم.

قال: «فما حجتهم في اتيان البنات و الأمهات [20] ، و قد حرم ذلك آدم، و كذلك نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و سائر الأنبياء و كل ما جاء عن الله عزوجل».

قال: و لم حرم الله الخمر، و لا لذة أفضل منها؟

قال: «حرمها لأنها أم الخبائث و أس كل شر، يأتي علي شاربها ساعة يسلب لبه، و لا يعرف ربه، و لا يترك معصية الا ركبها، و لا حرمة الا انتهكها، و لا رحما ماسة الا قطعها، و لا فاحشة الا أتاها. و السكران زمامه بيد الشيطان ان أمره أن يسجد للأوثان سجد، و ينقاد حيثما قاده».

قال: فلم حرم الدم المسفوح؟

قال: «لأنه يورث القساوة، و يسلب الفؤاد رحمته، و يعض البدن، و يغير اللون، و أكثر ما يصيب الانسان الجذام يكون من أكل الدم».



[ صفحه 302]



قال: فالميتة لم حرمها؟

قال عليه السلام: «فرقا بينها و بين ما يذكر اسم الله عليه، و الميتة قد جمد فيها الدم، و تراجع الي بدنها، فلحمها ثقيل غير مري ء، لأنها يؤكل لحمها بدمها.

و أخيرا فان الانسان يجد نفسه و هو يبحث في منهج الامام الصادق و مدرسته العلمية عاجزا عن تخيل حد يعتقد أن الوقوف عنده يكون ختاما مناسبا لما بدأه، لأن شخصية كالامام الصادق، لا يفي الكلام علي نهجها العلمي و ما تركته من مآثر مثل هذا الجهد المتواضع.



[ صفحه 303]




پاورقي

[1] روضة الواعظين للقتال النيسابوري ج 1 ص 207.

[2] تاريخ ابن واضح ج 3 ص 115.

[3] الصواعق المحرقة لابن حجر ص 120.

[4] تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 157.

[5] خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي ص 54.

[6] انظر التراجم و البحوث الخاصة بهم في الجزء الثالث و الرابع.

[7] انظر مناقب أبي حنيفة للمكي ج 1 ص 173. و جامع مسانيد أبي حنيفة لقاضي القضاة الخوارزمي ج 1 ص 223 - 222.

[8] رجال الكشي لمحمد بن عمر بن عبدالعزيز ص 124.

[9] الارشاد للمفيد ص 243 - 240.

[10] الخب: الخداع.

[11] بحارالأنوار للمجلسي ج 1 ص 84.

[12] الفصول المهمة للحر العاملي.

[13] مروج الذهب ج 4 ص 55. و علل الشرائع للصدوق ص 194. و احتجاج الطبرسي ص 200. و أمالي المرتضي و غيرها.

[14] انظر: رجال الكشي. و مناقب ابن شهر أشوب المازندراني.

[15] يذكر الشيخ الصدوق أن ابن أبي العوجاء دخل مكة تمردا و انكارا علي من يحج، و كان يكره العلماء مسائلته اياهم و مجالسته لهم لخبث لسانه و فساد سريرته.

[16] علل الشرائع. و الارشاد. و الاحتجاج.

[17] جواهر الكلام ج 11 ص 73.

[18] روضة الواعظين.

[19] الاحتجاج للطبرسي.

[20] معلوم أن الامام الصادق عليه السلام ساق الزواج بالمحارم من البنات و الأمهات في الاستدلال ليكون الرد أشمل، فقد بين عليه السلام خطأ القول بأن الله أوحي الي آدم أن يزوج بناته بنيه، و رواية زرارة بن أعين أن الامام الصادق سئل عن ذلك فأجاب:

«تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا يقول من قال هذا: بأن الله عزوجل خلق صفوة خلقه و أحبائه و أنبيائه و رسله المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من حرام، و لم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال. و قد أخذ ميثاقهم علي الحلال الطهر الطاهر الطيب. ان الله أمر القلم، فجري علي اللوح المحفوظ بما هو كائن الي يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام، و ان كتب الله كلها فيما جري فيها العلم في كلها تحريم الاخوة مع ما حرم. لما قتل قابيل هابيل جزع آدم علي هابيل جزعا قطعه عن اتيان النساء، ثم تخلي ما به من الجزع، فغشي حواء فوهب الله له شيئا وحده و ليس معه ثاني. ثم ولد له من بعد شيت يافث ليس معه ثاني، فلما أدركا و أراد الله عزوجل أن يبلغ بالنسل ما ترون، و أن يكون ما قد جري به القلم من تحريم ما حرم الله عزوجل من الأخوات علي الاخوة أنزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة، فأمره الله عزوجل أن يزوجها من شيث. فزوجها منه...ثم أنزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة، فأمره الله عزوجل أن يزوجها من يافث. فزوجها منه...» الرواية.


ريحانة النبي في كربلاء


انتهي عصر معاوية بعد خلافة طالت تسعة عشر عاما و ثلاثة أشهر و خمسة أيام [1] ليبدأ عصر يزيد [2] (61-64) فكان أفسد حكم، وقع فيه أفظع ظلم، و أعمق جرح في قلوب أهل الاسلام، أنهاه الله بانهاء عمره، و انقطاع عقبه و عقب أبيه من سجل الدولة التي سعيا لها كل ذلك المسعي!

و سيخلفه ابنه معاوية بن يزيد [3] ، فيعلن أنه و أهله لا يستحقون الخلافة [4] ، و يعتزل بعد نحو



[ صفحه 73]



أشهر ثلاثة، فكان اعتزاله من تلقاء نفسه، و عباراته و هو يعتزل: شهادتين بالفعل و بالقول، من نفس بني أمية، بأنه جائرون.

أنهي يزيد سنوات حكمه بتجريد جيش علي المدينة، يسفك دمها، و ينتهك حرمها، في وقعة الحرة سنة 63، ليقتل فيها ثمانين من صحابة الرسول، فلم يبق بعدهم علي ظهر الأرض بدري واحد! و قتل من قريش و الأنصار ثمانمائة! و من الموالي و التابعين و سائر الناس عشرة آلاف، ثم لفظ آخر أنفاسه و جيشه يحاصر الكعبة بعد أن أحرقها! و أي نهاية لبشر أفظع من هذه النهاية! بل أي نهاية لدولة أبلغ في الدلالة علي غضب السماء عليها! فما كان حرق الكعبة، و لا قتل الصحابة، و تذبيح الآلاف، الا تتابعا للأحداث التي بدأ بها السنوات الثلاثة، و ختاما طبيعيا للبداية المفظعة لحكمه، و جزاء له و لدولته، ينزله بها و بنفسه.

لقد استفتح حكمه بجريمة كربلاء في يوم عاشوراء! في العاشر من المحرم سنة 61، فوقع فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت مثله أو قريبا منه، من استشهاد أبي الشهداء: الحسين بن علي الذي دعا له النبي «اللهم اني أحبه، فأحب من يحبه» [5] ، و الذي عظمه الخلفاء الراشدون و الناس جميعا علي مدار العصور، و هو القدوة في عطائه و عبادته و تواضعه و شجاعته في كل موقف: في «الجمل» و «صفين» و «النهروان» الي جوار أميرالمؤمنين علي، و في غزوة أفريقية و خراسان و جرجان و القسطنطينية، متصدرا جيوش المسلمين في عهد معاوية.

كان بقية الرسول صلي الله عليه و سلم، و كانت آمال الأمة فيه آمالها في بقية الرسول.

و كان أبعد الناس عن أن يستخلف علي المسلمين: يزيد، يزيد الصقور، يزيد الخمور، كما لقبه معاصروه [6] فلم يكن أحد ليأمل شيئا من عهد يزيد، الا دنيا يصيبها، أو أموالا يجمعها، و لذلك رفض الحسين أن يبايعه.

و دعا أهل الكوفة الحسين اليهم، فبعث قبله مسلما [7] ابن عمه عقيل، و خرج في أثره،



[ صفحه 74]



فقتل عبيد الله بن زياد [8] و الي الكوفة مسلما، و تخاذل أهل الكوفة عن نصرة الحسين، فمضي حتي بلغ كربلاء علي مبعدة خمسة و عشرين ميلا من الكوفة، و في ركبه ثمانية عشر رجلا من أهل بيته، و ستون من شيعته. هنا لك لقيهم جيش عبيد الله بن زياد، علي رأسه عمر بن سعد [9] والي عبيد الله علي الري، فأعلن لهم الحسين أنه لا يريد الحرب، و خيرهم بين ثلاث: «أن تتركوني ألحق بيزيد، أو أن أعود من حيث جئت، أو أمضي الي بعض ثغور المسلمين فأقيم فيها» [10] و رفض ابن زياد الا أن ينزل الحسين علي حكمه، أي أن يستسلم ليصير أسيرا لابن زياد و يزيد! ليصنعا فيه ما صنعاه بأهل المدينة، بعد عامين من استرقاق الرجال و النساء.

و حاول ابن بنت رسول الله أن يسير بأهله في أرض الله الواسعة، فسدت الجيوش أمامه كل مخرج! و انقضت عليه سهام الآلاف و سيوفهم، و هو يحارب كالأسد، و تسيل جراحات جسمه و هو في السابعة و الخمسين حتي استشهد [11] ، و استشهد رجال أهل البيت جميعا،



[ صفحه 75]



و الرجال الستون الذين يتألف منهم ركبه، الا غلاما مريضا عاجزا أن يتحرك، هو ابنه زين العابدين علي بن الحسين! و ساق المجرمون الحريم، و جهز عبيدالله بن زياد، زينب بنت علي [12] و هذا الابن الوحيد الباقي من ذرية النبي و من معهما من الحريم، مع الرأس التي طالما مسح عليها و قبل فاها رسول الله صلي الله عليه و سلم، الي يزيد بن معاوية في دمشق.

و أعاد يزيد الوفد الي المدينة.

ان في انسانية البشر قابلية للفساد، كهيئة قابلية المواد للهبوط الي الأرض بقانون الجاذبية، و الاسلام لذلك يرفع الناس الي أعلي، اذ يدفع الأنفس الي ماهو أقوم، بالعبادة اليومية علي مدار الليل و النهار، و تطهير النفس علي مدار العمر.

و من الفساد ما يستغلظ فيحوج اصلاحه الي آية من السماء، مثل: كسوف الشمس



[ صفحه 76]



و خسوف القمر، و في استشهاد أبي الشهداء آية من الآيات.

كانت كربلاء قارعة رجت الأرض رجا يعيد الاسلام غضا في الأنفس، بما كان فيها من التصميم و الاجماع علي الاستشهاد في سبيله.

لقد انقضي بين يوم وفاة النبي و بين كربلاء خمسون عاما، كانت ضرورية لتدهور احساس بعض الرجال في أجيال، تدهورا كافيا ليقتلوا ابن نبيهم! و هم يصلون عليه و علي آله الذين يقتلونهم!

و حسب هؤلاء المجرمين حكما عليهم أن يقول لهم كبيرهم يزيد بن معاوية و عيناه تدمعان: قد كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين!! [13] .

و انما أطلق الروع دموعه، و أنطق الفزع لسانه، مقالة رياء، فلقد كرر جنده يوم «الحرة» ما فعلوه منذ عامين في كربلاء، كما صنعوه مرة ثالثة اذ قذفوا الكعبة بالمنجنيق من أعلي جبل أبي قبيس. فالجريمة الأولي تدفع الي الثانية فالثالثة و غيرها، و الجرائم يصنعها المجرمون، و تصنع المجرمين.

و يبقي هذا الرياء من يزيد، صيحة استهزاء بقوم باعوا أنفسهم للشياطين، لقاء متاع قليل لا يلبث أن يزول، قد لا يرضي عنه من ارتكب لأجله، لكنه مأخوذ به ولو لم يرض عنه، فالقائد الظالم مسؤول عما يقع من جنده، فما يظلمون الا بظلمه، ان لم يظلموا بأمر صريح منه.

قالوا: كان الحسين يستطيع بالمداورة أو المناورة أن يكسب الزمن، أو يستطيع بالاستسلام أن يكسب الحياة، لكنه الذي قال فيه و في أمه و أبيه و جده اقبال: [14] .



هي بنت من! هي زوج من! هي أم من!

من ذا يداني في الفخار أباها؟!





[ صفحه 77]



و من قبله رفض أبوه رأي المغيرة بن شعبة أن يكسب الزمن بترك معاوية علي الشام حتي يبايع، فلم يقبل علي أن يناور أو يكسب الزمن، و ناور المغيرة فصار عاملا لمعاوية!

الحق أن الحسين قدم للمسلمين الذين تعاقبوا في آثاره علي مدار الزمان حجة بالغة من أهل بيت الرسول، اذ ينفردون في التاريخ بهذه الخصيصة التي لم يماثلهم أو يقاربهم فيها أهل بيت آخر في تاريخ الانسانية: الاستشهاد في سبيل هداية البشر لما هو أقوم، و هي بعض خصائص الرسل.

منح الاستشهاد اسما لكربلاء، و خلد الأسماء التي تساقط أصحابها كالكواكب المنتثرة من السماء فوق الصحراء، لا لتنكدر، و لكن لتقدم للبشر درس الدفاع عن الحق، من فئة قليلة واثقة في الحق سبحانه، لا تهمها أرواحها، و انما يهمها العمل الصالح في ذاته، و لا تنظر الي الساعة التي هي فيها، و انما تمد أبصارها الي مستقبل الانسانية كله، لترتفع بالدنيا الي مستوي أفكار الائمة.

ولقد صدق الحسين المسلمين في كل موقف وقفه، و كان عند وصية أبيه له و لأخيه الحسن و هو يجود بأنفاسه الأخيرة: «أوصيكما بتقوي الله، و لا تبغيا الدنيا و ان بغتكما» [15] فلم يبتغ الدنيا و اشتري بها الآخرة، فأمس يقول: «اني لا أري الموت الا سعادة، و الحياة مع الظالمين الا برما» [16] .

و شملت السماء ابن النبي في كربلاء بمزيد من التأييد، بمعان جليلة من جلال الاسلام، تختار منها هنا واقعة منه و واقعة من عدوه: في الأولي أخذ اخذ أبيه، فسقي جيش العدو من العين التي نزل عندها [17] و لم يحرم الماء قاتليه [18] و في الأخري ترك قائدان من القواد جيش



[ صفحه 78]



ابن زياد، في وطيس المعركة [19] الي الجماعة العزلاء حول الحسين، ليستشهدوا في الدفاع عن سيدالشهداء بين رجاله الذين ماتوا عن آخرهم، و هم عليمون أنهم يخوضون معركة خاسرة بكل المقاييس التي يتقايس بها المتحاربون، مظفرة بمقاييس المؤمنين.

ولو عاش هؤلاء الشهداء العظماء سنوات أو أشهرا أخري، لماتوا كما يموت الآخرون، لكنهم ماتوا شهداء «كربلاء» ليحيوا في ضمير الزمان كله أمثالا للحق، و عناوين علي عظمة الاسلام.

كانت كربلاء رسالة من ابن النبي للمسلمين، هي الأولي من نوعها، بما تحتويه من دروس لا تحصي، فحسبنا أن نشير الي البعض منها، و في الدرس الواحد جماع دروس:

و أول الدروس يتعلق بالحق ذاته، و في الحق أعظم الدروس: أن لا يقر أحد الباطل، و أن يقدم في سبيل ذلك نفسه، و أن يكون قدوة، و ألا يهاب المكثورون كثرة الظلمة، فالأمم تبقي بالمقاومة، و لا تصيبها الهزيمة ان فقدت معركة، ما دامت فيها ارادة النصر، يسعي ايمانها بين يديها لتبلغ غرضها كله ان لم يكن من فورها، فمرحلة بعد مرحلة.

و أول من تعلم علي الحسين بن علي درس سنة 61: كان عبدالله بن الزبير باستشهاده بمكة بعد أعوام عشرة، و هو مكثور بجند عبد الملك بن مروان [20] بعد اذ حرقوا الكعبة، كما حرقها جند يزيد بن معاوية.



[ صفحه 79]



و تعلم عمر بن عبدالعزيز [21] و علم المسلمين - في مدة خلافته -: أن الكلام أو الصياح ليس الأداة المثلي للاصلاح، و انما المواقف هي التي تهز وجدان الشعوب، فكان له أعظم المواقف اذ بدأ بنفسه و أهله فضحي، فكانت فيه الأسوة الحسنة، و كلل الله سعيه في أقصر مدة: ثلاثين شهرا كانت كافية لاصلاح دولة أدماها نحو قرن من الفساد، و لاسعاد أمة تنتظر القدوة من حكامها فلا تجدها.

و الدرس الثاني يتعلق بجزاء السماء و بمصائر الطغاة و طرائقهم. انهم يحسبون الدنيا تدوم و لا تدور، و لا يدركون أن «الدهر بالانسان دواري» كما يقول الشاعر العربي، و تركبهم شياطين الشهوة فيخالون أنهم يمسكون كرة الأرض في قبضتهم، يصطنعون أسباب الوثوب علي أعدائهم من حين لآخر، و يتحينون الفرص المؤاتية، و يختلقون الأعذار الزيوف ليقطعوا دابر العدو، وكلما جد جيل جدت لهم الأعذار، و لم تغنهم النذر...، فالذي حاوله فريق معاوية مع علي في صفين و لم يظفر به - من افناء شيعة علي، أو من الاطاحة بأخصامه بالسم من الوجود [22] - قد أتاحته ليزيد فرصة في كربلاء.

و للطغيان طبيعة و منهج، و من طبيعته أن يعمي و يصم، فلا ينظر و لا يسمع الا ذاته و أصواته. و أما المنهج فهو الغيلة مرة واحدة ان أمكنه، و الا فوثبة و ثبة، و لكل واحدة ما بعدها.

والذي قارفه يزيد ليس مجرد سقطة، و انما كانت أم السقطات، فمن بعد كربلاء كانت وقعة الحرة، ثم كان حريق الكعبة، في سنوات ثلاثة متعاقبة، فحق عليها جزاء السماء فأوردته حتفه، و اسماء تملي للظالم، حتي اذا أخذته لم تفلته.

و الدرس الثالث: يتعلق بأهل البيت أنفسهم.

1- فهم العترة الطاهرة، يدخلون الجنة مع جدهم بعملهم، فلا يعملون الا العمل الأصلح،



[ صفحه 80]



والذي صنعوه في كربلاء هو الذي كان يصنعه جدهم، والذي صنعه أصحابهم معهم هو الذي كان يصنعه الصحابة، و أعظم به و بهم صنيعا و صناعا! فما هو الا صفحات جديدة يضيفونها الي السيرة العطرة.

2- و هم مثل جميع المسلمين ان لم يكن قبل جميع المسلمين، مطالبون بالجهاد و التضحية، و ليس فضلهم ليسقط التكليف عنهم، كما يزعم بعض المتصوفة عن رجال من المتصوفين. و هذا درس للمتواكلين الذين لا يقبل الاسلام تواكلهم.

3- و هم يبلغون الذروة فيما يعملون: اذا حاربوا ماتوا شهداء، و لم يعطوا الدنية أو يستسلموا، لأن للمسلمين فيهم كما كان لهم في جدهم: الأسوة الحسنة، و في بيتهم سمقت المبادي ء الكبري، فمنهم يطلب البلاء الممتاز، و من هذا كان صغارهم - كالكبار منهم - أبطالا يستشهدون و لا يتراجعون.

لقد أذن الحسين لصحبه في أن يعودوا تحت جنح الليل، و يدعوه وحده يواجه مصيره، فلم يقبل ذلك واحد منهم، و لم يرجف المرجفون من خصومهم - حتي اليوم - بأن واحدا منهم قد تردد، بل قال له ابنه زين العابدين، و هو مريض طريح علي الثري لا يقدر علي الحركة: «ألسنا علي الحق؟» قال: «بلي والله الذي يرجع اليه العباد» قال الفتي: «فاذن لا نبالي» [23] .

و الدرس الرابع: يدور حول وحدة العمل الصالح، و فيه يجتمع الحق و الحقيقة في المبدأ و المنتهي و ما بينهما. فاذا كانت الحقيقة أن أبناء الرسول رجال سلم و علم و قيادة، فهم لا يدارئون وراء هذه الحقيقة، فيقعدون عن الجهاد - جنودا - للحق، أو يكتفون دونه بالعلم اذا دعا الداعي الي الجهاد، أو يوصون بالسلم حيث الحرب واجبة لاعلاء كلمة الله، بل يستمسكون بالحق، و يضعون الحقيقة كلها في خدمته.

والحق والحقيقة و العمل الصالح كل لا ينقسم، والأهداف العظيمة لا يبلغها الناس الا



[ صفحه 81]



بأعمال عظيمة و وسائل سليمة.

والدرس الخامس: درس في الواجب و أدائه في كل الظروف. و ان و هم المطالب به أنه غير مجد عليه أو علي غيره، فهو لم يصبح واجبا الا لأن التكليف به يحقق المصلحة العامة أو الخاصة، ان حالة و ان مؤجلة، منظورة أو غير منظورة، و هو قد أصبح واجبا لأنه فضيلة، واذا لم يكن مجديا في لحظة أو لرجل، ففي القيام به خير للناس و للدنيا، في الظروف ذاته أو في ظروف أخري.

و الظروف غير المؤاتية لا تجعل الفضائل غير مؤاتية، فالفضائل مؤاتية أبدا، مطلوبة دائما. و اذا كانت القدرة - شرط التكليف و الرخص - متروكا تقديرها للرجل، فبالمعاناة أو التضحية ينسلخ الأقوياء من مسلاخ الضعفة، و يخلع الناس علي العظماء وصف العظمة.

و ما المعاناة و التضحية الا محاولات للثبات في وجه الخطر أو لاقتحامه، فهي درجات فضل و أدوات تقدم في معترك الوجود الانساني، تضيف الي تياره المتدفق أسباب طهر و نقاء، و أساليب بقاء، منظورة للكثيرين و ان عمي عنها آخرون.

والدرس السادس: يتعلق بوظيفة التاريخ، فهو يصحح العوج، و يصوب الانحراف، بالاستقامة علي الجادة؛ خضوعا للعدل، و هو قانون السماء.

ان الغلام المريض الذي بقي في خيمة أبيه يوم كربلاء (زين العابدين) سيحيا ثلاثة و ثلاثين عاما حتي عام 94، لتتسلسل في عقبه ذرية ترفع أعلام الاسلام عالية في ضمائر البشر، في حين أن الطاغية الذي يرسل النار و الدمار علي البيت العتيق بالحجاز، و علي أهل البيت في صحراء العراق، سيزول ملكه هو، و ينقطع دابره هو بعد ثلاث سنين بتنازل من ابنه عن ذلك الملك، لينقطع اسم معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية، من سجل الحوادث، و تخلد آثار أهل البيت ما تعاقب الجديدان.

آية من السماء علي أن دولة القتلة لم تعش، و أن دولة القتلي ستعيش أبدا. و أن دولة الظلم لا تبقي بمقاييس الزمن الا ساعة أو هنية، أما دولة العدل فتبقي الي قيام الساعة. و أنه



[ صفحه 82]



تعالي صادق الوعد (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و الله مع الصابرين) [24] .

و ما أكثر ما كانت الغلبة ببقاء أسباب الانتصار، يتحقق بها النصر في مكان آخر أو زمان آخر، بقوم يحبهم الله فينصرهم مهما كان عددهم، و يحبونه فيجودون بأرواحهم.

و الدرس السابع: درس في مبلغ ما تنجح الاستقامة و يفلح الاخلاص. فاذا كان أقرب الخطوط الي الهدف هو الخط المستقيم و ان كان ترسيمه أشد رهقا، فان استشهاد أبي الشهداء كان الأساس السليم لقيام الصرح العظيم الذي جمع بين عمله و بين اسمه، فصيرهما مبدأ، يحدث أثره في عمارة الدنيا و اصلاح الجماعة، في شكل قيام دولة، أو غلبة مذهب، أو وجود قدوة، أو ازدهار أمل في بعث منتظر.

بهذا دارت الأفكار الدينية و المذاهب الفقهية للشيعة، سواء الامامي منها أو الاسماعيلي أو الزيدي، في آفاق الحسين العالية، و بلغت أوجها في الفقه العملي القدير علي التطور وفق حاجات البشر، في العبادات و المعاملات و الأخلاق و النهج العلمي.

و استمسك المسلمون عموما، و الشيعة خصوصا، بالحسين و آله و أبنائه، واقتدوا ببطولاتهم و مقولاتهم، فاستخرجوا منها أصولا زخارة، و بنوا عليها فروعا في الدين و الاقتصاد والسياسة و الاجتماع، لتقيم نظما سياسية و علمية و فكرية و اقتصادية متكاملة، هي كالنهر العظيم يجري الي جوار النهر الذي يسبح في تياره أهل السنة.

و النهران يتجاريان، كأنهما البحران يلتقيان علي أصول الاسلام، و يعملان - كل علي شاكلته - في تدعيم مبادئه.

و في استشهاد علي بطعنة خارجي ركبته الشياطين، و في ظلم معاوية و قومه له، حيا و ميتا، و في استشهاد الحسين و بنيه و بني أخيه، و من كانوا معه من الشهداء الذين ذكرناهم، و الذين سنذكر البعض منهم، علي أيدي الكثيرين ممن سنري فظائعهم بعد، نمت و ترعرعت



[ صفحه 83]



عقيدة أهل الاسلام:

1- أن عليا قبل التضحية دائما، في جوار النبي و بعده، هو و بنوه، و أنهم ضربوا الأمثال من أنفسهم، لا بمجرد النصيحة أو الفصاحة أو السياسة، و لكن بالدم الذي يتكلم، فتكون له بلاغة الشهادة بين يدي الله سبحانه، فأصبحوا عنوانا علي العدل المفتقد، و الأمل المنتظر، و بابا للرجاء في عدل السماء، لتتدارك المسلمين برحمتها و مغفرتها.

2- أن المسلمين يضيفون الي حساب الحسين من حساب بني أمية و عمالهم و سفاحيهم، اذ أرادوا السلطة و المال و شفاء صدور قوم مبطلين، فقطعوا صلتهم بالله يوم قطعوا رأس ابن بنت رسول الله، و في حين يتراءي قتلة أميرالمؤمنين علي «خوارج» كما تضافرت الأمة علي وصفهم [25] ، أو «بغاة» كما سماهم أميرالمؤمنين نفسه، اذ لم يخرجوا عليه الا لفهم مخالف من أجل الدين، يتدلي قتلة الحسين الي أدني درك في جهنم، سفاحين أجراء، و تتعالي بطولات الحسين قدر ما تتعمق الحسرة من أجل استشهاده، فتبرز في اجماع المسلمين عليه بطلا، و في الفكر الشيعي حيث يضاف جهاده الي الوصية له بالامامة.

فهذا يوم للحسين وحده، ناله بحقه، و فيه سند لامامة الأئمة من أبنائه: علي زين العابدين، فمحمد الباقر، فجعفر الصادق، فالباقين من الأئمة.

ظلت شجرة العدل و العلم و الأمل تسقي بدماء الشهداء كلما رأت السماء مصلحة للأمة، فلم تلبث الكوفة بعد نحو عام واحد من وقعة الحرة، أو ثلاثة أعوام من يوم كربلاء أن هز ضميرها تقصيرها، فقامت من الفور حركة التوابين [26] سنة 64 [27] بين أهل الكوفة الندامي علي



[ صفحه 84]



ما فرط منهم من تقصير، فقتلوا قتلة الحسين و قواد جيش عبيدالله بن زياد، و لم تنته الندامة بقتل المختار بن عبيد [28] زعيم التوابين سنة 67، بل توالت الحروب علي دولة بني مروان: بقيام دولة عبدالله بن الزبير، و خروج الخوارج، و قيام الفتن، و منها: فتنة ابن الأشعث [29] و قد انضم اليها العلماء، و خروج زيد [30] بن علي زين العابدين، و خذلان أهل الكوفة له سنة 121،



[ صفحه 85]



كما خذلوا جده سنة 61، فاستشهد زيد و مثل برأسه [31] الخليفة هشام بن عبدالملك [32] ، ثم استشهد ابنه يحيي [33] سنة 125.

و كان جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن زين العابدين شجرة باسقة تترعرع في كل ورقة من أوراقها خصيصة من خصائص أهل البيت في عصر جديد للعلم، تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه و من أبيه و جده. و لما استمسك بامامته و قنع بمنصبه التعليمي، علا قدره في أعين طلاب السلطة، و أمنوا جانبه، و اتخذوا من زهده فيها شهادة لهم ضد من ينازعونهم.

لكنه كان الغرض الذي تنجذب اليه الأنظار، فهو يمثل العقيدة الدينية التي يقاس بفضائلها عمل الحكام في الاسلام، و ما يتبعه من رضا العامة عنهم أو سخطها عليهم.

و هو - بوجه خاص - حجر الزاوية من صرح أهل البيت، ترنو اليه أبصار الذين يدعون الخلافة بدعوي أنهم من «أهل البيت».

و هو مقيم في المدينة، العاصمة الأولة و الدائمة للاسلام، يتحلق فيها المتفقهة حول علماء الاسلام في مسجد الرسول، يحملون بأيديهم مصابيح السنة، أو يعلنون شرعية الحكومة أو عدمها، و حسن السيرة أو فسادها، و اقرار أهل العلم أو انكارهم. و هي أمور أساسية تحرص



[ صفحه 86]



عليها الدولة، و تتجنب الاتهام بمخالفتها أي دولة.

و اذا كانت دمشق قد أدارت ظهرها لمدينة الرسول، أو كانت بغداد قد فتحت أبوابها علي العالم، و أوصدتها دون أهل المدينة، فالمسلمون يأتون الي مدينة الرسول كل عام، خفافا و علي كل ضامر، اذ يحجون الي البيت العتيق بمكة، و يزورون قبر الرسول، و يشهدون آثاره في المدينة.

و اذا كان الخليفة المنصور يقول عن نفسه: انما أنا سلطان الله في الأرض [34] ، فهو يحس وطأة سلطان الدين والعلم في المدينة، حيث امام المسلمين غير منازع «جعفر بن محمد» الذي يصفه الناس - و أبوجعفر المنصور [35] في طليعتهم - بالصادق [36] .

و من أوصافه [37] كذلك: الطاهر، و الفاضل، و الصابر.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] بنوأمية: معاوية (41 - 60)، يزيد (60 - 64)، معاوية بن يزيد (ثلاثة أشهر في سنة 64).

بنومروان: مروان بن الحكم (64 - 65)، عبد الملك بن مروان (64 - 86)، الوليد بن عبد الملك (86 - 96)، سليمان بن عبد الملك (96 - 99)، عمر بن عبد العزيز بن مروان (99 - 101)، يزيد بن عبدالملك (101 - 105)، هشام بن عبدالملك (105 - 125)، الوليد بن يزيد بن عبدالملك (125 - 126)، يزيد بن الوليد بن عبد الملك (126)، ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك (126)، مروان بن محمد بن مروان (127 - 132).

[2] يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد بالماطرون سنة 25 ه، و نشأ بدمشق و ولي الخلافة بعد أبيه سنة 60 ه، و في أيامه كانت فاجعة المسلمين بالسبط الشهيد الحسين بن علي سنة 61 ه، و خلع أهل المدينة بيعته سنة 63 ه، فأرسل اليهم مسلم بن عقبة فاستباحها ثلاثة أيام علي أن يبايع أهلها أنهم عبيد ليزيد، فقتل الصحابة و فعل الأفاعيل القبيحة. هلك سنة 64 ه. (الأعلام: ج 8 ص 189).

[3] معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، من خلفاء بني أمية في الشام، بويع بدمشق بعد وفاة أبيه سنة 64 ه، فمكث أربعين يوما أو ثلاثة أشهر، فشعر بالضعف و قرب الأجل، فأمر فنودي الصلاة جامعة، فخطب بالناس و تنازل عن الأمر، و مات بعد قليل و هو ابن 23 سنة، حيث ولد سنة 41 ه و توفي سنة 64 ه. و كانت كنيته (أبا ليلي) و فيه يقول الشاعر:



اني أري الفتنة تغلي مراجلها

فالملك بعد أبي ليلي لمن غلبا



(الأعلام: ج 7 ص 262).

[4] راجع الامامة و السياسة: ج 2 ص 17، والبداية و النهاية: ج 8 ص 261، تاريخ دمشق: ج 14 ص 154.

[5] المستدرك للحاكم: ج 3 ص 177، و خرجه آخرون بحق الحسن بن علي عليه السلام، و لا تنافي في ذلك، فانه قال مثل هذه العبارة بحق علي و فاطمة والحسن و الحسين.

[6] راجع العوالم للشيخ عبدالله البحراني: ص 174، الفتوح: ج 5 ص 18.

[7] مسلم بن عقيل بن أبي طالب، تابعي من ذوي الرأي و العلم و الشجاعة، كان مقيما بمكة، و انتدبه الحسين عليه السلام ليتعرف له حال أهل الكوفة حين وردت عليه كتبهم يدعونه و يبايعون له، فرحل مسلم الي الكوفة فأخذ بيعة 18000 نسمة من أهلها، و كتب للحسين بذلك، فشعر به عبيدالله بن زياد فطلبه، فمنعه الناس، ثم تفرقوا عنه، فأوي الي دار امرأة من كندة فأخفته، و لم يلبث أن عرف مكانه، فقبض عليه ابن زياد و قتله سنة 60 ه. (الأعلام: ج 7 ص 221).

[8] عبيد الله بن زياد بن أبيه، وال جبار، ولد بالبصرة سنة 287 ه، كان مع والده لما مات بالعراق، فقصد الشام فولاه (عمه) معاوية خراسان سنة 53 ه، و فتح تلك البلاد و اقام فيها سنتين، ثم نقله معاوية الي البصرة اميرا عليها سنة 55 ه و أقره يزيد علي امارته سنة 60 ه، و طلب منه قتل الحسين بعد هلاك يزيد، و في سنة 65 ه - بايع أهل البصرة عبيد الله ثم لم يلبثوا أن انقلبوا عليه الي أن هرب للشام و لحق به ابراهيم ابن الاشتر في خازر فقتله سنة 67، و قيل: 71 ه. كان يلقب بابن مرجانة و هي امه. (الأعلام: ج 4 ص 192).

[9] عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، أمير سيره عبيد الله بن زياد لقتال الديلم، و كتب له عهده علي الري، ثم لما سمع ابن زياد بمسير الحسين عليه السلام من مكة متجها الي الكوفة، كتب الي عمر بن سعد أن يعود بمن معه، فعاد فولاه قتال الحسين، فاستعفاه ، فهدده فأطاع. عاش عمر الي أن خرج المختار الثقفي يتتبع قتلة الحسين عليه السلام فبعث اليه من قتله بالكوفة سنة 66 ه (الأعلام: ج 5 ص 47).

[10] أخرج الطبري في تاريخه: ج 4 ص 313 عن أبي مخنف أنه قال ذلك، وعيه جماعة المحدثين، الا أن أبامخنف روي عن عقبة بن سمعان أن الحسين لم يقل لهم ذلك، و لكن قال: «دعوني أرجع الي المكان الذي أقبلت سنة، أو أذهب في هذه الارض العريضة» راجع: مقتل الحسين لابي مخنف: ص 100 و مقاتل الطالبيين: ص 133، و تاريخ دمشق: ترجمة الحسين ص 219، و الكامل في التاريخ لابن الاثير: ج 2 ص 557.

[11] كان المحرض علي قتل الحسين و أهل البيت شمر بن ذي الجوشن رقيب ابن زياد علي قائد الجيش، أما قاتل الحسين فالتاث عقله، و حمل الرأس الكريم الي فسطاط القائد، فصاح في وجهه - و هو مراقب من شمر بن ذي الجوشن -: أشهد أنك مجنون، و حذفه بقضيب! فلقد كان المجنون يصيح و الرأس في يده:



أوقر ركابي فضة و ذهبا

فقد قلت السيد المحجبا



قتلت خير الناس أما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



(منه).

[12] اشتركت السيدة زينب أخت الحسين من أبيه و أمه معه في المعركة، و كان أثرها في مصير أهل البيت عظيما. كانت زوجا لابن عمها عبدالله بن جعفر، و كان قد أذن لها في الخروج مع الحسين، فكانت تمرض المصابين في الصفوف أثناء القتال، و لقد هم شمر بن ذي الجوشن بقتل زين العابدين، فاحتضنته لتقتل معه، فانصرف المجرم مذموما مدحورا، و لما انتهت المعركة اقتيدت بين الأسري الي ابن زياد في الكوفة، و الي يزيد في دمشق و معها زين العابدين، تكلؤه بعناية الله علي يديها لينجب، فيتسلسل منه أئمة أهل البيت الاثنا عشر، بل كل نسل الحسين من الرجال، و كانت مثال الشجاعة و البلاغة العلويتين في وجه ابن زياد و يزيد.

و لما أعيد الأسري الي المدينة أمر يزيد بابعادها الي مصر، فسارت اليها، فاستقبلها أهل مصر في بلدة «بلبيس» علي مبعدة عشرات الأميال من الفسطاط، و علي رأس مستقبليها أمير مصر مسلمة ابن مخلد، فعاشت في مصر عاما، ثم ماتت سنة 62، و قبرها في الحي المعروف باسمها، و هو من أقدم أحياء القاهرة. و علي مقربة منها حي السيد نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن، جاءت الي مصر مع زوجها في المائة الثانية للهجرة، و لقيها الامام الشافعي، و لما مات حملت جنازته اليها فصلت عليها و قالت: «رحم الله الشافعي، انه كان يحسن الوضوء» و يحمل اسم السيدة نفيسة حي معروف بالقاهرة، كما يحمل اسم «الحسين» المسجد الأشهر بالقاهرة، و الحي الذي يمجد عاصمة مصر، و تتعالي فيه معاهد الجامع الأزهر، و غيره من آثار الدولة الفاطمية، و الدولة الأيوبية، و دولتي المماليك. (منه).

[13] جواهر المطالب: ج 2 ص 271 عن العقد الفريد، ترجمة الامام الحسين عليه السلام لابن عساكر: ص 337، اعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 473، مقتل الحسين لأبي مخنف: ص 211 و ص 119، البداية و النهاية: ج 8 ص 208 و ص 199، تاريخ الطبري: ج 4 ص 352 و ص 324، سيرة أعلام النبلاء للذهبي: ج 3 ص 303، تاريخ دمشق: ج 18 ص 445.

[14] الشاعر محمد اقبال، شاعر الهند و باكستان. (منه) أقول: هو محمد اقبال بن نور محمد الكشميري، ولد بسيالكوت من بلاد بنجاب في 24 ذي الحجة عام 1289، وله عدة كتب و أشعار. (الذريعة: ق 1 ج 9 ص 86).

[15] نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 140، تاريخ ابن خلدون: ق 2 ج 2 ص 185، المناقب للخوارزمي: ص 384، كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 58.

[16] حياة الامام الحسين للقرشي: ج 2 ص 291 و ج 1 ص 112، ينابيع المودة: ج 3 ص 62، سبل الهدي و الرشاد للصالحي الشامي: ج 11 ص 77، جواهر المطالب لابن الدمشقي: ج 2 ص 270، كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 242، ترجمة الامام الحسين لابن عساكر: ص 315، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 310، حلية الأولياء: ج 2 ص 39، تاريخ الطبري: ج 5 ص 403 و 404، المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 115 تحت رقم 2842، تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 218، مجمع الزوائد: ج 9 ص 192.

[17] و ذلك عندما سقي الحر و جيشه و خيولهم لما جاءوا لمنعه عن مواصلة طريقه، و جعجعوا به الي صحراء كربلاء.

[18] و تعلم عليهما صلاح الدين في حربه مع الصليبيين يوم أرسل طبيبه الي الملك ريتشارد قلب الأسد قائد الصليبيين. و أين من قواعد الحرب الاسلامية قواعدها عند الأوربيين، ان أبقراط - أباالطب اليوناني - الذي ورثت أوربة قسمه الأشهر، يقسمه كل طبيب قبل أداء واجبه بالنزاهة والأمانة و عدم التعصب، لكن أبقراط - علم الأوربيين درسا آخر حين رفض أن يعالج مرضي الطاعون في الجيش الفارسي، قائلا: ان شرفه يمنعه من معالجة عدو لبلاده. (منه).

[19] أحدهما الحر بن يزيد الرياحي، يصحبه ثلاثون آخرون، تسللوا ليلة عاشوراء الي جانب الحسين عليه السلام.

[20] عبدالملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي: أبوالوليد، من أعاظم ملوك بني أمية و دهاتهم. نشأ في المدينة و شهد يوم الدار مع أبيه، و استعمله معاوية علي المدينة و هو ابن 16 سنة، و انتقلت اليه الخلافة بموت أبيه سنة 65 ه، فضبط أمورها و ظهر بمظهر القوة، و نقلت في أيامه الدواوين من الفارسية و الرومية الي العربية، و ضبطت الحروف بالنقط و الحركات، و أول من نقش بالعربية علي الدراهم، توفي بدمشق سنة 86 ه. (الأعلام: ج 4 ص 165).

[21] عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي؛ أبوحفص، الخليفة الصالح، و الملك العادل، و هو من ملوك الدولة المروانية الأموية. ولد في المدينة سنة 61 ه و نشأ فيها، و ولي امارتها للوليد، ثم استوزره سليمان بالشام، و ولي الخلافة بعهد من سليمان سنة 99 ه. و كان قد وضع سب علي بن أبي طالب، و لم تطل مدته، قيل: دس اليه السم و هو بدير سمعان من أرض المعرة، وتوفي سنة 101 ه. (الأعلام: ج 5 ص 50).

[22] حسب النظرية الأموية «لله جنود من عسل». راجع مختصر تاريخ ابن عساكر: ج 24 ص 24، السلفية بين أهل السنة و الامامية للسيد الكثيري: ص 189، مروج الذهب: ج 2 ص 139، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 476، اسد الغابة: ج 3 ص 440، الاصابة لابن حجر: ج 3 ص 384.

[23] راجع أبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام للشيخ محمد السماوي: ص 50، و لكن يذكرها في أثناء المسير، لا و هو عليل. و ذكرها المجلسي في البحار: ج 44 ص 379 بقوله: «فأقبل اليه ابنه علي بن الحسين» و لم يحدده. و ذكر الطبري: ج 6 ص 231 أنه علي الأكبر. و كذا لم يحدد خالد محمد خالد في كتابه «أبناء الرسول في كربلاء» ص 118 من هو القائل. و لكن المشهور عند الشيعة أنه ابنه علي الأكبر الذي قتل بين يدي أبيه في كربلاء. راجع أعيان الشيعة: ج 1 ص 597.

[24] البقرة: 249.

[25] قال الشريف المرتضي في الانتصار: ص 478: «و من المعلوم أن الأمة أطبقت في الصدر الأول علي ذم البغاة علي أميرالمؤمنين و محاربيه و البراءة منهم».

و قال الشيخ الطوسي في المبسوط: ج 7 ص 264: «فان الامامة بعد عثمان لعلي عليه السلام بلا خلاف، و كل من خالفه فقد بغي عليه، و خرج عن قبضة الامام، و وجب قتالهم، و تسميتهم البغاة عندنا ذم، لأنه كفر عندنا».

[26] حركة التوابين كانت بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي و أصحابه، و كانت لهم معركة مع شرحبيل بن ذي الكلاع، ثم مع الحصين بن نمير في عين الوردة من قري «هيت». و كان المختار آنذاك في الحبس، ثم بعدها ظهرت حركة المختار الثقفي. راجع ذوب النضار لابن نما الحلي: ص 87 و ما بعدها.

[27] تزعمها المختار بن عبيد الله الثقفي، قائد عمر لفتح العراق. و كان المختار بن عبيد الله ممن قدموا مع مسلم بن عقيل رسول الحسين الي الكوفة، فحبس، ثم شفع له صهره عبدالله بن عمر، فقبل ابن زياد الشفاعة فيه اذ لم يخف خطره، و لما خرج المختار أعلن أنه يحارب باسم محمد بن الحنفية (أخي الحسين لأبيه) ثأرا لدم الحسين، وانتصر المختار علي جيوش بني أمية، ثم قتله مصعب بن الزبير سنة 67، و أعلنت عليه حرب الدعايات، فاتهموه بادعاء النبوة، و أن من أتباعه من ينتظرون رجعته. (منه).

[28] المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي؛ أبواسحاق، من زعماء الثائرين علي بني أمية، و أحد الشجعان الأفذاذ، من أهل الطائف. لما قتل الحسين عليه السلام سنة 61 ه انحرف المختار عن عبيدالله بن زياد، فقبض عليه ابن زياد و جلده و حبسه، ولما مات يزيد سنة 64 ه و قام عبدالله بن الزبير أعانه علي أمره، ثم دعا الي امامة ابن الحنفية، و ادعي أنه استخلفه، فبايعه زهاء (17000) رجل، فخرج بهم علي والي الكوفة، ثم استولي علي الموصل، و تتبع قتلة الحسين حتي قتل ابن زياد نفسه. حصل خلاف بينه و بين ابن الزبير حتي وجه اليه أخاه مصعب، فقتله و من كان معه سنة 67 ه. (الأعلام: ج 7 ص 191).

[29] هو عبدالرحمان بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، أمير من القادة الشجعان الدهاة، و هو صاحب الوقائع مع الحجاج الثقفي، أرسله الحجاج لفتح بعض الثغور، ثم نبذ طاعته و زحف بجيشه سنة 81 ه عائدا الي العراق لقتال الحجاج، نشبت بينه و بين جيوش عبد الملك و الحجاج معارك ظفر بها عبدالرحمان، ثم حدثت بينهما وقعة (دير الجماجم) التي دامت مائة و ثلاثة أيام انتهت بخروج ابن الأشعث من الكوفة، فلجأ الي (رتبيل) فحماه مدة، ثم وردت عليه كتب الحجاج تهدده، فقتله و أرسل برأسه الي الحجاج سنة 85 ه. (الأعلام: ج 5 ص 323).

[30] هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب عليه السلام؛ أبوالحسين العلوي الهاشمي القرشي، و يقال له: زيد الشهيد. ولد سنة 79 ه، و عده الجاحظ من خطباء بني هاشم، و قال أبوحنيفة: ما رأيت في زمانه أفقه منه و لا أسرع جوابا و لا أبين قولا.

أشخص الي الشام فضيق عليه هشام بن عبد الملك و حبسه، ثم أطلقه، و عاد الي العراق ثم المدينة. فلحق به بعض الكوفيين يحرضونه علي قتال الأمويين، فبايعه أربعون ألفا، فقاتل والي الكوفة بجملة معارك انتهت باستشهاد زيد سنة 122 ه، و حمل رأسه الي الشام فنصب علي باب دمشق، ثم أرسل الي المدينة فنصب عند قبر النبي، ثم حمل الي الشام فنصب بالجامع. (الأعلام: ج 3 ص 58).

[31] لم تمض أعوام حتي دالت دولة بني مروان، و نبش العباسيون قبور معاوية و ابنه يزيد و عبدالملك بن مروان، فلم يجدوا فيها ما يصنعون فيه مثلة. أما قبر هشام فوجدوا فيه جثة هشام لم تبل بعد، فصنعوا فيها أكثر مما صنع برأس زيد، اذ أمر السفاح بضربها بالسياط و صلبها، و حرقها و تذريتها في الهواء. (منه).

[32] هشام بن عبد الملك بن مروان، من ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد في دمشق سنة 71 ه، و بويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد سنة (105 ه). نشبت في أيامه حرب هائلة مع خاقان الترك فيما وراءالنهر، انتهت بمقتل خاقان و استيلاء العرب علي بعض بلاده. اجتمع في خزائنه من المال ما لم يجتمع في خزانة أحد من ملوك بني أمية. توفي في دمشق سنة 125 ه. (الأعلام: ج 8 ص 86).

[33] يحيي بن زيد بن علي، أحد الأبطال الأشداء، ثار مع أبيه علي بني مروان، و لما قتل أبوه انصرف الي بلخ و دعا الي نفسه سرا، فطلبه أمير العراق، فقبض عليه نصر بن سيار، ثم أمن و أطلق و أبعد بين بلد و بلد، حتي وصل الي نيسابور و امتنع، فقاتله و اليها عمرو بن زرارة و هو في عشرة آلاف و يحيي في سبعين، فهزمهم يحيي و قتل عمرا، ثم تتبعته الجيوش حتي رمي بسهم أصابه في جبهته فسقط شهيدا سنة 125 ه في قرية (ارعوية) و حمل رأسه الي الوليد، و صلب جسده بالجوزجان الي أن ظهر أبومسلم الخراساني فأنزل جثته و صلي عليها و دفنت هناك. (الأعلام: ج 8 ص 145).

[34] الكامل في التاريخ: ج 6 ص 12.

[35] والسبب في ذلك: أن أبامسلم الخراساني طلب من الامام الصادق عليه السلام أن يدله علي قبر جده أميرالمؤمنين عليه السلام فامتنع، و أخبره أنه انما يظهر القبر الشريف في أيام رجل هاشمي يقال له: أبوجعفر المنصور، و أخبر أبومسلم المنصور بذلك في أيام حكومته و هو في الرصافة ببغداد، ففرح المنصور بذلك و قال: هذا هو الصادق، (أعيان الشيعة: ج 4 ق 2 ص 91) و ذكره أبوالفرج في مقاتل الطالبيين: ص 173، و نقل أبوزهرة في كتابه «الامام الصادق»: ص 49 هذا المعني أيضا.

[36] روي ابن بابويه و القطب الراوندي: «أن علي بن الحسين عليه السلام سئل: من الامام بعدك؟ قال: محمد ابني، يبقر العلم بقرا، و من بعد محمد جعفر اسمه عند أهل السماء الصادق، قلت: كيف صار اسمه الصادق و كلكم الصادقون؟ قال: حدثني أبي عن أبيه: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فان الخامس الذي من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة، اجتراء علي الله و كذبا عليه، فهو عندالله جعفر الكذاب المفتري علي الله...» راجع الخرائج: ج 1 ص 268، عنه البحار: ج 46 ص 230، و ج 47 ص 9.

[37] و هي أيضا ألقابه الشريفة، راجع في ذلك مرآة الزمان: 5 الورقة 166.


مدرسة العصمة


تعريف العصمة:

العصمة هي التنزه عن الذنوب صغائرها و كبائرها و عن الخطأ و النسيان، و ان لم يتمنع عقلا علي النبي أو الامام أن يصدر منه ذلك بل يجب أن يكون منزها حتي عما ينافي المروه كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال و كل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.



[ صفحه 343]



و الدليل علي وجوب العصمة: أنه لو جاز أن يفعل النبي أو الامام المعصية أو يخطأ و ينسي و صدر منه شي ء من هذا القبيل: فاما أن يجب، اتباعه في فعله الصادر منه عصيانا أو خطأ أو لا يجب، فان وجب اتباعه فقد جوزنا فعل المعصية برخصة من الله تعالي بل أوجبنا ذلك و هذا باطل بضرورة الدين و العقل و ان لم يجب اتباعه فذلك ينافي فكرة النبوة و الامامة التي لابد أن تقترن بوجوب الطاعة أبدا.

علي أن كل شي ء يقع من النبي أو الامام من قول أو فعل تحتمل فيه المعصية أو الخطأ فلا يجب اتباعه في شي ء من الأشياء فتذهب فائدة البعثة [1] .

و عقيدتنا في آل البيت (ع) انهم معصومون مطهرون من الرجس تطهيرا و انهم السلسلة الطاهرة التي شهد القاصي و الداني بفضلهم و علمهم و ورعهم و كانوا الأعلام الهادية و الشموس المضيئة تهدي الضالين و تنير الدرب للسالكين.

و رغم اقصائهم عن مناصبهم و ابعادهم عن مراكزهم و محاربتهم علي الوجوه و من جميع الجوانب، ما استطاع مخالفوهم أن يذكروا لهم عيبا أن نقيصة بل كانوا موضع الاعزاز و التقدير حتي أشد خصومهم و أعتي معانديهم.

و أما الامام الصادق الذي كان النجم الساطع في القرن الثاني للهجرة فلم يسجل عليه الملاحظون الا عدالته و عبادته و زهده و ورعه و خلوصه لربه و ارتفاعا عن كل شين و التجمل بكل زين و كان طيلة حياته المثل الأعلي و القدوة الحسنة.


پاورقي

[1] عقائد الامامية ص 35.


الامام الصادق في عهد المنصور


بويع لأبي جعفر المنصور بوصية من السفاح عند وفاته، لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، سنة ست و ثلاثين و مائة [1] .

جاء المنصور الي السلطة، و قد أحكمت الدولة العباسية قواعدها، و رسخت أسسها بالقهر و الاعتداء و سفك الدماء، و أقبل عليها المنصور و هي ثابتة الأركان، فأسفر عن وجهه في الاعتساف، و برز علي حقيقته في التنكيل و التعذيب، و بني بغداد و اتخذها عاصمة للخلافة، و لئن عمرت بغداد بالقصور الفخمة و المساجد و الحمامات، و ازدهرت أسواقها بالتجارة و البضاعة و الرخاء، و انتقل اليها مئات الآلاف من الناس، و أهل الحرف و أرباب الصناعات المختلفة، فقد جعل منها المنصور سجنا كبيرا للمسلمين، و استن فيها للطواغيت أساليب الدمار الشامل، و ابتكار الأحكام العرفية التي ما انزل الله بها سلطانا فبني من السجون و زنزانات الاعتقال ما لا يعرف به الليل من النهار، و ألقي بالمعارضين و أشباه المعارضين ممن يؤخذ علي الظنة و التهمة، في الأقبية و الطوامير المرعبة، و استحدث لازهاق الأرواح ما لا يخطر علي قلب بشر، فكانت الأسس و القواعد من البيوت تلتهم الناس أحياء، و كانت الأسطونات المجوفة يقذف فيها الشباب و يبني عليهم و هم أحياء فينطمس كل أثر.. و هكذا..



[ صفحه 103]



و قد روي الطبري أنه اختزن في زج كبير رؤوس الثائرين من قتلي العلويين، و في آذانهم رقاع فيها أنسابهم و أسماؤهم شيوخا و ايفاعا و أطفالا، و أوصي بتسليم مفاتحها الي المهدي يفتحها بعد موته [2] .

و كان المطبق سجنا رهيبا في تصميمه، فما دخله أحد الا فقد الأبصار، و تعرض للتسمم، و فارق الحياة، و اذا عاش كان نسيا منسيا.

و استن المنصور الختل و الغدر و الاغتيال السري، و أمعن في التصفية الجسدية لخصومه أني كانوا، فلاقي أبومسلم الخراساني أمين آل محمد فيما لقبوه.. القتل صبرا علي يديه، و غدر بعمه عبدالله بن علي بعد حبسه تسع سنين، و بعد أن أعطاه أمانا كاذبا، فقتله شر قتلة مع جارية له، وضعهما في فراش واحد، و هدم عليهما المعتقل [3] .

و سير الهاشميين من أبناء الامام الحسن عليه السلام، أسري مربطين بالسلاسل و الأغلال من المدينة حتي العراق، و زج بهم في السجن، و هدمه فيما بعد عليهم، و أذاق عبدالله المحض شتي صنوف التعذيب و التوهين حتي قتله في المطبق، و أحضر محمد بن ابراهيم الديباج، و كان وجهه يتلألأ نورا، فقال له المنصور:

«أنت المسمي بالديباج الأصفر؟» قال: نعم، فقال المنصور: أما و الله لأقتلنك قتلة، ما قتلتها أحدا من أهل بيتك!!

وأمر بأسطوانة فرغت من الأحجار، و أدخل فيها، ثم بنيت عليه و هو حي» [4] .

و غدر بكثير من أصحابه فضلا عن الثائرين و بطرق مختلفة.



[ صفحه 104]



فقد اغتال محمد بن أبي العباس علي يد طبيب نصراني، كان يستعين به علي قتل من لا يحب أن يتجاهر بقتله، و قد اتخذ سما قاتلا يضعه في دواء من يريد أن يغتاله [5] .

و أما ما جرته الانتفاضات و الثورات المسلحة علي المنصور من مآس و وقائع و أحداث، فأمر أفظع من أن يصور، و ستري جزءا منه في موقعه من الكتاب.

و لم يكن المنصور متخفيا بغدره و فتكه، و لا متنكرا بفجوره و مكره، بل كان متجاهرا معروفا بذلك في عصره ولدي المؤرخين.

فقد وصفه ابن هبيرة، و هو معاصر له، فقال:

«ما رأيت رجلا في حرب أو سلم أمكر و لا أنكر، و لا أشد تيقظا من المنصور» [6] .

و يسوق الطبري و ابن الأثير و ابن أبي الحديد و ابن عبد ربه جملة من جرائمه اللاانسانية، حتي انتهي ابن الأثير الي القول:

«كان أبوجعفر سادرا في بطشه، مستهترا في فتكه» [7] .

وثمة عقوبات أنزلها المنصور في الشعب المسلم استقاها من بني أمية، و زاد عليهم، فهو لا يشاور و لا يحاور، و انما يأمر بزجر، و يتصرف بعنف، و ينفد ما يجري به هواه.

فقد ذكر المؤرخون أنه: أجاع أهل المدينة، و جعلهم في فقر مدقع، و قطع عنهم الميرة في البر و البحر [8] .



[ صفحه 105]



و سلط عليهم رباح بن عثمان المري، و كان لئيم النفس، خبيث السريرة، انتقامي النزعة، فلقد خطب علي المنبر علي مدينة الرسول الأعظم، قائلا:

«يا أهل المدينة أنا الأفعي بن الأفعي، ابن عثمان بن حيان، و ابن عم مسلم بن عقبة، المبيد خضراؤكم، و المفني رجالكم، و الله لأدعها بلقعا لا ينبح فيها كلب» [9] .

و اذا كانت مدينة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و دار هجرته، تتعرض لهذا الوعيد و التهديد، فما بالك في بقية الحواضر و الأقاليم.

الا أن أهل المدينة قد استشاطوا غضبا، و تمردوا علي هذا التهور المستطير، وجوبه رباح بكيل الصاع صاعين، فكتب الي المنصور بأنباء هذا التداعي عليه، فكتب المنصور رسالة الي أهل المدينة حملها جزاف القول، و أغلظ فيها بلغة القوة، و تحدث بمنطق الغطرسة و الاستكبار، و أمره بقرائتها عليهم: «يا أهل المدينة ان واليكم كتب الي يذكر غشكم، و خلافكم، و سوء رأيكم، و استمالتكم علي بيعة أميرالمؤمنين، و أميرالمؤمنين يقسم بالله لئن لم تنزعوا ليبدلنكم بعد أمنكم خوفا، و ليقطعن البر و البحر عنكم، و ليبعثن عليكم رجالا غلاظ الأكباد، و بعاد الأرحام.. يفعلون ما يؤمرون» [10] .

و نفذ المنصور وعيده، فقد تنمر لهم رباح و بطانته الشريرة، الا أنهم هبوا في وجهه: «كذبت يا ابن المجلود حدين، لتكفن أو لنكفنك عن أنفسنا» [11] .

و رموه بالحجارة و الحصي، ففر الي مقصورته و التجأ اليها، فدخل عليه رجل السوء أيوب بن سلمة، و دعاه الي الانتقام، و التمثيل بهم، قائلا:



[ صفحه 106]



«أصلح الله الأمير، انما يفصل هذا رعاع الناس، فأقطع أيديهم، و أجلد ظهورهم» [12] .

و استهجن أشراف المدينة هذا الاجراء، و أشاروا علي الوالي أن يجتمع بوجوه الناس، و يقرأ الكتاب، ففعل ذلك، فجبهه كل من أبي عبيدة بن عبدالرحمن الأزهر، و حفص بن عمر الزهري بالقول:

«كذبت و الله، ما أمرتنا فعصيناك، و لا دعوتنا فخالفناك».

و قالا لرسول المنصور: أتبلغ المنصور عنا؟ فقال: ما جئت الا لذاك، قالا: «أما قولك انك تبدل المدنية و أهلها بالأمن خوفا، فان الله عزوجل، و عدنا غير هذا، قال عزوجل (و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) فنحن نعبده لا نشرك به شيئا» [13] .

و في ضوء ما رأيت، فان أهل الحرمين لم يكونوا في حال يحمدون عليها من خلافة المنصور، فقد صكهم بهذا الجلف الجافي، و رماهم بالجوع و الفقر، و بث فيما بينهم عيونه و أجهزته، تستخف بالاشراف، و تهين الأعلام، و تهزأ بالعامة، و تسخر بالخاصة، فأدخل بذلك الرعب و الذعر في النفوس، و قيد الحركات و السكنات من الناس، حتي عاد المناخ الاجتماعي مشحونا بالتذمر و الاستفزاز، و شاهد الناس امتهان أبناء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من حسنيين و حسينيين، فقد أخذ عليهم بالمخنق، فصادر الحريات قبل الممتلكات، و خنق الأنفاس قبل الرقاب، وفاه بالبهتان المبين.

و كان الامام الصادق عليه السلام يتمتع بذروة السؤدد في المجتمع العربي



[ صفحه 107]



و الاسلامي، و كانت مسيرته حافلة بأعداد العلماء و الأساطين، بعيدا عن العنف السياسي، لم يحدث نفسه أن يحسب علي جهة، و لم يتبن أية معارضة، و هو أرفع من هذا و ذاك، ذو كيان مستقل بنفسه، و رمز قائم بذاته، دقيق الفكر لا تهزه العواطف التي لا تستند الي تخطيط رائد، و لا يستجيب للنزعات الثائرة التي لا تعتمد علي ركن وثيق، لذلك كان منهجه واضحا لا غبار عليه، بناء الصرح الحضاري للاسلام، و تهيأة الكوادر العلمية المتقدمة، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ما استطاع الي ذلك سبيلا، و الحفاظ علي البقية الخيرة من اتباعه و أصحاب أبيه، و هم حملة العلم وقادة الفكر.

و لم يكن هذا التوجه مجهول المعالم لدي المنصور، الا أن الزخم الجماهيري الحافل الذي يلتف حول الامام كان يثير المخاوف في نفسه، مع علمه أن الامام لا ينازعه سلطانا، و لا يحفل ببهرجة الحكم، و هو سائر بطريقه نحو الله، يهدي و يستهدي، و يهتدي بنور علمه، و هكذا كان شأن الأئمة عليهم السلام، يبتعدون عن دوائر الظلم و الجور، و يرفضون التعاون مع الحكومات الطاغية، و يتقربون الي الله تعالي بنشر أحكامه، و تبليغ رسالته، و هي المهمة الأولي.

و لقد عز علي المنصور أن يكون الامام الصادق عليه السلام بهذا المستوي الرفيع من الوعي و الثبات، و جرت بينهما المحاورة الآتية:

قال المنصور للامام: لم لا تخشانا كما تخشانا الناس؟

أجاب الامام: ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنيك عليها، و لا تراها نقمة فنعزيك، فما نصنع عندك؟

قال المنصور: انك تصحبنا لتنصحنا..

أجاب الامام: من أراد الدنيا فلا ينصحك، و من أراد الآخرة فلا يصحبك و علق المنصور علي هذه الاجابة بالقول:



[ صفحه 108]



و الله لقد ميز عندي من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة، و انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا [14] .

و مع وضوح هذا الرؤية عن الامام الصادق عليه السلام لدي المنصور، فقد عرض الي الضغط الشديد، و كابد من الآلام و المتاعب ما لم يجرأ عليه الحكم الأموي.

فقد أخذ الامام بالرقابة الصارمة، و حجب المنصور أهل العلم عنه، و أحاطت الشرطة بدار الامام، و منعت الناس من الدخول عليه [15] .

و ما اكتفي المنصور بذلك حتي عمد الي دار الامام، فأوعز الي عامله في المدينة أن يحرقها، و شب فيها الحريق، و بادر الامام الي اخماد النار بنفسه، و هو يقول: أنا ابن أعراق الثري، أنا ابن ابراهيم خليل الله» [16] .

و تمادي المنصور في غية، فقد كان يؤرقه هذا الالتفاف التاريخي حول الامام من قبل أبناء المهاجرين و الأنصار، و التوجه الشعبي من طبقات الشعب المسلم، و المناداة باسم الامام زعيما للحركة العلمية في عصره، و توافد العلماء و الفقهاء عليه، للافادة من افاضاته المعرفية. فحاول أكثر من مرة الاعتداء علي الامام، و الانتقاص من مكانته.

في احدي جولات المنصور مع الامام، قال للامام:

أنت الذي يجبي اليك الخراج؟

قال الامام: اليك يجبي الخراج يا أميرالمؤمنين.

قال المنصور: أتدرون لم دعوتكم؟ و كان معه الحسن بن زيد.

قال الامام: لا.



[ صفحه 109]



قال المنصور: أردت أن أهدم رباعكم، و أغور قليبكم، و أعقر نخلكم، و أنزلكم بالشراة حتي لا يقربكم أحد من أهل الحجاز و أهل العراق، فانهم لكم مفسدة.

و التفت الامام بحكمة و رفق و أناة اليه قائلا:

«يا أميرالمؤمنين ان سليمان أعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، و انك من ذلك النسل».

و ارتد المنصور علي عقبيه باهتا، و قال للامام: أعد علي ما قلته.. فأعاد الامام ذلك، و قال المنصور:

مثلك فليكن زعيم القوم، قد عفوت عنكم.. [17] .

و لم يكن الخراج يجبي للامام، و لم يضع نفسه هذا الموضع، بل قد يصل اليه شي ء بسيط و من سهم الامام و سهم الهاشميين ينفقه علي مستحقيه، و المنصور يعلم هذا جيدا، و لكم النزعة العدوانية تملي عليه التهديد للامام بهدم الرباع، و تغوير القلب، و عقر النخيل، و تبرر له التشريد و الاغتراب و الحجر و السياسي.

الا أن الامام بصبره و مداراته عالج الأمر بروية، و انتهي معه بسلام.

و قدم المنصور المدينة، و رغب بلقاء الامام، فأرسل عليه الربيع، فسأله الامام: ما جاء بك؟ فأخبره الربيع بأمر المنصور، و كان الامام كارها لذلك، عازفا عن لقائه، زاهدا في الاجتماع به، فوعظ الربيع بآيات بينات من القرآن، عرض فيها بالمنصور، و التفت الي الربيع ليبلغ المنصور صوته: «قل له: انا والله قد خفناك، و خافت لخوفنا النسوة اللاتي أنت أعلم بهن، فان كففت و الا أجرينا اسمك علي الله - عزوجل - في كل يوم خمس مرات، و أنت حدثتنا عن أبيك، عن جدك، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «أربع دعوات لا يحجبن عن الله تعالي، دعاء



[ صفحه 110]



الوالد لولده، و الأخ بظهر الغيب لأخيه، و المظلوم، و المخلص».

و أبلغ الربيع المنصور بمقالة الامام، فقال له ارجع اليه، و قل له: الأمر في لقائك اليك، و أما النسوة اللاتي ذكرتهن فعليهن السلام، فقد آمن الله روعهن، و جلاهمهن.

فأبلغه الربيع بذلك، فوعظه الامام، و فصل له أحوال الدنيا، و عاقبة الأمور [18] .

و لم يشأ المنصور أن يريح أو يستريح، فقد كان يعاود الامام بالاستدعاء، و يكرر عليه التهديد، و يكثر له من الوعيد، و الامام صابر محتسب.

في احدي هذه الجولات استدعي المنصور الامام، و هدده بالقتل لدي اجتيازه بالربذة، و الامام هناك، فقال للامام بصلف: أما و الله لأقتلنك.

قال الامام: ارفق فو الله لقل ما أصحبك..

و التبس الحال علي المنصور، فهل نعي الامام نفسه أم نعي المنصور!!

فأوضح الامام أنه هو الذي سيسبق المنصور الي الموت [19] .

و استدعاه الي الكوفة، و حمل اليه، و هو يسبح الله و يقدسه، و يستجير به من شر الطاغية، و يتوجه لله بالدعاء و الانابة، ليكفيه أمر المنصور، و كان المنصور قد عزم علي قتله هذه المرة، و دعا المسيب بن زهير الضبي، و قال له: اذا دخل جعفر بن محمد فخاطبته، و أو مأت اليك، فاضرب عنقه، و لا تتأخر.

و أبلغ الربيع الامام بذلك، فقال له الامام: لا يروعك ذلك، و أدخل الامام علي المنصور، و هو يدعو الله بالآتي:

«يا اله جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل، و اله ابراهيم و اسماعيل و اسحاق



[ صفحه 111]



و يعقوب، و محمد صلي الله عليه و آله و سلم، تولني في هذه الغداة، و لا تسلط علي أحدا من خلقك بشي ء لا طاقة لي به».

و كانت هذه الدعوة مستجابة، اذ تغير موقف المنصور بصورة مذهلة، و أنحي باللائمة علي بني عمه من الحسنيين، و قال للامام: «يا أباعبدالله يعز علي تعبك، و انما أحضرتك لأشكو اليك من أهلك، قطعوا رحمي، و طعنوا في ديني، و ألبوا الناس علي، و لو ولي هذا الأمر غيري، ممن هو أبعد رحما لسمعوا و أطاعوا».

فهدأ الامام غضبه، و أوصاه بالصفح عنهم. و سأله المنصور حديثا في صلة الأرحام، فحدثه الامام بعدة أحاديث في ذلك و خرج [20] .

و استمع المنصور لأقوال السعاة، و هم يبلغونه أن الصادق عليه السلام لا يري الصلاة خلفك، و لا يسلم عليك بأمرة المؤمنين، و و.. الخ.

فقال المنصور للربيع: ائتني بجعفر بن محمد، قتلني الله ان لم أقتله، و تغافل الربيع و كان يدين بولاء الامام، فزجره المنصور و توعده بالقول: ائتني به، قتلني الله ان لم أقتله، و قتلني الله ان لم أبدأ بك، ان أنت لم تأتني به.

فوافي الربيع الامام، و هو يصلي بالجامع النبوي، و قال له: «يا أباعبدالله: أجب أميرالمؤمنين للتي لا شوي لها».

فذهب الامام معه، و دخل علي المنصور، و سلم عليه بالخلافة، فلم يرد عليه، و صاح به متعاليا آفكا متطاولا:

«يا مرائي، يا مارق، منتك نفسك مكاني، فو ربت علي، و لم تر الصلاة خلفي، و التسليم علي».

فهدأه الامام، و أمره بالتثبت، فزال غضبه، في حديث طويل [21] .



[ صفحه 112]



و أطال المنصور قلق الامام، و كرر اثارته و ازعاجه عن مأمنه، و كدر عليه صفو حياته الروحية، فاستدعاه الي بغداد، و قال له بصلف و استكبار: «يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك، و فسادك علي أهل هذا البيت من بني العباس، و ما يزيدك الله بذلك الا شدة حسد و نكد».

قال الامام: «ما فعلت شيئا من هذا، و لقد كنت في ولاية بني أمية، و أنت تعلم انهم أعدي الخلق لناولكم، و انهم لا حق لهم في هذا الأمر، فو الله ما بغيت عليهم، و لا بلغهم عني سوء مع جفائهم الذي كان لي، و كيف يا أميرالمؤمنين أصنع اليوم هذا؟ و أنت ابن عمي، و أمس الخلق بي رحما، و أكثرهم عطاءا و برا، فكيف أفعل؟

فقال المنصور بلهجة غاضبة: بطلت و أثمت.

فاستخرج له المنصور عدة كتب، و رمي بها للامام قائلا:

هذه كتبك الي أهل خراسان تدعوهم الي نقض بيعتي، و أن يبايعوك دوني..

فاستنكر الامام ذلك: لا و الله ما فعلت، و لا هذه كتبي، و لا خطي، و لا خاتمي.. [22] .

و كان المنصور مصمما علي قتله، فقد قال لمنصور بن محمد الأسكندري:

يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة، مقدار مائة و يزيدون، و بقي سيدهم و امامهم جعفر بن محمد، و هو يعني من قتله من الطالبيين، فقال له الأسكندري: «انه رجل أنحلته العبادة، و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة».

فرد عليه المنصور: يا محمد قد علمت أنك تقول بامامته، و لكن الملك عقيم. و في قصره ببغداد استدعي الامام عدة مرات، و انتضي السيف من غمده مرارا يريد قتل الامام، و قد صده عن ذلك كثير من الكرامات و الارهاصات، فأرجعه



[ صفحه 113]



الي المدينة قائلا: «أظنك يا جعفر صادقا». [23] .

و لم يزل هذا ديدن المنصور و وكده مع الامام عليه السلام، يستدعيه و يسمعه ما يكره و يطلقه، لأن الملك عقيم كما يقول؛ مع علمه أن الامام في تخطيطه الرسالي قد اعتزل العمل السياسي، و لكنه يتخوف من جماهيريته و هيبته و تأثيره علي الجماعة الاسلامية.

و شاء للمنصور الاعتداء الأثيم أن يغتال الامام بالسم فيما يرويه المؤرخون، و كان ذلك علي يد عامله علي المدينة، فكانت وفاته فيها في الخامس و العشرين من شوال عام 148 ه علي المشهور [24] .

و دفن الامام عليه السلام في بقيع الغرقد عند أبيه الامام محمد الباقر وجده الامام زين العابدين، و الامام الحسن عليهم السلام، و بذلك انطوت صحائف النور الهادي، الا أن ألقها يضي ء ما بين الخافقين.



[ صفحه 114]




پاورقي

[1] ظ: ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 13.

[2] ظ: الطبري: تاريخ الأمم و الملوك 6 / 320.

[3] ظ: المسعودي: مروج الذهب 3 / 305.

[4] الطبري: تاريخ الأمم و الملوك 9 / 398.

[5] باقر شريف القرشي: حياة الامام موسي بن جعفر 1 / 374.

[6] ظ: اليعقوبي: التاريخ 2 / 399.

[7] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 4 / 355.

[8] المصدر نفسه: 5 / 361.

[9] اليعقوبي: التاريخ 3 / 110.

[10] المصدر نفسه: 3 / 110.

[11] المصدر نفسه: 3 / 111.

[12] اليعقوبي: التاريخ 3 / 111.

[13] اليعقوبي: التاريخ 3 / 111.

[14] الأربلي: كشف الغمة 2 / 360.

[15] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام الصادق 7 / 149.

[16] الكليني: أصول الكافي 1 / 473.

[17] عباس القمي: سفينة البحار 2 / 22.

[18] ظ: ابن طاووس: مهج الدعوات 217 - 216.

[19] المصدر نفسه: 229.

[20] ابن طاووس: مهج الدعوات 232 و ما بعدها.

[21] ظ: باقر شريف القرشي: حياة الامام الصادق 7 / 153 - 151.

[22] ظ: تفصيل هذه الأحداث: ابن طاووس / مهج الدعوات 247 - 237.

[23] ظ: تفصيل هذه الأحداث: ابن طاووس / مهج الدعوات 247 - 237.

[24] ظ: الكليني: أصول الكافي 1 / 472، المفيد: الارشاد: 304، الأربلي، كشف الغمة 2 / 373.


الامام الباقر


و هل في يدي اليمني غير سبابة تعتز بفخر و هي تشيد الي الامام الباقر، بأنه النقطة الأولي في خط التحضير، و التوضيح، و التركيز؟!

سيكون بداية الفاصل الثاني في تدرج الامامة علي خطها المرسوم.

لقد مر الفاصل الأول - كما رأينا بعد غياب النبي الكريم - بعهد الراشدين، و هو العهد المصدوم بمحاولات مزاجية ارتجاجية، أبعدت الامامة عن مهماتها المسنونة و المكنونة، و زجت أمل الأمة في يأس غبي، زادته الأمية عارا و شنارا!

انه الفاصل الأول - عهد الصدمات القبلية الضائعة فيها الخطوات، و المحاولات، و التعهدات... عهد كشف الطريق: كيف يخطط، و كيف يمشي، و كيف يصان... و هكذا انقضي العهد علي واقع أعور، لم ينظف الطريق، و كأنه لم يتوفق برسمه، بل وسعه بفوهات الحفر؟؟!

و انتهي الفاصل المخيف الي حفرة عاشورائية، صبغت الأمة بدم الحسين، والامامة برعب عقيم، والسياسة كلها بحذر فاشل، ليعتمد الحقد والتشفي في بناء المجتمع، و ليس غير الحقد والتشفي من هادمين يغرقان المجتمع في انحطاط شنيع؟!!

و ابتدأ الفاصل الثاني نابتا من آلام عاشوراء، مسقيا بالدم المسفوك لفداء الأمة من ذل يقعدها، و لا ينيلها أي رجاء... لقد حمل الراية الامام الرابع الملي ء بالحزن الشفاف علي أبيه سيد الشهداء، لقد بذل الدمع



[ صفحه 37]



الغزير و هو ساجد يصلي، عاقدا من لآلي الدمع دررا زين بها جيد الفقه، و صدر البيان!

و لكنه لم يكتف بالدمع متنفسا مغسولا، و لا بالتصبر علي الضيم ملاذا مشلولا، بل راح الي اختلاء عميق و نفيس، يفتق فيه الأسباب الكامنة وراء كل تصرف عقوق أصابت منه الامامة ما ضيعها عن حقيقة الاتصال بالأمة في محضها كل الدارية و كل الاهتمام!!!

وحدها الأمة - قال للامام عمق التبصر، و عمق الاختلاء - هي الملاذ، و هي الاسناد... و هي التي تعين الحق الذي تحتاجه لتعيش به، و هي التي تدافع عنه حتي لا يهدر... أما الامامة: فهي اللمسة الدعجاء التي تطوف حول محجر العين - بلطف، وحب، ودراية - لتجلو العدسة الثمينة من قذاها!!!

و اقتنع الامام، بأن الأمة التي استنزلت لها الرسالة، هي الهدف المستحق - اللطف، والحب، و الدراية - و هي الملاذ والسناد، بقوة الحق الذي تعينه - هي - لها اذ تراه بعينها المتحررة من قذاها!!!! و قذاها هو الجهل، والعي، و فقر الروح، و تماد في الثرثرات الأمية التي يسد آذانها - بها - زعماء سياسيون، تقليديون، لا يفصلون للأمة الا قمصانا قبلية، لا جبة رسالية!!!

و انتهي قرار الامام، و بين يديه رجل آخر معتصب بشعر أجعد، و في محجريه عينان مشغوفتان بنور أحمر، دفعهما - به - شوق جده الرسول الموحي اليه منذ زمن بصير، بأن الأمة التي هي: انسان، و ملاذ، و سناد - لن يجلو عينها الدعجاء - من قذاها المستبد - الا العلم الكبير الوسيع المستدير، و هي - اذ تلتف به التفافا مستنيرا - تري الحق الذي تصبو أليه، فتأتزر به و تمشي الي ساحاتها الخصيبة، و التي هي: رغيف نظيف، و قميص عفيف، و صدر شريف، و عقل حصيف....و حلم يمحو الشناعات من ربي الانسان...



[ صفحه 38]



ان الرجل العظيم المتكي علي زند أبيه، هو ابن زين العابدني، و هو ابن الأمنية الكبيرة التي مسحته باسم الباقر، و جعلته نجي الرسول...

و هو التلميذ المدرسة التي راح ينشر العلم فيها أبوه الامام النازف نفسه من عينيه المصبوغتين بالدمع القراح... انه الآن في بداية عقده الثالث، و هو النهلان من التمرس علي أبيه لاستئناف مهمات الامامة بعد أن تنشد اليه، و هو الذي قبل عيني أبيه طالبا اليه - برجاء - أن يحول مجري الدمع، من حزن يابس، الي نجوي ناطقة بالصلاة من أجل ترهيف حس الأمة في اقبالها علي مناهل العلم الوسيع حتي تتوسع مداركها، و تري بعينها: ما هو حق فتبتغيه، و ما هو انتقاص منه، فتجافيه!!!

انه الآن جوالة علي كثير من أقطار الجوار: من فلسطين، الي الشام، الي مصر، الي جند بسابور... ان البحث عن كل علم تلملمت به أبجديات أجداده الأقربين و الأبعدين. كان في وسيع اجتهاده: كالطب، والهندسة، و الحساب، و علم الجغرافيا، و الفيزياء و الكيمياء... لقد كان له تحويش ثمين، وانصباب مشتاق علي الدرس، والاستقراء، و نوعية الاستيعاب و التلقين... وها هي المدرسة المركزة في جامع جده الرسول في يثرب، ما كاد الامام أبوه يستنفرها و يستحثها للنبض، حتي كان - هو - أنبه من نبضت به، و أول من تخرج منها، وأجرأ من هم علي توسيعها، و تحريك قابلياتها لأن تكون رسالية جامعية.

ذلك هو التحضير، و التمهيد، و التوجيه الي محو الجهل و الأمية من أرضية الأمة، حتي يكون لها من العلم ما يفتح لها بوابات اليقين، و ما يساعدها علي بناء الذات، و ما يكسبها احترام الامامة و اعتبارها أضمومة نبوية مشتقة من ضلع الأمة لتتميم مشقات السهر علي مآتيها البالغة بها الي: حق، ورشد، و جمال.

و انتقل الامام زين العابدين الي حضن أبيه الشهيد، تاركا الجامعة الفتية في عهدة الامام الباقر الذي استمر في عمليات التفتيش، و التوضيح،



[ صفحه 39]



و الاستجلاء، و بين يديه ابنه جعفر، يلبيه في عمليات تعميق البحث، و التنقيب، و التحضير، و التركيز.

ولكن أغلبية المواد العلمية التي تناولها جهد الامام الباقر، لم تكن أكثر من عناوين محتاجة الي كثير من المعالجات الذهنية الأصولية الغافية عنها وضعية التحديد، و خاصية التجريد، لأنها ذكر تراثي غائبة عنه مواصفاته، و دراساته، و تحاديده... لقد تفاعلت به حضارات أجدادنا القدماء: في فينيقيا، و في قبرص، و جبيل، و أوغاريت، و بابل، و نينوي، و شنعار،و أريحا، و مكة، و حضرموت.. انها حضاراتهم، عبرت عنها الأبجديات، وألسنة اللغات، وساريات السفن، و شفافيات الزجاج،و نحت الحجارة، و رصف المداميك، و القلاع، و القصور، والأعمدة الشاهقة تحت القباب... و هكذا كان الحساب في الترقيم، و الهندسة في التنظيم، و الجغرافيا في تحديد التخوم... و علوم الفيزياء والكيمياء و الآثومات في ركن الجوهر الفرد... و كانت الزراعات، و الصناعات و الطبابة، و الأنوال، و خيطان المغازل.

لقد فتش عنا كلها الامام الباقر، فوجدها في ظلال العناوين، تفسرها الاشارات، من دون أن تتبسط بها الشروحات... فجاء بها - في عناوين - و طرحها علي بسط الدرس. ليتلقفها الذهن، و يعمل الجهد علي تفجيرها من مخابئها المطوية في السجلات التي نهبها العالم القديم، و كان من أبرعهم في النهب و الاقتباس: اليونان، و من ثم الرومان.

من هنا يصعب علينا أن نقدر كم كانت فداحة المشقات علي الامام الباقر عندما يتناول أية مادة من المواد العلمية، وقد وصلته ملفوفة بعناوينها، و لا بتحاديد قوانينها، و تفاصيل مضامينها، فكيف يكون له أن ينقلها الي الطلاب فهما و تثقيفا؟!

و لقد كان الامام يدرك أن العلوم كلها لم ينلها أي مجتمع من مجتمعات الأرض الا تدريجا وبالممارسات، فهي: أولا - بنت العقل - ثم



[ صفحه 40]



تكون بنت الحاجة المتلاعب بها التطور... كالحساب - مثلا - كان، أولا، رقما بسيطا، ولكن المجتمع الذي نما بتكيف الانتاج المتزايد و المنوع، حول الرقم البسيط الي علم مركب، وراح يتدرج الي سجل حسابي يضبط الرقم في تدوين الأرباح و الخسائر، ليكون بدوره محصيا و منتجا و مراقبا. و ليكون زراعة يحصي أنواع التمر، و ليكون صناعة يرتب أنواع الصناعات بصنوف المعادلات، و ليكون له تحويل الي خطوط و مساطر الهندسات، و ليكون له ارتباطات بمزج الذرات بالذرات المتألفة منها ذاتية الأجسام في علم الفيزياء، و معادلات الجبر، و تحويلات الكيمياء من عنصر الي عنصر، و من لون الي لون، و من طعم الي طعم.

هكذا رأي الامام الذي تغدق عليه الامامة نباهة ذاتية و فكرية و روحية و علمية، ليكون له مجال تخصصي في توجيه الأمة توجيها متجاوبا مع الرسالة التي خصها للأمة رسولها العظيم، و هكذا أدرك أن العلوم حاجة تمارست بها الأمة في وقت من أوقاتها المرتاحة الي حقيقة الانتاج المتحول من رقم بسيط الي تحرك حسابي - صناعي - هندسي - ثقافي - حضاري... ثم لوي بها حدثان الطواري ء، فذوي الانتاج الي تناقصات أوقعت الأمة في متاهات الهذيان، و لم يبق لها - بعد مجال طويل - من العلوم التي اكتسبتها و دبجتها، الا عناوين كبيرة، لا يشرحها للذهن الا الاستقراء الذاتي، و الاستنتاج المسحوب من حقيقة الجوهر.

و لكن الامام المريد ريادة الحق، عكف علي الستقراء حروف العناوين، و كذلك علي الاستنتاج العقلي و الذهني الصادر من حقيقة الجوهر المخزون في خلية الانسان.. و كان له من تشوق الاستقراء، و من عقلانية الاستنتاج، لهفة جديدة من التحديد، نقلها الي طلاب الجامعة، محركا فيهم شوقا دائما الي الاستقراء والاستنتاج اللذين تتوسع بهما البحوث و العلوم، مع توسع مدارك المجتمع الذي سينقل كل علم الي دائرة أخري، تعين الحاجة عمقها و حجمها.



[ صفحه 41]



بحكم الطبع، لم تكن التحاديد التي قدمها جهد الامام، هيم العلمية التقنية المغلفة بكل رهوناتها، و لكنها كانت - مثل كل المقدمات - تشير الي الحيثيات المشعة من كل مادة - علي انفراد - و سيكون للتعمق مجالات أخري يجهزها الشوق النابت منها للتمكن من الكشف المستزيد عن مهماتها!

و هكذا تمكن الامام من الأخذ علي عاتقه شرح كل مادة أفسح لها ركنا في جامعته، أكانت تاريخا أم جغرافيا، أم حسابا، أو فيزياء أو كيمياء... و اعدا تلاميذه باستطلاعات أخري، ستوفرها - حتما - حاجة المجتمع اليها، بقدر ما تترسخ فيه الافادة منها.

و لم يتوان الامام بالتلميح عن الافادة من كنوز العلم عندما يترسخ في المجتمع فهما و وسع معارف، و لا شك بأنه سيكون: زراعة و صناعة و أنوال خيطان... و سيكون شبعا، وراحة و ثقافة، و شمول حضارة.... أما التوسع فيه و التمكن من احرازه،و من الخوض في عمق بحاره.... فان ذلك رهن بالأذكياء الأقوياء الأولياء، يغوصون فيه، و يستخرجون منه دررا تتوهج بها مجتمعاتهم في أيامها المستعدة للتألق و البروز!!!

في تلك الجلسة الدراسية المختصة بعلم الفيزياء المطلة علي علم الكيمياء، كان طلاب الجامعة متحلقين ركعا حول الامام، يصغون اليه مشغوفين بحرارة كانت تتدفق من بين شفتيه، و بلألاء بعيد السنا، كان يفيض من عينيه المتنقلتين: - من سقف الجامع الشبعان من صدي الكلمات التي كان يتفوه بها الرسول قبل أن يترك الأرض و يغوص في رحاب الملكوت - الي ابنه جعفر الساجد بين يديه في اصغاء كأنه فجوة من حنين...

و انتهي فصل الدرس، و انسحب الطلاب، واحدا بعد الآخر، الي ساحة المسجد التي وسعها الوالي التقي عمر بن عبد العزيز...



[ صفحه 42]



وحده بقي جعفر غارقا في الاصغاء، كأن الصدي هو المحاضر الآخر الفارض الاصغاء الكبير.

أما الامام المتفهم صدي الرجاء، فانه تلهف الي ابنه الساجد، و ابتدره اليه، كأنه يوقظه من سبات... و رأسا أفاق الفتي، و هو يتناول يد أبيه، فيقبلها و هو يقول:

- أنا في يقظة يا أبي، و لكني أسأل: من هو الذكي، القوي، الولي - غيرك - يفجر العلم، و يغوص الي عمق البحار، يستخرج منها لؤلؤا يزين به صدر الأمة الموعودة بالتألق و البروز؟!!

و غرق الامام في فجوات السؤال، و بعد لحظات طويلة قال:

- أنا بأشواق جدك الرسول أقول:

ليس العلم بالقول يفجر،

بل بأن يمارس، فيفجر!!!

اني أري في عينيك:

بهاء الذكاء،

وصفاء الأولياء،

و عزم الأقوياء...

و هذا كله رجاء العلم حتي يقتحم و يتفجر!

و من يفجر العلم الا حاجة الأمة اليه!

فأيقظ أنت - أيضا - حاجة الأمة الي الاقتباس الناقل الجمود الي الحركة، و الكسل الي العمل، و السم الي الدرياق!!!

أليست هكذا تفعل الكيمياء،و هي تتفاعل بجزئيات الفيزياء، فتحولها المعادلات من ايجاب الي سلب، و من سلب الي ايجاب؟!!

كن أنت ضمير المعادلات، ليتيسر لغيرك - من حولك و من بعدك - و لوج الي جوهر المعادلات!



[ صفحه 43]



و كل شي ء - يا ابني - في الحياة، معادلات في عب معادلات و جزئيات تتلاحم بجزئيات، لتصير أرضا تسبح في فضاء، و خلقا تترجاه السماء!

و ها اني أميزك - في رجائي - برجاحة جوهرك، و رجاحة صدقك - فأنت - غدا - من بعدي:

- الامام جعفر الصادق -



[ صفحه 44]




اولاده


للامام عليه السلام عشرة أولاد و قيل أحد عشر، سبعة ذكور هم: 1- اسماعيل الأمين. (الأعرج) 2- عبدالله الأفطح - 3- الامام موسي الكاظم - 4- محمد الديباج - 5- اسحاق 6- العباس - 7- علي.

أما البنات، فمن العلماء من عدهن ثلاثة و منهم من قال أربعة.

1- أم فروة 2- فاطمة الكبري. 3- أسماء - 4- فاطمة الصغري.

فمن عدهن ثلاثة ترك فاطمة الكبري. و يظهر من المناقب أن أم فروة



[ صفحه 31]



هي أسماء، و هذا غير بعيد لأن أم فروة كنيه لا اسم، فيكون أولاده عشره مع ذكر فاطمة الكبري [1] .

1- اسماعيل الأمين (الأعرج).

تولع قلب الامام الصادق عليه السلام بولده اسماعيل، و شغف به شغفا عجيبا، حتي ظن أصحابه أنه الامام من بعده.

و هذا الحب لم يكن وليد العاطفة فحسب، بل لما يتميز به اسماعيل عن أقرانه، بالتقي و الورع و الهيبة لأبيه و...

افتخر الامام عليه السلام بهذا الولد الميمون، و دعا ربه ليبقيه قرة للعيون، من بعده اذا حل به ريب المنون، أو غدر به الدهر الخؤون.

ولكن الله عزوجل العالم بمصالح عباده المتقين، أبي الاستجابة لخيرة الصادقين، كي لا يقع الخلاف بين الأمة عن ولي المؤمنين.

ففي صحيحة أبي خديجة الجمال قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: «اني سألت الله في اسماعيل أن يبقيه بعدي، فأبي، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخري، انه يكون أول منشور في عشرة من أصحابه، و منهم عبدالله بن شريك، و هو صاحب لوائه» [2] يبدو أنه يخرج مع المهدي المنتظر عليه السلام قائدا في قومه.

رضي الامام بالقضاء، فاستعد لنزول البلاء، فحل باسماعيل الوباء، فاذا بقرير العين، محمول علي الكفين، و لشدة ما أصاب الامام من الجزع



[ صفحه 32]



و الأحزان، ظن بعض الأنام، بأن الامام لن يرجع الي سلام.

فعن سعيد بن عبدالله الأعرج قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: لما مات اسماعيل أمرت به، و هو مسجي: أن يكشف عن وجهه، فقبلت جبهته و ذقنه و نحره، ثم أمرت به، فغطي ثم قلت: اكشفوا عنه، فقبلت أيضا جبهته و ذقنه و نحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل، ثم دخلت عليه و قد كفن، فقلت: اكشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته و ذقنه و نحره و عوذته، ثم قلت: أدرجوه، فقلت بأي شي ء عوذته؟ قال عليه السلام: بالقرآن [3] .

و قد ظن بعض الأصحاب، أن في اسماعيل عتاب، و أن الامام الصادق نبذه دون ارتياب، فقد قال عنه عليه السلام: عاص عاص لا يشبهني و لا يشبه أحدا من آبائي [4] - فقد قال سيد الفقهاء، و امام العلماء، السيد الخوئي الخائض في المضمار، و المتتبع لآثار الأبرار و الفجار، ان اسماعيل من خيرة الأبرار، ولكن السؤال من الامام عليه السلام من جهة لياقة اسماعيل للامامة، علي ما هو المرتكز في أذهان الشيعة من العامة، فأجابه الامام عليه السلام بأنه لا يشبهه و لا يشبه آباءه في العصمة، فانه تصدر منه المعصية غير مرة و هذا لا ينافي جلالته، فان العادل التقي قد تصدر منه المعصية و يتوب [5] .

ولكن في الحقيقة أن الامام عليه السلام انما كشف عن وجه ولده مرارا، و قال لأصحابه مرارا أيضا، الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو؟ فقالوا اسماعيل ولدك فقال عليه السلام: «اللهم أشهد...» لأن قوم من الشيعة ظنوا أنه القائم بعد أبيه لفرط محبته له، و قد كان أكبر ولده، فأراد



[ صفحه 33]



الامام عليه السلام ازاحة الشبهة في ذلك.

و لما مات اسماعيل انصرف عن القول بامامته بعد أبيه من كان يظن ذلك، و أقام علي حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه، فلما مات الصادق عليه السلام انتقل جماعة الي القول بامامة موسي بن جعفر، و افترق الباقون فرقتين، فرقة منهم رجعوا عن حياة اسماعيل و قالوا بامامة ولده محمد بن اسماعيل لظنهم أن الامامة كانت لأبيه، و أن الابن أحق بمقام الامامة من الأخ، و فرقة منهم ثبتوا علي حياة اسماعيل، و هم اليوم شذاذ و هذان الفريقان يسميان الاسماعيلية [6] .

2- عبدالله الأفطح [7] .

لطالما جر الحسد الي العناد، و حب الدنيا الي الفساد، و من لم يكن له من نفسه واعظ و زاجر، لم يكن له من غيره زاجر و واعظ.

«انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح».

و هكذا عبدالله بن جعفر الصادق عليه السلام جره حب الظهور الي الغرور، و الي ادعائه ما ليس له بمقدور، فادعي الامامة، ولكن سرعان ما أتي عليه الموت فلم تطل أيامه، و لم يحقق أحلامه.

لقد صرحوا عليهم السلام بأن الامامة في الأكبر من ولد الامام اذا مضي [8] .



[ صفحه 34]



و كان عبدالله هو الأكبر عند موت أبيه عليه السلام فاستغل هذه الرواية، و غفل الناس عن الدراية، مع أنهم عليهم السلام قالوا: «الا أن تكون به عاهة» [9] ، لأن الامام يجب أن يكون أكمل الناس خلقا و خلقا.

و كذا لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين [10] .

و لما امتحن في الفقه و غيره بعدة أبواب، و لم يكن عنده بها جواب، رجع عن امامته الكثير من الأصحاب.

و قد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال لولده موسي: يا بني ان اخاك سيجلس مجلسي و يدعي الامامة بعدي! فلا تنازعه بكلمة فانه أول أهلي لحوقا بي [11] .

و لم تكن منزلته عند أبيه كاخوته من الاكرام، و كان متهما بالخلاف علي أبيه في الاعتقاد، و يقال أنه كان يخالط الحشويه، و يميل الي المرجئة.

و لم تمض فترة و جيزة - قيل سبعين يوما - الا و مات عبدالله، فرجع عندئذ عن القول بامامته من اعتقدها.

قال في التكملة: يكفي لبطلان هذه الفرقة انقراضها، فان الحق لا يزال حقا حتي تقوم الساعة كما استفاض عنه عليه السلام و دل العقل عليه و النقل و الاجماع [12] .



[ صفحه 35]



3- محمد الديباج

لقب بالديباج أو الديباجة، لحسن وجهه، و جماله، و كان يلقب بالمأمون، و كان شيخا محببا في الناس، شجاعا عاقلا سخيا، يصوم يوما و يفطر يوما، و حدثت زوجته خديجة بنت عبدالله بن الحسين فقالت: ما خرج من عندنا بثوب قط فرجع حتي يكسوه.

دعا الي نفسه فبايعه أهل الحجاز و تهامه بالخلافة، و كان السبب في دعوته الناس اليه، أنه كتب رجل كتابا، (- أيام أبي السرايا - يسب فيه فاطمة عليهاالسلام و جميع أهل البيت، فأخذته الحمية و الغيرة فلم يرد جوابا حتي دخل بيته و لبس لامة حربه و دعا الي نفسه.

و في سنة 200 حج المعتصم، فوقع القتال بين الديباج و من معه، و بين جنود المعتصم، فحوصر الديباج و من معه ثلاثة أيام حتي نفذ طعامهم، و صار أصحابه يتفرقون، عند ذلك طلب الأمان لنفسه و من معه، فحملوا الي خراسان كالأسري بلا غطاء،

و لما وصلوا الي خراسان، أخذ الديباج، و أنفذ الي الخليفة المأمون العباسي فأكرمه و وصله.

و علي أي حال فان الديباج كان يري القيام بالسيف، ولكن الامام الرضا عليه السلام في الظاهر لم يكن رأيه القيام بالسيف [13] .

و لعلها حنكة من الامام عليه السلام اذ كان يتظاهر بعدم رضائه بالقيام كي لا يؤخذ آل أبي طالب به.

و في بعض الروايات أنه سعي بأخيه الامام الكاظم عليه السلام الي



[ صفحه 36]



هارون الرشيد، و الله العالم بحقيقة حاله [14] .

4- اسحاق بن جعفر (العريضي)

سمي بالعريضي لأنه ولد بالعريض، و هو واد بالمدينة.

و هو زوج السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب المدفونة بمصر، و كان يعيش و اياها في مصر، فلما ماتت أراد نقلها، فرأي في منامه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأمره بدفنها عندهم [15] .

و كان من أهل الفضل و الصلاح و الورع، و روي عنه الناس الحديث و الأثر، و كان ابن كاسب اذا حدث عنه قال: حدثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر، و كان يقول بامامة أخيه، و يقر له بالفضل.

و لا يختلف اثنان في فضله و ورعه، و له كتب في الحلال و الحرام... و لقد كان يعتني بشأنه و يستند الي أفعاله [16] .

5- العباس بن جعفر

كان فاضلا نبيلا [17] .

6- علي بن جعفر

أشهر من العلم في واضحة النهار، و قبره في قم للعوام و العلماء مزار، و قد جلي ما دنسته الأشرار، و أزال ما لصق من غبار، عن آل البيت المختار



[ صفحه 37]



و شد الازار، و جال في البلاد و القفار، بعزيمة الجبار، يحيي سنة الأطهار و هو صاحب فضل و حديث.

و قد عمر أكثر من مائة سنة، و صاحب أربعة من الأئمة عليهم السلام فقد كان أصغر ولد أبيه، و مات الصادق عليه السلام و هو طفل. و مع ذلك فقد روي عنه و عن الكاظم و الرضا عليهم السلام، و عاصر الجواد و قيل بل الهادي أيضا. و له كتب في الحلال و الحرام و المناسك و...

و كان شديد الأدب مع الامام الجواد عليه السلام فعندما قال بامامته، - و كان الجواد عليه السلام صغير السن - قال له رجل: أنت في سنك و قدرك و ابن جعفر بن محمد عليه السلام تقول هذا القول في هذا الغلام؟ فقال: ما أراك الا شيطانا، ثم أخذ بلحيته فرفعها الي السماء و قال: فما حيلتي ان كان الله رآه أهلا و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا [18] .

و دخل يوما الامام الجواد عليه السلام الي مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه، فقال له الامام عليه السلام يا عم أجلس رحمك الله فقال: يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم... فوبخه أصحابه علي فعله، فقال: «بل أنا عبد له» [19] و كان يسوي للامام عليه السلام نعليه و يلبسه اياها...

الي غير ذلك من الصفات الدالة علي اكرامه للأئمة عليهم السلام.

أما علمه فهو الذي استقي من نمير عذب فيضان أنهار



[ صفحه 38]



أهل البيت عليهم السلام. فشاع صيته في البلاد حتي كان أهل الكوفة يتمنون مجيئه الي بلادهم، ولكنه أبي ذلك [20] [21] .

أما بناته عليه السلام فلم أجد لهن ترجمة في التاريخ، نعم ورد أن فاطمة و أم فروة من الراويات عن الامام الصادق عليه السلام [22] .

و مما ظهر من ترجمة حياة أولاد الامام الصادق عليه السلام، أن من كان سديد الطريق، شديد الورع، قويا في أمر الله، عظيما في ذات الله، حريزا دينه، خاشعا قلبه... فأهل البيت له ولاء، و الا فهم منه براء، ألم يقل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «لو سرقت فاطمة لقطعت يدها»؟!.

ألم يقل «أنا جد التقي و لو كان عبدا حبشيا».

و رحم الله الشاعر حيث قال:



كانت مودة سلمان لهم رحما

و لم يكن بين نوح و ابنه رحم



و بهذا تميز عنصر أهل البيت عليهم السلام عن الملوك الجبابرة، الذين حكموا البلاد حكومة قيصرية و كسروية، فأدنوا البعيد، و أقصوا القريب، و سكتوا عن جرم الأرحام، خوف الفضيحة بني الأنام، و فري العنفوان، و أشاروا بالبنان، بلجم اللسان، و أمر السجان، بكسر العظام و الأسنان، بالجهر و الاعلان، لكل من ثار و قام، علي الظالمين أو أعان، سواء من الأرحام و الأعوان، أو من ملة الكفر أو أهل الاسلام.

فأين العدالة و الاحسان، يا أولي الألباب و الايمان؟!!!.



[ صفحه 39]




پاورقي

[1] أعيان الشيعة ج 1 / 660. و قيل غير ذلك قال ابن الخشاب ان له ستة بنين و ابنة واحدة، و في كشف الغمة سبعة بنين و بنت واحدة بحارالأنوار ج 47 / 241.

[2] معجم رجال الحديث ج 3 / 124 تنقيح المقال في علم الرجال ج 1 / 131.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر.

[5] نفس المصدر.

[6] تنقيح المقال ج 1 / 131 البحار ج 47 / 294 - 242.

[7] سمي الأفطح لأنه كان أفطح الرأس (عريض) أو الرجلين.

[8] الكافي ج 1 / 284 ورد في رواية صحيحة عن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام «اذا مات الامام بم يعرف الذي بعده؟ فقال للامام علامات: منها أن يكون أكبر ولد أبيه، و يكون فيه الفضل و الوصية،... و السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني اسرائيل، تكون الامامة مع السلاح حيثما كان». الكافي ج 1 ص 344 - كتاب الحجة.

و في كلام الامام الصادق عليه السلام قيدها... ان الأمر في الكبير ما لم تكن فيه عاهة.

[9] الأنوار النعمانية ج 2 / 254 جامع الرواة ج 1 / 479 تنقيح المقال ج 2 / 174 معجم رجال الحديث ج 10 / 146 الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة 77 البحار ج 47 / 256.

[10] نفس المصدر.

[11] نفس المصدر.

[12] نفس المصدر.

[13] بحارالأنوار، ج 47 / 257 معجم رجال الحديث ج 15 / 161، تنقيح المقال ج 2 / قسم 2 ص 94.

[14] نفس المصادر. (قال في التنقيح حاله محل توقف) و كذا قول السيد الخوئي في معجمه و النجاشي في رجاله 258 و الحائري في جامع الرواة ج 2 / 86.

[15] أعلام النساء المؤمنات 628.

[16] تنقيح المقال ج 1 / 113 «نقلا عن الارشاد»، البحار ج 47 / 259 جامع الرواة ج 1 / 81 معجم رجال الحديث ج 2 / 43.

[17] نفس المصادر السابقة. (ترجمة العباس بن جعفر).

[18] المصادر السابقة (ولكن قال في التنقيح نقلا عن الفاضل المجلسي بالنسبة الي قبره في قم موضع شك، فقد يكون هذا القبر لأحد ولده، و يكون هو مدفون بالعريضي).

في ترجمة علي بن جعفر.

[19] نفس المصدر.

[20] نفس المصدر.

[21] لم أذكر ولده الامام الكاظم عليه السلام لأني أفردت له كتابا خاصا.

[22] أعلام النساء المؤمنات ص 495.


سخاؤه و كرمه


ليس غريبا أن يكون الامام جعفر الصادق سخيا كريما جوادا و هو ابن أولئك الكرام. فقد كان جده علي زين العابدين يحمل الطعام ليلا ليوزعه علي بيوت ما عرفوا به الا بعد موته رضي الله عنه لذلك كان الامام الصادق يتعجل بالمعروف و يستره فقد روي عنه أنه قال لسفيان الثوري (لا يتم المعروف الا بثلاثة: تعجيله و تصغيره و ستره) [1] و لهذا كان يسر العطاء كما



[ صفحه 19]



يفعل جده علي زين العابدين.

فكان اذا جاء الليل يحمل جرابا فيه خبز و لحم و دراهم فيحمله علي عاتقه ثم يذهب الي ذوي الحاجة من أهل المدينة و يعطيهم و لا يعلمون من المعطي حتي مات.

عن الهياج بن بسطام قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء [2] اذن فالسخاء بالمال يدل علي مقدار الاحساس الاجتماعي و ان ستره يدل علي مقدار الوجدان الديني و ملاحظة جانب الله وحده [3] .


پاورقي

[1] حلية الأولياء: 3 / 198، صفة الصفوة: 2 / 169، السير: 6 / 263.

[2] المصادر السابقة.

[3] الامام الصادق لأبي زهرة: 81.


سلوك الامام مع الحكام


حذا الامام حذو جده صلي الله عليه و آله و سلم في التعامل مع الملوك و الوجهاء في عصره، حيث لم يكن فظا غليظا و قد قال تعالي: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) [آل عمران / 159]، بل كان يتعامل مع القوم بسياسة الحكمة و اللين دون ان يحلل حراما او يحرم حلالا.

و الامام الصادق عليه السلام كان صامدا في وقوفه مع الحق، لينا قوله مع الحاكم الذي يتقرب اليه و يظهر محبته له.

و من مواقفه عندما دخل عليه السلام علي المنصور، و قد وقع الذباب عليه (المنصور) فذبه حتي اضجره، فقال للصادق عليه السلام: يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟ فقال عليه السلام: ليذل به الجبابرة [1] فسكت المنصور لانه يعلم بان الامام نطق حقا، و خشي ان يتكلم بما يجرح جبروته، ولكنه اضمر للامام شرا.

و من سياسة المنصور محاولته استقطاب الامام اليه ليصرف عنه وجوه شيعته، و يصبح من ازلامه و مناصريه كي يلبس سلطته جلبابا شرعيا يتقي بها ثورة اصحابه الذي لم يكن في مأمن من قيام



[ صفحه 54]



هذه الثورة بامر الامام عليه السلام.

و قد تميز الامام بقوة الحجة و المنطق في مواجهة المنصور الذي كتب له: الا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه عليه السلام: ليس لنا ما نخافك من اجله، و لا عندك من امر الآخرة ما نرجوك له، و لا انت في نعمة فنهنئك، و لا تراها نقمة فنعزيك بها فما نصنع عندك؟

فكتب اليه: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه عليه السلام: من اراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك. فقال المنصور: و الله لقد ميز عندي منازل من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة [2] .

و قد اتسم الامام عليه السلام بالجرأة و الثبات، و قد مزج علمه بحلمه و قوله بعمله ، و هو في الشدائد وقور و في المكاره صبور و تمثل ذلك عندما ارسل المنصور بطلبه فلما مثل عليه السلام بين يديه، قال له المنصور: اما والله لقد عممت الا اترك نخلا الا عقرته، و لا مالا الا اخذته...

فأجابه الامام عليه السلام الذي اتصف اسلوبه بالحزم و اللين، و الايمان و اليقين. فقال: يا اميرالمؤمنين: ان الله عزوجل ابتلي ايوب فصبر، و اعطي داود فشكر، و قدر يوسف فغفر، و انت من ذلك النسل، و لا يأتي النسل الا بما يشبهه.



[ صفحه 55]



فقال: صدقت فقد عفوت عنك.

فلما هدأت ثورة الغضب عند المنصور قال له عليه السلام: انه لم ينل احد منا اهل البيت دما الا سلبه الله ملكه.

فغضب المنصور علي شجاعة الامام و جرأته بحضرته و كاد يتفجر من غيظه، فتوجه اليه الامام عليه السلام بلين و براهين قائلا له: علي رسلك ان هذا الملك كان في آل ابي سفيان، فلما قتل يزيد حسينا عليه السلام سلبه الله ملكه، فورثه آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه ، فورثه مروان بن محمد، فلما قتل مروان ابراهيم الامام [3] سلبه الله ملكه فأعطاكموه.

فقال: صدقت.

فمروان اسرف في الدماء، ولكن الامام عليه السلام ذكر له اخاه، لتتحرك عنده مشاعر العاطفة و يكف بذلك عنه، و ليؤكد له بأن قتل ابراهيم ظلم لآل البيت عليه السلام.

و قد عفا المنصور عن الامام عليه السلام لأنه خاف زوال ملكه اذا اقدم علي قتله سيما و انه يعرف تماما ان الامام عليه السلام يتحلي بموقع هام في سلالة آل النبي الأطهار، و له من الاتباع سرا ما يقلق المنصور و سلطانه.

و قد ظهر الحق احيانا بفلتات لسان المنصور و هو يثني علي



[ صفحه 56]



الامام عليه السلام حيث قال: لا نزال من بحرك نغترف، و اليك نزدلف [4] ، و يقول: ان هؤلاء، بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل [5] و يقول: انه ليس من بيت اهل النبوة الا و فيهم محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [6] و قال له يوما «مثلك فليكن زعيم القوم» [7] .

ولكن المنصور و ان كان يعلم باحقية الامام عليه السلام في السلطة غير ان الانانية و التمسك بالسلطة تراه يخفي الحقيقة عن الرعية و يحاول طمس الحق بالتهديد و الوعيد، و اختلاق المبررات و الاكاذيب ليحافظ علي مكتسباته المحرمة شرعا، فلذا قال المنصور للامام عليه السلام: «يا ابا عبدالله قد كان ينبغي لك ان تفرح بما اعطانا الله من القوة، و فتح لنا من العز، و لا تخبر الناس انك احق بهذا الامر و اهل بيتك فتغرينا بك و بهم» [8] .

و لم يتورع المنصور عن المحاولات الخبيثة التي تؤدي الي القضاء علي الامام اجتماعيا ان لم يكن جسديا فلجأ الي محاولة ابعاده عليه السلام عن الساحة و عن شيعته و محبيه و تلامذته و زائريه، فكان من وسائله:



[ صفحه 57]



أولا: ابعاده من المدينة المنورة الي الكوفة.

و فيها تدفقت الناس عليه كالسيل، فخافت السلطة من ذاك التدفق الشيعي الذي لم يعهد له مثيل، و بدا لها خطؤها، و ان امره قد انتشر في الكوفة، اذا ذاع صيته علي كل لسان مفتخرا بقوله: حدثني جعفر بن محمد او سمعت جعفر بن محمد، فبادرت السلطة بارجاعه الي المدينة المنورة [9] .

ثانيا: وضعه تحت الاقامة الجبرية، و منع اي احد من الدخول عليه، حتي ألجأه الامر الي الدعاء قائلا: اشكو الي الله وحدتي، و تقلقلي من اهل المدينة، حتي تقدمي علي واراكم و أسر بكم، فليت هذا الطاغية، اذن لي فاتخذت قصرا، فسكنته و اسكنتكم معي، و اضمن له ان لا يجي ء من ناحيتنا مكروه ابدا [10] .

و هذا الاسلوب التجريحي، قد انتهجه معه بنوالعباس «السفاح و ابوجعفر» معا، في الكوفة و في المدينة، حتي كان الشيعي يحتاج الي مسألة لا يجد لها سبيلا فيحتال ببيع و نحوه، لرؤية الامام عليه السلام [11] ، لان الاصحاب كانت مراقبة من قبل السلطة، فقد تزج في السجون، او تتعرض للسياط، اذا علم من احدهم ملاقاته للامام عليه السلام.



[ صفحه 58]



ثالثا: تقريبهم فقهاء المذاهب الأخري اذ قربوا العلماء الموالين لهم، وجعلوهم قضاة، و رووا الأحاديث في فضائلهم لتتبعهم الناس، فقد رووا فضل ابي حنيفة (امام المذهب الحنفي ) «يكون في امتي رجل يقال له ابوحنيفة هو سراج امتي [12] ، و سيكون رجل يقال له النعمان و

يكني بأبي حنيفة يحيي دين الله و سنتي» [13] .

أما مالك بن انس (امام المذهب المالكي) فكان في بدء امره منبوذا من قبل المنصور، و قد ضربه بالسياط و اهانه، و جلده سبعين سوطا لانه أفتي بحرمة الركون اليهم، ولكن المنصور بعد ذلك وجه نظره اليه و استماله، و امره ان يضع كتابا يحمل الناس عليه و يوزع في الامصار، و وصله بأموال باهظة، حتي صارت الناس تزدحم علي بابه كما تزدحم علي ابواب الملوك [14] .

و وضعت أحاديث في فضله: اخرج الترمذي عن ابي هريرة مرفوعا، يوشك ان يضرب الناس اكباد الابل فلا يجدون احدا اعلم من عالم المدينة، [15] (يقصد به مالك) و انه امين زمانه، و ان الامام الصادق نصبه بعده [16] .



[ صفحه 59]



بل ان المنصور يؤكد لمالك قائلا: لا تقلدن عليا و ابن عباس [17] .

رابعا: اقصاء العلماء الموالين لعلي عليه السلام.

فهذا العبلي - شاعر من بني امية - كان يهوي اهل البيت عليه السلام شردوه و طردوه من البلاد فقال عندئذ:



شردوا بي عند امتداحي عليا

ورأوا ذاك في داء دويا



فو ربي لأبرح الدهر حتي

تمتلي مهجتي بحبي عليا



و سفيان الثوري هرب بعد ما طلبه المنصور لانه لم ير شرعية لسلطته. و قيل ان سفيان دخل علي الامام الصادق عليه السلام فقال له عليه السلام: يا سفيان انت رجل يطلبك السلطان، و انا رجل اتقي السلطان فاخرج غير مطرود.

و علم سفيان ان ما حصل هو من باب التقية فقال للامام: يا ابا عبدالله الي متي هذه التقية و قد بلغت هذا السن؟ فقال له عليه السلام: و الذي بعث محمدا بالحق لو ان رجلا صلي ما بين الركن و المقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا اهل البيت لقي الله بميتة جاهلية [18] .



[ صفحه 60]



و اراد الامام عليه السلام ان يبين لسفيان ان الولاية و اتباع تعاليم اهل البيت التي منها التقية هي التي تنجي في مثل المقام.

خامسا: تشويه صورة اهل البيت عليه السلام، حيث اعتبر كل من يوالي اهل البيت فهو يؤلههم، و قد حصل هذا ان البعض قال بالوهية الأئمة و قد تصدي لهم الامام الصادق و كفرهم و تبرأ منهم.

و اتهمت الشيعة بالزندقة في ذاك العصر لان بعضهم كان يناقش احاديث الصحابة، و يعارض نظام الحكم و الحكام، فمثلا ان شريك القاضي قد اتهم بالزندقة، لانه لم يكن يري الصلاة خلف الخليفة المهدي العباسي [19] .

و هذا الجو السياسي و التعسفي الضاغط دفع بالامام عليه السلام اعتماد التقية خوفا من الظلمة و الكفار ، و حفاظا علي سرالمؤمنين الابرار، و بهذا اخذ الموحدون «الدروز» كما سنري فيما بعد.



[ صفحه 61]




پاورقي

[1] نور الابصار للشبلنجي ص 148.

[2] كشف الغمة في معرفة الأئمة ج 2 / 427 بحارالانوار ج 47 / 185.

[3] ابراهيم الامام: اخ ابي جعفر المنصور، و قد امر مروان ان يغطي وجه ابراهيم بقطيفة حتي مات و قيل بل ادخل له رأسه في جراب نورة حتي مات (اليعقوبي ج 2 ص 342).

[4] مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب ج 4 / 220.

[5] نفس المصدر.

[6] نفس المصدر.

[7] بحارالانوار ج 47 / 199.

[8] الامام جعفر الصادق دراسات و ابحاث ص 86.

[9] سفينة البحار ج 2 / 20، الامام جعفر الصادق في محنة التاريخ - عايدة طالب - ص 399.

[10] بحارالانوار ج 47 / 180 - 185 - 187.

[11] سفينة البحار ج 20 / 20. الامام جعفر الصادق في محنة التاريخ - عايدة طالب - ص 399.

[12] الامام الصادق و المذاهب الاربعة ج 1 268.

[13] نفس المصدر.

[14] الامامة و السياسة ج 2 / 202.

[15] الامام الصادق و المذاهب الاربعة ج / 494.

[16] نفس المصدر. عايده طالب ص: 400.

[17] و هنا وضع ابن عباس تمويها، لان ابن عباس قد اعترف بان علمه قطرة من بحر علي (ع) فحتي يخرج عليا من كتابه، ذكر معه ابن عباس، فانه و ان كان جده، ولكنه بزعمه يريد ان يبعد الدين عن السياسة - برأي المنصور.

[18] معجم رجال الحديث ج 8 / 157.

[19] البداية و النهاية ج 10 / 153.


ابوحنيفة


3. و قال أبوحنيفة (م 150): «ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد عليه السلام». [1] .

و روي عنه أنه قال: «لولا السنتان لهلك النعمان» [2] .


پاورقي

[1] تذكرة الحفاظ 166:1؛ تاريخ الاسلام (حوادث سنة 141 - 160): 89؛ تهذيب الكمال 79:5؛ وانظر: مناقب أبي حنيفة 1 / 173؛ جامع أسانيد أبي حنيفة 1 / 222؛ الكامل لابن عدي 132:2؛ تاريخ بغداد 347:13؛ سير أعلام النبلاء 257:6؛ الوافي بالوفيات 11 / 126؛ التحفة اللطيفة 242:1؛ النجوم الزاهرة 9:2؛ الامام الصادق و المذاهب الأربعة 53:1؛ موسوعة الامام الصادق 344:1؛ أصحاب الامام الصادق 18:1.

[2] مختصر التحفة الاثني عشرية للآلوسي: 8؛ الامام جعفر الصادق (لعبد الحليم الجندي): 252؛ نظرة في الكتب الخالدة: 182؛ المراجعات: 150؛ الموسوعة الفقهية الميسرة 33:1؛ العارف بالله سيدي الامام جعفر الصادق: 19 (طبع القاهرة). و قال الجاحظ: و يقال: ان أباحنيفة من تلامذته.. انظر: رسائل الجاحظ: 106.


المرجئة


يمكننا أن نقول: ان المرجئة اليوم يقصد منها الأشاعرة فحسب، و هم عامة أهل السنة في الاعتقاد في هذه الآونة، اذ لم يبق علي مذهب أهل الاعتزال في هذه الأزمنة أحد معروف.

كانت المرجئة قبل الأشعري فرقا متكثرة، و كلها قسم من أهل السنة المقابل للشيعة و الخوارج، غير أنه لما حدث مذهب الأشعري في الاعتقاد أصبح عنوان المرجئة عنوانا آخر لأهل السنة، أو للمذهب الأشعري بوجه عام، قال الشهرستاني في الملل و النحل: [1] «و قيل الارجاء تأخير علي عليه السلام عن الدرجة الأولي الي الرابعة» انتهي. و هذا كما تري هو ما عليه أهل السنة أجمع.

و ليس من قصدنا أن نبحث عن جهة اجتماع هذه العناوين في المذهب الأشعري أو افتراقها عنه، و انما القصد الأولي أن نعرف ما كان عليه المرجئة في ذلك اليوم، و ليس من شك بأن المرجئة في ذلك العهد كانت فرقا و مذاهب يجمعها قولهم بالاكتفاء في الايمان بالقول و ان لم يكن عمل، حتي لو ارتكب مدعي الايمان من الجرائم و المآثم كل موبقة لما أخرجه ذلك عندهم عن ربقة



[ صفحه 40]



الايمان، بل كان علي ايمان جبرئيل و ميكائيل، و رجوا لهؤلاء مرتكبي الكبائر المغفرة، و لعله من هنا سموا المرجئة أو من جهة أن الله تعالي أرجأ تعذيبهم، من الارجاء - التأخير - أو لتأخيرهم عليا عليه السلام عن الدرجة الأولي الي الرابعة، كما ينقله الشهرستاني.

ان أقصي ما يمكن استفادته في القول الجامع لفرق المرجئة هو ما أشرنا اليه، و هو الذي تفيده كتب الفريقين، التي تذكر اجتماع الفرق و افتراق النحل.

و هل كان أبوحنيفة و نظراؤه من المرجئة الماصرية [2] و هم مرجئة أهل العراق، و الشافعي و الثوري و مالك بن أنس و ابن أبي ليلي و شريك بن عبدالله و نظراؤهم من المرجئة الذين يسمون الشكاك، أو البترية، و هم أهل الحشو و الجمهور العظيم المسمون بالحشوية؟ ذلك مالا نستطيع البت به، لأن كتب الفرق اختلفت في تلك النسب، و لم تستند في تحقيق ما تقوله الي مصدر صريح لنتعرف صحة الأقاويل، فان تعصب اولئك المؤلفين لنحلهم و مذاهبهم يجعل النحل الأخري هدفا لهم، و ساعد علي هذه الجناية رجال السلطات الزمنية في تلك العصور، لأنهم اذا حاولوا ترويج فرقة أو محاربة أخري استأجروا لهذا الغرض أقلاما و محابر، و خطباء و منابر، فمن هنا قد تضيع الحقيقة علي من لا دراية له و تتبع.

و لربما أوقعت تلك المؤلفات كثيرا من الكتاب في أشراك الخبط و الخلط و صفوة القول ان الاعتماد علي تلك الكتب في صحة النسب ليس بالسهل،



[ صفحه 41]



فمن ثم لا يصح لدينا من تلك الفرق التي نسبت الي المرجئة الا الجهمية أصحاب جهم بن صفوان لصراحة اعتقادهم بما ذكرناه عنهم و لاجماع المؤلفين.

كما أنه قد رووا في لعن المرجئة عن النبي صلي الله عليه و آله ما نحن براء من تبعته مثل قوله: لعنت المرجئة علي لسان سبعين نبيا، قيل: من المرجئة يا رسول الله؟ قال: الذين يقولون: الايمان كلام. [3] .

و الخلاصة: أن المرجئة كانت و لا شك في ذلك العهد، كما أنها كانت و هي ذات فرق، و يجمعها في الاعتقاد ما ذكرناه من كفاية القول في الايمان و ان لم يكن عمل يطابق ذلك الاعتقاد، بل حتي لو كان العمل علي نقيض ذلك القول، و لسنا في حاجة الي الغور في تشعباتها و خصوصيات ما اعتقدته تلك الشعب لجواز ألا نصيب شاكلة الهدف، و نحن في فسحة من الوقوع في أمثال هذه المزالق، نسأله تعالي العصمة من الخطأ، و الأمان من العثار.


پاورقي

[1] المطبوع في هامش الفضل: 1 / 145 .

[2] الملل و النحل في هامش الفصل: 1 / 147 في كلامه علي المرجئة الغسانية، و ص 151 في كلامه علي رجال المرجئة، و قد جاء في بعض المناظرات التي جرت مع أبي حنيفة خطابهم له بقولهم: بلغنا عنكم أيها المرجئة، فلم ينكر أبوحنيفة هذه النسبة اليه، انظر في ذلك تأريخ الخطيب، 13 / 370 و ما بعدها فانك تجد فيها تفصيل نسبته الي الارجاء.

[3] الفرق بين الفرق ص 190.


الظلم


قبح الظلم بمعني الجور و الاعتداء علي الغير من أشهر ما تطابقت عليه آراء العقلاء و تسالمت عليه العقول، و هو من الواضحات التي لا يشك فيها واحد، و لذا أن الله تعالي لما أراد ذم الشرك و استهجانه ذمه لأنه ظلم فقال: «ان الشرك لظلم عظيم». [1] .



[ صفحه 27]



و قد وردت الآيات و الآثار الكثيرة في ذمه و حرمته و منها ما سيأتي عن امامنا الصادق عليه السلام.

غير أنه يختلف كثرة و قلة، و شدة و ضعفا، كما دلت عليه الاية، و لذلك يقول عليه السلام: ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا الا الله. [2] .

أقول: و آية ذلك أن الضعيف عاجز عن الانتصاف لنفسه، فيكون الله تعالي نصيره والآخذ بحقه، و كيف حال من كان الله خصمه و المنتصف منه، و هذا مثل ما يروي عن زين العابدين عليه السلام من قوله: اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله. [3] .

و لا تحسبن أن الظالم هو المباشر فقط، بل كما قال أبوعبدالله عليه السلام: العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به، كلهم شركاء ثلاثتهم. [4] .

بل زاد علي هؤلاء الثلاثة بقوله عليه السلام: من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، ان دعا لم يستجب له، و لم يؤجره الله علي ظلامته.

و لشدة قبح الظلم يكون من لا ينوي الظلم مأجورا، كما قال عليه السلام: من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفرالله له ما أذنب ذلك اليوم، ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما.

و دخل عليه رجلان في مداراة [5] بينهما و معاملة، فلم يسمع لهما كلاما بل قال عليه السلام: «أما انه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم، أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم اكثر مما يأخذه الظالم من مال المظلوم» ثم قال عليه السلام: «من



[ صفحه 28]



يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر اذا فعل به، أما انه انما يحصد ابن آدم ما يزرع، و ليس يحصد أحد من المر حلوا، و لا من الحلو مرا» فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما.

أقول: ما أبلغها عظة و ما أصدق التمثيل، غير أن النفوس طبعت علي السوء و حب الاعتداء و الغلبة فتعمي عن مثل هذه الآثار، و الا كيف يأمل أحد أن يحصد الحلو من المر و الخير من الشر، و هو نفسه لا يجازي المسي ء بالاحسان و الظلم بالصفح، فكيف يرجو أن يكافأ وحده بغير ما يعمل دون الناس؟

و دخل عليه زياد القندي [6] فقال عليه السلام له: يا زياد وليت لهؤلاء؟ قال: نعم يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله لي مروة، و ليس وراء ظهري مال، و انما اواسي اخواني من عمل السلطان، فقال عليه السلام: يا زياد أما اذا كنت فاعلا ذلك، فاذا دعتك نفسك الي ظلم الناس عند القدرة علي ذلك فاذكر قدرة الله عزوجل علي عقوبتك، و ذهاب ما أتيت اليهم عنهم، و بقاء [7] ما أتيت الي نفسك عليك و السلام. [8] .

أقول: ان الوالي معرض للظلم، ولكن الله تعالي أقدر علي عقوبة الظالم و الانتصاف منه، و يستطيع أن يذهب عن المظلوم الظلامة و ارجاعها علي الظالم، فلو أن الانسان ساعة يريد الظلم يخطر هذه الحقائق بباله لكف عما أراد،



[ صفحه 29]



و هذه أجمل الوسائل للارتداع عن الظلم.

و لعظم جريمة الظلم عندالله سبحانه يستجيب دعوة المظلوم علي ظالمه كما قال أبوعبدالله عليه السلام: اتقوا الظلم، فان دعوة المظلوم تصعد الي السماء. [9] .

أقول: ان صعود الدعوة الي السماء كناية عن الاجابة و عدم الرد.


پاورقي

[1] لقمان: 13.

[2] الكافي: 2 / 331 / 4.

[3] الكافي: 2 / 331 / 5.

[4] الكافي، باب الظلم: 2 / 333 / 16.

[5] منازعة.

[6] ابن مروان القندي الأنباري بقي الي أيام الرضا عليه السلام و ذهب الي الوقف، كان وكيلا للكاظم عليه السلام و تخلفت عنده أموال كثيرة بسبب حبس الكاظم فطالبه الرضا بالمال بعد أبيه كما طالب علي بن أبي حمزة و علي بن عيسي فقالوا بالوقف طمعا بالمال علي أن زيادا ممن روي النص علي الرضا و هو ثقة في الرواية.

[7] ذهاب و بقاء معا معطوفان علي عقوبتك، فالتقدير و علي ذهاب و علي بقاء.

[8] مجالس الشيخ الطوسي طاب ثراه، المجلس / 11.

[9] الكافي، باب من تستجاب دعوته: 2 / 509 / 4.


مكانة الأمة في حركة الامام التغييرية


الأمة في خط الامام (ع) أداة التغيير و النهضة، ومصلحة الأمة و رعاية شؤونها في نظره تحتل الواقع الثاني بعد مصلحة الاسلام كدين و رسالة.

و تتجلي أهمية الأمة في خط الأئمة من خلال محورين:

أ) محور الحرص علي المسلمين كأمة.

ب) محور الحرص علي رفع غائلة الظلم والأذي الذي يلحق المسلمين بسبب التطبيق المنحرف للتشريع الاسلامي.

و نستطيع أن ندون قائمة طويلة من مصاديق عمل الامام (ع) علي كلا المستويين:

- عن ابن فضال، عن ابن بكير عن بعض أصحابه قال: (كان أبو عبدالله ربما أطعمنا الفراني و الاخبصة، ثم يطعم الخبز و الزيت فقيل له: لو دبرت امرك حتي يعتدل فقال، انما تدبيرنا من الله اذا وسع علينا وسعنا و اذا قتر قترنا) [1] .

- عن طاهر بن عيسي، عن جعفر بن أحمد، عن أبي الخير، عن علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن مفضل بن قيس بن رمانة قال: (دخلت علي أبي عبدالله (ع) فشكوت اليه بعض حالي و سألته الدعاء فقال: يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبوجعفر، فجاءت بكيس فقال: هذا كيس فيه اربعمائة دينار، فاستعن به قال: قلت والله جعلت فداك، ما أردت هذا، و لكن أردت الدعاء لي فقال لي: و لا أدع الدعاء، و لكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم) [2] .

- محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد عن أبيه، عن علي بن وهبان، عن عمه هارون بن عيسي قال: قال أبو عبدالله (ع) لمحمد ابنه: كم فضل معك من تلك النفقة؟ قال: اربعون دينارا قال: اخرج و تصدق بها قال: انه لم يبق معي غيرها قال: تصدق بها، فان الله عزوجل يخلفها، أما علمت أن لكل شي ء مفتاحا؟ و مفتاح الرزق الصدقة، فتصدق بها، ففعل فما لبث أبوعبدالله (ع) الا عشرة حتي جاءه من موضع أربعة آلاف دينار، فقال: يا بني أعطينا الله أربعين دينارا فأعطانا الله أربعة آلاف دينار) [3] .

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدة الوسطي عن عجلان قال: تعشيت مع أبي عبدالله (ع) بعد عتمة، وكان يتعشي بعد عتمة فأني بخل و زيت و لحم بارد، فجعل ينتف اللحم فيطعمنيه، و يأكل هو الخل و الزيت و يدع اللحم فقال: ان هذا طعامنا و طعام الأنبياء [4] .



[ صفحه 219]



- محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الكاهلي عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان أبي يبعث أمي وأم فروة تقضيان حقوق أهل المدينه [5] .

- أحمد بن أدريس و غيره، عن محمد بن أحمد، عن علي بن الريان عن أبيه، عن يونس أو غيره عمن ذكره، عن أبي عبدالله (ع) قال: قلت له: جعلت فداك بلغني أنك كنت تفعل في غلة عين زياد شيئا، و أنا أحب أن اسمعه منك قال: فقال لي: نعم كنت آمر اذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس و يأكلوا، و كنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات، يقعد علي كل بنية عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة أخري، يلقي لكل نفس منهم مد من رطب، و كنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ، و العجوز، و الصبي، و المريض، و المرأة، و من لا يقدر أن يجي ء فيأكل منها، لكل انسان منهم مد، فاذا كان الجذاذ وفيت القوام، و الوكلاء، و الرجال اجرتهم، و احمل الباقي الي المدينة، ففرقت في أهل البيوتات و المستحقين، الراحلتين والثلاثة و الأقل و الأكثر علي قدر استحقاقهم، وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار، و كان غلتها أربعة آلاف دينار [6] .

- محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن حنان عن شعيب قال: تكارينا لأبي عبدالله (ع) قوما يعملون في بستان له و كان أجلهم الي العصر فلما فرغوا قال لمعتب: أعطهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم [7] .

- عن حماد بن عثمان قال: (أصاب أهل المدينة غلاء، و قحط حتي أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير و يأكله، و يشتري ببعض الطعام، و كان عند أبي عبدالله الصادق (ع) طعام جيد قد اشتراه أول السنة فقال لبعض مواليه: اشتر لنا شعيرا، فاخلطه بهذا الطعام أو بعه، فانا نكره أن نأكل جيدا، و يأكل الناس رديا) [8] .

أما الرعاية الفكرية و المعنوية للأمة فستتضح بعض مصاديقها في الصفحات القادمة.


پاورقي

[1] المحاسن ص 400.

[2] رجال الكشي ص 121.

[3] الكافي ج 4 ص 9.

[4] الكافي ج 6 ص 333.

[5] نفس المصدر ج 3 ص 217.

[6] المصدر السابق ج 3 ص 569.

[7] المصدر السابق ج 5 ص 289.

[8] حلية الأبرار ج 2 السيد هاشم البحراني ص 193.


شمائله


في المناقب:كان الامام جعفر الصادق عليه السلام ربع القامة، [1] أزهر الوجه ، حالك الشعر، [2] جعد أشم الأنف، [3] أنزع رقيق البشرة ، دقيق المسربة، [4] علي خده خال أسود ، و علي جسده خيلان حمرة. [5] .

و في الفصول المهمة:صفته معتدل ] القامة [ آدم. [6] .



[ صفحه 28]



و قد صدر كتاب حول الامام الصادق عليه السلام ، اشترك في تأليفه عدد من الشخصيات الغربية ، باللغة الأجنبية ، و ترجم الكتاب الي عدة لغات منها العربية و الفارسية ، باسم « الامام الصادق عند علماء الغرب » ، و في ذلك الكتاب شرح واف حول شمائل الامام و صفاته و علومه عليه السلام .


پاورقي

[1] ربع القامة:بين الطول و القصر.

[2] الحالك:الشديد السواد.

[3] الشمم:ارتفاع قصبة الأنف و حسنها.

[4] المسربة:الشعر وسط الصدر الي البطن.

[5] خيلان:جمع خال ، الشامة في البدن.

[6] الآدم:الأسمر.


مناظرة ابن جريج في حديث: «أن الله يغضب لغضب فاطمة...»


و عن الحسين بن زيد، عن جعفر الصادق عليه السلام: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لفاطمة عليهاالسلام: «يا فاطمة، ان الله عزوجل يغضب لغضبك و يرضي لرضاك».

قال: فقال المحدثون بها. قال: فأتاه ابن جريح [1] فقال: يا أباعبدالله، حدثنا اليوم حديثا استهزأه الناس. قال عليه السلام: و ما هو؟

قال: فقال عليه السلام: ان الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن و يرضي لرضاه؟ فقال: نعم.

قال عليه السلام: فما تنكر أن تكون ابنة رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم مؤمنة، يرضي الله لرضاها، و يغضب لغضبها. قال: صدقت، الله أعلم حيث يجعل رسالته. [2] .


پاورقي

[1] في المصدر: «ابن جريح»، تصحيف صوابه ما أثبتناه، و هو عبدالملك بن عبدالعزيز ابن جريج القرشي الاموي، مات نحو سنة 150 ه، تهذيب الكمال 338: 18.

[2] الاحتجاج: 354.


الاقبال علي الله


من أهم الاسباب في استجابة الدعاء، أن يقبل الداعي علي الله تعالي بقلبه، وأن لا يكون دعاؤه بلسانه، وقلبه مشغولا بشؤون الدنيا، وقد أعلن الامام الصادق عليه السلام ذلك بقوله:

«إن الله عزوجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه. فإذا دعوت فاقبل بقلبك، ثم استيقن الاجابة.» [1] .

وقال عليه السلام لبعض اصحابه:

«إذا دعوت فاقبل بقلبك، وظن حاجتك بالباب.» [2] .

إن اتجاه الانسان بقلبه وعواطفه، في حال دعائه، شرط أساسي، في نجاح دعائه.


پاورقي

[1] اصول الكافي.

[2] اصول الكافي.


سخاؤه و سماحته


و لم يكن غريبا ان يكون الصادق النابت في ذلك المنبت الكريم سخيا جوادا، فكان يعطي من يستحق العطاء. و ان السخاء بالمال يدل علي مقدار قوة الاحساس الاجتماعي، و ان ستره يدل علي مقدار قوة الوجدان الديني، و ليس ذلك بعجيب ممن نشأ نشأة الصادق.

و لقد كان سمحا كريما لا يقابل الاساءة بمثلها، بل كان يقابلها بالتي هي أحسن عملا.علي أن التسامح و الرفق ليبلغ به أن يدعو الله بأن يغفر الاساءة لمن يسي ء اليه. و ان الحلم و التسامح خلق قادة الفكر و الدعاة الي الحق. و قد يولد الانتقام الحقد، و لا يتفق هذا مع ما يتحلي به الداعي الي الله امثال الصادق.


آدم بن المتوكل الكوفي (بياع اللؤلؤ)


أبو الحسين آدم بن المتوكل الكوفي، المعروف ببياع اللؤلؤ.

محدث إمامي ثقة، وقيل من المهملين، وله كتاب.



[ صفحه 23]



روي عنه عبيس بن هشام الناشري، ومنذر بن جيفر، وأحمد بن زيد الخزاعي. كان حيا قبل سنة 148.

المراجع:

رجال الطوسي 143. تنقيح المقال 1: 1. أعيان الشيعة 2: 86. هداية المحدثين 5. مجمع الرجال 1: 14. نقد الرجال 4. جامع الرواة 1: 8. معجم رجال الحديث 1: 117 و 121. معجم الثقات 1. رجال ابن داود 29. معالم العلماء 26. رجال النجاشي 76. فهرست الطوسي 16. منتهي المقال 17. توضيح الاشتباه 2. خاتمة المستدرك 1. العندبيل 1: 2. منهج المقال 14. جامع المقال 51. بهجة الآمال 1: 482. وسائل الشيعة 20: 116. روضة المتقين 14: 325. إتقان المقال 4. الوجيزة للمجلسي 24. رجال الأنصاري 1 و 23. ثقات الرواة 1: 10. لسان الميزان 1: 336 و 337.


سالم ابن أبي حفصة


أبو يونس، وقيل أبو الحسن سالم أبن أبي حفصة عبيد، وقيل رياد العجلي

بالولاء، التمار، الكوفي. محدث زيدي بتري ضعيف الحديث لا يحتج به، وكان منحرفا ضالا ومضلا. قال عنه بعض العامة بأنه كان صدوقا في الحديث إلا إنه شيعي، وضعفه آخرون. كان لسوء عقيدته يكذب علي الإمام الباقر عليه السلام، فلعنه الإمام الصادق عليه السلام وكذبه وكفره، وله كتاب. روي كذلك عن الإمامين السجاد عليه السلام والباقر عليه السلام. وذوي عنه يعقوب به يزيد، وسفيان الثوري، وزرارة بن أعين وغيرهم ومات سنة 137، وقيل حوالي 140.



[ صفحه 9]



المراجع:

رجال الطوسي 92 و 124 و 209. رجال الكشي 233. رجال النجاشي 134. تنقيح المقال 2: 3. رجال ابن داود 247. رجال البرقي 12 و 33. معجم رجال الحديث 8: 13 و 28. جامع الرواة 1: 347. هداية المحدثين 69. مجمع الرجال 3: 89 - 92. أعيان الشيعة 7: 175. رجال الأنصاري 91. توضيح الاشتباه 166. بهجة الآمال 4: 304. المقالات والفرق 10 و 73 و 146. فرق الشيعة 13 و 57. منتهي المقال 142. منهج المقال 156. التحرير الطاووسي 145. الوجيزة 35. إتقان المقال 186. تقريب التهذيب 1: 279. ميزان الاعتدال 2: 110. المجروحين 1: 343. لسان الميزان 7: 224. التاريخ الكبير 4: 111. الطبقات الكبري 6: 234. خلاصة تذهيب الكمال 111. تهذيب التهذيب 3: 433. تاريخ الثقات 174. الضعفاء الكبير 2: 152. الجرح والتعديل 2: 1: 180. المجموع في الضعفاء والمتروكين 111. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1: 307. أحوال الرجال 53. الكني والأسماء 2: 160. المغني في الضعفاء 1: 250.


مالك بن عيسي


مالك بن عيسي الأرحبي، وقيل الأرجني، وقيل الأرجبي، الكوفي. إمامي.

المراجع:

رجال الطوسي 308. تنقيح المقال 2: قسم الميم: 50. خاتمة المستدرك 838. معجم رجال الحديث 14: 172. نقد الرجال 280. جامع الرواة 2: 38. مجمع الرجال 5: 92. منتهي المقال 250. منهج المقال 272.


في بعض مكارم اخلاقه


عن «الانوار البهية» روي انه «ع» يأكل الخل و الزيت و يلبس قميصا غليظا خشنا تحت ثيابه و فوقه جبة صوف و فوقها قميص غليظ و دخل عليه



[ صفحه 48]



بعض أصحابه، فرأي قميصا فيه قب قدرقعه، فجعل ينظر اليه فقال ابوعبدالله (عليه السلام): مالك تنظر، فقال: قب يلقي في قميصك قال: فقال عليه السلام: اضرب يدك الي هذاالكتاب، فاقرء ما فيه و كان بين يديه كتاب أو قريب منه، فنظر الرجل فيه، فاذا فيه: لا ايمان لمن لاحياء له، و لا مال لمن لا تقدير له و لا جديد لمن لا خلق له.

ثم قال المؤلف: قال في «القاموس»: القب ما يدخل في جيب القميص من الرقاع، ثم قال: و دخل الحمام يوما، فقال صاحب الحمام: خليه لك، فقال (عليه السلام) لا حاجة لي في ذلك، المؤمن اخف من ذلك، و رأي عليه قميص شبه الكرابيس كانه مخيط عليه من ضيقه و بيده مسحاة يفتح بها الماء و قال:

احب ان يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة و كان «ع» يأمر باعطاء اجور العملة قبل ان يجف عرقه، و روي انه «ع» كان يتلو القرآن في صلوته فغشي عليه، فسئل عن ذلك، فقال: ما زلت اكرر آيات القرآن حتي بلغت الي حال كانني سمعتها مشافهة ممن انزلها.

و كان «ع» رجلا لا يخلو من احدي ثلث خصال: اما صائما، و اما قائما، و اما ذاكرا، و كان من عظماء العباد و اكابر الزهاد و الذين يخشون الله عزوجل و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد، فاذا قال: قال رسول الله «ص»: اخضر مرة و اصفر اخري حتي ينكره من كان يعرفه الخ.

و روي ان المنصور سهر ليلة، فدعي الربيع و ارسله الي الصادق «ع» ان يأتي به، قال الربيع فصرت الي بابه، فوجدته في دار خلوته، فدخلت



[ صفحه 49]



عليه من غير استيذان فوجدته مصفرا خديه مبتهلا يظهر يديه قد اثر التراب في وجهه و خديه انتهي و عن السبط بن الجوزي [1] قال:

و من مكارم اخلاقه: ما ذكر الزمخشري في كتاب «ربيع الابرار» عن الشقراني مولي رسول الله «ص» قال: خرج العطاء ايام المنصور و مالي شفيع؛ فوقفت علي الباب متحيرا و اذا به جعفر بن محمد «ع» قد اقبل فذكرت حاجتي، فدخل و اذا بعطائي في كمه، فناولني اياه و قال: ان الحسن من كل احد حسن و انه منك احسن لمكانك منا و ان القبيح من كل احد قبيح و منك اقبح لمكانك منا و انما قال له جعفر «ع» ذلك لان الشقراني كان يشرب الشراب، فمن مكارم اخلاقه «ع» انه رحب به و قضي حاجته مع علمه به حاله و وعظه علي وجه التعريض و هذا من اخلاق الانبياء عليهم السلام ثم قال:

و قال الثوري به اسناده المتقدم: قلت لجعفر «ع» يا ابن رسول الله اعتزلت الناس، فقال: يا سفيان فسد الزمان و تغير الاخوان، فرأيت الانفراد اسكن للفؤاد ثم قال:



«ذهب الوفاء ذهاب امس الذاهب

فالناس بين مخاتل و مؤارب»



«يفشون بينهم المودة و الصفاء

و قلوبهم محشوة بعقارب»



و من مكارم اخلاقه «ع» ما ذكره السبط بن الجوزي ايضا قال في «الحلية»: به اسناده الي الهياج البسطام قال: كان جعفر «ع» يطعم حتي لا يبقي لعياله شي، قال: و سئل عن العلة في تحريم الرباء، فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف الخ.





[ صفحه 50]



و عن «الكافي» [2] في باب صدقة الليل من كتاب «الزكوة» به اسناده عن هشام بن سالم قال: كان ابوعبدالله (عليه السلام) اذا اعتم و ذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبزو لحم والدراهم، فحمله علي عنقه ثم ذهب الي أهل الحاجة الي أهل الحاجة الي أهل المدينة، فيقسمه فيهم و لا يعرفونه، فلما مضي أبوعبدالله (عليه السلام) فقدوا ذلك، فعلموا انه كان ابوعبدالله (عليه السلام).

ثم روي باسناده عن معلي بن خنيس قال: خرج ابوعبدالله (عليه السلام) في ليلة قد رشت و هو يريد ظلة بني ساعدة، فأتبعته فاذا هو قد سقط منه شي ء فقال: بسم الله اللهم رد علينا قال: فأتيته: فسلمت عليه، فقال معلي: فقلت: نعم، جعلت فداك.

فقال (عليه السلام): التمس بيدك فما وجدت من شي ء فادفعه الي، فاذا بخبز منتشر كثير، فجعلت أدفع اليه ما وجدت، فاذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز، فقلت: جعلت فداك احمله علي راسي، فقال: لا انا اولي به منك و لكن امض معي قال: فأتينا ظلة بني ساعدة، فاذا نحن بقوم ينام، فجعل يدس الرغيف و الرغيفين حتي اتي علي آخرهم ثم انصرفنا، فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق.

فقال (عليه السلام): لو عرفوه لو اسيناهم بالدقة، و الدقة هي الملح، ان الله تبارك و تعالي لم يخلق شيئا الا و له خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب يليها بنفسه، و كان ابي اذا تصدق بشي ء وضعه في يد السائل، ثم ارتده منه فقبله و شمه ثم رده في يد السائل ان صدقة الليل تطفي ء غضب الرب و تمحو الذنب العظيم و تهون الحساب، و صدقة النهار تثمر المال و تزيد في العمر



[ صفحه 51]



ان عيسي بن مريم (عليه السلام) لمامر علي شاطي ء البحر رمي بقرص من قوته في الماء، فقال له بعض الحوارين: يا روح الله و كلمته لم فعلت هذا و انما هذا من قوتك، قال: فقال (عليه السلام): فعلت هذا للدابة تأكله من دواب الماء و ثوابه عندالله عظيم.


پاورقي

[1] ص 355 ط الغري.

[2] ج 2 ص 164 ط اسلاميه طهران.


امام صادق و مذاهب مختلف


زمان امام صادق عليه السلام زمان تشتت و فراواني مذهب گوناگون بوده و نظرات و مباني مختلفي وجود داشته و راه هاي انحرافي و شبهات اعتقادي فراواني بين مردم رايج بوده است. ما در اين جا به صورت خلاصه اصول مذاهب و فرقه ها را بيان مي كنيم، چرا كه تفصيل كامل مذاهب اسلامي از وضع كتاب ما خارج است و بايد در كتاب هاي مربوط به ملل و نحل كه حاوي اين مباحث است جستجو شود.


سخنان امام صادق درباره ي رياكاري


ريا آن است كه انسان بخواهد با اعمال نيك و آثار و حركات ظاهري خود - مانند لباس ظاهري و هيئت و حركات خود - در قلب مردم منزلت و جايگاهي پيدا كند و اعمال خود را با اين هدف انجام دهد. و آن از گناهان و معاصي خطرناك و مهلكي است كه آيات قران و سخنان معصومين عليهم السلام در مذمت آن فراوان بيان شده است.

امام صادق عليه السلام در سخنان زيادي مذمت و زشتي ريا را بيان كرده و صاحب آن را تنقيص نموده است كه به برخي از آنها اشاره مي شود:

امام صادق عليه السلام مي فرمايد: «هر ريايي شرك به خداوند است.» [1] و كسي كه عمل خود را براي مردم انجام دهد، پاداش او بر مردم خواهد بود و كسي كه عمل خود را براي خدا انجام دهد پاداش او بر خدا خواهد بود. [2] .

طبق تفسير آيه ي شريفه ي (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا) [3] كسي كه عمل نيكي را انجام مي دهد و هدف او ستايش مردم است و دوست مي دارد كه عمل خود را به گوش مردم برساند همان مشرك در عبادت خدا مي باشد.



[ صفحه 318]



سپس فرمود:«هيچ بنده اي عمل نيك خود را نمي پوشاند جز آن كه خداوند پس از مدتي عمل خير او را آشكار مي سازد و هيچ بنده اي عمل شر خود را نمي پوشاند جز آن كه خداوند پس از گذشت ايامي عمل شر او را آشكار مي سازد.» [4] .

و در سخن ديگري به اصحاب خود مي فرمايد: «براي چه بعضي از شماها خوبي هاي خود را به مردم نشان مي دهيد و گناهان و زشتي هاي خود را مي پوشانيد؛ آيا مي خواهيد خود را نيكو نشان دهيد؟ براي چه به باطن خود نظر نمي كنيد آيا خود را نمي شناسيد؟ مگر خداوند نمي گويد: (بل الانسان علي نفسه بصيرة) شما بايد بدانيد كه اگر باطن پاك و نيكو باشد، ظاهر نيز قوي و سربلند مي شود.» [5] .

حقيقتا اين سخن بسيار ارزشمندي است؛ زيرا انسان رياكار وقتي كه به باطن خود مراجعه مي كند به خوبي درمي يابد كه آنچه اظهار مي كند برخلاف باطن اوست و در عين حال ظاهرسازي مي نمايد، اما با حركات خود باطن خويش را آشكار مي سازد.

و لكن كسي كه باطن و ظاهرش يكسان است، كاملا به خود اطمينان دارد و به خاطر همين اطمينان، بر كردار و گفتار خود مسلط است.

امام صادق عليه السلام [ضمن نصيحت و ارشاد اصحاب خود] مي فرمايد: «اگر كسي عمل ناچيز و كمي را براي خدا انجام دهد، خداوند آن عمل را بزرگتر از آنچه كه او فكر مي كرده نشان مي دهد. و اگر كسي عمل بزرگي را براي جلب توجه و خشنودي مردم انجام دهد، به گونه اي كه حتي بدن خود را به رنج اندازد و شب ها را بيدار بماند؛ جز اين نيست كه خداوند عمل او را در مقابل چشمان مردم ناچيز مي گرداند.»

و فرمود: براي چه انسان برخلاف آنچه در باطن اوست و خدا به آن آگاه است در مقابل مردم عذرتراشي مي كند؛ در حالي كه رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: «اگر كسي چيزي را در باطن خود پنهان نمايد خداوند لباس آن را به بدن او خواهد پوشاند، پس اگر عمل خوبي بوده لباس صلاح و نيكي به او خواهد پوشاند و اگر عمل ناپسندي بوده لباس زشت و ناپسندي به او خواهد پوشاند.



[ صفحه 319]



و فرمود: «اياك و الرياء، فانه من عمل لغير الله و كله الله الي من عمل له» [6] يعني: از رياكاري بپرهيز و بدان كه هر كه كاري را براي غير خدا انجام دهد، خداوند او را به همان كسي كه كار خود را براي او انجام داده است، واگذار خواهد نمود.

گر چه اينها بخش اندكي از سخنان امام صادق عليه السلام درباره ي ريا و سوء نيت بود؛ ولي از همين سخنان اندك مي توان دريافت كه اگر كسي هدفش از انجام كارها، خشنودي مردم باشد؛ حاصلي جز [زيان كاري] و رسوايي براي او نيست و هرگز اعمال او سبب پاكي او نخواهد شد.


پاورقي

[1] دليل شرك بودن ريا اين است كه اگر كسي عبادت خود را براي خشنودي مردم انجام دهد، گمان مي كند كه مردم مي توانند بدون خواست خدا نفعي به او برسانند و يا ضرري را از او دفع نمايند و اين عين شرك به خداوند است.

[2] كافي ج 2 / 293.

[3] كهف / 110.

[4] كافي ج 2 / 295.

[5] كافي ج 2 / 293.

[6] كافي ج 2 / 293.